You are on page 1of 250

‫وزارة التعميــــــــــــــــــــم العالـــــــــــــــي والبــــــــحث العمــــــــــــــــمي‬

‫جامعــــــــــة محمد الصديق بن يحي – جيجل ‪-‬‬

‫كميـــــــــــــــة العمـــــوم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬


‫قسم العموم االقتصادية‬

‫العنــــــــــــــــــــــوان‪:‬‬

‫دور الرقابــــــــة عمى الصفقات العموميــــــة‬


‫في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬

‫مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات نيل شيادة ماستر أكاديمي في عموم االقتصاد‬
‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫د‪ -‬كريـ بودخدخ‬ ‫‪ -‬إلياس مرغيت‬
‫‪ -‬محمد حنوؼ‬

‫الجامعية‪ 0202/0202 :‬م‬


‫ّ‬ ‫السنة‬
‫ّ‬
‫شـكـر وعـرفان‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫اللهم إنا نسألك خري املسألة وخري الدعاء وخري النجاح‬
‫وخري احللم وخري الثواب وخري املمات‪.‬‬
‫اللهم ال جتعلنا نصاب بالغرور إذا جنحنا وال باليأس إذا فشلنا بل علّمنا دائما بأن‬
‫الفشل ىو التجربة اليت تسبق النجاح قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ﴾‬
‫(سورة ابراىيم‪ ،‬اآلية‪)7 :‬‬
‫احلمد والشكر هلل عز وجل على متام ىذا العمل ونسألو أن يهبنا الفالح‪،‬‬
‫مث لوالدينا األكارم امتثاال لقولو تعاىل‪ ﴿ :‬ﮁﮂ ﮃ ﮄ﴾(سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪:‬‬
‫‪ ،)41‬مث ألساتذتنا امتثاال لقول املصطفى صلى اهلل عليو وسلم‪ ":‬من صنع إليكم‬
‫معروفا فكافئوه‪".‬‬
‫جبزيل الشكر وعظيم االمتنان والتقدير إىل األستاذ الفاضل‬
‫"بودخدخ كريم" لتفضلو باإلشراف على إجناز ىذا البحث‪،‬‬
‫وإخراجو إىل حيز الوجود‪ ،‬بعدما كان جمرد فكرة‪ ،‬فجزاه اهلل عنا خري اجلزاء‪،‬‬
‫وجعلو اهلل نرباس علم تستضيء بو األجيال‪.‬‬
‫وكذا نتوجو بشكرنا واحرتمنا جلميع أساتذتنا الكرام‬
‫الذين مهدو لنا طريق العلم واملعرفة وأوصلونا إىل‬
‫ماحنن عليو اليوم‪.‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــة‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫مقدمـــــــــــــة‪:‬‬

‫الصفقات العمومية أداة مف أدوات تنمية المشاريع عمى المستوى المحمي والوطني‪ ،‬لذلؾ نجد المشرع‬
‫السير الحسف لممشاريع‬
‫فسف قوانيف كثيرة‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ ضماف ّ‬
‫الجزائري يولي أىمية كبيرة لياتو الصفقات ّ‬
‫التنموية وتحقيؽ قفزة نوعية في مجاؿ العقود والتّنمية المستدامة‪.‬‬

‫كما تيدؼ لحماية الماؿ العاـ بطرؽ ووسائؿ ذات رقابة قبمية وبعدية اليدؼ منيا دائما المحافظة عمى‬
‫الماؿ العاـ وخمؽ مناصب شغؿ دائمة او مؤقتة تصب في محاولة تمبية حاجيات الصالح العاـ‪.‬‬

‫نظ ار لضخامة األمواؿ التي تعدىا اإلدارة ليذه الصفقات العمومية مف أجؿ ترشيد إنفاقيا عمؿ المشرع‬
‫الجزائري عف سف أحكاـ وقواعد تنظـ إبراـ الصفقات العمومية وىو ما نص عميو المرسوـ الرئاسي ‪247-15‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬ولقد أخضع المشرع‬
‫الجزائري ىذه الصفقات العمومية لمختمؼ أشكاؿ الرقابة في مختمؼ مراحميا‪ ،‬نظ ار لدورىا في إرساء صفقات‬
‫عمومية وذلؾ طبقا لممادة ‪ 05‬مف المرسوـ السالؼ الذكر الرئاسي وىي مبدأ الشفافية والمساواة بيف المتعامميف‬
‫وحرية الوصوؿ إلى الطمبات العمومية‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالجزائر ضمف الدوؿ التي انتيجت سياسة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي وىذا راجع لعدة أسباب وعوائؽ منيا‬
‫األزمة اقتصادية النفطية وانييار أسعار البتروؿ وىذا االنخفاض قد مس بشكؿ مباشر الموازنة السنوية لمحكومة‪،‬‬
‫مما أدى إلى إتباع الجزائر سياسة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪.‬‬

‫إف اليدؼ مف ترشيد اإلنفاؽ الحكومي ىو رفع الكفاءة االقتصادية والخروج مف األزمة إلى جانب خفض‬
‫عجز الموازنة وتقميص الفجوة بيف اإليرادات المتاحة واإلنفاؽ المطموب‪ ،‬ويساىـ كذلؾ في السيطرة عمى‬
‫التضخـ‪ ،‬المديونية ومراجعة ىيكمة المصروفات إلى جانب محاربة اإلسراؼ والتبذير‪.‬‬

‫وانطبلقاف مف ىنا فإف اإلشكالية التي يمكف طرحيا في ىذا المجاؿ تتمحور حوؿ التساؤؿ الرئيسي وىو‪:‬‬

‫‪ ‬كيف يمكن لمصفقات العمومية أن تساىم في ترشيد اإلنفاق الحكومي ؟‬

‫و يشتؽ مف صميـ ىذا التساؤؿ الرئيسي أسئمة فرعية أخرى تتمحور حوؿ الدراسة شكبل ومضمونا وتحميبل‬

‫ومنو يمكف طرح ما يمي‪:‬‬

‫‪ )1‬ماذا نقصد بالصفقات العمومية ؟ ومراحؿ تحضيرىا ؟‬

‫أ‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ )2‬كيؼ تتـ عممية مراقبة الصفقات العمومية عبر كامؿ مراحميا وذلؾ في ظؿ المرسوـ الرئاسي ‪15 /‬‬
‫‪ 247‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويض المرفؽ العاـ ؟‬

‫‪ )3‬مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ الحكومي وأىدافو ؟‬

‫‪ )4‬إلى أي مدى يمكف أف تساىـ لجاف وىيئات مراقبة الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاؽ الحكومي؟‬

‫‪ ‬الفرضيات‪:‬‬

‫تقودنا معالجة اإلشكالية الرئيسية واألسئمة الفرعية إلى اختبار مدى صحة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬الصفقات العمومية تحقؽ مبدأ المساواة بيف المتعامميف المتعاقديف لتحقيؽ األىداؼ المرجوة منيا‪.‬‬

‫‪ )2‬تـ إجراءات الرقابة عمى الصفقات العمومية مف طرؼ لجاف إدارية وىيئات مالية طبقا لمقوانيف‬
‫والتشريعات المعموؿ بيا‪.‬‬

‫‪ )3‬سياسة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي المنتيجة مف طرؼ الدولة‪ ،‬تكمف في فعالية آليات مراقبة الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬أىداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ )1‬الرغبة في االطبلع أكثر عمى جوانب الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ )2‬إظيار دور الصفقات العمومية في مجاؿ سياسة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪.‬‬

‫‪ )3‬الوقوؼ عمى أىمية الرقابة عمى الصفقات العمومية لمحفاظ عمى الماؿ العاـ وترشيده‪.‬‬

‫‪ ‬أىمية الدراسة‪:‬‬

‫يكتسي البحث أىمية مف خبلؿ الموضوع الذي يعالجو والذي يتعمؽ بترشيد اإلنفاؽ الحكومي عف طريؽ‬
‫الصفقات العمومية وتكمف ىذه األىمية في‪:‬‬

‫‪ -‬من الناحية العممية‪ :‬تكمف أىمية الدراسة مف خبلؿ تناوؿ مختمؼ الجوانب الخاصة بالصفقات‬
‫العمومية وترشيد اإلنفاؽ الحكومي وذلؾ في ظؿ المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 15 / 247‬المؤرخ في ‪2015/09/16‬‬
‫المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمومية وتفويض المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪ -‬من الناحية العممية‪ :‬إف تناوؿ موضوع الصفقات العمومية مف األمور البالغة األىمية نظ ار لمكانتيا‬
‫عمى المستوى الوطني والدولي‪ ،‬العتبار االقتصاد مف المعايير اليامة التي بيا تقاس مدى درجة نمو الدولة‬
‫وتحقيؽ االكتفاء الذاتي لشعبيا‪ .‬تنصب ىذه الدراسة مف الجانب العممي حوؿ البحث عف الجيود الوطنية لمدولة‬
‫في تحقيؽ التنمية والرفاىية ومختمؼ االستراتيجيات التي وضعتيا لترشيد اإلنفاؽ الحكومي مف خبلؿ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬األسباب الدافعة الختيار الموضوع‪ :‬والمتمثمة فيما يمي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬األسباب الذاتية‬

‫ىناؾ مجموعة مف الدوافع جعمتنا نختار ىذا الموضوع فالدافع األساسي يكمف باىتماماتنا الشخصية‬
‫بالصفقات العمومية باعتبارىا أداة لترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الموضوعية ‪ :‬تتمثؿ أساسا في‪:‬‬

‫‪ )1‬محاولة تسميط الضوء عمى الصفقات العمومية والطرؽ واألساليب المستعممة في إبراميا‬

‫‪ )2‬تسميط الضوء عمى االىتماـ المتزايد بترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪.‬‬

‫‪ )3‬ضبط المفاىيـ المتعمقة بالصفقات العمومية وبترشيد اإلنفاؽ الحكومي وابراز أىميتيا في النيوض‬
‫باالقتصاد‪.‬‬

‫‪ ‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫تتمخص أىـ الصعوبات التي واجيتنا إلنجاز ىذا العمؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ )1‬صعوبة الحصوؿ عمى المراجع والدراسات التي تتناوؿ موضوع الصفقات العمومية وترشيد اإلنفاؽ‬
‫الحكومي في ظؿ المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 15 / 247‬السابؽ ذكره‪.‬‬
‫‪ )2‬صعوبة الحصوؿ عمي البيانات المتعمقة بالدراسة الميدانية‪ ،‬في ظؿ وباء كورونا‪.‬‬

‫‪ ‬تقسيمات البحث‪:‬‬

‫لمعالجة إشكالية البحث واإللماـ بمختمؼ جوانب الموضوع قمنا بتقسيـ البحث إلى ثبلثة ‪ 03‬فصوؿ‬
‫تسبقيـ مقدمة وتعقبيـ خاتمة وذلؾ كما يمي‪:‬‬

‫ج‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫يمثؿ الفصؿ األوؿ الجانب النظري لمبحث عنوناه بػ "إطار نظري حوؿ الرقابة المالية عمى النفقات‬
‫العمومية"‪ ،‬حيث تطرقنا فيو إلى ثبلث مباحث‪ ،‬المبحث األوؿ‪ :‬تطرقنا فيو إلى ماىية النفقات العمومية‪ ،‬أما في‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة المالية‪ ،‬والمبحث الثالث‪ :‬مفاىيـ عامة حوؿ الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫أما الفصؿ الثاني الذي جاء بعنواف "آليات مراقبة الصفقات العمومية ونجاعتيا في ترشيد اإلنفاؽ‬
‫الحكومي" والذي قسمناه بدوره إلى ثبلث مباحث‪ ،‬المبحث األوؿ‪ :‬ماىية ترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪ ،‬المبحث الثاني‪:‬‬
‫المجاف اإلدارية لمراقبة الصفقات العمومية‪ ،‬أما المبحث الثالث‪ :‬تطرقنا فيو إلى الييئات المالية لمراقبة الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وأخي ار تناولنا في الفصؿ الثالث الجانب التطبيقي والذي يمثؿ دراسة حالة إنجاز ثبلث أقساـ وتوسيع‬
‫مطعـ مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقـ ‪ 01‬لمطعـ اإلنجاز‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫إطار نظري حول الرقابة المالية‬

‫عمى النفقات العمومية‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية النفقات العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الرقابة المالية‬


‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تنفيذ الرقابة المالية عمى النفقات‬
‫العمومية‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمييد‪:‬‬

‫تمثؿ النفقات العامة الوسيمة التي تستخدميا الدولة في تحقيؽ الدور الذي تقوـ فيو في المياديف المختمفة‬
‫أي أف النفقات العمومية ترسـ حدود نشاط الدولة االقتصادي واالجتماعي لذلؾ فيي تتسع عندما يزداد دور‬
‫الدولة في النشاط االقتصادي وتضيؽ عندما ينحصر ىذا الدور‪ ،‬لذا أصبحت عممية ترشيد االنفاؽ العاـ ضرورة‬
‫حتم ية مف أجؿ تحقيؽ التوازف االقتصادي‪ ،‬ولتحقيؽ ذلؾ البد مف وجود جياز رقابي ذو مؤىبلت كبيرة يكمؼ‬
‫بعممية الرقابة عمى النفقات العمومية‪ ،‬ىذا األخير ييدؼ إلى التّعرؼ عمى موقع الخطأ واصبلحو دوف ترؾ‬
‫يمس المصمحة العامة‪.‬‬
‫األخطاء تتعدد وتنتشر فيصعب إصبلحيا‪ ،‬كما تسمح بمحاربة أي انحراؼ وأي سموؾ ّ‬
‫وبالنسبة لمجزائر فإف النشاط الحكومي لـ يقؼ عند إصدار التعميمات فقط‪ ،‬بؿ وضع ىو أيضا نظاما‬
‫رقابيا محكما يقوـ عمى أعواف وأجيزة وىيئات رقابية وقاـ بتنظيميا في قالب مف الحكاـ التشريعية والتنظيمية‪،‬‬
‫فمنيا مف يتبع لمسمطة التنفيذية أي رقابة الحكومة عمى نفسيا ومنيا مف يتمتع باإلستقبللية وبصبلحيات قضائية‬
‫في مجاؿ الرقابة عمى المالية العامة‪.‬‬

‫وسوؼ يتـ التطرؽ في ىذا الفصؿ إلى المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية النفقات العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الرقابة المالية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تنفيذ الرقابة المالية عمى النفقات العمومية‬

‫‪-6-‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية النفقات العمومية‬

‫تشكؿ النفقات العامة القسـ األكبر مف مكونات الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬وتعتبر مف أىـ سياسات الدولة‬
‫الرامية إلى تحقيؽ أىدافيا االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف النفقات العمومية وتقسيماتيا‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقة العمومية‬

‫تعرؼ النفقة العامة بأنيا مبمغ مف الماؿ يخرج مف خزانة الدولة‪ ،‬بواسطة إدارتيا وىيئاتيا وو ازراتيا‬
‫المختمفة‪ ،‬لتمبية الحاجات العامة لممجتمع‪ ،‬كما تعرؼ عمى أنيا مبمغ نقدي يقوـ بإنفاقو شخص عاـ بقصد تحقيؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫منفعة عامة‪.‬‬

‫معينة‪ ،‬بيدؼ إشياع‬


‫تعرؼ كذلؾ بأنيا‪" :‬مجموع المصروفات التي تقوـ الدولة بإنفاقيا خبلؿ فترة زمنية ّ‬
‫معينة لممجتمع الذي تنظمو ىذه الدولة"(‪.)2‬‬
‫حاجات ّ‬
‫مف خبلؿ ىذه التعاريؼ يمكننا استخبلص األركاف األساسية لمنفقة العمومية وىي ثبلثة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شكميا‬

‫تكوف النفقة العمومية في شكؿ مبمغ نقدي‪ ،‬حيث تقوـ الدولة بدورىا في اإلنفاؽ العامة باستخداـ مبمغ‬
‫نقدي ثمنا لما تحتاجو مف منتجات‪ ،‬سمع وخدمات مف أجؿ تسيير المرافؽ العامة‪ ،‬وثمنا لرؤوس األمواؿ‬
‫اإلنتاجية التي تحتاجيا لمقياـ بالمشاريع االستثمارية التي تتوالىا‪ ،‬ولمنح المساعدات واإلعانات االقتصادية‬
‫(‪)3‬‬
‫واالجتماعية والثقافية والمختمفة وغيرىا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مصدرىا‬

‫يقع في عداد النفقات العامة تمؾ النفقات التي يقوـ بيا األشخاص المعنوية العامة (وىـ أشخاص القانوف‬
‫العاـ) وتتمثؿ في الدولة عمى اختبلؼ أنظمتيا جميورية أو ممكية أو رئاسية ومف استبدادية إلى ديمقراطية‬
‫(‪)4‬‬
‫والحكومات المركزية والمحمية بما فييا الشركات والمؤسسات العامة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪ :‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬دار المعارؼ الجديدة لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مفتاح فاطمة‪ :‬تحديث النظام الميزاني الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد عباس محرزي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪)4‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬المرسي السيد حجازي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪-7-‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬اليدف منيا‬

‫يشترط أف يكوف الغرض مف النفقة العمومية ىو تحقيؽ المنفعة العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيمات النفقات العمومية‬

‫أوال‪ :‬التقسيم العممي لنفقات العمومية‬

‫‪ -1‬تقسيم النفقات من حيث دوريتيا‪ :‬تنقسـ إلى‪:‬‬


‫‪ -1-1‬النفقات العادية‪ :‬ىي التي ال تتكرر كؿ سنة وبصفة منظمة في الميزانية‪ ،‬بؿ تدعو الحاجة إلييا‬
‫في فترات متباعدة كالحروب‪ ،‬الكوارث الطبيعية واالستثمارات الكبرى‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬تقسيم النفقات من حيث طبيعتيا‪ :‬يتكوف ىذا التقسيـ إلى نوعيف‪:‬‬
‫‪ -1-2‬النفقات الحقيقية‪ :‬ىي التي تقدميا الدولة مقابؿ حصوليا عمى سمع وخدمات أو رؤوس أمواؿ‬
‫إنتاجية‪ ،‬ومف أمثمة ذلؾ النفقات االستثمارية أو الرأسمالية‪ ،‬نفقات تسيير المرافؽ العامة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬النفقات التحويمية‪ :‬ىي تمؾ النفقات التي ال يترتب عمييا حصوؿ الدولة عمى رؤوس أمواؿ‬
‫وخدمات‪ ،‬بؿ ترتكز عمى تحويؿ جزء مف الدخؿ القومي مف الفئات االجتماعية كبيرة الدخؿ إلى بعض الفئات‬
‫االجتماعية صغيرة الدخؿ كمشروع بناء دار خيرية أو ممجأ لمعجزة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقسيم النفقات من غرضيا‪ :‬تنقسـ النفقات حسب الوظائؼ األساسي إلى‪:‬‬
‫‪ -1-3‬النفقات اإلدارية‪ :‬ىي التي تتعمؽ بسير المرافؽ العامة مثؿ‪ :‬الدفع‪ ،‬األمف‪ ،‬العدالة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬النفقات االجتماعية‪ :‬ىي المرتبطة بالوظائؼ االجتماعية لمدولة كالصحة والتعميـ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬النفقات االقتصادية‪ :‬وىي نفقات متعمقة بخدمات الدولة ذات الطابع االقتصادي كالنقؿ أيضا‬
‫نفقات استثمارية حيث تيدؼ الدولة مف ورائيا لزيادة إلنتاج القومي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لمجزئر في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ‬
‫ا‬ ‫بصديؽ محمد‪ :‬النفقات العامة‬
‫التسيير قسـ العموـ االقتصادية‪ ،‬الجازئر‪ ،2009 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪-8-‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقسيمات النفقات العمومية وفقا لمتشريع الجزائري‬

‫تنقسـ إلى نوعيف‪:‬‬

‫‪ -1‬نفقات التسيير‪ :‬ىي األمواؿ المخصصة لتغطية األعباء المالية الضرورية لتسيير المصالح العمومية‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تسجؿ اعتمادىا دائما في الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬وىي نفقات تتكرر بصفة دورية في ميزانية الدولة‪،‬‬
‫وتظير نفقات التسيير في ميزانية الدولة في الجدوؿ (ب) الممحؽ بقانوف المالية لكؿ سنة‪ ،‬ويحتوي الجدوؿ عمى‬
‫قسميف‪ ،‬األوؿ متعمؽ بالنفقات الموزعة حسب الدوائر الو ازرية‪ ،‬والقسـ الثاني يخص النفقات الغير موزعة (أعباء‬
‫مشتركة)‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتندرج تحت ىاذيف القسميف أربعة أبواب ىي‪:‬‬

‫‪ -‬أعباء الديف العمومي والنفقات المحسومة مف اإليرادات‪.‬‬


‫‪ -‬تخصيصات السمطات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات الخاصة بوسائؿ المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬التدخبلت العمومية‪.‬‬

‫ويتفرع كؿ باب بالتدريج إلى أجزاء‪ ،‬فصوؿ‪ ،‬مواد وفقرات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نفقات التجييز (االستثمار)‬

‫إذا كانت نفقات التسيير توزع حسب الوزارات فإف نفقات التجييز أو االستثمار توزع حسب القطاعات‬
‫(‪)3‬‬
‫واستنادا‬ ‫وفروع النشاط االقتصادي‪ ،‬مثؿ الزراعة والصناعة الييدروكاربور‪ ،‬األشغاؿ والبناء‪ ،‬النقؿ والسياحة‪،‬‬
‫لمقانوف ‪ 17-81‬فإنو "تجمع االعتمادات المفتوحة بالنسبة إلى الميزانية العامة ووفقا لممخطط اإلنمائي السنوي‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫لتغطية نفقات االستثمار الواقعة عمى عاتؽ الدولة في ثبلث أبواب ىي‪:‬‬

‫‪ -‬االستثمارات المنفذة مف قبؿ الدولة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عائشة بف ناصر‪ :‬الرقابة المالية عمى النفقات العمومية – دراسة حالة المراقبة المالية لوالية بسكرة ‪ ،-‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 24‬مف القانوف ‪ ،17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬جويمية ‪ ،1984‬المتعمق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،28‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 10‬جويمية ‪ ،1984‬ص ‪.6‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عمي زغدود‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المادة ‪ 35‬مف القانوف ‪ ،17-84‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪-9-‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬إعانات االستثمار الممنوحة مف قبؿ الدولة‪.‬‬


‫‪ -‬النفقات األخرى بالرأسماؿ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تنفيذ النفقات العمومية‬

‫الفرع األول‪ :‬األعوان المكمفون بتنفيذ النفقات العمومية‬

‫يعتبر اآلمر بالصرؼ والمحاسب العمومي ىما مف يقوـ بتنفيذ النفقات‪ ،‬وحسب مبدأ الفصؿ الخاص‬
‫بالمحاسبة العمومية فإف لكؿ منيما استقبللية في تنفيذ الصبلحيات الموكمة لكؿ منيما‪ ،‬حيث أف الذيف يوجيوف‬
‫أوامر التنفيذ ليسوا ىـ الذيف ينجزونيا وانما يتكفؿ بذلؾ موظفوف عمومييف منفصموف عف أصحاب األمر والقرار‬
‫المالي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اآلمر بالصرف‬

‫يعرؼ اآلمر بالصرؼ بأنو كؿ شخص يؤىؿ سواء بالتعييف أو باإلنتخاب لتنفيذ عمميات االلتزاـ والتصفية‬
‫(‪)1‬‬
‫فاآلمروف‬ ‫واألمر بالصرؼ‪ ،‬واعتماده لدى محاسب عمومي مف أجؿ إنجاز عمميات اإليرادات والنفقات‪،‬‬
‫بالصرؼ مسؤولوف عمى اإلثباتات الكتابية التي يسممونيا كما أنيـ مسؤولوف عمى األفعاؿ البلشرعية واألخطاء‬
‫التي يرتكبونيا والتي ال يمكف أف تكتشفيا المراقبة الحسابية لموثائؽ وذلؾ في حدود األحكاـ القانونية المقررة في‬
‫(‪)2‬‬
‫ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحاسب العمومي‬


‫(‪)3‬‬
‫يعتبر محاسبا عموميا كؿ شخص يعيف بصفة قانونية لمقياـ بالعمميات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحصيؿ اإليرادات ودفع النفقات‪.‬‬


‫‪ -‬ضماف حراسة األمواؿ أو السندات أو القيـ أو األشياء أو المواد المكمؼ بيا وحفظيا‪.‬‬
‫‪ -‬تداوؿ األمواؿ والسندات والقيـ والممتمكات والعائدات والمواد‪.‬‬
‫‪ -‬حركة حسابات الموجودات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بساعد عمي‪ :‬المالية العمومية‪ ،‬مطبوعة بالمعيد الوطني لممالية‪ ،‬القميعة‪ ،2002 ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 31‬مف القانوف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،35‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬ص ‪.14‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪ 33‬مف القانوف ‪ ،21-90‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أي أف المحاسب العمومي ىو الذي يشتغؿ في مؤسسة عمومية ويسمى محاسبا أو رئيس مصمحة المحاسبة‪،‬‬
‫ويتـ تعيينو مف طرؼ وزير المالية وتخضع أساسا لسمطتو إال أنو في بعض األحياف يتـ اعتماد بعض‬
‫المحاسبيف العمومييف وفقا لمتنظيـ أي أف المحاسب العمومي تكوف لو صفة الموظؼ العمومي فيو موظؼ لدى‬
‫الدولة إما ممحؽ بو ازرة مالية أو لدى ىيئة عمومية أخرى وبمجرد تعيينو يصبح مرخصا قانونيا مف طرؼ وزير‬
‫(‪)1‬‬
‫المالية وىذا الترخيص يجيز لو التصرؼ في األمواؿ مف تحصيؿ اإليرادات أو دفع النفقات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل تنفيذ النفقات العمومية‬

‫أوال‪ :‬اال لتزام‬

‫االلتزاـ ىو الفعؿ الذي يبلحظ مف خبللو عف نشوء ديف يقع عمى عاتؽ الدولة أي يجعؿ النفقة العمومية‬
‫(‪)2‬‬
‫أي ىو عبارة عف الواقعة المادية أو القانونية التي ترتب التزاما عمى عاتؽ اإلدارة (تعييف موظؼ‪،‬‬ ‫تنشأ قانونا‪،‬‬
‫إبراـ صفقة) ونشوء ديف في ذمة اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصفية‬

‫ىو التقدير الفعمي والحقيقي لممبمغ (التقويـ النقدي) الواجب أداؤه بناء عمى المستندات التي تثبت وجود‬
‫(‪)3‬‬
‫أي إنيا تحديد المبمغ المترتب دفعو ويتـ خصمو مف االعتماد المقرر في الميزانية‬ ‫الديف وحموؿ أجمو ‪ ...‬الخ‪،‬‬
‫مع ضرورة التأكيد عمى أف الدفع يكوف بعد انتياء األعماؿ‪ ،‬وذلؾ حتى تتمكف الدولة مف تحديد مبمغ الديف عمى‬
‫نحو فعمي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األمر بالدفع‬

‫بعد معرفة مبمغ النفقة تحديدا‪ ،‬يقوـ الشخص المختص (الوزير‪ ،‬المدير ‪ )...‬بإصدار أمر إلى المحاسب‬
‫(‪)4‬‬
‫معيف‪ ،‬بموجب وثيقة مكتوبة تسمى‪ :‬األمر بالصرؼ أو حوالة بالدفع‪.‬‬
‫العمومي بدفع ذلؾ المبمغ إلى شخص ّ‬

‫(‪)1‬‬
‫عز الديف فؤاد‪ :‬استخدام أدوات المحاسبة العمومية في الرقابة عمى تنفيذ النفقات – دراسة حالة المؤسسة العمومية‬
‫الشريعة – تبسة‪ -‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 19‬مف القانوف ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسرى أبو العبل‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2003 ،‬ص ‪.110‬‬
‫(‪)4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬الدفع‬
‫(‪)1‬‬
‫أي أنو الدفع الفعمي لممبمغ المستحؽ لصاحبو‬ ‫يعد الدفع اإلجراء الذي يتـ بموجبو إبراـ الديف العمومي‪،‬‬
‫عف طريؽ المحاسب بعد التأكد مف المستندات‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬ظاىرة تزايد النفقات العمومية وضرورة ترشيدىا‬

‫إف ظاىرة تزايد النفقات العمومية ارتبطت بتزايد الدخؿ الوطني حيث أف العبلقة بيف االثنيف طردية‪ ،‬مما‬
‫يزيد مف ضرورة ترشيد ىذه النفقات لضماف تحقيؽ أىدافيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ظاىرة تزايد النفقات العامة‬

‫أوال‪ :‬األسباب الظاىرية لتزايد النفقات العمومية‬

‫ىي األسباب التي تؤدي إلى زيادة معدؿ النفقات العمومية دوف انعكاس ذلؾ عمى زيادة الحاجات العامة‬
‫مف سمع وخدمات التي يستفيد منيا األفراد‪ ،‬وبالتالي ىي ال تعدو أف تكوف مجرد زيادة رقمية فقط‪ ،‬ويمكف حصر‬
‫(‪)2‬‬
‫ىذه األسباب فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تدىور قيمة النقود (التضخم)‪ :‬إف التدىور المستمر في قيمة النقود يؤدي إلى انخفاض في القوة‬
‫الشرائية وزيادة األسعار‪ ،‬فالحكومات أصبحت تدفع مبالغ طائمة لشراء نفس الكمية مف السمع والخدمات التي‬
‫كانت تشترييا فيما سبؽ عف طريؽ مبالغ زىيدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالف طرق المحاسبة الحكومية‪ :‬مثاؿ ذلؾ االنتقاؿ مف طريقة اعتماد الميزانية الصافية إلى‬
‫طريقة الميزانية اإلجمالية‪ ،‬حيث سابقا يتـ إجراء مقاصة بيف النفقات واإليرادات وادراج المبمغ الصافي‪ ،‬أما في‬
‫اإليردات‬
‫ا‬ ‫الحاضر فبدأ استعماؿ طريقة الميزانية اإلجمالية وذلؾ بتسجيؿ مبالغ النفقات دوف المقاصة بينيا وبيف‬
‫وبالتالي يظير مبمغيا ضخـ في الميزانية‪.‬‬
‫‪ -3‬اتساع إقميم الدولة وزيادة عدد السكان‪ :‬إف التساع إقميـ الدولة دور في تزايد النفقات العمومية‪ ،‬كما‬
‫أف تزايد عدد السكاف يؤدي إلى زيادة الطمب عمى الخدمات العامة (التعميـ‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكف‪ ،‬النقؿ‪،)... ،‬‬
‫باإلضافة إلى التكفؿ بفئات مختمفة مف المجتمع كالبطاليف والفقراء‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 22‬مف القانوف ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بف عزة محمد‪ :‬ترشيد سياسة اإلنفاق العام بإتباع منيج اإلنضباط باألىداف – دراسة تقييمية لسياسة اإلنفاق العام في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪ ،2009-1990‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تمسماف‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ص ‪،47-46‬‬
‫بتصرؼ‪.‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الحقيقية لتزايد النفقات العمومية‬

‫ىي تمؾ األسباب التي تؤدي إلى نمو حقيقي لئلنفاؽ‪ ،‬أي أنو توسع في حجـ السمع والخدمات العامة‪،‬‬
‫وتنقسـ إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬األسباب السياسية‪ :‬كانتشار مبادئ الحرية ونمو دور الدولة ومسؤوليتيا‪ ،‬كما يؤثر سوء األخبلؽ‬
‫السياسية ونقص الشعور بالمسؤولية لدى القائميف عمى الجياز اإلداري عمى زيادة النفقات العامة بفعؿ اتساع‬
‫(‪)1‬‬
‫دائرة التبذير واالختبلس وسوء استعماؿ األمبلؾ العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬األسباب االقتصادية‪ :‬كزيادة الثروة وما يترتب عنيا مف زيادة إيرادات الضرائب مما يفسح المجاؿ‬
‫لئلنفاؽ العاـ‪ ،‬كما أف التوسع في إنشاء المشروعات العامة ينتج عنو صرؼ مبالغ كبيرة‪ ،‬باإلضافة إلى المنافسة‬
‫االقتصادية والدعـ المالي لبعض الصناعات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬األسباب اإلدارية‪ :‬إف توسع دور الدولة وزيادة نشاطيا في جميع المجاالت أدى إلى زيادة التكاليؼ‬
‫واألعباء العامة مثؿ إنشاء المرافؽ اإلدارية والخدمية لتغطية حاجات األفراد‪.‬‬
‫‪ -4‬األسباب المالية‪ :‬كالمجوء إلى القروض العامة واإلصدار الجديد لتمويؿ النفقات واسراؼ الكثير مف‬
‫حكومات في اإلنفاؽ‪.‬‬
‫‪ -5‬ومع تطور دور الدولة الذي تعدى ضماف التوازف االجتماعي والعدالة االجتماعية‪ ،‬كذلؾ تقوـ بتقديـ‬
‫مختمؼ الخدمات التعميمية والصحية والسكانية ‪ ...‬الخ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضرورة ترشيد النفقات العمومية‬

‫أوال‪ :‬مفيوم ترشيد النفقات العمومية‬

‫يقصد بو "االستخداـ األمثؿ والتوجيو األنسب لمنفقات نحو أفضؿ البدائؿ اإلنفاقية التي تعظـ الفائدة‬
‫لئلنساف الذي يقوـ باإلنفاؽ‪ ،‬وتقمؿ الخسارة والتضحية بالفرصة البديمة أماـ اإلنساف (الفرد العادي‪ ،‬المنظمات‬
‫الخاصة‪ ،‬الحكومات ‪ ،)...‬وأف اإلنفاؽ العاـ وترشيده ىي مسائؿ ترتبط بمدى اتباع األجيزة الحكومية ألساليب‬
‫الرشد والعقبلنية في توزيع برامجيا اإلنفاقية‪ ،‬عمى نحو يحقؽ أفضؿ االستخدامات وأثرىا مردودا وفعالية واشباعا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمحاجات العامة"‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسرى أبو العبل‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كردودي صبرينة‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىداف ترشيد النفقات العمومية‬


‫(‪)1‬‬
‫ييدؼ ترشيد النفقات إلى تحقيؽ ما يمي‪:‬‬

‫رفع الكفاءة االقتصادية عند استخداـ الموارد واالمكانات المتاحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تحسيف طرؽ اإلنتاج الحالية‪ ،‬وتطوير نظـ اإلدارة والرقابة‪ ،‬وادخاؿ األساليب التقنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خفض عجز الموازنة والسيطرة عمى التضخـ والمديونية وتجنب مخاطرىا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مراجعة ىيكمة لممصروفات وذلؾ بتقميص حجـ المصروفات التي ال تحقؽ مردودية كبيرة‪.‬‬
‫محاربة اإلسراؼ والتبذير وكافة مظاىر وأشكاؿ سوء استعماؿ السمطة والماؿ العاـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االحتياط لكافة األوضاع المالية الجيدة والمستقرة والصعبة والمتغيرة محميا وعالميا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬عناصر ترشيد النفقات العمومية‬


‫(‪)2‬‬
‫يتطمب الترشيد جممة مف العناصر أىميا‪:‬‬

‫‪ -1‬التحديد الدقيق لحجم اإلنفاق العام األمثل‪ :‬وذلؾ جاؿ بيف السقؼ األعمى‪ ،‬والحد األدنى لئلنفاؽ‪،‬‬
‫مع تقييد تقديرات المصروفات في حدود االلتزامات الفعمية‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيو النفقات العمومية نحو النفع العام‪ :‬ونقصد بو ضرورة أف تكوف النفقة العامة إلشباع حاجات‬
‫عامة وليس لمصالح خاصة ببعض األفراد أو الفئات التي ليا نفوذ في الدولة‪ ،‬ودعـ برامج ومشاريع مشاركة‬
‫القطاع الخاص في تقديـ الخدمات ومساىمتو في التنمية‪.‬‬
‫‪ -3‬إتباع مبدأ األولوية‪ :‬واال اتجيت األمواؿ إلى مجاالت ومشروعات أقؿ أىمية‪.‬‬
‫‪ -4‬الحرص عمى ضمان الجودة والرفع من المردودية‪ :‬بحيث ينبغي أف تعكس المردودية النتيجة التي‬
‫تترتب عف النفقة العامة‪ ،‬أي المردودية االقتصادية واالجتماعية لمنفقة العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬التحديد الدقيق لوقت ومقدار النفقة‪ :‬ىذا العنصر يمتزـ أمريف‪ ،‬األوؿ أف تكوف النفقة في حدود‬
‫الوضع األمثؿ ليا‪ ،‬والثاني أف يتـ اإلنفاؽ في الوقت المناسب دوف تقديـ أو تأخير‪.‬‬
‫‪ -6‬توافر المعمومات المالية البلزمة عف الموارد المالية المتوقعة وعف أوجو االنفاؽ المختمفة‪.‬‬
‫‪ -7‬اإللتزاـ بالقوانيف والتعميمات المتعمقة باعتماد وتنفيذ الميزانية العامة لمدولة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الجزئر ‪،2010-2000‬‬
‫شعباف فرج‪" ،‬الحكم االرشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر دارسة حالة ا‬
‫الجزئر‪ ، 2012 ،‬ص ‪ ،89‬بتصرؼ‪.‬‬
‫ا‬ ‫دكتوره‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫ا‬ ‫أطروحة‬
‫(‪)2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪ ،91-90‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الرقابة المالية‬

‫إف محاولة فيـ معنى الرقابة المالية تمكف المسير العمومي مف أف يمارس عممو بفعالية وكفاءة‪ ،‬لذا‬
‫سنحاوؿ في ىذا المبحث التطرؽ إلى مفيوـ الرقابة المالية‪ ،‬أىدافيا‪ ،‬وسائميا وأنواعيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف الرقابة المالية‬

‫يخ تمؼ معنى الرقابة مف حيث المقاييس واألساليب المستعممة فيمكف أف تعطي الرقابة صفة المشاىدة‪،‬‬
‫الفحص والمتابعة‪ ،‬والتدقيؽ‪ ،‬والمراجعة‪ ،‬والتحقيؽ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المفيوم المغوي‬

‫يعني المحافظة عمى الشيء وصونو وحراستو‪ ،‬وىذا المفيوـ يعتمد عمى المحافظة عمى األمواؿ وترشيد‬
‫(‪)1‬‬
‫إنفاقيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفيوم االصطالحي‬

‫ىناؾ عدة تعاريؼ لمرقابة المالية منيا‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة المالية ىي الرقابة التي تقوـ بيا ىيئات يتـ إنشاؤىا بقانوف أو نظاـ أو أي سند قانوني آخر‪،‬‬
‫وتحدد اختصاصاتيا بموجب ذلؾ السند القانوني‪ ،‬وتيدؼ إلى مطابقة العمؿ ذي اآلثار المالية لمقانوف أو بمعنى‬
‫أدؽ مطابقتو لمختمؼ القواعد القانونية التي تحكمو سواء ما كاف منيا داخبل في إطار الشكؿ القانوني‪ ،‬أي أف‬
‫يكوف العمؿ المالي مطابقا لمتصرؼ القانوني‪ ،‬أو ما كاف منيا داخبل في إطار الموضوع القانوني‪ ،‬وىي التي‬
‫تنظر في طبيعة التصرؼ وفحواه ومكوناتو‪ ،‬ويتـ بموجب ىذا النوع مف الرقابة رقابة التصرؼ المالي مف حيث‬
‫(‪)2‬‬
‫النفقات أو اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة المالية ىي عمى أنيا مبلحظة ومتابعة النفقات واإليرادات التي يقوـ بصرفيا وتحصيميا‬
‫األشخاص الذيف خوؿ ليـ القانوف ذلؾ‪ ،‬والتحقؽ مف مدى مطابقتيا لمقواعد والمقاييس الموضوعة لتنظيميا‪ ،‬كأف‬
‫يتأكد مف أف اإللتزاـ أو األمر بالصرؼ الخاص بنفقة معينة قد تـ صرفو‪ ،‬أو االلتزاـ بو بصفة مطابقة لتنظيمات‬

