You are on page 1of 92

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫التعسف في استعمال أموال الشركة‬


‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬
‫شعبــــــــــــــة ‪ :‬الحقوق ‪ -‬تخصـص ‪ :‬القانون الجنائي لألعمال‪.‬‬

‫من إعداد الطالب ‪:‬‬

‫‪ -‬سفيان حمود‬

‫لجنة المناقشة ‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ مساعد – أ‬ ‫‪-‬جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي ‪-‬‬ ‫جمال مقراني‬

‫مدير المذكرة‬ ‫أستاذة مساعدة – أ ‪-‬‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي ‪-‬‬ ‫عزيزة لرقط‬

‫عضوا ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد – أ ‪-‬‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي ‪-‬‬ ‫رشيد بومعزة‬

‫السنة الجامعية ‪2016-2015 :‬‬


‫إهداء‬
‫الحمد هلل خالق األكوان ومنزل القرآن ومعلم االنسان والصالة والسالم‬

‫على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ‪:‬‬

‫أهدي ثمرة جهدي الى مالكي في الحياة الى معنى الحب والحنان الى بسمة وسر‬

‫الوجود الى من دعائها سر نجاحي وحنانها بلسم جراحي الى أغلى الحبايب « أمي‬

‫الحبيبة »‬

‫أطال هللا عمرها‬

‫الى من كلله هللا بالهبة والوقار ‪ ،‬الى من علمني العطاء بدون انتظار الى من‬

‫أحمل إسمه بكل إفتخار الى‬

‫« ابي الغالي» أطال هللا عمره ‪.‬‬

‫الى كل إخوتي وأخواتي‬

‫نسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والحمد هلل‬

‫والصالة والسالم على رسول هلل ‪.‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫أشكـر هللا تعالى على فضله و عونه إلتمام هذا العمل المتواضع و ما كنت ألوفق‬

‫إال بإذنه‪.‬‬

‫كما يشرفني أن أرفع قلمي وأسيل حبري ألوجه الشكـر‬

‫إلى كل من ساعدني في إنجاز هذه المذكرة منذ أن كانت بذرة لتتحول في األخير‬

‫إلى هذه الثمرة و أخص بالذكر األستاذة المشرفة‬

‫" لرقط عزيزة "‬

‫التي لم تبخل عليا بنصائحها و توجيهاتها القيمة‪ ،‬والتي منها تعلمت التواضع‬

‫واإلخالص في طلب العلم ‪ ،‬فجزاها هللا عني خير جزاء‪.‬‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫تحظـ ــى الشـ ــركة فـ ــي العصـ ــر الحـ ــديظ بأهميـ ــة كبي ـ ـرة نظ ـ ـ ار لـ ــدورها المميـ ــز فـ ــي عمليـ ــة النهـ ــو‬

‫االقتص ـ ــادي‪ ،‬فه ـ ــي أنض ـ ــس ثمـ ـ ـرة للنظ ـ ــام ال أرس ـ ــمالي المرتك ـ ــز عل ـ ــى الفلس ـ ــفة ال أرس ـ ــمالية الت ـ ــي انتش ـ ــرت‬

‫بشـ ــكل واسـ ــع فـ ــي الق ـ ــرن الماضـ ــي‪ ،‬لـ ــذل تتص ـ ــدر الشـ ــركات مواضـ ــيع الق ـ ــانون التجـ ــاري و سـ ــر أهمي ـ ــة‬

‫قـ ـ ــدرة المكـ ـ ــونين لهـ ـ ــا و‬ ‫الشـ ـ ــركات أنهـ ـ ــا تجميـ ـ ــع و تركيـ ـ ــز للجهـ ـ ــد و المـ ـ ــال‪ ،‬و أنهـ ـ ــا بـ ـ ــذلل تضـ ـ ــاع‬

‫فرص ــهم ف ــي ال ــر ح و احتك ــار األسـ ـواق‪ ،‬بحي ــظ تزيـــد ه ــذه الق ــدرة كثيـ ـ ار ع ــن مجم ــو ق ــدراتهم الشخصـــية‬

‫لو أن كال منهم قد انطوى بتجر ته على انفراد‪.‬‬

‫كمـ ــا تلعـ ــب دو ار حيويـ ــا فـ ــي الحيـ ــاة االجتماعيـ ــة لمـ ــا تـ ــوفره مـ ــن مناصـ ــب شـ ــغل و تحققـ ــه مـ ــن رفاهيـ ــة‬

‫اجتماعي ـ ــة‪ ،‬وله ـ ــا ال ـ ــدور الب ـ ــال ف ـ ــي الميزاني ـ ــة العام ـ ــة ألي بل ـ ــد م ـ ــن خ ـ ــالل التزامه ـ ــا ب ـ ــدفع الضـ ـ ـريبة و‬

‫الرس ـ ــوم المختلف ـ ــة وعلي ـ ــه فالش ـ ــركة ه ـ ــي مجموع ـ ــة م ـ ــن التجمع ـ ــات الت ـ ــي يحكمه ـ ــا نظ ـ ــام واح ـ ــد و ه ـ ــي‬

‫تحتوي على عدد من الشركاء‪.‬‬

‫كم ـ ــا أن دور الش ـ ــركات يتجس ـ ــد خاص ـ ــة ف ـ ــي مج ـ ــال االس ـ ــتثمار بكاف ـ ــة ص ـ ــوره سـ ـ ـواء ك ـ ــان وطني ـ ــا أو‬

‫إل ـ ــى ذلـ ـ ـ المرحل ـ ــة االنتقالي ـ ــة الت ـ ــي ش ـ ــهدها الع ـ ــالم ف ـ ــي المج ـ ــال االقتص ـ ــادي م ـ ــا دف ـ ــع‬ ‫عالمي ـ ــا ضـ ـ ـ‬

‫ال ـ ــدول وعل ـ ــى غراره ـ ــا الدول ـ ــة الجزائري ـ ــة عل ـ ــى ب ـ ــذل جه ـ ــود كبيـ ـ ـرة و إص ـ ــالحات و ذلـ ـ ـ بني ـ ــة‬ ‫ب ـ ــبع‬

‫الـ ـ ـ ــدفع بعجلـ ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ــاد الـ ـ ـ ــوطني و انعاشـ ـ ـ ــه مـ ـ ـ ــن خـ ـ ـ ــالل تنظـ ـ ـ ــيم و تـ ـ ـ ــأطير األنشـ ـ ـ ــطة االقتصـ ـ ـ ــادية‬

‫ومحاولـ ـ ــة السـ ـ ــيطرة عليهـ ـ ــا حتـ ـ ــى ال تقـ ـ ــع فـ ـ ــي ممارسـ ـ ــات غيـ ـ ــر مشـ ـ ــروعة تضـ ـ ــر ال محـ ـ ــال باالقتصـ ـ ــاد‬

‫الوطني‪.‬‬
‫فه ـ ــذه الممارس ـ ــات الغي ـ ــر مش ـ ــروعة له ـ ــا ص ـ ــور عدي ـ ــدة و متنوع ـ ــة ق ـ ــد تح ـ ــول دون تحقي ـ ــق ه ـ ــذه الش ـ ــركة‬

‫ألهـ ــدافها التـ ــي أنشـ ــأت مـ ــن أجلهـ ــا‪ ،‬فلـ ــم تقتصـ ــر هـ ــذه الممارسـ ــات علـ ــى الغيـ ــر فق ـ ـ بـ ــل يمكـ ــن أن تمتـ ــد‬

‫لتشمل مسيري الشركة و مدرائها‪.‬‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة تعـ ــد أهـ ــم الج ـ ـرائم التـ ــي تحـ ــدد التجـ ــاوزات التـ ــي‬ ‫و لعـ ــل جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫ق ـ ــد تحص ـ ــل داخ ـ ــل الش ـ ــركة م ـ ــن ه ـ ــذه الفئ ـ ــة و الت ـ ــي ف ـ ــي الغال ـ ــب م ـ ــا تك ـ ــون فيه ـ ــا أمـ ـ ـوال و ممتلك ـ ــات‬

‫الش ـ ــركة و م ـ ــا ي ـ ــدخل ف ـ ــي حكمه ـ ــا ه ـ ــي الوض ـ ــعية المس ـ ــتهدفة العت ـ ــداءات هـ ـ ـ الء المس ـ ــيرون الق ـ ــائمين‬

‫علـ ــى ادارة الش ـ ــركة و ق ـ ــد نصـ ــت ‪ 800‬و ‪ 811‬و ‪ 840‬م ـ ــن ق ـ ــانون التج ـ ــاري علـ ــى ه ـ ــذه الجريم ـ ــة م ـ ــن‬

‫قبـ ــل المسـ ــيرين القـ ــائمين علـ ــى إدارة الشـ ــركة و تعـ ــر علـ ــى أنهـ ــا جـ ــنح تقـ ــع نتيجـ ــة السـ ــتعمال أم ـ ـوال أو‬

‫اعتماد الشركة من قبل المسير بسوء نية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫وتظه ـ ــر أهمي ـ ــة د ارس ـ ــة ه ـ ــذا الموض ـ ــو م ـ ــن ناحي ـ ــة المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري كغيـ ـ ـره م ـ ــن التشـ ـ ـريعات المقارن ـ ــة‬

‫كـ ــري حمايـ ــة جزائيـ ــة للشـ ــركة التجاريـ ــة بإعتباره ـ ــا كيـ ــان مسـ ــتقل عـ ــن الشـ ــركاء واألشـ ــخاص الطبيعي ـ ــين‬

‫الم سسـ ــين لهـ ــا ‪ ،‬هـ ــذه الحمايـ ــة الجزائيـ ــة التـ ــي تعـ ــد النـ ــو المحبـ ــذ و المضـ ــمون نظ ـ ـ ار لمـ ــا تحملـ ــه م ـ ــن‬

‫ط ـ ــابع ردع ـ ــي و الت ـ ــي س ـ ــيتم التركي ـ ــز عليه ـ ــا بدرج ـ ــة كبيـ ـ ـرة ف ـ ــي الم ـ ــذكرة ‪ ،‬فه ـ ــذه الحماي ـ ــة تمت ـ ــد أيض ـ ــا‬

‫أو رد الش ـ ــيء م ـ ــا ك ـ ــان علي ـ ــه نتيج ـ ــة ف ـ ــي خط ـ ــأ ف ـ ــي‬ ‫لحماي ـ ــة مدني ـ ــة و الت ـ ــي تل ـ ــزم المس ـ ــير ب ـ ــالتعوي‬

‫التسيير الذي أدى الى الحاق الضرر بالغير حسن النية باإلضافة الى الحماية التجارية‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أمـ ـ ــول الشـ ـ ــركة صـ ـ ــدارة اهتمـ ـ ــام‬ ‫حيـ ـ ــظ احتلـ ـ ــت هـ ـ ــذه الجريمـ ـ ــة فجريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫البـ ــاحثين وش ـ ـران القـ ــانون نظ ـ ـ ار لحداثـ ــة عهـ ــدها إال أنهـ ــا تعـ ــد مـ ــن أبـ ــرز صـ ــور الج ـ ـرائم المتعلقـ ــة بـ ــإدارة‬

‫و تسير الشركة التجارية ‪.‬‬


‫وألن س ـ ـ ــبب اختي ـ ـ ــار له ـ ـ ــذا الموض ـ ـ ــو يكم ـ ـ ــن ف ـ ـ ــي س ـ ـ ــببن اثن ـ ـ ــين أوال عمل ـ ـ ــي ‪ :‬يتمث ـ ـ ــل ف ـ ـ ــي أن‬

‫السـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الشـ ــركة تعـ ــد مـ ــن أب ـ ــرز ج ـ ـرائم التسـ ــيير كمـ ــا أنه ـ ــا علـ ــى صـ ــلة م ـ ــع‬ ‫جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫إختصـ ــاص القـ ــانون الجنـ ــائي لألعمـ ــال أمـ ــا السـ ــبب العلم ـ ـي ‪ :‬فيتمثـ ــل فـ ــي اث ـ ـراء الرصـ ــيد المعرفـ ــي لهـ ــذا‬

‫م ـ ــن د ارسـ ـ ـة ه ـ ــذا الموض ـ ــو ه ـ ــو تس ـ ــلي‬ ‫الموض ـ ــو عل ـ ــى اعتب ـ ــار أن ـ ــه ح ـ ــديظ النش ـ ــأة كم ـ ــا ان اله ـ ــد‬

‫الض ـ ــوء واعط ـ ــاء توض ـ ــيحات اكث ـ ــر ع ـ ــن ه ـ ــذه الجريم ـ ــة خصوص ـ ــا وان المش ـ ــر ل ـ ــم ي ـ ــذكرها ف ـ ــي ق ـ ــانون‬

‫العقوب ـ ــات كب ـ ــاقي الجـ ـ ـرائم األخ ـ ــرى ب ـ ــل اكتف ـ ــى ب ـ ــذكرها ف ـ ــي قـ ـ ـوانين خاص ـ ــة متفرق ـ ــة كالق ـ ــانون التج ـ ــاري‬

‫‪ ،‬واب ـ ـ ارز خصائصـ ــها لتجنـ ــب الخل ـ ـ الـ ــذي يقـ ــع فيـ ــه الكثيـ ــر مـ ــن المسـ ــيرين مـ ــن‬ ‫وقـ ــانون النقـ ــد والقـ ــر‬

‫خالل ابراز حدود صالحياتهم وما يخرج عنها حتى ال يقعوا تحت طائلة العقوبة‪.‬‬

‫والرتباطهـ ـ ــا باالمتيـ ـ ــازات و الصـ ـ ــالحيات التـ ـ ــي يحظـ ـ ــى بهـ ـ ــا المـ ـ ــدير أو المسـ ـ ــير داخـ ـ ــل الشـ ـ ــركة والتـ ـ ــي‬

‫و‬ ‫غالبـ ــا مـ ــا تكـ ــون مسـ ــخرة لخـ ــدمتها‪ ،‬و التـ ــي يمكـ ــن أن تشـ ــكل لهـ ــم اغ ـ ـراءات و تـ ــدفعهم الـ ــى االنح ـ ـ ار‬

‫استعمالها لغير مصلحتها الحقيقية ‪ ،‬وهذا ما أثار جدال و اشكاالت قانونية‪.‬‬

‫وكمـ ـ ــا سـ ـ ــبق ذك ـ ـ ـره فـ ـ ــإن المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري أورد نصوصـ ـ ــا جزائيـ ـ ــة فـ ـ ــي القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري تـ ـ ــنص‬

‫وتعاقب على هذه الجريمة مما يجرنا ذل إلى طرن اإلشكال التالي‪:‬‬

‫عـ ـ ــالس المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري الحمايـ ـ ــة الجزائيـ ـ ــة ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركات فـ ـ ــي مواجهـ ـ ــة االنح ارفـ ـ ــات‬ ‫كي ـ ـ ـ‬

‫التـ ــي قـ ــد يرتكبهـ ــا مسـ ــيروها فـ ــي ظـ ــل تمتـ ــع المـ ــدير أو المسـ ــير بصـ ــالحيات وامتيـ ــازات وضـ ــرورة حمايـ ــة‬

‫ف ـ ــي‬ ‫الش ـ ــركة ككي ـ ــان مس ـ ــتقل ع ـ ــن أعض ـ ــائها وم ـ ــا م ـ ــدى خصوص ـ ــية ه ـ ــده الجريم ـ ــة فجريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫استعمال أموال الشركة مقارنة بباقي الجرائم التي يرتكبها المسيرين إض ار ار بأموال الشركة‬
‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة الـ ــى شـ ــقين‬ ‫واإلجابـ ــة عـ ــن هـ ــذه اإلشـ ــكالية يقتضـ ــي تحليـ ــل جريمـ ــة تعس ـ ـ‬

‫موضـ ــوعي واج ارئـ ــي علـ ــى االعتمـ ــاد ف ـ ــي ذل ـ ـ المـ ــنهس التحليلـ ــي كون ـ ــه يتناسـ ــب مـ ــع طبيعـ ــة الموض ـ ــو‬

‫وما يثيره من إشكاالت قانونية وعملية‪.‬‬

‫وسنتبع خطة بحظ تتكون من فصلين‪:‬‬

‫الس ـ ـ ــتعمال أمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة‬ ‫الفص ـ ـ ــل األول تح ـ ـ ــت عنـ ـ ـ ـوان‪ :‬االحك ـ ـ ــام الموض ـ ـ ــوعية لجريم ـ ـ ــة التعسـ ـ ـ ـ‬

‫ويتضمن مبحثين‪:‬‬

‫في استعمال أموال الشركة‬ ‫المبحظ األول تحت فعنون‪ :‬النطاق الذي ترتكب فيه جريمة التعس‬

‫والمبحظ الثاني فعنون‪ :‬أركان الجريمة‪.‬‬

‫الس ـ ـ ــتعمال أمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة‬ ‫أم ـ ـ ــا الفص ـ ـ ــل الث ـ ـ ــاني فعنون ـ ـ ــاه ب ـ ـ ـ ـ ‪ :‬االحك ـ ـ ــام اإلجرائي ـ ـ ــة لجريم ـ ـ ــة التعسـ ـ ـ ـ‬

‫‪.‬ويتضمن مبحثين ‪:‬‬

‫المبحظ األول‪ :‬األثار المترتبة عن هذه الجريمة‪.‬‬

‫في إستعمال أموال الشركة‪.‬‬ ‫والمبحظ الثاني‪ :‬إجراءات المتابعة لجريمة التعس‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫إن ج ـ ـ ـرائم المـ ـ ــال واألعمـ ـ ــال كانـ ـ ــت و ال ت ـ ـ ـزال موضـ ـ ــو جـ ـ ــدل وبـ ـ ــاألخص تل ـ ـ ـ المرتكبـ ـ ــة‬

‫فـ ــي إدارة تسـ ــيير الشـ ــركات التجاريـ ــة فهـ ــي غالبـ ــا مـ ــا تكـ ــون ذات طبيعـ ــة خاصـ ــة تميزهـ ــا عـ ــن الج ـ ـرائم‬

‫األخـ ــرى نظ ـ ـ ار لمـ ــا تحمل ـ ــه مـ ــن طـ ــابع ف ـ ــي الخصوصـ ــية وتفردهـ ــا فـ ــي األرك ـ ــان التـ ــي تقـ ــوم عليه ـ ــا ‪،‬‬

‫ف ــي اس ــتعمال أمـ ـوال الش ــركة ‪ ،‬إذ أن هات ــه األخيـ ـرة عل ــى ال ــرغم‬ ‫وه ــو م ــا نج ــده ف ــي جريم ــة التعسـ ـ‬

‫م ـ ــن تش ـ ــابهها م ـ ــع جـ ـ ـرائم أخ ـ ــرى كجريم ـ ــة اإلخ ـ ــتالي وخيان ـ ــة األمان ـ ــة إال أنه ـ ــا ال يمك ـ ــن تتحق ـ ــق إال‬

‫بت ــوفر أرك ــان معين ــة ‪ ،‬والت ــي تتمح ــور ح ــول طبيعـــة النط ــاق ال ــذي ترتك ــب في ــه وص ــفة الجن ــاة الـــذين‬

‫يرتكبونها‪.‬‬

‫وعلـ ــى هـ ــذا األسـ ــاي قسـ ــيم هـ ــذا الفصـ ــل إلـ ــى مبحثـ ــين ‪ ،‬حيـ ــظ ي ـ ـتم التطـ ــرق فـ ــي المبحـ ــظ األول إلـ ــى‬

‫تحديـ ـ ــد نطـ ـ ــاق جريمـ ـ ــة اإلسـ ـ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة ‪ ،‬وفـ ـ ــي المبحـ ـ ــظ الثـ ـ ــاني إلـ ـ ــى أركـ ـ ــان‬

‫في إستعمال أموال الشركة ‪.‬‬ ‫جريمة التعس‬

‫المبحث األول ‪:‬نطاق جريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الجـ ـ ـرائم إال أن ـ ــه‬ ‫إذا ك ـ ــان األص ـ ــل أن ق ـ ــانون العقوب ـ ــات ه ـ ــو م ـ ــن يتض ـ ــمن معاقب ـ ــة مختلـ ـ ـ‬

‫هن ــا ج ـ ـرائم تخ ــرج مـــن هـــذا المج ــال ومـــن بينهـ ــا جريم ــة االس ــتعمال التعسـ ــفي ألمـ ـوال الشـ ــركة التـــي‬

‫ترتك ـ ــب عل ـ ــى مس ـ ــتوى إدارات الم سس ـ ــات والش ـ ــركات التجاري ـ ــة ‪ ،‬وه ـ ــذه الجريم ـ ــة ب ـ ــال شـ ـ ـ س ـ ــت دي‬

‫إل ـ ــى انعكاس ـ ــات ض ـ ــارة بائتم ـ ــان الش ـ ــركة وأص ـ ــولها وعل ـ ــى ص ـ ــغار المس ـ ــاهمين و االقتص ـ ــاد ال ـ ــوطني‬

‫ككل ‪.‬‬

‫ف ـ ــي ه ـ ــذه الد ارس ـ ــة ال ـ ــى الش ـ ــركات الت ـ ــي ترتك ـ ــب عل ـ ــى مس ـ ــتواها جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬ ‫وبالتـ ــالي سـ ـ ـيعر‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ‪ .‬وال يقتص ـ ــر األم ـ ــر عن ـ ــد ه ـ ــذا الح ـ ــد فالب ـ ــد أيض ـ ــا تبي ـ ــان الش ـ ــركات‬

‫األخرى التي تخرج عن هذا النطاق ‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫لـ ــذل قسـ ــم هـ ــذا المبحـ ــظ إلـ ــى مطلبـ ــين حيـ ــظ سـ ــنتناول فـ ــي المطلـ ــب األول الشـ ــركات التـ ــي تخضـ ــع‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة و فـ ـ ــي المطلـ ـ ــب الثـ ـ ــاني الشـ ـ ــركات غيـ ـ ــر‬ ‫ألحكـ ـ ــام جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫خاضعة ألحكام هذه الجريمة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الشركات الخاضعة لهذه الجريمة‪.‬‬

‫حصـ ـ ــر المشـ ـ ــر الج ازئ ـ ـ ــري هـ ـ ــذه الجريم ـ ـ ــة فـ ـ ــي شـ ـ ــخص مس ـ ـ ــيري شـ ـ ــركات ذات المسـ ـ ـ ـ ولية‬

‫المح ـ ــدودة وش ـ ــركات المس ـ ــاهمة كم ـ ــا ه ـ ــو مب ـ ــين ف ـ ــي نص ـ ــوص الق ـ ــانون التج ـ ــاري الت ـ ــي س ـ ــبق ذكره ـ ــا‬

‫وعلـ ــى هـ ــذا األسـ ــاي سـ ــيتم التطـ ــرق إلـ ــى هـ ــاتين الشـ ــركتين ومـ ــا يميزهمـ ــا مـ ــن أحكـ ــام قانونيـ ــة حيـ ــظ‬

‫سيخصـ ـ ـ ــص الفـ ـ ـ ــر األول للشـ ـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ـ ــدودة ‪ ،‬أمـ ـ ـ ــا الفـ ـ ـ ــر الثـ ـ ـ ــاني فيخصـ ـ ـ ــص‬

‫لدراسة شركة المساهمة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫إن الش ـ ـ ـ ــركات ذات المسـ ـ ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ـ ــدودة ذات أص ـ ـ ـ ــل ألم ـ ـ ـ ــاني ‪ ،‬وق ـ ـ ـ ــد أدخله ـ ـ ـ ــا المش ـ ـ ـ ــر‬

‫الفرنسـ ــي فـ ــي شـ ــهر مـ ــاري ‪ 1927‬بعـ ــد اسـ ــترجا فرنسـ ــا لمقـ ــاطعتي األل ـ ـزاي و اللـ ــورين ‪ ،‬ثـ ــم عمـ ــم‬

‫هـ ـ ــذا النـ ـ ــو الشـ ـ ــركات فـ ـ ــي التش ـ ـ ـريع الفرنسـ ـ ــي كونهـ ـ ــا تـ ـ ــتالئم و اسـ ـ ــتغالل المشـ ـ ــروعات االقتصـ ـ ــادية‬

‫ف‪1‬‬
‫الصغيرة والمتوسطة الحجم والتي ال تحتاج إلى ر وي أموال ضخمة‪.‬‬

‫ومـ ـ ــا يفسـ ـ ــر فك ـ ـ ـرة وجودهـ ـ ــا وانتشـ ـ ــارها هـ ـ ــي رغبـ ـ ــة المسـ ـ ــتثمرين فـ ـ ــي مواجهـ ـ ــة الضـ ـ ــرورات العملي ـ ـ ــة‬

‫مـ ـ ــن المضـ ـ ــايقات التـ ـ ــي تفرضـ ـ ــها‬ ‫للخـ ـ ــروج عـ ـ ــن أوضـ ـ ــا شـ ـ ــركات المسـ ـ ــاهمة وتقاليـ ـ ــدها والتخفي ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬عمار عمورة ‪ ،‬الوجيز في شرن القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2009 ،‬ص‪1.295‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ش ـ ــركات أخ ـ ــرى كش ـ ــركة التض ـ ــامن والتوص ـ ــية البس ـ ــيطة ‪.‬ف‪ 1‬ألن ه ـ ــذا الن ـ ــو م ـ ــن الش ـ ــركات تف ـ ــر‬

‫على المستثمرين مس وليات ثقيلة ال يقدرون على تحملها ‪.‬‬

‫كم ـ ـ ــا أن الش ـ ـ ــركات ذات المسـ ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ــدودة س ـ ـ ــهلة التأس ـ ـ ــيي وقليل ـ ـ ــة النفق ـ ـ ــات ‪ ،‬عك ـ ـ ــي‬

‫شـ ـ ــركات المسـ ـ ــاهمة والتـ ـ ــي تعتبـ ـ ــر أداة ثقيلـ ـ ــة يتطلـ ـ ــب تأسيسـ ـ ــها إج ـ ـ ـراءات طويلـ ـ ــة ومعقـ ـ ــدة ونفقـ ـ ــات‬

‫بالغـ ــة ‪،‬األمـ ــر الـ ــذي يفسـ ــر لنـ ــا اعتنـ ــاق المشـ ــر الج ازئـ ــري لهـ ــذا النـ ــو مـ ــن الشـ ــركات حيـ ــظ أدرجهـ ــا‬

‫ض ـ ــمن أحك ـ ــام الم ـ ــادة ‪ 544‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري والت ـ ــي ت ـ ــنص عل ـ ــى أن الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية‬

‫ف‪. 2‬‬
‫المحدودة تجارية بحكم شكلها مهما يكن موضوعها‬

‫أوال‪ :‬خصائص الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫تشتمل الشركة ذات المس ولية المحدودة على مجموعة من الخصائص تتمثل أساسا في ‪:‬‬

‫‪-1‬حقوق الشركاء والتزاماتهم ‪:‬‬

‫ال يس ـ ــأل الشـ ـ ـري ف ـ ــي الشـ ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة ع ـ ــن ديونه ـ ــا إال بق ـ ــدر الحص ـ ــة المقدمــ ــة‬

‫ف‪3‬‬
‫من طرفه في رأسمال الشركة ‪.‬‬

‫وه ـ ــو أس ـ ــاي تس ـ ــميتها بالش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة والحكم ـ ــة ف ـ ــي ذلـ ـ ـ تحم ـ ــل ك ـ ــل الش ـ ــركاء‬

‫فيه ـ ــا التزاماته ـ ــا بمق ـ ــدار م ـ ــا س ـ ــاهموا ف ـ ــي رأي ماله ـ ــا وم ـ ــا ق ـ ــدموا م ـ ــن حص ـ ــص فيه ـ ــا دون أمـ ـ ـوالهم‬

‫‪ -1‬محمود الكيالني ‪ ،‬الموسوعة التجارية والمصرفية‪ ،‬المجلد الخامي ‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬اإلصدار‬
‫الثاني ‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 2009 ،‬ص ‪. 173‬‬
‫‪-2‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫المادة ‪ 544‬من األمر رقم ‪ 59 / 75‬الم رخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم بموجب القانون‬
‫‪ ، 02-05‬الم رخ في ‪ 06‬فبراير ‪ ، 2005‬ج ر العدد ‪ 11‬الم رخ في ‪ 09‬فيفري ‪. 2005‬‬
‫‪ -3‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 296‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الخاص ـ ــة وال تض ـ ــامن فيم ـ ــا بي ـ ــنهم ‪ ،‬نظـ ـ ـ ار الس ـ ــتقالل ذم ـ ــة ك ـ ــل م ـ ــنهم ع ـ ــن ذم ـ ــة الش ـ ــركة س ـ ــوى رأي‬

‫المال المذكور في العقد التأسيسي للشركة ف‪. 1‬‬

‫و يجـ ــدر بالـ ــذكر أن مس ـ ـ ولية الشـ ــركة كشـ ــخص معنـ ــوي ليسـ ــت محـ ــدودة بـ ــل هـ ــي مطلقـ ــة فـ ــي جميـ ــع‬

‫أمواله ـ ــا وموجوداته ـ ــا بعك ـ ــي مسـ ـ ـ ولية الش ـ ــركاء فيه ـ ــا المح ـ ــدودة بق ـ ــدر حص ـ ــة ك ـ ــل واح ـ ــد م ـ ــنهم ف ـ ــي‬

‫لحس ـ ــابها ع ـ ــن‬ ‫رأي الم ـ ــال كم ـ ــا أن ـ ــه ال يج ـ ــوز تأس ـ ــيي الش ـ ــركة أو زي ـ ــادة رأي ماله ـ ــا أو االقتـ ـ ـ ار‬

‫ف‪2‬‬
‫طريق االكتتاب العام وال يجوز لها إصدار أسهم أو سندات قابلة للتداول ‪.‬‬

‫‪-2‬عـــــدد الشـــــركاء ‪ :‬أسـ ــلفنا القـ ــول أن الشـ ــركة ذات المس ـ ـ ولية المحـ ــدودة تجاريـ ــة بحسـ ــب شـ ــكلها ‪،‬‬

‫إذ أن الح ــد األقص ــى لع ــدد الش ــركاء فيه ــا ه ــو عش ــرون شـ ـريكا وه ــو م ــا نص ــت علي ــه صـ ـراحة الم ــادة‬

‫‪ 590‬مـ ـ ــن القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري الج ازئـ ـ ــري ‪ ،‬كمـ ـ ــا أن الحـ ـ ــد األدنـ ـ ــى ال يقـ ـ ــل عـ ـ ــن ش ـ ـ ـريكين اثنـ ـ ــين واال‬

‫تغي ـ ـ ـ ــر ش ـ ـ ـ ــكل الش ـ ـ ـ ــركة إل ـ ـ ـ ــى الش ـ ـ ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ـ ــدودة ‪ E.U.R.L‬إذا تأسس ـ ـ ـ ــت م ـ ـ ـ ــن‬

‫ف‪3‬‬
‫شخص واحد فق ‪.‬‬

‫‪ -3‬عنـــــوان الشـــــركة ‪:‬تطبيقـ ــا ل ـ ــنص الم ـ ــادة ‪ 3/564‬أعط ـ ــى المشـ ــر للش ـ ــركة ح ـ ــق الخي ـ ــار ف ـ ــي أن‬

‫ع ــن غيره ــا م ــن الش ــركات األخ ــرى‬ ‫تتخ ــذ اس ــما تجاري ــا مس ــتمدا م ــن طبيع ــة عمله ــا وبالت ــالي تختلـ ـ‬

‫وتقتـ ــرب مـ ــن شـ ــركة األم ـ ـوال التـ ــي لهـ ــا الحريـ ــة فـ ــي تعيـ ــين اسـ ــم لهـ ــا تسـ ــتمده عـ ــادة مـ ــن موضـ ــو‬

‫‪-1‬محمود الكيالني ‪ ،‬الشركات التجارية فدراسة مقارنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -2‬ف ـ ــاروق وح ـ ــي ‪ ،‬س ـ ــلطات ومسـ ـ ـ وليات الم ـ ــديرين ف ـ ــي الش ـ ــركات التجاري ـ ــة ‪ ،‬دار الفك ـ ــر العر ـ ــي ‪ ،‬الق ـ ــاهرة ‪ ،‬مص ـ ــر ‪ ،‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ -3‬محمـ ـ ــد ح ـ ـ ـزي ‪ ،‬المس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة للشـ ـ ــركات التجاريـ ـ ــة فـ ـ ــي القـ ـ ــانون الج ازئـ ـ ــري فـ ـ ــي القـ ـ ــانون المقـ ـ ــارن ‪ ،‬دار هومـ ـ ــة ‪،‬‬
‫الج ازئـ ـ ـ ــر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪ . 139‬المـ ـ ـ ــادة ‪ 590‬ق ت ‪ « :‬ال يسـ ـ ـ ــوا أن يتجـ ـ ـ ــاوز عـ ـ ـ ــدد الشـ ـ ـ ــركاء فـ ـ ـ ــي شـ ـ ـ ــركة ذات مس ـ ـ ـ ـ ولية‬
‫مح ـ ــدودة ‪ 20‬شـ ـ ـريكا ‪.‬واذا أص ـ ــبحت الش ـ ــركة مش ـ ــتملة عل ـ ــى أكث ـ ــر م ـ ــن ‪ 20‬شـ ـ ـريكا وج ـ ــب تحويله ـ ــا إل ـ ــى ش ـ ــركة مس ـ ــاهمة ف ـ ــي‬
‫أج ــل سـ ــنة واحـ ــدة ‪ .‬وعنـ ــد عـ ــدم ذل ـ ـ تنحـ ــل الشـ ــركة مـ ــا لـ ــم يصـ ــبح عـ ــدد الشـ ــركاء فـ ــي تل ـ ـ الفت ـ ـرة مـ ــن الـ ــزمن مسـ ــاويا لعش ـ ـرين‬
‫شريكا أو أقل » ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الشـ ــركة ‪،‬و أن تتخ ـ ــذ له ـ ــا عنـ ـ ـوان ي ـ ــذكر في ـ ــه اس ـ ــم شــ ـري أو أكث ـ ــر م ـ ــع ذك ـ ــر عب ـ ــارة «و ش ـ ــركا ه »‬

‫أو «و ش ـ ـ ــركائهم » وف ـ ـ ــي ه ـ ـ ــذه الحال ـ ـ ــة األخي ـ ـ ــرة ف ـ ـ ــإن عنـ ـ ـ ـوان الش ـ ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ــدودة‬

‫إلـ ــى اسـ ــم‬ ‫يشـ ــبه عن ـ ـوان شـ ــركات األشـ ــخاص فشـ ــركة التضـ ــامن والتوصـ ــية البسـ ــيطة ‪ .‬ف‪ 1‬و يضـ ــا‬

‫الش ـ ــركة عب ـ ــارة فذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة أو اختص ـ ــارفذ‪ .‬م‪ .‬م و ي ـ ــدرج ه ـ ــذا االس ـ ــم م ـ ــع مق ـ ــدار‬

‫رأي م ـ ــال الش ـ ــركة ورق ـ ــم تس ـ ــجيلها ف ـ ــي جمي ـ ــع األوراق والمطبوع ـ ــات الت ـ ــي تس ـ ــتخدمها ف ـ ــي أعماله ـ ــا‬

‫ف‪2‬‬
‫وفي العقود التي تبرمها ‪.‬‬

‫‪-4‬عـــــدم اكتســـــاب الشـــــري صـــــفة التـــــاجر ‪:‬ال يكتس ـ ــب الشـ ـ ـري ص ـ ــفة الت ـ ــاجر ف ـ ــي الش ـ ــركة ذات‬

‫المس ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ــدودة ‪،‬وعل ـ ـ ــى ه ـ ـ ــذا ف ـ ـ ــال يس ـ ـ ــتوجب الق ـ ـ ــانون ف ـ ـ ــي الشـ ـ ـ ـري أن تت ـ ـ ــوفر في ـ ـ ــه األهلي ـ ـ ــة‬

‫التج ـ ـ ــارة كم ـ ـ ــا ن ـ ـ ــص عليــ ـ ــه ف ـ ـ ــي الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري ‪ ،‬وال يل ـ ـ ــزم ه ـ ـ ــذا الش ـ ـ ـ ـري‬ ‫الالزم ـ ـ ــة الحتـ ـ ـ ـ ار‬

‫بالت ازمــ ــات التجــ ــار كقيـ ـ ــد اسـ ـ ــمه فـ ـ ــي السـ ـ ــجل التجـ ـ ــاري أو مس ـ ـ ـ دفـ ـ ــاتر منتظمـ ـ ــة وال يسـ ـ ــري بحقـ ـ ــه‬

‫ف‪3‬‬
‫نظام اإلفالي إذا تعرضت الشركة لإلفالي ‪.‬‬

‫المول ـ ــودة عم ـ ــاري ‪ ،‬أحك ـ ــام الش ـ ــركات التجاري ـ ــة ‪ ،‬دار الغ ـ ــرب للنش ـ ــر والتوزي ـ ــع ‪ ،‬الج ازئ ـ ــر ‪ ، 2007 ،‬ص‬ ‫‪ -2‬فتيح ـ ــة يوسـ ـ ـ‬
‫ص ‪ . 245- 244‬الم ـ ــادة ‪ 2/564‬ق ت ‪ ... « :‬وتع ـ ــين بعنـ ـ ـوان للش ـ ــركة يمك ـ ــن أن يش ـ ــتمل عل ـ ــى إس ـ ــم واح ـ ــد م ـ ــن الش ـ ــركاء‬
‫أو أكث ـ ــر عل ـ ــى أن تك ـ ــون ه ـ ــذه التس ـ ــمية مس ـ ــبوقة أو متبوع ـ ــة بكلم ـ ــات " ش ـ ــركة ذات مسـ ـ ـ ولية مح ـ ــدودة " أو األح ـ ــر األول ـ ــى‬
‫منها أي "ش‪ .‬م‪ .‬م " و يان رأي مال الشركة » ‪.‬‬
‫‪ -3‬أكرم ياملكي ‪ ،‬القانون التجاري للشركات ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪، 2010 ،‬ـ ص ‪. 374‬‬
‫‪ -1‬محمود الكيالني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم انحالل الشركة في حالة وفاة أحد الشركاء ‪:‬‬

‫ال تنح ـ ــل الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة بوف ـ ــاة أح ـ ــد الش ـ ــركاء وانم ـ ــا تنتق ـ ــل حص ـ ــة ك ـ ــل‬

‫شـ ـري بوفات ــه ال ــى ورثت ــه ‪ ،‬فض ــال ع ــن جـ ـواز إحالته ــا ب ــين األزواج والف ــرو ‪ ،‬وه ــو م ــا أش ــارت إلي ــه‬

‫ف‪1‬‬
‫المادة ‪ 570‬من القانون التجاري ‪.‬‬

‫غيـ ــر أن المشـ ــر أحـ ــاط هـ ــذا التنـ ــازل بشـ ــروط مشـ ــددة إذ اشـ ــترط إثبـ ــات التنـ ــازل عـ ــن الحـ ــق بصـ ــورة‬

‫رسـ ــمية ‪ ،‬إخط ـ ــار الشـ ــركة بعق ـ ــد رسـ ــمي وقب ـ ــول الشـ ــركاء ل ـ ــذل العقـ ــد واال ال يح ـ ــتس بهـ ــذه اإلحال ـ ــة‬

‫ف‪2‬‬
‫القواعد العامة في الحوالة ‪.‬‬ ‫على الشركة أو الغير‪ ،‬وهذا بخال‬

‫ثانيا ‪:‬طبيعة الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫تتمي ـ ــز الش ـ ــركة ذات المس ـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة فـ ـ ــي أنه ـ ــا ذات ط ـ ــابع مخ ـ ــتل ‪ ،‬إذ تقت ـ ــرب مــ ــن‬

‫ش ـ ـ ــركة المس ـ ـ ــاهمة ألن ك ـ ـ ــل شـ ـ ـ ـري فيه ـ ـ ــا ال يك ـ ـ ــون مسـ ـ ـ ـ وال إال بق ـ ـ ــدر حص ـ ـ ــته ‪ ،‬وتش ـ ـ ــبه ش ـ ـ ــركات‬

‫األشـ ــخاص لكونهـ ــا تضـ ــم عـ ــددا محـ ــدودا مـ ــن الشـ ــركاء وحصـ ــص الشـ ــركاء فيهـ ــا غيـ ــر قابلـ ــة للتـ ــداول‬

‫ف‪3‬‬

‫ألنهـ ــا تقـ ــوم علـ ــى االعتبـ ــار الشخصـ ــي وان كـ ــان هـ ــذا االعتبـ ــار ملحـ ــو أكثـ ــر فـ ــي شـ ــركة التضـ ــامن‬

‫ف‪4‬‬
‫منه في الشركة ذات المس ولية المحدودة ‪.‬‬

‫‪-1‬المـ ـ ــادة ‪ 570‬ق ت ‪ « :‬للحصـ ـ ــص قابليـ ـ ــة االنتقـ ـ ــال عـ ـ ــن طريـ ـ ــق اإلرظ كمـ ـ ــا أنـ ـ ــه يمكـ ـ ــن إحالتهـ ـ ــا بـ ـ ــين األزواج واألصـ ـ ــول‬
‫والفرو ‪» ...‬‬
‫مولودة عماري ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.239‬‬ ‫‪ -3‬فتيحة يوس‬
‫‪ -1‬محمد حزي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪-4‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 297‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ويعـ ــاب عل ـ ــى الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة أنه ـ ــا ال تتمت ـ ــع بائتم ـ ــان ق ـ ــوي لع ـ ــدم تق ـ ــديمها للغي ـ ــر‬

‫الض ـ ـ ــمان المس ـ ـ ــتمد م ـ ـ ــن المسـ ـ ـ ـ ولية الشخص ـ ـ ــية المطلق ـ ـ ــة للش ـ ـ ــركاء كم ـ ـ ــا ه ـ ـ ــو الح ـ ـ ــال ف ـ ـ ــي ش ـ ـ ــركة‬

