You are on page 1of 271

‫بحث لنيؿ دبموـ‬

‫الدراسات العميا المتخصصة في الميف القضائية والقانونية‬


‫تحت عنواف‬

‫انُضاػبد انًشرجطخ ثبنسكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٙ‬‬


‫ػهٗ ضٕء انمبٌَٕ ٔاالجزٓبد انمضبئ‪ٙ‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫خالد برجاوي‬ ‫مريـ العاللي‬
‫نجُخ انًُبلشخ‬
‫ااألاتتذ‬
‫أستاذ التعميـ العالي وعميد كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط ‪ -‬السويسي‬ ‫د‪ /‬خالد برجاوي‬
‫رئيساً‬ ‫ورئيس وحدة التكويف والبحث "الميف القضائية والقانونية"‬

‫أستاذ بكمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط‪ -‬السويسي‬ ‫د‪ /‬كماؿ عميوي‬
‫عضواً‬ ‫ومحامي بييئة الرباط‬

‫عضواً‬ ‫أستاذ التعميـ العالي بكمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط ‪ -‬السويسي‬ ‫د‪ /‬نذير مومني‬

‫السنة الجامعية‪2011 -2010 :‬‬


‫كهًـخ شكش‬
‫أرمذو ثبنشكش انجض‪ٚ‬م إنٗ أسزبر٘ انذكزٕس انًمزذس خبنذ ثشجبٔ٘‬
‫ػهٗ رفضهّ انمجٕل ثبإلششاف ػهٗ ْزا انؼًم‪ٔ،‬ػهٗ سحبثخ طذسِ‬
‫َٔظبئحّ ٔرٕج‪ٓٛ‬برّ انسذ‪ٚ‬ذح‪.‬‬
‫كًب أرمذو ثزشكشار‪ ٙ‬انخبنظخ إنٗ األسزبر‪ ٍٚ‬انفبضه‪ ٍٛ‬انذكزٕس‬
‫ػه‪ ٕ٘ٛ‬كًبل ٔانذكزٕس َز‪ٚ‬ش يٕيُ‪ ٙ‬نمجٕنًٓب يُبلشخ ْزا انجحث‪.‬‬
‫كًب أشكش جً‪ٛ‬غ أسبرزر‪ ٙ‬ف‪ٔ ٙ‬حذح "انًٍٓ انمضبئ‪ٛ‬خ‬
‫ٔانمبََٕ‪ٛ‬خ"‪،‬انز‪ ٍٚ‬أطشَٔب ٔسبًْٕا ثشكم فؼبل ف‪ ٙ‬انشفغ يٍ‬
‫يسزٕاَب انؼهً‪ٔ ٙ‬انًؼشف‪.ٙ‬‬

‫فهكى يُ‪ ٙ‬جً‪ٛ‬غ أسبرزر‪ ٙ‬انكشاو‬

‫أسلٗ ػجبساد انشكش ٔااليزُبٌ‬


‫إْــــــذاء‬

‫ٔانذ٘ انؼض‪ٚ‬ض أيذ هللا ف‪ ٙ‬ػًشِ‬


‫ٔانذر‪ ٙ‬ثحش انحُبٌ انز٘ ال ‪ُٚ‬ضت‬
‫إخٕاَ‪ٔ ٙ‬أخز‪ ٙ‬حجب ٔرمذ‪ٚ‬شا‬
‫ػبئهز‪ ٙ‬رمذ‪ٚ‬شا ٔاحزشايب‬
‫إنٗ كم صيالئ‪ ٙ‬ثذٌٔ اسزثُبء‬
‫ساج‪ٛ‬خ يٍ هللا انزٕف‪ٛ‬ك ٔانسذاد‬

‫لــبئــًـخ انًخزظـشاد‬
‫‪ :‬قانوف االلتزامات والعقود‪.‬‬ ‫‪ ‬ؽ‪.‬ؿ‪.‬ع‬

‫‪ :‬الجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫‪ ‬ج‪.‬ر‬


‫‪ :‬المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪.‬‬ ‫‪ ‬ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‬

‫‪ :‬مجمة قضاء المجمس األعمى‪.‬‬ ‫‪ ‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ـ‪.‬أ‬

‫‪ :‬مرجع سابؽ‪.‬‬ ‫‪ ‬ـ‪.‬س‬

‫‪ :‬الطبعة‪.‬‬ ‫‪ ‬ط‬

‫‪ :‬الصفحة‪.‬‬ ‫‪ ‬ص‬

‫‪ :‬غرفة‪.‬‬ ‫‪ ‬غ‬

‫‪ :‬مطبخ ‪.‬‬ ‫‪ ‬ـط‬

‫‪ :‬حماـ‪.‬‬ ‫‪ ‬حـ‬

‫‪ :‬مرأب‪.‬‬ ‫‪ ‬ـر‬

‫‪ :‬مغسؿ‪.‬‬ ‫‪ ‬ـغ‬

‫‪ :‬حديقة‪.‬‬ ‫‪ ‬حد‬

‫‪ :‬بيػو‪.‬‬ ‫‪ ‬ب‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يــمذيـــخ‬
‫إف العنصر البشري في أي مؤسسة كيفما كانت طبيعتيا يعتبر مكونا أساسيا‬
‫في سيرىا‪ ،‬ويبقى االىتماـ بيذا العنصر مف األوليات والضمانات األساسية لتحقيؽ‬
‫األىداؼ المنشودة في أحسف الظروؼ وأفضؿ النتائج وأقصى حد مف درجة المردودية‪،‬‬
‫ويظؿ نجاح المؤسسة اإلدارية ىدفا في تعزيز دولة المؤسسات التي ال تنفصؿ عف‬
‫دولة الحؽ والقانوف في تكامؿ متناسؽ يسعى لخدمة الصالح العاـ ويجعؿ المواطف أداة‬
‫فعالة في المساىمة في جعؿ الصالح العاـ فوؽ أي اعتبار وىكذا يدخؿ دور اإلدارة‬
‫بعنصرىا البشري في تحقيؽ ذلؾ اليدؼ‪.1‬‬

‫ويعتبر الموظؼ كباقي المواطنيف معنيا بالبرامج السكنية المنجزة مف طرؼ‬


‫الدولة والتي تكتسي طابعا عاما‪ ،‬سواء منيا البرامج االقتصادية أو االجتماعية بيدؼ‬
‫حؿ أزمة السكف‪ ،‬غير أنو اعتبا ار لمكانتو ووضعيتو كأداة ىامة لتحقيؽ أىداؼ المرفؽ‬
‫العاـ ومف خاللو أىداؼ الدولة‪ ،‬فيو يوجد في قمب اىتمامات السمطات العمومية‪ ،‬التي‬
‫يعد السكف الوظيفي أحد أىـ مظاىرىا‪.2‬‬

‫إف الفكرة التي كانت وراء ظيور مفيوـ السكف الوظيفي ىي تمؾ العالقة‬
‫الوطيدة بيف مردودية الموظؼ والسيما الذي يتحمؿ إحدى المسؤوليات باإلدارة‬

‫‪ -1‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬بحث لنيؿ اإلجازة في الحقوؽ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫‪،2005 -2004‬‬ ‫الخامس السويسي‪ ،‬كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫ص‪.1:‬‬
‫‪ -2‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬بحث لنيؿ دبموـ السمؾ العالي في التدبير‬
‫‪،2005 -2004‬‬ ‫اإلداري‪ ،‬الو ازرة المكمفة بتحديث القطاعات العامة‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬الفوج الثالث‬
‫ص‪.10:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مف جية وبيف توفير مسكف مخصص إليوائو مف جية أخرى‪ ،‬وذلؾ عمى‬
‫اعتبار أف الموظؼ غير المسكف أو الذي يسكف في ظروؼ غير الئقة يكوف مردوده‬
‫الميني متدنيا ودوف المستوى المطموب ‪.3‬‬

‫ومف ىنا يأتي السكف الوظيفي كامتياز مقرر لفائدة أعواف الدولة أو الجماعات‬
‫العمومية سواء بحكـ موقعيـ السياسي أو المياـ الحساسة الموكولة إلييـ أو بسبب‬
‫رتبيـ اإلدارية‪ ،‬يخوليـ االنتفاع بسكف إداري لمدة أقصاىا إحالة المعني باألمر عمى‬
‫التقاعد أو في حاالت أخرى خاصة‪ ،‬كاالنتقاؿ مف مدينة إلى أخرى أو تغيير اإلطار‬
‫الوظيفي الذي يزاوؿ فيو العمؿ‪.4‬‬

‫كما أف ىناؾ فرقا بيف السكف الوظيفي والسكف اإلداري‪ ،‬ذلؾ أف السكف اإلداري‬
‫ىو كؿ مسكف ممموؾ لإلدارة وقد يستفيذ منيا الموظؼ العمومي أو الجماعي أو التابع‬
‫لممؤسسات العمومية وغيره‪ ،‬أما السكف الوظيفي فيو السكف المخصص لفئة مف‬
‫الموظفيف العمومييف بحكـ مسؤوليتيـ اإلدارية والذيف يوجدوف في حالة تأىب مستمر‬
‫حفاظا عمى السكينة أو االمف أو الصحة أو الماؿ العاـ‪.5‬‬

‫‪ ،6‬في المساكف‬ ‫وقد حدد المشرع المساكف الوظيفية عمى سبيؿ الحصر‬
‫المخصصة ألعضاء الحكومة وأعضاء الدواويف الو ازرية‪ ،‬والمساكف التي تقع داخؿ‬

‫‪ -3‬انظر بيذا الخصوص‪:‬‬


‫‪-HADIOUI (Lahcen): « Essai sur une politique de logement et logement de‬‬
‫‪fonctionnaires », mémoire du cycle normal, ENAP, année 1989-1987, p. 8.‬‬
‫‪ -4‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬منشورات المجمة المغربية لإلدارة‬
‫المحمية والتنمية سمسمة "مؤلفات وأعماؿ جامعية"‪ ،‬العدد ‪ ،17‬سنة ‪ ،2000‬ص‪.13:‬‬
‫‪ - 5‬انعربي مياد‪":‬انحماية انقاوىوية نهسكه انىظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪ -6‬المادة الثانية مف المرسوـ عدد ‪ 2-99-243‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4704‬الذي عدؿ بموجبو المرسوـ‬
‫عدد ‪ 2-83-659‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والمتعمؽ باإلذف ببيع المساكف الممموكة لمدولة (الممؾ‬
‫‪../..‬‬ ‫الخاص) لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف بموجب عقود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مبنى أو مجمع إداري أو تكوف جزءا ال يتج أز مف ممحقاتو‪ ،‬وكذا المساكف التي يشغميا‬
‫‪ 1-61-301‬الصادر بتاريخ ‪17‬‬ ‫موظفوف سبؽ ليـ أف استفادوا مف أحكاـ الظيير‬
‫يونيو ‪ 71963‬ومف أحكاـ المرسوـ رقـ ‪ 2-83-695‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪.81987‬‬

‫ولعؿ المتتبع لمسار السكف الوظيفي في المغرب يجد أف جذوره تعود عمى‬
‫الخصوص إلى عيد الحماية باالستناد إلى مبدأ ضرورة المصمحة العامة ‪.9‬‬

‫فالدولة المغربية في ذلؾ العيد كانت تتوفر عمى عدة مساكف وأقرت إعطاء‬
‫األفضمية لموظفييا لشغميا عف طريؽ قواعد قانوف االلتزامات والعقود والسيما تمؾ‬
‫المنظمة لمكراء‪.‬‬

‫إال انو ومنذ بداية األربعينات تفاقمت أزمة السكف في المغرب مما أدى إلى‬
‫فشؿ سياسة سمطات الحماية في استيعاب تداعيات األزمة المذكورة‪.‬‬

‫أماـ ىذا الوضع وجدت سمطات الحماية نفسيا مضطرة إلى التدخؿ في مجاؿ‬
‫السكف الوظيفي مف خالؿ إقرار تعويض تمثيمي عف السكف لفائدة فئات مختمفة مف‬
‫‪ ،10‬ولتأطير ىذه العممية ثـ‬ ‫الموظفيف‪ ،‬وتبني سياسة واسعة لتشييد مساكف إدارية‬
‫إصدار نص تنظيمي بمثابة النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف يتمثؿ في القرار‬

‫‪ ../..‬كما يدخؿ في إطار المساكف الوظيفية التي ترؾ المرسوـ المذكور صالحية تحديدىا لكؿ مف الو ازرة‬
‫المستفيدة مف التخصيص باإلضافة إلى و ازرة المالية وذلؾ مف خالؿ قرار مشترؾ في ىذا الشأف‪.‬‬
‫‪ -7‬ظيير شريؼ رقـ ‪ 1-61-301‬مؤرخ في ‪ 17‬يونيو ‪ 1963‬صادر ب ج‪.‬ر عدد ‪ 2644‬بتاريخ ‪ 28‬يونيو‬
‫‪ ،1963‬ص‪.1494 :‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬صادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬ب ج‪.‬ر عدد ‪ 3903‬بتاريخ ‪ 19‬غشت ‪،1987‬‬ ‫‪8‬‬

‫ص‪.811:‬‬
‫‪ – 9‬راجع بيذا الخصوص‪:‬‬
‫‪- LEHZEM (abdellah): «le logement urbain au maroc les ménages et l état face à l accès‬‬
‫‪à la propriété et la location», imp : toumi ,1994 ,p :131‬‬
‫‪ - 10‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.12:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ ،111951‬ومف أىـ ما يمتاز بو ىذا النص أنو قطع‬
‫الصمة مع القواعد العامة التي تنظـ العالقة الكرائية المنصوص عمييا في قانوف‬
‫اإللتزامات والعقود‪.‬‬

‫ىذا التحوؿ الكيفي‪ ،‬جعؿ العالقة القانونية التي تربط الموظؼ المسكف باإلدارة‪،‬‬
‫عالقة تخضع ألحكاـ القانوف اإلداري عوضا عف قواعد قانوف االلتزامات والعقود‪ ،‬كما‬
‫أف مقابؿ االنتفاع ال يعد وجيبة كرائية وانما مجرد إتاوة ‪.12‬‬

‫والشؾ أف جعؿ الموظؼ المسكف في ىذه الوضعية ال يخدـ مصمحتو أكثر مما‬
‫يخدـ مصمحة اإلدارة التي أصبح باستطاعتيا في أي وقت وحيف استرجاع عقارىا مف‬
‫حوزة المستفيد‪ ،‬كما يسيؿ عمييا إيجاد سكف وظيفي لموظفييا في جميع أنحاء المممكة‬
‫السيما في حالة تطبيؽ سياسة حركية الموظفيف ‪.13‬‬

‫ومع بداية االستقالؿ اتسـ نسؽ تدخؿ الدولة بخصوص السكف اإلداري بكونو لـ‬
‫يختمؼ كثي ار عف توجيات سمطات الحماية عمى أساس أف السمطات العمومية بعد‬
‫االستقالؿ وجدت نفسيا مجبرة عمى إتماـ البرامج المفتوحة والتي كانت في طور‬
‫اإلنجاز‪ ،‬كما أنيا دشنت برامج واسعة أخرى مما ساىـ في استمرار تطور ىذا النوع‬
‫مف المساكف‪.14‬‬

‫‪ - 11‬مىشىر ب ج‪.‬ر انطبعة انفروسية عذد ‪ ،2032‬بتاريخ ‪ 5‬أكتىبر ‪.1951‬‬


‫‪ -12‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬دار أبي رقراؽ لمطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.7:‬‬
‫‪ -13‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ -14‬انظر في ىذا الصدد‪:‬‬
‫‪-HADIOUI (Lahcen), op. cit ; p: 39.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫غير أف سياسة الدولة غداة االستقالؿ‪ ،‬لئف كانت تستيدؼ توفير المسكف ألكبر‬
‫عدد ممكف مف الموظفيف‪ ،‬فإف ىذا التوجو عرؼ تفاوتا مف قطاع آلخر ‪.15‬‬

‫إال أف ذلؾ االىتماـ الذي أولتو السمطات العمومية لمجاؿ السكف الموجو لمكراء‬
‫ومف خاللو لميداف السكف اإلداري ما فتئ يتراجع ابتداء مف سبعينيات القرف الماضي‪،‬‬
‫بحيث أصبح التوجو الجديد لمدولة لصالح تشجيع الموظفيف عمى الولوج إلى الممكية‪،‬‬
‫غير أف السكف اإلداري استطاع أف يستقؿ بكيانو بعيدا عف أي تأثير لتداعيات ىذا‬
‫التحوؿ في سياسة الدولة‪ ،‬كما حافظ عمى مكانتو مف خالؿ االستمرار في تشييد المزيد‬
‫مف الدور الوظيفية وكراء مساكف تابعة لمقطاع الخاص إليواء الموظفيف ‪.16‬‬

‫إف إسكاف الموظفوف في المغرب كاف يجد تبريره في مبدأ ضرورة المصمحة‬
‫عكس ما ىو عميو األمر في فرنسا حيث يمكف تبريره باالستناد إلى ما يصطمح عمى‬
‫تسميتو بالمنفعة المصمحية‪ ،‬أي أف اإلدارة باستطاعتيا أف توازي بيف حقيا في إسكاف‬
‫الموظؼ والفوائد المتحصؿ عمييا مف ىذه العممية ‪.17‬‬

‫إف المساكف اإلدارية لـ تحظ بأي اىتماـ مف لدف رجاؿ القانوف‪ ،‬مما جعؿ‬
‫الدارس ليذه المادة يجد نفسو أماـ فقر في اإلنتاجات الفقيية مف جية‪ ،‬وغياب الدقة‬
‫عف المساىمات القميمة في ىذا المجاؿ مف جية أخرى‪.18‬‬

‫كما أف أىمية دراسة مادة المساكف اإلدارية تنبع مف كونيا ترتبط بأىمية السكف‬
‫بصفة عامة‪ ،‬ذلؾ أف ىذا األخير يعتبر مف جية مف الضروريات األساسية لحاجيات‬

‫‪ -15‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.2:‬‬
‫‪ -16‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.30:‬‬
‫‪ -17‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانوني لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.14:‬‬
‫‪ -‬أنظر‪:‬‬ ‫‪18‬‬

‫»‪NACEUR ( khalil): « Le Domaine privé de Létat Marocain Fondement et gestion‬‬


‫‪thése de doctorat d état en droit public, Université Mohamed V Agdal, Faculté des‬‬
‫‪science Juriddique Economiques et Sociales, 2004,p:3‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫األمف واالستقرار كما أنو مف جية أخرى يعد مظي ار مف مظاىر التقدـ سواء مف وجية‬
‫النظر االقتصادية أو االجتماعية‪.19‬‬

‫وزيادة عمى ما تقدـ‪ ،‬فإف السكف اإلداري يستمد أىميتو كذلؾ مف تداعيات أزمة‬
‫السكف بصفة عامة والتي جعمت المدف المغربية تحتضف ساكنة تفوؽ طاقتيا‬
‫االستيعابية‪ ،‬وخاصة مف الموظفيف الذيف ال تسعفيـ قدرتيـ الشرائية عمى الولوج إلى‬
‫ممكية مساكف خاصة أو كراء دور باألثمنة السائدة في السوؽ العقارية‪ ،‬ىذا باإلضافة‬
‫إلى وضعيـ االعتباري داخؿ المجتمع الذي ال يسمح ليـ باعتمار مساكف ىامشية ال‬
‫تتناسب ومكانتيـ‪ ،‬والى جانب األىمية التي تكتسبيا المساكف الوظيفية‪ ،‬فيذه األخيرة‬
‫تطرح عدة إشكاليات جد معقدة‪ ،‬الشيء الذي يبرر أىمية تناوليا بالدرس مف خالؿ‬
‫تشخيصيا ثـ محاولة إيجاد حموؿ ليا‪.‬‬

‫فإذا كاف السكف الوظيفي قد أسيـ بشكؿ فعاؿ في مجيود الدولة لحؿ أزمة‬
‫السكف‪ ،‬فإنو ينطوي عمى مجموعة مف النواقص واإلشكاليات إف عمى المستوى‬
‫التشريعي أو عمى المستوى العممي‪.‬‬

‫واإلشكالية المطروحة ىي‪:‬‬

‫كيؼ تعامؿ القضاء المغربي مع اإلشكاليات التي تواجو المساكف الوظيفية في‬
‫ضوء اإلطار القانوني المنظـ ليذا النوع مف المساكف؟‬

‫لدراسة ىذه اإلشكالية ارتأينا أف نتطرؽ ليا في فصميف‪ ،‬نخصص األوؿ منيما‬
‫لمعرفة مجاؿ تطبيؽ النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف وذلؾ عف طريؽ دراسة‬
‫حاالت إسناد وتفويت السكف الوظيفي واستعراض اإلكراىات التي تعيؽ تسيير ذلؾ‬
‫السكف‪.‬‬

‫‪ -19‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.2:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أما الفصؿ الثاني فسنخصصو لمجانب العممي وذلؾ بدراسة موقؼ القضاء مف‬
‫المنازعات التي يكوف موضوعيا المساكف الوظيفية وخاصة تمؾ المرتبطة باإلفراغ‬
‫والتفويت‪ ،‬وذلؾ باعتماد منيجية تقوـ عمى البحث في الوثائؽ والنصوص المرتبطة‬
‫بالسكف الوظيفي مع العمؿ عمى تحميميا‪ ،‬عالوة عمى إجراء مقابالت مع الممارسيف‬
‫المتدخميف في ىذا القطاع‪ ،‬وكذا باالستناد أيضا عمى مجموعة مف األحكاـ والق اررات‬
‫القضائية الصادرة عف بعض المحاكـ المغربية في ىذا الموضوع‪ ،‬والعمؿ عمى دراستيا‬
‫وتحميميا‪ ،‬فيكوف بذلؾ التصميـ الذي سيتـ اعتماده في ىذه الدراسة كالتالي‪:‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬مجاؿ تطبيؽ النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف‬

‫الفصؿ الثاني‪:‬موقؼ القضاء مف النزاعات الناجمة عف السكف الوظيفي‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفصم األول‪:‬‬
‫مجال تطبيق انىظاو انخاص بانمىظفيه انمسكىيه‬

‫إف فمسفة المشرع مف وراء إحداث مؤسسة السكف الوظيفي ال ترتبط دائما وفي‬
‫كؿ األحواؿ بدرجة الموظؼ وموقعو ضمف اليرـ اإلداري‪ ،‬بقدر ما ترتبط باعتبارات‬
‫اجتماعية ومينية تراعى فييا باألساس مصمحة اإلدارة مف أجؿ ضماف استم اررية‬
‫المرفؽ العمومي وحسف تسييره ‪ ،20‬وفي غياب منظومة موحدة تحكـ السكف الوظيفي‬

‫‪ -20‬محمد الزياتي‪" :‬إشكاليات إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬عدد ‪ 39-38‬ماي‬
‫‪/‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.103:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫نجد أف النظاـ الخاص بالموظفيف السكنييف يتكوف مف مجموعة مف المراسيـ والق اررات‬
‫والدوريات الصادرة باقتراح مف مصالح الوظيفة العمومية أو مديرية األمالؾ المخزنية‬
‫التابعة لو ازرة االقتصاد والمالية‪ ،‬والتي تعتبر الجياز اإلداري الذي يمارس مختمؼ‬
‫العمميات المتعمقة بالسكف الوظيفي‪ ،‬مف اإلسناد إلى التفويت‪ ،‬ومف أىـ ىذه النصوص‬
‫نجد القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما وقع تغييره وتتميمو ‪.21‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف ىذا القرار صدر بالمغة الفرنسية ولـ تعمد السمطة‬
‫التنفيذية إلى تعريبو ‪ ،22‬الشيء الذي يثير الشكوؾ حوؿ القوة اإللزامية ليذا النص‬
‫خاصة بعد أف نص الدستور المغربي عمى كوف المغة الرسمية لمبالد ىي المغة العربية‪،‬‬
‫كما أف قانوف المغربة والتوحيد والتعريب الصادر سنة ‪ 1965‬سار في نفس االتجاه‪.23‬‬

‫‪ 1951‬بعدة مقتضيات لتنظيـ قطاع المساكف‬ ‫لقد جاء القرار الوزيري لسنة‬
‫الوظيفية‪ ،‬فباإلضافة إلى محوري تمييز الموظفيف المسكنيف حسب فئات مختمفة وكذا‬
‫طريقة احتساب الوجيبة الكرائية عالوة عمى كيفية استخالصيا‪ ،‬والمذيف سنتناوليما‬
‫بتفصيؿ مف خالؿ ىذا الفصؿ‪ ،‬تطرؽ القرار المذكور لجوانب مختمفة مف عممية تسيير‬
‫المساكف الوظيفية‪.‬‬

‫ويطبؽ القانوف الخاص بالموظفيف المسكنيف عمى جميع الموظفيف واألعواف‬


‫الذيف تقوـ اإلدارة بإسكانيـ في منازؿ مخزنية (أو أماكف مكراة مف طرؼ اإلدارة) أيا‬
‫كاف مصدر تممؾ الدولة ليا سواء كانت متأتية مف المصادرات طبقا لظيير ‪ 27‬مارس‬

‫‪ -21‬وخاصة بمقتضى الق ارريف المؤرخيف في ‪ 25‬ربيع األوؿ ‪ 28( 1389‬شتنبر ‪ ، )1959‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2451‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬أكتوبر ‪ ،1959‬و‪ 5‬أبريؿ ‪ ،1977‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3365‬بتاريخ ‪ 27‬أبريؿ ‪.1977‬‬
‫‪ - 22‬رغـ أنو نشر بالجريدة الرسمية رقـ ‪ 2032‬بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر ‪.1951‬‬
‫‪ -23‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.19:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 1958‬أو عف التركات الشاغرة أو مف التجزئات السكنية التابعة ليا‪ ،‬أو بصفة عامة‬
‫مف المنازؿ الممحقة باإلدارات‪ ،24‬غير أنو في بعض الحاالت التي‬

‫ال تتوفر فييا اإلدارة عمى مساكف مخزنية تابعة ليا‪ ،‬فإنيا تكتري أماكف خاصة‪.‬‬

‫وقد أفرز تطبيؽ القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما وقع تعديمو‬
‫وتتميمو‪ ،‬العديد مف السمبيات والنواقص تتخذ عدة مظاىر وتطاؿ مختمؼ النواحي مف‬
‫عممية تدبير السكف الوظيفي وتؤثر سمبا عمى أداء القطاعات‪.‬‬

‫إضافة إلى القرار الوزيري المذكور والذي يعتبر اإلطار العاـ الذي يحكـ السكف‬
‫‪25‬‬
‫المغير‬ ‫الوظفي‪ ،‬نجد المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪1999‬‬
‫‪26‬‬
‫باإلذف في أف تباع‬ ‫بموجبو لممرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪1987‬‬
‫العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات‬
‫الدولة بموجب عقود‪ ،‬إذ تطفؿ المشرع منذ السنوات األولى لإلستقالؿ بتنظيـ مسطرة‬
‫تدبير وتفويت مساكف الدولة المشغولة مف طرؼ بعض فئات الموظفيف إذ أصدر‬
‫‪27‬‬
‫والذي يعد أوؿ نص قانوني متكامؿ نظـ‬ ‫ظيي ار شريفا مؤرخا في ‪1963-6-17‬‬
‫بمقتضاه المشرع المغربي بيع العقارات الممموكة لمدولة لشاغمييا مف الموظفيف ومف في‬
‫حكميـ‪ ،‬وقد ظؿ العمؿ جاريا بو لما يناىز ربع قرف مف الزمف إلى اف تـ إلغائو‬
‫وتعويضو بمرسوـ ‪ 1987-8-18‬الذي حاوؿ إعادة التنظيـ القانوني لمموضوع بشكؿ‬
‫جدري‪ ،‬ورغـ ذلؾ فإف صعوبات عديدة حاوؿ المشرع تجاوز بعضيا بإدخاؿ تعديالت‬
‫ىامة بمقتضى مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المعدؿ لممرسوـ األصمي‪.‬‬

‫‪ -24‬كالمدارس والمستشفيات والقباضات‪...‬‬


‫‪ - 25‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،4704‬بتاريخ فاتح يوليو‪ ،1999‬ص‪.1769:‬‬
‫‪ - 26‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3903‬بتاريخ ‪ 19‬غشت ‪ ،1987‬ص‪.811:‬‬
‫‪ - 27‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2644‬بتاريخ ‪ 28‬يونيو ‪ ،1963‬ص‪.1494 :‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىذا ما يقتضي منا اإلحاطة بكؿ جوانب ىذا الموضوع‪ ،‬وذلؾ بتقسيـ ىذا‬
‫الفصؿ إلى مبحثيف‪ :‬نتطرؽ في المبحث األوؿ لحاالت إسناد وتفويت السكف الوظيفي‪،‬‬
‫ونخصص المبحث الثاني إلكراىات تدبير المساكف الوظيفية‪.‬‬

‫انًجحث األٔل‪:‬‬

‫حبالد إسُبد ٔرفٕ‪ٚ‬ذ انسكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٙ‬‬

‫تضطر اإلدارة في غالب األحياف إلى العمؿ عمى توفير السكف لموظفييا مف‬
‫أجؿ ضماف حسف سير المرفؽ العمومي‪ ،‬واألسباب التي تدعو اإلدارة إلى ذلؾ كثيرة‬
‫ومختمفة جميا مرتبط أساسا بالمرفؽ العاـ نفسو وبعضيا مرتبط بالموظؼ‪ ،‬ولكف‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫األسباب كميا تصب في غاية واحدة وىي ضماف استم اررية المرفؽ العمومي وحسف‬
‫تسييره‪.28‬‬

‫واذا تعددت األسباب فمف الطبيعي أف تتعدد فئات الموظفيف التي تستفيد مف‬
‫‪ ،29‬والذي‬ ‫السكف اإلداري في حيف يظؿ اإلطار القانوني واحدا بالنسبة لجميع الفئات‬
‫وردت فيو أحكاـ تتعمؽ بالموظفيف المسكنيف بمقتضى نصوص خاصة‪ ،‬وموظفيف‬
‫مسكنيف بحكـ القانوف‪ ،‬وموظفيف مسكنيف وجوبا‪ ،‬وموظفيف مسكنيف بالمجاف‪،‬‬
‫وموظفيف مسكنيف بصفة فعمية وموظفيف مسكنيف بمقتضى عقود خاصة‪.‬‬

‫وتقتطع اإلدارة المشرفة عمى تسيير أمالؾ الدولة‪ ،‬وىي إدارة األمالؾ المخزنية‪،‬‬
‫مبمغا ماليا مف مرتب الموظؼ مباشرة أي مف المنبع ويكوف ذلؾ المبمغ وكأنو في‬
‫مقابؿ االنتفاع بالسكف اإلداري‪ ،‬أو يقوـ الموظؼ بأداء ذلؾ المقابؿ لإلدارة المذكورة‬
‫ويحوز منيا وصؿ اإلبراء‪.30‬‬

‫كما رخص المشرع تفويت المساكف الممموكة لمدولة لمموظفيف الذيف يشغمونيا‬
‫وذلؾ بمقتضى المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير بموجبو‬
‫لممرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع العقارات‬
‫الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة‬
‫بموجب عقود‪.‬‬

‫‪ - 28‬محمد الزياتي‪":‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واإلجتياد "‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.99:‬‬
‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬المتعمؽ بالنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف‬ ‫‪ -29‬ويتعمؽ األمر بالقرار الوزيري المؤرخ في‬
‫حسبما وقع تغييره وتتميمو‪.‬‬
‫‪ -30‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف اإلداري"‪ ،‬مجمة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،16‬ماي ‪ ،2001‬ص‪.18 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ويعتبر ىذا المرسوـ مرسوما تنقيحيا بما تحممو الكممة مف معاف‪ ،‬بحيث أنو لـ‬
‫يأت مف فراغ وانما جاء لسد الثغرات التي أفرزىا التطبيؽ العممي لممرسوـ رقـ ‪-659‬‬
‫‪ 2-83‬الصادر سنة‪.1987‬‬

‫وسنحاوؿ مف خالؿ ىذا المبحث دراسة مختمؼ فئات الموظفيف المسكنيف مع‬
‫التطرؽ لمسطرة احتساب الوجيبة الكرائية لمدور المخزنية ( المطمب األوؿ )‪،‬وكذا توضيح‬
‫أحكاـ مرسوـ ‪ 2-99-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬وأىـ التغييرات التي جاء بيا‬
‫(المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب ااول‪ :‬ممياا اللناا اللاا المووظمي الممسلمي‬

‫بداية البد مف اإلشارة اف ىناؾ فرقا بيف السكف الوظيفي والسكف اإلداري‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف السكف اإلداري ىو كؿ مسكف ممموؾ لإلدارة وقد يستفيذ منيا الموظؼ العمومي أو‬
‫الجماعي أو التابع لممؤسسات العمومية وغيره‪ ،‬أما السكف الوظيفي فيو السكف‬
‫المخصص لفئة مف الموظفيف العمومييف بحكـ مسؤوليتيـ اإلدارية والذيف يوجدوف في‬
‫حالة تأىب مستمر حفاظا عمى السكينة أو االمف أو الصحة أو الماؿ العاـ ‪.31‬‬

‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما وقع تغييره وتتميمو‪،‬‬ ‫ويعد القرار الوزيري المؤرخ في‬
‫‪ 59/sp‬بنفس‬ ‫اإلطار العاـ الذي يحكـ السكف اإلداري‪ ،‬وقد جاء كذلؾ المنشور رقـ‬
‫التاريخ كما وقع تعديمو وتتميمو ‪ ،32‬ليتكفؿ بتوضيح وشرح مقتضيات القرار الوزيري‬
‫المذكور ويشكؿ بذلؾ نصا تطبيقيا لو‪.‬‬

‫‪ - 31‬انعربي مياد‪":‬انحماية انقاوىوية نهسكه انىظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.13:‬‬


‫‪ - 32‬وقع تغيير المنشور رقـ ‪ 59 / sp‬بمقتضى المناشير عدد ‪ 45/ sp‬بتاريخ ‪20‬أبريؿ ‪ 1953‬و ‪ 39/ sp‬بتاريخ‬
‫‪ 29‬ماي ‪ 1954‬و ‪ 3/fp‬بتاريخ ‪ 28‬أبريؿ ‪ 1955‬و ‪ 3/pp‬بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ 1959‬و ‪ 62/fp‬بتاريخ ‪ 31‬يوليوز‬
‫‪ 1959‬وكذا المنشور ‪ 572‬المؤرخ في ‪ 26‬يوليوز ‪ 1981‬والمنشور عدد ‪ 16/94‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬شتنبير‬
‫‪ 1994‬والمنشور ‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وقد قسـ القرار الوزيري السالؼ الذكر الموظفيف المسكنيف بصفة إجمالية إلى‬
‫فئتيف‪ :‬فئة الموظفيف المسكنيف بحكـ القانوف وتضـ الموظفيف المسكنيف وجوبا‬
‫والموظفيف المسكنيف بحكـ القانوف‪ ،‬وفئة أخرى توصؼ بالموظفيف المسكنيف بحكـ‬
‫الواقع وتقسـ ىذه الفئة بدورىا إلى المسكنيف الفعمييف والمسكنيف العادييف‪.‬‬

‫وتتميز ىذه الفئات بكونيا تتقاضى رواتبيا عف طريؽ مكتب األجور األساسي‬
‫وتخصـ بالتالي الوجيبة الكرائية لممحالت التي يشغمونيا مباشرة مف رواتبيـ ‪.33‬‬

‫ومف أىـ مميزات النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف أف بعض قواعد القانوف‬
‫الخاص المتعمقة بكراء األماكف المعدة لمسكف يتـ استبعادىا رغـ اختالؼ جوىر العالقة‬
‫الرابطة بيف المكتري والمكري في كمتا الحالتيف‪ ،‬كما أف الوجيبة الكرائية ال يتـ تحديدىا‬
‫وفقا لقواعد القانوف العاـ‪.34‬‬

‫الفقرة األولى لتعدد فئات‬ ‫وعميو‪ ،‬سنقسـ ىذا المطمب إلى فقرتيف‪ :‬نتطرؽ في‬
‫الموظفيف المسكنيف‪ ،‬في حيف نخصص الفقرة الثانية لمسطرة احتساب الوجيبة الكرائية‬
‫لمدور المخزنية‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬رؼــذد فئـبد انًٕظفـ‪ ٍٛ‬انًسكُــ‪ٍٛ‬‬


‫لقد شكؿ إصدار القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬حدثا خاصا عمى‬
‫اعتبار أنو يشكؿ اإلطار المرجعي لمنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف الشيء الذي‬

‫‪ -33‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬بحث لنيؿ اإلجازة في الحقوؽ‪ ،‬جامعة‬
‫‪-2004‬‬ ‫محمد الخامس‪ -‬السويسي‪ ،‬كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2005‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ - 34‬عبد القادر العرعاري‪":‬الوجيز في النظرية العامة لمعقود المسماة"‪،‬مكتبة دار األماف‪،‬طبعة األولى‪،2002،‬‬
‫ص‪.5:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يجعمو يمثؿ قطيعة مع النصوص المشتتة وغير المنسجمة التي كانت تحكـ ىذا‬
‫المجاؿ قبؿ صدوره‪.‬‬

‫وقد ميز القرار الوزاري المذكور الموظفيف المسكنيف حسب فئات مختمفة يمكف‬
‫تحديدىا في مجموعتيف‪:‬الموظفيف المسكنيف بحكـ القانوف والموظفيف المسكنيف بحكـ‬
‫الواقع‪.‬‬

‫كما أضاؼ المنشور رقـ ‪ 59/sp‬ثالث فئات أخرى‪،‬وىي الموظفوف المسكنوف‬


‫مجانا والموظفوف المسكنوف بكراء خاص‪ ،‬والموظفوف المسكنوف وفؽ أحكاـ القانوف‬
‫العادي‪.‬‬

‫ولموقوؼ عمى مختمؼ ىذه الفئات سنتطرؽ لمموظفيف المسكنيف بمقتضى‬


‫نصوص خاصة(أوال)‪ ،‬و لمموظفيف المسكنيف العادييف(ثانيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثًمزضٗ َظٕص خبطخ‬


‫تكفؿ المنشور رقـ ‪ 59/sp‬كما وقع تعديمو وتتميمو الموجو إلى رؤساء اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬بتوضيح اإلجراءات المطبقة عمى الموظفيف واألعواف المسكنيف‪ ،‬وتحديد‬
‫مجموعة مف األىداؼ تتمثؿ في وضع اإلطار القانوني الذي يحكـ السكف الوظيفي‬
‫ويصوغو في قالب عممي وضماف تطبيؽ المقتضيات التي تحكمو وفؽ غايتيا المنشودة‬
‫وتسميط الضوء عمى التدابير التي تضمنيا النصوص التنظيمية الجاري بيا العمؿ ‪.35‬‬

‫ومجمؿ القوؿ فإنو وجب التمييز بمقتضى ىذا المنشور التوضيحي بيف فئتيف‬
‫مف الموظفيف‪:‬موظفوف مسكنوف بحكـ القانوف وموظفوف مسكنوف وجوبا‪.‬‬

‫‪ -1‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثحكى انمبٌَٕ‬


‫‪ -35‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يخضع الموظفوف العموميوف لمقتضيات النظاـ األساسي العاـ لموظيفة‬


‫العمومية المؤرخ في ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬كما وقع تعديمو وتتميمو ‪ ،36‬إال أف ىذا القانوف‬
‫بدوره يقر بوجود أنظمة خاصة ببعض أصناؼ الموظفيف يخضعوف لمقتضيات ال‬
‫تسري عمى باقي موظفي اإلدارة العمومية ‪.37‬‬

‫ومف بيف أىـ الخصائص االتي تميز ىذه األنظمة األساسية ىو كونيا تنص‬
‫عمى أحقية الموظفيف التابعيف ليا في االستفادة مف السكنى‪ ،‬وذلؾ خالفا لمقتضيات‬
‫قانوف الوظيفة العمومية التي ال نجد فييا ضمف حقوؽ الموظؼ الحؽ في السكف‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد يستفيد بعض األصناؼ مف الموظفيف مف الحؽ في السكف‬


‫الوظيفي بمقتضى أنظمتيـ الخاصة نذكر عمى الخصوص ‪:38‬‬

‫أ– بالنسبة لموظائؼ اإلدارية والقضائية‪:‬‬

‫‪ -‬الكتاب العاموف لمو ازرات‪.‬‬

‫‪ -‬مديرو اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬المفتشوف العامموف لمو ازرات‪.‬‬

‫‪ -‬السفراء‪.‬‬

‫‪ -‬الرؤساء األوليف ورؤساء المحاكـ والقضاة‪.‬‬

‫‪،2002‬‬ ‫‪ -36‬راجع عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ص‪.42:‬‬
‫‪ -37‬انظر الفصؿ ‪ 5‬مف قانوف الوظيفة العمومية‪ ،‬وكمثاؿ عمى ىذه االنظمة الخاصة نذكر‪:‬النظاـ األساسي‬
‫الخصوصي لممتصرفيف بو ازرة الداخمية‪ ،‬والنظاـ االساسي لرجاؿ القضاء‪.‬‬
‫‪ -38‬عمي إيشف‪ " :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة ( تدريب خاص بإدماج أطر مديرية األمالؾ المخزنية فوج‬
‫‪ )1997‬ص‪.318 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ب – بالنسبة لموظائؼ األمنية ‪:‬‬

‫‪ -‬المدير العاـ لألمف الوطني والمراقبوف والعمداء اإلقميميوف‪.‬‬

‫‪ -‬والة وعماؿ صاحب الجاللة في العماالت واألقاليـ‪.‬‬

‫‪ -‬الباشوات والقواد والخمفاء‪.‬‬

‫ج – بالنسبة لموظائؼ العسكرية‪:‬‬

‫‪ -‬مديروا األكاديميات العسكرية‪.‬‬

‫‪ -‬الجنراالت وضباط القوات المسمحة الممكية‪.‬‬

‫‪ -‬القضاة العسكريوف‪.‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى الوظائؼ التعميمية مثؿ رجاؿ التعميـ مف عمداء الجامعات‬
‫والقيدوميف ومديروا األحياء الجامعية ومديري المؤسسات التعميمية واألساتذة‪...‬‬

‫إف إقرار الحؽ في السكف لفائدة الموظفيف واف كاف بحكـ القانوف فيو ال يعني‬
‫أف اإلدارة ممزمة بتوفير السكف ليؤالء الموظفيف كما أنيا ليست مجبرة عمى توفير باقي‬
‫المرفقات الثانوية كالمرآب مثال‪ ،‬وانما تتمتع اإلدارة بسمطة تقديرية في أف تجد لفئة‬
‫معينة ‪ -‬بحكـ مياميا الحساسة – السكنى الالئقة أو منحيا تعويضا عف السكف ليس‬
‫إال‪.39‬‬

‫وقد يفرض عمى الموظؼ المسكف بحكـ القانوف في بعض األحياف السكف بمقر‬
‫العمؿ كما ىو الحاؿ بالنسبة لمديري اإلعداديات والثانويات‪ ،‬الشيء الذي يمكف معو‬
‫القوؿ بأف المستفيد يوجد في وضعية الممزـ بالسكف في المحؿ المحدد لو سمفا مف‬
‫طرؼ اإلدارة‪ ،‬مما يفقد حريتو في التنقؿ والسكف وتجعؿ مف االمتياز المحصؿ عميو‬

‫‪ -‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.23:‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫قيدا عمى إرادتو ‪ ،40‬وخصوصا إذا كاف السكف الوظيفي ال يتالءـ وحاجياتو ورغباتو أو‬
‫ال يميؽ بمكانتو سواء بحكـ الموقع أو درجة الرفاىية المحققة منيا ‪.41‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف الموظفيف المسكنيف بحكـ القانوف ممزموف بأداء عف‬
‫طريؽ اإلقتطاع مف راتبيـ الشيري إتاوة استغالؿ األماكف المتألفة منيا سكناىـ‬
‫الشخصية تعادؿ مبمغ التعويض عف السكنى ‪.42‬‬

‫ومجمؿ القوؿ فإف إقرار السكف الوظيفي بحكـ القانوف ال يعني أف اإلدارة ممزمة‬
‫بإيجاد سكف وظيفي لمموظفيف السالفيف الذكر تحت طائمة التقصير والمساءلة‪ ،‬وانما‬
‫غاية ما في األمر أف ليا التزاما بعناية يتمثؿ في تشييد مساكف وظيفية‪ ،‬أو منحيـ‬
‫تعويضا تمثيميا عف السكف طبقا لممقتضيات التنظيمية الجاري بيا العمؿ ‪.43‬‬

‫‪ :2‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ٔجٕثب‬


‫عمى غرار الفئة السابقة يكتسب الموظؼ صفة المسكف وجوبا بموجب النظاـ‬
‫الخاص لألسالؾ اإلدارية التي ينتمي إلييا أو بموجب مرسوـ لمسيد الوزير األوؿ ‪.44‬‬
‫‪45‬‬
‫ولقد‬ ‫ويتـ إسكاف ىذه الفئة مف الموظفيف كمما استوجبت ذلؾ المصمحة العامة‬
‫حدد المنشور رقـ ‪ 59‬المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬الموظفيف واألعواف المسكنيف‬
‫وجوبا وىـ‪ :‬القباض‪ ،‬ومحصمو التسجيؿ‪ ،‬والمحافظوف عمى األمالؾ العقارية‪ ،‬ومديروا‬

‫‪ -40‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وأفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.35:‬‬
‫‪ -41‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت االسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪ - 42‬وذلؾ بمقتضى قرار الوزير األوؿ رقـ ‪ 3-71-82‬بتاريخ ‪ 2‬دجنبر‪ ،1982‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3668‬بتاريخ ‪ 16‬فبراير‬
‫‪ ،1983‬ص‪.275:‬‬
‫‪ - 43‬العربي مياد‪":‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪ -44‬الفصؿ الثاني مف قرار ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬بشأف النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف‪.‬‬
‫‪ -45‬محمد الزياتي‪" :‬إشكاليات إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.100:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المراكز الرياضية‪ ،‬وبعض رجاؿ األمف الوطني‪ ،‬والقوات المساعدة‪ ،‬وبعض موظفي‬
‫إدارة السجوف‪.‬‬

‫إف المياـ المنوطة بيذه الفئة مف الموظفيف تفرض عمييـ التواجد في مكاف‬
‫عمميـ حتى يمكنيـ تالفي بعض االختالالت القانونية أو االجتماعية ‪.46‬‬

‫واذا كانت اإلدارة تمزـ ىذا الصنؼ مف الموظفيف باعتمار المساكف المخصصة‬
‫ليـ‪ ،‬فإنيا بالمقابؿ غير ممزمة بإيجاد سكف وظيفي ليـ‪ ،‬وانما يبقى مف حقيا تسكينيـ‬
‫في حدود العقارات المخصصة ليا ‪ ،47‬وىذه اإلمكانية مقررة لممصمحة العامة وليس‬
‫لمصمحة الموظؼ‪ ،‬فااللتزاـ الواقع عمى عاتؽ الموظؼ وجد لممصمحة العامة وليس‬
‫لمصمحة الموظؼ‪ ،‬وبالتالي فيو قيد عمى الموظؼ المسكف وجوبا الذي‬

‫يتحتـ عميو السكف في المحؿ المخصص لو وال خيار لو في رفضو واال اعتبر مخال‬
‫بااللتزامات التنظيمية‪ ،‬كما أف رفضو يعتبر ىفوة إدارية خطيرة تفتح المجاؿ لممساءلة‬
‫التأديبية‪.48‬‬

‫ثــبَ‪ٛ‬ب‪ :‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ انؼبد‪ٌٕٚ‬‬


‫يدخؿ ضمف ىذه الفئة الموظفوف الذيف تربطيـ باإلدارة عقود كراء أو يستفيدوف‬
‫مف المساكف المخزنية بصفة مجانية فعمية أو بحكـ عمميـ‪،‬وبصفة عامة عندما يتعمؽ‬
‫األمر بموظؼ مؤقت أو عرضي أو أي موظؼ يصعب خصـ الوجيبة الكرائية مف‬
‫راتبو‪ ،‬يتـ إسكانو بموجب عقد خاص أي عقد كراء عمى غرار العقود المبرمة في إطار‬
‫القانوف الخاص غير أنيا تنص عمى أف الموظؼ المسكف يستفيد مف النظاـ الخاص‬

‫‪ -46‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪ -47‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪ -48‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المطبؽ عمى الموظفيف المسكنيف مقابؿ التزامو بإفراغ المسكف عند انتياء ميامو أو‬
‫انتقالو مف المدينة التي يعمؿ بيا ‪.49‬‬

‫وىكذا سنحاوؿ التعريؼ بكؿ مجموعة مف ىذه الفئات‪ ،‬بحيث نتطرؽ لفئة‬
‫الموظفيف المسكنيف مجانا ولفئة الموظفيف المسكنيف بصفة فعمية‪ ،‬ثـ فئة الموظفيف‬
‫المسكنيف وفؽ أحكاـ القانوف العادي ‪.‬‬

‫‪ -1‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ يجبَب‬


‫يستفيد مف السكف المجاني الموظفيف واألعواف الدائميف ويستثني مف ىذا‬
‫االمتياز المؤقتوف والعرضيوف‪.50‬‬

‫فاليدؼ مف تمتيع فئة معينة مف الموظفيف وأعواف الدولة بالسكف المجاني ىو‬
‫رغبة اإلدارة في إلزاـ ىذه الشريحة االجتماعية بالحضور الفعمي بمقر عمميـ‪ ،‬وىذا‬
‫االمتياز ليس فقط مراعاة لوظيفتيـ االجتماعية ولكف باألساس لحراسة مقر اإلدارة‬
‫وتجييزاتيا‪.51‬‬

‫ويمنح السكف المجاني استنادا إما لمنظاـ األساسي الخاص بالسمؾ اإلداري‬
‫الذي ينتمي إليو المستفيد أو بناء عمى مرسوـ صادر عف الوزير األوؿ ‪.52‬‬

‫وقد تكفؿ المنشور رقـ ‪ 59‬المشار إليو سابقا بوضع قائمة ممحقة بالموظفيف‬
‫المسكنيف مجانا‪ ،‬كما ميز بيف‪ :‬الموظفيف واألعواف الذيف رغـ كونيـ يتقاضوف تعويضا‬
‫عف السكف فإنيـ مع ذلؾ ال يؤدوف أية وجيبة كرائية بحيت تحدد الئحة ىذه الفئة‬

‫‪ -49‬سناء الصوفي‪ " :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.8:‬‬
‫‪ -50‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫‪ -51‬سناء الصوفي‪ " :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.8 :‬‬
‫‪ -52‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.36 :‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سنويا مف طرؼ اإلدارة المعنية بناء عمى قرار وزاري يصادؽ عميو الوزير األوؿ بعد‬
‫تأشيرة وزير المالية‪.‬‬

‫ونشير إلى أف الموظفيف واألعواف الذيف ال يتقاضوف تعويضا عف السكف ولكف‬


‫لخصوصية المياـ المنوطة بيـ ليسوا مطالبيف بأداء أية وجيبة كرائية بحيث يقرر مبدأ‬
‫المجانية بناء عمى قرار الوزير األوؿ‪.53‬‬

‫إف أىـ فئة مستفيدة مف السكف الوظيفي المجاني بحكـ ظروفيا االقتصادية‬
‫واالجتماعية ىي فئة الحراس وىـ بيذا االمتياز في وضعية جيدة بالنسبة لزمالئيـ في‬
‫القطاع الخاص المنظـ بمقتضى الظيير الشريؼ الصادر في ‪ 8‬أكتوبر‪ 1977‬المتعمؽ‬
‫بتعيد البنايات وتخصيص مساكف لمبوابيف في البنايات المعدة لمسكف ‪ ،54‬حيث ال يعتبر‬
‫مسكف البواب جزءا مف أجرتو كما أف المنافع العينية الممنوحة لمبوابيف ‪.‬‬

‫ال تعتبر وحدىا بمثابة أجرة‪ ،‬أما الجزء العيني مف األجرة الذي يشكؿ القيمة‬
‫‪ %33‬مف أجرتو‬ ‫الكرائية لمسكف البواب ال يجوز بأية حاؿ مف األحواؿ أف تتجاوز‬
‫اإلجمالية وتكوف القيمة الكرائية المعتبرة ىي القيمة التي تحددىا مصمحة الضرائب‬
‫الحضرية‪.55‬‬

‫‪ -2‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثظفخ فؼه‪ٛ‬خ‬


‫‪ -53‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ -‬ظيير شريؼ رقـ ‪ 1-76-258‬بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،1977‬منشور بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،1977‬ج‪.‬ر عدد‬ ‫‪54‬‬

‫‪ ،3388‬ص‪.2855:‬‬
‫‪ -55‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يقصد بيذه الفئة الموظفوف الذيف و إف كانوا ال يتمتعوف بحؽ السكف بمقتضى‬
‫أنظمتيـ األساسية أو بحكـ المياـ اإلدارية المسندة إلييـ‪ ،‬فإنيـ يشغموف مساكف إدارية‬
‫مقابؿ سومة كرائية يدفعونيا لخزينة الدولة ‪.56‬‬

‫و تشكؿ فئة الموظفيف المسكنيف فعميا أغمب الموظفيف المسكنيف مف طرؼ‬


‫اإلدارة مف مختمؼ الدرجات والمياـ‪.57‬‬

‫إف القوؿ بأف ىناؾ موظفيف مسكنيف فعميا قد يدفع البعض إلى االعتقاد أف‬
‫ىؤالء محتميف بدوف سند‪.‬‬

‫والحقيقة أف شغؿ ىؤالء الموظفيف لسكف وظيفي يستمد شرعيتو مف رخصة‬


‫إدارية يتمكف بمقتضاىا الموظؼ مف شغؿ مسكف وظيفي مقابؿ إتاوة دورية يدفعيا‬
‫‪ %15‬مف راتبو اإلجمالي دوف اعتبار‬ ‫لخزينة الدولة تحدد عمى أساس قاعدة‬
‫التعويضات العائمية ‪ ،58‬ويمكف لمموظفيف المعنييف المطالبة بتعديؿ ىذه القيمة عف‬
‫طريؽ تظمـ لدى رؤساء دوائر أمالؾ الدولة إذا بدا ليـ عدـ تناسبيا مع القيمة‬
‫اإليجارية الحقيقية لممحؿ السكني‪.‬‬

‫‪ - 56‬العربي مياد‪":‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.25:‬‬


‫‪ -‬ويدخؿ في حكـ ىذه الفئة المسؤوليف الجيوييف ألمالؾ الدولة وتقنيي المصالح الخارجية لممياه والغابات‬ ‫‪57‬‬

‫وغيرىـ مف مسؤولي جؿ المصالح اإلدارية الخارجية الذيف ال يتوفروف عمى مساكف شخصية بالنفوذ الترابي‬
‫التابع ليـ‪.‬‬
‫‪ -58‬عبد الجميؿ باحدو‪ -‬محمد السكتاوي‪" :‬الكتاب المرشد التضامني في عشر سنوات ( ‪ ،")2000/1990‬منشورات‬
‫صدى التضامف‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬ط‪ ،2001.‬ص‪.105:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وقد تقتضي أحيانا طبيعة المصمحة توفير السكف لمموظفيف العامميف بيا‪ ،‬كأف‬
‫تتواجد مقرات المصمحة بعيدا عف التجمعات السكنية‪ ،‬أو يتطمب األمر تغيير مقرات‬
‫عمؿ الموظفيف‪.59‬‬

‫وقد سبؽ لممشرع الفرنسي أف سار في ىذا االتجاه بتخويمو لبعض الموظفيف‬
‫حؽ االستفادة مف منازؿ الدولة انطالقا مف المصمحة اإلدارية‪ ،‬إذ غالبا ما تمنح ىذه‬
‫المساكف ألعواف اإلدارة الذيف ال يتوفروف عمى مساكف خاصة بيـ‪ ،‬ومف ثـ فإنو يتحتـ‬
‫عمى المستفيديف مف ىذه المساكف أف يشغموىا بأنفسيـ ‪.60‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف ىذه الفئة مف الموظفيف المسكنيف تطرح مشاكؿ قانونية‬
‫إما بسبب عدـ أدائيـ لمسومة الكرائية والسيما بعد انقطاعيـ عف العمؿ‪،‬أو بسبب‬
‫تصرفات بعضيـ حيث تتسـ في بعض األحياف بالمضاربة عف طريؽ الكراء مف‬
‫الباطف أو بيع المفتاح بمبالغ مالية ميمة الشيء الذي يجبر اإلدارة ألف تقيـ دعاوى‬
‫اإلفراغ ضد المحتميف بدوف سند قانوني‪.61‬‬

‫‪ -3‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ٔفك أحكبو انمبٌَٕ انؼبد٘‬


‫إضافة إلى الحاالت التي رأيناىا سابقا فيما يتعمؽ بإسناد السكف الوظيفي‪ ،‬ىناؾ‬
‫حاالت يمجأ فييا الموظؼ إلى اكتراء سكف مف أجؿ االنتفاع الشخصي مف طرؼ‬
‫الدولة‪.‬‬

‫والقاعدة أف يحتكـ الطرفاف إلى القواعد المقررة في كؿ مف ؽ‪.‬ؿ‪.‬ع‪ ،‬والظيير‬


‫الشريؼ رقـ ‪ 1-80-315‬بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪ 1980‬المتضمف األمر بتنفيذ القانوف رقـ‬

‫‪ ،")2000/1990‬ـ‪.‬س‪،‬‬ ‫‪ -59‬عبد الجميؿ باحدو‪ -‬محمد السكتاوي‪" :‬الكتاب المرشد التضامني في عشر سنوات (‬
‫ص‪.105:‬‬
‫‪ -60‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو االداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫‪ -61‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.9:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 6-79‬بتنظيـ العالقات التعاقدية بيف المكري والمكتري لألماكف المعدة لمسكنى أو‬
‫االستعماؿ الميني‪.62‬‬

