Professional Documents
Culture Documents
2017-2016 0
-1تقرٌر منظمة الصحة العالمٌة ، 2005أشار إلٌه خالد الزٌود ومؤمون الجراح ،دراسة حول العنؾ الرٌاضً فً
مالعب كرة القدم األردنٌة ،مجلة جامعة النجاح لألبحاث (العلوم اإلنسانٌة)،مجلد .2012،)6(26
1
09 09
19 308 1 308
2
)1أهنية املوضوع:
3
4
-)2إشكال البحث
09 09
09 09
09 09
5
دوافع اختيار املوضوع 3
-)4الصعوبات واملعيقات
09 09
6
68 06 99
-)5املنهج املتبع
-)6خطة البحث
7
العب عف لظ ه عد ع م فص ألول:
يض
تعد ظاهرة العنؾ والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة من أخطر الظواهر التً
أصبحت تهدد أمن األفراد والمإسسات العامة منها والخاصة 1حٌث تتجه ظاهرة شؽب
المالعب الرٌاضٌة الٌوم إلى إفساد مستقبل الرٌاضة ،فضال على التؤثٌر بشكل ؼٌر
مباشر فً السكٌنة واألمن وتخرٌب الممتلكات على نحو ٌقضً إلى المساس بالنظام
العام.
ؾالعنؾ الرٌاضً ٌرسم صورة متناقضة عن الهدؾ من الرٌاضة التً تتوخى
مكافحة العنؾ بكافة أشكاله ،خاصة حٌنما تبرز المنافسات الرٌاضٌة سلوكٌات أنانٌة
تضر بشكل مباشر بصورة الرٌاضة وعنٌفة من قبٌل العنصرٌة والشؽب وبالتالً
وتخرجها عن طبٌع تها وأهدافها الحقٌقٌة ،وفً هذا اإلطار تعد العنؾ الرٌاضً ظاهرة
اجتماعٌة مؤلوفة خاصة مع التؽطٌة اإلعالمٌة الواسعة للمنافسات الرٌاضٌة من قبل
القوات التلفزٌة بشكل أصبحت هذه الظاهرة تتجه فً منؤى خطٌر نظرا كما تخلفه من
دمار وخراب للممتلكات وكذلك لألذى الذي ٌصٌب األجساد واألرواح.
لقد أصبحت الرٌاضٌة والمبارٌات الرٌاضٌة الٌوم تستعمل كؤداة لؽرض فرض
الوجود الذاتً واالنتقام المجتمعً 2كما أن ظاهرة العنؾ الرٌاضً الجماعً الرٌاضً
الجماعً سواء المركبات الرٌاضٌة أو على جن باتها باتت لصٌقة بفبة الشباب ،التً أخل
المجتمع بواجب فً إدماجها.
بزؼت ظاهرة العنؾ الرٌاضً ببرٌطانٌا إبان ستٌنات القرن الماضً نتٌجة
تحوله من عنؾ احتفالً طقوسً إلى عنؾ منظم ومخطط له ،وٌعود أصل تسمٌة شؽب
1
42
38 2016
2
8
» «hoolign المالعب hooliganismeإلى صحافً برٌطانً وظؾ مصطلح
المستوحى من اسم عابلة برٌطانٌا تدعى . 1« hoolihan
لم ٌعش العالم العربً بمعزل عن هذه الظاهرة التً ازدادت فً الفترة األخٌرة
وذلك راجع إلى عدة أسباب ،والمؽرب هذا الدول العربٌة حٌث أصبحت الرٌاضة الٌوم
تتحول من فرجة إلى عنؾٌ ،إدي للضرب والجرح واإلٌذاء واالعتداء على الممتلكات
العامة.
إذن ما هو المقصود بالعنؾ والعنؾ الرٌاضً؟ وما هً صوره؟ وما هً المقاربة
القانونٌة المعتمدة فً مواجهة هذه الظاهرة؟ من خالل هذا الفصل سنحاول التطرق إلى
ماهٌة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة مع التطرق لبعض صوره وكذلك تمٌزه عن بعض
المفاهٌم المشابهة له (المبحث األول)على أن نقوم بتحلٌل القانون 09.09المتم لمجموعة
القانون الجنابً المؽربً والمتعلق بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات
الرٌاضٌة أو ٌناسب (المبحث الثانً).
1
22 2005 11
9
انمبحث األول :ماهية انعنف في مالعب انرياضية
إن العنؾ ظاهرة تسود كل مجال ٌعمره الناس ،مما ٌعنً أنه بالرؼم مما
بدله البشر طٌلة تارٌخهم ألجل القضاء علٌه فإن مجهوداتهم لم تكل بالنجاح ،مما
جعلهم أبعد ما ٌكون عن تحقٌق مجتمع عادل ٌ,تجه أفراده نحو تحقٌق ؼاٌاتهم ،ومن
ثمة ؼاٌات المجتمع ككل بدل الدخول فً صراعات مفتوحة تتسبب فً هدر الناس
1
لطاقاتهم وأموالهم.
بصفة عامة وكذلك من خالل هذا المبحث سنحاول التطرق إلى مفهوم العنؾ
ؾ
نقوم العنؾ الرٌاضً مع التطرق لبعض صوره وأسبابه (المطلب األول) على أن
بمقارنة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة مع بعض المفاهٌم الم شابهة له (اإلٌذاء والشؽب)
فً (المطلب الثانً).
2
1
13 -
1 2013
6 2
-
10
الفقزة األوىل :تعزيف العنف يف املالعب الزياضية
كلمة عنؾ توحً إلى ماٌلً :
لؽة ،من جذر عنؾ ،وهو خرق األمر وقلة الرفق به ،وهو عنٌؾ إذا لم ٌكن رفٌقا
فً أمره.
وعنؾ به وعلٌه عنفا وعنافة ،اتخذ بشدة وقسوة والمه وعٌره .1
ؾ الطعاه اعتنؾ األمر" أخده بعنؾ وآتاه ولم ٌكن على علم ودراٌة به واعتن
واألرض :كرمهما.
اصطالحا ،كل فعل مادي أو معنوي ،مباشر أو ؼٌر مباشر موجه إللحاق األذى
بالذات أو بآخر أو بجماعة أرواحه منهم ،وهذا الفصل مخالؾ للقانون وٌعرض مرتكبٌه
للوقوع تحت طابلة القانون لتطبٌق العقوبة علٌه .2
كما ٌعرؾ أٌضا بؤنه مجموعة من األفعال السلوكٌة االنفعالٌة التً تصدر عن
الفرد أو الجماعة والتً توصؾ بؤنها خارجة عن السلوك العام الذي ٌحدده المجتمع.
أما العنؾ الرٌاضً كما عرفه البعض 3فهو السلوك ؼٌر السوي وؼٌر المسإول
سواء للفظ أو باألفعال نتٌجة لفقدان الوعً الرٌاضً السلٌم ،وهو حالة عنؾ مإقت
ومفاجا ٌعتدي بعض الجماعات واألفراد.
والعنؾ الرٌاضً كما عرفه البعض اآلخر هو" تعبٌر عفوي عن الؽرٌزة أو ردة
فعل إزاء اإلحباط ،أو نتٌجة التعلم والتكٌؾ مع البٌبة .4
1
559 1956
2
1974
272
2016
3
11
"وهو حركة عنٌفةLe grand Rober ًوالعنؾ كما عرفه المعجم الفرنس
ٌمارسها شخص على آخر باستعمال القوة وهو مٌزة فً الفرد تإدي إلى ردود أفعال
.1 وعنٌفة وؼٌر متوقعة كمثال عنؾ األحاسٌس
لقد أصبحت ظاهرة العنؾ والشؽب ظاهرة واسعة االنتشار فً المالعب
، وهذه الظاهرة لٌست حدٌثة فً المجال الرٌاضً وإنما هً ظاهرة قدٌمة.الرٌاضٌة
ولكن ما ٌثٌر النظر هو تعد مظاهر وصور الشؽب والعنؾ وتؽٌر طبٌعته حٌث أصبحت
هذه الظاهرة تتعدى حدود الملعب حٌث أصبحت مجموعة من الجماهٌر تتصرؾ
باالحتفال بالفرز بطرٌقة ؼٌر حضارٌة عن طرٌق االعتداء وعلى اآلخرٌن وإلحاق
وتحولت الرٌاضة من التروٌج عن النفس إلى2كتهم
متل ا األذى والضرر بهم أو بم
استعمالها كؤداة لؽرض فرض الوجود الذاتً واالنتقام المجتمعً من طرؾ الفبات
العاطلة والمعوزة كما أن ظاهرة العنؾ الرٌاضً الجماعً سواء داخل المركبات
- Violence ¨(vjclas) - Faire violence à qqn : agir sur qqn ou le faire agir contre sa volonté, 1
en employant la force ou l’intimidation ----. Se faire violence, s’imposer une attitude
spontanément. -------ce contenir, se contraindre ; la contraire à celle qu’on aurait
violence : force brutale pour soumettre qqn---- brutalité. Acte, mouvement de violence/
conte non- violence.
- manifestations social de cette force brutale. Escalade de la violence 2- une violence :
acte violent. Il a subi des violences – sévices- loc se faire une douce violence : accepter
avec plaisir après une résistance effectuée. 3- disposition naturelle à l’expression brutale
des sentiments – brutalité/ contre calme. Douceur/parler avec violence- Il a fait une
déclaration d’une grande violence. 4 force brutale (d’une chose, d’un phénomène). La
violence de la tempête du vent.
2
12
الرٌاضٌة أو على جنباتها باتت لصٌقة بالفبات العمرٌة الشابة التً أخل المجتمع بواجب
السلوكٌات مسإولً الشًء الذي أفرز مجموعة من
ة إدماجها ضمن أدوار منظومة
المنحرفة التً أدت جذورها إلى بروز ظاهرة شؽب المالعب.
منها ما هو *تتعدد األسباب المإدٌة إلى العنؾ الرٌاضً داخل وخارج الملعب،
مباشر وما هو ؼٌر مباشر.
-وٌمكن حصر األسباب المباشرة فً حالة الملعب ففً ؼالب األحٌان ما ٌكون
عدد المتفرجٌن ٌفوق بكثٌر عدد المقاعد المتواجدة بالمدرجات ،مما ٌتسبب فً الكثٌر من
المناوشات بٌن المتفرجٌن ،وهذا االكتظاظ راجع إلى سوء تدبٌر التذاكٌر أو إلى الساعات
مما ٌولد ضؽط ا قد الطوٌلة التً ٌمضٌها الجمهور فً الدخول إلى مدرجات الملعب
ٌإدي إلى االنفجار داخل الملعب ٌترتب عنه ٌحدث الشؽب والعنؾ ،كذلك ؼٌاب التؤطٌر
والمراقبة فً المدرجات وسوء التحكٌم وؼٌاب األجواء التنظٌمٌة واالحتفالٌة فً الملعب.
وؼٌاب التواصل بٌن األندٌة ( وجمعٌات الم حبٌن) ، 1وتناول المخدرات وشرب الكحول
قبل حضور المباراة ،ما ٌفقد المتفرج إدراكه للواقع وٌعطٌه شحنة است نثائٌة للقٌام ببعض
الحركات والتعبٌر بالكالم المسًء للخصم ،وبالتالً الدخول فً مشاداة كالمٌة وممارسة
العنؾ واألعمال التخرٌبٌة فً حالة التعادل أو إخفاق الفرٌق.
-أما العوامل ؼٌر المباشرة ،فٌمكن إجمالها فً كثٌر من األسباب ومن أهمها
الصحافة الرٌاضٌة 2التً تدفع فً كثٌر من األحٌان إلى العنؾ والشؽب فً المالعب
الرٌاضٌة من خالل األوصاؾ التً تنعت بها هذه الصحافة الخصم ،كما أن هناك عوامل
1
2
13
1
،تتعلق بشخصٌة المتفرج الرٌاضً أو المنتخب للفرٌق نفسٌة واجتماعٌة واقتصادٌة
والذي ؼالبا ما ٌمثل الملعب فضاء للتعبٌر عن مكبوتاته ومعاناته الٌومٌة ،مادام مع
الجماعة وؼٌر خاضع لوسٌلة مراقبة .إضافة إلى ؼٌاب مسإولٌة المسٌر الرٌاضً الذي
ترك فً السنوات األخٌرة فراؼا فً مجال التؤطٌر التربوي واالجتماعً للمحبٌن
الرٌاضٌٌن للفرٌق حٌث انشؽل جل هإالء المسإولٌٌن بصراعات وتطاحنات فً ما بٌنهم
ألجل الحفاظ على المناصب وٌتناسون أن الرٌاضٌة هً أوال وقبل كل شًء تربٌة
وأخالق ونظام وعلم وتثقٌؾ للشباب ومساعدته على االندماج فً محٌطه . 2
إذن ما هً أنماط صور العنؾ التً ٌعرفها المٌدان الرٌاضً؟(فقرة ثانٌة).
الفقزة الثانية :صور العنف يف املالعب الزياضية
وتختلؾ باختالؾ جسامة األذى تتعدد صور العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة
وخطورته ومكان ارتكابه ،سواء تعلق بالمنافسة الرٌاضٌة أو خاللها أو بعدها.
وفً العقود األخٌرة أصبحت ظاهرة العنؾ قبل المباراة الرٌاضٌة متفشٌة بشكل كبٌر فً
صفوؾ الجماهٌر .
لقد اختلفت الدراسات الرٌاضٌة للعنؾ فً المالعب الرٌاضٌة فً تحدٌد صوره فهناك
من حددها فً .3
- 1العنؾ اللفظً وٌشمل السب والشتم والصراخ والتحرٌض على الخشونة.
- 2العنؾ ؼٌر اللفظً وٌشمل العدٌد من األشكال مثل االعتداء على الالعب
والحكم والمدرب واإلداري ورجال األمن.
1
2
3
46 2004
14
- 3تدمٌر ممتلكات اآلخرٌن ،االعتداء على السٌارات ،والتصادم بالسٌارات.
- 4تدمٌر ممتلكات الدولة تخرٌب المنشآت الرٌاضٌة ،وتحطٌم زجاج النوافذ.
- 5اإلخالل باألمن العام
و من الدراسات األجنبٌة نجد دراسة (مؽواٌر )maguire 1988دراسة لالتحاد
البرٌطانً فقد قسمها إلى ثالثة أنواع:
- 1سوء السلوك اللفظً :والتهجم على الالعبٌن واإلدارٌٌن الرٌاضٌٌن.
- 2قذؾ وضرب آخرٌن واقتحام المالعب عنوة.
- 3العراك والمشاجرة بٌن مجموعة من األفراد وأفراد آخرٌن ،خاصة من
جماهٌر األندٌة الرٌاضٌة المنافسة أو مشجعٌهم.
من خالل ما سبق ذكره ٌمكن تحدٌد صور العنؾ على الشكل اآلتً،
- 1العنؾ باألقوال ،فً مجموعة من األلفاظ التً تثٌر القلق لدى اآلخرٌن والتً
ٌستخدمها الجمهور من الدرجة األولى والالعبون والمإطرون أحٌانا إضافة إلى
مجموعة من التصرٌحات والشعارات بمناسبة التظاهرات الرٌاضٌة أو قبلها أو بعدها
والتً تتضمن عبارات ال رٌاضٌة مما ٌإدي العنؾ الرٌاضً.
- 2العنؾ بالكتابة وٌتجلى فً الكتابات التً تتضمنها الالفتات الرٌاضٌة بمناسبة
المواعٌد والرسوم والعبارات التً تكتب على الجدران والتً تتضمن السب والقذؾ.
- 3االعتداء على األشخاص والممتلكات ،وتتجلى فً تلك األفعال التً تإدي إلى
االعتداء على المساس بسالمة الجسم سواء باستخدام األسلحة أو بدونها مما قد ٌإدي فً
وفٌات فً بعض األحٌان ،وكذلك االعتداء بعض األحٌاء إلى عاهات مستدٌمة أو إلى
على المإسسات الرٌاضٌة والممتلكات سواء العامة أو الخاصة ،كتخرٌبها وتحطٌمها
عمدٌا وإضرام النار عمدا فً المبانً ووسابل النقل مما ٌخلؾ مجموعة من األزمات
األمنٌة 1للمنشؤة العامة والخاصة.
1
31
5 2015
15
وٌحدث العنؾ أثناء التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها إما داخل الملعب بحٌث
ٌدي إلى االحتكاك بٌن الجماهٌر داخل المدرجات مما ٌإدي إلى التشاحنات وإما خارج
الملعب ،أثناء االزدحام فً الدخول أو الخروج.
