Professional Documents
Culture Documents
مــــــذكــــــــرة
مقـدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في
تخصــص :محاسبة وجباية
المــــوضــوع:
لــــــجنـــــــة المنـــــاقشـــــــــة
أس تاذ مساعد أ رقاد سليمة الرئيس:
أس تاذ محاضر أ ضامن وهيبة المشرف:
أس تاذ محاضر أ مشري حس ناء المناقش:
مــــــذكــــــــرة
مقـدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في
تخصــص :محاسبة وجباية
المــــوضــوع:
لــــــجنـــــــة المنـــــاقشـــــــــة
أس تاذ مساعد أ رقاد سليمة الرئيس:
أس تاذ محاضر أ ضامن وهيبة المشرف:
أس تاذ محاضر أ مشري حس ناء المناقش:
"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه
نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان إلى :أمي وأبي على التربية والتضحيات
إلى االستاذ المشرف ضامن وهيبة على المجهودات الي قدمتها في تأطير هذه المذكرة
إلى كل االساتذة الذين رافقونا خالل مشوارنا الدراسي
إلى السيد المراقب المالي :طوبال ثلجة لدعم وإثراء هذا العمل المتواضع
إلى كافة الزمالء بمصالح الرقابة المالية لدى بلدية عين أرنات
إلى كل من ساعدنا من قريب أو بعيد
تقبلوا منا فائق التقدير واالحترام
شكرا
اإلهداء
تاكليت شيماء
المقدمة العامة
المقدمة العامة
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
تمهيد:
لقد صاحب تقدم المجتمعات وكبر حجمها ،تطور الدول ودورها في معالجة المشكالت االجتماعية
واالقتصادية والمالية التي تواجه مجتمعاتنا وكانت األسباب التي دعمت تطور الدول متعددة فقد تغيرت وظائف
الدولة من دولة حارسة وظيفتها الدفاع واألمن وحفظ النظام وجباية الضرائب إلى دولة متدخلة ثم إلى دولة
رخاء ورفاهية وخدمات.
تعد الرقابة المالية جزء من اإلدارة المالية للدولة والتي تتضمن مجموعة من االجراءات المحاسبية
والتدقيقية في مجال األداء والعالقات المالية من خالل نظام متكامل للمعلومات المالية السلوكية من أجل رفع
مستوى األداء المالي للدولة عبر المراجعة المستمرة للنتائج المالية إلعمالها ومقارنتها مع النتائج المرغوب بها،
وتحليل األسباب ومعرفة المعوقات التي حالت دون تطابق النتائج الفعلية مع النتائج المرغوب بها ،واكتشاف
األخطاء والنحرافات وتحديد المسؤوليات واتخاذ اإلجراءات الالزمة لتصحيح مسارات األداء المالي وتجنبها
الوقوع في األخطاء مستقبال.
تعتبر الصفقات العمومية من أهم العقود اإلدارية التي تبرمها الدولة ممثلة في مختلف هياكلها على المستوى
المركزي أو المحلي ألن لها دورا كبيرا في التنمية االقتصادية باعتبارها وسيلة من وسائل تجسيد فكرة استمرار
المرفق العام وإشباع الحاجات العامة وكذا باعتبارها وسيلة تضمن الحفاظ على المال العام في الدولة فهي
شريان التنمية بكل جوانبها.
وقد حظي موضوع الرقابة على الصفقات العمومية بأهمية بالغه وذلك من خالل المرسوم الرئاسي رقم
042-11المؤرخ في 11سبتمبر سنة 0211المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام
الذي يعد نقلة نوعية في مجال تنظيم الصفقات العمومية وجعل المشرع الجزائري أيضا من هذه الرقابة أمرا
ضروريا تخضع له الصفقات العمومية في جميع مراحل وتنفيذها وحتى تكون الرقابة على الصفقات العمومية
فعالة وناجعة.
وتعتمد الدولة على قاعدة أولوية النفقات العامة على واإليرادات وهو ما يعني تحديد الدولة أوال
للحاجات العامة التي يجب عليها القيام بإشباعها األمر الذي يتطلب منها القيام بعملية اإلنفاق للوفاء بالتزاماتها
وتقديم مختلف الخدمات لذا احتلت هذه النفقات العامة مكانا بارزا في الدراسات المالية ليس ألنها وسيلة
أ
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
إلشباع الحاجات العامة فحسب بل باعتبارها األداة التي تساعد الدولة وهيئاتها العامة على ممارسة نشاطها
المالي باإلضافة الى دورها الهام في دفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية.
.1السؤال الرئيسي واألسئلة الفرعية:
على أساس ما تقدم يمكننا صياغة إشكالية البحث في التساؤل الرئيسي التالي:
ما هو دور الرقابة المالية على الصفقات العمومية في ترشيد ميزانية الدولة؟
هذه اإلشكالية ما هي إال حوصلة لجملة من التساؤالت هي:
ما هي المعايير األساسية لتحديد الرقابة المالية على الصفقات العمومية؟
ما المقصود بتسيير وترشيد ميزانية الدولة وما الذي تهدف منه الجزائر من خالل هذه السياسة وما هي
أهم تحدياتها وآفاقها؟
ما هو دور الرقابة المالية على الصفقات العمومية في ترشيد ميزانية الدولة لدى بلدية عين أرنات؟
.2الفرضية الرئيسية والفرضيات الفرعية:
لإلجابة على التساؤل الرئيسي المطروح وعلى األسئلة الفرعية ،فإننا سنحاول حصر بحثنا هذا في الفرضيات
التالية:
الفرضية الرئيسية :تأخذ الصفقات العمومية الجزء األكبر من ميزانية الدولة ولما لها من أثر على التنمية
االقتصادية أنشأت الدولة جهاز للمراقبة المالية لما تلعبه من دور في ترشيد النفقات العمومية وبالتالي
ترشيد الميزانية العامة للدولة.
تتفرع هذه الفرضية إلى الفرضيات الفرعية هي كاآلتي:
هناك عدة معايير أساسية لتحديد الرقابة المالية على الصفقات العمومية من بينها الشفافية اإلعالن عن
الصفقات العمومية وتعزيز المشاركة وكفاءة اإلدارة؛
تهدف الجزائر من خالل تبني سياسة الترشيد والتسيير إلى ضبط الميزانية وتحقيق التوازن في ميزان
المدفوعات مما يؤدي إلى زيادة معدالت النمو االقتصادي ،وتواجهها تحديات عدة أهمها التحدي
األمني ،االقتصادي واالجتماعي.
ب
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
للمراقب المالي دور في الرقابة المالية القبلية على إجراءات إبرام الصفقات العمومية من خالل التدقيق
في ملفها التقني والمالي لترشيد النفقات العمومية ومنها الميزانية العامة للدولة وتحقيق التنمية
االقتصادية.
. 3أهداف البحث:
تتجلى لنا أهداف البحث كاآلتي:
التعرف على مفهوم الصفقات العمومية والرقابة المالية عليها؛
التعرف على الميزانية العامة للدولة ومكوناتها.
التأكد من مشروعية النفقة لدى المراقب المالي بعين أرنات ،تم التدقيق إلعطاء تأشيرة المراقب المالي
لنفقة مشروع الصفقة.
.4أهمية البحث:
تكمن أ همية البحث في إبراز آليات الرقابة والدور الذي تقوم به في مجال الرقابة على الصفقات العمومية
ألجل حماية المال العام والجهة المخولة لها القيام بهذه الرقابة من جهة ،ومن جهة أخرى إظهار مدى فعالية
هذه اآلليات الرقابية.
.5أسباب ومبررات اختيار الموضوع:
.6منهج البحث:
من اجل حل اإلشكالية المطروحة تم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي في الجانب النظري والذي تم
من خالله التطرق إلى مختلف المفاهيم النظرية المتعلقة بموضوع البحث ،أما في الجانب التطبيقي فتم
االعتماد باإلضافة الى المنهج الوصفي التحليلي على منهج دراسة حالة المراقب المالي لدى عين أرنات.
ج
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
.7حدود الدراسة:
الحدود المكانية :تم إجراء الدراسة الميدانية في المراقب المالي بعين أرنات؛
الحدود الرمانية :تم إجراء الدراسة الميدانية خالل شهري مارس و أفريل من سنة .0200
-7الدراسات السابقة:
فيما يلي أهم الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث والتي جاءت على النحو التالي:
أوال :الدراسات السابقة باللغة العربية:
هي قليلة تقتصر على بعض المراجع كون أن المرسوم الرئاسي 042-11صدرا حديثا ،لكن رغم ذلك قمنا
باإلطالع على عينة نوجزها كما يلي:
-بلقاضي ايمان" ،دور الرقابة المالية في تسيير النفقات العامة :دراسة حالة كلية العلوم والعلوم
التطبيقية بجامعة ام البواقي" :2221تهدف هذه الدراسة الى ابراز دور الرقابة المالية في تسيير
النفقات العامة في الجزائر وقد توصلت الدراسة الى ان إجراءات الرقابة المالية في تسيير النفقات
العامة ترمي الى ضمان احترام القوانين وسالمة العمليات المالية للحفاظ على المال العام والحد من
التالعبات والتجاوزات ،حيث تعتبر هذه الرقابة شاملة ومصاحبة لعملية تنفيذ النفقات العامة من بدايتها
الى نهايتها ،فقد تكون قبلية او مرافقة او بعدية.
-عثماني سفيان وقدور بوعالم" ،الرقابة المالية على الصفقات العمومية في الجزائر" ،مذكرة ماستر
في القانون :2222 ،هدف البحث الى ابراز آليات هذه الرقابة المالية ودورها في مجال الصفقات
العمومية من أجل حماية المال العام من جهة ،وكذا أبراز مدى فعاليتها من جهة أخرى.
-لعجال لعمرية" ،تحليل وتطور الميزانية العامة في الجزائر ،"2221/2212مجلة العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،المجلد ،12العدد :2212 ،22يهدف البحث الى التطرق الى الموازنة
العامة للدولة التي تعتبر أهم أدوات التخطيط المالي ،حيث تسعى السلطات العمومية ،من خالل
السياسات العامة المستهدفة ،إلى مواصلة تنفيذ البرنامج االقتصادي واالجتماعي من خالل االستعمال
الرشيد والفعال لموارد الدولة ،يمكن تقييم السياسة العمومية من حيث التحكم في اإلنفاق ،في سياق
تقلص الموارد ،من خالل تقليص العجز من حيث القيمة ومن حيث النسبة المئوية من الناتج الداخلي
د
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
الخام ،سترتفع إيرادات الميزانية العامة ،المقررة للفترة ،2019-2021بمتوسط نسبة ،%0.1ويتوقع
بلوغ إجمالي نفقات الميزانية في سنة ،2019ما قيمته 7112.0مليار دينار ،ثم 2787مليار دينار
في سنة .0201
-براع محمد" ،دور الرقابة على الصفقات على الصفقات العمومية في ترشيد النفقات العمومية"،
مجلة االقتصاد الجديد ،المجلد ،1العدد :2211 ،11من خالل الصفقات العمومية التي تعتبر
وسيلة النفاق المال العام من أجل مصلحة عمومية ،تحاول الدولة تجسيد مبدأ الشفافية والمساواة
بين المتعاملين ،وأخذ بعين االعتبار نجاعة ومالئمة المشروع المتعاقد عليه ،لذا اهتمت مختلف
التنظيمات والقوانين الخاصة بموضوع الصفقات العمومية بهذين الهدفين األساسيين وكيفية تحقيقهما،
عن طرق تحسين إجراءات الرقابة سواء كانت محلية او مركزية ،داخلية أو خارجية ،والتشديد على
ذلك من أجل تحقيق أكبر منفعة بأقل تكلفة ،وسد األبواب أمام اللذين يبحثون عن الثراء من الخزينة
العمومية دون تقديم مقابل متكافئ.
هدف البحث الى التعرف على أليات الرقابة المالية العامة في تايلندا ،من أجل االمتثال للشواغل
والمتطلبات الجديدة للنظام المالي العام الحالي ،حيث تنوعت آليات الرقابة المالية العامة في أشكالها
ومحتوياتها .واالتجاه هو اعتماد التقنيات المستخدمة في القطاع الخاص ،والذي يعتبر بشكل عام يعتبر
نموذجا للقطاع العام فيما يتعلق بإدارة األداء ،وتأخذ هذه التغييرات مكان في سياق مؤسسي معين لتايالند
التي تأثرت بشدة من عدم االستقرار للنظام البرلماني ،نتيجة لذلك ،تعلم نظام الرقابة الداخلية أهمية التحديث
فيما يتعلق بالرقابة المالية والمتعلقة بالميزانية ،ومن الضروري التوفيق بين مفاهيم السياسة واإلدارة بسبب تقنيات
الرقابة الجديدة ،مثل الرقابة الداخلية والتدقيق أو تقييم األداء ،من الضروري اقتراح حلول محتملة لتعزيز الرقابة
الخارجية وبهذه الوسيلة زيادة كفاءة الرقابة المالية العامة.
ه
المقدمة العامة...................................................................................................................... :
-8خطة البحث:
بغية الوصول ألهداف البحث واالجابة على اإلشكالية المطروحة ،تم تقسيم البحث الى ثالثة فصول باإلضافة
الى مقدمة وخاتمة ،كما يلي:
مقدمة عامة؛
الفصل األول :ويحمل عنوان الرقابة المالية على الصفقات العمومية ،ويتضمن ثالثة مباحث ،المبحث
االول :مفاهيم أساسية حول الرقابة المالية ،والثاني :يحمل عنوان مراحل ،أساليب ومقومات تنفيذ الرقابة
المالية ،أما المبحث الثالث ،فيتطرق إلى الصفقات العمومية والهيئات المكلفة بالرقابة المالية عليها.
الفصل الثاني مدخل إلى الميزانية العامة للدولة ،ويتضمن ثالثة مباحث ،المبحث االول بعنوان :مفاهيم
حول الميزانية العامة للدولة ،والثاني يحمل عنوان :إعداد واعتماد وتنفيذ الميزانية العامة ،أما المبحث
الثالث فيتطرق إلى النفقات العمومية.
الفصل الثالث دراسة حالة المراقب المالي عين أرنات ،ويتضمن ثالثة مباحث ،المبحث االول بعنوان
تقديم المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات ،والثاني :يحمل عنوان :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
من طرف المراقب المالي ،أما المبحث الثالث :فيتطرق إلى الرقابة القبلية على مشروع صفقة من طرف
الرقابة المالية لبلدية عين أرنات.
خاتمة عامة
.9صعوبات البحث:
واجهت الطالبتان عدة صعوبات خالل اعدادهما لهذا البحث نذكر أهمها فيما يلي:
-قلة المراجع خاصة الكتب سواء الموجودة على مستوى مكتبة الجامعة وحتى على مستوى االنترنت
في موضوع الدراسة؛
كثرة المراسيم والقوانين مما يعرقل فهمها وترجمتها الى اللغة بسيطة؛
-صعوبة استخراج المادة العلمية من النصوص القانونية؛
-االستغناء عن شبكة االنترنت ألن مصادرها غير موثوقة.
