You are on page 1of 87

09-09

2017-2016 0
‫‪-1‬تقرٌر منظمة الصحة العالمٌة ‪ ، 2005‬أشار إلٌه خالد الزٌود ومؤمون الجراح‪ ،‬دراسة حول العنؾ الرٌاضً فً‬
‫مالعب كرة القدم األردنٌة ‪،‬مجلة جامعة النجاح لألبحاث (العلوم اإلنسانٌة)‪،‬مجلد ‪.2012،)6(26‬‬
‫‪1‬‬
09 09
19 308 1 308

2
‫‪ )1‬أهنية املوضوع‪:‬‬

‫‪3‬‬
4
‫‪-)2‬إشكال البحث‬

‫‪09 09‬‬

‫‪09 09‬‬

‫‪09 09‬‬

‫‪5‬‬
‫دوافع اختيار املوضوع‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -)4‬الصعوبات واملعيقات‬

‫‪09 09‬‬

‫‪6‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪06 99‬‬

‫‪-)5‬املنهج املتبع‬

‫‪ -)6‬خطة البحث‬

‫‪7‬‬
‫العب‬ ‫عف‬ ‫لظ ه‬ ‫عد ع م‬ ‫فص ألول‪:‬‬
‫يض‬
‫تعد ظاهرة العنؾ والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة من أخطر الظواهر التً‬
‫أصبحت تهدد أمن األفراد والمإسسات العامة منها والخاصة ‪ 1‬حٌث تتجه ظاهرة شؽب‬
‫المالعب الرٌاضٌة الٌوم إلى إفساد مستقبل الرٌاضة‪ ،‬فضال على التؤثٌر بشكل ؼٌر‬
‫مباشر فً السكٌنة واألمن وتخرٌب الممتلكات على نحو ٌقضً إلى المساس بالنظام‬
‫العام‪.‬‬
‫ؾالعنؾ الرٌاضً ٌرسم صورة متناقضة عن الهدؾ من الرٌاضة التً تتوخى‬
‫مكافحة العنؾ بكافة أشكاله‪ ،‬خاصة حٌنما تبرز المنافسات الرٌاضٌة سلوكٌات أنانٌة‬
‫تضر بشكل مباشر بصورة الرٌاضة‬ ‫وعنٌفة من قبٌل العنصرٌة والشؽب وبالتالً‬
‫وتخرجها عن طبٌع تها وأهدافها الحقٌقٌة ‪ ،‬وفً هذا اإلطار تعد العنؾ الرٌاضً ظاهرة‬
‫اجتماعٌة مؤلوفة خاصة مع التؽطٌة اإلعالمٌة الواسعة للمنافسات الرٌاضٌة من قبل‬
‫القوات التلفزٌة بشكل أصبحت هذه الظاهرة تتجه فً منؤى خطٌر نظرا كما تخلفه من‬
‫دمار وخراب للممتلكات وكذلك لألذى الذي ٌصٌب األجساد واألرواح‪.‬‬
‫لقد أصبحت الرٌاضٌة والمبارٌات الرٌاضٌة الٌوم تستعمل كؤداة لؽرض فرض‬
‫الوجود الذاتً واالنتقام المجتمعً ‪2‬كما أن ظاهرة العنؾ الرٌاضً الجماعً الرٌاضً‬
‫الجماعً سواء المركبات الرٌاضٌة أو على جن باتها باتت لصٌقة بفبة الشباب‪ ،‬التً أخل‬
‫المجتمع بواجب فً إدماجها‪.‬‬
‫بزؼت ظاهرة العنؾ الرٌاضً ببرٌطانٌا إبان ستٌنات القرن الماضً نتٌجة‬
‫تحوله من عنؾ احتفالً طقوسً إلى عنؾ منظم ومخطط له‪ ،‬وٌعود أصل تسمٌة شؽب‬
‫‪1‬‬
‫‪42‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫» ‪«hoolign‬‬ ‫المالعب ‪hooliganisme‬إلى صحافً برٌطانً وظؾ مصطلح‬
‫المستوحى من اسم عابلة برٌطانٌا تدعى ‪. 1« hoolihan‬‬
‫لم ٌعش العالم العربً بمعزل عن هذه الظاهرة التً ازدادت فً الفترة األخٌرة‬
‫وذلك راجع إلى عدة أسباب‪ ،‬والمؽرب هذا الدول العربٌة حٌث أصبحت الرٌاضة الٌوم‬
‫تتحول من فرجة إلى عنؾ‪ٌ ،‬إدي للضرب والجرح واإلٌذاء واالعتداء على الممتلكات‬
‫العامة‪.‬‬
‫إذن ما هو المقصود بالعنؾ والعنؾ الرٌاضً؟ وما هً صوره؟ وما هً المقاربة‬
‫القانونٌة المعتمدة فً مواجهة هذه الظاهرة؟ من خالل هذا الفصل سنحاول التطرق إلى‬
‫ماهٌة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة مع التطرق لبعض صوره وكذلك تمٌزه عن بعض‬
‫المفاهٌم المشابهة له (المبحث األول)على أن نقوم بتحلٌل القانون ‪ 09.09‬المتم لمجموعة‬
‫القانون الجنابً المؽربً والمتعلق بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات‬
‫الرٌاضٌة أو ٌناسب (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪9‬‬
‫انمبحث األول‪ :‬ماهية انعنف في مالعب انرياضية‬
‫إن العنؾ ظاهرة تسود كل مجال ٌعمره الناس ‪ ،‬مما ٌعنً أنه بالرؼم مما‬
‫بدله البشر طٌلة تارٌخهم ألجل القضاء علٌه فإن مجهوداتهم لم تكل بالنجاح ‪ ،‬مما‬
‫جعلهم أبعد ما ٌكون عن تحقٌق مجتمع عادل ‪ٌ,‬تجه أفراده نحو تحقٌق ؼاٌاتهم‪ ،‬ومن‬
‫ثمة ؼاٌات المجتمع ككل بدل الدخول فً صراعات مفتوحة تتسبب فً هدر الناس‬
‫‪1‬‬
‫لطاقاتهم وأموالهم‪.‬‬

‫بصفة عامة وكذلك‬ ‫من خالل هذا المبحث سنحاول التطرق إلى مفهوم العنؾ‬
‫ؾ‬
‫نقوم‬ ‫العنؾ الرٌاضً مع التطرق لبعض صوره وأسبابه (المطلب األول) على أن‬
‫بمقارنة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة مع بعض المفاهٌم الم شابهة له (اإلٌذاء والشؽب)‬
‫فً (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف العنف يف املالعب الرياضًة وصىره‬

‫‪2‬‬

‫(فقرة أولى) ‪ ،‬على أ‪ ،‬نخصص‬


‫(الفقرة الثانٌة)لصوره وأنواعه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬
‫‪10‬‬
‫الفقزة األوىل‪ :‬تعزيف العنف يف املالعب الزياضية‬
‫كلمة عنؾ توحً إلى ماٌلً ‪:‬‬
‫لؽة‪ ،‬من جذر عنؾ‪ ،‬وهو خرق األمر وقلة الرفق به‪ ،‬وهو عنٌؾ إذا لم ٌكن رفٌقا‬
‫فً أمره‪.‬‬
‫وعنؾ به وعلٌه عنفا وعنافة‪ ،‬اتخذ بشدة وقسوة والمه وعٌره ‪.1‬‬
‫ؾ الطعاه‬ ‫اعتنؾ األمر" أخده بعنؾ وآتاه ولم ٌكن على علم ودراٌة به واعتن‬
‫واألرض‪ :‬كرمهما‪.‬‬
‫اصطالحا‪ ،‬كل فعل مادي أو معنوي‪ ،‬مباشر أو ؼٌر مباشر موجه إللحاق األذى‬
‫بالذات أو بآخر أو بجماعة أرواحه منهم‪ ،‬وهذا الفصل مخالؾ للقانون وٌعرض مرتكبٌه‬
‫للوقوع تحت طابلة القانون لتطبٌق العقوبة علٌه ‪.2‬‬
‫كما ٌعرؾ أٌضا بؤنه مجموعة من األفعال السلوكٌة االنفعالٌة التً تصدر عن‬
‫الفرد أو الجماعة والتً توصؾ بؤنها خارجة عن السلوك العام الذي ٌحدده المجتمع‪.‬‬
‫أما العنؾ الرٌاضً كما عرفه البعض ‪ 3‬فهو السلوك ؼٌر السوي وؼٌر المسإول‬
‫سواء للفظ أو باألفعال نتٌجة لفقدان الوعً الرٌاضً السلٌم‪ ،‬وهو حالة عنؾ مإقت‬
‫ومفاجا ٌعتدي بعض الجماعات واألفراد‪.‬‬
‫والعنؾ الرٌاضً كما عرفه البعض اآلخر هو" تعبٌر عفوي عن الؽرٌزة أو ردة‬
‫فعل إزاء اإلحباط ‪،‬أو نتٌجة التعلم والتكٌؾ مع البٌبة ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪559‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1974‬‬
‫‪272‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪3‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪2015 2014‬‬


‫‪ٌ -‬وسؾ بنباصر‪ ،‬الموسوعة القانونٌة العالمٌة للقاضً ٌوسؾ بنباصر مستجدات قوانٌن المٌدان الرٌاضً بالمؽرب‪ ،..‬العدد ‪ 21‬مطبعة‬
‫‪4‬‬

‫الخلٌج العربً –تطوان الطبعة األولى ‪ 2012‬ص‪66‬‬

‫‪11‬‬
‫ "وهو حركة عنٌفة‬Le grand Rober ً‫والعنؾ كما عرفه المعجم الفرنس‬
‫ٌمارسها شخص على آخر باستعمال القوة وهو مٌزة فً الفرد تإدي إلى ردود أفعال‬
.1 ‫وعنٌفة وؼٌر متوقعة كمثال عنؾ األحاسٌس‬
‫لقد أصبحت ظاهرة العنؾ والشؽب ظاهرة واسعة االنتشار فً المالعب‬
،‫ وهذه الظاهرة لٌست حدٌثة فً المجال الرٌاضً وإنما هً ظاهرة قدٌمة‬.‫الرٌاضٌة‬
‫ولكن ما ٌثٌر النظر هو تعد مظاهر وصور الشؽب والعنؾ وتؽٌر طبٌعته حٌث أصبحت‬
‫هذه الظاهرة تتعدى حدود الملعب حٌث أصبحت مجموعة من الجماهٌر تتصرؾ‬
‫باالحتفال بالفرز بطرٌقة ؼٌر حضارٌة عن طرٌق االعتداء وعلى اآلخرٌن وإلحاق‬
‫ وتحولت الرٌاضة من التروٌج عن النفس إلى‬2‫كتهم‬
‫متل ا‬ ‫األذى والضرر بهم أو بم‬
‫استعمالها كؤداة لؽرض فرض الوجود الذاتً واالنتقام المجتمعً من طرؾ الفبات‬
‫العاطلة والمعوزة كما أن ظاهرة العنؾ الرٌاضً الجماعً سواء داخل المركبات‬

- Violence ¨(vjclas) - Faire violence à qqn : agir sur qqn ou le faire agir contre sa volonté, 1
en employant la force ou l’intimidation ----. Se faire violence, s’imposer une attitude
spontanément. -------ce contenir, se contraindre ; la contraire à celle qu’on aurait
violence : force brutale pour soumettre qqn---- brutalité. Acte, mouvement de violence/
conte non- violence.
- manifestations social de cette force brutale. Escalade de la violence 2- une violence :
acte violent. Il a subi des violences – sévices- loc se faire une douce violence : accepter
avec plaisir après une résistance effectuée. 3- disposition naturelle à l’expression brutale
des sentiments – brutalité/ contre calme. Douceur/parler avec violence- Il a fait une
déclaration d’une grande violence. 4 force brutale (d’une chose, d’un phénomène). La
violence de la tempête du vent.
2

12
‫الرٌاضٌة أو على جنباتها باتت لصٌقة بالفبات العمرٌة الشابة التً أخل المجتمع بواجب‬
‫السلوكٌات‬ ‫مسإولً الشًء الذي أفرز مجموعة من‬
‫ة‬ ‫إدماجها ضمن أدوار منظومة‬
‫المنحرفة التً أدت جذورها إلى بروز ظاهرة شؽب المالعب‪.‬‬
‫منها ما هو‬ ‫*تتعدد األسباب المإدٌة إلى العنؾ الرٌاضً داخل وخارج الملعب‪،‬‬
‫مباشر وما هو ؼٌر مباشر‪.‬‬
‫‪ -‬وٌمكن حصر األسباب المباشرة فً حالة الملعب ففً ؼالب األحٌان ما ٌكون‬
‫عدد المتفرجٌن ٌفوق بكثٌر عدد المقاعد المتواجدة بالمدرجات‪ ،‬مما ٌتسبب فً الكثٌر من‬
‫المناوشات بٌن المتفرجٌن‪ ،‬وهذا االكتظاظ راجع إلى سوء تدبٌر التذاكٌر أو إلى الساعات‬
‫مما ٌولد ضؽط ا قد‬ ‫الطوٌلة التً ٌمضٌها الجمهور فً الدخول إلى مدرجات الملعب‬
‫ٌإدي إلى االنفجار داخل الملعب ٌترتب عنه ٌحدث الشؽب والعنؾ ‪ ،‬كذلك ؼٌاب التؤطٌر‬
‫والمراقبة فً المدرجات وسوء التحكٌم وؼٌاب األجواء التنظٌمٌة واالحتفالٌة فً الملعب‪.‬‬
‫وؼٌاب التواصل بٌن األندٌة ( وجمعٌات الم حبٌن)‪ ، 1‬وتناول المخدرات وشرب الكحول‬
‫قبل حضور المباراة ‪ ،‬ما ٌفقد المتفرج إدراكه للواقع وٌعطٌه شحنة است نثائٌة للقٌام ببعض‬
‫الحركات والتعبٌر بالكالم المسًء للخصم‪ ،‬وبالتالً الدخول فً مشاداة كالمٌة وممارسة‬
‫العنؾ واألعمال التخرٌبٌة فً حالة التعادل أو إخفاق الفرٌق‪.‬‬
‫‪ -‬أما العوامل ؼٌر المباشرة‪ ،‬فٌمكن إجمالها فً كثٌر من األسباب ومن أهمها‬
‫الصحافة الرٌاضٌة ‪ 2‬التً تدفع فً كثٌر من األحٌان إلى العنؾ والشؽب فً المالعب‬
‫الرٌاضٌة من خالل األوصاؾ التً تنعت بها هذه الصحافة الخصم‪ ،‬كما أن هناك عوامل‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬تتعلق بشخصٌة المتفرج الرٌاضً أو المنتخب للفرٌق‬ ‫نفسٌة واجتماعٌة واقتصادٌة‬
‫والذي ؼالبا ما ٌمثل الملعب فضاء للتعبٌر عن مكبوتاته ومعاناته الٌومٌة‪ ،‬مادام مع‬
‫الجماعة وؼٌر خاضع لوسٌلة مراقبة‪ .‬إضافة إلى ؼٌاب مسإولٌة المسٌر الرٌاضً الذي‬
‫ترك فً السنوات األخٌرة فراؼا فً مجال التؤطٌر التربوي واالجتماعً للمحبٌن‬
‫الرٌاضٌٌن للفرٌق حٌث انشؽل جل هإالء المسإولٌٌن بصراعات وتطاحنات فً ما بٌنهم‬
‫ألجل الحفاظ على المناصب وٌتناسون أن الرٌاضٌة هً أوال وقبل كل شًء تربٌة‬
‫وأخالق ونظام وعلم وتثقٌؾ للشباب ومساعدته على االندماج فً محٌطه ‪. 2‬‬
‫إذن ما هً أنماط صور العنؾ التً ٌعرفها المٌدان الرٌاضً؟(فقرة ثانٌة)‪.‬‬
‫الفقزة الثانية‪ :‬صور العنف يف املالعب الزياضية‬
‫وتختلؾ باختالؾ جسامة األذى‬ ‫تتعدد صور العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة‬
‫وخطورته ومكان ارتكابه‪ ،‬سواء تعلق بالمنافسة الرٌاضٌة أو خاللها أو بعدها‪.‬‬
‫وفً العقود األخٌرة أصبحت ظاهرة العنؾ قبل المباراة الرٌاضٌة متفشٌة بشكل كبٌر فً‬
‫صفوؾ الجماهٌر ‪.‬‬
‫لقد اختلفت الدراسات الرٌاضٌة للعنؾ فً المالعب الرٌاضٌة فً تحدٌد صوره فهناك‬
‫من حددها فً ‪.3‬‬
‫‪ - 1‬العنؾ اللفظً وٌشمل السب والشتم والصراخ والتحرٌض على الخشونة‪.‬‬
‫‪- 2‬العنؾ ؼٌر اللفظً وٌشمل العدٌد من األشكال مثل االعتداء على الالعب‬
‫والحكم والمدرب واإلداري ورجال األمن‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪14‬‬
‫‪- 3‬تدمٌر ممتلكات اآلخرٌن‪ ،‬االعتداء على السٌارات‪ ،‬والتصادم بالسٌارات‪.‬‬
‫‪- 4‬تدمٌر ممتلكات الدولة تخرٌب المنشآت الرٌاضٌة‪ ،‬وتحطٌم زجاج النوافذ‪.‬‬
‫‪- 5‬اإلخالل باألمن العام‬
‫و من الدراسات األجنبٌة نجد دراسة (مؽواٌر ‪ )maguire 1988‬دراسة لالتحاد‬
‫البرٌطانً فقد قسمها إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪- 1‬سوء السلوك اللفظً‪ :‬والتهجم على الالعبٌن واإلدارٌٌن الرٌاضٌٌن‪.‬‬
‫‪- 2‬قذؾ وضرب آخرٌن واقتحام المالعب عنوة‪.‬‬
‫‪- 3‬العراك والمشاجرة بٌن مجموعة من األفراد وأفراد آخرٌن‪ ،‬خاصة من‬
‫جماهٌر األندٌة الرٌاضٌة المنافسة أو مشجعٌهم‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره ٌمكن تحدٌد صور العنؾ على الشكل اآلتً‪،‬‬
‫‪- 1‬العنؾ باألقوال‪ ،‬فً مجموعة من األلفاظ التً تثٌر القلق لدى اآلخرٌن والتً‬
‫ٌستخدمها الجمهور من الدرجة األولى والالعبون والمإطرون أحٌانا إضافة إلى‬
‫مجموعة من التصرٌحات والشعارات بمناسبة التظاهرات الرٌاضٌة أو قبلها أو بعدها‬
‫والتً تتضمن عبارات ال رٌاضٌة مما ٌإدي العنؾ الرٌاضً‪.‬‬
‫‪- 2‬العنؾ بالكتابة وٌتجلى فً الكتابات التً تتضمنها الالفتات الرٌاضٌة بمناسبة‬
‫المواعٌد والرسوم والعبارات التً تكتب على الجدران والتً تتضمن السب والقذؾ‪.‬‬
‫‪- 3‬االعتداء على األشخاص والممتلكات‪ ،‬وتتجلى فً تلك األفعال التً تإدي إلى‬
‫االعتداء على المساس بسالمة الجسم سواء باستخدام األسلحة أو بدونها مما قد ٌإدي فً‬
‫وفٌات فً بعض األحٌان‪ ،‬وكذلك االعتداء‬ ‫بعض األحٌاء إلى عاهات مستدٌمة أو إلى‬
‫على المإسسات الرٌاضٌة والممتلكات سواء العامة أو الخاصة‪ ،‬كتخرٌبها وتحطٌمها‬
‫عمدٌا وإضرام النار عمدا فً المبانً ووسابل النقل مما ٌخلؾ مجموعة من األزمات‬
‫األمنٌة‪ 1‬للمنشؤة العامة والخاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪31‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪15‬‬
‫وٌحدث العنؾ أثناء التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها إما داخل الملعب بحٌث‬
‫ٌدي إلى االحتكاك بٌن الجماهٌر داخل المدرجات مما ٌإدي إلى التشاحنات وإما خارج‬
‫الملعب‪ ،‬أثناء االزدحام فً الدخول أو الخروج‪.‬‬

‫املطلب الثانٌ‪ :‬متًًز العنف يف املالعب عن بعض املفاهًم املشابوة‬


‫بصفة عامة والعنؾ فً‬ ‫بعد تطرقنا فً المطلب األول إلى تعرٌؾ العنؾ‬
‫المالعب الرٌاضٌة بصفة خاصة وكذلك عن بعض األسباب والصورالتً ٌتمً ز بها‬
‫سنحاول فً هذا (المطلب الثانً) قبل الدخول فً مناقشة موضوع العنؾ وتحلٌله تبٌان‬
‫الفرق بٌن العنؾ وبعض المفاهٌم المشابهة له‪.‬‬
‫الفقزة األوىل‪ :‬متييز العنف عن الشغب‬
‫‪-‬الشؽب بسكون ال غين هو تهٌٌج الشر والفتنة والخصام‪ ،‬وٌستخدم فً اللؽة‬
‫العربٌة العامٌة بفتح الغٌن‪.1‬‬
‫وهناك من ٌعرفه ‪ 2‬بؤنه سلوك جانح وخروج عن األعراؾ ٌحدث أثره وٌوقع‬
‫فاعله تحت طابلة العقوبة أو تظاهر أو اعتصاما أو إضرابا‪.‬‬
‫والشؽب كما عرفته موسوعة علم النفس والتحلٌل ‪ 3‬بؤنه حالة عنؾ مإقت مفاجا‬
‫تعتري بعض الجماعات أو فردا واحدا أحٌانا وتشمل إخالال باألمن وخروجا على النظام‬
‫وتحدٌا للسلطة إلى سٌاج عنٌؾ ٌإدي لإلضرار باألرواح والممتلكات وإذا ما حاولنا‬
‫تمٌز الشؽب عن العنؾ من خالل التعارٌؾ السابقة ٌمكن القول أن الشؽب محدود على‬

‫‪1‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪423‬‬
‫‪16‬‬
‫عكس العنؾ فالشؽب قد ال ٌكون معنوي فً ؼالبٌه على عكس العنؾ الذي قد ٌظهر إما‬
‫فً شكله المادي أو المعنوي‪.1‬‬
‫أما الشؽب الرٌاضً كما عرفه البعض اآلخر هو" تعبٌر عن حالة من الفوضى‬
‫اإلجتماعٌة تؽٌب فٌها عناصر الضبط اإلجتماعً ‪ ،‬وتتعالى فٌها بالمقابل إمكانٌات‬
‫ومالمح العنؾ واإلنفالت والصراع ‪ ،‬فالشؽب ٌندلع بشكل عفوي وٌتجاوز سقؾ مولداته‬
‫وشروط إنتاجه المباشرة‪ ،‬بسبب افتقاده للتنظٌم والهدفٌة اإلستراتٌجٌة ‪ ،‬مما ٌثجعل منها‬
‫مجرد رد فعل عنٌؾ وهدام ‪ ،‬محدود وعابر ‪ ،‬محدد مجالٌا واجتماعٌا ولٌست له مطالب‬
‫أهداؾ ‪ ،‬وهو حركة جماهرٌة عفوٌة ال تتردد فً اللجوء إلى العنؾ ‪ ،‬وتكون محدودة‬
‫فً الزمان والمكان ‪ ،‬وتوجبها عوامل وشروط موضوعٌة ‪ ،‬وتدل على اختالل عمٌق فً‬
‫‪2‬‬
‫النسق المجتمعً‪.‬‬
‫وٌمكن القول أن الشؽب هو الصورة المادٌة الناتجة عن العنؾ الذ ي ٌعتمد علٌه‬
‫المتظاهرون مما ٌولد لدٌهم الحقد من أجل االنتقام لما عانوه من أعمال عنؾ اتجاههم‪،‬‬
‫لذا ٌبادرون إلى الرد لما تعر ض باإلٌذاء والتخرٌب ‪ . 3‬وعموما فإذا كانت ظاهرة العنؾ‬
‫الرٌاضً أو الشؽب الرٌاضً سواء فً سٌاقها الدولً أو اإلقلٌمً أو المحلً ‪ ،‬لٌست‬
‫ولٌدة المخاض اآلنً المترتب عن إفرازات الدولً الجدٌد ومستجدات العولمة الجارفة ‪،‬‬

