Professional Documents
Culture Documents
موازنة البرامج في الجزائر - مقاربة نظرية -
موازنة البرامج في الجزائر - مقاربة نظرية -
ملخص:
تهدف الدراسة إلى التعرف على موازنة البرامج واألداء كنظام إلعداد املوازنة العامة للدولة يهتم
أساسا بقياس األداء من أجل ضمان نجاعة األموال العمومية والجزائر كغيرها من الدول العالم بدأت في
إصالحات النظام املوازناتي باالنتقال التدريجي نحو موازنة البرامج واألداء إضافة إلى تحليل أهم ما جاء به
القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية في مجال تطبيق موازنة البرامج واألداء بشكل فعال يمكن
من تحقيق األهداف املرجوة من هذه اإلصالحات .وخلصت الدراسة إلى التوصل أن الجزائر رغم بداية
اإلصالح من 2005وإصدار القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية سنة 2018إال أنها تعتبر متأخرة في
تطبيق موازنة البرامج واألداء الذي سيبدأ العمل بها ابتداء من 2023رغم السلبيات التي تتصف بها موازنة
البنود ،وفي األخير أوصت الدراسة بضرورة تدارك النقائص في أليات تطبيق موازنة البرامج واألداء سواء
فيما تعلق بالجانب التشريعي أو الجانب اإلجرائي وذلك بهدف تحقيق اإلصالح والوصول إلى رفع األداء في
القطاع العام.
كلمات مفتاحية :املوازنة العامة للدولة ،موازنة البرامج ،القانون العض وووي ،15-18قانون املالية ،إص ووالح
امليزانية
تصنيفات H61 :JEL؛H72
Abstract :
The study aims to identify the budgeting of programs and performance as a system for
__________________________________________
املؤلف املرسل :بن قويدر حياة ،اليميلbenkouider.hayet@gmail.com :
118
حياة بن قويدر
the preparation of the State's general budget, which is primarily concerned with measuring
performance in order to ensure the effectiveness of public funds. Algeria, like other countries
around the world, has begun to reform the budgetary system by gradually moving towards the
budgeting of programs and performance, as well as analyzing the most important provisions
of the 18-15 Organic Act on Financial Laws in order to effectively implement program
budgeting and performance., the study recommended that deficiencies in program budgeting
and performance mechanisms should be remedied in terms of both the legislative and the
procedural aspects, with a view to achieving reform and achieving higher performance in the
public sector.
Keywords: State budget, Program budget, organic law18-15, finance law, budgetary reform
JEL Classification Codes : H61 ; H72
.1مقدمة :
تعد املوازنة العامة للدولة برنامجا ماليا يعبر عن الخطة املالية للدولة فهي عبارة عن بيان
تقديري مفصل يحتوي على اإليرادات العامة التي يتوقع أن تحصلها الدولة والنفقات التي يلزم
إنفاقها ،لهذا هي تعتبر أهم عمل اقتصادي حيث تمثل إستراتيجية الدولة األساسية والرؤية للنشاط
االقتصادي واملالي فهي تؤثر على السياسة االقتصادية بأكملها ،كما أنها تعتبر أداة سياسية بامتياز
سواء من جانب الوسائل املخصصة ومن جانب تحقيق األهداف ذات األثر االجتماعي.
نظرا ألهمية املوازنة العامة للدولة قامت العديد من الدول املتقدمة في سبعينيات القرن
املاض ي بالعديد من اإلصالحات آللياتها التسييرية للموازنة العامة وكان من ضمن هذه اإلصالحات
استخدام طرق تسيير القطاع الخاص في القطاع العام أو ما عرف» املانجمنت العمومي الحديث
« New Public Managementو هذا بهدف تحسين كفاءة وفعالية القطاع العام من خالل ربط
تمويل مؤسسات القطاع العام بالنتائج التي تحققها إضافة إلى التغييرات املؤسسية والرقابية لتعزيز
املساءلة العامة عن األداء و يتم تحقيق هذا باستخدام موازنة البرامج واألداء بدال عن أنواع أخرى
من املوازنات التقليدية التي ال تهتم بالنتائج املحققة من خالل األنفاق العمومي ،وذلك ألن موازنة
البرامج واألداء تقوم على النتيجة النهائية ،اإلستراتيجية (الطرق املختلفة لتحقيق النتيجة النهائية)
119
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
والنشاط (ما يتم فعله بالفعل لتحقيق النتيجة النهائية) أي أن موازنة البرامج واألداء تعتبر شكل من
أشكال املوازنة التي تؤسس التبعية بين األموال املخصصة والنتائج القابلة للقياس.
والجزائر على غرار باقي دول العالم لم تبقى في منأى عن التغيير واالستجابة ملتطلبات التسيير
الفعال لألموال العمومية خاصة مع التوصيات التي فرضتها الهيئات املالية الدولية صندوق النقد
الدولي والبنك العاملي إضافة إلى التزايد املستمر في النفقات العمومية ونقص التحكم في اإليرادات
جراء عدم استقرار أسعار النفط ،حيث قامت بالعديد من اإلصالحات منذ نهاية التسعينيات
ملواكبة التحوالت العاملية في مجال تسيير املالية العمومية إلى غاية إصدار القانون العضوي 15-18
املتعلق بقوانين املالية الذي يعتبر تتويجا ملسار اإلصالح ،حيث تسعى الجزائر من خالل هذا القانون
إلى تحقيق إطار موازناتي يمكن من الوصول إلى األهداف املسطرة والتحسين من مستوى األداء
ومسايرة املمارسات الدولية في تسيير املالية العمومية ،ولعل من أهم محاور اإلصالح الخاص
باملوازنة في الجزائر هو التخلي عن موازنة البنود واالعتماد على موازنة البرامج واألداء بهدف تحقيق
نجاعة النفقات العمومية وحوكمة املالية العمومية الذي سيبدأ العمل به ابتداء من سنة .2023
لذلك سنحاول من خالل هذه الورقة اإلجابة على اإلشكالية التالية:
1.1إشكالية البحث:
على ضوء ما تقدم يمكن طرح اإلشكالية التالية :كيف يمكن تحقيق الصالح امليز انياتي من
خالل التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج؟
2.1فرضيات البحث:
لإلجابة على إشكالية الدراسة تمت صياغة الفرضية أو الفرضيات اآلتية:
موازنة البرامج اتجاه حديث في تسيير املالية العمومية من أجل التأثير على فعالية اإلنفاق -
العام.
القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية يعتبر إطار تنظيمي للمحاور الكبرى لإلصالح -
امليزانياتي.
3.1أهداف البحث:
يمكن تلخيص أهداف الدراسة فيما يلي :استعراض اإلطار املفاهيمي ملوازنة البرامج واألداء -
كنظام بديل فعال لألنظمة األخرى املستخدمة في إعداد املوازنات.
دراسة محاور اإلصالح امليزانياتي وفق ما جاء به القانون العضوي .15-18 -
120
حياة بن قويدر
تبيان مدى أهمية موازنة البرامج واألداء كنظام فعال لتسيير األموال العمومية يضمن نجاعة -
األموال العمومية من خالل التركيز على األداء.
4.1أهمية البحث:
تكمن أهمية هذه الدراسة في أهمية دور القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية كونه
إطار تنظيمي وتشريعي لإلصالح امليزانياتي وعصرنة نظام امليزانية والتحاق الجزائر بالدول التي
اعتمدت على موازنة البرامج كإحدى آليات تحديث التسيير العمومي ،وتأتي هذه الدراسة لتوضيح
األليات التي تمكن من التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج ابتداء من قانون املالية
لسنة2023
5.1منهج البحث واألدوات املستخدمة:
ملعالجة موضوع الدراسة تم االعتماد على املنهج الوصفي وذلك للتعرف على اإلطار النظري
الذي يخص موازنة البرامج ،كما استخدمنا املنهج التحليلي بغرض تحليل املستجدات التي جاء بها
القانون العضوي والسياق العام لإلصالح امليزانياتي إضافة إلى دراسة متطلبات وكيفية تطبيق
موازنة البرامج واألداء في الجزائر
6.1هيكل البحث:
لإلجابة على إشكالية البحث تم تقسيم البحث إلى محورين أساسيين :املحور األول للمقارنة
بين القانون 17-84املتعلق بقوانين املالية والقانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية ،بينما
املحور الثاني ملوازنة البرامج كأداة لنجاعة ترشيد النفقات العمومية
7.1الدراسات السابقة:
هناك العديد من الدراسات التي تناولت املوضوع ال يسعنا ذكرها كلها إال أننا سنركز على
بعض منها:
دراسة ( حجيلة بن وارث ،عبد الغني عكة) :ميزانية البرامج أداة لضبط اإلنفاق العمومي في •
الجزائر هدفت الدراسة إلى ايجاد عالقة بين ترشيد النفقات العمومية من خالل العمل
بميزانية البرامج بدل ميزانية البنود وشرح أهم محاور اإلصالح وكيفيات تطبيقه.
دراسة (الياس كشاوي) :استراتيجية إرساء أسلوب املوازنة العامة حسب البرامج واألهداف •
في الجزائر تناولت الدراسة أحكام القانون العضوي فيما يتعلق بموازنة البرامج.
121
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
.2مقارنة بين القانون 17-84املتعلق بقوانين املالية والقانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين
املالية
1.2مشروع عصرنة امليزانية في الجزائر:
من أجل ضمان فعالية تسيير املال العام وترشيد النفقات وفق ما تقتضيه مبادئ الحوكمة،
تبنت الجزائر مشروع عصرنة امليزانية ولتفعيل هذه العصرنة كان لزاما تشريع قانون يمكن من ذلك
حيث أن أحكام القانون السابق 17-84املتعلق بقانون املالية أصبحت ال تواكب متطلبات تحديث
املالية و جاء القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية حيث تضمنت أحكام هذا القانون
العضوي الجديد تحوالت جذرية في أليات تسيير اإلدارات العمومية من خالل االنتقال من موازنة
البنود التي تعتبر أداة للرقابة على الصرف فقط وتعتمد على ثقافة التسيير القائمة على الوسائل
واإلجراءات إلى موازنة البرامج واألداء التي تعتبر تبويب حديث للموازنة وتعطي األهمية إلى تحسين
كفاءة اإلنفاق العام و أداء برامج و أعمال الدولة
1.1.2نقائص القانون 17-84املتعلق بقوانين املالية:
أثبت القانون 17-84املتعلق بقوانين املالية محدوديته في تسيير املال العام حسب التطورات
الحاصلة في املجال املالي واالقتصادي على املستويين الدولي والوطني ،حيث سجل االطار امليزانياتي
في القانون 17-84جملة من النقائص نلخصها فيما يلي:
عدم تطابق قانون املالية مع النصوص الدستورية حسب أحكام املادة 141من دستور -
" 2016الذي يفرض طابع القانون العضوي نفسه على املستوى القانوني ,اذ يفضل الدستور
القانون العضوي الخاص بقوانين املالية عن القوانين العادية ,و بالتالي سيصبح له من
الناحية القانونية قيمة اكبر من تلك التي تتمتع بها القوانين املالية نفسها .حيث أن تبني
القانون العضوي 15-18ضرورة ملحة تطلبتها املتطلبات الشكلية للدستور.
عدم دمج ميزانيتي التسيير والتجهيز أو ما يعرف بازدواجية امليزانية حيث أدت هذه االزدواجية -
إلى سوء تخصيص النفقات فنفقات التسيير مهيكلة حسب الدوائر الوزارية في حين ان نفقات
التجهيز مهيكلة حسب القطاع.
ضعف التسيير العمومي املالي بحيث ال وجود لترشيد النفقات العمومية وال تحسين لكفاءة -
او فعالية التدخالت العمومي،نظرا لضعف الربط بين املخطط التسيير و اآلثار املترتبة عليه
من الناحية االقتصادية و االجتماعية.
