Professional Documents
Culture Documents
ى
(الذات أو الموضوع) ،ومن ثم فكالهما واحد ّ بقوانين الطبيعة /المادة ،وينظر لالرتباط بين
يُلغى المسافة وإمكانية التجاوز. الواقع والمعطيات الحسية في عقل اإلنسان على
أنه عملية تلقائية باعتبار أن األشياء مرتبطة في
الواقع برباط السببية الواضح ،وال تتأثر عملية
وفي الواقع فإن بعض الباحثين يؤكدون أن أساس اإلدراك بالزمان أو المكان أو موقع المدرك من
اختيار الحقائق أكثر أهمية وداللة من الحقائق في الظاهرة.
ذاتها ،وكم المعلومات مهما تضخم ال عالقة له
بالصدق أو بالداللة ،فالصدق والكذب ليسا كامنين - 4بعض نتائج الموضوعية المادية:
في الحقائق الموضوعية (أي من حيث هي
كذلك) ،وإنما في طريقة تناولها ،وفي القرار تلغي الموضوعية (المادية) كل الثنائيات،
الخاص باختيارها أو استبعادها .ويعتبر البعض صا ثنائية اإلنسان والطبيعة .تدور
وخصو ً
أن االفتراضات التي يستند إليها الفكر الموضوعية في إطار السببية ،وتنقل مركز
الموضوعي تنبع من العقالنية المادية لعصر اإلدراك من العقل اإلنساني إلى الشيء نفسه،
االستنارة ،وقد ثبت أنها افتراضات إما خاطئة وبالتالي ال تعترف بالخصوصية ،ومنها
تما ًما أو بسيطة إلى درجة كبيرة ،ولذا فمقدرتها الخصوصية اإلنسانية ،فهي تركز على العام
التفسيرية ضعيفة ،وهذا يعود لعدة أسباب: والمشترك بين اإلنسان والطبيعة ..باإلضافة
لذلك ،ال تعترف الموضوعية بالغائيَّات
- 1تركيبية الواقع وخصوصية الظواهر: اإلنسانية ،وال بالقصد باعتبارها أشياء ال يمكن
دراستها أو قياسها ،بينما تفضل الموضوعية
صلبًا، فالواقع المادي ليس بسي ً
طا وال صلدًا وال ُ براني
الدقة الكمية ،وتعتبر المعرفة نتاج تراكم ّ
وإنما مركب ومليء بالثغرات ،وال ترتبط للمعلومات.
معطياته الحسية برباط السببية الصلبة
الواضحة؛ إذ ثمة عناصر مبهمة فيه ،وثمة - 5الموضوعية المادية والنموذج التراكمي:
احتماالت وإمكانيات كثيرة يمكن أن يتحقق
بعضها وحسب وال يتحقق البعض اآلخر. النموذج الكامن في الرؤية الموضوعية يفترض
أن كل المشتركين في العلوم (إن توافرت لهم
ولذا ال يمكن فهم الواقع من خالل القوانين الظروف الموضوعية) يفكرون بنفس الطريقة
البسيطة الصلبة المطلقة ،وإنما من خالل ويسألون نفس األسئلة ،ولذلك فإن عملية التراكم
االفتراضات والقوانين االحتمالية والسببية ستوصل إلى نموذج النماذج "القانون العام".
الترابطية ،ولذا أصبح العلماء يدركون خطورة ويرى النموذج الموضوعي أن العقل قادر على
التجريب العلمي ،وأنه ليس من الممكن القيام إعادة صياغة اإلنسان وبنيته المادية
بكل التجارب الممكنة التي تعطي كل واالجتماعية في ضوء تراكمه المعرفي وبما
االحتماالت. يتفق مع القوانين الطبيعية.
