You are on page 1of 54

‫القانون‪ :‬الخاص‬

‫موضوع‬ ‫اإلجازة يف‬


‫شهادةحول‬
‫عرض لنيلعرض‬

‫تدب ـ ري الموال المكتسبة ربي‬


‫فية الزوجية يف‬ ‫الزوجي خالل ر‬
‫ر‬
‫ائ‬‫ضوء العمل القـ ـض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ي‬

‫تحت إ رشاف الستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الط ـ ـ ـلبة ‪:‬‬


‫* بوبكري عبد القـ ــادر‪.‬‬ ‫العرب خالـد‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ايت‬
‫وعل‬
‫ي‬ ‫‪ ‬حنان ايت‬
‫‪ ‬زينب باحماد‬
‫‪ ‬محمد عالم‬
‫‪ ‬رشيد بهـيج‬
‫‪2018 / 2017‬‬

‫‪1‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪ ‬شكر وتقدير‬
‫" من لم يشكر الناس ال‬ ‫قال عليه الصالة والسالم‬
‫يشكره هللا "‪.‬‬

‫يطيب لنا أن نجزي عظيم شكرنا وبالغ امتناننا‬


‫لألســتاذ القدير ‪ ":‬بوبكري عبد القادر" على تفضله‬
‫باإلشراف على هذا العرض‪ ،‬وتتبع أجزائه بالنصح‬
‫والتصويب‪ ،‬منذ أن كان فكرة حتى رأت النور‪ ،‬كما‬
‫أن الشكر موصول إلى كل من آزر هذا العمل‬
‫بالتشجيع والمعلومة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫المقــدمــة‬
‫غني على التعريف كون المملكة المغربية عرفت في اآلونة األخيرة تغيرات ثقافية و اجتماعية و اقتصادية في مختلف‬
‫المجاالت و الميادين وقد طالت هذه التغيرات مؤسسة األسرة من حيت بنيتها وأدائها لوظائفها‪ ,1‬فاألسرة في مسارها‬
‫التاريخي تميزت بالتفاعل الحاد بين جميع مكوناتها من زوج وزوجة و أطفال وأجداد وأحفاد‪ ،2‬فال غرابة في حرص المشرع‬
‫المغربي على تنظيمها و حمايتها ‪ ،‬من أجل تحقيق هدف أسمى أال وهو إعمار األرض استقامة العدل و المساواة و االستقرار‬
‫حتى ال تضيع الحقوق هدرا ‪ ،‬و مساهمة في بناء أسري قوي ومنتج وايجابي ‪ ،3‬الن البنية األساسية لتكوين مجتمع حضاري‬
‫يكمن في األسرة الصالحة‪،‬وهو ما عبر عنه الملك محمد السادس ‪ 4‬مخاطبا أعضاء اللجنة االستشارية الخاصة بمراجعة‬
‫مدونة األحوال الشخصية "‪...‬فإننا حريصون على ضمان حقوق النساء و الرجال على حد سواء‪ ،‬غايتنا في دلك تماسك‬
‫األسرة وتضامن أفرادها و تثبيت التقاليد المغربية األصلية القائمة على روح المودة والوئام "‪...‬‬
‫وهكذا جاءت مدونة األسرة سنة ‪ 2004‬لتأسيس ثقافة جديدة داخل األسرة المغربية دون تنازل أو تفريط في الهوية اإلسالمية‬
‫المتجدرة في وجدان المغاربة وكدا نتيجة انخراط المغرب في مجموعة من المواثيق الدولية التي أولت االهتمام بحقوق‬
‫الزوجة في أموال األسرة بقصد رفع الحيف والظلم الذي عانت منه لمدة طويلة ومن أبرزها العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية الصادر عن الجمعية العامة األمم ‪ 5‬بتاريخ ‪ 1966.12.16‬والذي صادق عليه المغرب في‬
‫‪ 1979.03.27‬واالتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ‪ 6‬من طرف الجمعية العامة لألمم‬

‫‪ . 1‬محمد أقاش ‪-‬النظام المالي للزوجين على ضوء مدونة األسرة ‪-‬بحت لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ‪-‬قانون األسرة و الطفل ‪-‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبد هللا كلية العلوم القانونية فاس سنة ‪ 2006-2005‬ص‪1‬‬
‫‪ . 2‬ذ‪.‬إدريس جويلل ‪-‬شرح مدونة األسرة أحكام الزواج و الطالق ‪-‬مطبعة آنفو ‪-‬برانت فاس ‪ 2014‬ص‪7‬‬
‫‪ . 3‬حياة الصابري ‪ .‬المعهد العالي للقضاء ‪- -‬تدبير األموال المكتسبة بين النص القانوني والعمل القضائي – بحت نهاية التكوين في المعهد العالي للقضاء الرباط‬
‫‪ 2015-2013‬ص‪1‬‬
‫‪ . 4‬ذ‪.‬إدريس جويلل ‪-‬مرجع سابق ‪-‬خطاب الملك التاريخي يوم ‪ 27‬أبريل ‪ 2001‬ص‪7‬‬
‫‪ . 5‬المادة ‪ 23‬من العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية فقرة ‪ " 4‬تتخذ األطراف في هذا العهد التدابير المناسبة لكفالة تساوي حقوق الزوجين وواجباتهما لدى‬
‫التزويج و خالل قيام الزواج ولدى انحالله "‪...‬‬
‫‪(6) . 6‬المادة ‪ 16‬من االتفاقية الدولية المتعلقة بإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة تنص على ما يلي ‪ :‬تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على‬
‫التمييز ضد المرأة في كافة األموال المتعلقة بالزواج والعالقات العائلية وبوجه خاص تضمن نفس الحقوق لكال الزوجين فيما يتعلق بملكية وحيازة الممتلكات‬
‫واإلشراف عليها و إدارتها و التمتع بها و التصرف فيها بال مقابل أو بمقابل عوض‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫المتحدة في ‪ 1979.12.18‬و التي صادق عليها المغرب في ‪، 2000.12.26‬واالتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الطفل‬
‫المعتمدة من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 1989‬والتي صادق عليها المغرب في ‪.1996.11.21‬‬

‫ولما كان التعايش في إطار الزواج يحدث آثارا مالية كان واجب المدونة أن تخصص جزءا من فصولها لتنظيم هذه اآلثار‬
‫خاصة منها المتعلقة باألموال التي تثمرها الحياة الزوجية المشتركة‪.1‬‬
‫هذا االهتمام بالجانب المالي لألسرة ليس وليد اللحظة إنما يعود إلى قرون خلت فلقد أنصفت الشريعة اإلسالمية أطراف‬
‫العالقة الزوجية حق تملك كل واحد منهما نصيبه من عمله و كده لقوله تعالى ‪[ :‬وال تتمنوا ما فضل هللا به بعضكم على‬
‫‪2‬‬
‫بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا هللا من فضله إن هللا كان بكل شيء عليما‪].‬‬
‫ومن المعلوم أن مدونة األسرة وبعد سنوات من النقاش حول إشكالية مدونة األحوال الشخصية تضمنت مجموعة من‬
‫المقتضيات الجديدة كان من أهمها معالجتها لمسألة التدبير المالي لألموال المكتسبة بين الزوجين أثناء العالقة الزوجية سواء‬
‫في حالة اإلتفاق أو غيابه من خالل المادة ‪ 49‬التي حرص المشرع على وضع األسس التشريعية األولى في القانون المغربي‬
‫لتنظيم الروابط المالية بين الزوجين حيت نصت على أن ‪:‬‬

‫' لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر غير أنه يجوز لهما في إطار تدبير األموال المكتسبة أثناء قيام‬
‫الزوجية االتفاق على استثمارها و توزيعها‪.‬‬
‫يضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج‬
‫يقوم العادالن بإشعار الطرفين عند زواجهما باألحكام السالفة الذكر‬
‫إذا لم يكن هناك اتفاق فيرجع للقواعد العامة لإلثبات مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجين وما قدمه من مجهودات وما‬
‫تحمله من أعباء لتنمية أموال األسرة'‬
‫وخولت بذلك للزوجين إمكانية إبرام وثيقة مستقلة عن عقد الزواج بمقتضاها يتفقان على تدبير األموال التي سيتم اكتسابها‬
‫خالل فترة الزوجية بحيث يتراضيان في بداية حياتهما الزوجية على الطريقة التي يريانها ناجعة الستثمارها و توزيعها ‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه المادة استجابة للواقع المعيش لألسرة المغربية بعد أن أصبحت مساهمة المرأة في تحسين أوضاعها‬
‫االقتصادية أمرا ال يمكن تجاهله أو غض الطرف عنه ‪،‬حيث نجد المرأة سواء في البادية أو المدينة تقوم بمجهودات طيلة‬
‫حياتها الزوجية داخل البيت او خارجه ‪،‬للرفع من دخل األسر ة بكل الوسائل و السبل المتاحة لمواجهة متطلبات الحياة‬
‫المتزايدة ‪،‬وبالتالي مساهمتها في تكوين الثروة المالية لألسرة ‪ 3‬وعند الطالق قد يستأثر الزوج بكل الثروة دون إعارة‬
‫االهتمام إلى مجهوداتها وقد يكون العكس ومسألة اقتسام الثروة عرفتها تشريعات كثيرة نجد لها أعراف في المغرب كما هو‬
‫الشأن في جنوب المغرب حيث يعرف بما يسمى يحق الكد والسعاية‪ ،‬وقد ترك أمر تقويم هذه األموال للقضاء لفض النزاع‬
‫‪ . 1‬حياة الصابري _ تدبير األموال المكتسبة بين النص القانوني و العمل القضائي ‪.‬مرجع سابق ص‪.1‬‬
‫‪ . 2‬سورة النساء _ اآلية ‪. 32‬‬
‫‪ . 3‬حياة الصابري ‪-‬مرجع سابق ص‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫القائم في حالة عدم االتفاق مستندا في ذلك إلى القواعد العامة إلثبات مع مراعاة مجهود كل واحد من الطرفين واألعباء التي‬
‫تحملها والعمل الذي قام به‪.‬‬

‫انطالقا من هذه المعطيات ارتأينا دراسة موضوع تدبير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية بناء على ضوء العمل‬
‫القضائي ‪،‬باعتباره من المواضيع الم همة التي كانت محل جدل بين المعنيين والمهتمين‪ ،‬وهو ما دفعنا إلى اختيار هو سبر‬
‫أغواره محاولة منا كشف الستار على هذا الموضوع الذي لم تفصل فيه مدونة األسرة بشكل دقيق وواضح ‪ ،‬و من البديهي‬
‫أن لكل موضوع مميزات تطرح جملة من الصعاب اللصيقة به ‪،‬وترجع صعاب هذا الموضوع إلى ندرة األحكام و القرارات‬
‫غير المنشورة المتعلقة به على مستوى محكمة مكناس سواء محكمة الدرجة األولى أو محكمة االستئناف إذ بعد بحث مضني‬
‫لم نستطع الحصول سوى على عدد قليل بهذا الشأن جلها كان مآلها عدم قبول الطلب النعدام اإلثبات فحاولنا تدعيم‬
‫الموضوع بأحكام و قرارات منشورة بين مختلف محاكم المملكة‪.‬‬
‫ومن عنوان موضوعنا هذا و من األهداف التي سطرت له نصوغ اإلشكالية على النحو التالي ‪ :‬كيف تم تأطير تدبير األموال‬
‫المكتسبة خالل فترة الزوجية ؟‬
‫هذه اإلشكالية التي يتفرع عنها عدة إشكاليات تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬كيف أطرت المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة مسألة تدبير األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ؟‬
‫‪ -‬كيف كان الفصل بين األموال المكتسبة بين الزوجين في ظل مدونة األحوال الشخصية الملغاة وطريقة العمل به ؟‬
‫‪ -‬ما مدى فعالية االتفاق المالي المبرم بين الزوجين في الحد من النزاعات المعروضة أمام القضاء في ما يخص هذه‬
‫األموال المكتسبة ؟‬
‫وانطالقا من هذه اإلشكاالت ارتأينا تناول الموضوع بإتباع المنهج التحليلي‪ ،‬ومن خالله قررنا تقسيمه إلى فصلين‪:‬‬

‫لتدبي الموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ‪.‬‬


‫ر‬ ‫القانوئ‬
‫ي‬ ‫الفصل الول‪ :‬النظام‬
‫الزوجي و طرق إثباتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬مآل الموال المكتسبة ربي‬
‫ي‬ ‫الفصل‬

‫‪5‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫لتدبي الموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية‪.‬‬
‫ر‬ ‫القانوئ‬
‫ي‬ ‫‪ ‬الفصل الول ‪ :‬النظام‬

‫بما أن التنظيم األسري له دور كبير في استقرار المجتمعات وتطورها فقد اهتمت القوانين بتنظيم الزواج في جميع‬
‫جوانبه منذ القدم بدءا من شروط الزواج الى غاية انحالل الزواج وآثاره خاصة ما يتعلق بالذمة المالية للزوجين‪ ،‬إذ كان‬
‫األصل في الشريعة اإلسالمية أن الذمة المالية للزوجين مستقلة عن بعضها البعض فإن العالقة الزوجية ال أثر لها على‬
‫استقالل الذمة المالية لطرفيها‪ ،‬وال يكون سببا لتغيرها أو إقصائها بشكل نهائي فهي رغم ذلك تبقى قائمة وهي حق لكل‬
‫شخص على حده ولو في إطار العالقة الزوجية‪.‬‬

‫ومبدأ استقالل الذمة المالية بين الزوجين هو الذي سار عليه المشرع المغربي من خالل ما نص عليه في المادة ‪ 49‬من‬
‫مدونة األسرة في فقرتها األولى‪ ،‬وتأكيدا على حفاظ الحقوق المالية لطرفي العالقة الزوجية‪ ،‬فقد أشار المشرع الى إمكانية‬
‫االتفاق على تدبير األموال المشتركة بين الزوجين أثناء قيام العالقة الزوجية بموجب اتفاق مستقل عن عقد الزواج‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس سنقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪ :‬المبحث األول سنتطرق فيه حول التأصيل الشرعي والقانوني‬
‫لمسألة الذمة المالية للزوجين‪ ،‬فيما سنخصص المبحث الثاني لمكونات األموال المكتسبة بين الزوجين وكيفية تدبيرها‪.‬‬

‫ر‬
‫للزوجي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والقانوئ لفكرة الذمة المالية‬
‫ي‬ ‫‪ ‬المبحث الول‪ :‬التأصيل الش ي‬
‫ع‬
‫سنتناول في هذا المبحث استقالل الذمة المالية للزوجين كمبدأ في الشريعة اإلسالمية ومدونة األسرة(المطلب األول)‪ ،‬فيما‬
‫سنتحدث عن االشتراك في المكتسبات الزوجية كاستثناء لمبدأ استقالل الذمة المالية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬استقالل الذمة المالية للزوجين كمبدأ في الشريعة اإلسالمية ومدونة األسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن وضع قواعد لتنظيم العالقات المالية بين الزوجين من شأنه تحقيق االستقرار داخل األسرة‪ ،‬وتفادي ما قد يحصل بينهما من‬
‫خالف‪ ،‬وقد عملت الشريعة اإلسالمية في هذا اإلطار على جعل ذمة كل واحد من الزوجين مستقلة عن اآلخر (الفقرة األولى)‬
‫وفي نفس االتجاه سار المشرع المغربي بإقراره لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬السند الشرعي لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين‪.‬‬
‫تعرف الشريعة اإلسالمية بوجه عام نظاما ماليا واحد يحكم أموال الزوجين وحقوقهما وعالقتهما المالية‪ ،‬وهو نظام انفصال‬
‫األموال ويظهر ذلك من مجمل األحكام التي تتناول العالقات المالية بين الزوجين والقواعد التي تخضع لها حقوقهما المالية كنظام‬
‫النفقات وقواعد التصرف واالنتفاع باألموال العائدة لكل منهما‪.1‬‬

‫وتعرف الذمة المالية في الفقه اإلسالمي بأنها وصف شرعي يفترض الشارع وجوده في اإلنسان فيصير به أهال لإللزام‬
‫وااللتزام وتعرف أيضا بأهلية الوجوب التي تعني صالحية اإلنسان ألن تكون له حقوق وعليه واجبات‪.2‬‬

‫ويشكل مبدأ استقالل الذمة المالية أحد األسس التي ترتكز عليها مؤسسة الزواج في الشريعة اإلسالمية كما أن تصرفات‬
‫الزوجة المالية تجد أساسها في كتاب هللا والسنة النبوية تؤكد كلها أن للمرأة المسلمة الحق في التصرفات المالية‪.‬‬
‫ومن اآليات الواردة في القرآن الكريم "ولكم نصف ما ترك أزواجكم وإن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما‬
‫تركن من بعد وصية يوصي بها أو دين"‪ 3‬وقوله عز وجل " وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا‬
‫إليهم أموالهم"‪.4‬‬

‫فاآلية األولى تتحدث على أن للمرأة ذمتها المالية المستقلة‪،‬يورث عنها بعد وفاتها وتنفذ وصيتها كما يمكن أن تتدين سواء‬
‫نتيجة معامالت تجارية أو غيرها‪ ،‬أما بالنسبة لآلية الثانية لم يميز الشارع الحكيم بين الذكر واألنثى في دفع أموالهم بذلك يمكن‬
‫أن يكون اليتيم أنثى وتكون لها ذمة مالية وبالتالي فإن للزوجة مطلق الحرية في التصرف في مالها الخاص أن لها أن تدخره أو‬
‫تتصدق به أو بجزء منه ولها أن توصي به أو تهبه إلى الغير‪.5‬‬

‫ومن ذلك أيضا " وال تتمنوا ما فضل هللا به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن"‪،6‬‬
‫فهذه اآلية شملت أنواع الكسب من تجارة وصناعة وفالحة وجميع أنواع المعامالت المالية المشروعة‪.7‬‬
‫هذا من خالل القرآن الكريم أما أدلة استقالل الذمة المالية للمرأة في السنة الشريفة فقد روي عن الليث عن أبي عجالن عن‬
‫سعيد المقبري عن أبي هريرة قيل لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أي النساء خير‪ ،‬فقال الذي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ال‬
‫تخالفه في نفسها ومالها بما يكره‪.8‬‬

‫‪ . 1‬عمر صالح الحافظ مهدي العزاوي‪ :‬الذمة المالية للزوجين في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي دراسة مقارنة في إطار الفقه اإلسالمي والتشريعات العربية‬
‫والغربية ط ‪ ، 1‬منشورات الحلبي الحقوقية لبنان ‪،2010‬ص ‪.104‬‬
‫‪- 2‬عبد الرزاق السنهوري مصادر الحق في الفقه اإلسالمي رقم ‪ 09‬المطبعة الوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬سنة ‪،2005‬ص ‪.250‬‬
‫‪ 3‬اآلية ‪ 12‬من سورة النساء‪.‬‬
‫‪- 4‬اآلية ‪ 6‬من سورة النساء‪.‬‬
‫‪- 5‬بن الشيخ الرشيد شرح قانون األسرة الجزائري المعدل دراسة لبعض التشريعات العربية ط ‪ 7‬دار الخلدونية‪.‬‬
‫‪- 6‬سورة النساء اآلية ‪.32‬‬
‫‪- 7‬حسن العبادي‪ :‬عمل المرأة في سوس منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية مطبعة طوب بريس بالرباط ط ‪ 1‬سنة ‪،2004‬ص ‪.15‬‬
‫‪- 8‬ابن حزم المحلي باآلثار تحقيق البنداري عبد الغفار سليمان جزء ‪ 8‬ط ‪ 1‬دار الكتب العلمية للنشر بيروت ‪ 2003‬ص ‪.316‬‬

‫‪7‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫فاإلسالم اعترف للمرأة متى كانت كامل األهلية شخصيتها المدنية الكاملة وحريتها المطلقة في التصرف في أموالها سواء‬
‫كانت بعوض أو بغير عوض دون رقابة من زوجها فجعل لها ذمة مالية مستقلة عن الذمة المالية للزوج‪.1‬‬

‫ويشكل استقالل الذمة المالية للزوجين تجسيدا لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في التمتع بالحقوق والتصرف في األموال‬
‫وحق المرأة في القيام بجميع أنواع المعامالت المالية المشروعة دون رقابة من زوجها الستقالل ذمتها المالية عن ذمته‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يذهب أحد ا لفقهاء الى القول بأن المرأة تتمتع بذمة مالية مستقلة ويمكن استثمار أموالها لحسابها الخاص عن‬
‫طريق التجارة والصناعة والفالحة والكسب وبجميع أنواع المعامالت المالية المشروعة ويمكن ادخار أموالها في اسمها الخاص‬
‫والتصرف فيه كما شاءت بالبيع والهبة والوصية واإليجار والتوكيل والرهن والشراء وغير ذلك من التصرفات المالية دون أن‬
‫يكون لزوجها الحق في التدخل بمنعها أو تقييد حريتها بأي نوع من أنواع التقييد إال ما يمس بالسلوك الخلقي كأن تفتح بأموالها‬
‫مرقصا أو محال لبيع الخمور وغير ذلك مما يجلب المعرة للزوج واألوالد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األساس القانوني لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين‪.‬‬


‫أقر المشرع بالمبدأ السائد في الشريعة اإلسالمية والقاضي باستقالل الذمة المالية للزوجين سواء في إطار مدونة األحوال‬
‫الشخصية سابقا أو في ظل مدونة األسرة ولم يأخذ برأي المالكية فيما يخص بتقيد تصرفات الزوجة في مالها بدون عوض فيما‬
‫زاد عن الثلث‪.‬‬

‫فقد نصت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 35‬من مدونة األحوال الشخصية الملغاة أنه "للمرأة حريتها الكاملة في التصرف في‬
‫مالها دون رقابة الزوج إذ ال والية على مال زوجته‪ ،2‬الذي تبنى بدوره الحرية المطلقة للزوجة في التصرف بمالها دون أن‬
‫يكون تصرفها ذلك موضوع رقابة أو وصاية من قبل زوجها أو غيرها‪ 3‬وهو ما يعتبر تكريسا لمبدأ استقالل الذمة المالية‬
‫للزوجين‪.4‬‬
‫وهو ما أكده المجلس األعلى سابقا في قرار له جاء فيه " أن رسم السعاية المحتج به ال يشير إلى النظام المالي للزوجين وال‬
‫إلى درجة مساهمة المرأة في ما أصبح يشكل الذمة المالية للزوج وأن القاعدة المقررة في الشريعة اإلسالمية تقضي باستقالل‬
‫كل زوج بذمته المالية الخاصة"‪ 5‬ثم أصدرت مدونة األسرة التي كرست هذا المبدأ صراحة في الفقرة األولى من المادة ‪49‬‬
‫"لكل و احد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر‪ " ..‬يتبين أن لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن اآلخر‬
‫يتصرف فيها‪ ،‬حيث يبقى كل واحد منهما محتفظا بأمواله الشخصية التي اكتسبها قبل الزواج عن طريق اإلرث أو الوصية أو‬

‫‪- 1‬عبد الخالق أحمدون‪ :‬قانون األسرة الجزء األول الزواج مطبعة طوب بريس الرباط ط ‪،2005‬ص‪.237‬‬
‫‪- 2‬الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 35‬من مدونة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪- 3‬فريدة بناني‪:‬حق تص رف الزوجة في مالها حق شرعي‪ ،‬مطبعة دار تبتمل للطباعة والنشر ومراكش الطبعة األولى ‪،1995‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 4‬رشيدة داودي العالقات المالية بين الزوجين وفق مدونة األسرة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية الحقوق بطنجة سنة ‪ ،2006-2005‬ص‪.94‬‬
‫‪ . 5‬اورده الملكي الحسين‪:‬من الحقوق المالية للمرأة نظام الكد والسعاية ‪ ،‬الجزء األول ط ‪ 2‬دار القلم والنشر والتوزيع الرباط ‪،2010‬ص ‪.134‬‬

‫‪8‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الهبة أو الصدقة‪ ،1‬وقد تبنت هذه القاعدة التش ريعات الوضعية السارية المعمول بها في البلدان العربية بخالف القانون الفرنسي‬
‫الذي وضع أمام الزوجين أربعة أنظمة مالية‪.2‬‬

‫وهو ما كرسته محكمة االستئناف بالدار البيضاء في قرار لها جاء فيه وحيث أن األصل وفقا للمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة هو‬
‫استقالل الذمة المالية لك ل من الزوجين إال ما ستحققه بمقتضى عقد أو واجب شرعي متفقا عليه كشرط بإرادة الطرفين استثناء‬
‫وعند عدمه فقواعد اإلثبات العادية تكون واجبة التطبيق‪.3‬‬

‫هذا القرار يؤكد أن لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر ما لم يتفق على تدبير األموال المكتسبة خالل قيام‬
‫العالقة الزوجية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية إقرار مبدأ الذمة المالية المستقلة لكل واحد من الزوجين في الحرص على عدم اغتناء أحدهما على حساب اآلخر‬
‫والسعي إلى ركوب مطية الزواج بهدف االغتناء‪ ،‬بعيدا عن القيم السامية لعقد الزواج كما أنه من شأن إقرار هذا المبدأ تخويل‬
‫لكل واحد من األطراف العالقة الزوجية للحفاظ على ثروته المكتسبة قبل الزواج وتنميتها في استقالل تام عن الذمة المالية للزوج‬
‫اآلخر سواء بشكل سلبي أو إيجابي‪.4‬‬

‫ومسألة استقالل ذمة كل زوج عن اآلخر هي من النظام العام وهي بخالف االشتراك في تدبير األموال المشتركة المكتسبة‬
‫خالل فترة الزواج‪.5‬‬
‫غير أن المشرع المغربي أضفى من حدة هذا المبدأ حيث أكد في المادة ‪ 49‬من المدونة عن إرادة الزوجين عند إبرام الزواج‬
‫في تحديد االتفاقات التي يرغبان في تنظيمها في عقد مستقل من أجل تنظيم عالقتهما المالية‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق بثروتهما‬
‫المكتسبة خالل الحياة الزوجية لضمان حقوقهما معا‪.6‬‬

‫وتأكيدا لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين يعمد بعض األزواج عند إشعارهما بمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة الى‬
‫االتفاق في عقد مستقل على األخذ بنظام االستقاللية بالنسبة لكل واحد منهما في جميع ممتلكاته وأمواله‪.‬‬

‫على أنه بالرغم من أهمية هذا المقتضى التشريعي إال أنه في الواقع العملي نسجل قلة حاالت االتفاق على إبرام عقود تدبير‬
‫األموال المكتسبة بين الزوجين بالمقارنة مع عقود الزواج والسبب في ذلك راجع إلى مجموعة من العوامل الثقافية واالجتماعية‪.7‬‬
‫وعليه فتأكيد المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة على استقالل الذمة المالية للزوجين يجعل الزوجين في غنى عن االتفاق حول هذه‬
‫المسألة إال أنه من الناحية العملية قد يلجأ بعض األزواج إلى االتفاق على أن تظل ذمة كل واحد منهما مستقلة عن اآلخر وهذا ما‬

