You are on page 1of 20

141 - 126 ‫ ص‬،)0101( 13 :‫ العـــدد‬/ 31‫ المجلد‬- ISSN 2170-1881 ‫المجلة الجزائرية للمالية العامة‬

‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي‬


‫ المتعلق بقوانين المالية‬31-31 ‫بمقتضى القانون العضوي‬
The performance of the new public management as a mechanism for budget
reform under organic law 18-15 related to financial laws
‫أحسن مصطفى‬
AHCENE Mostefa

،)‫ (الجزائر‬2‫ وهران‬-‫ جامعة محمد بن أحمد‬،‫مخبر التوجهات والتحديات الجديدة للسياسات التنموية في الجزائر‬¹
ahcenemostefa@univ-oran2.dz

2023/12/31 :‫؛ تاريخ النشر‬2023/12/31 :‫ ؛ تاريخ القبول‬0202/11/11 : ‫تاريخ االستالم‬

‫ تهدف هذه الدراسة إلى تبيان أداء التسيير العمومي الجديد في القطاع العام بإعتباره كآلية إلصالح النظام الميزانياتي‬:‫الملخص‬
‫سه ُم في‬
ُ َ‫ إضافة إلى تبيان المناهج الحديثة للتسيير العمومي التي ت‬،‫ المتعلق بقوانين المالية‬81 – 81 ‫بمقتضى القانون العضوي‬
‫الفعالية والجودة‬
ّ ،‫ المساءلة‬،‫ إرساء مبادئ الحوكمة في القطاع العام‬،‫عصرنة النظام الميزانياتي عن طريق ترشيد اإلنفاق العام‬
‫وتقييم مستوى أداء اإلدارات العمومية بُ ْغيَةَ اإلنتقال من التسيير التقليدي المبني على ميزانية الوسائل إلى التسيير الحديث المبني‬
.‫على ميزانية البرامج القائم على النتائج‬
‫ المتعلق بقوانين المالية يعتبر بمثابة القاعدة األساسية إلصالح النظام‬81 -81 ‫توصلت الدراسة إلى أ ّن القانون العضوي‬
.‫الميزانياتي وفق مبادئ التسيير العمومي الحديث على مستوى اإلدارات العمومية وجعله يتماشى مع متطلبات اإلصالح الحديثة‬
.‫ قانون عضوي‬،‫ قطاع عام‬،‫ ميزانية برامج‬،‫ نظام ميزانياتي‬،‫ مؤسسات عمومية‬:‫كلمات مفتاحية‬
H10‫؛‬H6:JEL ‫تصنيفات‬
Abstract: This study aims to demonstrate the performance of the new Public Management in
public sector as a mechanism for reforming the budgetary system in accordance with the
Organic Law 18-15 on the laws of Finance, in addition to démonstration the modern
approaches to public management that contribute to the modernisation of the budgetary
system by rationalizing public spending, establishing the principles of governance in the
public sector, accountability, effectiveness and quality and evaluating the level of
performance of public administrations in order to move from traditional management based
on the means budget to modern management based on the program budget based on results
The study found that the Organic Law 18-15 on the laws of Finance is considered as the basic
basis for reforming the budgetary system in accordance with the principles of modern public
administration at the level of public administrations and bringing it in line with modern
reform requirements.
Keywords:public institutions, budget system, program budget, public sector, organic law.
JEL Classification Cdoes:H6. ;H10
1

ِ ‫*المؤلف‬
ahcenemostafa8@gmail.com ،‫ أحسن مصطفى‬:‫المرسل‬

126
‫أحسن مصطفى‬

‫تمهيد‬
‫يزم فَعَّال في إحداث سلسلة من التعديالت على نظام التسيير المعتمد باإلدارة العامة بُغيَةَ‬ ‫ِ ِ‬
‫يُ َع ُد التسيير العمومي الجديد مي َكان ْ‬
‫تحسين مستوى األداء القائم بالمؤسسات العمومية إلى جانب مراعاة اآلليات الحديثة المعتمدة التي تَ ْس ُه ُم في ترقية الخدمات‬
‫العمومية لفائدة الزبائن‪ ،‬حيث أنَّهُ أصبح من الضروري إعتماد سلسلة من تقنيات نظام تسيير القطاع الخاص التي من شأنها‬
‫تمنح إضافة للقطاع العام في ظل تكييف القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية المرهون بتحقيق األهداف المسطرة‬
‫والنتائج المرجوة‪ ،‬المبني على ميزانية البرامج وفق مبدأ اإلستحقاق المحاسبي‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن إصالح النظام الميزانياتي بموجب القانون العضوي السالف الذكر يتطلب تكافل جميع جهود األطراف‬
‫الفاعلة في الميدان التي لها صالحيات تسيير المال العام وفق قواعد وأحكام مضبوطة تساعد على منح إضافة موجبة خصوصا‬
‫دعي ترشيدها من قبل أعوان عموميين ذوي كفاءة عالية وفق تقنيات حديثة تعمل‬ ‫في مجال تنفيذ النفقات العمومية‪ ،‬حيث يست ِ‬
‫َ َ‬
‫على ترقية التسيير العمومي الجديد‪ ،‬الذي يخدم مصلحة القطاع العام أثناء تبني ميزانية البرامج التي تقتضي تفعيل نظام الرقابة‬
‫الميزانية وكذا تقييم مستوى األداء وجعلهما يتماشى مع متطلبات اإلصالح‪ ،‬إضافة إلى إدراج نظام معلوماتي فَ ّعال‪ ،‬وعليه إرتأينا‬
‫طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫سه ُم التسيير العمومي الجديد في تحسين مستوى أداء المؤسسات العمومية في ظل إصالح النظام الميزانياتي‬ ‫_ كيف َسيَ ُ‬
‫بمقتضى أحكام وقواعد القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية ؟‬
‫التساؤالت الفرعية‬
‫‪ /8‬هل َسيُ َم ّكن إصالح النظام الميزانياتي من تطبيق التسيير العمومي الجديد ؟‬
‫‪ / 0‬كيف يتم تطبيق وتقييم مستوى أداء المؤسسات العمومية الجزائرية في ظل إصالح النظام الميزانياتي ؟‬
‫‪ /2‬ماهي اآلليات المعتمدة في إصالح النظام الميزانياتي داخل أوساط المؤسسات العمومية الجزائرية وفق التسيير العمومي‬
‫الجديد ؟‬
‫فرضيات الدراسة‬
‫‪ /8‬يرتبط نجاح إصالح النظام الميزانياتي بتطبيق التسيير العمومي الجديد‪.‬‬
‫‪ / 0‬تقييم مستوى أداء المؤسسات العمومية الجزائرية يعتبر عنصر أساسي في إصالح النظام الميزانياتي‪.‬‬
‫فعالة في عصرنة الميزانية العامة داخل أوساط‬ ‫‪ /2‬سيساهم التسيير العمومي الجديد في إصالح النظام الميزانياتي بإعتباره آلية ّ‬
‫المؤسسات العمومية الجزائرية إضافة إلى ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تبيان اآلليات الحديثة التي تسهم في ترقية التسيير العمومي الجديد عن طريق تحسين مستوى أداء‬
‫اإلدارات الجزائرية وفق نظام اإلصالح الميزانياتي بموجب القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬حيث يقتضي‬
‫اإلعتماد على معايير ومؤشرات مضبوطة مسبقا تسمح بقياس نسب األداء المنجزة من قبل مسؤولي األنشطة‪ ،‬حيث أصبح من‬
‫الضروري إعتماد على ما تضمنه القانون العضوي السالف الذكر من أحكام تساعد على تحديد اإلطار القانوني للميزانية العامة‪،‬‬
‫حيث تم بموجبه تبيان أهم البرامج واألنشطة وفق تصنيفات جديدة تتفرع عن محفظة البرامج في شكل برامج‪ ،‬برامج فرعية‪،‬‬
‫أنشطة وأنشطة فرعية‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫وعلى هذا األساس فإن القانون العضوي ‪81-81‬يعتبر بمثابة األرضية القانونية التي تسهم في تحسين أداء القطاع العام وإرساء‬
‫مبادئ الحوكمة‪ ،‬تعزيز دور الرقابة‪ ،‬إعداد قاعدة بيانات خاصة بالمتعاملين اإلقتصاديين في السوق إضافة إلى ترشيد‬

