Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
منذ عدة سنوات ،واحلكومات تعمل على تغيري مقاربتها يف التسيري املوازانيت وإصالح أطرها املتعلقة
ابلتسيري العمومي لتوجيهه حنو حتقيق النتائج والبحث عن الكفاءة.
إن ترشيد سياسة االنفاق العام ابتباع منوذج التسيري املوازانيت املرتكز على الفعالية والنتائج (موازنة الربامج واألداء) يعترب خطوة
مهمة حنو ختصيص أمثل للموارد من أجل حتقيق أهداف السياسة االقتصادية واالجتماعية املرغوب فيها يف ظل شح مصادر
التمويل واخنفاض عائدات النفط يف اجلزائر.
الكلمات املفتاحية :ترشيد النفقات العمومية ،موازنة الربامج واألداء ،موازنة البنود ،عصرنة النظام املوازانيت يف اجلزائر.
Resume :
مقدمة:
إن التزايد املستمر ،وأحياان الالمربر ،1للنفقات العامة يف اجلزائر أصبح يستدعي الوقوف ابلدراسة
والتحليل ملدى جناعة األساليب واألطر املوازانتية املنتهجة يف تسيري املال العام ،السيما يف ظل األوضاع احلالية
اليت حيكمها انكماش املداخيل الوطنية وعدم مرونة إيرادات املوازنة العامة حتت ضغط تراجع حجم انتاج
كشف قانون تسوية امليزانية للسنة املالية 2013املزمع مناقشته أمام نواب اجمللس الشعيب الوطين يف ديسمرب 2015أن أكثر من 1
179,2مليار دينار من االعتمادات املخصصة مليزانية التسيري مل تستهلك ،أي هناك فائض يف ختصيص االعتمادات مبا يعادل نسبة
% 30يف املتوسط من احتياجات خمتلف القطاعات ،هذه الظاهرة تتكرر يف كل سنة مالية( .مقال صادر عن جريدة اخلرب يف 28
أكتوبر .)2015
399
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
احملروقات واهنيار سعر النفط اجلزائري يف اجتاه 50دوالر 1أو أقل للربميل ومواصلة تسجيل العجز يف رصيد
اخلزينة اإلمجايل ، 2وأمام هذا الضغط الداخلي وتوصيات املؤسسات العاملية املختصة وعلى رأسها البنك العاملي
وصندوق النقد الدويل واملنظمة العاملية لألجهزة العليا للرقابة املالية واحملاسبة "األنتوساي" أصبح من الضروري
وامللح أن تقوم السلطات العليا اجلزائرية ابلتفكري جداي واختاذ القرارات والتدابري املناسبة لوضع مشروع إصالح
النظام املوازانيت اجلزائري حيز التنفيذ ،ابتداء بتهيئة األرضية املالئمة لذلك وترسيخ تعديالت جذرية على مفهوم
"الغاية" من النفقات العامة ،وإعادة مراجعة مراحل املسار املوازانيت ،وطبيعة مهام أعوان التنفيذ وحدود
صالحياهتم ،وكذا ضبط مفهوم املراقبة والغاية منها ،وهذا مبا يكفل االرتقاء ابنشغاالت أعوان التنفيذ والرقابة
وجهودهم املنصبة حول ضمان "شرعية النفقة" إىل مستوى أعلى وأكثر نضجا تنصب اجلهود واالهتمام فيه
على ضمان مدى فعالية "أداء النفقة" ومسامهتها يف بلوغ األهداف والنتائج املنتظرة من صرفها.كما ينبغي
العمل على إضفاء املزيد من الشفافية يف جمال تسيري األموال العامة سعيا لتحقيق الرشادة يف استغالل املوارد
العامة املتاحة.
إن األسلوب التقليدي يف إعداد املوازانت العامة واملعروف أبسلوب موازنة البنود (وهو األسلوب الذي تتبناه
اجلزائر حاليا) ميتاز ابجلمود ،ويؤدي إىل عدم دقة التقديرات وعدم مشول التخطيط املايل احلكومي جلميع املوارد
احلكومية ،وعدم دقة التنفيذ ،وعدم ربط التنفيذ مع األهداف أو مع النتائج املرجوة ،وعدم وجود أساليب رقابة
فعالة تتعدى الرقابة احلسابية والشكلية ،مجيع هذه األسباب أدت إىل البحث عن وسائل أكثر جدوى وأكثر
منفعة ،من شأهنا ترشيد قرار ختصيص األموال العامة ،وقرار تنفيذ الربامج احلكومية.