‫‪-‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪ 2008/06/30‬في ملف عدد ‪ 07/938‬قرار "غير منشور"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عبد القادر قرموش‪ :‬الدور القضائي الجديد في قانون األسرة المغربي مركز التوثيق بفاس ‪،2014‬ص ‪.158‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪ 2008/06/30‬في الملف ‪" ،07/938‬غير منشور"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬عمرو لمزرع‪:‬محاضرات في األموال األسرية لسنة ‪،2012-2011‬ص ‪.19‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-‬محمد الكشبور‪ :‬شرح مدونة األسرة انحالل ميثاق الزوجية الجزء الثاني‪،‬ص ‪.386‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬محمد الشافعي‪ :‬مدونة األسرة بين النص والممارسة أعمال الندوة الوطنية التي نظمتها شعبة القانون الخاص ومركز الدراسات القانونية بمراكش ‪،2006‬ص ‪.180‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪-‬وزارة العدل والحريات إحصائيات حول أقسام قضاء األسرة خالل سنة ‪.2013‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫تضمنته أحد العقود ال ذي جاء فيه "وأشهد الزوج المذكور أنه ال دخل له في األموال التي اكتسبتها زوجته قبل زواجهما أو بعده‬
‫وأن لكل واحد منهما ذمة مالية مستقلة عن اآلخر واستثمار أموال كل منهما سيبقى مستقال دوما واستمرار‪.1‬‬
‫هذا المبدأ المنصوص عليه في مدونة األسرة لم يأتي عن فراغ فهو موجود في الشريعة اإلسالمية التي تنص عليه كأصل في‬
‫فصل األموال لكل طرف على حدة‪ ،‬لذا فالمشرع ساير الشرع اإلسالمي في هذه النقطة ونصل على أن مبدأ استقالل الذمة المالية‬
‫للزوج والزوجة الحصول عليها قبل العالقة الزوجية‪.‬‬

‫ومن خالل اإلطالع على مجموعة من رسوم اإلشهاد على تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج يتضح أن أغلبها تضمن‬
‫اتفاق الزوجين على ذمتهما المالية المشتركة‪ ،‬وبه نص المشرع على ضرورة إيجاد صبغة توافقية لكيفية تسيير األموال‬
‫المشتركة التي ستكتسب في فترة الحياة الزوجية بإبرام االتفاق المالي لتدبير األموال المشتركة بينهما‪.‬‬
‫وهذا ما سنحاول ذكره بالمناقشة والتحليل في المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬االشتراك في المكتسبات الزوجية كاستثناء لمبدأ استقالل الذمة المالية‪.‬‬


‫المشرع المغربي نهج نهجا سليما بما أقرته المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة بترسيخها قاعدتين جوهريتين تتجلى أوالهما في‬
‫استقالل الذمة المالية لكل واحد من الزوجين وهو ما نص عليه في الفقرة األولى‪ ،‬والثانية تضمنت مسألة تدبير األموال المشتركة‬
‫بين الزوجين ضمن األحكام ا لتي خصصها للشروط اإلرادية وهي تعتبر من أهم التعديالت التي جاءت بها مدونة األسرة‪ ،‬ولكي‬
‫نلم أكثر بالموضوع سنقوم بتوضيح المقصود بالمكتسبات الزوجية (الفقرة األولى) وبيان موقف الفقه والمشرع في (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬المقصود بالمكتسبات الزوجية‪.‬‬


‫الكسب لغة‪:‬هو الربح المالي أو النفع المادي الذي يجنى من عمل أو تجارة أو صناعة والمكتسبات هي األموال التي تم الحصول‬
‫عليها أي الحقوق المكتسبة‪.2‬‬

‫المكتسبات عبارة عن األموال التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية عامة تفيد األموال العقارية واألموال المنقولة ويمكن أن تفيد‬
‫جميع طرق اكتساب هذه األموال العوضية وغير العوضية‪.3‬‬
‫وهذا بخالف المشرع التونسي الذي أنشأ نظاما اختياريا لالشتراك في األمالك بين الزوجين وهو نظام يهدف الى جعل عقار أو‬
‫جملة من عقارات ملكا مشتركا بين الزوجين متى كانت من متعلقاته العائلية‪.4‬‬
‫المشرع المغربي كان أكثر تقدما من نظيره التونسي حيث اعتمد كل األموال سواء كانت عقارات أو أموال منقولة‪.‬‬

‫‪- 1‬رسم إشهاد ب تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج قسم التوثيق بالمحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‪ ،‬مذكرة الحفظ السابعة األول‪ ،‬عدد ‪ 68‬صحيفة ‪،43‬بتاريخ‬
‫‪.2006/05/22‬‬
‫‪- 2‬أحمد مختار‪ :‬معجم اللغة العربية المعاصرة ط‪ 1‬عالم الكتب للنشر والتوزيع طباعة القاهرة ‪.2008‬‬
‫‪- 3‬محمد خيري‪:‬تدبير األموال المكتسبة أثناء قيام العالقة الزوجية ومقتضيات نظام الكد والسعاية جريدة العلم العدد ‪.19705،2004‬‬
‫‪- 4‬الفصل ‪ 40‬الفقرة الرابعة من القانون الصادر بتاريخ ‪ 09‬نونبر ‪.1998‬‬

‫‪10‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫إن نظام االشتراك في األموال الزوجية يعد من أهم صور النظام المالي الزوجي واألكثر شيوعا في التشريعات الغربية وفي‬
‫مقدمتها التشريع الفرنسي‪ ،‬ويستند هذا النظام الى فكرة وجود مجموع مالي مشترك بين الزوجين‪ ،1‬وهي تلك األموال التي‬
‫يكتسبانها في ظل العالقة الزوجية سواء عن طريق ممارسة مهنة أو نشاط معين أو عن طريق التبرع كأن يهب شخص مالك‬
‫الزوجين قطعة ترابية فتكون بذلك مشتركة بينهما‪.‬‬
‫ثم إن فكرة االشتراك في األموال الزوجية المكتسبة سواء بدأت تتسلل ببطء الى مدونات األحوال الشخصية العربية وفرضت‬
‫نفسها نتيجة ظروف سياسية وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية جدت وطرأت على الساحة العامة للبلدان العربية منها ارتفاع‬
‫نسبة التعليم والوعي والعمل بين اإلناث ونشاط الجمعيات النسوية والحقوقية المطالبة بمحاربة أشكال التمييز بين الجنسين‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف الفقه والمشرع من األموال المكتسبة‪.‬‬


‫إن موضوع المكتسبات المالية في ظل العالقة الزوجية تجد محلها في نصوص شرعية منبعثة من مصادر التشريع‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف الفقه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫سنورد بعض األحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنة والتي عالجت المسألة بالرغم أنها أحكام عامة‪ ،‬إذن مسألة‬
‫االشتراك في المكتسبات هي وليدة الفقه المعاصر‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫يقول تعالى "وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم تعلمون"‬
‫أما في السنة النبوية عن أبي الباهلي رضي هللا عنه قال أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال "من اقتطع حق امرئ مسلم‬
‫‪5‬‬
‫بيمينه فقد أوجب هللا له النار‪ ،‬وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان يسيرا يا رسول هللا قال وإن قضيبا من أراك "‪.‬‬

‫العقد المالي التي أتاحت مدونة األسرة المغربية إمكانية الزوجين فرصة إبرامه عقد يعتبر حديثا لم يسرع اهتمام ودراسة‬
‫الفقهاء المسلمين فالرجوع الى العقود نجد أن الفقهاء درسوا عقود معينة ال يوجد من بينها العقد المالي الملحق بعقد الزواج فيعتقد‬
‫الدارس أن الفقه اإلس المي ال يعرف إال هذه العقود وبالتالي فكل اتفاق ال يدخل تحت عقد من هذه العقود ال يكون مشروعا ولقد‬
‫ذهب أحد الفقهاء في رده على الغرب المنتقد لتقييد مبدأ سلطان اإلرادة في الفقه "أن الشروط المقترنة بالعقد فليس البطالن أصال‬
‫والصحة استثناء طبقا لمزاعمه كولسون فمن جهة أن جمهور الفقهاء قضوا بتصحيح الشروط المتضمنة لمنفعة أحد الطرفين‬
‫الصحيحة في عرف التعامل أو في التبرع لتربطه أال يخالف أصال من األصول الشرعية‪ ،‬ومن جهة أخرى فالحنابلة توسعوا في‬

‫‪- 1‬عمر صالح الحافظ العزاوي‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.272‬‬


‫‪- 2‬إقروفة زبيدة‪ :‬النظام المالي للزوجين بين االجتهاد الفقهي وقانون األسرة الجزائري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ - 3‬إقروفة زبيدة‪ :‬المكتسبات الزوجية بين التأصيل الفقهي والتقنين األسري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلنسانية جامعة جيجل من ‪ ،2005 11/10‬ص ‪.4‬‬
‫‪- 4‬اآلية ‪ 188‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ . 5‬اخرجه مسلم حديث رقم ‪ 137‬و انفرد به عن البخاري ‪ .‬النسائي في كتاب ادب القضاء حديث ص ‪5434‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫تصحيح الشروط بالعقد ولم يبطل عندهم إال ما خالف أصال من أصول الشريعة وهو ما يؤكد إطالق سلطان اإلرادة في مجال‬
‫التعاقد في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫فالفقه اإلسالمي ال يوجد فيه ما ينص صراحة على أبرام االتفاق المرفق لعقد الزواج وفي مقابل ذلك ال تجد ما يبطله أو يبت‬
‫فيه فهو من مستجدات العصر‪ ،‬ويجب أن ال تتوفر فيه ما يخالف مبادئ الشريعة اإلسالمية وكذا ما نهت عنه‪ ،‬فغير ذلك يجوز‬
‫االتفاق فيما بين األطراف على تنظيم العالقة المالية فيما بينهما ويكون هذا العقد صحيحا من الناحية القانونية والشرعية وينتج‬
‫آثاره فيما يتعلق األموال المتفق عليها ما دام الهدف منه هو حماية الحقوق المالية للزوجين وخاصة حماية المرأة التي تكون‬
‫عرضة لضياع الحقوق عندما ينشأ النزاع بعد الطالق‪.1‬‬

‫ثانيا‪:‬موقف المشرع من المكتسبات الزوجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استثناء من القاعدة العامة أعاله المقررة لمبدأ فصل الذمة المالية لكل واحد من الزوجين عن اآلخر‪ ،‬أقر مشروع مدونة‬
‫األسرة ‪ 203/70‬مبدأ اختياريا آخر يخضع لمبدأ سلطان اإلرادة بمفهومه المدني‪ 3‬وذلك في الفقرة األولى من نفس المادة "غير‬
‫أنه يجوز لهما في إطار تدبير األموال التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية االتفاق على استثمارها وتوزيعها"‪.‬‬

‫يبدو انطالقا من هذه المقتضيات أن المشرع يتحدث عن اتف اق اختياري يمكن للزوجين من خالله تنظيم وتدبير أموالها التي‬
‫ستكتسب أثناء قيام الزوجية وذلك عن طريق تحديد كيفية استثمارها وطريقة توزيعها‪.‬‬
‫فمقتضيات مدونة األسرة ال عالقة لها بقواعد اإلرث بمعنى أن اتفاق الزوجين على االشتراك في المكتسبات مناصفة مثال ال‬
‫يعني أن عند وفاة أحد الزوجين يقتصر نصيبه على نصف هذه المكتسبات فقط وإنما يأخذ النصف على أساس ما حصل بينهما‬
‫من اتفاق باإلضافة الى نصيبه وفقا لقواعد اإلرث‪.4‬‬

‫فالواضح أن المشرع المغربي يتحدث عن قاعدة مكملة يمكن االتفاق على مخالفتها على اعتبار أنه ليس هناك من الناحية‬
‫القانونية ما يمنع عدم االتفاق المطلق ما دام الطرفان لهما األهلية المدنية إلبرام العقد وهذا ما يتضح من الصياغة التي استعملها‬
‫المشرع بهذا المقتضى "غير أنه يجوز لهما"‪.5‬‬

‫أقر المشرع المغربي إمكانية وجواز توثيق هذا االتفاق وذلك في عقد مستقل عن عقد الزواج وهذا ما جاء في الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 49‬وذلك لتفادي النزاعات التي قد تحدث بين الزوجين نتيجة عدم البت في أمر هذه األموال‪ .6‬وهذا ما كرسته محكمة‬
‫‪1‬‬
‫االستئناف بمراكش في قرار رقم ‪.83/1346‬‬

‫‪- 1‬حفيظة الشافعي‪ :‬تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج‪ ،‬ص ‪59‬و‪.60‬‬
‫‪- 2‬الملكي الحسين‪:‬من الحقوق المالية للمرأة نظام الكد والسعاية ‪ ،‬الجزء األول ط ‪ 2‬دار القلم والنشر والتوزيع الرباط ‪،2010‬ص ‪.138‬‬
‫‪- 3‬وزارة العدل‪:‬دليل عملي لمدونة األسرة منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية العدد ‪ 1‬مطبعة فضالة طبعة ‪ ،2004‬ص ‪ ،44‬منشور من مقال عمر‬
‫المزكلدي بعنوان تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين المادة ‪.49‬‬
‫‪- 4‬وزارة العدل‪:‬م س‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪- 5‬أحمد الخمليشي‪:‬مناقشة مقتضيات المادة ‪ 49‬األعمال التحضيرية المتعلقة بالمادة ‪ 49‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 6‬عبد اللطيف البغيل‪:‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية يناير ‪،2012‬ص‪.89‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫فالمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة أوحت بجواز االتفاق على تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج قيام الحياة الزوجية واالتفاق على‬
‫استثمارها يعني أن األمر يتعلق بالتراضي‪ ،‬والمشرع حرص على التأكيد أن أي اتفاق بخصوص إدارة األموال يجب أن يكون‬
‫محل وثيقة مستقلة عن عقد الزواج وذلك حفاظا على الطبيعة الخاصة للعالقة الزوجية التي تقوم على المودة والمكارمة وذلك أن‬
‫أهداف الزواج تختلف عن وثيقة إدارة األموال‪.2‬‬
‫وهذا ما يؤكد من رسم إشهاد التالي "شهدا معا أنهما اتفقا على أن تكون األموال المستثمرة بعد قيام العالقة الزوجية بينهما‬
‫مشتركة فيما بينهما واستثمارها وتوزيعها مناصفة بينهما وذلك ابتداء من تاريخ زواجهما المشار له أعاله حضورا وإشهادا الكل‬
‫تام وقرئ عليهما مضمن العقد ووافقا عليه‪.3‬‬
‫لذا نرى أن المشرع المغربي أحسن صنعا عندما نص على أن وثيقة تدبير األموال يجب أن تكون مستقلة عن عقد الزواج‪،‬‬
‫لكي ال يجتمع عقدان في عقد واحد لهما غايات مختلفة عقد الزواج وعقد الشركة‪.‬‬

‫كما أن الوثيقة التي يتضمنها عقد الزواج والمخاطب عليها من جانب قاضي التوثيق وهي وثيقة رسمية‪ ،‬أما االتفاق المتعلق‬
‫بتدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج فقد يضمن في وثيقة رسمية يحررها عدالن أو موثق وقد يضمن في وثيقة عرفية يكتبها‬
‫الطرفان أو ينوب عنهما الغير في ذلك‪.4‬‬

‫ونرى أن هذا االتفاق إذا ورد في عقد الزواج يمكن تكييفه ضمن الشروط اإلرادية لعقد الزواج لذلك كان حريا بالمشرع أن‬
‫يترك الحرية للمتعاقدين في تضمين هذه االتفاقات والشروط في صلب عقد الزواج أو في اتفاق الحق وهذا ما سنتطرق إليه فيما‬
‫سيأتي‪.‬‬

‫تدبيها‬
‫الزوجي وكيفية ر‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬مكونات الموال المكتسبة ربي‬
‫ي‬ ‫‪ ‬المبحث‬
‫ال يمكننا الحديث عن األموال المكتسبة بين الزوجين قي ظل نظام استقالل الذمم المالية بين الزوجية بحيث أن الشريعة‬
‫اإلسالمية وكذا مدونة األسرة منحت للطرفية حرية التصرف في أموالهما‪ ،‬فال تكون الزوجة ملزمة في المساهمة بمالها في‬
‫تكاليف الحياة الزوجية باعتبار أن النفقة واجبة على الزوج‪.5‬‬

‫غير أنه بمجرد االتفاق بين الزوجين حول اشتراكهما في تكاليف الحياة الزوجية أو أعباءها وتبنيهما لنظام االشتراك‬
‫المالي يولد تغيرات جذرية فيتعين بذلك تحديد هذه األموال سواء من حيث مكوناتها (مطلب أول) وكيفية تدبيرها (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫‪-‬قرار محكمة االستئناف بمراكش رقم ‪ 410‬صادر بتاريخ ‪ 84/03/30‬في ملف عدد ‪ 83/1346‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬محمد الكشبور‪ :‬م ي‪ ،‬ص ‪.388‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬ر سم بإشهاد بتدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج‪،‬قسم التوثيق بالمحكمة االبتدائية بالناظور سجل المختلفة رقم ‪ 57‬صحيفة ‪.94‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬محمد الكشبور‪:‬شرح مدونة األسرة ج ‪،2‬ص‪.45‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬تنص المادة ‪ : 194‬من مدونة األسرة على "تجب تفقة الزوجة على زوجها بمجرد البناء‪ ،‬وكذا إذا دعته للبناء بعد أن يكون قد عقد عليها"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪13‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مكونات األموال المكتسبة‬ ‫‪‬‬
‫قد يكتسب أحد الزوجين أمواال سواء عقارية كانت أو منقولة في ظل الحياة الزوجية أو قبل ذلك‪ ،‬فتؤول إليها بطريق غير‬
‫عقد الزواج كتلك المتحصل عليها من ممارسة وظيفة معينة‪-‬الفقرة األولى‪ -‬كما قد يتحصل عليها الزوجين بموجب إبرام عقد‬
‫الزواج كاألموال المقدمة من طرف أحد الزوجين لألخر أو تلك المقدمة من الغير‪-‬الفقرة الثانية‪.1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األموال المكتسبة بطرق غير الزواج‬


‫للزوجين ذمة مالية خاصة بهما اكتسبها بطرق أخرى غير عقد الزواج ذلك بممارستهما لمهنة معينة أو ممارستهما‬
‫للتجارة ‪-‬أوال‪ -‬كما يمكن أن تكون قد اكتسبت بالميراث أو تبرعات التي يقدمها الغير‪-‬ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األموال المكتسبة عن طريق الدخل‬

‫يشمل الدخل األجور‪ 2‬المحصل عليها من ممارسة نشاط معين وتعويضات المنح والعموالت والمكافآت واإلكراميات‪...‬‬
‫ويضاف إليه دخل العمل الغير المأجور كاألتعاب وحقوق المؤلفين‪ ،‬كما يدخل في ذلك األرباح المحصل عليها من ممارسة‬
‫التجارة‪ .‬فمطالبة الرجل زوجته براتبها الشهري يعد خرقا للقانون إذ تبقى مالكة لجميع األموال التي جاءت بها قبل الزواج أو‬
‫أثناء قي ام الحياة الزوجية‪ ،‬فلهما كامل الحرية في أن تتاجر بأموالها دون أن تتوقف ذلك على إذن الزوج‪ ،‬وقد كانت السيدة خديجة‬
‫رضي هللا عنهما تاجرة موسرة تتصرف في مالها بكل حرية قبل وبعد زواجها بالنبي صلي هللا عليه وسلم‪.3‬‬

‫وهكذا فالمرأة لها كامل الحق في التملك واالنفراد بذمتها المالية التي تبقى مخصصة لمعامالتها المالية وهي في ذلك تعتبر‬
‫مستقلة بذاتها غير تابعة أو مكملة لذمة الرجل الزوج‪.4‬‬
‫فبعد صدور مدونة التجارة المغربية سنة ‪ 1996‬عرفت األهلية التجارة في القانون المغربي تعكس التحوالت المجتمعية‪،‬‬
‫التي مر منها البلد إذ لم يعد ا لمشرع يميز بين الرجل والمرأة بخصوص أحكام األهلية سواء كانت متزوجة أم ال‪.5‬‬
‫ويظهر ذلك من خالل تخويلها حق ممارسة التجارة بدون الحصول على رضا من زوجها (إلغاء الفصل ‪ 6‬من مدونة‬
‫التجارة) باإلضافة إلى إعطاءها حق إيجار خدماتها دون توقف على إذن من زوجها (إلغاء الفصل ‪ 72 6‬من ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.6‬‬
‫بالتالي يمكن القول على أن الدخل المتحصل عليه من عمل الزوجين سواء كان عن طريق ممارسة نشاط معين أو مهنة‬
‫معينة قبل عقد الزواج ال يعتبر من العناصر المكونة للملكية المشتركة بينهما ألنها اكتسبت قبل عقد الزواج نفس األمر بالنسبة‬

‫‪ - 1‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬المكتسبات المالية بعد الزواج دراسة فقهية قانونية مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق جامعة عبد الرحمان ميزة‪-‬بجاية‪ -‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية بالجزائر سنة ‪ ،2016/2015‬ص‪.23 ،‬‬
‫‪ - 2‬يقصد باألجر‪ ":‬كل ما يتقاضاه العامل مقابل عمله بما فيها العالوات والمكافآت والمنح والمزايا وغير ذلك من متممات األجر أنظر في هذا الصدد فريدة المحمودي‪:‬‬
‫القانون االجتماعي وضمانات الحق في الشغل والتشغيل‪ ،‬الطبعة ‪ 2016‬الجزء األول سنة ‪ ،2016‬ص‪.367 ،‬‬
‫‪ - 3‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬المكتسبات المالية بعد الزواج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 ،‬‬
‫‪ - 4‬خديجة البوهالي‪ ،‬االثبات في قضايا األسرة بين النص واالجتهاد القضائي‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر جامعة المولى اسماعيل كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.114 ،‬‬
‫‪- 5‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬القانون التجاري االساسي مطبعة سجلماسة مكناس سنة ‪ ،2015‬ص‪111 ،‬و‪. 112‬‬
‫‪ - 6‬خديجة البوهالي‪ ،‬اإلثبات في قضايا األسرة بين االجتهاد القانوني واالجتهاد القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114 ،‬‬

‫‪14‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫للدخل المكتسب خال ل فترة الزوجية وتزامنا مع إبرامهما لعقد مالي‪ ،‬فإنه يعتبر من المكتسبات المشتركة بينهما ويخضع لمبدأ‬
‫العقد شريعة المتعاقدين غير انه يجوز للطرفين االتفاق على اشتمال المكتسبات المالية لدخل الزوجين قبل إبرام عقد الزواج كما‬
‫يبرم الحقا خالل الحياة الزوجية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األموال المكتسبة عن طريق اإلرث والتبرعات‬

‫توجد عناصر أخرى تنضاف للذمة المالية للزوجين يمتلكانها إما عن طريق اإلرث(أ) كما قد يمتلكانها عن طريق التبرع‬
‫والوصية (ب)‪.‬‬

‫(أ)‪ -‬األموال المكتسبة عن طريق اإلرث‬

‫يتعدد أصناف الورثة حسب أوضاعهم ودرجة قرابتهم فلقد تولى سبحانه وتعالى مسالة الميراث وفصل فيها تفصيال دقيقا‬
‫في النصوص القران الواردة في سورة النساء‪ ،‬إذ تولت تبيان الفروض الشرعية والعصبات وكذا ذوي األرحام‪ .‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 329‬من مدونة األسرة على " أسباب اإلرث كزوجية(‪ )1‬والقرابة(‪ )2‬أسباب شرعية ال يمكن أن تكتسب بالتزام وال‬
‫بوصية‪"...‬‬

‫‪ -1‬القرابة‬
‫يراد بها االتصال بين إنسانين باالشتراك في الوالدة قريبة أو بعيدة واإلرث بها نوع من الخالفة عن الهالك في أمواله‪ ،‬فال‬
‫تخضع لقاعدة من كان أقرب للهالك أوال بالميراث وتنقسم إلى أ صول وفروع وحواشي‪ 2‬قال تعالى" والذين أمنوا من بعد‬
‫وهاجرو وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا األرحام بعضهم أوال ببعض في كتاب هللا إن هللا بكل شيء عليم"‪.3‬‬
‫‪ -2‬الزوجية‬
‫تعتبر الزوجية سبب من أسباب اإلرث ولهذا كان الميراث من حق كل واحد من الزوجين في األخر عند وفاته‪ ،‬ويشترط‬
‫في الزواج كسبب من أسباب التوارث بينهما مجموعة من الشروط‪.4‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون عقد الزواج صحيحا وهو ما توفرت فيه أركانه وشروطه وانتفت منه الموانع الشرعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ـ أن تكون العالقة الزوجية ثابتة بعقد الزواج أو بحكم قضائي استنادا إلى المادة ‪16‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن تكون العالقة الزوجية قائمة بينهما إلى غاية الوفاة سواء كان الموت قبل البناء أو يقوم مقامه الخلوة الصحيحة أو‬
‫الوطء أو بعده‪.‬‬
‫يمكن القول أن المرأة قد تر ث قبل إبرام عقد الزواج تركة أهلها باعتبارها بنتا أو أختا أو بنت إبن‪ ...‬كما قد ترث بعد عقد‬
‫القران باعتبارها زوجة‪ .‬كما قد يرث الرجل قبل أو بعد إبرام عقد الزواج تركة مقدرة شرعا وقانونا من أهله أومن زوجته‪.1‬‬

‫‪ - 1‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬المكتسبات المالية بعد الزواج مرجع سابق‪ ،‬ص‪25 ،‬و‪.26‬‬
‫‪ - 2‬محمد مومن ‪ ،‬محاضرات في المواريث سنة ‪ ،2012/2011‬ص‪.28 ،‬‬
‫‪ - 3‬اآلية ‪ 75‬سورة األنفال‪.‬‬
‫‪ - 4‬محمد مومن‪ ،‬محاضرات في المواريث‪ ،‬سنة ‪ ،2012/2011‬ص‪26 ،‬و‪.27‬‬

‫‪15‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫تختلف حاالت ميراث الزوج في زوجته والزوجة في زوجها كما تتغير وفق صفة الوارث ودرجة قرابته بالمورث التي‬
‫نص عليها المشرع المغربي وفق الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬ميراث الزوج‬
‫يرث النصف من تركة زوجته المتوفاة ما لم يكن فرع وارث‪.2‬‬ ‫‪‬‬
‫يرث الربع من تركة زوجته المتوفاة إذا كان فرع وارث‪ ،3‬وقد ال تشتغل الزوجة بالمرة ولكن لها ثروة‬ ‫‪‬‬
‫محترمة س بق وأن ورثتها عن زوجها السابق أو عن أبيها أو عن أمها مثال‪.4‬‬
‫‪ ‬ميراث الزوجة‪:‬‬
‫‪ ‬ترث الزوجة في تركة زوجها‪ ،‬الربع إذا لم يوجد فرع وارث وإذا تعددن يقتسمان الربع بالتساوي‪.‬‬
‫‪ ‬ترث الزوجة في تركة زوجها الثمن مع وجود فرع وارث‪.‬‬

‫وتجدرا إلشارة أن األموال المكتسبة التي يكتسبها الزوجين عن طريق اإلرث ال تدخل ضمن ممتلكاتهما المشتركة باعتبار‬
‫أنها متعلقة بشخص الوارث‪.‬‬

‫ب‪ -‬األموال المكتسبة عن طريق التبرعات‬

‫لقد خول القانون للزوجين حق قبول التبرعات التي تكون إما عن طريق الهبة (‪ )1‬أو الوصية (‪ )2‬أو الوقف (‪ )3‬فتشكل‬
‫هذه األموال المتبرع بها عنصرا هاما من عناصر الذمة المالية للزوجين سواء كانت مقدمة من طرف األقارب أو غيرهم‪.‬‬

‫‪ -1‬الهبة‬

‫تعتبر الهبة‪ 5‬سبب من أسباب كسب الملكية بالنسبة للزوجة فيمكن أن تكون من طرف األب بمناسبة تجهيزها كما يمكن أن‬
‫‪6‬‬
‫تقدم من طرف الزوج بحد ذاته وذلك فيما يتعلق بالهدايا المقدمة خالل فترة الخطبة أو بعد إبرام عقد الزواج‬