‫‪128‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫النفقات العمومية‪ ،‬إضفاء الشفافية‪ ،‬التي تقتضي متابعة مستوى األداء لكافة برامج وأنشطة المحفظة من قبل مسؤولي البرامج‬
‫واألنشطة وكذا خضوعهم إلى المساءلة أثناء وبعد تنفيذ الميزانية السالفة الذكر‪ ،‬وقد تجدر اإلشارة أ ّن نظام تسيير المال العام‬
‫الذي تم تحينه مطلع سنة ‪ 0202‬بموجب القانون العضوي السالف الذكر يعتمد على تقنيات تسيير القطاع الخاص الذي‬
‫يمتاز بنوع من الكفاءة والصرامة والفعّالية في ترشيد نفقاته وتحصيل إيراداته‪.‬‬
‫منهج الدراسة‬
‫من أجل اإلجابة حول اإلشكالية وفرضية الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي من خالل تبيان اإلطار العام والمرجعي‬
‫المعتمد في تنفيذ وتسيير المال العام خالل مطلع س نة ‪ 0202‬الرام ي إل ى إص الح النظ ام الميزاني اتي بمقتض ى الق انون العض وي‬
‫رقم ‪ 81 -81‬المتعلق بقوانين المالية وكذا القانون ‪ 20-02‬المتعلق بقواعد المحاسبة العمومية والتسيير المالي والصادر خالل‬
‫س نة ‪ ، 0202‬إض افة إل ى التط رق إل ى األس اليب الرامي ة إل ى تح ديث التس يير العم ومي م ن أج ل عص رنة النظ ام الميزاني اتي وك ذا‬
‫إرساء مبادئ الحوكمة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام والمساءلة بُغيَةَ الوصول إلى الحلول ومختلف والفروق التي يمكن أن يقدمها القانون‬
‫العضوي السالف الذكر‪ ،‬وكذا البحث ع ن اآللي ات المعتم دة الت ي تَ ْس ُه ُم ف ي تحس ين مس توى أداء المؤسس ات العمومي ة ف ي ظ ل‬
‫تجسيد فلسفة التسيير العمومي الحديث في القطاع العام بمقتضى القانون العضوي السالف الذكر‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‬
‫األول والموسوم ب"اإلطار النظري حول إصالح النظام‬
‫مقسمة إلى ثالثة محاور أساسية‪ ،‬فتم تخصيص المحور ّ‬ ‫جاءت ال ّدراسة ّ‬
‫الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬في ظل مبادئ التسيير العمومي الجديد"‪ ،‬فالمحور الثاني الموسوم ب" أداء‬
‫المؤسسات العمومية في ظل تبني ميزانية البرامج واألداء الذي يساهم في ترقية التسيير العمومي الجديد"‪ ،‬المحور الثالث‬
‫والموسوم ب"اآلليات المعتمدة في إصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬وفق األساليب الحديثة‬
‫للتسيير العمومي"‬
‫‪ - I‬اإلطار النظري حول إصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬في ظل مبادئ التسيير العمومي‬
‫الجديد‬
‫‪ -8-I‬نظرة عامة حول إصالح النظام الميزانياتي في ظل مبادئ التسيير العمومي الحديث‬
‫خالل مطلع سنة ألفين قامت وزارة المالية بإعداد مشروع متعلق ب " عصرنة األنظمة الميزانياتية" حيث تم إبرام عقدين أحدهما‬
‫مع الشركة الكندية للخدمات واالستشارات ‪ CRC- Sogema‬من أجل تشكيل نظام متماسك يتضمن إعداد ميزانية‬
‫الدولة ال سيما ميزانية حسب النشاط وميزانية قائمة على النتائج(‪ ،)...‬والعقد اآلخر مبرم مع مجمع النفع العام الفرنسي ‪GIP-‬‬
‫‪ Adetef‬الذي أوكلت له مهمة "إعادة هيكلة دورة النفقة" ‪ restructuration du circuit de la dépense‬كونها‬
‫تعتبر إحدى المحاور األساسية للمشروع السالف الذكر والذي يشمل تغيير آليات تنفيذ النفقة الميزانياتية‪ ،‬ويهدف المشروع‬
‫وبصفة عامة إلى إعادة النظر وبصفة عامة في أساليب إعداد الميزانية وإجراءات تنفيذها‪ ،‬مما يسمح بضبط مستوى األداء في‬
‫مجال اإلصالح الميزانياتي‪ ،‬وتخصيص الموارد بين القطاعات‪ ،‬والفعالية والكفاءة في تنفيذ مختلف البرامج والمرونة في الرقابة‬
‫السابقة من قبل المصالح المركزية‪ ،‬وتدعيم نظام التدقيق ورقابة التسيير الالحقة من قبل الهيئات السيادية‪ ،‬ومنه يتم إسقاط‬
‫المسؤولية كاملة على عاتق‬

‫‪129‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫المسيرين‪ ،‬كما تضمن المشروع على عنصرين ‪ :‬العنصر األول يتضمن الجانب الميزانياتي المتعلق أساسا بتصميم نظام تسيير‬
‫حديث خاص بالنفقات‪ ،‬أما الثاني متعلق بالجانب المعلوماتي‪.‬كما تمحور مشروع اإلصالح‪ ،‬في جانبه الميزانياتي‪ ،‬حول‬
‫سلسلة من المحاور األساسية‪:‬‬
‫‪‬ميزانية حسب البرامج ترتكز على النتائج‪ :‬تسمح بتجميع اإلعتمادات المالية المخصصة لكل دائرة وزارية في محفظة‬
‫تتضمن سلسلة من البرامج‪ ،‬حيث تتفرع عنها أيضا مجموعة من األنشطة واألنشطة الفرعية والتي تهدف إلى ربط الوسائل‬
‫بالنشاطات وفقا للنتائج المنظرة‪ ،‬تكون البرامج محددة باألهداف وتُقَّاس بالنتائج وتُ َقيَّ ُم حسب معايير ومؤشرات أداء‪ ،‬ومن هذا‬
‫صادق على‬ ‫المنطلق تقوم البرامج بترجمة السياسة العمومية للدولة‪ ،‬وعليه يصبح البرنامج وحدة تخصص اإلعتمادات‪ ،‬حيث يُ َ‬
‫اإلعتمادات بالبرنامج بدل الفصول والقطاعات‪ ،‬كما يصبح البرنامج النواة العملياتية لتنفيذ الميزانية العامة للدولة‪ ،‬إذ تسمح‬
‫األحكام الحديثة من إستعمال اإلعتمادات بمرونة أكبر في تسيير النفقات العمومية‪ ،‬بعد التدقيق في األحكام والقواعد الحالية‬
‫المتعلقة بإعداد التخصيص الميزانياتي ضمن ميزانية البرامج (تحويل ونقل اإلعتمادات)‪.‬‬
‫‪‬إطار ميزانياتي متعدد السنوات‪ :‬يعتبر وسيلة تسيير الموارد العمومية التي تعبر عن التوجهات الكبرى للدولة‪ ،‬حيث يتم وضع‬
‫تقدير لإليرادات والنفقات العمومية على مدار ثالث سنوات إنطالقا من السنة الحالية‪ ،‬في حين يبقى التصويت على الميزانية‬
‫العامة للدولة سنويا‪ ،‬وتتمثل أهداف اإلطار السالف الذكر في عمليات تحسين التخطيط المالي وتحضير الميزانية‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة تصنيف النفقات الميزانياتية‪ :‬الذي يشمل سلسلة من التصنيفات ونذكر منها تصنيف حسب النشاطات ويتضمن البرنامج‬
‫وتقسيماته‪ ،‬تصنيف إداري يسمح بتجميع النفقات لكل إدارة معنية (الوزارات والمؤسسات العمومية)‪ ،‬تصنيف حسب الطبيعة‬
‫اإلقتصادية للنفقات ويجمع بين أبواب النفقات وأقسامها‪ ،‬ويدمج بين ميزانيتي التسيير والتجهيز‪ ،‬تصنيف حسب الوظائف‬
‫الكبرى للدولة يسمح بتجميع النفقات حسب الوظائف الكبرى للدولة يمكن من تجميع النفقات الكبرى للدولة(التربية‪،‬‬
‫الصحة‪.)...‬‬
‫شكل رقم ‪ :18‬تصنيفات أعباء الميزانية ضمن اإلصالح الميزانياتي‬