"لقد سعت دول عديدة يف العامل إىل تطوير أسلوب إعداد املوازنة العامة فيها ،واستفادت من تقدم العلوم
املختلفة يف جماالت اإلدارة واإلحصاء وحبوث العمليات والتحليل املايل وغريها ،وقد رسخت فكرة أن أسلوب
موازنة الربامج واألداء هو أفضل منوذج أو أسلوب بديل ميكن تطبيقه لتحقيق قرارات مالية حكومية رشيدة سواء
كان ذلك يف الدول 3املتقدمة أو الدول النامية" (امساعيل حسني ،2004 ،ص.)6
فإىل أي مدى ميكن ألسلوب موازنة الربامج واألداء أن يساهم يف ترشيد النفقات العامة يف اجلزائر؟
1
حسب التقرير الصادر عن منظمة الدول املصدرة للنفط "أوبيك" بتاريخ 15مارس 2015والذي محل عنوان "تقييم االقتصاد
العاملي" فإن متوسط سعر النفط اجلزائري بلغ 47,1دوالر للربميل يف جانفي ،2015و 52,92دوالر إىل غاية هناية فيفري
2015مقابل 110,22دوالر يف نفس الفرتة من 2014مما يعين أن السعر قد اهنار إىل النصف مقارنة بسنة .2014
2استنادا إىل بيان رائسة جملس الوزراء الصادر بتاريخ 6أكتوبر 2015فإنه من املنتظر أن يواصل رصيد اخلزينة اإلمجايل تسجيل
عجز بقيمة 2452مليار دينار (أي ما يقارب 30,65مليار دوالر) إىل هناية .2016
3
حاليا ،عدة دول يف العامل تعتمد أسلوب موازنة الربامج واألداء ،من بينها على سبيل املثال ال احلصر :اسرتاليا ،نيوزيلندا ،سنغافورة،
ماليزاي ،بريطانيا ،فرنسا ،الوالايت املتحدة األمريكية ،كندا ،األردن ...وغريها.
400
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
يف سبيل اإلجابة على هذا السؤال ،ارأتينا معاجلة العناصر التالية :
أوجه قصور نظام املوازنة العامة يف اجلزائر؛
دوافع ومتطلبات ترشيد النفقات العامة يف اجلزائر؛
مفهوم موازنة الربامج واألداء؛
البيئة اليت يتطلبها أسلوب موازنة الربامج واألداء؛
التسيري املوازانيت املتمحور على النتائج واألداء؛
ركائز جتسيد اإلصالح املوازانيت يف اجلزائر.
-1أوجه قصور نظام املوازنة العامة يف اجلزائر:
إن نظام احملاسبة العمومية اجلزائري 1الذي يعتمد على أسلوب موازنة البنود يف اعداد املوازنة العامة للدولة يعاين
من نقص شديد من انحية إنتاج وتوفري البياانت واملعلومات الضرورية اليت ميكن أن تساعد اإلدارة العامة يف
مباشرة مهام التخطيط والرقابة واختاذ القرار بكفاءة عالية وبناءا على معطيات تعكس الواقع.
فنتائج العمليات املالية يف املؤسسة العمومية ذات الطابع االداري ال تتعدى التقارير الدورية أو السنوية
واحلساب اإلداري اليت يعدها اآلمر ابلصرف ،واليت ال ختتلف عن التقارير الدورية وحساب التسيري اليت يعدها
احملاسب العمومي املكلف ،دون أن تتضمن هذه التقارير واحلساابت حتليال للبياانت احملاسبية واملؤشرات ذات
األمهية اخلاصة يف حدود تطبيق اخلطة املالية املوضوعة واالحنرافات السلبية و/أو اإلجيابية واالقرتاحات اليت تراها
بشأهنا .كما أن نتائج تنفيذ املوازنة العامة ال تظهر إال بعد سنوات مما مينع استناد القرار املايل على نتائج التنفيذ
السابقة (شبايكي سعدان ،2007 ،ص.)39 ،38
إضافة إىل ذلك ،فإن اخلاصية الرئيسية ملوازنة البنود هي أن توضع اختيارات السياسة مبعزل عن واقع املوارد.
مبعىن أن السياسة غري مستدمية وأن أسلوب الصرف (االنفاق) ال يشكل انعكاسا لألولوايت اليت تسعى
احلكومة إىل حتقيقها ،وبناء على ذلك فإن التكاليف املباشرة تكون متعلقة ببنود املوازنة وليس بنشاطات الربامج
(خلف عبد هللا الوردات ،2009 ،ص.)274
إن املسار املوازانيت احلايل ،ال يسمح ألغلبية املؤسسات املعنية ابحلصول على حصصها من امليزانية العامة للدولة
إال بعد انطالق السنة املالية بشهرين أو أكثر وهو ما يعطل تسيري شؤون املؤسسة وابلتايل تعطيل مصاحل
املتعاملني ،وهو ما يؤثر سلبا على أداء املؤسسة.
1
يؤطر نظام احملاسبة العمومية يف اجلزائر مبقتضى أحكام القانون 17-84املؤرخ يف 07جويلية (يوليو) ،1984املتعلق بقوانني
املالية ،املعدل واملتمم؛ والقانون 21-90املؤرخ يف 15أوت (غشت) ،1990املتعلق ابحملاسبة العمومية ،املعدل واملتمم.