‫يؤكد األستاذ الملكي الحسين على أن لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ...‬بالنسبة للزوج ذمة‬
‫المالية تتكون بكل ما قد يؤول إليه من الهبة أو االرث‪ ...‬ونفس االمر بالنسبة للزوجة إذ أن المشرع لم يشترط في ظل القانون‬
‫على اشتراط الحصول على إذن من الزوج لقبول الهبة التي تقدم من الغير للزوجة‪. 17‬‬

‫‪ - 1‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 ،‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 342‬من مدونة األسرة أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫‪ 1‬الزوج بشرط عدم الفرع الوارث للزوجة ذكر كان أو أنثى‪....‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 343‬من مدونة األسرة‪ ،‬أصحاب الربع اثنان‪:‬‬
‫‪ -‬الزوج إذا كان الفرع الوارث‬
‫‪ -‬الزوجة في حالة عدم وجود الفرع الوارث‪.‬‬
‫‪ - 4‬محمد كشبور‪ ،‬الوسيط في مدونة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ - 5‬يراد بالهبة بأنها تمليك مال أو حق مال االخر حياة المالك دون عوض‪.‬‬
‫أنظر بهذا الصدد محمد العروضي المختصر في بعض العقود المسماة سنة ‪2018/2017‬الطبعة السادسة مطبعة أناسي ص ‪.25‬‬
‫‪- 6‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28 ،‬‬
‫‪- 6‬االستاذ الحسين الملكي األموال المكتسبة أثناء العالقة الزوجية ومقت ضيات الكذ والسعاية بجريدة القلم بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ ،2004‬عدد‪.19705 :‬‬

‫‪16‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪ -2‬الوصية‬
‫لقد تعرض المشرع إلى أحكام الوصية في المواد ‪ 277‬إلى ‪ 314‬وهي عقد يوجب حق في ثلث مال عاقده يلزم بموته‪،‬‬
‫فالفصل ‪ 49‬من مدونة االسرة يوحي بشكل صريح على أن لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة‪ ،‬فالذي يتزوج هما الزوجان‬
‫وليس االموال فمن بين مكونات الذمة المالية للزوج نجد‪:‬‬
‫ما قد يؤول إليه‪...‬بالوصية أو عن طريق تعويض شخص‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما بالنسبة للزوجة فيمكن تحديد مكونات ذمتها المالية‪:‬‬
‫قد يؤول إليها بوصية‪.1...‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬الوقف‬
‫يعتبر الوقف من بين عناصر الذمة المالية للزوجين فقد يكون الواقف أحد األقارب كاألب واألخ أو غيرهم‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫يكون الواقف هو أحد الزوجين‪ ،‬ويجوز للواقف االحتفاظ بمنفعة الشيء الموقوف فالزوجة ال يمكنها االنتفاع بالعين الموقوفة إال‬
‫وفق إرادة الواقف كما هو الشأن بالنسبة للزوجة‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األموال المكتسبة بطرق الزواج‬


‫لقد خولت الشريعة اإلسالمية والقانون للزوجة حقوقا مالية تتمثل في الصداق والنفقة وذلك بمجرد إبرام عقد الزواج كما‬
‫يمكن أن يكون ذلك قبل عقد الزواج بمناسبة الخطبة عندما يقوم الزوج بتقديم الهدايا عن طيب خاطر أو في حالة تقديم المهر‬
‫معجال‪ ،‬فهذا ما يتمثل األموال المقدمة من طرف الزوج‪ ،‬ويمكن له أن يتحصل على األموال بمناسبة عقد الزواج كالهدايا التي‬
‫تقدمها الزوجة سواء في فترة الخطبة أو أثناء قيام العالقة الزوجة ‪-‬أوال ‪ -‬كما يمكن أن تكون هذه األموال المكتسبة مقدمة من‬
‫طرف أهل أو أقارب الزوجين بمناسبة عقد الزواج كالجهاز‪ .‬المقدم من طرف أهل الزوجة والشوار أو الهدايا المقدمة من طرف‬
‫أهل الزوج له ‪ -‬ثانيا ‪.3-‬‬
‫أوال‪ :‬األموال المقدمة من طرف أحد الزوجين‬
‫يرتب الزواج التزامات مالية في ذمة الزوج نحو زوجته فتتملك الزوجة بمناسبته أمواال عن طريق الهدايا (أ) والصداق‬
‫(ب) والنفقة (ج) كما يمكن للزوج الحصول على الهدايا من طرف زوجته أو أقاربه‪.‬‬
‫أ‪ -‬الهدايا‬
‫جرت العادة على تبادل الزوجين بعض الهدايا في المناسبات تعبيرا عن مشاعر المحبة والوفاء وذلك سواء في فترة‬
‫الخطوبة أو أثناء قيام العالقة الزوجية‪ ،‬فتشمل الهدايا ما يقدمه الطرفين لبعضهما البعض من حلي ونقود وأمتعة ومالبس وغير‬
‫ذلك فتعتبر هذه الهدايا من مصادر أموال الزوجين إذا تم الزواج‪.4‬‬

‫‪ - 1‬محمد أقاش النظام المالي للزوجين على ضوء مدونة االسرة دبلوم الدراسات العليا المعمقة جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية ظهر المهراز‪-‬فاس‪ -‬السنة الجامعية ‪ ،2006/2005‬ص‪.21 ،‬‬
‫‪ - 2‬كنزي رحمة ولمعوش وهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 ،‬‬

‫‪-‬خديجة البوهالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪115 ،‬و‪.116‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬كنزي رحمة لمعوش وهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪17‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫وأما في حالة العدول عن الخطبة فقد اتفق فقهاء الشريعة اإلسالمية إجماعا فيما يخص الهدايا على وجوب ردها سواء‬
‫كا ن العدول من الخاطب أو من المخطوب أو منهما مع‪ ،‬أما المشرع المغربي فقد أخذ بالمذهب المالكي الذي يميز بين إذا كان‬
‫العدول من الخاطب أو بناءا على رغبة المخطوبة‪ ،‬ففي المادة ‪ 8‬من م أ " لكل من الخاطب والمخطوبة أن يسترد ما قدمه من‬
‫هدايا‪ ،‬ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله" فإذا كان العدول عن الخطبة من قبل الخاطب فال حق في استرداد الهدايا التي سبق‬
‫وأن أهداها لمخطوبته ألنه المفرط والمفرط أولى بالخسارة‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬الصداق‬

‫يعتبر الصداق من أهم العناصر المكونة للذمة المالية للزوجة تستحقه كامال بوفاة الزوج أو بالدخول وتستحق نصفه في‬
‫حالة الطالق قبل الدخول فهو ملك خاص للزوجة مقدم من طرف الزوج تتصرف فيه كما تشاء ويشكل أهم عناصر العالقة‬
‫المالية‪ ،‬ويعد عنصرا جوهريا في تكوين الزواج فال يجوز االتفاق بين االزواج على إسقاطه تحت طائلة بطالن عقد الزواج‪.3‬‬

‫ج‪ -‬النفقة‪:‬‬

‫تعتبر النفقة مصدر أمن مصادر أم وال الزوجة فنظام الفصل األموال المعروفة في م أ المذهب المالي يلزم الزوج لوحده باإلنفاق‬
‫ويظهر ذلك من خالل المادة ‪" ، 194‬تحب نفقة الزوجة على زوجها بمجرد البناء" تجب النفقة لصالح الزوجة غنية كانت أم‬
‫فقيرة‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬األموال المقدمة للزوجين بمناسبة الزواج‬

‫لقد سار العرف في المجتمع المغربي على مساهمة أسرة الزوجين على تجهيز المرأة سواء األب أو األم أو أحد األقارب‬
‫وذلك بكل ما تحتاج إليه الحياة الزوجية من متاع تأخذه معها إلى السكن العائلي الذي ستقيم فيه مع زوجها‪ ،‬فيمكن لألب أو ولي‬
‫المرأة‪ .‬أن يجهز لها السكن العائلي ا لذي ستقيم فيه مع زوجها‪ ،‬فيمكن لألب أو ولي المرأة‪ .‬أن يجهز لها صداقها أو من ماله‬
‫الخاص فيبقى ملك للزوجة تتصرف فيه كيفما تشاء وال يجوز للزوجة التصرف فيه بالبيع أو نقله من مكان إلى أخر دون إذنهما‬
‫وبالمقابل ينفرد الزوج بملكيته للهدايا المقدمة له بمناسبة الزواج سواء كانت من أهله أو من الغير‪.5‬‬

‫وإذا كان الزوجين يتمتعان بأهلية قانونية كاملة طبقا لنظام فصل األموال فلكل منهما الحق في التصرف بأمواله بكافة‬
‫أنواع التصرفات القانونية سواء البيع الرهن‪ ...‬بل األكثر من ذلك يبقى كل واحد منهما ملتزم بالديون المستحقة بذمته دون أن‬
‫يؤثر ذلك على الزواج‪.6‬‬

‫‪ -‬إدريس أجويلل‪ ،‬شرح مدونة األسرة أحكام الزواج والطالق مطبعة أنفو‪-‬برانت فاس‪ ،‬سنة ‪،2014‬ص ‪.63‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬الصدا ق‪ :‬عطاء واجب بذمة الروح لفائدة زوجته بمناسبة الزواج وهو رمز وهو تعبير عن رغبة في االقتران بالمرأة والطمار شرف العقد وأهميته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد الشافي‪ ،‬الزواج وانحالله في مدونة األسرة المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الداوديات مراكش سنة ‪،2012‬ص ‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الدليل العملي لوزارة ا لعدل مطبعة فضالة منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية العدد ‪ 1‬سنة ‪.2004‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬كنزي رحمة لمعوش وهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬االستاذ الملكي الحسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪18‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام التعاقدي لتدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬ ‫‪‬‬
‫إن خصوصية العقد المالي وفق ما اقره المشرع المغربي في الفصل ‪ 49‬من م أ تتجلى من خالل صفته المزدوجة‪ ،‬فهو‬
‫عقد ذو صفة خاصة ال يكمن إبرامه إال من طرف زوجين كما أنه ف ي الوقت ذاته عقد مستقل عن عقد الزواج‪ .‬فهذا العقد هو عقد‬
‫مدني يخضع للقواعد العامة لاللتزام الواردة في الكتاب األول من ظهير ق‪.‬ل‪.‬ع مع بعض االستثناءات والخصوصيات تبقى‬
‫مالزمة له سواء أثناء إبرامه‪ -‬الفقرة األولى‪ -‬أو خالل مرحلة تنفيذه‪ -‬أو تعديله أو انتهائه‪-‬الفقرة الثانية‪.1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إبرام عقد تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬


‫يجمع العديد من المهتمين بقضايا األسرة على أن خيار االتفاق الممنوح للزوجين بشأن تدبير أموالهم يعاني من قصور في‬
‫التنظيم وال زال يكتنفه الكثير من الغموض ‪ ،‬هده اإلشكاالت تصادف المقلين عليه منذ الخطوات األولى إلبرامه‪ ،‬خاصة مايتعلق‬
‫بضوابط إبرام اتفاق تدبير األموال المكتسبة(أوال) ومضمون وإشهار هذا االتفاق(ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬ضوابط إبرام اتفاق تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬

‫لقد نص المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬من م‪.‬أ في الفقرة األولى على أنه يجوز للزوجين في إطار تدبير األموال التي‬
‫ستكتسب أثناء قيام العالقة الزوجية‪ .‬االتفاق على استثمارها وتوزيعها‪ ،‬دون أن يحدد لهذا االتفاق نسقا معينا‪،‬غير أنه يخضع‬
‫ألحكام العامة لإللتزام‪ 2‬شأنه في ذلك شأن غيره من االتفاقات‪،‬بالتالي البد أن تتوفر فيه شروط موضوعية كغيره من االتفاقات(أ)‬
‫مع ضرورة احترام بعض اإلجراءات الشكلية حتى يعتبر العقد قائما‪( ،‬ب)‪.‬‬

‫(أ)‪ -‬الشروط الموضوعية إلبرام اتفاق تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‪.‬‬

‫االتفاق بوجه عام هو توافق إرادتين أو أكثر على إنشاء التزام إنشاء التزام أو نقله أو تعديله أو إنهائه‪ ،‬بمعنى توافق‬
‫إرادتين على إحداث آثر قانوني‪ ،‬واتفاق تدبير األموال المكتسبة حسب ما جاءت به المدونة اتفاق الزوج والزوجة على كيفية‬
‫تدبير األموال التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬وتوافق إرادتهما على كيفية استثمارها وتوزيعها‪ .3‬ويتعين االتفاق على تدبير‬
‫األموال المكتسبة أثناء العالقة الزوجية توافر ركن الرضا وذلك بتوافق إرادة الزوج والزوجة حول مضمون االتفاق وشروطه‬
‫وأن تكون هذه اإلرادة خالية من عيوب اإلرادة (التدليس اإلكراه والغلط والغبن)‪ ،‬وأن يكون لكل واحد منهما األهلية الكاملة‬
‫اللتزام مع ضرورة توفر السبب المتمثل في الرغبة المشتركة للزوجين في استثمار األموال المكتسبة وتوزعها والمحل حسب‬

‫‪ - 1‬محمد أقاش‪ ،‬النظام المالي للزوجين على ضوء مدونة االسرة بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ظهر المهراز‪ -‬فاس‪-‬سنة ‪،2006/2005‬ص‪.83 ،‬‬
‫‪-‬بخصوص األركان الواجب توفرها في العقد راجع‪ ،‬أستاذنا محمد الشرقاني‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪-‬العقد‪ -‬الطبعة األولى‪ -‬المطبعة الوراقة الوطنية‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪ 2003‬ص‪ 60 ،‬وما يليها‪.‬‬


‫‪ - 3‬إدريس الفاخوري‪ ،‬قانون األسرة المغربي‪ ،‬أحكام الزواج‪ ،‬دراسة مقارنة معززة بأحدث التطبيقات القضائية لمحكمة النقض ومحاكم الموضوع منشورات مجلة‬
‫الحقوق الجزء األول الصفحة ‪.296‬‬

‫‪19‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫القواعد العامة‪. 1‬فنحن أمام عقد مدني يخضع لألحكام العامة للقانون المدني من حيث أركانه وشروطه صحة تلك األركان‬
‫وبطالنه وإبطاله وتفسيره وترتيب مختلف آثاره‪.2‬‬

‫وتبقى أهلية الزوجين محل تساؤل خاصة عندما يكون أحد الزوجين قاصرا أو كليهما‪ ،‬فهل يكون أهال إلبرام مثل هذا‬
‫االتفاق؟ وهل يمكن للوكيل إبرام مثل هذا االتفاق عن طريق الوكالة‪3‬؟‬

‫فالمشرع المغربي لم يبين الحكم بشأن هذين الحالتين وإن نصت مدونة األسرة على شروط زواج القاصر‪ ،‬فإنها لم تتطرق‬
‫المسألة إ برامه اتفاق تدبير األموال المكتسبة ولذلك فمادامت إمكانية إبرام مثل هذا االتفاق من طرف القاصر المؤذن له بالزواج‬
‫قائمة فإنه ينبغي تتميم المادة ‪ 20‬من م أ عبر إضافة فقرة إليها تنص على وجوب الحصول على إذن مسبق من قاضي األسرة‬
‫خاص بإبرام القاصر لعقد االتفاق على استثمار األموال التي ستكتسب مدة الزواج وتوزيعها‪.4‬‬

‫في حين يذهب أستاذنا إدريس "اجويلل" إلى أن المادة ‪ 49‬خاطبت الزوجين الراشدين ولم تخاطب الزوجين القاصرين‬
‫معا أو احدهما فكان على المشرع أن بوضح ذلك‪ ،‬حتى ال يقع أي لبس في تفسير النص أثناء إبرام العقد‪ ،‬وإن حدث وابرم العقد‬
‫عمال بالمواد ‪ 232‬و‪ 233‬و‪ 234‬التي تقضي جميعها بإجازة النائب الشرعي للقاصر على أمواله إلى حين بلوغه سن الرشد‬
‫القانوني‪ ،‬ويطبق هذا المقتضى كذلك حتى عندما يكون احد الزوجين مصابا بإعاقة ذهنية او سفيها الن التصرفات تبقى متوقفة‬
‫على إجازة نائبها الشرعي‪.5‬‬

‫وأما بخصوص الزواج بالوكالة ودون حضور طرفيه والمنصوص عليها في الفصل ‪ 17‬من مدونة األسرة فينبغي حسب‬
‫األستاذ إدريس الفاخوري كذلك إضافة بند جديد إلى هذه المادة ينص صراحة على جواز تعبير الزوج في الوكالة بصيغة‬
‫صريحة عن رغبته عن إبرام اتفاق تدبير األموال المكتسبة مع المراد الزواج بها وتوكيل الوكيل‪.‬‬

‫(ب)‪ -‬الشروط الشكلية إلبرام اتفاق تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬

‫نص المشرع على شكلية عقد التدبير األموال المكتسبة وتنحصر في إفراغ الطرفين إرادتهما في وثيقة مستقلة عن عقد‬
‫الزواج وذلك من خالل إيراد المشرع في المادة ‪ 49‬عبارة " في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج" كان يهدف إلى إعطاء الفرصة‬

‫‪ - 1‬إدريس العلوي العبدالوي" نظرية العقد" مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،1996‬ص‪.163 ،‬‬
‫‪- 2‬محمد الكشبور‪ ،‬شرح مدونة األسرة‪ ،‬انحلل ميثاق الزوجية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪388 ،‬‬
‫‪ - 3‬حياة الصابري‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة‪ ،‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء فوج ‪ ،39‬ص‪.19‬‬
‫‪33‬وذلك على خالف المشرع التونسي الذي في الفصل ‪ 5‬من قانون عدد ‪ 94‬لسنة ح‪ 8‬على ضرورة تضمن التوكيل لرأي الزوج أو الزوجة الموكلة بوجه صريح في‬
‫مسألة االشتراك من عدمه‪ ،‬وبالتالي لم يترك للوكيل حرية اختيار نظام أمال الزوجين بل ينبغي أن يكون االختيار صادرا عن الزوج أو الزوجة الموكلة مباشرة‬
‫ومضمنا بعقد الوكالة‪.‬‬
‫‪ - 4‬إدريس الفاخوري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 297‬و‪298‬‬
‫‪ - 5‬ادريس جويلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159/158 ،‬‬
‫‪33‬وذلك على خالف المشرع التونسي الذي في الفصل ‪ 5‬من قانون عدد ‪ 94‬لسنة ح‪ 8‬على ضرورة تضمن التوكيل لرأي الزوج أو الزوجة الموكلة بوجه صريح في‬
‫مسأل ة االشتراك من عدمه‪ ،‬وبالتالي لم يترك للوكيل حرية اختيار نظام أمال الزوجين بل ينبغي أن يكون االختيار صادرا عن الزوج أو الزوجة الموكلة مباشرة‬
‫ومضمنا بعقد الوكالة‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫لألزواج الذين ابرموا عقد زواجهم قبل صدور هذه المدونة‪ ،‬وبالتالي تمكينهم من االستفادة من هذا االتفاق وكذا إتاحة الفرصة‬
‫للمتزوجين حديثا لدراسة هذا الموضوع على مهل‪.1‬‬

‫وكما ألزم المشرع السادة العدول بضرورة إشعار الطرفين عند زواجهما‪ ،‬بإمكانية االتفاق على تدبير أموالهما المكتسبة‬
‫خالل الزواج‪ ،‬ولعل الحكمة من تذكير الخطيبين عند إبرام عقد الزواج من طرف العدلين محرري العقد بأحكام المادة ‪ 49‬من‬
‫مدونة األسرة هو لفت انتباههم ألهمية هذه المقتضيات‪ ،‬وحتى يكونا على بينة من وجود نص قانوني يعنى بتنظيم األمور‬
‫والشؤون المالية التي يريدان مستقبال التعاقد بشأنهما كما أن توثيق االتفاقات المالية سيضع حدا لالتفاقات الشفوية التي كثيرا ما‬
‫تكون عرضة لإلنكار أو للخالف في مضمونها فتضيع بذلك الحقوق‪ .2‬وهذا االلتزام قانوني مفروض تشريعيا على العدلين‬
‫وعدم القيام به قد يرتب مسؤولية العدلين التأديبية‪ ،‬أما المسؤولية المدنية فتتطلب إثبات الضرر من جانب المطالب بالتعويض‪،‬‬
‫وأحسن وسيلة إثبات قيام العدلين بااللتزام أ عاله‪ ،‬هو اإلشارة إلى اإلشعار في دفتر خاص يوقع عليه الزوجان‪.3‬‬

‫وإذا أصر الزوجان على تضمين عقد الزواج االتفاق على كيفية تدبير هده األموال‪ ،‬فهل يعتبر مثل هذا العقد باطال؟‬
‫بطبيعة الحال ال يمكن الحديث عن البطالن ألن مثل هذا االتفاق ال يبطل العقد بصفة قطعية ! فال يكون هذا العقد باطال على‬
‫اعتبارات للمتعاقدين كامل الحرية في تضمين االتفاقات والشروط سواء في صلب العقد أو في عقد مستقل‪ ،‬مادامت الشروط‬
‫المتفق ال تخالف القانون أو النظام العام أو األخالق الحميدة‪.4‬‬

‫ولكي يكون هذه االتفاق حجة قوية أمام القضاء البد أن يأتي بصيغة محايدة لتدبير أموال الزوجية واستثمارها وتوزيعها‬
‫بينهما وأن يحتوي على تفاصيل االتفاق وشروط االتفاق‪.5‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون عقد تدبير األموال المكتسبة وإشهاره‬

‫على خالف باقي التشريعات التي كانت سباقة إلى إدخال مبدأ سلطان اإلرادة كآلية لتنظيم األموال المكتسبة من طرف‬
‫ا لزوجين والتي أحاطته بنظام خاص هو تنظيم جميع جوانبه الشكلية والموضوعية‪ ،‬جاء المشرع المغربي بنظام تعاقدي ذو‬
‫مقتضيات عامة وفضفاضة ومحددة في بضعة أسطر دون تحديد لمضمونه(أ) وال تحديد لطريقة إشهاره (ب)‪.‬‬

‫مضمون عقد تدبير األموال المكتسبة‬ ‫أ‪-‬‬


‫نص المشرع في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 49‬من مدونة األسرة على أنه‪" :‬يتضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة عن عقد‬
‫الزواج'' وبذلك يكون قد نص على شكلية العقد المالي الذي يجب أن يرد في محرر مستقل عن عقد الزواج حيث جرت الممارسة‬

‫‪ - 1‬حياة الصابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20 ،‬‬


‫‪- 2‬المقتضيات الجديدة لمدونة األسرة‪ ،‬من خالل أجوبة السيد وزير العدل‪ .‬والسيد وزير األوقاف والشؤون االسالمية عن االسئلة واالستفسارات المثارة أثناء مناقشة‬
‫مشروع المدونة أمام مجلسي البرلمان‪ .‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية سلسلة الشروح والدالئل‪ ،‬العدد الرابع ‪ 2004‬مطبعة فضالة المحمدية‬
‫الطبقة األولى ‪.2004‬‬
‫‪- 3‬محمد الكشبور‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.389 ،‬‬
‫‪- 4‬حياة الصابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20 ،‬‬
‫‪ - 5‬فاطمة ملول‪ ،‬تدجبير األموال المكتسبة بين الزوجين وفق النص القانوني والعمل القضائي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الفقه والقانون العدد ‪ 62‬السنة ‪ ،2017‬ص‪،103 ،‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫العملية على إفراغ مضمونه في شكل عقد نموذجي محرر من قبل عدلين‪ .1‬فالمشرع المغربي في المادة ‪ 49‬من م‪.‬أ‪ ،‬لم يحدد‬
‫مضمون عقد تدبير األموال المكتسبة نظرا الختالف الثقافة من منطقة ألخرى‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫وخالصة القول فإن المشرع األسري المغربي لم يحدد طبيعة وإطار وقالب هذا االتفاق من حيث اعتباره شركة أو غيره‬
‫وعموما يضمن في هذا االتفاق كل الشروط ذات الطابع المالي بين األزواج والتي يرغبان العيش وفقا لها" ومن بين ما قد‬
‫يتضمنه هذا االتفاق‪.4‬‬
‫‪. 1‬اتفاق الزوجان على أن ما قامت به الزوجة بشرائه من منقوالت منزل الزوجية سواء كان من مالها أو مهرها أو ما‬
‫اشتراه لها زوجها يكون ملك للزوجة‪.‬‬
‫‪ .2‬اتفاق الزوجان على أو ما قام به الزوج من شرائه بعد الزواج أو الدول بالزوجة ومن ماله الخاص يكون ملك الزوج‬
‫ويثبت ذلك بفواتير الشراء‪.‬‬
‫‪ . 3‬اتفاق الزوجان على كيفية تقسيم العائد الناتجة من عمل مشترك وتحديد النسب التي تعود لكل واحد منهما‪...‬‬

‫ومن خالل االطالع على مجموعة من رسوم اإلشهاد على تدبير األموال المكتسبة يتضح أن أغلبها تضمن اتفاق الزوجين‬
‫على جعل ذمتهما المالية مشتركة على صيغة التالية‪:5‬‬

‫"شهدا معا أنهما اتفقا على أن تكون األموال المستثمرة بعد قيام العالقة الزوجية بينهما مشتركة فيما يبنهما واستثمارها‬
‫وتوزيعها مناصفة بينهما وذلك ابتداء من تاريخ زواجهما المشار إليه أعاله وأكداه ‪.6"....‬‬

‫ب‪ -‬إشهار عقد تدبير األموال المكتسبة‬


‫فالمقصود باإلشهار في مجال تدبير األموال المكتسبة إطالع األغيار بمحتواه حتى يكونوا على بينة من وضعيتها المالية‬
‫والمالحظ من خالل مقتضات المادة ‪ 49‬من م‪.‬أ أن المشرع المغربي يم يشر إال لشكلية الكتابة ولم ينص على اإلشهار إذن فما‬
‫هي القيمة القانونية لهذا العقد إن لم يتم إشهاره خاصة وأن عقد تدبير األموال المكتسبة يشمل باإلضافة إلى العقارات كل أنواع‬
‫المنقوالت وما مدى انسجام مقتضيات النصوص التشريعية األخرى ذات الصلة؟‪48 .‬‬

‫‪ - 1‬حياة الصابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 21 ،‬ومايليها‪.‬‬