و
الفصل األول
الرقابة المالية على الصفقات
العمومية
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
تمهيد
الرقابة المالية هي احدى الوظائف الهامة في العملية االدارية ،وهو مصطلح كثر استخدامه وتداوله بين
فقهاء االدارة العامة والقانون العام والمالية العامة ،لذا نراه يستخدم لدى البعض االخر كوسيلة لضبط االعتبارات
السيكولوجية أو العالقات االنسانية في مجال العمل الجماعي ،وتهدف الرقابة لضمان سير الصفقات العمومية
نظرا لخطورتها ومالها من صلة الخزينة العمومية وما توظفه من اموال ضخمة في مجالها ،وذلك من خالل ما
جاءت به القوانين الصفقات العمومية المختلفة.
0
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
إن الرقابة بشكل عام ومنها الرقابة المالية وجدت مع وجود المجتمعات المنظمة ،وقد تطور مفهوم
الرقابة كما تطورت اهدافها بتطور دور الدولة وتطور المفاهيم االدارية والمالية واالقتصادية.
تعددت مفاهيم الرقابة بتعدد وجهات النظر الى وظيفة الرقابة واهدافها وكذلك الجهات التي تمارسها كما
تعددت مواضيعها واختالف زمن ممارستها.
وسنتعرض في هذا المبحث الى مفهوم الرقابة المالية في المطلب األول والى اهداف الرقابة المالية في
المطلب الثاني والى انواع الرقابة المالية في المطلب الثالث.
سوف نحاول ضمن هذا المطلب التطرق الى تعريف الرقابة المالية وفق اتجاهاتها والرقابة المالية
الحديثة.
-1تعريف الرقابة المالية وفق اتجاهاتها :
-االتجاه األول:
وفقا لهذا االتجاه يعرف الدكتور عبد الله طلبة الرقابة بأنها« :عملية التحقق من مدى انجاز االهداف
المبتغاة والكشف عن معوقات تحقيقها ،والعمل على تذليلها في أقصر وقت ممكن».1
يهتم اصحاب هذا االتجاه بالجانب الوظيفي للرقابة المالية ،ويركزون على االهداف والغايات التي تسعى هذه
االخيرة الى تحقيقها ،لذا الرقابة المالية هي «التدقيق واالشراف من اجهزة عليا ،لإلطالع على كيفية سير
العمل في االجهزة الدنيا الخاضعة للرقابة ،والتأكد من تحقيق النشاط المالي للدولة لغاياته وفق ما هو محدد
في الميزانية التي اجازتها السلطة التشريعية ،وكذا التثبت من ان تنفيذ الميزانية العمومية يتم دون تبذير أو هدر
للمال العام ضمانا لحسن سير االدارات الحكومية المالية».2
ويتضح من هذا التعريف ان الرقابة المالية تعمل على مستويين اساسين هما االداء والكفاية ،وان كان المستويين
السابقين مختلفين اال انهما متكاملين إلنجاح وتحقيق الرقابة المالية ألهدافها ،كما يوضحه الشكل التالي:
1د عبد الله طلبة" ،االدارة العامة" ،جامعة دمشق ،عام ،9182 - 9181ص .452
4د-محمد خير العكام″ ،الرقابة المالية ″الجامعة االفتراضية السورية ،سوريا ،4198 ،ص .8
7
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
المصدر :عبد األمير شمس الدين ″الرقابة على تنفيذ العمومية في لبنان ،″رسالة الدكتوراه ،جامعة القاهرة
عام ،9177ص .48
-االتجاه الثاني:
على خالف االتجاه األول فان االتجاه الثاني يهتم ويركز على البيانات والوثائق التي تكون موضوع ومحل
الرقابة وكذلك على الخطوات التي يتعين القيام بها إلجراء هذه العميلة ،فلكي تتم عملية الرقابة يتطلب االمر
وجود بيانات تتعلق بأوجه النشاط المالي المختلفة ،وعليه فان الرقابة المالية هي «مجموعة العمليات التي
تتضمن جميع البيانات وتحليلها ،للوصول الى نتائج تقوم بها االجهزة سلطة التوصية باتخاذ القرارات
المناسبة».1
-االتجاه الثالث:
يهتم اصحاب هذا االتجاه باألجهزة التي تقوم بالفحص والتدقيق والمتابعة وجمع المعلومات وتحليل النتائج،
وبالنتيجة فان الرقابة هي «عملية التقييم والفحص والمراجعة ،تقوم بها اجهزة مختصة مهما كان نوعها ومهما
كانت السلطة التي تتبعها ،للتأكد من تحقيق المشروع لألهداف والسياسات والبرامج الموضوعة بكفاية ،مع
4
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
اعطاء هذه االجهزة سلطة التوجيه باتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن سير العمل ،وان توفر لها المعايير التي
1
تحدد درجة االنحراف عن االهداف والبرامج الموضوعة».
1.97 د.عوف محمود الكفرأو ي – الرقابة المالية بين النظرية والتطبيق – مطبعة االنتصار ،االسكندرية ،مصر-9118 ،ص
1
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
1
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
.1االهداف العامة:
1
توجز االهداف العامة التي تستهدفها الرقابة المالية على تحقيق الصالح العام من خالل العناصر التالية:
ضمان شرعية تصرفات اإلدارة ،وتعني هذه الضمانة ان تكون جميع التصرفات االدارية متسمة بالشرعية
اي تستند الى قانون أو الئحة نظامية وليست قرارات أو تصرفات عشوائية ،وإال وصمت بعدم المشروعية؛
ضمان عدم الوقوع اعتداء على حقوق االفراد وحرياتهم ،إذا تمت مراقبة تصرفات االدارة على النحو المبين
أعاله فيمكن ضمان احترام حقوق االفراد العاملين باإلدارة والمتعاملين معها في ظل احترام الدستور
والقانون السيما وان اإلدارة قد منحت من السلطات واإلمتيازات ما يجعلها في غياب هذه الرقابة تتجاوز
حدود القانون عند إساءة استعمال هذه السلطات أو التعسف في استخدامها؛
التحقق من سالمة اإلنفاق وفقا للخطط الموضوعة؛
التحقق من تحصيل الموارد وفقا لما هو مقرر.
.2االهداف الخاصة:
تدل الرقابة على مدى االستغالل األمثل للموارد المتاحة ومدى كفاية وفاعلية النفقة ،اذ لم تعد الرقابة المالية
تقتصر على مراجعة نشاط الوحدات من الناحية المالية المستندية الالئحية فقط بل امتدت لكي تشمل مراجعة
األداء للتحقق من مدى كفاءة اإلنتاج والحصول على اقصى قدر من المخرجات من السلع والخدمات
باستخدام اقل قدر من المدخالت ،ومن مدى تحقيق البرامج الموضوعة لألهداف المخططة والمستهدف
تحقيقها.
2
ومن هنا يجب على القائمين بالرقابة المالية التأكد مما يلي:
1د.علي انور العسكري-الرقابة المالية على االموال العامة-مكتبة بستان المعرفة-كفر الدوار –الحدائق –امام ابراج حلواني –مصر – ص .968
2علي انور العسكري ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .971-961
2
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
التأكد من رقابة جودة المنتج فنحن نعمل حاليا في اقتصاد حر ومفتوح وقائم على المنافسة وال بقاء فيه
إال لألجود واالصلح ،كما تعني رقابة الفاعلية مراعاة نوعية السلعة أو الخدمة المقدمة وجودها أوال
بأول؛
التأكد من إجراء دراسات الجدوى الالزمة ومدى صدقها ومطابقتها للواقع إذ أثبتت الفحوص الرقابية إجراء
دراسات وهمية أو المغاالة في تقدير األصول من أجل الحصول على القروض من البنوك إستنادا الى
هذه الدراسات أو التقديرات الجزافية؛
التأكد من كفاية المعلومات واألنظمة واإلجراءات المستخدمة ،ومدى تعقدها أو يسرها في إنجاز
األهداف المطلوبة؛
بيان آثار التنفيذ على مستوى النشاط االقتصادي واتجاهاته؛
الرقابة على مدى التزام اإلدارة في تنفيذها للموازنة المخصصة لها بالسياسات واألهداف العامة للدولة من
عدمه؛
اكتشاف األخطاء وتصحيحها بتوجيه المسؤولين الى مواطن الخلل وكيفية التغلب عليها فليست الرقابة
تصيدا لألخطاء بل من اهدافها التوجيه واإلرشاد.
.1االهداف االجتماعية:
1
وتتمثل فيما يلي:
تحقيق الردع والزجر العام عند العبث بالمال العام ،ذلك ان محاسبة المسؤولين عن التالعب في المال
العام وسرعة محاكمتهم ونشر هذه األحكام على الرأي العام يؤدي الى ردع المنحرفين وزجر من يرغب
في محاكمتهم ،كما يؤدي شيوع قيمة المساءلة الى تنمية ثقة المواطنين في نظام الحكم فظال عن
شيوع ثقافة الشفافية داخل المجتمع وداخل اإلدارة؛
إن استعمال المال وإنفاقه يعد وظيفة اجتماعية قبل أن يكون حقا لمالكه أو خازنه،
ضمان اشباع حاجات المواطنين بطريقة إنسانية بالكفاءة والجودة الالزمة ،ومن ثم تقضى الرقابة على حدة
التوترات االجتماعية الموجودة ومحاربة الفساد ومواجهة األنشطة غير المشروعة؛
تحفيز المجدين من العاملين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة برصد اعتمادات مالية بموازنة الجهات تحت
مسمى ″إعتمادات الرقابة التشجيعية.″
7
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
1أكرم إبراهيم حماد″ ،الرقابة المالية في القطاع الحكومي ،″جهينة للنشر والتوزيع ،األردن ،4116،ص .41
2المرسي السيد حجازي″ ،مبادئ المالية العامة ،″الدار الجامعية ،مصر ،4111 ،ص .15
3حسن محمد″ ،االدارة المالية العامة ″االكاديسيون للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن4192 ،م9215-ه ،ص .451
8
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
الرقابة في المنظمة بمراقبة التصرفات المالية والمحاسبية ذات الطابع اإلجرائي في الوحدات اإلدارية في
1
المنظمة.
الرقابة السياسية :تتمثل هذه الرقابة في مطالبة البرلمان بتقديم االيضاحات والمعلومات التي تساهم في
2
التأكد من سير العمليات الخاصة بالنفقات وااليرادات.
.7من حيث نوعية الرقابة ،تقسم الرقابة إلى رقابة حسابية ورقابة اقتصادية (تقييمية).
* رقابة محاسبية :هي الشكل التقليدي للرقابة المالية ،ويأخذ شكل مراجعة الدفاتر ومستندات الصرف
والتحصيل ،ومدى مطابقة الصرف لإلعتمادات ،أن جميع العمليات قد تمت بموافقة جهة االختصاص،
أن اإليرادات العامة قد ربطها وتحصيلها أن األموال تم إيداعها الصناديق المختصة ،أن جميع العمليات
قد تمت بمستندات صحيحة .وتهدف هذه الرقابة إلى كشف األخطاء واالنحرافات من الغش والتزوير
3
واالنحرافات المالية بمختلف أنواعها وبالطبع محاسبة المسؤولين عنها.
*رقابة االقتصادية :تعني التأكد من كفاءة استخدام الموارد المتاحة أفضل استخدام لتحقيق األهداف
المخططة ،من خالل دراسة مدى جودة األداء واتخاذ القرارات التصحيحية إلعادة توجيه مسارات األنشطة
في المنظمات كما يحقق األهداف المرجوة .4
وفيما يلي توضيحا ألنواع الرقابة.
12
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
المصدر:محمد شاكر عصفور" ،أصول الموازنة العامة" الطبعة الخامسة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
عمان ،األردن ،0217 ،ص .111
11
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
اكتساب ثقة اآلخرين األمر الذي يؤدي الى تسهيل مهمته في الرقابة وذلك من خالل تقديم المساعدة؛
القدرة على تحليل البيانات المتوفرة وتحويلها الى معلومات ذات فائدة؛
1.سيروان عدنان ،واآلخرون″ ،الرقابة المالية على تنفيذ الموازنة العامة ،″منشورات الدائرة اإلعالمية في مجاالت النواب للنشر 4118،بغداد ،العراق
،ص15
10
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
.3مرحلة الفحص:
في هذه المرحلة يقوم المراقب المالي بمقارنة البيانات التي حصل عليه مع ما هو مخطط وهنا يستعين
المراقب المالي بأدوات الرقابة المالية وهي:
الموازنة التخطيطية :وتعتبر من أهم األدوات المستخدمة في الرقابة وهي عبارة عن خطة شاملة لجميع
عمليات المنشأة خالل مدة معينة فهي تحتوي على معايير من أجل مقارنة االنجاز الفعلي وقياس
األداء؛
التحليل المالي :يعتبر التحليل المالي الخطوة األساسية في الرقابة المالية ألن هذه العملية تتضمن
مقارنة الخطط الموضوعة ومستوى تنفيذها ،أو مقارنة بين الفترات الزمنية المختلفة وبين المنشآت
المتماثلة؛ وتتم عملية المقارنة في التحليل المالي من خالل:
-تحليل القوائم المالية :وذلك من خالل الميزانية العمومية حساب الدخل؛
-التحليل عن طريق النسب المالية المختلفة :مثل نسب السيولة والربحية أو العائد على االستثمار.
.4التقارير المالية:
بعد االنتهاء من العمليات السابقة يأتي دور رئيس الفريق إلعداد التقرير المالي للمدير ليصبح على علم بكل
العمليات المالية أثناء تنفيذ الخطة المالية وعند االنتهاء منها ،وهذه التقارير يجب ان تكون مختصرة وذلك
من خالل اما عرضها على شكل رسوم بيانية أو بأشكال اخرى تظهر مدى التغيرات المالية التي تحدث في
المنشأة وتعرض أسباب المشاكل المالية.
17
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
وإخضاعها للرقابة دون الحاجة الى إخضاع جميع المعامالت المالية في الوحدة اإلدارية ،ويتبع مثل
هذا االسلوب في المؤسسات واإلدارات والشركات التي فيها أعمال مالية ضخمة أو متعددة؛
العينة االحصائية :وفقا لهذه الطريقة يتم تقسيم المعامالت المالية التي تقوم الجهة الخاضعة للرقابة
على طبقات متشابهة ومتجانسة من ناحية الحجم ولنوع تم يتم اختيار عينة من كل طبقة على حده؛
العينة العنقودية :حيث يتم اختيار عينة معينة ،ويمتد هذا االختيار الى مختلف مفردات موضوع
المعاملة المالية التي تم اختيارها بحيث تمثل العينة مجموعة من المعامالت المالية لموضوعات
مترابطة أو ذات صلة بموضوع العينة المختارة.