‫(‪)1‬‬
‫لطفي فاروؽ زالسي‪ :‬دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية – دراسة حالة مصمحة المراقبة المالية لوالية‬
‫الوادي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة الشييد حمة لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شويخي سامية‪ :‬أىمية االستفادة من اآلليات الحديثة والمنظور اإلسالمي في الرقابة عمى المال العام‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقوانيف المحاسبة العمومية‪ ،‬فالمراقب يقيـ المسؤولية الممقاة عمى عاتؽ مرتكبي األخطاء فيطمب مف الجيات‬
‫المختصة بإيقاع العقوبات البلزمة‪ ،‬أو يقوـ ىو بذلؾ إف كاف في سمطتو ويسير عمى عدـ تكرار مثؿ ىذه‬
‫األخطاء‪ ،‬كما أف الرقابة عمى األمواؿ العمومية ىي في آف واحد رقابة عمى صرؼ النفقات وتحصيؿ‬
‫اإليردات"(‪.)1‬‬
‫ا‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أىداف الرقابة المالية ووسائميا‬

‫الفرع األول‪ :‬أىداف الرقابة المالية‬

‫‪ -1‬أىداف إدارية وتنظيمية‪ :‬مف الناحية اإلدارية تيدؼ الرقابة إلى محاربة البيروقراطية والتباطؤ‬
‫اإلداري‪ ،‬والتأكد مف أف أنظمة العمؿ تؤدي إلى أكبر نفع ممكف بأقؿ النفقات الممكنة وتصحيح الق اررات اإلدارية‬
‫(‪)2‬‬
‫مما يؤدي إلى حسف العمؿ في كافة مراحؿ التخطيط والتنفيذ والمتابعة‪.‬‬
‫‪ -2‬أىداف مالية‪ :‬تتمثؿ في العمؿ عمى المحافظة عمى األمواؿ العامة مف التبلعب والسرقة واإلىماؿ‬
‫والتقصير في تحصيميا وغير ذلؾ مف أوجو سوء االستعماؿ باإلضافة إلى التأكد مف استثمارىا في أفضؿ‬
‫االستخدامات التي تحقؽ النفع العاـ وعدـ اإلسراؼ في صرفيا وانفاقيا ومنع صرفيا عمى المجاالت التي تشبع‬
‫(‪)3‬‬
‫مصالح خاصة فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬أىداف اقتصادية‪ :‬إف البرامج اإلنمائية‪ ،‬اإلقتصادية بعد المصادقة عمييا مف قبؿ البرلماف تشكؿ‬
‫إطا ار لمبرامج اإلستثمارية‪ ،‬والتي مف خبلليا تحاوؿ تكثيؼ مجيوداتيا بغية التطور اإلقتصادي واالجتماعي‬
‫لمببلد‪ ،‬وتحتوي ىذه البرامج اإلنمائية نوعية التجييز والمبالغ المخصصة لمتنفيذ والفترة الزمنية‪ ،‬وأجيزة الرقابة‬
‫بإمكانيا مراقبة وضماف مدى مطابقة التنبؤات المالية مع األىداؼ المرجوة والمسطرة في البرامج‪ ،‬وعادة ما ترجع‬
‫صبلحيات المراقبة والتحقيؽ في ىذا الميداف‪ ،‬إلى البرلماف والييئات التابعة لمو ازرات المكمفة بالمالية باإلضافة‬
‫(‪)4‬‬
‫إلى السمطات الوصية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫صرارمة عبد الوحيد‪ :‬الرقابة عمى األموال العمومية كأداة لتحسين التسيير الحكومي‪ ،‬المؤتمر العممي الدولي حوؿ األداء‬
‫المتميز لممنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬أياـ ‪ 09-08‬مارس ‪ ،2005‬ص ‪.135‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد القادر موفؽ‪ :‬الرقابة المالية عمى البمدية – دراسة تحميمية نقدية‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪)4‬‬
‫صرارمة عبد الوحيد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -4‬أىداف قانوني‪ :‬تتمثؿ في التأكد مف مطابقة ومسايرة التصرفات المالية مف إيرادات ونفقات لمقوانيف‬
‫واألنظمة والتعميمات والتوجييات واألصوؿ المالية المتبعة‪.‬‬
‫‪ -5‬أىداف اجتماعية‪ :‬تتمثؿ في منع ومحاربة الفساد اإلداري واإلجتماعي بمختمؼ صوره‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل الرقابة المالية‬

‫لمرقابة المالية وسائؿ تعتمد عمييا في عمميا وأىـ ىذه الوسائؿ ىي‪:‬‬

‫‪ -‬النظم والتعميمات والموائح‪ :‬تعتبر النظـ والقواعد المالية التي تحددىا القوانيف والموائح والتعميمات‬
‫المعتمدة مف أىـ وسائؿ الرقابة المالية حيث يتطمب األمر االلتزاـ بيا وأي خروج عنيا يعتبر مخالفة مالية‬
‫تستوجب التحري‪ ،‬كقانوف المحاسبة العمومية وقوانيف الرقابة عمى الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬التقارير‪ :‬تعتبر التقارير وسيمة مف وسائؿ الرقابة‪ ،‬واف كانت ىذه التقارير تختمؼ بطبيعة الحاؿ وفقا‬
‫لمعايير مختمفة كثيرة مثؿ موضوعيا والجية الموجية ليا ودوريتيا ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬الميزانية‪ :‬تعتبر ىي القاعدة األساسية المستخدمة في الرقابة عف طريؽ مقارنة أي تصرؼ مالي مع‬
‫ما ىو مخصص في االعتمادات الواردة بالميزانية‪ ،‬والتأكد مف مطابقة التصرفات المالية مع األىداؼ المعبر‬
‫عنيا في خطة الميزانية وتحديد االنحرافات وبحث أسباب حدوثيا‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة والفحص‪ :‬المراجعة والفحص ىما أسموب واحد يعني مجموعة اإلجراءات التي يتخذىا‬
‫المراجع سواء كاف فردا أو جيا از لـ يشترؾ في العمميات التنفيذية بيدؼ فحص الحسابات والدفاتر والمستندات‬
‫وذلؾ لمحكـ عمى مدى سبلمة التنفيذ وفقا لمقواعد والتعميمات‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة والمشاىدة‪ :‬إف المبلحظة والمشاىدة تسمح بجمع أكبر قدر ممكف مف المعمومات عف األداء‬
‫وبشتى الوسائؿ العادية واإللكترونية الكتشاؼ األخطاب وتصحيحيا‪.‬‬
‫‪ -‬الشكاوى والتحري‪ :‬يمكف لمكثير مف األطراؼ مبلحظة أعماؿ غير متناسبة مع األىداؼ المحددة مما‬
‫يسمح ذلؾ بتقديـ الشكاوي كتبذير الماؿ العاـ أو نيبو أو استغبلؿ النفوذ‪ ،‬وتستدعي ىذه الشكاوي القياـ بعمميات‬
‫والتأكد مف مصداقية ىذه الشكاوي‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز والجزاءات‪ :‬تعتبر أسموبا غير مباشر مف أساليب الرقابة‪ ،‬فبل يمكف أف تكوف الرقابة سيفا‬
‫مسمطا عمى رقاب األفراد تيدؼ فقط لتصيد األخطاء وانزاؿ العقاب عمييـ‪ ،‬وانما يجب تحفيزىـ حتى يتـ‬
‫الحصوؿ منيـ عمى أقصى درجة مف التعاوف والمحافظة عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الرقابة المالية‬

‫تتعدد أنواع الرقابة المالية فيناؾ النوع الذي يرتكز عمى األجيزة القائمة بالرقابة وىناؾ مف يرتكز عمى‬
‫زمف الرقابة وىناؾ مف يرتكز عمى طبيعة الرقابة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث الجية التي تتولى الرقابة‬

‫ىذا النوع مف الرقابة ينقسـ إلى قسميف ىما‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة الداخمية‪ :‬تقوـ بيا وحدة إدارية تعمؿ داخؿ الجية الخاضعة لمرقابة حيث يفترض أف تقدـ‬
‫لمسمطة العميا مبلحظات متعمقة بمدى مشروعية وسبلمة إدارة األمواؿ ودقة الحسابات‪ ،‬واقتراحات بخصوص‬
‫(‪)1‬‬
‫تطوير نظاـ التسيير وتحسينو بالقضاء عمى العيوب التي تشوبو‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة الخارجية‪ :‬تقوـ بيا ىيئة عميا يفترض أف تكوف مستقمة تماما عف الجيات الخاضعة لمرقابة‪،‬‬
‫وعادة ما يحدد إطار عمميا بواسطة القانوف وىو يشمؿ كؿ ما ىو متعمؽ بالماؿ العاـ‪ ,،‬حيث تشمؿ الرقابة‬
‫الخارجية متابعة كيفية تنفيذ القوانيف والتنظيمات ومدى مطابقة توجييات السمطة السممية‪ ،‬وبصفة عامة فإف‬
‫لمييئة المققة إمكانية طرح التساؤؿ المشروعية والمبلئمة والدقة المحاسبية‪ ،‬ومدى التقيد بمعايير الكفاءة وحسف‬
‫(‪)2‬‬
‫السير والفعالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث توقيت الرقابة‬

‫يأخذ ىذا النوع مف الرقابة صور متعددة ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة السابقة‪ :‬تشير إلى اتخاذ كافة االستعدادات واالحتياطات البلزمة لتجنب الوقوع في‬
‫(‪)3‬‬
‫وتتخذ ىذه الرقابة صورة الموافقة‬ ‫المشكبلت والسيطرة عمى المدخبلت وتوجييما إلنجاز األىداؼ المرغوبة‪،‬‬
‫معينة‪ ،‬فبل يجوز االرتباط بالتزاـ أو دفع أي مبمغ قبؿ‬
‫المسبقة مف أجيزة الرقابة سواء كاف شخص عاـ أو ىيئة ّ‬
‫الحصوؿ عمى موافقة الجية المختصة بالرقابة المسبقة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سناطور خالد‪ :‬الرقابة عمى النفقات العمومية – دراسة حالة المفتشية العامة لممالية‪ ،‬مذكرة تخرج المدرسة الوطنية لئلدارة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمود حسيف الوادي‪ ،‬زكريا أحمد عزاـ‪ :‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2000 ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬الرقابة المتزامنة‪ :‬ىي رقابة متزامنة مع التنفيذ تيدؼ إلى التحقؽ مف أف ما يجري عميو العمؿ يتـ‬
‫وفقا لمخطط الموضوعة والق اررات المتخذة ومتابعة العمؿ أوال بأوؿ وباستمرار وذلؾ لتجنب األخطاء واإلىماؿ‬
‫واكتشافيا حاؿ وقوعيا والتصرؼ السريع عف طريؽ معالجتيا‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة الالحقة‪ :‬تبدأ بعد التنفيذ وبعد انتياء فترة زمنية معينة (عادة ما تكوف السنة المالية) بيدؼ‬
‫الكشؼ عف األخطاء التي وقعت أثناء التنفيذ وتقوـ بيا جيات رقابية غير خاضعة لمسمطة التنفيذية كرقابة‬
‫مجمس المحاسبة‪ ،‬فيي تعتبر رقابة شاممة تسمح بتقييـ الخطى التي قطعتيا أية منظمة كانت بغرض الترشيد أو‬
‫التعديؿ أو التطوير البلزـ القياـ بو تجاه الممارسات األفضؿ في مجاؿ إدارة األمواؿ العمومية ولذلؾ يطمؽ عمييا‬
‫(‪)1‬‬
‫أحيانا بأنيا رقابة تقييمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث السمطة الممارسة لمرقابة‬


‫(‪)2‬‬
‫تنقسـ إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة اإلدارية‪ :‬ىي تمؾ التي تقوـ بيا أجيزة الحكومة عمى نفسيا وتتناوؿ كيفية تنفيذ الميزانية‬
‫وتسيير األمواؿ العمومية‪ ،‬وىي رقابة ىرمية سممية لرؤسات عمى مرؤوسييـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة السياسية‪ :‬بصورة عامة فالغاية مف الرقابة عمى التنفيذ الميزانية ىي التأكد مف احتراـ اإلجازة‬
‫التي أعطاىا البرلماف لمحكومة في تحصيؿ اإليرادات وصرؼ النفقات‪ ،‬وتتحقؽ ىذه الرقابة عف طريؽ التزاـ‬
‫الحكومة بتقديـ حساب ختامي في نياية السنة المالية لمبرلماف‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة القضائية‪ :‬تقوـ بيا أجيزة مستقمة بيدؼ الحفاظ عمى الماؿ‪ ،‬وعادة ما تتبع ىذه األجيزة رئيس‬
‫الجميورية حتى تتمتع باستقبلؿ تجاه الو ازرات المختمفة‪ ،‬وتقوـ بتقديـ تقرير سنوي لرئيس الدولة تبيف في كؿ ما‬
‫قامت بو مف أعماؿ وما كشفت عنو الرقابة المالية والمحاسبية مف مخالفات مع تقديـ‪ ،‬وىذه الرقابة يقوـ بيا‬
‫مجمس المحاسبة في الجزائر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد القادر موفؽ‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صرارمة عبد الوحيد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تنفيذ الرقابة المالية عمى النفقات العمومية‬

‫لقد تعددت صور وأنواع الرقابة المالية‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى تعدد األجيزة والييئات الرقابية وتنوع‬
‫أساليب الرقابة عمى تنفيذ النفقات العمومية‪.‬‬

‫سنتناوؿ في ىذا المبحث مختمفة أساليب الرقابة المالية عمى النفقات العمومية مف الرقابة السابقة‪ ،‬الرقابة‬
‫المتزامنة البلحقة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الرقابة السابقة عمى النفقات العمومية‬

‫تكمف أىمية الرقابة المالية الممارسة قبؿ صرؼ النفقات العمومية في السماح لمتصدي لممخالفة المالية‬
‫منذ بدايتيا وضماف الفعالية في ترشيد النفقات‪ ،‬ولقد أوكؿ المشرع الجزائري ميمة ىذه الرقابة لمجموعة مف‬
‫األجيزة والييئات كالمراقب المالي ولجنة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة المراقب المالي‬

‫‪ -1‬تعريف المراقب المالي‪ :‬ىو عوف مف األعواف المكمفيف بالرقابة القبمية عمى تنفيذ النفقات العمومية‪،‬‬
‫ويعيف بقرار وزاري مف طرؼ وزير المالية مف بيف موظفي المديرية العامة لمميزانية‪.‬‬
‫‪ -2‬مجال تدخل المراقب المالي‪ :‬تطبؽ الرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا عمى ميزانيات المؤسسات‬
‫واإلدارات التابعة لمدولة‪ ،‬والميزانيات الممحقة وعمى الحسابات الخاصة لمخزينة‪ ،‬وميزانيات الواليات‪ ،‬وميزانيات‬
‫البمديات‪ ،‬وميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬وميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫(‪)1‬‬
‫العممي والثقافي والميني‪ ،‬وميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري المماثمة‪.‬‬
‫‪ -3‬صالحيات المراقب المالي‪ :‬تبيف المادة ‪ 9‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 414-92‬أف الصبلحيات‬
‫األساسية لممراقبيف المالييف تتمثؿ في الرقابة القبمية عمى االلتزاـ بالنفقات العمومية الخاضعة لذلؾ‪ ،‬وتتمثؿ ىذه‬
‫الرقابة في فحص بطاقات االلتزاـ ‪ Fiche d’engagements‬وسندات اإلثبات المرفقة بيا والمقدمة إلييـ مف‬
‫طرؼ اآلمريف بالصرؼ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 02‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 2009‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،67‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،2009‬ص ‪.03‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويجب عمى المراقب المالي أف يدرس ويفحص ممفات اإللتزاـ التي يقدميا اآلمر بالصرؼ في أجؿ أقصاه‬
‫(‪)1‬‬
‫كما يحدد تاريخ اختتاـ اإللتزاـ بالنفقات يوـ ‪ 20‬ديسمبر مف السنة التي يتـ فييا‪ ،‬ويمكف تمديد ىذا‬ ‫‪ 10‬أياـ‪،‬‬
‫التاريخ في حالة الضرورة القصوى‪ ،‬وىناؾ العديد مف ق اررات االلتزاـ بالنفقة الخاضعة لتأشيرة المراقب المالي‬
‫(‪)2‬‬
‫حسب المرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬وىي‪:‬‬

‫مشاريع ق اررات التعييف والترسيـ والق اررات المتعمقة بالحياة المينية والمرتبات لممستخدميف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مشاريع الجداوؿ اإلسمية التي تعد عند قفؿ كؿ سنة مالية‪.‬‬
‫مشاريع الجداوؿ األصمية األولية التي تعد عند فتح االعتمادات وكذا الجداوؿ المعدلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشاريع الجداوؿ األصمية التي تعد عند فتح االعتمادات وكذا الجداوؿ المعدلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مشاريع الصفقات العمومية والمبلحؽ‪.‬‬
‫‪ -‬الق ار ارت المتعمقة بتسديد المصاريؼ والتكاليؼ الممحقة الثابتة بموجب فواتير نيائية‪.‬‬
‫كؿ التزاـ مدعـ بسندات الطمب والفاتورات الشكمية والكشوؼ أو مشاريع العقود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كؿ مشروع مقرر يتضمف مخصصات ميزانياتو وكذا تفويض وتعديؿ االعتمادات المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬االلتزامات بنفقات التسيير والتجييز أو االستثمار‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كما أف العناصر التي تخضع لرقابة المراقب المالي تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫صحة الصفة بالنسبة لآلمر بالصرؼ‪ ،‬وكذا التحقؽ فيما إذا كاف فيو تكميؼ أو تفويض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطابقة العممية لمقوانيف والتنظيمات الجاري العمؿ بيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود اعتمادات كافية لتغطية االلتزاـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التخصيص القانوني لمنفقة وذلؾ بالتدقيؽ في الفصؿ والمادة والفقرة‪.‬‬
‫تطابؽ جميع الوثائؽ بااللتزاـ مع مبمغ االلتزاـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكد مف وجود التأشيرات والترخيصات واآلراء المسبقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫بعد قياـ المراقب المالي بممارسة رقابتو يقوـ باتخاذ أحدد الق اررات التالية‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 9‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،374-09‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 5‬و‪ 6‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،374-09‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪ 5‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1992‬ص ‪.12‬‬
‫(‪)4‬‬
‫شويخي سامية‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1-3‬منح التأشيرة‪ :‬بعد قياـ المراقب المالي بالتأكد مف وجود العناصر السابؽ ذكرىا‪ ،‬فإف توافرت أشر‬
‫بالموافقة عمى السجؿ أو الوثيقة المثبتة لبللتزاـ بالنفقة‪.‬‬

‫‪ -2-3‬رفض التأشيرة‪ :‬يمكف لممراقب رفض التأشير عمى االلتزامات غير نظامية وغير مطابقة‬
‫يتعيف تعميؿ الرفض وتقديـ التبريرات القانونية‬
‫لئلجراءات المعموؿ بيا‪ ،‬وىذا إما بصفة مؤقتة أو نيائية‪ ،‬حيث ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وىناؾ نوعيف مف الرفض ىما‪:‬‬ ‫البلزمة‪،‬‬

‫*الرفض المؤقت ‪ :Rejet provisoire‬ييدؼ إلى طمب تصحيح األخطاء الجارية وىو يتـ في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫عند وجود التزاـ مشوب بعدـ النظامية يمكف تصحيحو‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫غياب أو عدـ كفاية وثائؽ اإلثبات المتوفرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إىماؿ وصؼ الوثائؽ األساسية الممحقة‪.‬‬

‫*الرفض النيائي ‪ :Rejet définitif‬ىو يكوف في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ مطابقة االلتزاـ بالنفقة مع القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬


‫‪ -‬عدـ توفر االعتمادات أو المناصب المالية إال إذا تعمؽ األمر بنفقات الدولة‪.‬‬
‫عدـ احتراـ اآلمر بالصرؼ لممبلحظات المقدمة لو مف خبلؿ الرفض المؤقت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -3-3‬التغاضي (تجاوز الرفض) ‪ :passer outre‬حسب نص المادة ‪ 18‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ‬
‫‪ 414-92‬فإف الرفض النيائي لبللتزاـ بالنفقة يفتح الباب أماـ اآلمر بالصرؼ لتجاوزه لكف عمى مسؤوليتو‪ ،‬وىذا‬
‫بواسطة قرار معمؿ‪ ،‬ويجب إعبلـ وزير المالية بذلؾ‪ ،‬حيث يتـ إرفاؽ االلتزاـ بقرار تجاوز الرفض وارساليما إلى‬
‫المراقب المالي الذي يضع تأشيرة تضمف معمومات ورقـ وتاريخ التجاوز‪ ،‬ويتـ إرساؿ نسخة مف ذلؾ إلى وزير‬
‫(‪)2‬‬
‫كما أنو ال يجوز حصوؿ التغاضي في حالة الرفض النيائي وفؽ ما‬ ‫المالية وكؿ ىيئات الرقابة المؤىمة‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرؼ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Manuel De Contrôle Des Dépenses Enganes, Ministère Des Finance – DGB-, Année 2007,‬‬
‫‪P 107-108.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سناطور خالد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.21-20‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لطفي فاروؽ زالسي‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عدـ توفر االعتمادات أو انعداميا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬انعداـ التأشيرات أو اآلراء المسبقة المنصوص عمييا في التنظيـ المعموؿ بو‪.‬‬
‫‪ -‬انعداـ الوثائؽ الثبوتية التي تتعمؽ باإللتزاـ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬التخصيص غير القانوني لبللتزاـ سواء بتجاوز االعتمادات أو تغييرىا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة لجنة الصفقات العمومية‬

‫تـ ػسيس لجنة لمراقبة الصفقات العمومية تقوـ بالموافقة عمى الصفقات والتأشير عمييا قبؿ البدء في‬
‫تنفيذىا‪ ،‬ولذلؾ نميز بيف نوعيف مف الرقابة ىما‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة الداخمية‬

‫تحدث المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في إطار الرقابة الداخمية‪ ،‬لجنة دائمة واحدة أو أكثر مكمفة بفتح األظرفة‬
‫وتحميؿ العروض والبدائؿ واألسعار االختيارية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬تدعى في صمب النص لجنة فتح األظرفة وتقييـ‬
‫(‪)2‬‬
‫وتتمثؿ‬ ‫العروض‪ ،‬وتتشكؿ ىذه المجنة مف موظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬يختاروف لكفاءتيـ‪،‬‬
‫مياـ ىذه المجنة فيما يمي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬فتح األظرفة‪ :‬حيث تقوـ باإلجراءات التالية‪:‬‬
‫تثبت صحة تسجيؿ العروض عمى سجؿ خاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعد قائمة المتعيديف حسب ترتيب تاريخ وصوؿ أظرفة عروضيـ مع توضيح محتوى ومبالغ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المقترحات والتخفيضات المحتممة‪.‬‬
‫‪ -‬تعد وصفا مفصبل لموثائؽ التي يتكوف منيا كؿ عروض‪.‬‬
‫تحرر المحضر أثناء انعقاد الجمسة الذي يوقعو جميع أعضاء المجنة الحاضريف‪ ،‬والذي يجب أف‬ ‫‪-‬‬
‫يتضمف التحفظات المحتممة المقدمة مف قبؿ أعضاء المجنة‪.‬‬
‫دعوة المتعيديف‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬كتابيا‪ ،‬إلى استكماؿ عروضيـ التقنية بالوثائؽ الناقصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Manuel De Contrôle Des Dépenses Enganes, OP-CIT, P 108.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 160‬مف المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمن تنظيـ الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.39‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪ 121‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،58‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬ص ‪.26‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬تقييم العروض‪ :‬كخطوة ثانية تقوـ المجنة بتحميؿ وتقييمؾ العروض ليتـ بعد ذلؾ إقصاء العروض‬
‫غير مطابقة لموضوع الصفقة ولمحتوى دفتر الشروط‪ ،‬وتعمؿ عمى تحميؿ العروض الباقية عمى مرحميف‪ ،‬وذلؾ‬
‫باالعتماد عمى المعايير والمنيجية المنصوص عمييا في دفتر الشروط‪ ،‬وتقوـ في مرحمة أولى حيث بالترتيب‬
‫التقني لمعروض مع إقصاء العروض التي لـ تتحصؿ عمى العبلمة الدنيا البلزمة المنصوص عمييا في دفتر‬
‫(‪)1‬‬
‫الشروط‪.‬‬

‫في مرحمة ثانية تتـ دراسة العروض المالية لممتعيديف الذيف تـ تأىيميـ األولى تقنيا ليتـ انتقاء إما أقؿ‬
‫عرض إذا تعمؽ األمر بالخدمات العادية أو أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية إذا كاف االختيار قائما‬
‫أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة الخارجية‬

‫تقوـ بالرقابة الخارجية لمصفقات العمومية لجاف تعمؿ عمى تقديـ المساعدة لممصمحة المتعاقدة في مجاؿ‬
‫تحضير الصفقات العمومية حسب التشريع الساري المفعوؿ‪ ،‬وىذه المجاف موزعة عمى أربعة مستويات بمدية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نميز بيف نوعيف مف الرقابة الخارجية ىما‪:‬‬
‫والئية‪ ،‬و ازرية‪ ،‬ووطنية‪ ،‬حيث ّ‬

‫‪ -1‬الرقابة عمى دفتر الشروط‪ :‬حيث يتـ التأكد مما يمي‪:‬‬


‫مدى مطابقة دفتر الشروط لمنصوص القانونية كقانوف الصفقات العمومية والتعميمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مدى تناسؽ أحكامو وخاصة التناقضات المحتممة بيف بنوده‪.‬‬
‫مدى الشفافية في اإلجراءات التي يوفرىا‪ ،‬خاصة اآلجاؿ والعدالة بيف المتنافسيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتختـ ىذه الرقابة إما بالتحفظ عمى دفتر الشروط‪ ،‬وىو ما يتطمب إجراء التعديبلت الضرورية عميو‪ ،‬واما‬
‫قبولو الذي يترجـ بمنحو تأشيرة دفتر الشروط التي تعتبر شرطا البد منو إلتماـ المراحؿ البلحقة‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ :‬إف لجنة الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة تختص بالرقابة‬
‫الخارجية القبمية لمصفقات العمومية‪ ،‬حيث تتأكد مما يمي‪:‬‬
‫التقيد بدفتر الشروط‪.‬‬
‫‪ -‬مدى احتراـ قانوف الصفقات ومدى ّ‬
‫‪ -‬مدى أخذ التحفظات المحتممة حيف المصادقة عمى دفتر الشروط بعيف االعتبار‪.‬‬
‫كيفية إتماـ إجراءات اإلعبلف‪ ،‬كيفية تحريره وأماكف نشره‪ ،‬واآلجاؿ المرتبطة بو‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 125‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ ،236-10‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سناطور خالد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كيفية إجراء عممية فتح األظرفة وتقييميا ومدى شفافيتيا وصحة المحاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدى وضوح بنود الصفقة وأماكف الخمؿ واقتراح التصحيحات الضرورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األحكاـ الخاصة بالتحييف والمراجعة‪ ،‬خاصة إذا تعمؽ األمر بصفقة تمويف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬األحكاـ الخاصة بالتسبيقات وآجاؿ دفعيا والضمانات المرتبطة بيا‪.‬‬
‫‪ -‬األحكاـ الخاصة بالتنفيذ واالستبلـ وضمانات ما بعد االستبلـ‪.‬‬

‫وتتوج عممية الرقابة الممارسة مف طرؼ لجاف الصفقات العمومية إما بمنح التأشيرة أو رفض منحيا خبلؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫ويجوز لممصمحة‬ ‫أجؿ أقصاه عشريف (‪ )20‬يوما ابتداء مف تاريخ إيداع الممؼ الكامؿ لدى كتابة المجنة‪،‬‬
‫المتعاقدة تجاوز الرفض بمقرر معمؿ واعبلـ السمطة الوصية بذلؾ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة المتزامنة عمى النفقات العمومية‬

‫وفقا لمتشريع الجزائري فإف ميمة الرقابة المتزامنة عمى النفقات العمومية يقوـ بيا المحاسب العمومي‪،‬‬
‫حيث أنو قبؿ عممية صرؼ النفقات لفائدة األطراؼ المستفيدة يقوـ بالتأكد مف جميع اإلجراءات التي قاـ بيا‬
‫اآلمر بالصرؼ والمراقب المالي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المحاسب العمومي‪ :‬يعرؼ عمى أنو كؿ عوف مكمؼ بتنفيذ الميزانية والعمميات المالية في‬
‫شقيا المحاسبي ويختص بمرحمة الدفع في حالة تنفيذ النفقات‪ ،‬ويتـ تعيينو مف قبؿ الوزير المكمؼ بالمالية‬
‫ويخضع لسمطتو‪ ،‬ويعرفو المشرع الجزائري عمى أنو يعد محاسبا عمومي في مفيوـ ىذه األحكاـ‪ ،‬كؿ شخص‬
‫(‪)2‬‬
‫يعيف قانونا لمقياـ بالعمميات التالية‪:‬‬
‫تحصيؿ اإليرادات ودفع النفقات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضماف حراسة األمواؿ أو السندات أو القيـ أو األشياء أو المواد المكمؼ بيا وحفظيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداوؿ األمواؿ والسندات والقيـ والممتمكات والعائدات والموارد العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حركة حسابات الموجودات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 178‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ،247-15‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 33‬مف القانوف ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬طبيعة رقابة المحاسب العمومي عمى النفقات العمومية‪:‬‬

‫‪ -1-2‬إجراءات الرقابة‪ :‬يقوـ اآلمر بالصرؼ باألمر بالدفع إلى المحاسب العمومي الذي يتعيف عميو‬
‫(‪)1‬‬
‫وقبؿ تنفيذ الدفع القياـ بعمميات الرقابة التالية (حسب المادة ‪ 36‬مف القانوف ‪:)21-90‬‬

‫*رقابة الشرعية القانونية لمنفقة‪ :‬وىي تشمؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد مف عدـ مخالفة القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬


‫التأكد مف الخدمة المنجزة‪ ،‬أنو ال يتـ الدفع إال إذا كانت ىناؾ خدمة فعمية مقابمة ليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكد مف وجود الوثائؽ الثبوتية‪ ،‬حيث يتعيف إرفاقيا بممؼ النفقة إلثبات تأدية الخدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التأكد مف وجود التأشيرات كتأشيرة المراقب المالي وتأشيرة لجنة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫*رقابة الشرعية المالية والمحاسبية‪ :‬وىي تشمؿ ما يمي‪:‬‬

‫التأكد مف عدـ مخالفة القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫التأكد مف الخدمة المنجزة‪ ،‬أنو ال يتـ الدفع إال إذا كانت ىناؾ خدمة فعمية مقابمة ليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التأكد مف وجود الوثائؽ الثبوتية‪ ،‬حيث يتعيف إرفاقيا بممؼ النفقة إلثبات تأدية الخدمة‪.‬‬
‫التأكد مف وجود التأشيرات كتأشيرة المراقب المالي وتأشيرة لجنة الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫*رقابة الشرعية المالية والمحاسبية‪ :‬وىي تشمؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد مف صفة اآلمر بالصرؼ أو المفوض لو‪.‬‬


‫‪ -‬التأكد مف توفر االعتمادات المالية وىذا بالتنسيؽ مع المراقب المالي‪.‬‬
‫التأكد مف أف الديوف لـ تسقط آجاليا وأنيا ليست محؿ معارضة‪ ،‬والتأكد مف طابعيا اإلبرائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكد مف التخصيص القانوني لمنفقة وشرعية تصفيتيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2-2‬نتائج رقابة المحاسب العمومي‪ :‬وتكوف كاآلتي‪:‬‬

‫*قبول الدفع‪ :‬عندما تستوفي النفقة العمومية الشروط السابقة يقوـ المحاسب العمومي بمنح تأشيرة الدفع‬
‫عمى مسؤوليتو‪ ،‬ويتـ إخراج النفقة مف الحساب لفائدة الطرؼ المستفيد منيا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سناطور خالد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫*رفض الدفع‪ :‬إف النفقات التي ال تحقؽ الشروط السابقة بعضيا أو كميا فإف مصيرىا ىو الرفض‪ ،‬أي أف‬
‫المحاسب يمتنع عف دفع مبمغ النفقة‪ ،‬ويقوـ بإببلغ اآلمر بالصرؼ بيذا القرار مع تبياف األسباب‪ ،‬وىذا األخير‬
‫عميو أف يقوـ بالتصحيحات الضرورية وتقديميا لممحاسب العمومي واال أصبح الرفض نيائي‪.‬‬

‫*التسخير‪" :‬إذا رفض المحاسب العمومي القياـ بالدفع يمكف اآلمر أف يطمب منو كتابيا وتحت مسؤوليتو‬
‫أف يصرؼ النظر عف ىذا الرفض"(‪ ،)1‬وبالتالي إذا امتثؿ المحاسب العمومي ألمر التسخير ىذا فستب أر ذمتو مف‬
‫(‪)2‬‬
‫أي مسؤولية‪ ،‬ويمكف لممحاسب العمومي رفض التسخير واالمتثاؿ لآلمر بالصرؼ لؤلسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة لمدولة‪.‬‬


‫‪ -‬عدـ توفر أمواؿ لمخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬إنعداـ إثبات أداء الخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬طابع النفقة غير إبرائي (أي الشخص المعني بالدفع ىنا ىو غير الدائف الحقيقي)‪.‬‬
‫‪ -‬انعداـ تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة أو تأشيرة لجنة الصفقات المؤىمة إذا كاف ذلؾ منصوصا عميو في‬
‫التنظيـ المعموؿ بو‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الرقابة الالحقة عمى النفقات العمومية‬

‫يقصد بالرقابة البلحقة لمنفقات العمومية الرقابة التي تمي عممية التنفيذ وتبدأ بعد إنياء السنة المالية بيؼ‬
‫التأكد مف صحة العممية وكشؼ األخطاء المرتكبة أثناء التنفيذ‪ ،‬ولقد أوكؿ المشرع الجزائري ميمة ىذه الرقابة‬
‫لمجموعة مف األجيزة مجمس المحاسبة والمفتشية العامة لممالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مجمس المحاسبة‬

‫‪ -1‬تعريف مجمس المحاسبة‪" :‬يعتبر مجمس المحاسبة المؤسسة العميا لمرقابة البعدية ألمواؿ الدولة‬
‫والجماعات اإلقميمية والمرافؽ العمومية‪ ،‬وبيذه الصفة يدقؽ في شروط استعماؿ الييئات الموارد والوسائؿ المادية‬
‫واألمواؿ العامة التي تدخؿ في نطاؽ اختصاصو‪ ،‬كما ىو محدد في ىذا األمر‪ ،‬ويقيـ تسييرىا ويتأكد مف مطابقة‬
‫عمميات ىذه الييئات المالية والمحاسبية لمقوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا"(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 47‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،21-90‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 48‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،21-90‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪ 2‬مف األمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪ 1995‬المتعمق بمجمس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،39‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 23‬جويمية ‪ ،1995‬ص ‪.03‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬رقابة مجمس المحاسبة عمى النفقات العمومية‪ :‬إف لمجمس المحاسبة حسب المادة ‪ 55‬مف األمر‬
‫حري" وىنا يمكف لو ما يمي‪:‬‬
‫‪" 20-95‬حؽ اإلطبلع وسمطة الت ّ‬
‫اإلطبلع عمى كؿ الوثائؽ والمستندات والدفاتر الخاصة بالعمميات المالية والمحاسبية وكذا تقييـ مدى‬ ‫‪-‬‬
‫سبلمة التسيير لمييئات والمصالح الموضوعة تحت رقابتو‪.‬‬
‫لو سمطة التحري واالستماع بغية اإلطبلع عمى أعماؿ المؤسسات العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬لو حؽ الدخوؿ والمعاينة لكؿ محبلت اإلدارات والمؤسسات الخاضعة لرقابة المجمس‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كما يباشر مجمس المحاسبة اختصاصاتو كما يمي‪:‬‬

‫*تقديم الحسابات‪ :‬يتعيف عمى كؿ محاسب عمومي إيداع حسابو لمتسيير لدى كتابة الضبط لمجمس‬
‫المحاسبة واالحتفاظ بكؿ الوثائؽ الثبوتية التي قد يطمبيا منو المجمس عند االقتضاء كما يتعيف عمى اآلمريف‬
‫بالصرؼ إيداع حساباتيـ اإلدارية بنفس الشكؿ‪.‬‬

‫*مراجعة حسابات المحاسبين العموميين‪ :‬تتـ عممية تدقيؽ الحسابات مف خبلؿ التحقؽ أوال مف أنيا‬
‫تتضمف كؿ العمميات المنفذة خبلؿ السنة المالية المعينة (أي التقييد المحاسبي الصحيح ليذه العمميات‬
‫وأرصدتيا)‪ ،‬ثـ يتـ فحص تمؾ العمميات بالرجوع إلى سندات اإلثبات ومختمؼ الوثائؽ المتعمقة بيا‪ ،‬وذلؾ لمتأكد‬
‫مف شرعيتيا وصحتيا المالية‪.‬‬

‫*رقابة اإلنضباط في مجال تسيير الميزانية والمالية‪ :‬عند مراقبتو لتسيير مصالح الدولة والمؤسسات التي‬
‫تسري عمييا قواعد المحاسبة العمومية أو لشروط استعماؿ االعتمادات‪ ،‬فإف مجمس المحاسبة يتأكد مف احتراـ‬
‫قواعد االنضباط الميزاني والمالي‪.‬‬

‫*تقييم المشاريع والبرامج االستثمارية العمومية‪ :‬يشارؾ مجمس المحاسبة عمى الصعيد االقتصادي‬
‫والمالي في تقييـ فعالية النشاطات والمخططات والبرامج واإلجراءات المتخذة مف طرؼ السمطات العمومية‬
‫بغرض تحقيؽ أىداؼ ذات منفعة وطنية‪.‬‬

‫‪ -3‬نتائج رقابة مجمس المحاسبة‪ :‬إذا أثبت مجمس المحاسبة وجود مخالفات أو تجاوزات فإنو يطمع فو ار‬
‫مسؤولي المصالح المعينة وسمطاتيا والوصية مف أجؿ اتخاذ اإلجراءات الضرورية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫شويخي سامية‪ :‬أىمية االستفادة من اآلليات الحديثة والمنظور اإلسالمي في الرقابة عمى المال العام‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة أبوبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2011/2010 ،‬ص ص ‪ ،93-90‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة المفتشية العامة لممالية‬

‫‪ -1‬التعريف بالمفتشية‪ :‬أنشأت المفتشية العامة لممالية في الجزائر سنة ‪ 1980‬بموجب المرسوـ رقـ‬
‫‪ 53-80‬الذي ينص عمى أنو‪" :‬تحدث ىيئة لممراقبة توضع تحت السمطة المباشرة لوزير المالية تسمى بالمفتشية‬
‫العامة لممالية"(‪ ،)1‬فيي تصنؼ ضمف الرقابة البلحقة غير إلزامية‪ ،‬أي أنيا تتـ بعد تنفيذ العمميات المالية‬
‫المتعمقة بالنفقات واإليرادات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -2‬ميام المفتشية العامة لممالية‪ :‬تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫*ميمة الرقابة والتدقيق‪ :‬بيدؼ التأكد مف مدى احتراـ المعايير والمقاييس القانونية‪ ،‬لضماف مشروعية‬
‫ودقة الحسابات المالية‪ ،‬تقوـ المفتشية بمراقبة كيفية تسيير األمواؿ العمومية ومدى دقة الحسابات وتوفر الوثائؽ‬
‫وسندات المحاسبة والفواتير‪.‬‬