‫والنتيجة أف الموظؼ يجد نفسو أماـ مالؾ‪ ،‬حتى واف كاف جية إدارية يتعامؿ‬
‫معو في إطار القواعد العامة وىو ما قد يضمف ىامش مف المفاوضات والمساومة‪،‬‬
‫وىذا ما يجعؿ المحاكـ اإلدارية ال تتردد في التصريح بعدـ االختصاص النوعي كمما‬
‫تعمؽ األمر بكراء أمالؾ مخزنية أو أمالؾ الجماعات المحمية‪ ،‬بعمة أف التعاقد يتـ في‬
‫إطار القانوف الخاص‪ ،‬وأف العقد إنما أبرـ بيف طرفيف لـ يعمؿ أحدىما عمى االستفادة‬
‫مف االمتيازات االستثنائية أو غير مألوفة كما ىو الشأف بالنسبة لمعقود اإلدارية ‪.63‬‬

‫وال يخرج عف إطار الموظفيف المسكنيف العادييف‪ ،‬كوف بعض الموظفيف‬


‫يستفيدوف مف تخفيضات في الوجيبة الكرائية كما دأبت بعض الجماعات المحمية مع‬
‫فئة مف أطرىا العميا‪ ،‬في غياب مقتضيات خاصة تخوؿ الجماعات المحمية إسكاف‬
‫موظفييا وأعوانيا طبقا لمقتضيات قرار شتنبر ‪.641951‬‬

‫وعميو فإف السكف الوظيفي تحكمو أنظمة خاصة (قرار ‪ 19‬شتنبر ‪ )1951‬بحكـ‬
‫الفئة التي تخضع لو‪ ،‬إال أنو كثي ار ماتتسرب إليو القواعد العامة‪ ،‬خاصة إذا سكت‬
‫القرار المذكور عف معالجة بعض القضايا المرتبطة بالسكف الوظيفي‪ ،‬إذ يجب الرجوع‬
‫مباشرة إلى قانوف االلتزامات والعقود دوف غيره مف النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ -62‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3560‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ،1981‬ص‪.68:‬‬


‫‪ -63‬إذا قضت المحكمة اإلدارية بمكناس أف عقد الكراء المبرـ بيف إدارة األمالؾ المخزنية وأحد الخواص في‬
‫موضوع استغالؿ ضيعة يعتبر عقدا خاصا ينعقد لمبت في النزاع المترتب عنو لمقضاء العادي (حكـ المحكمة‬
‫اإلدارية عدد ‪ 9618‬بتاريخ ‪ 4‬أبريؿ ‪ ،1996‬منشور ـ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ت‪،‬عدد‪،17‬أكتوبر‪-‬دجنبر ‪ ،1996‬ص‪.)156:‬‬
‫‪ -64‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو االداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 25‬دجنبر ‪ 1980‬المنظـ لمعالقات التعاقدية بيف المكري‬ ‫ومف ثـ فإف ظيير‬


‫والمكتري لألماكف المعدة لمسكف أو االستعماؿ الميني كما وقع تعديمو وتتميمو ‪ ،65‬ال‬
‫ينطبؽ عمى السكف الوظيفي إال فيما يتعمؽ بفئة المسكنيف العادييف بحكـ ارتباطيـ مع‬
‫اإلدارة بعقود خاصة تخضع لمقواعد العامة‪ ،‬والسند في ذلؾ ما تضمنو الفصؿ األوؿ‬
‫مف الظيير المذكور الذي ينص عمى أنو‪" :‬تطبؽ مقتضيات ىذا القانوف عمى أكرية‬
‫األماكف المعدة لمسكنى أو لالستعماؿ الميني والتي ليس ليا طابع تجاري أو صناعي‬
‫أو حرفي أينما كاف موقعيا وكيفما كاف تاريخ بنائيا إذا لـ تكف خاضعة لتشريع‬
‫خاص"‪.‬‬

‫لقد تبيف مف خالؿ استعراض مقتضيت النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف أنو‬
‫ينطوي عمى مجموعة مف الخصوصيات تجعمو ينفرد ويتميز عف القانوف المتعمؽ بكراء‬
‫المحالت المعدة لمسكنى أو االستعماؿ الميني‪.‬‬

‫ىذا التفرد ينبع أساسا مف الخصوصية التي تميز أطراؼ العالقة في ميداف‬
‫الموظفيف المسكنيف‪.‬‬

‫الظقرذ الثانمة‪ :‬مطرذ ااتماا الوومبة السراامة للدور الملينمة‬

‫تعد الوجيبة الكرائية أحد أىـ مميزات النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف مف‬
‫طرؼ اإلدارة‪ ،‬ويتشكؿ ىذا النظاـ مف مجموعة مف النصوص التنظيمية والدوريات‬

‫‪ -65‬إذ صدر ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.99.210‬بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪ 1999‬بتنفيذ القانوف رقـ ‪ 63.99‬المعدؿ المتمـ‬
‫بموجبو لمقانوف رقـ ‪ 6.79‬بتنظيـ العالقات التعاقدية بيف المكري والمكتري لألماكف المعدة لمسكنى أو‬
‫لالستعماؿ الميني‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4732‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ 1999‬ص ‪.2488‬كما صدر‬
‫ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.99.211‬بتاريخ ‪ 25‬غشت ‪ 1999‬بتنفيذ القانوف رقـ ‪ 64.99‬المتعمؽ باستيفاء الوجيبة‬
‫الكرائية منشور بنفس الجريدة الرسمية ص‪.2449 :‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أىميا قرار المقيـ العاـ لمحماية المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬كما وقع تعديمو ‪ ،66‬والدورية‬
‫رقـ ‪ 45‬بنفس التاريخ كما وقع أيضا تعديميا بالدورية رقـ ‪ 45‬بتاريخ ‪.1953/04/20‬‬

‫وبمقتضى ىذا القرار تحدد الوجيبة الكرائية التي يسددىا الموظؼ المسكف عمى‬
‫أساس القيمة الكرائية لمسكنى‪ ،‬وتحدد ىذه القيمة بحسب موقع المسكف ومحتوياتو‬
‫ونوعية بنائو‪ ،‬وذلؾ وفقا لمتعرفة المحددة بموجب ذات النص ‪.67‬‬

‫وبالرجوع إلى مقتضيات القرار المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬كما وقع تعديمو يتبيف‬


‫أف الفصؿ السابع منو قد صنؼ الدور المخزنية إلى ثالثة أصناؼ حسب موقعيا‬
‫الجغرافي‪ ،‬كما رتبيا في سبع درجات حسب نوعية البناء والتجييزات التي تتوفر‬
‫عمييا‪ ،‬وحدد السومة الكرائية الشيرية لكؿ غرفة في أربعيف درىما كحد أقصى وفي‬
‫درىميف كحد أدنى‪.68‬‬

‫فما ىي إذف طرؽ تحديد ىذه السومة ( أوال)‪ ،‬والمسطرة اإلدارية الستخالصيا؟‬
‫(ثانػػيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬طشق رحذ‪ٚ‬ذ انسٕيخ انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ‬


‫تتمخص ىذه الطرؽ في المعايير المعتمدة لتحديد السومة الكرائية لمدور‬
‫المخزنية والتي أدت إلى وضع تعرفة معينة‪ ،‬كما يتمثؿ الجياز المكمؼ بتطبيؽ تمؾ‬
‫الطرؽ في لجنة تصنيؼ وترتيب الدور المخزنية‪.‬‬

‫‪ :1‬يؼب‪ٛٚ‬ش رحذ‪ٚ‬ذ انسٕيخ انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ‬


‫‪ -66‬بالقرار المؤرخ في ‪،1953/04/11‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2112‬بتاريخ ‪ 17‬أبريؿ ‪،1953‬ص‪.555:‬‬
‫‪ -67‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬أطروحة لنيؿ دكتوراه الدولة‪ ،‬نوقشت بكمية‬
‫الحقوؽ بفاس‪ ،‬الموسـ الجامعي ‪ ،2002-2001‬ص‪.312:‬‬
‫‪ -68‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.312:‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ىناؾ معايير عديدة أىميا‪ :‬معيار الحجرة‪ ،‬ثـ معياريف آخريف متكامميف‬
‫ومرتبطيف ىما معياري الصنؼ والدرجة ‪.69‬‬

‫أ‪ -‬معيار الحجرة‬

‫أعطى القرار المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1951‬لمحجرة مفيوما مخالفا لمفيوميا‬


‫العاـ أو المعماري‪ ،‬حيث أصبحت الحجرة تعني مساحة معينة إذ تحسب حجرات‬
‫السكنى الواحدة أساسا عمى معيار مساحة مرافقيا األساسية ومعيار عدد مرافقيا‬
‫الثانوية‪ ،‬وىكذا تحدد الحجرات عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪-‬تساوي حجرة ونصؼ لكؿ غرفة تفوؽ مساحتيا خمسة وعشريف مت ار مربعا‬
‫وتقؿ ىذه المساحة عف ثالثيف متر مربع‪.‬‬

‫‪-‬تساوي حجرتاف إال ربع كؿ غرفة فاقت مساحتيا ثالثيف مت ار مربعا وقمت‬
‫عف خمسة وثالثيف متر مربع‪.‬‬

‫‪-‬تساوي حجرتاف إال ربع كؿ غرفة فاقت مساحتيا ثالثيف مت ار مربعا وقمت‬
‫عف خمسة وثالثيف متر مربع‪.‬‬

‫‪-‬تساوي حجرتاف كؿ غرفة تجاوزت مساحتيا خمسة وثالثيف متر مربع‪.‬‬

‫‪-‬تحسب بتعرفة إحدى الدرجات الدنيا كؿ غرفة تقؿ مساحتيا عف تسعة أمتار‬
‫مربعة حسب مساحة الغرؼ المتصمة كؿ مساحة عمى حدة‪ ،‬وفؽ ما سمؼ‬
‫ذكره ‪ ،‬إذ ال تعتبر مساحة الغرؼ المتصمة مساحة واحدة ‪.70‬‬

‫‪-‬يساوي ربع حجرة كؿ مرأب يوجد داخؿ بناية مشتركة ‪.‬‬

‫‪ -69‬عمي إيشف‪" :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.323 :‬‬
‫‪ -70‬الفصؿ السابع مف القرار المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬كما وقع تعديمو وتتميمو‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪-‬تساوي نصؼ حجرة كؿ مرأب مستقؿ‪.‬‬

‫‪-‬يساوي المطبخ ربع حجرة ‪.‬‬

‫‪-‬يساوي الحماـ ربع أو نصؼ حجرة حسب درجة تجييزاتو‪.‬‬

‫‪-‬تساوي الحديقة ربع أو نصؼ حجرة أو حتى حجرة واحدة أو أكثر إذا‬
‫تجاوزت مساحتيا المساحة غير المبنية المحددة بمقتضى ضوابط التعمير‬
‫يمكف أف ال تؤخد بعيف االعتبار أو يحسب كؿ منيا بربع أو نصؼ حجرة‬
‫حسب أىميتيا‪ ،‬كؿ مرفؽ مف المرافؽ الثانوية مثؿ مغسؿ الثياب وغرفة‬
‫الخادمة والبيو وغيرىا‪ ،‬إال أف الحد األقصى لمحجرات الثانوية والممحقات‬
‫ىو غرفتاف‪.71‬‬

‫إف عممية احتساب حجرات كؿ مسكف وفؽ ماتـ تفصيمو أعاله تعتبر ضرورية‬
‫‪ 1951/09/19‬كما تـ تعديمو‬ ‫لتطبيؽ التعرفة المعموؿ بيا بموجب القرار المؤرخ في‬
‫وتتميمو إال أنيا تحتاج إلى معياريف أساسيف أخريف الكتماؿ الصورة أال وىما معيار‬
‫الصنؼ والدرجة‪.72‬‬

‫ب‪ -‬معيار الصنؼ‬

‫لقد تـ تحديد أصناؼ الدور المخزنية حسب المدف‪ ،‬إذ تـ تقسيميا إلى ثالثة‬
‫أصناؼ‪:73‬‬

‫الصنؼ األوؿ ‪ :‬يتضمف المحالت المتواجدة في المدف التالية‪ :‬الدار البيضاء‪،‬‬


‫المحمدية‪ ،‬الجديدة‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وجدة‪ ،‬القنيطرة والرباط‪.‬‬

‫‪-71‬عمي إيشف‪ ":‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.323 :‬‬
‫‪ -72‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.315:‬‬
‫‪ -73‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.40 :‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الصنؼ الثاني‪ :‬ويشتمؿ عمى‪:‬‬

‫‪ -‬الدور الواقعة بالمدف وضواحي المدف التالية‪ :‬أكادير أزمور‪ ،‬فاس‪ ،‬إفراف‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬الصويرة‪ ،‬وزاف‪ ،‬وأسفي‪ ،‬سال‪ ،‬صفرو‪ ،‬سطات‪ ،‬تازة والنواحي‪.‬‬

‫‪ -‬الدور المتواجدة بضواحي المدف الواردة في الصنؼ األوؿ‪.‬‬

‫‪ -‬الدور الواقعة بمراكز لـ ترؽ إلى بمديات وذا مناخ غير قاس‪.‬‬

‫الصنؼ الثالث ‪ :‬ويتضمف الدور الواقعة بمراكز لـ ترؽ بعد إلى بمديات ذات‬
‫مناخ صعب‪ ،‬وكذا تمؾ المتواجدة داخؿ باقي مناطؽ باقي مناطؽ التراب اإلقميمي‪.‬‬

‫ويطرح ىذا التصنيؼ تساؤالت عدة أىميا يتعمؽ بمفيوـ المدف والمراكز ذات‬
‫‪19‬‬ ‫مناخ صعب وتمؾ التي ذات مناخ غير صعب‪ ،‬ثـ إنو منذ صدور قرار‬
‫شتنبر‪ 1951‬ىناؾ كثير مف المراكز ارتقت إلى درجة بمديات دوف مواصفات‬
‫موضوعية لمبمدية‪ ،‬مما يجعؿ السومة الكرائية لمدور الواقعة داخميا أو داخؿ ضواحييا‬
‫تحتسب وفؽ نفس التعرفة التي تحتسب بيا السومة الكرائية لمدور الواقعة داخؿ مراكز‬
‫ارتقت بمواصفات موضوعية إلى درجة بمديات‪ ،‬كذلؾ أيف يجب تصنيؼ بعض المدف‬
‫التي لـ يرد ذكرىا بنص القرار المذكور‪ ،‬كتطواف والعرائش وأصيمة والناظور والحسيمة‬
‫وغيرىا ‪ ،‬كميا أسئمة تطرح ذاتيا‪.74‬‬

‫ج‪ -‬معيار الدرجة‬

‫‪ 25‬بتاريخ ‪ 1951/09/19‬رتبت‬ ‫بالنسبة لدرجة الرفاىية فإف الدورية رقـ‬


‫المساكف المخزنية في سبع درجات بدءا بالدور ذات الدرجة العادية المقدرة قيمة الحجػرة‬

‫‪ -74‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.315:‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الواحػدة منيا بأربعيػف درىما‪ ،‬وانتياء بالدور ذات الدرجػة الدنيا التػي ال تتعدى قيمة‬
‫الحجرة الواحدة منيا درىماف اثناف‪.75‬‬

‫وبصفة إجمالية ترتب الدور الجديدة أو الحديثة البناء في درجات سبع حسب‬
‫المعايير التي جاءت بيا الدورية المذكورة أعاله وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬ترتب في الدرجة األولى والثانية الدور المعتبرة فخمة وذات رفاىية عالية‪.‬‬

‫‪ -‬ترتب في الدرجة الرابعة الدور عادية المستوى‪.‬‬

‫‪ -‬ترتب في الدرجة الخامسة الدور متوسطة المستوى‪.‬‬

‫‪ -‬ترتب في الدرجتيف السادسة والسابعة الدور ذات قيمة كرائية ضعيفة ‪.76‬‬

‫والجدير بالمالحظة في ىذا الباب أف المعايير المعتمدة في ىذا الترتيب أقؿ ما‬
‫يقاؿ عنيا أنيا معايير نسبية ومتطورة ال تصمد أماـ الصرامة العممية‪ ،‬عالوة عمى أف‬
‫المزج بيف مختمؼ ىذه المعايير لتحديد الوجيبة الكرائية لمدور المخزنية‪ ،‬تبقى ميمة و‬
‫بعبارة أخرى فإذا كاف قرار ‪ 1951/09/19‬قد اكتفى بحصر أصناؼ الدور في ثالثة‪،‬‬
‫وحصر درجاتيا في سبع‪ ،‬فمـ يبيف بكيفية موضوعية أساس ىذا الحصر‪ ،‬مما قد يؤدي‬
‫إلى تصنيؼ وترتيب ذاتيف لمدور المخزنية وبالتالي إلى تحديد ذاتي لسومتيا الكرائية‬
‫ميما كاف تطبيؽ التعرفة سميما ودقيقا ‪.77‬‬

‫‪ :2‬انزؼشفخ انًطجمخ ػهٗ انذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ انًكزشاح‬


‫إف تطبيؽ المعايير السالفة الذكر يؤدي إلى نتائج أساسية تتجمى عمى مستوى‬
‫حصر عدد حجرات الدور المخزنية‪ ،‬ثـ عمى مستوى معرفة أصناؼ تمؾ الدور‪ ،‬وأيضا‬

‫‪ -75‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.40:‬‬
‫‪ -76‬عمى إيشف‪" :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.326 :‬‬
‫‪ -77‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.316:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫عمى مستوى تحديد درجات ذات الدور‪ ،‬بحيث نستطيع بدمج المعايير الثالثة المذكورة‬
‫(الحجرة والصنؼ والدرجة)‪ ،‬الحصوؿ عمى سومة كرائية معينة ‪.78‬‬

‫فالدور المخزنية المتواجدة عمى سبيؿ المثاؿ بالمدف مف الصنؼ األوؿ مثؿ‬
‫مدف‪ :‬الرباط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المحمدية‪ ،‬والجديدة‪ ،‬ومكناس‪ ،‬ووجدة‪ ،‬والقنيطرة‪ ،‬تتراوح‬
‫سوماتيا الكرائية بحسب الدرجات السبع المرتبة بيا‪ ،‬وحسب عدد حجراتيا‪ ،‬بيف أربعيف‬
‫درىما كثمف أقصى لمحجرة الواحدة وبيف ستة دراىـ كثمف أدنى لمحجرة الواحدة‪.‬‬

‫أما الدور المخزنية المرتبة في الدرجة األولى أي تمؾ المعتبرة فخمة وذات‬
‫رفاىية عالية‪ ،‬فسوماتيا الكرائية تتراوح بحسب صنفيا ومحتوياتيا بيف أربعيف درىما‬
‫كثمف أقصى لمحجرة الواحدة وبيف ثالثيف درىما كثمف أدنى لمحجرة الواحدة‪.‬‬

‫وبالنسبة لمدور المخزنية المشتممة مثال عمى غرفتيف وصالوف ومطبخ وحماـ‬
‫والبالغ عدد حجراتيا بعد احتساب مساحة محتوياتيا ( ‪ )4.5‬فإف سوماتيا الكرائية تتراوح‬
‫بحسب الصنؼ والدرجة بيف أربعيف درىما لمحجرة الواحدة (صنؼ أوؿ درجة أولى)‬
‫– درجة أولى) وستة دراىـ لمحجرة الواحدة‬ ‫وستة دراىـ لمحجرة الواحدة (صنؼ أوؿ‬
‫(الصنؼ األوؿ – درجة سابعة) وبيف ستة وثالثيف درىما لمحجرة الواحدة (صنؼ ثاني‬
‫درجة أولى) وأربعة دراىـ لمحجرة الواحدة (صنؼ ثاني – درجة سابعة)‪ ،‬وبيف ثالثيف‬
‫– درجة أولى) ودرىماف اثناف لمحجرة الواحدة‬ ‫درىما لمحجرة الواحدة (صنؼ ثالث‬
‫(صنؼ ثالث – درجة سابعة)‪.79‬‬

‫‪ -78‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.317:‬‬
‫‪ -79‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.318 :‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وفيما يمي نقدـ صورة كما سمؼ عرضو مف خالؿ التعرفة التي جاء بيا القرار‬
‫‪ ،1953/04/11‬المعدؿ لقرار ‪ 1951/09/19‬والمطبقة مقتضياتو ابتداء مف فاتح‬
‫يوليوز ‪.1953‬‬
‫الدرجة‪7‬‬ ‫الدرجة‪6‬‬ ‫الدرجة‪5‬‬ ‫الدرجة‪4‬‬ ‫الدرجة‪3‬‬ ‫الدرجة‪2‬‬ ‫الدرجة ‪1‬‬ ‫الموقع‬

‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الصنؼ األوؿ‬

‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫الصنؼ الثاني‬

‫جدوؿ رقـ(‪:)1‬الوجيبة الكرائية الشيرية لحجرة واحدة بالدرىـ‬

‫منذ فاتح يوليوز ‪.1953‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الصنؼ الثالث‬

‫إف التعرفة المذكورة التي تمت مراجعتيا بنسبة ‪ % 100‬منذ فاتح يوليوز ‪1953‬‬
‫والتي تشمؿ بالخصوص الدور المخزنية التي اكتمؿ بناؤىا بحموؿ تاريخ فاتح يناير‬
‫‪ 1941‬أو انتيى إعدادىا مف جديد بحموؿ ىذا التاريخ ‪ ،80‬الزاؿ معموؿ بيا إلى اآلف‬
‫رغـ قدميا‪ ،‬والعائؽ األساسي في ذلؾ عمى ما يبدو مف خالؿ نص القرار المؤرخ في‬
‫‪ 1951/09/19‬كما تـ تعديمو‪ ،‬ىو ارتباط السومة الكرائية لمدور المخزنية بسقؼ ‪% 15‬‬
‫‪ ،81‬مف أجور وتعويضات الموظفيف الذيف يعتمرونيا بحيث أنو وكيفما كانت طريقة‬
‫احتساب السومة ليذه الدور فال يمكف ليذه السومة أف تتعدى ىذا السقؼ ‪.82‬‬

‫وبما أف سقؼ أجور موظفي وأعواف الدولة العادييف لـ يعرؼ تحسنا ممحوظا‬
‫إال خالؿ السنوات األخيرة الماضية منذ سنة ‪ ،1953‬وارتباطا بالسومة الكرائية لمدور‬
‫المخزنية كما يجب تحديدىا وفؽ التعرفة الرسمية المعموؿ بيا‪ ،‬فإف أي مراجعة في‬
‫الماضي ليذه السومة كانت ستبقى غير ذات أساس قانوني بالنسبة لمدور التي يعتمرىا‬
‫ىؤالء الموظفيف واألعواف ألنيا وال شؾ تمثؿ سقؼ ‪ % 15‬مف رواتب وأجور الموظفيف‬
‫المسكنيف‪ ،‬أما بالنسبة لمدور التي يعتمرىا موظفوا الدولة الساموف وأطرىا‪ ،‬فإف مبدأ‬
‫مراجعة ىذه التعرفة كاف فارضا ذاتو منذ السبعينات عمى األقؿ‪ ،‬إذ بتطبيؽ التعرفة‬
‫المعموؿ بيا حتى اآلف نحصؿ عمى سومة كرائية ال تتماشى مع تمؾ المعموؿ بيا في‬
‫السوؽ العقارية بالنسبة لدور سكنية خاصة مشابية‪ ،‬وال تتناسب أيضا مع مبالغ‬
‫األجور والتعويضات التي تصرفيا الدولة لمموظفيف بوجو عاـ وألطرىا السامية بوجو‬

‫‪ -80‬الفصؿ السابع مف القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬كما تـ تعديمو‪.‬‬


‫‪ -81‬الفصؿ التاسع مف القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬كما تـ تعديمو‪.‬‬
‫‪ -82‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.318 :‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫خاص‪ ،‬وتبقى محاوالت إفراغ معتمري ىذه الدور وىـ يؤدوف سومة كرائية بخسة أم ار‬
‫صعب المناؿ‪ ،‬كما أف محاوالت نقميـ إلى أماكف أخرى في إطار حركية الموظفيف‬
‫‪83‬‬
‫في‬ ‫تبقى مستحيمة في بعض األحياف مع تمتعيـ بيذا االمتياز الذي غالبا لف يجدوه‬
‫مكاف آخر‪ ،‬فتكريس العمؿ بتعرفة ‪ 1953‬يعتبر استم ار ار لسياسة االمتيازات التي تفرؽ‬
‫بيف موظفيف بؿ بيف مواطنيف ليـ مبدئيا نفس الواجبات والحقوؽ‪ ،‬كما يعتبر عرقمة‬
‫وافشاال لتطبيؽ سياسة حركية الموظفيف‪ ،‬وعالوة عمى ذلؾ فإف ىذا التكريس يعد إىدا ار‬
‫إلمكانيات مالية ما أحوج الخزينة العامة إلييا وخصوصا ترجمة واضحة لعدـ قدرة‬
‫الجيات المعينة والمختصة عمى مراجعة األسس المالية لتمؾ التعرفة ‪.84‬‬

‫غير أنو في إطار اإلصالحات التي أدخمتيا السمطة التنظيمية عمى النظاـ‬
‫‪ 3.90.30‬بتاريخ ‪18‬‬ ‫الخاص بالموظفيف المسكنيف‪ ،‬صدر قرار لموزير األوؿ رقـ‬
‫‪ 12،10،8،3،6،7‬مف قرار ‪ 19‬شتنبر‬ ‫يوليوز ‪ ،851990‬نسخت بموجبو الفصوؿ‬
‫‪ ،1951‬كما ثـ تغيير الفصؿ ‪ 9‬منو بخصوص سقؼ إتاوة اإلستغالؿ‪ ،‬بحيث يحدد‬
‫مجموع إتاوة اإلستغالؿ واف اقتضى الحاؿ المبالغ المستوفاة عف الخدمات اإلجتماعية‬
‫في نسبة ‪ 15‬في المائة مف أجرة الموظؼ المسكف ما عدا التعويضات العائمية‬
‫والتعويضات عف المصاريؼ‪.‬‬

‫وقد منح ىذا القرار لمموظؼ المتضرر الحؽ في أف يتقدـ بتظمـ استعطافي لدر‬
‫رئيس دائرة األمالؾ المخزنية (أمالؾ الدولة حاليا) مف أجؿ مالئمة إتاوة اإلستغالؿ مع‬
‫درجة الرفاىية والموقع الخاص بالسكف الوظيفي‪.86‬‬

‫‪ -83‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪. 319 :‬‬
‫‪ -84‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪. 486 :‬‬
‫‪ - 85‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4057‬بتاريخ فاتح غشت ‪ ،1990‬ص‪.1155:‬‬
‫‪ - 86‬العربي مياد‪":‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪،‬ـ‪.‬س‪،‬ص‪.56:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ويتعيف عمى رئيس دائرة أمالؾ الدولة أف يعرض األمر عمى لجنة إدارية لمتقييـ‬
‫التي تحدد إتاوة جديدة غير قابمة لمطعف ال تتعدى في جميع األحواؿ النسبة السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬

‫فما ىو الجياز المكمؼ بتصنيؼ وترتيب الدور المخزنية ؟‬

‫‪ : 3‬نجُخ رظُ‪ٛ‬ف ٔرشر‪ٛ‬ت انذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ‬


‫يتشكؿ الجياز المكمؼ بتصنيؼ وترتيب الدور المخزنية وفؽ المعايير التي‬
‫‪ 1951/09/19‬كما تـ‬ ‫تضمنتيا التعرفة المحددة بموجب القرار الوزيري المؤرخ في‬
‫تعديمو – مف لجنة إدارية متعددة األطراؼ‪ ،‬وحسب الفصؿ الثامف مف القرار الوزيري‬
‫المذكور تتكوف ىذه المجنة مف السمطة المحمية أو مف يمثميا كرئيس‪ ،‬ومف ممثؿ عف‬
‫و ازرة اإلسكاف‪ ،‬ومف رئيس دائرة األمالؾ المخزنية المعنية كقائـ بمياـ الكتابة‪ ،‬وكذا مف‬
‫ممثؿ عف مصمحة الضرائب المباشرة‪ ،‬وتجتمع ىذه المجنة بطمب مف مصمحة األمالؾ‬
‫المخزنية‪ ،‬وفي حالة تساوي أصوات أعضاء المجنة بتعيف تغميب صوت رئيس‬
‫المجنة‪.87‬‬
‫‪88‬‬
‫الموكمة أساسا ليذه المجنة التعرؼ عمى الدور المخزنية الجديدة‬ ‫ومف المياـ‬
‫أو عمى تمؾ التي تـ إعدادىا إعدادا جديدا وكذا الوقوؼ عمييا ومعاينتيا مف الداخؿ‬
‫والخارج وذلؾ مف أجؿ تحديد‪:‬‬

‫‪ -87‬عمي ايشف‪" :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.234 :‬‬
‫‪ -88‬لـ يحدد أي فصؿ مف فصوؿ القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 1951/09/19‬بوضوح ىذه المياـ‪ ،‬لكف يفيـ ذلؾ مف‬
‫‪ 59‬بتاريخ‬ ‫خالؿ ىذا النص ذاتو‪ ،‬ومف خالؿ نصوص أخرى معدلة ليذا القرار وخاصة نص الدورية رقـ‬
‫‪ 1951/09/19‬كما وقع تعديميا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أوال‪ :‬صنفيا حسب المدف أو البمديات أو المراكز المتواجدة بيا‪ .‬وتكوف‬


‫النتيجة المنتظرة مف وراء ىذه العممية األولى ىو تصنيؼ الدور في إحدى األصناؼ‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬درجتيا حسب جودتيا وأىميتيا وموقعيا‪ ،‬وىي عممية أخرى تكوف‬
‫النتيجة المنتظرة مف ورائيا ىو ترتيب الدور – بعد تحديد صنفيا – في إحدى الدرجات‬
‫السبع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محتوياتيا أي عدد حجراتيا بالمعنى الذي أعطاه القرار الوزيري‬


‫المذكور لمفيوـ الحجرة‪.89‬‬

‫بعد إنجاز ىذه العمميات يحرر محضر بذلؾ ويرسؿ بعد إمضائو مف طرؼ‬
‫أعضاء المجنة‪ ،‬إلى مديرية األمالؾ المخزنية قصد المصادقة عميو حتى إذا أصبح‬
‫عمؿ المجنة نيائيا بعد المصادقة عمى مستنتجاتيا يتـ عمى مستوى دائرة األمالؾ‬
‫المخزنية المعنية‪ ،‬تنفيذ ما جاء فيو وفقا لمتعرفة المعموؿ بيا‪.‬‬

‫إال أنو إذا كاف مف السيؿ نسبيا تحديد الصنؼ بحسب موقع الدور المخزنية‪،‬‬
‫داخؿ إحدى المدف أو ضواحي المدف أو البمديات أو المراكز وفؽ ما جاء بو قرار‬
‫‪ 1951/09/19‬كما تـ تعديمو‪ ،‬فإنو يبقى مف الصعوبة بمكاف تحديد بدقة عدد‬
‫الحجرات وكذا الدرجات التي يجب أف ترتب ضمنيا الدور المخزنية‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬البد مف اإلشارة إلى أنو مف بيف األسباب التي حالت دوف نجاح‬
‫‪90‬‬
‫في سعييا مف أجؿ ضبط التجاوزات وتغيير تصرفات وسموكيات‬ ‫محاوالت الحكومة‬

‫‪ -89‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.320:‬‬
‫‪/572‬د بتاريخ‬ ‫‪ -90‬ومف بيف تمؾ المحاوالت‪ ،‬صدور عدة مناشير عف الوزير األوؿ‪ ،‬أىميا منشور رقـ‬
‫‪/16/94‬د بتاريخ‬ ‫‪ 1983/07/26‬المتعمؽ بمنح مساكف في ممؾ لمدولة لمموظفيف‪ ،‬ومنشور رقـ‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الموظفيف المسكنيف والمحاليف عمى المعاش حياؿ الدور المخزنية التي يعتمرونيا‬
‫ويستمروف في شغميا بعد انقطاعيـ عف العمؿ أو بعد نقميـ‪ ،‬ىو السومة الكرائية‬
‫الزىيدة ليذه الدور التي تعطي لمموظفيف المعنييف امتيا از فعميا ال يحظى بو باقي‬
‫الموظفيف‪.‬‬

‫ثـبَـ‪ٛ‬ب‪ :‬انٕج‪ٛ‬جبد انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ ٔيسطشح اسزخالطٓب‬

‫بعد تعرفنا عمى معايير تحديد السومة الكرائية لمدور المخزنية وكذا التعرفة‬
‫المطبقة عمى تمؾ الدور‪ ،‬سوؼ نتطرؽ لموجيبات الكرائية المطبقة عمى الدور المخزنية‬
‫المكتراة ‪،‬والمسطرة اإلدارية الستخالص تمؾ الوجيبات الكرائية ‪.‬‬

‫‪ :1‬رحذ‪ٚ‬ذ انٕج‪ٛ‬جبد انكشائ‪ٛ‬خ‬


‫تحدد الوجيبات الكرائية لمدور المخزنية مبدئيا عمى أساس السومة الكرائية لكؿ‬
‫سكنى‪ ،‬وتحدد ىذه السومة بحسب الموقع والمحتويات ونوعية البناء‪ ،‬وذلؾ وفقا لمتعرفة‬
‫‪ 1951/09/19‬بشأف‬ ‫المحددة بمقتضى نص قرار المقيـ العاـ لمحماية المؤرخ في‬
‫النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف مف قبؿ اإلدارة كما تـ تعديمو بقرار‬
‫‪.911953/04/11‬‬

‫وال تصبح ىذه التعرفة سارية المفعوؿ وقابمة لمتطبيؽ إال بعد تصنيؼ وترتيب‬
‫الدور المخزنية بناء عمى مميزات ومواصفات وجودة ىذه الدور‪.‬‬

‫جدوؿ رقـ(‪ :)2‬مختمؼ أنواع الوجيبات الكرائية المطبقة حسب مختمؼ‬


‫أنواع المساكف وأصناؼ الموظفيف‪.‬‬

‫‪ 1994/09/21‬حوؿ االستمرار في شغؿ المساكف اإلدارية مف طرؼ بعض الموظفيف بعد االنقطاع عف‬
‫العمؿ‪.‬‬
‫‪ -91‬العربي مياد‪ " :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.36 :‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المالحظات‬ ‫الوجيبةة‬ ‫الوجيبة‬ ‫احتساب الوجيبة‬ ‫احتساب عدد‬ ‫الدرجة‬ ‫الصنؼ‬ ‫محتويات السكنات‬ ‫موقع السكنات‬
‫السنوية‬ ‫الشيرية‬ ‫الكرائية بالدرىـ‬ ‫الحجرات‬
‫بالدرىـ‬ ‫بالدرىـ‬

‫سكنى فخمة‬ ‫‪4440.00‬‬ ‫‪370.00‬‬ ‫‪40.00 ×9.25‬‬ ‫‪ 9‬ح‪.‬ج و‪ 1/4‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫األوؿ‬ ‫‪5‬غ‪ .‬ـ‪ .‬ط‪ .‬ح‪.‬ـ‬ ‫سكنات متواجدة بالمدف‬
‫وذات رفاىية‬ ‫مف الصنؼ األوؿ‬
‫ـ‪.‬غ‪.‬ـ‪.‬ر‪.‬ح‪.‬د‪.‬غ‪.‬خ‬
‫عالية‬ ‫(الرباط‪ -‬الدار البيضاء‪-‬‬
‫‪3480.00‬‬ ‫‪290.00‬‬ ‫‪40.00 ×7.25‬‬ ‫‪7‬ح ج و‪1/4‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫األوؿ‬ ‫‪4‬غ غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫المحمدية‪ -‬الجديدة‪-‬‬
‫" " " " "‬
‫‪2520.00‬‬ ‫‪210.00‬‬ ‫ـ‪.‬ع‪.‬ـ‪.‬ر‪.‬ح‪.‬د‬ ‫مكناس‪ -‬القنيطرة‪-‬‬
‫وجدة)‬
‫‪1800.00‬‬ ‫‪150.00‬‬ ‫‪40.00 ×5.25‬‬ ‫‪ 5‬ح ج و‪ 1/4‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫" " " ""‬
‫‪1080.00‬‬ ‫‪90.00‬‬ ‫‪40.00×3.75‬‬ ‫‪ 3‬ح ج و‪ 4/3‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫" " " " "‬
‫‪40.00×2.25‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪ 4/1‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫األوؿ‬ ‫‪92‬‬
‫" " " "‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪2592.00‬‬ ‫‪216.00‬‬ ‫‪36×6‬‬ ‫‪6‬حج‬ ‫الثانية‬ ‫األوؿ‬ ‫‪ 4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬غ‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫رفاىية عالية‬ ‫‪2052.00‬‬ ‫‪171.00‬‬ ‫‪36×4.75‬‬ ‫‪ 4‬ح ج و‪ 3/4‬ح ج‬ ‫الثانية‬ ‫األوؿ‬ ‫‪ 3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫‪1404.00‬‬ ‫‪117.00‬‬ ‫‪36×3.25‬‬ ‫‪ 3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الثانية‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬


‫"‬ ‫" " "‬
‫‪972.00‬‬ ‫‪81.00‬‬ ‫‪36×2.25‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الثانية‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪2430.00‬‬ ‫‪202.50‬‬ ‫‪30×6.75‬‬ ‫‪ 6‬ح ج و‪4/3‬‬ ‫الثالث‬


‫ة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪ 4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫رفاىية‬ ‫ـ‪.‬غ‪.‬ـ‪.‬ر‪.‬ح‪.‬د‬

‫‪1800.00‬‬ ‫‪150.00‬‬ ‫‪30×5‬‬ ‫‪5‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫ـ‪.‬غ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫‪1170.00‬‬ ‫‪97.50‬‬
‫" " " "‬ ‫‪30×3.25‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الثالثة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬
‫‪810.00‬‬ ‫‪67.50‬‬
‫" " " "‬ ‫‪30×2.25‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪1./4‬‬ ‫الثالثة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫" " " "‬

‫سكنى عادية‬ ‫‪1512.00‬‬ ‫‪126.00‬‬ ‫‪24×5.25‬‬ ‫‪5‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الرابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬غ‪.‬ـ‬ ‫"‬

‫" " " "‬ ‫‪1080.00‬‬ ‫‪90.00‬‬ ‫‪24×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الرابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫" "‬ ‫" "‬ ‫‪720.00‬‬ ‫‪60.00‬‬ ‫‪24×2.50‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬ ‫‪432.00‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫‪24×1.50‬‬ ‫‪ 1‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬

‫‪ -92‬غرفة (غ)‪ ،‬مطبخ (ـ ط) حماـ (ح ـ)ف مغسؿ (ـ غ) مرآب (ـ ر) حديقة (ح د) غرفة الخاصمة (غ خ) بيو‬
‫(ب)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سكنى متوسطة‬ ‫‪1080.00‬‬ ‫‪90.00‬‬ ‫‪18×5‬‬ ‫‪5‬ح ج‬ ‫الخامسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬ ‫"‬

‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬ ‫‪756.00‬‬ ‫‪63.00‬‬ ‫‪18×3.5‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬ ‫‪540.00‬‬ ‫‪45.00‬‬ ‫‪18×2.5‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪270.00‬‬ ‫‪22.50‬‬ ‫‪18×1.25‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الخامسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪468.00‬‬ ‫‪39.00‬‬ ‫‪12×3.25‬‬ ‫‪3‬ح‪.‬ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬ ‫"‬
‫قيمة كرائية جد‬ ‫‪324.00‬‬ ‫‪27.00‬‬ ‫‪12×2.25‬‬ ‫‪2‬ح‪.‬ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪..‬ط‬
‫ضعيفة‬
‫‪180.00‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫‪12×1.25‬‬ ‫‪ 1‬ح‪.‬ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬

‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪234.00‬‬ ‫‪19.5‬‬ ‫‪6×3.25‬‬ ‫‪ 3‬ح‪.‬ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬ ‫"‬
‫قيمة كرائية‬ ‫‪162.00‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪6×2.25‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪4/1‬‬ ‫السابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬
‫ضعيفة جدا‬
‫‪90.00‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪6×1.25‬‬ ‫‪ 1‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫األوؿ‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬

‫" "‬ ‫"‬ ‫"‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪2592.00‬‬ ‫‪216.00‬‬ ‫‪36×6‬‬ ‫‪6‬حج‬ ‫األولى‬ ‫الثاني‬ ‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫سكنات متواجدة بالمدف‬
‫قيمة كرائية‬ ‫مف الصنؼ الثاني‬
‫ـ‪.‬غ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫عالية‬ ‫(أكادير‪ ،‬أزمور‪ ،‬فاس ‪،‬‬
‫‪2052.00‬‬ ‫‪171.00‬‬ ‫‪36×4.75‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬ ‫إفراف‪ ،‬مراكش‪ ،‬الصويرة‪،‬‬

‫ـ‪.‬ر‬ ‫وزاف‪ ،‬آسفي‪ ،‬سال‪،‬‬


‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬ ‫صفرو‪ ،‬سطات‪ ،‬تازو)‬
‫‪1404.00‬‬ ‫‪117.00‬‬ ‫‪36×3.25‬‬ ‫‪ 3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫بما فييا ضواحي ىذه‬
‫‪972.00‬‬ ‫‪81.00‬‬ ‫‪36×2.25‬‬ ‫‪ 4‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثاني‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫" " " "‬ ‫المدف‪ ،‬وسكنات متواجدة‬
‫بضواحي المدف البادية‬
‫" " " "‬
‫وسكنات متواجدة‬
‫بالكرتكز التي لـ ترؽ‬
‫سكنى ذات‬ ‫‪1530.00‬‬ ‫‪127.50‬‬ ‫‪30×4.25‬‬ ‫‪4‬حج‬ ‫الثانية‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‬
‫بعد إلى بمديات وذات‬
‫رفاىية عالية‬ ‫‪1350.00‬‬ ‫‪112.50‬‬ ‫ـ‪.‬خ‪.‬د‬ ‫مناخ غير قاس‬
‫" "‬ ‫" "‬ ‫‪30×3.75‬‬
‫‪990.00‬‬ ‫‪82.50‬‬ ‫‪ 3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الثانية‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫‪30×2.75‬‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬ ‫‪720.00‬‬ ‫‪60.00‬‬ ‫‪30×2‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الثانية‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬
‫‪42‬ح ج‬ ‫الثانية‬ ‫الثاني‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪1800.00‬‬ ‫‪150.00‬‬ ‫‪24×6.24‬‬ ‫‪6‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ب‪.‬ـ‪.‬ط‬
‫رفاىية‬
‫ح‪.‬ـ‪.‬ح‪.‬د‬

‫‪1584.00‬‬ ‫‪132.00‬‬ ‫‪24×5.50‬‬ ‫‪ 5‬ح‪.‬ج و‪1/2‬‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬ع‪.‬ب‪.‬ـ‪.‬ط‬


‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬
‫‪1296.00‬‬ ‫‪108.00‬‬ ‫‪24×4.50‬‬ ‫‪ 4‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫ح‪.‬ـ‪.‬ح‪.‬د‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬
‫‪1152.00‬‬ ‫‪96.00‬‬ ‫‪24×4‬‬ ‫‪4‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ب‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬
‫‪1080.00‬‬ ‫‪90.00‬‬ ‫‪24×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬
‫‪864.00‬‬ ‫‪72.00‬‬ ‫‪24×3‬‬ ‫‪3‬حج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬
‫‪576.00‬‬ ‫‪48.00‬‬ ‫‪24×2‬‬ ‫‪2‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثاني‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫"‬ ‫"‬ ‫" "‬

‫سكنى عادية‬ ‫‪972.00‬‬ ‫‪81.00‬‬ ‫‪18×4.50‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪972.00‬‬ ‫‪81.00‬‬ ‫‪18×4.50‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ب‬

‫‪918.00‬‬ ‫‪76.50‬‬ ‫‪18×4.25‬‬ ‫‪ 4‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ب‬

‫‪810.00‬‬ ‫‪67.50‬‬ ‫‪18×3.75‬‬ ‫‪ 3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪648.00‬‬ ‫‪54.00‬‬ ‫‪18×3‬‬ ‫‪3‬حج‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪486.00‬‬ ‫‪40.50‬‬ ‫‪18×2.25‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ـ‬

‫‪378.00‬‬ ‫‪31.50‬‬ ‫‪18×1.75‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪3/4‬‬

‫سكنى متوسطة‬ ‫‪972.00‬‬ ‫‪81.00‬‬ ‫‪12×6.75‬‬ ‫‪6‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‬
‫البناء الجاىز‬ ‫‪792.00‬‬ ‫‪66.00‬‬ ‫‪12×5.50‬‬ ‫‪ 5‬ح‪.‬ج و‪1/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ح‪.‬د‪.‬ـ‪.‬‬
‫ر‬
‫‪720.00‬‬ ‫‪60.00‬‬ ‫‪12×5‬‬ ‫‪5‬حج‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬
‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ج‪.‬د‬
‫‪612.00‬‬ ‫‪51.00‬‬ ‫‪12×4.25‬‬ ‫‪ 4‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬
‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫‪540.00‬‬ ‫‪45.00‬‬ ‫‪12×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬
‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫‪432.00‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫‪12×3‬‬ ‫‪3‬حج‬ ‫الخامسة‬ ‫الثاني‬
‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫‪252.00‬‬ ‫‪21.00‬‬ ‫‪12×1.75‬‬ ‫‪1‬ح ح و‪3/4‬‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪504.00‬‬ ‫‪42.00‬‬ ‫‪8×5.25‬‬ ‫‪5‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬د‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫قيمة كرائية‬ ‫‪432.00‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫‪8×4.50‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬د‬
‫ضعيفة‬
‫‪360.00‬‬ ‫‪30.00‬‬ ‫‪8×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ـ‪.‬ـ‬
‫(حالة صيانة‬
‫رديئة)‬ ‫‪216.00‬‬ ‫‪18.00‬‬ ‫‪8×2.25‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪240.00‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫‪4×5‬‬ ‫‪5‬حج‬ ‫السابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬د‪.‬ـ‪.‬ر‬


‫قيمة كرائية‬ ‫‪204.00‬‬ ‫‪17.00‬‬ ‫‪4×4.25‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬د‬
‫ضعيفة‬
‫‪000.00‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫‪4×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫(حالة صيانة‬ ‫‪108.00‬‬
‫رديئة)‬ ‫‪9.00‬‬ ‫‪4×2.25‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثاني‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‬

‫سكنى فخمة‬ ‫‪2160.00‬‬ ‫‪180.00‬‬ ‫‪30×6‬‬ ‫‪6‬ح ج‬ ‫األولى‬ ‫الثالث‬ ‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬غ‪.‬ـ‪.‬‬ ‫سكنات موجودة بمراكز‬
‫وذات رفاىية‬ ‫ر‬ ‫لـ ترؽ إلى بمديات وذات‬
‫‪1890.00‬‬ ‫‪157.50‬‬ ‫‪30×5.25‬‬ ‫‪5‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثالث‬
‫عالية‬ ‫مناخ قاس ثـ سكنات‬
‫‪4‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫‪1710.00‬‬ ‫‪142.50‬‬ ‫‪30×4.75‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثالث‬ ‫موجودة في باقي‬
‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬ ‫المناطؽ‬
‫‪1170.00‬‬ ‫‪97.50‬‬ ‫‪30×3.25‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثالث‬
‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬
‫‪810.00‬‬ ‫‪67.50‬‬ ‫‪30×2.25‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫األولى‬ ‫الثالث‬
‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪1296.00‬‬ ‫‪108.00‬‬ ‫‪24×4.50‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الثانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫رفاىية عالية‬ ‫‪1152.00‬‬ ‫‪96.00‬‬ ‫‪24×4‬‬ ‫‪4‬ح ج‬ ‫الثانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪1080.00‬‬ ‫‪90.00‬‬ ‫‪24×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪3/4‬‬ ‫الثانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪864.00‬‬ ‫‪72.00‬‬ ‫‪24×3‬‬ ‫‪3‬ح ج‬ ‫الثانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪576.00‬‬ ‫‪48.00‬‬ ‫‪24×2‬‬ ‫‪2‬ح ج‬ ‫الثانية‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪918.00‬‬ ‫‪76.50‬‬ ‫‪18×4.25‬‬ ‫‪4‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫الثالثة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫رفاىية‬ ‫‪864.00‬‬ ‫‪72.00‬‬ ‫‪18×4‬‬ ‫‪4‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪648.00‬‬ ‫‪54.00‬‬ ‫‪18×3‬‬ ‫‪3‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪432.00‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫‪18×2‬‬ ‫‪2‬ح ج‬ ‫الثالثة‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫سكنى عادية‬ ‫‪576.00‬‬ ‫‪48.00‬‬ ‫‪12×4‬‬ ‫‪4‬ح ج‬ ‫الرابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ر‬

‫‪504.00‬‬ ‫‪42.00‬‬ ‫‪12×3.50‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪360.00‬‬ ‫‪30.00‬‬ ‫‪12×2.50‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪216.00‬‬ ‫‪18.00‬‬ ‫‪12×1.50‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سكنى متوسطة‬ ‫‪384.00‬‬ ‫‪32.00‬‬ ‫‪8×4‬‬ ‫‪4‬ح ج‬ ‫الخامسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ر‬

‫‪336.00‬‬ ‫‪28.00‬‬ ‫‪8×3.50‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪240.00‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫‪8×2.50‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‬

‫‪144.00‬‬ ‫‪12.00‬‬ ‫‪8×1.50‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪/2‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪180.00‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫‪4×3.75‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫قيمة كرائية‬ ‫‪156.00‬‬ ‫‪13.00‬‬ ‫‪4×3.25‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬
‫ضعيفة‬
‫‪108.00‬‬ ‫‪9.00‬‬ ‫‪4×2.25‬‬ ‫‪2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬

‫‪60.00‬‬ ‫‪5.00‬‬ ‫‪4×1.25‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السادسة‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬

‫سكنى ذات‬ ‫‪84.00‬‬ ‫‪7.00‬‬ ‫‪2×3.50‬‬ ‫‪3‬ح ج و‪1/2‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬ح‪.‬ـ‪.‬ر‬
‫قيمة كرائية‬ ‫‪54.00‬‬ ‫‪4.50‬‬ ‫‪2×2.25‬‬ ‫‪ 2‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪3‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬
‫ضعيفة جدا‬
‫‪30.00‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪2×1.25‬‬ ‫‪1‬ح ج و‪1/4‬‬ ‫السابعة‬ ‫الثالث‬ ‫‪1‬غ‪.‬ـ‪.‬ط‪.‬‬

‫‪85110.00‬‬ ‫‪7092.50‬‬ ‫‪ 93‬دا ار سكنية‬ ‫المجموع‬

‫مالحظة‪ :‬يتعمؽ األمر بحاالت افتراضية لدور مخزنية ليا محتويات مختمفة تـ تحديد سوماتيا‬

‫الكرائية وفؽ التعرفة المعموؿ بيا منذ سنة ‪.1953‬‬

‫مف خالؿ قراءة ىذا الجدوؿ يتبيف ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬درجة رقـ ‪)1‬‬ ‫‪ -‬إنو مف بيف أفخـ وأرفو الدور المخزنية (صنؼ رقـ‬
‫المتواجدة مثال بقمب المدف كالرباط أو الدار البيضاء أو المحمدية أو بأحد‬
‫‪ )400‬درىـ‬ ‫أرقى أحياء ىذه المدف يؤدي معتمروىا أقؿ مف أربعمائة (‬
‫كوجيبة كرائية شيرية ‪.‬‬

‫‪ -‬وأف الدور المخزنية مف الصنؼ األوؿ بكؿ درجاتو السبع‪ ،‬المتواجدة مثال‬
‫بمدف الرباط أو الدار البيضاء أو المحمدية أو مكناس يؤدي معتمروىا نفس‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الوجيبة الكرائية مقارنة فيما بينيـ مف جية‪ ،‬ومقارنة مف جية أخرى بيف‬
‫ىؤالء ومعتمري الدور المخزنية مف نفس الصنؼ األوؿ بجميع درجاتو‬
‫المتواجدة بمدينتي القنيطرة ووجدة‪.‬‬

‫‪ – 2‬درجة رقـ ‪)1‬‬ ‫‪ -‬إنو مف بيف أفخـ وأرفو الدور المخزنية (صنؼ رقـ‬
‫المتواجدة مثال بقمب المدف كفاس ومراكش وأكادير وافراف‪ ،‬أو بأحد أرقى‬
‫‪ )250‬درىما‬ ‫أحياء ىذه المدف يؤدي معتمروىا أقؿ مف مائتيف وخمسيف (‬
‫كوجيبة كرائية شيرية‪.‬‬

‫‪ -‬إف الدور المخزنية مف الصنؼ الثاني بكؿ درجاتو السبع المتواجدة مثال‬
‫بمدف فاس ومراكش وأكادير وافراف يؤدي معتمروىا نفس الوجيبة الكرائية‬
‫مقارنة فيما بينيـ مف جية ومقارنة مف جية أخرى بيف ىؤالء ومعتمري‬
‫الدور المخزنية مف نفس الصنؼ الثاني بجميع درجاتو المتواجدة بمدف‬
‫كأزمور والصويرة وأسفي وسال ووزاف وصفرو وسطات وتازة وبركاف‬
‫‪1953‬‬ ‫وتاوريرت وأحفير‪ ،‬أو غيرىا مف الدور التي كانت متواجدة سنة‬
‫بنواحي بمديات المدف مف الصنؼ األوؿ كنواحي الرباط والدار البيضاء‬
‫والمحمدية ومكناس والقنيطرة ووجدة‪ ،‬أو أيضا غيرىا مف الدور التي كانت‬
‫متواجدة في مركز ذات مناخ غير قاس ولـ تكف قد ارتقت إلى بمديات ‪.93‬‬

‫‪ -‬إف ىذه العينة المتكونة مف ثالثة وتسعيف ( ‪ )93‬مسكنا مخزنيا‪ ،‬والتي تمت‬
‫دراستيا وأخذىا مف كؿ أصناؼ ودرجات ىذه الدور ال تمكف خزينة الدولة‬
‫‪ 7092.50‬درىما شيريا أي ما‬ ‫إجماال إال مف مدخوؿ ال يتعدى مبمغ‬
‫يساوي ‪ 85110.00‬درىـ فقط سنويا‪ ،‬بمعدؿ ‪ 77.00‬درىما تقريبا عف كؿ‬

‫‪ -93‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.41 :‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 916‬درىما تقريبا عف كؿ مسكف سنويا‪،‬‬ ‫مسكف شيريا أي كذلؾ بمعدؿ‬


‫وىذا المعدؿ األخير قد يساوي معدؿ السومة الكرائية الشيرية لمدور السكنية‬
‫داخؿ السوؽ الحرة المعقولة‪.‬‬

‫‪ : 2‬انًسطشح اإلداس‪ٚ‬خ السزخالص انٕج‪ٛ‬جخ انكشائ‪ٛ‬خ‬


‫أ‪ -‬إعداد البطاقة رقـ ‪1‬‬

‫بمجرد ما يتـ بناء المسكف ومنحو ألحد الموظفيف يتعيف عمى اإلدارة المعنية‬
‫(اإلدارة التي ينتمي إلييا الموظؼ المسكف)‪ ،‬إعداد بطاقة معمومات اصطمح عمييا‬
‫بالبطاقة رقـ ‪ 1‬ثـ إرساليا إلى رئيس دائرة األمالؾ المخزنية المختص وتتضمف ىذه‬
‫البطاقة المعمومات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬معمومات حوؿ المسكف‪:94‬‬

‫وتتضمف ىذه المعمومات‪:‬‬

‫رقـ الممؾ بكناش المحتويات؛ تاريخ بناء المسكف؛ كمفة البناء (األرض‬
‫‪+‬البناء)؛نوع المسكف؛ العنواف؛ المحتويات (عدد الغرؼ والممحقات مع ذكرمساحة‬
‫كؿ غرفة)؛ كيفية تزويد المسكف بالماء والكيرباء (تزويد شخصي أو جماعي)‪.‬‬

‫‪ -‬معمومات حوؿ الموظؼ ‪:‬‬

‫االسـ الشخصي والعائمي‪ ،‬الدرجة‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬تاريخ اعتمار المسكف‪ ،‬األمر‬


‫بالصرؼ الذي يتقاضى عنو راتبو الشيري‪ ،‬رقـ التأجير‪ ،‬وجميع المعمومات األخرى‬
‫الضرورية لتحديد الوجيبة الكرائية ‪.‬‬

‫‪ -94‬أحمد محمد قاسمي‪" :‬قانوف تسيير شؤوف الموظفيف والموظفيف الجماعييف"‪ ،‬السمسمة اإلدارية‪ ،‬مطبعة المتقي‬
‫برينتر‪ ،2001 ،‬ص‪.178:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ب‪ -‬فتح ممؼ المسكف واعداد البطاقة رقـ ‪ 3‬مكرر‬

‫‪ 1‬تفتح ممفا لممسكف‬ ‫بمجرد ما تتوصؿ دائرة األمالؾ المخزنية بالبطاقة رقـ‬
‫وتقوـ باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إعداد البطاقة رقـ ‪ 3‬مكرر‪.‬‬

‫تتضمف ىذه البطاقة جميع المعمومات حوؿ المسكف (رقـ الممؾ المخزني‪ ،‬رقـ‬
‫المنزؿ‪ ،‬الموقع‪ ،‬اإلدارة المخصص ليا إف اقتضى الحاؿ ومراجع التخصيص‪،‬‬
‫المحتويات)‪،‬كما تتضمف جدوال تسجؿ بو تدريجيا جميع المعمومات المتعمقة بالموظفيف‬
‫الذيف يتوالوف في اعتماره‪.95‬‬

‫‪ -‬تحديد القيمة اإليجارية المؤقتة لممسكف‬

‫بناء عمى المعمومات المضمنة لمبطاقة رقـ ‪ 1‬يقوـ رئيس دائرة األمالؾ المخزنية‬
‫ً‬
‫باحتساب القيمة الكرائية المؤقتة لممسكف وفقا لمقواعد المشار إلييا أعاله في انتظار‬
‫استدعاء المجنة المحمية لتصنيؼ الدور السكنية‪.96‬‬

