You are on page 1of 24

‫اجمللد ‪ / 06‬الع ــدد‪( 02 :‬أكتوبر ‪ ،)2023‬ص ‪141 -118‬‬ ‫جملـة االقتصاد والبيئة‬

‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬


‫‪Program budgeting in Algeria: theoretical approach‬‬
‫بن قويدرحياة‬
‫‪BENKOUIDER Hayet‬‬
‫مخبر العوملة والسياسات االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪(3‬الجزائر)‪،‬‬
‫‪benkouider.hayet@univ-alger3.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2023/12/24 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2023/12/09 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2023/04/15 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى التعرف على موازنة البرامج واألداء كنظام إلعداد املوازنة العامة للدولة يهتم‬
‫أساسا بقياس األداء من أجل ضمان نجاعة األموال العمومية والجزائر كغيرها من الدول العالم بدأت في‬
‫إصالحات النظام املوازناتي باالنتقال التدريجي نحو موازنة البرامج واألداء إضافة إلى تحليل أهم ما جاء به‬
‫القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية في مجال تطبيق موازنة البرامج واألداء بشكل فعال يمكن‬
‫من تحقيق األهداف املرجوة من هذه اإلصالحات‪ .‬وخلصت الدراسة إلى التوصل أن الجزائر رغم بداية‬
‫اإلصالح من ‪ 2005‬وإصدار القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية سنة ‪ 2018‬إال أنها تعتبر متأخرة في‬
‫تطبيق موازنة البرامج واألداء الذي سيبدأ العمل بها ابتداء من‪ 2023‬رغم السلبيات التي تتصف بها موازنة‬
‫البنود‪ ،‬وفي األخير أوصت الدراسة بضرورة تدارك النقائص في أليات تطبيق موازنة البرامج واألداء سواء‬
‫فيما تعلق بالجانب التشريعي أو الجانب اإلجرائي وذلك بهدف تحقيق اإلصالح والوصول إلى رفع األداء في‬
‫القطاع العام‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬املوازنة العامة للدولة‪ ،‬موازنة البرامج‪ ،‬القانون العض وووي‪ ،15-18‬قانون املالية‪ ،‬إص ووالح‬
‫امليزانية‬
‫تصنيفات ‪H61 :JEL‬؛‪H72‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The study aims to identify the budgeting of programs and performance as a system for‬‬
‫__________________________________________‬
‫املؤلف املرسل‪ :‬بن قويدر حياة‪ ،‬اليميل‪benkouider.hayet@gmail.com :‬‬

‫‪118‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫‪the preparation of the State's general budget, which is primarily concerned with measuring‬‬
‫‪performance in order to ensure the effectiveness of public funds. Algeria, like other countries‬‬
‫‪around the world, has begun to reform the budgetary system by gradually moving towards the‬‬
‫‪budgeting of programs and performance, as well as analyzing the most important provisions‬‬
‫‪of the 18-15 Organic Act on Financial Laws in order to effectively implement program‬‬
‫‪budgeting and performance., the study recommended that deficiencies in program budgeting‬‬
‫‪and performance mechanisms should be remedied in terms of both the legislative and the‬‬
‫‪procedural aspects, with a view to achieving reform and achieving higher performance in the‬‬
‫‪public sector.‬‬
‫‪Keywords: State budget, Program budget, organic law18-15, finance law, budgetary reform‬‬
‫‪JEL Classification Codes : H61 ; H72‬‬