‫*ميام التحقيقات والخبرات‪ :‬تكمؼ المفتشية بإجراء دراسات واعداد خبرات عف مختمؼ المجاالت‬
‫االقتصادية‪ ،‬المالية‪ ،‬الميزانية‪ ،‬المحاسبية والتقنية‪.‬‬

‫* تقييم السياسات العمومية‪ :‬تقوـ بتقييـ شروط السياسات العمومية وكذا النتائج المتعمقة بيا‪ ،‬فيي تبحث‬
‫حوؿ مدى تحقيؽ الميزانية لؤلىداؼ االقتصادية والمالية واالجتماعية المسطرة‪.‬‬

‫*الرقابة عمى عمميات الصرف وحركة رؤوس األموال‪ :‬وذلؾ بمعاينة جرائـ مخالفة التشريع والتنظيـ‬
‫الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج‪ ،‬ومع ذلؾ فإف ىذه الميمة تبقى استثنائية‪ ،‬وأقؿ‬
‫أىمية بالمقارنة ألف ىيئات أخرى مؤىمة لمقياـ بذلؾ‪.‬‬

‫*التدقيق في القروض الدولية‪ :‬أي الرقابة عمى القروض الدولية التي يمنحيا البنؾ الدولي لئلعمار‬
‫والتعمير والبنؾ اإلفريقي لمتنمية‪ ،‬بيدؼ ضماف استعماؿ االعتمادات المخصصة‬

‫‪ -3‬طريقة رقابة المفتشية العامة المالية‪ :‬تتـ عف طريؽ زيارات عادية أو مباغتة التحقيؽ في جميع‬
‫الوثائؽ الخاصة بحسابات باآلمريف بالصرؼ والمحاسبيف العمومييف‪ ،‬وبعدىا يقوـ المفتشوف بحرير تقرير‬
‫يتضمف مبلحظاتيـ وتقييماتيـ مع اقتراح التدابير‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة األولى مف المرسوـ ‪ 53-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬المتضمن إحداث مفتشية عامة لممالية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪ 04‬مارس ‪ ،1980‬ص ‪.20‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شريخي سامية‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪ ،69-67‬بصترؼ‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫إطار نظري حول الرقابة المالية على النفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫مف خبلؿ تعرضنا لمفصؿ األوؿ وىو اطار نظري حوؿ الرقابة المالية عمى النفقات العمومية تبيف أف‬
‫النفقات العمومية ىي مبمغ نقدي يخرج مف ذمة مالية لشخص معنوي عاـ قصد إشباع الحاجة العامة‪ ،‬وليا‬
‫قواعد تضبطيا وتقسيمات متعددة‪ ،‬ولدييا أسباب ظاىرية وحقيقية تؤدي إلى زيادتيا باستمرار مما يتطمب اعتماد‬
‫مبدأ الترشيد في النفقات العمومية‪.‬‬

‫وتمثؿ الرقابة المالية عمى النفقات العمومية األسموب المثالي لمحفاظ عمى الماؿ العاـ وترشيد النفقات‪ ،‬ىذا‬
‫ألف النفقة إذا أنفقت دوف رقابة تصبح محؿ اختبلسات وبالتالي ضياع األمواؿ العمومية‪ ،‬ولضماف تحقيؽ رشادة‬
‫وعقبلنية في اإلنفاؽ الحكومي قامت الدولة الجزائرية بإنشاء نظاـ رقابي يتكوف مف مجموعة مف الييئات‬
‫واألجيزة‪ ،‬فجعمت المراقب المالي ولجاف الصفقات العمومية ييتماف بالرقابة القبمية عمى عممية تنفيذ النفقات‬
‫والمحاسب العمومي ييتـ بالرقابة أثناء تنفيذ ىذه النفقات‪ ،‬أما بعد عممية تنفيذ وصرؼ النفقات فجعمت المفتشية‬
‫العامة لممالية ومجمس المحاسبة كأىـ جيازاف لمرقابة المالية البعدية عمى المراقب المالي والمحاسب العمومي‬
‫واآلمر بالصرؼ‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫آليات مراقبة الصفقات العمومية ونجاعتيا في ترشيد‬


‫اإلنفاق العمومي‬
‫المبحث األول‪ :‬ماىية ترشيد النفقات العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المجان اإلدارية لمراقبة الصفقات العمومية‬


‫المبحث الثالث‪ :‬الييئات المالية لمراقبة الصفقات العمومية‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمييد‪:‬‬

‫بما أف الصفقات العمومية ليا عبلقة مباشرة باألمواؿ العامة‪ ،‬أصبحت ضرورة إخضاعيا لمرقابة مف‬
‫أولويات الدولة‪ ،‬إذ ال يخفى عمى أحد أف إنجاز المشاريع الكبرى تتطمب إمكانيات مالية ومادية ضخمة واذا كاف‬
‫الماؿ العاـ مخصص لممنفعة العامة‪ ،‬فإف ىذا ال يعني امكانية استعمالو دوف تنظيـ‪ ،‬وىو ما أدى بالمشرع‬
‫الجزائري إلى إقرار حماية خاصة ليا‪ ،‬فنجد أنو أخضعيا ألجيزة رقابية متعددة وذلؾ عبر الكـ اليائؿ مف القواعد‬
‫المنظمة لمصفقات العمومية‪ ،‬كؿ ىذا بيدؼ ترشيد اإلنفاؽ الحكومي في ظؿ انتشار الفساد والتبذير في النفقات‬
‫وعدـ التحكـ فييا‪.‬‬

‫سنتناوؿ في ىذا الفصؿ‪ :‬ثبلث مباحث‪ ،‬تطرقنا في المبحث األوؿ‪ :‬ماىية ترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪،‬‬
‫والمبحث الثاني‪ :‬المجاف اإلدارية لمراقبة الصفقات العمومية‪ ،‬أما المبحث الثالث‪ :‬تطرقنا فيو إلى الييئات المالية‬
‫لمراقبة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم ترشيد اإلنفاق العام وعوامل نجاحو‬

‫مف خبلؿ ىذا المبحث سوؼ نتطرؽ إلى تطور مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ مف خبلؿ المطمب األوؿ‬
‫إبرز أىـ العوامؿ الموضوعة لنجاح عممية ترشيد‬
‫ونعالج في المطمب الثاني مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬مع ا‬
‫اإلنفاؽ العاـ في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطور مفيوم ترشيد اإلنفاق العام‬

‫اآلرء االقتصادية في موضوع التحديد األمثؿ لحجـ اإلنفاؽ العاـ والذي مف خبللو‬
‫لقد أسيمت العديد مف ا‬
‫إسرؼ وال تبذير‪.‬‬
‫يمكف تحقيؽ أعمى منفعة لممجتمع دوف ا‬

‫فمف خبلؿ النظرة التقميدية فإف المعيار الذي عمى أساسو يمكف تحديد الحجـ األمثؿ لئلنفاؽ العاـ ىو عند‬
‫لؤلفرد بعد اقتطاع‬
‫ا‬ ‫المستوى الذي تتعادؿ عنده المنفعة الحدية ليذا اإلنفاؽ مع المنفعة الحدية لمدخؿ المتبقي‬
‫الضريبة منيـ‪ ،‬أي أف الدولة يمكف أف تتوسع في إنفاقيا بصفة رشيدة إلى الحد الذي ال تتجاوز فيو اإلضرار‬
‫(‪)1‬‬
‫الضرئب المستخدمة لتمويؿ المنافع الحدية المترتبة عمى الخدمات العامة‪.‬‬
‫ا‬ ‫بالمنفعة الحدية المترتبة عمى فرض‬

‫كما أنو أصبح مف البلزـ أف النفقة العامة يجب أف تخضع لمبدأ " أكبر منفعة بأقؿ تكمفة " وىذا المبدأ لو‬
‫أصؿ في الفكر االقتصادي وموضع اتفاؽ بيف المفكريف التقميدييف والمحدثيف وقد عرؼ ىذا التطور اتجاىيف‪:‬‬

‫آرء المدرسة الحدية في أف النفقة العامة ال يكوف ليا مبرر إال إذا حققت منفعة جماعية‬
‫‪ -1‬قد أسيمت ا‬
‫حدية متساوية ليا عمى األقؿ؛‬

‫األفرد‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ -2‬كما أف قياـ الدولة بوظيفتيا (مف خبلؿ اإلنفاؽ العاـ) يجب أف يكوف لو منفعة تعود عمى‬
‫وىذا ما يفسر ضرورة إنتاجية النفقة العامة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أمرف‪:‬‬
‫ويترتب عمى مبدأ " أكبر منفعة بأقؿ نفقة " ا‬

‫ضرورة تحقيؽ المنفعة العامة بأقؿ نفقة ممكنة‪ ،‬ويعرؼ بمبدأ " الوفرة في اإلنفاؽ" ويتوجب‬ ‫‪‬‬
‫تحديد دقيؽ لممنفعة وما يترتب عنيا مف نفقة؛‬

‫ضرورة تساوي المنفعة المترتبة عمى النفقة مع عبء الضريبة الذي يتحممو المكمؼ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪)1‬‬
‫مجدي شياب‪ :‬أصول االقتصاد العام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.228‬‬
‫(‪)2‬‬
‫خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير شامية‪ :‬أسس المالية العامة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائؿ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،2007 ،‬‬
‫ص‪. 73‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مرعاتيا حتى يكوف ىناؾ أحسف‬


‫وحسب ‪ )1959( Mursgrave‬فإف لمنفقات العامة ثبلث وظائؼ يجب ا‬
‫توظيؼ ليذه النفقات‪ ،‬وىذه الوظائؼ تتمثؿ في تخصيص أمثؿ لمموارد‪ ،‬واعادة توزيع الدخؿ وضماف االستقرار‬
‫االقتصادي الكمي‪.‬‬

‫تطور في‬
‫ًا‬ ‫ولموصوؿ إلى الحد األمثؿ لئلنفاؽ العاـ يتوجب األخذ بمفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ الذي عرؼ‬
‫نظر ألىميتو البالغة‪ ،‬ورغبة في تحقيؽ الدولة ألىدافيا وفؽ سياسة مالية متناسقة مف خبلؿ‬
‫أساليبو ووسائمو اً‬
‫االىتماـ الكامؿ بالميازنية العامة واعتبارىا السبيؿ إلى ذلؾ‪ ،‬فقد ارتبط تطور أصناؼ الميزانية العامة بتطور‬
‫(‪)1‬‬
‫مرحؿ يمكف إيجازىا مف خبلؿ الفروع التالية‪:‬‬
‫أساليب ترشيد اإلنفاؽ العاـ مف خبلؿ خمس ا‬

‫‪ -1‬مرحمة التوازن المالي والرقابة المحاسبية (الميازنية الكالسيكية) حتى عام ‪:19‬‬

‫تعتبر ميازنية االعتمادات والبنود التي ظيرت في بداية القرف الثامف عشر بيدؼ تأكيد توازف الميازنية مف‬

‫الناحية المالية دوف إحداث فائض أو عجز‪ ،‬وتعكس ىذه الميزانية المفيوـ التقميدي لترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬ممثبلً‬
‫في تحقيؽ الرقابة المستندية عمى اإلنفاؽ العاـ قبؿ الصرؼ وبعده‪ ،‬ويتـ ذلؾ مف خبلؿ التقسيـ اإلداري لتحديد‬
‫م اركز المسؤولية‪ ،‬والتقسيـ النوعي بيدؼ تخصيص النفقات‪ ،‬باعتبار أف ذلؾ التقسيـ يمثؿ إحدى قاعدتي مبدأ‬
‫العمومية والذي يعد االلتزاـ بو مف مبادئ الميزانية ومف أىـ متطمبات ترشيد اإلنفاؽ العاـ بالمفيوـ التقميدي‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحمة التوازن االقتصادي (النموذج الكينزي) ‪:1930 – 1950‬‬

‫حيث ظير مف خبلؿ التقسيـ االقتصادي مف خبلؿ تقسيـ الميزانية إلى ميازنية جارية تموؿ مف الضارئب‪،‬‬
‫وميزانية أرسمالية تموؿ مف القروض العامة وىذا ما يعكس التطور في الدور الوظيفي لئلنفاؽ العاـ واالعتماد‬
‫عميو في توجيو االقتصاد القومي والسماح بتمويؿ اإلنفاؽ االستثماري عف طريؽ القروض لمنيوض بالبنية‬
‫التحتية‪ ،‬كما أف الدولة التي تسعى إلى عبلج الكساد عمييا أف تزيد مف إنفاقيا وخاصة اإلنفاؽ الجاري وتخفيضو‬
‫في حالة التضخـ‪ ،‬كذلؾ فإف النفقات الجارية التحويمية سوؼ تزداد في حالة زيادة األىمية النسبية ليدؼ عدالة‬
‫توزيع الدخؿ‪.‬‬

‫تطور في مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬باعتبار أف درجة ترشيد اإلنفاؽ العاـ تزداد‬
‫ا‬ ‫وبالتالي يعكس التقسيـ‬
‫كمما ازدت مساىمتو في إدارة االقتصاد القومي وتخميصو مف أزماتو االنكماشية والتضخمية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد عمر أبو دوح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميازنية الدولة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫برز الدور الوظيفي لمدولة ‪:1965 – 1950‬‬


‫‪ -3‬مرحمة الرقابة التقييمية وا ا‬

‫جرء التزايد الممحوظ لمنفقات وما تبعو مف تازيد‬


‫لقد ظير اتجاه إحكاـ الرقابة عمى عمميات اإلنفاؽ العاـ ا‬
‫مضرئب وبالتالي زيادة العبء عمى المواطنيف وقد تبمور ىذا االتجاه في التوصيات التي تضمنتيا لجنة "ىوفر‬
‫ل ا‬
‫األولى" والتي دعت إلى تقسيـ الميزانية إلى وظائؼ ومشروعات مع االعتماد عمى ميزانية االعتمادات والبنود‬
‫كتقسيـ ثانوي‪.‬‬

‫وقد نشأ عف ىذا االتجاه صدور التقسيـ االقتصادي والوظيفي عف األمـ المتحدة في عاـ ‪ ، 1958‬حيث‬
‫تـ تقسيـ وظائؼ الدولة إلى خمسة عشر وظيفة تضمنتيا خمس مجموعات رئيسية ىي الخدمات العامة‪ ،‬الدفاع‪،‬‬
‫الخدمات االجتماعية‪ ،‬االقتصادية النفقات غير المبوبة‪.‬‬

‫تطور جديدا في مفيوـ ترشيد النفقات‪ ،‬حيث لـ يعد ىناؾ تركيز عمى الرقابة‬
‫ا‬ ‫وتعكس ىذه المرحمة‬
‫المستندية بقدر ما ظيرت الحاجة إلى التعرؼ عمى الدور الوظيفي لمدولة كوسيمة لتبرير حصوليا عمى‬
‫ببرمج اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬إذ تبمور مفيوـ كفاءة المدخبلت‪.‬‬
‫االعتمادات‪ ،‬وتقييـ مدى كفاءتيا في االضطبلع ا‬

‫‪ -4‬مرحمة ظيور الوظيفة التخطيطية واإلدارية لمميزانية ‪:1980- 1965‬‬

‫لقد ظير أسموب التخطيط في الميزانية مما لزـ توفر المعمومات والبيانات لصانعي السياسة بيدؼ التوفيؽ‬
‫البرمج البديمة‪ ،‬لذلؾ والتي تتضمف أكثر شموال لمفيوـ ترشيد‪ ،‬ظيرت‬
‫ببف عممية تحديد األىداؼ القومية وتقسيـ ا‬
‫*‬
‫اإلنفاؽ العاـ حيث تـ دمج التخطيط والميزانية في عممية واحدة ولعدة‬ ‫ميزانية التخطيط والبرمجة )‪(PPBS‬‬
‫سنوات‪ ،‬كما كاف لظيور ميزانية األساس الصفري **)‪ (ZBB‬بوصفيا تقسيما أكثر شموالً في عممية تخطيط‬
‫البرمج في اإلنفاؽ والرقابة‬
‫اإلنفاؽ العاـ حيث يرتكز عمى ضرورة تحديد األىداؼ واألولويات وكذلؾ اعتماد ا‬
‫التقييمية بغرض التأكد مف كفاءة استخداـ الموارد‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحمة ظيور االتجاىات العالمية لمخصخصة والتمييز ببن االعتبارات االجتماعية واعتبارات‬
‫الفعالية في تخصيص الموارد والكفاءة في استخداميا ‪- 1980‬حتى اآلن‪:‬‬

‫تتضمف ىذه المرحمة إعادة النظر في دور الدولة وفي النشاط االقتصادي‪ ،‬واليدؼ مف ذلؾ ليس تقييد‬
‫دور أدوات السياسة المالية في تحقيؽ أىداؼ المجتمع بؿ تحقيؽ الفعالية في تخصيص الموارد والكفاءة في‬

‫*‬
‫‪(PPBS): planning programming budgeting system.‬‬
‫**‬
‫‪(ZBB): zéro base budget.‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫استخداميا‪ ،‬وخاصة في ظؿ التزايد المستمر لئلنفاؽ العاـ مقابؿ االنخفاض المستمر في اإلياردات العامة‪،‬‬
‫واعطاء فرصة لمقطاع العاـ في المشاركة في إنتاج واشباع الحاجات العامة عف طريؽ تغيير اتجاىات اإلنفاؽ‬
‫العاـ إلى مجاالت أكثر تحقيؽ ألىداؼ المجتمع أو بمعنى آخر تكفؿ الدولة بنشاطات أو وظائؼ التي ليا ميزة‬
‫نسبية فييا وتكفؿ القطاع الخاص ب وظائؼ أخرى لو ميزة نسبية فييا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوم ترشيد اإلنفاق العام‬

‫نظر لتعدد االتجاىات والرؤى‪ ،‬ولمتوضيح أكثر سيتـ التعرؼ‬


‫تعددت المفاىيـ المفسرة لترشيد اإلنفاؽ العاـ ا‬
‫مف خبلؿ ىذا المطمب عمى نقطتيف أساسيتيف‪ ،‬األولى تتضمف مفيوـ الترشيد لغة واصطبلحا والثانية تتعمؽ‬
‫بأىـ التعاريؼ حوؿ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫اآلرء‬
‫يعتبر ترشيد اإلنفاؽ العاـ مف المعاني والمفاىيـ التي حظيت بنصيب مف االىتماـ مف مختمؼ ا‬
‫والتحميبلت وتعددت التعاريؼ بشأنو وسوؼ نتطرؽ إلى بعضيا‪.‬‬

‫يقصد بترشيد اإلنفاؽ العاـ " العمؿ عمى زيادة فاعمية اإلنفاؽ بالقدر الذي يمكف معو زيادة قدرة االقتصاد‬
‫اإلسرؼ إلى أدنى‬
‫القومي عمى تمويؿ ومواجية التزاماتو الداخمية والخارجية مع القضاء عمى مصدر التبذير و ا‬
‫حد ممكف‪ ،‬لذا فإف ترشيد اإلنفاؽ العاـ ال يقصد بو ضغطو ولكف يقصد بو الحصوؿ عمى أعمى إنتاجية عامة‬
‫اإلسرؼ‪ ،‬يمكف تحديد نطاقو إذا ا زد اإلنفاؽ إلى مستوى أعمى بكثير عف‬
‫ممكنة بأقؿ قدر ممكف مف اإلنفاؽ و ا‬
‫(‪)1‬‬
‫موارد الدولة أو انخفاض إنتاجية اإلنفاؽ العاـ إلى أدنى حد ممكف"‪.‬‬

‫كما يعرؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو " تحقيؽ أكبر نفع لممجتمع عف طريؽ رفع كفاءة ىذا اإلنفاؽ إلى‬
‫اإلسرؼ والتبذير ومحاولة تحقيؽ التوازف بيف النفقات العامة وأقصى ما‬
‫ا‬ ‫أعمى درجة ممكنة والقضاء عمى أوجو‬
‫(‪)2‬‬
‫يمكف تدبيره مف الموارد العادية لمدولة‪".‬‬

‫التزاـ « واعتماداً عمى معايير أكثر دقة يأتي تعريؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو » الفعالية" في‬
‫تخصيص الموارد و"الكفاءة" في استخداميا بما يعظـ رفاىية المجتمع ويقصد بػ"الفعالية" توجيو الموارد العامة إلى‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد شاكر عصفور‪ :‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬لبناف‪ ،2008 ،‬ص ‪.399‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الجزئر ‪ ،"2004 – 1990‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫ا‬ ‫درواسي مسعود‪ :‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي "حالة‬
‫كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪. 171‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أفرد المجتمع‪ ،‬فالفعالية تنصرؼ إلى‬


‫االستخدامات التي ينشأ عنيا مزيج مف المخرجات تتفؽ مع تفضيبلت ا‬
‫(‪)1‬‬
‫درسة األىداؼ التي يسعى المجتمع تحقيقيا وترتيب ىذه األىداؼ وفقاً ألىميتيا‪.‬‬
‫مرحمة ا‬

‫قياس مدى تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬ويتطمب ىذا « كما أف الفعالية يمكف تعريفيا عمى أنيا »المفيوـ مقارنة‬
‫(‪)2‬‬
‫ىي حجـ األىداؼ المنتظرة مف‬ ‫المخرجات مع األىداؼ المطموب تحقيقيا واألساليب المتبعة في تحقيقيا‬
‫خبلؿ اآلثار االجتماعية » وفاعمية النفقات العامة» واالقتصادية لبرنامج إنفاقي معيف مقارنة باألىداؼ المحددة‬
‫مسبقاً أما الكفاءة فيي عبلقة نسبية بيف التكمفة والناتج أو بيف المدخبلت والمخرجات فيقصد بيا تقنيف العبلقة‬
‫(‪)3‬‬
‫بيف المدخبلت والمخرجات ولمكفاءة بعديف‪:‬‬

‫‪ .1‬كفاءة المخرجات‪ :‬وتعني تحقيؽ قدر أكبر مف المخرجات بنفس القدر مف المدخبلت وعمى ىذا فيي‬
‫تقاس بنسبة المخرجات الفعمية إلى المخرجات المتوقعة عند قدر معيف مف المدخبلت‪.‬‬

‫‪ .2‬كفاءة المدخالت‪ :‬وتعني تحقيؽ قدر معيف مف المخرجات بقدر أقؿ مف المدخبلت‪ ،‬ومف ثـ فيي‬
‫تقاس بنسبة المدخبلت الفعمية إلى المدخبلت المتوقعة عند قدر معيف مف المخرجات‪ ،‬عندما تكوف مخرجات‬
‫اإلنفاؽ العاـ قابمة لمقياس الكمي‪ ،‬أما إذا كانت تمؾ المخرجات ذات طابع اجتماعي فيمكف االعتماد عمى‬
‫مقاييس وسيطة‪ ،‬فبرامج اإلنفاؽ العاـ تبدأ بالحصوؿ عمى مدخبلت مثؿ العمؿ و أرس الماؿ‪...‬إلخ‪ ،‬لمقياـ بأنشطة‬
‫معينة مثؿ عبلج المرضى تعميـ األطفاؿ ‪ ...‬إلخ‪ ،‬بيدؼ الحصوؿ عمى مخرجات نيائية كتحسيف الصحة‬
‫واالرتقاء بالمستوى الثقافي‪ ،‬ولما كاف مف الصعب قياس ىذه المخرجات بدقة مف الممكف استعماؿ مقاييس‬
‫وسيطة مثؿ عدد المرضى ‪ /‬لكؿ طبيب‪ ،‬عدد الطمبة‪ /‬لكؿ معمـ‪.‬‬

‫إسرؼ‬
‫وعمى العموـ فإف ترشيد اإلنفاؽ العاـ ىو اعتماد الكفاءة والفعالية في استخداـ المواد المتاحة دوف ا‬
‫وال تبذير مع التركيز عمى ضرورة تحقيؽ األىداؼ المرجوة مف خبلؿ كؿ عممية إنفاؽ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬عوامل موضوعية لنجاح عممية ترشيد اإلنفاق العام‬

‫ىناؾ عوامؿ موضوعية مف شأنيا المساعدة عمى نجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ مما يستدعي تظافر‬
‫الجيود مف كؿ الجيات والنواحي لتجسيدىا عمى الواقع ويمكف إيجازىا فيما يمي‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد عمر أبو دوح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عطا اهلل وارد خميؿ‪ :‬د ارسة تحميمية لتقييم أداء الوحدات الحكومية من منظور محاسبي‪ ،‬مجمة ندوة األساليب الحديثة في‬
‫اإلدارة المالية العامة‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،‬دمشؽ‪ ،2005 ،‬ص ‪.120‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد عمر أبو دوح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد األىداف بدقة‪:‬‬

‫يتـ تقرير األىداؼ طويمة األجؿ ومتوسطة األجؿ مف خبلؿ حصر االختصاصات الرئيسية التي مف‬
‫أجميا تُطمب األمواؿ‪ ،‬كما أف طبيعة األىداؼ تحدد طبيعة وحجـ الوظيفة أو الوظائؼ المتعدد بالمجتمع ككؿ أو‬

‫بالوحدات التنظيمية‪ ،‬ومف الضروري عدـ تعارض أىداؼ الوحدات التنظيمية مع أىداؼ المجتمع المحدد سمفاً‬
‫في خطط تنمية طويمة ومتوسطة األجؿ‪.‬‬

‫يعتقد ‪ HAREY‬مف جية أف مف أىـ المشاكؿ التي تواجو إعداد الميزانية وفقاً لمتطمبات اإلدارة ىي‬
‫مرجعة شاممة الختصاصات‬
‫مشكمة تقرير وتحديد أىداؼ دقيقة وواضحة لمبرامج الحكومية‪ ،‬األمر الذي يستدعي ا‬
‫وحدات الجياز اإلداري حتى ال تكوف األىداؼ المحددة غامضة وغير واضحة‪ ،‬ومف جية أخرى نرى أري‬
‫‪ STEINER‬الذي يؤكد أف صعوبة تحديد األىداؼ الرئيسية (طويمة األجؿ) تنعكس عمى صعوبة تحديد‬
‫األىداؼ الفرعية (متوسطة األجؿ) بدقة والتي تقررىا الوحدات الحكومية ألف تحديد األىداؼ يؤثر عمى صياغة‬
‫(‪)1‬‬
‫البرامج‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد األولويات‪:‬‬

‫تعتبر عممية تحديد األولويات مف أىـ العمميات الفرعية في منظومة التخطيط واف احتراـ ىذا المبدأ‬
‫ضرورة لحفظ الماؿ العاـ مف الضياع وتعظيـ منفعة استخدامو‪ ،‬وتحديد األولوية يعني تحديد درجة أىمية البرامج‬
‫أو المشروع الذي تريد الييئة العمومية تنفيذه ومدى قدرتو عمى إشباع حاجات متزايدة في ظؿ قمة الموارد‬
‫المتاحة‪ ، ،‬يساىـ بدور كبير في تحقيؽ األىداؼ المحددة مسبقاً‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تقوـ عممية تحديد األولويات عمى مجموعة مف المبادئ األساسية ىي‪:‬‬

‫*مدى خطورة المشكمة التنموية القائمة وانعكاساتيا السمبية عمى أؼ ا رد المجتمع وجوانب الحياة المختمفة‬
‫فييا‪ ،‬لو دور كبير عند تحديد األولويات؛‬

‫دور كبير في تحديد األولويات بيف البرامج‬


‫*عامؿ الزمف‪ :‬فالزمف المطموب لحؿ مشكمة معينة يمعب ا‬
‫مبرر مقنعاً الختيار ىذا البرنامج؛‬
‫ا‬ ‫والمشاريع‪ ،‬فكمما كاف الوقت المطموب إلنجاز برنامج معيف أقصر كاف ذلؾ‬

‫(‪)1‬‬
‫بالجزئر‪ ،‬أطروحة‬
‫ا‬ ‫درسة خاصة لسياسة اإلنفاق العام‬
‫فرحي محمد‪ :‬النمذجة القياسية وترشيد السياسات االقتصادية مع ا‬
‫الجزئر‪ ،2004 ،‬ص ‪.108‬‬
‫ا‬ ‫دكتوره في العموـ االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫عثماف محمد غنيـ‪ :‬التخطيط أسس ومبادئ عامة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2004 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*درجة اىتماـ المواطنيف بالمشكمة القائمة‪ ،‬فكمما ازد االىتماـ الشعبي بالمشكمة ازد التفضيؿ ليا ومنحت‬
‫األولوية لحميا قبؿ غيرىا مف المشاكؿ؛‬

‫*عامؿ الخبرة‪ :‬كمما كانت الحموؿ المطروحة لحؿ مشكمة معينة مضمونة النجاح‪ ،‬كمما كاف ذلؾ دافعاً‬
‫لمنحيا األولوية في اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ -3‬القياس الدوري ألداء برنامج اإلنفاق العام‪:‬‬

‫يقصد بقياس أداء برنامج اإلنفاؽ العاـ تقييـ مدى كفاءة وفعالية أداء الوحدات واألجيزة الحكومية عند‬
‫قياميا بتنفيذ الخدمات والبرامج المختمفة الموكمة إلييا‪ ،‬وذلؾ أف الوحدات‬

‫الحكومية يجب أف تخضع لممسائمة عف االستخداـ األمثؿ لمموارد العامة عند تقديـ الخدمات والبرامج‬
‫(‪)1‬‬
‫لممواطنيف‪.‬‬

‫درسة حموؿ‬
‫واف الحكـ عمى فعالية وكفاءة أي برنامج أو سياسة أو ميمة ذات طابع عمومي يأتي بعد ا‬
‫آثارىا الواقعية والحقيقية بالنظر إلى األىداؼ المحددة مسبقاً‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وبالتالي تقييـ ىذا األداء يرتكز عمى ثبلث محاور‪:‬‬

‫‪ -‬الفعالية االجتماعية واالقتصادية (وجية نظر المواطنيف) وذلؾ ما يسمح بتثميف النتائج المتوصؿ إلييا‬
‫وأثرىا عمى المحيط االجتماعي وذلؾ مف خبلؿ مدى رضا المواطنيف‬

‫وبالتالي ىذا المحور يسمح بتقييـ مدى مبلئمة السياسة المنتيجة؛‬

‫‪ -‬نوعية الخدمات المقدمة ( وجية نظر المستفيديف) وذلؾ مف خبلؿ تحسيف الخدمة‬

‫العمومية المقدمة والموازنة بيف التكمفة والنوعية؛‬

‫المرفؽ العامة (وجية نظر المكمفيف) والتي تقود إلى استغبلؿ أمثؿ لمموارد الموظفة‪.‬‬
‫‪ -‬فعالية تسيير ا‬

‫(‪)1‬‬
‫سعيد بف صالح الرويتع‪ :‬قياس األداء في الوحدات الحكومية‪ ،‬مجمة جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬االقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫الرياض‪ ،2002 ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Stéphane Damarey, Finances Publiques, gualino éditeur, paris, 2006, p425.‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬عدالة اإلنفاق العام ومدى تأثيره عمى مصمحة الفئات األضعف‪:‬‬

‫درسة عدالة اإلنفاؽ العاـ إلى تبياف مدى مبلءمتو لحاجات الفئات األكثر فؽ ا ًر في المجتمع‬
‫تيدؼ ا‬
‫ومرعاة حصة كؿ فئة مف اإلنفاؽ العاـ ومدى‬
‫(كتوزيع ىبات ال عبلقة ليا بالحاجة الفعمية لممستفيديف ) ا‬
‫استخداميا لمخدمة العمومية‪.‬‬

‫ترعي العدالة في توزيع المنافع والخدمات التي تنتج عف النفقات العامة‪،‬‬


‫وبالتالي يتوجب عمى الدولة أف ا‬
‫فبل تحابي طبقة أو فئة مف طبقات أو فئات المجتمع‪ ،‬عمى حساب الطبقات أو الفئات األخرى‪ ،‬وال يقصد مف‬
‫ذلؾ أف يتساوى نصيب كؿ الطبقات أو الفئات األخرى وال يقصد مف ذلؾ أف يتساوى نصيب كؿ الطبقات بؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫الفقرء ىي في حاجة ماسة لخدمات الدولة يستوجب زيادة النفقات عمييا ألجؿ النيوض بيا‪.‬‬
‫ىناؾ طبقات ا‬

‫الدرسات أف النفقات ذات المداخيؿ األعمى غالباً ما تتمقى القسـ األكبر مف الخدمات العامة‪ ،‬وىذا‬
‫وتظير ا‬
‫ما يوجب معرفة الوضعية االجتماعية لفئات المجتمع المختمفة والتي عمى أساسيا يتـ إعادة توزيع الدخؿ‪،‬‬
‫ودرسة عدالة توزيع اإلنفاؽ العاـ عمى الفئات الفقيرة مف االستفادة مف الخدمات العامة بصورة مجانية كالتعميـ‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫والخدمات الصحية‪.‬‬

‫‪ -5‬تفعيل دور الرقابة عمى النفقات العامة‬

‫ضرورة توافر نظاـ رقابي فعاؿ يضمف توافؽ التنفيذ مع ما سبؽ التخطيط لو عمى أف تتضمف عممية‬
‫(‪)3‬‬
‫مرجعة مستمرة لطرؽ اإلنجاز‪ ،‬مع تطور مفيوـ الرقابة المستندية إلى الرقابة التقييمية‪.‬‬
‫الرقابة ا‬

‫ولكي تكوف مثؿ ىذه الرقابة عمى برامج اإلنفاؽ العاـ مجدية‪ ،‬فإنو البد أف تكوف منطمقاتيا منسجمة‬
‫ومؤدية إلى تسييؿ ميمة ىذه البرامج في تحقيؽ األىداؼ المطموبة منيا‪ ،‬وضماف حمايتيا مف االنحراؼ‪ ،‬لذا‬
‫فإف حدود صبلحية أجيزة الرقابة ووسائؿ القياـ بيا يجب أف تكوف واضحة ال مف الناحية القانونية فحسب بؿ‬
‫عمى صعيد الواقع العممي أيضا‪ ،‬وفعالية الرقابة تحقؽ مف خبلؿ إنجازىا ألىدافيا وقدرتيا عمى توفير الشروط‬
‫البلزمة وتوجيو المشاريع العامة توجييا إيجابيا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد شاكر عصفور‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫(‪)2‬‬
‫البنؾ الدولي‪ ،‬تقرير مراجعة اإلنفاؽ العاـ لسنة ‪ ،2004‬ص ‪.12‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد أبو دوح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 105‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬كفاءة إدارة المالية العامة واحكام الرقابة ألجل ترشيد اإلنفاق‬

‫لما كاف الحكـ الرشيد يعني اإلدارة الجيدة لموارد الدولة االقتصادية واالجتماعية مف أجؿ تحقيؽ التنمية‪،‬‬
‫كاف مف الضروري عمى الحكومات الحرص عمى كفاءة إدارة المالية العامة لما ليا مف دور بارز في تحقيؽ‬
‫األىداؼ المرجوة مف السياسة العامة لمحكومة وىو ما يتطمب مف ىذه اإلدارة أف تكوف فعالة وكفؤة بالقدر الذي‬
‫يستجيب لتمبية احتياجات المجتمع وفؽ اإلمكانيات والموارد المتاحة‪ ،‬وىو ما يستدعي أيضا تعزيز الرقابة عمى‬
‫صرؼ الماؿ العاـ وفؽ ما خطط وبرمج لو‪ ،‬بعيدا عف أوجو اليدر والفساد‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إدارة المالية العامة وكفاءة اإلنفاق العام‬

‫عند تفاقـ العجز في الوازنة العامة في الدوؿ المتقدمة والنامية ازد االىتماـ بكفاءة إدارة المالية العامة‬
‫وبالتركيز أكثر عمى إدارة اإلنفاؽ العاـ ىذا ما جعؿ انتياج أسموب إدارة الموازنة الذي يمعب دو ا ًر ىاماً في‬
‫التأثير عمى كفاءة وفعالية اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ -1‬مفيوم كفاءة إدارة المالية العامة وقواعده‪:‬‬

‫يشير مصطمح الكفاءة بصفة عامة إلى تقميؿ المدخبلت في البرامج بالنسبة لممخرجات المتوقعة بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫التعرؼ عمى الوسائؿ التي يتطمبيا إنجاز تمؾ األىداؼ‪.‬‬

‫أما كفاءة إدارة المالية فتعني حسف سير نظاـ إدارة المالية العامة سواء في جانب اإلي اردات أو النفقات‬
‫بشكؿ يضمف تقديـ الخدمات عمى أحسف وجو ممكف كماً وكيفا وبفعالية‪ ،‬وىو ما يتطمب توافر نظـ وترتيبات‬
‫مؤسسية تحدد السبؿ المثمى الستخداـ الموارد االقتصادية لتحقيؽ األىداؼ العامة‪.‬‬

‫ييدؼ نظاـ إدارة المالية العامة إلى تسييؿ عممية التخطيط وتسجيؿ المعمومات المالية والسيطرة عمى‬
‫تنفيذ الميزانية لكؿ مف اإليرادات والنفقات‪ ،‬ألجؿ تحقيؽ االنضباط في المالية‬

‫العامة وتخصيص الموارد لممجاالت ذات األولوية وفعالية استخداـ تمؾ الموارد مف أجؿ الوصوؿ لنتائج‬
‫إيجابية تصب في الصالح العاـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Alan Lawton and Aidanrose, Organization and Management in the Public sector , 2nd ed‬‬
‫‪,pitman publishing, London, 1994, p:156.‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬المبادئ والقواعد الالزمة لإلدارة الجيدة لممالية العامة‪:‬‬

‫تتطمب اإلدارة الجيدة لممالية العامة توفر جممة مف المبادئ تسعى لتوفير بيئة إدارية منضبطة تعمؿ فييا‬
‫الوحدات والييئات الحكومية المختمفة وفقاً لمقوانيف والقواعد المالية الموضوعة بما يكفؿ التحكـ في الماؿ العاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫وضبط مصادره وأوجو صرفو وتتمثؿ ىذه المبادئ في‪:‬‬

‫‪-‬مصداقية الموازنة بحيث يجب أف يتطابؽ التنفيذ الفعمي لمموازنة مع االعتمادات والمخصصات المالية‬
‫المقررة في قانوف الموازنة السنوي‪ ،‬حيث ينبغي أف يتساوى إنفاؽ الوحدات والييئات الحكومية المختمفة مع‬
‫المقادير التي اعتمدتيا الموازنة وأف تتطابؽ اإلياردات المحصمة أيضا مع اإلياردات المخططة‪.‬‬

‫األورؽ المفسرة ليا في مرحمة‬


‫‪-‬شمولية الموازنة وىو ما يعني اتساع النطاؽ الذي تغطيو وثائؽ الموازنة و ا‬
‫إعداد الموازنة حيث يجب أف تشمؿ ىذه الوثائؽ عمى فرضيات االقتصاد الكمي التي تستند عمييا الموازنة مف‬
‫تقديارت لمعدالت التضخـ والنمو االقتصادي وسعر الفائدة وحجـ العجز المالي‪ ،‬أما في مرحمة تنفيذ الموازنة‬
‫فيجب أف تتوفر عمى بيانات دقيقة وشاممة لكؿ أشكاؿ الصرؼ التي تتـ اعتمادىا في الموازنة السنوية كما‬
‫يستدعي ىذا المبدأ ضرورة أف تشمؿ وثائؽ وتقارير تنفيذ الموازنة كؿ العمميات المالية المنفذة خارج الموازنة‬
‫والتي لـ ترد ليا اعتمادات في قانوف المالية‪.‬‬

‫‪-‬تتطمب اإلدارة السميمة أف يتـ اعتماد الموازنة وتنفيذىا بكؿ شفافية واف تمكف األطر والترتيبات التي‬
‫تحكـ عممية الموازنة مف مساءلة القائميف بأمر إعداد وتنفيذ الموازنة في كافة مستوياتيـ ومحاسبتيـ عمى‬
‫(‪)2‬‬
‫ارت المالية التي يتخذونيا فيما يخص تحصيؿ اإلياردات وتنفيذ الصرؼ الحكومي‪.‬‬
‫القر ا‬

