Professional Documents
Culture Documents
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱّ ﻗﺪﻭﺗﻲ ﻭ ﻣﺜﻠﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ،ﻭ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻏﻤﺮﺍﻧﻲ
ﺑﺤﻨﺎﻧﻬﻤﺎ ﻭ ﺭﺳﺨﺎ ﻓﻴﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .
-1ﺍﳌﺎﺩﺓ 04ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ 1984.06.09ﲢﺖ ﺭﻗﻢ 11/84ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﳌﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 02/05ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ .2005.02.27
-2ﺑﺸﺮﻯ ﺯﻻﺳﻲ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻩ ،ﲝﺚ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ – ﺹ.1
-3ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ ﻋﻜﺎﺷﺔ ،ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﺳﻨﺔ ، 1987ﺹ . 247
ﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺘﺤﺘﻤﺕ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺜﻴﻕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﺄﺤﺩ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻭﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺭﻋﻴﺔ ﺘﺎﺒﻌﺎ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.
ﻓﻠﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻁﺭﻕ ﻭ ﻓﻨﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﺎﻟﺩﻭل
ﺤﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻅﻡ ﺒﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻨﺠﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ
ﻴﺭﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻁﺭﻕ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ
ﻜﺎﻟﺘﺠﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺩ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺃﺠﺎﻨﺏ ﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﺈﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﻜﺴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﺎﻤﻼ
ﻹﻨﻘﺎﺹ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺜﺭ ﻤﻔﻘﺩ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺒﺩﺀﺍ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺭﻗﻡ 96/63ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1963.03.07ﺍﻟﺫﻱ
ﺃﻟﻐﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 86/70ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1970.12.15ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ
ﺭﻗﻡ 01/05ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ .2005.02.27
ﻭ ﻨﺘﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻗﺕ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﻤﺴﺘﺜﻨﻴﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ
ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻤﺎ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻷﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺤﻭﻟﻪ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ
ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻴﺜﻴﺭ ﻋﺩﺓ ﺇﺸﻜﺎﻻﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﻤﻜﺴﺏ ﻭ
ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﻤﻔﻘﺩ ﻟﻬﺎ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ:
-1ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﺍﺭﺴﺎﺕ ﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ
ﻭ ﺴﻁﺤﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﻁﺭﻕ ﻟﻠﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-2ﻭ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﻭ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﺘﻁﻭﺭﺍ ﺠﺩﻴﺩﺍ
ﺒﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻅﺭﻓﺎ ﻤﺴﻬﻼ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-3ﺍﻟﺜﻐﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﻤﺴﺎﺌل
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ،ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ
ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻬﻴل ﺘﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﻫﻡ
ﻓﻲ ﻜﺜﺭﺓ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﺎ ﻭ ﻓﻘﺩﺍ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﻁﺭﺡ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﺴﺒﺎ ﻭ ﻓﻘﺩﺍ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ؟
ﻭ ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﺃﺴﻠﻭﺒﺎ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺎ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻤﻊ
ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻺﻟﻤﺎﻡ ﺒﻜل ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻹﻴﺠﺎﺩ ﺤﻠﻭل ﻟﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻔﺭﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﻭ ﻗﺩ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﻘﺴﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺼل ﺘﻤﻬﻴﺩﻱ ﻭ ﻓﺼﻠﻴﻥ ﻭ ﺨﺎﺘﻤﺔ ،ﻭ ﺃﺭﺩﻓﻨﺎ
ﺫﻟﻙ ﺒﻔﻬﺭﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩﻱ ﺨﺼﺼﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻷﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻤﻪ ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﻭ
ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭ ﻤﺎ
ﻴﻔﺭﺯﻩ ﻤﻥ ﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﺘﻁﺭﻕ ﺃﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺜﺎﻨﻴﺎ
ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ.
ﻭ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻲ.
ﻜﻤﺎ ﺨﺼﺼﻨﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ
ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﺁﺜﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ،
ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺜﺎﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﺒﻴﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺤﺎﻻﺕ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﻭ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻓﻘﺩﻫﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻭ ﻜﺫﺍ ﻅﺎﻫﺭﺓ
ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺤﺩﺙ ﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﺏ.
ﻭ ﺨﺘﻤﻨﺎ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺒﺨﺎﺘﻤﺔ ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺃﻫﻡ
ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
ﻭ ﺍﷲ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ
ﻤﺒﺤﺙ ﺘﻤﻬﻴﺩﻱ :ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﺨﺘﻠﻁﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻁﺭﻓﺎﻩ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ﻭ ﻴﺸﻜل
ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻫﺫﺍ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺠﺩ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻁﺭﺤﺕ ﻨﻘﺎﺸﺎ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﺍﻟﻤﺯﺩﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻁﺭﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻤﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻵﺨﺭ ﻭ
ﺇﻤﺎ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻔﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﻗﺩ ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺃﺜﺭ ﺯﻭﺍﺝ
ﻁﺭﻑ ﻭﻁﻨﻲ ﺒﺄﺠﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻪ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ
ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺤﺘﻔﻅﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﺒﻌﺎ
ﻟﻸﺨﺫ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﺴﺘﻘﻼل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ،ﺍﻟﻤﺒﺩﺁﻥ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﺤﻜﻤﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ.
ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺯﺝ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ
ﺍﻟﺩﻭل ،ﻜل ﺤﺴﺏ ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ.1
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻨﻘﺎﻁ ﺒﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻨﻭﺭﺩﻫﺎ ﻓﻲ
ﺜﻼﺙ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻭﻓﻕ ﺍﻵﺘﻲ:
-ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ.
-ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ.
-ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ
ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻴﻜﺘﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﺫ ﻴﺤﻘﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺎ ،ﺇﺫ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺤﺩﺓ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﺎﻤﻼ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺭﻭﺤﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ
ﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺭﺒﻁ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺤﺒﻜﻬﺎ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺼﻼﺒﺔ ﺭﻜﻥ
ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.3
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺶ ،ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،ﲝﺚ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ
، 1976ﺹ . 22
-2ﺩ .ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 147
-3ﺩ .ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻮﻃﻦ ﻭ ﲤﺘﻊ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ) ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ( ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺳﻨﺔ ،1972ﺹ
. 224
ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻨﺩ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﻤﺒﺭﺭﺍ ﺕ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻨﺫﻜﺭ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﻠﻲ:
-1ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﻟﻠﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ :ﺇﺫ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺇﻫﺩﺍﺭﺍ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ،
ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻘﺒﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻋﺒﺭﺕ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﺒﻘﺒﻭﻟﻬﺎ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.
-2ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ :1ﺇﺫ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺃﺴﺭﺓ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺠﺎﻨﺱ ﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﻭل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻠﺯﻭﺠﻴﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺎﻤﻼ ﻴﺴﺎﻫﻡ
ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺃﺴﺭﺓ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺘﺘﻭﺜﻕ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻴﺤﻘﻕ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻨﻘﻭﺼﺎ
ﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻴﻥ ﺩﻭﻟﺘﻴﻥ.
-3ﺘﻘﻠﻴل ﺤﺎﻻﺕ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ :ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﻓﻔﻲ ﺩﻭل ﻜﺜﻴﺭﺓ
ﻴﺅﺨﺫ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻀﺎﺒﻁ ﺇﺴﻨﺎﺩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﻭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻥ ﺼﻌﺏ
ﺍﻻﻫﺘﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺎ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻥ .ﻟﻜﻥ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩ.
-4ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ :ﺇﺫ ﺃﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺨﻴﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺠﺎﻨﺱ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻘﻕ ﺘﻤﺎﺴﻙ ﻭ ﺘﺠﺎﻨﺱ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻗﺩ ﺘﻠﺠﺄ ﻟﻀﻡ ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺎﺕ ﺒﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻟﻀﻡ
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺶ ،ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 24
ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺘﻘﺭ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺘﺩﻋﻡ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ.1
-5ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ :ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﻟﻸﻡ ﺩﻭﺭ ﺒﺎﺭﺯ ﻭ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭ ﺒﺙ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻓﻴﻬﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺤﺘﻔﻅﺕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻴﺨﺸﻰ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺀ ﺃﺒﻨﺎﺀﻫﺎ
ﻓﻴﺘﺤﻭﻟﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ.
-6ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ :ﻴﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ ،ﺇﺫ
ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻭ ﻻ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻺﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ
ﻀﺩﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺤﺘﻔﻅﺕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺘﺠﻨﺏ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻬﺎ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﻨﺸﻭﺏ ﺤﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ.
-7ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ :ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺘﻔﺎﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻪ
ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻷﻫﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ،
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻨﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻴﻥ
ﻜﺎﻵﺘﻲ .
ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل :ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ
ﻴﻘﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﻜﻭﻨﻪ ﺭﺏ
ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻜﺄﺜﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺤﺘﻤﻲ ﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ
ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻋﺩﺓ ﺁﺜﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ
ﻫﻭ ﺴﻠﺒﻲ .
ﻭ ﺘﺘﻤﺜل ﺃﻫﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ :
-1ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ .
-1ﺩ .ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 148
-2ﺘﻔﺎﺩﻱ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻷﺴﺭﻴﺔ ﺒﺘﺭﺠﻴﺢ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ .
-3ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺜﻴﺭﻫﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ .
-4ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺇﺫ ﺘﻨﺩﻤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺘﺘﻤﺘﻊ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺘﺒﻘﻰ ﻏﺭﻴﺒﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺃﻫﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻤﻥ ﺘﺒﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
-3ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﻜﺱ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ.
ﻭ ﻗﺩ ﺘﺒﻨﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ،ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ .
ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ
ﻗﺩ ﺘﺒﻨﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ 19ﻡ ﻭ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ 20ﻡ ﻓﻲ ﻅل
ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺼﻨﻑ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺤﻜﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠل ،ﻭ ﺴﺎﺩ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ
ﺍﻷﺒﻭﻴﺔ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻷﺴﺭﻱ ،2ﻓﻘﺩ
ﻨﺼﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻜﺄﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ .
-1ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ ،ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﳏﻴﻂ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ،ﺳﻨﺔ
، 1991ﺹ . 37
-2ﺩ .ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 149
ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺇﻴﻁﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ )1912ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(10ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺴﻨﺔ ،1925
ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ ) 1928ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(10ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺸﺭﻴﻊ )1928ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(13ﺍﺴﺒﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﺴﻨﺔ )1931ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(22ﺴﻭﻴﺴﺭﺍ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ )1952ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(03ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ
ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ )1957ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(16ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1804ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﺘﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.
ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﻗﺩ ﻋﺩﻟﺕ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ
ﺘﺤﺕ ﻀﻐﻁ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﺔ ﻋﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺩﻡ ﻨﺴﺏ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﻟﻡ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ .
-1ﻋﺒﺶ ﺃﲪﺪ ،ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 30
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﻴﻥ
ﻴﻭﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ )ﺓ( ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺝ )ﺓ(
ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻤﻊ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ )ﺓ( ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻋﻘﺩﻩ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭ
ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻬﻤﺎ ،ﻭ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺘﺎ ﻓﻌﻼ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻴﻌﻴﺸﺎﻥ ﻤﻌﺎ ،ﻭ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﺃﺜﺭ ﻤﻭﻗﻑ .
ﻭ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻹﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺄﻤﺭ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﺒﻭﻗﻑ
ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺒﻌﺎﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ،ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻟﻁﻔل ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺎﺼﺭ ﻤﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺇﺫﺍ
ﺃﺜﺒﺕ )ﺕ( ﺃﻨﻪ )ﻫﺎ( ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻭ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻔل .
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻋﻁﻰ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻤﻤﻴﺯﺍ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ )ﺓ( ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺝ )ﺓ( ﻤﻊ
ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ )ﺓ( ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﺃﻁﻔﺎل ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻷﻨﻪ
ﻭﻀﻊ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻭﻕ ﻜل ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ .
-2ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ :ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭﺩﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺘﺘﻤﻜﻥ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻼﺘﻲ ﺘﺯﻭﺠﻥ ﺒﺄﺠﺎﻨﺏ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﻥ
ﻴﻌﺸﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻬﻥ ﻭ ﺃﻨﺠﺒﻥ ﺃﻭﻻﺩﺍ ،ﻓﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ.
-3ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ :ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﻴﻡ ﻤﻊ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ،ﻷﻥ
ﺍﺤﺘﻔﺎﻅﻬﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺠﻨﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻫﺎ.
-4ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﻭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﺎ :ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭ
ﺘﺨﻠﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﺽ.
-5ﻋﺩﻡ ﻓﺭﺽ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﺘﻪ :ﻟﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﻤﻥ ﺨﺭﻕ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻲ
ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭ ﺃﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻫﻭ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ
ﻭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﻴﻌﺒﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻭ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ
ﻟﻠﻘﺒﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻓﺽ.
-6ﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ :ﻓﺎﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻴﺘﺯﻭﺠﻭﻥ ﺒﻨﺴﺎﺀ ﻴﻨﺘﻤﻴﻥ ﻟﺩﻭل ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ
ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻥ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻓﻠﻭ
ﺍﻓﺘﺭﻀﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻤﻨﺢ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻟﺯﻭﺠﺘﻪ ﻴﺼﺒﺤﺎﻥ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻴﻤﺎﻥ ﻓﻴﻪ ،ﻭ ﻗﺩ
ﻴﺭﺯﻗﺎﻥ ﺒﺄﻭﻻﺩ ﻭ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻫﺅﻻﺀ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻠﺩ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﻻﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ.1
-7ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻷﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﻴﻘﻭﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻭ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻥ
ﺘﺤﻘﻘﻪ.
-8ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺩ ﺒﻀﺎﺒﻁ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻻ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻗﻲ
ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ،ﺇﺫ ﻴﻤﻜﻥ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻪ
ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻴﻥ.
ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻷﻭل :ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭ
ﺍﻟﺭﺠل ﻋﺩﺓ ﺁﺜﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺴﻠﺒﻲ.
ﻓﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.
-2ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭﻓﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻭﻻﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺫﻩ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻋﺩﻫﺎ ﻟﻼﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﻴﻌﺩ ﻗﺭﻴﻨﺔ
-1ﺩ .ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 152
ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺼﺩﻭﺭ ﺃﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﻋﺩﻭﺍﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻨﻀﻤﺕ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﻗﻨﺎﻋﺔ.
-3ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻨﺢ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻼﺘﻲ ﻴﺩﺨﻠﻥ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻹﺒﻌﺎﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﺏ.
-4ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻜﺴﺏ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻡ .ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺠﻨﺒﻬﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﻤﺜﻼ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻤﻌﻴﺎﺭ
ﺤﻕ ﺍﻟﺩﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻷﺏ.
ﻭ ﻟﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺌﺹ ﺘﺸﻭﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ،ﻤﻥ
ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﻤﺸﻜل ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.1
-2ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻁﻠﺏ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭﻻ ،ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ
ﺘﺭﻓﺽ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ
ﻭ ﺠﻤﺎﻴﻜﺎ.