1
59 1956
2
3
33 423
16
عكس العنؾ فالشؽب قد ال ٌكون معنوي فً ؼالبٌه على عكس العنؾ الذي قد ٌظهر إما
فً شكله المادي أو المعنوي.1
أما الشؽب الرٌاضً كما عرفه البعض اآلخر هو" تعبٌر عن حالة من الفوضى
اإلجتماعٌة تؽٌب فٌها عناصر الضبط اإلجتماعً ،وتتعالى فٌها بالمقابل إمكانٌات
ومالمح العنؾ واإلنفالت والصراع ،فالشؽب ٌندلع بشكل عفوي وٌتجاوز سقؾ مولداته
وشروط إنتاجه المباشرة ،بسبب افتقاده للتنظٌم والهدفٌة اإلستراتٌجٌة ،مما ٌثجعل منها
مجرد رد فعل عنٌؾ وهدام ،محدود وعابر ،محدد مجالٌا واجتماعٌا ولٌست له مطالب
أهداؾ ،وهو حركة جماهرٌة عفوٌة ال تتردد فً اللجوء إلى العنؾ ،وتكون محدودة
فً الزمان والمكان ،وتوجبها عوامل وشروط موضوعٌة ،وتدل على اختالل عمٌق فً
2
النسق المجتمعً.
وٌمكن القول أن الشؽب هو الصورة المادٌة الناتجة عن العنؾ الذ ي ٌعتمد علٌه
المتظاهرون مما ٌولد لدٌهم الحقد من أجل االنتقام لما عانوه من أعمال عنؾ اتجاههم،
لذا ٌبادرون إلى الرد لما تعر ض باإلٌذاء والتخرٌب . 3وعموما فإذا كانت ظاهرة العنؾ
الرٌاضً أو الشؽب الرٌاضً سواء فً سٌاقها الدولً أو اإلقلٌمً أو المحلً ،لٌست
ولٌدة المخاض اآلنً المترتب عن إفرازات الدولً الجدٌد ومستجدات العولمة الجارفة ،
1
-2عبد الرحٌم العطري ،ظاهر شؽب المالعب الرٌاضٌة ،فضاءات الحرؾ والسوإال ،فً 11أكتوبر 2008أشار إلٌه
عبد ٌوسؾ بنباصر ،مرجع سابق ،ص66
3
17
مادام أن هذه الظاهرة متؤصلة الجذور داخل المحافل الرٌاضٌة الدولٌة فإن ذلك الٌمنع
من القول أن الوضع الراهن لعالم الٌوم ساهم فً تفاقم مظاهرها ،ومهد الطرٌق
1
لشٌوعها عبر أرجاء المعمور فشكل ملفت للنظر
307 2014
3
325
18
من خالل المبحث الثانً سؤحاوله جاهدا أن أعالج سٌاسة المشرع المؽربً فً
تجرٌم العنؾ المرتكب أثناء التظاهرات الرٌاضٌة من خالل الوقوع على جوانب القوى
والضعؾ (المبحث الثانً).
19
انمبحث انثاني :تحهيم انقانون 09/09انمتعهق بانعنف انمرتكب أثناء
انمباريات أو انتظاهرات انرياضية أو بمناسبته
رض نفسه بشكل كبٌر فً
ٌمكن القول أن الشؽب والعنؾ فً المالعب الرٌاضٌة ؾ
المجتمع العربً فالمتتبع للمجال الرٌاضً ببالدنا ال ٌحتاج لٌبذل جهد كبٌر لٌالحظ مدى
تفاقم هذه الظاهرة فً اآلونة األخٌرة ،ومدى خطورتها وما أصبحت وانعكاسات على
المجتمع تإرق بالمتتبع للمجال الرٌاضً ،فإذا كانت أي بالد تتؽنى باألمن واألمان
وتنشط الراحة والطمؤنٌنة لمواطنٌها وتوفر لهم ما ٌحتاجون لٌنعموا بعٌش كرٌم ،وتخلق
لهم أجواء السعادة عن طرٌق السعً ،لتوفر فضاءات للترفٌه منها المالعب الرٌاضٌة أو
عن طرٌق السعً لتنظٌم تظاهرات رٌاضٌة عالمٌة ،فإن كل ذلك ٌصٌر فً مهب الرٌح
إذا لم ٌقم توعٌة المجتمع وتحصٌنه من بعض اآلفات التً تحد تعكر صفو الحٌاة ومنها،
الشؽب العنؾ الذي أصبح الٌم بشكل كبٌر ال سواء داخل أو خارج المالعب الرٌاضٌة إذ
أصبح المتتبع للرٌاضة الٌوم ٌالحظ استفحال وتفشً ظاهرة العنؾ والشؽب التً حولت
المالعب إلى حلبات من المناوشات والمواجهات الخطٌرة بٌن األنصار وحتى بٌن الفرق
داخل وخارج المالعب الرٌاضٌة وتكون النتٌجة وخٌمة خاتمتها أزمات الروح وتحطٌم
وتخرٌب الممتلكات والمس بالنظام العام واألمس العمومٌٌن.
إن المتتبع التطور التارٌخً لألحداث الرٌاضٌة المإلمة التً عرفتها المالعب
وثٌرتها وإفرازاتها وتداعٌاتها الخطٌرة خاصة على المٌدان الرٌاضٌة ٌالحظ تزاٌد
األمنً بحٌث أصبح الفرد ٌفقد الشعور باألمن والطمؤنٌنة؛ نظرا للسلوكٌات والتصرفات
الهوجاء ؼٌر المسإولة لمناصري بعض األندٌة الرٌاضٌة سواء فً حاالت العبٌر عن
الفرح أو الهزٌمة إلى حوادث مروعة وو فٌات متكررة ،نظرا لمظاهر وآلثار العنؾ
والشؽب الرٌاضً السلبٌة على الفرد والمجتمع أصبحت مسؤلة العنؾ الرٌاضً تشكل
محورا هاما وأساسٌا فً اهتمامات الدول وسٌاسات حكومتها من أجل تحقٌق األمن
الرٌاضً حٌث أصبحت هذه الظاهرة محل اهتمام الباحثٌن والدارسٌن والخبراء فً
مٌادٌن شتى من أجل تشخٌص ظاهرة العنؾ وإٌجاد الحل المناسب.
20
لقد عمد المشرع المؽربً إضافة إلى باقً الدول على تجرٌم أفعال العنؾ التً
أصبحت تخرب المجتمع حٌث عمل تعدٌل مجموعة القانون الجنابً ،وقام بتمٌم الباب
الخامس من الجزء األول من الكتاب الثالث من مجموعة القانون الجنابً ،وقام بتمٌم
1.11.38 الباب الخامس من الجزء األول من الكتاب الثالث بالظهٌر الشرٌؾ رقم
الصادر فً 29جمادى األخٌرة ( ٌ 2ونٌو )2011بتنفٌذ القانون رقم 09/09المتعلق
2مكرر بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها الفرع
من أجل مكافحة العنؾ والشؽب الرٌاضً وخصص له 9فصول تمم الفصل 308من
مجموعة القانون الجنابً .والذي كان الهدؾ منه ردع المشاؼبٌن ولكن ٌبقى السإال
المطروح ،هل هذا القانون قادر على الحد من جنوح هإالء المشاؼبٌن؟ ثم ألم ٌكن
هل راعت هذه النصوص خصوصٌة
القانون الجنابً بنصوصه التقلٌدٌة قادر على ذلك؟ ؾ
الظاهرة ونحن نعلم أن أؼلبٌة المتفرجٌن داخل الملعب قاصرٌن؟ وهل وفر المشرع
المؽربً اآللٌات الكفٌلة بتطبٌق هذا القانون على أرض الواقع؟
نا المتواضعة للقانون كل هذه األسبلة سؤحاول اإلجابة عنها من خالل قرابت
09/09والتً من خاللها س نسلط الضوء على سٌاسة المشرع المؽربً فً التجرٌم
والعقاب ،من خالل تحلٌل القانون.من الناحٌة الشكلٌة (مطلب أول) وقراءته من الناحٌة
الموضوعٌة (مطلب ثان).
21
الفقزة األوىل :حتليل عنوان القانون ومنهجية تقشيه الفصول
بالرجوع إلى دٌباجة القانون 09/09نجد المشرع المؽربً حدد لهذا القانون
عنوان :العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها ،والذي
حاول من خالله أن ٌشمل جمٌع الجرابم التً تندرج ضمن شؽب المالعب الرٌاضٌة
وذلك من أجل تبسٌط تطبٌق النصوص القانونٌة ومساعدة القاضً فً تطبٌقها لكن
المالحظ أن المشرع المؽربً أثناء وضعه لهذا القانون لم ٌحدد الجرابم على حسب
خطورتها.
أوال :عنوان القانون 09/09
لتحلٌل ودراسة القانون 09/09تقضً الضرورة الوقوؾ على عنوان القانون
وما ٌحمله من دالالت وؼاٌات لدى واضعوه ،فالمشرع خالل وضعه له اقترح له عنوانا،
العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات الرٌاضٌة أو بمناسبتها والذي كما أسلفنا الذكر حاول من
خالله أن ٌشمل الجرابم التً ٌتمٌز بها الشؽب والعنؾ فً المبارٌات الرٌاضٌة فبقراءتها
لفصول هذا القانون ٌتضح لنا و فً رأٌنا المتواضع أن العنوان المختار ال ٌشمل جمٌع
الجرابم التً تضمنتها الفصول 1-308و 2-308و 3-308و 5-308و فإذا كان
1
العنوان ٌعكس هذه الفصول التً أسردنا ها فإن الفصول األخرى ال تندرج فٌه العنؾ
ألنها تدخل فً اعتقادنا ضمن العنؾ وإنما ضمن الشؽب وبالتالً كان ٌجب على
المشرع فً نظرنا المتواضع ٌعنون القانون على الشكل اآلتً":شؽب المالعب
الرٌاضٌة"' ،الجرٌمة الرٌاضٌة' كذلك العنوان لم ٌعكس الجانب اآلخر من التجرٌمات
المضمنة فً هذا القانون ،فهناك بعض األفعال جرمت فً هذا القانون ال تقوم على
1
22
1 12-308الذي ٌتحدث عن بٌع العنؾ سواء المادي أو المعنوي كمثال الفصل
التذاكر بسعر ٌختلؾ عن السعر المحدد للبٌع من قبل الجهة المختصة أو بدون ترخٌص
منها.
كذلك الفصل 2 8-308الذي ٌتحدث عن عدم اتخاذ التدابٌر الالزمة لمنع العنؾ
أثناء التظاهرات الرٌاضٌة والفصل 8-308فً الفقرة 2الذي ٌتحدث عن اإلحسان
والتعاون فً تنفٌذ تدابٌر منع أعمال العنؾ .3
والفصل 9-308الذي ٌتحدث عن الدخول إلى الملعب المقامة فٌه التظاهرة
الرٌاضٌة.4
تعكس العنوان فً نظر نا هذه التجرٌمات التً تدخل ضمن هذه الفصول ال
المقترح من طرؾ المشرع وإنما تدخل ضمن أعمال الشؽب وبالتالً من خالل استقراء
الفصول السالفة الذكر ٌتبادر إلى فهمنا السإال اآلتً :على أي أساس تم إلحاق هذا
ألم ٌكن من األولى أن ٌتم القانون بالباب المتعلق بالجناٌات والجنح ضد األمن العام؟
المتعلق بجرابم التخرٌب إلحاق هذا القانون ضمن الفرع الثامن من الباب التاسع
والتعٌٌب واإلتالؾ الذي ٌشترك مع التجرٌمات المضمنة فً القانون وخاصة فً حماٌة
الممتلكات العامة واألؼٌار؟؟.
1
1000 12 308 -
1200
3
50 5000 8 308
4
8 308 2 -
23
ثم ألم ٌكن من األجدر بالمشرع أن ٌلحقه حسن الفرع األول من الباب السابع
09-09 والمتعلق بجرابم القتل العمد والتسمٌم وللعنؾ ،وخصوصا أن عنوان القانون
ٌشترك مع هذا الفرع فً نفس الؽاٌة والتً الهدؾ من حماٌة األفراد وسالمتهم من
األخطار خاصة وان القانون ٌ 09-9شتمل على مجموعة من اإل حاالت على الفصل
1
403من هذا الفرع
ثانٌا :منهجٌة تقسٌم فصول القانون 09-09
من خالل قراءتنا لمواد القانون ٌ ،09-09تضح لنا أنها لم تقسم بشكل ممنهج
حٌث اكتفى واضعوا هذا القانون بسرد فصوله بشكل مسترسل دون تمٌٌز بعضها عن
اآلخر.
كان على المشرع المؽربً أن ٌضم هذه الجرابم إلى الظهٌر الشرٌؾ
1.10.150الصادر فً 13من رضمان )2010/08/24 ( 1431المنفد للقانون
09-30المتعلق بالتربٌة البدنٌة ،ونعلم أنه أحال علٌه فً مجموعة من الفصول أو كان
1-308إلى من األحرى على المشرع أن ٌقسم القانون على النحو التالً المواد مـن
8-308إلى 11-308تخصص 7-308تخصص إلعمال العنؾ ،والفصول من
القتحام المالعب وكذلك الساحات واألماكن المختصة لألنشطة الرٌاضٌة ،على أن
ٌخصص الجزء األخٌر من مواد 12-308إلى 19-308لظروؾ التشدٌد والتخفٌؾ
وكذلك التدابٌر االحترازٌة لكً ٌكون القانون مقسم بشكل سلٌم من أجل محاربة هذه
اآلفة المتفشٌة أخٌرا.2
1
403
2
09 09
24
الفقزة الثانية :االعتناد على تقنية اإلحالة على نصوص جمنوعة القانون اجلنائي
إن أهم ما ٌمٌز القانون 09-09اعتماده على تقنٌة اإلحالة سواء بصفة صريحة
أو بصفة ضمنٌة من جهة وسواء اإلحالة الداخلٌة على نصوص القانون الجنابً كما هو
403من مجموعة القانون الحال بالنسبة للفصل 1-308والذي ٌحٌل على الفصل
الجنابً1من جهة أخرى.
اإلحالة بصفة صرٌحة :وتجلى ذلك من خالل اإلحالة على بعض نصوص القانون
الجنابً صراحة كما هو الحال بالنسبة للفصل 1-308الذي ٌحٌل على الفصل 403من
مجموعة القانون الجنابً بالنسبة لألفعال التً ترتب عنها الموت ،كذلك إلى الفصل
5-308الذي أحال على الفصلٌن 441و 442من مجموعة القانون الجنابً فً بعض
2
الذين بدوره ما أحال على القانون 00-77المتعلق بالصحافة أفعال السب أو القذؾ
والنشر.3
اإلحالة بصؾ ضمنٌة :وهً التً تكون دون اإلشارة إلى أي مادة أو قانون،
09-09من المادة 1-308إلى 12 - 308كلها والمالحظ أنه بقراءة مواد القانون
أحالت بصفة ضمنٌة على نصوص أخرى سواء نصوص مجموعة القانون الجنابً أو
توحً على نصوص أخرى ،فوجود عبارة دون اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد
اإلحالة الضمنٌة ،وهو ما ٌجعل القاضً الجنابً فً حٌرة من أجل التنقٌب عنها سواء
1
09 09
2014
2
3
77 00 2002 3 1423 25 1 02 207
1958 15 1378 3 378.58.1
25
فً القانون الجنابً ،أو فً النصوص الجنابٌة الخاصة ،والمثال على ذلك المادة -308
12والذي ٌتحدث عن بٌع التذاكر بسعر أعلى أو اقل من السعر المحدد لها من طرؾ
الهٌبات التً لها الحق فً ذلك والذي ٌقتضً على تطبٌقه الرجوع إلى قانون حرٌة
2
األسعار والمنافسة 106-99وخاصة الفصل 68والذي ٌجرم المضاربة فً األسعار
والتً تصل فٌه العقوبة سنتٌن عل ى عكس المادة 308-12التً تكون فٌها العقوبة
الؽرامة فقط من 1200إلى 10آلؾ درهم ،ونالحظ أن المشرع است عمل عبارة دون
اإلخالل بالمقتضٌات الجنابٌة األشد إذ ن ماه و القانون األولى بالتطبٌق فً هذه الحالة
هل القانون 09-09أم القانون 06-99المتعلق بحرٌة األسعار والمنافسة؟؟؟؟.