‫ج‪ -‬إعداد البطاقة رقـ ‪5‬‬

‫بمجرد إعداد البطاقة رقـ ‪ 3‬وتحديد القيمة اإليجارية المؤقتة لممسكف‪ ،‬يعد رئيس‬
‫‪97‬‬
‫أو األمر باالستخالص حسب األحواؿ‬ ‫الدائرة البطاقة رقـ ‪ 5‬أو البطاقة ‪CT107‬‬

‫‪ -95‬عمي إيشف‪ " :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.326:‬‬
‫‪ -96‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.43:‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىي الوثائؽ التي عمى أساسيا سيتـ اقتطاع الوجيبة الكرائية مف راتب الموظؼ‬
‫المسكف‪ ،‬أو تحميؿ ىذه الوجيبة لدى القابض المختص‪.‬‬

‫وتتضمف ىذه الوثائؽ المعمومات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الرقـ الترتيبي لمبطاقة بالسجؿ الخاص بيا؛‬

‫‪-‬نوع العممية (إحداث‪ ،‬تغيير‪ ،‬إلغاء) حسب ما إذا كاف األمر يتعمؽ باإلعالف‬
‫ألوؿ مرة عف اعتمار المسكف أو تغيير في الوضعية اإلدارية لمموظؼ أو‬
‫المسكف أو إفراغ المسكف؛‬

‫‪-‬اإلدارة التي ينتمي إلييا الموظؼ؛‬

‫‪-‬اسـ ودرجة الموظؼ وكذا رقـ التأجير إف وجد؛‬

‫‪-‬قائمة تتضمف جميع المعمومات حوؿ الممؾ المخزني تاريخ العممية (اعتمار‪،‬‬
‫انتقاؿ‪ ،‬إفراغ) ومبمغ القيمة الكرائية‪.‬‬

‫يوقع رئيس الدائرة الوثائؽ المذكورة المعدة في خمسة نظائر بالنسبة لمبطاقة رقـ‬
‫‪ CT 107‬ثـ يرسميا إلى اآلمر بالصرؼ‬ ‫‪ 5‬وفي نظيريف فيما يتعمؽ بالبطاقة رقـ‬
‫المختص تحت إشراؼ اإلدارة المركزية التي تقوـ بمراقبتيا ‪.98‬‬

‫د‪ -‬إعداد البطاقة رقـ ‪:4‬‬

‫إذا كاف األمر يتعمؽ بمسكف سبؽ أف اعتمره أحد الموظفيف وبالتالي حددت‬
‫قيمتو الكرائية فإف كؿ اعتمار جديد ليذا المسكف‪ ،‬وافراغو يستوجب عمى اإلدارة المعنية‬
‫إعداد البطاقة رقـ ‪ 4‬وارساليا إلى دائرة األمالؾ المخزنية المختصة‪.‬‬

‫‪ -97‬يقصد بالبطاقة ‪ CT107‬وثيقة محاسبية يتـ بواسطتيا تحميؿ معتمري المساكف المخرنية الذيف ال يتقاضوف‬
‫رواتيـ مف المكتب الرئيسي ألداء المعاشات‪.‬‬
‫‪ -98‬عمي إيشف‪" :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.327:‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫تتضمف ىذه البطاقة جميع المعمومات المتعمقة بالمسكف وبالموظؼ الذي كاف‬
‫‪ 1‬التي ليا‬ ‫يعتمره وكذا المعمومات المتعمقة بالموظؼ الجديد عمى غرار البطاقة رقـ‬
‫نفس اآلثار‪.‬‬

‫‪ 1996‬وتنفيذا لمقتضيات دورية السيد الوزير األوؿ‬ ‫ابتداء مف شير يوليوز‬


‫ً‬
‫يتعيف إرفاؽ البطاقة رقـ ‪( 4‬وكذا البطاقة رقـ ‪ )1‬بالتزاـ يتعيد بموجبو الموظؼ الذي‬
‫منح لو المسكف بإفراغ األماكف عند انقطاعو عف العمؿ‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫بالطبع وكما سبقت اإلشارة إلى ذلؾ فإف توصؿ رئيس الدائرة بالبطاقة رقـ‬
‫‪ 5‬أو الوثائؽ األخرى المشار إلييا أعاله لتسوية‬ ‫يستوجب عميو إعداد البطاقة رقـ‬
‫الوضعية الكرائية لكؿ مف الموظؼ الذي أفرغ المسكف والمعتمر الجديد الذي عميو أف‬
‫يسدد الوجيبة الكرائية‪.99‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قتتماا ااإلار التلنممي لتظووت اللققاراا المملوكة للدولة‬

‫لقد أدخؿ المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬تغييرات‬


‫تنقيحية عمى المرسوـ رقـ ‪ 2-43-659‬السالؼ الذكر‪ ،‬ىذه التغييرات أممتيا التحوالت‬
‫السياسية التي عرفيا المغرب بعد قياـ حكومة التناوب‪ ،‬وكذا الظروؼ االجتماعية‬
‫لمموظفيف المحاليف عمى التقاعد باألساس‪.‬‬

‫وينبغي التأكيد أف ىناؾ طفرة نوعية تحققت بصدور ذلؾ المرسوـ التعديمي الذي‬
‫وسع مف قاعدة المستفيديف مف تممؾ مساكف إدارية بأثمنة مناسبة‪.‬‬

‫‪ -99‬عمي إيشف‪" :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.327 :‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫كما أف التفويت أصبح ممكنا وبصفة مطمقة دوف أف يكوف ىناؾ أي داع‬
‫إلصدار مرسوـ لكؿ عممية تفويت واحدة ‪.100‬‬

‫ومف خالؿ اإلطالع عمى مقتضيات اإلطار التنظيمي لتفويت المساكف‬


‫الفقرة‬ ‫اإلدارية‪ ،101‬سنعمؿ عمى تحديد المساكف الممموكة لمدولة القابمة لمتفويت (‬
‫األولى)‪ ،‬والفئة المستفيدة مف اقتناء تمؾ المساكف ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ‬


‫أجازت المادة األولى مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬المعدؿ بالمرسوـ ‪ 30‬يونيو‬
‫‪ 1999‬لمدولة أف تبيع بالتراضي المساكف الممموكة ليا لمف يشغميا مف موظفي الدولة‬
‫وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية وكذا المستخدميف العامميف في إدارات‬
‫الدولة‪ ،‬بموجب عقود والذيف يثبتوف أنيـ قضوا ثالث سنوات مف الخدمة‪.‬‬

‫إال أف إمكانية التفويت ىذه فضال عف كونيا تتـ بالتراضي فإنيا ليست مطمقة‪،‬‬
‫وانما مقيدة بنص المادة الثانية التي استثنت مف مجاؿ تطبيؽ المرسوـ اإلذف بالتفويت‬

‫‪ -100‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.52:‬‬
‫‪ -101‬والمتمثؿ في المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير بموجبو المرسوـ رقـ‬
‫‪ 2-83-659‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف‬
‫الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫طائفة مف المساكف الممموكة لمدولة‪ ،‬إما ألسباب تعود إلى طبيعة ونوع العقار‪ ،‬أو‬
‫العتبارات شخصية ترتبط بالمستفيد أو ظروفو‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ ثبنزشاض‪ٙ‬‬


‫لـ يحدد مرسوـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وكذا المرسوـ رقـ‬
‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير لممرسوـ األوؿ السالؼ الذكر‬ ‫‪ 2-99-243‬المؤرخ في‬
‫المساكف الممموكة لمدولة القابمة لمتفويت لمف يشغميا‪ ،‬وانما أتى بصيغة مفيوـ المخالفة‬
‫ومؤادىا أف األمر محموؿ عمى العمومية إال ما استثني صراحة ‪.102‬‬

‫والدولة بحكـ ما ليا مف ذمة مالية مستقمة تحتكـ كذلؾ عمى مجموعة مف‬
‫المساكف الفردية وداخؿ العمارات وضعتيا رىف إشارة الموظفيف واألعواف التابعيف ليا‪،‬‬
‫قصد تقريبيـ مف مقرات عمميـ‪.‬‬

‫وىذه الفئة مف المساكف ىي التي باإلمكاف كقاعدة تفويتيا بالتراضي‪ ،‬متى عبر‬
‫شاغموىا عف رغبتيـ في االقتناء‪ ،‬كما يمكنيـ استغالؿ تمؾ األمكنة مقابؿ إتاوة‬
‫شيرية‪.103‬‬

‫ومف تـ يمكف تحديد المساكف التابعة لقطاع السكنى والقابمة لمتفويت لشاغمييا‬
‫في المساكف الفردية والمساكف المتواجدة بالعمارات‪.‬‬

‫‪ -1‬المساكف الفردية‪:‬‬

‫‪ 2-01-1398‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو‬ ‫لقد نصت المادة األولى مف المرسوـ رقـ‬


‫‪104‬‬
‫‪ 2-20-196‬الصادر في ( ‪29‬‬ ‫بأنو‪ " :‬ييـ البيع الوارد في المرسوـ رقـ‬ ‫‪2002‬‬

‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وكذا المادة الثانية منو والتي ألغيت‬ ‫‪ -102‬راجع الفقرة الثانية مف المادة األولى مف مرسوـ‬
‫بمقتضى المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬وعوضت بالمادة الثانية‪.‬‬
‫‪ -103‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.15 :‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أكتوبر ‪ ،)1051993‬الشقؽ الموجودة ضمف العمارات المخزنية والمساكف الفردية‬


‫المخزنية التابعة لقطاع السكنى"‪.‬‬

‫وبذلؾ يتبيف أف المساكف الفردية تعد مف فئة المساكف التابعة لقطاع السكنى‬
‫القابمة لمتفويت‪.‬‬

‫ويمكف تقسيـ المساكف الفردية إلى قسميف‪:‬‬

‫‪ -‬المساكف الفردية التي تكوف بناياتيا مطابقة لما ىو منصوص عميو في‬
‫التصميـ المعماري أي تمؾ المساكف التي تكوف مخصصة لمسكف عمى حالتيا اآلف‬

‫ومستقبال في إطار تصاميـ التييئة الجاري بيا العمؿ‪.‬‬

‫‪ -‬المساكف الفردية المتواجدة بمنطقة مخصصة بحسب مخطط التييئة إلقامة‬


‫عمارات‪.106‬‬

‫‪ -104‬مرسوـ رقـ ‪ 2-01-1398‬المؤرخ في ‪ 22‬مف ربيع األوؿ ‪ 4 ( 1423‬يونيو ‪ ،)2002‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5010‬بتاريخ‬
‫‪ 6‬يونيو‪ ، 2002‬ص‪ ،1796:‬والذي يغير بموجبو دفتر التحمالت والشروط المرفؽ بمرسوـ ‪ 29‬أكتوبر ‪1993‬‬
‫باإلذف لمدولة (الممؾ الخاص) في أف تبيع بالتراضي الشقؽ الموجودة ضمف العمارات المخزنية التابعة لقطاع‬
‫السكنى لشاغمييا‪.‬‬

‫‪ -‬مرسوـ رقـ ‪ 2-90-196‬الصادر في ‪ 13‬مف جمادى األولى ‪ 29 ( 1414‬أكتوبر ‪ )1993‬باإلذف لمدولة‬ ‫‪105‬‬

‫(الممؾ الخاص) في أف تبيع بالتراضي الشقؽ الموجودة ضمف العمارات المخزنية التابعة لقطاع السكنى‬
‫‪ ،2-99-244‬الصادر في ‪ 16‬مف ربيع األوؿ ‪ 30 ( 1420‬يونيو‬ ‫لشاغمييا‪ ،‬كما تـ تغيره بالمرسوـ رقـ‬
‫‪.)1999‬‬
‫‪ -106‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.51 :‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فكال النوعيف قابميف لمبيع ما لـ يكونا ضمف المساكف الغير القابمة لمبيع‪ ،‬واف‬
‫كاف تقييـ كؿ منيما يخضع لضوابط معينة‪.‬‬

‫وتعمؿ إدارة األمالؾ المخزنية عمى إعداد أو إحداث رسوـ عقارية خاصة‬
‫بالنسبة لممساكف الفردية التي ال تتوفر عمييا وذلؾ بتحفيظيا ‪ ،107‬أو عف طريؽ القسمة‬
‫قصد استخراج رسـ عقاري مستقؿ لكؿ مسكف فردي إذا كاف العقار األصؿ يتوفر عمى‬
‫رسـ عقاري‪.‬‬

‫‪ -2‬المساكف المتواجدة بالعمارات‬

‫إذا كانت المساكف الفردية في غالب األحياف ال تتطمب عمال متميزا‪ ،‬فإف األمر‬
‫يختمؼ بالنسبة لمعمارات السكنية‪ ،‬إذ أف تكوينيا مف عدة شقؽ أو طبقات يجعميا‬
‫خاضعة لمقتضيات ظيير ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1946‬المتعمؽ بنظاـ الممكية المشتركة لمعمارات‬
‫المقسمة إلى شقؽ عمى نفقة اإلدارة‪.‬‬

‫وتعمؿ دائرة األمالؾ المخزنية عمى إعداد ممفات تجزئة العقارات‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫‪ 18‬غشت‬ ‫لنظاـ الممكية المشتركة فقد أصبح بموجب التعديؿ المحدث عمى مرسوـ‬
‫‪ 1987‬يتـ إعداده مف طرؼ اإلدارة‪.‬‬

‫أ ‪-‬إعداد ممفات تجزئة األراضي‬

‫مف المعموـ أف بيع جزء مفرز مف عقار يتطمب أف يخضع لمتجزيء حتى‬
‫‪ 90/25‬المتعمؽ‬ ‫يصبح مستقال عف العقار األصؿ وذلؾ تطبيقا ألحكاـ قانوف‬
‫بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيـ العقار‪.‬‬

‫‪ 15‬أكتوبر ‪ 2001‬والمتعمؽ بتفويت المساكف‬ ‫‪ -107‬راجع الدليؿ الصادر عف مديرية األمالؾ المخزنية بتاريخ‬
‫المخزنية التابعة لقطاع السكنى لشاغمييا‪ ،‬ص‪.4 :‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫إذ أنو بعد تصفية الوضعية القانونية لمعقار يتـ إعداد ممؼ التقسيـ والمتكوف مف‬
‫الوثائؽ التالية (شيادة عقارية وتصميـ عقاري ومشروع التقسيـ الذي يجب أف تتوافر‬
‫فيو شروط التييئة الجاري بيا العمؿ مع تجنب احتفاظ الدولة بقطعة أرضية غير قابمة‬
‫لالستعماؿ) ‪.108‬‬

‫ويتـ تعييف الميندس المساح الذي سيتكمؼ بإنجاز الممؼ الطبوغرافي لمفصؿ‪،‬‬
‫دمج أو تقسيـ ودمج الرسوـ العقارية بعضيا في بعض واعداد نظاـ الممكية المشتركة‪،‬‬
‫بعدىا تعمؿ دائرة األمالؾ المخزنية عمى دراسة التصاميـ المعدة والتصديؽ عمييا عف‬
‫طريؽ التأشير واف اقتضى الحاؿ تقديـ طمب لممحافظ المختص مف أجؿ دمج أو تقسيـ‬
‫ودمج الرسوـ العقارية بعضيا في بعض‪.‬‬

‫ويتولى الميندس المكمؼ إيداع الممفات الطبوغرافية لمفصؿ لدى مصمحة المسح‬
‫العقاري مشفوعا بطمب يصرح فيو رئيس الدائرة بأف األمر يتعمؽ ببناية قديمة تـ‬
‫تشييدىا قبؿ صدور القانوف رقـ ‪.10990-25‬‬

‫ب‪ -‬إعداد نظاـ الممكية المشتركة‬

‫إف عممية تفويت الشقؽ بالعمارات تستدعي إعداد نظاـ الممكية المشتركة‬
‫الخاص بيا وانجاز الممؼ التقني‪.110‬‬

‫وىذا ما نصت عميو أيضا الفقرة األخيرة مف المادة األولى مف مرسوـ ‪ 18‬غشت‬
‫‪ 1987‬المعدؿ ‪ ،111‬التي أكدت عمى ضرورة إعداد نظاـ الممكية المشتركة والممفات‬

‫‪ 15‬أكتوبر ‪ 2001‬والمتعمؽ‬ ‫‪ -108‬لممزيد مف التفصيؿ راجع الدليؿ الصادر عف مديرية األمالؾ المخزنية بتاريخ‬
‫بتفويت المساكف المخزنية التابعة لقطاع السكنى لشاغمييا‪ ،‬ص‪ 4 :‬و‪.5‬‬
‫‪ -109‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪ 14‬مف ظيير ‪ 16‬نونبر ‪ 1946‬المتعمؽ بالممكية المشتركة بالعمارات‬ ‫‪ -110‬وىو المنصوص عميو في المادة‬
‫المقسمة إلى شقؽ أو طوابؽ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الطبوغرافية‪ ،‬مف طرؼ إدارة األمالؾ المخزنية‪،‬و خالفا لما كاف عميو األمر قبؿ‬
‫التعديؿ إذا كاف إنجازىا موكؿ إلى المشتري‪ ،‬عمى أف يتولى ذلؾ مساح معتمد‪.‬‬

‫ومف أجؿ إنجاز نظاـ الممكية المشتركة تعمؿ إدارة األمالؾ المخزنية عمى‬
‫ضبط العناصر األساسية ليذا النظاـ والقياـ باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ضبط الوعاء العقاري الضروري لحسف استعماؿ العمارة‪ ،‬حتى يتـ فصمو عمى‬
‫العقار األصؿ بحيث إف كؿ جزء يمكف االحتفاظ بو ألجؿ توظيفو في أغراض‬
‫أخرى تعمؿ اإلدارة عمى استثنائو مف البيع‪.‬‬

‫‪ -‬تتأكد إدارة األمالؾ مف التغييرات التي يمكف أف تكوف قد طرأت عمى البيانات‬
‫داخؿ العمارة وتحاوؿ العمؿ عمى مطابقتيا لوضعيػة البناية حتػى‬

‫ال تعرقؿ المصادقة عمى نظاـ الممكية المشتركة ‪.112‬‬

‫‪ -‬تيييء الوثائؽ الضرورية إلعداد نظاـ الممكية المشتركة‪ ،‬ومف أىميا الشيادة‬
‫العقارية والتصميـ المعماري ورخصة البناء‪ ،113 ...‬وتحاؿ مجموع ىذه الوثائؽ‬
‫عمى القسـ الطبوغرافي التخاذ اإلجراءات المطموبة‪.114‬‬

‫ويودع نظاـ الممكية المشتركة بعد إعداده لدى مصمحة المسح العقاري قصد‬
‫المصادقة عميو‪ ،‬عمى أف يبقى تتبع الممؼ مستم ار إلى غاية قبولو والحصوؿ عمى‬
‫وصؿ اإليداع‪ ،‬إذ بمجرد الحصوؿ عمى ىذا الوصؿ تتولى الدائرة تسميمو لممحافظ‬
‫المختص رفقة مطمب تقييد نظاـ الممكية المشتركة‪ ،‬عمى أف تعمؿ عمى تتبع ىذه‬

‫‪ -111‬المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير لممرسوـ ‪ 18‬غشت ‪.1987‬‬


‫‪ -112‬انظر الدليؿ المتعمؽ "بتفويت المساكف المخزنية التابعة لقطاع السكنى لشاغمييا"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪ 5:‬و‪.6‬‬
‫‪ -113‬الفصؿ ‪ 14‬مف ظيير ‪ 1946-11-16‬المتعمؽ بنظاـ الممكية المشتركة لمعمارات المقسمة إلى شقؽ عمى نفقة‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -114‬راجع الدورية عدد ‪ 5/182‬المؤرخة في ‪ 1999-11-05‬الصادرة عف السيد وزير المالية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫اإلجراءات إلى غاية تأسيس الرسوـ العقارية الفردية لكؿ الشقؽ والحصوؿ عمى الئحة‬
‫تبيف أرقاـ ىذه الرسوـ‪.115‬‬

‫‪18‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنو بمقتضى الفقرة الثانية مف المادة األولى مف مرسوـ‬
‫غشت ‪ 1987‬كاف مف غير الجائز بيع المساكف الممموكة لمدولة الواقعة في عمارات‬
‫تتألؼ مف عدة شقؽ إال إذا تقدـ ثالث أرباع ( ‪ )3/4‬شاغمييا بطمب االقتناء‪.116‬‬

‫واألكيد أف ىذه النسبة كانت عرقمة كبيرة أماـ بعض الراغبيف في اإلستفادة مف‬
‫مقتضيات ىذا المرسوـ لصعوبة تحققيا في جؿ األحياف وىو األمر الذي تجاوزه‬
‫مرسوـ ‪ 1999‬عندما نسخ أحكاـ الفقرة الثانية المذكورة وبذلؾ فتح المجاؿ أماـ ساكني‬
‫العمارات الممموكة لمدولة دوف اعتبار ألية نسبة معينة ‪.117‬‬

‫يتضح مما سبؽ أف المساكف القابمة لمتفويت نوعاف مساكف فردية ومساكف‬
‫متواجدة بالعمارات‪.‬‬

‫‪ 18‬غشت‬ ‫لكف الغريب أنو حتى بالنسبة ليذه المساكف فإف واضع مرسوـ‬
‫‪ ،1181987‬كما وقع تعديمو وتتميمو ترؾ خيط الرجعة‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ فتح الباب‬

‫‪ -115‬وبالنسبة لمعقارات التي لـ يسبؽ تقييد البيانات المشيدة عمييا بالسجالت العقارية تعمؿ اإلدارة أوال بتسجيميا‪.‬‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬بأنو‪":‬ال يجوز بيع المساكف الواقعة في‬ ‫‪ -116‬تنص الفقرة الثانية مف المادة األولى مف مرسوـ‬
‫عمارات تتألؼ مف عدة شقؽ إال إذا صدر طمب بشرائيا مف عدد مستأجرييا يحدد بقرار لوزير المالية ينص‬
‫فيو أيضا عمى طريقة تقديـ طمب لمشراء‪ ،‬وىو القرار رقـ ‪ 87/994‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬الذي ألغي‬
‫بمقتضى قرار وزير المالية رقـ ‪ 99/984‬المؤرخ في ‪ 30‬يونيو ‪."1999‬‬
‫‪ -117‬راجع المادة األولى مف مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬يغير بموجبو المرسوـ رقـ‬
‫‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪.1987‬‬
‫‪ -118‬مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والمعدؿ بمقتضى مرسوـ رقـ ‪ ،2-99-243‬الصادر‬
‫في ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬والمشار إليو سابقا في اليامش‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫لإلدارة لمنع تفويت بعض المساكف الوظيفية اعتمادا عمى قرار مشترؾ لوزير المالية‬
‫ولموزير التابع لو الموظؼ الراغب في االستفادة‪.119‬‬

‫وقد سبؽ إلدارة األمالؾ المخزنية أف رفضت طمب شراء موظؼ يعمؿ في‬
‫صفوؼ القوات المساعدة لمسكف اإلداري الذي يشغمو بعمة أف عممية تفويت مساكف‬
‫الدولة معمقة عمى وجود الئحة نيائية لممساكف المخصصة لو ازرة الداخمية التي تحدد‬
‫المساكف القابمة لمتفويت وتمؾ غير القابمة لمتفويت‪ ،‬و أف الموظؼ عجز عف اإلدالء‬
‫بتمؾ الالئحة‪.120‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬انًسبكٍ غ‪ٛ‬ش انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ‬


‫إذا كاف المشرع قد أتى بقاعدة اإلذف لمدولة (الممؾ الخاص) بأف تبيع بالتراضي‬
‫المساكف المخزنية لمف يشغميا مف موظفي الدولة وأعواف الجماعات المحمية‬
‫والمؤسسات العمومية وكذا المستخدميف العامميف في إدارات الدولة‪ ،‬وذلؾ في الفقرة‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬المعدلة بمرسوـ ‪ 30‬يونيو‬ ‫األولى مف المادة األولى مف مرسوـ‬
‫‪ ،1999‬فإنو أتى باستثناء عمى ىذه القاعدة بمقتضى المادة الثانية منو‪ ،‬إذ استثنى مف‬
‫أحكاـ البيع المساكف المخصصة ألعضاء الحكومة‪ ،‬والمساكف التي تقع داخؿ مبنى أو‬

‫‪ -119‬وىذا ما نصت عميو المادة الثانية مف المرسوـ الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬والتي نصت عمى أنو "يستثنى‬
‫مف مجاؿ تطبيؽ ىذا المرسوـ المساكف الوظيفية التي ال تدخؿ ضمف الفئة المشار إلييا في الفقرة ‪ 2‬أعاله‬
‫والممنوحة لموظفيف بحكـ مياميـ‪ ،‬وتحصر الئحة ىاتو المساكف بقرار مشترؾ لوزير االقتصاد والمالية‬
‫والوزير المعني داخؿ أجؿ ‪ 3‬أشير ابتداء مف تاريخ نشر ىذا المرسوـ بالجريدة الرسمية"‪.‬‬
‫‪ -120‬انظر الحكـ رقـ ‪ 12/2003/332‬ش بتاريخ ‪ 3‬يوليوز ‪ 2003‬صادر عف المحكمة اإلدارية بمكناس في‬
‫الممؼ رقـ ‪ 12/2003/5‬ش‪ ،‬منشور بمؤلؼ العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف‬
‫الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.129 :‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مجمع إداري‪ ،‬والمساكف الوظيفية‪ ،‬وكذا المساكف التي يشغميا موظفوف سبؽ ليـ وأف‬
‫استفادوا مف أحكاـ ظيير ‪ 17‬يونيو ‪ 1963‬وأحكاـ مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪.1211987‬‬

‫‪ -1‬المساكف المخصصة ألعضاء الحكومة‬

‫‪ ،122‬ونظ ار لدورىـ األساسي في‬ ‫تتشكؿ الحكومة مف الوزير األوؿ والوزراء‬


‫استم اررية الدولة ومؤسساتيا‪ ،‬ولمقياـ بعمميـ تمنحيـ الدولة وتخصص ليـ مساكف‬
‫وظيفية خاصة لإلقامة فييا أثناء القياـ بمياميـ‪.‬‬

‫ونظ ار لضرورة ىذه المساكف وحيويتيا‪ ،‬وبما أف أعضاء الحكومة يتغيروف‬


‫باستمرار وفؽ الضوابط الدستورية‪ ،‬قرر المشرع بمقتضى الفقرة األولى مف المادة الثانية‬
‫مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والمعدؿ بمرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬استثناء المساكف‬
‫المشغولة مف طرؼ أعضاء الحكومة مف البيع‪ ،‬إذ تنص ىذه الفقرة عمى‬

‫ما يمي‪" :‬تستثنى مف مجاؿ تطبيؽ ىذا المرسوـ المساكف التالية التي ال‬
‫يجوز أف تباع لمف يشغمونيا‪ -1 :‬المساكف المخصصة ألعضاء الحكومة‪."...‬‬

‫وواضح مف ىذه الفقرة أنو يكفي أف يكوف المسكف مخصصا أصال ألعضاء‬
‫الحكومة ومدرج ضمف القائمة المحددة لدى إدارة األمالؾ المخزنية بالرباط‪ ،‬ولو لـ يكف‬
‫مشغوال مف طرؼ أحد أعضائيا‪ ،‬ولكنو مشغوال مف طرؼ غيرىـ حتى يستثنى مف‬
‫البيع‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديميا‬


‫كانت تستثني مف التفويت باإلضافة لممساكف المخصصة ألعضاء الحكومة المساكف‬

‫‪ -121‬راجع المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬التي ألغيت بمقتضى المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو‬
‫‪ 1999‬وعوض بالمادة الثانية‪.‬‬
‫‪ -122‬الفصؿ ‪ 59‬مف دستور ‪.1996‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المخصصة ألعضاء الدواويف الو ازرية ‪ ،123‬غير أف التعديؿ المحدث عمى المادة الثانية‬
‫بمقتضى المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬ألغى المنع الخاص بيذه الفئة‪،‬‬
‫وأبقى عمى المنع الخاص بأعضاء الحكومة‪.‬‬

‫‪ -2‬المساكف الواقعة داخؿ مبنى أو مجمع إداري‬

‫باإلضافة إلى المساكف المخصصة ألعضاء الحكومة التي ال يجوز بيعيا‬


‫‪ 18‬غشت ‪1987‬‬ ‫لشاغمييا فقد أضافت الفقرة الثانية مف المادة الثانية مف مرسوـ‬
‫المعدؿ‪ ،‬المساكف التي تقع داخؿ مبنى أو مجمع إداري‪ ،‬ويقصد بيا تمؾ المساكف التي‬
‫تشكؿ جزءا ال يتج أز مف مرافقو‪ ،‬وال يمكف بيع ىذه المساكف لشاغمييا مف الموظفيف أو‬
‫المستخدميف واألعواف وكذا أرامؿ وأبناء شاغميو المتوفيف قبؿ التقاعد أو بعده‪ ،‬ألف مف‬
‫شأف بيعيا أف يعرقؿ بشكؿ أو بآخر سير المرفؽ‪ ،‬وقد يعمؿ ىؤالء عمى بيع المسكف‬
‫إلى الغير بعد أدائيـ لكامؿ الثمف ‪ ،124‬الشيء الذي يجعؿ أشخاصا ال عالقة ليـ بتمؾ‬
‫المصالح اإلدارية يتواجدوف بداخميا مما يجعؿ تمؾ المصالح اإلدارية ميددة ‪.125‬‬

‫إذ ال يعقؿ مثال أف يتـ بيع مسكف متواجد داخؿ مدرسة عمومية مخصص‬
‫لمدير المؤسسة‪ ،‬إذ أف ىذا األخير قد يتـ نقمو إلى مكاف آخر وقد يقدـ استقالتو‪ ،‬وقد‬
‫يعمد أيضا إلى بيعو بعد أدائو لمثمف‪ ،‬الشيء الذي سيجعؿ شخصا أجنبيا عف‬

‫المؤسسة وال يتوفر عمى عمؿ بداخميا ومتواجدا فييا باستمرار‪.‬‬

‫‪ -123‬راجع الفقرة األولى مف المادة الثانية مف مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر بتاريخ ‪ 1987‬المتعمؽ باإلذف في‬
‫بيع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب‬
‫عقود‪.‬‬
‫‪ -124‬عمي إيشف‪":‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.382 :‬‬
‫‪ -125‬محمد جطيؽ‪" :‬التنظيـ القانوني لبيع العقارات الممموكة لمدولة (الممؾ الخاص) لمف يشغميا مف الموظفيف‬
‫والمستخدميف بموجب عقود"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.29 :‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ويمكف أيضا تفسير استبعاد المشرع لبيع المساكف المخزنية المتواجدة داخؿ‬
‫المبنى أو مجمع إداري برغبتو في المحافظة عمييا الستم اررية المرافؽ العمومية‬

‫وكذا الغرض الذي أنجزت مف أجمو تمؾ المساكف‪.126‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليو أف الفقرة الثالثة مف المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت‬
‫‪ 30‬يونيو‬ ‫‪ 1987‬قبؿ تعديميا كانت أكثر وضوحا مما عميو اآلف في ظؿ مرسوـ‬
‫‪ ،1999‬إذ كانت توضح أف المقصود بالمساكف التي تقع داخؿ مبنى أو مجمع إداري‬
‫‪ ،127‬غير أف‬ ‫تمؾ المساكف التي تكوف جزءا ال يتج أز مف مرافقو بصورة ال جداؿ فييا‬
‫المادة الثانية بعد تعديميا بمقتضى مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬لـ تتضمف ذلؾ التدقيؽ بؿ‬
‫جاءت عامة مما يعطي لإلدارة حؽ تفسير مفيوـ السكف المتواجد داخؿ مبنى إداري‬
‫وليا أف تصفو بذلؾ ولو لـ يكف جزءا ال يتج أز مف مرافقو‪ ،‬لذلؾ يستوجب تدخؿ مباشر‬
‫مف السمطة التنظيمية لتحديد مفيوـ المجمع اإلداري بعيدا عف التأويالت غير‬
‫القارة‪.128‬‬

‫‪ -3‬المساكف الوظيفية‬

‫لقد استثنى المشرع مف البيع أيضا المساكف الوظيفية الممنوحة لمموظفيف بحكـ‬
‫مياميـ‪ ،‬إال أنو عمؽ ىذا االستثناء عمى تحقؽ الشرطيف التاليف ‪:129‬‬

‫أوال‪ :‬حصر الئحة ىاتو المساكف بقرار مشترؾ لوزير االقتصاد والمالية والوزير‬
‫المعني‪.‬‬

‫‪ -126‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.57 :‬‬
‫‪ -127‬إذ تنص الفقرة الثالثة مف المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديمو عمى ما يمي ‪ -3 ":‬المساكف‬
‫التي تقع داخؿ مبنى أو مجمع إداري أو تكوف جزءا ال يتج أز مف مرافقو بصورة ال جداؿ فييا"‪.‬‬
‫‪ -128‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -129‬الفقرة الثالثة مف المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬المعدؿ بمقتضى مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪.1999‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬أف توضع ىذه الالئحة داخؿ أجؿ ‪ 3‬أشير ابتداء مف تاريخ نشر المرسوـ‬
‫الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫لكف السؤاؿ المطروح ىو ىؿ تمؾ الموائح نيائية ال يمكف بأي وجو مف األوجو‬
‫أف تضاؼ إلييا مساكف وظيفية أخرى أو أف تحذؼ منيا؟‬

‫بالرجوع إلى المرسوـ المنظـ ال نجده يشير إلى ىذا اإلشكاؿ‪ ،‬لكنو في نظر‬
‫المسؤوؿ عف مصمحة تفويت المساكف المخزنية التابعة لمديرية األمالؾ المخزنية‪ ،‬أنو‬
‫يمكف أف تضاؼ إلى الموائح المحصورة مساكف أخرى لـ تكف مدرجة فييا وفؽ نفس‬
‫الشكميات طالما أف المسكف المضاؼ لـ يترتب عف وضعيتو السابقة أي حؽ لشاغمو‪،‬‬
‫وطالما أنو ليس ىناؾ نص صريح يعتبر الموائح نيائية ال تقبؿ المراجعة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لحذؼ مسكف سبؽ إدراجو بالئحة المساكف الوظيفية غير القابمة‬
‫لمبيع فإف اإلدارة بإمكانيا أف تتراجع عف قرارىا السابؽ وفؽ نفس الشكميات ماداـ ليس‬
‫ىناؾ نص قانوني يمنعيا ولـ يمحؽ شاغؿ العقار أي ضرر بؿ يعتبر في‬
‫مصمحتو‪.130‬‬

‫ولتجاوز تمؾ اإلشكاليات فإنو كاف عمى المشرع أف ينص صراحة عمى كوف‬
‫الموائح الموضوعة بموجب القرار المشترؾ بيف الوزير المعني ووزير المالية تعتبر‬
‫نيائية حتى يكوف قد تجاوز سمبيات المرسوـ قبؿ تعديمو‪ ،‬وأنو استثناء يمكف تعديؿ‬
‫الموائح بموجب قرار معمؿ بأسباب خاصة لموزير التابع لو المسكف وأف يعرض ذلؾ‬
‫عمى موافقة السيد الوزير األوؿ باعتباره الجية المصدرة لممرسوـ‪ ،‬حتى يكوف ىناؾ نوع‬
‫مف االستقرار في تطبيقو‪.‬‬

‫‪ -130‬موقؼ رئيس مصمحة تفويت المساكف المخزنية بمديرية األمالؾ المخزنية‪ ،‬وذلؾ في إطار مقابمة أجريت معو‬
‫بتاريخ ‪.2009/2/13‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 3‬أشير ابتداء مف‬ ‫وبالنسبة لمشرط الثاني المتعمؽ بوضع الالئحة داخؿ أجؿ‬
‫تاريخ نشر مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬يالحظ أنو غالبا ال يتـ احتراـ ىذا األجؿ مف‬
‫طرؼ بعض القطاعات الحكومية‪ ،‬نذكر عمى الخصوص و ازرة الداخمية وو ازرة التربية‬
‫الوطنية‪ ،‬الشيء الذي جعؿ تطبيؽ المرسوـ المتعمؽ باإلذف بتفويت المساكف الممموكة‬
‫لمدولة مشموال في أىـ أحكامو‪.131‬‬

‫وىذا ما دفع بعض الموظفيف إلى االحتكاـ إلى القضاء لتجاوز ىذه الوضعية‬
‫الشادة‪.132‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪ -4‬المساكف التي يشغميا موظفوف سبؽ وأف استفادوا مف أحكاـ ظيير‬
‫يونيو ‪1963‬‬

‫إف الدولة كانت قبؿ صدور مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وحتى بعده‪ ،‬توزع بقعا‬
‫أرضية عمى موظفييا مف أجؿ بناء مساكف خاصة بيـ‪ ،‬غير أنو أماـ غياب المراقبة‬
‫الحقيقية وروح المواطنة لدى البعض فضموا المضاربة العقارية وتحقيؽ األرباح السيمة‪،‬‬
‫ظموا قابعيف بالمساكف الممموكة لمدولة مف أجؿ اقتنائيا بأثمنة رمزية وفوتوا تمؾ البقع‬
‫بأثمنة باىظة لمسوؽ‪.‬‬

‫ولتدارؾ ىذه الوضعية شمؿ مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬االستثناء مف أحكامو مف‬


‫‪133‬‬
‫أو مف حصؿ عمى بقعة أرضية مف‬ ‫استفاد في إطار أحكاـ ظيير ‪ 17‬يونيو ‪1963‬‬
‫أمالؾ الدولة الخاصة لبناء مسكف عمييا‪.‬‬

‫‪ -131‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ -132‬أنظر حكـ رقـ ‪ 2003/89‬صادر عف المحكمة اإلدارية بوجدة في الممؼ رقـ ‪ 2002/86‬بتاريخ ‪ 12‬يونيو‬
‫‪ ،2003‬منشور في مؤلؼ "بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬لمعربي‬
‫محمد مياد‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪ -133‬راجع الفقرة الخامسة مف المادة الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديمو‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫والسؤاؿ المطروح ىؿ كانت ىناؾ إحصائيات موضوعية تحدد بالضبط الئحة‬

‫‪ 27‬يونيو ‪ 1963‬السالؼ الذكر‪ ،‬أو مف سبؽ ليـ‬ ‫المستفيديف مف أحكاـ ظيير‬


‫االستفادة مف بقع أرضية؟‬

‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير‬ ‫أماـ انعداـ الجواب الحاسـ‪ ،‬ارتأى واضع مرسوـ‬


‫لمرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬أف يعدؿ المادة الثانية مف المرسوـ األخير ‪ ،134‬بحيث تـ‬
‫التأكيد عمى أف االستثناء يمس المساكف الممموكة لمدولة‪ ،‬التي يشغميا موظفوف سبؽ‬
‫‪ 18‬غشت ‪ ،1987‬دوف االلتفات إلى ما إذا كاف‬ ‫ليـ االستفادة مف أحكاـ مرسوـ‬
‫الراغب في االقتناء‪ ،‬قد سبؽ لو وأف استفاد مف بقعة أرضية تابعة لممؾ الدولة الخاص‬
‫نظ ار لصعوبة المراقبة‪ ،‬خاصة وأف المستفيد كثي ار ما يتنازؿ عمى مجرد الرقـ‬
‫المخصص لو في سجؿ اإلدارة المختصة عوضا عف الحيازة الفعمية لمعقار‪ ،‬وكؿ ذلؾ‬
‫يمر في سرية تامة‪.135‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليو أف المرسوـ الجديد قد ألغى الفقرة الرابعة مف المادة‬
‫الثانية مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والمتعمقة بالمساكف التي يشغميا موظفوف يممكوف‬
‫منزال لمسكنى داخؿ المدينة التي يزاولوف عمميـ فييا‪ ،‬إذ لـ تعد ىذه المساكف مستثناة‬
‫مف التفويت‪ ،‬ويرجع سبب إلغاء ىذا الشرط إلى كونو غير ذي فاعمية‪ ،‬ألف الموظؼ‬
‫كاف في غالب األحياف وبطرؽ غير قانونية يثبت أنو ال يتوفر عمى سكف بالمدينة‬

‫‪ 30‬يونيو ‪1999‬‬ ‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬بمقتضى المادة األولى مف مرسوـ‬ ‫‪ -134‬ألغيت المادة الثانية مف مرسوـ‬
‫وعوضت بالمادة الثانية التي شممت باالستثناء مف التفويت أيضا المساكف التي يشغميا موظفوف سبؽ ليـ أف‬
‫استفادوا مف أحكاـ الظيير الشريؼ رقـ ‪ ،1-61-301‬الصادر في ‪ 17‬يونيو ‪ 1963‬ومف أحكاـ مرسوـ ‪18‬‬
‫غشت ‪.1987‬‬
‫‪ -135‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫التي يزاوؿ بيا عممو ويدلي ألجؿ ذلؾ بشيادة عدـ خضوعو لمضريبة وكذا بالتزاـ‬
‫يصرح فيو بأنو ال يممؾ أي سكف في حيف أف الواقع خالؼ ذلؾ‪.‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬انفئخ انًسزف‪ٛ‬ذح يٍ الزُبء انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ‬

‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬توسعا ممحوظا عمى‬ ‫عرؼ مجاؿ تطبيؽ مقتضيات مرسوـ‬


‫مستوى المستفيديف بالمقارنة مع مجاؿ تطبيؽ مقتضيات مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ ،1987‬إذ‬
‫شيدت فئة المستفيديف تنوعا وتعددا كاف مف أىدافو فتح المجاؿ لشريحة واسعة مف‬
‫الموظفيف ومف في حكميـ القتناء المساكف الممموكة لمدولة وذلؾ ألسباب اجتماعية‬
‫ومالية‪.‬‬

‫فقد عمؿ مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬عمى توسيع قاعدة المستفيديف مف اقتناء‬


‫المساكف الممموكة لمدولة لتشمؿ فئة المتقاعديف وورثتيـ مف بعدىـ وكذا موظفوا‬
‫الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية‪.136‬‬

‫وعميو سنحاوؿ مف خالؿ ىذه الفقرة تحديد مجاؿ تطبيؽ مقتضيات مرسوـ‬
‫‪ 18‬غشت‬ ‫‪ 1987‬مف حيث األشخاص (الفئة المستفيدة في إطار مقتضيات مرسوـ‬
‫‪( )1987‬أوال)‪ ،‬وكذا الفئة اإلضافية التي امتدت إلييا مقتضيات المرسوـ المذكورة‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬يجبل رطج‪ٛ‬ك يمزض‪ٛ‬بد يشسٕو ‪ 1987‬يٍ ح‪ٛ‬ث األشخبص‬


‫‪ -136‬راجع المادة األولى مف مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬الذي يغير بموجبو المرسوـ‬
‫رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف‬
‫الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫حصر مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬فئة المستفيديف المحتمميف مف عممية تفويت‬


‫مساكف الدولة أو الشقؽ بالعمارات في مجموعة أشخاص عمى سبيؿ الحصر وىـ‬
‫الموظفوف الرسميوف باإلدارة العمومية والمستخدموف العامموف في إدارات الدولة بموجب‬
‫عقود شريطة قضاء ‪ 3‬سنوات مف الخدمة الفعمية بيذه اإلدارة‪.137‬‬

‫‪ -1‬الموظفوف الرسميوف باإلدارة العمومية‬

‫نصت المادة األولى مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬عمى أنو‪" :‬يجوز أف يؤذف‬


‫في بيع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف باستثناء المتدربيف‪."...‬‬

‫إف تمؾ المادة خولت لمموظفيف الرسمييف حؽ االستفادة مف مقتضيات المرسوـ‬


‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬في حيف أنيا أقصت الموظفيف المتمرنيف ‪.138‬‬

‫واذا كاف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬واضحا في إقصائو لمموظفيف المتمرنيف‪ ،‬فإف‬


‫التساؤؿ يبقى مطروحا بالنسبة لممؤقتيف والعرضييف والمياوميف‪،‬ونظ ار لصراحة النص‬
‫فإف ىذه الفئة ال حؽ ليا في االستفادة مف مقتضيات مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬شأنيا‬
‫في ذلؾ شأف موظفي الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية وشبو العمومية ‪.139‬‬

‫لكف ما ينبغي اإلشارة إليو أف وفاة المشتري ال يحوؿ دوف استفادة ورثتو مف‬
‫المسكف المشتري‪ ،‬إذ يحؿ الورثة محؿ مورثيـ بقوة النص التنظيمي‪.‬‬

‫‪ -137‬انظر المادة األولى مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديمو بمقتضى مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪.1999‬‬

‫‪ - 138‬وقد عرؼ الفصؿ الثاني مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية الموظؼ "بأنو كؿ شخص يعيف في‬
‫وظيفة قارة ويرسـ في إحدى رتب السمـ الخاص بأمالؾ اإلدارة التابعة لمدولة"‪.‬‬

‫‪ -139‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 8‬مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬عندما نصت بأنو‬
‫إذا توفي المشتري حؿ ورثتو محمو بقوة القانوف ما لـ يختاروا طمب الفسخ ‪.140‬‬

‫ومصطمح المشتري في ىذه المادة يفيد بأف إجراءات البيع قد تمت واألداء يتعمؽ‬
‫بجزء مف الثمف‪ ،‬أما قبؿ ذلؾ فإنو بمفيوـ المادة األولى مف المرسوـ السالؼ الذكر فإف‬
‫ورثة الموظؼ الذي كاف يستفيد قيد حياتو بالمسكف اإلداري ال حؽ ليـ في طمب‬
‫االقتناء مف بعده‪.‬‬

‫وىذا المقتضى كاف مف بيف األسباب التي جعمت وثيرة بيع المساكف الممموكة‬
‫لمدولة بطيئة وتنـ عف تغييب الجانب االجتماعي في العممية‪ ،‬الشيء الذي حاوؿ‬
‫مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬تجاوزه‪ ،‬وذلؾ بإدخاؿ تعديالت جوىرية عمى المادة األولى‬
‫مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬إذ تـ توسيع قاعدة المستفيديف مف اقتناء المساكف‬
‫الممموكة لمدولة لتشمؿ جميع الموظفيف ومف ضمنيـ الموظفيف المتمرنيف‪ ،‬وكذا أعواف‬
‫الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة‬
‫والمتقاعديف وورثتيـ مف بعدىـ‪.‬‬

‫‪ -2‬المستخدميف العامميف في إدارات الدولة‬

‫باإلضافة إلى فئة الموظفيف المستفيدة مف اقتناء المساكف الممموكة لمدولة‪،‬‬


‫رخص المشرع أيضا لمدولة بأف تبيع بالتراضي المساكف التي يشغميا المستخدميف‬
‫العامميف في إدارات الدولة شريطة أف يدلي ىؤالء المستخدموف بما يثبت أنيـ قضوا‬

‫‪ -140‬انظر المادة ‪ 8‬مف مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬يتعمؽ باإلذف في بيع العقارات‬
‫الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ثالث سنوات في الخدمة باإلدارات التابعة لمدولة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة األولى‬
‫مف مرسوـ ‪ 17‬غشت ‪.1411987‬‬

‫وبمقتضى ىذه المادة فإف اقتناء المستخدميف العامميف في إدارات الدولة لممسكف‬
‫الذي يعتمرونو مشروط بقضائيـ ثالث سنوات في الخدمة وشغميـ لمسكف ممموؾ‬
‫لمدولة عف طريؽ الكراء‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫خصوصا و أف المشرع قد خوؿ بمقتضى‬ ‫وىذا الشرط ليس لو ما يبرره‬
‫المرسوـ الجديد ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬حؽ االستفادة لفئات لـ يسبؽ ليا العمؿ باإلدارة‬
‫ونقصد أرامؿ وأبناء الموظفيف والمستخدميف واألعواف والمتقاعديف والمتوفيف‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬رًذ‪ٚ‬ذ يمزض‪ٛ‬بد يشسٕو ‪ 1987‬نفئخ إضبف‪ٛ‬خ‬


‫إف مف أىـ االمتيازات التي جاء بيا مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬تمديد مقتضيات‬
‫مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬إلى فئة اجتماعية إضافية تتجمى في فئة المتقاعديف وورثتيـ‬
‫مف بعدىـ وموظفو الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬بأنو‪ ":‬يؤذف لمدولة‬ ‫وىكذا نصت المادة األولى مف مرسوـ‬


‫(الممؾ الخاص) في أف تبيع بالتراضي المساكف المخزنية لمف يشغميا مف موظفي‬
‫الدولة وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية وكذا المستخدميف العامميف‬
‫في إدارات الدولة بموجب عقود والذيف يثبتوف أنيـ قضوا ثالث سنوات مف الخدمة‬
‫بإدارة الدولة"‪.‬‬

‫‪ -141‬إذ نصت المادة األولى مف مرسوـ ‪ 8‬غشت ‪ 1987‬عمى أنو "يجوز أف يؤذف في بيع العقارات الممموكة لمدولة‬
‫لمف يشغميا مف الموظفيف باستثناء المتدربيف ومف المستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود بشرط‬
‫أف يدلي ىؤالء المستخدموف بيا يثبت أنيـ قضوا ثالث سنوات في الخدمة باإلدارات التابعة لمدولة‪."...‬‬
‫‪ -142‬محمد جطيؽ‪" :‬التنظيـ القانوني لبيع العقارات الممموكة لمدولة (الممؾ الخاص) لمف يشغميا مف الموظفيف‬
‫والمستخدميف بموجب عقود "‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.18 :‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وانطالقا مف المادة المذكورة نالحظ بأف واضع مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬استطاع‬


‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬حيف‬ ‫إدخاؿ تعديالت جوىرية عمى المادة األولى مف مرسوـ‬
‫حصرت الفئة المستفيدة مف مقتضيات ىذا األخير في الموظفيف الرسمييف‬
‫والمستخدميف العامميف في اإلدارات العمومية بموجب عقود لمدة تفوؽ ‪ 3‬سنوات بحيث‬
‫امتدت مقتضيات ىذا المرسوـ إلى شريحة اجتماعية ميمة تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -1‬أعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية‬

‫تنبغي اإلشارة أوال إلى أف المشرع وبمقتضى المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو‬
‫‪ 1999‬خوؿ لمموظفيف المتمرنيف حؽ االستفادة مف مقتضياتو وذلؾ بفتح المجاؿ أماـ‬
‫جميع موظفي الدولة بصفة عامة قصد االستفادة مف اقتناء العقارات الممموكة لمدولة‪،‬‬
‫إذ أصبح الموظفوف المتمرنوف واألعواف العمومييف والعرضييف والمؤقتيف ضمف الفئات‬
‫‪ 3‬سنوات‬ ‫المستفيدة مف التفويت عمى أساس أف تكوف ىذه الفئة األخيرة قضت كذلؾ‬
‫مف الخدمة الفعمية في اإلدارة العمومية ألنيـ يعمموف بموجب رسائؿ االلتزاـ ‪.143‬‬

‫وأيضا مف بيف التعديالت التي أتى بيا مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬أنو فتح المجاؿ‬
‫أماـ أعواف الجماعات والمؤسسات العمومية االستفادة مف مقتضياتو ‪ ،144‬بحيث إف ىذا‬
‫التعديؿ جاء نتيجة لضغط والحاح النقابات والمنتخبيف وكذا أطر الجماعات المحمية‬
‫التي استطاعت فرض ىذا المطمب عمى الحكومة‪.‬‬

‫فقد كاف يحس موظفوا وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية بالتمييز‬
‫بينيـ وبيف زمالئيـ العامميف في اإلدارات العمومية بحكـ بعض االمتيازات العينية التي‬

‫‪ -143‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪ -144‬راجع المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬الذي يغير بموجبو المرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف‬
‫العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يحصموف عمييا لقاء خدمتيـ لمدولة‪ ،‬مف قبيؿ اقتناء المساكف التي يشغمونيا‪ ،‬وقد كرس‬
‫مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬ىذا الوضع حينما أقصى أعواف وأطر الجماعات المحمية‬
‫والمؤسسات العمومية مف االستفادة مف مقتضياتو حتى لو كانت ىذه الفئة تشغؿ‬
‫مساكف ممموكة لمدولة‪.145‬‬

‫‪ 18‬غشت ‪1987‬‬ ‫لكف بفضؿ التعديالت اليامة التي أدخمت عمى مرسوـ‬
‫أصبحت مقتضيات ىذا األخير تشمؿ أيضا فئة أعواف الجماعات المحمية والمؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬التي أمكنيا االستفادة مف االقتناء خاصة وأف ىذه اإلمكانية سيمة التطبيؽ‬
‫بالنسبة لألمالؾ الجماعية لنذرتيا‪.146‬‬

‫‪ -2‬المتقاعدوف‬

‫يقصد بالمتقاعديف األشخاص المحاليف عمى المعاش بصفة قانونية مف موظفي‬


‫الدولة وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية والمستخدميف بيا‪ ،‬فيذه الفئة‬
‫‪ 30‬يونيو ‪1999‬‬ ‫خوليا المشرع بمقتضى الفقرة الثانية مف المادة األولى مف مرسوـ‬
‫حؽ االستفادة مف مقتضياتو‪ ،‬وذلؾ بطمب شراء المساكف المخزنية التي يشغمونيا ‪،147‬‬
‫إذ وسع الفئة المستفيدة خالؼ ما كاف عميو الحاؿ في المادة الثالثة الممغاة والتي كانت‬
‫تحصر الحؽ في االستفادة عمى الموظفيف المحاليف عمى المعاش دوف سواىـ‪ ،‬وذلؾ‬
‫وفؽ القواعد الخاصة بيـ وخصوصا في كيفية أداء الثمف‪ ،‬غير أف مقتضيات الفقرة‬
‫الثانية مف المادة األولى المعدلة جاءت عامة إذ تخوؿ لممحاليف عمى المعاش حؽ‬

‫‪ -145‬راجع الفقرة األولى مف مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديمو‪.‬‬


‫‪ -146‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ -147‬راجع الفقرة الثانية مف المادة األولى مف مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬يغير بموجبو‬
‫المرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والتي جاء فييا أنو "تشمؿ أحكاـ ىذا المرسوـ‬
‫الموظفيف واألعواف المذكوريف في المادة األولى أعاله والمحاليف عمى المعاش‪."...‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫شراء المساكف بصنفييا سواء كانت فردية أو شقؽ متواجدة بالعمارات‪ ،‬خالؼ ما كانت‬
‫‪ 18‬غشت ‪ ،1987‬والتي كانت تحصر حؽ استفادة‬ ‫عميو المادة الثالثة مف مرسوـ‬
‫المحاليف عمى المعاش في المساكف المتواجدة بالعمارات المؤلفة مف شقؽ ‪.148‬‬

‫إف إدخاؿ تغييرات تنقيحية عمى مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وخاصة إلغاء المادة‬
‫الثالثة منو يعود إلى التحوالت السياسية التي عرفيا المغرب بعد قياـ حكومة التناوب‬
‫المتشعبة بالنظريات االشتراكية وكذا الظروؼ االجتماعية لمموظفيف واألعواف‬
‫والمستخدميف المحاليف عمى التقاعد والذيف بحكـ تنظيميـ داخؿ جمعيات استطاعوا أف‬
‫يكونوا أداة ضغط مما جعؿ صوتيـ مسموعا لدى الجيات المسؤولة ‪ ،149‬السيما وأف‬
‫الموظفيف المتقاعديف المسكنيف في ممؾ مف أمالؾ الدولة كثي ار ما تتبخر آماليـ في‬
‫اقتناء منزؿ سكني ممموؾ لمدولة نتيجة انعداـ التنسيؽ واالنسجاـ بيف مرسوـ ‪ 18‬غشت‬
‫‪ 1987‬الذي يخوؿ لمموظفيف المتقاعديف إمكانية اقتناء الدور السكنية اإلدارية وقرار‬
‫الوزير األوؿ رقـ ‪ 3-89-77‬الصادر في ‪ 5‬أبريؿ ‪ 1977‬المغير والمتمـ لمقرار‬
‫الصادر في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬المتعمؽ بالنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف والذي‬
‫يفرض عمى الموظفيف المتقاعديف إفراغ المسكف الذي يعتمرونو قيد ممارستيـ لموظيفة‬
‫العمومية داخؿ أجؿ ‪ 6‬أشير مف إحالتيـ عمى المعاش ‪ ،150‬وذلؾ ما استقر عميو أيضا‬
‫العمؿ القضائي‪ ،‬إذ أكد المجمس األعمى في العديد مف األحكاـ الصادرة عنو عمى‬
‫اعتبار الموظفيف المتقاعديف المسكنيف بالفعؿ في أمالؾ الدولة‪ ،‬محتميف ما يشغمونو‬

‫‪ -148‬نصت المادة الثالثة مف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬قبؿ تعديمو عمى ما يمي‪" :‬يستفيد مف أحكاـ ىذا المرسوـ‬
‫الموظفوف المحالوف عمى المعاش الذيف يشغموف مساكف واقعة بعمارات تتألؼ مف عدة شقؽ‪.‬‬
‫‪ -149‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪ -150‬عبد الرحماف حدو‪" :‬بيع صنؼ مف أمالؾ الدولة لمف يشغميا عمى وجو الكراء مف الموظفيف المحاليف عمى‬
‫المعاش‪ ،‬بيف إيجابيات مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وسمبيات قرار ‪ 5‬أبريؿ ‪ ،"1977‬ـ‪،‬س‪ ،‬ص‪ 268:‬و‪.269‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مف سكف إداري بدوف سند وال قانوف‪ ،‬بعد انصراـ أجؿ ‪ 6‬شيور الممنوحة ليـ مف أجؿ‬
‫اإلفراغ‪.151‬‬