‫تصنيفات أعباء الميزانية ضمن اإلصالح الميزانياتي‬

‫تصنيف حسب الهيئات اإلدارية‬


‫تصنيف حسب النشاط‬ ‫تصنيف حسب الطبيعة اإلقتصادية للنفقات‬ ‫تصنيف حسب الوظائف الكبرى للدولة‬
‫المكلفة بإعداد الميزانية وتنفيذها‬

‫البرنامج وتقسيماته‬ ‫النفقات وأقسامها‬ ‫تعيين القطاعات المكلفة بتحقيق‬ ‫توزيع اإلعتمادات المالية على‬
‫األهداف حسب الوظيفة‬ ‫الوزارات والمؤسسات العمومية‬

‫المصدر‪ :‬حسب ما تضمنه القانون العضوي ‪ 81-81‬المؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪ 0281‬المتعلق بقوانين المالي‬

‫‪ ‬إعداد ميزانية وحيدة‪ :‬تجمع نفقات التسيير والتجهيز في ميزانية واحدة تسمى ميزانية البرامج والمدرجة في تصنيف أعباء‬
‫الميزانية حسب سلسلة من التصنيفات والمتمثلة في النشاط‪ ،‬الطبيعة االقتصادية للنفقات‪ ،‬الوظائف الكبرى للدولة‪ ،‬الهيئات‬
‫اإلدارية المكلفة بإعداد الميزانية وتنفيذها‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫شكل رقم (‪ :)12‬تصنيف أعباء الميزانية‬

‫النشاط‬
‫الهيئات اإلدارية المكلفة بإعداد‬
‫الميزانية وتنفيذها‬

‫أعباء ميزانية الدولة‬

‫الوظائف الكبرى للدولة‬ ‫الطبيعة اإلقتصادية للنفقات‬

‫المصدر‪ :‬حسب ما جاء في القانون العضوي ‪ 81-81‬المؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر ‪ 0281‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬
‫أما الجانب المعلوماتي المتعلق باإلصالح الميزانياتي يتضمن مخططا توجيهيا خاصا باإلعالم اآللي‪ ،‬ومخطط آخر يتضمن نظام‬
‫ميزانياتي حكوميا يتم تطويره عن طريق تأسيس مديرية مركزية لإلعالم اآللي مكلفة بإعداد تطبيق خاص باإلعالم اآللي متعلق‬
‫بالنظام السالف الذكر‪ ،‬تسمح باإلطالع على الوضعية المالية للدولة‪ ،‬كما يتيح هذا النظام التسجيل المحاسبي على أساس مبدأ‬
‫اإلستحقاق للنفقات بطريقة مباشرة بعد أن يتم اإللتزام بها‪.1‬‬
‫‪ -2-I‬أهداف اإلصالح الميزانياتي وفق مبادئ التسيير العمومي الجديد‬
‫تسييرا قائما على ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬وذلك من خالل إحداث مقارنة بين البيانات‬
‫إن حوكمة الميزانية العامة للدولة تتطلب ً‬
‫المالية والمعطيات الميدانية وتقييم مدى مطابقتها للقوانين والتنظيم والقواعد المحاسبية المتعارف عنها والخطط اإلستراتيجية‬
‫المسطرة‪ ،‬حيث تتمثل هذه الغاية في إجراء سلسلة من الفحوصات المستقلة قائمة على أساس إختفاء أثر للمعطيات‬
‫والمعلومات في دورة سير العمليات داخل أنظمة الهيئات الرقابية وبلورة تلك الفحوصات على شكل تقارير على المخالفين‬
‫لتلك القواعد واألهداف الم تفق عليها ضمن اإلستراتيجية من خالل إقرار المسؤولية اإلدارية والجزائية لمواجهة كافة أشكال‬
‫الفساد اإلداري والمالي‪.2‬‬

‫‪131‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫لتزُم بها على ما يلي‪":‬تُ َع ُد‬


‫حيث نصت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 484-20‬يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يُ َّ‬
‫ع على مجموع اإلدارات المعنية ومؤسسات‬ ‫المصالح المختصة‪ ،‬التابعة للوزير المكلف بالميزانية‪ ،‬تقريرا ملخصا عاما يُ َوَز ُ‬
‫الرقابة"‪.3‬‬
‫‪ -II‬أداء المؤسسات العمومية في ظل تبني ميزانية البرامج واألداء الذي يساهم في ترقية التسيير العمومي الجديد‬
‫‪ -18-II‬مسار تطبيق منظومة الميزانية حسب البرامج واألهداف‬
‫منذ سنوات قامت الجزائر بتحديث النظام الميزانياتي إنطالقا من دورة الميزانية التي تُ َق ُام سنويا لغرض المصادقة على قانون‬
‫المالية‪ ،‬حيث قامت الجزائر بإحداث سلسلة من إتفاقيات الشراكة مع مؤسسات وهيئات دولية لغرض تمويل وتقديم اإلستشارة‪،‬‬
‫في حين أن إصالح النظام الميزانياتي يقتضي اإلنتقال من تسيير مبني على ميزانية الوسائل إلى تسيير مبني على ميزانية البرامج‪.‬‬
‫‪ -18-18-II‬التعاقد مع الهيئات الدولية‪ :‬هناك سلسلة من االتفاقيات والعقود التي أبرمتها الدولة الجزائرية مع هيئات‬
‫ومكاتب دراسات متخصصة‬
‫‪ ‬إتفاقية البنك الدولي‪ :‬أبرمت الدولة الجزائرية إتفاقية متعلقة بتمويل برنامج إصالح النظام الميزانياتي بتاريخ ‪ 81‬أفريل‬
‫‪0228‬‬
‫غير أنّه لم يتم تنفيذها إلى غاية أكتوبر ‪ 0224‬وعلى إثرها تم التوقيع على عقدين إثنين‪ ،‬األول يتعلق بإطار الميزانية متعدد‬
‫السنوات بقيمة قدرها ‪ 8.112.222‬أورو‪ ،‬أما العقد الثاني يتعلق بتحسين دورة الميزانية بقيمة قدرها ‪ 421.222‬أورو‪ ،‬في‬
‫حين تم إبرام عقد في سنة ‪ 0221‬من أجل تحديد دورة النفقة العمومية بقيمة قدرها ‪ 0.0‬مليون أورو وهي االتفاقية التي‬
‫نُ ِّف َذت في إطار عقود اإلستشارة مع مكتب الدراسات الكندي المتخصص في مشاريع مساعدة الهيئات العمومية في مجال‬
‫التنمية والتعاون الدوليين‪.‬‬
‫‪ ‬عقود اإلستشارة مع مكتب الدراسات الكندي (‪:)Sogema-CRC- Canada‬حيث أبرمت الدولة الجزائرية‬
‫عقدين إثنين مع المكتب السالف الذكر‪ ،‬في إطار تمويل مشروعين‪:‬‬
‫‪ ‬المشروع األول خالل الفترة الممتدة ‪ :2112-2112‬يُ ْد َعى مشروع تحديث النظام الميزانياتي ُم َم َّول من قبل البنك‬
‫الدولي‪ ،‬حيث يهدف إلى ترشيد اإلنفاق العمومي والمسجل ضمن المشروع السالف الذكر (‪ ،)MSB‬ويتضمن ثالثة محاور‬
‫رئيسية متعلقة بإصالح النظام الميزانياتي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد إطار ميزانياتي متعدد السنوات؛‬
‫‪ -‬تحسين مراحل أداء دورة الميزانية العامة للدولة؛‬
‫‪ -‬تعزيز وظيفة الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬المشروع الثاني خالل الفترة الممتدة ‪ :2182-2111‬ويتعلق بتحسين تسيير اإلنفاق العام وكذا تقديم الخدمات لفائدة‬
‫المواطنين‪ ،‬حيث يقوم بمواصلة تنفيذ مضمون المشروع ألول ال سيما تكوين األعوان المكلفين بتنفيذ الميزانية وفق نظام‬
‫ميزانياتي على أساس البرامج والعمل على تجسيد النظام الحديث وتأهيل القدرات لتحضير دورة الميزانية والمبرمجة سنة‬
‫‪ ،0280‬حيث يتضمن سلسلة من البرامج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الدعم القانوني‪ ،‬إطار النفقات على المدى المتوسط‪:‬حيث يعت بر وسيلة لبرمجة الميزانية على مدار ثالثة سنوات متتالية‬
‫تسمح‬