بثه فً بعض هذه الجرابم، هاته اإلحالة تشكل بعض الصعوبات للقاضً أثناء
ألنها تتطلب منه الجهد للبحث عن أركان الجرٌمة فً النص المحال علٌه وبالتالً كان
ٌجب على أن المشرع أن ٌقحم هذا النص ضمن القانون الجنابً أو ضمن قانون
التربٌة البدنٌة حتى تتضح معالم النصوص القانونٌة ،كانت هذه قراءتنا للقانون من
الناحٌة الشكلٌة التً حاولنا خاللها جاهدٌن تحلٌل القانون ،وسنحاول على السٌاسة التً
نهجها المشرع من ناحٌة التجرٌم والعقاب فً (المطلب الثانً).
1
1 00 225 06 99
2001 09 27 4938 2001 5 1421 2
2
10 1 68
500
26
وإلحاق األذى بهم وبممتلكاتهم ، 1وتبعا لذلك جرم المشرع المؽربً من خالل القانون
09-09مجموعة من األفعال وأفرد لها عقوبات ردعٌة كما أنه تضمن البعد الوقابً
،وذلك فً إطار السٌاسة الجنابٌة التً ٌنهجها المشرع من خالل التجرٌم والعقاب.
من خالل هذا المطلب سنتطرق إلى سٌاسة التجرٌم والعقاب التً نهجها فً (فقرة
أولى)على أن نقوم بتقٌٌم سٌاسة المشرع فً (فقرة ثانٌة).
الفقزة األوىل :سياسة التجزيه والعقاب يف القانون09-09
09-09وبعد باستقراء السٌاسة التجرٌمٌة التً اعتمدها المشرع فً القانون
ائ ،حٌث أن جرٌمة واحدة تشمل مجموعة من األفعال
قراءتنا له ٌتضح لنا تنوع الجر م
المجرمة وجمٌع األفعال التً تدخل ضمن الشؽب الرٌاضً والتً أصبحت تإدي
التخرٌب والضرب والجرح وقد تصل إلى إزهاق األرواح،وتشدد فً العقاب من أجل
ردع كل من خولت له نفسه ذلك ،فً هذه الفقرة سنتناول هذه الجرابم على الشكل اآلتً:
- 1الفصل 1-308جرٌمة المساهمة فً أعمال العنؾ أثناء المبارٌات
والتظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها أو أثناء بث هذه المبارٌات أو التظاهرات فً أماكن
عمومٌة وترتب عنها الموت'
بالنسبة للنطاق المكانً لم ٌقتصر على األفعال المرتكبة فً رقعة الملعب ،
وكذلك لم ٌستثنً المدن التً ال تقام فٌها التظاهرات الرٌاضٌة بل تجاوز ذلك بل تجاوز
ذلك حٌث أدخل األماكن العمومٌة والمقاهً والساحات العمومٌة ووسابل النقل ومحطات
نقل المسافرٌن ،كما ساوى بٌن المتفرجٌن داخل الملعب مع المشاهدٌن للمبارٌات فً
العقوبات الجنابٌة فً حالة مساهمتهم فً أعمال العنؾ .2
1
-
54 2014
-2
56 13.04.2013
27
وهذا فً نظرنا منطق سلٌم من المشرع ألن ظاهرة الشؽب أو العنؾ فً
المالعب ال تعترؾ بالحدود الجؽرافٌة فالمشاؼبون قد تدفعهم نفس األسباب إلى ارتكاب
أعمال العنؾ أو الشؽب.1
كذلك من الناحٌة الزمنٌة حٌث عاقب المشرع على أعمال العنؾ .
نهجها المشرع تشتمل -3كذلك المالحظ من خالل السٌاسة التجرٌمٌة التً
مصطلحات فضفاضة كالمدٌرٌن والم حرضٌن تثٌر مجموعة من المشاكل.
لسٌاسة وإذا كانت جرابم العنؾ محل المناقشة السابقة ،هً العمود الفقري
هناك أٌضا
المشرع من أجل الحد من هذه الظاهرة التً أصبحت خطٌرة على المجتمع ،ؾ
أفعال خطٌرة تنبه إلٌها المشرعٌ ،مكن أن تمدد الرتكاب أعمال الشؽب والعنؾ ،وال
تقوم على العنؾ بمفهومه المادي وإنما المعنوي وهنا نتحدث عن جرٌمتً التحرٌض
على التمٌز العنصري أو الكراهٌة أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة وبمناسبتها
أو أثناء بتها فً أماكن عمومٌة ،والسب والقذؾ أو التفوه بعبارات منافٌة األخالق
العامة أثناء األماكن واألزمنة المشار إلٌها ،فهاته الجرابم تكون ؼالبا سببا ربٌسٌا فً
حدوث أعمال الشؽب فً التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها فً المؽرب ،وذلك فً
الطبٌعة التقنٌة للمشجعٌن المؽاربة ،ولإلشارة فؤؼلبهم قاصرٌن ،2وهو ما ٌوفر أرضٌة
ب لالحتقان بٌن المتجهٌن فٌمكن أن ٌتطور تبادل السب والقذؾ بٌن المشجعٌن فً
خصة
المالعب ،أو قبل المباراة على صفحات شبكات التواصل االجتماعً ،كالفٌسبوك أو
2
28
،1لذلك التوٌتر إلى حدود أعمال شؽب وعنؾ قد تصل فً بعض األحٌان إلى الموت
عمل المشرع على تجرٌم التحرٌض على الكراهٌة والتمٌٌز والسب والقذؾ فً المالعب
الرٌاضٌة ،والهدؾ من ذلك تفادي التو ثر أثناء هذه المبارٌات أو بمناسبة إقامتها ،وفً
اعتقادنا حسن ما فعل المشرع ألن أعمال الشؽب تتطور إلى الضرب والجرح بجراء
االستفزاز والسب والقذؾ،مثال لو أن مشجع لفرٌق ما انهزم فرٌقه وتعرض إلى سب أو
قذؾ بطبٌعة الحال سٌزٌده ذلك توثرا مما ٌدفع إلى التعبٌر عن ؼضبة بالعنؾ أو الشؽب.
كذلك سعى المشرع المؽربً إلى توفٌر الحماٌة للجماهٌر والالعبٌن والحكام
داخل الحلبة الرٌاضٌة وأثناء المباراة الرٌاضٌة ،حفاظا على سالمة األشخاص وكذلك
على ؼاٌة الرٌاضة المتمثلة فً التروٌج عن النفس وإضفاء روح المنافسة علٌها ناهٌك
عن التحلً باألخالق النبٌلة ،حٌث جرم وعاقب من خالل الفصل 26-308من القانون
09/09إلقاء عن عمد أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة على شخص آخر أو عدة
أشخاص أو على مكان وجود الجمهور ،أحجارا أو موادا صلبة أو سابلة أو قاذورات أو
مواد حارقة أو أي أداة أو مادة أخرى من شؤنها إلحاق ضرر بالؽٌر.
1
2016
2016
2
09 09 6 308 -
20000 1200
29
إن هذا المقتضى المنصوص علٌه فً المادة السالفة الذكر فٌه حماٌة قبلٌة
للجماهٌر لكن فً نظرنا البد من اتخاذ التدابٌر الالزمة لتفعٌله بالشكل الفعال والناجع،أي
القٌام بتفتٌش الجماهٌر قبل الدخول إلى المالعب الرٌاضٌة ومن ع أي شخص ٌحمل تلك
المواد من الدخول وكذالك تؤمٌن الطرق ومساعدة الجمهور للوصول إلى المالعب بشكل
سلٌم وهنا فً نظرنا كان على المشرع تحمٌل النادي مسإولٌة تنقل جماهٌر ومرافقتهم
بشكل سلٌم.
كما سعى كذلك المشرع إلى تفادي أعمال العنؾ والشؽب من خالل الوقاٌة
المسبقة قبل المبارٌات ،حٌت عمل على معاقبة كل من دخل أو حاول الدخول إلى أماكن
إقامة التظاهرات الرٌاضٌة وهو ٌحمل سالحا بمفهوم الفصل 303من مجموعة القانون
الجنابً 1وذلك من خالل الفصل2 9-308من القانون .09-09
كما لم تؽفل السٌاسة التجرٌمٌة والعقابٌة للمشرع تجرٌم دخول األشخاص أو
محاولة دخولهم إلى ملعب أو حلبة رٌاضٌة فً حالة سكر أو تحت تؤثٌر المخدرات فً
الفصل 310-308من القانون السالؾ الذكر.
كل هذا يدخل ضمن سٌاسة المشرع الهادفة إلى مرور التظاهرات الرٌاضٌة
بسالم وكذلك حفاظا على أمن وسالمة المتظاهرٌن الرٌاضٌٌن ،نظرا لما أصبحت تشكله
1
303 -
2
09 09 9 308 -
5.000 1.200
303
3
10.000 200 10 308 -
30
ظاهرة العنؾ فً التظاهرات الرٌاضٌة من خطر على الحرٌات الفردٌة لألشخاص
وعلى أمن وصورة الدولة ككل فً الخارج ،وكذلك ضمانا لألمة الرٌاضً.
لكن المالحظ أن المشرع المؽربً رؼم السٌاسٌة التجرٌمٌة والعقارٌة التً
نهجها من أجل الحد من ظاهرة شؽب المالعب الرٌاضٌة إال أنه الزال ٌعانً من فراغ
تشرٌعً.
حٌث نالحظ أن أؼلب الشؽب ٌقوم به القاصرٌن لكن ٌضع أي حد لمنع
القاصرٌن من ولوج الفضاءات التً تقام فٌها التظاهرات الرٌاضٌة ،وفً نظر المتواضع
كان ٌجب على المشرع أن ٌمنع القاصرٌن من الولوج إلى تلك الفضاءات إال بحضور
ولٌهم.
أٌضا من المسابل التً أثارت انتباهً فً القانون ما نصت عل ٌه المادة -308
17من حل الشخص المعنوي إذ ٌبقى التساإل المطروح من هو الشخص المعنوي الذي
ٌتحدث عنه المشرع إذا كان النادي فال بد من الرجوع إلى القانون الذي ٌحدد مسإولٌة
النادي كشخص معنوي؟
وإذا كان ٌقصد اإللتراس التً تساند الفرق فهنا ٌثٌر مجموعة من اإلشكاالت
على اعتبارها بمثابة تنظٌم فقط ولٌست بمجمعٌات مإسسة وفق قانون الجمعٌات ،وهنا
قد ٌحٌلنا القانون بصفة ضمنٌة إلى ظهٌر الحرٌات العامة فٌما ٌتعلق التجهٌز.
الفقزة الثانية :تقييه سياسة التجزيه والعقاب يف القانون09-09
فً ظل تزاٌد وانتشار أعمال العنؾ والشؽب فً المبارٌات الرٌاضٌة أو
بمناسبتها أو التً أصبحت تشكل خطرا على المجتمع المؽربً ،نظرا لما تخلفه من إٌذاء
وتخرٌب وقتل ،بادر المشرع المؽربً إلى إتباع المقاربة القانونٌة ،حٌث أصدر القانون
09-09المتمم لمجموعة القانون الجنابً ،حٌث زاوج هذا القانون بٌن البعد الوقابً
31
والردع الجنابً فً إطار معالجته للعنؾ الرٌاضً بشكل ٌؤخذ بعٌن االعتبار المناخ
العام الذي ٌنبؽً أن ٌسود األنشطة الرٌاضٌة أال وهو الحفاظ على الفرجة الرٌاضٌة .1
حٌث ساوى وتجلى البعد التجرٌمً من خالل تعدد نطاق التجرٌمات بالقانون
عاقب القانون األشخاص المسإولًن عن الجرابم من حٌث الزمان والمكان وكذلك
تنظٌم األنشطة والتظاهرات الرٌاضٌة الذٌن لم ٌتخذوا التقارٌر الالزمة لمنع وحدوث
أعمال العنؾ.
كما تضمن عقوبات تمثلت فً عقوبات زجرٌة تصل إلى 5سنوات سجنا ،إضافة
180ألؾ درهم ،إضافة إلى الحرمان من متابعة إلى ؼرامات تصل أحٌانا إلى
المبارٌات لمدة 5سنوات وحل الجمعٌات.2
كما ٌتمٌز القانون 09-09بؤبعاد تربوٌة إنسانٌة وحمابٌة تبرز من خالل األبعاد
التالٌة:
-البعد التربوي و األخالقً :حٌث الؽاٌة من هذا القانون تبقى تخلٌق الممارسة
كمنع الرٌاضٌة وتحسٌن الفرجة الرٌاضٌة وتجرٌم بعض السلوكات المنحرفة
إدخال المواد المخدرة إلى باحة المالعب الرٌاضٌة فً المادة 10-308وكذلك
التفوه بمبارٌات مخلة للحٌاء.
-بعد حقوقً وتجلى من خالل نبذ الكرا ه ٌة داخل الفضاءات الرٌاضٌة وتجرٌم
المٌز العنصري .308
-بعد حمابً ٌتجلى فً توفٌر الحماٌة الالعبٌن (منع ولوج حظٌرة الملعب بدون
سبب مشروع ،ومنع رمً األحجار أو المواد الخطرة داخل الملعب ،وكذلك
إتالؾ وتعٌٌب المنشآت الرٌاضٌة.308-11-308-7-6-308 ،
1
5 28
29 2011
2
88 09 09
46 2012
32
لكن رؼم اسهام المشرع المؽربً بالمقاربة القانونٌة الزالت هناك مجموعة من
االختالالت ال سواء على المستوى القانونً ،حٌث الزال القانون ٌعانً من
مجموعة من الفرا غات التشرٌعٌة ،حٌنما نص المشرع على منع دخول حلبات
الرٌاضة فً حالة سكر فً الفصل 10-308ولم ٌولً االهتمام لمحاولة دخول
الفضاءات العمومٌة فً ؼٌر ذلك .
-كذلك خص القانون 09-09فً المادة 19-308على إنشاء لجنة لمكافحة العنؾ
بالمالعب الرٌاضٌة.
والشًء المثٌر لالنتباه أنه إلى ٌومنا هذا الزالت اللجنة لم تعرؾ النور.
وإذا قارننا هذه المادة بالتجربة الفرنسٌة فً تدبٌر المبارٌات ،فقد أنشؤت فرنسا القسم
Division nationale de lutte contrôle الوطنً لمكافحة الشؽب
hooliganismeبتارٌخ أكتوبر ، 12009وهو قسم ٌتبع المدٌرٌة المركزٌة
العمومً ) (DCSPوٌضع مصلحتٌن ،المركز الوطنً لمعلومات كرة لألمن
2
القدم ) (PNIFوإدارة قاعدة البٌانات الوطنٌة للممنوعٌن من ولوج المالعب
) (FNISكذلك قام المشرع الفرنسً بإحداث لجنة استشارٌة من صالحٌتها منع
جمعٌات المحبٌن التً تساند المحبٌن المثٌرٌن للشؽب.
أما المؽرب وبحكم تموقعه الجؽرافً المتمٌز وانخراطه فً دٌنامٌة العولمة التً
تشهدها مختلؾ الدول المعمورة لم ٌكن بدوره لٌسلم من التداعٌات السلبٌة
لظاهرة الشؽب فً المالعب وإرهاصاتها وخاصة فً اآلونة األخٌرة ،رؼم
إجماع العدٌد من المتابعٌن ومهتمً الشؤن الرٌاضً أن ظاهرة الشؽب تعتبر
دخٌلة على ساحة الرٌاضة الوطنٌة ،ما فسح المجال أمام ظهور العدٌد من
1
31 2014 5
2
2 18 308 09 09
33
التساإالت عن مصدر الظاهرة ،وكٌفٌة مواجهتها وإقرار منظومة أمنٌة وآلٌات
قانونٌة فً سبٌل التصدي لها والسٌما أمام تصاعد حدة الظاهرة وما أضحت
تسفر علٌه بٌن الفٌنة واألخرى من أضرار بلٌؽة فً صفوؾ األفراد والممتلكات.
ولربما األحدا ث التً عرفها المؽرب فً اآلونة األخٌرة هً التً دفعت المشرع
إلى اإلسراع والتعجٌل بتؽٌٌر مجموعة القانون الجنابً بالقانون 09-09فً ظل
عجز السٌاسة الجنابٌة للمشرع فً التصدي لهذه الظاهرة،كمحاولة منه لتحقٌق
الردع بنوعٌه العام والخاص وتوفٌر الحماٌة الالزمة للوافدٌن للتظاهرات
1
الرٌاضٌة ،وفً ما ٌلً بعض النماذج التً تإكد حقٌقة هذه اآلفة:
-حادثة "الدٌربً البٌضاوي " بٌن الؽرٌمٌن الرجاء والوداد التً عرفت مجموعة
من الحوادث المؤساوٌة منها التخرٌب والضرب والجرح والوفٌات .