‫‪1‬‬

‫‪-2‬عبد الرحٌم العطري‪ ،‬ظاهر شؽب المالعب الرٌاضٌة ‪،‬فضاءات الحرؾ والسوإال‪ ،‬فً ‪11‬أكتوبر ‪ 2008‬أشار إلٌه‬
‫عبد ٌوسؾ بنباصر ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪66‬‬
‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫مادام أن هذه الظاهرة متؤصلة الجذور داخل المحافل الرٌاضٌة الدولٌة فإن ذلك الٌمنع‬
‫من القول أن الوضع الراهن لعالم الٌوم ساهم فً تفاقم مظاهرها ‪ ،‬ومهد الطرٌق‬
‫‪1‬‬
‫لشٌوعها عبر أرجاء المعمور فشكل ملفت للنظر‬

‫الفقزة الثانية‪ :‬متيز العنف عن اإليذاء‬


‫اإلٌذاء‪ :‬كما عرفه بعض الفقه ‪2‬هو لفظه من العموم تشتمل كل ما ٌإذي اإلنسان‬
‫لوائ الضرب والجرح والعنؾ ‪.‬‬
‫فً جسمه أو صحة‪ ،‬بحٌث ٌنضوي تحت ه‬
‫من خالل التعرٌؾ الذي بٌن أٌدٌنا ٌتضح أن العنؾ ٌدخل ضمن اإلٌذاء وفً‬
‫نظرنا المتواضع فتعرٌؾ اإلٌذاء هو كل األفعال التً ٌمكن أن تصٌب اإلنسان فً جسده‬
‫بالضرر كالضرب والحرج ‪ ،‬ولقد قسم الفقهاء اإلٌذاء إلى نوعٌن ‪ : 3‬اإلٌذاء العمدي‬
‫والذي يعتمد فٌه الفاعل إلحاق أذى بالمجنً علٌه‪ ،‬وذلك عن طرٌق المساس بسالمته‬
‫أما اإلٌذاء ؼٌر العمدي ‪ -‬وال ذي يكون‬ ‫الجسدٌة أو بصحته دون أن ٌكون قاصدا قتله‪،‬‬
‫نتٌجة عدم التبصر وعدم االحتٌاط أو عدم االنتباه وقد حدد المشرع المؽربً جرابم‬
‫اإلٌذاء ؼٌر العمدي فً الفصل ‪ 433‬من م ق ج فً مدة ال تزٌد عن عجز عن األشؽال‬
‫لمدة ال تزٌد على ستة أٌام‪.‬‬
‫وخالصة القول لقد حاولت من خالل (المبحث األول) من ( الفصل األول) تحدٌد‬
‫ماهٌة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة وذلك من خالل تعرٌفه وبٌان صوره وأسبابه وكذلك‬
‫تمٌزه عن بعض المفاهٌم المشابه ة له ألن ظاهرة العنؾ والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة‬
‫أصبحت معقدة فٌه ا مجموعة من المدخالت والمخرجات وكذلك فاعل ومتؽٌر وهذا‬
‫موضوع ما سٌؤتً‪.‬‬

‫‪ٌ -1‬وسؾ بنباصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.79‬‬


‫‪2‬‬

‫‪307‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪3‬‬
‫‪325‬‬
‫‪18‬‬
‫من خالل المبحث الثانً سؤحاوله جاهدا أن أعالج سٌاسة المشرع المؽربً فً‬
‫تجرٌم العنؾ المرتكب أثناء التظاهرات الرٌاضٌة من خالل الوقوع على جوانب القوى‬
‫والضعؾ (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫انمبحث انثاني‪ :‬تحهيم انقانون ‪ 09/09‬انمتعهق بانعنف انمرتكب أثناء‬
‫انمباريات أو انتظاهرات انرياضية أو بمناسبته‬
‫رض نفسه بشكل كبٌر فً‬
‫ٌمكن القول أن الشؽب والعنؾ فً المالعب الرٌاضٌة ؾ‬
‫المجتمع العربً فالمتتبع للمجال الرٌاضً ببالدنا ال ٌحتاج لٌبذل جهد كبٌر لٌالحظ مدى‬
‫تفاقم هذه الظاهرة فً اآلونة األخٌرة‪ ،‬ومدى خطورتها وما أصبحت وانعكاسات على‬
‫المجتمع تإرق بالمتتبع للمجال الرٌاضً‪ ،‬فإذا كانت أي بالد تتؽنى باألمن واألمان‬
‫وتنشط الراحة والطمؤنٌنة لمواطنٌها وتوفر لهم ما ٌحتاجون لٌنعموا بعٌش كرٌم‪ ،‬وتخلق‬
‫لهم أجواء السعادة عن طرٌق السعً‪ ،‬لتوفر فضاءات للترفٌه منها المالعب الرٌاضٌة أو‬
‫عن طرٌق السعً لتنظٌم تظاهرات رٌاضٌة عالمٌة‪ ،‬فإن كل ذلك ٌصٌر فً مهب الرٌح‬
‫إذا لم ٌقم توعٌة المجتمع وتحصٌنه من بعض اآلفات التً تحد تعكر صفو الحٌاة ومنها‪،‬‬
‫الشؽب العنؾ الذي أصبح الٌم بشكل كبٌر ال سواء داخل أو خارج المالعب الرٌاضٌة إذ‬
‫أصبح المتتبع للرٌاضة الٌوم ٌالحظ استفحال وتفشً ظاهرة العنؾ والشؽب التً حولت‬
‫المالعب إلى حلبات من المناوشات والمواجهات الخطٌرة بٌن األنصار وحتى بٌن الفرق‬
‫داخل وخارج المالعب الرٌاضٌة وتكون النتٌجة وخٌمة خاتمتها أزمات الروح وتحطٌم‬
‫وتخرٌب الممتلكات والمس بالنظام العام واألمس العمومٌٌن‪.‬‬
‫إن المتتبع التطور التارٌخً لألحداث الرٌاضٌة المإلمة التً عرفتها المالعب‬
‫وثٌرتها وإفرازاتها وتداعٌاتها الخطٌرة خاصة على المٌدان‬ ‫الرٌاضٌة ٌالحظ تزاٌد‬
‫األمنً بحٌث أصبح الفرد ٌفقد الشعور باألمن والطمؤنٌنة؛ نظرا للسلوكٌات والتصرفات‬
‫الهوجاء ؼٌر المسإولة لمناصري بعض األندٌة الرٌاضٌة سواء فً حاالت العبٌر عن‬
‫الفرح أو الهزٌمة إلى حوادث مروعة وو فٌات متكررة‪ ،‬نظرا لمظاهر وآلثار العنؾ‬
‫والشؽب الرٌاضً السلبٌة على الفرد والمجتمع أصبحت مسؤلة العنؾ الرٌاضً تشكل‬
‫محورا هاما وأساسٌا فً اهتمامات الدول وسٌاسات حكومتها من أجل تحقٌق األمن‬
‫الرٌاضً حٌث أصبحت هذه الظاهرة محل اهتمام الباحثٌن والدارسٌن والخبراء فً‬
‫مٌادٌن شتى من أجل تشخٌص ظاهرة العنؾ وإٌجاد الحل المناسب‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫لقد عمد المشرع المؽربً إضافة إلى باقً الدول على تجرٌم أفعال العنؾ التً‬
‫أصبحت تخرب المجتمع حٌث عمل تعدٌل مجموعة القانون الجنابً‪ ،‬وقام بتمٌم الباب‬
‫الخامس من الجزء األول من الكتاب الثالث من مجموعة القانون الجنابً‪ ،‬وقام بتمٌم‬
‫‪1.11.38‬‬ ‫الباب الخامس من الجزء األول من الكتاب الثالث بالظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫الصادر فً ‪ 29‬جمادى األخٌرة ( ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ )2011‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 09/09‬المتعلق‬
‫‪ 2‬مكرر‬ ‫بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها الفرع‬
‫من أجل مكافحة العنؾ والشؽب الرٌاضً وخصص له ‪ 9‬فصول تمم الفصل ‪ 308‬من‬
‫مجموعة القانون الجنابً‪ .‬والذي كان الهدؾ منه ردع المشاؼبٌن ولكن ٌبقى السإال‬
‫المطروح‪ ،‬هل هذا القانون قادر على الحد من جنوح هإالء المشاؼبٌن؟ ثم ألم ٌكن‬
‫هل راعت هذه النصوص خصوصٌة‬
‫القانون الجنابً بنصوصه التقلٌدٌة قادر على ذلك؟ ؾ‬
‫الظاهرة ونحن نعلم أن أؼلبٌة المتفرجٌن داخل الملعب قاصرٌن؟ وهل وفر المشرع‬
‫المؽربً اآللٌات الكفٌلة بتطبٌق هذا القانون على أرض الواقع؟‬
‫نا المتواضعة للقانون‬ ‫كل هذه األسبلة سؤحاول اإلجابة عنها من خالل قرابت‬
‫‪ 09/09‬والتً من خاللها س نسلط الضوء على سٌاسة المشرع المؽربً فً التجرٌم‬
‫والعقاب ‪ ،‬من خالل تحلٌل القانون‪.‬من الناحٌة الشكلٌة (مطلب أول) وقراءته من الناحٌة‬
‫الموضوعٌة (مطلب ثان)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حتلًل القانىن ‪ 09/09‬من الناحًة الشكلًة‬


‫‪ 09/09‬من الناحٌة الشكلٌة من‬ ‫من خالل هذا المطلب سنحاول تحلٌل القانون‬
‫أجل الوقوؾ على المنهجٌة التً اعتمدها المشرع فً وضع هذا القانون‪ ،‬وحٌث تقوم‬
‫بتحلٌل العنوان الذي حدد المشرع له وكذلك المنهجٌة التً اتبعها فً تقسٌم عضو له‬
‫(الفقرة األولى) على أن نعالج تقنٌة اإلحالة القول اإلحالة على مجموعة القانون الجنابً‬
‫وكذلك بعض النصوص األخرى (فقرة ثانٌة)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفقزة األوىل‪ :‬حتليل عنوان القانون ومنهجية تقشيه الفصول‬
‫بالرجوع إلى دٌباجة القانون ‪ 09/09‬نجد المشرع المؽربً حدد لهذا القانون‬
‫عنوان‪ :‬العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها‪ ،‬والذي‬
‫حاول من خالله أن ٌشمل جمٌع الجرابم التً تندرج ضمن شؽب المالعب الرٌاضٌة‬
‫وذلك من أجل تبسٌط تطبٌق النصوص القانونٌة ومساعدة القاضً فً تطبٌقها لكن‬
‫المالحظ أن المشرع المؽربً أثناء وضعه لهذا القانون لم ٌحدد الجرابم على حسب‬
‫خطورتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عنوان القانون ‪09/09‬‬
‫لتحلٌل ودراسة القانون ‪ 09/09‬تقضً الضرورة الوقوؾ على عنوان القانون‬
‫وما ٌحمله من دالالت وؼاٌات لدى واضعوه‪ ،‬فالمشرع خالل وضعه له اقترح له عنوانا‪،‬‬
‫العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات الرٌاضٌة أو بمناسبتها والذي كما أسلفنا الذكر حاول من‬
‫خالله أن ٌشمل الجرابم التً ٌتمٌز بها الشؽب والعنؾ فً المبارٌات الرٌاضٌة فبقراءتها‬
‫لفصول هذا القانون ٌتضح لنا و فً رأٌنا المتواضع أن العنوان المختار ال ٌشمل جمٌع‬
‫الجرابم التً تضمنتها الفصول ‪ 1-308‬و ‪ 2-308‬و ‪ 3-308‬و ‪ 5-308‬و فإذا كان‬
‫‪1‬‬
‫العنوان ٌعكس هذه الفصول التً أسردنا ها فإن الفصول األخرى ال تندرج فٌه العنؾ‬
‫ألنها تدخل فً اعتقادنا ضمن العنؾ وإنما ضمن الشؽب وبالتالً كان ٌجب على‬
‫المشرع فً نظرنا المتواضع ٌعنون القانون على الشكل اآلتً‪":‬شؽب المالعب‬
‫الرٌاضٌة"‪' ،‬الجرٌمة الرٌاضٌة' كذلك العنوان لم ٌعكس الجانب اآلخر من التجرٌمات‬
‫المضمنة فً هذا القانون‪ ،‬فهناك بعض األفعال جرمت فً هذا القانون ال تقوم على‬

‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 1 12-308‬الذي ٌتحدث عن بٌع‬ ‫العنؾ سواء المادي أو المعنوي كمثال الفصل‬
‫التذاكر بسعر ٌختلؾ عن السعر المحدد للبٌع من قبل الجهة المختصة أو بدون ترخٌص‬
‫منها‪.‬‬
‫كذلك الفصل ‪ 2 8-308‬الذي ٌتحدث عن عدم اتخاذ التدابٌر الالزمة لمنع العنؾ‬
‫أثناء التظاهرات الرٌاضٌة والفصل ‪ 8-308‬فً الفقرة ‪ 2‬الذي ٌتحدث عن اإلحسان‬
‫والتعاون فً تنفٌذ تدابٌر منع أعمال العنؾ ‪.3‬‬
‫والفصل ‪ 9-308‬الذي ٌتحدث عن الدخول إلى الملعب المقامة فٌه التظاهرة‬
‫الرٌاضٌة‪.4‬‬
‫تعكس العنوان‬ ‫فً نظر نا هذه التجرٌمات التً تدخل ضمن هذه الفصول ال‬
‫المقترح من طرؾ المشرع وإنما تدخل ضمن أعمال الشؽب وبالتالً من خالل استقراء‬
‫الفصول السالفة الذكر ٌتبادر إلى فهمنا السإال اآلتً‪ :‬على أي أساس تم إلحاق هذا‬
‫ألم ٌكن من األولى أن ٌتم‬ ‫القانون بالباب المتعلق بالجناٌات والجنح ضد األمن العام؟‬
‫المتعلق بجرابم التخرٌب‬ ‫إلحاق هذا القانون ضمن الفرع الثامن من الباب التاسع‬
‫والتعٌٌب واإلتالؾ الذي ٌشترك مع التجرٌمات المضمنة فً القانون وخاصة فً حماٌة‬
‫الممتلكات العامة واألؼٌار؟؟‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪12 308‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1200‬‬

‫‪3‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪8 308‬‬

‫‪4‬‬
‫‪8 308‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪23‬‬
‫ثم ألم ٌكن من األجدر بالمشرع أن ٌلحقه حسن الفرع األول من الباب السابع‬
‫‪09-09‬‬ ‫والمتعلق بجرابم القتل العمد والتسمٌم وللعنؾ‪ ،‬وخصوصا أن عنوان القانون‬
‫ٌشترك مع هذا الفرع فً نفس الؽاٌة والتً الهدؾ من حماٌة األفراد وسالمتهم من‬
‫األخطار خاصة وان القانون ‪ٌ 09-9‬شتمل على مجموعة من اإل حاالت على الفصل‬
‫‪1‬‬
‫‪ 403‬من هذا الفرع‬
‫ثانٌا‪ :‬منهجٌة تقسٌم فصول القانون ‪09-09‬‬
‫من خالل قراءتنا لمواد القانون ‪ٌ ،09-09‬تضح لنا أنها لم تقسم بشكل ممنهج‬
‫حٌث اكتفى واضعوا هذا القانون بسرد فصوله بشكل مسترسل دون تمٌٌز بعضها عن‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫كان على المشرع المؽربً أن ٌضم هذه الجرابم إلى الظهٌر الشرٌؾ‬
‫‪ 1.10.150‬الصادر فً ‪ 13‬من رضمان ‪ )2010/08/24 ( 1431‬المنفد للقانون‬
‫‪ 09-30‬المتعلق بالتربٌة البدنٌة‪ ،‬ونعلم أنه أحال علٌه فً مجموعة من الفصول أو كان‬
‫‪ 1-308‬إلى‬ ‫من األحرى على المشرع أن ٌقسم القانون على النحو التالً المواد مـن‬
‫‪ 8-308‬إلى ‪ 11-308‬تخصص‬ ‫‪ 7-308‬تخصص إلعمال العنؾ‪ ،‬والفصول من‬
‫القتحام المالعب وكذلك الساحات واألماكن المختصة لألنشطة الرٌاضٌة‪ ،‬على أن‬
‫ٌخصص الجزء األخٌر من مواد ‪ 12-308‬إلى ‪ 19-308‬لظروؾ التشدٌد والتخفٌؾ‬
‫وكذلك التدابٌر االحترازٌة لكً ٌكون القانون مقسم بشكل سلٌم من أجل محاربة هذه‬
‫اآلفة المتفشٌة أخٌرا‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪403‬‬

‫‪2‬‬

‫‪09 09‬‬
‫‪24‬‬
‫الفقزة الثانية‪ :‬االعتناد على تقنية اإلحالة على نصوص جمنوعة القانون اجلنائي‬
‫إن أهم ما ٌمٌز القانون ‪ 09-09‬اعتماده على تقنٌة اإلحالة سواء بصفة صريحة‬
‫أو بصفة ضمنٌة من جهة وسواء اإلحالة الداخلٌة على نصوص القانون الجنابً كما هو‬
‫‪ 403‬من مجموعة القانون‬ ‫الحال بالنسبة للفصل ‪ 1-308‬والذي ٌحٌل على الفصل‬
‫الجنابً‪1‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫اإلحالة بصفة صرٌحة‪ :‬وتجلى ذلك من خالل اإلحالة على بعض نصوص القانون‬
‫الجنابً صراحة كما هو الحال بالنسبة للفصل ‪ 1-308‬الذي ٌحٌل على الفصل ‪ 403‬من‬
‫مجموعة القانون الجنابً بالنسبة لألفعال التً ترتب عنها الموت‪ ،‬كذلك إلى الفصل‬
‫‪ 5-308‬الذي أحال على الفصلٌن ‪441‬و‪ 442‬من مجموعة القانون الجنابً فً بعض‬
‫‪2‬‬
‫الذين بدوره ما أحال على القانون ‪ 00-77‬المتعلق بالصحافة‬ ‫أفعال السب أو القذؾ‬
‫والنشر‪.3‬‬
‫اإلحالة بصؾ ضمنٌة‪ :‬وهً التً تكون دون اإلشارة إلى أي مادة أو قانون‪،‬‬
‫‪ 09-09‬من المادة ‪ 1-308‬إلى ‪ 12 - 308‬كلها‬ ‫والمالحظ أنه بقراءة مواد القانون‬
‫أحالت بصفة ضمنٌة على نصوص أخرى سواء نصوص مجموعة القانون الجنابً أو‬
‫توحً على‬ ‫نصوص أخرى‪ ،‬فوجود عبارة دون اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد‬
‫اإلحالة الضمنٌة‪ ،‬وهو ما ٌجعل القاضً الجنابً فً حٌرة من أجل التنقٌب عنها سواء‬

‫‪1‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪77 00‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪3 1423‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1 02 207‬‬
‫‪1958‬‬ ‫‪15 1378‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪378.58.1‬‬

‫‪25‬‬
‫فً القانون الجنابً‪ ،‬أو فً النصوص الجنابٌة الخاصة ‪ ،‬والمثال على ذلك المادة ‪-308‬‬
‫‪ 12‬والذي ٌتحدث عن بٌع التذاكر بسعر أعلى أو اقل من السعر المحدد لها من طرؾ‬
‫الهٌبات التً لها الحق فً ذلك والذي ٌقتضً على تطبٌقه الرجوع إلى قانون حرٌة‬
‫‪2‬‬
‫األسعار والمنافسة ‪ 106-99‬وخاصة الفصل ‪ 68‬والذي ٌجرم المضاربة فً األسعار‬
‫والتً تصل فٌه العقوبة سنتٌن عل ى عكس المادة ‪ 308-12‬التً تكون فٌها العقوبة‬
‫الؽرامة فقط من ‪1200‬إلى ‪10‬آلؾ درهم‪ ،‬ونالحظ أن المشرع است عمل عبارة دون‬
‫اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد إذ ن ماه و القانون األولى بالتطبٌق فً هذه الحالة‬
‫هل القانون ‪ 09-09‬أم القانون ‪06-99‬المتعلق بحرٌة األسعار والمنافسة؟؟؟؟‪.‬‬
‫بثه فً بعض هذه الجرابم‪،‬‬ ‫هاته اإلحالة تشكل بعض الصعوبات للقاضً أثناء‬
‫ألنها تتطلب منه الجهد للبحث عن أركان الجرٌمة فً النص المحال علٌه وبالتالً كان‬
‫ٌجب على أن المشرع أن ٌقحم هذا النص ضمن القانون الجنابً أو ضمن قانون‬
‫التربٌة البدنٌة حتى تتضح معالم النصوص القانونٌة‪ ،‬كانت هذه قراءتنا للقانون من‬
‫الناحٌة الشكلٌة التً حاولنا خاللها جاهدٌن تحلٌل القانون‪ ،‬وسنحاول على السٌاسة التً‬
‫نهجها المشرع من ناحٌة التجرٌم والعقاب فً (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫املطلب الثانٌ‪ :‬حتلًل القانىن ‪ 09-09‬من الناحًة املىضىعًة‬


‫لقد تعددت مظاهر العنؾ والشؽب وتؽٌرت طبٌعته فً السنوات األخٌرة حٌث‬
‫أصبحت الظاهرة تتعدى حدود المالعب الرٌاضٌة‪ ،‬وأصبحت الجماهٌر الرٌاضٌة‬
‫تتصرؾ بعد الفوز والخسارة بطرٌقة ؼٌر حضارٌة عن طرٌق االعتداء على اآلخرٌن‬

‫‪1‬‬
‫‪1 00 225‬‬ ‫‪06 99‬‬
‫‪2001 09 27‬‬ ‫‪4938‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪5 1421‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪68‬‬
‫‪500‬‬