122
حياة بن قويدر
غياب إطار متعدد السنوات للنفقات :يعتبر مبدأ السنوية غير مناسب لنفقات املشاريع ذات -
املدى املتوسط والطويل أي غياب التخطيط متعدد السنوات
ضعف الشفافية في تقديم وثائق امليزانية :وثائق امليزانية املقدمة وخصوصا للبرملان ال تقدم -
كل املعلومات وبالتالي ال يمكن الحصول على قراءة واضحة للوضعية املالية.
عدم فعالية نظام املعلومات :ويعود هذا الضعف إلى االستخدام املحدود ألحدث وسائل -
اإلعالم األلي وعدم دمج املعلومات في شبكة مركزية موحدة ،وهذا ما يؤدي إلى عدم امكانية
إعداد تقديرات اقتصادية دقيقة لكل من النفقات وااليرادات.
عدم تحميل املسؤولية للمسؤولين :أي انعدام فكر املسؤول املسير فالقانون 17-84ال يحمل -
أي مسؤولية للمسؤولين مما يؤثر على النجاعة في األداء وتطبيق مبادئ الحوكمة في التسيير.
2.1.2القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية:
يعتبر القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية LOLFنص تشريعي يحدد اإلطار القانوني
لقوانين املالية ويتميز بأنه قانون عضوي أي له قيمة أكبر من القانون العادي وهو يمثل '' دستور
مالي'‘ ،أي أن مهمة LOLFتتمثل في تنظيم وتوفير إطار قانوني لقوانين املالية من خالل تحديد
محتوى قانون املالية ،كيفية عرض قوانين املالية وإجراءات املراجعة والتصويت على قوانين املالية
• أهداف القانون العضوي :تمثلت األهداف التي جاء بها هذا القانون العضوي فيما يلي (حاج
جاب هللا:)2021 ،ترسيخ ثقافة النتائج من خالل توجيه امليزانية نحو األداء (تحديد
االلتزامات والنتائج) ،زيادة شفافية معلومات املوازنة من خالل تحسين تقديم الوثائق ذات
الصلة ،إضافة إلى تشجيع النقاش حول الخيارات اإلستراتيجية في مسائل امليزانية.
• إصدار القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية:
العداد :القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية الصادر في 02سبتمبر 2018جاء -
كنتيجة إلصالحات انتهجتها الحكومة ملدة 12سنة حيث تم الشروع في إعداده في 2006تزامنا
مع البدء في مشروع عصرنة امليزانية في 2005من خالل ابرام وزارة املالية ( ممثلة في املديرية
العامة للميزانية) عقد مع مكتب استشارات كندي SOGEMA CRCمن أجل وضع تصور
إ
شامل إلصالح املالية العمومية وذلك في إطار القرض املقدم من طرف البنك العاملي ( Crédit
،)n :7047-ALوقد نتج عن هذا العقد مجموعة من التقارير التي مكنت من صياغة أهم
محاور هذا القانون وتركزت حول محورين (كشاوي:)2022 ،
123
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
محور متعلق بامليزانية :يهدف هذا املحور إلى وضع نظام جديد لتسيير النفقات يشمل كل من -
إعداد امليزانية ،املحاسبة والرقابة على النفقات العمومية وتمت صياغته في أربع مقومات:
إعداد امليزانية وفق نظام متعدد السنوات. أ
ب تحسين عرض امليزانية العامة للدولة
ت تطوير وظيفة االستشارة لوزارة املالية
ث إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات العمومية
محور متعلق بنظم املعلومات واإلعالم األلي: -
إعداد وتطوير نظام مدمج لعملية التسيير امليزانياتي. أ
ب تحسين الهياكل التكنولوجية من خالل إنشاء مديرية مركزية لإلعالم األلي.
ويعد املحور األول املتعلق بامليزانية أكبر محور عملت عليه وزارة املالية ،فقد تم تكليف املكتب
الكندي CRC SOGEMAبإنجاز كل من:
إعداد امليزانية وفق النظام املتعدد السنوات تم الشروع فيه من 2004إلى 2007وذلك من أ
خالل تجربته على مستوى املديرية العامة للميزانية بالتنسيق مع 5وزارات بهدف إعداد
ميزانية 2010ونظرا لعدة معوقات لم يتمكن من ذلك.
ب تحسين عرض ونشر امليزانية العامة حيث أعد نظام اإلعالم اآللي يعرف بو :نظام التسيير
الحكومي املدمج للميزانية Système intégré gouvernemental du budgétisation
ت إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات العمومية حيث تم تكليف مكتب استشارات فرنس ي
GIP-ADETEFمن أجل الشروع في إعداد مخطط محاسبي جديد يتماش ى مع املعايير
املحاسبية الدولية للقطاع العمومي.
النفاذ :نظرا للتغييرات الجذرية التي ستطرأ على هيكلة املوازنة العامة للدولة قد تم تأجيل أ
دخول القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية حيز التنفيذ إلى غاية ،2023حيث
اعتمدت وزارة املالية على التطبيق التدريجي ألحكام هذا القانون ،وتم إدراج كتلة وظيفي و و و و و و و و وة
وعملياتية كل سنة مالية ابتداء من تاريخ صدوره ليبلغ استيعاب آليات ميزانية البرام و و و و و و و و و و و و و و وج
والتسيير القائم على النتائج مستواه الكلي في .2023
2.2مقارنة بين القانون 17-84والقانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية:
نظرا لألسباب التي فرضت إصدار القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية فإنه جاء
باختالفات شكلية وجوهرية عن القانون السابق 17-84سنلخصها فيما يلي:
124
حياة بن قويدر
من حيث التشريع (املعايير القانونية) :يعتبر القانون ( 17-84القانون 17-84املتعلق أ
بقوانين املالية املعدل واملتمم/10 ،جويلية )1984/مجرد قانون عادي حيث أن القوانين
العادية أقل مرتبة من القانون العضوي .وتتعلق بإحدى املجاالت و امليادين الواردة باملادة
140من دستور 29(2016مجاال) حيث أن القانون رقم 84-17املتعلق بقوانين املالية املعدل
واملتمم ،جاء تنفيذا ألحكام املادة 151من دستور 1976والتي نصت على أن البرملان يشرع
بقانون في مجال التصويت على امليزانية،أما القانون ( 15-18القانون العضوي 15-18املتعلق
بقوانين املالية )2018/09/02 ،فهو قانون عضوي حيث يخضع ملراقبة مطابقة النص مع
الدستور من طرف املجلس الدستوري قبل صدوره.