‫‪ - 2‬أحمد الخمليشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.353 ،‬‬
‫‪ - 3‬لقد حاول بعض الفقهاء توضيح اإلطار القانوني الذي يدخل فيه هدا االتفاق وبالتالي خضوعه ألحكام المتعلقة به‪ ،‬بحيث يدخل في إطار «الشركة»ويخضع إلحكامها‬
‫فالشركة بين الزوجين في الفقه اإلسالمي على ثالثة أنواع شركة أموال وشركة األبدان وشركة الوجوه‬
‫*فشركة األموال تتكون من تالتة أنواع‪ 1:‬شركة العنان وهي ان يجعل كل من الزوجين او الشركيين ماال يخلطاه ويتاجرا فيه معا وال يستبد احدهما بالتصرف دون‬
‫األخر‬
‫‪2‬شركة المفاوضة هي ان يجعل كل منهما التصرف لالخر في حضوره و غيبته و يلزمه كل ما يهمله شريكه‪.‬‬
‫‪ 3‬شركة المضاربة وتسمى بشركة قراض وهي تجعل صاحب المال منهما بيد األخر لتجد فيه الربح بينهما مشترك‪.‬‬
‫*وإما شركة األبدان ‪:‬وتسمى بشركة األعمال فهي في الصنائع واألعمال وتجوز عند المالكية بشروط‪.‬‬
‫*وشركة الوجوه هي ان يشتركا على غير مال ال عمل وهي شركة على الذمم بحيث ادا اشتريا شيئا كان دمتهما وادا باعاه ربحه وهي غير جائزة عند المالكية انطر‬
‫بهدا الصدد عبدهللا بن الطاهر السوسي ص ‪203‬‬
‫‪- 4‬محمد اقاش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،89 ،‬ومايليها‪.‬‬
‫‪- 5‬محمد الشافعي‪ ،‬قراءة في المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة بعد ثالث سنوات من التطبيق الحصيلة والمعيقات‪ ،‬أشغال الندوة الدولية المنظمة من طرف مجموعة البحث‬
‫في القانون واألسرة يومي ‪ 16-15‬مارس ‪ 2007‬بكلية الحقوق بوجدة الطبعة األولى ‪ -2008‬مطبعة الجسور وجدة ص‪.265 ،‬‬
‫‪- 6‬رسم إشهاد بتدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج‪ ،‬قسم التوثيق المحكمة االبتدائية بالناظور‪ ،‬سجل المختلفة رقم ‪ ،52‬صفيحة ‪ 397‬عدد ‪ 715‬بتاريخ ‪ 23‬مارس‬
‫‪.2012‬‬

‫‪22‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫با لرجوع إلى النصوص القانونية المنظمة للعقار نجدها تأخذ بمبدأ اإلشهار العيني‪ 1‬وإذا كان محل عقد تدبير األموال‬
‫الزوجية عقارا محفظا أو في طور التحفيظ‪ ،‬فإنه ال تكون له أي حجية لدى األغيار إال إذا تم إدراج مضمونه بالسجالت العقارية‬
‫المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬إذ في غياب هذ ا التقييد ال تتحقق الحماية المرجوة‪ .‬هذا بخالف المشرع التونسي الذي ألزم الموثق‬
‫الذي أبرم العقد المالي في أجل ‪ 10‬أيام أن ترسل ملخصا إلى كل من ضابط الحالة المدنية بمكان والدة الزوجين وتقييد هذا‬
‫الملخص بسجالت المحافظة العقارية تحت طائلة المسؤولية والغرامة‪49 .‬‬
‫فالمشرع المغربي وإن سمح بإبرام عقد تدبير األموال المكتسبة أثناء الحياة الزوجية إال أن فعاليته تظل جد محدودة وال‬
‫تحقق الحماية الكافية للحقوق المالية للزوجين‪ ،‬وحتى تتحقق الغاية من هذا العقد وحماية الطرف الضعيف في العالقة الزوجية‬
‫وحقوقه المالية البد من إلزام الموثق أو العدل باإلشراف على إجراءات اإلشهار لضمان فعالية هذا العقد‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقد المالي‪ :‬تنفيذه‪ ،‬تعديله‪ ،‬وإنهاءه‪.‬‬


‫لقد عمل المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة على فسح المجال أمام إرادة الزوجين الختيار كيفية‬
‫تدبير أموالهما‪ ، 3‬ولكن السؤال المطروح هو ما مدى إلزامية الوفاء بما اتفقت عليه اإلرادتان(أوال)‪ ،‬وما مدى حرية اإلطراف‬
‫في تعديل ذلك العقد(ثانيا)‪ ،‬أو حتى إنهائه في حاالت قيام ظروف معينة يصبح معها التنفيذ مرهقا أو مستحيال(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تنفيذ العقد المالي بين الزوجين‬


‫أجاز المشرع المغربي للزوجين االتفاق على تدبير األموال والممتلكات المكتسبة خالل قيام العالقة الزوجية بكيفية التي‬
‫تناسبهما ولم يلزمهما بذلك تطبيقا لمبدأ سلطان اإلرادة على أن ما اتفق عليه العاقدان يلزمهما بصفة نهائية ألن اإلرادة كانت حرة‬
‫من كل قيد خارجي فهي تخضع لما ترتضيه‪.4‬‬
‫وقد نص المشرع على هذه القاعدة في الفصل ‪ 230‬من ق ل ع المغربي‪5‬وكرسها في المادتين ‪ 47‬و ‪ 48‬من مدونة‬
‫األسرة التي جعلت الشروط االتفاقية ملزمة للزوجين مادامت ال تخالف أحكام عقد الزواج ومقاصده وكذا القواعد اآلمرة‬
‫للقانون‪.6‬‬
‫فقد جاء في المادة ‪ 47‬من مدونة األسرة الشروط كلها ملزمة" ونصت الفقرة األولى من المادة ‪ 48‬على أن "الشروط التي‬
‫تحقق فائدة مشروعة لمشترطها تكون صحيحة وملزمة لمن التزم بها من الزوجين" وبهذا تؤكد مدونة األسرة على ضرورة‬

‫‪ - 1‬فالمشرع المغربي يأخذ بمبدأ االشهار العيني لكل التصرفات التي تنصب على العقارات المحفظة أو العقارات في طور التحفيظ‪ ،‬إذ ال تنتج أثرها العيني إال من‬
‫تاريخ تسجيلها بالسجل العقار ي‪ ،‬وكل تصرف يقع على هذه الحقوق يجب تقييدها لدى مصالح المحافظة العقارية ول يمكن االحتجاج بها لدى األغيار إال من هذا‬
‫التاريخ‪..‬‬
‫‪ - 2‬محمد بلغربي‪ ،‬عقد تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج بين التوثيق وغياب الالشهار‪،‬مقال منشور مجلة القانونية اإللكترونية‪ -‬العدد ‪ 89‬السنة ‪.2017‬‬
‫‪ - 3‬حفيظ الشافعي‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة أثناء الزواج‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة جامعة محمد االول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2008/2007 ،‬ص‪.68 ،‬‬
‫‪- 4‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬نظرية العقد الطبعة الثانية مطبعة الكرامة‪-‬الرباط‪ -‬ص‪.43 ،‬‬
‫‪- 5‬الفصل ‪ 230‬من قلع‪" :‬االلتزامات المنشئة على وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة لمنشئها وال يجوز إلغائها إال برضاهما وفي الحاالت المنصوص عليها في‬
‫القانون"‪.‬‬
‫‪ - 6‬حياة الصابري‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة بين النص القانوني والعمل القضائي بحث نهاية التكوين في تاعهد الغالي للقضاء فوج ‪ 39‬سنة ‪ 2015/2013‬ص‪.21 ،‬‬

‫‪23‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الوفاء بالشروط اإلرادية المتعلقة بعقد الزوجين‪ ،‬وبالتالي ال يمكن ألحد الزوجين أن يرفض تنفيذ هذا العقد بدعوى عدم وجود ما‬
‫يلزمه للوفاء به‪.‬‬
‫ويعتبر المشرع المغربي اإلخالل بشرط من الشروط الملحقة بعقد الزواج ضررا مبررا لتطليق ويظهر ذلك من خالل ما‬
‫جاء في المادة ‪ 98‬من م‪.‬أ‪:‬‬
‫للزوجة طلب التطليق بناء على أحد األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزوج‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرر‬
‫‪ -3‬عدم اإلنفاق‪...‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 99‬من مدونة األسرة ف الفقرة األولى"يعتبر كل إخالل بشرط في عقد الزواج ضررا مبررا لطلب التطليق"‪.‬‬
‫وبذلك اعتبر المشرع المغربي اإلخالل بشرط من الشروط الملحقة بعقد الزواج من طرف الزوج ضررا مبررا لطلب التطليق‪،1‬‬
‫ولكن ما يعاب على المادة السالفة الذكر بتعريفها للضرر المبرر لتطليق‪ " :‬كل تصرف من الزوج أو أسلوب مشين أو مخل‬
‫باألخالق الحميدة"أنها لم تكن أكثر دقة خاصة إذا أخلت الزوجة بشرط من الشروط اإلرادية إال يمكن اعتباره سبب مبرر لطلب‬
‫التطليق؟‪.‬‬
‫وهذا الحل ال ينسجم مع هدف المشرع من وضع مدونة األسرة وهو المحافظة على األسرة من التفكك واالنهيار ألنه قد‬
‫يستغل من طرف أحد الزوجين فيعمد إلى ذلك عمدا حتى يتخلص من الطرف اآلخر ولهذا ينادي بعض الفقه‪ 2‬إلى تنفيذ تقنية‬
‫الشرط الجزائي وتطبيقه في المجال األسري بمعنى تحديد تعويض يتم تقديره سلفا من قبل الزوجين يستحق في حالة إخالل‬
‫أحدهما بالتزامه في تدبير األموال المشتركة‪.3‬‬
‫وبالتالي ال مانع من تطبيق هذا الشرط مادام ال ينافي مقاصد عقد الزواج وال يخرج عن دائرة النظام العام لمؤسسة‬
‫الزواج‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعديل العقد المالي بين الزوجين‬
‫إن العق د المالي إذا نشأ صحيحا بين الزوجين أصبح ملزما لهما ال يجوز نقضه وال تعديله إذا تعديله إال باتفاق جديد يبرم‬
‫بينهما لهذا السبب‪ ،‬فهو يصبح بمثابة قانونهما الخاص وشريعتهما الذاتية‪ ،‬في تنظيم العالقات المالية‪ ،‬يتعين تنفيذه كما هو دون‬
‫أي تغير أو تبديل فيه‪ ،‬والقول بخالف ذلك فيه إهدار لمبدأ سلطان اإلرادة وتكبيل لحرية التعاقد بأخطر قيد‪.5‬‬
‫ويبدو أنه إذا كانت إرادة الزوجين تتجه لحظة إبرام عقد تدبير األموال المكتسبة أثناء فترة الزواج تتجه لحظة إبرام عقد‬
‫ينظم كيفية استثمارها وتوزيعها أخذ بعين االعتبار ظروف حالتهما االجتماعية واالقتصادية الحالة وقت إبرام العقد‪ ،‬فإنه ليس‬
‫هناك ما يمنعها من تعديل االتفاق مستقبال تبعا لتطورات الحياة‪ ،‬وتغير األوضاع المحيطة بهما‪ ،‬خاصة وأن تنفيذ الشروط التي‬

‫‪ - 1‬حفيضة الشافعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 ،‬‬


‫‪ 2‬ادرس الفاخوري‪ :‬دور اإلرادة في إبرام عقود الزواج في ظل نصوص مدونة األسرة الجديدة‪ ،‬مجلة المحامي عدد مزدوج ‪ ،2004 45-44‬ص‪.162 ،‬‬
‫‪ - 3‬يعتبر الشرط الجزائي تعويضا اتفاقيا عن الضرر الذي لحق الدائن نتيجة إخالل المدين بالتزامه‪ ،‬حيث جاء في الفصل ‪ 264‬من ق‪.‬لع‪ ،‬أه" يجوز للمتعاقدين أن يتفقا‬
‫على التعويض على األضرار التي قد تلحق الدائن من جراء عدم الوفاء بااللتزام األصلي كليا أو جزئيا أو التأخر في تنفيذه‪.‬‬
‫‪- 4‬ادريس الفاخوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 ،‬‬
‫‪- 5‬خديجة البوهالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،144 ،‬وما يليها‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫سبق وأن التزم بها الزوجان قد يستغرق فترة طويلة وقد تبقى قائما طيلة الحياة الزوجية وهو ما قد تستجد معه ظروف تجعل من‬
‫العسير على الملتزم الوفاء بالشرط مما يستدعي التدخل للتخفيف من حدة إلزامية هذه الشروط‪.1‬‬
‫ولهذا فالعقد المالي قد يكون متضمنا التزام فوري‪ ،‬وقد يحدد تنفيذه بفترة قصيرة كأن يلتزم الزوج بتأثيث منزل الزوجة أو‬
‫أن تلتزم الزوجة بدفع تسبيق مالي لشراء سيارة فهنا ال تثور أية صعوبة في التنفيذ‪ ،‬لكن إذا كان تنفيذه يمتد لسنوات أو لفترة‬
‫الزواج كلهما ضمن الضرورة االحتياط لما يمكن أن يحدث من تغير في ظروف ووضع الزوجين فقد يحدث أن تشترط الزوجة‬
‫على زوجها عند إبرام العقد بأن ينفق على أوالدها من زوج آخر فيقبل الزوج الشرط في ظل ظروف مادية مريحة تم تتغير‬
‫الظروف مع مرور الوقت فتصبح أحواله المادية صعبة ومرهقة كما أم الزوجة قد تلزم بجانبه بمشاركة زوجها في اإلنفاق في‬
‫البيت واألوالد لكن مع تغير األوضاع تصبح عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها‪.2‬‬
‫ففي هذه الحالة ينبغي أن يقرر ال مشرع إمكانية مراجعة القضاء إلعادة النظر في مضمون العقد المالي لتكييفه مع ما‬
‫استجد من هذه األوضاع لم تكن متوقعة من قبل وقد أتاح الفصل ‪ 48‬من مدونة األسرة هذه اإلمكانية بنصه على أنه‪ ":‬إذا طرأت‬
‫ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني للشرط مرهقا‪ ،‬أمكن للملتزم به أن يطلب من المحكمة إعفاءه منه أو تعديله ما دامت‬
‫تلك الظروف أو الوقائع قائمة‪.3"..‬‬
‫وتبقى للقضاء السلطة التقديرية لتقدير إمكانية تعديل العقد من عدمها مراعيا في ذلك الظروف االقتصادية لكال الزوجين‬
‫وجميع المعطيات التي قد تتغير من أسرة إلى آخري ومن منطقة إلى أخ رى‪ .‬فهو مدعو إلى لعب دور إيجابي في إقامة التوازن‬
‫االقتصادي بين الزوجين وإعادته إلى المستوى العادل تبعا للحاجيات الملحة والضرورات العملية األكيدة حتى تضفى على العقد‬
‫المالي وظيفته االجتماعية التي تتماشى مع روح العدل ومنطق اإلنصاف‪.4‬‬
‫وقد كان المشرع الفرنسي أكث ر حكمة من نظيره المغربي عندما قطع إمكانية العقد المالي بضوابط صارمة ومقتضيات‬
‫خاصة‪،‬قطعا لدابر التحايل والتالعب‪ ،‬وتخضع مسألة تعديل النظام المالي لمسطرة خاصة‪ ،‬إذ ال يمكن أن يتم إال بعد مرور مدة‬
‫زمنية حددها القانون الفرنسي في سنتين من تطبيق النظام المرغوب في تغييره‪ ،‬كما يخضع العقد المالي إلى المصادقة من‬
‫طرف محكمة سكنى الزوجين‪.5...‬‬
‫أ‪ -‬إنهاء العقد المالي بالتراضي بين الزوجين‬
‫العقد المالي المبرم بطريقة صحيحة يعد بمثابة قانون خاص للزوجين ويرجع ذلك إلى القاعدة العامة التي مفادها" أن العقد‬
‫شريعة المتعاقدين"‪ ،‬غير أن هذا العقد تطرأ عليه بعض المستجدات تؤدي به إلى انتهاءه فعقد تدبير األموال المكتسبة بين‬
‫الزوجين قد ينتهي بتراضي بين الزوجين‪.6‬‬
‫كما قد يرغب الزوجان في إلغاء العمل باالتفاق على تدبير األموال المكتسبة بينهما لسبب من األسباب أثناء قيام العالقة‬
‫الزوجية‪ ،‬وذلك بالتراضي بينهما‪ ،‬وهنا كيفما تم إبرام عقد التدبير يقع إنهاءه دون أيه قيود‪.1‬‬

‫‪- 1‬حفيظة الشافعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75 ،‬‬


‫‪- 2‬محمد أفاش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96،‬‬
‫‪ - 3‬خديجة البوهالي‪ ،‬مرجع سايق‪ ،‬ص‪.145 ،‬‬
‫‪- 4‬محمد أقاش مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 ،‬‬
‫‪ - 5‬مسعودي رشيد‪ ،‬النظام المالي للزوجين في التشريع الجزائري أطروحة لنسل شهادة الدكتوراه سنة ‪ ،2005/2006‬ص‪.227 ،‬‬
‫‪- 6‬حفيظة الشافعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76 ،‬‬

‫‪25‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫وكما قد ينتهي االتفاق على تدبير األموال أيضا عند عدم اتفاق الزوجين حول تسيير تلك األموال المكتسبة فتتم المطالبة‬
‫‪2‬‬
‫بفسخ العقد من قبل أحد الزوجين‪ ،‬ومن تجليات هذا اإلجراء القانوني انفصال الذمة المالية للزوجين واستقالليتها‬
‫ب‪ -‬انتهاء العقد المالي بوفاة أحد الزوجين‬
‫يعد سبب من أسباب إنهاء النظام المتفق عليه وفاة أحد الزوجين‪ ،‬وبالتالي تضع حدا لالتفاق على تدبير األموال المكتسبة‬
‫بين الزوجين‪ ،‬ويحل الورثة محل الزوج المتوفى فيما له من حقوق‪ ،‬وال يمكن بأي حال من األحوال‪ .‬أن يمس هذا االتفاق بأحكام‬
‫المواريث‪ ،‬فالزوج الباقي يأخذ نصيبه من األموال المكتسبة حسبما وقع االتفاق عليه في صلب عقد التدبير‪ ،‬وما نابه من اإلرث‬
‫في تركة المنوفي‪.3‬‬
‫وفي حالة الزوج المفقود فبعد استفاء إجراءات الحكم بوفاته ينتهي العقد المالي المنعقد بين الزوجين‪.‬‬
‫ج‪ -‬انتهاء العقد المالي بالطالق أو التطليق‬
‫يعتبر الطالق أو التطليق سبب إلنهاء النظام المالي بين الزوجين‪ ،‬فانتهاء العالقة الزوجية يترتب عليها انحالل الوثيقة‬
‫المالية المبرمة بين الزوجين‪ 4‬مهما كان السبب الذي أدى إلنهاء هذه العالقة‪ ،‬مما يتم معه توزيع األموال المكتسبة أثناء قيام‬
‫العالقة الزوجية وفق ما تم االتفاق عليه عند إبرام عقد التدبير األموال ولكن البد من تصفية الديون المستحقة على هذه األموال‬
‫قبل إجراء عملية التوزيع‪.5‬‬

‫‪- 1‬حياة الصابري‪ ،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.25 ،‬‬


‫‪ - 2‬خديجة البوهالي‪ ،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.147 ،‬‬
‫‪ - 3‬فؤاد زلماط تدبير األموال المكتسبة أثناء فترة الزوجية على ضوء مدونة األسرة ‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بسطات‪،‬سنة ‪ ،2012‬ص‪324‬‬
‫‪ - 4‬حياة الصابري‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص‪.24 ،‬‬
‫‪- 5‬حفيظة الشافعي‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص‪.76 ،‬‬

‫‪26‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الزوجي وطرق إثباتها‬
‫ر‬ ‫الثائ ‪ :‬مــآل المكتسـبات المالية ربي‬
‫ي‬ ‫الفصل‬ ‫‪‬‬

‫إن مآل المكتسبات المالية بعد الزواج يكون على طريقتين ‪ :‬األولى حينما يتفق الزوجان على اإلدارة المستقلة لهذه‬
‫المكتسبات والتي ال تثير أي إشكال‪ ،‬أما الثانية فتكون باالتفاق على اإلدارة المشتركة لها وهو ما ينبغي تحديده عن‬
‫طريق تبيان النظام المالي المتفق عليه بين الزوجين‪ 1،‬ففي حالة تبني نظام االشتراك في المكتسبات تندمج الذمم المالية‬
‫لكليهما فيشتركان بذلك في اإلنفاق على بيت الزوجية وكذا ضمان الديون المشتركة سواء في ظل الحياة الزوجية أو بعد‬
‫انحاللها‪.‬‬

‫فإذا كان المشرع المغربي قد حاول انطالقا من المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة إيجاد حل إلشكالية تنازع الزوجين عن‬
‫طريق منح كل من هما إمكانية إجراء اتفاق لتدبير هذه األموال بموجب عقد كتابي مستقل عن عقد الزواج أو عن طريق‬
‫منح إمكانية قيام أحد الزوجين بالمطالبة بنصيب من تلك الممتلكات‪ ،‬حتى مع غياب اتفاق كتابي بشأن ذلك طبقا للقواعد‬
‫العامة في اإلثبات ( المبحث الثاني ) فإن هناك اتجاها فقهيا ‪ 2‬ال يرى في مقتضيات هذه المادة إال تكريسا من المشرع‬
‫لمؤسسة عرفية كانت سائدة ببعض مناطق المملكة ويتعلق األمر هنا بحق الكد والسعاية ‪ ( 3‬المبحث األول )‪.‬‬

‫‪ .1‬يرتكز النظام المالي للزوجين في قوانين الدول الغربية على وجود مجموعة من األنظمة المالية ‪ ،‬فالقانون الفرنسي على سبيل المثال يضم أربعة أنظمة مالية مختلفة‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪le régime de la communauté légale‬‬ ‫‪ . 1‬نظام االشتراك‬
‫‪le régime de la communauté conventionnelle‬‬ ‫‪ . 2‬نظام االشتراك أالتفاقي‬
‫‪le régime de la séparation des biens‬‬ ‫‪ . 3‬نظام فصل األموال‬
‫‪le régime de la participation au acquêts‬‬ ‫‪ . 4‬نظام المساهمة في المكتسبات‬
‫‪ . 2‬ومن بين من ذهب إلى اعتبار أن المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة تكريسا لحق الكد والسعاية كما جرى به العرف وأفتى به الفقه وكرسه القضاء انظر‪:‬‬
‫‪ -‬زهور الحر ‪ :‬حق الزوجة في المستفاد من الثروة بين السند الشرعي والرأي الفقهي والعمل القضائي ‪ ،‬مقال منشور في إطار األيام الدراسية حول مدونة األسرة‬
‫سلسلة الندوات واللقاءات واأليام الدراسية رقم ‪ .5‬إشراف المعهد العالي للقضاء ‪ .‬شتنبر ‪ 2004‬ص ‪109‬‬
‫‪ -‬محمد الشافعي ‪ :‬قانون األسرة بين الثابت والمتطور‬
‫‪ -‬إدريس الفاخوري ‪ :‬دور اإلرادة في إبرام عقود الزواج م‪.‬س ص ‪19-18‬‬
‫وعلى المستوى القضائي ؛ فقد ذهبت المحكمة االبتدائية بمكناس إلى تأسيس مقتضيات حق الكد والسعاية على المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ ،‬وهو ما يفهم منه أن‬
‫المحكمة تكرس نفس التوجه الفقهي القاضي باعتبار المادة ‪ 49‬كأساس تشريعي لحق الكد والسعاية انظر‪:‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 2014/05/13‬في ملف عدد ‪ 2014/703‬عدد ‪ ( 1463‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 2013/02/29‬في ملف رقم ‪ 12/5/1558‬عدد ‪ ( 279‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 01/10/2013‬في ملف عدد ‪ 2013/432‬عدد ‪ ( 2563‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 2013/09/02‬في ملف عدد‪5/1599‬ج‪ 11/‬عدد ‪ ( 503‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 2015/05/19‬في ملف عدد ‪ 2014/796‬عدد ‪ ( 1623‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس قسم قضاء األسرة بتاريخ ‪ 2015/06/16‬في ملف عدد ‪ 3589‬عدد ‪ ( 1858‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ : . 3‬عمر المزكلدي ‪ " :‬حق الكد والسعاية محاولة في التأصيل " بحث في إطار دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص جامعة محمد الخامس كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال‪-‬الرباط ‪ 2006- 2005‬الصفحة ‪.45‬‬

‫‪27‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬نظـ ــام الكـ ـ ـ ــد و الس ـ ــعاية‬ ‫‪‬‬
‫إن متطلبات الحياة األسرية المشتركة من الناحية الفعلية غالبا ما تدفع الزوجة إلى المساهمة بجهدها المادي والمعنوي في سبيل‬
‫الحفاظ على المصالح المادية لألسرة وضمان استمرارها ‪ ،‬وقد يتطور األمر إلى حد المساهمة في تكوين الثروات المالية أو‬
‫تنميتها‪ ،‬وهو ما يؤدي في كثير من الحاالت إلى خلق نوع من اإلتحاد الفعلي لألموال بين أعضائها‪ ،‬إال أن أهم سؤال يطرحه‬
‫هذا الوضع‪ ،‬يتمثل في مدى إمكانية االعتراف بالحقوق المالية للزوجة بفعل مساهمتها وكدها‪ ،‬خاصة وإن هذه الثروة من الناحية‬
‫العم لية غالبا ما تكون في ملكية الزوج ‪ .‬نظرا لطبيعة مركزه في هرم األسرة ‪ 1‬لهذا يشكل نظام الكد والسعاية أحد الحقوق التي‬
‫عرفت انتشارا في بعض المناطق المغربية إذ عمل فقهاء هذه المناطق على تكديسها والعمل بمقتضيات هذا النظام لحل النزاعات‬
‫المالية بين الزوجين وهذا الح ق يضمن للزوجة التي عملت من أجل تنمية أموال األسرة بكدها وسعيها نصيبا في الحصول على‬
‫مقابل لما بذلته لتنمية مال زوجها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد أولت الشريعة اإلسالمية مكانة هامة لهذا الحق‪ ،‬إذ أفتى به العديد من الفقهاء في إطار النوازل التي عرضت عليهم‬
‫باإلضافة أن بعض الفقهاء إعتبرو أن مقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ليست إال تحصيل حاصل لنظام الكد والسعاية‬
‫والذي كان منظما بمقتضى العرف المحلي السائد في بعض المناطق المغربية كسوس وجبال " غمارة " وفي شمال المغرب‬
‫والتي كانت المرأة فيها تتولى بجميع أعباء الحياة الزوجية سواء داخل البيت أو خارجه شأنها في ذلك شأن زوجها‪. 3‬‬
‫ولهذا كان البد لدراسة موضوع نظام الكد والسعاية ‪ ،‬البحث في مفهومه قصد استجالء طبيعته القانونية لهذا النظام ‪ ،‬فضال عن‬
‫دراسة مختلف الن وازل الفقهية التي أفتى بها الفقهاء بشأن حق المرأة في المستفاد من الثروة الزوجية نتيجة كدها وسعيها في‬
‫تنمية هذه األخيرة ( المطلب األول ) ‪ .‬كما كان من الضروري مقارنة مقتضيات المادة ‪ 49‬مدونة األسرة ونظام الكد والسعاية‬
‫من خالل إبراز نطاق تطبيق هذا الحق من حيث الزمان والمكان ( الطلب الثاني )‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬ماهـية الكد و السعاية‬


‫يعتبر حق الكد والسعاية من األعراف المنتشرة في بعض المناطق المغربية ويتمثل فيما يأخذه الساعي مقابل عمله في تكوين أو‬
‫تنمية رأس المال بقدر يناسب المجهود الذي بذله‪ 4‬وهذا الحق الذي يقوم في مفهومه على توزيع الثروة المالية المكتسبة في أثناء‬
‫فترة الزوجية له أهمية بالغة في منح المرأة الساعية نصيبها من هذه األموال‬
‫لذا سنتناول من خالل هذا المطلب تأطير حق الكد والسعاية مفاهيميا انطالقا من تعريفه وتحديد طبيعته القانونية (الفقرة األولى)‬

