You are on page 1of 125

‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم حقوق‬

‫النظام القانوين للتوقيع والتصديق اإللكرتونيني‬


‫يف التشريع اجلزائري‬
‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫حاقة العروسي‬ ‫‪ ‬بن شرودة أمجد‬
‫‪ ‬هزالوي أيمن‬
‫‪ ‬العوني مجدة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫أ د‪ .‬مرغني حيزوم بدر الدين‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫د‪ .‬حاقة العروسي‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫أ‪ .‬شعباني فضيلة‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021‬‬


‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم حقوق‬

‫النظام القانوين للتوقيع والتصديق اإللكرتونيني‬


‫يف التشريع اجلزائري‬
‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫حاقة العروسي‬ ‫‪ ‬بن شرودة أمجد‬
‫‪ ‬هزالوي أيمن‬
‫‪ ‬العوني مجدة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫أ د‪ .‬مرغني حيزوم بدر الدين‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫د‪ .‬حاقة العروسي‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ -‬بالوادي‬ ‫أ‪ .‬شعباني فضيلة‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021‬‬


‫إن الشكر والحمد لله كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلطانه‪،‬‬

‫نشكره ونحمده حمدا كثيرا مباركا فيه على جزيل عطائه وعلى‬

‫كل ما أنعم عليه به وفضله علينا أن وفقنا إلتمام هذا البحث‪،‬‬

‫ونسأله تعالى أن ينفع به‪ ،‬راجين منه عز وجل التوفيق والسداد‬

‫في باقي مشوارنا البحثي‪.‬‬

‫من هذا المنبر نتقدم بالشكر الجزيل والتقدير إلى‪:‬‬

‫لألستاذ‪ :‬الدكتور حاقة العروسي على سعة النفس ورحابة الصدر‬

‫بقبوله اإلشراف على هذه المذكرة‪ ،‬وعلى ما بذله من جهد‬

‫ووقت وما أسداه إلينا من نصح وتوجيه وعلى صبره معنا وتحمله‬
‫لنا طيلة فترة البحث فجزاه الله عنا كل خير وأمده بالصحة‬

‫والعافية وأسعده في الدارين‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر لألساتذة أعضاء لجنة المناقشة‬

‫لتكرمهم بقبول مناقشة هذه الرسالة وإثرائها وتقييمها‪.‬‬

‫من أمد لنا يد العون وساهم في تذليل الصعوبات طيلة أطوار‬

‫إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫كما ال يفوتنا أن نتقدم بالشكر واالمتنان لكل من تعلمنا على‬

‫أيديهم طوال مسيرتنا العلمية‪.‬‬

‫شكرا لكم وجزاكم الله عنا خيرا‬


‫بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أرشف وخري خلق اهلل حممد صل اهلل‬
‫عليه وسلم‬
‫إىل من قال فيهام الرمحان‬

‫اآلية ‪،23‬‬
‫سورة اإلرساء‬
‫إىل من أمحل اسمه بكل فخر واعتزاز إىل الذي كلت أنامله ليقدم لنا حلظة سعادة‬
‫وكان يل عونا للهمة إىل الذي هو نرباس حيايت أيب الغايل‬
‫إىل أغىل سيدة حتت أقدامها اجلنة ووجودها بسمة احلياة إىل رمز احلب واحلنان إىل‬
‫من دعوهتا نسامت فرح لقلبي إىل حبيبتي امي‬
‫إىل من هم سندي يف احلياة إىل من تذوقت معهم أمجل اللحظات رحيان قلبي اخويت‬
‫حفضكم اهلل يل وأدامكم فرحا بحيايت إىل كل افراد عائلتي من قريب او بعيد إىل‬
‫الذين أحببتهم وأحبوين وكانوا خري األصدقاء‬
‫إىل كل أساتذيت الذين كانوا عونا لنا يف مشوارنا الدرايس ونورا ييضء لنا حلكة‬
‫طريقنا ويمحي درب املعرفة والعلم إىل كل من ساهم من قريب أو بعيد يف انجازنا‬
‫هلذا العمل املتواضع كل الشكر موصول هلم‪.‬‬
‫أمجد و أيمن و مجدة‬
‫بالنظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أض ـحى التقـدم العلمـي والتطـور التكنولـوجي والتقنــي الـهـائـل فـي مجـال اإلتصـاالت والمعلوماتيـة مـع‬
‫نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرون هـدفاً للـدول التي تسعى إلى التقـدم والرقـي‪ ،‬حيـث‬
‫أصـبح الـعـالم بمثابـة قريـة صـغيرة تقلصـت فيهـا المسـافات بين الشعوب المختلفة‪ ،‬إلى أن تخطـت الحـواجز‬
‫اإلقليمية والجغرافيـة والثقافيـة‪ ،‬فبفضـلها تمكـن اإلنسـان مـن أن يرصد ما يجري على الجانب اآلخر من‬
‫الكرة األرضية صوتاً وصورة لحظة قيام الفعل‪.‬‬

‫فضـال عـن ظـهـور أنماط جديـدة فـي المعامالت اإللكترونيـة لـم تـكـن مـوجـودة مـن قبـل ناهيـك عـن‬
‫وجـود أشـكال متعـددة للوسائل التـي مـن خـاللـهـا يـتم إبـرام التصرفات أو المعامالت القانونيـة أيـن تـم‬
‫االنتقـال مـن مرحلـة الدعامـة الورقيـة إلى مرحلـة الدعامـة أو المعاملة اإللكترونيـة‪ ،‬ألن القواعـد القانونيـة‬
‫التقلي ديـة أصـبحت عاجزة عـن احـتـواء التطورات السريعة التـي أحـدثها التعامـل عبـر شـبكة االنترنـت فـي‬
‫عـصـر العولمـة‪ ،‬ففـي ظـل هـذه التطـورات المتسارعة ظهـر التوقيـع اإللكتروني‪ ،‬حيـث كـانـت مـن قبـل هـذه‬
‫التصرفات تنشأ بواسـطـة أحـد أشـكال التوقيـع التقليـدي أو الكتابة التقليديـة علـى وسيط مـادي ومحسـوس‪،‬‬
‫ولكـن اآلن أصبحت تنشـأ بواسـطة تقنيات حديثـة تتـألف مـن كتابـة إلكترونيـة وتوقيـع إلكترونـي بـاختالف‬
‫أشكاله علـى وسـط غيـر مـادي وغيـرمحسوس‪.‬‬

‫فالحاجـة إليـه سـببها إعتبـارات األمـن والخصوصية على شبكة األنترنـت‪ ،‬فهـو يـهـدف إلى الحـد مـن‬
‫مشـكلـة األمـن والخصوصية على هذه األخيـرة مـن جـراء مـا تتعـرض لـه المعلومـات مـن إختراقـات أو‬
‫كشـف أو تنصـت‪ ،‬لـذا كـان لزامـا حمايتهـا والمحافظة عليهـا مـن أي إخت ارقـات قـد تواجههـا عنـد نقلهـا عبـر‬
‫الشبكات فاألنترنـت مجـال مفتـوح وغيـر مسيطر عليهـا مـن قبـل جـهـة محـددة واإلتصـال عـن طريقهـا غيـر‬
‫آمـن‪ ،‬كذلك فإن إنتقال البيانات عبرهـا يزيـد مـن التوقعـات فـي إعت ارضـها أو تحريفهـا‪ ،‬فالمعلومـات‬
‫الحساسـة يمكـن قرائتهـا مـن قبـل جـهـات غيـر مـخـول لـهـا اإلطالع عليها‪.‬‬

‫لـذلك تـم وضـع إجـراءات أمنيـة مثـل التصـديق اإللكترونـي الـذي بـات مـن إحـدى الضروريات‪ ،‬ألنـه‬
‫يعتبـر صـمام األمـان ألربـع جـوانـب أمنيـة فـي تبادل المعلومـات عبـر شـبكة األنترنـت وهـي السـرية والتوثيق‬
‫والن ازهـة وعـدم االستنكار‪ ،‬كـون هـذه الجوانـب تـوفـر وتسمح بإرسـاء منـاخ ثقـة بـين المتعاملين‪ ،‬لذلك فإن‬
‫تـوفر عنصـري األمـان والثقـة ضـروريان لتطـوير المعامالت اإللكترونيـة التـي تعتمـد علـى شـبكة إتصـال‬
‫مفتوحـة لـهـذا إرتأت أغلـب التشريعات الدولية والوطنيـة ضـرورة إيجـاد طـرف ثالـث مستقل عـن أطـراف‬
‫التعامـل اإللكتروني‪ ،‬معتمـد أو مـرخص لـه مـن طـرف الجهات الرسمية لمزاولـة خـدمات التصـديق المعتمـدة‬
‫قانونـا بحيـث يعـول علـى خدماتـه مـن أجـل تسـهيل إجـراءات إبـرام مختلـف الصفقات اإللكترونيـة والتيقن‬
‫مـن إرادة كـل طـرف ومـدى صحة وسالمة البيانات اإللكترونيـة المتصـلـة بـالمحرر اإللكترونـي مـن أي‬

‫أ‬
‫بالنظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫تعـديل أو تغييـر فيـه مع ضمان تقنيات دفـع واستالم المستحقات بطريقـة إلكترونيـة آمنـة عبر شبكة‬
‫االنترنـت مـن دون إنكارها في حالة النزاع‪.‬‬

‫الج ازئـر بـدورها ليسـت بـمعـزل عـن هـذه التحوالت التكنولوجيـة التـي يشـهدها العـالم‪ ،‬حيـث أدركـت‬
‫أهميتـه مـن خـالل قواعـد اإلثبـات فـي القـانون ‪ 05/10‬المـؤرخ فـي ‪ 20‬جـوان ‪ 2005‬المعـدل والمتمم‬
‫للقـانـون المـدني‪ ،‬وفـي نفـس اإلطـار صـدر القانون رقـم‪ 04-15 :‬المـؤرخ فـي ‪ 01/02/2015‬والذي يحدد‬
‫القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية الموضوع‪:‬‬
‫ترجـع أهميـة هـذا الموضـوع إلى الـدور المهـم الـذي يؤديـه التوقيـع والتصـديق اإللكتـرونيين فــي رفـع‬
‫مـسـتـوى األمـن والخصوصية بالنسبة للمتعاملين عبـر شـبكة األنترنـت فـي مجـال المعامالت اإللكترونيـة‬
‫عامـة والتجـارة اإللكترونيـة خاصـة إلعتبـاره أحـد المفاهيم األساسية التـي ترتكـز عليهـا‪ ،‬األمـر الـذي يحـتم‬
‫ضـرورة القيـام بتطـوير المعامالت والتشريعات إلستخدام هـذه التقنيـات وحمايـة التعـامالت عليهـا‪ ،‬حيـث‬
‫ظهـرت العديـد مـن األنشطة التجارية الجديدة منهـا المصرفية‪ ،‬والتـي تـتـم عبـر شـبكة األنترنـت مـن إيـداع‬
‫وسحب وإقتـراض لألمـوال وفـتح االعتمـادات ومقاصـة وبيـع األسهم وإدارة االكتتابات وغيرها‪ ،‬كمـا يسـعى‬
‫هـذا البحـث إلى إبـراز مفهـوم التوقيـع اإللكترونــي ونطـاق تطبيقـه ووظائفـه وكـذا حجيتـه فـي اإلثبـات وآليـات‬
‫حمايتـه القانونيـة‪ ،‬مـع توضيح مفهوم التصديق اإللكتروني‪ ،‬جهاته ومدى حجيته القانونية في اإلثبات‪.‬‬

‫‪- 3-3‬أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬


‫إن األسباب التي دفعتنـا إلى إختيـار د ارسـة هـذا الموضـوع تكمـن فـي الرغبـة الذاتيـة والملحـة فـي‬
‫تسليط الضـوء علـى هـذا الموضـوع الـذي ال يـزال مجـاال خصبا للبحـث والد ارسـة‪ ،‬ومعرفـة الجوانب‬
‫المحيطـة بـه عـن قـرب‪ ،‬خاصـة وأن معظـم المعامالت التـي تـتـم فـي الوقـت الـراهن تأخـذ الشكل‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األسباب الموضـوعية التـي تتجلـى فـي إعتبـاره مـن المواضيع المواكبـة لعصـرنا‬
‫وتصـورنا الكبيـر فـي بـروز موضـوع التوقيـع والتصـديق االلكتـرونيين بقـوة مستقبال سـواء علـى مسـتوى‬
‫الد ارسـات العلميـة‪ ،‬أو علـى مسـتوى الحيـاة اليوميـة للمـواطن العـادي‪ ،‬فـي ظـل إنصـراف النـاس عـن‬
‫إستخدام الوسائل التقليديـة فـي أبسـط األمـور‪ ،‬سـعيـا مـنـهـم فـي ربـح الـوقـت وتقليص المسافات لتحقيـق‬
‫مبتغاهم‪ ،‬أو علـى مسـتوى التطبيق القضـائي للنصـوص القانونيـة نظـ ار لسعي الجزائر لتجسيد فكرة اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫ب‬
‫بالنظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-4‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ومن خالل ما تم دراسته قمنا بطرح اإلشكالية اآلتية‪:‬‬

‫ماهي القواعـد العامـة المتعلقـة بـالتوقيع والتصـديق اإللكتـرونيين؟ ومـا مـدى حجيتهما في‬
‫اإل ثبات؟‬

‫‪-5‬التساؤالت‪:‬‬
‫هذه اإلشكالية تتفرع عليها مجموعة من التساؤالت تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬ما هو التكييف القانوني للتوقيع االلكتروني؟‬

‫‪ .2‬ما مدى حجية التوقيع االلكتروني وآلية حمايته القانونية؟‬

‫‪ .3‬ما هو مفهموم التصديق االلكتروني وماهي الجهاة التي تقوم بوظيفته؟‬

‫‪ .4‬ما مدى حجية التصديق االلكتروني في االثبات؟‬

‫‪ -6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫يعتبـر هـذا الموضـوع مـن الموضـوعات الحديثـة‪ ،‬نتج عنـه وجـود د ارسـات قليلـة تناولـت بعض جوانبه‬
‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬إيـاد مـحـمـد عـارف عطـا سـده‪ ،‬بعنـوان مـدى حجيـة المحـررات اإللكترونيـة فـي اإلثبـات أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا في نابلس‪ ،‬فلسطين‪.2009 ،‬‬

‫تناول فيهـا عـرض ماهيـة السـندات التقليدية واإللكترونيـة‪ ،‬ثـم تطرق إلى التوقيـع التقليـدي وشـروطه‬
‫ومدى هذه الشروط في التوقيع اإللكتروني‪ ،‬باإلضافة إلى حجية الكتابة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬يزيـد بـوحليط‪ ،‬السياسـة الجنائيـة فـي مجـال مكافحـة الجـرائم اإللكترونيـة فـي الج ازئـر أطروحة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2016 ،‬‬

‫حيـث تناول فيهـا ماهيـة الجرائم اإللكترونيـة والجوانب الموضـوعية للجـرائم اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫إجـراءات جمـع الـدليل اإللكترونـي وحجيتـه فـي اإلثبـات الجنائي‪ ،‬وكذا القواعـد الخاصـة للوقايـة مـن‬

‫الجرائم اإللكترونية حيث تطرق إلى ماهية التوقيع اإللكتروني كجزئية من البحث‪.‬‬

‫‪ -‬عزولـة طـيمـوش‪ ،‬عـالوات فريدة‪ ،‬التوقيـع اإللكترونـي فـي ظـل القـانون ‪ ،04-15‬مـذكرة تخـرج‬
‫لنيـل مـذكرة شهادة الماستر فـي الحقـوق‪ ،‬تخصـص القـانون الخـاص الشـامل‪ ،‬جامعـة عبـد الرحمن ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪.2016-2015 ،‬‬

‫ج‬
‫بالنظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫حيـث تطرقت فيهـا إلـى تفعيـل تقنيـة التوقيـع اإللكترونـي فـي ظـل القـانـون ‪ 04-15‬وتصـديق التوقيع‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-7‬الصعوبات‪:‬‬
‫أمـا بشـأن الصعوبات التي واجهتنـا فـي هـذه الد ارسـة هـي حـداثـة الموضـوع ونـدرة الم ارجـع الـتـي‬
‫تناولـت الموضـوع مـن الناحية القانونيـة وخاصـة الم ارجـع الجزائريـة منـهـا‪ ،‬إضـافة إلـى أن غالبيـة الم ارجـع‬
‫تناولـت موضـوع التوقيـع االلكترونــي وتعرضـت بإيجـاز لموضـوع التصـديق االلكتروني‪ ،‬باإلضافة إلـى عـدم‬
‫وجـود د ارسـات سـابقة مـن طـرف الباحثين الجزائريين‪ ،‬كونـه مـن المواضيع الجديدة بالنسبة للمشرع‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ -8‬المنهج المعتمد‪:‬‬
‫اعتمـدنـا فـي بحثنـا علـى المـنهج التحليلـي الـذي يتماشـى مـع د ارسـتنا لمـا يتـوفـر عليـه مـن مزايـا‪،‬‬
‫حيـث مـن خـاللـه نستطيع القيام بعمليـة تحليـل ود ارسـة أفكـار النصـوص القانونيـة‪ ،‬وفـهـم فحواهـا وإدراك‬
‫نقائصــها ومزاياهـا‪ ،‬باإلضـافة إلـى المـنهج الوصـفي المالئـم لسـرد اآلراء الفقهيـة والـتمكن مـن تقـديم لمحـة‬
‫واضحة المعالم عـن الموضـوع وإبـراز صـفاته وخصائصـه‪ ،‬ضـف إلـى‬

‫ذلـك المنهج المقـارن الـذي يعتبـر إسـتعماله ضـروريا فـي دراستنا‪ ،‬بغرض القيـام بعـرض ومقارنـة مع‬
‫بعض التشريعات والمنظمات الدولية األخرى‪.‬‬

‫‪-9‬التصريح بالخطة‪:‬‬
‫ولإلجابـة علـى اإلشكالية قمنـا بتقسيم هـذه الد ارسـة إلـى فصـلين يتعلـق (الفصـل األول) بالنظام‬
‫القانوني للتوقيـع اإللكتروني‪ ،‬والذي قسـم بـدوره إلـى مبحـثين‪( ،‬مبحـث أول) المتمثل في ماهية التوقيع‬
‫اإللكتروني (المبحـث الثـاني) متعلق حجية التوقيع اإللكتروني واآلليات القانونية لحمايته‪.‬‬

‫أمـا (الفصـل الـثـاني) تحـت عنـوان التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‪ ،‬والـذي قسـم كـذلك‬
‫مبحــثين‪( ،‬المبحـث األول) مندرج تحت عنوان مفهوم التصديق اإللكتروني والجهات المختصة وتنــاول‬
‫(المبحـث الثـاني) مدى حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‪.‬‬

‫د‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‬
‫إن صفة اإللزام لعقد أو مستند ما تتطلب بالضرورة‪ ،‬في العديد من الحاالت‪ ،‬قيام األطراف بالتوقيع‬
‫عليه‪ .‬ففي وقت مبكر عندما كان معظم الناس أميين حيث أنهم ال يستطيعون الكتابة‪ ،‬فإن وثائقهم لم‬
‫تتجرد من التوقيع‪ ،‬سواء كان ذلك بحروف أو بالرسومات الدالة على نوع المستند‪ ،‬وفي مرحلة متطورة‬
‫جاء التوقيع المكتوب باليد من قبل الموقعين‪ ،‬ومؤخ اًر فإن تواقيع إلكترونية أصبحت تتصدر سجالت‬
‫إلكترونية يتم إرسالها عبر الفضاء اإللكتروني الواسع النطاق‪ ،‬دالة بذلك على تطور تقنية التوقيع‪ .‬ومن ثم‬
‫فقد أثارت هذه التواقيع األخيرة جدالً فقهياً حول شرعية استخدامها‪ ،‬فمهدت الطريق لد ارسة قانونية يمكن‬
‫أن تنجز‪ .‬وستتناول هذه الدراسة بيان أهمية التواقيع اإللكترونية على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التوقيع اإللكتروني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني واآلليات القانونية لحمايته‬

‫‪6‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التوقيع اإللكتروني‬


‫إن التوقيع اإللكتروني عبارة عن إجراء يقوم به من يريد التوقيع على وثيقة إلكترونية‪ ،‬كالعقود‬
‫واالتفاقيات أو امر البيع والشراء أو المراسالت الخاصة وغيرها‪ ،‬بحيث يتم من خالل هذه العملية ربط‬
‫هوية الموقع (أي الشخص الذي يقوم بالتوقيع) بالوثيقة الموقع عليها"‪ .‬وكجزء مهم من هذه العملية‪ ،‬يمكن‬
‫لمستلم الوثيقة التحقق من صحة التوقيع بشكل قاطع وفوري‪.‬‬

‫وال تتطلب عملية التوقيع اإللكتروني القيام باإلمضاء يدويا كما يحدث على الورق‪ ،‬بل إن الشخص‬
‫يقوم غالبا بالضغط على زر معين‪ ،‬ومن ثم إدخال عبارة سرية إلجراء التوقيع على الملف أو الرسالة‪.‬‬

‫وبيان مفهوم التوقيع اإللكتروني يشمل دراسة االتجاهات الفقهية نحو وضع التعريف المالئم‪ ،‬وكذلك‬
‫دور المنظمات الدولية‪ ،‬والتشريعات الوطنية في تحديد التعريف الذي يحدد هذا المفهوم‪ .‬باإلضافة الى أن‬
‫مفهوم التوقيع اإللكتروني يتطلب تحديد الوظيفة التي يؤديها هذا التوقيع‪ ،‬هذا ونظ ار لتعدد صور التوقيع‬
‫اإللكتروني؛ فقد رأينا دراسة أهم هذه الصور وأكثرها استخداما في مجال العقود اإللكترونية(‪.)1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التوقيع اإللكتروني‬

‫في هذا المطلب سنتناول مختلف التعاريف التوضيحية لمفهوم التوقيع اإللكتروني وتعرف على‬
‫شروطه المطلوبة لتحقيقه‪ ،‬وأهم خصاصه والصورة التي يكون عليها‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‬

‫لقد حاز تعريف التوقيع اإللكتروني على اهتمام كبير من جانب الفقه‪ ،‬وأيضا من قبل العديد من‬
‫القائمين على المحافل القانونية الدولية التي تعني بالعقود التجارية اإللكترونية‪ ،‬وكذا التشريعين في غالبية‬
‫الدول‪ .‬باعتباره مرتكز اإلثبات الرئيسي في مجال عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬األمر الذي نشير معه الى أهم‬
‫(‪)2‬‬
‫هذه التعريفات‪ ،‬ونلقي الضوء أيضا على وظيفة التوقيع اإللكتروني وتمييزه عن التوقيع اليدوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي للتوقيع اإللكتروني‬

‫يعد التوقيع اإللكتروني العنصر الثاني من عناصر المستند اإللكتروني‪ ،‬وهو مصطلح مستحدث‬
‫بدأت الدراسات الفقهية تناوله وبدأ الفكر العلمي يحاول تطويره؛ بهدف سد الفراغ القانوني الذي تتركه‬

‫صفوان حمزة إبراهيم عيسى الهواري‪ ،‬األحكام القانونية لعقود التجارة اإللكترونية دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.173‬‬


‫(‪ )2‬نجوى أب ورهيبة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪41‬‬

‫‪7‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫صعوبة إي ارد توقيع تقليدي على عقد إلكتروني‪ ،‬وتتعدد تعاريف التوقيع اإللكتروني بالنظر إلى الوسيلة‬
‫التي يتم بها أو الوظائف واألدوار التي يحققها (‪.)1‬‬

‫‪ ‬ويعرف التوقيع اإللكتروني بأنه‪" :‬ملف رقمي صغير (شهادة رقمية) تصدر عن إحدى الهيئات‬
‫المتخصصة والمستقلة والمعترف بها من الحكومة تماما مثل شهادة التوثيق أو كتابة العدل؛ وفي هذا‬
‫الملف يتم تخزين االسم وبعض المعلومات المهمة األخرى مثل رقم التسلسل وتاريخ انتهاء الشهادة‬
‫ومصدرها؛ وهي تحتوي عند تسليمها على مفتاحين (المفتاح العام والمفتاح الخاص)‪ ،‬ويعتبر المفتاح‬
‫الخاص هو التوقيع اإللكتروني الذي يميز الموقع عن بقية الناس‪ ،‬أما المفتاح العام فيتم نشرة في الدليل‬
‫وهو متاح للعامة من الناس"‪.)2(.‬‬
‫‪ ‬ويتمثل التوقيع اإللكتروني من منظور آخر في استخدام رمز او شفرة أو رقم بطريقة موثوق بها‬
‫تتضمن صلة التوقيع بالوثيقة اإللكترونية وتثبت ‪-‬في ذات الوقت‪ -‬هوية شخص الموقع‪ .‬فوسيلة التوقيع‬
‫اإللكتروني إذن رمز أو شفرة أو رقم‪ ،‬ودعامته وثيقة إلكترونية‪ ،‬وضمانته إجراءات توثيق تقنية تحقق قد ار‬
‫معقوال من األمان والثقة‪.)3(.‬‬
‫‪ ‬وجانب أخر من الفقه يعرف التوقيع اإللكتروني بأنه‪" :‬إجراء معين يقوم به الشخص المراد توقيعه‬
‫على المحرر سواء كان هذا اإلجراء على شكل رقم أو إشارة إلكترونية معينة أو شفرة خاصة‪ ،‬والمهم في‬
‫األمر أن يتم االحتفاظ بالرقم أو الشفرة بشكل آمن وسري يمنع استعماله من قبل الغير‪.)4(.‬‬

