You are on page 1of 6

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر العصرنة في ترشيد النفقات العمومية‬

‫المطلب األول‪ :‬دوافع عصرنة أنظمة الميزانية‬


‫إن الهدف الرئيسي من عصرنة أنظمة الميزانية في الجزائر* هو دفع عجلة التنمية لألمام وتحقيق*‪ ‬‬
‫الرفاهية واالزدهار* للمجتمع وخلق جو من الطمأنينة واألمان والرخاء االقتصادي* ألن التنمية عملية‬
‫حضارية شاملة ترتكز* على قدرات ذاتية راسخة ومتطورة تتمثل في قدرة اقتصادية دافعة ومتعاظمة‬
‫‪.‬وقدرة اجتماعية متفاعلة ومشاركة وقدرة إدارية كفئة وقدرة سياسية واعية موجهة‬
‫وعلى هذا األساس فإن الجزائر شهدت في السنوات األخيرة تطورا مذهال في مختلف مناحي الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ساعدها في ذلك الطفرة المالية التي أصبحنا نعيشها بفضل ارتفاع أسعار النفط‬
‫في األسواق العالمية وتناسبا مع هذه الوفرة المالية فإنه تحتم على الدولة وضع حيز التطبيق إستراتيجية‬
‫شاملة الستغالل هذه التدفقات المالية الهامة على الخزينة العمومية من أجل بناء سياسة شاملة ومتفاعلة‬
‫‪.‬مع التطورات* الهامة التي نعيشها ومتكاملة سياسيا اقتصاديا* واجتماعيا‬
‫وبالتالي* فإن إصالح وتحديث األنظمة المالية في بالدنا أصبح من األولويات الكبرى ويشكل ضرورة‬
‫ملحة ألن منظومتنا* المالية يقع على عاتقها العبء األكبر في مسايرة التطور الهائل الذي تعرفه البالد في‬
‫كافة مناحي الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬خاصة وأن المنظومة الحالية أصبح يشوبها* العديد من‬
‫‪.‬النقائص والتي تؤثر بصورة مباشرة وسلبية على تسيير* الموارد المالية للدولة‬
‫إن المنظومة المالية الحالية كانت نتاجا طبيعيا* للظروف التي مرت بها البالد في بداية التسعينيات والتي‬
‫تميزت باالنتقال من االقتصاد* الموجه إلى اقتصاد* السوق ‪ ،‬لكن هذا النمط أثبت عدم جدواه ومسايرته‬
‫لمقتضيات التسيير لمواردنا* المالية بسبب ما يحتوي* عليه من قواعد معقدة وإجراءات صعبة أصبحت‬
‫تشكل بحكم التجربة الميدانية عائقا للقائمين على تسيير المال العام من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ضرورة‬
‫االستعمال العقالني للموارد وذلك لتلبية الطلب االجتماعي المتزايد والمتعاظم* والذي* يتطلب نوعا من‬
‫الصرامة و الفعالية في تسيير المال العام لذا فإن الحكومة الجزائرية أخذت على عاتقها إصالح قطاع*‬
‫المالية العمومية بهدف خلق بيئة مؤسساتية إلحداث التغيير في القواعد واإلجراءات المتعلقة بإعداد و‬
‫تقديم الميزانية العامة للدولة خاصة وأن النظام الحالي تشوبه بعض النقائص و التي يمكن أن نحصرها*‬
‫‪:‬في النقاط التالية‬
‫‪.‬غياب إطار متعدد السنوات في التخطيط* للميزانية‪-‬‬
‫‪.‬ازدواجية الميزانية (االستثمار* والتسيير)‪-‬‬
‫االرتكاز* على الوسائل في تسيير* اإلنفاق العمومي وتجاهلها* للنتائج‪-‬‬
