الغاية من تدريس هذه المادة هو: تعريف الطالب بمراحل تكون وتطور أ- النفس. وتشعب علم
-1توطئة في علم النفس
يكون من الطبيعي في الفصل األول من دراسة الطالب (ة)لعلم النفس ،أن يتعرف عن هذه المادة في منظورها العام ،حيث ال يمكن مقارنة هذا التخصص بتخصصات أخرى ،نظرا للغنى المعرفي من جهة ،وكذا لطبيعة الموضوع المدروس وهو في هذه الحالة اإلنسان .ومادام هذا هو موضوع هذا التخصص هو اإلنسان ،فقد وجهتنا مقاربتين :األولى تتمثل في علم النفس المرضي واإلكلينيكي والذي ينظر للفرد كإنسان له كينونته وتفرده ،والثاني المتمثل في المقاربة التجريبية للفرد ،بصفته عنصر وهو كائن حي وهنا نشتم رائحة بيولوجيا. هذا االنشطار في المقاربتين ،يبدو من الوهلة األولى وكأنه تمايز راديكالي ،قطعي ،لكل من يهتم بعلم النفس. لذلك نجد بعض المتأسفين عن غياب وحدة التخصص ،من يحددون بداية علمية علم النفس في نهاية القرن 19ويقومون بوضع تمييز بين علم النفس العلمي ،وعلم النفس الميتافيزيقي .ولكن اعتقد أن نضع على التقسيم لوهلة جانبا ،ولننظر للموضوع من زاوية أخرى ،فاإلنسان عموما لم ينتظر وصول العلوم الحقة ليطرح السؤال ،على ماهية اإلنسان و التساؤل ،والتحاور ،والسجال حول أسئلة ذات طبيعية نفسية .ولكن اعتقد أن اإلطار موضوع هو الذي حدد المؤسساتي واإليديولوجي (اإلنسان) وهو من أطر ونظر وبني وقنن نظرة اإلنسان لنفسه ولآلخر.على مر العصور. يمكننا جدال أن نسلم بأن علم النفس هو تخصص فتي ،ولكن ليس بتقزيم وجوده في القرن الماضي ،من خالل الدفع بعلميته المثبتة من بعض فروعه ،ولكن يجب اعتبار هذا التخصص علما نشأ وترعرع تم استقل،من خالل شمولية داخل تاريخ الفكر البشري الباحث على فهم طبيعة الكائن البشري. وعلى اعتبار أن الموضوع األساسي لهذا في التخصص وهو سبر أغوار النفس البشرية تركيبتها ،في دالالتها الحميمية غالبا ،تحمل في ذاتها الخصوصية والتفرد .داخل الجنس البشري. والتفسيرات بعيدا عن التأويالت واالجتهادات والتي غالبا ال تخضع لنفس اإلكراهات المنطقية والمجالية. فتعدد المقاربات في علم النفس ،حيث تعرف كل نظرية عن نفسها بكونها األكثر أهمية ،واألكثر علمية ،وهي في الحقيقة مجرد تمثالت تحكمها معطيات إيديولوجية ،ثقافية ،اقتصادية وغيرها أيضا على المنطلقات والفلسفات كثير ،وبناء المتبناة .فالتعريف الذي نعطيه لعلم ما مرتبط بشكل وثيق بالقيمة التي نعطيها لهذا الموضوع (اإلنسان) هذه القيمة ال تستطيع أن تغير شيئا من الواقع الموجود أصال .