‫واألكيد أف ىذا االتجاه التنظيمي والقضائي زعزع نفسية فئة عريضة مف‬
‫المتقاعديف وخاصة ذوي الدخؿ المحدود‪ ،‬لذلؾ صدر المنشور رقـ ‪ 35/95‬المؤرخ في‬
‫‪ 17‬غشت ‪ 1995‬الذي نص في فقرتو الثالثة بأنو فيما يخص الموظفيف المحاليف عمى‬
‫التقاعد والذيف يحؽ ليـ اقتناء مساكف األمالؾ المخزنية المسندة إلييـ طبقا لمفصؿ‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬فإنو يتعيف عمى اإلدارات المعنية تعميؽ‬ ‫الثالث مف مرسوـ‬
‫اإلجراءات الرامية إلى اإلفراغ ومراسمة رئيس دائرة األمالؾ المخزنية لمتأكد مف أف‬
‫الشخص المعني باألمر تقدـ فعال بطمب اقتناء المسكف الذي يشغمو ومف أف المسكف‬
‫المطموب شراؤه قابال لمتفويت‪.152‬‬

‫وبذلؾ تبقى فئة المحاليف عمى التقاعد مؤىمة قانونا لالستفادة مف مقتضيات‬
‫مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬لكف بشروط ليست مماثمة بالمقارنة مع زمالئيـ النشيطيف‪.‬‬

‫‪ -3‬أرامؿ وأبناء الموظفيف واألعواف المتوفيف‬

‫طبقا لمقتضيات مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬أصبح مف حؽ أرامؿ وأبناء الموظفيف‬


‫واألعواف المتوفيف قبؿ إحالتيـ عمى التقاعد أو بعده أف يستفيدوا مف أحكاـ ىذا‬

‫‪ -151‬قرار عدد ‪ 91‬بتاريخ ‪ 1972-4-21‬عف الغرفة اإلدارية بالمجمس األعمى‪ ،‬منشور ـ‪.‬ؽ‪.‬ـ‪.‬أ‪ ،‬عدد‪ ،26 :‬سنة‬
‫‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1980‬ص‪.117:‬‬
‫راجع أيضا القرار عدد ‪ 2228‬بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 2002‬في الممؼ المدني عدد ‪ 01/1776‬منشور بمؤلؼ‪" :‬بيع‬
‫‪ 142‬وما‬ ‫المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬لمعربي مياد‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪:‬‬
‫يمييا‪.‬‬
‫‪ -152‬انظر الفقرة الثالثة مف المنشور رقـ ‪ 35/95‬الصادر عف الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المرسوـ‪ ،‬وذلؾ بتقديـ طمب اقتناء بالتراضي المساكف الممموكة لمدولة شريطة أف يثبتوا‬
‫شغميـ لممسكف موضوع الطمب‪.153‬‬

‫يتضح أف المشرع حدد المستفيديف في أرامؿ وأبناء المتوفى‪ ،‬وأف ىذا التحديد‬
‫وارد عمى سبيؿ الحصر وال مجاؿ الستفادة باقي ورثة المتوفى‪ ،‬لكف كاف مف األجدر‬
‫بالمشرع أف يضيؼ إلى ىذه الفئة أصوؿ المتوفى ويعمؽ ذلؾ عمى كونيـ كانوا تحت‬
‫كفالتو ويشغموف معو العقار موضوع الطمب‪.154‬‬

‫ويمزـ الستفادة األرامؿ واألبناء أف يكونوا شاغميف فعال المسكف المراد اقتناءه‪،‬‬
‫ويقدموا طمبيـ إما بكيفية جماعية أو مف طرؼ أحدىـ بتوكيؿ مف الباقيف يدلي بو رفقة‬
‫الطمب باإلضافة إلى رسـ اإلراثة‪.‬‬

‫غير أف ىذه الحالة قد تثير عدة صعوبات مف الناحية العممية‪ ،‬إذ يمكف أف‬
‫يبدي البعض الرغبة في الشراء دوف غيرىـ‪ ،‬وحتى عمى فرض وقوع االتفاؽ وتـ‬
‫الشراء‪ ،‬فإف طريقة أداء األقساط قد تحدث صعوبات بحيث تثار إشكالية تتعمؽ بما إذا‬
‫كاف األداء حسب نسبة التممؾ لكؿ مشترى‪ ،‬وما ىو الحؿ في حالة أداء البعض فقط؟‬
‫طبعا فبالنسبة لإلدارة يعد جميع المشتريف متضامنيف في األداء‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫أف تمديد حؽ االستفادة مف مقتضيات المرسوـ المعدؿ‬ ‫ويؤكد أحد الباحثيف‬
‫إلى األرامؿ واألبناء يجب أف أال يبقى اعتباطيا‪ ،‬وانما يتطمب تقييده بإثبات ما يفيد‬
‫حاجتيـ لممسكف الوظيفي سواء بسبب الفاقة أو عدـ توفرىـ عمى عقار صحي حتى ال‬

‫‪ -153‬نصت الفقرة الثانية مف المادة مف مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬أنو "تشمؿ أحكاـ‬
‫ىذا المرسوـ الموظفيف واألعواف المذكوريف في المادة األولى أعاله‪ ،‬والمحاليف عمى المعاش وكذا أرامؿ وأبناء‬
‫الموظفيف واألعواف المتوفيف قبؿ إحالتيـ عمى التقاعد أو بعد ذلؾ والذيف يشغموف مساكف مخزنية"‪.‬‬
‫‪ -154‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -155‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يفتح المجاؿ لممضاربة العقارية‪ ،‬السيما وأف المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪1999‬‬
‫استثنت مف المساكف الغير القابمة لمتفويت‪ ،‬التي يشغميا موظفوف يممكوف منزال لمسكف‬
‫داخؿ المدينة التي يزاولوف عمميـ فييا‪.‬‬

‫كما أف اتجاه إرادة المشرع إلى تحديد االستفادة مف تفويت المساكف الوظيفية‬
‫ألشخاص ال تربطيـ باإلدارة أية صمة مباشرة‪ ،‬يعتبر خروجا عف المألوؼ‪ ،‬وسببو‬
‫اعتبارات اجتماعية وليست قانونية‪ ،‬ألف استفادة األرامؿ وأبناء الموظفيف المتوفيف مف‬
‫المساكف اإلدارية التي يشغمونيا تكوف قد انقطعت بمجرد وفاة الموظؼ‪ ،‬وبالتالي يتحتـ‬
‫إخالؤىا ألنيا ال تدخؿ ضمف تركة اليالؾ ‪.156‬‬

‫‪ -156‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪.39‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انًجحث انثبَ‪ٙ‬‬

‫إكشاْبد رذث‪ٛ‬ش انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ‬

‫باستعراضنا لفئات الموظفيف المسكنيف وكذا طريقة احتساب المقابؿ المالي الذي‬
‫يقتطع مف راتب الموظؼ نظير اعتماره لمسكف اإلداري‪ ،‬يتضح أف مقتضيات القرار‬
‫الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬المتعمؽ بالنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف‪،‬‬
‫ينطوي عمى كثير مف التفرد‪ ،‬كما أف تطبيقو خمؽ عدة مشاكؿ سواء بالنسبة لمجية‬
‫المكمفة مباشرة بتسيير المساكف اإلدارية أو بالنسبة لإلدارات المتدخمة في ىذه العممية‪،‬‬
‫مما يجعؿ السكف اإلداري يعيش اليوـ عمى إيقاع صعوبات حقيقية متشعبة ومعقدة‬
‫تمقي بظالليا السمبية عمى القطاع الذي يتولى تسيير ىذا النوع مف السكف‪.‬‬

‫ولعؿ أبرز مظاىر إكراىات تدبير المساكف اإلدارية تمؾ المتعمقة بالطابع‬
‫التنظيمي والمتمثمة عمى الخصوص في قدـ النص المعموؿ بو في ىذا المجاؿ وتخمؼ‬
‫مقتضياتو عف مسايرة التطورات التي لحقت المرفؽ العاـ بصفة عامة‪ ،‬زيادة عمى تعدد‬
‫المتدخميف في مجاؿ السكف اإلداري‪ ،‬وتشتت النصوص المصاحبة لمقرار الوزيري‬
‫المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪( 1951‬المطمب األوؿ)‪.‬‬

‫كما أف أزمة السكف اإلداري تتجمى كذلؾ في صعوبات استخالص عائدات‬


‫المساكف اإلدارية (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب ااول‪ :‬دا ااإلار التلنممي وتلدد المتددلمي‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬بمثابة النظاـ الخاص‬ ‫يتسـ القرار الوزيري المؤرخ في‬


‫بالموظفيف المسكنيف‪ ،‬بعدـ مواكبتو لمتحوالت الراىنة إذ أنو صدر خالؿ فترة الحماية‬
‫مما يسبغ عميو طابع القدـ رغـ أنو عرؼ عدة تعديالت تراوحت أىميتيا بيف البساطة‬
‫والعمؽ لكف تمس جوىر اإلطار التنظيمي لممساكف اإلدارية ( الفقرة األولى)‪.‬‬

‫كما أف مجاؿ تسيير المساكف اإلدارية ليس حك ار عمى مديرية األمالؾ المخزنية‬
‫بؿ يتميز بكثرة المتدخميف وتعددىـ سواء مف خالؿ اإلمكانيات التي تتيحيا عممية‬
‫تخصيص العقارات الممموكة لمدولة لفائدة اإلدارات العمومي ة ‪ ،‬أو لتشتت النصوص‬
‫المصاحبة لمنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف نتيجة تعدد األنظمة األساسية الموازية‬
‫لمنظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪ ،‬الشيء الذي يشكؿ إكراىا حقيقيا في عممية‬
‫تسيير المساكف اإلدارية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬لذو اإلطبس انزُظ‪ٔ ًٙٛ‬لظٕس انزؼذ‪ٚ‬الد انٕاسدح ػه‪ّٛ‬‬

‫لعؿ أكبر اإلكراىات التي تطبع مجاؿ تسيير المساكف اإلدارية ىو قدـ اإلطار‬
‫التنظيمي‪ ،‬بحيث يعود إلى منتصؼ القرف الماضي‪ ،‬ذلؾ أنو بالرغـ مف توالي‬
‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬سواء بتعديمو أو‬ ‫التعديالت التي لحقت القرار الوزيري المؤرخ في‬
‫تتميـ مقتضياتو أو بإلغائيا جزئيا‪ ،‬إال أف ما يميزىا عمى العموـ ىو محدوديتيا‬
‫وبساطتيا‪.157‬‬

‫وسنحاوؿ مف خالؿ ىذه الفقرة استعراض أىـ التعديالت التي نصت عمييا‬
‫ق اررات الوزير األوؿ في ىذا الشأف ( أوال)‪ ،‬وكذا المالحظات واالستنتاجات التي تثيرىا‬
‫تمؾ التعديالت (ثانيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬أْى انزؼذ‪ٚ‬الد انز‪ ٙ‬نحمذ لشاس ‪ 19‬شزُجش ‪1951‬‬

‫‪ -157‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.56 :‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -1‬قرار األميف العاـ لمحكومة المؤرخ في ‪ 11‬أبريؿ ‪1953‬‬

‫لـ تمض سوى سنتيف عمى دخوؿ القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪1951‬‬
‫‪11‬‬ ‫حيز النفاذ‪ ،‬حتى لحقتو تعديالت بواسطة قرار األميف العاـ لمحكومة المؤرخ في‬
‫أبريؿ ‪ ،1953‬والتي مست عمى الخصوص قيمة الوجيبة الكرائية الشيرية لمغرفة‬
‫الواحدة‪ ،‬بحيث عرفت ارتفاعا بنسبة ‪.159%100‬‬

‫وعالوة عمى ىذا التعديؿ الجوىري‪ ،‬فقد نصت مقتضيات ىذا القرار عمى أف‬
‫أقصى ما يمكف اقتطاعو مف الراتب الشيري‪ ،‬كيفما كانت طرؽ تحديدىا ال يمكف أف‬
‫تتجاوز ‪ %15‬مف المبمغ اإلجمالي‪.160‬‬

‫كما جعؿ القرار المذكور مصاريؼ صيانة السكف اإلداري عمى عاتؽ معتمره‬
‫باستثناء مصاريؼ الترميمات والصيانة المتعمقة بالقدـ أو عيب في البناء أو الناجمة‬
‫عف قوة قاىرة‪.‬‬

‫وعالوة عمى ذلؾ فإف قرار ‪ 11‬ابريؿ ‪ 1953‬أدخؿ تعديالت ميمة عمى الفصؿ‬
‫‪ 14‬مف قرار ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1951‬بحيث اىتـ ذلؾ الفصؿ بكيفية استيفاء السومة الكرائية‬
‫بالنسبة لمعقارات التي كانت تديرىا الشركة العقارية الفرنسية المغربية وحصرىا في‬
‫مسطرتيف‪ :‬إما عف طريؽ الخصـ مف المنبع أي عف طريؽ االقتطاع مف الراتب قبؿ‬
‫تحصيمو بناء عمى طمب مديرية األمالؾ المخزنية‪ ،‬أو بالوفاء مباشرة ‪.161‬‬

‫‪ -158‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2112‬بتاريخ ‪ 17‬أبريؿ ‪ ،1953‬ص‪.555:‬‬


‫‪ -159‬لمزيد مف التفصيؿ انظر العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.34 :‬‬
‫‪ -160‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.37:‬‬
‫‪ -161‬العربي مياد‪ " :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.38 :‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -2‬قرار رئيس الحكومة المؤرخ في ‪ 28‬شتنبر ‪1959‬‬

‫لقد جاء ىذا القرار لمعالجة األزمة التي عرفيا تسيير المساكف اإلدارية خاصة‬
‫فيما يتعمؽ بمشكؿ تسييؿ تداوليا بيف الموظفيف وذلؾ نتيجة وضعية االحتالؿ التي‬
‫تعرفيا‪.‬‬

‫‪ 13‬مف قرار ‪ 1951‬بحيث أكد‬ ‫وفي ىذا اإلطار عدؿ القرار المذكور الفصؿ‬
‫عمى أنو في حالة انقطاع الموظؼ المسكف عف العمؿ ألي سبب مف األسباب يفقد‬
‫الحؽ في البقاء بالمسكف اإلداري وينبغي عميو بالتالي إفراغو داخؿ أجؿ شيريف‪ ،‬عمى‬
‫أف ىذا األجؿ ينتقؿ إلى ‪ 15‬يوما كمما تعمؽ األمر بالوزراء وكتاب الدولة وما شابييـ‪،‬‬
‫عالوة عمى أعضاء دواوينيـ‪.163‬‬
‫‪164‬‬
‫‪ -3‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 3-89-77‬بتاريخ ‪ 5‬أبريؿ ‪1977‬‬

‫جاء ىذا القرار في سياؽ تداعيات األزمة التي عرفتيا المساكف اإلدارية‬
‫والمتمثمة في استفحاؿ ظاىرة احتالليا بدوف سند قانوني‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار‪ ،‬أضافت مقتضيات القرار المذكور أحكاما جديدة مكممة لمفصؿ‬
‫‪ 1959‬بحيث أقرت استثنائيف عمى أجؿ‬ ‫‪ 13‬مف قرار ‪ 1951‬كما تـ تعديمو سنة‬
‫الشيريف مف أجؿ إفراغ المساكف اإلدارية وذلؾ لفائدة‪:‬‬

‫‪ -‬المتقاعديف غير المنتميف إلى فئة المسكنيف وجوبا أو مجانا والذيف ال يشغموف‬
‫مساكف وظيفية‪ ،‬بحيث حدد أجؿ اإلفراغ في ستة أشير‪ ،‬يمكف تمديدىا في‬
‫حالة عدـ تقاضييـ لمعاشاتيـ داخميا إلى غاية تاريخ صرؼ المعاش المذكور‪.‬‬

‫‪ -162‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2451‬بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ ،1959‬ص‪.3050:‬‬


‫‪ -163‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.58 :‬‬
‫‪ -164‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ 3356‬بتاريخ ‪ 27‬أبريؿ ‪ ،1977‬ص‪.1243:‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬الموظفيف المستفيديف مف عطمة مرضية عادية أو عطمة طويمة األمد والذيف ال‬
‫يشغموف مساكف وظيفية وال ينتموف إلى فئة الموظفيف المسكنيف وجوبا أو مجانا‪.‬‬

‫‪ 3-19-79‬بتاريخ ‪ 12‬شتنبر‬ ‫‪ -4‬قرار الوزير األوؿ ووزير العدؿ عدد‬


‫‪165‬‬
‫‪1979‬‬

‫‪ 7‬مف القرار‬ ‫تضمف ىذا القرار فصال فريدا حممت مقتضياتو تعديال لمفصؿ‬
‫الوزيري المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما سبؽ تعديمو بواسطة القرار المؤرخ في ‪11‬‬
‫أبريؿ ‪ ،1953‬وقد مس ىذا التعديؿ الوجيبة الكرائية بحيث عرفت ارتفاعا بنسبة‬
‫‪ %100‬وذلؾ بأثر يسري ابتداء مف فاتح يوليوز ‪.1979‬‬

‫‪ 3-24-80‬بتاريخ ‪ 18‬مارس‬ ‫‪ -5‬قرار الوزير األوؿ ووزير العدؿ عدد‬


‫‪166‬‬
‫‪1980‬‬

‫لقد جاء ىذا القرار بعد مضي ستة أشير فقط عمى القرار السالؼ الذكر لموزير‬
‫األوؿ ووزير العدؿ‪ ،‬وذلؾ في سياؽ الصعوبات التي عرفيا تطبيؽ ىذا األخير‪ ،‬وىكذا‬
‫فقد تضمف ىذا القرار فصال فريدا تمغى بموجبو مقتضيات القرار الذي سبقو وبنفس‬
‫األثر الذي حدد لسريانو أي فاتح يوليوز ‪.1979‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ -6‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 3-71-82‬بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪1982‬‬

‫حمؿ ىذا القرار تعديال مس معايير االستفادة مف التعويض التمثيمي عف السكف‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد نص القرار المعني عمى أف الموظفيف المسكنيف بحكـ القانوف‬
‫ال يتقاضوف التعويض التمثيمي عف السكف‪ ،‬كما أنيـ يؤدوف عف طريؽ االقتطاع مف‬

‫‪ -165‬جريدة رسمية عدد ‪ 3491‬بتاريخ ‪ 26‬شتنبر‪ ،1979‬ص‪.2352:‬‬


‫‪ -166‬جريدة رسمية عدد ‪ 3516‬بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ ،1980‬ص‪.344:‬‬
‫‪ -167‬جريدة رسمية عدد ‪ 3668‬بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،1983‬ص‪.275:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪2-60-011‬‬ ‫رواتبيـ إتاوة تعادؿ قيمتيا التعويض المنصوص عميو في المرسوـ رقـ‬
‫بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪1960.‬‬
‫‪168‬‬
‫‪ -7‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 3-33-83‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪1983‬‬

‫نص ىذا القرار مف خالؿ فصمو الفريد عمى الموظفيف المسكنيف بحكـ الواقع‬
‫والذيف يممكوف مساكف شخصية بالمدينة التي يعمموف بيا ال تشمميـ مقتضيات النظاـ‬
‫الخاص بالموظفيف المسكنيف‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫‪ -8‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 2-30-90‬بتاريخ ‪ 18‬يوليوز ‪1990‬‬

‫‪ 19‬شتنبر‬ ‫بمقتضى ىذا القرار أدخؿ الوزير األوؿ تعديال جوىريا عمى قرار‬
‫‪ 1951‬وذلؾ بإلغاء الفصوؿ ‪ 12 ،10 ،8 ،7 ،6 ،3‬منو‪ ،‬كما قاـ بإدخاؿ تغييرات‬
‫أساسية عمى الفصؿ ‪.9‬‬

‫والنتيجة ىي إلغاء الجدوؿ الذي كاف عمى ضوئو يتـ تصنيؼ المساكف المخزنية‬
‫والذي كاف عامال حاسما في تحديد سقؼ الوجيبة الكرائية التي يتحتـ عمى الموظؼ‬
‫أداؤىا بصرؼ النظر عف الفئة التي ينتمي إلييا ‪.170‬‬

‫كما أعطى ذلؾ القرار اإلمكانية لمموظفيف المعنييف لممطالبة بمراجعة الوجيبة‬
‫الكرائية المفروضة عمييـ بتخفيضيا إلى مستوى القيمة الكرائية الحقيقية لممحؿ وذلؾ‬
‫في حالة ما إذا تبيف ليـ أف ىذه األخيرة أقؿ مف الوجيبة المطالبيف بأدائيا‪ ،‬بحيث‬

‫‪ -168‬جريدة رسمية عدد ‪ 3705‬بتاريخ ‪ 2‬نونبر ‪ ،1983‬ص‪.1547:‬‬


‫‪ -169‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4057‬بتاريخ فاتح غشت ‪ ،1990‬ص‪.1155:‬‬
‫‪ -170‬فقد نص التعديؿ في ىذا الشأف عمى أف "مبمغ الوجيبة الكرائية – واف اقتضى الحاؿ‪ -‬المبالغ المستوفاة عف‬
‫‪ %15‬مف رواتب الموظفيف المعنييف باستثناء التعويضات العائمية‬ ‫الخدمات والرسوـ اإليجارية‪ ،‬يحدد في‬
‫والتعويضات التمثيمية لممصاريؼ"‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫تحدد قيمة الوجيبة الكرائية مف طرؼ المجنة اإلدارية لمخبرة‪ ،‬التي ال تقبؿ مستنتجاتيا‬
‫أي طعف‪ ،‬إذا كانت ىذه القيمة تقؿ عف سقؼ ‪.%15‬‬

‫ىذا وفي الحالة التي يكوف فييا المسكف اإلداري معتم ار مف طرؼ زوجيف‬
‫كالىما يعمالف باإلدارة‪ ،‬فإف نسبة ‪ %15‬تحتسب بناء عمى الراتب األعمى ليما‪.‬‬

‫كما أف الموظفيف المسكنيف الذيف تمارس أزواجيف مينا حرة تجارية صناعية أو‬
‫فالحية‪ ،‬ال يستفيدوف مف المقتضيات التي جاء بيا التعديؿ المذكور وبالتالي يكونوف‬
‫مطالبيف بأداء الوجيبة الكرائية الحقيقية المحددة بواسطة خبرة إدارية‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬اَؼذاو فؼبن‪ٛ‬خ انزؼذ‪ٚ‬الد انالحمخ ثمشاس ‪ 19‬شزُجش ‪1951‬‬


‫مف خالؿ دراسة وتحميؿ مقتضيات التعديالت المتالحقة لمقرار الوزيري المؤرخ‬
‫في ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1951‬يتضح أف النظاـ القانوني لمسكف الوظيفي لـ يوجد ليكوف‬
‫جامدا‪ ،‬وانما ليكوف متطو ار أو مساي ار لمتحوالت االجتماعية واالقتصادية التي يعرفيا‬
‫المجتمع دوف أف يكوف متعسفا في حؽ فئة الموظفيف المستفيديف منو‪ ،‬وىنا فإف مديرية‬
‫األمالؾ المخزنية كانت دائما مدعوة إلى التدخؿ‪ ،‬إما باقتراح التعديالت عمى نظاـ‬
‫السكف الوظيفي‪ ،‬أو إصدار مناشير توضيحية ورسائؿ دورية قصد تأويؿ النص عند‬
‫غموضو ضمانا لتطبيقو بكيفية سميمة ‪.171‬‬

‫لكف تمؾ التعديالت تثير مجموعة مف المالحظات واالستنتاجات يمكف إجماليا‬


‫فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدـ تطبيؽ التعديالت الالحقة بالقرار ‪ 19‬شتنبر ‪1951‬‬

‫‪ -171‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.61:‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المالحظ أف تمؾ التعديالت رغـ أف قيمتيا تتراوح بيف البساطة والعمؽ إال أنيا‬
‫لـ تعرؼ عمى العموـ طريقيا نحو التطبيؽ‪ ،‬مما يجعؿ اإلطار التنظيمي لممساكف‬
‫اإلدارية يبقى ىو القرار الصادر سنة ‪ ،1951‬بالرغـ مف أف مقتضيات ىذا األخير لـ‬
‫تنشر بالجريدة الرسمية في طبعتيا العربية لحد اآلف وىذا ال ينفي أف ىناؾ بعض‬
‫المحاوالت لترجمة ىذا القرار الميـ‪ ،‬إال أنيا تظؿ مشوبة بالركاكة و وقوعيا في‬
‫الترجمة الحرفية مما يجعميا تفقد المعاني وروح النص ‪.172‬‬

‫فقطاع السكف اإلداري بالرغـ مف األىمية التي يكتسييا سواء بالنسبة لإلدارة‬
‫عمى اعتبار أنو يساىـ في حسف سير المرفؽ العاـ‪ ،‬أو لمموظؼ بالنظر لمخدمة‬
‫االجتماعية التي يوفرىا‪ ،‬ال تزاؿ تحكمو مقتضيات ترجع في غالبيتيا لما يزيد عف‬
‫نصؼ قرف مف الزمف‪.‬‬

‫فطوؿ المدة التي ظمت فييا أحكاـ ىذا النظاـ تحكـ قطاع السكف اإلداري ينـ‬
‫عف مدى الجمود الذي أحاط بمقتضياتو‪ ،‬بحيث أف ىذه األخيرة إذا كانت قد صيغت‬
‫في فترة الحماية استجابة لمتطمبات معينة‪ ،‬فال يمكنيا بأي حاؿ مف األحواؿ أف تكوف‬
‫قادرة عمى تمبية حاجيات السياؽ الحالي‪.‬‬

‫‪ -2‬محدودية وبساطة الق اررات المعدلة لقرار ‪ 19‬شتنبر ‪1951‬‬

‫‪19‬‬ ‫يالحظ أف الق اررات التي جاءت لتعديؿ أو تتميـ القرار الوزيري المؤرخ في‬
‫شتنبر ‪ 1951‬أو إلغاء بعض أحكاميا‪ ،‬تمحورت في مجمميا حوؿ موضوعيف أساسيف‪:‬‬
‫مراجعة الوجيبة الكرائية مف جية‪ ،‬وافراغ المساكف اإلدارية الواقعة تحت االحتالؿ بدوف‬
‫سند قانوني مف جية ثانية‪.‬‬

‫‪ -172‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.59:‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فالموضوع األوؿ استأثر باىتماـ الجياز التنظيمي‪ ،‬اعتبا ار لعدد الق اررات التي‬
‫تناولتو والتي تظير مدى الوعي بمشكؿ حقيقي يعاني منو قطاع السكف اإلداري‬
‫والمتمثؿ في عدـ التناسب بيف الخدمة التي تقدميا المساكف اإلدارية مف جية‪،‬‬
‫والمدخوؿ الناتج عف ىذه الخدمة مف جية أخرى‪.‬‬

‫وزيادة عمى ذلؾ فاىتماـ السمطة التنظيمية بيذا الموضوع يجد تبريره في كوف‬
‫الق اررات الصادرة في ىذا الشأف تندرج ضمف مجيود السمطات العمومية لتحسف‬
‫عائدات أمالؾ الدولة بصفة عامة‪ ،‬والتابعة منيا لمممؾ الخاص عمى وجو‬
‫الخصوص‪.173‬‬

‫لكف الرفع مف القيمة الكرائية لمدور السكنية المخزنية عف طريؽ إعادة النظر في‬
‫الطرؽ المتعمقة بتصنيؼ وترتيب ىذه الدور وخصوصا مراجعة األسس المالية لتعرفة‬
‫‪ ،1953‬ىو ما لـ تستطع السمطات العميا تقريره حتى اآلف رغـ عدة محاوالت لتبقى‬
‫كافة التدابير واإلجراءات المتخذة مجرد حبر عمى ورؽ ‪.174‬‬

‫أما بخصوص الموضوع الثاني‪ ،‬فقد صادفت الق اررات التي اىتمت بو فترة بداية‬
‫تطبيؽ القرار الصادر في ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1951‬بحيث جاء أوؿ قرار في ىذا الشأف سنة‬
‫‪ ،1951‬كما أنيا جاءت كذلؾ في سياؽ أزمة السكف التي استفحمت نياية السبعينات‪.‬‬

‫‪ -3‬تردد السمطة التنظيمية في مواجية اإلطار المنظـ لممساكف اإلدارية‬

‫إف توالي التعديالت دوف القدرة عمى تفعيميا وادخاليا حيز النفاذ‪ ،‬يبرز مدى‬
‫تردد الجياز التنظيمي وتدبدب ق ارراتو‪ ،‬وىذا ما يظير جميا في صدور قرار بيف الوزير‬
‫األوؿ ووزير العدؿ المؤرخ في ‪ 12‬شتنبر ‪ 1979‬الذي أقر زيادة في الوجيبة الكرائية‬

‫‪ -173‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.62:‬‬
‫‪ -174‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.490 :‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫بنسبة ‪ %100‬لكف مف دوف أف يعرؼ طريقة نحو التطبيؽ‪ ،‬بحيث لـ تمض سوى ستة‬
‫أشير حتى صدر قرار آخر عف نفس الجية مصدرة القرار األوؿ‪ ،‬تمغي ىذا األخير‬
‫وبنفس أثر سرياف النفاذ‪.‬‬

‫وكمثاؿ آخر عمى التردد الذي طبع مواقؼ السمطة التنظيمية في مراجعة اإلطار‬
‫الذي يحكـ السكف اإلداري‪ ،‬نذكر قػرار الوزيػر األوؿ الصػادر بتاريػخ‬

‫‪ 18‬يوليوز ‪ 1990‬والذي أدخؿ تعديالت جوىرية عمى طريقػة احتسػاب الوجيبة‬


‫الكرائية‪ ،‬لكف مع األسؼ دوف أف يعرؼ طريقو نحو التطبيؽ ‪.175‬‬

‫فالمتتبع والدارس لكرونولوجيا النصوص التنظيمية في مجاؿ السكف اإلداري‬


‫يصؿ إلى استنتاج يدعمو المنطؽ القانوني السميـ مفاده أف المقتضيات التي جاء بيا‬
‫القرار الصادر في ‪ 18‬يوليوز ‪ 1990‬ىي المعموؿ بيا‪ ،‬غير أنو بالرجوع إلى حقؿ‬
‫الممارسة يتبيف أف الممارسيف الزالوا يستندوف في تدخالتيـ في ميداف السكف اإلداري‬
‫إلى مقتضياتو بدوف سند‪.176‬‬

‫مما تقدـ يظير جميا مدى حجـ المقاومة التي تواجو بيا ق اررات السمطة‬
‫التنظيمية مف الجيات المتضررة منيا بدعوى مساسيا باألوضاع االجتماعية‪.‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬رؼذد انًزذخه‪ ٍٛ‬ف‪ ٙ‬يجبل انسكٍ اإلداس٘ ٔرشزذ‬


‫انُظٕص انًظبحجخ‬

‫إف مف بيف السمبيات األساسية التي تميز قطاع السكف اإلداري تعدد الجيات‬
‫المتدخمة وتشتت النصوص المصاحبة‪ ،‬الشيء الذي ينعكس سمبا عمى تسييره‪.‬‬

‫‪ -175‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص – المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪ 486 :‬و‪.487‬‬
‫‪ -176‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.63 :‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فإذا كانت مديرية األمالؾ المخزنية ىي المختصة بتسيير مجموع أمالؾ الدولة‬
‫الخاصة وذلؾ وفؽ أحكاـ الفصؿ ‪ 14‬مف المرسوـ عدد ‪ 2-78-539‬بتاريخ ‪ 22‬نونبر‬
‫‪ 1978‬في شأف تنظيـ واختصاصات و ازرة المالية فإف القطاعات الو ازرية األخرى‬
‫تتدخؿ في عممية تسيير األمالؾ العائدة لمدولة بما فييا المساكف اإلدارية بناء عمى‬
‫محاضر تخصيص األمالؾ المعنية لفائدتيا ( أوال)‪ ،‬كما أف النصوص الموازية لإلطار‬
‫التنظيمي تتميز بتعددىا وتشتتيا الشيء الذي يطرح عدة صعوبات أماـ الممارسيف‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬رخظ‪ٛ‬ض انًسبكٍ انًخضَ‪ٛ‬خ‬


‫يعتبر التخصيص مف األساليب األكثر تداوال والتي تعتمدىا إدارة األمالؾ‬
‫المخزنية في تسيير أمالؾ الدولة الخاصة‪.‬‬

‫فالتخصيص يعد مف بيف المفاىيـ التي يصعب ضبطيا وذلؾ رغـ استعمالو‬
‫الغالب‪ ،‬فيو ينطوي عمى مفيوـ غامض ومبيـ‪ ،‬كما أنو لـ يتـ تعريفو بشكؿ واضح‬
‫في القانوف اإلداري‪.177‬‬

‫فقد عرؼ بعض الفقو التخصيص بأنو العممية التي يتـ بموجبيا وضع عقار‬
‫مخزني رىف إشارة مرفؽ عمومي لتسخيره وفؽ مصالحو الخاصة ‪.178‬‬

‫‪ -177‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.64 :‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ويمكف القوؿ أف التخصيص يبقى إجراء إداريا داخميا تقوـ اإلدارة بمقتضاه‬
‫بوضع ممؾ مف األمالؾ الخاصة لمدولة رىف إشارة مصمحة عمومية لتمكينيا مف‬
‫ضماف سيرىا العادي‪.179‬‬

‫‪ 83‬مف المرسوـ الممكي بمثابة‬ ‫وىذا التعريؼ يتماشى مع مقتضيات الفصؿ‬


‫النظاـ العاـ لممحاسبة العمومية بتاريخ ‪ 21‬أبريؿ ‪ 1967‬كما وقع تتميمو وتغييره و‬
‫الذي ينص عمى أف "العقارات التابعة لمممؾ الخاص لمدولة الالزمة إلقامة المصالح‬
‫العمومية تخصص ليا بعد أداء مقابؿ ثمنيا الذي تحدده مصمحة األمالؾ المخزنية‪،‬‬
‫لصندوؽ إعادة توظيؼ أمالؾ الدولة ما لـ تكف قد تـ اقتناؤىا أو بناؤىا باعتمادات‬
‫خاصة بيذه المصالح‪.‬‬

‫وتتحمؿ المصالح المستفيدة مف التخصيص مصاريؼ إصالح العقارات‬


‫المخصصة ليا وصيانتيا ميما بمغت تمكـ المصاريؼ كما تتحمؿ كؿ الضرائب‬
‫والرسوـ المطبقة عمييا"‪.‬‬

‫وعممية التخصيص ال تنتج انتقاؿ ممكية العقارات المخصصة لفائدة اإلدارة‬


‫المستفيدة مف ىذه العممية‪ ،‬وانما تعطييا فقط حؽ االنتفاع‪ ،‬الذي ال يعني مجرد الحيازة‬
‫بؿ صالحية القياـ بكؿ ما ييـ تسييره وصيانتو واستعمالو لألغراض المخصص مف‬
‫أجميا‪.180‬‬

‫‪ -178‬انظر بيذا الخصوص‪:‬‬


‫‪- Griguer (J) : « traité théorique et pratique de législation, doctrine administrative et‬‬
‫‪jurisprudence marocaine en matière domaniale », imprimerie réunies, Casa‬‬
‫‪1939, p.33.‬‬
‫‪ -179‬راجع بيذا الخصوص أطروحة حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص المقاربة القانونية والمالية"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.413‬‬
‫‪ -180‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.65 :‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وتشكؿ العقارات المخصصة لإلدارات العمومية الثروة الحقيقية األساسي ة ضمف‬


‫أمالؾ الدولة‪ ،‬عمى اعتبار أنيا تتكوف مف عقارات مخزنية حضرية مبنية ذات قيمة‬
‫مادية جد كبيرة‪.181‬‬

‫إال أف التخصيص يقترف بعدة سمبيات تعيؽ التسيير السميـ والعقالني لممساكف‬
‫اإلدارية‪ ،‬بحيث إف تخصيصيا لفائدة القطاعات الو ازرية يؤدي إلى تعدد المتدخميف في‬
‫عممية التسيير بتعدد القطاعات المعنية مما يطرح عدة إشكاليات يمكف إجماليا في‪:‬‬

‫ففي غياب إطار‬ ‫‪ -1‬تعدد معايير إسناد السكف اإلداري لفائدة الموظفيف‪:‬‬
‫تنظيمي لإلسناد‪ ،‬فكؿ قطاع يقوـ بيذه العممية وفؽ تصوره الخاص‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫حاالت شاذة تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬إسناد أكثر مف مسكف لنفس الشخص؛‬

‫‪ -‬إسناد مساكف مخزنية ألشخاص يممكوف مساكف شخصية بنفس المدينة التي‬
‫يعمموف بيا‪.182‬‬

‫‪ -2‬عدـ اىتماـ اإلدارات المستفيدة مف التخصيص بصيانة المساكف اإلدارية‪:‬‬


‫وىذا األمر يعرض ىذه المساكف لمتمؼ‪ ،‬خاصة إذا عممنا أف نسبة كبيرة مف رصيد‬
‫الدولة مف المساكف أضحت متقادمة وفي حالة سيئة‪.‬‬

‫ففي الوقت الذي يتسع الرصيد العقاري المخصص لمقطاعات الو ازرية‪،‬‬

‫‪ -181‬انظر بيذا الصدد‪:‬‬


‫‪- Al Maliya : « bulletin d’information du ministère des finances et de la‬‬
‫‪privatisation », n° 9, septembre 1997, p. 10.‬‬
‫‪ -182‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.66:‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ال تولي ىذه األخيرة االىتماـ الالزـ لصيانة العقارات الموجودة بحوزتيا‪ ،‬مما يفسر‬
‫الوضعية السيئة التي توجد عمييا العقارات المذكورة بما فييا المساكف اإلدارية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي ينعكس سمبا عمى جودة أداء المرفؽ العاـ‪.183‬‬

‫‪ -3‬غياب تنسيؽ فعاؿ وتعاوف بناء بيف اإلدارات المستفيدة مف التخصيص‬


‫ومديرية األمالؾ المخزنية‪ :‬وخصوصا فيما يتعمؽ بالتصريح داخؿ أجؿ معقوؿ بيوية‬
‫المعتمر الفعمي لممسكف اإلداري‪ ،‬الشيء الذي ينجـ عف استغالؿ المعطيات المصرح‬
‫بيا حاالت شاذة تتمثؿ في االستمرار في اقتطاع الوجيبة الكرائية مف رواتب أشخاص‬
‫غادروا المساكف اإلدارية التي كانوا يعتمرونيا‪.‬‬

‫وكذلؾ بالتصريح بالتغييرات التي تط أر عمى محتويات المسكف اإلداري مف‬


‫توسيع أو إعادة توزيع لممشتمالت‪ ،‬الشيء الذي يضاعؼ مف الصعوبات التي تواجو‬
‫مجيود الدولة في ضبط أمالكيا وخاصة المساكف منيا ‪.184‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬رؼذد األَظًخ األسبس‪ٛ‬خ‬


‫‪185‬‬
‫التي يتمتع بيا الموظفوف العموميوف‪ ،‬فإنيـ‬ ‫باإلضافة إلى الحماية القانونية‬
‫يتمتعوف أيضا بحماية مالية في نطاؽ االمتيازات المقدمة إلييـ‪ ،‬وتكمف الحماية المالية‬
‫في مختمؼ الضمانات المادية التي يتمقاىا الموظفوف بمناسبة أو بسبب تأدية المياـ‬
‫المنوطة بيـ وتعرؼ تمؾ الضمانات المادية المقدمة إلى الموظؼ أثناء حياتو المينية‬
‫باألجرة بمختمؼ مكوناتيا ‪.186‬‬

‫‪ -183‬انظر تقرير البنؾ العالمي إلعادة البناء والتنمية ‪ BIRD‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 2002‬حوؿ إصالح تسيير الممؾ‬
‫الخاص لمدولة‪ ،‬ص‪.4:‬‬
‫‪ -184‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.66:‬‬
‫‪ -185‬انظر عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.322 -251 :‬‬
‫‪ -186‬عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.325 :‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وتبعا لمفصؿ ‪ 26‬مف ظيير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬المتعمؽ بالنظاـ األساسي العاـ‬


‫لموظيفة العمومية كما تـ تغييره وتعديمو‪ ،‬فإف األجرة تشتمؿ عمى المرتب والتعويضات‬
‫العائمية وغيرىا مف التعويضات والمنح المحدثة بمقتضى النصوص التشريعية‬
‫والنظامية‪.187‬‬

‫ويعتبر التعويض عف السكف مف بيف التعويضات المكونة لألجرة باعتباره إحدى‬


‫المزايا االجتماعية المكفولة لمموظؼ‪.188‬‬

‫وتحكـ منظومة األجور مجموعة مف النصوص القانونية يكتسي بعضيا طابعا‬


‫مشتركا‪ ،‬في حيف ييـ بعضيا اآلخر فئات أو ىيئات محددة مف األعواف والموظفيف‪.‬‬

‫فإذا كاف قانوف الوظيفة العمومية يسري عمى جميع الموظفيف التابعيف لإلدارة‬
‫العمومية طبقا لمفصؿ الرابع منو والذي جاء فيو‪" :‬يسري نظاـ الوظيفة العمومية عمى‬
‫موظفي اإلدارات المركزية لمدولة وكذا عمى المصالح الخارجية التابعة ليا"‪،‬‬
‫فإف مجاؿ تطبيؽ القانوف المذكور تطالو بعض االستثناءات تتمثؿ في فئات الموظفيف‬
‫التي تنظميا األنظمة الخصوصية أو األنظمة االستثنائية ‪.189‬‬

‫فاألنظمة الخاصة ببعض ىيآت الموظفيف يمكف أف تشكؿ استثناءا لممقتضيات‬


‫التي يتبيف أنيا غير منسجمة مع الواجبات الممقاة عمى ىذه الييآت أو المصالح‪،‬‬

‫‪ -187‬الفصؿ ‪ 26‬مف ظيير الشريؼ رقـ ‪ 1-58-008‬بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬بمثابة النظاـ األساسي لموظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -188‬راجع عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫‪ -189‬في ىذا الصدد استثنى الفصؿ الرابع المذكور مف مجاؿ تطبيؽ قانوف الوظيفة العمومية ثالث فئات مف‬
‫الموظفيف ىي‪ :‬القضاة‪ ،‬جنود القوات المسمحة الممكية‪ ،‬متصرفي و ازرة الداخمية‪ ،‬حيث ثـ تنظيـ كؿ فئة بنظاـ‬
‫خاص‪ ،‬وذلؾ اعتبا ار لخصوصياتيا التي ال تنسجـ مع النظاـ الخاص لموظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫بحيث إنو في الحالة التي تمثؿ فييا المياـ التي تؤدييا بعض الفئات مف الموظفيف‬
‫خصوصيات واضحة محدودة فإنو يستدعي تنظيميا بشكؿ متميز ‪.190‬‬

‫وسواء تعمؽ األمر باألنظمة الخصوصية أو االستثنائية فإف القاسـ المشترؾ‬


‫بينيما ىو طابعيا المتميز عف النظاـ العاـ لموظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪،191‬‬ ‫ومف بيف االنعكاسات التي تولدت عف تعدد األنظمة األساسية الخاصة‬
‫عرقمة الحركية بيف األطر وعدـ التوازف بينيا مما قد يوحي بانطباع لدى الموظفيف مف‬
‫حيث شعورىـ بعدـ المساواة وظيور ما يعرؼ بروح االنتماء لمييئة مع ما توفره مف‬
‫امتيازات فئوية‪.192‬‬

‫كما أنو يتبيف مف خالؿ دراسة ىيكمة األجرة أف التعويضات تشكؿ جزءا ىاما‬
‫منيا‪ ،‬حيث أصبحت ىذه التعويضات تكتسي طابعا قا ار يتناقض مع المفيوـ الحقيقي‬
‫لمتعويضات التي يفترض أف تكوف أداة لتشجيع االنتاجية والمردودية أو تغطية بعض‬
‫األتعاب الخاصة‪ ،‬مما يستدعي أف تكوف قابمة لمتغيير حسب تغير ىذه العوامؿ في‬
‫اتجاه أو آخر‪.193‬‬

‫وفي مجاؿ السكف اإلداري يالحظ تعدد واختالؼ األنظمة الخاصة المطبقة عمى‬
‫الموظفيف المسكنيف وذلؾ باختالؼ الفئات واالمتيازات الممنوحة مف طرؼ كؿ و ازرة‬
‫لموظفييا‪.‬‬

‫‪ -190‬وقد كانت الفئات المعنية بيذا المقتضى موضوع تحديد عمى سبيؿ الحصر نذكر منيا‪ :‬الييأة الدبموماسية‬
‫والقنصمية‪ ،‬ىيأة التعميـ‪ ،‬ىيأة رجاؿ المطافئ‪ ،‬ىيأة مفتشي المالية‪.‬‬
‫‪ -191‬عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.48:‬‬
‫‪ -192‬أعماؿ المناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري‪ ،‬ـ‪.‬ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬سمسمة "نصوص ووثائؽ"‪ ،‬عدد ‪،68‬‬
‫ص‪.92 :‬‬
‫‪ -193‬أعماؿ المناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.196:‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وقد نتج عف كثرة النصوص في ىذا المجاؿ‪ ،‬غياب نظرة مندمجة وموحدة‬
‫بخصوص السياسة الواجب تبنييا ارتباطا بالسكف اإلداري مما أدى إلى تعدد في‬
‫وضعيات المساكف التي نصت عمييا النصوص الخاصة‪.194‬‬

‫وغير خاؼ أف كثرة النصوص المرتبطة بالتعويض عف السكف وكثرة األنظمة‬


‫الخاصة في مجاؿ الوظيفة العمومية تمثؿ إكراىا حقيقيا سواء بالنسبة لمدارس الباحث‬
‫في ىذا الصدد في محاولة ضبط إطارىا والتحكـ في حدودىا‪ ،‬وكذا بالنسبة لمممارس‬
‫الذي يشتغؿ في ميداف يتوسع فيو االستثناء وتغيب فيو القاعدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬يالة عااداا المماكي ااداروة وولو اا األتلخوصا‬

‫لعؿ إحدى أىـ الخصائص المرتبطة بعائدات ومداخيؿ األمالؾ المخزنية بصفة‬
‫عامة وعائدات المساكف اإلدارية بصفة خاصة‪،‬ىي ىزالتيا بالمقارنة سواء مع قيمتيا‬
‫الفعمية أو مع الخدمة التي تؤدييا والتي تـ إقرار تحصيؿ الوجيبة الكرائية‬
‫بمناسبتيا(الفقرة األولى)‪.‬‬

‫كما أنو مف جية أخرى‪ ،‬تواجو اإلدارة عدة صعوبات الستخالص ىذه العائدات‬
‫الناتجة عف المساكف اإلدارية وذلؾ بالرغـ مف قمتيا (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫انفمشح األٔلٖ‪ْ :‬ضانخ ػبئذاد انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ‬


‫عمى غرار عائدات باقي العقارات المخزنية‪ ،‬فإف العائدات التي تنتجيا المساكف‬
‫اإلدارية تعد جد متدنية بالمقارنة مع القيمة المالية التي تمثميا ىذه المساكف وكذا‬
‫بالنظر لألثمنة المتداولة بيف الخواص في السوؽ اإليجارية‪.‬‬

‫‪ -194‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.69 :‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فالمغرب مثمو مثؿ مجموعة مف البمداف يعتبر الرصيد العقاري الممموؾ لمدولة‪،‬‬
‫ممكا عموميا وليس موردا مف شأنو خمؽ مزايا اقتصادية ‪.195‬‬

‫ويرجع سبب تدني عائدات المساكف اإلدارية إلى ىزالة الوجيبة الكرائية المعموؿ‬
‫بيا والتي لـ تعرؼ مف الناحية العممية أية تغييرات وذلؾ منذ أخر تعديؿ والذي يرجع‬
‫إلى سنة ‪ ،1953‬مما يجعميا ليس فقط متجاوزة بؿ وبعيدة كؿ البعد عف المعطيات‬
‫الظرفية اإلقتصادية الحالية‪.196‬‬

‫فإذا ما أخدنا عمى سبيؿ المثاؿ فقط قيمة مسكف إداري كائف بمدينة الرباط‬
‫متكوف مف ثالث غرؼ‪،‬مطبخ وحماـ‪،‬حديث البناء وبدرجة صيانة ممتازة‪ ،‬فإف قيمتو‬
‫‪ 1953‬التي ترتبو ضمف‬ ‫إعماال لمقتضيات القرار الوزيري المؤرخ في فاتح يوليوز‬
‫‪ 140 ,00‬درىما‬ ‫الدرجة األولى مف الصنؼ األوؿ مف المساكف‪ ،‬سوؼ لف تتجاوز‬
‫شيريا‪.‬‬

‫غير أننا إذا ما بحثنا في السوؽ العقارية عف قيمة مثؿ ىذا المسكف وبنفس‬
‫المواصفات‪ ،‬نجدىا ال تقؿ عف ‪ 1.500,00‬درىما شيريا‪ ،‬مما يعني أننا أماـ وجيبة‬
‫كرائية تشكؿ أكثر مف عشر مرات ضعؼ تمؾ المعموؿ بيا بالنسبة لممساكف اإلدارية‪.‬‬

‫أماـ ىذا المعطى‪ ،‬فقط حاولت السمطات العمومية تدارؾ الوضع الشاذ المتمثؿ‬
‫في عدـ التناسب بيف ما تقدمو المساكف الغدارية مف خدمة وبيف القيمة الناتجة عف‬
‫اعتمارىا‪،‬وذلؾ مف خالؿ اتخاد تدابير تنظيمية مف شأنيا تعديؿ مقتضيات القرار‬
‫الوزيري بتاريخ ‪ 11‬أبريؿ ‪ 1953‬ونخص بالذكر ‪:‬‬

‫‪ - 195‬انظر تقرير البنؾ العالمي إلعادة البناء والتنمية ‪ BIRD‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ 2002‬حوؿ إصالح تسيير الممؾ‬
‫الخاص لمدولة‪ ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪ - 196‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.71:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ ووزير العدؿ الصادر بتاريخ ‪ 12‬شتنبر ‪.1971979‬‬

‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ المؤرخ في ‪ 18‬يوليوز ‪.1990198‬‬

‫وكما سبقت اإلشارة إلى ذلؾ في المطمب السابؽ‪ ،‬فرغـ الجرأة التي طبعت‬
‫مقتضيات الق ارريف والتي تظير مف خالؿ إدخاؿ تعديالت جوىرية عمى الوجيبة‬
‫الكرائية‪ ،‬سواء بمضاعفتيا ‪ %100‬أو بإلغاء العمؿ بمقتضيات قرار ‪ ،1953‬فإف إلغاء‬
‫القرار األوؿ وتعطيؿ العمؿ بالقرار الثاني‪،‬أبقى مقتضيات قرار ‪ 1953‬نافذة‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى الق ارريف السالفي الذكر‪ ،‬فقد كانت ىناؾ محاوالت بيف الفينة‬
‫واألخرى لمرفع مف قيمة الوجيبة الكرائية والتي تجد إطارىا في سياؽ مجيود الدولة‬
‫لتحسيف عائداتيا ومداخيؿ أمالكيا‪ ،‬إال أنيا كانت تبوء بالفشؿ‪.‬‬

‫انفمشح الثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬طؼٕثبد اسزخالص ػبئذاد انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ‬


‫عالوة عمى ىزالة عائدات المساكف اإلدارية والذي يشكؿ إكراىا حقيقيا أماـ‬
‫تسيير رصيد الدولة مف المساكف‪ ،‬تأتي الصعوبات المرتبطة باستخالص الوجيبة‬
‫الكرائية‪ ،‬ومف أىميا تمؾ المتعمقة بمشاكؿ التنسيؽ مع الخزينة العامة لممممكة‪.‬‬

‫فإذا كانت مديرية األمالؾ المخزنية تعتبر الفاعؿ األساسي في مجاؿ تسيير‬
‫المساكف اإلدارية وذلؾ مف خالؿ تحميؿ معتمرييا لموجيبة الكرائية‪ ،‬فإف الخزينة العامة‬
‫لممممكة تتدخؿ في مرحمة الحقة مف أجؿ استخالص عائدات المساكف المذكورة سواء‬
‫بواسطة المكتب الرئيسي ألداء المعاشات‪ ،‬كمما تعمؽ األمر بموظفيف يتقاضوف رواتبيـ‬

‫‪ - 197‬جريدة رسمية عدد ‪ 3491‬بتاريخ ‪ 26‬شتنبر‪ ،1979‬ص‪.2352:‬‬


‫‪ - 198‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4057‬بتاريخ فاتح غشت ‪ ،1990‬ص‪.1155:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مف الميزانية العامة أو بواسطة القباضات إذا كاف المعتمروف موظفيف جماعييف‬
‫ينتسبوف لميزانية جماعية أو إقميمية ‪.199‬‬

‫وقد تبيف مف تشخيص أسباب ضعؼ نسبة استخالص عائدات ومداخيؿ‬


‫األمالؾ المخزنية بصفة عامة وعائدات المساكف المخزنية بصفة خاصة‪ ،‬والذي يعد‬
‫ارتفاع قيمة متأخرات التحصيؿ " ‪ ،"Les restes à receuvrer‬أكبر مؤشر عمى أنيا‬
‫ترتبط بتقصير مف الجية المكمفة باالستخالص وخاصة منيا القباضات وذلؾ مف‬
‫خالؿ‪:‬‬

‫‪ -‬التعامؿ مع عممية التحصيؿ وفؽ سمـ أولويات توجد المبالغ الميمة في أوؿ‬
‫قائمتو‪ ،‬في حيف أف عائدات المساكف اإلدارية ونظ ار ليزالتيا فيي ترتب في‬
‫آخر االىتمامات‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ تفعيؿ مقتضيات مدونة تحصيؿ الديوف العمومية وذلؾ بحجة أنو ال يعقؿ‬
‫استعماؿ وسائؿ إكراه في حؽ المدينيف ماداـ أف مبمغ الديف يبقى جد متدني ‪.200‬‬

‫كما أف ذات اإلكراه يجد كذلؾ تفسيره في ضعؼ التسيير مف طرؼ مديرية‬
‫األمالؾ المخزنية و يتمثؿ ذلؾ عمى الخصوص في الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ إلغاء مبالغ مالية مرتبطة بالوجيبة الكرائية رغـ كونيا أصبحت غير‬
‫مستحقة لمدولة‪.‬‬

‫‪ -‬نقص البيانات المتعمقة بعناويف وىويات المدينيف‪.‬‬

‫‪ CT107‬وذلؾ‬ ‫‪ -‬استمرار تحميؿ معتمري المساكيف اإلدارية بواسطة البطاقة‬


‫بالرغـ مف كونيـ يتقاضوف رواتبيـ مف المكتب الرئيسي ألداء المعاشات‪.‬‬

‫‪ -199‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.73 :‬‬
‫‪ -200‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.73:‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ووعيا باآلثار السمبية الناتجة عف ارتفاع قيمة متأخرات التحصيؿ الذي يعكس‬
‫اتساع الفرؽ بيف القيمة المالية موضوع التحميؿ وتمؾ المستخمصة فعال‪ ،‬والمتمثمة عمى‬
‫الخصوص في نسبية مصداقية التوقعات الخاصة بمداخيؿ وعائدات األمالؾ المخزنية‬
‫المحددة بمناسبة إعداد قوانيف المالية‪ ،‬فقد بادرت الجيات المعنية لمقياـ بمجموعة مف‬
‫التدابير لتدارؾ ىذا الوضع‪.201‬‬

‫وفي ىذا الصدد أسفرت االجتماعات المتكررة بيف الخزينة العامة لممممكة‬
‫ومديرية األمالؾ المخزنية لتدارس مشكؿ ثقؿ متأخرات التحصيؿ وسبؿ مواجيتو عف‬
‫مجموعة مف اإلجراءات يمكف تمخيصيا في‪:‬‬

‫‪ -‬تحسيف الممارسيف التابعيف لكمتا اإلدارتيف باألىمية التي يكتسييا تحسيف نسبة‬
‫عممية االستخالص‪ ،‬خاصة أنيا تمثؿ أحد أىـ أىداؼ قطاع المالية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬مف خالؿ مخطط العمؿ االستراتيجي‪.‬‬

‫‪ -‬تبادؿ المعمومات حوؿ حجـ متأخرات التحصيؿ‪.‬‬

‫‪ -‬عقد اجتماعات دورية بيف مسؤولي اإلدارتيف خاصة عمى المستوى المحمي‬
‫لتشخيص المعوقات واقتراح بدائؿ مف شأنيا الرفع مف نسبة االستخالص ‪.202‬‬

‫واذا كاف االقتطاع الذي يقوـ بو المكتب الرئيسي ألداء المعاشات يعد أنجع‬
‫وسيمة الستخالص عائدات المساكف اإلدارية‪ ،‬إال أف تدخؿ المكتب المذكور في ىذا‬
‫الصدد تشوبو مجموعة مف اإلكراىات المرتبطة أساسا بصعوبات التنسيؽ مع مديرية‬
‫األمالؾ المخزنية وخاصة منيا عدـ انسجاـ النظاـ المعموماتي المعموؿ بو مف طرؼ‬
‫كؿ إدارة عمى حدة‪.‬‬

‫‪ -201‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.74:‬‬
‫‪ -202‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.75:‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فأىـ إكراه تواجيو عممية تبادؿ المعمومات بيف مديرية األمالؾ المخزنية‬
‫والمكتب الرئيسي ألداء المعاشات يتمثؿ عمى الخصوص في غياب تحييف لقاعدة‬
‫المعطيات المتعمقة بالسكف اإلداري سواء بالنسبة لمجية المكمفة بالتسيير أو تمؾ المكمفة‬
‫باالقتطاع‪ ،‬مما ينتج عف مقاربة النظاميف المعموماتييف المعموؿ بو مف طرؼ كؿ جية‬
‫عمى حدة وجود تفاوتات كبيرة وما يزيد الوضع صعوبة ىو إقداـ المكتب الرئيسي ألداء‬
‫المعاشات مؤخ ار عمى استبداؿ نظامو المعموماتي المتعمؽ بأجور الموظفيف بآخر جديد‬
‫يسمى ( ‪ ،)aujour‬مما يجعؿ مديرية األمالؾ المخزنية ممزمة ىي األخرى بإعادة‬
‫النظر في النظاـ المعموؿ بو وذلؾ بيدؼ خمؽ نوع مف االنسجاـ وتحسيف مستوى‬
‫التنسيؽ بينيما‪.203‬‬