‫‪ .1‬مقدمة ‪:‬‬
‫تعد املوازنة العامة للدولة برنامجا ماليا يعبر عن الخطة املالية للدولة فهي عبارة عن بيان‬
‫تقديري مفصل يحتوي على اإليرادات العامة التي يتوقع أن تحصلها الدولة والنفقات التي يلزم‬
‫إنفاقها‪ ،‬لهذا هي تعتبر أهم عمل اقتصادي حيث تمثل إستراتيجية الدولة األساسية والرؤية للنشاط‬
‫االقتصادي واملالي فهي تؤثر على السياسة االقتصادية بأكملها‪ ،‬كما أنها تعتبر أداة سياسية بامتياز‬
‫سواء من جانب الوسائل املخصصة ومن جانب تحقيق األهداف ذات األثر االجتماعي‪.‬‬
‫نظرا ألهمية املوازنة العامة للدولة قامت العديد من الدول املتقدمة في سبعينيات القرن‬
‫املاض ي بالعديد من اإلصالحات آللياتها التسييرية للموازنة العامة وكان من ضمن هذه اإلصالحات‬
‫استخدام طرق تسيير القطاع الخاص في القطاع العام أو ما عرف» املانجمنت العمومي الحديث‬
‫‪ « New Public Management‬و هذا بهدف تحسين كفاءة وفعالية القطاع العام من خالل ربط‬
‫تمويل مؤسسات القطاع العام بالنتائج التي تحققها إضافة إلى التغييرات املؤسسية والرقابية لتعزيز‬
‫املساءلة العامة عن األداء و يتم تحقيق هذا باستخدام موازنة البرامج واألداء بدال عن أنواع أخرى‬
‫من املوازنات التقليدية التي ال تهتم بالنتائج املحققة من خالل األنفاق العمومي‪ ،‬وذلك ألن موازنة‬
‫البرامج واألداء تقوم على النتيجة النهائية‪ ،‬اإلستراتيجية (الطرق املختلفة لتحقيق النتيجة النهائية)‬
‫‪119‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫والنشاط (ما يتم فعله بالفعل لتحقيق النتيجة النهائية) أي أن موازنة البرامج واألداء تعتبر شكل من‬
‫أشكال املوازنة التي تؤسس التبعية بين األموال املخصصة والنتائج القابلة للقياس‪.‬‬
‫والجزائر على غرار باقي دول العالم لم تبقى في منأى عن التغيير واالستجابة ملتطلبات التسيير‬
‫الفعال لألموال العمومية خاصة مع التوصيات التي فرضتها الهيئات املالية الدولية صندوق النقد‬
‫الدولي والبنك العاملي إضافة إلى التزايد املستمر في النفقات العمومية ونقص التحكم في اإليرادات‬
‫جراء عدم استقرار أسعار النفط‪ ،‬حيث قامت بالعديد من اإلصالحات منذ نهاية التسعينيات‬
‫ملواكبة التحوالت العاملية في مجال تسيير املالية العمومية إلى غاية إصدار القانون العضوي ‪15-18‬‬
‫املتعلق بقوانين املالية الذي يعتبر تتويجا ملسار اإلصالح ‪،‬حيث تسعى الجزائر من خالل هذا القانون‬
‫إلى تحقيق إطار موازناتي يمكن من الوصول إلى األهداف املسطرة والتحسين من مستوى األداء‬
‫ومسايرة املمارسات الدولية في تسيير املالية العمومية‪ ،‬ولعل من أهم محاور اإلصالح الخاص‬
‫باملوازنة في الجزائر هو التخلي عن موازنة البنود واالعتماد على موازنة البرامج واألداء بهدف تحقيق‬
‫نجاعة النفقات العمومية وحوكمة املالية العمومية الذي سيبدأ العمل به ابتداء من سنة ‪.2023‬‬
‫لذلك سنحاول من خالل هذه الورقة اإلجابة على اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫‪ 1.1‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫على ضوء ما تقدم يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬كيف يمكن تحقيق الصالح امليز انياتي من‬
‫خالل التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج؟‬
‫‪ 2.1‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫لإلجابة على إشكالية الدراسة تمت صياغة الفرضية أو الفرضيات اآلتية‪:‬‬
‫موازنة البرامج اتجاه حديث في تسيير املالية العمومية من أجل التأثير على فعالية اإلنفاق‬ ‫‪-‬‬
‫العام‪.‬‬
‫القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية يعتبر إطار تنظيمي للمحاور الكبرى لإلصالح‬ ‫‪-‬‬
‫امليزانياتي‪.‬‬
‫‪ 3.1‬أهداف البحث‪:‬‬
‫يمكن تلخيص أهداف الدراسة فيما يلي‪ :‬استعراض اإلطار املفاهيمي ملوازنة البرامج واألداء‬ ‫‪-‬‬
‫كنظام بديل فعال لألنظمة األخرى املستخدمة في إعداد املوازنات‪.‬‬
‫دراسة محاور اإلصالح امليزانياتي وفق ما جاء به القانون العضوي ‪.15-18‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪120‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫تبيان مدى أهمية موازنة البرامج واألداء كنظام فعال لتسيير األموال العمومية يضمن نجاعة‬ ‫‪-‬‬
‫األموال العمومية من خالل التركيز على األداء‪.‬‬
‫‪ 4.1‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية هذه الدراسة في أهمية دور القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية كونه‬
‫إطار تنظيمي وتشريعي لإلصالح امليزانياتي وعصرنة نظام امليزانية والتحاق الجزائر بالدول التي‬
‫اعتمدت على موازنة البرامج كإحدى آليات تحديث التسيير العمومي‪ ،‬وتأتي هذه الدراسة لتوضيح‬
‫األليات التي تمكن من التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج ابتداء من قانون املالية‬
‫لسنة‪2023‬‬
‫‪ 5.1‬منهج البحث واألدوات املستخدمة‪:‬‬
‫ملعالجة موضوع الدراسة تم االعتماد على املنهج الوصفي وذلك للتعرف على اإلطار النظري‬
‫الذي يخص موازنة البرامج‪ ،‬كما استخدمنا املنهج التحليلي بغرض تحليل املستجدات التي جاء بها‬
‫القانون العضوي والسياق العام لإلصالح امليزانياتي إضافة إلى دراسة متطلبات وكيفية تطبيق‬
‫موازنة البرامج واألداء في الجزائر‬
‫‪ 6.1‬هيكل البحث‪:‬‬
‫لإلجابة على إشكالية البحث تم تقسيم البحث إلى محورين أساسيين‪ :‬املحور األول للمقارنة‬
‫بين القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية والقانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‪ ،‬بينما‬
‫املحور الثاني ملوازنة البرامج كأداة لنجاعة ترشيد النفقات العمومية‬
‫‪ 7.1‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هناك العديد من الدراسات التي تناولت املوضوع ال يسعنا ذكرها كلها إال أننا سنركز على‬
‫بعض منها‪:‬‬
‫دراسة ( حجيلة بن وارث‪ ،‬عبد الغني عكة) ‪ :‬ميزانية البرامج أداة لضبط اإلنفاق العمومي في‬ ‫•‬
‫الجزائر هدفت الدراسة إلى ايجاد عالقة بين ترشيد النفقات العمومية من خالل العمل‬
‫بميزانية البرامج بدل ميزانية البنود وشرح أهم محاور اإلصالح وكيفيات تطبيقه‪.‬‬
‫دراسة (الياس كشاوي)‪ :‬استراتيجية إرساء أسلوب املوازنة العامة حسب البرامج واألهداف‬ ‫•‬
‫في الجزائر تناولت الدراسة أحكام القانون العضوي فيما يتعلق بموازنة البرامج‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫‪ .2‬مقارنة بين القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية والقانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين‬
‫املالية‬
‫‪ 1.2‬مشروع عصرنة امليزانية في الجزائر‪:‬‬
‫من أجل ضمان فعالية تسيير املال العام وترشيد النفقات وفق ما تقتضيه مبادئ الحوكمة‪،‬‬
‫تبنت الجزائر مشروع عصرنة امليزانية ولتفعيل هذه العصرنة كان لزاما تشريع قانون يمكن من ذلك‬
‫حيث أن أحكام القانون السابق ‪ 17-84‬املتعلق بقانون املالية أصبحت ال تواكب متطلبات تحديث‬
‫املالية و جاء القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية حيث تضمنت أحكام هذا القانون‬
‫العضوي الجديد تحوالت جذرية في أليات تسيير اإلدارات العمومية من خالل االنتقال من موازنة‬
‫البنود التي تعتبر أداة للرقابة على الصرف فقط وتعتمد على ثقافة التسيير القائمة على الوسائل‬
‫واإلجراءات إلى موازنة البرامج واألداء التي تعتبر تبويب حديث للموازنة وتعطي األهمية إلى تحسين‬
‫كفاءة اإلنفاق العام و أداء برامج و أعمال الدولة‬
‫‪ 1.1.2‬نقائص القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية‪:‬‬
‫أثبت القانون ‪ 17-84‬املتعلق بقوانين املالية محدوديته في تسيير املال العام حسب التطورات‬
‫الحاصلة في املجال املالي واالقتصادي على املستويين الدولي والوطني‪ ،‬حيث سجل االطار امليزانياتي‬
‫في القانون ‪ 17-84‬جملة من النقائص نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫عدم تطابق قانون املالية مع النصوص الدستورية حسب أحكام املادة ‪ 141‬من دستور‬ ‫‪-‬‬
‫‪ " 2016‬الذي يفرض طابع القانون العضوي نفسه على املستوى القانوني‪ ,‬اذ يفضل الدستور‬
‫القانون العضوي الخاص بقوانين املالية عن القوانين العادية‪ ,‬و بالتالي سيصبح له من‬
‫الناحية القانونية قيمة اكبر من تلك التي تتمتع بها القوانين املالية نفسها‪ .‬حيث أن تبني‬
‫القانون العضوي ‪15-18‬ضرورة ملحة تطلبتها املتطلبات الشكلية للدستور‪.‬‬
‫عدم دمج ميزانيتي التسيير والتجهيز أو ما يعرف بازدواجية امليزانية حيث أدت هذه االزدواجية‬ ‫‪-‬‬
‫إلى سوء تخصيص النفقات فنفقات التسيير مهيكلة حسب الدوائر الوزارية في حين ان نفقات‬
‫التجهيز مهيكلة حسب القطاع‪.‬‬
‫ضعف التسيير العمومي املالي بحيث ال وجود لترشيد النفقات العمومية وال تحسين لكفاءة‬ ‫‪-‬‬
‫او فعالية التدخالت العمومي‪،‬نظرا لضعف الربط بين املخطط التسيير و اآلثار املترتبة عليه‬
‫من الناحية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫غياب إطار متعدد السنوات للنفقات‪ :‬يعتبر مبدأ السنوية غير مناسب لنفقات املشاريع ذات‬ ‫‪-‬‬
‫املدى املتوسط والطويل أي غياب التخطيط متعدد السنوات‬
‫ضعف الشفافية في تقديم وثائق امليزانية‪ :‬وثائق امليزانية املقدمة وخصوصا للبرملان ال تقدم‬ ‫‪-‬‬
‫كل املعلومات وبالتالي ال يمكن الحصول على قراءة واضحة للوضعية املالية‪.‬‬
‫عدم فعالية نظام املعلومات‪ :‬ويعود هذا الضعف إلى االستخدام املحدود ألحدث وسائل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالم األلي وعدم دمج املعلومات في شبكة مركزية موحدة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى عدم امكانية‬
‫إعداد تقديرات اقتصادية دقيقة لكل من النفقات وااليرادات‪.‬‬
‫عدم تحميل املسؤولية للمسؤولين‪ :‬أي انعدام فكر املسؤول املسير فالقانون ‪ 17-84‬ال يحمل‬ ‫‪-‬‬
‫أي مسؤولية للمسؤولين مما يؤثر على النجاعة في األداء وتطبيق مبادئ الحوكمة في التسيير‪.‬‬
‫‪ 2.1.2‬القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‪:‬‬
‫يعتبر القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية ‪ LOLF‬نص تشريعي يحدد اإلطار القانوني‬
‫لقوانين املالية ويتميز بأنه قانون عضوي أي له قيمة أكبر من القانون العادي وهو يمثل '' دستور‬
‫مالي'‘‪ ،‬أي أن مهمة ‪ LOLF‬تتمثل في تنظيم وتوفير إطار قانوني لقوانين املالية من خالل تحديد‬
‫محتوى قانون املالية‪ ،‬كيفية عرض قوانين املالية وإجراءات املراجعة والتصويت على قوانين املالية‬
‫• أهداف القانون العضوي‪ :‬تمثلت األهداف التي جاء بها هذا القانون العضوي فيما يلي (حاج‬
‫جاب هللا‪:)2021 ،‬ترسيخ ثقافة النتائج من خالل توجيه امليزانية نحو األداء (تحديد‬
‫االلتزامات والنتائج)‪ ،‬زيادة شفافية معلومات املوازنة من خالل تحسين تقديم الوثائق ذات‬
‫الصلة‪ ،‬إضافة إلى تشجيع النقاش حول الخيارات اإلستراتيجية في مسائل امليزانية‪.‬‬
‫• إصدار القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‪:‬‬
‫العداد‪ :‬القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية الصادر في ‪ 02‬سبتمبر ‪ 2018‬جاء‬ ‫‪-‬‬
‫كنتيجة إلصالحات انتهجتها الحكومة ملدة ‪ 12‬سنة حيث تم الشروع في إعداده في ‪ 2006‬تزامنا‬
‫مع البدء في مشروع عصرنة امليزانية في ‪ 2005‬من خالل ابرام وزارة املالية ( ممثلة في املديرية‬
‫العامة للميزانية) عقد مع مكتب استشارات كندي ‪ SOGEMA CRC‬من أجل وضع تصور‬
‫إ‬
‫شامل إلصالح املالية العمومية وذلك في إطار القرض املقدم من طرف البنك العاملي ( ‪Crédit‬‬
‫‪ ،)n :7047-AL‬وقد نتج عن هذا العقد مجموعة من التقارير التي مكنت من صياغة أهم‬
‫محاور هذا القانون وتركزت حول محورين (كشاوي‪:)2022 ،‬‬
‫‪123‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫محور متعلق بامليزانية‪ :‬يهدف هذا املحور إلى وضع نظام جديد لتسيير النفقات يشمل كل من‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد امليزانية‪ ،‬املحاسبة والرقابة على النفقات العمومية وتمت صياغته في أربع مقومات‪:‬‬
‫إعداد امليزانية وفق نظام متعدد السنوات‪.‬‬ ‫أ‬
‫ب تحسين عرض امليزانية العامة للدولة‬
‫ت تطوير وظيفة االستشارة لوزارة املالية‬
‫ث إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات العمومية‬
‫محور متعلق بنظم املعلومات واإلعالم األلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد وتطوير نظام مدمج لعملية التسيير امليزانياتي‪.‬‬ ‫أ‬
‫ب تحسين الهياكل التكنولوجية من خالل إنشاء مديرية مركزية لإلعالم األلي‪.‬‬
‫ويعد املحور األول املتعلق بامليزانية أكبر محور عملت عليه وزارة املالية‪ ،‬فقد تم تكليف املكتب‬
‫الكندي ‪ CRC SOGEMA‬بإنجاز كل من‪:‬‬
‫إعداد امليزانية وفق النظام املتعدد السنوات تم الشروع فيه من ‪ 2004‬إلى ‪ 2007‬وذلك من‬ ‫أ‬
‫خالل تجربته على مستوى املديرية العامة للميزانية بالتنسيق مع ‪ 5‬وزارات بهدف إعداد‬
‫ميزانية ‪ 2010‬ونظرا لعدة معوقات لم يتمكن من ذلك‪.‬‬
‫ب تحسين عرض ونشر امليزانية العامة حيث أعد نظام اإلعالم اآللي يعرف بو‪ :‬نظام التسيير‬
‫الحكومي املدمج للميزانية ‪Système intégré gouvernemental du budgétisation‬‬
‫ت إعادة هيكلة إجراءات تنفيذ النفقات العمومية حيث تم تكليف مكتب استشارات فرنس ي‬
‫‪GIP-ADETEF‬من أجل الشروع في إعداد مخطط محاسبي جديد يتماش ى مع املعايير‬
‫املحاسبية الدولية للقطاع العمومي‪.‬‬
‫النفاذ‪ :‬نظرا للتغييرات الجذرية التي ستطرأ على هيكلة املوازنة العامة للدولة قد تم تأجيل‬ ‫أ‬
‫دخول القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية حيز التنفيذ إلى غاية ‪ ،2023‬حيث‬
‫اعتمدت وزارة املالية على التطبيق التدريجي ألحكام هذا القانون‪ ،‬وتم إدراج كتلة وظيفي و و و و و و و و وة‬
‫وعملياتية كل سنة مالية ابتداء من تاريخ صدوره ليبلغ استيعاب آليات ميزانية البرام و و و و و و و و و و و و و و وج‬
‫والتسيير القائم على النتائج مستواه الكلي في ‪.2023‬‬
‫‪ 2.2‬مقارنة بين القانون ‪ 17-84‬والقانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية‪:‬‬
‫نظرا لألسباب التي فرضت إصدار القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية فإنه جاء‬
‫باختالفات شكلية وجوهرية عن القانون السابق ‪ 17-84‬سنلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪124‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫من حيث التشريع (املعايير القانونية)‪ :‬يعتبر القانون ‪( 17-84‬القانون ‪ 17-84‬املتعلق‬ ‫أ‬
‫بقوانين املالية املعدل واملتمم‪/10 ،‬جويلية‪ )1984/‬مجرد قانون عادي حيث أن القوانين‬
‫العادية أقل مرتبة من القانون العضوي‪ .‬وتتعلق بإحدى املجاالت و امليادين الواردة باملادة‬
‫‪140‬من دستور ‪29(2016‬مجاال) حيث أن القانون رقم ‪84-17‬املتعلق بقوانين املالية املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬جاء تنفيذا ألحكام املادة ‪151‬من دستور ‪1976‬والتي نصت على أن البرملان يشرع‬
‫بقانون في مجال التصويت على امليزانية‪،‬أما القانون ‪( 15-18‬القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق‬
‫بقوانين املالية‪ )2018/09/02 ،‬فهو قانون عضوي حيث يخضع ملراقبة مطابقة النص مع‬
‫الدستور من طرف املجلس الدستوري قبل صدوره‪.‬‬
‫من حيث التنظيم‪ :‬حسب املادتين ‪02‬و‪ 03‬من القانون ‪ 17-84‬فإنه يكتس ي ‪ :‬يكتس ي طابع‬ ‫ب‬
‫قانون املالية قانون املالية و قوانين املالية التكميلية و املعدلة إضافة إلى قانون ضبط امليزانية‬
‫كما يقر و يرخص قانون املالية للسنة‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مدنية‪ ،‬مجمل موارد الدولة و‬
‫أعباءها وكذا الوسائل املالية األخرى املخصصة لتسيير املرافق العمومية كما يقر ويرخص‬
‫عالوة على ذلك املصاريف املخصصة للتجهيزات العمومية وكذا النفقات بالرأسمال‪.‬أما‬
‫حسب القانون العضوي فإن طابع قانون املالية يكتس ي قانون املالية للسنة ‪،‬قوانين املالية‬
‫التصحيحية والقانون املتضمن تسوية امليزانية كما يتم تأطير ميزانياتي متوسط املدى‪ ،‬كل‬
‫سنة من طرف الحكومة‪ ،‬ويحدد للسنة املقبلة و السنتين املواليتين تقديرات اإليرادات و‬
‫النفوقوات و رصيد ميزانية الدولة وكذا مديونية الدولة عند االقتضاء و هذا حسب املادتين‬
‫‪ 04‬و‪ 05‬من القانون العضوي‬
‫من حيث االعتمادات‪ :‬حسب القانون ‪ 17-84‬فإن االعتمادات املفتوحة توضع بموجب‬ ‫ت‬
‫قانون املالية تحت تصرف الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيير و كذا املتصرف ووين‬
‫العموميين الذين لهم مسؤولية تنوفويذ برامج التجهيزات املمولة باملساهمات النهائية و كذا‬
‫املستفيدين فيما يخص النفقات بالرأسمال كما تخصص خصص هذه االعتمادات و توزع‬
‫حسب الحاالت على الفصول أو القطاعات التي تتضمن النفقات حسب طبيعتها أو أغراض‬
‫استعمالها‪ ،‬وفقا ملدونات تحدد عن طريق التنظيم‪ .‬أما في القانون العضوي فإن االعتمادات‬
‫املالية تفتح بموجب قوانين املالية لتغطية أعباء ميزانية الدولة‪ ،‬و توخوصص االعتمادات‬
‫املالية حسب البرنامج كما يرفق مشروع قانون املالية للسنة بوثائق مجمعة في ثالثة أحج و و و و و وام‬