401
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
إضافة إىل ذلك ،تعتمد اجلهات الوصية على نسبة استهالك االعتمادات املالية املخصصة للمؤسسة كأداة
لقياس أدائه ا ،وهذا دون األخذ بعني االعتبار ما مت اجنازه من وراء انفاق تلك االعتمادات ،هذا الوضع يعترب
كارثة حقيقية ،ألنه يؤدي هبذه املؤسسات إىل التسابق على اإلنفاق من أجل اإلنفاق إلثبات حسن األداء،
وابلتايل فتح اجملال أمامها للمطالبة ابلزايدة يف االعتمادات املخصصة هلا يف السنة املالية القادمة( .األسود
الصادق ،2011 ،ص.)207
إن االستهالك اجليد والعقالين والتدرجيي والفعال لالعتمادات يصطدم بثقل اجراءات تنفيذ امليزانية حبيث إن
عدم استهالك اعتماد فصل ما (للسنة ن) ال يعين ابلضرورة إلغاؤه أو االنتقاص منه يف السنة (ن .)1+حبيث
ي عترب معيار استهالك االعتمادات معيارا إجيابيا بصفة جمردة وهذا يتناقض من األساس مع مبدأ العقالنية
والتقشف واالستخدام األمثل لالعتمادات.
كما أن مجود وثقل تقنيات احملاسبة العمومية ابإلضافة إىل ضيق أفق النصوص التنظيمية للقواعد العامة جيعل
املؤسسة العمومية االد ارية وذات الطابع غري الرحبي تعاين كثريا من عدم القدرة على التكيف مع معطيات احمليط
االقتصادي واملايل الذي يتطلب السرعة يف اختاذ القرار ويلفظ الروتني الرمسي اململ (شبايكي سعدان،2007 ،
ص.)41 ،40
-2دوافع ومتطلبات ترشيد النفقات العامة يف اجلزائر:
استنادا إىل بيان جملس الوزراء املنعقد بتاريخ 24ماي 2010متت دراسة واملوافقة على برانمج االستثمارات
العمومية للفرتة املمتدة ما بني 2010و 2014بغالف مايل قدر بـ 286مليار دوالر ،يضاف إىل مبلغ
150مليار دوالر الذي مت ختصيصه لربانمج االستثمار اخلماسي الذي سبقه (أي للفرتة املمتدة ما بني 2004
و ،)2009وخالل اجتماع جملس الوزراء الذي انعقد بتاريخ 6أكتوبر 2015كلف رئيس اجلمهورية احلكومة
ابستكمال مشروع الربانمج اخلماسي لالستثمارات العمومية 2015إىل 2019بغالف مايل حددت مسودته
يف حدود 262,4مليار دوالر قصد عرضه على جملس الوزراء قبل هناية السنة اجلارية.
إن النتائج احملققة من خالل خمتلف برامج االستثمار العمومية اليت مت إطالقها منذ بداية األلفية الثالثة يف اجلزائر
ال تعكس وال تتناسب أبدا مع ضخامة حجم األغلفة املالية املخصصة هلا ،وال ترقى أبدا حلجم املوارد والطاقات
املادية والبشرية اليت تتمتع هبا اجلزائر ،وجتدر اإلشارة هنا إىل ما جاء على لسان اخلبري االقتصادي الدويل بشري
مصيطفى يف حوار له صدر على صفحات جريدة اجلزائر بتاريخ 17سبتمرب ،2014حيث قال" :لدينا اليوم
60ألف بني عامل وخبري وابحث خارج الوطن ،ولدينا أكثر من 260مليار دوالر كمخزون للعملة الصعبة،
ومنلك 173طن مؤكد من الذهب ما جيعلنا يف الرتبة األوىل إفريقيا ،ومنلك 50مليون هكتار من األراضي
القابلة لالستغالل الفالحي ،ومنلك أكثر من ألفي ( )2000ساعة مشس سنواي على الرتاب الوطين ،ولدينا
402
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
قدرة نشطة تتجاوز %60من عدد السكان .لو قاران هذه املعطيات املادية واملالية والبشرية مبؤشرات
مقابلة يف الدول الناشئة لتأكدان أبن اجلزائر يفرتض أبهنا دولة صاعدة منذ أكثر من عشر سنوات على
األقل".
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فقد مت تسجيل جلوء احلكومة املستمر إىل نقل أجزاء معتربة من املشاريع املربجمة
يف املخططات ا خلماسية إىل سنوات مالية الحقة مما يدل على عجز احلكومة وعدم حتكمها ومتكنها من احرتام
آجال االجناز ،هذا انهيك عن عمليات إعادة تقييم تكاليف املشاريع املتكررة واليت تصل أحياان إىل نسب تفوق
%100من التكلفة األصلية للمشروع ،فعلى سبيل املثال نذكر أبنه ،من بني 286مليار دوالر اليت مت
رصدها يف إطار املخطط اخلماسي 2014-2010فإن 130مليار دوالر قد خصصت إلمتام اجناز املشاريع
اليت شرع يف تنفيذها يف إطار املخطط اخلماسي ( 2009-2004بيان اجتماع جملس الوزراء 24 ،ماي
.) 2010نفس املالحظة مت تسجيلها أيضا ابلنسبة إلعادة تقييم تكاليف جزء معترب من مشاريع اخلماسي
2014-2010وترحيلها إىل اخلماسي الالحق.
