You are on page 1of 2

‫المحور الثالث‪ :‬نمودجية العلوم التجريبية‬ ‫العلوم اإلنسانية‬

‫تأطير المجور‪ :‬كيف تتحقق العلوم اإلنسانية هل بالتباعها لمناهج العلوم الطبيعية أم أن‬ ‫المحور األول‪ :‬موضعة الظاهرة اإلنسانية‬
‫علميها تقتضي منهجا خاصا يتناسب وخصوصية الظاهرة اإلنسانية؟‬ ‫المحور الثاني‪ :‬التفسير والفهم في العلوم اإلنسانية‬ ‫تأطير المحور ‪ - :‬هل يمكن التعامل مع الظاهرة اإلنسانية في دراستها بنفس‬
‫"موقف" وروني والبروت" من خالل نص "العلمية المشروطة‬ ‫تأطير المجور‪ :‬إدا كانت دراسة الظاهرة الطبيعية تتوج بإمكانية التنبؤ من‬ ‫الطريقة التي تدرس بها الظواهر الطبيعية أي هل يمكن التعامل مع الظاهرة‬
‫يرى كل من وروني والبروت أن العلوم اإلنسانية حديثة النشأة مقارنة بالعلوم الطبيعية‬ ‫خالل تفسيرها لألليات أو القوانين المتحكمة فيها‪,‬فهل يمكن الحديث عن‬ ‫افنسانية(كما لو كانت أشياء) على حد تعبيير اكوست كونت‪.‬وبالتالي يمكن تحقيق‬
‫كما تعتبر نتائجها غير يقينية‪,‬باعتبار أن موضوعها هو أكثر تشبعا وأكثر انتظاما من‬ ‫تفسير الظاهرة اإلنسانية والتنبؤ بمستقبلها وبالتالي تحقيق علميتها أم أت‬ ‫العلمية في العلو اإلنسانيى؟‬
‫الظواهر الطبيعية‪ ,‬الشئ الدي يستلزم ويشترط في الباحث المزيد من الجدر من أجل‬ ‫‪.‬األمر ال يتجاوز فيها مستوى الوصف والفهم الدي توجهه التجربة الداتية‬ ‫"موقف "جون يباجي" من خالل نص" عوائق موضعة الظاهرة اإلنسانية‬
‫فهم مايخافه ويعتبر أخره أي فهم اإلنسان الدي تختلف عنه ويشابهه في نفس‬ ‫موقف" كلود ليفي ستراوس" من خالل نص" الظاهرة اإلنسانية بين التفسير‬ ‫يرى جون يباجي أن وضعية العلوم اإلنسانية هي وضعية صعبة ومعقدة جدا أو‬
‫الوقت‪,‬ويقدر على استيعاب هدا التناقض (لحياد‪/‬المشاركة) يستطيع تحقيق الروح‬ ‫"والتنبؤ‬ ‫باألحرى دراسة الظاهرة اإلنسانية هي دراسة معقدة إدا ما قورنت في بدراسة‬
‫العلمية في مجال العلوم اإلنسانية ومنا يمكن لهده الخيرة أن تتجاوز علمية العلوم‬ ‫يرى كلود ليفي ستراوس أن العلوم الحقة قد حققت تقدما ناجحا بفضل‬ ‫الظواهر الطبيعية باعتبار أن اإلنسان يكون هو الدارس والمدروس أو المالحظ‬
‫الطبيعية‪ :‬حيث يكون الباحث في عالقة مباشرة مع الظاهرة التي يدرسها انطالقا من‬ ‫عمليتي التفسير والتبؤ’فإن وضع العلوم اإلنسانية ال يصلح لها ال بالتفسير‬ ‫والمالحظ في نفس الوقت ÷د بفضل الوعي الدي يتميز به اإلنسان وبفضل تجاربه‬
‫تجربته الداتية‪ :‬وهنا يشترط على الباحث ‪ -‬حسب مادهب إليه المفكرين‬ ‫وال بالتنبؤ لتظل بدلك في وسط الطريق تتأرجح بين التفسير والتنبؤ بإعتبار‬ ‫يمكن أن يتجاوز الوضعية التي يراض دراستها أو مالحظتها من قبل الباحث في‬
‫النثروبولوجيين – التحكم في داته حيث ال ينساق بمشاركته الوجدانية مع الجماعة‬ ‫أن هاتين العمليتين في العلوم الطبيعية ليست بينها عالقة ضرورية أو عالقة‬ ‫مجال العلوم اإلنسانيى كما يمكن للمالحظ أو الدارس أو الباجث من جهة أخرى أن‬
‫التي هي موضوع دراسة الظاهرة فتفقد بدلك دراسته قيمتها العلمية‪,‬حيث يشترطان‬ ‫ميكانيكية يمكن بموجبها أن يحدد كل منهما األخر مادامت العلوم الدقيقة‬ ‫يسقط داتيته أو أفكاره المسبقة عن الموضوع المدروس وبدلك يصعب تحقيق‬