‫‪ . 1‬عمر المزكلدي ‪ :‬مرجع سابق ‪ -‬ص ‪.5-4‬‬


‫‪ . 2‬من ابرز هؤالء الفقهاء ‪ " :‬الفقيه سيدي داود التملي " و " سيدي عبد هللا بن إبراهيم التملي " و " سيدي محمد بن محمد بن عبد هللا بن يعقوب السماللي " ‪ ،‬ولتوسع‬
‫أكثر انظر فقه النوازل في سوس ‪-‬قضايا وأعالم‪ -‬للدكتور حسن العبادي ‪ .‬الطبعة األولى مطبعة النجاح الجديدة ‪-‬الدار البيضاء‪. 1999 -‬‬
‫‪ . 3‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو " تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين أثناء قيام العالقة الزوجية بين النظام التشريعي ومحدودية التطبيق الفعلي "‪ ،‬بحث نهاية التدريب‬
‫وزارة العدل والحريات المعهد العالي للقضاء فوج ‪.2015/2013 ،39‬‬
‫‪ . 4‬محمد مومن ‪" :‬حق الكد والسعاية دراسة لحق المرأة في اقتسام الممتلكات المكتسبة خالل الزواج في ضوء بعض األعراف المغربية " سلسلة الكتب العدد ‪38‬‬
‫الطبعة األولى ‪ 2006‬المطبعة الورقية الوطنية (مراكش) ص ‪14‬‬

‫‪28‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫كما سنتولى عرض مختلف النوازل الفقهية التي ساهمت بشكل كبير في إقرار حق الزوجة لنصيبها في تنمية موارد األسرة‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف حق الكد والسعاية وتحديد طبيعته القانونية‬


‫يعرف حق الكد والسعاية عند ساكنة األطلس الصغير والسهول المحيطة به وبعض مناطق األطلس الكبير بحق "تامازالت"‬
‫وهي كلمة أمازيغية مشتقة من فعل "أزل" بمعنى شقا أو السعي أو جرى ‪ .‬ومن هنا ربما جاءت تسمية هذا الحق في الفقه‬
‫المغربي المكتوب باللغة العربية بحق الكد والسعاية‪ 1‬وعلية فالكد والسعاية يتكون من كلمتين الكد في اللغة معناه الشدة في العمل‬
‫وطلب الرزق وفي المثل "بجدك ال بكدك" أي إنما تدرك األمور بما ترزقه من الجد ال بما تعمله من الكد ‪ 2‬وأيضا اإللحاح في‬
‫محاولة الشيء ‪ 3‬أي العمل بعناء ومشقة ومن هنا يسميه البعض "بحق الشقا"‪ .4‬والسعاية لغة مأخوذة من فعل سعى يسعى‬
‫‪6‬‬
‫سعيا ‪ ،‬أي عمل وكسب وقصد لكل عمل خيرا أو شر‪ 5‬وفي التنزيل ‪ ( :‬لتجزى كل نفس بما تسعى )‬
‫وأيضا قوله تعالى ‪ (:‬وإن ليس لإلنسان إال ما سعى ‪ ،‬وإن سعيه سوف يرى)‪ 7‬وعليه فالسعي مقابل لعمل الزوجة سواء من‬
‫أجل إيجاد رأسمال في حالة كون هذا األخير خير موجود لتنمية رأسمال قائم مملوك قصد تنميته واالستفادة منه غير نصيبها في‬
‫لها عما بذلته من جهد‪ 8‬ويطلق على الرأسمال المستثمر في‬ ‫اإلرث جزاءا لها كما قامت به من أعمال ال تلزمها أو جزاء‬
‫اصطالح الفقهاء المهتمين بموضوع السعاية اسم "الدمنة"‪.9‬‬
‫كما سبق للخليفة عمر ابن الخطاب رضي هللا عنه أن قضى لزوجة عامر" حبيبة بنت زريق" بالنصف من تركة زوجها مقابل‬
‫سعايتها‪ 10‬في تنمية هذا المال وبالربع كحصتها في تركة زوجها لما أثبتت أنها ساهمت في تنمية مال زوجها‪ ،‬إذ بعد وفاته أخد‬
‫‪11‬‬
‫ورثته مفاتيح المخازن واقتسموا األموال فقادتهم لدى أمير المؤمنين عمر الذي قضى بنصيبها في مقابل سعايتها ‪.‬‬
‫وهذا هو األساس الذي اعتمدته محكمة االستئناف بآسفي في قضائها للمدعية بأحقيتها في السعاية التي تطلب مقابال عنها‪ .‬ففي‬
‫قرار لها بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 1985‬جاء فيه ‪ " :‬إن حق السعاية أو حق الكد كما يسمى في بعض األعراف يعتبر من الحقوق‬
‫المعترف بها في الفقه اإلسالمي مند سنة سيدنا عمر ابن الخطاب في حكمه لحبيبة ضد أخ زوجها بنصف ما ترك الزوج‬
‫لكونها كانت نساجة طرازة فساهمت بذلك في تكوين الشركة‪. 12‬‬

‫‪ . 1‬الحسين الملكي الحسين ‪ " :‬من الحقوق المالية للمرأة نظام الكد والسعاية " الجزء األول طبعة ‪ 2001‬دار القلم الرباط ص‪. 8 :‬‬
‫‪ . 2‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب م‪.‬س‪ .‬المجلد ‪ 2‬ص ‪ .3397‬ورد لدى هند بوشان ومريم بندحو مرجع سابق ص ‪.28‬‬
‫‪ . 3‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬لسان العرب ‪ -‬الجزء الخامس دار صابر بيروت ‪ 1997‬ص ‪380.‬‬
‫‪ . 4‬المرأة وحق الشقاء مقال منشور بجريدة العلم ‪ -‬العدد ‪ 15571‬ليوم ‪ 23‬مارس ‪ 1993‬ورد لدى محمد مومن ص ‪.15‬‬
‫‪ . 5‬لسان العرب ‪ :‬البن منظور الجزء الخامس ‪ .‬ص ‪.380‬‬
‫‪ . 6‬سورة طه ‪ :‬اآلية ‪.15‬‬
‫‪ . 7‬سورة النجم ‪ :‬اآلية ‪ - 40-39‬وقال ابن كثير في تفسير هذه اآلية ؛ أي كما يحمل على اإلنسان وزر غيره كذلك ال يحصل من األجر إال ما كسب هو بنفسه‪.‬‬
‫‪ . 8‬عند بوشان ومريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.29 :‬‬
‫‪ - 10 . 9‬انظر حكم المحكمة اإلقليمية بأكادير بتاريخ ‪ 1973/12/12‬رقم الملف ‪ 72 /585‬قرار منشور‪.‬‬
‫‪ . 10‬لسعاية عند فقهاء المالكية معنيان ؛‬
‫ـ معنى عام ‪ :‬ويدخل فيه كل من قدر على االشتغال والكسب من أفراد األسرة كسعاية اليتيم واألخت و األخ والزوجة والولد‪.‬‬
‫ـ معنى خاص ‪ :‬معناه التخصيص والتضييق كأخذ سعاية اليتيم أو األخ على سبيل التخصيص‪.‬‬
‫‪ . 11‬حياة ال صابر ‪ :‬بحث نهاية التخرج في المعهد العالي للقضاء تحت عنوان ‪ "،‬تدبير األموال المكتسبة بين النص القانوني والعمل القضائي " فوج ‪ 39‬سنة‬
‫‪ 2015/2013‬ص ‪.51-52‬‬
‫‪ . 12‬قرار لمحكة االستئناف بآسفي رقم ‪ 1253‬بتاريخ ‪ ، 04/11/1985‬أوردته حياة صابر مرجع سابق ص ‪.55‬‬

‫‪29‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫ومنه نستخلص إلى أن حق الكد والسعاية يقوم في وجوده على شرطين متالزمين ‪ :‬أولهما أن تكون األموال المطلوب االستئثار‬
‫بجزء منها قد تمت تنمية مواردها في أثناء الحياة الزوجية وثانيها أن تقوم المرأة بإثبات مساهمتها الفعلية في تنمية الموارد‬
‫‪1‬‬
‫المالية لزوج بجميع وسائل اإلثبات المعتمدة شرعا بما فيها شهادة الشهود‬

‫وقد اختلف الفقهاء حول تحديد الطبيعة القانونية لحق الكد والسعاية أو األموال التي تأخذها الساعية لقاء كدها‪ ،‬هل هي على سبيل‬
‫األجرة مقابل جهدها في تنمية هذه األموال أم كحصة في النصيب من األرباح بحسب قيمة العمل المقدم او بحسب ما يقره أهل‬
‫الخبرة ؟‬
‫‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬حق الكد والسعاية وعقد العمل‬
‫عقد العمل هو العقد المبرم بين طرفين يلتزم بمقتضاه احدهما إن يقوم بعمل تحت إشراف وإدارة المتعاقد اآلخر مقابل اجر يلتزم‬
‫بدفعه له‪ ،‬أما الساعي في السعاية فيأخذ بدوره ما يقابل هذا الكد إال أن الخالف بينه وبين عقد العمل هو إن هذا األخير يكون‬
‫مصدره اتفاق األطراف بخالف السعاية التي تنشأ عن هذا االتفاق‪ .‬كما أن األجر يعد أساسيا في عقد العمل في حين إن الساعي‬
‫‪2‬‬
‫ما دام غير مجبر على العمل فإنه قد ال يحصل على المقابل في حالة عدم وجود رأسمال‬
‫وبالتالي فحق الكد والسعاية وان كان يشترك مع عقد العمل في عنصرين أساسيين وهما العمل واآلجر‪ ،‬فإن هذا الحق ال تنطبق‬
‫عليه أحكام عقد العمل على اعتبار عنصر التبعية هنا والمراد بها العمل تحت سلطة وإشراف ورقابة وتوجيه رب العمل‬
‫والموجود في عقد العمل و الغير متوفر في حق الكد والسعاية ‪ ،‬لذا والحالة هذه ال مجال العتبار حق الكد والسعاية بمثابة عقد‬
‫العمل‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حق الكد والسعاية وعقد الشركة‪:‬‬


‫من خالل إيراد عدد من الفقهاء ‪ 3‬ألحكام السعاية ضمن الشركة يتبين أنهم يعتبرون السعاية نوعا من الشركة تكون فيها المرأة‬
‫الساعية شريكة زوجها في المال المستفاد بنسبة قيمة عملها بحسب ما يراه أهل الخبرة وقد ورد في فتاوى فقهية‪،4‬‬

‫‪5‬‬
‫فالذي نص عليه علماؤنا إن النساء إذا كان لهن سعاية في شيء أنهن شريكات لألزواج بحسب سعايتهن ‪.‬‬

‫إال إن أصحاب هذا الرأي إختلفو في نوع هذه الشركة فمنهم من اعتبرها شركة حكمية تقوم حتى ولو لم يصر بها‪ ،‬ومنهم من‬
‫اعتبرها شركة باألبدان ‪ 6‬أي باألعمال‪ ،‬بنص االشتراك بين طرفيها أو أكثر على كسب المجهود البدني فيتقاسمون الربح الناتج‬

‫‪ . 1‬إدريس حمادي ‪ :‬تقسيم الممتلكات المحصلة خالل فترة الزواج ‪ .‬أورده الحسين الملكي "نظام الكد والسعاية الجزء الثاني " مرجع سابق ص ‪.91‬‬
‫‪ . 2‬أسامة رياض ‪ :‬أوردته هند بوشان‪-‬مريم بندحو مرجع سابق ص ‪.30‬‬
‫‪ . 3‬اعتبر األستاذ الصديق بالعربي "الكد والسعاية" حق من نوع خاص ال يمكن دمجه ضمن احد الحقوق والعقود المعروفة وإنما هو حق مستقل بذاته‪ ،‬وإن كانت‬
‫أحكامه تتشابه مع بعض أحكام الشركة فإنها شركة من نوع خاص‬
‫‪ 4‬الحسين العبادي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪33‬‬
‫‪ . 5‬الحسين العبادي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.30‬‬
‫‪ . 6‬ال تجوز الشركة باألبدان عند المالكية إال بشروط منها ‪:‬‬
‫إتحاد الصنعة‬ ‫‪‬‬
‫إتحاد العمل‬ ‫‪‬‬
‫التساوي أو التقارب في العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪30‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫عن الكسب المذكور بنسبة ما يبذله كل شريك‪.‬‬
‫وإذا كانت أحكام السعاية تقترب من أحكام الشركة‪ ،‬فإن هذه األخيرة تنتج عن عقد يمكن أن يبرم بين األغيار في حين أن السعاية‬
‫ال تنتج عن العقد‪ ،‬وإنما هي حق متعارف عليه وتقتصر على أفراد األسرة ‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬النوازل الفقهية المؤطرة لحق الكد والسعاية‬


‫يعتبر تقسيم الثروة المكتسبة خالل فترة الزواج من بين المسائل التي اهتم بها الثرات الفقهي المغربي من خالل العديد من‬
‫النوازل والفتاوى الموجودة عند فقهاء "المصامدة" و "جزوالة" وهو ما اصطلح عليه في جنوب المغرب عند أهل سوس‬
‫"بتمازالت"‪.‬‬
‫حيث جرت العادة والعرف في منطقة سوس بإعطاء الزوجة نصيبا معينا من مال زوجها إن هي أثبتت مساهمتها الفعلية في‬
‫تنمية ذلك المال‪.‬‬
‫وعليه فقد اشتهر أهل سوس بمسألة الكد والسعاية غير أن هذه المسألة كانت معروفة بالكيفية نفسها في جبال "غمارة" وغيرها‬
‫من بوادي المغرب العـربي ‪.2‬‬
‫وقد اعترف الفقهاء في نوازلهم للزوجة بحقها في الكد والسعاية ‪ ،3‬حيث إن فتوى الشفشاوني أحمد بن الحسن بن عرضون‬
‫الصادر في القرن السادس عشر تتضمن رؤية رائدة ومتقدمة حيث وضحت أهمية عمل الزوجة في تنمية موارد األسرة إذ‬
‫قررت حق المرأة في ان تقاسم زوجها فيما نتج بينهما‪ ،‬إذ أن حقها في اقتسام الثروة مع زوجها يكون على التساوي فلها النصف‬
‫‪4‬‬
‫من تركته إن طلقها ولها النصف من تركته إن توفي‬
‫وقد أشار العالمة سيدي عبد القادر الفاسي في نظم العمل الفاسي لحق الكد والسعاية ‪: 5‬‬

‫للزوج بالدرس والحصاد‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫" وخدمت النساء في البوادي‬


‫على التساوي بحساب الخدمة‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫قال ابن عرضون لهن قسمة‬
‫قالوا لهم في ذلك عرف يعرف‪".‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫لكن أهل فاس فيها خالفوا‬
‫وطبقا لما جاء في شرح السجلماسي لنظم العمل الفاسي‪ ،‬ان خدمة نساء البادية مع أزواجهم بالحصاد و الدرس توجب أن يقسم‬
‫لهن بأن تعطى المرأة نصيبا من الزرع بحسب خدمتها إال أن أهل فاس خالفو في هذا وقالو أن أهل البادية لهم عرف معروف‬
‫‪6‬‬
‫بينهم يردهم القاضي إليه‪.‬‬
‫ولقد ارجع عبد هللا بن محمد الجشتيمي في كتاب العمل السوسي قاعدة سعاية الزوجة للعرف والعادة اذ قال ‪" :‬وقد حاولت‬
‫الحصول على أصل هذه السعاية وأطلقت على الفتاوى التي شملت أراء الفقهاء السوسي لسعاية المرأة فوجدت األغلبية يجيزونها‬

‫‪ . 1‬محمد مومن ‪ :‬مرجع سابق ص ‪. 45-44‬‬


‫‪ . 2‬هند بوشان‪-‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪32 .‬‬
‫‪ . 3‬يطرح الكد والسعاية عند الفقهاء مشكل التسمية اذ يعرفه ساكنة سوس االمازيغية بحق تمازلت والبعض بحق الجراية والبعض بحق الشقاء كذلك بعض الفقه‬
‫يعتبرون أن في بعض المناطق من المغرب تسمى حق اليد على اعتبار أن المرأة يكثر انشغالها بيدها العارية وبذلك تستحق مقابل عما تقوم به من أعمال‪.‬‬
‫‪ . 4‬هند بوشان‪-‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.32‬‬
‫‪ . 5‬الحسين العبادي ‪ ":‬فقه النوازل في سوس قضايا وأعالم " جامعة القرويين منشورات كلية الشريعة بأكدير رسائل وأطروحات جامعية عدد ‪ 5‬ص ‪.417‬‬
‫‪ . 6‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪33‬‬

‫‪31‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪1‬‬
‫بناء على ما جرت به العادة والعرف‬
‫والفقهاء النوازليون الذين أفتوا في مسألة السعاية كثيرون حيث جاء في كتاب الحسن العبادي " فقه النوازل في سوس " مجموعة‬
‫من الفقهاء وقضاة الجماعات في ذلك الوقت ‪ 2‬منهم‪:‬‬
‫[ ‪ ] 1‬سيدي داود بن محمد التملي التونلي (ت ‪ 989‬هـ) ففي أجوبته التي أجاب فيها على أسئلة تلميذه سيدي الحسين بن داود‬
‫الرسموكي‪ ،‬قال في جواب سؤال ؛ من كانت عنده أخته أو غيرها تشتغل له بشغل يمكن توليته بنفسه أو بأمته أو زوجته ‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك قامت عليه تطلب األجرة ألها ذلك أم ال ؟ فأجاب مستدال بفتوى أبي إسحاق التونسي ‪ :‬نعم لها األجرة ‪ ،‬و به أفتي ‪ ،‬ثم استدل‬
‫بحكم عمر في قضية حبيبة بنت زريق زوجة عمرو بن الحارث ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وقد تقدمت هذه الفتوى في نماذج من نوازل سيدي داود التملي ضمن نوازليي القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫[ ‪ ] 2‬ومنهم سيدي الحسن بن عثمان التملي (ت‪932.‬ه) من نوازليي القرن العاشر ‪ ،‬وقد تعددت أجوبته التي أجاب فيها بأن‬
‫استفادا بأيديهما وسعايتهما أمواال ‪ ،‬أن ذلك بينهما على قدر سعايتهما ‪ ،‬وذلك مقيس على المتعاونين بالعمل ‪ ،‬ثم أورد بعض‬
‫النصوص ‪ ،‬ونسبها إلى "العتبة" "والواضحة" ‪ ،‬وابن أبي زيد في "النوادر"‬
‫[ ‪ ] 3‬ومنهم داوود بن محمد بن عبد الحق التملي التازولتي (ت‪1013.‬ه) ‪ .‬قال ‪ :‬فالذي جرى به العمل عند فقهاء المصامدة‬
‫وجزولة أن الزوجة شريكة الرجل فيما أفاداه ماال باعتنائهما مدة انضمامهما ومعاونتهما وال يستبد الزوج بما كتبه على نفسه من‬
‫األشرية ‪ ،‬بل هي شريكة له فيها باالجتهاد ‪ ،‬والشركة إذا أطلقت تحمل على التساوي ‪.‬‬
‫[ ‪ ] 4‬ومنهم قاضي الجماعة سعيد بن علي الهوزالي (ت‪1001.‬ه) ‪ ،‬قال ‪ :‬فالشك أن الزوجة ذات يد وسعاية تشارك زوجها‬
‫فيما استفاداه ماال على الوجه المشار إليه بمقلوبه ‪ ،‬وجرى العرف بهذه البالد السوسية كالها هللا تعالى ‪ ،‬واألحكام تنتقل بانتقال‬
‫األعراف وقيد محل الحاجة السؤال القاضي سيدي سعيد بن علي الهوزالي‪.‬‬
‫[ ‪ ] 5‬و منهم عيسى بن عبد الرحمن السكتاني القاضي ‪ :‬سيدي ‪ ،‬جوابكم في شأن امرأة ذات يد وسعاية في مال زوجها المتوفى‬
‫عنها ‪ ،‬فأرادت السعاية ‪ ،‬وأراد الورثة دفع الكراء في سعايتها ومال كل طلبة الجبل إلى أن لها األجرة ونريد منكم إعالمنا بما‬
‫هو المشهور ‪،‬وما قدر كل واحد منهما أو مع األوالد إن كانوا ؟‬
‫الجواب ‪ :‬لها حضها مما حصل من عملها بقدر عمل كل واحد ‪ ،‬وأما الكراء فغير مدخول عليه ‪ .‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫[ ‪ ] 6‬ومنهم عبد الرحمن بن محمد التمنارتي القاضي (ت‪1060.‬ه) ‪ ،‬وجماعة من المفتين‪ .‬سيدي "جوابكم في مسألة امرأة‬
‫استفادت أمالكا مع زوجها مدة الزوجية بينهما ‪ ،‬هل لها حصتها من ذلك الملك على قدر سعايتها ‪ ،‬أم نصيبها من أثمان تلك‬
‫األمالك ؟ أجب في ذلك جوابا شافيا ‪.‬‬
‫أ ـ الحمد هلل إن اشتركا في أصل األثمان فهم في األمالك على نسبتهما ‪ ،‬وإن لم يشتركا فيها بل كانت تخدمه على عادة نساء‬
‫الجبال ‪ ،‬وال حق لها في األصل ‪ ،‬فلها أجرة خدمتها على ما يراه أهل المعرفة بذلك من قريتها بعد أن تحلف ما فعلت ذلك‬
‫لزوجها لصلة الرحم ‪ .‬انتهى عبد الرحمن التمنارتي ‪.‬‬

‫‪ . 1‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪34‬‬


‫‪ . 2‬حل محله اليوم قضاء القرب عوض قضاء الجماعات والمقاطعات بقانون رقم ‪.42.10‬‬

‫‪32‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫ب ـ الحمد هلل ‪ ،‬وللزوجة المذكورة حصتها من األمالك ‪ ،‬وال يلزمها أخد الثمن إال برضاها ‪ ،‬وهللا سبحانه أعلم ‪ .‬قيده جوابا‬
‫أحمد بن سعيد (ت‪1040 .‬ه) وعبد الكريم بن الحسن التملي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ج ـ الحمد هلل ‪ ،‬الجواب فيه كفاية لمن بالحق قانع ‪ ،‬قاله أحمد بن سعيد بن عبد الجبار المرابط ‪.‬‬
‫وعليه من خالل هذه النوازل فقد اعترف فقهاء النوازل و األقضية للمرأة المتزوجة بمقابل لعملها ومجهودها ‪ ،‬لجانب زوجها‪.‬‬
‫ويرى الفقهاء أن كل من ثبت كده وسعيه يستحق مقدار عمله ويراعي في هذا التحديد سن الساعي‪ ، 2‬كما أجمل البعض العناصر‬
‫المكونة لحق الكد والسعاية وحددها في ثالث عناصر أساسية ‪:‬‬
‫* الساعي‬
‫* العمل‬
‫‪3‬‬
‫* تكوين الثروة وتنميتها‪.‬‬
‫ولطبيعة البالد التي يسود فيها هذا العرف دور أساسي في انتشار حق الكد والسعاية وبالخصوص القبائل الجبلية التي تجعل‬
‫المرأة نشيطة تقوم بأعمال الحرث والحصاد وجني الثمار واالحتطاب وتربية البهائم والسقي وتربية الدواجن باإلضافة للنسيج‬
‫‪4‬‬
‫والغزل و األكسية وغيرها وفي ذلك تسوية بالرجل ‪.‬‬
‫وقد ثار النقاش حول مدى اعتبر حق الكد والسعاية عرفا يتعارض ومقتضيات الشريعة اإلسالمية حيث استعرض األستاذ‬
‫الجابري مضمون بعض الفتاوى التي عثر عليها والتي أفتى فيها بعض فقهاء المجالس من شمال المغرب خاصة بمناصفة المرأة‬
‫والرجل في اإلرث وذلك في بعض المناطق التي كانت المرأة تقوم فيها بكل أعمال البيت والفالحة ‪ ،‬بينما كان الرجل يقضي‬
‫طيلة يومه في منتزهات الحديث مع أقرانه ‪ ،‬كما أشار إلى نازلة مماثلة صدرت في فتوى بندية الرجل والمرأة في الحقوق‬
‫والمواريث أثار ضجة بين علماء تلك الفترة ‪ ،‬غير أن السلطة الشريفة و المخزنية رجحت رأي قائلها لظروف عمل المرأة‬
‫‪5‬‬
‫والرجل على السواء في تلك المنطقة وبالتالي فهو عرف ال يتعارض مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وكخالصة لهذا المطلب يمكن القول أن حق الكد والسعاية هو حق قد تم إقراره من طرف الشريعة اإلسالمية ‪ 6‬ومن طرف فقهاء‬
‫النواز ل وكذا من خالل بعض األعراف المحلية ‪ ،‬وقد تبنى القضاء المغربي نفس التوجه من خالل قرار المحكمة اإلبتدائية‬
‫بأكادير ‪ ...‬حيث أكد فيه أن حق الكد والسعاية وإن لم ينظم تشريعيا كمؤسسة قانونية إال أنه يرجع بشأنه إلى العرف المحلي‬
‫وكتابة المتقدمين من الفقهاء أما كون الزوجة شريكة الزوج في أشريته فال شك فيه إذا ثبت العرف في البلد تعاونهما "‪ ...‬إذا‬
‫استفاد الزوجان ماال بكدهما وسعايتهما فيما بينهما قياسا على المتعاونين بالعمل ‪ ...‬والزوجة بالبادية تشارك زوجها قدر‬

‫‪ . 1‬بعض النوازل التي أوردها الحسن العبادي مرجع سابق ‪ -‬الصفحات ‪. 420-419-418-417 :‬‬
‫‪ . 2‬تعتبر طريقة ابن سلمان الجازولي هي المشهورة في تقسيم األموال‪ ،‬إذ أن من بلغ ‪ 14‬سنة فما فوق يأخذ سهمه كامال ومن بلغ ‪ 13‬سنة يأخذ ثالث أرباع السهم‪،‬‬
‫ومن بلغ ‪ 11‬سنة يأخذ نصف السهم‪ ،‬ومن بلغ ‪ 9‬سنوات يأخذ الربت ن السهم وال سهم البن ‪ 8‬سنوات ألنه ال يعتد بكسبه‪ ،‬ورد في مرجع سابق ‪ -‬هند بوشان ‪ -‬مريم‬
‫بندحو ص ‪35 :‬‬
‫‪ . 3‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية الدار البيضاء رقم ‪ 488/2006‬بتاريخ ‪ 10/10/2006‬في ملف رقم ‪ . 61/2006‬جاء في حيثياته " ‪ ...‬وحيث إن دعوى الكد‬
‫والسعاية دعوى استحقاقية من األصل تستلزم بحجج ثابتة لملكية الكد والسعاية‪ .‬وتنصب وسائل اإلثبات على بيان المال المستفاد ومساهمة الساعي بعمله في تكوين او‬
‫تنم ية ذلك المال وبيان فترة السعي ثم اإلدالء برسم الزواج لمعرفة تاريخ بداية الكسب ورسوم الطالق او الوفاة لمعرفة نهاية الكسب أو رسوم االشرية إلثبات ما زيد‬
‫من منقول و عقار أو غير ذلك ‪ ....‬أوردته هند بوشان‪-‬مريم بندحو مرجع سابق ص ‪35‬‬
‫‪ . 4‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو مرجع سابق ص ‪35 :‬‬
‫‪ . 5‬الحسين الملكي‪ :‬الجزء الثاني مرجع سابق ص ‪73‬‬
‫‪ . 6‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 15/05/1997‬في ملف رقم ‪/583‬غ‪ 96‬عدد ‪ . 439‬أورده الحسين الملكي الجزء األول ‪ ،‬مرجع سابق ص‬
‫‪.152‬‬