‫وغير خاؼ ما لمشاكؿ التنسيؽ بيف المديريتيف مف آثار سمبية عمى عممية‬
‫تسيير المساكف اإلدارية‪ ،‬ترتبط عمى الخصوص باستغالؿ المعطيات المتأتية مف‬
‫مديرية األمالؾ المخزنية‪ ،‬مما يترتب عنو في بعض األحياف حاالت اقتطاع مف رواتب‬
‫الموظؼ عف طريؽ الخطأ مع ما يخمفو ذلؾ مف آثار سمبية عمى نفسية الموظؼ وذلؾ‬
‫اعتبا ار لمحساسية المفرطة ليذا األخير عموما إزاء كؿ ما يرتبط براتبو سواء بالزيادة أو‬
‫بالنقصاف‪.‬‬

‫وقد خمصنا مف دراسة ىذا الفصؿ أف مقتضيات القرار الوزيري المؤرخ في ‪19‬‬
‫شتنبر ‪ ،1951‬ينطوي عمى كثير مف التفرد وخاصة إذا ما أخدنا بعيف اإلعتبار التمييز‬
‫بيف فئات الموظفيف المسكنيف وكذا الطريقة المتفردة الحتساب المقابؿ المالي الذي‬
‫يقتطع مف راتب الموظؼ نظير اعتماره لمسكف اإلداري‪.‬‬

‫‪ -203‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.75:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫كما أنو بتكييؼ القيمة القانونية لمنظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف أمكننا القوؿ‬
‫إنو لئف كاف نشاط اإلدارة في ىذا المجاؿ يبدو لموىمة األولى قريبا مف أنشطتيا ذات‬
‫الطابع الخاص‪،‬إال أنو عمى العكس مف ذلؾ فيو يشكؿ أحد مظاىر السمطة العامة‬
‫التي تتمتع بو اإلدارة وذلؾ أخدا بعيف اإلعتبار اليدؼ مف وراء السكف اإلداري الذي‬
‫يرتبط بالمرفؽ العاـ وبالتالي بالمنفعة العامة‪.‬‬

‫كما أف خصوصيات مقتضيات اإلطار المرجعي لمنظاـ الخاص بالموظفيف‬


‫المسكنيف‪ ،‬تجعؿ السكف الوظيفي خارجا عف نطاؽ تطبيؽ القانوف العادي لمكراء‪.‬‬

‫واذا كاف ىذا القطاع قد مكف العديد مف الموظفيف مف اإلستفادة مف اعتمار‬


‫مساكف إدارية مقابؿ إتاوات زىيدة‪ ،‬كما ساعد اإلدارة عمى تمبية حاجيات المواطنيف مف‬
‫خالؿ أنشطة المرفؽ العاـ‪،‬فإف مرور ما يزيد عمى نصؼ قرف مف تطبيؽ النظاـ‬
‫الخاص بالموظفيف راكـ العديد مف اإلكراىات والنواقص في مختمؼ جوانب تدبير‬
‫السكف الوظيفي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفصم انثاوي‪:‬‬
‫مىقف انقضاء مه انىزاعات انىاجمة عه انسكه‬
‫انىظيفي‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يعتبر السكف الوظيفي مجاال خصبا لمنزاعات سواء بيف المستفيديف أنفسيـ أو‬
‫بيف ىؤالء أو مف يمثميـ واإلدارة‪ ،‬وفي بعض األحياف حتى بيف اإلدارات نفسيا ‪.204‬‬

‫إف مف بيف التزامات الموظؼ المسكف‪ ،‬االلتزاـ بإفراغ السكف الوظيفي متى‬
‫تحققت األسباب القانونية لإلفراغ‪.‬‬

‫لكف المالحظ أف بعض أطر الدولة المستفيدة مف السكف الوظيفي تتبرـ مف‬
‫تنفيذ التزاماتيا وتفضؿ المكوت في المساكف الوظيفية إما نكاية في اإلدارة‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كاف المعني باألمر قد جرد مف المسؤولية أو تـ تنقيمو إلى وجية ال يرتضييا ‪.205‬‬

‫والنتيجة أف قضايا إفراغ المساكف الوظيفية أصبحت مف أىـ النزاعات القضائية‬


‫التي تعرض باستمرار أماـ المحاكـ بمختمؼ درجاتيا‪ ،‬رغـ االلتزاـ المعنوي الذي يمنحو‬
‫المستفيد قبيؿ استفادتو مف المسكف الوظيفي‪.‬‬

‫فإفراغ المساكف الوظيفية ينطوي عمى عدة إشكاليات متمثمة في تحديد األساس‬
‫القانوني لذلؾ االعتبار والتكييؼ القانوني السميـ لموضوع تواجد الموظؼ في السكف‬
‫اإلداري والجية المختصة بالفصؿ في النزاع‪.206‬‬

‫ونظ ار ليذه المشاكؿ االجتماعية التي تتمخض عف المطالبة بإفراغ السكف‬


‫الوظيفي بعد إحالة الموظؼ عمى التقاعد أو ىالكو جعؿ المشرع يصدر المرسوـ رقـ‬
‫‪2-83-659‬‬ ‫‪ 2-92-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير بموجبو المرسوـ رقـ‬

‫‪ -204‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.71:‬‬


‫‪ -205‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.72:‬‬
‫‪ -206‬سناء االصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف حاالت اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.2 :‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪207‬‬
‫باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف‬ ‫المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪1987‬‬
‫يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫إال أف ذلؾ المرسوـ المنظـ لعممية تفويت المخزنية يثير إشكالية ىامة تتعمؽ‬
‫بمدى إلزاـ اإلدارة بتفويت المساكف الوظيفية لمف يطمب ذلؾ مف الموظفيف متى توفرت‬
‫الشروط المنصوص عمييا في المادتاف ‪ 2‬و‪ 3‬مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪.2081999‬‬

‫ولإلحاطة بمختمؼ اإلشكاليات المرتبطة بإفراغ تفويت المساكف الوظيفية ارتأينا‬


‫المبحث األوؿ إلشكاليات إفراغ المساكف‬ ‫تقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف نخصص‬
‫المبحث الثاني لمصعوبات‬ ‫الوظيفية عمى ضوء االجتياد القضائي ونتطرؽ في‬
‫المرتبطة بتفويت المساكف الوظيفية‪.‬‬

‫‪،1999‬ص‪.1769:‬‬ ‫‪ -‬ج‪.‬ر عدد‪ 4704‬بتاريخ فاتح يوليوز‬ ‫‪207‬‬

‫‪ - 208‬انمتعهق باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في‬
‫إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انًجحث األٔل‪:‬‬
‫إشكبن‪ٛ‬خ إفشاؽ انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ ػهٗ ضٕء االجزٓبد انمضبئ‪ٙ‬‬
‫تعد عممية استرجاع الدولة لعقارىا مف خالؿ إفراغ شاغمو واعادة إسناده إلى‬
‫معتمر آخر الحمقة األصعب واألكثر تعقيدا ضمف مسطرة تسيير المساكف اإلدارية‪.‬‬

‫فإذا كانت عممية إسناد السكف اإلداري تتسـ بتجاوب مف طرؼ الموظؼ‬
‫المستفيد مف خالؿ إنجاز كؿ اإلجراءات وتعبئة كؿ المطابع التي تطمبيا منو اإلدارة‬
‫عمى أساس أف األمر يتعمؽ باستفادة عينية وامتياز يصعب الحصوؿ عميو‪ ،‬فإنو‬
‫بالمقابؿ كمما حاولت اإلدارة استرجاع عقارىا لسبب مف األسباب التي تحددىا‬
‫النصوص التنظيمية‪ ،‬تطفو عمى السطح مجموعة مف الصعوبات القانونية‬
‫والواقعية‪.209‬‬

‫فجؿ الموظفيف الذيف يفقدوف الحؽ في االستفادة مف السكف اإلداري أو ذوي‬


‫حقوقيـ يستمروف في احتالؿ ذلؾ السكف بدوف سند وال قانوف‪ ،‬وعندما تضطر اإلدارة‬
‫إلى المجوء إلى القضاء بيدؼ إفراغيـ فإنيـ ال يترددوف مف إثارة كؿ الدفوعات‬
‫القانونية والواقعية التي مف شأنيا إطالة مدة بقائيـ بالسكف المراد إفراغو‪.‬‬

‫فالسكف اإلداري أوجدتو الدولة لضماف حسف سير المرفؽ العاـ‪ ،‬واحتاللو بدوف‬
‫سند وال قانوف يعرقؿ حركية انتقاؿ الموظفيف ويؤدي إلى اإلنقاص مف جودة الخدمات‬
‫اإلدارية وتعطميا في بعض األحياف‪.‬‬

‫‪ -209‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.102:‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فإشكالية إفراغ المساكف اإلدارية جد متشعبة وتتجاذبيا عدة نصوص‬


‫تنظيمية‪.210‬‬

‫إذ أف عممية إفراغ ىذه المساكف تـ تنظيميا بواسطة قرار الوزير األوؿ المؤرخ‬
‫في ‪ 5‬أبريؿ ‪ 1977‬إضافة إلى عدة مناشير ليذا األخير ‪ ،211‬كما أنيا شكمت موضوعا‬
‫لمكثير مف االجتيادات القضائية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أف المشكؿ المطروح في مجاؿ السكف الوظيفي يتمثؿ في‬
‫ظاىرة احتالؿ المساكف الوظيفية مف طرؼ بعض المسؤوليف اإلدارييف المسكنيف وجوبا‬
‫أو بحكـ القانوف‪ ،‬والذيف يتبرموف مف تنفيذ التزاماتيـ ويفضموف المكوث في المساكف‬
‫الوظيفية نكاية في اإلدارة‪ ،‬خاصة إذا كاف المعني باألمر قد جرد مف المسؤولية أو تـ‬
‫تنقيمو إلى وجية ال يرتضييا‪ ،‬لذلؾ صدرت جممة مف المناشير والدوريات كميا تسعى‬
‫لمحد مف انتشار النزاعات الناجمة عف رفض إفراغ السكف الوظيفي وما يترتب عميو‬
‫مف آثار اجتماعية ونفسية عمى المستفيد الجديد ‪.212‬‬

‫وقد عممت بعض القطاعات الو ازرية عمى إصدار مذكرات داخمية‪ ،‬نذكر عمى‬
‫الخصوص المذكرة رقـ ‪ 129‬بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2005‬الصادرة عف و ازرة التربية‬
‫الوطنية و التعميـ العالي‪ ،‬ومف أىـ ما تضمنتو ىذه المذكرة تحريؾ المسطرة التأديبية‬
‫والقضائية ضد الموظؼ الذي يرفض إفراغ السكف الوظيفي الذي يعتمره بعد تحقؽ‬
‫أسباب اإلفراغ‪.213‬‬

‫‪ -210‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلداري اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪ 80 :‬وما يمييا‪.‬‬
‫‪ -211‬منيا المنشور رقـ ‪/572‬د المؤرخ في ‪ 26‬يوليوز ‪ ،1983‬والمنشور رقـ ‪ 16/94‬بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪،1994‬‬
‫والمنشور رقـ ‪ 35/95‬بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬
‫‪ - 212‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.69:‬‬
‫‪ -‬أنظر مضاميف ممحؽ ىذه الرسالة‪.‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وصفوة القوؿ فإف مجمؿ مساعي اإلدارة لتسوية النزاعات الناشئة عف استغالؿ‬
‫المساكف الوظيفية بدوف سند لـ تأت بنتيجة ممموسة إما بسبب تراخي اإلدارة في تطبيؽ‬
‫المقتضيات الواردة في المناشير والمذكرات اإلدارية واما بسبب الضغط الذي يمارسو‬
‫بعض الموظفيف المنقطعيف عف العمؿ بسبب التقاعد بدعوى معاشيـ ال يكفييـ ألداء‬
‫السومة الكرائية الحقيقية‪.‬‬

‫والتساؤؿ المطروح ماىو موقؼ القضاء مف النزاعات الناشئة عف السكف‬


‫الوظيفي في خضـ عجز اإلدارة عف إقناع موظفييا بإفراغ المساكف الوظيفية بعد‬
‫انتياء مياميـ أو انتقاليـ إلى مدينة غير تمؾ التي يوجد فييا المسكف الوظيفي الذي‬
‫يشغمونو؟‬

‫ولإلطالع عمى موقؼ القضاء مف المنازعات التي ىمت إفراغ المساكف اإلدارية‬
‫سوؼ نقسـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‪ ،‬نتعرؼ في المطمب األوؿ عمى موقؼ القضاء‬
‫مف أسباب اإلفراغ‪ ،‬وفي المطمب الثاني نتطرؽ لتعامؿ القضاء مع الدفوع التي يثيرىا‬
‫المتقاضي لمواجية دعاوى اإلفراغ‪.‬‬

‫المطلب ااول‪ :‬و ق القتاا ي ألباا ااإلراا‬

‫ينص الفصؿ األوؿ مف قرار الوزير األوؿ رقـ ‪ 3-89-77‬المؤرخ في ‪ 5‬شتنبر‬


‫‪ 1951‬عمى ما يمي‪ ..." :‬في حالة االنقطاع عف العمؿ ألي سبب مف األسباب‪ ،‬فإف‬
‫الموظفيف المسكنيف وجوبا أو المسكنيف بحكـ القانوف في أمالؾ الدولة أو أمالؾ‬
‫البمديات المكراة المعدة بصفة رئيسية لفائدة مصمحة عمومية يفقدوف الحؽ في‬
‫السكنى ويتعيف عمييـ إفراغ األماكف في أجؿ شيريف‪."...‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مف خالؿ صياغة ىذا النص يتبيف أنو جاء عمى اإلطالؽ بحيث يكفي أف‬
‫ينقطع الموظؼ عف العمؿ ألي سبب مف األسباب حتى يكوف ممزما بإفراغ المسكف‬
‫الذي منح لو‪.‬‬

‫وفي ىذا الشأف فإف األسباب القانونية لالنقطاع عف العمؿ والموجبة إلفراغ‬
‫المساكف اإلدارية متعددة وتتمثؿ في االستقالة‪ ،‬اإلحالة عمى التقاعد‪ ،‬العزؿ اإلعفاء‬
‫واالستيداع والوفاة واإلعفاء مف المياـ‪.214‬‬

‫والى جانب ىذه األسباب القانونية‪ ،‬توجد أسباب أخرى درج القضاء عمى‬
‫اعتبارىا مبررة لإلفراغ‪ ،‬وتتمثؿ بالخصوص في اإللحاؽ واالنتقاؿ مف مدينة إلى أخرى‪،‬‬
‫والتوفر عمى مسكف شخصي بالمدينة التي يعمؿ بيا الموظؼ‪.‬‬

‫وسنتطرؽ لكؿ واحدة مف ىذه الحاالت عمى حدة مف خالؿ تقسيـ ىذا المطمب‬
‫إلى فقرتيف نتطرؽ في الفقرة األولى لألسباب القانونية لالنقطاع عف العمؿ وفي الفقرة‬
‫الثانية األسباب المعتمدة مف طرؼ القضاء‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬األسجبة انمبََٕ‪ٛ‬خ نالَمطبع ػٍ انؼًم‬


‫ىناؾ عدة أسباب قانونية لالنقطاع عف العمؿ والتي تشكؿ حجة لدى اإلدارة‬
‫لممطالبة باستعادة حيازة مسكنيا‪ ،‬كما أف القضاء كانت لو فرصة ليبيف موقفو منيا مف‬
‫خالؿ الدعاوى المرفوعة أمامو‪ ،‬وىذا ما يتضح مف خالؿ تناوؿ بعض مف أسباب‬
‫االنقطاع عف العمؿ‪.‬‬

‫– دراسة توثيقية واحصائية‬ ‫‪ -214‬عبد الجميؿ عينوسي‪" :‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية‬
‫وتحميمية" ‪ ،‬رسالة لنيؿ الدبموـ الجامعي العالي‪ ،‬شعبة القانوف الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كمية العموـ‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2007 -2006‬ص‪.126 :‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أٔال‪ :‬االسزمبنخ‬
‫االستقالة ىي رغبة الموظؼ في أف يترؾ الوظيفة نيائيا وىي مف الحقوؽ‬
‫المعترؼ بيا فال يمكف إجبار اإلنساف عمى القياـ بعمؿ ال يرغب فيو وىي حؽ‬
‫لمموظؼ يجوز لو استعمالو متى شاء‪.215‬‬

‫وتنتج االستقالة حسب الفصميف ‪ 77‬و ‪ 78‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة‬
‫العمومية لػ ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬عف طمب كتابي يعرب فيو المعني باألمر مف غير‬
‫غموض عف رغبتو في مغادرة أسالؾ الوظيفة بصفة نيائية وليس لفترة مؤقتة وال ينبغي‬
‫أف يقيدىا بشرط ويجب أف يكوف ذلؾ نابعا مف إرادتو الحرة‪ ،‬ومف ثـ فال يعتد‬
‫باالستقالة التي تحرر تحت التيديد ولو كاف معنويا‪ ،‬ويبقى الموظؼ مستم ار في مزاولة‬
‫ميامو إلى أف تستجيب اإلدارة لطمبو واال اعتبر تاركا لوظيفتو ويجب عمى اإلدارة أف‬
‫ترد عمى الطمب داخؿ الشير الموالي لتوصميا بو‪ ،‬وعندما ترفض طمب االستقالة يجوز‬
‫لمموظؼ أف يحيؿ القضية عمى المجنة اإلدارية المتساوية األعضاء التي تبدي رأيا‬
‫معمال وتوجيو إلى اإلدارة المعنية‪ ،‬ولقد اعتبر المشرع في بعض األحياف توقؼ‬
‫الموظؼ بدوف عذر مقبوؿ عف مباشرة مياـ وظيفتو نوعا مف االستقالة الضمنية وذلؾ‬
‫بشرط أف تنذر اإلدارة المعني باألمر بااللتحاؽ بعممو خالؿ السبعة أياـ الموالية لتبميغ‬
‫اإلنذار الموجو إليو في ىذا الصدد‪ ،‬فإذا انصرـ األجؿ المشار إليو ولـ يمتحؽ المعني‬
‫باألمر بعممو يجوز في ىذه الحالة لرئيس اإلدارة أف يصدر في حقو مباشرة وبدوف‬
‫استشارة المجمس التأديبي عقوبة العزؿ مف غير توقيؼ الحؽ في المعاش مع إيقاؼ‬
‫حقوقو في التقاعد‪.‬‬

‫‪ -215‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.104:‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 30‬يوما ولـ يرد رد مف اإلدارة ال بالقبوؿ وال‬ ‫واذا مر التاريخ المحدد وىو‬
‫بالرفض فيعد سكوتيا بمثابة قرار ضمني بقبوؿ االستقالة ‪.216‬‬

‫ولقد ذىب المجمس األعمى إلى أف االستقالة تعد كافية لمقوؿ بضرورة إفراغ‬
‫السكف اإلداري حتى ولو تمكف الشخص الذي يحتمو مف الحصوؿ عمى وظيفة أخرى‬
‫‪217‬‬
‫ما يمي‪:‬‬ ‫‪ 7‬أبريؿ ‪1988‬‬ ‫باإلدارة العمومية بعد ذلؾ‪ ،‬حيث جاء في ق ارره بتاريخ‬
‫"حيث إف الطاعف لـ يقع إلحاقو بوزارة البريد خالفا لما ادعاه في ىذه الوسيمة بؿ‬
‫إنو قدـ استقالتو مف وزارة النقؿ ثـ وقع توظيفو بوزارة البريد بمقتضى عقد أبرـ بينو‬
‫وبيف ىذه الوزارة‪ ،‬ومف جية أخرى إف طالب النقض حكـ عميو مف طرؼ قضاة‬
‫الموضوع باإلفراغ ال لفقدانو صفة الموظؼ بؿ حكـ عميو باإلفراغ مف مسكف‬
‫مخصص لموظفي وزارة النقؿ لفقداف الطاعف صفة الموظؼ بيذه الوزارة نظ ار‬
‫النقطاعو عف العمؿ بعد تقديـ استقالتو مما يكوف معو الوسيمة بدوف أساس"‪.‬‬

‫ونفس المقتضى جاء في القرار الصادر عف المجمس األعمى بتاريخ‬


‫‪ ،218 1993/10/12‬والذي جاء في حيثياتو‪" :‬إف استقالة الموظؼ مف عممو بوزارة‬
‫الداخمية يجعمو خاضعا لمقتضيات الفصؿ ‪ 13‬مف قرار ‪ 1951/9/19‬الذي يقضي‬
‫بأف االنقطاع عف العمؿ ألي سبب مف األسباب يؤدي إلى فقداف الموظؼ كؿ حؽ‬
‫في السكنى اإلدارية ويكوف ممزما باإلفراغ"‪.‬‬

‫‪ -216‬العياشي عمر‪" :‬تنظيـ استقالة الموظفيف العمومييف وفؽ القانوف المغربي"‪ ،‬مقاؿ منشور في الموقع اإللكتروني‬
‫‪ ،http://droitmrocma.blogspat.com‬أطمع عميو بتاريخ ‪.2010-13-6‬‬
‫‪ -217‬قرار رقـ ‪ 90‬صادر بتاريخ ‪ 7‬أبريؿ ‪ 1988‬في الممؼ اإلداري عدد ‪ ،88/8044‬منشور ـ‪.‬ؽ‪.‬ـ‪.‬أ‪ ،‬عدد مزدوج‬
‫‪ ،43-42‬نونبر ‪ ،1989‬ص‪.211:‬‬
‫‪ - 218‬قرار عدد ‪ 2645‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1993/10/12‬في الممؼ المدني عدد ‪،91/1256‬‬
‫مشار إليو بالمجمة ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪،‬عدد ‪ ،39-38‬سنة ماي‪ -‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.105:‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫واالستقالة المقبولة تخرج الموظؼ مف أطر اإلدارة وبالتالي تفقده جميع‬


‫االمتيازات التي كانت تمنحيا لو وضعيتو‪ ،‬وبالتالي يفقد صفتو لمتواجد بالسكف اإلداري‬
‫‪ 1929/1/4‬في قضية‬ ‫كما أكد ذلؾ مجمس الدولة الفرنسي في ق ارره الصادر بتاريخ‬
‫صوبرات‪.219‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬اإلحبنخ ػهٗ انزمبػذ‬


‫يعتبر التقاعد الوسيمة العادية إلنياء خدمة الموظؼ العمومي داخؿ اإلدارة‬
‫وتقبؿ إحالة الموظؼ عمى التقاعد‪ ،‬بطمب منو أو بصفة حتمية‪ ،‬طبؽ الشروط المقررة‬
‫في التشريع المتعمؽ برواتب المعاش‪ ،‬وذلؾ في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بموغ الموظؼ سف التقاعد؛‬

‫‪ -‬عدـ قدرة الموظؼ البدنية؛‬

‫‪ -‬بموجب عقوبة تأديبية؛‬

‫‪ -‬عدـ كفاءة الموظؼ المينية‪.220‬‬

‫غير أنو يمكف في بعض الحاالت االستفادة مف المعاش قبؿ بموغ السف القانوني‬
‫لمتقاعد كما ىو األمر في حالة التقاعد النسبي واإلحالة عمى المعاش بسبب العجز‬
‫البدني النيائي أو بعض الحاالت االستثنائية التي تقدـ عمييا اإلدارة مف قبيؿ عممية‬

‫‪ -219‬قرار منشور في ق اررات مجمس الدولة ص ‪ 6‬مشار إليو في مؤلؼ آالف بالنتي‪ ":‬الوظيفة العمومية"‪ ،‬منشورات‬
‫ليتاؾ سنة ‪ ،1991‬الفقرة ‪ ،722‬ص‪.307:‬‬
‫– دراسة توثيقية واحصائية‬ ‫‪ -220‬عبد الجميؿ عينوسي‪" :‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة‪ ،‬أماـ المحاكـ المغربية‬
‫وتحميمية‪ ،"-‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.128 :‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫اء كاف التقاعد عاديا أو مبك ار فيو‬


‫المغادرة الطوعية قبؿ السف القانوني لمتقاعد‪ ،‬وسو ً‬
‫مف أسباب االنقطاع عف العمؿ الموجبة إلفراغ المساكف اإلدارية ‪.221‬‬

‫كما تشكؿ الممفات التي يرجع فييا سبب اإلفراغ إلى اإلحالة عمى التقاعد غالبية‬
‫القضايا المتعمقة بإفراغ المساكف اإلدارية إذا ظؿ موقؼ القضاء بشأف دعاوى إفراغ‬
‫محتمي المساكف اإلدارية مف الموظفيف الذيف انقطعت صمتيـ باإلدارة عف طريؽ‬
‫اإلحالة عمى التقاعد واضحا‪ ،‬حيث استقر عمى اعتبار ىذا األخير سببا مشروعا يخوؿ‬
‫لإلدارة الحؽ في استرجاع السكف اإلداري‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد جاء في قرار المجمس األعمى بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪ 1987‬ما يمي‪:‬‬
‫"إحالة الطاعف عمى التقاعد وحاجة اإلدارة الممحة إلى إسكاف موظفيف آخريف في‬
‫المحؿ يضفي عمى النزاع طابع االستعجاؿ الذي ال ينزعو عنو االستمرار في اقتطاع‬
‫مقابؿ استغالؿ المحؿ مف معاش الطاعف" ‪.222‬‬

‫وقد سارت في ىذا االتجاه محاكـ الموضوع واعتبرت أف الموظؼ بإحالتو عمى‬
‫التقاعد يكوف قد فقد الصفة التي مكنتو مف اعتمار السكف الوظيفي ويصبح محتال ليذا‬
‫السكف بدوف حؽ وال سند ومف ىذه المحاكـ نذكر محكمة االستئناؼ بالرباط في قرارىا‬
‫"وحيث إنو بمجرد إحالتو عمى‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ ،2232009/1/19‬والذي جاء فيو‪:‬‬
‫التقاعد يفقد سند تواجده ويصبح محتال بدوف سند وال قانوف"‪.‬‬

‫‪ -221‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.106 :‬‬
‫‪ -222‬قرار رقـ ‪ 12‬صادر في ‪ 15‬يناير ‪ 1987‬ممؼ إداري عدد ‪ 91/571‬منشور بق اررات المجمس األعمى في‬
‫ذكراه ‪ 40‬المادة اإلدارية سنة ‪ ،1997‬ص‪.157:‬‬
‫‪ -223‬قرار رقـ ‪ 14‬صادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ ‪ 2009/1/19‬في الممؼ رقـ ‪ ،4/2008/266‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫وأيضا الحكـ المدني الصادر عف المحكمة االبتدائية بأصيمة رقـ ‪ 23‬بتاريخ ‪ 2008/02/26‬في الممؼ عدد‬
‫‪،12/07/100‬غير منشور‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ثبنثب‪ :‬انؼضل‬
‫يعتبر العزؿ مف أشد العقوبات التي تتخذ ضد الموظؼ والتي تؤدي إلى حذفو‬
‫مف أسالؾ الوظيفة العمومية والى إنياء الرابطة التي تجمعو باإلدارة‪ ،‬ويمكف أف يقترف‬
‫ىذا الجزاء بحرماف الموظؼ مف حؽ التقاعد‪ ،‬كما يمكف أف يؤدي العزؿ إلى حرمانو‬
‫مف التوظيؼ مف جديد في أسالؾ اإلدارة إذا ما سجؿ في السجؿ التأديبي المركزي‬
‫التابع لمو ازرة المكمفة بالوظيفة العمومية‪.224‬‬

‫ولقد اعتبر االجتياد القضائي المغربي العزؿ بأنو سبب موجب إلفراغ السكف‬
‫الوظيفي حتى لو تقدـ المتضرر بالطعف باإللغاء عمى أساس الشطط في استعماؿ‬
‫السمطة ضد قرار العزؿ‪ ،‬ألف الطعف بسبب الشطط في استعماؿ السمطة ال يوقؼ تنفيذ‬
‫القرار اإلداري ما لـ يطمب إيقاؼ تنفيذه ويستجيب القضاء اإلداري لذلؾ‪.225‬‬
‫‪226‬‬
‫"أف‬ ‫‪ 31‬يوليوز ‪1997‬‬ ‫فقد جاء في قرار المجمس األعمى المؤرخ في‬
‫الطاعف ال ينازع في كوف المحؿ موضوع اإلفراغ سمـ لو عمى أساسا التبعية‬
‫الوظيفية وماداـ أف ىذه العالقة لـ تعد قائمة بيف الطرفيف بعد صدور قرار العزؿ‪،‬‬
‫فإنو يتعيف عميو إفراغ المحؿ المذكور واال أصبح محتال بدوف سند قانوني"‪.‬‬

‫ساثؼب‪ :‬االسز‪ٛ‬ذاع‬
‫‪ -224‬وىذا ما ذىبت إليو المحكمة االبتدائية بسيدي سميماف بحيث اعتبرت الموظؼ محتال بدوف سند وال قانوف‬
‫لمسكف الوظيفي بعد زواؿ صفتو الوظيفية وذلؾ في أمرىا االستعجالي الصادر بتاريخ ‪ 98/11/19‬في الممؼ‬
‫رقـ ‪ 98/138‬والذي جاء في حيثياتو‪" :‬وحيث أنو بزواؿ الصفة التي عمى أساسيا منح المدعى عميو السكف‬
‫الوظيفي‪ ،‬ينتفي مبرر تواجده بالمحؿ ويعتبر بعدئذ محتال بدوف حؽ وال سند بعد تقاعده مف الميمة التي مف‬
‫أجميا حصؿ عف السكف"‪.‬‬
‫‪ -225‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.69:‬‬
‫‪ -226‬قرار رقـ ‪ 5092‬في الممؼ المدني عدد ‪ ،91-4495‬منشور في ـ‪.‬ـ إـ‪.‬ت ‪،‬عدد ‪ 17‬سنة ‪ ،2000‬ص‪.93:‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 54‬مف قانوف الوظيفة العمومية في وضعية‬ ‫يعتبر الموظؼ حسب الفصؿ‬


‫التوقيؼ المؤقت (االستيداع) إذا كاف خارجا عف سمكو األصمي وبقي تابعا لو مع‬
‫انقطاع حقوقو في الترقية والتقاعد حيث ال يتقاضى أي راتب فيما عدا األحواؿ‬
‫المنصوص عمييا صراحة في ىذا القانوف‪.‬‬

‫ويتـ التوقيؼ المؤقت بقرار يتخذه الوزير الذي ينتمي إليو الموظؼ المعني‬
‫باألمر سواء كاف ذلؾ بطمب مف األخير أو وقع بصفة حتمية‪.‬‬

‫فالتوقيؼ المؤقت الحتمي يتخد في حالة الموظؼ المريض والذي لـ يستطع‬


‫استئناؼ عممو بعد انتياء رخصو ألسباب صحية‪.‬‬

‫أما التوقيؼ المؤقت بناء عمى طمب مف الموظؼ يكوف في مجموعة مف‬
‫الحاالت وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬عند وقوع حادثة خطيرة لزوج الموظؼ أو لولده أو إصابة أحدىما بمرض‬
‫خطير‪.‬‬

‫‪ -2‬عند انخراط الموظؼ في القوات المسمحة الممكية‪.‬‬

‫‪ -3‬القياـ بدراسات أو بحوث تكتسي طابع المصمحة العامة بصورة ال جداؿ فييا‪.‬‬

‫‪ -4‬وجود أسباب شخصية‪.227‬‬

‫‪ -5‬االلتحاؽ بالزوج‪.228‬‬

‫وفي الحاالت األولى والثانية والثالثة ال يمكف أف تتجاوز مدة االستيداع ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬وسنتيف إذا تعمؽ األمر باإلحالة عمى اإلستيداع لدواع شخصية‪ ،‬وبالنسبة‬

‫‪ - 227‬الفصؿ ‪ 58‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفية العمومية‪.‬‬


‫‪ -228‬الفصؿ ‪ 60‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫لإللتحاؽ بالزوج تكوف فترة التوقيؼ المقررة ىي سنتيف اثنتيف قابمة لمتجديد مف غير أف‬
‫تتعدى نياية عشر سنوات (الفصؿ ‪ 60‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية)‪.‬‬

‫ويعتبر االستيداع مف أسباب إفراغ المساكف اإلدارية بالرغـ مف توقؼ الموظؼ‬


‫عف أداء ميامو لفترة محددة‪ ،‬ألنو خالؿ مدة االستيداع تتوقؼ الحقوؽ اإلدارية‬
‫وباألحرى االمتيازات وأىميا السكف اإلداري‪ ،‬ويمكف القوؿ إف االنقطاع وقتي وبالتالي‬
‫يتـ التشكيؾ فيو كسبب اإلفراغ‪ ،‬ويرد عمى ذلؾ أف الموظؼ بتركو لعممو ولو بصفة‬
‫مؤقتة يفقد امتياز السكف اإلداري ويتعيف بالتالي إفراغو منو بمجرد دخولو وضعية‬
‫االستيداع‪.‬‬

‫خبيسب‪ :‬انٕفبح‬
‫تعتبر الوفاة مف أسباب االنقطاع عف العمؿ التي تبرر إفراغ المساكف اإلدارية‬
‫إذ بالوفاة تنتيي العالقة التي تربط الموظؼ باإلدارة‪ ،‬سواء توفي الموظؼ أثناء تأدية‬
‫ميامو أـ ال‪.‬‬

‫وىنا يطرح إشكاؿ يتعمؽ بذوي حقوؽ الموظؼ المتوفى وىؿ يحؽ ليـ االستمرار‬
‫في استغالؿ السكف الوظيفي أـ ال؟‬

‫إف القانوف واضح بخصوص ىذه النقطة إذ بتوقؼ الموظؼ عف أداء ميامو‬
‫ألي سبب مف األسباب يحؽ لإلدارة أف تطالبو ىو أو مف يقوـ مقامو باإلفراغ‪ ،‬وبوفاة‬
‫الموظؼ تنتيي العالقة التي تربطو باإلدارة ىذه العالقة التي ال تمتد إلى ذوي حقوقو إذ‬
‫ال تربطيـ أية عالقة قانونية مع اإلدارة‪ ،‬وبالتالي يعتبروف محتميف لمسكف اإلداري دوف‬
‫سند وال قانوف‪ ،‬وىذا ما سارت عميو كؿ االجتيادات القضائية المغربية ‪.229‬‬

‫‪ -229‬العربي مياد‪" :‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.71 :‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىكذا جاء في قرار صادر عف المجمس األعمى تحت عدد ‪ 3565‬ما يمي‪" :‬حقا‬
‫سمـ‬ ‫لما كانت الدعوى تتعمؽ بطمب إفراغ المطموبيف في النقض مف مسكف كاف قد‬
‫لمورثيـ بمناسبة الوظيفة وأصبحوا بعد وفاتو محتميف لو بدوف سند وال قانوف‪"...‬‬
‫‪.230‬‬
‫‪231‬‬
‫ما‬ ‫كما جاء في القرار الصادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪2008-05-21‬‬
‫يمي‪" :‬وحيث إف المحكمة بعد إطالعيا عمى ظاىر المستندات تبيف ليا أف المستأنفة‬
‫فعال أرفقت المقاؿ بشيادة إدارية تفيد أف السكف الذي كاف يشغمو مورث المستأنؼ‬
‫عمييـ ىو سكف وظيفي‪ ،‬كاف يتواجد فيو اليالؾ بمناسبة عممو‪ ،‬وبالتالي فإف‬
‫المستأنؼ عمييـ كاف عمييـ وطبقا لمقتضيات الفصؿ ‪ 13‬مف قرار ‪1951-09-13‬‬
‫إفراغ المحؿ بمجرد مرور شيريف عمى وفاة مورثيـ وانقطاعو عف العمؿ"‪.‬‬

‫سبدسب‪ :‬انزٕلف ػٍ انًًٓخ انز‪ ٙ‬يُح ثسججٓب انسكٍ‬


‫تسند في جميع اإلدارات عدد مف المياـ‪ ،‬تقتضي مف األشخاص المنوطة بيـ‬
‫أىمية خاصة‪ ،‬كما تقتضي التمتع بثقة السمطة الرئاسية العميا ‪.‬‬

‫ولضماف السير العادي لممرفؽ اإلداري‪ ،‬تمجأ اإلدارة إلى منح سكف وظيفي‬
‫ليؤالء األشخاص لتمكينيـ مف أداء مياميـ عمى أكمؿ وجو‪.‬‬

‫‪ -230‬قرار صادر عف المجمس األعمى رقـ ‪ 3565‬بتاريخ ‪ 2007/10/31‬في الممؼ رقـ ‪ ،2006/3/1/4091‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪ -231‬قرار رقـ ‪ 196‬صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪ 2008/05/21‬في الممؼ المدني عدد ‪ ،4/2008/36‬قرار‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2008/23‬الصادر بتاريخ‬ ‫كما سارت في نفس االتجاه المحكمة االبتدائية بأصيمة في حكميا رقـ‬
‫‪ 2008/02/26‬في الممؼ المدني عدد ‪ ،12-07-100‬غير منشور‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ولذلؾ فإف السكف الوظيفي يرتبط بالمرفؽ اإلداري بشكؿ وثيؽ‪ ،‬وتحديدا بالميمة‬
‫التي يقوـ بيا الموظؼ المستفيد مف السكف ‪.232‬‬

‫ويترتب عف ذلؾ أف إعفاء الموظؼ مف الميمة الوظيفية التي مف أجميا منح‬


‫حؽ االستفادة مف السكف اإلداري يستوجب منو إفراغ ىذا السكف حتى ولو ظؿ في‬
‫نفس اإلدارة‪ ،‬استنادا إلى أف السكف الوظيفي يتبع وجودا وعدما الوظيفة الموكولة إلى‬
‫الموظؼ‪.233‬‬

‫وقد اعتبر القضاء المغربي حالة التوقؼ عف مزاولة الميمة التي مف أجميا منح‬
‫السكف الوظيفي لمموظؼ مف الحاالت الميمة الموجبة إلفراغ المساكف الوظيفية‪.‬‬

‫‪2009/03/18‬‬ ‫وىذا ما ذىب إليو المجمس األعمى في ق ارره الصادر بتاريخ‬


‫والذي جاء في حيثياتو‪" :‬وماداـ السكف وظيفيا وأسند لممطموب بصفتو مربي رئيس‬
‫المصمحة اإلدارية والمالية بالمركب الرياضي األمير موالي عبد اهلل‪ ،‬فإف زواؿ ىذه‬
‫الصفة عنو يفقده حؽ االستمرار في السكف ويجب عميو إفراغو في ظرؼ شيريف‬
‫‪ ،2001/07/04‬وأف عودتو إلى العمؿ‬ ‫مف تاريخ االنقطاع عف العمؿ بتاريخ‬
‫‪ ،2006/04/14‬واستداللو بشيادة العمؿ تفيد‬ ‫كموظؼ بالمركب المذكور بتاريخ‬
‫العودة ال يخولو حؽ السكف فيو‪ ،‬والقرار الذي لـ يجب عف تحقؽ واقعة االنقطاع‬
‫عف العمؿ وضرورة إفراغ السكف الوظيفي في أجؿ شيريف مف االنقطاع المذكور‬
‫فإنو جاء معمال تعميال فاسدا وخارقا لمفصؿ ‪ 13‬المشار إليو ومعرضا لمنقض"‪.234‬‬

‫– دراسة توثيقية واحصائية‬ ‫‪ -232‬عبد الجميؿ عينوسي‪" :‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية‬
‫وتحميمية‪ ،"-‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.128:‬‬
‫‪ -233‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.110 :‬‬
‫‪ -234‬قرارعدد ‪ 929‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 2009/03/18‬في الممؼ المدني عدد ‪،2007/3/1/100‬‬
‫غير منشور‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وذىبت في نفس اإلتجاه محكمة االستئناؼ بالرباط في مجموعة مف ق ارراتيا‬


‫منيا القرار عدد ‪ 307‬الصادر بتاريخ ‪ ،1979/04/20‬والذي اعتبر المنزؿ الموجود‬
‫داخؿ مستشفى ىو منزؿ خاص بمف يزاوؿ مينة‪ ....‬عمى تسيير المستشفى وبمجرد‬
‫التحمؿ مف ىذه الميمة يفقد الموظؼ حؽ استغالؿ ىذا السكف ‪.235‬‬

‫وكذلؾ األمر الصادر عف قاضي المستعجالت بالمحكمة االبتدائية بالرباط‬


‫‪236‬‬
‫والذي ورد فيو "أف المدعى عميو تسمـ السكف الوظيفي‬ ‫بتاريخ ‪ 02‬يونيو ‪2004‬‬
‫الكائف بأكداؿ بالرباط بوصفو ممحقا مف وزارة المالية‪ ،‬لمقياـ بميمة مستشار في‬
‫الشؤوف البرلمانية بديواف السيد وزير الشبيبة والرياضة سابقا‪ ،‬وأصبح يحتمو عقب‬
‫انتياء ميمتو المذكورة‪ ،‬وارجاعو لعممو األصمي بوزارة المالية والخوصصة‪ ،‬بعد‬
‫وضع حد إللحاقو"‪.‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬األسجبة انًؼزًذح يٍ طشف انمضبء‬


‫إذا كانت الحاالت السابقة تعد مف أسباب االنقطاع عف العمؿ المستوجبة‬
‫لمغادرة السكف اإلداري‪ ،‬فيناؾ حاالت أخرى اعتبرىا االجتياد القضائي مف األسباب‬

‫‪ 77/483‬مشار إليو في المجمة المغربية لإلدارة‬ ‫‪ -235‬قرار صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ في الممؼ عدد‬
‫المحمية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 39-38‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.110:‬‬
‫‪ -236‬أمر رقـ ‪ ،799‬ممؼ رقـ ‪ 08/38/6‬صادر عف المحكمة االبتدائية بالرباط بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪ 2004‬مشار إليو‬
‫– دراسة توثيقية واحصائية‬ ‫في عبد الجميؿ عينوسي‪":‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية‬
‫وتحميمية‪ ،"-‬ص‪.127 :‬‬
‫كما ذىبت المحكمة اإلدارية بأكادير في الحكـ رقـ ‪ 2000/21‬الصادر بتاريخ ‪ 2000/4/13‬في الممؼ رقـ‬
‫‪99/50‬غ إلى أف "السكف الوظيفي المخصص لمدير مؤسسة عمومية يستفاد منو طالما كاف المعني باألمر‬
‫عمى رأس تمؾ المصمحة وبمفيوـ المخالفة فإف عدـ بقاء الموظؼ عمى رأس المصمحة التي منح لو السكف‬
‫اإلداري بسببيا يكوف موجبا لإلفراغ"‪ ،‬مشار إليو في ـ‪.‬ـ‪ .‬إـ‪.‬ت‪،‬عدد ‪ 39-38‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.111:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫التي تبرر إفراغ المساكف اإلدارية وأدخميا ضمف أحكاـ الفصؿ ‪ 13‬مف قرار ‪ 19‬شتنبر‬
‫‪.2371951‬‬

‫وتتمثؿ تمؾ األسباب المعتمدة مف طرؼ القضاء والمستنبطة مف مناشير الوزير‬


‫‪238‬‬
‫في اإللحاؽ‪ ،‬واالنتقاؿ لمعمؿ بمدينة أخرى‪ ،‬والتوفر عمى مسكف شخصي‬ ‫األوؿ‬
‫بالمدينة التي يعمؿ بيا الموظؼ‪.‬‬

‫وتتجمى االعتبارات اإلدارية المبررة لإلفراغ في ىذه الحاالت في احتياج اإلدارة‬


‫لمسكف اإلداري المحتؿ وضرورة ضماف السير العادي لممرفؽ اإلداري وتسييؿ حركية‬
‫الموظفيف وتمكيف كؿ مرفؽ إداري مف إسكاف موظفيو‪.‬‬

‫فالمساكف اإلدارية ارتبطت أصال بالمرفؽ اإلداري وبالوضعية التي يشغميا‬


‫الموظؼ‪ ،‬ولكؿ مرفؽ مف مرافؽ الدولة خصوصياتو واكراىاتو‪ ،‬ومف ثـ فال يعقؿ أف‬
‫ينتقؿ الموظؼ مف إدارة إلى أخرى (اإللحاؽ)‪ ،‬أو مف مدينة إلى أخرى (االنتقاؿ)‬
‫ويبقى محتال لمسكف الذي أعطي لو مف أجؿ الوظيفة التي كاف يشغميا ‪.239‬‬

‫واذا كانت العمة مف إسكاف الموظؼ ىي تيسير وتسييؿ مأموريتو في أداء‬


‫ميامو فإنو بتوفره عمى مسكف خاص بو وفي نفس المدينة التي يعمؿ بيا سيجعمو في‬
‫نفس الوضعية التي ىي عميو إف لـ يكف في وضعية أحسف وبالتالي فإف العدؿ‬
‫واإلنصاؼ يقضياف بإخالء الموظؼ الذي أصبح يتوفر عمى مسكف خاص بو في نفس‬
‫المدينة التي يعمؿ بيا لمسكف اإلداري لمنحو إلى موظؼ آخر في حالة احتياج‪.‬‬

‫‪ -237‬قرار صادر عف الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬والمعدؿ ومعدؿ بمقتضى قرار رقـ ‪ 3-89-77‬المؤرخ‬
‫في ‪ 5‬أبريؿ ‪.1977‬‬
‫‪ -238‬منيا المنشور رقـ ‪/572‬د المؤرخ في ‪ 26‬يوليوز ‪ ،1983‬والمنشور رقـ ‪/16/94‬د بتاريخ ‪ ،1994‬والمنشور‬
‫رقـ ‪ 35/95‬بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬
‫‪ -239‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.111:‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وسنحاوؿ في ىذه الفقرة اإلحاطة بمختمؼ تمؾ الحاالت المستحدثة بمقتضى‬


‫ق اررات الوزير األوؿ المعدلة لمقرار الوزير المؤرخ في ‪ 19‬شتنبر ‪ ،1951‬وذلؾ كالتالي‪:‬‬

‫أٔال‪ :‬اإلنحبق‬
‫طبقا لمفصؿ ‪ 47‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪ ،‬يعتبر الموظؼ‬
‫في وضعية اإللحاؽ إذا كاف خارجا عف سمكو األصمي مع بقائو تابعا ليذا السمؾ‬
‫ومتمتعا فيو بجميع حقوقو في الترقية والتقاعد‪ ،‬ويكوف لمدة ثالت سنوات كحد أقصى‪،‬‬
‫إال أنو يمكف تجديده لفترات متساوية مع ىذه المدة ‪ ،240‬والكتساب حؽ اإللحاؽ يجب‬
‫توافر الشروط التالية‪:241‬‬

‫أف يقدـ المعني باألمر طمبا واضحا في الموضوع عف طريؽ السمـ اإلداري أف‬
‫ال يغادر مقر عممو إال بعد التوصؿ بالموافقة المكتوبة مف إدارتو بقرار اإللحاؽ‪.‬‬

‫ويجب أف توافؽ اإلدارة المستقبمة عمى طمب المعني باألمر‪ ،‬ويصدر قرار‬
‫اإللحاؽ مف اإلدارة المركزية الوزير التابع لو الموظؼ‪ ،‬ويحدد اإللحاؽ بمرسوـ‪،‬‬
‫ويتقاضى الموظؼ الممحؽ مرتبو مف اإلدارة المستقبمة لو‪.‬‬

‫ويعتبر اإللحاؽ مف ضمف األسباب الموجبة إلفراغ السكف اإلداري‪ ،‬وذلؾ‬


‫بمقتضى المنشور رقـ ‪/572‬د بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪ 1983‬الذي ألزـ كؿ موظؼ يشغؿ‬
‫مسكنا في ممؾ الدولة بتقديـ التزاـ مع تصريح بالشرؼ مصحح اإلمضاء يقر فيو‬
‫بالتزامو بإفراغ السكف المسند إليو داخؿ أجؿ شيريف مف تاريخ توقفو عف مزاولة ميامو‬
‫بسبب اإللحاؽ‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬االَزمبل نهؼًم ثًذ‪ُٚ‬خ أخشٖ‬


‫‪ -240‬الفصؿ ‪ 50‬مف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪ -241‬الفصؿ ‪ 48‬مف ظيير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬بشأف النظاـ األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يعد االنتقاؿ لمعمؿ بمدينة أخرى مف أسباب االنقطاع عف العمؿ المستوجبة‬


‫لمغادرة السكف اإلداري‪.‬‬

‫إذ ذىبت محكمة االستئناؼ ببني مالؿ بخصوص مطالبة اإلدارة بإفراغ موظؼ‬
‫انتقؿ لمعمؿ بمدينة الجديدة وظؿ يحتؿ السكف اإلداري إلى أنو‪" :‬حيث مف الثابت مف‬
‫خالؿ وثائؽ الممؼ أف المستأنؼ قد انتقؿ إلى الجديدة وبالتالي لـ يعد يعمؿ لفائدة‬
‫المستأنؼ عميو الشيء الذي يتعيف معو إفراغو مف المحؿ الذي قدـ لو لمسكف بو‬
‫بسبب عممو لدى المستأنؼ عميو" ‪.242‬‬

‫ثبنثب‪ :‬انزٕفش ػهٗ يسكٍ شخظ‪ ٙ‬ثبنًذ‪ُٚ‬خ انز‪ٚ ٙ‬ؼًم ثٓب‬


‫انًٕظف‬
‫‪243‬‬
‫منح المساكف‬ ‫لقد منع المنشور رقـ ‪/572‬د المؤرخ في ‪ 26‬يوليوز ‪1983‬‬
‫اإلدارية لمموظفيف الذيف يممكوف مسكنا شخصيا بالمدينة التي يزاولوف بيا مياميـ‪،‬‬
‫وألزـ الموظفيف المسكنيف والذيف أصبحوا يتوفروف عمى مسكف في ممكيـ بالمدينة التي‬
‫يوجد بيا مقر عمميـ بالتخمي عف المساكف اإلداري الممنوحة ليـ‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار ينبغي عمى اإلدارة أف تقوـ بإنذارىـ بالتخمي عف السكف‬
‫اإلداري داخؿ أجؿ سنة‪ ،‬واذا لـ يمؽ إنذار اإلدارة استجابة مف طرؼ الموظفيف اعتبروا‬
‫في حكـ المكتريف العادييف ويحؽ ليذه األخيرة إلزاميـ بأداء وجيبة كرائية حقيقية مع‬
‫حفظ حقيا في متابعتيـ إداريا‪.‬‬

‫أما في الحالة التي ال يعتمر الموظؼ السكف اإلداري بصفة شخصية فإنو يعتبر‬
‫محتال بدوف سند‪ ،‬وأمكف لإلدارة مطالبتو بإفراغو دوف منحو أجؿ مع استثناء‪:‬‬

‫‪ -242‬قرار عدد ‪ 739‬صادر بتاريخ ‪ 17‬ماي ‪.2004‬‬


‫‪ -243‬منشور رقـ ‪/572‬د صادر عف الوزير األوؿ مؤرخ في ‪ 26‬يوليوز ‪.1983‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬الموظفيف المسكنيف وجوبا أو بالمجاف أو بحكـ القانوف شريطة شغميـ بصفة‬


‫شخصية السكف الوظيفي‪.‬‬

‫‪ -‬الموظفيف الذيف يثبتوف أف العقار المسند إلييـ ال يستجيب لشروط السكف‬


‫الصحية أو أنو ال يسع إليواء أفراد أسرتيـ‪.‬‬

‫كما يستثنى مف إلزامية اإلفراغ ذوو الحقوؽ (األرامؿ واليتامى) الذي يشغموف‬
‫مسكنا غير وظيفي قابال لمبيع ‪.244‬‬

‫ولقد اعتبر القضاء المغربي كذلؾ أف تممؾ الموظؼ لمسكف خاص بو في نفس‬
‫المدينة التي يعمؿ بيا سبب كاؼ لالستجابة لطمب اإلدارية بإفراغ السكف الوظيفي‪.‬‬

‫وىكذا قضى المجمس األعمى بأنو‪" :‬ثبت لدى قضاة الموضوع أف الطالبة قد‬
‫أصبحت تتوفر عمى سكنى خاصة بيا في نفس المدينة وأف اإلدارة في حاجة إلى‬
‫السكنى اإلدارية المطموب إفراغيا السيما الموظفيف الذيف ىـ في حاجة إلى السكف‪،‬‬
‫الشيء الذي يضفي عمى القضية طابع االستعجاؿ وبالتالي فإف المحكمة قد ركزت‬
‫قرارىا عمى أساس قانوني سميـ عندما قضت بتأييد األمر االبتدائي القاضي بطرد‬
‫لمطاعنة مف محؿ النزاع"‪.245‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف التوفر عمى مسكف شخصي بالمدينة التي يزاوؿ فييا‬
‫الموظؼ عممو كمبرر إلفراغو المسكف اإلداري الذي أسند إليو‪ ،‬قد تـ التخمي عنو‬
‫‪2-99-243‬‬ ‫ضمنيا مف طرؼ السمطة التنظيمية مف خالؿ مقتضيات المرسوـ رقـ‬

‫‪ -244‬طبقا لمقتضيات المرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪ 22‬مف ذي الحجة ‪ 18 ( 1407‬أغسطس ‪1987‬‬


‫المتعمؽ باإلذف في بيع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات‬
‫‪،1999‬‬ ‫الدولة بموجب عقود كما وقع تغييره بموجب المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬الصادر في ‪ 30‬يونيو‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 4704‬بتاريخ فاتح يوليوز ‪ ،1999‬ص‪.1769:‬‬
‫‪ -245‬قرار عدد ‪ 212‬صادر بتاريخ ‪ 27‬نونبر ‪ ،1986‬منشور بقضاء المجمس األعمى‪ ،‬عدد ‪ ،40‬ص‪.220 :‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 1999‬باإلذف ببيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا‬
‫مف الموظفيف واألعواف التابعيف لإلدارات العمومية ومستخدمي المؤسسات العمومية‪،‬‬
‫ذلؾ أف الموظؼ المسكف أصبح بإمكانو اقتناء المسكف الذي يشغمو‪ ،‬إذ كاف قابال‬
‫لمتفويت حتى لو كاف مالكا لمسكف أو أكثر في المدينة التي يمارس فييا عممو ‪.246‬‬

‫ىكذا وفي سياؽ تضاعؼ حاالت احتالؿ المساكف اإلدارية مف طرؼ الموظفيف‬
‫المنقطعيف عف العمؿ في ظؿ صعوبات قانونية وواقعية ال تسعؼ اإلدارات استعادة‬
‫المساكف المخصصة ليا‪ ،‬وسعيا إلى القضاء عمى ىذه الظاىرة المتمثمة في االستمرار‬
‫في شغؿ المساكف اإلدارية مف طرؼ الموظفيف بعد االنقطاع عف العمؿ‪ ،‬أصدر الوزير‬
‫‪ ،16/94‬ويتضمف إجراءيف يحدداف المسؤولية الشخصية‬ ‫األوؿ منشو ار تحت عدد‬
‫واإلدارية لمموظفيف المحتؿ ويتمثؿ ىذاف التدبيراف في ‪:247‬‬

‫‪ -1‬مطالبة كؿ موظؼ مسكف أو مرشح لشغؿ مسكف إداري بتقديـ التزاـ‬


‫وتصريح بالشرؼ مصحح اإلمضاء يقر فيو‪:‬‬

‫بعدـ توفره عمى مسكف شخصي بالمدينة التي يعمؿ بيا وذلؾ في حالة ما إذا‬
‫كاف ينتمي إلى فئة المسكنيف بالفعؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬التزامو بإفراغ السكف الممنوح لو في أجؿ شيريف مف تاريخ توقفو عف مزاولة‬


‫ميامو لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االستقالة؛‬

‫‪ -‬اإلعفاء؛‬

‫‪ -246‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلداري اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.86 :‬‬
‫‪ -247‬عبد الجميؿ باحدو‪ ،‬محمد السكتاوي‪" :‬الكتاب المرشد التضامني في عشر سنوات ( ‪ ،")2000/1990‬ـ‪.‬س ‪،‬‬
‫ص ‪.106:‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬العزؿ؛‬

‫‪ -‬اإللحاؽ؛‬

‫‪ -‬االنتقاؿ لمعمؿ بمدينة أخرى؛‬

‫‪ -‬االستقالة المقبولة بصفة قانونية؛‬

‫‪ -‬اإلحالة عمى التقاعد‪.‬‬

‫وفي ىذه الحالة يمدد أجؿ شيريف بالنسبة لمموظفيف المسكنيف بالفعؿ إلى ستة‬
‫أشير أو إلى غاية التاريخ الذي يتسمموف فيو وراتب تقاعدىـ طبقا لمقتضيات القرار‬
‫الصادر في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬المتعمؽ بالموظفيف المسكنيف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تلا م القتاا م الدإلوو المثارذ إلي دعاوو إإلراا المسي‬
‫الوومظي‬

‫غالبا ما يثير محتؿ السكف الوظيفي عدة دفوعات تصب في موضوع النزاع أو‬
‫تناقش في صفة اإلدارة وذلؾ مف أجؿ التسويؼ والمماطمة واطالة أمد بقائو بالمسكف‪.‬‬

‫ومف خالؿ استقراء األحكاـ القضائية الصادرة في دعاوى إفراغ السكف الوظيفي‬
‫يمكف تحديد موقؼ القضاء مف ىذه الدعاوى في رد الدفوع المثارة سواء تعمؽ األمر‬
‫بالدفوع الشكمية (الفقرة األولى)‪ ،‬أو الدفوع الموضوعية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫كما أف اإلدارة تواجو عائقا حقيقيا بمناسبة استخالصيا لمتعويض الناتج عف‬
‫احتالؿ المساكف اإلدارية‪ ،‬ويتجمى خاصة في موقؼ القضاء مف األوامر بالتحصيؿ‬
‫الصادرة عف مديرية األمالؾ المخزنية ضد المحتميف بدوف سند( الفقرة الثالتة)‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬سد انمضبء انًسزؼجم نهذفٕع انشكه‪ٛ‬خ‬