‫التضـ ــامن ‪ ،‬وال الضـ ــمان الـ ــذي يقـ ــوم فـ ــي شـ ــركات المسـ ــاهمة ‪ ،‬مـ ــن حيـ ــظ خضـ ــوعها ل أرسـ ــمال كبيـ ــر‬

‫ف‪1‬‬
‫ولنظام رقابة صارمة ‪.‬‬

‫أمـ ـ ــا عـ ـ ــن المس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة لمسـ ـ ــيري الشـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة فقـ ـ ــد تناولهـ ـ ــا المشـ ـ ــر‬

‫الج ازئـ ــري فـ ــي الم ـ ـواد ‪ 800‬الـ ــى ‪ 805‬مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري فـ ــي البـ ــاب الثـ ــاني الفصـ ــل األول تحـ ــت‬

‫عنـ ـ ـوان ‪« :‬مخالف ـ ــات تتعل ـ ــق بالش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة » وب ـ ــاألخص الفقـ ـ ـرة ‪ 4‬م ـ ــن الم ـ ــادة‬

‫‪ 800‬والت ـ ـ ـ ــي تقض ـ ـ ـ ــي صـ ـ ـ ـ ـراحة بمعاقب ـ ـ ـ ــة مس ـ ـ ـ ــيري الش ـ ـ ـ ــركات ذات المسـ ـ ـ ـ ـ ولية المح ـ ـ ـ ــدودة إذا م ـ ـ ـ ــا‬

‫شخص ـ ــية‬ ‫اسـ ــتعملوا أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة اس ـ ــتعمال مخالف ـ ــا لمص ـ ــلحة ه ـ ــذه األخي ـ ـرة بس ـ ــوء ني ـ ــة وألغ ـ ـ ار‬

‫وه ـ ــذا م ـ ــا يب ـ ــين م ـ ــدى ح ـ ــرص المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري عل ـ ــى حماي ـ ــة أمـ ـ ـوال ه ـ ــذه الش ـ ــركة بتجريم ـ ــه له ـ ــذا‬

‫ف‪2‬‬
‫الفعل ‪.‬‬

‫كم ـ ــا س ـ ــبق الق ـ ــول أن الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة اش ـ ــترط الق ـ ــانون لقيامه ـ ــا أن تتك ـ ــون‬

‫م ـ ـ ــن شخصــ ـ ــين ف ـ ـ ــأكثر علـ ـ ـ ــى أن ال يتعــ ـ ــدى ع ـ ـ ــدد الشـ ـ ـ ــركاء عش ـ ـ ـ ـرين شخص ـ ـ ــا ‪ ،‬إال أنــ ـ ــه يمكــ ـ ــن‬

‫لش ـ ـ ــخص واح ـ ـ ــد أن يك ـ ـ ــون ش ـ ـ ــركة يطل ـ ـ ــق عليه ـ ـ ــا الش ـ ـ ــركة ذات الش ـ ـ ــخص الوحي ـ ـ ــد وبالت ـ ـ ــالي يث ـ ـ ــور‬

‫التسـ ــا ل حـــول مصـ ــير هـ ــذا النـــو مـــن الشـ ــركات لوجـــود التشـــابه بينـ ــه و ــين الشـ ــركة ذات المس ـ ـ ولية‬

‫المولودة عماري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 297‬‬ ‫‪ -1‬فتيحة يوس‬


‫‪-22‬المـ ـ ــادة ‪ 800‬ق ت ‪ « :‬يعاقـ ـ ــب بالس ـ ـ ــجن لمـ ـ ــدة س ـ ـ ــنة إلـ ـ ــى ‪ 5‬سـ ـ ــنوات وبغ ارم ـ ـ ــة مـ ـ ــن ‪ 20.000‬دج إل ـ ـ ــى ‪ 200.000‬دج‬
‫أو بإح ـ ــدى ه ـ ــاتين العق ـ ــو تين ‪ – 4 ... :‬المس ـ ــيرون ال ـ ــذين إس ـ ــتعملوا ع ـ ــن س ـ ــوء ني ـ ــة أمـ ـ ـواال أو قروض ـ ــا بالش ـ ــركة ‪ ،‬إس ـ ــتعماال‬
‫لمصـ ــلحة الشـ ــركة تلبيـ ــة ألغ ارضـ ــهم الشخصـ ــية أو لتفضـ ــيل شـ ــركة أو م سسـ ــة أخـ ــرى لهـ ــم فيهـ ــا مصـ ــالح‬ ‫يعملـ ــون أنـ ــه مخـ ــال‬
‫مباشرة أو غير مباشرة ‪» ...‬‬
‫‪-‬المـ ـ ــادة ‪ 805‬ق ت ‪ « :‬تطبـ ـ ــق أحكـ ـ ــام الم ـ ـ ـواد مـ ـ ــن ‪ 800‬إلـ ـ ــى ‪ 804‬علـ ـ ــى كـ ـ ــل شـ ـ ــخص قـ ـ ــام مباش ـ ـ ـرة أو بواسـ ـ ــطة شـ ـ ــخص‬
‫آخر بتسيير شركة ذات مس ولية محدودة تحت الظل أو بدال عن مسيرها القانوني »‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫المح ـ ـ ــدودة خاص ـ ـ ــة م ـ ـ ــع انع ـ ـ ــدام ال ـ ـ ــنص الق ـ ـ ــانوني ح ـ ـ ــول خض ـ ـ ــوعها أو ع ـ ـ ــدم خض ـ ـ ــوعها لجريم ـ ـ ــة‬

‫في استعمال أموال الشركة‬ ‫التعس‬

‫قبـ ـ ــل اإلجابـ ـ ــة عـ ـ ــن هـ ـ ــذا التسـ ـ ــا ل وجـ ـ ــب أن نحـ ـ ــدد ماهيـ ـ ــة الشـ ـ ــركة ذات الشـ ـ ــخص الوحيـ ـ ــد ذات‬

‫المس ولية المحدودة ‪:‬‬

‫يعتب ـ ــر األم ـ ــر رق ـ ــم ‪ 27-96‬المـ ـ ـ رخ ف ـ ــي ‪ 9‬ديس ـ ــمبر ‪ 1996‬ت ـ ــاريد م ـ ــيالد الم سس ـ ــة ذات الش ـ ــخص‬

‫الوحيـ ـ ــد ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة فـ ـ ــي الج ازئـ ـ ــر‪ ،‬فقبـ ـ ــل هـ ـ ــذا التـ ـ ــاريد لـ ـ ــم يكـ ـ ــن المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري‬

‫بـ ــالوجود القـ ــانوني لشـ ــركة مكونـ ــة مـ ــن شـ ــخص واحـ ــد ‪ ،‬بحيـ ــظ أن اجتمـ ــا كافـ ــة حصـ ــص‬ ‫يعتـ ــر‬

‫الشـ ــركة فـ ــي يـ ــد ش ـ ـري واحـ ــد كـ ــان ي ـ ـ دي إلـ ــى الحـ ــل القضـ ــائي لهـ ــذه الشـ ــركة وفقـ ــا للمـ ــادة ‪ 441‬مـ ــن‬

‫ف‪1‬‬
‫القانون المدني الجزائري‬

‫كمـ ــا أنـ ــه يسـ ــتخلص مـ ــن اسـ ــتقراء أحكـ ــام المـ ــادة ‪ 416‬مـ ــن نفـ ــي القـ ــانون أن الشـ ــركة المتكونـ ــة مـ ــن‬

‫ش ـ ــخص واح ـ ــد تعتب ـ ــر منحل ـ ــة بق ـ ــوة الق ـ ــانون وذلـ ـ ـ لفق ـ ــدانها عنصـ ـ ـ ار هام ـ ــا ف ـ ــي عق ـ ــد الش ـ ــركة وه ـ ــو‬

‫عنصـ ـ ــر تعـ ـ ــدد الشـ ـ ــركاء وهـ ـ ــذا خالفـ ـ ــا للمشـ ـ ــر الفرنسـ ـ ــي الـ ـ ــذي كـ ـ ــان يمـ ـ ــنح للش ـ ـ ـري الوحيـ ـ ــد الـ ـ ــذي‬

‫تجمع ـ ـ ــت بي ـ ـ ــده كاف ـ ـ ــة الحص ـ ـ ــص مهل ـ ـ ــة س ـ ـ ــنة م ـ ـ ــن أج ـ ـ ــل تس ـ ـ ــوية وض ـ ـ ــعيته القانوني ـ ـ ــة وفق ـ ـ ــا للم ـ ـ ــادة‬

‫ف‪2‬‬
‫‪ 5-1844‬من القانون المدني الفرنسي ‪.‬‬

‫المس ــتجدة‬ ‫غي ــر أن ــه س ــرعان م ــا غي ــر المش ــر الج ازئ ــري نظرت ــه ‪ ،‬وه ــذا م ــن أج ــل مس ــايرة الظ ــرو‬

‫والتط ـ ـ ــورات االجتماعي ـ ـ ــة واالقتص ـ ـ ــادية الت ـ ـ ــي عرفته ـ ـ ــا الج ازئ ـ ـ ــر ف ـ ـ ــأقر س ـ ـ ــنة ‪ 1996‬بالم سس ـ ـ ــة ذات‬

‫‪ -11‬األمر ‪ 58/75‬الم رخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق لسبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني الجزائري ‪ ،‬ج ر العدد ‪78‬‬
‫الم رخة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1975‬المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪- 2‬ليلى بلحاسل منزلة ‪ ،‬مميزات الم سسات ذات الشخص الواحد وذات المس ولية المحدودة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ابن خلدون للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.14‬األمر ‪ ، 58/ 75‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الش ـ ــخص الواح ـ ــد ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة القائم ـ ــة عل ـ ــى فكـ ـ ـرة الشخص ـ ــية المعنوي ـ ــة وأدخله ـ ــا ف ـ ــي‬

‫بـ ـ ــاب الشـ ـ ــركات منتهجـ ـ ــا فـ ـ ــي ذل ـ ـ ـ نفـ ـ ــي مـ ـ ــنهس المشـ ـ ــر الفرنسـ ـ ــي ‪ ،‬حيـ ـ ــظ نصـ ـ ــت المـ ـ ــادة ‪564‬‬

‫المعدل ـ ـ ــة بموج ـ ـ ــب األم ـ ـ ــر رق ـ ـ ــم ‪ 27-96‬المـ ـ ـ ـ رخ ف ـ ـ ــي ‪ 9‬ديس ـ ـ ــمبر ‪ 1996‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري‬

‫الج ازئـ ـ ــري علـ ـ ــى أنـ ـ ــه «ت سـ ـ ــي الشـ ـ ــركة ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة مـ ـ ــن شـ ـ ــخص واحـ ـ ــد أو عـ ـ ــدة‬

‫أشـ ـ ــخاص ال يتحملـ ـ ــون الخسـ ـ ــائر إال فــ ــي حـ ـ ــدود مــ ــا قـ ـ ــدموا م ـ ــن حصـ ـ ــص إذا كان ـ ــت الشـ ـ ــركة ذات‬

‫المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة الم سسـ ـ ــة طبقـ ـ ــا للفق ـ ـ ـرة السـ ـ ــابقة ‪،‬ال تضـ ـ ــم إال شخصـ ـ ــا واحـ ـ ــدا كش ـ ـ ـري وحيـ ـ ــد‬

‫تس ـ ــمى ه ـ ــذه الش ـ ــركة م سس ـ ــة ذات الش ـ ــخص الوحي ـ ــد و ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة» و ـ ــذل أص ـ ــبح‬

‫اعتبـ ــا ار مـ ــن هـ ــذا التـ ــاريد بإمكـ ــان الشـ ــخص الواحـ ــد س ـ ـواء كـ ــان طبيعيـ ــا أو معنويـ ــا أن ينش ـ ـ بإرادتـ ــه‬

‫المنفـ ــردة شـ ــركة ‪ ،‬دون أن يضـ ــطر إلـ ــى البحـ ــظ عـ ــن أشـ ــخاص آخ ـ ـرين مـ ــن أجـ ــل التعاقـ ــد معهـ ــم مـ ــع‬

‫اس ـ ـ ــتفادته باالمتي ـ ـ ــاز المتمث ـ ـ ــل ف ـ ـ ــي تحدي ـ ـ ــد مسـ ـ ـ ـ وليته ‪ ،‬كم ـ ـ ــا نص ـ ـ ــت الم ـ ـ ــادة ‪ 590‬مك ـ ـ ــرر ‪ 1‬م ـ ـ ــن‬

‫القـ ــانون التجـ ــاري علـ ــى عـ ــدم تطبيـ ــق أحكـ ــام المـ ــادة ‪ 441‬مـ ــن القـ ــانون الم ـ ـدني والتـ ــي تقتضـ ــي فـ ــي‬

‫الحل القضائي في حالة تجمع الحصص بيد شري واحدف‪. 1‬‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال‬ ‫وعلـ ــى ضـ ــوء مـ ــا تقـ ــدم فـ ــإن السـ ــكوت القـ ــانوني فيمـ ــا يتعلـ ــق بتطبيـ ــق جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة علـ ـ ــى الم سسـ ـ ــة ذات الشـ ـ ــخص الوحيـ ـ ــد وباعتبـ ـ ــار أن هـ ـ ــذه األخي ـ ـ ـرة خاضـ ـ ــعة فـ ـ ــي‬

‫غالبهـ ـ ــا لـ ـ ــنفي األحكـ ـ ــام المطبقـ ـ ــة عل ـ ـ ـى الشـ ـ ــركة ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة فإنـ ـ ــه يمكـ ـ ــن إخضـ ـ ــا‬

‫الم سسـ ـ ــة ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة ذات الشـ ـ ــخص الوحيـ ـ ــد لجريمـ ـ ــة االسـ ـ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال‬

‫‪-1‬ليلى بلحاسل منزلة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ .99‬المادة ‪ 564‬من األمر رقم ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫المادة ‪ 441‬من األمر ‪ ، 58/75‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ه ـ ــو محاول ـ ــة المس ـ ــير االس ـ ــتفادة م ـ ــن س ـ ــتار أو ح ـ ــاجز الشخص ـ ــية‬ ‫الش ـ ــركة وم ـ ــا يب ـ ــرر ه ـ ــذا الموقـ ـ ـ‬

‫ف‪1‬‬
‫المعنوية وذل عن طريق استغاللها و استعمال أموالها في غير مصلحتها ‪.‬‬

‫ويمك ـ ــن التنبي ـ ــه ف ـ ــي األخي ـ ــر إل ـ ــى أن خلـ ـ ـ الشـ ـ ـري ب ـ ــين ذمت ـ ــه وذم ـ ــة الم سس ـ ــة يعرضـ ـ ـه للمس ـ ــائلة‬

‫المدنيـ ــة والجزائيـ ــة معـ ــا ‪ ،‬لـ ــذا فعلـ ــى الش ـ ـري الوحيـ ــد حتـ ــى يكـ ــون معفيـ ــا مـ ــن كـ ــل متابعـ ــة االبتعـ ــاد‬

‫عـ ـ ــن كـ ـ ــل عمـ ـ ــل مـ ـ ــن شـ ـ ــأنه أن يسـ ـ ــبب لـ ـ ــه هـ ـ ــذا الخل ـ ـ ـ إذ يجـ ـ ــب أن تكـ ـ ــون ق ار ارتـ ـ ــه التـ ـ ــي يتخـ ـ ــذها‬

‫ف‪2‬‬
‫بخصوص الم سسة مستقلة عن مصلحته الشخصية‬

‫ومـ ــن ثمـ ــة فـ ــإن الخل ـ ـ فـ ــي الذمـ ــة الماليـ ــة يكفـ ــي لقيـ ــام جريمـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة‬

‫ف‪3‬‬
‫لها الشركة ‪.‬‬ ‫على أن هذه الحالة تنطوي على أخطار ال يجب أن تتعر‬

‫وعليــ ــه فـ ـ ــإن الم سسـ ـ ــة ذات الشـ ـ ــخص الواحـ ـ ــد وذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة تخضـ ـ ــع ألحكـ ـ ــام جريمـ ـ ــة‬

‫االستعمال التعسفي ألموال الشركة أي معاقبة الشري الوحيد بأحكام المادة ‪ 800‬فقرة ‪. 4‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شركة المساهمة‪.‬‬

‫أوال ‪:‬نشأتها ‪.‬‬

‫لتجميـ ـ ـ ــع‬ ‫تعتبـ ـ ـ ــر شـ ـ ـ ــركات المسـ ـ ـ ــاهمة النمـ ـ ـ ــوذج األمثـ ـ ـ ــل لشـ ـ ـ ــركات األم ـ ـ ـ ـوال فهـ ـ ـ ــي تهـ ـ ـ ــد‬

‫األم ـ ـ ـوال قصـ ـ ــد القيـ ـ ــام بمشـ ـ ــروعات صـ ـ ــناعية ‪ ،‬أو تجاريـ ـ ــة ‪ ،‬وإلشـ ـ ــبا حاجيـ ـ ــات يتطلبهـ ـ ــا المجتمـ ـ ــع‬

‫فه ـ ــي ب ـ ــذل أداة للتط ـ ــور االقتص ـ ــادي ‪ ،‬وال ـ ــرون المحرك ـ ــة لالقتص ـ ــاد ال ـ ــوطني ‪ ،‬ق ـ ــد نم ـ ــت وتط ـ ــورت‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ‪ ،‬م ـ ــذكرة لني ـ ــل ش ـ ــهادة الماجس ـ ــتير ف ـ ــي الق ـ ــانون ‪،‬‬ ‫‪ -11‬ماي ـ ــة زك ـ ــري وي ـ ــي ‪ ،‬جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬
‫األسـ ـ ــتاذ المشـ ـ ــر ‪ :‬بلطـ ـ ــرش عبـ ـ ــد الوهـ ـ ــاب ‪ ،‬جامعـ ـ ــة االخـ ـ ــوة منتـ ـ ــوري قسـ ـ ــنطينة ‪ ،‬السـ ـ ــنة الجامعيـ ـ ــة ‪ ، 2005-2004‬ص‬
‫‪.16‬‬
‫‪-‬ليلى بلحاسل منزلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22 .100- 99‬‬
‫‪ -3‬ماية زكري ويي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪1 .17‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫األش ـ ـ ــخاص حت ـ ـ ــى ك ـ ـ ــادت‬ ‫بس ـ ـ ــرعة بفض ـ ـ ــل تجمي ـ ـ ــع ر وي األمـ ـ ـ ـوال وتركيزه ـ ـ ــا ف ـ ـ ــي قبض ـ ـ ــة بعـ ـ ـ ـ‬

‫األنظمـ ــة ومنهـ ــا الـ ــدول ال أرسـ ــمالية‬ ‫تحتكـ ــر المجـ ــال الصـ ــناعي والتجـ ــاري للدولـ ــة هـ ــذا مـ ــا أدى بـ ــبع‬

‫م ـ ــن ه ـ ــذه الش ـ ــركة ول ـ ــذل ل ـ ــم يتق ـ ــرر حري ـ ــة تأس ـ ــيي ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة إال ف ـ ــي وق ـ ــت‬ ‫إل ـ ــى التخ ـ ــو‬

‫ف‪1‬‬
‫فلق ـ ــد تأسس ـ ــت أول شركـ ـ ــات المس ـ ــاهمة ف ـ ــي فرنس ـ ــا بمب ـ ــادرة م ـ ــن الحك ـ ــم الملك ـ ــي لغ ـ ــر‬ ‫مت ـ ــأخر‪.‬‬

‫التج ـ ـ ــارة م ـ ـ ــع المس ـ ـ ــتعمرات‪ ،‬وف ـ ـ ــي ع ـ ـ ــام ‪ 1807‬أثن ـ ـ ــاء ت ـ ـ ــدوين الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري اش ـ ـ ــترط تأسيس ـ ـ ــها‬

‫تس ـ ـ ـريحا مسـ ـ ــبقا مـ ـ ــن السـ ـ ــلطات ولـ ـ ــم يسـ ـ ــمح إال أثنـ ـ ــاء الثـ ـ ــورة الصـ ـ ــناعية بتأسيسـ ـ ــها بحريـ ـ ــة تامـ ـ ــة‪،‬‬

‫وهنال ـ ـ مـ ــن التش ـ ـريعات مـ ــن تتبنـ ــى مبـ ــدأ الرقابـ ــة السـ ــابقة والمسـ ــتمرة علـ ــى تأسـ ــيي شـ ــركة المسـ ــاهمة‬

‫ف‪2‬‬
‫ومنها التشريع األلماني والمصري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ماهيتها ‪.‬‬

‫تع ـ ــر ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة بأنه ـ ــا الش ـ ــركة الت ـ ــي ينقس ـ ــم أرس ـ ــمالها إل ـ ــى أس ـ ــهم ‪ ،‬وتتك ـ ــون م ـ ــن‬

‫ش ـ ـ ــركاء ال يتحمل ـ ـ ــون الخس ـ ـ ــائر إال بق ـ ـ ــدر حص ـ ـ ــتهم فتقتص ـ ـ ــر مسـ ـ ـ ـ ولية المس ـ ـ ــاهم عل ـ ـ ــى أداء قيم ـ ـ ــة‬

‫األسـ ــهم التـ ــي أكتتـ ــب فيهـ ــا ‪ ،‬وال يسـ ــأل عـ ــن ديـ ــون الشـ ــركة إال فـ ــي حـ ــدود مـ ــا اكتتـ ــب فيـ ــه مـ ــن أسـ ــهم‬

‫ومن أبرز سمات هذا النو من الشركات ‪:‬‬

‫‪ -‬التسـ ـ ــيير فـ ـ ــي تحديـ ـ ــد قيمـ ـ ــة السـ ـ ــهم بحيـ ـ ــظ يكـ ـ ــون فـ ـ ــي متنـ ـ ــاول صـ ـ ــغار المـ ـ ــدخرين وقابليـ ـ ــة هـ ـ ــذه‬

‫األسـ ــهم للتـ ــداول وتحديـ ــد مس ـ ـ ولية الش ـ ـري بقـ ــدر مـ ــا أسـ ــهم بـ ــه ‪ ،‬باإلضـ ــافة إلـ ــى الطـ ــابع التنظيمـ ــي‬

‫لهـ ــذه الشـ ــركة أيـ ــن تـ ــدخل المشـ ــر لتنظـ ــيم تأسيسـ ــها ومراقبـ ــة نشـ ــاطها بنصـ ــوص قانونيـ ــة آم ـ ـرة وهـ ــو‬

‫‪ -11‬عبد القادر حمر العين ‪ ،‬النظام القانوني لتأسيي شركة المساهمة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية فمصر ‪، 2015 ،‬‬
‫ص ‪. 5-4‬‬
‫‪-‬حمر العين عبد القادر ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪22.5‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫مـ ــا ترتـ ــب عليـ ــه تضـ ــائل الصـ ــفة التعاقديـ ــة فيهـ ــا فأصـ ــبحت أقـ ــرب إلـ ــى التنظـ ــيم القـ ــانوني منهـ ــا إلـ ــى‬

‫ف‪1‬‬
‫العقد ‪.‬‬

‫ثالثــــــا‪ :‬خصائصــــــها س ـ ـ ـيتم التفصـ ـ ــيل أكث ـ ـ ـر فـ ـ ــي الممي ـ ـ ـزات والخصـ ـ ــائص التـ ـ ــي ذكـ ـ ــرت سـ ـ ــابقا فـ ـ ــي‬

‫بشركة المساهمة‪:‬‬ ‫التعري‬

‫‪-1‬شــــركة المســــاهمة شــــركة أمــــوال ‪ :‬أي أن ش ــركة قائم ــة عل ــى االعتب ــار الم ــالي أكث ــر م ــن قيامه ــا‬

‫علـ ــى االعتبـ ــار الشخصـ ــي ‪ ،‬بـ ــل أن شـ ــركة المسـ ــاهمة تعتبـ ــر النمـ ــوذج األمثـ ــل لشـ ــركة األم ـ ـوال التـ ــي‬

‫يتضاءل فيها االعتبار الشخصي إلى أقصى حدف‪. 2‬‬

‫وهـ ـ ـ ــذا مـ ـ ـ ــا يجعلنـ ـ ـ ــا نقـ ـ ـ ــول أن الشـ ـ ـ ــركة ال تنقضـ ـ ـ ــي بوفـ ـ ـ ــاة أحـ ـ ـ ــد المسـ ـ ـ ــاهمين أو الحجـ ـ ـ ــر عليـ ـ ـ ــه أو‬

‫ف‪3‬‬
‫إفالسه‪.‬‬

‫‪-2‬عنــــوان الشــــركة‪ :‬يس ــتمد عنـ ـوان ش ــركة المس ــاهمة م ــن موض ــو نش ــاطها وق ــد أوج ــب المش ــر أن‬

‫يكـ ــون عنـ ـ ـوان الشـ ــركة متبوع ـ ــا أو مسـ ــبوقا ب ـ ــذكر شـ ــكل الش ـ ــركة‪ ،‬أي عبـ ــارة «ش ـ ــركة مسـ ــاهمة» كم ـ ــا‬

‫أوجب ذكر مبل رأي المال ‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 593‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫ونظ ـ ـ ار ألهميـ ــة هـ ــذا العن ـ ـوان فـ ــي شـ ــركة المسـ ــاهمة ‪ ،‬والـ ــذي يجـ ــب اإلشـ ــارة إليـ ــه فـ ــي جميـ ــع العقـ ــود‬

‫والمسـ ـ ــتندات التـ ـ ــي توقـ ـ ــع مـ ـ ــن ممثلـ ـ ــي الشـ ـ ــركة ‪ ،‬فقـ ـ ــد رتـ ـ ــب القـ ـ ــانون علـ ـ ــى مخالفـ ـ ــة ذل ـ ـ ـ عقوبـ ـ ــات‬

‫جزائي ـ ــة ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 833‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري الت ـ ــي ت ـ ــنص عل ـ ــى م ـ ــايلي ‪« :‬يعاق ـ ــب بغ ارم ـ ــة م ـ ــن‬

‫في اسـ ــتعمال أموال الشـ ــركة التش ـ ـريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني فالعدد السـ ــادي جامعة‬ ‫‪ -11‬هناء نوي ‪ ،‬جريمة التعس ـ ـ‬
‫محمد خيضر بسكرة ‪ :‬الموقع ‪ http//dspace.univ.biskra.dz/jspui/handle‬تاريد الدخول ‪ 2016/03/13 :‬ساعة الدخول‬
‫‪ ، 14:35 :‬ص‪.333‬‬
‫‪ -‬أكرم ياملكي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22.140‬‬
‫‪ -‬محمد حزي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪33.124‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪ 20.000‬د‪.‬ج إل ـ ـ ـ ـ ــى ‪ 50.000‬د‪.‬ج رئ ـ ـ ـ ـ ــيي ش ـ ـ ـ ـ ــركة المس ـ ـ ـ ـ ــاهمة والق ـ ـ ـ ـ ــائمون بإدارته ـ ـ ـ ـ ــا وم ـ ـ ـ ـ ــديروها‬

‫الع ـ ــامون أو مس ـ ــيروها ال ـ ــذين أغفلـ ـ ـوا اإلش ـ ــارة إليه ـ ــا عل ـ ــى العق ـ ــود والمس ـ ــتندات الص ـ ــادرة م ـ ــن الش ـ ــركة‬

‫والمخصصـ ـ ــة للغيـ ـ ــر اسـ ـ ــم الشـ ـ ــركة مسـ ـ ــبوقا أو متبوعـ ـ ــا فـ ـ ــو ار بالكلمـ ـ ــات ا تيـ ـ ــة «شـ ـ ــركة المسـ ـ ــاهمة»‬

‫ف‪1‬‬
‫ومكان مركز الشركة و يان رأسمالها »‪.‬‬

‫‪ -3‬عـــــدد المؤسســـــيين ‪:‬اشـ ــترط المشـ ــر لتأسـ ــيي شـ ــركة المسـ ــاهمة حـ ــد أدنـ ــى لعـ ــدد الشـ ــركاء بـ ــأن‬

‫ال يقـ ـ ــل عـ ـ ــن سـ ـ ــبعة شـ ـ ــركاء ‪ ،‬وتطلـ ـ ــب هـ ـ ــذا العـ ـ ــدد ي كـ ـ ــد علـ ـ ــى جديـ ـ ــة التأسـ ـ ــيي لهـ ـ ــذا المشـ ـ ــرو‬

‫ف‪2‬‬
‫الكبير‬

‫وتأكيــ ــدا علــ ــى ذل ـ ـ ـ نصــ ــت المــ ــادة ‪ 592‬فق ـ ـ ـرة ‪ 2‬مـ ـ ــن القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري علـ ـ ــى مـ ـ ــا يلـ ـ ــي ‪... « :‬ال‬

‫يمك ـ ـ ــن أن يق ـ ـ ــل ع ـ ـ ــدد الش ـ ـ ــركاء ع ـ ـ ــن ‪ 7‬وال يطب ـ ـ ــق الش ـ ـ ــرط الم ـ ـ ــذكور أع ـ ـ ــاله عل ـ ـ ــى الش ـ ـ ــركات ذات‬

‫ف‪3‬‬
‫ر وي أموال عمومية »‪.‬‬

‫‪-‬كم ـ ــا أن الشـ ـ ـري الم س ـ ــي ق ـ ــد يك ـ ــون شخص ـ ــا طبيعي ـ ــا وق ـ ــد يك ـ ــون شخص ـ ــا معنوي ـ ــا‪ ،‬ولك ـ ــن ه ـ ــذا‬

‫ف‪4‬‬
‫األخير يجب أن يمل األهلية الالزمة بأن يكون قد جرى تأسيسه بصورة قانونية‪.‬‬

‫‪-11‬المـ ـ ــادة ‪ 593‬ق ت ‪« :‬يطلـ ـ ــق علـ ـ ــى شـ ـ ــركة المسـ ـ ــاهمة تسـ ـ ــمية الشـ ـ ــركة ‪ ،‬ويجـ ـ ــب أن تكـ ـ ــون مسـ ـ ــبوقة أو متبوعـ ـ ــة بـ ـ ــذكر‬
‫شـ ــكل الشـ ــركة ومبل ـ ـ رأي مالهـ ــا ‪.‬يجـ ــوز إدراج إسـ ــم ش ـ ـري واحـ ــد أو أكثـ ــر فـ ــي تسـ ــمية الشـ ــركة »‪ ،‬المـ ــادة ‪ : 833‬مـ ــن األمـ ــر‬
‫رقم ‪ ، 59-75‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد القادر حمر العين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22.16‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 592‬من األمر ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪-‬عبد القادر حمر العين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪4.17‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫إذا كان ـ ــت ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة تكتس ـ ــب ص ـ ــفة الت ـ ــاجر إال أن المس ـ ــاهم ال يكتس ـ ــب قانون ـ ــا ه ـ ــذه الص ـ ــفة‬

‫ف‪1‬‬
‫ويترت ـ ــب عل ـ ــى ذلـ ـ ـ أن إف ـ ــالي الش ـ ــركة ال‬ ‫ألن مس ـ ـ وليته مح ـ ــدودة بح ـ ــدود حص ـ ــته الت ـ ــي يق ـ ــدمها‬

‫ف‪2‬‬
‫يترتب عليه بالضرورة إفالي الشركاء ‪.‬‬

‫‪-4‬رأس المــــــال شــــــركة المســــــاهمة ‪ :‬ينقس ـ ــم أرس ـ ــمال الش ـ ــركة إل ـ ــى أس ـ ــهم متس ـ ــاوية القيم ـ ــة وقابل ـ ــة‬

‫للت ـ ــداول ب ـ ــالطرق التجاري ـ ــة وق ـ ــد اش ـ ــترط المش ـ ــر ف ـ ــي الم ـ ــادة ‪ 594‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري الج ازئ ـ ــري‬

‫بـــأال يقـ ــل رأي المـ ــال عـ ــن ‪ 05‬ماليـ ــين دينـ ــار ج ازئـ ــري علـ ــى األقـ ــل فـ ــي حالـ ــة اللجـ ــوء إلـ ــى االكتتـ ــاب‬

‫ف‪3‬‬
‫العام‪ ،‬وعن مليون دينار جزائري على األقل في حالة ما إذا لجأ إلى االكتتاب المغلق ‪.‬‬

‫إن المس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة يمكـ ـ ــن أن تقـ ـ ــع علـ ـ ــى القـ ـ ــائمين بـ ـ ــاإلدارة فـ ـ ــي شـ ـ ــركة المسـ ـ ــاهمة فـ ـ ــي حالـ ـ ــة‬

‫اإلخ ـ ــالل بقواع ـ ــد تأسيس ـ ــها وادارته ـ ــا وتص ـ ــفيتها ومراقبته ـ ــا وغالب ـ ــا م ـ ــا تق ـ ــوم مسـ ـ ـ وليتهم الجزائي ـ ــة ف ـ ــي‬

‫ف‪4‬‬
‫وهكـ ــذا‬ ‫حـ ــال تقـ ــديم ميزانيـ ــة مـ ــزورة أو توزيـ ــع أر ـ ــان صـ ــورية واسـ ــاءة اسـ ــتغالل أم ـ ـوال الشـ ــركة ‪.‬‬

‫فـ ــإن ه ـ ـ الء األشـ ــخاص‪ ،‬يمكـ ــن أن يجـ ــدوا أنفسـ ــهم متـ ــابعين بجريمـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي مـ ــع اقت ـ ـران‬

‫لمص ـ ـ ــلحة الش ـ ـ ــركة وذلـ ـ ـ ـ قص ـ ـ ــد تحقي ـ ـ ــق مـ ـ ـ ـ رب خاص ـ ـ ــة‬ ‫س ـ ـ ــوء الني ـ ـ ــة والعل ـ ـ ــم بالط ـ ـ ــابع المخ ـ ـ ــال‬

‫ف‪5‬‬
‫بنواياهم‪.‬‬

‫‪ -‬هناء نوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1.333‬‬


‫‪ -‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.238‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 594‬من األمر ‪ 59/ 75‬ق ت «يجب أن يكون رأي مال شركة المساهمة بمقدار ‪ 5‬ماليين د ج على األقل ‪ ،‬إذا ما‬
‫لجأت الشركة إلى عملية اإلدخار ‪ ،‬ومليون د ج في حالة المخالفة ‪»...‬‬
‫‪ -‬الطيب بلولة ‪ ،‬قانون الشركات ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬برتي للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2013 ، 2008 ،‬ص ‪4. 243‬‬
‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪5.19‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫خض ـ ـ ــعت الم سسـ ـ ـ ــة العمومي ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ــادية إل ـ ـ ــى ثالث ـ ـ ــة نص ـ ـ ــوص أساس ـ ـ ــية ن ـ ـ ــذكر منهــ ـ ــا‬

‫الق ـ ـ ــانون رق ـ ـ ــم ‪ 11- 88‬المـ ـ ـ ـ رخ ف ـ ـ ــي ‪ 12‬ين ـ ـ ــاير ‪ 1988‬المتض ـ ـ ــمن الق ـ ـ ــانون الت ـ ـ ــوجيهي للم سس ـ ـ ــة‬

‫النص ـ ــوص الـ ـ ـواردة ف ـ ــي الق ـ ــانون التج ـ ــاري والق ـ ــانون الم ـ ــدني إال أن ـ ــه‬ ‫العمومي ـ ــة االقتص ـ ــادية و بعـ ـ ـ‬

‫فـ ـ ـ ــي س ـ ـ ـ ــنة ‪ 2001‬أصـ ـ ـ ــبح الق ـ ـ ـ ــانون التجـ ـ ـ ــاري والق ـ ـ ـ ــانون المـ ـ ـ ــدني هم ـ ـ ـ ــا اللـ ـ ـ ــذان ينظم ـ ـ ـ ــان حصـ ـ ـ ـ ـ ار‬

‫الم سسـ ـ ــات العموميـ ـ ــة االقتصـ ـ ــادية‪ .‬كمـ ـ ــا تـ ـ ــم إلغـ ـ ــاء النصـ ـ ــوص التـ ـ ــي تـ ـ ــنظم صـ ـ ــناديق المس ـ ـ ــاهمة‬

‫والش ـ ـ ــركات القابض ـ ـ ــة ور وي األمـ ـ ـ ـوال التجاري ـ ـ ــة للدول ـ ـ ــة‪ ،‬وس ـ ـ ــندات األس ـ ـ ــهم والق ـ ـ ــيم األخ ـ ـ ــرى الت ـ ـ ــي‬

‫تملكه ـ ــا الدول ـ ــة وتس ـ ــييرها وفق ـ ــا لنظ ـ ــام ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة وق ـ ــد أنش ـ ــأت ه ـ ــذه الم سس ـ ــة ف ـ ــي ص ـ ــبغتها‬

‫الجدي ـ ــدة تنفي ـ ــذا لألم ـ ــر رق ـ ــم ‪ 04- 01‬المـ ـ ـ رخ ف ـ ــي ‪ 20‬غش ـ ــت ‪ 2001‬المتعل ـ ــق بتنظ ـ ــيم الم سس ـ ــات‬

‫ف‪1‬‬
‫العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‬

‫وم ـ ــا يالح ـ ــأل ف ـ ــي ب ـ ــادا األم ـ ــر أن مس ـ ــيري الم سس ـ ــات عن ـ ــد ارتك ـ ــابهم لجريم ـ ــة االس ـ ــتعمال‬

‫التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة غالبـ ــا مـ ــا تـ ــتم علـ ــى أسـ ــاي تكييفـ ــات أخـ ــرى لج ـ ـرائم منصـ ــوص عليهـ ــا فـ ــي‬

‫قـ ــانون العقوبـ ــات سـ ــيما أن المـ ــادة ‪ 119‬مكـ ــرر ‪ 1‬مـ ــن قـ ــانون العقوبـ ــات تـ ــنص علـ ــى أنـ ــه ‪ " :‬يعاقـ ــب‬

‫بـ ــالحبي مـ ــن سـ ــنة إلـ ــى خمـ ــي سـ ــنوات وبغ ارمـ ــة مـ ــن ‪ 50.000‬دج إلـ ــى ‪ 500.000‬دج كـ ــل مـ ــن‬

‫يس ـ ـ ــتعمل عم ـ ـ ــدا ألغ ارض ـ ـ ــه الشخص ـ ـ ــية أو لفائ ـ ـ ــدة الغي ـ ـ ــر أمـ ـ ـ ـوال الدول ـ ـ ــة أو الجماع ـ ـ ــات المحلي ـ ـ ــة أو‬

‫الهيئـ ــات الخاضـ ــعة للقـ ــانون العـ ــام أو إحـ ــدى الهيئـ ــات المنصـ ــوص عليهـ ــا فـ ــي المـ ــادة ‪ 119‬مـ ــن هـ ــذا‬

‫‪-1‬األمـ ـ ــر رقـ ـ ــم ‪ 04-01‬الم ـ ـ ـ رخ فـ ـ ــي أول جمـ ـ ــادى الثانيـ ـ ــة عـ ـ ــام ‪ 1422‬الموافـ ـ ــق ل ‪20‬غشـ ـ ــت سـ ـ ــنة ‪ 2001‬يتعلـ ـ ــق بتنظـ ـ ــيم‬
‫الم سسـ ـ ــة العموميـ ـ ــة االقتصـ ـ ــادية وتسـ ـ ــييرها و خوصصـ ـ ــتها ‪ ،‬ج ر ‪ ، 47‬الم رخـ ـ ــة فـ ـ ــي ‪ 22‬غشـ ـ ــت ‪ ، 2001‬المـ ـ ــتمم بـ ـ ــاألمر‬
‫رقم ‪ 01-08‬م رخ في ‪ ، 2008-02-28‬ج ر ‪ ، 11‬م رخة في ‪. 2008-03-02‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الق ـ ــانون مخالف ـ ــا ب ـ ــذل مص ـ ــالح الهيئ ـ ــة نفس ـ ــها " وه ـ ــي جريم ـ ــة ش ـ ــبيهة بجريم ـ ــة االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي‬

‫ألموال الشركة‪.‬‬

‫غيـ ــر أن المـ ــادة ‪ 119‬مكـ ــرر ‪ 1‬مـ ــن قـ ــانون العقوبـ ــات تتحـ ــدظ عـ ــن كـ ــل مـ ــن يسـ ــتعمل أم ـ ـوال الدولـ ــة‬

‫فـ ـ ــي‬ ‫ولـ ـ ــم تحـ ـ ــدد ص ـ ـ ـراحة أو علـ ـ ــى سـ ـ ــبيل الحصـ ـ ــر األشـ ـ ــخاص الـ ـ ــذين يرتكبـ ـ ــون جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫ش ــرط أساس ــي وه ــو‬ ‫اس ــتعمال الم ــال الع ــام ‪ ،‬وبالت ــالي فه ــي ل ــم ت ــنص عل ــى نف ــي الجريم ــة لتخلـ ـ‬

‫صفة الفاعل المتمثلة في المدير أو المسيرف‪. 1‬‬

‫غيـ ـ ــر أن نـ ـ ــص المـ ـ ــادة ‪ 119‬و‪ 119‬مكـ ـ ــرر ‪ 1‬تـ ـ ــم إلغائهـ ـ ــا بموجـ ـ ــب القـ ـ ــانون ‪ 01-06‬الم ـ ـ ـ رخ فـ ـ ــي‬

‫‪ 20‬فب اريـ ــر ‪ 2006‬حيـ ــظ ان المـ ــادة ‪ 119‬تـ ــم تعويضـ ــها بم ـ ـواد مـ ــن قـ ــانون مكافحـ ــة الفسـ ــاد علـ ــى‬

‫اعتبـ ـ ــار أن الجريمــ ــة المــ ــذكورة فــ ــي نــ ــص المــ ــادة ‪ 119‬مكـ ـ ــرر ‪ 1‬جريم ـ ــة ش ـ ــبيهة بجريمــ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫في استعمال أموال الشركة ف‪. 2‬‬