‫‪132‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫بتسيير الميزانية في أفاق متعددة السنوات ضمن رؤية مستدامة تسمح بتقوية السياسة العامة وتوزيع الموارد المالية بطريقة فعالة‬
‫بين مختلف القطاعات إضافة إلى تحسين مستوى أداء المرافق العمومية‪.‬‬
‫ج ضمن‬ ‫‪ -‬نشر نظام المعلومات (‪ :)SIGBUD‬وهو نظام آلي معلوماتي يسمح بإعداد وعرض مختلف الميزانيات‪ ،‬ويُ ّ‬
‫در ُ‬
‫نظام تسيير الميزانية (‪.)...‬‬
‫‪ -‬تحديد رزنامة برامج التكوين‪ :‬لغرض تجسيد المنظومة الجديدة للميزانية على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد برمجيات تسمح بتسيير اإلتصال‪ :‬وذلك بين مختلف الهيئات المعنية بالمنظومة الجديدة للميزانية‪.‬‬
‫‪ -12-18-II‬تقدم األشغال التحضيرية لتطبيق المنظومة الجديد للميزانية‪ :‬إن المنظومة الجديدة للميزانية حسب البرامج‬
‫واألهداف عرفت فتح العديد من الورشات الوزارية التي تندرج ضمن إطار اإلشغال التحضيرية لتطبيق مشروع إصالح النظام‬
‫الميزانياتي وتكيفه مع المعايير المعمول بها دوليا وجعله يتماشى مع متطلبات اإلصالح السالفة الذكر أثناء تجسيد دورة الميزانية‬
‫سنويا‪.4‬‬
‫‪ -12-II‬مفهوم ميزانية البرامج واألداء‬
‫تعتبر بمثابة الميزانية التي تعتمد على التنسيق بين اإلنفاق على مستوى نشاطات األجهزة الحكومية ونتائجه عن طريق اعتماد‬
‫مؤشرات دقيقة تقوم بقياس نسب األداء على مستوى كافة المستويات‪ ،‬إضافة إلى تحقيق بعض مبادئ التسيير العمومي الجديد‬
‫ال سيما فعالية وكفاءة اإلنفاق(‪.5)...‬‬
‫تعتبر تقسيما جديدا لسائر حسابات الموازنة بحيث يتم االعتماد ومنح األولوية إلى البرامج الحكومية‪ ،‬وما تقوم الحكومة‬
‫بإعداده من برامج وأشغال (المخرجات) وليس ماتشتريه من سلع وخدمات (مدخالت)‪ ،‬أي أنها تركز على األهداف بدال من‬
‫الوسائل‪ ،‬إضافة إلى أ ّن الموازنة السالفة الذكر تعمل على إظهار وظيفة الرقابة اإلدارية بدال من وظيفة الرقابة المالية‪.6‬‬
‫هناك سلسلة من التقسيمات التي أطلقها معظم الباحثين في مجال العلوم المالية على موازنة األداء‪ ،‬حيث تمت تسميتها‬
‫أن التشابه ليس على مستوى الموازنات السالفة الذكر‪ ،‬وإنما‬ ‫بموازنة البرامج‪ ،‬وموازنة اإلنجاز‪ ،‬في حين يرى البعض اآلخر َّ‬
‫تركيزهما يظهر على مستوى نشاط الدولة وليس على مستوى عناصر اإلنتاج‪ ،‬في حين أن موازنة البرامج تهتم بتقسيم أنشطة‬
‫الحكومة إلى العديد من البرامج الواسعة النطاق‪ ،‬والتي تنطوي على العديد من وحدات اإلنتاج‪ ،‬يتولى تنفيذها العديد من‬
‫األجهزة الحكومية‪ ،‬في حين لكل هذه الهيئات وحدات أداء خاصة بها‪.7‬‬
‫‪ -18-12-II‬أسباب ظهور موازنة البرامج واألداء‬
‫هناك سلسلة من العوامل التي أدت إلى ظهور موازنة البرامج واألداء وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة ضبط وقياس مستوى وحدات األجهزة اإلدارية في ظل موازنة الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬بروز هيئات حكومية مكلفة بالرقابة منفصلة عن هيئة الموازنة في عدة دول‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ النظم المحاسبية التي تقوم بالرقابة الداخلية على مستوى الهيئات الحكومية واالستعانة باألسس المحاسبية في تحقيق‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬االنتفاع من مناهج اإلدارة العلمية في مجال اإلدارة الحكومية‪.8‬‬

‫‪133‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪ ‬انتقال وظيفة الدولة من الدولة الحارسة إلى دولة رفاهية وما يترتب اإلنتقال من زيادة في أوجه اإلنفاق)…(‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫‪ ‬توسع برامج وأنشطة الجهاز البيروقراطي للدولة‪.‬‬