-حادثة مٌمون العروصً بالحسٌمة "بتارٌخ 30أكتوبر "2010فً مباراة بٌن
الوداد البٌضاوي وشباب الرٌؾ الحسٌمً حٌث توقفت المباراة بعد 10دقابق من
بداٌتها وتحولت إلى أعمال العنؾ بالضرب والتخرٌب ورشق األمن بالحجارة
داخل وخارج الملعب.
2008فً مباراة كرة القدم بٌن فرٌق الوداد -حادثة "ملعب الحارثً مراكش
البٌضاوي والكوكب المراكشً التً أدت أعمال الشؽب والعنؾ بها إلى إصابة
1
أزٌد من 50مشجعا بجرح وكذلك تخرٌب الممتلكات .
6فبراٌر " 2009والتً -حادثة "العنؾ المضاد ورد الدٌن بالبٌضاء بتارٌخ
2008بٌن الوداد والكوكب والتً جاءت ردا على أعمال الشؽب التً وقعت
أدت إلى التخرٌب والضرب والجرح.
1
ٌوسؾ بنباصر ،مرجع سابق ص 75.76.77.78
34
-حادثة "عنؾ مركب محمد الخامس "12009التً جمعت بٌن الرجاء والجٌش
الملكً فً الدورة 17لبطولة القسم الوطنً األول والتً أدت إلى التخرٌب
والضرب والجرح.
"2010التً جمعت بٌن الدفاع الحسنً الجدٌدي -حادثة " عنؾ ملعب الجدٌدة
والكوكب المراكشً والتً أسرفت على أعمال التخرٌب وحمل األسلحة.
" -شؽب كرة السلة بملعب الوداد البٌضاوي " مباراة كرة السلة بٌن الوداد
13من الموسم الرٌاضً البٌضاوي وفرٌق أمل الصوٌرة فً إطار الجولة
2009-2008تحولت إلى أعمال العنؾ وإتالؾ الممتلكات .
وصفوة القول فالمؽرب بحكم تموقعه الجؽرافً المتمٌز لم ٌكن لٌسلم من إرهاصات هذه
الظاهرة أو ٌبقى فً منؤى عنها رؼم أن هذا النوع من الجرابم ٌبدو ؼرٌبا بل ومتطفال
على الواقع المؽربً المتشبع بثقافة الحوار الصرٌح والبناء والمشهود له بقٌم اإلنفتاح
والتسامح وتقبل الرأي األخر دون إقصاء أو تهمٌش ،ولم ٌكن إذن مفاجبا أن ٌسارع
المؽرب إلقرار آلٌات قانونٌة جدٌدة من شؤنها التصدي للظاهرة ،والسٌما أمام عجز
المقتضٌات القانونٌة التقلٌدٌة فً المبادئ العامة للقانون الجنابً عن مجابهة هذه اآلفة
الدخٌلة على المشهد الرٌاضً الوطنً .
1
-األمر الذي أسفر عن اعتقال البعض منهم ،ومثولهم أمام القضاء ،فقضت المحكمة اإلبتدابٌة بالدار البٌضاء ٌوم الثلثاء 10فبراٌر2009
بشهرٌن سجنا نافذا فً حق ثمانٌة مشجعٌن فً حالة اعتقال ،متهمٌن بارتكاب أعمال تخرٌبٌة ،وإلحاق خسابر مادٌة بملك الؽٌر ،وتخرٌب
أشٌاء مخصصة للمنفعة العامةٌ،وسؾ بنباصر نفس المرجع ص .77
35
الفصل الثانً
القواعد الخاصة بجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة
لقد أصبح العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة ،واقعا وحقٌقة ملموسة لٌس لدٌها جواز
سفر وال تؤثٌر دخول إلى المالعب الرٌاضٌة ،إذ أن المتتبع لكرة القدم فً السنوات
األخٌرة ٌالحظ استفحال وتفشً ظاهرة العنؾ وأعمال الشؽب التً حولت مالعب كرة
القدم إلى حلبات من المناوشات والمواجهات الخطٌرة بٌن األنصار وفً بعض األحٌان
بٌن الفرق داخل الملعب ،مما ٌإدي إلى اإلٌذاء والضرب والجرح ،وإزهاق الروح
وتخرٌب الممتلكات العامة والخاصة والمساس بالنظام واألمن العمومٌٌنٌ ،مكن القول
أن ظاهرة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من الظواهر التً تإرق الجمٌع فً الوقت
الحاضر النتشارها وعدم خلو أي مباراة رٌاضٌة منها.
إن مسالة العنؾ الرٌاضً وأعمال الشؽب بمناسبة التظاهرات الرٌاضٌة تشكل
محورا هاما للدراسات والبحث العلمً ،نظرا للمكانة التً أصبحت تحتلها الرٌاضة فً
حٌاة المجتمعات.
كما تشٌر معظم الدراسات إلى أن موضوع العنؾ فً المالعب قد مس معظم
دول العالم الفقٌرة متناول الفبة،ومن هنا أتت فكرة البحث عن األسالٌب والمكانٌزمات
العلمٌة والعملٌة لتحقٌق أمن المالعب والحد من تفاقم ظاهرة العنؾ إذن ما هً
األسالٌب ومختلؾ الطرق القانونٌة واألمنٌة التً من شؤنها أن تقدمت تفاقم ظاهرة
العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة؟ وما هو دور المجتمع المدنً بشتى فعالٌته وكذلك
اإلعالم فً الحد من هذه الظاهرة؟
ٌعتبر المؽرب من الدول التً بادرت إلى إصدار القانون لمواجهة هذه الظاهرة
والحد من خطورتها ألنها أصبحت الٌوم تسٌل حبر الباحثٌن والمسبولٌن من أجل إٌجاد
الحلول الكفٌلة للحد من هذه الظاهرة وفً هذا الفصل سنحاول معالجة ظاهرة العنؾ
والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة من التطرق إلى دور المقاربة القانونٌة فً مواجهة
36
عنؾ المالعب الرٌاضٌة (المبحث األول) ،وكذلك اإلجراءات األمنٌة الخاصة والتً
تتجلى فً كل من الموارد األمنٌة والبشرٌة وكذلك المواد اللوجستٌكٌة للحد من هذه
الظاهرة ،كذلك أٌضا دور المجتمع المدنً واإلعالم فً محاربة والحد من هذا الوباء
الذي أصبح ٌنحز أوصال المجتمع (المبحث الثانً).
37
المبحث الثانً
دور المقاربة القانونٌة فً مواجهة عنف المالعب الرٌاضٌة
لقد تبنت أؼلب الدول التً عرفت ظاهرة العنؾ الرٌاضً المقاربة باعتبارها
إحدى اآللٌات التً ٌمكنها إلى جانب آلٌات أخرى تساهم فً مكافحة هذه الظاهرة وهذا
11985حول أعمال العنؾ ما أدى بالمجتمع األوربً إلى وضع اتفاقٌة أوربٌة فً
الرٌاضً ،كما دفعت أعمال العنؾ والشؽب الرٌاضً العدٌد من الدول إلى االهتمام
بهذه الظاهرة على مستوى المإسسات كما هو الشؤن فً إٌطالٌا التً أنشؤت مصدرا
وطنٌا خاصا ٌعنً ٌتتبع هذه الظاهرة ،2وهكذا أعملت الدول التً ة ابتلٌت بمثل هذه
الظواهر على اتخاذ تدابٌر واالهتمام بها ضمن سٌادتنا العمومٌة.
وٌعد المؽرب من بٌن الدول التً اتخذت عدة تدابٌر من أجل محاربة هذه
الظاهرة ،حٌث عقد عدة ندوات فً مقدمتها المناظرة الوطنٌة حول الرٌاضٌة
بالصخٌرات فً 24أكتوبر 2008والتً وجهها جاللة الملك رسالة بمناسبتها ،3كما
،42011كما عمل المشرع المؽربً على إدراج الرٌاضة ودسترتها من خالل دستور
أالزم الفصل 33من السلطات العمومٌة بتسٌٌر ولوج الشباب للرٌاضة وتوفٌر الظروؾ
المرافقة أمامهم لحقل مواهبهم وطاقتهم ..واإلبداعٌة ،كما عمل المشرع على اتخاذ
09-09الذي تمم مجموعة القانون الجنابًٌ ،تعلق مقاربة قانونٌة تجلت فً القانون
بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها ،والقد زاوج
المشرع بٌن البعد الوقابً والردع الجنابً.
5 -1
29 2014
2
29
3
3 5
4
2011 26
38
09-09من الناحٌة الموضوعٌة من خالل هذا المبحث ،سنعالج القانون
(المطلب األول) على أن نتطرق إلى الجانب اإلجرابً (المطلب الثانً).
المطلب األول
القواعد الموضوعٌة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة
1
-
9 2015
2
09 09
39
قواعد جنابٌة خاصة ببعض الجرابم التً لم ٌتم النص علٌها فً مجموعة القانون
الجنابً.
فقد نص الفصل 3من مجموعة القانون الجنابً على ماٌلً :ال ٌسوغ مإاخذة أحد
على فعل الٌجد جرٌمة بصرٌح القانون 09-09ال معاقبة بعقوبة لم ٌقررها القانون
وعلى هذا المنهاج سار المشرع المؽربً حٌنها جرم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من
أجل تجرٌم األفعال التً أصبحت الٌوم ترتكب فً مالعبنا الرٌاضٌة ،والتً تنتج عنها
آثار وخٌمة من ضرب وجرح وتخرٌب الممتلكات العامة والخاصة وعرقلة سٌر النظام
العام وقد تإدي إلى الموت 1فً بعض الحاالت حٌث قام بتعدٌل وتقسٌم القانون الجنابً
بالقانون 09-09المتعلق بالعنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو
بمناسبتها من أجل إضفاء الشرعٌة على هذه الجرابم ومن أجل ضمان األمن الرٌاضً
وتخلٌق النشاط الرٌاضً لتجسٌد التوصٌات موضوع الرسالة الملكٌة التً وجهها إلى
المشاركٌن فً المناظرة الوطنٌة للرٌاضٌة ،الصخٌرات 24أكتوبر .22008
09-09الجرابم التً تدخل ضمن عنؾ لقد عدد المشرع من خالل القانون
المالعب الرٌاضٌة وحدد لها أركان خاصة بها (أوال) ،وكذلك حدد المسإول جنابٌا عن
األفعال المرتكبة (ثانٌا).
أوال :األركان العامة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة
أ -الركن القانونً
ٌعتبر الركن القانونً للجرٌمة أساس قٌام مسإولٌة الفاعل مما ٌعنً أن شخص
متى ارتكب فعال معٌنا ال تتم مإاحذته أو تقوم مسإولٌة إال فً حالة وجود نص قانونً
ٌجرم ذلك الفعل الذي أتى به ،على أنه ال ٌسوغ مإاخذة أحد على فعل ال ٌعد جرٌمة
بصرٌح القانون ومعاقبته علٌه .
1
2
3
40
ب-الركن المادي:
وٌقصد به المظهر الخارجً للجرٌمة والذي تتجسد فٌه ،أي البد من حد أدنى
للوجود الخارجً إلرادة الفاعل حتى نستطٌع القول أن هناك فعل إجرامً ٌستحق
العقاب ،فالقانون الٌعاقب على النواٌا إال إذا تبع ذلك فعل مادي ،ولقد عدد المشرع من
خالل القانون 09-09األفعال التً تعتبر ركنا مادٌا لجرٌمة العنؾ فً المبارٌات
الرٌاضٌة أو بمناسبتها:
-1المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة أو بمناسبتها
فً أماكن عمومٌة ترتب عنها موت ( .)1-308
-2المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة أو بمناسبتها،
أو أثناء بثها فً أماكن عمومٌة ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي آخر من أنواع
العنؾ أو اإلٌذاء (.)2-308
-3المساهمة فً أعمال عنؾ أثناء مبارٌات أو تظاهرات فً أماكن عمومٌة
ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي نوع من أنواع العنؾ أو اإلٌذاء ( )3/308
-4التحرٌض على المٌز العنصري أو على الكراهٌة عن طرٌق الخطب أو
الصراخ أو النداءات أو الشعارات أو الالفتات أو الصور أو التماثٌل أو المنحوتات أو أٌة
وسٌلة ضد شخص أو عدة أشخاص ()5/308
-5القذؾ أو السب عن طرٌق الخطب أو الصراخ أو النداءات أو الشعارات ،أو
الالفتات أو الصور أو التماثٌل أو المنحوثات أو التفوه بعبارات منافٌة لألخالق واآلداب
العامة ( 5/308ؾ .)2
)6اإللقاء العمدي على شخص أو عدة أشخاص أو على مكان تواجد الجمهور أو
الالعبٌن داخل الملعب أو الحلٌة أو المضمار الرٌاضً ،أحجارا ،أو مواد صلبة أو سابلة
أو قارورات أو مواد حارقة (. )6-308
)7تعٌٌب أو إتالؾ بؤٌة وسٌلة كانت تجهٌزات المالعب أو المنشآت الرٌاضٌة
(. )7-308
41
)8عدم اتخاذ التدابٌر الالزمة المنصوص علٌها فً القانون ( —308ؾ)8
)9اإلهمال أو التهاون فً تنفٌذ تدابٌر مع أعمال العنؾ ( -308ؾ)8
)10الدخول أو محاولة الدخول إلى الملعب أو مكان عمومً تقام فٌه تظاهرات
رٌاضٌة بؤسحلة أو أشعة لٌزر أو مواد حارقة )9-308-
)11الدخول أو محاولة الدخول تحت تؤثٌر الكحول أو حمل مواد مسكرة إلى
الملعب أومكان إقامة المبارٌات ()10-308
)12الدخول أو محاولة الدخول باستعمال التدلٌس أو القوة وكذلك الدخول بدون
سبب مشروع على حلبة أو مضار رٌاضٌة ( )11-308
لقد تنوعت عناصر الركن المادي لجرٌمة العنؾ المرتكب أثناء التظاهرات
الرٌاضٌة أو بمناسبتها فً القانون 09-09وما ٌمكن استنتاجه أن المشرع المؽربً
حواول تقسٌم الجرابم حسب درجة خطورتهاعلى حٌاة األفراد وسالمتهم وممتلكاتهم
ومٌز بٌن ثالثة أصناؾ أساسٌة ألعمال العنؾ:
* أعمال العنؾ التً ٌترتب عنها موت ( )2-308
* أعمال العنؾ التً ارتكب خاللها ضرب أو جرح أو أي نوع من أنواع
اإلٌذاء (.)2-308
* أعمال العنؾ التً ٌترتب عنها إلحاق أضرار مادٌة بؤمالك عقارٌة أو منقولة
(.)3-308
والمالحظ أن المشرع المؽربً راعى فً صٌاؼة القانون 09-09األبعاد الثالثة
للعنؾ وهً الموت و اإلٌذاء و الخسابر المادٌة.
-2الركن المعنوي:
طبقا للقواعد العامة فإن الجناٌات والجنح ال ٌعاقب علٌها إال إذا ارتكبت عمدا،
وهذا حسب الفصل 1133من مجموعة القانون الجنابً.
1
133
42
ومن خالل الفصل المذكور أعاله ٌمكن القول أن المشرع المؽربً اشترط توفر
الركن المعنوي المتمثل فً القصد الجنابً لٌستحق الشخص العقاب ،أي اتجاه إرادة
الفاعل الرتكاب الفعل الجرد فٌما ٌخص الجناٌات والجنح ،وبهذا ال ٌمكن متابعة الفاعل
إال إذا ثبت سوء نٌته.
وباعتبار جرابم العنؾ المرتك ب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو
بمناسبتها جنحة،فهل تخضع لهذه للقاعدة العامة أم أن تدخل ضمن الجنح التً حددتها
الفقرة الثانٌة 1من الفصل السالؾ الذكر أم تخضع لقواعد خاصة؟؟
باستقراءٌن لمواد القانون ٌ 09/09تضح أن المشرع المؽربً خرج عن القاعدة
ا
العامة نسبٌا حٌث أنه من المالحظ أن أؼلب الجرابم المنصوص علٌها فً القانون السالؾ
الذكر ٌكفً لقٌامها إتٌان األفعال المادٌة المكونة لها ،دون ضرورة قٌام القصد الجنابً
لدى الفاعل ،باستثناء المادة 6-308التً نص فٌها المشرع بصفة صرٌحة ركن العمد
لدى الفاعلٌن من خالل عبارة "كل من ألقى عمدا أثناء مبارٌات أو تظاهرات رٌاضٌة"
ٌ ،2بدو أن أؼلب الجرابم ٌقوم بها مجرمون بالصدفة ،تدفعهم لذلك أسباب آنٌة دون
اإلحساس بخطورة ما ٌفعلون ، 3فلربما هذا ما دفع المشرع إلى تجرٌدها من الركن
المعنوي.