‫باإلضـ ـ ــافة إلـ ـ ــى ذل ـ ـ ـ فـ ـ ــإن المـ ـ ــادة ‪ 119‬فـ ـ ــي فقرتهـ ـ ــا الثانيـ ـ ــة ‪ ،‬قبـ ـ ــل إلغائهـ ـ ــا كانـ ـ ــت قـ ـ ــد أس ـ ـ ــقطت‬

‫الم سسـ ــات العموميـ ــة االقتصـ ــادية مـ ــن قائمـ ــة األشـ ــخاص والهيئـ ــات التـ ــي أشـ ــارت إليهـ ــا فـ ــي نصـ ــها‬

‫األمر الذي يطرن التسا ل عن القانون الذي تخضع له هذه الم سسات ف‪. 3‬‬

‫‪ -1‬ماية زكري ويي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ . 22‬المادة ‪ 119‬مكرر ‪ 1‬بموجب األمر رقم ‪ 156/66‬م رخ في ‪ 08‬يونيو ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات ‪ ،‬ج ر ‪ 49‬م رخة في ‪ 1966-06-11‬المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬احسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪-‬القانون ‪ 01- 06‬الم رخ في ‪ 21‬محرم عام ‪ 1427‬الموافق ‪ 20‬فبراير سنة ‪ ، 2006‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،‬ج‬
‫ر ‪ ،‬العدد ‪ 14‬لعام ‪ 2006‬المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -3‬احسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ب ـ ــالرجو إل ـ ــى األحك ـ ــام العام ـ ــة ف ـ ــأن الم ـ ــادة ‪ 5‬م ـ ــن الق ـ ــانون ‪ 04-01‬الس ـ ــابقة ال ـ ــذكر ت ـ ــنص عل ـ ــى‬

‫خض ـ ــو الم سس ـ ــات العمومي ـ ــة ذات الط ـ ــابع االقتص ـ ــادي ف ـ ــي تنظيمه ـ ــا وتس ـ ــييرها للق ـ ــانون التج ـ ــاري‬

‫‪ ،‬باإلضـ ـ ــافة للمـ ـ ــادة ‪ 02‬مـ ـ ــن نفـ ـ ــي القـ ـ ــانون التـ ـ ــي ذهبـ ـ ــت إلـ ـ ــى نفـ ـ ــي السـ ـ ــياق حيـ ـ ــظ اعتبـ ـ ــرت أن‬

‫الم سسـ ــات العموميـ ــة االقتصـ ــادية هـ ــي شـ ــركات تجاريـ ــة تحـ ــوز فيهـ ــا الدولـ ــة أو أي شـ ــخص معنـ ــوي‬

‫آخر خاضع للقانون العام أغلبية رأي المال االجتماعي مباشر أو غير مباشر ف‪. 1‬‬

‫فالم سس ـ ـ ــات العمومي ـ ـ ــة االقتص ـ ـ ــادية تتمت ـ ـ ــع بالشخص ـ ـ ــية المعنوي ـ ـ ــة وتخض ـ ـ ــع ف ـ ـ ــي تس ـ ـ ــييرها‬

‫لمبـ ـ ــادا التجـ ـ ــارة وتتميـ ـ ــز بصـ ـ ــالحيات فـ ـ ــي حـ ـ ــدود قوانينهـ ـ ــا األساسـ ـ ــية ويعبـ ـ ــر عـ ـ ــن إرادتهـ ـ ــا ممثـ ـ ــل‬

‫ف‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫قانوني يدافع عن مصالحها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشركات غير خاضعة ألحكام جريمة التعسف ‪.‬‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة ال يمكـ ـ ــن أن‬ ‫ممـ ـ ــا سـ ـ ــبق بيانـ ـ ــه عرفنـ ـ ــا أن جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫ترتك ـ ــب إال ف ـ ــي نط ـ ــاق مع ـ ــين أي ف ـ ــي ش ـ ــركات معين ـ ــة والت ـ ــي ح ـ ــددها المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري والم ـ ــذكورة‬

‫الشـ ـ ــركات التـ ـ ــي تخـ ـ ــرج عـ ـ ــن هـ ـ ــذا النطـ ـ ــاق‬ ‫فـ ـ ــي القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري معنـ ـ ــى هـ ـ ــذا أن هنال ـ ـ ـ بع ـ ـ ـ‬

‫‪ -1‬طيب بلولة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 286‬‬


‫‪-‬المـ ـ ــادة ‪ 05‬مـ ـ ــن األمـ ـ ــر رقـ ـ ــم ‪ « : 04-01‬يخضـ ـ ــع إنشـ ـ ــاء الم سسـ ـ ــات االقتصـ ـ ــادية العموميـ ـ ــة وتنظيمهـ ـ ــا وسـ ـ ــيرها لألشـ ـ ــكال‬
‫التـ ــي تخصـ ــع لهـ ــا شـ ــركات ر وي األم ـ ـوال المنصـ ــوص عليهـ ــا فـ ــي القـ ــانون التجـ ــاري ‪ » ...‬والمـ ــادة ‪ 02‬مـ ــن األمـ ــر رقـ ــم ‪-01‬‬
‫‪« : 04‬الم سس ـ ــات العمومي ـ ــة االقتص ـ ــادية تح ـ ــوز فيه ـ ــا الدول ـ ــة أو أي ش ـ ــخص معن ـ ــوي آخ ـ ــر خاض ـ ــع للق ـ ــانون الع ـ ــام ‪ ،‬أغلبي ـ ــة‬
‫رأي المال االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة ‪ .‬وهي تخضع للقانون العام » ‪.‬‬
‫بـ ــن أشـ ــنهوا‪ ،‬التجر ـ ــة الجزائريـ ــة فـ ــي التنميـ ــة والتخطـ ــي ‪ ،‬دي ـ ـوان المطبوعـ ــات الجامعيـ ــة ‪ ،‬الج ازئـ ــر ‪1990 ،‬‬ ‫‪ -2‬عبـ ــد اللطي ـ ـ‬
‫‪ ،‬ص ‪.207‬انظ ـ ـ ــر أيض ـ ـ ــا ‪-‬المرس ـ ـ ــوم التشـ ـ ـ ـريعي رق ـ ـ ــم ‪ 08-93‬المـ ـ ـ ـ رخ ف ـ ـ ــي ‪ 23‬ذي القع ـ ـ ــدة ع ـ ـ ــام ‪ 1413‬الموافـ ـ ـ ــق ل ‪25‬‬
‫له ــا ق ــانون ‪ 1975‬وه ــي ش ــركات‬ ‫افري ــل‪ ، 1993‬أدخ ــل المش ــر الج ازئ ــري ن ــو آخ ــر م ــن الش ــركات التجاري ــة الت ــي ل ــم يتع ــر‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫التجريمـ ــي بـ ــل ويسـ ــتبعد أن ترتكـ ــب فيهـ ــا هـ ــذه الجريمـ ــة ألسـ ــباب يمكـ ــن حصـ ــرها فـ ــي سـ ــببين ‪ :‬سـ ــبب‬

‫يتعلق بشكل الشركة والثاني بوجودها القانوني وسيتم تناول كل سبب في فر مستقل ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ما يتعلق بشكل الشركة‪.‬‬

‫شركات األشخاص ‪:‬‬

‫حيـ ـ ــظ تقـ ـ ــوم شـ ـ ــركات األشـ ـ ــخاص فـ ـ ــي تكوينهـ ـ ــا علـ ـ ــى شخصـ ـ ــية شـ ـ ــركائها نظ ـ ـ ـ ار للتعـ ـ ــار‬

‫وت ـ ــر طهم ع ـ ــادة رابط ـ ــة الق ارب ـ ــة أو رابط ـ ــة إمته ـ ــان‬ ‫الق ـ ــائم بي ـ ــنهم والثق ـ ــة الت ـ ــي ت ـ ــر بعض ـ ــهم ب ـ ــبع‬

‫األعم ــال التجاريـــة ‪ ،‬فتق ــوم الشـ ــركة عل ــى أسـ ــاي االعتب ــار الشخصـــي ول ــذل أطلـ ــق عل ــى هـــذا النـــو‬

‫م ـ ــن الش ـ ــركات ه ـ ــذه التس ـ ــمية ف ش ـ ــركة األش ـ ــخاص ‪ ،‬ويش ـ ــتمل ه ـ ــذا الن ـ ــو بالدرج ـ ــة األول ـ ــى ش ـ ــركة‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫التضامن كما يشمل أيضا شركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة‬

‫‪-‬أهم النتائج المترتبة عن هذه الشركات ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يجـ ـ ــوز للش ـ ـ ـري أن يتنـ ـ ــازل عـ ـ ــن حصـ ـ ــته للغيـ ـ ــر إال بإجمـ ـ ــا الشـ ـ ــركاء ألن المتنـ ـ ــازل إليـ ـ ــه ال‬

‫ف‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫يحظى بثقة الشركاء‬

‫وه ـ ــذا م ـ ــا يفس ـ ــر أنه ـ ــا ش ـ ــركات مغلق ـ ــة ال تس ـ ــمح باإلدخ ـ ــار أو اإلكتت ـ ــاب ألنه ـ ــا تق ـ ــوم عل ـ ــى‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال‬ ‫م ـ ــن تجـ ـ ـريم فع ـ ــل التعسـ ـ ـ‬ ‫اعتب ـ ــار شخص ـ ــي ال م ـ ــالي ف ـ ــي ح ـ ــين أن اله ـ ــد‬

‫النظ ــر ع ــن األش ــخاص لك ــن ب ــالرجو إل ــى م ــا س ــبق نج ــد‬ ‫الش ــركة ه ــو حماي ــة أمـ ـوال الش ــركة بغـ ـ‬

‫‪-‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1 .190-189‬‬


‫‪-‬عمار عمورة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪2.190‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫أن شـ ـ ــركات أخـ ـ ــرى مغلقـ ـ ــة كم سسـ ـ ــات الشـ ـ ــخص الوحيـ ـ ــد ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة ‪ ،‬تـ ـ ــدخل فـ ـ ــي‬

‫مجال تطبيق الجريمة الشيء الذي يجعل هذا المعيار غير حاسم ف‪. 1‬‬

‫فـــي شـ ــركة األش ــخاص حيـــظ فـــي‬ ‫كم ــا أنـــه فـ ــي شـ ــركة التضـــامن علـ ــى اعتبـ ــار أنهـ ــا تص ــن‬

‫هـ ــذا النـ ــو مـ ــن الشـ ــركات يسـ ــأل الشـ ــركاء جميعـ ــا عـ ــن ديـ ــون الشـ ــركة مس ـ ـ ولية شخصـ ــية تضـ ــامنية‬

‫ومطلقـ ــة وال يسـ ــأل الش ـ ـري مـ ــن قبـ ــل دائنـ ــي الشـ ــركة فق ـ ـ بقـ ــدر حصـ ــته فـ ــي أرسـ ــمال الشـ ــركة وانمـ ــا‬

‫‪.‬‬ ‫ف‪2‬‬
‫يسأل أيضا عن هذه الديون في أمواله الخاصة‬

‫فبالنسـ ــبة للغيـ ــر ‪ ،‬وخاصـ ــة دائنـ ــي شـ ــركة األشـ ــخاص فهـ ــم يملكـ ــون حـ ــق الرجـ ــو علـ ــى الشـ ــركاء وان‬

‫مس ـ ـ ــت تصــ ـ ـرفات الشـ ـ ـ ـري بالذم ـ ـ ــة المالي ـ ـ ــة للش ـ ـ ــركة ‪ ،‬فللغي ـ ـ ــر الح ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي الرج ـ ـ ــو عل ـ ـ ــى الش ـ ـ ــركاء‬

‫أنفسـ ـ ــهم كمـ ـ ــا أسـ ـ ــلفنا الـ ـ ــذكر وبالتـ ـ ــالي نسـ ـ ــتنتس أنـ ـ ــه ال يكـ ـ ــون ضـ ـ ــروريا معاقبـ ـ ــة المسـ ـ ــيرين بصـ ـ ــفة‬

‫‪.‬‬ ‫ف‪3‬‬
‫خاصة ‪ ،‬ألنهم بإفقارهم للشركة يتعرضون لمساءلة شخصية تضامنية غير محدودة‬

‫هـ ــذا مـ ــا يفسـ ــر سـ ــبب عـ ــدم إدخـ ــال المشـ ــر الج ازئـ ــري هـ ــذا الن ـ ـو مـ ــن الشـ ــركات فـ ــي نطـ ــاق جريمـ ــة‬

‫فـ ـ ـ ــي اســ ـ ــتعمال الشـ ـ ـ ــركة واســ ـ ــتبعاد إمكانيــ ـ ــة ارتك ـ ـ ــاب هـ ـ ـ ــذه الجريم ـ ـ ــة داخله ـ ـ ــا‪ ،‬و انعـ ـ ـ ــدام‬ ‫التعس ـ ـ ـ ـ‬

‫النصـ ــوص القانونيـ ــة خاصـ ــة بالمعاقبـ ــة علـ ــى الج ـ ـرائم المرتكبـ ــة فـ ــي شـ ــركة األشـ ــخاص و خلـ ــو م ـ ـواد‬

‫القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري مـ ـ ــن ذلـ ـ ـ ـ حيـ ـ ــظ ذكـ ـ ــرت عل ـ ـ ــى سـ ـ ــبيل الحصـ ـ ــر المخالف ـ ـ ــات التـ ـ ــي ترتكـ ـ ــب ف ـ ـ ــي‬

‫الش ــركات ذات المس ـ ـ ولية المحـــدودة وخاصـ ــة العقوبـــة المـــذكورة ف ــي الفق ـ ـرة ‪ 4‬ل ــم يـ ــرد ولـــو نـــو واحـــد‬

‫مــ ــن شـ ـ ــركة األشــ ــخاص‪ ،‬وهـ ـ ــو ذات األمـ ـ ــر نفسـ ـ ــه بالنســ ــبة المـ ـ ــادة ‪ 811‬ف ـ ــي فقرتيهـ ـ ــا ‪ 3‬و‪ 4‬التـ ـ ــي‬

‫نصـ ـ ــت علـ ـ ــى المخالفـ ـ ــات والعقوبـ ـ ــات المتعلقـ ـ ــة بمـ ـ ــديري شـ ـ ــركات المسـ ـ ــاهمة ‪.‬كمـ ـ ــا أن الم ـ ـ ـواد ‪551‬‬

‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1.28‬‬


‫‪-‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.190‬‬
‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪3.29‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الشـ ــركات التجاريـ ــة تخلـ ــو كلهـ ــا مـ ــن مظهـ ــر التج ـ ـريم و‬ ‫إلـ ــى ‪ 563‬و الخاصـ ــة بقواعـ ــد سـ ــير مختل ـ ـ‬

‫العقاب‪.‬‬

‫و لقـ ـ ــد اعتـ ـ ــر المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري بحـ ـ ــق الشـ ـ ــركاء فـ ـ ــي المراقبـ ـ ــة المباش ـ ـ ـرة فيحـ ـ ــق للشـ ـ ــركاء‬

‫غي ـ ــر الم ـ ــديرين أن يطلعـ ـ ـوا بأنفس ـ ــهم مـ ـ ـرتين ف ـ ــي الس ـ ــنة ف ـ ــي مرك ـ ــز الش ـ ــركة الرئيس ـ ــي عل ـ ــى دف ـ ــاتر‬

‫الشـ ــركة التجاريـ ــة وحسـ ــاباتها وعقودهـ ــا وفواتيرهـ ــا والمحاضـ ــر و بوجـ ــه عـ ــام علـ ــى كـ ــل وثيقـ ــة صـ ــادرة‬

‫عـ ــن الش ـ ــركة ‪ ،‬ويتب ـ ــع ح ـ ــق اإلطـ ــال الح ـ ــق ف ـ ــي نس ـ ــد جمي ـ ــع وثـ ــائق الش ـ ــركة الس ـ ــابقة ال ـ ــذكر كم ـ ــا‬

‫يحـ ــق لـ ــه أن يسـ ــتعين بخبيـ ــر معتمـ ــد فـ ــي ممارسـ ــة حقـ ــه فـ ــي مراقبـ ــة إدارة الشـ ــركة بحيـ ــظ يطلعـ ــه هـ ــذا‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الخبير بحسابات الشركة ووثائقها واألوراق المتعلقة بإدارتها‬

‫تقـ ـ ــع مس ـ ـ ـ ولية المـ ـ ــدير الج ازئيـ ـ ــة فـ ـ ــي شـ ـ ــركة التضـ ـ ــامن إذا مـ ـ ــا تبـ ـ ــين أنـ ـ ــه أسـ ـ ــاء اسـ ـ ــتعمال عن ـ ـ ـوان‬

‫الش ـ ــركة فتعاق ـ ــد م ـ ــع الغي ـ ــر لحس ـ ــابه الخ ـ ــاص بعنـ ـ ـوان الش ـ ــركة وف ـ ــي ح ـ ــدود س ـ ــلطاته الظ ـ ــاهرة ‪ ،‬ك ـ ــأن‬

‫يحـ ـ ــرر سـ ـ ــند إذنـ ـ ــي ف سـ ـ ــفتجة ‪ ،‬شـ ـ ــيكات ‪ ،‬ف ـ ـ ـواتير بعن ـ ـ ـوان الشـ ـ ــركة لـ ـ ــدين شخصـ ـ ــي عليـ ـ ــه وأل ـ ـ ـزم‬

‫‪-1‬عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.213‬‬


‫‪-‬الم ـ ـ ــادة ‪ 811‬يعاق ـ ـ ــب ب ـ ـ ــالحبي م ـ ـ ــن س ـ ـ ــنة واح ـ ـ ــدة إل ـ ـ ــى ‪ 5‬س ـ ـ ــنوات وبغ ارم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ‪ 20.000‬دج إل ـ ـ ــى ‪ 200.000‬دج أو‬
‫بإح ـ ــدى ه ـ ــاتين العق ـ ــو تين‪ -2...« :‬رئ ـ ــيي ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة والق ـ ــائمون بإدارته ـ ــا أو م ـ ــديروها الع ـ ــامون ال ـ ــذين يس ـ ــتعملون ع ـ ــن‬
‫شخصـ ــية أو تفضـ ــيل ش ـ ــركة أو‬ ‫سـ ــوء نيـ ــة أم ـ ـوال الش ـ ــركة أو سـ ــمعتها فـ ــي غايـ ــات يعلم ـ ــون أنهـ ــا مخالفـ ــة لمصـ ــلحته ألغـ ـ ـ ار‬
‫م سس ـ ــة أخ ـ ــرى له ـ ــم فيه ـ ــا مص ـ ــالح مباشـ ـ ـرة أو غي ـ ــر مباشـ ـ ـرة ‪ -4.‬رئ ـ ــيي ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة والق ـ ــائمون بإدارته ـ ــا أو مـ ـ ــديروها‬
‫العـ ــامون الـ ــذين يسـ ــتعملون عـ ــن سـ ــوء نيـ ــة و هـ ــذه الصـ ــفة مـ ــالهم مـ ــن سـ ــلطة أو حـ ــق فـ ــي التصـ ــر فـ ــي األص ـ ـوات إسـ ــتعماال‬
‫شخص ـ ــية أو تفض ـ ــيل ش ـ ــركة أو م سس ـ ــة أخ ـ ــرى له ـ ــم فيه ـ ــا مص ـ ــالح‬ ‫لمص ـ ــالح الش ـ ــركة لبل ـ ــوا أغـ ـ ـ ار‬ ‫يعلم ـ ــون ان ـ ــه مخ ـ ــال‬
‫مباشرة أو غير مباشرة »‬
‫‪ -‬المـ ـ ــادة ‪ 551‬ق ت ‪ « :‬للش ـ ـ ــركاء بالتضـ ـ ــامن ص ـ ـ ــفة الت ـ ـ ــاجر وهـ ـ ــم مسـ ـ ـ ـ ولون مـ ـ ــن غي ـ ـ ــر تحدي ـ ـ ــد وبالتضـ ـ ــامن ع ـ ـ ــن دي ـ ـ ــون‬
‫الشـ ــركة وال يجـ ــوز لـ ــدائني الشـ ــركة مطالبـ ــة أحـ ــد الشـ ــركاء بوفـ ــاء ديـ ــون الشـ ــركة إال بعـ ــد مـ ــرور خمسـ ــة عش ـ ـرة يـ ــوم مـ ــن تـ ــاريد‬
‫إنذار الشركة بعقد غير قضائي »‬
‫‪ -‬المـ ــادة ‪ 563‬ق ت ‪ « :‬فـ ــي حالـ ــة إفـ ــالي أحـ ــد الشـ ــركاء أو منع ـ ـ ه مـ ــن ممارسـ ــة مهنتـ ــه التجاريـ ــة أو فقـ ــدان أهليتـ ــه ‪ ،‬تنحـ ــل‬
‫الشركة ‪ ،‬ما لم ينص القانون األساسي على إستمرارها أو يقرر باقي الشركاء ذل بإجما األراء‪»...‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الشـ ـ ــركة كشـ ـ ــخص معنـ ـ ــوي بـ ـ ــااللتزام الشخصـ ـ ــي للمـ ـ ــدير مـ ـ ــع الغيـ ـ ــر وذل ـ ـ ـ حمايـ ـ ــة لالسـ ـ ــتقرار فـ ـ ــي‬

‫التعامل مع هذه الشركة وقد يعد هذا األخير مس وال جزائيا عن جريمة خيانة األمانةف‪. 1‬‬

‫وعلـ ــى اعتبـ ــار أن هـ ــذه الجنحـ ــة قريبـ ــة مـ ــن جنحـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة وهـ ــي تطبـ ــق‬

‫‪.‬‬ ‫ف‪2‬‬
‫على جميع الشركات التي يمكن أن تكون ضحية لجرائم التسيير‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة مس ـ ــتبعدة ف ـ ــي ش ـ ــركة األش ـ ــخاص بس ـ ــبب‬ ‫واذا كان ـ ــت جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫ش ـ ــكلها ‪ ،‬إال أن ه ـ ــذا ال يمن ـ ــع م ـ ــن إمكاني ـ ــة ارتك ـ ــاب جـ ـ ـرائم داخله ـ ــا ف داخ ـ ــل ش ـ ــركات األش ـ ــخاص‬

‫األمـ ــر الـ ــذي يتوجـ ــب تعزيـ ــز الحمايـ ــة داخـ ــل هـ ــذه الشـ ــركات حتـ ــى ال تكـ ــون هنـ ــا فرصـ ــة للمسـ ــيرين‬

‫السـ ـ ــتغالل هـ ـ ــذا الف ـ ـ ـراا القـ ـ ــانوني بسـ ـ ــوء نيـ ـ ــة ‪،‬ناهي ـ ـ ـ عـ ـ ــن ضـ ـ ــرورة وجـ ـ ــود رقابـ ـ ــة علـ ـ ــى أعم ـ ـ ــالهم‬

‫ومع ـ ــاقبتهم ف ـ ــي ح ـ ــال ارتك ـ ــابهم س ـ ــلوكات معادي ـ ــة لمص ـ ــلحة الش ـ ــركة عل ـ ــى اعتب ـ ــار أن الخط ـ ــر هن ـ ــا‬

‫يكـ ــون غيـ ــر واضـ ــح علـ ــى شـ ــركاء هـ ــذه الشـ ــركات خصوصـ ــا أن مـ ــدرائها يمكـ ــن أن يكون ـ ـوا مـ ــن غيـ ــر‬

‫ف‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشركاء األصليين للشركة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشركات بناءا على وجودها القانوني ‪.‬‬

‫‪-1‬الشركة الفعلية‪:‬‬

‫ال يوجـ ـ ــد أي نـ ـ ــص يـ ـ ــنظم الشـ ـ ــركة الفعليـ ـ ــة مـ ـ ــع أن شـ ـ ــركة المحاصـ ـ ــة التـ ـ ــي تمثلهـ ـ ــا بصـ ـ ــفة‬

‫بين ـ ــة اس ـ ــتفادت م ـ ــن أحك ـ ــام منص ـ ــوص عليه ـ ــا ف ـ ــي الق ـ ــانون التج ـ ــاري و بالمقاب ـ ــل يمك ـ ــن م ـ ــن ب ـ ــاب‬

‫‪-1‬عمار عمورة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪211‬‬


‫‪-2‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪-‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪3. 30‬‬
‫انظر المادة ‪ 353‬من األمر ‪ 59/ 75‬الم رخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 02-05‬الم رخ في ‪ 6‬فبراير ‪ ، 2005‬ج ر العدد ‪ 11‬الم رخ في ‪ 9‬فيفري ‪. 2005‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫القيـ ـ ــاي أن تطبـ ـ ــق عليهـ ـ ــا المـ ـ ــادة ‪ 417‬مـ ـ ــن القـ ـ ــانون المـ ـ ــدني ‪ ،‬هـ ـ ــذه المـ ـ ــادة تـ ـ ــنص فـ ـ ــي فقرتهـ ـ ــا‬

‫األول ـ ــى عل ـ ــى إمكاني ـ ــة احتج ـ ــاج الغي ـ ــر بالشخص ـ ــية القانوني ـ ــة للش ـ ــركة المدني ـ ــة حت ـ ــى وان ل ـ ــم تك ـ ــن‬

‫اإلجراءات المنصوص عليها قانونا لم تتم ‪.‬‬

‫وعل ـ ــى ال ـ ــرغم م ـ ــن ه ـ ــذه القاع ـ ــدة الـ ـ ـواردة ف ـ ــي الق ـ ــانون الم ـ ــدني والم ـ ــادتين ‪ 242‬و ‪ 262‬م ـ ــن‬

‫القـ ــانون التجـ ــاري اللت ـ ـان تجعـ ــالن المسـ ــير الفعلـ ــي مس ـ ـ وال فـ ــي حالـ ــة التسـ ــوية القضـ ــائية أو اإلفـ ــالي‬

‫فـ ـ ــإن المحكمـ ـ ــة العليـ ـ ــا الغرفـ ـ ــة التجاريـ ـ ــة فـ ـ ــي إحـ ـ ــدى ق ارراتهـ ـ ــا ال تعتـ ـ ــر بالشـ ـ ــركة الفعليـ ـ ــة حتـ ـ ــى‬

‫لضرورة التصفية ف‪. 1‬‬

‫و نك ـ ــون بص ـ ــدد الح ـ ــديظ ع ـ ــن ش ـ ــركة فعلي ـ ــة أيض ـ ــا عن ـ ــدما يتص ـ ــر أش ـ ــخاص باس ـ ــم الش ـ ــركة فيم ـ ــا‬

‫بي ـ ــنهم أو تج ـ ــاه الغي ـ ــر كش ـ ــركاء دون أن يكونـ ـ ـوا ق ـ ــد ق ـ ــاموا ب ـ ــاإلجراءات التأسيس ـ ــية للش ـ ــركة ‪ ،‬سـ ـ ـواء‬

‫كانـ ــت مدنيـ ــة أو تجاريـ ــة ‪ ،‬ونكـ ــون كـ ــذل بصـ ــدد شـ ــركة فعليـ ــة فـ ــي حالـ ــة تأسـ ــيي الشـ ــركة والقيـ ــام‬

‫باإلجراءات القانونية إال أنه يتم إلغا ها بسبب بطالن جوهري‪.‬‬

‫وب ـ ـ ــالعودة إل ـ ـ ــى الموض ـ ـ ــو مح ـ ـ ــل الد ارس ـ ـ ــة يس ـ ـ ــتخلص أن ـ ـ ــه ال يمك ـ ـ ــن تطبي ـ ـ ــق جريم ـ ـ ــة االس ـ ـ ــتعمال‬

‫التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة ‪،‬بـ ــل سـ ــيجد المسـ ــيرين و الـ ــذين اسـ ــتعملوا أم ـ ـوال الشـ ــركة الفعليـ ــة أنفسـ ــهم‬

‫مت ـ ـ ــابعين بجريم ـ ـ ــة خيان ـ ـ ــة األمان ـ ـ ــة وه ـ ـ ــي الجريم ـ ـ ــة المعاق ـ ـ ــب عليه ـ ـ ــا ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون العقوب ـ ـ ــات الم ـ ـ ــادة‬

‫‪ -1‬بلول ـ ــة الطيـ ـ ــب ‪ ،‬مرج ـ ــع سـ ـ ــابق ‪ ،‬ص‪ ،323‬انظ ـ ــر أيضـ ـ ــا الم ـ ــادة ‪ 417‬ق م ‪« :‬تعتبـ ـ ــر الش ـ ــركة بمجـ ـ ــرد تكوينه ـ ــا شخصـ ـ ــا‬
‫معنويا ‪ .‬غير أن هذه الشخصية ال تكون حجة على الغير إال بعد إسيفاء إجراءات الشهر التي ينص عليها القانون ‪.‬‬
‫ومـ ــع ذل ـ ـ إذا لـ ــم تقـ ــم الشـ ــركة المنصـ ــوص عليهـ ــا فـ ــي القـ ــانون ‪ ،‬فإنـ ــه يجـ ــوز للغيـ ــر بـ ــأن يتمس ـ ـ بتل ـ ـ الشخصـ ــية »‪ .‬والمـ ــادة‬
‫‪ 242‬ق ت ‪ « :‬للمـ ــدين أن يحصـ ــل لنفس ـ ـ ه وألس ـ ـرته علـ ــى المعونـ ــة مـ ــن األصـ ــول يحـ ــددها القاضـ ــي المنتـ ــدب بـ ــأمر بنـ ــاء علـ ــى‬
‫إقت ـ ـران وكيـ ــل التفليسـ ــة ‪ .‬ويجـ ــوز اإلذن بإسـ ــتخدامه تسـ ــهيال لتسـ ــيير فـ ــي حالـ ــة اإلفـ ــالي بـ ــأمر مـ ــن القاضـ ــي المنتـ ــدب »‪ .‬المـ ــادة‬
‫‪ 262‬ق ت ‪ « :‬إعتب ـ ــا ار م ـ ــن الحك ـ ــم القاض ـ ــي بالتس ـ ــوية القض ـ ــائية أو ش ـ ــهر اإلف ـ ــالي لش ـ ــخص معن ـ ــوي ‪ ،‬ال يج ـ ــوز للم ـ ــديرين‬
‫بحكـ ـ ــم القـ ـ ــانون أو الواقـ ـ ــع أن يحول ـ ـ ـوا الحصـ ـ ــص أو األسـ ـ ــهم التـ ـ ــي تتكـ ـ ــون منهـ ـ ــا حقـ ـ ــوقهم فـ ـ ــي الشـ ـ ــركة إال بـ ـ ــإذن القاضـ ـ ــي‬
‫المنتـ ــدب ‪ .‬وتقضـ ــي المحكمـ ــة بعـ ــدم قبـ ــول حوالـ ــة األسـ ــهم والحصـ ــص فـ ــي الشـ ــركة والتـ ــي يملكهـ ــا كـ ــل شـ ــخص تـ ــدخل فـ ــي إدارة‬
‫أموال الشخص المعنوي مهما كان الزمن الذي ثبت فيه هذا التدخل »‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪،376‬و هـ ــذا بـ ــالرجو إلـ ــى العقـ ــد الـ ــذي يـ ــر هـ ــذه الشـ ــركة التـ ــي تواجـ ــدت فـ ــي الماضـ ــي بالمسـ ــير‬

‫وهو عقد الوكالة الذي يندرج ضمن العقود المكونة لجريمة خيانة األمانة ف‪. 1‬‬

‫‪-2‬شركة المحاصة ‪:‬‬

‫ل ـ ـ ــم ي ـ ـ ــدرج المش ـ ـ ــر الج ازئ ـ ـ ــري ش ـ ـ ــركة المحاص ـ ـ ــة ض ـ ـ ــمن الش ـ ـ ــركات بحس ـ ـ ــب الش ـ ـ ــكل وانم ـ ـ ــا‬

‫الكبي ــر ال ــذي يميـ ــز هـــذه الش ـ ـركة‬ ‫اعتبرهـــا شـ ــركة بحســـب الموضـــو ‪ ،‬وهـــذا ارجـــع بـ ــالطبع لالخـــتال‬

‫ع ـ ــن الش ـ ــركات األخ ـ ــرى‪ ،‬وق ـ ــد عرفه ـ ــا المش ـ ــر بأنه ـ ــا ش ـ ــركة مس ـ ــتترة ليس ـ ــت له ـ ــا شخص ـ ــية معنوي ـ ــة‬

‫تنعقـ ـ ــد بـ ـ ــين شخصـ ـ ــين أو أكثـ ـ ــر القتسـ ـ ــام األر ـ ـ ــان والخسـ ـ ــائر الناشـ ـ ــئة عـ ـ ــن عمـ ـ ــل تجـ ـ ــاري واحـ ـ ــد أو‬

‫أكث ـ ــر يق ـ ــوم ب ـ ــه أح ـ ــد الش ـ ــركاء باس ـ ــمه الخ ـ ــاص ‪،‬ونص ـ ــت الم ـ ــادة ‪ 795‬مك ـ ــرر‪ 1‬تج ـ ــاري ‪ « :‬يج ـ ــوز‬

‫تأسـ ــيي شـ ــركات محاصـ ــة بـ ــين شخصـ ــين طبيعيـ ــين أو أكثـ ــر تت ـ ـولى إنجـ ــاز عمليـ ــات تجاريـ ــة »‪ ،‬ولـ ــم‬

‫يح ـ ــدد المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري مــ ــدة بق ـ ــاء ش ـ ــركة المحاصــ ــة ألنه ـ ــا م قت ـ ــة تنته ـ ــي بمج ـ ــرد انته ـ ــاء العمـ ـ ــل‬

‫ك ــأن يتف ــق شخص ــان أو أكث ــر عل ــى شـ ـراء محص ــول ف ــي موس ــم‬ ‫ف‪2‬‬
‫التج ــاري الت ــي أنش ــأت م ــن أجل ــه‬

‫مع ـ ــين و يع ـ ــه وتوزي ـ ــع ال ـ ــر ح والخس ـ ــارة فيم ـ ــا بي ـ ــنهم ‪ ،‬ه ـ ــذا وخص ـ ــص له ـ ــا المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري خم ـ ــي‬

‫مـ ـ ـ ـواد ‪ ،‬م ـ ـ ــن الم ـ ـ ــادة ‪ 795‬مك ـ ـ ــرر ‪ 1‬حت ـ ـ ــى الم ـ ـ ــادة ‪ 795‬مك ـ ـ ــرر ‪ 5‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري‪ ،‬م ـ ـ ــع‬

‫المالحظــ ــة أن المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري لـ ـ ــم يـ ـ ــدخل شـ ـ ــركة المحاصـ ـ ــة فـ ـ ــي القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري الج ازئـ ـ ــري إال‬

‫ف‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫حديثا عن طريق المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬الم رخ في ‪ 25‬أفريل سنة ‪1993‬‬

‫‪-1‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ .32‬المادة ‪ 376‬من االمر رقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪ -2‬المادة ‪ 795‬مكرر‪ 1‬ق ت من األمر رقم ‪ ، 59/ 75‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪-3‬عمـ ـ ــار عمـ ـ ــورة ‪ ،‬مرجـ ـ ــع سـ ـ ــابق ‪ ،‬ص‪ .231‬المـ ـ ــادة ‪ 795‬ق ت ‪ « :‬تـ ـ ــود المبـ ـ ــال المخصصـ ـ ــة للتوزيـ ـ ــع بـ ـ ــين الشـ ـ ــركاء‬
‫وال ــدائنين ف ــي أج ــل خمس ــة عش ــر يوم ــا إبت ــداءا م ــن قـ ـرار التوزي ــع ‪ ،‬ف ــي بنـ ـ باس ــم الش ــركة الموض ــو تح ــت التص ــفية ‪ .‬ويج ــوز‬
‫س ـ ــحب المب ـ ــال بمج ـ ــرد توقي ـ ــع مص ـ ــفي واح ـ ــد وتح ـ ــت مسـ ـ ـ وليته » الم ـ ــادة ‪ 795‬مك ـ ــرر ‪ 5‬ق ت ‪ « :‬ال يمك ـ ــن تمثي ـ ــل حق ـ ــوق‬
‫كأن لم يكن »‪.‬‬ ‫الشركاء بسندات قابلة للتداول ‪ .‬يعتبر كل شرط مخال‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫كليـ ــة عـ ــن األن ـ ـوا األخـ ــرى مـ ــن الشـ ــركات فهـ ــي شـ ــركة‬ ‫وتتميـ ــز شـ ــركة المحاصـ ــة بخصـ ــائص تختل ـ ـ‬

‫معدوم ـ ــة الشخص ـ ــية المعنوي ـ ــة ول ـ ــيي له ـ ــا اس ـ ــما خ ـ ــاص به ـ ــا أو م ـ ــوطن أو جنس ـ ــية‪ ،‬كم ـ ــا ل ـ ــيي له ـ ــا‬

‫رأي م ـ ــال فه ـ ــي عق ـ ــد ال ينشـ ـ ـأ عن ـ ــه ش ـ ــخص معن ـ ــوي‪ ،‬ويترت ـ ــب علي ـ ــه حق ـ ــوق والت ازم ـ ــات فيم ـ ــا ب ـ ــين‬

‫الش ـ ـ ــركاء دون أن تظه ـ ـ ــر الش ـ ـ ــركة للغي ـ ـ ــر كش ـ ـ ــخص معن ـ ـ ــوي وال تخض ـ ـ ــع لإلش ـ ـ ــهار‪ ،‬وال للقي ـ ـ ــد ف ـ ـ ــي‬

‫الـ ــذي‬ ‫السـ ــجل التجـ ــاري ‪ ،‬ويمكـ ــن إثباتهـ ــا بكـ ــل الوسـ ــائل وهـ ــي شـ ــركة تجاريـ ــة أو مدنيـ ــة تبعـ ــا للغـ ــر‬

‫قام ـ ـ ــت ألجل ـ ـ ــه ‪ ،‬وبم ـ ـ ــا أن ش ـ ـ ــركة المحاص ـ ـ ــة ال تتمتــ ـ ــع بالشخص ـ ـ ــية المعنوي ـ ـ ــة ف ـ ـ ــال يج ـ ـ ــوز شــ ـ ــهر‬

‫عـ ــن الـ ــدفع وكـ ــان تـ ــاج ار‪،‬‬ ‫إفالسـ ــها وانمـ ــا يشـ ــهر إفـ ــالي الش ـ ـري الـ ــذي تعاقـ ــد مـ ــع الغيـ ــر إذا توق ـ ـ‬

‫فهـ ـ ــي مسـ ـ ــتترة وال يعن ـ ـ ــي هـ ـ ــذا أنهـ ـ ــا تق ـ ـ ــوم بأعمـ ـ ــال مخالف ـ ـ ــة للقـ ـ ــانون ولكنهـ ـ ــا فقـ ـ ـ ـ غيـ ـ ــر خاض ـ ـ ــعة‬

‫حتـ ــى لـ ــو علـ ــم بهـ ــا الغيـ ــر عـ ــن طريـ ــق‬ ‫إلج ـ ـراءات النشـ ــر واإلشـ ــهار والتسـ ــجيل وتبقـ ــى بهـ ــذا الوص ـ ـ‬

‫ف‪1‬‬
‫الصدفة ‪ ،‬أما إذا فقدت هذا العنصر فإنها تتحول إلى شركة من نو آخر‬

‫أس ـ ــلفنا الق ـ ــول أن ش ـ ــركة المحاص ـ ــة تخض ـ ــع ألحك ـ ــام ش ـ ــركة التض ـ ــامن إذا ك ـ ــان موض ـ ــوعها‬

‫تجاريــ ــا ‪،‬ومــ ــن ثــ ــم فهــ ــي ال تخضــ ــع لجريمـ ـ ــة االســ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة باعتبارهــ ــا مـ ـ ــن‬

‫شـ ــركات األشـ ــخاص‪ ،‬وعليـ ــه فـ ــإذا قـ ــام أحـ ــد الشـ ــركاء باسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة لمصـ ــلحته الشخصـ ــية‬

‫فإنه يتابع على أساي جريمة خيانة األمانة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة التعسف‪.‬‬

‫ق ـ ـ ــد ن ـ ـ ــص المش ـ ـ ــر الفرنس ـ ـ ــي ف ـ ـ ــي ق ـ ـ ــانون الش ـ ـ ــركات عل ـ ـ ــى معاقب ـ ـ ــة م ـ ـ ــدراء الش ـ ـ ــركات ذات‬

‫المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة ‪ ،‬ور س ـ ــاء مج ـ ــالي اإلدارة والم ـ ــديرين الع ـ ــامين ف ـ ــي ش ـ ــركات المس ـ ــاهمة ال ـ ــذين‬

‫‪ -‬محمد فريد العريني ‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2002 ،‬ص ‪1.103‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫وبسـ ـ ــوء نيـ ـ ــة اسـ ـ ــتعملوا أم ـ ـ ـوال واعتمـ ـ ــاد الشـ ـ ــركة اسـ ـ ــتعماال مخالفـ ـ ــا لمصـ ـ ــلحة هـ ـ ــذه األخي ـ ـ ـرة ولغايـ ـ ــة‬

‫شخصية أو بمساعدة شركة أو مشرو آخر لهم فيه منفعة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫ومعن ـ ــى ذلـ ـ ـ أن االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ال يك ـ ــون جريم ـ ــة إال إذا ك ـ ــان ه ـ ــذا األخي ـ ــر‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫شخصي من جهة أخرى‬ ‫تحقيق هد‬ ‫مخالفا لمصلحتها من جهة وجاء بغر‬

‫فلقيـ ــام جريمـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة يشـ ــترط تـ ــوفر الصـ ــفة فـ ــي الجـ ــاني و الـ ــركن‬

‫المـ ـ ــادي والـ ـ ــركن المعنـ ـ ــوي لـ ـ ــذا يـ ـ ــتم التطـ ـ ــرق فـ ـ ــي هـ ـ ــذا المبحـ ـ ــظ إلـ ـ ــى صـ ـ ــفة الجـ ـ ــاني كمطلـ ـ ــب أول‬

‫والركن المادي و المعنوي كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صفة الجاني‪.‬‬