‫والتوقيع اإللكتروني ال يعد صورة رقمية ولو كان كذلك ألصبح بإمكان أي شخص أن يصور أي‬
‫توقيع ويدعي بأنه صاحب التوقيع؛ وإنما هو عبارة عن شهادة رقمية تصدر عن إحدى الهيئات المستقلة‪،‬‬
‫تميز كل مستخدم يمكن أن يستخدمه في إرسال أي وثيقة أو عقد تجاري أو تعهد أو إقرار وتعتبر قانونية‪.‬‬
‫وفي عدة دول ال تحتاج الوثائق والعقود التجارية المذيلة بالتوقيع اإللكتروني إلى مصادقة من كاتب عدل‬
‫أو أي جهة أخرى؛ ألنها صادرة أساسا من جهة معترف بها‪.‬‬

‫(‪ )1‬مراد محمود يوسف‪ ،‬التعاقد عن طريق وسائل االتصال االلكترونى‪ ،‬رسالة للحصول على درجة الدكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪270‬‬
‫(‪ )2‬صفوان حمزة إبراهيم عيسى الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحماية المدنية للتجارة اإللكترونية (العقد اإللكتروني اإلثبات اإللكتروني" المستهلك اإللكتروني)‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪2008‬م‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص ‪231‬‬


‫(‪ )4‬نجوى أب ورهيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪8‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬التعاريف التشريعية للتوقيع اإللكتروني‬

‫‪ -1‬تعريف التوقيع اإللكتروني من خالل المنظمات الدولية‬

‫لقد تناولت المنظمات الدولية المهتمة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وكذلك التشريعات الوطنية وضع تعريف‬
‫له؛ والذي يتناغم مع التوقيع التقليدي‪ ،‬ولكن من خالل اإلستخدام اإللكترون على النحو السابق تعريفه‪،‬‬
‫ونتناول التعريف التشريعي للتوقيع اإللكتروني في بعض التشريعات على المستويين الدولي والداخلي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريف التوقيع اإللكتروني وفقا لقانون األونسيترال النموذجى بشأن التوقيعات اإل لكترونية‪:‬‬

‫ظهر التوقيع اإللكتروني تشريعيا في صدور قانون األونسيترال النموذجى للتجارة اإللكترونية لسنة‬
‫‪ ،1996‬وذلك في نص المادة ‪ 07‬منه التي نصت على أنه‪ ":‬عندما يشترط القانون وجود توقيع من‬
‫شخص يستوفي ذلك الشرط بالنسبة إلى رسالة البيانات‪:‬‬

‫‪ -‬إذا إستخدمنا طريقة لتعيين هوية ذلك الشخص على المعلومات الواردة في رسالة البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت تلك الطريقة جديرة بالتعويل عليها بالقدر المناسب بالغرض الذي أنشئت أو أبلغت من‬
‫أجله سلة البيانات‪ ،‬في ضوء كل الظروف‪ ،‬بما في ذلك أي إتفاق متصل باألمر"‪.)2(.‬‬

‫يتضح من خالل نص المادة السابقة الذكر أن القانون النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية لعام‬
‫‪ 1996‬لم يعرف التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وانما إكتفي فقط بذكر شروط التوقيع اإللكتروني صراحة في نص‬
‫المادة ‪/2‬أ من قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية بأنه‪" :‬يعني بيانات في شكل‬
‫إلكتروني مدرجة في رسالة بيانات‪ ،‬أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا‪ ،‬يجوز أن يستخدم لتعيين هوية‬
‫الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات ولبيان موافقة الموقع على المقومات الواردة في رسالة البيانات‪.)3("....‬‬

‫ب‪ -‬تعريف التوقيع اإللكتروني في توجيهات اإل تحاد األوروبي‪:‬‬

‫لقد عرفت المادة ‪ 1/2‬من التوجيه األوروبي رقم ‪ 93:‬لسنة ‪ 1999‬التوقيع اإللكتروني بأنه‪ :‬بيان‬
‫أو معلومة إلكترونية ترتبط منطقيا بمعلومات أو بيانات إلكترونية أخري( كرسالة أو محرر)‪ ،‬والتي تصلح‬

‫حوالف عبد الصمد‪ ،‬النظام القانوني لوسائل الدفع اإللكتروني في الجزائر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مصر‪ ،2016 ،‬ص ‪.453‬‬


‫القانون النموذجي لألمم المتحدة بشأن التجارة اإللكترونية‪ ،‬المؤرخ في‪ 16 :‬ديسمبر ‪ ،1996‬المنشور على الموقع‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ /ttps://uncitral.un.org‬بتاريخ ‪.14:05 ،2022/04/03 :‬‬


‫الموقع‪:‬‬ ‫قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيع اإللكتروني‪ ،2001 ،‬المنشور على‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،http://www.uncitral.org/pdf/arabic/textselectcornrnrn1 elecsig.‬بتاريخ ‪ ،07/04/2022‬على الساعة‪.09:30 :‬‬

‫‪9‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫وسيلة لتمييز الشخص وتحديد هويته"(‪ ،)1‬ويالحظ على هذا التعريف أنه يميز بين نوعين من التوقيع‬
‫وهما‪ :‬التوقيع اإللكتروني المتقدم أو المؤمن‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني البسيط‪ ،‬فالتوقيع اإللكتروني المتقدم هو‬
‫الذي يكون معتمدا من أحد مقدمي خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬الذي يمنح شهادة تفيد صحة هذا‬
‫التوقيع بعد التحقق من نسبة التوقيع إلى صاحبه‪ ،‬أما التوقيع اإللكتروني البسيط اشترط فيه أن يكون‬
‫(‪)2‬‬
‫مميز‪ ،‬وقادرة على تحديد هوية الموقع‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتضح أن التوجيه األوروبي في وضعه لهذا التعرف قد اعترف بالتوقيع‬
‫اإللكتروني بمجرد أدائه لوظائفه والمتمثلة في تمييز هوية الموقع‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف التوقيع اإللكتروني من خالل التشريعات الداخلية‬

‫لقد اهتمت التشريعات الوطنية المنظمة لعملية التوقيع اإللكتروني بوضع تعريف له‪ ،‬وتتفق هذه‬
‫التشريعات على التوشع في تعريف التوقيع اإللكتروني؛ بحيث يكون المجال متسعا أمام التطورات التي‬
‫تط أر على صور التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬التشريع األمريكي‪ :‬صدر القانون الفيدرالي األمريكي بشأن التوقيعات اإللكترونية في التجارة‬
‫العالمية والمحلية في عام ‪2000‬م‪ ،‬ونص في الجزء ‪ 5/106‬على أن‪" :‬مصطلح توقيع إلكتروني يعني‪:‬‬
‫صوتا أو رم از أو عملية إلكترونية متصلة أو مصاحبة بشكل منطقي لعقد أو أي مستند آخر‪ ،‬ويتم تنفيذها‬
‫بواسطة شخص معين بنية توقيع المستند"‪.‬‬
‫‪ ‬التشريع البريطاني‪ :‬تناولت اللوائح المنظمة للتوقيعات اإللكترونية البريطانية لعام ‪ 2002‬تعريف‬
‫التوقيع اإللكتروني في المادة الثانية منه‪ ،‬بأنه "يعني بيانات على شكل إلكتروني تتصل بشكل منطقي‬
‫(‪)3‬‬
‫ببيانات إلكترونية أخرى‪ ،‬وتستخدم كوسيلة مصادقة"‪.‬‬
‫‪ ‬التشريع المصري‪ :‬يعرف التوقيع اإللكتروني وفقا لنص المادة (‪/1‬ج) من قانون تنظيم التوقيع‬
‫اإللكتروني المصري رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬م‪ ،‬بأنه "ما يوضع على محرر إلكتروني ويتخذ شكل حروف أو‬
‫أرقام أو رموز او إشارات وغيرها‪ ،‬ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد شخص الموقع ويميزه عن غيره"‪ .‬۔‬
‫‪ ‬التشريع األردني‪ :‬تناول التعريف بشكل أكبر تفصيال فيعرفه بأنه‪" :‬البيانات التي تأخذ هيئة‬
‫حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيره"‪ ،‬وهنا التشريع لم يكن مضط ار إليراد هذا التفصيل؛ ألنها‬

‫شيف محمد‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل ايجازات المدرسة العليا القضاء‪ ،‬المدرسة العليا القضاء‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬الدفعة السابعة عشر‪ ،2009 2006 ،‬ص‪.07‬‬


‫إلياس ناصيف‪ ،‬العقود الدولية‪ ،‬العقد اإللكتروني في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة األولی‪ ،‬توزيع المنشورات الحلبي الحقوقية‬ ‫(‪)2‬‬

‫بيروت‪ ،2009 ،‬ص ‪.237‬‬


‫عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ ،‬عمان‬ ‫(‪)3‬‬

‫األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪10‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫جميعا عبارة عن بيانات على النحو الذي عرف عليه البيانات اإللكترونية بالقانون ذاته – وتكون مدرجة‬
‫بشكل إلكتروني أو رقمي أو ضوئي أو أي وسيلة أخرى ‪.‬‬

‫أما قانون المعامالت والتجارة اإللكترونية في إمارة دبي فقد عرف التوقيع اإللكتروني من خالل‬
‫نص المادة (‪ )2‬بأنه‪" :‬توقيع مكون من حروف أو‪ .‬ارقام أو رموز أو صوت أو نظام معالجة ذي شكل‬
‫(‪)1‬‬
‫إلكتروني وملحق أو مرتبط منطقا برسالة إلكترونية وممهور بنية توثيق أو اعتماد تلك الرسالة" ‪.‬‬

‫ويالحظ كما سبق أن أوضحنا مراعاة التشريع في وضع تعريف التوقيع اإللكتروني لسرعة تطور‬
‫الوسائل الفنية للتوقيع‪ ،‬األمر الذي دفع التشريع إلى عدم تحديد "صور" التوقيع اإللكتروني على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬وإنما ذكر بعض هذه الصور على سبيل المثال‪ ،‬كما أن التشريع لم يعتمد على شكل التوقيع وما‬
‫إذا كان رم از أو رقما أو إ شارة‪ ،‬وإنما بوظيفة التوقيع‪ ،‬فكل وسيلة الية يمكن أن تقوم بدور التوقيع وتحقق‬
‫وظيفته تكون مقبولة قانونا‪ ،‬فالمهم هو الدور أو الوظيفة الذي يقوم به التوقيع‪ ،‬وال يهم ‪ -‬بعد ذلك شكل‬
‫هذا التوقيع ‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة التوقيع اإل لكتروني وتمييزه عن التوقيع اليدوي‬

‫التوقيع هو وسيلة للتحقق من شخصية الموقع‪ ،‬ولمعرفة الموقع باألثر القانوني الذي سيترتب على‬
‫عملية توقيعه‪ ،‬ومن أجل التحقق من إقرار الموقع وموافقته على محتوى الوثيقة الموقعة منه‪ .‬وكذلك فهو‬
‫االلتزم الوارد بها بعد إتمام‬
‫ا‬ ‫وسيلة تحرم الموقع من القدرة على الرجوع عن الوثيقة الموقع عليها‪ ،‬وعن‬
‫عملية التوقيع‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإنه إذا ما قمنا بمقارنة هذه الوظائف وحاولنا تطبيقها على تقنية المفتاح‬
‫العمومي‪ ،‬فإننا نجد أن هذه التقنية تقوم بهذه الوظائف كاملة‪ ،‬مما يضفي على عملية التعاقد في بيئة‬
‫التجارة اإللكترونية باستخدامها ضمانا وأمانا وثقة كاملين في نفوس المتعاقدين‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإنه‬
‫يمكننا اعتبار التوقيع اإللكتروني باستخدام هذه التقنية أكثر ثقة واعتبا ار من التوقيع اليدوي التقليدي‪ ،‬والبد‬
‫من إعطائه بناء على ذلك قوة ووزنا أكبر‪.‬‬

‫ويتميز التوقيع اإللكتروني عن التوقيع الكتابي؛ بأنه يمكن من خالله استنباط مضمون المحرر‬
‫اإللكتروني وتأمينه من التعديل باإلضافة أو الحذف وذلك بالربط بينه وبين التوقيع اإللكتروني‪ ،‬بحيث‬
‫يقتضي أي تعديل الحق توقيعا جديدا‪ ،‬كما يتميز التوقيع اإللكتروني بأنه يمنح للمستند صفة المحرر‬
‫(‪)2‬‬
‫األصلي؛ وبالتالي يجعل منه دليال معا مسبقا لإلثبات قبل أن يثور النزاع بين األطراف‪.‬‬

‫صدر في دبي بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 2002‬م الموافق ‪ 30‬ذي القعدة ‪ 1422‬ه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬عبد هللا مسفر الحيان‪ ،‬حسن عبد هللا عباس‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬د ارسة نقدية لمشروع و ازرة التجارة والصناعة الكويتية‪،‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد التاسع عشر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬يوني و‪ 2003‬ص ‪.16‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ويختلف التوقيع اإللكتروني عن التوقيع اليدوي في كونه يؤكد هوية الموقع بشكل قاطع‪ ،‬ويمنع‬
‫حدوث أي تغيير أو عبث في الوثيقة الموقع عليها‪ ،‬وذلك بشرط أن تتم العملية بكاملها حسب قواعد‬
‫وأسس معينة كتلك المتبعة في ما يعرف بالبنية التحتية للمفاتيح العامة ‪.‬‬

‫وكما هو معروف فإن التوقيع على الورق قابل للتزييف والتقليد بالرغم من تفاوت هيئة التوقيع‬
‫وصعوبة تقليده من شخص آلخر‪ ،‬كما أن عملية التحقق من صحة التوقيع اليدوي غير عملية وتعتمد‬
‫بشكل كبير على مهارة من يقوم بمطابقة التوقيع‪ .‬بل غالبا ال يكون هناك مطابقة للتوقيع على اإلطالق‬
‫بل يتم االعتماد على معرفة األطراف لبعضها البعض واالعتماد على األجواء والطقوس المصاحبة لعملية‬
‫التوقيع‪ .‬وحتى إن سلمت الوثيقة الموقعة يدويا من تزييف التوقيع؛ فإن محتواها قد يكون معرضا للتغيير‬
‫والعبث‪ ،‬كما يحدث عندما يأتي ا لتوقيع في نهاية وثيقة مكونة من عدة صفحات حيث يقوم العابث بتغيير‬
‫(‪)1‬‬
‫بعض الصفحات أو إضافة أو حذف بعض فقراتها‪.‬‬

‫وكما أن للتوقيع اإللكتروني ميزات؛ فإنه يواجه العديد من الطعون‪ ،‬فقد يعترض على (مصداقية)‬
‫التوقيع اإللكتروني بسب احتمال ضياع الرقم السري أو سرقته من صاحبه‪ ،‬والواقع أن هذا السبب ال يكفي‬
‫وحده الستبعاد التوقيع اإللكتروني‪ ،‬فكما أن الرقم السري يمكن ضياعه أو سرقته‪ ،‬فإن التوقيع التقليدي‬
‫يمكن تزويره وتقليده‪ ،‬وسرية الرقم تكفي للداللة على صدور الرقم عن صاحبه بحسب األصل ‪.‬‬

‫وقد يقال أيضا‪ ..‬إن (سرية) الرقم وإن كانت تحقق (أمانا) بدرجة كافية في عملية السحب اآللي‪،‬‬
‫فإن المسارات الممغنطة الموجودة على بطاقة السحب ذاتها يمكن تقليدها؛ لكنه حتى على فرض إمكانية‬
‫هذا التقليد‪ ،‬فإن الحصول على البطاقة وحدها لن يفيد شيئا بدون الرقم السري‪ ،‬حيث أن التالعب والتزوير‬
‫يقتضي الحصول على البطاقة والرقم معا‪ ،‬والحصول عن أحدهما ال يغني عن األخر‪ ،‬ويكفي كضمان‬
‫درءا لهذا التالعب أن الرقم السري ال يسجل بوضوح على المسارات الممغنطة‪ ،‬وإنما بطريقة خفية‬
‫(‪)2‬‬
‫يستحيل معها التوصل إلى سريته‪.‬‬
‫‪ -4‬تعريف التوقيع اإللكتروني في القانون الجزائري‬

‫لقد اعترف التشريع الجزائري ولكن ليس بصفة صريحة وبدون تفصيل بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وذلك‬
‫بمناسبة تعديله للقانون المدني بموجب القانون ‪ ،10-05‬حيث نصت المادة ‪ 323‬مكرر ‪ 01‬منه‪ ":‬يعتبر‬
‫اإلثبات بالكتابة اإللكترونية كاإلثبات على الورق بشرط إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي أصدره وأن‬

‫فهد عبد هللا الحويماني‪ ،‬مقال بعنوان (التوقيع اإللكتروني أم الرقمي)‪ ،‬مدونة التجارة اإللكترونية‪ 8 ،‬أبر ‪ 2010‬م‪ ،‬على‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.ebusweb.com/digitalsignature‬‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬


‫محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحاسب اإللكتروني والقانون (دراسة حول حجية مخرجات الحاسب اإللكتروني أي اإلثبات في‬ ‫(‪)2‬‬

‫المسائل المدنية والتجارية)‪ ،‬طبعة ‪ 2008‬م‪ ،‬دار النهضة العربي‪ ،‬ص ‪ 95‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن سالمتها"(‪ ،)1‬ونصت كذلك المادة ‪ 02/237‬على أنه ‪ ...‬ويعتد‬
‫(‪)2‬‬
‫بالتوقيع اإللكتروني وفق الشروط المذكورة في المادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬أعاله"‪.‬‬

‫فمن خالل المادتين السابقتين يتبين أن التشريع الجزائري اكتفي فقط بذكر الشروط الواجب توافرها‬
‫في التوقيع اإللكتروني دون تعريفه‪ ،‬ولكنه سرعان ما تدارك هذا النقص بإصدار المرسوم التنفيذي رقم‪:‬‬
‫‪ ،)3(1162-07‬وذلك من خالل نص المادة ‪ 03‬مكرر منه والتي تنص على‪" :‬التوقيع اإللكتروني‪ :‬هو‬
‫معطى ينجم عن إستخدام أسلوب عمل يستجيب للشروط المحددة في المادتين ‪ 323‬مكرر و‪ 323‬مكر ار‬
‫من األمر رقم‪ 58-75 :‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬والمذكور‬
‫أعاله‪.‬‬

‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني المؤمن‪ :‬هو توقيع إلكتروني يفي بالمتطلبات اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬يكون خاصا بالموقع‪.‬‬
‫‪ -‬يتم إنشاؤه بوسائل يمكن أن يحتفظ بها الموقع تحت مراقبته الحصرية‪.‬‬
‫‪ -‬يضمن مع الفعل المرتبط به‪ ،‬صلة بحيث يكون كل تعديل الحق للفعل قابال للكشف عنه ‪".‬‬

‫بينما نجده تطرق إلى تعريف التوقيع اإللكتروني بصفة صريحة في القانون المتعلق بالتوقيع‬
‫(‪)4‬‬
‫التي تنص على‪":‬التوقيع اإللكتروني‪ :‬بيانات في شكل‬ ‫والتصديق اإللكترونيين وذلك حسب المادة ‪1/2‬‬
‫إلكتروني‪ ،‬مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى‪ ،‬تستعمل كوسيلة توثيق"‪ ،‬وكذلك الفقرة الثانية‬
‫من المادة السابقة التي عرفت الموقع على أنه‪ ":‬شخص طبيعي يحوز بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‬
‫ويتصرف لحسابه الخاص أو لحساب الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يمثله"‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإنه‬
‫تطرق أيضا إلى تعريف بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني وذلك ضمن الفقرة الثالثة من نص المادة السالفة‬
‫الذكر بأنها‪ ":‬بيانات فريدة‪ ،‬مثل الرموز أو مفاتح التشفير الخاصة التي يستعملها الموقع إلنشاء التوقيع‬
‫(‪)5‬‬
‫اإللكتروني"‪.‬‬

‫أمر رقم‪ 58 75 :‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر‪ ،‬والمتضمن القانون المدني الجزائري المعدل‬ ‫(‪)1‬‬

‫والمتمم بالقانون رقم‪ 10 05 :‬المؤرخ في ‪ 13‬جمادى األول عام ‪ 1426‬الموافق ل ‪ 20‬يوني و‪ ،2005‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،44‬الصادرة بتاريخ‪ 26 :‬يولي و‪.2005‬‬
‫أمر رقم‪ 58 75 :‬المتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪.0510‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم‪ 162 07 :‬مؤرخ في ‪ 11‬جمادى األول ‪ 1428‬ه الموافق ‪ 30‬ماي ‪ ،2007‬يعدل ويتمم المرسوم‬ ‫(‪)3‬‬

‫التنفيذي رقم‪ 123 01 :‬المؤرخ في ‪ 15‬صفر ‪ 1422‬ه الموافق ل ‪ 9‬ماي سنة ‪ ،2001‬المتعلق بنظام االستغالل المطبق‬
‫على كل نوع من أنواع الشبكات بما فيها الالسلكية الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ج‪ .‬ر‬
‫عدد ‪ ،37‬الصادرة في ‪ 07‬جوان ‪.2007‬‬
‫في القانون رقم‪ 1504 :‬المؤرخ في‪ ،2015/02/01 :‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‬ ‫(‪)4‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم‪ ،06:‬المؤرخة في‪.2015/02/10 :‬‬


‫في القانون رقم‪ 1504 :‬المؤرخ في‪ ،2015/02/01 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ويفهم من خالل نص المادة سابقة الذكر أن التوقيع اإللكتروني في منظور التشريع الجزائري‪ ،‬عبارة‬
‫عن بيانات إلكترونية مرتبطة ببيانات إلكترونية أخرى كالرموز ومفاتيح التشفير الخاصة‪ ،‬التي يحوزها‬
‫الموقع ويتصرف لحسابه الخاص أو لحساب الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يمثله‪ ،‬كما يتبين لنا من‬
‫خالل التعاريف السالفة الذكر‪ ،‬أن التعريف الذي جاء به التشريع الجزائري ال يختلف كثي ار عن ما جاءت‬
‫به التشريعات األخرى ‪.‬‬

‫فالتشريع الجازئري بإصداره للقانون الخاص بالتوقيع اإللكترونين يكون قد فتح المجال إلى المبادرة‬
‫للقيام بمختلف المعامالت عن طريق الوسائل اإللكترونية‪ ،‬وبإصداره القانون رقم‪ 03-15 :‬الخاص‬
‫بعصرنة العدالة‪ ،‬يهدف التشريع إلى مسايرة التطور التكنولوجي وتوفير متطلبات الحكومة اإللكترونية وفي‬
‫ظل إعادة ابتكار األعمال واإلجراءات الحكومية بواسطة تقنيات االتصال الحديثة وإدماج المعلومات‬
‫واالستفادة من الخدمات التي تقدمها المواقع االفتراضية على شبكة اإلنترنت كمكاتب التوثيق االفتراضية‬
‫(‪)1‬‬
‫والمحافظات العقارية االفتراضية وأيضا المواقع التجارية‪....‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط التوقيع االلكتروني‬

‫ان الثقة في التوقيع‪ ،‬يضمنها استخدام الكتابة بالرموز والمفاتيح وبتوثيق رقمي للمستخدم مقدم من‬
‫منشأة أو شركة مسجلة رسميا‪ ،‬وتأتي حانية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫من خالل إستفائه للشروط الالزمة لالعتداد به كتوقيع كامل وذلك من خالل تحقيقه الدورة‬
‫ووظيفته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الواجب توافرها في التوقيع باعتباره شكال من أشكال الكتابة‪.‬‬