‫‪33‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪1‬‬
‫سعايتها وال يستبد الزوج بما عقد لنفسه من األشرية ‪" ...‬‬
‫وعليه فإن المرأة لها الحق في السعاية بقدر العمل الذي قامت به في تكوين وتنمية الثرة الزوجية نتيجة عملها وسعيها جزاء لها‬
‫عما قامت به من أعمال ال تلزمها أصال ‪.‬‬
‫كما أن روح الشريعة اإلسالمية‪ 2‬ومبادئ العدل واإلنصاف تحتم إعطاء المرأة التي ساهمت بعملها في تنمية الثروة المكتسبة‬
‫خالل الحياة الزوجية الحصول على نصيب مقابل هذه المساهمة بشكل يضمن لها االستقرار النفسي خالل الحياة الزوجية أو بعد‬
‫انفصامها‪ .‬مادامت أعباء االلتزامات المادية لألسرة أصبحت تقع على الزوجين معا ‪ ،‬على إعتبار أنهما يتساويان في اإلنفاق على‬
‫بيت الزوجية ما دام هذا األخير يظل مشتركا بينهما ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬حق الكد والسعاية ومقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪.‬‬
‫لقد كثر الحديث على أن مقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ما هي إال تقنين لنظام الكد والسعاية المعمول به في بعض‬
‫المناطق المغربية ‪ ،‬حيث أنه كلما ثار الحديث عن مقتضيات هذه المادة إلى وثار موضوع الكد والسعاية ‪ ،‬بل إن األعمال‬
‫التحضيرية التي تمت من خاللها مناقشة المادة ‪ 49‬وبلورتها كانت مؤطرة تحت عنوان "موضوع حق الكد والسعاية" وبعض‬
‫مداخالت أعضاء اللجنة عند المناقشة كانت تنطلق من موضوع الكد والسعاية كثرات عرفي وفقهي يجب االستفادة منه ‪ ،‬وهناك‬
‫من ذهب للقول بأن المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة تلتقي مع مقتضيات حق الكد والسعاية ‪ ،‬فإقرار المشرع للمادة نفسها كان‬
‫معالجة لإلشكالية التناز ع حول الممتلكات المحصلة أثناء العالقة الزوجية وإعطاء كل زوج الحق المطالبة بنصيب مما ساهم به‬
‫في تكوين تلك الممتلكات حتى غياب اتفاق بشأن ذلك ‪ ،‬كما أن تكريس حق الكد والسعاية عرفا وقضا ًء كان مبني على ما يقدمه‬
‫هذا الحق من حل متميز إلشكالية تنازع السعاة بخصوص أموال األسرة التي ساهموا في تكوينها وتنميتها وبعملهم وجهدهم‪.3‬‬
‫وإذا كان هذا الرأي قد حاول التأكيد على ارتباط مقتضيات المادة ‪ 49‬بحق الكد والسعاية واعتبارها تكريسا تشريعيا لهذا الحق ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫فهنا يطرح التساؤل حول مدى تبني المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة كأساس لمفهوم هذا األخير‪.‬‬

‫ولمعالجة هذا اإلشكال اخترنا تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين نخص األولى بنطاق التطبيق من حيث المكان والثانية بنطاق‬
‫التطبيق من حيث الزمان ‪ .‬وفي خضم الحديث عن نطاق تطبيق "نظام الكد والسعاية " من حيث الزمان والمكان سنبرز مدى‬
‫اعتبار مقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة تقنينا لنظام الكد والسعاية‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث المكان‬


‫يعتبر تحديد نطاق تطبيق حق الكد والسعاية من حيث المكان عملية ذات أهمية بالغة‪ ،‬ليس فقط من حيث إن ذلك يمكن من معرفة‬
‫الحدود الجغرافية المتداد العمل بمقتضيات حق الكد والسعاية وكفى‪ ،‬وإنما للوقوف على طبيعة القواعد الضابطة لهذا الحق وما‬

‫‪ . 1‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بأكادير بتاريخ ‪ 26/12/1981‬رقم ‪ 221‬ورد لدى ‪ .‬هند بوشان‪-‬مريم بندحو مرجع سابق ص ‪.36‬‬
‫‪ . 2‬لتوسع اكثر في هذه النقطة راجع ‪ ،‬عمر المزكلدي مرجع سابق ‪ -‬ص ‪ 60‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ . 3‬عمر المزكلدي ‪ .‬مرجع سابق ص‪.46-45 :‬‬
‫‪ . 4‬هند بوشان‪-‬مريم بندحو ص‪.37 :‬‬

‫‪34‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫إذا كانت ترتكز على عنصر الم كان في إجراء العمل بها‪ ،‬أم أن هذا األخير ال يشكل سوى عنصرا ثانويا على اعتبار أن العمل‬
‫وبذل الجهد في مراكمة الثروة األسرية هو أساس إجراء العمل بمقتضيات هذا األخير ‪.1‬‬
‫ونظام الكد والسعاية كما يفهم من نصوص الفقهاء هو نظام خاص نشأ مستندا على العرف المحلي الخاص‪ .2‬ولقد ذهب بعض‬
‫فقهاء المالكية إلى أن االستفادة من مقتضيات وأحكام السعاية هي خاصة من خواص نساء البادية ذلك ان جل الفتاوى التي‬
‫كرست هذا الحق إنما هي فتاوى تتعلق بحياة البادية ومعامالتها‪.‬‬
‫ففتوى احمد ابن عرضون المشهورة إنما كانت في شأن المرأة التي تخدم مع زوجها في الدرس والحصاد يقول الناظم ‪:‬‬
‫وخدمة النساء في البوادي ‪ ...‬لزوج والدرس والحصاد‬
‫قال ابن عرضون لهن قسمة ‪ ...‬على التساوي بحساب الخدمة‬
‫كنا إن فتوى أخيه محمد ابن عرضون‪ ،‬ومن قبله الشيخ القوري‪ ،‬وابو القاسم بن خجو وغيرهم كل هؤالء‪ ،‬إنما كان إفتاؤهم في إ‬
‫‪3‬‬
‫جراء العمل بحق الكد والسعاية مرتبطا بحدود المجال القروي دون أن يتعداه‪.‬‬
‫بل إن هناك من الففه من أكد صراحة على أن حق الكد والسعاية إنما يجري العمل به في البادية دون الحاضرة ويستشف ذلك من‬
‫فتوى ونوازل متعددة منها ما جاء في فتوى ألبي إسحاق التونسي 《 إن الزوجة في البادية تشارك زوجها على قدر سعايتها‬
‫‪4‬‬
‫‪ .....‬ونساء الحاضرة بخالف ذلك ألنهن للفراش 》‪.‬‬

‫أما على المستوى القضائي ‪ ،‬فقد ذهبت محكمة االستئناف بأكادير إلى أن العمل بمقتضيات حق الكد والسعاية إنما هو مقتصر‬
‫على األشخاص القاطنين بالبادية دون الحاضرة حيث جاء في حيثيات القرار " ‪ ....‬وحيث أن االجتهادات المدلى بها من طرف‬
‫المستأنفة ‪ ،‬تخص الزوجة العاملة مع زوجها في البوادي وال تنطبق على الزوجة القاطنة بالمدينة سواء كانت عاملة أو‬
‫‪5‬‬
‫محتجبة‪ ،‬وبذلك تبقى تلك النظريات غير مقيدة لها في الدعوى ‪".‬‬
‫وفي نفس السياق ذهبت ابتدائية الرباط إلى أن " القاعدة الفقهية القائلة بمبدأ حق الكد والسعاية هو مجرد عرف مقصور على‬
‫نساء البوادي ‪ .‬وحيث إن المدعية من مدينة الرباط وهي منطقة حضرية معروفة وأن العرف فيها ال يأخذ بالمبدأ المؤسس‬
‫‪6‬‬
‫عليه الدعوى "‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه سارت فيه ابتدائية مراكش معللة حكمها " بأن النازلة موضوع الدعوى تتعلق بحق الكد والسعاية المستمدة‬
‫من األعراف المحلية لمنطقة سوس ماسة وان تطبيق العرف يتميز بطابع الحصرية المكانية والتحديد الجغرافي ومن ثم فإنه‬
‫‪7‬‬
‫ال يمكن تطبيقه على أناس يعيشون في مدار حضري خارج منطقة سوس ماسة حسب االجتهاد القار للمجلس األعلى" ‪.‬‬

‫‪ . 1‬عمر المزكلدي‪ :‬مرجع سابق ص ‪175‬‬


‫‪ . 2‬هذا ما اكدته المحكمة االبتدائية بأكادير رقم الملف ‪ 54/86‬بتاريخ ‪ 26/12/1986‬عدد ‪ -221/86‬أورده الحسين الملكي الجزء األول مرجع سابق ص ‪.91‬‬
‫انظر كذلك‪ /‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم الملف‪583/96‬غ‪ .‬بتاريخ ‪ 15/05/1997‬عدد ‪ / 493‬نفس المرجع ص‪152 :‬‬
‫‪. . 3‬حياة الصابري ‪ :‬مرجع سابق ص ‪.54‬‬
‫‪ . 4‬عمر المزكلدي‪ .‬مرجع سابق ص ‪.176‬‬
‫‪ . 5‬قرار لمحكمة االستئناف بأكادير عدد ‪ 1060‬ملف رقم ‪ 200/95‬مؤرخ ‪ ، 02/04/1996‬أورده الحسين الملكي الجزء األول مرجع سابق ص ‪126‬‬
‫‪ . 6‬حكم ابتدائية الرباط عدد ‪ 1076‬ملف رقم‪ 10/2298/1998‬مؤرخ في ‪ 07/06/1999‬اورده الحسين الملكي مرجع سابق ص ‪ . 247‬انظر في نفس االتجاه ‪:‬‬
‫‪ ‬حكم ابتدائية اكادير ملف رقم ‪ 174/90‬مؤرخ في ‪.02/04/1991‬‬
‫حكم المحكمة الشرعية بتزنيت ملف رقم ‪ 228/1960‬مؤرخ في ‪ .24/12/1960‬نفس المرجع‬ ‫‪‬‬
‫‪ . 7‬حكم صادر عن ابتدائية مراكش عدد ‪ 99-2-204‬بتاريخ ‪ 27/12/2006‬منشور في جريدة المناهج عدد مزدوج ‪ 9-10‬سنة ‪ 2006‬ص ‪.26‬‬

‫‪35‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫وبهذا يتضحان الزوجة الحضرية ال تستحق مقال سعايتها بحجة أنها للفراش وال تساهم في تنمية اماول زوجها‪ ،‬العتبار إعمالها‬
‫تدخل ضمن دائرة المعاشر الزوجية‪ ،‬ودورها في تنمية أموال األسرة يبقى محدودا وغير فعال باعتبارها أعمال عادية وال‬
‫توصف بالشقاء و الكد عكس ما تقوم به المرأة البدوية من قسوة و مشقة وعناء في تدبير أمور األسرة‪.1‬‬
‫وما يالحظ انه إذا كانت مقتضيات الكد والسعاية تخص الزوجة في البادية فقط كما سلف معنا‪ 2،‬فإن الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪ 49‬من م‪.‬أ تشكل نظام عام شامل لكل الحاالت التي ال يكون فيها اتفاق بشأن تدبير أموال األسرة سواء تعلق األمر بنساء البادية‬
‫والحاضرة‪ ،‬فضال على أن النوازل تتحدث عن العمل ألفالحي في الحقول والماشية ‪ ،‬أما المادة ‪ 49‬فهي تحدد العمل في كل‬
‫مجهود وعبء يساهم في تنمية مال األسرة وهو ما يشمل أعمال الكد والسعاية وكل نشاط آخر يحقق كذلك نفس الغاية حيث إنها‬
‫لم تميز بين النساء واعتبرت أن جميعهن لهن دور في تنمية أموال األسرة من خالل المجهودات المقدمة من طرفهن‪.‬‬
‫وما يجب اإلشارة إليه أيضا أن النوازل تتحدث عن العمل في مال الزوج المحصور في األرض الزراعية التي تساهم الزوجة‬
‫في فالحتها وتربية الماشية وعشبها‪ .‬وذلك بخالف ما هو وارد في المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة حيث إنه قد يكون هذا المال‬
‫مملوكا للزوج أو مملوكا للزوجة أو هما معا‪ ،‬وقد يكون من فصال عن مال كل واحد منهما مكتسبا من نشاطهما المشتركة خالل‬
‫الحياة الزوجية‪. 3‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث الزمان‬


‫بعد الحديث عن نطاق تطبيق كل من نظام الكد والسعاية ومقتضيات المادة ‪ 49‬من حيث المكان فإنه ال بد لنا من تحديد الحاالت‬
‫الزمنية التي يقضي فيهن للزوجة بمقابل سعايتها في أموال زواجها في إطار نظام الكد والسعاية وكذا وقت مطالبة الزوجية‬
‫بحقها فيما قدمته لتنمية أموال األسرة في إطار مقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫لقد ذهب بعض الفقهاء إلى الحكم للزوجا ت األرامل باستحقاق مقابل سعايتهن في أموال أزواجهن بعد وفاتهم‪ ،‬ومن هؤالء الفقهاء‬
‫؛ الفقيه محمد بن الحسن بن عرضون الذي أفتى في مسألة الزوجة البدوية تخدم خدمة الرجال من الحصاد والدرس ثم يتوفى‬
‫زوجها بالشركة لفائدتها‪ ،‬مستندا في ذلك لما قال به القوري وابن خوجة‬
‫ومنهما أيضا عيسى ابن عبد الرحمان السكتاني الذي أفتى في شأن امرأة ذات يد وسعاية في مال زوجها المتوفى عنها‪ ،‬بأن لها‬
‫حظها مما حصل من عملها بقدر كل واحد‪.‬‬
‫والسجلماسي الذي أفتى في حق الزوجات المطلقات قال "‪ ...‬وان كان في خدمتها زيادة على المقدار الواجب عليها‪ ،‬قضي لها‬
‫بأجرة المثل ال بالشركة "‪.‬‬
‫وقال العباسي أيضا في نوازله والتي ورد فيها " ومن تزوجت ووجدت عند زوجها بهائم‪ ،‬ومكثت عنده أربعة أعوام ثم فارقها‪،‬‬

‫‪ . 1‬مؤلف جماعي لطلبة بحث حول حق الكد والسعاية المادة في المادة ‪ 49‬من م‪.‬أ بمكناس‪2010/2011 .‬‬
‫‪ . 2‬هناك اتجاه آخر يستبعد أي تمييز بين البادية والحاضرة بخصوص نطاق تطبيق الكد والسعاية وهو ما نستبعده من خالل رأينا المتواضع لكون حق الكد والسعاية‬
‫هو عرف محلي والقاعدة في العرف " أن العرف يبقى محدود الزمان والمكان " إذ ال يمكن نقله إلى مكان غير المكان الذي يجري العمل به كعرف حتى ولو تحققت‬
‫الشروط المادية لجريانه‪.‬‬
‫‪ . 3‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪39‬‬

‫‪36‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫فإنها تأخذ سعايتها فيما زادت من البهائم بقول أهل المعرفة "‪ 1.‬ويتبين مما سبق أن هناك من أفتى للزوجة باستحقاق مقابل‬
‫السعاية في حالة الطالق وهناك من أفتى لها باستحقاقه في حالة وفاة زوجها عنها وترملها منه أي البد إن تكون العالقة الزوجية‬
‫منقطعة بين الطرفين أما بالطالق أو الوفاة‪ ،‬وقد ساير هذا األمر المجلس األعلى حيث أكد في احد قراراته بأن "‪ ...‬على‬
‫المحكمة أن تراعي في شأن الكد والسعاية للزوجات المتوفى عنهن أو المطلقات كما نص عليه الفقهاء في فتاويهم وأحكامهم‬
‫في الموضوع"‪ 2.‬وأيضا هو ما أكدته المحكمة االبتدائية بالمحمدية في حكمها‪3 ،‬حيث جاء في حيثيات الحكم "‪ ....‬وحيث انه‬
‫وفضال عما ذكر أعاله فإن الطلب المبني على نظام الكد والسعاية ال يقوم إال إذا كانت العالقة الزوجية منقطعة بين الطرفين‬
‫الشيء الذي ال يتوفر في نازلة الحال الستمرار العالقة بين الطرفين "‪.‬‬
‫و بقراءتنا لمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة يتضح انه يجب التمييز بين حالتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة االتفاق على استثمار األموال التي ستكتسب أثناء قيام العالقة الزوجية وتوزيعها وتحديد ضمن هذا االتفاق زمن مطالبة‬
‫كل زوج بحقه‪ ،‬فإنه يتم االحتكام إلى العقد على اعتبار العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة عدم االتفاق على تدبير األموال المكتسبة أو أن يتم االتفاق دون تحديد وقت المطالبة بهذا الحق‪.‬‬
‫إن المادة ‪ 49‬لم تحدد زمن المطالبة بحق أحد الزوجين في األموال المكتسبة ‪ ،4‬وكذلك لم تربط هذا الحق بانقطاع العالقة‬
‫الزوجية سواء بالطالق أو الوفاة‪ ،‬وفي غياب تحديد نطاق تطبيق المادة ‪ 49‬من حيث الزمان فإنه يقضى ألحد الزوجين يحقه في‬
‫هذه األموال في جميع الحاالت سواء حالة انقطاع العالقة الزوجية أو بقائها قائمة‪.‬‬
‫وهو ما أكدته محكمة االستئناف بالجديدة حيث قضت بأن "‪ ....‬المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة المنظمة لألحوال المالية بين‬
‫الزوجين ‪ ،‬وهذه المقتضيات تعتبر نصا تشريعيا عاما يجب العرف المتعلق بحق الكد والسعاية ذي الطابع المحلي ‪.....‬فليس‬
‫هناك ما يمنع االحتكام لذلك العرف ألن تلك المادة مع إمكانية مفتوحة للزوجين معا‪ ،‬على ما يتضح من عموم مقتضياتها‬
‫‪5‬‬
‫وسواء أثارت تلك النزاعات المالية أثناء اتصال العالقة الزوجية أو بعد انفصام عرها ‪"...‬‬
‫وفي الختام نشير إلى أن القول بتقنين حق الكد والسعاية في إطار المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة يبقى نسبيا‪ ،‬ذلك ان قاعدة استقالل‬
‫الذمة المالية التي أوردها المشرع المغربي كأصل في إطار المادة ‪ 49‬لم يأتي بها العرف المحلي بل هي متأصلة في القرآن‬
‫والسنة ‪ ،‬واستثناءا من هذه القاعدة خول المشرع إمكانية االتفاق على تدبير األموال المكتسبة أثناء الحياة الزوجية وهذا لم يشر له‬
‫العرف المحلي في المناطق السائد فيها نظام الكد والسعاية ألنه خاص ببعض األقاليم‪ ،‬وألن عمل الزوجة ليس قاصرا على العمل‬
‫الشاق المعبر عنه بالكد والسعاية‪.‬‬
‫وبهذا تكون المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة تجاوزت المفهوم الضيق للكد والسعاية باعتبارها المال المكتسب أثناء العالقة الزوجية‪،‬‬

‫‪ . 1‬هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ‪ -‬ص ‪39‬‬


‫‪ . 2‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 177‬بتاريخ ‪ 12/5/1980‬رقم الملف ‪. 74469‬أورده الحسين الملكي الجزء األول مرجع سابق ‪ .‬ص‪69 :‬‬
‫‪ . 3‬المحكمة االبتدائية بالمحمدية في حكمها عدد ‪ 27‬المؤرخ في ‪ ( 14/05/2001‬قرار منشور ) ورد هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو ‪ :‬مرجع سابق ص ‪39‬‬
‫‪ . 4‬فيما يتعلق بالحق في الممتلكات المكتسبة أثناء الزوجية غالبا ما تثار من طرف الزوجة في مواجهة زوجها‪ ،‬في حين ليس هناك ما يمنع أن تثار من طرف الزوج‬
‫في مواجهة زوجته ما دام أن المشرع ال يميز بالنسبة لهذا الحق من حيث الجنس‪ .‬بل فقط " مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجين‪".‬‬
‫‪ . 5‬قرار صادر عن محكمو االستئناف بالجديدة عدد ‪ 245‬في ملف رقم ‪ 154/2005‬الصادر بتاريخ ‪ - 5/5/2009‬أوردته هند بوشان ومريم بندحو مرجع سابق‬
‫ص ‪41 :‬‬

‫‪37‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫حيث دعت المادة إلى االتفاق على اس تثماره و توزيعه في حالة غياب االتفاق بالرجوع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة ما بيد‬
‫كل زوج من حجج وما بذله من مجهودات وما تحمله من أعباء لتنمية أموال األسرة ‪.‬‬

‫الزوجي‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬طرق إثبات المساهمة يف ر‬
‫تدبي الموال المكتسبة ربي‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬المبحث‬
‫إن تدبير األموال المكتسبة من لدن الزوجين خالل فترة الزوجية من الموضوعات التي تم االحتفاظ لها بقاعدة استقالل‬
‫الذمة المالية لكل واحد منهما‪ ،‬مع إقرار مبدأ جواز االتفاق على تدبير أموالهما في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج ‪ ،‬لوضع إطار‬
‫لتدبير أموالهما المكتسبة خالل هذه الفترة ‪ ،‬و هذا هو المقتضى القانوني الذي حملته المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ ،‬و يرى جانب‬
‫من الفقه إن هذه المادة ما هي إال تكريس للنقاش الذي دار حول الكد و السعاية‪.1‬‬

‫و هكذا يعتبر موضوع إثبات الحق في األموال المحصلة أتناء الحياة الزوجية من الموضوعات التي تثير مجموعة من‬
‫اإلشكاالت ‪ ،‬سواء في حالة وجود عقد لتدبير هذه األموال (المطلب األول)‪ ،‬كما انه حتى في حالة عدم وجود اتفاق‪ ،‬فهنا يثار‬
‫إشكال أخر سنتطرق له في (المطلب الثاني)‪. 2‬‬

‫‪ ‬المطلب األول‪:‬حالة أٳلتفاق على تدبير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية‬
‫بعد التنصيص على استقالل الذمة المالية لكل واحد من الزوجين ‪،‬تطرقت مدونة األسرة إلى مسألة هامة في حياتهما و‬
‫هي إمكانية اتفاقهما على تدبير األموال التي ستكتسب أتناء قيام العالقة الزوجية ‪،‬تم االتفاق على استثمارها و توزيعها مع توثيق‬
‫هذا اٳلتفاق في عقد مستقل عن عقد الزواج تفاديا للنزاعات التي كانت تحدتها سابقا ‪ ،‬نتيجة عدم البث في أمر هذه األموال مند‬
‫‪3‬‬
‫البداية‬

‫و لهذه األسباب أصبح العقد المالي ذو أهمية كبرى‪ ،‬و بالتالي فانه يطرح السؤال حول نسبة إقبال األزواج على إبرام هذا‬
‫العقد (الفقرة األولى)‪ ،‬تم حجية االتفاق و سلطة المحكمة التقديرية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مدى تفعيل االتفاق على تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬
‫من الناحية الواقعية‪ ،‬إن مسالة االستفادة من الثروة المكتسبة أتناء الحياة الزوجية ‪،‬تطرح بالنسبة للزوجة اكتر مما‬
‫تطرح بالنسبة للزوج‪،‬فنادرا ما تلجأ الزوجة إلى إبرام عقد لتدبير األموال التي ستكتسب أتناء قيام العالقة الزوجية لضمان‬

‫‪ . 1‬الممارسة القضائية للمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة المتعلقة باقتسام األموال المكتسبة بين الزوجين‪ ،‬رسالة لنيل الماستر المتخصص في ̋المهن القضائية و القانونية ̏‬
‫جامعة محمد الخامس السويسي سنة ‪ _ 2006‬الصفحة ‪4̵ 3‬‬
‫‪ . 2‬خديجة البوهالي‪،‬اٳلتبات في قضايا األسرة بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر‪،‬جامعة المولى إسماعيل ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية مكناس لسنة ‪ 2011 _ 2010‬الصفحة ‪157‬‬
‫‪ . 3‬عبد السالم الزياني ‪ ،‬ضمان حقوق الزوجية في األموال المكتسبة بعد الزواج و مدى فعاليته في تحقيق التنمية ‪ ،‬عرض شارك به في الندوة الوطنية المنظمة من‬
‫طرف مجموعة البحث في األسرة و التنمية‪ ،‬شعبة القانون الخاص بكلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بمكناس تحت عنوان ̋ األسرة بين التشريع و‬
‫القضاء و متطلبات التنمية ̏ يومي ‪ 26 _ 25‬ماي ‪ 2007‬ص ‪176‬‬

‫‪38‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫حقوقها‪،‬و ذاك العتبارات اجتماعية و أخالقية (الحشمة_الغفلة_الجهل ‪ )...‬كما إن ظروف الحياة العادية ال تقتضي التفكير في‬
‫األسوء ‪ ،1‬بل تقوم على الثقة و ٳيثار كل واحد لصاحبه‪ ،‬لذلك تأبى الزوجة و تنأى عن توفير األدلة مند بداية الزواج‪.‬‬

‫و بالرغم من أن المادة ‪ 49‬حددت كيفية حماية الزوجة لحقها‪ ،‬فٳن الممارسة العملية تثبت قلة إقدام الزوجين على إبرام‬
‫هدا العقد‪ ،‬و ربما يعود ذلك لكون هذا النوع من االتفاقات بقي غير مألوف لدى النساء ‪ ،‬و بالرغم من علمهن انه بمثابة ضمانة‬
‫حمائية لهن ضد أي طارئ قد يحدث في المستقبل ‪ ،‬يحرمهن من حق تم ٳكتسابه أتناء الحياة الزوجية‪ ،‬بل إن البعض يعتقد أن‬
‫هدا المقتضى سيمس بالثقة المفترضة بين الزوجين‪ ،‬و بالتالي قد ينعكس سلبا على حياتهما الزوجية ‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فان بعض األزواج يتخوفون من إبرام هذه الوثيقة حتى ال تصبح الزوجة تستعملها كسالح‬
‫ضد الزوج في أي لحظة مما يجعل الحياة الزوجية تتسم بعدم االستقرار ‪،3‬و هذا خير دليل على قلة لجوء المقبلين على الزواج‬
‫إلبرام هدا العقد المالي و الذي تبقى نسبة إبرامه قليلة مقارنة مع عدد عقود الزواج التي تبرم (أوال) ‪،‬و دلك راجع لمجموعة من‬
‫المعيقات (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪:‬نسبة اإلقبال على إبرام العقد المالي بين الزوجين‬
‫نص المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬على إمكانية إبرام اتفاق لتدبير األموال المكتسبة بين الزوجين في وثيقة مستقلة عن‬
‫عقد الزواج‪،4‬و بالرغم من جهود المشرع لتنظيم هذا العقد المالي و حماية حقوق األزواج ‪،‬فٳن العقود المبرمة في هدا المجال‬
‫تبقى جد هزيلة على المستوى الوطني ‪ ،‬و هذا ان دل على شيء إنما يدل جهل األزواج بمضامين المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‬
‫رغم مرور سنين على دخولها حيز التطبيق ‪.5‬‬
‫و بالرجوع إلى اإلحصائيات الصادرة عن وزارة العدل الخاصة بعدد وثائق االتفاق على تدبير و توزيع األموال‬
‫المكتسبة أثناء قيام العالقة ا لزوجية التي تم انجازها خالل الفترة الممتدة ما بين تاريخ صدور المدونة إلى غاية متم سنة ‪،2013‬‬
‫أي خالل عشر سنوات فقط أعطت النتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ . 1‬عبد القادر قرموش‪ ،‬الدور القضائي الجديد في قانون األسرة المغربي‪،‬دار النشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة بالرباط‪ ،‬طبعة ‪ 2013‬ص ‪163‬‬
‫‪ . 2‬خديجة البوهالي ‪ ،‬اٳلثبات في قضايا األسرة بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪163‬‬
‫‪ . 3‬عادل ادحمين ‪،‬قراءة في تجربة القضاء األسري بالمغرب ‪،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل ‪،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية بمكناس سنة ‪ 2010_ 2009‬ص ‪131‬‬
‫‪ . 4‬جاء في الفقرتين األولى و الثانية من المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ما يلي ‪ ̋:‬لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة األخر غير انه يجوز لهما في إطار تدبير‬
‫األموال التي ستكتسب أثناء الحياة الزوجية ‪،‬االتفاق على استثمارها و توزيعها‪ ،‬و يضمن هذا االتفاق في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج ̏‬
‫‪ . . 5‬خديجة البوهالي ص ‪165‬‬