‫‪125‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫و هي ‪ :‬مشروع ميزانية الدولة‪ ،‬ت وق ووري وور عوون األولوووي ووات و ال وت وخ ووطيط الذي يعده الوزي و و و و و و و و و و و و و و و و و و و ور‬
‫أو مسوؤول املؤسسة العمومية املكلف بتسيير محفظة البرامج‪ ،‬التوزيع اإلقليمي مليزانية‬
‫الدولة حسب البرنامج و املتمحورة حول النتائج‪ ،‬و تكتس ي امليزانية حسب البرنامج طابعا‬
‫سنويا او متعدد السنوات‪ ،‬أما فيما يتعلق بطبيعة االعتمادات فهي إما تقييمية أو وقتي و و و و و و و و وة‬
‫أو حصرية حسب القانون ‪ 17-84‬في حين أنها حسب القانون العضوي ‪ 15-18‬فهي حصرية‬
‫أو تقييمية ‪ ،‬و كذلك يوجد اختالف بين القانونين فيما يخص حركة هذه االعتمادات فحسب‬
‫املادة ‪ 34‬من القانون ‪ 17-84‬فإنه ال يجوز القيام بأي اقتطاع من الفصول التي تتضمن‬
‫النفقات املخصصة للمستخدمين إلى فصول تتضمن أنواع أخرى من النفقات بالنسبة إلى‬
‫ميزانية التسيير‪ ،‬في حين أنه حسب املادة ‪ 33‬من القانون العضوي ‪ 15-18‬فإنه يمكن إجراء‬
‫نقل أو تحويل في االعتمادات املالية خالل السنة املالية الجارية لتعديل التوزيع األولي‬
‫العتمادات البرنامج‪.‬‬
‫من حيث االيرادات‪ :‬ال يمكن تخصيص أي إيرادات لتغطية نفقة خاصة تستعمل موارد‬ ‫ث‬
‫الدولة لتغطية نفقات امليزانية العامة للدولة بال تمييز حسب املادة ‪ 08‬من القانون ‪ 17-84‬في‬
‫حين أنه يمكن أن ينص قانون املالية صراحة على تخصيص إيرادات لتغطية بعض النفقات‬
‫املتعلقة بما يلي ‪:‬اإلج و وراءات ال وخوواصوة ضموون امليزانية للدولة التي تحكم األموال املخصصة‬
‫للمساهمات أو استعادة االعتمادات املالية والحسابات الخاصة للخزينة‪ .‬وأضاف القانون‬
‫العضوي أنه يمكن للدولة اللجوء لتمويل كلي أو جزئي لعمليات االستثمار العمومي‪ ،‬في إطار‬
‫تعاقدي أو شراكة مع شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص‪ ،‬مع مراعاة إطار‬
‫النفقات املتوسط املدى وكذا البرامج املقررة في القطاع املعني‪.‬‬
‫من حيث وثائق امليزانية‪ :‬هناك العديد من الفروقات و اإلضافات التي جاء بها القانون‬ ‫ج‬
‫العضوي ‪ 15 – 18‬نلخصها كما يلي ‪ :‬القانون ‪ 17-84‬كان يحتوي على جزئين الجزء األول‬
‫مخصص لألحكام التي تتعلق بتحصيل املوارد العمومية والجزء الثاني مخصص لالعتمادات‬
‫املطبقة بصدد امليزانية كما يرفق قانون املالية بتقرير تفسيري للتوازن االقتصادي واملالي‬
‫إضافة إلى ملحقات تفسيرية أخرى في حين أن القانون العضوي ‪ 15-18‬يعتبر أكثر تفصيال إذ‬
‫يحتوي على أربعة أجزاء و يتعلق الجزء األول منه بو‪ :‬األحكام املتعلقة بالترخيص السنوي‬
‫لتحصيل املوارد العمومية وتخصيصها‪ ،‬وكذا مبلغ املوارد املتوقعة من طرف الدولة التي من‬
‫شأنها أن تسمح بتغطية العمليات امليزانياتية و املالية للدولة‪ ،‬كما يحدد الجزء الثاني امليزانية‬
‫‪126‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫العامة حسب كل وزارة ومؤسسة عمومية‪ ،‬مبلغ رخص االلتزام و اعتمادات الدفع‪ ،‬مبلغ‬
‫اعتمادات الدفع و عند االقتضاء رخص االلتزام لكل حساب من حسابات التخصيص‬
‫الخاص والسقف املكشوف املطبق على الحسابات التجارية‪.‬ويتعلق الجزء الثالث بو‪ :‬رخصة‬
‫منح ضمانات الدولة و تحديد نظامها‪ ،‬رخصة التكفل بديون الغ ووير و تحديد نظامها‪ ،‬األحكام‬
‫املتعلقة بوعاء و نسبة و كيفيات تحصيل اإلخضاعات مهما كانت طبيعتها‪.‬و يتضمن الجزء‬
‫الرابع ثمانية جداول تفصل كل من االعتمادات االيرادات التوازنات املالية واالقتصادية‬
‫للدولة قائمة الضرائب و االخضاعات وغيرها‪.‬‬
‫من حيث اإلضافات التي جاء بها القانون العضوي ‪ :15-18‬وقد أضاف هذا القانون مجموعة‬ ‫ح‬
‫من العمليات املالية لم تكون موجودة في سابقه مثل‪:‬‬
‫حسابات الدولة حيث‪ :‬تمسك الدولة محاسبة ميزانياتية تنقسم إلى‪:‬‬ ‫•‬
‫محاسبة االلتزامات ومحاسبة اإليرادات ونفقات امليزانية قائمة على مبدأ محاسبة الصندوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاسبة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاسبة تحليل التكاليف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤشرات األداء‪ :‬حيث يرفق قانون املالية املتضمن تسوية امليزانية تق وورير وزاري للمردودية‪،‬‬ ‫•‬
‫يوضح الظروف التي نفذت فيها البرامج املسجلة في امليزانية وك ووذا مدى بلوغ األهداف املتوقعة‬
‫التي يتم قياسها وتوتوبعها من خالل مؤشرات األداء املرتبطة بها‪ ،‬والنتائج املحققة والتفسيرات‬
‫املتعلقة بفوارق املعاينة‪.‬‬
‫• التصديق على الحسابات‪ :‬التصديق على حسابات الدولة من طرف مجلس املحاسبة‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر محافظ حسابات الدولة واملكلف بالتدقيق وإبداء الرأي حول مصداقية ومطابقة‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫‪ .3‬موازنة البرامج أداة لنجاعة ترشيد النفقات العمومية‬
‫اتجهت أغب الدول في العالم إلى إصالح وتغيير طريقة تسيير القطاع العمومي حيث وجد أن‬
‫مشكلة القطاع العمومي تعتبر مشكلة في األداء وليست مشكلة ندرة املوارد‪ ،‬ومن أجل إحداث هذه‬
‫اإلصالحات اتبعت الدول أسلوب حوكمة تسيير املال العام من أجل ضمان تحقيق شفافية وفعالية‬
‫املالية العمومية ومن أهم األدوات التي استخدمت من أجل تحقيق هذا الهدف موازنة لبرامج واألداء‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫‪ 1.3‬مقاربة نظرية ملوازنة البرامج‪:‬‬