من حيث التنظيم :حسب املادتين 02و 03من القانون 17-84فإنه يكتس ي :يكتس ي طابع ب
قانون املالية قانون املالية و قوانين املالية التكميلية و املعدلة إضافة إلى قانون ضبط امليزانية
كما يقر و يرخص قانون املالية للسنة ،بالنسبة لكل سنة مدنية ،مجمل موارد الدولة و
أعباءها وكذا الوسائل املالية األخرى املخصصة لتسيير املرافق العمومية كما يقر ويرخص
عالوة على ذلك املصاريف املخصصة للتجهيزات العمومية وكذا النفقات بالرأسمال.أما
حسب القانون العضوي فإن طابع قانون املالية يكتس ي قانون املالية للسنة ،قوانين املالية
التصحيحية والقانون املتضمن تسوية امليزانية كما يتم تأطير ميزانياتي متوسط املدى ،كل
سنة من طرف الحكومة ،ويحدد للسنة املقبلة و السنتين املواليتين تقديرات اإليرادات و
النفوقوات و رصيد ميزانية الدولة وكذا مديونية الدولة عند االقتضاء و هذا حسب املادتين
04و 05من القانون العضوي
من حيث االعتمادات :حسب القانون 17-84فإن االعتمادات املفتوحة توضع بموجب ت
قانون املالية تحت تصرف الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيير و كذا املتصرف ووين
العموميين الذين لهم مسؤولية تنوفويذ برامج التجهيزات املمولة باملساهمات النهائية و كذا
املستفيدين فيما يخص النفقات بالرأسمال كما تخصص خصص هذه االعتمادات و توزع
حسب الحاالت على الفصول أو القطاعات التي تتضمن النفقات حسب طبيعتها أو أغراض
استعمالها ،وفقا ملدونات تحدد عن طريق التنظيم .أما في القانون العضوي فإن االعتمادات
املالية تفتح بموجب قوانين املالية لتغطية أعباء ميزانية الدولة ،و توخوصص االعتمادات
املالية حسب البرنامج كما يرفق مشروع قانون املالية للسنة بوثائق مجمعة في ثالثة أحج و و و و و وام
125
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
و هي :مشروع ميزانية الدولة ،ت وق ووري وور عوون األولوووي ووات و ال وت وخ ووطيط الذي يعده الوزي و و و و و و و و و و و و و و و و و و و ور
أو مسوؤول املؤسسة العمومية املكلف بتسيير محفظة البرامج ،التوزيع اإلقليمي مليزانية
الدولة حسب البرنامج و املتمحورة حول النتائج ،و تكتس ي امليزانية حسب البرنامج طابعا
سنويا او متعدد السنوات ،أما فيما يتعلق بطبيعة االعتمادات فهي إما تقييمية أو وقتي و و و و و و و و وة
أو حصرية حسب القانون 17-84في حين أنها حسب القانون العضوي 15-18فهي حصرية
أو تقييمية ،و كذلك يوجد اختالف بين القانونين فيما يخص حركة هذه االعتمادات فحسب
املادة 34من القانون 17-84فإنه ال يجوز القيام بأي اقتطاع من الفصول التي تتضمن
النفقات املخصصة للمستخدمين إلى فصول تتضمن أنواع أخرى من النفقات بالنسبة إلى
ميزانية التسيير ،في حين أنه حسب املادة 33من القانون العضوي 15-18فإنه يمكن إجراء
نقل أو تحويل في االعتمادات املالية خالل السنة املالية الجارية لتعديل التوزيع األولي
العتمادات البرنامج.
من حيث االيرادات :ال يمكن تخصيص أي إيرادات لتغطية نفقة خاصة تستعمل موارد ث
الدولة لتغطية نفقات امليزانية العامة للدولة بال تمييز حسب املادة 08من القانون 17-84في
حين أنه يمكن أن ينص قانون املالية صراحة على تخصيص إيرادات لتغطية بعض النفقات
املتعلقة بما يلي :اإلج و وراءات ال وخوواصوة ضموون امليزانية للدولة التي تحكم األموال املخصصة
للمساهمات أو استعادة االعتمادات املالية والحسابات الخاصة للخزينة .وأضاف القانون
العضوي أنه يمكن للدولة اللجوء لتمويل كلي أو جزئي لعمليات االستثمار العمومي ،في إطار
تعاقدي أو شراكة مع شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص ،مع مراعاة إطار
النفقات املتوسط املدى وكذا البرامج املقررة في القطاع املعني.