لقد اختلؾ الفقه فً تعرٌؾ المسإولٌة الجنابٌة وذلك راجع لؽٌاب تعرٌؾ لها فً
التشرٌع المؽربً .
فالمسولٌة الجنابٌة كما عرفها الفقه 1هً"تحمل الشخص لتبعات أفعاله الجنابٌة
المجرمة بمقتضى نص فً القانون كالقتل والسرقة وخٌانة األمانة أو االختالس مثال.
وكما عرفها البعض اآلخر 2هو ذلك األثر القانونً المرتب عن الجرٌمة كواقعة
قانونٌة تقوم على أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه القواعد الجنابٌة بسبب خرقه
األحكام التً تقررها هذه القواعد.
3تعنً تحمل نتابج أعمالنا ،وتحدد والمسإولٌة الجنابٌة كما عرفها "استٌقانً"
هذه المسإولٌة بوضوح ودقة فً نطاق القواعد الجنابٌة أي تحمل ما ٌنتج عن النشاط
المجرم.
فجوهر المسإولٌة الجنابٌة إرادة الفاعل الذي اختار عن حرٌة إتٌان سلوك منع
القانون إتٌانه ،ومنه ٌمكن القول أن المسإولٌة الجنابٌة تترتب عن العمل أو االمتناع الذي
جرمه المشرع الجنابً وعاقب علٌه فً نصوصه نظرا لما ٌلحقه من ضرر بالمجتمع
وٌلزم الفاعل بتحمل ما ٌترتب عن أفعاله من آثار منها العقوبة المقررة قانونا.
وانطالقا مما سبق ذكره فإن المسإولٌة الجنابٌة ترتبط ارتباطا وثٌقا بالعقاب وال
تنفصل عنه ،ونظرا لخطورة األفعال الجنابٌة ومساسها بالنظام العام ،فإن العقوبات التً
حددها المشرع لذلك ؼالبا ما تكون صارمة تتراوح بٌن الؽرامات الزجرٌة والعقوبات
السالبة للحرٌة وفً بعض الحاالت قد تصل إلى اإلعدام حسب خطورة الجرٌمة.
وتعتبر جرابم العنؾ المرتكب أثناء المبارٌات أو التظاهرات الرٌاضٌة أو
بمناسبتها من الجرابم التً حدد لها المشرع المسإولٌة الجنابٌة فً القانون 09/09حٌث
-1عبد القادر العرعاري،مصادر االلتزامات-الكتاب الثانً-المسإولٌة المدنٌة ،دار النشر األمان،مطبعة الكرامة
الرباط،الطبعة الثالثة ،2011ص.11
-2عبد الواحد العلمً ،مرجع سابق ،ص.290
-3عبد الواحد العلمً ،مرجع سابق،ص.291
44
حدد المسإولٌة الجنابٌة لكل شخص قام باألفعال سواء كان شخصا طبٌعٌا أو معنوٌا
ة المساهمٌن وحدد عقوبات الجرابم بحسب خطورتها ،كما لم ٌؽفل المشرع مسإولً
والمحرضٌن والمدبرٌن.
لكن المالحظ أن المشرع ساوى فً المسإولٌة الجنابٌة للشخص الطبٌعً ولم ٌمٌز
المسإولً الكاملة والناقصة إذ فً هذه الحالة هل تطبق مقتضٌات القانون 09/09أم
ة بٌن
1
ٌرجع للقواعد المحددة فً مجموعة القانون الجنابً.
كما أن المشرع المؽربً حدد مسإولٌة الشخص المعنوي ولكن لم ٌحدد من هو
2
17-308 الشخص المعنوي المسإول فً هذه الجرابم ،بل اكتفى بعقوبته فً الفصل
من القانون السالؾ الذكر ،ولكن حصر عقوبته فً الحل كما حددها الفصل السالؾ
الذكر ولم ٌراعً العقوبات المحددة فً الفصل 36من مجموعة القانون الجنابً .
ومن هنا ٌتبادر إلى أدهاننا السإال اآلتً :أٌن تندرج مسإولٌة اإللتراث مع
العلم أنها لٌست بجمعٌات مإسسة بمقتضى ظهٌر الحرٌات العامة فهل تدخل ضمن
-308 مسإولٌة الشخص المعنوي المحد د فً الفصل السالؾ الذكر أم ضمن الفصول
1إلى3-308؟؟.
فً اعتقادنا مادامت ال تدخل فً إطار ظهٌر الجمعٌات فٌرجح أن تدخل ضمن
المساهمٌن فً أعمال العنؾ ،أي العقوبات المحددة للشخص الطبٌعً.
ٌعد العقاب العنصر األساسً والجوهري فً السٌاسة الجنابٌة التً بنهجها المشرع
الؽربً لٌكتمل النص ألتجرٌمً وإال اعتبر النص إرشادي وتوجٌهً ؼٌر ملزم أو أن
45
إلزامه مرتبط بإرادة األفراد ،1لذا عمل المشرع من خالل فصول القانون 09/09على
فرض مجموعة من العقوبات من أجل تحقٌق الردع العام والخاص وضمان األمن
واالستقرار وتجلت العقوبات من خالل القانون السالؾ الذكر فً عقوبات أصلٌة
وؼرامات (أوال) وكذلك تدابٌر احترازٌة (ثانٌا) من أجل وضع الترتٌبات الالزمة لتفادي
العنؾ والشؽب ،وكذلك من أجل ضمان سٌر المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة فً جو
سلٌم تسود فٌه األخالق والروح الرٌاضٌة وبعٌدا عن أعمال العنؾ التً أصبحت تفسد
الفرجة الرٌاضٌة جراء ما ٌنتج عنها من ضرب وجرح وتخرٌب.
ٌ -1نص الفصل 403من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً :
( إذا كان الجرح أو الضرب أو ؼٌرهما من وسابل العنؾ أو اإلٌذاء قد ارتكب عمدا ،ولكن دون نٌة القتل ،ومع ذلك
ترتب عنه الموت ،فإن العقوبة تكون السجن من عشر إلى عشرٌن سنة.
وفً حالة توفر سبق اإلسرار أو الترصد أو استعمال السالح ،تكون العقوبة السجن المإبد).
47
السالح وفق مفهوم السالح فً الفصل 1303من مجموعة القانون الجنابً أو
شٌبا به أشعة آلزر أو مادة حارقة أو قابلة لالشتعال.
من خالل ما سبق ذكره نستنتج أن العقوبات الحددة ٌؽلب علٌها طابع العقوبات السالبة
للحرٌة وذلك من أجل لردع كل من خولت له نفسه القٌام بؤعمال الشؽب والعنؾ وتحقٌق
األمن الرٌاضً .
-)2الغرامات
لم تؽفل السٌاسة التجرٌمٌة للمشرع الؽرامات والتً تكون إما إضافٌة للعقوبات السالبة
للحرٌة من خالل الفصول ( ،6-308 ،5-308 ،4-308 ،3-308 ،2-308 ،1-308
)9-308 ،7-308من القانون 09/09أو التخٌٌر بٌنهما.
وفً بعض الجرابم أقل خطورة من السابقة جعل المشرع العقوبة هً األصل مع إمكانٌة
مضاعفتها ،سنسردها على الشكل اآلتً:
1.200إلى 10.000درهم للمسإولٌن عن تنظٌم -الفصل 8-308الؽرامة من
األنشطة الرٌاضٌة الذٌن لم ٌتخذوا التدابٌر الالزمة لمنع أعمال العنؾ.
-الفصل 10-308الؽرامة من 1.200إلى 5.000درهم كل من دخل أو حاول
الدخول وهو فً حالة سكر أو تحت تؤثٌر مخدر أو مإثرات عقلٌة أو ٌحمل مواد مسكرة
أو مإثرات عقلٌة إلى ملعب أو قاعة رٌاضٌة أو إلى مكان عمومً تجرى به أو تبث فٌه
المبارٌات.
-الفصل 11-308الؽرامة من 1.200إلى 5.000درهم كل من دخل أو حاول الدخول
باستعمال القوة أو التدلٌس أو بسبب ؼٌر مروع إلى ملعب أو قاعة رٌاضٌة أو مكان
تجرى أو تبث فٌه المبارٌات.
53
المطلب الثانً
القواعد اإلجرائٌة لجرٌمة العنف فً المالعب الرٌاضٌة
من المبادئ السابدة فً التشرٌعات الجنابٌة المعاصرة أن ال عقوبة بدون محاكمة ،
أي أن حق الدولة فً العقاب ٌبقى حقا قضابٌا ،وال ٌؤخذ ذلك الحق إال بحكم بعد مراحل
إجرابٌة تبتدئ بالبحث فً الجرابم وجمع األدلة عنها ثم متابعة مرتكب الجرٌمة أمام
القضاء إلصدار حكم إما ٌقضً ببراءة المتهم أو إدانته حفاظا على مبدأ قرٌنة البراءة ،
وكل هذه اإلجراءات تنطوي تحت قانون المسطرة الجنابٌة الذي ٌحدد اإلجراءات المتخذة
ضمانا لحسن سٌر العدالة الجنابٌة بحماٌة النظام العام داخل المجتمع دون اإلخالل
بحقوق األفراد .
تبدأ هذه اإلجراءات بمجرد خرق القانون المنظم للجرٌمة،بإجراءات البحث التً ٌقوم بها
ضباط الشرطة القضابٌة ،وذلك حسب ما إذا كان األمر ٌتعلق بجرابم متلبس بها طبقا
1 56من قانون المسطرة الجنابٌة ،أو كان األمر للمفهوم الذي تم إرساإه فً المادة
ٌتعلق بجرابم عادٌة ال تنطبق علٌها شروط التلبس المنصوص علٌها فً الفصل السالؾ
الذكر ،تلٌها مرحلة التحقٌق اإلعدادي التً ٌباشرها قاض التحقٌق وٌتولى تعمٌق البحث
للتثبت من وقوع الجرٌمة ومتابعة المتهم وإحالته على قضاة الحكم (الفقرة أولى) ،ثم
المحاكمة التً ٌتوالها قضاء الحكم بإدانة المتهم أو براءته(الفقرة الثانٌة).
54
الفقرة األولى:إجراءات البحث فً جرائم العنف فً المالعب الرٌاضٌة
بعد قٌام الجرٌمة تبتدئ إجراءات البحث عن مرتكبٌها ،وٌتخذ البحث شكلٌن بحث
تمهٌدي ٌقوم به ضباط الشرطة القضابٌة ،ثم التحقٌق اإلعدادي الذي ٌتواله قاضً
التحقٌق.
على اعتبا ر جرابم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة من الجرابم التً لم ٌحدد لها المشرع
المؽربً جانب إجرابً خاص بها ،فإنه بالرجوع للقواعد العامة التً حددها المشرع فً
قانون المسطرة الجنابٌة .
لقد أوكل المشرع مهام البحث إلى ضباط الشرطة القضابٌة فً حاالت التلبس التً
حددتها المواد 56إلى 77من قانون المسطرة الجنابٌة حٌث ألزمهم باالنتقال إلى عٌن
57م ق م ج التً نصت المكان للتثبت من الجرابم وهذا المقتضى نصت علٌه المادة
على ما ٌلًٌ" :جب على ضابط الشرطة القضابٌة الذي أشعر بحالة تلبس بجنحة أة جناٌة
أن ٌخبر بها النٌابة العامة فورا وأن ٌنتقل إلى مكان ارتكابها إلجراء المعاٌنات
المفٌدة"،ففً حالة ارتكاب حالة من حاالت العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة التً حددها
القانون ٌ 09/09جب على ضابط الشرطة القضابٌة االنتقال إلى مكان ارتكابها حسب
االختصاص المكانً لضباط الشرطة القضابٌة لمعاٌنة الجرٌمة المرتكبة والقٌام
بمجموعة من التدابٌر.
-منع األشخاص من مؽادرة مكان ارتكاب الجرٌمة وهذا المقتضى حددته المادة 165من
ق .م .ج .
55
166من ق.م.ج حٌث ٌجب -الوضع تحت الحراسة النظرٌة كما حددته المادة
على ضابط الشرطة القضابٌة إخبارالموضوع تحت الحراسة النظرٌة بالحقوق التً
حددها له القانون.
وهكذا سمح المشرع لضابط الشرطة القضابٌة االحتفاظ بكل شخص أو عدة
أشخاص مقٌدٌن فً التحرٌات وإخبار النٌابة العامة فورا واإلحتفاظ باألشٌاء المستعملة
فً ارتكاب العنؾ الرٌاضً واالحتفاظ بها ،كما ٌمكن لهم القٌام بإجراءات التفتٌش حسب
اإلجراءات المنصوص علٌها فً قانون المسطرة الجنابٌة .2
3حسب الشكلٌات الواجب وبعد القٌام بهذه اإلجراءات ٌتم تحرٌر المحاضر
توفرها فً المحاضر ،هوٌة الشخص المستمع إلٌه وتصرٌحاته وصفة محرر المحضر
حسبما حدد المادة 19و 20من قانون المسطرة الجنابٌة.
والمالحظ أن المشرع المؽربً لم ٌحدد جهة مختصة فً تقرٌر محاضر العنؾ
المرتكب أثناء التظاهرات الرٌاضٌة أو بمناسبتها ،ونحن فً رأٌنا المتواضع ال نتفق مع
مشرعنا المؽربً كاقتراح كان على المشرع أن ٌحدد جهة مختصة فً تحرٌر محاضر
العنؾ كؤن ٌعطً الحق إلى مندوبٌن تابعٌن لوزارة الشباب والرٌاضٌة إضافة إلى ضباط
الشرطة القضابٌة كما فعل فً بعض الجرابم نظرا للخبرة فً هذا المجال أو تكوٌن
موارد بشرٌة تعرؾ خباٌا المٌدان الرٌاضً وٌبقى فً نظر السلطة لضباط الشرطة
القضابٌة فً العنؾ المرتكب خارج المالعب كالمقاهً والساحات العمومٌة و الفضاءات
وكذلك الحافالت والمحطات.
كما قد تتم اإلحالة على قاضً التحقٌق إذا استدعت الضرورة ذلك وبناء على ملتمس
النٌابة العامة إذا كانت بعض الجرابم تستدعً التحقٌق الستكمال خٌوط الجرٌمة ،فعنؾ
-1عبد العزٌز بعلً:إجراءات الوضع تحت الحراسة على ضوء تعدٌالت الفصل 66من قانون السطرة الجنابٌة ،المجلة
المؽربٌة لنادي قضاة الدار البٌضاء ،عدد .2014 ،3
2
59
3
20 19
56
المالعب قد ٌكون التحقٌق فٌها إجبارٌا إذا تعلق األمر بالحاالت المنصوص علٌها فً
الفصل 1 403من م.ق.ج والذي أحال علٌه الفصل 1-308من القانون 09/09ألن
المشرع حدد الحاالت التً تكو فٌها العقوبة علٌها أو السجن المإبد .
وقد ٌكون التحقٌق اختٌارٌا فً بعض الجنح التً ٌصل حدها األقصى من العقوبة خمس
2 83من ق.م.ج ،فحاالت العنؾ فً سنوات كما حددتها الفقرة الرابعة من الفصل
المالعب الرٌاضٌة ؼالبٌة الفصول لم تتجاوز العقوبة فٌها خمس سنوات ما عدا الحالة
التً أحال فٌها المشرع على الفصل 403من مجموعة القانون الجنابً.