‫أما فيما يتعمؽ بالقواعد التي بجب أف تتوفر حتى تكوف ىناؾ إدارة جيدة لممالية العامة التي بوجودىا‬
‫تحقؽ أقصى فائدة مف اإلنفاؽ العاـ والتقميؿ مف التبذير واليدر‪ ،‬والتي يمكف حصرىا في النقاط التالية‪:‬‬

‫اإلجرءات المحاسبية المناسبة الواجب إتباعيا في جميع األوقات وكذا السجبلت‬


‫ا‬ ‫‪ -‬القواعد التي تتطمب‬
‫المحاسبية التي يتـ االحتفاظ بيا إلتاحة الفرصة لمنظر فييا مستقببلً إذا استدعى األمر ذلؾ؛‬

‫ارتيـ عمى سبيؿ المثاؿ يتعيف المسؤوليف إعطاء تفاصيؿ عف‬


‫‪ -‬القواعد التي تمزـ الموظفيف عمى تبرير قر ا‬
‫العروض المقدمة لمفوز بصفقة ما‪ ،‬وطريقة اختيار الفائز بالصفقة‪ ،‬وتفاصيؿ عف العروض الخاسرة؛‬

‫(‪)1‬‬
‫شعباف فرج‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪. 95‬‬
‫(‪)2‬‬
‫درسات اقتصادية‪ ،‬صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬أبوظبي‪،‬‬
‫أحمد أبوبكر عمي بدوي‪ ،‬مفاىيم تقميدية معاصرة في إدارة المالية العامة‪ ،‬ا‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.6‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصرعات المحتممة في المصالح أثناء الممارسة العممية‪ ،‬فعمى‬


‫النزعات و ا‬
‫‪ -‬القواعد التي تتطمب تجنب ا‬
‫سبيؿ المثاؿ ينبغي ليذه القواعد تجنب تدخؿ المسؤوؿ في اختيار الصفقة أو العقد العمومي في حالة ما إذا كاف‬
‫المترشح صديؽ أو قريف حتى يتـ تجنب االنحياز ليذا الشخص؛‬

‫إقرر الذمة المالية)‪ ،‬حتى يتـ البحث عف الماؿ الذي يأتي‬


‫‪ -‬قواعد تمزـ الموظفيف أف يعمنوا عف أصوليـ ( ا‬
‫جرئـ الفساد‪.‬‬
‫مف الكسب غير المشروع في حالة التحقيؽ في ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دعم واحكام الرقابة‬

‫إسرفو وتبذيره ىذا ما‬


‫تساعد الرقابة باختبلؼ أنواعيا عمى ترشيد اإلنفاؽ والحفاظ عمى الماؿ العاـ وتجنب ا‬
‫استدعى ضرورة العمؿ عمى دعـ وتعزيز الرقابة المالية بصورة تجعميا قادرة عمى تحقيؽ ذلؾ‪ ،‬وقد عرفت الفترة‬
‫األخيرة اىتماماً أكثر بعممية تعزيز الرقابة عمى الماؿ العاـ وبالخصوص الرقابة عمى اإلنفاؽ العاـ في ظؿ‬
‫انتشار الفساد وعدـ كفاية الموارد المخصصة لمتنمية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف الرقابة عمى المال العام (الرقابة المالية)‬

‫وحرستو‪ ،‬كما تعني االحتراز والتحوط‬


‫تعني الرقابة في المغة بصفة عامة المحافظة عمى الشيء وصونو ا‬
‫(‪)1‬‬
‫المرعاة‪.‬‬
‫و ا‬

‫وتيدؼ عموماً إلى تشخيص نقاط الضعؼ واألخطاء وتصحيحيا ومنع حدوثيا في المستقبؿ‪ ،‬وتتطمب‬
‫الرقابة الفاعمة وضع معدالت األداء المطموب إنجازىا ووضع معايير ووسائؿ لقياس العمميات والنشاطات‪،‬‬
‫ومرقبة النتائج ومقارنتيا بالمعايير الموضوعة وأخيار تصحيح االنحرافات‪.‬‬
‫ا‬

‫الزوية التي ينظر منيا إلييا‪ ،‬وعموماً فيي‬


‫أما الرقابة المالية فقد تعددت تعاريفيا واختمفت باختبلؼ ا‬
‫تنصب عمى المساءلة التي تقوـ بيا ىيئات ومصالح متخصصة قصد معرفة طرؽ تسيير الموارد العامة‪،‬‬
‫واكتشاؼ األخطاء والثغ ا رت المالية ومدى تحقيقيا لؤلىداؼ العامة‪ ،‬وىي ال تقتصر عمى الجانب الشكمي فقط‪،‬‬
‫بؿ تشمؿ الـ ا رجعة والفحص الموضوعي الدقيؽ لطرؽ اإلنفاؽ والتحصيؿ‪ ،‬واستناداً لموثائؽ والمستندات المؤدية‬
‫لمعممية المالية وتحميميا مف حيث االقتصاد والكفاءة والفعالية بيدؼ تقييميا واتخاذ التدابير المناسبة لتصحيحيا‬

‫(‪)1‬‬
‫سعيد كبلب‪ :‬الرقابة المالية واإلدارية ودورىا في عممية التنمية‪ ،‬ورقة مقدمة ضمف مؤتمر" تنمية وتطوير قطاع غزة بعد‬
‫االنسحاب اإلسرائيمي "‪ ،‬كمية التجارة في الجامعة اإلسبلمية‪ ،2006 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تكررىا مستقببلً عف طريؽ وضع أسس ومعايير لؤلداء تستوجب االحتراـ وااللتزاـ بيا لقياس األداء الفعمي‬
‫ومنع ا‬
‫وتحديد مواقع اإلىماؿ واالنحراؼ وخرؽ القواعد القانونية والتنظيمية‪.‬‬

‫والرقابة عمى الماؿ العاـ ال تشمؿ فقط الرقابة عمى الموازنة‪ ،‬بؿ تشمؿ بسط الرقابة عمى جميع أوجو‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلساءة لمماؿ العاـ أو استغبللو بوجو غير مشروع أو غير اقتصادي ومف ذلؾ نذكر‪:‬‬

‫‪-‬استباحة الماؿ العاـ واالستبلء عميو بوجو غير مشروع سواء عف طريؽ االختبلس أو االستغبلؿ‬
‫الشخصي‪ ،‬أو التياوف واإلىماؿ والتفريط فيو بما يؤدي إلى ضياعو دوف مبرر؛‬

‫ألغرض غير رسمية‪ ،‬أو عدـ بذؿ‬


‫ا‬ ‫ألغرض شخصية أو التصريح باستخداميا‬
‫ا‬ ‫‪-‬استخداـ األصوؿ العامة‬
‫العناية البلزمة لمنع ذلؾ؛‬

‫ألغرض الوظيفة؛‬
‫ا‬ ‫‪-‬ىدر الوقت الرسمي لمموظؼ‪ ،‬وعدـ استغبلؿ الوقت‬

‫الترخي في تحقيؽ الكفاءة في إدارة الماؿ العاـ‪ ،‬وعدـ استثمار الموارد المتاحة فيما يحقؽ أفضؿ العوائد‬
‫‪ -‬ا‬
‫لمدولة‪.‬‬

‫تقوـ الرقابة المالية عمى الربط الوثيؽ بيف الوسائؿ والغايات مف خبلؿ توجيو الجيود وتنسيقيا ودفعيا نحو‬
‫تحقيؽ األىداؼ التنظيمية البعدية والقريبة وبشكؿ يحقؽ االنسجاـ والتوافؽ بيف ىذه األىداؼ‪ ،‬ويتـ الت ا ربط‬
‫بيف الوسائؿ والغايات بشكؿ فعاؿ مف خبلؿ الموازنة العامة كأداة لمتخطيط المالي وترشيد اإلنفاؽ العاـ بما يحقؽ‬
‫كفاءة وفعالية استخداـ األمواؿ العامة‪.‬‬

‫ومف التعاريؼ السابقة نستنتج ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أف الرقابة المالية عمى الماؿ العاـ وظيفة مف وظائؼ المحاسبة الحكومية‪ ،‬وال تكتمؿ المحاسبة‬
‫الحكومية إال بوجود ىذه الوظيفة؛‬

‫‪ -‬تقوـ بيذه الوظيفة وحدات حكومية وغير حكومية؛‬

‫إسرؼ أو ىدر؛‬
‫‪ -‬إف اليدؼ األساسي لمرقابة ىو حفظ الماؿ العاـ مف أي ا‬

‫(‪)1‬‬
‫الجزئر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2011 ،‬‬
‫ا‬ ‫زيوش رحمة‪ :‬الميزانية العامة لمدولة في‬
‫ص ‪.189‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إف القابة عمى الماؿ العاـ تكوف قبمية ابتداء مف وضع تقديارتو‪ ،‬وتكوف بعدية حيث يقارف المحقؽ بما‬
‫ىو مطموب ومخطط لو‪ ،‬كما أنيا تكوف أثناء التنفيذ؛‬

‫‪ -‬إف الرقابة عمى الماؿ العاـ تتطمب مرجعية تشريعية وقانونية تحدد وحدات الرقابة ومياميا واجراءاتيا؛‬

‫‪ -‬إف الرقابة عمى الماؿ العاـ ليست مقصورة فقط عمى الرقابة عمى تنفيذ الموازنة العامة لمحكومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىداف الرقابة المالية‬

‫كما ذكرنا سابقاً فإف اليدؼ األساسي لمرقابة المالية ىو الحفاظ عمى الماؿ العاـ‪ ،‬وتجنب إىدار أو تبذير‬
‫ألجؿ تحقيؽ الغايات التي وجو ألجميا‪ ،‬وىي مف األركاف األساسية لئلدارة الحديثة وىذا ما جعؿ أىدافيا تتنوع‬
‫ما بيف أىداؼ اقتصادية‪ ،‬سياسية وادارية يمكف حصرىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬األىداؼ االقتصادية‪ :‬ويمكف أف تشمؿ التحقيؽ مف سبلمة اإلنفاؽ العاـ وفقاً لمخطط المرسومة‪ ،‬وكذا‬
‫التحقؽ مف مدى االستغبلؿ األمثؿ لمموارد المتاحة ومدى كفاية وفعالية إنفاقيا بما يحقؽ المصمحة العامة بعيدا‬
‫مثمر وفي األوجو التي خصصت‬
‫ا‬ ‫عف أوجو العبث والتبذير لمماؿ العاـ‪ ،‬أي استخداـ تمؾ األمواؿ استخداما سميماً‬
‫ليا وتوفير التناسؽ في اإلنفاؽ مع االتجاىات السياسة لمدولة بما يتفؽ مع أىداؼ خطط التنمية االقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫أطرؼ المجتمع المدني صورة‬


‫ا‬ ‫‪ -2‬األىداؼ السياسية‪ :‬تعد الرقابة المالية غير الحكومة خاصة مف‬
‫لؤلطرؼ غير الحكومية في الرقابة‬
‫ا‬ ‫إشرؾ‬
‫حضارية تعبر عمى ديمقراطية البمد التي تسود فيو‪ ،‬فكمما كاف ىناؾ ا‬
‫المالية كمما ا زد ذلؾ مف شفافية سياسة الدولة أو الحكومة وأعطى ثقة أكبر بيا‪ ،‬كما أف الرقابة المالية تؤكد‬
‫عمى احتراـ رغبة السمطة التشريعية وعدـ تجاوز األولويات والمخصصات التي تصدرىا لتنفيذ المشاريع‬
‫والخدمات العامة وبالتالي احتراـ رغبة الشعب باعتبار أف السمطة التشريعية ىي ممثؿ الشعب‪.‬‬

‫‪ -3‬األىداؼ االجتماعية‪ :‬تساعد الرقابة المالية التشريعية عمى حماية الماؿ العاـ مف كؿ أشكاؿ الفساد‬
‫وبالتالي تضمف وصوؿ ىذه األمواؿ إلى مستحقييا عف طريؽ إنجاز المشاريع واالستثمارات التي وجيت ليا‪،‬‬
‫أغرض اجتماعية كالتخفيؼ مف حدة الفقر وتحسيف مستويات المعيشة‬
‫مما يساعد في النياية عمى تحقيؽ ا‬
‫وتقميص معدالت البطالة وضماف تعميـ وصحة جيديف وغيرىا مف األىداؼ االجتماعية التي حددت قبؿ إنفاؽ‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد العزيز اإلماـ‪ :‬الرقابة عمى األموال العامة‪ ،‬ورقة مقدمة ضمف ندوة سرية العمؿ المصرفي وعبلقتيا بمكافحة تبييض‬
‫األمواؿ‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،2008 ،‬ص ‪.456‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األفرد العامميف خاصة في القطاعات الحكومية‬


‫ا‬ ‫تمؾ األمواؿ‪ ،‬كما أف الرقابة المالية تساعد عمى تحسيف سموكيات‬
‫وتجنبيـ التقصير في أداء واجباتيـ واسراؼ وتبذير الماؿ العاـ خوفاً مف العقوبات التي تمحؽ بيـ عند التأكد مف‬
‫تمؾ السموكيات غير المشروعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الرقابة المالية العامة‬

‫يمكف تقسيـ الرقابة المالية مف عدة جوانب ( مف حيث جية أو سمطة الرقابة‪ ،‬مف حيث أىدافيا‪ ،‬مف‬
‫حيث المعيار الزمني وأخب ار مف حيث الموقع التنظيمي)‬

‫‪ -1‬من حيث جية أو سمطة الرقابة‪:‬‬

‫ونميز ىنا بيف الرقابة التشريعية والتنفيذية والقضائية‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫وتشمؿ رقابة الجيات السياسية واإلدارية العميا مثؿ رئيس الجميورية ومجمس‬ ‫‪ -‬رقابة السمطة التنفيذية‪:‬‬
‫الوزرء وكبار المسؤوليف اإلدارييف‪ ،‬حيث تقوـ ىذه الجيات برسـ المالية لمدولة وتضع المعايير والخطط‬
‫ا‬
‫واألىداؼ والتعميمات األساسية التي يجب إتباعيا مف كافة األؼ ا رد والجيات واألجيزة اإلدارية والمالية‪ ،‬وىنا‬
‫وزرة المالية التي تقوـ‬
‫تتأكد الرقابة مف خبلؿ السمطة الرئاسية والتسمسؿ اليرمي لئلدارة الحكومية‪ ،‬ومف خبلؿ ا‬
‫المرقبيف والموظفيف العامميف في مختمؼ الو ا ز ا رت‬
‫بالرقابة عمى باقي مختمؼ المصالح الحكومية بواسطة ا‬
‫والمصالح والييئات‪ ،‬وتنحصر ميمتيـ في عدـ السماح بصرؼ أي مبمغ إال إذا كاف في وجو وارد في الميزانية‬
‫العامة وفي حدود االعتماد المقدر لو‪ ،‬فالرقابة اإلدارية ىنا رقابة سابقة عمى اإلنفاؽ‪ ،‬وفي واقع األمر أف ىذا‬
‫النوع مف الرقابة ليس ىدفو األساسي ترشيد اإلنفاؽ العاـ فحسب‪ ،‬إذ ىي رقابة مف اإلدارة نفسيا وفقاً لمقواعد‬
‫والضوابط التي تضعيا اإلدارة ومف ثـ فبل تمثؿ أي ضغط لحجـ اإلنفاؽ العاـ حيث في غالب األحياف ال تمثؿ‬
‫اإلدارة إال تقييد حريتيا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تعد الرقابة البرلمانية إحدى أشكاؿ الرقابة السياسية التي تنتيجيا‬ ‫‪ -‬الرقابة التشريعية (البرلمانية)‪:‬‬
‫السمطة التشريعية عمى السمطة التنفيذية ويمكف تعريفيا عمى أنيا" سمطة تقصي الحقائؽ مف جانب السمطة‬
‫التشريعية حوؿ أعماؿ السمطة التنفيذية بغية الكشؼ عف عدـ التطبيؽ السميـ لمقواعد العامة في الدولة ومدى‬
‫بقرارت السمطة التشريعية والدستور والقوانيف‪ ،‬وتحديد المسؤولية عف ذلؾ ومساءلة القائميف عميو‪".‬‬
‫االلتزاـ ا‬

‫(‪)1‬‬
‫عمي زغدود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شعباف فرج‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تيدؼ الرقابة البرلمانية عموماً إلى إسداء النصح لمحكومة لكي تتجنب مواطف الزلؿ وتبميغيا رغبات‬
‫المواطنيف حتى تعمؿ عمى تحقيقيا‪.‬‬

‫والرقابة المالية التي تما رسيا السمطات النيابية والتشريعية ال تقتصر عمى تنفيذ االعتمادات المقررة في‬
‫الميزانية بؿ تمتد أيضاً لتشمؿ حجـ اإلنفاؽ العاـ وتخصيصو ويرجع ذلؾ إلى حؽ البرلماف في السؤاؿ‬
‫الوزرة كميا وحؽ فحص الحسابات الختامية واقرارىا‪ ،‬إلى‬
‫واالستجواب والتحقيؽ وسحب الثقة مف الوزير أو ا‬
‫إقرر أو رفض االعتمادات اإلضافية‪ ،‬وتظير ىذه الرقابة بصورة واضحة عند اعتماد الميزانية اعتماد‬
‫جانب حؽ ا‬
‫الحساب الختامي‪.‬‬

‫مرقبة األداء المالي لمحكومة وتوجيو وتصحيح‬


‫وبيذا تتمكف السمطة التشريعية عف طريؽ ىذه الوظيفة مف ا‬
‫أية انحرافات عف الخطط واألىداؼ والطموحات الشعبية‪ ،‬وضماف حماية الماؿ العاـ مف الضياع أو سوء‬
‫االستعماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة المستقمة أو القضائية‪ :‬تحتؿ مكانة ىامة في مجاؿ الرقابة المالية العامة‪ ،‬حيث مف خبلؿ‬
‫مرقبة تنفيذ القوانيف المالية واتخاذ‬
‫سمطتيا الواسعة في مجاؿ التأكد مف تطبيؽ القوانيف تستطيع الييئة القضائية ا‬
‫اإلجرءات لتصحيح أية انحرافات عنيا‪ ،‬وتتولى المحاكـ اإلدارية النظر في القضايا والمنازعات والمخالفات‬
‫ا‬
‫اإلدارية والمالية التي تكوف الدولة أو إحدى مؤسساتيا طرؼ فييا‪ ،‬كما تتولى الييئات القضائية المختصة فحص‬
‫الحسابات واكتشاؼ المخالفات المالية وحوادث الغش والسرقة‪ ،‬ويعيد إلييا بمحاكمة المسؤوليف عف ذلؾ أو‬
‫إحالتيـ لمقضاء الجنائي‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة المالية من حيث المعيار الزمني‪:‬‬

‫نميز ىنا بيف ثبلث أنواع ( السابقة‪ ،‬اآلنية والبلحقة)‬


‫(‪)1‬‬
‫ألنيا تيدؼ إلى منع وقوع المخالفة‪،‬‬ ‫‪ -‬الرقابة السابقة‪ :‬ويطمؽ عمييا البعض الرقابة الوقائية (المانعة)‬
‫الوزارت أو‬
‫وتتـ قبؿ عممية الصرؼ وذلؾ بموافقة الجيات المختصة نفسيا مثؿ أقساـ الـ ا رجعة والتدقيؽ في ا‬
‫عف طريؽ محاسبي اإلدارة‪ ،‬فمف البدييي أف عمميات الرقابة تتـ عمى جانب النفقات فقط‪ ،‬ألنو ال يتصور أف‬
‫تكوف ىناؾ رقابة سابقة عمى تحصيؿ اإلياردات العمومية‪ ،‬وتمثؿ الجزء األكبر واألىـ مف الرقابة اإلدارية‪ ،‬ومف‬
‫مازيا ىذا النوع مف الرقابة تقمؿ فرص ارتكاب األخطاء المالية وذلؾ لممحافظة عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عادؿ أحمد حشيش‪ :‬أساسيات المالية‪ ،‬دار النيضة العربية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مرحؿ األداء حيث تحاوؿ ىذه الرقابة اكتشاؼ أية‬


‫‪ -‬الرقابة اآلنية‪ :‬وىي رقابة مستمرة خبلؿ مختمؼ ا‬
‫اإلجرءات الفورية لمعالجتيا وتجنب انتشارىا وتفاقميا‪ ،‬تقوـ بيذه الرقابة‬
‫ا‬ ‫انحرافات خبلؿ تنفيذ األعماؿ واتخاذ‬
‫المجالس النيابية المختمفة التابعة لمسمطة التشريعية‪.‬‬

‫استخرج الحساب الختامي‬


‫ا‬ ‫‪ -‬الرقابة البلحقة‪ :‬تبدأ ىذه الرقابة بعد انتياء السنة المالية وقفؿ الحسابات و‬
‫لمدولة وتشمؿ جانبي الموازنة العامة‪ ،‬فيي إذ تكشؼ المخالفات المالية التي وقعت وال تمنعيا كالرقابة السابقة‬
‫ولكنيا في الحقيقة تبعث عمى احتراـ األنظمة المالية لما تخمقو مف خوؼ في نفوس القائميف عمى تنفيذ الموازنة‪،‬‬
‫ليذا تعد ذات طابع اردع ألنيا تؤدي إلى إيقاع العقاب بالمخالفيف‪ ،‬ما يعمؿ عمى تقميؿ ارتكاب مثؿ تمؾ‬
‫المخالفات عند التنفيذ‪ ،‬وتكوف الرقابة البلحقة إما عمى نطاؽ واسع أو عمى نطاؽ ضيؽ‪ ،‬فعمى مستوى النطاؽ‬
‫بمرجعة عدد كبير مف المعامبلت المالية أو معظميا‪ ،‬في حيف تأخذ عينات مف‬
‫الواسع تقوـ أجيزة الرقابة ا‬
‫المستندات في حالة الرقابة عمى المستوى الضيؽ‪ ،‬توكؿ ميمة الرقابة عادة في أغمب الدوؿ إلى جياز يدعى‬
‫المرقبة العامة" أو "ديواف المحاسبة العامة" ويعطي ىذا الجياز استقبللية تامة خاصة عمى السمطة‬
‫ا‬ ‫"ديواف‬
‫التنفيذية‪ ،‬ويمنح رئيس الجياز‪.‬‬

‫والموظفيف ضمانات كافية تمكنيـ مف القياـ بأعماليـ بعيدا عف أي مضايقات أو تعسؼ مف السمطة‬
‫(‪)1‬‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة من حيث أىدافيا‪:‬‬

‫نميز ىنا نوعيف مف الرقابة ( رقابة حسابية ورقابة اقتصادية )‬

‫مرقبة الدفاتر الحسابية باإلضافة إلى كؿ المستندات الثبوتية المتعمقة‬


‫‪-‬الرقابة الحسابية‪ :‬تتضمف ا‬
‫بالصرؼ والتحصيؿ‪ ،‬كما تيدؼ ىذه الرقابة إلى التأكد مف صحة تطبيؽ القوانيف والموائح المالية كالتحقيؽ مف‬
‫تطابؽ الصرؼ لبلعتمادات الممنوحة لكؿ مف بنود الموازنة‪ ،‬وفي حالة التجاوز البد مف التأكد مف الحصوؿ‬
‫عمى ترخيص سابؽ مف الجية المختصة‪ ،‬دوف النظر إلى مدى تحقيؽ أىداؼ الموازنة العامة أو آثارىا‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬الرقابة التقييمية‪ :‬تتمثؿ ىذه الرقابة في محاولة تقييـ نشاط الدولة المالي عف طريؽ وضع معايير‬
‫وأنماط تتخذىا أساساً لممارجعة والكشؼ عف األخطاء في استعماؿ العمومي‪ ،‬فيي بذلؾ تيدؼ إلى مدى تحقؽ‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد شاكر عصفور‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األىداؼ االجتماعية واالقتصادية لممجتمع‪ ،‬كما تقوـ بالكشؼ عف مدى كفاءة وحدات االقتصاد العاـ والكمي‪،‬‬
‫ومحاولة خفض تكاليؼ اإلنجاز وتحسيف مستوى األداء والخدمات‪ ،‬بؿ وقياس أيضا المنفعة التي تكوف قد عادت‬
‫جرء تنفيذ البرامج والمشروعات العامة المشار إلييا في الموازنة العمومية‪ ،‬محاولة بذلؾ وضع‬
‫عمى المجتمع مف ا‬
‫(‪)1‬‬
‫التكمفة والعائد في مقارنة موضوعية تمكننا مف تقييـ إنتاجية وحدات االقتصاد العاـ والكمي‪.‬‬

‫‪ -4‬الرقابة من حيث الموقع التنظيمي‪:‬‬

‫يمكف تقسيميا إلى( رقابة داخمية وخارجية)‬

‫‪-‬الرقابة الداخمية‪ :‬يمكف أف توكؿ إلى وحدة متخصصة ترتبط بالجيات اإلدارية العميا (وحدة التدقيؽ‬
‫المرقبة) ويكتفي بممارستيا مف خبلؿ التسمسؿ الرئاسي بيف المدير والمرؤوسيف حيث يسمييا البعض بالرقابة‬
‫و ا‬
‫الوزارت والمؤسسات والدوائر الحكومية‬
‫ا‬ ‫اإلشرافية (التوجييية)‪ ،‬حيث يتولى ميمة الرقابة الداخمية عادة في‬
‫ووحدات إدارية تتبع لنفس تمؾ الدوائر‪ ،‬تكوف ميمتيا الحفاظ عمى موارد وموجودات المؤسسة واالطمئناف عمى‬
‫قرارت‬
‫صحة ودقة البيانات والمعمومات المالية‪ ،‬وتعد مصد ار لتزويد اإلدارة العميا بالقاعدة البلزمة التخاذ ال ا‬
‫الصائبة‪.‬‬

‫وقد أصبحت تستدعي الرقابة الداخمية في القطاع العاـ ما يسمى بالتدقيؽ الداخمي المستقؿ وظيفيا‬
‫دور ميماً في تحميؿ نقاط القوة والضعؼ في الرقابة الداخمية‪ ،‬ويساعد في إنجاز الغايات‬
‫وتنظيما والذي يمعب ا‬
‫واألىداؼ وتقوية الضوابط وبقدر ما إذا كانت إدارة األمواؿ العامة تتـ بفعالية وكفاءة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلجرءات القانونية واإلدارية واألجيزة الرقابية المختصة التي‬
‫ا‬ ‫وىي مجموعة مف‬ ‫‪-‬الرقابة الخارجية‪:‬‬
‫تؤسس خارج التنظيـ المعيف بيدؼ التأكد مف كفاءة وفعالية األداء المالي واإلداري لممؤسسات العامة‪ ،‬وتنبثؽ‬
‫الرقابة الخارجية مف مبدأ التوازف والفصؿ المرف في السمطات ورقابتيا عمى المصمحة والمسؤولية العامة‬
‫خصوصاً في مجاؿ اإلدارة المالية العامة‪ ،‬وتشمؿ الرقابة الخارجية األجيزة التشريعية والقضائية وديواف المحاسبة‬
‫باإلضافة إلى البناء الدستوري والقانوني لئلدارة العامة كمعيار رقابي عاـ‪.‬‬

‫نستنتج مف خبلؿ عرض األنواع المختمفة لمرقابة أنيا تيدؼ كميا لمحفاظ عمى الماؿ العاـ‪ ،‬ويبقى فقط‬
‫تفعيميا وتوفير األجيزة الرقابية عمى مستوى الدولة التي تتمتع باالستقبللية والكفاءة في أداء مياميا بما يضمف‬
‫عدـ ىدر األمواؿ العامة وصرفيا في أوجو غير األوجو المخصصة ليا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بصديؽ محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،2009 ،‬ص ‪34‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شعباف فرج‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إف سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ مطمب ممح ألجؿ تحقيؽ األىداؼ االقتصادية واالجتماعية التي تسعى إلييا‬
‫كؿ دولة لتحقيقيا‪ ،‬وترشيد اإلنفاؽ ال يعني تخفيضو والتقشؼ فيو فيو يشير إلى حسف التصرؼ في األمواؿ‬
‫اإلسرؼ إلى الحد األدنى‪ ،‬ويكوف ذلؾ بتحديد األىداؼ وتحديد‬
‫وانفاقيا بعقبلنية وحكمة والوصوؿ بالتبذير و ا‬
‫األولويات بدقة كمبدأ ضروري لحفظ الماؿ العاـ مف الضياع وكذا القياس الدوري ألداء برنامج األنفاؽ العاـ‬
‫لتقييـ مدى كفاءة أداء الوحدات واألجيزة الحكومية عند قياميا بتنفيذ الخدمات والبرامج المختمفة‪ ،‬كما يتوجب‬
‫عمى الدولة أف ت ا رعي العدالة في توزيع المنافع والخدمات التي تنتج عف النفقات العامة بيف مختمؼ الفئات‪،‬‬
‫وفي ظؿ محدودية الموارد وتزايد النفقات أصبح مف الضروري االلتزاـ بمبادئ الحكـ اؿ ا رشد في إدارة موارد‬
‫الدولة‪ ،‬فاإلدارة الجيدة لممالية العامة تعني حسف سير نظاـ إدارة المالية العامة سواء في جانب اإلياردات‬
‫والنفقات بشكؿ يضمف تقديـ الخدمات عمى أحسف وجو‪ ،‬كما يجب توفير آليات الرقابة الداخمية والخارجية عمى‬
‫برامج اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المجان اإلدارية لمراقبة الصفقات العمومية‬

‫منيا لجاف داخمية وأخرى خارجية‪ ،‬تعمؿ عمى مراقبة الصفقات العمومية‪ ،‬فالداخمية ىي رقابة ذاتية‬
‫تمارسيا اإلدارة بنفسيا عمى نفسيا‪ ،‬بيدؼ الحفاظ عمى مصالح المصحة المتعاقدة مف جية‪ ،‬وكذا الحفاظ عمى‬
‫مصالح المتعامؿ المتعاقد مف جية أخرى‪ ،‬وبيدؼ تكريس مبدأ الشفافية والمساواة وحرية الوصوؿ إلى الطمب‬
‫العمومي بيف المتنافسيف‪ ،‬وتمارس مف قبؿ لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬أما الخارجية تمارسيا المجنة‬
‫البمدية لمصفقات العمومية‪ ،‬بيدؼ التحقؽ مف مطابقة الصفقات العمومية لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بو‪ ،‬سنتطرؽ‬
‫في ىذا المبحث إلى كؿ الجوانب الخاصة بيما‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫تعتبر لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض مف أىـ آليات الرقابة اإلدارية الداخمية عمى الصفقات العمومية‪،‬‬
‫وضعيا المشرع الجزائري بيدؼ التحقؽ مف سير الصفقات العمومية مع التنظيـ الساري المعموؿ بو‪ ،‬لذلؾ‬
‫خصص ليا المشرع عدة مواد لتنظيميا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الرقابة الداخمية الممارسة من طرف لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫بصفة عامة يفيـ مف الرقابة الداخمية أنيا مجموعة مف القواعد وإلجراءات المتبعة التي تضمف أف البرامج‬
‫المسطرة تحقؽ النتائج المحددة‪ ،‬وأف الموارد المستعممة تطابؽ أو توافؽ األىداؼ المعمف عنيا‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما الرقابة الداخمية بصفة ضيقة تعرؼ بأنيا ذاتية تسعى فييا اإلدارة لمنع االنحراؼ والحفاظ عمى الماؿ‬
‫العاـ‪.‬‬

‫إذ تمارس ىذه الرقابة في مجاؿ الصفقات العمومية عف طريؽ لجنة فتح األظرفة وتقييـ العوض بحيث‬
‫تعتبر أوؿ ىيكؿ رقابي عمى الصفقات العمومية في أوؿ مراحميا وقبؿ التعاقد‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ إضفاء أىـ مبدأ‬
‫مف مبادئ الصفقات العمومية‪ ،‬وىو مبدأ الشفافية‪ ،‬تتشكؿ ىذه المجنة مف موظفيف مؤىميف ‪ ،‬تابعيف لنفس‬
‫(‪)1‬‬
‫المصمحة المتعاقدة يختاروف لكفاءتيـ‪.‬‬

‫وتقوـ بعمؿ إداري وتقني تعرضو عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ىذه األخيرة تقوـ بالمنح المؤقت أو إعبلف عدـ‬
‫جدوى اإلبراـ أو اإللغاء المنح المؤقت وتصدر في ىذا رأيا مبررا‪ ،‬ويقوـ مسؤوؿ المصمحة المتعاقدة بموجب‬
‫مقرر تحديد تشكيمة ىذه المجنة وقواعد تنظيميا وسيرىا ونصابيا في إطار اإلجراءات القانونية والتنظيمية‬
‫المعموؿ بيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إحداث لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫يتـ إحداث لجنة فتح األظرفة كتقييـ العروض عمى مستوؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بموجب مقرر لمتكفؿ‬
‫بالمياـ المنوطة ليا بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247 - 15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية كتفويضات‬
‫المرفؽ العاـ بحيث نصت المادة ‪ " 160‬تحدث المصمحة المتعاقدة في إطار الرقابة الداخمية لجنة دائمة واحدة‬
‫أو أكثر مكمفة بفتح األظرفة وتحميؿ العروض والبدائؿ واألسعار االختيارية عند االقتضاء تدعى في صمب‬
‫النص لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬وتتشكؿ ىذه المجنة مف موظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة‪،‬‬
‫يختاروف لكفاءتيـ‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة تحت مسؤوليتيا أف تنشئ لجنة تقنية تكمؼ بإعداد تقرير تحميؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫العروض لحاجات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العروض‪".‬‬

‫إف االعتماد عمى نظاـ تعدد لجاف فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬مف أجؿ معالجة تراكـ الممفات عمى‬
‫مستوى لجاف تقييـ العروض التي عرفتيا بعض المصالح المتعاقدة أثناء سرياف المرسوـ الرئاسي ‪236 - 10‬‬
‫الممغى فالتنظيـ الجديد يسمح ضماف السرعة والفعالية في عمؿ المجنة‪.‬‬

‫سفياف مورـ‪ :‬مدى فعالية أساليب رقابة الصفقات العمومية عمى ضوء قانوني الصفقات العمومية والوقاية من الفساد‬ ‫(‪)1‬‬

‫ومكافحتو‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.10‬‬
‫المادة ‪ ، 160‬ـ‪.‬ر‪ ، 247 - 15 ،‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فطريقة اختيار أعضاء المجنة يتـ مف طرؼ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بالتشاور مع رؤساء المصالح والمكاتب‪،‬‬
‫ويتـ اختيار الموظفيف مف ناحية األداء في العمؿ واالنضباط‪ ،‬فممجنة إذا تتكوف مف رؤساء المصالح ورؤساء‬
‫المكاتب‪ ،‬بغض النظر عف الكفاءة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ميام لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫لقد أوكؿ المشرع مف خبلؿ قانوف الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ مياما لمجنة فتح األظرفة‬
‫وتقييـ العروض‪ ،‬في ممارسة الرقابة اإلدارية الداخمية ألجؿ ضماف نجاعة الطمبات العمومية واالستغبلؿ الحسف‬
‫لمماؿ العاـ وحماية مبدأ المنافسة كأحد أىـ المبادئ التي ترتكز عمييا الصفقات العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫إف ىذه المجنة ىي التي تقوـ بانتقاء أحسف عرض مالي مف حيث المزايا االقتصادية وفقا لمقتضيات‬
‫دفاتر الشروط وبالتالي الضامف األساسي لممنافسة‪ ،‬وفي ىذا اإلطار تنص المادة ‪ 161‬مف المرسوـ الرئاسي‬
‫‪ 247 - 15‬تقوـ لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض بعمؿ إداري وتقني تعرضو عمى المصمحة المتعاقدة التي‬
‫تقوـ بمنح الصفقة أو اإلعبلف عف عدـ جدوى أو إلغائو أو إلغاء المنح المؤقت وتصدر في ىذا الشأف رأيا‬
‫(‪)1‬‬
‫مبررا"‪.‬‬

‫أ‪ /‬ميام المجنة في جمسة الفتح‪:‬‬

‫إف العمؿ اإلداري لمجنة في جمسة الفتح كعمؿ تمييدي‪ ،‬يتمثؿ في التحضير المادي لممفات وعروض‬
‫المتعيديف لممنافسة بشأف موضوع الصفقة‪ ،‬يقدـ لعمؿ الحؽ غاية في األىمية والدقة وىو العمؿ التقني لمجنة في‬
‫جمسة تقييـ العروض‪ ،‬ويتمثؿ العمؿ اإلداري في جمسة الفتح في المياـ التالية‪:‬‬

‫­ تثبت صحة تسجيؿ العروض‪،‬‬

‫­ تعد قائمة المرشحيف أو المتعيديف حسب ترتيب تاريخ وصوؿ أظرفتيـ أو عروضيـ مع توضيح‬
‫محتوى المبالغ كالتخفيضات المحتممة‪،‬‬

‫­ تعد قائمة الوثائؽ التي يتكوف منيا كؿ عرض‪،‬‬

‫­ التوقيع باألحرؼ األولى عمى وثائؽ األظرفة المفتوحة التي ال تكوف محؿ طمب استكماؿ‪،‬‬

‫­ تعد محضر االجتماع الموقع مف طرؼ جميع األعضاء الحاضريف‪،‬‬

‫المادة ‪ ،161‬ـ‪.‬ر‪ ،247-15 ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫­ تدعو المرشحيف عند االقتضاء كتابيا الستكماؿ عروضيـ بالوثائؽ الناقصة في المادة المحددة قانونيا‬
‫(‪| 10‬أياـ ابتداء مف تاريخ الفتح)‪.‬‬

‫­ تقترح عمى المصمحة المتعاقدة إعبلف عدـ جدوى في حالة عد استبلـ أي عرض‪،‬‬

‫­ ترجع عف طريؽ المصمحة المتعاقدة األظرفة غير المفتوحة إلى أصحابيا‪.‬‬

‫إف لجنة الفتح وتقييـ العروض تجتمع وجوبا في الساعة والتاريخ المحدداف في دفتر الشروط‪ ،‬والذي يسري‬
‫مف أوؿ إعبلف عف المنافسة إلى آخر يوـ استبلـ العروض‪ ،‬وكؿ اجتماع قبؿ تاريخ وساعة الفتح المحددة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫بعدىا يعد اجتماعا غير قانوني كؿ ما يترتب عنو يعتبر باطبل ويمس بسبلمة اإلجراءات‪.‬‬

‫فجمسة الفتح ىي لجنة معاينة حيث تسرد الوقائع وتسجيميا بدقة في محضر االجتماع الذي يكوف منطمؽ‬
‫لمجنة ألجؿ تسييؿ عممية التقييـ في جمسة التقييـ‪ ،‬غير أف ىناؾ حالة تكوف فييا المجنة في جمسة الفتح لجنة‬
‫اقتراح ويتعمؽ األمر بحالة مف الحاالت المذكورة في المادة ‪ 40‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ، 247 - 15‬وىي حالة‬
‫عدـ جدوى طمب عروض عندما ال يتـ استبلـ أي عرض‪ ،‬إضافة أيضا تقوـ لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‬
‫في حصة الفتح بإقصاء العروض‪ ،‬وىي حالة الممفات التي ال يمكف طمب إستكماليا فيمغى العرض وال تتفتح‬
‫(‪)2‬‬
‫األظرفة التقنية والمالية المتعمقة بو‪.‬‬

