Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
الحمد والشكر هلل الذي وهبنا بنعمه التي ال تحصى والذي قدرني
على اتمام عملي هذا المتواضع والذي اوحى الينا بنبيه الكريم واعز
مخلوقاته محمد ابن عبد هللا عليه أفضل الصالة والسالم
الذي حثنا على طلب العلم
كما أتقدم بخالص الشكر الجزيل والعرفان بالجميل واالحترام
والتقدير الذي تفضل بقبول االشراف على الرسالة االستاذ" :عبد
الحق لخذاري"
كما ال أنسى اعضاء اللجنة التي تفضلت وقبلت مناقشة هذا العمل
المتواضع
االهــــداء
باسم هللا الرحمان الرحيم والحمد هلل على فضله الكبير الذي
وفقني ويسر لي خطوات نجاحي
أهدي ثمرة جهدي لمن انارت دربي بالدعاء وساندتني في كل
صعابي وقدمت لي كل ما تملك جوهرتي وأغلى ما أملك أمي
"حياة" أطال هللا في عمره
أمي كلمة تتردد على الشفاه لكن كانت لي كل سعادتي وفرحتي
إلى قدوتي ومن مثل قوتي ومن علمني القيم النبيلة والثقة
بالنفس
الرجل العظيم الذي افتخر بكونه أبا له ذو الهيبة العالية "عمر"
حفظه هللا وحماه
وال أنسى إخوتي نجومي المنيرة التي تضيء ضلمتي
أرجوا من هللا ان يمدهم بالخير والعطاء :أنيسة ،رجاء ،أنوار،
أحمد ،آمنة
والى من كل من أحب وورفيقاتي كل واحدة كانت معنى
الصديقة.
مع تمنياتي لهن بالتوفيق.
أمينة ،خلود ،دنيا ،مروى ،شيماء ،بثينة.
قائمة المختصرات
مقدمــة:
لقد شغل الصل ح و الوساطة مكانة بارزة في مجاالت عدة تعايش تعامالت الفرد مع غيره،
و هذا راجع لما عرفه الموضوع من تطور و اهتمام كبير سواء في الشريعة اإلسالمية
التي شرعت مفاهيم قرآنية محققة للعدالة و اإلنصاف و محافظتهما على العالقات و
استقرارها أو كان االهتمام بهما من مختلف األنظمة و القوانين ،و على هذا عرف الصلح
و الوساطة إقباال كبي ار حفاظا على العالقات و التعامالت و من هذا المنطلق كان على
المشرع الجزائري التوصل إلى حلول متوافقة مع طبيعة أفراد المجتمع و القضاء على
الخصومة بطريقة ودية من خالل الصلح و الوساطة و نظمهما في قوانين عدة ،فالقانون
المتضمن لقانون إجراءات المدنية و االدراية أيضا األمر المتضمن القانون المدني حيث
تضمنت شروط و أحكام حاتين الوسيلتين.
أيضا القى هذا الموضوع اهتماما من قبل الدراسات األكاديمية و الملتقيات و الندوات
التعليمية التي أبرزت اهميتها و ارتباطها بسياسة إصالح العدالة.
1
مــقــدمــة
تبرز أهمية دراسة الموضوع بوحدة األمة وتماسكها وتعلم ثقافة المصالحة ،وإنهاء وإزالة
الخصومة والخالفات بين الناس ،ونشر الوعي والسلم .وذلك بتقريب وجهات النظر بتدخل
طرف ثالث ،فكان ال بد من إيجاد وسائل مالئمة لذلك.
اعتمادها ال يتطلب إجراءات معقدة وال يكلف رسوم باهضة وتكاليف ،وتلعب دو ار في
تخفيف العبء على القضاء.
أما الدوافع الموضوعية ما تضمنه الصلح والوساطة من قيمة أخالقية ومسالمة في
التعامالت بين األفراد حالة حدوث نزاع أو تطلب األمر ذلك بتدخل طرف ثالث محايد
بعمله على سير هذه العالقة بطريقة ودية برضا كل من الطرفين دون ضغط احدهما على
اآلخر.
والدور الذي لعبه كل من الصلح والوساطة كحال وديا للقضاء على الخصومة فترك
المشرع الجزائري السلطة التقديرية للقاضي.
اإلشكالية:
2
مــقــدمــة
فيما يتمثل اإلطار القانوني الذي يحكم إجراء الصلح والوساطة في المسائل العقارية في
التشريع الجزائري؟
المنهج المتبع:
وسوف نعتمد في إنجاز البحث على المنهج الوصفي التحليلي بتحليل النصوص
القانونية لتحديد وتوضيح المفاهيم والمعاني وذكر خصائص ومميزات الصلح والوساطة
وكيفية إتمام إجراءاتها وتمثيلها في المجال العقاري ،ويتخلله المنهج المقارن بمقارنة
الصلح والوساطة في الشريعة االسالمية والقانون الوضعي.
أهداف الدراسة:
وتمثلت في:
• مدى معرفة دورهما في إصالح منظومة القضاء.
• معرفة مزايا هذه الطرق والحد من النزاعات وتراكم القضايا.
• اللجوء إلى الصلح أسهل استعماال للحصول على الدفتر العقاري وأوفر وقت.
الدراسات السابقة:
قد اعتمدت في دراستي لهذا الموضوع لعدة دراسات سابقة شملت الصلح والوساطة
لكن بصفة عامة دون تحضيها في المسائل العقارية .نذكر منها مذكرة ماجستير لعروي
عبد الكريم بعنوان الطرق البديلة في حل النزاعات القضائية "الصلح والوساطة القضائية"
طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية جامعة الجزائر 2012/06/30 ،تضمنت هذه
الرسالة أحكام عامة للصلح والوساطة وكونهما طرق بديلة كل نزاع ،دون حصرهما في
المجال العقاري عكس ما أعد من أجله البحث.
3
مــقــدمــة
صعوبات البحث:
واجهتني صعوبات بقلة وجود نصوص قانونية مفصلة عن الوساطة والصلح
العقاري ،عدم وجود بحوث مستلة بكثرة لدراسات هذا الموضوع كما أنه لم يدرس بشكل
جزئي مقابل عمق المجال العقاري ،حيث عالجت في كل هذه الدراسات وفق حملة
ثنائية تنقسم إلى فصلين وكل فصل يتضمن مبحثين.
ما دامت هذه المذكرة من احتوت على موضوعين في مجال واحد ال بد من تقسيم
كل موضوع في فصل لتوازي وتساوي الفصلين شكال ومضمونا مالزما منهجيا الخطة،
وتحديد النطاق القانوني لكل منهما بطرح موضوع الصلح في الفصل األول والوساطة
في الفصل الثاني.
بالنسبة للفصل األول المدرج تحت عنوان إجراء الصلح في المسائل العقارية وينقسم
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للصلح قبل أن نتعرض ومعرفة كيفية إجراء الصلح
في المسائل العقارية وجب أن نبين مفهوم الصلح وما ينتج عنه من آثار .فالمبحث
الثاني :الصلح في المسائل العقارية وهو جوهر موضوع الصلح في العقار بالنسبة
للفصل األول.
المبحث األول :ماهية الوساطة ،الذي حدد لنا أحكام وإجراءاتها الواجب اإلعمال بها
تبيانا لمعناها وفهم القارئ لما سيطلع عليه وعدم الخلط بينهما وبين ما يشابهها من
مصطلحات.
والمبحث الثاني :صور لوساطة ،هنا حدد أهم أنواعها في المجال العقاري الذي يختله
عن الوساطة في حل النزاعات وبما أن موضوع الفصل الثاني الوساطة في المسائل
العقارية دون تحديدها في المنازعات ألزم أن نعرف أهم صورها وكل ماهو مدرج بينها.
4
األول:
الفصل ّ
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية
يكتسي الصلح أهمية أو إصالح بين الخصوم إذ يتوصل بواسطته إلى فك النزاع بأقل
وقت وجهه إلى زرع المودة والقضاء على األحقاد والضغائن بين الخصوم.
حيث تناول المشرع الجزائري الصلح في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المواد من
990إلى ،993حيث نصت كذلك على مكان وزمان إجراء الصلح واعتبار محضر
الصلح سند تنفيذي بمجرد إيداعه بأمانة الضبط.
5
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
و بهذا فإن نظام الصلح يقترب من نظام التوفيق وغاية ما هنالك أن الصلح يتم بحوار
مباشر بين الطرفين أو ممثليهم ،فهم ال يختاران موقفا يقدم اقتراحات ،ولكنهما يتصدان
مباشرة لمناقشة النزاع.
بالتالي هذا ما سنتطرق له في هذا المبحث عن مفهوم الصلح وتعدد تعريفاته وخصائصه
التي تميزه عن غيره من إجراء المطلب األول ،أما أحكامه في المطلب الثاني.
لقد عرف الصلح بتعريفات كثيرة نص عليها القانون والفقهاء اختلفوا في تعريفه لكن
مضمونه له معنى واحد.
دكتور محمود السيد التحيوي ،الصلح والتحكيم في المواد المدنية والتجارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي، 1
6
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
اح
فالصلح جائز في الشريعة اإلسالمية بالكتاب والسنة .أما الكتاب فقوله تعالىَ :ف ََل ُجَن َ
ِ
الصْل ُح َخ ْيٌر ۚ (.)128 َعَل ْي ِه َما أَن ُي ْصل َحا َب ْيَن ُه َما ُ
صْل ًحا ۚ َو ُّ
1
أحمد شمس الدين الزيلعي ،جمال الدين محمد ابن عبد هللا ،كتاب السير ،باب الموادعة ،ومن يجوز أمانه ،الجزء 2
المشبوط لشمس الدين السرخسي ،الصلح في العقار ،ج ،2دار الفكر للطبع ،رقم الحديث ،6914 ،ص .134 3
7
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
يعرف فقهاء الشريعة االسالمية الصلح انه عقد وضع لرفع نزاع بين المتخاصمين ،أو هو
2
عقد يرفع النزاع ويقطع الخصومة.
عرف فقهاء الحنفية :الصلح بأنه عقب يرفع النزاع بعد وقوعه بالتراضي وقد جاء تعريف
مجلة االحكام العدلية للصلح في المادة 1531موافقا للتعريف السابق اذ قالت الصلح
عقب يرفع النزاع بالتراضي وينعقد بااليجاب والقبول ،فالزم رفع النزاع وقوع الصلح بعد
3
قيامه.
• عند المالكية قال ابن عرف الصلح هو " :انتقال عن حق أو دعوى بعوض لرفع نزاع
أو خوف وقوعه" وقال ابن الرشد ":قبض شيء عن عوض يشمل محض البيع" ،وقال ابن
الحاجب هو" :معاوضة كالبيع وإبراء وإسقاط".
• وقال القاضي عياض :هو " معاوضة عن دعوى تخرج عنه صلح اإلقرار"
• عند الشافعية :قال العمراني " :الصلح واإلصالح والمصالحة قطع المنازعات ،وهو
مأخوذ من صلح الشيء إذا أكمل وهو خالف العناد".
و شرعا :عقد ينقطع به الخصومة المتخاصمين ،وقال البيجوري :لغة قطع المنازعة عقد
4
يحصل به قطعها ،وقال الكوهجي :لغة قطع النزاع وشرعا عقد يحصل به ذلك.
-النصاري حسن النيداني ،الصلح القضائي ،دور المحكمة في الصلح والتوفيق بين الخصوم ،دراسة تأصيلية 1
وتحليلية ،دط ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية ،2009 ،ص ص.56-55 :
-2النصاري حسن النيداني ،المرجع السابق ،ص .59
-3اسماعيل كاظم العيساوي ( ،الصلح في القضاء اإلسالمي لحل المنازعات المدنية والجنائية دراسة فقهية) ،المجلة
الردنية في الدراسات اإلسالمية ،المجلد الثامن ،العدد ،1لسنة 1433ه2012 ،م ،ص .57 -56
-4عبد الرزاق عبد الرحمان ،الصلح وأحكامه دراسة فقهية تأصيلية ،رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الدراسة
اإلسالمية ،جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،كلية الدراسات العليا1438 ،ه2017 ،م ،ص .11-10
8
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
وعرفه الحنابلة بأنه :معاقدة يتوصل بها إلى الموافقة بين مختلفين ،وهو موافق لما
ذهب إليه الحنفية والشافعية ،فالموافقة تعني رفع النزاع ومختلفين تؤكد ذلك.
فال محل لالختالف قبل وقوع النزاع ،واعتبار القيد التراضي في عقد الصلح عن
و يرى فقهاء اللغة أن السلم فتح السين معناه الصلح ،والصلح لغة من تصالح القوم بينهم
فيقال لغة ":في أصلحوا وصالحوا وأصلحوا وتصالحوا وصالحوا" بتشديد الصاد ألنهم قلبوا
5
التاء صادا أو أدغموها ويقال قوم أي متصالحون.
ابن المنظور ،المجلد السابع ،لسان العرب -د – ط -دار صادر ،بيروت ،ص .506 3
عبد الرزاق السنهوري ،المجلد الثاني ،الجزء الخامس الوسيط في شرح القانون المدني – د.ط -دار إحياء التراث 4
9
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
إذ ّبين العرب في تعريفهم للصلح بالنظر إليه كونه إصالح وهو إصالح لوضعية افتقدت
توازنها بحيث أصبحت تخرج عن الحق.
)2التعريف الفقهي:
يعرف الصلح على أنه حل ودي للمشكل أو المنازعة المطروحة وتحصل فيه تنازالت
متقابلة متفق عليها تكون مرضية للجميع أمام القضاء.
بأنه " اتفاق حول حق متنازع فيه بين شخصين
-عرفه الدكتور محمود سالمة زناتي ّ
1
بمقتضاه يتنازل أحدهما عن إدعائه مقابل أداء شيء ما".
• عرفه الدكتور أحسن بوسقيعة عقد ينهي به الطرفان نزاعا قائما أو محتمال من خالل
التنازل المتبادل.
و عرفته األستاذة ابتسام القرام في مؤلفها " المصطلحات القانونية في التشريع الجزائري
بأن الصلح المصالح " عقد ينهي به الطرفان نزاعا قائما أو محتمال .وذلك من خالل
2
التنازل المتبادل".
• و قد اعتبره من جهته األستاذ ذيب عبد السالم إمكانية تسوية النزاع المفروض أمام
الجهة القضائية مهما كانتا طبيعته ،وفي أي مرحلة يكون النزاع ،ويتمثل حسب رأيه في
إيجاد صيغة توافقية يقبل بها األطراف ،تؤدي إلى إنهاء النزاع القائم أمام القضاء ويتم
3
ذلك إما بسعي من القاضي أو يطلب من أحد الخصوم.
محمد محسني وآخرون ،الصلح في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة ،2005 ،13 1
ص .5
عروي عبد الكريم ،الطرق البديلة في حل النزاعات القضائية " ،الصلح والوساطة القضائية" ،طبقا لقانون 2
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة الجزائر 1كلية الحقوق بن عكنون ،المناقشة
،2012/06/30 :ص .13
بشارة شهرزاد عقد الصلح في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير جامعة اإلخوة منتوري 3
10
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
نظم المشرع الجزائري الصلح في المواد 549إلى 466في الفصل الخامس من الباب
السابع الخاص بالعقود المتعلقة بالملكية ،وفي ظل غياب المذكرة اإليضاحية للقانون
فإننا نميل إلى تعليل هذه الورود بما ذهبت إليه المذكرة اإليضاحية
المدني الجزائريّ ،
للمشروع التمهيدي المصري ،ولقد عرف التقنين الجزائري الصلح في المادة ّ 459
بأنه":
عقد ينهي به الطرفان نزاعات قائمة أو يتوفيان به نزاعا ،وذلك بأن يتنازل كل منهما على
وجه التبادل عن حقه".
و لهذا التعريف يكون المشرع الجزائري قد تالقى القصور الملحوظ في تعريف القانون
المدني الفرنسي على النحو الذي تبناه سابقا.
و إذا كنا نناشد على القانون الجزائري مزية عدم التقاضي عن عنصر النزول المتبادل إالّ
أن الصلح ال
بأن يتنازل كل منهما على وجه التبادل عن حقه .إذ ّ
ّأننا نأخذ عليه عبارةّ ":
مما يدعي في مقابل
يتضمن التنازل عن حقه كله و ّإنما تبادل كل من الطرفين عن جزء ّ
عقد ينهي به الطرفان نزاعا قائما ويتوقعان به نزاعا محتمال ،وذلك بأن يتنازل كل منهما
1
على وجه التبادل عن جزء عن حقه".
عيساني علي ،التظلم والصلح في المنازعات اإلدارية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،جامعة 1
11
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الصلح بينهما يتنازل كل منهما عن ملكية العقار لألخر ،فيصبح كل منهما مالكا لعقار
واحد ،فالصلح في هذا الحالة لم ينقل ملكيته العقار ،بل أقر هذه الملكية للطرفان ،ذلك أن
حق الملكية كا قد نشأ قبل عقد الصلح ،والصلح قد يكون رضائيا أو قضائيا مثله مثل
1
القسمة ،وقد نصت المادة 160من األمر 74175على وجوب شهره.
• الصلح محدد واحتمالي :يكون عقد الصلح محدد أو احتماليا بحسب تعيين أو عدم
تعيين العوض الذي يناله المتعاقدين من الصلح ،ومثال ذلك في عقد الصلح المحدد في
شخصين تنازعا حول مقدار معين من المال ،ثم تصالحا بأن أعطى أحدهما لآلخر مبلغا
محددا من المال فمعرفة المتعاقدين بالصلح كمقدار العوض الذي عقد محددا ،أما بنسبة
غير محددة من عملة تجارية ،فإن عدم تعيين العوض وعدم معرفة المتعاقدين بالصلح
2
بمقدار هذا المقابل يجعل من الصلح غير محدد بال احتماليا.
• الصلح من عقود المعاوضة :يعتبر الصلح من عقود المعاوضة ألن نية فيه تنازل
مما
طرف لألخر عن جزء من حقوقه التي يدعيها مقابل نزول المتعاقد اآلخر عن جزء ّ
يدعيه كذلك وبعبارة أخرى أن ينال كل من المتعاقدين مصلحة أو جزء منها بقدر ما
يتنازل لخصمه عن مصالحة.
و بالرجوع إلى القواعد العامة للعقود فإن المادة 58من ق.م.ج نصت على عقود
المعاوضة على ما يلي ":العقد يعوض هو الذي يلزم كل واحد من الطرفين إعطاء أو فعل
شيء ما ولألستاذ علي فياللي رأي حول هذا التعريف ،ذلك أن المشرع الجزائري في هذه
المادة قد وقع في خلط العقد التبادلي الملزم لجانبين ،ألن هذه المادة تشير إلى تبادل
فردي كريمة ،الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير ،جامعة اإلخوة منتوري، 1
القانون ،فرع " قانون المسؤولية المهنية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،سنة ،2013-12-18 :ص .146
12
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
االلتزامات بين المتعاقدين ال إلى نيل كل منهما فائدة مالية ،فقد يكون العقد تبادليا ،لكنه
1
ال يكون بعوض.
• الصلح عقد رضائي :يعتبر عقد الصلح من العقود الرضائية أو عقود التراضي ،فال
يشترط أن تكون في شكل خاص ،بل يكفي النعقاده توافق اإليجاب مع القبول حتى يتم
عقد الصلح ،وهذا التوافق يعبر عن الرضا الصادر من الطرفين.
• ملزم لجانبين :إذ يلتزم كل متصالح بالنزول عن جزء من إدعائه ،نظير تنازل
الطرف اآلخر عن جزء مقابل ،وكذلك يلتزم كل متصالح من المتصالح بالبنود والشروط
2
الواردة لعقد الصلح وال يخالفها.
• عقود تبرعات :وقد يكون عقد الصلح من عقود التبرعات وهي العقود التي يكون
تمليك فيها من غير مقابل ،حيث إن المتبرع ال يطلب عوضا عما تبرع به ،والتبرع من
ألنه يكون بدون مقابل وفي عقود التبرعات يكفي اإليجاب فيها ،فحسب وليست
العوض ّ
بحاجة لغير أمر المدين ،ومن أمثلة عقود التبرعات عقد الهبة ،والعارية والوديعة والوكالة،
3
والكفالة بغير أمر المدين ،والرهن والوصية ونحوها.
• و حتى يكون الصلح صحيحا :يشترط فيه شروط معينة وهذا الشروط:
)1أن يكون العوض فيه ماال ،متقوما ،فإذا كان الصلح بمال غير متقوم ،فال يجوز كما
لو تم الصلح على الخمر.
)2أن يكون حقا من حقوق العباد التي يجوز االعتياض عنه ولو غير مال كالقصاص.