قبل الحكم على أي شخص من أجل جرٌمة ما البد من مراعاة و تحدٌد المحكمة
المختصة فً ذلك ،االختصاص المحلً والنوعً :
االختصاص النوعً ٌ :إخذ فٌه بعٌن االعتبار نوع الجرٌمة التً قسمها المشرع بحسب
خطورتها :الجناٌات والجنح والمخالفات حٌث وزعها بٌن المحاكم االبتدابٌة ومحاكم
4وكذلك ؼرفة االستبناؾ،3إذ تختص المحاكم االبتدابٌة فً الجنح والمخالفات ابتدابٌا
الجنح االستبنافٌة داخل المحاكم السالفة الذكر فً االستبنافات الصادرة عن نفس
المحاكم .5فعلى اعتبار جرابم العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة جنح فإن اإلختصاص ٌعود
للمحاكم االبتدابٌة مع مراعاة االختصاص المحلً الذي حدده المشرع فً المادة 259من
1
ٌ -نص الفصل 403من مجموعة القانون الجنابً على ما ٌلً :
إذا الجرح أو الضرب أو ؼٌرهما من وسابل اإلٌذاء أو العنؾ قد ارتكب عمدا ،ولكن دون نٌة القتل ،ومع ذلك ترتب عنه الموت ،فإن
العقوبة تكون السجن من عشر إلى عشرٌن سنة.
وفً حالة سبق اإلصرار أو الترصد أو استعمال السالح ،تكون العقوبة السجن المإبد.
-2تنص الفقرة الرابعة من المادة 83من ق.م.ج على ما ٌلً:
.........
ٌكون اختٌارٌا فٌما عدا ذلك من الجناٌات وفً الجنح المرتكبة من طرؾ األحداث ،وفً الجنح التً ٌكون الجد
األقصى للعقوبة المقررة لها خمس سنوات أو أكثر.
-3الحبٌب بٌهً ،شرح قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد ،الجزء الثانً ،دار النشر المؽربٌة ،طبعة 2006ص .104
-4المادة 252من ق.م.ج.
-5المادة 253من ق.م.ج.
57
ق مج حٌث ٌرجع االختصاص فً الجرابم إلى المحكمة التً ٌوجد فٌها إما محل ارتكاب
الجرٌمة وإما محل إقامة المتهم ،أو محل إقامة المساهمٌن أو المشاركٌن وإما محل إلقاء
القبض على المجرمٌن أو على أحدهم .1
وأما جرٌمة العنؾ العنؾ أو الشؽب فً المالعب أو التظاهرات الرٌاضٌة لم ٌحدد لها
المشرع المؽربً اختصاص محلً خاص بها كما فعل فً بعض الجرابم ،وبالتالً
فاالختصاص المحلً لهذه الجرابم ٌرجع للقواعد العامة المحددة فً المادة السالفة الذكر ،
لكن المشكل المطروح بالنسبة لهذه الجرابم تعددها وتوسٌع نطاقها ؟
فلو أن جرٌمة عنؾ وقعت فً مدٌنة الدار البٌضاء بٌن الجماهٌر وتم القبض على أحد
المساهمٌن فً مدٌنة الجدٌدة فهذا ال ٌثٌر إشكاال ٌرجع للقواعد العامة المنصوص علٌها
فً المادة السالفة الذكر ،لكن إذا أقٌمت مباراة فً الدار البٌضاء ووقعت أعمال العنؾ
فً نفس المدٌنة أثناء المباراة وبمناسبة بثها بٌن نفس جماهٌر الفرٌق فً مدٌنة الداخلة ،
هل سٌتم تطبٌق القواعد المنصوص علٌها فً المادة 259من ق.م.ج أم أن االختصاص
ٌتوزع بٌن المحكمة التً أجرٌت فٌها المباراة والمحكمة التً وقع فٌها البث فً الشاشات
أو الفضاءات العمومٌة 2؟؟
هذا فٌما ٌخص االختصاص فً جرابم العنؾ ،أما فٌما ٌتجلى فً اإلثباتفً جرابم العنؾ
09/09شكلٌة خاصة إلثباتها وبالتالً فً المالعب فإن المشرع لم ٌحدد فً القانون
ٌرجع لحرٌة اإلثباث كما حددتها المادة 3 286من ق.م.ج أي ٌبقى إثباتها حر بجمٌع
الوسابل المتاحة لذلك.
لقد أصبح تنامً ظاهرة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة أو المبارٌات أو بمناسبتها ٌفسد
سٌر المبارٌات حٌث أخذ أبعاد مقلقة للشؤن العام عامة والشؤن الرٌاضً خاصة ،مما
ٌتطلب عمال مشتركا من قبل جمٌع األطراؾ والفعالٌات من أجل التطبٌق الصارم
للتدابٌر األمنٌة وذلك بالجمع بٌن المقاربة القانونٌة التً ؼالبا ما تكون ردعٌة والتً جاء
بها القانون 09/09والمقاربة األمنٌة من أجل التعامل بجدٌة مع هذه اآلفة التً تزهق
األرواح وتخرب الممتلكات والتً أصبحت تثٌر قلق السلطات والرأي العام ،فً إطار
وضع إستراتٌجٌة عمل مشتركة وشمولٌة تتطلب تشاورا وانخراطا فعاال بٌن كافة
األطراؾ المعنٌة ٌ ،تم فٌها بلورة كافة التدابٌر األمنٌة والتقنٌة .
فالبد لمحاربة هذه الظاهرة من وضع مقاربة أمنٌة تتجلى فً توفٌر الموارد البشرٌة
واللوجستٌكٌة من أجل السهر على تنظٌم المبارٌات والتظاهرات فً جو سلٌم ولتحقٌق
التؤمٌن الشامل لها،سواء تؤمٌن المنشآت والممتلكات أو الحفاظ على سالمة األفراد وذلك
بالسٌطرة على العنؾ بالمراقبة القبلٌة و البعدٌة (مطلب أول) ،كما ٌجب التعامل مع
الجتمع المدنً بكافة فعالٌاته ألنه الٌوم أصبح له دور بارز فً بلورة السٌاسات العمومٌة
للدولة مما ٌفرض علٌها التعامل مع فعالٌاته ،باالنفتاح على الفاعلٌن الجمعوٌٌن ،كما ال
ننسى الدور الذي تلعبه وسابل اإلعالم ،باعتبار الفاعل اإلعالمً لبنة أساسٌة فً بنٌة
الممارسة الرٌاضٌة من خالل مواكبته للمنافسات وتحلٌلها وبتقرٌب المشاهد والمستمع
من األجواء العامة التً تجرى فٌها ،عالوة على دوره التحسٌسً و التوعوي فً تكرٌس
ٌمكن إثبات الجرابم بؤٌة وسٌلة من وسابل اإلثبات ،ما عدا األحوال التً ٌقضً القانون فٌها بخالؾ ذلك ،وٌحكم
القاضً حسب اقتناعه الصمٌم وٌجب أٌ ،تضمن المقرر ما ٌبرر اقتناع القاضً وفقا للبند 8من المادة 365اآلتٌة
بعده.
59
األهداؾ الرٌاضٌة النبٌلة ونبذ أسالٌب العنؾ والتعصب والشؽب والتشجٌع على مبادئ
الروح الرٌاضٌة السمحة( المطلب الثانً) .
المطلب األول
السٌاسة األمنٌة لمنع العنف فً المالعب الرٌاضٌة
تحرص كل دولة من دول العالم على توفٌر كل سبل الدعم والمإازرة وتؤمٌن الفعالٌات
الرٌاضٌة التً بها ،سواء كانت على المستولى المحلً أو اإلقلٌمً أو الدولً ،وذلك
راجع إلى عدة أسباب منها:
+الفوابد المتعددة التً أصبحت تحققها إقامة الفعالٌات الرٌاضٌة سواء على المستوى
االقتصادي أو السٌاسً أو اإلعالمً أو النفسً ألفراد المجتم ع.
+االنفتاح الكونً الذي ٌعٌشه العالم الٌوم وما ترتب عنه من قنوات اتصال مباشر
ومتاحة للجمٌع لمشاهدة ورإٌة وتقٌٌم ما ٌتم حٌال الفعالٌات وللوقوؾ على مدى التقدم
والتؤخر فً الزواٌا التنظٌمٌة واألمنٌة واإلدارٌة المتعلقة بها.
كل ما أسفرت عنه المتؽٌرات السٌاسة واالقتصادٌة واالجتماعً ة التً أصبح لها تؤثٌر
1أمنٌة ،أصبحت دولً ال ٌقتصر على دولة دون أخرى من وجود مخاطر وأزمات
تشكل تهدٌدا مباشرا على أمن الرٌاضة ،مما ٌإدي إلى حدوث انعكاسات سلبٌة على أمن
البالد السٌاسً واالقتصادي واالجتماعً فً حالة وقوع أٌة حوادث تخل بالنظام
العام،حتى أصبحت من الشروط والمعاٌٌر التً تفرض على الدول فً تقدٌم ملؾ
-1األزمة :عملٌة اختالل فً التوازن الذاتً ،أو البٌبً للفرد ،أو هً تلك الحالة التً ٌستفحل فٌها الحدث األمنً
وتتصاعد فً األعمال المكونة لمستوى التؤزم الذي تتشابك فٌه األمور وٌتعقد الوضع إلى الحد الذي ٌتطلب معه
ضرورة تكاتؾ الجهود من الجهات األمنٌة وؼٌرها ،الحتواء بحكمه وخبرة ما ٌترتب من أضرار والحٌلولة دون
استفحالها.
خضر محمود عباس ،األزمة األمنٌة فً فلسطٌن و سٌكولوجٌة الفلتان األمنً ،بحث مقدم إلى مإتمر اإلسالم
والتحدٌات المعاصرة ،كلٌة أصول الدٌن فً الجامعة اإلسالمٌة ؼزة3/4/2007-2 ،م.
60
الستضافة أي تظاهرة رٌاضٌة دولٌة( كؤس العالم ،األلعاب األولمبٌة ،كؤس العالم
لألندٌة ..إلخ)،قٌاس درجة استقرار الدولة ومدى كفاٌة و جاهزٌة مإسساتها األمنٌة .1
باعتبار أن األجهزة األمنٌة ٌقع على عاتقها مسإولٌة دابمة من تحقٌق األمن والحفاظ
على النظام العام ،أصبح من الضروري إٌجاد حلول أمنٌة وقابٌة تتناسب مع كل
الظروؾ والمؽٌرات بالصورة التً تمكن األجهزة األمنٌة من أداء دورها بفعالٌة
واحترازٌة بما ٌضمن الحفاظ على أم المالعب وسالمة األشخاص والممتلكات وذلك
ٌتطلب تكثٌؾ الدورات وتؤهٌل الموارد البشرٌة الكفٌلة والقادرة على التعامل مع كافة
األحداث(فقرة أولى) ،فضال عن االنفتاح التكنولوجً وتجهٌز المنشآت الرٌاضٌة بؤحدث
األجهزة والمعدات(فقرة ثانٌة).
باعتبار األجهزة األمنٌة اآللٌة الساهرة على ضبط األمن وتحقٌق السالمة لألشخاص
والحفاظ على النظام العام بمقتضى المادة الثانٌة من الظهٌر الشرٌؾ رقم
، 2أصبح من 1.09.213الذي خول هذا اإلختصاص للمدٌرٌة العامة لألمن الوطنً
الضروري إٌجاد طرق وأسالٌب جدٌدة فً سٌاستها تندرج تحت اإلستراتٌجٌة األمنٌة من
أجل إعداد خطط محكمة تعتمد على الموارد البشرٌة تتناسب مع الظروؾ والمتؽٌرات
بالصورة التً تمكن األجهزة السالفة الذكر من أداء دورها بفعالٌة واحترازٌة بما ٌضمن
الحفاظ على أمن وسالمة األشخاص والممتلكات من خالل تؽطٌة أمنٌة شاملة للمبارٌات
والتظاهرات الرٌاضٌة ،فمن الضروري توفٌر الموارد البشرٌة ألن كل مباراة رٌاضٌة
الٌوم أصبحت تطرح إشكالٌة أمنٌة قد تإدي إلى أزمة وبالتالً وجود خلل ٌحتاج لمخطط
عمل استباقً وتحضٌرات أمنٌة مكثفة واجتماعات تشاورٌة منسقة مع مجموعة من
-1أحمد زاٌد ،العنؾ :المفهوم واألنماط والعوامل ،سلسلة مفاهٌم ،العدد ، 2المركز الدولً للدراسات المستقبلٌة
واإلستراتٌجٌة ،القاهرة ،فبراٌر ،2005ص 21
2بوشعٌب فهمً ،ظاهلرة اإللتراس بالمؽرب مقاربة قانونٌة اجتماعٌة،مطبعة األمنٌة الرباط ،الطبعة األولى
،2016ص .119
61
القطاعات الحكومٌة واألمنٌة والجهات المسإولة على القطاع الرٌاضً ،تعتمد على
التكوٌن المستمر للعوامل البشرٌة من أجل إعداد رجال أمن متخصصٌن قادرٌن على
السهر على هذا المجال الذي ٌجمع بإر الصراع ،ألن ضخم التظاهرات الرٌاضٌة سواء
الوطنٌة أو الدولٌة ٌتطلب موارد بشرٌة ،فلنا أن نتصور كم هً مكلفة أعباء مباراة
رٌاضٌة واحدة هذا إن جرت فً ظروؾ عادٌة بدون شؽب أو عنؾ أما إذا اختل التوازن
وسجلت أجواء المباراة أعمال عنؾ وشؽب وإلحاق خسابر فً الممتلكات واألرواح
،فالتكلفة تتضاعؾ مرات ومرات ،وبالتالً البد من إحداث بنٌات شرطٌة متخصصة
فً هذا المجال من أجل توفٌر الحماٌة الالزمة للجمهور قبل وأثناء وبعد المقابالت عن
طرٌق:
-تتبع أخبار ومستجدات الجمهور سواء باللقاءات المباشرة عن طرٌق السلطات
االستعالمٌة برصد األخبار التً تنشر عن طرٌق وسابل التواصل الحدٌثة.
-التؤمٌن الجٌد للممرات والطرق التً ٌسلكها المشجعون خالل توجههم أو
مؽادرتهم للمنشآت الرٌاضٌة وكذلك للجمهور المتواجد فً الفضاءات العامة(
المقاهً-الحافالت -الساحات العمومٌة.)..
-مسك جدادات من طرؾ والٌات األمن عن األشخاص المشاؼبٌن من أجل معرفة
األشخاص الذٌن ٌعتدون على الشؽب والعنؾ وتوزٌعها على اللجان المحلٌة
1وكذلك الدوابر األمنٌة ألن أعمال العنؾ ال تقتصر على منطقة المدٌنة المقامة
فٌها التظاهرة أو المباراة الرٌاضٌة وإنما تتعداها ألن الظاهرة ال تعترؾ
باالختصاص المكانً.
-التفتٌش الجٌد بمداخل المالعب الرٌاضٌة لمنع دخول فبات ؼٌر عادٌة من
المشجعٌن سواء الذٌن صدر فً حقهم قرار قضابً بالمنع من حضور المبارٌات
بسبب سوابقهم فً أعمال العنؾ أو الشؽب الرٌاضً ،أو األشخاص الذٌن
-1اللجنة الجهوٌة لمكافحة العنؾ بالمالعب الرٌاضٌة كلفها المشرع من خالل المادة 19-308من القانون 09/09
بتنفٌذ مقررات الصادرة عن المحكمة بالمنع من حضور المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة ،ولكن المشكل أن المشرع
فً المادة السالفة الذكر أكد على إحداث اللجان المحلٌة بنص خاص ولألسؾ لم تحدث إلى ٌومنا هذا مما ٌجعلنا نطرح
السإال اآلتً متى تخرج هذه اللجنة إلى حٌز الوجود رؼم أن القانون صدر من 2009؟.
62
ٌذهبون إلى المالعب فً حالة ؼٌر طبٌعٌة ( السكر ،المخدرات )..،وال
ٌستطٌعون التحكم فً تصرفاتهم أو أشخاص حاملٌن ألسلحة أو المواد الذكورة
فً المادة 10-308من القانون ،والذٌن قد ٌتسببون فً إٌذاء الؽٌر أو
الممتلكات العامة بتصرؾ عدوانً .
-وضع حواجز أمنٌة بشرٌة بٌن مختلؾ أصناؾ المشجعٌن سواء تعلق األمر
بجمهور الفرٌق المستضٌؾ أو الفرٌق الضٌؾ من أجل تفادي التصادم.
-التدخل لدى المصالح المختلفة لتوفٌر وسابل النقل للجمهور وتؤمٌن الركاب وكذا
وسابل النقل وتوفٌر طاقات بشرٌة ترافق الركاب.
-منع دخول القاصرٌن ؼٌر المرفقٌن بؤولٌابهم لحماٌتهم من أعمال العنؾ أو
الشؽب.
-منع التنقل الجماعً للجمهور خارج العماالت واألقالٌم فً حالة إذا تبٌن أن هذا
التنقل من شؤنه تشكٌل تهدٌد لألمن العام .