‫ويفترضان في أن يكون الباحث طرفا أو أجزاءا أو عنصرا من الجماعة التي يدرسها‬ ‫الطبيعية في نظره( يمكنها أن تفسر الظواهر لم تتنبأ بها كما فعلت الداروينية‬ ‫الموضوعية في مجال العلوم اإلنسانية وبفضلها حققة العلوم الحقة علمية نتائجها‬
‫ثم أن يكون في نفس الوقت حكما لنكون أحكامه وتأوالته للظاهرة المدروسة أحكاما‬ ‫كما يمكنها أن تتنبأ بظواهر ال يمكن أن تكون قادرة على تفسيرها‪.‬كما يحدث‬ ‫‪.‬التي توضلت إليها عن طريق التجريب على بعض الظواهر الطبيعية‬
‫‪.‬موضوعية‬ ‫في علم األرصاد الجوية) وإدا كانت هده العلوم الحقة والطبيعية ال تستطيع أن‬ ‫إدن صعوبة تحقيق الموضوعية في مجال العلوم اإلنسانية أو في دراسة الظاهرة‬
‫اذا كان بياجي يري ان الدراسة العلمية الموضوعية هي مسالة يتعذر تحقيقها في‬ ‫تجمع بين هاتين العمليتين فإنه من المنطق أال نطالب العلوم اإلنسانية بنتاىج‬ ‫اإلنسانية ترجع باألساس إلى التداخل الحاصل بين الدات الدارس وموضوع‬
‫مجال العلوم االنسانية نظرا للتدخل الذي يقع بين ذات الدراسة والموضوع المدروس‬ ‫علمية وموضوعية يمكن أن تساعدنا على التنبؤ بمستقبل الظاهرة اإلنسانية‬ ‫دراسته ‪,‬وهده الصعوبة هي التي يعبر عنها بشكل واظح فرانسو بستيان ـثناء‬
‫فان ذالك اليشكل اذني عرقلة اا علمية العلوم االنسانية بالنسبة لي ورني واليورث الن‬ ‫التي تعمل على تفسيرها وتحليلها‪ ,‬لكن غياب علمية هده العمليتين في العلوم‬ ‫حديثه عن المفارقة الكبرة التي يعيشها الباحث اإلجتماعي بإعتباره يكون جزء من‬
‫المارخ والعالم وعال االجتماع وعال النفس حسب وجهة نضرهما يعرف كل واحد‬ ‫اإلنسانية (تفسير فضفاضي وتقريبي تنقصه الدقة وتنبؤات خاطئة) ال يقلل في‬ ‫الجماعة التي يدرسها وفي نفس الةقت يكون مطالب بالتموضع خارج الجماعة‬
‫منهم ان ينخرط فيما يدرسه وهذا االنخراط هو ما يسمح لكل واحد منهم بمقاربة‬ ‫نظر كلود ليفي ستراوس من أهميتها وال يعدم نفعها من الناحية النظرية‬ ‫وأن يبتعد ما أمكن عن كل مايربطه بالجماعة والمجتمع من قيم وتصورات وأحكام‬
‫ابحاته والتفاعل معها حيث يعل كل واحد منهم علي تكيف وتطويع المنهاج التجريبي‬ ‫والعلمية بقدر ما يعني (أن نفعها يقاس بدرجة موازنتها بين اإلتجاهين‬ ‫جاهزة وسائدة في المجتمع بمعنى أن العالم أو الباحث في مجال العلوم الحقة إدا‬
‫مع خصوصية الظاهرة االنسانية وهذا التفاعل والتداخل بين الذات الدارسة والموضوع‬ ‫"التفير والتنبؤ" حيث ال تقبل أي منهما بشكل حصري ) باعتبارها ال تفسر‬ ‫كان قادرا على أن يلتزم الحياد في دراسة الظاهرة الطبيعية ووصفها كما هي دون‬
‫المدروس هو ما تركز عليه االستمولوجية المعاصرة في العلوم االنسانية وتعتبره‬ ‫الظواهر تفسيرا نهائيا وال تتنبأ بيقين تام‪ ,‬وبخدا التأرجح والموازنة بين‬ ‫أدنى تداخل الدات‪,‬فإن الظاهرة اإلنسانية ال يمكن فهمها حسب فرانسو بستيان إلى‬
‫منهجا اضافيا ينبغي توفره في هذا العلوم لتعرف تكونها وتقدمها وبلوغها درجة عالية‬ ‫عمليتي التفسير والتنبؤ يمكن للعلوم اإلنسانية أن تحافظ على خصوصية‬ ‫بالمشاركة الوجدانية والممارسة الفعلية كوسيلة ناجحة وقادرة على تحقيق‬