ﻭ ﺭﻏﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻭﺏ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ
ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ،ﻭ ﺴﻭﻑ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ.
ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ
-1ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 40
ﺘﺄﺜﺭﺕ ﻋﺩﺓ ﺩﻭل ﺒﺘﻨﺩﻴﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺭﺠل
ﻭ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺸﺅﻭﻨﻬﺎ .ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺠﺴﺩﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ.
ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 86/70ﺇﺫ ﻟﻡ
ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﺘﺯﻭﺠﺎﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻴﺒﻘﻴﺎﻥ ﻤﺤﺘﻔﻅﺎﻥ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ،ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺍ
ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺴﻠﻭﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻭﻓﻕ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻭ
ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺸﺭﻁ ﻤﺨﻔﻑ.1
ﻭ ﻨﺩﺭﺝ ﺃﻴﻀﺎ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ
،1980.09.10ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ 1948ﻭ ، 1981ﺍﻟﻴﺎﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ
،1950ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﻴﺩﺭﺍﻟﻲ ﺭﻗﻡ 414ﻟﺴﻨﺔ ،1952
ﻓﻨﺯﻭﻴﻼ ﻓﻲ ﺩﺴﺘﻭﺭ ) 1953ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،( 33ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻊ ) 1954ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (07ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ) 1957ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(09
ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺩﻭل ﺍﻟﻜﻤﻨﻭﻟﺙ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺤﻕ ﻁﻠﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻤﻊ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻬﺎ .
-1ﺩ .ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻭﱄ ،ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ،ﺳﻨﺔ ، 2005ﺹ . 137
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺘﺤﻠﻴل ﺤﺠﺞ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﺘﺭﺁﻯ ﻟﻠﺩﻭل ﺃﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺈﺤﺩﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﻴﻨﻁﻭﻱ
ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺅﻴﺔ ﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ
ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻀﻴﻥ ﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ.
ﻭﺴﻭﻑ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻴﻥ ﺒﺸﻜل
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃﻱ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺴﺎﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﻥ 19ﻡ ﻭ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ 20ﻡ ،ﻭ ﺃﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﺨﺫ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻜﺎﻥ
ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ،ﺇﺫ ﺘﺨﻠﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ
ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻤﺴﺎﻴﺭﺓ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ،ﻓﻠﻡ ﺘﻌﺩ
ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺇﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻅﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻬﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻀﻴﻥ ﻅﻬﺭ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﻥ ،ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻴﻤﻴل
ﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺨﻔﻑ ﻤﻥ ﺤﺘﻤﻴﺘﻪ ،ﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﻤﻴل ﻟﻤﺒﺩﺃ
ﺍﺯﺩﻭﺍﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺨﻔﻑ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﻨﻔﺼل ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﻭل :ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭ ﺤﺘﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﻭ ﻤﺅﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺃﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﺘﺯﻭﺝ ﺸﺨﺼﺎﻥ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻥ ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻜﺄﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻼ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ
ﻤﻨﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻤﻨﻪ ﺇﺫ ﺘﻐل ﺴﻠﻁﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻓﻲ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ،ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻜﻤل ﺼﻭﺭﻩ.
ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺴﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1952
ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1374ﻩ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1929ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ.
ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻏﻴﺭ ﺤﺘﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﺽ ﺩﺨﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﺨﻼل ﺃﺠل ﻤﻌﻴﻥ ﻓﺘﻌﻠﻥ
ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﻔﺎﻅﻬﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﺴﺒﺒﻬﺎ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺭﺨﺼﺔ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻴﺒﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺭﻏﻡ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ
ﻴﺠﻴﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩﻫﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﻘﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻨﻪ.
ﻭ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺃﻨﻪ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﺽ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻴﻘﻴﺩ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ
ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺩﺨﻭل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﻥ ،ﻟﺫﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻪ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﻔﺎﺩﻱ
ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.1
ﻭ ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻗﻀﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 37ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1945
ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﻓﺭﻨﺴﻴﺎ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﺤﻅﺔ ﺇﺒﺭﺍﻡ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ" ﻭ ﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38ﻤﻨﻪ ﺃﻨﻪ "ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ،ﺒﻌﺩ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺭ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻴﺠﻴﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ" ﻭ ﺘﻌﻘﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 39ﻋﻠﻰ
ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ "ﻭ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺨﻼل ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺭﺽ ﺒﻤﺭﺴﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ" .2ﻭ ﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1959ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1932ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ.
ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﻭ ﻤﺅﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻔﺭﺽ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﻠﻥ ﻋﻥ
ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﻬﺎ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ
-1ﺩ .ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 162
-2ﺩ .ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ ،ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ،ﺳﻨﺔ ، 2005ﺹ . 78
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻟﻬﺎ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ
ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﺘﺠﻨﺱ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ ،ﺒل ﻫﻭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻜﺄﺜﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻜﺄﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ.
ﻭ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺃﻭ
ﻋﺩﻡ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺒﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺘﻠﺯﺍﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ
ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺃﻭ ﻻ ،ﻭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ
ﺘﺩﺨل ﺒﻪ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺃﻱ ﺒﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ
ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻤﻜﺘﻔﻴﺔ ﺒﻌﺩﻡ
ﺍﻋﺘﺭﺍﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ،ﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻫﻭ ﻗﺒﻭل ﻀﻤﻨﻲ ،ﻭ ﺃﻥ ﺭﻓﺽ ﺩﺨﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻭﻓﻕ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ.
ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺘﺭﻁﺕ ﺴﻭﻯ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ
ﻨﺫﻜﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1948ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ
ﻟﺴﻨﺔ 1964ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1924ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﺸﺘﺭﻁﺕ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ
ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻜﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ
ﻟﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺸﺭﻭﻁ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻭ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻭﻻﺌﻬﺎ
ﻜﺎﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻭ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 1963.03.27ﺘﺤﺕ ﺭﻗﻡ .96/63
ﻭ ﻴﺠﺩﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻴﺤﻘﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﻨﺤﻬﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ.1
ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻟﻴﺱ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ
ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ،ﺇﺫ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺤﺘﻔﻅﺔ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ
ﻭ ﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﺼﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1980ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ
ﺭﻗﻡ 86/70ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1970.12.15ﺇﺫ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺼﻤﺕ ﺒﺸﺄﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻭ ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻴﺩ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻤﻨﺤﺔ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻭ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻭﺤﺩﺓ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻟﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺤﺎﺯﺕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﻅﺭﻓﺎ ﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺒﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ 09ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 01/05ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﺴﻨﺔ
1952ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 319ﻤﻨﻪ.
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺠﺩﺭ ﺒﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ،ﻷﻥ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺃﻥ ﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻗﺩ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻥ ﻤﻌﻴﻥ ﺜﻡ ﻴﻌﺩل ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻭ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ
ﻫﺠﺭﻩ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺯﺝ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺘﺴﻌﻰ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻊ
ﺸﻤل ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻫﺩﻓﺎ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻴﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.1
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺶ ،ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ . 38
ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ 1ﻭ ﻜﺭﺴﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻷﺒﻭﻴﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ
ﻷﻁﻔﺎﻟﻬﻤﺎ ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ:
-1ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺤﻘﻭﻕ ﻤﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ
ﺘﻐﻴﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻬﺎ ،ﻭ ﺘﻀﻤﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻭ
ﻻ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺔ ﻭ ﻻ
ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻻ ﻴﻠﺯﻤﻬﺎ ﺒﺄﺨﺫ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ.
-2ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺤﻘﻭﻗﺎ ﻤﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻠﺭﺠل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻁﻔﺎﻟﻬﻤﺎ.
ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﻤﺒﺩﺃﻱ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺒﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،
ﺍﻫﺘﻤﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃﻭﻻ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻤﻨﺘﻔﻴﺩﻭ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1933.12.26ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ:ﻜﺭﺱ ﻫﺫﺍ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻘﺭﺭ ﻋﺩﻡ
ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻱ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻨﺤﻼﻟﻪ ﻻ
ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺃﻭ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ :1954.04.05ﻨﺼﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭ
ﺘﺴﻘﻁ ﻋﻨﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ
ﺒﺈﻋﻼﻥ ﻻﺤﻕ ﺨﻼل 06ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺴﺤﺒﺕ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﺭﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ،
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻪ ﺃﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻼ ﺘﺴﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺭﺠﻼ ﺃﻭ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺘﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ،ﻟﻜﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﻔﻑ ﻨﻭﺭﺩﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل:
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺳﻼﻣﺔ –ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ-ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﻨﺔ ، 1993ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﺻﻔﺤﺔ . 640
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺍﺴﺘﻠﺯﻤﺕ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻤﻨﺫ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗل ﻋﻨﺩ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ.
ﻭ ﺘﻜﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ
ﻋﻠﻰ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل ﻋﻠﻰ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺩﻭﺍﻡ ،ﺤﺘﻰ
ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻨﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺨﺫ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﻴﻠﺔ ﻟﻼﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ
ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭ ﻗﺩ ﺠﺴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 48ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 11/08ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
2008.06.25ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺩﺨﻭل ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺘﻨﻘﻠﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ
ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻌﻘﺩ ﺯﻭﺍﺝ ﻤﺨﺘﻠﻁ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺒﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﺃﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻴﺤﺼل
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻴﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻭ
ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﺽ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻊ
ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺘﻪ ﻟﻤﺩﺓ 5ﺨﻤﺱ
ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ،ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻜﻭﻨﻪ ﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺭﻱ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ .1
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻓﺘﺭﺓ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻤﻊ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺤﺎﺠﺘﻬﺎ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ،ﻭ ﺒﻬﺫﺍ
ﻨﺠﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﻘﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﻔﻀل ﺇﻁﺎﻟﺘﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻲ ﻤﺜﻼ ﺘﺸﺩﺩ ﻭ ﺃﻁﺎل ﺍﻟﻤﺩﺓ ،ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻁ ﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻋﻼﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭ ﺘﺩﺍﺭﻜﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺴﻭﺓ
ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﻜﻭﻴﺘﻲ ﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺭﺁﺓ ﻭ ﻅﺭﻭﻓﻬﺎ.
-1ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺪﺍﻭﻱ – ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﳉﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﳎﻠﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺟﻮﺍﻥ .1977
2
-ﺣﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﺪﺍﻭﻱ – ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﳉﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﳎﻠﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺟﻮﺍﻥ .1977
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭ ﻴﻌﻭﺩ
ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘل ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺤﺎﺠﺎﺘﻬﻡ
ﻜﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ......ﺇﻟﺦ.
ﻭﻗﺩ ﺸﻐﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻭﺍ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎ.
ﻓﻌﺭﻓﻪ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻴﺎﺴﻴﻥ ﺸﺎﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ".
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﻪ ﺍﻟﻠﻭﺍﺀ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺘﺤﻲ ﻗﺎﻀﻲ ﻜﻭﻥ " :ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻘﺩ ﻴﺭﺒﻁ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺒﺎﻵﺨﺭ ﺒﺭﺒﺎﻁ
1
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺒﻴﻥ ﺯﻭﺠﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺴﻤﻲ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ"
ﻭﻋﺭﻓﻪ ﺁﺨﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻜل ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭ ﻫﺫﺍ
2
ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺴﺎﻋﺔ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ "
ﺘﻌﻜﺱ ﻟﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ
ﻗﺒل ﻅﻬﻭﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﻭ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻨﺹ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ.
ﻓﺎﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﺭﻤﺕ ﻭ ﺃﺒﻁﻠﺕ ﺒﻜل ﻤﺫﺍﻫﺒﻬﺎ ﻜل ﻋﻘﺩ ﺯﻭﺍﺝ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺤﺩ ﻁﺭﻓﻴﻪ
ﻴﺩﻴﻥ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻁ ﻭ ﻻ ﻴﻀﻴﻊ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺭﻏﻡ ﺯﻭﺍﺝ ﺴﻴﺩﻨﺎ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﻊ ﻫﺎﺠﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻤﺫﺍﻫﺒﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺒﺎﻁﻼ ﻜﺄﺼل ﻋﺎﻡ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺃﺠﺎﺯﺘﻪ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺎ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺘﻀﻤﻥ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻪ ،ﻭ
ﻜﺫﺍ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ.
-1ﺑﺸﺮﻯ ﺯﻻﺳﻲ -ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ -ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﻭ ﺁﺛﺎﺭﻩ -ﲝﺚ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ -ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 2001-2000ﺹ .06
-2ﺃﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﺧﲑ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﰲ ﺣﲔ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺆﻭﻝ ﺯﻭﺍﺝ ﻭﻃﲏ ﺇﱃ ﺯﻭﺍﺝ ﳐﺘﻠﻂ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﰲ ﺧﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ.
.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺎﺀ ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻭ ﻗﻴﺩﺘﻪ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻤﻀﺒﻭﻁﺔ ﻭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺒﺎﺤﺕ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ
ﺒﻐﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ .1
ﻭﻗﺩ ﺘﻀﺎﻋﻔﺕ ﻤﺅﺨﺭﺍ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻤﻊ ﺘﻁﻭﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل
ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺩﺓ
ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻨﻬﺎ:
-1ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ :
ﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﺤﺘﻼﻟﻪ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻷﺼﻠﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﻴﻥ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺸﺭﻭﻉ " ،"Soustelleﺇﺫ ﻜﺎﻥ
ﻴﻌﻔﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﻭ ﻴﻘﺩﻡ ﻟﻬﻡ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﻤﺤﻭ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺴﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻔﺘﺤﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ
1
ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ.
-2ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ:
ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ:
ﺃ -ﻫﺠﺭﺓ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻭل ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻫﺭﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭ ﺘﺩﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﺇﺫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﺯﻭﺍﺝ ﻫﺅﻻﺀ ﻤﻊ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺎﺕ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﻡ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻭﻀﻌﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
ﺏ -ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺩﻫﻭﺭﺓ ﻟﻠﺩﻭل
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺓ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻹﺠﺒﺎﺭ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻜﺴﻴﺎﺴﺔ ﻟﺠﻠﺏ ﺍﻟﻴﺩ
ﺍﻟﺭﺨﻴﺼﺔ ﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻤﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ،ﻭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻊ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ.
-1ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﻨﺎﺿﻞ ﺍﳌﻐﺎﺭﰊ "ﻋﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ" ﺃﻧﻈﺮ ﺑﺸﺮﻯ ﺯﻻﺳﻲ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 10
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﻭﻱ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺃﺩﻯ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻜﺜﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺇﺫ ﺴﺠل ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1930
ﺴﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ) (700ﺤﺎﻟﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﻤﺨﺘﻠﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭ %10ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﻴﻥ
ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻜﺨﻼﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺎﺕ.
-3ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻁ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ
ﺭﻏﻡ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻼﻕ ،ﻜﺎﻟﻬﺠﺭﺓ
ﻟﻠﻌﻤل ،ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﻁل ﺇﺫ ﻴﺴﻬل ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ،ﻭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ
ﺘﺘﻭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺯﻭﺍﺝ ﻤﺨﺘﻠﻁ.