-تفعٌل أجهزة الرقابة على قطاع األمن من أجل رصد كٌفٌة تعامله مع الجمهور.
إضافة إلى ما سبق البد من تكوٌن مستمر للعناصر األمنٌة من أجل عدم استفزاز
الجمهور بعبارات قد تإجج الصراع أو الضرب تحت طابلة العقوبات التؤدٌبٌة.
وصفوة القول فً ما سبق ذكره ،فال بد من أجل التؤمٌن الجٌد للمالعب وكذلك تفادي
التصادمات التً تإدي إلى ما ال ٌحمد عقباه ،ضرورة إعداد استراتٌجٌة أمنٌة محكمة
تعتمد على التخطٌط بٌن كافة الفاعلٌن فً المجال الرٌاضً تتجلى فً تؤهٌل الفاعل
البشري المتخصص ،ناهٌك عن التكوٌن المستمر من أجل تؽطٌة شاملة وفعالة ،كما ال
ٌجب إؼفال الجانب اللوجستٌكً فً إعداد السٌاسات األمنٌة المحكمة وهذا موضوع
الفقرة الثانٌة.
الفقرة الثانٌة :الموارد اللوجستٌكٌة الواجبة للسهر على تفادي أعمال العنف
63
رؼم وجود الموارد البشرٌة الكفٌلة بتنظٌم المبارٌات والتظاهرات الرٌاضٌة ال تكفً
لوحدها لإلحاطة بؤعمال العنؾ والشؽب ،ألن األمر ٌتطلب موارد لوجستٌكٌة تساعد
الفاعل البشري على القٌام بإعداد خطط أمنٌة محكمة كفٌلة للحد من أعمال الشؽب
والعنؾ ،أو على األقل التخفٌؾ منها لذلك ال بد من:
-تؤهٌل البنٌات التحتٌة للمالعب الرٌاضٌة لتحسٌن ظروؾ استقبال الجمهور ،
بتوفٌر المرافق الصحٌة ،ووسابل الترفٌه وترقٌم الكراسً إضافة إلى تجهٌز
المالعب بممرات متعددة لتجنب االزدحام وكذلك للسٌطرة على الكوارث
المتوقعة ،وتجهٌز المالعب بكراسً مرقمة وكامٌرات المراقبة لرصد تحركات
الجمهور فً المدرجات.
-خوصصة القطاع الرٌاضً لشركات متخصصة تتوفر على وسابل لوجستٌكٌة من
أجل توفٌر الحماٌة الالزمة الستقبال الكم الهابل من الجمهور .1
-توفٌر وسابل النقل الكافٌة بتنقل الجمهور من أجل تفادي االزدحام والمشاحنات
واالصطدام اقتداء ببعض التجارب ،كمثال 2 :تجربة االتحاد األوربً فً توفٌر
الحماٌة والوسابل لمرافقة الجمهور من دولة إلى أخرى ،ومن وجهة نظرنا البد
أن ٌقوم النادي بهذا الدور لتوفٌر السالمة لجماهٌره المساندة له.
-توفٌر الفضاءات العمومٌة الخضراء ودور الشباب من أجل تفادي ذهاب الشباب
لالنحراؾ .
من أجل محاربة هذا الوباء الذي أصبح ٌفسد الجو الرٌاضً ،البد من وضع
إستراتٌجٌة محكمة ٌتداخل فٌها كافة العناصر ،العنصر البشري المتخصص والقادر
على مواكبة السهر على تنظٌم التظاهرات الرٌاضٌة سواء المحلٌة أو الدولٌة وكذلك
الوسابل اللوجستٌكٌة التً تكمل عمل العنصر البشري وتسهل علٌه اإلحاطة بؤعمال
العنؾ والشؽب ،وتعٌد الرٌاضة إلى جوها وروحها التنافسٌة بعٌدا عن كل المإثرات
-1أكد محمد بوزفور العمٌد اإلقلٌمً بمدٌنة الدار البٌضاء أن بعض المالعب الرٌاضٌة تعانً من وضعٌة كارثٌة ال
تساعد على توفٌر الحماٌة الالزمة للجمهور فً حوار برنامج مباشرة معكم 2016بعد أحداث األسود التً وقعت بٌن
جماهٌر الرجاء البٌضاوي.
-2محمد بوزفور ،البرنامج نفسه.
64
التً تفسدها خصوصا وأن المؽرب أخذ األمور بحزم وبقوة فً تنظٌم التظاهرات
الرٌاضٌة التً كان آخرها كؤس العالم لألندٌة على مرتٌن متتالٌتٌن.
المطلب الثانً
دور المجتمع المدنً واإلعالم فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة
ٌبقى المجتمع المدنً أهم حلقة فً مسلسل السٌاسات العمومٌة للدولة ،وٌجد دعامة
فً الدٌمقراطٌة و الحكامة ومقوماته المرجعٌة فً الهوٌة والشرعٌة والعقالنٌة ،ومن هنا
أتت ضرورة موالٌة لهذا االختٌار بصٌاؼة سٌاسات عمومٌة رشٌدة تتطلب تعببة بشرٌة
ومالٌة تتقاطع فً مجاالت عملها مع عمل المجتمع المدنً ،منها الثقافة والرٌاضة
والترفٌه والتربٌة والبحث العلمً والصحة والخدمات االجتماعٌة .1
ٌتطلب التواصل مع فعالٌات المجتمع المدنً بخطة االنفتاح والتعامل والتواصل مع
فعالٌاته المختلفة من أجل مكافحة الشؽب ،ألنه الٌوم أصبح ٌعً بقٌام ومبادئ وروح
الجماعة والمصلحة العامة (فقرة أولى).
كذلك البد من االنفتاح على وسابل اإلعالم بؤنواعها نظرا للدور البارز الذي له داخل كل
دولة ،حٌث ٌعتبر الفاعل اإلعالمً لبنة أساسٌة فً بنٌة الممارسة الرٌاضٌة من خالل
مواكبته للمنافسات الرٌاضٌة وتحلٌلها وتقرٌب المشاهد والمستمع من األجواء العامة التً
تجرى فٌها المنافسات ،عالوة على دوره التحسٌسً و التوعوي فً تكرٌس األهداؾ
النبٌلة للرٌاضة ونبذ أسلٌب العنؾ والعصب والعدوانٌة والشؽب ،والتشجٌع على مبادئ
الروح الرٌاضٌة السمحة (فقرة ثانٌة).
-1نور الدٌن قربال ،دور المجتمع المدنً فً السٌاسات العمومٌة ،مجلة هسبرٌس االلكترونٌة ،مقال منشور ٌوم
، 2014-04-19
تارٌخ الدخول 2016-08-26على الساعة 00.57لٌال
65
الفقرة األولى :دور المجتمع المدنً فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة
ٌإدي المجتمع المدنً بكافة فعالٌاته دورا بارزا فً إحداث التنمٌة بكل صورها فً
الدولة ،وكذلك التعامل مع المشكالت التً ٌعانً منها والتً قد ٌصعب على مإسسات
الدولة الضخمة التعامل معها بصفة مباشرة ،وتتجلى أهمٌة الدور الذي ٌإدٌه فً قدرته
على فرد قٌم الثقافة المدنٌة المعاصرة واحترام حقوق اإلنسان ،ناهٌك عن ما ٌشكله من
ضوابط على الكافة باحترام المإسسات الدستورٌة وبالتالً ٌعد فً كافة صوره جزءا ال
ٌتجزأ من النظام العام للمجتمع .
فمن بٌن المشكالت التً ٌكون للمجتمع دور فً التعامل معها ،مشكلة الجرٌمة التً
أصبحت تهدد استقرار المجتمع المدنً ،ومن بٌن هذه الجرابم جرابم العنؾ والشؽب فً
المالعب والتظاهرات الرٌاضٌة ،التً أصبحت الشؽل الشاؼل لكافة فعالٌات الدولة
وذلك من أجل تحقٌق األمن واالستقرار الن األمن الٌوم أصبح ضرورة ملحة من أي
وقت مضى خصوصا وأن المجتمع ٌعرؾ اختالالت قد تكون النقطة التً تساعد بشكل
مباشر فً إثارة الفتنة ،ألن الجرٌمة فً جوهرها خروج عن األعراؾ والتقالٌد و قٌم
المجتمع ،أي أن السلوك اإلجرامً ٌسٌر فً عكس اتجاه القاعدة القانونٌة واألخالقٌة
والسلوكٌة ومن هذا المنطلق فجرٌمة العنؾ والشؽب ال ٌمكن أن تواجه باألسالٌب
الشرطٌة وحدها بل هً قضٌة الجماهٌر والمجتمع بصفة عامة ،الن التماسك المجتمعً
فً مواجهة جرٌمة ما تمس النظام العام لٌست مسإولٌة الحكومة القابمة فقط ،وإنما هً
مسإولٌة المجتمع كله ذلك ألن الضرر المباشر ٌقع على الجماهٌر .
إن تفعٌل المجتم ع المدنً وجعله أداة نشٌطة وضاؼطة سٌسرع عملٌة دمقرطة
المإسسات األمنٌة بدورها ،فالمخزون ألقٌمً لهذه المإسسات ٌمكن االستناد إلٌه قصد
الدفع نحو إحداث إصالحات مقبولة ضمن المإسسة األمنٌة ،سٌما وأن هذه المإسسات
66
كثٌرا تحث على جعل المواطن كجوهر وصلب نظام العمل فً المإسسات األمنٌة
.ولذلك ٌجب الوقوؾ على استعداد المجتمع المدنً للمرافعة بإعطابه فرص أكبر على
الطرٌقة التً ٌتم من خاللها تنفٌذ التدابٌر المتعلقة بمكافحة الجرٌمة .1
ٌعد الدور الذي تقوم به فعالٌات المجتمع المدنً فً ترسٌخ وتنمٌة الوعً األمنً لدى
المواطنٌن باآلثار السلبٌة المترتبة عن الجرٌمة ،وتحفٌزهم على المشاركة فً تنمٌة
المجتمع ،ومواجهة التحدٌات الطاربة ،وذلك أمرا ضرورٌا وحٌوٌا ٌإدي إلى تهٌبة
رأي عام مستنٌر قادر على تنمٌة الحس األمنً وتعمٌق الوالء واالنتماء للوطن ،وبالتالً
القٌام بدور مهم فً مساندة معظم اإلجراءات والممارسات التً تهدؾ إلى مواجهة
الجرابم بصفة عامة وجرٌمة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة بصفة خاصة ،نظرا
للخطورة التً تتمٌز بها ،من خالل ما سبق سنقدم بعض النماذج التً تبٌن دور المجتمع
المدنً فً مواجهة تلك الجرابم:
-1صالح زٌانً ،تحدٌات إصالح القطاع األمنً فً البلدان المؽاربٌة :من األمنوقراطٌة إلى احترام الخصوصٌة،
منشورات حوارات ،مجلة الدراسات السٌاسٌة واالجتماعٌة ،سلسلة :ندوات ومنتدٌات ،العدد الثانً ،2015ندوة
بمدٌنة سطات ،موضوع :سإال دمقرطة القطاع األمنً بدول المؽرب الكبٌر ٌ ،ومً 27و 28مارس .2012
-2محمد العلماوي ،مرجع سابق ص .60
-3أحمد ابراهٌم ،مصطفى سلٌمان ،دور مإسسات المجتمع المدنً فً منع الجرٌمة ،مركز اإلعالم األمنً.
67
كما أن دور األسرة فً توعٌة أبنابها ال ٌمكن إنكاره فً بناء أخالقهم وتوجٌه سلوكهم
توجٌها ٌتفق مع مبادئ المجتمع وتحمل المسإولٌة وتبعاتها وذلك من مرحلة التنشبة إلى
مرحلة النضج .ولكل مرحلة عمرٌة خصابصها ومالمحها التربوٌة الخاصة ،فالمنزل
هو المإسسة األولى التً ٌتلقن فٌها الحدث على ٌد رب األسرة علومه ومعارفه األولٌة ،
والطفل الذي ٌربى فً جو ٌسود فٌه الود والتفاهم والثقة والمحبة والتقدٌر والتوازن بٌن
التقٌٌد والتحرر ٌصبح من األسوٌاء .
فاألسرة قد تساهم فً االنحراؾ :
ٌ-تمثل دورها فً جنوح األحداث باإلهمال وسوء التربٌة( القٌم والدٌن ) ،وؼٌاب التوجٌه
والمراقبة واإلشراؾ ،والعنؾ فً المعاملة ،أو التدلٌل الزابد ،وإهمال العالقات
االجتماعٌة للحدث ،وفقدان القدوة الحسنة.
-طول ؼٌاب األم عن البٌت بسبب العمل خارج البٌت أو انشؽال األبوٌن ،كل منهما فً
عمله .
-التفكك األسري ،وما ٌرافقه من تزعزع العالقات والصالت اإلنسانٌة واالجتماعٌة
والتربوٌة ،وتفشً ظاهرة الطالق ،وهجر الزوجة ،وإهمالها أو إهمال األبناء وعدم
االهتمام بهم أو السإال عنهم ،وعدم اإلنفاق علٌهم ،والتعاطً للمخدرات والكحول
وؼٌرها..1
وبالتالً البد على األسرة أن تإدي الدور المنوط بها وتحمل مسإولٌة تربٌة األبناء على
الرٌاضة السلٌمة والبعٌدة عن العنؾ والشؽب.
-1عبد الودود خربوش ،علم النفس الجنابً ،محاضرات لطلبة ماستر العلوم الجنابٌة واألمنٌة ،الفوج األول ،جامعة
القاضً عٌاض ،كلٌة الحقوق مراكش ،السنة الدراسٌة .2016/2015
68
فالمدرسة تلعب دورا مهما فً عملٌة التنشبة من عدة زواٌا ،فٌها تؽرس القٌم الرٌاضٌة
االٌجابٌة بصورة مقصودة ولٌس تلقابٌة ،وذلك من خالل األنشطة الرٌاضٌة المدرسً ة
التً ٌنخرط فٌها التالمٌذ.
فنقص مستوى التعلٌم أوانعدامه أحٌانا قد ٌإثر سلبٌا على الفرد فً حٌاته ،وهو إن لم
ٌكن سببا مباشرا ودافعا الرتكاب الجرٌمة فؤنه ٌساهم بشكل كبٌر وذلك النعدام الوعً
لدى الفرد ،كما أن الساهرٌن على المإسسات التعلٌمٌة ال ٌإدون الواجب فً التوعٌة
بؤعمال العنؾ رؼم أن المدرسة هً البٌت الثانً للفرد ،على اعتبار أن العنؾ الرٌاضً
أصبح ضرورة حتمٌة فً المجتمع ،فالبد من إضافة مقررات فً المدرسة تنبه بؤعمال
الشؽب.
إننا الٌوم فً مرحلة بناء وتطوٌر إصالحات اقتصادٌة تعٌبها الجرٌمة بالضرر والخسابر
،كما تإدي إلى إحباط المستثمرٌن األجانب وتصٌبهم بالخوؾ وعدم االستقرار ،ولهذا
فؤن المإسسات التعلٌمٌة مطالبة بؤن تحمً الشباب من مستنقع الجرٌمة والتشجٌع على
الروح الرٌاضٌة السمحة وؼرس القٌم الرٌاضٌة السلٌمة فً نفوس التالمٌذ.
ثالثا :دور المؤسسات الدٌنٌة
ٌعتبر المسجد من أهم المإسسات التً ٌمكن أن تستلم فً تكوٌن وتلقٌن القٌام
بالرعاٌة السمحة ,فالشك أن اإلسالم ٌعالج الموضوع وٌعطٌه ما ٌستحقه من العناٌة
والرعاٌة التً فاقت استمرار القوانٌن الوضعٌة قدٌما وحدٌثا .فإن كانت القوانٌن
الوضعٌة قد اهتمت بالتجرٌم والعقوبة ,فإن الشرٌعة اإلسالمٌة قد اهتمت التربٌة
واإلصالح .فاإلسالم ٌبدأ بالتربٌة التً هً أساس بناء الشخصٌة وسٌاجها ,وقاعدتها
الصلبة ،كما بٌن أن المحبة هً أساس بناء المجتمع والتآلؾ والترابط والتعاون .
فالمحبة بٌن فبات المجتمع ركٌزة من ركابز اإلٌمان الصادق والتالحم القوي ،هذا
األسلوب التربوي الذي ٌعمق القٌم والفضابل وٌربً اإلنسان على عدم األذى واإلفساد .