ويالحظ أن ثمة استقطابًا حاد ًا بين الموضوعية
- 2خصوصية وتركيبية اإلدراك: (في تأليهها للكون وإنكارها للذات) ،والذاتية
(في إنكارها للكون وتأليهها للذات)؛ وبالتالي
تعتبر عملية اإلدراك مسألة غاية في التركيب، تصبح العالقة بين الذات والموضوع واهية ،وقد
فبين المنبه المادي واالستجابة الحسية والعقلية تختفي تما ًما ،ولكن ثمة تشاب ًها بين الذات
يوجد عقل مبدع ينظم وهو يتلقى .وعملية رصد والموضوعية ،فكالهما يدور في إطار الحلولية
اإلنسان من جانب آخر ،تعتبر عملية بالغة الكمونية التي تفترض وجود مركز للكون داخله
التركيب ،فالحقائق اإلنسانية ال يمكن فهمها إال
ملف إضافي مرجعي (نقد معماري لطالب السنة الثانية) W. Samhouri
4
ملف إضافي مرجعي (نقد معماري لطالب السنة الثانية) W. Samhouri
5
والسامع ويجعلها تتعجب وتطرب من مشاهد الصور يخلق عمالً جديدا ً من مادة الحياة والواقع ،طبقا ً لما
في القصيدة .ص 05 كان ،أو لما هو كائن ،أو لما يمكن أن يكون ،أو كما
يعتقد إنه كان ،
علم الجمال أو (علم االستطيقا ) : وبهذا تكون داللة المحاكاة ليست إال " إعادة صنع "
علم حديث النشأة انبثق بعد تاريخ طويل عتيق من فالشعر عند أرسطو كغيره من الفنون عبر عن محاكاة
الفكر الفلسفي التأملي حول الفن والجمال وبهذا المعنى وليست تقليد حر في لسطح الواقع ,وإنما محاكاة
يعد علم الجمال علما قديما وحديثا في وقت واحد. يلعب الخيال فيها دوره ومن ثم يقدم حقيقة أسمى ،أي
واقع جديد تعلو منزلته على الواقع الفعلي ،فالشاعر
فاليونان لم تكن لديهم معرفة في ذاته ولذاته ولكن يحور مادته الخام ويعيد ترتيب أجزائها ويحذف ّ
كانت اهتمامهم بالفن من حيث عالقته بالخير أو داللته زوائدها ويؤكد ضرورتها في سبيل تحقيق ما هو
على الحقيقه عالمي ومثالي.
ومن السهل أن نفرق بين الجمال كما يبدو في الطبيعة ومنها يتبين الفرق ،حيث إن أفالطون يفسر المحاكاة
وعند الفنان الحساس الذي يتركز الجمال من خياله بنظرة مثالية عقالنية ،بينما يفسرها أرسطو بنظرة
المبدع الذي يخلعه على الطبيعة من دون وعي منه، واقعية .
فاإلبداع الفني يظهر صورة جديدة تتوافر فيها الصفة ويمكن القول إن المحاكاة الشعرية توصل إلى خلق
الجمالية التي تعتمد االختيار والتفسير والتنظيم ألشياء المثال الذي يتحقق فيه الواقع الذي يتجاوز الطبيعة
غير متفاعلة في األشكال الطبيعية ،وهذا عكس النقل وهكذا يحول الحقائق والوقائع إلى أشياء لم تحدث وال
الحرفي اآللي لجمال الطبيعة . يمكنها أن تحدث في عالم التجربة العملية ومن ثم فهو
ال يقدم الواقع وإنما " فكرة الواقع " كما طرأت في
إن الفن ال يكون تقليدياً ،فالعمل الفني يفسر األشياء ذهن الشاعر أو الفنان التشكيلي أو الموسيقي أو
ولكن بأسلوب خاص فهو التعبير بطريقة الصورة النحات
الفنية عن محتوى فني بيّن ،وليس من شك في أن أي الخيال ودوره في األدب والشعر( :والعمارة):
معنى يمكن أن يكشفه اإلنسان في الطبيعة يختلف من الخيال من أهم عناصر العمل األدبي ،ومعلوم ان
حيث النوع عن الجمال المعبر عنه في الفن . معلوماتنا عن الكون والحياة تصلنا عن طريق
ومجال (االستطيقا) هنا هو (تحديد) العالقات الجديدة الحواس ،وان شعور اإلنسان بأشياء حاضرة فعال
التي أوجدها الفنان بين األشياء المفردة وصنع منها تؤثر في حواسه هو مانسميه " اإلدراك الحسي " وأما
عالما موحداً ،يتصف بالحيوية والحركة أي صنع شعور اإلنسان بأشياء غير حاضرة واستعادة اإلنسان
شكالً ممتعا ً بغموض ،هذا هو الجمال الذي يقع خارج في ذهنه الصور التي أدركها من قبل بالحس هو ما
الطبيعة والذي أدركه الفنان بعبقريته ،وأحس به الناقد نسميه " الخيال أو التخيل" .