‫‪26‬‬
‫وإلحاق األذى بهم وبممتلكاتهم ‪ ، 1‬وتبعا لذلك جرم المشرع المؽربً من خالل القانون‬
‫‪ 09-09‬مجموعة من األفعال وأفرد لها عقوبات ردعٌة كما أنه تضمن البعد الوقابً‬
‫‪،‬وذلك فً إطار السٌاسة الجنابٌة التً ٌنهجها المشرع من خالل التجرٌم والعقاب‪.‬‬
‫من خالل هذا المطلب سنتطرق إلى سٌاسة التجرٌم والعقاب التً نهجها فً (فقرة‬
‫أولى)على أن نقوم بتقٌٌم سٌاسة المشرع فً (فقرة ثانٌة)‪.‬‬
‫الفقزة األوىل‪ :‬سياسة التجزيه والعقاب يف القانون‪09-09‬‬
‫‪ 09-09‬وبعد‬ ‫باستقراء السٌاسة التجرٌمٌة التً اعتمدها المشرع فً القانون‬
‫ائ ‪ ،‬حٌث أن جرٌمة واحدة تشمل مجموعة من األفعال‬
‫قراءتنا له ٌتضح لنا تنوع الجر م‬
‫المجرمة وجمٌع األفعال التً تدخل ضمن الشؽب الرٌاضً والتً أصبحت تإدي‬
‫التخرٌب والضرب والجرح وقد تصل إلى إزهاق األرواح‪،‬وتشدد فً العقاب من أجل‬
‫ردع كل من خولت له نفسه ذلك‪ ،‬فً هذه الفقرة سنتناول هذه الجرابم على الشكل اآلتً‪:‬‬
‫‪ - 1‬الفصل ‪ 1-308‬جرٌمة المساهمة فً أعمال العنؾ أثناء المبارٌات‬
‫والتظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها أو أثناء بث هذه المبارٌات أو التظاهرات فً أماكن‬
‫عمومٌة وترتب عنها الموت'‬
‫بالنسبة للنطاق المكانً لم ٌقتصر على األفعال المرتكبة فً رقعة الملعب ‪،‬‬
‫وكذلك لم ٌستثنً المدن التً ال تقام فٌها التظاهرات الرٌاضٌة بل تجاوز ذلك بل تجاوز‬
‫ذلك حٌث أدخل األماكن العمومٌة والمقاهً والساحات العمومٌة ووسابل النقل ومحطات‬
‫نقل المسافرٌن ‪ ،‬كما ساوى بٌن المتفرجٌن داخل الملعب مع المشاهدٌن للمبارٌات فً‬
‫العقوبات الجنابٌة فً حالة مساهمتهم فً أعمال العنؾ ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-2‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪13.04.2013‬‬
‫‪27‬‬
‫وهذا فً نظرنا منطق سلٌم من المشرع ألن ظاهرة الشؽب أو العنؾ فً‬
‫المالعب ال تعترؾ بالحدود الجؽرافٌة فالمشاؼبون قد تدفعهم نفس األسباب إلى ارتكاب‬
‫أعمال العنؾ أو الشؽب‪.1‬‬
‫كذلك من الناحٌة الزمنٌة حٌث عاقب المشرع على أعمال العنؾ ‪.‬‬
‫نهجها المشرع تشتمل‬ ‫‪ -3‬كذلك المالحظ من خالل السٌاسة التجرٌمٌة التً‬
‫مصطلحات فضفاضة كالمدٌرٌن والم حرضٌن تثٌر مجموعة من المشاكل‪.‬‬
‫لسٌاسة‬ ‫وإذا كانت جرابم العنؾ محل المناقشة السابقة‪ ،‬هً العمود الفقري‬
‫هناك أٌضا‬
‫المشرع من أجل الحد من هذه الظاهرة التً أصبحت خطٌرة على المجتمع‪ ،‬ؾ‬
‫أفعال خطٌرة تنبه إلٌها المشرع‪ٌ ،‬مكن أن تمدد الرتكاب أعمال الشؽب والعنؾ‪ ،‬وال‬
‫تقوم على العنؾ بمفهومه المادي وإنما المعنوي وهنا نتحدث عن جرٌمتً التحرٌض‬
‫على التمٌز العنصري أو الكراهٌة أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة وبمناسبتها‬
‫أو أثناء بتها فً أماكن عمومٌة‪ ،‬والسب والقذؾ أو التفوه بعبارات منافٌة األخالق‬
‫العامة أثناء األماكن واألزمنة المشار إلٌها‪ ،‬فهاته الجرابم تكون ؼالبا سببا ربٌسٌا فً‬
‫حدوث أعمال الشؽب فً التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها فً المؽرب‪ ،‬وذلك فً‬
‫الطبٌعة التقنٌة للمشجعٌن المؽاربة‪ ،‬ولإلشارة فؤؼلبهم قاصرٌن ‪ ،2‬وهو ما ٌوفر أرضٌة‬
‫ب لالحتقان بٌن المتجهٌن فٌمكن أن ٌتطور تبادل السب والقذؾ بٌن المشجعٌن فً‬
‫خصة‬
‫المالعب‪ ،‬أو قبل المباراة على صفحات شبكات التواصل االجتماعً‪ ،‬كالفٌسبوك أو‬

‫‪09 09‬‬ ‫‪4 308‬‬


‫‪09 09‬‬

‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫‪،1‬لذلك‬ ‫التوٌتر إلى حدود أعمال شؽب وعنؾ قد تصل فً بعض األحٌان إلى الموت‬
‫عمل المشرع على تجرٌم التحرٌض على الكراهٌة والتمٌٌز والسب والقذؾ فً المالعب‬
‫الرٌاضٌة ‪ ،‬والهدؾ من ذلك تفادي التو ثر أثناء هذه المبارٌات أو بمناسبة إقامتها ‪ ،‬وفً‬
‫اعتقادنا حسن ما فعل المشرع ألن أعمال الشؽب تتطور إلى الضرب والجرح بجراء‬
‫االستفزاز والسب والقذؾ‪،‬مثال لو أن مشجع لفرٌق ما انهزم فرٌقه وتعرض إلى سب أو‬
‫قذؾ بطبٌعة الحال سٌزٌده ذلك توثرا مما ٌدفع إلى التعبٌر عن ؼضبة بالعنؾ أو الشؽب‪.‬‬
‫كذلك سعى المشرع المؽربً إلى توفٌر الحماٌة للجماهٌر والالعبٌن والحكام‬
‫داخل الحلبة الرٌاضٌة وأثناء المباراة الرٌاضٌة ‪ ،‬حفاظا على سالمة األشخاص وكذلك‬
‫على ؼاٌة الرٌاضة المتمثلة فً التروٌج عن النفس وإضفاء روح المنافسة علٌها ناهٌك‬
‫عن التحلً باألخالق النبٌلة ‪،‬حٌث جرم وعاقب من خالل الفصل ‪ 26-308‬من القانون‬
‫‪ 09/09‬إلقاء عن عمد أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة على شخص آخر أو عدة‬
‫أشخاص أو على مكان وجود الجمهور‪ ،‬أحجارا أو موادا صلبة أو سابلة أو قاذورات أو‬
‫مواد حارقة أو أي أداة أو مادة أخرى من شؤنها إلحاق ضرر بالؽٌر‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2016‬‬
‫‪2‬‬
‫‪09 09‬‬ ‫‪6 308‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪20000‬‬ ‫‪1200‬‬

‫‪29‬‬
‫إن هذا المقتضى المنصوص علٌه فً المادة السالفة الذكر فٌه حماٌة قبلٌة‬
‫للجماهٌر لكن فً نظرنا البد من اتخاذ التدابٌر الالزمة لتفعٌله بالشكل الفعال والناجع‪،‬أي‬
‫القٌام بتفتٌش الجماهٌر قبل الدخول إلى المالعب الرٌاضٌة ومن ع أي شخص ٌحمل تلك‬
‫المواد من الدخول وكذالك تؤمٌن الطرق ومساعدة الجمهور للوصول إلى المالعب بشكل‬
‫سلٌم وهنا فً نظرنا كان على المشرع تحمٌل النادي مسإولٌة تنقل جماهٌر ومرافقتهم‬
‫بشكل سلٌم‪.‬‬
‫كما سعى كذلك المشرع إلى تفادي أعمال العنؾ والشؽب من خالل الوقاٌة‬
‫المسبقة قبل المبارٌات ‪ ،‬حٌت عمل على معاقبة كل من دخل أو حاول الدخول إلى أماكن‬
‫إقامة التظاهرات الرٌاضٌة وهو ٌحمل سالحا بمفهوم الفصل ‪ 303‬من مجموعة القانون‬
‫الجنابً ‪1‬وذلك من خالل الفصل‪2 9-308‬من القانون ‪.09-09‬‬
‫كما لم تؽفل السٌاسة التجرٌمٌة والعقابٌة للمشرع تجرٌم دخول األشخاص أو‬
‫محاولة دخولهم إلى ملعب أو حلبة رٌاضٌة فً حالة سكر أو تحت تؤثٌر المخدرات فً‬
‫الفصل ‪ 310-308‬من القانون السالؾ الذكر‪.‬‬
‫كل هذا يدخل ضمن سٌاسة المشرع الهادفة إلى مرور التظاهرات الرٌاضٌة‬
‫بسالم وكذلك حفاظا على أمن وسالمة المتظاهرٌن الرٌاضٌٌن‪ ،‬نظرا لما أصبحت تشكله‬

‫‪1‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫‪09 09‬‬ ‫‪9 308‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪5.000‬‬ ‫‪1.200‬‬

‫‪303‬‬

‫‪3‬‬
‫‪10.000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪10 308‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪30‬‬
‫ظاهرة العنؾ فً التظاهرات الرٌاضٌة من خطر على الحرٌات الفردٌة لألشخاص‬
‫وعلى أمن وصورة الدولة ككل فً الخارج‪ ،‬وكذلك ضمانا لألمة الرٌاضً‪.‬‬
‫لكن المالحظ أن المشرع المؽربً رؼم السٌاسٌة التجرٌمٌة والعقارٌة التً‬
‫نهجها من أجل الحد من ظاهرة شؽب المالعب الرٌاضٌة إال أنه الزال ٌعانً من فراغ‬
‫تشرٌعً‪.‬‬
‫حٌث نالحظ أن أؼلب الشؽب ٌقوم به القاصرٌن لكن ٌضع أي حد لمنع‬
‫القاصرٌن من ولوج الفضاءات التً تقام فٌها التظاهرات الرٌاضٌة‪ ،‬وفً نظر المتواضع‬
‫كان ٌجب على المشرع أن ٌمنع القاصرٌن من الولوج إلى تلك الفضاءات إال بحضور‬
‫ولٌهم‪.‬‬
‫أٌضا من المسابل التً أثارت انتباهً فً القانون ما نصت عل ٌه المادة ‪-308‬‬
‫‪ 17‬من حل الشخص المعنوي إذ ٌبقى التساإل المطروح من هو الشخص المعنوي الذي‬
‫ٌتحدث عنه المشرع إذا كان النادي فال بد من الرجوع إلى القانون الذي ٌحدد مسإولٌة‬
‫النادي كشخص معنوي؟‬
‫وإذا كان ٌقصد اإللتراس التً تساند الفرق فهنا ٌثٌر مجموعة من اإلشكاالت‬
‫على اعتبارها بمثابة تنظٌم فقط ولٌست بمجمعٌات مإسسة وفق قانون الجمعٌات ‪ ،‬وهنا‬
‫قد ٌحٌلنا القانون بصفة ضمنٌة إلى ظهٌر الحرٌات العامة فٌما ٌتعلق التجهٌز‪.‬‬
‫الفقزة الثانية‪ :‬تقييه سياسة التجزيه والعقاب يف القانون‪09-09‬‬
‫فً ظل تزاٌد وانتشار أعمال العنؾ والشؽب فً المبارٌات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها أو التً أصبحت تشكل خطرا على المجتمع المؽربً‪ ،‬نظرا لما تخلفه من إٌذاء‬
‫وتخرٌب وقتل‪ ،‬بادر المشرع المؽربً إلى إتباع المقاربة القانونٌة‪ ،‬حٌث أصدر القانون‬
‫‪ 09-09‬المتمم لمجموعة القانون الجنابً‪ ،‬حٌث زاوج هذا القانون بٌن البعد الوقابً‬

‫‪31‬‬
‫والردع الجنابً فً إطار معالجته للعنؾ الرٌاضً بشكل ٌؤخذ بعٌن االعتبار المناخ‬
‫العام الذي ٌنبؽً أن ٌسود األنشطة الرٌاضٌة أال وهو الحفاظ على الفرجة الرٌاضٌة ‪.1‬‬
‫حٌث ساوى‬ ‫وتجلى البعد التجرٌمً من خالل تعدد نطاق التجرٌمات بالقانون‬
‫عاقب القانون األشخاص المسإولًن عن‬ ‫الجرابم من حٌث الزمان والمكان وكذلك‬
‫تنظٌم األنشطة والتظاهرات الرٌاضٌة الذٌن لم ٌتخذوا التقارٌر الالزمة لمنع وحدوث‬
‫أعمال العنؾ‪.‬‬
‫كما تضمن عقوبات تمثلت فً عقوبات زجرٌة تصل إلى ‪ 5‬سنوات سجنا‪ ،‬إضافة‬
‫‪ 180‬ألؾ درهم‪ ،‬إضافة إلى الحرمان من متابعة‬ ‫إلى ؼرامات تصل أحٌانا إلى‬
‫المبارٌات لمدة ‪ 5‬سنوات وحل الجمعٌات‪.2‬‬
‫كما ٌتمٌز القانون ‪ 09-09‬بؤبعاد تربوٌة إنسانٌة وحمابٌة تبرز من خالل األبعاد‬
‫التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬البعد التربوي و األخالقً‪ :‬حٌث الؽاٌة من هذا القانون تبقى تخلٌق الممارسة‬
‫كمنع‬ ‫الرٌاضٌة وتحسٌن الفرجة الرٌاضٌة وتجرٌم بعض السلوكات المنحرفة‬
‫إدخال المواد المخدرة إلى باحة المالعب الرٌاضٌة فً المادة ‪ 10-308‬وكذلك‬
‫التفوه بمبارٌات مخلة للحٌاء‪.‬‬
‫‪ -‬بعد حقوقً وتجلى من خالل نبذ الكرا ه ٌة داخل الفضاءات الرٌاضٌة وتجرٌم‬
‫المٌز العنصري ‪.308‬‬
‫‪ -‬بعد حمابً ٌتجلى فً توفٌر الحماٌة الالعبٌن (منع ولوج حظٌرة الملعب بدون‬
‫سبب مشروع‪ ،‬ومنع رمً األحجار أو المواد الخطرة داخل الملعب‪ ،‬وكذلك‬
‫إتالؾ وتعٌٌب المنشآت الرٌاضٌة‪.308-11-308-7-6-308 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪09 09‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪32‬‬
‫لكن رؼم اسهام المشرع المؽربً بالمقاربة القانونٌة الزالت هناك مجموعة من‬
‫االختالالت ال سواء على المستوى القانونً ‪ ،‬حٌث الزال القانون ٌعانً من‬
‫مجموعة من الفرا غات التشرٌعٌة‪ ،‬حٌنما نص المشرع على منع دخول حلبات‬
‫الرٌاضة فً حالة سكر فً الفصل ‪ 10-308‬ولم ٌولً االهتمام لمحاولة دخول‬
‫الفضاءات العمومٌة فً ؼٌر ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك خص القانون ‪ 09-09‬فً المادة ‪ 19-308‬على إنشاء لجنة لمكافحة العنؾ‬
‫بالمالعب الرٌاضٌة‪.‬‬
‫والشًء المثٌر لالنتباه أنه إلى ٌومنا هذا الزالت اللجنة لم تعرؾ النور‪.‬‬
‫وإذا قارننا هذه المادة بالتجربة الفرنسٌة فً تدبٌر المبارٌات‪ ،‬فقد أنشؤت فرنسا القسم‬
‫‪Division nationale de lutte contrôle‬‬ ‫الوطنً لمكافحة الشؽب‬
‫‪ hooliganisme‬بتارٌخ أكتوبر ‪ ، 12009‬وهو قسم ٌتبع المدٌرٌة المركزٌة‬
‫العمومً )‪ (DCSP‬وٌضع مصلحتٌن ‪ ،‬المركز الوطنً لمعلومات كرة‬ ‫لألمن‬
‫‪2‬‬
‫القدم )‪ (PNIF‬وإدارة قاعدة البٌانات الوطنٌة للممنوعٌن من ولوج المالعب‬
‫)‪ (FNIS‬كذلك قام المشرع الفرنسً بإحداث لجنة استشارٌة من صالحٌتها منع‬
‫جمعٌات المحبٌن التً تساند المحبٌن المثٌرٌن للشؽب‪.‬‬
‫أما المؽرب وبحكم تموقعه الجؽرافً المتمٌز وانخراطه فً دٌنامٌة العولمة التً‬
‫تشهدها مختلؾ الدول المعمورة لم ٌكن بدوره لٌسلم من التداعٌات السلبٌة‬
‫لظاهرة الشؽب فً المالعب وإرهاصاتها وخاصة فً اآلونة األخٌرة ‪،‬رؼم‬
‫إجماع العدٌد من المتابعٌن ومهتمً الشؤن الرٌاضً أن ظاهرة الشؽب تعتبر‬
‫دخٌلة على ساحة الرٌاضة الوطنٌة ‪ ،‬ما فسح المجال أمام ظهور العدٌد من‬

‫‪1‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪18 308‬‬ ‫‪09 09‬‬

‫‪33‬‬
‫التساإالت عن مصدر الظاهرة ‪ ،‬وكٌفٌة مواجهتها وإقرار منظومة أمنٌة وآلٌات‬
‫قانونٌة فً سبٌل التصدي لها والسٌما أمام تصاعد حدة الظاهرة وما أضحت‬
‫تسفر علٌه بٌن الفٌنة واألخرى من أضرار بلٌؽة فً صفوؾ األفراد والممتلكات‪.‬‬
‫ولربما األحدا ث التً عرفها المؽرب فً اآلونة األخٌرة هً التً دفعت المشرع‬
‫إلى اإلسراع والتعجٌل بتؽٌٌر مجموعة القانون الجنابً بالقانون ‪ 09-09‬فً ظل‬
‫عجز السٌاسة الجنابٌة للمشرع فً التصدي لهذه الظاهرة‪،‬كمحاولة منه لتحقٌق‬
‫الردع بنوعٌه العام والخاص وتوفٌر الحماٌة الالزمة للوافدٌن للتظاهرات‬
‫‪1‬‬
‫الرٌاضٌة‪ ،‬وفً ما ٌلً بعض النماذج التً تإكد حقٌقة هذه اآلفة‪:‬‬
‫‪ -‬حادثة "الدٌربً البٌضاوي " بٌن الؽرٌمٌن الرجاء والوداد التً عرفت مجموعة‬
‫من الحوادث المؤساوٌة منها التخرٌب والضرب والجرح والوفٌات ‪.‬‬
‫‪ -‬حادثة مٌمون العروصً بالحسٌمة "بتارٌخ ‪ 30‬أكتوبر ‪ "2010‬فً مباراة بٌن‬
‫الوداد البٌضاوي وشباب الرٌؾ الحسٌمً حٌث توقفت المباراة بعد ‪ 10‬دقابق من‬
‫بداٌتها وتحولت إلى أعمال العنؾ بالضرب والتخرٌب ورشق األمن بالحجارة‬
‫داخل وخارج الملعب‪.‬‬
‫‪2008‬فً مباراة كرة القدم بٌن فرٌق الوداد‬ ‫‪ -‬حادثة "ملعب الحارثً مراكش‬
‫البٌضاوي والكوكب المراكشً التً أدت أعمال الشؽب والعنؾ بها إلى إصابة‬
‫‪1‬‬
‫أزٌد من ‪ 50‬مشجعا بجرح وكذلك تخرٌب الممتلكات ‪.‬‬
‫‪ 6‬فبراٌر ‪" 2009‬والتً‬ ‫‪ -‬حادثة "العنؾ المضاد ورد الدٌن بالبٌضاء بتارٌخ‬
‫‪ 2008‬بٌن الوداد والكوكب والتً‬ ‫جاءت ردا على أعمال الشؽب التً وقعت‬
‫أدت إلى التخرٌب والضرب والجرح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ٌوسؾ بنباصر‪ ،‬مرجع سابق ص ‪75.76.77.78‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬حادثة "عنؾ مركب محمد الخامس ‪ "12009‬التً جمعت بٌن الرجاء والجٌش‬
‫الملكً فً الدورة ‪ 17‬لبطولة القسم الوطنً األول والتً أدت إلى التخرٌب‬
‫والضرب والجرح‪.‬‬
‫‪"2010‬التً جمعت بٌن الدفاع الحسنً الجدٌدي‬ ‫‪ -‬حادثة " عنؾ ملعب الجدٌدة‬
‫والكوكب المراكشً والتً أسرفت على أعمال التخرٌب وحمل األسلحة‪.‬‬
‫‪ " -‬شؽب كرة السلة بملعب الوداد البٌضاوي " مباراة كرة السلة بٌن الوداد‬
‫‪ 13‬من الموسم الرٌاضً‬ ‫البٌضاوي وفرٌق أمل الصوٌرة فً إطار الجولة‬
‫‪ 2009-2008‬تحولت إلى أعمال العنؾ وإتالؾ الممتلكات ‪.‬‬
‫وصفوة القول فالمؽرب بحكم تموقعه الجؽرافً المتمٌز لم ٌكن لٌسلم من إرهاصات هذه‬
‫الظاهرة أو ٌبقى فً منؤى عنها رؼم أن هذا النوع من الجرابم ٌبدو ؼرٌبا بل ومتطفال‬
‫على الواقع المؽربً المتشبع بثقافة الحوار الصرٌح والبناء والمشهود له بقٌم اإلنفتاح‬
‫والتسامح وتقبل الرأي األخر دون إقصاء أو تهمٌش ‪ ،‬ولم ٌكن إذن مفاجبا أن ٌسارع‬
‫المؽرب إلقرار آلٌات قانونٌة جدٌدة من شؤنها التصدي للظاهرة ‪،‬والسٌما أمام عجز‬
‫المقتضٌات القانونٌة التقلٌدٌة فً المبادئ العامة للقانون الجنابً عن مجابهة هذه اآلفة‬
‫الدخٌلة على المشهد الرٌاضً الوطنً ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬األمر الذي أسفر عن اعتقال البعض منهم ‪ ،‬ومثولهم أمام القضاء ‪ ،‬فقضت المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء ٌوم الثلثاء ‪10‬فبراٌر‪2009‬‬
‫بشهرٌن سجنا نافذا فً حق ثمانٌة مشجعٌن فً حالة اعتقال ‪ ،‬متهمٌن بارتكاب أعمال تخرٌبٌة ‪ ،‬وإلحاق خسابر مادٌة بملك الؽٌر ‪ ،‬وتخرٌب‬
‫أشٌاء مخصصة للمنفعة العامة‪ٌ،‬وسؾ بنباصر نفس المرجع ص ‪.77‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثانً‬
‫القواعد الخاصة بجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬
‫لقد أصبح العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة‪ ،‬واقعا وحقٌقة ملموسة لٌس لدٌها جواز‬
‫سفر وال تؤثٌر دخول إلى المالعب الرٌاضٌة‪ ،‬إذ أن المتتبع لكرة القدم فً السنوات‬
‫األخٌرة ٌالحظ استفحال وتفشً ظاهرة العنؾ وأعمال الشؽب التً حولت مالعب كرة‬
‫القدم إلى حلبات من المناوشات والمواجهات الخطٌرة بٌن األنصار وفً بعض األحٌان‬
‫بٌن الفرق داخل الملعب‪ ،‬مما ٌإدي إلى اإلٌذاء والضرب والجرح‪ ،‬وإزهاق الروح‬
‫وتخرٌب الممتلكات العامة والخاصة والمساس بالنظام واألمن العمومٌٌن‪ٌ ،‬مكن القول‬
‫أن ظاهرة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من الظواهر التً تإرق الجمٌع فً الوقت‬
‫الحاضر النتشارها وعدم خلو أي مباراة رٌاضٌة منها‪.‬‬
‫إن مسالة العنؾ الرٌاضً وأعمال الشؽب بمناسبة التظاهرات الرٌاضٌة تشكل‬
‫محورا هاما للدراسات والبحث العلمً‪ ،‬نظرا للمكانة التً أصبحت تحتلها الرٌاضة فً‬
‫حٌاة المجتمعات‪.‬‬
‫كما تشٌر معظم الدراسات إلى أن موضوع العنؾ فً المالعب قد مس معظم‬
‫دول العالم الفقٌرة متناول الفبة‪،‬ومن هنا أتت فكرة البحث عن األسالٌب والمكانٌزمات‬
‫العلمٌة والعملٌة لتحقٌق أمن المالعب والحد من تفاقم ظاهرة العنؾ إذن ما هً‬
‫األسالٌب ومختلؾ الطرق القانونٌة واألمنٌة التً من شؤنها أن تقدمت تفاقم ظاهرة‬
‫العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة؟ وما هو دور المجتمع المدنً بشتى فعالٌته وكذلك‬
‫اإلعالم فً الحد من هذه الظاهرة؟‬
‫ٌعتبر المؽرب من الدول التً بادرت إلى إصدار القانون لمواجهة هذه الظاهرة‬
‫والحد من خطورتها ألنها أصبحت الٌوم تسٌل حبر الباحثٌن والمسبولٌن من أجل إٌجاد‬
‫الحلول الكفٌلة للحد من هذه الظاهرة وفً هذا الفصل سنحاول معالجة ظاهرة العنؾ‬
‫والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة من التطرق إلى دور المقاربة القانونٌة فً مواجهة‬
‫‪36‬‬
‫عنؾ المالعب الرٌاضٌة (المبحث األول)‪ ،‬وكذلك اإلجراءات األمنٌة الخاصة والتً‬
‫تتجلى فً كل من الموارد األمنٌة والبشرٌة وكذلك المواد اللوجستٌكٌة للحد من هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬كذلك أٌضا دور المجتمع المدنً واإلعالم فً محاربة والحد من هذا الوباء‬
‫الذي أصبح ٌنحز أوصال المجتمع (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المبحث الثانً‬
‫دور المقاربة القانونٌة فً مواجهة عنف المالعب الرٌاضٌة‬