‫ع ـ ــادة يك ـ ــون المعني ـ ــون بجريم ـ ــة إس ـ ــاءة اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ه ـ ــم م ـ ــن أعض ـ ــاء الش ـ ــركة‬

‫ال ــذين يتمتع ــون بخبـ ـرة مهني ــة و تفكي ــر علم ــي و تك ــتم ش ــديد وبالت ــالي يك ــون هن ــا س ــهولة ف ــي إخف ــاء‬

‫معـ ــاني الجريمـ ــة‪ ،‬وقـ ــد يكونـ ــون مـ ــن المـ ــديرين أو مسـ ــيرين محت ـ ـرفين ولهـ ــم مكانـ ــة مرموقـ ــة بمناسـ ــبة‬

‫تنفيذ مهامهم الوظيفية‪.‬‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة أن تتـ ــوفر فـ ــي الجـ ــاني صـ ــفة‬ ‫ليشـ ــترط المشـ ــر لقيـ ــام جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫معين ـ ــة وه ـ ــو إم ـ ــا أن يك ـ ــون رئ ـ ــيي الش ـ ــركة ‪ ،‬أو أح ـ ــد الق ـ ــائمين بإدارت ـ ــه ألعض ـ ــاء مجل ـ ــي اإلدارة ‪،‬‬

‫أعض ـ ــاء مجل ـ ــي الم ـ ــديرين الع ـ ــامين فيم ـ ــا يخ ـ ــص ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة والت ـ ــي تتض ـ ــمنها أحك ـ ــام الم ـ ــادة‬

‫‪ 811‬فقـ ـ ـرة ‪3‬و ‪ 4‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري ويت ـ ــولى مجل ـ ــي اإلدارة ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة وال ـ ــذي يت ـ ــأل‬

‫مـ ـ ــن ‪ 3‬علـ ـ ــى األقـ ـ ــل ومـ ـ ــن ‪ 12‬علـ ـ ــى األكثـ ـ ــر‪ ،‬ينتخبـ ـ ــون مـ ـ ــن قبـ ـ ــل الجمعيـ ـ ــة العامـ ـ ــة التأسيسـ ـ ــية أو‬

‫‪ -‬زكري ويي ماية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪1.35-34‬‬


‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الجمعيـ ــة العامـ ــة العادي ـ ـة وينتخـ ــب مجلـ ــي اإلدارة مـ ــن بـ ــين أعضـ ــائه رئيسـ ــا يتـ ــولى تحـ ــت مس ـ ـ وليته‬

‫اإلدارة العام ـ ــة للش ـ ــركة ويمثله ـ ــا ف ـ ــي عالقاته ـ ــا م ـ ــع الغي ـ ــر ك ـ ــذل يس ـ ــأل مصـ ـ ـفي الش ـ ــركة م ـ ــن أج ـ ــل‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة أي ـ ــا ك ـ ــان ش ـ ــكل تلـ ـ ـ الش ـ ــركة فالم ـ ــادة ‪ 1-840‬ق‬ ‫جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫ف‪1‬‬
‫تجاري هذا بالنسبة للشركات التجارية المنصوص عليها في القانون التجاري‬

‫كـ ـ ــذل نفـ ـ ــي الشـ ـ ــيء للمسـ ـ ــير فـ ـ ــي الشـ ـ ــركة ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة إذ يسـ ـ ــال مـ ـ ــن أجـ ـ ــل‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة مسـ ـ ــيروهاف‪ 4 -800‬و‪ 5‬مـ ـ ــن القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري‬ ‫جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫دون س ـ ـ ـواهم ق ـ ـ ــد يكـ ـ ــون ش ـ ـ ــخص واحـ ـ ــد أو ع ـ ـ ــدة أشـ ـ ــخاص طبيعي ـ ـ ــين ‪ ،‬وقـ ـ ــد يك ـ ـ ــون ش ـ ـ ـريكا أو ت ـ ـ ــم‬

‫اختي ـ ــاره كشــ ــخص أجنب ـ ــي‪ ،‬وقـ ـ ــد يكـ ـ ــون معين ـ ــا مـ ـ ــن قب ـ ــل الشـ ـ ــركاء فـ ـ ــي الق ـ ــانون األساسـ ـ ــي أو بعقــ ــد‬

‫ف‪2‬‬
‫وقــ ــد ذكرنــ ــا هــ ــذا عنــ ــدما درســ ــنا ف ـ ــي المبحــ ــظ األول الشـ ـ ــركات الت ـ ــي ت ـ ــدخل فــ ــي نطـ ـ ــاق‬ ‫الح ـ ــق‬

‫تطبيق الجريمة السالفة الذكر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الركنين المادي و المعنوي لجريمة التعسف ‪.‬‬

‫إن ـ ــه ولقي ـ ــام الجريم ـ ــة كأص ـ ــل ع ـ ــام الب ـ ــد أن تتـ ـ ـوافر فيه ـ ــا ع ـ ــدة أرك ـ ــان منه ـ ــا ال ـ ــركن الم ـ ــادي‬

‫الـ ــذي يمث ـ ــل الجان ـ ــب الملم ـ ــوي ال ـ ــذي يظه ـ ــر فـ ــي الع ـ ــالم الخ ـ ــارجي ‪ ،‬وك ـ ــذل ال ـ ــركن المعن ـ ــوي ال ـ ــذي‬

‫يوجـ ــه الشـ ــخص إلـ ــى إرتكـ ــاب األفعـ ــال المجرمـ ــة عـ ــن علـ ــم وارادة ‪ ،‬وهـ ــو األمـ ــر ذاتـ ــه الـ ــذي إشـ ــترطته‬

‫ف ـ ــي إس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة والت ـ ــي ش ـ ــددت عل ـ ــى ض ـ ــرورة تـ ـ ـوافر ص ـ ــفة الج ـ ــاني‬ ‫جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫‪-1‬هنـ ـ ــاء ن ـ ـ ــوى‪ ،‬مرجـ ـ ــع س ـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ‪ . 336‬الم ـ ـ ــادة ‪ 811‬مـ ـ ــن األم ـ ـ ــر ‪ ، 95/75‬مرجـ ـ ــع س ـ ـ ــابق ‪ .‬والم ـ ـ ــادة ‪ 840‬ق ت ‪«:‬‬
‫يعاق ـ ـ ــب بالس ـ ـ ــجن م ـ ـ ــن س ـ ـ ــنة واح ـ ـ ــدة إل ـ ـ ــى ‪ 5‬س ـ ـ ــنوات وبغ ارم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ‪ 20.000‬دج إل ـ ـ ــى ‪ 200.000‬دج أو بإح ـ ـ ــدى ه ـ ـ ــاتين‬
‫العقـ ــو تين فق ـ ـ ‪ ،‬المصـ ــفي الـ ــدي يقـ ــوم عـ ــن سـ ــوء نيـ ــة ‪ -1 ،‬بإسـ ــتعمال أم ـ ـوال أو إئتمـ ــان الشـ ــركة التـ ــي تجـ ــري تصـ ــفيتها وهـ ــو‬
‫شخصـ ــية أو تفضـ ــيل شـ ــركة أخـ ــرى أو م سسـ ــة لـ ــه فيهـ ــا مصـ ــالح مباش ـ ـرة‬ ‫لمصـ ــالح الشـ ــركة تلبيـ ــة ألغ ـ ـ ار‬ ‫يعلـ ــم أنـ ــه مخـ ــال‬
‫أو غير مباشرة ‪» ...‬‬
‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ .215‬المادة ‪ 800‬من األمر ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪2 .‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫والمتمثلـ ــة فـ ــي المـ ــدير والمسـ ــير ‪ ،‬وعلـ ــى هـ ــذا األسـ ــاي تـ ــم تقسـ ــيم هـ ــذا المطلـ ــب إلـ ــى فـ ــرعين‪ :‬الفـ ــر‬

‫األول الركن المادي والفر الثاني الركن المعنوي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الركن المادي ‪.‬‬

‫ف ـ ـ ــي اسـ ـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة ف ـ ـ ــي السـ ـ ـ ــلو‬ ‫يتمث ـ ـ ــل الـ ـ ـ ــركن الم ـ ـ ــادي لجريمــ ـ ــة التعس ـ ـ ـ ـ‬

‫اإلجرامي الذي يتحلل إلى عنصرين ‪:‬‬

‫‪-1‬استعمال الممتلكات أو االعتماد المالي أو السلطات أو األصوات‪.‬‬

‫لمص ـ ــلحة الش ـ ــركة باإلض ـ ــافة إل ـ ــى ص ـ ــفة الج ـ ــاني‪ ²‬وال ـ ــذي ي ـ ــدخل ف ـ ــي قي ـ ــام‬ ‫‪-2‬االس ـ ــتعمال المخ ـ ــال‬

‫ه ـ ــذا ال ـ ــركن وه ـ ــو م ـ ــا يجع ـ ــل جريم ـ ــة االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي تتمي ـ ــز ع ـ ــن ب ـ ــاقي الج ـ ـرائم المش ـ ــابهة له ـ ــا‬

‫كخيانة األمانة و االختالي ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استعمال ممتلكات الشركة و اعتمادها المالي‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم االستعمال‪.‬‬

‫يعـ ـ ــر مصـ ـ ــطلح االسـ ـ ــتعمال بأنـ ـ ــه « القيـ ـ ــام باسـ ـ ــتخدام شـ ـ ــيء مـ ـ ــا » وهـ ـ ــذا يعنـ ـ ــي اسـ ـ ــتخدام‬

‫شخص ـ ــية‬ ‫لمص ـ ــلحة ه ـ ــذه األخي ـ ـرة وم ـ ــن أج ـ ــل تلبي ـ ــة أغ ـ ـ ار‬ ‫م ـ ــال ممل ـ ــو للش ـ ــركة بش ـ ــكل مخ ـ ــال‬

‫وكتوضـ ــيح أكثـ ــر للمسـ ــألة أن االسـ ــتعمال الـ ــذي يقصـ ــده المشـ ــر هـ ــو االسـ ــتخدام ولـ ــو بطريقـ ــة م قتـ ــة‬

‫و التسـ ـ ــبيقات ‪ ،‬السـ ـ ــيارات ‪،‬‬ ‫مـ ـ ــع نيـ ـ ــة اإلرجـ ـ ــا فيعتبـ ـ ــر اسـ ـ ــتعماال كفعـ ـ ــل االسـ ـ ــتفادة مـ ـ ــن القـ ـ ــرو‬

‫مساكن وحتى استعمال العتاد لموظفي الشركة بدون حقف‪. 1‬‬

‫‪-‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1 .41‬‬


‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فهل يكفي لكي تقوم الجريمة مجرد االستعمال‬

‫أوس ـ ــع مــ ــن‬ ‫إن االس ـ ــتعمال يش ـ ــمل م ـ ــا هــ ــو أخط ـ ــر من ـ ــه بحيــ ــظ أنـ ـ ـه ف ـ ــي مفه ـ ــوم جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫اإلسـ ـ ــتعمال المكـ ـ ــون لجريمتـ ـ ــي خيانـ ـ ــة األمانـ ـ ــة واالخ ـ ـ ــتالي كمـ ـ ــا أن مفهوم ـ ـ ـه فـ ـ ــي هـ ـ ــذه الجريم ـ ـ ــة‬

‫أعمـ ــال التسـ ــيير و التصـ ــر لـ ــذا وجـ ــب التمييـ ــز فـ ــي أفعـ ــال التـ ــدليي بـ ــين‬ ‫يمكـ ــن أن يتضـ ــمن بع ـ ـ‬

‫أعمال التصر وأعمال اإلدارة ‪.‬‬

‫فأم ـ ــا أعم ـ ــال التص ـ ــر فه ـ ــي العلمي ـ ــات الت ـ ــي تنص ـ ــب عل ـ ــى رأي الم ـ ــال بتحويل ـ ــه او اإلنق ـ ــاص من ـ ــه‬

‫حاضـ ـ ـ ار ومس ـ ــتقبال مث ـ ــل البي ـ ــع ‪ ،‬الهب ـ ــة ‪ ،‬إبـ ـ ـرام عق ـ ــد ‪...‬ال ـ ــد‪ ،‬فك ـ ــل ه ـ ــذه األعم ـ ــال تش ـ ــكل اس ـ ــتعماال‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة‪ .‬ف ـ ــي ح ـ ــين أن أعم ـ ــال اإلدارة‪ ،‬ه ـ ــي مج ـ ــرد‬ ‫بمفه ـ ــوم جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫واإليجار‪.‬‬ ‫أعمال التسيير العادي كالصيانة والتأمين واإليدا والقر‬

‫و ل ــم يش ــترط المش ــر أن يك ــون االس ــتعمال بني ــة التملـ ـ ‪ ،‬كم ــا أن ــه ال يش ــترط أيض ــا بل ــوا ح ــد مع ــين‬

‫مـ ـ ــن االسـ ـ ــتعمال لقيـ ـ ــام الجريمـ ـ ــة فهـ ـ ــي تقـ ـ ــوم بمجـ ـ ــرد اسـ ـ ــتعمال المحـ ـ ــالت ومركبـ ـ ــات الشـ ـ ــركة وكـ ـ ــل‬

‫‪ ،‬الحاسـ ـ ــوب ‪ ،‬مجانـ ـ ــا أو مقابـ ـ ــل سـ ـ ــعر أقـ ـ ــل مـ ـ ــن قيمـ ـ ــة الخـ ـ ــدمات‬ ‫الوسـ ـ ــائل األخـ ـ ــرى مثـ ـ ــل الهـ ـ ــات‬

‫الحقيقية ما لم تكن هذه المزايا مرتبطة بالوظيفة ‪.‬‬

‫‪ -2‬زمــــن االســــتعمال‪ .‬إن اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة األصـ ــل فيـ ــه أنـ ــه يـ ــتم لم ـ ـرة واحـ ــدة بطريقـ ــة آنيـ ــة‬

‫و م قتـ ــة غيـ ــر أنـ ــه مـ ــن الممكـ ــن أن يكـ ــون مسـ ــتم ار كحالـ ــة مـ ــدير شـ ــركة مـ ــثال الـ ــذي يشـ ــغل مسـ ــكنا‬

‫ففي هذه الصورة يستمر االستعمال طيلة شغل العقارف‪. 1‬‬ ‫تابعا للشركة بدون مقابل كا‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪1. 217-216‬‬


‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫عل ـ ـ ـ ــى‬ ‫إذا كان ـ ـ ـ ــت األمـ ـ ـ ـ ـوال ه ـ ـ ـ ــي المس ـ ـ ـ ــتهدفة أساس ـ ـ ـ ــا بالتعسـ ـ ـ ـ ـ ‪ ،‬فق ـ ـ ـ ــد ينص ـ ـ ـ ــب التعسـ ـ ـ ـ ـ‬

‫االعتم ـ ــاد الم ـ ــالي وعل ـ ــى األصـ ـ ـوات وه ـ ــي س ـ ــلطات متقار ـ ــة يص ـ ــعب التميي ـ ــز بينه ـ ــا ؛ حي ـ ــظ ج ـ ــرى‬

‫جم ـ ــع عب ـ ــارتي « أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة واعتماده ـ ــا الم ـ ــالي» ف ـ ــي نف ـ ــي ن ـ ــص المادت ـ ــان ‪ 4- 800‬و ‪811‬‬

‫‪ 3-‬من القانون التجاري ف‪. 1‬‬

‫و يج ـ ــب أن تك ـ ــون ه ـ ــذه الممتلك ـ ــات ملك ـ ــا للش ـ ــركة و ن ـ ــاء عل ـ ــى ذلـ ـ ـ فالم ـ ــال ف ـ ــي جريم ـ ــة‬

‫االسـ ــتعمال التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة ي خـ ــذ بمعنـ ــاه الواسـ ــع ‪ ،‬فهـ ــو كـ ــل قيمـ ــة إيجابيـ ــة للذمـ ــة الماليـ ــة‬

‫ـار أو مـ ــاال ماديـــا أو معنوي ــا ‪ ،‬الظـــاهر فـــي حســـابات الشـ ــركة‬
‫للش ــركة س ـ ـواء كـ ــان مـ ــاال منقـ ـوال أو عقـ ـ ا‬

‫ف‪2‬‬
‫ف ـ ــإذا ل ـ ــم تك ـ ــن األمـ ـ ـوال تابع ـ ــة للش ـ ــركة وكان ـ ــت ب ـ ــين ي ـ ــدها م ـ ــثال عل ـ ــى س ـ ــبيل اإلي ـ ــدا‬ ‫أو المس ـ ــير‪.‬‬

‫فحس ـ ــب‪ ،‬فف ـ ــي ه ـ ــذه الحال ـ ــة ال تك ـ ــون مس ـ ــاءلة م ـ ــدير الش ـ ــركة إال عل ـ ــى أس ـ ــاي خيان ـ ــة األمان ـ ــة‪ .‬واذا‬

‫ك ــان القض ــاء الج ازئ ــري خ ــالي تمام ــا م ــن اإلحك ــام الت ــي يمك ــن االستش ــهاد به ــا ف ــي ه ــذا الص ــدد ف ــإن‬

‫القض ـ ـ ــاء الفرنس ـ ـ ــي ازخ ـ ـ ــر باألمثل ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي يمك ـ ـ ــن األخ ـ ـ ــذ به ـ ـ ــا نظـ ـ ـ ـ ار لتط ـ ـ ــابق التشـ ـ ـ ـريعين الج ازئ ـ ـ ــري‬

‫والفرنسي في هذا المجال ومن األمثلة ‪:‬‬

‫فـ ـ ــي هـ ـ ــذه الصـ ـ ــورة أو‬ ‫‪:‬تقـ ـ ــوم جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬ ‫‪-‬أن تكـ ـ ــون السـ ـ ــيارة فـ ـ ــاخرة هـ ـ ــي المـ ـ ــال المسـ ـ ــتهد‬

‫باس ـ ــتخدام الم ـ ــال ‪ ،‬ك ـ ــأن تك ـ ــون الس ـ ــيارة ملك ـ ــا للش ـ ــركة ويتركه ـ ــا الم ـ ــدير تح ـ ــت تص ـ ــر زوجت ـ ــه دون‬

‫ف‪. 3‬‬
‫أي مقابل للشركة‬

‫‪-‬اسـ ـ ــتعمال االعتمـ ـ ــاد المـ ـ ــالي ويقصـ ـ ــد باالعتمـ ـ ــاد المـ ـ ــالي ‪ ،‬قـ ـ ــدرة الشـ ـ ــركة علـ ـ ــى الوفـ ـ ــاء ومسـ ـ ــاحتها‬

‫المالي ـ ـ ــة وك ـ ـ ــذا س ـ ـ ــمعتها ومص ـ ـ ــداقيتها وم ـ ـ ــن قبي ـ ـ ــل اس ـ ـ ــتعمال االعتم ـ ـ ــاد الم ـ ـ ــالي للش ـ ـ ــركة تعـ ـ ـ ـري‬

‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ .217‬المادة ‪ 800‬من األمر ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪1.‬‬
‫‪-‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪2.51- 50‬‬
‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪3 .218 -217‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫اقت ـ ــدارها الم ـ ــالي عل ـ ــى الوف ـ ــاء أو م ـ ــا يع ـ ــر ب ـ ـ ـ ‪ :‬يس ـ ــر الش ـ ــركة لخط ـ ــر االفتق ـ ــار او العج ـ ــز الم ـ ــالي‬

‫الـ ــذي يتعـ ــين تجنبـ ــه وقـ ــد نجـ ــد صـ ــو ار شـ ــبيهة بهـ ــذا السـ ــلو وهـ ــو اإلفـ ــالي بالتقصـ ــير والـ ــذي تتـ ــوفر‬

‫فيه سوء النية خاصة ‪.‬‬

‫‪ -‬اسـ ــتعمال االعتمـ ــاد الم ـ ــالي ‪ :‬ويقصـ ــد باالعتم ـ ــاد المـ ــالي ‪ ،‬ق ـ ــدرة الشـ ــركة عل ـ ــى الوفـ ــاء فالس ـ ــير و‬

‫مساحتها المالية ‪ ،‬وكذا سمعتها ومصداقيتها ‪.‬‬

‫اقتـ ـ ــدارها علـ ـ ــى الوفـ ـ ــاء فسـ ـ ــير الشـ ـ ــركة‬ ‫ومـ ـ ــن قبيـ ـ ــل اسـ ـ ــتعمال االعتمـ ـ ــاد المـ ـ ــالي للشـ ـ ــركة تع ـ ـ ـري‬

‫ف‪1‬‬
‫وق ـ ــد نج ـ ــد ص ـ ــورة ش ـ ــبيهة به ـ ــذا الس ـ ــلو‬ ‫لخطـ ــر األفع ـ ــال أو العج ـ ــز الم ـ ــالي ال ـ ــذي يتع ـ ــين تجنب ـ ــه‬

‫األمثل ــة ال ــذي‬ ‫ف ــي جـ ـرائم التفل ــيي بالتقص ــير ال ــذي تت ــوفر في ــه س ــوء الني ــة خاص ــة وان ــه هنالـ ـ بعـ ـ‬

‫تشـ ــبه إلـ ــى حـ ــد بعيـ ــد صـ ــور اسـ ــتعمال االعتمـ ــاد المـ ــالي للشـ ــركة خاصـ ــة مـ ــن حيـ ــظ ا ثـ ــار والنتـ ــائس‬

‫مثل ‪:‬‬

‫تجارية مفرطة‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا ثبت أن مصاري‬

‫‪-2‬إذا مـ ــا اسـ ــتهل مبـ ــال جس ـ ــمية فـ ــي عمليـ ــات وهميـ ــة نص ـ ــت علـ ــى هـ ــذه الصـ ــور الم ـ ــادة ‪ 370‬ق‬

‫المادة ‪ 371‬صو ار أخرى وهي ‪:‬‬ ‫ت لتضي‬

‫«إذا كـ ـ ــان قـ ـ ــد عقـ ـ ــد لحسـ ـ ــاب الغيـ ـ ــر تعهـ ـ ــدات ثبـ ـ ــت أنهـ ـ ــا بالغـ ـ ــة الضـ ـ ــخامة بالنسـ ـ ــبة لوضـ ـ ــعه عنـ ـ ــد‬

‫التعاقـ ــد بغي ـ ــر أن يتقاض ـ ــى مقابله ـ ــا ش ـ ــيء فمث ـ ــل ه ـ ــذه التص ـ ـرفات يمك ـ ــن أن تم ـ ــي االعتم ـ ــاد الم ـ ــالي‬

‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ .219‬المادتين ‪ 370‬و‪ 371‬من األمر ‪ ، 59-75‬مرجع سابق ‪1 .‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ومـ ــن شـ ــأنه أيضـ ــا أن يمـ ــي بسـ ــمعتها‬ ‫علـ ــى أسـ ــاي أنهـ ــا تقلـ ــص مـ ــن قـ ــدرة الشـ ــركة علـ ــى االقت ـ ـ ار‬

‫ف‪1‬‬
‫ومن صور االستعمال‪:‬‬ ‫و ذمتها المالية»‬

‫*إساءة استعمال الصالحيات و األصوات ‪.‬‬

‫أ‪ -‬إساءة استعمال الصالحيات ‪.‬‬

‫تتمح ـ ــور ه ـ ــذه الجريم ـ ــة ح ـ ــول إس ـ ــاءة م ـ ــدير الش ـ ــركة أو ممثله ـ ــا اس ـ ــتعمال الص ـ ــالحيات الممنوح ـ ــة‬

‫لـ ــه قانونـ ــا أو بالنظـ ــام األساسـ ــي للشـ ــركة ومثـ ــال ذل ـ ـ إدانـ ــة مـ ــدير إحـ ــدى الشـ ــركات بجريمـ ــة إسـ ــاءة‬

‫اسـ ــتعمال الص ـ ــالحيات ف ـ ــي الش ـ ــركة المتناعـ ــه اس ـ ــتعمال ه ـ ــذه الص ـ ــالحيات التـ ــي ك ـ ــان م ـ ــن الواج ـ ــب‬

‫استعمالها ف‪. 2‬‬

‫و هـــذا فـ ــإن االمتنـ ــا عـــن القيـ ــام باسـ ــتعمال الصـ ــالحيات التـ ــي كـ ــان م ــن الواجـ ــب اسـ ــتعمالها أو كـ ــان‬

‫اسـ ـ ــتعمالها مســ ــيئا أمـ ـ ــر يشـ ـ ــكل جريمـ ـ ــة إسـ ـ ــاءة اسـ ـ ــتعمال الصـ ـ ــالحيات فـ ـ ــي الشـ ـ ــركة ‪ ،‬وتعتبـ ـ ــر مـ ـ ــن‬

‫الجـ ـ ـ ـرائم المخل ـ ـ ــة ب ـ ـ ــإدارة الش ـ ـ ــركة تمام ـ ـ ــا كجريم ـ ـ ــة اس ـ ـ ــتعمال أمـ ـ ـ ـوال وموج ـ ـ ــودات الش ـ ـ ــركة وجريم ـ ـ ــة‬

‫استعمال أصوات الشركة ‪.‬‬

‫ومـ ــن أمثلـ ــة هـ ــذه الجريمـ ــة نـ ــذكر ع ـ ـدم طلـ ــب مـ ــدير الشـ ــركة المبـ ــال المسـ ــتحقة لهـ ــذه األخي ـ ـرة علـ ــى‬

‫دون مقابـ ـ ــل بمبـ ـ ــادرة مـ ـ ــن مـ ـ ــدير‬ ‫شـ ـ ــركة أخـ ـ ــرى تر طـ ـ ــه بهـ ـ ــا مصـ ـ ــالح شخصـ ـ ــية‪ .‬أو إعطـ ـ ــاء قـ ـ ــر‬

‫‪ -1‬وف ـ ــاء ش ـ ــيعاوي ‪ ،‬اإلف ـ ــالي والتس ـ ــوية القض ـ ــائية ف ـ ــي الق ـ ــانون التج ـ ــاري الج ازئ ـ ــري ‪ ،‬ديـ ـ ـوان المطبوع ـ ــات الجامعي ـ ــة قس ـ ــنطينة‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 88-87‬‬
‫‪ -2‬وج ـ ــدي س ـ ــلمان الح ـ ــاطوم ‪ ،‬دور المص ـ ــلحة الجماعي ـ ــة ف ـ ــي حماي ـ ــة الش ـ ــركة التجاري ـ ــة د ارس ـ ــة مقارنـ ـ ـة ‪،‬منش ـ ــورات الحلب ـ ــي‬
‫الحقوقية ‪ ،‬فبيروت لبنان ‪ ،‬الطبعة األولى ‪، 2007 ،‬ص ‪. 602‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الشـ ــركة إلـ ــى شـ ــركة أخـ ــرى تعـ ــاني مـ ــن صـ ــعوبات ماليـ ــة تر طـ ــه بهـ ــا مصـ ــالح شخصـ ــية غيـ ــر مباش ـ ـرة‬

‫بسبب صلة قرابة مع مدير الشركة المستقرضة‬

‫ب‪ -‬إساءة استعمال األصوات ‪:‬‬

‫إن الش ـ ــركاء ال ـ ــذين يفوض ـ ــون مه ـ ــام االقتـ ـ ـ ار مك ـ ــانهم إل ـ ــى م ـ ــديري الش ـ ــركات ق ـ ــد يف ـ ــاجئون‬

‫بإسـ ـ ــاءة اسـ ـ ــتعمال األص ـ ـ ـوات مـ ـ ــن قبـ ـ ــل مـ ـ ــن فوضـ ـ ــوه ‪ ،‬و هـ ـ ــذا فـ ـ ــإن المـ ـ ــدير الـ ـ ــذي يمتل ـ ـ ـ غالبيـ ـ ــة‬

‫األصـ ـ ـوات‪ ،‬يمكن ـ ــه إس ـ ــاءة اس ـ ــتعمالها ‪ ،‬فالم ـ ــدير ف ـ ــي ش ـ ــركة مح ـ ــدودة المسـ ـ ـ ولية م ـ ــثال ال ـ ــذي يح ـ ــوز‬

‫غالبيـ ــة األص ـ ـوات فيس ـ ــتخدمها لمصـ ــلحته الشخصـ ــية بزي ـ ــادة األص ـ ـوات والـ ــذي ي ـ ــتمكن بواسـ ــطة ه ـ ــذه‬

‫ويمك ـ ــن مالحقتـ ـ ــه بجريم ـ ــة إس ـ ــاءة اسـ ـ ــتعمال‬ ‫األغلبيـ ـ ــة اتخــ ــاذ ق ـ ـ ـرار بزيــ ــادة مكاف تــ ــه إلـ ـ ــى الضـ ـ ــع‬

‫أص ـ ـوات الشـ ــركاء‪ .‬هـ ــذا الوضـ ــع أيضـ ــا فـ ــي تصـ ــر رئـ ــيي مجلـ ــي اإلدارة التـ ــي يوجـ ــه إلـ ــى بع ـ ـ‬

‫المسـ ـ ــاهمين فـ ـ ــي نفـ ـ ــي الوقـ ـ ــت توجيـ ـ ــه دعـ ـ ــوة النعقـ ـ ــاد الجمعيـ ـ ــة العموميـ ـ ــة برسـ ـ ــالة شخصـ ـ ــية طالبـ ـ ــا‬

‫فـ ــي حـ ــين أنهـ ــم أبلغ ـ ـوا « أن لهـ ــم كامـ ــل‬ ‫مـ ــنهم تأكيـ ــد الثقـ ــة والعطـ ــاء و إعطـ ــاء وك ـ ـاالت علـ ــى بيـ ــا‬

‫الحري ـ ــة ف ـ ــي االش ـ ــت ار شخص ـ ــيا ف ـ ــي الجمعي ـ ــة العمومي ـ ــة أو تعي ـ ــين م ـ ــدير وف ـ ــق خي ـ ــاراتهم »‪.‬و الب ـ ــد‬

‫مـ ــن التـ ــذكير أن الفعـ ــل المرتكـ ــب فـ ــي هـ ــاتين الج ـ ـريمتين كمـ ــا فـ ــي جريمـ ــة إسـ ــاءة اسـ ــتعمال األم ـ ـوال‬

‫ف‪. 1‬‬
‫وموجودات الشركة البد أن يكون مخالفا لمصلحة الشركة أي للمصلحة الجماعية‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الركن المعنوي ‪.‬‬

‫ال يهـ ــتم الـ ــنص الجنـ ــائي بالفعـ ــل المـ ــادي الصـ ــادر مـ ــن الجـ ــاني فق ـ ـ والمعاقـ ــب عليـ ــه ‪ ،‬بـ ــل‬

‫يه ـ ــتم أيض ـ ــا ب ـ ــإرادة الفاع ـ ــل ويع ـ ــر ذلـ ـ ـ بتلـ ـ ـ الرابط ـ ــة الت ـ ــي تجم ـ ــع ب ـ ــين العم ـ ــل الم ـ ــادي والقص ـ ــد‬

‫‪ -‬وجدي سلمان الحاطوم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪1.603- 602‬‬


‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ال ــذي ينت ــاب الفاع ــل ويتجس ــد ف ــي ص ــورة عم ــل عم ــدي وق ــد يك ــون الفع ــل الم ــادي ص ــاد ار ع ــن غي ــر‬

‫قصدف‪. 1‬‬

‫ال يكف ـ ــي لقي ـ ــام المسـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ــة أن يص ـ ــدر ع ـ ــن الفاع ـ ــل س ـ ــلو إج ارم ـ ــي معاق ـ ــب علي ـ ــه‬

‫قانونـ ــا ‪ ،‬فالبـ ــد لقيامهـ ــا تـ ــوفر ركـ ــن معنـ ــوي يعبـ ــر عـ ــن اتجـ ــاه إرادة الجـ ــاني إلـ ــى إتبـ ــا هـ ــذا المسـ ــل‬

‫وارتكـ ــاب الفعـ ــل المعاقـ ــب عليـ ــه قانونـ ــا إذ يجـ ــب أن يكـ ــون هنـ ــا تـ ــالزم بـ ــين القصـ ــد الجنـ ــائي والـ ــركن‬

‫الم ـ ــادي ف ـ ــال يص ـ ــح العق ـ ــاب عل ـ ــى اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة إال إذا اقت ـ ــرن بالقص ـ ــد الجن ـ ــائي ويق ـ ــوم‬

‫الـ ـ ــركن المعنـ ـ ــوي لجريمـ ـ ــة االسـ ـ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة علـ ـ ــى اإلرادة ا ثم ـ ــة التـ ـ ــي وجهـ ـ ــت‬

‫للقـ ـ ــانون ‪ ،‬فهـ ـ ــذا اإلنس ـ ـ ــان الـ ـ ــذي صـ ـ ــدرت عنـ ـ ــه والـ ـ ــذي يعتب ـ ـ ـره الق ـ ـ ــانون‬ ‫سـ ـ ــلو الج ـ ـ ـاني المخـ ـ ــال‬

‫مسئوال عنهاف‪. 2‬‬

‫ذل ـ ـ أنـ ــه بمجـ ــرد تأسـ ــيي الشـ ــركة تنتفـ ــي فيهـ ــا هويـ ــة أعضـ ــائها وتظهـ ــر الشخصـ ــية المعنويـ ــة‬

‫للشـ ــركة وتصـ ــبح لهـ ــا ذمـ ــة ماليـ ــة مسـ ــتقلة عـ ــن ذمـ ــم الشـ ــركاء ممـ ــا يحـ ــول دون تصـ ــر الش ـ ـري فـ ــي‬

‫الح ــق المس ــاهم في ــه وال ــذي س ــق م ــن ذمت ــه وتح ــول إل ــى ذم ــة الش ــركة ف‪، 3‬وكم ــا أشـ ـرنا س ــابقا إل ــى أن‬

‫المـ ـ ـواد ‪ 800‬فقـ ـ ـرة ‪ 4‬و‪ 811‬فق ـ ــرة ‪ 3‬و‪ 840‬فقـ ـ ـرة ‪ 1‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري الج ازئ ـ ــري ‪ ،‬ق ـ ــد عرف ـ ــت‬

‫للشـ ــركة يعلمـ ــون أنـ ــه مخـ ــال‬ ‫الجريمـــة بأنهـ ــا «اسـ ــتعمال المسـ ــيرين عـ ــن سـ ــوء نيـ ــة أم ـ ـواال أو قـ ــرو‬

‫لمصـ ـ ــلحة الشـ ـ ــركة تلبيـ ـ ــة ألغ ارضـ ـ ــهم الشخصـ ـ ــية أو لتفضـ ـ ــيل شـ ـ ــركة أو م سسـ ـ ــة أخـ ـ ــرى لهـ ـ ــم فيهـ ـ ــا‬

‫ف‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫مصالح مباشرة أو غير مباشرة »‬

‫‪ -1‬فتـ ـ ــون عبـ ـ ــد هللا الشـ ـ ــادلي ‪ ،‬المس ـ ـ ـ ولية الجنائيـ ـ ــة ‪ ،‬الجـ ـ ــزء الثـ ـ ــاني ‪ ،‬دار المطبوعـ ـ ــات الجامعيـ ـ ــة ‪ ،‬اإلسـ ـ ــكندرية ‪، 2001 ،‬‬
‫ص‪. 275‬‬
‫‪ -2‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 79‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬بدون طباعة ‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 133‬‬
‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪4.79‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة تن ـ ــدرج‬ ‫حي ـ ــظ يتض ـ ــح م ـ ــن ه ـ ــذه النص ـ ــوص أن جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫ضـ ــمن الج ـ ـرائم التـ ــي يتطلـ ــب فيهـ ــا قصـ ــد جنـ ــائي مثلهـ ــا مثـ ــل جريمـ ــة خيانـ ــة األمانـ ــة حيـ ــظ يتشـ ــابهان‬

‫فـ ـ ــي م ـ ـ ــدى ض ـ ـ ــرورة ت ـ ـ ــوفر القص ـ ـ ــد الع ـ ـ ــام والمتمثـ ـ ــل ف ـ ـ ــي اتج ـ ـ ــاه إرادة الم ـ ـ ــتهم وانص ـ ـ ـرافها الرتك ـ ـ ــاب‬

‫يكمـ ـ ــن ف ـ ــي القص ـ ــد الخــ ــاص ففـ ـ ــي‬ ‫الجريمـ ـ ــة بكامـ ـ ــل أركانهـ ـ ــا عـ ـ ــن علـ ـ ــم واد ار غيـ ـ ــر أن االخ ـ ــتال‬

‫جريمـ ــة خيانـ ــة األمانـ ــة والمتمثـ ــل فـ ــي نيـ ــة الجـ ــاني فـ ــي التمل ـ ـ وحرمـ ــان مال ـ ـ المـ ــالي الحقيقـ ــي منـ ــه‬

‫ف‪1‬‬
‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة إذ أن‬ ‫‪.‬وه ـ ــو م ـ ــاال يش ـ ــترط ت ـ ــوفره بالض ـ ــرورة ف ـ ــي جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫الباعـ ــظ الحقيق ـ ــي لهـ ــذه الجريم ـ ــة يكـ ــون ف ـ ــي اسـ ــتعمال الم ـ ــال بغيـ ــة تحقي ـ ــق مصـ ــلحة شخص ـ ــية ولق ـ ــد‬

‫توسـ ــع القضـ ــاء فـ ــي تفسـ ــيره للمصـ ــلحة الشخصـ ــية وتتمثـ ــل فـ ــي فائـ ــدة قـ ــد تكـ ــون ماليـ ــة أو مهنيـ ــة بـ ــل‬

‫ف‪2‬‬
‫وحتى ولو فخرية‬

‫أوال‪ :‬تعريف المصلحة الشخصية ‪.‬‬

‫إن جريم ـ ــة االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ال تقتص ـ ــر عل ـ ــى إرادة ارتك ـ ــاب الفع ـ ــل م ـ ــع‬

‫ال ـ ـوارد‬ ‫للمصـ ــلحة االجتماعيـ ــة للشـ ــركة ‪ ،‬بـ ــل يجـ ــب أيضـ ــا وحسـ ــب التعري ـ ـ‬ ‫العلـ ــم بطابعـ ــه المخ ـ ـال‬

‫شخص ـ ــية أو لتفض ـ ــيل ش ـ ــركة أو‬ ‫ف ـ ــي الق ـ ــانون أن يك ـ ــون ه ـ ــذا االس ـ ــتعمال ق ـ ــد ت ـ ــم « تلبي ـ ــة أغـ ـ ـ ار‬

‫الم سسـ ـ ــة تكـ ـ ــون للمسـ ـ ــير فيهـ ـ ــا مصـ ـ ــالح مباش ـ ـ ـرة أو غيـ ـ ــر مباش ـ ـ ـرة » وهـ ـ ــذا مـ ـ ــا جـ ـ ــاء واضـ ـ ــحا فـ ـ ــي‬

‫نصوص المواد ‪ 800‬فقرة ‪ 811 ، 4‬فقرة ‪ 3‬و‪ 840‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫ف ـ ــاألمر يتعل ـ ــق هن ـ ــا بش ـ ــرط الباعـ ـ ـظ الم ـ ــدرج ف ـ ــي الني ـ ــة المجرم ـ ــة الت ـ ــي ال تتواج ـ ــد إال ب ـ ــه ‪ ،‬وه ـ ــذه‬

‫ف ـ ـ ــي التس ـ ـ ــيير تفس ـ ـ ــر إذن بأنه ـ ـ ــا إرادة ارتك ـ ـ ــاب فع ـ ـ ــل م ـ ـ ــع العل ـ ـ ــم‬ ‫النيـ ـ ــة المجرم ـ ـ ــة لجــ ـ ـرائم التعسـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.408‬‬


‫‪-2‬أحسن بوسقيعة ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الحص ـ ـ ــول عل ـ ـ ــى مص ـ ـ ــلحة شخص ـ ـ ــية سـ ـ ـ ـواء كان ـ ـ ــت‬ ‫لمص ـ ـ ــلحة الش ـ ـ ــركة بغ ـ ـ ــر‬ ‫بطابع ـ ـ ــه المخ ـ ـ ــال‬

‫مباشـ ـ ـ ـرة أو غي ـ ـ ــر مباشـ ـ ـ ـرة ‪ ،‬ومن ـ ـ ــه يص ـ ـ ــبح الباع ـ ـ ــظ أو الني ـ ـ ــة الخاص ـ ـ ــة المتمثل ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي المص ـ ـ ــلحة‬

‫الشخصية عنصر من عناصر الجريمة داخال في تكوين القصد الجنائي ف‪. 1‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور المصلحة الشخصية ‪.‬‬

‫‪-1‬المصــــلحة الماليــــة الماديــــة ‪ :‬وتتجســـد غالبـ ــا فـ ــي إمكانيـ ــة الحصـ ــول عل ــى فائـ ــدة س ـ ـواء تـ ــم ذل ـ ـ‬

‫ب ــإثراء مباش ــر ك ــاألجور المب ــال فيه ــا أو بع ــدم اإلنق ــاص م ــن الث ــروة كتكف ــل الش ــركة ب ــدون وج ــه ح ــق‬

‫الشخصية لمدير الشركة‪.‬‬ ‫بالمصاري‬

‫‪-2‬الفائــــــدة المعنويــــــة ‪ :‬قضــ ــي ف ـ ــي فرنســ ــا بــ ــأن القصــ ــد الجن ـ ــائي الخ ـ ــاص يعن ـ ــي علــ ــى الس ـ ـ ـواء‬

‫ف‪2‬‬
‫وف ـ ــي ه ـ ــذا الص ـ ــدد ‪ ،‬قض ـ ــي ب ـ ــأن‬ ‫البح ـ ــظ ع ـ ــن مص ـ ــلحة مادي ـ ــة والبح ـ ــظ ع ـ ــن مص ـ ــلحة معنوي ـ ــة‬

‫التصرفات ا تية تشكل البحظ عن مصلحة شخصية ذات طابع مهني أو معنوي ‪:‬‬

‫‪ -‬الطمون في حماية سمعة األسرة ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫المستفيدين من التعس‬ ‫‪-‬الرغبة في جذب اعت ار‬