والمتلقي عن طريق (اإلدراك الحسي) لذلك فإن جمال ولعنصر الخيال شان كبير في األعمال العقلية وفي
األشياء ال يتم مستقالً عن (الفهم) اإلنساني ،وهذا الفهم الحياة العملية نفسها ،فهو خطوة أرقى من اإلدراك
اإلنساني (أي اكتشاف العالقات الجديدة) ،هو مادة الحسي ومن مجرد التذكر نفسه ،فالتخيل يعين
(االستطيقا). اإلنسان على استغالل الماضي للمستقبل.
وبما أن هذا الفهم يخضع للتطور والتبدل عن طريق ولهذا العنصر أثره في النص األدبي (والمشروع
تفاعل اإلنسان مع الطبيعة والمجتمع ،فأصبح جزءأ ً المعماري) فالشاعر يلتقط كل ما رأى وما سمع طول
من ذلك الفهم من اختصاص التحليل االستطيقي وبذلك حياته ،وال يفوته منظر حتى ولو كان من أدق
أصبحت (االستطيقا) علما ً نظريا ً يبحث في مشكالت المشاهد وأخفاها ولو حفيف أوراق الشجر ثم يخزنه ثم
العالقات الفنية التي تصنع الجمال في الفن .تلك يهيم الخيال فيستخرج منه صورا وآراء متناسبة
العالقات المتجددة التي تضمن لالستطيقا عمالً متسقة في األوقات المالئمة.
مستمرا ً وتطورا ً دائماً ،أي أصبح من اختصاص وتبدو صور الخيال في النص األدبي في التشبيه
(االستطيقا) البحث عن تأثير األشياء التي تقع ضمن والمجاز واالستعارة والكناية وحسن التعليل والمبالغة
تجربة الفنان في أثناء إبداعه الفني ،الذي يظهر بشكل وغيرها ،واألديب يستطيع بخياله أن يبعث في النص
غامض في شكل عالقات يلتقطه المتلقي بإدراكه األدبي قوة وروحا وحياة.
الحسي ،والناقد المبدع ببصيرته النافذة عبر أشكال والخيال هو األداة الالزمة إلثارة العاطفة وإشعالها،
األشياء وعالقاتها المتفاعلة تفاعالً عضويا ً بشكل وهو الذي يملك به الشاعر أو األديب نفس القارئ
حيوي متحرك .ص 391
ملف إضافي مرجعي (نقد معماري لطالب السنة الثانية) W. Samhouri
6
اإليقاع :
فى اللغة العربية لفظ اإليقاع مشتق من التوقيع ،و هو
نوع من المشية السريعة ،إذ يقال " وقع الرجل " أى
مشى مسرعا مع رفع يديه .و من المعروف أن مشية
اإلنسان من أهم األصول الحيوية التي يرجع إليهما
اإليقاع ،و اإليقاع لغويا يقصد به " اتفاق األصوات و
توقيعها فى الغناء "
ويعرف اإليقاع بأنه حركة منتظمة متساوية ومتشابهة
تقوم على التكرار المنتظم ويلعب الزمن فيها دورا ً
مهما ً
وهو من المصطلحات التي تتصل بالبناء الموسيقي
للغة الشعر كالعروض والموسيقى والوزن ،وهذه
المصطلحات ليست خارجة عن الشعر تضاف إليه
،بل هي نابعة منه،تفرضها أحاسيس الشاعر وأفكاره
،وتبرزها عاطفته ،فليس هناك تحكم في التزام نظما ً
موسيقية معينة ،تفرض على الشاعر ،بل هو حر في
صياغة شعره ،على النحو الموسيقي المؤثر ،
فالموسيقى مظهر من مظاهر الجمال وليست هي
الجمال.
ملف إضافي مرجعي (نقد معماري لطالب السنة الثانية) W. Samhouri