‫لقد تبنت أؼلب الدول التً عرفت ظاهرة العنؾ الرٌاضً المقاربة باعتبارها‬
‫إحدى اآللٌات التً ٌمكنها إلى جانب آلٌات أخرى تساهم فً مكافحة هذه الظاهرة وهذا‬
‫‪ 11985‬حول أعمال العنؾ‬ ‫ما أدى بالمجتمع األوربً إلى وضع اتفاقٌة أوربٌة فً‬
‫الرٌاضً‪ ،‬كما دفعت أعمال العنؾ والشؽب الرٌاضً العدٌد من الدول إلى االهتمام‬
‫بهذه الظاهرة على مستوى المإسسات كما هو الشؤن فً إٌطالٌا التً أنشؤت مصدرا‬
‫وطنٌا خاصا ٌعنً ٌتتبع هذه الظاهرة ‪ ،2‬وهكذا أعملت الدول التً ة ابتلٌت بمثل هذه‬
‫الظواهر على اتخاذ تدابٌر واالهتمام بها ضمن سٌادتنا العمومٌة‪.‬‬
‫وٌعد المؽرب من بٌن الدول التً اتخذت عدة تدابٌر من أجل محاربة هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬حٌث عقد عدة ندوات فً مقدمتها المناظرة الوطنٌة حول الرٌاضٌة‬
‫بالصخٌرات فً ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2008‬والتً وجهها جاللة الملك رسالة بمناسبتها ‪ ،3‬كما‬
‫‪ ،42011‬كما‬ ‫عمل المشرع المؽربً على إدراج الرٌاضة ودسترتها من خالل دستور‬
‫أالزم الفصل ‪ 33‬من السلطات العمومٌة بتسٌٌر ولوج الشباب للرٌاضة وتوفٌر الظروؾ‬
‫المرافقة أمامهم لحقل مواهبهم وطاقتهم ‪ ..‬واإلبداعٌة‪ ،‬كما عمل المشرع على اتخاذ‬
‫‪ 09-09‬الذي تمم مجموعة القانون الجنابً‪ٌ ،‬تعلق‬ ‫مقاربة قانونٌة تجلت فً القانون‬
‫بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها‪ ،‬والقد زاوج‬
‫المشرع بٌن البعد الوقابً والردع الجنابً‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2‬‬
‫‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ 09-09‬من الناحٌة الموضوعٌة‬ ‫من خالل هذا المبحث‪ ،‬سنعالج القانون‬
‫(المطلب األول) على أن نتطرق إلى الجانب اإلجرابً (المطلب الثانً)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫القواعد الموضوعٌة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫ٌجمع القانون الجنابً فً شقه الموضوعً‪ ،‬مجموعة من القواعد القانونٌة التً‬


‫تحدد صور الجرٌمة فً شكل سلوك إٌجابً (فعل ٌمنع القانون القٌام به) أو فً شكل‬
‫‪ ،1‬فالقانون الجنابً من الناحٌة‬ ‫سلوك سلبً (اشتباع عن تنفٌذها ٌؤمر به القانون)‬
‫الموضوعٌة ٌحدد الفعال المجرمة وتبٌان أركانها حتى ٌسهل على القاضً الجنابً‬
‫تطبٌقه بكٌفٌة سهلة‪،‬وكذلك تحدٌد المسإول عن الفعل المرتكب (فقرة أولى) كما حدد‬
‫العقاب الذي ٌتناسب مع الجرم المرتكب من أجل ردع كل من خولت له نفسه القٌام بذلك‬
‫ومن الحفاظ على سالمة وأمن المجتمع من الجرٌمة (فقرة ثانٌة) إذن كٌؾ تعامل‬
‫المشرع المؽربً مع جرابم ‪ 2‬العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها‪ ،‬من حٌث التجرٌم والعقاب وكذلك من حٌث تحدٌد المسإول عنها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قٌام جرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬


‫من حٌث المبادئ العامة‪ ،‬ال جرٌمة وعقوبة بدون نص (أي شرعٌة التجرٌم‬
‫والعقاب‪ ،‬ضرورة خضوع الفعل المرتكب أو االمتناع عن فعل للنص القانونً ‪ ،‬سواء‬
‫وجد هذا النص ضمن مجموعة القانون أو فً القوانٌن األخرى خاصة والتً تتضمن‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2‬‬
‫‪09 09‬‬

‫‪39‬‬
‫قواعد جنابٌة خاصة ببعض الجرابم التً لم ٌتم النص علٌها فً مجموعة القانون‬
‫الجنابً‪.‬‬
‫فقد نص الفصل ‪ 3‬من مجموعة القانون الجنابً على ماٌلً‪ :‬ال ٌسوغ مإاخذة أحد‬
‫على فعل الٌجد جرٌمة بصرٌح القانون ‪ 09-09‬ال معاقبة بعقوبة لم ٌقررها القانون‬
‫وعلى هذا المنهاج سار المشرع المؽربً حٌنها جرم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من‬
‫أجل تجرٌم األفعال التً أصبحت الٌوم ترتكب فً مالعبنا الرٌاضٌة‪ ،‬والتً تنتج عنها‬
‫آثار وخٌمة من ضرب وجرح وتخرٌب الممتلكات العامة والخاصة وعرقلة سٌر النظام‬
‫العام وقد تإدي إلى الموت ‪ 1‬فً بعض الحاالت حٌث قام بتعدٌل وتقسٌم القانون الجنابً‬
‫بالقانون ‪ 09-09‬المتعلق بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها من أجل إضفاء الشرعٌة على هذه الجرابم ومن أجل ضمان األمن الرٌاضً‬
‫وتخلٌق النشاط الرٌاضً لتجسٌد التوصٌات موضوع الرسالة الملكٌة التً وجهها إلى‬
‫المشاركٌن فً المناظرة الوطنٌة للرٌاضٌة‪ ،‬الصخٌرات ‪ 24‬أكتوبر ‪.22008‬‬
‫‪ 09-09‬الجرابم التً تدخل ضمن عنؾ‬ ‫لقد عدد المشرع من خالل القانون‬
‫المالعب الرٌاضٌة وحدد لها أركان خاصة بها (أوال)‪ ،‬وكذلك حدد المسإول جنابٌا عن‬
‫األفعال المرتكبة (ثانٌا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األركان العامة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬
‫أ‪ -‬الركن القانونً‬
‫ٌعتبر الركن القانونً للجرٌمة أساس قٌام مسإولٌة الفاعل مما ٌعنً أن شخص‬
‫متى ارتكب فعال معٌنا ال تتم مإاحذته أو تقوم مسإولٌة إال فً حالة وجود نص قانونً‬
‫ٌجرم ذلك الفعل الذي أتى به‪ ،‬على أنه ال ٌسوغ مإاخذة أحد على فعل ال ٌعد جرٌمة‬
‫بصرٌح القانون ومعاقبته علٌه ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪40‬‬
‫ب‪-‬الركن المادي‪:‬‬
‫وٌقصد به المظهر الخارجً للجرٌمة والذي تتجسد فٌه ‪،‬أي البد من حد أدنى‬
‫للوجود الخارجً إلرادة الفاعل حتى نستطٌع القول أن هناك فعل إجرامً ٌستحق‬
‫العقاب‪ ،‬فالقانون الٌعاقب على النواٌا إال إذا تبع ذلك فعل مادي‪ ،‬ولقد عدد المشرع من‬
‫خالل القانون ‪ 09-09‬األفعال التً تعتبر ركنا مادٌا لجرٌمة العنؾ فً المبارٌات‬
‫الرٌاضٌة أو بمناسبتها‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة أو بمناسبتها‬
‫فً أماكن عمومٌة ترتب عنها موت ( ‪.)1-308‬‬
‫‪ -2‬المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة أو بمناسبتها‪،‬‬
‫أو أثناء بثها فً أماكن عمومٌة ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي آخر من أنواع‬
‫العنؾ أو اإلٌذاء (‪.)2-308‬‬
‫‪-3‬المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات فً أماكن عمومٌة‬
‫ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي نوع من أنواع العنؾ أو اإلٌذاء ( ‪)3/308‬‬
‫‪-4‬التحرٌض على المٌز العنصري أو على الكراهٌة عن طرٌق الخطب أو‬
‫الصراخ أو النداءات أو الشعارات أو الالفتات أو الصور أو التماثٌل أو المنحوتات أو أٌة‬
‫وسٌلة ضد شخص أو عدة أشخاص (‪)5/308‬‬
‫‪-5‬القذؾ أو السب عن طرٌق الخطب أو الصراخ أو النداءات أو الشعارات ‪ ،‬أو‬
‫الالفتات أو الصور أو التماثٌل أو المنحوثات أو التفوه بعبارات منافٌة لألخالق واآلداب‬
‫العامة (‪ 5/308‬ؾ ‪.)2‬‬
‫‪)6‬اإللقاء العمدي على شخص أو عدة أشخاص أو على مكان تواجد الجمهور أو‬
‫الالعبٌن داخل الملعب أو الحلٌة أو المضمار الرٌاضً‪ ،‬أحجارا‪ ،‬أو مواد صلبة أو سابلة‬
‫أو قارورات أو مواد حارقة (‪. )6-308‬‬
‫‪)7‬تعٌٌب أو إتالؾ بؤٌة وسٌلة كانت تجهٌزات المالعب أو المنشآت الرٌاضٌة‬
‫(‪. )7-308‬‬

‫‪41‬‬
‫‪)8‬عدم اتخاذ التدابٌر الالزمة المنصوص علٌها فً القانون ( ‪—308‬ؾ‪)8‬‬
‫‪ )9‬اإلهمال أو التهاون فً تنفٌذ تدابٌر مع أعمال العنؾ ( ‪-308‬ؾ‪)8‬‬
‫‪)10‬الدخول أو محاولة الدخول إلى الملعب أو مكان عمومً تقام فٌه تظاهرات‬
‫رٌاضٌة بؤسحلة أو أشعة لٌزر أو مواد حارقة ‪)9-308-‬‬
‫‪)11‬الدخول أو محاولة الدخول تحت تؤثٌر الكحول أو حمل مواد مسكرة إلى‬
‫الملعب أومكان إقامة المبارٌات (‪)10-308‬‬
‫‪)12‬الدخول أو محاولة الدخول باستعمال التدلٌس أو القوة وكذلك الدخول بدون‬
‫سبب مشروع على حلبة أو مضار رٌاضٌة ( ‪)11-308‬‬
‫لقد تنوعت عناصر الركن المادي لجرٌمة العنؾ المرتكب أثناء التظاهرات‬
‫الرٌاضٌة أو بمناسبتها فً القانون ‪ 09-09‬وما ٌمكن استنتاجه أن المشرع المؽربً‬
‫حواول تقسٌم الجرابم حسب درجة خطورتهاعلى حٌاة األفراد وسالمتهم وممتلكاتهم‬
‫ومٌز بٌن ثالثة أصناؾ أساسٌة ألعمال العنؾ‪:‬‬
‫* أعمال العنؾ التً ٌترتب عنها موت ( ‪)2-308‬‬
‫* أعمال العنؾ التً ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي نوع من أنواع‬
‫اإلٌذاء (‪.)2-308‬‬
‫* أعمال العنؾ التً ٌترتب عنها إلحاق أضرار مادٌة بؤمالك عقارٌة أو منقولة‬
‫(‪.)3-308‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المؽربً راعى فً صٌاؼة القانون ‪ 09-09‬األبعاد الثالثة‬
‫للعنؾ وهً الموت و اإلٌذاء و الخسابر المادٌة‪.‬‬
‫‪-2‬الركن المعنوي‪:‬‬
‫طبقا للقواعد العامة فإن الجناٌات والجنح ال ٌعاقب علٌها إال إذا ارتكبت عمدا‪،‬‬
‫وهذا حسب الفصل ‪1133‬من مجموعة القانون الجنابً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪133‬‬

‫‪42‬‬
‫ومن خالل الفصل المذكور أعاله ٌمكن القول أن المشرع المؽربً اشترط توفر‬
‫الركن المعنوي المتمثل فً القصد الجنابً لٌستحق الشخص العقاب ‪،‬أي اتجاه إرادة‬
‫الفاعل الرتكاب الفعل الجرد فٌما ٌخص الجناٌات والجنح‪ ،‬وبهذا ال ٌمكن متابعة الفاعل‬
‫إال إذا ثبت سوء نٌته‪.‬‬
‫وباعتبار جرابم العنؾ المرتك ب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها جنحة‪،‬فهل تخضع لهذه للقاعدة العامة أم أن تدخل ضمن الجنح التً حددتها‬
‫الفقرة الثانٌة‪ 1‬من الفصل السالؾ الذكر أم تخضع لقواعد خاصة؟؟‬
‫باستقراءٌن لمواد القانون ‪ٌ 09/09‬تضح أن المشرع المؽربً خرج عن القاعدة‬
‫ا‬
‫العامة نسبٌا حٌث أنه من المالحظ أن أؼلب الجرابم المنصوص علٌها فً القانون السالؾ‬
‫الذكر ٌكفً لقٌامها إتٌان األفعال المادٌة المكونة لها ‪ ،‬دون ضرورة قٌام القصد الجنابً‬
‫لدى الفاعل ‪ ،‬باستثناء المادة ‪ 6-308‬التً نص فٌها المشرع بصفة صرٌحة ركن العمد‬
‫لدى الفاعلٌن من خالل عبارة "كل من ألقى عمدا أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة"‬
‫‪ٌ ،2‬بدو أن أؼلب الجرابم ٌقوم بها مجرمون بالصدفة ‪،‬تدفعهم لذلك أسباب آنٌة دون‬
‫اإلحساس بخطورة ما ٌفعلون ‪، 3‬فلربما هذا ما دفع المشرع إلى تجرٌدها من الركن‬
‫المعنوي‪.‬‬

‫‪-1‬تنص الفقرة الثانٌة من الفصل ‪133‬‬

‫‪ٌ-2‬نص الفصل ‪ 6-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ماٌلً ‪:‬‬


‫(دون اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد‪ٌ،‬عاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبؽرامة من ‪1.200‬إلى ‪20.000‬‬
‫درهم أو بإحدى هاتٌن العقوبتٌن فقط‪ ،‬كل من ألقى عمدا أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة على شخص أو آخر أو‬
‫عدة أشخاص أو على مكان وجود الجمهور أو الالعبٌن ‪ ،‬أو داخل الملعب أو الحلبة أو المضمار الرٌاضً ‪ ،‬أحجارا‬
‫أو مواد صلبة أو سابلة أو قاذورات أو مواد حارقة أو أي أداة أو مادة أخرى من شؤنها إلحاق ضرر بالؽٌر أو المنشآت‬
‫‪ ،‬أو قام بؤعمال عنؾ من شؤنها اإلخالل بسٌر مباراة أو تظاهرة رٌاضٌة‪ ،‬أو منع أو عرقل إجرابها بؤٌة وسٌلة كانت‪).‬‬
‫‪-3‬فً ؼالب األحٌان من ٌقوم بؤعمال الشؽب والعنؾ لٌس مجرم كالعادة و‘نما ظروؾ المباراة أو التظاهرة الرٌاضٌة‬
‫قد تدفعه إلى ذلك ‪ ،‬فمثال عندما ٌتم استفزاز الشخص من طرؾ شخص أو أشخاص آخرٌن أو من طرؾ قوات األمن‬
‫أو اهتراء البنٌات التحتٌة للمنشآت الرٌاضٌة هو من ٌدفعه إلى ارتكاب أعمال الشؽب أو العنؾ ‪.‬فجسن مافعل المشرع‬
‫حٌنما تطلب الركن المعنوي فً جرٌمة إلقاء األحجار أو ؼٌرها على الجمهور وكل ذلك ألن من ذلك الٌمكن أن ٌقوم‬
‫به سهوا ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ثانٌا‪:‬المسؤولٌة الجنائٌة عن جرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫لقد اختلؾ الفقه فً تعرٌؾ المسإولٌة الجنابٌة وذلك راجع لؽٌاب تعرٌؾ لها فً‬
‫التشرٌع المؽربً ‪.‬‬
‫فالمسولٌة الجنابٌة كما عرفها الفقه ‪ 1‬هً"تحمل الشخص لتبعات أفعاله الجنابٌة‬
‫المجرمة بمقتضى نص فً القانون كالقتل والسرقة وخٌانة األمانة أو االختالس مثال‪.‬‬
‫وكما عرفها البعض اآلخر ‪ 2‬هو ذلك األثر القانونً المرتب عن الجرٌمة كواقعة‬
‫قانونٌة تقوم على أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه القواعد الجنابٌة بسبب خرقه‬
‫األحكام التً تقررها هذه القواعد‪.‬‬
‫‪3‬تعنً تحمل نتابج أعمالنا ‪،‬وتحدد‬ ‫والمسإولٌة الجنابٌة كما عرفها "استٌقانً"‬
‫هذه المسإولٌة بوضوح ودقة فً نطاق القواعد الجنابٌة أي تحمل ما ٌنتج عن النشاط‬
‫المجرم‪.‬‬
‫فجوهر المسإولٌة الجنابٌة إرادة الفاعل الذي اختار عن حرٌة إتٌان سلوك منع‬
‫القانون إتٌانه ‪،‬ومنه ٌمكن القول أن المسإولٌة الجنابٌة تترتب عن العمل أو االمتناع الذي‬
‫جرمه المشرع الجنابً وعاقب علٌه فً نصوصه نظرا لما ٌلحقه من ضرر بالمجتمع‬
‫وٌلزم الفاعل بتحمل ما ٌترتب عن أفعاله من آثار منها العقوبة المقررة قانونا‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق ذكره فإن المسإولٌة الجنابٌة ترتبط ارتباطا وثٌقا بالعقاب وال‬
‫تنفصل عنه ‪،‬ونظرا لخطورة األفعال الجنابٌة ومساسها بالنظام العام ‪،‬فإن العقوبات التً‬
‫حددها المشرع لذلك ؼالبا ما تكون صارمة تتراوح بٌن الؽرامات الزجرٌة والعقوبات‬
‫السالبة للحرٌة وفً بعض الحاالت قد تصل إلى اإلعدام حسب خطورة الجرٌمة‪.‬‬
‫وتعتبر جرابم العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها من الجرابم التً حدد لها المشرع المسإولٌة الجنابٌة فً القانون ‪ 09/09‬حٌث‬
‫‪-1‬عبد القادر العرعاري‪،‬مصادر االلتزامات‪-‬الكتاب الثانً‪-‬المسإولٌة المدنٌة ‪،‬دار النشر األمان‪،‬مطبعة الكرامة‬
‫الرباط‪،‬الطبعة الثالثة ‪،2011‬ص‪.11‬‬
‫‪-2‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.290‬‬
‫‪ -3‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.291‬‬
‫‪44‬‬
‫حدد المسإولٌة الجنابٌة لكل شخص قام باألفعال سواء كان شخصا طبٌعٌا أو معنوٌا‬
‫ة المساهمٌن‬ ‫وحدد عقوبات الجرابم بحسب خطورتها ‪ ،‬كما لم ٌؽفل المشرع مسإولً‬
‫والمحرضٌن والمدبرٌن‪.‬‬
‫لكن المالحظ أن المشرع ساوى فً المسإولٌة الجنابٌة للشخص الطبٌعً ولم ٌمٌز‬
‫المسإولً الكاملة والناقصة إذ فً هذه الحالة هل تطبق مقتضٌات القانون ‪ 09/09‬أم‬
‫ة‬ ‫بٌن‬
‫‪1‬‬
‫ٌرجع للقواعد المحددة فً مجموعة القانون الجنابً‪.‬‬
‫كما أن المشرع المؽربً حدد مسإولٌة الشخص المعنوي ولكن لم ٌحدد من هو‬
‫‪2‬‬
‫‪17-308‬‬ ‫الشخص المعنوي المسإول فً هذه الجرابم ‪ ،‬بل اكتفى بعقوبته فً الفصل‬
‫من القانون السالؾ الذكر ‪ ،‬ولكن حصر عقوبته فً الحل كما حددها الفصل السالؾ‬
‫الذكر ولم ٌراعً العقوبات المحددة فً الفصل ‪ 36‬من مجموعة القانون الجنابً ‪.‬‬
‫ومن هنا ٌتبادر إلى أدهاننا السإال اآلتً ‪ :‬أٌن تندرج مسإولٌة اإللتراث مع‬
‫العلم أنها لٌست بجمعٌات مإسسة بمقتضى ظهٌر الحرٌات العامة فهل تدخل ضمن‬
‫‪-308‬‬ ‫مسإولٌة الشخص المعنوي المحد د فً الفصل السالؾ الذكر أم ضمن الفصول‬
‫‪1‬إلى‪3-308‬؟؟‪.‬‬
‫فً اعتقادنا مادامت ال تدخل فً إطار ظهٌر الجمعٌات فٌرجح أن تدخل ضمن‬
‫المساهمٌن فً أعمال العنؾ ‪ ،‬أي العقوبات المحددة للشخص الطبٌعً‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬عقوبة جرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫ٌعد العقاب العنصر األساسً والجوهري فً السٌاسة الجنابٌة التً بنهجها المشرع‬
‫الؽربً لٌكتمل النص ألتجرٌمً وإال اعتبر النص إرشادي وتوجٌهً ؼٌر ملزم أو أن‬

‫‪-1‬الفصول ‪134‬إلى‪140‬من مجموعة القانون الجنابً‪.‬‬


‫‪ٌ-2‬نص الفصل ‪ 17-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ماٌلً ‪:‬‬
‫( ٌجوز للمحكمة أن تؤمر بحل الشخص المعنوي فً صدور مقرر بإدانته من أجل إحدى الجرابم المنصوص علٌها فً‬
‫هذا الفرع)‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫إلزامه مرتبط بإرادة األفراد ‪،1‬لذا عمل المشرع من خالل فصول القانون ‪ 09/09‬على‬
‫فرض مجموعة من العقوبات من أجل تحقٌق الردع العام والخاص وضمان األمن‬
‫واالستقرار وتجلت العقوبات من خالل القانون السالؾ الذكر فً عقوبات أصلٌة‬
‫وؼرامات (أوال) وكذلك تدابٌر احترازٌة (ثانٌا) من أجل وضع الترتٌبات الالزمة لتفادي‬
‫العنؾ والشؽب‪ ،‬وكذلك من أجل ضمان سٌر المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة فً جو‬
‫سلٌم تسود فٌه األخالق والروح الرٌاضٌة وبعٌدا عن أعمال العنؾ التً أصبحت تفسد‬
‫الفرجة الرٌاضٌة جراء ما ٌنتج عنها من ضرب وجرح وتخرٌب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلٌة‬