‫التوقيع هو باعتباره شكال من أشكال الكتابة‪ ،‬يتعين أن تتوافر فيه الشروط الخاصة بالكتابة‪ ،‬فيجب‬
‫أن يكون مقروءا‪ ،‬ولن يكون كذلك إال إذا وضع على مستند مادي‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬
‫يجب أن يتصف وجوده بالدوام ويتحقق ذلك بأن يترك التوقيع أث ار واضحا يظل مستم ار بشكل يسمح‬
‫بالرجوع إليه في أي وقت‪.‬‬

‫وباعتباره شكال خاصة من أشكال الكتابة‪ ،‬لذا يتعين لكي يحقق التوقيع وظيفته في اإلثبات أن‬
‫تتوافر به شروطا خاصة به وهي‪ :‬شخصيا‪ ،‬ممي از لموقع التعاقد‪ ،‬وأن يتصل التوقيع بالمحرر الكتابي‪.‬‬

‫عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع والتصديق اإللكترونيين في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة شهادة‬ ‫(‪)1‬‬

‫الماستر في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪،‬‬
‫‪ ،20172018‬ص ‪.12‬‬

‫‪14‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬أن يكون التوقيع شخصيا ‪.‬‬

‫التوقيع عالمة خطية وشخصية بمعنى أن التوقيع يعبر عن شخص صاحبه‪ ،‬لذلك ففي التوقيع‬
‫(‪)1‬‬
‫التقليدي ال بد أن يكون باسم الموقع وليس وكيله‪ ،‬فضال عن أن هذا التوقيع يحدد شخص صاحبه ‪.‬‬

‫فالتوقيع عالمة أو إشارة تميز شخصية الموقع وتعبر عن رغبته في االلتزام بمضمون السند الذي‬
‫(‪)2‬‬
‫وهو ما يجب أن يقوم به التوقيع اإللكتروني‪ ،‬سيما وأن فرص التالعب في التوقيع‬ ‫وقع عليه‪،‬‬
‫اإللكتروني أو تزويره تبدو ضئيلة‪.‬‬

‫ويساهم التوقيع اإللكتروني في تحديد هوية صاحبه‪ ،‬وهو يقوم بذات دور التوقيع التقليدي في ظل‬
‫ضمانات معينة‪ .‬كما أن له صور عديدة التي سبق دراستها‪ ،‬كالتوقيع الرقمي والبيو متري والتوقيع بالقلم‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وكلها وسائل لتوقيع واحد هو التوقيع اإللكتروني‪ ،‬عكس التوقيع التقليدي الذي يكون‬
‫باإلمضاء أو البصمة أو الختم‪ ،‬والسبب في ذلك أن العبرة بكون ذلك التوقيع ممي از لشخصية صاحبه‬
‫ويعبر عن هويته وإرادته في االلتزام بمضمون السند‪ ،‬وال هم شكل التوقيع ألن الشكل غير مقصود‬
‫(‪)3‬‬
‫الذاته‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون التوقيع ممي از لموقعه ‪.‬‬

‫حتى يقوم التوقيع بوظيفته في اإلثبات لمضمون المحرر‪ ،‬يلزم أن يكون التوقيع داال على شخصية‬
‫صاحبه وممي از له عن غيره‪ ،‬فإذا لم يكن التوقيع كاشفا عن هوية صاحبه ومحددا لذاتيته فال يعتد به‬
‫وبالتالي ال يؤدي دوره في إثبات مضمون المحرر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك أن يتخذ التوقيع شكل حروف متعرجة‬
‫أو رسم آخر‪ ،‬أو كان التوقيع بالحروف األولى من االسم واللقب‪ ،‬أو بواسطة ختم مطموس ال يمكن‬
‫قراءته ‪.‬‬

‫کما يقصد بذلك سيطرة الموقع على الوسيط اإللكتروني المدون عليه منظومة إحداث التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬حتى يضمن أن يكون صاحب التوقيع منفردا بذلك التوقيع سواء عند التوقيع أو استعماله باي‬
‫شكل من األشكال‪ ،‬وبالتالي يمنع الغير من استعماله وفك رموزه ومن ثم التوقيع بدال عنه أي اغتصاب‬
‫(‪)4‬‬
‫ذلك التوقيع اإللكتروني ‪.‬‬

‫محمد السعيد رشدي‪ ،‬التعاقد بوسائل االتصال الحديثة مع التركيز على البيع بواسطة التليفون‪ ،‬مطبوعات جامعة‬ ‫(‪)1‬‬

‫الكويت‪ ،1998 ،‬ص ‪.39‬‬


‫(‪ )2‬نص المادة (‪ )6‬من القانون ‪ ،04 /15‬التي نصت على أنه‪ " :‬يستعمل التوقيع اإللكتروني التوئين هوية الموقع وإثبات‬
‫قبوله مضمون الكتابة في الشكل اإللكتروني"‪.‬‬
‫محمد المرسی زهرة‪ ،‬الحماية المدنية للتجارة اإللكترونية (العقد اإللكتروني‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني‪ ،‬المستهلك اإللكتروني)‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2008 ،‬ص‪.20‬‬


‫(‪ )4‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪15‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬ارتباط التوقيع بالمحرر االلكتروني ‪.‬‬

‫‪ ،‬وذلك حتى يمنح المحرر قيمته‬ ‫(‪)1‬‬


‫يتجز‬
‫أ‬ ‫والمقصود بهذا الشرط أن يكون التوقيع ضمن المحرر ال‬
‫القانونية‪ ،‬ويكون التوقيع داال على رضاء موقعه بمضمون المحرر‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ال بد أن يكون هذا‬
‫التوقيع متصال اتصاال ماديا ومباش ار بالمحرر المكتوب‬

‫وإذا كان المستقر هو أن يوضع التوقيع في نهاية الكتابة التي تضمنها المحرر‪ ،‬حتى يكون منسحبا‬
‫على جميع البيانات المكتوبة الواردة فيه ويعلن عن موافقة الموقع والتزامه بمضمونه(‪ ،)2‬إال أن وجود‬
‫التوقيع في مكان أخر ال ينفي هذه الموافقة‪ ،‬وإن كان يخضع لتقدير القاضي‪ ،‬فالمهم هو أن يدل التوقيع‬
‫على إقرار صاحبه بمضمون المحرر وقبوله له(‪.)3‬‬

‫وفي حالة تعدد أوراق المحرر واقتصار الموقع على توقيع الورقة األخيرة منه‪ ،‬فإن تحديد ما إذا‬
‫كان التوقيع ينسحب إلى جميع أوراق المحرر من عدمه مسألة يرجع فيها إلى قاضي الموضوع‪ ،‬فإذا وجد‬
‫بين أوراق المحرر ترابط مادي وفكري يجعل منه محو ار واحدة‪ ،‬فال يشترط توقيع كل ورقة منه‪ ،‬بل يصح‬
‫توقيعه مرة واحدة في ذيل الورقة األخيرة‪ ،‬أما إذا استخلصت المحكمة انتفاء الدليل على اتصال األوراق‬
‫التي لم يوقع في ذيلها فال يعتد به ‪.‬‬

‫لذلك يجب أن يتصل التوقيع بالمحر ارت العرفية المعدة لإلثبات اتصال مادي وكيميائي‪ ،‬ال يمكن‬
‫معه فصل أحدهما عن األخر إال بإتالف الوثيقة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن التوقيع بصفة عامة يتعين أن تتوافر به عدة‬
‫شروط حتى يتمكن من أداء دوره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الالزم توافرها في التوقيع اإللكتروني حتى يمكن االحتجاج به في اإل ثبات‪:‬‬

‫لقد نصت المادة الخامسة من القانون النموذجي للتجارة اإللكترونية على أن‪" :‬ال تفقد المعلومات‬
‫مفعولها القانوني أو صحتها أو قابليتها للتنفيذ لمجرد أنها في شكل رسالة بيانات"‪ ،‬ومؤدى ذلك أنه ال‬
‫يمكن رفض التوقيع لمجرد كونه قد تم في شكل إلكتروني ‪.‬‬

‫لكن منح القيمة القانونية للتوقيع اإللكتروني ومساواته بالتوقيع التقليدي يعتمد على توافر شروط‬
‫معينة تعزز من هذا التوقيع وتوفر فيه الثقة ‪.‬‬

‫ولقد أقر التوجيه األوربي ‪ 93/99‬اتفاقات اإلثبات التي بموجبها يتفق أطرافها على شروط قبول‬
‫التوقيعات اإللكترونية في اإلثبات‪ .‬لكنه ميز ما بين التوقيع اإللكتروني البسيط الذي ال يستند إلى شهادة‬

‫(‪ )1‬محمد السعيد رشدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫(‪ )2‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكترون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2006‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )3‬حسن عبد الباسط جيعي‪ ،‬اثبات التصرفات التي يتم ابرامها عن طريق االنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪. 178‬‬

‫‪16‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫توثيق معتمدة تفيد صحته‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني المتقدم أو المعزز‪ ،‬وهو الذي جرى إصداره باستخدام‬
‫إحدى أدوات تأمين التوقيع‪ ،‬ويستند إلى شهادة توثيق‪ ،‬حيث قضى هذا التوجيه بمنح التوقيع اإللكتروني‬
‫البسيط الحجية المناسبة وإن لم يكن مستوفيا لشروط التوقيع اإللكتروني المتقدم‪ ،‬ومؤدى ذلك أنه ال يجوز‬
‫إهدار قيمة التوقيع اإللكتروني البسيط في اإلثبات لمجرد أنه لم يستند إلى شهادة توثيق معتمدة تفيد‬
‫(‪)1‬‬
‫صحته‪ ،‬أو لكونه لم يتم باستخدام أداة من أدوات تأمين التوقيع‪.‬‬

‫وقد اشترط لمعادلة التوقيع اإللكتروني بالتوقيع التقليدي من حيث اإلثبات أن يكون هذا التوقيع‬
‫معززا‪ ،‬والذي عرف بأنه‪ ":‬التوقيع الذي يرتبط بشخص الموقع وحده‪ ،‬ويحدد هويته‪ ،‬ويجري إنشاؤه من‬
‫خالل تقنيات تقع تحت سيطرته وحده‪ ،‬ويرتبط بالبيانات المدرج فيها على نحو يكشف أي تغيير لها"‪.‬‬
‫حيث يكون مقبوال أمام القضاء كدليل إثبات کامل بمنحه ذات الحجية المقررة للتوقيع الخطي‪ ،‬أما التوقيع‬
‫اإللكتروني البسيط‪ ،‬فيجب على من يتمسك به أن يقيم الدليل أمام القضاء على جدارة التقنية المستخدمة‬
‫في إنشاء وإصدار التوقيع‪ ،‬ويكون لقاضي الموضوع سلطة واسعة في تحديد قيمة التوقيع اإللكتروني في‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلثبات مستعينا بالخبراء‪.‬‬

‫وينتج عن ذلك أنه عند حدوث أي نزاع بشأن توقيعين إلكترونيين أحدهما بسيط‪ ،‬واألخر متقدم‪ ،‬فإن‬
‫األولوية تكون لألخير ألنه يتمتع بعناصر أمان‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وقد أوضح التوجيه األوربي بالفقرة الثانية من مادته الثانية‪ ،‬الشروط التي يتعين توافرها في التوقيع‬
‫(‪)4‬‬
‫المعزز وهي‬

‫‪. 1‬أن يرتبط فقط بالموقع؛‬

‫‪ .2‬أن يسمح بتحديد شخصية الموقع؛‬

‫‪ .3‬أن يتم بوسائل يستطيع الموقع من خاللها االحتفاظ به‪ ،‬والسيطرة عليه بشكل حصريا؛‬

‫‪. 4‬أن يرتبط ببيانات تخرجه في شكل يسمح بإمكانية كشف كل تعديالت الحقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬


‫حسن عبد الباسط جبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬محمد السعيد رشدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪Art: Définitions: "Aux fins de la présente directive, on entend par:‬‬
‫‪«signature électronique avancée» une signature électronique qui satisfait‬‬
‫‪aux exigences suivantes:‬‬
‫;‪a) être liée uniquement au signataire‬‬
‫;‪b) permettre d'identifier le signataire‬‬
‫‪c) étre créée par des moyens que le signataire puisse garder sous son contrôle exclusif et‬‬
‫‪d) étre liée aux données auxquelles elle se rapporte de telle sorte que toute‬‬
‫‪modification ultérieure des données soit détectable.‬‬

‫‪17‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫على هذه البيانات‪ .‬وكما أنه وبالرجوع إلى قانون ‪ ،04 /15‬نجد أن التشريع الجزائري قد ميز بين‬
‫نوعين من التوقيع اإللكتروني‪ ،‬حينها أشار إلى التوقيع االلكتروني العادي المشار له في المادة ‪02/01‬‬
‫والمادة ‪ ،06‬والتوقيع االلكتروني الموصوف والذي يجب أن تتوفر فيه المتطلبات اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة؛‬

‫‪ .2‬أن يرتبط بالموقع دون سواه؛‬

‫‪ .3‬أن يمكن من تحديد هوية الموقع؛‬

‫‪ .4‬أن يكون مصمها بواسطة الية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني؛‬

‫‪ .5‬أن يكون منشا بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقع؛‬

‫‪ .6‬أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به‪ ،‬بحيث يمكن الكشف عن التغيي ارت الالحقة بهذه‬
‫(‪)1‬‬
‫البيانات‪.‬‬

‫يالحظ من خالل استقراء شروط التوقيع االلكتروني الموصوف‪ ،‬أنه ال يختلف عن التوقيع‬
‫اإللكتروني المتقدم المنصوص علية في التوجيه األوروبي رقم ‪ 93 /99‬إال في شرط واحد (أن ينشا على‬
‫أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة) ‪.‬‬

‫ويعتبر التوقيع االلكتروني الموصوف كالتوقيع المكتوبة (‪ ،)2‬وال يمكن تجريده من فعاليته القانونية‬
‫أو رفضه كدليل أمام القضاء‪ ،‬بسبب شكله االلكتروني أو بسبب عدم اعتماده على شهادة توثيق موصوفة‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أنه لم يتم إنشاؤه بواسطة آلية مؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص التوقيع اإل لكتروني‬

‫يتميز التوقيع اإللكتروني بعدة خصائص أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني يتم عبر وسائل إلكترونية وعن طريق أجهزة الحاسب اآللي واإلنترنت أو على‬
‫أسطوانة‪ ،‬حيث أصبح بإمكان أطراف العقد اإلتصال ببعضهم البعض واالطالع على وثائق العقد‬
‫والتفاوض بشأن شروطه وكيفية إبرامه وإفراغه في محررات إلكترونية‪ ،‬وأخي ار إجراء التوقيع اإللكتروني‬
‫(‪)4‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫(‪)1‬وكان التشريع قد اورد في الفقرة األولى لنص المادة ‪ 3‬مكرر من المرسوم التنفيذي ‪ 162 /07‬السالف ذكره‪ ،‬نوع من‬
‫التوقيع وه وما يعرف بالتوقيع االلكتروني المؤمن‪ ،‬ويشترط لالحتجاج بهذا النوع من التوقيع وأن يكون موثوقا به‪.‬‬
‫(‪)2‬المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 04 /15‬السالف ذكره‬
‫المادة ‪ 09‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫بشار محمود دودين‪ ،‬اإلطار القانونى للعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.247‬‬

‫‪18‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬لم يشترط في التوقيع اإللكتروني صورة معينة‪ ،‬حيث أنه يمكن أن يأتي عن شكل‪ ،‬حرف أو رمز‬
‫ورقم أو إشارة أو حتى صوت‪ ،‬المهم فيه أن يكون ذو طابع منفرد يسمح بتمييز شخص صاحب التوقيع‬
‫(‪)1‬‬
‫وتحديد هويته وإظهار رغبته في إقرار العمل القانوني والرضا بمضمونها‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة الرئيسية للتوقيع اإللكتروني هي الحفاظ على مضمون المحرر اإللكتروني وتأمينه من‬
‫التعديل باإلضافة أو الحذف‪ ،‬وذلك عن طريق ربط المحرر اإللكتروني بالتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني يحقق األمان والخصوصية والسرية في نسبته للموقع‪ ،‬وبالنسبة للمتعاملين‬
‫وخاصة مستخدمي شبكة اإلنترنت‪ ،‬وعقود التجارة الدولية‪ ،‬وذلك عن طريق إمكانية تحديد هوية الموقع‬
‫ومن ثم حماية المؤسسات من ثم تزوير التوقيعات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني يحدد شخصية الموقع ويميزه عن غيره‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‬

‫تتعدد األشكال التي يأخذها التوقيع اإللكتروني وهي ليست على سبيل الحصر‪ ،‬نظ ار لخضوع هذه‬
‫األشكال للتطور المتالحق لعملية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وتوجد أربعة أشكال للتوقيع اإللكتروني هي األكثر‬
‫استخداما على النحو التالي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أوال‪ :‬التوقيع بالخواص الذاتية (البيومتري)‪:‬‬

‫لكل شخص خصائص مظهرية ينفرد بها تكن قادرة على تمييزه عن غيره وتحديد هويته‪ ،‬وبذلك‬
‫يمكن أن تؤدي ذات وظيفة التوقيع من حيث تحديد هوية الشخص إذا تم تخزين إحدى هذه الخصائص‬
‫على البطاقة بصورة رقمية مضغوطة‪ ،‬إذ يستطيع صاحب البصمة عندئذ‪ -‬إدخال البطاقة مثال في‬
‫(‪)4‬‬
‫الجهاز المخصص لها حيث تتم المقارنة بين الصفة الذاتية للشخص مع تلك المخزنة في الكمبيوتر‪.‬‬

‫ومن الصفات الجسدية التي يعتمد عليها التوقيع البيومتري‪ :‬البصمة الشخصية‪ ،‬ومسح العين‬
‫البشرية‪ ،‬والتعرف على الوجه البشري‪ ،‬وخواص اليد البشرية‪ ،‬والتحقق من ميزة الصوت‪ ،‬والتوقيع‬
‫(‪)5‬‬
‫الشخصي‪ ،‬وغير ذلك من الصفات الجسدية والسلوكية‪.‬‬

‫العبودي عباس‪ ،‬تحديات إثبات بالسندات االلكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬الطبعة األولى منشوارت‬ ‫(‪)1‬‬

‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ص ‪.149‬‬


‫(‪ )2‬عزولة طيموش وعالوات فريدة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في ظل القانون رقم‪ ،15/04 :‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق‪،‬‬
‫القانون الخاص الشامل‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سنة ‪ ،2015/2016‬ص‪.16‬‬
‫(‪)3‬عادل محمود شرف‪ ،‬وعبد هللا إسماعيل عبد هللا‪ ،‬ضمانات األمن والتأمين في شبكة اإلنترنت‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر القانون‬
‫والكمبيوتر واإلنترنت‪ ،‬العين‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬من ‪ 13‬ماي وسنة ‪.2000‬‬
‫حازم العماري‪ ،‬نطاق مسئولية المصرف والوسائل القانونية اإللكترونية‪ ،‬مجلة البنوك في األردن‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬المجلد‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ ،19‬أكتوبر ‪ ،2000‬ص ‪10‬وما بعدها‪.‬‬


‫(‪ )5‬صفوان حمزة إبراهيم عيسى الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪19‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ويتحفظ بعض الفقهاء على طرق التوقيع البيومتري من إمكانية مهاجمتها أو نسخها‪ ،‬إذ من الممكن‬
‫أن تخضع الذبذبات الحاملة للصوت‪ ،‬أو صورة بصمة اإلصبع‪ ،‬أو شبكة العين للنسخ أو إعادة‬
‫االستعمال؛ كما يمكن إدخال تعديالت عليها من قراصنة الحاسب اآللي عن طرق فك شفراتها‪ ،‬فضال عن‬
‫أن هذه الطرق من التوقيع ذات تكلفة عالية نسبيا‪ ،‬األمر الذي جعلها مقصورة على بعض االستخدامات‬
‫(‪)1‬‬
‫المحددة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوقيع بالقلم اإللكتروني ‪:‬‬

‫يمكن إجراء عملية التوقيع بواسطة القلم اإللكتروني‪ ،‬من خالل نقل التوقيع اليدوي للشخص على‬
‫المستند عن طريق الماسح الضوئي ‪ Scanner‬إلى الملف المراد إضافة التوقيع عليه عبر اإلنترنت‪،‬‬
‫ويتميز هذا الشكل من التوقيع بالمرونة وسهولة االستعمال بتحويل التوقيع اليدوي إلى إلكتروني من خالل‬
‫أنظمة المعالجة للمعلومات ‪.‬‬

‫ويؤخذ على هذا النوع من التوقيع؛ أنه ال يحقق وظيفة اإلثبات بسبب نسبته إلى غير صاحبه عند‬
‫قيام المرسل إليه بإعادة نسخ صورة التوقيع ولصقها على أي مستند إلكتروني‪ ،‬وبالتالي ال يمكن مساواة‬
‫التوقيع اليدوي مع التوقيع بالقلم اإللكتروني مبدئيا‪ ،‬وإذا كان التوقيع بالقلم اإللكتروني يبدو سهال من‬
‫الناحية النظرية‪ ،‬إال أن مثل هذا التوقيع ال يحقق األمان الكافي من الناحية العملية‪ ،‬وذلك إلمكانية وضع‬
‫هذا التوقيع على أية وثيقة عندما يقوم المتعاقد سوء نية بحفظ نسخة من التوقيع المصور بالماسح‪ ،‬وهذا‬
‫يعني وجود عملية ازوير حيث إن مضمون الوثيقة اإللكترونية المذيلة بتوقيع خطي مصور ال عالقة ألي‬
‫منهما باآلخر‪ ،‬ذلك إنه يمكن دائما من الناحية العملية‪ ،‬وضع التوقيع على أي محتوي موجود على‬
‫دعامات إلكترونية‪ ،‬وقد استقر الرأي على عدم االعتداد بالتوقيع بالقلم اإللكتروني لكي يصبح دليال ذا‬
‫(‪)2‬‬
‫حجية في اإلثبات ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوقيع باستخدام البطاقات الممغنطة المقترنة بالرقم السري‬

‫يتم منح بطاقة االئتمان من البنك للعميل ويكون لها رقم سري ال بعلمه من العمالء إال صاحبها‪،‬‬
‫وتستخدم هذه البطاقات إما في دفع قيمة المشتريات التي يقوم العميل بشرائها من أماكن تقبل الدفع بها‪،‬‬
‫وإما في سحب مبالغ نقدية في الحدود المتفق عليها بين العميل والبنك بموجب عقد إصدار البطاقة‬
‫والحساب الخاص بالعميل‪ ،‬ويتم إدخال البطاقة التي تتضمن البيانات الخاصة بالمستخدم في المكان‬

‫(‪)1‬حسين شهادة الحسين‪ ،‬العمليات المصرفية اإللكترونية " الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم الى المؤتمر العلمي الثاني‬
‫الذي نظمته كلية الحقوق جامعة بيروت العربية الفترة ‪ 28 26‬إبريل ‪ ،2001‬بعنوان الجديد في عمليات المصارف من‬
‫الوجهتين القانونية واالقتصادية‪ ،‬فقرة ‪ ،24‬ص ‪.19‬‬
‫صفوان حمزة إبراهيم عيسى الهواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪20‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫الصرف اآللي‪ ،‬ثم كتابة الرقم السري‪ ،‬وتحديد المبلغ المطلوب سحبه‪ ،‬والضغط على‬
‫ا‬ ‫المخصص بجهاز‬
‫(‪)1‬‬
‫مفتاح الموافقة‪.‬‬

‫وتتميز هذه الصورة من صور التوقيع اإللكتروني بالبساطة وفي الوقت نفسه بقدر كبير من األمان‬
‫والثقة لدى العميل‪ ،‬فمن ناحية يكون لصاحب البطاقة المقترنة بالرقم السري‪ ،‬إذا افترضنا فقد أو سرقة هذه‬
‫البطاقة‪ ،‬أن يبادر على وجه السرعة بإبالغ البنك الذي يقوم بشكل تلقائي بإيقاف الدائرة اإللكترونية‬
‫ومن ناحية أخرى ال يمكن ألي شخص آخر أن يصل إلى الرقم‬ ‫(‪)2‬‬
‫الخاصة بالبطاقة بوسائله الفنية‪.‬‬
‫السري الخاص ببطاقة العميل؛ إذ إن إرساله يتم بشكل سري‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن البنك يكون ضامنا لسالمة التوقيع اإللكتروني في مواجهة كل من يدخل مع‬
‫(‪)3‬‬
‫العميل في صفقات إلكترونية بواسطة البطاقة البنكية‪.‬‬