‫الدفوع الشكمية ىي الدفوع التي تنصب عمى شكميات الدعوى واجراءاتيا دوف‬
‫المس بجوىر الحؽ المدعى بو‪.248‬‬

‫ومف ضمف الدفوع الشكمية المثارة في دعاوى إفراغ المساكف الوظيفية‪ ،‬انعداـ‬
‫صفة اإلدارة المستفيدة مف التخصيص في إقامة دعوى إفراغ المحالت السكنية التابعة‬
‫لمدولة‪ ،‬إذ يدفع محتموا تمؾ المساكف بعدـ توفر اإلدارة التي ينتسبوف إلييا أو إدارتيـ‬
‫األصمية عمى الحؽ في مقاضاتيـ‪ ،‬محتجيف بكوف إدارة األمالؾ المخزنية وحدىا‬
‫المؤىمة لمطالبتيـ باإلفراغ بعمة أف المساكف المعنية تنتمي إلى أمالؾ الدولة‪.‬‬

‫وقد استقر اجتياد المجمس األعمى عمى رد تمؾ الدفوع الشكمية استنادا إلى عدة‬
‫مبررات‪.‬‬

‫وقبؿ أف نثير أىـ المبررات التي يستند إلييا القضاء المستعجؿ ببالدنا في‬
‫رفض الدفوع الشكمية المتعمقة بالسكف الوظيفي (ثانيا)‪ ،‬يجدر بنا أف نتعرض ألنواع‬
‫ىذه الدفوع المثارة أمامو(أوال)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬إَٔاع انذفٕع انشكه‪ٛ‬خ انًثبسح يٍ طشف انًزمبض‪ٍٛ‬‬


‫نشفض دػٕٖ اإلفشاؽ‬
‫إف محتؿ المساكف الوظيفية ال يتردد في إثارة مجموعة مف الدفوع الشكمية قصد‬
‫رفض دعوى اإلفراغ‪ ،‬إذ غالبا ما يدفع بعدـ قبوؿ ىذه الدعوى النعداـ صفة اإلدارة‬
‫المنتفعة مف المحؿ في إقامتيا‪ ،‬وعدـ توفر المقاؿ عمى البيانات اإللزامية المطموبة‬
‫شكال ومنيا عدـ تسجيؿ الوكيؿ القضائي لممممكة‪ ،‬وعدـ إدخاؿ مديرية األمالؾ‬

‫‪ -248‬إدريس العموي العبدالوي‪" :‬القانوف القضائي الخاص"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الدعوى واألحكاـ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،1985‬ص‪.99:‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المخزنية في الدعوى‪ ،‬باعتبارىا الجية التي أناط بيا المشرع االختصاص لتسيير‬
‫أمالؾ الدولة الخاصة‪.249‬‬

‫‪ -1‬انعداـ صفة اإلدارة المستفيدة مف التخصيص في إقامة الدعوى‬

‫تعد الصفة شرطا أساسيا في المدعي إلقامة الدعوى ‪ ،250‬ويقصد بالصفة أحقية‬
‫المدعي في التقاضي ويؤدي انعداميا إلى عدـ قبوؿ الدعوى‪.‬‬

‫ويثير شرط توفر الصفة في المتقاضي تساؤال حوؿ الجية التي ليا صالحية‬
‫إقامة دعوى إفراغ محالت السكف الوظيفي‪ ،‬فقد دأب العديد مف المدعي عمييـ‬
‫المطالبيف باإلفراغ عمى الدفع بعدـ توفر اإلدارة التي ينتموف إلييا عمى الصفة‬
‫لمقاضاتيـ ويتمسكوف بكوف إدارة األمالؾ المخزنية ىي صاحبة الصفة في التقاضي‬
‫والمؤىمة لمطالبتيـ باإلفراغ طالما أف ىذه المساكف تدخؿ ضمف أمالؾ الدولة‪ ،‬بينما‬
‫تتمسؾ اإلدارات بحقيا في إقامة دعوى قضائية ضد المحتميف ليذه المساكف باعتبارىا‬
‫الجية التي قامت باإلسناد‪.251‬‬

‫فما ىي إذف الجية التي ليا صفة إقامة دعوى إفراغ المحالت الوظيفية‬
‫المخصصة إلسكاف الموظفيف؟‬

‫إذا كاف اختصاص إدارة األمالؾ المخزنية لمترافع أماـ القضاء في القضايا التي‬
‫تيـ الممؾ الخاص لمدولة بما فييا دعاوى إفراغ المساكف الوظيفية مف محتمييا ال يثير‬

‫‪ -249‬انظر في ىذا الصدد القرار رقـ ‪ 138‬الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ ‪ ،2003/4/16‬في الممؼ‬
‫االستعجالي عدد ‪ ،4/2003/71‬غير منشور‪.‬‬
‫ممف لو الصفة واألىمية‬ ‫‪ -250‬ينص الفصؿ األوؿ مف قانوف المسطرة المدنية عمى أنو "ال يصح التقاضي إال‬
‫والمصمحة إلثبات حقوقو"‪.‬‬
‫‪ 2008/5/19‬في الممؼ عدد‬ ‫‪ -251‬انظر القرار عدد ‪ 180‬الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ‬
‫‪ ،06/07/425‬غير منشور‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫أي جدؿ‪ ،‬فإف صالحية اإلدارة المستفيدة مف التخصيص في ىذا الصدد تبقى موضوع‬
‫تشكيؾ مف لدف المتقاضيف‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الدورية عدد ‪ SP/59‬المؤرخة في ‪ 19‬سبتمبر ‪ 1951‬نجد أنيا‬


‫تنص صراحة عمى أف التفويض يمنح لرؤساء اإلدارات لمباشرة دعاوى اإلفراغ أماـ‬
‫القضاء وذلؾ عمى غرار ما ىو معموؿ بو في فرنسا‪.252‬‬

‫وبما أف إدارة األمالؾ المخزنية تقوـ بتخصيص المساكف اإلدارية لكؿ و ازرة‪،‬‬
‫فإنو يمكف ليذه األخيرة بمقتضى ىذا التخصيص االنتفاع بيذه المساكف عف طريؽ‬
‫توزيعيا عمى الموظفيف الذي تتوفر فييـ الشروط المطموبة‪ ،‬في حيف ينحصر دور إدارة‬
‫األمالؾ المخزنية في تدبير ممكية الرقبة‪ ،‬ومف ثـ يصبح لكؿ و ازرة الحؽ في مقاضاة‬
‫الموظفيف الذيف فقدوا شروط اإلقامة في المحالت اإلدارية مف أجؿ إفراغيـ‪ ،‬ويصبح‬
‫بالتالي ىذا الحؽ أصميا وذلؾ بصفتيا اإلدارة التي تـ تخصيص ىذه المحالت لفائدتيا‬
‫والمنتفعة مف السكنى‪ ،‬عمما بأف المنتفع يتمتع بكؿ الصالحيات التي يخوليا لو حؽ‬
‫االنتفاع ومنيا حقو في المجوء إلى القضاء لممحافظة عمى حقو ‪.253‬‬

‫وقد قضت بعض محاكـ الموضوع بقبوؿ الدفع بانعداـ الصفة‪ ،‬إذ نجد مثال أف‬
‫المحكمة االبتدائية بتطواف قضت بعدـ االختصاص في الدعوى االستعجالية ألنيا‬
‫قدمت مف طرؼ مف ال صفة لو عمى اعتبار أف األمالؾ المخزنية ىي صاحبة‬
‫الصفة‪ ،254‬وكذلؾ الشأف بالنسبة لألمر االستعجالي الصادر عف المحكمة االبتدائية‬

‫‪ -252‬راجع المنشور الوزيري رقـ ‪ SP/59‬بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪.1951‬‬


‫‪ -253‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪ 117 :‬و‪.118‬‬
‫‪ - 254‬أمر استعجالي عدد ‪ 91‬صادر بتاريخ ‪ ،1/25/2000‬مشار إليو في ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪،‬عدد ‪ 39-38‬غشت ‪،2001‬‬
‫ص‪.117:‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫بالدار البيضاء الذي قضى بأف المحؿ مكتري مف طرؼ األمالؾ المخزنية وليس مف‬
‫طرؼ و ازرة التعميـ مما يضفي عمى النزاع صفة الجدية‪.255‬‬

‫إال أف المجمس األعمى حسـ ىذا الخالؼ بحيث رد ذلؾ الدفع المتعمؽ بانعداـ‬
‫الصفة وكاف جازما بأف لكؿ إدارة الصفة في إقامة دعوى إفراغ المحالت اإلدارية‬
‫المخصصة ليا مف أجؿ إسكاف موظفييا ‪.256‬‬

‫‪ -2‬عدـ إدخاؿ مديرية األمالؾ المخزنية والوكيؿ القضائي في الدعوى‬

‫يعد الدفع بعدـ إدخاؿ األمالؾ المخزنية والوكيؿ القضائي لممممكة في الدعوى‬
‫مف الدفوع الشكمية التي ما فتئ المطالبوف باإلفراغ يثيرونيا لمحكـ لفائدتيـ بعدـ قبوؿ‬
‫الدعوى‪ ،‬بحيث يعتبروف أف األمالؾ المخزنية ىي المؤىمة قانونا لتمثيؿ األمالؾ‬
‫الخاصة لمدولة أماـ القضاء وبالتالي ىي التي ليا الصفة في مقاضاتيـ واقامة دعوى‬
‫اإلفراغ في مواجيتيـ‪.257‬‬

‫كما يتمسكوف بأف المقاؿ الرامي إلى إفراغيـ مف السكف الوظيفي ال يتضمف‬
‫الشكميات المتطمبة قانونا‪ ،‬ومنيا عدـ تسجيؿ الوكيؿ القضائي لممممكة‪.‬‬

‫وقد تمت إثارة ىذه الدفوع أماـ قاضي المستعجالت بالمحكمة االبتدائية بالرباط‪،‬‬
‫مف طرؼ دفاع المدعى عميو‪ ،‬وفي ىذا اإلطار جاء في الوقائع التي تضمنيا األمر‬
‫الصادر عنو بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪ 2004‬ما يمي‪" :‬إف المدعية لـ تدؿ بصفتيا عمى‬

‫‪ -255‬أمر استعجالي عدد ‪ 86/3274‬بتاريخ ‪ 1987/3/12‬مشار إليو في محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت‬
‫اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.118:‬‬
‫‪ 1996/6/20‬في الممؼ اإلداري عدد‬ ‫‪ 484‬صادر بتاريخ‬ ‫‪ -256‬قرار صادر عف المجمس األعمى عدد‬
‫‪ ،99/1/10334‬منشور بالمجمة ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪،‬عدد ‪ 39-38‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.118:‬‬
‫‪ -257‬راجع وقائع األمر الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط رقـ ‪ 200‬الصادر بتاريخ ‪ ،2003-6-4‬في الممؼ‬
‫االستعجالي عدد ‪ ،4/2003/111‬غير منشور‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المسكف المدعى فيو‪ ،‬لكونيا تعمـ عمـ اليقيف أف أصؿ الممؾ المدعى فيو ىو في‬
‫اسـ شخص مستقؿ عنيا‪ ،‬وال تربطو بيا أية عالقة‪ ،‬ولعدـ اإلثبات فإف منوبيما‬
‫يدلي بشيادة عقارية تفيد أف العقار ىو في اسـ مدينة الرباط‪ ،‬ومالكة العقار لـ تنب‬
‫عنيا المدعية في التقاضي‪ ،‬بؿ ىي تتمتع بشخصية معنوية مستقمة‪ ،‬وال يمكف بأي‬
‫حاؿ مف األحواؿ أف تمثميا المدعية‪ ،‬وعمى كؿ حاؿ فإف صاحب الحؽ في تقديـ‬
‫الدعوى ىو السيد الوكيؿ القضائي لممممكة‪ ،‬ىذا عالوة عمى أنو طبقا لممرسوـ‬
‫الممكي المؤرخ في ‪ 22‬نونبر ‪ 1978‬يتعيف القوؿ بعدـ قبوؿ الدعوى لعدـ إدخاؿ‬
‫مدير األمالؾ المخزنية"‪.258‬‬

‫إف الدفوع الشكمية المثارة في وقائع ذلؾ األمر االستعجالي‪ ،‬كانت محؿ رفض‬
‫مف طرؼ قاضي المستعجالت إذ صرح "برد الدفوعات المتعمقة بانعداـ الصفة وعدـ‬
‫إدخاؿ مديرية األمالؾ المخزنية والوكيؿ القضائي لممممكة في الدعوى‪ ،‬ذلؾ أنو ال‬
‫خالؼ في أف الدولة المغربية‪ ،‬وطالما أسندت بواسطة أحد وزارتيا السكف الوظيفي‬
‫كامتياز معيف لسكف موظفييا‪ ،‬فإنيا تبقى ليا الصفة في مقاضاتو متى لـ يعد ىناؾ‬
‫داعيا لإلبقاء عمى االمتياز المذكور‪.‬‬

‫أما مديرية األمالؾ المخزنية فإنيا تبقى وحدىا المحقة في التدخؿ متى رأت‬
‫أف مصالحيا تتضرر‪ ،‬أما في الدعوى الحالية فإف إدخاليا ال يبقى إلزاميا مادامت في‬
‫وضعيا عقاراتيا تحت يد مختمؼ قطاعات الدولة تفوضيا في التصرؼ فييا بالشكؿ‬
‫الذي تراه مناسبا‪ ،‬كما أف الدفع بعدـ إدخاؿ الوكيؿ القضائي لممممكة‪ ،‬يبقى مردودا‬
‫لكوف ىذا األخير ال تقوـ إلزامية إدخالو إال في القضايا التي تتناوؿ مديونية الدولة‬

‫‪ -258‬أمر صادر عف رئيس المحكمة االبتدائية بالرباط بتاريخ ‪2‬نونبر ‪ ،2004‬مشار إليو في‪ :‬عبد الجميؿ عينوسي"‬
‫قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.131:‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ليس إال‪ ،‬ولكونو مجرد ممثؿ لمدولة المغربية والتي اختارت في النازلة الحالية‬
‫مقاضاة موظفييا مباشرة"‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬يجشساد سفض انذفٕع انشكه‪ٛ‬خ‬


‫إف االجتياد القضائي المغربي كاف حاسما في رفض الدفوع الشكمية المثارة في‬
‫دعاوى إفراغ المساكف الوظيفية وذلؾ لعدة اعتبارات‪.‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لمدفع بانعداـ الصفة‬

‫لقد استقر اجتياد المجمس األعمى عمى رد جميع الدفوع المتعمقة بانعداـ صفة‬
‫اإلدارة لكوف ىذه األخيرة ليا الحؽ في مقاضاة موظفييا المستمريف في اعتمار‬
‫المحالت اإلدارية مف أجؿ إفراغيـ‪ ،‬استنادا إلى التفويض المخوؿ ليا بمقتضى الدورية‬
‫‪259‬‬
‫والتي تعطي ليا الحؽ في االنتفاع‬ ‫عدد ‪ SP/59‬المؤرخة في ‪ 19‬شتنبر ‪1951‬‬
‫الذي تتفرع منو جميع الحقوؽ الالزمة لممحافظة عميو ومنيا حؽ المجوء إلى القضاء‬
‫ومباشرة دعوى اإلفراغ‪.‬‬

‫فقد جاء في قرار صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1997/3/11‬ما يمي‪:260‬‬


‫"لكف حيث تبيف مف وثائؽ الممؼ أف الطاعف قد تـ إسكانو مف طرؼ وزارة الصحة‬
‫في المحؿ موضوع النزاع باعتباره موظفا لدييا وباعتبار المحؿ المذكور سكنا إداريا‬
‫مخصصا ليا مف طرؼ إدارة األمالؾ المخزنية‪ ،‬وذلؾ حسب ما يستفاد مف الوثيقة‬
‫المؤرخة في ‪ 1979/2/6‬التي بمقتضاىا تسمـ الطاعف السكف اإلداري موضوع‬

‫‪ -259‬إف الدوريات الصادرة عف الوزير األوؿ بشأف القرار الصادر بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬ىي دوريات تنظيمية‬
‫يحؽ لإلدارة أف تستند إلييا لفرض التزامات عمى الموظفيف في المجاالت التي تنظميا‪ ،‬كما يحؽ ليؤالء‬
‫الموظفيف التمسؾ بيا ويمزـ القاضي بالتالي بتطبيؽ مقتضياتيا‪.‬‬
‫‪ -260‬قرار عدد ‪ 1487‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1997/3/11‬في الممؼ المدني عدد ‪ 91/5156‬مشار‬
‫إليو في مقاؿ محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.119:‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫النزاع‪ ،‬وكذا مذكرة المصمحة المؤرخة في ‪ 1979/1/31‬الموقعة مف طرؼ الطبيب‬


‫الرئيسي لمعمالة الطبية بالدار البيضاء والتي تفيد أنو تـ تخصيص السكف الكائف‬
‫باألمالؾ المخزنية‪ ،...‬وأف المحكمة عندما اعتمدت ىذه المعطيات لالستجابة لمطمب‬
‫المقدـ مف طرؼ وزارة الصحة الرامي إلى إفراغ الطاعف مف المحؿ موضوع النزاع بعد‬
‫إحالتو عمى التقاعد‪ ،‬تكوف قد اعتبرت وعف صواب بأف صفتيا ثابتة في إقامة‬
‫الدعوى ألف المحؿ مخصص ليا إلسكاف موظفييا وليا الحؽ في المطالبة بإفراغيـ‬
‫بعد انقطاع صمة العمؿ الرابطة بينيا وبينيـ‪ ،‬مما يكوف معو القرار المطعوف فيو‬
‫معمال تعميال سميما ولـ يخرؽ المقتضيات المحتجة بخرقيا والوسيمة بدوف‬
‫اعتباره"‪.261‬‬
‫‪262‬‬
‫بقبوؿ دعاوى اإلدارات المتعمقة‬ ‫ونحف نؤيد ما ذىب إليو أحد الباحثيف‬
‫باإلفراغ والتصريح بتوفرىا عمى الصفة إلقامة تمؾ الدعاوى‪ ،‬لألسباب السالفة الذكر‪،‬‬
‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬بشأف النظاـ الخاص بالموظفيف‬ ‫ولكوف القرار الصادر بتاريخ‬
‫المسكنيف المتـ بقرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 5‬أبريؿ ‪ ،1977‬يعطي لكؿ وزير الحؽ في‬
‫التقاضي باسـ و ازرتو‪ ،‬وذلؾ برفع دعاوى اإلفراغ مف األمالؾ المخصصة لو ازرتو‪ ،‬ضد‬

‫‪ -261‬كما ورد في حيثيات القرار الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط في الممؼ االستعجالي عدد‬
‫‪،4/2006/219‬غير منشور‪ ،‬ما يمي‪" :‬حيث إف كانت ممكية رقبة المدعى فيو تعود إلدارة األمالؾ المخزنية‬
‫فإنو الثابت مف بطاقة اإلسناد رقـ ‪ 5‬أف و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬كما تنص الوثيقة المذكورة ىي مف أسندت‬
‫المدعى فيو لممستأنؼ عميو وطبقا لممنشور تحت عدد ‪ 59‬س ب بتاريخ ‪ 1951/9/19‬تطبيقا لمقرار الصادر‬
‫بنفس التاريخ ينص في الجزء الخامس منو بأف اإلدارات المستفيدة مف التصرؼ في األمالؾ الموضوعة رىف‬
‫إشارتيا مف طرؼ األمالؾ المخزنية ليا تفويض لمقاضاة األعواف الذيف يستمروف في احتالؿ أمالؾ الدولة‬
‫‪ 13‬مف قرار ‪ 1951/9/19‬وبذلؾ فالمستأنؼ تتمتع‬ ‫بدوف سند وال قانوف مف أجؿ إفراغيـ طبقا لمفصؿ‬
‫بالصفة في مقاضاة المستأنؼ عميو مف أجؿ إفراغو مف السكف الذي قامت بإسناده لو بمناسبة وظيفتو‪."...‬‬
‫‪ -‬قرار رقـ ‪ 105‬صادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،2007-4-9‬في الممؼ االستعجالي‬
‫عدد ‪ ،4/2006/219‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 262‬عبد الجميؿ عينوسي" قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.136:‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الموظفيف الذيف يستمروف في احتالؿ ممؾ الدولة الخاص بعد انتياء مأموريتيـ لسبب‬
‫مف األسباب‪.‬‬

‫‪ -2‬بخصوص الدفع المتعمؽ بعدـ إدخاؿ مديرية األمالؾ المخزنية والوكيؿ‬


‫القضائي لممممكة في الدعوى‬

‫لقد كاف القضاء المغربي واضحا في رد ىذا الدفع بعمة أف الدولة المغربية يمثميا‬
‫السيد الوزير األوؿ ولو أف يكمؼ بتمثيمو الوزير المختص عند االقتضاء وفؽ مقتضيات‬
‫الفقرة األولى مف الفصؿ ‪ 515‬مف قانوف المسطرة المدنية‪ ،‬وأف إدخاؿ الوكيؿ القضائي‬
‫لممممكة في الدعوى ال يكوف واجبا إال في حالة الطمبات التي تستيدؼ التصريح‬
‫بمديونية الدولة‪.263‬‬

‫وىذا ما أكده القرار الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ‬


‫‪ ،2642003/4/16‬إذ جاء في حيثياتو أنو "وحيث إف الدفع بعدـ إدخاؿ العوف القضائي‬
‫ىو دفع غير جدي ألف المدعية ىي الدولة المغربية وأنيا ليست مدعى عمييا‪.‬‬

‫وحيث إف عدـ توجيو إنذار في إطار ظيير ‪ 80‬ىو دفع ال يرتكز عمى أساس‬
‫باعتبار أف المدعية ال تربطيا أية عالقة كرائية مع المستأنفة"‪.‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬سفض انذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ انًثبسح ف‪ ٙ‬دػبٖٔ اإلفشاؽ‬

‫‪ -263‬انظر الحكـ الصادر عف رئيس المحكمة االبتدائية بسيدي سميماف بتاريخ ‪ 98/11/19‬في الممؼ االستعجالي‬
‫عدد ‪.98/138‬‬
‫‪ 2003/4/16‬في الممؼ االستعجالي رقـ‬ ‫‪ -264‬قرار رقـ ‪ 138‬صادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ‬
‫‪ ،4/2003/71‬غير منشور‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فضال عف الدفوع الشكمية المثارة في دعاوى إفراغ المساكف الوظيفية والتي كانت‬
‫محؿ رفض مف طرؼ القضاء المغربي‪ ،‬فإف ىناؾ دفوعات موضوعية كثي ار ما يدفع‬
‫محتؿ المسكف الوظيفي بوجودىا لرفض طمب إفراغو‪ ،‬ونقصد بالدفوع الموضوعية‬
‫الدفوع التي ال عالقة ليا بالمسطرة واإلجراءات بؿ تنصب عمى ذات الحؽ المدعى‬
‫بو‪ ،265‬لكف القضاء دأب عمى رفضيا‪.‬‬

‫ويمكف تحديد الدفوع الموضوعية المثارة في دعاوى اإلفراغ المتعمقة بالمساكف‬


‫الوظيفية‪ ،‬في الدفع بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري والدفع بتنازع الظيائر المنظمة‬
‫لإلفراغ والق اررات الو ازرية واالحتجاج بعدـ اختصاص القضاء االستعجالي‪.‬‬

‫فالمطالبوف بإفراغ المساكف اإلداري غالبا ما يزعموف بكونيـ تقدموا بطمبات‬


‫القتنائيا وذلؾ بيدؼ إيقاؼ مسطرة اإلفراغ‪.‬‬

‫لكف القضاء المغربي عمد إلى رفض ذلؾ الدفع ألف رفع اإلدارة لدعوى اإلفراغ‬
‫يعتبر بمثابة رفضيا لطمب االقتناء وأف مجرد تقديـ طمب بالشراء ال يخوؿ لمطالب‬
‫صفة المشتري‪ ،‬وذلؾ ما أقره اجتياد المجمس األعمى في العديد مف الق اررات الصادرة‬
‫عنو‪.266‬‬

‫وسنحاوؿ مف خالؿ ىذه الفقرة معرفة أنواع الدفوع الموضوعية المقدمة في‬
‫دعاوى إفراغ السكف الوظيفي (أوال)‪ ،‬وكذا أسباب رفضيا مف طرؼ القضاء(ثانيا)‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬إَٔاع انذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ انًمذيخ ف‪ ٙ‬دػبٖٔ إفشاؽ‬


‫انسكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٙ‬‬
‫‪ -265‬إدريس العموي العبدالوي‪" :‬القانوف القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬الدعوى واألحكاـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.110:‬‬
‫‪ -266‬انظر قرار المجمس األعمى رقـ ‪ 3405‬الصادر بتاريخ ‪ 1995/2/22‬في الممؼ المدني عدد ‪،91/1743‬‬
‫مشار إليو في محمد الزياتي‪":‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.120:‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -1‬الدفع بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري‬

‫إف القاطنيف بالمساكف اإلدارية غالبا ما يدفعوف بأنيـ تقدموا بطمب اقتناء‬
‫‪ 2-99-243‬المتعمؽ‬ ‫المساكف التي يستغمونيا‪ ،‬محتجيف بمقتضيات المرسوـ رقـ‬
‫باإلذف في بيع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ‪ ،267‬وبأحكاـ منشور‬
‫الوزير األوؿ رقـ ‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬الذي يعمؽ دعوى اإلفراغ في‬
‫حالة تقديـ الموظؼ لطمب اقتناء المسكف الذي يعتمره‪.‬‬

‫والسؤاؿ المطروح في ىذا الصدد ىو كالتالي‪ :‬ىؿ لطمب اقتناء المساكف اإلداري‬
‫أثر عمى دعوى اإلفراغ التي ترفعيا الدولة عمى الموظؼ أـ ال؟‬

‫تجدر اإلشارة أوال إلى أف الدفع المتعمؽ بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري يجد‬
‫‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪1995‬‬ ‫تبريره في مقتضيات منشور الوزير األوؿ رقـ‬
‫والتي نصت عمى تعميؽ مسطرة إفراغ الموظؼ المحاؿ عمى التقاعد إذا ما تقدـ بطمب‬
‫االقتناء طبقا لمقتضيات الفصؿ ‪ 3‬مف المرسوـ المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪.2681987‬‬

‫كما أف الدفع المذكور شكؿ مالذا لكثير مف محتمي لممساكف اإلدارية خصوصا‬
‫بعد صدور المرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬باإلذف لمدولة بتفويت‬
‫المساكف الممموكة ليا لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات‬
‫الدولة بموجب عقود‪ ،‬والذي وسع قاعدة المستفيديف مف ىذه العممية‪ ،‬لتشمؿ أيضا‬

‫‪ -267‬مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬صادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬يغير بموجبو المرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬المتعمؽ باإلذف في بيع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف‬
‫‪ ،4704‬بتاريخ ‪ 1‬يوليو ‪،1999‬‬ ‫العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫ص‪.179:‬‬
‫‪ -268‬مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬مؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬ثـ تغييره بمقتضى المرسوـ رقـ ‪ ،2-99-243‬الصادر‬
‫في ‪ 30‬يونيو ‪.1999‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المحاليف عمى المعاش وأرامؿ وأبناء الموظفيف واألعواف المتوفيف قبؿ إحالتيـ عمى‬
‫التقاعد أو بعد ذلؾ والذيف يشغموف مساكف مخزنية ‪.269‬‬

‫إف احتجاج الموظؼ بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري ىو وسيمة لإلطالة أمد‬
‫تواجده بو‪ ،‬رغـ انتياء عالقتو باإلدارة‪ ،‬كما يعطي تبري ار لممحاكـ لمحكـ بعدـ‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد ذىبت بعض المحاكـ إلى الحكـ بعدـ االختصاص في القضايا‬
‫المعروضة عمييا والمتعمقة بإفراغ المساكف اإلدارية بسبب انقطاع الموظؼ عف أداء‬
‫ميامو‪ ،‬وقد استندت ىذه المحاكـ عمى الطمبات التي يقدميا الموظفوف المسكنوف أو‬
‫ذوو حقوقيـ مف أجؿ اقتناء ىذه المساكف اإلدارية ‪.270‬‬

‫‪ 1394‬الصادر بتاريخ‬ ‫فقد ذىبت المحكمة االبتدائية بالرباط في األمر رقـ‬


‫‪ 2005/594/6‬إلى الحكـ بعدـ‬ ‫‪ 2005/12/14‬في الممؼ االستعجالي عدد‬
‫االختصاص في دعوى إفراغ المساكف اإلدارية بعمة أف مورث المدعى عمييـ تقدـ‬
‫بطمب التفويت وأشر عميو بالموافقة عمى التفويت مف طرؼ و ازرة التربية الوطنية‪.‬‬

‫لكف ىذه التوجيات تتناقض مع االتجاه الذي سار عميو المجمس األعمى حيث‬
‫‪ 91-1743‬بتاريخ‬ ‫‪ 3405‬في الممؼ المدني عدد‬ ‫صدر عنو قرار تحت عدد‬

‫‪ -269‬انظر المادة األولى مف مرسوـ رقـ ‪ ،2-99-243‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.1999‬‬


‫‪99/186‬‬ ‫‪ 341‬الصادر في الممؼ رقـ‬ ‫‪ -270‬قضت المحكمة االبتدائية بالخميسات في القرار االستعجالي رقـ‬
‫بتاريخ ‪ ، 1999/12/16‬بعدـ االختصاص بالنظر في دعوى إفراغ مسكف إداري لكوف المدعى عميو تقدـ‬
‫بطمب اقتناء السكف الوظيفي محؿ النزاع والبت في الطمب يقتضي معرفة جواب اإلدارة ونتيجة مسطرة‬
‫التفويت‪ ،‬مشار إليو في محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.120:‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 1995/2/22‬نقض الدفع المتعمؽ بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري وجاء في‬
‫حيثياتو‪" :‬مجرد تقديـ طمب بالشراء ال يخوؿ الطالب صفة المشتري" ‪.271‬‬

‫فضال عف ذلؾ‪ ،‬فإف مسألة البيع تخضع أوال وقبؿ كؿ شيء إلى التراضي ‪.272‬‬

‫‪ -2‬الدفع بالتنازع بيف الظيائر المنظمة اإلفراغ والق اررات الوزارية‬

‫قد يدفع الموظؼ الذي فقد شروط اإلقامة في السكف الوظيفي والمطالب‬
‫باإلفراغ‪ ،‬بكوف اإلدارة اعتمدت في طمب اإلفراغ الموجو ضده عمى مقتضيات الفصؿ‬
‫‪ 5‬أبريؿ‬ ‫‪ 13‬مف القرار المؤرخ في ‪ 1951/9/19‬كما وقع تعديمو بالقرار المؤرخ في‬
‫‪.1977‬‬

‫"أف األعواف المسكنيف‬ ‫وينص الفصؿ ‪ 13‬مف القرار المذكور عمى ما يمي‬
‫وجوبا أو بحكـ القانوف أو بصفة فعمية في أمالؾ الدولة أو البمديات أو في األمالؾ‬
‫المكتراة لفائدة مصمحة عمومية يفقدوف في حالة االنقطاع عف العمؿ ألي سبب مف‬
‫األسباب كؿ حؽ في السكنى ويجب عمييـ إفراغ األماكف في ظرؼ شيريف اثنيف"‪.‬‬

‫‪ -271‬قرار عدد ‪ 3405‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1995/2/22‬في الممؼ عدد ‪،91-1743‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -272‬قرار المجمس األعمى عدد ‪ 55‬الصادر بتاريخ ‪ ،1992/02/6‬في الممؼ اإلداري عدد ‪ 91/10079‬والذي‬
‫جاء في حيثياتو‪" :‬وحيث إنو فضال عف ذلؾ كمو فإف اإلدارة ليست ممزمة بالبيع ليؤالء الموظفيف واف ليا‬
‫كامؿ الحرية ماداـ البيع بالتراضي ىو أف توافؽ أف ترفض تفويت المساكف اإلدارية مما يكوف معو القرار‬
‫‪ 15-14‬يناير‪-‬‬ ‫المطعوف فيو غير متسـ بأي شطط في استعماؿ السمطة"‪ ،‬منشور ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬عدد مزدوج‬
‫يونيو ‪ ،1996‬ص‪.165 :‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫في حيف أنو صدر بعد ذلؾ ظيير ‪ ،1980-12-25‬المنظـ لمعالقات التقاعدية‬
‫بيف المكري والمكتري لألماكف المعدة لمسكنى أو لالستعماؿ الميني ‪ ،273‬وىو الواجب‬
‫التطبيؽ عمى موضوع النزاع لكوف القرار ال يرقى إلى مرتبة الظيير‪.‬‬

‫وقد سبؽ أف تمت إثارة ىذا الدفع مف طرؼ دفاع المستأنؼ ضمف وقائع القرار‬
‫‪274‬‬
‫والذي جاء فيو ما يمي" حيث إف‬ ‫الصادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪2003-6-4‬‬
‫‪ 13‬مف القرار المؤرخ‬ ‫الطرؼ المستأنؼ عميو اعتمد في طمب اإلفراغ عمى الفصؿ‬
‫‪ 5‬أبريؿ ‪،1977‬والحالة أنو‬ ‫في ‪ 1951/9/19‬كما وقع تعديمو بالقرار المؤرخ في‬
‫صدر بعد ذلؾ ظيير ‪ 1980‬وال شؾ أف القرار ال يرقى إلى مرتبة الظيير" ‪.‬‬

‫لكف باإلطالع عمى بعض األحكاـ القضائية الصادرة في دعاوى إفراغ المساكف‬
‫الوظيفية نجد أف موقؼ القضاء كاف صريحا في عدـ األخذ بذلؾ الدفع المتعمؽ بعدـ‬
‫‪ 1951-9-19‬ومنيا ظيير‬ ‫تطبيؽ الظيائر الالحقة والصادرة بعد القرار المؤرخ في‬
‫‪.1980/12/25‬‬

‫‪ 200‬الصادر عف استئنافية الرباط بتاريخ‬ ‫إذ جاء في حيثيات القرار رقـ‬


‫‪ ،2003/6/4‬والمشار إلى مرجعو في اليامش سابقا ما يمي‪" :‬حيث وكما سبؽ بيانو‬
‫فإف موضوع النزاع ال يتعمؽ بعقد كراء بؿ إف األمر يتعمؽ بمسكف وظيفي منح‬
‫لممستأنؼ بمناسبة وظيفتو وذلؾ تسييال لمأموريتو اإلدارية وأف القانوف يوجب عمى ىذا‬

‫‪ -273‬يتعمؽ األمر بالظيير الشريؼ رقـ ‪ 1-80-315‬بتاريخ ‪ 17‬صفر ‪ 1401‬الموافؽ ‪ 25‬دجنبر ‪ 1980‬يتضمف‬
‫األمر بتنفيذ القانوف رقـ ‪ 6-79‬بتنظيـ العالقات التعاقدية بيف المكري والمكتري لألماكف المعدة لمسكنى أو‬
‫لالستعماؿ الميني والمنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 3560‬بتاريخ ‪ ،1981/01/21‬ص ‪ .68‬حسب ما وقع‬
‫تعديمو وتتميمو بالظيير الشريؼ رقـ ‪ 1-99-210‬الصادر في ‪ 25‬غشت ‪ 1999‬بتنفيذ القانوف رقـ ‪،63-99‬‬
‫ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 4732‬بتاريخ ‪ ،1999/10/07‬ص‪.2448 :‬‬
‫‪ -274‬قرار عدد ‪ 200‬صادر بتاريخ ‪ 2003-06-4‬عف محكمة االستئناؼ بالرباط‪ ،‬في الممؼ عدد‪-2003-111 :‬‬
‫‪ ،4‬غير منشور‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫األخير إفراغ السكف المذكور بعد انتياء المأمورية المذكورة وانقطاعو عف العمؿ ألي‬
‫‪-12-25‬‬ ‫سبب كاف وبالتالي فالوسيمة لف تؤثر في مسار الدعوى ماداـ أف ظيير‬
‫‪ 1980‬ال ينظـ إفراغ المساكف الوظيفية والتي تظؿ خاضعة لقرار ‪ 1951‬وما لحقو مف‬
‫تعديؿ"‪.‬‬

‫‪ -3‬االحتجاج بعدـ اختصاص القضاء االستعجالي‬

‫غالبا ما يحتج المطالب باإلفراغ بعدـ اختصاص قاضي األمور المستعجمة‬


‫بدعوة وجود عالقة كرائية تجمعو بالدولة‪ ،‬مستندا في ذلؾ عمى عدة دفوعات تتمثؿ في‬
‫وجود عالقة كرائية بيف الموظؼ والدولة‪ ،‬وأف طبيعة تمؾ العالقة تستدعي مناقشة‬
‫جوىر النزاع وىي مسألة محظورة عمى اختصاص قاضي المستعجالت‪ ،‬وأف تأخر‬
‫اإلدارة في رفع دعوى اإلفراغ يرفع عف االحتالؿ صبغة االستعجاؿ‪.‬‬

‫وسنحاوؿ مف خالؿ ىذه الفقرة مناقشة أىـ الدفوعات التي تشكؾ في الطابع‬
‫االستعجالي لمنزاع وذلؾ كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬وجود عالقة كرائية بيف المحتؿ والدولة‬

‫يرتكز ىذا الدفع عمى أساس قياـ الموظؼ بأداء أقساط دورية لفائدة الدولة‬
‫ويكمف اليدؼ األساسي مف إثارة ىذا الدفع في نزع االختصاص مف قاضي‬
‫المستعجالت لمبت في دعوى إفراغ السكف الوظيفي‪.275‬‬

‫إال أف الدفع المذكور ال يستند عمى أساس قانوني‪ ،‬ألف األقساط المدفوعة ليست‬
‫بوجيبة كرائية بؿ ىي مجرد مقابؿ عف اعتمار الموظؼ لمسكف اإلداري أو تعويض عف‬
‫االحتالؿ غير المشروع منذ تاريخ انتياء حؽ السكف ‪.276‬‬

‫‪ -275‬عبد الجميؿ عينوسي‪" :‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ المحاكـ المغربية‪ -‬دراسة توثيقية واحصائية‬
‫وتحميمية‪ ،"-‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.132 :‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فاألمر يتعمؽ بمقابؿ رمزي يدفعو الموظؼ لمدولة مقابؿ االمتياز الذي خولتو‬
‫إياه‪ ،277‬وىذا ما أكده االجتياد القضائي المغربي في عدد مف األحكاـ والق اررات‬
‫الصادرة عنو‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫"أف وثيقة االتفاؽ المتمسؾ بيا‬ ‫وىكذا سار المجمس األعمى في أحد ق ارراتو‬
‫مف طرؼ الطالبة تضمنت في بنودىا إسناد السكف ليا بصفتيا موظفة والقاء تبعة‬
‫إفراغو عمييا دوف قيد أو شرط عند إحالتيا عمى التقاعد وكذا في حالة التشطيب‬
‫عمييا‪ ،‬وبذلؾ ال يمكف تأويمو بأنو عقد كراء‪ ،‬وأف أداءات الطالبة في مقابؿ احتالؿ‬
‫المحؿ عمى وجو السكنى بو ال تعدو مجرد تعويض عف االحتالؿ‪ ،‬وليست مقابؿ‬
‫كراء‪."...‬‬

‫ونفس التوجو اعتمدتو محكمة االستئناؼ بالرباط في قرارىا الصادر بتاريخ‬


‫"وحيث إف الدفع بعدـ اختصاص‬ ‫‪ ،2792009/1/26‬والذي جاء في حيثياتو ما يمي‬
‫القضاء االستعجالي بوجود عالقة كرائية مع المدعية يتنافى مع شيادة اإلسناد التي‬
‫تفيد بأف ىذه األخيرة ىي مف أسندت بإرادتيا المنفردة السكف الوظيفي لمورث‬
‫المستأنفيف ولـ تتجو إرادتيا إلى إنشاء عالقة كرائية"‪.‬‬

‫‪ -276‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪ -277‬وذلؾ ما أكدتو أيضا المستشارة بمحكمة االستئناؼ بالرباط أذة‪ :‬نجية السميماني‪ ،‬في مقابمة أجريت معيا‬
‫بتاريخ ‪.2009/9/15‬‬
‫وانظر أيضا األمر الصادر عف رئيس المحكمة االبتدائية بالرباط عدد ‪ 587‬المؤرخ في ‪ 2004/04/14‬في‬
‫الممؼ رقـ ‪ ،03/689/6‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2009-01-28‬في الممؼ المدني عدد‬ ‫‪ 340‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ‬ ‫‪ -278‬قرار عدد‬
‫‪ ،2008/3/1/1012‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2009/1/26‬في الممؼ عدد ‪ ،4/2008/234‬غير‬ ‫‪ -‬القرار عدد ‪ 27‬صادر عف استئنافية الرباط‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪279‬‬

‫منشور‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫فاالجتياد القضائي استقر عمى اعتبار المبالغ التي يدفعيا المحتؿ لمسكف‬
‫اإلداري ال تعدو أف تكوف مجرد تعويض عف الضرر الالحؽ باإلدارة مف جراء احتالؿ‬
‫مسكنيا بدوف سند وال قانوف ‪ ،280‬وأف إدالء الموظؼ المنقطع عف العمؿ ببعض‬
‫الوصوالت ال يرفع االختصاص عف القضاء االستعجالي‪.281‬‬

‫ب‪ -‬تفحص الوثائؽ المدلى بيا يرفع اختصاص قاضي المستعجالت‬

‫قد يدفع أو يتمسؾ الموظؼ المتوقؼ عف مزاولة ميامو بوجود عالقة كرائية‬
‫تربطو بإدارة األمالؾ المخزنية‪ ،‬وذلؾ قصد استبعاد اختصاص قضاء المستعجالت‬
‫لمنظر في دعوى اإلفراغ‪ ،‬ألف طبيعة العالقة الكرائية الرابطة بيف طرفي النزاع تقتضي‬
‫بحثا موضوعيا‪ ،‬وفحص الوثائؽ المدلى بيا وكؿ ذلؾ يخرج عف نطاؽ االختصاص‬
‫الموكوؿ لقاضي المستعجالت طبقا لمقتضيات الفصؿ ‪ 152‬مف قانوف المسطرة المدنية‬
‫لما في ذلؾ مف مساس بجوىر النزاع‪.‬‬

‫ذىبت بعض محاكـ الموضوع إلى القوؿ بعدـ اختصاص قاضي المستعجالت‬
‫في نزاع إفراغ محتؿ مسكف إداري‪ ،‬وذلؾ بعمة أف البحث في طبيعة العالقة التي تربط‬
‫المدعى عميو بإدارة األمالؾ المخزنية فيما إذا كانت ىذه العالقة ىي عالقة كراء أـ ال‪،‬‬
‫يستدعي مناقشة جوىر النزاع وىي مسألة محظورة عمى اختصاص قاضي‬
‫المستعجالت‪.‬‬

‫‪ -280‬راجع قرار رقـ ‪ 105‬الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ ‪ 2007-4-9‬في الممؼ االستعجالي عدد‬
‫‪ ،4-2006/219‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -281‬انظر قرار رقـ ‪ 299‬صادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ ‪ ،2004-11-10‬في الممؼ االستعجالي‬
‫عدد ‪ ،4/2004/194‬غير منشور‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىذا ما سارت عميو استئنافية الرباط في مجموعة مف ق ارراتيا‪ ،‬ومنيا القرار رقـ‬
‫‪282‬‬
‫والذي جاء في حيثياتو ما يمي‪" :‬إف الفصؿ في النزاع يقتضي فحص الوثائؽ‬ ‫‪273‬‬
‫المذكورة لتحديد طبيعة العالقة الرابطة بيف طرفي النزاع الشيء الذي يقتضي بحثا‬
‫موضوعيا‪ ،‬وكؿ ذلؾ يخرج عف نطاؽ االختصاص الموكوؿ لقاضي المستعجالت طبقا‬
‫لمقتضيات الفصؿ ‪ 152‬مف قانوف المسطرة المدنية لما في ذلؾ مف مساس بجوىر‬
‫النزاع‪ ،‬مما يتعيف معو استنادا إلى كؿ ىذه المعطيات التصريح بإلغاء األمر‬
‫المستأنؼ وبعد التصدي التصريح بعدـ االختصاص"‪.283‬‬

‫غير أف المجمس األعمى أعاد األمور إلى نصابيا عندما اعتبر أف تعميؿ قاضي‬
‫المستعجالت الذي يرفض مناقشة الوصوالت المدلى بيا إلثبات الزعـ بوجود عالقة‬
‫كرائية بحجة أف المنازعة تكتسي طابعا جديا‪ ،‬ىو تعميؿ فاسد موجب لمنقض ‪.284‬‬

‫ج‪ -‬مرور المدة يرفع عف االحتالؿ صبغة االستعجاؿ‬

‫‪ -282‬قرار ‪ 273‬صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪ 2004/10/28‬في لممؼ االستعجالي عدد ‪،4/2004/201‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪ -283‬أيضا القرار رقـ ‪ 148‬الصادر بتاريخ ‪ 2008/5/5‬والذي جاء فيو‪" :‬وحيث إنو قد أدلى الطرؼ المستأنؼ عميو‬
‫بوثيقة معنوية ببيع سكف مخزني‪...‬‬
‫وحيث إنو مف شاف مناقشة الوثيقة المذكورة وبالتالي تحديد المركز القانوني لمطرؼ المستأنؼ عميو المساس‬
‫بجوىر الحؽ وخرؽ مقتضيات المادة ‪ 152‬مف قانوف المسطرة المدنية الشيء الذي يتعيف معو القوؿ والحكـ‬
‫بتأييد األمر المستأنؼ"‪.‬‬
‫‪ -‬قرار رقـ ‪ 148‬صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪ 2008/5/5‬في الممؼ عدد ‪ ،4/2007/339‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2000/5/5123‬في الممؼ عدد‬ ‫‪ 2158‬الصادر بتاريخ‬ ‫‪ -284‬جاء في قرار المجمس األعمى رقـ‬
‫‪" 1998/3/1/2074‬أف المحكمة لما اعتبرت بالرغـ مف ذلؾ بأف ما دفع بو المطموب في النقض يعد كراء‬
‫‪../..‬‬ ‫ويتسمـ تواصيؿ يشكؿ منازعة جدية تكوف قد عممت قرارىا تعميال فاسدا‪...‬‬
‫‪ ../..‬وألجؿ ذلؾ قضى المجمس األعمى بنقض القرار المطعوف فيو واحالة األطراؼ القضية عمى نفس‬
‫المحكمة"‪.‬‬
‫منشور ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،39-38‬ماي‪ -‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.124 :‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ىناؾ كثير مف الدفوع تثير مسألة تأخر اإلدارة في رفع دعاوى اإلفراغ بعد‬
‫مرور مدة طويمة مف انقطاع الموظؼ عف العمؿ‪ ،‬خاصة عند التقاعد‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ‬
‫استبعاد عنصر االستعجاؿ‪.‬‬

‫وقد ذىبت بعض المحاكـ االبتدائية إلى قبوؿ الدفع بتأخر اإلدارة عف رفع‬
‫دعوى اإلفراغ مدة طويمة لمحكـ بعدـ االختصاص لعمة انتفاء عنصر االستعجاؿ‪،‬‬
‫‪ 97-29‬قد قضت بعدـ‬ ‫وىكذا نجد باف المحكمة االبتدائية باليوسفية في الممؼ عدد‬
‫االختصاص لعدـ توفر حالة االستعجاؿ نظ ار لمرور مدة ‪ 10‬سنوات مف تاريخ توجيو‬
‫اإلنذار إلى الموظؼ المتقاعد وتاريخ إقامة دعوى‪.285‬‬

‫إال أف اجتياد المجمس األعمى استقر عمى أف مرور مدة معينة مف اعتمار‬
‫الموظؼ المتوقؼ عف مزاولة ميامو لمسكف اإلداري ال تؤثر عمى اختصاص قاضي‬
‫المستعجالت‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫حيث‬ ‫وىذا ما ذىب إليو المجمس األعمى في ق ارره المؤرخ في ‪1996/6/20‬‬
‫ورد فيو ما يمي ‪":‬حيث يعيب الطاعف في وسيمتو الثانية خرؽ الفصميف ‪ 148‬و ‪149‬‬
‫مف قانوف المسطرة المدنية بدعوى أف حالة االستعجاؿ غير متوفرة ألنو فصؿ مف‬
‫العمؿ بتاريخ ‪ 1986/7/21‬ولـ تقـ بو الدعوى إال في ‪ 26‬فبراير ‪ 1990‬بعد مضي‬
‫أربع سنوات‪ ،...‬وفيما يخص ىذه الوسيمة‪ ،‬فإف حالة االستعجاؿ أمر يستقؿ بتقديره‬
‫قضاة الموضوع وال معقب عمييـ إال مف حيث التعميؿ‪ ،‬كما أف انقطاع عالقة العمؿ‬
‫يبرر إفراغ الموظؼ مف المسكف الذي منح لو بسبب وظيفتو"‪.‬‬

‫‪ -285‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫‪1999/1/5/10334‬‬ ‫‪ 1996/6/20‬في الممؼ اإلداري عدد‬ ‫‪ -286‬قرار عدد ‪ 484‬عف المجمس األعمى بتاريخ‬
‫مشار إليو في المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية عدد ‪ 39-38‬غشت ‪ ،2001‬ص‪.127 :‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىكذا يتضح باف حالة االستعجاؿ ال تتأثر بمرور المدة ولو كانت طويمة‪ ،‬بؿ‬
‫يمكف القوؿ بأف صبغة االستعجاؿ تزداد بمرور الوقت ماداـ أف الضرر الذي يصيب‬
‫الدولة مف جراء احتالؿ مسكنيا دوف حؽ وال قانوف يزيد تفاقما ‪.287‬‬

‫‪ -4‬اعتبار النزاع المتعمؽ بإفراغ السكف الوظيفي ذو طابع إداري‬

‫مف أىـ الدفوعات التي تثار بسبب اعتمار الموظؼ لمسكف اإلداري اعتبار‬
‫النزاع المتعمؽ بإفراغ السكف الوظيفي ذو صبغة إدارية‪ ،‬واليدؼ مف إثارة ىذا الدفع‬
‫سمب االختصاص مف قاضي المستعجالت لمنظر في دعوى إفراغ السكف الوظيفي‬
‫بدعوى أف ىذا االختصاص يعود لممحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫وقد ورد ىذا الدفع مف طرؼ دفاع المدعى عميو في القضية التي أصدر بشأنيا‬
‫‪ 06‬يناير ‪ ،2003‬حيث‬ ‫قاضي المستعجالت بالمحكمة االبتدائية بالرباط أمره بتاريخ‬
‫جاء في حيثياتو أنو دفع بكوف " النزاع لو صبغة إدارية‪ ،‬وبالتالي يعود إلى المحكمة‬
‫اإلدارية أمر البت فيو‪ ،‬خصوصا وأف الطرؼ المطموب إفراغو لـ ينقطع عف العمؿ‬
‫وانما مازاؿ يمارس ميامو بنفس المؤسسة‪ ،‬مما يعطيو الحؽ في التمتع بامتيازاتيا"‪.‬‬

‫ويبرر المطالبوف بإفراغ دفعيـ المتعمؽ باختصاص المحاكـ اإلدارية بكوف السند‬
‫القانوني الذي يربط الموظؼ باإلدارة ىو عبارة عف عقد تتوخى فيو شروط العقد‬
‫اإلداري ألف أحد أطرافو شخصا مف أشخاص القانوف العاـ‪ ،‬ويبرـ لتسيير مرفؽ‬
‫عمومي ويكوف الغرض منو ضماف استمرار سير ذلؾ المرفؽ العمومي ‪.288‬‬

‫‪( 1936/8/12‬مشار إليو بمؤلؼ "قضاء األمور‬ ‫‪ -287‬أما القضاء المصري فقد ذىب في قرار الصادر بتاريخ‬
‫المستعجمة" لألستاذ محمد راتب ومعو) إلى أنو إذا كاف واضع اليد قد شغؿ العيف مدة بطريؽ التسامح مف‬
‫صاحب الحؽ عمييا فال يؤثر ىذا عمى حقو في طرده بحكـ مف القاضي المستعجؿ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.127:‬‬
‫‪ -288‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف اإلداري"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.19:‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ووفقا لقضاء مجمس الدولة الفرنسي تعتبر عقودا إدارية تمؾ التي يبرميا شخص‬
‫معنوي عاـ‪ ،‬وتظير فييا نيتو في األخذ بأحكاـ القانوف العاـ‪ ،‬ويتجمى ذلؾ إما‬
‫بتضميف تمؾ العقود شروطا غير مألوفة في القانوف الخاص أو بالسماح لممتعاقد مع‬
‫اإلدارة باالشتراؾ مباشرة في تسيير المرفؽ العاـ‪.289‬‬

‫وقد اعتبر عددا مف فقياء القانوف اإلداري المصري أف عقد السكف الوظيفي ىو‬
‫عقد إداري ومف ضمنيـ الدكتور فؤاد العطار في كتابو "رقابة القضاء ألعماؿ‬
‫اإلدارة"‪.290‬‬

‫واستنادا إلى الفقو المصري يمكف إدراج عقد السكف الوظيفي ضمف العقود‬
‫المتعمقة بشغؿ ما يطمؽ عميو في مصر بالدوميف العاـ‪.‬‬

‫‪ 41/90‬المحدث لممحاكـ‬ ‫وبالرجوع إلى مقتضيات الفصؿ الثامف مف القانوف‬


‫اإلدارية‪ ،‬يتبيف أف االختصاص ال ينعقد ليذه األخيرة في مادة العقود إال إذا كاف العقد‬
‫إداريا‪.‬‬

‫فقد قضى رئيس المحكمة اإلدارية بمراكش بواسطة األمر االستعجالي عدد ‪28‬‬
‫‪291‬‬
‫" بطرد الموظؼ المدعى عميو مف السكف اإلداري‬ ‫الصادر بتاريخ ‪1998/6/23‬‬
‫الذي يشغمو ىو ومف يقوـ مقامو تحت طائمة غرامة تيديدية مبمغيا ‪ 100‬درىـ عف‬
‫كؿ يوـ تأخير وعمؿ قاضي المستعجالت أمره بأف "العقد المبرـ في ىذا الشأف يؤدي‬
‫وظيفة إدارية تتمثؿ في توفير السكف لبعض الموظفيف لخمؽ االطمئناف واالستقرار‬

‫‪ 23‬دجنبر سنة‬ ‫‪ -289‬ومف أوائؿ أحكاـ مجمس الدولة الفرنسي التي أخذت بيذا المعيار حكمو الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1921‬في قضية (الشركة العامة لمتسميح)‪.‬‬
‫‪ -290‬راجع فؤاد العطار "رقابة القضاء ألعماؿ اإلدارة"‪ ،‬حيث ذكر أىـ العقود اإلدارية وىي عقد االلتزاـ بمرفؽ عاـ‪،‬‬
‫عقد األشغاؿ العامة‪ ،‬عقد التوريد‪ ،‬عقد المساىمة في مشروع عاـ‪ ،‬عقد النقؿ‪ ،‬العقد الذي يتعمؽ بالدوميف‬
‫العاـ‪ ،‬عقد الوظيفة‪ ،‬عقد االرتباط بعمؿ‪.‬‬
‫‪ -291‬قرار منشور في ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬عدد ‪ ،25‬ص‪.219:‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫لدييـ حتى يؤدوا وظائفيـ عمى الوجو المطموب الشيء الذي ينعقد معو االختصاص‬
‫لرئيس المحكمة اإلدارية‪ ،‬سيما وأف القضاء اإلداري بشقيو الموضوعي واالستعجالي‬
‫لـ ينشأ فقط لحماية األفراد مف اإلدارة بؿ أيضا لحماية اإلدارة نفسيا التي ال تعمؿ إال‬
‫إلشباع الحاجات العامة ومف ثـ حاجيات مجموع األفراد"‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬يجشساد سفض انمضبء نهذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ‬


‫‪ -1‬بخصوص الدفع المتعمؽ بتقديـ طمب اقتناء المسكف اإلداري‬

‫اعتبر المجمس األعمى أف تقديـ طمب االقتناء طبقا لمقتضيات الفصؿ الثالث‬
‫مف مرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬المتعمؽ باإلذف في بيع‬
‫‪292‬‬
‫العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ال يخوؿ لمطالب صفة المشتري‬
‫حتى ولو لـ يتوصؿ بجواب مف اإلدارة ألف رفع دعوى اإلفراغ عميو يعتبر بمثابة رفض‬
‫لطمب االقتناء‪ ،‬كما أف البيع ال يعتبر تاما بمجرد تقديـ طمب االقتناء واذا ما بالتقيد‬
‫بجميع االلتزامات التي يفرضيا القانوف عمى مقتنى السكف اإلداري خاصة أداء جميع‬
‫الثمف أو آخر قسط منو‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫والذي‬ ‫وىذا ما أكده القرار الصادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪1998/5/21‬‬
‫جاء فيو ما يمي‪" :‬إف النية بالتفويت عمى فرض وجودىا ال يمكف اعتبارىا إال إذا حرر‬
‫بشأنيا عقد ينص عمى التفويت وقع االتفاؽ فيو عمى شروط البيع ومف ضمنيا‬
‫الثمف والممؼ ال يتوفر عمى وثيقة تفيد ذلؾ‪ ،‬لذلؾ فإف المحكمة تكوف قد عممت‬