‫تعد العقوبة السالبة للحرٌة من أقدم العقوبات التً عرفتها البشرٌة ‪،‬والتً ٌهدؾ‬
‫من خاللها إلى ردع الخارجٌن عن القانون ‪،‬من خالل االنتقاص من حرٌاتهم والعمل‬
‫على تهذٌبهم وإصالحهم وإعادة إدماجهم فً المجتمع دون إؼفال ما تقوم به العقوبة من‬
‫ردع عام ‪ ،‬فالعقوبة السالبة للحرٌة تحتل الصدارة فً األنظمة الوضعٌة نظرا لما تتركه‬
‫من آثار فً نفوس الناس ‪ ،‬فالرهبة التً تتركها هذه العقوبة جعلت منها األداة العقابٌة‬
‫المفضلة للمشرع الجنابً فً القوانٌن الوضعٌة الزجرٌة‪. 2‬‬
‫فبالرجوع إلى القانون ‪ٌ 09/09‬تضح أن المشرع المؽربً اعتمد العقوبات‬
‫السالبة للحرٌة مع ربطها بالؽرامة وكذلك إمكانٌة الخٌار بٌنهما فً بعض الحاالت ‪،‬كما‬
‫أنه وضع للعقوبة السالبة للحرٌة حدٌن ال تنزل على شهر وال تتجاوز خمس سنوات‬
‫حبسا ‪،‬حٌث جعل منها جنحة مع مراعاة ظروؾ التشدٌد التً أحال علٌها المشرع بصفة‬
‫ضمنٌة ‪ ،‬وذلك بسبب جسامة أعمال العنؾ والشؽب التً قد تصل إلى إزهاق الروح فً‬
‫بعض األحٌان‪.‬‬
‫بقراءة فصول القانون ‪ٌ 09/09‬تضح أن العقوبات المنصوص علٌها جاءت كما‬
‫ٌلً‪:‬‬

‫‪ -1‬نبٌل بوركبة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.17‬‬


‫‪-2‬لطٌفة المهداتً ‪،‬الشرعٌة فً تنفٌذ العقوبات السالبة للحرٌة ‪،‬الشركة الشرقٌة –الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬ص ‪.44‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ )1‬العقوبات السالبة للحرٌة‪:‬‬
‫‪-‬الحبس من سنة إلى خمس سنوات فً حالة واحدة نص علٌها الفصل ‪ 1-308‬فً حالة‬
‫‪ 1403‬من‬ ‫العنؾ التً تخلؾ عنها موت طبقا للشروط المنصوص علٌها فً الفصل‬
‫مجموعة القانون الجنابً ‪ ،‬لكن المدبرٌن والمحرضٌن ٌعاقبون بعقوبة الفصل السالؾ‬
‫الذكر ‪.‬‬
‫‪-‬الحبس من ثالثة أشهر إلى سنتٌن فً الفصل ‪ 2-308‬من القانون ‪ 09/09‬المساهمة‬
‫فً أعمال العنؾ ارتكب خاللها ضرب أو جرح باستثنا ء المدبرين والمحرضٌن الذٌن‬
‫ٌعاقبون بالعقوبات المقررة للضرب والجرح والعنؾ واإلٌذاء فً مجموعة القانون‬
‫الجنابً‪.‬‬
‫‪-‬الحبس من ثالثة أشهر إلى سنة الفصل ‪ 3-308‬من القانون ‪ 09/09‬أعمال العنؾ‬
‫وقع خاللها اإلضرار بممتلكات الؽٌر سواء منقولة أو عقارٌة ‪.‬كذلك نفس العقوبة فً‬
‫الفصل ‪ 6-308‬على كل من قام عن عمد بإلقاء األشٌاء المحددة فً الفصل السالؾ‬
‫الذكر فً الحلبات أو المضمار الرٌاضً أو أعمال من شؤنها عرقلة سٌر المبارٌات ‪.‬‬
‫‪ 7-308‬من القانون ‪ 09/09‬على تعٌٌب‬ ‫‪-‬الحبس من شهرٌن إلى ستة أشهر الفصل‬
‫وإتالؾ تجهٌزات المالعب الرٌاضٌة‪.‬‬
‫‪ 7-308‬من‬ ‫‪ -‬الحبس من شهر إلى ستة أشهر وذلك فً حالتٌن أشار إلٌهما الفصل‬
‫القانون ‪ 09/09‬وهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحرٌض على التمٌٌز العنصري أو الكراهٌة ‪.‬‬
‫ب‪-‬السب والقذؾ أو التفوه بعبارات منافٌة لألخالق العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحبس من شهر إلى ثالثة أشهر نص علٌه الفصل ‪ 9-308‬من القانون ‪09/09‬‬
‫وتتجلى فً الدخول إلى أماكن إقامة المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة بحمل‬

‫‪ٌ -1‬نص الفصل ‪ 403‬من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً ‪:‬‬
‫( إذا كان الجرح أو الضرب أو ؼٌرهما من وسابل العنؾ أو اإلٌذاء قد ارتكب عمدا ‪ ،‬ولكن دون نٌة القتل ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫ترتب عنه الموت ‪ ،‬فإن العقوبة تكون السجن من عشر إلى عشرٌن سنة‪.‬‬
‫وفً حالة توفر سبق اإلسرار أو الترصد أو استعمال السالح ‪ ،‬تكون العقوبة السجن المإبد‪).‬‬
‫‪47‬‬
‫السالح وفق مفهوم السالح فً الفصل ‪ 1303‬من مجموعة القانون الجنابً أو‬
‫شٌبا به أشعة آلزر أو مادة حارقة أو قابلة لالشتعال‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره نستنتج أن العقوبات الحددة ٌؽلب علٌها طابع العقوبات السالبة‬
‫للحرٌة وذلك من أجل لردع كل من خولت له نفسه القٌام بؤعمال الشؽب والعنؾ وتحقٌق‬
‫األمن الرٌاضً ‪.‬‬
‫‪ -)2‬الغرامات‬
‫لم تؽفل السٌاسة التجرٌمٌة للمشرع الؽرامات والتً تكون إما إضافٌة للعقوبات السالبة‬
‫للحرٌة من خالل الفصول ( ‪،6-308 ،5-308 ،4-308 ،3-308 ،2-308 ،1-308‬‬
‫‪ )9-308 ،7-308‬من القانون ‪ 09/09‬أو التخٌٌر بٌنهما‪.‬‬
‫وفً بعض الجرابم أقل خطورة من السابقة جعل المشرع العقوبة هً األصل مع إمكانٌة‬
‫مضاعفتها ‪ ،‬سنسردها على الشكل اآلتً‪:‬‬
‫‪ 1.200‬إلى ‪ 10.000‬درهم للمسإولٌن عن تنظٌم‬ ‫‪-‬الفصل ‪ 8-308‬الؽرامة من‬
‫األنشطة الرٌاضٌة الذٌن لم ٌتخذوا التدابٌر الالزمة لمنع أعمال العنؾ‪.‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 10-308‬الؽرامة من ‪ 1.200‬إلى ‪ 5.000‬درهم كل من دخل أو حاول‬
‫الدخول وهو فً حالة سكر أو تحت تؤثٌر مخدر أو مإثرات عقلٌة أو ٌحمل مواد مسكرة‬
‫أو مإثرات عقلٌة إلى ملعب أو قاعة رٌاضٌة أو إلى مكان عمومً تجرى به أو تبث فٌه‬
‫المبارٌات‪.‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 11-308‬الؽرامة من ‪1.200‬إلى ‪ 5.000‬درهم كل من دخل أو حاول الدخول‬
‫باستعمال القوة أو التدلٌس أو بسبب ؼٌر مروع إلى ملعب أو قاعة رٌاضٌة أو مكان‬
‫تجرى أو تبث فٌه المبارٌات‪.‬‬

‫‪ٌ -1‬نص الفصل ‪ 303‬من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً‪:‬‬


‫(ٌعد سالحا فً تطبٌق هذا القانون ‪ ،‬جمٌع األسلحة النارٌة والمتفجرات وجمٌع األجهزة واألدوات أو األشٌاء الواخزة‬
‫أو الراضة أو القاطعة أو الخانقة )‬
‫‪48‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 12-308‬الؽرامة من ‪ 1.200‬إلى ‪ 10.000‬من قام ببٌع تذاكر المبارٌات أو‬
‫التظاهرات الرٌاضٌة بسعر أقل أو أكثر من السعر المحدد لبٌعها من طرؾ الهٌبات التً‬
‫لها حق تحدٌد األسعار بدون رخصة‪.‬‬
‫فً نظرنا فإن ؼاٌة المشرع من الؽرامات تحمل المشاؼبٌن نتٌجة ما قاموا به من أعمال‬
‫العنؾ والشؽب حتى ال ٌبق على كاهل الدولة عبا تعوٌض ما قاموا به ‪ ،‬كذلك أن أؼلب‬
‫الذٌن ٌقومون بالشؽب قاصرون ال ٌزالون ٌتابعون دراستهم ‪ ،‬أو طالب جامعات قد‬
‫تدفعهم أسباب آنٌة الرتكاب الشؽب ‪ ،‬كهزٌمة الفرٌق أو استفزازهم من مناصري الفرٌق‬
‫اآلخر أومن القوات األمنٌة‪،‬وكً ال ٌبقى مستقبلهم مهدد بالضٌاع نتٌجة قضابهم لعقوبات‬
‫سالبة للحرٌة قد تإثر علٌهم وٌتحولون من شباب مساهمٌن فً قاطرة التنمٌة إلى عبا‬
‫على أسرهم وعلى الدولة ككل ٌصعب إعادة إدماجهم‪.‬‬
‫لقد حسن توجه المشرع عندما راعى وضعٌة المجتمع نظرا لقلة مردودٌة الدخل حٌث‬
‫‪ 1.200‬درهم وحدها األقصى‬ ‫قام بالتنصٌص على ؼرامات متوسطة ‪ ،‬حدها األدنى‬
‫‪ 50.000‬درهم والتً ٌعاقب بها المسإولٌن عن تنظٌم التظاهرات والمبارٌات‬
‫الرٌاضٌة‪.‬‬
‫‪ ، 1‬حٌث رفع الؽرامة‬ ‫‪ -‬كذلك لم ٌؽفل المشرع مسإولٌة الشخص المعنوي‬
‫المنصوص علٌها فً الفصول ‪ 1-308‬إلى ‪ 12-308‬إذا كان الشخص معنوٌا‬
‫فً حالة اإلدانة إلى ضعؾ الؽرامة وخمسة أضعافها وذلك ألن الشخص‬
‫المعنوي ال ٌمكن الحكم علٌه بالعقوبات السالبة للحرٌة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى العقوبات األصلٌة هناك عقوبات أضافها المشرع من أجل الحفاظ‬
‫على األمن الرٌاض وضمان األمن واالستقرار وتتمثل فً ‪:‬‬

‫‪-1‬لكً ٌعاقب الشخص المعنوي البد من توفر مجموعة من الشروط‪:‬‬


‫‪ٌ -‬جب أن ٌكون مرتكب الفعل الذي ٌعد جرٌمة مدٌرا أو مسٌرا أو عضوا بإدارة المقاولة أو ممثل لها أو أحد العمال‬
‫بها ‪.‬‬
‫‪ٌ-‬جب أن ٌتم ارتكاب الفعل المحظور باسم ولحساب الشخص المعنوي الذي ٌنتمً إلٌه الشخص الطبٌعً بطرٌقة‬
‫قانونٌة‪.‬‬
‫راجع ‪،‬حفصة المومنً ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪176‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬حل الشخص المعنوي وهو تدبٌر ٌقوم به المشرع من أجل عدم إتاحة الفرصة‬
‫للشخص المعنوي من أجل ارتكاب أفعال عنؾ من جدٌد وٌتجلى ذلك من خالل‬
‫المادة ‪ 17-308‬من القانون ‪ 09/09‬والذي جعله تدبٌر وقابً وٌتجلى ذلك فً‬
‫حل الشخص المعنوي فً حالة صدور مقرر بإدانته من أجل إحدى الجرابم‬
‫المنصوص علٌها‪.‬‬
‫‪ -‬نشر األحكام و المقررات الصادرة باإلدانة فً قضاٌا العنؾ ولكن هذا المبدأ لم‬
‫ٌجعله المشرع إجباري وإنما أجاز للمحاكم طبقا للشروط المنصوص علٌها فً‬
‫الفصل ‪1 48‬من مجموعة القانون الجنابً أو بثه بمختلؾ الوسابل السمعٌة‬
‫البصرٌة ‪2‬أو بتعلٌقه‪ ،‬لكن ما ٌثٌر التساإل أن المشرع لم ٌستعمل مصطلحات‬
‫موحدة فالقانون ‪ٌ 09/09‬تحدث عن المقرر الصادر باإلدانة من خالل الفصل‬
‫‪ 16-308‬بٌنما الفصل ‪ 48‬السالؾ الذكر ٌتحدث عن الحكم الصادر باإلدانة ؟؟‪.‬‬
‫‪ -‬كما لم ٌؽفل المشرع ظروؾ تشدٌد العقاب فً أعمال العنؾ والشؽب فً القانون‬
‫‪ 09/09‬من خالل عبارة "دون اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد" ‪ ،‬وكذلك‬
‫‪143-308‬والتً تكون فً‬ ‫حالة العود كظرؾ تشدٌد والتً حددها الفصل‬
‫الجرابم المنصوص علٌها فً الفصول ‪1-308‬إلى ‪ 12-308‬بحكم حابز لقوة‬
‫الشًء المقضً به ‪.‬‬

‫‪ٌ-1‬نص الفصل ‪ 48‬من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً‪:‬‬


‫( للمحكمة فً األحوال التً ٌحددها القانون ‪ ،‬أن تؤمر بنشر الحكم الصادر عنها باإلدانة كال أو بعضا ‪،‬فً صحٌفة أو‬
‫عدة صحؾ تعٌنها ‪ ،‬أو بتعلٌقه فً أماكن تبٌنها ‪.‬والكل على نفقة المحكوم علٌه من ؼٌر أن تتعدى صوابر النشر ما‬
‫قدرته المحكمة لذلك وال أن تتجاوز مدة التعلٌق شهرا واحدا)‪.‬‬
‫‪ٌ-2‬نص الفصل ‪ 16-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ما ٌلً‪:‬‬
‫(ٌجوز للمحكمة أن تؤمر بنشر المقرر الصادر باإلدانة طبقا ألحكام الفصل ‪ 48‬من هذا القانون أو بثه بمختلؾ الوسابل‬
‫السمعٌة البصرٌة أو بتعلٌقه)‪.‬‬
‫‪ٌ-3‬نص الفصل ‪ 14-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ما ٌلً‪:‬‬
‫(تضاعؾ العقوبة فً حالة العود بالنسبة لمرتكبً الجرابم المنصوص علٌها فً الفصول ‪ 1-308‬إلى ‪ 12-308‬أعاله‪.‬‬
‫‪ 1-308‬إلى‬ ‫ٌوجد فً حالة العود كل من سبق الحكم علٌه من أجل إحدى األفعال المنصوص علٌها فً الفصول‬
‫‪ 12-308‬أعاله‪ ،‬بحكم حابز لقوة الشا المقضً به ثم ارتكب جنحة مماثلة قبل مضً خمس سنوات من تمام تنفٌذ‬
‫العقوبة أو تقادمها ‪.‬‬
‫تعتبر جنحة مماثلة لتطبًق هذا المقتضى جمٌع الجنح المنصوص علٌها فً هذا الفرع‪).‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬كذلك مصادرة األشٌاء واألدوات التً استعملت فً ارتكاب الجرابم من خالل‬
‫الفصل ‪ 15-308‬من القانون ‪ 09/09‬لفابدة الدولة ‪ ،‬مع حفظ حقوق الؽٌر حسن‬
‫النٌة وكذلك األشٌاء التً كانت ستستعمل فً ارتكاب الجرابم وكذلك المنح التً‬
‫كوفا بها مرتكب الجرٌمة أو كانت معدة لمكافؤته‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التدابٌر الوقائٌة‬


‫ٌحدد التشرٌع الجنابً مجموعة من التدابٌر الوقابٌة وذلك بهدؾ إصالح الجانً وكذلك‬
‫من أجل تفادي العقوبات السالبة للحرٌة التً أصبحت تشكل أزمة على المجتمع والدولة ‪،‬‬
‫خاصة أن معضلة التضخم فً ساكنة السجون ‪،‬ظاهرة طؽت عل ؼالبٌة سجون الدولة‬
‫والتً تسعى السٌاسات الجنابٌة المعاصرة إلى الحد منها ‪،1‬وعلى هذا النهج ذهب المشرع‬
‫المؽربً من خالل القانون ‪09/09‬حٌث حدد تدبٌرٌن وقابٌٌن فً المادة ‪: 18-308‬‬
‫‪-1‬الحرمان من حضور المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة ‪،‬لمدة ال ٌمكن أ‪،‬ن تتجاوز‬
‫سنتٌن مع إمكانٌة شمولها بالنفاذ المعجل ‪ ،‬وهذا فً نظرنا تدبٌر جدٌد عن السٌاسة‬
‫‪61‬و‪ 62‬من‬ ‫الجنابٌة للمشرع ال ٌدخل ضمن التدابٌر المنصوص علٌها فً المادتٌن‬
‫مجموعة القانون الجنابً‪.‬‬
‫فحسن ما فعل المشرع عندما حدد هذا التدبٌر من أجل التقلٌل من ظاهرة العنؾ والشؽب‬
‫‪ ،‬كما أجاز للمحكمة فً إطار السلطة التقدٌرٌة إلزام المؽنً باألمر بمالزمة محل إقامته‬
‫أو مكان آخر أو تكلٌفه بالتردد على مركز الشرطة أو السلطات المحلٌة وذلك خالل وقت‬
‫إجراء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة التً منع من حضورها ‪.‬‬
‫لكن ما ٌمكن مالحظته من وجهة نظرنا المتواضعة أن هذا اإلجراء ؼٌر سلٌم ‪ ،‬فعال له‬
‫تؤثٌر إٌجابً ألنه سٌقلل من المشاؼبٌن باعتباره إجراء شبٌه باإلقامة اإلجبارٌة والتً‬

‫‪-1‬لطٌفة المهداتً ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.66‬‬


‫‪51‬‬
‫أحال علٌها المشرع من خالل الفصل ‪ 181-308‬من القانون ‪ 09/09‬على الفصل ‪318‬‬
‫من مجموعة القانون الجنابً والمتعلق بخرق اإلقامة اإلجبارٌة كتدبٌر وقابً‪.‬‬
‫من الناحٌة النظرٌة تدبٌر محمود ألن ٌساعد السلطة على األقل فً حصر قابمة‬
‫المشاؼبٌن ‪ ،‬لكن عل أرض الواقع ٌصعب تطبٌقه نظرا لوجود مجموعة من اإلكراهات‬
‫ٌصعب مها تطبٌق هذا المبدأ وذلك الفتقار المالعب الرٌاضٌة و الفضاءات العمومٌة‬
‫ألجهزة المراقبة االلكترونً ة التً تساعد على تحٌد هوٌة الممنوعٌن من الحضور‪،‬‬
‫خاصة وأن ولوج الجماهٌر إلى األماكن السابق ذكرها ٌكون باإلدال ء بالتذاكر فقط دون‬
‫إتٌان بطاقة الهوٌة فً ظل ؼٌاب كراسً مرقمة بحسب التذاكر المدلى بها ‪ ،‬كذلك ولوج‬
‫البعض بطرق ؼٌر قانونٌة ‪،‬كما أن األماكن التً حددها المشرع فً القانون السالؾ‬
‫الذكر ٌدخلها عامة الناس ‪ ،‬وبالتالً لتطبً ق هذا التدبٌر ٌجب على الدولة أن تواكبه‬
‫بتوفٌر اآللٌات الكفٌلة بذلك‪.‬‬
‫‪ 09/09‬فً المادة‬ ‫‪-2‬المصادرة‪ :‬تعتبر من التدابٌر التً حددها المشرع فً القانون‬
‫‪ 215-308‬وهً التدابٌر الكالسٌكٌة التً حددها القانون الجنابً ‪ ،‬لقد كانت الؽاٌة من‬
‫هذا القانون تجرٌد المشاؼبٌن أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها من‬
‫كل الوسابل التً ٌمكن أن تساعد على العنؾ والشؽب والتً استعمولها فً ارتكاب‬
‫الجرابم حتى ال ٌعاد استعمالها فً جرابم أخرى‪.‬‬
‫وخالصة القول فإن السٌاسة التجرٌمٌة والعقابٌة التً ٌنهجها المشرع فً هذا القانون ‪،‬‬
‫مهما كانت رشٌدة ومتٌنة فً أبعادها وآفاقها وفلسفتها‪ ،‬وانعكاسها على المجتمع‬
‫وتطورها‪ ،‬لن تكون كفٌلة إذا لم ٌواكبها الشق اإلجرابً على مستوى الواقع خصوصا‬
‫ونحن نالحظ أن هذه اآلفة أصبحت متفشٌة بشكل كبٌر وأصبحت تمتد وتستمر بشكل‬

‫‪ -1‬تنص الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 18-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ما ٌلً ‪:‬‬


‫(ٌعاقب على مخافة أحكام الفقرتٌن األولى والثانٌة بالعقوبة المقررة فً الفصل ‪ 318‬من هذا القانون)‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 15-308‬من القانون ‪ 09/09‬على ما ٌلً‪:‬‬
‫(ٌجوز للمحكمة أن تحكم فً حالة اإلدانة من أجل إحدى الجرابم المنصوص علٌها فً الفصول ‪ 1-308‬إلى ‪12-308‬‬
‫أعاله بالمصادرة لفابدة الدولة ‪ ،‬مع حفظ حقوق الؽٌر حسن النٌة ‪ ،‬األدوات واألشٌاء التً استعملت أو كانت ستستعمل‬
‫فً ارتكاب الجرٌمة أو التً تحصلت منها ‪ ،‬وكذلك المنح وؼٌرها من الفوابد التً كوفا بها مرتكب الجرٌمة أو كانت‬
‫معدة لمكافؤته)‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫كبٌر ‪ ،‬وتهدد أمن المجتمع وإبعاد الرٌاضة من روحها التنافسٌة ‪ ،‬رؼم وجود القانون‬
‫الردعً ال ٌكفً ألنها تزداد بشكل خطٌر بشكل كبٌر فخٌر مثال على ذلك ما وقع بٌن‬
‫ء المباراة التً جمعت بٌنهما ٌوم‬ ‫جماهٌر اتحاد طنجة والمؽرب الفاسً فور انتها‬
‫‪ 2016/11/02‬فً نصؾ نهابً كؤس العرش والتً أدت أعمال الشؽب إلى اإلصابات‬
‫فً صفوؾ األمن وتخرٌب الممتلكات‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المطلب الثانً‬
‫القواعد اإلجرائٌة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫من المبادئ السابدة فً التشرٌعات الجنابٌة المعاصرة أن ال عقوبة بدون محاكمة ‪،‬‬
‫أي أن حق الدولة فً العقاب ٌبقى حقا قضابٌا‪ ،‬وال ٌؤخذ ذلك الحق إال بحكم بعد مراحل‬
‫إجرابٌة تبتدئ بالبحث فً الجرابم وجمع األدلة عنها ثم متابعة مرتكب الجرٌمة أمام‬
‫القضاء إلصدار حكم إما ٌقضً ببراءة المتهم أو إدانته حفاظا على مبدأ قرٌنة البراءة ‪،‬‬
‫وكل هذه اإلجراءات تنطوي تحت قانون المسطرة الجنابٌة الذي ٌحدد اإلجراءات المتخذة‬
‫ضمانا لحسن سٌر العدالة الجنابٌة بحماٌة النظام العام داخل المجتمع دون اإلخالل‬
‫بحقوق األفراد ‪.‬‬
‫تبدأ هذه اإلجراءات بمجرد خرق القانون المنظم للجرٌمة‪،‬بإجراءات البحث التً ٌقوم بها‬
‫ضباط الشرطة القضابٌة ‪،‬وذلك حسب ما إذا كان األمر ٌتعلق بجرابم متلبس بها طبقا‬
‫‪1 56‬من قانون المسطرة الجنابٌة ‪ ،‬أو كان األمر‬ ‫للمفهوم الذي تم إرساإه فً المادة‬
‫ٌتعلق بجرابم عادٌة ال تنطبق علٌها شروط التلبس المنصوص علٌها فً الفصل السالؾ‬
‫الذكر ‪ ،‬تلٌها مرحلة التحقٌق اإلعدادي التً ٌباشرها قاض التحقٌق وٌتولى تعمٌق البحث‬
‫للتثبت من وقوع الجرٌمة ومتابعة المتهم وإحالته على قضاة الحكم (الفقرة أولى) ‪ ،‬ثم‬
‫المحاكمة التً ٌتوالها قضاء الحكم بإدانة المتهم أو براءته(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 56‬من قانون المسطرة الجنابٌة على ماٌلً ‪:‬‬