أحمد علي معتوق (أحكام الصلح وأثره في فض النزاعات في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي) ،العدد الثامن، 2
درجة الماجستير في القضاء الشرعي بكلية الدراسات العليا لجامعة الخليل ،فلسطين ،سنة 1428هـ 2007 -م،
ص.98
13
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
أما حقوق هللا ،فال صالح فيها :فمثال لو صالح الزاني أو السارق ،أو شارب الخمر ممن
ألنه ال يصلح
فإن الصلح ال يجوز ّ
أمسكه ليرفع أمره إلى الحاكم على مال ليطلق سراحهّ ،
أحد العوض في مقابلته ،ويعتبر أحد العوض في هذه الحالة بمثابة رشوة.
1
)3يكون البدل معلوما علما في حالة عدم المقدرة على معرفته.
)4أن يكون مملوكا للمصالح ،حتى إذا صالح على مال ،ثم استحق من يد المدعي لم
يصبح الصلح ألنه تبين ليس مملوكا للمصالح فال يجوز فيه الصلح.
)5تكون فيه دعوى أو خصومته ،فإذا لم توجد خصومة ال يوجد صلح.
)6أن توجد فيه نية للصلح عن إجراء الصلح ،وإالّ فهو كناية عن البيع.
)7يكون معلوما ألن جهالة البدل تؤدي إلى المنازعة ،فتوجب فساد العقد ،وعليه ال بد
من توافر هذه الشروط في الصلح حتى يكون صحيحا ومنتجا ألثره في سقوط الخصومة.
2
)8تكون للعاقدين أهلية كاملة تحيز لهما مباشرة العقد الذي يتم بمقتضاه الصلح.
فمما سبق ذكره تكمن أهمية عقد الصلح في تخفيف العبء على الخصوم:
ّ
إن فض النزاع القائم بين الخصوم صلحا يؤدي إلى اإلسراع في إنهاء المنازعات
ّ
والخالفات بعيدا عن إجراءات المحكمة وسير الدعوى ودفع الرسوم وأجور المحامين،
14
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
تخفيف العبء عن القضاء :الصلح له مكانة كبيرة بين العقود في الفقه اإلسالمي ،وله
أثر عملي ،فهو يحسم النزاع القائم ويضع حد إذا كانت الدعوى مرفوعة أمام القضاء وهو
ما يسمى بالصلح القضائي ،ومن جهة أخرى قد يتم الصلح بين الخصوم قبل رفع الدعوى
أمام القضاء وفي كلتا الحالتين فإنه يخفف العبء الواقع على القضاء ،تحقيق العدالة
وفي إنهاء الخصومة بعقد الصلح في ت ارضي منهما وتشاور وتحقيق للعدالة التي قد ال
1
يحققها حكم قضائي يكون فيه أحد الخصوم ألحن.
نجد أيضا من ما يحققه من عدالة يتصد بها اإلنصاف والمباراة بين المتخاصمين .ومن
أهمية أيضا نشر األمن والسالم بين أفراد المجتمع إعطاء لكل ذي حق حقه .ويستأصل
العداوة وإنهاء الخصومة.
القاعدة العامة أن تتم محاولة الصلح في المكان والوقت الذي يراهما القاضي مناسبين،
أما االستثناء وجود نص خاص في القانون في القانون يقرر خالف ذلك .فالمشرع لم
ّ
يجدد إجراءات يتم بموجبها الصلح وإنما فتح المجال واسعا للقاضي وفقا لما يراه مناسبا
بشان الكيفية .مادام ذلك سيحقق النتيجة.
أحمد محمود صالح أبو هشهش ،مرجع سابق ،ص .9 1
15
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
يأخذ طابعا إجرائيا في حين الصلح الوارد في القانون المدني ذو طابع موضوعي ال يوفر
1
أي توضيح لكيفيات مباشرته.
أوال :التراضي
من المعلوم ّأنه ال قيام للعقد بدون اإليجاب والقبول .أي ال وجود للعقد إذا لم يتم التراضي
بين طرفيه وعلى ذلك فإن أول األركان التي تدعوا إلى الحد إلى الحديث عنها مسألة
رضا المتعاقدين أي البحث عن إرادتي المتصالحين من حيث وجود اإلرادة وصحتها
وسالمتها من العيوب.
وجود التراضي في عقد الصلح إن معنى التراضي هو إلتقاء الرضا بين طرفين هما
فإن التراضي يدل على وجود إرادتين متطابقتين وتظهر هاتين
المتعاقدين ،وعلى ذلك ّ
اإلرادتين حين التعبير عنها وهو ما يعرف باإليجاب من أحد المتعاقدين والقبول بين
2
المتعاقد اآلخر ومنه أن ركن التراضي هو ركن تطابق اإليجاب والقبول.
الدكتور بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قانون رقم 09 ،08مؤرخ 23 :فيفري ،2008 1
العقود والمسؤولية ،جامعة الجزائر والعلوم اإلدارية بن عكنون ،2002-2001 ،ص .52-51
16
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الصيغة :يشترط في الصلح أن يكون بإيجاب وقبول من المتصالحين بأن يقول أحدهما
صالحتك على كذا بكذا ،ويقول اآلخر :قبلت أو رضيت أو صالحتك ،ويصح الصلح في
بعض أنواعه بلفظ اإلبراء والحظ ونحوهم.
و يشترط في الصيغة أن يكون التعبير فيها بصيغة الماضي ،كصالحتك ورضيت وقبلت
ونحو ذلك وال تجوز بصيغة األمر مثل صالحني أو بصيغة المستقبل مثل سأصالحك.
مما يتعين
أما في اشتراط القبول بعد اإليجاب ففيه تفصيل ،حيث ّأنه إذا كان المدعي به ّ
ّ
بالتعيين كالعقارات واألراضي وعروض التجارة ونحوها فيشترط القبول.
سواء كان المدعي به مما فيهما مبادلة ،وفي المبادلة يجب القبول وال يصح العقد بدونه.
أما الصلح الذي ينعقد باإليجاب وحده فهو الذي يتضمن إسقاط بعض الحقوق ،فيكتفي
فيه باإليجاب وال يشترط القبول .كما لو وقع الصلح على بعض الدين الثابت الذمة كأن
يقول الدائن للمدين ادفع لي ألفا بدال من ألف وخمسمائة التي عندك .بمعنى أن يكون
المصالح عنه والمصالح به من النقدية وهما ال يتعينان بالتعيين .فما هنا ينعقد الصلح
1
بمجرد إيجاب
وجه االستدالل من اآلية دل داللة على كتابة الصلح الذي يعقد بين الناس ،وذلك ألمر
النبي – صلى هللا عليه وسلم -علي بن أبي طالب كتابة الصلح الذي عقده من
المشركين ،وهذا يدل على أن الكتابة من طرق إثبات الصلح ،2وعرف المشرع الصلح أنه
عقد ويثبت العقد بالكتابة ،بالتالي فهو واجبه لحفظ الحقوق بين المتخاصمين.
أسيد صالح عودة سمحان ،عقد الصلح في المعامَلت المالية ،قدمت هذه األطروحة استكماال لمتطلبات درجة 1
الماجستير في الفقه والتشريع لكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ،فلسطين2006 ،م ،ص .22
انظر عبد الرزاق عبد الرحمان اسماعيل ،الصلح وأحكامه ،مرجع سابق ،ص .116 2
17
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
ولركن التراضي شروط انعقاد وشروط صحة يمكن تفصيلها فيما يلي:
)1شروط االنعقاد:
المادة 59قانون مدني يتم العقد بمجرد ان يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتهما
1
المتطابقتين دون اإلخالل بالنصوص القانونية.
المادة 86ق .مدني يجوز إبطال العقد للتدليس .إذا كانت الحيل التي لجأ إليها أحد
المتعاقدين أو النائب عنه من الجسامة ،بحيث لوالها لما أبرم الطرف الثاني العقد".
و يعتبر تدليسا السكوت عمدا عن واقعة أو مالبسة ،إذا ثبت أن المدلس عليه ما كان
ليبرم العقد لو علم بتلك الواقعة أو هذه المالبسة.
المادة 88ق.م :يجوز إبطال العقد لإلكراه ،إذا تعاقد شخص تحت سلطان ،الرهبة بنية
بعثها المتعاقد اآلخر في نفسه دون حق ".
و تعتبر الرهبة قائمة على بينة إذا كانت ظروف الحال تصور للطرف الذي يدعيها أن
خط ار جسيما مجددا يهدده هو أو أحد أقاربه ،في النفس أو الجسم أو الشرف أو المال.
و يراعى في تقدير اإلكراه جنس من وقع عليه هذا اإلكراه ،وسنه وحالته االجتماعية
والصحية ،وجميع الظروف األخرى التي من شأنها أن تؤثر في جسامة اإلكراه.
المادة 59األمر 58.75المؤرخ في 20 :رمضان عام 1395الموافق لـ 26 :سبتمبر سنة 1975المتضمن 1
18
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
المادة " :83يكون العقد قابال لإلبطال لغلط في القانون إذا توفرت فيه شروط الغلط في
1
الواقع طبقا للمادتين 82.81ما لم يقض القانون بغير ذلك".
نفهم من هذا المواد البد من توفر اإليجاب والقبول ،فاإليجاب هو العرض الذي يتقدم به
شخص معين آخر أو آخرين بقصد إبرام العقد.
و القبول :هو تعبير وإيجابة عن ما تقدم به شخص آلخر ومن وجه له اإليجاب بموافقته
عن العقد.
)2شروط الصحة:
شروط الصحة والمتمثلة في األهلية ،حيث نصت عليها المادة 40من القانون المدني:
"كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية ،ولم يحجر عليه يكون كامل األهلية
2
بمباشرة حقوقه المدنية وبالغ سم الرشد 19سنة كاملة".
ال يكفي لعقد الصلح أن يوجد التراضي ،أي تطابق اإليجاب والقبول في مجلس العقد بل
يجب أن يكون التراضي صادر من ذوي األهلية خالي من الموانع ،أي أن يكون الصلح
3
صادر عن خصص أهل إلبرام العقد.
ومن خالل التعريف السابق ندرك أن األهلية تنقسم إلى أهلية وجوب وهي صالحية
الشخص لكسب الحقوق وتحمل االلتزامات وإلى أهلية األداء :وهي صالحية الشخص
لمباشرة التصرفات القانونية التي يكون من شأنها أن تكسبه حقوقا أو تحمله االلتزامات
على وجه يعتد به قانونا.
انظر المادة 88.86.83األمر 58.75مؤرخ 20 :رمضان عام 1395المتضمن القانون المدني ،ص ،15 1
السابق الذكر.
انظر المادة 40أمر 58.75المتضمن القانون المدني ،ص .8 2
عبد الرزاق عبد الرحمان اسماعيل ،مرجع سابق ،ص .122 3
19
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
المميز أهال
و أهلية الداء هي المعتبرة قانونا وأساسها التمييز ،حيث يعتبر الشخص ّ
لمباشرة تصرفاته القانونية ،إالّ أنه تعتبر ناقصة عند الصبي المميز الذي بلغ ثالث عشرة
1
لسنة ( )13وتكتمل ببلوغه تسع عشرة سنة كاملة.
ثانيا :المحل
محل الصلح هو المصالح عنه ،بضم الميم وفتح الصاد والالم أو المعقود عليه أو
المدعى به فإن ادعى شخص حق الملك على عين في حيازة شخص آخر ،وصالحه
المدعي عليه على مبلغ من المال كانت العين في هذه الحالة محل العقد ،أو المصالح
عنه ،أو المعقود عليه والمبلغ الذي دفعه المدعى عليه يطلق عليه المصالح عليه أو بدل
الصلح.
مما يجوز االعتياض عنه ،ماال أو غير مال كالقصاص. -1أن يكون ّ
-2أن يكون من حقوق العباد فال يجوز على حق من حقوق هللا تعالى.
-3أن يكون المصالح عنه حقا للمصالح ،إذا لم حقا له وال يصح الصلح.
-4أن يكون المصالح عنه حقا ثابتا للمصالح في المحل المصالح عنه.
2
-5أن يكون المصالح عنه حقا معلوما إن كان يحتاج إلى القبض والتسليم.
و ّأيا كان محل الصلح :فإنه أن تتوافر فيه الشروط الواجب توافرها في المحل طبقا
للقوانين العامة .فيجب أن يكون موجودا ممكنا معينا أو قابل للتعيين وأن يكون مشروعا.
20
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
موجود أو ممكنا :وعليه يجب أن يكون الحق المتنازع عليه موجودا قبل وقت عقد أ-
فإن تعلق الحق المتنازع عليه بحق عيني ،يتعين أن يكون موجودا وقت
الصلح أو أثناءهّ ،
نشوء االلتزام الناتج عن عقد الصلح.
هذا ويصح الصلح على الحقوق المستقبلة عقد التركات ،طبقا لفحوى الفقرة الثانية من
المادة 92السالفة الذكر شريطة أن يكون وجود الحق المتنازع عليه في المستقبل أمر
محقق الوقوع.
كما يتعين أن يكون محل عقد الصلح ممكنا طبقا لنص المادة 93ق .مدني " :وإذا كان
محل االلتزام مستحيال في ذاته أو مخالف للنظام العام ،كان العقد باطال بطالن مطلقا"،
فإذا تصالح شركاء على أن يتقاسموا األعيان الشائعة بينهم دون أن يذكروا الكيفية التي
1
بها القسمة كان الصلح باطال.
هذا الجانب هو محل تقارب شديد بين الفقهيين ،فال بد من تعيين محل االلتزام أو إمكانية
تعيينه ،ويبقى األمر بينهما حول التسمية والطريقة في التعيين ،فالفقه الوضعي في محل
االلتزام الناشئ عن الصلح ،التعيين بالذات أو الجنس والنوع والمقدار أو قابلية تعيينه
2
كذلك.
يشترط التشريع الجزائري أن يكون المحل مشروعا أو قابال للتعامل فيه ،أي غير مناف
3
للنظام العام ولآلداب ،فال صلح على ما تعلق بالحالة الشخصية واألهلية وغيرهما.
21
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
ثالثا :السبب
أ .وجود السبب :فالسبب ركن في العقد يترتب على تخلفه انعدام العقد ما ذكرته المادة(
)1/98من القانون المدني الجزائري التي تفرض وجود السبب ،وإن لم يذكره المتعاقدين
1
بقوله ":كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا ،ما لم يقم الدليل على غير ذلك".
ب .صحته :تقتضي صحته أن يكون حقيقيا ويعبر عما قصده المتعاقدين من وراء إبرام
2
العقد وهو ما نصت عليه المادة ( )2/98من القانون المدني الجزائري.
وضع المشرع قرينة على السبب المذكور في العقد أن يكون حقيقي ،فإذا لم يكن هناك
نزول عن جزء من الحق المتنازع من كال المتصالحين .ونزل أحدهما دون اآلخر كما إذا
اعترف جائز العقار لملكيته لمدعيها ودفع له مبلغا من النقود مقابل تنازله عن دعوى
ثبوت ملكيته للعقار ال ينطوي ذلك على صلح وإنما على بيع أما إذا تنازل عن دعواه دون
مقابل كان ذلك هبة ،فيخضع في الحالة األولى ألحكام البيع ،بينما يخضع في الحالة
3
الثانية ألحكام الهبة.
-3مشروعا :وعليه فإن عقد الصلح الذي يكون سببه عن مشروع أو مخالفا للنظام العام
واآلداب العامة ،يكون باطال بطالنا مطلقا ،ومن أمثلة ذلك من يدفعه إلى الصلح خشيته
أن يخسر دعواه أو خوفه من العالنية والتشهير ،وقد يكون الدافع هو اإلبقاء على صلة
الرحم أو على صداقة قديمة ...وهذه البواعث مشروعة فالصلح الذي يكون سببه باعثا
فإنه يكون هذه من البواعث يكون مشروعاّ ،
أما إذا كان الدافع إليه سببا غير مشروع ّ
باطال :مثل أن يصالح شخص آخر على نزاع متعلق بإيجار منزل حتى يتمكن من إدارته
22
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
للدعارة ،أو للمقامرة فهذه بواعث غير مشروعة ،ومن كان الطرف اآلخر على علم بها
1
فإن الصلح يكون باطال لعدم مشروعيته السبب.
ّ
قد يمنع أحد الطرفين عن تنفيذ عن العقد بعد إبرامه ،وهذا االمتناع عن التنفيذ يكون إما
تعد قيام أحد الطرفين بما التزم به في الصلح ،وإما بتحديد الدعوى التي فسخ فيها الصلح
وهذه الحالة في صورة عملية لألولى .فعند عدم التنفيذ يكون للمتعاقد اآلخر طلب فسخ
الصلح.
غير ّانه ضار خالفا بين الفقهاء حول جواز فسخ العقد إذا كان كاشفا للحقوق ،بحيث
يرى أصحاب النظرية التقليدية لألثر الكاشف أن الصلح هو إقرار وإخبار إنشاء فال
يتصور فسخه ،ولكن ااالي الذي يتصدر الفقه هو جواز فسخ الصلح ،شأنه في ذلك شأن
العقود الملزمة لجانبين إذ ال تعارض بين جواز الفسخ والثر الكاشف مادام الفسخ قائما
على عدم تنفيذ االلتزامات المتقابلة المرتبطة ببعضها ،ومما جعل الجواز قائما ومؤيدا هو
النظرية الحديثة لألثر الكاشف التي تستبعد فكرة اإلقرار وتحلله على أنه تنازل عن حق
الدعوى.
إن تكييف الصلح عن جملة من العقود الرضائية وفي غياب نص خاص بفسخ عقد
ّ
فإن المعمول به هو تطبيق القواعد العامة المقررة في فسخ العقود على الصلح،
الصلح ّ
23
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
وقد نظم المشرع الجزائري أحكام الفسخ في المواد 119إلى 123من القانون المدني
إما تنفيذ
الجزائري ،وعليه إذا أخل أحد الطرفين بالتزامه جاز للطرف اآلخر أن يطلب ّ
العقد إذا كان التنفيذ العيني ألحكام الصلح ممكنا ،وإما طلب فسخ الصلح من الحق في
طلب التعويض في كلتا الصورتين متى كان مؤسسا وتطبيقا للقواعد العامة لذلك يجوز
للقاضي أن يمنح الطرف الممتنع عن التنفيذ أجال إذا اقتضت الظروف ذلك وإذا كان ما
لم يوف به الطرف المخل بالتنفيذ قليل األهمية بالنسبة إلى االلتزام في عمومه فالقاضي
1
أن يرخص طلب الفسخ.
وقد يكون من جملة الشروط الواردة في عقد الصلح اتفاق الطرفين على اعتبار العقد
مفسوخا من تلقاء نفسه عند عدم الوفاء بااللتزامات الواردة بعقد الصلح.
و ما دام فسخ الصلح جائز التطبيق القواعد العامة الواردة بصدد فسخ العقود فيترتب على
الحكم به زوال الصلح وعودة المتصالحين إلى الحالة التي كانا عليها قبل إبرامهما
للصلح ،أي يعود النزاع للظهور بينهما كأن الصلح لم يكن فإذا استحال رجوعهما للحالة
األولى فإن القاضي بحكم التعويض المناسب لذلك.
تبقى اإلشارة إلى الفسخ الثنائي بصورته الرضائية للصلح الذي يكون بالتقابل بين الظرفية
2
لرجوعهما إلى كانا عليه قبل الصلح.
ثانيا :بطَلنه
بعد دراسة شروط بطالن عقد الصلح بما فيها من الشروط العامة والشروط الخاصة
يستوجب التطرق لآلثار المترتبة عن البطالن:
24
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
يمكن تقسيم القواعد المطبقة بشأن بطالن الصلح إلى نوعين :قواعد عامة يرجع فيها
ألحكام بطالن العقد بصفة عامة وقواعد خاصة واردة بصدد أحكام عقد الصلح في
القانون المدني الجزائري.
بالرجوع إلى أحكام العقد في القواعد فإن البطالن المطلق لعقد الصلح عند الغرام أحد
أركانه أو كان سببه أو محله غير مشروع أو غير صحيح الشروط ،وعلى ضوء النظرية
العامة لبطالن العقود فإن الصلح الباطل بطالن مطلقا ال ينتج أثره ويجوز لكل ذي
1
مصلحة أن يتمسك به وتقضي به المحكمة من تلقاء نفسها ،وال يجوز فيه اإلجازة.
" الصلح جزء ال يتج أز فبطالن ج أز منه يقتضي بطالن العقد كله على أنه هذا الحكم ال
يسري إذا تبين عن غيارات العقد أو من قرائن األحوال أن المتعاقدين قد اتفقا على أن
أجزاء العقد مستقلة بعضها عن بعض".
بالنظر إلى هذه المادة نجدها تقر بعض المبادئ الهامة والمتمثلة:
أن الصلح ال يتج أز فبطالن جزء منه يقتضي بطالن العقد كله. •
ال يسري هذا الحكم إذا تبين من عبارات العقد أن أجزاء العقد المستقلة عن بعضهما •
البعض.