‫من العلمية وبحضور هذه الشروط المتمثلة في اتخاد الحذر من قبل الباحث والموازنة‬ ‫دراستها للظاهرة اإلنسانية وتعمل على خصوبة وإغناء أبحاثها وهده‬ ‫العلمية في العلوم اإلنسانية وجلك ما يؤكده في إستشهاده بتوربرث إلياس الدي‬
‫بين تدخل الذات في الموضوع وعدم انصهار او ذوبان فيه ثم ان يكون طرفا في‬ ‫الخصوبة واإلغناء ال يمكن أن يتحقق في مجال العلوم اإلنسانية اال عندما‬ ‫يقول(ال نحتاج لكي نفهم جزئية من جزءيات الدرة أن نحس بأنفسنا بكون الدرة‬
‫الجماعة التي يدرسها وفي نفس الوقت يجب ان يكون حكما خارجا عنها ليكون‬ ‫يتم التسليم بنسبة نتائجها باعتبارها تقوم على الفهم كعملية داتية تعبر عن‬ ‫من الدرات لكن يكون من الضروري لنا النفاد إلى داخل التجربة الجماعية‬
‫موضوعا في استتاجاته لتصبح بذالك العلوم االنسانية محققة بعلميتها رغم تعقد‬ ‫مرونة الباحث اإلجتماعي وتمرسه على التعامل مع الظاهرة اإلنسانية كظاهرة‬ ‫والفردية التي تكون بجماعتهم وبالجماعات المغايرة لفهم نمط اشتغال الجماعات‬
‫الظاهرة االنسانية ومستفيدة بذالك من منهج العلوم التجريبية وبالتالي اثبات عدم‬ ‫تختلف كلية عن الظاهرة الطبيعية‪.‬وتفتضي منه اتباع منهج مناسب يتناسب‬ ‫البشرية وهو ما تستطيع معرفته من دون مشاركة وانخراط فعاالن في هده‬
‫وجود اية قطيعة بينهما اذا كان تذخل الذات في الموضوع يعد عيبا في العلو النسانية‬ ‫وطابعها الشمولي الدي يتدخل فيه ما هو نفسي مع ماهو اجتماعي‪.‬الشئ‬ ‫التجربة)‬
‫فان هذا التخل حسب هذين االتربولوجية التخلو منه حتي العلوم الحقة مادامت الفزياء‬ ‫الدي نستخلص منه أن الطبيعة أو الظاهرة الطبيعية تفسر بينما الظاهرة الن‬ ‫لكن إدا كانت الموضوعية أمرا يتعدر تحقيقه في مجال العلوم اإلنسانية نظرا‬
‫المعاصرة نفسها تاخد بعين االعتبار عامل تدخل الذات االن تدخل الذات هو ما يمكن‬ ‫فسية تفهم‪.‬كما أن تداخل هده العوامل الميزة لشؤونية الظاهرة اإلنسانية ال‬ ‫لصعوبة موضعة الظاهرة اإلنسانية‪.‬فهل هدا يعني أن الظاهرة اإلنسانية غير قادرة‬
‫الباحث وفي جميع المجاالت العلمية من النفاذ والتعمق في صلب الظاهرة خاصة‬ ‫يمكن إدراكه إال من خالل التجربة التي عاشها أو يعيشها الباحث‬ ‫لدراسة العلمية ؟ اال يمكن اعتبار المشاركة الوجدانية بمختلف أشكاها ومستوياتها‬
‫النسانية منها ليكشف عن مكامنها وجوهرها الذي تقوم عليه وبهاذا التدخل نتجاوز‬ ‫اإلجتماعي( حيث تكون األنا المالحظ أو الدارس جزءا من الظاهرة التي يجب‬ ‫كتدخل الداتي هو المنهج الكفيل والمناسب لخصوصية الظاهرة اإلنسانية وبالتالي‬
‫العلوم النسانية علمية التفسير لتبقي علي عملية الفهم كمنهج اساسي يمكنها من‬ ‫عليه أن يدرسها من الخارج) علؤ حد تعبير جون بياجي ودلك أن الظاهرة‬ ‫تحقيق العلمية فيها؟‬
‫بلوغ العلمية وفي هذا السياق يذهب بونتي الي التاكيد علي اهمية هذا التدخل بين‬ ‫النفسية أو اإلنسانية عموما ال تعتطى لنا اال عن طريق التجربة الداعلية‪.‬وأن‬
‫الذات والموضوع حيث يقول ان كلما اعرف عن العالم ولو كان مصدره العلم اعرفه‬ ‫الكل المعاش على المستوى الدات هة األساسي في كل معرفة إنسانية إنه كل‬
‫انطالقا من وجهة نظري الخاصة بي او اعرفه من خالل تجربتي عن العالم التي بذونها‬ ‫ال يتجزأ إال أجزاء‪ ,‬وبهدا تصبح المناهج التي تدرس بها الحياة الروحية‬