‫(تتحقق حالة التلبس بجناٌة أو جنحة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه الجرٌمة أو عل إثر ارتكابها‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إذا كان الفاعل مازال مطاردا بصٌاح الجمهور على إثر ارتكابها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا وجد الفاعل بعد مرور وقت قصٌر على ارتكاب الفعل حامال أسلحة أو أشٌاء ٌستدل معها أنه شارك فً الفعل‬
‫اإلجرامً ‪ ،‬أو وجد علٌه أثر أو عالمات تثبت هذه المشاركة ‪.‬‬
‫‪)........‬‬

‫‪54‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬إجراءات البحث فً جرائم العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫بعد قٌام الجرٌمة تبتدئ إجراءات البحث عن مرتكبٌها ‪،‬وٌتخذ البحث شكلٌن بحث‬
‫تمهٌدي ٌقوم به ضباط الشرطة القضابٌة‪ ،‬ثم التحقٌق اإلعدادي الذي ٌتواله قاضً‬
‫التحقٌق‪.‬‬
‫على اعتبا ر جرابم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من الجرابم التً لم ٌحدد لها المشرع‬
‫المؽربً جانب إجرابً خاص بها ‪ ،‬فإنه بالرجوع للقواعد العامة التً حددها المشرع فً‬
‫قانون المسطرة الجنابٌة ‪.‬‬
‫لقد أوكل المشرع مهام البحث إلى ضباط الشرطة القضابٌة فً حاالت التلبس التً‬
‫حددتها المواد ‪56‬إلى ‪ 77‬من قانون المسطرة الجنابٌة حٌث ألزمهم باالنتقال إلى عٌن‬
‫‪ 57‬م ق م ج التً نصت‬ ‫المكان للتثبت من الجرابم وهذا المقتضى نصت علٌه المادة‬
‫على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على ضابط الشرطة القضابٌة الذي أشعر بحالة تلبس بجنحة أة جناٌة‬
‫أن ٌخبر بها النٌابة العامة فورا وأن ٌنتقل إلى مكان ارتكابها إلجراء المعاٌنات‬
‫المفٌدة"‪،‬ففً حالة ارتكاب حالة من حاالت العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة التً حددها‬
‫القانون ‪ٌ 09/09‬جب على ضابط الشرطة القضابٌة االنتقال إلى مكان ارتكابها حسب‬
‫االختصاص المكانً لضباط الشرطة القضابٌة لمعاٌنة الجرٌمة المرتكبة والقٌام‬
‫بمجموعة من التدابٌر‪.‬‬
‫‪-‬منع األشخاص من مؽادرة مكان ارتكاب الجرٌمة وهذا المقتضى حددته المادة ‪ 165‬من‬
‫ق‪ .‬م‪ .‬ج ‪.‬‬

‫‪-1‬تنص المادة ‪ 65‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما ٌلً ‪:‬‬


‫( ٌمكن لضابط للشرطة القضابٌة أ‪ٌ ،‬منع أي شخص مفٌد فً التحرٌات من االبتعاد عن مكان وقوع الجرٌمة إلى أن‬
‫تنتهً التحرٌات‪.‬‬
‫ٌجب على كل شخص ظهر من الضروري معاٌنة هوٌته أو التحقٌق منها‪ ،‬بناء على طلب من ضابط الشرطة القضابٌة‬
‫‪ ،‬أن ٌمتثل للعملٌات التً ٌستلزمها هذا التدبٌر‪.‬‬
‫وكل من خالؾ مقتضٌات الفقرة السابقة ٌتعرض لعقوبة االعتقال لمدة تتراوح بٌن ٌوم واحد وعشرة أٌام وؼرامة‬
‫ٌتراوح قدرها بٌن ‪ 200‬و ‪ 1200‬درهم أو إلحدى هاتٌن العقوبتٌن فقط)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 166‬من ق‪.‬م‪.‬ج حٌث ٌجب‬ ‫‪-‬الوضع تحت الحراسة النظرٌة كما حددته المادة‬
‫على ضابط الشرطة القضابٌة إخبارالموضوع تحت الحراسة النظرٌة بالحقوق التً‬
‫حددها له القانون‪.‬‬
‫وهكذا سمح المشرع لضابط الشرطة القضابٌة االحتفاظ بكل شخص أو عدة‬
‫أشخاص مقٌدٌن فً التحرٌات وإخبار النٌابة العامة فورا واإلحتفاظ باألشٌاء المستعملة‬
‫فً ارتكاب العنؾ الرٌاضً واالحتفاظ بها‪ ،‬كما ٌمكن لهم القٌام بإجراءات التفتٌش حسب‬
‫اإلجراءات المنصوص علٌها فً قانون المسطرة الجنابٌة ‪.2‬‬
‫‪ 3‬حسب الشكلٌات الواجب‬ ‫وبعد القٌام بهذه اإلجراءات ٌتم تحرٌر المحاضر‬
‫توفرها فً المحاضر‪ ،‬هوٌة الشخص المستمع إلٌه وتصرٌحاته وصفة محرر المحضر‬
‫حسبما حدد المادة ‪ 19‬و‪ 20‬من قانون المسطرة الجنابٌة‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المؽربً لم ٌحدد جهة مختصة فً تقرٌر محاضر العنؾ‬
‫المرتكب أثناء التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها‪ ،‬ونحن فً رأٌنا المتواضع ال نتفق مع‬
‫مشرعنا المؽربً كاقتراح كان على المشرع أن ٌحدد جهة مختصة فً تحرٌر محاضر‬
‫العنؾ كؤن ٌعطً الحق إلى مندوبٌن تابعٌن لوزارة الشباب والرٌاضٌة إضافة إلى ضباط‬
‫الشرطة القضابٌة كما فعل فً بعض الجرابم نظرا للخبرة فً هذا المجال أو تكوٌن‬
‫موارد بشرٌة تعرؾ خباٌا المٌدان الرٌاضً وٌبقى فً نظر السلطة لضباط الشرطة‬
‫القضابٌة فً العنؾ المرتكب خارج المالعب كالمقاهً والساحات العمومٌة و الفضاءات‬
‫وكذلك الحافالت والمحطات‪.‬‬
‫كما قد تتم اإلحالة على قاضً التحقٌق إذا استدعت الضرورة ذلك وبناء على ملتمس‬
‫النٌابة العامة إذا كانت بعض الجرابم تستدعً التحقٌق الستكمال خٌوط الجرٌمة ‪ ،‬فعنؾ‬

‫‪-1‬عبد العزٌز بعلً‪:‬إجراءات الوضع تحت الحراسة على ضوء تعدٌالت الفصل ‪66‬من قانون السطرة الجنابٌة ‪،‬المجلة‬
‫المؽربٌة لنادي قضاة الدار البٌضاء ‪ ،‬عدد ‪.2014 ،3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪59‬‬
‫‪3‬‬

‫‪20 19‬‬

‫‪56‬‬
‫المالعب قد ٌكون التحقٌق فٌها إجبارٌا إذا تعلق األمر بالحاالت المنصوص علٌها فً‬
‫الفصل ‪1 403‬من م‪.‬ق‪.‬ج والذي أحال علٌه الفصل ‪ 1-308‬من القانون ‪ 09/09‬ألن‬
‫المشرع حدد الحاالت التً تكو فٌها العقوبة علٌها أو السجن المإبد ‪.‬‬
‫وقد ٌكون التحقٌق اختٌارٌا فً بعض الجنح التً ٌصل حدها األقصى من العقوبة خمس‬
‫‪2 83‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬فحاالت العنؾ فً‬ ‫سنوات كما حددتها الفقرة الرابعة من الفصل‬
‫المالعب الرٌاضٌة ؼالبٌة الفصول لم تتجاوز العقوبة فٌها خمس سنوات ما عدا الحالة‬
‫التً أحال فٌها المشرع على الفصل ‪ 403‬من مجموعة القانون الجنابً‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬إجراءات المحاكمة لجرائم العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫قبل الحكم على أي شخص من أجل جرٌمة ما البد من مراعاة و تحدٌد المحكمة‬
‫المختصة فً ذلك ‪ ،‬االختصاص المحلً والنوعً ‪:‬‬
‫االختصاص النوعً ‪ٌ :‬إخذ فٌه بعٌن االعتبار نوع الجرٌمة التً قسمها المشرع بحسب‬
‫خطورتها ‪ :‬الجناٌات والجنح والمخالفات حٌث وزعها بٌن المحاكم االبتدابٌة ومحاكم‬
‫‪ 4‬وكذلك ؼرفة‬ ‫االستبناؾ‪،3‬إذ تختص المحاكم االبتدابٌة فً الجنح والمخالفات ابتدابٌا‬
‫الجنح االستبنافٌة داخل المحاكم السالفة الذكر فً االستبنافات الصادرة عن نفس‬
‫المحاكم‪ .5‬فعلى اعتبار جرابم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة جنح فإن اإلختصاص ٌعود‬
‫للمحاكم االبتدابٌة مع مراعاة االختصاص المحلً الذي حدده المشرع فً المادة ‪ 259‬من‬

‫‪1‬‬
‫‪ٌ -‬نص الفصل ‪ 403‬من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً ‪:‬‬
‫إذا الجرح أو الضرب أو ؼٌرهما من وسابل اإلٌذاء أو العنؾ قد ارتكب عمدا ‪ ،‬ولكن دون نٌة القتل ‪ ،‬ومع ذلك ترتب عنه الموت ‪ ،‬فإن‬
‫العقوبة تكون السجن من عشر إلى عشرٌن سنة‪.‬‬
‫وفً حالة سبق اإلصرار أو الترصد أو استعمال السالح ‪ ،‬تكون العقوبة السجن المإبد‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص الفقرة الرابعة من المادة ‪ 83‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما ٌلً‪:‬‬
‫‪.........‬‬
‫ٌكون اختٌارٌا فٌما عدا ذلك من الجناٌات وفً الجنح المرتكبة من طرؾ األحداث ‪ ،‬وفً الجنح التً ٌكون الجد‬
‫األقصى للعقوبة المقررة لها خمس سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -3‬الحبٌب بٌهً ‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد ‪ ،‬الجزء الثانً ‪ ،‬دار النشر المؽربٌة‪ ،‬طبعة ‪ 2006‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 252‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 253‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫ق مج حٌث ٌرجع االختصاص فً الجرابم إلى المحكمة التً ٌوجد فٌها إما محل ارتكاب‬
‫الجرٌمة وإما محل إقامة المتهم ‪ ،‬أو محل إقامة المساهمٌن أو المشاركٌن وإما محل إلقاء‬
‫القبض على المجرمٌن أو على أحدهم ‪.1‬‬
‫وأما جرٌمة العنؾ العنؾ أو الشؽب فً المالعب أو التظاهرات الرٌاضٌة لم ٌحدد لها‬
‫المشرع المؽربً اختصاص محلً خاص بها كما فعل فً بعض الجرابم ‪ ،‬وبالتالً‬
‫فاالختصاص المحلً لهذه الجرابم ٌرجع للقواعد العامة المحددة فً المادة السالفة الذكر ‪،‬‬
‫لكن المشكل المطروح بالنسبة لهذه الجرابم تعددها وتوسٌع نطاقها ؟‬
‫فلو أن جرٌمة عنؾ وقعت فً مدٌنة الدار البٌضاء بٌن الجماهٌر وتم القبض على أحد‬
‫المساهمٌن فً مدٌنة الجدٌدة فهذا ال ٌثٌر إشكاال ٌرجع للقواعد العامة المنصوص علٌها‬
‫فً المادة السالفة الذكر ‪ ،‬لكن إذا أقٌمت مباراة فً الدار البٌضاء ووقعت أعمال العنؾ‬
‫فً نفس المدٌنة أثناء المباراة وبمناسبة بثها بٌن نفس جماهٌر الفرٌق فً مدٌنة الداخلة ‪،‬‬
‫هل سٌتم تطبٌق القواعد المنصوص علٌها فً المادة ‪ 259‬من ق‪.‬م‪.‬ج أم أن االختصاص‬
‫ٌتوزع بٌن المحكمة التً أجرٌت فٌها المباراة والمحكمة التً وقع فٌها البث فً الشاشات‬
‫أو الفضاءات العمومٌة‪ 2‬؟؟‬
‫هذا فٌما ٌخص االختصاص فً جرابم العنؾ ‪ ،‬أما فٌما ٌتجلى فً اإلثباتفً جرابم العنؾ‬
‫‪ 09/09‬شكلٌة خاصة إلثباتها وبالتالً‬ ‫فً المالعب فإن المشرع لم ٌحدد فً القانون‬
‫ٌرجع لحرٌة اإلثباث كما حددتها المادة ‪3 286‬من ق‪.‬م‪.‬ج أي ٌبقى إثباتها حر بجمٌع‬
‫الوسابل المتاحة لذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 259‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما ٌلً‪:‬‬


‫ٌرجع االختصاص ‪ ،‬مع مراعاة مقتضٌات القسمٌن األول والثانً من الكتاب السابع من هذا القانون إلى المحكمة التً‬
‫ٌقع فً دابرة نفوذها إما محل ارتكاب الجرٌمة ‪ ،‬وإما نحل إقامة المتهم أو محل إقامة أحد المساهمٌن أو المشاركٌن‬
‫معه فً الجرٌمة ‪ ،‬وإما محل إلقاء القبض علٌهم أو على أحدهم ‪ ،‬ولو كان القبض مترتبا عن سبب آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬فً وجهة كان على المشرع أن ٌحدد االختصاص المكانً لجرابم العنؾ فً المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو‬
‫بمناسبتها على حسب المدٌنة األكثر شٌوعا بالعنؾ حتى ٌتم توحٌد الحكم بالنسبة للفاعلٌن ‪ ،‬مع العلم أن أعمال العنؾ‬
‫ؼالبا ما تكون متشابهة ومادام أن المشرع لم ٌحصر أعمال العنؾ فً مدٌنة واحدة فلو أقٌمت مباراة فً مدرٌد وبثت‬
‫بالفضاءات العمومٌة فً المؽرب وتمت أعمال العنؾ فً الدار البٌضاء وأعمال العنؾ فً زاكورة فً نظرنا تبقى‬
‫جرٌمة واحدة تدخل فً القانون ‪ 09/09‬الن السٌاسة التجرٌمٌة للمشرع كما قلنا سابقا لم تحصر المكان وال الزمان فً‬
‫أعمال العنؾ الرٌاضً وبالتالً ٌجب على المشرع أن ٌراعً خصوصٌة هذه الجرابم‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 286‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما ٌلً‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫المبحث الثانً‬
‫اإلجراءات األمنٌة الخاصة لمواجهة العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫لقد أصبح تنامً ظاهرة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة أو المبارٌات أو بمناسبتها ٌفسد‬
‫سٌر المبارٌات حٌث أخذ أبعاد مقلقة للشؤن العام عامة والشؤن الرٌاضً خاصة ‪،‬مما‬
‫ٌتطلب عمال مشتركا من قبل جمٌع األطراؾ والفعالٌات من أجل التطبٌق الصارم‬
‫للتدابٌر األمنٌة وذلك بالجمع بٌن المقاربة القانونٌة التً ؼالبا ما تكون ردعٌة والتً جاء‬
‫بها القانون ‪ 09/09‬والمقاربة األمنٌة من أجل التعامل بجدٌة مع هذه اآلفة التً تزهق‬
‫األرواح وتخرب الممتلكات والتً أصبحت تثٌر قلق السلطات والرأي العام ‪ ،‬فً إطار‬
‫وضع إستراتٌجٌة عمل مشتركة وشمولٌة تتطلب تشاورا وانخراطا فعاال بٌن كافة‬
‫األطراؾ المعنٌة ‪ٌ ،‬تم فٌها بلورة كافة التدابٌر األمنٌة والتقنٌة ‪.‬‬
‫فالبد لمحاربة هذه الظاهرة من وضع مقاربة أمنٌة تتجلى فً توفٌر الموارد البشرٌة‬
‫واللوجستٌكٌة من أجل السهر على تنظٌم المبارٌات والتظاهرات فً جو سلٌم ولتحقٌق‬
‫التؤمٌن الشامل لها‪،‬سواء تؤمٌن المنشآت والممتلكات أو الحفاظ على سالمة األفراد وذلك‬
‫بالسٌطرة على العنؾ بالمراقبة القبلٌة و البعدٌة (مطلب أول)‪ ،‬كما ٌجب التعامل مع‬
‫الجتمع المدنً بكافة فعالٌاته ألنه الٌوم أصبح له دور بارز فً بلورة السٌاسات العمومٌة‬
‫للدولة مما ٌفرض علٌها التعامل مع فعالٌاته ‪ ،‬باالنفتاح على الفاعلٌن الجمعوٌٌن ‪ ،‬كما ال‬
‫ننسى الدور الذي تلعبه وسابل اإلعالم‪ ،‬باعتبار الفاعل اإلعالمً لبنة أساسٌة فً بنٌة‬
‫الممارسة الرٌاضٌة من خالل مواكبته للمنافسات وتحلٌلها وبتقرٌب المشاهد والمستمع‬
‫من األجواء العامة التً تجرى فٌها ‪،‬عالوة على دوره التحسٌسً و التوعوي فً تكرٌس‬

‫ٌمكن إثبات الجرابم بؤٌة وسٌلة من وسابل اإلثبات ‪ ،‬ما عدا األحوال التً ٌقضً القانون فٌها بخالؾ ذلك ‪ ،‬وٌحكم‬
‫القاضً حسب اقتناعه الصمٌم وٌجب أ‪ٌ ،‬تضمن المقرر ما ٌبرر اقتناع القاضً وفقا للبند ‪ 8‬من المادة ‪ 365‬اآلتٌة‬
‫بعده‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫األهداؾ الرٌاضٌة النبٌلة ونبذ أسالٌب العنؾ والتعصب والشؽب والتشجٌع على مبادئ‬
‫الروح الرٌاضٌة السمحة( المطلب الثانً) ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫السٌاسة األمنٌة لمنع العنف فً المالعب الرٌاضٌة‬

‫تحرص كل دولة من دول العالم على توفٌر كل سبل الدعم والمإازرة وتؤمٌن الفعالٌات‬
‫الرٌاضٌة التً بها‪ ،‬سواء كانت على المستولى المحلً أو اإلقلٌمً أو الدولً ‪ ،‬وذلك‬
‫راجع إلى عدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ +‬الفوابد المتعددة التً أصبحت تحققها إقامة الفعالٌات الرٌاضٌة سواء على المستوى‬
‫االقتصادي أو السٌاسً أو اإلعالمً أو النفسً ألفراد المجتم ع‪.‬‬
‫‪ +‬االنفتاح الكونً الذي ٌعٌشه العالم الٌوم وما ترتب عنه من قنوات اتصال مباشر‬
‫ومتاحة للجمٌع لمشاهدة ورإٌة وتقٌٌم ما ٌتم حٌال الفعالٌات وللوقوؾ على مدى التقدم‬
‫والتؤخر فً الزواٌا التنظٌمٌة واألمنٌة واإلدارٌة المتعلقة بها‪.‬‬
‫كل ما أسفرت عنه المتؽٌرات السٌاسة واالقتصادٌة واالجتماعً ة التً أصبح لها تؤثٌر‬
‫‪ 1‬أمنٌة ‪ ،‬أصبحت‬ ‫دولً ال ٌقتصر على دولة دون أخرى من وجود مخاطر وأزمات‬
‫تشكل تهدٌدا مباشرا على أمن الرٌاضة‪ ،‬مما ٌإدي إلى حدوث انعكاسات سلبٌة على أمن‬
‫البالد السٌاسً واالقتصادي واالجتماعً فً حالة وقوع أٌة حوادث تخل بالنظام‬
‫العام‪،‬حتى أصبحت من الشروط والمعاٌٌر التً تفرض على الدول فً تقدٌم ملؾ‬

‫‪ -1‬األزمة‪ :‬عملٌة اختالل فً التوازن الذاتً ‪ ،‬أو البٌبً للفرد‪ ،‬أو هً تلك الحالة التً ٌستفحل فٌها الحدث األمنً‬
‫وتتصاعد فً األعمال المكونة لمستوى التؤزم الذي تتشابك فٌه األمور وٌتعقد الوضع إلى الحد الذي ٌتطلب معه‬
‫ضرورة تكاتؾ الجهود من الجهات األمنٌة وؼٌرها ‪ ،‬الحتواء بحكمه وخبرة ما ٌترتب من أضرار والحٌلولة دون‬
‫استفحالها‪.‬‬
‫خضر محمود عباس ‪ ،‬األزمة األمنٌة فً فلسطٌن و سٌكولوجٌة الفلتان األمنً ‪ ،‬بحث مقدم إلى مإتمر اإلسالم‬
‫والتحدٌات المعاصرة ‪ ،‬كلٌة أصول الدٌن فً الجامعة اإلسالمٌة ؼزة‪3/4/2007-2 ،‬م‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الستضافة أي تظاهرة رٌاضٌة دولٌة( كؤس العالم ‪ ،‬األلعاب األولمبٌة‪ ،‬كؤس العالم‬
‫لألندٌة ‪..‬إلخ)‪،‬قٌاس درجة استقرار الدولة ومدى كفاٌة و جاهزٌة مإسساتها األمنٌة ‪.1‬‬
‫باعتبار أن األجهزة األمنٌة ٌقع على عاتقها مسإولٌة دابمة من تحقٌق األمن والحفاظ‬
‫على النظام العام ‪ ،‬أصبح من الضروري إٌجاد حلول أمنٌة وقابٌة تتناسب مع كل‬
‫الظروؾ والمؽٌرات بالصورة التً تمكن األجهزة األمنٌة من أداء دورها بفعالٌة‬
‫واحترازٌة بما ٌضمن الحفاظ على أم المالعب وسالمة األشخاص والممتلكات وذلك‬
‫ٌتطلب تكثٌؾ الدورات وتؤهٌل الموارد البشرٌة الكفٌلة والقادرة على التعامل مع كافة‬
‫األحداث(فقرة أولى) ‪ ،‬فضال عن االنفتاح التكنولوجً وتجهٌز المنشآت الرٌاضٌة بؤحدث‬
‫األجهزة والمعدات(فقرة ثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الموارد األمنٌة والبشرٌة الساهرة عل التظاهرات الرٌاضٌة‬