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻨﺱ
ﻵﺨﺭ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻟﺩﻯ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
ﺃ – ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺭﺠﺎل:
ﻴﻠﺠﺄ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
* ﺍﻟﻬﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﻭﺭ.
* ﻟﻠﺘﺒﺎﻫﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﺒﺠﻤﺎل ﻭ ﺃﻨﺎﻗﺔ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
* ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻼﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻌﻥ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺀ.
* ﺭﻜﺏ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭ ﺍﻟﺭﻗﻲ .
ﺏ – ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ :
ﺴﺠﻠﺕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺭﺒﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ
ﻴﺘﺯﻭﺠﻥ ﺒﺭﺠﺎل ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
*ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻌﻘﺩ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺯﻭﺍﺠﺎ ﻤﺨﺘﻠﻁﺎ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺨﻴﺒﺔ ﺍﻷﻤل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﺭﺒﺔ
ﻁﻭﻴﻠﺔ ،ﻭ ﻟﻠﻬﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﻭﺴﺔ.
*ﺒﺤﺜﺎ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭ ﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺒﺎﻟﺘﻔﺘﺢ
ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻴﻌﻁﻭﻥ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺤﺭﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻌﺭﺏ.1
1
-ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ .69
• ﺍﻟﺘﻭﻁﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺃﻱ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﺇﺫﺍ ﺒﻘﻴﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ
1
ﻻ ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻤﺴﻠﻤﺎ.
ﻭ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺩﻟﻴل ﻗﺎﻁﻊ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﺎﻤل
ﻭ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﺔ.
-2ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﻥ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ:
ﻴﻀﻡ ﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻁﻴﺔ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ 5، 4 ،3ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ
ﺒﺎﻷﻤﺭ .01/05
ﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﻥ ﻫﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ،ﻟﺫﺍ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ:
-ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ :ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺭﺩﻴﺌﺔ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺘﺸﻜل
ﺨﻁﻭﺭﺓ ﺘﻬﺩﺩ ﺃﻤﻥ ﻭ ﻫﺩﻭﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺩﻻﺌل ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻼﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ
2
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻤﺩﻯ ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻪ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ ﻋﺩﻡ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﺨﻠﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻑ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻓﻌل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ
3
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ.
ﻭ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺴﻥ ﻟﻭ ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺤﺘﻰ ﻭ
4
ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺨﻠﻕ
1
-ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﺹ .64
2
-ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺹ .199
- 3ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 4ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ 10ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 86/70ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ":ﺗﻜﻮﻥ ﺳﲑﺗﻪ ﺣﺴﻨﺔ ﻭ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﲣﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ"
-4ﺩ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﻫﺎﻣﺶ ﺹ .339
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻨﺴﺒﻲ
ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺢ ﻭ ﻴﺸﻭﺒﻪ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ،ﻭ ﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻬﺎ 1،ﻋﻜﺱ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ
ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ ﻓﻬﻭ ﻭﺍﻀﺢ ﻭ ﺴﻬل ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ
ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﻌﺩﻟﻴﺔ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 01/05ﻋﻠﻰ
ﺃﻨﻪ" ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻻ ﺘﺅﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ".
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﺸﺭﻁ ﻋﺩﻡ ﺇﺩﺍﻨﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﻀﻤﻨﺎ ﻜﺩﻟﻴل ﻟﺴﻭﺀ
ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﻻ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻨﺤﺔ ﺃﻡ ﺠﻨﺎﻴﺔ
ﻭ ﻻ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺨﻠﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻑ ﺃﻡ ﻻ ﺒل ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﻤﺒﻴﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺎﻫل
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ.
ﻭ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺭﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ ﻤﻊ ﺃﻥ
ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻗﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻬﺫﻩ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻜﺄﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻜﺎﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
2
ﻤﺜﻼ.
-ﻭ ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ :ﻓﻘﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭ ﺘﻜﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺒﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻼ ﻴﻌﻘل ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻷﺸﺨﺎﺹ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﻡ ﻤﻭﺭﺩ ﺜﺎﺒﺕ ﻜﻭﻨﻬﻡ ﻴﺸﻜﻠﻭﻥ ﺨﻁﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻴﻤﻜﻥ
ﺃﻥ ﻴﺭﺘﻜﺒﻭﺍ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺏ.
ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻜﺎﺤﺘﺭﺍﻓﻪ ﺤﺭﻓﺔ
ﺃﻭ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺒﺤﻭﺯﺘﻪ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻴﺴﺩ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﻭ
1
-ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ – ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 200
-2ﺇﺫ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺭﻗﻢ 1975/26ﻋﻞ " ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻭ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ
ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﰲ ﺟﺮﳝﺔ ﳐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ".
ﺤﺎﺠﺔ ﻤﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﺘﻜﺘﻔﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺏ
1
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻜﺄﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻋﻤل.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺜﺒﺕ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻌﻴﺸﺘﻬﺎ ،ﺭﻏﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻜﻔل ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺒﺯﻭﺠﺘﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺠﻬﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻤﻌﻭﺯﺍ ﺃﻭ ﻤﺘﻜﻔﻼ ﺒﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻔﻘﺘﻪ ﻭ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺘﻪ.
-3ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻁﻠﺏ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ
ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻓﻼ ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺝ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺭﺠﻼ ﺃﻭ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜﺄﺜﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺨﻼل
ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﺒل ﻗﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ
ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ.
ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺯﻭﺍﺝ ﺒﻴﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻭ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ
ﺍﻟﺫﻜﺭ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﻤﺸﻔﻭﻋﺎ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒﺕ ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻋﻨﺩ
ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻓﻌل ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-1ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 116
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﺴﺘﻨﺩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﺭﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﻭ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻓﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺤﻕ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻷﺴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺩﻭﻥ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ.
ﻭﻤﻨﻪ ﻓﻠﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻅﻬﺭﺍﻥ ،ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ
ﻴﺴﺘﻘل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﺤﺩﻩ ﺒﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻴﺤﺩﺩ ﺃﺴﺎﺱ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ
ﻓﻴﺒﻨﻴﻬﺎ ﺇﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺘﻴﻥ ﻤﻌﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺒﻴﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﻴﺔ ﺘﺸﺩﻴﺩﺍ ﺃﻭ ﺘﺴﻬﻴﻼ ﺤﺴﺒﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺼﺩﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻭﺭﺩﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﻭ ﻴﺤﺩﺩ
ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﻜل ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺜﻴﻘﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 30ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 30ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 01ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ.1
ﻭﻗﺩ ﻜﺭﺴﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1930/04/12ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺒﻌﺽ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ
"ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻭﻁﻨﻴﻴﻬﺎ ﺒﺘﺸﺭﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ"......
ﻭﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻲ
1923/02/07ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﻱ ﺭﻗﻡ 04ﺒﺼﺩﺩ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ
ﺒﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺘﻭﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭﺕ ﻓﻴﻪ "......ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﺩﺨل ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﺨﺼﺹ
1
ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ "
ﻟﻜﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺢ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻤﺤﺎﻁﺔ ﺒﻌﺩﺓ ﻗﻴﻭﺩ ﻴﻘﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﺘﻁﺭﻕ
ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ :
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﺃﻤﺭ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻪ ﻭ ﻤﺅﻜﺩ ﻓﻲ
ﻨﻅﺭ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻤﺭ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﺤﺕ
ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻅﻤﻬﺎ ﻓﺤﺴﺏ ،ﺒل ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺇﻁﻼﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺨﻠﻕ ﺍﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ،ﺇﻤﺎ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻌﺩﺩﻫﺎ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ.
ﻭﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻴﻥ –ﺍﻻﻨﻌﺩﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩ– ﻓﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻗﻴﻭﺩﺍ
ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﺴﻨﺔ 1930ﻋﻠﻰ
ﻋﺩﺓ ﻗﻴﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ.... " :ﻋﻠﻰ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻫﺫﺍ
-1ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 98
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ".
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﻴﻭﺩﺍ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
-1ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻧﻈﻤﺘﻪ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺟﻮﺍﻥ 2001ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ – ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﺳﻨﺔ 2000ﻋﺪﺩ 01ﺹ154
-2ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ 99ﻭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ. 125
-2ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍ ﻻﺧﻀﺮ – ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻻﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ32
ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 01ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩﻴﻤﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﻓﻲ
1954/09/28ﻭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﺔ ﻓﻲ
.1957/01/29
-1ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ -ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺹ40
-2ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 100
ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺤﻘﺎ ﻤﺴﺎﻭﻴﺎ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻲ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭﻫﺎ ،ﻭ ﺘﻀﻤﻥ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ ﺃﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺃﻥ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ،
ﺃﻭ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺒﻼ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ.
1
ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺤﻘﺎ ﻤﺴﺎﻭﻴﺎ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻁﻔﺎﻟﻬﺎ".
ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﻡ ﻓﺭﺽ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺒﻤﺠﺭﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﻗﺩ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺴﻨﺔ 1970ﻭ ﺤﺘﻰ ﻗﺒل ﺼﺩﻭﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ
ﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺭﻙ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﻤﻨﻪ
2
ﻟﻴﺱ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭ ﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻫﻭ ﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻀﺒﻁ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ
ﺤﻔﺎﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﺘﻌﺩﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺄﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﺩﻭﻟﺔ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
-1ﺭﺍﺟﻊ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺭﻗﻢ 51/96ﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1996/01/22ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺇﱃ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1979
-2ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ -ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 40
ﺴﻭﻑ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﺇﺫ ﺍﻨﺘﻘل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺎﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﻟﻴﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ
ﻟﻼﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺠﺭﻩ ﺃﻭﻻ ﺜﻡ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺒﻁﻼﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﻤﺼﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ .
ﻴﻜﺘﺴﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻟﻴﺠﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺸﻐﻠﺕ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ
ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺘﻌﺒﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺎﺭﺱ
ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ.1
ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻭل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫﺎ
ﺘﺸﺘﻴﺕ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻥ ﺘﻔﺘﺤﻪ ﻭﺘﺴﺎﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺠﻨﺱ ﺃﻭ
ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ.
ﻭﻤﻨﻪ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺃﻥ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭﺍ ﻏﻴﺭ
ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻔﺭﺽ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﻠﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻕ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻸﺠﻨﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ،ﻤﻬﻤﻼ ﺒﺫﻟﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻜﺸﺭﻁ ﻤﺩﺓ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻭ
ﻤﺩﺓ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻤﺩﺓ 6ﺃﺸﻬﺭ ﺯﻭﺍﺝ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺠﺩﻴﺔ ﻟﻠﺭﺍﺒﻁﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ،ﻭ ﻻ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺩﻭﺭ
ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻏﺭﺱ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺤﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺼﻤﺕ ﺤﻴﺎل ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺯﻭﺍﺠﻪ ﺒﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ
ﻤﻜﺴﺏ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭﻩ ﺤﺘﻰ ﺴﺒﺏ ﻟﻺﻋﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ.
ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻻ ﺴﻠﻭﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
.1
ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1963/03/27ﻜﺎﻥ ﺃﻭل
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻴﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻓﺠﺎﺀ ﻤﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻗﺘﻀﺘﻬﺎ ﺤﺩﺍﺜﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ،ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ
ﻓﻲ 1970/12/15ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .96/63
ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻤﺭ 86/70ﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ،ﺇﺫ
ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺍﻟﺼﻤﺕ ﺒﺸﺄﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﺘﺯﻭﺠﺎﻥ
ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﻤﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﻘﻴﻴﺩ
ﻭ ﺘﻘﻠﻴﺹ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺝ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻻ ﺴﻠﻭﻙ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 10ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻡ ﻴﺤﻅﻴﺎ ﺒﺄﻱ ﻅﺭﻑ ﻤﺴﻬل ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺘﺨﻔﻴﻑ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻭ
ﻴﻌﻔﻴﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﻠﻬﺎ.
ﻭﺘﻌﻭﺩ ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻥ ،ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﺒﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻨﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﻅﻬﻭﺭ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺩﺍﺨل
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
-1ﲡﺪﺭ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺲ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ 96/63ﺃﺧﻒ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 10ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 86/70ﻓﻤﺜﻼ ﻣﺪﺓ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ
ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﺠﻨﺲ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺑـ 5ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺪﻝ 7ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﺠﻨﺲ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻨﻪ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﺭﺒﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺘﺨﺼﻴﺹ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ،ﻭ ﻟﺫﺍ ﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻴﻭﻨﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ 96/63
ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻤﺢ ﻟﻌﺩﺩ ﻤﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻥ
ﺘﻘﻠﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻷﺼﻠﻴﻴﻥ .
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ،
ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭﻤﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻔﺘﺭﺽ
ﻭﻋﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﺭﻗﻡ 20ﻋﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻻ ﻴﺠﺏ ﻗﺒﻭل ﺃﻱ ﻁﻠﺏ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻭﻴل ﺍﻟﻤﺭﺘﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺼﺎﺩﺭ
ﻋﻥ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎﺕ ﻤﺘﺯﻭﺠﺎﺕ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ".1
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﻤﺭﻓﻭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ
ﻴﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻜﺄﺠﻨﺒﻴﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺎﺩﻤﺕ ﻟﻡ ﺘﻔﺼﺢ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ .
ﻜﻤﺎ ﻋﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺍﻉ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻭﺤﺩﺓ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ
،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺯﻭﺠﻭﻥ ﺒﺄﺠﻨﺒﻴﺎﺕ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﻤﻨﻪ
ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺒﺴﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺼﻌﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎل.
ﻭ ﺒﻌﺩ ﻤﻀﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻭﺭ ﺃﻤﺭ ، 86/70ﻋﺭﻓﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻜﺒﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩﻴﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺴﺎﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ،
ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻠﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﺇﺫ ﺭﺍﻋﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﻴل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ:
-1ﳏﻤﺪ ﻃﻴﺒﺔ -ﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳌﺘﻌﺪﺩ ﻭ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ -ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ -ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ - 2006ﺹ 24
-1ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ 1ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ
ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ.
-2ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل 2ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻁﻔل ﻓﻲ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-3ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ 3ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻜﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ.4
-1ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1966/12/16ﻭ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 08/89ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1989/04/25
-2ﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1989/11/20ﻭ ﺍﻟﱵ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
-3ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﻬﺗﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﰲ 1979/12/18ﻭ ﻗﺪ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺑﺎﻷﻣﺮ 03/96ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1996/01/10
-4ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺓ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ .
-5ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ 09ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 01/05ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 2005/02/27ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﳌﺘﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ:
"ﳝﻜﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﻭ ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﻣﱴ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻭ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ) (3ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ،ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﱘ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﺠﻨﺲ
-ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﳌﻨﺘﻈﻤﺔ ﺑﺎﳉﺰﺍﺋﺮ ﻣﺪﺓ ﻋﺎﻣﲔ ) (2ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ.
-ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﲝﺴﻦ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
-ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ
ﳝﻜﻦ ﺃﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻬﺑﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ"
ﻭ ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﲢﺖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ" ﰲ ﺣﲔ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ
ﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﱂ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻭ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻻﻛﺘﺴﺎﻬﺑﺎ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﳝﻨﺤﻬﺎ ﲟﺠﺮﺩ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺇﺫ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ
ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻭ ﻣﻦ ﲦﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﻫﻲ ﲡﻨﺲ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﳐﻔﻒ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻮ ﻭﺭﺩ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﰲ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﺘﺠﻨﺲ -ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ -ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ -ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﺹ.11
ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨﻔﺱ ﺃﺴﺱ ﻜﺴﺏ
ﻭﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ.
ﺇﺫ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﻤﺠﺭﺩ
ﻅﺭﻑ ﻤﺴﻬل ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﻤﻜﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﺨﻭل ﻟﻬﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺇﻥ ﺃﺒﺩﺕ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺇﺫﺍ
ﻤﺎ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﻨﺎﺼﺭ:
-1ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻌﻘﺩ ﺼﺤﻴﺢ.
-2ﺜﺎﻨﻴﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺇﺠﺭﺍﺌﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺨﻭل
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
-3ﺜﺎﻟﺜﻬﺎ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻭﻓﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻟﻠﺘﺄﻜﺩ ﺇﻤﺎ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻨﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-4ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻋﺘﺭﺍﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺨﻭل
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻟﻡ ﻴﻐﻔل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،1ﺇﺫ ﻤﻨﺢ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﻕ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺒﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺘﻰ ﺃﺒﺩﻯ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻫﻲ
ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ.
ﻓﻘﺩ ﺴﻬل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭ ﺸﺩﺘﻬﺎ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﻨﺱ.
ﻟﻜﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺼﻭل
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺍﺤﺘﻔﻅﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺴﻠﻁﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻓﺽ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ.
-1ﺇﺫ ﺳﻮﻯ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﻭﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﻘﺒﻭل ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ﺒﻭﻁﻨﻲ ﺃﻭ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ
ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻭﻴﺘﻤﺘﻌﺎﻥ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺒﻜل ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،1ﺇﺫ
ﻴﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻰ ﻭ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﻜل ﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻘﻭﻗﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺎﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺸﺢ ﻟﻠﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻬﻤﺎ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﺴﻤﻴﻬﻤﺎ ﻭ
ﺃﻟﻘﺎﺒﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﻤﻥ
ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ.2
ﻭﻴﺘﻭﻟﻰ ﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻻﺴﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻘﺏ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻤﻨﻪ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺭﺓ 2ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻓﺈﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻴﺘﻡ ﺒﺄﻤﺭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻀﺒﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﺇﺫ ﻭﺤﺩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻁﺭﻓﺎ ﺃﺼﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.3
ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻠﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺜﺎﺭ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﻭﻻﺩ ﻨﺘﻁﺭﻕ
ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ.
-1ﺇﺫ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 15ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ 86/70ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" :ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ :ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻛﺘﺴﺎﻬﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 18ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ 96/63ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻘﻮﳍﺎ « Effet individuel : La personne qui acquiert
la nationalité algérienne jouit à dater du jour de cette acquisition de tous les droits attachés à la qualité
» . d’Algérien
-2ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 27ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 01/05ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ":ﳝﻜﻦ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﲏ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ،ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 09
ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﲰﻪ ﻭ ﻟﻘﺒﻪ.
ﻳﺘﻮﱃ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑ ﰲ ﺳﺠﻼﺕ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻻﺳﻢ ﻭ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻳﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ"
-3ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ -ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﺹ10
ﺇﺫ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻫﻭﻴﺘﻪ ،ﻭ ﺘﻤﺜل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل 2ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻁﻔل ﺒﻌﺩ ﻭﻻﺩﺘﻪ ﻓﻭﺭﺍ ....ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ "...ﻭﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﻲ ﻤﻠﺯﻡ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻀﻤﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ،
ﺇﺫ ﺘﺴﻤﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻤﻌﻪ،....3
ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 132ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻤﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.4
ﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻘﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔل ،ﻓﺭﺒﻁﺕ ﺫﻟﻙ
ﺒﺎﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻨﺴﺒﺘﻪ
ﻷﺤﺩ ﺃﺒﻭﻴﻪ ﺃﻭ ﻫﻤﺎ ﻤﻌﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻓﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﻁﻔل
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻴﻼﺩﻩ ،ﻭ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺒﻨﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻊ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﺤﺩ
ﻭﺍﻟﺩﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻅل ﻜل ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-1ﻳﺮﻯ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺃﻭ ﺩﺧﻼ ﰲ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻓﻴﺘﺒﻌﻬﻤﺎ ﺃﻭﻻﺩﳘﺎ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺬﻟﻚ
ﺩﻳﺎﻧﺔ ﻭ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻷﻥ ﺷﺮﻁ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﲜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﱏ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﲰﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ -ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﺯﺭﻭﰐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ 46
-2ﺃﻗﺮﻬﺗﺎ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 25/44ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1989/11/20ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1999/09/02ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﺑﺎﳌﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ 461/92ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1992/12/19ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪﺩ.91
-3ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ -ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﻣﻠﻘﺎﺓ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ -ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﻠﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳉﺰﺀ 41ﺭﻗﻢ ، 2000/01ﺹ 146
-4ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 132ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ":ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ".
-5ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 1/17ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 86/70ﻋﻠﻰ " ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ :ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻜﺘﺴﺒﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 09ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﲔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻮﺍﻟﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳍﻢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﳌﺘﺮﺍﻭﺣﺔ ﺑﲔ 18ﻭ 21ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ".
L’article 20 alinéa 3 de la loi n° 63/96 prévoit que : « l’acte de naturalisation peut accorder la
nationalité algérienne aux enfants mineurs de l’étranger naturalisé. Cependant ils ont la faculté de
renoncer à la nationalité algérienne entre leur dix huitième et leur vingt et unième année ».
ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻤﺩ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﻡ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻗﺭ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺨﻼل
ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻭﺤﺔ ﺒﻴﻥ 18ﻭ 21ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻫﻡ.
ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺴﻜﻭﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻥ ﻤﺩ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻏﻠﻕ
ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻜل ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺫ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﻔل ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻨﺕ
ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻷﺏ ﻭ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ
ﺍﻷﻡ ﻤﻊ ﺘﻘﻴﻴﺩﻩ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺏ ﻤﺠﻬﻭل ﺃﻭ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﺌﺯ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻤﺠﻬﻭل
ﺍﻷﺒﻭﻴﻥ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻤﻀﺎﻑ ﻟﻪ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﻀﺎﻋﻑ ،1ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻨﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺩﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻷﺏ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺩﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻷﻡ
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻋﺘﺩ ﻓﻲ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻷﻡ ﺒﺸﻜل ﻤﻘﻴﺩ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﺩ ﺒﺎﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺏ ﺒﺸﻜل ﻤﻁﻠﻕ ﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﻠﺯﺍﻡ ﺃﻱ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺁﺨﺭ
ﻴﻌﻀﺩﻩ .
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻨﺘﻬﺞ ﻨﻔﺱ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺭﻗﻡ 1975/26ﺇﺫ ﻤﻴﺯ ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺏ ﻭ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﻨﻘل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﺒﻨﺎﺀ ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﺭﻕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﺍﻷﻤﻭﻱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻜﺎﻑ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﻟﻺﺩﻻﺀ
ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻓﺎﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﺏ ﻤﺠﻬﻭل ﺃﻭ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﺠﻬﻭﻻ ﺃﺼﻼ.
ﻭ ﻗﺩ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ
ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺘﺯﻴﺩ ﺨﻁﻭﺭﺘﻪ ﺒﺈﺩﺨﺎل ﺃﺒﻨﺎﺀ
ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﻁﺎﺭﺩ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ
ﻟﻴﺱ ﺠﺎﺫﺏ ﻟﻬﺎ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﺭﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎﺩﺍﻡ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺃﺴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﻘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ.
ﻭ ﺭﺩ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﻷﺒﻴﻪ ﻻ ﻷﻤﻪ
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﺏ ﻫﻭ ﺭﺏ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻭﺤﺩﻩ ﻴﺜﺒﺕ ﻨﺴﺒﻪ ﻷﻤﻪ،
-1ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ -ﺃﺛﺮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﳓﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻵﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺟﻨﱯ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 480
ﻭﻴﻘﺭﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﺒﺎﺴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻪ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻡ ﻭ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﻨﻘل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﺒﻨﺎﺀ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﻘل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﺒﻨﺎﺀ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﻴﻥ ،ﻭ ﻫﻭ ﻓﺭﺽ ﻻ ﻴﺴﻭﻍ
ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺭﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻷﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻤﺜل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻘﺎﺼﺭ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ،ﺇﺫ ﺒﺩﻭﻥ ﺍﻷﺏ ﺘﻨﻬﺎﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺘﺘﺸﺘﺕ ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﺌﺏ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ
ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺘﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻫﺎﻤﺵ ﺤﻴﺎﺘﻪ.
ﻓﺭﻏﻡ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺃﺨﺭﻯ
ﻜﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻁﺭﻱ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺼﺭ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ
ﻓﻘﻁ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻓﻲ ﻗﻁﺭ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ﻷﺏ ﻗﻁﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺒﻘﻴﺕ ﻋﺩﺓ ﻓﺭﻭﺽ ﻻ
ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﻤﻭﻟﻭﺩ ﻷﻡ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﺃﺏ ﻤﺠﻬﻭل
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺏ ﺃﺠﻨﺒﻲ.1
ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻁﻔل ﺴﻭﻯ ﺴﻠﻭﻙ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻋﻨﺩ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ،ﻟﺫﺍ
ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺴﻨﺔ 2005ﺘﺩﺍﺭﻙ
ﺒﻌﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ،ﺇﺫﺍ ﺭﺍﻋﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻨﻭﺍﺤﻲ ﻓﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ
ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﺤﺩ ﻭﺍﻟﺩﻴﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﺩ ﺃﺜﺭ ﺘﺠﻨﺱ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ،ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ 2ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 01/05ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻤﺘﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺜﺭ ﺘﺠﻨﺱ ﺃﺒﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻤﻪ ﻓﺭﺼﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺨﻼل ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻻ
ﻴﺴﻭﻍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ.
ﻭ ﻟﻌل ﻋﺩﻡ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺃﺤﺩ ﻭﺍﻟﺩﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻤﻘﺼﻭﺩ ،ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل
-1ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﻭﺭﰐ -ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﺣﻮﻝ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ" -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 156
-2ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 17ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 01/05ﻋﻠﻰ " ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ :ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﺸﺨﺺ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 10ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،
ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﲔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻮﺍﻟﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳍﻢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺘﲔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ"
ﺃﻤﺭ 01/05ﻭ ﻋﻤﻼ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ،1
ﻓﺘﺢ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻡ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺏ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ.
ﺇﺫ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﻨﻘل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ
ﻷﺒﻨﺎﺌﻬﺎ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺤﺼل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻋﺩﻴﻡ ﺃﻭ ﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﻭﻁﻨﻴﺎ ،ﻭ
ﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ ،2ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﻭﻗﺕ ﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻁﻔل ،3ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﻟﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻻ
ﺘﻁﺭﺡ ﻤﺸﻜل ﻤﺎﺩﺍﻤﻭﺍ ﻴﻜﺘﺴﺒﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻷﺏ
ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.
ﻟﻜﻥ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﺯﻭﺝ
ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺴﺎﺒﻕ ﻗﺒل ﺯﻭﺍﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻬل ﻴﺘﺒﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ؟
ﺴﻜﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﺼﺭﺍﺤﺔ ،ﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ،
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺭﺍﺸﺩﻴﻥ ﻓﻼ ﻴﻜﺘﺴﺒﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻭﺍﻟﺩﻫﻡ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
-1ﺃﻭﻝ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺭﻗﻢ
180/34ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1979/12/18ﻭﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1981-09-03ﰲ ﻣﺎﺩﻬﺗﺎ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
-2ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ " ﻣﻨﺢ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻼﺑﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺠﻊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﲔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ
ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺣﺬﻓﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻓﻄﺎﳌﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻧﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﻟﺪﺍ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻲ )ﺍﺑﻦ ﺯﻧﺎ( ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺃﻣﺮ ﻏﲑ
ﻫﲔ .ﻓﻘﺪ ﻬﻧﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﻮﻋﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ....ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻧﻌﻤﺔ ﻭ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻤﺔ....ﻓﻼ ﻳﺼﺢ
ﺍﻟﺘﺬﺭﻉ ﺑﺄﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻫﻮ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺘﻠﻚ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻃﺎﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﺣﺮﻳﺔ ﻛﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺷﺎﺫﺓ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ.
ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﻞ ﳎﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ
....ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﻷﻡ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ،
ﻓﻤﺼﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳌﲑﺍﺙ ،ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﺠﻌﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ
ﺍﻣﺮﺃﺗﲔ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻗﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﺮﻣﻬﺎ ﺍﳉﻤﻴﻊ....ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻧﻘﻞ
ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺭﻭﺡ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ،ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﱏ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻓﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﳌﺮﺃﺓ" .ﺭﺍﺟﻊ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 37 -35
-3ﻭﻗﺪ ﻧﻈﻤﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺒﲏ ﻟﺴﻨﺔ 1967ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﳌﺘﺒﲎ ﺇﺫ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ
ﳘﺎﻏﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﳛﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﱂ ﻳﺄﺕ ﲝﻜﻢ ﳑﺎﺛﻞ ﻷﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻻ ﺗﻘﺮ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﲏ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺎﺀ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻪ.
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻗﺼﺭﺍ ﻓﻼ ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻬﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺜﺭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﺤﺩ ﻭﺍﻟﺩﻴﻬﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺨﺎﺹ ﻴﺨﻀﻊ
ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻀﻴﻕ ،ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
17ﺤﺼﺭﺕ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺘﺠﻨﺱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 10ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻴل
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻭ ﻟﻡ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ.
ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 48ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ 1973ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " ﺇﺫﺍ ﺍﻜﺘﺴﺏ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻁﻔل
ﺍﻟﻘﺎﺼﺭ ﻴﺼﺒﺢ ﻓﺭﻨﺴﻴﺎ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ" ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﻭ ﻴﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﺤﻜﻤﺎ ﻤﺸﺎﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﻴﺨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻴﻀﺎ.
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﻀﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ
ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﻟﻜﻥ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﺃﻗﺭ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻗﻴﺩ ﺃﻭ ﺸﺭﻁ.