‫ورغم مزايا هذه الصورة المتمثلة في البساطة واألمان‪ ،‬إال أنها ال تخلو من عيب يتمثل في حالة‬
‫حصول أحد األشخاص على البطاقة والرقم السري وقيامه بعمليات سحب أو شراء قبل أن ينتبه صاحب‬
‫البطاقة إلى فقدها‪ ،‬فال مناص من خصم هذه المبالغ المسحوبة من حساب العميل صاحب البطاقة ولن‬
‫يحول التوقيع اإللكتروني دون ذلك ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك؛ فإن هذه الصورة من صور التوقيع اإللكتروني ال يتم إلحاقها بأي محرر كتابي‬
‫وإنما تسجل في وثائق البنك التي تكون منفصلة عن أي وثيقة تعاقدية‪ ،‬وهذا الذي يؤدي إلى اقتصار أثر‬
‫التوقيع في اإلثبات على حاالت وجود عالقة تعاقدية مسبقة بين الطرفين واتفاقهم بشأن ما يثور بسببها‬
‫(‪)4‬‬
‫من منازعات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التوقيع الكودي (الرقمي)‬

‫يتم توقيع الشخص على المستند باستخدام مفتاح خاص يعتمد قانونا من جهة متخصصة بإصداره‬
‫للتحقق من شخصية الموقع‪ ،‬ويقوم التوقيع الرقمي على فكرة الرموز السرية والمفاتيح غير المتناسقة‬
‫(المفاتيح العامة المفاتيح الخاصة)‪ ،‬ويعتمد هذا التوقيع في الوصول إليه على فكرة اللوغاريتمات‬
‫والمعادالت الرياضية المعقدة من الناحية الفنية كإحدى وسائل األمان‪.‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬التجارة اإللكترونية عبر األنترنت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية‬ ‫(‪)1‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2012 ،‬ص ‪.53‬‬
‫حسن عبد الباسط جمعي‪ ،‬إثبات التصرفات القانونية التي يتم إبرامها عن طريق اإلنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫طبعة ‪ ،2000‬ص ‪.36‬‬


‫فاروق األباصيري‪ ،‬األمان القانوني والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬األهرام االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،1772‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص ‪.38‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫مراد محمود يوسف مطلق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪21‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ويتم إنشاء التوقيعات الرقمية‪ ،‬وكذلك التثبت من صحتها من خالل التشفير‪ ،‬وهو فرع من‬
‫الرياضيات التطبيقية المختصة بتحويل الرسائل إلى أشكال تبدو وكأنها ال يمكن فهمها وإعادتها مرة أخرى‬
‫كما كانت‪ .‬وتستخدم التوقيعات اإللكترونية ما يعرف بنظام شفرة المفتاح والذي يستخدم منهجا معينا‬
‫مستعينا بمفتاحين مختلفين ولكنهما مرتبطان حسابا؛ وتدعى أجهزة وبرامج الحاسب اآللي التي تستخدم‬
‫مثل هذين المفتاحين عادة "نظام التشفير التماثلي ‪: "asymmetric‬‬

‫‪ ‬المفتاح الخاص‪ :‬يستخدم إلنشاء التوقيع اإللكتروني أو لتحويل البيانات إلى أشكال تبدو كأنها ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يمكن فهمها والذي يعرفه فقط الموقع‪.‬‬

‫‪ ‬المفتاح العام‪ :‬والذي يستخدم للتثبت من صحة التوقيع اإللكتروني أو إلعادة الرسالة إلى شكلها‬
‫األصلي والمعروف عادة على نطاق أوسع‪،‬‬

‫ويستخدم من قبل شخص موثوق به للتثبت من صحة التوقيع اإللكتروني‪ .‬وفي حال استدعت‬
‫الظروف أن أكثر من جهة بحاجة للتثبت من صحة التوقيع اإللكتروني؛ فإن المفتاح الشفري العام يجب‬
‫أن يكون متوف ار لتلك الجهات‪ ،‬أو يوزع عليها جميعا‪ ،‬أو ربما يتم نشره في ملف لالتصال المباشر؛ حيث‬
‫من الممكن الوصول إليه بسهولة ‪.‬‬

‫رغم أن كال المفتاحين مرتبطان ببعضهما رياضيا؛ فإنه في حال تم تصميم نظام الشفرة الالتماثلي‬
‫وتم تطبيقه بشكل آمن‪ ،‬فإنه حسابيا ال يمكن التوصل إلى معرفة المفتاح الخاص من خالل معرفة المفتاح‬
‫الشفري العام‪ .‬وبهذا‪ ،‬فإنه بالرغم من أن العديد من األشخاص يمكن أن يكونوا على علم بالمفتاح الشفري‬
‫العام لموقع ما‪ ،‬ويستخدمونه للتثبت من صحة توقيعات موقع معين‪ ،‬إال أنهم ال يستطيعون اكتشاف‬
‫(‪)2‬‬
‫المفتاح الخاص لذلك الموقع واستخدامه في تزوير توقيعاته اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ ‬وظيفة الهاش ‪: Hash Function‬‬

‫توجد عملية رئيسية وأساسية أخرى تشبه نظام التشفير الذي يعتمد على المفتاحين الخاص والعام‪-‬‬
‫تدعى "وظيفة ال هاش" وهي تستخدم في كال عمليتي إنشاء التوقيع اإللكتروني والتثبت من صحته‪.‬‬
‫وتتميز وظ يفة هاش بكونها عبارة عن منهج يعمل على إنشاء تمثيل رقمي معين أو بصمة إصبع على‬
‫شكل قيمة "هاش" أو "نتيجة هاش" بطول مقياسي يكون عادة أصغر من الرسالة ولكنه مقترنا بالرسالة‬
‫ومحصو ار بها‪ .‬وإن أي تغيير في الرسالة ينتج عنه نتيجة هاش مختلفة عند استخدام وظيفة ال هاش‬
‫نفسها‪.‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مراد محمود يوسف مطلق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪22‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيقات ووظائف التوقيع اإللكتروني‬

‫إن لنظام التوقيع اإللكتروني تطبيقات عديدة تشمل عدة طرق وتقنيات‪ ،‬وإلبراز تلك الطرق ارتأينا‬
‫تقسيمها إلى فرعين‪ ،‬األول سنتطرق فيه النطاق تطبيقات التوقيع اإللكتروني‪ ،‬أما الثاني فخصصناه‬
‫لمعالجة وظائف التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نطاق تطبيقات التوقيع اإللكتروني‬

‫بعد أن عرضنا لتعريف التوقيع اإللكتروني ولصوره وخصائصه‪ ،‬فإننا سنقوم في هذا المطلب‬
‫بعرض تطبيقات التوقيع اإللكتروني‪ ،‬أي ما هي المجاالت التي يمكن استخدام التوقيع اإللكتروني فيها‬
‫على مستوى المعامالت القانونية بين األفراد والمؤسسات‪ ،‬فجميع هذه المعامالت تتم عبر اإلنترنت دون‬
‫أي تدخل مادي من األط ارف المتعاملة‪ ،‬وال سبيل إلتمامها إال باالعتماد على التوقيع اإللكتروني ولبيان‬
‫تطبيقات التوقيع االلكتروني عبر وسائل اإلتصال الحديثة‬

‫أوال‪ :‬النقود اإل لكترونية والبطاقات الذكية‬

‫تعيش البنوك عصر المعلومات الرقمية وعصر التطور والتقدم التكنولوجي في الحوسبة واإلتصال‬
‫حيث شهدت تقدما ملموسا في مجال السماح لألشخاص بإجراء العمليات المصرفية من خالل شبكة‬
‫اإلتصال الحديثة‪ ،‬بما يسمح بالتوسع في إستخدام الوسائل اإللكترونية‪ ،‬ولهذه األخيرة ميزة كبيرة في‬
‫إنخفاض تكلفتها وإتاحة الفرصة للوصول إلى أسواق أكثر إتساعا‪ ،‬ومن أبرز هذه الوسائل‪ :‬النقود‬
‫(‪)1‬‬
‫اإللكترونية والبطاقة الذكية‪.‬‬

‫‪ -1‬النقود اإللكترونية‬

‫سنعرض لمفهوم النقود اإللكترونية والجهات المصدرة لها‪ ،‬ثم آثارها ‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم النقود اإللكترونية‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫نقاشات كبيرة بين الفقه‪ ،‬فنجد البعض منهم أعطاها مفهوما‬ ‫أثار مفهوم النقود اإللكترونية‬

‫واسعا باعتبارها تلك النقود التي يتم تداولها عبر الوسائل اإللكترونية‪ ،‬حيث يستخدم مصطلح النقود‬
‫اإللكترونية لإلشارة إلى األنظمة الحديثة والتي أسست على برامج حاسوبية التبادل المعلومات وتحويل‬
‫الوحدات النقدية اإللكترونية عبر األنترنت‪ ،‬وقد تعددت مفاهيم مصطلح النقود اإللكترونية‪ ،‬فمنهم من‬
‫يطلق عليها العملة الرقمية والبعض اآلخر النقدية اإللكترونية‪ ،‬بينما يستخدم آخرون مصطلح نقود الشبكة‬

‫(‪ )1‬شريف محمد غنام‪ ،‬محفظة النقود اإللكترونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )2‬مناني ف ارح‪ ،‬العقد اإللكتروني وسيلة إثبات حديثة في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.214‬‬

‫‪23‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫أو نقود اإلنترنت ‪ ...‬إلخ(‪ ،)1‬والنقود اإللكترونية قد تكون مخزنة في القرص الصلب في الحاسوب‬
‫(‪)2‬‬
‫المستخدم وقد تكون مخزنة في بطاقة بالستيكية يطلق عليها البطاقة الذكية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجهة المصدرة للنقود اإللكترونية وآثارها‪:‬‬

‫إن تحديد الجهة المصدرة للنقود اإللكترونية من المسائل الشائعة التي ستواجه أي تنظيم قانوني‬
‫حيث توجد خيارات متعددة يمكن للحكومة أن تحدد من خاللها من يسمح له بإصدار هذه النقود‪ ،‬فقد يعهد‬
‫للبنك المركزي إصدارها أو البنوك التجارية والمؤسسات المالية األخرى‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫فإذا ما أسند األمر للبنك المركزي قضي بذلك على أغلب المشاكل القانونية واالقتصادية التي يمكن‬
‫أن تثيرها تلك النقود‪ ،‬بتجنيب الدولة الخسارة الناتجة عن صك العملة وإحكام سيطرتها على حجم النقود‬
‫لتصبح قادرة على التحكم في السياسة النقدية واالقتصادية وتقليل التهرب الضريبي وغسيل األموال إال أن‬
‫ذلك من شأنه أن يحد من المنافسة التي من المتوقع أن تنشأ فيما لو سمحت للمؤسسة الخاصة‬
‫بإصدارها‪ ،‬وبالتالي تحد من التطور الذي يمكن أن يالحقها‪ ،‬أما إذا عهد للبنوك التجارية والمؤسسات‬
‫المالية األخرى بإصدارها فإن ذلك يجعل من الالزم إجراء تعديالت جوهرية على القوانين التجارية‪ ،‬وإيجاد‬
‫معايير رقابية قادرة على ضبط وإدارة إصدار النقود حتى تبقى الدولة قادرة على التحكم في السياسة‬
‫(‪)4‬‬
‫النقدية‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإنه يترتب على إصدار واستخدام النقود اإللكترونية مجموعة من األثار سواء من‬
‫الناحية اإلقتصادية أو المالية‪ ،‬فمنها السلبية ومنها اإليجابية‪ ،‬فالسلبية تتمثل في احتمال زيادة معدل‬
‫التضخم نتيجة لزيادة عرض النقود عن حجم السلع والخدمات المنتجة إذا ما سمح للمؤسسات المالية‬
‫البنكية بإصدارها دون إشراف حكومي جاد‪ ،‬باإلضافة إلى تأثيرها على سوق الصرف والزيادة في عدم‬
‫استق ارره‪ ،‬فالتعامل الدولي في النقود اإللكترونية سيؤدي بالضرورة إلى إنشاء سوق الصرف اإللكتروني‬
‫الذي سيكون دافعا قويا للمضاربة نتيجة قيام المتعاملين عبر اإلنترنت بتغيير العملة التي تنخفض قيمتها‬
‫بعمالت أخرى أكثر قيمة‪ ،‬وهو ما يفتح الباب أمام المضاربة في سوق الصرف‪ ،‬كما يترتب عن إستخدام‬

‫(‪ )1‬شريف محمد غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫محمود محمد أب وفروة‪ ،‬الخدمات البنكية اإللكترونية عبر اإلنترنيت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر والتوزيع عمان‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،2009‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحماية المدنية للتجارة اإللكترونية (العقد اإللكتروني للمستهلك اإللكتروني) الطبعة األولى‪ ،‬دار‬ ‫(‪)4‬‬

‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪24‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫النقود اإللكترونية إستغناء المصارف وشركات الصرافة عن موظفيها نتيجة وجود سوق الصرف‬
‫(‪)1‬‬
‫اإللكتروني عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫أما بالنسبة لآلثار اإليجابية للنقود اإللكترونية‪ ،‬فتتمثل في إنخفاض تكاليف إصدار طباعة النقود‬
‫وتقليل تكاليف التخلص من النقود التالفة وتكاليف العد واإلستالم‪ ،‬كما أن إنتشار النقود اإللكترونية‬
‫سيؤدي حسب البعض إلى زيادة حجم االستهالك ما يؤدي إلى إنخفاض األسعار بالنسبة للسلع والخدمات‬
‫(‪)2‬‬
‫نتيجة إنخفاض تكلفة إبرام الصفقات‪.‬‬

‫من جانب آخر يزيد إستعمال النقود اإللكترونية من اإلستثمار في مجال الصناعة اإللكترونية وفي‬
‫مجال الحسابات بصفة خاصة لتوفير الوسائل التي يتم من خاللها إستخدامها وذلك في مجال إنتاج السلع‬
‫التي يسهل ترويجها عبر اإلنترنت‪ ،‬والتي يتم دفع ثمنها بواسطة النقود اإللكترونية(‪ ،)3‬والتي ال شك أنها‬
‫(‪)4‬‬
‫ستؤثر بصورة إيجابية في حجم العمالة في مجال إنتاج السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -2‬البطاقات الذكية‬

‫هناك تقنية أخرى تسمى" بالبطاقات الذكية " أو " سمارت كارد )‪ " (smart card‬وهي عبارة عن‬
‫"بطاقة تحتوي على معالج دقيق يسمح بتخزين األموال من خالل البرمجة األمنية"(‪ ،)5‬وهذه البطاقة‬
‫تستطيع التعامل مع بقية الكمبيوترات‪ ،‬كما ال تتطلب تفويض أو تأكيد صالحية البطاقة من أجل نقل‬
‫األموال من المشتري إلى البائع‪ ،‬إضافة إلى أن القدرة إلتصالية للبطاقات الذكية تمنحها أفضلية على‬
‫الشريط المغناطيسي المخزن التي يتم تمريرها على قارئ البطاقات‪ ،‬حيث نسبة الخطأ للشريط المغناطيسي‬
‫تصل إلى ‪ 250‬لكل مليون‪ ،‬في حين أن نسبة الخطأ للبطاقة الذكية )‪ (smart card‬تصل إلى ‪ 100‬لكل‬
‫مليون معاملة‪.‬‬

‫ورت المستقبلية لتقنيات المعالجات ستخفض نسبة الخطأ بصورة مستمرة‪ ،‬والمعالجة‬
‫إن التط ا‬
‫الموجودة في البطاقات الذكية تستطيع أن تتأكد من سالمة كل معاملة من الخداع عندما يقدم صاحب‬
‫البطاقة بطاقته إلى البائع‪ ،‬حينئذ يتأكد المعالج الدقيق الموجود في سجل النقد اإللكتروني للبائع من جودة‬

‫البطاقة الذكية من خالل برنامج يسمى بالخوارزمية الشفرية " أو ( ‪CRYPTOGRAPHIC‬‬


‫‪ ،)ALGORITHM‬وهي عبارة عن‪ ":‬برنامج آمن يتم تخزينه في معالج البطاقة‪ ،‬هذا البرنامج يؤكد‬

‫(‪ )1‬محمود محمد أب وفروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.6566‬‬


‫(‪ )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ )3‬منير محمد الجنبيهي وممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬الطبيعة القانونية للعقد‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‬
‫ص ‪.72-70‬‬
‫(‪ )4‬محمود محمد أب وفروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.6768‬‬
‫(‪ )5‬منير محمد الجنبيهي وممدوح محمد الجنبيهي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬

‫‪25‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫أصلية ولم يتم العبث بها أو تحويلها‪،‬‬ ‫لسجل النقد اإللكتروني بأن البطاقة الذكية‪)(SMART CARD‬‬
‫وعليه ال يحتاج صاحب البطاقة الذكية في نظام البطاقات الذكية المفتوح لتحويالت األموال اإللكترونية‪،‬‬
‫أن يثبت هويته من أجل البيع والشراء مثل األموال المعدنية‪ ،‬حيث بإمكان مستخدم البطاقة الذكية أن يظل‬
‫مجهوال وال يوجد هناك أي داع إلجراء المعامالت من خالل خدمات إتصالية مكلفة‪ ،‬فعندما يستخدم‬
‫صاحب البطاقة بطاقته الذكية فإن قيمة الشراء يتم إنقاصها بطريقة أوتوماتيكية من بطاقة المشتري‪ ،‬ويتم‬
‫إيداع هذه القيمة في أجهزة إلكترونية لطرف البائع ومن ثم عن طريق الموصالت الهاتفية وهذا يسمح‬
‫(‪)2‬‬
‫لعمليات البيع والشراء أن تتم في ثوان معدودة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشيكات اإللكترونية وبطاقات اإلئتمان‬

‫سبقت اإلشارة أن الفضل في إيجاد وتطوير التوقيع االلكتروني يرجع للبنوك‪ ،‬فهي أول من إستعمله‬
‫في التعريف بهوية بعضها‪ ،‬وذلك في أوامر الدفع التي يأمر بها العمالء‪ ،‬فيحرر البنك برقية أو أم ار‬
‫إلكترونيا عبر شبكته الداخلية إلى البنك المسحوب عليه يطلب منه وضع أو تحويل قيمة معينة من‬
‫المال‪ ،‬حيث يتم كل هذا عن طريق الشيكات اإللكترونية وبطاقات اإلئتمان‪.‬‬

‫‪ -1‬الشيكات اإللكترونية‬

‫على غرار الشيك التقليدي إبتكر الشيك اإللكتروني كوسيلة للوفاء بالثمن‪ ،‬ويوجد في هذا‬
‫الخصوص إقتراحات‪ ،‬أولهما يستخدم النموذج التقليدي للشيك‪ ،‬إذ يملك العميل دفتر الشيكات إلكترونيا أما‬
‫اإلقتراح الثاني فيلجأ فيه إلى وسيط مسجل فيه سلفا كل المعلومات الخاصة بطرفي العقد‪ ،‬حيث يقوم‬
‫المشتري بإصدار الشيك ثم إرساله إلى الوسيط عبر اإلنترنت‪ ،‬ليقوم هذا األخير (الوسيط) بالتحقق من‬
‫هوية الساحب ويقوم بإضافة المعلومات الخاصة به‪ ،‬وبعد ذلك تتم المعاملة عبر قنوات البنوك المغلقة‬
‫فيسلك الشيك ذات الطريق الذي يسلكه الشيك الورقي‪ ،‬ومقارنة بالشيك التقليدي يثير الرقمي صعوبة‬
‫قانونية تتمثل أساسا في الدعامة اإللكترونية التي يفرغ فيها إلى جانب أن التوقيع‪ ،‬وهو عنصر أساسي في‬
‫الشيك‪ ،‬يكون بدوره إلكترونية‪ ،‬ولكن هذه العقبات ستختفي بمجرد تعميم اإلعتراف بالقيمة القانونية للكتابة‬
‫والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذه الوسيلة لم تجد رواج بعد في المعامالت‪ ،‬وبالتالي فإن الشيك‬
‫(‪)3‬‬
‫اإللكتروني يعد وسيلة أكثر أمانا من الشيك الورقي ومن الصعب تزويره‪.‬‬

‫ويعرف الشيك اإللكتروني بأنه‪ ":‬محرر مكتوب ووفق شكل قانوني يتضمن أمر صادر من الساحب‬
‫إلى شخص آخر وهو المسحوب عليه‪ ،‬بأن يدفع لشخص ثالث أو ألمره حامل الشيك (المستفيد) مبلغ‬

‫عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬قانون التوقيع اإللكتروني والئحته التنفيذية والتجارة اإللكترونية في التشريع المصري والعربي‬ ‫(‪)1‬‬

‫واألجنبي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.444-443‬‬


‫(‪ )2‬محمود أب وفروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.77-76‬‬
‫(‪ )3‬صابر عبد العزيز سالمة‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪26‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫معين بمجرد اإلطالع على الشيك "‪ ،‬ويلزم حسب القانون التجاري الجزائري لصحة الشيك توافر بعض‬
‫(‪)1‬‬
‫البيانات من أهمها التوقيع حسب ما جاء في نص المادة ‪ 472‬منه‪.‬‬

‫‪ -2‬بطاقات االئتمان‪:‬‬

‫تخول الجهة المانحة البطاقة للعميل إمكانية شراء سلع أو خدمات بإستخدام بطاقة اإلئتمان‪ ،‬بحيث‬
‫يحصل التاجر على الثمن من البنك الذي يتولى تسويق البطاقة‪ ،‬ثم يقوم البنك بعد ذلك بمطالبة العميل‬
‫بالسداد مع وضع فائدة أو مصاريف تقدر بنسبة مئوية من إجمالي الثمن‪ ،‬على أن يسدد العميل هذا‬
‫المبلغ للبنك خالل مدة معينة‪ ،‬ويالحظ أن البنوك ال تمنح هذه البطاقات للعمالء إال بعد التأكد من‬
‫مالءته‪ ،‬وذلك بأن يكون للعميل ودائع تكون ضامنة المبلغ الذي يمكن سحبه عن طريق بطاقة االئتمان‬
‫(‪)2‬‬
‫حيث يصدر البنك البطاقة لموظف عام بضمان راتبه‪.‬‬

‫ويالحظ أن لكل بطاقة حد للسحب ال يجوز للعميل تجاوزه في الدفع أو السحب وذلك طبقا‬
‫لتعليمات البنك‪ ،‬وتتضمن بطاقة اإلئتمان صورة للشخص صاحب البطاقة وكذلك عالمة مميزة للهيئة‬
‫الدولية التي تعطي التصريح للمؤسسات المالية بإصدار البطاقات والتي عن طريق فحصها يمكن التأكد‬
‫من أن بطاقة اإلئتمان سليمة‪ ،‬وغير مزورة ويطلق على هذه العالمة ‪ -‬الهولوجرام ‪ -‬وتتضمن البطاقة‬
‫أيضا شريط توقيع وهو المكان المخصص لحامل البطاقة التوقيع عليه عند تسلمه البطاقة‪ ،‬ويمكن للتاجر‬
‫أو الصراف الموظف المكلف بالصندوق) التحقق من هوية حامل البطاقة عن طريق مضاهاة هذا التوقيع‬
‫على توقيع حامل البطاقة من خالل إشعار البيع أو الصرف‪ ،‬وتتضمن بطاقة اإلئتمان كذلك رقم التمييز‬
‫الشخصي أو ما يسمى بالرقم السري‪ ،‬إذ يتكون من أربعة أرقام ويسلم في ظرف مغلق عند إستالمه‬
‫للبطاقة ويستخدم عند السحب النقدي من أجهزة السحب اآللي وينبه البنك العميل بعدم اإلحتفاظ بالرقم‬
‫السري في مكان واحد من البطاقة‪ ،‬تفاديا لضياعه أو سرقته ومن ثم إستعماله من طرف أي شخص‬
‫(‪)3‬‬
‫يحمل هذه البطاقة‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه أنه وبالرغم من إعتبار بطاقات اإلئتمان من ضمن النقود البالستيكية‪ ،‬إال‬
‫أنها ليست من النقود التي تصدرها الدولة والتي تتمتع بحماية قانونية في حالة تزيفها‪ ،‬ويحتاج لكي‬
‫يستطيع أن يقبل سداد مقابل السلع والخدمات بإستخدام بطاقة اإلئتمان توافر عنصرين‪:‬‬