‫باعتبار األجهزة األمنٌة اآللٌة الساهرة على ضبط األمن وتحقٌق السالمة لألشخاص‬
‫والحفاظ على النظام العام بمقتضى المادة الثانٌة من الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ ، 2‬أصبح من‬ ‫‪1.09.213‬الذي خول هذا اإلختصاص للمدٌرٌة العامة لألمن الوطنً‬
‫الضروري إٌجاد طرق وأسالٌب جدٌدة فً سٌاستها تندرج تحت اإلستراتٌجٌة األمنٌة من‬
‫أجل إعداد خطط محكمة تعتمد على الموارد البشرٌة تتناسب مع الظروؾ والمتؽٌرات‬
‫بالصورة التً تمكن األجهزة السالفة الذكر من أداء دورها بفعالٌة واحترازٌة بما ٌضمن‬
‫الحفاظ على أمن وسالمة األشخاص والممتلكات من خالل تؽطٌة أمنٌة شاملة للمبارٌات‬
‫والتظاهرات الرٌاضٌة ‪ ،‬فمن الضروري توفٌر الموارد البشرٌة ألن كل مباراة رٌاضٌة‬
‫الٌوم أصبحت تطرح إشكالٌة أمنٌة قد تإدي إلى أزمة وبالتالً وجود خلل ٌحتاج لمخطط‬
‫عمل استباقً وتحضٌرات أمنٌة مكثفة واجتماعات تشاورٌة منسقة مع مجموعة من‬
‫‪ -1‬أحمد زاٌد‪ ،‬العنؾ ‪ :‬المفهوم واألنماط والعوامل ‪،‬سلسلة مفاهٌم ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬المركز الدولً للدراسات المستقبلٌة‬
‫واإلستراتٌجٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬فبراٌر ‪،2005‬ص ‪21‬‬
‫‪ 2‬بوشعٌب فهمً ‪،‬ظاهلرة اإللتراس بالمؽرب مقاربة قانونٌة اجتماعٌة‪،‬مطبعة األمنٌة الرباط ‪،‬الطبعة األولى‬
‫‪،2016‬ص ‪.119‬‬
‫‪61‬‬
‫القطاعات الحكومٌة واألمنٌة والجهات المسإولة على القطاع الرٌاضً ‪ ،‬تعتمد على‬
‫التكوٌن المستمر للعوامل البشرٌة من أجل إعداد رجال أمن متخصصٌن قادرٌن على‬
‫السهر على هذا المجال الذي ٌجمع بإر الصراع ‪ ،‬ألن ضخم التظاهرات الرٌاضٌة سواء‬
‫الوطنٌة أو الدولٌة ٌتطلب موارد بشرٌة ‪ ،‬فلنا أن نتصور كم هً مكلفة أعباء مباراة‬
‫رٌاضٌة واحدة هذا إن جرت فً ظروؾ عادٌة بدون شؽب أو عنؾ أما إذا اختل التوازن‬
‫وسجلت أجواء المباراة أعمال عنؾ وشؽب وإلحاق خسابر فً الممتلكات واألرواح‬
‫‪،‬فالتكلفة تتضاعؾ مرات ومرات ‪ ،‬وبالتالً البد من إحداث بنٌات شرطٌة متخصصة‬
‫فً هذا المجال من أجل توفٌر الحماٌة الالزمة للجمهور قبل وأثناء وبعد المقابالت عن‬
‫طرٌق‪:‬‬
‫‪ -‬تتبع أخبار ومستجدات الجمهور سواء باللقاءات المباشرة عن طرٌق السلطات‬
‫االستعالمٌة برصد األخبار التً تنشر عن طرٌق وسابل التواصل الحدٌثة‪.‬‬
‫‪ -‬التؤمٌن الجٌد للممرات والطرق التً ٌسلكها المشجعون خالل توجههم أو‬
‫مؽادرتهم للمنشآت الرٌاضٌة وكذلك للجمهور المتواجد فً الفضاءات العامة(‬
‫المقاهً‪-‬الحافالت‪ -‬الساحات العمومٌة‪.)..‬‬
‫‪ -‬مسك جدادات من طرؾ والٌات األمن عن األشخاص المشاؼبٌن من أجل معرفة‬
‫األشخاص الذٌن ٌعتدون على الشؽب والعنؾ وتوزٌعها على اللجان المحلٌة‬
‫‪1‬وكذلك الدوابر األمنٌة ألن أعمال العنؾ ال تقتصر على منطقة المدٌنة المقامة‬
‫فٌها التظاهرة أو المباراة الرٌاضٌة وإنما تتعداها ألن الظاهرة ال تعترؾ‬
‫باالختصاص المكانً‪.‬‬
‫‪ -‬التفتٌش الجٌد بمداخل المالعب الرٌاضٌة لمنع دخول فبات ؼٌر عادٌة من‬
‫المشجعٌن سواء الذٌن صدر فً حقهم قرار قضابً بالمنع من حضور المبارٌات‬
‫بسبب سوابقهم فً أعمال العنؾ أو الشؽب الرٌاضً ‪ ،‬أو األشخاص الذٌن‬

‫‪ -1‬اللجنة الجهوٌة لمكافحة العنؾ بالمالعب الرٌاضٌة كلفها المشرع من خالل المادة ‪ 19-308‬من القانون ‪09/09‬‬
‫بتنفٌذ مقررات الصادرة عن المحكمة بالمنع من حضور المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة‪ ،‬ولكن المشكل أن المشرع‬
‫فً المادة السالفة الذكر أكد على إحداث اللجان المحلٌة بنص خاص ولألسؾ لم تحدث إلى ٌومنا هذا مما ٌجعلنا نطرح‬
‫السإال اآلتً متى تخرج هذه اللجنة إلى حٌز الوجود رؼم أن القانون صدر من ‪2009‬؟‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ٌذهبون إلى المالعب فً حالة ؼٌر طبٌعٌة ( السكر ‪،‬المخدرات‪ )..،‬وال‬
‫ٌستطٌعون التحكم فً تصرفاتهم أو أشخاص حاملٌن ألسلحة أو المواد الذكورة‬
‫فً المادة ‪ 10-308‬من القانون ‪،‬والذٌن قد ٌتسببون فً إٌذاء الؽٌر أو‬
‫الممتلكات العامة بتصرؾ عدوانً ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حواجز أمنٌة بشرٌة بٌن مختلؾ أصناؾ المشجعٌن سواء تعلق األمر‬
‫بجمهور الفرٌق المستضٌؾ أو الفرٌق الضٌؾ من أجل تفادي التصادم‪.‬‬
‫‪ -‬التدخل لدى المصالح المختلفة لتوفٌر وسابل النقل للجمهور وتؤمٌن الركاب وكذا‬
‫وسابل النقل وتوفٌر طاقات بشرٌة ترافق الركاب‪.‬‬
‫‪ -‬منع دخول القاصرٌن ؼٌر المرفقٌن بؤولٌابهم لحماٌتهم من أعمال العنؾ أو‬
‫الشؽب‪.‬‬
‫‪ -‬منع التنقل الجماعً للجمهور خارج العماالت واألقالٌم فً حالة إذا تبٌن أن هذا‬
‫التنقل من شؤنه تشكٌل تهدٌد لألمن العام ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعٌل أجهزة الرقابة على قطاع األمن من أجل رصد كٌفٌة تعامله مع الجمهور‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق البد من تكوٌن مستمر للعناصر األمنٌة من أجل عدم استفزاز‬
‫الجمهور بعبارات قد تإجج الصراع أو الضرب تحت طابلة العقوبات التؤدٌبٌة‪.‬‬
‫وصفوة القول فً ما سبق ذكره‪ ،‬فال بد من أجل التؤمٌن الجٌد للمالعب وكذلك تفادي‬
‫التصادمات التً تإدي إلى ما ال ٌحمد عقباه ‪ ،‬ضرورة إعداد استراتٌجٌة أمنٌة محكمة‬
‫تعتمد على التخطٌط بٌن كافة الفاعلٌن فً المجال الرٌاضً تتجلى فً تؤهٌل الفاعل‬
‫البشري المتخصص‪ ،‬ناهٌك عن التكوٌن المستمر من أجل تؽطٌة شاملة وفعالة ‪ ،‬كما ال‬
‫ٌجب إؼفال الجانب اللوجستٌكً فً إعداد السٌاسات األمنٌة المحكمة وهذا موضوع‬
‫الفقرة الثانٌة‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الموارد اللوجستٌكٌة الواجبة للسهر على تفادي أعمال العنف‬

‫‪63‬‬
‫رؼم وجود الموارد البشرٌة الكفٌلة بتنظٌم المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة ال تكفً‬
‫لوحدها لإلحاطة بؤعمال العنؾ والشؽب ‪ ،‬ألن األمر ٌتطلب موارد لوجستٌكٌة تساعد‬
‫الفاعل البشري على القٌام بإعداد خطط أمنٌة محكمة كفٌلة للحد من أعمال الشؽب‬
‫والعنؾ ‪ ،‬أو على األقل التخفٌؾ منها لذلك ال بد من‪:‬‬
‫‪ -‬تؤهٌل البنٌات التحتٌة للمالعب الرٌاضٌة لتحسٌن ظروؾ استقبال الجمهور ‪،‬‬
‫بتوفٌر المرافق الصحٌة ‪،‬ووسابل الترفٌه وترقٌم الكراسً إضافة إلى تجهٌز‬
‫المالعب بممرات متعددة لتجنب االزدحام وكذلك للسٌطرة على الكوارث‬
‫المتوقعة‪ ،‬وتجهٌز المالعب بكراسً مرقمة وكامٌرات المراقبة لرصد تحركات‬
‫الجمهور فً المدرجات‪.‬‬
‫‪ -‬خوصصة القطاع الرٌاضً لشركات متخصصة تتوفر على وسابل لوجستٌكٌة من‬
‫أجل توفٌر الحماٌة الالزمة الستقبال الكم الهابل من الجمهور ‪.1‬‬
‫‪ -‬توفٌر وسابل النقل الكافٌة بتنقل الجمهور من أجل تفادي االزدحام والمشاحنات‬
‫واالصطدام اقتداء ببعض التجارب ‪ ،‬كمثال‪ 2 :‬تجربة االتحاد األوربً فً توفٌر‬
‫الحماٌة والوسابل لمرافقة الجمهور من دولة إلى أخرى ‪ ،‬ومن وجهة نظرنا البد‬
‫أن ٌقوم النادي بهذا الدور لتوفٌر السالمة لجماهٌره المساندة له‪.‬‬
‫‪ -‬توفٌر الفضاءات العمومٌة الخضراء ودور الشباب من أجل تفادي ذهاب الشباب‬
‫لالنحراؾ ‪.‬‬
‫من أجل محاربة هذا الوباء الذي أصبح ٌفسد الجو الرٌاضً ‪ ،‬البد من وضع‬
‫إستراتٌجٌة محكمة ٌتداخل فٌها كافة العناصر ‪ ،‬العنصر البشري المتخصص والقادر‬
‫على مواكبة السهر على تنظٌم التظاهرات الرٌاضٌة سواء المحلٌة أو الدولٌة وكذلك‬
‫الوسابل اللوجستٌكٌة التً تكمل عمل العنصر البشري وتسهل علٌه اإلحاطة بؤعمال‬
‫العنؾ والشؽب ‪ ،‬وتعٌد الرٌاضة إلى جوها وروحها التنافسٌة بعٌدا عن كل المإثرات‬

‫‪ -1‬أكد محمد بوزفور العمٌد اإلقلٌمً بمدٌنة الدار البٌضاء أن بعض المالعب الرٌاضٌة تعانً من وضعٌة كارثٌة ال‬
‫تساعد على توفٌر الحماٌة الالزمة للجمهور فً حوار برنامج مباشرة معكم ‪ 2016‬بعد أحداث األسود التً وقعت بٌن‬
‫جماهٌر الرجاء البٌضاوي‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد بوزفور ‪ ،‬البرنامج نفسه‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫التً تفسدها خصوصا وأن المؽرب أخذ األمور بحزم وبقوة فً تنظٌم التظاهرات‬
‫الرٌاضٌة التً كان آخرها كؤس العالم لألندٌة على مرتٌن متتالٌتٌن‪.‬‬
‫المطلب الثانً‬
‫دور المجتمع المدنً واإلعالم فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة‬

‫ٌبقى المجتمع المدنً أهم حلقة فً مسلسل السٌاسات العمومٌة للدولة‪ ،‬وٌجد دعامة‬
‫فً الدٌمقراطٌة و الحكامة ومقوماته المرجعٌة فً الهوٌة والشرعٌة والعقالنٌة ‪،‬ومن هنا‬
‫أتت ضرورة موالٌة لهذا االختٌار بصٌاؼة سٌاسات عمومٌة رشٌدة تتطلب تعببة بشرٌة‬
‫ومالٌة تتقاطع فً مجاالت عملها مع عمل المجتمع المدنً ‪ ،‬منها الثقافة والرٌاضة‬
‫والترفٌه والتربٌة والبحث العلمً والصحة والخدمات االجتماعٌة ‪.1‬‬
‫ٌتطلب التواصل مع فعالٌات المجتمع المدنً بخطة االنفتاح والتعامل والتواصل مع‬
‫فعالٌاته المختلفة من أجل مكافحة الشؽب ‪ ،‬ألنه الٌوم أصبح ٌعً بقٌام ومبادئ وروح‬
‫الجماعة والمصلحة العامة (فقرة أولى)‪.‬‬
‫كذلك البد من االنفتاح على وسابل اإلعالم بؤنواعها نظرا للدور البارز الذي له داخل كل‬
‫دولة ‪ ،‬حٌث ٌعتبر الفاعل اإلعالمً لبنة أساسٌة فً بنٌة الممارسة الرٌاضٌة من خالل‬
‫مواكبته للمنافسات الرٌاضٌة وتحلٌلها وتقرٌب المشاهد والمستمع من األجواء العامة التً‬
‫تجرى فٌها المنافسات ‪ ،‬عالوة على دوره التحسٌسً و التوعوي فً تكرٌس األهداؾ‬
‫النبٌلة للرٌاضة ونبذ أسلٌب العنؾ والعصب والعدوانٌة والشؽب ‪ ،‬والتشجٌع على مبادئ‬
‫الروح الرٌاضٌة السمحة (فقرة ثانٌة)‪.‬‬

‫‪ -1‬نور الدٌن قربال ‪ ،‬دور المجتمع المدنً فً السٌاسات العمومٌة‪ ،‬مجلة هسبرٌس االلكترونٌة ‪ ،‬مقال منشور ٌوم‬
‫‪، 2014-04-19‬‬
‫تارٌخ الدخول ‪ 2016-08-26‬على الساعة ‪ 00.57‬لٌال‬
‫‪65‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬دور المجتمع المدنً فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة‬

‫ٌإدي المجتمع المدنً بكافة فعالٌاته دورا بارزا فً إحداث التنمٌة بكل صورها فً‬
‫الدولة ‪ ،‬وكذلك التعامل مع المشكالت التً ٌعانً منها والتً قد ٌصعب على مإسسات‬
‫الدولة الضخمة التعامل معها بصفة مباشرة ‪ ،‬وتتجلى أهمٌة الدور الذي ٌإدٌه فً قدرته‬
‫على فرد قٌم الثقافة المدنٌة المعاصرة واحترام حقوق اإلنسان ‪ ،‬ناهٌك عن ما ٌشكله من‬
‫ضوابط على الكافة باحترام المإسسات الدستورٌة وبالتالً ٌعد فً كافة صوره جزءا ال‬
‫ٌتجزأ من النظام العام للمجتمع ‪.‬‬
‫فمن بٌن المشكالت التً ٌكون للمجتمع دور فً التعامل معها ‪ ،‬مشكلة الجرٌمة التً‬
‫أصبحت تهدد استقرار المجتمع المدنً‪ ،‬ومن بٌن هذه الجرابم جرابم العنؾ والشؽب فً‬
‫المالعب والتظاهرات الرٌاضٌة ‪ ،‬التً أصبحت الشؽل الشاؼل لكافة فعالٌات الدولة‬
‫وذلك من أجل تحقٌق األمن واالستقرار الن األمن الٌوم أصبح ضرورة ملحة من أي‬
‫وقت مضى خصوصا وأن المجتمع ٌعرؾ اختالالت قد تكون النقطة التً تساعد بشكل‬
‫مباشر فً إثارة الفتنة ‪ ،‬ألن الجرٌمة فً جوهرها خروج عن األعراؾ والتقالٌد و قٌم‬
‫المجتمع ‪ ،‬أي أن السلوك اإلجرامً ٌسٌر فً عكس اتجاه القاعدة القانونٌة واألخالقٌة‬
‫والسلوكٌة ومن هذا المنطلق فجرٌمة العنؾ والشؽب ال ٌمكن أن تواجه باألسالٌب‬
‫الشرطٌة وحدها بل هً قضٌة الجماهٌر والمجتمع بصفة عامة ‪ ،‬الن التماسك المجتمعً‬
‫فً مواجهة جرٌمة ما تمس النظام العام لٌست مسإولٌة الحكومة القابمة فقط ‪ ،‬وإنما هً‬
‫مسإولٌة المجتمع كله ذلك ألن الضرر المباشر ٌقع على الجماهٌر ‪.‬‬
‫إن تفعٌل المجتم ع المدنً وجعله أداة نشٌطة وضاؼطة سٌسرع عملٌة دمقرطة‬
‫المإسسات األمنٌة بدورها‪ ،‬فالمخزون ألقٌمً لهذه المإسسات ٌمكن االستناد إلٌه قصد‬
‫الدفع نحو إحداث إصالحات مقبولة ضمن المإسسة األمنٌة ‪ ،‬سٌما وأن هذه المإسسات‬

‫‪66‬‬
‫كثٌرا تحث على جعل المواطن كجوهر وصلب نظام العمل فً المإسسات األمنٌة‬
‫‪.‬ولذلك ٌجب الوقوؾ على استعداد المجتمع المدنً للمرافعة بإعطابه فرص أكبر على‬
‫الطرٌقة التً ٌتم من خاللها تنفٌذ التدابٌر المتعلقة بمكافحة الجرٌمة ‪.1‬‬
‫ٌعد الدور الذي تقوم به فعالٌات المجتمع المدنً فً ترسٌخ وتنمٌة الوعً األمنً لدى‬
‫المواطنٌن باآلثار السلبٌة المترتبة عن الجرٌمة ‪ ،‬وتحفٌزهم على المشاركة فً تنمٌة‬
‫المجتمع ‪،‬ومواجهة التحدٌات الطاربة ‪ ،‬وذلك أمرا ضرورٌا وحٌوٌا ٌإدي إلى تهٌبة‬
‫رأي عام مستنٌر قادر على تنمٌة الحس األمنً وتعمٌق الوالء واالنتماء للوطن ‪،‬وبالتالً‬
‫القٌام بدور مهم فً مساندة معظم اإلجراءات والممارسات التً تهدؾ إلى مواجهة‬
‫الجرابم بصفة عامة وجرٌمة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة بصفة خاصة ‪ ،‬نظرا‬
‫للخطورة التً تتمٌز بها ‪ ،‬من خالل ما سبق سنقدم بعض النماذج التً تبٌن دور المجتمع‬
‫المدنً فً مواجهة تلك الجرابم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دور األسرة‬


‫تعتبر األسرة جماعة تساهم فً الوقاٌة من الجرٌمة ‪،‬وبقدر ما تكون العناٌة باألسرة تكون‬
‫قدرتها على مواجهة األعباء التً تتحملها فً سبٌل تربٌة أبنابها وحماٌتهم من االنحراؾ‬
‫وإصالح اعوجاجهم ‪،‬ألن األسرة تعتبر الخلٌة األولى لبناء المجتمع ونواة تكوٌنه ‪،‬ففً‬
‫األسرة تترسخ القٌم والمبادئ المتعلقة بالرٌاضة وكٌفٌة ممارستها وتشجٌعها ‪.2‬‬
‫فاألسرة أقوى سالح ٌستخدمه المجتمع فً عملٌة التطبٌع االجتماعً ‪ ،‬فدورها مهم فً‬
‫حماٌة أفرادها من األمراض االجتماعٌة باعتبارها البإرة التً تنصهر فٌها شخصٌات‬
‫أفرادها واالنتماء إلٌه‪،‬حٌث تبث علمٌا أن التفكك األسري ٌعطً فرصة لألبناء للخروج‬
‫على المؤلوؾ وعلى سلوك المجتمع القوٌم‪.3‬‬

‫‪ -1‬صالح زٌانً ‪ ،‬تحدٌات إصالح القطاع األمنً فً البلدان المؽاربٌة ‪ :‬من األمنوقراطٌة إلى احترام الخصوصٌة‪،‬‬
‫منشورات حوارات ‪ ،‬مجلة الدراسات السٌاسٌة واالجتماعٌة‪ ،‬سلسلة ‪ :‬ندوات ومنتدٌات ‪ ،‬العدد الثانً ‪ ،2015‬ندوة‬
‫بمدٌنة سطات‪ ،‬موضوع ‪ :‬سإال دمقرطة القطاع األمنً بدول المؽرب الكبٌر ‪ٌ ،‬ومً ‪27‬و‪ 28‬مارس ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬محمد العلماوي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.60‬‬
‫‪-3‬أحمد ابراهٌم‪ ،‬مصطفى سلٌمان ‪ ،‬دور مإسسات المجتمع المدنً فً منع الجرٌمة ‪ ،‬مركز اإلعالم األمنً‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫كما أن دور األسرة فً توعٌة أبنابها ال ٌمكن إنكاره فً بناء أخالقهم وتوجٌه سلوكهم‬
‫توجٌها ٌتفق مع مبادئ المجتمع وتحمل المسإولٌة وتبعاتها وذلك من مرحلة التنشبة إلى‬
‫مرحلة النضج ‪ .‬ولكل مرحلة عمرٌة خصابصها ومالمحها التربوٌة الخاصة ‪ ،‬فالمنزل‬
‫هو المإسسة األولى التً ٌتلقن فٌها الحدث على ٌد رب األسرة علومه ومعارفه األولٌة ‪،‬‬
‫والطفل الذي ٌربى فً جو ٌسود فٌه الود والتفاهم والثقة والمحبة والتقدٌر والتوازن بٌن‬
‫التقٌٌد والتحرر ٌصبح من األسوٌاء ‪.‬‬
‫فاألسرة قد تساهم فً االنحراؾ ‪:‬‬
‫‪ٌ-‬تمثل دورها فً جنوح األحداث باإلهمال وسوء التربٌة( القٌم والدٌن )‪ ،‬وؼٌاب التوجٌه‬
‫والمراقبة واإلشراؾ ‪ ،‬والعنؾ فً المعاملة ‪ ،‬أو التدلٌل الزابد ‪،‬وإهمال العالقات‬
‫االجتماعٌة للحدث ‪،‬وفقدان القدوة الحسنة‪.‬‬
‫‪ -‬طول ؼٌاب األم عن البٌت بسبب العمل خارج البٌت أو انشؽال األبوٌن ‪ ،‬كل منهما فً‬
‫عمله ‪.‬‬
‫‪ -‬التفكك األسري ‪ ،‬وما ٌرافقه من تزعزع العالقات والصالت اإلنسانٌة واالجتماعٌة‬
‫والتربوٌة ‪ ،‬وتفشً ظاهرة الطالق ‪ ،‬وهجر الزوجة ‪ ،‬وإهمالها أو إهمال األبناء وعدم‬
‫االهتمام بهم أو السإال عنهم ‪ ،‬وعدم اإلنفاق علٌهم ‪،‬والتعاطً للمخدرات والكحول‬
‫وؼٌرها‪..1‬‬
‫وبالتالً البد على األسرة أن تإدي الدور المنوط بها وتحمل مسإولٌة تربٌة األبناء على‬
‫الرٌاضة السلٌمة والبعٌدة عن العنؾ والشؽب‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المؤسسات التعلٌمٌة‬