.2الرقابة المستمرة
يتضح اسلوب الرقابة المستمرة في الرقابة الداخلية التي يمارسها محاسب اإلدارة ،حيث يتم الفحص والمراقبة
بشكل دائم ومستمر للمستندات والقيود الحسابية للجهة الخاضعة للرقابة طوال العام.
.3الرقابة الدورية
وتتم الرقابة على فترات دورية خالل السنة كأن تقوم أجهزة الرقابة الخارجية بمراجعات دورية لبعض الوحدات
الخاضعة للرقابة ،أو في حالة جرد المخازن والعهد في فترات تحددها اإلدارة ،أو جهة الرقابة أو في حالة إجراء
الرقابة السنوية على الحسابات النهائية لكل عام وإصدار التقرير الرقابي السنوي.
14
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
الرقابي ووضوحه تعتبر من الشروط االزمة لنجاحه وفاعليته ،الن اي تعقيد في النظام الرقابي يؤدي الى
ارباك في عملية الرقابة وحدوث أخطاء فيها وبالتالي عدم فاعليته؛
مرونة ومالءمة النظام الرقابي يجب ان يالئم نشاط الرقابة طبيعية عمل الجهة موضوع الرقابة ،فمثال
يجب ان تختلف برامج المراجعة والفحص في إدارات الدولة عنها في شركات القطاع العام ،فضال
عن ذلك البد من إن يتصف نظام الرقابة بالمرونة لضمان فاعليته ونجاحه ،وذلك من خالل التوجيه
واالرشاد البناء؛
االقتصاد في تكاليف العمل الرقابي يتمثل االقتصاد في تكاليف الرقابة باإلكتفاء بالعدد المطلوب من
الموظفين والذي ال يتعدى الحاجة الفعلية ألعمال الرقابة وإختصاصات هذه األجهزة.
.2المقومات األساسية لمن يتولى مهمة الرقابة المالية
هناك مقومات أساسية يجب توفرها في كل من يقوم بمهمة الرقابة المالية ومن أهم هذه المقومات:
11
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
االستقاللية والحماية ،البد إن يتوفر للقائمين بأعمال الرقابة االستقالل الذي يبعدهم عن الضغوط
والمؤثرات الخارجية ،فضال عن الضمانات الالزمة لتحقيق الحماية الكافية لهم لضمان أداء عملهم
الرقابي بنزاهة وإخالص؛
الخبرة والكفاءة يجب أن يتمتع القائمون بأعمال الرقابة المالية الخبرة والكفاءة الالزمتين ألداء أعمالهم
الرقابية بصورة صحيحة ،وقد اهتمت قوانين بعض الدول وبعض األعراف المعتادة في الرقابة المالية
بتحديد معايير وشروط معينة لمن يتولى مهمة الرقابة المالية في مختلف فروعها والمجاالت ،ومن أهم
هذه الشروط والمعايير:
-يتم اختيار األعضاء الفنيين من ذوي الخبرة الطويلة لشغل الوظائف العليا وبشروط خاصة من
ضمنها سن معينة وقدر كاف من النزاهة وان يكونوا من كبار موظفي الحكومة وان تكون لهم
إجراءات خاصة في التعيين؛
-تم اختيار الفنيين في المستويات الوظيفية الدنيا من الخريجين في الجامعات والمعاهد ومن
المعاهد ومن المتخصصين في المحاسبة واالقتصاد واإلدارة والقانون؛
-يتم تدريب األعضاء الجدد مدة زمنية كافية في مجال تخصصاتهم قبل مباشرة أعمال الرقابة
المالية.
العناية المهنية الحريصة البد لمن يقوم بمهمة الرقابة إن يبذل العناية المهنية التي تنم عن الحرص
القاطع في جميع مستويات الرقابة للوصول إلى مكامن اإلسراف واالنحرافات والخلل في تنفيذ
العمليات المالية.
11
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
12
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
وفق الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم ،قصد انجاز األشغال واقتناء المواد والخدمات والدراسات،
1
لحساب المصلحة المتعاقدة
المادة الرابعة من المرسوم الرئاسي رقم 416-91المؤرخ في 17أكتوبر ،4191والمتضمن تنظيم الصفقات
العمومية ،تنص على أن الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به ،تبرم وفق الشروط
المنصوص عليها في هذا المرسوم ،قصد انجاز األشغال واقتناء اللوازم والخدمات والدراسات ،لحساب
2
المصلحة المتعاقدة.
من خالل ماسبق يمكننا تعريف الصفقات العمومية على أنها ( :الصفقات العمومية هي عقود إدارية مكتوبة
تحتل الصدارة في مجال المعامالت االقتصادية لذلك أعطى لها المشرع الجزائري أهمية خاصة من خالل
إستقاللها بتشريع خاص وطرق وإجراءات صارمة ،للمحاظة على المال العام وتحقيق المصلحة العامة ).
.2خصائص الصفقات العمومية:
إن إعتبار الصفقات العمومية من العقود اإلدارية أمر يجعلها تتميز بعدة خصائص نذكر منها ما يلي:3
.1.2من الجانب الشكلي:
.1.1.2أنها عقود مكتوبة:
قيد المشرع الجزائري الصفقات العمومية بالكتابة وهذه األخيرة تستمد صفتها الرسمية من وجود السلطة
اإلدارية طرفا جوهريا في هذا العقد وهي ما يعرف في صلب النصوص القانونية بالمصلحة المتعاقدة ،إذن تبنى
المشرع مبدأ الكتابة الشكلية للصفقات العمومية وهي شرط جوهري نظرا لألهمية اإلستراتيجية للصفقات
العمومية وتعلقها بالمال العام ،باإلضافة إلى الحجم المالي الذي تخصصه الدولة إلنجاز الصفقات العمومية
وفي هذا المجال تشير المادة السادسة من القانون بأنه( :كل عقد أو طلب يساوي مبلغه ثمانية ماليين دينار
( 7.222.222دج) أو يقل عنه لخدمات األشغال أو اللوازم وأربعة ماليين دينار ( 4222.222دج) لخدمات
الدراسات أو الخدمات ال يقتضي وجوبا إبرام صفقة في مفهوم هذا المرسوم).
1المادة الثالثة من المرسوم الرئاسي رقم 451-14المعدل والمتمم المؤرخ في 42جويلية 4114
2المادة الرابعة من المرسوم الرئاسي رقم 416-91المؤرخ في 17أكتوبر ،4191والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية.
3مرسوم رئاسي رقم 427-95مؤرخ في 4ذي الحجة عام 9216الموافق 96سبتمبر سنة .4195
17
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
بمفهوم المخالفة لهذا الحكم فإن كل عملية مالية تزيد عن المبالغ المذكورة في المادة أعاله تصب في شكل
صفقة عمومية .والشكلية المنصوص عنها في المادة الرابعة هي الشكلية لإلنعقاد ،والقضاء اإلداري الجزائري
كان صارما فيما يتعلق بشرط الكتابة بالنسبة للصفقات العمومية.
.2.1.2تنظيمها بمقتضى مرسوم رئاسي:
كما هو معلوم أن المرسوم الرئاسي هو الشكل القانوني لسلطات رئيس الجمهورية ،وقدتم تنظيم الصفقات
العمومية بمقتضى المرسوم الرئاسي 20 /012المشارإليه سابقا والذي خضع لعدة تعديالت آخرها بمقتضى
المرسوم الرئاسي ،27/17وهذا نظرا العتبار الصفقات العمومية بمثابة المجال الهام واإلستراتيجي لتسيير
واستهالك األموال العمومية وتنفيذ المشاريع التي لها عالقة وثيقة بتحقيق الخدمات العمومية للجمهور هذه
األهمية هي التي جعلت النظام القانوني للصفقات العمومية يخضع إلى عدة تطورات استجابة للتغيرات
والمؤشرات اإلقتصادية التي عاشتها الجزائر ،باإلضافة إلى التعديالت التشريعية التي مر بها قانون الصفقات
العمومية.
.2.2من جوانب أخرى:
.1.2.2تعلقها باألموال العامة:
إن الصفقات العمومية تتعلق أساسا بتسيير وإستهالك األموال العمومية ،هذه األخيرة التي عرفها الفقه بأنها
تلك األموال المنقولة والثابتة المملوكة للدولة أو األشخاص المعنوية العامة والتي يتم تخصيصها للمنفعة
العمومية ،وهي ما يعرف بالدومين العام ،فاألموال العامة هي ملك لجميع أفراد الوطن ،فالحفاظ عليها مسؤولية
الجميع.
.2.2.2إستخدام أساليب القانون العام:
حينما تتعاقد اإلدارة بهدف تسيير المرافق العمومية فإنها تلجأ في ذلك إلى أساليب القانون العام وتظهر هذه
األخيرة من خالل تضمين العقد شروطا إستثنائية غير مألوفة في عقود القانون الخاص وتمتع اإلدارة بإمتيازات
السلطة العامة التي تظهر في إصدار أوامر وتعليمات لتنفيذ العقد اإلداري.
.3.2.2اإلدارة هي أحد طرفي العقد:
18
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
حتى يعتبر العقد إداريا يجب أن يكون أحد طرفيه شخصا من أشخاص القانون العام ،سواء تعلق األمر بالدولة
أو بأحد األشخاص المعنوية اإلقليمية أو المرفقية وهذا ما يميزه عن العقود الخاصة التي تبرم بين أشخاص
القانون الخاص.
02
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تبرم صفقة عمومية واحدة أو أكثر بهدف تلبية حاجات معينة خاصة بالتسيير
1
أو االستثمار تشمل الصفقات العمومية إحدى العمليات اآلتية:
1المادة 15من مرسوم رئاسي رقم 427-95مؤرخ في 4ذي الحجة عام 9216الموافق 96سبتمبر سنة 4195
01
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
00
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
حضي موضوع الرقابة على الصفقات العمومية بأهمية بالغة ،وذلك من خالل المرسوم الرئاسي رقم
042-11المؤرخ في 11سبتمبر سنة 0211المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
تمارس الرقابة القبلية الداخلية من طرف المصلحة المتعاقدة ،فهي رقابة ذاتية تضمن التحكم في إجراءات
إبرام الصفقات العمومية تجسيدا لمبدأ الشفافية ،وتوكل هذه الرقابة إلى لجنة دائمة تنشئها المصلحة المتعاقدة
وتعرف بلجنة فتح األظرف وتقييم العروض ،وتتشكل لجنة فتح األظرف وتقييم العروض من موظفين مؤهلين
تابعين للمصلحة المتعاقدة يختارون لكفاءتهم ،ويحدد مسؤول المصلحة المتعاقدة بموجب مقرر تشكيلتها
وقواعد تنظيمها وسيرها ونصابها في إطار االجراءات القانونية والتنظيمية المعمول بها ،وتسجل لجنة فتح
األظرف وتقييم العروض أشغالها في سجلين خاصين يرقمهما اآلمر بالصرف ويؤشر عليهما بالحروف األولى.
كما أنها تقوم بعمل إداري وتقني تعرضه على المصلحة المتعاقدة والذي تقوم على أساسه بمنح الصفقة أو
اإلعالن عن عدم جدوى اإلجراءات أو إلغائها أو إلغاء المنح المؤقت للصفقات ،وتصدر في هذا الشأن رأيا
مبررا .كما يمكن للمصلحة المتعاقدة في إطار الرقابة القبلية في إطار الرقابة القبلية الداخلية وتحت مسؤوليتها
1
إنشاء لجنة تقنية تكلف بإعداد تقرير تحليل العروض لحاجات لجنة فتح وتقييم العروض.
المطلب الثالث :الرقابة المالية الالحقة على الصفقات العمومية
الرقابة المالية الالحقة على الصفقات العمومية هي رقابة غير مباشرة والحقة على إبرام وتنفيذ هذا
النوع من العقود اإلدارية ،خاصة وإن الصفقات العمومية تعد المجال الخصب لظاهرة الفساد اإلداري بأنواعه
المتعددة بسبب إساءة استعمال الصفقات العمومية وإخالل الموظف العام بواجب النزاهة ،مما يرتب أضرار
خطيرة لما فيها من إعتداء على المال العام ونزاهة الوظيفة العامة ،هذا يشكل ما يعرف بجرائم الصفقات
العمومية وللوقاية من الفساد ومكافحته أنشأ المشرع الجزائري جهازين هما مجلس المحاسبة والمفتشية العامة
للمالية يتوليان بصفة غير مباشرة مهمة الرقابة المالية الالحقة على الصفقات العمومية ،بحيث تتنوع اآلليات
2
واألدوات التي يتدخل بها كل جهاز في إطار ممارسته لمهمته الرقابية.
1المادة 951من المرسوم الرئاسي رقم 427-95المؤرخ في 96سبتمبر 4195يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام.
2إلهام قارة تركي" ،الرقابة المالية الالحقة على الصفقات العمومية" ،المجلة المتوسطية للقانون و اإلقتصاد ،العدد ،9جامعة أبو بكر بلقايد كلية
الحقوق والعلوم السياسية المخبر المتوسطي للدراسات القانونية ،الجزائر ،4196 ،ص ص 81-64
07
الفصل األول .................................................................................... :الرقابة المالية على الصفقات العمومية
خالصة الفصل:
يرى الكثير أن الرقابة أمر طبيعي في أي مجتمع إنساني ،ألنها تضع الضوابط لكل تصرف ،والرقابة
المالية كغيرها من أنواع الرقابات لها دور رئيسي في تنظيم المجتمعات ومؤسساته ،وقد حظيت موضوعات
الرقابة المالية بأهمية متزايدة مع تطور دور الدولة وزيادة تدخلها في الحياة االقتصادية واالجتماعية مع تطور
النظم السياسية وتحقيق المزيد من الديمقراطية في هذا اإلطار ،وهذا ما جعل من أولي مهمات الدولة.
تعد الرقابة المالية جزءا من اإلدارة المالية للدولة والتي تتضمن مجموعة من اإلجراءات المحاسبية
والتدقيقية في مجال األداء والعالقات المالية ،من خالل نظام متكامل للمعلومات المالية السلوكية ،من أجل
رفع المستوى األداء المالي للدولة عبر المراجعة المستمرة للنتائج المالية ألعمالها ،ومقارنتها مع النتائج
المرغوب بها ،وتحليل األسباب ،ومعرفة المعوقات التي حالت دون تطابق النتائج الفعلية مع النتائج المستهدفة
وكتشاف األخطاء واالنحرافات ،وتحديد المسؤوليات ،واتخاذ اإلجراءات الالزمة لتصحيح مسارات األداء
المالي واإلدارة المالية ،وتجنبها الوقوع في األخطاء مستقبال.
بعد دراسة هذا الموضوع يمكن القول إن الرقابة على الصفقات العمومية بشتى أنواعها تعد أمرا ضروريا
نظرا للنفقات الباهظة المخصصة للصفقات العمومية والمرتبطة أساسا بتسيير المال العام ،مما دفع المشرع
إلى وضع أشكال عديدة من الرقابة وخصص لها هيئات رقابية على جميع المستويات المركزية والمحلية لمواكبة
كل المراحل التي تمر بها الصفقات العمومية.