25
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
فيكون الصلح وحدة ال تتج أز أو هذه الوحدة تكون في كل بنوده وشروطه وبالنسبة لجميع
أهدافه فبطالن جزء منه أو لطرف منه يقضي عليه بأكمله وفي كل أجزائه وبالنسبة
لجميع أطرافه فإن جمع الصلح عدة متصالحين وكان ومنهم قاصر إلى جانب البالغين
فيكون بطالنه بالنسبة للقاصر ولغير القاصر ،وإذا تضمن الصلح مسالة متعلقة بالحالة
الشخصية إلى جانب ما ينجز عنها من حقوق مالية ،كما هو الشأن بالنسبة بصفة الوارث
أو الحقوق التي انتقلت إليه عن طريق اإلرث ،فإن الصلح في هذه الحالة يقع باطال
برمته ،وتستند هذه القاعدة إلى إرادة المتصالحين الضمنية ،فالصلح عبارة عن تنازل كل
طرف عن جزء مما يدعيه من حقوق في مقابل نزول الطرف اآلخر عن بعض ما يدعيه
وبالتالي يفترض أن يكون قصدهما اتجه إلى جعل صلحهما وحدة ال تتجزأ ،فإذا انهار
جزء منها انهار العمل القانوني بأكمله ،لكن هذه القاعدة ليست من النظام العام ،فيجوز
أن تتجه فيه نية المتعاقدين صراحة أو ضمنيا إلى اعتبار أجزاء الصلح مستقلة عن الجزء
الباطل ،وبذلك يمكن أن يتج أز الصلح طبقا إلرادة الطرفين وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من
1
المادة .466
26
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
إذا أبرم صلح بين طرفين فإن هذا الصلح يحسم النزاع بينهما عن طريق انقضاء الحقوق
واإلدعاءات التي تنازل عنها بكل طرق ،وهذا ما نصت عليه المادة 462من القانون
المدني بقولها :ينهي الصلح النزاعات التي تدخل بشأنها:
و يترتب عنه إسقاط الحقوق واإلدعاءات التي تنازل عنها أحد الطرفين بصفة نهائية
فمثلها إذا تنازع شخصان على ملكية دار أو أرض ثم تصالحا على أن تكون الدار
ألحدهما واألرض لآلخر .فهذا الصلح عقد ملزم لجانبين يلزم من خلصت له الدار أن
يتنازل عن إدعائه في ملكية الدار 1فمثال القرار المؤرخ في 1993/11/10 :ملف رقم:
105128غير منشور:
الصلح عقد ينهي النزاعات التي يتناولهما – تطبيق صحيح للقانون – رفض –
حيث الثابت فعال أنه في 1985/05/03 :اتفق طرفي النزاع على تقسيم القطع األرضية
التي تركها أسالفهم واستفاء الطاعن من نصف القطعة .....ومن قطعة أخرى كاملة
تسمى ...بينما منحت القطعة المتنازع عليها للمطعون ضده وتفيد الوثيقة المحررة
والحاصلة إلمضاء جميع األطراف والشهود ان القسمة وقعت برضا األطراف.
و بما أن الطاعن لم ينازع في وقوع االتفاق المشار إليه وال في محتواه مما أدى بقضاة
الموضوع التي رخص طلباته على أساس أنه وقع صلح بينه وبين خصمه.
حيث نصت المادة 459مدني على أن الصلح عقد ينهي به الطرفان فإن نزاعا قائما أو
يتوقعان به نزاعا محتمال ،وذلك يتنازل كل منهما على وجه التبادل عن حقه.
لحسن بن شيخ آث ملويا ،قانون اإلجراءات اإلدارية ،دراسة قانونية تفسيرية ،الطبعة األولى ،دار هومة للطباعة 1
27
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
و حيث أن قضاة مجلس باتنة قد أحسنوا تطبيق القانون ويسببوا قضاءهم بما فيه الكفاية
وأن عدم ذكرهم للمواد القانونية المطبقة ال يؤدي إلى بطالن القرار بما أن القضاة
1
الموضوع قد طبقوا القانون على أحسن وجه -رفض.
و بالتالي ليس ألي من المصالحين تجديد النزاع إالّ بإقامة دعوى به وال بالمضي في
الدعوى التي كانت مرفوعة وال بتجديد هذه الدعوى فالصلح في هذه الحالة شهد دفعا
بالصلح.
وهو دفع بعدم قبول الدعوى وغيره متعلق بالنظام العام ،فال يجوز للمحكمة أن تقضي به
من تلقاء نفسها بل يتعين أن يتمسك به المتصالح إذ يجوز له إثارته في أي حالة تكون
عليها اإلجراءات سواء أمام المجلس القضائي ،لكن ال يجوز التمسك بهذا الدفع ألول مرة
أمام المحكمة العليا ألنها محكمة قانون وليست وقائع ،وعليه يعد حسم النزاع األثر
2
يقر به من الحكم الذي يصدره القاضي.
األساسي لعقد الصلح وهو ما ّ
ثانيا :األثر الكاشف للحقوق
للصلح أثر كاشف بالنسبة لما اشتمل عليه من الحقوق ويقتصر هذا األثر على الحقوق
المتنازع فيها دون غيرها ،وهذا ما نصت عليه المادة 463من القانون المدني ومعنى ذلك
أن الحق الذي يخلص للمتصالح بالصلح يستند إلى مصدره األول ال إلى الصلح ،ويفسر
الفقه األثر الكاشف للصلح بأن المتصالح في الواقع ال يقع لصاحبه ،وإنما ينزل عن حق
الدعوى في الجزء من الحق الذي سلم به .فهذا الجزء من الحق قد بقي على وضعه
األول 3دون أن تتغير وأن الصلح قد حسم النزاع فيه فخلص لصاحبه ،ومن ثم يكون
عمر بن سعيد ،االجتهاد القضائي وفقا ألحكام القانون المدني ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية، 1
28
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
للصلح دون أن تتغير وأن الصلح قد حسم النزاع فيه فخلص لصاحبه ،ومن ثم يكون
للصلح أثران فهو يحسم النزاع من حيث خلص الحق ،وهو كاشف عن الحق من حيث
بقاء الحق على وضعه األول وبناء على تم عرضه بشأن الصلح كطريق بديل كل
النزاعات يتضح أنه هو المسلك الودي والقضائي معا إلنهاء خالف قائم بين األطراف مما
ال يشك أن يترتب آثار قانونية منها حصة نفاذ محضر الصلح وإنهاء كل ما تعلق بالنزاع
مما يؤدي إلى انقضاء الحقوق واإلدعاءات المتنازل عليها انقضاء
المعروض دون غيرهّ ،
1
نهائيا.
من المقرر قانونا أن عبارات التنازل التي يتضمنها الصلح يجب أن تفسر تفسي ار ضيقا
أي كانت تلك العبارات وال يشمل إال الحقوق التي كانت بصفة جلية محال للنزاع الذي
حسمه الصلح ،ومن ثم فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد مخالفا للقانون.
و لما كان من الثابت في قضية الحال أن قضاة المجلس الذين قرروا أن التنازل وقع من
طرف الطاعن يكونوا قد وسعوا في تفسير عبارات التنازل وخالفوا القانون.
2
ومتى كان ذلك استوجب نقض القرار المطعون فيه.
شفيقة بن صاولة ،الصلح في المادة اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار هومة الجزائر ،2006 ،ص .187 -186 1
29
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
فالصلح متواجد ومتوقع حدوثه في أي نزاع بين متخاصمين سواء نجده في األحوال
الشخصية ،أو المجال التجاري أو الصناعي أو العقاري....
أما في هذا المبحث سندرس الصلح في المسائل العقارية والقوانين التي نظمته عدة،
سنبينها في هذا المبحث وتبيان كيفية إجراءه في المطلبين ،المطلب األول ( مجال الصلح
أما المطلب الثاني (إجراء الصلح).
في المسائل العقارية)ّ ،
المطلب األول :مجال الصلح العقاري
سنحاول في هذا المطلب للتطرق إلى الصلح في إطار المسح العقاري " الترقيم العقاري
أما بالنسبة للمنازعات الجبائية سنفصل فيها بالتدقيق واللجنة المختصة
والتحقيق العقاري"ّ .
للمصالحة.
30
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الفرع األول :في إطار المسح العقاري " الترقيم العقاري ،التحقيق العقاري "
رغم أن أحكام المرسوم رقم 74-75المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيسا السجل
العقاري قد صدر في سنة 1975إال أنه عرف تأخرها ما من حيث تطبيقه ،كون أن جزء
صغير فقط من التراب الوطني قد تم مسحه ،وباعتبار أن عمليات المسح ما زالت
متواصلة مما سيترتب عليه استمرار المنازعات المتصلة بهذه العمليات.
تكون وثائق المسح الناتجة بمناسبة االنتهاء من عملية المسح العام لألراضي مطابقة
للوضعية الحالية للملكية العقارية ويتم فيها إعداد ثالث من هذه الوثائق ،حيث تودع في
البلدية مصلحة المسح للمعاينة ،والمحافظة العقارية ،في هذه الحالة يمكن أن تثار
1
احتجاجات من قبل األشخاص الذين لهم مصلحة في ذلك.
تترتب على عملية المسح وإعداد المخططات المسحية تصفية الحقوق السابقة على العقار
تمهيد قيده في السجل العقاري باسم مالكه ومنه الحقوق العينية المترتبة عليه باسم
أصحابها ،فتستقر بذلك واألوضاع القانونية لتلك العقارات.
إن المشرع الجزائري وحرصا منه تحقيق العدالة ،فتح المجال للطعن في هذه الوثائق
واالعتراض عليها ،أمام لجنة المسح أوال :ثم أمام الجهات القضائية المختصة إقليميا،
وهذا بموجب إجراءات وسبل حددتها المواد من 11إلى 14من المرسوم التنفيذي رقم
26 /76لتصبح في األخير نهائية وتكتسي بذلك القوة الثبوتية وال يجوز الرجوع عنها إال
أمر رقم 74.75المؤرخ في 12 :نوفمبر 1975يتضمن إعداد مسح الراضي العام وتأسيس السجل العقاري 1
31
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
في حالة الغلط المادي المعترف به وفي حالة ظهور المالك الحقيقي ،حيث يقسم هذه
1
المنازعات " المنازعات اإلدارية" والمرحلة القضائية المنازعات القضائية".
عندما تنتهي أعمال المسح العام في مل منطقة عقارية يودع المخطط لمسح األراضي
والوثائق الملحقة به طيلة شهر على األقل بمقر البلدية حتى يسمح للمعنيين االطالع
عليها ،وبذلك تنتهي أعمال المسح لتبدأ مرحلة تلقي االعتراضات والشكاوي التي يفصل
فيها إداريا من طرف لجنة المسح وهذا عن طريق محاولة الصلح بين الصلح بين
2
األطراف المتنازعة بشأنها قبل عرضها على الجهات القضائية المختصة.
تقوم لجنة المسح بدراسة االحتجاجات والشكاوى .فتعمل على االجتماع مع المعنيين لحل
الخالفات الموجودة بينهم ،ففي حالة عدم التوصل للتوصل للتوفيق بينهم ،يمنح أجل 3
3
أشهر للجوء إلى القضاء ،وعند االنقضاء لألجل تصبح الحدود نهائية.
لقد أوجبت المادة 10من المرسوم رقم 62/76على المالكين الحائزين للحقوق العينية أن
يحضروا في عين المكان أثناء القيام بأعمال المسح ومكنتهم من اإلدالء بمالحظاتهم عند
االقتضاء.
غير أنه قد ال يتمكن أصحاب هذه الحقوق من حضور أعمال المسح ومن ثمة حرمانهم
من اإلدالء بمالحظاتهم وقتها أو تمكنوا من إبداء مالحظاتهم ولم يتم االعتياد بهما من
لبيض ليلى ،منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية ،جامعة محمد 1
ريم مراح ،دور المسح العقاري في إثبات الملكية العقارية في التشريع الج ازئري ،د،ط ،دار بغداد للطباعة والنشر 3
32
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
طرف فرق المسح ،لذلك رأى المشرع ضرورة تمكينهم من تقديم اعتراضاتهم الحقا وحتى
بعد إيداع الوثائق المسحية ،فبعد إيداع مخططات المسح والوثائق الملحقة له بمقر البلدية
المعنية يمكن للمعنيين بأعمال المسح اإلطالع عليها طيلة مدة شهر من تاريخ إيداعها
وفقا لنص المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 134/92 :ويمكنهم تقديم الشكاوي في
األجل المذكور ،إما كتابة إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص ،وإما شفويا إلى
ممثل اإلدارة الذي يكون موجود بمقر المجلس الشعبي البلدي في األيام والساعات المعلن
عنها إلى الجمهور وفقا لنص المادة 11الفقرة 02من المرسوم التنفيذي رقم.134/92 :
يكون موضوع الشكاوى إلى المطالبة بحق ذات صاحبه المطالبة به أثناء عمليات المسح
أو ينصب على حق الملكية أو على مدى هذا الحق ،أو على الحدود بينه وبين جيرانه...
لقد حدد المشرع مدة االعتراض على المخططات المسحية والوثائق الملحقة بها .مدة شهر
من تاريخ إيداعها تحت طائلة عدم قبولها ومنه ثبوت صحة البيانات الواردة في هذه
1
الوثائق وعدم إمكانية مراجعتها باستثناء اإلجراء المنازع فيه.
إن من مهام لجنة المسح التي يترأسها قاضيا ،البت في جميع المنازعات التي لم يتم
تسويتها بالتراضي وفقا لنص المادة 9من المرسوم رقم 62/76 :وهذا قبل إيداع
المخططات والوثائق المسحية ،أي أثناء أعمال المسح وهي نفس الجهة التي يعود إليها
االختصاص لفحص الشكاوى المقدمة ضمن األجل القانوني في المحدد يشهر من تاريخ
إيداع الوثائق المسحية.
تقدم الشكاوى إلى لجنة مسح األراضي من أجل فحصها وإعطاء رأيها فيها ،كما تحاول
التوفيق بين المتنازعين وفقا لنص المادة 12من المرسوم رقم ،62/76 :وفي حالة عدم
33
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
التوصل إلى التوفيق بينهم يجدد الحدود المؤقتة للعقارات ،كما يجب أن تكون عليه في
المخطط وتعتبر الوثائق المسحية مطابقة للوضعية الحالية للملكيات باستثناء األجزاء
المتنازع عليها وفقا لنص المادتين 02/12و 13من نفس المرسوم.
فقد يتفق الطرفان إن كان النزاع يتعلق بالحدود على إبرام اتفاق ودي بينهما دون اللجوء
إلى القضاء فيتم االتفاق على ملكية كل طرف ألرضه ،ولكنهما غير متوثقين من الحدود
الفاصلة بين أرضيهما فيتفقان على خبير عند االقتضاء أو تعيين مهندس يقوم بتعيين
1
هذه الحدود بناء على مستندات كل طرف ويحرر بذلك محضر أن يكون ملزما لهما.
-تظهر أهمية مبادرة الصلح التي تقوم بها لجنة المسح في:
• االتفاق بين األطراف المتنازعة أسهل من عرض الدعوى على المحكمة لتسوية
الخالف القائم بينهما ،فالحكم مهما كان صحيحا ،فإنه ال يرضى دائما أحد الطرفين ولو
كان مخطئا في حين أن التوفيق يصلح بين الطرفين ويضع حدا للنزاع القائم بينهم.
• اللجوء إلى الصلح يوفر أتعاب المحامين ومصاريف التقاضي.
• اللجوء إلى الصلح أسهل استعماال للحصول على الدفتر العقاري وأوفر وقتا.
• إمكانية إقامة الصلح بين األطراف تبقى ممكنة حتى خالل المرحلة القضائية ،حيث
يمكن للقاضي أن يسعى إلى إجراء تصالح بين األطراف عمال بالنص المادة 4من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية والتي جاء فيها":يمكن للقاضي إجراء الصلح بين األطراف
أثناء سير الخصومة في أي مادة كانت" .إذا فشلت المصالحة تمنح مدة 3أشهر
لألطراف المتنازعة من أجل االتفاق على حدودهم أو من أجل رفع دعوى أمام الجهات
القضائية المختصة ،إقليميا وعند انقضاء هذا األجل فالحدود المؤقتة تصبح نهائية ما عدا
34
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الغلط المادي أو ظهور المالك الحقيقي وفقا 1لنص المادة 14من المرسوم رقم 62/76
وهي المرحلة التي يتم التعرف عليها في المنازعات القضائية.
)2المنازعات القضائية للمسح العام:
المادة 14من المرسوم التنفيذي 62/76المتضمن إعداد مسح األراضي المعدل والمتمم
تنص على ":يعطي أجل قدرة 03أشهر فيما يخص األجزاء المتنازع فيها إلى المالكين
من أجل االتفاق على حدودهم أو من أجل رفع دعوى أمام الجهات القضائية المختصة
إقليميا 2أشارت المادة 14السالفة االختصاص اإلقليمي:
المادة 40من قانون 09/08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تحدثت عن
3
االختصاص اإلقليمي هي المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موقع العقار.
أما االختصاص النوعي الذي أشارت إليه المادة 14من المرسوم التنفيذي سابق الذكر
يقصد به القسم العقاري بالمحكمة االبتدائية إذا كان بين أشخاص من القانون الخاص،
وإذا تعلقت بأحد األشخاص القانون العام فيؤول االختصاص للقضاء اإلداري.
إن عملية الترقيم العقاري سواء بشكل مؤقت أو نهائيا ،قد تثير جملة من االحتجاجات
واإلشكاالت وهذا الشيء طبيعي بالنظر إلى عدة اعتبارات منها إمكانية الوقوع في الخطأ
المادة 14مرسوم التنفيذي 62/76المؤرخ في ،1976/03/25 :المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،400/84 2
المؤرخ في 1984/12/24 :المتعلق بإعداد مسح األراضي العام ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية ،العدد 30المؤرخة.1976/04/13 :
المادة 40القانون 09/08المؤرخ في 2008/02/25 :المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة 3
35
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
من قبل المساحين أو إحساس األفراد بأن حقوقهم قد هضمت نتيجة التعليق الشديد
بالعقار ومن خالل:
)1الترقيم المؤقت :ويكون عندما ال يحتكم جائز العقار إلى سندات ملكية تثبت بصفة
رسمية ملكيته للعقار المجوز من طرفه ،وفي هذه الحالة تكون عملية الترقيم مؤقتة وقد
نص عليه المشرع الجزائري في المادتين 13و 14من المرسوم 630 -76المؤرخ في:
ّ
25مارس 1976والذي يتضح من خاللها أن هناك نوعين من الترقيم المؤقت وهما
1
ترقيم مؤقت ل ـ 4أشهر وترقيم مؤقت لمدة سنتين.
أ -الترقيم المؤقت لمدة أربعة أشهر:
عندما تشير المعلومات المبنية في وثائق المسح إلى وجود حيازة ذات مدة تسمح بتملك
العقار عن طريق التقادم المكسب ،يتم ترقيم العقار المعني لمدة أربعة أشهر.
هذا وحتى يتسنى لألشخاص الذين لهم مصلحة ولم يحضروا العملية المسح األراضي
المطالبة بهذه الحقوق فإنه طبقا ألحكام المرسوم 63-76المؤرخ في1976/03/25 :
المعدل والمتمم بات من الضروري القيام بالترقيم النهائي بعد مرور مدة أربعة أشهر من
2
تاريخ إيداع وثائق المسح بالمحافظة العقارية.
يعتبر الترقيم لمدة سنتين بالنسبة للعقارات التي ال يجوز أصحابها على سندات إثبات
كافية أو معترف بها .وذلك حسب المادة 14من المرسوم 63-76المتعلق بتأسيس
السجل العقاري السالف الذكر .وبالتالي يعتبر أصحابها فقط حائزين ألنهم لم يثبتوا مدة
جديلي نوال ،السجل العيني دراسة مقارنة بين التشريع الجزائري والتشريع المغربي ،أطروحة دكتوراه علوم تخصص 1
قانون خاص ،جامعة الجزائر 1كلية الحقوق ،تاريخ المناقشة جانفي ،2017ص .90
زروقي ليلى وحمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع 34 ،حي األبرزيار، 2
36
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الحيازة بالتقادم كون سنداتهم ضعيفة أو منعدمة قانونا ،ويمكن لمن له المصلحة
االعتراض على هذا الترقيم.
يمكن إلغاء أو تعديل هذا الترقيم المؤقت من طرف المحافظ العقاري ،وإذا أبلغ هذا
األخير بوقائع قانونية تسمح له بصفة مؤكدة تثبيت الحقوق العينية الواجب شهرها في
السجل العقاري كظهور المالك الحقيقي ،ويصبح هذا الترقيم نهائيا بعد انقضاء مدة سنتين
1
دون تسجيل أي اعتراض خالل هذه المدة.