‫‪ 1.1.3‬تعريف موازنة البرامج‪:‬‬
‫انتهاج موازنة البنود أدى إلى جملة من املشاكل منها التركيز على الجانب الرقابي واالهتمام‬
‫باملدخالت دون املخرجات والحد من إمكانية إبداع املسؤولين اإلداريين وحسب تعريف الدليل الدولي‬
‫لإلدارة املالية العامة تعتبر موازنة البرامج هي أكثر أشكال موازنة األداء انتشارا وهي النموذج األكثر‬
‫تطبيقا على الصعيد الحكومي حاليا فهي موازنة تحدد أولويات اإلنفاق الحكومي وتتميز بجملة من‬
‫امليزات‪:‬‬
‫أ تخصص االعتمادات املالية في موازنة البرامج‪.‬‬
‫ب تحديد الضوابط على البنود‪.‬‬
‫ت جمع املعلومات عن األداء‪.‬‬
‫عرفت على أنها تلك امليزانية التي تضمن توفير البيانات واملعلومات الالزمة التخاذ القرار‬
‫املناسب انطالقا من تحليل النتائج والبحث عن البدائل الكفيلة بانتقاء البرامج التي تتسم بالفعالية‬
‫بغية االستخدام األمثل للموارد املتاحة ترشيدا للنفقات العمومية (بن وارث و عكة‪ ،2020 ،‬صفحة‬
‫‪ )623‬كما اعتبرت موازنة البرامج تبويب حديث لحسابات املوازنة يعطي األهمية و التركيز على البرامج‬
‫الحكومية وما تقوم به الحكومة من برامج وأعمال وليس ما تشتريه من سلع وخدمات أي أنها تركز‬
‫على الهدف ذاته وليس على وسائل تحقيق الهدف إضافة إلى هذا عرفتها لجنة التنمية االقتصادية‬
‫في الواليات املتحدة األمريكية على أنها مجموع األساليب التي تستخدم من طرف مدراء البرامج‬
‫وتمكنهم من التركيز على األهداف التي تقع على مسؤولياتهم بصورة حقيقية (كراز و عبد الرحمان‪،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪ )92‬و تعتبر موازنة البرامج أداة رقابية التي يمكن من خاللها متابعة تحقيق األهداف‬
‫التي تطمح اإلدارات الحكومية في تحقيقها من خالل ما تم تنفيذه من البرامج واألنشطة املوضوعة‬
‫حسب الخطة املسبقة وتقديم تقارير نهائية للمسؤولين عن املستوى املتحقق وتقييم األداء الفعلي‬
‫للوحدات الحكومية (العامري‪ ،‬العطار‪ ،‬و الخزعلي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ )193‬من كل هذا يمكن القول‬
‫أن موازنة البرامج واألداء هي أسلوب يهدف إلى زيادة كفاءة وفعالية اإلنفاق العام من خالل تحديد‬
‫النتائج املراد تحقيقها و ربطها باالعتمادات املخصصة لذلك أي أنها أداة تسعى إلى مالءمة التخطيط‬
‫مع املوازنة وقياس النتائج‪ ،‬تسعى الدول من خالل تطبيق موازنة البرامج واألداء إلى تحقيق عدة‬
‫أهداف أهمها‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫االستغالل األمثل لإليرادات العامة املتاحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ترشيد تكاليف إنجاز البرامج وتكاليف املشروعات االستثمارية واختيار أفضل بدائل التنفيذ‬ ‫‪-‬‬
‫األقل كلفة و األعلى فاعلية (سالم‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)125‬‬
‫تقييم مدى مالءمة البرنامج للظروف السائدة والتأكد من أن نتائج البرنامج تحقق األهداف‬ ‫‪-‬‬
‫املعلن عنها إضافة إلى بحث إمكانية وجود طرق أخرى لتحقيق أهداف البرنامج مع دراسة‬
‫إمكانية التوسع فيه أو حتى استحداث برامج جديدة (احمرو‪ ،2004 ،‬صفحة ‪)85‬‬
‫فإن أهم األهداف التي تسعى الدول إلى تحقيقها من خالل موازنة البرامج و األداء هي ‪ :‬الكفاءة‬ ‫‪-‬‬
‫باعتبارها البعد األول لألداء والقدرة على تحقيق النتائج باستخدام أقل ش يء من املوارد‬
‫املمكنة و الفعالية كبعد ثاني ويتعلق هذا البعد بالقدرة على تحقيق نتائج تتماش ى مع‬
‫األهداف املسطرة في البداية حسب )‪(NILS, 2008‬‬
‫وتتميز موازنة البرامج واألداء بجملة من املميزات تجعلها فعالة أكثر في تحقيق األهداف‬
‫االقتصادية للدولة نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫التخطيط‪ :‬ويتم خالله تحديد األهداف املتوقع تحقيقها خالل السنة املالية سواء كانت‬ ‫•‬
‫األهداف متعلقة بتقديم خدمات أو إنجاز مشروعات فإنها تكون في إطار األهداف العامة‬
‫للدولة)‪ (ALLEN, 2002, p. 24‬إضافة إلى هذا في عملية التخطيط يتم التنسيق بين العمليات‬
‫التي تقوم بها كل األقسام في املؤسسة اإلدارية حيث تتفق جميعها على إنجاز البرامج‬
‫املوضوعة من أجل تحقيق األهداف‪.‬‬
‫تقدير تكاليف النجاز‪ :‬تعنى هذه الخطوة بدراسة كيفية تحسين مستوى الخدمة وتخفيض‬ ‫•‬
‫تكلفة أداءها مما يمكن للوصول إلى التكاليف التقديرية لكل من العمليات التي تؤديها‬
‫املؤسسة اإلدارية أي أنه من خالل هذه الخطوة يتم تحديد تكلفة كل البرامج التي يتعين‬
‫إنجازها خالل السنة املالية وربط التكلفة بمختلف العمليات التي يتكون منها البرنامج‪.‬‬
‫املراجعة‪ :‬هذه الخطوة تعتبر كتوليف للخطوتين السابقتين حيث يتم فيها عرض النتائج على‬ ‫•‬
‫الهيئات الخاصة بإعداد املوازنة من أجل التحقق من مطابقة األهداف املوضوعة لألهداف‬
‫العامة للدولة إضافة إلى مراجعة التكاليف املخصصة لكل برنامج والتأكد من أن االعتمادات‬
‫املالية املطلوبة لتنفيذها تكون في حدود االيرادات املالية املتاحة خالل السنة املالية للموازنة‬
‫(الجديلي‪)2005 ،‬‬
‫‪129‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫التنفيذ‪ :‬بعد االعتماد على الخطوات السابقة تصبح املوازنة بمثابة برنامج عملي له أهداف‬ ‫•‬
‫محددة يسعى إلى تحقيقها من خالل تحديد مسؤولية كل وحدات النشاط وما يقابلها من‬
‫تكاليف‪.‬‬
‫• الرقابة‪ :‬تعتبر وظيفة الرقابة على مختلف أنشطة الوحدات الحكومية من أهم الوظائف‬
‫حيث تقوم على التحقق من أن هذه الوحدات اإلدارية تعمل حسب ما خطط له مسبقا‪،‬‬
‫فموازنة البرامج واألداء تمثل نموذجا رقابيا فعاال وعملية الرقابة فيها تقوم على قياس األداء‬
‫الفعلي ومقارنته باملعايير املخططة لتحديد االنحرافات ومعالجتها وتصحيحها (النجار‪،‬‬
‫‪ ،2005‬صفحة ‪ ،)62‬ويمكن القول أن موازنة البرامج واألداء تعد أداة رقابية من خالل‬
‫استخدامها كأساس ملقارنة األنشطة الفعلية وتقييم أدائها‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬التطبيق العملي ملوازنة البرامج‪:‬‬
‫للتمكن من تطبيق موازنة البرامج واألداء بشكل فعال من أجل الوصول إلى األهداف املرجوة‬
‫يجب أن تتوفر عدة ركائز نلخصها في النقاط التالية)‪: (STAN & MANOLA, 2018, p. 502‬‬
‫وجوب توفر مستوى عالي من املعرفة التقنية إلعداد موازنة البرامج واألداء مع التركيز على‬ ‫أ‬
‫وجود خبراء لتطبيقها بصورة صحيحة‪.‬‬
‫ب توفر هياكل إدارية متطورة‪.‬‬
‫ت وجود أنظمة تكنولوجيا معلومات حديثة وبرمجيات متخصصة خصوصا فيما يتعلق بقياس‬
‫النتائج واألداء‪.‬‬
‫ث ضرورة جودة هيكلة الوحدات اإلدارية إضافة إلى توفر منظومة قانونية متكاملة‪.‬‬