من حيث وثائق امليزانية :هناك العديد من الفروقات و اإلضافات التي جاء بها القانون ج
العضوي 15 – 18نلخصها كما يلي :القانون 17-84كان يحتوي على جزئين الجزء األول
مخصص لألحكام التي تتعلق بتحصيل املوارد العمومية والجزء الثاني مخصص لالعتمادات
املطبقة بصدد امليزانية كما يرفق قانون املالية بتقرير تفسيري للتوازن االقتصادي واملالي
إضافة إلى ملحقات تفسيرية أخرى في حين أن القانون العضوي 15-18يعتبر أكثر تفصيال إذ
يحتوي على أربعة أجزاء و يتعلق الجزء األول منه بو :األحكام املتعلقة بالترخيص السنوي
لتحصيل املوارد العمومية وتخصيصها ،وكذا مبلغ املوارد املتوقعة من طرف الدولة التي من
شأنها أن تسمح بتغطية العمليات امليزانياتية و املالية للدولة ،كما يحدد الجزء الثاني امليزانية
126
حياة بن قويدر
العامة حسب كل وزارة ومؤسسة عمومية ،مبلغ رخص االلتزام و اعتمادات الدفع ،مبلغ
اعتمادات الدفع و عند االقتضاء رخص االلتزام لكل حساب من حسابات التخصيص
الخاص والسقف املكشوف املطبق على الحسابات التجارية.ويتعلق الجزء الثالث بو :رخصة
منح ضمانات الدولة و تحديد نظامها ،رخصة التكفل بديون الغ ووير و تحديد نظامها ،األحكام
املتعلقة بوعاء و نسبة و كيفيات تحصيل اإلخضاعات مهما كانت طبيعتها.و يتضمن الجزء
الرابع ثمانية جداول تفصل كل من االعتمادات االيرادات التوازنات املالية واالقتصادية
للدولة قائمة الضرائب و االخضاعات وغيرها.
من حيث اإلضافات التي جاء بها القانون العضوي :15-18وقد أضاف هذا القانون مجموعة ح
من العمليات املالية لم تكون موجودة في سابقه مثل:
حسابات الدولة حيث :تمسك الدولة محاسبة ميزانياتية تنقسم إلى: •
محاسبة االلتزامات ومحاسبة اإليرادات ونفقات امليزانية قائمة على مبدأ محاسبة الصندوق. -
محاسبة عامة. -
محاسبة تحليل التكاليف. -
مؤشرات األداء :حيث يرفق قانون املالية املتضمن تسوية امليزانية تق وورير وزاري للمردودية، •
يوضح الظروف التي نفذت فيها البرامج املسجلة في امليزانية وك ووذا مدى بلوغ األهداف املتوقعة
التي يتم قياسها وتوتوبعها من خالل مؤشرات األداء املرتبطة بها ،والنتائج املحققة والتفسيرات
املتعلقة بفوارق املعاينة.
• التصديق على الحسابات :التصديق على حسابات الدولة من طرف مجلس املحاسبة ،الذي
يعتبر محافظ حسابات الدولة واملكلف بالتدقيق وإبداء الرأي حول مصداقية ومطابقة
الحسابات.
.3موازنة البرامج أداة لنجاعة ترشيد النفقات العمومية
اتجهت أغب الدول في العالم إلى إصالح وتغيير طريقة تسيير القطاع العمومي حيث وجد أن
مشكلة القطاع العمومي تعتبر مشكلة في األداء وليست مشكلة ندرة املوارد ،ومن أجل إحداث هذه
اإلصالحات اتبعت الدول أسلوب حوكمة تسيير املال العام من أجل ضمان تحقيق شفافية وفعالية
املالية العمومية ومن أهم األدوات التي استخدمت من أجل تحقيق هذا الهدف موازنة لبرامج واألداء.
127
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
128
حياة بن قويدر
التنفيذ :بعد االعتماد على الخطوات السابقة تصبح املوازنة بمثابة برنامج عملي له أهداف •
محددة يسعى إلى تحقيقها من خالل تحديد مسؤولية كل وحدات النشاط وما يقابلها من
تكاليف.
• الرقابة :تعتبر وظيفة الرقابة على مختلف أنشطة الوحدات الحكومية من أهم الوظائف
حيث تقوم على التحقق من أن هذه الوحدات اإلدارية تعمل حسب ما خطط له مسبقا،
فموازنة البرامج واألداء تمثل نموذجا رقابيا فعاال وعملية الرقابة فيها تقوم على قياس األداء
الفعلي ومقارنته باملعايير املخططة لتحديد االنحرافات ومعالجتها وتصحيحها (النجار،
،2005صفحة ،)62ويمكن القول أن موازنة البرامج واألداء تعد أداة رقابية من خالل
استخدامها كأساس ملقارنة األنشطة الفعلية وتقييم أدائها.
2.1.3التطبيق العملي ملوازنة البرامج:
للتمكن من تطبيق موازنة البرامج واألداء بشكل فعال من أجل الوصول إلى األهداف املرجوة
يجب أن تتوفر عدة ركائز نلخصها في النقاط التالية): (STAN & MANOLA, 2018, p. 502
وجوب توفر مستوى عالي من املعرفة التقنية إلعداد موازنة البرامج واألداء مع التركيز على أ
وجود خبراء لتطبيقها بصورة صحيحة.
ب توفر هياكل إدارية متطورة.
ت وجود أنظمة تكنولوجيا معلومات حديثة وبرمجيات متخصصة خصوصا فيما يتعلق بقياس
النتائج واألداء.
ث ضرورة جودة هيكلة الوحدات اإلدارية إضافة إلى توفر منظومة قانونية متكاملة.
ج نظام محاسبي متطور وإدارة مالية حديثة إضافة إلى نظام تدقيق فعال
ثم إن خطوات تطبيق موازنة البرامج :يتطلب تنفيذ موازنة البرامج واألداء مجموعة من
الخطوات تكون على النحو التالي (الفهد ،نوفل ،و العشماوي ،2017 ،صفحة )446
قيام الوحدات اإلدارية بتحديد البرامج التي تحقق أهدافها االستراتيجية من خالل: •
تحديد اسم البرنامج والهدف منه، -
تقدير النتائج املرغوبة (املخرجات املتوقعة) -
تحديد األنشطة الالزمة لتنفيذ البرنامج (متطلبات التنفيذ) -
130
حياة بن قويدر
تحديد املدة الزمنية الكلية الالزمة لتنفيذ البرنامج من خالل تحديد تاريخ البدء وتاريخ االنتهاء -
للبرنامج ولكل نشاط من أنشطته.