‫‪ -‬األمر في اتقاء شر الغير ‪.‬‬

‫‪ -‬األمر في حماية مصالح انتخابية ف‪. 3‬‬

‫‪-1‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الشخصـ ــية ليشـ ــمل علـ ــى األعمـ ــال التـ ــي يقـ ــوم بهـ ــا مـ ــدير الشـ ــركة لصـ ــالح‬ ‫ويتسـ ــع مفهـ ــوم األغ ـ ـ ار‬

‫عائلت ــه وذوي ــه وأقار ـــه وهك ــذا قضـ ــي ف ــي فرنســـا بقي ــام الجريم ــة ف ــي حـ ــق م ــدير الم سسـ ــة ال ــذي أفـــاد‬

‫أبنه وأخاه بل وحتى خليلته‪.‬‬

‫‪ -3‬وقد تكون هذه المصلحة مباشرة أو غير مباشرة ‪.‬‬

‫تك ـ ــون مص ـ ــلحة م ـ ــدير الم سس ـ ــة مباشـ ـ ـرة عن ـ ــدما يمك ـ ــن ه ـ ــذا األخي ـ ــر االس ـ ــتفادة م ـ ــن فوائ ـ ــد‬

‫شخص ــية ب ــأي عنـ ـوان ك ــان سـ ـواء ف ــي الش ــركة ذاته ــا بص ــفته م ــدي ار أو شـ ـريكا أو أجيـ ـ ار أو ف ــي إط ــار‬

‫العالق ـ ــات م ـ ــع ش ـ ــركات أخ ـ ــرى الت ـ ــي يك ـ ــون فيه ـ ــا المعن ـ ــي م ـ ــدي ار أيض ـ ــا أو مس ـ ــاهما فيه ـ ــا باألغلبي ـ ــة‪.‬‬

‫وتكـ ـ ــون مصـ ـ ــلحة مـ ـ ــدير الم سسـ ـ ــة غيـ ـ ــر مباش ـ ـ ـرة عنـ ـ ــدما يكـ ـ ــون المسـ ـ ــتفيد مـ ـ ــن السـ ـ ــلوكيات محـ ـ ــل‬

‫المتابعـ ــة هـ ــو أحـ ــد ممـ ــن هـ ــو علـ ــى صـ ــلة بهـ ــم خصوصـ ــا فـ ــي حالـ ــة مـ ــا إذا كـ ــان للمسـ ــتفيد مصـ ــالح‬

‫مشتركة مع ذل المدير ف‪. 1‬‬

‫و كقاعـ ـ ــدة عامـ ـ ــة ف ـ ـ ـإن اإلثبـ ـ ــات الجنـ ـ ــائي يقـ ـ ــع علـ ـ ــى المـ ـ ــدعي وهـ ـ ــو النيابـ ـ ــة العامـ ـ ــة ‪ ،‬وال‬

‫يرتف ـ ــع عل ـ ــى ه ـ ــذا الع ـ ــبء عل ـ ــى كاه ـ ــل النياب ـ ــة إال ف ـ ــي الح ـ ــاالت االس ـ ــتثنائية ي ـ ــنص عليه ـ ــا الق ـ ــانون‬

‫صـ ـ ـراحة وه ـ ــذا الع ـ ــبء الملق ـ ــى عل ـ ــى ع ـ ــاتق النياب ـ ــة العام ـ ــة يش ـ ــمل جمي ـ ــع أرك ـ ــان الجريم ـ ــة ‪ ،‬فل ـ ــيي‬

‫صـ ــحيحا أن النيابـ ــة عليهـ ــا إثبـ ــات الـ ــركن المـ ــادي فق ـ ـ ‪ ،‬وانمـ ــا تلتـ ــزم أيضـ ــا بإثبـ ــات الـ ــركن المعنـ ــوي‬

‫ف‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫كما تلتزم بإثبات انتفاء أسباب اإلباحة‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬


‫‪ -2‬جن ـ ـ ــدي عب ـ ـ ــد الملـ ـ ـ ـ ‪ ،‬الموس ـ ـ ــوعة الجنائي ـ ـ ــة ‪ ،‬الج ـ ـ ــزء األول ‪ ،‬الطبع ـ ـ ــة الثاني ـ ـ ــة ‪ ،‬دار العل ـ ـ ــم للجمي ـ ـ ــع‪ ،‬لبن ـ ـ ــان ‪، 1981 ،‬‬
‫‪.129‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ويقـ ـ ــع علـ ـ ــى النيابـ ـ ــة عـ ـ ــبء إثبـ ـ ــات تـ ـ ــوفر القصـ ـ ــد الخـ ـ ــاص ‪ ،‬فعليهـ ـ ــا إذن أن تثبـ ـ ــت بـ ـ ــأن التعس ـ ـ ـ‬

‫المصـ ـ ــلحة الشخصـ ـ ــية لمـ ـ ــدير الم سسـ ـ ــة ‪ ،‬غيـ ـ ــر أن القضـ ـ ــاء الفرنسـ ـ ــي أقـ ـ ــام قرينـ ـ ــة‬ ‫ارتكبـ ـ ــه لغـ ـ ــر‬

‫توافر المصلحة الشخصية في حالتين ‪:‬‬

‫غير مبررة تبري ار كافيا‪.‬‬ ‫‪-‬المصاري‬

‫‪ -‬العمليات الخفية‪.‬‬

‫وفي كل األحوال يتعين على القضاة الحكم إثبات سوء النية في حكمهم ‪.‬‬

‫‪-‬ولق ـ ــد قض ـ ــى ف ـ ــي فرنس ـ ــا أن ـ ــه ب ـ ــأن موافق ـ ــة الجمعي ـ ــة العام ـ ــة للش ـ ــركاء ول ـ ــو كان ـ ــت باإلجم ـ ــا ‪ ،‬ال‬

‫‪.‬‬ ‫ف‪1‬‬
‫ينتز عن الفعل طابعه اإلجرامي ال سيما فيما يخص الركن المعنوي‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1 224‬‬


‫‪44‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬األحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫تبـ ـ ـ ــين فـ ـ ـ ــي هـ ـ ـ ــذا الفصـ ـ ـ ــل أن جريمـ ـ ـ ــة االسـ ـ ـ ــتعمال التعسـ ـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـ ـوال الشـ ـ ـ ــركة ال تتطبـ ـ ـ ــق‬

‫أحكامهـ ـ ــا علـ ـ ــى جميـ ـ ــع الشـ ـ ــركات فإنهـ ـ ــا اقتصـ ـ ــرت فق ـ ـ ـ علـ ـ ــى شـ ـ ــركة األم ـ ـ ـوال منهـ ـ ــا الشـ ـ ــركة ذات‬

‫المسـ ـ ـ ولية الوحي ـ ــدة وش ـ ــركة المس ـ ــاهمة ‪ ،‬أم ـ ــا ش ـ ــركة األش ـ ــخاص فإنه ـ ــا تخ ـ ــرج ع ـ ــن نط ـ ــاق جريم ـ ــة‬

‫اإلسـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألم ـ ـوال الش ـ ــركة ألنهـ ــا تخض ـ ــع لجريم ـ ــة خيانـ ــة األمان ـ ــة أو اإلخـ ــتالي كم ـ ــا ت ـ ــم‬

‫تحدي ـ ـ ــد ال ـ ـ ــركن الم ـ ـ ــادي لجريم ـ ـ ــة االس ـ ـ ــتعمال التعس ـ ـ ــفي ألمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة وباإلض ـ ـ ــافة إل ـ ـ ــى الس ـ ـ ــلو‬

‫االج ارم ــي المك ــون ل ــه فإن ــه يش ــترط ف ــي ه ــذه الجريم ــة تـ ـوافر ص ــفة متعين ــة ف ــي الج ــاني والت ــي تتمث ــل‬

‫في المدير أو المسير ‪ ...‬الد ‪.‬‬

‫أم ـ ــا ال ـ ــركن المعن ـ ــوي للجريم ـ ــة فل ـ ــم يقتص ـ ــر عل ـ ــى القص ـ ــد الع ـ ــام المتمث ـ ــل ف ـ ــي اإلرادة أو العل ـ ــم ب ـ ــل‬

‫يتطلب وجود نية خاصة ينوي من ورائها الجاني تحقيق مصلحة معينة ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاين‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫إن إقـ ـ ـرار المسـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ــة للش ـ ــركة التجاري ـ ــة وب ـ ــاقي أنـ ـ ـوا األش ـ ــخاص المعنوي ـ ــة المعني ـ ــة‬

‫بتطبيـــق أحكـ ــام المس ـ ـ ولية الجزائيـ ــة عليهـ ــا قـ ــد اســـتوجب علـ ــى المشـ ــر عموم ــا وضـ ــع قواعـ ــد إجرائيـ ــة‬

‫خاصة تتالءم مع طبيعة هذا الشخص سواء ما تعلق بالمتابعة أو المحاكمة‪.‬‬

‫كمـ ــا أحاطهـ ــا بحمايـ ــة قانونيـ ــة عـ ــن طريـ ــق مجموعـ ــة مـ ــن النصـ ــوص التـ ــي جـ ــاء ذكرهـ ــا فـ ــي القـ ــانون‬

‫فـ ـ ــي‬ ‫التعس ـ ـ ـ‬ ‫التجـ ـ ــاري الج ازئـ ـ ــري بدايـ ـ ــة مـ ـ ــن المـ ـ ــادة ‪ 800‬و مـ ـ ــا يليهـ ـ ــا بـ ـ ــأن أعطـ ـ ــى لهـ ـ ــا تكيي ـ ـ ـ‬

‫لمقاص ـ ـ ــد الش ـ ـ ــركة‪ .‬ب ـ ـ ــأن‬ ‫اس ـ ـ ــتعمال أمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة و الت ـ ـ ــي يظه ـ ـ ــر فيه ـ ـ ــا عم ـ ـ ــل الج ـ ـ ــاني مخ ـ ـ ــال‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫يستعمل أموال الشركة لتحقيق مصالحه الخاصة‬

‫لكـ ــن اإلشـ ــكال يطـ ــرن إذا مـ ــا ارتكـ ــب المسـ ــير أو مـ ــدير الشـ ــركة جرمـ ــا مسـ ــتقال عـ ــن جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ف ـ ــي ه ـ ــذه الحال ـ ــة يح ـ ــاول الج ـ ــاني ال ـ ــتملص م ـ ــن جريمت ـ ــه م ـ ــن خ ـ ــالل‬

‫ارتك ـ ـ ــاب الجريم ـ ـ ــة تح ـ ـ ــت غط ـ ـ ــاء الش ـ ـ ــركة‪ ،‬علم ـ ـ ــا أن تحدي ـ ـ ــد إج ـ ـ ـراءات المتابع ـ ـ ــة و المحاكم ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي‬

‫جريم ـ ــة االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألمـ ـ ـوال الش ـ ــركة الت ـ ــي يش ـ ــر عليه ـ ــا ‪ ،‬ف ـ ــإن أحك ـ ــام ق ـ ــانون العقوب ـ ــات‬

‫لوحـ ــدها غيـ ــر كافيـ ــة لقمـ ــع جريمـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي ألم ـ ـوال الشـ ــركة لـ ــذا وجـ ــب أوال معرفـ ــة مـ ــن‬

‫هـ ــم األشـ ــخاص الـ ــذين تـ ــتم متـ ــابعتهم ‪،‬و بعـ ــدها شـ ــروط التج ـ ـريم واألدلـ ــة التـ ــي تسـ ــتنتس مـ ــن ظـ ــرو‬

‫الص ـ ــعوبات الت ـ ــي‬ ‫المتابع ـ ــة والتحقيـ ـ ـق والت ـ ــي عل ـ ــى أساس ـ ــها ي ـ ــدان الج ـ ــاني ‪.‬غي ـ ــر أن هنالـ ـ ـ بعـ ـ ـ‬

‫اإلج ـ ـراءات الجزائيـ ــة فـ ــي ظـ ــل عـ ــدم وجـ ــود وسـ ــائل بديلـ ــة للتقليـ ــل مـ ــن اللجـ ــوء إلـ ــى القضـ ــاء‬ ‫تكتن ـ ـ‬

‫لحـ ــل الن ازع ـ ــات المتعلقـ ــة بتس ـ ــيير الشـ ــركات خاص ـ ــة أن الكثيـ ــر م ـ ــن القضـ ــايا تعترض ـ ــها مشـ ــاكل ف ـ ــي‬

‫اإلثب ـ ــات و اإلجـ ـ ـراءات ‪ .‬وعل ـ ــى ه ـ ــذا األس ـ ــاي ت ـ ــم تقس ـ ــيم ه ـ ــذا الفص ـ ــل إل ـ ــى مبحث ـ ــين حي ـ ــظ سـ ـ ـيتم‬

‫‪ -1‬معمر خالد‪ ،‬النظام القانوني لمصفي الشركات التجارية في التشريع الجزائري و المقارن‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‬

‫‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2015،‬ص ‪.182‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫التط ـ ــرق ف ـ ــي المبح ـ ــظ األول إل ـ ــى ا ث ـ ــار المترتب ـ ــة ع ـ ــن ه ـ ــذه الجريم ـ ــة ‪ ،‬أم ـ ــا ف ـ ــي المبح ـ ــظ الث ـ ــاني‬

‫في استعمال أموال الشركة‪.‬‬ ‫فيخصص ‪ :‬إلجراءات المتابعة في جريمة التعس‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار المترتبة عن جريمة التعسف‪.‬‬

‫ف ـ ــي‬ ‫ال يمك ـ ــن اتخ ـ ــاذ إجـ ـ ـراءات المتابع ـ ــة بمج ـ ــرد ارتك ـ ــاب ال ـ ــركن الم ـ ــادي لجريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة فـ ـ ــال بـ ـ ــد أن تتـ ـ ــوفر فـ ـ ــي الجـ ـ ــاني أهليـ ـ ــة تسـ ـ ــمح لـ ـ ــه بتحمـ ـ ــل المس ـ ـ ـ ولية‬

‫الجزائيـ ـ ــة ‪ ،‬ولـ ـ ــذل فـ ـ ــإن المس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة تشـ ـ ــكل جس ـ ـ ـ ار وهم ـ ـ ـزة وصـ ـ ــل بـ ـ ــين الجريمـ ـ ــة والعقـ ـ ــاب‬

‫فاألهليـ ــة الجزائيـ ــة تعتبـ ــر شـ ــرطا ال غنـ ــى عن ـ ـه لتحمـ ــل التبعـ ــات الجزائيـ ــة كمـ ــا أن جـ ــوهر المس ـ ـ ولية‬

‫الجزائي ـ ــة يتمث ـ ــل ف ـ ــي ق ـ ــدرة الش ـ ــخص الـ ـ ـواعي عل ـ ــى تحم ـ ــل العقوب ـ ــة أو الت ـ ــدبير األمن ـ ــي المق ـ ــرر ف ـ ــي‬

‫النصـ ــوص العقابيـ ــة ‪ .‬وعليـ ــه فقـ ــد قسـ ــم هـ ــذا المبحـ ــظ إلـ ــى مطلبـ ــين فـ ــي المطلـ ــب األول يـ ــتم التطـ ــرق‬

‫ف ـ ــي اسـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ‪.‬أمـ ــا المطل ـ ــب الث ـ ــاني‬ ‫‪ :‬األشـ ــخاص المسـ ـ ـ ولون ف ـ ــي جريمـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫فقد خصص حاالت اإلعفاء من المس ولية المترتبة عن هذه الجريمة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األشخاص المسؤولون عن جريمة التعسف ‪.‬‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة معاقـ ـ ــب عليهـ ـ ــا‬ ‫كمـ ـ ــا سـ ـ ــبق القـ ـ ــول فـ ـ ــإن جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫بموج ـ ـ ــب الم ـ ـ ــادتين ‪ 800‬و‪ 811‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري‪ ،‬وق ـ ـ ــد ح ـ ـ ــددت ه ـ ـ ــذه المـ ـ ـ ـواد عل ـ ـ ــى س ـ ـ ــبيل‬

‫الحص ـ ــر هوي ـ ــة األش ـ ــخاص المـ ـ ـرتكبين له ـ ــذه الجريم ـ ــة دون سـ ـ ـواهم عل ـ ــى اعتب ـ ــار أن ص ـ ــفة الج ـ ــاني‬

‫تع ــد بمثاب ــة العنص ــر الممي ــز له ــذه الجريم ــة ع ــن بقي ــة الجـ ـرائم األخ ــرى الش ــبيهة به ــا كخيان ــة األمان ــة‬

‫واالخ ـ ــتالي‪ .‬و ف ـ ــي الغال ـ ــب ف ـ ــإن ه ـ ــذه الجريم ـ ــة تك ـ ــون محص ـ ــورة ف ـ ــي فئ ـ ــة معين ـ ــة م ـ ــن األش ـ ــخاص‬

‫يتول ـ ــون مناص ـ ــب نوعي ـ ــة وقيادي ـ ــة ف ـ ــي م سس ـ ــاتهم وش ـ ــركاتهم ‪ ،‬نظـ ـ ـ ار لم ـ ــا يتمتع ـ ــون ب ـ ــه م ـ ــن خبـ ـ ـرة‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ميدانيـ ــة وتكـ ــوين علمـ ــي رفيـ ــع المسـ ــتوى باإلضـ ــافة إلـ ــى النفـ ــوذ وهـ ــذا مـ ــا يفسـ ــر حصـ ــر ه ـ ـذه الجريمـ ــة‬

‫على فئة معينة‪.‬‬

‫وعلي ـ ــه سـ ـ ـيتم تقس ـ ــيم ه ـ ــذا المطل ـ ــب إل ـ ــى ف ـ ــرعين يش ـ ــار ف ـ ــي الف ـ ــر األول إل ـ ــى تحدي ـ ــد ص ـ ــفة الفاع ـ ــل‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة‪ ،‬أم ـ ــا الف ـ ــر الث ـ ــاني فخص ـ ــص لتحدي ـ ــد‬ ‫األص ـ ــلي ف ـ ــي جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫في استعمال أموال الشركة‪.‬‬ ‫صفة الشري في جريمة التعس‬

‫الفرع األول ‪ :‬صفة الفاعل األصلي في جريمة التعسف‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شركة المساهمة‪.‬‬

‫مـ ـ ــن ‪ 3‬علـ ـ ــى األقـ ـ ــل ومـ ـ ــن‬ ‫األصـ ـ ــل أن يتـ ـ ــولى إدارة شـ ـ ــركة المسـ ـ ــاهمة مجلـ ـ ــي إدارة يتـ ـ ــأل‬

‫‪ 12‬عضـ ـ ـوا عل ـ ــى األكث ـ ــر حس ـ ــب الم ـ ــادة ‪ 610‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري‪ ،‬و ال ـ ــذين ي ـ ــتم انتخ ـ ــابهم م ـ ــن‬

‫قب ـ ــل الجمعي ـ ــة العام ـ ــة التأسيس ـ ــية أو الجمعي ـ ــة العام ـ ــة العادي ـ ــة وتحدي ـ ــد م ـ ــدة عض ـ ــويتهم ف ـ ــي الق ـ ــانون‬

‫األساس ـ ــي دون أن يتج ـ ــاوز ذل ـ ـ ـ ‪ 6‬س ـ ــنوات بن ـ ــاءا علــ ــى اقتـ ـ ـران الـ ـ ـرئيي طبق ـ ــا الم ـ ــادة ‪ 611‬مــ ــن‬

‫القانون التجاري ف‪. 1‬‬

‫‪ 610‬ق ت ‪ « :‬يت ـ ـ ــولى إدارة ش ـ ـ ــركة المس ـ ـ ــاهمة‬ ‫ص ص ‪ .212 211‬المننننننن‬ ‫مرجننننننن سننننننن‬ ‫‪ -1‬أحسنننننننع ‪،‬سننننننن‬

‫مـ ــن ‪ 3‬أعضـ ــاء علـ ــى األقـ ــل ومـ ــن ‪ 12‬عض ـ ـوا علـ ــى األكثـ ــر‪ .‬وفـ ــي حالـ ــة الـ ــدمس يجـ ــوز رفـ ــع العـ ــدد الكامـ ــل‬ ‫مجلـ ــي إدارة يتـ ــأل‬

‫للقـ ــائمين بـ ــاإلدارة إلـ ــى العـ ــدد الكامـ ــل للقـ ــائمين بـ ــاإلدارة الممارسـ ــين منـ ــذ أكثـ ــر مـ ــن سـ ــتة أشـ ــهر دون تجـ ــاوز ‪ 24‬عض ـ ـوا ‪.‬وعـ ــدا‬

‫مـ ــن ت ـ ــوفى مـ ــن القـ ــائمين ب ـ ــاإلدارة أو‬ ‫حالـ ــة الـ ــدمس الجديـ ــد ‪ ،‬فإ ن ـ ــه ال يجـ ــوز أي تعيـ ــين للقـ ــائمين الج ـ ــدد بـ ــاإلدارة وال إسـ ــتخال‬

‫إلـ ــى إثنـ ــي عش ـ ـرة ف‪ 12‬عض ـ ـوا » المـ ــادة ‪ 611‬ق ت ‪ « :‬تنتخـ ــب‬ ‫إسـ ــتقالل أو عـ ــزل مـ ــدام عـ ــدد القـ ــائمين بـ ــاإلدارة لـ ــم يخف ـ ـ‬

‫الجمعي ـ ــة العام ـ ــة التأسيس ـ ــية أو الجمعي ـ ــة العام ـ ــة العادي ـ ــة الق ـ ــائمين ب ـ ــاإلدارة ‪ .‬وتح ـ ــدد م ـ ــدة عض ـ ــويتهم ف ـ ــي الق ـ ــانون األساس ـ ــي‬

‫دون أن يتجاوز ذل ستة ف‪ 06‬سنوات »‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪-1‬رئـــــيس مجلـــــس اددارة والمـــــدير العـــــام ‪ :‬يت ـ ــولى رئ ـ ــيي مجل ـ ــي اإلدارة إدارة ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة‬

‫مه ـ ــام عمل ـ ــه كممث ـ ــل الش ـ ــركة ل ـ ــدى الغي ـ ــر وأم ـ ــام جمي ـ ــع الجه ـ ــات القض ـ ــائية ‪،‬كم ـ ــا يج ـ ــب أن يك ـ ــون‬

‫شخص ـ ــا طبيعي ـ ــا ‪ ،‬وذلـ ـ ـ حت ـ ــى توق ـ ــع علي ـ ــه العقوب ـ ــات الجزائي ـ ــة نتيج ـ ــة لم ـ ــا يرتكب ـ ــه م ـ ــن مخالف ـ ــات‬

‫باسم الشركة‪.‬‬

‫‪-‬سلطات أو اختصاصات رئيس مجلس اددارة‪.‬‬

‫ح ـ ــددت الم ـ ــادة ‪ 638‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري س ـ ــلطات رئ ـ ــيي مجل ـ ــي اإلدارة كك ـ ــل‪ ،‬و علي ـ ــه‬

‫وفقـ ــا لهـ ــذه المـ ــادة فـ ــإن رئـ ــيي المجلـ ــي لـ ــه السـ ــلطة الواسـ ــعة للتصـ ــر باسـ ــم الشـ ــركة ‪ ،‬فلـ ــه أن يقـ ــوم‬

‫الشـ ـ ـ ــركة ‪ ،‬بشـ ـ ـ ــرط أن ال يـ ـ ـ ــنص علـ ـ ـ ــى‬ ‫بجميـ ـ ـ ــع أعمـ ـ ـ ــال اإلدارة والتصـ ـ ـ ــر التـ ـ ـ ــي يتطلبهـ ـ ـ ــا غـ ـ ـ ــر‬

‫أعض ـ ــاء المجل ـ ــي ‪،‬‬ ‫ذلـ ـ ـ ف ـ ــي الق ـ ــانون األساس ـ ــي للش ـ ــركة كإش ـ ــتراط إتخ ـ ــاذ القـ ـ ـرار بإجم ـ ــا‬ ‫خ ـ ــال‬

‫باإلض ـ ــافة إل ـ ــى القي ـ ــود الـ ـ ـواردة عل ـ ــى تصـ ـ ـرفاته ب ـ ــنص الق ـ ــانون بش ـ ــأن التصـ ـ ـرفات الهام ـ ــة والخطيـ ـ ـرة‬

‫الت ــي ال يج ــوز القيـ ــام به ــا مـــن تلق ــاء نفسـ ــه ‪ ،‬ب ــل البـــد م ــن الحص ــول عل ــى إذن بشـــأنها م ــن مجلـ ــي‬

‫اإلدارة ‪ ،‬كالكفــ ـ ــاالت والضــ ـ ــمانات االحتياطيــ ـ ــة والضــ ـ ــمانات المنص ـ ـ ــوص عليه ـ ـ ــا ف ـ ـ ــي المـ ـ ـ ــادة ‪642‬‬

‫من القانون التجاريف‪. 1‬‬

‫‪ 638‬ق ت ‪« :‬يتـ ـ ــولى رئـ ـ ــيي مجلـ ـ ــي اإلدارة تحـ ـ ــت‬ ‫ص ص ‪ .162-161‬المنننننن‬ ‫مرجنننننن سنننننن‬ ‫‪ -1‬فت حنننننن ‪،‬منننننن ر‬

‫مس ـ ـ وليته ‪ ،‬اإلدارة العامـ ــة للشـ ــركة ويمثـ ــل الشـ ــركة فـ ــي عالقاتهـ ــا مـ ــع الغيـ ــر ‪ .‬يتمتـ ــع ال ـ ـرئيي بسـ ــلطات واسـ ــعة للتصـ ــر باسـ ــم‬

‫م ـ ــع م ارع ـ ــات الس ـ ــلطات الت ـ ــي يخوله ـ ــا الق ـ ــانون صـ ـ ـراحة لجمعي ـ ــات المس ـ ــاهمين وك ـ ــذا الس ـ ــلطات‬ ‫الش ـ ــركة ف ـ ــي ك ـ ــل الظ ـ ــرو‬

‫المختصة بكيفية خاصة لمجلي اإلدارة وفي حدود موضع الشركة ‪»...‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪-2‬مجلــــس المــــديرين ‪ :‬إن المـ ــادة ‪ 642‬ومـ ــا يليهـ ــا مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري الج ازئـ ــري ‪ ،‬توجـ ــب علـ ــى‬

‫المساهمين في شركة المساهمة أن يتفقوا على النظام األساسي للشركة ف‪. 1‬‬

‫وعل ــى تبنـ ــي نظـ ــام إدارة الشـ ــركة عـــن طريـ ــق مجل ــي المـ ــديرين بـ ــدال م ــن نظـ ــام مجل ــي اإلدارة‪ ،‬الـــذي‬

‫يعتبـ ــر تقليـ ــديا علـ ــى عكـ ــي نظـ ــام مجلـ ــي المـ ــديرين الـ ــذي يعـ ــد نم ـ ـ جديـ ــد مـ ــن التسـ ــيير فـ ــي شـ ــركة‬

‫المس ـ ــاهمة ‪ ،‬أدخل ـ ــه المش ـ ــر الفرنس ـ ــي ع ـ ــن طري ـ ــق الق ـ ــانون الص ـ ــادر ف ـ ــي ‪ 24‬جويلي ـ ــة ‪ 1966‬وه ـ ــو‬

‫ه ـ ــذا التس ـ ــيير إل ـ ــى الفص ـ ــل ب ـ ــين إدارة الش ـ ــركة والمراقب ـ ــة‬ ‫مس ـ ــتوحى م ـ ــن الق ـ ــانون األلم ـ ــاني ‪ ،‬ويه ـ ــد‬

‫يق ـ ـ ــوم بكالهمـ ـ ــا مجل ـ ـ ــي اإلدارة‪ ،‬فتكـ ـ ــون الرقاب ـ ـ ــة مـ ـ ــن اختص ـ ـ ــاص مجلـ ـ ــي المراقب ـ ـ ــة‬ ‫وهـ ـ ــي وظـ ـ ــائ‬

‫ويمكـ ــن للشـ ــركة أن تتبنـ ــى هـ ــذا النـ ــو مـ ــن التسـ ــيير فـ ــي بدايـ ــة تأسيسـ ــها أو مـ ــن بعـ ــد ‪ ،‬كمـ ــا يمكـ ــن‬

‫تغييـ ـ ـره إذا قـ ـ ــرر المسـ ـ ــاهمون تع ـ ــديل القـ ـ ــانون األساسـ ـ ــي للرج ـ ــو إلـ ـ ــى ال ـ ــنم التقلي ـ ــدي عــ ــن طريـ ـ ــق‬

‫مجلي اإلدارةف‪. 2‬‬

‫‪-‬تشكيلة مجلس المديرين ‪:‬‬

‫إن مجل ـ ــي الم ـ ــديرين هـ ـ ـو ال ـ ــذي ي ـ ــدير ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة حس ـ ــب الم ـ ــادة ‪ 643‬م ـ ــن الق ـ ــانون‬

‫التجـ ــاري‪ ،‬وهـ ــو عبـ ــارة عـ ــن تنظـ ــيم جمـ ــاعي يتكـ ــون مـ ــن ثالثـ ــة إلـ ــى خمسـ ــة أعضـ ــاء علـ ــى األكثـ ــر ‪،‬‬

‫يـ ــتم تعييـ ــنهم مـ ــن قبـ ــل مجلـ ــي المراقبـ ــة و الـ ــذي يمـ ــاري تحتـ ــه الرقابـ ــة‪ ،‬ويشـ ــترط أن يكـ ــون جمـ ــيعهم‬

‫أشخاصـ ـ ــا طبيعيــ ــين وهـ ـ ــذا تطبيقــ ــا لــ ــنص المـ ـ ــادة ‪ 644‬فق ـ ـ ـرة ‪ 1‬و‪ 2‬مـ ـ ــن القـ ـ ــانون التجـ ـ ــاري هـ ـ ــذا وأن‬

‫‪ 642‬ق ت ‪ « :‬يج ـ ــوز ال ـ ــنص ف ـ ــي الق ـ ــانون األساس ـ ــي لك ـ ــل ش ـ ــركة‬ ‫ص ‪.130‬المننننن‬ ‫مرجننننن سننننن‬ ‫‪ -1‬محمننننن حننننن‬

‫مسـ ــاهمة ‪ ،‬علـ ــى أن هـ ــذه الشـ ــركة تخضـ ــع ألحكـ ــام هـ ــذا القسـ ــم الفرعـ ــي ‪ .‬يمكـ ــن أن تقـ ــرر الجمعيـ ــة العامـ ــة الغيـ ــر عاديـ ــة أثنـ ــاء‬

‫وجود الشكة إدراج هذا الش في القانون األساسي أو إلغائه »‬

‫ص‪2.257‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪، -‬م ر ‪،‬م‪،‬ر‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫القـ ــانون األساسـ ــي للشـ ــركة هـ ــو الـ ــذي يحـ ــدد مـ ــدة العضـ ــوية ضـ ــمن حـ ــدود تت ـ ـراون بـ ــين عـ ــامين إلـ ــى‬

‫س ــتة ســـنوات و عنـــد ع ــدم وجـــود أحكـ ــام قانونيـ ــة صـ ـريحة تق ــدر م ــدة العض ــوية بـ ــأر ع ســـنوات ‪ ،‬كمـــا‬

‫أن كيفية دفع أجر األعضاء ومبلغها يحددها عقد التعيين ف‪. 1‬‬

‫ال يمك ـ ــن أن ن ـ ــتكلم عـ ـ ــن مجل ـ ــي المـ ـ ــديرين دون إغف ـ ــال مجل ـ ــي المراقبـ ـ ــة ال ـ ــذي يشـ ـ ــر‬

‫عل ـ ــى المراقب ـ ــة الدائم ـ ــة لتس ـ ــيير الش ـ ــركة م ـ ــن قب ـ ــل مجل ـ ــي الم ـ ــديرين ‪ ،‬حي ـ ــظ تتطل ـ ــب ه ـ ــذه الرقاب ـ ــة‬

‫التأك ـ ــد المس ـ ــبق م ـ ــن الحس ـ ــابات وطبق ـ ــا ل ـ ــنص الم ـ ــادة ‪ 1/ 656‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري ف ـ ــإن مجل ـ ــي‬

‫المراقب ــة ي ارقـــب ع ــن طريـــق تلقي ــه تقري ـ ـ ار مـ ـرة كـــل ثالثـ ــة أش ــهر علـ ــى األق ــل ‪ ،‬وعن ــد نهاي ــة كـ ــل ســـنة‬

‫تقري ـ ـ ار حـ ــول تسـ ــيير الشـ ــركة مـ ــن طـ ــر مجلـ ــي المـ ــديرين ‪ ،‬كمـ ــا يقـ ــدم هـ ــذا األخيـ ــر بعـ ــد قفـ ــل كـ ــل‬

‫سـ ــنة ماليـ ــة لمجلـ ــي المراقبـ ــة وثـ ــائق الشـ ــركة المنصـ ــوص عليهـ ــا فـ ــي المـ ــادة ‪716‬فق ـ ـرة ‪ 1‬و ‪ 2‬مـ ــن‬

‫القـ ــانون التجـ ــاري المتمثلـ ــة فـ ــي حسـ ــاب االسـ ــتغالل العـ ــام وحسـ ــاب الخسـ ــائر واألر ـ ــان والميزانيـ ــة كمـ ــا‬

‫يص ـ ــفون تقريـ ـ ـ ار مكتوب ـ ــا ع ـ ــن حال ـ ــة الش ـ ــركة ونش ـ ــاطها أثن ـ ــاء الس ـ ــنة المالي ـ ــة المنص ـ ــرمة و ن ـ ــاء عل ـ ــى‬

‫ذل يقوم مجلي المراقبة بتقديم مالحظاته إلى الجمعية العامة ف‪. 2‬‬

‫‪ 643‬ق ت ‪ « :‬ننن ر ةنننرس المسننن مم مج نننو مننن ر ع تسننن‪،‬ع منننع‬ ‫ص‪.163‬المننن‬ ‫مرجننن سننن‬ ‫‪ -1‬فت حننن ال مننن ر‬

‫ثالثننن ‪ )03‬إلنننم ةمسننن ‪ ) 05‬أ‪،‬ضننن ‪ ، .‬مننن رو مج نننو المننن ر ع ‪،‬ا ة نننس تحنننت ر ننن مج نننو مرا ننن » الم ــادة ‪644‬‬

‫ق ت ‪ « :‬يعـ ـ ــين مجلـ ـ ــي المراقبـ ـ ــة أعضـ ـ ــاء مجلـ ـ ــي المـ ـ ــديرين ويسـ ـ ــند الرئاسـ ـ ــة ألحـ ـ ــدهم ‪ .‬وتحـ ـ ــت طائلـ ـ ــة الـ ـ ــبطالن ‪ ،‬يعتبـ ـ ــر‬

‫أعضاء المجلي أشخاصا طبيعيين »‪.‬‬

‫‪ 1/655‬ق ت ‪ « :‬يقـ ــدم مجلـ ــي المـ ــديرين م ـ ـرة كـ ــل ثالثـ ــة‬ ‫ص ‪ . 168-167‬المننننن‬ ‫مرجننننن سننننن‬ ‫‪ -2‬فت حننننن ال مننننن ر‬

‫أشـ ــهر علـ ــى األقـ ــل ف‪ 03‬وعنـ ــد نهايـ ــة كـ ــل سـ ــنة ماليـ ــة ‪ ،‬تقري ـ ـ ار لمجلـ ــي المراقبـ ــة حـ ــول تسـ ــييره ‪ .»...‬المـ ــادة ‪ 716‬ق ت ‪« :‬‬

‫عناصـ ــر األصـ ــول والـ ــديون الموجـ ــودة‬ ‫عنـ ــد قفـ ــل كـ ــل سـ ــنة ماليـ ــة ‪ ،‬يضـ ــع مجلـ ــي اإلدارة أو القـ ــائمون بـ ــاإلدارة ‪ ،‬جـ ــردا بمختل ـ ـ‬

‫فـ ــي ذل ـ ـ التـ ــاريد ‪ .‬ويضـ ــعون أيضـ ــا حسـ ــاب اإلسـ ــتغالل العـ ــام وحسـ ــاب النتـ ــائس والميزانيـ ــة ويضـ ــعون تقري ـ ـ ار مكتوبـ ــا عـ ــن حالـ ــة‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫أمـ ــا فيمـ ــا يتعلـ ــق بتعيـ ــين مجلـ ــي المراقبـ ــة ‪ ،‬المتكـ ــون مـ ــن سـ ــبعة أعضـ ــاء علـ ــى األقـ ــل و ‪12‬‬

‫عض ــو عل ــى األكث ــر فيكـ ــون م ــن قب ــل الجمعيـ ــة التأسيس ــية أو الجمعي ــة العامـ ــة العادي ــة ويمك ــن إعـ ــادة‬

‫لم ـ ــدة ال تتجـ ــاوز ‪ 6‬س ـ ــنوات إذا‬ ‫ف‪1‬‬


‫ذل ـ ـ ‪.‬‬ ‫انتخـ ــابهم مـ ــا ل ـ ــم يـ ــنص الق ـ ــانون األساسـ ــي علـ ــى خ ـ ــال‬

‫ك ـ ــان التعي ـ ــين م ـ ــن طـ ـ ــر الجمعي ـ ــة العام ـ ــة و ث ـ ــالظ ســ ــنوات إذا ك ـ ــان بموج ـ ــب الق ـ ــانون األساسـ ـ ــي‬

‫طبقا للمادة ‪ 662‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫‪-3‬مســــؤولية رئــــيس مجلــــس اددارة ومجلــــس المــــديرين ‪ :‬تقـ ــوم المس ـ ـ ولية عـ ــن جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫ف ـ ـ ــي اس ـ ـ ــتعمال ممتلك ـ ـ ــات ش ـ ـ ــركة المس ـ ـ ــاهمة ‪ ،‬عل ـ ـ ــى رئ ـ ـ ــيي الش ـ ـ ــركة والق ـ ـ ــائمين بإدارته ـ ـ ــاف أعض ـ ـ ــاء‬

‫مجلـ ـ ـ ــي اإلدارة والمـ ـ ـ ــديرين العـ ـ ـ ــامين حسـ ـ ـ ــب المـ ـ ـ ــادة ‪ 811‬فق ـ ـ ـ ـرة ‪ 3‬و ‪ 4‬مـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ــانون التجـ ـ ـ ــاري‬

‫والمادة ‪ 131‬و ‪ 133‬من قانون النقد والقر ‪.‬‬

‫باسـ ــم‬ ‫أمـ ــا مجلـ ــي المـ ــديرين و بمـــا أنـــه يتمتـ ــع بسـ ــلطات واس ــعة للتصـ ــر فـــي كـ ــل الظـ ــرو‬

‫الشـ ـ ــركة ‪ ،‬مثلـ ـ ــه مثـ ـ ــل رئـ ـ ــيي مجلـ ـ ــي اإلدارة ونظ ـ ـ ـ ار لوجـ ـ ــوب أن يكـ ـ ــون أعضـ ـ ــاء مجلـ ـ ــي المـ ـ ــديرين‬

‫أش ـ ــخاص طبيعي ـ ــين وذلـ ـ ـ تح ـ ــت طائل ـ ــة ال ـ ــبطالن حس ـ ــب ن ـ ــص الم ـ ــادة ‪ 644‬فقـ ـ ـرة ‪ 2‬م ـ ــن الق ـ ــانون‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال‬ ‫التجـ ـ ــاري ‪ ،‬فإنـ ـ ــه مـ ـ ــن المنطقـ ـ ــي والمعقـ ـ ــول تطبيـ ـ ــق أحكـ ـ ــام جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫الش ـ ــركة ونش ـ ــاطها أثن ـ ــاء الش ـ ــركة المالي ـ ــة المنص ـ ــرمة ‪ .‬وتوض ـ ــع المس ـ ــتندات المش ـ ــار إليه ـ ــا ف ـ ــي ه ـ ــذه الم ـ ــادة تحـ ـ ـت تص ـ ــر‬

‫مندو ي الحسابات خالل األر ع أشهر على األكثر وبالتالية لقفل السنة المالية »‬

‫‪ 662‬ق ت ‪ « :‬تنتخـ ــب الجمعيـ ــة العامـ ــة التأسيسـ ــية والجمعيـ ــة العامـ ــة‬ ‫ص‪ .251‬المننننن‬ ‫مرجننننن سننننن‬ ‫‪-1‬ال نننننل ‪،‬لننننن‬

‫ذلـ ـ ‪ .‬وتح ــدد فقـ ـرة‬ ‫العادي ــة ‪ ،‬أعض ــاء مجل ــي المراقب ــة ‪ .‬ويمك ــن إع ــادة إنتخ ــابهم م ــا ل ــم ي ــنص الق ــانون األساس ــي عل ــى خ ــال‬

‫وظـ ــائفهم بموجـ ــب القـ ــانون األساسـ ــي دون تجـ ــاوز ف‪ 06‬سـ ــتة سـ ــنوات فـ ــي حالـ ــة التعيـ ــين مـ ــن الجمعيـ ــة العامـ ــة ‪ ،‬ودون تجـ ــاوز‬

‫ف‪ 03‬ثـ ــالظ سـ ــنوات فـ ــي حال ـ ــة التعيـ ــين بموجـ ــب القـ ــانون األساس ـ ــي ‪ .‬غيـ ــر أنـ ــه اليمكـ ــن ف ـ ــي حالـ ــة الـ ــدمس أو اإلنفص ـ ــال أن‬

‫يتم التعيين من الجمعية العامة الغير عادية ‪ .‬ويمكن أن تعزلهم الجمعية العامة العادية في أي وقت »‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الش ـ ــركة عل ـ ــى هـ ـ ـ الء األش ـ ــخاص م ـ ــع العل ـ ــم أن المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري ل ـ ــم يخ ـ ــص ه ـ ــذا المجل ـ ــي ب ـ ــنص‬

‫خاص فيما يتعلق بهذه الجريمة ف‪. 1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫تعتبـ ـ ــر اإلدارة فـ ـ ــي الشـ ـ ــركة ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة بمثابـ ـ ــة الجهـ ـ ــاز الرئيسـ ـ ــي ‪ ،‬ويتـ ـ ــولى‬