‫‪39‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫وثائق تدبير األموال المكتسبة خالل قيام الزوجية ‪2004-2013‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات‬

‫‪1520‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪609‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪626‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪312‬‬ ‫عدد وثائق‬
‫االتفاق على‬
‫استثمار‬
‫األموال‬
‫خالل الحياة‬
‫الزوجية‬

‫‪137.13%‬‬ ‫‪5.25%‬‬ ‫‪338.1%‬‬ ‫‪-71.5%‬‬ ‫‪-22.2%‬‬ ‫‪-30.4‬‬ ‫‪112.3%‬‬ ‫‪143.7%‬‬ ‫‪-5.4%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة التغير‬

‫و يالحظ من خالل هذه األرقام إن تطور عدد وثائق تدبير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية مل بين سنة ‪ 2004‬و ‪ ،2013‬لم‬
‫يتجاوز العدد ‪ 900‬وثيقة كحد أقصى سجل خالل سنة ‪،2007‬في حين لوحظ أن أدنى حد تم تسجيله كان سنة ‪ 2010‬بعد أن بلغ ‪139‬‬
‫وثيقة فقط‪ ،‬و خالل بقية السنوات األخرى عرف هدا العدد تدبدبا واضحا يتراوح بين أٳلارتفاع و االنخفاض ‪،‬ٳذ لوحظ ما مجموعه ‪312‬‬
‫وثيقة سنة ‪ ، 2004‬و ‪ 295‬وثيقة سنة ‪،2005‬في حين عرفت سنة ‪ 2006‬انجاز ‪ 424‬وثيقة ‪،‬لتسجل السنة التالية ‪ 2007‬ٳنجاز أكبر‬
‫عدد من هذه الوثائق حيت وصل إلى ‪ 900‬وثيقة ‪،‬غير أن هذا العدد سيتراجع خالل السنوات الموالية إلى ‪ 626‬سنة ‪ ،2008‬و إلى ‪487‬‬
‫سنة ‪ 2009‬وثيقة اتفاق‪،‬و يزداد ارتفاعا سنة ‪ 2012‬بعدد وصل إلى ‪ 641‬غيران هذا الرقم سيشهد قفزة نوعية خالل سنة ‪2013‬‬
‫بتسجيله ارتفاعا على درجة كبيرة من األهمية بعدد وصل إلى ‪ 1520‬وثيقة ‪.‬‬

‫و ما يمكن ٳاستنتاجه من خالل هذه اإلحصائيات‪ ،‬أن عدد وثائق تدبير األموال التي تم ٳنجازها خالل العشر سنوات من‬
‫عمر المدونة‪ ،‬يبقى متواضعا مقارنة برسوم الزواج المبرمة خالل نفس الفترة ‪ ،‬و هو ما يظهر بجالء من خالل الجدول‬
‫التالي ‪:‬‬

‫مقارنة وثائق االتفاق على استثمار األموال خالل الحياة الزوجية مع رسوم الزواج ‪2013-2004 :‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫السنوات‬

‫‪306533 311581‬‬ ‫‪325415 313356 314400 307575‬‬ ‫رسوم الزواج ‪297660 272989 244795 236574‬‬

‫‪1520‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪609‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪626‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪295‬‬ ‫‪312‬‬ ‫عدد وثائق‬
‫االتفاق على‬
‫استثمار‬
‫األموال خالل‬
‫الحياة‬
‫الزوجية‬

‫‪137.13%‬‬ ‫‪5.25%‬‬ ‫‪338.1%‬‬ ‫‪-71.5%‬‬ ‫‪-22.2%‬‬ ‫‪-30.4‬‬ ‫‪112.3%‬‬ ‫‪143.7%‬‬ ‫‪-5.4%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة التغير‬

‫‪40‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫ما يالحظ من خالل هده المقارنة هو عدم وجود إقبال من طرف األزواج على تفعيل مقتضيات المادة ‪ 49‬حول كيفية تدبير‬
‫‪1‬‬
‫األموال التي سيتم اكتسابها أو تنميتها خالل قيام العالقة الزوجية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معيقات التدبير التعاقدي ألموال الزوجين‬
‫إن اإلقرار القانوني لحق الزوجين في إبرام العقد المالي ال يمكن أن يجد صداه لدى المواطنين ٳذ لم يكن مصحوبا‬
‫بإجراءات على مختلف المستويات ‪ ،‬و تكون بمثابة عراقيل تحول دون إبرام هذا العقد المالي‪ ،‬و من بين هذه العراقيل غياب‬
‫الوعي القانوني باإلضافة إلى عدم التحسيس بمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫أ ) الصعوبات المتعلقة بعدم التحسيس بمقتضيات المادة ‪:49‬‬


‫من بين أهم العراقيل التي تمنع الزوجة من الحصول على نصيبها من األموال المكتسبة هي عدم التحسيس بمقتضيات المادة‬
‫‪ 49‬من مدونة األسرة‪ ،‬تم إن اغلب الدعاوى التي ترفع من قبل الزوجات غالبا ما يكون موضوعها المطالبة بنفقة األبناء و أجرة‬
‫الحضانة و باقي المستحقات ‪ ،‬و بالتالي فان القاضي ملزم بالبت في الدعوى المعروضة عليه في حدود طلبات األطراف ‪،‬‬
‫بل و حتى في حالة العلم بمقتضيات هذه المادة فٳ نه اغلب النساء ال يستوعبن مضمونها ‪.2‬‬

‫و المالحظ أن المطالبة بهذا الحق بعد دخول مدونة األسرة حيز التنفيذ ‪ ،‬يقتصر خصوصا على المناطق التي كانت تعرف‬
‫بشكل عام تطبيق نظام الكد و السعاية ‪ ،‬تم إن عدم قيام بعض العدول بإشعار الزوجين أتناء إبرام عقد الزواج بمقتضيات المادة‬
‫‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ ،‬و تغاضيهم عن هذه المهمة المنوطة بهم بموجب المادة المذكورة يعتبر سببا لقلة االتفاقات المبرمة في‬
‫‪3‬‬
‫هذا اإلطار ‪ ،‬و هو ما يفسر قلة الدعاوي الرامية إلى المطالبة بنصيب من األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية‪.‬‬
‫ب)غياب الوعي القانوني ‪:‬‬

‫إذا كان المشرع قد جعل من التحسيس بمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة آلية فعالة لتطبيقها على ارض الواقع‪ ،‬فٳن‬
‫االتفاقات في هذا المجال قليلة ‪،‬و ذلك راجع إلى العادات و التقاليد الغير المنطقية السائدة داخل المجتمع ‪ ،‬بحيث يجد الزوجان‬
‫حرجا في إبرام اتفاق بينهما لتحديد كيفية تدبير أموالهما خالل فترة الزواج ‪ ،‬بل و يرفضان أتناء إبرام عقد الزواج التطرق ألية‬
‫مسألة تخ ص هذا الموضوع ‪ ،‬ذلك لما قد يمس بالثقة المفترضة بين الزوجين مما يشكل عرقلة لدور العدول في هذا الصدد‪.‬‬
‫و هذه التساؤالت تجد تبريرها من جهة في ما هو سائد من أعراف و تقاليد ضلت تنظم العالقة الزوجية مند سنين حتى ترسخت‬
‫في الالوعي الجماعي للمجتمع المغربي ‪ ،‬و بالتالي أصبحت ترفض كل جديد و لو كان في مصلحة الزوجين ‪ ،‬حيث إن التمسك‬
‫بإبرام هذا العقد مند بداية الزواج يولد االشمئزاز لدى الزوج األخر‪.‬‬

‫‪ . 1‬وزارة العدل و الحريات ̋القضاء األسري̏‪:‬الواقع و األفاق عشر سنوات من تطبيق مدونة األسرة ‪ ،‬دراسة تحليلية إحصائية ‪ ، 2013_2004‬ماي ‪ 2014‬ص‬
‫‪74_ 73:‬‬
‫‪ . 2‬ب الملكي الحسين̋ نظام الكد و السعاية ̏ ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬نماذج من ألترات الفقهي المغربي ‪،‬مطبعة دار السالم الطبعة األولى سنة ‪ 2001‬ص ‪.78‬‬
‫‪ . 3‬مونية ألغمري منير‪ ̋،‬المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪:‬أية حماية لحق المرأة في األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ̏؟ مقال منشور بالمجلة المغربية لألنظمة‬
‫القانونية و السياسية ‪،‬عدد ‪ 10‬سنة أكتوبر ‪ 2016‬ص ‪62_61‬‬

‫‪41‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫وهذا ما يشهد به الواقع ‪ ،‬إذ نادرا ما تلجأ الزوجة إلبرام اتفاقية لضمان حقوقها ‪ ،‬و ذلك العتبارات اجتماعية و أخالقية ‪،‬‬
‫كم ا إن اإلقبال على إبرام العقد المالي يبقى بنسبة جد متواضعة ‪ ،‬و خير دليل على ذلك اإلحصائيات الصادرة عن وزارة‬
‫العدل‪،1‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية االتفاق و سلطة المحكمة التقديرية‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن االتفاق الذي يبرمه الزوجان من أجل االتفاق على استثمار أموالهما ‪ ،‬يبرمه العدالن أو موثق في‬
‫وثيقة رسمية لها حجية قوية في اإلثبات ‪ ،‬إذ انه إذا حدث ما يوجب إعمال مقتضيات االتفاق المبرم بين الزوجين كالطالق أو‬
‫الوفاة مثال‪ ،‬فٳنه يرجع إليه لتحديد نسبة كل واحد منهما في تلك األموال فقد يتفقان على اقتسامها مناصفة أو إعطاء الزوجة أو‬
‫الزوج اكتر من ذلك أو أ قل و حينئذ يعمل باتفاقهما و يلزمان بمقتضياته و بنوده‪.2‬‬

‫كما سبقت اإلشارة إلى أن العقد يبرم من طرف العدالن فانه ال يمكن الطعن فيه إال بالزور‪ ،‬و هذا فيما يخص ما قام به العدالن‬
‫أو الموثق في حدود المهمة المسندة إليهما من التلقي و التحرير وفق الشروط المحددة قانونا ‪ ،‬إما موضوع هذا اٳلتفاق فانه يبقى‬
‫صحيحا إلى أن يطعن صاحب المصلحة فيه بالطرق المقررة في قواعد اإلثبات ‪.‬‬

‫كما سبقت اإلشارة فان هذا العقد يعتبر حجة قاطعة في مواجهة المدعى عليه ‪ ،‬إال أنه قد تتار مجموعة من اإلشكاالت حتى في‬
‫حالة وجود هذا العقد المالي ‪ ،‬حيث قد يدعي احد الزوجين أن نصيبه في األموال المكتسبة يتجاوز ما هو مضمن بالمقرر‪ ،‬فهل‬
‫يستطيع ٳثبات ذلك‪3‬؟‬

‫بالرجوع إلى القواعد العامة ‪،‬فإننا نجد أن الفصل ‪ 444‬من قانون االلتزامات و العقود ال يجيز شهادة الشهود لٳلتبات أكتر‬
‫مما ضمن بالدليل الكتابي‪ ،‬لكن خصوصية المجال األسري جعلت القضاء المغربي يأخد بجميع وسائل االتبات ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫شهادة الشهود و القرائن باعتبارها واقعة قانونية استثنتها الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 444‬من قانون االلتزامات و العقود ‪ ،‬كما أن‬
‫فسح المجال ألحد الزوجين ٳلثبات اكتر مما هو وارد باٳل تفاق قد يحد من التصرفات الصورية التي يلجأ لها بعض األزواج‬
‫إلخفاء ممتلكاتهم ‪.4‬‬

‫كما سبقت اإلشارة إليه سابقا ‪ ،‬إن العقد الذي يحرر في ورقة رسمية فانه يعتبر حجة قاطعة تجاه الغير‪ ،‬إال انه يمكن للمدعي أن‬
‫يؤسس دعواه على انه قد شاب ٳ رادته عيب من عيوب اإلرادة أو أن يتم الطعن في هده الحجة من صاحب المصلحة بالزور‪ ،‬و‬
‫تجدر اإلشارة إلى انه ٳذا تبتت زورية هذا اٳل تفاق فان المحكمة تستبعده من الدعوى ‪ ،‬أما ٳذا حرر هذا االتفاق في وثيقة عرفية و‬

‫األسرة ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ‪:‬قانون األسرة و الطفولة سنة ‪2005‬‬
‫̏‬ ‫‪ . 1‬محمد اقاش ‪ ̋،‬النظام المالي للزوجين على ضوء مدونة‬
‫_ ‪ 2006‬ص ‪105‬‬
‫الزوجين مقال منشور بالندوة الجهوية الثانية بالقصر البلدي بمكناس في ‪ 9_8‬مارس ‪ 2007‬تحت‬
‫̏‬ ‫االنصاري‪ :‬اإلطار التطبيقي لشروط االتفاقية بين‬
‫̋‬ ‫‪ . 2‬عبد اللطيف‬
‫عنوان قضايا األسرة من خالل اجتهادات المجلس األعلى ‪ ،‬ص ‪96‬‬ ‫̋‬
‫الزوجين ‪.‬مقال منشور بمجلة قضاء االسرة العدد ‪4‬‬
‫̏‬ ‫‪ . 3‬خالد الكتاري ̋‪ :‬التطبيق القضائي لمقتضيات المادة ‪ 49‬من ندونة االسرة المتعلقة بتوزيع االموال المكتسبة بين‬
‫_ ‪، 5‬في فبراير ‪ 2009‬ص ‪74 _ 73‬‬
‫الزواج ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪،‬سنة ‪ ̵ 20082007‬ص ‪.99-98-‬‬‫̏‬ ‫الشافعي‪ ،‬تدبير االموال المكتسبة اتناء‬
‫̋‬ ‫‪ . 4‬حفيظة‬

‫‪42‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫أقر بها المدعى أ عتبرها القضاء في حكم الورقة الرسمية حينئذ ‪ ،‬أما إذا أنكرها ‪ ،‬كان ينكر توقيعه فان االتفاق يفقد حجيته ‪ ،‬و‬
‫يتعين على من يتمسك بصحته‪،‬و أثباتها بشتى الوسائل و التي من أهمها مسطرة تحقيق الخطوط ‪ ،‬لكن عند استبعاد المحكمة‬
‫االتفاق المحرر في وثيقة عرفية فٳن المدعي يلجأ كذلك إلى القواعد العامة لٳلثبات كما هو مقرر في الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪ 49‬من المدونة ‪.1‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى انه نادرا ما تطرح إشكاالت كهذه على المحاكم و مع ذلك سنتطرق ألحد األحكام التي تسير في نفس‬
‫اٳلتجاه ‪ ،‬حيث جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف بأكادير‪،2‬رقم ‪ ،1060‬في ملف عدد ‪، 95 ̸ 200‬بتاريخ ‪̸ 04 ̸ 02‬‬
‫‪ 96‬حيث جاء فيه أن رسم السعاية المقدم كوسيلة إثبات ال يشكل حجة كافية إال إذا تضمن اإلشارة إلى النظام المالي للزوجين و‬
‫درجة مساهمة الزوجة و شراكتها في مال الزوج‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مصير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية في حالة عدم االتفاق بشأنها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال شك انه من أعقد المشاكل التي تثار بعد انتهاء العالقة الزوجية إثبات األموال التي تم تحصيلها أثناء الزواج‪.‬‬
‫حيث يثار النزاع بين الزوجين حول أحقية كل واحد منهما في األشياء الموجودة داخل بيت الزوجية و قد يمتد النزاع فيطال‬
‫ملكية العقارات المجودة خارج البيت خاصة إذا تم اكتسابها باشتراك الزوجين مما يفتح الباب أمام المدعي إلثبات ملكية ما‬
‫يدعيه‪ ،‬و لقد اقر المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة بعض العناصر األساسية لتكوين األموال األسرية ‪ ،‬و أوردها‬
‫على سبيل المثال ال الحصر تاركا ما لم يورده لالجتهاد وفق المادة ‪ 400‬من مدونة األسرة ‪،‬و هكذا تم التنصيص على انه عند‬
‫عدم وجود اتفاق بين الزوجين يراعى بشأن الثروة المكونة خالل الزواج عمل كل واحد من الزوجين دون تحديد لنوعية العمل‬
‫أو استثناء أي نوع من العمل‪.3‬‬
‫وعليه سنتطرق لقواعد إثبات المساهمة في أموال األسرة في حالة عدم وجود اتفاق ‪-‬الفقرة األولى‪ -‬و المنازعات المرتبطة‬
‫بإثبات المساهمة في العقار ‪-‬الفقرة الثانية‪-‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬إثبات المساهمة في تنمية أموال األسرة في حالة عدم وجود اتفاق‬
‫بالرجوع للفقرة األخيرة من المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‪ ،4‬نجدها تحيل على القواعد العامة لإلثبات مع مراعاة عمل كل‬
‫واحد من الزوجين ‪ ،‬لكن المشرع لم يحدد طبيعة القواعد العامة لإلثبات و ال مصادرها‪ ،‬كما أن االستعانة باألعمال التحضيرية‬
‫للمادة ال تسعف في بيان إرادة المشرع بخصوص هذه النقطة ‪ ،‬و لذلك فقد نتج عن تفسير و تحليل و تطبيق هذا المقتضى من‬
‫الناحية الفقهية و القضائية عدة آراء و تأويالت لكل مبرراته و حجيته‪.5‬‬

‫‪ . 1‬خالد الكتاري ̋‪ :‬التطبيق القضائي لمقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة اآلسرة المتعلقة بتوزيع األموال المكتسبة بين الزوجين̏ ‪،‬مرجع سابق ص ‪̵ 7473‬‬
‫‪ . 2‬قرار صادر عن محكمة االستيناف باكادير‪،‬رقم ‪، 1060‬في ملف عدد ‪، ̸ 95200‬بتاريخ‪ ، 1996-02-04‬قرار أورده بالحسن المالكي مرجع سابق ص ‪.69‬‬
‫الزواج ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪94‬‬‫̏‬ ‫الشافعي‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة أتناء‬
‫̋‬ ‫‪ . 3‬حفيظة‬
‫‪ . 4‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ :̋ 49‬ٳذ لم يكن هناك ٳتفاق فيرجع للقواعد العامة لٳلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجين و ما قدمه من مجهودات و ما تحمله من‬
‫األسرة ‪.‬‬
‫̏‬ ‫أعباء لتنمية أموال‬
‫‪ . 5‬إدريس الفاخوري‪ ̋:‬قانون اآلسرة المغربي ‪ ،‬أحكام الزواج ̏ ‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق ‪،‬الجزء األول ‪ ،‬ص‪304‬‬

‫‪43‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫أوال‪:‬اإلثبات وفق القواعد العامة ‪:‬‬

‫من خالل الفقرة األخيرة من المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة نجدها تحيل على القواعد العامة لٳلثبات عند المنازعة بشأن هذه‬
‫الممتلكات األسرية في حالة عدم وجود ٳتفاق على تدبيرها‪ ،‬و ذلك لعدة ٳاعتبارات ٳما ألن مواردهما معا ليست ذات بال ‪ ،‬و ٳما‬
‫ألن األنفة او حسن نية تحول دون ذلك‪،‬ففي هذه الحالة فٳن المحكمة تطبق القواعد العامة لإلثبات‪،1‬‬

‫و نشير أيضا‪ ،‬أنه حتى في حالة وجود وسيلة ٳثبات التملك في ٳسم أحد الزوجين ‪ ،‬فٳن ذلك قابل للنقاش بناءا على عبارة‬
‫̋ مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجين و ما قدمه من مجهودات و ما تحمله من أعباء ̏‪ ،‬مما يجعل الحجة المعتمدة في إطار‬
‫موضوع األموال األسرية غير متسمة بالحجة القطعية ‪ ،‬و قد تكون مجرد قرينة قابلة إلثبات العكس‪،2‬‬

‫و حسنا فعل المشرع بإضافة تلك العبارة ‪ ،‬الن اإلثبات وفق القواعد العامة قد تثار بشأنه مجموعة من الصعوبات ‪،‬‬
‫خاصة ا نه قليال ما تستفيد الزوجة من حقها و ذلك لعدم استطاعتها الحصول على هده الوسائل الكافية إلثبات هدا الحق‪،‬و التوجه‬
‫السائد بخصوص تطبيق المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة هو رفض الطلب بحجة أن الملف تنقصه وسائل اإلثبات‪ ،‬ففي حكم صادر‬
‫عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء ‪،3‬في حكم رقم ‪،3858‬في ملف عدد ‪ ، 07 ̸ 33 ̸ 1832‬بتاريخ ‪،2007 ̸ 07 ̸ 25‬‬
‫قضت فيه بعدم القبول وفق الحيثيات التالية‪ :‬و حيث تقدمت المدعية بمقالها أمام المحكمة تلتمس فيه الحكم بتحديد نصيبها في كل‬
‫الممتلكات في حدود النصف‪ ،‬و أسست طلبها على أنها ساهمت بكدها و سعايتها لمدة ‪ 16‬سنة من الزواج ‪.‬‬
‫وحيث دفع المدعى عليه انه اكتسب ثروته عن طريق توفيرها من عمله لسنين‪ ،‬و حيث أن المدعية لم تثبت مساهمتها المادية في‬
‫تنمية األموال األسرية و حيث أن المادة ‪ 49‬تؤكد على انه لالستفادة من األموال المشتركة وجب اإلدالء بالعقد الكتابي أو اإلثبات‬
‫عن طريق الوسائل العامة لإلثبات‪ ،‬وبالتالي فان لم تتمكن الزوجة من إثبات ما تدعيه ‪ ،‬فالمحكمة بناءا عليه ال يسعها سوى‬
‫اعتبار طلبها غير مؤسس و يتعين عدم قبوله ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى انه و طبقا للمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ ،‬فان المدعي يتعين عليه إثبات األمور اآلتية ‪:‬‬

‫●تحديد األموال المكتسبة أثناء الزواج و التي أعطاها المشرع وصفا خاصا‪:‬أموال أسرية ‪ ،‬و هو وصف يصعب إثباته‬
‫بحسب طبيعة األموال ‪.‬‬
‫●إثبات العمل و نوعيته و مردوديته و مدى المساهمة فيه‪.‬‬
‫●إثبات ما تم تقديمه من مجهودات لتكوين او تنمية األموال األسرية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫●إثبات ما تحمله من أعباء لتنمية هذه األموال ‪.‬‬

‫‪ . 1‬حياة الصابري‪ ̋،‬تدبير األموال المكتسبة بين النص القانون ي و العمل القضائي̏‪،‬بحث نهاية التكوين في المعهد العالي للقضاء ‪ ،‬سنة ‪ ، ̵ 20152013‬ص ‪28‬‬
‫الزواج ‪ ،‬مرجع سابق ص‪95‬‬
‫̏‬ ‫الشافعي‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة أتناء‬
‫̋‬ ‫‪ . 2‬حفيظة‬
‫‪ . 3‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء ‪،³‬في حكم رقم ‪،3858‬في ملف عدد ‪ ، ̸ 33 ̸ 071832‬بتاريخ ‪، ̸ 07 ̸ 200725‬قرار منشور برسالة لنيل الماستر‬
‫المتخصص في المهن القضائية و القانونية‪،‬الفوج األول سنة ‪ ، ̵ 20082006‬ص ‪18-17‬‬
‫‪ . 4‬خديجة البوهالي ‪ ،‬اٳلتبات في قضايا األسرة بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪167‬‬

‫‪44‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫تم إن وسائل اإلثبات المحددة من خالل الفصل ‪ 404‬من قانون االلتزامات و العقود ‪ ،1‬جاءت على سبيل الحصر و‬
‫ليس المثال و تتمثل في ‪ :‬اإلقرار أي الذي يصدر عن الخصم و الذي يعتبر أقوى وسيلة إثبات ‪ ،‬تم الحجة الكتابية و الشهود التي‬
‫يدلي بها المدعي مع إمكانية إثبات عكسها من طرف المدعى عليه ‪ ،‬ثم القرينة و اليمين و النكول عنها و التي جعلها المشرع‬
‫وسائل إثبات بين يدي القاضي ‪،‬يمكن ان يعتمد عليها في حالة غياب وسائل اإلثبات ‪.2‬‬

‫أما حالة توفر وسائل اإلثبات ‪،‬فان المدعي بإمكانه الحصول على حقه و إثباته‪ ،‬و قد صدر حكم في هذا الصدد‪:‬حكم صادر عن‬
‫المحكمة االبتدائية بمكناس‪، 3‬رقم ‪،1903‬في ملف عدد ‪5 ̸ 967‬ج ̸ ‪ ، 2012‬بتاريخ ‪ ، 2013 ̸ 07 ̸ 02‬قضى بقبول الطلب‬
‫‪ ،‬و أمر بأداء المدعى عليه لفائدة المدعية تعويضا ماليا عن كدها و سعايتها لتنمية أمواله و ثروته إثناء قيام العالقة الزوجية‬
‫بينهما ‪،‬و تحديده في مبلغ جزافي قدره (‪100000000‬درهم) أي مائة ألف درهم ‪ ،‬و ذلك وفق الحيثيات التالية‪:‬‬

‫و حيث تقدمت المدعية بمقال تؤكد فيه بأنها ساهمت مع زوجها خالل الحياة الزوجية في تنمية أموال األسرة عن طريق مساعدته‬
‫في أعمال تجارته داخل المغرب و خارجه ‪ ،‬و قد أكد المدعى عليه أن المدعية مطلقته كانت ترافقه في إطار تجارته كمجرد‬
‫زوجة و ليست كمساعدة ‪ ،‬حيث عززت المدعية طلبها برسم حجية لفيف المشار إلى مراجعه أعاله ‪ ،‬شهد شهود على أن المدعية‬
‫كانت تتولى مساعدة المدعى عليه في أعمال تجارته ‪ ،‬و حيث ثبت للمحكمة من خالل الشهود المستمع إليهم خالل جلسة البحث‬
‫بعد أدائهم اليمين القانوني ‪،‬‬

‫و تمكنت المحكمة من االطمئنان لشهادتهم لعدم وجود ما يقدح في صحتها األمر الذي جعل المحكمة تمنح المدعية تعويضا ماليا‬
‫عن كدها و سعايتها و حددته في (‪ 100000000‬درهم) مائة ألف درهم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلثبات وفق القواعد الفقهية‬

‫بالرجوع إلى مقتضيات مدونة األسرة بالضبط للمادة ‪،4 400‬نجدها تحيل على الفقه المالكي‪ .‬ما ينبغي اإلشارة إليه بهذا‬
‫الخصوص هو انه إذا كان تطبيق القواعد العامة لإلثبات كافيا حيانا لإلثبات كون احد الزوجين قد أسهم في تنمية أموال‬
‫األسرة‪،‬و بالتالي فان هذه القواعد ال تؤدي إلى إثبات نصيب و نسبة مساهمة الزوج ‪ ،‬ما يثير النزاع بين الزوجين ‪ ،‬و هنا أرى‬
‫أن الحل األمثل لهذا اإلشكال هو الرجوع إلى األحكام الفقهية التي استقر عليها المالكية في المغرب في إطار ما يسمى بالسعاية‬