04
الفصل الثاني
الميزانية العامة للدولة
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
تمهيد:
تعتبر الميزانية العامة للدولة ″وثيقة هامة مصادق عليها من طرف البرلمان تهدف الى تقدير النفقات
الضرورية ،إلشباع الحاجات العامة ،واإلرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات للفترة المقبلة ،عادة ما تكون سنة.″
فالميزانية ″تتشكل من اإلرادات والنفقات النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة
وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها.″
سنقوم بدراسة نظرية للميزانية العامة للدولة وذلك كما يلي:
المبحث األول :مفاهيم حول الميزانية العامة للدولة؛
المبحث الثاني :إعداد واعتماد وتنفيذ الميزانية العامة؛
المبحث الثالث :النفقات العمومية.
01
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
تحظى الميزانية العامة بدور هام في الحياة االقتصادية واالجتماعية ،وحتى يمكننا اإللمام بمفهوم
الميزانية العامة وما تتضمنه من عناصر كبرى يتم تبويبها واعدادها وفقا نمط معين ،فانه البد من التعرض
لمفاهيم مختلفة حول الميزانية العامة.
المطلب االول :نشأة الميزانية العامة للدولة وتعريفها
سوف نحاول في هذا المطلب التطرق الى اصول الميزانية العامة وتعريفها.
.1نشأة الميزانية العامة:
قال المؤرخون اإليطاليون ان الجمهوريات اإليطالية في الجنوب والبندقية وفلورنسا هي اول من استخدم
طريقة جمع الواردات والنفقات في قائمتين متقابلتين وهذا ما يشكل نوعا من الميزانية ،وسبقهم في ذلك
الجرمان ،اال ان الميزانية بالمفهوم الحديث قد تزامن مع مبدأ الفصل بين السلطات الذي ظهر في بريطانيا قبل
غيره من الدول ،لذلك تعد بريطانيا أول من وضع قواعد الميزانية العامة الحديثة ثم انتقلت الى فرنسا وبعد
ذلك إلى باقي دول العالم األخرى.
.1.1الميزانية العامة في بريطانيا:
كانت نفقات الدولة البريطانية في القرون الوسطى تغطي بالدخل الناتج عن امالك المملكة ،وكان للملك
الحرية في اإلنفاق كما يشاء ،وعندما ال تغطي الموارد النفقات يقوم بفرض الضرائب وتزول هذه األخيرة بزوال
الحاجة ،وفي مثل هذه الحالة يكون الملك مضطرا للحصول على الموافقة من ممثلي األمة وعندما اتسعت
مجاالت اإلنفاق كان الملك يستعين كثيرا بالضرائب محاوال تجاهل ممثلي األمة ،إال أن النواب تمسكوا
بحقهم في اإلذن بالجباية ابتداء من عهد الملك ″شارل االول ″سنة ،1107الى عهد الملك ″وليام الثالث″
سنة 1178الذي أعلن ماأسماه بـ ″دستور الحقوق ″وقرر فيه عدم مشروعية جباية االموال اال بالقدر وفي
المواعيد وبالكيفية التي يأذن بها نواب الشعب (البرلمان).1
1برحماني محفوظ″ ،المالية العامة في التشريع الجزائري ،″دار الجامعة الجديدة ،األزاريطة اإلسكندرية ،القاهرة ،4195 ،ص .918
02
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
1برحماني محفوظ″ ،المالية العامة في التشريع الجزائري ،″الدار الجامعة الجديدة ،األزاريطة اإلسكندرية مصر ،4195 ،ص .911
2مرجع نفسه ص999 ،911
07
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
الوضع إلى أن دخلت فرنسا الجزائر ،وبدأت تفرض نفوذها ،واصبحت الجزائر جزء من فرنسا فكانت الميزانية
العامة تخضع في تقديرها الى البرلمان الفرنسي ،وفي 8ديسمبر ،1822صادق البرلمان على قانون يتم بموجبه
إنشاء ميزانية خاصة بإقليم الجزائر يشمل جميع اإليرادات والنفقات ،وفي 02سبتمبر 1842تم اعتماد ميزانية
كاملة للجزائر تتم الموافقة عليه امن قبل المجالس المحلية الجزائرية إال أنها تخضع لمتابعة ومراقبة وزارة
الداخلية ووزارة المالية الفرنسيتين.
وبعد استقالل الجزائر عن فرنسا واستالم الجزائريين زمام األمور وتسيير الدولة وجدوا أنفسهم أمام ضرورة
اإلبقاء على القوانين الفرنسية ،اال ما تعارض مع السيادة الوطنية للدولة الجزائرية ،وبذلك أصبحت الميزانية
العامة في الجزائر كباقي الدول تضعها الحكومة ويناقش أمام البرلمان سنويا وتصدر في شكل قانون يسمى
1
بقانون المالية.
.2مفهوم الميزانية العامة:
يعرفها البعض من الفقه الميزانية العامة للدولة على أنها″ :تقدير مفصل ومعتمد من السلطة التشريعية
2
لنفقات وإيرادات الدولة لفترة مقبلة عادة ما تكون سنة.″
يعرفها البعض اآلخر على أنها″ :برنامج النشاط المالي للدولة الذي يشمل مجموع نفقاتها ووارداتها التي
3
تقررها مسبقا لسنة على العموم ،وتقترن بالصفة اإلجبارية عن طريق السلطة التشريعية .″
عرفها الدكتور علي عبد الله وأنور العجارمة ،فاعتبرها أنها ″أداة لتحقيق أهداف اقتصادية ومالية واجتماعية
لفترة مقبلة من الزمن ،وقد أصبحت اآلن األداة الرئيسية التي تستخدم في السياسة المالية لتحقيق الرفاهية
4
والنمو اإلقتصادي والعدالة االجتماعية.
1874 في حين عرفها المشرع الجزائري من خالل المادة 1من القانون 12-74المؤرخ في 22جويلية
المتعلق بقانون المالية ″االيرادات والنفقات النهائية للدولة المحددة سنويا في قانون المالية والموزعة تبعا
5
لألحكام التشريعية والتنظيمية السارية المفعول.″
08
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
أما في فيما يخص المادة 7من قانون 49-82المؤرخ في 11أوت 1882المتعلقة بالمحاسبة العامة والتي
طورت هذا التعريف ليصبح ″الميزانية العامة هي الوثيقة التي تقدر لسنة المدنية مجموع االيرادات والنفقات
1
العامة للدولة بما فيها نفقات التسيير ونفقات االستثمار والتجهيز .″
من خالل ما سبق يمكننا تعريف الميزانية العامة على أنها :وثيقة رسمية من قبل الدولة تحتوي على اإليرادات
والنفقات في حدود سنة كاملة و تعرف أيضا أنها القدرة المالية للدولة لسد حاجيات المواطن (نفقات)
وتحصيل الخزينة العمومية (ايرادات).
المطلب الثاني :مبادئ الميزانية العامة
تراعي في إعداد الميزانية العامة عدة مبادئ تتعلق بأصول تنظيم الميزانية ،تنحصر هذه المبادئ في خمسة
مبادئ ،هي:
.1مبدأ السنوية:
أن تكون المدة التي توضع لها الميزانية سنة واحدة ،فتقوم الحكومة كل سنة بإعداد مشروع قانون ميزانيتها
2
وتعرضه على البرلمان للمصادقة عليه مرة كل سنة ،وال يتعدى المجال الزمني لقانون الميزانية السنة الواحدة.
.2مبدأ الوحدة:
ادراج جميع اإليرادات والنفقات في وثيقة واحدة تضبط فيها الحسابات واألرقام ،وال نعني بوحدة الوثيقة
ان تكون الميزانية في ورقة واحدة او مجلد واحد وإنما المقصود بالوثيقة الواحدة مهما تعددت أجزاؤها أنها
تتضمن كافة األرقام المتعلقة بنشاط الدولة المالي في السنة المقبلة .3
إن اعتماد وحدة الميزانية العامة للدولة يعطي من الناحية المالية نظرة واضحة وكاملة عن الحالة المالية
للدولة ،مما يسهل عملية المقارنة بين مجموع النفقات ومجموع اإليرادات ،فبين ذلك حالة التوازن المالي او
حالة العجز المالي ،وعلى العكس من ذلك تصعب هذه المقارنة في حالة اعتماد موازانات متعددة ،كما
يصعب من الناحية السياسية مراقبة السلطة التشريعية للحكومة.
1المادة 1من قانون 49-11المؤرخ في 95أوت - 9111المتعلقة بالمحاسبة العامة ،الجريدة الرسمية عدد 15مؤرخة في 95أوت .9111
2برحماني محفوظ ،مرجع سبق ذكره ،ص..998
3مصطفى حسن مصطفى″ ،مبادئ علم المالية العامة ،″دار النهضة العربية القاهرة ،مصر ،9111 ،ص.611
72
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
إن الواقع العملي يبين أن العديد من الدول ال تطبق هذه القاعدة بالتدقيق بل تخرج عنها في بعض األحيان،
وإذا ما نحن تأملنا قانون المالية الجزائرية لوجدنا أنه توجد ثالث أنواع من الميزانية وهي الميزانية العامة للدولة،
1
الميزانية الملحقة ،ميزانية المجموعات والمؤسسات العامة.
.3مبدأ العمومية او الشمولية:
يقصد بهذا المبدأ ″أن يدرج في الوثيقة الموحدة للموازنة العامة جميع االيرادات العامة للدولة مهما كانت
مصادرها ،وجميع النفقات العامة مهما كانت أنواعها ،دون إجراء أي إنقاص أو اقتطاع بين تلك االيرادات
2
ونفقات العامة.″
.4مبدأ عدم التخصيص:
معناها أن ال تخصص بعض اإليرادات ألنواع معينة ومحددة من المصروفات أو النفقات ،فتستعمل موارد
الدولة لتغطية نفقاتها دون تمييز كأصل عام بين اإليرادات والنفقات ،فال تخصص إيرادات الرسوم القضائية
لنفقات المحاكم ،وال تخصص إرادات رسوم تسجيل الطلبة الجامعيين لنفقات التعليم العالي ،فيجب أن
تجمع جميع اإليرادات لتغطي جميع النفقات دون التمييز بينها ،لهذا فإن مبدأ عدم التخصيص تكمل مبدأ
الشمولية ،لهذا هناك من يجعل منها مبدأ واحد ،إال أن الفرق بين القاعدتين واضح كون مبدأ الشمولية تقضي
3
أن يدرج في الميزانية جميع النفقات.
.5مبدأ توازن الميزانية:
ينص هذا المبدأ أن يتساوى مجموع اإليرادات العامة مع مجموع النفقات العامة ،لكن في الفكر الحديث
أصبح هذا المبدأ يعني أن يكون إنفاق الدولة في حدود مواردها وبما يتناسب مع وضعها االقتصادي
4
واالجتماعي.
71
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
1طاهر الجنابي″-علم المالية العامة والتشريع المالي″دار الكتب للطباعة والنشر طبعة جديدة ومنقحة-بغداد-ص ص .918-916
70
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
تمر الميزانية العامة بدورة الحياة كاملة من خالل مراحل وهي مرحلة اعداد ،اعتماد وتنفيذ الميزانية ،فالميزانية
هي الجانب المحاسبي لقانون المالية ،وبعد تحضير وثيقة الميزانية العامة من طرف السلطة التنفيذية تقدم الى
السلطة التشريعية التي تتولى الترخيص للحكومة بصرف النفقات وتحصيل اإليرادات.
المطلب األول :اعداد الميزانية العامة
إن إعداد الميزانية العامة للدولة المقدم في مشروع قانون المالية يبرر الخيارات السياسية واالقتصادية
المعتمدة من قبل الحكومة ،فتكون الحكومة عن طريق وزارة المالية هي األكثر تأهيال لصياغة القانون المالية،
وخاصة عندما تشرك معها كل الوحدات اإلدارية في باقي الوزارات حيث تكون لها اإلمكانيات المادية والبشرية
1
الكافية إلعداد مشروع القانون المتضمن ميزانية الدولة.
.1السلطة التي تتولى اعداد الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي في هذه المرحلة ،هي أقدر من السلطة التشريعية على تقدير أوجه
اإلنفاق الي يحتاجها كل مرفق الدولة بفروعه المختلفة ،وكذلك أيضا بشأن تقدير أوجه اإليرادات المختلفة
والمبالغ التي تحصل من كل مصدر من مصادر اإليرادات العام ،كما أن السلطة التنفيذية هي التي يعول عليها
في تنفيذ الميزانية.
ومن ثم فإنه يتم تكليفها بإعداد وتحضير الميزانية على نحو مالئم للظروف االقتصادية التي تمر بها كل
دولة ،ويكون من المؤكد انها ستقوم بهذه المهمة بكل دقة وعناية.
فالسلطة التنفيذية تتولى مهام تحضير الميزانية بينما تتركز مهام السلطة التشريعية في مرحلة تالية تخص
2
اعتماد الميزانية.
.2األسلوب المعتمد في تحضير الميزانية:
تعتمد أغلب الدول بما فيها الجزائر في اسلوب تحضير الميزانية على الحكومة بحيث يقوم كل وزير بتقديم
اقتراحاته إلى وزير المالية ،وهذا األخير يدرسها ويعدها في شكل مشروع قانون المالية الذي يدرس فيما بعد
77
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
في مجلس الحكومة ومجلس الوزراء ،ثم يحال بصيغته النهائية في شكل مشروع قانون إلى البرلمان للمصادقة
1
عليه.
.3محتوى مشروع القانون المالية وملحقاته:
يقدم مشروع قانون المالية السنوي مع ملحقاته في أجل أقصاه 72سبتمبر من السنة التي أعد من أجلها
القانون ،ويمكن شرح محتوى المشروع وملحقاته فيما يلي:
.1.3محتوى مشروع قانون المالية
يحتوي مشروع قانون المالية المقدم في وثيقة واحدة مواد جديدة ومواد معدلة لما قبلها مقسمة على
جزأين ،جزء يحتوي على مجمل األحكام المتعلقة بتحصيل اإليرادات العامة للدولة وكذا على الوسائل والسبل
الكفيلة بضمان التوازن المالي الذي جاء في السياسة المالية السنوية ،أما الجزء الثاني من الوثيقة فيتضمن
2
االقتراحات التالية:
المبلغ االجمالي لالعتمادات المطبقة في إطار الميزانية العامة للدولة بشأن نفقات التسيير ونفقات
االستثمار؛
المبلغ االجمالي للنفقات الرأسمالية؛
الترخيصات االجمالية لإليرادات والنفقات بالنسبة للسنة المالية بعدد كل ميزانية ملحقة؛
اإلجراءات ذات الطابع التشريعي المطبقة على الحسابات الخاصة للخزينة.
.2.3الوثائق المرفقة لمشروع الميزانية العامة للدولة
يرفق مشروع قانون المالية بمجموعة من المالحق من أجل توضيح وتقديم صورة شاملة عن التوازنات
3
االقتصادية والمالية للبالد والسماح للبرلمان من ممارسة دورة في مراقبة النشاط المالي للحكومة.