‫اإلدارة في هذه الشركة مدير أو عدة مديرين من الشركاء أو الغيرف‪. 2‬‬

‫‪-1‬أجهزتها ‪:‬‬

‫المــــدير العــــام ‪ :‬يعـ ــد المسـ ــير أو المـ ــدير فـ ــي الشـ ــركة ذات المس ـ ـ ولية المحـ ــدودة علـ ــى نحـ ــو مـ ــا ورد‬

‫فـ ــي نـ ــص المـ ــادة ‪ 577‬مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري ‪ ،‬أحـ ــد أجهزتهـ ــا وممثلهـ ــا الشـ ــرعي وهـ ــو يعـ ــين حسـ ــب‬

‫مانص ـ ــت علي ـ ــه الم ـ ــادة ‪ 576‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري ف ـ ــي عق ـ ــد تأسيس ـ ــي للش ـ ــركة أو بعق ـ ــد الح ـ ــق و‬

‫أرسـ ـ ــمال الشـ ـ ــركة ‪ ،‬ويجـ ـ ــوز تعيـ ـ ــين‬ ‫يعـ ـ ــين مـ ـ ــن طـ ـ ــر الشـ ـ ــركاء الـ ـ ــذين يمثلـ ـ ــون أكثـ ـ ــر مـ ـ ــن نص ـ ـ ـ‬

‫المدير من الشركاء كما يجوز أن يكون أجنبيا عن الشركة ف‪. 3‬‬

‫لو نننن ‪،‬ال ننننر‬ ‫ص ‪ .‬ا مننننر ‪ 11-03‬المننننفر فنننن ‪ 26‬ا‪،‬ت ‪ 2003‬المت نننن‬ ‫سننننر ‪ ،‬ننننو مرجنننن سنننن‬ ‫‪ -1‬م نننن‬
‫ج ر ال نننن ‪ 52‬الصنننن ر فنننن ‪ 27‬ا‪،‬ت ‪ 2003‬الم نننن ل ‪،‬المننننتمر نننن مر ر ننننر ‪ 04- 10‬الصنننن ر فنننن ‪ 26‬ا‪،‬ت ‪2010‬‬
‫‪ 50‬لسو ‪.2010‬‬ ‫ج ر ال‬

‫ص ‪2.248‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪ -‬فت ح ‪،‬م ر‬


‫‪ 577‬ق ت ‪ « :‬يحـ ـ ــدد القـ ـ ــانون األساسـ ـ ــي سـ ـ ــلطات‬ ‫ص ص ‪ . 143 142‬المنننننن‬ ‫مرجنننننن سنننننن‬ ‫‪ -3‬محمنننننن حنننننن‬
‫الم ـ ــديرين ف ـ ــي العالق ـ ــات ب ـ ــين الش ـ ــركاء وعن ـ ــد س ـ ــكوت الق ـ ــانون األساس ـ ــي تح ـ ــددها الم ـ ــادة ‪ 554‬أع ـ ــاله ‪ .‬وف ـ ــي العالق ـ ــات م ـ ــع‬
‫باس ـ ــم الش ـ ــركة م ـ ــن دون اإلخ ـ ــالل بالس ـ ــلطات الت ـ ــي يمنحه ـ ــا‬ ‫الغي ـ ــر ‪ ،‬للم ـ ــدير أوس ـ ــع الس ـ ــلطات للتص ـ ــر ف ـ ــي جمي ـ ــع الظ ـ ــرو‬
‫القـ ــانون ص ـ ـراحة للشـ ــركاء ‪ .‬فـ ــإن لشـ ــركة نفسـ ــها ملزمـ ــة بتصـ ــرفات المـ ــدير التـ ــي لـ ــم تـ ــدخل فـ ــي نطـ ــاق موضـ ــو الشـ ــركة مـ ــا لـ ــم‬
‫وذل ـ ـ بقطـ ــع‬ ‫عليـ ــه ذل ـ ـ نظ ـ ـ ار للظـ ــرو‬ ‫تثبـ ــت أن الغيـ ــر كـ ــان عالمـ ــا أن التصـ ــر بتجـ ــاوز ذل ـ ـ الموضـ ــو أو أنـ ــه لـ ــم يخ ـ ـ‬
‫النظ ـ ــر عل ـ ــى أن نش ـ ــر الق ـ ــانون األساس ـ ــي ك ـ ــافي وح ـ ــده لتك ـ ــوين ذلـ ـ ـ اإلثب ـ ــات ‪ » .‬الم ـ ــادة ‪ 576‬ق ت ‪ « :‬ي ـ ــدير الش ـ ــركة ذات‬
‫المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة ش ـ ــخص أو ع ـ ــدة أش ـ ــخاص طبيعي ـ ــين ‪ .‬ويج ـ ــوز إختي ـ ــارهم خ ـ ــارج ع ـ ــن الش ـ ــركاء ‪ .‬ويعي ـ ــنهم الش ـ ــركاء ف ـ ــي‬
‫القانون األساسي أو بعقد الحق حسب الشروط المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ‪»582‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فعق ـ ــد الش ـ ــركة ه ـ ــو م ـ ــن يح ـ ــدد ع ـ ــادة س ـ ــلطة الم ـ ــدير أو الم ـ ــدريين ف ـ ــي ح ـ ــال تع ـ ــددهم أم ـ ــا إذا ك ـ ــان‬

‫التس ـ ــيير م ـ ــن ط ـ ــر واح ـ ــد فه ـ ــذا ال يط ـ ــرن إش ـ ــكاال‪ ،‬ألن ـ ــه وحس ـ ــب الص ـ ــيغة المكرس ـ ــة قانون ـ ــا‪ ،‬يتمت ـ ــع‬

‫باسم الشركة ف‪. 1‬‬ ‫المسير بأوسع السلطات للتصر في جميع الظرو‬

‫الجمعية العامة للشركاء ‪:‬‬

‫تع ـ ــد الجمعي ـ ــة العام ـ ــة للمس ـ ــاهمين ف ـ ــي الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة أح ـ ــد أجهزته ـ ــا ‪،‬‬

‫وقـ ــد أوجـ ــب المشـ ــر الج ازئـ ــري فـ ــي المـ ــادة ‪ 580‬مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري ضـ ــرورة وجـ ــود جمعيـ ــة تضـ ــم‬

‫الش ــركاء جميع ــا تخ ــتص بكـ ــل م ــا يخ ــرج ع ـ ـن س ــلطات الم ــدير‪ ،‬وعل ــى ضـ ــرورة انعق ــاد جمعي ــة عامـــة‬

‫واحـ ـ ــدة علـ ـ ــى األقـ ـ ــل فـ ـ ــي كـ ـ ــل سـ ـ ــنة ماليـ ـ ــة لفحـ ـ ــص واعتمـ ـ ــاد حسـ ـ ــابات الشـ ـ ــركة‪ ،‬وي ـ ـ ـرأي جلسـ ـ ــات‬

‫الجمعي ـ ــة العمومي ـ ــة للش ـ ــركاء م ـ ــدير الش ـ ــركة ‪،‬كم ـ ــا يج ـ ــوز لشـ ـ ـري واح ـ ــد أو أكث ـ ــر يمثل ـ ــون حصص ـ ــا‬

‫تساوي ر ع رأسمال الشركة على األقل أن يطلبوا عقد الجمعية العامةف‪. 2‬‬

‫ص ‪1.248‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪ -‬فت ح ‪،‬م ر‬

‫‪ 580‬ق ت ‪ « :‬تصـ ـ ــدر ق ـ ـ ـ اررات الشـ ـ ــركاء فـ ـ ــي جمعيـ ـ ــات‬ ‫ص ‪ . 143، 142‬المنننننن‬ ‫مرجنننننن سنننننن‬ ‫‪ -2‬محمنننننن حنننننن‬

‫يعقـ ــدونها ‪ .‬غيـ ــر أنـ ــه يسـ ــوا أن يشـ ــترط فـ ــي عقـ ــد التأسـ ــيي بـ ــأن تتخـ ــذ جميـ ــع الق ـ ـ اررات أو بعضـ ــها إستشـ ــارة مكتوبـ ــة مـ ــن طـ ــر‬

‫الش ـ ــركاء ‪ .‬يس ـ ــتدعى الش ـ ــركاء قب ـ ــل ‪ 15‬يوم ـ ــا عل ـ ــى األق ـ ــل م ـ ــن إنعق ـ ــاد الجمعي ـ ــة بكت ـ ــاب موص ـ ــى علي ـ ــه يتض ـ ــمن بي ـ ــان ج ـ ــدول‬

‫األعمـ ــال ‪ .‬يجـ ــوز لواحـ ــد أو عـ ــدة شـ ــركاء أن يمثل ـ ـوا علـ ــى األقـ ــل ر ـ ــع رأي مـ ــال الشـ ــركة أن يطلب ـ ـوا عقـ ــد جمعيـ ــة ‪ .‬ويعتبـ ــر كـ ــل‬

‫بإس ـ ــتدعاء الش ـ ــركاء‬ ‫ل ـ ــذل ك ـ ــأن ل ـ ــم يك ـ ــن ‪ .‬يس ـ ــوا لك ـ ــل شـ ـ ـري أن يطل ـ ــب م ـ ــن القض ـ ــاء تعي ـ ــين وكي ـ ــل مكلـ ـ ـ‬ ‫ش ـ ــرط مخ ـ ــال‬

‫للجمعية وتحديد جدول األعمال »‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪-2‬مسؤولية المديرين أو المدير ‪:‬‬

‫يس ـ ـ ــأل الم ـ ـ ــديرون ع ـ ـ ــن أخط ـ ـ ــائهم ف ـ ـ ــي اإلدارة ‪ ،‬وه ـ ـ ــذه المسـ ـ ـ ـ ولية بوج ـ ـ ــه ع ـ ـ ــام ق ـ ـ ــد تك ـ ـ ــون‬

‫ف‪ ، 1‬كم ـ ـ ــا أن موض ـ ـ ــو المسـ ـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ـ ــة‬ ‫مسـ ـ ـ ـ ولية جزائي ـ ـ ــة إذا تج ـ ـ ــاوز الخط ـ ـ ــأ الح ـ ـ ــد الم ـ ـ ــألو‬

‫لمسـ ـ ـ ـ ــيري الشـ ـ ـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ـ ـ ــدودة تناولتـ ـ ـ ـ ــه المـ ـ ـ ـ ــادتين ‪ 800‬و ‪ 801‬مـ ـ ـ ـ ــن القـ ـ ـ ـ ــانون‬

‫التجـ ــاري فـ ــي البـ ــاب الثـ ــاني الفصـ ــل األول تحـ ــت عن ـ ـوان مخالفـ ــات تتعلـ ــق بالشـ ــركة ذات المس ـ ـ ولية‬

‫المحدودة ‪.‬‬

‫وم ـ ــا يه ـ ــم بالدرج ـ ــة األول ـ ــى الفقـ ـ ـرة ‪ 4‬و‪ 5‬م ـ ــن الم ـ ــادة م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري ‪ 800‬الت ـ ــي‬

‫ت ـ ـ ــنص علـ ـ ـ ـى أنــ ـ ــه ‪ '' :‬يعاق ـ ـ ــب بالس ـ ـ ــجن لمــ ـ ــدة خم ـ ـ ــي س ـ ـ ــنوات وبغ ارم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ‪ 20.000‬دج إلــ ـ ــى‬

‫‪ 200.000‬دج أو بإح ـ ــدى ه ـ ــاتين العق ـ ــو تين المس ـ ــيرون ال ـ ــذين اس ـ ــتعملوا ع ـ ــن س ـ ــوء ني ـ ــة أمـ ـ ـواال أو‬

‫قروضـ ـ ــا للش ـ ـ ــركة تلبي ـ ـ ــة ألغ ارض ـ ـ ــهم الشخص ـ ـ ــية أو لتفضـ ـ ــيل ش ـ ـ ــركة أو م سس ـ ـ ــة أخ ـ ـ ــرى له ـ ـ ــم فيه ـ ـ ــا‬

‫مصـ ـ ـ ــالح مباش ـ ـ ـ ـرة أو غيـ ـ ـ ــر مباش ـ ـ ـ ـرة" و منـ ـ ـ ــه فـ ـ ـ ــإن المسـ ـ ـ ــيرون الـ ـ ـ ــذين اسـ ـ ـ ــتعملوا عـ ـ ـ ــن سـ ـ ـ ــوء نيـ ـ ـ ــة‬

‫الصـ ــالحيات التـ ــي أحـ ــرزوا عليهـ ــا أو األص ـ ـوات التـ ــي كانـ ــت تحـ ــت تص ـ ـرفهم بهـ ــذه الصـ ــفة اسـ ــتعمال‬

‫لمصـ ـ ـ ــلحة الشـ ـ ـ ــركة تلبيـ ـ ـ ــة ألغ ارضـ ـ ـ ــهم الشخصـ ـ ـ ــية أو لتفضـ ـ ـ ــيل شـ ـ ـ ــركة أو‬ ‫يعلمـ ـ ـ ــون أنـ ـ ـ ــه مخـ ـ ـ ــال‬

‫فـ ــي‬ ‫م سسـ ــة أخـ ــرى لهـ ــم فيهـ ــا مصـ ــالح مباش ـ ـرة أو غيـ ــر مباش ـ ـرة ف‪.'' 2‬وعليـ ــه تتعلـ ــق جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ف ـ ــي المس ـ ــيرين دون سـ ـ ـواهم نظـ ـ ـ ار لم ـ ــا يتمتع ـ ــون ب ـ ــه م ـ ــن س ـ ــلطات واس ـ ــعة‬

‫باسـ ـ ــم الشـ ـ ــركة ‪،‬ومنهـ ـ ــا تمثيـ ـ ــل الشـ ـ ــركة أمـ ـ ــام القضـ ـ ــاء ‪،‬وأن هـ ـ ــذا‬ ‫للتصـ ـ ــر فـ ـ ــي جميـ ـ ــع الظـ ـ ــرو‬

‫الش ـ ــركة وتلبي ـ ــة مص ـ ــالحها غي ـ ــر أن ـ ــه‬ ‫االتس ـ ــا للص ـ ــالحيات ف ـ ــي األص ـ ــل مس ـ ــخر لتحقي ـ ــق أغـ ـ ـ ار‬

‫ص ‪1.253‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪ -‬فت ح ‪،‬م ر‬

‫المرج و سس ص ‪2.254‬‬ ‫‪ -‬فت ح ال م ر‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فـ ـ ــي المقابـ ـ ــل أن ه ـ ـ ـذه الصـ ـ ــالحيات غالبـ ـ ــا مـ ـ ــا يسـ ـ ــتغلها المسـ ـ ــيرون ويسـ ـ ــو ون اسـ ـ ــتخدامها لتحقيـ ـ ــق‬

‫أهدافهم الشخصية البحتة ف‪. 1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المصفي‪.‬‬

‫إن القـ ـ ـ ــول بتصـ ـ ـ ــفية الشـ ـ ـ ــركة يـ ـ ـ ــدل مباش ـ ـ ـ ـرة علـ ـ ـ ــى انتهاءهـ ـ ـ ــا و انقضـ ـ ـ ــاءها‪ ،‬غيـ ـ ـ ــر أن عمليـ ـ ـ ــة‬

‫االنقضـ ــاء تسـ ــتلزم إج ـ ـراءا شـ ــكليا ي ـ ـ دي إلـ ــى زوالهـ ــا‪ ،‬كمـ ــا كـ ــان الشـ ــأن عنـ ــد ميالدهـ ــا‪ ،‬أمـ ــا المصـ ــفي‬

‫هـ ــو الشـ ــخص أو األشـ ــخاص الـ ــذين يعهـ ــد إلـ ــيهم تصـ ــفية الشـ ــركة ‪،‬و تـ ــتم التصـ ــفية علـ ــى يـ ــد جميـ ــع‬

‫الش ـ ــركاء وف ـ ــي حال ـ ــة م ـ ــا إذا ل ـ ــم ت ـ ــتم التص ـ ــفية به ـ ــذه الطريق ـ ــة وج ـ ــب عل ـ ــى الش ـ ــركاء تعي ـ ــين مص ـ ــفي‬

‫‪،‬فسـ ــلطة تعيـ ــين هـ ــذا األخيـ ــر تعـ ــود إلـ ــى أغلبيـ ــة الشـ ــركاء ولهـ ــم فـ ــي سـ ــبيل ذل ـ ـ مطلـ ــق الحريـ ــة ‪ ،‬إذ‬

‫يحق لهم أن يدرجوا في عقد الشركة أو في اتفاق الحق الكيفية التي تتم بها تعيين المصفى‪.‬‬

‫أو ك ـ ــل‬ ‫فق ـ ــد يق ـ ــرر أغلبي ـ ــة الش ـ ــركاء أن التص ـ ــفية يعه ـ ــد به ـ ــا إل ـ ــى الق ـ ــائمين ب ـ ــاإلدارة أو إل ـ ــى بعـ ـ ـ‬

‫الش ـ ـ ــركاء أو إل ـ ـ ــى الغي ـ ـ ــر فمت ـ ـ ــى وج ـ ـ ــد مث ـ ـ ــل ه ـ ـ ــذا االتف ـ ـ ــاق وج ـ ـ ــب تطبيق ـ ـ ــه ‪،‬أم ـ ـ ــا إذا س ـ ـ ــكت العق ـ ـ ــد‬

‫التأسيسـ ـ ــي عـ ـ ــن ذل ـ ـ ـ أو لـ ـ ــم يـ ـ ــنظم الشـ ـ ــركاء تعيـ ـ ــين المصـ ـ ــفي فـ ـ ــي اتفـ ـ ــاق ال حـ ـ ــق ‪ ،‬وجـ ـ ــب علـ ـ ــى‬

‫الفق ــه و ذهب ــت إلي ــه بعـ ـ‬ ‫المحكم ــة تعي ــين مص ــفي ف ــي دائ ــرة م ــوطن الش ــركة وه ــذا م ــا ي ــراه بعـ ـ‬

‫األحك ـ ــام إل ـ ــى تقري ـ ــر ح ـ ــق دائن ـ ــي الش ـ ــركة طل ـ ــب تعي ـ ــين المص ـ ــفي م ـ ــا ل ـ ــم يق ـ ــدم ب ـ ــذل الطل ـ ــب إل ـ ــى‬

‫المحكمة من الشركاء ‪.‬‬

‫ص ص ‪1.110-109‬‬ ‫سر ‪ ،‬و مرج س‬ ‫‪-‬م‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫و الج ـ ــدير بال ـ ــذكر أن تعي ـ ــين المص ـ ــفي يك ـ ــون باألغلبي ـ ــة ف ـ ــي الش ـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة‪ ،‬و‬

‫بشروط النصاب القانوني بالنسبة لشركة المساهمة ف‪. 1‬‬

‫‪-1‬سلطات المصفي ‪:‬‬

‫تتحـ ــدد سـ ــلطات المصـ ــفي فـ ــي العقـ ــد التأسيسـ ــي للشـ ــركة أو فـ ــي الق ـ ـرار الصـ ــادر بتعيينـ ــه مـ ــن‬

‫المحكم ـ ـ ــة و حس ـ ـ ــب الم ـ ـ ــادة ‪ 788‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون التج ـ ـ ــاري ف ـ ـ ــإن القي ـ ـ ــود الـ ـ ـ ـواردة عل ـ ـ ــى الس ـ ـ ــلطات‬

‫الناتج ـ ــة ع ـ ــن الق ـ ــانون األساس ـ ــي أو أم ـ ــر التعي ـ ــين ال يح ـ ــتس به ـ ــا عل ـ ــى الغي ـ ــر‪ ،‬ف ـ ــال يعتب ـ ــر المص ـ ــفي‬

‫وكـ ــيال عـ ــن الشـ ــركاء و ال عـ ــن الشـ ــركة وانمـ ــا يعتبـ ــر نائبـ ــا قانونيـ ــا عـ ــن الشـ ــركة التـ ــي تكـ ــون تحـ ــت‬

‫التصــ ـ ــفية ‪ ،‬ويشــ ـ ــبه مرك ـ ـ ـ ـزه مركـ ـ ـ ــز المـ ـ ـ ــدير إزاء الشـ ـ ـ ــركة والغي ـ ـ ـ ـر يتمت ـ ـ ــع بجمي ـ ـ ــع السـ ـ ـ ــلطات التــ ـ ــي‬

‫المقصود من تعيينه وهو تصفية الشركةف‪. 2‬‬ ‫يستطيع عن طريقها تحقيق الغر‬

‫غي ـ ــر أن المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري ق ـ ــد ض ـ ــيق كثيـ ـ ـ ار عل ـ ــى المص ـ ــفي وخاص ـ ــة فيم ـ ــا يتعل ـ ــق بمباشـ ـ ـرة‬

‫الـ ــدعوى القضـ ــائية حيـ ــظ ألزمـ ــه بضـ ــرورة حصـ ــوله علـ ــى إذن لـ ــذل س ـ ـواء مـ ــن الش ـ ـركاء أو القضـ ــاء‬

‫‪ ،‬وه ـ ــو م ـ ــا نص ـ ــت علي ـ ــه الم ـ ــادة ‪ 788‬الفقـ ـ ـرة ‪ 3‬م ـ ــن الق ـ ــانون التج ـ ــاري "ال يج ـ ــوز للمص ـ ــفي متابع ـ ــة‬

‫ص ‪1.83‬‬ ‫فض ل مرج س‬ ‫‪-‬و‬

‫‪ 788‬ق ت ‪ « :‬يمثـ ــل المصـ ــفي الشـ ــركة وتخـ ــول لـ ــه السـ ــلطات الواسـ ــعة‬ ‫‪ -2‬و نننن فضنننن ل مرجنننن و سننننس ص ‪ .86‬المنننن‬

‫لبيـ ــع األصـ ــول ولـ ــو بالت ارضـ ــي ‪ .‬غيـ ــر أن القيـ ــود ال ـ ـواردة علـ ــى هـ ــذه السـ ــلطات ناتجـ ــة عـ ــن القـ ــانون األساسـ ــي أو أمـ ــر التعيـ ــين‬

‫ال يحـ ــتس بهـ ــا علـ ــى الغيـ ــر ‪ .‬وتكـ ــون لـ ــه األهليـ ــة لتسـ ــديد الـ ــديون وتوزيـ ــع رصـ ــيد البـ ــاقي ‪ .‬وال يجـ ــوز لـ ــه متابعـ ــة الـ ــدعوة الجاريـ ــة‬

‫أو القي ـ ــام ب ـ ــدعاوي جدي ـ ــدة لص ـ ــالح التص ـ ــفية م ـ ــا ل ـ ــم ي ـ ــأذن ل ـ ــه ب ـ ــذل م ـ ــن الش ـ ــركاء أو بقـ ـ ـرار القض ـ ــاء إذا ت ـ ــم تعيين ـ ــه ب ـ ــنفي‬

‫الطريقة»‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ال ـ ــدعوى الجاري ـ ــة أو القي ـ ــام ب ـ ــدعوى جدي ـ ــدة لص ـ ــالح التص ـ ــفية م ـ ــا ل ـ ــم يـ ـ ـ ذن ل ـ ــه ب ـ ــذل م ـ ــن الش ـ ــركاء‬

‫وبقرار قضائي إذا تم تعيينه بنفي الطريقة "‪.‬‬

‫والواق ـ ــع العمل ـ ــي ب ـ ــين ض ـ ــرورة ص ـ ــدور ه ـ ــذا اإلذن أو القـ ـ ـرار القض ـ ــائي للتصـ ـ ـريح للمص ـ ــفي بمباشـ ـ ـرة‬

‫ال ـ ــدعوى أو رف ـ ــع دع ـ ــوى جدي ـ ــدة الت ـ ــي تس ـ ــتلزمها أعم ـ ــال التص ـ ــفية ‪،‬ألن ه ـ ــذه اإلجـ ـ ـراءات القض ـ ــائية‬

‫ف‪1‬‬
‫ليست من حقوق المصفي بل من واجباته التي تقتضيها وظيفته ‪.‬‬

‫‪-2‬مسؤولية المصفي ‪:‬‬

‫يعتب ـ ـ ــر المص ـ ـ ــفي مسـ ـ ـ ـ وال اتج ـ ـ ــاه الش ـ ـ ــركة والغي ـ ـ ــر ع ـ ـ ــن النت ـ ـ ــائس الض ـ ـ ــارة الحاص ـ ـ ــلة ع ـ ـ ــن‬

‫األخطـ ــاء التـ ــي يرتكبهـ ــا أثنـ ــاء ممارسـ ــته لمهامـ ــه ‪.‬و تقـ ــوم مس ـ ـ ولية المصـ ــفي إتجـ ــاه كافـ ــة الشـ ــركات‬

‫التجاري ـ ــة المنص ـ ــوص ف ـ ــي الق ـ ــانون التج ـ ــاري‪ ،‬وه ـ ــذا طبق ـ ــا ل ـ ــنص الم ـ ــادة ‪ 840‬فقـ ـ ـرة ‪ 3‬م ـ ــن الق ـ ــانون‬

‫التج ــاري‪ ،‬كمـ ــا تقـ ــوم مسـ ـ ولية المصـ ــفي عـ ــن جريم ــة االســـتعمال التعسـ ــفي ألمـ ـوال الشـ ــركة فـــي حالـــة‬

‫إس ـ ــاءة اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة بع ـ ــد أن كان ـ ــت ه ـ ــذه الجريم ـ ــة تتعل ـ ــق ف ـ ــي األص ـ ــل بالمس ـ ــيرين دون‬

‫سواهم‪.‬‬

‫و الجـ ـ ــدير بال ـ ـ ــذكر أن إق ـ ـ ـرار المش ـ ـ ــر بقي ـ ـ ــام مس ـ ـ ـ ولية المص ـ ـ ــفي طبق ـ ـ ــا للمـ ـ ــادة ‪ 840‬م ـ ـ ــن الق ـ ـ ــانون‬

‫التج ـ ــاري اتج ـ ــاه كاف ـ ــة األنـ ـ ـوا الش ـ ــركات سـ ـ ـواء ش ـ ــركات األش ـ ــخاص أو األمـ ـ ـوال‪ ،‬و ه ـ ــو م ـ ــا يوقعن ـ ــا‬

‫مـ ــع مـ ــا نصـ ــت عليـ ــه الم ـ ـواد مـ ــن ‪ 800‬إلـ ــى ‪ 811‬مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري التـ ــي أقـ ــرت‬ ‫فـ ــي التنـ ــاق‬

‫الشركات دون أخرى‪.‬‬ ‫و حددت نطاق الجريمة في بع‬

‫ار الج م ننننن الج ننننن‬ ‫الةنننننرس ت التج ر ننننن فننننن التةنننننر الج اةنننننر‬ ‫‪ -1‬ة لننننن م منننننر الواننننن ر ال ننننن و‪،‬و لمصننننن‬

‫ص ‪. 103-102‬‬ ‫مصر) ‪2015‬‬ ‫اإلسسو ر‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫عل ـ ـ ــى اعتب ـ ـ ــار أن الش ـ ـ ــركات الم ـ ـ ــذكورة أع ـ ـ ــاله ه ـ ـ ــي ش ـ ـ ــركات خارج ـ ـ ــة ع ـ ـ ــن نط ـ ـ ــاق تطبي ـ ـ ــق جريم ـ ـ ــة‬

‫ف ـ ـ ــي اس ـ ـ ــتعمال أمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة ويعاق ـ ـ ــب فيه ـ ـ ــا المص ـ ـ ــفي دون المس ـ ـ ــيرين عل ـ ـ ــى خ ـ ـ ــال‬ ‫التعسـ ـ ـ ـ‬

‫العادةف‪. 1‬‬

‫رابعا ‪ :‬مسؤولية المدير الفعلي ‪:‬‬

‫ف ـ ــي األخي ـ ــر نش ـ ــير إل ـ ــى وج ـ ــود إش ـ ــكال ح ـ ــول مسـ ـ ـ ولية المس ـ ــير الفعل ـ ــي دون أن تك ـ ــون ل ـ ــه‬

‫صفة المدير أو المسير القانوني هل تقوم مس وليته أم ال‬

‫لما يلي‪:‬‬ ‫لإلجابة على هذا التسا ل نعر‬

‫المسـ ــير هـ ــو مـ ــن يـ ــدير الشـ ــركة دون أن يتـ ــولى بطريقـ ــة شـ ــرعية مـ ــن طـ ــر هياكـ ــل الشـ ــركة بسـ ــلطة‬

‫يمثلهـ ــا‪ ،‬ولقـ ــد أشـ ــار القـ ــانون التجـ ــاري إلـ ــى مس ـ ـ ولية المسـ ــير الفعلـ ــي فـ ــي شـ ــكل واحـ ــد مـ ــن الشـ ــركات‬

‫وهـ ــي الشـ ــركة ذات المسـ ـ ـ ولية المحـ ــدودة ‪ ،‬إذ نص ـ ــت المـ ــادة ‪ 805‬من ـ ــه علـ ــى تطبي ـ ــق أحكـ ــام المـ ـ ـواد‬

‫‪ 800‬إلـ ـ ــى‪ 840‬المتضـ ـ ــمنة العقوبـ ـ ــات المطبقـ ـ ــة علـ ـ ــى مسـ ـ ــيري الشـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة‬

‫تحت ظل أو بدال عن مسيرها القانوني‪.‬‬

‫وهكـ ـ ــذا يكـ ـ ــون المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري قـ ـ ــد حصـ ـ ــر مفهـ ـ ــوم اإلدارة الفعليـ ـ ــة فـ ـ ــي الشـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ولية‬

‫المحدودة دون سواها ف‪. 2‬‬

‫وتقتضـ ـ ــي اإلدارة الفعليـ ـ ــة المعـ ـ ــايير التاليـ ـ ــة ‪ :‬ممارسـ ـ ــة نشـ ـ ــاط إدارة الشـ ـ ــركة بطريقـ ـ ــة مسـ ـ ــتقلة أي أن‬

‫يك ـ ــون الم ـ ــدير الفعل ـ ــي مس ـ ــتقال ل ـ ــه س ـ ــلطة التص ـ ــر كم ـ ــا يش ـ ــاء دون الخض ـ ــو إل ـ ــى أوام ـ ــر رئ ـ ــيي‬

‫ص ص ‪.115،116‬‬ ‫سر ‪ ،‬و مرج س‬ ‫‪ -1‬م‬

‫ص‪.227‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪-2‬أحسع ‪،‬س‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫األجي ـ ــر ال ـ ــذي يك ـ ــون ف ـ ــي وض ـ ــع تبعي ـ ــة ‪ .‬و ممارس ـ ــة نش ـ ــاط‬ ‫ت ـ ــدريجي أو إطاعت ـ ــه ‪ ،‬وه ـ ــذا خ ـ ــال‬

‫إيج ـ ــابي ل ـ ــإلدارة أي الت ـ ــدخل ف ـ ــي التس ـ ــيير الي ـ ــومي للش ـ ــركة عل ـ ــى ال ـ ــدوام وتع ـ ــد مجمع ـ ــات الش ـ ــركات‬

‫المجـ ــال المفضـ ــل لنمـ ــو اإلدارة الفعليـ ــة ومـ ــن األمثلـ ــة التـ ــي جـ ــاء بهـ ــا القضـ ــاء الفرنسـ ــي عـ ــن اإلدارة‬

‫الفعلي ـ ـ ــة ‪ :‬الشـ ـ ـ ـري ص ـ ـ ــاحب األغلبي ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذي يس ـ ـ ــتفيد م ـ ـ ــن األجـ ـ ـ ـرة األكث ـ ـ ــر ارتفاع ـ ـ ــا وال ـ ـ ــذي يق ـ ـ ــدم‬

‫األجيـ ــر الـ ــذي‬ ‫مـ ــع الز ـ ــائن باسـ ــم الشـ ــركة ‪،‬ويتـ ــولى توجيـ ــه نشـ ــاطها االجتمـ ــاعي‪ ،‬الش ـ ـري‬ ‫بالتفـ ــاو‬

‫يتمتـ ــع بسـ ــلطات واسـ ــعة لـ ــإلدارة والتنظـ ــيم واتخـ ــاذ الق ـ ـرار ويتقاضـ ــى أج ـ ـ ار فـ ــي مسـ ــتوى يجعلـ ــه مـ ــدي ار‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫فعليا‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صفة الشري في جريمة التعسف ‪.‬‬

‫يعتبـ ــر عمـ ــل الش ـ ـري فـ ــي الجريمـ ــة تبعيـ ــا فـ ــي ارتكابهـ ــا ويقتصـ ــر دوره علـ ــى القيـ ــام بمسـ ــاعدة‬

‫الفاع ـ ــل األص ـ ــلي ‪،‬واألص ـ ــل ف ـ ــي عمل ـ ــه أن ـ ــه مب ـ ــان لذات ـ ــه ‪ ،‬وانم ـ ــا اكتس ـ ــب ص ـ ــفته اإلجرامي ـ ــة بن ـ ــاءا‬

‫عل ـ ـ ــى اتص ـ ـ ــاله بالفاع ـ ـ ــل األص ـ ـ ــلي والمباش ـ ـ ــر للجريم ـ ـ ــة ‪ ،‬فه ـ ـ ــو بفعل ـ ـ ــه ق ـ ـ ــد يمه ـ ـ ــد الطري ـ ـ ــق للفاع ـ ـ ــل‬

‫األصلي فلواله لما وقعت الجريمة على األقل في المكان والزمان الذي وقعت فيه ف‪. 2‬‬

‫و ـ ــين المشـ ــر الج ازئـ ــري معنـ ــى الش ـ ـري فـ ــي المـ ــادة ‪ 42‬مـ ــن قـ ــانون العقوبـ ــات ثـ ــم أضـ ــا‬

‫فـ ـ ــي المـ ـ ــادة ‪ 43‬مـ ـ ــا أعتب ـ ـ ـره فـ ـ ــي حكـ ـ ــم الش ـ ـ ـري ‪ ،‬حيـ ـ ــظ ورد فـ ـ ــي المـ ـ ــادة ‪ '' 42‬يعتبـ ـ ــر ش ـ ـ ـريكا فـ ـ ــي‬

‫الجريمـ ــة مـ ــن لـ ــم يشـ ــتر اشـ ــتراكا مباش ـ ـ ار ولكنـ ــه سـ ــاعد بكـ ــل الطـ ــرق أو عـ ــاون الفاعـ ــل أو الفـ ــاعلين‬

‫على ارتكاب األفعال التحضيرية أو المسهلة أو المنفذة مع علمه بذل ''ف‪. 3‬‬

‫ص ص‪.228 -227‬‬ ‫مرج س‬ ‫‪ -1‬أحسع ‪،‬س‬

‫الج اةر ‪ 2006‬ص‪.196‬‬ ‫ار ال ‪،‬ر ل وةر ‪،‬الت‪،‬‬ ‫ف ال و‪،‬ع الجو ة ال ر‬ ‫ال‪،‬ج‬ ‫‪ -2‬موص‪،‬ر رحم و‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 42‬مع ا مر ‪ 156 – 66‬مرج س‬ ‫‪-3‬الم‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فالشـ ـ ـ ـري ف ـ ـ ــي الجريم ـ ـ ــة ه ـ ـ ــو الش ـ ـ ــخص ال ـ ـ ــذي ل ـ ـ ــم يرتك ـ ـ ــب العناص ـ ـ ــر المادي ـ ـ ــة و المعنوي ـ ـ ــة‬

‫للجريمـ ــة لكنـ ــه شـ ــار فـ ــي ارتكـ ــاب هـ ــذه الجريمـ ــة وفقـ ــا لشـ ــروط معينـ ــة ‪ ،‬أمـ ــا المـ ــادة ‪ 43‬مـ ــن قـ ــانون‬

‫وهـ ــو مـ ــن اعتـ ــاد أن يقـ ــدم مسـ ــكنا أو ملجـ ــأ أو مكانـ ــا لالجتمـ ــا‬ ‫العقوبـ ــات فقـ ــد حـ ــددت حك ـ ـم الش ـ ـري‬

‫ض ـ ــد أمـ ـ ــن الدول ـ ــة أو ضـ ـ ــد‬ ‫لواح ـ ــد أو أكث ـ ــر مـ ـ ــن األشـ ـ ـرار الـ ـ ــذين يمارس ـ ــون اللصوص ـ ــية أو العن ـ ـ ـ‬

‫األشخاص و األموال مع علمه بسلوكهم اإلجرامي‪.‬‬

‫ويفه ـ ــم م ـ ــن خ ـ ــالل الم ـ ــادتين الس ـ ــابقتين أن الشـ ـ ـري ف ـ ــي الجريم ـ ــة ال يش ـ ــتر ف ـ ــي تنفي ـ ــذها‪،‬‬

‫ولكـ ــن عملـ ــه محصـ ــور فـ ــي مس ـ ــاعدة المجـ ــرم الـ ــذي نفـ ــذ الجريمـ ــة ب ـ ــأن يقـ ــوم بعمـ ــل يسـ ــهل الجريم ـ ــة‬

‫ف‪1‬‬
‫ويحقق تنفيذها‬

‫وعادة يكون هذا السلو المادي منحصر في ثالظ صور وهي‪:‬‬

‫أعمال مساعدة أو معاونة واألعمال التحضيرية واألعمال المسهلة أو المنفذة للجريمة‪.‬‬

‫ومـ ـ ــن جهـ ـ ــة أخـ ـ ــرى ال يكـ ـ ــون الشـ ـ ــخص ش ـ ـ ـريكا إال بتـ ـ ــوافر القصـ ـ ــد الجنـ ـ ــائي القـ ـ ــائم علـ ـ ــى‬

‫اإلرادة والعل ـ ــم‪ ،‬فيج ـ ــب لقي ـ ــام جريم ـ ــة االش ـ ــت ار أن يك ـ ــون عالم ـ ــا بك ـ ــل األعم ـ ــال الت ـ ــي تـ ـ ـ دي إل ـ ــى‬

‫ارتك ــاب الجريم ــة ‪ ،‬وأن عمل ــه حلق ــة م ــن حلق ــات أخ ــرى يس ــاهم به ــا غيـ ـره لتحقي ــق نتيج ــة معين ــة ف ــإذا‬

‫كان جاهال أو وقع في غل فال يعد شريكا ف‪. 2‬‬

‫‪ « :‬يأخ ـ ـ ــذ حك ـ ـ ــم الشـ ـ ـ ـري م ـ ـ ــن إعت ـ ـ ــاد أن‬ ‫‪ -1‬رحم ـ ـ ــاني منص ـ ـ ــور ‪ ،‬مرج ـ ـ ــع س ـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ص ‪. 198 ، 197‬الم ـ ـ ــادة ‪ 43‬ق‬

‫ض ـ ــد أم ـ ــن‬ ‫يق ـ ــدم مس ـ ــكنا أو ملج ـ ــأ أو مكان ـ ــا لإلجتم ـ ــا لواح ـ ــد أو أكث ـ ــر م ـ ــن األشـ ـ ـرار ال ـ ــذين يمارس ـ ــون اللصوص ـ ــية أو العنـ ـ ـ‬

‫الدولة أو األمن العام أو ضد األشخاص أو األموال مع علمه بسلوكهم اإلجرامي »‬

‫‪ -‬منصور رحماني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪2.201 ، 198‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ف ـ ــي اس ـ ــتعمال أمـ ـ ـوال الش ـ ــركة يخض ـ ــع ل ـ ــنفي األحكــ ــام‬ ‫وعلي ـ ــه ف ـ ــإن الشـ ـ ـري ف ـ ــي جريم ـ ــة التعسـ ـ ـ‬

‫والمـ ـ ـواد الم ـ ــذكورة أع ـ ــاله ف‪ 42‬و‪ 43‬م ـ ــن ق ـ ــانون العقوب ـ ــات مثل ـ ــه مث ـ ــل ب ـ ــاقي الش ـ ــركاء ف ـ ــي الجـ ـ ـرائم‬

‫األخرى المنصوص عليها في قانون العقوبات‪.‬‬

‫هـ ــذا وقـ ــد وجـ ــدنا أن المشـ ــر قـ ــد ركـ ــز أكثـ ــر علـ ــى ضـ ــرورة تـ ــوفر عنصـ ــر العلـ ــم فـ ــي االشـ ــت ار وعـ ــدم‬

‫ذك ـ ـ ـره عنصـ ـ ــر اإلرادة ذل ـ ـ ـ ألن اإلرادة عنصـ ـ ــر يكـ ـ ــون بالضـ ـ ــرورة متالزمـ ـ ــا وموجـ ـ ــود بتواجـ ـ ــد العلـ ـ ــم‬

‫ف‪. 1‬‬
‫وقت ارتكاب الجريمة‬

‫لكن هل يقع االشت ار بعمل سلبي فاالمتنا‬

‫ي ـ ــرى الـ ـ ـرأي الـ ـ ـراجح ف ـ ــي الفق ـ ــه أن االمتن ـ ــا ال يص ـ ــلح أن يك ـ ــون س ـ ــببا لالش ـ ــت ار حت ـ ــى ول ـ ــو ك ـ ــان‬

‫الممتنـ ــع ملزمـ ــا بالعمـ ــل الـ ــذي امتنـ ــع عنـ ــه وعليـ ــه ال يعـ ــد ش ـ ـريكا مـ ــن علـ ــم بوجـ ــود جريمـ ــة ولـ ــم يقـ ــم‬

‫بـ ــالتبلي عنهـ ــا وفـ ــي هـ ــذين المثـ ــالين يعاقـ ــب القـ ــانون المـ ــتهم باعتبـ ــاره فـ ــاعال أصـ ــليا ال ش ـ ـريكا علـ ــى‬

‫جريمة خاصة منصوص عليها ‪ ،‬هي جريمة االمتنا عن التبلي ف‪. 2‬‬

‫مندوب الحسابات في شركة المساهمة على إعتبار أنها أداة لتجميع المدخرات الوطنية‬ ‫ومثال ذل‬