‫ج نظام محاسبي متطور وإدارة مالية حديثة إضافة إلى نظام تدقيق فعال‬
‫ثم إن خطوات تطبيق موازنة البرامج‪ :‬يتطلب تنفيذ موازنة البرامج واألداء مجموعة من‬
‫الخطوات تكون على النحو التالي (الفهد‪ ،‬نوفل‪ ،‬و العشماوي‪ ،2017 ،‬صفحة ‪)446‬‬
‫قيام الوحدات اإلدارية بتحديد البرامج التي تحقق أهدافها االستراتيجية من خالل‪:‬‬ ‫•‬
‫تحديد اسم البرنامج والهدف منه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقدير النتائج املرغوبة (املخرجات املتوقعة)‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد األنشطة الالزمة لتنفيذ البرنامج (متطلبات التنفيذ)‬ ‫‪-‬‬

‫‪130‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫تحديد املدة الزمنية الكلية الالزمة لتنفيذ البرنامج من خالل تحديد تاريخ البدء وتاريخ االنتهاء‬ ‫‪-‬‬
‫للبرنامج ولكل نشاط من أنشطته‪.‬‬
‫تحديد الجهات املسؤولة عن تنفيذ األنشطة (داخلية وخارجية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد املوارد املالية والبشرية الالزمة لتنفيذ البرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع التكلفة وفقا لتوقيت األنشطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد قائمة التدفقات النقدية للبرنامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد معايير قياس األداء (معايير األداء املالي‪ ،‬الفني والزمني)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الوحدات اإلدارية بتحديد ما يجب تنفيذه من البرنامج خالل العام األول لتطبيق موازنة‬ ‫•‬
‫البرامج واألداء واملخصصات املالية الالزمة للتنفيذ (اعتماد البرامج)‪.‬‬
‫قيام الوحدات اإلدارية بإعداد موازنتها السنوية وفقا ألسلوب موازنة البرامج واألداء‪.‬‬ ‫•‬
‫اعتماد وإقرار املوازنة العامة‪.‬‬ ‫•‬
‫قيام الوحدات اإلدارية في تنفيذ البرامج املعتمدة‪.‬‬ ‫•‬
‫متابعة التنفيذ وتقييم حجم ونوعية اإلنجاز‪.‬‬ ‫•‬
‫• رفع التقارير الدورية وتقديم التوصيات‪.‬‬
‫كما عرف تطبيق موازنة البرامج واألداء العديد من العراقيل أو الصعوبات نحاول حصرها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫صعوبة تحديد األهداف لجميع األجهزة الحكومية تحديدا دقيقا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع تكاليف تطبيق نظام موازنة البرامج واألداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداخل البرامج واألنشطة بين عدد كبير من الوحدات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلة أو انعدام وجود مقاييس مادية لقياس األداء للعديد من القطاعات مثل األمن‪ ،‬العدالة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدفاع‪.‬‬
‫‪ 2.3‬موازنة البرامج في الجزائر‪:‬‬
‫قد عرف القانون الجزائري في املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪17-84‬املعدل واملتمم املتعلق‬
‫بقوانين املالية املوازنة العامة بو‪ ":‬امليزانية تشمل االيرادات او املصروفات النهائية للدولة التي‬
‫يحددها قانون املالية سنويا ويتم توزيعها وفقا لألحكام التشريعية والتنظيمية النافذة" و مع االصالح‬
‫امليزانياتي الذي اعتمدته الحكومة تم إعادة تعريف املوازنة في املادة ‪ 14‬من القانون العضوي ‪-18‬‬
‫‪131‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫‪ 15‬املتعلق بقوانين املالية بو‪ :‬تقدر موارد ميزانية الدولة وأعباؤها وتبين في امليزانية على شكل ايرادات‬
‫ونفقات وتحدد هذه املوارد واألعباء ويرخص بها سنويا بموجب قانون املالية وتوزع حسب األحكام‬
‫املنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫‪ 1.2.3‬أسس موازنة البرامج واألداء ‪:‬‬
‫تقوم موازنة البرامج واألداء على مجموعة من األسس تمكنها من الوصول إلى الغاية املرجوة‬
‫منها وتتمثل هذه األسس فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطاراملتعدد السنوات ‪:CDMT‬‬
‫يعتبر اإلطار املتعدد السنوات للنفقات أداة فعالة لسد الفجوة بين السياسات التنموية‬
‫واإلمكانات املالية حيث تعتمد هذه األداة إلدارة الضغط بين األهداف املسطرة و قيود امليزانية كما‬
‫ان وضع هذا اإلطار يجب أن يكون بالتدرج وذلك حسب قدرات الدولة‪ ،‬والتعريف الشائع لهذا اإلطار‬
‫مأخوذ من دليل إدارة النفقات العامة للبنك الدولي حيث عرف على أنه " غالف مالي إجمالي مثبت‬
‫من طرف املصالح املركزية من أجل تقدير النفقات الحالية و املتوسطة األجل لخيارات السياسة‬
‫العامة كما أنه يقدم عملية تعديل للنفقات واملوارد املتاحة" ويعتبر ‪ CDMT‬آلية لصنع القرار تمكن‬
‫من تحديد أهم مؤشرات الكلية املستهدفة و التخطيط للسياسات القطاعية كما عرف كذلك بأن و و و و وه‬
‫" مجموعة من األهداف اإلستراتيجية املرتبطة ببرامج النفقات العمومية التي تحدد األساس الذي‬
‫تعتمده الوزارات من أجل توزيع مواردها" وحسب التشريع الجزائري فإن "اإلطار امليزانياتي املتعدد‬
‫السنوات هو عبارة عن تحديد تقديرات االيرادات و النفقات‪ ،‬رصيد امليزانية ومديونية الدولة للسنة‬
‫املقبلة و السنتين املواليتين" (بوعيشاوي و غزازي‪)2021 ،‬وهو ما نصت عليه املادة‪ 5‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية وأضافت ان تصميم و إعداد اإلطار امليزانياتي متعدد‬
‫السنوات يكون عن طريق التنظيم و هو ما جاء به املرسوم التنفيذي ‪ 335-20‬الذي يحدد كيفيات‬
‫التصميم و االعداد و قد جاء هذا املرسوم بتعريف لإلطار امليزانياتي املتوسط املدى على أنه " أداة‬
‫تسمح بتعزيز توازن االقتصاد الكلي واالنضباط امليزانياتي فهو عبارة عن برمجة مالية منزلقة ملدة‬
‫ثالث سنوات لإليرادات والنفقات ورصيد امليزانية و مديونية الدولة عند االقتضاء حسب نفس‬
‫املرسوم فإن هذا اإلطار يهدف إلى ما يلي‪:‬‬
‫• تعزيز توازن االقتصاد الكلي واالنضباط امليزانياتي ‪.‬‬
‫تحسين تخصيص املوارد املحتملة حسب أولوية النفقات على أساس الخيارات االستراتيجية‪.‬‬ ‫•‬