‫‪.‬الوثائق* المتعلقة بالميزانية ال تقدم قراءة واضحة للوضعية المالية‪-‬‬
‫ترتكز* على رقابة قبلية شكلية تحتكم على مطابقة النفقة للقوانين والتنظيمات السارية المفعول دون النظر‪-‬‬
‫‪.‬لفاعليتها والنتائج المراد تحقيقها‬
‫‪.‬الرقابة البعدية ال تأثر باإليجاب في تحسين أداء التسيير المالي‪-‬‬
‫‪.‬النظام الحالي ال يحمل المسؤولية للمسيرين‪-‬‬
‫‪.‬عدم نجاعة نظام المعلومات المعتمد‪-‬‬
‫وبالتالي* فإنه نظرا لهذه النقائص التي أصبحت تؤثر بصورة مباشرة في تسيير المال العام تقرر إصالح‬
‫أنظمة المالية والميزانية في الجزائر عمال بما قامت به بعض الدول التي تتبع نفس النظام المعتمد في‬
‫بالدنا والذي يهدف من وراءه إرساء قواعد النزاهة والشفافية في تسيير المال العام ومن هذا المنطلق‬
‫‪.‬يمكن تلخيص أهدافه في النقاط التالية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اهداف عصرنة أنظمة الميزانية‬
‫تتمثل أهداف مشروع* العصرنة حسب أهداف وأولويات السلطات القائمة على إعداد وتنفيذ القوانين مع‬
‫‪:‬متطلبات العصرنة‪ ،‬وتحدد أهداف كل سلطة كما يلي‬
‫‪:‬بالنسبة للسلطة التنفيذية‪1-‬‬
‫‪.‬وضع نظام تسيير مرتكز* على النتائج واألداء‪-‬‬
‫‪.‬شفافية ووضوح المعلومات‪-‬‬
‫‪.‬مساءلة المسيرين‪-‬‬
‫‪.‬تعزيز* وظيفة االستشارة‪-‬‬
‫‪.‬حوسبة اإلجراءات‪-‬‬
‫‪.‬تعزيز* نظام اعداد التقارير*‪-‬‬
‫‪.‬تحديث إجراءات العمل‪-‬‬
‫‪.‬تحسين نظام التنبؤ‪-‬‬
‫‪:‬بالنسبة للسلطة التشريعية‪2-‬‬
‫تسهيل دراسة الميزانية العامة بالنسبة للبرلمان‪ ،‬إذ أنها تعكس التوجهات السياسية للحكومة‪ ،‬وتمكنه من ‪-‬‬
‫‪.‬محاسبة الحكومة بناء على مدى تحقيق هذه السياسات‬
‫‪.‬عصرنة وتوسيع قدرات وزارة المالية وخاصة في مجال تسيير* النفقات العمومية‪-‬‬
‫معرفة طريقة استخدام الموارد* وتحديث دورة الميزانية بإتباع نظام توزيع للموارد يتماشى مع‪-‬‬
‫‪.‬األولويات*‬
‫استراتيجية االعتماد على مبدأ تعدد السنوات من أجل توضيح الرؤية الالزمة في جانب النفقات‪-‬‬
‫‪.‬العمومية؛ تدخل أكثر للبرلمان في مجال الترخيص ومراقبة النفقات لتوفير الشفافية‬
‫‪.‬زيادة الفعالية بإعطاء حرية أكبر للمسؤولين اإلداريين‪-‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬المحاور الكبرى إلصالح الميزانية‬
‫في هذه النقطة سوف* نتعرض ألهم المحاور التي جاء بها إصالح الميزانية في الجزائر* والتي يسهر على‬
‫تنفيذها وزارة المالية‬
‫‪:‬االعتماد على إطار متعدد السنوات في إعداد الميزانية‪-‬‬
‫هذا األسلوب يعتبر كآلية جديدة وفعالة في تسيير الموارد العمومية كما أنه يعبر بصورة جلية وواضحة‬
‫عن المحاور* الكبرى للسياسة العامة للدولة فيما يخص تقدير النفقات ألنه يأخذ بعين االعتبار ثالثة‬
‫سنوات كاملة في عملية التقدير للنفقات‪ ،‬أي السنة المالية الجارية إضافة لسنتين الحقتين‪ ،‬وهذا ال يعني‬