‫(‪ )1‬صورية بوربابة‪ ،‬اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار إبن بطوطة للنشر والتوزيع عمان‪،2014 ،‬‬
‫ص ص ‪.7879‬‬
‫(‪ )2‬محمد أمين الرومي‪ ،‬التعاقد اإللكتروني عبر اإلنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ 2004 ،‬ص ‪.138‬‬
‫(‪ )3‬صورية بوربابة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪27‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬فتح حساب تجاري بأحد البنوك‪ :‬تقوم البنوك بإنتقاء األشخاص الذين تمنحهم حسابات تجارية‬
‫من ذوي السمعة التجارية الطيبة‪ ،‬وذلك حتى ال يجد البنك نفسه ملزمة بالوفاء بإلتزامات التاجر تجاه‬
‫العميل حامل بطاقة اإلئتمان‪ ،‬في الوقت الذي يكون فيه التاجر من المحتالين‪.‬‬
‫أن يتوافر لديه مدخل الدفع األمن‪ :‬ويعمل هذا النظام على نقل البيانات الخاصة ببطاقة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلئتمان وكذلك كافة المعلومات المتعلقة بعملية الشراء من الموقع الخاص بالتاجر علي اإلنترنت إلى‬
‫معالج البطاقات بصورة آمنه‪ ،‬وهو عبارة عن طرف ثالث يعمل ما بين شركة اإلئتمان والبنك الخاص‬
‫بالتاجر ودوره الكشف عن هذه البطاقات‪ ،‬والتأكد من صالحية بياناتها ومن أنها غير مزورة‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫تتم الموافقة أو التصديق على العملية المتعلقة بالبيع‪ ،‬كما يقوم معالج االئتمان بتحويل المبلغ المستحق‬
‫(‪)1‬‬
‫للتاجر إلكترونية‪ ،‬من حساب المشتري إلى حساب البائع‪.‬‬

‫وقد ظهرت العديد من المواقع على شبكة اإلنترنت‪ ،‬تقوم بمساعدة التاجر في الحصول على حساب‬
‫تجاري خاص به‪ ،‬وكذلك على مدخل للدفع األمن في خالل ثمانية وأربعون ساعة فقط‪ ،‬قبل دفع مبلغ أو‬
‫نسبة معينة‪ ،‬ومن أشهر هذه المواقع)‪ :(hgper mart‬ويجب على التاجر أن يقوم بإستخدام إحدى وسائل‬
‫التأمين التي تعتمد على نظام التشفير‪ ،‬ونذكر على سبيل المثال طلب الشراء على مرحلتين‪ :‬ومن خاللها‬
‫يقوم التاجر بإستقبال طلب العميل بالشراء‪ ،‬عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬ثم يقوم العميل بعد ذلك بإرسال‬
‫رقم بطاقته اإلئتمانية للتاجر عن طريق وسيلة إتصال أخرى‪ ،‬كالفاكس‪ ،‬أو الهاتف أو البريد‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة األجزاء‪ :‬وفيها يقوم العميل بإرسال بياناته للتاجر على أجزاء أو فترات‪ ،‬فمثال يرسل له‬
‫طلب شراء السلعة أو الخدمة وبعد فترة يرسل له رقم بطاقته االئتمانية‪ ،‬ليرسل له بعدها الكمية التي يريد‬
‫(‪)2‬‬
‫شراءها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف التوقيع اإل لكتروني‬

‫يلعب التوقيع اإللكتروني دو ار هاما في تحديد شخصية الموقع وبالتالي فالتوقيع له وظيفتين األولى‬
‫تعيين صاحب التوقيع‪ identification -‬أما الثانية التعبير عن إرادة صاحب التوقيع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين صاحب التوقيع )‪(Identification‬‬

‫التوقيع عالمة شخصية يمكن من خاللها تميز هوية الموقع وهو ضرورة ترجمة لكلمة أو لفظ تميز‬
‫شفاهة شخصية الموقع‪ ،‬وتتكون هذه العالمة من أحد الخواص اإلسمية للموقع‪ :‬إسمه ولقبه‪ ،‬فاإلسم‬
‫يستطيع التعبير عن الشخص بطريقة واضحة ومحددة‪ ،‬واإلسم بذلك هو ترجمة حرفية للعالمة وال يغني‬

‫(‪ )1‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع والتصديق اإللكترونيين في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماس ‪ ،1945‬قالمة‪ ،2018/2017 ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ )2‬محمد أمين الرومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪28‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫عن اإلسم أي عالمة رمزية ولو كان متفق عليه‪ ،‬أما التوقيع باألحرف األولى فقط‪ ،‬فالعالمة الرمز أو‬
‫األحرف األولى ال تؤكد بدرجة كافية إق ارر الموقع للورقة والتزامه بمضمونها‪ ،‬فالتوقيع الموجود على‬
‫المحرر يدل على نسب المحرر الشخص معين بالذات‪ ،‬وبالتالي يجعل الورقة منسوبة إليه‪ ،‬وهذه الوظيفة‬
‫يقوم بها التوقيع اإللكتروني في شكل عالمة خطية وشخصية لصاحب التوقيع‪ ،‬وتعد الورقة التي تحمل‬
‫توقيع دليل كتابي كامل يحتج بها على من وقعها‪ ،‬ويقوم التوقيع اإللكتروني بذات الدور ولكن في شكل‬
‫(‪)1‬‬
‫رموز‪ ،‬أحرف أو أرقام أو أية إشارات تدل على شخصية الموقع وتميزه عن غيره‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون التوقيع شاهدا على نية الطرف الملتزم بمضمون العقد الموقع‬
‫عليه‪ ،‬وعلى نية الشخص المقرر بتحرير النص أو تأكيد موضوع مستند کتبه شخص آخر‪ ،‬وبذلك يتضح‬
‫له مدى اإلدراك في ترتب النتائج القانونية على عملية التوقيع هذه فالتوقيع اإللكتروني قادر على تحديد‬
‫هوية الشخص الموقع خاصة إذا دعم هذا التوقيع بوسائل توفر له الثقة الكافية‪ ،‬فالتوقيع بالرقم السري‬
‫قادر على تحديد هوية الشخص الموقع‪ ،‬ألن الرقم السري ال يعرفه إال صاحبه بحيث ال يستطيع أن ينكر‬
‫(‪)2‬‬
‫الموقع إستخدامه للبطاقة المقترنة برقمه السري الذي ال يشابهه رقم آخر وال يعرفه إال هو‪.‬‬

‫وكذلك التوقيع بالخصائص الذاتية يحدد هوية الشخص الموقع ألن هذه الخصائص تميزه عن‬
‫غيره‪ ،‬والحال كذلك في التوقيع الرقمي الذي يعد شكال من أشكال التوقيع حيث يتم عن طريق المفتاحين‬
‫العام والخاص‪ ،‬حيث يمكن تحديد هوية الشخص الموقع من خالل قيامه بعملية التشفير المزدوج‪ ،‬إضافة‬
‫لذلك فإن أستعانة أطراف العالقة بجهات التصديق إلصدار شهادة التوقيع المصدق تؤدي إلى تحقيق‬
‫وظيفة التوقيع بتحديد هوية الشخص الموقع‪ ،‬والذي يستخدم هذه الشهادة وذلك باحتوائها على معلومات‬
‫عامة عن صاحبها‪ ،‬وبالنتيجة نجد أن التوقيع اإللكتروني بصوره المتعددة قادر على تحديد هوية الشخص‬
‫(‪)3‬‬
‫الموقع‪ ،‬إذا كان يتمتع بقدر كبير من الثقة في إجراءات توثيقه واستخدامه في تحديد هوية الموقع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعبير عن إرادة صاحب التوقيع‬

‫يعد التوقيع بمثابة التعبير عن إرداة الموقع بالموافقة على مضمون السند‪ ،‬وبالتالي فإن الموقع‬
‫عندما يقوم بالتوقيع اإللكتروني فإن ذلك يعني قبوله والتزامه بما ورد في السند‪ ،‬فمجرد التوقيع يحمل داللة‬
‫الرضا واإللتزام على ما تم التوقيع عليه‪ ،‬ولذلك فحين يأخذ التوقيع المعلوماتي شكال سواء أرقام سرية أو‬
‫رموز محددة تحفظ في حوزة صاحبها ومن ثم ال يعلمها غيره‪ ،‬فإذا استخدمت هذه األرقام أي وقع بها‬

‫عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬ ‫(‪)1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.33‬‬


‫(‪ )2‬إياد محمد عارف عطا سده‪ ،‬مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2009 ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ )3‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪29‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫صاحبها فإن مجرد توقيعه هذا يدل على موافقته على البيانات والمعلومات التي وقع عليها والتي يرغب‬
‫اإللتزام بها‪ ،‬فعندما يقوم الموقع بإدخال رقمه السري أو المفتاح الخاص أو البصمة الجينية على الشاشة‬
‫(‪)1‬‬
‫فإن معنى ذلك هو قبول الشخص لما ورد في هذا المحرر والتزامه به‪.‬‬

‫حتى يكون التوقيع صحيحا يجب أن يكون معب ار عن موافقة صاحبه على مضمون ما جاء فيه من‬
‫إلتزامات وهذا ما أكده قانون المعامالت اإللكترونية األردني حيث نصت المادة ‪/10‬ب على أنه‪ ":‬يتم‬
‫إثبات صحة التوقيع اإللكتروني ونسبه إلى صاحبه إذا توافرت طريقة لتحديد هويتة والداللة على موافقته‬
‫على المعلومات الواردة في السجل اإللكتروني الذي يحمل توقيعه‪ ،‬إذا كانت تلك الطريقة مما يعول عليها‬
‫لهذه الغاية في ضوء الظروف المتعلقة بالمعاملة بما في ذلك موافقة األطراف على إستخدام تلك‬
‫(‪)2‬‬
‫الطريقة"‪.‬‬

‫يالحظ من خالل هذا النص أنه يشير إلى إستفاء شرط التوقيع على المحرر في إستخدام التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬فهو بذلك يحقق أهداف التوقيع التقليدي من حيث الداللة على موافقته على المعلومات الواردة‬
‫في السجل اإللكتروني الموقع إلكتروني‪ ،‬ونص هذه المادة جوهري من حيث أنها أشارت إلى اإلعتراف‬
‫القانوني بالتواقيع اإللكترونية على السجالت والرسائل اإللكترونية المكتوبة تقليديا(‪ ،)3‬ولصحة التوقيع البد‬
‫أن يتم من قبل الموقع أو من ينوب عنه‪ ،‬فإذا تم ذلك فإنه دليل على حضور الموقع بنفسه للتوقيع واألمر‬
‫ليس كذلك في التعاقد اإللكتروني‪ ،‬فهو تعاقد عن بعد خاصة لو تم عن طريق شبكة األنترنت‪ ،‬وهذه‬
‫مسألة من المسائل التي تثار بها عملية التعاقد اإللكتروني فيما يتعلق بإجتماع طرفي العقد أو غيابها عن‬
‫مجلس العقد الواحد‪ ،‬والحقيقة أن هذه المسألة يجب أن تحل في ضوء الضرورة التي أملت باللجوء إلى‬
‫(‪)4‬‬
‫التوقيع اإللكتروني ومن ثم التعاقد عن بعد‪.‬‬

‫فالهدف إنجاز المعامالت اإللكترونية ومجاراة العالم المتقدم في التحول إلى التجارة اإللكترونية‬
‫الدولية والتي تدر آالف المليارات على دول العالم المتقدم من هذا الطريق‪ ،‬كما أنه من غير المنطق‬
‫التمسك بالتوقيع التقليدي في مواجهة عالم معظمه إن لم يكن جميعه يتجه إلى اإلقتصاد الرقمي‪ ،‬ولهذا‬
‫فإن فكرة إتحاد مجلس العقد عند إبرام المعاملة اإللكترونية يتعين البحث لها عن حلول في ضوء‬

‫(‪ )1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التجارة اإللكترونية وحمايتها القانونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪-338‬‬
‫‪.339‬‬
‫(‪ )2‬إياد محمد عارف عطا سده‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )3‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ )4‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التجارة اإللكترونية وحمايتها القانونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.340‬‬

‫‪30‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلعتبارات السابقة‪ ،‬وأخذت التشريعات العربية بذلك ومنها القانون المصري رقم‪ 15 :‬لسنة ‪ 2004‬في‬
‫(‪)1‬‬
‫شأن التوقيع اإللكترونية‪.‬‬

‫كما يري جانب من الفقه إلى أن التوقيع اإللكتروني يمكن له أن يؤدي نفس الوظائف التي يتطلبها‬
‫القانون من إشتراطه للتوقيع‪ ،‬وهو ذات ال دور الذي يقوم به التوقيع الكتابي‪ ،‬وهو ما أخذ بجانب من‬
‫الفقه بأن يقرر أن الرقم السري أو الرموز أو الشفرة السرية كالتوقيع دليال عن الحقيقة‪ ،‬بل ذهبوا إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫تجاوز التوقيع اإللكتروني للتوقيع التقليدي في هذا الشأن‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )2‬نجوى أب وهيبة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ومدى حجيته في اإلثبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ 2006 ،‬ص ‪.449‬‬

‫‪31‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني واآلليات القانونية لحمايته‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية التوقيع االلكتروني‬

‫تكتسي الحجية القانونية للتوقيع االلكتروني أهمية بالغة في اإلثبات االلكتروني‪ ،‬وبالتالي في حماية‬
‫حقوق المتعاملين عبر الوسائط االلكترونية‪ ،‬لذلك كانت محل اهتمام التشريعين سواء على الصعيد الدولي‬
‫أو على الصعيد الوطني‪ ،‬اذ تتجه مختلف التشريعات الوطنية والدولية نحو االعتراف بالتوقيع االلكتروني‬
‫باعتباره نظيرة للتوقيع الخطي‪ ،‬ومن تم يحظى بنفس الحجية في اإلثبات‪.‬‬

‫وسيتم البحث من خالل هذا المقام‪ ،‬الجهود الدولية في تدعيم حجية اإلثبات للتوقيع اإللكتروني‬
‫وموقف بعض التشريعات الوطنية من حجية اإلثبات للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬حيث اختلفت التشريعات الوطنية‬
‫المقارنة في مدى إعطائها الحجية للتوقيع اإللكتروني‬

‫الفرع األول‪ :‬الجهود الدولية في تدعيم حجية اإلثبات للتوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫نظ ار ألهمية وحساسية التوقيع االلكتروني في االثبات‪ ،‬فانه كان محل اهتمام المنظمات الدولية‬
‫والتي بذلت جهودا صبت نحو اقرار حجية للتوقيع االلكتروني‪ ،‬ومن هذه المنظمات سيقتصر الحديث‬
‫على منظمة األمم المتحدة‪ ،‬واالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫‪ .1‬موقع التشريع األوروبي من حجية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫دخل توجيه التجارة اإللكترونية الخاصة باالتحاد األوروبي (‪)EUE- Directive Commerce‬‬
‫حيز التنفيذ في‪ 17‬جويلية ‪ ،2000‬وأصبح منذ نفاذه الزماً على الدول األعضاء في االتحاد األوروبي‬
‫)‪(Européen Union‬أن تطبقه بحلول ‪ 17‬يناير من عام ‪ .2002‬وقد كان الهدف من إصداره هو‬
‫ضمان حرية حركة المعلومات والخدمات المعلوماتية‪ ،‬وتنشيط حركة ونمو التجارة اإللكترونية بين دول‬
‫(‪)1‬‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫كما صدر توجيه األوروبي الخاص بالتوقيع اإللكتروني ‪ ،EUE-Signature Directive‬اذ أنه‬
‫وفي عام ‪ ،1998‬بدأت عدة دول أوروبية في إصدار تشريعات تتعلق بالتوقيع اإللكتروني المستخدم في‬
‫(‪)2‬‬
‫وقد خشي االتحاد األوروبي من وجود فروقات واختالفات بين تلك القوانين‪ ،‬لذلك‬ ‫التعامالت التجارية‪،‬‬
‫سعى إلى إيجاد اساس موحد للوصول إلى توحيد تلك التشريعات‪ ،‬لذلك أصدر االتحاد األوروبي التوجيه‬
‫الخاص بالتوقيع اإللكتروني للوصول إلى هذه الغاية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Directive 2000/31/CE du Parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000 relative à certains aspects‬‬
‫‪juridiques des services de la société de l'information, et notamment du commerce électronique, dans le marché‬‬
‫‪intérieur‬‬ ‫‪(«directive‬‬ ‫‪sur‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪commerce‬‬ ‫‪électronique»).‬‬ ‫‪Disponible‬‬ ‫‪sur:‬‬
‫"‪http://eurlex.europa.eu/legalcontent/FR/TXT/?uri=CELEX:32000L0031‬‬
‫‪.523‬‬ ‫(‪ )2‬حوالف عبد الصمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪32‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫وأوجب االتحاد األوروبي على جميع الدول األعضاء‪ ،‬تطبيق وتطويع قوانينها الداخلية بما يتوافق‬
‫مع هذا التوجيه‪ ،‬بعد ثمانية عشر شه ار من صدور هذا التوجيه‪ ،‬ولقد نصت المادة ‪ 2/5‬من التوجيه‬
‫األوروبي المتعلق بالتوقيع االلكتروني على أنه‪" :‬يجب على الدول األعضاء في االتحاد األوروبي مراعاة‬
‫التأثير القانون للتوقيع االلكتروني وقبوله كحجة في اإلثبات‪ ،‬ال يمكن أن يرفض ألحد األسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ألن التوقيع قد تقدم في شكل الكتروني‪.‬‬


‫‪ -‬ألنه لم يوضع على شهادة معتمدة‪.‬‬
‫‪ -‬ألنه لم يوضع على شهادة معتمدة ومسلمة من أحد مقدمي خدمات التصديق على الشهادات‬
‫المعتمدين‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬ألنه لم ينشا بأمر بإنشاء هذا التوقيع"‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل هذه الفقرة‪ ،‬يتطلب االشارة الى أمرين مهمين من الناحية العملية‪:‬‬

‫األولى‪ :‬منحت هذه الفقرة التوقيع الخطي نفس الحجية القانونية الممنوحة للتوقيع االلكتروني المقدم‪،‬‬
‫أي الذي تم اعتماده والتصديق عليه من قبل الجهة المرخص لها بهذا العمل‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬لم تستخدم هذه الفقرة مصطلح التوقيع االلكتروني المقدم‪ ،‬وبناء عليه يمكن تطبيق هذه‬
‫المادة على التوقيع االلكتروني البسيط قبل اعتماده من قبل مقدمي خدمات التصديق المعتمدين لدى‬
‫الدولة‪ .‬ومعنى ذلك‪ ،‬أنه يتعين قبول هذا التوقيع االلكتروني البسيط كدليل إثبات‪ ،‬ولكن يجب أن نأخذ في‬
‫الحسبان أنه عند حدوث ازدواجية في هذه الحالة بين توقيعين الكترونيين‪ ،‬أحدهما بسيط واآلخر مقدم‪،‬‬
‫تكون األولوية لهذا األخير لكونه يتمتع بعناصر امان يمكن أن تمنحه هذه األولوية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫لقد أضفى هذا التوجيه على التوقيع االلكتروني نفس الحجية في اإلثبات الممنوحة للتوقيع العادي‪،‬‬
‫كما تبنى مفهوماً واسعاً للتوقيع االلكتروني يشمل جميع الصور التي يمكن أن يتخذها‪ ،‬والتي من شأنها‬
‫(‪)3‬‬
‫تحديد صاحب التوقيع وتمييزه عند استخدام تقنيات االتصال الحديثة‪.‬‬

‫‪ .2‬قانون اليونسترال النموذجي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫تعرض قانون اليونسترال النموذجي الخاص بالتجارة االلكترونية لسنة ‪ 1996‬للشروط الواجب توفرها‬
‫في التوقيع االلكتروني‪ ،‬والمتمثلة في استخدام احدى الطرق التعيين هوية الشخص الموقع والتعبير عن‬
‫موافقته على التصرف محل التوقيع وأن تكون هذه الطريقة جديرة بالثقة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Art. 5: Effets juridiques des signatures électroniques:" b) soient recevables comme preuves en justice.‬‬
‫(‪ )2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪ )3‬حوالف عبد الصمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.524‬‬

‫‪33‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أنه وبصدور قانون األمم المتحدة النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية بتاريخ ‪،2001/06/05‬‬
‫جاءت المادة السادسة منه لتنص على أنه‪" :‬حيثما يشترط القانون وجود توقيع من شخص‪ ،‬يعد ذلك‬
‫الشرط مستوفياً بالنسبة إلى رسالة البيانات اذا استخدم توقيع الكتروني موثوق به بالقدر المناسب للغرض‬
‫الذي أنشئت وأبلغت من أجله رسالة البيانات‪ ،‬في ضوء كل الظروف بها في ذلك أي اتفاق ذي‬
‫(‪)1‬‬
‫صلة‪"...‬‬

‫وتضيف الفقرة الثالثة من نفس المادة‪ ... ":‬يعتبر التوقيع االلكتروني موثوقاً به لغرض الوفاء‬
‫(‪)2‬‬
‫باالشتراط المشار اليه في الفقرة األولى‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت بيانات انشاء التوقيع مرتبطة‪ ،‬في السياق الذي تستخدم فيه‪ ،‬بالموقع دون أي شخص‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت بيانات انشاء التوقيع خاضعة‪ ،‬وقت التوقيع‪ ،‬لسيطرة الموقع دون أي شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان أي تغيير في التوقيع االلكتروني‪ ،‬يجري بعد حدوث التوقيع‪ ،‬قابالً لالكتشاف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الغرض من اشتراط التوقيع قانونا‪ ،‬هو تأكيد سالمة المعلومات التي يتعلق بها التوقيع‬
‫وكان أي تغيير يجري في تلك المعلومات بعد وقت التوقيع قابالً لالكتشاف‪."...‬‬

‫ومؤدى هذا النص‪ ،‬أن التشريع قد أقام قرينة لمصلحة من يستند التوقيع االلكتروني مفادها أنه متي‬
‫کنا بصدد حالة من الحاالت المشار اليها‪ ،‬فان هذا التوقيع يتمتع بالحجية وقابال للتعويل عليه في‬
‫االثبات‪ ،‬مع مالحظة أن الحاالت المذكورة ليست واردة على سبيل الحصر‪ ،‬ومن ثم يكون لمن يتمسك‬
‫بالتوقيع االلكتروني في غير هذه الحاالت‪ ،‬الحق في اثبات قابليته للتعويل عليه بكافة الطرق‪ .‬وبالمقابل‬
‫نجد أن النص قد منح ذوي الشأن‪ ،‬الحق في اثبات عدم قابلية التوقيع االلكتروني للتعويل عليه حتى ولو‬
‫استوفي المعايير المنصوص عليها فيه‪ ،‬باعتبار أن قرينة قابلية التوقيع االلكتروني للتعويل عليه تعد قرينة‬
‫بسيطة على صحة التوقيع االلكتروني وعدم تحريفه بعد انشائه‪ ،‬ومن تم يمكن نقضها بالدليل العكسي فما‬
‫ورد بالمادة‪ 3/6‬من هذا القانون ال يحول دون قدرة أي شخص على تقديم الدليل بكافة الطرق على قابلية‬
‫التعويل على التوقيع االلكتروني أو شخص عدم قابليته لذلك‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Loi type de la CNUDCI sur les signatures électroniques et Guide pour son incorporation 2001, Disponible sur‬‬
‫‪http://www.uncitral.org/pdf/french/texts/electcom/mlelecsignf.pdf‬‬
‫(‪ )2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪34‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف بعض التشريعات الداخلية من حجية اإلثبات بالتوقيع اإللكتروني‬

‫باإلضافة إلى الجهود الدولية في تدعيم حجية االثبات للتوقيع االلكترونية‪ ،‬دأبت الدول سواء الغربية‬
‫أو العربية على وضع قوانين خاصة في قوانينها الداخلية تتعلق بالتوقيع االلكتروني أو وضع تعديالت في‬
‫(‪)1‬‬
‫قوانينها الداخلية بما يتالءم وهذه التطورات‪ ،‬ومن بين هذه التشريعات نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬التشريعات الغربية‪:‬‬

‫وسيقتصر الحديث في هذا المقام‪ ،‬على التشريع الفرنسي واألمريكي‪:‬‬

‫أ‪ .‬موقف التشريع الفرنسي من التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫لقد طبق التشريع الفرنسي األحكام والتوجيهات الواردة بالتوجيه األوروبي رقم ‪ 93/99‬بشأن التوقيع‬
‫االلكتروني‪ ،‬ال سيما المادة ‪ ،2/5‬التي تنص على أن تلتزم الدول األعضاء في االتحاد األوروبي بتطبيق‬
‫أحكام هذا التوجيه‪ ،‬وضرورة منح التوقيع االلكتروني الحجية القانونية التي يتمتع بها التوقيع الخطي‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه المادة‪ ،‬تتعلق فقط بالتوقيع االلكتروني الموثق أو ما يعرف بالتوقيع االلكتروني المتقدم‬
‫(‪)2‬‬
‫التي تعتمد على شهادة التوثيق‪ ،‬واتخاذ االجراءات التي توفر األمن لبيانات التوقيع‪.‬‬