‫‪ ‬ظهور حاالت التبذير واإلسراف على مستوى النفقات العمومية لدى المصالح واألجهزة الحكومية في ظل غياب وجود نظام‬
‫فعَّال للرقابة والمتابعة على النفقات العمومية‪.9‬‬
‫‪ -12-12-II‬متطلبات تنفيذ موازنة البرامج واألداء‬
‫إن تنفيذ هذه الموازنة يستدعي توفر العديد من المتطلبات الضرورية‪:‬‬
‫‪ ‬تخصيص الهيئات التنظيمية المكلفة بتنفيذ البرامج‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد مصادر وحجم األموال التي تم تخصيصها‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد تكاليف األنشطة والبرامج المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار البرامج واألنشطة التي تتناسب مع كل إختصاص‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد األهداف الطويلة والقصيرة األجل في إطار األولويات األساسية التي من أجلها تم طلب اإلعتمادات المالية‪.10‬‬
‫‪ ‬ضرورة التكامل بين الموازنة والحسابات الحكومية حتى يتسنى توفير بيانات تساعد في تحديد طلبات اإلعتمادات‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز وظيفة الرقابة على تنفيذ الموازنة‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين النظام المحاسبي الحكومي في ظل تجسيد نظام موازنات وفق نسب أداء‪ ،‬بحيث يجب أن يكون يشمل لالعتبارات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اعتماد النظام المحاسبي على مبدأ االستحقاق بدال من مبدأ النقد‪ ،‬وعلى هذا يتم تسجيل اإليراد محاسبيا على أساس‬
‫استحقاقه وليس على أساس قبضه‪.‬‬
‫‪ ‬مسك الحسابات على أساس األنشطة بواسطة سجالت محاسبية واعتمادها كوسائل إثبات لتوفير البيانات المطلوبة(‪.)...‬‬
‫‪ ‬وجوب إعداد وحدة لمحاسبة األعباء عند الضرورة‪.11‬‬
‫‪ -13-12-II‬مزايا تطبيق ميزانية البرامج واألداء‬
‫‪ ‬تساعد على توزيع اإلمكانات المادية المتوفرة لدى الدولة بطريقة أفضل من ميزانية الوسائل بحيث تسعى إلى تقديم بيانات‬
‫دقيقة لفائدة الجهات المكلفة بتوزيع االعتمادات المالية بين مختلف الهيئات والمصالح (‪.)...‬‬
‫سهم في تحسين عمليات تنفيذ البرامج والمشاريع للهيئات الحكومية (الوزارات والمصالح)‪ ،‬ألنها تقوم مسبقا بتبيان وحدات‬ ‫‪ ‬تَ ُ‬
‫األداء التي تقوم بتحقيق نتائج تنفيذ البرامج‪ ،‬كما أنها تسهل عملية الرقابة على تنفيذ البرامج وفق معايير أداء مسطرة مسبقا‪.‬‬
‫‪ ‬تمتاز بالالمركزية والمرونة أثناء التطبيق حيث تمنح لفائدة المسؤولين المكلفين بالتنفيذ المرونة الكافية وبالتكاليف المحددة‬
‫لكل برنامج‪.‬‬
‫‪ ‬تقدم صورة دقيقة عن طريق األعباء (‪.)...‬‬
‫‪ ‬تقدم لفائدة المواطنين معلومات دقيقة عن الخدمات التي تقدمها الحكومة لهم‪ ،‬حيث تتضمن وصفا لمختلف البرامج‬
‫والمشاريع الحكومية التي ستقوم بتنفيذها الدولة وكذا األهداف المسطرة إضافة إلى أعباء تلك البرامج واألهداف مما يسمح‬
‫للمواطنين من الحكم على مدى كفاءة ترشيد المال العام‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪ ‬تساعد السلطات التشريعية من القيام بدور تعزيز وظيفة الرقابة على الموازنة(‪.)...‬‬
‫‪ ‬تحسين مستوى الجودة المتعلقة ببيانات األداء المتوفرة للحكومة والمسؤولين في المؤسسات مما يساعد على إعداد مخطط‬
‫يسمح بتوزيع الموارد وكذا تعزيز وظيفة الرقابة على العمليات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬إعتماد الرقابة الالحقة بدال من الرقابة السابقة ومن رقابة مالية إلى رقابة األداء‪ ،‬وتعميم ثقافة األداء مما يؤدي إلى تحسين‬
‫فعالية األجهزة الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬تكثيف مسؤولية اإلدارة ورقابتها المحاسبية‪ ،‬حيث يتم تسليط الضوء على العمل الذي يتم أداؤه وفقا لمعايير مالية دقيقة وكمية‬
‫لقياس األداء الوظيفي بما يعرف بمحاسبة اإلنجاز باألجهزة الحكومية‪.12‬‬
‫‪ -12-12-II‬عيوب تطبيق موازنة البرامج واألداء‬
‫من أهم عيوب موازنة البرامج واألداء ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحديد األهداف بصفة دقيقة لجميع الهيئات واألنشطة الحكومية(‪.)...‬‬
‫‪ ‬نقص في عملية تأهيل الموظفين المكلفين بتسيير ميزانية البرامج‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحديد وحدات معينة يتم فيها قياس األداء أثناء اإلنجاز (‪.)...‬‬
‫‪ ‬إنعدام توفير المعلومات المناسبة عن نشاطات الهيئات الحكومية بسبب غياب نظام معلوماتي دقيق‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكاليف هذا النوع من البرامج يتطلب خبرة عالية حول محاسبة التكاليف وتوفير العديد من المستلزمات المكتبية أثناء‬
‫عملية التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير عدد كاف من المعلومات للهيئات الحكومية من أجل معالجة كافة الصعوبات العالقة‪.13‬‬
‫‪ -11-12- II‬مراحل إعداد ميزانية البرامج واألداء‬
‫إعداد ميزانية البرامج واألداء يتطلب اتخاذ سلسلة من المراحل وهي كاآلتي‪:‬‬
‫مرحلة الخطة العامة‪ :‬هي بمثابة الخطة الرئيسية التي يتم فيها تحديد األهداف على المدى البعيد سواء تعلق األمر بتأدية‬
‫خدمات أو متابعة أشغال عن طريق معايير أداء دقيقة تسمح بقياس أداء تلك األهداف المتعلقة بالمشاريع‪.‬‬
‫مرحلة التنبؤ تكاليف اإلنجاز‪ :‬خالل هذه المرحلة يتم تحديد كافة التكاليف المرتبطة بالمشاريع المنجزة من قبل الوحدة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬مع تحديد تكاليف كل برنامج ‪ ،‬ثم يتم تصنيف تلك التكاليف ضمن اإلنجازات التي تقوم بها الوحدات اإلدارية‪.‬‬
‫مرحلة التدقيق‪ :‬هي مرحلة يتم فيها دراسة النتائج المتحصل عليها خالل المراحل السالفة الذكر‪ ،‬ومن ثم يتم عرض تلك النتائج‬
‫على مختلف الهيئات من أجل إجراء عملية تقييم مستوى أداء الهيئات الحكومية‪.‬‬
‫مرحلة متابعة التنفيذ‪ :‬في هذه المرحلة تصبح الموازنة معتمدة وعليه يتم تنفيذ الموازنة العامة للدولة وفق مراحل محددة يقوم بها‬
‫مسؤولي األنشطة والبرامج خالل المرحلة السالفة الذكر بالتنسيق مع مسؤولي الرقابة على المال العام في حدود اإلطار القانوني‬

‫‪136‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫بغية الحصول على نتائج إيجابية تسمح لمسؤولي البرامج واألنشطة تحقيق األهداف المسطرة ضمن السياسة العامة للدولة ‪.14‬‬
‫شكل رقم (‪ :)13‬مراحل إعداد موازنة البرامج واألداء‬

‫موازنة البرامج واألداء‬

‫مرحلة الخطة العامة‬

‫مرحلة التنبؤ بتكاليف اإلنجاز‬

‫مرحلة التدقيق‬

‫مرحلة متابعة التنفيذ‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب بناءا على ما سبق ذكره‪.‬‬

‫‪ -III‬اآلليات المعتمدة في إصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬وفق األساليب الحديثة للتسيير‬
‫العمومي‬
‫‪ -8 -III‬تجارب تجديد مناهج الميزانية العامة للدولة الرامية إلصالح النظام الميزانياتي في مجال اإلعداد والتنفيذ‬
‫أدى تطور بحوث العمليات في الواليات المتحدة األمريكية إلى اغتناء مناهج اإلدارة الجديدة بحيث بدأ القطاع العام بانتهاج‬
‫سلسلة من األدوات التي يتم اعتماده بالقطاع الخاص‪ ،‬األمر الذي جعل اإلدارة األمريكية من قطع أشواط معتبرة في مجال‬
‫التقييم الدقيق لسائر تكاليف البرامج واألنشطة التي تم القيام بها من قبل الهيئات الحكومية في ظل إصالح النظام الميزانياتي‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تم االعتماد على سياسة التقليل من التكاليف بغية تحسين مستوى أداء اإلدارات العمومية والحد من أشكال‬

‫‪137‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫‪ -8-8 -III‬نظام التخطيط‪ ،‬البرمجة والموازنة ‪PPBS‬‬
‫قام وزير الدفاع األمريكي ماك نماريه سنة ‪ 8220‬رفقة الرئيس جونسون سنة ‪ 8221‬بتعميم نظام التخطيط والبرمجة على‬
‫مستوى الهيئات الحكومية‪ ،‬حيث إن الدافع األساسي الذي أجبر المسؤولين األمريكيين من تبني هذا النظام هو تلبية حاجيات‬
‫المجتمع وكذا بغية التوصل إلى تحقيق االستخدام األمثل للوسائل المتاحة‪.‬‬
‫يتضمن نظام البرمجة والخطة العامة ثالث خطوات ضرورية‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة الخطة العامة تتضمن سلسلة من األهداف المسطرة على المدى البعيد‪.‬‬
‫‪ ‬مرحلة البرمجة ترتكز على تحديد اإلمكانات الضرورية بغية تحقيق األهداف (‪.)...‬‬
‫‪ ‬مرحلة الموازنة يتم فيها تحديد تكاليف البرامج المتوقعة ضمن الميزانية العامة‪.‬‬
‫‪ -2-8 -III‬اإلدارة باألهداف ‪MBO‬‬
‫عند وصول الرئيس األمريكي نيكسون إلى الحكم تم التخلي عن نظام ‪ PPSB‬واستبداله بنظام اإلدارة باألهداف‪ ،‬الذي يعتمد‬
‫على تحليل الخيارات‪ ،‬الحسابات الدقيقة (‪.)...‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن النظام السالف الذكر يعتمد على أعمال األستاذ دروكر وعلى السياسات العامة المعتمدة في شركة جنرال‬
‫موتورز‪ ،‬حيث تم تعميمه عام ‪ 8202‬على مختلف الهيئات الحكومية‪.‬‬
‫ومن ثم فإن أهداف هذا النظام يتم تحديدها على مستوى األساسي (كل منظمة أو هيئة إدارية) ثم يتم تُجمع كل األهداف على‬
‫المستوى المركزي‪ ،‬وتتولى الهيئة المركزية تحديد الموارد األساسية من أجل تحقيق األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪ -3-8 -III‬الميزانية ذات القاعدة صفر ‪BBZ‬‬
‫تعتبر أسلوبا تم اعتماده في القطاع العمومي من قبل الرئيس كارتر حينما كان حاكم لوالية جورجيا سنة ‪ 8202‬وفي سنة‬
‫‪ 8202‬بعد توليه رئاسة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬قام بتعميم هذا المنهج على اإلدارة الفيدرالية‪.‬‬
‫حيث تتم مراجعة كافة بنود الميزانية على أساس القاعدة صفر‪ ،‬وتقييم البرامج واألنشطة وفق معايير تسمح بقياس مستوى أداء‬
‫األجهزة العمومية وفق هذه القاعدة‪ ،‬وعليه فإن هذا النظام يختلف تماما على النموذج الفرنسي الذي يعتبر حقا مكتسبا غير‬
‫فعالة وكفاية البرامج‪.‬‬
‫قابل للتدقيق‪ ،‬وبذلك فإن منح اإلعتمادات يخضع لقواعد ّ‬
‫‪ -2-8 -III‬ترشيد خيارات الميزانية ‪RCB‬‬
‫هو قرار تم اعتماده من قبل السلطات الفرنسية بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ 8121‬لغرض إعداد وتنفيذ ومراقبة كافة القرارات المالية‪،‬‬
‫تظهر عملية الترشيد في االستعمال السليم لتقنيات التحليل‪ ،‬والتنظيم بغية تجسيد السياسة العامة للدولة‪.‬‬
‫وعليه فإن ترشيد خيارات الميزانية تستدعي بأن يكون النشاط اإلداري بمثابة سلسلة من العمليات التي تساعد على االستخدام‬
‫األج َدى للوسائل‪ ،‬مما يتطلب تحديد العناصر التالية‪:‬‬
‫ْ‬
‫‪ ‬المهام الموكلة لكل وظيفة؛‬
‫‪ ‬األهداف المسطرة على المدى البعيد؛‬