‫‪132‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬ ‫•‬


‫• التغطية املالية الدائمة وتقييم االحتماالت امليزانياتية‪.‬‬
‫كما حددت املادة ‪ 5‬من القانون العضوي الوزير املكلف باملالية هو املسؤول عن تصميم‬
‫وإعداد اإلطار امليزانياتي متعدد السنوات ويعتمد في ذلك على مجموعة من املعايير نذكرها فيما بلي‪:‬‬
‫• تطور التحصيل بعنوان الجباية العادية‬
‫تطور التحصيل بعنوان جباية املحروقات ذات الصلة بمتوسط سعر برميل النفط‬ ‫•‬
‫سعر صرف الدينار الجزائري‬ ‫•‬
‫استراتيجيات القطاعات الرئيسية املنتجة لقيمة مضافة‬ ‫•‬
‫التطور العام لألسعار‬ ‫•‬
‫تطور الناتج الداخلي الخام‬ ‫•‬
‫تطور النفقات العمومية‬ ‫•‬
‫• تطور الوضعية املالية للخزينة‬
‫ب‪ -‬التسييربواسطة البرامج‪:‬‬
‫ويقصد به تخصيص االعتمادات حسب البرامج املسطرة أي أن البرملان يصوت على البرامج‬
‫بدال من الفصول والقطاعات أي أن البرنامج هو الوحدة العملية لتنفيذ املوازنة‪ ،‬وحسب املذكرة‬
‫املنهجية الصادرة عن املديرية العامة للميزانية بوزارة املالية تتعلق بتحضير موازنة البرامج لسنة‬
‫‪ 2022‬بغرض تجريبي فإن التسيير بواسطة البرامج يتم كالتالي‪:‬‬
‫الحافظة‪ :‬توزع موازنة الدولة حسب الدوائر الوزارية وهيئات الدولة أي أن التوزيع يمنح لكل‬ ‫•‬
‫وزير أو مسؤول هيئة عمومية حافظة مالية ويعتبر هو األمر بالصرف املسؤول على تنفيذ‬
‫موازنة الدائرة الوزارية أو الهيئة التابعة له‪.‬‬
‫البرنامج‪ :‬هو مجموعة من التوجيهات املقررة من طرف السلطات العمومية واملتكفل بها من‬ ‫•‬
‫طرف الهيئة التنفيذية املكلفة بإنجازه‪ ،‬وحسب املادة ‪ 23‬من القانون العضوي ‪ 15-18‬الفقرة‬
‫‪ 4‬فإن البرنامج هو مجموع االعتمادات املالية التي تساهم في إنجاز مهمة خاصة تابعة ملصلحة‬
‫أو عدة مصالح لوزارة واحدة أو عدة وزارات أو مؤسسة عمومية ومحددة حسب مجموعة من‬
‫األهداف الواضحة واملتناسقة‪ .‬إضافة إلى هذا فاملادة ‪ 79‬من نفس القانون نصت على أن‬

‫‪133‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫البرنامج هو وحدة تنفيذ االعتمادات املالية أي أن البرنامج يعرف باالعتمادات املالية‬


‫املمنوحة له ويتم وضع هذه االعتمادات لفائدة مسيري البرامج املسؤولين‪ ،‬وتكون خصائص‬
‫البرنامج كما يلي‪:‬‬
‫يؤسس إلطار جديد للمسؤولية ولتنفيذ السياسات العمومية‬ ‫‪-‬‬
‫يعتبر قاعدة للمناقشات أثناء ندوات امليزانية‬ ‫‪-‬‬
‫يشكل معيار تخصيص املوارد وإطار رسمي لتقديم امليزانية‬ ‫‪-‬‬
‫يعتبر الوحدة التنفيذية للميزانية‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الفرعي‪ :‬حسب ما نص عليه املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي ‪ 404-20‬فإن البرنامج‬ ‫•‬
‫الفرعي هو "االعتمادات املالية املسجلة بعنوان البرنامج موزعة على برنامج فرعي واحد أو عدة‬
‫برامج فرعية وحسب األبواب ويعد البرنامج الفرعي تقسيم وظيفي للبرنامج"‪ ،‬ويمثل كل برنامج‬
‫فرعي مجموعة عمليات متجانسة بغية الوصول إلى هدف محدد في إطار الهدف العام في‬
‫األجل املحدد وفي حدود االعتماد املالي املسخر (هميس ي و صابة‪)2020 ،‬‬
‫• النشاط‪ :‬يعتبر هو القاعدة األساسية ألي عملية أو مشروع ويعتبر غير قابل للتجزئة ويعكس‬
‫بداية التنفيذ الفعلي لألهداف املحددة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن التقييم يتم على البرامج عموما‬
‫غير أن النشاط هو املعني األول بالتقييم‪.‬‬
‫ت‪ -‬هيكلة موازنة البرامج‪ :‬من أهم ما جاء به القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية هو‬
‫دمج ميزانيتي التسيير والتجهيز في حساب واحد بحيث يتم تجميع نفقات امليزانية العامة للدولة‬
‫حسب املهام واألهداف املراد تحقيقها وحسب مشروع عصرنة امليزانية ( ‪Projet de modernisation‬‬
‫)‪ des systèmes budgétaire‬فقد تم هيكلة املوازنة بما يتوافق مع التصنيف الوظيفي لإلدارات‬
‫العمومية املقترح من قبل صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫وقد حددت وزارة املالية أهم شروط أو خصائص هيكل البرامج ألي دائرة وزارية أو هيئة‬
‫عمومية بما يلي‪:‬‬
‫يجب أن يعبر عن السياسات العامة للدولة‬ ‫‪-‬‬
‫يحدد املديرين املسؤولين عن البرامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يكون شامل‬ ‫‪-‬‬
‫يحدد املدة الزمنية‬ ‫‪-‬‬