‫واستجابة للمادة ‪ 13‬من هذا التوجيه‪ ،‬والتي تلزم الدول األعضاء في االتحاد األوروبي بتوفيق‬
‫أوضاعها التشريعية بما يتفق مع أحكام هذا التوجيه في موعد ال يتعدى ‪ 15‬جويلية ‪ ،2001‬قام التشريع‬
‫الفرنسي بادخال مجموعة من التعديالت‪ ،‬أهمها صدور القانون الفرنسي رقم ‪ 230/2000‬والذي منح‬
‫الحجية للتوقيع االلكتروني وبتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬صدر المرسوم رقم ‪ 272 /01‬والذي يتضمن القواعد‬
‫واألحكام بشان حماية وأمن بيانات التوقيع االلكتروني‪ ،‬والذي عدل المادة ‪ 4/1416‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي‪ ،‬والتي أصبحت تنص‪ " :‬واذا ما تم التوقيع في الشكل االلكتروني‪ ،‬وجب استخدام وسيلة موثوق‬
‫بها لتمييز هوية صاحبه واتجاه ارادته لاللتزام بالتصرف القانوني المرتبط به‪ ،‬ويفترض أن الوسيلة‬
‫المستخدمة موثوق بها إلى أن يثبت العكس"(‪.)3‬‬

‫وبتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪ ،2002‬صدر أيضا المرسوم رقم ‪ 535/02‬الذي تضمن القواعد واألحكام‬
‫الخاصة بحماية وأمن المنتجات وأنظمة المعلومات‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذكرى عبد الرزاق محمد‪ ،‬النظام القانوني للبنوك اإللكتروني‪ ،‬المزايا التحديات اآلفاق‪ ،‬دار الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.362‬‬
‫(‪ )2‬سمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديث (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.210‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Décret n° 2001272 du 30 mars 2001 pris pour l'application de l'article 13164 du code civil et relatif à la‬‬
‫‪signature électronique (JORF n°0077 du 31 mars 2001), (Dernière modification : 9 juillet 2009). Disponible‬‬
‫‪sur:http://www.legifrance.gouv.fr/affichTexte.do?cidTexte=LEGITEXT000005‬‬

‫‪35‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫کما صدر بتاريخ ‪ 21‬جوان ‪ 2004‬القانون رقم ‪ 75 /04‬الخاص بالثقة في االقتصاد الرقمي‬
‫(‪ )LCEM‬الذي جاء لتكميل النظام التشريعي المعتمد عن طريق قانون ‪ 2000/03/13‬الذي ينص أن‬
‫الكتابة الزمة لصحة العقد‪ .‬كما أكد القانون ‪ 75/04‬على االعتراف بالمحرر االلكتروني‪ ،‬ويظهر ذلك من‬
‫خالل المادة ‪ 1-1108‬من القانون المدني الفرنسي والتي تنص‪ ":‬عندما يستلزم محرر کتابي لصحة عمل‬
‫قانوني‪ ،‬يمكن أن سيتحدث ويحفظ بطريقة الكترونية"‪.‬‬

‫فالتشريع الفرنسي لم يقم بتنظيم االثبات بالوسائل الحديثة‪ ،‬ومنها التوقيع االلكتروني بموجب نص‬
‫خاص منفصل عن نصوص القانون المدني‪ ،‬وإنما تبنى مفاهيم عامة بهدف استيعاب ما يطأر على وسائل‬
‫األثبات من تطورات‪ .‬كما أنه منح التوقيع االلكتروني‪ ،‬ذات الحجية الممنوحة للتوقيع الخطي التقليدي‬
‫(‪)1‬‬
‫متى كان الوسيلة المستخدمة في انشائه موثوق بها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتماشياً مع نهج التوجيه األوروبي‪ ،‬فقد فرق بين نوعين من التوقيع االلكتروني‪:‬‬

‫األول‪ :‬التوقيع االلكتروني الموثق أو اآلمن‪ ،‬وهو ما يتم عن طريق مقدم خدمات التوثيق ويدون في‬
‫شهادة معتمدة من قبله‪ ،‬فهذا التوقيع تسري في شأنه القرينة الواردة في المادة ‪ ،4/1316‬حيث يفترض أن‬
‫الوسيلة المستخدمة لتمييز هوية صاحبه واتجاه ارادته لاللتزام بالتصرف القانوني المرتبط به وسيلة موثوق‬
‫بها‪ ،‬ويفترض نسبة العملية القانونية إلى الشخص الوارد اسمه في الشهادة‪ .‬فالثقة هي األساس الذي يعتمد‬
‫عليه نظام التوقيع االلكتروني‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بجدارة السلطات القائمة على خدمات التوثيق‪ ،‬مع‬
‫مالحظة أن هذه القرينة ليست قاطعة بل بسيطة يمكن أن تقبل العكس‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬التوقيع االلكتروني البسيطة‪ ،‬وهو الذي ال تتوافر فيه الشروط الخاصة بالتوقيع الموثق‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة ال يستفيد من يستند اليه من قرينة الموثوقية‪ ،‬وإنما عليه أن يثبت أن الوسيلة المستخدمة‬
‫في التوقيع موثوق بها‪.‬‬

‫كما أن القضاء الفرنسي‪ ،‬أقر واعترف بصالحية التوقيع االلكتروني وحجيته في االثبات من خالل‬
‫مجموعة من األحكام‪ ،‬وكان هذا أول اجتهادي قضائي يعترف بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬منها الحكم الصادر‬
‫عن محكمة مونبيلييه ‪ Montpellier‬في ‪ 1987/04/09‬بخصوص االعتراف بحجية التوقيع االلكتروني‬
‫الناشئ عن استخدام البطاقة والرقم السري‪ ،‬حيث جاء في حيثيات هذا الحكم‪ " :‬أن البنك يستطيع اثبات‬
‫مديونية العميل من خالل تسجيل اآلالت التي ما كانت تتم باستخدام مزدوج لكل من البطاقة الرقم السري‬
‫معا‪ ،‬ما لم يدع الحامل وجود خلل في سير نظام المعلوماتية ولم يخطر الحامل عن فقد رقمه السري"‪.‬‬

‫محسن عبد الحميد البيه‪ ،‬قانون االثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬مكتبة الجالء الجديدة‪ ،‬المنصورة‪ ،1997،‬ص‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.178‬‬
‫(‪ )2‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬مخاطره‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪36‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد تم تأييد هذا الحكم بتاريخ ‪ 1989/11/08‬عن محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬والذي أقر بصالحية التوقيع‬
‫الرقمي الذي يتم بواسطة شخص من خالل الرقم المستخدم في البطاقات الرقمية وهذا بالنسبة لالتفاقات‬
‫(‪)1‬‬
‫المتعلقة باإلثبات‪.‬‬

‫ويتفق مسلك القضاء الفرنسي‪ ،‬مع ما هو مقرر بشأن الدفع بوسائل الدفع االلكتروني الذي يتم‬
‫صادر من العميل نفسه‪ ،‬وعليه أن يتحمل جميع النتائج‬
‫اً‬ ‫باستخدام البطاقة والرقم السري معاً‪ ،‬وباعتباره‬
‫التي تترتب عن االستعمال غير المشروع لحسابه أو ألداة الدفع الخاصة به من قبل شخص غير مأذون‬
‫له بذلك‪ ،‬حتى وان لم يثبت خطأ من جانبه في حفظ وسائل الدخول الخاصة به‪ ،‬ما لم يدعي وجود خلل‬
‫في نظام النقد ذاته‪ ،‬حيث ينتقل عبء االثبات الى مؤسسة اإلصدار‪ ،‬ويجب عليها التخلص من‬
‫المسؤولية في هذه الحالة‪ ،‬وأن يثبت دقة الدفع من الناحية الفنية‪ ،‬من خالل توضيح االجراءات التي‬
‫تتخذها لمنع أو اكتشاف أوجه القصور التي يمكن أن تعتريه‪ ،‬باإلضافة إلى اثبات عملية الدفع قد تم‬
‫تنفيذها وتسجيلها بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫ب‪ .‬موقف التشريع األمريكي من التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫تعد الواليات المتحدة األمريكية من الدول السباقة لوضع تشريعات تعترف بالتوقيع االلكتروني‪،‬‬
‫ومنحه الحجية القانونية في االثبات شأنه شأن التوقيع اليدوي‪ ،‬وكان لوالية "يوتا" "‪ "UTAH‬السبق في‬
‫هذا المجال بإصدارها في األول من ماي ‪ 1995‬قانون التوقيع الرقمي‪ ،‬يقر بصحة التوقيع إذا حصل‪:‬‬
‫"‪ ...‬باالرتكاز إلى مفتاح عمومي وارد في شهادة مصادقة صادرة عن سلطة التصديق"‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬أذا‬
‫استخدمت في المصادقة على صحة المستندات المعلوماتية آلية ترقيم التوقيع‪ ،‬أي تشفيره بواسطة مفاتيح‬
‫عمومية من قبل هيئة مختصة لهذه الغاية‪ ،‬لتضفي بمقتضاه على التوقيع االلكتروني الحجية في اإلثبات‪،‬‬
‫طالما تم عن طريق نظام المفتاح العام‪ ،‬وتم توثيقه بشهادة الكترونية‪ .‬بعد ذلك حذت عدة واليات حذو‬
‫والية يوتا منها‪ :‬والية كاليفورنيا ‪ Californie‬فيرجينيا ‪ ،Virginia‬جورجيا ‪ Georgia‬وتكساس ‪Texas‬‬
‫بإصدار تشريعات أضفت بمقتضاها الحجية القانونية على التوقيع االلكتروني طالما استوفى الشروط‬
‫(‪)2‬‬
‫والمعايير التي حددتها هذه التشريعات"‪.‬‬

‫بينها اكتفت واليات أخرى في اضفائها الحجية القانونية على التوقيع االلكتروني بأي توثيق‬
‫الكتروني يعززه‪ ،‬کوالية فلوريدا ‪ Florida‬وماساشوست ‪ .Massachusetts‬وقد بلغ عدد الواليات‬

‫(‪ )1‬طوني عيسى‪ ،‬حول الدفع االلكتروني بالبطاقة اإلنسانية في شبكة االنترنت‪ ،‬الجديد في أعمال المصارف من الوجهتين‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق بجامعة بيروت العربية‪ ،‬ج ‪ ،1‬الجديد في التقنيات‬
‫المصرفية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ص‪246.‬‬
‫(‪ )2‬طوني عيسى‪ ،‬التنظيم القانوني لشبكة االنترنت‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المنشورات الحقوقية صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2001 ،‬ص‬
‫‪.248‬‬

‫‪37‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫األمريكية التي أصدرت تشريعات تعرف بالتوقيع االلكتروني وتمنحه الحجية في اإلثبات الخمسين (‪)50‬‬
‫والية ‪ -‬وهي عدد الواليات االجمالي في الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،-‬باإلضافة إلى التشريع الفيدرالي الخاص بالتوقيع‬
‫االلكتروني ضمن نطاق التجارة الداخلية والعالمية الصادر في ‪ 30‬جوان ‪،2000‬هذا القانون يعتمد مفهومة‬
‫مماثال للتوقيع االلكتروني ويساويه بالتوقيع البياني بخط اليد اذا حصل على هذا الشكل‪.‬‬

‫‪ -2‬التشريعات العربية‪:‬‬

‫رغم أن هناك عدة دول عربية كانت سباقة لوضع نصوص تتعلق بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬منها‬
‫التشريع التونسي واالماراتي واألردني‪ ،‬إال أنه سوف يقتصر الحديث في هذا المقام على التشريعين‬
‫(‪)1‬‬
‫المصري والجزائري‪.‬‬

‫أ‪ .‬موقف التشريع المصري من التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫بعد موقف التشريع المصري األكثر وضوحاً في االعتراف بحجية التوقيع االلكتروني في االثبات‪،‬‬
‫اذ نصت المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪" :2004‬للتوقيع اإللكتروني في نطاق المعامالت المدنية‬
‫والتجارية واإلدارية ذات الحجية المقررة للتوقيعات في أحكام قانون اإلثبات في المواد المدنية والتجارية إذا‬
‫روعي في إنشائه وإتمامه الشروط المنصوص عليها في هذا القانون والضوابط الفنية والتقنية التي تحددها‬
‫(‪)2‬‬
‫الالئحة التنفيذية لهذا القانون"‬

‫کما نصت المادة ‪ 18‬من نفس القانون على أنه‪ " :‬يتمتع التوقيع اإللكتروني والكتابة اإللكترونية‬
‫والمحررات اإللكترونية بالحجية في اإلثبات إذا ما توافرت الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬ارتباط التوقيع اإللكتروني بالموقع وحده دون غيره‪.‬‬

‫‪ .2‬سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ .3‬إمكانية كشف أي تعديل أو تبديل في بيانات المحرر اإللكتروني أو التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫وتحدد الالئحة التنفيذية لهذا للقانون الضوابط الفنية والتقنية الالزمة لذلك"‪.‬‬

‫ويتحقق ارتباط التوقيع االلكتروني بشخص الموقع‪ ،‬اذا كان هذا التوقيع مرتبطة بشهادة تصديق‬
‫الكتروني معتمدة ونافذة المفعول وصادرة عن جهة تصديق مرخص لها ومعتمدة قانونا‪ ،‬وفي مصر هي‬
‫هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات‪ .‬أما امكانية الكشف عن أي تعديل أو تبديل في بيانات التوقيع‬

‫(‪ )1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬


‫(‪ )2‬راجع المواد ‪ 11 ،9 ،7 ،4 ،3 ،2‬من الالئحة التنفيذية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ ،2004‬وكذلك القرار‪ .‬الوزاري رقم ‪ 109‬لسنة‬
‫‪ 2005‬بتاريخ ‪ ،2005/5/15‬بإصدار الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع االلكتروني وإنشاء هيئة تنمية صناعية تكنولوجيا‬
‫‪http://www.laweg.net/Default.aspx?action=Legs TakenForm&FIID=1488‬‬ ‫للمعلومات‪ .‬منشور على الموقع‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫االلكتروني فيتم من الناحية الفنية والتقنية باستخدام شفرة المفتاح العام والخاص‪ ،‬ومضاهاة شهادة‬
‫التصديق االلكتروني وبيانات انشاء التوقيع االلكتروني بأصل هذه الشهادة وتلك البيانات أو بأية وسيلة‬
‫أخرى مشابهة"‪.‬‬

‫ومفاد النصوص السابقة أن يكون التوقيع االلكتروني نفس حجية التوقيع الخطي في االثبات‪ ،‬وقد‬
‫نصت المادة ‪ 14‬من قانون اإلثبات‪ " :‬يعتبر المحرر العرفي صاد ار من وقعة ما لم ينكر صراحة ما هو‬
‫منسوب اليه من خط او امضاء أو ختم أو بصمة‪ ."...‬وهذا يعني أن من يحتج عليه بورقة عرفية‬
‫انكار صريحاً‪ .‬فإذا لم‬
‫اً‬ ‫باعتبارها صادرة وموقعة منه‪ ،‬يجب عليه اذا لم يكن مسلما بذلك أن ينكر توقيعه‬
‫يذكر صاحب التوقيع توقيعه صراحة‪ ،‬أو اعترف به‪ ،‬كان للورقة العرفية حجة بصدورها من نسبت اليه‬
‫كالورقة الرسمية تماما‪ .‬أما إذا أنكر صاحب التوقيع توقيعه صراحة‪ ،‬فانه يتعين على القاضي في هذه‬
‫الحالة أن يتحقق أوالً من صدور هذا التوقيع من يحتج به عليه‪ ،‬فإذا تبث له ذلك‪ ،‬كان لهذا التوقيع حجية‬
‫(‪)1‬‬
‫كما لو اعترف به صاحبه‪.‬‬

‫ب‪ .‬موقف التشريع الجزائري من التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 327‬ق‪.‬مدني المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 10 /05‬على اعتماد‪ ،‬التوقيع‬
‫االلكتروني‪ ،‬وفقا لشروط حددتها المادة ‪ 323‬مكرر‪ ،‬والتي بموجبها يعتبر التوقيع االلكتروني كالتوقيع‬
‫التقليدي الورقي بشرط امكانية التأكد من هوية الشخص الموقع‪ ،‬وأن يكون معداً ومحفوظاً في ظروف‬
‫تضمن سالمته‪ .‬هذا ما أكده القانون ‪ ،04/15‬حينها فرق بين التوقيع االلكتروني العادي والتوقيع‬
‫االلكتروني الموصوف‪ ،‬وهذا تماشياً مع نهج التشريع الفرنسي والتوجيه األوروبي‪ ،‬ومنح هذا األخير حجية‬
‫كالتوقيع المكتوب‪ ،‬كما أوجب أن تكون آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني الموصوف مؤمنة‪ ،‬وال يتأت ذلك اال‬
‫بتوافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬يجب أن تضمن بواسطة الوسائل التقنية واإلجراءات المناسبة‪ ،‬على األقل‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أال يمكن عمليا مصادفة البيانات المستخدمة إلنشاء التوقيع اإللكتروني إال مرة واحدة‪ ،‬وأن يتم‬
‫ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد‪،‬‬
‫ب‪ .‬اال يمكن إيجاد البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني عن طريق االستنتاج وأن يكون هذا‬
‫التوقيع محميا من أي تزوير عن طريق الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد‬
‫ج‪ .‬أن تكون البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني محمية بصفة موثوقة من طرف الموقع‬
‫الشرعي من أي استعمال من قبل األخرين‪.‬‬

‫(‪ )1‬قانون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1968‬بإصدار قانون اإلثبات في المواد المدينة والتجارية معدل بالقانون ‪ 23‬لسنة ‪ 1992‬والقانون‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫‪ 18‬لسنة ‪( 1999‬ج‪.‬ر) العدد ‪ 22‬الصادر في ‪ 1968/5/30‬منشور على‬

‫‪39‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬يجب أن ال تعدل البيانات محل التوقيع وأن ال تمنع أن تعرض هذه البيانات على الموقع قبل عملية‬
‫التوقيع"‪.‬‬

‫وتضيف المادة ‪ 12‬من نفس القانون‪ ،‬أنه يجب أن تكون آلية التحقق من التوقيع اإللكتروني‬
‫(‪)1‬‬
‫الموصوف موثوقة‪ ،‬ولتحقيق ذلك يجب أن تتوفر فيها المتطلبات اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن تتوافق البيانات المستعملة للتحقق من التوقيع اإللكتروني مع البيانات المعروضة عند التحقق‬
‫من التوقيع اإللكتروني؛‬
‫ب‪ .‬أن يتم التحقق من التوقيع اإللكتروني بصفة مؤكدة وأن تكون نتيجة هذا التحقق معروضة عرضا‬
‫صحيحا؛‬
‫ج‪ .‬أن يكون مضمون البيانات الموقعة‪ ،‬إذا اقتضى األمر‪ ،‬محددا بصفة مؤكدة عند التحقق من‬
‫التوقيع اإللكتروني؛‬
‫د‪ .‬أن يتم التحقق بصفة مؤكدة من موثوقية وصالحية شهادة التصديق اإللكتروني المطلوبة عند‬
‫التحقق من التوقيع اإللكتروني؛‬
‫ه‪ .‬أن يتم عرض نتيجة التحقق وهوية الموقع بطريقة واضحة وصحيحة‪.‬‬

‫كما يتم التأكد من مطابقة اآللية المؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني الموصوف‪ ،‬واآللية الموثوقة‬
‫للتحقق من التوقيع اإللكتروني الموصوف‪ ،‬مع المتطلبات المنصوص عليها في المادتين ‪ 11‬و‪ 13‬أعاله‪،‬‬
‫من طرف الهيئة الوطنية المكلفة باعتماد آليات إنشاء التوقيع اإللكتروني والتحقق منه"‪.‬‬

‫وعلى عكس التشريع الفرنسي‪ ،‬خص التشريع الجزائري التوقيع االلكتروني والتصديق االلكترونين‬
‫بنص خاص منفصل عن نصوص القانون المدني‪ ،‬يتماشى واألهمية التي أصبحت تحظى به هذا النوع‬
‫من وسائل االثبات‪ .‬والذي من شأنه أن يضع إطا ار قانونيا قصد التكفل بالمتطلبات القانونية والتنظيمية‬
‫والتقنيات التي ستسمح بإحداث جو من الثقة‪ ،‬المواتية لتعميم وتطوير المبادالت اإللكترونية‪ ،‬وترسيخ‬
‫المبادئ العامة المتعلقة بنشاطي التوقيع والتصديق اإللكترونيين في الجزائر‪.‬‬

‫ويكون التشريع الجزائري قد تبنى موقف مختلف التشريعات الحديثة‪ ،‬التي اعترفت بالتوقيع‬
‫االلكتروني والتي أشارت إلى طبيعة النظام المستخدم والى اجراءات التوثيق المعتمدة والتي بتوفرها يعتبر‬
‫التوقيع االلكتروني موثوقة‪ ،‬ويمكن االعتداد به لإلثبات‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬العقود التي تقع على الملكية‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،1986 ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪40‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات القانونية لحماية التوقيع اإللكتروني‬

‫أصبحت الحماية القانونية تشكل الركيزة األساسية في مجال المعامالت اإللكترونية فحتى تعرف‬
‫هذه األخيرة استقرار ويطمئن المتعاملون إلى التصرفات التي يقدمون على إبرامها عبر نظام الحاسب‬
‫اآللي وحماية لحقوقهم وممتلكاتهم‪ ،‬كان لزاما إيجاد أو توفير حماية كافية لألطراف وقد سعت التشريعات‬
‫إلى إيجاد أنواع عديدة من الحماية القانونية‪ ،‬وعليه قمنا بتقسيم هذا المطلب إلى ثالث فروع‪ ،‬تناولنا في‬
‫(الفرع األول) الحماية المدنية للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬أما (الفرع الثاني) الحماية التقنية للتوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫بينما خصصنا (الفرع الثالث) الحماية الجنائية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية للتوقيع اإللكتروني‬

‫تقوم المسؤولية المدنية متي ثبت إخالل الشخص بالتزام ملقى على عاتقه‪ ،‬وذلك ما نص عليه‬
‫صراحة التشريع الجزائري بموجب المادة ‪ 124‬من القانون المدني المعدل والمتمم بالقانون ‪ ،10-05‬إذ‬
‫إعتبر أنه متى تسبب الشخص في إلحاق الضرر بالغير ويكون مصدره العقد‪ ،‬قامت في حقه المسؤولية‬
‫العقدية‪ ،‬أما إذا كان راجعا إلى اإلخالل بإلتزام قانوني قامت في حقه المسؤولية التقصيرية‪ ،‬وهنا حدد‬
‫(‪)1‬‬
‫نوعي المسؤولية المدنية في مجال التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية العقدية في التوقيع اإللكتروني‬

‫تقوم المسؤولية العقدية من إخالل المتعاقد بالتزامه المنصوص عليه في العقد والمبرم مع الطرف‬
‫الثاني حيث أن تنفيذ اإللتزام يجب أن يتم بالشكل الموضح بالعقد بما يحقق االستقرار في المعامالت‪ ،‬فإذا‬
‫لم يقم أحد األطراف بتنفيذ التزامه بالشكل الموضح بالعقد بما يحقق اإلستقرار بالمعامالت كان ذلك بمثابة‬
‫(‪)2‬‬
‫خطأ عقدي‪ ،‬وجزاء اإلخالل به هو تعويض المضرور عن األضرار الناتجة عن تنفيذ االلتزامات‪.‬‬

‫فالعقد اإللكتروني هو ‪":‬ذلك العقد الذي يتم إبرامه عبر شبكة اإلنترنت ويكتسب الطابع اإللكتروني‬
‫من الطريق التي يتم التعاقد من خاللها"‪ ،‬فينشأ العقد من تالقي القبول باإليجاب بفضل التواصل بين‬
‫األطراف بوسيلة مسموعة ومرئية عبر شبكة دولية مفتوحة لإلتصال عن بعد‪ ،‬كما يتسم العقد اإللكتروني‬
‫بأنه‪":‬عقد يتم إبرامه بين أطراف قد يكونون من دول مختلفة وينتمون إلى طائفة العقود التي تبرم عن بعد"‪،‬‬
‫وتعتبر كافة العقود المبرمة من خالل أجهزة الحاسب األلي سواء العقود المبرمة بين مزود خدمات‬
‫التصديق أو طالب الخدمة أو بين جهات الترخيص المتمثلة في (هيئة تكنولوجيا المعلومات أو ما يعادلها‬
‫في التشريعات المقارنة وبين مزود خدمة التصديق من قبل العقود اإللكترونية بإعتبارها عقود خدمات‬