‫‪138‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫‪ ‬اإلمكانات المتاحة؛‬
‫‪ ‬مؤشرات األداء المعتمدة‪.‬‬
‫إن ترشيد خيارات الميزانية يتضمن مجموعة مراحل التي سبق ذكرها في نظام البرمجة والخطة العامة‪ ،‬مما أدى إلى اعتبار‬
‫‪ RCB‬بمثابة الصيغة الفرنسية لنظام ‪ ،PPBS‬ولعل الفارق الرئيسي بينهما هو تعميق عمليات الحساب والتحليل ومنهجية‬
‫القرارات بالنسبة للنظام الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -1-8 -III‬ميزانية البرامج ‪Budget Programmes‬‬
‫أثبتت التجارب التي تم اإلشارة لها مسبقا عن بروز مدلول ميزانية البرامج كتجسيد لمناهج الميزانية الحديثة‪ ،‬وهي معتمدة حاليا‬
‫في معظم الدول والمنظمات‪.‬‬
‫تعتبر ميزانية البرامج بمثابة األشغال السنوية لبرنامج متعدد السنوات والذي يتم اعتماده ضمن السياسة العامة وتجمع كل الوسائل‬
‫الضرورية لتنفيذ البرنامج أثناء السنة المالية المعنية ليتم تسجيلها في ميزانية البرامج‪ ،‬والبرنامج هو عبارة عن سلسلة من المشاريع‬
‫واألنشطة والفعاليات‪ ،‬التي تشكل الطاقات المشتركة المتتالية‪ ،‬بغية الوصول إلى الناتج الحقيقي الذي يهدف إليه البرنامج‪.15‬‬
‫وأهم ما يميز هذا النوع من الميزانية عن الميزانيات التقليدية (ميزانية الوسائل والميزانية الوظيفية) هو االعتماد على الخطة‬
‫المسطرة من أجل بلوغ األهداف على المدى البعيد‪.‬‬
‫‪ -2 -III‬إجراءات تحسين أداء اإلدارات العمومية على مستوى القطاع العام في الجزائر بمقتضى القانون العضوي‬
‫‪ 81-81‬على ضوء تجسيد فلسفة التسيير العمومي الحديث‬
‫إن القانون العضوي السالف الذكر يتطلب بذل مجهودات جبارة من أجل تجسيده على أرض الواقع‪ ،‬كما أنه سيكون بمثابة‬
‫األرضية األساسية لتحسين وترقية مستوى أداء كافة اإلدارت العمومية في القطاع العام‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن تجسيد القانون‬
‫العضوي لقوانين المالية من شانه يساهم في تحقيق الحوكمة المالية‪ ،‬تفعيل دور الرقابة الميزانياتية إضافة إلى تكوين قاعدة بيانات‬
‫للمتعاملين في السوق‪ ،‬غير أن هذه المساهمات تتطلب توفر سلسلة من العوامل الرئيسية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪‬العوامل السياسية والتشريعية‬
‫‪ ‬يجب أن تتوفر العزيمة واإلرادة السياسية الجادة من أجل التجسيد الفعلي للقانون العضوي وتحقيق األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في إعداد أساليب وآليات تعمل على صياغة قاعدية للميزانية من شأنها تقوم بإصالح الترسانة القانونية التي تندرج‬
‫ضمن إطار السياسة العامة الحديثة (‪.)...‬‬
‫‪‬العوامل البشرية والتقنية‬
‫‪ ‬ترسيخ وغرس ثقافة األداء واإلصالح الموازني لألطراف الموكلة بالتنفيذ والرقابة‪ ،‬وكذا قياس مدى إستيعابهم للفكرة ومحتوى‬
‫هذا القانون من خالل عقد دورات تكوينة لفائدة مسؤولي األنشطة على مستوى مديريات البرمجة ومتابعة الميزانية للواليات‬
‫ألجل تأطير‬
‫الموظفين وكذا مسؤولي األنشطة حول فهم فلسفة التسيير العمومي الجديد القائم على النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬برمجة دورات تدريبية للموظفين والمسيرين حول طريقة إستعمال تقنيات الحاسوب وتكنولوجيات المعلومات واإلتصال عامة‬
‫والنظام المعلوماتي لتسيير الميزانية خاصة (‪.)Sigbud‬‬