قد يتعرض العديد من المساحين عن مرورهم ضمن فرقة المسح المنشاة لهذا الغرض على
أرض الميدان غياب تام هالك العقارات وهذا ما يصعب عليهم معرفة مالك هذه القطع،
وتحديد سندات ملكيتها وهذا ما يجعل عملية الترقيم صعبة في مثل هذه األحوال فهذه
األمالك العقارية تم إعفائها في عملية المسح خاصة إذا الوضعية كشفت عن أن ثلث
و مؤخ ار وبعد صدور قانون المالية لسنة 2015وبموجب المادة 67منه تم التنصيص
على هذا النوع من الترقيم لصالح الدولة ،وأدرجت ضمن القسم الرابع من الباب الثاني
األمر 74/75المادة 23مكرر والتي نصت على انه ":يرقم في حالة احتجاج مبرر
جقبوط محفوظ ،الشهر العيني واستقرار المعامالت العقارية ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق جامعة بن عكنون، 1
37
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
يسند ملكية قانوني ،فإن المحافظ العقاري يكون مؤهال في غضون خمسة عشر ()15
سنة ابتداء من تاريخ اإليداع وثائق المسح لدى المحافظ العقاري للقيام في غياب أي نزاع
وبعد تحقيق تقوم به مصالح أمالك الدولة والتدقيق المعتاد وبناء على رأي لجنة تتكون
من ممثلين عن مصالح المديرية بالوالية للحفظ العقاري والمحافظة العقارية وأمالك الدولة
ومسح األراضي والفالحية والشؤون الدينية واألوقاف والبلدية .بترقيم الملك المطالب به
باسم مالكه.
سواء تعلق األمر بالترقيم النهائي أو الترقيم المؤقت بنوعيه ،فإن الجهة القضائية
المختصة بالنظر في المنازعات الناتجة عن ذلك تتمثل في القسم العقاري للمحكمة الواقعة
بدائرة اختصاصها العقار محل النزاع ( المرقم).
و يشترط شهر الدعوى القضائية في هذه الحالة طبقا لنص المادة 85من المرسوم
163/76المتعلق بتأسيس السجل العقاري ونص المادة 519من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية.
مَلحظة:
خالل الترقيم المؤقت ال يمكن أن يمنح الدفتر العقاري للمعنيين كونه سند الملكية ال يسلم
إال للشخص الذي اعترف بأحقيته في الملكية ،غير أن وقائع قانونية قد تظهر أثناء مدة
الترقيم ال تدع الشك في أحقية ملكية الشخص المعني في العقار ،في هذه الحالة فإن
المحافظ العقاري ملزم دون االنتظار بتنفيذ الترقيم النهائي للعقار المعني وتسليم الدفتر
2
العقاري للمالك المعترف به.
رحايمية عماد الدين ،الوسائل القانونية إلثبات الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه في العلوم 2
تخصص قانون ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو كلية الحقوق والعلوم السياسية ،تاريخ المناقشة 15مارس ،2014
ص .263
38
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
تعتبر شهادة الترقيم المؤقت باختالف أنواعها سند إداري ورسميا صاد ار من المحافظ
العقاري وال يسلم إلى المعني إال بناء على النتائج التي توصل إليها المحققون في عملية
المسح العقاري ويترتب عن هدم تقديم اعتراضات في المدة المحددة قانونا تسليم المعني
الدفتر العقاري الذي يعد السند الوحيد في إثبات الملكية العقارية الخاصة في األراضي
1
الممسوحة.
)2الترقيم النهائي:
يعتبر الترقيم نهائيا بالنسبة للعقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقود أو كل الوثائق
األخرى المقبولة طبقا للتشريع المعمول به إلثبات حق الملكية يقوم المحافظ العقاري
بترقيم العقارات الممسوحة نهائيا إذا كان مالكها يحوزون على سندات أو عقود مقبولة
قانونا أي سندات ملكية غير متنازع فيها كالسندات الرسمية والحكام القضائية المثبتة
للحقوق العقارية.
و قد نصت عليه المادة 12من المرسوم 76-63بقولها :يعتبر الترقيم نهائيا وبالنسبة
للعقارات التي يحوز مالكها سندات او عقود أو كل الوثائق األخرى المقبولة طبقا للتشريع
المعمول به إلثبات حق الملكية ،وينقل المحافظ العقاري تلقائيا عند االقتضاء قيود
االمتيازات والرهون العقارية وحقوق التخصيص عبر المشطب عليها والتي لم تنقص مدة
صالحيتها وبالتالي فإن الترقيم النهائي للعقارات الممسوحة يكون مرتبطا بحالة الملكيات
العقارية التي يجب أن تكون مثبتة بسندات ملكية مقبولة قانونا ،ويسلم عند الترقيم النهائي
دفتر عقاري للمالك المعترف بهم سواء كان هؤالء المالك أشخاص طبيعية أو أشخاص
2
معنوية عمومية
39
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
المعني أن يقيد االحتجاج في سجل مفتوح لهذا الغرض بالمحافظة العقارية ،حيث على
المحافظ العقاري أي يولي أهمية بالغة اآلجال قبول االعتراضات.
في حالة إشارة االعتراضات خارج اآلجال القانونية حيث الترقيم أصبح نهائيا ال يبقى
للمعترضين إال التوجه إلى الجهات القضائية المختصة.
أما أثيرت االعتراضات في اآلجال القانونية فالمحافظ العقاري الحق لجمع األطراف
1
المتنازعة إلجراء المصالحة وتدرج نتائج هذه المحاولة.
و هي الحالة التي يوفق فيها المحافظ العقاري من خالل تقريب وجهات النظر ،إما
بتحقيق اتفاق األطراف المتنازعة على الوضعية القانونية الحالية للعقار ،أو يتم االتفاق
لكن نتائج الصلح تؤدي إلى تغيير في العناصر التي تحتويها وثائق المسح ،ففي كلتا
الحالتين يحرر محضر الصلح الذي يتسم بالقوة الثبوتية ويكون حجة على الجميع ،ويبلغ
المحافظ العقاري مصلحة المسح بنسخة من محضر الصلح في حالة تغيير وضعية
العقار.
زروقي ليلى وحمدي باشا عمر ،مرجع سابق ،ص .353-352 1
40
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
إذا فشلت محاولة الصلح يحرر كذلك محضر بعدم المصالحة ويبلغ األطراف ويبقى بيد
المحتج أو المعترض مهلة 6أشهر تسري من تاريخ تبليغه بمحضر عدم المصالحة ترفع
دعوى قضائية أما الجهة القضائية المختصة مع وجوب إخضاع هذه الدعوى لعملية
مما يؤدي إلى بقاء الترقيم مؤقتا إلى حين صدور حكم قضائي نهائي.
اإلشهار العقاريّ ،
و في حالة انقضاء 6أشهر وهو أجل مسقط للحق في رفع الدعوى القضائية ،يعتبر
1
المحافظ العقاري االعتراض المقدم ال غبار يقوم بترقيم العقاري المعني دون تأخير.
لقد تبنى المشرع الجزائري نظام الشهر العيني بمقتضى رقم 74/75 :المؤرخ في12 :
نوفمبر 1975المتضمن إعداد المسح العام لألراضي وتأسيس السجل العقاري والذي
حاول من خالله تطهير الوضعية العقارية المعتمدة التي ورثها عن االستعمار الفرنسي،
غير أن قلة التأطير ومشاكل أخرى عرقلت السير الحسن لعمليات المسح األراضي والتي
تعد النطاق الطبيعي للعقارات على مجموع التراب الوطني اإلضافة إلى وجود مساحات
كبيرة تفتقد لسندات ملكية ،فإن ذلك أدى إلى تعطل المشاريع التنموية التي باشرتها
الجزائر في إطار اإلصالحيات االقتصادية والتعهدات التي قطعتها مع شركائها األجانب
في ظل تطوير االستثمار ،ومنح األوعية العقارية لبعث النشاطات األمر الذي أدى بتدخل
المشرع بموجب القانون رقم 02/07:المؤرخ في 2007/02/27 :المتضمن تأسيس إجراء
المعاينة الملكية العقارية وتسليم سندات الملكية عن طريق التحقيق العقاري وكذا المرسوم
التنفيذي رقم 147/08 :المؤرخ في 19 :ماي 2008المتعلق بعمليات التحقيق العقاري
ضيف أحمد ،الشهر العيني بين النظرية والتطبيق في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون، 1
كلية الحقوق جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2007 ،ص .71-70
41
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
وتسليم سندات الملكية والذي على أساسه تسلم سند الملكية لكل شخص يمارس الحيازة
القانونية طبقا للمادة 827من القانون المدني ،ولكل شخص يدعي حق عقاريا وال توجد
بحوزته أدلة كافية إلثبات ملكية أو أن السندات التي يحوزها رغم صحتها فإن ال تعكس
الوضعية الحقيقية للعقار.
يمكن أن تثار احتجاجات واعتراضات أثناء أو بعد معاينة الملكية عن طريق التحقيق
العقاري يتم تسويتها من طرف المحقق.
و طبقا للمادة 12من القانون 02-07السالف الذكر يمكن المحقق العقاري تحديد جلسة
للصلح بين األطراف لدراسات االحتجاجات واالعتراضات المشارة من قبل المالك أو
الحائزين المجاورين ،أو المدعين لحقوق عينية عقارية على العقار المعني بالتحقيق
والتحدي.
يمكن أن تثار احتجاجات واعتراضات أثنا أو بعد معاينة الملكية عن طريق التحقيق
العقاري يتم تسويتها من طرف المحقق.
وطبقا للمادة 12من القانون 02-07السالف الذكر يمكن المحقق العقاري تحديد جلسة
للصلح بين األطراف لدراسة االحتجاجات واالعتراضات المشارة من قبل المالك أو
الحائزين المجاورين أو المدعين بحقوق عينية عقارية على العقار المعني بالتحقيق
والتحدي وتدرج نتائج محاولة المصلحة في محضر مؤرخ وممضي من العون المحقق
وأصحاب المصلحة فيؤدي أثناء المحاولة الناجحة إلى اتفاق األطراف على الوضع
القانوني والمادي للعقار المعني بالترقيم يتمتع بقوة إلزامية ويخضع إلصالح المدير
الوالئي للحفظ العقاري والذي على أساسه سيتم التحديد القضائي للعقارات المعنية بهذا
اإلجراء.
42
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
أما إذا كانت محاولة الصلح فاشلة فيحرر محضر عدم الصلح بذلك ،ويبلغ إلى األطراف
1
الذين يجوز لهم اللجوء إلى الجهات القضائية المختصة.
في حالة رفع شكوى أو وجود منازعين أو حصول اعتراض يحاول المحقق إجراء صلح
بين الطرفين 2ويحدد المحقق العقاري جلسة صلح بين المعترض صاحب الطعن وبين
الشخص صاحب أحقية السند في غضون 8أيام على األكثر من تاريخ إثارة االحتجاج
3
أو االعتراض طبقا للمادة 12قانون 02-07والمادة 14مرسوم .08.147
• محاولة صلح ناجحة :إذ كللت محاولة الصلح باتفاق يحرر المحقق محضر الصلح
ويواصل اإلجراء ،مع األخذ بعين االعتبار نتائج االتفاق.وفي هذه الحالة يتم تعديل حدود
العقار المخطط الطبوغرافي والكشف الوصفي كما يتم إجراء معالم الحدود وإجراء التقييم.
• محاولة صلح فاشلة :في حالة إذا ما جاءت محاولة الصلح بالفشل ،يعد المحقق
العقاري محضر عدم الصلح الذي يسلمه لألطراف أثناء الجلسة.
وهنا توقف إجراءات التحقيق العقاري ويتم االطالع واألطراف المتنازعة بذلك ،كما يعلم
الطرف الذي قدم احتجاجا واعتراضا بأن أمامه أجل قانوني مدته شهران لرفع دعوة
قضائية أما الجهات القضائية المختص للمطالبة بإقرار حقوقه ،وفي حالة عدم رفع
)1محمودي عبد العزيز :آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري ،ط ،دار بغدادي للطباعة والنشر
والتوزيع حي بن شبان _ الرويبة _ ،الجزائر،2009 ،ص .328_327
) حمدي باشا عمر :آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر، 2
،2014ص .162
) المادة 12و 14قانون 02-07المؤرخ في 9صفر 1428الموافق ل 27فبراير سنة 2007المتضمن تأسيس 3
إجراء المعاينة لحق الملكية العقارية وتسليم سندات عن طريق تحقيق عقاري ،ص.165
43
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الدعوى في اآلجال المقررة يستمر التحقيق العقاري دون األخذ بعين االعتبار االعتراضات
1
للمنازعات المرفوعة ويقوم بتوجيه تقرير إلى مدير الحفظ العقاري الوالئي.
وقد عمد المشروع إلى وضع قواعد وإجراءات خاصة لفض النزاعات قضائيا إلى جانب
اإلجراءات العامة في التقاضي وذلك من خالل المادة 12من قانون 02_07وتعطي
عملية التفرقة بين الدعاوي المرفوعة من قبل أشخاص القانون الخاص أو العام إلى تدخل
القاضي العقاري أو القاضي اإلداري بحسب كل حالة دون المساس بحاالت معينة يتدخل
فيها القاضي الجزائي أثناء تقديم شكوى من مدير الحفظ العقاري الوالئي:
أجاز القانون 02-07ألي شخص االعتراض على عملية التحقيق العقاري وتقديم
احتجاجه بتمسكه بالملكية أو التعرض له في جزء في ملكيته بمناسبة عملية تنصيب
الحدود فيختص القاضي العقاري في النظر في هذه المنازعات طبقا للمادتين 511
و 512من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بعد فشل مساعي المحقق العقاري في
التسوية الودية للنزاع ،وترفع الدعوى العقارية في هذه الحاالت من قبل المعترض المالك
أو الحائز شخصا طبيعيا أو معنويا خاضعا للقانون الخاص للطعن في أركان وشروط
حيازة الحائز صاحب الطلب المعني باإلجراءات معاينة الملكية عن طريق وصفة
التحقيق العقاري .والتي يثبت أن الحائز يمارس حيازة على ملك الغير بسند ملكية
صحيح .أو أن حيازته كانتا عرضية أو مشبوهة بأحد العيوب من إكراه أو غموض أو
الخفاء.
) حمدي باشا عمر ،مرجع سابق ،ص .167 ،165 ،162 1
44
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
ويجب أن ترفع هذه الدعوى أمام المحكمة الواقع بدائرة اختصاصها العقار محل التحقيق
العقاري وال يتأتى للمحكمة الفصل في النزاع المعروض عليها بصدد عمليا االعتراض
على التحقيق العقاري وأمام تناقض االدعاءات ودفوع األطراف المتنازعة إال باالعتماد
على إجراءات تحضيرية ما قبل الفصل في الموضوع بالبحث عن مدى توفر شروط
الحيازة في المدعي عليه والتي على أساسها يمكنه التمسك بالتقادم المكسب وتتمثل هذه
اإلجراءات إما بالسماع للشهود عن طريق إجراء تحقيق الذي عادة ما تلجأ إليه المحكمة
إذ تعلق بنزاع حول مدة الحيازة أ االستعانة بخبير عقاري في حالة إذا ما كان النزاع
2
يخص معالم الحدود واالدعاء بوجود تعدي.
المادة " :970يجوز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة القضاء الكامل".
-النص يجيز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة القضاء الكامل مع التنبيه
أن هذا اإلجراء جوازيا للجهات المعنية .فان رأت لذلك فائدة لجأت إليه وإال فال.
-اآللية تعني الجهات القضائية اإلدارية التي بإمكانها إجراء الصلح بين الخصوم ،متى
رأت أن ذلك منتج في الدعوى بغرض وضع حد للنزاع صلحا.
المادة " : 971يجوز إجراء الصلح في أية مرحلة تكون عليها الدعوى"
-النص يجيز إجراء الصلح في أي مرحلة كانت عليها الدعوى ،يستنتج من ذلك بأن
إجراء الصلح يفتح منذ انطالق الدعوى ،يبقى كذلك إلى نهاية النزاع بصدور حكم في
الموضوع.
) أحمد فواتيح فاطمة :آليات التحقيق العقاري في التشريع الجزائري،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون، 2
تخصص قانون مدني أساسي ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم ،السنة الجامعية ،2015-2014ص-142
،143الجزء الثاني.
45
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
1
فقط يبقى ألجوء إليه من طرف الجهة القضائية اإلدارية متى رأت ذلك منتجا في الدعوى
فأجاز المشرع بموجب القانون 02-07للشخص الذي رفض طلبه المتعلق بالحصول
على سند ملكية من طرف مدير حفظ العقاري أو الشخص الذي رفض شهد الترقيم
لصالحه من طرف المحافظ العقاري أو شهره رغم وجود شهد ملكية مسبق للغير يخص
العقار المعني ،اللجوء الجهات القضائية المختصة في الآلجال المحددة قانونا.ويؤول
االختصاص في كال الحالتين إلى القضاء اإلداري ،كما يمكن أن تختص هذه الجهة
2
بدعوى مدير الحفظ العقاري الوالئي بإلغاء الترقيم طبقا للمادة 18من القانون 02_ 07
يتمثل دور هذه الجنة أو الهيئة على مستوى المديريات الوالئية للضرائب في محاولة
التوفيق بين مصالح الخزينة العامة من جهة ومصالح المكلف من جهة أخرى في محاولة
حقوق التسجيل واللجوء إلى هذه اللجنة يعد طريق إجباري بالنسبة إلى اإلدارة لكي تتمكن
من استصدار أمر تحصيل الرسوم المستحقة عن األموال المسجلة وذلك في ما تبين
نقصان الثمن المصرح به ،أو التقديرات المقدمة من أطراف العقد.
سائح سنقوقة :آليات التحقيق العقاري في التشريع الجزائري ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية – نص -شرحا 1
– تعليق – تطبيقا ،القانون 09/08مؤرخ 18صفر 1429موافق ل 25فبراير سنة 2008المتضمن قانون إجراءات
المواد 584إلى ،1065دار الهدى عين مليلة ،الجزائر ،ص .1164-1163
أحمد فواتيح فاطمة ،مرجع سابق ،ص .147 2
46
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
حيث أنه وفقا لمحتوى المادة 101من قانون التسجيل فان اإلدارة تستطيع إعادة تقدير
1.
الثمن المصرح به إذ تبين أنه يقل عن القيمة التجارية الحقيقية لألموال
) أمزيان عزيز :المنازعات الجبائية في التشريع الجزائري ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع عين ميلة ،الجزائر، 1
ص .55
47
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
عندما تثبت اإلدارة نقصان الثمن المصرح به أو التقديرات المقدمة من األطراف فقبل أن
تعيد تقيمها لثمن ،فإنها تحاول وبطريقة ودية أن تحصل على االعتراف بهذا النقص من
طرف المعنيين وذلك بإبرام اتفاق بينها وبين المكلف المعني.
بحيث تقوم باستدعاء الطرفين " البائع والشاري " لتعرض عليهم باالتفاق على المبلغ
المعلن نقصه ،فإذا قبال بذلك فإنهما يقومان بإمضاء تعهد يلتزمان بموجبه على دفع
الرسوم المستحقة على فارق المبلغ الناقص ويشكل هذا التعهد بعد المصادقة عليه من
2
األطراف والمدير الوالئي للضرائب عقدا حقيقيا.
وبالتالي نقول بأن إعادة تصحيح القيم المصرح بها من األطراف تمر بمرحلتين:
تقوم اإلدارة بدعوة الطرفين " البائع والشاري " لتعرض عليهم التقييم الذي توصلت إليه
فإذا قبال بهذا التقدير ،فيقومان بتوقيع تعهد يلتزمون بمقتضاه على دفع الرسوم
المستخدمة على فارق المبلغ الناقص ،ويشكل هذا التعهد بعد إمضاءه من األطراف
والمصادقة عليه منى طرف المدير الوالئي للضرائب عقدا حقيقيا يلتزم بمحتواه كل
األطراف الموقعين عليه.
مرحلة الصالحة :في غياب االتفاق الودي ترفع اإلدارة األمر إلى لجنة المصالحة )2
ويتم استدعاء األطراف وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 104من قانون
التسجيل،بحيث يستدعي المكلفون المعنيون للمثول أمام اللجنة عشرون يوما على األقل
قبل اجتماع اللجنة ،بحيث يتم إعالمهم على إمكانية اإلدالء بأقوالهم شفهيا أو تقديم
48
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
مالحظات ك تابية أثناء حضور أثناء حضورهم الجتماع اللجنة وإعالمهم كذلك بإمكانية
االستعانة بمستشار يختارونه أو وكيال.
وينعقد اجتماع اللجنة أساسا بدعوة من رئيسها ،وال تكون مداوالتها صحيحة إال إذا
حضرها على األقل خمسة أعضاء بما فيهم الرئيس ،دعوة األطراف هذه يمكن أن تنتهي
إلى أمرين:
-إذا توصلت اللجنة إلى اتفاق مع المكلفين المعنيين فيتم التوقيع في الحال على تعهد
يصادق عليه المدير الوالئي للضرائب ليصبح نافذا في مواجهة األطراف.
-أما إذا لم يتم اتفاق كرفض االقتراح أو غياب األطراف المعنية تصدر اللجنة رأيا
بأغلبية األصوات ،ويبلغ هذا الرأي إلى المكلف المعني بواسطة رسالة موصي عليها
مع اإلشعار باالستالم(،المادة 105والمادة 106من قانون التسجيل ).