‫(‪ )1‬أنظر المادة ‪ 124‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪0510‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني في ضوء التشريعات العربية واإلتفاقيات الدولية الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫(‪)2‬‬

‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪41‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫إلكترونية يلتزم مقدم الخدمة المعلوماتية وفقا لشروط العقد المبرم بينه وبين الطرف اآلخر‪ ،‬وتنفيذ بنودها‬
‫العقدية وتبرز أهمية البحث في العقد اإللكتروني ومدى توافر شروطه في حالة حدوث خالف بين‬
‫(‪)1‬‬
‫أطرافه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية التقصيرية في المجال اإللكتروني‬

‫تقوم المسؤولية التقصيرية كأصل عام نتيجة اإلخالل بإلتزام قانوني‪ ،‬ووفقا ألحكام القانون المدني‬
‫الجزائري فإن المسؤولية التقصيرية قد تقوم عن األفعال الشخصية‪ ،‬وعن فعل الغير‪ ،‬وعن فعل األشياء‬
‫وقد وضع التشريع الجزائري قواعد المسؤولية التقصيرية بموجب المواد من‪ 124 :‬إلى ‪ 140‬مكرر‪ ،‬من‬
‫(‪)2‬‬
‫القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعويض الضرر‬

‫يترتب على قيام إلتزام المسؤول بتعويض المتضرر الذي لحقه الضرر‪ ،‬فالتعويض هو جبر الضرر‬
‫الذي لح ق المضرور‪ ،‬وتقدير التعويض قد يتم مباشرة عن طريق التشريع (التعويض القانوني)‪ ،‬وقد يقدر‬
‫بإتفاق (التعويض اإلتفاقي)‪ ،‬وقد يتولى القاضي في تقديره عند توافر شروط المسؤولية تقدير التعويض‬
‫الالزم لجبر الضرر‪ ،‬والتعويض قد يكون نقدة‪ ،‬وقد يكون عيني ويتمثل التعويض العيني في إعادة الحال‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى ما كانت عليه قبل وقوع العمل غير المشروع فهو يزيل الضرر الناشئ عنه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية التقنية للتوقيع اإللكتروني‬

‫أمام زيادة حجم جرائم اإلختراق واالحتيال المرتكبة عبر شبكة األنترنت‪ ،‬والتي تؤدي إلى المساس‬
‫بالخصوصية وسرية المعلومات المتبادلة عبر شبكة اإلنترنت والمرتبطة باألشخاص فإنه البد من إبتكار‬
‫وإستخدام تقنيات تضمن سرية هذه المعلومات‪ ،‬لذا سوف نتطرق إلى حماية التوقيع اإللكتروني عن طريق‬
‫التشفير‪ ،‬وكذلك عن طريق شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحماية عن طريق التشفير‬

‫وتعتبر تقنية التشفير من أهم وأنجع التقنيات المستخدمة في التجارة اإللكترونية‪ ،‬وتأمين التوقيع‬
‫اإللكتروني وحمايته من أي إعتداء أو إختراق من الغير(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.173174‬‬


‫أنظر المواد من‪ 124140 :‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪.0510‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬محمد حسن منصور‪ ،‬المسؤولية اإللكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص ص ‪345. 342‬‬
‫(‪ )4‬عمر حسن المومني‪ ،‬التوقيع االلكتروني وقانون التجارة االلكترونية‪ ،‬دارسة قانونية تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪42‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬تعريف التشفير‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية التشفير في حماية التجارة اإللكترونية بصفة عامة والتوقيع اإللكتروني بصفة خاصة‬
‫فإنه قد تم تعريفه بعدة تعريفات خاصة من طرف الفقه‪ ،‬فقد عرف على أنه‪" :‬عملية تمويه الرسالة بطريقة‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد تم تعريفه أيضا على أنه‪" :‬وسيلة الضمان إرسال‬ ‫تخفي حقيقة محتواه‪ ،‬وتجعلها رموز غير مقروءة"‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الرسائل اإللكترونية‪ ،‬ونقل المعلومات التنفيذ االتفاق بطريقة سرية"‪.‬‬

‫فالتشفير اإللكتروني إذن هو‪ :‬عبارة عن معادلة رياضية يتم من خاللها تحويل النص المراد إرساله‬
‫إلى رموز وإشارات ال يمكن فهمها إال بعد القيام بفك التشفير‪ ،‬وتحويل الرموز واإلشارات إلى نص مقروء‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد عرفهما التشريع صراحة في الفقرتين‬ ‫وذلك باستخدام مفتاحين هما المفتاح العام والمفتاح الخاص‬
‫الثامنة والتاسعة من المادة الثانية من قانون التوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬حيث عرف المفتاح الخاص‬
‫في الفقرة الثامنة من القانون ‪ 04- 15‬على أنه ‪":‬عبارة عن سلسلة من اإلعداد يحوزها حصريا الموقع‬
‫فقط‪ ،‬ويستخدم إلنشاء التوقيع ويرتبط هذا المفتاح بمفتاح التشفير العمومي" أما المفتاح العام فقد عرفه في‬
‫الفقرة التاسعة من القانون نفسه والتي تنص على ‪":‬عبارة عن سلسلة من األعداد تكون موضوعة في‬
‫متناول الجمهور بهدف تمكينهم من التحقق من اإلمضاء اإللكتروني‪ ،‬وتدرج في شهادة التصديق‬
‫اإللكتروني"‪.‬‬

‫ويفهم من هذه التعاريف أن المفتاح الخاص هو مفتاح يكون في حوزة الموقع فقط بحيث يتعين‬
‫الحفاظ عليه بطريقة سرية تضمن عدم اإلطالع عليه من الغير‪ ،‬وهذا بخالف المفتاح العام الذي يكون‬
‫في متناول الجميع وبه يتم التحقق من صحة التوقيع ونسبته للموقع‪ ،‬ويتم اإلحتفاظ به من طرف جهة‬
‫التصديق والتي تقوم بإصدار كال المفتاحين‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع التشفير‪:‬‬

‫يتم نظام التشفير من خالل إستعمال المفاتيح الخاصة بعملية تشفير رسالة البيانات ومن ثم فك‬
‫تشفيرها‪ ،‬وذلك عن طريق تحويل النص إلى إشارات ورموز غير مفهومة‪ ،‬ومن ثم إعادته إلى حالته‬
‫األولى التي كان عليها قبل التشفير‪ ،‬ولذلك فالتشفير يكون على نوعين‪ ،‬وهما التشفير المتماثل والتشفير‬
‫الالمتماثل‪.‬‬

‫عمر حسن المومني‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫هاله جمال الدين محمد محمود‪ ،‬أحكام اإلثبات في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪2012‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص‪.43‬‬
‫محمد فواز محمد المطالقة‪ ،‬الوجيز في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.159‬‬

‫‪43‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ -‬التشفير المتماثل‪:‬‬

‫يعتبر التشفير المتماثل نوع من أنواع التشفير‪ ،‬ويستخدم هذا النوع نفس المفتاح أو الرمز السري في‬
‫تشفير الرسالة وفك تشفيرها‪ ،‬بحيث أن كال طرفي العالقة القانونية والمتمثالن في مرسل الرسالة ومستقبلها‬
‫يستخدمان مفتاح واحد لتشفير الرسالة وفك تشفيرها(‪ ،)1‬ويجب على كال الطرفان في حالة إنشاء المفتاح‬
‫أن يتفقا مسبقا على كلمة المرور التي سيتم إستعمالها والتي تتكون من حروف كبيرة أو صغيرة وبعدها يتم‬
‫تحويل كلمة المرور إلى عدد ثنائي والذي يشكل مفتاح تشفير الرسالة عن طريق برمجيات التشفير‪،‬‬
‫وبعدها ترسل الرسالة ويتم إستقبالها من طرف المستقبل والذي يستخدم نفس عبارة المرور بفك التشفير‬
‫عن طريق برمجيات أخرى التي تقوم بترجمة عبارة المرور وتشكيل المفتاح الثنائي إلعادة النص إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫ورغم بساطة وسهولة هذا النوع من التشفير‪ ،‬إال أن ما يؤاخذ عليه أنه ال يحقق درجة‬ ‫شكله األصلي‬
‫(‪)3‬‬
‫كبيرة من الثقة واألمان للتعامل به‬

‫ب‪ -‬التشفير المتماثل‪:‬‬

‫يقوم هذا النوع من التشفير على زوج من المفاتيح المتماثلة أحدهم عام الذي يكون معروفا للجميع‬
‫أي يكون معروفا لدى المرسل والمستقبل وال يتم االحتفاظ به سرة‪ ،‬أما المفتاح الخاص المعروف فقط لدى‬
‫جهة واحدة وهي المرسل‪ ،‬والذي يتم إستخدامه لفك التشفير ويشترط فيه أن يظل سريا بحيث ال يستطيع‬
‫أي شخص االطالع عليه أو معرفته‪ ،‬بإستثناء الشخص الذي قام بالتوقيع(‪ ،)4‬وعلى الرغم من أن كال‬
‫المفتاحين يختلفان عن بعضهما البعض إال أنهما يرتبطان من حيث عملهما‪ ،‬وال يمكن العمل بأحدهما‬
‫دون اآلخر(‪.)5‬‬

‫بناء على ما سبق يمكن القول أن هذا النوع من التشفير هو األفضل واألكثر تحقيقا لألمن والثقة‬
‫من النوع األول‪ ،‬إال أن ما يعاب عليه أنه قد يأخذ وقتا طويال في عملية التشفير وفكها(‪.)6‬‬

‫عمر خالد زريقات‪ ،‬عقد البيع عبر اإلنترنت‪( ،‬دارسة تحليلية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 2007‬ص ‪.271‬‬
‫سمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحماية المدنية للتجارة اإللكترونية (العقد اإللكتروني المستهلك اإللكتروني)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬ ‫(‪)3‬‬

‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص‪.17‬‬


‫عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التجارة االلكترونية في التشريعات العربية واألجنبية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر مصر‪2009 ،‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ص ‪.219‬‬
‫سمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫محمد فواز محمد المطالقة‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪44‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية عن طريق شهادة التصديق اإللكتروني‬

‫لإلشارة فقط فإننا قد تناولنا في الفصل الثاني كل ما هو مرتبط ومتعلق بالتصديق اإللكتروني والذي‬
‫يبين دور شهادة التصديق في حماية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحماية الجنائية للتوقيع اإل لكتروني‬

‫تتيح التكنولوجيا الحديثة القيام بالكثير من األعمال التي كان يستحيل من قبل إنجازها فقد وفرت‬
‫هذه التكنولوجيا في مجال االتصاالت اإللكترونية إمكانية تحقق التواصل اإلنساني وإنجاز المعامالت في‬
‫سهولة تامة ويسر‪ ،‬وأتاح استخدامها حسن تقديم خدمات الرعاية الصحية وتنمية الملكية الفكرية وغيرها‬
‫من المجاالت وهذا االختالف يؤدي إلى أمرين(‪ :)1‬أولهما‪ :‬هو تعدد أوجه استعماالت هذه الوسائل‬
‫واتساعه وثانيهما‪ :‬هو الحاجة إلى تنظيم قانوني يضع اإلطار لهذه االستعماالت‪ ،‬غير أن إستعمال هذه‬
‫الوسائل ال يخلو من المخاطر فقد يستغل بعض المجرمين هذه الوسائل في إرتكاب جرائم بطريق إحتيال‬
‫أو المساس بخصوصية هؤالء المتعاملين وسرية معامالتهم‪ ،‬وهو ما يعني أن التقدم التقني قد أمد‬
‫المجرمين بوسائل بالغة القوة والفعالية في إرتكاب جرائمهم‪ ،‬وتبرز خطورة الجرائم اإللكترونية من عدة‬
‫نواحي‪:‬‬

‫فهذه الجرائم تتسم بصعوبة إثباتها‪ ،‬وقد يصعب الوقوف على ماهية اإلعتداء ذاته‪ ،‬وأثره في حال‬
‫إكتشافه‪ ،‬كما أن الدليل على إرتكابه ليس دليال مادية‪ ،‬بل ذو طابع إلكتروني وقد يحيط به عدم الوضوح‬
‫وهو ما يضعف جهات التحقيق والمحاكمة فيه‪ ،‬ومما يساعد على صعوبة إثبات هذه الجرائم هو وقوعها‬
‫في زمن قصير جدا وبمقدور الجاني فيها أن يرتكب فعله من مكان بعيد يتجاوز الحدود اإلقليمية للدولة‬
‫وهو ما يصعب من مهمة الضبط في إقتفاء أثر الجريمة‪ ،‬إذا فالجاني هو شخص يتصف بقدر كبير من‬
‫المهارة والقدرة على التعامل مع أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬ولديه من الخبرة ما يمكنه من إختراق الحواجز وفك‬
‫الشفرات‪ ،‬وهو ما يتطلب مهارة مماثلة لدى رجال الضبط لتعقبه والوصول إليه وإقامة الدليل على الفعل‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي إرتكبه‪.‬‬

‫أما العقوبة المقررة‪ :‬فعند تحقق الجريمة بركنيها المادي والمعنوي‪ ،‬يعاقب الجاني بموجب المادة ‪68‬‬
‫من القانون ‪" 04-15‬بالحبس من (‪ )3‬أشهر إلى (‪ )3‬سنوات وبغرامة مالية قدرها (‪ 1000.000‬دج) إلى‬
‫( ‪5.000.000‬دج)"‪ ،‬ولم يكتفي التشريع بالنص على عقوبات جزائية في حال المساس ببيانات التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬بل وسع من نطاق العقاب إلى فرض عقوبات مالية تتراوح مابين (‪ 200.000‬دج) إلى‬

‫أشرف شمس الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للمستند اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،2006‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬عمر حسن المومني‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪45‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪5.000.000‬دج) وعقوبات إدارية كسحب الترخيص الممنوح له‪ ،‬وهذا بشأن مؤدي خدمات التصديق‬
‫اإللكتروني في حالة اإلخالل بأحكام دفتر األعباء أو سياسة التصديق اإللكتروني الخاصة به‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب المادة ‪ 64‬من القانون‪. 04-15‬‬
‫(‪)1‬‬

‫باإلضافة أيضا إلى أن قانون المبادالت التونسي لسنة ‪ ،2000‬جرم اإلعتداء على التوقيع‬
‫اإللكتروني بموجب الفصل ‪ 48‬على أنه‪ ":‬يعاقب كل من إستعمل بصفة غير مشروعة عناصر تشفير‬
‫شخصية متعلقة بإمضاء غيره بالسجن لمدة تتراوح مابين ‪ 6‬أشهر وعامين وبخطية تتراوح بين ‪1000‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و‪ 10.000‬دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫يزيد بوحليط‪ ،‬السياسة الجنائية في مجال مكافحة الجرائم اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬أطروحة النيل شهادة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬ ‫(‪)1‬‬

‫باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2016 ،‬ص ‪.190‬‬


‫قانون رقم ‪ 83‬لسنة ‪ ،2000‬يتعلق بالمبادالت والتجارة اإللكترونية التونسية‪ ،‬المؤرخ في‪ 09 :‬أوت ‪ 2000‬الرائد الرسمي‬ ‫(‪)2‬‬

‫للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد ‪.64‬‬

‫‪46‬‬
‫النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫بعد استعراضنا لهذا الفصل نستنتج أن التوقيع اإللكتروني يعتبر آلية من آليات اإلثبات في مختلف‬
‫العقود خاصة منها عقود التجارة اإللكترونية ونظ اًر ألهمية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات فقد بادرت‬
‫مختلف التشريعات والقوانين الدولية والوطنية إلى تعريفه سواء في قوانين خاصة بالتجارة االلكترونية‪ ،‬أو‬
‫في قوانين متعلقة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬حيث يأخذ التوقيع اإللكتروني عدة صور مختلفة‪ ،‬وذلك بحسب‬
‫إصدار هذا التوقيع الذي قد يمثل رم اًز أو رقماً أو حرفاً‪ ،‬كما له عدة وظائف تظهر من خالل تحديد‬
‫شخصية الموقع والتي من خاللها يمكن تمييز هويته وكذا من خالل التعبير عن صاحب التوقيع ويكون‬
‫ذلك بالموافقة على مضمون السند أي قبوله والتزامه بما جاء في هذا السند اإللكتروني‪ ،‬وكذا منحه نفس‬
‫الحجية القانونية في اإلثبات الممنوحة للتوقيع التقليدي‪.‬‬

‫ولتحقيق التوقيع االلكتروني لوظيفته وكذا إضفاء الثقة واألمان للتعامل به‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى‬
‫وجود وسائل لحمايته كالحماية المدنية والتقنية والجنائية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫نظ ار ألهمية الدور الذي يقوم به التوقيع اإللكتروني والحرص على خلق مناخ من الثقة واألمان في‬
‫سير معامالت التجارة اإللكترونية لدى المتعاملين بوسائل اإلتصال الحديثة‪ ،‬خاصة شبكة االنترنت التي‬
‫تتيح فرص كثيرة لتقديم خدمات‪ ،‬وإبرام عقود‪ ،‬والقيام بعدة عمليات في زمن قصير‪ ،‬فهو يعمل على تأكيد‬
‫صحة البيانات الواردة في المعامالت اإللكترونية والتي من بينها التعرف والتأكد من هوية األشخاص‬
‫الذين نتواصل معهم‪.‬‬

‫وقد أثار التوقيع اإللكتروني جدال قانونيا بخصوص القبول به واالعتراف بقوته القانونية فاالنتقال‬
‫من عالم الوثائق الورقية إلى عالم البيانات المشفرة غير المادية في المعامالت اإللكترونية المختلفة استلزم‬
‫وجود طرف ثالث موثوق به يسمى بمؤدي خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬يقوم بطرقه الخاصة بالتأكد من‬
‫جدية صدور اإلرادة التعاقدية اإللكترونية ممن نسبت إليه‪.‬‬

‫لذا سنعرض من خالل هذا الفصل إلى إبراز وتوضيح مفهوم التصديق اإللكتروني فضال عن عمل‬
‫الجهات المختصة المخولة قانونا للقيام به‪ ،‬باإلضافة إلى الحجية القانونية للتصديق اإللكتروني في‬
‫اإلثبات‪.‬‬

‫وقد تم تقسيم هذا الفصل إلى‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التصديق اإللكتروني والجهات المختصة‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مدى حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‬

‫‪49‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التصديق اإللكتروني والجهات المختصة‬


‫لكي يؤدي التصديق اإللكتروني الغرض والغاية منه في تحقيق عنصري األمان والثقة في‬
‫المعامالت اإللكترونية‪ ،‬فإن من الواجبات األساسية الملقاة على عاتق جهات التصديق اإللكتروني إصدار‬
‫شهادات تصديق إلكترونية تؤكد هوية الموقع عن طريق ربطه مفتاحه العام عن طريق البيانات الخاصة‬
‫التي تتضمنها كاسم الموقع ‪ -‬الحقيقي أو المستعار ‪ -‬وأهليته ومهنته‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫فما هو المفهوم القانوني لشهادات التصديق؟ وما هي البيانات األساسية الواجب توافرها فيها؟ وما‬
‫هي أنواع الشهادات اإللكترونية؟ وما هو مدى االعتماد على الشهادات اإللكترونية األجنبية؟ هذه األسئلة‬
‫ستتم اإلجابة عنها في هذا المبحث ضمن المطلبين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم شهادة التصديق اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جهات الشهادات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم شهادة التصديق اإللكترونية‪.‬‬

‫نظ ار لخطورة وأهمية الدور الذي تلعبه شهادات التصديق اإللكترونية في إثبات هوية مرسل الرسالة‬
‫اإللكترونية عن طريق ربطه بمفتاحه العام بما يحقق عنصري الثقة واألمان بالمعامالت اإللكترونية‪ ،‬وما‬
‫يحققه من ضمان عدم إنكار أحد الطرفين توقيع الوثيقة المرسلة إلكترونية‪ ،‬وداللة على صحة أن الموقع‬
‫يملك المفتاح الخاص‪ ،‬وبالتالي فهو الذي قام بالتوقيع (‪ ،)1‬فقد عنيت تشريعات معظم الدول التي نظمت‬
‫المعامالت اإللكترونية بتوضيح مفهومها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عرفها قانون األونسترال النموذجي بأنها‪" :‬رسالة بيانات (‪ ،)2‬أو سجل يؤكدان االرتباط بين‬
‫الموقع وبيانات إنشاء التوقيع(‪. )3‬‬

‫وقد ورد في دليل تشريع قواعد األونسترال بشأن التوقيعات اإللكترونية أن الشهادة هي عبارة عن‬
‫سجل إلكتروني يتضمن مفتاحا عموميا إلى جانب اسم المشترك في الشهادة باعتباره موضوع الشهادة‪ ،‬وقد‬
‫يؤكد أن الموقع المحددة هويته في الشهادة يحمل المفتاح الخصوصي المناظر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميز التوجيه األوروبي بين الشهادة اإللكترونية البسيطة والشهادة اإللكترونية‪.‬‬

‫المعتمدة‪ ،‬فقد عرف الشهادة البسيطة بأنها‪ " :‬الشهادة اإللكترونية التي تربط البيانات الخاصة‬
‫بفحص التوقيع اإللكتروني وشخص معين وتؤكد هوية هذا الشخص‪.‬‬

‫أما المعتمدة فعرفها بأنها‪" :‬شهادة تستوفي المتطلبات المنصوص عليها في الملحق األول التي‬
‫يقدمها المكلف بخدمة التصديق المستوفي للمتطلبات المنصوص عليها في الملحق الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬نهج المشرع الفرنسي في مرسوم ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬رقم (‪ )2001 /272‬منهج التوجيه‬
‫(‪)4‬‬
‫األوروبي وميز بين االصطالحين‪ ،‬وعرف الشهادة اإللكترونية بأنها ‪:‬‬

‫المري‪ ،‬عايض راشد‪ ،‬مدى حجية الوسائل التكنولوجية الحديثة في إثبات العقود التجارية‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى‬ ‫(‪)1‬‬

‫جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪ .101‬وسيشار إليه عند وروده الحقا‪ :‬المري‪ ،‬مدى حجية الوسائل التكنولوجية‪.‬‬
‫وفقا لنص المادة (‪2‬ج) من قانون األون سترال النموذجي فإن رسالة البيانات تعني‪ :‬معلومات يتم إنشاؤها أو إرسالها أو‬ ‫(‪)2‬‬

‫استالمها أو تخزينها بوسائل إلكترونية أو ضوئية أو بوسائل متشابهة‪ ،‬بما في ذلك على سبيل المثال ال الحصر التبادل‬
‫اإللكتروني للبيانات أو البريد اإللكتروني أو البريد أو التلكس أو النسخ البرقي‪.‬‬
‫المادة (‪/2‬ب) من قانون األون سترال النموذجي‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬صباحين‪ ،‬سهى يحيى‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة عمان العربية للدراسات‬
‫العليا‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص‪ .172‬وسيشار إليه عند وروده الحقا‪ :‬صباحين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مستند يحمل الشكل اإللكتروني ويؤكد االتصال بين بيانات فحص التوقيع اإللكتروني وصاحب‬
‫التوقيع ‪ ،‬أما الشهادة المعتمدة فهي تلك المستوفية للمتطلبات المنصوص عليها في المادة السادسة من‬
‫هذا المرسوم(‪.)1‬‬

‫رابعا‪ :‬عرفها المشرع األلماني بأنها‪ " :‬الشهادة اإللكترونية التي تنسب مفتاح فحص التوقيع إلى‬
‫الشخص الموقع وتؤكد هويته‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أطلق المشرع التونسي عليها في قانون المبادالت التونسي اسم "شهادة المصادقة‬

‫اإللكترونية"‪ ،‬وعرفها بأنها‪ " :‬الوثيقة اإللكترونية المؤمنة بوساطة اإلمضاء اإللكتروني للشخص‬
‫الذي أصدرها والذي يشهد من خاللها إثر المعاينة على صحة البيانات التي تتضمنها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬عرفها مشرع إمارة دبي في قانون المعامالت اإلمارة دبي بأنها‪" :‬شهادة يصدرها مزود‬
‫خدمات التصديق يفيد فيها تأكيد هوية الشخص أو الجهة الحائزة على أداة توقيع معينة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬استخدم المشرع البحريني في قانون التجارة اإللكترونية البحريني وصف "شهادة معتمدة"‬
‫وهو يقابل وصف الشهادة المعتمدة الذي استخدمه كل من التوجيه األوروبي والمشرع الفرنسي في مرسوم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 30‬مارس لسنة ‪ 2001‬وعرفها بأنها‪:‬‬