إن قفز تكاليف املخطط اخلماسي 2009-2004من 150مليار دوالر إىل 280مليار دوالر ،أي بنسبة
تقارب ، %87ينعكس سلبا ودون أدىن شك على تنفيذ مشاريع املخطط اخلماسي ،2014-2010ويدل
على وجود تبا ين واضح بني التخطيط املوازانيت واألهداف املنتظر حتقيقها ،كما يدل أيضا على التسرع يف
اطالق املشاريع دون أن تبلغ مستوى النضج املطلوب من حيث الدراسات األولية واألساسية جلدوى وتكاليف
تلك املشاريع .إن ما سبق ذكره يؤكد عدم فعالية وسائل وآليات التنفيذ املعمول هبا يف إطار النظام املوازانيت
احلايل.
يف نفس السياق ،وحسب ما ورد يف بيان اجمللس التنفيذي لصندوق النقد الدويل الصادر يف 11ديسمرب
2014مبناسبة اختتام مشاورات املادة الرابعة مع اجلزائر لعام ،2014فإن مستوى النمو يف اجلزائر بطيء وغري
شامل ،وأن االستثمار العام يف تقر إىل الكفاءة ،ومنو القطاع اخلاص تكبحه املعوقات النامجة عن مناخ األعمال
املثقل ابلقيود والقطاع املايل غري املتطور ،كما أن النمو االقتصادي ال حيقق األثر املطلوب يف خلق فرص العمل
نظرا ألوجه اجلمود يف سوق العمل وعدم مالءمة املهارات املتوفرة مع احتياجات السوق .1وأشار املديرون
1لقد أكد السيد شعالل حممد الطاهر املدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل يف احملاضرة اليت ألقاها بتاريخ 21أكتوبر 2015جبامعة
اجلزائر 3حتت عنوان "آليات ترقية التشغيل يف اجلزائر" حقيقة وجود فجوة كبرية بني احتياجات سوق العمل واملهارات املتوفرة ،وذكر
يف هذا الشأن أن هناك عدد من عروض العمل املقدمة من بعض الشركات اخلاصة مل يتم تلبيتها (إىل غاية اتريخ إلقائه احملاضرة املشار
إليها) بسبب عدم توفر املهارات الالزمة يف املتقدمني لشغل الوظائف ،وهذا ابلرغم من العدد اهلائل من طلبات العمل اليت استقبلتها
الوكالة من 1جانفي إىل 30سبتمرب 2015واليت بلغت 974 992طلب عمل ،يف حني بلغ عدد التنصيبات يف القطاع
403
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
التنفيذيون للصندوق إىل تزايد مواطن الضعف على خلفية تراجع أسعار النفط ،من جراء التدهور يف حساابت
املالية العامة واحلساابت اجلارية واخنفاض وفرات املالية العامة واحتياطات النقد األجنيب ،ودعوا إىل اختاذ اجراء
عاجل للحفاظ على استقرار االقتصاد الكلي تكمله اصالحات واسعة النطاق لتنويع االقتصاد وتشجيع
النمو الشامل جلميع شرائح السكان وخلق فرص العمل.
كما أكدت كريستني الغارد ،املدير العام لصندوق النقد الدويل ،يف تقرير هلا مت نشره على املوقع الرمسي
للصندوق يف مارس ،2013عقب زايرة قادهتا للجزائر ،على أنه ال ينبغي االستهانة هبدف االستقرار
االقتصادي املستدام ،وأن درجة اعتماد اجلزائر على قطاع النفط تكاد تكون منقطعة النظري ،فقطاع النفط
(حسب ما ورد يف تقرير املديرة العامة للصندوق) ميثل حوايل %40من جمموع امجايل الناتج احمللي يف اجلزائر،
و %98من صادراهتا وحنو ثلثي إيرادات موازنتها العامة ،لكن هذا القطاع ال يوفر فرص عمل إال لنسبة %2
تقريبا من القوى العاملة ،وال ميكن هلذا الوضع أن يكون أساسا دائما لتوفري فرص العمل أو رفع مستوايت
املعيشة للسكان بشكل عام ،ومن مث (حسب نفس املتحدثة دائما) فإن القضية األساسية هي إجياد أفضل
السبل الستخدام ما لدى اجلزائر من موارد طبيعية وفرية يف اطالق شرارة النمو الدائم والشامل الذي يوفر
فرص عمل جيدة لكل اجلزائريني.