‫عدـ تقديـ المذكرة التقنية التبريرية مف طرؼ المتعيد‪ ،‬ال يمكف أف تكوف محؿ طمب استكماؿ‪ ،‬لذا يتـ‬
‫إقصاء العرض في جمسة الفتح‪ ،‬باعتبار المذكرة التقنية التبريرية مف مكونات العرض التقني عمى سبيؿ المثاؿ ال‬
‫يمكف أف تكوف محؿ طمب استكماؿ ممفات الترشح التي ال تحتوي التصريح بالتّرشح أو لـ يتـ مؿء أي فقرة منو‬
‫أو لـ يتـ إمضاءه‪ ،‬وبالتالي يمغى العرض وال تفتح األظرفة التقنية والمالية بو‪.‬‬

‫تصح اجتماعات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العروض في جمسة الفتح ميما كاؼ عدد األعضاء الحاضريف‬
‫ولو كاف عضو واحد‪ ،‬وفي حالة حضور المتعيديف‪ ،‬عمى مستوى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬يتـ تسجيؿ أسمائيـ في‬
‫ورقة لحضور‪ ،‬وال يحؽ ليـ التدخؿ في جمسة الفتح‪ ،‬فقط ىـ الحؽ في تسجيؿ مبلحظات كتابية‪.‬‬

‫سفياف مورـ‪ ،‬ص ‪ ،4‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،40‬مف ـ‪.‬ر‪ ،247-15 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تدعو المجنة المتعيديف كتابيا الستكماؿ ممفاتيـ بالنسبة لموثائؽ غير المدرجة في التنقيط في جمسة التقييـ‪،‬‬
‫في آجاؿ ال تتعدى ‪ 10‬أياـ‪ ،‬فكؿ ممؼ يستدعي استكمالو وال يقصى صاحبو‪ ،‬تفتتح األظرفة التقنية والمالية‬
‫(‪)1‬‬
‫المتعمقة بو‪ ،‬أما الممفات التي ال يمكف طمب استكماليا يمغى العرض‪.‬‬

‫ب‪ /‬ميام المجنة في جمسة التقييم‪:‬‬

‫إف مياـ المجنة في جمسة التقييـ والمحددة في المدة ‪ 72‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬تختمؼ عف‬
‫مياميا في جمسة الفتح‪ ،‬حيث تعد لجنة معاينة في جمسة الفتح وتصح ميما كاف عدد حضور األعضاء‪،‬‬
‫واجتماعاتيا يكوف عمني‪ ،‬فإنيا في جمسة التقييـ ليا صبلحية اإلفتتاح‪ ،‬التأىيؿ‪ ،‬كاإلقصاء عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬لجنة إقصاء‪:‬‬

‫‪ -‬قصى كؿ عرض غير مطابؽ لمحتوى دفتر شروط أو لموضوع الصفقة‪،‬‬

‫‪ -‬يقصى كؿ عرض لـ يتحصؿ عمى النقطة التأىيمية التي تمكنو مف المرور إلى مرحمة التقييـ المالي‪.‬‬

‫‪ -2‬لجنة تأىيل‪:‬‬

‫‪ -‬تدرس العروض المؤىمة والمطابقة لدفتر الشروط وفؽ المنيجية المحددة في ىذا الدفتر وفؽ طبيعة‬
‫المنافسة (طمب عروض بمختمؼ أنواعو‪ ،‬استشارة‪ ،‬مسابقة(‪،‬‬

‫‪ -‬تدرس في المرحمة الثانية العروض المالية لممتأىميف تقنيا‪،‬‬

‫‪ -‬تقوـ بانتقاء أحسف عرض‪.‬‬

‫‪ -3‬لجنة اقتراح‪:‬‬

‫‪ -‬تقترح عمى المصحة المتعاقدة‪ ،‬قبوؿ العرض إذا رأت أنو مطابؽ لممواصفات المطموبة وأنو في صالح‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة رفض العرض المقبوؿ إذا ثبت أف المتعيد لو ممارسات تشكؿ تعسفا‬
‫في وضعية ىيمنة عمى السوؽ أو قد يكوف تسبب في اإلخبلؿ بالمنافسة (ىذا الحكـ يجب أف يكوف مبنيا في‬
‫دفتر الشروط(‪،‬‬

‫توضيح قانوني رقـ ‪ 14 ،235‬مارس ‪ ،2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة رفض العرض المختار مؤقتا إذ كاف سعره منخفضا بشكؿ غير طبيعي‬
‫وذلؾ بعدما تقوـ بواسطة المصمحة المتعاقدة بطمب التوضيحات مف المتعيد والتي تراىا غير مقنعة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة رفض العرض المبالغ فيو استنادا إلى مراجع األسعار‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نجاعة ميام لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫الفرع األول‪ :‬تقييم عمل لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫يعتبر اليدؼ األساسي لمجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض تجسيد المساواة بيف المتعيديف‪ ،‬إضفاء الشفافية‬
‫عمى سير عممية إبراـ الصفقات العمومية‪ ،‬وكذا تجسيد مبدأ الوصوؿ لمطمبات العمومية‪.‬‬

‫يتجسد مبدأ المساواة مف خبلؿ التعامؿ مع جميع المتنافسيف عمى قدـ المساواة مف حيث الشروط المطموبة‬
‫والمواعيد واإلجراءات المقررة دوف تمييز بينيـ مف جانب اإلدارة فمب يجوز ليا أف تقبؿ أي عرض لـ تتوافر فيو‬
‫كما يتجسد مبدأ الشفافية مف اإلعبلف كاإلشيار‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الشروط أو تقدـ بعد اآلجاؿ المحددة‪،‬‬
‫إعبلـ المتعيديف بشروط العقد وكيفية الحصوؿ عمى دفاتر الشروط‪ ،‬وكذا اإلعبلف عف المنح المؤقت‪ ،‬وكذا فتح‬
‫(‪)3‬‬
‫األظرفة في جمسة عمنية مف خبلؿ تمكيف المتعيديف في المشاركة في حصة فتح األظرفة‪.‬‬

‫في حيف يقصد بمبدأ حرية الوصوؿ لمطمبات العمومية‪ ،‬إعطاء فرصة لكؿ مف تتوافر فيو شروط الصفقة‬
‫ليتقدـ بعرضو لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬ومف خبلؿ ىذا المبدأ أماـ اإلدارة فرصة الختيار أفضؿ متعاقد وفقا ألسس‬
‫(‪)4‬‬
‫ومعايير موضوعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية العمل التقني لمجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫يتجمى العمؿ التقني لمجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬مف خبلؿ عممية تقييـ العروض في جمسة التقييـ‬
‫العروض المنصوص عمييا بموجب المادة ‪ 72‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ،15 - 247‬وتتـ عممية التقييـ في جمسة‬
‫غير عمنية‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار النصاب المطموب‪ ،‬ففي جمسة التقييـ يتـ إقصاء العروض غير المطابقة‬

‫توضيح قانوني رقـ ‪ ،224‬المؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ ،2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫محمد أنور حمادة المحامي‪ :‬قواعد واجراءات المناقصات والمزايدات والعقود‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الفكر الجامع‪ ،2003 ،‬ص ‪.35‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عمار بوضياؼ‪ :‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا لممرسوم الرئاسي ‪ 247 / 15‬المؤرخ في ‪ ،2015/09/16‬القسـ‬ ‫(‪)3‬‬

‫األوؿ‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ، 2017 ، 1‬ص ‪.5‬‬


‫عبد العالي حاجة‪ :‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة في الحقوؽ تخصص قانوف عاـ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ ،2013‬ص ‪.40‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لمحتوى دفتر الشروط‪ ،‬وتحميؿ العروض المطابقة لمحتوى دفتر الشروط يتـ عمى مرحمتيف‪ ،‬تقوـ في المرحمة‬
‫األولى بالترتيب التقني لمعروض مع إقصاء العروض التي لـ تتحصؿ عمى نقطة العبلمة الدنيا البلزمة‬
‫المنصوص عمييا في دفتر الشروط‪ ،‬أما المرحمة الثانية تقوـ المجنة بدراسة العروض المالية لممتعيديف الذيف تـ‬
‫تأىيميـ أوليا تقنيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختيار أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية‪.‬‬

‫بعد دراسة العروض المالية لممتعيديف الذيف تـ تأىيميـ تقنيا في جمسة التقييـ مف بعنة فتح األظرفة كتقييـ‬
‫العروض‪ ،‬تقوـ المجنة طبقا لدفتر الشروط بانتقاء أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬المتمثؿ في‬
‫العرض‪:‬‬

‫‪ -‬األقؿ ثمنا مف بيف العروض المالية لممرشحيف المختاريف‪ ،‬عندما يسمح موضوع الصفقة بذلؾ‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة‪ ،‬يستند تقييـ العروض إلى معيار السعر فقط‪.‬‬

‫‪ -‬األقؿ ثمنا مف بيف العروض المؤىمة تقنيا‪ ،‬إذا تعمؽ األمر بالخدمات العادية‪ .‬وفي ىذه الحالة يستند‬
‫تقييـ العروض إلى عدة معايير مف بينيا معيار السعر‪،‬‬

‫‪ -‬الذي تحصؿ عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير مف بينيا معيار السعر‪ ،‬إذا كاف‬
‫(‪)1‬‬
‫االختيار قائما أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 78‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ ذكره ‪ ،‬نجدىا أجبرت المصمحة المتعاقدة عند‬
‫اختيارىا أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية أف تستند إما إلى معيار السعر وحده‪ ،‬إذا سمح موضوع‬
‫الصفقة بذلؾ واما إلى عدة معايير كالنوعية‪ ،‬اآلجاؿ كالسعر‪ ،‬الطابع الجمالي‪ ،‬النجاعة‪ ،‬القيمة التقنية‪ ،‬وخدمات‬
‫ما بعد البيع وشرط التمويؿ‪ ،‬كما يكمف أف تكوف قدرات المؤسسة كالوسائؿ البشرية والمادية موضوع اختيار‪،‬‬
‫ويمكنيا أف تدرج معايير أخرى في دفتر الشروط الخاص بالدعوة لممنافسة‪ ،‬ويجب أف تكوف معايير اختيار‬
‫(‪)2‬‬
‫المتعامؿ المتعاقد مذكورة إجباريا في دفتر الشروط الخاص بالدعوة لممنافسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ ، 72‬ـ‪.‬ر‪ ، 247 - 15 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬


‫المادة ‪ ،78‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصدي لمممارسات السمبية لممتعيدين‪.‬‬

‫تتجسد فعالية بعنة فتح األظرفة كتقييـ العروض مف خبلؿ صبلحية اقتراحيا عمى المصمحة المتعاقدة‬
‫رفض العرض الذي تـ انتقائو بناء عمى الممارسات السمبية لممتعيديف‪ ،‬ولممصمحة المتعاقدة سمطة رفض العرض‬
‫بموجب مقرر معمؿ‪ ،‬وتظير الممارسات السمبية لممتعيديف كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬في حالة العرض المنخفض بشكل ممحوظ‪ :‬تنص المادة ‪ 72‬مف المرسوـ ‪ 247 - 15‬عمى " ‪...‬‬
‫إذا كاف العرض المالي اإلجمالي لممتعامؿ االقتصادي المختار مؤقتا‪ ،‬أو كاف سعر واحد أو أكثر مف عرضو‬
‫المالي يبدو منخفضا بشكؿ غير عادي‪ ،‬بالنسبة لمرجع األسعار‪ ،‬تطمب منو عف طريؽ المصمحة المتعاقدة‪،‬‬
‫كتابيا‪ ،‬التبريرات المقدمة‪ ،‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أف ترفض ىذا العرض إذا أقرت أف جواب المتعيد غير‬
‫مبرر مف الناحية االقتصادية وترفض المصمحة المتعاقدة ىذا العرض بمقرر معمؿ"(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬العرض المرتفع‪ :‬نصت المادة ‪ 72‬مف المرسوـ ‪ 247 - 15‬عمى"‪ ...‬إذا أقرت أف العرض المالي‬
‫لممتعامؿ االقتصادي المختار مؤقتا‪ ،‬مبالغ فيو بالنسبة لمرجع األسعار‪ ،‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أف ترفض‬
‫ىذا العرض بمقرر معمؿ ‪ "...‬عمى مستوى اإلدارة المحمية لموالية‪ ،‬غالبا ما تقوـ المصمحة المتعاقدة برفض‬
‫العرض المبالغ فيو مف الناحية المالية‪.‬‬

‫كذلؾ بالنسبة لمعرض المرتفع يمكف لممصمحة المتعاقدة بعد المنح المؤقت‪ ،‬وبعد موافقة المتعامؿ الحائز‬
‫عمى الصفقة العمومية‪ ،‬القياـ بضبط الصفقة وتحسيف عرضو‪ ،‬غير أنو ال يمكف بأي حاؿ مف األحواؿ‪ ،‬ىذه‬
‫وبالتالي بالمبادئ التي تحكـ الصفقات العمومية‪ ،‬وعميو يمكف‬ ‫(‪)2‬‬
‫العممية أف تعيد النظر في شروط المنافسة‪،‬‬
‫لممصمحة المتعاقدة أف تطمب مف المتعامؿ المتعاقد وبعد موافقتو تحسيف عرضو بالرجوع إلى متطمبات دفتر‬
‫يمس التحسيف عمى سبيؿ المثاؿ‪ :‬السعر‪ ،‬آجاؿ اإلنجاز‪،‬‬
‫الشروط كاألسعار المطبقة في السوؽ‪ ،‬ويمكف أف ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫آجاؿ الضماف‪ ،‬الوسائؿ البشرية والمادية‪ ،‬طرؽ وجدوؿ تنفيذ الصفقة‪...‬الخ‪.‬‬

‫المادة ‪ ، 72‬ـ‪.‬ر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،80‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫توضيح قانوني رقـ ‪ ، 558‬المؤرخ في ‪ 28‬جواف ‪ ،2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬تنازل المتعيد عن تنفيذ الصفقة‪ :‬يقصى تمقائيا بشكؿ مؤقت‪ ،‬المتعيد المتنازؿ عف تنفيذ‬
‫وفي ىذه الحالة يقصى المتعيد‬ ‫(‪)2‬‬
‫بدوف سبب مبرر‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الصفقة العمومية قبؿ نفاذ أجاؿ صبلحية العروض‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة تقوـ المصمحة المتعاقدة‬ ‫(‪)3‬‬
‫مف المشاركة في الصفقات العمومية لمدة ستة (‪ )6‬أشير‪،‬‬
‫بمواصمة تقييـ العروض الباقية مع إلغاء المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬مع مراعاة مبدأ المنافسة كمتطمبات اختيار‬
‫أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬ويبقى عرض المتعيد الذي تنازؿ عف الصفقة التي منحت لو في‬
‫وفي حالة تنازؿ المتعيد الحائز عمى الصفقة عف تنفيذ الصفقة بعد عجز المصمحة‬ ‫(‪)4‬‬
‫ترتيب العروض‪،‬‬
‫المتعاقدة منح الصفقة كتبميغيا في آجاؿ صبلحية العروض‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة تمديد مدة صبلحية‬
‫العروض لمدة شير إضافي بعد موافقة المتعيديف وفي ىذه الفترة تعطى الحرية لممتعيد الحائز عمى الصفقة‬
‫(‪)5‬‬
‫برييف األسعار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نجاعة تقييم العروض المستعممة عمى مستوى لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫إذا كاف ىناؾ غياب الطعوف لمقدمي العروض‪ ،‬لدى لجنة الصفقات البمدية ‪ ،‬ضد المنح المؤقت لمصفقات‬
‫عمى مستوى المصمحة المتعاقدة ‪ ،‬يمكف إعتباره مؤشر إيجابي يحسب لصالح لجنة فتح األظرفة كتقييـ‬
‫العروض‪.‬‬

‫تظير نجاعة لجنة فتح األظرفة كتقييـ العروض مف خبلؿ قدرة المجنة عمى تقديـ اقتراحات عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة برفض العروض التي تـ انتقائيا بناء عمى بعض الممارسات السمبية لبعض المتعيديف‪ ،‬كحالة العرض‬
‫المرتفع بشكؿ ممحوظ‪ ،‬أو العرض المنخفض‪ ،‬ما يمكف تسجيمو في ىذه النقطة ىو أخذ المصمحة المتعاقدة‬
‫بإقتراح المجنة‪ ،‬وىذا ما يشكؿ مؤشر إيجابي لصالح لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪.‬‬

‫المادة ‪ ،75‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ،247-15‬مرجع سابؽ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ /05‬مف القرار الصادر عف و ازرة المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ ،2015‬يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في‬ ‫(‪)2‬‬

‫الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المادة ‪ ،06‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ ،74‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫المادة ‪ ،99‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬المجنة البمدية لمصفقات العمومية‬

‫ىي مف أىـ اآلليات الرقابية اإلدارية الخارجية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬حيث تطرؽ إلييا المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 163‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ ذكره‪ ،‬حيث تتمثؿ غاية ىذه الرقابة في‬
‫التحقؽ مف مدى مطابقة الصفقات العمومية المعروضة عمى المجاف الصفقات العمومية لممصالح المتعاقدة‪،‬‬
‫كالمجنة القطاعية لمصفقات‪ ،‬لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪ ،‬وترمي الرقابة الخارجية أيضا إلى التحقؽ مف‬
‫مطابقة إلتزاـ المصمحة المتعاقدة لمعمؿ المبرمج بكيفية نظامية ‪ ،‬لذا تعتبر ذات طابع عبلجي‪.‬‬

‫تعتبر المجنة البمدية لمصفقات العمومية مف أىـ لجاف المصالح المتعاقدة‪ ،‬التي تقوـ بتقديـ المساعدة في‬
‫مجاؿ تحضير الصفقات العمومية‪ ،‬دراسة مشاريع دفاتر الشروط‪ ،‬مشاريع الصفقات والمبلحؽ‪ ،‬ومعالجة الطعوف‬
‫(‪)1‬‬
‫التي يقدميا المتعيدوف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مجال اختصاص المجنة البمدية لمصفقات العمومية وتشكيمتيا‬

‫أ‪ /‬مجال اختصاصيا‪:‬‬

‫تعرؼ المجنة البمدية لمصفقات العمومية بأنيا لجنة تابعة لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬وتعتبر رقابة خارجية لمنع‬
‫االختبلؿ الذي يرافؽ إبراـ الصفقات العمومية‪ ،‬وكذا حماية الماؿ العاـ‪ ،‬فباإلضافة إلى مراقبة صحة إجراءات‬
‫إبراـ الصفقات العمومية‪ ،‬تقوـ المجنة بدراسة مشاريع دفاتر الشروط‪ ،‬مشاريع الصفقات‪ ،‬والمبلحؽ التي تبرميا‬
‫البمدية‪ ،‬المصالح غير الممركزة لمدولة‪ ،‬وبعض المصالح الخارجية لئلدارة المركزية‪ ،‬كما تقوـ المجنة باتخاذ قرار‬
‫(‪)2‬‬
‫في شأف الطعوف المقدمة مف قبؿ المتعيديف الذيف يطعنوف في اختيار المصمحة المتعاقدة لممتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫ب‪ /‬تشكيمتيا‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 174‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ، 247 - 15‬عمى تشكيمة المجنة البمدية لمصفقات العمومية‪،‬‬
‫حيث تتشكؿ مف‪ :‬رئيس المجمس الشعبي البمدي أو ممثمو رئيسا‪ ،‬ممثؿ المصمحة المتعاقدة ‪ ،‬منتخبيف إثنيف‬
‫يمثبلف المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬ممثميف اثنيف عف الوزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية‪ ،‬ومصمحة‬

‫المادة ‪ ،163‬مف المرسوـ ‪ ،247-15‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفياف مورـ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالبمدية حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغاؿ‪ ،‬ري)‪ ،‬عند‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقتضاء‪.‬‬

‫مف خبلؿ تشكيمة المجنة البمدية لمصفقات العمومية يمكف استخبلص مجموعة مف النقاط‪:‬‬

‫‪ -‬إف رئاسة المجنة البمدية لمصفقات العمومية قد تـ إسنادىا إلى رئيس المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص المجنة البمدية لمصفقات العمومية في مجال الرقابة‬

‫أ‪ /‬دراسة المشاريع‪:‬‬

‫دفاتر الشروط والصفقات والمبلحؽ التي تبرميا البمدية‪ ،‬وكذا دراسة الطعوف الناتجة عف المنح المؤقت‬
‫وكؿ ىذا حدود العتبة المالية المحددة في المادة ‪ 136‬مف المرسوـ السابؽ الذكر ‪ ،‬أي دفاتر الشروط أو‬
‫الصفقات التي تساوي أو يقؿ مبمغ التقدير اإلداري لمحاجات أو الصفقة مائتيف مميوف دينار (‪200.000.000‬‬
‫دج) بالنسبة لمصفقات األشغاؿ واقتناء الموازـ وخمسيف مميوف دج (‪ 50.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات‬
‫الخدمات وعشروف مميوف (‪ 20.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الدراسات‪.‬‬

‫وكذا كؿ مشروع ممحؽ صفقة في حدود المستوى المبيف في نص المادة ‪ 139‬مف المرسوـ السالؼ الذكر‪،‬‬
‫بحيث نصت عمى " ‪ ...‬ويخضع الممحؽ لييئة الرقابة الخارجية في حالة ما إذا تضمف خدمات تكميمية في‬
‫حيث حددت الفقرة األخيرة مف المادة ‪136‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫مفيوـ المادة ‪ 136‬أعبله تتجاوز مبالغيا النسبة المحددة أعبله"‪،‬‬
‫النسبة الخاصة لمرقابة لمجنة الصفقات العمومية ىي ‪ % 15‬مف المبمغ األصمي لمصفقة في حالة صفقات لوازـ‬
‫ودراسات‪ ،‬ونسبة ‪ % 20‬في صفقات األشغاؿ‪ ،‬في ىذه الحالة يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تبرر لدى لجنة‬
‫(‪)3‬‬
‫الصفقات أنو لـ يتـ المساس بالشروط األصمية لممنافسة‪.‬‬

‫ب‪/‬كما تختص المجنة بدراسة مشاريع‪:‬‬


‫كما لمجنة مجاؿ في التنظيـ مف خبلؿ صبلحية اقتراح أي تدبير مف شأنو تحسيف مراقبة صحة إبراـ‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬كما تقترح المجنة مشروع النظاـ الداخمي النموذجي لمجنة الذي يحدد مياـ كمنيجية عمؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫المجنة كذلؾ طبقا اإلحكاـ مواد المرسوـ الرئاسي ‪.247 - 15‬‬

‫المادة ‪ ،174‬مف المرسوـ ‪ ،247-15‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،139‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة ‪ ،136‬مف ـ‪.‬ر‪ ،247-15 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة ‪ ،173‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صالحية رئيس المجنة البمدية لمصفقات العمومية‬

‫يرأس المجنة البمدية لمصفقات العمومية لمبمدية رئيس المجمس الشعبي البمدي أو ممثمو‪ ،‬فيو الذي يدير‬
‫اجتماعات المجنة‪ ،‬ويكمؼ عمى المنصوص بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬السير عمى تطبيؽ األحكاـ التنظيمية التي تخضع ليا مداوالت المجنة وعمى تطبيؽ النظاـ الداخمي‬
‫لمجنة‪،‬‬

‫‪ -‬السير عمى مشاركة أعضاء المجنة شخصيا في االجتماعات وأف يمثميـ عند االقتضاء‪ ،‬مستخمفوف‬
‫معنيوف لذلؾ قانونا‪،‬‬

‫‪ -‬ضماف حسف سير المناقشات واالجتماعات‪،‬‬

‫‪ -‬السير عمى تمكيف جميع أعضاء المجنة مف التعبير وعمى توزيع الوقت بصفة عادلة في تناوؿ‬
‫الكممة‪.‬‬

‫‪ -‬تعييف المقرر المكمؼ بتقديـ الممؼ لمجنة‪،‬‬

‫‪ -‬استدعاء المجنة النعقاد في غضوؼ ثمانية (‪ )8‬أياـ‪ ،‬بناء عمى إخطار المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في حالة‬
‫عدـ صدور مقرر التأشيرة في اآلجاؿ القانونية‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد جدوؿ أعماؿ المجنة‪،‬‬

‫‪ -‬إمضاء كؿ المقررات الصادرة عف المجنة وكؿ اآلراء كالتقارير التي صادقت عمييا‪.‬‬

‫عند غياب رئيس المجنة أو حدوث مانع لو‪ ،‬يمكف لممسؤوؿ األوؿ لممصمحة المتعاقدة أو سمطة الوصاية‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حسب الحالة تعييف عضو مستخمؼ مف خارج المجنة الستخبلفو‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬ممارسة المجنة لدورىا الرقابي‬

‫إف ممارسة المجنة البمدية لمصفقات العمومية لمياميا‪ ،‬تتطمب مف أعضائيا االجتماع بصفة دورية‬
‫ومستمرة بمبادرة مف رئيسيا‪ ،‬كما يمكف لمجنة توجيو دعوة مف أجؿ االستشارة ألي شخص ذو خبرة مف شأنو أف‬
‫يساعد المجنة في أشغاليا وذلؾ بناء عمى نص المادة ‪ 191‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ، 247 - 15‬مع ضرورة‬
‫التزاـ كؿ مف يشارؾ في أشغاؿ اجتماعات المجنة بالسر الميني‪.‬‬

‫المادة ‪ ،07‬مف ـ‪ .‬ت‪ ،118-11 ،‬المؤرخ في ‪ 16‬مارس ‪ ،2011‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويتعيف عمى أعضاء المجنة أف يشاركوا شخصيا في اجتماعاتيا‪ ،‬وفي حالة غيابيـ أو حدوث مانع ليـ ال‬
‫يمكف أف يمثميـ إال مستخمفيـ‪.‬‬

‫كما ال تصح اجتماعات المجنة إال بحضور األغمبية المطمقة ألعضائيا‪ ،‬واذا لـ يكتمؿ ىذا النصاب يحرر‬
‫محضر عدـ عقد الجمسة وتوجو استدعاءات جديدة لؤلعضاء يحدد تاريخ الجمسة المقبمة والتي تكوف في غضوف‬
‫ثمانية (‪ )8‬أياـ الموالية وتصح حينئذ ميما كاف عدد الحاضريف ‪ ،‬وتخذ الق اررات دائما بأغمبية األعضاء‬
‫الحاضريف‪ ،‬وفي حالة تعادؿ األصوات يكوف صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬

‫في ىذا اإلطار يكمؼ رئيس المجنة أحد أعضاء المجنة في غضوف ثمانية (‪ )8‬أياـ عمى األقؿ قبؿ انعقاد‬
‫اجتماع المجنة‪ ،‬يقدـ تقري ار تحميميا عف اليدؼ‪ ،‬إما دراسة مشروع دفتر الشروط ‪ ،‬مشروع صفقة‪ ،‬وممحؽ‪ ،‬ويسمى‬
‫ىذا العضو المكمؼ في ىذه الحالة "المقرر"‪ ،‬كما يتضمف التقرير التحميمي الذي يقدمو ىذا األخير‪ ،‬العديد مف‬
‫المبلحظات كالتحفظات ‪ ،‬ثـ يقدمو ألعضاء المجنة لممناقشة واثراء التقرير حوؿ الممؼ‪ ،‬إما قبولو كامبل‪ ،‬أو‬
‫(‪)1‬‬
‫قبولو مع بعض التحفظات واما رفضو‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬صالحية األمانة الدائمة لمجنة الصفقات وصالحية المقرر‬

‫أ‪ /‬صالحية األمانة الدائمة لمجنة الصفقات‪:‬‬

‫توضع أمانة المجنة البمدية لمصفقات العمومية لموالية تحت سمطة رئيس المجمس الشعبي البمدي الذي‬
‫يمثؿ رئيس المجنة‪ ،‬وحدد ليا المشرع بمجموعة مف المياـ التي يقتضييا عمميا وذلؾ وفقا ألحكاـ المادة ‪199‬‬
‫مف المرسوـ الرئاسي ‪ ، 15 - 247‬المياـ التي تتوالىا األمانة الدائمة لمجنة البمدية لمصفقات العمومية كما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد مف أف الممؼ المقدـ كامبل باإلسناد إلى أحكاـ المرسوـ الرئاسي السالؼ الذكر‪ ،‬وحسب ما‬
‫مبيف في النظاـ الداخمي لمجنة‪،‬‬

‫‪ -‬تسجيؿ ممفات مشاريع الصفقات ومشاريع المبلحؽ‪ ،‬وكذلؾ أي وثيقة تكميمية‪ ،‬كإعطاء إشعار بالتسميـ‬
‫مقابؿ ذلؾ‪،‬‬

‫‪ -‬إعداد جدوؿ أعماؿ‪،‬‬

‫‪ -‬إعداد استدعاءات أعضاء المجنة وممثمي المصمحة المتعاقدة والمستشاريف المحتمميف‪،‬‬

‫المادة ‪ ،191‬مف ـ‪.‬ر‪ ،247-15 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إرساؿ الممفات إلى المقرريف‪،‬‬

‫‪ -‬إرساؿ المذكرة التحميمية لمشروع الصفقة أو الممحؽ كالتقرير التقديمي إلى أعضاء المجنة‪،‬‬

‫‪ -‬إرساؿ ممفات مشاريع دفاتر الشروط والطعوف إلى أعضاء المجنة‪،‬‬

‫‪ -‬تحرير التأشيرات والمذكرات ومحاضر الجمسات‪،‬‬

‫‪ -‬إعداد التقارير الفصمية عف النشاط‪،‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬تمكيف أعضاء المجنة مف االطبلع عمى المعمومات والوثائؽ الموجودة لدييا‪.‬‬

‫ب‪ /‬صالحية المقرر‪:‬‬

‫يعيف المقرر مف بيف أعضاء المجنة لدراسة ممؼ معيف ويتولى بالخصوص بالمياـ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تقديـ تقارير تحميمية لمممفات (مشروع دفتر شروط‪ ،‬مشروع صفقة‪ ،‬ممحؽ) مدعمة برأـ صريح‪،‬‬

‫‪ -‬التأكد مف رفع التحفظات كذلؾ بالتنسيؽ مع أمانة المجنة‪،‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬إعداد ممخص عف كؿ تقرير‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬نجاعة أداء لجنة الصفقات العمومية البمدية‬

‫البحث في أداء بعنة الصفقات العمومية البمدية‪ ،‬يؤدي إلى البحث في مدى تطبيؽ القانوف والتنظيـ‬
‫المعموؿ بيما‪ ،‬ومدى احتراـ النظاـ الداخمي لمجنة‪ ،‬وكذا كيفية منح التأشيرة‪ ،‬إضافة إلى دراسة مشاريع دفاتر‬
‫الشروط ‪ ،‬صفقات ومبلحؽ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أداء المجنة البمدية لمصفقات العمومية طبقا لمنظام الداخمي لمجنة‬

‫حدد المرسوـ الرئاسي ‪ ،247 - 15‬كيفية ممارسة المجنة البمدية لمصفقات العمومية لمياميا الرقابي‪،‬‬
‫وحدد قواعد تنظيميا وسيرىا وعمميا مف خبلؿ إعداد نظاـ داخمي لمجنة‪ ،‬مف خبللو تمارس المجنة ميمتيا‬
‫الرقابية‪.‬‬

‫إف النظاـ الداخمي لمجنة البمدية لمصفقات العمومية تشكيمة المجنة‪ ،‬كذلؾ طبقا لممادة ‪ 174‬مف المرسوـ‬
‫الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ الذكر‪ ،‬البد مف الحضور الدائـ لرئيس المجمس الشعبي البمدي أو ممثمو‪ ،‬كما‬

‫المادة ‪ ،199‬ـ‪.‬ر‪ ،‬رقـ ‪ ،247-15‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،173‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعرؼ الحضور الدائـ لممراقب المالي وأميف الخزينة‪ ،‬وحضور ألعضاء المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬وكذا حضور‬
‫ممثؿ عف مديرية التجييزات العمومية باعتبارىا تمثؿ مديرية تقنية‪ ،‬ولكف ممثؿ المصمحة التقنية بالخدمة‬
‫(‪)1‬‬
‫بالبمدية‪ ،‬لو رأي استشاري ال يمكف لو أف يكوف "مقرر"‪.‬‬

‫إف جمسات المجنة البمدية لمصفقات العمومية ال يمكف أف تحقؽ أىدافيا وترتب أثارىا القانونية إال ببموغ‬
‫النصاب القانوني مف جية وممارسة الميمة الرقابية عمى الوجو المنصوص عميو في تنظيـ الصفقات العمومية‬
‫اما النصاب القانوني في ىذه الحالة ىي حضور األغمبية المطمقة ألعضاء المجنة‪ ،‬أما في حالة عدـ اكتماؿ‬
‫النصاب القانوني‪ ،‬تقوـ المجنة بتحرير محضر عد عقد الجمسة وتوجيو استدعاءات جديدة ألعضاء المجنة‪ ،‬يحدد‬
‫فييا تاريخ الجمسة القبمة‪ ،‬وتصح عندئذ ميما كاف عدد األعضاء الحاضريف‪ ،‬أي ضرورة توافر النصاب القانوني‬
‫النعقاد اجتماعات المجنة‪ ،‬وكيفية تأجيؿ الجمسة وكذا المدة القانونية النعقاد لمجمسة المقبمة‪.‬‬

‫لذا مف الضرورة تحديد في النظاـ الداخمي لمجنة البمدية لمصفقات العمومية مياـ المقرر‪ ،‬وضرورة إدراج‬
‫المدة التي يجب أف يتـ إحالة الممؼ إلى المقرر بيدؼ مساعدتو في أداء ميمتو‪ ،‬والتي يجب أف تكوف ثمانية‬
‫(‪ )8‬أياـ عمى األقؿ‪ ،‬لتجسيد الفاعمية مف خبلؿ التسريع في دراسة مختمؼ الممفات‪.‬‬

‫وبذلؾ ال يشرع في تنفيذ مشروع الصفقة إلى بعد تأشيرة المجنة البمدية لمصفقات العمومية‪ ،‬وكذا تأشيرة‬
‫المراقب المالي‪ ،‬وىنا نشير أف تأشيرة ىذا األخير عمى مشروع الصفقة ال تكوف إال بعد تأشيرة المجنة البمدية‬
‫لمصفقات العمومي‪ ،‬وفي األخير ضرورة إمضاء األمر بالصرؼ‪ ،‬فبعد إمضاء ىذا األخير يصبح مشروع‬
‫الصفقة صفقة ويدكف في ىذه الحالة األمر ببدء الخدمة‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا قررت المجنة البمدية لمصفقات العمومية بمنح التأشيرة‪ ،‬وعند وصوليا إلى مصالح‬
‫المراقب المالي والحظ بوجود خمؿ‪ ،‬في ىذه الحالة يقوـ بمنح التأشيرة‪ ،‬مع إرساؿ مذكرة إلى رئيس لجنة‬
‫وزرة المالية‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمكف لرئيس‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وكذا إلى المصمحة المتعاقدة وكذا نسخة إلى ا‬
‫المجنة الصفقات البمدية لمصفقات العمومية أف يقوـ بإلغاء التأشيرة ‪ ،‬وكذا يمكف لممصالح المتعاقدة أف ال تعطي‬
‫(‪)2‬‬
‫األمر بالخدمة‪ ،‬إلى غاية إعادة النظر في التأشيرة‪.‬‬

‫المادة ‪ ،3‬مف ـ‪.‬ت‪ ،118-11 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،10‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1992‬يتضمف الرقابة القبمية عمى النفقات الممزـ‬ ‫(‪)2‬‬

‫بيا‪.‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما فيما يخص رفض التأشيرة نصت المادة ‪ 195‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬يمكف المجنة أف تمنح‬
‫التأشيرة أو ترفضيا‪ ،‬يجب أف يكوف ىذا الرفض معمبل"‪ ،‬فمف خبلؿ المادة يتـ رفض التأشيرة بناء عمى قياـ حالة‬
‫قانونية تعاينيا المجنة مف حيث وجود مخالفة لمتشريع و‪/‬أو لمتنظيـ المعموؿ بيما لمصفقات العمومية‪ ،‬ميما كاف‬
‫مصدرىا‪ ،‬أي خرؽ مبدأ المشروعية بعدـ احتراـ القواعد القانونية المنظمة‪ ،‬كعدـ اإلعبلف عف الصفقة في‬
‫(‪)1‬‬
‫جريدتيف‪ ،‬أو إب ارـ صفقة عف طريؽ التراضي بدال مف طمب عروض أو إعبلف منافسة‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 202‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 -15‬السالؼ الذكر‪ ،‬يمكف اتخاذ مقرر التجاوز في‬
‫حالة رفض التأشيرة المعمؿ لعدـ مطابقة األحكاـ التشريعية‪ ،‬وفي حالة رفض التأشيرة المعمؿ لعدـ مطابقة‬
‫(‪)2‬‬
‫األحكاـ التنظيمية‪ ،‬فإف مقرر التجاوز يفرض عمى المراقب المالي كالمحاسب العمومي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬منح التأشيرة‬

‫تتوج رقابة الصفقات العمومية بمنح التأشيرة مف طرؼ لجنة الصفقات العمومية البمدية ‪ ،‬ىذه األخيرة‬
‫يمكف ليا أف تمنح التأشيرة‪ ،‬كما يمكنيا أف ترفض منحيا‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 196‬مف المرسوـ الرئاسي ‪-15‬‬
‫‪ 247‬السالؼ الذكر‪ ،‬عمى أف يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب التأشيرة إجباريا مف لجنة الصفقات‬
‫المختصة وقد أشارت المادة إلى ذلؾ بصبغة الوجوب‪ ،‬حيث جاء فييا " يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب‬
‫إجباريا وتفرض التأشيرة التي تسمميا لجنة الصفقات العمومية عمى المصمحة المتعاقدة والمراقب المالي المحاسب‬
‫المالي ‪."...‬‬

‫ومف ىنا تظير لنا أىمية الرقابة التي تقوـ بيا لجنة الصفقات العمومية‪ ،‬والتي تكمف في مدى إلزامية‬
‫(‪)3‬‬
‫تأشيرة ىذه المجاف إلتماـ عممية الصفقة وتنفيذىا‪.‬‬

‫المادة ‪ ،195‬ـ‪.‬ر‪ ، 247-15 ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ ،202‬ـ‪.‬ر‪ ،‬المرجع نفسو‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫بعمي محمد صغير‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬التنظيـ اإلداري كالنشاط اإلداري‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪،2002 ،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ص ‪.67‬‬
‫‪- 65 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يمكف أف تكوف التأشيرة مرفقة بتحفظات موقفة أو غير موقفة‪ ،‬حيث تكوف التحفظات موقفة عندما تتصؿ‬
‫بموضوع الصفقة أو الممحؽ وتكوف التحفظات غير موقفة عندما تتصؿ بالشكؿ‪ ،‬فضبل عف ذلؾ يمكف لمجنة‬
‫(‪)1‬‬
‫تأجيؿ مشروع الصفقة الستكماؿ المعمومات‪.‬‬

‫في حالة منح التأشيرة المرفقة بتحفظات‪ ،‬يتعيف عمى األمانة الدائمة لمجنة البمدية الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫متابعة رفع ىذه التحفظات باالتصاؿ مع المقرر المكمؼ بدراسة الممؼ‪ ،‬وال يمكف في ىذه الحالة لمصفقة أو‬
‫تدخؿ حيز التنفيذ‪ ،‬إال بعد تصحيح العيب وازالتو مف طرؼ المصمحة المتعاقدة المعنية بالصفقة‪ ،‬غير أف ىذه‬
‫التحفظات الموقفة ال توقؼ سرياف آجاؿ صبلحية التأشيرة‪ ،‬بما أف المشرع لـ يحدد مدة صبلحية التأشيرة‪ ،‬ولكف‬
‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تستعجؿ في تصحيح األخطاء الواردة في الممؼ‪ ،‬لمبدء في الشروع في تنفيذ‬
‫الصفقة‪.‬‬