تحديد الجهات املسؤولة عن تنفيذ األنشطة (داخلية وخارجية). -
تحديد املوارد املالية والبشرية الالزمة لتنفيذ البرنامج. -
توزيع التكلفة وفقا لتوقيت األنشطة. -
إعداد قائمة التدفقات النقدية للبرنامج. -
تحديد معايير قياس األداء (معايير األداء املالي ،الفني والزمني). -
قيام الوحدات اإلدارية بتحديد ما يجب تنفيذه من البرنامج خالل العام األول لتطبيق موازنة •
البرامج واألداء واملخصصات املالية الالزمة للتنفيذ (اعتماد البرامج).
قيام الوحدات اإلدارية بإعداد موازنتها السنوية وفقا ألسلوب موازنة البرامج واألداء. •
اعتماد وإقرار املوازنة العامة. •
قيام الوحدات اإلدارية في تنفيذ البرامج املعتمدة. •
متابعة التنفيذ وتقييم حجم ونوعية اإلنجاز. •
• رفع التقارير الدورية وتقديم التوصيات.
كما عرف تطبيق موازنة البرامج واألداء العديد من العراقيل أو الصعوبات نحاول حصرها
فيما يلي:
صعوبة تحديد األهداف لجميع األجهزة الحكومية تحديدا دقيقا. -
ارتفاع تكاليف تطبيق نظام موازنة البرامج واألداء. -
تداخل البرامج واألنشطة بين عدد كبير من الوحدات. -
قلة أو انعدام وجود مقاييس مادية لقياس األداء للعديد من القطاعات مثل األمن ،العدالة، -
الدفاع.
2.3موازنة البرامج في الجزائر:
قد عرف القانون الجزائري في املادة 6من القانون رقم 17-84املعدل واملتمم املتعلق
بقوانين املالية املوازنة العامة بو ":امليزانية تشمل االيرادات او املصروفات النهائية للدولة التي
يحددها قانون املالية سنويا ويتم توزيعها وفقا لألحكام التشريعية والتنظيمية النافذة" و مع االصالح
امليزانياتي الذي اعتمدته الحكومة تم إعادة تعريف املوازنة في املادة 14من القانون العضوي -18
131
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
15املتعلق بقوانين املالية بو :تقدر موارد ميزانية الدولة وأعباؤها وتبين في امليزانية على شكل ايرادات
ونفقات وتحدد هذه املوارد واألعباء ويرخص بها سنويا بموجب قانون املالية وتوزع حسب األحكام
املنصوص عليها في هذا القانون.
1.2.3أسس موازنة البرامج واألداء :
تقوم موازنة البرامج واألداء على مجموعة من األسس تمكنها من الوصول إلى الغاية املرجوة
منها وتتمثل هذه األسس فيما يلي:
أ -الطاراملتعدد السنوات :CDMT
يعتبر اإلطار املتعدد السنوات للنفقات أداة فعالة لسد الفجوة بين السياسات التنموية
واإلمكانات املالية حيث تعتمد هذه األداة إلدارة الضغط بين األهداف املسطرة و قيود امليزانية كما
ان وضع هذا اإلطار يجب أن يكون بالتدرج وذلك حسب قدرات الدولة ،والتعريف الشائع لهذا اإلطار
مأخوذ من دليل إدارة النفقات العامة للبنك الدولي حيث عرف على أنه " غالف مالي إجمالي مثبت
من طرف املصالح املركزية من أجل تقدير النفقات الحالية و املتوسطة األجل لخيارات السياسة
العامة كما أنه يقدم عملية تعديل للنفقات واملوارد املتاحة" ويعتبر CDMTآلية لصنع القرار تمكن
من تحديد أهم مؤشرات الكلية املستهدفة و التخطيط للسياسات القطاعية كما عرف كذلك بأن و و و و وه
" مجموعة من األهداف اإلستراتيجية املرتبطة ببرامج النفقات العمومية التي تحدد األساس الذي
تعتمده الوزارات من أجل توزيع مواردها" وحسب التشريع الجزائري فإن "اإلطار امليزانياتي املتعدد
السنوات هو عبارة عن تحديد تقديرات االيرادات و النفقات ،رصيد امليزانية ومديونية الدولة للسنة
املقبلة و السنتين املواليتين" (بوعيشاوي و غزازي)2021 ،وهو ما نصت عليه املادة 5من القانون
العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية وأضافت ان تصميم و إعداد اإلطار امليزانياتي متعدد
السنوات يكون عن طريق التنظيم و هو ما جاء به املرسوم التنفيذي 335-20الذي يحدد كيفيات
التصميم و االعداد و قد جاء هذا املرسوم بتعريف لإلطار امليزانياتي املتوسط املدى على أنه " أداة
تسمح بتعزيز توازن االقتصاد الكلي واالنضباط امليزانياتي فهو عبارة عن برمجة مالية منزلقة ملدة
ثالث سنوات لإليرادات والنفقات ورصيد امليزانية و مديونية الدولة عند االقتضاء حسب نفس
املرسوم فإن هذا اإلطار يهدف إلى ما يلي:
• تعزيز توازن االقتصاد الكلي واالنضباط امليزانياتي .