‫أنه تم التخلي عن مبدأ سنوية الميزانية ألنه يبقى على سنوية الرخصة الممنوحة من طرف البرلمان في‬
‫‪.‬تنفيذ الميزانية‬
‫بمعنى أن اإلطار المتعدد السنوات في إعداد الميزانية يعرض في وثيقة لإلشارة فقط لاللتزامات‬
‫‪.‬المستقبلية للدولة‪ ،‬حيث تتم المصادقة في البرلمان على جزء منه والذي يمثل السنة المالية‬
‫وعلى هذا األساس يمكن للمسيرين على مستوى القطاعات الوزارية تحسين مسار* البرمجة والتحضير*‬
‫للميزانية و بالتالي تحديد أهداف متعددة السنوات فيما يخص عملية اإلنفاق وهو ما يساعدهم في تعديل‬
‫‪.‬البرامج تماشيا مع االعتمادات المتاحة‬
‫نظرا لما سبق ذكره‪ ،‬فان ميزانية متعددة السنوات لدائرة وزارية او محفظة البرامج التي تعبر عن‬
‫أهداف مسطرة من قبلها يتم التصويت عليها حسب البرامج بدال من األبواب و القطاعات في النظام‬
‫الحالي وفقا للدستور والقوانين المعمول بها في هذا الشأن لذا تعتبر البرامج في ظل هذا اإلصالح كآلية‬
‫لتنفيذ الميزانية بحيث تعطي* مرونة أكبر في تسيير النفقات وذلك من خالل مراجعة الطرق الحالية‬
‫‪.‬المتمثلة في عملية إعادة توزيع الميزانية كنقل و تحويل االعتمادات‬
‫‪:-‬االطار الميزانياتي* المتوسط المدى‬
‫لقد قررت السلطات الجزائرية اعتماد قانون عضوي جديد لقوانين المالية يتماشى* والمتطلبات‬
‫الجديدة في ساحة المالية العمومية‪ ،‬وذلك بتبين القانون العضوي رقم ‪ 15-18‬المتعلق بقوانين المالية‬
‫المؤرخ بتاريخ ‪ ،02/09/2018‬حيث من خالله يقترح اعتماد اجراءات وطرق* جديدة تهدف الى‬
‫تحسين تسيير مالية الدولة‪ ،‬وذلك من خالل تحسين األداء في استخدام* األموال العامة والشفافية في‬
‫ادارتها استنادا منهج المساءلة ومدى تحقيق الهدف وتبسيط إجراءات الميزانية والمحاسبة‪ ،‬حيث‬
‫‪:‬تنص المادة ‪ 5‬على ما يلي‬
‫يتم تأطير ميزانياتي* متوسط المدى كل سنة من طرف الحكومة‪ ،‬بناء على اقتراح من الوزير* المكلف‬
‫بالمالية‪ ،‬في بداية إجراء إعداد قوانين المالية‪ .‬ويحدد‪ ،‬للسنة المقبلة والسنتين المواليتين‪ ،‬تقديرات‬
‫اإليرادات والنفقات ورصيد* ميزانية الدولة وكذا مديونية الدولة‪ ،‬عند االقتضاء‬
‫‪.‬يمكن مراجعة التأطير الميزانياتي* المتوسط المدى خالل إعداد مشروع قانون المالية للسنة‬
‫يجب ان يندرج إعداد ميزانية الدولة والمصادقة عليها وتنفـيذها ضمن هدف تغطية مالية دائمة‬
‫‪.‬تـتـمـاشى* مـع اإلطار الميزانياتي المتوسط* المدى‬
‫‪.‬تحدد كيفيات تصميم* وإعداد اإلطار الميزانياتي* المتوسط المدى‪ ،‬عن طريق التنظيم‬

‫إعداد الميزانية وفقا لبرامج ترتكز على تحقيق نتائج‪: 1-‬‬


‫إن هذه الصيغة في إعداد الميزانية على أساس البرامج التي تعد من طرف الدوائر* الوزارية وفقا‬
‫الحتياجاتها* وأهدافها المسطرة مسبقا جاءت لتحل محل األبواب والقطاعات المعتمدة في النظام‬