‫أما في حالة منح التأشيرة بتحفظات غير موقفة ‪ ،‬يمكف أف تدخؿ الصفقة حيز التنفيذ لكف مع ذلؾ يجب‬
‫رفع التحفظات الشكمية بالتنسيؽ بيف المسؤوؿ المكمؼ باألمانة الدائمة لمجنة الصفقات‪ ،‬وكذا المقرر (عضو‬
‫(‪)2‬‬
‫المجنة) المكمؼ بممؼ الصفقة ذاتيا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دراسة دفاتر الشروط‪ ،‬الصفقات‪ ،‬مالحق وطعون وفق إجراءات الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬مشاريع دفاتر الشروط‪ :‬تؤدي دراسة دفاتر الشروط مف قبؿ المجنة البمدية لمصفقات العمومية ‪ ،‬إلى‬
‫إصدار مقرر تأشيرة‪ ،‬أما بخصوص أجؿ صبلحية التأشيرة ‪ ،‬المرسوـ الرئاسي ‪ ، 247 - 15‬إلى يحدد آجاؿ‬
‫صبلحية التأشيرة ‪ ،‬وبالتالي ىذه األخيرة غير منتيية الصبلحية‪.‬‬

‫‪ -2‬مشاريع الصفقات‪ :‬يقدـ مشروع الصفقة إلى المجنة البمدية لمصفقات العمومية‪ ،‬بعد استنفاد جميع‬
‫الشروط مف مرحمة الدعوة إلى المنافسة إلى مرحمة إسناد الصفقة‪ ،‬ثـ تبيف كيفية اإلسناد‪ ،‬إلى اإلعبلف عف المنح‬
‫المؤقت‪ ،‬كاستنفاد آجاؿ الطعف‪ ،‬بعد كؿ ىذه المراحؿ يمكف إيداع مشروع الصفقة أما المجنة البمدية لمصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬مرفقا بممؼ كامؿ‪ ،‬لتشرع لجنة الصفقات البمدية بدارسة الممؼ كفحص كؿ وثيقة‪ ،‬والتأكد مف‬
‫مطابقتيا شكبل ومضمونا لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما خاصة تنظيـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫قدوج حمامة‪ ،‬عممية إب ارـ الصفقات العمومية في القانوف الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،2008 ،‬ص‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.138‬‬
‫المادة ‪ ،195‬ـ‪.‬ر‪ ،‬رقـ ‪ ،247 - 15‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما بالنسبة آلجاؿ صدور التأشيرة فيي غير محددة‪ ،‬كذلؾ صبلحية آجاؿ التأشيرة غير محددة وذلؾ طبقا‬
‫لممرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ الذكر‪.‬‬

‫‪ -3‬مشاريع المالحق‪ :‬في إطار تنفيذ الصفقة العمومية‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى إبراـ‬
‫مبلحؽ لمصفقة‪ ،‬كذلؾ وفقا لتنظيـ الصفقات العمومية المعموؿ بيا‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 13‬مف المرسوـ‬
‫الرئاسي ‪ 247-15‬السالؼ الذكر عمى " يشكؿ الممحؽ وثيقة تعاقدية تابعة لمصفقة‪ ،‬ويبرـ في جميع الحاالت‬
‫إذا كاف ىدفو زيادة الخدمات أو تقميميا و‪/‬أو تعديؿ بند أو عدة بنود تعاقدية في الصفقة ‪." ...‬‬

‫حيث يخضع الممحؽ لرقابة المجنة البمدية لمصفقات العمومية‪ ،‬إذا كاف موضوع الممحؽ الذي تـ إيداعو‪،‬‬
‫يعدؿ تسمية األطراؼ المتعاقدة والضمانات التقنية والمالية وأجؿ التعاقد‪ ،‬وكاف مبمغو أو المبمغ اإلجمالي لمختمؼ‬
‫المبلحؽ ال يتجاوز‪ ،‬زيادة أو نقصانا نسبة عشرة (‪ % )10‬مف المبمغ األصمي لمصفقة‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا تجاوز مبمغ الممحؽ يتعمؽ بزيادة في الخدمات أو القيمة اإلجمالية لمعديد مف المبلحؽ‪،‬‬
‫باستثناء التبعات التقنية غير المتوقعة الخارجة عف إرادة األطراؼ المتعاقدة‪ ،‬نسبة خمسة عشر (‪ % )15‬مف‬
‫المبمغ األصمي لمصفقة في حالة صفقات الموازـ والدراسات والخدمات‪ ،‬وعشريف (‪ % )20‬في حالة صفقات‬
‫األشغاؿ‪ ،‬فإنو يجب عمى المصالح المتعاقدة أو تبرر لدى لجنة البمدية لمصفقات العمومية إنو لـ يتـ المساس‬
‫بالشروط األصمية لممنافسة‪ ،‬وأنو لـ يتـ التراجع فييا وأف إعبلف إجراء جديد‪ ،‬بعنواف الخدمات بالزيادة ‪ ،‬ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يسمح بإنجاز المشاريع حسب الشروط المثمى لآلجاؿ والسعر‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة الطعون‪ :‬يتمثؿ الطعف آلية كرسيا المشرع لتجسيد مبدأ الشفافية ولتحقيؽ المساواة بيف‬
‫المتعيديف‪ ،‬حيث ورد في نص المادة ‪ 82‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ ..." 247 - 15‬يجب عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة السماح لممتعيديف بممارسة حقيـ في الطعف لدى لجنة الصفقات العمومية المختصة‪ ،"...‬حيث يتـ‬
‫رفع الطعف في المنح المؤقت لصفقة ما‪ ،‬أما المجنة البمدية لمصفقات العمومية في أجؿ عشرة (‪ )10‬أياـ‬
‫ابتداء مف تاريخ نشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬في النشرة الرسمية لمصفقات العمومية‪ ،‬واذا تزامف اليو‬
‫العاشر مع يوـ عطمة أو يوـ راحة قانونية‪ ،‬يمدد التاريخ المحدد لرفع الطعف إلى اليوـ العمؿ الموالي‪ ،‬وتقوـ‬
‫المجنة البمدية لمصفقات العمومية بدراسة الطعوف‪ ،‬وتفصؿ فييا بموجب قرار‪ ،‬تصدره في أجؿ (‪ )15‬ابتداء‬
‫مف تاريخ انقضاء أجؿ العشرة (‪ )10‬أياـ المحددة لرفع الطعف مف طرؼ المحتج ‪ ،‬ويبمغ ىذا القرار‬

‫(‪)1‬صادقي عباس‪ :‬الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجيستير – القانوف اإلداري المعمؽ‪-‬‬
‫كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد ‪ ،‬تممساف ‪ ، 2017 - 2016 ،‬ص ص ‪. 102 - 100‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لممصمحة المتعاقدة لصاحب الطعف‪ ،‬وذلؾ تطبيقا لنص المادة ‪ 82‬مف المرسوـ الرئاسي ‪، 247 - 15‬‬
‫السالؼ الذكر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الييئات المالية لمراقبة الصفقات العمومية )المالية‪ ،‬المحاسبية(‬

‫تمر الصفقة عند تنفيذىا عمى رقابة أجيزة خارجية تتمثؿ في رقابة المراقب المالي ورقابة المحاسب‬
‫العمومي وىذا ما سنوضحو في ىذا المبحث‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المراقب المالي‬

‫تعتبر المرحمة األىـ في الرقابة المالية‪ ،‬وتعني قياـ ىيئات الرقابة بمراقبة األعماؿ والتصرفات المالية‬
‫لمييئات اإلدارية قبؿ وقوعيا سواء كانت متعمقة بالنفقات والتصرفات المالية عمى أكبر قدر مف الدقة والصحة‪،‬‬
‫أي قبؿ أف يدخؿ التصرؼ المالي حيز التنفيذ‪ ،‬أي قبؿ أف يصبح اآلمر بالتحصيؿ أو اآلمر بالدفع نافذا‪ ،‬إذ‬
‫تواكب عممية التنفيذ وتكوف قبؿ التأشير واعطاء اإلذف بصرؼ النفقات‪ ،‬وتمارس مف طرؼ المراقب المالي فيي‬
‫(‪)1‬‬
‫إذف إجراء وقائي ييدؼ إلى منع وقوع تجاوزات غير مشروعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة المالية‬

‫المراقبة المالية مجموعة مف اإلجراءات تقوـ بيا أجيزة معينة بغية المحافظة عمى أمواؿ الدولة‬
‫والمؤسسات‪ ،‬وضماف حسف تحصيميا مع إنفاقيا بدقة وفعالية ووفؽ ما أقرتو اإلدارة العميا‪ ،‬مع التأكد مف سبلمة‬
‫نتائج األعماؿ والمراكز المالية‪ ،‬وتحسيف معدالت األداء والكشؼ عف المخالفات واالنحرافات والبحث عف‬
‫األسباب التي أدت إلى حدوثيا‪ ،‬وعبلجيا لتجنب الوقوع فبيا مستقببل (‪.)2‬‬

‫أولى المشرع الجزائري أىمية كبيرة لمسألة الرقابة المالية لمصفقات العمومية ضمف القانوف المنظـ ليذه‬
‫األخيرة‪ ،‬وذلؾ بأف خصص ليا بابا كامبل ليا وىو الباب الخامس تحت عنواف – الرقابة عمى الصفقات العمومية‬
‫– وىذا لحمايتيا مف مختمؼ صور الفساد اإلداري‪.‬‬

‫وفي إطار القانوف السابؽ يعتبر المراقب المالي المسؤوؿ عف إعداد التقارير المالية مثؿ بيانات الدخؿ‬
‫والميزانيات العمومية في إطار سياسة البلتركيز اإلداري التي يحتـ عمى الدولة وضع االعتمادات المالية البلزمة‬

‫(‪)1‬‬
‫ليدية وزاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫الحقوؽ والعموـ‬
‫ً‬ ‫(‪ )2‬عبلؽ عبد الوىاب‪ :‬الرقابة عمى الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية‬
‫لقانوف العاـ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2004/2003 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫القانونية‪ ،‬فرع اً ً‬
‫‪- 68 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لآلمريف بالصرؼ القانونييف‪ ،‬لتحقيؽ العمميات االستثمارية عمى المستوى المحمي تحت تصرؼ آمر بالصرؼ‬
‫الذي لو دور ثاني كمستشار قانوني لمشاريع يتمتع المراقب المالي بسمطة مستقمة ومختمفة عف التجييز لمصفقات‬
‫واالستثمارات‪ ،‬كما يختمؼ دوره كذلؾ عف المقتصد الذي يعتبر عوف ليس لو سمطة اآلمر بالدفع أو االلتزاـ‪،‬‬
‫ميمتو ىي اإلعداد والمساعدة في الرقابة بغرض التأكد مف حسف سير العمؿ مف ناحية الصحة والوجو القانوني‬
‫قبؿ الذىاب بالعمؿ لممراقب المالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات الرقابة المالية‬

‫عندما تتأكد اإلدارة أف المتعاقد معيا جاىز لمتنفيذ تقدـ الدفعة األولى مف الماؿ لمساعدة المتعاقد عمى‬
‫التنفيذ التي تكوف شيرية بقدر ما تـ انجازه مف عمؿ حيث تمنح ىذه الدفعة بشروط وال يتـ إيداعيا إال بتقديـ‬
‫المتعاقد لخطاب الكفالة المصرفية مف أحد البنوؾ أما في ما يخص تسديد قيمة الدفعة يكوف عندما ينجز‬
‫المتعاقد نسبة معينة مف األعماؿ وبعد تسديد آخر قسط مف الدفعة يتـ إخراج خطاب الكفالة قبؿ نيابة مدة‬
‫الصفقة بشير عمى األقؿ‪ ،‬وتأشيرة المراقب المالي دليؿ عمى صحة النفقة محؿ الصفقة العمومية والتي تصبح‬
‫بعد وضع تأشيرة المراقب المالي قابمة لمتنفيذ أو التحويؿ لممحاسب العمومي لصرفو‪.‬‬

‫وتحدد آجاؿ الرقابة بػ ػ ػ ‪ 51‬أياـ وتمدد الى ‪ 71‬يوـ بالنسبة لمممفات المعقدة‪ ،‬وبالنظر لمنظاـ القانوني‬
‫لممراقب المالي ىناؾ مف يعتبره صماـ أماف بالنسبة لآلمر بالصرؼ ذلؾ كوف أف أي خطأ يتـ الوقوع فيو سوؼ‬
‫تتـ مراجعتو داخميا فور وصولو إلى المراقب المالي‪ ،‬فيتأكد مف مطابقة الصفقة واجراءات إبراميا مع التشريع‬
‫المعموؿ بو‪ .‬فالرقابة المالية أنشأت مف أجؿ الحفاظ وترشيد األمواؿ العمومية وتكوف عمى جانب النفقات منيا‪،‬‬
‫فتيتـ أساسا بالتأشير قبؿ التسديد وااللتزاـ بالصرؼ‪ ،‬ولممراقب المالي مدة يدرس فييا الممؼ تقدر بعشر أياـ‬
‫بالنسبة لمصفقات المتعمقة بميزانية التسيير مف خبلليا يوافؽ أو يرفض‪ ،‬وعشروف يوما بالنسبة لمصفقات المتعمقة‬
‫بميزانية التجييز‪ ،‬ففي حالة الرفض النيائي يمكف لممصمحة المتعاقدة دفع مقرر تجاوز إلى المجنة الوطنية‬
‫لمصفقات والمجنة المعنية ومجمس المحاسبة‪ ،‬فالمصمحة المتعاقدة تحدد المقابؿ المالي بعد قياـ المتعامؿ المتعاقد‬
‫معيا بتنفيذ الصفقة بشكؿ فعمي‪ ،‬وذلؾ بعد معاينة ومراقبة لما تـ انجازه ميدانيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحرييا‪ ،‬عمى كؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫النفقات والمصاريؼ الحقيقية التي يتحمميا المتعامؿ المتعاقد وكذا ربحو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫األمير عبد القادر حفوظة‪ :‬آليات الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‪ ،‬جامعة الشييد حمة لخضر‬
‫الوادي‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد عمومي وتسيير المؤسسات‪.2014/2014 ،‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وىذه اآللية مطبقة أكثر في صفقات األشغاؿ ألف طبيعتيا تتوافؽ مع ىذا األسموب‪ ،‬إذ يمكف لممصمحة‬
‫(‪)1‬‬
‫المتعاقدة معاينة األشغاؿ المنجزة فعميا وتقديرىا نقدا وقفا لممعايير المحددة‪.‬‬

‫وبالتالي التحقؽ مف الديف وضبط مبمغ النفقة اعتمادا عمى الوثائؽ بما في ذلؾ وثائؽ تفصيؿ الخدمة‬
‫المنجزة مف طرؼ المورد‪.‬‬

‫وما يبلحظ في ىذا المجاؿ أف المشرع لـ يكتفي فقط بالرقابة عمى نفقات التسيير والتجييز واالستثمار‬
‫وكؿ مف شأنو أف يشكؿ صفقة عامة بمفيوـ قانوف الصفقات العمومية بؿ فرض رقابتو عمى كؿ االلتزامات‬
‫المرفقة ببطاقة الطمب أو فاتورة شكمية عندما ال تتعدى المبمغ العتبة المالية إلبراـ الصفقة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المحاسب العمومي‬

‫يمارس المحاسب العمومي الرقابة لمتأكد مف مدى إحكاـ قواعد المحاسبة العمومية وىي رقابة تيتـ في‬
‫الغالب بشرعية اإلنفاؽ التي تقتضي مطابقة النفقة لبلعتماد المالي المخصص وفقا لما نصت عميو قواعد‬
‫المحاسبة العمومية المحتواة في القانوف ‪ 21/90‬المؤرخ في ‪ 1990/08/15‬في المادة ‪ 33‬منو‪ ،‬يقوـ المحاسب‬
‫بجممة مف الصبلحيات في سبيؿ تطبيؽ الرقابة عمى تنفيذ الصفقات العمومية يمكف إجماال في ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬التسيير المالي مف خبلؿ تحصيؿ اإليرادات ودفع النفقات‪.‬‬

‫‪ ‬حفظ األمواؿ والسندات والقيـ المنقولة‪.‬‬

‫‪ ‬متابعة حركة الحسابات والقياـ بمختمؼ العمميات الحسابية البلزمة‪.‬‬

‫نبلحظ مف خبلؿ ما تقدـ أف ميمة المحاسب العمومي تتجاوز الرقابة فيو يقوـ بعممية التسيير المالي‬
‫(‪)2‬‬
‫وىذا ما يدخؿ في عممية التنفيذ فعبل‪.‬‬

‫تتمثؿ مياـ المحاسب العمومي فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬التأكد مف مطابقة النفقة لمقوانيف المعموؿ بيا وذلؾ يشمؿ كؿ الوثائؽ مف قوانيف وحواالت الدفع واآلمر‬
‫بالدفع‪.‬‬

‫‪ ‬التأكد مف صحة اآلجر بالصرؼ واستيفائو لكؿ الشروط القانونية الواجب توافرىا فيو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بحري إسماعيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نسيغة فيصؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.122‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬براءة الذمة المالية لممستفيد أيا كانت صفتو‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬التأكد مف مشروعية التأشيرات سواء الخاصة بالمجاف أو المراقب المالي‪.‬‬

‫بعد مرور الصفقة عمى الرقابة السابقة رقابة لجاف الصفقات ورقابة المراقب المالي تمر عمى المحاسب‬
‫العمومي‪ ،‬فبل يتـ صرؼ النفقة العمومية إال بعد إخضاعيا لرقابة المحاسب العمومي‪.‬‬

‫وقد يوافؽ المحاسب العمومي أو يرفض العمميات السابقة بإرساؿ قرار رفض الدفع مصحوبا باألسباب‬
‫والمبلحظات المبررة لذلؾ وىنا بدا اآلمر بالصرؼ نفسو أماـ موقفيف‪:‬‬

‫‪ ‬إما أف يقوـ بتصحيح المخالفات واألخطاء المادية الواردة في االلتزاـ ويتـ بعدىا دفع النفقة‪.‬‬

‫‪ ‬إما المجوء إلى طريقة قانونية تتشابو مع ما سبؽ ذكره بالنسبة إلى مقرر التجاوز لقرار رفض التأشيرة‬
‫لمجاف الصفقات العمومية المختصة وكذلؾ حالة التغاضي عند رفض التأشيرة مف طرؼ الم ارقب المالي‪.‬‬

‫الرقابة الممارسة مف طرؼ المحاسب العمومي عمى تنفيذ النفقات العمومية بأنيا رقابة مرافقة لعممية‬
‫(‪)2‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫في المقابؿ المحاسب العمومي تنصب رقابتو عمى مدى وجود االعتماد في الخزينة العمومية مف ناحية‬
‫صرؼ النفقات مف عدميا لتوظيفيا في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬المفتشية العامة لممالية‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة المفتشية العامة لممالية‬

‫المفتشية العامة لممالية جياز أنشئ لمرقابة المالية البلحقة‪ ،‬أحدثت بموجب المرسوـ رقـ ‪ 53 / 80‬المؤرخ‬
‫رقـ ‪78-92‬‬ ‫في ‪ 1980/03/ 01‬المتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية‪ ،‬والذي ألغي بالمرسوـ التنفيذي‬
‫المؤرخ في ‪ 1992/02/22‬المحدد الختصاصات المفتشية العامة لممالية ‪ ،‬والذي ألغي بدكره بموجب المرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 272-08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪ ،‬حيث حددت‬
‫الفقرة األولى مف المادة الثانية منو‪ ،‬ىدؼ ومجاؿ تطبيؽ التدخبلت التي تقوـ بيا المفتشية العامة لممالية بنصيا‬
‫عمى أنو‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عبلؽ عبد الوىاب ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فنينيش محمد الصالح‪ ،‬الرقابة عمى تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف‬
‫العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2010 ،‬غير منشورة‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"تمارس رقابة المفتشية العامة لممالية عمى التسيير المالي والمحاسبي لمصالح الدولة‪ ،‬والجماعات‬
‫اإلقميمية وكذا الييئات واألجيزة والمؤسسات الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية"‪ ،‬وعميو فإف مختمؼ الصفقات‬
‫التي تبرميا ىذه الييئات تخضع لرقابة المفتشية العامة لممالية‪" .‬‬

‫كما تحدد عمميات الرقابة لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬في برنامج سنوي يعرض عمى وزير المالية‪ ،‬خبلؿ‬
‫الشيريف األوليف مف كؿ سنة حسب األىداؼ المحددة‪ ،‬وتبعا لطمبات أعضاء الحكومة أو الييئات والمؤسسات‬
‫(‪)1‬‬
‫المؤىمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاصات العامة لممفتشية العامة المالية‬

‫تمارس المفتشية العامة لممالية رقابتيا عمى كؿ شخص معنوي يستفيد مف المساعدة المالية مف الدولة أو‬
‫الجماعات المحمية أو ىيئة عمومية بصفة تساىمية أو في شكؿ إعانة أو قرض أؾ تسبيؽ أو ضماف‪ ،‬كما‬
‫تتولى المفتشية العامة لممالية القياـ بالعديد مف المياـ والتدخبلت في إطار االختصاصات العامة ومنيا القياـ بما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تقييـ أداءات أنظمة الميزانية‪،‬‬

‫‪ -‬التقييـ االقتصادي والمالي لنشاط شامؿ أو قطاعي أو فرعي أو لكياف اقتصادي‪،‬‬

‫‪ -‬التدقيؽ أو انجاز الدراسات أو التحقيقات أو الخبرات ذات الطابع االقتصادي والمالي والمحاسبي‪،‬‬

‫‪ -‬تقييـ شروط تسيير كإستغبلؿ المصالح العمومية مف طرؼ المؤسسات اإلمتيازية ميما كاؼ نظاميا‪.‬‬

‫‪ -‬كما يمكف أف تقوـ المفتشية العامة لممالية‪ ،‬بتقييـ شروط تنفيذ السياسات العمومية كالنتائج المترتبة‬
‫عنيا‪ ،‬وفي إطار ذلؾ تتولى ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬القياـ بالدراسات والتحاليؿ المالية واالقتصادية مف أجؿ تقدير فاعمية وفعالية إدارة وتسيير الموارد‬
‫المالية والوسائؿ العمومية ألخرى‪،‬‬

‫‪ -‬إجراء دراسات مقارنة وتطورية لمجموعة مف القطاعات أو ما بيف القطاعات‪ ،‬المالية والوسائؿ‬
‫العمومية ألخرى‪،‬‬

‫‪ -‬إجراء دراسات مقارنة وتطورية لمجموعة مف القطاعات أو ما بيف القطاعات‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ ، 2‬الفقرة ‪.، 1‬ت‪،‬رقـ ‪ 272/08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/09/06‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تقييـ تطبيؽ األحكاـ التشريعية والتنظيمية‪ ،‬والمتعمقة بالتنظيـ الييكمي‪ ،‬مف ناحية تناسقيا وتكييفيا مع‬
‫األىداؼ المحددة‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد مستوى اإلنجازات مقارنة مع األىداؼ المحددة‪ ،‬والتعرؼ عمى نقائض التسيير وعوائقو‪ ،‬وتحميؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫أسباب ذلؾ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة المفتشية العامة لممالية‬

‫أىـ مظير لمرقابة اإلدارية عمى تنفيذ الصفقات العمومية ىي الرقابة المالية التي تمارسيا و ازرة المالية أو‬
‫إحدى مصالحيا المختمفة سواء عمى المستوى المركزي أو المحمي وأىـ مصمحة في ىذا السياؽ المفتشية العامة‬
‫(‪)2‬‬
‫لممالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طرق رقابة المفتشية العامة لممالية‬

‫ترتبط المفتشية العامة لممالية بعممية الرقابة بطريقتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬البعثة التفتيشية‪ :‬ىي التي تقوـ بدراسة الفائدة في الصفقات العمومية وىي وحدة أساسية وتسند ليا‬
‫مياـ التحقيؽ والتدقيؽ في مسائؿ النجاعة في الصفقات ذات األىمية الوطنية وتتكوف مف فرؽ وليا رئيس بعثة‪.‬‬

‫‪ -2‬الفرق التفتيشية‪ :‬وتنقسـ إلى قسميف‪:‬‬

‫‪ 1-2‬فرؽ وبعثات متعددة الوظائؼ وتنفذ أعماليا التنسيقية عمى الصعيد المحمي وعمى مستوى‬
‫المديريات الجيوية‪.‬‬

‫‪-2-2‬الفرؽ والبعثات المتخصصة‪ :‬وىي فرؽ تقوـ بمياميا في مجاؿ ىدؼ معيف ومدقؽ وفي إقميـ‬
‫جغرافي محدد وتمارس المفتشية العامة لممالية بواسطة ىذه الوسائؿ والبعثات مراجعة جميع العمميات التي قاـ‬
‫بيا المحاسبوف العموميوف والتحقؽ مف صدقيا وصحتيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ ، 2‬الفقرة ‪.، 1‬ت‪،‬رقـ ‪ 272/08‬المؤرخ في ‪ ، 2008/09/06‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد الصغير بعمي ويسري أبو العبلء ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات التفتيش المالي‬

‫لممفتشية العامة لممالية دور ينحصر في الرقابة الميدانية وىو ما استقريناه مف نصوص المواد القانونية‬
‫المختمفة‪ ،‬فدورىا يكمف في الكشؼ عف الثغرات المالية‪ ،‬لكف عند تنفيذ الصفقة العمومية دوف حؽ إصدار أي‬
‫(‪)1‬‬
‫حكـ أو قرار‪ ،‬فميمتيا ال تتعدى إعداد تقارير وايصاليا لوزير المالية ذا االختصاص بالتدخؿ مف عدمو ‪.‬‬

‫فاكتشاؼ الييئة لتأخيرات في محاسبة الييئات العمومية التي قامت بإبراـ الصفقة مع المتعامؿ المتعاقد‬
‫عند بداية التنفيذ‪ ،‬بطمب المسؤوؿ الخاص بالوحدات العممية مف المسير المعنى القياـ بتحييف المحاسبة واعادة‬
‫ترتبييا دوف تأخير‪ ،‬وفي حالة عدـ جدوى إصبلحيا أو استحالة ذلي يقوـ مسؤوؿ ‪ u1575‬الوحدات العممية‬
‫بتحرير محضر قصور يرسمو إلى السمطة السممية التي تقوـ بدورىا بتبييف المحاسبة‪ ،‬وحتى المجوء لمخبرة إف‬
‫اقتضى اآلمر‪.‬‬

‫وبذلؾ فالمتفشية دور في مجاؿ مكافحة الفساد المحمي أو الوطؽ لمصفقات العمومية مف خبلؿ إجراءاتيا‬
‫التي نص عمييا المشرع الجزائري في منظومتو القانونية‪ ،‬حيث تمارس المفتشية مياميا مف خبلؿ صبلحياتيا‬
‫لمتفتيش عمى مسئولي المصالح ا ولييئات الخاضعة لرقابتو فيطمبوف أي وثيقة مف شأنيا أف تكوف ضرورية في‬
‫عممية الرقابة‪ ،‬إلى جانب ىذا اإلجابة عمى مطالبيـ في شكؿ معمومات دوف تأخير أو عرقمة‪.‬‬

‫تقوـ المفتشية العامة لممالية بعدىا بإنجاز تقرير سنوي بو تمخيص لجميع المعاينات ا ولمبلحظات ويقدـ‬
‫ىذا التقرير إلى الوزير المكمؼ بالمالية في غضوف الفصؿ األوؿ مف السنة التي أعد التقرير في شأنيا ومما‬
‫سبؽ فالمفتشية العامة لممالية تقوـ بالرقابة في التسيير المالي والمحاسبي‪ ،‬حيث ينتقؿ المفوضوف إلى عيف‬
‫المكاف وتحاؿ أماميـ وثيقة الميزانية فيعمموف عمى تفحصيا بابا بابا وفصبل فصبل لمتأكد مف توظيؼ النفقات‬
‫واإليرادات عمى مستوى الصفقة المنفذة مف أجؿ اآلراض التي خصصت ليا‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مجمس المحاسبة‬

‫وىي رقابة بعدية خارجية تمارسيا ىذه الييئة والمنشأة مف طرؼ الدولة خصيصا لتقييـ سير العممية حيث‬
‫ينتج عنيا تقرير يسمح لممصالح المتعاقدة مف تدا رؾ المبلحظات في عمميات مستقبمية وقد ينتج عف ىذه‬
‫الرقابة متابعات إدارية وقضائية مختمفة‪...‬الخ ‪ .‬حيث أنشئ ىذا المجمس بموجب دستور ‪ 1976‬في المادة ‪190‬‬
‫منو فيو مؤسسة رقابة بعدية ألمواؿ الدولة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر المواد ‪ 7-2‬مف المرسوـ ‪ 274/08‬المؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪ 2008‬المحدد صبلحيات المفتشيات الجيوية ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.50‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ميام مجمس المحاسبة‬

‫نجد أف لمجمس المحاسبة اختصاصات ومياـ إدارية وقضائية حيث يتمتع باالستقبللية التامة عف الييئات‬
‫األخرى ولو غرؼ جيوية رقابية عمى الجماعات المحمية في دائرة االختصاص اإلقميمي ومف مياـ ىذا المجمس‬
‫ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬رقابة االنضباط الميزاني والمالي والنظر في مشروعية االتفاؽ‪.‬‬

‫‪ ‬رقابة تقديـ الحسابات‪.‬‬

‫‪ ‬رقابة الحسابات والتأكد مف الدقة المادية لمعمميات المسجمة في الحسابات ومدى مطابقتيا لمقوانيف‬
‫والتنظيمات المعموؿ بيا والتدقيؽ في حسابات المحاسبيف العمومييف‪.‬‬

‫‪ ‬اكتشاؼ الخروقات المتعمقة بتنفيذ اإلجراءات والنفقات وأخطاء التقييد الميزاني‪.‬‬

‫‪ ‬تقييـ نوعية التسيير في تقارير بعدىا المجمس‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد الحاالت المخالفة إلجراءات المحاسبة العمومية أو تزوير أو إخفاء الوثائؽ المحاسبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الرقابة لمجمس المحاسبة‬


‫(‪)1‬‬
‫يقوـ مجمس المحاسبة باعتباره ىيئة رقابية مالية بعدية عمى تنفيذ الصفقات بنوعيف مف الرقابة ىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رقابة المطابقة‬

‫ىي التأكد مف شرعية اإلجراءات المتبعة في اإلبراـ منذ بدايتيا إلى اية نيايتيا وذلؾ بمقارنتيا بالنصوص‬
‫القانونية المعموؿ بيا لمتأكد مف عدـ خروجيا عند مبدأ المشروعية‪.‬‬

‫حيث يمكف حيث اىتـ األمر رقـ‪ 20 - 95‬بتنظيـ رقابة المطابقة التي يقوـ بيا المجمس في مجاؿ‬
‫الصفقات العمومية لمجمس المحاسبة االستعانة بالييئات الرقابية السابقة باعتبارىا أقؿ درجة منو قمة أف يطمب‬
‫منيا إفادتو بالمعمومات والتقارير والوثائؽ البلزمة لذلي أو حتى الحسابات التي تسيؿ لو ميمتو وتمكنو مف‬
‫التحقؽ مف مطابقتيا لمتشريع والتنظيـ ا لمعموؿ بو وتظير رقابة المطابقة فيما يمي وبإيجاز‪:‬‬

‫‪ ‬استعماؿ النفقات العامة في ير اليدؼ المسطر ليا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اوي عباس‪ :‬آليات مكافحة الفساد اإلدارية في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العموـ القانونية تخصص‬
‫زو ً‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫ً‬ ‫قانوف جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر كمية‬
‫ً‬
‫‪- 75 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬الرفض الغير مسبب لمتأشيرات مف طرؼ ىيئات الرقابة‪.‬‬

‫‪ ‬التسبب في دفع الدولة لغرامات تيديدية أو تعويضات‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬اختراؽ القوانيف المعموؿ بيا في مجاؿ الصفقات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬رقابة التسيير‬

‫إف رقابة التسيير ىي تمؾ الرقابة التي تنصب عمى الجانب االقتصادي لتضمف استخداـ واألمواؿ‬
‫العمومية فيما خصصت لو وتحقيؽ المصالح العامة‪ .‬وقد نضـ األمر رقـ ‪ 20/95‬ىذا النوع مف الموارد‬
‫(‪)2‬‬
‫الرقابة‪.‬‬

‫إلى جانب رقابة المطابقة قد اتخذ المشرع ىذا االتجاه بعد توصيات المنظمات الدولية واإلقميمية لمرقابة‬
‫في إطار التعاوف الدولي لحماية الماؿ العاـ مف الفساد واالعتداءات التي يتعرض ليا ويتضح مجاؿ رقابة‬
‫التسيير لمجمس المحاسبة في إطار ممارستو لمرقابة المالية عمى الصفقات فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الدولة والمؤسسات العمومية والمرافؽ التابعة ليا‪.‬‬

‫‪ ‬المرافؽ العامة ذات الطابع الصناعي والتجاري ويرىا مف الييئات‪.‬‬

‫‪ ‬مراقبة األسيـ العمومية أينما كانت‪.‬‬

‫(‪)1‬مبروكي مصطفى‪ :‬الرقابة اإلدارية عمى إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كمية‬
‫ي‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.150‬‬
‫قانوف إدار ً‬
‫ً‬ ‫الحقوؽ ًوالعموـ السياسية‪ ،‬تخصص‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬زواوي عباس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد اإلنفاق الحكومي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫اف الضوابط الرقابية التي اقرىا المشرع في مختمؼ النصوص واألطر القانونية والتي تمارسيا العديد مف‬
‫األجيزة اإلدارية الرقابية المختصة سواء عمى المستوي المحمي أو الوطني عمى مستوي كؿ القطاعات بشكؿ عاـ‬
‫مف اجؿ حسف تسيير وتوجيو وضبط الماؿ العاـ وحمايتو مف الفساد والتبديد بما يخدـ المصالح العامة لؤلفراد‬
‫والمجتمع عمى حد سواء قد مس خاصة مجاؿ الصفقات العمومية لما يمتاز بو مف صمة وثيقة بالخزينة العمومية‬
‫وكذلؾ كثرة انتشار جرائـ الفساد في مجاليا وليذا خصيا المشرع الجزائري بموجب المرسوـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويض المرفؽ العاـ برقابة داخمية ورقابة خارجية‪ .‬عف طريؽ لجاف‬
‫متخصصة ىذه المجاف التي مكنت جميع أطراؼ العقد سواء متعامؿ متعاقد أو مصمحة متعاقدة مف المبادئ التي‬
‫تحكـ الصفقات العمومية والتي تعبر عف مدى نزاىة وشفافية وعبلنية العممية التعاقدية مف خبلؿ مشاركة‬
‫المتنافسيف لمجاف الرقابة الداخمية وحضورىـ لمختمؼ العمميات الرقابية في جمسات عمنية بما يسمح بإبعاد الشبية‬
‫وسوء الظف باإلدارة العمومية‪.‬‬

‫إضافة إلى أف خضوع الصفقات العمومية لشتى أنواع الرقابة الداخمية والخارجية يعتبر مؤش ار ايجابيا‬
‫لضماف حماية الماؿ العاـ مف الفساد فيذا ما يؤكد نجاعة ىذه اإلجراءات الرقابية في الحفاظ عمى الماؿ العاـ‬
‫وكذلؾ محاربة كؿ أوجو الفساد التي قد تمس مجاؿ الصفقات العمومية رغـ أننا قد الحظنا مف جية أخرى أف‬
‫العمؿ الرقابي لمجاف الصفقات المختصة يصطدـ بمجموعة مف الصعوبات في الميداف وخبلؿ ممارستو لنشاطو‬
‫اليومي خاصة مع الثغرات والنقائص وغموض بعض النصوص القانونية الواردة في تنظيـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وكذلؾ الحظنا أف قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو قد اثر تأثي ار بالغا في الحد مف السمطة التقديرية‬
‫الممنوحة لئلدارة وكؿ مف روح المبادرة لدى اإلطارات أثناء ممارستيـ لنشاطاتيـ الرقابية خوفا مف المساءلة‬
‫القانونية‪.‬‬

‫ىذا فيما يخص فعالية الرقابة في مجاؿ الصفقات العمومية محافظة عمى الماؿ العاـ مف جية والعمؿ‬
‫عمى إرساء صفقات وفقا لمبادئ ا لتشريع المعموؿ بو في مجاؿ الصفقات العمومية بعيدا عف كؿ أوجو الفساد‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور‬
‫عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬

‫المبحث األول‪ :‬المراحل التمييدية إلبرام صفقة األشغال العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراحل التنفيذية إلب ارم صفقة األشغال العمومية‬


‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المراحل التمييدية إلبرام صفقة األشغال العمومية‬

‫لجأ المشرع الجزائري إلى تحديد مراحؿ إبراـ صفقة األشغاؿ العمومية‪ ،‬فتبدأ بالمرحمة التحضيرية التي‬
‫تعتبر كعاقدة لمتفاوض فاإلدارة التي ال تقوـ بالتحضير الجيد‪ ،‬ال تتحصؿ عمى عروض قوية‪ ،‬مقارنة بالدعوة‬
‫تمر بعدة‬
‫لمعروض‪ ،‬فالتحضير الجيد يتمثؿ في تجنب االرتجاؿ ويسمح بالتحكـ في سير المفاوضات التي ّ‬
‫مراحؿ ابتداء مف تحديد الحاجات وتحضير دفتر الشروط إلى غاية تنفيذ الصفقة واعطاء األمر بالخدمة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مرحمة تحديد الحاجات‬

‫أكدت المادة ‪ 27‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ‬
‫العاـ عمى ضرورة التحضير المسبؽ والمدروس لضبط احتياجات اإلدارة وتحديد مبمغ تقديري‪ ،‬حيث جاءت في‬
‫النص ىذه المادة ما يمي‪ " :‬تحديد حاجات المصالح المتعاقدة الواجب تمبيتيا‪ ،‬مسبقا‪ ،‬قبؿ الشروع في أي إجراء‬
‫إلبراـ صفقة عمومية‪ ،‬حيث تمر مرحمة تحديد االحتياجات مف مرحمة اإلحصاء والتحميؿ والضبط مع الدراسات‬
‫(‪)1‬‬
‫المسبقة إلى غاية مرحمة تقييـ القيمة التقديرية المالية لبلحتياجات"‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحمة التحميل‬

‫بعت االعتبار النتائج المسطرة‬


‫في ىذه المرحمة تعمؽ اإلدارة في عناصر تحميؿ الخيارات المختمفة آخذة ُ‬
‫والعوائؽ المحتممة ونوعية األشغاؿ ثـ تحديد كؿ األطراؼ المتدخميف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحمة ضبط وتحديد الحاجة‬

‫في ىذه المرحمة تكوف اإلدارة قد حددت برنامجيا بدقة ومحددة بوضوح النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أىدافيا‪،‬‬

‫‪ ‬الصبلحيات‪،‬‬

‫‪ ‬الجدوؿ الزمني لؤلشغاؿ‪،‬‬

‫‪ ‬الميزانية‪،‬‬

‫‪ ‬آليات التنفيذ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 02‬مف المرسوـ ارئاسي ‪ ،247/15‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد العبلقات مع المتدخميف والشركاء‪،‬‬

‫‪ ‬تحديد أنواع الرقابة‪،‬‬

‫‪ ‬تحديد الصعوبات المحتممة‪.‬‬

‫وعبلوة عمى ذلؾ وأثناء الدعوة لممنافسة قد تظير الحاجة إلى معطيات تكميمية ومنيا خصوصا‪:‬‬

‫‪ ‬معايير اإلنتاج والنوعية‪،‬‬

‫‪ ‬الوقت الخاص باإلنجاز‪،‬‬

‫‪ ‬خيارات الموقع‪،‬‬

‫‪ ‬الخيارات المختمفة‪،‬‬

‫‪ ‬الضوابط اإلجبارية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مرحمة انجاز الدراسات المسبقة‬