‫ووسيلة قانونية لتنظيم المشروعات االقتصادية الكبرى التي تنتس سلعا وتقدم خدمات تشبع حاجة السوق‪,‬‬

‫كما أنها عن طريق ما تدفع من رسوم وضرائب تعتبر مموال هاما للخزينة العامة‪ ،‬إلى جانب هذا الدور‬

‫االقتصادي فان شركة المساهمة تلعب دو ار اجتماعيا خطي ار إذ توفر كثي ار من فرص العمل للمواطنين‬

‫ولذل فان أي خلل في إدارتها يتعدى أثره دائرة المصالح الخاصة ومن ثم صار من الالزم أن يتدخل‬

‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1. 124‬‬

‫‪-‬منصور رحماني ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪2.200‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫جزاءات رادعة للمخالفات التي يرتكبها القائمون على أمر الشركة والتي من شانها أن‬ ‫المشر فيفر‬

‫تمي كيان الشركة ذاته ف‪. 1‬‬

‫ولما كان مندوب الحسابات هو الرقيب الذي يماري مهام التصديق واإلعالم واإلنذار وقد حددت هذه‬

‫المهام في قانونهم األساسي و في القانون التجاري وكذا المادة ‪ 28‬من القانون المتعلق بمهنتهمف‪. 2‬‬

‫فمندوب الحسابات قد يسأل جزائيا عن جريمة إفشاء اإلسرار المهنية‪ ,‬أو جريمة خيانة األمانة وان كان‬

‫من الصعب تصور مندوب الحسابات فاعال أصليا في هذه الجريمة ألن أموال الشركة عادة ليست في‬

‫في استعمال أموال الشركة إذ ال يمكن اعتباره فاعال أصليا‬ ‫حيازته ‪،‬كذل الشيء ذاته في جريمة التعس‬

‫على اعتبار أنه ال يقوم بأعمال اإلدارة والتصر وانما غالبا ما تنعقد مس وليته عن الجريمتين السابقتين‬

‫كشري ساعد مدير الشركة على اختالي أموالها‪ ،‬إذ قضي‬ ‫الذكر فجريمة خيانة األمانة واإلختالي‬

‫بيان المقدم من مندو ي الحسابات مجرد أكذوبة مكتوبة‪ ،‬على‬ ‫بأنه في نطاق العقوبات يعتبر عر‬

‫الحال لتقديم ميزانية مخالفة للحقيقة ومنشورات معتمدة من قبل مندو ي الحسابات و مصادق‬ ‫خال‬

‫عليها من الجمعية العمومية للمساهمين إذ تعتبر وسيلة احتيالية تتحقق بها جنحة النصب ف‪ ، 3‬إذ يجب‬

‫على مندو ي الحسابات أن يخبروا وكيل الجمهورية باألعمال المجرمة التي اطلعوا عليها بمناسبة مهام‬

‫‪ -1‬عل ـ ــي الس ـ ــيد قاس ـ ــم ‪ ،‬م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ‪ ،‬د ارس ـ ــة قانوني ـ ــة مقارن ـ ــة ل ـ ــدور م ارق ـ ــب الحس ـ ــابات ف ـ ــي ش ـ ــركة المس ـ ــاهمة ‪ ،‬دار‬

‫الفكر العر ي ‪ ،‬مصر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.250‬‬

‫‪-‬الطيب بلولة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.264‬‬

‫‪-‬علي سيد القاسم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪3.252-251‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الرقابة التي يمارسونها وهذا االلتزام باإلبالا عن أفعال مجرمة مقترن بعقوبة جزائية على درجة كبيرة من‬

‫الشدة‪ ,‬إذ تتراون بين سنة إلى خمسة ‪ 05‬سنواتف‪. 1‬‬

‫تعمدنا عدم ذكر مندو ي الحسابات ضمن قائمة الفاعلين األصليين على اعتبار أنهم‬ ‫لذل‬

‫في استعمال أموال الشركة أكثر منه في الفاعل األصلي‬ ‫يصنفون في خانة االشت ار في جريمة التعس‬

‫في الجريمة‪.‬‬

‫السـ ـ ــلبي أو ب ـ ـ ـرف‬ ‫التصـ ـ ــر السـ ـ ــلبي الـ ـ ــذي يتميـ ـ ــز بـ ـ ــالموق‬ ‫و الجـ ـ ــدير بالـ ـ ــذكر أنـ ـ ــه قـ ـ ــد يكي ـ ـ ـ‬

‫الت ــدخل كمس ــاعدة أو معاون ــة ف ــي حال ــة مـ ـا إذا ك ــان الق ــائم بـ ـإدارة الش ــركة ع ــالم بوق ــو أفع ــال تش ــكل‬

‫أو تـ ــدخل‬ ‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة مـ ــن قبـ ــل ال ـ ـرئيي وتركـ ــه يرتكبهـ ــا دون أي اعت ـ ـ ار‬ ‫تعس ـ ـ‬

‫لوضـ ــع حـ ــد لهـ ــذه الممارسـ ــات واذا كـ ــان ذل ـ ـ يـ ــدخل ضـ ــمن الصـ ــالحيات التـ ــي يخولهـ ــا لـ ــه القـ ــانون‬

‫ف‪. 2‬‬
‫وطبيعة وظيفته‬

‫الشخص ـ ـ ــية فنص ـ ـ ــت الم ـ ـ ــادة ‪ 44‬فقـ ـ ـ ـرة ‪ 02‬م ـ ـ ــن ق ـ ـ ــانون العقوب ـ ـ ــات‬ ‫أم ـ ـ ــا بالنس ـ ـ ــبة للظ ـ ـ ــرو‬

‫العقوبـ ــة أو‬ ‫الشخصـ ــية التـ ــي ينـ ــتس عنهـ ــا التشـ ــديد أو تخفي ـ ـ‬ ‫نصـ ــت علـ ــى أنـ ــه " ال ت ـ ـ ثر الظـ ــرو‬

‫" ‪ ،‬ومن ـ ــه نج ـ ــد أن‬ ‫اإلعف ـ ــاء منه ـ ــا إال بالنس ـ ــبة للفاع ـ ــل أو الشـ ـ ـري ال ـ ــذي تتص ـ ــل ب ـ ــه ه ـ ــذه الظ ـ ــرو‬

‫الشخص ـ ــية عل ـ ــى أص ـ ــحابها فقـ ـ ـ سـ ـ ـواء‬ ‫المش ـ ــر الج ازئ ـ ــري ي ـ ــرى م ـ ــن الع ـ ــدل أن تقتص ـ ــر الظ ـ ــرو‬

‫مشـ ــددة أو مخفف ـ ــة أو معفيـ ــة م ـ ــن العقـ ــاب ‪،‬وعلي ـ ــه قـ ــد يك ـ ــون لـ ــدى الفاع ـ ــل األص ـ ــلي‬ ‫كانـ ــت ظ ـ ــرو‬

‫م ـ ــانع م ـ ــن موان ـ ــع المسـ ـ ـ ولية كص ـ ــغر الس ـ ــن أو اإلكــ ـراه ‪ ،‬فف ـ ــي ه ـ ــذه الحال ـ ــة ال تق ـ ــوم مسـ ـ ـ وليته ‪ ،‬إال‬

‫أن الشـ ـ ـري ال يس ـ ــتفيد م ـ ــن ه ـ ــذا الم ـ ــانع ‪ ،‬كم ـ ــا ق ـ ــد يك ـ ــون ل ـ ــدى الفاع ـ ــل األص ـ ــلي م ـ ــانع م ـ ــن موان ـ ــع‬

‫‪ -‬طيب بلولة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪1.266‬‬

‫‪ - 2‬نشأت األخرص‪ ،‬الصلح الواقي من اإلفالي فدراسة مقارنة ‪ ،‬دار الثقافة‪، 2005،‬األردن ‪،‬ص ‪.77‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫العق ــاب كم ــن يس ــرق م ــال أبي ــه ف ــإن شـ ـريكه يعاق ــب عل ــى ه ــذا الفع ــل رغ ــم إعف ــاء الفاع ــل م ــن العق ــاب‬

‫‪ ،‬كم ـ ــا ق ـ ــد يك ـ ــون ل ـ ــدى الفاع ـ ــل األص ـ ــلي ظ ـ ــر مش ـ ــدد ك ـ ــالعود أو ص ـ ــفة الف ـ ــر ف ـ ــي جريم ـ ــة قت ـ ــل‬

‫ف‪1‬‬
‫األصول بحيظ تشدد العقوبة بالنسبة إليه وال يكون كذل بالنسبة للشري ‪.‬‬

‫كمـ ــا نصـ ــت المـ ــادة ‪ 44‬علـ ــى" يعاقـ ــب الش ـ ـري فـ ــي الجنايـ ــة والجنحـ ــة بالعقوبـ ــة المقـ ــررة للجنايـ ــات أو‬

‫الجـــنح وتعنـ ــي هـــذه المـ ــادة أن عقوبـــة الش ـ ـري نفسـ ــها عقوب ــة الفاعـ ــل"‪ .‬وه ــذا م ــا ينطبـ ــق أيضـــا علـ ــى‬

‫في استعمال أموال الشركة ‪.‬‬ ‫جريمة التعس‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إعفاء الشركة من المسؤولية‪.‬‬

‫إن القاع ـ ـ ــدة العام ـ ـ ــة الس ـ ـ ــائدة ه ـ ـ ــي ان ـ ـ ــه ال يس ـ ـ ــأل ع ـ ـ ــن الجريم ـ ـ ــة اال الش ـ ـ ــخص الطبيع ـ ـ ــي ‪،‬‬

‫ف ــاإلرادة الت ــي تع ــد قـ ـوام ال ــركن المعن ــوي ال تكـ ــون إال للش ــخص الطبيع ــي غي ــر أن ــه م ــع اتس ــا دائ ـ ـرة‬

‫النش ـ ـ ــاط األشــ ـ ــخاص المعنويــ ـ ــة فــ ـ ــي العصــ ـ ــر الحــ ـ ــديظ بفعـ ـ ـ ــل التط ـ ـ ــور ال ـ ـ ــذي ح ـ ـ ــدظ فــ ـ ــي كافــ ـ ــة‬

‫المج ـ ــاالت االقتص ـ ــادية واالجتماعي ـ ــة والتكنولوجي ـ ــة ‪ ،‬االم ـ ــر ال ـ ــذي أص ـ ــبحت مع ـ ــه تلـ ـ ـ األش ـ ــخاص‬

‫األحيـ ــان مصـ ــد ار للعديـ ــد مـ ــن الج ـ ـرائم ف كـ ــالجرائم اإلقتصـ ــادية ومخالفـ ــات قـ ــانون العمـ ــل‬ ‫فـ ــي بع ـ ـ‬

‫‪ ،‬مم ــا اقتض ــى التفكي ــر ف ــي تقري ــر مس ــائلتها جنائي ــا ع ــن الجـ ـرائم الت ــي تق ــع بمناس ــبة مزاول ــة نش ــاطها‬

‫وخاص ـ ـ ــة األنش ـ ـ ــطة االقتص ـ ـ ــادية ‪ ،‬وع ـ ـ ــدم االقتص ـ ـ ــار عل ـ ـ ــى معاقب ـ ـ ــة األش ـ ـ ــخاص الطبيعي ـ ـ ــين ال ـ ـ ــذين‬

‫ف‪2‬‬
‫يرتكبون هذه الجرائم أثناء تأديتهم أعمالهم لدى الشخص المعنوي ‪.‬‬

‫‪ -1‬خلفـ ـ ــي عبـ ـ ــد الرحمـ ـ ــان ‪ ،‬محاض ـ ـ ـرات فـ ـ ــي القـ ـ ــانون الجنـ ـ ــائي العـ ـ ــام ‪ ،‬دار الهـ ـ ــدى ‪ ،‬عـ ـ ــين مليلـ ـ ــة ف الج ازئـ ـ ــر ‪، 2010 ،‬‬

‫من األمر ‪ ، 156/66‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫ص ‪ .131‬المادة ‪ 44‬ق‬

‫‪ - 2‬مبرو بوخزنة ‪ ،‬المس ولية الجزائية للشخص المعنوي في التشريع الجزائري ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبة الوفاء القانونية ‪ ،‬مصر ‪2010 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫إال أن ــه ق ــد ص ــاحب ه ــذا التقري ــر ج ــدل فقه ــي كبي ــر ح ــول ه ــذه المس ــألة وم ــن ث ــم يقس ــم ه ــذا المطل ــب‬

‫الى الفرعين التاليين ‪:‬‬

‫ح ـ ـ ـ ــول المسـ ـ ـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ـ ـ ــة للش ـ ـ ـ ــخص المعن ـ ـ ـ ــوي ف‬ ‫الف ـ ـ ـ ــر األول ‪ :‬االتج ـ ـ ـ ــاه الم ي ـ ـ ـ ــد والمع ـ ـ ـ ــار‬

‫المشر الجزائري من هذه المس ولية ‪.‬‬ ‫الشركة والفر الثاني ‪ :‬موق‬

‫الفرع األول ‪ :‬االتجاه المؤيد والمعارض للمسؤولية الجزائية للشخص المعنوي ( الشركة)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االتجاه المعارض ‪:‬‬

‫األش ـ ــخاص االعتباري ـ ــة مق ـ ــررة من ـ ــذ الق ـ ــانون‬ ‫فف ـ ــي العص ـ ــور القديم ـ ــة كان ـ ــت مسـ ـ ـ ولية بعـ ـ ـ‬

‫الرومـ ــاني باألقـ ــل وصـ ــدر فـ ــي فرنسـ ــا منـ ــذ سـ ــنة ‪ 1670‬م مرسـ ــوما يبـ ــين اإلج ـ ـراءات التـ ــي تتبـ ــع فـ ــي‬

‫محاكمة المقاطعات والمدن والقرى جنائيا بوضع العقوبات التي يحكم عليها بها‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫الملـ ــو عقوبـ ــات‬ ‫‪-‬الغ ارمـ ــة والحرمـ ــان مـ ــن االمتيـ ــازات وا ازلـ ــة المبـ ــاني واألس ـ ـوار ‪ ،‬وقـ ــد طبـ ــق بع ـ ـ‬

‫المـ ــدن فـ ــي أح ـ ـوال نـ ــاذرة ويـ ــرى الجانـ ــب األكبـ ــر اليـ ــوم انـ ــه ال سـ ــبيل لمسـ ــألة‬ ‫جماعيـ ــة علـ ــى بع ـ ـ‬

‫هذا الشخص محتجين بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن طبيعة الشخص المعنوي تجعل من المستحيل اسناد الجريمة اليه ‪:‬‬

‫ق ـ ــانوني اقتض ـ ــته الض ـ ــرورة فه ـ ــو ع ـ ــديم اإلرادة ال‬ ‫‪ -‬الش ـ ــخص االعتب ـ ــاري او المعن ـ ــوي ه ـ ــو افتـ ـ ـ ار‬

‫يستطيع ان يصدر منه نشاط ذاتي ف‪. 1‬‬

‫‪ -‬منصور رحماني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1.211‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫جـ ــاء لضـ ــرورات عمليـ ــة لكـ ــي يتـ ــان لشـ ــخص المعنـ ــوي أن يتمل ـ ـ األم ـ ـوال‬ ‫ومـ ــن ثـ ــم فهـ ــذا اإلفت ـ ـ ار‬

‫ويتعاقـ ــد وحتـ ــى يكـ ــون مس ـ ـ وال مـ ــدنيا عـ ــن األض ـ ـرار التـ ــي يسـ ــببها للغيـ ــر أثن ـ ـاء ممارسـ ــته لنشـ ــاطه ‪،‬‬

‫ال يمت ـ ـ ــد ال ـ ـ ــى نط ـ ـ ــاق المسـ ـ ـ ـ ولية الجنائي ـ ـ ــة ألن الق ـ ـ ــانون الجن ـ ـ ــائي ال يبن ـ ـ ــي‬ ‫ولك ـ ـ ــن ه ـ ـ ــذا اإلفتـ ـ ـ ـ ار‬

‫او المجاز وانما الحقيقة والواقع ف‪. 1‬‬ ‫أحكامه على االفت ار‬

‫‪-2‬عـ ــدم قابليـ ــة تطبيـ ــق العقوبـ ــات الجزائيـ ــة علـ ــى الشـ ــخص المعنـ ــوي ألن غالبيـ ــة العقوبـ ــات الجنائيـ ــة‬

‫غي ـ ـ ــر ص ـ ـ ــالحة ألن تطب ـ ـ ــق علي ـ ـ ــه ‪ ،‬فل ـ ـ ــيي له ـ ـ ــا أجس ـ ـ ــام تس ـ ـ ــجن وال ر وي تش ـ ـ ــنق كم ـ ـ ــا أن الق ـ ـ ــول‬

‫مـ ـ ــع مبـ ـ ــدأ شخصـ ـ ــية العقوبـ ـ ــة إذ أن هـ ـ ــذه العقوبـ ـ ــة تصـ ـ ــيب جميـ ـ ــع‬ ‫بالمس ـ ـ ـ ولية الجنائيـ ـ ــة يتعـ ـ ــار‬

‫منهم بريئا ‪.‬‬ ‫األشخاص الطبيعيين الم سسين للشخص االعتباري وان كان البع‬

‫‪:‬إن وظيف ـ ــة‬ ‫المس ـ ــتهدفة م ـ ــن العقوب ـ ــة فال ـ ــرد‬ ‫‪-3‬معاقب ـ ــة الش ـ ــخص المعن ـ ــوي ال تحق ـ ــق األغـ ـ ـ ار‬

‫العقوبـ ــة ه ـ ــي إص ـ ــالن الم ـ ــذنب وزجـ ــر غيـ ـ ـره ‪ .‬ومعاقب ـ ــة الش ـ ــخص االعتبـ ــاري ال تحق ـ ــق ه ـ ــذا اله ـ ــد‬

‫ف‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫إذ ليي له إرادة مستقلة يرجى إصالحها ‪ ،‬وال إرادة مماثلة يرجى زجرها‬

‫ومـ ــن ثـ ــم فهـ ــي ليس ـ ــت ذات جـ ــدوى بالنسـ ــبة للشـ ــخص المعن ـ ــوي ‪ ،‬فإصـ ــالن المحكـ ــوم عليـ ــه وتأهيل ـ ــه‬

‫ف‪3‬‬
‫العقاب إذا كان الجاني شخص طبيعي‬ ‫أساسي من أغ ار‬ ‫في الحياة اإلجتماعية غر‬

‫‪ -1‬مبرو بوخزنة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.83‬‬

‫‪ -‬منصور رحماني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.211‬‬

‫‪ -‬مبرو بوخزنة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪3.89‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الج ـ ـرائم التـ ــي تتفـ ــق مـ ــع طبيعتـ ــه وأهدافـ ــه ‪ ،‬وهـ ــو لـ ــيي‬ ‫فبمقـ ــدور الشـ ــخص االعتبـ ــاري إرتكـ ــاب بع ـ ـ‬

‫أه ـ ــال للمسـ ـ ـ ولية عنه ـ ــا ‪ ،‬فه ـ ــو أش ـ ــبه م ـ ــا يك ـ ــون ب ـ ــالمجنون او المعت ـ ــوه ال ـ ــذي ال يص ـ ــلح أن يعاق ـ ــب‬

‫التدابير الوقائية ف‪. 1‬‬ ‫وانما يصلح أن تتخذ ضده بع‬

‫ثانيــــا ‪ :‬االتجــــاه المؤيــــد ‪ :‬إنطل ــق ه ــذا الجان ــب م ــن الفق ــه ال ــذي يق ــرر المسـ ـ ولية الجزائي ــة للش ــخص‬

‫المعن ـ ـ ــوي م ـ ـ ــن طبيع ـ ـ ــة الحي ـ ـ ــاة المتط ـ ـ ــورة ‪ ،‬والعالق ـ ـ ــات االقتص ـ ـ ــادية المتش ـ ـ ــابكة ‪ ،‬والت ـ ـ ــي أدت إل ـ ـ ــى‬

‫ظهـ ــور األعـ ــداد الكبي ـ ـرة مـ ــن األشـ ــخاص المعنويـ ــة ‪ ،‬وكبـ ــر حجـ ــم ه ـ ـ الء األشـ ــخاص وسـ ــعة إمت ـ ـدادها‬

‫اإلقليمي‪ ،‬وقدراتها الضخمة ف‪. 2‬‬

‫ويمكن تلخيص حجس الم يدين لعقوبة الشخص االعتباري فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬ان الج ـ ـزاء يمك ـ ــن تطبيق ـ ــه علـ ــى الش ـ ــخص المعن ـ ــوي حس ـ ــب طبيعتـ ــه كالح ـ ــل و المراقب ـ ــة ‪ ،‬والغل ـ ــق‬

‫وتضـ ــييق نطـ ــاق عملـ ــه ‪ ،‬وكلهـ ــا تـ ــدابير احت ارزيـ ــة تـ ــتالئم مـ ــع طبيعتـ ــه ‪ ،‬كمـ ــا يمكـ ــن تطبيـ ــق نـ ــو مـ ــن‬

‫العقوبات كالغرامة والمصادرة ‪.‬‬

‫‪-2‬قــ ــالو أيضـ ـ ــا بــ ــأن التـ ـ ــدر فـ ـ ــي إصــ ــابة العقوبـ ـ ــة لجميـ ـ ــع المسـ ـ ــاهمين لـ ـ ــه مـ ـ ــا يماثل ـ ــه فـ ـ ــي عقوبـ ـ ــة‬

‫الشخص الطبيعي ‪ ،‬فعقاب االب مثال تعود ب ثار سلبية على جميع افراد العائلة ‪.‬‬

‫‪-3‬الشـ ــخص االعتبـ ــاري حقيق ـ ــة واقعـ ــة ‪ ،‬وك ـ ــائن لـ ــه وج ـ ــود فـ ــي ع ـ ــالم القـ ــانون ‪ ،‬ول ـ ــه ذمـ ــة مالي ـ ــة ‪،‬‬

‫كم ـ ــا أن ل ـ ــه إرادة مس ـ ــتقلة ع ـ ــن ك ـ ــل ف ـ ــرد في ـ ــه ‪ ،‬فإرادت ـ ــه ه ـ ــي مجموع ـ ــة أراء أعض ـ ــائه والمس ـ ــاهمين‬

‫فيه ومظهرها األوامر والتعليمات التي ينفذها القانون بإدارة أعماله ‪.‬‬

‫‪ -‬منصور رحماني ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪1. 211‬‬

‫‪ -‬مبرو بوخزنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪2.72‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫‪-4‬قـ ــالو أيض ـ ــا أن عقابـ ــه ال يخ ـ ــرج الجريمـ ــة ع ـ ــن إطارهـ ــا وطبيعته ـ ــا ‪ ،‬وكمـ ــا يمك ـ ــن أن يكـ ــاف ه ـ ــذا‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشخص عن أعماله الجيدة ‪ ،‬يمكن أن يعاقب كذل إذا كانت أعماله عكي ذل‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من هذه المسؤولية ‪:‬‬

‫وهـ ــو مـ ــا جسـ ــده المشـ ــر الج ازئـ ــري فـ ــي المـ ــادة ‪ 51‬مكـ ــرر مـ ــن قـ ــانون العقوبـ ــات علـ ــى مـ ــايلي‬

‫‪ ":‬باس ـ ـ ــتثناء الدول ـ ـ ــة والجماع ـ ـ ــات المحلي ـ ـ ــة لألش ـ ـ ــخاص المعنوي ـ ـ ــة الخاض ـ ـ ــعة للق ـ ـ ــانون الع ـ ـ ــام يك ـ ـ ــون‬

‫الش ـ ــخص المعن ـ ــوي مسـ ـ ـ وال جزائي ـ ــا ع ـ ــن الجـ ـ ـرائم الت ـ ــي ترتك ـ ــب لحس ـ ــابه م ـ ــن ط ـ ــر أجهزت ـ ــه ك ـ ــونهم‬

‫ممثلي ـ ـ ــه الش ـ ـ ــرعيين عن ـ ـ ــدما ي ـ ـ ــنص الق ـ ـ ــانون ‪ .‬إن المسـ ـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ـ ــة للش ـ ـ ــخص المعن ـ ـ ــوي ال تمن ـ ـ ــع‬

‫مسـ ــاءلة الشـ ــخص الطبيعـ ــي كفاعـ ــل أصـ ــلي أو ش ـ ـري فـ ــي نفـ ــي األفعـ ــال " وقـ ــد جـ ــاء تك ـ ـريي مبـ ــدأ‬

‫اللج ـ ــان الت ـ ــي س ـ ــبق أن‬ ‫المسـ ـ ـ ولية الجزائي ـ ــة للش ـ ــخص المعن ـ ــوي تتويج ـ ــا لم ـ ــا وص ـ ــلت إلي ـ ــه مختلـ ـ ـ‬

‫عهـ ــد إليهـ ــا بإعـ ــداد مشـ ــرو تعـ ــديل قـ ــانون العقوبـ ــات منـ ــذ ‪ ، 1997‬ولمـ ــا أوصـ ــت بـ ــه لجنـ ــة إصـ ــالن‬

‫العدالة في تقريرها سنة ‪. 2000‬‬

‫ومـ ـ ــن أهـ ـ ــم اإلعتبـ ـ ــارات التـ ـ ــي دفعـ ـ ــت المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري إلق ـ ـ ـرار مبـ ـ ــدأ المس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة‬

‫لألش ــخاص ف ــي ق ــانون العقوب ــات ‪ ،‬عل ــى نح ــو م ــا ج ــاء ف ــي كلم ــة وزي ــر الع ــدل عن ــد تقديم ــه مش ــرو‬

‫تعـ ـ ــديل قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات أمــ ــام الن ـ ـ ـواب المجلـ ـ ــي الشــ ــعبي الـ ـ ــوطني ‪ ،‬ه ـ ــو إعت ارفـ ـ ــه بحقيقـ ـ ــة اإلج ـ ـ ـرام‬

‫المرتكـ ـ ــب مـ ـ ــن األشـ ـ ــخاص المعنويـ ـ ــة فـ ـ ــي العصـ ـ ــر الحـ ـ ــديظ ‪ ،‬نظ ـ ـ ـ ار إلـ ـ ــى ت ازيـ ـ ــد عـ ـ ــددها وضـ ـ ــخامة‬

‫‪ -‬منصور رحماني ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪1 . 212‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫إمكانياتهـ ــا والـ ــى مـ ــا تمثلـ ــه مـ ــن قـ ــوة إقتصـ ــادية واجتماعيـ ــة ‪ ،‬جعلتـ ــه مص ـ ـدر لإلعتـ ــداء علـ ــى البيئ ـ ــة‬

‫وعلى النظام االقتصاديف‪. 1‬‬

‫مـ ـ ــن خـ ـ ــالل هـ ـ ــذا اإلق ـ ـ ـرار للمس ـ ـ ـ ولية الجزائيـ ـ ــة للشـ ـ ــخص المعنـ ـ ــوي هـ ـ ــل يمكـ ـ ــن أن ترتكـ ـ ــب جريمـ ـ ــة‬

‫في استعمال أموال الشركة من قبل الشركة‬ ‫التعس‬

‫م ـ ــن تجـ ـ ـريم االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألمـ ـ ـوال الش ـ ــركة ل ـ ــم ي ـ ــأتي لحماي ـ ــة مص ـ ــالح الش ـ ــركاء‬ ‫‪-‬إن اله ـ ــد‬

‫أن تكـ ــون الشـ ــركة هـ ــي الضـ ــحية‬ ‫فق ـ ـ بـ ــل جـ ــاء لحمايـ ــة إئتمـ ــان الشـ ــركة وأموالهـ ــا ككـ ــل ألنـ ــه يفتـ ــر‬

‫األولــ ــى المتضـ ـ ــررة مــ ــن هــ ــذه الجنحــ ــة وبالتــ ــالي نقــ ــول بــ ــأن هن ـ ــا إسـ ـ ــتحالة إلرتكابه ـ ــا مــ ــن طـ ـ ــر‬

‫الشـ ــركة ناهي ـ ـ عـ ــن أن هـ ــذه الجريمـ ــة تتطلـ ــب لقيامهـ ــا أن تكـ ــون مرتكبـ ــة مـ ــن قبـ ــل شـ ــخص طبيعـ ــي‬

‫وال ـ ـ ــذي يش ـ ـ ــغل منص ـ ـ ــب إداري فع ـ ـ ــال ف ـ ـ ــي صـ ـ ـ ــورة م ـ ـ ــدير أو مس ـ ـ ــير وعلي ـ ـ ــه ف ـ ـ ــإن الش ـ ـ ــركة تعفـ ـ ـ ــى‬

‫في استعمال أموال الشركة ‪.‬‬ ‫مس وليتها من إرتكاب جريمة التعس‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات المتابعة لجريمة التعسف ‪.‬‬

‫ينش ـ ــأ ع ـ ــن ك ـ ــل جريم ـ ــة دع ـ ــوى تس ـ ــمى بال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة ‪ ،‬غايته ـ ــا توقي ـ ــع العقوب ـ ــة ض ـ ــد‬

‫مرتك ــب الجريم ــة سـ ـواء ارتكب ــت فـ ــي ح ــق المجتم ــع ال ــذي أخ ــل بنظام ــه وأمن ــه واس ــتق ارره أو ف ــي حـ ــق‬

‫المجنــ ــي عليـ ـ ــه ‪،‬و المجنـ ـ ــي عليـ ـ ــه فـ ـ ــي جريمـ ـ ــة االســ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة هـ ـ ــو الشـ ـ ــركة‬

‫التـ ـ ــي يـ ـ ــديرها أو الغيـ ـ ــر المتعـ ـ ــاملين مـ ـ ــع هـ ـ ــذه الشـ ـ ــركة ‪،‬والـ ـ ــذين يكونـ ـ ــون حسـ ـ ــني النيـ ـ ــة ال يعلمـ ـ ــون‬

‫بالتص ـ ـرفات غيـ ــر المشـ ــروعة للمـ ــدير أو المسـ ــير‪ ،‬ناهي ـ ـ عـ ــن تضـ ــرر بقيـ ــة شـ ــركاءه أو المسـ ــاهمين‬

‫إلـ ـ ــى‬ ‫فـ ـ ــي الشـ ـ ــركة وبالتـ ـ ــالي قـ ـ ــد تلحقهـ ـ ــم أض ـ ـ ـرار ماديـ ـ ــة فيتولـ ـ ــد عنهـ ـ ــا دعـ ـ ــوى مدنيـ ـ ــة وهـ ـ ــي تهـ ـ ــد‬

‫من األمر رقم ‪ ، 156/66‬مرجع سابق ‪1.‬‬ ‫‪-‬محمد حزي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.83‬المادة ‪ 51‬ق‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫هـ ـ ـ الء ع ـ ــن الض ـ ــرر ال ـ ــذي لح ـ ــق به ـ ــم ‪ ،‬وال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة إذن ه ـ ــي دع ـ ــوى للمص ـ ــلحة‬ ‫تع ـ ــوي‬

‫ال ـ ــدعوى المدني ـ ــة الت ـ ــي ه ـ ــي ذات مص ـ ــلحة شخص ـ ــية‬ ‫العام ـ ــة وه ـ ــي م ـ ــن النظ ـ ــام الع ـ ــام عل ـ ــى خ ـ ــال‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال‬ ‫للفـ ــرد المتضـ ــرر ‪ .‬وعليـ ــه سـ ــنتطرق فيمـ ــا يلـ ــي إلـ ــى متابعـ ــة مرتكبـ ــي جنحـ ــة التعس ـ ـ‬

‫أم ـ ـوال الش ـ ــركة ف ـ ــي مطلبـ ــين فالمطل ـ ــب األول ت ـ ــذكر في ـ ــه كـ ــل دع ـ ــوى عل ـ ــى حـ ــدى والت ـ ــي تنش ـ ــأ ع ـ ــن‬

‫ف‪1‬‬
‫هذه الجريمة وفي المطلب الثاني الجزاءات المقررة لها قانونا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدعاوى الناشئة عن جريمة التعسف ‪.‬‬

‫إن أس ـ ــاي وج ـ ــود ال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة ه ـ ــو الجريم ـ ــة ‪ ،‬ف ـ ــي ح ـ ــين أن أس ـ ــاي نش ـ ــوء ال ـ ــدعوى‬

‫المدني ـ ــة ه ـ ــو الض ـ ــرر ال ـ ــذي أحدث ـ ــه المج ـ ــرم ب ـ ــالطر المتض ـ ــرر ‪ ،‬فمخالف ـ ــة التشـ ـ ـريع الجن ـ ــائي ه ـ ــو‬

‫س ـ ـ ــبب وج ـ ـ ــود الـ ـ ـ ــدعوى العمومي ـ ـ ــة فيمـ ـ ـ ــا أن الض ـ ـ ــرر المـ ـ ـ ــادي أو المعن ـ ـ ــوي هـ ـ ـ ــو مص ـ ـ ــدر الـ ـ ـ ــدعوى‬

‫المدنية‪.‬‬

‫عل ـ ـ ــى المج ـ ـ ــرم فيم ـ ـ ــا أن ال ـ ـ ــدعوى المدني ـ ـ ــة غايته ـ ـ ــا‬ ‫ف‪2‬‬
‫فال ـ ـ ــدعوى العمومي ـ ـ ــة غايته ـ ـ ــا توقي ـ ـ ــع العق ـ ـ ــاب‬

‫‪ ،‬وان ال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة ه ـ ــي دع ـ ــوى ذات مص ـ ــلحة عام ـ ــة وه ـ ــي م ـ ــن‬ ‫الحك ـ ــم للمتض ـ ــرر ب ـ ــالتعوي‬

‫الـ ـ ــدعوى المدنيـ ـ ــة التـ ـ ــي هـ ـ ــي ذات مصـ ـ ــلحة شخصـ ـ ــية للضـ ـ ــحية الـ ـ ــذي‬ ‫النظـ ـ ــام العـ ـ ــام علـ ـ ــى خـ ـ ــال‬

‫يكـ ــون دائمـ ــا الشـ ــركة أو الغيـ ــر حسـ ــن النيـ ــة وكـ ــل مـ ــن لـ ــه مصـ ــلحة كمـ ــا يجـ ــوز التنـ ــازل عنهـ ــا وعليـ ــه‬

‫يقس ـ ــم هــ ــذا المطل ـ ــب إلــ ــى ف ـ ــرعين فـ ـ ــالفر األول يخص ـ ــص لمس ـ ــألة تحريـ ـ ـ الـ ـ ــدعوى العمومي ـ ــة فـ ـ ــي‬

‫في استعمال أموال الشركة أما الفر الثاني فيخصص للدعوى المدنية ‪.‬‬ ‫جريمة التعس‬

‫‪-1‬محمد علي الس ـ ــالم عياد الحلبي‪ ،‬ش ـ ــرن قانون العقوبات قس ـ ــم عام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنش ـ ــر و التوزيع‪ ،‬عمان األردن‬

‫‪ ،2007،‬ص‪.305‬‬

‫‪-2‬عبد هللا أوهايبية ‪،‬شرن قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2012،‬ص‪.48‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحري الدعوى العمومية في جريمة التعسف ‪.‬‬

‫فـ ـ ــي اسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة ينـ ـ ــتس عنه ـ ـ ـا دعـ ـ ــوى‬ ‫كمـ ـ ــا قيـ ـ ــل سـ ـ ــابقا أن جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫عموميــ ــة تقــ ــوم النيابــ ــة بتحركيهــ ــا باعتبـ ـ ــاره أول اإلج ـ ـ ـراءات الت ـ ــي تباش ـ ــر أم ـ ــام الجه ـ ــات القضـ ـ ــائية‪،‬‬

‫كمـ ـ ــا يمكـ ـ ــن للطـ ـ ــر المتضـ ـ ــرر تحري ـ ـ ـ الـ ـ ــدعوى العموميـ ـ ــة طبقـ ـ ــا للمـ ـ ــادة األولـ ـ ــى مـ ـ ــن قـ ـ ــانون‬ ‫ف‪1‬‬

‫اإلجـ ـ ـ ـراءات الجزائي ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ت ـ ـ ــنص عل ـ ـ ــىف أن ـ ـ ــه ال ـ ـ ــدعوى العمومي ـ ـ ــة لتطبي ـ ـ ــق العقوب ـ ـ ــات يحركه ـ ـ ــا و‬

‫يباشرها رجال القضاء أو الموظفون المعهود إليهم بها بمقتضى القانون‪...‬‬

‫وقـ ـ ــد جعـ ـ ــل المشـ ـ ــر الج ازئـ ـ ــري مـ ـ ــن النيابـ ـ ــة العامـ ـ ــة سـ ـ ــلطة االدعـ ـ ــاء العـ ـ ــام للحفـ ـ ــا علـ ـ ــى حقـ ـ ــوق‬

‫المجتم ـ ــع ومعاقب ـ ــة المج ـ ــرمين وه ـ ــو م ـ ــا ج ـ ــاءت ب ـ ــه الم ـ ــادة ‪ 29‬م ـ ــن ق ـ ــانون اإلجـ ـ ـراءات الجزائي ـ ــة أن‬

‫حـ ــق تحري ـ ـ الـ ــدعوى العموميـ ــة غيـ ــر مقصـ ــور عل ـ ـى النيابـ ــة العامـ ــة فق ـ ـ يجـ ــوز للطـ ــر المتضـ ــرر‬

‫ف‪. 2‬‬
‫من الجريمة أن يقوم بتحريكها‬

‫ومثـ ـ ــال ذل ـ ـ ـ األخطـ ـ ــاء التـ ـ ــي يكتشـ ـ ــفها منـ ـ ــدو ي الحسـ ـ ــابات ‪ ،‬فنصـ ـ ــت المـ ـ ــادة ‪ 715‬مكـ ـ ــرر‪ 13‬مـ ـ ــن‬

‫منـ ــدو و الحسـ ــابات علـ ــى أقـ ــرب جمعيـ ــة عامـ ــة مقبلـ ــة‪ ،‬المخالفـ ــات‬ ‫القـ ــانون التجـ ــاري علـ ــى « يعـ ــر‬

‫و األخطـ ــاء التـ ــي الحظوهـ ــا أثن ـ ـاء ممارسـ ــة مهـ ــامهم و يطلعـ ــون عـ ــالوة علـ ــى ذل ـ ـ وكيـ ــل الجمهوريـ ــة‬

‫ف‪3‬‬
‫باألفعال الجنحية التي أطلعوا عليها » فيما يتعلق بشركة المساهمة‬

‫‪-‬عبد هللا أوهايبية‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪1.56‬‬

‫‪ -2‬ح ـ ـ ـزي محمـ ـ ــد ‪ ،‬مـ ـ ــذكرات فـ ـ ــي قـ ـ ــانون اإلج ـ ـ ـراءات الجزائيـ ـ ــة الجزائريـ ـ ــة ‪ ،‬مرجـ ـ ــع سـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ‪.10‬األمـ ـ ــر رقـ ـ ــم ‪155/66‬‬
‫الم ـ ـ رخ فـ ــي ‪ 08‬يونيـ ــو ‪ 1966‬يتضـ ــمن قـ ــانون اإلج ـ ـراءات الجزائيـ ــة آخـ ــر تعـ ــديل األمـ ــر رقـ ــم ‪ 02/15‬الم ـ ـ رخ فـ ــي ‪ 23‬يونيـ ــو‬
‫سنة ‪ ، 2015‬ج ر ‪ 40‬م رخة في ‪. 2015-07- 23‬‬
‫‪ -‬فتيحة مولود عماري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ .203‬المادة ‪ 715‬مكرر‪ 13‬ق ت األمر رقم ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪3.‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫المــ ــادة ‪ 06‬مكـ ـ ــرر م ـ ــن قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات علـ ـ ــى " ال تح ـ ــر الـ ـ ــدعوى العموميـ ـ ــة ضـ ـ ــد‬ ‫كم ـ ــا تضــ ــي‬

‫مسـ ـ ــيري الم سسـ ـ ــات العموميـ ـ ــة االقتصـ ـ ــادية التـ ـ ــي تمل ـ ـ ـ الدولـ ـ ــة كـ ـ ــل رأي مالهـ ـ ــا أو ذات رأي مـ ـ ــال‬

‫أو ضـ ـ ــيا أم ـ ـ ـوال‬ ‫مخـ ـ ــتل عـ ـ ــن أعمـ ـ ــال التسـ ـ ــيير التـ ـ ــي ت ـ ـ ـ دي إلـ ـ ــى الس ـ ـ ـرقة أو اخـ ـ ــتالي أو تل ـ ـ ـ‬

‫عموميـ ـ ـ ــة أو خاصـ ـ ـ ــة إال بنـــــــــاءا علـــــــــى شـــــــــكوى مسـ ـ ـ ــبقة مـ ـ ـ ــن الهيئـ ـ ـ ــات االجتماعيـ ـ ـ ــة للم سسـ ـ ـ ــة‬

‫المنصوص عليها في القانون التجاري وفي التشريع الساري المفعول ‪.‬‬

‫أعض ـ ـ ــاء الهيئ ـ ـ ــات االجتماعي ـ ـ ــة للم سس ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذين ال يبلغ ـ ـ ــون ع ـ ـ ــن الوق ـ ـ ــائع ذات الط ـ ـ ــابع‬ ‫يتع ـ ـ ــر‬

‫‪.‬‬ ‫ف‪1‬‬
‫الجزائي للعقوبات المقررة في التشريع الساري المفعول‬

‫ك ـ ــذل يمك ـ ــن أن للشـ ـ ـري الوحي ـ ــد ف ـ ــي الم سس ـ ــة ذات الش ـ ــخص الواح ـ ــد وذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة‬

‫أن يرفـ ـ ــع الـ ـ ــدعوى باس ـ ـ ــمه الشخصـ ـ ــي ‪ ،‬كم ـ ـ ــا يمكنـ ـ ــه أن يرفعهـ ـ ــا باس ـ ـ ــم ولحسـ ـ ــاب الم سس ـ ـ ــات ذات‬