-3مفهوم موازنة الربامج واألداء:
هناك تعاريف متعددة ملوازنة الربامج واألداء ،نذكر منها ما يلي:
"هي نظام إداري الختاذ القرارا ت ،يربط التخطيط االسرتاتيجي البعيد املدى ابملوازنة ،ويركز على التحليل ،لكي
تستطيع املنظمات توزيع اإلمكانيات املتوفرة لديها بفعالية ،لتحقيق أهدافها القريبة والبعيدة املدى"( .حممد
شاكر عصفور ،2014 ،ص)216
وتعرف أيضا على أهنا "نظام إداري ،يهدف إىل توفري املعلومات والبياانت الضرورية ملتخذي القرار ،ملساعدهتم
على اختاذ القرارات املناسبة ،واليت تسعى إىل حتقيق اهلدف األساسي وهو استخدام املوارد االقتصادية بكفاءة
وفعالية إلشباع أكرب قدر ممكن من حاجات املواطنني" (حممد شاكر عصفور ،2014 ،ص)216
ويعرف "الربانمج" على أنه خل يط أو مزيج من النشاطات احلكومية والذي ينتج عنه انتج ملحوظ قابل للتمييز
والوصف .وبذلك فإن موازنة الربامج واألداء هي عبارة عن نظام إدارة النفقات احلكومية من خالل حماولة
املقارنة بني مقرتحات الربامج لكل الوكاالت واهليئات احلكومية املخولة بتنفيذ األهداف املماثلة( .غازي عبد
الرزاق النقاش ،2010 ،ص)122
االقتصادي لنفس الفرتة 513 280تنصيب ،أي بعجز قدره 461 712طلب غري ملىب أي ما يقارب نسبة %72من جمموع
الطلبات املقدمة لنفس الفرتة.
404
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
هتدف موازنة الربامج واألداء إىل الربط بني االعتمادات وبني حتقيق األهداف املخططة ،كما أهنا تعترب وسيلة
الختاذ القرارات اليت تتعلق ابملفاضلة بني الربامج البديلة واملتنافسة لتحقيق أهداف معينة .وهكذا تعطي لوظيفة
التخطيط األولوية على كل من وظيفة الرقابة على الصرف أو إدارة النشاط احلكومي من خالل الربامج .وبذلك
فهي جتمع بني األبعاد الثالثة للموازنة (ختطيط ،تنفيذ ،رقابة) (ديوان احملاسبة للجمهورية اللبنانية ابلتعاون مع
األرابوساي ،لقاء تدرييب.)2009 ،
-4البيئة اليت يتطلبها أسلوب موازنة الربامج واألداء:
يتطلب أسلوب موازنة الربامج واألداء توفر البيئة اخلاصة به ،وسوف نركز يف وضع هذا اإلطار على البيئة اليت
يتطلبها تطبيق األسلوب على مستوى احلكومة ككل ،والبيئة اليت يتطلبها على مستوى الوحدات (األجهزة)
احلكومية.
1-4البيئة على مستوى احلكومة ككل :ضمن دراسة صدرت عن صندوق النقد الدويل حول موضوع
الشفافية واملساءلة واملخاطر املتعلقة ابملالية العامة ،أجرى الصندوق مراجعة لوضع شفافية املالية العامة عرب عدد
من دول العامل ،ورغم التقدم الكبري احملرز منذ أواخر التسعينات يف توسيع نطاق اإلبالغ ببياانت املالية العامة
وحتسني جودة هذه البياانت وزايدة درجة حداثتها ،فقد خلصت املراجعة إىل وجود جوانب ضعف مستمرة يف
مدى تفهم احلكومات لطبيعة أوضاعها املالية األساسية .ويرجع هذا القصور يف مستوايت الشفافية ،إىل الثغرات
وأوجه عدم االتساق يف املعايري القائمة لإلبالغ ببياانت املالية العامة؛ والتأخر يف التزام البلدان بتلك املعايري
وتفاوت مستوايت التزامها.
وتظهر آاثر تلك االختالالت يف ممارسات مثل أطر سياسة املالية العامة وقواعد املالية العامة ،أو ترتيبات
اإلدارة املالية العامة ،أو إدارة إيرادات املوارد الطبيعية ،أو تقييم خماطر املالية العامة واإلفصاح عنها ،أو
ادخال الشركات العامة ضمن حساابت املالية العامة( .صندوق النقد الدويل)2014 ،
إن تبين أسلوب موازنة الربامج واألداء يتطلب من الدولة بذل املزيد من اجلهد ملعاجلة أوجه القصور املشار إليها
أعاله سعيا لتحقيق الرشادة يف التسيري ،واليت تقوم أساسا على املبادئ الثالث :املشاركة ،الشفافية ،واملساءلة،
وهذا بغية الوصول إىل بيئة سليمة وصحية 1ميكنها احتضان مثل هذا األسلوب احلديث يف تسيري املوازانت
العامة.
1
استنادا إىل دليل شفافية املالية العامة الصادر عن صندوق النقد الدويل ،فإن املمارسات السليمة يف جمال شفافية املالية العامة
تقتضي من الدولة مراعاة:
وضوح األدوار واملسئوليات؛ -
عالنية عمليات املوازنة؛ -
405
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
2-4على مستوى الوحدة احلكومية :تتطلب بيئة أسلوب موازنة الربامج واألداء من الوحدات (األجهزة)
احلكومية ما يلي( :إمساعيل حسني ،2004 ،ص)9
فصل العمليات اليت يتوجب على الوحدات احلكومية القيام هبا عن تلك اليت خترج عن نطاق
صالحياهتا ،ويكون هذا الفصل عن طريق حتديد أهداف الوحدة احلكومية ،وابلتايل خيرج عن
نطاق عملياهتا كل ما ال يتفق مع أهدافها؛
تقسيم نشاط الوحدة إىل برامج ،حبيث يسعى كل برانمج منها إىل حتقيق هدف أو أهداف جزئية
تتفق مع األهداف العليا هلا؛
تقسيم كل برانمج إىل برامج فرعية (أو مشاريع) ابعتبارها اآللية أو الوسيلة اليت تتحقق هبا األهداف
املسطرة؛
تقسيم كل برانمج فرعي إىل عدد من األنشطة أو وحدات األداء الدنيا اليت تعترب أصغر وحدات متثل
األداء أو التنفيذ يف كل برانمج فرعي؛
تقسيم كل نشاط إىل عناصر تكلفته ،وتتضمن هذه العناصر بيان مفصل بتكاليف املوارد املالية
واملادية والبشرية الالزمة لكل نشاط.