69
ومن هنا كانت الحاجة ملحة فً قٌام العلماء بدورهم فً توجٌه الشباب وحثهم على قٌم
الرٌاضة السمحة ،وقٌام المسجد برسالة التوعٌة من خالل خطب منابر المساجد من
أجل الحث على خطر هذا الوباء.
1فً إطار الدور لقد كانت مبادرة حسنة من إحدى مساجد المؽرب فً مدٌنة بركان
التحسٌسً والتربوي بعد أحداث الشؽب التً عرفتها بعض مناطق المملكة ونوه إمام
المسجد على خطورة أعمال العنؾ والشؽب وأكد على قٌم الشرٌعة اإلسالمٌة السمحة.
-1مقتطؾ من خطبة الجمعة بمساجد بركان حول التحذٌر من شؽب المالعب :2016/04/22
" ......إن دٌننا الحنٌؾ جاء لٌوحد القلوب وٌجمع شتاتها ولٌنشر الود والمحبة بٌن أفراد األمة وجماعتها ،لٌعٌشوا
األمن واألمان والسعادة والراحة والطمؤنٌنة ،فؤمر بكل ما ٌجمع القلوب كإلقاء التحٌة وإطعام الطعام والعفو والتجاوز
والصفح ،ونهى عن كل ما ٌفرق القلوب وٌشتت الناس كالحقد والبؽض والكالم القبٌح وسوء الظن وؼٌر ذلك.
وإن من الظواهر الخطٌرة التً تإرق أصحاب الضمابر الحٌة ألنها تشتت وتفرق بٌن قلوب المإمنٌن فً الوطن
الواحد والبلد الواحد ما ٌقع فً المالعب الرٌاضٌة من تبادل لسباب والشتابم وتخرٌب الممتلكات العامة واالعتداء على
األجساد واألرواح حٌث ٌحل األمر إلى الضرب والقتل أحٌانا "..
نص الخطبة أورده سامً وعلً بجرٌدة وكالة الؽرب العربً لألنباء اإللكترونٌة 2016/04/22على الساعة .17:43
70
- 2عقد ندوات ومحاضرات عامة ٌحضرها جمهور الشباب فً مختلؾ المستوٌات
المهنٌة واالجتماعٌة والثقافٌة وفتح المجال للمناقشة والحوار فً جو من
الموضوعٌة واالستنارة .
- 3إجراء مسابقات فكرٌة وأدبٌة للشباب وتشجٌعهم على اإلبداع فً مختلؾ
المجاالت .
- 4التوسع فً إنشاء المكتبات العامة فً األحٌاء المختلفة خصوصا المدن الكبرى
والقرى البعٌدة ،وتنشٌط مراكز الشباب من أجل الشؽل وقت الفراغ للقراءة .
- 5ؼرس القٌم األخالقٌة المتعلقة بالرٌاضة وأسلوب ممارستها بطرق سلٌمة ،بعٌدة
عن العنؾ بدعوة كبار الرٌاضٌٌن والنقاد فً المجال الرٌاضً إللقاء محاضرات
وندوات عن مبادئ الرٌاضة وربطها بما ٌجري فً الواقع الرٌاضً المعاش مع
استدعاء بعض من ممثلً ما ٌعرؾ بتجمعات اإللتراث ألن لها دور كبٌر فً
تجمع مجموعة من الجماهٌر تحت لوابها .
ومن هنا كان ضرورٌا أن تهدؾ المإسسات الثقافٌة والرٌاضٌة إلى توعٌة الشباب
وتدعٌم مواهبهم واهتماماتهم الفنٌة والثقافٌة ،وإشباع حاجاتهم وتنمٌة قدراتهم
والمساهمة فً حل مشاكلهم مع التركٌز على الفبات المحرومة ومحدودي الدخل .
الفقرة الثانٌة :دور األندٌة الرٌاضٌة واإلعالم فً الحد من عنف المالعب الرٌاضٌة
ٌعتبر اإلعالم بمثابة السلطة الرابعة إلى جانب كل من السلط ة التشرٌعٌة والقضابٌة
والتنفٌذٌة ،لكونه ٌإثر بشكل كبٌر على الرأي العام ،بل وٌتحكم فٌه وٌوجهه حٌث
اتجاهات السلطة ،حٌث أصبح قوة ال ٌمكن االستؽناء عنها نظرا لدوره المسموع
والمقروء وخاصة بعد أن أصبح الرأي والرأي اآلخر لحظً ومباشر خصوصا بعد
تعدد وسابل اإلعالم وتنوعها وتخصصها فً المجال الرٌاضً ،عٌث أصبح بمختلؾ
وسابله له دور كبٌر وتؤثٌر واضح على فكر المجتمع والجمهور من خالل العدد
71
الكبٌر من القنوات التلفزٌة والمجالت والصحؾ الرٌاضٌة التً تهدؾ إلى الرفع من
مستوى الثقافة الرٌاضٌة لدى الجمهور وتنمٌة الوعً الرٌاضً ومساعدة المشجعٌن
على استٌعاب مستجدات العالم فً هذا المجال والتجاوب معها .1
ولذلك البد لإلعالم من القٌام بالدور اإلٌجابً فً التوعٌة وذلك من خالل ما ٌلً:
-تجنب نشر أحداث العنؾ التً تإثر فً الجانب العاطفً للجمهور.
-القٌام بالرقابة من طرؾ السلطات الوصٌة لفحص ما ٌنشره الجمهور
-قٌام الهٌبات الرٌاضٌة ببرامج خطط من أجل تحسٌن السلوك الرٌاضً عن طرٌق
وسابل اإلعالم.
-تشجٌع وسابل اإلعالم على التخصص الرٌاضً الذي أصبح ضرورة مهمة فً نقل
الخبر الرٌاضً الصحٌح.
كذلك البد على األندٌة الرٌاضٌة أن تتجنب التصرٌحات من طرؾ ممثلٌها ،التً قد
تإدي إلى العنؾ والشؽب بفرض عقوبات على المسإولٌن من خالل تصرٌحاتهم ،وفً
نظرنا البد ممن فرض عقوبات بدٌلة مثال :الحكم على المدرب أو الالعب الذي خرج
بتصرٌحات تشجع على العنؾ بعقوبة تدرٌب فرٌق لمدة معٌنة بدون مقابل .
-1ابراهٌم حمداوي :العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة ،حجم المشكلة وإمكانٌات الحلول ودور وسابل اإلعالم فً الحد من
تفشً الظاهرة ،دراسة مٌدانٌة للعنؾ فً مالعب المؽرب
72
خاتمة
إن ظاهرة العنؾ والشؽب فً المالعب الرٌاضٌة ظاهرة معقدة تدخل فٌها عدة
متؽٌرات داخلٌة وخارجٌة وتختلؾ آثارها باختالؾ الظروؾ ،فهناك أسباب ؼٌر
مباشرة وبعٌدة كل البعد عن مجال الرٌاضة التنافسٌة تقؾ وراء أحداث الشؽب والعنؾ
فً المالعب ألنها تعد أماكن مناسبة إلشباع هذه الدوافع الخلفٌة ،ومن أهمها تحقٌق
وإثبات الذات لدى الشباب والبحث عن سبل لكبح جماح الفشل والهزٌمة وإلقاء اللوم على
اآلخرٌن ،أو محاولة تحقٌق مكاسب شخصٌة،حٌث نجد بعض األفراد ٌستؽلون التجمع
الجماهٌري إلطالق العنان ألفعالهم العدوانٌة والكالمٌة فً الملعب وخارجه ،كما أن فً
الؽالب ما ٌقوم بؤعمال العنؾ المراهقون الشباب فً سن الدراسة باستخدام أفعال السب
والشتم والصراخ وكذلك الضرب والجرح وؼٌرها من األنماط السلوكٌة التً تدل على
بعض النزاعات العدوانٌة وانخفاض الفهم للروح الرٌاضٌة .
وحتى ٌتم القضاء على العنؾ والشؽب فً المجال الرٌاضً البد من السعً إلى
تشجٌع ومساعدة الشباب على تؤكٌد ذاتهم لحملهم على عن السلوك العنٌؾ ،ناهٌك عن
التعرؾ على أسباب العنؾ.
وصفوة القول فلمحاربة العنؾ والشؽب البد من وضع اسراتٌجٌة متكاملة ٌتداخل
فٌها كمل الفاعلون من خالل إضافة مجموعة من المقاربات إلى المقاربة القانونٌة ،ألن
القانون لوحده ال ٌكفً للحد منها ،فالبد من االنفتاح على فعالٌات المجتمع المدنً وكذلك
اإلعالم من أجل إعداد استراتٌجٌة عمل شمولٌة وموحدة الحتواء هذه الظاهرة التً ظلت
والزالت تخل باألمن العام وتفسد جو الرٌاضة السلٌم.
73
مقترحات البحث
لقد ارتؤٌنا من خالل هذا البحث تقدٌم بعض المقترحات لعلها تساعد على إٌجاد حلول لفك
هذا الوباء المتفشً فً الشارع المؽربً ،وفً ما ٌلً البعض منها:
- 1إلؽاء القانون 09-09ألن أؼلب األفعال المجرمة تجد ماٌقابلها فً نصوص
مجموعة القانون الجنابً أو إعادة صٌاؼته بشكل ٌتالءم مع أعمال العنؾ والشؽب.
- 2تعزٌز النسق المإسساتً بٌن كل القطاعات عبر اإلسراع بإخراج النص التنظٌمً
الخاص باللجان المحلٌة المنصوص على إحداثها بالفصل 19-308من القانون
.09-09
- 3السهر على تطبٌق مقتضٌات القانون 09-09بالجزم والصرامة الالزمٌن بحق
المتورطٌن فً ارتكاب أعمال العنؾ الرٌاضً .
- 4إؼناء القانون 09-09بمقتضٌات تمنع القاصرٌن ؼٌر المرافقٌن من الولوج
للمالعب الرٌاضٌة وتحدد مسإولٌة أولٌاء األمور .
- 5الحزم على تطبٌق مقتضٌات مدونة التؤدٌب من طرؾ الجامعة الملكٌة المؽربٌة
لكرة القدم فً حق األندٌة التً ٌتسبب جمهورها فً أعمال العنؾ .
- 6الشروع فً تنفٌد برنامج تجهٌز المالعب الرٌاضٌة التً تستقبل الجمهور بالوسابل
التكنولوجٌة الحدٌثة (كامٌرات المراقبة ولوج الجمهور للمالعب عبر البوابات
اإللكترونٌة)..
- 7تؤهٌل البنٌات التحتٌة للمالعب لتحسٌن شروط استقبال الجمهور مع توفٌر المرافق
الصحٌة ،ووسابل الترفٌه،وترقٌم الكراسً ،وتوجٌه الجمهر.
- 8إصالح المنظومة التعلٌمٌة باعتبارها جزء أساسً للتربٌة والتكوٌن فً المجتمع،مع
إعداد مقررات مدرسٌة خاصة تشجع على الروح التنافسٌة للرٌاضة وتحذر من آثار
شؽب المالعب.
إعادة النظر فً المقاربة األمنٌة والقانونٌة واإلعمتاد على المقاربة اإلنسانٌة. -9
74
- 10قٌام المجتمع المدنً بالدور المنوط به فً عملٌة التحسٌس داخل وخارج
الملعب وقبل كل مباراة وبعدها وفً األحٌاء والمإسسات ودور الشباب.
- 11إعطاء الفرصة للوازع الدٌنً لكً ٌلعب دوره فً العملٌة التحسٌسٌة
والتوجٌه(خطب الجمعة فً الساجد)..
- 12تفعٌل قانون محاربة التدخٌن باألماكن العمومٌة باعتبار المخدرات عامل
مهم فً األحداث والمآسً التً التً تشهدها المالعب الرٌاضٌة والشارع
العام.
- 13توجٌه الوجوه الرٌاضٌة والفنٌة فً عملٌة التحسٌس.
- 14اإلستفادة من التجارٌب األجنبٌة الناجحة فً مكافحة شؽب المالعب.
- 15إدخال جمعٌات المحبٌن (اإللتراث) فً ظهٌر الجمعٌات حتى ٌتم تقٌٌدها
بشكل إٌجابً.
- 16فرض عقوبات على المدربٌن والالعبٌن الذٌن ٌحرضون على العنؾ
بتدرٌب فٌرق لمدة معٌنة بدون مقابل.
- 17اإلنفتاح على الندوات التحسٌسٌة بهذه الظاهرة داخل المدارس والجامعات
والفضاءات العمومٌة.
- 18إنشاء فضاءات خضراء للشباب من أجل االبتعاد عن االنحراؾ
والمخدرات.
- 19محاربة الفقر والبطالة والهشاشة االجتماعٌة.
- 20تؤهٌل عناصر أمنٌة متخصصة فً المالعب الرٌاضٌة (الشرطة والدرك
الملكً والقوات المساعدة) على كٌفٌة التعامل مع الجمهور الوافد على
المالعب.
- 21توفٌر وسابل النقل للجمهور لتفادي التشاحنا ت .
- 22تتبع أخبار الجمهور قبل وبعد المبارٌات عبر وسابل التوصل االجتماعً.
- 23بٌع التذاكر بصفة منظمة مع ترقٌمها وأخذ رقم البطاقة الوطنٌة من
75
المشتري مع التوقٌع.
- 24اإلستفادة من اإلعالم كسلطة رابعة فً خدمة مصالح الشباب والسهر على
كشؾ معاناتهم على مستوى المجاالت واالصعدة مع إٌصال صوتهم إلى
المسإولٌن من أجل النظر فً مصالحهم.
- 25خلق صحفٌٌن متخصصٌن فً المجال الرٌاضً وذوو ذراٌة كافٌة بالمجال
الرٌاضً(العب سابق ،مدرب،حكم ،)..مما ٌخولهم تتبع ظاهرة العنؾ
ومحاولة القضاء علٌها إعالمٌا وإطالق حمالت مضادة للعنؾ.
- 26محاولة خلق مسابقات ألحسن جمهور وأحسن العب وال ربم ا أحسن
مشجع.
- 27إنشاء مواقع وقنوات وجرابد ومجالت تسلط االهتمام على جانب التوعٌة
والتحسٌس من ظاهرة العنؾ الرٌاضً فً كل مكان من خالل برامج
خاصة تبث بانتظام بكل اللؽات الوطنٌة لسهولة فهمها من طرؾ الجمهور.
- 28إنجاز برامج وتحقٌقات صحفٌة خاصة حول اآلثار الكارثٌة الممٌتة للعنؾ
والشؽب سواء داخل المالعب أو خارجها قبل كل مباراة وبعدها.
-29تؤهٌل الممارسة الرٌاضٌة من الطابع الهاوي لالحترافً ،من خالل تمكٌن
األندٌة من كل الوسابل اللوجستٌكٌة لضمان حسن التنظٌم عوض عن تدخل
القوات العمومٌة فً عملٌات التنظٌم مما ٌجعلها فً خط المواجهة مع أعضاء مجموعات
اإللتراس .حٌث أوكلت المهمة فً بعض الدول األوربٌة إلى شركات خاصة من طرؾ
األندٌة وعززت اختصاصاتها التدخلٌة .ففً فرنسا أوكلت هذه المهمة بموجب المرسوم
الصادر بتارٌخ 4أبرٌل 2004ألعوان هذه الشركات بتنظٌم دخول وخروج الجمهور
،وتفتٌش المتفرجٌن عند دخولهم إلى الملعب وهً المهمة التً كانت مخولة للقوات
العمومٌة.
76
-الئحة املراجع
-1كتب عامة
1
1999
2
1999
2014
1997 3
2014
2014
2014
2013
77
2009 1430
1989
2
2016
2014
2013
21
2012
78
3
2006 2007
2012 2011
4
8
2015
2016 41
2012 88
09 09
2012 88
11
2015
2014 5
2014 5
2004 1
79
2014 5
09 09
17h16 2016 6
66
2014 3
2013
2011 1
80
1
10
11
14
16
16
18
20
09 09
21
09 09
22 الفقرة األولى :تحلٌل عنوان القانون ومنهجٌة تقسٌم الفصول........................
22
09 09
24
25 الفقرة الثانٌة :االعتماد على تقنٌة اإلحالة على نصوص مجموعة القانون
81
الجنابً.........................................................................................
26
09 09
27
09 09
31
09 09
36 الفصل الثانً :القواعد الخاصة لجرٌمة العنؾ فً المالعب الرٌاضٌة...................
38
39
39
40
44
45
54
55
57
59
60
61
82
63
65 المطلب الثانً :دور المجتمع المدنً واإلعالم فً الحد من عنؾ المالعب الرٌاضٌة ..
66
71
73
77
81
83
84
85
86