-1ﻋﻜﺎﺷﺔ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻝ -ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ -ﻃﺒﻌﺔ ﺳﻨﺔ - 1987ﺹ .418
-2ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻧﻈﺮ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ -ﺃﺛﺮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻭﺍﳓﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺟﻨﱯ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 20
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻜﺎﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﺘﺎﻴﻼﻨﺩﺍ ﻭ ﺘﻭﻨﺱ ﻴﺭﺘﺒﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻁﻼﻥ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺴﺤﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ،ﻓﻘﺩ ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ
ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﺒﺘﻭﻨﺴﻲ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ ﺒﺄﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ ،ﺇﺫ ﺼﺩﺭ ﺤﻜﻡ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﺒﻘﻀﻲ ﺒﺒﻁﻼﻥ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﺭﺘﺏ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 201ﻕ.ﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻅﻨﻲ le mariage putatifﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺒﺎﻁل ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻜل
ﺃﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺕ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺒﻁﻼﻨﻪ ،ﺒﺼﻔﺔ ﻅﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺭﺭ ﻋﺩﻡ
ﺍﻨﺴﺤﺎﺏ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ.
ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺭﺍﺒﻁﺔ
ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺯﻭﺍﺝ ﺒﺎﻁل ﻴﻔﻘﺩﻫﺎ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺫﻫﺏ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻤﺘﺩﺍﺩ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻅﻨﻲ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺅﺜﺭ ﺒﻁﻼﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ
ﺜﻤﺭﺓ ﻟﻪ.1
ﻨﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻜﺭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﺒﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﺒﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺒﺎﻁل
.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﻤﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺒﺎﻁل ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻠﺯﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
96/63ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺎﻁﻼ ﺃﻭ ﻤﻔﺴﻭﺨﺎ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 06ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 01/05ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻤﻊ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻭﻗﺎﺌﻤﺎ
ﻤﻨﺫ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﺼﺩﺭ ﺤﻜﻡ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﻨﻬﺎﺌﻲ 1ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺒﻁﻼﻥ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺒل ﻤﻀﻲ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﻗﺒل ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺃﺠل
ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻋﻨﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﺤﻜﻡ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺎﻟﺒﻁﻼﻥ ؟
ﻓﻬل ﺘﺒﻘﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺃﻭ ﺘﺴﺤﺏ؟
ﺴﻜﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻴﺠﺏ ﺴﺤﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻨﻌﺩﻤﺎ،ﺇﺫ
ﻴﻨﺘﻔﻲ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻭ ﻴﻨﺘﻔﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻁل ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻁل ،ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ
ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻭﻗﺕ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻓﻬﻭ ﻤﻨﻌﺩﻡ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺃﺼﻼ ﻓﺎﻟﺒﻁﻼﻥ ﻴﻌﺩﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻴﺠﻌﻠﻪ ﻜﺄﻥ ﻟﻡ
ﻴﻜﻥ ،ﻭﺃﺜﺎﺭﻩ ﺘﻨﺴﺤﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻜﺄﻥ ﻟﻭ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ،ﻭ
ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕ ﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ،ﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻨﺎ
ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺙ ﺒﺄﺒﺴﻁ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺎﻁﻼ ،ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺨﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺨﻠﻭﺍ ﻋﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻴﺭﺘﺏ ﻓﻘﺩ
-1ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﻄﻼﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﲟﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺃﻭ ﻳﻘﺮﺭﻩ.
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻻﻨﻌﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/18
ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﺒﺎﻁﻼ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﺩﺨل ﻓﻌﻼ
ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺼﺒﺢ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-1ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﻋﺖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺧﻄﺄ " ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺎﺕ :ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺪﺓ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺟﻨﺴﻴﺔ
ﺷﺨﺺ ﻣﻌﲔ ﻟﻜﻦ ﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻟﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﻃﻨﻴﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﺾ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ،ﺭﺍﺟﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ
ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﺑﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 178
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭﻫﺎ
ﺘﻌﻭﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻜﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ
ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻫﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﺎﺒﻴﻨﺔ ﻭ
ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ،ﺇﺤﺩﺍﻫﺎ ﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﺃﺨﺭﻯ ﻻﺤﻘﺔ ﻟﻪ ،ﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻴﺜﻴﺭ
ﻋﺩﺓ ﻤﺸﺎﻜل ﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ،ﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻴﻥ:
-1ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ.277
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺸﺎﻜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﺯﺍﻴﺎﻫﺎ
ﺘﺜﻴﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻤﺸﺎﻜل ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ،ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺇﺜﻘﺎل ﻜﺎﻫل ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺒﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻘﻴﻬﺎ ﻜل
ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻭﻁﻨﻴﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ،
ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺒﻠﺩ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻭﻨﻪ
ﻭﺍﺠﺏ ﻭﻁﻨﻲ ﻴﻌﺒﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﻥ ﻭﻻﺌﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﺤﺎﻭل ﺒﺭﺘﻭﻜﻭل ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1930/04/12ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻼﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻪ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ
ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ،ﻴﻌﻔﻰ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ"1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺤﺭﺝ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺤﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ
ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ،ﻓﺎﻨﻀﻤﺎﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺘﻌﺩ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺨﺭﻯ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺘﺤﻭل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ "ﻷﻥ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﻭﻻﺀ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻌﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ "2ﻭ ﻫﺫﺍ ﺨﻼﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ .
ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺇﻥ ﺼﺢ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺃﻥ ﻴﻜﻨﻪ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻌﺩﺓ ﺩﻭل ﺒﺤﻴﺙ
ﺃﻨﻪ ﺴﻴﻤﻴل ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻹﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻬﺩﺩ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺘﻤﺎﺴﻙ ﺸﻌﺏ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻷﺨﺭﻯ.3
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭل
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺴﺎﺱ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺇﺤﺩﻯ
-1ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1983/03/11:ﻣﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﲟﻮﺟﺐ
ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ 284/84ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1984/10/06ﻭ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ 46ﻟﺴﻨﺔ .1984
-2ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ .182
-3ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ -ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 60
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺯﻭﺝ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ ﻴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﻭ
ﺍﻷﺨﺭ ﻻ ﻴﺠﻴﺯﻩ؟
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺘﻁﺭﺡ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻨﺤﻭ ﻭﻁﻨﻴﻴﻬﺎ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﺒﺴﻁ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺹ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
04ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﻓﻲ 1930/03/13ﺒﻨﺼﻬﺎ " :ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﻤﻲ
ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻥ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ".
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺃﺨﺭﻯ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻓﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﻓﺎﻟﻔﺭﺩ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺒﻜل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻭﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤل
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ ﻤﺜﻼ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺜﻤﺭ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤﻭﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻊ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺜﺭﺍﺀﺍ ﻜﺎﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ ﻭﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩ ﻴﺠﻠﺏ ﻟﻬﺎ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻓﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭﺩﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ
ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻔﻴﺩ ﺒﺘﺯﻭﻴﺩ ﺒﻼﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺅﻫﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺭﻜﻥ ﺸﻌﺒﻬﺎ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺴﻬﻴل ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻜﺄﻥ ﻻ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻋﺩﺩ
ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺠﻨﻲ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺒﻌﺙ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺃﺠﻭﺭﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ ﻭﻨﻘل
ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩﻫﻡ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻋﻨﺩ ﺭﺠﻭﻋﻬﻡ.1
-1ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ -ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 65
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺘﺒﻘﻰ ﻫﺸﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﻴﺭﻫﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺤﻠﻭل ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ.
ﻭﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
96/63ﺇﺫ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻥ
ﺘﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻋﻜﺱ ﺃﻤﺭ 01/05ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﺼﻼ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﺘﺭﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻭﻴﺨﺸﺎﻩ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﻘﺩ ﻻ
ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺩ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺘﺴﺘﻘل ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﺴﺘﺌﺼﺎل
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻴﻘﺘﺭﺡ ﻭﺴﺎﺌل
ﻋﻼﺠﻴﺔ.
ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﻛﺎﺭﻟﻴﻪ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻛﻮﻥ ﺃﺑﻮﻳﻦ ﻓﺮﻧﺴﻴﲔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺱ ﺣﻖ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ،ﺭﺍﺟﻊ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ – ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 162
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﺘﻤﺴﻙ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺒﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ
ﻴﺘﻌﺴﻑ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﺎﻟﺘﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ.
ﻭﻤﺎﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻗﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺤﺭﺓ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺩ ﻻ ﻴﺒﺎﺸﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻴﻥ
ﻓﻴﻅل ﺍﻟﻤﺸﻜل ﻗﺎﺌﻤﺎ.
ﺃﻤﺎ ﻟﻌﻼﺝ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﺍﻗﺘﺭﺡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﺩﺓ
ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﺘﻐﻠﻴﺏ ﺇﺤﺩﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﺭﻀﻴﻥ:
ﻴﺜﺎﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻤﻌﺭﻭﻀﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺃﻤﺎﻡ ﺴﻠﻁﺎﺘﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺃﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺃﻡ ﻻ ﺤﺘﻰ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ،ﻭﻤﻨﻪ
ﻴﻌﺎﻤل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻭﻁﻨﻲ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ 1ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻌﻠﻕ
ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻋﻘﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭﻋﻠﺔ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻤﺒﺩﺁﻥ ،ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ
ﻓﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺠﺎﺌﺯ ﺃﻥ ﺘﻨﻜﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺹ
ﺒﻌﺩﻤﺎ ﺃﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻤﻥ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.2
ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
-1ﺃﻛﺪﺕ ﺍﳌﺎﺩﺓ 03ﻣﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ 1930ﺃﻥ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﰲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﳛﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.
-2ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ -ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ .166
ﻭﻗﺩ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2/22ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ، 1
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﻤﺘﻌﻪ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻭ ﻴﺘﺤﻤل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ.
ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺠﺒﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺎ ﻭ ﻴﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ.
ﻟﻜﻥ ﺭﻏﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ 2ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻨﻘﺩ
ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻨﻭﺍﺤﻲ ،ﺇﺫ ﻋﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺴﻭﻯ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻴﻔﺭﺽ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺤﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻨﻌﺩﻤﺔ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﻓﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺃﻗﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻫﺠﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻭ ﺍﻗﺘﺭﺡ ﻋﺩﺓ ﺤﻠﻭل ﺒﺩﻴﻠﺔ ﻤﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ "ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻤﺅﻜﺩﺍ ﻟﻠﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻴﻌﻤل ﺒﻪ ﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ
ﻓﺭﻭﺽ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ" 3ﻜﺘﻔﻀﻴل ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻤﺜﻼ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ،ﻭ ﺃﺼﺒﺢ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻴﻔﻀل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ
1964/10/30ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻀﻰ ﺒﺘﺒﺭﺌﺔ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﻭﺭﻏﻭﺍﻨﻴﺔ ﻤﻥ
ﺘﻬﻤﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻁﻼﻗﻬﺎ ﻤﻥ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ﺤﺴﺏ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.
-1ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 2/22ﻣﻦ ﺍﻵﻣﺮ 58/75ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1975/09/26ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ " ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺒﻖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﻟﻠﺸﺨﺺ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﻋﺪﺓ ﺩﻭﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ"
-2ﺗﺒﲎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ 2/25ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻧﻪ ﺍﳌﺪﱐ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻞ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻻﺳﺒﺎﱐ ﰲ ﻣﺎﺩﺗﻪ 29ﻓﻘﺮﺓ .2
-3ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ 195
ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﻟﻠﺩﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺤﻭل
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻤﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺒﻌﺙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻬﻤل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ.
ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺭﻱ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﺃﻗﺭ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺒﻠﺠﻴﻜﺎ ﻭ
ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﺤل ﻤﻌﻴﻥ ﻤﺴﺒﻘﺎ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺘﺜﻭﺭ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺇﻤﺎ ﺒﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﺒﺎﻻﺨﺘﺼﺎﺹ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺃﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ،ﻟﺫﺍ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤل
ﻴﺘﻼﺀﻡ ﻤﻊ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺸﻜل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻭ
ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ.1
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ،ﺇﺫ ﺘﺜﻭﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﺘﻌﺩﺩ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺒﺤﻴﺎﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ.
ﺃﻜﺩﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1930/04/12ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻜﻤﺎ
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺇﻻ ﺒﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻘﻁ". 2
ﻟﻜﻥ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ،ﻓﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻨﺫﻜﺭ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺫﻫﺏ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ،ﻜﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ.
ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﻐﺎﻻﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﻤﺠﻴﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺇﻗﺤﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﻨﺯﺍﻉ ﻻ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺨﻠﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻼ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﺠﻌل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤﻜﻤﺎ
ﻟﻠﺘﻔﻀﻴل ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻟﻴﺱ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ.
-1ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ.280
-2ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻳﻨﻮﻩ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺭﺍﺟﻊ ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ
-ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ 199ﻫﺎﻣﺶ 2ﻭ ﻛﺬﺍ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺩ /ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ
-ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ281
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﻓﺭﻴﻕ ﺁﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺭﺃﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻭﻗﺕ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺎل
ﺒﺎﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻤﻼ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻜﺴﺏ ،ﻭﻗﺩ
ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ ،...1954ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺤل ﻴﻐﻔل ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺠﻨﺴﻴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ.
ﻭﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺒﺎﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺤﺩﺙ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﺎ ﻋﻤﻼ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﻘﻁ
ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻜﺭﻴﺴﺎ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ،ﻓﺤﺴﺏ ﺭﺃﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ
ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻪ ، 1ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﻜﺎﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻼ ﻴﻌﻘل
ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﻭﺍﻗﻌﻴﺘﻬﺎ.
ﻭﺍﻗﺘﺭﺡ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺘﺭﻙ ﻟﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺤﻕ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﻪ ﻓﻴﺘﻘﺭﺭ
ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻪ ﻭ ﻓﻘﻬﺎ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ
ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺘﺠﺎﻫﻠﻪ
ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻻ
ﻴﺴﻭﻍ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺤﺩﻫﺎ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺴﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﺤﺎﻴل ﻭ ﺍﻟﻐﺵ،2
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺤل ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻤﺤل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ.3
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ،ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﺎ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻌﻼ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ 4ﻭ ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﺎﻟﻘﺼﻴﺔ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،5ﻜﻤﻜﺎﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﻭﺠﻭﺩ
-1ﻛﺮﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﺒﺎﱐ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 9ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺳﻨﺔ .1974
-2ﺇﺫ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺗﺎﺭﺓ ﲜﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﳛﻘﻖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻐﲑ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻓﻘﺪ ﳜﺘﺎﺭ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ
ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺜﻼ.
-3ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ .170
-4ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻔﻴﻆ -ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 219
-5ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻣﺪﻯ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ .ﺭﺍﺟﻊ ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ
ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ .214
ﻤﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻘﻨﻬﺎ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺃﺤﺴﻥ ﺩﻟﻴل ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﻓﻲ 1930/04/12ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " .....ﺘﺨﺘﺎﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﻅﺭﻭﻓﻪ ﺃﻨﻪ ﻴﺒﺩﻭ
ﺃﻜﺜﺭ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ"
ﻭﻗﺩ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 22ﻓﻘﺭﺓ 1ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ،ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ".
ﻭﺴﺎﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﺩﺓ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2/27ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺃﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﻭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﻜﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1955/04/06ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﻀﻴﺔ Nottebohmﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ،2ﺇﺫ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻟﺤل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺠﻴﺢ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻨﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ.
ﻭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﻅﻡ ﻁﺭﻴﻘﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 09ﻤﻜﺭﺭ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ
-1ﰲ ﺣﲔ ﺳﻜﺖ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﺍﳌﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﻄﺒﻘﺔ ﻓﻔﺴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺟﺤﻬﺎ ﻓﻴﻄﺒﻘﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﲡﻬﺖ ﺇﱃ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺩ ﲟﻌﻴﺎﺭ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ ﺍﻹﻳﻀﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ "ﻳﻘﻴﺪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻏﲑ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺑﺎﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ" .ﺭﺍﺟﻊ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ -ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -
ﺹ.282
-2ﻓﺮﻳﺪﻳﺮﻳﻚ ﻧﻮﺗﺒﻮﻫﻢ ،ﺃﳌﺎﱐ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ ،1881ﻫﺎﺟﺮ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ﺳﻨﺔ 1909ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﲣﺬﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ .ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺪﻻﻉ
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﲡﻨﺲ ﲜﻨﺴﻴﺔ ﳋﺘﻴﺸﺘﺎﻳﻦ ﻣﺘﺨﻠﻴﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻴﻢ ﻬﺑﺎ ﺇﻻ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﲑﺓ ،ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ،ﻭ
ﰲ ﺳﻨﺔ 1943ﺻﺎﺩﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷـﺨﲑﺓ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻤﺘﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﳌﺎﱐ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺴﺠﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﱴ ﻬﻧﺎﻳﺔ
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﳌﺎ ﻋﺰﻡ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ﺭﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻋﻮﺩﺗﻪ ،ﻭ ﺣﱴ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﳋﻨﻴﺸﺘﺎﻳﻦ ﲪﺎﻳﺘﻪ ﻭ ﲤﺜﻴﻠﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﺎﺭﺑﺦ 1955/04/06ﻗﻀﻰ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻧﺘﺒﻮﻫﻢ ﺑﻠﺨﺘﻴﺸﺘﺎﻳﻦ ﻏﲑ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳉﺪﻳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﲜﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ -ﺃﻧﻈﺮ ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ -ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ ﻣﻦ 218ﺇﱃ 220ﻭ ﻛﺬﺍ ﺃﻋﺮﺍﺏ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ -
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ -ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ .172
01/05ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺇﺫ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﻅﺭﻓﺎ ﻤﺨﻔﻔﺎ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﺭﻭﻁ ﻭ ﺁﺜﺎﺭ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻀﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﻴﻥ ﻋﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺴﺎﺒﻕ ﺃﺠﻨﺒﻲ.
ﻭ ﻻﺤﻅﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﻅﻬﻭﺭ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﺯﺩﻭﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺈﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﺜﺭﻩ ﺍﻟﻤﻜﺴﺏ ﻟﻬﺎ ،ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ﺃﻭ ﺍﻨﺤﻼﻟﻪ ﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﻤﻔﻘﺩ ﻟﻬﺎ .ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ؟ ﻭ ﻫل ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ﺒﺴﺒﺒﻪ؟ ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺘﻤﺜل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ؟
ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻪ ﺒﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ.
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺳﻼﻣﺔ – ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ –1993ﺻﻔﺤﺔ .665
ﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺄﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ
ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﺇﺭﺍﺩﻴﺎ ﻨﺎﺒﻌﺎ ﻤﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺤﺩﻩ ،ﺃﻭ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺎ،
ﻜﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﺜﻼ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺇﺭﺍﺩﻱ ،ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻜﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻘﺎﻁ،
ﻭ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻴل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﺨﻴل ﺃﻱ ﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ.
ﻭ ﻗﺩ ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺒﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﺩ ،ﻭ ﻨﻅﻡ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻕ ﺯﻭﺍل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻘﺩﺍﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﻓﺈﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﻜﻭﻨﻪ ﻅﺭﻑ ﻤﺴﻬل ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﻌﺩ ﺴﺒﺒﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻓﻘﺩﺍﻨﻬﺎ.
ﻓﻘﺩ ﻴﻨﺠﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﺇﻤﺎ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻊ ﺃﺠﻨﺒﻲ ،ﻭ ﺇﻤﺎ ﺒﺯﻭﺍل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﻤﺘﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ
ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﺴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻜﺎﻵﺘﻲ:
-ﺤﺎﻻﺕ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ )ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل(.
-ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(.
-ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ(.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻻﺕ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺘﺴﺒﺏ
ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﺤﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﻓﻲ ﻓﻘﺩﺍﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ:
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻁﺭﻑ ﺃﺠﻨﺒﻲ
ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻅﺭﻓﺎ ﻤﺴﻬﻼ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻗﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻜﺫﻟﻙ
ﺴﺒﺒﺎ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻴﺭﺘﺏ ﺁﺜﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ .
ﺴﻨﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ .
-1ﺑﻠﻌﻴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ – ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻟﻴﺴﺎﻧﺲ -ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ – 2003-2002ﺹ .98
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻪ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺯﻭﺍﺠﻪ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺇﺫﻥ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 01/18ﻤﻥ ﺃﻤﺭ
86/70ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ ،01/05ﺇﺫ ﺠﺎﺀﺕ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﻟﻡ ﺘﺸﺘﺭﻁ
ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻨﺭﻯ ﻤﺒﺭﺭﺍ ﻟﻘﺼﺭ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﻜﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ .
ﻭ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻔﻘﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 18ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻋﺩﺓ ﺸﺭﻭﻁ ﻨﻭﺠﺯﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﻜﺎﻤل
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﻎ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ،ﻻ ﻴﺸﻭﺏ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺃﻱ ﻋﻴﺏ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺠﻌل
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻭ ﺤﺘﻤﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻻ ﺘﻌﺘﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻷﻥ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻁﺎﻟﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-2ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻔﻘﺩ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻓﻘﺭﺓ 1ﻓﻘﺩ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﻓﺭﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ.
-3ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻘﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﺴﻭﻍ ﺃﻥ ﺘﺭﺨﺹ
ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﻓﻭﻕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻤﺴﺎﺴﻪ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﺇﻻ ﻋﺩ
ﺫﻟﻙ ﺘﻨﺎﺯﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ.
-4ﻭ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺼﺩﻭﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺘﺄﺫﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻹﺫﻥ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﺇﺫﺍ
ﺍﻗﺘﻀﺕ ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻻﻴﺠﺎﺒﻲ ،ﺒل ﺠﻌل ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺃﺜﺭﺍ
ﺴﻠﺒﻴﺎ ﻭ ﻤﻔﻘﺩﺍ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻨﺫ ﺼﺩﻭﺭ ﺃﻭل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﻨﻅﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1963/03/27ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/21ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
،196/63ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻐﻴﺕ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 41ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 2 86/70ﻭ ﺤﻠﺕ ﻤﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3/18
ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ 01/05ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ '' :ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺒﺄﺠﻨﺒﻲ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭ ﺃﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ".
ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺭﺘﺏ ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﺫﺍ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻨﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺄﺘﻲ:
-1ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ :ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺒﺎﻜﺘﻤﺎل ﻜل ﺸﺭﻭﻁﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ،
ﻓﺎﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺘﺒﻁل ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ
ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺒﻁﻼﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ .ﻟﺫﻟﻙ ﺜﺎﺭ ﺠﺩﺍل ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺃﻱ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﻓﺫﻫﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻘﺩﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻗﺩ ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ 1975ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺇﺫ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭ) (12ﻭﺠﻭﺏ
ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺸﻜل ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﻟﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻁﻼ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﻭ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺤﺘﻔﻅﺔ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺃﺒﺩﺕ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻜﺄﺼل ﻋﺎﻡ.
L’article 21 alinéa 3 de la loi N° 63 /96 prévoit que : « Perd la nationalité algérienne : -1
La femme algérienne qui épousant un étranger acquiert effectivement du fait de son mariage la
nationalité de son mari et a été autorisée par décret, préalablement à la célébration de l’union à
renoncer à la nationalité algérienne ».
-2ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺃﻣﺮ 86/70ﱂ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻂ ﺃﺛﺮﺍ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﻣﻔﻘﺪﺍ
ﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺎ.
ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺘﻭﻗﻑ
ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻪ.
ﻟﺫﻟﻙ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﺭﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺩﺨل ﻓﻲ
ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﻤﻥ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ.
ﻭ ﺘﺭﻯ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫﺓ ﻤﺨﺒﺎﻁ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺯﺍﺌﺩ ﻭ ﻻ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﻨﻪ ﻤﺎﺩﺍﻡ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﻻ ﺘﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺘﻤﻨﺢ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻟﻼﺒﻥ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ،ﻭ ﻟﺫﺍ
ﻓﺎﻟﻤﺸﻜل ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺜﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﺩﻫﺎ ﻭ ﻟﺫﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ
ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻭﻁﻠﺒﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻻ ﻤﺒﺭﺭ
ﻹﺒﻘﺎﺌﻬﺎ ﻏﺼﺒﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻀﻤﻥ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺒﺩﺕ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﻔﺼﺎل
ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﻋﺩﻡ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻜﺴﻭﻴﺴﺭﺍ
ﻭ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻅﻨﻲ ﺃﻱ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺒﺭﻡ ﻋﻥ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﻭ
1
ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻜل ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﺎﻟﻘﻭل ،ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﺘﻤﻴﺯ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ،
ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻨﺴﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭ
ﻫﻲ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻷﻫﻭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﺒل ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﻭﺍ ﻴﺸﻜﻠﻭﻥ
ﺍﺤﺩ ﺃﺭﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻓﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻟﺒﻌﺽ
ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺠﻠﺒﻭﺍ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻟﺒﻠﺩﻫﻡ.
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻴﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻤﺘﻰ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻴﺠﺏ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻜل ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ
ﻭ ﻜﺫﺍ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻱ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ.
ﻭﻗﺩ ﻜﺭﺱ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
-1ﳐﻴﺎﻁ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ – ﻓﻘﺪ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .77
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ 1ﺇﺫ ﺃﺭﺴﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴﺭﻴﺎﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻗﻴﺩﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﺫ ﺃﺴﻨﺩﺕ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﻭ ﺍﻨﺤﻼﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺎ ﻭﻗﺕ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺸﺭﻁ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ، 2ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻟﺫﺍ ﻨﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ .
ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺸﻜل ﻓﻴﻁﺒﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 19
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻜﻼ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ
ﺃﺠﻨﺒﻴﻴﻥ ،ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺎ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻘﺭﺭ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 13ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/18
ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ،01/05ﺇﺫ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻗﺒل
ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ،ﻭ ﻻ ﻴﻬﻡ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻤﺘﻌﺔ ﺒﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﺤﺴﺏ ،ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ.
ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻀﺎﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﻗﺭ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺼﺤﺔ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻅل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻜﺫﻟﻙ.
-2ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ :
ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻌﻼ ،ﻭ ﻜﻤﺭﺤﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ
-1ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 58/75ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1975/12/26ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﳌﺘﻤﻢ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 10/05ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ .2005/06/20
-2ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ .482
ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺼﺤﻴﺤﺎ.
-1ﻭ ﻗﺪ ﺗﺒﻨﺖ ﻋﺪﺓ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﻛﻘﺎﻧﻮﻥ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻓﻠﻨﺪﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺳﻨﺔ 1941ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺳﻨﺔ 1954ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ،1973ﻭ
ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻌﺎﻡ .1975
-2ﻭ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﳌﺎﺩﺓ 03/18ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 86/70ﻫﻮ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﲔ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻨﺺ
ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻷﻬﻧﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﻭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺇﻥ ﰎ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻷﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻷﺧﲑ ،ﺃﻻ ﻭ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭ
ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺭﺍﺟﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ – ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ – ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ – ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ – ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺳﻨﺔ – 2005
ﺻﻔﺤﺔ .276
-3ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ – ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ .105
ﻴﻁﺒﻕ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،3/18ﻭ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﺒﺄﺠﻨﺒﻲ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻭ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،1ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﺃﺒﺩﺕ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ
ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻟﺭﻏﺒﺔ ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭ ﺩﺨﻠﺕ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ .
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/18ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﻋﺎﻤل
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻋﺎﻤل ﺃﺴﺎﺴﻲ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.
-3ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ:
ﺴﺒﻕ ﻭ ﺃﻥ ﺫﻜﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺄﺠﻨﺒﻲ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ
ﻟﻔﻘﺩﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،2ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻔﻘﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺒل ﺍﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﺏ ﻭ ﺘﻔﺼﺢ
ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ،
ﺇﺫ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/18ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ...'' :ﻭ ﺃﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ''.ﻭ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻹﺫﻥ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺴﺘﺌﺫﺍﻥ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﻘﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ،ﺒل ﺒﻨﺎﺀﺍ
ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺘﻘﺩﻤﻪ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.
ﻭ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺘﻬﺭﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﻭ ﻜﺫﺍ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﻅﺎﻫﺭﺘﻲ
ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﻭ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-1ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺳﻨﺔ 1928ﺇﺫ ﻧﺺ ﰲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
''ﺗﻌﺘﱪ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﺃﺭﺩﻧﻴﺔ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ''.
-2ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺳﻨﺔ 1804ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺺ ﰲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻥ ''ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻇﺮﻭﻑ ﺯﻭﺟﻬﺎ'' ﲟﻌﲎ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ
ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺗﻔﻘﺪ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺝ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﱯ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﳜﻠﻊ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ.
ﻭ ﺇﳕﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ''ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻣﻨﺢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ
ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ.ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ – ﺭﺍﺟﻊ – ﳐﻴﺎﻁ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﻓﻘﺪ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .67
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺭﺘﺒﺕ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺃﻱ ﺍﺴﺘﺌﺫﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.
ﻭ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 25ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 25ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ
101/05ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ
ﻟﺩﻯ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺘﻭﻓﺭ ﻤﺒﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺩ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﺒﺤﺫﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩ ﻤﻥ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ.2
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺫﻑ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ
ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،3ﻭ ﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ
01/05ﻤﻴﻌﺎﺩﺍ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻭﻱ ﺍﻷﻤﺭ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻓﻲ
ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل ﻗﺎﻨﻭﻥ 96/63
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03/21ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻗﺒﻭل ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻗﺒل ﺇﺘﻤﺎﻡ ﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻗﺒل ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﻨﺎﻗﺽ ،ﺇﺫ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻟﻘﺒﻭل ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻥ
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ
-1ﺃﻧﻈﺮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ 27ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ 96/63ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﺎﺩﺓ 25ﻣﻦ ﺃﻣﺮ .86/70
-2ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺯﺭﻭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ – ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .09
-3ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ،ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ﺸﺭﻁﺎ ﻻﺯﻤﺎ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺨﻠﻲ ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻜﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﻟﻘﺒﻭل ﻓﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻘﻴﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻤﻊ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺃﻨﻪ ''...ﻻ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺯﻭﺠﺕ ﺃﺠﻨﺒﻲ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨﺭﻭﺝ ﻤﻊ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻗﺭﺭﺕ ﻭ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻬﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ،ﻭﺩﺨﻠﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﺒﻬﺎ ''.ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ – ﺴﻌﻴﺩ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻨﻲ – ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺘﻁﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ – ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ – ﺒﻴﺭﻭﺕ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺴﻨﺔ 2006ﺼﻔﺤﺔ .327
ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻟﻠﺒﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻗﺒل ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻓﺎﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻓﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻭ ﻜﻴﻑ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺸﺘﺭﻁ
ﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻗﺒل ﺇﺘﻤﺎﻡ ﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ؟
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﻴﻥ ﻋﺩل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ 86/70ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﺒﺱ
ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺒﺏ ﻋﺩﺓ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻻ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻭ ﺘﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-4ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ:
ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﻏﻴﺭ ﻤﺠﺒﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻁﻠﺏ،
ﻓﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭ ﺘﺼﺩﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻔﻘﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻀﻪ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺃﻭ ﻀﻤﻨﺎ ﻜﻠﻤﺎ
ﺍﻗﺘﻀﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺫﻟﻙ.
ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻓﻘﺭﺓ 3ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ ".......ﻭ ﺃﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﺭﺴﻭﻡ
ﺒﺫﻟﻙ" ،ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 26ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﻌﺩﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﺃﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻤﻘﺭﺭ ﻤﻌﻠل ﻴﺒﻠﻎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺌﻪ ﻜل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻠﺯﻤﻪ ﻓﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺴﺒﻴﺏ ﻤﻘﺭﺭ ﺍﻟﺭﻓﺽ.
ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﻠﺒﻬﺎ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻤﺅﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺀﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﻐﻴﺭ
ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺒﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺩ ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺤﻜﻤﺎ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﺤﺎﺌﺯﺍ ﺤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ
1
ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ ﺒﺘﻌﺩﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ 86/70ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ
01/05ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﺭﺍﻏﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ،ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﺒﺕ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻓﺭﻏﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻟﻡ
ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻤل ﺇﺭﺍﺩﻱ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺫﻟﻙ ﺼﺭﺍﺤﺔ ،ﻜﻭﻥ
ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ
ﺃﻥ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺘﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺠﻨﻭﻥ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻪ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺼﺒﺢ
ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻤﻨﻌﺩﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﻴﺒﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﻫﺩﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻨﺎﺌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.
ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻜل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ،ﻭﺭﺃﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ
ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﺘﺼﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺸﺨﺹ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﻤﺭﺴﻭﻤﺎ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻔﻘﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ ،01/05ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2/22ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 96/63ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺒﺩﺀ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ 3ﻭ ﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺘﻤﻲ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ،ﺇﺫ ﻴﺴﺤﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﻭﺍﺯ
ﺴﻔﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭ ﺘﺼﺒﺢ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺩﺨﻭل ﻭ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ
ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ،ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ
-1ﻭ ﰲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ 96/63ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻣﺪﺓ 6ﺃﺷﻬﺮ ﲢﺴﺐ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻄﻠﺐ.
-2ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺯﺭﰐ ﺍﻟﻄﻴﺐ – ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .12
-3ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻋﺪﳝﺔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﰲ ﻣﻨﺢ
ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ،ﺃﻭ ﺗﺮﻓﺾ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﳍﺎ ،ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺇﻣﺎ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻤﺘﺪﺓ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﻭﻗﺖ ﺍﻛﺘﺴﺎﻬﺑﺎ
ﻓﻌﻼ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻏﲑ ﳏﺪﻭﺩﺓ.
ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻌﻼ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﳌﺎ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ 86/70ﲜﻌﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﻫﻮﻧﺎ ﺑﺎﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﻣﺮﺳﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺇﺫ ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ.
ﺍﻟﺠﻤﻌﻭﻱ ،ﻭ ﺘﻀﻴﻊ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻭ ﻻ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ
ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻨﺘﻔﻲ ﻤﻌﻪ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺇﻥ ﺴﻭﻯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ
ﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻤﻔﻘﺩﺍ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻤﻥ
ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺭﺘﺏ ﺃﺜﺭﺍ ﺴﻠﺒﻴﺎ ﻏﻴﺭ ﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﻭ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺔ 1963ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﺃﻱ ﻓﻘﺩ ﻁﺒﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻱ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺩ .
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ
ﺍﺘﻔﻘﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ
ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻘﺼﺭ.
ﻭﻗﺩ ﺤﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺫﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ،ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻼﻓﻲ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻨﺹ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " ﻻ ﻴﻤﺘﺩ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﺃﻋﻼﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ" ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻹﺫﻥ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﻗﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ
ﺯﻭﺍﺝ ﺴﺎﺒﻕ ﻴﺒﻘﻭﻥ ﻤﺤﺘﻔﻅﻴﻥ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻤﻊ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺭﺍﻋﻰ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﺒﺈﻗﺭﺍﺭﻩ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 21ﻋﺩﻡ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺘﺨﻠﻴﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ،ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
.01/18
ﺇﺫ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ 1ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻴﻤﺘﺩ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ 1ﻭ 2ﻭ 4ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﺒﺤﻜﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﻓﻌﻼ" .
ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺘﻌﻤﻴﻡ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩ ﺍﻷﺒﻭﻴﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺤﺼﻭل ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻌﻼ
ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺒﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁﻪ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ
ﻗﺼﺭ ﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭﻜﺫﺍ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻤﻊ ﺃﺒﻴﻬﻡ.
ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ
ﻓﻲ 1961/08/30ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ "ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻱ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺒﺏ
ﻓﻲ ﻓﻘﺩ ﺯﻭﺠﻪ ﺃﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺴﺒﻕ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ".2
ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ
ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﺒﺩﺃ ﺘﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺒﻬﻡ
ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ،
ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩ ﻓﻘﺩﻫﺎ.
ﺴﺒﻕ ﻭﺃﻥ ﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﺒﻬﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ.
ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﻴﻨﺤل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻌﺩ ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻤﺼﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜل
ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻨﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻨﺒﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ .
-1ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ،ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ ،ﳎﻠﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺳﻨﺔ 1988ﻋﺪﺩ1
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺤل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺒﻌﺩ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺫﻫﺒﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻜﺴﺏ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﻻ
ﻴﺅﺜﺭ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻟﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻤﺘﺒﻨﻴﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻘﺩ
ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻤﺜﻼ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻁﻠﻴﻕ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻋل ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﺴﺘﺒﻌﺩﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻁﻠﻘﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﻗﺩ ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﻀﻌﻴﻑ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻ ﻭﺍﻫﻨﺎ ،ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻻ
ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺴﻤﺢ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺒﺎﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﺭﻭﻁ
ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻘﺘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﺠﻨﺱ ،ﻋﻜﺱ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻥ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻭ ﺤﺭﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻴﺠﻴﺯ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺤل ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻓﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ ﻤﺜﻼ ﺘﻘﺭﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺤل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺨﻼل ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻤﻥ
ﺇﺸﻬﺎﺭﻩ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺠﻭﺍﺘﻴﻤﺎﻻ ﺘﻘﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺒﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻁﻠﻴﻕ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ 1ﻭ
ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻻ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻴﻘﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ
ﻭﻁﻨﻲ ،ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺭﺩﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺃﻭ ﺇﺫﺍ
ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻤﻌﺘﺒﺭﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻓﺼﺎﺤﺎ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺩﻭﻟﺔ
ﺯﻭﺠﻬﺎ،
ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺒﻨﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ
ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ......ﻓﻼ ﺘﻔﻘﺩﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺭﺩﺕ
-1ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﺎﻥ -ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﳏﻴﻂ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺹ 41
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺘﺯﻭﺠﺕ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻭﺩﺨﻠﺕ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ".
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻟﻔﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻤﺼﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﻋﻡ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻁﻠﻴﻕ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ،ﺇﻤﺎ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻭﺘﻜﺘﺴﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ.1
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻻ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻻﻨﺤﻼل ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ،ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻜﻲ ﺘﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ.
ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1954ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩﻫﺎ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻟﺘﻘﻴﻡ
ﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺭﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺒﺕ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺘﻔﻘﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺒﻪ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻨﺴﺘﻨﺞ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﻻﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻁﻠﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻠﻊ ﺒﻌﺩ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺎﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﻤﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﻔﻘﺩﺍ ﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ.
ﻭ ﺤﺴﻨﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺤﻘﺎ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺴﺎﺴﻪ ﺒﻐﻴﺭ ﻨﺹ ،ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﺫﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺨﻁﻭﺭﺓ
ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺘﺭﺘﻴﺒﻪ ﺇﻻ ﺒﻨﺹ ﺼﺭﻴﺢ ﻻ ﻀﻤﻨﻲ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﺨﺹ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﻔﻘﺩﺍ ﻟﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺃﺒﺎﺌﻬﻡ ﻫﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻗﺕ ﻤﻴﻼﺩ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ.
ﻭﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻤﻔﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ،ﻓﺈﻥ
ﺫﻟﻙ ﺴﻭﻑ ﻴﺭﺘﺩ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺘﺒﻘﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
-1ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ – ﺃﺛﺮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﳓﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺹ 61
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﻟﻸﻡ ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻷﺏ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻨﻘل
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻷﺒﻨﺎﺌﻬﺎ.
-1ﺤﺴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﺘﺤﻲ ﻨﺎﺼﻑ –ﺃﺜﺭ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﻨﺤﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ –ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ – ﻤﺭﺠﻊ
ﺴﺎﺒﻕ – ﺹ 75
ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻭﻓﻰ ﻗﺒل ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﻭﺍﻗﻌﺔ ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
-1ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺼﺎﺩﻕ ﻭ ﺤﻔﻴﻅﺔ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺩ – ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ -ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ – ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ –
ﺹ 125
-2ﺍﻟﻁﻴﺏ ﺯﺭﻭﺘﻲ – ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ – ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ -ﺹ .442
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻭ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻵﺨﺭ ،ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻭﻑ ﻨﺘﻁﺭﻕ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﻴﻥ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
-1ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺤﻲ ﻧﺎﺻﻒ – ﺃﺛﺮ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﳓﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺟﻨﱯ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ﺻﻔﺤﺔ .24
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﻭ ﺯﺍﻟﺕ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺩ،
ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻪ ﻜل ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻤﺎﻋﺩﺍ ﺸﺭﻁ ﻤﺩﺓ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ.
ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﻕ ﻭ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﺭﻨﺴﻴﺎ ﺃﺼﻠﻴﺎ ﻭ ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ
1
ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﻨﻔﺭﺩﺓ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺍﻜﺘﺴﺒﺎ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺯﻭﺠﻬﻤﺎ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻭ ﺘﺨﻠﻴﺎ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻻﺸﺘﺭﺍﻁ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻴﺨﻀﻌﺎﻥ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻗﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ ﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ
ﺸﺭﻭﻁﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺩﺘﻬﺎ ﺃﺼﻼ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻁﺔ ﻓﻲ
ﻜل ﺤﺎﻻﺕ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻨﺤﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩﻫﻤﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺩﺍﻫﺎ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ:
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻭﻁﻨﻴﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ،ﺇﺫ -1
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺼﺭ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻷﺼﻼﺀ ﻓﻘﻁ 2ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ 6ﻭ 7ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻫﻡ:
ﺃ-ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻤﻥ ﺃﺏ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺃﻡ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﺏ_ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻥ ﺃﺒﻭﻴﻥ ﻤﺠﻬﻭﻟﻴﻥ ،ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﺼﻭﺭﻩ ﺍﻨﺘﺴﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ
ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ.
ﺝ_ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻥ ﺃﺏ ﻤﺠﻬﻭل ﻭ ﺃﻡ ﻤﺴﻤﺎﺓ ﻓﻲ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻤﻴﻼﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ
ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻠﻘﻴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺜﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻫﻭ ﺤﺩﻴﺙ
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺒﺎﻟﻭﻻﺩﺓ .
-5ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺭﻗﻡ
86/70ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻤﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ
ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻫﻭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻁﺎﺭﺌﺔ ،ﻭ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻫﻭ ﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﺭﺹ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺤﺭﻯ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺌﻪ ﻭ ﺇﺨﻼﺼﻪ
ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻤﺩﻯ ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻗﻁﻌﻪ ﺭﻭﺍﺒﻁﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ
1
ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺍﻷﺨﻴﺭ ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺃﻥ
ﻴﺸﺠﻊ ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺴﻥ ﻟﻭ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ.
-1ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ 01/05ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ -ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .17
-2ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 19ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ'':ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺳﺘﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺭﺩﻫﺎ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺿﻲ،
ﻣﺎﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﻧﺺ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ''.
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﺸﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ.
ﻭ ﻤﻨﻪ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺭﺩ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩﻫﺎ ،ﻭ ﻟﺫﺍ
ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ '' ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ
1
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻁﺎﺭﺌﺔ ''.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻟﻴﺱ ﻁﺭﻴﻘﺎ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ
ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺭﺩ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺩﺨﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ
ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﺨﻴل ،ﺒل ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
2
ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭ ﻨﺤﻥ ﻨﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻭل ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ
01/05ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 16ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺠﻭﺍﺯ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﺅﻗﺘﺎ ﻭ ﻟﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺠﻨﺱ
3
ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺯﺍﻭﻟﺔ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ ﻟﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺒﺄﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ ﻤﻨﺫ
ﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 22ﻤﺎﺩﺍﻡ
ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺄﺜﺭ ﻓﻭﺭﻱ ،ﻭ ﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺠﺭﻴﺩ
4
ﺍﻟﻤﺴﺘﺭﺩ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ.
-1ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﰲ ﻣﺎﺩﺗﻪ 2/13ﻭ ﻛﺬﺍ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ 12ﻣﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻨﻪ.
ﻭ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺇﺫ ﻤﻨﺢ ﻟﻠﻘﺼﺭ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺩﻭﻫﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﺒﻴﻬﻡ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻭ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻬﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﺘﻰ
ﺃﺒﺩﻭﺍ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺠل ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﺒﻠﻭﻏﻬﻡ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ.
ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻨﻲ ﺘﺸﺩﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻘﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﺩ
ﺃﺒﻴﻪ ﻟﻬﺎ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩﻫﺎ ﺇﺫ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩﻫﺎ ﺴﻨﺔ ﺒﻌﺩ ﺒﻠﻭﻏﻪ ﺴﻥ
ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻭ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻤﺎﻋﺩﺍ ﺸﺭﻁ ﻤﺩﺓ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ
1
ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻔﺎﻩ ﻤﻨﻪ.
-1ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ 451ﻭ ﻣﺎﻳﻠﻴﻬﺎ.
-2ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ 226ﻭ ﻛﺬﺍ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺳﻼﻣﺔ -ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﻣﺮﺟﻊ
ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .278
-3ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .283
ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1954/09/28ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﻭﻀﻊ
ﻋﺩﻴﻤﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ '' ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﺃﻴﺔ
ﺩﻭﻟﺔ ﺭﻋﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻬﺎ''.