وفي العشرين يوم الموالية لتبليغ رأي اللجنة تصبح الزيادة المقررة من اللجنة سارية
1
المفعول وقابلة للتحصيل.
49
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
ويفيد بأن محاولة الصلح ،تجرى في المكان والوقت اللذان يحددهما القاضي ما لم توجد
نصوص تقر خالف ذلك.
آلية التطبيق:
اآللية تعني أساسا القاضي الذي بيده هذا اإلجراء يأته من أراد وحيث أراد ،وليس أمام
الحضور إال االمتثال لما يقدره القاضي المعني ،اللهم إال إذا وجدت هناك نصوص
خاصة تقضي بخالف ذلك ،ففي هذه الحالة على أطراف النزاع واليهم القاضي االمتثال
1
لما يقرره ذلك النص
حيث القواعد المتعلقة بالجلسة المخصصة للصلح الجاري به العمل هو تخصيص صبيحة
أو ظهيرة في يوم من أيام األسبوع يستدعي فيها القاضي الخصوم في مكتبه من أجل
إجراء الصلح.
ولكن يعتبر هذا من قبيل العرف القضائي ألن بعضهم يبرمج هذه العملية حسب ما لديه
من وقت شاغر Disponibilitéأو حسب ورقة الجلسة Le mobومن ثمة فان العمل
2
اليومي بشأن ترتيب العملية الصلحية غير محدد هو اآلخر.
لم يحدد المشرع عدد الجلسات في القضايا العادية فعادة القضاة يكتفون بجلسة واحدة،
والقليل منهم من يعاود الكرة بغية الوصول إلى نتيجة ايجابية ولعل الفئة الثانية أشد تمسكا
بفض النزاعات وديا وتفادي الطريق القضائي ،وأعتقد أنه يمكن للقاضي المصالح أن
يكرر الجلسات خالل المدة المذكورة قانونا إذا تبين لدى األطراف مستعدون لقبول الحل
50
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الودي وقد يحدث أن يطلب متفاوض تحديد جلسة استثنائية يراد بها صلح بعدما باءت
األولى بالفشل وقد يستجاب له ذلك ألنه ليس هناك ما ينصر القانون.
51
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
الصيد احمد ،تسوية نزاعات عقود االستهالك ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ،فرع حماية 1
52
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
آ لية التطبيق :ليس هناك من آلية ذات خصوصية معينة ،وكل ما هنالك قد أتى عليه
1
الشرح ،فعلى من يهمه ذلك مراجعته مع القول بأن اآللية هنا تعني الجميع.
ال يسعنا إال أن نستنتج أنه سواء كان المبادر بالصلح األطراف المتخاصمة أو القاضي
المعروض عليه النزاع ،وسواء فشلت تلك المبادرة أو نجحت فان القاضي مجبر في
النهاية على تحرير محضر يبين فيه مساعي ونتائج
محاوالت الصلح يوقعه من كاتب الضبط والحكم فيه طبقا لنص المادتين973و 992ق،
ا ،م ويكون لهذا المحضر قوة السند التنفيذي ،بمجرد إيداعه كتابة الضبط طبقا لنص
المادة 993من ذات القانون وهذا يعنى أنه بإمكان كل من الطرفين تنفيذه متى نجح
الصلح ،ولذلك فان القاضي هو الذي أشرف على الصلح مجب ار على أن يحدد بكل دقة
مكانه ،فترة وقوعه وباألخص التنازالت المتقابلة التي قدمها كل طرف لآلخر وبالتالي
يلعب دور الموثق الذي يثبت وقوع هذا التصالح أما إذا لم تنجح محاولة الصلح فان
القاضي يحرر محضر بعدم الصلح ،ويواصل نظره وتحقيقه في النزاع.
غير أن هذا ال يعني عدم إمكانية تصالح الخصوم على مستوى المجلس القضائي في
مرحلة االستئناف ،بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك ويرحبون بالصلح حتى في مرحلة
التنفيذ ،على أن االجتهاد الفقهي الفرنسي الحديث يفرق بين حالتين وهما جوازية الصلح
بخصوص تنفيذ الحكم النهائي الحائز لقوة الشيء المقضي به ،وعدم جواز الصلح
المخالف لمنطوق الحكم النهائي بسبب اختالف رضا أحد الطرفين بعد صيرورة هذا الحكم
2
نهائيا.
-2سالمي نظال ،دراسة مقارنة بين الصلح والتحكيم الداخلي في قانون االجراءات المدنية واالدارية لنيل شهادة الدكتوراه
في الحقوق ،جامعة وهران ،السنة الجامعية ،2016/2015ص .46ص .146
53
إجراء الصلح لتسوية النزاعات العقارية في التشريع الجزائري األول:
الفصل ّ
إذ أهم ما توصلنا إليه في هذا الفصل هو أن الصلح وسيلة من الوسائل الودية للقضاء
على النزعات والخصومة بين الطرفين .وقد حددنا أهم خصائصه التي تميزه عن غيره من
مصطلحات مشابهة له.
أما بالنسبة ألحكامه التي بصحتها يتم الصلح وبإخالل أحد أركانه " رضا محل ،سبب "
أو شروط أركانه يبطل وينقضي عقد الصلح إما عن طريق فسخه صادر من إدارة أحد
الطرفين أو بطالنه كما ذكرنا سابقا.
وبذلك كرسه المشرع الجزائري قانونا للدولة كوسيلة بديلة لحل الخالفات المتعلقة بشتى
المجاالت منها المجال العقاري الذي يتميز بإجراءات نصت عليها عدة قوانين ومراسم
نظمته.
نحد الصلح في المسائل العقارية الخاصة بإطار حدوث المنازعات المتعلقة بالمسح
العقاري أثناء عمليتي " الترقيم العقاري والتحقيق العقاري ".
أما في إطار المنازعات الجبائية المتعلقة بعملية التسجيل الضريبي نحد لجنة تختص في
حل النزاعات لتحصيل الضرائب " لجنة المصالحة ".
وإلتمام هذا اإلجراء الذي يتم بانعقاد جلسة للصلح بإعداد محضر يحرره القاضي
ويفصل فيه إما بنجاح هذه المحاولة أو فشلها
54
الفصل الثاني:
إجراء الوساطة في المسائل العقارية
56
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
إن محاولة تحديد مفهوم الوساطة صعب ،حيث يعتبر من المفاهيم المستعملة في العديد من
الميادين ولذلك نتعرض لالختالف الوظيفي في مختلف العلوم.
فالوساطة كأساس الذي يقوم عليه نظام الطرق البديلة فهي السبيل إليجاد حل توافقي بين
المتنازعين والصورة األنسب للقضاء والعدالة.
سنحاول في هذا المبحث دراسة مفهوم الوساطة من مختلف المجاالت خصائصها ،أنواعها،
وكيفية إتمام إجراءاتها.
هذا والمالحظ أن الوساطة في مفهومها العام تشكل جزء من الثقافة السوسيولوجية للمجتمع
الجزائري ،إذ يتفق األفراد على أن الوساطة هي الكلمة المشتقة من التوسط وبالتالي التوازن
واالعتدال بين طرفي القضية بصورة متساوية ومرضية للطرفين المتنازعين.
إذن فالمبدأ العام واضح ،ومنه جاءت الوساطة القضائية إلضفاء طابع الرسمية على هاته
العملية ذات األثر السريع والناجع ،وألجل ترسيخ ثقافة قضائية معاصرة في ظاهرها ومرسخة
57
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
في جوهرها في السلوكات االجتماعية لألفراد إذ ال يختلف اثنان في رأي قضية ما إال وكان
الوسيط فيصال في اختالفهما.
ويتخذ الطابع الرسمي لعملية الوساطة القضائية من خالل تجسيد مجموعة نصوص قانونية
تنظيمية لعملية الوساطة ضمن الكتاب الخامس لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية لسنة
، 2008ومرسوم تطبيق يحدد كيفيات تعيين الوسيط القضائي ومن شأن هذه العناية التي
أوالها المشرع الجزائري المساهمة الجدية في تأسيس معالم الوساطة القضائية ضمن سلسلة
1
اإلصالحات القضائية لقطاع العدالة.
وفقا لها جاء في الندوة إلصالح العدالة المنعقدة سنة 2005ومسايرة وتيرة التطور
االجتماعي والتحول االقتصادي السريع الحاصل في الجزائر.
لم تأتي الحاجة إلى إدراج الوساطة القضائية كمؤسسة رسمية في هذه الفترة بالتحديد إال
نتيجة لتجارب الناجحة لبعض الدول التي استندت إلى إجراء الوساطة القضائية في فض
ذات الطابع اإلداري والمدني على غرار الواليات المتحدة األمريكية واسبانيا، النزاعات
المغرب واألردن ،واستنادا إلى دراسة حديثة يتم تقريبا حل %75من النزاعات التجارية عن
طريق الوساطة في الواليات المتحدة األمريكية إضافة إلى كثرة النزاعات القضائية بين
األطراف التي تنامت بشكل متزايد بفعل التحول االقتصادي بصورة خاصة ،ونظ ار لما تأخذه
اإلجراءات العادية للتقاضي من وقت قد يؤثر سلبا على العديد مكن المعامالت ويخلق ضرر
قد يمتد إلى أطراف غير تلك المعنية بالنزاع القضائي كما هو الحال على مستوى الجمارك
الحدودية والموانئ ذات الطابع االستهالكي قد تنتهي صالحيتها قبل فض النزاع عبر الطرق
القضائية العادية.
)1دليلة جلول :الوساطة القضائية في القضايا المدنية واإلدارية ،د ط ،دار الهدى – عين مليلة ، -الجزائر سنة الطبع
،2012ص .32
58
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
لما كان العدل أساسا للمالك ودعامة للعمران صالحا للدين والدنيا وكان القضاء مرتبطا
بالجماعة البشرية ،وما يقتضيه التجمع البشري من تشابك مصالح األفراد وتعارضها وبتطور
النسيج االجتماعي وتنوع أـشكال التواصل من جهة كان لزاما استحداث وسائل في القانون
لتكريس عادات وتقاليد المجتمع الجزائري.
هذا واعتبار لما أحدثته الوساطة كبرنامج إجراء فعال في الدول االنجلوسكسونية
كأمريكة والدول العربية كاألردن .التي بدأ أول برنامج للوساطة فيها بتاريخ الفاتح من جوان
سنة 2006في محكمة من الدرجة األولى بعمان فان الجزائر أخذت حدوها بإصدار قانون
الوساطة في المواد من 994إلى 1005المتضمنة رقم 09.08المؤرخ في 18صفر عام
1
1429الموافق ل 25فبراير سنة 2008وهو قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
الوساطة كلمة مشتقة من كلمة وسط التي تدل في اللغة على الشيء الواقع بين الطرفين.
دموش أسامة ( مجلة عملية الوساطة في المكتبات العمومية في الجزائر السياق االجتماعي الثقافي والرهان المهني)، 2
59
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
وجاء في لسان العرب حول معنى هذه الكلمة ما يلي" :اعلم أن الوسط قد يأتي صفة وان
كان أصله أن يكون اسما ".
1
كما أن الوساطة مصدر رد فعل " وسط " .تقول ( وسط في حسبة وساطة وسطه)
ثانيا :الفقهي:
تتمثل الوساطة في تكليف شخص محايد له دراسة بموضوع النزاع لكن بدون سلطة الفصل
فيه يسمى الوسيط يكلف بسماع الخصوم ووجهة نظرهم من خالل الدخول في محادثات قد
تكون وجاهية أو غير وجاهية قصد ربط االتصال بينهم وحملهم على إيجاد الحلول التي
2
ترضيهم.
عرفها األستاذ بربارة عبد الرحمان " أنها أسلوب من أساليب الحلول البديلة لحل النزاعات
يقوم على إ يجاد حل ودي للنزاع خارج أروقة القضاء عن طريق الحلول وتقريب وجهات
النظر بمساعدة شخصا محايدا ،وأهم ميزة للوساطة أن النزاع يظل خصوصيا وسريا بعيدا
3
عن عالنية الجلسات.
األستاذ حسين عبد الداوي :إجراء بديل يتم بموجبه تدخل طرفا ثالثا غير القاضي لمساعدة
أطراف الن ازع لتوصل إلى حل يرضي الخصوم ،ويرجع قرار عرض الوساطة لطرف الوسيط
4
الذي قد يكون شخصا معنويا أو جمعية.
حسن عبد الالوي مقال علمي ( الوساطة في المجتمع الجزائري قراءة سوسيوتاريخية الستحداث الوساطة القضائية في 1
بربارة عبد الرحمان :شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ط ،2منشورات بغدادي ،الجزائر ،ص .523 3
بوزنة ساجية ،الوساطة في ظل قانون االجراءات المدنية واالدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،جامعة 4
60
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
عرفت الشريعة اإلسالمية نظام الوساطة والتحكيم منذ أربعة عشر قرنا وقبل الجهود الدولية
الحديثة كطرق سلمية لحل النزاعات الناشئة بين األفراد والجماعات والدول.
فقد استخدم الرسول -صلى هللا عليه وسلم – أسلوب من أساليب الحوار والنقاش والجدل ،
وكان المفاوض األول في التاريخ اإلنساني لتمكنه من تبليغ ما كلف به للناس كافة بسبب ما
1
يتمتع به من قدرة فائقة في شرح مفهوم الرسالة بأسلوب تمكن به من كسب ود اآلخرين.
فالشريعة اإلسالمية كانت أول من حثنا على الحلول البديلة لجل النزاعات دون تواجد قوانين
ونصوص تشريعية من أمثلة ما ورد ما ورد في القرآن الكريم قال عز وجل " وان خفتم شقاق
بينهما إن هللا كان عليما خبي ار )35( "2النساء.
" 3 أيضا قال تعالى " :إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا هللا لعلكم ترحمون
( )10الحجرات.
انقسم الفقه في تعريفه للوساطة في اتجاهين اتجاه يعرفها من حيث الموضوع واتجاه من
حيث الغاية بالنظر إلى موضوعها الوساطة نظام يستهدف الوصول إلى اتفاق أو مصالحة
4
بين أطراف ويستلزم تدخل شخص لثالث لحل النزاع بطريقة ودية.
-محمد الطاهر بلموهوب :الوساطة القضائية دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه 1
العلوم في العلوم اإلسالمية ،تخصص شريعة وقانون ،جامعة باتنة كلية العلوم اإلسالمية ،السنة الجامعية ،2017/2016
ص.16
) اآلية 35سورة النساء. 2
) د سرو ار حالبي أمل :مجلة ( جيل حقوق اإلنسان العام الرابع) ،العدد ،21يوليو ،2017لبنان ،طرابلس ،ص .73 4
61
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
حينما نتأمل كالم أهل العلم نجد أنهم ال يطلقون لفظ الوساطة أو أحد مرادفاتها كسمسار
والدالل إال بوجود أطراف أخرى جمعت بينهم الوساطة وهما طرفا العقد " البائع والمشتري"
باإلضافة إلى الوسيط الذي تم عن طريقه البيع والشراء.وحديثنا ليس على مطلق الوساطة
وليس على الوساطة في البيوع جملة وإنما هو منصب على الوساطة في العقارات ومما ورد
في كالم الباحثين في تعريف الوساطة عموما:
" أنها عقد على عوض معلوم للوسيط مقابل عمل يجريه بين طرفين ال نيابة عن أحدهما "
وهو حد جيد للوساطة التجارية عموما .ولعل من المناسب تعريف الوساطة العقاري بقولنا:
1
" عقد على عوض معلوم مقابل السعاية بين عاقدين في عقار ال نيابة على أحدهما "
فالوساطة مرحلة متقدمة من التفاوض تتم بمشاركة طرف ثالثا ( وسيط) يعمل على تسهيل
الحوار بين الطرفين المتنازعين ومساعدتهما على التوصل للتسوية ،إذن فهي آلية تقوم على
أساس تدخل شخصا ثالثا محايد في المفاوضات بين الطرفين وتسهيل التواصل بينهما
2
وبالتالي مساعدتهما على إيجاد تسوية مناسبة لحكم النزاع "
شرح التعريف:
) د عبد هللا بن صالح بن عبد العزيز السيف:الوساطة العقارية وتطبيقاتها القضائية ،ط ،1دا ار لميمان للنشر والتوزيع، 1
www.majalah.new.ma.
62
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
السعاية :يراد بها العمل الذي يقوم به الوسيط للربط بين اإليجاب والقبول للعاقدين.
عقار :وهذا بيان لمهمة الوسيط العقاري ،تدور في فلك العقارات وتسهيل بيعها -وشرائها أو
1
تسهيل تأجيرها.
لم يعرف المشرع الجزائري الوساطة من خالل المواد المنظمة ألحكامها وهي المواد 994
إلى 1005من ق.ا.م وإنما ترك تعريفها للفقه وعليه يمكن أن نعرف الوساطة على النحو
التالي:
الوساطة أسلوب من األساليب البديلة لفض النزاعات تقوم على توحيد ملتقى لألطراف
المتنازعة لتوصل إلى حل ودي يقبله أطراف النزاع.
كذلك عرفت الوساطة قانونا :أنها الشكل الرئيسي لمساعدة األطراف على حل نزاع باستخدام
طرفا ثالثا محايد ليساعدهم في التوصل إلى حل ،وفي الوساطة يساعد الطرف الثالث
المتنازعين في تطبيق قيمهم وتنفيذها على الحقائق الواقعية للوصول إلى نتيجة هذه القيم
2
يمكن أن تتضمن القانون وإحساسا بالعدالة واالهتمامات األخالقية.
على الرغم من أنه المشرع الجزائري لم يعرفها إال أنه يمكن استخالص تعريفها من خالل
نص المادة 994ق.ا.م وإدارية " :يجب على القاضي عرض إجراء الوساطة على الخصوم
في جميع المواد باستثناء قضايا شؤون األسرة والقضايا العمالية وكل ما من شأنه أن يمس
بالنظام العام.
عبد هللا بن صالح بن عبد العزيز السيف :مرجع سابق ،ص .31 1
خولة مالك :الوساطة القضائية بالجزائر دراسة استطالعية حول مهمة الوسيط القضائي ،رسالة ماجستير في علم 2
اجتماع التنظيم والديناميكيات االجتماعية ،جامعة بوزريعة علوم اإلنسانية واالجتماعية ،2012-2011 ،ص 73
63
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
إذا قبل الخصوم هذا اإلجراء يعين القاضي وسيطا لتلقي وجهة نظر كل واحد منهم ومحاولة
1
التوفيق بينهم ،لتمكينهم من إيجاد حل للنزاع.
مرتبطة بأصول إن الوساطة القضائية باعتبارها كوسيلة بديلة لحل النزاع فهي عير
المحاكمات واإلجراءات الطويلة والمعقدة إذ أنها وسيلة مرنة تهدف الوصول إلى حل يرضي
أطراف النزاع ومن بين ما تتميز به هذه الوسيلة نذكر مايلي:
نبيل صقر :قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،قانون رقم 09 _08مؤرخ في 25فبراير سنة ،2008الجريدة الرسمية 1
رقم 21الصادرة بتاريخ 22أفريل ،2008دار الهدى عين مليلة ،الجزائر ،ص .187
بورنة ساجية ،مرجع سابق ،ص.28 2
خضار نو الدين( ،الوساطة في القانون الجزائري) ،نشرة المحامي لمنظمة سطيف ،عدد ،10سطيف ،2009 ،ص .23 3
بوجمعة بنشيم :النظام القانوني في الوساطة القضائية دراسة في القانون المقارن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص 4
64
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
يحافظ الوسيط على سرية كل المعلومات التي يحصل عليها أثناء عملية الوساطة وال يفشي
هذه المعلومات ألي شخص خارج العملية بدون إذن من جميع األطراف 1.وشرط السرية
يجب أن يذكر في اتفاق الوساطة إذ يتعهد أطراف االتفاق بأن يحافظوا على الوساطة
2
وإجراءاتها في إطار السرية.
-3تخفيف العبأ على القضاء دون المساس باستقَلليته:
إذا كانت المميزات السابقة مفيدة ومغرية ألطراف النزاع أكثر من غيرهم فأنها وسيلة أيضا
لتخفيف العبأ على المؤسسات القضائية بمختلف درجاتها وأنواعها ال سيما في ظل النسق
ا لتصاعدي للقضايا المدفوعة أمامها وعجزها عن حلها بالسرعة والفاعلية المطلوبة ،
فالوساطة طريق بديل من شأنه أن يقود األطراف إلى حل ودي للنزاع يضمن في اتفاق
الوساطة يصادق عليه القاضي .ويكتسب صفة السند التنفيذي وال يكون قابال للطعن فيه بأي
طريقة من طرق الطعن المعروفة.فنتيجة هذا االتفاق انقضاء الخصومة وهو ما يقلل من
3
اللجوء للقضاء
-4استمرارية العَلقات الودية بين أطراف النزاع:
تعتمد الوساطة القضائية على رضا األطراف بقبول تسوية الخصوم بشكل رضائي فالرضائية
تبدأ من اللحظة التي يتلقى فيها القاضي المعروض أمامه النزاع موافقة األطراف على حل
النزاع القائم بينهما عن طريق الوساطة ،وتمتد هذه الرضائية إلى تنفيذ اتفاقية التسوية ألنها
من صنع األطراف وبالتالي تفادي إشكاليات التنفيذ التي قد تعترض األحكام القضائية.