‫الحالي‪ ،‬وهي تأخذ في الحسبان مؤشرات النجاعة وتسمح لكل دائرة وزارية تخطيط وبرمجة كل‬
‫المبادرات التي تقع تحت مسؤوليتها‪ ،‬حيث أن البرنامج يضم مجموع* المبادرات التي تتالءم مع‬
‫‪.‬األهداف والتوجيهات* العامة للحكومة‪ ،‬كما يسمح بتغطية مالية مناسبة ألنشطة الوزارات‬
‫وعليه فإن البرامج تضم كل نفقات الميزانية الموجهة لوضع حيز التنفيذ للمبادرات الهادفة لتجسيد‬
‫المهام الكبرى المحددة من طرف الدائرة الوزارية وذلك لتلبية احتياجات المرفق العام خدمة للمنفعة‬
‫العامة وهذا لتحقيق أهداف إستراتيجية محددة‪ ،‬كما تجدر اإلشارة بأن البرامج تنقسم إلى برامج‬
‫‪.‬فرعية وهذه األخيرة تدعم بمبادرات‬
‫‪:‬لذا فإن هيكلة ميزانية أي قطاع تكون كما يلي‬
‫الغالف المالي‪>--‬البرامج ‪>--‬البرامج الفرعية ‪-‬المبادرات‬

‫وعلى هذا األساس فان المسيرين المختصين ملزمون بالتسطير* لكل البرامج والبرامج عن الفرعية‬
‫والمبادرات* لدائرتهم الوزارية وكذلك األهداف والنتائج المنتظرة‪ ،‬التكلفة الالزمة لتحقيق األهداف‬
‫ومعايير النجاعة المعتمدة كما هم ملزمون بتقديم تقارير دورية‪ .‬حالة تنفيذ هذه البرامج للتقييم من طرف‬
‫البرلمانيين‪ ،‬أجهزة الرقابة‪ ..‬الخ)‪ ،‬وذلك لتقدير فعالية األهداف والتأكد من تحقيق النتائج المسطرة لها‪،‬‬
‫‪:‬حيث تقاس فعالية هذه البرامج من خالل االعتماد على معايير النجاعة اآلتية‬
‫قياس الفارق بين النتائج الفعلية والنتائج المتوقعة‪-‬‬
‫تقييم النتائج المحصل عليها مقارنة بالنتائج المنتظرة والموارد* المسخرة هذا ما يسمح بوضع تعديالت‪-‬‬
‫‪.‬على المبادرات المقترحة‬
‫‪:‬إذن هذا النمط الجديد في إعداد الميزانية يجبر كل القطاعات الوزارية على ما يلي‬
‫‪.‬تحديد اختصاصاتها‪-‬‬
‫‪.‬تحديد مدونة األنشطة الخاصة بها والغالف المالي الضروري* إلنجاز أهدافها‪-‬‬
‫‪.‬إعداد برنامج اإلدارة العامة‪-‬‬
‫‪.‬تحديد مراكز المسؤولية المكلفة بالبرامج‪-‬‬
‫‪.‬تحديد أهداف كل برنامج من خالل إعداد تقرير سنوي حول األولويات والتخطيط* لها‪-‬‬
‫تحديد النتائج المتوقعة ومؤشرات النجاعة المعتمدة في ذلك‪. -‬‬
‫وخالصة لذلك فإن هذه الصيغة في إعداد الميزانية تضم االعتمادات الممنوحة لقطاع وزاري معين‬
‫‪.‬حسب البرامج‬
‫أما البرامج فهي تضم إجمالي المبادرات التي تتوافق مع األهداف والتوجيهات العامة المسطرة من طرف‬
‫‪:‬الحكومة‪ ،‬كما تسمح بتدعيم هذه المبادرات باإلمكانيات المالية المناسبة لذا فهي تكون‬
‫‪.‬محاطة بأهداف محددة‪-‬‬
‫‪.‬مبنية على أساس نتائج مسطر لها‪-‬‬
‫‪. -‬تقيم من خالل عوامل النجاعة‬

‫‪:‬االعتماد على التخطيط المتوسط المدى‪2-‬‬


‫إن هذه الطريقة تعتمد على التخطيط* المتوسط المدى للتحضير للسياسة المالية و هي عبارة عن سياسة‬
‫تقديرية للميزانية على مستوى االقتصاد الكلي و يتجسد ذلك في وثيقة تقدر من خاللها المصالح المختصة‬