‫الشخص الواحد وذات المس ولية المحدودة ‪.‬‬

‫لض ـ ــرر م ـ ــن تص ـ ــر الم ـ ــدير بص ـ ــفة عام ـ ــة ق ـ ــد يك ـ ــون ه ـ ــذا‬ ‫باإلض ـ ــافة إل ـ ــى ك ـ ــل ش ـ ــخص تع ـ ــر‬

‫ب ـ ــأن يتق ـ ــدم بش ـ ــكوى مص ـ ــحوبة بإدع ـ ــاء‬ ‫ف‪2‬‬


‫الش ـ ــخص إم ـ ــا الشـ ـ ـري الوحي ـ ــد أو الغي ـ ــر ذو المص ـ ــلحة‬

‫مدني كما أشارت إليه المادة ‪ 72‬من قانون اإلجراءات الجزائيةف‪. 3‬‬

‫باإلض ـ ــافة إل ـ ــى أن ـ ــه يمك ـ ــن تحريـ ـ ـ ال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة ع ـ ــن طري ـ ــق التبليغ ـ ــات المقدم ـ ــة م ـ ــن إدارات‬

‫خاصـ ــة مـ ــن قبـ ــل مـ ــوظفين معهـ ــود إلـ ــيهم بـ ــذل وفقـ ــا لمـ ــا جـ ــاءت بـ ــه المـ ــادة ‪ 27‬مـ ــن ق اإلج ـ ـراءات‬

‫مهـ ـ ــام الضـ ـ ــب القضـ ـ ــائي ومـ ـ ــن ه ـ ـ ـ الء المـ ـ ــوظفين وأع ـ ـ ـوان اإلدارات‬ ‫الجزائيـ ـ ــة وهـ ـ ــم مكلفـ ـ ــون بـ ـ ــبع‬

‫‪-1‬المادة ‪ 06‬من األمر ‪ ، 02- 15‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ليلى بلحاصل منزلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪ -3‬محم ـ ــد حـ ـ ــزي ‪ ،‬مرج ـ ــع سـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ‪ .10‬الم ـ ــادة ‪ 72‬ق إ ج ‪ « :‬يجـ ـ ــوز لكـ ـ ــل ش ـ ــخص متضـ ـ ــرر م ـ ــن جنايـ ـ ــة أو جنحـ ـ ــة‬
‫أن يدعي مدنيا أن يتقدم بشكواه أما قاضي التحقيق المختص »‬
‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫س ـ ـ ــلطات الض ـ ـ ــب القض ـ ـ ــائي موظف ـ ـ ــوا مص ـ ـ ــلحة‬ ‫والمص ـ ـ ــالح العمومي ـ ـ ــة‪ ،‬وال ـ ـ ــذين يتمتع ـ ـ ــون ب ـ ـ ــبع‬

‫الج ـ ـ ـرائم والسـ ـ ــيما منهـ ـ ــا ج ـ ـ ـرائم التمـ ـ ــوين ورجـ ـ ــال‬ ‫األسـ ـ ــعار واألبحـ ـ ــاظ االقتصـ ـ ــادية بالنسـ ـ ــبة لـ ـ ــبع‬

‫الجم ـ ــار حي ـ ــظ يعتب ـ ــرون م ـ ــأمورون بالض ـ ــب القض ـ ــائي فيم ـ ــا يتعل ـ ــق ب ـ ــالجرائم الجمركي ـ ــة واالتج ـ ــار‬

‫غيـ ــر مشـ ــرو بالعملـ ــة وكـ ــذا موظفـ ــوا مصـ ــلحة الض ـ ـرائب باعتبـ ــارهم مـ ــن مـ ــأموري الضـ ــب القضـ ــائي‬

‫فـ ــي الج ـ ـرائم الض ـ ـريبية وغيـ ــرهم ف‪. 1‬ومـ ــا هـ ــو جـ ــدير بالـ ــذكر فـ ــي مجـ ــال جريمـ ــة االسـ ــتعمال التعسـ ــفي‬

‫ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة هـ ـ ــو الـ ـ ــدور الـ ـ ــذي يلعبـ ـ ــه ه ـ ـ ـ الء المـ ـ ــوظفين اإلداريـ ـ ــين خاصـ ـ ــة موظفـ ـ ــو مصـ ـ ــلحة‬

‫عنه ـ ــا ع ـ ــن طري ـ ــق المراقب ـ ــة أو التحقي ـ ــق ف ـ ــي الته ـ ــرب الضـ ـ ـريبي أو فح ـ ــص‬ ‫الضـ ـ ـرائب ف ـ ــي الكشـ ـ ـ‬

‫المطابق ــة غي ــر أنه ــا ال تمتلـ ـ الح ــق ف ــي رف ــع ال ــدعوى فك ــل م ــا يمكنه ــا القي ــام ب ــه ه ــو تبليـ ـ الملـ ـ‬

‫إلى النيابة العامة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الدعوى المدنية ‪.‬‬

‫فالـ ـ ــدعوى المدنيـ ـ ــة تعنـ ـ ــي حـ ـ ــق المتضـ ـ ــرر مـ ـ ــن الجريمـ ـ ــة فـ ـ ــي مطالبـ ـ ــة المـ ـ ــتهم أو المس ـ ـ ـ ول‬

‫الجزئـ ــي بجبـ ــر الضـ ــرر الـ ــذي لحقـ ــه نتيجـ ــة الجريمـ ــة التـ ــي ارتكبهـ ــا وهـ ــذا‬
‫ا‬ ‫المـ ــدني عنـ ــه أمـ ــام القضـ ــاء‬

‫ما نصت عليه المادة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجزائية ف‪. 2‬‬

‫‪ -1‬مايـ ـ ـ ــة زكـ ـ ـ ــري ويـ ـ ـ ــي ‪ ،‬مرجـ ـ ـ ــع سـ ـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ‪ .139-138‬المـ ـ ـ ــادة ‪ 27‬ق إ ج ‪« :‬يباشـ ـ ـ ــر الموظفـ ـ ـ ــون وأع ـ ـ ـ ـوان اإلدارات‬
‫سـ ــلطات الضـ ــب القضـ ــائي التـ ــي تنـ ــاط بهـ ــم بموجـ ــب ق ـ ـوانين خاصـ ــة وفقـ ــا األوضـ ــا وفـ ــي الحـ ــدود‬ ‫والمصـ ــالح العموميـ ــة بع ـ ـ‬
‫المبين ــة بتلـ ـ الق ـ ـوانين ‪ .‬ويك ــون خاض ــعين فـ ــي مباشـ ـرتهم مهـ ــام الض ــب القض ــائي الموكولـ ــة إل ــيهم ألحك ــام المـ ــادة ‪ 13‬م ــن هـ ــذا‬
‫القانون »‬
‫‪ -2‬محمـ ـ ـ ــد ح ـ ـ ـ ـزي ‪ ،‬مرجـ ـ ـ ــع سـ ـ ـ ــابق ‪ ،‬ص ‪ . 35‬المـ ـ ـ ــادة ‪ 02‬ق إ ج ‪ « :‬يتعلـ ـ ـ ــق الحـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ــي الـ ـ ـ ــدعوى المدنيـ ـ ـ ــة للمطالبـ ـ ـ ــة‬

‫الضـ ــرر النـ ــاجم عـ ــن جنايـ ــة أو جنحـ ــة أو مخالفـ ــة بكـ ــل مـ ــن أصـ ــابهم شخصـ ــيا ضـ ــرر مباشـ ــر تسـ ــبب عـ ــن جريمـ ــة وال‬ ‫بتعـ ــوي‬

‫أو إرجـ ــاء مباش ـ ـرة الـ ــدعوى العموميـ ــة وذل ـ ـ مـ ــع م ارعـ ــات الحـ ــاالت المشـ ــار‬ ‫يترتـ ــب علـ ــى التنـ ــازل عـ ــن الـ ــدعوى المدنيـ ــة إيقـ ــا‬

‫إليها في الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪» 06‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فاألص ـ ــل أن ترف ـ ــع ال ـ ــدعوى المدني ـ ــة أم ـ ــام المحـ ـ ــاكم المدني ـ ــة‪ ،‬إال أن المش ـ ــر ق ـ ــد أج ـ ــاز رفعه ـ ــا أمــ ــا‬

‫المحـ ــاكم الجزائيـ ــة شـ ــرط أن يت ـ ـوافر فـ ــي الفعـ ــل الـ ــذي يبـ ــيح االدعـــاء الم ـ ـدني للمضـ ــرور أمـ ــام القضـ ــاء‬

‫الجزائي شرطين هي ف‪: 1‬‬

‫‪-1‬أن تنشـ ـ ــأ الـ ـ ــدعوى المدنيـ ـ ــة التبعيـ ـ ــة عـ ـ ــن كـ ـ ــل فعـ ـ ــل يعـ ـ ــد جريمـ ـ ــة ف جنايـ ـ ــة ‪ ،‬جنح ـ ــة ‪ ،‬مخالفـ ـ ــة‬

‫وهنـ ــا جريم ـ ــة االس ـ ــتعمال التعس ـ ــفي ألمـ ـ ـوال الش ـ ــركة هـ ــي جنح ـ ــة منص ـ ــوص عليه ـ ــا ف ـ ــي المـ ـ ـواد ‪800‬‬

‫فقرة ‪ 811 ، 4‬فقرة ‪ 840 ، 3‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫‪-2‬كمـ ــا يشـ ــترط القـ ــانون لإلدعـ ــاء مـ ــدنيا عـ ــن واقعـ ــة جزائيـ ــة أن يـ ــنجم عنهـ ــا ضـ ــرر قـ ــد يكـ ــون ماديـ ــا‬

‫أومعنوي ـ ــا ولك ـ ــن يشـ ـ ـترط أن يك ـ ــون شخص ـ ــيا ومباش ـ ـ ا‬
‫ـر ‪ ،‬فه ـ ــو شخص ـ ــي ومباش ـ ــر بالنس ـ ــبة للش ـ ــركة أو‬

‫المساهمين ف‪. 2‬‬

‫‪ -‬األشخاص الذين يحق لهم ممارسة الدعوى المدنية بالتبعية‬

‫أوال‪-‬الشــــــخص المعنــــــوي ‪ :‬إن جريمـ ـ ــة االسـ ـ ــتعمال التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة الناتج ـ ــة عـ ـ ــن عمـ ـ ــل‬

‫ه ـ ــذه األخيـ ـ ـرة إل ـ ــى خس ـ ــارة أو إل ـ ــى خط ـ ــر الخس ـ ــارة ‪،‬فالش ـ ــركة‬ ‫لمص ـ ــلحة الش ـ ــركة ‪ ،‬تع ـ ــر‬ ‫مخ ـ ــال‬

‫كمـ ــا سـ ــبق ذكرهـ ــا هـ ــي الضـ ــحية المباش ـ ـرة مـ ــن الجريمـ ــة إذ تتحمـ ــل ضـ ــرر وذل ـ ـ طبقـ ــا لـ ــنص المـ ــادة‬

‫‪ 2‬مـ ــن قـ ــانون اإلج ـ ـراءات الجزائيـ ــة‪ 3‬فموضـ ــو الـ ــدعوى البـ ــد أن يكـ ــون تعويضـ ــا لضـ ــرر عـ ــام لحـ ــق‬

‫الشـ ــركة ‪ ،‬فـ ــإذا لـ ــم يقـ ــع عليهـ ــا ذاتهـ ــا الضـ ــرر فـ ــال وجـ ــه لهـ ــا باإلدعـ ــاء بالمس ـ ـ ولية حتـ ــى ولـ ــو كـ ــان‬

‫‪ -‬عبد هللا أوهايبية ‪ ،‬مرجع سابق‪1631 ،‬‬

‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1512‬‬

‫‪ -‬عبد هللا أوهايبية ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪1643‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫الخطـ ــأ الـ ــذي ارتكبـ ــه المسـ ــير أو المجلـ ــي كلـ ــه أو بعضـ ــه يرتـ ــب ضـ ــر ار فرديـ ــا ألحـ ــد المسـ ــاهمين أو‬

‫الشركاء‪.‬‬

‫‪ ‬فالمســــير ال ــذي يس ــتعمل أم ـ ـواال مملوك ــة للش ــركة يك ــون قـ ــد ارتك ــب جريم ــة االس ــتعمال التعسـ ــفي‬

‫ألم ـ ـوال الشـ ــركة ‪ ،‬وأقـ ــام بـ ــذل أيضـ ــا مس ـ ـ ولية علـ ــى أسـ ــاي قواعـ ــد المس ـ ـ ولية المدنيـ ــة المطبقـ ــة‬

‫في القانون المدني‪.‬‬

‫ثانيــــا ‪ :‬دعــــوى المســــاهمين ‪ :‬لقـ ــد سـ ــبقت اإلشـ ــارة إلـ ــى أن المسـ ــاهمين أو شـ ــركائهم لهـ ــم الحـ ــق فـ ــي‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال نيابـ ــة عـ ــن‬ ‫رفـ ــع الـ ــدعوى المدنيـ ــة ضـ ــد المسـ ــيرين الم ـ ـرتكبين لجريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫الش ــركة لم ــا أص ــابها م ــن ض ــرر ع ــن طري ــق رف ــع دع ــوى غي ــر مباشـ ـرة ‪ ،‬كم ــا يك ــون الح ــق للش ــركاء‬

‫والمسـ ـ ــاهمين للشـ ـ ــركة إذا ثبـ ـ ــت أن ضـ ـ ــر ار قـ ـ ــد لحـ ـ ــق بهـ ـ ــم شخصـ ـ ــيا ‪ ،‬ذل ـ ـ ـ أن جريمـ ـ ــة االسـ ـ ــتعمال‬

‫التعسـ ـ ــفي ألم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة مـ ـ ــن طبيعتهـ ـ ــا أن تسـ ـ ــبب ضـ ـ ــر ار مباش ـ ـ ـ ار لـ ـ ــيي للشـ ـ ــركة فحسـ ـ ــب وانمـ ـ ــا‬

‫دعـ ــوى الشـ ــركة التـ ــي ترفعهـ ــا نتيجـ ــة للضـ ــرر الـ ــذي‬ ‫للشـ ــركاء والمسـ ــاهمين دعـ ــوى فرديـ ــة ال تعـ ــار‬

‫لحق بهاف‪. 1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قمع الجريمة‪.‬‬

‫بع ـ ـ ــد م ـ ـ ــا ت ـ ـ ــتم معاين ـ ـ ــة جريم ـ ـ ــة االس ـ ـ ــتعمال التعس ـ ـ ــفي ألمـ ـ ـ ـوال الش ـ ـ ــركة وتحريـ ـ ـ ـ ال ـ ـ ــدعوى‬

‫الم ـ ــتهم إل ـ ــى ن ـ ــوعين م ـ ــن‬ ‫العمومي ـ ــة ‪ ،‬ينط ـ ــق القاض ـ ــي الج ازئ ـ ــي بالعقوب ـ ــات المق ـ ــررة حي ـ ــظ يتع ـ ــر‬

‫العقوب ــات إحـ ــداها جزائيـ ــة واألخـ ــرى مدنيـ ــة فأمـ ــا ع ــن األولـ ــى فهـ ــي تشـ ــكل رد فعـ ــل المجتمـ ــع لتصـ ــر‬

‫الشـ ــخص وهـ ــي العقوبـ ــات ‪ ،‬فهـ ــذه األخي ـ ـرة تميـ ــز الجريمـ ــة وت سـ ــي خاصـ ــية القـ ــانون الج ازئـ ــي ‪ ،‬وأمـ ــا‬

‫‪ -‬ماية زكري ويي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪1.158‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ل ـ ــم ينج ـ ــر عن ـ ــه‬ ‫ع ـ ــن الثاني ـ ــة فموض ـ ــوعها إص ـ ــالن الض ـ ــرر المتس ـ ــبب للض ـ ــحية إذا ك ـ ــان التص ـ ــر‬

‫فق ـ ـ إخـ ــالل بالنظـ ــام العـ ــام بـ ــل أيضـ ــا ضـ ــرر مـ ــادي أو معنـ ــوي أو جسـ ــماني اتجـ ــاه الشـ ــخص فهـ ــذا‬

‫م ـ ـ ــن المس ـ ـ ــير سـ ـ ـ ـواء أم ـ ـ ــام الجه ـ ـ ــات القض ـ ـ ــائية المدني ـ ـ ــة أو‬ ‫األخي ـ ـ ــر يمكن ـ ـ ــه المطالب ـ ـ ــة ب ـ ـ ــالتعوي‬

‫الجه ـ ــات القض ـ ــائية الجزائي ـ ــة وف ـ ــي ه ـ ــذه الحال ـ ــة األخيـ ـ ـرة ستفص ـ ــل المحكم ـ ــة ف ـ ــي المص ـ ــالح المدني ـ ــة‬

‫ف ـ ــي نف ـ ــي الوق ـ ــت وف ـ ــي نف ـ ــي الحك ـ ــم ال ـ ــذي تفص ـ ــل في ـ ــه ف ـ ــي ال ـ ــدعوى العمومي ـ ــة ‪ ،‬فتك ـ ــون دع ـ ــوى‬

‫الضحية إذن بالتبعية للدعوى العمومية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسألة تقادم الجريمة‪.‬‬

‫األص ـ ــل أن يب ـ ــدأ حس ـ ــاب م ـ ــدة التق ـ ــادم م ـ ــن ي ـ ــوم ارتك ـ ــاب الجريم ـ ــة ‪ ،‬غي ـ ــر أن ثم ـ ــة ح ـ ــاالت‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال ممتلكـ ــات الشـ ــركة‬ ‫خاصـ ــة ي جـ ــل فيهـ ــا بـ ــدء حسـ ــاب مـ ــدة التقـ ــادم ‪ ،‬وجريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫واح ــدة م ــن ه ــذه الجـ ـرائم نظـ ـ ار لم ــا يكتنفه ــا م ــن خفي ــة وسـ ـرية إذ كثيـ ـ ار م ــا يلج ــأ الج ــاني إل ــى حس ــابات‬

‫خفي ـ ــة وفـ ـ ـواتير م ـ ــزورة م ـ ــن ناحي ـ ــة وم ـ ــن ناحي ـ ــة أخ ـ ــرى يك ـ ــون الجن ـ ــاة ف ـ ــي مث ـ ــل ه ـ ــذه الجـ ـ ـرائم ف ـ ــي‬

‫وض ـ ــعية مالئم ـ ــة داخ ـ ــل الش ـ ــركة تس ـ ــمح له ـ ــم بتغطي ـ ــة التصـ ـ ـرفات التدليس ـ ــية داخ ـ ــل الش ـ ــركة ‪،‬وله ـ ــذه‬

‫األس ــباب ق ــرر القض ــاء الفرنس ــي ف ــي مرحل ــة أول ــى ب ــأن التق ــادم يب ــدأ حس ــابه م ــن الي ــوم ال ــذي ظه ــرت‬

‫الوقائع المجرمة‬ ‫فيه الجريمة وأمكن فيه إثباتها ولكن ما هو تاريد اكتشا‬

‫يأخـ ــذ القضـ ــاء عمومـ ــا بتـ ــاريد إخطـ ــار األشـ ــخاص الم ـ ـ هلين لتحري ـ ـ الـ ــدعوى العموميـ ــة بالوقـ ــائع ‪،‬‬

‫أي ممثل ـ ــي النياب ـ ــة العام ـ ــة والم ـ ــدعي الم ـ ــدني ‪ .‬فبالنس ـ ــبة للنياب ـ ــة العام ـ ــة ‪ :‬يك ـ ــون ه ـ ــذا الت ـ ــاريد م ـ ــن‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫ي ـ ــوم تلقي ـ ــه ع ـ ــن طري ـ ــق مح ـ ــافأل الحس ـ ــابات أو ع ـ ــن طري ـ ــق المص ـ ــالح الض ـ ـريبية ‪.‬وبالنس ـ ــبة للم ـ ــدعي‬

‫المدني يكون هذا التاريد من اليوم الذي مكن فيه المدعي المدني من التصر ف‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الجزاءات المقررة لهذه الجريمة ‪.‬‬

‫نتنـ ـ ـ ـ ــاول أوال العقوبـ ـ ـ ـ ــات الجزائيـ ـ ـ ـ ــة المقـ ـ ـ ـ ــررة للمـ ـ ـ ـ ــدير القـ ـ ـ ـ ــانوني للم سسـ ـ ـ ـ ــة قبـ ـ ـ ـ ــل التطـ ـ ـ ـ ــرق‬

‫لمس ولية المدير الفعلي‪.‬‬

‫‪ ‬العقوبات األصلية ‪:‬‬

‫تعاقـ ــب المـ ــادة ‪ 800‬مـ ــن القـ ــانون التجـ ــاري بالسـ ــجن لمـ ــدة سـ ــنة إلـ ــى خمـ ــي سـ ــنوات وبغ ارمـ ــة مـ ــن‬

‫‪ 20.000‬دج إلى ‪ 200.00‬دج أو بإحدى هاتين العقو تين فق ‪:‬‬

‫‪-‬مسـ ـ ــيري الشـ ـ ــركات ذات المس ـ ـ ـ ولية المحـ ـ ــدودة الـ ـ ــذين يسـ ـ ــتعملون اسـ ـ ــتعماال يعلمـ ـ ــون أنـ ـ ــه مخـ ـ ــال‬

‫لمصـ ـ ــلحة الشـ ـ ــركة تلبيـ ـ ــة ألغ ارضـ ـ ــهم الشخصـ ـ ــية أو لتفضـ ـ ــيل شـ ـ ــركة أو م سسـ ـ ــة أخـ ـ ــرى لهـ ـ ــم فيهـ ـ ــا‬

‫مصالح مباشرة أو غير مباشرة ف‪. 2‬‬

‫‪-‬مس ـ ــيري الش ـ ــركات ذات المسـ ـ ـ ولية المح ـ ــدودة ال ـ ــذين اس ـ ــتعملوا ع ـ ــن س ـ ــوء ني ـ ــة الص ـ ــالحيات الت ـ ــي‬

‫أحـ ـ ــرزوا عليهـ ـ ــا أو األص ـ ـ ـوات التـ ـ ــي كانـ ـ ــت تحـ ـ ــت تص ـ ـ ـرفهم بهـ ـ ــذه الصـ ـ ــفة اسـ ـ ــتعماال يعلمـ ـ ــون أنهـ ـ ــا‬

‫لمصـ ـ ــالح الشـ ـ ــركة تلبيـ ـ ــة ألغ ارضـ ـ ــهم الشخصـ ـ ــية أو لتفضـ ـ ــيل شـ ـ ــركة أو م سسـ ـ ــة أخـ ـ ــرى لهـ ـ ــم فيهـ ـ ــا‬

‫مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪1. 225-224‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 800‬من األمر رقم ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪2.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫أمـ ــا المـ ــادة ‪ 811‬مـ ــن ذات القـ ــانون فتعاقـ ــب بـ ــالحبي مـ ــن سـ ــنة واحـ ــدة إلـ ــى خمـ ــي سـ ــنوات وبغ ارمـ ــة‬

‫من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 200.00‬دج أو بإحدى هاتين العقو تين فق ‪.‬‬

‫‪-‬رئ ـ ــيي شـ ـ ــركة المس ـ ــاهمة والقـ ـ ــائمين بإدارته ـ ــا مـ ـ ــديريها الع ـ ــامين الـ ـ ــذين يس ـ ــتعملون عـ ـ ــن س ـ ــوء نيـ ـ ــة‬

‫شخصـ ـ ــية أو‬ ‫أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة أو سـ ـ ــمعتها فـ ـ ــي غاي ـ ـ ـات يعلمـ ـ ــون أنهـ ـ ــا مخالفـ ـ ــة لمصـ ـ ــلحتها ألغ ـ ـ ـ ار‬

‫لتفضيل شركة أو م سسة أخرى لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرةف‪. 1‬‬

‫الصـ ــادر بموجـ ــب األمـ ــر رقـ ــم ‪ 11-03 :‬الم ـ ـ رخ‬ ‫ومـ ــن جهـ ــة نـ ــص القـ ــانون المتعلـ ــق بالنقـ ــد والقـ ــر‬

‫ف ـ ـ ــي ‪ 2003-08-26‬عل ـ ـ ــى العقوب ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي تطب ـ ـ ــق عل ـ ـ ــى الـ ـ ـ ـرئيي أو أعض ـ ـ ــاء مجل ـ ـ ــي اإلدارة أو‬

‫فـ ـ ــي‬ ‫المـ ـ ــديرين العـ ـ ــامين للبنـ ـ ــو والم سسـ ـ ــات الماليـ ـ ــة العموميـ ـ ــة الـ ـ ــذين يرتكبـ ـ ــون جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫استعمال أموال الم سسة وهي كا تي ‪:‬‬

‫الحـ ـ ــبي مـ ـ ــن سـ ـ ــنة إلـ ـ ــى ‪ 10‬سـ ـ ــنوات وغ ارمـ ـ ــة مـ ـ ــن خمسـ ـ ــة ماليـ ـ ــين ‪ 5.000.000‬دج إلـ ـ ــى عش ـ ـ ـرة‬

‫عل ـ ــى الس ـ ــجن‬ ‫مالي ـ ــين دين ـ ــار ‪ 10.000.00‬دج و ت ـ ــنص الم ـ ــادة ‪ 131‬م ـ ــن ق ـ ــانون النق ـ ــد و الق ـ ــر‬

‫الم ـ ـ ـ ـ ــد وغ ارم ـ ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـ ـ ــن عشـ ـ ـ ـ ـ ـرين‪ 20.000.000‬دج إل ـ ـ ـ ـ ــى خمس ـ ـ ـ ـ ــون ‪ 50.000.000‬دج دين ـ ـ ـ ـ ــار‬

‫‪ 10.000.00‬دج أو تفوقها‪.‬‬

‫علـ ــى حرمـ ــان الجـ ــاني‬ ‫ع ــالوة علـ ــى العقوبـ ــات السـ ــالبة للحريـ ــة نـ ــص القـ ــانون المتعلـ ــق بالنقـ ــد والقـ ــر‬

‫من أحد الحقوق الوطنية أو من العديد منها ومن المنع من اإلقامة من سنة إلى ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫ومـ ــا يالحـ ــأل هنـ ــا هـ ــو أن العقوبـ ــات المقـ ــررة لمـ ــديري ومسـ ــيري الم سسـ ــات الماليـ ــة أشـ ــد بكثيـ ــر مـ ــن‬

‫العقوبـ ــات المقـ ــررة لمـ ــديري ومسـ ــيري الشـ ــركات التجاريـ ــة ‪،‬كمـ ــا أن المشـ ــر ر ـ ـ بـ ــين مقـ ــدار العقوبـ ــة‬

‫‪-‬المادة ‪ 811‬من األمر ‪ ، 59/75‬مرجع سابق ‪1.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال أمـ ـوال الم سس ــة الماليـــة هـــو‬ ‫والض ــرر الـــذي لحـ ــق الم سس ــة علـ ــى خلفيـ ــة أن التعسـ ـ‬

‫ف‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫شكل من أشكال تبديد المال‬

‫*العقوبات التكميلية ‪:‬‬

‫إض ـ ــافة إل ـ ــى العقوب ـ ــات األص ـ ــلية الم ـ ــذكورة أع ـ ــاله فق ـ ــد ن ـ ــص المش ـ ــر عل ـ ــى عقوب ـ ــات تكميلي ـ ــة ورد‬

‫ذكره ـ ــا ف ـ ــي المـ ـ ـواد ‪ 9‬و‪ 9‬مك ـ ــرر‪ 9 ،‬مك ـ ــرر‪ 1‬م ـ ــن ق ـ ــانون العقوب ـ ــات‪ ،‬و الت ـ ــي يمك ـ ــن تطبيقه ـ ــا عل ـ ــى‬

‫فـ ــي اسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة ‪ ،‬مثـ ــل الحجـ ــر‬ ‫المسـ ــير أو المـ ــدير المحكـ ــوم علـ ــيهم بجريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫القانوني ‪ ،‬إغالق الم سسة ‪ ،‬اإلقصاء من الصفقات العمومية ‪...‬الد ‪.‬‬

‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪1. 227-226‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫في استعمال أموال الشركة‪ ،‬أو بعبارة‬ ‫بعد معرفة الشركات التي يمكن خضوعها لجريمة التعس‬

‫أخرى بعد تحديد نطاق الجريمة و كذا أركانها سواء المادية أو المعنوية ‪ ،‬تناولنا في هذا الفصل الجانب‬

‫اإلجرائي لجريمة االستعمال التعسفي ألموال الشركة ابتداء من األشخاص الذين هم محل متابعة بالجريمة‬

‫و المتمثلين في المديرين و المسيرين المدير الفعلي و الشري ‪.‬‬

‫كما تم التطرق إلى أن كل جريمة تنشأ عنها دعوى عمومية و دعوى مدينة ‪ ،‬أين تم تحديد من‬

‫هم األشخاص المنوط لهم تحري الدعوى العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى النيابة العامة التي تعتبر صاحبة‬

‫نتيجة‬ ‫المتضررة و التي يحق لها طلب التعوي‬ ‫االختصاص كأصل عام ‪ ،‬كما تم تحديد األط ار‬

‫الجريمة المرتكبة ‪ ،‬و في األخير اإلشارة إلى العقوبات المقررة بموجب القانون التجاري و قانون النقد و‬

‫بالرغم من أن األصل في تحديد العقوبات يكون بموجب قانون العقوبات وتم توضيحها سواء ما‬ ‫القر‬

‫تعلق بالعقوبات األصلية السالبة للحرية أو الغرامة و العقوبات التكميلية‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫خامتة‬

‫‪83‬‬
‫الخاتمـــــــــة‪:‬‬

‫فـ ــي إسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة‬ ‫مـ ــن خـ ــالل مـ ــا سـ ــبق معالجتـ ــه فـ ــي موضـ ــو جريمـ ــة التعس ـ ـ‬

‫وه ـ ــي مــ ــن الج ـ ـ ـرائم اإلقتص ـ ــادية يتبـ ـ ــين أن المشـ ـ ــر الج ازئ ـ ــري علـ ـ ــى غ ـ ـ ـرار التشـ ـ ـريعات األخـ ـ ــرى لـ ـ ــم‬

‫يهـ ــتم فق ـ ـ بحمايـ ــة الشـ ــركة التجاريـ ــة مـ ــن األفعـ ــال التـ ــي قـ ــد تلحـ ــق الضـ ــرر بهـ ــا مـ ــن الغيـ ــر ‪،‬ولكـ ــن‬

‫األفعال التي تصدر من مسيري هذه الشركات‪.‬‬ ‫وسع هذه الحماية لتلحق تجريم بع‬

‫وقـ ــد أطلـ ــق عليهـ ــا جريمـ ــة إسـ ــاءة إسـ ــتعمال ام ـ ـوال الشـ ــركة ولـ ــم يـ ــنص عليهـ ــا فـ ــي قـ ــانون العقوبـ ــات‬

‫ولكـ ــن جـ ــاء الـ ــنص عليهـ ــا فـ ــي القـ ــانون التجـ ــاري كمـ ــا أسـ ــلفنا الـ ــذكر ويبـ ــدو هـ ــذا مـ ــن بـ ــاب إب ـ ـراز أن‬

‫الممارس ـ ــات التجاري ـ ــة تحمه ـ ــا قواع ـ ــد ذات طبيع ـ ــة خاص ـ ــة ت ـ ــتالئم ودوره ـ ــا ف ـ ــي إقتص ـ ــاد المجتمع ـ ــات‬

‫والدولة وتأثيرها على النظام العام ‪.‬‬

‫وفـ ـ ــي نف ـ ـ ــي اإلطـ ـ ــار ت ـ ـ ــم التوصـ ـ ــل إل ـ ـ ــى أنـ ـ ــه حت ـ ـ ــى الم سسـ ـ ــات العمومي ـ ـ ــة اإلقتصـ ـ ــادية يخض ـ ـ ــع‬

‫مس ـ ــيروها له ـ ــذه الجريم ـ ــة ف ـ ــي حال ـ ــة إس ـ ــاءة إس ـ ــتعمال أمواله ـ ــا ولك ـ ــن ف ـ ــي المج ـ ــال العمل ـ ــي تخض ـ ــع‬

‫األفع ـ ـ ــال المتعلق ـ ـ ــة بإس ـ ـ ــاءة إس ـ ـ ــتعمال الش ـ ـ ــركة لتكييف ـ ـ ــات مختلف ـ ـ ــة نص ـ ـ ــت عليه ـ ـ ــا قـ ـ ـ ـوانين أخ ـ ـ ــرى‬

‫بإعتبار أن رأي مال هذه الم سسات يعود للدولة أو جزء منه ‪.‬‬

‫حيـ ــظ أن األصـــل أن الج ـ ـرائم تحـ ــدد وتجـ ــرم وفقـ ــا لمـــا تقتضـ ــيه‬ ‫ولـ ــو أن هـــذا قـ ــد يخـ ــرج عـ ــن المـ ــألو‬

‫أحك ـ ــام ق ـ ــانون العقوب ـ ــات وه ـ ــذا ماج ـ ــاء ب ـ ــه أيض ـ ــا مب ـ ــدأ الش ـ ــرعية ‪ ،‬ك ـ ــذل يس ـ ــتنتس م ـ ــن خ ـ ــالل ه ـ ــذه‬

‫فـ ـ ــي إسـ ـ ــتعمال أم ـ ـ ـوال الشـ ـ ــركة جريمـ ـ ــة تتميـ ـ ــز بخصوصـ ـ ــيات مكانيـ ـ ــة‬ ‫الد ارسـ ـ ــة أن جريمـ ـ ــة التعس ـ ـ ـ‬

‫فكونهـ ــا ترتكـ ــب ف ـ ـي نـ ــو معـ ــين الشـ ــركات وأخـ ــرى تتعلـ ــق فـ ــي شـ ــكل الجريمـ ــة وأركانهـ ــا ف ضـ ــرورة‬

‫تـ ــوفر صـ ــفة الجـ ــاني مـ ــا جعلهـ ــا تسـ ــتقل بمميزاتهـ ــا عـ ــن بـ ــاقي الج ـ ـرائم األخـ ــرى الشـ ــبيهة بهـ ــا ‪ ،‬أمـ ــا‬

‫ف ــي الجانـ ــب اإلج ارئـ ــي فقـ ــد ت ــم التوصـ ــل إلـ ــى أن تحري ـ ـ الـ ــدعوى العمومي ــة فـ ــي هـ ــذه الجريمـ ــة يكـ ــون‬

‫‪84‬‬
‫مقيـ ــدا بشـ ــكوى مـ ــن قبـ ــل األجه ـ ـزة المختصـ ــة فـ ــي هـ ــذه الشـ ــركة وهـ ــذا مـ ــا ال نجـ ــده فـ ــي بـ ــاقي الج ـ ـرائم‬

‫ه ـ ـ ــذه الجريم ـ ـ ــة إال أن‬ ‫األخ ـ ـ ــرى الش ـ ـ ــبيهة به ـ ـ ــا لك ـ ـ ــن ب ـ ـ ــالرغم م ـ ـ ــن ه ـ ـ ــذه الخصوص ـ ـ ــية الت ـ ـ ــي تكتنـ ـ ـ ـ‬

‫المشـ ــر الج ازئـ ــري أبقـ ــى علـ ــى األحكـ ــام العامـ ــة فيمـ ــا يتعلـ ــق بـ ــإجراءات المتابعـ ــة أي أنـ ــه إعتمـ ــد علـ ــى‬

‫أحكام قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫وهن ـ ــا يتض ـ ــح أن ـ ــه م ـ ــن االج ـ ــدر أن يك ـ ــون هن ـ ــا توحي ـ ــد و توض ـ ــيح س ـ ــيما لألحك ـ ــام الجزائي ـ ــة الت ـ ــي‬

‫تطبـ ــق فـ ــي حالـ ــة إسـ ــاءة إسـ ــتعمال أم ـ ـوال الشـ ــركة بالنسـ ــبة للم سسـ ــات العموميـ ــة االقتصـ ــادية ‪ ،‬وهـ ــذا‬

‫ف ـ ــي ظ ـ ــل قل ـ ــة التطبيق ـ ــات القض ـ ــائية ف ـ ــي ه ـ ــذا المج ـ ــال حي ـ ــظ أن ه ـ ــذه الجريم ـ ــة ال نج ـ ــد له ـ ــا وج ـ ــود‬

‫فعلى أمام ساحة القضاء إال ما ندر جدا‪.‬‬

‫لمج ـ ــالت المحكم ـ ــة العلي ـ ــا ل ـ ــم نج ـ ــد م ـ ــن القـ ـ ـ اررات المنش ـ ــورة م ـ ــا يتعل ـ ــق به ـ ــذه‬ ‫وك ـ ــذل بإس ـ ــتطال‬

‫الجريمة وهذا إلستقراء اإلجتهاد القضائي في هذا المجال‪.‬‬

‫هـ ــذا وأنـ ــه مـ ــن المحبـ ــذ لـ ــو أن المشـ ــر الج ازئـ ــري كـ ــان أكثـ ــر تفصـ ــيال فـ ــي العناصـ ــر التكوينيـ ــة للـ ــركن‬

‫الم ـ ــادي للجريمــ ــة وكــ ــذل بـ ـ ــالنص علــ ــى صــ ــور هــ ــذه الجريمـ ـ ــة خاص ـ ــة ف ـ ــي مسـ ـ ــألة السـ ـ ــلو الــ ــذي‬

‫يكون في صورة إمتنا ‪.‬‬

‫وكـ ــذل لـ ــو يوسـ ــعها لبـ ــاقي أن ـ ـوا الشـ ــركات األخـ ــري علـ ــى إعتبـ ــار ان الشـ ــركة مهمـ ــا كـ ــان نوعه ـ ـا أو‬

‫نظامها القانوني هى وسيلة لتحقيق الصالح والمصلحة الجماعية ‪.‬‬

‫وف ـ ــي ذلـ ـ ـ التوس ـ ــيع حماي ـ ــة للكي ـ ــان المعن ـ ــوي اال وه ـ ــو الش ـ ــركة م ـ ــن طم ـ ــع ع ـ ــديمي الض ـ ــمير م ـ ــن‬

‫المسيرين ‪.‬‬

‫هـ ــذا وانـ ــه مـ ــن المهـ ــم أن ي ارعـ ــي المشـ ــر الج ازئـ ــري مسـ ــألة وضـ ــع طـ ــرق اخـ ــرى للحفـ ــا علـ ــى‬

‫إسـ ــتمرار الشـ ــركة فـ ــي حالـ ــة متابعـ ــة المسـ ــير فـ ــي بجريمـ ــة إســـاءة إسـ ــتعمال ام ـ ـوال الشـ ــركة وذل ـ ـ بـ ــأن‬
‫‪85‬‬
‫ي ـ ــنص م ـ ــثال عل ـ ــى إمكاني ـ ــة إجـ ـ ـراء وس ـ ــاطة ب ـ ــين أجهـ ـ ـزة الش ـ ــركة والمس ـ ــير المت ـ ــابع بش ـ ــرط ان يق ـ ــوم‬

‫الج ـ ـرائم األخـ ــرى التـ ــي كـ ــري فيهـ ــا‬ ‫مـ ــا يمكـ ــن تعويضـ ــه علـ ــى غ ـ ـرار بع ـ ـ‬ ‫بجبـ ــر الضـ ــرر وتعـ ــوي‬

‫المش ـ ــر فكـ ـ ـرة الوس ـ ــاطة ‪ ،‬وف ـ ــي ذلـ ـ ـ تفض ـ ــيل لمص ـ ــلحة الش ـ ــركة العلي ـ ــا بإعتباره ـ ــا كي ـ ــان إقتص ـ ــادي‬

‫من مصلحة المجتمع إستم ارره‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفهرس‬

‫‪87‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬

‫االهداء ‪.‬‬

‫التشكرات‪.‬‬

‫مقدمة ‪.......................................................................................‬أ‪ -‬د‬

‫الفصل األول ‪ :‬االحكام الموضوعية لجريمة التعسف في استعمال اموال‬

‫الشركة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نطاق جريمة االستعمال التعسفي ألموال الشركة‪08................................:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الشركات التي تخضع ألحكام جريمة التعس ‪09...................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشركات ذات المس ولية المحدودة ‪09...............................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شركة المساهمة ‪17................................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الم سسات العمومية االقتصادية‪21..................................................‬‬

‫‪23...............................‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الشركات غير الخاضعة ألحكام جريمة التعس‬

‫الفرع األول ‪ :‬ما يتعلق بشكل الشركة ‪24..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشركات بناء على وجودها القانوني ‪27.............................................‬‬

‫‪30 ............................. .........................‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أركان جريمة التعس‬

‫المطلب األول ‪ :‬صفة الجاني‪31..................................................................‬‬


‫‪88‬‬
‫‪32.......................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المادي و المعنوي لجريمة التعس‬

‫الفرع األول‪ :‬الركن المادي ‪33....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الركن المعنوي ‪38..................................................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪43............................................................................. .‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األحكام الجزائية لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة ‪.‬‬

‫‪46............................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ا ثار المترتبة عن جريمة التعس‬

‫‪46.....................................‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬األشخاص المس ولون عن جريمة التعس‬

‫‪47........................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬صفة الفاعل األصلي في جريمة التعس‬

‫‪58................................................‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬صفة الشري في جريمة التعس‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إعفاء الشركة من المس ولية‪63....................................................‬‬

‫للمس ولية الجزائية للشخص المعنوي ف الشركة ‪64...........‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬االتجاه الم يد والمعار‬

‫المشر الجزائري من هذه المس ولية الجزائية للشركات التجارية‪67............ :‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬موق‬

‫‪68.............................................‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات المتابعة لجريمة التعس‬

‫‪69 ...........................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الدعاوى الناشئة عن جريمة التعس‬

‫‪70......................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تحري الدعوى العمومية في جريمة التعس‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الدعوى المدنية ‪72.................................................................‬‬

‫‪89‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قمع الجريمة‪74..................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسألة تقادم الجريمة‪75..............................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات المقررة لهذه الجريمة ‪76.................................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪79...............................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪81......................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪85.......................................................................‬‬

‫الفهرس‪91.......................................................................................‬‬

‫‪90‬‬

You might also like