‫‪139‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪ ‬فتح مجال للحوار والنقاش بين الهيئات اإلدارية والمديرية العامة للميزانية المكلفة بإصالح النظام الميزانياتي بوزارة المالية مع‬
‫تعزيز وظيفتها اإلستشارية لهذه األخيرة في عملية صنع القرار‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تفعيل دور كل من المراقب الميزانياتي والمحاسب العمومي اللذان يعتبران سدا حصينا وراع أي تجاوزات تخص األموال‬
‫العمومية من خالل إعداد نصوص تشريعية تحدد قواعد ومسؤوليات كال من العونين (‪.)...‬‬
‫‪ ‬إدراج نظام معلوم اتي لتسيير الميزانية عن طريق ربط البيانات والمعلومات الميزانياتية ونشرها على مستوى مواقع مختلف الدوائر‬
‫الوزارية والهيئات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة الماسة إلى وضع أدلة إرشادية تشرح مختلف الممارسات الميزانياتية لضمان نجاح تنفيذ اإلصالح الميزانياتي‪ ،‬وتزويد‬
‫المسيرين والموظفين بالوسائل العملية التي قد تسهم في معالجة بعض التجاوزات أثناء عملية التنفيذ كدليل لألداء (‪.16)...‬‬
‫‪ -3 -III‬اآلليات الكفيلة بنجاح موازنة البرامج واألداء في ظل اإلصالح الميزانياتي على ضوء تجسيد المناهج الحديثة‬
‫للتسيير العمومي‬
‫تتطلب عملية اإلنتقال من التسيير البيروقراطي المبني على ميزانية الوسائل إلى التسيير العمومي الحديث المبني على موازنة‬
‫سهم في عملية نجاح الموازنة السالفة الذكر في ظل اإلصالح‬ ‫البرامج واألداء إلى الوقوف على سلسلة من اآلليات التي تَ ُ‬
‫الميزانياتي‪:‬‬
‫‪ ‬التخطيط اإلستراتيجي الذي يتطلب تجديد كافة القوانين واللوائح وجعلها تتالءم مع متطلبات هذا النوع من األسلوب (‪.)...‬‬
‫‪ ‬قيام كل وزارة بحصر أنشطتها عن طريق تجميع األنشطة المتشابهة على مستوى برامج أساسية وفرعية ومن ثم يتم تحديد‬
‫األهداف المرجوة الخاصة بكل برنامج أساسي وفرعي‪ .‬حيث يجب أن تتوافق األهداف الفرعية للبرنامج مع السياسة العامة‬
‫للوزارة‪ ،‬مع العلم أن النشاط عبارة عن تجميع لألعمال المتجانسة التي تقوم بها األجهزة التنفيذية من أجل المساهمة في إنجاز‬
‫برنامج رئيسي أو فرعي لغرض إنتاج المنتج النهائي للبرنامج حيث يمثل نقطة التركيز بالنسبة لإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود نظام محاسبة تكاليف بغية حصر أعباء كل برنامج بدقة‪ ،‬بحيث يتم تقسيم األنشطة إلى مراكز للمسؤولية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االنتقال من تصنيف النفقات إلى تصنيف األعباء وفق البرامج واألنشطة المنجزة‪.‬‬
‫‪ ‬إدراج مبدأ المساءلة ومحاسبة بحيث يتطلب هذا األمر ترسيم مقاييس لألداء بغية مساعدة اإلدارة على فرض نظام رقابي‬
‫فعاليتها (‪.)...‬‬
‫على مستوى أنشطة البرامج وتقييم ّ‬
‫‪ ‬تحديد معايير أداء مالية وأخرى غير مالية من أجل قياس نسب التقدم واإلنجاز طبقا للبرامج المحددة إلى غاية إمكانية قياس‬
‫مد ى النجاحات التي تحققها المؤسسة إتجاه تحقيق أهدافها‪ ،‬مما يستلزم تصميم نموذج لقياس األداء يحتوي على مقاييس‬
‫للكفاءة والفعالية‪ ،‬ومدة اإلنجاز والنتائج حيث يتطلب ذلك مشاركة العاملين تحديد توقعاتهم لمستويات أداء أنشطتهم‪.17‬‬
‫‪ ‬تحديد معايير أداء مالية وأخرى غير مالية من أجل قياس نسب التقدم واإلنجاز طبقا للبرامج المحددة إلى غاية إمكانية قياس‬
‫مدى النجاحات التي تحققها المؤسسة إتجاه تحقيق أهدافها‪ ،‬مما يستلزم تصميم نموذج لقياس األداء يحتوي على مقاييس‬
‫للكفاءة والفعالية‪ ،‬ومدة اإلن جاز والنتائج حيث يتطلب ذلك مشاركة العاملين تحديد توقعاتهم لمستويات أداء أنشطتهم‪.18‬‬

‫‪140‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪141‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫الخالصة‬
‫إن إصالح المنظومة المالية من قبل الدولة الجزائرية يتطلب تكافل كافة األطراف الفاعلة في الميدان بغية عصرنة النظام‬
‫الميزانياتي وفق ميزانية البرامج القائمة على النتائج وفق مبدأ اإلستحقاق المحاسبي ‪ ،‬وكذا تقييم األداء المالي والوظيفي عن طريق‬
‫إحداث مقارنة بين األهداف والنتائج المحققة إضافة إلى مساءلة كافة مسؤولي البرامج واألنشطة عن سائر العمليات التي تم‬
‫القيام بها أثناء تنفيذ النفقات العمومية المدرجة ضمن ميزانية البرامج المقسمة إلى برامج وبرامج فرعية‪،‬أنشطة وأنشطة فرعية على‬
‫شكل تصنيفات حديثة أقرها القانون العضوي السالف الذكر والتي تعتبر بمثابة اإلطار العام الجامع لكافة األحكام والقواعد‬
‫سه ُم في تحسين دورة الميزانية سنويا والرامية إلى إصدار قانون المالية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬ ‫التنظيمية التي تَ ُ‬
‫الديمقراطية الشعبية بغية ترقية السياسة المالية المعتمدة من قبل الدولة رفقة كافة المسؤولين المخولين عن طريق نصوص تنظيمية‪،‬‬
‫ومن ثم فإن إعتماد المبادئ الحديثة للتسيير العمومي تعتبر بمثابة اإلطار العام آلليات إصالح النظام الميزانياتي على مستوى‬
‫اإلدارات العمومية بمقتضى القانون العضوي السالف الذكر والمتمثلة في ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬إرساء مبادئ الحوكمة في‬
‫تسيير المال العام‪ ،‬المساءلة وتقييم األداء الوظيفي والمالي على مستوى األجهزة العمومية‪ ،‬إضافة إلى ترشيد اإلنفاق العام‪،‬‬
‫المرونة والفعالية ‪ ،‬ترقية الخدمات‪ ،‬تعزيز وظيفة الرقابة‪.‬‬
‫وعليه فإن ميزانية البرامج واألداء المعتمدة مؤخرا مطلع سنة ‪ 0202‬بمقتضى القانون العضوي السالف الذكر تعمل على عصرنة‬
‫الحلَ َقةَ األساسية في تجسيد مبادئ التسيير العمومي الحديث أثناء التنفيذ والرقابة على‬ ‫النظام الميزانياتي والذي يعتبر بمثابة َ‬
‫المال العام وجعله يتماشى مع متطلبات اإلصالح‪ ،‬ومن هنا قمنا بإستخالص سلسلة من النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬التسيير العمومي الجديد يعتبر بمثابة القاعدة األساسية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪.81-81‬‬
‫‪ ‬إصدار القانون ‪ 20-02‬المتعلق بقواعد المحاسبة والعمومية والتسيير المالي يعتبر بمثابة الخطوة اإليجابية ألجل تدعيم‬
‫القانون العضوي السالف الذكر في إصالح وعصرنة النظام الميزانياتي‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل النظام الرقابي على األموال العمومية وفق ميكانيزمات حديثة يعتبر مساهمة إيجابية في رقمنة قطاع المالية‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل النظام المعلوماتي وجعله يتماشى مع متطلبات اإلصالح الحديثة يعتبر َحلَ َقة أساسية في ترقية وعصرنة النظام‬
‫الميزانياتي‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز وظيفة اإلرشاد من قبل الهياكل المركزية لوزارة المالية من شأنه يساهم في تحسين مستوى أداء المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬إعتماد ميزانية حسب البرامج المبنية على النتائج تعتبر خطوة إيجابية في عصرنة القطاع العام‪.‬‬
‫‪ ‬إعتماد إطار ميزانياتي متعدد السنوات بحيث يتم وضع تقديرات للنفقات واإليرادات على مدار ثالث سنوات حيث يعتبر‬
‫وسيلة تسيير الموارد العمومية التي تعبر عن التوجهات الكبرى للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إعتماد التصنيف الجديد لنفقات الميزانية الذي أقره القانون العضوي السالف الذكر الذي يسمح بتجميع أبواب النفقات‬
‫وأقسامها‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين عرض ونشر ميزانية البرامج المبنية على النتائج يعتبر بمثابة المرآة العاكسة لترقية وعصرنة النظام مناهج التسيير‬
‫العمومي الحديث‪.‬‬
‫سه ُم في تحسين مستوى أداء المؤسسات العمومية في ظل إصالح النظام الميزانياتي بمقتضى‬ ‫‪ ‬التسيير العمومي الجديد يَ ُ‬
‫القانون العضوي ‪ 81-81‬عن طريق إرساء مبادئ الحوكمة في القطاع العام‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام‪ ،‬المساءلة‪ ،‬الجودة والفعالية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مبدأ تقييم مستوى األداء وفق معايير ومؤشرات أداء مضبوطة ودقيقة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫وفي ختام هذه الدراسة تمكنا من عرض سلسلة من التوصيات والتي من شأنها َستَ ْس ُه ُم في منح إضافة موجبة تساعد على‬
‫توضيح متطلبات اإلصالح الحديثة بمقتضى القانون العضوي السالف الذكر‪:‬‬
‫‪ ‬إشراك كافة أعضاء الطبقة السياسية في الرقابة على المال خالل السنة (ن‪ )8-‬والسنة (ن) قبل التصويت والمصادقة على‬
‫قانون المالية من كل سنة‪.‬‬
‫‪ ‬خضوع أعوان المحاسبة العمومية إلى تكوينات وتربصات دورية حول أساليب إصالح النظام الميزانياتي بموجب القانون‬
‫العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستعانة بخبراء إقتصاديين لإلستفادة من خبراتهم في مجال إصالح النظام الميزانياتي وفق مقاييس ومعايير تتماشى مع‬
‫متطلبات اإلصالح‪.‬‬
‫‪ ‬القضاء على كافة أشكال التسيير البيروقراطي داخل اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬اشتراط مؤهالت علمية عالية المستوى بالنسبة ألعوان المحاسبة العمومية اثناء توليهم المسؤولية على رأس الهيئات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح أداء اإلدارات العمومية وفق مناهج المناجمنت العمومي الحديث لوحدة غير كافي بل وجب إدراج بعض اآلليات‬
‫الرقابية التي تساهم في عملية اإلصالح‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على نقاط قوة وضعف كافة مسؤولي البرامج واألنشطة أثناء عملية تسيير المال العام على مستوى المؤسسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستعانة بخبرة الموظفين الموجودين تحت السلطة المباشرة لمسؤولي األنشطة عن طريق التفويض أثناء أداء مهامهم‬
‫المنوطة‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في األيام التكوينية المنعقدة على المستوى المحلي من أجل كسب معارف حول تقنيات التسيير الحديثة بموجب‬
‫القانون العضوي ‪ 81 -81‬المتعلق بقوانين المالية وكذا القانون ‪ 20 -02‬المتعلق بقواعد المحاسبة العمومية والتسيير المالي‪.‬‬
‫ومن بين التوقعات التي تنعكس على البحث مستقبال نظرا لكون الباحث تطرق إليها بشكل مختصر بخصوص هذا الشأن فإنّه‬
‫يمكن إعتماد وتكييف معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام مع قواعد وأحكام القانون العضوي ‪ 81 -81‬المتعلق بقوانين‬
‫المالية‪ ،‬إضافة إلى عقد سلسلة من األيام التكوينية لفائدة أعوان المحاسبة الدولية حول أحكام وقواعد القانون ‪20 -02‬‬
‫المتعلق بقواعد المحاسبة العمومية والتسيير المالي الصادر مؤخرا خالل سنة ‪ 0202‬وتكييفها مع القانون العضوي السالف‬
‫الذكر والذي ظهر بشكل مغاير عن القانون ‪ 08- 22‬المتعلق بالمحاسبة العمومية والذي كان بمثابة دستور المالية العامة‪،‬‬
‫حيث أَقَ َّر جانبا كان معتمد بالقطاع الخاص ال سيما التسيير المالي‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإنه يمكن القول أن تكييف التسيير المالي في القطاع العام جاء من أجل إصالح مواقع الخطر التي تضمنها‬
‫القطاع السالف الذكر أثناء تنفيذ كافة العمليات المالية المتعلقة بميزانية الوسائل التي كانت معتمدة أثناء التسيير العمومي‬
‫التقليدي وجعلها تتماشى مع متطلبات اإلصالح المبنية على ميزانية البرامج المعتمدة مؤخرا مطلع سنة ‪ 0202‬بمقتضى القانون‬
‫العضوي السالف الذكر‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫أداء التسيير العمومي الجديد كآلية إلصالح النظام الميزانياتي بمقتضى القانون العضوي ‪ 81-81‬المتعلق بقوانين المالية‬