‫إف الدراسات المسبقة التي تقوـ بيا اإلدارة تسمح بتحديد دقيؽ لمحاجيات المطموبة وتسمح باتخاذ القرار‬
‫يتعيف القوؿ أف‬
‫النيائي لتنفيذ المشروع كما تؤمف تنفيذ إنجاز المشروع بصفة سميمة مف األخطاء وعميو فإنو ّ‬
‫الدراسات المسبقة ضرورية لكؿ صفقة‪.‬‬

‫عيف عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬أخذ الوقت البلزـ الذي تقضيو الدراسات واتخاذ الق اررات والمخططات‬
‫يت ّ‬
‫المطموبة بكؿ وضوح واختيار مكتب أو مكاتب الدراسات المؤىمة أو المختصة بالنظر إلى طبيعة كؿ مشروع‬
‫والعمؿ عمى توافؽ الييئة المتعاقدة مع مكاتب الدراسات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دراسة النجاعة‬

‫إف ىذه الدراسة ضرورية في حياة المشروع وىي تسمح باإلجابة عف التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ىؿ المشروع قابؿ لئلنجاز ؟‬

‫‪ ‬ما ىي الشروط التقنية والمالية لذلؾ؟‬

‫‪ ‬ىؿ ىذه الشروط المطموبة ممكنة ومنطقية؟‬

‫‪ ‬في أي نسؽ يكوف المشروع قاببل لئلنجاز ؟‬

‫‪- 80 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة المالئمة‬

‫عمى المستوى االقتصادي واالجتماعي تسمح ىذه الدراسة مف قياس أىمية ومردودية المشروع المراد انجازه‬
‫ويمكف بالتالي تحديد إيجابيات وسمبيات المشروع‪ ،‬كما تيدؼ ىذه الدراسة لتحديد أىداؼ التنمية إلشباع‬
‫الحاجات االجتماعية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دراسة تأثير المشروع عمى البيئة‬

‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى ضماف عدـ تأثير المشروع عمى البيئة‪ ،‬تنصب ىذه الدراسة عمى‪:‬‬

‫‪ ‬تحميؿ ودراسة موقع إنجاز المشروع‪،‬‬

‫‪ ‬تحميؿ ودراسة تأثير المشروع عمى البيئة‪،‬‬

‫‪ ‬أخذ االحتياطات الممكنة لمحد أو اإلنقاص مف األضرار التي يمكف أف تنجر عف المشروع وكذا رصد‬
‫األمواؿ الممكنة لمتصدي لذلؾ‪،‬‬

‫‪ ‬معرفة األسباب التي مف أجميا سف المشروع ‪.‬‬

‫تخضع ىذه الدراسة لتحقيؽ عاـ‪ ،‬ينتيي بقرار عف و ازرة البيئة يتضمف الموافقة أو رفض إنجاز المشروع‬

‫واف عدـ القياـ بمثؿ ىذه الدراسة فعؿ مجرـ قانونا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الدراسة الجيوتقنية لألرض‬

‫تسمح ىذه الدراسة مف تحديد الخصائص الميكانيكية لؤلرضية المراد إنجاز المشروع عمييا وتوجو مثؿ‬
‫ىذه الدراسة صاحب المشروع الختيار األرضية المناسبة‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الدراسة القبمية (دراسة المشروع األولي(‬

‫يتمثؿ ذلؾ في المشروع التمييدي المؤقت أو المشروع التمييدي المفصؿ فأما األوؿ فييدؼ إلى تحديد‬
‫الترتيبات واقتراح األولويات ومف ثـ اقتراح صورة المشروع‪ ،‬بينما ينصب الثاني عمى تعميؽ الدراسة لمحؿ‬
‫المتوصؿ إليو‪.‬‬

‫في ىذه الدراسة ينبغي أف يكوف لممصمحة المتعاقدة المعمومات الضرورية لممشروع ال سيما كؿ مف‬
‫األىداؼ المرجوة مف المشروع‪ ،‬المياـ‪ ،‬والبرنامج الزمني لتنفيذ المشروع‪ ،‬الميزانية المطموبة‪ ،‬التنظيـ والمراقبة‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬الدراسات المختمفة لمشبكات‬

‫يبدأ ذلؾ أوال بحصر الشبكات الموجودة أو المطموبة ومف ثـ إيجاد وسائؿ تفادييا والمحافظة عمييا وتتـ‬
‫الدراسات بيذا الشأف مع الييئات المختصة ‪ ( :‬سونمغاز – البريد – مؤسسة توزيع المياه الخ‪...(.‬‬

‫لئلشارة فإنو ال يوجد حاليا أي تشريع منظـ لمراقبة نوعية ىذه الدراسات واف ىذه الشبكات كثي ار ما تنجر‬
‫عنيا أضرار قد نجد ليا حبل بالعقد واف لـ يوجد فيمكف إجراء خبرة لتحديده‪ ،‬وعمى كؿ مف المصمحة المتعاقدة‪،‬‬
‫أف تباشر تنفيذ المشروع إال إذا كانت األرضية تسمح بذلؾ بدوف أي عائؽ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مرحمة اكتساب األرضية وتسجيل المشروع‬

‫الفرع األول‪ :‬اكتساب األرضية‬

‫يتطمب القانوف أف تكوف المصمحة صاحبة المشروع‪ ،‬مالكة لؤلرضية المراد إنجاز المشروع عمييا‪ ،‬ويتـ‬
‫اكتساب أو الحصوؿ عمى األرضية وفقا لمقانوف بإحدى الطرؽ التالية‪ :‬إما بالتراضي (الشراء‪ -‬التبادؿ –‬
‫اليبة‪ ،)....‬أو بإجراءات نزع الممكية لممنفعة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تسجيل المشروع ( انظر الممحق رقم ‪) 01‬‬

‫يتـ تسجيؿ المشروع وذلؾ بعد حصوؿ البمدية عمى إعانة مف صندوؽ الضماف والتضامف لمجماعات‬
‫اإلقميمية وذلؾ وفؽ المرسوـ ‪ 116/14‬المؤرخ في ‪ 22‬جمادى األوؿ ‪ 1435‬الموافؽ ل ػ ‪ 24‬مارس ‪2014‬‬
‫يتضمف إنشاء صندوؽ التضامف والضماف لمجماعات المحمية ويحدد مياـ تنظيمو وسيره‪.‬‬

‫تبمغ اإلدارة قصد تسجيؿ برنامج التجييز المستوفي لمشروط القانونية‪ ،‬ممفا بذلؾ يحتوي عمى‪:‬‬

‫‪ ‬عرض لؤلسباب‪،‬‬

‫‪ ‬بطاقة تقنية (تحدد بيا محتوى المشروع – السعر – آجاؿ التنفيذ(‪،...‬‬

‫‪ ‬دراسة النجاعة والمبلئمة‪،‬‬

‫‪ ‬استراتيجية اإلنجاز طبقا لممخطط‪،‬‬

‫‪ ‬الترابط بيف القطاعات (التنسيؽ القطاعي الضروري(‪،‬‬

‫‪ ‬تقرير تقييمي لمختمؼ المتغيرات‪،‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬التقدير المالي لممشروع‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مرحمة إعداد دفتر الشروط واعتماده ( أنظر الممحق رقم ‪ ،01‬الممحق ‪ ،02‬والممحق ‪) 03‬‬

‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬إعداد دفتر شروط المناقصة‪ ،‬يتضمف‬


‫بعد الحصوؿ عمى الغبلؼ المالي ّ‬
‫الشروط الواجب توافرىا والمواصفات المرغوب الوصوؿ إلييا‪.‬‬

‫دفتر الشروط كما سمؼ ذكره‪ ،‬وثيقة تضعيا المصمحة المتعاقدة بإرادتيا المنفردة‪ ،‬تحدد بموجبيا سائر‬
‫الشروط المتعمقة بقواعد المنافسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إعداد دفتر الشروط‬

‫يتـ إعداد دفتر الشروط مف طرؼ اإلدارة قبؿ إبراـ أي صفقة ويبمغ لجميع المترشحيف مطمعا إياىـ عف‬
‫الشروط العامة‪ ،‬ويعتبر دفتر الشروط أساس تكويف الصفقة حيث يحدد بموجبو كيفيات إبراـ وتنفيذ الصفقات في‬
‫إطار األحكاـ التنظيمية‪.‬‬

‫وقبؿ كؿ نداء لممنافسة ينبغي عمى اإلدارة إعداد دفتر الشروط بالدقة البلزمة واببلغو لجميع المرشحيف‪.‬‬
‫تقتضي دقة إعداد دفتر الشروط تحديد األشغاؿ المطموبة‪ ،‬األشكاؿ واألساليب المطموبة لتقدير مطابقة األشغاؿ‬
‫يتعيف تحديد المواصفات التقنية وتوافؽ مخططات تنفيذ الصفقة مع المعايير العالمية بوضوح‪.‬‬
‫المراد إنجازىا كما ّ‬

‫ومف جية أخرى تحدد الشروط العامة‪:‬‬

‫‪ ‬التزامات المتعاقد‪،‬‬

‫‪ ‬مبمغ الكفالة‪،‬‬

‫‪ ‬التعويضات‪،‬‬

‫‪ ‬العقوبات‪،‬‬

‫‪ ‬شروط فسخ العقد‪،‬‬

‫‪ ‬التسبيقات التي يستفيد منيا المتعاقد حسب كؿ نوع مف أنواع تسديد مبمغ الصفقة‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إحالة دفتر الشروط عمى لجنة الصفقات العمومية لموالية‬

‫بما أف الصفقات العمومية وثيقة الصمة بالماؿ العاـ‪ ،‬تعيف عمى المشرع أف يفوض إطا ار رقابيا‪ ،‬حتى عمى‬

‫دفاتر شروط المناقصات‪ ،‬لضماف سبلمة المعامبلت العقدية وابعاد الجيات الرسمية عمى كؿ ما يجمب‬
‫الفساد المالي‪ ،‬ليذا الغرض نصب المشروع لجاف الرقابة عمى اختبلؼ مستوياتيا تتولى صراحة دراسة دفاتر‬
‫شروط المناقصات قبؿ اإلعبلف عمييا‪.‬‬

‫تتـ عمى ىذا المستوى أولى عمميات المراقبة المالية لممشروع‪ ،‬كوف دفتر الشروط يتضمف مجموع المواد‬
‫التي تحكـ المتعاقديف وشروط تنفيذ ىذا المشروع مف حيث النوعية واآلجاؿ‪ ،‬وبالتالي فإف أي خمؿ في تنفيذ مواد‬
‫ىذا الدفتر يعرض صاحب الخمؿ إلى اإلجراءات العقابية المحددة بالتفصيؿ في العقد‪.‬‬

‫فعمى سبيؿ المثاؿ تحدد عقوبة التأخير المتعمقة باإلنجاز وفؽ صيغة حساب محددة في العقد وتكوف‬
‫مفيومة ويكوف موافؽ عمييا مف طرؼ صاحب الصفقة‪ ،‬تستقبؿ المجنة البمدية لمصفقات مشروع دفتر الشروط‬
‫(العرض التقني والمالي) مف المصمحة المتعاقدة قبؿ اإلعبلف مف أجؿ دراستو والتأشيرة‪.‬‬

‫حيث يكوف إيداع مشروع دفتر الشروط لدى لجنة الصفقات العمومية البمدية‪ ،‬في أجؿ ال يقؿ عف ‪08‬‬
‫ثمانية أياـ قبؿ انعقاد اجتماع المجنة‪ ،‬وىذا طبقا ألحكاـ المادة ‪ 197‬مف المرسوـ الرئاسي ‪.247-15‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراحل التنفيذية إلبرام صفقة األشغال العمومية‬

‫بعد عرض دفتر الشروط عمى لجنة الصفقات المختصة يتوج عمؿ ىذه األخيرة بمنح تأشيرة وذلؾ‬
‫بالتأشير عمى دفتر شروط المناقصة بعدىا تتولى المراحؿ التنفيذية لمصفقة‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحمة اإلعبلف عف الصفقة‪،‬‬

‫‪ .2‬مرحمة استقباؿ العروض وفتح األظرفة ودراسة العروض‪،‬‬

‫‪ .3‬مرحمة مراقبة لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪،‬‬

‫‪ .4‬مرحمة اإلعبلف عف المنح المؤقت واعتماد الصفقة‪،‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مرحمة اإلعالن عن صفقة األشغال العمومية‬

‫أوؿ إجراء تنفيذي تتقيد بو المصمحة المتعاقدة‪ ،‬تنفيذا إلجراءات إبراـ الصفقة العمومية‪ ،‬يتمثؿ ضرورة‬
‫تحقيؽ المنافسة بيف مجموعة مف الراغبيف في التعاقد معيا‪ ،‬ممف تتوفر فييـ المؤىبلت البلزمة‪ ،‬التي تمكنيـ‬
‫فيما بعد تنفيذ موضوع الصفقة وال يتحقؽ ىذا التنافس إال عف طريؽ اإلعبلف‪.‬‬

‫يقصد باإلعبلف‪ ،‬إيصاؿ العمـ إلى جميع الراغبيف في التعاقد‪ ،‬واببلغيـ بكيفية الحصوؿ عمى شروط‬
‫التعاقد ونوعية المواصفات المطموبة ‪.‬‬

‫عيف أف تقوـ بو‬


‫تظير أىمية اإلعبلف‪ ،‬باإلضافة إلى كونو وسيمة لتحقيؽ التنافس‪ ،‬ىو إجراء جوىري يت ّ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬لتمكيف المترشحيف مف إعداد عروضيـ‪ ،‬وفقا لمشروط والبيانات الواردة ضمنو‪ ،‬وايداعيا لدى‬
‫المصمحة المتعاقدة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون اإلعالن‬

‫يشتمؿ اإلعبلف عمى‪:‬‬

‫‪ ‬المقر االجتماعي لممؤسسة المتعاقدة ومكاف الحصوؿ عمى دفتر الشروط‪،‬‬

‫‪ ‬موضوع الصفقة‪،‬‬

‫‪ ‬نوع المناقصة‪،‬‬

‫‪ ‬شروط االنتقاء األولي‪،‬‬

‫‪ ‬كيفية طمب العروض‪،‬‬

‫‪ ‬مكاف وآخر مدة إليداع العروض‪،‬‬

‫‪ ‬مدة صبلحية العرض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬لغة االعالن‬

‫يحرر إعبلف المناقصة بالمغة العربية وبمغة أجنبية واحدة عمى األقؿ وينشر اجباريا بالنشرة الرسمية‬
‫لئلعبلنات وكذا بجريدتيف يوميتيف وطنيتيف وذلؾ طبقا لممادة ‪ 43‬مف المرسوـ السالؼ الذكر‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مدة اإلعالن‬

‫عمى المصمحة المتعاقدة أف تراعي احتراـ توقيت اإلعبلف حتى ال يكوف بيف اإلعبلف وايداع التعيدات‬
‫وقت قصير وكذا السماح ألكبر عدد مف المترشحيف مف خوض المنافسة‪.‬‬

‫في ىذا الصدد يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمدد اآلجاؿ المذكورة آنفا ضمانا لمنافسة أكثر ومشاركة‬
‫أوسع لممترشحيف وىذا التمديد ينبغي أف يعمف عنو قبؿ انقضاء األجؿ األوؿ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تحديد مكان سحب ممف دفتر الشروط‬

‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة تحديد المكاف‬


‫تسييبل لتمكيف المترشحيف مف سحب ممفات دفتر الشروط ّ‬
‫الذي تسحب منو ىذه الممفات بدقة وضعيا تحت تصرفيـ بالعدد الكافي وتمكيف كؿ مترشح مف وصؿ بيذا‬
‫السحب‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مرحمة استقبال العروض‪ ،‬فتح األظرفة وتقييم العروض‬

‫الفرع األول‪ :‬استقبال العروض‬

‫بعد اإلعبلف عف الصفقة بالكيفيات المنصوص عمييا قانونا‪ ،‬يجوز لكؿ مف يرغب في التعاقد ممف ىـ‬
‫مؤىميف في االختصاص المطموب‪ ،‬أف يقدموا عروضيـ خبلؿ األجؿ المحدد‪ ،‬بعد تمكيف المعنييف مف دفتر‬
‫الشروط المطموب باإلحاطة أكثر بالشروط المطموبة لمتعاقد طبقا ألحكاـ ومقتضيات نص المادة ‪ 47‬مف تنظيـ‬
‫الصفقات العمومية إذ تنص " تضع المصمحة المتعاقدة الوثائؽ المنصوص عمييا في المادة ‪ ،48‬تحت تصرؼ‬
‫أي مؤسسة يسمح ليا بتقديـ تعيد"‪ ،‬وحرصا مف المشرع عمى فتح باب التنافس‪ ،‬أجاز لممصمحة المتعاقدة‬
‫إرساؿ الوثائؽ المتعمقة بالمناقصة لكؿ مترشح يطمبيا‪ ،‬وبعد تمكيف المتنافسيف مف دفتر الشروط واطبلعيـ عمى‬
‫يتعيف عمى كؿ مف يرغب في التعاقد‪ ،‬تقديـ عرضو أو اعطائو وفقا لمشروط المطموبة‬
‫كؿ الوثائؽ والمعمومات ّ‬
‫وفي اآلجاؿ المعمف عنيا‪.‬‬

‫فالعروض التي يتقدـ بيا األشخاص في الصفقة‪ ،‬التي تبيف مف خبلليا الوصؼ الفني لما يستطيع المتقدـ‬
‫القياـ بو وفقا لممواصفات المطروحة في الصفقة‪.‬‬

‫يتـ إيداع العروض في شكؿ ظرؼ مزودج‪ ،‬حيث الظرؼ الخارجي ال يحمؿ إال عنواف المصمحة‬
‫المتعاقدة وعبارة " مناقصة ال يفتح" دوف أف يحمؿ اسـ صاحبو سواء كاف شخصا طبيعيا أو معنويا وال يتضمف‬
‫أية إشارة تميزه عف غيره مف عروض‪ ،‬وأال اعتبر الغيا‪ ،‬وذلؾ ضماف لمشفافية والمساواة بيف المتعيديف‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما داخؿ الظرؼ‪ ،‬فيوضع ظرفيف يتعمؽ األوؿ بالعرض التقني لمصفقة والثاني يتضمف العرض المالي‪،‬‬
‫وال يحتوياف عمى ىوية وعنواف العارض إال عبارة " الممؼ التقني"‪" ،‬الممؼ المالي" ويجب أف تشمؿ التعيدات‬
‫عمى الوثائؽ المحددة في المادة ‪ 51‬مف المرسوـ الرئاسي ‪.247 - 15‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فتح األظرفة ودراسة العروض‬

‫امعانا في سياسة التقييد‪ ،‬التي تضبط عمؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في إبراميا لمصفقة العمومية‪ ،‬وضمانا‬

‫لتحقيؽ أكبر قدر مف الشفافية والمساواة بيف المتعيديف‪ ،‬تدخؿ الصفقة مرحمة أخرى حددىا المشرع‬
‫بمجموعة مف الضوابط‪ ،‬وجب أف يتـ التصرؼ في حدودىا تحقيقا لممصمحة العامة‪ ،‬عبلوة عف دور لجنة فتح‬
‫األظرفة وتقييـ العروض في مرحمة فتح األظرفة‪ ،‬تتولى المجنة ذاتيا عممية تقييـ عروض المتعامميف‬
‫اإلقتصادييف الذيف تقدموا بتعيدات وقد تكفمت المادة ‪ 72‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247-15‬السالؼ الذكر‬
‫بتحديد مياـ المجنة وىي‪:‬‬

‫‪ ‬اقصاء العروض غير مطابقة لمحتوى دفتر الشروط المعد سابقا مف طرؼ الجية المختصة و‪ /‬أو‬
‫موضوع الصفقة‪.‬‬

‫‪ ‬تعمؿ عمى تحميؿ العروض المتبقية في مرحمتيف‪ ،‬عمى أساس المعايير والمنيجية المنصوص عمييا‬
‫صراحة في دفتر الشروط‪ ،‬حيث تقوـ في المرحمة األولى بالترتيب التقني لمعروض مع إقصاء العروض التي لـ‬
‫تتحصؿ عمى العبلمة الدنيا البلزمة المنصوص عمييا في دفتر الشروط‪ ،‬أما المرحمة الثانية فتقوـ بدراسة‬
‫العروض المالية لممتعيديف‪ ،‬وعمى أية حاؿ تقوـ المجنة وفقا لدفتر شروط الصفقة بانتقاء أحسف عرض مف حيث‬
‫المزايا االقتصادية‪ ،‬المتمثؿ في العرض األقؿ ثمنا بيف العروض المالية لممرشحيف المختاريف عندما يسمح‬
‫موضوع الصفقة بذلؾ وفي ىذه الحالة يستند تقييـ العروض إلى معيار السعر فقط‪.‬‬

‫في ىذه المرحمة تسجؿ صرامة المشرع الجزائري‪ ،‬مف خبللو منو ألي إجراء تفاوضي قد تمجأ إليو‬
‫المصمحة المتعاقدة مع المتعيديف‪ ،‬حرصا منو عمى ضماف الشفافية وتكافؤ الفرص بينيـ‪ ،‬ومنعا مف أي محاباة‬
‫قد يستفيد منيا أحدىـ وحرصا مف المشرع عمى قطع كؿ السبؿ التي مف شأنيا المساس بن ازىة اإلبراـ‪.‬‬

‫كوقوع تحايؿ أو محاباة لمصمحة أحد المتعيديف‪ ،‬أكد عمى ضرورة الفصؿ بيف العضوية في لجنة فتح‬
‫األظرفة والعضوية في لجنة تقييـ العروض‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ ،125‬يستحب أف تكوف تركيبة المجنة متنوعة‬

‫‪- 87 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تجمع خبراء مالييف‪ ،‬قانونييف وتقنييف‪ ،‬مسايرة لثقؿ المياـ الموكمة ليذه المجنة بحيث يشترط معرفتيـ بمعايير‬
‫التقييـ التي يتضمنيا دفتر شروط المناقصة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬رقابة لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض (أنظر الممحق رقم ‪) 04‬‬

‫حيث تـ إنشاء عمى مستوى بمدية جيممة‪ ،‬لجنة واحدة مكمفة بفتح األظرفة وتقييـ العروض بموجب مقرر‪،‬‬
‫تتكفؿ بالمياـ المخولة ليا بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247 - 15‬السالؼ الذكر‪ ،‬ثـ تـ إصدار مقرر جديد‬
‫يعدؿ المقرر المتضمف مقرر إنشاء لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬حيث أصبحت تحت‬

‫تسمية " المجنة الموسعة لفتح األظرفة وتقييـ العروض"‪ ،‬بحيث تـ إضافة أعضاء جدد مف ميندسيف‬
‫وتقنييف يتـ تحديد نصاب الحضور في حصة التقييـ العروض التقنية والمالية ب ػ ػ ػ ػ ػ ‪.% 50‬‬

‫تجتمع لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض عمى مستوى مديرية اإلدارة المحمية في جمسة الفتح في جمسة‬
‫عمنية وتصح اجتماعاتيا ميما كاف عدد أعضائيا الحاضريف ويتـ تسجيؿ العروض في سجؿ خاص‪ ،‬واعداد‬
‫قائمة المتعاىديف حسب تاريخ وصوليـ‪ ،‬ويتـ دعوة المتعيديف لحضور جمسة الفتح في إعبلف المنافسة‪ ،‬مف‬
‫المتعيديف كتابيا إستكماؿ ممفاتيـ بالنسبة لموثائؽ غير المدرجة في التنقيط في جمسة التقييـ نبلحظ ىنا أف المجنة‬
‫في جمسة الفتح ىي لجنة معاينة ال يصح ليا إقصاء العروض إال في حالة الممفات التي ال يمكف طمب‬
‫استكماليا ويكوف االقتراح إال فيما تعمؽ بعدـ الجدوى‪.‬‬

‫أما فيما يخص عدـ تحديد النصاب األعضاء لحضور جمسة الفتح‪ ،‬فحسب أعضاء لجنة فتح األظرفة‬
‫وتقييـ العروض‪ ،‬ىذا ال يعد إشكاال لؤلعضاء المجنة‪ ،‬فيمكف لعضو واحد القياـ بعممية الفتح‪ ،‬اآلف الموظؼ لو‬
‫كؿ الوقت في الفتح حتى إتماـ العممية‪.‬‬

‫ىنا تظير مدى قدرة وفعالية المجنة في دراسة ممفات المرشحيف بدقة‪ ،‬بحيث أحيانا في جمسات الفتح يكوف‬
‫عدد المتعيديف كبير‪ ،‬ىنا نتساءؿ حوؿ قدرة األعضاء في التدقيؽ في الممفات‪ ،‬واعداد المحضر في اآلجاؿ‬
‫والذي يجب أف يكوف مع إتماـ عممية الفتح‪ ،‬وىو ما لـ نبلحظو خبلؿ حضورنا في جمسات الفتح‪ ،‬ففي إحدى‬
‫جمسات الفتح كاف عدد األظرفة ‪ 132‬ظرؼ‪ ،‬فيتـ فتح كؿ األظرفة ثـ يتـ إعداد المحضر والذي لـ يكف في‬
‫نفس اليوـ‪ ،‬لذلؾ نعتبر ىذه الطريقة في فتح األظرفة طريقة يمكف أف تمس بمبدأ الشفافية‪ ،‬لذلؾ البد مف توفر‪:‬‬

‫‪ ‬في التقييـ األولي لممفات الفتح خبلؿ حصة الفتح فكؿ ممؼ ال يمكف طمب استكمالو ضمف ممؼ‬
‫الترشح‪ ،‬يمغى العرض وال داعي لفتح األظرفة التقنية والمالية المتعمقة بو‪،‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة كتابة وثائؽ فتح األظرفة في سجؿ الفتح في نفس وقت فتح األظرفة وال يجب تأجيؿ تسجيؿ‬
‫كؿ المعمومات الخاصة بأظرفة المتعيديف التي تـ فتح أظرفتيـ‪ ،‬لحماية مبدأ الشفافية ومنع التزوير‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة المصادقة عمى قانوف داخمي ينظـ جمسات لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪ ،‬خصوصا‬
‫تحديد نصاب الحضور لؤلعضاء المجنة في حصة الفتح‪ ،‬وكذا تعييف رئيس لمجنة إلدارة أشغاؿ حصص الفتح‬
‫والتقييـ‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة إعادة النظر في كيفية تسجيؿ العروض في سجؿ استبلـ العروض‪ ،‬لتجسيد أىـ مبادئ‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وىو مبدأ الشفافية‪ ،‬لذلؾ يجب أف يتـ تحديد بدقة في سجؿ استبلـ العروض‪ ،‬موضوع طمب‬
‫العروض ورقمو‪ ،‬وكذا تحديد تاريخ إعبلف عف طمب العروض سواء في الجرائد‪ ،‬كذلؾ تحديد مدة تحضير‬
‫العروض مف طرؼ المتعيديف‪ ،‬أيضا تحديد ساعة وتاريخ النيائي االستبلـ العروض‪ ،‬ثـ يجب تحديد عدد‬
‫العروض التي تـ استبلميا في جدوؿ‪ ،‬ووضع رقـ لكؿ عرض ويكوف تسمسمي وتحديد ساعة وتاريخ استبلـ كؿ‬
‫عرض‪ ،‬ومع انتياء تاريخ االستبلـ يختـ الجدوؿ بتحديد عدد العروض التي تـ استبلميا وامضاء األعضاء‬
‫المكمفيف بيذه العممية‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة إنشاء أمانة لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض لمتحضير لجمسات الفتح والتقييـ‪،‬‬

‫‪ ‬العمؿ عمى إدخاؿ التكنولوجيا الحديثة في مجاؿ إبراـ الصفقات العمومية‪ ،‬كإنشاء بوابة أو موقع‬
‫إلكتروني يتـ فيو إعبلف طمب العروض أو إستشارة وتحديد فتًة تحضير العروض‪ ،‬وكذا إيجاد ألية إلكترونية مف‬
‫خبلليا يتـ استبلـ العروض‪ ،‬لتجسيد مبدأ الشفافية‪ ،‬وكذا واستقطاب أكبر عدد مف المتعيديف ومنع الممارسات‬
‫السمبية التي يمكف أف يقع فييا بعض اإلدارييف‪.‬‬

‫مف خبلؿ حضورنا الجتماعات لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض عمى مستوى بمدية جيممة‪ ،‬في جمسة‬
‫الفتح‪ ،‬عندما يتعمؽ األمر بإعبلف االستشارة‪ ،‬نبلحظ عدـ تواجد عدد كبير مف المتعيديف‪ ،‬دائما يقتصر األمر‬
‫عمى إثنيف أو ثبلثة عروض‪ ،‬لذلؾ نقترح ضرورة إصدار تعميمة و ازرية‪ ،‬أو مرسوـ تنظيمي‪ ،‬لتأطير اإلجراءات‬
‫المكيفة‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ ضماف احتراـ أكثر‪ ،‬لمبدأ حرية الوصوؿ إلى الطمبات العمومية الذي يعتبر مف المبادئ‬
‫األساسية لمصفقات العمومية‪ ،‬وكذا الحد مف بعض الممارسات السمبية التي يمكف أف تقوـ بيا المصالح‬
‫المتعاقدة‪ ،‬ونقترح كذلؾ في ىذه النقطة ضرورة إدخاؿ التكنولوجيا في اإلعبلف عف االستشارات وطمب العروض‬
‫لتجسيد مبدأ الشفافية‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في جمسات فتح األظرفة عمى مستوى بمدية جيممة‪ ،‬والعرض التقني‪ ،‬والعرض المالي في نفس الوقت‪،‬‬
‫فأعضاء لجنة فتح األظرفة ال يقوموف بإقصاء العروض في جمسة الفتح وىذا طبقا لنص المادة ‪ 72‬مف المرسوـ‬
‫الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ الذكر‪ ،‬بحيث تتكفؿ المجنة في حصة التقييـ بإقصاء الترشيحات والعروض غير‬
‫المطابقة لدفتر الشروط المعد طبقا األحكاـ المرسوـ الرئاسي ‪ 247 – 15‬السالؼ الذكر‪.‬‬

‫يتـ عمى مستوى لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض لبمدية جيممة معالجة العديد مف االستشارات وطمب‬
‫العروض سنويا‪.‬‬

‫ولتجسيد نجاعة وفعالية أكثر عمى مستوى لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض لبمدية جيممة نقترح مجموعة‬
‫مف النقاط‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة منح إستقبللية تامة ألعضاء الجنة في اتخاذ ق اررتيـ‪ ،‬بعيدا عف ضغوطات أو تأثيرات مف أي‬
‫جية كانت‪،‬‬

‫‪ ‬التقييـ اإلداري لممشروع‪ ،‬فيجب تقييـ تكمفة المشروع المراد إنجازىا قبؿ اإلعبلف عف طمب العروض‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة وضع مرجع األسعار وتحيينو لتمكيف المجنة أداء مياميا بصفة فعالة‪،‬‬

‫‪ ‬تعييف أعضاء يتمتعوف بكفاءة في مجاؿ الصفقات العمومية‪ ،‬والتكويف الدوري لمموظفيف‪،‬‬

‫‪ ‬تخصيص منحة ألعضاء المجنة‪،‬‬

‫‪ ‬إنشاء خمية تقنية لتحميؿ العروض تقنيا وتقديـ تقارير لمجنة في جمسة التقييـ‪،‬‬

‫‪ ‬االستعانة بالخبراء في الخدمات والمشاريع ذات الطابع التقني‪،‬‬

‫‪ ‬تقوـ المجنة بفتح العروض وتسجؿ رقميا وتاريخ إيداعيا وتفحص جميع الوثائؽ المرفقة لمعرض‬
‫وتسجميا بدقة‪،‬‬

‫كما تسجؿ المبالغ المقترحة في العروض المالية لممشاركيف‪.‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مرحمة اإلعالن عن المنح المؤقت واعتماد الصفقة‬

‫أوال‪ :‬اإلعالن عن المنح المؤقت‬

‫الفرع األول‪ :‬المنح المؤقت‬

‫يعتبر المنح المؤقت إجراء إعبلمي‪ ،‬تخطر المصمحة المتعاقدة بموجبو المتعيديف والجميور عف اختيارىا‬
‫المؤقت وغير النيائي‪ ،‬ونظ ار لحصوؿ المتعيد المختار‪ ،‬عمى أعمى تنقيط فيما يخص العرض التقني والمالي‪.‬‬

‫يدرج اإلعبلف عف المنح المؤقت لمصفقة في الجرائد التي نشر فييا إعبلف طمب العروض "المناقصة"‬
‫عندما يكوف ذلؾ ممكنا مع تحديد السعر وآجاؿ التنفيذ‪ ،‬وكؿ العناصر التي سمحت باختيار الحائز عمى الصفقة‬
‫العمومية كما نصت عمى ذلؾ المادة ‪ 65‬مف المرسوـ الرئاسي ‪.247 - 15‬‬

‫عندما يتعمؽ األمر بالصالح العاـ‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة أثناء مراحؿ إبراـ الصفقة العمومية إعبلف‬
‫إلغاء اإلجراء و‪/‬أو المنح المؤقت لمصفقة العمومية‪ ،‬وال يمكف لممتعيديف أف يطمبيا أي تعويض في حاؿ عدـ‬
‫اختيار عروضيـ أو في حاؿ إلغاء اإلجراء و‪/‬أو المنح المؤقت لمصفقة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطعون‬

‫ىذا ما نصت عميو المادة ‪ 82‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬حيث أقرت الحؽ لممحتج عمى المنح‬
‫المؤقت لمصفقة أو إلغائو أو اإلعبلف عدـ جدوى أو إلغاء اإلجراء في إطار طمب العروض أو التراضي بعد‬
‫استشارة الحؽ في رفع طعف لدى المجنة المختصة ‪.‬‬

‫كما يجب أف يتضمف اإلعبلف عف المنح فقرة تخص الطعف وتذكر المجنة المختصة‪ ،‬برفع الطعف في‬
‫أجؿ ‪ 10‬أياـ ابتداءا‪ ،‬مف تاريخ أوؿ نشر اإلعبلف عف المنح المؤقت إذا تزامف إلييـ العاشر مع يوـ عطمة يمدد‬
‫التاريخ إلى يوـ العمؿ الموالي‪.‬‬

‫إذا تـ إرساؿ طعف إلى لجنة صفقات عف طريؽ الخطأ‪ ،‬يجب عمى رئيس ىذه المجنة أف يعيد توجييو الى‬
‫لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬ويخبر المتعيد المعني بذلؾ ويأخذ بعيف االعتبار عند دراسة الطعف تاريخ استبلمو‬
‫األوؿ‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعتماد صفقة األشغال العمومية من طرف المجنة البمدية لمصفقات العمومية‬

‫الفرع األول‪ :‬شكل صفقة األشغال العمومية والبيانات الواجب إدراجيا‬

‫يجب أف تشير كؿ صفقة عمومية إلى التشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪ ،‬واذ تحتوي عمى البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬التعريؼ الدقيؽ باألطراؼ المتقاعدة‪.‬‬

‫‪ ‬ىوية األشخاص المؤىميف قانونا إلمضاء الصفقة وصفتيـ‪.‬‬

‫‪ ‬موضوع الصفقة محددا وموصوفا وصفا دقيقا‪.‬‬

‫‪ ‬المبمغ المفصؿ والموزع بالعممة الصعبة والدينار الجزائري حسب الحاؿ‪.‬‬

‫‪ ‬شروط التسديد‪.‬‬

‫‪ ‬أجؿ تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ ‬بنؾ محؿ الوفاء‪.‬‬

‫‪ ‬شروط فسخ الصفقة‪.‬‬

‫‪ ‬تاريخ توقيع الصفقة ومكانو‪.‬‬

‫ويجب أف تحتوي الصفقة العمومية فضبل عف ذلؾ عمى البيانات التكميمية اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬كيفية إبراـ الصفقات‪.‬‬


‫‪ ‬اإلشارة إلى دفاتر البنود اإلدارية العامة ودفاتر التعميمات التقنية المشتركة‪.‬‬
‫‪ ‬شرط عمؿ المناوليف واعتمادىـ إف وجدو‪.‬‬
‫‪ ‬بند التحييف ومراجعة األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬بند الرىف الحيازي إف كاف مطموبا‪.‬‬
‫‪ ‬نسب العقوبات المالية وكيفيات حسابيا وشروط تطبيقيا أو النص عمى حاالت اإلعفاء منيا‪.‬‬
‫‪ ‬كيفيات تطبيؽ حاالت القوة القاىرة‪.‬‬
‫‪ ‬شروط دخوؿ الصفقة حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬النص في عقود المساعدة التقنية عمى أنماط مناصب العمؿ وقائمة المستخدميف األجانب ومستوى‬
‫تأىيميـ وكذا نسب األجور والمنافع األخرى التي تدنح لذـ‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬شروط استبلـ الصفقة‪،‬‬


‫‪ ‬القانوف المطبؽ وشرط تسوية الخبلفات‪،‬‬
‫‪ ‬بنود السرية والكتماف‪،‬‬
‫‪ ‬بند التأمينات‪،‬‬
‫‪ ‬بنود العمؿ التي تضمف احتراـ قانوف العمؿ‪،‬‬
‫‪ ‬البنود المتعمقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫‪ ‬البنود المتعمقة باستعماؿ اليد العاممة المحمية وباإلدماج الميني لؤلشخاص المحروميف مف سوؽ الشغؿ‬
‫المعوقيف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أجال االيداع والوثائق المرافقة لصفقة األشغال العمومية لدى لجنة الصفقات العمومية‬

‫أ‪ /‬أجال اإليداع‪ :‬تودع الصفقة لمدراسة عمى مستوى المجنة البمدية بعد انقضاء مدة ‪ 10‬أياـ‪ ،‬مف تاريخ‬
‫نشر اإلعبلف عف المنح المؤقت‪ ،‬في حالة عدـ وجود أي طعف أما الصفقة في حالة الطعف‪ ،‬ال يتـ تقديـ مشروع‬
‫الصفقة عمى لجنة الصفقة‪ ،‬إال بعد انقضاء أجؿ ‪ 30‬يوما مف تاريخ نشر اإلعبلف عف المنح المؤقت‪.‬‬

‫ب‪ /‬وثائق الصفقة‪ :‬تتمحور أساسا وثائؽ الصفقة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬التصريح بالنزاىة‪،‬‬
‫‪ ‬التصريح باالكتتاب‪،‬‬
‫‪ ‬رسالة التعيد‪،‬‬
‫‪ ‬دفتر التعميمات‪،‬‬
‫‪ ‬الكشؼ الوصفي‪،‬‬
‫‪ ‬الكشؼ الكمي والتقديري‪،‬‬
‫‪ ‬جدوؿ األسعار الوحدوية‪،‬‬
‫‪ ‬المخطط الزمني لتنفيذ األشغاؿ‪،‬‬
‫‪ ‬وثائؽ مرفقة‪ ،‬مخططات (الرسـ المبدئي‪ ،‬البرنامج الوظيفي(‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة المشروع‬

‫بعد إيداع مشروع الصفقة عمى مستوى أمانة المجنة‪ ،‬يقوـ رئيس المجنة بتعييف مقرر لدراسة مشروع‬
‫الصفقة والقياـ بإرساؿ الممؼ في أجؿ ‪ 08‬أياـ كما نصت عمى ذلؾ المادة ‪ 193‬مف المرسوـ الرئاسي ‪- 15‬‬
‫‪ 247‬ويتـ برمجة الممؼ في جمسة ليقوـ السيد المقرر بتقديـ تقرير حوؿ الصفقة ومدى تطابقيا مع اإلجراءات‬
‫العموؿ بيا والفصؿ بعد ذلؾ مف طرؼ أعضاء المجنة وابداء الرأي سواء بالموافقة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التأشيرة عمى الصفقة (أنظر الممحق رقم ‪)04 :‬‬