-5التسيري املوازانيت املتمحور على النتائج واألداء:
يعتمد التسيري املتمحور على النتائج ،على مبدأ ختصيص موازنة لكل برانمج يهدف إىل حتقيق هدف حمدد
ودقيق ،وقابل للقياس ابستعمال مؤشرات النجاعة .ويرتكز التسيري املتمحور على النتائج على العناصر التالية:
الرؤية االسرتاتيجية ،األهداف ،النتائج املرجوة ،ومؤشرات النجاعة واألداء( .أنظر الشكل رقم )1
406
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
الشكل رقم :1خمطط بياين لإلدارة اإلسرتاتيجية للموازنة العامة املتمحورة على النتائج
احملتوى (املضمون)
احلكومة السياسات العامة الوزراء التنفيذ
الغاايت األهداف
االسرتاتيجيات
البرلمان- المهام البرامج البرامح
الموازنة الفرعية
العامة والعمليات
ابلنسبة ملؤشرات النجاعة واألداء فهي كل قياس معرب ،مستعمل لتقدير النتائج املنجزة ميدانيا ،مقارنة ابلنتائج
املرجوة أو لتحديد مستوى تقدم األشغال .وتعد مؤشرات النجاعة واألداء الوسيلة املفضلة للتعبري عن القياس
املوضوعي (سواء كميا أو نوعيا) للنتائج املنجزة ،أو املنتظر إجنازها وعادة ما يكون هذا القياس مرتبطا هبدف
معني ،على أن يتم القياس برتديدات منتظمة ،مبقارنة ما مت إجنازه مقابل ما هو منتظر إجنازه .وللتأكد من أن
407
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
مؤشر النجاعة واألداء متناسب مع اهل دف أم ال؟ جيب اإلجابة على األسئلة التالية( :الصادق األسود،
،2011ص)160
هل املؤشر قادر على قياس النتائج؟
هل هو مالئم مع الزمن؟
هل يسهل عملية مجع وحتليل املعلومات؟
هل املعلومات اليت يوفرها ،تسمح للمعنيني ابختاذ القرارات املناسبة ،ويف الوقت املناسب؟
-6ركائز جتسيد االصالح املوازانيت يف اجلزائر:
إن جتسيد اإلصالح املوازانيت يف اجلزائر يتطلب توفر الركائز الستة التالية:
6-1اإلطار القانوين:
ويتضمن التدخالت الواجب القيام هبا لتكييف اإلطار القانوين التشريعي مع اإلجراءات املتضمنة يف اإلصالح
املوازانيت املرتقب .فعمال أبحكام الدستور ،السيما املادة 123منه وكذا مبادئ احلكم الراشد ،فإنه من
الضروري إعادة النظر يف القانون 17-84املؤرخ يف 1984/07/17املتعلق بقوانني املالية الذي مل يعد
يتالءم مع املستجدات احلديثة ومتطلبات اإلصالحات السياسية واالقتصادية اليت ينبغي اجراؤها ،وذلك هبدف
حتديث وعصرنة املالية العامة مبا يتالءم مع متطلبات التخصيص األمثل لإليرادات العامة لتحقيق األهداف
املسطرة ،وهذا إبعداد قانون عضوي تكون له قيمة قانونية سامية مقارنة بقوانني املالية العادية ،حيث يصبح
مبثابة دستور للمالية العامة.
إطار النفقات املتوسطة األجل: 6 -2
تتضمن هذه الركيزة جمموع التدخالت الواجب إجنازها لوضع إطار نفقات متوسط األجل يف إطار عملية تسيري
النفقات العامة يف اجلزائر .وميثل "إطار النفقات املتوسطة األجل" جمموعة متجانسة من األهداف اإلسرتاتيجية
وبرامج النفقات العامة ،واليت حتدد اإلطار الذي ،ميكن الوزراء امليدانيني ،اختاذ قرارات توزيع واستعمال مواردهم
املالية .من شأن إطار النفقات متوسطة األجل (املدى) السماح للحكومة حبسن توزيع املوارد العامة على أهم
قطاعات النفقات العامة ،كاألشغال العمومية والسكن والتعليم والصحة والنقل ،وغريها من القطاعات ،وذلك
وفق أولوايت السياسة العامة للدولة( .الصادق األسود ،2011 ،ص)165
املوازنة وفق الربامج واألداء واملتمحورة على النتائج: 6 -3
إن املوازنة وفق الربامج واألداء ،واليت يكون التسيري فيها متمحورا حول النتائج ،تتطلب من املسريين املسئولني
عن وضع الربامج على مستوى الوزارات واألجهزة احلكومية مراعاة حتديد:
األهداف؛
408
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
النتائج املتوقعة؛
مؤشرات النجاعة واألداء؛
تكلفة املوارد الالزمة لبلوغ األهداف املسطرة.