‫‪144‬‬
‫أحسن مصطفى‬

‫اإلحاالت والمراجع‪:‬‬
‫‪i‬‬

‫‪8‬محمد مسعي‪ ،) 0202( ،‬اإلصالح الميزانياتي في الجزائر‪:‬أهميته وصعوبات تطبيقه‪ ،‬المجلة الجزائرية للمالية العامة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬‬
‫بتلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،82‬العدد‪ ،20‬ص ص ‪.14 -24‬‬
‫‪0‬خالد سرباح‪ ،‬بن علي بن عتو‪ ،) 0202( ،‬اإلصالح الميزانياتي في الجزائر على ضوء القانون العضوي ‪( 81 -81‬المبررات واألهداف)‪ ،‬مجلة‬
‫القانون الدولي والتنمية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،82‬العدد‪ ،20‬ص ص ‪.22 -00‬‬
‫‪2‬انظر المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 484-20‬المؤرخ في ‪ 84‬نوفمبر ‪ ،8220‬يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يُلتَ َزُم بها‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد رقم ‪ 10‬لسنة ‪.8220‬‬
‫‪4‬إلياس كشاوي‪ ،) 0200( ،‬إستراتيجية إرساء أسلوب الموازنة العامة حسب البرامج واألهداف في الجزائر ضمن القانون العضوي المتعلق بقوانين‬
‫المالية رقم ‪ -81 -81‬الدوافع والمنافع‪ ،‬مجلة إقتصاد المال واألعمال‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،20‬العدد‪ ،28‬ص‬
‫ص ‪.444-400‬‬
‫‪1‬الهواري بن لحسن‪ ،‬مراد منصور‪ ،) 0200( ،‬اإلصالح الميزانياتي في الجزائر‪ :‬التوجه نحو مقاربة البرامج‪ ،‬األهداف واألداء في تخصيص‬
‫اإلعتمادات المالية‪ ،‬المجلة الجزائرية للمالية العامة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،82‬العدد(دع)‪ ،‬ص ص ‪.48-22‬‬
‫‪2‬فؤاد سليمان الفسفوس‪ ،‬رائد جميل جبر‪ ،) 0281( ،‬تقييم آليات تطبيق موازنة البرامج واألداء في األردن‪ ،‬مجلة البحوث اإلقتصادية والمالية‪ ،‬جامعة‬
‫لعربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،21‬العدد‪ ،28‬ص ص ‪.408 -448‬‬
‫‪0‬مصطفى شبرة أمحمد‪ ،)0200( ،‬أهمية إصالح النظام الم وازني في ترشيد اإلنفاق العام للجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬تخصص مالية ومحاسبة‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،22‬ص ‪.828‬‬
‫‪1‬زيد منير عبوي‪ ،‬سامي"محمد هشام"حريز‪ ،)0222(،‬مدخل إلى اإلدارة العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ص ‪.082‬‬
‫‪2‬طلق عوض الله السواط‪ ،‬وآخرون‪ ،) 8401( ،‬اإلدارة العامة‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬الوظائف‪ ،‬األنشطة‪ ،‬دار حافظ للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫ص ‪.022‬‬
‫‪ 82‬مصطفى شبرة أمحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.820‬‬
‫‪88‬زيد منير عبوي‪ ،‬سامي"محمد هشام"حريز‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬
‫‪80‬عطية عز الدين‪ ،‬أحمد بيرش‪) 0202( ،‬أساليب إعداد وتنفيذ الموازنة العامة للدولة‪ ،‬مجلة إدارة األعمال والدراسات اإلقتصادية‪ ،‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،22‬العدد‪ ،20‬ص ص ‪.401 -422‬‬
‫‪82‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪84‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪81‬ثابتي الحبيب‪ ،‬عصرنة نظم الميزانية في الجزائر‪ ،) 0281( ،‬الدعامة األساسية إلصالح اإلدارة العمومية وترشيد اإلنفاق العام‪ ،‬مجلة التنظيم‬
‫والعمل‪ ،‬جامعة مصطفى إسطنبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،24‬العدد‪ ،22‬ص ص ‪.02 -80‬‬
‫‪82‬أمين صابة‪ ،‬كمال بن موسى‪ ،)0202( ،‬دراسة تحليلية للقانون العضوي ‪ 81 -81‬وأهميته في تحسين أداء القطاع العام‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫اإلجتماعية واإلنسانية لجامعة الجزائر‪ ،22‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،21‬العدد‪ ،28‬ص ص ‪.018 -011‬‬
‫‪80‬نصر عبد الكريم‪ )0228(،‬تقسيم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية للتحول إلى موازنة البرامج‪ ،‬معهد أبحاث السياسات اإلقتصادية الفلسطيني‪،‬‬
‫فلسطين‪ ،MAS ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪81‬‬
‫‪Juray Nemec, Nataliia Grynchuk, (2017), Performance Budgeting, Capacity Building of Napa for Open Local‬‬
‫‪Governance, p 16.‬‬

‫‪145‬‬

You might also like