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺳﻼﻣﺔ – ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .242
-2ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .226
-3ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ – ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .143
ﻓﺘﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻜﻠﻤﺎ ﻭﻟﺩ ﺸﺨﺹ ﻭ ﻟﻡ ﺘﺜﺒﺕ ﻟﻪ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﺄﻥ ﻴﻭﻟﺩ ﻁﻔل
ﻷﺒﻭﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﺄﺨﺫ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺒﺤﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻤﻨﺢ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺤﻕ ﺍﻟﺩﻡ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻻ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺒﻭﻴﻪ
ﻷﻨﻪ ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﺒﻠﺩﻫﻤﺎ ﻭ ﻻ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺩ ﻓﻭﻕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻻ ﻴﺤﻤل
ﺃﺒﻭﻴﻪ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻭﻟﺩ ﺍﻟﻁﻔل ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻡ ﻴﻔﻘﺩﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺒﺄﺠﻨﺒﻲ ،ﻭﻻ ﻴﻜﺴﺒﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻴﻜﺴﺒﻬﺎ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻭ ﻟﻜﻥ ﻴﻌﺘﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ
ﺒﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻴﻭﻟﺩ ﺨﺎﺭﺝ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﻴﻨﻜﺭ ﺍﻷﺏ ﻨﺴﺏ ﺍﺒﻨﻪ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻋﺩﻴﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻭﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻤﻪ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺒﺴﺒﺏ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺭﺉ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ
ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻌﺩﺍﻡ ﻜﻠﻤﺎ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭ
ﺘﻌﻭﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻅﻬﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ،ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺃﺴﺒﺎﺏ
ﻏﻴﺭ ﺇﺭﺍﺩﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﺃﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﻭ ﻤﻐﺎﻻﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﻭ ﺴﺤﺏ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻜﺘﺭﺍﺜﻬﺎ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ،1ﻭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺇﺭﺍﺩﻴﺔ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ ﺘﺨﻠﻲ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﺜﻼ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺜﺭ ﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ،ﻜﺄﻥ ﻴﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺩﻫﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ،
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻴﻜﺴﺒﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ،ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺩ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺯﻭﺠﺔ ﺘﺨﻠﻴﻬﺎ
ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﺜل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ 96/63ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ
ﻤﺭﺴﻭﻡ ﻗﺒﻭل ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻤﻨﺢ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻓﺘﺼﺒﺢ
ﻋﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻻﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﻗﺒل ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﻟﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺭﻏﻡ ﺼﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ
-1ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺳﻼﻣﺔ – ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .242
ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ.
ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﻗﺩ ﻴﺠﺭﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
ﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻜل ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺴﻭﻑ ﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ
ﻟﻺﻗﻼل ﻤﻥ ﺤﺩﺓ ﺁﺜﺎﺭﻫﺎ.
-4ﻭ ﻴﻤﻜﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻌﺩﻡ ﺴﺤﺒﻬﺎ
ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻭ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﻤﻭﻨﺘﻴﻔﻴﺩﻭ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺴﻨﺔ 1933ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻤﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ
ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺴﺒﺏ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.
-5ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1954/04/05ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﺴﺤﺒﺕ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻻﻨﻌﺩﺍﻡ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺘﻨﺹ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻻ
ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺴﻘﻁ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻨﻪ.2
-6ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺯﻭﺠﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﺒﻌﺩﻡ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻵﺨﺭ ﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ
ﻟﻤﻨﺤﻬﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70
-1ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ – ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .145
-2ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﺭﻭﰐ – ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .233
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ 01/05ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ
ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﻤﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﺇﺫ ﻗﻀﺕ ﺒﺘﻌﻠﻴﻕ
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻹﺫﻥ ﺒﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﺎﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻌﻼ ،ﻭ ﻗﺩ
ﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 18ﻤﻥ ﺃﻤﺭ 86/70ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻁﻪ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ.
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺒﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻭﻗﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺴﻨﻬﺎ
ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺘﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺍﺴﺘﺌﺼﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺠﺫﺭﻴﺎ ﻻﻨﻔﺭﺍﺩ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،ﻟﺫﺍ ﺍﻗﺘﺭﺡ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺴﺎل scelleﻟﻌﻼﺝ ﺍﻻﻨﻌﺩﺍﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻋﺩﻴﻤﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﻌﺎﺩل ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭ ﻭﻀﻌﻬﻡ ﺘﺤﺕ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫﻴﺌﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﺩﻭﻟﻴﺔ
ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻱ ﺒﺎﺴﻤﻬﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﻴﻌﺩ ﻀﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻻﺼﻁﺩﺍﻤﻪ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،1ﻟﺫﺍ ﻋﻜﻔﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻌﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
-1ﺍﻟﻌﻘﻮﻥ ﺍﻷﺧﻀﺮ – ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﱯ ﺑﲔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺎﺕ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .160
ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻌﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻨﻅﻤﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1954/07/28ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﺩﻴﻤﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻌﺩﻴﻤﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﺤﺜﺕ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴل ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﺠﻨﺱ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻴﻡ ﻓﻭﻕ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻤﻨﺤﺕ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻼﺠﺊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻻ ﻴﻌﻔﻰ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﺩﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺒﻠﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﺩﻭﻥ
ﺭﺨﺼﺔ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻼﺠﺊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ.
ﻭ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻱ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1963/07/25ﻋﻠﻰ
ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﻨﻴﻑ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1951/07/28ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻴﻤﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺃﺤﺩﺜﺕ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﻤﻜﺘﺒﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻋﺩﻡ ﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻨﺼﻭﺼﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ
ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻜﺱ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﻨﻴﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻌﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1966/12/16ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ 1ﻜﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ
ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻬﺩﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺠﻨﺴﻬﻡ ﺃﻭ
ﻋﺭﻗﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻤﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ.
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﺤﺭﺓ
ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺤل ﻤﺸﻜل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺢ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺘﺄﺸﻴﺭﺓ ﺩﺨﻭل ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ
ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻭﻕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺎ ﻤﻊ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻌﺩﻴﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻀﺎﺒﻁ ﻟﻼﺴﺘﻨﺎﺩ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻜﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﺇﻋﻤﺎل ﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺸﺨﺹ ﻋﺩﻴﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻌﺎﺽ ﺒﻪ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﻌﻴﻴﻥ
ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﺍﻟﺒﺩﻴل ﻭ ﺍﻻﺤﺘﻴﺎﻁﻲ.
-1ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻭ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳋﺎﺹ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ﺻﻔﺤﺔ .285
-2ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 58/75ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ 1975/09/26ﺍﳌﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﳌﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 10/05ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ .2005/06/20
ﻜﻤﺎ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3/ 22ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﻌﺩ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﺴﻨﺔ 2005ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﺒﻨﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ''ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻴﻁﺒﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺃﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﺤل ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ''.
ﻭ ﻗﺩ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻋﺩل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻌﺎﺭﺽ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻤﻊ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 173/64
ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1964/6/8ﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 132ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻟﺫﺍ ﻋﺩل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﻤﺎ
ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﻭ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﺃﺜﺭﺍ ﻤﻔﻘﺩﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺯﻭﺝ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﺃﺒﺩﺕ
ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3/18ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺼﺭﺍﻑ ﺃﺜﺭ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ
ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺤﺭﺼﺎ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻼﻑ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺴﻜﺕ ﻋﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﻭﻁﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻤﻨﺢ ﻟﻠﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻓﻘﺩﺍ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ
ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺃﻭ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
ﺨﺎﺘﻤـــــﺔ:
ﻭ ﺨﻼﺼﺔ ﻤﺎ ﺘﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤــﻥ
ﺍﻷﻫﻤﻴــﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺘﺭﻓﻊ ﻜل ﻟﺒﺱ ﻭ
ﻏﻤﻭﺽ ،ﻜﻭﻨﻪ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﻤﻅﻬﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.
ﻭ ﻻﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 01/05ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 2005/02/27ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﺘﻌﺩﻴل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ
ﻴﻌﺘﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭ 86/70ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1970/12/15ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﺃﺨﺫﺍ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﻀﻤﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ .
ﺇﺫ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺃﻗﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺍﻟﺩﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻷﻡ ﺘﻜﺭﻴﺴﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭ
ﺇﺩﺭﺍﺝ ﻁﺭﻴﻕ ﺠﺩﻴﺩ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻤﺭ 86/70
ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻤﻊ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ،ﻭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻓﺈﻨﻪ ﻭ
ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺌﺹ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺤﻅﻨﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻨﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻨﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺄﺘﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﻴﻥ ﺒﻜل ﺘﻭﺍﻀﻊ ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻟﻬﺎ :
• ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﻭﻀﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺤﺴﺎﺏ ﻤﺩﺓ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ
ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻓﻬل ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﻼﻋﺘﺩﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻘﻁﻌﺔ ﺃﻡ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺤﺴﺏ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻬﺎ ،ﻤﺜﻼ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ
ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺔ ﻭ ﻋﺩﻡ ﻫﺸﺎﺸﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻟﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺴﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﻀﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻠﺒﺱ ﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﻭ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
• ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻋﻨﺩ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻁﻠﺏ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺭﻏﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ
ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻟﺫﺍ ﺤﺒﺫﺍ ﻟﻭ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺫﻟﻙ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻟﺘﺠﻨﺱ.
• ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﺼﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ،
ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻨﺎ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﻭﺠﺒﺎ ﻹﻗﺼﺎﺀ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ
ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﺜل ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺘﺠﻨﺱ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻫﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﺎ ﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ
ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻫﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ،
ﻓﺎﻷﺼل ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻟﺘﺠﻨﺱ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺄﺨﺫ
ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﻬﺎ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺏ ﻭ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻜﻼ
ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻨﻘﻼﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻋﻤﻼ ﺒﺎﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
ﻟﻠﺘﺠﻨﺱ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ
ﻜﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﺤل ﻤﺤﻠﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺩﻫﻡ
ﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻸﺴﺭﺓ.
• ﻭ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ86/70
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﺘﺭﻁ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺘﺨﻠﻲ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ
ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺸﺠﻊ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﺯﺩﻭﺍﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
• ﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 25ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻘﺩﻴﻡ
ﻁﻠﺏ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻭﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﺭﻯ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺫﻑ ،ﺒل ﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺸﺭﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﻬل ﻭ ﻴﺭﻓﻊ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻺﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ،ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺠل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ
ﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .104
ﻭ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 27ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻤﻊ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﻔﺎﺩﻱ ﺘﻤﺎﻁل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺘﻔﻭﻴﺕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ
ﺒﺘﻌﺴﻔﻬﺎ ،ﻟﺫﺍ ﻓﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
• ﻜﻤﺎ ﺃﻫﻤل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ،
ﻋﻨﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺒﻁﻼﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ،ﻭ
ﻴﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻜﻭﻥ
ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻻﻜﺘﺴﺎﺒﻬﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻨﻌﺩﻤﺎ.
• ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺴﻜﺕ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺒﻬﺎ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻗﺒل
ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺝ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻭ ﺤﺒﺫﺍ ﻟﻭ ﺤﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺤﺫﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ
ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺨﺭﻯ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ،ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻻ ﻴﺩ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻨﺤﻼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻪ.
• ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ،ﺒﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 17ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻔﻘﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﻜﺄﺜﺭ ﺘﺒﻌﻲ ﻟﻔﻘﺩ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺃﺒﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﻟﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﺤﺴﺏ ﺭﺃﻴﻨﺎ
ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻁﺭﻑ ﻤﻨﻀﻡ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻁﻔل ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻜل ﻁﻔل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ.
-10ﻋﻜﺎﺸﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ،ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،
ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﺴﻨﺔ .1987
-11ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﻭ
ﺘﻤﺘﻊ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ )ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ( ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺴﻨﺔ .1972
-12ﻟﻌﺴﺭﻱ ﻋﺒﺎﺴﻴﺔ ،ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﻁﻔل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺩﻯ ،ﻋﻴﻥ
ﻤﻠﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﺴﻨﺔ 2006.
-13ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺴﻠﻡ ،ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ)ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ( ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
-14ﺴﺎﻤﻲ ﺒﺩﻴﻊ ﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺴﻨﺔ .1994
-15ﺴﺎﻤﻲ ﺒﺩﻴﻊ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻭ ﻋﻜﺎﺸﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎل ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ -ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ
-1ﻋﻤﺭ ﺒﻭﺤﻼﺴﺔ ،ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻐﻔﻠﺔ ،ﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺃﻓﺭﻴل .1986
-2ﻫﺸﺎﻡ ﺨﺎﻟﺩ ،ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻜﺴﺏ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ،ﺍﻟﻌﺩﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﻤﺎﻴﻭ ﻭ ﻴﻭﻟﻴﻭ ،1989ﺍﻟﺴﻨﺔ 69.
-3ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﺭﻴﺎﺽ ،ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻋﺩﺩ ،42ﺴﻨﺔ .1986
-4ﺯﺭﻭﺘﻲ ﺍﻟﻁﻴﺏ ،ﺃﺜﺭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﺃﻭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﺘﻌﻠﻴﻕ
ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻭﻯ ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻋﺩﺩ ،4ﺴﻨﺔ ،1993ﺼﻔﺤﺔ.952-897
-5ﺯﺭﻭﺘﻲ ﺍﻟﻁﻴﺏ ،ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔل ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ
ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺀ ،41ﺭﻗﻡ ،1ﺴﻨﺔ .2000
-6ﺯﺭﻭﺘﻲ ﺍﻟﻁﻴﺏ ،ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻷﻤﺭ 01/05ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺘﻌﺩﻴل ﻭ ﺘﺘﻤﻴﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ.
-7ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺼﻤﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ،ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻼل ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻋﺩﺩ ،15ﺴﻨﺔ .1909
-8ﺤﺴﻥ ﺃﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﻀﻰ ،ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﻨﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻫﻴﺌﺔ
ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ ،ﺃﺒﺭﻴل ﻴﻭﻨﻴﻭ .1989
-9ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ،ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻋﺩﺩ ،01
ﺴﻨﺔ 12.
، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻤﺴﺎﺌل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ،ﺤﺎﻤﺩ ﻜﻲ-10
. ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ،03 ﺍﻟﻌﺩﺩ
ﻤﺠﻠﺔ، ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ،ﺤﺴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻬﺩﺍﻭﻱ-11
.1988 ﺴﻨﺔ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ، ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ
: ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ-3
1963./03/27 ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ96/63 ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺭﻗﻡ-1
-2ﺃﻤﺭ ﺭﻗﻡ 211/66ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1966.07.21ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
.
-3ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 86/70ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1970/12/15
ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 01/05ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ . 2005.02.27
-4ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺄﻤﺭ 20/70ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1970./02/19
-5ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺭﻗﻡ 11/84ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1984/06/09ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ
02/05ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 2005./02/27
-6ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 58/75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
1975/12/26ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 10/05ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ2005./06/20
-7ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 11/08ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 2008/06/25ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺩﺨﻭل ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺘﻨﻘﻠﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﻔﻬـــــﺭﺱ:
ﻤﻘﺩﻤﺔ01............................................................................................