تحسين تخصيص املوارد املحتملة حسب أولوية النفقات على أساس الخيارات االستراتيجية. •
132
حياة بن قويدر
133
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
134
حياة بن قويدر
بسيط ويحتوي من 4إلى 8برامج بما في ذلك برنامج اإلدارة العامة. -
ث -قياس األداء :من أجل قياس مدى الوصول إلى النتائج املستهدفة من أي برنامج تستخدم
مؤشرات األداء ،ويجب أن تتصف بكونها قابلة للقياس وفق قواعد صارمة (طريقة الحساب ،مصدر
املعطيات )....إضافة إلى هذا يجب أن تكون مؤشرات األداء كما يلي:
عددها محدود ،عملية ودقيقة -
مناسبة لضمان صلة متينة مع الهدف -
قابلة للتحقيق وموثوقة -
ويهدف حساب مؤشرات األداء من الوصول إلى ما يلي:
قياس الفروقات بين النتائج الفعلية والنتائج املتوقعة، -
تقييم النتائج التي تم الوصول اليها فيما يتعلق بالنتائج املحققة واملوارد املستخدمة، -
ُ
القيام بتصحيحات أو تعديالت على النشاط املقاس. -
لهذا يعتبر مؤشر األداء وسيلة يستخدمها املكلفون بالتقييم من أجل تحديد النتائج كميا
وقياس نوعية اإلنجازات مقارنة مع املوارد املتاحة وتنقسم املؤشرات إلى :مؤشرات الفعالية وتعنى
بقياس نسبة بلوغ األهداف املحددة ،ومؤشرات الكفاءة التي تقيس عالقة املوارد املخصصة مع
النتائج املحصل عليها ويسمح بمعرفة مدى نجاح املسير في تعظيم عالقة الوسائل بالنتائج .إضافة
إلى مؤشرات التأثير :تعنى هذه املؤشرات بتقديم أثار النتائج على املحيطين االقتصادي واالجتماعي
في األجل القصير ،املتوسط والبعيد
ويتطلب تنفيذ موازنة البرامج واألداء تبني مفهوم رقابة األداء التي تكون معتمدة على معايير
االقتصاد في النفقات و الكفاءة والفعالية والتي تهدف باألساس إلى التحقق من مدى تسيير املوارد
وفقا لألهداف املحددة والتأكد أن متطلبات املساءلة قد تم االستجابة لها ،وحسب القانون العضوي
15-18املتعلق بقوانين املالية فإن التسيير املتمحور حول النتائج يفعل رقابة األداء من خالل تقارير
تقدمها الحكومة عند تنفيذها لقانون املالية ،حيث يتمثل جوهر إصالح تسيير املالية العمومية في
تبني مفهوم رقابة التسيير والتحقق من األداء واالنتقال من رقابة التسيير املعني برقابة االنتظام إلى
نوع أخر و هو رقابة األداء من خالل استخدام مؤشرات األداء (اكحل و مختاري)2021 ،
135
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
136
حياة بن قويدر
هيئة عمومية هو املسؤول عن إعداد األولويات والتخطيط والتوزيع حسب األبواب للنفقات
واألهداف املحددة و النتائج املنتظرة وكذا تقييمها ،حيث تبوب النفقات العامة وفق أساس
التبويب الوظيفي حسب الوظائف التي تمارسها الحكومة مثل نفقات الصحة ،نفقات
التعليم وغيره ،ويمكن التبويب الوظيفي من تطبيق موازنة البرامج واالداء ملا يتميز به من
نجاعة اقتصادية إضافة إلى أنه يمكن من :
تبيان تكاليف أداء كل وظيفة حكومية األمر الذي يمكن من معرفة مدى األهمية التي توليها أ
الدولة لكل قطاع.
تحليل تطور اإلنفاق على كل قطاع بين فترة زمنية وأخرى وما بين منطقة ومنطقة مما يمكن ب
من تدارك التباين وتحقيق تناسب بين املناطق.
التمكن من معرفة الكفاءة االقتصادية لكل قطاع من خالل حجم اإلنفاق عليه وما يحققه ت
من نتائج.
تحديد مسؤولي البرامج وحرية اتخاذ القرارات للمسؤولين :حسب املادة 23من املرسوم -
التنفيذي 404-20يجب أن يعين لكل برنامج مسؤول من طرف الوزير أو مسؤول الهيئة
العمومية وتتمثل وظائف املسؤول عن البرنامج فيما يلي:
يقوم بتحضير تقرير عن األولويات والتخطيط ويقدم في هذا التقرير التوجيهات االستراتيجية أ
وأهداف البرنامج ويبرر االعتمادات املالية املطلوبة.
يعد وثيقة البرمجة األولية لالعتمادات املالية. ب
يقوم بالتعديالت املحتملة لتخصيصات االعتمادات املالية. ت
يقسم أهداف األداء على مستوى األنشطة. ث
يدرس مع مسؤولي األنشطة التقارير املتعلقة بالتنفيذ التي يقدمونها. ج
يحضر التقرير الوزاري للمردودية فيما يخص البرامج. ح
كما أن تطبيق القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانين املالية سوف يعطي هامش حرية أكبر -
ملسؤولي البرامج واالمرين بالصرف من خالل تحملهم مسؤولية أكبر في تحقيق األهداف
املسطرة وإعداد التقارير حول تسيير البرامج والتي يجب أن تكون مرفقة بمؤشرات األداء
إضافة إلى هذا وحسب املادة 33من القانون 15-18تظهر هذه الحرية من خالل عملية نقل
االعتمادات حيث يصبح النقل ممكنا من برنامج إلى اخر على مستوى نفس الوزارة أو الهيئة
137
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
العمومية بموجب مرسوم رئاس ي يكون بناء على تقرير مشترك بين الوزير املكلف باملالية
والوزير املعني ،وفيما يخص نقل االعتمادات بين القطاعات يتم بموجب مرسوم رئاس ي بناء
على تقرير مشترك بين الوزارات املعنية والوزير املكلف باملالية وبإبالغ البرملان على أن ال يتجاوز
نسبة التحويل %20من االعتماد األصلي.
.5خاتمة
اعتماد الجزائر بشكل شبه مطلق على الجباية البترولية في إيراداتها العامة جعلها تواجه
تحديات كبيرة لتحقيق استدامة مالية خاصة مع التزايد املستمر للنفقات العامة لتجاوز هذا
اإلشكال ،هذا ما دفع الحكومة لتبني نظام إصالح ميزانياتي من بين أهم محاوره موازنة البرامج واألداء
التي تعد من املمارسات الدولية الحديثة في مجال التسيير العمومي وتم إصدار القانون العضوي
15-18املتعلق بقوانين املالية كإطار تشريعي و تنظيمي لهذه اإلصالحات إضافة إلى أنه يفصل في
آليات تطبيق موازنة البرامج واألداء واألسس التي تقوم عليها إضافة إلى إصدار مراسيم تنفيذية
تفصل أكثر في طريقة و إجراءات تنفيذ هذه املوازنة وخاصة فيما يتعلق بمؤشرات قياس األداء الذي
يعتبر هو األساس في هذا النوع من املوازنة والهدف منها على عكس موازنة البنود التي أثبتت فشلها
ميدانها ألنها ال تركز على قياس النتائج و األهداف املسطرة ويمكن حصر أهم النتائج املتوصل إليها
في هذه الورقة فيما يلي:
إطالق الجزائر مشروع اإلصالح امليزانياتي منذ 2005لكن تم ترسيمه واعتماده من خالل -
إصدار القانون العضوي 15-18والذي سيحل محل القانون 17-84ابتداء من 2023ويهدف
هذا اإلصالح إلى تفعيل التسيير املرتكز على النتائج من خالل اعتماد موازنة البرامج واألداء
والتخطيط املتوسط املدى والتركيز على مؤشرات األداء لقياس النتائج.