يرفق مشروع الميزانية العامة للدولة حسب المادة 17من القانون رقم 12-74بالتقرير التفسيري ،المالحق
التفسيرية ومشروع قانون ضبط الميزانية .4
74
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
71
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
ويتم تحصيل اإليرادات العامة بواسطة مختصين في الوزارة المالية مباشرة ،ويجب مراعاة عدة قواعد عامة
1
في عمليات تحصيل اإليرادات العامة تتمثل في:
أن يتم تحصيل اإليرادات في مواعيد معينة وطريقة معينة وفقا لنص القانون؛
يجب تحصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغير وقد ضمن المشرع حق الدولة في
تحصيل إيراداتها في أسرع وقت ممكن ،بإعطاء الحكومة حق امتياز على أموال المدين عن سائر
الدائنين ،كما اعطاها الحق في إجراء الحجز اإلداري لتحصيل ديونها؛
لضمان دقة وسالمة التحصيل ،فإنه من المقرر ،ووفقا للقواعد التنظيمية ،الفصل في عمليات
التحصيل بين الموظفين المختصين بتحديد مقدار الضريبة ،واآلخرين المختصين بجبايتها.
.2عمليات النفقات:
ان إجازة السلطة التشريعية العتمادات النفقات ال يعني التزام الدولة بإنفاق كافة مبالغ االعتمادات ولكنه يعني
اإلجازة والترخيص للدولة بأن تقوم بنفقاتها العامة في حدود هذه المبالغ دون أن تتعداها بأي حال من األحوال،
إال بعد الحصول على موافقة صريحة ،وفقا لإلجراءات السلف بيانها ،من السلطة التشريعية المختصة بذلك
وبمعنى آخر فإن الدولة تكون غير ملزمة بإنفاق كافة المبالغ المعتمدة ،بل تستطيع دائما عدم إنفاق هذه
المبالغ كلها أو بعضها إذا لم تدع إلى ذلك الحاجة.
ولضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة ،والتأكد من إنفاقها على نحو مالئم ،فقد نظم القانون عمليات
2
صرف األموال العامة على أربع خطوات هي:
.1.2االرتباط بالنفقة :ينشأ االرتباط بالنفقة نتيجة قيام السلطة اإلدارية باتخاذ القرار لتحقيق عمل معين
يستلزم إنفاقا من جانب الدولة مثال على ذلك إنشاء طرق أو جسور...إلخ ،ومثل هذا القرار الذي يترتب عليه
ضرورة حدوث واقعة اإلنفاق ،ال يكون الغرض منه مجرد زيادة أعباء الدولة ولكن لتحقيق أهداف معينة.
.2.2تحديد النفقة :بعد أن يتم االرتباط بالنفقة ،تأتي الخطوة الثانية المتعلقة بتحديد مبلغ النفقة الواجب
على الدولة دفعها فيتم تقدير المبلغ المستحق للدائن وخصمه من االعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة
التأكد من أن شخص الدائن غير مدين للدولة بشيء حتى يمكن إجراء المقاصة بين الدينين.
71
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
ومن القواعد المالية المقررة أن يكون الدفع بعد انتهاء األعمال ،يتعين على دائن الدولة أن ينهي أعماله أوال
التي تسببت في دائنيه ،قبل أن تدفع له الدولة المبالغ المدينة بها نتيجة هذه األعمال ،حتى تتمكن من تحديد
مبلغ الدين على نحو فعلي.
.3.2األمر بالدفع :بعد أن يتم تحديد مبلغ النفقة او الدين ،يصدر قرار من الجهة اإلدارية المختصة بتضمن
أمرا بدفع مبلغ النفقة ،ويصدر هذا القرار عادة من الوزير المالية أو ينوب عنه.
.4.2الصرف :يقصد بالصرف أن يتم دفع المبلغ المحدد في األمر عن طريق موظف تابع لوزارة المالية
ومن المقرر أن يقوم بعملية الصرف موظف غير الذي يصدر عنه أمر الدفع منعا للتالعب وغالبا ما يتم هذا
في صورة إذن على البنك المركزي الذي تحتفظ فيه الدولة بحساباتها.
.3الرقابة على تنفيذ الميزانية:
إن تنفيذ الميزانية حسب ما ورد في السياسة العامة للحكومة وحسب النظام القانوني الذي تسير عليه البالد
ال يسلم من أن يكون محال لالنحراف واإلساءة في استعمال أموال الدولة ،لهذا كان من الضروري فرض رقابة
على تنفيذ الميزانية ،للتأكد من حسن أداء السلطة التنفيذية في تنفيذها للنفقات واإليرادات كما تم إقرارها في
الميزانية من قبل البرلمان ،كما تكون أيضا الرقابة بغرض الكشف عن مخالفات تبديد المال العام وبالتالي
1
وضع اجراءات لمنعها وردع المخالفين.
تعد هذه المرحلة هي المرحلة األخيرة التي تمر بها الميزانية العامة للدولة ،وتسمى مرحلة مراجعة تنفيذ
الميزانية والهدف منها هو التأكد من أن تنفيذ الميزانية قد تم على الوجه المحدد ووفق السياسة التي وضعتها
السلطة التنفيذية وإجازتها من طرف السلطة التشريعية.
وبناء على ذلك فإن الهدف األساسي من الرقابة على تنفيذ الميزانية هو ضمان تحقيقها ألقصى قدر من
2
المنافع للمجتمع في حدود السياسة العامة للدولة.
72
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
تختلف النفقات العامة من حيث المفهوم ،ومن حيث تعدد أنواعها وتقسيماتها ،ومن حيث آثارها
االقتصادية واالجتماعية ،على هذا األساس وانطالقا من المفاهيم الحديثة للنفقات العامة ندرس النظرية العامة
للنفقات العامة.
المطلب األول :تعريف النفقات العمومية
نصت المادة 21من قانون 012/74على ما يلي" :تتشكل الميزانية العامة للدولة من اإليرادات والنفقات
النهائية للدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها".1
النفقة العامة هي″ :استعمال هيئة عامة مبلغا من النقود لسد حاجة العامة.2″
النفقات العامة″ :هي مبالغ من المال يخرج من خزانة الدولة سدادا لحاجة عامة.3 ″
كما عرفها الدكتور محرزي محمد عباس على أنها″ :مبلغ نقدي حيث تقوم الدولة بدورها في اإلنفاق
العام باستخدام مبلغ نقدي ثمنا لما تحتاجه من منتجات ،سلع وخدمات ،من أجل تسيير المرافق العامة وثمنا
لرؤوس األموال اإلنتاجية التي تحتاجها للقيام بالمشاريع االستثمارية التي تتوالها ولمنح المساعدات واالعانات
4
اقتصادية واجتماعية وثقافية ومختلفة وغيرها.″
وعرفها ايضا الدكتور برحماني محفوظ بأنها″ :األرصدة المعتمدة في الميزانية او االعتمادات المالية
المخصصة لتغطية أعباء الدولة والتزاماتها التي تكتسي في كثير من الحاالت طابع الضرورة ،وتكون أيضا من
أجل تنفيذ بعض السياسات االقتصادية واالجتماعية ...الخ.5″
من خالل ما سبق يمكننا تعريف النفقات العامة هي :النفقات العامة عبارة عن اموال أي (يغلب عليها
الطابع النقدي) وذلك لسد حاجيات المواطن لتعود بالمنفعة العامة.
77
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
78
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
يرتكز تقسيم النفقات إلى وطنية ومحلية حسب معيار مجال شمولية النفقة العامة ومدى استفادة أفراد
1
المجتمع منها:
.1.2.1نفقات وطنية :هي تلك التي ترد في ميزانية الدولة وتتولى الحكومة االتحادية او المركزية القيام بها مثل
نفقة الدفاع والقضاء واألمن.
.2.2.1نفقات محلية :هي تلك التي تقوم بها الجماعات المحلية كالواليات والبلديات ،وترد في ميزانية هذه
الهيئات مثل توزيع الماء والكهرباء والمواصالت داخل اإلقليم أو المدينة.
.3.1التقسيم النفقات من حيث التأثير على الدخل الوطني:
تنقسم النفقات من حيث التأثير على الدخل أي القدرة الشرائية إلى نفقات حقيقية وأخرى تحويلية ،كما
2
يلي:
.1.3.1نفقات حقيقية :تلك المبالغ المالية التي تصرفها الدولة مقابل الحصول على سلع أو خدمات أو رؤوس
أموال إنتاجية ،كاألجور وأسعار السلع والخدمات والمهام الالزمة إلدارة المرافق العمومية التقليدية والحديثة
إلى جانب النفقات االستثمارية أو الرأسمالية.
.2.3.1نفقات تحويلية( :االعانات االقتصادية لبعض المنتجات أو المؤسسات ،نفقات المساعدة والتضامن،
المساهمة في تمويل بعض أنظمة الحماية االجتماعية) كهدف ضمان عدالة نسبية في توزيع المداخيل على
الفئات االجتماعية ،فالنفقات التحويلية ،ال يترتب عليها حصول الدولة على مقابل سلع والخدمات ،بل
بموجبها تقوم الدولة بتحويل جزء من الدخل الوطني من الطبقات االجتماعية مرتفعة الدخل الى الطبقات
االجتماعية األخرى محدودة الدخل.
.3.1تقسيم النفقات من حيث تكرارها:
3
تقسم الى نوعين نفقات عادية ونفقات غير عادية ،كما يلي:
.1.3.1نفقات عادية :تلك التي تكرر بصفة دورية منتظمة في الميزانية العادية للدولة ،أي خالل كل سنة مالية،
ومن أمثلتها أجور الموظفين والعمال ،وأسعار المواد واللوازم الضرورية لسير المرافق العامة ،ونفقات تحصيل
الضرائب إلى غير ذلك.
42
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
.2.3.1نفقات غير العادية :فهي تلك التي ال تكرر بصورة عادية منتظمة في ميزانية الدولة ،ولكن تدعو الحاجة
اليها ،مثل نفقات مواجهة مخلفات الكوارث الطبيعية كفيضانات وغيرها.
وإذا كان تسديد النفقات العادية يتم من اإليرادات العادية ،فإن النفقات غير العادية تسدد من اإليرادات
غير العادية كالقروض.
.2تقسيمات النفقات العمومية حسب التشريع الجزائري:
1
يقسم المشرع الجزائري النفقات العامة للدولة إلى نفقات التسيير ونفقات االستثمار ،كما يلي:
.1.2نفقات التسيير:
هي تلك النفقات الضرورية لسير أجهزة الدولة اإلدارية والمتكونة أساسا من أجور الموظفين ومصاريف
صيانة البنايات الحكومية ومعدات المكاتب...الخ ،ومنه ال يمكننا مالحظة أية قيمة مضافة منتجة تحملها
هذه النفقات لالقتصاد الوطني ،أي أنها لم تقم بعملية إنتاج أية سلعة حقيقية ،فهذا النوع من النفقات موجه
أساسا إلمداد هياكل الدولة بما تحتاجه من أموال حتى تتمكن من تسيير دواليب المجتمع على مختلف
أوجهه ،حيث توزع حسب الدوائر الوزارية في الميزانية الدولة ،وتسمى أيضا بالنفقات االستهالكية .2
تجمع وتقسم نفقات التسيير إلى اربعة أبواب هي :3
أداء الدين العمومي والنفقات المحسومة من اإليرادات؛
تخصيصات السلطات العمومية؛
النفقات الخاصة بوسائل المصالح؛
التدخالت العمومية.
يتعلق الباب األول والثاني باألعباء المشتركة في الميزانية العامة ،يتم تفصيلها وتوزيعها بمقتضى مرسوم
رئاسي ،أما الباب الثالث والرابع فيهمان الوزارات ويتم توزيعها عن طريق مراسيم التوزيع ،ويقسم الباب إلى
أقسام ويتفرع القسم إلى فصول ويمثل الفصل الوحدة األساسية في توزيع اعتمادات الميزانية وعنصرا مهما في
4
الرقابة المالية.
41
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
40
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
.2.2نفقات االستثمار:
يتم توزيع هذه النفقات حسب الخطة اإلنمائية السنوية للدولة وتظهر في الجدول (ج) الملحق بقانون
المالية السنوي حسب القطاعات وتتفرع إلى ثالثة أبواب ،هي 1:االستثمارات المنفذة من طرف الدولة،
إعانات االستثمار الممنوحة من قبل الدولة ،النفقات األخرى برأس المال.
المطلب الثالث :ترشيد النفقات العمومية (المفهوم ،المبررات ،متطلبات الترشيد)
للنفقات العمومية دورا فعاال في تنمية المؤسسات وازدهار االقتصاد الوطني وكذا التطور في جميع
المجاالت فيعتبر المحور األساسي للدفع باالقتصاد وتطور مختلف المنشئات العمومية فلهذا البدا من طريقة
فعالة في التصرف الحسن في هذه النفقات بصفة عامة لهذا سنتطرق إلى مفهوم النفقات العمومية ،مبررات
ومتطلبات نجاح عملية ترشيد النفقات العمومية.
.1مفهوم ترشيد النفقات العمومية
يعرف ترشيد النفقات العامة على أنه ″تحقيق أكبر نفع للمجتمع عن طريق رفع كفاءة هذا اإلنفاق إلى
أعلى درجة ممكنة والقضاء على أوجه اإلسراف والتبذير ومحاولة تحقيق التوازن بين النفقات العامة وأقصى ما
2
يمكن تدبيره من الموارد العادية للدولة ″
يقصد بترشيد النفقات العامة بأنه ″حسن التصرف في األموال و إنفاقها بعقالنية و حكمة و على أساس
رشيد دون إسراف ،و يتضمن ترشيد النفقات ،و زيادة الكفاية اإلنتاجية و محاولة االستفادة القصوى من
3
الموارد االقتصادية و البشرية المتوفرة ،أي بمعنى أخر هو اإلدارة الجيدة للنفقات .″
من خالل ماسبق يمكننا تعريف ترشيد النفقات العمومية :هو اإلختيار األصح واألمثل للمال وصبه في
مكان المناسب (عقالنية) ،دون اإلسراف والتبذير لتحصيل المنفعة العامة.
.2مبررات ترشيد النفقات العمومية
47
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
إن عملية ترشيد اإلنفاق العمومي تعتبر من المبادئ الهامة في اقتصاديات الدولة وسلوكها المالي في
مختلف األوضاع لذا يجب على هذه األخيرة أن تتبنى مختلف أجهزتها العامة ،سياسة الترشيد في برامج
اإلنفاق العمومي ومن أهم مبررات تبني سياسة الترشيد في اإلنفاق العمومي عموما يمكن ذكرها فيما يلي:1
رفع الكفاءة االقتصادية عند استخدام الموارد واإلمكانات المتاحة على نحو يزيد من كمية ونوع المخرجات
بنفس مستوى المدخالت ،أو نحو يقلل من المدخالت بنفس مستوى المخرجات؛
تحسين طرق االنتاج الحالية ،وتطوير نظم اإلدارة والرقابة وإدخال األساليب التقنية ودراسة الدوافع
واالتجاهات؛
خفض عجز الميزانية وتقليص الفجوة بين اإلرادات المتاحة واإلنفاق المطلوب ،والمساعدة في السيطرة
على التضخم والمديونية ،والمساهمة في تدعيم وإحالل وتجديد مشروعات البنية.