‫‪ -292‬قرار المجمس األعمى عدد ‪ 3045‬المشار إليو في اليامش سابقا‪ ،‬والذي جاء فيو أف "مجرد تقديـ طمب بالشراء‬
‫ال يخوؿ لمطالب صفة المشتري"‪.‬‬
‫‪ -293‬قرار عدد ‪ 366‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1998/5/21‬في الممؼ المدني رقـ ‪،96-3-14243‬‬
‫مشار إليو في محمد الزياتي‪":‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.120‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 345‬الشيء الذي‬ ‫قرارىا تعميال فاسدا يوازي انعدامو ومخالفا لمقتضيات الفصؿ‬
‫يعرضو لمنقض"‪.‬‬

‫كما سارت مجموعة مف محاكـ االستئناؼ في اتجاه الحكـ بإفراغ الموظؼ‬


‫المتوقؼ عف مزاولة ميامو حتى ولو تقدـ بطمب اقتنائيا‪ ،‬ومف بينيا محكمة االستئناؼ‬
‫بور اززات‪ ،294‬وكذا محكمة االستئناؼ بالرباط في قرارىا الصادر بتاريخ‬
‫‪295‬‬
‫والذي جاء في حيثياتو‪" :‬وحيث إنو واعماال لمقاعدة القانونية الحجة‬ ‫‪07/04/16‬‬
‫عمى المدعي فإف المستأنؼ لـ يدؿ بما يفيد أف اإلدارة المعنية قد وافقت عمى طمب‬
‫اقتنائو لممحؿ المدعى فيو‪ ،‬خصوصا وأف السكف المذكور والذي يتواجد داخؿ مجمع‬
‫‪ 2‬مف مرسوـ ‪ 1999/6/30‬ممنوع مف‬ ‫إداري يكوف بحكـ القانوف وطبقا لممادة‬
‫التفويت‪.‬‬

‫وحيث إف المستأنؼ بإحالتو عمى التقاعد وبالتالي انقطاعو عف العمؿ يكوف‬


‫قد فقد الصفة التي بموجبيا خوؿ لو حؽ استغالؿ السكف المدعى فيو وبذلؾ تكوف‬
‫األسباب المثارة ال يمكف بكؿ حاؿ مف األحواؿ أف تؤثر سمبا عمى دعوى المدعية‬
‫وىو ما يبرر معو تأييد المر المستأنؼ"‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لمدفع بعدـ اختصاص القضاء االستعجالي‬

‫استقر القضاء المغربي وعمى رأسو المجمس األعمى اجتياده عمى اعتبار قاضي‬
‫األمور المستعجمة مختصا في النظر في طمبات إفراغ المساكف اإلدارية لتوفر عنصر‬
‫االستعجاؿ مف جية ولعدـ المساس بجوىر النزاع مف جية أخرى‪.‬‬

‫‪ -294‬قرار رقـ ‪ 410‬الصادر بتاريخ ‪ 2000/7/10‬في الممؼ عدد ‪ ،99/122‬غير منشور‪.‬‬


‫‪ -295‬قرار رقـ ‪ 120‬صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ ‪ 2007/04/16‬في الممؼ االستعجالي عدد ‪،4/2007/16‬‬
‫غير منشور‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫ومف تـ يبقى الدفع بمبدأ "عدـ المساس بالجوىر" دفعا واىيا عمى اعتبار أف‬
‫تطبيؽ ىذا المبدأ ال يمكنو أف يمنع قاضي المستعجالت مف تقييـ الحجج ولو سطحيا‬
‫لمتأكد مف مدى استعجالية الطمب المقدـ لديو‪ ،‬وىذا ما أكد عميو المجمس األعمى في‬
‫"لكف حيث أف قاضي‬ ‫‪ ،2962009/01/28‬والذي جاء فيو أنو‬ ‫ق ارره المؤرخ في‬
‫المستعجالت ليس ممنوعا مف الفحص العرضي لظاىر الوثائؽ المدلى بيا أمامو‬
‫واستخالص وجو قضائو منيا إلعماؿ الحماية القانونية الموكوؿ لو أمر إضفائيا‬
‫عمى الطرؼ األجدر بيا‪ ،‬وىو في سبيؿ تمييز مف األحؽ بحمايتو يخوؿ سمطة‬
‫فحص ظاىر المستندات واستخالص منيا ما إذا كاف الطرؼ الذي لجأ إليو محقا في‬
‫اتخاذ اإلجراء الوقتي بإضفاء حماية مؤقتة لمركزه القانوني وال يعد مف قبيؿ مساسو‬
‫بأصؿ الحؽ إذا ىو استخمص مف فحصو لظاىر وثيقة أنيا ال تؤدي في مدلوليا إلى‬
‫القصد الذي أولو بو الطرؼ المدلي بيا‪.‬‬

‫ألف مف شاف ذلؾ غؿ يده عف بحث كؿ وثيقة يراد بيا عدـ اتفاؽ الحماية‬
‫القانونية المؤقتة المخولة لقاضي المستعجالت لكؿ مركز قانوني ولو كاف جدي ار‬
‫بيا‪."...‬‬
‫‪297‬‬
‫إلى‬ ‫‪2007/10/31‬‬ ‫كما ذىب المجمس األعمى في ق ارره الصادر بتاريخ‬
‫نقض قرار محكمة االستئناؼ كمرجع استعجالي ألنيا لـ تناقش الوثائؽ والمستندات‬
‫المدلى بيا وقد جاء في حيثياتو ‪":‬حقا لما كانت الدعوى تتعمؽ بطمب إفراغ المطموبيف‬
‫في النقض مف مسكف كاف قد سمـ لموروثيـ بمناسبة الوظيفة وأصبحوا بعد وفاتو‬

‫‪ -296‬قرار صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 2009/01/28‬في الممؼ المدني عدد ‪ ،2008/3/1/2012‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪ 2007/10/31‬في الممؼ المدني عدد‬ ‫‪ 3565‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ‬ ‫‪ -297‬قرار رقـ‬
‫‪ ،2006/3/1/4091‬غير منشور‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫محتميف لو بدوف سند وال قانوف الشيء الذي يدخؿ ضمف اختصاص قاضي‬
‫المستعجالت باعتبار أف ىذا األخير واف كاف ممنوعا مف مناقشة وبحث أثؿ الحؽ‬
‫فإف ذلؾ ال يعني غؿ يده مف البحث في وجود أو عدـ وجود الحؽ بدعوى أنو يمس‬
‫جوىر النزاع‪ ،‬ماداـ بإمكانو فحص ظاىر المستندات بحث عرضيا يتممس بو ما‬
‫يحتمؿ أف يكوف وجو الصواب فإف القرار المطعوف فيو عندما صرح بعدـ االختصاص‬
‫يكوف قد جاء ناقص التعميؿ المنزؿ منزلو انعدامو"‪.‬‬

‫وفي ىذا السياؽ نجد المجمس األعمى قد ذىب في كثير مف ق ارراتو إلى تأييد‬
‫أحكاـ محاكـ الموضوع التي بعد تفحصيا لظاىر الوثائؽ المدلى مف طرؼ المدعى‬
‫عمييـ‪،‬حيث دحضت الدفع القائؿ بوجود عالقة كرائية بيف اإلدارة والموظؼ المسكف‬
‫الستبعاد اختصاص قاضي المستعجالت‪.298‬‬

‫يتضح مما تقدـ أف القضاء المستعجؿ كجية قضائية ذات االختصاص لمبت‬
‫في دعاوى إفراغ محتمي المساكف اإلدارية أضحى أم ار محسوما‪ ،‬وذلؾ بالرغـ مف كثرة‬
‫الدفوع التي ما فتئ المطالب باإلفراغ يثيرىا بيدؼ إطالة أمد بقائو بالسكف‪.‬‬

‫ويظير مف خالؿ محاور ىذا الفصؿ أف إفراغ المساكف الوظيفية تثير عدة‬
‫إشكاليات تستدعي معالجتيا وذلؾ بمنح السكف اإلداري لمموظؼ بمقتضى قرار إداري‬
‫يحتوي عمى عدة بنود‪ ،‬مف أىميا اإلشارة إلى أف المسكف منح لمموظؼ بمناسبة عممو‪،‬‬
‫وأف االنقطاع عف العمؿ يستوجب اإلفراغ‪ ،‬مع إسناد االختصاص لمقضاء االستعجالي‪،‬‬
‫وأف ما يقتطع مف أجرة الموظؼ ال يعتبر مف قبؿ السومة الكرائية‪ ،‬وأف الموظؼ الذي‬
‫يرفض إفراغ المسكف وىو الزاؿ في وضعية نظامية مع اإلدارة يمكف إحالتو عمى‬

‫‪ 2009/01/28‬في الممؼ المدني عدد‬ ‫‪ 340‬الصادر عف المجمس األعمى بتاريخ‬ ‫‪ -298‬راجع القرار عدد‬
‫‪ ،2008/3/1/1012‬غير منشور‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المجمس التأديبي لكونو تسبب في عرقمة تسيير المرفؽ العمومي‪ ،‬دوف اإلخالؿ‬
‫بمطالبتو بالتعويض عف الضرر‪.‬‬

‫ويستحسف أف يصدر ىذا القرار في الجريدة الرسمية مف باب اإلشيار والعالنية‬


‫وعمـ الكافة وذلؾ في الصفحات المخصصة إلعالف األنشطة اإلدارية‪.299‬‬

‫‪ -3‬بالنسبة لمدفع المتعمؽ باختصاص المحاكـ اإلدارية‬

‫سبؽ القوؿ أف الفصؿ ‪ 149‬مف قانوف المسطرة المدنية ال ينص صراحة عمى‬
‫حالة احتالؿ المساكف اإلدارية‪ ،‬إال أف القضاء استقر عمى اعتبار قاضي األمور‬
‫المستعجمة مختصا بالنظر في طمبات إفراغ المساكف الوظيفية لتوفر عنصر‬
‫االستعجاؿ مف جية ولعدـ المساس بجوىر النزاع مف جية أخرى ‪.300‬‬

‫وعمى ضوء السند القانوني الذي يربط الموظؼ باإلدارة يمكف تحديد الجية‬
‫القضائية التي يعود إليا حؽ البت في دعاوى إفراغ المساكف اإلدارية ‪.301‬‬

‫فإذا كاف السند عبارة عف عقد خاص ويحتوي عمى شروط عادية تنظـ العالقة‬
‫الكرائية بيف الطرفيف‪ ،‬فالشؾ أف االختصاص سيعود إلى المحاكـ العادية والى‬
‫النصوص المنظمة لكراء المساكف المعدة لمسكنى واذا كاف السند عبارة عف قرار أو‬
‫عقد يتضمف شروطا غير مألوفة‪ ،‬فإف االختصاص يعود لمقضاء اإلداري إذ قد تتوفر‬
‫في ىذا العقد شروط العقد اإلداري خصوصا عندما يكوف أحد أطرافو شخصا مف‬
‫أشخاص القانوف العاـ‪.‬‬

‫‪ -299‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف اإلداري"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.18:‬‬
‫‪ -300‬انظر في ىذا الصدد القرار رقـ ‪ 299‬الصادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط صادر بتاريخ ‪2004/11/10‬‬
‫في الممؼ االستعجالي عدد ‪ ،4/2004/194‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪ -301‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف اإلداري"‪ ،‬ـ‪.‬س ‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫لكف العالقة الموجودة بيف اإلدارة والموظؼ بشأف المساكف اإلدارية ال تعتبر‬
‫عالقة تعاقدية أصال واف اعتبرت كذلؾ تجاوزا‪ ،‬فالعقد ليس بعقد إداري لعدـ توفره عمى‬
‫العناصر التي يتطمبيا الفقو واالجتياد في العقد اإلداري‪.302‬‬

‫وىذا ما أكده االجتياد القضائي المغربي‪ ،‬إذ فقد قضت محكمة االستئناؼ‬
‫بالرباط بأنو "حيث إف المستأنؼ يتمسؾ بالدفع بعدـ اختصاص القضاء العادي وأف‬
‫االختصاص يعود باألساس لممحكمة اإلدارية سنده في ذلؾ أنو يعتمر العقار المدعى‬
‫فيو بناء عمى عقد كراء طرفو مف أشخاص القانوف العاـ"‪.‬‬

‫لكف حيث إف قرار إسناد السكف والبطاقة رقـ ‪ 5‬ال يمكف اعتبارىما عقد كراء‬
‫بيف اإلدارة والمستأنؼ ألف السكف أسند ليذا األخير بمناسبة وظيفتو كما أنو ال يوجد‬
‫أي عقد إيجار بالتالي ال يمكف اعتبار العالقة الموجودة بيف المستأنؼ عمييا‬
‫والمستأنؼ بشأف السكف الوظيفي عالقة تعاقدية ‪.‬‬

‫ومف جية أخرى فالوصوالت المدلى بيا ال يمكف اعتبارىا وصوالت كراء‬
‫بالمفيوـ القانوني بؿ إنيا تعتبر مف قبيؿ أداء مقابؿ االحتالؿ المؤقت لممحؿ‬
‫المدعى فيو في انتظار انتياء دعوى اإلفراغ مما يجرد الدفع أعاله مف كؿ‬
‫جدية"‪.303‬‬

‫كما صدر عف الغرفة اإلدارية بالمجمس األعمى قرار بتاريخ ‪،30418/7/2007‬‬


‫أيد الحكـ المستأنؼ القاضي باالختصاص النوعي لممحكمة االبتدائية لمبت في طمب‬

‫‪ -302‬محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.115:‬‬
‫‪ 2003-6-4‬في الممؼ االستعجالي عدد‬ ‫‪ -303‬قرار رقـ ‪ 200‬صادر عف محكمة االستئناؼ بالرباط بتاريخ‬
‫‪ ،4/2003/111‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2007-07-18‬في الممؼ اإلداري عدد‬ ‫‪ 638‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ‬ ‫‪ -304‬قرار رقـ‬
‫‪ ،230/4/1/2007‬قرار غير منشور‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫إفراغ نائب قيدوـ كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالرباط مف السكف‬
‫الوظيفي الذي كاف قد سمـ إليو بمناسبة وظيفتو‪ ،‬إذ جاء في حيثيات ذلؾ القرار ما‬
‫يمي‪" :‬حيث يتمسؾ المستأنؼ بأف المحاكـ اإلدارية ىي محاكـ عادية وليست‬
‫استثنائية وأنيا تختص طبقا لممادة ‪ 8‬مف القانوف المحدث ليا بالنظر في النزاعات‬
‫المتعمقة بالوضعية الفردية لمموظفيف والعامميف في مرافؽ الدولة‪ ،‬وأنو لئف كانت‬
‫المحاكـ االبتدائية تختص في القضايا اإلدارية طبقا لمفصؿ ‪ 18‬مف قانوف المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬فإف المحاكـ اإلدارية أصبحت تختص فيما كانت تختص بو المحاكـ العادية‬
‫‪ 41/90‬حيز التنفيذ‪ ،‬وماداـ‬ ‫مف قضايا إذا كانت قد سجمت بعد دخوؿ القانوف رقـ‬
‫المقاؿ يرمي إلى إفراغ سكف وظيفي معتمر مف طرؼ موظؼ فإف المنازعة تعتبر‬
‫إدارية بطبيعتيا‪.‬‬

‫لكف وحيث ال يوجد فيما عرض ونوقش ما يجعؿ النزاع مف اختصاص‬


‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬مما يكوف معو الحكـ المستأنؼ في محمو ويتعيف تأييده"‪.‬‬

‫وبالرغـ مف استقرار االجتياد القضائي المغربي عمى إسناد االختصاص النوعي‬


‫لممحاكـ االبتدائية ذات الوالية العامة‪ ،‬لمبت في طمبات إفراغ المساكف الوظيفية‪ ،‬فإننا‬
‫نجد بعض المحاكـ اإلدارية تتجو إلى إسناد االختصاص لرئيس المحكمة اإلدارية‬
‫لمنظر في دعاوى إفراغ المساكف الوظيفية باعتبار أف العقد المبرـ مع اإلدارة ىو عقد‬
‫يؤدي وظيفة إدارية‪.‬‬

‫فقد قضى رئيس المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في األمر الصادر بتاريخ ‪24‬‬
‫‪305‬‬
‫والذي جاء في حيثياتو‪" :‬حيث إف المدعى عميو أحيؿ عمى التقاعد وبقي‬ ‫غشت‬

‫‪ -305‬أمر صادر عف رئيس المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 24‬غشت ‪ 1999‬في الممؼ رقـ ‪،99/215‬‬
‫انظر المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 38‬و‪ ،39‬ماي غشت ‪ ،2001‬ص‪.116 :‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫محتال لمسكف الوظيفي رغـ إنذاره قانونا باإلفراغ مف طرؼ اإلدارة التي كانت ينتسب‬
‫إلييا‪.‬‬

‫وحيث بذلؾ يكوف تواجده بالمحؿ ال يرتكز عمى أساس قانوني أو تعاقدي مما‬
‫يبرر التصريح بإفراغو مف المحؿ موضوع الدعوى ىو أو مف يقوـ مقامو"‪.‬‬

‫انفمشح انثبنثخ‪ :‬يٕلف انمضبء يٍ األٔايش ثبنزحظ‪ٛ‬م انظبدسح ػٍ‬


‫يذ‪ٚ‬ش‪ٚ‬خ األيالن انًخضَ‪ٛ‬خ‬

‫تواجو عائدات المساكف المخزنية إكراىا حقيقيا يتمثؿ في موقؼ القضاء مف‬
‫التحمالت التي تنجزىا مديرية األمالؾ المخزنية بواسطة أوامر بالتحصيؿ خاصة فيما‬
‫يتعمؽ بتسوية حاالت احتالؿ ‪.306‬‬

‫فما ىو الموقؼ الذي تبناه القضاء سواء العادي أو اإلداري مف استعماؿ اإلدارة‬
‫لموسائؿ القانونية واإلدارية التي وضعت رىف إشارتيا لمدفاع عف حقوقيا والسيما‬
‫مقتضيات ظيير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬المتعمؽ بالمتابعات والمطالبات الخاصة بالضرائب‬
‫المقررة واألداءات المماثمة ليا ومحصوالت ومداخيؿ األمالؾ المخزنية وغيرىا مف‬
‫الديوف‪ ،‬كما تـ تعديميا بالمدونة الجديدة لتحصيؿ الديوف العمومية ‪307‬؟‬

‫قبؿ صدور القانوف رقـ ‪ 41-90‬المحدثة بموجبو المحاكـ اإلدارية كاف الطعف‬
‫ضد األمر بالتحصيؿ الذي تصدره مديرية األمالؾ المخزنية لتحميؿ محتمي المساكف‬
‫اإلدارية بالتعويض الناتج عف االحتالؿ يتـ عادة أماـ المحاكـ العادية وناد ار ما يتـ‬
‫أماـ الغرفة اإلدارية بالمجمس األعمى وفؽ الفصؿ ‪ 360‬مف قانوف المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪ -306‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.76:‬‬
‫‪ -307‬الظيير الشريؼ رقـ ‪ 1-00-175‬الصادر في ‪ 3‬ماي ‪ 2000‬بتنفيذ القانوف رقـ ‪ 15-97‬بمثابة تحصيؿ‬
‫الديوف العمومية‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وقد كيؼ المجمس األعمى في أكثر مف قرار التعويض المذكور عمى أساس‬
‫كونو تعويض عف االحتالؿ وأف العالقة بيف الموظؼ بعد انقطاعو عف العمؿ ومديرية‬
‫‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما تـ تغييره‬ ‫األمالؾ المخزنية ينظميا القرار الوزيري المؤرخ في‬
‫وتتميمو فقد جاء في قرار المجمس األعمى عدد ‪ 3484‬بتاريخ ‪ 1993/12/22‬عمى أف‬
‫"‪ ...‬المذكورة ىي تعويض عف االحتالؿ وأف العالقة بيف الموظفيف واألمالؾ المخزنية‬
‫ينظميا القرار ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬كما غير وتمـ‪.308"...‬‬

‫غير أنو مع بدء العمؿ المحاكـ اإلدارية أصبح "األمر بالتحصيؿ"‪ ،‬الصادر في‬
‫شأف تحميؿ التعويض عف احتالؿ المسكف اإلداري بدوف سند مثار طعف باإللغاء‬
‫وايقاؼ التنفيذ أماـ القاضي اإلداري‪ ،‬غالبا ما كاف يستجيب لو ىذا األخير ‪.309‬‬

‫وقد كاف موقؼ القضاء اإلداري ىذا‪ ،‬يجد تعميمو في كوف األوامر بالتحصيؿ في‬
‫إطار الفصؿ ‪ 50‬مف ظيير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬السالؼ الذكر‪ ،‬عندما يتعمؽ ببعض‬
‫المبالغ المستحقة لمدولة (الممؾ الخاص) بموجب سند قانوني ككراء بواسطة عقد‪ ،‬فيي‬
‫تستخمص كما لو تعمؽ األمر بضريبة مباشرة غير أف ما تصدره مف أوامر بالتحصيؿ‬
‫كتعويض عف االحتالؿ بناء عمى تقييـ لجنة إدارية لمخبرة‪ ،‬ال تكوف ليا أية شرعية‬
‫عمى اعتبار أف عمؿ المجنة المذكورة ال يرتكز عمى سند قانوني‪.‬‬

‫‪95/98‬‬ ‫ىذا وقد تبنى المجمس األعمى نفس التوجو‪ ،‬حيث جاء في قرار رقـ‬
‫الصادر في ‪ 23‬فبراير ‪ ..." :1995‬لكف حيث جاء في تعميؿ القرار المطعوف فيو أف‬
‫مقتضيات الفصؿ ‪ 50‬مف ظيير ‪ 21‬غشت ‪ 1935‬ال تجد تطبيقيا بالنسبة ليذه‬
‫النازلة ألف الفصؿ المذكور يتعمؽ بالمداخيؿ المحددة التي ال نزاع فييا والناتجة عف‬

‫‪ -308‬قرار عدد ‪ 3484‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪.1993/12/22‬‬


‫‪ -309‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي‪ ،‬وآفاؽ التدبير"‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.77:‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الكراء ومحاضر المزايدات والصفقات المبرمة بالتراضي‪ ،‬في حيف أف موضوع األمر‬
‫بالدفع المطعوف فيو غير ناتج عف أي نوع مف ىذه السندات‪ ،‬وانما حددتو األمالؾ‬
‫المخزنية مف تمقاء نفسيا‪ ،‬فكاف تعميؿ المحكمة كافيا لتبرير ما قضت بو في‬
‫التعرض موضوع الدعوى"‪.310‬‬

‫ورغـ دفع الدولة في غير ما مناسبة بطمب مضاد لتجاوز عيب تقدير التعويض‬
‫مف طرؼ اإلدارة مع مطالبة القضاء اإلداري بتعييف خبير لتقديره‪ ،‬فإف االتجاه العاـ‬
‫الذي ميز موقؼ المحاكـ اإلدارية ىو عدـ االستجابة لذات الطمب بعمة عدـ‬
‫اختصاصيا وانما لكوف اإلختصاص يعود لممحاكـ العادية‪.‬‬

‫غير أف موقؼ القضاء اإلداري ما فتئ يعرؼ تحوال نوعيا في السنيف األخيرة‪،‬‬
‫بحيث أنو لئف ظؿ يرفض مبدأ تحديد التعويض مف طرؼ اإلدارة بواسطة المجنة‬
‫اإلدارية لمخبرة‪ ،‬ذاىبا إلى أف ىذا األمر يبقى مف اختصاص القضاء‪ ،‬مما يجعمو يأخذ‬
‫بالتعويض المحدد عف طريؽ الخبرة القضائية‪ ،‬إال أف المستجد في موقؼ القاضي‬
‫اإلداري ىو كونو لـ يعد يمغي األوامر بالتحصيؿ جممة وتفصيال‪ ،‬بؿ يأمر فقط بإلغاء‬
‫ما زاد مف قيمتيا عف قيمة التعويض الذي يحدده الخبير‪.‬‬

‫ىذا االتجاه تعكسو مجموعة مف األحكاـ الصادرة عف المحكمة اإلدارية بفاس‪،‬‬


‫بحيث سبؽ ليذه األخيرة‪ ،‬في ىذا الشأف أف أمرت بواسطة حكميا الصادر بتاريخ ‪24‬‬
‫نونبر ‪ 2004‬وذلؾ بعد انتداب خبير لتقدير التعويض المستحؽ لمدولة الممؾ الخاص‬
‫عف احتالؿ مسكف إداري‪" :‬بتحديد مقابؿ االستغالؿ السنوي لمممؾ المخزني الذي‬
‫يعتمره المدعي والكائف بالغوازي قرية أبا محمد عمالة تاونات في مبمغ ‪ 1080‬درىما‬

‫‪ -310‬قرار رقـ ‪ 95/98‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪،1995‬مشار إليو في حفيظ الحر‪":‬المساكف‬
‫اإلدارية اإلطار التنظيمي وأفاؽ التدبير"‪،‬ـ‪.‬س ‪،‬ص‪.77:‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫سنويا أي ما يعادؿ مبمغ ‪ 90‬درىما شيريا أي ما مجموعو‪ 6480 :‬درىما عف الفترة‬


‫الممتدة ما بيف سنة ‪ 1996‬إلى متـ سنة ‪ 2001‬وتبعا لذلؾ بإلغاء األمر بالتحصيؿ‬
‫عدد ‪ 148/422‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬أبريؿ ‪ 2003‬فيما زاد عمى ىذا األساس"‪.311‬‬

‫انًجحث انثبَ‪ٙ‬‬

‫انظؼٕثبد انًشرجطخ ثزفٕ‪ٚ‬ذ انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ‬

‫لقد نظـ المشرع مسطرة تفويت المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف‬
‫‪ 21‬أبريؿ ‪ 1967‬المنظـ لممحاسبة‬ ‫الموظفيف بمقتضى المرسوـ الممكي المؤرخ في‬
‫العمومية كما وقع تعديمو‪ ،‬وكذا المرسوـ الصادر في ‪ 30‬غشت ‪ 1999‬المعدؿ لمرسوـ‬
‫‪ 18‬غشت ‪ 1987‬والذي رخص لمدولة بأف تبيع بالتراضي المساكف المخزنية لشاغيمييا‬
‫مف الموظفيف ومف في حكميـ‪ ،‬وفؽ الشروط المقررة بمقتضاه والتي تبدأ بتقديـ طمب‬
‫الشراء لمبت فيو‪ ،‬وعند الموافقة يتـ العمؿ عمى تقييـ العقار لتحديد ثمف بيعو لممستفيد‬
‫بواسطة لجنة التقييـ‪.312‬‬

‫‪ -311‬حكـ عدد ‪ 2121‬صادر عف المحكمة اإلدارية بفاس بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ 2004‬في الممؼ رقـ ‪238‬غ‪،2003/‬‬
‫منشور‪،‬أنظر حفيظ الحر‪":‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وأفاؽ التدبير"‪،‬ـ‪.‬س ‪،‬ص‪.78:‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -312‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪:‬‬
‫و‪.12‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫إذ يحؽ لمموظؼ ومف في حكمو أف يتقدـ بطمب شراء المسكف الوظيفي الذي‬
‫يشغمو وذلؾ بتوجيو طمبو إلى دائرة األمالؾ المخزنية المتواجدة بدائرة نفوذىا المسكف‬
‫المبيع‪.313‬‬

‫وقد يثير ذلؾ عدة إشكاليات ىامة‪ ،‬خاصة عندما تقوـ اإلدارة برفع دعوى‬
‫اإلفراغ ضد الموظفوف الذيف تقدموا بطمب اقتناء المسكف الذي يشغمونو‪ ،‬بحيث غالبا‬
‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المتعمؽ باإلذف ببيع العقارات‬ ‫ما يحتج ىؤالء بمقتضيات مرسوـ‬
‫الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف‪ ،‬وذلؾ إليقاؼ مسطرة إفراغيـ‪.‬‬

‫كما أف رفض اإلدارة لطمب التفويت رغـ توفره عمى الشروط المتطمبة قانونا قد‬
‫تجعؿ الموظفيف ينازعوف في موقؼ اإلدارة ومقاضاتيا مف أجؿ إلزاميا بإبراـ عقد البيع‬
‫في شأف المساكف التي يشغمونيا عمى اعتبار أنيا ممزمة باالستجابة لطمب التفويت‬
‫متى توفرت شروطو‪.‬‬

‫ولمناقشة تمؾ اإلشكاليات المرتبطة بعممية تفويت المساكف الوظيفية لمف يشغميا‬
‫مف الموظفيف سنحاوؿ تقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف نتعرؼ في المطمب األوؿ عمى‬
‫أثر طمب اقتناء السكف الوظيفي عمى مسطرة اإلفراغ ونناقش في المطمب الثاني مدى‬
‫إلزاـ اإلدارة بتفويت المساكف الوظيفية‪.‬‬

‫انًطهت األٔل‪ :‬رمذ‪ٚ‬ى طهجبد االلزُبء ٔأثشْب ػهٗ يسطشح اإلفشاؽ‬

‫كثي ار ما يدفع المطالبوف بإفراغ المساكف اإلدارية بكونيـ تقدموا بطمبات القتنائيا‬
‫لـ تمؽ ردا مف لدف إدارة األمالؾ المخزنية‪ ،‬وذلؾ الدفع غالبا ما يجد تبريره في‬
‫مقتضيات منشور الوزير األوؿ رقـ ‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬والتي نصت‬

‫‪ 15‬أكتوبر ‪،2001‬‬ ‫‪ -313‬انظر الدليؿ المتعمؽ بتفويت المساكف المخزنية التابعة لقطاع السكنى‪ ،‬الصادر بتاريخ‬
‫ص‪ 7:‬و‪.8‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫عمى تعميؽ مسطرة إفراغ الموظؼ المحاؿ عمى التقاعد إذا ما تقدـ بطمب القتناء‬
‫المسكف الذي يعتمره وفؽ أحكاـ المرسوـ المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪.3141987‬‬

‫كما أف الدفع المذكور شكؿ مالذا لكثير مف المحتميف لممساكف اإلدارية‬


‫‪ 2-99-243‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬باإلذف‬ ‫خصوصا بعد صدور المرسوـ رقـ‬
‫لمدولة بتفويت المساكف الممموكة ليا لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف‬
‫في إدارات الدولة بموجب عقود والذي وسع قاعدة المستفيديف مف ىذه العممية‪.315‬‬

‫والسؤاؿ المطروح في ىذا الصدد ىؿ لطمب اقتناء المساكف اإلدارية أثر عمى‬
‫دعوى اإلفراغ التي ترفعيا الدولة عمى الموظؼ أـ ال؟ وىؿ مف غير الممكف أف تكوف‬
‫ىذه الوسيمة مطية لمتحايؿ عمى القرار ‪ 1951/9/19‬الموجب لإلفراغ بمجرد التوقؼ‬
‫عف العمؿ ألي سبب كاف؟‬

‫لإلجابة عف ذلؾ سنتطرؽ الحتجاج المطالبيف باإلفراغ بطمب اقتناء المسكف‬


‫اإلداري(الفقرة األولى)‪ ،‬ونتعرؼ في (الفقرة الثانية) عمى موقؼ القضاء مف ذلؾ‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬االحزجبج ثزمذ‪ٚ‬ى طهت الزُبء انًسكٍ اإلداس٘‬


‫غالبا ما يحتج الموظفوف المسكنوف والمطالبوف باإلفراغ بأنيـ تقدموا بطمب‬
‫اقتناء المسكف الذي يعتمرونو‪ ،‬مستنديف في ذلؾ عمى مقتضيات المادة األولى مف‬
‫مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ ،3161987‬والتي تجيز لمدولة أف تبيع بالتراضي المساكف المخزنية‬
‫لمف يشغميا مف موظفي الدولة وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية وكذا‬

‫‪ -314‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.99:‬‬
‫‪ -315‬انظر المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير لممرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع‬
‫العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬
‫‪ -316‬والذي تـ تغيره بمقتضى مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬صادر في ‪ 16‬مف ربيع األوؿ ‪ 30( 1420‬يونيو ‪.)1999‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المستخدميف العامميف في إدارات الدولة‪ ،‬عمما بأف طمب االقتناء ىذا يمكف أف يتقدـ بو‬
‫الموظؼ نفسو أو أراممو أو أبناؤه إذا توفي سواء قبؿ إحالتو عمى التقاعد أو بعد ذلؾ‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار جاء في األمر الصادر عف قاضي المستعجالت بالمحكمة‬


‫‪ 25‬يوليوز ‪ ،2001‬أف دفاع المدعى عمييا دفع‬ ‫االبتدائية بالمحمدية الصادر في‬
‫–‬ ‫بكونيا "تقدمت بطمب إلى السيد وزير الشبيبة والرياضة ألجؿ اقتناء المسكف‬
‫موضوع النزاع‪ -‬وكذا إلى إدارة األمالؾ المخزنية وأنيا حصمت عمى الموافقة المبدئية‬
‫مف المصالح المختصة"‪.317‬‬

‫وقد تكرس المجوء إلى الدفع بطمب اقتناء المسكف الوظيفي خاصة إذا عممنا أف‬
‫‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المعدؿ لمرسوـ ‪ 18‬غشت‬ ‫المادة الثانية مف المرسوـ الصادر في‬
‫‪318‬‬
‫تنص عمى أف الئحة المساكف الوظيفية المستثناة مف مجاؿ تطبيؽ ىذا‬ ‫‪1987‬‬
‫المرسوـ يتـ حصرىا بواسطة قرار مشترؾ بيف الوزير التابع لو الموظؼ الراغب في‬
‫االستفادة مف السكف المعني ووزير المالية داخؿ أجؿ ثالثة أشير مف تاريخ نشر‬
‫المرسوـ بالجريدة الرسمية‪.319‬‬

‫غير أف عممية إعداد وحصر المساكف الوظيفية والتي ينبغي إخراجيا مف خانة‬
‫الدور الغير القابمة لمتفويت صاحبتيا مجموعة مف الصعوبات؛ بحيث أف بعض‬

‫‪ -317‬أمر رقـ ‪ ،189‬ممؼ رقـ ‪ 129‬مشار إليو في عبد الجميؿ عينوسي‪" :‬قضايا إدارة الشبيبة والرياضة أماـ‬
‫المحاكـ المغربية – دراسة توثيقية واحصائية وتحميمية‪ ،"-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.134:‬‬
‫‪ -318‬مرسوـ رقـ ‪ 2-99-243‬صادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير بموجبو لمرسوـ رقـ ‪ 283-659‬الصادر في‬
‫‪ 22‬مف ذي الحجة ‪ 18( 1407‬غشت ‪ )1987‬باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف‬
‫الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬
‫‪ -319‬تنص المادة الثانية مف المرسوـ الصادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المعدؿ المرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬عمى أنو"‬
‫يستثنى مف مجاؿ تطبيؽ ىذا المرسوـ المساكف الوظيفية التي ال تدخؿ ضمف الفئة المشار إلييا في الفقرة ‪2‬‬
‫أعاله والممنوحة لموظفيف بحكـ مياميـ‪ ،‬وتحصر الئحة ىاتو المساكف بقرار مشترؾ لوزير االقتصاد والمالية‬
‫والوزير المعني داخؿ أجؿ ‪ 3‬أشير ابتداء مف تاريخ نشر ىذا المرسوـ بالجريدة الرسمية"‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫القطاعات‪ ،‬خاصة قطاعي التعميـ والداخمية لـ تحترـ األجؿ المخصص إلعداد الئحة‬
‫المساكف غير القابمة لمتفويت مما طرح عدة إشكاليات وجعؿ تطبيؽ المرسوـ المتعمؽ‬
‫باإلذف بتفويت المساكف الممموكة لمدولة مشموال في أىـ أحكامو ‪.320‬‬

‫ونتيجة ليذا المعطى فإف المجاؿ يفسح لمقاطنيف بالمساكف اإلدارية إلطالة أمد‬
‫تواجدىـ بيا رغـ انتياء عالقتيـ باإلدارة‪ ،‬كما تجد المحاكـ تبري ار تستند إليو لمحكـ بعدـ‬
‫االختصاص‪.321‬‬

‫وقد سبؽ لمقضاء اإلداري أف عالج نازلة مفادىا أف أحدىـ كاف يعمؿ في‬
‫‪ 29‬أكتوبر ‪ ،1980‬وأنو كاف يشغؿ‬ ‫صفوؼ القوات المساعدة وتقاعد منيا بتاريخ‬
‫‪ 30‬يونيو‬ ‫مسكنا إداريا منذ سنة ‪ ،1972‬وفي إطار مقتضيات المرسوـ المؤرخ في‬
‫‪ 1999‬تقدـ بطمب لشراء ىذا المسكف إال أف إدارة األمالؾ المخزنية رفضت اإلستجابة‬
‫لمطمب‪ ،‬بعمة أف عممية تفويت مساكف الدولة معمقة عمى وجود الئحة نيائية لممساكف‬
‫المخصصة لو ازرة الداخمية التي تحدد المساكف القابمة لمتفويت وتمؾ غير القابمة‬
‫لمتفويت‪ ،‬واف المدعي عجز عف اإلدالء بتمؾ الالئحة‪ ،‬مضيفة أنيا غير مسؤولة عف‬
‫إعداد تمؾ الموائح وأف الو ازرة التابع ليا المدعي إداريا ىي الجية المنوطة بيا ىذه‬
‫الميمة والتمست رفض الطمب‪.‬‬

‫إال أف القضاء اإلداري عوض أف يتصدى بالحكـ في النازلة قضى بعدـ‬


‫اإلختصاص النوعي بدعوى أف عقد التفويت ىو عقد خاص تسري عميو مقتضيات‬
‫القانوف الخاص‪.322‬‬

‫‪ -320‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ 22‬و‪.23‬‬
‫‪ -321‬حفيظ الحر‪" :‬المساكف اإلدارية‪ ،‬اإلطار التنظيمي وآفاؽ التدبير"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫إال أف القضاء لـ يكف صائبا‪ ،‬ألف األمر ال يتعمؽ بإتماـ البيع وانما بتحديد ىؿ‬
‫المسكف قابؿ لمتفويت أـ ال‪ ،‬واف ما اعتمدتو األمالؾ المخزنية مف دفع يؤكد بأف و ازرة‬
‫‪ 30‬يونيو ‪،1999‬ألف المرسوـ المذكور خوؿ‬ ‫الداخمية لـ تحترـ مقتضيات مرسوـ‬
‫الو ازرة المعنية ‪ 3‬أشير فقط إلعداد الئحة المساكف غير القابمة لمتفويت‪ ،‬وبسكوتيا‬
‫طيمة مدة السقوط ىاتو تكوف تنازلت عف حقيا ويجب اعتماد القاعدة العامة ىو قابمية‬
‫المساكف لمتفويت‪.323‬‬

‫كما يحتج الموظفوف المحالوف عمى التقاعد بأحكاـ منشور الوزير األوؿ رقـ‬
‫‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬والذي يعمؽ مسطرة اإلفراغ في حالة تقديـ‬
‫الموظؼ المحاؿ عمى التقاعد لطمب القتناء المسكف الذي يعتمره وفؽ أحكاـ المرسوـ‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪.1987‬‬

‫وقد جاء المنشور رقـ ‪ 35/95‬السالؼ الذكر ليخمؽ نوعا مف االنسجاـ والتنسيؽ‬
‫بيف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المغير لممرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وقرار الوزير األوؿ‬
‫الصادر في ‪ 5‬أبريؿ ‪ 1977‬والمتمـ لمقرار الصادر في ‪ 19‬شتنبر ‪ 1951‬بشأف النظاـ‬
‫الخاص بالموظفيف المسكنيف‪.‬‬

‫بحيث أف مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬جاء خاليا مف كؿ نص قانوني يحمي‬


‫الموظفيف المتقاعديف الراغبيف فعال وعمميا في اقتناء المحالت السكنية اإلدارية مف أثر‬
‫كؿ مسطرة قضائية أو إدارية‪ ،‬ينتيي مف جية بإفراغ الموظؼ المتقاعد بناء عمى‬

‫‪ - 322‬حكـ رقـ ‪ 2003-332‬صادر عف المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬يوليوز ‪ 2003‬في الممؼ عدد ‪-5‬‬
‫‪ 12-2003‬ش‪ ،‬منشور في العربي مياد‪":‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في‬
‫حكميـ"‪،‬ـ‪.‬س ‪،‬ص‪.16:‬‬
‫‪ - 323‬العربي مياد‪":‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.17:‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الفصؿ ‪ 13‬مف قرار ‪ ،3241951‬ويأتي مف جية بعكس ما تخولو المادة األولى مف‬
‫مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬لمموظفيف المتقاعديف مف إمكانية اقتناء الدور السكنية اإلدارية‬
‫التي ظموا يشغمونيا عمى وجو الكراء بعد إحالتيـ عمى المعاش ‪.325‬‬

‫لكف تبقى أحكاـ منشور رقـ ‪ 35/95‬المؤرخ في ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬مفرغة مف‬


‫محتواىا‪ ،‬وذلؾ لرفض اجتياد المجمس األعمى لمدفع المتعمؽ بطمب االقتناء‪ ،‬معتب ار أف‬
‫مجرد تقديـ طمب بالشراء ال يخوؿ لمطالب صفة المشتري حتى ولو لـ يتوصؿ بجواب‬
‫مف اإلدارة ألف رفع دعوى اإلفراغ يعتبر بمثابة رفض لطمب االقتناء ‪.326‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬يٕلف انمضبء ثخظٕص االحزجبج ثًمزض‪ٛ‬بد‬


‫يشسٕو ‪1999 َٕٕٛٚ 30‬‬

‫لقد استقر االجتياد القضائي المغربي عمى نقض الدفع المتعمؽ بتقديـ طمب‬
‫اقتناء المسكف اإلداري عمى اعتبار أف تقديـ الموظؼ لذلؾ الطمب ال يخولو صفة‬
‫المشتري‪ ،‬وال يعطيو الحؽ في البقاء في السكف الوظيفي الذي يعتمره‪ ،‬مادامت قد‬
‫تحققت معو واقعة االنقطاع عف الفصؿ‪ ،‬فضال أف مسألة تفويت المساكف اإلدارية ال‬
‫تتـ إال برضى المالؾ وأف إقامة دعوى اإلفراغ مف طرؼ اإلدارة دليؿ عمى أنيا ال‬
‫ترغب في بيع السكف الوظيفي‪.‬‬

‫‪ -324‬بحيث ينص الفصؿ ‪ 13‬أنو "في حالة االنقطاع عف العمؿ ألي سبب مف األسباب فإف الموظفيف المسكنيف‬
‫وجوبا أو المسكنيف بحكـ القانوف أو المسكنيف بالفعؿ في أمالؾ الدولة أو أمالؾ البمديات أو األمالؾ المكتراة‬
‫المعدة بصفة رئيسية لفائدة مصمحة عمومية يفقدوف كؿ حؽ في السكف ويتعيف عمييـ إفراغ األماكف في أجؿ‬
‫شيريف‪ ،‬غير أف ىذا األجؿ يحدد في ستة أشير بالنسبة لمموظفيف المحاليف عمى التقاعد غير المسكنيف‬
‫وجوبا أو بالمجاف أو غير الشاغميف مساكف وظيفية‪."...‬‬
‫‪ -325‬عبد الرحماف حدو‪" :‬بيع صنؼ مف أمالؾ الدولة لمف يشغميا عمى وجو الكراء مف الموظفيف المحاليف عمى‬
‫المعاش بيف إيجابيات مرسوـ ‪ 18‬غشت ‪ 1987‬وسمبيات قرار ‪ 5‬أبريؿ ‪ ،"1977‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.270 :‬‬
‫‪ 91-1743‬بتاريخ ‪ ،1995/2/22‬مشار إليو في مقاؿ محمد‬ ‫‪ -326‬قرار عدد ‪ 3405‬في الممؼ المدني عدد‬
‫الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.120 :‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وىذا ما أكدتو العديد مف الق اررات الصادرة عف محكمة االستئناؼ بالرباط ومنيا‬
‫القرار الصادر بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪ ،3272006‬والذي جاء في حيثياتو ما يمي‪" :‬وحيث‬
‫إنو وحسب المادة ‪ 2‬مف مرسوـ ‪ 1999/6/30‬فإف المساكف الوظيفية التي تقع داخؿ‬
‫المجمعات اإلدارية تكوف مستثناة مف التفويت وأف توجيو المستأنؼ طمبا إلى الجية‬
‫المدعية باقتناء السكف الذي يشغمو داخؿ حيز اإلعدادية ال يمكف بأي حاؿ مف‬
‫األحواؿ أف يؤثر عمى دعوى اإلفراغ‪."....‬‬

‫وكذلؾ جاء في القرار الصادر عف نفس المحكمة بتاريخ ‪ ،3282009/1/19‬أنو‬


‫"وحيث عف تقديـ طمب االقتناء عمى فرض صحتو ال يخوؿ المستأنؼ الحؽ في‬
‫البقاء بالسكف بعد أف تحققت فيو واقعة االنقطاع عف العمؿ بإحالتو عمى التقاعد‬
‫لتبقى أسباب االستئناؼ ساقطة عف درجة االعتبار"‪.‬‬

‫كما أف المجمس األعمى سار في اتجاه أف البيع ال يعتبر تاما بمجرد تقديـ طمب‬
‫االقتناء وانما بالتقيد بجميع االلتزامات التي يفرضيا القانوف عمى مقتني السكف اإلداري‬
‫‪ 3366‬الصادر‬ ‫خاصة أداء جميع الثمف أو آخر قسط منو‪ ،‬وذلؾ ما أكده القرار عدد‬
‫‪329‬‬
‫والذي جاء فيو ما يمي‪:‬‬ ‫عف الغرفة المدنية بتاريخ ‪1998/5/21‬‬

‫"إف النية بالتفويت عمى فرض وجودىا ال يمكف اعتبارىا إال إذا حرر بشأنيا‬
‫عقد ينص عمى التفويت ويقع االتفاؽ فيو عمى شروط البيع ومف ضمنيا الثمف‪،‬‬
‫والممؼ ال يتوفر عمى وثيقة تفيد ذلؾ‪ ،‬لذلؾ فإف المحكمة تكوف قد عممت قرارىا‬

‫‪ 2006/12/25‬في الممؼ االستعجالي عدد‬ ‫‪ 295‬صادر عف استئنافية الرباط بتاريخ‬ ‫‪ -327‬قرار عدد‬
‫‪ ،4/2006/207‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 2009/1/19‬في الممؼ االستعجالي عدد ‪،4/2008/266‬‬ ‫‪ -328‬قرار صادر أيضا عف استئنافية الرباط بتاريخ‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪ -329‬قرار عدد ‪ 3366‬صادر بتاريخ ‪ 1998/5/21‬في الممؼ المدني عدد ‪ 96-3-14243‬مشار إليو في مقاؿ‬
‫محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.120:‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ 345‬الشيء الذي يعرضو‬ ‫تعميال فاسدا يوازي انعدامو ومخالفا لمقتضيات الفصؿ‬
‫لمنقض"‪.‬‬

‫وفضال عف ذلؾ فإف مسألة البيع تخضع أوال وقبؿ كؿ شيء إلى التراضي وىذا‬
‫‪330‬‬
‫والذي جاء في‬ ‫ما جاء في القرار الصادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪1992-2-6‬‬
‫حيثياتو‪" :‬وحيث إنو فضال عف ذلؾ كمو فإف اإلدارة ليست ممزمة بالبيع ليؤالء‬
‫الموظفيف وأف ليا كامؿ الحرية ماداـ البيع بالتراضي ىو أف توافؽ أو ترفض تفويت‬
‫المساكف اإلدارية مما يكوف معو القرار المطعوف فيو غير متسـ بأي شطط في‬
‫استعماؿ السمطة"‪.‬‬

‫كما ذىبت مجموعة مف محاكـ االستئناؼ في اتجاه الحكـ بإفراغ الموظؼ‬


‫المتوقؼ عف مزاولة ميامو حتى ولو تقدـ بطمب اقتنائيا ‪.331‬‬

‫انًطهت انثبَ‪ :ٙ‬يذٖ إنضاو اإلداسح ثزفٕ‪ٚ‬ذ انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ‬


‫تثير أيضا عممية تفويت المساكف الوظيفية لمف يشغميا مف الموظفيف إشكالية‬
‫ىامة تتعمؽ بمدى إلزاـ اإلدارة بتفويت المساكف الوظيفية لمف يطمب ذلؾ مف الموظفيف‬
‫متى توفرت الشروط المنصوص عمييا في المرسوـ المنظـ لمعممية سواء ما تعمؽ منيا‬
‫‪332‬؛ حيث يمجأ‬ ‫بطبيعة المسكف المطموب اقتناؤه أو صفة الموظؼ طالب التفويت‬

‫‪ ،91/10079‬منشور بالمجمة المغربية‬ ‫‪ -330‬قرار عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 1992/2/6‬صادر في الممؼ اإلداري عدد‬
‫لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 14‬و‪ 15‬يناير – يونيو ‪ ،1996‬ص ‪ 165‬وما يمييا‪.‬‬
‫‪ 99/122‬الصادر بتاريخ‬ ‫‪ 410‬في الممؼ عدد‬ ‫‪ -331‬ومف بينيا محكمة االستئناؼ بور اززات في قرارىا رقـ‬
‫‪ 1990/6/19‬في الممؼ‬ ‫‪ 2000/7/10‬ومحكمة االستئناؼ بالدار البيضاء في القرار الصادر عنيا بتاريخ‬
‫عدد ‪.89/3525‬‬
‫ق ارراف مشار إلييما في مقاؿ محمد الزياتي‪" :‬إشكالية إفراغ المحالت اإلدارية بيف القانوف واالجتياد"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.121:‬‬
‫‪ -332‬وىي الشروط التي حددتيا المادتاف ‪ 2‬و‪ 3‬مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪.1999‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫الكثير مف الموظفيف ممف ينازعوف ىذا األمر إلى مقاضاة اإلدارة مف أجؿ إلزاميا بإبراـ‬
‫عقد البيع في شأف المساكف التي يشغمونيا‪ ،‬عمى اعتبار أنيا ممزمة باالستجابة لطمب‬
‫التفويت متى توفرت شروطو‪ ،‬لكف نجد أف المقتضيات المنظمة لعممية تفويت المساكف‬
‫الوظيفية لمف يشغميا مف الموظفيف تقر مبدأ عاما مفاده أف اإلدارة غير ممزمة في‬
‫جميع األحواؿ بتفويت المساكف اإلدارية لطالبييا بغض النظر عف توفر شروط‬
‫االستجابة لمطمب‪ ،‬وأنيا تتوفر عمى كامؿ الحرية ماداـ البيع بالتراضي يقتضي أف‬
‫توافؽ أو ترفض التفويت‪ ،‬وىذا ما سار عميو أيضا االجتياد القضائي لمغرفة اإلدارية‬
‫بالمجمس األعمى‪.333‬‬

‫الفقرة األولى تكريس مقتضيات المرسوـ المنظـ‬ ‫وفيما يمي سوؼ نناقش في‬
‫الفقرة الثانية لتأكيد القضاء‬ ‫لعممية التفويت لمبدأ الرضائية في التعاقد ونتطرؽ في‬
‫لتكريس القضاء عمى مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية‪.‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬ركش‪ٚ‬س يمزض‪ٛ‬بد انًشسٕو انًُظى نؼًه‪ٛ‬خ‬


‫انزفٕ‪ٚ‬ذ نًجذأ انشضبئ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬انزؼبلذ‬
‫إف مقتضيات مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬استثنت عممية تفويت المساكف المخزنية‬
‫مف نظاـ العقود اإلدارية‪ ،‬وأخضعتيا بالمقابؿ لمبادئ التعاقد الخاص وذلؾ تكريسا‬
‫لممبدأ العاـ الذي يحكـ العقود التي تبرميا الدولة في إطار تسيير أمالكيا الخاصة‬
‫‪ ،334‬فالدولة شأنيا في ذلؾ شأف‬ ‫والذي يجعؿ منيا عقودا خاضعة لمقانوف العادي‬

‫‪ -333‬قرار المجمس األعمى عدد ‪ 55‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ 1992‬في الممؼ اإلداري‪ ،‬عدد ‪ 91/10079‬مشار‬
‫إليو في ـ‪.‬ـ‪.‬إ ـ‪.‬ت‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.121:‬‬
‫‪ 2-99-243‬صادر في ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬أنو‪" :‬يؤذف لمدولة‬ ‫‪ -334‬حيث جاء في المادة األولى مف مرسوـ رقـ‬
‫(الممؾ الخاص) في أف تبيع بالتراضي المساكف المخزنية لمف يشغميا مف موظفي الدولة وأعواف الجماعات‬
‫المحمية والمؤسسات العمومية وكذا المستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود"‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪335‬‬
‫بكؿ ما يحممو حؽ الممكية مف‬ ‫الخواص تتمتع بحؽ الممكية عمى عقاراتيا الخاصة‬
‫معنى وبكؿ ما يمنحو لممالؾ مف سمطات االستعماؿ واالستغالؿ والتصرؼ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإف تصرفيا في ىذه األمالؾ بكؿ أنواع التصرؼ مف بيع وكراء وغيره يخضع لقواعد‬
‫القانوف الخاص ومبدأ العقد شريعة المتعاقديف"‪.336‬‬

‫ويتضح جميا اختيار مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬لنظاـ التعاقد الخاص مف خالؿ‬


‫"‪ ...‬ويكوف البيع‬ ‫مبدأ التراضي الذي نصت عميو المادة األولى مف المرسوـ بقوليا‪:‬‬
‫بالتراضي وفؽ الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوـ‪ ،‬كما يتضح مف الشروط‬
‫العامة المتعمقة بعقد البيع والتي ال تتضمف أية شروط استثنائية أو غير مألوفة في‬
‫القانوف الخاص‪ ،‬وبالتالي ال تظير فييا الدولة كسمطة عامة تتمتع بامتيازات ال‬
‫يتمتع بيا الفرد العادي وانما تتعامؿ في إطار ىذه العقود كشخص مف أشخاص‬
‫القانوف الخاص"‪.337‬‬

‫وبتطبيؽ أحكاـ عقد البيع عمى عممية تفويت المساكف لمموظفيف الذي يشغمونيا‬
‫فإف ىذا العقد شأنو شأف باقي عقود القانوف الخاص ال يكوف تاما إال باحتراـ قواعد‬
‫اإليجاب والقبوؿ التي تعبر عف إرادة الطرفيف في إنشاء األثر القانوني‪ ،‬ومف ىذا‬

‫‪ -335‬بمقتضى المرسوـ رقـ ‪ 2-78-539‬المؤرخ في ‪ 22‬نونبر ‪ 1978‬بشأف اختصاصات وتنظيـ و ازرة المالية‬
‫تتولى مديرية األمالؾ المخزنية ميمة تسيير الممؾ الخاص لمدولة (الفصؿ ‪.)14‬‬
‫‪ -336‬فقد رفض القضاء اإلداري وصؼ العقود التي تبرميا الدولة في إطار تسيير أمالكيا الخاصة بكونيا عقود‬
‫‪../..‬‬ ‫إدارية واعتبرىا عمى عكس ذلؾ عقودا خاصة تخضع في أحكاميا لقواعد القانوف الخاص‪../.. .‬‬
‫‪ 15/12/2004‬في الممؼ اإلداري عدد‬ ‫‪ 1234‬الصادر بتاريخ‬ ‫انظر قرار المجمس األعمى عدد‬
‫‪ 2004/1/4/2514‬منشور بمجمة قضاء المجمس األعمى‪ ،‬العدد المزدوج ‪ 46 -45‬سنة ‪ ،2006‬ص‪.325:‬‬
‫‪ -337‬وتطبيقا ليذا المبدأ قرر المجمس األعمى أف عقود التفويت التي تبرميا الدولة في إطار المرسوـ المنظـ لعممية‬
‫بيع المساكف المخزنية لمموظفيف ىي مف قبيؿ العقود الخاصة التي تتـ بالتراضي وال عالقة ليا بالعقود‬
‫اإلدارية (قرار عدد ‪ 714‬بتاريخ ‪ 2005/01/12‬في الممؼ اإلداري عدد ‪ ،2005-1-4-2233‬مشار إليو في‬
‫ـ‪.‬ـ‪.‬إـ‪.‬ت‪ ،‬عدد ‪ ،2007 ،74‬ص‪.230 :‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫المنطمؽ فإف المقتضيات المنظمة لتفويت المساكف لمموظفيف ال تشكؿ إيجابا بالبيع‪،‬‬
‫بينما اإليجاب الحقيقي ىو الطمب الذي يعبر فيو الموظؼ المسكف عف رغبتو في‬
‫اقتناء السكف الذي يشغمو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقتضيات المنظمة لتفويت المساكف الوظيفية ال تشكؿ إيجابا بالبيع‬

‫لقد اعتبر بعض الموظفيف الذيف يمجأوف إلى مقاضاة اإلدارة أف المقتضيات‬
‫المنظمة لعممية تفويت المساكف لمف يشغميا مف الموظفيف تعتبر دعوة إلى التعاقد‬
‫وبالتالي تشكؿ إيجابا بالمفيوـ القانوني‪.‬‬

‫غير أف تطبيؽ خصائص اإليجاب عمى ىذه الحالة يؤدي إلى نتائج عكسية‪.‬‬

‫فاإليجاب كما عرفو الفقو المدني عرض حازـ وكامؿ لمتعاقد وفؽ شروط معينة‬
‫‪ ،338‬كما أنو التعبير‬ ‫يوجيو شخص إلى شخص معيف أو إلى أشخاص غير معينيف‬
‫عف اإلرادة الناجز موجو إلى شخص أو عدة أشخاص آخريف مف أجؿ قياـ رابطة‬
‫عقدية‪ ،‬فإذا تـ قبولو تـ العقد ما لـ ينص القانوف عمى شروط شكمية إضافية‪ ،‬واذا تـ‬
‫رفضو انعدـ العقد ‪ ،339‬كما أف اإليجاب يجب أف يتضمف جميع العناصر الجوىرية‬
‫المتطمبة إلبراـ العقد ‪ ،340‬واإليجاب بالبيع ال يعتبر كذلؾ بالمفيوـ القانوني إال إذا‬
‫تضمف العناصر الجوىرية لعقد البيع وىي المبيع والثمف‪ ،‬إضافة إلى باقي شروط العقد‬
‫التي قد يراىا الموجب أساسية‪.341‬‬