‫السياسة المالية على عدة سنوات‪ ،‬وهذا ال يعني أنه قد تم التخلي عن مبدأ السنوية في إعداد الميزانية بل‬
‫العكس فان هذه السياسة ستعزز هذه الفكرة وتعطيها دفعا من خالل اعتمادها على سياسة تقديرية متعددة‬
‫السنوات من شأنها أن تعطي صورة واضحة للمسيرين في إعداد السياسة المالية وعليه فإن االعتماد على‬
‫‪:‬التخطيط* المتوسط المدى يرجى من وراءه‬
‫ضمان استمرارية السياسة المالية المبنية على أساس اكتشاف* الموارد المتوفرة و التنقيب عنها وتحديد*‪-‬‬
‫‪.‬األولويات* والمتطلبات المالية‬
‫‪.‬ضمان التجانس بين الموارد والنفقات‪-‬‬
‫‪.‬إعداد نظام لتوزيع* الموارد* يتطابق مع األولويات* المحددة‪-‬‬
‫‪.‬كما يحدد مفهوم سقف النفقة حسب القطاع ألنه يعتبرها العنصر* األساسي في التأطير إلعداد الميزانية‪-‬‬
‫‪:‬االعتماد على إطار متعدد السنوات في إعداد الميزانية‪3-‬‬
‫هذا األسلوب يعتبر كآلية جديدة وفعالة في تسيير الموارد العمومية كما أنه يعبر بصورة جلية وواضحة‬
‫عن المحاور* الكبرى للسياسة العامة للدولة فيما يخص تقدير النفقات ألنه يأخذ بعين االعتبار ثالثة‬
‫سنوات كاملة في عملية التقدير للنفقات‪ ،‬أي السنة المالية الجارية إضافة لسنتين الحقتين‪ ،‬وهذا ال يعني‬
‫‪.‬أنه تم التخلي عن مبدأ سنوية الميزانية كما سبق ذكره أنفا‬
‫‪.‬ألنه يبقى على سنوية الرخصة الممنوحة من طرف البرلمان في تنفيذ الميزانية‬
‫بمعنى أن اإلطار المتعدد السنوات في إعداد الميزانية يعرض في وثيقة لإلشارة فقط لاللتزامات‬
‫‪.‬المستقبلية للدولة‪ ،‬حيث تتم المصادقة في البرلمان على جزء منه والذي يمثل السنة المالية‬
‫وعلى هذا األساس يمكن للمسيرين على مستوى القطاعات الوزارية تحسين مسار* البرمجة والتحضير*‬
‫للميزانية و بالتالي تحديد أهداف متعددة السنوات فيما يخص عملية اإلنفاق و هو ما يساعدهم في تعديل‬
‫‪.‬البرامج تماشيا مع االعتمادات المتاحة‬
‫نظرا لما سبق ذكره‪ ،‬فان ميزانية متعددة السنوات لدائرة وزارية ما والمشكلة من مجموعة من البرامج‬
‫التي تعبر عن أهداف مسطرة من قبلها يتم التصويت عليها حسب البرامج بدال من األبواب و القطاعات‬
‫في النظام الحالي وفقا للدستور والقوانين المعمول بها في هذا الشأن لذا تعتبر البرامج في ظل هذا‬
‫اإلصالح كآلية لتنفيذ الميزانية بحيث تعطي مرونة أكبر في تسيير النفقات وذلك من خالل مراجعة‬
‫‪.‬الطرق* الحالية المتمثلة في عملية إعادة توزيع الميزانية كنقل و تحويل االعتمادات‬
‫مراجعة مدونة الميزانية ‪4-‬‬
‫إن التصنيف الجديد المقترح في اإلصالح محل الدراسة جاء لسد الثغرات الموجودة في التصنيف السابق‬
‫حيث يسمح بجمع المعلومات المالية بصورة واضحة وعميقة ويطور* كيفية عرضها بأسلوب موحد ‪ ،‬كما‬
‫يسمح بإعطاء قراءة واضحة للمراقبين بصورة تمكنهم من معرفة المسؤولين اإلداريين الموكلة لهم عملية‬