‫لن تعني رموز العلم اي شئ فعالم العلم يبني بكامله علي العالم المعيش وانطالقا منه‬ ‫والتاريخ والمجتمع تختلف عن المناهج التي تؤدي إلى معرفة الطبيعة حسب‬ ‫المحور الثالث‪ :‬نمودجية العلوم التجريبية‬
‫وذا كان عالم العلم يقوم علي اساس المعيش في نظر ميرلو بونتي فان ذالك هو ما‬ ‫‪.‬مادهب إليه ديلتاي‬ ‫تأطير المجور‪ :‬كيف تتحقق العلوم اإلنسانية هل بالتباعها لمناهج العلوم الطبيعية‬
‫اكذه كل من ورني والبورت حين اعتبر ان الفزياء المعاصرة هي نفسها التخلو من‬ ‫إدن يبدو من خالل ما سبق أن افشكالية التي تتخبط فيها العلوم اإلنسانية هي‬ ‫أم أن علميها تقتضي منهجا خاصا يتناسب وخصوصية الظاهرة اإلنسانية؟‬
‫ذاتية العالم الفزيائ الشئ الذي نستنتج منه ان الذات شئ دائما وفي كل المجاالت‬ ‫إشكالية اتخاد العلوم التجريبية كنمودج من حيث الرغبة في الوصول إلى‬ ‫"موقف" وروني والبروت" من خالل نص "العلمية المشروطة‬
‫هي المصدر المطلق واالساس لكل معرفة ذاتية كانت اوعلمية وبالتالي تصبح الذات‬ ‫نتائج قابلة للتعميم‪ ,‬وإدا كان األمر كدلك فإلى أي حد يمكن اإلستفادة من‬ ‫يرى كل من وروني والبروت أن العلوم اإلنسانية حديثة النشأة مقارنة بالعلوم‬
‫هي التي تمنح المعنى للعالم وللعلم غلي خد سواء اذن يبدو من خالل ما سبق ان‬ ‫نمودجية العلوم التجريبية؟‬ ‫الطبيعية كما تعتبر نتائجها غير يقينية‪,‬باعتبار أن موضوعها هو أكثر تشبعا وأكثر‬
‫االغراء الذي مارسه العلوم الحقة من حيث منهاجها التجريبي ونتائجها اليقينة علي‬ ‫انتظاما من الظواهر الطبيعية‪ ,‬الشئ الدي يستلزم ويشترط في الباحث المزيد من‬
‫العلوم االنسانية لتحاول السير في طريقها نحون تاسيس علميتها قد ادي الي نقاشات‬ ‫الجدر من أجل فهم مايخافه ويعتبر أخره أي فهم اإلنسان الدي تختلف عنه‬
‫استمولوجية تراوحت بين موقف يؤمن بامكانية تطبيق المنهاج العلمي في العلوم‬ ‫ويشابهه في نفس الوقت‪,‬ويقدر على استيعاب هدا التناقض (لحياد‪/‬المشاركة)‬
‫االنسانية بمختلف خطواتة وحيفياته من مالاحظة وفرضية وتجربة وقانون وهاذا‬ ‫يستطيع تحقيق الروح العلمية في مجال العلوم اإلنسانية ومنا يمكن لهده الخيرة‬
‫مانجده عد اصحاب المدرسة الوضعية (اغوست كونت واميل موركليم ) الذين يرون‬ ‫أن تتجاوز علمية العلوم الطبيعية‪ :‬حيث يكون الباحث في عالقة مباشرة مع‬
‫امكانية التعامل مع الظاهرة االنسانية بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع االشياء او‬ ‫الظاهرة التي يدرسها انطالقا من تجربته الداتية‪ :‬وهنا يشترط على الباحث ‪-‬‬
‫الموضوعات المدروسة وبالتالي امكانية تحقيق نتائج موضوعية قابلة للتتعميم وفي‬ ‫حسب مادهب إليه المفكرين النثروبولوجيين – التحكم في داته حيث ال ينساق‬
‫المقابل نجد موقف المعارض لعلمية العلوم االنسانية باعتبارها التستطيع تحقيق‬
‫المحور الثاني‪ :‬التفسير والفهم في العلوم اإلنسانية‬ ‫بمشاركته الوجدانية مع الجماعة التي هي موضوع دراسة الظاهرة فتفقد بدلك‬
‫علميتها الموضوعية نظرا للتداخل الي يجصل بين الذات والموضوع ان لم نقل في كل‬ ‫تأطير المجور‪ :‬إدا كانت دراسة الظاهرة الطبيعية تتوج بإمكانية التنبؤ من‬ ‫دراسته قيمتها العلمية‪,‬حيث يشترطان ويفترضان في أن يكون الباحث طرفا أو‬