) 1كارل سليكيو :عندما يحتدم الصراع ،دليل علمي الستخدام الوساطة في حل النزاعات ،الدار الدولية للنشر والتوزيع،
مصر ،1999 ،ص .44
) بوجمعة بنشيم :مرجع سابق ،ص .27 2
65
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
بتدخل القاضي للبحث عن حل ودي للنزاع فهي ال تعد تعويضا من القاضي للوسيط فهو ال
يخول له بسلطاته ،ودائما يبقى تحت رقابته فالوساطة تتم تحت رقابة القاضي وفي حالة
1
فشلها يعود االختصاص للقاضي في فصل النزاع.
وخالف عرض النزاع أمام القضاء الذي منت شأنه أن يصعد الخالف بين الطرفين
المتنازعين ويوسع الفجوة بينهما طيلة المدة التي يستغرقها أمام المحاكم فان الوساطة تمنح
فرصة تحويل الطرق المسدودة إلى مقترحات وحلول دون أن يكون هناك طرف رابح وآخر
خاسر فالكل في الوساطة رابح مادام الحل مرضي للطرفين معا .وهذا يعني أن طرفي النزاع
سيحافظان على عالقتهما السابقة وال يكون هناك أي انقطاع لها خالفا لتسوية النزاع أمام
القضاء مما يجعله يمارس مختلف الوسائل لعرقلة التنفيذ وزيادة التصعيد في النزاع والقطيعة
بينه وبين خصمه في المستقبل.وبهذا فالوساطة القضائية وسيلة فعالة للحفاظ على التناغم
واالنسجام االجتماعي تجعل النسيج االجتماعي متماسكا ومتشبعا بثقافة الحوار وبفضيلة
2
التضامن وقيم التسامح.
ذكرنا خصائص الوساطة على سبيل المثال فهناك خصائص أخرى تميزها عن غيرها من
مصطلحات مشابهة لها لكونها من العقود الرضائية كقلة التكاليف ...إذن يمكن الخصائص
التي تميزها الوساطة
تأهلها للعب دو ار فعال في إصالح منظومة القضاء خصوصا أننا نالحظ اليوم اهتماما
متزايدا بالوساطة من طرف رجال القانون والتشريع في ظل تنامي ثقافة الحلول البديلة لتسوية
3
النزاعات.
الحاجي حميد ( الوسائل البديلة لتسوية النزاعات مدخل أساسي إلصالح القضاء التحكيم والوساطة مجلة الفقه والقانون)، 3
66
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
حيث يلجأ إلى التحكيم قبل اللجوء إلى القضاء إما بواسطة بند في العقد المبرم بين األطراف
أو في اتفاق الحق بينهما أما الوساطة القضائية تكون بعد اللجوء إلى القضاء ولألطراف
الخيار بين االحتكام إليها أو االستمرار في الخصومة القضائية
-تتميز الوساطة ببعدها عن الطابع القضائي واإلجراءات ألن ما يتوصل مجرد مشروع
بمصادقة القاضي على محضر الصلح يصبح ملزما وينتهي النزاع فيما تم التوصل إليه،
بينما يعتمد الوسيط في تقريب وجهات األطراف على المصالح المشتركة وكل القانون
والقيود الموضوعية ،أما والعرف وقواعد اإلنصاف بعيدا عن الشكليات اإلجرائية
التحكيم فيعتمد بصورة أساسية على القانون أو العقد الذي يربط أطراف النزاع كما يجب
مراعاة اإلجراءات الخاصة بالتحكيم مما يجعله يشبه باألعمال المنوط بها القاضي.
-الوسيط يحاول تقريب وجهات نظر األطراف وما يعرضه عليهم غير ملزم لهم فإذا قبلوا
باالقتراح سوي النزاع انتهت الوساطة الودية أما إذا لم يقبلوا ولم ينجح في إقناعهم فشلت
الوساطة ،أما التحكيم فانه إذا لم يتفق األطراف على رأي موحد فانه يفرض عليهم الحل
قد يرضي هذا الحل طرف معين دون اآلخر وهذا من شأنه أن يمس بمصالح المستهلك.
القاضي هو من يعين الوسيط بموافقة األطراف ويحدد له مدة انجاز مهمته من غير أن
تتجاوز 3أشهر غير أنه يمكن للوسيط طلب تجديدها لمرة واحدة فقط المادة 996ق.ا.م
واإلدارية .وهو ما يسمح للمستهلك باللجوء إلى قضاء في حالة عدم نجاح الوساطة ،أما
التحكيم فالمدة يحددها األطراف غالبا ما يتعمد المتدخل إلى إطالة عمر التحكيم كي ينال
67
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
من هزيمة المستهلك ويكف ع ن المطالبة القضائية وإذا لم يحدد األطراف مدة التحكيم فالمدة
1
هي 4أشهر المادة 1024ق .ا .م واإلدارية.
-2الوساطة والصلح:
المادة 990قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية " يجوز للخصوم التصالح تلقائيا أو بسعي من
2
القاضي في جميع مراحل الخصومة".
بالتالي يستخلص أ؟ن الوساطة تتشابه مع الصلح في أنهما ينشآن عن اتفاق ويتم بموجبهما
حسم النزاعات التي تنشأ بين األشخاص بصفة ودية باعتبارهما من الطرق الودية لتسوية
النزاعات فكثي ار ما يتم اللجوء إلى الوساطة أو الصلح عندما يريد األطراف التواصل إلى
تسوية ودية بينهم فان كان الطريق القضائي وسيلة رسمية القتضاء الحقوق ،فان الوساطة
والصلح من الطرق البديلة الرسمية التي تتيح ألطراف النزاع الحصول على حقوقهم مع
المحافظة على العالقات الودية القائمة بينهم.
-السعي للصلح إجراء جوازي أما الوساطة إلزام القاضي بعرضها على الخصوم في كل
النزاعات.
-الوساطة يتوسطها طرفا ثالثا وال تتم إال بتعين وسيط قضائي ،أما الصلح يشرف عليه
القاضي في وجود الخصوم فقط.
-الوساطة أكثر ديناميكية من الصلح دور الوسيط يبقى أكثر فاعلية ونشاطا من دور
3
القاضي.
-
) خالفا فاتح :مكانة الوساطة لتسوية النزاع اإلداري في القانون الجزائري ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في 3
الحقوق تخصص قانون عام ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،السنة الجامعية ،2015-2014ص .66 ،65 ،64
68
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
رزان صالح :مقال الوسائل البديلة لحل النزاعات قضايا مجتمعة 30سبتمبر ،2018ص .02 2
69
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
والوساطة القضائية ليست مساسا بسلطة القاضي وواجبه في القضاء إنما تمثل طريقة أخرى
لتدخل القاضي للبحث عن حل ودي للنزاع فهي ال تعد تعويضا من القاضي للوسيط فهو ال
يخوله سلطاته .وإنما يبقى تحت رقابته فالوساطة تتم تحت رقابة القاضي ،وفي حالة فشلها
2
يعود االختصاص للقاضي في فصل النزاع.
تتخذ الوساطة مجموعة من اإلجراءات التي تتوج بتحرير محضر اتفاق في حالة نجاحها
بتعيين وسيط وكيفية سير هذه اإلجراءات وما ينتج عنها من آثار.
70
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
وبالتركيز مرة أخرى على السمات المشتركة بين التعريفات ،يعرف "الوسيط" في هذا الدليل
بأنه طرف خارجي نزيه يتولى إجراء عملية الوساطة ويستخدم هذا المصطلح ،ما لم يذكر
خالف ذلك مع عدم اإلخالل بما يتعلق بالخلفية المهنية للوسيط والشروط المعنية التي يجب
أن يلبيها الفرد قد يتسنى إسباغ صفة الوسيط عليه في نظام قانون معين ويستخدم الوسيط
في هذا الدليل مع عدم اإلخالل بما إذا كانت هذه الوساطة مشتركة أو فردية أي أن وما لم
ينص خالف ذلك أي استخدام للصبغة الفردية من الوسيط في هذا الدليل يفهم منه أيضا
1
اإلشارة إلى الوساطة التي يجريها أكثر من وسيط.
يقوم الوسيط الذي يختاره الطرفان أن يعينه مرجع بدوره الوسيط فإذا فشل تابع طريقه كحكم
يفصل في النزاع ،يكون هذا الشكل من الوسائل البديلة لحسم المنازعات قد اعتمد مبدأ غير
مقبول بوجه عام وهو أن يتولى " الوسيط " التحكيم فيما قام به من وساطة.
ويكون هذا الشكل من الوسائل البديلة قد أعطى الوسيط سلطة إلزامية تؤول إليه بمجرد شكل
2
الوساطة إذ يتحول إلى محكم لفصل النزاع.
وعن التعريف الفقهي للوسيط فان جانب من الفقه يرى أنه ال يمكن إعطاء مفهوم واضح
للوسيط بل يمكن إعط اء صورة عن الوسيط مثالي باعتباره طرفا ثالثا في منازعة قضائية بين
) دليل الممارسات الجيدة بموجب اتفاقية الهاي مؤتمر الهاي للقانون الدولي الخاص ( المكتب الدائم الخاصة بالجوانب 1
المدنية لالختطاف الدولي للطفل ،الوساطة) ،الطابعة بلجيكا 25 "،أكتوبر ،1980ص .7
) أحمد أنور ناجي :مرجع سابق ،ص .6 2
71
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
شخصين فالوسيط ال يهدف على إرضاء بالنظر إلى شخصيته بل عليه أن يمكن األطراف
1
من إيجاد حل دون إن يتدخل في ذلك فهو ال يملك سلطة قضائية كالقاضي أو المحكم.
يقوم الوسيط الذي يختاره الطرفان أن يعينه مرجع بدوره الوسيط فإذا فشل تابع طريقه كحكم
يفصل في النزاع ،يكون هذا الشكل من الوسائل البديلة لحسم المنازعات قد اعتمد مبدأ غير
مقبول بوجه عام وهو أن يتولى " الوسيط " التحكيم فيما قام به من وساطة.
ويكون هذا الشكل من الوسائل البديلة قد أعطى الوسيط سلطة إلزامية تؤول إليه بمجرد شكل
2
الوساطة إذ يتحول إلى محكم لفصل النزاع.
أوال الوسيط العقاري :المادة 2/4مرسوم تنفيذي رقم 18 _09عرفته هذه المادة.
الوسيط العقاري :يعد وسيطا عقاريا كل شخص ،يستلزم بالتقريب بين شخصين من أجل
3
إتمام عملية شراء أمالك عقارية أو يبيعها أو تأجيره أو مبادلتها.
أما المادة 11من القانون رقم 02_90يتلقى الوسيط من الطرفين جميع المعلومات المفيدة
للقيام بمهمته ويتعين عليه أن يتقيد بالسر المهني إزاء الغير في كل المعلومات التي يكون قد
اطلع عليها أثناء قياهم بمهمته وتساعد الوسيط في مجال تشريع العمل ،بناء على طلبه
مفتشية العمل المختص إقليميا.
فالمادة 12من نفس القانون نصت على " :يعرض الوسيط على الطرفين ،خالل األجل
الذي يحدد أنه اقتراحات لتسوية النزاع المعروض عليه في شكل توطية معللة ،ويرسل
4
نسخة من التوصيل المذكور إلى مفتشية العمل المختصة إقليميا"
) سوالم سفيان :مجلة الفكر ( ،المركز القانوني للوسيط القضائي في التشريع الجزائري) ،العدد العاشر ،جامعة محمد 1
) المادة 4من مرسوم تنفيذي رقم 18 -09مؤرخ في 23محرم عام 1430الموافق ل20يناير سنة ،2009يحدد 3
التنظيم المتعلق بممارسة مهنة الوكيل ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،06ص .04
) المادتين 11و 12قانون رقم 02-90مؤرخ في 10رجب عام 1410الموافق ل 6فبراير سنة ،1990يتعلق بالوقاية 4
من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،ىالعدد ،06ص
.231
72
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
حيث يمكن ألي شخص تتوفر فيه الشروط المحددة في المادة .998
يعرض القاضي وسيطا على األطراف المتخاصمة المادة 994ق .ا .م واإلدارية ...( ،يعين
القاضي وسيطا لتلقي وجهة نظر كل واحد منهم ومحاولة التوفيق بينهم) لتمكينهم من إيجاد
1
حل للنزاع
يعد رفع الدعوى أمام المحكمة حيث تبدأ الخصومة بالمطالبة القضائية ويعد قيد عريضة
وبيان أول جلسة ويتم تبليغ المدعي عليه وفق إجراءات القانون.
نصت المادة 8و 4مرسوم تنفيذي 100 -09المحدد لكيفية تعين الوسيط القضائي.
المادة في" يتم اختيار الوسيط القضائي من بين األشخاص المعترف لهم بالنزاهة والكفاءة
والقدرة على حل النزاعات وتسويتها بالنظر إلى مكانتهم االجتماعية كما يمكن اختيار من
بين األشخاص الحائزين على شهادة جامعية أو دبلوم أو تكوين متخصص أو أي وثيقة
2
أخرى تأهله لتولي الوساطة من نوع معين من النزاعات...
المادة الرابعة من المرسوم نفسه حيث " يتم اختيار الوسيط القضائي من القوائم التي يتم
إعدادها على مستوى مجلس القضائي ال يجوز ألي كان تحت طائلة الشطب التسجيل في
أكثر من قائمة للوسطاء القضائيين ويمكن اختياره استثنائيا لممارسة مهامه خارج اختصاص
المجلس المعيين به.
) المادة 3مرسوم تنفيدي رقم 100.09مؤرخ في 13ربيع األول عام 1430الموافق 10مارس ،2009يحدد كيفيات 2
تعيين الوسيط القضائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ،16ص .04
73
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
كما يمكن الجهة القضائية في حالة الضرورة أن تعيين وسيطا غير مسجل في القوائم
المنصوص عليها أعاله .وفي هذه الحالة يجب عليه قبل مباشرة مهامه أن يؤدي أمام
1
القاضي الذي عينه اليمين المنصوص عليه في المادة 10من هذا المرسوم.
فالمادة 997ق .ا .م وإدارية نصت على " تسند الوساطة إلى شخص طبيعي أو جمعية
عندما يكون الوسيط المعين جمعية ،يقوم رئيسها بتعيين أحد أعضائها لتنفيد اإلجراءات
2
باسمها ويحظر القاضي بذلك".
من يتولى عملية الوساطة ال بد من أن تتوفر فيه شروط نصت عليها العديد من النصوص
القانونية في التشريع الجزائري منها المادة 998ق .ا .م وا على الشخص الطبيعي المكلف
بالوساطة من بين األشخاص المعترف بهم بحسن السلوك واالستقامة تتوفر فيه الشروط
التالية:
• أال يكون قد تعرض على عقوبة على جريمة مخلة بالشرف وأال يكون ممنوعا من
حقوقه المدنية.
• أن يكون مؤهل للنظر في المنازعات المعروضة عليه.
• أن يكون محايدا أو مستقال في ممارسة الوساطة.
3
تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم.
74
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
عرض الوساطة على الخصوم إجراء وجوبي يتعين على القاضي القيام به ،ولكن إجراءها
يتوقف على قبول الخصوم لها بمجرد أن يتم ذلك يعين القاضي وسيطا.
وفي نص المادة 994من ق .ا .م .وإداري لسنة "2008يجب على القاضي عرض
الوساطة على الخصوم في جميع المواد باستثناء شؤون قضايا األسرة والقضايا العمالية وكل
ما من شأنه أن يمس بالنظام العام".
إذا قبل الخصوم بها ،اإلجراء يعين القاضي وسيطا لتلقي وجهة نظر كل واحد منهم ومحاولة
التوفيق بينهم ليمكنهم من إيجاد حل للنزاع.
كرست هذه المادة إجراء الوساطة كطريقة جديدة وبديلة إلنهاء الخصومة ،وذلك سعيا إلى
فض النزاعات بالتراضي ،مما يكفل تنفيذ األطراف لما اتفق عليه دون اللجوء إلى الطريقة
الجبرية.
و ألجل ذلك لقد ألزمت المادة القاضي بعرض الوساطة على الخصوم في جميع المواد
باستثناء المجاالت المنصوص أعاله واقترحنا مباشرة من هذا اإلجراء لموافقة الخصوم فمتى
1
قبل الخصوم هذا العرض عين القاضي الشخص الذي يقوم به.
75
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
يقع على عاتق القاضي اخت يار الوسيط من القائمة المعدة لهذا الغرض والتي تشرف عليها
و ازرة العدل ضمن المديرية الفرعية لألعوان القضائية وختم الدولة بحيث يوضع جدول وهي
يتضمن الوسطاء القضائية ممن يشترط في الواحد منهم أن يكون مستقيم وحسن السلوك.ولم
يتعرض لعقوبة عن جريمة مخلة لشرف وغيرها من الشروط التي ذكرنها سابقا حتى يتمكن
من القيام بالمهام المسندة إليه على أكمل وجه وأن يكون محايدا ومستقال في ممارسة
1
الوساطة ألن الغرض من مهمته هو الوصول إلى حل يرضي جميع األطراف.
للوسيط أثناء سير الجلسات التي يعقدها أن يتخذ ما يراه مناسبا لتلقي وتقريب وجهات النظر
وإيجاد حل للنزاع وله إبداء الرأي وتقييم األدلة عما يجوز للوسيط بعد موافقة الخصوم سماع
كل شخص يقبل ذلك حينما يرى في سماعه فائدة لتسوية النزاع ويحظر القاضي بجميع
2
الصعوبات التي تعترضه في مهمته طبقا لنص المادة 1001من ق .م
يطلب الوسيط من أطراف النزاع بعرض كل طرف ادعاءه وحججه فيوجه لهم من مالحظات
وتوجيهات وتقديمهم اقتراحات وحلول للنزاع أما بالنسبة لمرحلة التفاوض حيث يبرز دور
الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وكونه محايدا ومنصف لتسوية النزاع بعد
موافقة الخصوم.
76
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
لحاق عيسى وسليمان النحوي ( :الوساطة القضائية كمبدأ إجرائي لحل المنازعات المدنية) ،مجلة اآلفاق العلمية، 1
أنظر المواد ،1004 ،1003 ،1002السابقة الذكر ،ص .189 ،188 2
77
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
تبنى المشرع الجزائري كطريقة بديلة لفصل النزاع وتقريب وجهات النظر بين األطراف في
قضاياهم المتنازع فيها " الوساطة" تم التعامل بها في مختلف النزاعات كالمنازعات العقارية
حيث للوساطة العقارية صور متعددة تميزها عن غيرها من آليات بديلة أخرى.
حيث نجد في الوساطة العقارية أجهزة تنظمها وهذا ما سنتطرق له في المطلب األول:
الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري أما المطلب الثاني سنتعرض للمهن التي يمارسها
الوسيط العقاري.
إن المشكلة التي تكمن في التنمية الحضرية واالجتماعية واالقتصادية للعقار.لم تحقق
األهداف ا لمبتغاة لذا نشأت الوكالة الوطنية للوساطة لتسهيل الحصول على العقار الصناعي
وسير المحفظة العقارية االقتصادية للقطاع العام ألجل تقديم الخدمات للمستثمرين حيث
تعتبر ضمن األجهزة التي كلفت بتسيير العقار الموجه لالستثمار.
تم إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري في سنة 2007بموجب مرسوم التنفيذي
199/07المؤرخ في 23أبريل 2007المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي
1
رقم 126/12المؤرخ في 2012/03/19والمحدد لمهامها ولقانونها األساسي.
تاتولت فاطمة :المعالجة القانونية للعقار الصناعي في ضوء التشريع واالجتهاد القضائي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير 1
فرع قانون عقاري ،جامعة – بن عكنون –الجزائر ،1السنة الجامعية ،2015/2014ص .58
78
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
قانونية تسمح بضمان سير منظم للحافظة العقارية المتوفرة والموجهة لترقية االستثمار ثم
1
إنشاء الوكالة العقارية للوساطة والضبط العقاري .
هي عبارة عن مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تحت وصاية و ازرة الصناعة
والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية االستثمار ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
المالي وتعتبر هذه الوكالة تاجرة مع الغير على أن تخضع الوكالة إلى وصاية الوزير
المكلف بترقية االستثمار كما يمكن أن تكون للوكالة هيئات محلية (الهياكل الحوارية) في كل
2
واليات الوطن.
أوال مهامها:
المادة 3من مرسوم 119/07يمكن للوكالة أن تتولى مهمة التسيير والترقية والوساطة
والضبط العقاري على كل مكونات حافظة العقار االقتصادي العمومي المذكورة بالمادتين 5
3
و 6أدناه
-حيث تتولى وتسير وفقا التفاقية ولحساب المالكين للعقارات بكل أنواعها أيضا تقوم
بالمالحظة فيما يخص العقار االقتصادي العمومي وتقديم معلومات للهيئة المقررة المختصة
محليا حول الطلب العقاري.