‫‪134‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫بسيط ويحتوي من ‪ 4‬إلى ‪ 8‬برامج بما في ذلك برنامج اإلدارة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ث‪ -‬قياس األداء‪ :‬من أجل قياس مدى الوصول إلى النتائج املستهدفة من أي برنامج تستخدم‬
‫مؤشرات األداء‪ ،‬ويجب أن تتصف بكونها قابلة للقياس وفق قواعد صارمة (طريقة الحساب‪ ،‬مصدر‬
‫املعطيات‪ )....‬إضافة إلى هذا يجب أن تكون مؤشرات األداء كما يلي‪:‬‬
‫عددها محدود‪ ،‬عملية ودقيقة‬ ‫‪-‬‬
‫مناسبة لضمان صلة متينة مع الهدف‬ ‫‪-‬‬
‫قابلة للتحقيق وموثوقة‬ ‫‪-‬‬
‫ويهدف حساب مؤشرات األداء من الوصول إلى ما يلي‪:‬‬
‫قياس الفروقات بين النتائج الفعلية والنتائج املتوقعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم النتائج التي تم الوصول اليها فيما يتعلق بالنتائج املحققة واملوارد املستخدمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫القيام بتصحيحات أو تعديالت على النشاط املقاس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لهذا يعتبر مؤشر األداء وسيلة يستخدمها املكلفون بالتقييم من أجل تحديد النتائج كميا‬
‫وقياس نوعية اإلنجازات مقارنة مع املوارد املتاحة وتنقسم املؤشرات إلى‪ :‬مؤشرات الفعالية وتعنى‬
‫بقياس نسبة بلوغ األهداف املحددة‪ ،‬ومؤشرات الكفاءة التي تقيس عالقة املوارد املخصصة مع‬
‫النتائج املحصل عليها ويسمح بمعرفة مدى نجاح املسير في تعظيم عالقة الوسائل بالنتائج‪ .‬إضافة‬
‫إلى مؤشرات التأثير‪ :‬تعنى هذه املؤشرات بتقديم أثار النتائج على املحيطين االقتصادي واالجتماعي‬
‫في األجل القصير‪ ،‬املتوسط والبعيد‬
‫ويتطلب تنفيذ موازنة البرامج واألداء تبني مفهوم رقابة األداء التي تكون معتمدة على معايير‬
‫االقتصاد في النفقات و الكفاءة والفعالية والتي تهدف باألساس إلى التحقق من مدى تسيير املوارد‬
‫وفقا لألهداف املحددة والتأكد أن متطلبات املساءلة قد تم االستجابة لها‪ ،‬وحسب القانون العضوي‬
‫‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية فإن التسيير املتمحور حول النتائج يفعل رقابة األداء من خالل تقارير‬
‫تقدمها الحكومة عند تنفيذها لقانون املالية ‪،‬حيث يتمثل جوهر إصالح تسيير املالية العمومية في‬
‫تبني مفهوم رقابة التسيير والتحقق من األداء واالنتقال من رقابة التسيير املعني برقابة االنتظام إلى‬
‫نوع أخر و هو رقابة األداء من خالل استخدام مؤشرات األداء (اكحل و مختاري‪)2021 ،‬‬

‫‪135‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫ج‪ -‬الرقابة على موازنة البرامج واألداء‪:‬‬


‫إن الهدف الرئيس ي من تبني موازنة البرامج واألداء كشكل للموازنة العامة للدولة هو تقليص‬
‫التباين بين النفقات املقدرة و النفقات الفعلية األمر الذي يتطلب دقة عالية في تقديرات النفقات‬
‫والقدرة على تنفيذ املوازنة كما صادقت عليها السلطة التشريعية أي أن موازنة البرامج واألداء تقوم‬
‫على مبدأ رقابة األداء من أجل تحقيق فعالية أكبر لإلنفاق العمومي ونصت املادة ‪ 85‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 15-18‬على أن عمليات تنفيذ ميزانية الدولة تخضع إلى الرقابة اإلدارية والقضائية‬
‫والبرملانية حسب الشروط التي يحددها الدستور وهذا القانون‪.‬‬
‫‪ .4‬تحليل النتائج‬
‫موازنة البرامج في الجزائر تعتبر ضرورة ملحة فرضتها العديد من العوامل نذكر منها اإلصالح‬
‫امليزانياتي إضافة إلى عدم فعالية النفقات العمومية حيث أنه رغم تزايد نفقات الدولة من سنة إلى‬
‫أخرى في السنوات األخيرة إال أنه ال يلمس فعليا لهذه النفقات نتائج تقابلها وقد جاء القانون العضوي‬
‫‪ 15-18‬ليكون إطارا تشريعيا وتنظيميا ملوازنة البرامج و تكريس مبدأ قياس األداء من أجل تحقيق‬
‫كفاءة النفقة العمومية ومن أجل مناقشة النتائج البد من مناقشة أهم املتطلبات الواجب توفرها‬
‫من أجل تطبيق موازنة البرامج حيث أن توفر هذه املتطلبات يضمن تمكين جميع الفاعلين من‬
‫استيعاب اإلجراءات وأدوات التسيير الجديدة و تتمثل هذه املتطلبات فيما يلي‪:‬‬
‫التحول من األساس النقدي إلى أساس االستحقاق‪ :‬تتطلب موازنة البرامج واألداء االعتماد‬ ‫‪-‬‬
‫على محاسبة التكاليف حيث تأخذ جميع التكاليف بالحسبان عند استخراج تكلفة وحدة‬
‫األداء بناء على هذا يجب أن يتم إجراء التسويات الجردية التي تتمثل في حصر السلع غير‬
‫املستنفذة وتحديد االيرادات واملصروفات املقدمة واملستحقة اضافة إلى اخذ عنصر‬
‫اإلهتالك بالحسبان (حيرش و طرش ي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)135‬العمل على أساس االستحقاق‬
‫أو استخدام محاسبة التكاليف في القطاع العام بالجزائر سيسمح بمعرفة أفضل لتكاليف‬
‫الخدمات العامة كما أنها تمثل أداة ذات صلة في تقييم أداء الخيارات االستراتيجية كما أنها‬
‫تلعب دورا في االمتثال ملبادئ الحوكمة القائمة على األداء من خالل شفافية التكلفة ومساءلة‬
‫املسؤولين عن األموال العمومية)‪(daddi-ddoun & oudai, 2013, p. 210‬‬
‫االنتقال من التبويب الداري إلى التبويب الوظيفي‪ :‬حسب املذكرة املنهجية الصادرة عن‬ ‫‪-‬‬
‫وزارة املالية واملتعلقة بتحضير موازنة البرامج واألداء لسنة ‪ 2022‬فإن كل وزير أو مسؤول‬

‫‪136‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫هيئة عمومية هو املسؤول عن إعداد األولويات والتخطيط والتوزيع حسب األبواب للنفقات‬
‫واألهداف املحددة و النتائج املنتظرة وكذا تقييمها‪ ،‬حيث تبوب النفقات العامة وفق أساس‬
‫التبويب الوظيفي حسب الوظائف التي تمارسها الحكومة مثل نفقات الصحة‪ ،‬نفقات‬
‫التعليم وغيره‪ ،‬ويمكن التبويب الوظيفي من تطبيق موازنة البرامج واالداء ملا يتميز به من‬
‫نجاعة اقتصادية إضافة إلى أنه يمكن من ‪:‬‬
‫تبيان تكاليف أداء كل وظيفة حكومية األمر الذي يمكن من معرفة مدى األهمية التي توليها‬ ‫أ‬
‫الدولة لكل قطاع‪.‬‬
‫تحليل تطور اإلنفاق على كل قطاع بين فترة زمنية وأخرى وما بين منطقة ومنطقة مما يمكن‬ ‫ب‬
‫من تدارك التباين وتحقيق تناسب بين املناطق‪.‬‬
‫التمكن من معرفة الكفاءة االقتصادية لكل قطاع من خالل حجم اإلنفاق عليه وما يحققه‬ ‫ت‬
‫من نتائج‪.‬‬
‫تحديد مسؤولي البرامج وحرية اتخاذ القرارات للمسؤولين‪ :‬حسب املادة ‪ 23‬من املرسوم‬ ‫‪-‬‬
‫التنفيذي ‪ 404-20‬يجب أن يعين لكل برنامج مسؤول من طرف الوزير أو مسؤول الهيئة‬
‫العمومية وتتمثل وظائف املسؤول عن البرنامج فيما يلي‪:‬‬
‫يقوم بتحضير تقرير عن األولويات والتخطيط ويقدم في هذا التقرير التوجيهات االستراتيجية‬ ‫أ‬
‫وأهداف البرنامج ويبرر االعتمادات املالية املطلوبة‪.‬‬
‫يعد وثيقة البرمجة األولية لالعتمادات املالية‪.‬‬ ‫ب‬
‫يقوم بالتعديالت املحتملة لتخصيصات االعتمادات املالية‪.‬‬ ‫ت‬
‫يقسم أهداف األداء على مستوى األنشطة‪.‬‬ ‫ث‬
‫يدرس مع مسؤولي األنشطة التقارير املتعلقة بالتنفيذ التي يقدمونها‪.‬‬ ‫ج‬
‫يحضر التقرير الوزاري للمردودية فيما يخص البرامج‪.‬‬ ‫ح‬
‫كما أن تطبيق القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية سوف يعطي هامش حرية أكبر‬ ‫‪-‬‬
‫ملسؤولي البرامج واالمرين بالصرف من خالل تحملهم مسؤولية أكبر في تحقيق األهداف‬
‫املسطرة وإعداد التقارير حول تسيير البرامج والتي يجب أن تكون مرفقة بمؤشرات األداء‬
‫إضافة إلى هذا وحسب املادة ‪ 33‬من القانون‪ 15-18‬تظهر هذه الحرية من خالل عملية نقل‬
‫االعتمادات حيث يصبح النقل ممكنا من برنامج إلى اخر على مستوى نفس الوزارة أو الهيئة‬
‫‪137‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫العمومية بموجب مرسوم رئاس ي يكون بناء على تقرير مشترك بين الوزير املكلف باملالية‬
‫والوزير املعني ‪ ،‬وفيما يخص نقل االعتمادات بين القطاعات يتم بموجب مرسوم رئاس ي بناء‬
‫على تقرير مشترك بين الوزارات املعنية والوزير املكلف باملالية وبإبالغ البرملان على أن ال يتجاوز‬
‫نسبة التحويل ‪ %20‬من االعتماد األصلي‪.‬‬
‫‪ .5‬خاتمة‬
‫اعتماد الجزائر بشكل شبه مطلق على الجباية البترولية في إيراداتها العامة جعلها تواجه‬
‫تحديات كبيرة لتحقيق استدامة مالية خاصة مع التزايد املستمر للنفقات العامة لتجاوز هذا‬
‫اإلشكال‪ ،‬هذا ما دفع الحكومة لتبني نظام إصالح ميزانياتي من بين أهم محاوره موازنة البرامج واألداء‬
‫التي تعد من املمارسات الدولية الحديثة في مجال التسيير العمومي وتم إصدار القانون العضوي‬
‫‪ 15-18‬املتعلق بقوانين املالية كإطار تشريعي و تنظيمي لهذه اإلصالحات إضافة إلى أنه يفصل في‬
‫آليات تطبيق موازنة البرامج واألداء واألسس التي تقوم عليها إضافة إلى إصدار مراسيم تنفيذية‬
‫تفصل أكثر في طريقة و إجراءات تنفيذ هذه املوازنة وخاصة فيما يتعلق بمؤشرات قياس األداء الذي‬
‫يعتبر هو األساس في هذا النوع من املوازنة والهدف منها على عكس موازنة البنود التي أثبتت فشلها‬
‫ميدانها ألنها ال تركز على قياس النتائج و األهداف املسطرة ويمكن حصر أهم النتائج املتوصل إليها‬
‫في هذه الورقة فيما يلي‪:‬‬
‫إطالق الجزائر مشروع اإلصالح امليزانياتي منذ ‪ 2005‬لكن تم ترسيمه واعتماده من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إصدار القانون العضوي ‪ 15-18‬والذي سيحل محل القانون‪ 17-84‬ابتداء من ‪ 2023‬ويهدف‬
‫هذا اإلصالح إلى تفعيل التسيير املرتكز على النتائج من خالل اعتماد موازنة البرامج واألداء‬
‫والتخطيط املتوسط املدى والتركيز على مؤشرات األداء لقياس النتائج‪.‬‬
‫نظام موازنة البرامج يسمح بأن تكون املوازنة ذات فعالية في تحقيق األهداف وكفاءة في ضبط‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنفاق‪.‬‬
‫من إيجابيات موازنة البرامج أنها تركز على األولويات التي ترغب الحكومة في تحقيقها من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫برامج لها أهداف واضحة‪.‬‬
‫من سلبيات التشريعات التي تؤطر موازنة البرامج واألداء أنها ركزت على البرامج واألنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫ومسؤولي البرامج ولم تهتم بالجانب اإلجرائي خصوصا فيما يتعلق باملحاسبين العموميين‪.‬‬
‫من خالل النتائج املتوصل إليها يمكن تقديم االقتراحات التالية‪:‬‬
‫التسريع بالتطبيق الكلي والشامل لنظام موازنة البرامج واألداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪138‬‬
‫حياة بن قويدر‬