‫نتائجها وهاذا ما نجده عند (فرانسو باسيتان ) كما نجد موقف تالت يمكن ان نصفه‬ ‫خالل تفسيرها لألليات أو القوانين المتحكمة فيها‪,‬فهل يمكن الحديث عن‬ ‫أجزاءا أو عنصرا من الجماعة التي يدرسها ثم أن يكون في نفس الوقت حكما‬
‫بالموقف التركيبي (دالتاي وغلود)والذي يجمع بين الذاتية والموضوعية مراعيا في‬ ‫تفسير الظاهرة اإلنسانية والتنبؤ بمستقبلها وبالتالي تحقيق علميتها أم أت‬ ‫‪.‬لنكون أحكامه وتأوالته للظاهرة المدروسة أحكاما موضوعية‬
‫ذالك خصوصية الظاهرة االنسانية كظاهرة معقدة تتداخل فيها مجموعةمن العوامل‬ ‫‪.‬األمر ال يتجاوز فيها مستوى الوصف والفهم الدي توجهه التجربة الداتية‬ ‫اذا كان بياجي يري ان الدراسة العلمية الموضوعية هي مسالة يتعذر تحقيقها في‬
‫النفسية واالجتماعية وهاذا التداخل وتعدد محددات الظاهرة االنسانية تقتضي تدخل‬ ‫موقف" كلود ليفي ستراوس" من خالل نص" الظاهرة اإلنسانية بين التفسير‬ ‫مجال العلوم االنسانية نظرا للتدخل الذي يقع بين ذات الدراسة والموضوع‬
‫ذات الدارس كوسيلة او كطريقة من اجل النفاذ الي عمق الظاهرة ومعايشتها للوصول‬ ‫"والتنبؤ‬ ‫المدروس فان ذالك اليشكل اذني عرقلة اا علمية العلوم االنسانية بالنسبة لي‬
‫الي فهمها كظاهرة متغيرة باستمرار وتجاوز عملية التفسير والتنبؤكعمليتين‬ ‫يرى كلود ليفي ستراوس أن العلوم الحقة قد حققت تقدما ناجحا بفضل‬ ‫ورني واليورث الن المارخ والعالم وعال االجتماع وعال النفس حسب وجهة‬
‫رئسيتين تقوم عليهما علمية العلوم الحقة وهذا الموقف الوسطي او التركيبي قد وجد‬ ‫عمليتي التفسير والتبؤ’فإن وضع العلوم اإلنسانية ال يصلح لها ال بالتفسير‬ ‫نضرهما يعرف كل واحد منهم ان ينخرط فيما يدرسه وهذا االنخراط هو ما يسمح‬
‫عند مناصري ومئيدي معا يدعم طرحه في ردهم علي الموقف المعارض والمتشكك في‬ ‫وال بالتنبؤ لتظل بدلك في وسط الطريق تتأرجح بين التفسير والتنبؤ بإعتبار‬ ‫لكل واحد منهم بمقاربة ابحاته والتفاعل معها حيث يعل كل واحد منهم علي تكيف‬
‫علمية نتائج العلوم االنسانية من خالل قولهم ان تدخل الذات او الدارس في دراسة‬ ‫أن هاتين العمليتين في العلوم الطبيعية ليست بينها عالقة ضرورية أو عالقة‬ ‫وتطويع المنهاج التجريبي مع خصوصية الظاهرة االنسانية وهذا التفاعل والتداخل‬
‫الظاهرة االنسانيةاليقلل من علمية نتائجها بقدر ما يعبر هذا التدخل عن تكيف المنهج‬ ‫ميكانيكية يمكن بموجبها أن يحدد كل منهما األخر مادامت العلوم الدقيقة‬ ‫بين الذات الدارسة والموضوع المدروس هو ما تركز عليه االستمولوجية‬
‫التجريبي مع خصوصية الظاهرة االنسانية وبالتالي التاكيد علي وجود روابط متينة بين‬ ‫الطبيعية في نظره( يمكنها أن تفسر الظواهر لم تتنبأ بها كما فعلت الداروينية‬ ‫المعاصرة في العلوم االنسانية وتعتبره منهجا اضافيا ينبغي توفره في هذا العلوم‬
‫العلوم االنسانية والعلوم الطبيعية وان تدخل الذات في دراسة الظواهر االنسانية‬ ‫كما يمكنها أن تتنبأ بظواهر ال يمكن أن تكون قادرة على تفسيرها‪.‬كما يحدث‬ ‫لتعرف تكونها وتقدمها وبلوغها درجة عالية من العلمية وبحضور هذه الشروط‬