نظام موازنة البرامج يسمح بأن تكون املوازنة ذات فعالية في تحقيق األهداف وكفاءة في ضبط -
اإلنفاق.
من إيجابيات موازنة البرامج أنها تركز على األولويات التي ترغب الحكومة في تحقيقها من خالل -
برامج لها أهداف واضحة.
من سلبيات التشريعات التي تؤطر موازنة البرامج واألداء أنها ركزت على البرامج واألنشطة -
ومسؤولي البرامج ولم تهتم بالجانب اإلجرائي خصوصا فيما يتعلق باملحاسبين العموميين.
من خالل النتائج املتوصل إليها يمكن تقديم االقتراحات التالية:
التسريع بالتطبيق الكلي والشامل لنظام موازنة البرامج واألداء. -
138
حياة بن قويدر
رقمنة قطاع املالية وتزويده بأنظمة معلومات إضافة إلى إيجاد آليات للتنسيق بين مختلف -
الوزارات والهيئات العمومية من اجل توفير املعطيات املالية واالقتصادية التي تسمح بتحديد
التقديرات بشكل فعال.
تحديث النظام املحاسبي في القطاع العام بالشكل الذي يسمح بتقدير دقيق لتكاليف كل -
برنامج.
تطوير نظام قياس األداء بحيث يقدم مجموعة املؤشرات املفصلة حتى تسهل تنفيذ موازنة -
البرامج واألداء.
إصدار قوانين تنظيمية تنظم دور املحاسبين العموميين في تنفيذ موازنة البرامج واألداء -
.6قائمة املراجع
1.6املراجع باللغة العربية:
• احمرو ,ا .ح . (2004).موازنة البرامج واألداء املفهوم الفلسفة واألهداف .دمشق :ملتقى
موازنة البرامج واألداء في الجامعات العربية ،جامعة دمشق.
• اكحل ,م & .,مختاري ,م . (2021).مستجدات تنفيذ و رقابة قانون املالية في ظل القانون
العضوي 18-15.مجلة أفاق للعلوم , 491-512.
• الجديلي ,م . (2005).دور املوازنة كأداة لتخطيط مالي في املنظمات غير الحكومية .غزة :
الجامعة االسالمية.
• العامري ,س .ج .,العطار ,ح .ع & .,الخزعلي ,ح .م . (2018).استخدام موازنة البرامج واألداء
أداة للتخطيط والرقابة في الوحدات الحكومية .مجلة املثنى للعلوم اإلدارية واالقتصادية ,
171-203.
• (10/جويلية /1984).القانون 84-17املتعلق بقوانين املالية املعدل واملتمم .الجزائر :الجريدة
الرسمية العدد 28.
(02/09/2018).القانون العضوي 18-15املتعلق بقوانين املالية .الجزائر :الجريدة الرسمية •
العدد 53.
النجار ,م .م . (2005).العوامل املؤثرة على كفاءة استخدام املوازانات التقديرية كأداة •
للتخطيط والرقابة .غزة :الجامعة اإلسالمية.
139
موازنة البرامج في الجزائر :مقاربة نظرية
امال حاج جاب هللا .)2021( .اإلطار القانوني لقوانين املالية دراسة تحليلية للقانون العضوي •
.15-18مجلة الباحث للدراسات القانونية والسياسية .129-111 ،
بن وارث ,ح & .,عكة ,ع .ا . (2020).ميزانية البرامج أداة لضبط اإلنفاق العمومي في الجزائر . •
مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية , 611-630.
حيرش ,ف & .,طرش ي ,م . (2020).موازنة البرامج واألداء كأسلوب لعصرنة املوازنة العامة •
للدولة بالجزائر في ظل القانون 18-15 .مجلة التكامل االقتصادي , 126-148.
سالم ,أ . (2002).التجربة املصرية في التحول إلى موازانات األداء مؤتمر تحديث نظم املوازنة •
والرقابة على األداء .القاهرة :الجمعية العربية للتكاليف واملعهد املصري للمحاسبين
واملراجعين.
عائلة محمد الفهد ،مدحت عبد الرشيد نوفل ،و محمد عبد الفتاح العشماوي.)2017( . •
أهمية التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج واألداءjournal of environmental .
.451-438 ، studies and researches
كراز ,ح & .,عبد الرحمان ,ي . (2015).نموذج مقترح لتطبيق نظام املوازنة على أساس •
األنشطة )(ABBفي البنك اإلسالمي .غزة :الجامعة اإلسالمية.
كشاوي ,ا . (2022).استراتيجية إرساء أسلوب املوازنة العامة حسب البرامج واألهداف في •
الجزائر ضمن القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية .مجلة اقتصاد املال واألعمال , 427-
444.
• هميس ي ,ع & .,صابة ,م .ا . (2020).دليل مرجعي لإلصالح امليزانياتي في املؤسسات التابعة
لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي .الجزائر :وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
2.6املراجع باللغات األجنبية:
• ALLEN, L. (2002). Public accountability and gouverment financial reporting. OECD
journal on budgeting volume2,supplement1 , 11-37.
• daddi-ddoun, n., & oudai, m. (2013). réforme budgétaire en Algérie vers une
gouvernance axée sur la performance. réformes économiques et inégration en
economie mondial , 201-225.
140
حياة بن قويدر
141