‫تنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬كما يعينهم في تقييم النتائج المتوقعة من هذه العملية مقارنة بطبيعتها االقتصادية‬
‫‪.‬صوب األهداف المعلنة من خالل البرامج المخصصة لذلك‬
‫كما يضمن الوصول إلى مقارنة نفقات الميزانية وفقا آلفاق متعددة تضمن تقديم الحسابات‪ ،‬مقارنتها*‬
‫‪:‬بالتكاليف* الفعلية باألهداف والنتائج المتوقعة‪ ،‬وعليه يمكن تلخيص هذه التصنيفات إلى أربعة هي‬
‫‪:‬تصنيف* حسب النشاط‪-‬‬
‫يضم النفقات حسب البرامج وفقا لألولويات والتوجيهات العامة المسطرة من طرف الدولة‬
‫‪: -‬تصنيف إداري‬
‫أي حسب مراكز المسؤولية وفقا للدور الجديد للمسير في هذا اإلصالح‬
‫‪ -‬تصنيف حسب الطبيعة االقتصادية للنفقة ‪:‬‬
‫يسمح بتجميع النفقات المالية بطريقة تمكن من معرفة دقيقة لألموال العمومية الممنوحة مما يسهل عملية‬
‫‪.‬المراقبة‬
‫‪:‬تصنيف* نفقات الميزانية حسب المهام الكبرى للدولة ‪-‬‬
‫‪...‬أشغال عمومية‪ ،‬ري‪ ،‬صحة‪ ،‬تعليم‬
‫‪:‬إعداد ميزانية موحدة تضم كافة نفقات الدولة‪ 5-‬‬
‫من المعلوم أن الميزانية هي سجل لما تتوقع السلطة التنفيذية أن تنفقه وأن تحصله من مبالغ مالية خالل‬
‫السنة وهي تعكس بما تتضمنه من نفقات وإيرادات والمبالغ المرصودة لكل منهما برنامج الحكومة في‬
‫الفترة المستقبلية على األصعدة السياسية واالقتصادية واالجتماعية بحيث تدرج جميع نفقات وإيرادات‬
‫‪.‬الدولة في وثيقة واحدة حتى يسهل معرفة مركزها* المالي وتسهل عملية مراقبتها‬
‫وعليه فإن مشروع* إصالح أنظمة الميزانية المقترح يهدف إلى إعدادها وفقا لما يعرف بمبدأ وحدة‬
‫الميزانية ويتم ذلك من خالل إعداد وثيقة واحدة تضم إجمالي نفقات الدولة الخاصة بالتسيير* االستثمار‬
‫واإلعانات غير أن هذه األخيرة‪ ،‬أي اإلعانات التي تمنحها الدولة سوف يتم تمويلها عن طريق اعتمادات‬
‫‪.‬التحويل‬
‫إن مفهوم اعتمادات التحويل أصبح يستعمل حاليا في كافة اإلدارات العمومية المعاصرة حيث يستخدم*‬
‫للتحكم في تسيير تحويالت األموال الموجهة لألشخاص‪ ،‬المؤسسات التنظيمات االجتماعية والجماعات‬
‫‪.‬المحلية‬
‫إن عمليات التحويل التي تقوم بها الدولة في هذا السياق‪ ،‬تهدف إلى تقديم دعم مالي للمستفيد منها وفقا‬
‫لطرق* متعددة‪ ،‬كما أنها تحدد المستفيد النهائي من هذه المساعدة ويتم تحويلها عن طريق* هيئة وسيطة‬
‫‪:‬تقوم بعملية تسديد هذه اإلعانة باسم الدولة مثل‬
‫‪.‬تلك المنح التي يتلقاها الطلبة الجامعيين عن طريق الديوان الوطني* للخدمات الجامعية باسم الدولة‬
‫كما يجدر التوضيح أنه في سياق هذا اإلصالح‪ ،‬الدائرة الوزارية سوف* تحصل على غالف مالي واحد‬
‫إلعداد الميزانية الخاصة بها‪ ،‬وبالتالي* المسيرين على مستوى* هذه القطاعات هم ملزمون بتوزيع* هذه‬
‫‪.‬االعتمادات على البرامج وحسب الطبيعة االقتصادية للنفقة بغية تحقيق النتائج المسطرة‬

You might also like