-تتولى مهمة تس يير حافظتها العقارية وترقيتها بهدف تنميتها في إطار ترقية االستثمار.
) بن عبد العزيز فطيمة وبن حمودي محبوب :الملتقى العلمي الدولي حول ( إستراتيجية تطوير القطاع الصناعي في 1
إطار تفعيل برنامج التنويع االقتصادي في الجزائر " النشاط االستثماري في المناطق الصناعية ومناطق النشاط في
الجزائر) جامعة البليدة 6 ،02و 7نوفمبر ،2018ص .08
) إسماعيل بوقرة :مجلة العلوم القانونية والسياسية ( العقار الصناعي كعائق أمام تشجيع وتطوير االستثمار بالجزائر) ، 2
جامعة عبد هللا لغرور -خنشلة -الجزائر ،المجلد ،10العدد ،14أفريل ،20019ص .522
) المادة 8.3المرسوم التنفيذي رقم 119/07مؤرخ في 5ربيع الثاني عام 1428الموافق ل23ابريل سنة ،2007 3
يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري يحددها قانونها األساسي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
العدد ،27ص.4
79
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
-كما تقوم الوكالة بنشر المعلومات حول األصول العقارية والوفرة العقارية ذات الطابع
االقتصادي وتتولى تنميتها لدى المستثمرين وتضع بنك معطيات يجمع العرض الوطني حول
األصول العقارية واألوعية العقارية وذات الطابع االقتصادي مهما كانت طبيعتها القانونية.
-وتعد الوكالة جدول أسعار العقار االقتصادي مع تعيينه كل ستة 6أشهر وتحضر دراسات
ومذكرات دورية حول توجهات السوق العقارية ويمكن أن تشكل األسعار المتضمنة في جدول
األسعار مرجعا بالنسبة لألسعار االقتصادية عند عمليات إبرام العقود واالتفاقيات المتصلة
1
بنشاطها.
ثانيا دورها:
*إنشاء آلية تجسيد الطلبات وفق نظام يواكب المستثمرين لتوجيههم من أجل إقامة مشاريعهم
االستثمارية.
ثالثا هيكلتها:
معارف ( ،مجلة علمية محكمة) ،قسم العلوم القانونية السنة التاسعة ،العدد/19ديسمبر ،2015أكني معند أولحاج- 1
80
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
/1الهيكل المركزي للوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري :تنظم عن طريق مجلس
اإلدارة ويديره المدير العام ما نصت عليه المادة 11من مرسوم التنفيذي 07.119حيث":
يسير الوكالة مجلس اإلدارة ويدعى صلب النص " المجلس" ويديرها مدير عام.
أ) مجلس اإلدارة :المادة 12منه "نصت على " يرأس المجلس الوزير المكلف بترقية
االستثمارات أو ممثله ويتشكل المجلس من األعضاء اآلتيين:
81
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
يمكن أن يستعين مجلس اإلدارة بأي شخص مختص من شأنه أن يساعد في المسائل
1
المدرجة في جدول أعماله.
كانت هذه تشكيلة مجلس اإلدارة المتعلق بالوكالة المتنوعة األعضاء حيث ينسبون إلى
قطاعات مختلفة لها عالقة بالعقار من جهة وباالستثمار من جهة أخرى.
يعين أعضاء المجلس بقرار من الوزير المكلف بترقية االستثمارات وبناء اقتراح من
السلطات التابعين لها لمدة 3سنوات قابلة للتجديد يقوم هذا المجلس بمهمة تقديم خدمات
ودراسات طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها.
ما نصت عليه المادة 15من المرسوم سابق الذكر حيث يداول المجلس طبقا للقوانين
والتنظيمات المعمول بها حول مايلي:
*مشاريع مخططات التنمية الخاصة بالوكالة على المد القصير والمتوسط والطويل.
) أنظر المادة 11و 12مرسوم التنفيذي ،119.07،سابق الذكر ،ص .4 1
82
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
*كل مسألة أخرى يعرضها عليه المدير العام من شأنها تحسين تنظيم الوكالة وتسيرها
1
وتشجيع انجاز أهدافها.
ب) المدير العام :يعتبر العنصر األساسي والمهم في تركيبة الهيكل المركزي للوكالة
الوطنية للوساطة والضبط العقاري يتم تعيين مرسوم رئاسي وفقا للتنظيم المعمول به وتنهي
مهامه وفقا لألشكال نفسها ،له صالحيات المدير العام من جهة يعد جهاز إداري يتولى
إدارة الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري وصالحية تنفيذ وخضوعه لق اررات مجالس
اإلدارة من جهة أخرى هذا ما نصت عليه المادة 22صرحت ب:
المجلس ومداوالته ويتمتع في هذا اإلطار بأوسع ينفذ المدير العام للوكالة توجيهات
السلطات من أجل ضمان الدارة والتسيير اإلدارة والتقني والمالي للوكالة وبهذه الصيغة يقوم
بها:
*يتمتع بسلطة التعيين والعزل ويمارس السلطة السلمية على جميع مستخدمي الوكالة.
*يبرم ويوقع الصفقات والعقود واالتفاقيات واالتفاقيات في إطار التشريع المعمول بهما
وإجراءات الرقابة الداخلية.
83
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
*يعد في نهاية كل سنة مالية تقري ار سنويا عن النشاطات مرفقا بحصائل وجداول حسابات
1
النتائج ويرسلها إلى السلطة الوطنية بعد مداولة المجلس .ويضمن إرسالها لو ازرة المالية.
/2الهيكل الَلمركزية :وتتمثل هذه الهياكل المحلية للوكالة الوطنية للوساطة والضبط
العقاري والمديريات الجهوية الموزعة على كل التراب الوطني ولهذه المديريات والية تتبعها
وهي كاآلتي:
* مديرية الجهوية سطيف :يمتد اختصاصها للواليات التالية :سطيف ،برج بوعريريج،
المسيلة ،بجاية ،باتنة ،بسكرة.
*مديرية جهوية في البليدة :يمتد اختصاصها للواليات التالية:البليدة ،عين الدفلى ،الشلف،
المدية ،البويرة.
*مديرية جهوية في تيارت :يمتد اختصاصها للواليات التالية :تيارت ،تسمسيلت ،األغواط،
الجلفة ،البيض.
84
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
) بلكعبات مراد ( ،الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري في التشريع الجزائري) ،مجلة علوم اإلنسانية ،عدد،23 1
85
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
وفي هذا اإلطار يتم إنشاء بنك معطيات خاص باألوعية العقارية المتوفرة الموجهة
النجاز مشاريع استثمارية
ويساهم في انجاز هذا البنك الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري والوالي المختص
إقليميا الذي يقوم سنويا
بجرد العقارات الغير مبنية التابعة لألمالك الخاصة للدولة على مستوى كل بلدية وإدارة
أمالك الدولة التي تتولى جرد األمالك العقارية التي تمثل األصول المتبقية من المؤسسات
التي خضعت لعملية التصفية واألصول الفائضة في مؤسسات العمومية االقتصادية
باإلضافة إلى األوعية العقارية المتوفرة على مستوى المناطق الصناعية
يمكن تصنيف حافظة العقار الصناعي إلى ثالثة أصناف حافظة العقار الصناعي في
مناطق مهيئة والتي تتوزع من مناطق صناعية أنشأت بموجب القانون 45/73المؤرخ في
28فيفري 1973المتعلق بإنشاء لجنة استثمارية لتهيئة المناطق الصناعية ومناطق النشاط
المنشأة على رصيد االحتياطات العقارية للبلدية ،المنظم بموجب أمر 26/74المؤرخ في
86
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
هذا األخير الذي منح امتيازات قانونية واقتصادية تحفيزية لالستثمار في هذه المناطق
1
وحافظة عقار المؤسسات العمومية االقتصادية.
قد أسند المشرع تسير الحافظة العقارية إلى الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري
وتنص المادة 9من المرسوم التنفيذي 152/09على أنه عندما يتعلق األمر بأرض
تابعة للدولة تم إسناد تسيرها للهيئة العمومية مكلفة بالضبط والوساطة العقارية رفض منح
االمتياز باقتراح من هذه الهيئة بناءا على قرار المكلف بترقية االستثمارات هذه تسمى
الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري.
2
ونظ ار لعبء الكبير الموكل على عاتق إدارة أمالك الدولة التي تقوم باألدوار المشار إليها
سابقا ،فقد أوكلت الدولة للوساطة والضبط العقاري تسيير أمالك العقار الصناعي التابعة
لأل مالك الوطنية بصفتها عضو في اللجنة الوالئية ولها أن تقترح المشاريع الصناعية
المقدمة لها من قبل المستثمرين وهذا ما قضت به المادة 13من المرسوم التنفيذي
153/09على أنه يسند تسيير الحافظة العقارية المتكونة من األصول المتبقية واألصول
الفائضة المسترجعة تدريجيا واألرض المتواجدة في المناطق الصناعية إلى الوكالة الوطنية
للوساطة والضبط العقاري وذلك لحساب الدولة .
شتوان حنان ( العقار الصناعي كآلية إلنعاش االستثمار المحلى ودعم االقتصاد) ،العدد ،15جامعة مستغانم ،جوان 1
،2016ص .648
قواوي بن سليمان :منح حق االمتياز على العقارات التابعة للدولة ،مذكرة نيل شهادة ماجستير في العلوم تخصص 2
87
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
يتم هذا التسيير من طرف الهيئة على أساس اتفاقية تبرم مديرية أمالك الدولة المختصة
1
إقليميا والهيئة العلية المسيرة المعنية التي تعمل لحساب الوكالة الوطنية السلف الذكر
األصول المتبقية األمالك العقار التابعة للمؤسسات المستقلة وغير المستقلة المحلة المتوفرة
ويتم تحصيلها طبقا لنص المادة 6مرسوم تنفيذي 153/09المعمول به كآتي:
طبقا للمادة 3من المرسوم التنفيذي 153/09األصول هي األصول التي تحوزها المؤسسات
العمومية على سبيل االنتفاع أو على سبيل التمليك التي تعد الزمة موضوعيا لنشاطها والتي
يجب على الدولة استرجاعها تدريجيا طبقا ألحكام المادة 85من قانون المالية لسنة 2005
88
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
للوائح مجلس المساهمة بمناسبة عملية خوصصة المؤسسات االقتصادية ويقصد باألراضي
غير الالزمة موضوعا لنشاط المؤسسة العمومية.
-اعداد جرد من طرف شركات تسيير المساهمات والمؤسسات العمومية االقتصادية غير
المنخرطة لكل األمالك العقارية المعنية بعملية استرجاع والمعازة على سبيل االنتفاع وعلى
سبيل التمليك من قبل المؤسسات العمومية االقتصادية التابعة لها وإرساله إلى الوزير المكلف
بترق ية االستثمارات يجب على شركات تسيير مساهمات الدولة ،اعداد جرد األراضي المنفرة
داخل المناطق الصناعية وإرساله كذلك إلى الوزير المكلف بترقية االستثمارات مع إرسال
نسخة منه إلى مدير أمالك الدولة المختص إقليميا.
89
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
يكن الجرد مرفقا عند االقتضاء بالملفات الخاصة بكل ملك عقاري ويقدم من طرف الوزير
المكلف بترقية االستثمارات إلى مجلس مساهمات الدولة.
وهذا ماجسده المشرع الجزائري خالل سنه للمرسوم التنفيذي رقم 09.18المحدد لتنظيم
مهنة الوكيل العقاري.
عرف المشرع الجزائري الوكيل العقاري في المرسوم التنفيذي رقم 09.18مؤرخ في 23
محرم 1430الموافق ل 20يناير سنة 2009يحدد النظام المتعلق بممارسة مهنة الوكيل
المادة :02
" يعد كل وكيال عقاريا كل شخص طبيعي أو معنوي يلتزم بموجب وكالة وبمقابل أجر بالقيام
بخدمات ذات طابع تجاري كوسيط في الميدان العقاري أو في ميدان اإلدارة والتسيير
العقاريين أو لفائدة مالكيه".
90
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
الوسيط العقاري :يعد وسيطا عقاريا كل شخص يلتزم بالتقريب بين شخصين من أجل
1
إتمام عملية شراء أمالك عقارية أو بيعها أو تأجيرها أو مبادلتها.
ومن خالل هذا التعريف ي ممارسة نشاط مهنة الوكيل العقاري كوسيط الحصول على
االعتماد بطلب يقدم إلى الو ازرة المعنية بالسكن ويسلم له مقابل ذلك وصل استالم.
على أن يرفق طلب االعتماد بالوثائق اآلتية:
الشخص الطبيعي :نسخة من بطاقة التعريف ،إذا كان بالنسبة لنشاطات الوكاالت
العقارية ،القائم بإدارة األمالك العقارية حيازة شهادة عليا في الميدان القانوني أو التجاري
أو المحاسبي أو العقاري أو التقني بالنسبة لنشاط الوسيط العقاري.
2
حيازة شهادة تقني سامي في الميدان التجاري أو المحاسبي أو العقاري أو التقني.
ونصت المادة الرابعة من القانون 08/04المتعلق بممارسة األنشطة التجارية " يلزم كل
شخص ...باستثناء النشاطات والمهن المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري
والتي تخضع ممارستها إلى الحصول على االعتماد أو ترخيص 3وخبرة 3سنوات متتالية
في المنصب من خالل هذه القوانين يتضح أن ممارسة نشاط الوكيل العقاري متوقف
على حصوله على االعتماد من الوزير المكلف بالسكن.
لم يكتفي المشرع بذكره التعريف وكيفية حصوله على طلب االعتماد فقط بل خصه
بحقوق والتزامات هي:
أنظر المادة 4.2من المرسوم التنفيذي رقم ، 18-09ص .5 ،4 1
المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 242-19مؤرخ في 8محرم 141الموافق ل 8سبتمبر سنة ،2019المحدد 2
للتنظيم المتعلق بممارسة مهنة الوكيل العقاري ،جريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،55ص .22
المادة 4من القانون 08/04المؤرخ في 27جمادي الثانية عام 1425الموافق ل 14غشتا سنة ،2004متعلق 3
91
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
ثانيا :التزاماته:
نصت المادة 28من المرسوم التنفيذي 18/09على " يجب على الوكيل العقاري في )1
إطار ممارسة مهنته القيام بما يأتي:
أداء التزاماته اتجاه أبنائه وفقا لألحكام المنصوص عليها في هذا المرسوم وحسب أعراف -
المهنة.
االتفاق في تقديم الخدمات. -
احترام القوانين والتنظيمات التي تسير النشاط. -
قيد جميع العمليات التي ينفذها في سجل ترقمه وتؤشر عليه المصالح المختصة -
للوزراء المكلفة بالسكن.
يجب االحتفاظ بهذا السجل خالل مدة خمس سنوات على األقل وتقديمه مع الوثائق -
األخرى إلى كل عون دولة مؤهل للقيام بمراقبة هذه السجالت.
2
إلصاق جدول األتعاب والتعريفات بصفة مرئية للزبائن. -
)2االلتزام بحسن النية :يجب أن يقوم الوكيل العقاري بمهمته بأمانة ونزاهة .حيث يسلك
الوكيل العقاري السلوك المطبق بنزاهة لشفافية في المعامالت القانونية إذ أنه بهذا السلوك
يخلق بعدا أخالقيا واجتماعيا.
92
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
حسن النية هو مبدأ قانوني عام يجب أن يرافق تصرفات الوكيل بوصفه وسيطا عقاريا
يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين زبونه والطرف اآلخر أو كذلك بوصفه كقائم بإدارة
األمالك عندما يكون كوكيل عن الشخص الذي أوكل له مهمة اإليجار أو صيانة أمالكه
العقارية أو في نشاطه كوكالة عقارية عندما يقوم بكل اإلجراءات الضرورية إلبرام العقود
ومختلف العمليات الموكلة إليه .ففي كل الحاالت عليه أن يسعى إلى تنفيذ مهامه طبقا
لما نصت عليه قواعد النزاهة والشفافية في المعامالت فيسعى للقيام بواجبه على الوجه
األكمل.
1
وأن ال يخفي العيوب التي هو على علم بها التي قد تؤثر حقه وسالمة العقد.
يلتزم الوكالء العقاريين كذلك بالحفاظ على الوثائق التي يستلمها من طرفي العقد والقيام
بإعداد صور طبق األصل بطلب من أحد طرفي العقد المذكرين إننا معتب ار هذه الوثائق
كوديعة .وبالتالي من الالزم الحفاظ عليها وردها بعد انتهاء مهامه.
أوال :المسؤولية المدنية:ونقصد به مخالفة الوكيل كوسيط عقاري أحد التزماته التي يفرضها
القانون " مسؤولية تقصيرية" أو عند إلحاق الضرر بالغير أو مخالفة التزام يتضمنه العقد"
مسؤولية عقدية" في كلتا الحالتين يلزم بالتعويض .
) دريدي شنيتي :الدليل القانوني واإلداري للوكيل العقاري ،د ط ،دار النشر جيطلي ،الجزائر ،ص .31 1
93
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
-1مسؤولية عقدية :تترتب المسؤولية العقدية على عدم تنفيذ االلتزام الناشئ عن العقد
وبالتالي خرقه لاللتزامات المقررة عليه ولقيام هذه المسؤولية يتوفر ركن الخطأ ثم
الضرر فالعالقة السببية بينهما ،أقر المشرع أن تكون الوكالة مكتوبة إلثبات العالقة
بينهما وحماية حقوق كل منهما.
-2مسؤولية تقصيرية :إخالل الوكيل بالتزاماته المفروضة قانونيا بعدم أداءها على أكمل
وجه يقع على عاتق المسؤول تعويضا لطرف المتضرر وبذلك يتوفر ركن الخطأ
وبثبوت وقوع الخطأ البد من وقوع ضرر واثبات وجود العالقة السببية بينهما.
ثانيا :المسؤولية الجزائية :حيث نصت المادة 378من قانون العقوبات عل مايلي " يمكن
أن تصل مدة الحبس إلى 10سنوات وغرامة مالية تقدر ب 200ألف دينار جزائري إذا
وقعت جريمة خيانة األمانة من شخص لجأ إلى الجمهورية للحصول لحسابه الخاص أو
بوصفه مدير أو مسير أو منذبوبا عن شركة أو مشروع تجاري أو صناعي على أموال أو
أوراق مالية على سبيل الوديعة أ و الوكالة أو الرهن من سمسار أو وسيط أو مستشار مهني
1
أو محرر أو عقود...
وطبقا لهذه المادة عند ارتكاب الوكيل كوسيط جريمة متمثلة في خيانة األمانة أثناء أداء
مهمته بالحبس تصل إلى 10سنوات وغرامة مالية 200ألف دينار إضافة إلى ذلك حرمانه
من ممارسة حقوقه المدنية والسياسية إن أمكن.
) المادة 378من األمر رقم 156/66مؤرخ في 08جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات معدل ومتمم بالقانون رقم 1
94
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
إن نشاط الوكيل العقاري سواء كان شخص طبيعي أو معنوي ،يمكن أن يتعرض لعقوبات
إدارية تسلطها السلطة اإلدارية ،وهي متعلقة أساسا بمنح االعتماد من طرف الوزير المكلف
بالسكن.
من أجل ممارسة مهنة الوكيل العقاري من طرف السلطة اإلدارية وعليه فقد تم االعتراف
للسلطة اإلدارية استثناءا بتوقيع الجزاء أو العتاب اإلداري على الجرائم المرتكبة في حق
القوانين والتنظيمات اإلدارية ألن قدرتها أنجح وأكثر فاعلية من حيث السرعة والمواجهة
الرادعة للمخالفات المرتكبة ضد النظم اإلدارية وقد تختلف عند المعاقبات اإلدارية بين سجن
1
االعتماد مؤقتا أو نهائيا وكذا إلغاء االعتماد.
نصت المادة 37من المرسوم التنفيذي 18/09على " :يمكن الوزير المكلف بالسكن القيام
بسحب االعتماد بصفة مؤقتة أو نهائية حسب الحالة.
عدم التنفيذ الجزئي وغير المبرر لاللتزامات المتفق علها مع الزبائن. -
عدم احترام قواعد وأعراف المهنة . -
بوصوفة الزهرة ( الوكيل العقاري كنشاط اقتصادي مقنن ) ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون ،جامعة بن عكنون 1
95
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
1
وإذا كان تعليق أو توثيق النشاط غر مبررين ولم يعلن عنهما في أجل 12شهرا. -
من خالل ذلك نجد المشرع الجزائري قد نص على سبيل الحصر على حالتين فقط يمكن
للوزير المكلف بالسكن أن يصدر بشأنهما السحب المؤقت لمدة ال تزيد عن 6أشهر وهي
في حالة عدم ق يام الموكل بالتنفيذ الجزئي وليس الكلي ،كما أنه يتعرض لعقوبة السحب
2
المؤقت لالعتماد ألنه من بين االلتزامات عليه
أما عقوبة السحب النهائي لالعتماد يتمثل في ثالثة حاالت :فالحالة األولى التنكر :ويقصد
به سوء النية في أدائه مهامه فتعمد عدم تنفيذ اللتزاماته ،أما عدم توفر شروط االعتماد
المنصوص عليها المادة 8مرسوم ، 18/09أما الحالة الثالثة حالة توقف صاحب االعتماد
عن ممارسته لنشاطه بدون ذكر مبرر ولم يتم إعالنه لمدة 12شهرا.