وعلى هؤالء املسئولني ،وبصفة دورية ،تقدمي عرض ابلنتائج احملققة ليتسىن للمعنيني ،من برملانيني ومسريين
ومجهور ،إعادة تقييم دقة الربامج والت أكد من بلوغ األهداف املرجوة .إن األعمال املنجزة يف إطار املوازنة وفق
الربامج واألداء ،واملتمحورة حول النتائج ،هتدف ابألساس إىل تقدمي الدعم الالزم ملختلف اهلياكل (صاحبة
القرارات واألشغال امليدانية) املوضوعة لضمان توجيه اإلصالح املوازانيت( .الصادق األسود ،2011 ،ص)167
6-4تصنيف النفقات العامة:
وتتضمن التدخالت الواجب القيام هبا ،لتحديد كيفيات إعادة تصنيف النفقات العامة ،يف إطار نظام
(أسلوب) موازنة الربامج واألداء .ويتحقق ذلك من خالل تغيري املدونة احلالية حلساابت املوازنة العامة ،بنظام
تصنيف جديد يسمح إبظهارها بشكل جمموعات متجانسة ،حبيث تصنف احلساابت بشكل تفصيلي يضمن
تناسق احملاسبة وجيعل املقارنة الزمنية واملكانية ممكنة يف أية حلظة وكذا إعداد تقديرات امليزانية سهال ،ويضمن
ابلدرجة األوىل رقابة مالية فعالة وهو يتطلب توحيد ميزانية التسيري والتجهيز حتت حساب واحد( .عبد احلميد
صايب وآخرون ،2009 ،ص)17
6-5تقييم األداء:
يتضمن التدخالت الواجب إجنازها ملساعدة املسريين على وضع آليات لتقييم األداء (بنك مؤشرات ،تقرير
وزاري حول املردودية ...،إخل) .هتدف هذه التدخالت املنتظر إجنازها ،إىل وضع تصور لوسائل التقييم من جهة،
ولتكوين املوظفني املعنيني من جهة أخرى .وجتدر اإلشارة إىل ضرورة التمييز بني أنواع مؤشرات األداء اليت قد
تتعلق ابستخدام املوارد (مؤشرات املدخل) أو ابلعملية اليت من خالهلا يتم استخدام املوارد أو انتاج املخرجات
(مؤشرات العملية) أو ابلسلع واخلدمات نفسها (مؤشرات املخرجات) أو قد يكون هلا عالقة ابلنتائج اليت
حتققت من خالل تقدمي تلك السلع واخلدمات وأثر أداء السياسة العامة على اجملتمع (مؤشرات املردود).
(خلف عبد هللا الوردات ،2009 ،ص)277
6-6الربانمج املعلومايت لنظام التسيري املوازانيت:
يتمثل يف وضع عتاد وأنظمة حديثة وانجعة ومالئمة ،بطريقة تسمح بتعزيز إمكانيات عمل وزارة املالية ،وكذا
يهدف إىل وضع نظام يتعلق ابلنفقات اليت تغطي احلاجيات احملاسبية والتسيري املوازانيت الذي يعرف بـ "النظام
املدمج للتسيري املوازانيت " ،والذي يتكون من مادة احملاسبة العمومية اليت جيمع من خالهلا أوجه التسيري املايل
409
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
للنفقات واإليرادات العامة ،ومادة املوازنة للتأكد من وظيفة التسيري واملراقبة( .عبد احلميد صايب وآخرون،
،2009ص)13
وتنقسم هذه الركيزة إىل فرعني:
إعداد خمطط توجيهي لإلعالم اآليل :يهدف إىل تعزيز استعمال اإلعالم اآليل على
مستوى كل من مركز اإلعالم اآليل وتكنولوجيا املعلومات املالية وكذا املديرية العامة
للضرائب.
وضع نظام معتمد لتسيري املوازنة :يشمل هذا النظام على دورة النفقات واحملاسبة
الواجب توفرها عند كل من اآلمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني ،وكذا لدى املصاحل
املسئولة عن تنفيذ املوازنة على مستوى وزارة املالية.