‫اليختلف عن تدخلها في دراسة للظواهر الطبيعية والفزياء المعاصرة هي نفسها‬ ‫في علم األرصاد الجوية) وإدا كانت هده العلوم الحقة والطبيعية ال تستطيع أن‬ ‫المتمثلة في اتخاد الحذر من قبل الباحث والموازنة بين تدخل الذات في الموضوع‬
‫التخلو من تدخل الذات بسبب ورنيي وطولرا ومادام عالم العلم يبني بكامله علي العالم‬ ‫تجمع بين هاتين العمليتين فإنه من المنطق أال نطالب العلوم اإلنسانية بنتاىج‬ ‫وعدم انصهار او ذوبان فيه ثم ان يكون طرفا في الجماعة التي يدرسها وفي نفس‬
‫المعيش وانطالقا منه باعتبار ان العلم تحديد لهاذا العالم المعيش وتفسير له حسب‬ ‫علمية وموضوعية يمكن أن تساعدنا على التنبؤ بمستقبل الظاهرة اإلنسانية‬ ‫الوقت يجب ان يكون حكما خارجا عنها ليكون موضوعا في استتاجاته لتصبح‬
‫ماذهب اليه ميرلو بونتي‬ ‫التي تعمل على تفسيرها وتحليلها‪ ,‬لكن غياب علمية هده العمليتين في العلوم‬ ‫بذالك العلوم االنسانية محققة بعلميتها رغم تعقد الظاهرة االنسانية ومستفيدة‬
‫اإلنسانية (تفسير فضفاضي وتقريبي تنقصه الدقة وتنبؤات خاطئة) ال يقلل في‬ ‫بذالك من منهج العلوم التجريبية وبالتالي اثبات عدم وجود اية قطيعة بينهما اذا‬
‫نظر كلود ليفي ستراوس من أهميتها وال يعدم نفعها من الناحية النظرية‬ ‫كان تذخل الذات في الموضوع يعد عيبا في العلو النسانية فان هذا التخل حسب‬
‫والعلمية بقدر ما يعني (أن نفعها يقاس بدرجة موازنتها بين اإلتجاهين‬ ‫هذين االتربولوجية التخلو منه حتي العلوم الحقة مادامت الفزياء المعاصرة نفسها‬
‫"التفير والتنبؤ" حيث ال تقبل أي منهما بشكل حصري ) باعتبارها ال تفسر‬ ‫تاخد بعين االعتبار عامل تدخل الذات االن تدخل الذات هو ما يمكن الباحث وفي‬
‫الظواهر تفسيرا نهائيا وال تتنبأ بيقين تام‪ ,‬وبخدا التأرجح والموازنة بين‬ ‫جميع المجاالت العلمية من النفاذ والتعمق في صلب الظاهرة خاصة النسانية منها‬
‫عمليتي التفسير والتنبؤ يمكن للعلوم اإلنسانية أن تحافظ على خصوصية‬ ‫ليكشف عن مكامنها وجوهرها الذي تقوم عليه وبهاذا التدخل نتجاوز العلوم‬
‫دراستها للظاهرة اإلنسانية وتعمل على خصوبة وإغناء أبحاثها وهده‬ ‫النسانية علمية التفسير لتبقي علي عملية الفهم كمنهج اساسي يمكنها من بلوغ‬
‫المحور األول‪ :‬موضعة الظاهرة اإلنسانية‬ ‫الخصوبة واإلغناء ال يمكن أن يتحقق في مجال العلوم اإلنسانية اال عندما‬ ‫العلمية وفي هذا السياق يذهب بونتي الي التاكيد علي اهمية هذا التدخل بين الذات‬
‫تأطير المحور ‪ - :‬هل يمكن التعامل مع الظاهرة اإلنسانية في دراستها بنفس الطريقة‬ ‫يتم التسليم بنسبة نتائجها باعتبارها تقوم على الفهم كعملية داتية تعبر عن‬ ‫والموضوع حيث يقول ان كلما اعرف عن العالم ولو كان مصدره العلم اعرفه‬
‫التي تدرس بها الظواهر الطبيعية أي هل يمكن التعامل مع الظاهرة افنسانية(كما لو‬ ‫مرونة الباحث اإلجتماعي وتمرسه على التعامل مع الظاهرة اإلنسانية كظاهرة‬ ‫انطالقا من وجهة نظري الخاصة بي او اعرفه من خالل تجربتي عن العالم التي‬
‫كانت أشياء) على حد تعبيير اكوست كونت‪.‬وبالتالي يمكن تحقيق العلمية في العلو‬ ‫تختلف كلية عن الظاهرة الطبيعية‪.‬وتفتضي منه اتباع منهج مناسب يتناسب‬ ‫بذونها لن تعني رموز العلم اي شئ فعالم العلم يبني بكامله علي العالم المعيش‬