ينتج عن السحب حالة يصدر فيها حكم قضائي بسبب الغش الضريبي أو مخالفة التنظيم
3
الخاص بالمبادالت ،سحب االعتماد رسميا من طرف الوزير المكلف بالسكن.
ان السحب الرسمي لالعتماد في حالة صدور حكم قضائي يدين الوكيل العقاري بسبب الغش
الضريبي أو مخالفة التنظيم الخاص بالمبادالت ،هو عقوبته تكميلية متعلقة بعقوبة جنائية
4
فعقوبة السحب الرسمي لالعتماد هي عقوبة تكميلية بقوة القانون.
96
الفصل الثاني :إجراء الوساطة في المسائل العقارية في التشريع الجزائري
خَلصة الفصل
يتضح لنا من خالل ما تم دراسته في هذا الفصل أن المشرع بين في تشريعه على أسلوب
من أساليب فض النزاع إليجاد حل ودي بمساعدة شخص محايد ويسمى الوسيط وقد عرفت
الوساطة عدة تعاريف سواء من الجانب اللغوي اصطالحي والفقهي أما المشرع الجزائري لم
يعرفها تعريفا دقيقا .
اكتفى بذكر إجراءاتها في قانون إجراءات المدنية واإلدارية أيضا القانون رقم 02-09-08
والمرسوم التنفيذي 100-09القانون المدني...
أيضا حدد أوجه االختالف بينه وبين أهم خصائصه التي تميزه عن غيره من مصطلحات
المشابهة له ،وتبيان أنواعه سواء كانت اتفاقية أو قضائية وهذه األخير المعتمدة في الجزائر.
وال تكون الوساطة إال بقيام عنصرها الجوهري أال وهو الوسيط الشخص الذي يقوم بالتسوية
حيث يعرضه القاضي على األطراف المتخاصمة أو يعينه األطراف.
وبعد ذلك يأتي دور الوسيط وما يقوم بها من إجراءات لفض النزاع ليس شرطا أن تكون
الوساطة طريقة لحل نزاع بين المتخاصمين فقط ،قد تكون لها صور وأجهزة تمثلها لتسيير
وتنظيم المعامالت العقارية وهي مؤسسة عمومية تخضع إلى وصاية الوزير المكلف بترقية
االستثمار.
أيضا نجد الوسيط المتمثل في الوكيل العقاري الذي له دور كبير في المعامالت العقارية
بكونه وكيل عن أحد طرفي المتعاقدين ويمارس نشاط مهنته حصول اعتماد بطلب من وزير
السكن للقيام بعمله على أكمل وجه وعلى مسؤوليته وأن ال يسبب أي ضرر لغيره بتجاوز
أحد التزاماته.
97
الـــخــاتــمــــة
الخاتمة
الخاتمة.
وفي الختام أبرز البحث أنه يمكن اإلستفادة من الصلح والوساطة بتحقيق أهداف
وقائية معاصرة وتقريبا وجهان النظر بأحكام منظمة بإعتبارهما مثبتان للحقوق دون
صياغتها وطريقة إلرضاء الطرفين ،دون تحايل أو الضغط من أحدهما على اآلخر.
كما تمرن دراسة البحث لمدى فعالية الصلح والوساطة في المسائل العقارية يتجلى ذلك
باهتمام المشرع الجزائري التي تضمنها ونظمها.
عرف المجال العقاري الصلح والوساطة في صور عديدة كانت لها دور في تسهيل تطبيق
القانون للمخالفات التي تعرقل وتعيق العدالة مما استدعى للجوء إليها ،وتعلقه بالمعامالت
المادية التي يكون في أمس الحاجة لها.
وال ننسى الشريعة اإلسالمية التي حثت على التعامل بهما ألنهما يكسبان األجر
والثواب مع ضرورة الخذ بعين اإلعتبار للتوصيات والنتائج المتمثلة في:
النتائج:
.1اعتماد الصلح في منازعات المسح العام حالة تلقي االعتراضات والشكاوي للفحص
فيها حفاظا على حقوق و عدم انتهاكها.
.2الوسيط طرف محايد لتقريب وجهات النظر دون العمل لمصلحة أحد الطرفين دون
سلطة الفصل في النزاع مما جعل اللجوء و االعتماد عليه دون خوف عن ضياع الحقوق.
تمثيل الوساطة في مؤسسة عمومية الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري .3
لتطوير اإلستثمار العقاري.
التوصيات:
68
الخاتمة
.1اهتمام القضاة بالصلح قبل الفصل وعرضه على األطراف قبل الحكم النهائي.
.2تقنين المشرع الجزائري الصلح والوساطة في نصوص قانونية مفصلة ومحددة
ألحكامها ولكيفية إجرائهما القانوني لكل مجال على حدى.
.3التوجيه واللجوء للصلح والوساطة لنشر القيم النبيلة والمعاملة الطيبة.
.4التقييد بأحكام كل منهما دون نهب حقوق الغير بالتحايل واإلكراه.
69
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المراجع:
القرآن الكريم
السنة:
-1أحمد شمس الدين الزيلعي ،جمال الدين محمد بن عبد هللا ،كتاب السير ،باب الموادعة ومن
يجوز أمانه ،جزء ثالث.2010 ،
-2المسبوط لشمس الدين السرخسي ،الصلح في العقار ،الجزء الثاني ،دار الفكر للطبع.
النصوص القانونية:
-1األمر رقم 156/66مؤرخ في 08جوان 1966يتضمن قانون العقوبات معدل ومتمم بالقانون
رقم 23/03مؤرخ في 20ديسمبر 2006دج ،ج.ر عدد 84لسنة .2006
-2األمر رقم 74/75المؤرخ في 12نوفمبر ،1975يتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس
السجل العقاري ،ج.ر.ج.ج عدد 92الصادر بتاريخ 18نوفمبر .1975
-10مرسوم التنفيذي رقم 18-09مؤرخ في 23محرم عام 1430الموافق لـ 20يناير سنة ،2009
يحدد تنظيم المتعلق بممارسة مهنة الوكيل العقاري الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد .06
-11مرسوم التنفيذي 100/09مؤرخ في 13ربيع األول عام 1430الموافق 10مارس سنة 2009
يحدد كيفيات تعيين الوسيط القضائي الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد .16
-12المرسوم التنفيذي رقم 242/19مؤرخ 8محرم عام ،1441الموافق 8سبتمبر سنة 2019
يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي 18/09المؤرخ في 23محرم عام 1430الموافق 20يناير سنة
2009المحدد للتنظيم المتعلق بممارسة مهنة الوكيل العقاري جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية العدد
.55
الكتب:
-1أمزيان جزيز ،المنازعات الجبائية في التشريع الجزائري ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،عين
مليلة ،الجزائر.
-2األنصاري حسن النيداني ،الصلح القضائي ،دور المحكمة في الصلح والتوفيق بين الخصوم دراسة
تأصيلية وتحليلية ،د.ط ،دار الجامعة الجديدة للنشر األزاريطة اإلسكندرية.2009 ،
-3بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قانون رقم 09/08مؤرخ 23فيفري
2008طبعة الثانية ،منشورات بغدادي .2009
قائمة المصادر والمراجع
_____________ -4شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الطبعة الثانية ،منشورات بغدادي
الجزائر.
-5حمدي باشا عنر آلبان ،تظهير الملكية العقارية الخاصة ،طبعة الثانية ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع الجزائر.2014 ،
-6دليلة جلول ،الوساطة القضائية في القضايا المدنية واإلدارية ،د.ط ،سنة الطبع ،2012دار
الهدى ،عين مليلة ،الجزائر.
-7دريدي شنيتي ،الدليل القانوني واإلداري للوكيل العقاري ،د.ط ،دار النشر جيطلي ،الجزائر،
.2012
-8ريم مراح ،دور المسح العقاري في إثبات الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،د.ط ،دار بغداد
للطباعة والنشر والتوزيع.
-9زروقي ليلى وحمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع 34حي
األبرويار ،بوزريعة ،الجزائر.2003،
-10سائح سنثوثة الجزء الثاني شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية-نص -شرحا -تعليقا-
تطبيقا -القانون 09/08مؤرخ 18صفر سنة 1429موافق لـ 25فبراير سنة 2008المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المواد 584إلى ،1065دار الهدى عين مليلة ،الجزائر.
-11شفيقة بن صاولة ،الصلح في المادة اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار هومة الجزائر.2006 ،
-12عبد الرزاق السنهوري ،المجلد الثاني ،الجزء الخامس ،الوسيط في شرح القانون المدني ،د.ط،
دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،د.ت.
-13عبد هللا بن صالح عبد العزيز السيف ،الوساطة العقارية وتطبيقاتها القضائية ،الطبعة األولى،
دار الميمان للنشر والتوزيع الرياض1434 ،هـ2013-م.
-14عبد السالم ذيب قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ترجمة المحاكمة العادلة ،الطبعة
الثانية ،الجزائر.2011 ،
-15عمر بن سعيد االجتهاد القضائي وفقا ألحكام القانون المدني ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني
لألشغال التربوية ،باتنة ،بريكة.2001،
-16كارل سليكيو ،عندما يحتدم الصراع ،دليل عملي الستخدام الوساطة في حل النزاعات ،الدار
الدولية للنشر والتوزيع ،مصر.1999 ،
قائمة المصادر والمراجع
-17لحسن بن شيخ ،آثامليا قانون اإلجراءات اإلدارية ،دراسة قانونية تفسيرية ،الطبعة األولى ،دار
هومة للطباعة والنشر ،الجزائر.2013 ،
-18محمود السيد التحيوي ،الصلح والتحكيم في المواد المدنية والتجارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،سنة .2003
-19محمود عبد العزيز ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري ،د.ط ،دار
بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع حي بن شوبان ،رويبة ،الجزائر.2009 ،
األطروحات والمذكرات
)1الصيد أحمد ،تسوية منازعات عقود االستهالك ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في
القانون الخاص في حماية المستهلك والمنافسة ،جامعة ،سعيد حمدين ،الجزائر ،-1-السنة
الجامعية .2015-2014
)2أسيد صالح عودة سمحان ،عقد الصلح في المعامالت المالية قدمت هذه االطروحة استكماال
لمتطلبات درجة الماجستير في الفقه والتشريع بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية
في نابلس ،فلسطين2006 ،م.
)3أحمد فواتيح فاطمة الية التحقيق العقاري في التشريع الجزائري مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون تخصص قانون مدني أساسي جامعة عبد الحميد بن باديس -مستغانم – السنة
الجامعية .2015-2014
)4أحمد محمود صالح أبو مشهش الصلح و تطبيقاته في االحوال الشخصية قدمت هذه الرسالة
استعماال لمتطلبات درجة الماجيستير في القضاء الشرعي بكلية الدراسات العليا بجامعة
الخليل ،فلسطين سنة 1428هـ 2007 -م.
)5بلقاسم شتوان ،الصلح في الشريعة والقانون ،أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة بقسم الفقه
وأصوله ،جامعة األمير عبد القادر ،علوم إسالمية ،قسنطينة.2001-2000 ،
)6بوصوفة الزهرة الوكيل العقاري كنشاط إقتصادي مقنن مذكرة من أجل الحصول على شهادة
الماجستير في القانون جامعة بن عكنون ،الجزائر ،السنة الجامعية .2013-2012
قائمة المصادر والمراجع
)7بريك الطاهر عقد الصلح ،دراسة مقارنة بين القانون المدني و الشريعة االسالمية مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في العقود والمسؤولية جامعة الجزائر و العلوم االدارية ،بن عكنون،
.2012-2011
)8بوجمعة بتشيم ،النظام القانوني للوساطة القضائية ،دراسة قانونية في القانون المقارن مذكرة
لنيل شهادة ماجستير تخصص قانون مقارن جامعة تلمسان.2012-2011 ،بوزية سااجية
الوساطة في ظل قانون االجراءات المدنية و االدارية مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
جامعة بجاية ،السنة الجامعية .2012-2011
)9بوزنة ساجية ،الوساطة في ظل قانون االجراءات المدنية واالدارية ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،جامعة بجاية ،السنة الجامعية 2012-2002
)10تاتولت فاطمة ،المعالجة القانونية للعقار الصناعي في ضوء التشريع و االجتهاد القضائي
مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون عقاري جامعة بن عكنون ،الجزائر ،1السنة الجامعية
.2015-2014
)11جديلي نوال ،السجل العيني دراسة مقارنة بين التشريع الجزائري والتشريع المغربي ،أطروحة
دكتوراه تخصص قانون خاص ،جامعة الجزائر كلية الحقوق ،تاريخ المناقشة جانفي .2017
)12جقبوط محفوظ ،الشهر العيني و إستقرار المعامالت العقارية ،مذكرة ماجستير كلية الحقوق
جامعة بن عكنون الجزائر .2013 ،1
)13خولة مالك ،الوساطة القضائية في الج ازئر ،دارسة إستطالعية حول مهمة الوسيط
القضائي في رسالة ماجستير في علم االجتماع التنظيم و الديناميكيات االجتماعية ،جامعة
بوزريعة علوم إنسانية و إجتماعية .2012-2011
)14خالف فاتح ،مكانة الوساطة لتسوية النزاع اإلداري في القانون الجزائري ،رسالة مقدمة لنيل
شهادة الدكتوراه علوم في الحقوق تخصص قانون عام جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،السنة
الجامعية.2015-2014 ،
قائمة المصادر والمراجع
)15سالمي نضال ،دراسة مقارنة بين الصلح والتحكيم الداخلي في قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية الجزائر ،لنيل شهادة دكتوراه في الحقوق جامعة وهران ،السنة الجامعية -2015
.2016
)16شهر زاد بشارة ،عقد الصلح في التشريع الجزائري مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
جامعة االخوة منتوري قسنطينة ،السنة الجامعية .2017-2016
)17قواوي بن سليمان منح حق االمتياز على العقارات التابعة للدولة مذكرة لنيل شهادة
ماجستير في العلوم تخصص قانون ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية .2018-2017
)18فردي كريمة ،الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير
االخوة منتوري قسنطينة ،السنة الجامعية .2008-2007
)19ضيف أحمد ،الشهر العيني بين النظرية و التطبيق في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون كلية الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان .2007
)20عبد الرزاق عبد الرحمان اسماعيل ،الصلح و أحكامه دراسة فقهية تأميلية رسالة مقدمة
لنيل درجة الماحستير في الدراسات االسالمية جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا كلية
الدراسات العليا سنة 1438هـ 2007 ،م.
)21علي بن علوي الصلح ودوره في استقرار االسرة بحث مقدم لنيل درجة الماحستير في
الشريعة و القانون جامعة و هران .2012-2011
)22عروي عبد الكريم ،الطرق البديلة في حل النزاعات القضائية " الصلح و الوساطة
القضائية " طبق لقانون االجراءات المدنية و االدارية مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،
جامعة الجزائر ،1كلية الحقوق ،بن عكنون ،تاريخ المناقشة .2012/06/30
)23عساني علي ،التظلم و الصلح في المنزعات االدارية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير
في القانون العام جامعة تلمسان سنة .2008-2007
قائمة المصادر والمراجع
)24يحياوي نادية ،الصلح وسيلة لتسوسة نزاعات العمل وفقا التشريع الجزائري مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون فرع " قانون المسؤولية المهنية " جامعة مولود معمري ،تيزيوزو ،
سنة .2013
)25رحايمية عماد الدين ،الوسائل القانونية إلثبات الملكية العقارية الخاصة في التشريع
الجزائري أطروحة دكتوراه في العلوم تخصص قانون ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو كلية
الحقوق والعلوم السياسية تاريخ المناقشة 15مارس .2014
)26لبيض ليلى منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه في العلوم
القانونية ،جامعة محمد خيضر بسكرة.2012-2011 ،
)27محمد الطاهر بلموهوب الوساطة القضائية دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون
الجزائري ،أطروحة دكتوراه العلوم في العلوم اإلسالمية تخصص شريعة وقانون ،جامعة باتنة،
كلية العلوم اإلسالمية ،السنة الجامعية .2017-2016
)28محمد محسني وآخرون ،الصلح في القانون الجزائري مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا
للقضاء الدفعة .2005 ،13
المقاالت:
أحمد أنور ناجي ،مقال علمي مدى فعالية الوساطة في المجتمع الجزائري قراءة سوسيو تاريخية .1
إلستحداث الوساطة القضائية في الجزائر.
اسماعيل بوقرة ،مجلة العلوم القانونية و السياسية العقار الصناعي كعائق أمام تشجيع و تطوير .2
االستثمار بالجزائر جامعة عباس لغرور ،خنشلة ،الجزائر ،المجلة 10العدد 1أفريل .2019
الحاجي حميد الوسائل البديلة لتسوية النزاعات مدخل أساسي الصالح القضاء التحكيم و .3
الوساطة مجلة الفقه و القانون ،العدد 21يوليو 2014ارمدر .2336.0615
المزوار قدور ،مدى فعالية إجراء التحقيق العقاري في تطهير الملكية العقارية الخاصة مجلة .4
االجتهاد القضائي للدراسات القانونية االقتصادية ،المجلد ،8العدد ،1لسنة 1433هــ2012 ،م.
قائمة المصادر والمراجع
اسماعيل كاظم العيساوي ،الصلح في القضاء االسالمي لحل النزاعات المدنية و الجنائية دراسة .5
فقهية ،المجلة االردنية في الدراسات االسالمية المجلد ،8العدد ،1لسنة 1433هـ2012 ،م.
أحمد علي معتوق ،أحكام الصلح و أثره في فض النزاعات في الشريعة االسالمية و القانون .6
الوصفي ،العدد الثامن مجلة كلية االداب.
بلكعيبات مراد ،الوكالة الوطنية للوساطة و الضبط العقاري في التشريع الجزائري /مجلة العلوم .7
االنسانية عدد 23معهد العلوم و الحقوق السياسية ،جامعة سوق أهراس .2011
حسن عبد الالوي ،مقال علمي الوساطة في المجتمع الجزائري قراءة سوسيو تاريخية الستحداث .8
الوساطة القضائية في الجزائر.
خضار نور الدين الوساطة في القانون الجزائر ،نشرة المحامي لمنظمة سطيف ،عدد ،10 .9
سطيف .2009
.11سرور طالبي ،مجلة جيل حقوق االنسان ،العام الرابع العدد 21يوليو ،لبنان ،طرابلس .2017
.12رزان صالح ،مقال الرسائل البديلة كل النزاعات قضايا مجتمعية 30سبتمبر .2018
.13سوالم سفيان ،مجلة الفكر المركز القانوني للوسيط القضائي في التشريع الجزائر العدد العاشر
جامعة محمد الشريف مساعدية ،سوق أهراس.
.14سردو محمود ،تسيير العقار الصناعي في الجزائر بين العقالنية و التبذير المجلد 11العدد
)2019(2جامعة الجياللي ،بونعامة خميس مليانة ،الجزائر.
.15لحاق عيسى و سليمان النحوي ،الوساطة القضائية كمبدأ إجرائي لحل المنازعات المدينة ،
مجلة االفاق العلمية /المجلد 11العدد 1سنة .2019
.16معارف ( مجلة علمية محكمة) قسم العلوم القانونية سنة التاسعة العدد 19ديسمبر 2015
جامعة أكلي محند أولحاج ،البويرة ،الجزائر 1369هـ.2006 ،
قائمة المصادر والمراجع
المداخَلت
-1شتوان حنان العقار الصناعي كألية النعاش االستثمار المحلي و دعم االقتصاد العدد الخامس
عشر ،جامعة مستغانم ،جوان .2016
ملتقيات
-1بن عبد العزيز فطيمة ،و بن حمودة محبوب ،الملتقى اللعلمي الدولي حول استراتيجية النشاط
االستثماري في المناطق الصناعية و مناطق النشاط في الجزائر ،جامعة البليدة 2و 6و 7نوفمبر
.2018
-2دليل الممارسات الجيدة بموجب اتفاقية الهاي مؤتمر ماي للقانون الدولي الخاص المكتب
الدائم الخاصة بالجوانب المدنية لالن.......الوساطة الطباعة بلجيكا .1980
معاجم
-1ابن المنظور ،المجلد السابع لسان العرب ،د ،ط ،دار صابر بيروت.
فهرس المحتويات
الفرع األول :في إطار المسح العقاري " الترقيم العقاري ،التحقيق العقاري" 31 ..........