مراجعة هيكلة المصروفات عن طريق تقليص نوعية وحجم المصروفات التي ال تحقق مردودية كبيرة؛
دفع عجلة التطور والتنمية واختيار المشاكل االقتصادية واالجتماعية التي تواجهها الدولة؛
محاربة اإلسراف والتبذير وكافة مظاهر وأشكال سوء استعمال السلطة للمال العام؛
االحتياط لكفاءة األوضاع المالية الجيدة والمستقرة والصعبة محليا وعالميا؛
تجنب مخاطر المديونية الحالية وآثارها خصوصا وأن كثيرا من الدول النامية تعاني مشكلة تسديد ديونها
التي من المحتمل أنها أصرفت في الماضي.
.3متطلبات ترشيد النفقات العمومية
يتوقف نجاح عملية ترشيد اإلنفاق العام على العديد من العوامل نوردها في اآلتي:
-1توفر بيئة مالية مالئمة:
البد من توفر بيئة مالية مالئمة من أجل نجاح عملية ترشيد اإلنفاق العام فاإلدارة الجيدة لموارد الدولة
وتوفر الشفافية في تدفق المعلومات ووصولها للجميع والرقابة والمساءلة الجادة عن موارد الدولة وتوفر
الشفافية في تدفق المعلومات ووصولها للجميع والرقابة والمساءلة الجادة عن موارد الدولة في جانب صرف
2
النفقات أو تحصيل اإليرادات يساهم في تحقيق أهداف الترشيد.
1امينة هادفي و نبيلة جمايسية" ،دور الرقابة المالية في ترشيد النفقات العمومية" ،مذكرة مقدمة االستكمال نيل شهادة الماستر أكاديمي ،جامعة العربي
تبسي ،الجزائر ،4197- 4196 ،ص .49-41
2بصديق محمد ،النفقات العامة للجزائر في ظل اإلصالحات االقتصادية ،رسالة تدخل ضمن متطلبات نيل ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر،
44
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
1شعبان فرج ،الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر ،دراسة حالة الجزائر ،4191-4111ن أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر .1
2بوسبعين تسعديت ،حسين كمال ،مداخلة بعنوان :تحليل العالقة الترابطية بين مفهوم الحوكمة و الموازنة العامة للدولة ،الملتقي الدولي الثامن ،جامعة
شلف ،ص.2
3كردودي صبرينة ،مرجع سبق ذكره ،ص.476
41
الفصل الثاني ................................................................................................... :الميزانية العامة للدولة
خالصة الفصل
من خالل دراستنا لهذا الفصل توصلنا إلى ان الميزانية العامة للدولة ظهرت منذ العصور القديمة
واستخدمت لتنظيم أمور الدولة ،وهي وثيقة تعدها الحكومة سنويا ،وتعرض فيها توقعات إيرادات الدولة خالل
السنة المالية القادمة فضال على برمجة نفقاتها ،وتعد وفقا لقواعد وضوابط يحددها نص منظم لقوانين المالية
بهدف تحسين مقروئيتها وتعزيز شفافيتها ومصداقيتها في اعين المواطنين ،ويعتمدها في العادة البرلمان بعد
جلسة تصويت تسبقها جلسات نقاش وتعديل.
تتكون الميزانية العامة للدولة من بندين اساسين هما االيرادات والنفقات لكل منهما اقسامه ،كما ان
لها خصائص تعتمد عليها ،وللميزانية العامة اهمية سواء من الناحية السياسية او االقتصادية ،فمن الناحية
السياسية تعد وسيلة في يد السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية ،اما من الناحية االقتصادية فهي
تعكس الحياة االقتصادية واالجتماعية في الدولة وهي اداة تساعد في توجيه االقتصاد الوطني ،وتخضع هذه
الميزانية إلى خمس مبادئ اساسية واالهمية منها هي تبسيط إجراءات الرقابة عليه.
كذلك من خالل هذا الفصل تطرقنا أيضا لمختلف جوانب النفقات العمومية تبين لنا أنها وسيلة
تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافنا ،وتسعى إلى تجهيز نفقاتها العمومية على اختالف أنواعها وتقسيماتها
لتحقيق النفع العام وإشباع حاجات المواطنين ولو بالحد الذي يتضمن بقاء هذه الدولة.
ونظرا الزدياد نشاط الدولة اتسع بذلك دائرة ترشيد النفقات العمومية وترشيدها ،حيث أصبح انتهاج
سياسة الترشيد العام مطلبا هاما من أجل اإللمام بتحقيق جملة من األهداف التي تسعى إليها الدولة في ظل
محدودية الموارد من جهة ،وتزايد النفقات العمومية من جهة أخرى .وكل هذا متضمن في االنفاق العمومي.
41
الفصل الثالث
دراسة حالة المراقبة المالية
لدى بلدية عين أرنات
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
تمهيد:
تعقد الدولة العديد من الصفقات العمومية الالمتناهية وذلك لتلبية حاجات المجتمع المتنامية ولحماية
المال العام من جميع أشكال الهدر واإلسراف ،تسعى الدولة جاهدة إلى ترشيد ميزانية الدولة وذلك بتوفير
العديد من الهيئات الرقابية والعمل على تكوين اإلطارات واألعوان الذين يقومون بعملية الرقابة الخارجية على
النفقات العامة وطرق إنفاقها والتأكد من أنه تم وفقا للتشريع والتنظيم المعمول به ومن بين هذه الهيئات الرقابية
نجد الرقابة المالية.
سنتطرق في هذا الفصل إلى دراسة طريقة وكيفية الرقابة المالية على الصفقات العمومية لدى المراقبة المالية
عين أرنات.
لذا قسمنا هذا الفصل إلى ثالث مباحث:
المبحث األول :تقديم المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات؛
المبحث الثاني :الرقابة المالية على الصفقات العمومية من طرف المراقب المالي؛
المبحث الثالث :الرقابة القبلية على مشروع صفقة من طرف الرقابة المالية لبلدية عين أرنات.
47
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
بغية معرفة ماهية الرقابة المالية لبلدية عين أرنات ،سنتطرق في هذا المبحث إلى تعريفها باإلضافة إلى
هيكلها التنظيمي وتحليله من خالل إبراز أهم المهام التي تقوم بها مكاتبها المختلفة.
المطلب األول :تعريف ونشأة المراقبة المالية لبلدية عين أرنات
بناء على المرسوم التنفيذي رقم 724/28المؤرخ في 0228/11/11المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات
الملتزم بها المعدل والمتمم الذي أدخل ميزانيات البلدية ضمن الميزانيات المعنية بالرقابة السابقة ،وكذلك بناء
على القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 0211/27/20بين الوزير المكلف بالميزانية والوزير المكلف
بالجماعات المحلية الذي حدد تاريخ 0210/24/21بداية سريان الرقابة القبلية للنفقات الملتزم بها على
ميزانيات البلدية تم إنشاء المراقبة المالية للبلدية لدى بلدية عين أرنات والتي تعتبر هيئة إدارية ومالية للرقابة
المسبقة للنفقات الملتزم بها تعمل تحت وصاية وزارة المالية ،جسدت المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
1
سنة .0210
1حريزة عبد الكريم ،دور الرقابة المالية السابقة للنفقات الملتزم بها في ترشيد النفقات العمومية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر جامعة الباز السنة
،4196ص .57
48
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
المراقبة المالية
المراقب المالي
12
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
تتمثل مهمة المراقب المالي في الحرص على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالنفقات العمومية.
2
ويكلف على الخصوص بما يأتي:
1 Guide de contrôle des penses engages-anne2/direction générale du budget page 23
2المادة 91من المرسوم التنفيذي رقم .381– 99المؤرخ في 49 :نوفمبر 4199المتعلقة بمصالح المراقبة المالية.
11
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
والتي لها أثر على ميزانية الدولة و /أو على ميزانية الجماعات المحلية والهيئات العمومية؛
-إعداد تقييم سنوي ودوري حول نشاط المراقبة المالية؛
-مساعدة أية مهمة رقابية أو تقييم لمصالحه في إطار البرنامج المسطر من المديرية العامة للميزانية؛
-تقديم نصـ ـ ـ ــائح لألمرين بالصـ ـ ـ ــرف على المس ـ ـ ـ ــتوى المالي قص ـ ـ ـ ــد ض ـ ـ ـ ــمان نجاعة النفقات العمومية
وفعاليتها؛
-المسـ ــاهمة في األعمال التحضـ ــيرية للميزانية المعهودة إليه وضـ ــمان متابعتها وتقييمها وكذا اقتراح كل
تدبير ضروري يسمح بتسيير ناجح وفعال للنفقات العمومية؛
-يحدد المراقب المالي مهام المراقب المالي المســاعد الموضــوع تحت ســلطته باســتثناء بعض المهام
وفق كيفيات تحدد بموجب قرار الوزير المكلف بالميزانية.
هي ذلك الختم الذي يض ـ ـ ـ ــعه المراقب المالي على بطاقة االلتزام بعد فحص ـ ـ ـ ــها والتأكد من تطابق النفقة مع
التشريع المعمول به ،فهي تمثل اإلقرار الصريح بشرعية النفقات محل المراقبة.
.3.1المجاالت التي تستوجب تأشيرة المراقب المالي:
1
تخضع القرارات المتضمنة االلتزام بالنفقات مسبقا لتأشيرة المراقب المالي والمبينة كما يلي:
-قرارات التعيين والتثبيت والقرارات التي تخص الحياة المهنية للموظفين ودفع مرتباتهم ،باستثناء الترقية
في الدرجة؛
-الجداول االسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية؛
-الجداول األصـ ــلية األولية التي تعد في بداية السـ ــنة والجداول األصـ ــلية المعدلة التي تطرأ أثناء السـ ــنة
المالية؛
-االلتزامات بنفقات التسيير والتجهيز أو االستثمار.
كما تخضع كذلك لتأشيرة المراقب المالي:2
1المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم .292 -14المؤرخ في 92نوفمبر 9114المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات الملتزم بها.
2المادة رقم 7من المرسوم التنفيذي رقم .292 -14مرجع سبق ذكره.
10
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
-كل التزام مدعم بس ـ ـ ـ ــند طلب أو الفاتورة الش ـ ـ ـ ــكلية عندما ال يتعدى مبلغ المس ـ ـ ـ ــتوى المحدد إلبرام
الصفقة العمومية؛
-كل مقرر وزاري يتضمن إعانة أو تفويض باالعتماد أو تكفال باإللحاق أو تحويل االعتمادات؛
-كل التزام يتعلق بتسـ ـ ــديد مصـ ـ ــاريف التكاليف الملحقة والنفقات التي تصـ ـ ــرف من اإلدارة المباشـ ـ ــرة
والمثبتة بفاتورة نهائية.
مع مراعاة إلزامية إرفاق بطاقة االلتزام بجميع األوراق الثبوتية للنفقات.
.2مكتب المراقب المالي المساعد
هو عون من األعوان المكلفين بالرقابة القبلية على تنفيذ النفقات العمومية ويتم تعيينه بقرار من الوزير المكلف
بالميزانية من بين موظفي المديرية العامة للميزانية.
يكلف المراقب المالي المساعد تحت سلطة المراقب المالي بالحرص على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين
بالنفقات العمومية.
2
ويكلف زيادة على ذلك بما يأتي:
1المادة رقم 1من المرسوم التنفيذي رقم .292 -14مرجع سبق ذكره.
2المادة 91من المرسوم التنفيذي رقم .99 – 189مرجع سبق ذكره.
17
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
14
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
المبحث الثاني :الرقابة المالية على الصفقات العمومية من طرف المراقب المالي:
يكون عمل الرقابة الخارجية من طرف المراقب المالي على مشروع صفقة عمومية وذلك من خالل دراسة
الوثائق المكونة لملف مشروع صفقة.
المطلب األول :الوثائق المرفقة لملف صفقة عمومية
يخضع تقديم أي مشروع صفقة عمومية للتأشيرة من طرف المراقب المالي إلى تقديم ملف يحتوي على الوثائق
اإللزامية التالية:
.9مشروع صفقة يحتوي على كل الشروط التي تسمح بإنجاز الخدمات المزمع القيام بها ويجب أن
يكون مرفقا بكشف وصفي وتقديري وكمي ،وعند االقتضاء جدول األسعار بالوحدة ،كما يجب أن
يكون مرفقا بكل الوثائق التبريرية والوثائق التقنية ورسالة العرض في حالة اإلعالن عن المنافسة وتصريح
باالكتتاب وتصريح بالنزاهة؛
.4العروض التقنية والمالية المعدة طبقا ألحكام دفتر الشروط :حسب المادة 12من قانون الصفقات
العمومية يجب أن تشمل العروض على ملف الترشح وعرض تقني وعرض مالي ،يوضع ملف الترشح
والعرض التقني والمالي في أظرفة منفصلة ومقفلة بإحكام يبين كل منهما تسمية المؤسسة ومرجع طلب
العروض وموضوعه ،وتتضمن عبارة "ملف ترشح" أو 'عرض تقني" أو "عرض مالي "حسب الحالة،
وتوضع هذه األظرفة في ظرف آخر مقفل بإحكام ومغفل ويحمل عبارة "ال يفتح " إال من طرف لجنة
فتح األظرفة وتقييم العروض؛
.1دفتر الشروط مؤشر عليه مرفقا بمقرر التأشيرة للجنة الصفقات المختصة 1حيث يتم تحضير دفتر
الشروط من طرف المصلحة المتعاقدة أيا كانت سواء بلدية أو والية أو مؤسسة عمومية إلبرام صفقة
عمومية .حيث "توضح دفاتر الشروط المحينة دوريا ،الشروط التي تبرم وتنفذ وفقها الصفقات العمومية
وهي تشمل على الخصوص ما يأتي:
-دفاتر البنود اإلدارية العامة المطبقة على الصفقات العمومية لألشغال واللوازم والدراسات والخدمات
الموافق عليها بموجب مرسوم تنفيذي؛
-دفاتر التعليمات التقنية المشتركة التي تحدد الترتيبات التقنية المطبقة على كل الصفقات العمومية
المتعلقة بنوع واحد من األشغال أو اللوازم أو الدراسات أو الخدمات الموافق عليها من الوزير المعني؛
1المرسوم التنفيذي رقم .998 -99المؤرخ في 96مارس 4199يتضمن موافقة على النظام الداخلي النموذجي للجنة الصفقات العمومية.