‫اإلنسانيى؟‬ ‫وطابعها الشمولي الدي يتدخل فيه ما هو نفسي مع ماهو اجتماعي‪.‬الشئ‬ ‫وانطالقا منه وذا كان عالم العلم يقوم علي اساس المعيش في نظر ميرلو بونتي‬
‫"موقف "جون يباجي" من خالل نص" عوائق موضعة الظاهرة اإلنسانية‬ ‫الدي نستخلص منه أن الطبيعة أو الظاهرة الطبيعية تفسر بينما الظاهرة الن‬ ‫فان ذالك هو ما اكذه كل من ورني والبورت حين اعتبر ان الفزياء المعاصرة هي‬
‫يرى جون يباجي أن وضعية العلوم اإلنسانية هي وضعية صعبة ومعقدة جدا أو‬ ‫فسية تفهم‪.‬كما أن تداخل هده العوامل الميزة لشؤونية الظاهرة اإلنسانية ال‬ ‫نفسها التخلو من ذاتية العالم الفزيائ الشئ الذي نستنتج منه ان الذات شئ‬
‫باألحرى دراسة الظاهرة اإلنسانية هي دراسة معقدة إدا ما قورنت في بدراسة الظواهر‬ ‫يمكن إدراكه إال من خالل التجربة التي عاشها أو يعيشها الباحث‬ ‫دائما وفي كل المجاالت هي المصدر المطلق واالساس لكل معرفة ذاتية كانت‬
‫الطبيعية باعتبار أن اإلنسان يكون هو الدارس والمدروس أو المالحظ والمالحظ في‬ ‫اإلجتماعي( حيث تكون األنا المالحظ أو الدارس جزءا من الظاهرة التي يجب‬ ‫اوعلمية وبالتالي تصبح الذات هي التي تمنح المعنى للعالم وللعلم غلي خد سواء‬
‫نفس الوقت ÷د بفضل الوعي الدي يتميز به اإلنسان وبفضل تجاربه يمكن أن يتجاوز‬ ‫عليه أن يدرسها من الخارج) علؤ حد تعبير جون بياجي ودلك أن الظاهرة‬ ‫اذن يبدو من خالل ما سبق ان االغراء الذي مارسه العلوم الحقة من حيث‬
‫الوضعية التي يراض دراستها أو مالحظتها من قبل الباحث في مجال العلوم اإلنسانيى‬ ‫النفسية أو اإلنسانية عموما ال تعتطى لنا اال عن طريق التجربة الداعلية‪.‬وأن‬ ‫منهاجها التجريبي ونتائجها اليقينة علي العلوم االنسانية لتحاول السير في طريقها‬
‫كما يمكن للمالحظ أو الدارس أو الباجث من جهة أخرى أن يسقط داتيته أو أفكاره‬ ‫الكل المعاش على المستوى الدات هة األساسي في كل معرفة إنسانية إنه كل‬ ‫نحون تاسيس علميتها قد ادي الي نقاشات استمولوجية تراوحت بين موقف يؤمن‬
‫المسبقة عن الموضوع المدروس وبدلك يصعب تحقيق الموضوعية في مجال العلوم‬ ‫ال يتجزأ إال أجزاء‪ ,‬وبهدا تصبح المناهج التي تدرس بها الحياة الروحية‬ ‫بامكانية تطبيق المنهاج العلمي في العلوم االنسانية بمختلف خطواتة وحيفياته من‬
‫اإلنسانية وبفضلها حققة العلوم الحقة علمية نتائجها التي توضلت إليها عن طريق‬ ‫والتاريخ والمجتمع تختلف عن المناهج التي تؤدي إلى معرفة الطبيعة حسب‬ ‫مالاحظة وفرضية وتجربة وقانون وهاذا مانجده عد اصحاب المدرسة الوضعية‬
‫‪.‬التجريب على بعض الظواهر الطبيعية‬ ‫‪.‬مادهب إليه ديلتاي‬ ‫(اغوست كونت واميل موركليم ) الذين يرون امكانية التعامل مع الظاهرة‬
‫إدن صعوبة تحقيق الموضوعية في مجال العلوم اإلنسانية أو في دراسة الظاهرة‬ ‫إدن يبدو من خالل ما سبق أن افشكالية التي تتخبط فيها العلوم اإلنسانية هي‬ ‫االنسانية بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع االشياء او الموضوعات المدروسة‬
‫اإلنسانية ترجع باألساس إلى التداخل الحاصل بين الدات الدارس وموضوع‬ ‫إشكالية اتخاد العلوم التجريبية كنمودج من حيث الرغبة في الوصول إلى‬ ‫وبالتالي امكانية تحقيق نتائج موضوعية قابلة للتتعميم وفي المقابل نجد موقف‬