‫تإدي المإسسات التعلٌمٌة دورا بالػ األهمٌة فً تهذٌب النفس للحد من التصرفات‬
‫اإلجرامٌة التً قد تدور بخلد صاحبها‪،‬وذا اجتمع فً المرء االلتزام الدٌنً والعلم صح‬
‫سلكه وظهرت دوافعه ونوازعه الصالحة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الودود خربوش ‪ ،‬علم النفس الجنابً ‪ ،‬محاضرات لطلبة ماستر العلوم الجنابٌة واألمنٌة ‪،‬الفوج األول‪ ،‬جامعة‬
‫القاضً عٌاض‪ ،‬كلٌة الحقوق مراكش‪ ،‬السنة الدراسٌة ‪.2016/2015‬‬
‫‪68‬‬
‫فالمدرسة تلعب دورا مهما فً عملٌة التنشبة من عدة زواٌا ‪،‬فٌها تؽرس القٌم الرٌاضٌة‬
‫االٌجابٌة بصورة مقصودة ولٌس تلقابٌة ‪ ،‬وذلك من خالل األنشطة الرٌاضٌة المدرسً ة‬
‫التً ٌنخرط فٌها التالمٌذ‪.‬‬
‫فنقص مستوى التعلٌم أوانعدامه أحٌانا قد ٌإثر سلبٌا على الفرد فً حٌاته ‪ ،‬وهو إن لم‬
‫ٌكن سببا مباشرا ودافعا الرتكاب الجرٌمة فؤنه ٌساهم بشكل كبٌر وذلك النعدام الوعً‬
‫لدى الفرد‪ ،‬كما أن الساهرٌن على المإسسات التعلٌمٌة ال ٌإدون الواجب فً التوعٌة‬
‫بؤعمال العنؾ رؼم أن المدرسة هً البٌت الثانً للفرد‪ ،‬على اعتبار أن العنؾ الرٌاضً‬
‫أصبح ضرورة حتمٌة فً المجتمع ‪ ،‬فالبد من إضافة مقررات فً المدرسة تنبه بؤعمال‬
‫الشؽب‪.‬‬
‫إننا الٌوم فً مرحلة بناء وتطوٌر إصالحات اقتصادٌة تعٌبها الجرٌمة بالضرر والخسابر‬
‫‪،‬كما تإدي إلى إحباط المستثمرٌن األجانب وتصٌبهم بالخوؾ وعدم االستقرار ‪ ،‬ولهذا‬
‫فؤن المإسسات التعلٌمٌة مطالبة بؤن تحمً الشباب من مستنقع الجرٌمة والتشجٌع على‬
‫الروح الرٌاضٌة السمحة وؼرس القٌم الرٌاضٌة السلٌمة فً نفوس التالمٌذ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور المؤسسات الدٌنٌة‬
‫ٌعتبر المسجد من أهم المإسسات التً ٌمكن أن تستلم فً تكوٌن وتلقٌن القٌام‬
‫بالرعاٌة السمحة ‪,‬فالشك أن اإلسالم ٌعالج الموضوع وٌعطٌه ما ٌستحقه من العناٌة‬
‫والرعاٌة التً فاقت استمرار القوانٌن الوضعٌة قدٌما وحدٌثا ‪.‬فإن كانت القوانٌن‬
‫الوضعٌة قد اهتمت بالتجرٌم والعقوبة‪ ,‬فإن الشرٌعة اإلسالمٌة قد اهتمت التربٌة‬
‫واإلصالح ‪ .‬فاإلسالم ٌبدأ بالتربٌة التً هً أساس بناء الشخصٌة وسٌاجها ‪ ,‬وقاعدتها‬
‫الصلبة ‪،‬كما بٌن أن المحبة هً أساس بناء المجتمع والتآلؾ والترابط والتعاون ‪.‬‬
‫فالمحبة بٌن فبات المجتمع ركٌزة من ركابز اإلٌمان الصادق والتالحم القوي ‪،‬هذا‬
‫األسلوب التربوي الذي ٌعمق القٌم والفضابل وٌربً اإلنسان على عدم األذى واإلفساد ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ومن هنا كانت الحاجة ملحة فً قٌام العلماء بدورهم فً توجٌه الشباب وحثهم على قٌم‬
‫الرٌاضة السمحة ‪ ،‬وقٌام المسجد برسالة التوعٌة من خالل خطب منابر المساجد من‬
‫أجل الحث على خطر هذا الوباء‪.‬‬
‫‪1‬فً إطار الدور‬ ‫لقد كانت مبادرة حسنة من إحدى مساجد المؽرب فً مدٌنة بركان‬
‫التحسٌسً والتربوي بعد أحداث الشؽب التً عرفتها بعض مناطق المملكة ونوه إمام‬
‫المسجد على خطورة أعمال العنؾ والشؽب وأكد على قٌم الشرٌعة اإلسالمٌة السمحة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دور المؤسسات الثقافٌة والرٌاضٌة‬


‫ٌعتمد تقدم المجتمعات على توعٌة الشباب واالهتمام باالرتقاء بمستوى تعلٌمهم وتدرٌبهم‬
‫والتزامهم بقٌم المجتمع باعتبارهم ٌمثلون عماد وهدؾ المجتمع‪،‬وأكثر الفبات تؤثٌرا‬
‫بالمتؽٌرات االجتماعٌة واالقتصادٌة التً تمر بها المجتمعات وأكثرها تؤثرا باالؼراءات‬
‫التً ٌمكن أن تدعوهم إلٌها اتجاهات عقابدٌة متطرفة فضال عن أنها الفبة المستهدفة‬
‫بعملٌات الهدم والتدمٌر ‪.‬‬
‫لهذا تإدي المإسسا ت الثقافٌة والرٌاضٌة دورا مهما فً مكافحة الجرٌمة بصفة عامة‬
‫وشؽب المالعب بصفة خاصة فً استٌعاب طاقات الشباب وشؽل أوقات فراؼهم من‬
‫خالل ما ٌلً‪:‬‬
‫‪- 1‬تنشٌط حركة قصور الثقافة والعمل على إنشاء العدٌد من دور الثقافة بالمناطق‬
‫النابٌة واعتماد سٌاسة القرب ‪ ،‬لتشجٌع األطفال والشباب على التردد علٌها‬
‫الستؽالل إبداعاتهم الفكرٌة واألدبٌة والفنٌة وربط إنجازات الشباب الفكرٌة فً‬
‫القرى والمدن الكبرى‪.‬‬

‫‪ -1‬مقتطؾ من خطبة الجمعة بمساجد بركان حول التحذٌر من شؽب المالعب ‪:2016/04/22‬‬
‫"‪ ......‬إن دٌننا الحنٌؾ جاء لٌوحد القلوب وٌجمع شتاتها ولٌنشر الود والمحبة بٌن أفراد األمة وجماعتها ‪ ،‬لٌعٌشوا‬
‫األمن واألمان والسعادة والراحة والطمؤنٌنة ‪ ،‬فؤمر بكل ما ٌجمع القلوب كإلقاء التحٌة وإطعام الطعام والعفو والتجاوز‬
‫والصفح ‪ ،‬ونهى عن كل ما ٌفرق القلوب وٌشتت الناس كالحقد والبؽض والكالم القبٌح وسوء الظن وؼٌر ذلك‪.‬‬
‫وإن من الظواهر الخطٌرة التً تإرق أصحاب الضمابر الحٌة ألنها تشتت وتفرق بٌن قلوب المإمنٌن فً الوطن‬
‫الواحد والبلد الواحد ما ٌقع فً المالعب الرٌاضٌة من تبادل لسباب والشتابم وتخرٌب الممتلكات العامة واالعتداء على‬
‫األجساد واألرواح حٌث ٌحل األمر إلى الضرب والقتل أحٌانا ‪"..‬‬
‫نص الخطبة أورده سامً وعلً بجرٌدة وكالة الؽرب العربً لألنباء اإللكترونٌة ‪ 2016/04/22‬على الساعة ‪.17:43‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ - 2‬عقد ندوات ومحاضرات عامة ٌحضرها جمهور الشباب فً مختلؾ المستوٌات‬
‫المهنٌة واالجتماعٌة والثقافٌة وفتح المجال للمناقشة والحوار فً جو من‬
‫الموضوعٌة واالستنارة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إجراء مسابقات فكرٌة وأدبٌة للشباب وتشجٌعهم على اإلبداع فً مختلؾ‬
‫المجاالت ‪.‬‬
‫‪- 4‬التوسع فً إنشاء المكتبات العامة فً األحٌاء المختلفة خصوصا المدن الكبرى‬
‫والقرى البعٌدة‪ ،‬وتنشٌط مراكز الشباب من أجل الشؽل وقت الفراغ للقراءة ‪.‬‬
‫‪- 5‬ؼرس القٌم األخالقٌة المتعلقة بالرٌاضة وأسلوب ممارستها بطرق سلٌمة ‪،‬بعٌدة‬
‫عن العنؾ بدعوة كبار الرٌاضٌٌن والنقاد فً المجال الرٌاضً إللقاء محاضرات‬
‫وندوات عن مبادئ الرٌاضة وربطها بما ٌجري فً الواقع الرٌاضً المعاش مع‬
‫استدعاء بعض من ممثلً ما ٌعرؾ بتجمعات اإللتراث ألن لها دور كبٌر فً‬
‫تجمع مجموعة من الجماهٌر تحت لوابها ‪.‬‬
‫ومن هنا كان ضرورٌا أن تهدؾ المإسسات الثقافٌة والرٌاضٌة إلى توعٌة الشباب‬
‫وتدعٌم مواهبهم واهتماماتهم الفنٌة والثقافٌة ‪ ،‬وإشباع حاجاتهم وتنمٌة قدراتهم‬
‫والمساهمة فً حل مشاكلهم مع التركٌز على الفبات المحرومة ومحدودي الدخل ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬دور األندٌة الرٌاضٌة واإلعالم فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة‬

‫ٌعتبر اإلعالم بمثابة السلطة الرابعة إلى جانب كل من السلط ة التشرٌعٌة والقضابٌة‬
‫والتنفٌذٌة ‪،‬لكونه ٌإثر بشكل كبٌر على الرأي العام ‪ ،‬بل وٌتحكم فٌه وٌوجهه حٌث‬
‫اتجاهات السلطة ‪ ،‬حٌث أصبح قوة ال ٌمكن االستؽناء عنها نظرا لدوره المسموع‬
‫والمقروء وخاصة بعد أن أصبح الرأي والرأي اآلخر لحظً ومباشر خصوصا بعد‬
‫تعدد وسابل اإلعالم وتنوعها وتخصصها فً المجال الرٌاضً ‪ ،‬عٌث أصبح بمختلؾ‬
‫وسابله له دور كبٌر وتؤثٌر واضح على فكر المجتمع والجمهور من خالل العدد‬

‫‪71‬‬
‫الكبٌر من القنوات التلفزٌة والمجالت والصحؾ الرٌاضٌة التً تهدؾ إلى الرفع من‬
‫مستوى الثقافة الرٌاضٌة لدى الجمهور وتنمٌة الوعً الرٌاضً ومساعدة المشجعٌن‬
‫على استٌعاب مستجدات العالم فً هذا المجال والتجاوب معها ‪.1‬‬
‫ولذلك البد لإلعالم من القٌام بالدور اإلٌجابً فً التوعٌة وذلك من خالل ما ٌلً‪:‬‬
‫‪-‬تجنب نشر أحداث العنؾ التً تإثر فً الجانب العاطفً للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬القٌام بالرقابة من طرؾ السلطات الوصٌة لفحص ما ٌنشره الجمهور‬
‫‪ -‬قٌام الهٌبات الرٌاضٌة ببرامج خطط من أجل تحسٌن السلوك الرٌاضً عن طرٌق‬
‫وسابل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬تشجٌع وسابل اإلعالم على التخصص الرٌاضً الذي أصبح ضرورة مهمة فً نقل‬
‫الخبر الرٌاضً الصحٌح‪.‬‬
‫كذلك البد على األندٌة الرٌاضٌة أن تتجنب التصرٌحات من طرؾ ممثلٌها ‪ ،‬التً قد‬
‫تإدي إلى العنؾ والشؽب بفرض عقوبات على المسإولٌن من خالل تصرٌحاتهم ‪ ،‬وفً‬
‫نظرنا البد ممن فرض عقوبات بدٌلة مثال‪ :‬الحكم على المدرب أو الالعب الذي خرج‬
‫بتصرٌحات تشجع على العنؾ بعقوبة تدرٌب فرٌق لمدة معٌنة بدون مقابل ‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراهٌم حمداوي ‪ :‬العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة ‪،‬حجم المشكلة وإمكانٌات الحلول ودور وسابل اإلعالم فً الحد من‬
‫تفشً الظاهرة ‪،‬دراسة مٌدانٌة للعنؾ فً مالعب المؽرب‬
‫‪72‬‬
‫خاتمة‬

‫إن ظاهرة العنؾ والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة ظاهرة معقدة تدخل فٌها عدة‬
‫متؽٌرات داخلٌة وخارجٌة وتختلؾ آثارها باختالؾ الظروؾ ‪ ،‬فهناك أسباب ؼٌر‬
‫مباشرة وبعٌدة كل البعد عن مجال الرٌاضة التنافسٌة تقؾ وراء أحداث الشؽب والعنؾ‬
‫فً المالعب ألنها تعد أماكن مناسبة إلشباع هذه الدوافع الخلفٌة ‪،‬ومن أهمها تحقٌق‬
‫وإثبات الذات لدى الشباب والبحث عن سبل لكبح جماح الفشل والهزٌمة وإلقاء اللوم على‬
‫اآلخرٌن ‪،‬أو محاولة تحقٌق مكاسب شخصٌة‪،‬حٌث نجد بعض األفراد ٌستؽلون التجمع‬
‫الجماهٌري إلطالق العنان ألفعالهم العدوانٌة والكالمٌة فً الملعب وخارجه ‪ ،‬كما أن فً‬
‫الؽالب ما ٌقوم بؤعمال العنؾ المراهقون الشباب فً سن الدراسة باستخدام أفعال السب‬
‫والشتم والصراخ وكذلك الضرب والجرح وؼٌرها من األنماط السلوكٌة التً تدل على‬
‫بعض النزاعات العدوانٌة وانخفاض الفهم للروح الرٌاضٌة ‪.‬‬
‫وحتى ٌتم القضاء على العنؾ والشؽب فً المجال الرٌاضً البد من السعً إلى‬
‫تشجٌع ومساعدة الشباب على تؤكٌد ذاتهم لحملهم على عن السلوك العنٌؾ‪ ،‬ناهٌك عن‬
‫التعرؾ على أسباب العنؾ‪.‬‬
‫وصفوة القول فلمحاربة العنؾ والشؽب البد من وضع اسراتٌجٌة متكاملة ٌتداخل‬
‫فٌها كمل الفاعلون من خالل إضافة مجموعة من المقاربات إلى المقاربة القانونٌة ‪ ،‬ألن‬
‫القانون لوحده ال ٌكفً للحد منها ‪ ،‬فالبد من االنفتاح على فعالٌات المجتمع المدنً وكذلك‬
‫اإلعالم من أجل إعداد استراتٌجٌة عمل شمولٌة وموحدة الحتواء هذه الظاهرة التً ظلت‬
‫والزالت تخل باألمن العام وتفسد جو الرٌاضة السلٌم‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫مقترحات البحث‬

‫لقد ارتؤٌنا من خالل هذا البحث تقدٌم بعض المقترحات لعلها تساعد على إٌجاد حلول لفك‬
‫هذا الوباء المتفشً فً الشارع المؽربً ‪ ،‬وفً ما ٌلً البعض منها‪:‬‬
‫‪- 1‬إلؽاء القانون ‪ 09-09‬ألن أؼلب األفعال المجرمة تجد ماٌقابلها فً نصوص‬
‫مجموعة القانون الجنابً أو إعادة صٌاؼته بشكل ٌتالءم مع أعمال العنؾ والشؽب‪.‬‬
‫‪- 2‬تعزٌز النسق المإسساتً بٌن كل القطاعات عبر اإلسراع بإخراج النص التنظٌمً‬
‫الخاص باللجان المحلٌة المنصوص على إحداثها بالفصل ‪ 19-308‬من القانون‬
‫‪.09-09‬‬
‫‪- 3‬السهر على تطبٌق مقتضٌات القانون ‪ 09-09‬بالجزم والصرامة الالزمٌن بحق‬
‫المتورطٌن فً ارتكاب أعمال العنؾ الرٌاضً ‪.‬‬
‫‪- 4‬إؼناء القانون ‪ 09-09‬بمقتضٌات تمنع القاصرٌن ؼٌر المرافقٌن من الولوج‬
‫للمالعب الرٌاضٌة وتحدد مسإولٌة أولٌاء األمور ‪.‬‬
‫‪- 5‬الحزم على تطبٌق مقتضٌات مدونة التؤدٌب من طرؾ الجامعة الملكٌة المؽربٌة‬
‫لكرة القدم فً حق األندٌة التً ٌتسبب جمهورها فً أعمال العنؾ ‪.‬‬
‫‪- 6‬الشروع فً تنفٌد برنامج تجهٌز المالعب الرٌاضٌة التً تستقبل الجمهور بالوسابل‬
‫التكنولوجٌة الحدٌثة (كامٌرات المراقبة ولوج الجمهور للمالعب عبر البوابات‬
‫اإللكترونٌة‪)..‬‬
‫‪- 7‬تؤهٌل البنٌات التحتٌة للمالعب لتحسٌن شروط استقبال الجمهور مع توفٌر المرافق‬
‫الصحٌة ‪،‬ووسابل الترفٌه‪،‬وترقٌم الكراسً‪ ،‬وتوجٌه الجمهر‪.‬‬
‫‪- 8‬إصالح المنظومة التعلٌمٌة باعتبارها جزء أساسً للتربٌة والتكوٌن فً المجتمع‪،‬مع‬
‫إعداد مقررات مدرسٌة خاصة تشجع على الروح التنافسٌة للرٌاضة وتحذر من آثار‬
‫شؽب المالعب‪.‬‬
‫إعادة النظر فً المقاربة األمنٌة والقانونٌة واإلعمتاد على المقاربة اإلنسانٌة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪74‬‬
‫‪- 10‬قٌام المجتمع المدنً بالدور المنوط به فً عملٌة التحسٌس داخل وخارج‬
‫الملعب وقبل كل مباراة وبعدها وفً األحٌاء والمإسسات ودور الشباب‪.‬‬
‫‪- 11‬إعطاء الفرصة للوازع الدٌنً لكً ٌلعب دوره فً العملٌة التحسٌسٌة‬
‫والتوجٌه(خطب الجمعة فً الساجد‪)..‬‬
‫‪- 12‬تفعٌل قانون محاربة التدخٌن باألماكن العمومٌة باعتبار المخدرات عامل‬
‫مهم فً األحداث والمآسً التً التً تشهدها المالعب الرٌاضٌة والشارع‬
‫العام‪.‬‬
‫‪- 13‬توجٌه الوجوه الرٌاضٌة والفنٌة فً عملٌة التحسٌس‪.‬‬
‫‪- 14‬اإلستفادة من التجارٌب األجنبٌة الناجحة فً مكافحة شؽب المالعب‪.‬‬
‫‪- 15‬إدخال جمعٌات المحبٌن (اإللتراث) فً ظهٌر الجمعٌات حتى ٌتم تقٌٌدها‬
‫بشكل إٌجابً‪.‬‬
‫‪- 16‬فرض عقوبات على المدربٌن والالعبٌن الذٌن ٌحرضون على العنؾ‬
‫بتدرٌب فٌرق لمدة معٌنة بدون مقابل‪.‬‬
‫‪- 17‬اإلنفتاح على الندوات التحسٌسٌة بهذه الظاهرة داخل المدارس والجامعات‬
‫والفضاءات العمومٌة‪.‬‬
‫‪- 18‬إنشاء فضاءات خضراء للشباب من أجل االبتعاد عن االنحراؾ‬
‫والمخدرات‪.‬‬
‫‪- 19‬محاربة الفقر والبطالة والهشاشة االجتماعٌة‪.‬‬
‫‪- 20‬تؤهٌل عناصر أمنٌة متخصصة فً المالعب الرٌاضٌة (الشرطة والدرك‬
‫الملكً والقوات المساعدة) على كٌفٌة التعامل مع الجمهور الوافد على‬
‫المالعب‪.‬‬
‫‪- 21‬توفٌر وسابل النقل للجمهور لتفادي التشاحنا ت ‪.‬‬
‫‪- 22‬تتبع أخبار الجمهور قبل وبعد المبارٌات عبر وسابل التوصل االجتماعً‪.‬‬
‫‪- 23‬بٌع التذاكر بصفة منظمة مع ترقٌمها وأخذ رقم البطاقة الوطنٌة من‬

‫‪75‬‬
‫المشتري مع التوقٌع‪.‬‬
‫‪- 24‬اإلستفادة من اإلعالم كسلطة رابعة فً خدمة مصالح الشباب والسهر على‬
‫كشؾ معاناتهم على مستوى المجاالت واالصعدة مع إٌصال صوتهم إلى‬
‫المسإولٌن من أجل النظر فً مصالحهم‪.‬‬
‫‪- 25‬خلق صحفٌٌن متخصصٌن فً المجال الرٌاضً وذوو ذراٌة كافٌة بالمجال‬
‫الرٌاضً(العب سابق ‪،‬مدرب‪،‬حكم‪ ،)..‬مما ٌخولهم تتبع ظاهرة العنؾ‬
‫ومحاولة القضاء علٌها إعالمٌا وإطالق حمالت مضادة للعنؾ‪.‬‬
‫‪- 26‬محاولة خلق مسابقات ألحسن جمهور وأحسن العب وال ربم ا أحسن‬
‫مشجع‪.‬‬
‫‪- 27‬إنشاء مواقع وقنوات وجرابد ومجالت تسلط االهتمام على جانب التوعٌة‬
‫والتحسٌس من ظاهرة العنؾ الرٌاضً فً كل مكان من خالل برامج‬
‫خاصة تبث بانتظام بكل اللؽات الوطنٌة لسهولة فهمها من طرؾ الجمهور‪.‬‬
‫‪- 28‬إنجاز برامج وتحقٌقات صحفٌة خاصة حول اآلثار الكارثٌة الممٌتة للعنؾ‬
‫والشؽب سواء داخل المالعب أو خارجها قبل كل مباراة وبعدها‪.‬‬
‫‪ -29‬تؤهٌل الممارسة الرٌاضٌة من الطابع الهاوي لالحترافً ‪ ،‬من خالل تمكٌن‬
‫األندٌة من كل الوسابل اللوجستٌكٌة لضمان حسن التنظٌم عوض عن تدخل‬
‫القوات العمومٌة فً عملٌات التنظٌم مما ٌجعلها فً خط المواجهة مع أعضاء مجموعات‬
‫اإللتراس ‪.‬حٌث أوكلت المهمة فً بعض الدول األوربٌة إلى شركات خاصة من طرؾ‬
‫األندٌة وعززت اختصاصاتها التدخلٌة ‪.‬ففً فرنسا أوكلت هذه المهمة بموجب المرسوم‬
‫الصادر بتارٌخ ‪ 4‬أبرٌل ‪ 2004‬ألعوان هذه الشركات بتنظٌم دخول وخروج الجمهور‬
‫‪،‬وتفتٌش المتفرجٌن عند دخولهم إلى الملعب وهً المهمة التً كانت مخولة للقوات‬
‫العمومٌة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-‬الئحة املراجع‬

‫‪ -1‬كتب عامة‬

‫‪1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪‬‬
‫‪1997‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪‬‬
‫‪2014‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪77‬‬

2009 1430

1989

2

2016

2014
2013 

21
2012

78
3
2006 2007 
2012 2011

4
8 
2015

2016 41

2012 88
09 09 
2012 88
11 
2015

2014 5

2014 5

2004 1

79
2014 5
09 09 

17h16 2016 6

66
2014 3


2013

2011 1

80
‫‪1‬‬

‫‪8‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬القواعد العمة لظاهرة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة‪.................‬‬


‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪14‬‬

‫‪16‬‬

‫‪16‬‬

‫‪18‬‬

‫‪20‬‬
‫‪09 09‬‬

‫‪21‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬تحلٌل عنوان القانون ومنهجٌة تقسٌم الفصول‪........................‬‬
‫‪22‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪24‬‬

‫‪25‬‬ ‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬االعتماد على تقنٌة اإلحالة على نصوص مجموعة القانون‬

‫‪81‬‬
‫الجنابً‪.........................................................................................‬‬
‫‪26‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪27‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪31‬‬
‫‪09 09‬‬
‫‪36‬‬ ‫الفصل الثانً ‪ :‬القواعد الخاصة لجرٌمة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة‪...................‬‬
‫‪38‬‬

‫‪39‬‬

‫‪39‬‬

‫‪40‬‬

‫‪44‬‬

‫‪45‬‬

‫‪46‬‬ ‫أوال ‪ :‬العقوبات‪................................................................................‬‬


‫‪51‬‬

‫‪54‬‬

‫‪55‬‬

‫‪57‬‬

‫‪59‬‬

‫‪60‬‬

‫‪61‬‬

‫‪82‬‬
‫‪63‬‬

‫‪65‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬دور المجتمع المدنً واإلعالم فً الحد من عنؾ المالعب الرٌاضٌة ‪..‬‬
‫‪66‬‬

‫‪71‬‬

‫‪73‬‬

‫‪77‬‬

‫‪81‬‬

‫‪83‬‬
84
85
86

You might also like