‫حددت المادة رقـ ‪ 2‬مف النظاـ الداخمي لمجنة البمدية لمصفقات العمومية لبمدية جيممة تشكيمة المجنة‪،‬‬
‫وذلؾ طبقا لممادة ‪ 173‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬السالؼ الذكر‪ ،‬وما الحظناه خبلؿ حضورنا لمعديد‬
‫مف اجتماعات المجنة‪ ،‬ىو الحضور الدائـ لممثؿ البمدية‪ ،‬رئيس المجمس الشعبي البمدية رئيسا لمجنة‪ ،‬نائبيف‬
‫لممجمس الشعبي البمدي‪ ،‬ممثؿ مصمحة األشغاؿ العمومية‪ ،‬كما تعرؼ الحضور الدائـ لممراقب المالي وأميف‬
‫الخزينة‪ ،‬ممثؿ مصمحة البمدية لو رأي استشاري ال يمكف لو أف يكوف "مقرر" بعد المصادقة عمى الصفقة مف‬
‫طرؼ المجنة‪ ،‬تقوـ الكتابة الدائمة لمجنة بإصدار تأشيرة في اآلجاؿ المحددة‪ ،‬كما نصت عمى ذلؾ المادة ‪198‬‬
‫مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247 - 15‬وتقوـ الكتابة الدائمة لمجنة بمتابعة رفع التحفظات‪ ،‬المنصوص عميو في‬
‫المادة ‪ 195‬باالتصاؿ مع المقرر والتأشيرة بعد ذلؾ عمى الصفقة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المنح النيائي‬

‫أ‪ /‬االلتزام بالصفقة‪:‬‬

‫بعد التأشيرة عمى الصفقة أو الممحؽ وتكوف التحفظات المحتممة‪ ،‬قد رفعت المرافقة لمتأشيرة التي تسمميا‬
‫ىيئة الرقابة الخارجية القبمية المختصة عمى الييئات المالية لكي تمتزـ بالنفقات قبؿ موافقة السمطة المختصة‬
‫عمييا‪ ،‬والبدء في التنفيذ وكذا كما نصت عميو المادة ‪ 195‬مف ذات المرسوـ‪ ،‬وفي حالة معينة عدـ المطابقة‬
‫ألحكاـ تشريعية تتعمؽ بالصفقات العمومية فإنو يجب عمى المراقب المالي والمحاسب المكمؼ فقط أف يعمـ كتابيا‬
‫لجنة الصفقات العمومية وفقا لنص المادة ‪ 196‬مف المرسوـ السابؽ الذكر‪.‬‬

‫ب‪/‬إمضاء الصفقة والمصادقة عمييا‪:‬‬

‫بعد االلتزاـ بالصفقة مف طرؼ الييئات المختصة يتـ اإلمضاء عمييا والمصادقة عمييا مف طرؼ جميع‬
‫األطراؼ المعنية‪.‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫دراسة حالة إنجاز ثالث أقسام وتوسيع مطعم مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وفي األخير ضرورة إمضاء األمر بالصرؼ‪ ،‬فبعد إمضاء ىذا األخير يصبح مشروع الصفقة‪ ،‬صفقة‬
‫ويمكف في ىذه الحالة األمر ببدء الخدمة‪.‬‬

‫ج‪ /‬تسميم األمر بالبدء في األشغال ‪:‬‬

‫بعد االنتياء مف جميع اإلجراءات المتعمقة بالتأشيرة عمى الصفقة وااللتزاـ بيا والمصادقة عمييا مف جميع‬
‫األطراؼ الم عنية يتـ إعطاء األمر بالبدء في األشغاؿ لممتعامؿ حيث تحدد موضوع األشغاؿ آجاؿ التنفيذ ويتـ‬
‫تبميغو بكؿ الطرؽ‪.‬‬

‫د ‪ -‬تنفيذ الصفقة‪:‬‬

‫وبذلؾ ال يشرع في تنفيذ مشروع الصفقة إلى بعد تأشيرة المجنة البمدية لمصفقات العمومية‪ ،‬وكذا تأشيرة‬
‫المراقب المالي‪ ،‬وىنا نشير أف تأشيرة ىذا األخير عمى مشروع الصفقة ال تكوف إال بعد تأشيرة المجنة البمدية‬
‫لمصفقات العمومية‪ ،‬وفي األخير ضرورة إمضاء األمر بالصرؼ‪ ،‬فبعد إمضاء ىذا األخير يصبح مشروع‬
‫الصفقة‪ ،‬صفقة ويمكف في ىذه الحالة األمر ببدء الخدمة‪.‬‬

‫‪ -1‬المتدخمون في الصفقة العمومية‪:‬‬

‫عدة ىيئات تتدخؿ في الصفقات العمومية منيا‪:‬‬

‫‪ ‬لجاف الصفقات المختصة وفؽ مستويات المبالغ المحددة ليا‪،‬‬


‫‪ ‬ىيئات الرقابة التقنية‪ :‬مخبر األشغاؿ العمومية‪CTH ،CTC ،‬‬
‫‪ ‬المجنة الودية لتسوية النزاعات‪،‬‬
‫‪ -2‬دخول الصفقة حيز التنفيذ‪:‬‬
‫ال تعد الصفقة نيائية إال بعد المصادقة عمييا مف السمطات المختصة (تأشيرة المجنة‪ ،‬االلتزاـ لدى المراقبة‬
‫المالية‪ ،‬المصادقة مف طرؼ صاحب المشروع) وتسميـ اآلمر لممتعامؿ المتعاقد لمبدء في األشغاؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬حقوق التزامات األطراف المتعاقدة‪:‬‬

‫يمزـ المتعامؿ بتنفيذ األشغاؿ الموكمة وفقا لمصفقة المبرمة بينو وبيف المصمحة في اآلجاؿ المحددة وتمتزـ‬
‫المصمحة المتعاقدة بتسديد أتعاب المتعامؿ المتعاقد وفقا لمشروط المحددة في الصفقة‪.‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫خاتمـــــــــــــــــة‬

‫خاتمـــــــــة‪:‬‬

‫تناولت دراستنا إظيار مدى أىمية الصفقات العمومية ومدى تأثيرىا في اقتصاديات البمد‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫ضرورة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي واستعماؿ آليات وأساليب الرقابة المختمفة‪ ،‬التي وضعيا المشرع الجزائري مف‬
‫تعديبلت في قانوف الصفقات وقانوف مكافحة الفساد‪ ،‬حيث أف التنظيـ الجديد لمصفقات العمومية باشرت إليو‬
‫الدولة الجزائرية مف أجؿ عقمنة وترشيد وحماية النفقات العمومية في إطار مجموعة مف اإلصبلحات‪ ،‬تجسدت‬
‫في إطار المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر‪ ، 2015‬فقد جاء ىذا القانوف لتحقيؽ مجموعة مف‬
‫األىداؼ مف أىميا التخفيؼ مف وحدة اإلج ارءات البيروقراطية التي تعرفيا عممية إبراـ الصفقات‪ ،‬واعادة ىيكمة‬
‫المجاف المكمفة بالرقابة عمى مشروعية ومطابقة إجراءات إبراـ الصفقات‪ ،‬ومف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ جاء‬
‫تنظيـ الصفقات العمومية بمجموعة مف األحكاـ القانونية الجديدة تتعمؽ بالعتبة المالية التي تمزـ المصالح‬
‫المتعاقدة بإبراـ الصفقات العمومية‪ ،‬حيث تطرقنا إلى‪ :‬كيؼ يمكف لمصفقات العمومية أف تساىـ في ترشيد‬
‫اإلنفاؽ الحكومي ؟ كإشكالية عامة ومجموعة مف الفرضيات ولئلجابة عمييا قمنا بتقديـ شرح مف حيث المفاىيـ‬
‫واإلطار القانوني لكؿ مف الصفقات العمومية وترشيد اإلنفاؽ الحكومي وآليات الرقابة عمييا ثـ قمنا بإسقاط‬
‫الدراسة النظرية عمى الواقع مف خبلؿ إعدادنا لدراسة تطبيقية تتمثؿ في دراسة حالة إنجاز ثبلث أقساـ وتوسيع‬
‫مطعـ مدرسي لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقـ ‪ 01‬لمطعـ اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ ‬اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫مكنتنا ىذه الدراسة بشقييا النظري والتطبيقي مف اختبار الفرضيات واستخبلص ما يمي‪:‬‬

‫*الفرضية األولى‪ :‬تدور الفرضية األولى حوؿ كيؼ تحقؽ الصفقات العمومية مبدأ المساواة بيف‬
‫المتعاقديف ؟ حيث كرس المرسوـ ‪ 247-15‬مبدأ المساواة بيف المتعاقديف في منح الصفقة‪ ،‬وىذا المبدأ يتطمب‬
‫عدـ التمييز بينيـ في المعايير المتعمقة باختبار العروض‪ ،‬وىذا ما يجعؿ ىذا المبدأ ضمانة حقيقية لممنافسة‬
‫الحرة والنزيية في ىذا المجاؿ‪ ،‬بحيث يؤدي ىذا المبدأ إلى منع اإلدارة مف أي فعؿ مف شأنو أف يحمؿ مظير‬
‫التمييز بيف المتعاقديف المكتتبيف في الصفقة العمومية‪ ،‬حيث يفرض عمى اإلدارة ىذا االلتزاـ بمعايير موضوعية‬
‫النتقاء المتعاقديف نظ ار لمدور الفعاؿ الذي يكمف في تعزيز سوؽ المنافسة وترشيد النفقات وضماف حسف سير‬
‫الرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــة‬

‫*الفرضية الثانية‪ :‬تعالج الفرضية الثانية‪ ،‬إجراءات الرقابة عمى الصفقات العمومية مف طرؼ لجاف إدارية‬
‫وىيئات مالية طبقا لمقوانيف والتشريعات المعموؿ بيا‪ ،‬حيث أف الطريقة التي وضعيا المشرع الجزائري في قانوف‬
‫تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ في مرحمة بداية الصفقة منذ إعداد دفتر الشروط واإلعبلف‬
‫ومرحمة فتح وتقييـ العروض ثـ إعبلف المنح المؤقت لمصفقة كميا تتـ في شفافية ووضوح بيف أط ارؼ العقد‪،‬‬
‫حيث إف األجيزة الرقابية تيتـ بتفادي األخطاء وتجنب وقوعيا وتصححيا وتقدـ توصيات وتوجييات لتفادي‬
‫الوقوع فييا مستقببل وفؽ األشكاؿ الرقابية الممارسة والوقوؼ عمى مدى مرونة تطبيؽ اإلجراءات واحداث‬
‫التعديبلت المناسبة عمييا وكذلؾ الحفاظ عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫*الفرضية الثالثة‪ :‬تدور الفرضية الثالثة‪ ،‬حوؿ سياسة ترشيد اإلنفاؽ الحكومي المنتيجة مف طرؼ الدولة‬
‫ومدى فعالية آليات الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬وقدا ثبتنا صحة الفرضية مف خبلؿ دراستنا لشرح‬
‫اإلجراءات العممية إلبراـ وتنفيذ الصفقات العمومية ومختمؼ مراحميا مف بدايتيا إلى نيايتيا عمى مستوى بمدية‬
‫جيممة وكذلؾ توضيح آليات الرقابة عمييا عف طريؽ مختمؼ األجيزة الرقابية‪ ،‬وعمى الرغـ مف تعددىا إال أف‬
‫ىناؾ ثغرات وعراقيؿ وصعوبات تواجو جميع أطراؼ الصفقة وىذا ما أكدناه مف خبلؿ المقاببلت التي أجريناىا‬
‫مع جميع األطراؼ واستنباط أىـ الحموؿ واالقتراحات‪.‬‬

‫‪ ‬النتائج‪:‬‬

‫مف خبلؿ إعدادنا ليذا البحث قد توصمنا إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إف الصفقات العمومية آلية مف اآلليات الميمة لتمبية حاجيات مختمؼ المرافؽ االقتصادية‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬والثقافية التي تخدـ المواطف وتساىـ في تحقيؽ التنمية المحمية‪.‬‬

‫‪ ‬الصفقات العمومية ال تتطمب مبالغ مالية ضخمة فقط لتحقيؽ أىدافو‪ ،‬وانما تتطمب إلى جانب ذلؾ‬

‫‪ ‬إدارة كفؤة وفعالة وجياز مؤىؿ ومدرب‪ ،‬ومساندة حكومية وشعبية واعية ومخمصة‪.‬‬

‫‪ ‬يعتبر قطاع الصفقات العمومية في الجزائر مف أكثر القطاعات المتميزة بالفساد وتبديد االمواؿ العامة‪،‬‬
‫فقد أصبحت وسيمة لتجسيد المصالح وتحقيؽ المكاسب الياتية قبؿ أف تكوف وسيمة إلنجاز برامج تنموية تخدـ‬
‫المواطف‪.‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬إف مراجعة المشرع لتنظيـ الصفقات العمومية مف األخرى قد يعبر عف مزاولة لسد الثغرات والنقائص‬
‫التي تصطدـ بيا المجاف الرقابية أثناء ممارستيا لعمميا الرقابي‪ ،‬وقد يكوف ذلؾ ادراكا منو لتفادي استغبلؿ‬
‫الوظيفة لمنفوذ والتبلعب بالماؿ العاـ‪.‬‬

‫كما شمؿ قانوف الصفقات العمومية تغييرات وىذا بغرض منح تسييبلت تيدؼ الى تذليؿ العقبات التي‬
‫تعيؽ السير الحسف لمشاريع الدولة خاصة تمؾ المتصمة مباشرة بحياة المواطنيف‪ ،‬مف بينيا أخذ االجراءات‬
‫والتدابير البلزمة مف أجؿ تسييؿ منح الصفقات لصالح المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫يسمح قانوف الصفقات العمومية الجديد تجنب كؿ الصعاب التي قد تتسبب في عرقمة السير الحسف‬

‫لممشاريع‪ ،‬كما أف القانوف الجديد يمكف مف توفير شروط مبلئمة لتحقيؽ منافسة سميمة ونزيية مف أجؿ‬
‫إبراـ الصفقات العمومية بالشكؿ الفعاؿ وكذا توحيد الرؤى حوؿ أفضؿ السبؿ في صرؼ األمواؿ العمومية‪ .‬وكوف‬
‫المشرع أصاب في بعض النقاط إال أنو في الجانب العممي والتطبيقي الزاؿ المعنيوف باألمر سواء المصمحة‬
‫المتعاقدة أو المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬يعانوف مف بعض الثغرات والنقائص التي باتت تواجييـ دوف أف يحددىا‬
‫ويناقشيا المشرع بصفة مباشرة ودقيقة‪ ،‬بؿ اكتفى بتصحيحيا سوى بمراسبلت فوقية ال تتماشى مع ما ىو مطبؽ‬
‫عمى أرض الواقع‪ ،‬وىذا ما يؤكد التغيير المحتشـ مف قبؿ المشرع لمنصوص القانونية في نظاـ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬التوصيات‪:‬‬

‫مف خبلؿ تناولنا ليذا الموضوع ولتقديـ دعـ أفضؿ إلصبلح الصفقات بشكؿ عاـ ولتحسيف اإلدارة في‬
‫الجماعات المحمية‪ ،‬فإننا نوصي باإلقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة تكييؼ المنظومة القانونية بما يسمح بإزالة كؿ الثغرات ومكافحة الفساد في الصفقات العمومية‬
‫وخاصة عمى مستوى تطبيؽ أحسف‪.‬‬

‫‪ ‬االىتماـ الفعمي بالصفقات العمومية مف خبلؿ إدراج أياـ ثقافية وتحسيسية حوؿ الصفقات والمقاولة‬
‫سواء عمى مستوى قاعات الثقافة‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء ىيئات مراقبة ميدانية مستقمة لمتابعة الحجـ الحقيقي لؤلعماؿ المنجزة والحد مف ظاىرة تضخيـ‬
‫تكاليؼ اإلنجاز بتواطؤ األعواف اإلدارييف‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬ضرورة االستفادة مف مزايا التكنولوجيات الحديثة لئلعبلـ واالتصاؿ في مجاؿ إدارة الصفقات العمومية‪،‬‬
‫والتعجيؿ عمى وجو الخصوص بإنشاء واطبلؽ البيابة اإللكترونية‪ ،‬ىذا االجراء مذكور في نص المواد ‪ 203‬إلى‬
‫‪ 206‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬في القسـ المعنيف ب"االتصاؿ بالطريقة اإللكترونية " التي مازالت لـ‬
‫تطبؽ وتفعؿ في الميداف‪.‬‬

‫‪ ‬تدعيـ آليات الرقابة الحالية بػ ػ ػ ػ ػ " مراقبي الميداف المستقميف " الذيف يتابعوف الحجـ الحقيقي لؤلشغاؿ‬
‫المنجزة والمفوترة‪ ،‬لمحد مف ظاىرة تضخيـ تكمفة المشاريع المنجزة بتواطؤ مف األعواف اإلدارييف مع ضرورة‬
‫إعادة تفعيؿ رقابة الييئات واألجيزة المالية السيما رقابة المفتشية العامة لممالية ورقابة مجمس المحاسبة‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة اإلىتماـ بالتكويف والرسكمة واالستثمار البشري في اإلدارة العمومية‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة التكويف الدائـ والمتخصص لمقضاة في مجاؿ الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪ ‬ضرورة إشراؾ القاعدة عمى المستوى الوطني‪ ،‬مف أجؿ المساىمة في وضع نصوص قانونية‪ ،‬تكوف ليا‬
‫صيغة وقابمية لمتنفيذ عمى المستوى العممي‪ ،‬مع طمب اإلقتراحات مف المتمرسيف في المينة لممساىمة في سد‬
‫الثغرات وتجديد القانوف نظ ار لخبرتيـ المينية وعمميـ بالصعوبات التي تواجييـ عند تنفيذ النصوص القانونية‬
‫المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬عمما أف التغييرات التي جاء بيا المشرع كانت تغييرات محتشمة وال تمبي الغرض‪،‬‬
‫ونرى أف المشرع يقوـ بتكممة النقائص المبلحظة بمراسبلت فوقية متناقضة مع المواد‪.‬‬

‫‪ ‬االىتماـ بالعامؿ البشري إليجاد اإلنساف الصالح الذي سيشرؼ عمى إبراـ الصفقات العمومية والحفاظ‬
‫عمى الماؿ العاـ‪،‬‬

‫‪ ‬ضبط المصطمحات القانونية في تنظيـ الصفقات العمومية حتى ال تتداخؿ المفاىيـ القانونية بيف‬
‫بعضيا‪ ،‬ومف أبرز ذلؾ اعتبار المناقصة صفقة أو أنيا دعوة إلى المنافسة فيناؾ اختبلؼ كبير في ىذه‬
‫المداوالت‪ ،‬مع مزاولة األخذ في الحسباف تطابؽ النص الفرنسي مع النص العربي‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة إقامة دورات وأياـ دراسية عمى مستوى المتعامميف في مجاؿ الصفقات العمومية (لجاف‬
‫الصفقات‪ ،‬المتعامؿ المتعيد) مف أجؿ شرح وتوضيح التعديبلت الطارئة في قانوف تنظيـ الصفقات العمومية‬
‫وكذلؾ آلية تطبيؽ المواد‪،‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫خاتمـــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬يجب األخذ بمبلحظات التقارير باىتماـ بالغ ويقابمو إصدار قوانيف مشددة لعقوبات جرائـ الماؿ العاـ‬
‫كاالختبلس والرشوة‪،‬‬

‫‪ ‬تفعيؿ دور الرقابة الشعبية مف خبلؿ دور الصحافة كسمطة رقابية وكذلؾ المنظمات‪ ،‬األحزاب‬
‫والجمعيات السياسية‪،‬‬

‫‪ ‬عممية إشيار الصفقة العمومية بالجزائر يعتبر بدائيا مف خبلؿ اعتماده عمى الصحؼ الورقية والذي‬
‫يتميز بمحدوديتو وقصوره في نشر المعمومة بيف المتعامميف المتنافسيف‪،‬‬

‫‪ ‬االستفادة مف تجارب الدوؿ مف خبلؿ تشجيع التعاوف الدولي وتبادؿ الخبرات والمعمومات الخاصة‬
‫بإبراـ الصفقات العمومية وآليات الرقابة عميو‪،‬‬

‫‪ ‬العمؿ عمى وضع نظاـ مرف خاص بتنفيذ الصفقات العمومية ومراقبتيا‪ ،‬يضمف تسريع وتيرة التنمية‬
‫المحمية دوف تعطيؿ المصالح العامة‪.‬‬

‫‪ ‬أفاق الدراسة‪:‬‬

‫بعد تناولنا ليذا الموضوع عمى ىذا النحو والتوصؿ إلى النتائج المذكورة‪ ،‬وكذا تقديـ مجموعة مف‬
‫التوصيات‪ ،‬نأمؿ في األخير أف تأخذ ىذه التوصيات بعيف االعتبار مف قبؿ السمطات المعنية‪ ،‬خاصة واف‬
‫اإلصبلحات المتوالية مازالت تعطي أىمية كبيرة لمصفقات العمومية‪ ،‬كما نأمؿ أننا قد ساىمنا ولو بالشيء‬
‫اليسير في إثراء الموضوع والذي نأمؿ بأف يفتح أفاقا جديدة لمواصمة البحث ويكوف نقطة بداية لدراسات‬
‫متخصصة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وعميو مف خبلؿ د ارستنا السابقة لمموضوع نقترح أفاؽ لمدراسة تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬تفعيؿ دور آليات الرقابة ودور المراقبيف الميدانييف لمحد مف تضخيـ المشاريع‪،‬‬

‫‪ ‬إجراءات تنفيذ الصفقات العمومية وآليات الرقابة عمييا وفؽ القانوف الجزائري‪،‬‬

‫‪ ‬آليات الرقابة اإلدارية عمى الصفقات العمومية وترشيد اإلنفاؽ الحكومي‪.‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫قائـــــــــمة المراجـــــــــــع‬
‫قائمة المراجع‬

‫المرجع‪:‬‬
‫قائمة ا‬

‫المرجع بالمغة العربية‪:‬‬


‫‪ /1‬ا‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫درسات اقتصادية‪،‬‬
‫‪ -1‬أحمد أبوبكر عمي بدوي‪ ،‬مفاىيم تقميدية معاصرة في إدارة المالية العامة‪ ،‬ا‬
‫صندوؽ النقد الدولي‪ ،‬أبوظبي‪.2011 ،‬‬

‫‪ -2‬بساعد عمي‪ :‬المالية العمومية‪ ،‬مطبوعة بالمعيد الوطني لممالية‪ ،‬القميعة‪.2002 ،‬‬

‫‪ -3‬بعمي محمد صغير‪ :‬العقود اإلدارية‪ ،‬التنظيم اإلداري كالنشاط اإلداري‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار العموـ لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2002 ،‬‬

‫‪ -4‬حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬المرسي السيد حجازي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -5‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬أحمد زىير شامية‪ :‬أسس المالية العامة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عماف‪.2007 ،‬‬

‫‪ -6‬سوزي عدلي ناشد‪ :‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬دار المعارؼ الجديدة لمنشر‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪ -7‬عادؿ أحمد حشيش‪ :‬أساسيات المالية‪ ،‬دار النيضة العربية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪ -8‬عثماف محمد غنيـ‪ :‬التخطيط أسس ومبادئ عامة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عماف‪.2004 ،‬‬

‫‪ -9‬عمي زغدود‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -10‬عمار بوضياؼ‪ :‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا لممرسوم الرئاسي ‪ 247 / 15‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2015/09/16‬القسـ األوؿ‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ -11‬قدوج حمامة‪ :‬عممية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -12‬مجدي شياب‪ :‬أصول االقتصاد العام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -13‬محمد الصغير بعمي ويسري أبو العبلء‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪ -14‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسرى أبو العبل‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2003 ،‬‬

‫‪ -15‬محمد أنور حمادة المحامي‪ :‬قواعد واجراءات المناقصات والمزايدات والعقود‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامع‪.2003 ،‬‬

‫‪ -16‬محمد شاكر عصفور‪ :‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -17‬محمد عباس محرزي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -18‬محمد عمر أبو دوح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميازنية الدولة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ -19‬محمود حسيف الوادي‪ ،‬زكريا أحمد عزاـ‪ :‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2000 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل واألطروحات الجامعية‬

‫‪ -1‬األمير عبد القادر حفوظة‪ :‬آليات الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‪،‬‬
‫جامعة الشييد حمة لخضر الوادي‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد عمومي وتسيير المؤسسات‪،‬‬
‫‪.2014/2014‬‬

‫لمجزئر في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كمية‬


‫ا‬ ‫‪ -2‬بصديؽ محمد‪ :‬النفقات العامة‬
‫العموـ االقتصادية وعموـ التسيير قسـ العموـ االقتصادية‪ ،‬الجازئر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -3‬بف عزة محمد‪ :‬ترشيد سياسة اإلنفاق العام بإتباع منيج اإلنضباط باألىداف – دراسة تقييمية‬
‫لسياسة اإلنفاق العام في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2009-1990‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪،‬‬
‫تمسماف‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫الجزئر ‪– 1990‬‬
‫ا‬ ‫‪ -4‬درواسي مسعود‪ :‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي "حالة‬
‫‪ ،"2004‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪- 104 -‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫اوي عباس‪ :‬آليات مكافحة الفساد اإلدارية في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫‪ -5‬زو ً‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪.2013/2012 ،‬‬
‫ً‬ ‫قانوف جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر كمية‬
‫ً‬ ‫العموـ القانونية تخصص‬

‫الجزئر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود‬


‫ا‬ ‫‪ -6‬زيوش رحمة‪ :‬الميزانية العامة لمدولة في‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬

‫‪ -7‬سفياف مورـ‪ :‬مدى فعالية أساليب رقابة الصفقات العمومية عمى ضوء قانوني الصفقات العمومية‬
‫والوقاية من الفساد ومكافحتو‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة بجاية‪.2012-2011 ،‬‬

‫‪ -8‬سناطور خالد‪ :‬الرقابة عمى النفقات العمومية – دراسة حالة المفتشية العامة لممالية‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫المدرسة الوطنية لئلدارة‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -9‬شعباف فرج‪ :‬الحكم الراشد كمحل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر – دراسة حالة الجزائر‬
‫(‪ ،)2010-2000‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012 ،3‬‬

‫‪ -10‬شعباف فرج‪" ،‬الحكم االرشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر دارسة حالة‬
‫الجزئر‪.2012 ،‬‬
‫وره‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة ا‬
‫الجزئر ‪ ،2010-2000‬أطروحة دكت ا‬
‫ا‬

‫‪ -11‬شويخي سامية‪ :‬أىمية االستفادة من اآلليات الحديثة والمنظور اإلسالمي في الرقابة عمى المال‬
‫العام‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أبوبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2011/2010 ،‬‬

‫‪ -12‬صادقي عباس‪ :‬الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير‬
‫القانوف اإلداري المعمؽ‪ -‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد ‪ ،‬تممساف ‪.2017 – 2016 ،‬‬

‫‪ -13‬عائشة بف ناصر‪ :‬الرقابة المالية عمى النفقات العمومية – دراسة حالة المراقبة المالية لوالية‬
‫بسكرة ‪ ،-‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪ -14‬عبد العالي حاجة‪ :‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتورة في‬
‫الحقوؽ تخصص قانوف عاـ‪.2013 ،‬‬

‫‪ -15‬عبد القادر موفؽ‪ :‬الرقابة المالية عمى البمدية – دراسة تحميمية نقدية‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -16‬عز الديف فؤاد‪ :‬استخدام أدوات المحاسبة العمومية في الرقابة عمى تنفيذ النفقات – دراسة حالة‬
‫المؤسسة العمومية الشريعة – تبسة‪ -‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -17‬عبلؽ عبد الوىاب‪ :‬الرقابة عمى الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫لقانوف العاـ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2004/2003 ،‬‬
‫الحقوؽ والعموـ القانونية‪ ،‬فرع اً ً‬
‫ً‬ ‫الماجستير‪ ،‬كمية‬

‫درسة خاصة لسياسة اإلنفاق‬


‫‪ -18‬فرحي محمد‪ :‬النمذجة القياسية وترشيد السياسات االقتصادية مع ا‬
‫لجزئر‪.2004 ،‬‬
‫دكتوره في العموـ االقتصادية‪ ،‬جامعة ا ا‬
‫ا‬ ‫بالجزئر‪ ،‬أطروحة‬
‫ا‬ ‫العام‬
‫‪ -19‬فنينيش محمد الصالح‪ :‬الرقابة عمى تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيؿ‬
‫شيادة الدكتوراه في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2010 ،‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪ -20‬كردودي صبرينة‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة في اإلقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -21‬لطفي فاروؽ زالسي‪ :‬دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية – دراسة حالة‬
‫مصمحة المراقبة المالية لوالية الوادي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة الشييد حمة لخضر الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -22‬مبروكي مصطفى‪ :‬الرقابة اإلدارية عمى إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‪،‬‬
‫ي‪.2014/2013 ،‬‬ ‫قانوف إدار ً‬
‫ً‬ ‫الحقوؽ ًوالعموـ السياسية‪ ،‬تخصص‬
‫ً‬ ‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كمية‬
‫‪ -23‬مفتاح فاطمة‪ :‬تحديث النظام الميزاني الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد تممساف‪،‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالت والمداخالت والملتقيات‬


‫‪ -1‬سعيد بف صالح الرويتع‪ :‬قياس األداء في الوحدات الحكومية‪ ،‬مجمة جامعة الممؾ عبد العزيز‪،‬‬
‫االقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الرياض‪.2002 ،‬‬
‫‪ -2‬سعيد كبلب‪ :‬الرقابة المالية واإلدارية ودورىا في عممية التنمية‪ ،‬ورقة مقدمة ضمف مؤتمر" تنمية‬
‫وتطوير قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيمي "‪ ،‬كمية التجارة في الجامعة اإلسبلمية‪.2006 ،‬‬

‫‪ -3‬صرارمة عبد الوحيد‪ :‬الرقابة عمى األموال العمومية كأداة لتحسين التسيير الحكومي‪ ،‬المؤتمر‬
‫العممي الدولي حوؿ األداء المتميز لممنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬أياـ ‪ 09-08‬مارس ‪.2005‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -4‬عبد العزيز اإلماـ‪ :‬الرقابة عمى األموال العامة‪ ،‬ورقة مقدمة ضمف ندوة سرية العمؿ المصرفي‬
‫وعبلقتيا بمكافحة تبييض األمواؿ‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -5‬عطا اهلل وارد خميؿ‪ :‬د ارسة تحميمية لتقييم أداء الوحدات الحكومية من منظور محاسبي‪ ،‬مجمة ندوة‬
‫األساليب الحديثة في اإلدارة المالية العامة‪ ،‬المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪ ،‬دمشؽ‪.2005 ،‬‬

‫‪ -6‬فيصؿ نسيغو‪ :‬النظام القانوني لمصفقات العمومية وآليات حمايتيا‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪.2002‬‬
‫ً‬

‫رابعا‪ :‬التقارير والمصادر اإلحصائية والقوانين‬

‫‪ -1‬البنؾ الدولي‪ ،‬تقرير مراجعة اإلنفاؽ العاـ لسنة ‪.2004‬‬

‫خامسا‪ :‬القوانين والمراسيم والق اررات‬

‫‪ ‬القوانين‪:‬‬

‫‪ -1‬القانوف ‪ ،17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬جويمية ‪ ،1984‬المتعمق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬


‫‪ ،28‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬جويمية ‪.1984‬‬

‫‪ -2‬القانوف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬


‫‪ ،35‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬أوت ‪.1990‬‬

‫‪ ‬األوامر‪:‬‬

‫‪ -1‬األمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪ 1995‬المتعمق بمجمس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬


‫‪ ،39‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جويمية ‪.1995‬‬

‫‪ ‬الق اررات‪:‬‬

‫‪ -1‬القرار الصادر عف و ازرة المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ ،2015‬يحدد كيفيات اإلقصاء مف‬
‫المشاركة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسوـ ‪ 53-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬المتضمن إحداث مفتشية عامة لممالية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪ 04‬مارس ‪.1980‬‬
‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات‬
‫التي يمتزم بيا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬المرسوـ ‪ 274/08‬المؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪ 2008‬المحدد صالحيات المفتشيات الجيوية ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.50‬‬
‫‪ -4‬المرسوـ التنفيذي ‪ 374-09‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 2009‬المتعمق بالرقابة السابقة لمنفقات التي‬
‫يمتزم بيا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،67‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر ‪.2009‬‬
‫‪ -5‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،58‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬أكتوبر ‪.2010‬‬
‫‪ -6‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬

‫سادسا‪ :‬التوضيحات القانونية‬

‫‪ -1‬توضيح قانوني رقـ ‪ ، 954‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ، 2015‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ‬


‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -2‬توضيح قانوني رقـ ‪ ، 235‬المؤرخ في ‪ 14‬مارس ‪ ، 2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬توضيح قانوني رقـ ‪ ، 224‬المؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ ، 2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -4‬توضيح قانوني رقـ ‪ ، 558‬المؤرخ في ‪ 28‬جواف ‪ ، 2016‬و ازرة المالية‪ ،‬قسـ الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

:‫ المراجع باللغة األجنبية‬/0


 Les livres :

1- Alan Lawton and Aidanrose, Organization and Management in the Public


sector, 2nd ed ,pitman publishing, London, 1994.
2- Stéphane Damarey, Finances Publiques, gualino éditeur, paris, 2006.

 Guide:
- Manuel De Contrôle Des Dépenses Enganes, Ministère Des Finance –
DGB-, Année 2007.

- 109 -
‫المالحــــــــــــــــــق‬
‫المالحــــــــــــــق‬

‫المحمق رقم ‪01‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 112 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 113 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 114 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 115 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 116 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫المحمق رقم ‪02‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 118 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 119 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 120 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 121 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 122 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 123 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 124 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 125 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 126 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 127 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 128 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 129 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 130 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 131 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 132 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 133 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 134 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 135 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 136 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 137 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 138 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 139 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 140 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 141 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 142 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 143 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 144 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 145 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫المحمق رقم ‪03‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 147 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 148 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 149 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 150 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 151 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 152 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 153 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 154 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 155 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 156 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 157 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 158 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 159 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 160 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 161 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 162 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 163 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 164 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 165 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 166 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 167 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 168 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 169 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 170 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 171 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 172 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 173 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 174 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 175 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫المحمق رقم ‪04‬‬

‫‪- 176 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 177 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 178 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 179 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 180 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 181 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 182 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 183 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 184 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 185 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 186 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 187 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 188 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 189 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 190 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 191 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 192 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 193 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 194 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 195 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 196 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 197 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 198 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 199 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 200 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 201 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 202 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 203 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 204 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 205 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 206 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 207 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 208 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 209 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 210 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 211 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 212 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 213 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 214 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 215 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 216 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 217 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 218 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 219 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 220 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 221 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 222 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 223 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 224 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 225 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 226 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 227 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 228 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 229 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 230 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 231 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 232 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 233 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 234 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 235 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 236 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 237 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 238 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 239 -‬‬


‫المالحــــــــــــــق‬

‫‪- 240 -‬‬


‫فيرس المحتويات‬
‫فيرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتـــــــــــــــــــــــوى‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬إطار نظري حول الرقابة المالية‬


‫عمى النفقات العمومية‬
‫‪6‬‬ ‫تمييد‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماىية النفقات العمومية‬
‫‪7‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ النفقات العمومية وتقسيماتيا‬
‫‪10‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تنفيذ النفقات العمومية‬
‫‪12‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬ظاىرة تزايد النفقات العمومية وضرورة ترشيدىا‬

‫‪15‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماىية الرقابة المالية‬


‫‪15‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ الرقابة المالية‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أىداؼ الرقابة المالية ووسائميا‬
‫‪18‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الرقابة المالية‬

‫‪20‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تنفيذ الرقابة المالية عمى النفقات العمومية‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬الرقابة السابقة عمى النفقات العمومية‬
‫‪25‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة المتزامنة عمى النفقات العمومية‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الرقابة البلحقة عمى النفقات العمومية‬

‫‪30‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات مراقبة الصفقات العمومية ونجاعتيا‬


‫في ترشيد اإلنفاق العمومي‬
‫‪32‬‬ ‫تمييد‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفيوم ترشيد اإلنفاق العام وعوامل نجاحو‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تطور مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬

‫‪- 242 -‬‬


‫فيرس المحتويات‬

‫‪36‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوـ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬


‫‪37‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬عوامؿ موضوعية لنجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬
‫‪41‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬كفاءة إدارة المالية العامة واحكاـ الرقابة ألجؿ ترشيد اإلنفاؽ‬

‫‪50‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المجان اإلدارية لمراقبة الصفقات العمومية‬


‫‪50‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‬
‫‪55‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نجاعة مياـ لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‬
‫‪59‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬المجنة الوالئية لمصفقات العمومية‬
‫‪63‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬نجاعة أداء لجنة الصفقات العمومية الوالئية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الييئات المالية لمراقبة الصفقات العمومية )المالية‪،‬‬


‫‪68‬‬
‫المحاسبية(‬
‫‪68‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬المراقب المالي‬
‫‪70‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المحاسب العمومي‬
‫‪71‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬المفتشية العامة لممالية‬
‫‪74‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬مجمس المحاسبة‬

‫‪77‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬يمثل دراسة حالة دراسة وانجاز ثالث أقسام توسيع مطعم مدرسي‬
‫لمدرسة حيمور عاشور‪ ،‬الحصة رقم ‪ 01‬لمطعم اإلنجاز‬
‫‪79‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المراحل التمييدية إلبرام صفقة األشغال العمومية‬
‫‪79‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مرحمة تحديد الحاجات‬
‫‪80‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مرحمة انجاز الدراسات المسبقة‬
‫‪82‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مرحمة اكتساب األرضية وتسجيؿ المشروع‬
‫‪83‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬مرحمة إعداد دفتر الشروط واعتماده‬

‫‪84‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المراحل التنفيذية إلبرام صفقة األشغال العمومية‬


‫‪85‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مرحمة اإلعبلف عف صفقة األشغاؿ العمومية‬

‫‪- 243 -‬‬


‫فيرس المحتويات‬

‫‪86‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مرحمة استقباؿ العروض‪ ،‬فتح األظرفة وتقييـ العروض‬
‫‪88‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬رقابة لجنة فتح األظرفة وتقييـ العروض‬
‫‪91‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬مرحمة اإلعبلف عف المنح المؤقت واعتماد الصفقة‬
‫‪97‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪103‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪111‬‬ ‫المالحق‬
‫‪242‬‬ ‫فيرس المحتويات‬

‫‪- 244 -‬‬


Summary
Public deals are a tool of project development at the local and national
levels. Therefore, we find that the Algerian legislator attaches great
importance to these deals and enacted many laws, in order to ensure the
good progress of development projects and achieve a qualitative leap in
the field of contracts and sustainable development.
It also aims to protect public money in ways and means of control
before and after the goal is always to preserve public money and create
permanent or temporary jobs in an attempt to meet the needs of the
public interest.
In view of the large amount of funds prepared by the administration for
these public procurements in order to rationalize their expenditure, the
Algerian legislator worked on enacting provisions and rules regulating
the conclusion of public deals, as stipulated by Presidential Decree 15-
247 of September 16, 2015 containing the regulation of public
procurement and the authorization of the public utility, and The
Algerian legislator has subjected these public procurements to various
forms of oversight in their various stages, given their role in establishing
public deals, in accordance with Article 05 of the aforementioned
presidential decree, which is a principle and it is the principle of
transparency and equality between dealers and the freedom of access to
public requests.
Keywords: control - public deals - rationalization - government
spending.

You might also like