‫رقمنة قطاع املالية وتزويده بأنظمة معلومات إضافة إلى إيجاد آليات للتنسيق بين مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫الوزارات والهيئات العمومية من اجل توفير املعطيات املالية واالقتصادية التي تسمح بتحديد‬
‫التقديرات بشكل فعال‪.‬‬
‫تحديث النظام املحاسبي في القطاع العام بالشكل الذي يسمح بتقدير دقيق لتكاليف كل‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج‪.‬‬
‫تطوير نظام قياس األداء بحيث يقدم مجموعة املؤشرات املفصلة حتى تسهل تنفيذ موازنة‬ ‫‪-‬‬
‫البرامج واألداء‪.‬‬
‫إصدار قوانين تنظيمية تنظم دور املحاسبين العموميين في تنفيذ موازنة البرامج واألداء‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .6‬قائمة املراجع‬
‫‪ 1.6‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫• احمرو ‪,‬ا ‪.‬ح ‪. (2004).‬موازنة البرامج واألداء املفهوم الفلسفة واألهداف ‪.‬دمشق ‪:‬ملتقى‬
‫موازنة البرامج واألداء في الجامعات العربية‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫• اكحل ‪,‬م & ‪.,‬مختاري ‪,‬م ‪. (2021).‬مستجدات تنفيذ و رقابة قانون املالية في ظل القانون‬
‫العضوي ‪18-15.‬مجلة أفاق للعلوم ‪, 491-512.‬‬
‫• الجديلي ‪,‬م ‪. (2005).‬دور املوازنة كأداة لتخطيط مالي في املنظمات غير الحكومية ‪.‬غزة ‪:‬‬
‫الجامعة االسالمية‪.‬‬
‫• العامري ‪,‬س ‪.‬ج ‪.,‬العطار ‪,‬ح ‪.‬ع & ‪.,‬الخزعلي ‪,‬ح ‪.‬م ‪. (2018).‬استخدام موازنة البرامج واألداء‬
‫أداة للتخطيط والرقابة في الوحدات الحكومية ‪.‬مجلة املثنى للعلوم اإلدارية واالقتصادية ‪,‬‬
‫‪171-203.‬‬
‫• ‪(10/‬جويلية ‪/1984).‬القانون ‪84-17‬املتعلق بقوانين املالية املعدل واملتمم ‪.‬الجزائر ‪:‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪28.‬‬
‫‪(02/09/2018).‬القانون العضوي ‪18-15‬املتعلق بقوانين املالية ‪.‬الجزائر ‪:‬الجريدة الرسمية‬ ‫•‬
‫العدد ‪53.‬‬
‫النجار ‪,‬م ‪.‬م ‪. (2005).‬العوامل املؤثرة على كفاءة استخدام املوازانات التقديرية كأداة‬ ‫•‬
‫للتخطيط والرقابة ‪.‬غزة ‪:‬الجامعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫موازنة البرامج في الجزائر‪ :‬مقاربة نظرية‬

‫امال حاج جاب هللا‪ .)2021( .‬اإلطار القانوني لقوانين املالية دراسة تحليلية للقانون العضوي‬ ‫•‬
‫‪ .15-18‬مجلة الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪.129-111 ،‬‬
‫بن وارث ‪,‬ح & ‪.,‬عكة ‪,‬ع ‪.‬ا ‪. (2020).‬ميزانية البرامج أداة لضبط اإلنفاق العمومي في الجزائر ‪.‬‬ ‫•‬
‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ‪, 611-630.‬‬
‫حيرش ‪,‬ف & ‪.,‬طرش ي ‪,‬م ‪. (2020).‬موازنة البرامج واألداء كأسلوب لعصرنة املوازنة العامة‬ ‫•‬
‫للدولة بالجزائر في ظل القانون ‪18-15 .‬مجلة التكامل االقتصادي ‪, 126-148.‬‬
‫سالم ‪,‬أ ‪. (2002).‬التجربة املصرية في التحول إلى موازانات األداء مؤتمر تحديث نظم املوازنة‬ ‫•‬
‫والرقابة على األداء ‪.‬القاهرة ‪:‬الجمعية العربية للتكاليف واملعهد املصري للمحاسبين‬
‫واملراجعين‪.‬‬
‫عائلة محمد الفهد‪ ،‬مدحت عبد الرشيد نوفل‪ ،‬و محمد عبد الفتاح العشماوي‪.)2017( .‬‬ ‫•‬
‫أهمية التحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج واألداء‪journal of environmental .‬‬
‫‪.451-438 ، studies and researches‬‬
‫كراز ‪,‬ح & ‪.,‬عبد الرحمان ‪,‬ي ‪. (2015).‬نموذج مقترح لتطبيق نظام املوازنة على أساس‬ ‫•‬
‫األنشطة )‪(ABB‬في البنك اإلسالمي ‪.‬غزة ‪:‬الجامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫كشاوي ‪,‬ا ‪. (2022).‬استراتيجية إرساء أسلوب املوازنة العامة حسب البرامج واألهداف في‬ ‫•‬
‫الجزائر ضمن القانون العضوي املتعلق بقوانين املالية ‪.‬مجلة اقتصاد املال واألعمال ‪, 427-‬‬
‫‪444.‬‬
‫• هميس ي ‪,‬ع & ‪.,‬صابة ‪,‬م ‪.‬ا ‪. (2020).‬دليل مرجعي لإلصالح امليزانياتي في املؤسسات التابعة‬
‫لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪.‬الجزائر ‪:‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ 2.6‬املراجع باللغات األجنبية‪:‬‬
‫•‬ ‫‪ALLEN, L. (2002). Public accountability and gouverment financial reporting. OECD‬‬
‫‪journal on budgeting volume2,supplement1 , 11-37.‬‬
‫•‬ ‫‪daddi-ddoun, n., & oudai, m. (2013). réforme budgétaire en Algérie vers une‬‬
‫‪gouvernance axée sur la performance. réformes économiques et inégration en‬‬
‫‪economie mondial , 201-225.‬‬

‫‪140‬‬
‫حياة بن قويدر‬

• NILS, C. (2008). La budgétisation au service de la performance avant et apres la nouvelle


performance. SUISSE: IDHEAP.
• STAN, A., & MANOLA, T. (2018). Program and performance based budgting wayto
wards consolidating local financial autonomy. management theory and studies for rural
business and infrastructure development , 490-510.

141

You might also like