‫‪ -1‬العقد"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار‬ ‫‪ -338‬أحمد حسف البرعي‪" :‬نظرية االلتزاـ في القانوف المغربي‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪،‬‬
‫البيضاء ‪ ،1980‬ص‪.66 :‬‬
‫‪ -339‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.50 :‬‬
‫‪ -340‬نص الفصؿ ‪ 19‬مف قانوف االلتزامات والعقود أنو‪" :‬ال يتـ التراضي إال بتراضي الطرفيف عمى العناصر‬
‫األساسية لاللتزاـ وعمى باقي الشروط المشروعة األخرى التي يعتبرىا الطرفاف أساسية"‪.‬‬
‫‪ -341‬نص الفصؿ ‪ 488‬مف قانوف االلتزامات والعقود ما يمي‪" :‬يكوف البيع تاما بمجرد تراضي"‪ ،‬عاقديو‪ ،‬أحدىما‬
‫بالبيع واآلخر بالشراء‪ ،‬وباتفاقيما عمى المبيع والثمف وشروط العقد األخرى"‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وبالرجوع إلى مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬المنظـ لعممية التفويت نجد أنو ال‬
‫يتضمف أي شرط مف شروط اإليجاب بالبيع‪ ،‬فيو كما يدؿ عمى ذلؾ عنوانو مجرد إذف‬
‫عاـ لمدولة بأف تباشر ىذه العممية وفؽ ما تقتضيو مصمحة الممؾ الخاص لمدولة‬
‫ومصمحة المستفيديف منيا‪ ،‬فمقتضياتو ال تتضمف محؿ العقد كما ال تتضمف الشروط‬
‫الخاصة بكؿ عممية عمى حدة‪ ،‬بؿ إنيا تشكؿ مجرد توجييات عامة لإلدارة في إطار‬
‫ضماف حسف سير العممية‪ ،‬ضماف استفادة الموظفيف الذيف يتوفروف عمى الشروط‬
‫المطموبة عمى قدـ المساواة‪.342‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ‪ ،‬فإنو ال يمكف بأي حاؿ تكييؼ ىذه المقتضيات التنظيمية بأنيا‬
‫إيجاب البيع‪ ،‬بؿ يمكف اعتبارىا عمى أبعد تقدير دعوة عامة إلى التعاقد‪ ،‬وىي أبعد ما‬
‫تكوف عف اإليجاب‪ ،‬إذ أف أثرىا يقتصر عمى عرض محؿ العقد عمى شخص معيف أو‬
‫عمى العموـ ألنيا تفتقر إلى العناصر األساسية لمعقد المراد إبرامو‪ ،‬حتى إذا قبؿ أحدىـ‬
‫ىذا العرض وحدد العناصر األساسية لمعقد‪ ،‬وتقدـ بيا إلى صاحب العرض فإف‬
‫تصرفو ىذا يعتبر إيجابا بالعقد يترتب عمى قبولو مف طرؼ صاحب العرض انعقاد‬
‫العقد‪ ،343‬فقد نص الفصؿ ‪ 28‬مف قانوف االلتزامات والعقود بأف "الرد يعتبر مطابقا‬
‫لإليجاب إذا اكتفى المجيب بقولو قبمت أو نفذ العقد بدوف تحفظ"‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫رىف إشارة العموـ ال يعتبر إيجابا‬ ‫وعميو فإف مجرد وضع مطبوعات التفويت‬
‫مف الدولة‪ ،‬وانما دعوة إلى التعاقد‪ ،‬ذلؾ أف ىذه األخيرة غير ممزمة بالتعاقد مع كؿ مف‬

‫‪ -342‬عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف يشغميا مف الموظفيف"‪ ،‬مقاؿ‬
‫منشور ـ‪.‬ـ‪.‬إ ـ‪.‬ت‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫‪ -343‬عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف يشغميا مف الموظفيف"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.231 :‬‬
‫‪ -344‬فقد نصت المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪1999‬عمى أنو‪ ":‬تقدـ طمبات التفويت بواسطة مطبوع تسممو‬
‫اإلدارة أي مديرية األمالؾ المخزنية"‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫قاـ بيذا اإلجراء‪ ،‬وانما يبقى مف حقيا رفض التعاقد‪ ،‬إال أف سمطتيا تبقى مقيدة‬
‫بالمشروعية ومبدأ المساواة في التعامؿ بيف المنتفعيف ‪.345‬‬

‫ثانيا‪ -‬طمب االقتناء المقدـ مف طرؼ الموظؼ المسكف ىو مجرد إيجاب‬


‫بالشراء‬

‫إف الطمب الذي يتقدـ بو الموظؼ مف أجؿ اقتناء المسكف الذي يشغمو يشكؿ‬
‫إيجابا بالمفيوـ القانوني لمكممة ماداـ أنو ينطوي عمى جميع الشروط المتطمبة ليكوف‬
‫ىذا اإليجاب دعوة إلى التعاقد بحيث متى لقي قبوال مف طرؼ اإلدارة كنا أماـ عقد بيع‬
‫تاـ ومنتج لكافة آثاره القانونية‪.‬‬

‫فيذا اإليجاب يتضمف محؿ العقد بدقة وىو المسكف الذي يشغمو طالب التفويت‬
‫كما أنو يتضمف تعبير المعني باألمر صراحة عف رغبتو في اقتناء السكف الذي‬
‫يشغمو‪ ،346‬فممئ مطبوع التفويت مف طرؼ الموظؼ ىو عمؿ مادي ال يترتب عميو أثر‬
‫قانوني‪ ،‬فإذا استجابت الدولة لمطمب فإف تصرفيا ال يعد قبوال بؿ إيجاب لمطرؼ اآلخر‬
‫إمضاءه أو رفضو‪.347‬‬

‫وىكذا يترتب عمى تكييؼ طمب الموظؼ المعني باألمر بكونو إيجابا بالمفيوـ‬
‫القانوني والدقيؽ لمكممة أف قبوؿ اإلدارة لو صراحة أو ضمنيا عف طريؽ الشروع في‬

‫‪ -345‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة الموظفيف ومف في حكميـ"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫‪ -346‬عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف يشغميا مف الموظفيف"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.231 :‬‬
‫‪ -347‬العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ "‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫تنفيذه يؤدي إلى انعقاد العقد وانتاجو آلثاره القانونية ‪ ،348‬فالدولة بإعالنيا لمثمف الذي‬
‫عمى أساسو سيتـ التفويت تكوف فقط قد تقدمت بإيجاب إلى الطرؼ اآلخر حينذاؾ فإف‬
‫األمر ال يعدو أف يكوف أحد األمريف التالييف‪ :‬إما القبوؿ بدوف قيد أو شرط فينا يتـ‬
‫العقد‪ ،‬واما الرفض صراحة بإعالـ الطالب بذلؾ‪ ،‬أو ضمنيا باإلحجاـ عف مباشرة‬
‫إجراءات التفويت ‪349‬؛ بحيث يترتب عف رفض اإلدارة لإليجاب عدـ ترتيب ىذا األخير‬
‫ألي أثر قانوني واعتباره بالتالي كأف لـ يكف أي في حكـ العدـ ‪.350‬‬

‫يتضح مما سبؽ أف المرسوـ المنظـ لعممية التفويت ال يتضمف ما يفيد بأف‬
‫مشرعو أراد شموؿ ىذه العممية بقواعد القانوف العاـ‪ ،‬بؿ عمى العكس مف ذلؾ فقد تعمد‬
‫إخضاعيا لنظاـ التعاقد الخاص انسجاما مع المبدأ العاـ الذي يحكـ العقود التي تبرميا‬
‫الدولة في إطار تسيير أمالكيا الخاصة والذي يخضعيا لقواعد القانوف الخاص‪ ،‬وىو‬
‫ما يترتب عنو منطقيا أنو ال يمكف لطالبي التفويت التمسؾ بالمقتضيات المنظمة لعممية‬
‫التفويت التي تضمنيا مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬إلجبار اإلدارة عمى إتماـ البيع بشأف‬
‫مسكف بعينو ألف ىذه المقتضيات ال تشكؿ إيجابا بالبيع ألي شخص بذاتو وانما ىي‬
‫مقتضيات عامة تيدؼ إلى ضماف حسف سير عممية التفويت‪ ،‬وىو األمر الذي يدعمو‬
‫أيضا كوف المرسوـ المذكور ال يمزـ الدولة بالتفويت‪ ،‬وانما يأذف بذلؾ فقط‪.‬‬

‫‪ -348‬جاء في الفصؿ ‪ 28‬مف قانوف االلتزامات والعقود بأنو‪" :‬يعتبر الرد مطابقا لإليجاب إذا اكتفى المجيب بقولو‬
‫قبمت‪ ،‬أو نفذ العقد بدوف تحفظ"‪.‬‬
‫‪ -349‬وقد يتخذ رفض اإلدارة لإليجاب عدة صور‪ :‬الرفض الصريح‪ ،‬احتفاظ أحد المتعاقديف صراحة بشروط معينة‪،‬‬
‫الرد المعمؽ عمى شرط‪ ،‬انتياء األجؿ دوف رد‪.‬‬
‫راجع العربي مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف ومف في حكميـ"‪،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.90 -88 :‬‬
‫‪ 903‬الصادر بتاريخ ‪2004/11/30‬‬ ‫‪ -350‬وقد عبرت المحكمة االبتدائية بمراكش عف ىذا المبدأ في حكميا عدد‬
‫في الممؼ عدد ‪ 2004/338‬مشار إليو في المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬ص‪.232 :‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬ركش‪ٚ‬س انمضبء نًجذأ حش‪ٚ‬خ اإلداسح ف‪ ٙ‬رفٕ‪ٚ‬ذ‬


‫انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ‬
‫لقد سبؽ القوؿ أف عممية التفويت تكوف قائمة عمى التراضي بيف الموظؼ‬
‫الراغب في االقتناء وبيف إدارة األمالؾ المخزنية‪.‬‬

‫ويتضح ذلؾ مف خالؿ مقتضيات المرسوـ المنظـ لعممية تفويت المساكف‬


‫الوظيفية التي تأذف لمدولة في التفويت وال تمزميا بذلؾ ‪ ،351‬وأف اإلدارة ليا كامؿ الحرية‬
‫ماداـ البيع بالتراضي في أف توافؽ أو ترفض التفويت‪.‬‬

‫واذا كاف مبدأ حرية التفويت بات واضحا مف خالؿ المقتضيات المنظمة التفويت‬
‫الواردة بمرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬فإف االجتياد القضائي بدوره كاف لو دور كبير في‬
‫تكريس ىذا المبدأ مف خالؿ مجموعة مف األحكاـ والق اررات الصادرة في ىذا الشأف‪،‬‬
‫ومف ثـ سوؼ نتطرؽ أوال إلى الجانب المتعمؽ بعدـ إلزاـ اإلدارة بالتفويت أو البيع‬
‫استناذا إلى مقتضيات المرسوـ المنظـ لعممية التفويت تأذف لمدولة في التفويت‪ ،‬ونتناوؿ‬
‫ثانيا استقرار القضاء عمى حرية اإلدارة في التفويت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مقتضيات المرسوـ المنظـ لعممية التفويت ال تمزـ اإلدارة بالبيع‬

‫لقد كانت مقتضيات المرسوـ المنظـ لعممية تفويت المساكف المخزنية لمموظفيف‬
‫الذيف يشغمونيا دقيقة في تكريس مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المعنية أو‬

‫‪ -351‬راجع المادة األولى مف مرسوـ ‪ 30‬يونيو ‪ 1999‬يغير بموجبو المرسوـ رقـ ‪ 2-83-659‬الصادر في ‪18‬‬
‫غشت ‪ 1987‬باإلذف في أف تباع العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف‬
‫في إدارات الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫اإلحجاـ عف ذلؾ‪ ،‬ويتجمى ذلؾ واضحا مف خالؿ صياغة المرسوـ المذكور‪ ،‬ذلؾ أنو‬
‫تضمف عبارة "اإلذف" وليس "اإللزاـ" سواء في عنوانو أو في مادتو األولى ‪.352‬‬

‫‪ 3-99-243‬صادر في‬ ‫وىكذا جاء في عنواف المرسوـ المذكور‪ :‬مرسوـ رقـ‬


‫‪-659‬‬ ‫‪ 16‬مف ربيع األوؿ ‪ 30 ( 1420‬يونيو ‪ )1999‬يغير بموجبو المرسوـ رقـ‬
‫‪ 2-83‬الصادر في ‪ 22‬مف ذي الحجة ‪ 18( 1407‬غشت ‪ )1987‬باإلذف في أف تباع‬
‫العقارات الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف والمستخدميف العامميف في إدارات‬
‫الدولة بموجب عقود‪.‬‬

‫كما جاء في المادة األولى مف نفس المرسوـ "خالفا لمقتضيات الفصؿ ‪ 82‬مف‬
‫‪ 330-66‬بتاريخ ‪ 10‬محرـ ‪21 ( 1387‬‬ ‫المرسوـ الممكي المشار إليو أعاله رقـ‬
‫أبريؿ ‪( 1967‬يؤذف لمدولة الممؾ الخاص) في أف تبيع بالتراضي المساكف المخزنية‬
‫لمف يشغميا مف موظفي الدولة وأعواف الجماعات المحمية والمؤسسات العمومية‬
‫وكذا المستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪."...‬‬

‫ويتبيف مف صياغة المادة المذكورة غياب اإللزاـ بالبيع لمموظفيف وأف عممية‬
‫التفويت ىنا تكوف قائمة عمى التراضي بيف الموظؼ الراغب في االقتناء وبيف إدارة‬
‫األمالؾ المخزنية‪ ،‬وبذلؾ فإف ىذه األخيرة ليست ممزمة بالبيع لمموظفيف ‪.353‬‬

‫كما أف عبارة "اإلذف" الواردة في المادة األولى مف المرسوـ المذكور تفيد حتما‬
‫الرضى واالختيار وليس الجبر واإللزاـ‪ ،‬ولو قصد المرسوـ فكرة اإللزاـ لنص عمى ذلؾ‬

‫‪ -352‬عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف يشغميا مف الموظفيف"‪ ،‬ـ‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.233 :‬‬
‫‪ 55‬الصادر بتاريخ ‪ 1992/2/26‬المنشور بالمجمة‬ ‫‪ -353‬وقد سار في ىذا االتجاه قرار المجمس األعمى عدد‬
‫المغربية لإلدارة المحمية والتنمية عدد مزدوج ‪ ،15 -14‬يناير – يونيو ‪.1996‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫صراحة‪ ،‬ومما يؤكد ذلؾ أيضا أف المرسوـ المنظـ ربط العممية بمبدأ التراضي الذي تـ‬
‫تكريسو كمبدأ يحكـ العالقة التعاقدية بيف اإلدارة والموظؼ المسكف‪.‬‬

‫والحكمة مف تكريس ىذا المبدأ أف الدولة (الممؾ الخاص) ليا حؽ الممكية عمى‬
‫ىذه العقارات بكؿ ما تحممو ىذه الكممة مف معنى وبكؿ ما تمنح لممالؾ مف سمطات‬
‫االستعماؿ والتصرؼ‪ ،‬وبالتالي فإف ليا الحرية المطمقة في تفويت ىذه العقارات أو‬
‫االحتفاظ بيا لحاجيتيا الخاصة‪ ،‬ذلؾ أنو مف المصمحة العامة أف تحتفظ الدولة برصيد‬
‫مف المساكف الوظيفية مف أجؿ تمبية حاجيات مختمؼ اإلدارات العمومية إلسكاف بعض‬
‫موظفييا وفؽ ما تقتضيو ضرورة السير الطبيعي لممرفؽ العمومي ‪.354‬‬

‫ثانيا‪ -‬استقرار القضاء عمى تكريس مبدأ حرية اإلدارة في التفويت‬

‫إذا كانت المقتضيات المنظمة لعممية التفويت واضحة بخصوص عدـ إلزامية‬
‫اإلدارة ببيع المساكف الوظيفية لمف يشغميا مف الموظفيف‪ ،‬فإف االجتياد القضائي عمؿ‬
‫أيضا عمى تكريس مبدأ حرية اإلدارة في التفويت وذلؾ مف خالؿ العديد مف األحكاـ‬
‫والق اررات الصادرة عنو‪.‬‬

‫فقد جاء في حيثيات القرار الصادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪1992/02/26‬‬


‫ما يمي‪" :‬وحيث أنو فضال عف ذلؾ فإف اإلدارة ليست ممزمة بالبيع ليؤالء الموظفيف‬
‫وأف ليا كامؿ الحرية ماداـ البيع بالتراضي في أف توافؽ أو ترفض تفويت المساكف‬
‫اإلدارية مما يكوف معو القرار المطعوف فيو غير متسـ بأي شطط في استعماؿ‬
‫السمطة‪.355‬‬

‫‪ -354‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف اإلداري"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ -355‬قرار عدد ‪ 55‬صادر عف المجمس األعمى بتاريخ ‪ 1992/2/26‬والمشار إلى مرجعو سابقا في اليامش‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫كما ذىبت المحاكـ اإلدارية عمى ىدي موقؼ المجمس األعمى في اتجاه تكريس‬
‫مبدأ حرية اإلدارة في التفويت‪.356‬‬

‫‪ 13‬نونبر ‪" :3572006‬أف‬ ‫إذ جاء في حكـ المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ‬
‫عممية التفويت تكوف قائمة عمى التراضي بيف الموظؼ الراغب في االقتناء وبيف‬
‫إدارة األمالؾ المخزنية‪."...‬‬

‫وأيضا ورد في حيثيات أحد األحكاـ الصادرة عف المحكمة اإلدارية بمراكش‬


‫‪358‬‬
‫وقضاء أف عقد البيع عقد‬
‫ً‬ ‫أنو ‪ ...":‬مف المعموـ فقيا‬ ‫بتاريخ ‪31‬أكتوبر ‪2006‬‬
‫رضائي واإلدارة غير مجبرة بالبيع‪ ،‬مادامت ليا كامؿ الحرية في أف توافؽ أو ترفض‬
‫تفويت المساكف اإلدارية"‪.‬‬

‫‪ -356‬في ىذا اإلطار جاء في حكـ المحكمة اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 36‬بتاريخ ‪ 2006/1/9‬في الممؼ عدد‬
‫‪ ،2004/1/312‬غير منشور ما يمي‪":‬لكف حيث إنو مف جية فإف المبدأ يتمثؿ في كوف اإلدارة غير ممزمة‬
‫قانونا ببيع السكف الوظيفي ذلؾ أنو أماـ انتفاء عنصر الرضى فاإلدارة تبقى ليا كامؿ الحرية ماداـ البيع‬
‫بالتراضي في أف توافؽ الجية صاحبة االختصاص وىي إدارة األمالؾ المخزنية أو ترفض تفويت السكف‬
‫اإلداري"‪.‬‬
‫‪ -357‬حكـ المحكمة اإلدارية بمراكش تحت عدد ‪ 782‬بتاريخ ‪ 2006/11/13‬في الممؼ رقـ ‪2005/733‬غ (غير‬
‫منشور)‬
‫‪ -358‬حكـ المحكمة اإلدارية بمراكش تحت عدد ‪ 125‬بتاريخ ‪ 2006/10/31‬في الممؼ عدد ‪2006/3/78‬غ‪ ،‬مشار‬
‫إليو في مقاؿ عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف يشغميا مف‬
‫الموظفيف"‪ ،‬ـ‪.‬س‪ ،‬ص‪.233 :‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫خاتمـــــة‬
‫مما تقدـ‪ ،‬يتضح جميا أف السكف اإلداري يعاني مف أزمة حقيقية تمقي بظالليا‬
‫عمى جميع جوانب التسيير وتتسـ بكثير مف التشابؾ والتعقيد‪.‬‬

‫فقدـ اإلطار التنظيمي‪ ،‬وتعدد المتدخميف وتشتت النصوص الموازية‪ ،‬عالوة عمى‬
‫ىزالة عائدات المساكف اإلدارية وصعوبة استخالصيا‪ ،‬ىذا دوف إغفاؿ اإلكراىات‬
‫المرتبطة بإفراغ وتفويت المساكف المذكورة‪ ،‬كميا تشكؿ مظاىر األزمة التي يعيشيا‬
‫اليوـ ىذا النوع مف السكف‪.‬‬
‫‪359‬‬
‫ورغـ تعامميا بجدية مع‬ ‫فالسمطات العامة‪ ،‬رغـ التدابير واإلجراءات المتخذة‬
‫ىذا الموضوع‪ ،‬لـ تنجح في الحد مف ظاىرة استغالؿ المساكف اإلدارية رغـ سقوط حؽ‬
‫الموظفيف في االستمرار باالستفادة مف تمؾ المساكف‪.‬‬

‫كما أف انعداـ فعالية التدابير المتخذة تؤكد المتاىات التي سقطت فييا اإلدارة‬
‫مف جراء تعدد ممفات المنازعات القضائية‪ ،‬وطوؿ أمد تمؾ النزعات بما ال يخدـ‬
‫مصمحة الموظؼ واإلدارة والدولة المالكة عمى حد سواء‪.‬‬

‫‪/572‬د بتاريخ‬ ‫‪ -359‬تمؾ اإلجراءات واردة في العديد مف منشورات السيد الوزير األوؿ ومنيا منشور رقـ‬
‫‪/16/94‬د بتاريخ‬ ‫‪ 1983/07/26‬المتعمؽ بمنح مساكف في ممؾ الدولة لمموظفيف‪ ،‬والمنشور رقـ‬
‫‪ 1994/09/21‬المتعمؽ باالستمرار في شغؿ المساكف اإلدارية مف طرؼ الموظفيف بعد االنقطاع عف العمؿ‬
‫إذ تـ استحداث تدابير أساسية ىامة أىميا اإلنذار الواجب توجييو لمذيف أصبحوا بعد منحيـ دو ار مخزنية‬
‫يممكوف مسكنا في ممكيـ بالمدينة التي يوجد بيا مقر عمميـ‪ ،‬والذي يمزـ المعنييف باألمر بالتخمي عف‬
‫المساكف اإلدارية الممنوحة ليـ وذلؾ خالؿ أجؿ ال يتجاوز سنة واحدة‪ ،‬ثـ أيضا إلزاـ مف امتنعوا عف اإلفراغ‬
‫بأداء إيجار عادي يحدد مقداره حسب القيمة التجارية لممسكف مع احتفاظ اإلدارة بحؽ اتخاذ إجراءات تأديبية‬
‫في حؽ الموظؼ الممتنع‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫مف ىنا بات مف الضروري مراجعة النظاـ الخاص بالموظفيف المسكنيف ضمف‬
‫رؤية اإلصالح اإلداري ‪ ،360‬إلخراج إطار تنظيمي حديث يتماشى والظرفية الحالية‬
‫ويمغي كؿ النصوص القديمة والمتناثرة السارية المفعوؿ‪.‬‬

‫وينبغي كذلؾ استثمار اإلمكانيات المتاحة في إطار و ازرة اإلقتصاد والمالية‬


‫والخوصصة لمباشرة عممية إصالح اإلطار التنظيمي لممساكف اإلدارية في إطار‬
‫مخطط العمؿ االستراتيجي الذي يعد تبسيط المساطر اإلدارية ضمنو ورشا قائـ الذات‬
‫فيو‪ ،‬وذلؾ باعتباره مؤش ار ىاما لتقييـ أداء مكونات ىذا القطاع ‪.361‬‬

‫وبالنسبة إلشكالية ىزالة إتاوة استغالؿ المساكف الوظيفية فإف الحكومة مدعوة‬
‫إلى تحييف إتاوة استغالؿ المساكف الوظيفية باعتبارىا ممتمكات خاصة لمدولة مخصصة‬
‫لمنفعة عامة‪ ،‬وبيذه الصفة يتعيف عمى اإلدارة والقضاء حمايتيا مف كؿ تعد أو احتالؿ‬
‫بدوف سند‪ ،‬ولف يتأتى ىذا إال بانخراط السمطة التشريعية في ىذا الورش عف طريؽ‬
‫إصدار نصوص قانونية صريحة تخوؿ رئيس المحكمة اإلدارية بصفتو قاضي‬
‫المستعجالت البت في نزاعات طرد المحتؿ بدوف سند عمى وجو االستعجاؿ‪.‬‬

‫كما أنو أماـ مظاىر اإلحتالؿ التي تتعرض لو المساكف اإلدارية سواء مف قبؿ‬
‫أشخاص انتيت عالقتيـ بالوظيفة العمومية‪ ،‬أو مف طرؼ أشخاص اعتمروا ذات‬
‫المساكف بطريقة غير شرعية مف خالؿ الكراء مف الباطف‪ ،‬عالوة عمى كوف المناشير‬

‫‪ -360‬والذي يرتكز عمى عدة أوراش تتكامؿ فيما بينيا وتصب جميعيا في اتجاه تمكيف اإلدارة مف مواكبو الدور‬
‫الجديد لمدولة‪ ،‬بحيث تباشر السمطات العمومية تحديث اإلدارة لمواكبة تخمي الدولة عف مجموعة مف أدوارىا‬
‫التقميدية وذلؾ مف خالؿ عدة أوراش كالالمركزية‪ ،‬تثميف الموارد البشرية‪ ،‬دعـ استعماؿ التقنيات الجديدة‬
‫لوسائؿ االتصاؿ زيادة عمى تبسيط المساطر اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -361‬انظر بيذا الصدد‪:‬‬
‫‪- Al Maliya : « bulletin d’information du ministère des finances et de la‬‬
‫‪privatisation », n° 34, septembre 2004, p. 10.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪362‬‬
‫لـ تستطع بموغ األىداؼ المرجوة منيا‪،‬فإنو‬ ‫الوزير األوؿ الصادرة في ىذا الصدد‬
‫أضحى مف الالزـ تمتيع الدور اإلدارية بصفة خاصة‪ ،‬والممؾ الخاص لمدولة بصفة‬
‫عامة بالحصانة القانونية الكافية‪.363‬‬

‫كما يجب أف تركز مقاربة اإلصالح عمى الجانب التدبيري لممساكف اإلدارية‬
‫خصوصا إذا عممنا أف الحؿ الجذري لمتعاطي مع إكراىات تسييرىا‪ ،‬والمتمثمة في‬
‫التخمي عنيا عف طريؽ التفويت لفائدة قاطنييا‪ ،‬رغـ البعد االجتماعي الذي ينطوي‬
‫عميو مف خالؿ المساىمة في تمكيف معتمري الدور اإلدارية مف الولوج إلى الممكية‬
‫ليس مف شأنو أف يمكف مف تجاوز الصعوبات المذكورة عمى المدى المتوسط والبعيد‪.‬‬

‫واعتبا ار لكوف نجاح أي مشروع إصالحي في تحقيؽ األىداؼ المرجوة منو لف‬
‫يتأتى في غياب انخراط فعمي وايجابي لجميع الفعاليات المتدخمة فيو بغض النظر عف‬
‫حجـ تدخميا‪ ،‬فإف مقاربة إصالح أوضاع السكف اإلداري ينبغي أف تشرؾ كؿ‬
‫المتدخميف في السكف اإلداري مف و ازرة المالية (مديرية األمالؾ المخزنية) واإلدارات‬
‫المستفيدة مف التخصيص عالوة عمى الموظفيف المسكنيف‪ ،‬وذلؾ عمى اعتبار أف‬
‫مصير الدور اإلدارية ىو شأف ييـ جميع ىذه الفعاليات‪.‬‬

‫ىذه المقاربة التشاركية يمكف تحقيقيا عبر تنظيـ ندوة وطنية تشكؿ محطة ىامة‬
‫لتحسيس كؿ الفعاليات السالفة الذكر بحجـ اإلكراىات التي يواجييا السكف اإلداري‬

‫‪ 26‬غشت ‪ 1983‬و ‪ 21‬شتنبر ‪ 1994‬و ‪13‬‬ ‫‪ -362‬والمتمثمة في مناشير الوزير األوؿ الصادرة عمى التوالي في‬
‫غشت ‪.1995‬‬
‫‪ -363‬انظر أيضا‪" :‬دليؿ تبسيط المساطر اإلدارية"‪ ،‬يعد وثيقة ثمرة ألشغاؿ مجموعة مف خبراء المرصد المغربي‬
‫لإلدارة العمومية ‪ OMAP‬في إطار البرنامج الوطني لتحديث وتحسيف قدرات التسيير اإلدارية الذي أشرفت‬
‫عميو و ازرة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري بتعاوف مع برنامج األمـ المتحدة لمتنمية ‪ ،PNUD‬ص‪15 :‬‬
‫و‪.16‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫وباألثر اإليجابي لإلصالح عمى كؿ المتدخميف ومف ثـ عمى المنفعة العامة‪ ،‬ويتمخض‬
‫عف أشغاؿ توصيات ترسـ آفاؽ السكف اإلداري‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫لبئًخ انًـــشاجغ‬

‫أٔال‪ :‬انُظٕص انمبََٕ‪ٛ‬خ‬

‫‪171‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬مرسوـ رقـ ‪ 2.99.243‬صادر في ‪ 16‬مف ربيع األوؿ ‪ 30 ( 1420‬يونيو‬


‫‪ 2.83.659‬الصادر في ‪ 22‬مف‬ ‫‪ )1999‬يغير بموجبو المرسوـ رقـ‬
‫ذي الحجة ‪ 18 1407‬أغسطس ‪ 1987‬باإلذف ي أف تباع العقارات‬
‫الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف و المستخدميف العامميف في‬
‫‪ ،4704‬بتاريخ فاتح يوليو‬ ‫إدارات الدولة بموجب عقود‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪.1999‬‬
‫‪30 (1420‬يونيو‬ ‫‪ -‬مرسوـ رقـ ‪ 2.99.244‬صادر في ‪ 16‬مف ربيع األوؿ‬
‫‪ )1999‬يغير بموجبو دفتر التحمالت و الشروط المرفؽ بالمرسوـ رقـ‬
‫‪ 29 ( 1414‬أكتوبر ‪)1993‬‬ ‫‪ 2.90.196‬بتاريخ ‪ 13‬مف جمادى األولى‬
‫باإلذف لمدولة الممؾ الخاص في أف تبيع بالتراضي الشقؽ الموجودة‬
‫ضمف العمارات المخزنية التابعة لقطاع السكنى لشاغمييا‪،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،4704‬بتاريخ فاتح يوليو ‪.1999‬‬
‫‪ -‬قرار رقـ ‪ 994.87‬صادر في ‪ 22‬مف ذي الحجة ‪ 18 ( 1407‬أغسطس‬
‫‪ )1987‬بتطبيؽ المرسوـ رقـ ‪ 2.83.659‬صار في ‪ 22‬ذي الحجة ‪1407‬‬
‫(‪ 18‬أغسطس ‪ )1987‬يتعمؽ باإلذف في بيع العقارات الممموكة لمدولة لف‬
‫يشغموا مف لموظفيف و المستخدميف العامميف في إدارات الدولة بموجب‬
‫عقود‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3903‬بتاريخ ‪ 19‬غشت ‪،1987‬ج‪.‬ر عدد‪،3903 :‬بتاريخ‬
‫‪ 19‬غشت ‪.1987‬‬
‫‪ (30 1420‬يونيو‬ ‫‪ -‬قرار رقـ ‪ 984.99‬صادر في ‪ 16‬مف ربيع األوؿ‬
‫‪ 994.87‬الصادر في ‪22‬‬ ‫‪ )1999‬القاضي بنسخ قرار وزير المالية رقـ‬
‫‪ 18 (1407‬أغسطس ‪ )1987‬بتطبيؽ المرسوـ رقـ‬ ‫مف ذي الحجة‬
‫‪ 659 ..2.83‬بتاريخ ‪ 22‬مف ذي الحجة ‪ 1407‬المتعمؽ باإلذف في بيع‬
‫ف‬ ‫العقا ار ت الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف و المستخدمي‬
‫‪ ،4704‬بتاريخ فاتح‬ ‫العامميف في إدارات الدولة بموجب عقود‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫يوليو ‪.1999‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬قرار األميف العاـ لمحكومة المؤرخ في ‪ 11‬أبريؿ ‪،1953‬ج‪.‬ر عدد ‪2112‬‬


‫بتاريخ ‪ 17‬أبريؿ ‪.1953‬‬
‫‪ -‬قرار رئيس الحكومة المؤرخ في ‪ 28‬شتنبر ‪،1959‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2451‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬أكتوبر ‪.1959‬‬
‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 77-89-3‬بتاريخ ‪ 5‬أبريؿ ‪ ،1977‬ج‪.‬رعدد ‪3356‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬أبريؿ ‪ ،1977‬ص‪.1243:‬‬
‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ ووزير العدؿ عدد ‪ 79-19-3‬بتاريخ ‪ 12‬شتنبر ‪،1979‬‬
‫ج‪ .‬رعدد ‪ 3491‬بتاريخ ‪ 26‬شتنبر‪.1979‬‬
‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ ووزير العدؿ عدد ‪ 3-24-80‬بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪،1980‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 3516‬بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪ 3-71-82‬بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪،1982‬ج‪.‬ر عدد‬ ‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ عدد‬
‫‪ 3668‬بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪.1938‬‬
‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 3-33-83‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1983‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 3705‬بتاريخ ‪2‬نونبر ‪.1983‬‬
‫‪ -‬قرار الوزير األوؿ عدد ‪ 90-30-3‬بتاريخ ‪ 18‬يوليوز ‪ ،1990‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 4057‬بتاريخ فاتح غشت ‪.1990‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪:‬انًشاجغ ثبنؼشث‪ٛ‬خ‬
‫‪-1‬انًشاجغ انؼبيخ‬

‫‪173‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬أحمد حسف البرعي‪" :‬نظرية االلتزاـ في القانوف المغربي‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪،‬‬


‫‪ -1‬العقد"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء ‪.1980‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد قاسمي‪" :‬قانوف تسيير شؤوف الموظفيف والموظفيف الجماعييف"‪،‬‬
‫السمسؿ اإلدارية‪ ،‬طبعة ‪.2001‬‬
‫ة‬
‫‪ -‬إدريس العموي العبدالوي‪" :‬القانوف القضائي الخاص"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الدعوى واألحكاـ‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.1985‬‬
‫‪ -‬رضواف بوجمعة‪" :‬الوظيفة العمومية عمى درب التحديث"‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬عبد القادر العرعاري‪" :‬الوجيز في النظرية العامة لمعقود المسماة"‪ ،‬مكتبة دار‬
‫األماف‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2002‬‬
‫‪ -‬عبد القادر باينة‪" :‬الموظفوف العموميوف في المغرب"‪ ،‬دار توبقاؿ لمنشر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2002،‬‬
‫‪ -‬األنظمة الخصوصية واالستثنائية لموظفي اإلدارات العمومية"‪ ،‬منشورات‬
‫و ازرة تحديث القطاعات العامة‪ ،‬يوليوز ‪.1999‬‬
‫‪ -‬عبد الجميؿ باحدو‪ -‬محمد السكتاوي‪" :‬الكتاب المرشد التضامني في عشر‬
‫سنوات ( ‪ ،")2000/1999‬منشورات صدى التضامف‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬طبعة ‪. 2001‬‬
‫‪-2‬انكزت انخبطخ‬
‫‪ 15‬أكتوبر ‪2001‬‬ ‫‪-‬الدليؿ الصادر عف مديرية األمالؾ المخزنية بتاريخ‬
‫والمتعمؽ بتفويت المساكف المخزنية التابعة لقطاع السكنى لشاغميو‪.‬‬
‫‪-‬العربي محمد مياد‪" :‬بيع المساكف الممموكة لمدولة لمف يشغميا مف الموظفيف‬
‫ومف في حكميـ"‪,‬دار السالـ‪,‬الطبعة األولى ‪.2005‬‬
‫‪-‬العربي مياد‪" :‬الحماية القانونية لمسكف الوظيفي"‪ ،‬دار أبي رقراؽ لمطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪-‬العربي مياد‪":‬السكف الوظيفي عمى ضوء الفقو اإلداري واالجتياد القضائي"‪،‬‬


‫منشورات المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬طبعة ‪.2000‬‬
‫‪ -3‬األطشٔحبد ٔ انشسبئم انجبيؼ‪ٛ‬خ‬
‫ي‬ ‫‪ -‬محمد عامري‪" :‬الممؾ العمومي بالمغرب"‪،‬أطروحة دكتوراه الدولة ؼ‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ -‬أكداؿ‪، -‬كمية العموـ القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬سنة ‪.1994‬‬
‫‪ -‬حسف الخشيف‪" :‬ممؾ الدولة الخاص"‪،‬المقاربة القانونية و المالية‪،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة سيدي محمد بف عبد اهلل‪,‬كمية العوـ القانونية و السياسية‬
‫واالجتماعية بفاس ‪،‬الموسـ الجامعي‪.2002-2001‬‬
‫‪ -‬محمد جطيؽ‪" :‬التنظيـ القانوني لبيع العقارات الممموكة لمدولة(الممؾ الخاص)‬
‫لمف يشغميا مف الموظفيف و المستخدميف بموجب عقود‪،‬دبموـ الدراسات العميا‬
‫المعمقة لمقانوف المدني‪ ،‬جامعة الحسف الثاني عيف الشؽ‪،‬كمية العموـ‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية سنة ‪.2001-2000‬‬
‫‪ ،"1980‬رسالة لنيؿ‬ ‫‪ -‬العربي مياد‪" :‬تعديؿ السومة الكرائية في ظؿ قانوف‬
‫دبموـ الدراسات العميا‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1993-1992‬‬
‫‪ -‬حفيظ الحر‪ ":‬المساكف اإلدارية اإلطار التنظيمي و أفاؽ التدبير"‪ ،‬بح ث لنيؿ‬
‫دبموـ السمؾ العالي في التدبير اإلداري‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬الفوج‬
‫الثالث‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005-2004‬‬
‫‪ -‬عبد الجميؿ عينوسي‪":‬قضايا إدارة الشبيبة و الرياضة أماـ المحاكـ المغربية‬
‫– دراسة توثيقية و إحصائية و تحميمية‪ ،"-‬رسالة لنيؿ الدبموـ الجامعي‬
‫العالي في الميف القضائية و القانونية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪-‬السويسي‪-‬‬
‫‪-2004‬‬ ‫كمية العموـ القانونية االقتصادية واالجتماعية بالرباط‪ ،‬فوج‬
‫‪،2005‬السنة الجامعية ‪.2007-2006‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬سناء الصوفي‪" :‬السكف الوظيفي بيف اإلسناد ومسطرة التفويت"‪ ،‬بحث لنيؿ‬
‫اإلجازة في الحقوؽ‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬كمية العموـ القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005 -2004‬‬
‫‪ -4‬انًمـــــبالد‬
‫‪ -‬حدو عبد الرحماف‪":‬بيع صنؼ مف أمالؾ الدولة لمف يشغميا عمى وجو الكراء‬
‫‪ 18‬أغسطس‬ ‫مف الموظفيف المحاليف عمى المعاش بيف إيجابيات مرسوـ‬
‫‪ 1987‬و سمبيات قرار ‪ 5‬أبريؿ ‪ ،"1977‬مجمة الدراسات العممية في حقوؿ‬
‫المعرفة الحقوقية و االقتصادية‪،‬العدد الثامف‪ ،‬سنة ‪ 1993‬ص‪.267:‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد بف مسعود‪" :‬اإلشكاليات التي يطرحيا موضوع إفراغ السكف‬
‫‪ ،16‬ماي‬ ‫اإلداري"‪ ،‬مقاؿ منشور بمجمة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد‬
‫‪،2001‬ص‪15:‬‬
‫‪ -‬عمر األزمي اإلدريسي‪" :‬مبدأ حرية اإلدارة في تفويت المساكف المخزنية لمف‬
‫يشغميا مف الموظفيف"‪ ،‬مقاؿ منشور بالمجمة المغربية لإلدارة المحمية‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،74‬سنة ‪،2007‬ص‪.223:‬‬
‫‪-5‬انًجـــالد‬
‫‪ -‬المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 39-38‬ماي‪ -‬غشت‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 14‬و‪ 15‬يناير – يونيو‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -‬مجمة قضاء المجمس األعمى‪ ،‬العدد المزدوج ‪ 46 -45‬سنة ‪.2006‬‬
‫‪ -‬المجمة المغربية لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،74‬سنة ‪.2007‬‬
‫‪ -‬مجمة الدراسات العممية في حقوؿ المعرفة الحقوقية و االقتصادية‪،‬العدد‬
‫الثامف‪ ،‬سنة ‪.1993‬‬
‫مجؿ رسالة المحاماة عدد ‪ ،16‬سنة ‪.2001‬‬
‫‪ -‬ة‬
‫‪ -‬مجمة األمف الوطني‪ ،‬عدد ‪ ،208‬سنة ‪.2001‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -6‬انُـــذٔاد‬
‫‪ -‬أعماؿ المناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري‪ ،‬منشورات المجمة المغربية‬
‫لإلدارة المحمية والتنمية‪ ،‬سمسمة "نصوص ووثائؽ"‪ ،‬عدد ‪.68‬‬
‫‪ -‬رشاد بييجة ‪":‬آثار إنياء عقد الشغؿ عمى السكف الوظيفي"‪،‬الندوة الثالثة‬
‫‪ 23‬و ‪ 24‬ماي‬ ‫لمقضاء االجتماعي التي عقدت بالمعيد العالي لمقضاء ‪،‬‬
‫‪ 2003‬بالرباط‪.‬‬
‫‪ -‬عمي إيشف‪ " :‬دروس في تدبير الممؾ الخاص لمدولة"‪ ،‬تدريب خاص بإدماج‬
‫أطر مديرية األمالؾ المخزنية فوج ‪.1997‬‬
‫‪ -7‬انًٕالغ اإلنكزشَٔ‪ٛ‬خ‬
‫‪ -‬العياشي عمر‪" :‬تنظيـ استقالة الموظفيف العمومييف وفؽ القانوف المغربي"‪،‬‬
‫‪ ،http://droitmrocma.blogspat.com‬حرر‬ ‫مقاؿ منشور في موقع‬
‫‪( www.goole.ca.ma.‬دراسات وأبحاث‬ ‫بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪2008‬‬
‫قانونية)‪.‬‬
‫‪.2010/05/17‬‬ ‫‪ -‬الموقع االلكتروني ‪ ،www.leparisien.fr‬تاريخ اإلطالع‬
‫ثبنثــب‪:‬انكزــت ثبنفشَســ‪ٛ‬خ‬
‫‪Ouvrages:‬‬
‫‪- Grigue (jules) : « Traite théorique et pratique de législation,‬‬
‫‪doctrine administrative et jurisprudence Marocaine en‬‬
‫‪matière domaniale », imprimerie réunies, Casa 1939.‬‬
‫‪- LEHZEM (abdellah): «le logement urbain au maroc les ménages‬‬
‫‪et l état face à l accès à la propriété et la location», imp :‬‬
‫‪toumi ,1994 .‬‬
‫‪Théses et mémoires‬‬

‫‪177‬‬
-‫ انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‬-

- Hadiou (Lahcen) : « Essai sur une politique de logement et


logement de fonctionnaires », mémoire du cycle normal,
ENAP, année 1989-1987
- KHALIL (naceur): « Le Domaine privé de l’Etat Marocain
Fondement et gestion», thèse de doctorat d’état en droit public,
Université Mohamed V Agdal Faculté des science Juridique

Economiques et Sociales 2004.

Bulletins
- Al Maliya : « Bulletin d’information du ministère des finances et
de la privatisation », n° 9, septembre 1997.

178
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انًـــــالحـــــــــــك‬

‫لبئًــــخ يضبي‪ ٍٛ‬انًهحك‬


‫يهحك سلى ‪ :1‬لشاساد انٕص‪ٚ‬ش األٔل‬
‫‪-‬القرار الوزيري بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪.1951‬‬
‫‪-‬القرار الوزيري بتاريخ ‪ 11‬ابريؿ ‪.1953‬‬
‫‪-‬قرار رئيس مجمس الحكومة بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪.1959‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 5‬ابريؿ ‪.1977‬‬
‫‪-‬قرار لموزير األوؿ ووزير العدؿ بتاريخ ‪ 12‬شتنبر ‪.1979‬‬
‫‪-‬قرار لموزير األوؿ ووزير العدؿ بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪.1982‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪.1983‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 18‬يوليوز ‪.1990‬‬
‫يهحك سلى ‪:2‬يُبش‪ٛ‬ش ٔدٔس‪ٚ‬بد انٕص‪ٚ‬ش األٔل‬
‫‪-‬المنشور الوزيري رقـ ‪ SP/59‬بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪.1951‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬الدورية رقـ ‪/177‬د بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪.1975‬‬


‫‪-‬المنشور رقـ ‪/572‬د بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪.1983‬‬
‫‪ -‬الدورية رقـ ‪/364‬د بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪.1980‬‬
‫‪-‬الدورية رقـ ‪/400‬د بتاريخ ‪ 11‬دجنبر ‪.1980‬‬
‫‪ -‬المنشور عدد ‪/16/94‬د بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪.1994‬‬
‫‪ -‬المنشور عدد ‪ 35/95‬بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬
‫‪-‬مذكرة رقـ ‪ 129‬بتاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪.2005‬‬
‫يهحك سلى ‪ :3‬لشاساد ٔأحكبو لضبئ‪ٛ‬خ‬

‫يهحك سلى ‪:1‬‬


‫لشاساد انٕص‪ٚ‬ش األٔل‬
‫‪-‬القرار الوزيري بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪.1951‬‬
‫‪-‬القرار الوزيري بتاريخ ‪ 11‬ابريؿ ‪.1953‬‬
‫‪-‬قرار رئيس مجمس الحكومة بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪.1959‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 5‬ابريؿ ‪.1977‬‬
‫‪-‬قرار لموزير األوؿ ووزير العدؿ بتاريخ ‪ 12‬شتنبر ‪.1979‬‬
‫‪-‬قرار لموزير األوؿ ووزير العدؿ بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪.1982‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪.1983‬‬
‫‪-‬قرار الوزير األوؿ بتاريخ ‪ 18‬يوليوز ‪.1990‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪187‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪189‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪190‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يهحك سلى ‪:2‬‬


‫يُبش‪ٛ‬ش ٔدٔس‪ٚ‬بد انٕص‪ٚ‬ش األٔل‬
‫‪-‬المنشور الوزيري رقـ ‪ SP/59‬بتاريخ ‪ 19‬شتنبر ‪.1951‬‬

‫‪192‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪ -‬الدورية رقـ ‪/177‬د بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪.1975‬‬


‫‪-‬المنشور رقـ ‪/572‬د بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪.1983‬‬
‫‪ -‬الدورية رقـ ‪/364‬د بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪.1980‬‬
‫‪-‬الدورية رقـ ‪/400‬د بتاريخ ‪ 11‬دجنبر ‪.1980‬‬
‫‪ -‬المنشور عدد ‪/16/94‬د بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪.1994‬‬
‫‪ -‬المنشور عدد ‪ 35/95‬بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪.1995‬‬
‫‪ -‬مذكرة رقـ ‪ 129‬بتاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪2005‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪194‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪203‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪204‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪206‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪213‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪219‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫يهحك سلى ‪3‬‬


‫لشاساد ٔأحكبو لضبئ‪ٛ‬خ‬

‫‪221‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪226‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪233‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪237‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪240‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪241‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪244‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪246‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪247‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪248‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪252‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪253‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪255‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪256‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪257‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪258‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪259‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪260‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪261‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫‪262‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفهرس‬
‫يــمذيـــخ‪1 .............................................................................................‬‬
‫انفصم األول‪ :‬مجال تطبيق انىظاو انخاص بانمىظفيه انمسكىيه ‪8 ........................‬‬
‫انًجحث األٔل‪ :‬حبالد إسُبد ٔرفٕ‪ٚ‬ذ انسكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪11 .............................. ٙ‬‬
‫المطلب ااول‪ :‬ممياا اللناا اللاا المووظمي الممسلمي‪13 ........................‬‬

‫‪263‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬رؼــذد فئـبد انًٕظفـ‪ ٍٛ‬انًسكُــ‪14 .............................ٍٛ‬‬


‫أٔال‪:‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثًمزضٗ َظٕص خبطخ ‪15 .......................‬‬
‫‪ -1‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثحكى انمبٌَٕ ‪15 .......................................‬‬
‫‪ :2‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ٔجٕثب‪18 ................................................‬‬
‫ثــبَ‪ٛ‬ب‪ :‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ انؼبد‪19 ........................................... ٌٕٚ‬‬
‫‪ -1‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ يجبَب ‪20 .................................................‬‬
‫‪ -2‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ثظفخ فؼه‪ٛ‬خ ‪21 ........................................‬‬
‫‪ -3‬انًٕظفٌٕ انًسكٌُٕ ٔفك أحكبو انمبٌَٕ انؼبد٘ ‪23 .......................‬‬
‫الظقرذ الثانمة‪ :‬مطرذ ااتماا الوومبة السراامة للدور الملينمة‪25 ....................‬‬
‫أٔال‪ :‬طشق رحذ‪ٚ‬ذ انسٕيخ انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ ‪26 ...........................‬‬
‫‪ :1‬يؼب‪ٛٚ‬ش رحذ‪ٚ‬ذ انسٕيخ انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ ‪26 .........................‬‬
‫‪ :2‬انزؼشفخ انًطجمخ ػهٗ انذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ انًكزشاح‪30 ..........................‬‬
‫‪ : 3‬نجُخ رظُ‪ٛ‬ف ٔرشر‪ٛ‬ت انذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ ‪35 ...................................‬‬
‫ثـبَـ‪ٛ‬ب‪ :‬انٕج‪ٛ‬جبد انكشائ‪ٛ‬خ نهذٔس انًخضَ‪ٛ‬خ ٔيسطشح اسزخالطٓب ‪37 ...........‬‬
‫‪ :1‬رحذ‪ٚ‬ذ انٕج‪ٛ‬جبد انكشائ‪ٛ‬خ ‪37 ....................................................‬‬
‫‪ : 2‬انًسطشح اإلداس‪ٚ‬خ السزخالص انٕج‪ٛ‬جخ انكشائ‪ٛ‬خ ‪44 .......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قتتماا ااإلار التلنممي لتظووت اللققاراا المملوكة‬
‫للدولة‪47 .....................................................................................‬‬
‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ ‪48 ....................‬‬
‫أٔال‪ :‬انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ ثبنزشاض‪49 ................ ٙ‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬انًسبكٍ غ‪ٛ‬ش انمبثهخ نهزفٕ‪ٚ‬ذ ‪55 ...........................................‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬انفئخ انًسزف‪ٛ‬ذح يٍ الزُبء انًسبكٍ انًًهٕكخ نهذٔنخ ‪62 .......‬‬
‫أٔال‪ :‬يجبل رطج‪ٛ‬ك يمزض‪ٛ‬بد يشسٕو ‪ 1987‬يٍ ح‪ٛ‬ث األشخبص ‪62 .......‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬رًذ‪ٚ‬ذ يمزض‪ٛ‬بد يشسٕو ‪ 1987‬نفئخ إضبف‪ٛ‬خ ‪65 .........................‬‬
‫انًجحث انثبَ‪ :ٙ‬إكشاْبد رذث‪ٛ‬ش انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ ‪72 ...................................‬‬
‫المطلب ااول‪ :‬دا ااإلار التلنممي وتلدد المتددلمي‪72 .............................‬‬
‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬لذو اإلطبس انزُظ‪ٔ ًٙٛ‬لظٕس انزؼذ‪ٚ‬الد انٕاسدح ػه‪73 ...... ّٛ‬‬
‫أٔال‪ :‬أْى انزؼذ‪ٚ‬الد انز‪ ٙ‬نحمذ لشاس ‪ 19‬شزُجش ‪73 .................... 1951‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬اَؼذاو فؼبن‪ٛ‬خ انزؼذ‪ٚ‬الد انالحمخ ثمشاس ‪ 19‬شزُجش ‪78 ........... 1951‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬رؼذد انًزذخه‪ ٍٛ‬ف‪ ٙ‬يجبل انسكٍ اإلداس٘ ٔرشزذ انُظٕص‬
‫انًظبحجخ‪81 ..............................................................................‬‬
‫أٔال‪ :‬رخظ‪ٛ‬ض انًسبكٍ انًخضَ‪ٛ‬خ‪82 .............................................‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬رؼذد األَظًخ األسبس‪ٛ‬خ ‪85 ...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬يالة عااداا المماكي ااداروة وولو اا األتلخوصا‪88 ..........‬‬

‫‪264‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ْ :‬ضانخ ػبئذاد انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ ‪88 ................................‬‬


‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬طؼٕثبد اسزخالص ػبئذاد انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ ‪90 ..............‬‬
‫انفصم انثاوي‪ :‬مىقف انقضاء مه انىزاعات انىاجمة عه انسكه انىظيفي ‪95 ............‬‬
‫انًجحث األٔل‪ :‬إشكبن‪ٛ‬خ إفشاؽ انًسبكٍ اإلداس‪ٚ‬خ ػهٗ ضٕء االجزٓبد انمضبئ‪98 ٙ‬‬
‫المطلب ااول‪ :‬و ق القتاا ي ألباا ااإلراا‪100 ....................................‬‬
‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬األسجبة انمبََٕ‪ٛ‬خ نالَمطبع ػٍ انؼًم ‪101 .......................‬‬
‫أٔال‪ :‬االسزمبنخ ‪102 ...................................................................‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬اإلحبنخ ػهٗ انزمبػذ ‪104 .....................................................‬‬
‫ثبنثب‪ :‬انؼضل ‪106 .......................................................................‬‬
‫ساثؼب‪ :‬االسز‪ٛ‬ذاع‪106 .................................................................‬‬
‫خبيسب‪ :‬انٕفبح‪108 ....................................................................‬‬
‫سبدسب‪ :‬انزٕلف ػٍ انًًٓخ انز‪ ٙ‬يُح ثسججٓب انسكٍ ‪109 ....................‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬األسجبة انًؼزًذح يٍ طشف انمضبء ‪111 .........................‬‬
‫أٔال‪ :‬اإلنحبق ‪113 .....................................................................‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬االَزمبل نهؼًم ثًذ‪ُٚ‬خ أخشٖ ‪113 ...........................................‬‬
‫ثبنثب‪ :‬انزٕفش ػهٗ يسكٍ شخظ‪ ٙ‬ثبنًذ‪ُٚ‬خ انز‪ٚ ٙ‬ؼًم ثٓب انًٕظف ‪114 ...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تلا م القتاا م الدإلوو المثارذ إلي دعاوو إإلراا المسي الوومظي‬
‫‪117 ...........................................................................................‬‬
‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬سد انمضبء انًسزؼجم نهذفٕع انشكه‪ٛ‬خ ‪118 .......................‬‬
‫أٔال‪ :‬إَٔاع انذفٕع انشكه‪ٛ‬خ انًثبسح يٍ طشف انًزمبض‪ ٍٛ‬نشفض دػٕٖ‬
‫اإلفشاؽ‪118 ........................................................................... .‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬يجشساد سفض انذفٕع انشكه‪ٛ‬خ‪123 ........................................‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬سفض انذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ انًثبسح ف‪ ٙ‬دػبٖٔ اإلفشاؽ ‪125 ..‬‬
‫أٔال‪ :‬إَٔاع انذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ انًمذيخ ف‪ ٙ‬دػبٖٔ إفشاؽ انسكٍ‬
‫انٕظ‪ٛ‬ف‪126 ...........................................................................ٙ‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬يجشساد سفض انمضبء نهذفٕع انًٕضٕػ‪ٛ‬خ ‪138 ........................‬‬
‫انفمشح انثبنثخ‪ :‬يٕلف انمضبء يٍ األٔايش ثبنزحظ‪ٛ‬م انظبدسح ػٍ يذ‪ٚ‬ش‪ٚ‬خ‬
‫األيالن انًخضَ‪ٛ‬خ ‪145 ...................................................................‬‬
‫انًجحث انثبَ‪ :ٙ‬انظؼٕثبد انًشرجطخ ثزفٕ‪ٚ‬ذ انًسبكٍ‬
‫انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ‪148 ...............................................................................‬‬
‫انًطهت األٔل‪ :‬رمذ‪ٚ‬ى طهجبد االلزُبء ٔأثشْب ػهٗ يسطشح اإلفشاؽ ‪149 ........‬‬
‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬االحزجبج ثزمذ‪ٚ‬ى طهت الزُبء انًسكٍ اإلداس٘ ‪150 ...........‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬يٕلف انمضبء ثخظٕص االحزجبج ثًمزض‪ٛ‬بد يشسٕو ‪30‬‬
‫‪154 ..................................................................... 1999 َٕٕٛٚ‬‬
‫انًطهت انثبَ‪ :ٙ‬يذٖ إنضاو اإلداسح ثزفٕ‪ٚ‬ذ انًسبكٍ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ ‪156 ............‬‬

‫‪265‬‬
‫‪ -‬انىزاعات انمرتبطة بانسكه انىظيفي عهى ضىء انقاوىن واالجتهاد انقضائي‪-‬‬

‫انفمشح األٔنٗ‪ :‬ركش‪ٚ‬س يمزض‪ٛ‬بد انًشسٕو انًُظى نؼًه‪ٛ‬خ انزفٕ‪ٚ‬ذ نًجذأ‬


‫انشضبئ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬انزؼبلذ ‪157 ............................................................‬‬
‫انفمشح انثبَ‪ٛ‬خ‪ :‬ركش‪ٚ‬س انمضبء نًجذأ حش‪ٚ‬خ اإلداسح ف‪ ٙ‬رفٕ‪ٚ‬ذ انًسبكٍ‬
‫انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ ‪163 ..........................................................................‬‬
‫خاتمـــــة ‪167 .........................................................................................‬‬
‫الئحة انمـــراجع ‪171 ................................................................................‬‬
‫قائمــــة انمهحقـــــات‪179 ...........................................................................‬‬
‫انفهرس‪263 ...........................................................................................‬‬

‫‪266‬‬

You might also like