11
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
1
-دفاتر التعليمات الخاصة التي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة عمومية؛
2
-اإلعالنات اإلشهارية لإلعالن عن المنافسة وعن المنح المؤقت للصفقة؛
ويكون اللجوء إلى االشهار الصحفي إلزاميا في الحاالت اآلتية:
طلب العروض المفتوح -
-طلب العروض المفتوح مع اشتراط القدرات الدنيا
-طلب العروض المحدود
-التراضي بعد االستشارة عند االقتضاء.
3
كما" يجب أن يحتوي إعالن طلب العروض على البيانات اإللزامية اآلتية:
-تسمية المصلحة المتعاقدة وعنوانها ورقم تعريفها الجبائي؛
-كيفية طلب العروض؛
-شروط التأهيل أو االنتقاء األولي؛
-موضوع العملية؛
-قائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع إحالة القائمة المفصلة إلى أحكام دفتر الشروط ذات الصلة؛
-مدة تحضير العروض ومكان إيداع العروض؛
-مدة صالحية العروض؛
-إلزامية كفالة التعهد إذا اقتضى األمر؛
-تقديم العروض في ظرف مغلق بإحكام تكتب عليه عبارة "ال يفتح إال من طرف لجنة فتح األظرفة
وتقييم العروض ومراجع طلب العروض"؛
-ثمن الوثائق عند االقتضاء؛
" -يحرر إعالن طلب العروض باللغة العربية وبلغة أجنبية واحدة على األقل.
1المادة 46من المرسوم الرئاسي رقم 427-95المؤرخ في 96سبتمبر 4195المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
المرسوم التنفيذي رقم ،998-99مرجع سبق ذكره2 .
11
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
كما ينشر إجباريا في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي (ن .ر .ص .م.ع) وعلى األقل في جريدتين
يوميتين وطنيين موزعتين على المستوى الوطني.
يدرج إعالن المنح المؤقت للصفقة في الجرائد التي نشر فيها إعالن طلب العروض عندما يكون ذلك ممكنا
مع تحديد السعر وآجال االنجاز وكل العناصر التي سمحت باختيار حائز الصفقة العمومية.
يمكن إعالن طلبات عروض الواليات والبلديات والمؤسسات العمومية الموضوعة تحت وصايتها والتي تتضمن
صفقات أشغال أو لوازم ودراسات أو خدمات يساوي مبلغها تبعا لتقدير إداري على التوالي مائة مليون دينار
(122222222دج) أو يقل عنها وخمسين مليون دينار(12222222دج) أو يقل عنها ،أن تكون محل إشهار
محلي حسب الكيفيات اآلتية:
-نشر إعالن طلب العروض في يوميتين محليتين أو جهويتين وإلصاق إعالن طلب العروض بالمقرات المعنية:
للوالية ،لكافة بلديات الوالية ،لغرف التجارة والصناعة ،والصناعة التقليدية والحرف ،والفالحة للوالية للمديرية
1
التقنية المعنية في الوالية "
-في حالة وجود طعون إرفاق نسخة منها ونسخة من رد المصلحة المتعاقدة وكذلك نسخة من رأي لجنة
الصفقات المختصة التي فحصت الطعون.
-في حالة وجود طعون قضائية إرفاق نسخة من قرار العدالة.
-مقررات تعيين أعضاء لجنتي فتح األظرفة وتقييم العروض ،حيث "تحدث المصلحة المتعاقدة في إطار
الرقابة الداخلية ،لجنة دائمة واحدة أو أكثر مكلفة بفتح األظرفة وتحليل العروض والبدائل واألسعار االختيارية
عند االقتضاء تدعى في صلب النص "لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض" وتتشكل هذه اللجنة من موظفين
مؤهلين تابعين للمصلحة المتعاقدة ،يختارون لكفاءتهم.2
-يمكن للمصلحة المتعاقدة تحت مسؤوليتها أن تنشئ لجنة تقنية تكلف بإعداد تقرير تحليل العروض
لحاجات لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض".3
-محاضر اجتماعات لجنتي فتح األظرفة وتقييم العروض والتي تكون وفقا ألحكام المواد -24 -20 -21 -22
12
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
-تفويض السلطة باإلمضاء عندما ال يكون الموقع على الصفقة هو المسؤول المكلف قانونا.
-بطاقة فردية للعملية وعند االقتضاء مقرر التمويل المناسب (مقرر تسجيل العملية) تذكر مراجع مقرر التمويل
(الرقم والتاريخ والمبلغ والهيكلة.)...
-الوثائق التبريرية للحصة الممكن تحويلها بالنسبة للمتعهدين األجانب.
-المذكرة التحليلية" :تتولى المصلحة المتعاقدة إعداد هذه المذكرة التحليلية المرفقة بتقرير تقديمي طبقا لنموذج
يحدده النظام الداخلي.1
-تقرير تقديمي للملف يذكر بالنتائج المتوخاة من مشروع الصفقة العمومية وكل معلومة إضافية من شأنها أن
تقدم توضيحات الختيار المتعامل المتعاقد ،كما يحتوي على القيد ألميزانياتي والتمويل وشروط تسديد الصفقة
والذي يبن ميزانية قيد الصفقة (ميزانية التسيير أو ميزانية التجهيز) وفي حالة ما إذا كان القيد في ميزانية التجهيز
يجب تقديم المواصفات التالية.
2
رخصة البرنامج :يبين على الخصوص:
-الرقم؛
-تاريخ التسليم؛
-المبلغ اإلجمالي؛
3
-مبلغ وتاريخ إعادة التقييم ،عند االقتضاء.
-بطاقة تقنية مفصلة لتقديم العرض أو العارضين المختارين.4
1Article167
« La documentation Professionnelle, réglementation des Marchés publics ».Dr
mouloud didane
2Idem.
3Idem.
17
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
18
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
المبحث الثالث :الرقابة القبلية على مشروع صفقة من طرف الرقابة المالية لبلدية عين أرنات
نظرا النقطاع المياه الصالحة للشرب لسكان بلدية عين أرنات ونظرا لضرورة توفير هذه المادة الحيوية
للسكان قامت بلدية عين أرنات بتحضير مشروع صفقة تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب تلبية لحاجيات
سكانها ،حيث كان على البلدية اتخاذ مجموعة من اإلجراءات الالزمة إلبرام وتحضير مشروع الصفقة وذلك
وفقا للتشريع والتنظيم المعمول به.
المطلب األول :اإلجراءات المتخذة من طرف البلدية قبل عرض مشروع الصفقة على الرقابة
المالية
قبل الشروع في أي إجراء إلبرام صفقة عمومية قامت المصلحة المتعاقدة والمتمثلة في بلدية عين
أرنات بادئ ذي بدء بتحديد الحاجات الواجب تلبيتها في مشروع تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب،
حيث تم تعين األشغال الواجب القيام بها وتحديد الكميات الالزمة ومبلغ الحاجات استنادا إلى تقدير إداري
صادق وعقالني أعدته المصلحة التقنية التابعة للبلدية حيث أسفرت هذه األخيرة أن مبلغ الحاجات حدد بـ:
32.698.255.00دج كما هو مبين في الملحق رقم (. )1
وبما أن مبلغ الطلب تجاوز مبلغ 10.222.222دج فإنه يقتضي وجوبا على البلدية إبرام صفقة عمومية وفق
اإلجراءات الشكلية واإلعالن عن طلب عروض وطني مفتوح وااللتزام باإلجراءات التالية:
.9إعداد دفتر الشروط لمشروع صفقة:
يتم تحضير مشروع دفتر الشروط لمشروع الصفقة (( )xالعرض التقني والعرض المالي وملف الترشح) من
طرف المصلحة المتعاقدة والمتمثلة في البلدية وبالضبط المصلحة التقنية إلبرام صفقة عمومية ،ويتم إرسالها
إلى أمانة لجنة الصفقات العمومية المختصة هنا تتمثل في لجنة البلدية للصفقات العمومية وهي هيئة رقابية
خارجية قبلية للصفقات العمومية تقوم بدراسة:
-مشاريع دفاتر الشروط؛
-مشاريع الصفقات.
والتحقق من مطابقتهما للتشريع والتنظيم المعمول بهما في ظل قانون الصفقات العمومية وتفويضات المرفق
العام ،وإعطاء التأشيرة حسب اإلجراءات التنظيمية المنصوص عليها في فانون الصفقات العمومية.
12
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
ويشمل الملف الذي تقدمة المصلحة المتعاقدة (البلدية) للجنة البلدية للصفقات العمومية بطاقة تحليلية كما
هو مبين في الملحق رقم )0( :وتقرير تقديمي للصفقة ،وضحت فيهما المصلحة المتعاقدة:
-كيفية إبرام الصفقة حيث تم إبرام هذه الصفقة عن طريق طلب عروض مفتوح مع اشتراط القدرات
الدنيا؛
-الغالف المالي المخصص للصفقة 74278172.24 :دج؛
-التقييم اإلداري :قدر ب ـ ـ 70187001.22دج؛
-مدة تحضير العروض 11يوما ابتداء من تاريخ أول نشر إلعالن طلب العروض في النشرة الرسمية
والجرائد الوطنية العمومية؛
-مدة صالحية العروض محددة بمدة تحضير العروض 82 +يوما ابتداء من تاريخ آخر أجل لصالحية
العروض؛
-معايير اختيار المتعامل المتعاقد :هنا اختارت المصلحة المتعاقدة (البلدية) المتعامل الذي يقدم أقل
عرض مالي والمؤهل تقنيا؛
-كما اشترطت على المقاولة امتالك شهادة التأهيل المصنفة في الدرجة الثالثة فما فوق النشاط الرئيسي
في ميدان الري والذي يتماشى ومشروع الصفقة كما هو مبين في الملحق رقم)7( :؛
-حيث يعين رئيس اللجنة مقررا للملف ويكون من بين أعضاء اللجنة والذي يعرض تحليال للملف
ويبدي رأيه والذي يكون إما:
-رأي موافق بمنح التأشيرة؛
-رأي موافق بمنح التأشيرة مرفقة بتحفظات غير موقفة
-رفض منح التأشيرة.
ثم تقوم اللجنة بمداوالت ويكون رأيها في الغالب من رأي المقرر ،حيث اجتمعت لجنة البلدية للصفقات
العمومية كما هو مبين في الملحق رقم ( ،)4وكان قرار اللجنة :منح التأشيرة القبلية من قبل أعضاء اللجنة
باإلجماع لدفتر الشروط (العرض التقني والمالي وملف الترشح) لعملية تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب
على أن يتم اإلعالن عن طلب العروض الوطني مفتوح مع اشتراط القدرات الدنيا في النشرة الرسمية للمتعامل
11
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
العمومي BOMOPوجريدتين وطنيتين باللغة العربية والفرنسية ،وبمدة تحضير العروض 11يوما ويمنح العرض
للذي يقدم أقل عرض مالي و مؤهل تقنيا.
ومنه يتم إعداد مقرر من طرف لجنة الصفقات العمومية يتضمن منح التأشيرة القبلية لدفتر الشروط الخاص
بمشروع تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب كما هو مبين في الملحق رقم (.)1
.4مرحلة التحضير وإيداع العروض واختيار المتعامل االقتصادي:
بعد المصادقة على مشروع دفتر الشروط لمشروع صفقة ( )xمن طرف لجنة البلدية للصفقات العمومية ،تقوم
المصلحة المتعاقدة (البلدية) بإجراء إعالن لدفتر الشروط لمشروع صفقة ( )xفي الجرائد الوطنية اليومية
المالحق (. )7 - 2 - 1 وباللغتين العربية والفرنسية و BOMOPكما هو مبين في
هذا اإلجراء الذي يسمح للمتعاهدين االقتصاديين بسحب مشروع دفتر الشروط لمشروع الصفقة الذي تم
المصادقة عليه من طرف اللجنة البلدية للصفقات العمومية مقابل مبلغ مالي ،هنا المصلحة المتعاقدة (البلدية)
تحدد فترة للمتعاهدين االقتصاديين لتحضير العروض وفي آخر يوم آلخر ساعة إليداع العروض يقومون بإيداع
عروضهم لدى البلدية ويكون الملف في ظرف مغلق حيث تستدعى لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض لفتح
األظرفة المودعة من طرف المتعاملين االقتصاديين علنا ،وتعد محضرا تسرد فيه نتائج الفتح وتقييم العروض
تقنيا وماليا ويتم المنح المؤقت للمتعامل سواء كان (مؤسسة أو مقاولة ) ...األقل عرض مالي وفقا لمعايير
دفتر الشروط.
واإلعالن عن المنح المؤقت للصفقة ( )xفي الجرائد الوطنية اليومية باللغة العربية والفرنسية وفي النشرة الرسمية
للمتعامل العمومي BOMOPمع تحديد مدة للطعون والتي تكون في الغالب محددة بــ 12 :أيام كما هو
في الملحق رقم (.)8 مبين
.1عرض مشروع الصفقة ( )xعلى لجنة الصفقات العمومية للمصادقة عليها:
بعد التأكد من عدم وجود الطعون من طرف العارضين وذلك باحترام المصلحة المتعاقدة (البلدية) مدة الطعون
المحددة قانونا بـ 12 :أيام ،يتم تحضير مشروع الصفقة ( )xبناء على دفتر الشروط ،يعرض مشروع الصفقة
على المجلس الشعبي البلدي للتداول ثم يعرض على السلطة الوصية (في هذه الحالة ممثلة في الدائرة) للرقابة
الخارجية حيث تمت المصادقة على مشروع الصفقة المبرمة بين البلدية والمؤسسة ( )xلألشغال العمومية
والبناء ،والخاصة بتجديد شبكة مياه الصالحة للشرب كما هو مبين في الملحق رقم ( ،)12بعدها تقوم
المصلحة المتعاقدة (البلدية) بجمع هذه اإلجراءات في ملف يحتوي على:
10
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
17
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
14
الفصل الثالث ........................................................................ :دراسة حالة المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
خالصة الفصل:
بعد دراسة الرقابة القبلية على مشروع صفقة من طرف المراقب المالي يظهر لنا أن المشرع الجزائري
أعطى مجاال واسعا للمراقب المالي لمراقبة تصرفات اآلمر بالصرف بداية من إنشاء برنامج إلى إعداد مشروع
دفتر الشروط لمشروع صفقة عمومية إلى مرحلة تحضير وإيداع العروض واختيار المتعامل االقتصادي وفقا
لدفتر الشروط إلى االلتزام لدى المراقب المالي ووجوب تجسيده وذلك لحماية المال العام وترشيده.
وقد تم إسقاط الجانب النظري على الجانب التطبيقي من خالل دراسة صفقة "تجديد شبكة المياه
الصالحة للشرب" ببلدية عين أرنات تلبية لحاجيات سكانها ،حيث كان على البلدية اتخاذ مجموعة من
اإلجراءات الالزمة إلبرام وتحضير مشروع الصفقة وذلك وفقا للتشريع والتنظيم المعمول به وكان على المراقب
المالي لدى بلدية عين أرنات التأكد من مشروعية النفقة والتدقيق في هته اإلجراءات المتخذة إلبرام صفقة
تجديد شبكة المياه الصالحة للشرب وإعطائها التأشيرة أي صفقة مشروعية تجسيد على أرض الواقع.