ولكن الذي نعرفه عن هذه الحقيقة هذه النظريات التي تحاول تفسير سلوك اإلنسان هي مختلفة،غير متجانسة ،وذلك طبيعي مادامت ال تنطلق من نفس المسلمات ،والتنتمي لنفس الشروط المجالية. لذلك يكون علم النفس قد تعددت فيه النظريات والقراءات والتفسيرات ،ألن كل تلك النظريات كانت تعتبر كل على حدة باعتبارها األكثر أهمية واألكثر علمية واألكثر دقة في تفسير السلوك البشري ،حسب منظور أصحابها وحسب الفلسفة الرائجة أو العلم المقتدى به ،فإذا كانت العلوم األخرى تهتم بالظواهر هذه أو تلك ،والتي تتميز بالتبات والكمون وإمكانية الخروج بقاعدة صادقة في كل وقت وحين ،فإن خاصية علم النفس أن موضوعه غير قابل لالختزال ،بل أكثر من ذلك فإن موضوع علم (اإلنسان) هو نفسه يعرف تغيرا وتكيفا ال ينقطع طول مسيرة حياته،حسب األمكنة والعصور .بصيغة أخرى يمكن القول ،أن علم النفس يساهم في بناء صورة (ما) على اإلنسان والتي هي بالضرورة في زمن الموضوعية تكون مرتبطة بمجتمع معين معين وفي وضع اجتماعي وثقافي وسياسي معين. بمعنى أدق ،يمكن القول أن موضوع علم النفس هو إيديولوجي مع ضرورة فهم هذا المصطلح في إطار التحليل اإلبيستيمولوجي الغير .فالقول بمصطلح (اإلنسان)مثال ليس كالقول مثال بالفرد اإلنساني، فكال المصطلحين ال يحمالن نفس المعنى االجتماعي والثقافي .عند عدد من المجتمعات واألزمنة المختلفة ،ويمكن القول نفس الشيء على مصطلحات من قبيل كائن حي ،أو كائن طبيعي ،أو فرد ينتمي إلى فئة الجنس البشري .لكن الواقع اآلن في علم النفس هو غالبا ما يعرف بكونه كائن حي ،فإذا ما تبنينا جدال هذا المصطلح (كائن حي) ونقصد به على وجب القول وجه التحديد الرئيسات ()primates بأنه كائن يتغير ويتكيف وفق الظروف واإلكراهات التي تحيط به ،وهو بهذا المعنى مجرد كائن يتكيف مع المجال وفاقد لخاصية اإلرادة التي تميز (اإلنسان) قد يكون إنسان الخمسين سنة األولى من القرن الماضي تميز بالنشاط والحيوية ،من حيث العمل والتفاعل واإلنتاج وبالتالي كان علم النفس السلوك وبالضرورة هو علم النفس المهيمن لهذا الفرد بالتحديد. وقد يكون إنسان اليوم قد عرف نقلة نوعية ،حيث أصبح عبارة على منظومة لمعالجة المعلومات ،وبالتالي يكون علم المعرفي هو التخصص األكثر مالئمة لهذا العصر .لذلك تكون العالقة وثيقة بين العلم والموضوع .ولكن لعلم إنها ، ومتميزة تابثة خاصية النفس (األيديولوجية) فهي تتغير بتغير العالم فكل فرد هو كائن حي ،له نسبيا خاصية الثبات وهو في الوقت نفسه مغير للثقافة التي يعيش فيها أضف إلى ذلك أيضا ،انه هو من يبني صورة اإلنسان في تفاعله مع اآلخر .لذلك نعود ونؤكد على أن لعلم النفس إرث إيديولوجي مادام أن الفرد وهو في الوقت نفسه كائن اجتماعي ،وفرد فاعل في محيطه. مع األسف معظم علماء النفس ال يستحضرون في الغالب هذا المعطى ،فكل مرة يواجهونه سواء على المستوى اإلبستيمولوجي والعلمي ،ويقومون ببناء مجموعة من التمثالت التي يسقطونها على الفرد .فالقول مثال في التوجه(" ( Positivismeإن العلم ال يقول الحقائق ولكنه يصوغ قوانين عامة " هذا القول هو يمتلك محتوى فلسفي ،في حين ال نستطيع التعليق على للخطاب العلمي ،على اعتباران ما يقال هي حقائق وليست معتقدات نسقطها على العالم وعلى اآلخر.