‫دراسته ‪,‬وهده الصعوبة هي التي يعبر عنها بشكل واظح فرانسو بستيان ـثناء حديثه‬ ‫نتائج قابلة للتعميم‪ ,‬وإدا كان األمر كدلك فإلى أي حد يمكن اإلستفادة من‬ ‫المعارض لعلمية العلوم االنسانية باعتبارها التستطيع تحقيق علميتها الموضوعية‬
‫عن المفارقة الكبرة التي يعيشها الباحث اإلجتماعي بإعتباره يكون جزء من الجماعة‬ ‫نمودجية العلوم التجريبية؟‬ ‫نظرا للتداخل الي يجصل بين الذات والموضوع ان لم نقل في كل نتائجها وهاذا ما‬
‫التي يدرسها وفي نفس الةقت يكون مطالب بالتموضع خارج الجماعة وأن يبتعد ما‬ ‫نجده عند (فرانسو باسيتان ) كما نجد موقف تالت يمكن ان نصفه بالموقف‬
‫أمكن عن كل مايربطه بالجماعة والمجتمع من قيم وتصورات وأحكام جاهزة وسائدة‬ ‫التركيبي (دالتاي وغلود)والذي يجمع بين الذاتية والموضوعية مراعيا في ذالك‬
‫في المجتمع بمعنى أن العالم أو الباحث في مجال العلوم الحقة إدا كان قادرا على أن‬ ‫خصوصية الظاهرة االنسانية كظاهرة معقدة تتداخل فيها مجموعةمن العوامل‬
‫يلتزم الحياد في دراسة الظاهرة الطبيعية ووصفها كما هي دون أدنى تداخل الدات‪,‬فإن‬ ‫النفسية واالجتماعية وهاذا التداخل وتعدد محددات الظاهرة االنسانية تقتضي تدخل‬
‫الظاهرة اإلنسانية ال يمكن فهمها حسب فرانسو بستيان إلى بالمشاركة الوجدانية‬ ‫ذات الدارس كوسيلة او كطريقة من اجل النفاذ الي عمق الظاهرة ومعايشتها‬
‫والممارسة الفعلية كوسيلة ناجحة وقادرة على تحقيق العلمية في العلوم اإلنسانية‬ ‫للوصول الي فهمها كظاهرة متغيرة باستمرار وتجاوز عملية التفسير‬
‫وجلك ما يؤكده في إستشهاده بتوربرث إلياس الدي يقول(ال نحتاج لكي نفهم جزئية‬ ‫والتنبؤكعمليتين رئسيتين تقوم عليهما علمية العلوم الحقة وهذا الموقف الوسطي‬
‫من جزءيات الدرة أن نحس بأنفسنا بكون الدرة من الدرات لكن يكون من الضروري‬ ‫او التركيبي قد وجد عند مناصري ومئيدي معا يدعم طرحه في ردهم علي الموقف‬
‫لنا النفاد إلى داخل التجربة الجماعية والفردية التي تكون بجماعتهم وبالجماعات‬ ‫المعارض والمتشكك في علمية نتائج العلوم االنسانية من خالل قولهم ان تدخل‬
‫المغايرة لفهم نمط اشتغال الجماعات البشرية وهو ما تستطيع معرفته من دون‬ ‫الذات او الدارس في دراسة الظاهرة االنسانيةاليقلل من علمية نتائجها بقدر ما‬
‫مشاركة وانخراط فعاالن في هده التجربة)‬ ‫يعبر هذا التدخل عن تكيف المنهج التجريبي مع خصوصية الظاهرة االنسانية‬
‫لكن إدا كانت الموضوعية أمرا يتعدر تحقيقه في مجال العلوم اإلنسانية نظرا لصعوبة‬ ‫وبالتالي التاكيد علي وجود روابط متينة بين العلوم االنسانية والعلوم الطبيعية وان‬
‫موضعة الظاهرة اإلنسانية‪.‬فهل هدا يعني أن الظاهرة اإلنسانية غير قادرة لدراسة‬ ‫تدخل الذات في دراسة الظواهر االنسانية اليختلف عن تدخلها في دراسة للظواهر‬
‫العلمية ؟ اال يمكن اعتبار المشاركة الوجدانية بمختلف أشكاها ومستوياتها كتدخل‬ ‫الطبيعية والفزياء المعاصرة هي نفسها التخلو من تدخل الذات بسبب ورنيي‬
‫الداتي هو المنهج الكفيل والمناسب لخصوصية الظاهرة اإلنسانية وبالتالي تحقيق‬ ‫وطولرا ومادام عالم العلم يبني بكامله علي العالم المعيش وانطالقا منه باعتبار ان‬
‫العلمية فيها؟‬ ‫العلم تحديد لهاذا العالم المعيش وتفسير له حسب ماذهب اليه ميرلو بونتي‬

You might also like