خامتة
من خالل هذا البحث ،حاولنا دراسة اشكالية مدى مسامهة منوذج (أو أسلوب) موازنة الربامج واألداء يف ترشيد
النفقات العامة يف اجلزائر ،وقد خلصنا من خالل دراستنا التحليلية لإلشكالية الرئيسية للبحث إىل الوقوف على
النتائج التالية:
إن مفهوم املوازنة العامة قد تطور بتطور دور الدولة يف خمتلف اجملاالت االقتصادية واالجتماعية
والسياسية ،ونتيجة لذلك فقد انتقل هذا املفهوم من الرتكيز على النواحي القانونية أو الصفة
التشريعية للموازنة العامة إىل الرتكيز على ربطها خبطة التنمية للدولة؛
هتدف موازنة الربامج واألداء إىل ربط رسالة وأهداف اجلهة احلكومية ابلنتائج املتوقعة من
جهة ،وربط االعتمادات ابألهداف املخططة من جهة اثنية ،مما جيعلها أداة مثلى لرتمجة
السياسات العامة للدولة يف شكل برامج ،ووسيلة الختاذ القرارات املتعلقة ابملفاضلة بني الربامج
البديلة واملتنافسة على حتقيق أهداف معينة؛
يتطلب تقييم الربامج ،وفق الفلسفة اليت تقوم عليها موازنة الربامج واألداء ،االستعانة مبجموعة
من مؤشرات األداء اليت تقيس النشاط (أداء اإلدارة) وأخرى تقيس األثر على اجملتمع (أداء
السياسة العامة) ،غري أنه مت تسجيل بعض الصعوابت يف إجياد املؤشرات املناسبة اليت تقيس
عوائد بعض الربامج واملشاريع بشكل دقيق وملموس؛
إن هيكلة وتبويب النفقات وفق أسلوب موازنة الربامج واألداء يسمح بعرض املعلومات
والبياانت املالية للنشاط احلكومي بشكل يساعد يف التخطيط االسرتاتيجي وتوزيع املوارد
بكفاءة وفعالية والرقابة على العمليات؛
410
العدد التاسع موازنة الربامج والآداء مكدخل لرتش يد النفقات العامة يف اجلزائر
جمةل "الإدارة والتمنية للبحوث وادلراسات"
يقدم أسلوب موازنة الربامج واألداء حلوال جوهرية لبعض االختالالت وأوجه القصور اليت
يعاين منها النظام املوازانيت اجلاري العمل به يف اجلزائر املبين وفق أسلوب موازنة البنود ،على
غرار مشكلة عدم ارتباط نفقات التسيري بنفقات التجهيز مما يفتح الباب أمام أشكال هدر
املال ا لعام ،ومشكل اعتماد اجلهات الوصية على نسبة استهالك االعتمادات املالية املخصصة
للمؤسسة كمؤشر لقياس أدائها وعدم األخذ بعني االعتبار ما مت إجنازه من وراء انفاق هذه
االعتمادات.
املراجع املستعملة:
-1امساعيل حسني ،موازنة الربامج واألداء :املفهوم ،الفلسفة واألهداف ،ملتقى موازنة الربامج واألداء يف اجلامعات
العربية ،دمشق ،سوراي2004 ،؛
-2الصادق األسود ،مسامهة احملاسبة العمومية يف ترشيد النفقات العامة-حالة اجلزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر،3
2011؛
-3خلف عبد هللا الوردات وسهيل بسيم الدابس ،احملاسبة احلكومية وإعداد موازنة الربامج واألداء ،مؤسسة الوراق للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن2009 ،؛
-4سعدان شبايكي" ،حنو إدارة أعمال عمومية (حماولة لتطبيق التحليل املايل على بياانت احملاسبة العمومية" ،جملة
جديد االقتصاد ،ع ،1اجلزائر2007 ،؛
-5عبد احلميد صايب وآخرون" ،تقرير يتعلق بتقييم نظام عصرنة أنظمة املوازنة" ،الغرفة األوىل ،جملس احملاسبة ،اجلزائر،
2009؛
-6غازي عبد الرزاق النقاش" ،املالية العامة -حتليل أسس االقتصادايت املالية" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،ط ،04عمان،
األردن2010 ،؛
-7حممد شاكر عصفور" ،أصول املوازنة العامة" ،دار املسرية ،ط ،06عمان -األردن2014 ،؛
-8كريستني الغارد" ،تقرير املدير العام لصندوق النقد الدويل عقب زايرة عمل قادهتا للجزائر" 22 ،مارس .2013
-9ديوان احملاسبة للجمهورية اللبنانية ابلتعاون مع املنظمة العربية لألجهزة العليا للرقابة املالية واحملاسبة" ،أمهية التحول من
موازنة البنود إىل موازنة الربامج واألداء ،ودور اجلهاز األعلى للرقابة يف ذلك" ،دليل اللقاء التدرييب ،لبنان2009 ،؛
-10صندوق النقد الدويل" ،كيف يشجع الصندوق زايدة شفافية املالية العامة؟" ،صحيفة وقائع2014 ،؛
-11بيان اجمللس التنفيذي لصندوق النقد الدويل مبناسبة اختتام مشاورات املادة الرابعة مع اجلزائر لعام ،2014واشنطن،
الوالايت املتحدة األمريكية 11 ،ديسمرب 2014؛
-12بيان اجتماع جملس الوزراء ،اجلزائر 24 ،ماي 2010؛
-13بيان رائسة جملس الوزراء ،اجلزائر 6 ،أكتوبر 2015؛
Conduire l’Action Publique- Des Objectifs aux "Claude Rocher , -14
, Village Monial, Paris, 2003."Résultats
411