‫‪ . 1‬المادة ‪ 404‬من قانون االلتزامات و العقود ‪ ̋ :‬وسائل اإلثبات التي يقرها القانون هي ‪:‬‬
‫‪ -‬إقرار الخصم‬
‫‪ -‬الحجة الكتابية‬
‫‪ -‬شهادة الشهود‬
‫‪ -‬القرينة‬
‫‪ -‬اليمين و النكول عنها‬
‫‪ . 2‬ألغمري منير‪ ̋،‬المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪:‬أية حماية لحق المرأة في األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ̏؟ ‪،‬مرجع سابق ص‪52‬‬
‫‪ . 3‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمكناس ‪،‬رقم ‪،1903‬في ملف عدد ‪ ̸ 5967‬ج‪ ، ̸ 2012‬بتاريخ ‪(، ̸ 07 ̸ 201302‬غير منشور )‪.‬‬
‫األسرة‪ :‬كل ما لم يرد به نص في هذه المدونة ‪،‬يرجع فيه إلى المذهب المالكي و االجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم اإلسالم في العدل و‬
‫̋‬ ‫‪ . 4‬المادة ‪ 400‬من مدونة‬
‫بالمعروف ‪.‬‬
‫̏‬ ‫المساواة و المعاشرة‬

‫‪45‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫التي و إن كانت قد قررت لفائدة الزوجة العاملة مع زوجها و المساهمة معه في تنمية أمواله ‪ ،‬ليس هناك ما يمنع من تطبيق‬
‫أحكامها على الزوجين معا كما توفرت شروط ذلك و أسبابه‪.1‬‬
‫ففي ضل الفقه المالكي يمكن االستناد إلى ما جرى به العمل للتوصل إلى جواز استحقاق الزوجة مقابال عن عملها داخل‬
‫بيت الزوجية‪ ،‬ففي إطار هدا الفقه يمكن التمييز بين خدمات الزوجة التي ينجم عنها ناتج يسوق خارج محيطها لقاء مقابل نقدي‬
‫تستهلكه األسرة‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة بهذا الخصوص إلى بعض الفتاوى التي أكدت على هذا الحق و أجازت العمل به مع استخالص ما حواه من‬
‫أحكام يمكن أن تفيد كثيرا في حل ما يستجد من إشكاالت و أقضية‪:‬‬

‫من تلك الفتاوى أيضا‪ ،‬تلك التي أثبتها العلمي في نوازله‪ ،‬و من بين ما جاء فيها ̋‪...‬فٳن سكتت الزوجة و لم تصرح ال‬
‫بأنها تطوعت بعملها لزوجها و ال بأ نها تعمل على أن تكون شريكة معه ثم طلبت حظها من العمل و أنها لم تعمل إال على وجه‬
‫الشركة و الرجوع بقيمة العمل و أنكر الزوج ذلك حلفت أنها ما غزلت و ال نسجت و ال عملت إال لتكون على حظها من المعول‬
‫‪ ،‬و ٳذا حلفت قوم عملها في الكتان و الصوف و قوم الكتان و الصوف ‪،‬فيكون الثوب بينهما على قدر ذلك و كذلك الغزل ‪.2̏...‬‬
‫و يالحظ من هذه الفتوى أن الفقه تعامل مع الزوجة بعطف و إشفاق ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعات المرتبطة بإثبات المساهمة في العقار‬


‫يثار سؤال في غاية األهمية ‪ ،‬و هو ما العمل إذا تعلق األمر بعقار محفظ مسجل في اسم احد الزوجين ‪ ،‬و قام الطرف األخر‬
‫بالمطالبة بنصيبه فيه ‪ ،‬حيث ستصطدم حينئذ وسائل اإلثبات العادية التي إحالة عليها المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪ ،‬بحجية الرسم‬
‫العقاري للعقار المحفظ ذلك إن قاعدة تطهير الصك العقاري تمنع المساس بملكية الشخص المسجل العقار في اسمه‪.3‬‬

‫و في هذا السياق‪ ،‬أمكن القول انه ليس هناك ما يمنع الزوج المدعي بنصيبه في ملك محفظ باسم الزوج األخر الحكم له‬
‫بذلك النصيب إذا اثبت مساهمته ‪ ،‬فال يكتفي بما ورد في الصك العقاري فقط وفقا لما قضت به المادة ‪ 49‬المذكورة أعاله ‪ ،4‬و‬
‫التي أوجبت مراعاة مساهمة كل من الزوجين ‪ ،‬و هذا ما أكدته المحكمة االبتدائية بتمارة ‪، 5‬في حكم رقم ‪،965‬في ملف عدد‬
‫‪ ، 31 ̸ 06 ̸ 131‬بتاريخ ‪، 2008 ̸ 06̸ 10‬قضى فيه باالستجابة للطلب ‪ ،‬بعلة وجود حساب بنكي مشترك و بالتالي فقد تم قبول‬
‫الطلب و استحقاق المدعية نصف ملكية الشقة موضوع الرسم العقاري موضوع الدعوى ‪،‬مع أمر السيد المحافظ على األمالك‬
‫العقارية بتمارة بتسجيل مقتضيات هذا الحكم وأثاره على للرسم العقاري المذكور‪.‬‬

‫الزوجين ‪،‬مرجع سابق ص ‪98‬‬‫̏‬ ‫‪ . 1‬عبد اللطيف األنصاري ̋‪ :‬اإلطار التطبيقي لشروط االتفاقية بين‬
‫‪ . 2‬عبد اللطيف األنصاري ̋‪ :‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪99‬‬
‫الزواج ‪ ،‬مرجع سابق ‪.96‬‬
‫̏‬ ‫الشافعي‪ ،‬تدبير األموال المكتسبة أتناء‬
‫̋‬ ‫‪ . 3‬حفيظة‬
‫‪ . 4‬إن المشرع بإضافة عبارة مع مراعاة عمل كل واحد منهما قد وسع من إمكانية المطالبة بالحق في األموال المكتسبة و التي تتجاوز حدود الرسم العقاري الذي‬
‫يتميز بالقوة التطهيرية‬
‫‪، 06‬منشور برسالة لنيل الماستر المتخصص في المهن القضائية و‬ ‫‪ . 5‬المحكمة االبتدائية بتمارة ‪،‬في حكم رقم ‪،965‬في ملف عدد ‪ ، ̸ 06 ̸ 31131‬بتاريخ ‪̸ ̸ 200810‬‬
‫القانونية ‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بسويسي ص ‪82ˉ 81‬‬

‫‪46‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫و نالحظ إذن ‪،‬إن الحجية المطلقة للرسم العقاري التي كانت تحول قبل صدور مدونة األسرة دون تمكين الزوج من حصته‬
‫في العقار المحفظ باسم الزوج األخر ‪ ،‬إما حاليا فانه يمكن للمدعي الحصول على حصته في العقار الذي اثبت مساهمته الفعلية‬
‫في شرائه‪ ،‬و ذلك تجسيدا لروح الفقرة األخيرة من المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪.‬‬

‫و قد يظهر من خالل ما سبق بيانه ‪ ،‬أن المشرع قد خرج عن قاعدة تطهير الصك العقاري المقررة في ظهير التحفيظ‬
‫العقاري لسنة ‪ ،1913‬إال إن الرأي فيما نعتقد هو إن النزاع غير واقع بالدرجة األولى على ملكية العقار ‪ ،‬و إنما حول مصدر‬
‫ذلك الملك‪ ،‬لذلك منح المشرع كل واحد من الزوجين نصيب مساهمته ‪ ،‬و ال يحول دون ذلك وجود المدعى فيه محفظا في اسم‬
‫احدهما‪.‬‬

‫أما في حالة ما إذا كان العقار سجل في المحافظة العقارية في اسم المدعى عليه و ليس بالملف ما يفيد وجود اتفاق بشان‬
‫أموالهما‪ ،‬و لم يثبت أن العقار قد ساهمت فيه بكدها و مساهمتها مما ال يسع معه إال التصريح برفض الطلب‪ ، 1‬ففي حكم صدر‬
‫عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‪ ، 2‬قرار رقم ‪، 6387‬في ملف عدد ‪ ، 06 ̸ 33̸ 1060‬بتاريخ ‪ ، 2007 ̸ 12 ̸ 26‬قضى‬
‫بعدم القبول بناءا على الحيثيات التالية ‪ :‬و حيت إن الطلب يهدف إلى اقتسام ممتلكات المدعى عليه مع المدعية و تمكينها من‬
‫حقها في امتالك شقة و حيث أن ادعاءات المدعية غير مدعمة بما يثبتها ‪،‬و حيث إن المدعى ملزم لسماع دعواه اإلدالء‬
‫بالوثائق الالزمة له عمال بمقتضيات الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية ‪،‬و بالتالي يتعين التصريح بعدم القبول‪.‬‬

‫‪ . 1‬خديجة البوهالي ‪ ،‬اٳلتبات في قضايا األسرة بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪196‬‬
‫‪ . 2‬حكم صدر عن المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‪ ،‬قرار رقم ‪، 6387‬في ملف عدد ‪ ، 33 ̸ 0660-10‬بتاريخ ‪ 2007-12-26‬منشور برسالة لنيل الماستر‬
‫المتخصص في المهن القضائية و القانونية ‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بسويسي ص ‪.15‬‬

‫‪47‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫خاتمــــــــــــــــــة ‪:‬‬
‫بعد ما تم تناول موضوع المكتسبات المالية للزوجين يتضح بداية أن األصل هو استقالل ذمة كل زوج في ما أكتسبه ‪،‬‬
‫وهو مبدأ مستوحى من أحكام الفقه اإلسالمي والذي أخدت به معظم التشريعات الوضعية منها المشرع المغربي من خالل‬
‫المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة حيث توخا تنظيم العالقة الزوجية وضبطها بقواعد محكمة عبر إبرام اتفاق بينهما حول‬
‫االشتراك في مكتسباتهما المالية وذلك لضمان إنهائها في ظروف حسنة عندما يتحتم هذا االنتهاء ‪ ،‬ولعل أن صياغة‬
‫المشرع نص قانوني يهم تنظيم العالقة الزوجية في جانبها المالي سيكون حتما عامال حاسما لتوحيد الرأي لدى مختلف‬
‫المحاكم المغربية ‪ ،‬لكن األحكام و القرارات القضائية الصادرة بشأن حق الزوجة في األموال المكتسبة خالل الحياة‬
‫الزوجية بينت مدى التعارض و التضارب الذي طبع العمل القضائي في هذا الشأن ‪.‬‬
‫فأحد المرأة نصيب محدد في أموال زوجها بعد مساهمتها في تكوينه و تنميته ‪،‬وهو ما كان يجد له تطبيق في إطار حق‬
‫الكد و‪.‬السعاية الذي له أساس شرعي وجذوره الحضارية باعتبار قدم انتشار تطبيقاته في بعض مناطق المغرب كعرف‬
‫تابت تبنته المحاكم المغربية ‪،‬سيما أن المشرع يحيل على الرجوع إلى الراجح المشهور أو ما جرى به العمل من مذهب‬
‫اإلمام مالك فيما لم تشمله المدونة من أحكام ‪.‬‬
‫و بناءا على كل ما تقدم يبدو أن تدخل المشرع بنصوص صريحة بات أمرا ضروريا لتقنين االجتهادات التي توصل إليها‬
‫الفقهاء المسلمون من قرون وكرستها األعراف ‪ ،‬إذا فباقتصار المشرع على مادة واحدة بصياغتها الحالية و ألفاظها‬
‫العامة لن يساهم في حل اإلشكاالت العملية التي يطرحها الواقع المعاش خاصة أنه ترك إلرادة األطراف حرية كبيرة في‬
‫االتفاق و اشتراط ما تراه مناسبا ‪،‬وهذه الحرية ستصطدم بكثرة القوانين المنظمة لكل تصرف قانوني يقدم عليه الزوجان‬
‫من أجل استثماري أموالهما وتنميتها مما يفتح المجال أمام إعمال مختلف القواعد القانونية الواردة في القانون المدني‬
‫باعتباره األصل والمنظم للعالقات و التصرفات اإلرادية ‪.‬‬
‫ولهذا على المشرع إعادة صياغة م‪ 49‬ولما ال وضع قانون خاص يعنى بالعالقات المالية للزوجين يتم اإلحاطة فيه بكل‬
‫الجوانب المتعلقة بها و يتناول بدقة و تفصيل طرق تدبير األموال المشتركة و نطاق ما يدخل فيها وحدود صالحيات كل‬
‫طرف و عالقتهما بالغير المتعامل معهما ‪،‬ويحدد في نفس الوقت القواعد الواجبة التطبيق في حالة وقوع أي إشكال أو‬
‫خالف‪.‬‬
‫ويوضح بشكل جلي دور القضاء في التعامل مع هذه النزاعات مع إبراز المعايير التي سيعتمد عليها بعبارات واضحة ‪،‬ال‬
‫تترك مجال لكثرة التأويالت الذي يؤدي إلى اختالف وتضارب العمل القضائي خصوصا المتعلق بمفهوم عمل كل واحد من‬

‫‪48‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الزوجين والمجهود الذي يقدمه ‪،‬وكدا تبيان موقفه من العمل المنزلي للمرأة الذي يعد مشكال يطرح نفسه حول تقدير‬
‫مقابله ومدى استحقاق المرأة لمقابل لما كدت و سعت من أجله ولو داخل البيت هذا من جهة و من جهة أخرى لما ال‬
‫تكتيف حمالت التوعية و التحسيس بأهمية االتفاق حول المكتسبات المالية بين المقبلين على الزواج وبين المتزوجين‬
‫لتفادي النزاعات التي يمكن أن تثور بعد الزواج‪.‬‬

‫[ تم بعون هللا وحسن توفيقه ]‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬

‫‪‬الكتـــــــب ‪:‬‬
‫‪ -‬الملكي الحسين ‪ ̋ :‬نظام الكد و السعاية ̏ ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬نماذج من ألترات الفقهي المغربي ‪،‬مطبعة دار السالم الطبعة األولى سنة‬
‫‪2001‬‬
‫‪-‬ادريس الفاخوري قانون االسرة المغربي احكام الزواج دراسة مقارنة معززة بأحدث التطبيقات القضائية لمحكمة النقض و محاكم‬
‫الموضوع منشورات مجلة الحقوق الجزء األول‬
‫‪ -‬عبد القادر قرموش ‪ :‬الدور القضائي الجديد في قانون األسرة المغربي‪ ،‬دار النشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة بالرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪2013‬‬
‫‪ . -‬ذ‪.‬إدريس جويلل ‪-‬شرح مدونة األسرة أحكام الزواج و الطالق ‪-‬مطبعة آنفو ‪-‬برانت فاس ‪2014‬‬
‫‪ -‬اقروفة زبيدة ‪ :‬المكتسبات الزوجية بين التأصيل الفقهي والتقنين األسري كلية الحقوق و العلوم اإلنسانية جامعة جيجل من‬
‫‪10/11/2005‬‬
‫‪ -‬الملكي الحسين ‪ :‬من الحقوق المالية للمرأة نضام الكد والسعاية الجزء األول ط‪ 1‬دار القلم والنشر والتوزيع بالرباط ‪1999‬‬
‫‪ -‬حسن العبادي‪ :‬عمل المرأة في سوس منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية مطبعة طوب بريس بالرباط ط ‪ 1‬سنة ‪،2004‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪ -‬احمد الخمليشي ‪ :‬مناقشة مقتضيات المادة ‪ 49‬األعمال التحضير للمادة ‪49‬‬
‫‪ -‬عبد الخالق أحمدون‪ :‬قانون األسرة الجزء األول الزواج مطبعة طوب بريس الرباط ط‪2005 1‬‬
‫‪ -‬فريدة بناني‪ :‬حق تصرف الزوجة في مالها حق شرعي‪ ،‬مطبعة دار تبتمل للطباعة والنشر ومراكش الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬ادريس العلوي العبدالوي‪ :‬نظرية العقد مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء طبعة ‪1996‬‬
‫‪ -‬رشيدة داودي ‪ :‬العالقات المالية بين الزوجين وفق مدونة األسرة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية الحقوق بطنجة سنة ‪-2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪ -‬محمد الشرقاني ‪ :‬النطرية العامة لاللتزامات العقد الطبعة األولى المطبعة و الوراقة الوطنية سنة‪2003-‬‬
‫‪ -‬محمد الخمليشي‪ :‬من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة طبعة ‪-2012‬الجزء األول الزواج منشورات المعارف‪.‬‬
‫الحسين نظام الكد و السعاية ̏ ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬نماذج من ألترات الفقهي المغربي ‪،‬مطبعة دار السالم الطبعة األولى سنة ‪2001‬‬
‫̋‬ ‫‪ -‬الملكي‬
‫‪-‬محمد مومن ‪" :‬حق الكد والسعاية دراسة لحق المرأة في اقتسام الممتلكات المكتسبة خالل الزواج في ضوء بعض األعراف المغربية "‬
‫سلسلة الكتب العدد ‪ 38‬الطبعة األولى ‪ 2006‬المطبعة الورقية الوطنية (مراكش)‪.‬‬
‫‪ -‬فريدة بناني‪ :‬حق تصرف الزوجة في مالها حق شرعي مطبعة دار تيمبل للطباعة والنشر مراكش الطبعة االولى ‪ 1995‬ص ‪13‬‬
‫‪ -‬عمر صالح الحافظ مهدي العزاوي ‪ :‬الذمة المالية للزوجين في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي دراسة مقارنة في إطار الفقه اإلسالمي‬
‫والتشريعات العربية والغربية ط ‪ ، 1‬منشورات الحلبي الحقوقية لبنان ‪2010‬‬

‫‪50‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪ -‬محمد العروصي‪ :‬المختصر في بعض العقود المسماة سنة ‪ 2018/2017‬الطبعة السادسة مطبعة اناسي‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬لسان العرب ‪ -‬الجزء الخامس دار صابر بيروت‪.‬‬
‫‪-‬محمد الشافعي ‪ :‬قراءة في المادة ‪ 49‬مدونة األسرة بعد ثالث سنوات من التطبيق الحصيلة و المعوقات أشغال الندوة الدولية المنظمة من‬
‫طرف مجموعة البحث في قانون و األسرة يومي ‪15‬و‪ 16‬مارس ‪2007‬بكلية الحقوق وجدة الطبعة األولى ‪ 2008‬مطبعة الجسور وجدة‬
‫‪-‬احمد مختار ‪:‬معجم اللغة العربية المعاصرة ط‪ 1‬عالم الكتب للنشر و التوزيع طباعة القاهرة ‪2008‬‬
‫‪-‬محمد الشافعي‪ :‬مدونة االسرة بين النص والممارسة أعمال الندوة الوطنية التي نضمتها شعبة القانون الخاص ومركز الدراسات القانونية‬
‫لمراكش ‪2006‬‬

‫‪‬الرسائل واألطروحات ‪:‬‬


‫محمد أقاش‪- :‬النظام المالي للزوجين على ضوء مدونة األسرة ‪ -‬بحت لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ‪-‬قانون األسرة‬
‫و الطفل ‪-‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم القانونية فاس سنة ‪2006-2005‬‬
‫حياة الصابري ‪ :‬المعهد العالي للقضاء ‪- -‬تدبير األموال المكتسبة بين النص القانوني والعمل القضائي – بحت نهاية التكوين في المعهد‬
‫العالي للقضاء الرباط ‪2015-2013‬‬
‫عمر المزكلدي ‪ " :‬حق الكد والسعاية محاولة في التأصيل " بحث في إطار دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص جامعة محمد‬
‫الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية اكدال‪-‬الرباط ‪. 2006- 2005‬‬
‫هند بوشان ‪ -‬مريم بندحو " تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين أثناء قيام العالقة الزوجية بين النظام التشريعي ومحدودية التطبيق الفعلي‬
‫"‪ ،‬بحث نهاية التدريب وزارة العدل والحريات المعهد العالي للقضاء فوج ‪.2015/2013 ،39‬‬
‫حفيضة الشافعي ‪ :‬تدبير األموال المكتسبة أتناء الزواج رسالة لنيل دبلوم المدرسات العليا المعمقة كلية الحقوق بوجدة سنة ‪2007/2008‬‬
‫كنزي رحمة و لمعوش وهيبة المكتسبات المالية بعد الزواج دراسة فقهية قانونية مذكرة لنيل شهادة الماستر بالجزائر سنة ‪2016/2015‬‬
‫الممارسة القضائية للمادة ‪ 49‬من مدونة األسرة المتعلقة باقتسام األموال المكتسبة بين الزوجين‪ ،‬رسالة لنيل الماستر المتخصص في ̋المهن‬
‫القضائية و القانونية ̏ جامعة محمد الخامس السويسي سنة ‪2006‬‬
‫خديجة البوهالي‪،‬اٳلتبات في قضايا األسرة بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر‪،‬جامعة المولى إسماعيل ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مكناس لسنة ‪.2011 _ 2010‬‬
‫زلماط فؤاد ‪:‬تدبير األموال المكتسبة أثناء فتزه الزوجية على ضوء المادة ‪ 49‬من مدمنة األسرة ‪،‬أطروحة مقدمة و مناقشة بسطات‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول ‪،‬في ‪2012-1-17‬‬
‫عادل ادحمين ‪،‬قراءة في تجربة القضاء األسري بالمغرب ‪،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل ‪،‬كلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بمكناس سنة ‪2009‬‬
‫مؤلف جماعي لطلبة بحث حول حق الكد والسعاية المادة في المادة ‪ 49‬من م‪.‬أ بمكناس‪2010/2011 .‬‬

‫‪51‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪‬المقـــــاالت ‪:‬‬
‫فاطمة ملولل‪ :‬تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين وفق النص القانوني والعمل القضائي مقال منشور بمجلة الفقه والقانون العدد ‪-62‬سنة‬
‫‪2017‬‬
‫االستاذ الحسين المالكي األموال المكتسبة أثناء العالقة الزوجية ومقتضيات الكد والسعاية مقال منشور بجريدة العلم ‪ 4‬ماي ‪ 2004‬عدد‬
‫‪19705‬‬
‫زهور الحر ‪ :‬حق الزوجة في المستفاد من الثروة بين السند الشرعي والرأي الفقهي والعمل القضائي ‪ ،‬مقال منشور في إطار األيام‬
‫الدراسية حول مدونة األسرة سلسلة الندوات واللقاءات واأليام الدراسية رقم ‪ .5‬إشراف المعهد العالي للقضاء ‪ .‬شتنبر ‪2004‬‬
‫‪ .‬المرأة وحق الشقاء مقال منشور بجريدة العلم ‪ -‬العدد ‪ 15571‬ليوم ‪ 23‬مارس ‪.1993‬‬
‫مونية ألغمري منير‪ ̋،‬المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪:‬أية حماية لحق المرأة في األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ̏ مقال منشور بالمجلة‬
‫المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ‪،‬عدد ‪ 10‬سنة أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪‬المــــــجــالت ‪:‬‬
‫‪-‬عبد اللطيف البغيل ‪ :‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية يناير ‪2012‬‬
‫‪-‬محمد خيري ‪ :‬تدبير األموال المكتسبة أتناء قيام العالقة الزوجية و مقتضيات نضام الكد والسعاية جريدة العلم‬
‫العدد‪19705/2004‬‬
‫‪-‬وزارة العدل والحريات إحصائيات حول أقسام قضاء األسرة خالل سنة ‪2013‬‬
‫‪ -‬عبد السالم الزياني ‪، :‬ضمان حقوق الزوجية في األموال المكتسبة بعد الزواج و مدى فعاليته في تحقيق التنمية ‪ ،‬عرض شارك‬
‫به في الندوة الوطنية المنظمة من طرف مجموعة البحث في األسرة و التنمية‪ ،‬شعبة القانون الخاص بكلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية بمكناس تحت عنوان̋ األسرة بين التشريع و القضاء و متطلبات التنمية̏ يومي ‪ 26 _ 25‬ماي ‪2007‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬العمل القضائي المغربي‬ ‫‪ -‬األستاذ الملكي الحسين ‪ :‬مجلة رسالة المحاماة عدد ‪- 27-‬‬

‫‪52‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫الفــــــــــــهرس‬
‫‪3‬‬ ‫المقــدمــــــــــــــــة‬
‫‪6‬‬ ‫لتدبي الموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية‪.‬‬
‫ر‬ ‫القانوئ‬
‫ي‬ ‫‪‬الفصل الول ‪ :‬النظام‬
‫ر‬
‫‪6‬‬ ‫للزوجي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والقانوئ لفكرة الذمة المالية‬
‫ي‬ ‫‪‬المبحث الول‪ :‬التأصيل الش ي‬
‫ع‬
‫‪6‬‬ ‫‪ ‬المطلب األول‪:‬استقالل الذمة المالية للزوجين كمبدأ في الشريعة اإلسالمية ومدونة األسرة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفقرة األولى‪:‬السند الشرعي لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬األساس القانوني لمبدأ استقالل الذمة المالية للزوجين‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬االشتراك في المكتسبات الزوجية كاستثناء لمبدأ استقالل الذمة المالية ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفقرة األولى‪:‬المقصود بالمكتسبات الزوجية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف الفقه والمشرع من األموال المكتسبة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫تدبيها‬
‫الزوجي وكيفية ر‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬مكونات الموال المكتسبة ربي‬
‫ي‬ ‫‪‬المبحث‬
‫‪14‬‬ ‫‪‬المطلب األول‪ :‬مكونات األموال المكتسبة‬
‫‪14‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬األموال المكتسبة بطرق غير الزواج‬
‫‪17‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬األموال المكتسبة بطرق الزواج‬
‫‪19‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬النظام التعاقدي لتدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬
‫‪19‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬إبرام عقد تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬العقد المالي‪ :‬تنفيذه‪ ،‬تعديله‪ ،‬وإنهاءه‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫الزوجي وطرق إثباتها‬
‫ر‬ ‫الثائ ‪ :‬مــآل المكتسـبات المالية ربي‬
‫ي‬ ‫‪‬الفصل‬
‫‪28‬‬ ‫‪‬المبحث الول ‪ :‬نظ ـ ــام الكـ ـ ـ ـ ــد و السـ ـ ــعاية‬
‫‪28‬‬ ‫‪‬المطلب األول ‪ :‬ماهـية الكد و السعاية‬
‫‪29‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف حق الكد والسعاية وتحديد طبيعته القانونية‬
‫‪31‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬النوازل الفقهية المؤطرة لحق الكد والسعاية‬
‫‪34‬‬ ‫‪‬المطلب الثاني‪ :‬حق الكد والسعاية ومقتضيات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة ‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث المكان‬
‫‪36‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث الزمان‬
‫‪38‬‬ ‫الزوجي‬
‫ر‬ ‫الثائ‪ :‬طرق إثبات المساهمة يف ر‬
‫تدبي الموال المكتسبة ربي‬ ‫ي‬ ‫‪‬المبحث‬
‫‪38‬‬ ‫‪‬المطلب األول‪:‬حالة أٳلتفاق على تدبير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية‬
‫‪38‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مدى تفعيل االتفاق على تدبير األموال المكتسبة بين الزوجين‬
‫‪42‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية االتفاق و سلطة المحكمة التقديرية‬
‫‪43.‬‬ ‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬مصير األموال المكتسبة خالل فترة الزوجية في حالة عدم االتفاق بشأنها‬
‫‪43‬‬ ‫الفقرة األولى ‪:‬إثبات المساهمة في تنمية أموال األسرة في حالة عدم وجود اتفاق‬
‫‪46‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعات المرتبطة بإثبات المساهمة في العقار‬
‫‪488‬‬ ‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪50‬‬ ‫الئحة المراجع ‪:‬‬

‫‪54‬‬

‫‪www.sajplus.com‬‬

You might also like