11
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
خاتمة ....................................................................................................................... :
خاتمة:
إن للرقابة المالية أهمية بالغة في ترشيد ميزانية الدولة باعتبارها أداة هامة ومؤثرة في عملية التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،حيث تم التطرق إلى الرقابة المالية على الصفقات العمومية من خالل إبراز أهم الجوانب المتعلقة
بها من مفهوم الرقابة المالية ومراحل تنفيذها إلى تعريف الصفقات العمومية ثم خصائصها وأنواعها ،ثم انتقلنا
إلى الميزانية العامة للدولة لما لها من أهمية في بناء دولة حديثة ،ومن هذا المنطلق قمنا بدراسة مفهوم الميزانية
العامة للدولة إلى إعدادها واعتمادها وتنفيذها والدور الهام الذي تلعبه النفقات العامة في تحريك النشاط
االقتصادي.
ثم تناولنا جهاز من أجهزة الرقابة المالية السابقة أال وهو المراقب المالي وكان ذلك من خالل التطرق إلى
تعريفه وشروط تعيينه ومجال رقابته على الصفقات العمومية.
-1النتائج النظرية:
من خالل البحث التي قمنا بها توصلنا إلى جملة من النتائج يمكن تلخيصها فيما يلي:
-الرقابة المالية هي الرقابة التي تستهدف ضمان شرعية التصرفات المالية والكشف الكامل عن االنحرافات
ومدى مطابقة التصرفات المالية مع القوانين والقواعد النافذة لتحقيق الصالح العام؛
-من خالل البحث تبين أن النفقة العمومية هي عبارة عن أموال يغلب عليها الطابع النقدي وذلك لسد
حاجيات المواطن لتعود بالمنفعة العامة؛
-الصفقات العمومية هي أداة أساسية لتطوير االقتصاد الوطني ووسيلة ضرورية لتطبيق السياسة االقتصادية
واالجتماعية للدولة؛
-يلعب المراقب المالي دور المستشار من خالل توجيه وإرشاد اآلمر بالصرف في تنفيذ ميزانية الدولة.
-2النتائج التطبيقية:
من خالل الدراسة الميدانية يمكن الخروج بالنتائج التالية:
-على المراقب المالي وللتأكد من مشروعية النفقة محل الصفقة أن يقوم بالتدقيق فيما يلي:
-وجود اعتماد مالي يغطي مبلغ الصفقة؛
-التدقيق في كل من مشروع دفتر الشروط لمشروع صفقة من حيث تأشيرة لجنة الصفقات ومطابقة بنودها
وعنوان العملية؛
-تقييم عروض المتعاملين االقتصاديين تقنيا (وسائل مادية وبشرية) وماليا واختيار المتعامل االقتصادي األقل
عرض مالي؛
-التدقيق في بطاقة االلتزام حيث يتم تفصيل عنوان العملية ومطابقته والباب – الباب الفرعي والمادة -وأخيرا
إعطاء تأشيرة المراقب المالي لنفقة مشروع صفقة حيث أخذت الصفقة مشروعية التجسيد.
12
خاتمة ....................................................................................................................... :
-3التوصيات واالقتراحات:
من خالل البحث والنتائج المستخلصة يمكن تقديم بعض التوصيات واالقتراحات التي من شأنها أن
تساهم في تحسين مستوى الرقابة المالية والتي نوجزها فيما يلي:
-عدم التدخل في أعمال أي من أجهزة الرقابة المالية من قبل السلطات العليا وبأي صفة كانت؛
-إشراك المراقب المالي في إعداد الميزانية ألنه على دراية بالمعلومات الضرورية التي تمكنه من التدخل عند
الضرورة وإبداء مالحظاته مسبقا لتفادي وقوع اآلمر بالصرف فيها الحقا؛
-العمل على تحسين مستوى كل األعوان المكلفون بتنفيذ الميزانية من خالل إقامة دورات تكوينية وتوفير
المراجع المتخصصة؛
-أن يلتزم نظام الرقابة بالتوجيه واإلرشاد في تنفيذ الميزانية؛
-إدخال نظام اإلعالم اآللي ووسائل االتصال الحديثة لتسهيل العمل؛
-االستفادة من تجارب الدول من خالل تشجيع التعاون الدولي في مجال الرقابة المالية؛
-توفير الوسائل المادية والبشرية لدى مصالح الرقابة المالية؛
-السرعة في توفير النصوص والتقارير والمناشير المفسرة لبعض القوانين المبهمة المتعلقة بتبرير النفقة العمومية؛
-توفير الحصانة لمختلف أجهزة الرقابة من أجل ممارسة نشاطهم بدون ضغطات.
-3آفاق الدراسة:
نظرا ألهمية دور الرقابة المالية على الصفقات العمومية في ترشيد ميزانية الدولة لما لها من دور في تلبية
حاجيات المجتمع والحفاظ على المال العام فإنه يجب التوسع في هذا الموضوع وإعطائه حقه وذلك بالتطرق
إليه في بحوث أخرى وذكر جوانب أخرى للموضوع والتوسع فيه في مختلف الملتقيات ،مثل:
-الصفقات العمومية في الجزائر ودورها في تنمية االقتصاد الوطني؛
-حوكمة الصفقات العمومية.
17
قائمة المراجع
قائمة المراجع ....................................................................................................................... :
أوال الكتب:
-إبراهيم علي عبد الله وأنور العجارمة " ،مبادئ المالية العامة " ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان
األردن .1887
-أكرم إبراهيم حماد ،الرقابة المالية في إقطاع الحكومي ،جهينة للنشر والتوزيع األردن . 0221
حسن محمد اإلدارة المالية العامة ،األكاديسيون للنشر األردن.0214 ، -
-د.علي أنور العسكري ،الرقابة المالية على األموال العامة ،مكتبة بستان المعرفة كفر الدوار مصر
مطبعة االنتصار ،اإلسكندرية 1887 -د.عوف محمود الكفراوي – الرقابة المالية بين النظرية والتطبيق،
-رحماني محفوظ" ،المالية العامة في التشريع الجزائري" ،دار الجامعة الجديدة األزاريطة اإلسكندرية ،القاهرة
0211.
1887 -زينب حسين عوض الله ،مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية للطباعة والنشر لبنان
السياسة المالية" ،دار الثقافة العربية ،القاهرة ،مصر 0220 -سامي سيد " ،المالية العامة وأدوات
العربية للعلوم بيروت الطبعة األولى 0211 -سمير الشاعر ،المالية العامة والنظام المالي اإلسالمي الدار
-طار ق الحاج ،المالية العامة ،الطبعة االولى ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان األردن.
-طاهر الجنابي ،علم المالية العامة والتشريع المالي ،دار الكتب للطباعة والنشر بغداد
- -عمار بوضياف :شرح تنظيم الصفقات العمومية – جسور للنير والتوزيع الجزائر .0214
-لعمارة جمال ،منهجية الميزانية العامة في الجزائر ،دار الفجر ،القاهرة ،مصر
-محرزي محمد عباس ،اقتصاديات المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية الطبعة السادسة بن عكنون
الجزائر
.0227 -محمد الصغير بعلي ،يسري أبو العال ،المالية العامة ،دار العلوم ،الجزائر
-محمد شاكر عصفور ،أصول الموازنة العامة ،الطبعة الخامسة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة األردن
.0217
-المرسي السيد حجازي ،مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية مصر . 0228
دار النهضة العربية القاهرة ،مصر 1888 -مصطفى حسن مصطفى ،مبادئ علم المالية العامة،
22
قائمة المراجع ....................................................................................................................... :
-مصطفى طويل :قانون الصفقات العمومية في الجزائر حسب آخر تعديالت–دار الحديث للكتاب الجزائر
.0227
-مولود ديدان :الوثائق المهنية ،تنظيم الصفقات العمومية دار بلقيس دار البيضاء الجزائر .0214
21
قائمة المراجع ....................................................................................................................... :
-المرسوم التنفيذي رقم 117-11 :المؤرخ في 11مارس 0211المتضمن الموافقة على النظام الداخلي
النموذجي للجنة الصفقات العمومية.
-المرسوم التنفيذي 141-70المؤرخ في 12أفريل 1870المنظم للصفقات العمومية
-المرسوم التنفيذي 747-81المؤرخ في 28نوفمبر 1881المتظمن تنظيم الصفقات العمومية
-المرسوم الرئاسي رقم 012-20 :المعدل والمتمم المؤرخ في 04جويلية 0220المتضمن تنظيم الصفقات
العمومية.
-المرسوم الرئاسي رقم 071-12 :المؤرخ في 22أكتوبر 0212المتضمن تنظيم الصفقات العمومية.
-المرسوم الرئاسي رقم 042-11 :المؤرخ في 11سبتمبر 0211المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات
المرفق العام
األمر 82-12المؤرخ في 12جوان 1812المتضمن قانون الصفقات العمومية
رابعا :المقابالت الشخصية:
-القانون 12-74المؤرخ في 22جويلية 1874المتعلق بقانون المالية
-القانون 01-82المؤرخ في 11أوت 1882المتعلق بالمحاسبة العامة
-مقابالت مع أعوان مصالح المراقبة المالية لدى بلدية عين آرنات.
-مقابالت مع المراقب المالي بالمراقبة المالية لدى بلدية عين آرنات.
- DR mustapha touil – code des marches publics en Algérie –selons les dernieres
- modifications DARE EL HADITH 2018.
- -DR mouloud didene la documentation professionnelle –règlementation des marches
publics DAR BELKEISE ALGER 2014.
- -GUIDE de contrôle des dépenses engages –anne 2/ direction générale du budget
20
الملاحق
المالحق ................................................................................................................................. :
24
المالحق ................................................................................................................................. :
21
المالحق ................................................................................................................................. :
21
المالحق ................................................................................................................................. :
22
المالحق ................................................................................................................................. :
27
المالحق ................................................................................................................................. :
28
المالحق ................................................................................................................................. :
الملحق رقم : 5مقرر يتضمن منح تأشيرة قبلية لدفتر الشروط الخاص بالمشروع
72
المالحق ................................................................................................................................. :
الملحق رقم :6إعالن عن طلب عروض وطني مفتوح مع إشتراط القدرات الدنيا(نسخة عربية /جريدة الجمهور
الرياضي
71
المالحق ................................................................................................................................. :
الملحق رقم :7إعالن عن طلب عروض وطني مفتوح مع إشتراط القدرات الدنيا(نسخة فرنسية/جريدة المجاهد )
70
المالحق ................................................................................................................................. :
الملحق رقم : 8إعالن عن طلب عروض وطني مفتوح مع اشتراط القدرات الدنيا( جريدة رسمية المتعامل
االقتصادي)
77
المالحق ................................................................................................................................. :
74
المالحق ................................................................................................................................. :
71
المالحق ................................................................................................................................. :
71
المالحق ................................................................................................................................. :
72
المالحق ................................................................................................................................. :
77
المالحق ................................................................................................................................. :
78
قائمة
الجداول والأشكال
قائمة األشكال ...................................................................................................... :
قائمة األشكال:
صفحة رقم 2 : الشكل رقم ) :(1مستويات الرقابة المالية
صفحة رقم 10 : الشكل رقم ) :(2أنواع الرقابة المالية على تنفيذ الموازنة العامة
صفحة رقم 47 : الشكل رقم ) :(3الهيكل التنظيمي للمراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات
فهرس الملاحق
فهرس المالحق ...................................................................................................... :
المبحث الثاني :مراحل ،اساليب ومقومات تنفيذ الرقابة المالية 10 ................................................................
المطلب األول :مراحل عملية الرقابة المالية 10 .....................................................................................
المبحث الثالث :الصفقات العمومية والهيئات المكلفة بالرقابة المالية عليها 12 ....................................................
المطلب األول :تعريف الصفقات العمومية ،خصائصها وأنواعها 12 ...................................................................
المطلب الثاني :الرقابة المالية السابقة على الصفات العمومية 07 .....................................................................
المطلب الثالث :ترشيد النفقات العمومية (المفهوم ،المبررات ،متطلبات الترشيد) 47 ...................................................
الفصل الثالث :دراسة حالة المراقبة المالية لدي بلدية عين أرنات
تمهيد 47 .......................................................................................................................
المبحث األول :تقديم المراقبة المالية لدى بلدية عين أرنات 48 ..................................................................
المطلب األول :تعريف ونشأة المراقبة المالية لبلدية عين أرنات 48 ...................................................................
المطلب الثاني :الهيكل التنظيمي للمراقبة المالية لبلدية عين أرنات 12 ................................................................
المطلب الثالث :مهام المراقبة المالية لبلدية عين أرنات 11 ..........................................................................
المبحث الثاني :الرقابة المالية على الصفقات العمومية من طرف المراقب المالي 11 ...............................................
المطلب األول :الوثائق المرفقة لملف صفقة عمومية 11 .............................................................................
المبحث الثالث :الرقابة القبلية على مشروع صفقة من طرف الرقابة المالية لبلدية عين أرنات 12 ....................................
المطلب األول :اإلجراءات المتخذة من طرف البلدية قبل عرض مشروع الصفقة على الرقابة المالية 12 ..................................
حيث أخذت،يعالج البحث موضوع دور الرقابة المالية على الصفقات العمومية في ترشيد ميزانية الدولة
الصفقات العمومية النصيب األكبر من ميزانية الدولة وأصبحت من أهم المشاكل التي تواجه الدولة في ظل
ومن أجل الحفاظ على المال العام وترشيده كان البد على هذه األخيرة وضع،زيادة االحتياجات العامة
.أجهزة رقابية فعالة للحد من التالعب واالستعمال السيئ للمال العام
اتجهنا في دراسة حالة إلى جهاز،ومن أجل معرفة مدى فاعلية أجهزة الرقابة المالية على أرض الواقع
الذي يسهر في حدود المراقبة المالية القبلية التي،رقابي مالي وهو المراقب المالي لعين أرنات بسطيف
تصب في مجال القانون والتنظيم على مدى شرعية االجراءات المتخذة من طرف اآلمر بالصرف إلبرام
.الصفقات العمومية والتدقيق في ملفها المالي وتقييمها وذلك بإعطائها التأشيرة أو رفضها
. المراقب المالي بعين أرنات، الميزانية العمومية، الصفقات العمومية، الرقابة المالية:الكلمات المفتاحية
Abstract:
The research deals with the issue of the role of financial control over public
transactions in rationalizing the state budget, as public transactions took the largest
share of the state budget and became one of the most important problems facing the
state in light of the increase in public needs, Effective oversight to limit the
manipulation and misuse of public funds.
In order to know the effectiveness of the financial oversight bodies on the ground,
we turned in a case study to a financial supervisory body, the financial controller of
Ain Arnat Setif, who watches within the limits of the tribal financial control that
flows into the field of law and regulation over the legitimacy of the measures taken
by the orderer of exchange to conclude Public transactions, auditing and evaluating
their financial file by granting or rejecting a visa.