‫سجل إلكتروني يتسم بأنه‪:‬‬

‫‪ .1‬يربط بيانات التحقق من توقيع بشخص معين‪.‬‬

‫‪ .2‬يثبت هوية ذلك الشخص‪.‬‬

‫‪ .3‬يكون صادرة من قبل مزود خدمة شهادات معتمد‪.‬‬

‫‪ .4‬مستوفر للمعايير المتفق عليها بين األطراف المعنية أو المنصوص عليها في الق اررات التي‬
‫تصدر استنادا ألحكام هذا القانون(‪.)3‬‬

‫ثامنا‪ :‬عرف المشرع المصري شهادة التصديق اإللكتروني في قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني‬
‫والالئحة التنفيذية الصادرة بمقتضاه بأنها‪" :‬الشهادة التي تصدر من الجهة المرخص لها في التصديق‬
‫وتثبت االرتباط بين الموقع وبيانات إنشاء التوقيع (‪.)4‬‬

‫حجازي‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬التجـارة اإللكترونية في القانون العـربـي النمـوذجي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجـامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 2‬أحمد‪ ،‬عوض حاج علي وحسين‪ ،‬عبد األمير خلف‪ ،‬أمنية المعلومات وتقنيات التشفير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.73‬‬
‫المادة (‪ )1‬من قانون التجارة اإللكترونية البحريني‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة (‪ )1‬من قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري والمادة (‪ )1/7‬من الالئحة التنفيذية للقانون‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪52‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويقصد ببيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‪ :‬عناصر منفردة خاصة بالموقع وتميزه عن غيره‪ ،‬ومنها‬
‫على األخص مفاتيح الشفرة الخاصة به والتي تستخدم في إنشاء التوقيع اإللكتروني (‪.)1‬‬

‫تاسعا‪ :‬أما المشرع األردني فقد عرف شهادة التصديق اإللكترونية في قانون المعامالت اإللكترونية‬
‫المؤقت بأنها‪ " :‬الشهادة التي تصدر عن جهة مختصة مرخصة أو معتمدة اإلثبات نسبة توقيع إلكتروني‬
‫إلى شخص معين استنادا إلى إجراءات تصديق معتمدة (‪.)2‬‬

‫ويالحظ على التعريفات السابقة أنها ركزت على الجانب الوظيفي لشهادة التصديق اإللكتروني‬
‫المتمثل بإثبات هوية الشخص مرسل الرسالة اإللكترونية‪ ،‬وذلك عن طريق ربطه بمفتاحه العام بما يفيد‬
‫التحقق من هويته‪ ،‬وتأكيد أن الرسالة اإللكترونية‪ ،‬أو التوقيع اإللكتروني صادر ع ن نسب إليه‪ ،‬وأن‬
‫توقيعه صحيح وأن البيانات الموقعة بيانات صحيحة صادرة عن صاحب التوقيع ولم يتم التالعب بها‪،‬‬
‫ولم يط أر عليها أي تبديل سواء بالحذف أم اإلضافة أم التغيير بحيث تصبح هذه البيانات موثقة ال يمكن‬
‫إنكارها‪.‬‬

‫عاش ار‪ :‬تطرق المشرع الجزائري إلى تعريف شهادة التصديق اإللكتروني من خالل نص المادة‬
‫(‪ )03‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 162-07 :‬على أن‪ ":‬الشهادة اإللكترونية هي وثيقة في شكل إلكتروني‬
‫(‪)3‬‬
‫تثبت الصلة بين التوقيع اإللكتروني والموقع"‬

‫نستنتج من خالل تعريف المشرع الجزائري لشهادة التصديق اإللكتروني ضمن المرسوم التنفيذي‬
‫رقم‪ 162-07 :‬أنه ركز على الشكل الذي تأخذه شهادة التصديق‪ ،‬فهي إلكترونية المصدر‪ ،‬ووظيفتها‬
‫المتمثلة في الربط بين معطيات التوقيع اإللكتروني والموقع‪ ،‬وهو التعريف نفسه الذي اعتمده في القانون‬
‫رقم‪ 04-15 :‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬حيث نص في المادة‬
‫‪ 7/2‬منه على‪" :‬شهادة التصديق اإللكتروني وثيقة في شكل إلكتروني تثبت الصلة بين بيانات التحقق من‬
‫التوقيع اإللكتروني والموقع" كما ذكر في المادة نفسها وبالتحديد في الفقرة الرابعة (‪ )04‬منها أن" بيانات‬
‫التحقق من التوقيع اإللكتروني هي رموز أو مفاتيح التشفير العمومية أو أي بيانات أخرى مستعملة من‬
‫أجل التحقق من التوقيع اإللكتروني"‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم يمكن تعريف شهادة التصديق اإللكتروني بأنها‪ " :‬هوية أو بطاقة إلكترونية‪،‬‬
‫صادرة عن جهة تصديق مختصة‪ ،‬تتضمن مجموعة من البيانات األساسية المتعلقة بالشهادة وهوية‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )1/8‬من الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة (‪ )2‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت‪.‬‬
‫(‪ )3‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ،162-07 :‬والمتعلق بنظام االستغالل المطبق على كل نوع من أنواع الشبكات بما فيها الالسلكية‬
‫الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشخص المرسل ومصدر الشهادة‪ ،‬تقوم بإثبات هوية الشخص مرسل الرسالة اإللكترونية عن طريق ربط‬
‫مفتاحه الخاص بالعام وفق ضوابط معينة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الشهادات اإللكترونية‪.‬‬

‫تتنوع الشهادات التي يمكن أن تصدرها جهات التصديق اإللكتروني‪ ،‬وتوفر كل واحدة منها مستوى‬
‫مختلفة من الموثوقية والمصداقية‪ ،‬وتتمثل أهم الشهادات التي يمكن أن تصدر عن جهات التصديق‬
‫(‪)2‬‬
‫باألنواع التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شهادات التعاريف ‪Identifying Certificates:‬‬

‫شهادات التعاريف كتلك التي تصدرها ‪ Verisign -‬إحدى أكبر جهات التصديق اإللكتروني ‪ -‬التي‬
‫تقوم بربط اسم معين بمفتاح أو زر معين‪ .‬وفي هذا النوع من الشهادات تتمثل مهمة جهة التصديق في‬
‫التحقق من هويات األشخاص‪ .‬إال أن هذه المهمة المسندة الجهة التصديق ليست بالمهمة السهلة‪ ،‬ذلك أن‬
‫تكاليف التحقق من هويات األشخاص الحاملين للبطاقات الشخصية وإعادة إصدار هذه البطاقات مرتفعة‬
‫جدة‪ .‬وبالطبع فإنه في عالم االتصاالت الرقمية ليس بالضرورة أن يكون االسم فريدة أو اسمة حقيقية‪،‬‬
‫فيجوز استخدام االسم المستعار ‪ -‬كما سيتم بيانه عند تناول موضوع بيانات شهادات التصديق ‪ -‬فقد يتم‬
‫استخدام اسم الشخص أو عنوانه أو رقم البطاقة الشخصية ‪.‬‬

‫هذه الشهادات قد يتم حفظها على أجهزة الحاسوب المتصلة (باإلنترنت)‪ ،‬أو على البطاقات الذكية ‪.‬‬

‫يجب على جهات التصديق أن تضمن هذه الشهادات توقيعها اإللكتروني باستخدام مفتاحها‬
‫الخاص‪ ،‬ذلك أنه بمجرد وضع التوقيع الخاص بجهات التصديق‪ ،‬فإن الثقة بهذه الشهادات تتحدد وفقا‬
‫للثقة التي تتمتع بها جهات التصديق ‪.‬‬

‫بعد إصدار شهادة التعاريف تقوم جهة التصديق بنشرها عبر موقعها على شبكة اإلنترنت) بحيث‬
‫تكون متاحة للجميع ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شهادة اإلذن‪: Authorizing Certificatee:‬‬

‫على الرغم من أن شهادات التعاريف تكاد تكون األكثر انتشا ار بين أنواع الشهادات اإللكترونية‪ ،‬فإن‬
‫جهات التصديق بدأت بإصدار شهادات من نوع آخر تقدم معلومات إضافية عن الشخص أكثر من مجرد‬
‫(‪)3‬‬
‫التعريف بهويته وهي شهادات اإلذن ‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد‪ ،‬عوض حاج علي وحسين‪ ،‬عبد األمير خلف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫ابو الليل‪ ،‬إبراهيم الدسوقي‪ ،‬الجوانب القانونية للتعامالت اإللكترونية‪ ،‬ط‪ ،1‬مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ،2003‬ص ‪.284‬‬
‫ابو الليل‪ ،‬إبراهيم الدسوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪54‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه الشهادات تبين مكان إقامة الشخص‪ ،‬وعمره‪ ،‬وفيما إذا كان الشخص عضوا في إحدى‬
‫المنظمات أو النقابات المهنية كنقابة المحامين ‪.‬‬

‫وهناك استخدامات عديدة لهذه الشهادات‪ ،‬فعلى سبيل المثال فقهاء القانون الذين يتبادلون أسئلة‬
‫امتحان على شبكة اإلنترنت) يتوجب عليهم إثبات العضوية في جمعية مدارس القانون األمريكية قبل‬
‫السماح ألي شخص أن يصل إلى نسخة من األسئلة وذلك بتقديم شهادة تفيد هذه العضوية ‪.‬‬

‫وهذه الشهادة رغم تعريفها بالشخص‪ ،‬خاصة إذا كانت صادرة عن جهة تصديق ذات سمعة حسنة‬
‫وتتمتع بدرجة من الموثوقية‪ ،‬فإنها تعتريها بعض العيوب تتمثل في أن البيانات التي تقدمها جهة التصديق‬
‫قد تكون غير دقيقة‪ ،‬أو أن الشخص قد يفقد السيطرة على توقيعه الرقمي مما يؤدي إلى وقوعه بيد‬
‫شخص آخر ليس من مواطني الدولة أو غير مقيم فيها‪ ،‬أو أن الشخص نفسه الذي تصدر الشهادة باسمه‬
‫قد تحدث له بعض التغييرات منذ حصوله على الشهادة‪ ،‬فقد يغادر للخارج أو يفقد جنسيته أو يتوفى‬
‫وينتقل مفتاحه الخاص لورثته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شهادات المعاملة ‪: Transactional Certificates:‬‬

‫النوع الثالث من الشهادات هو شهادات البيان‪ ،‬وهذا النوع من الشهادات يقدم بعض الحقائق عن‬
‫واقعة أو معاملة معينة‪ .‬على خالف شهادات التعاريف أو شهادات اإلذن فإن شهادات البيان لم تنشأ‬
‫لربط شخص معين بمفتاح أو رمز معين وإنما نشأت لبيان وقوع حدث ما وقت وقوعه ‪.‬‬

‫وعلى سبيل المثال إذا كان (س) من األشخاص محامية و(ص) موكله‪ ،‬فان (ص) يستطيع أن‬
‫يوقع وثيقة ما رقمية‪ ،‬هنا يصدر (س) شهادة تدل أن (ص) وقع الوثيقة رقمية بحضوره‪ ،‬قد تتضمن‬
‫الشهادة نص الوثيقة الموقعة‪ ،‬وتوقيع (ص) الرقمي على الوثيقة‪ ،‬والمفتاح العام ل(ص) وتوقيع (س) عن‬
‫طريق مفتاحه الخاص ‪.‬‬

‫الشهادة الصادرة تثبت أن (ص) وضع توقيعه بحضور (س)‪ ،‬وهو أمر قانوني أكثر منه تقني يمثل‬
‫الهدف من إصدار مثل هذا النوع من الشهادات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شهادة خاتم الوقت الرقمي ‪: Digital Time Stamping Services:‬‬

‫هي عبارة عن مستند رقمي غير قابل للتزوير‪ ،‬يشهد بأن الوثيقة موجودة في وقت محدد‪ ،‬وأنه ليس‬
‫من الصعب بيان فيما إذا كانت الوثيقة موجودة قبل أو بعد حادث معين‪ ،‬هذا النوع من الشهادات على‬
‫درجة كبيرة من األهمية ذلك أن هناك حاالت يكون فيها من المهم جدا بيان متى حدثت الواقعة بالضبط‪،‬‬
‫وإثبات أنها حدثت قبل أو بعد تاريخ معين‪ ،‬تمثل هذه الشهادة مصداقية للتوقيع الرقمي من خالل تقديمها‬
‫(‪)1‬‬
‫الدليل على الوقت الذي جرى فيه التوقيع الرقمي للوثيقة‪.‬‬

‫المري‪ ،‬مدى حجية الوسائل التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪55‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامسا‪ :‬شهادة التوقيع الرقمي ‪: Digital Signature Certificate‬‬

‫تعد شهادة التوقيع الرقمي أكثر أنواع الشهادات انتشا ار وأكثرها أهمية‪ ،‬حيث تتلخص تقنية شهادة‬
‫التوقيع بما يلي ‪:‬‬

‫يقوم من يرغب في الحصول على توقيع رقمي موثق بطلب شهادة تصديق من جهة معتمدة‪ ،‬بحيث‬
‫تحتوي على المفتاح العام الذي يقابل المفتاح الخاص الذي بحوزته أو الذي ستزوده به جهة التصديق إذا‬
‫وافقت على طلبه‪ ،‬ويتم تقديم هذا الطلب إلى جهة التصديق مباشرة أو أحد وكالئها‪ ،‬والذي يطلب من‬
‫مقدم الطلب إثبات هويته‪ ،‬كما قد يطلب وثائق تثبت قدرته على إبرام التصرفات القانونية وفي حال موافقة‬
‫جهة التصديق على الطلب فإنها تصدر توقيعه رقمية خاصة بالعميل وشهادة تصديق فيها هذا التوقيع‪،‬‬
‫وتشهد بمقتضاها بصحة التوقيع ونسبته إلى من صدر عنه‪ ،‬حيث تحتوي على المفتاح العام وكذلك‬
‫معلومات تدل على هوية صاحب المفتاح الخاص المقابل‪ ،‬أي هوية من ينسب إليه التوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كما تبين حق وسلطة صاحب التوقيع وصالحيته في إبرام التصرفات القانونية ‪.‬‬

‫وفي معرض الحديث عن أنواع شهادات التصديق اإللكترونية ال بد من التمييز بين نوعين من‬
‫الشهادات تعرضت لها بعض التشريعات المنظمة للتجارة والمعامالت اإللكترونية‪ ،‬حيث إن هناك‬
‫تشريعات ميزت بين الشهادات البسيطة والشهادات المعتمدة ورتبت على كل منها آثارة معينة‪ ،‬كما فعل‬
‫التوجيه األوروبي‪ ،‬وكذلك المشرع الفرنسي واأللماني‪ ،‬ومن التشريعات العربية المشروع البحريني حيث‬
‫أورد مصطلح شهادات معتمدة‪ ،‬مما يعني أن هناك شهادات قد تكون غير معتمدة ‪.‬‬

‫وفقا للتوجيه األوروبي فإن الشهادة ال تكون معتمدة إال إذا استوفت المتطلبات المنصوص عليها في‬
‫الملحق األول‪ ،‬وصادرة عن مكلف بخدمة التصديق مستوفي للمتطلبات المنصوص عليها في الملحق‬
‫الثاني(‪.)2‬‬

‫المشرع الفرنسي في مرسوم ‪ 30‬مارس لسنة ‪ 2001‬رقم (‪ )2001 /272‬حدد في المادة السادسة‬
‫(‪)3‬‬
‫أن الشهادة اإللكترونية ال يمكن اعتبارها معتمدة إال إذا توافرت الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تصدر عن مكلف بخدمات التصديق مستوفي المتطلبات المحددة في البند الثاني‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تشتمل الشهادة على العناصر التالية حصرة وهي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تنويه يبين أن الشهادة صادرة بصفة شهادة إلكترونية معتمدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬هوية المكلف بخدمات التصديق اإللكتروني والدولة المقيم فيها‪..‬‬

‫وأبو الليل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة (‪ )2/10‬من التوجيه األوروبي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مشيمش‪ ،‬ضياء أمين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون سنة النشر‪ ،‬ص ‪.264‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪56‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج‪ -‬اسم الموقع أو االسم المستعار على نحو يتيح كشف هويته‪.‬‬

‫د‪ -‬بيان صفة صاحب التوقيع بالنظر إلى الغاية التي بشأنها صدرت الشهادة‪.‬‬

‫ه‪ -‬بيانات فحص التوقيع التي تطابق بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫و‪ -‬بيان بداية ونهاية فترة صالحية الشهادة اإللكترونية‪.‬‬

‫ز‪ -‬الرقم السري لهوية الشهادة اإللكترونية‪.‬‬

‫ح‪ -‬التوقيع اإللكتروني اآلمن للمكلف بخدمة التصديق اإللكتروني الذي يصدر الشهادة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫ط‪ .‬شروط استخدام الشهادة اإللكترونية على األخص الحد األقصى للقيمة المالية للصفقات‬
‫التجارية التي تصدر بشأنها الشهادة‪.‬‬

‫أما المشرع األلماني فقد ربط بين التوقيع اإللكتروني المعتمد والشهادة المعتمدة ونص على أن‬
‫التوقيع اإللكتروني المعتمد يستند على شهادة معتمدة‪ ،‬في حين أن القانون الفرنسي شأنه شأن التوجيه‬
‫األوروبي لم يذكر أي تنويه عن الصلة الموجودة بين التوقيع والشهادة‪ ،‬فتم تعريف التوقيعات اإللكترونية‬
‫البسيطة واآلمنة (المعتمدة) المادة (‪ )1/2‬من المرسوم الفرنسي رقم (‪ )2001 /272‬من جانب‪ ،‬والشهادات‬
‫اإللكترونية البسيطة واآلمنة من جانب آخر المادة (‪ ،)10-9 /1‬وقد نص المرسوم الفرنسي على أن‬
‫الشهادة المعتمدة تشتمل على بيانات فحص التوقيع التي تطابق بيانات إنشاء التوقيع المادة)‪، (6/ 1/ E‬‬
‫عبارت شبيهة (المادة ‪ 2‬من التوجيه األوروبي) فهو ينص على‬
‫ا‬ ‫وقد ركز التوجيه األوروبي على ذلك في‬
‫شهادة معتمدة من جانب ومن جانب آخر على توقيع إلكتروني معتمد (مسبق)‪ ،‬وهنا نلمس اختالل‬
‫التوازن بين التوقيع اإللكتروني والشهادة التي يرتكز عليها‪ ،‬وبذلك يكون المشرع األلماني قد تبنى بمفرده‬
‫موقفا واضحا بشأن التوقيع المعتمد‪ ،‬بينما ترك المشرع األوروبي المسألة مفتوحة دون إثبات هذه الصلة‪،‬‬
‫ولم يحسم المشرع الفرنسي هذه المسألة مما ترتب عليه وجود وضع متناقض‪ ،‬بمعنى أنه ليس من‬
‫الضروري أن يرتبط التوقيع اآلمن (المتقدم) بشهادة إلكترونية معتمدة )(‪ .)1‬بمعنى أن الترابط يقتضي أن‬
‫يرتكز التوقيع اإللكتروني األكثر أمانا على شهادة أكثر أمانا‪ ،‬وليس فقط وجوب أن يكون هناك تناغم في‬
‫االصطالح ولكن يجب إبراز الصالت بين الشهادة والتوقيع من أجل تجنب إيقاع المستخدمين في الخطأ ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البيانات الواجب توافرها في شهادة التصديق اإللكترونية‪.‬‬

‫حتى تتمكن شهادة التصديق من أداء مهمتها في تأكيد صدور الرسائل والتواقيع اإللكترونية عن‬
‫أصحابها‪ ،‬وبث الثقة واألمان في نفوس المتعاملين فال بد من أن تتضمن بيانات معينة‪ ،‬هذه البيانات منها‬

‫مشيمش‪ ،‬ضياء أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.265‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪57‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما هو خاص بالمرسل صاحب الشهادة‪ ،‬ومنها ما هو خاص بالجهة المصدرة للشهادة‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫خاص بالشهادة نفسها‪ ،‬وقد تكون هذه البيانات إجبارية أو اختيارية‪.‬‬

‫ورغم أن التشريعات المنظمة للمعامالت اإللكترونية أخذت بمبدأ شهادة التصديق فإنها اختلفت فيما‬
‫بينها في كيفية تنظيمها لها‪ ،‬فبعض التشريعات حددت البيانات الواجب توافرها في شهادة التصديق‬
‫إلضفاء الحجية عليها في متن القانون المنظم للمعامالت اإللكترونية كما فعل المشرع اإلماراتي‬
‫والفرنسي‪ ،‬ومنها ما ترك تنظيم شهادة التصديق اللوائح واألنظمة كما فعل المشرع األردني والمشرع‬
‫المصري‪ ،‬حيث إنه ورد في المذكرة اإليضاحية للقانون المصري أن هذه الشروط والبيانات ذات أبعاد فنية‬
‫وتقنية دقيقة يتعذر وضعها في متن القانون‪ ،‬كما أن ورودها في الالئحة التنفيذية تقتضيه ضرورة أخرى‬
‫تتمثل بسهولة تعديلها ما دام األمر يقتضي ذلك‪ ،‬فهي عرضة للتغيير نظ ار للتطور التكنولوجي السريع‬
‫والمستمر في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال(‪. )1‬‬

‫وكذلك فإن المشرع الفرنسي نظم الشهادات اإللكترونية والبيانات التي تتضمنها في مرسوم ‪30‬‬
‫مارس لسنة ‪ 2001‬رقم (‪ ،)2001/272‬أما التوجيه األوروبي فقد نظم هذا الموضوع ضمن الملحق األول‬
‫الصادرة بمقتضاه‪.‬‬

‫إال أنه من الجدير بالذكر أن قانون األونسترال النموذجي رغم تنظيمه لجهات التصديق وااللتزامات‬
‫المترتبة عليها فإنه لم يحدد البيانات الواجب توافرها في شهادة التصديق‪.‬‬

‫وسوف نتناول في هذا المطلب البيانات اإللزامية التي ال غنى عنها في كل شهادة إلكترونية‬
‫إلضفاء الحجية عليها‪ ،‬ثم أتطرق إلى بعض البيانات االختيارية التي انفردت بها تشريعات بعض الدول‪.‬‬
‫فما البيانات اإللزامية الواجب توافرها في شهادة التصديق اإللكترونية؟ تتمثل البيانات اإللزامية بالبيانات‬
‫التالية‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أوال‪ :‬هوية صاحب الشهادة‬

‫أي من صدرت الشهادة باسمه وبناء على طلبه‪ ،‬وتشمل الهوية اسم صاحب الشهادة (الموقع) سواء‬
‫أكان اسمه الحقيقي أم كنيته أم اسمه المستعار ما دام يدل على هويته ويعرف به (‪ ،)3‬وكذلك محل‬
‫إقامته‪ ،‬إال أنه في حالة استخدام االسم المستعار لصاحب التوقيع بناء على طلبه فإن المكلف بخدمات‬

‫صباحين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة ‪ 20/4‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع االلكتروني‪ ،‬المادة األولى من الملحق األول من التوجيه األوروبي‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة (‪ )C/6/1‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪ ،272/2001‬الفصل (‪ )17‬من قانون المبادالت التونسي‪.‬‬
‫تنص المادة (‪ )8/3‬من التوجيه األوروبي على أنه‪":‬بدون اإلخالل باآلثار القانونية المترتبة على األسماء المستعارة عن‬ ‫(‪)3‬‬

‫طريق المشرع الوطني‪ ،‬فإن الدول األعضاء ال يمكنها أن تعرقل المكلف بخدمات التوثيق عن أن يذكر في الشهادة االسم‬
‫المستعار بدال من اسم الموقع"‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التصديق ملزم بحفظ الهوية الحقيقية للمشترك المرتبطة باالسم المستعار بغرض إتاحة المجال للرقابة‬
‫اإلدارية وتحريات البوليس ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ويبدو هذا البيان بديهية ولو لم يتم النص عليه صراحة في تشريعات بعض الدول‪ ،‬ولذلك فإن هناك‬
‫تشريعات لم تنص عليه صراحة كما هو الحال بالنسبة للمشرع اإلماراتي‪ ،‬ومع ذلك أرى أنه ال بد من‬
‫النص عليه صراحة لعدم إتاحة الفرصة لمن تسول له نفسه باالحتيال على نصوص القانون والتذرع بعدم‬
‫وجود نص صريح‪ ،‬إذ إنه من المبادئ القانونية األساسية أنه ال اجتهاد مع صراحة النصوص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هوية جهة التصديق المصدرة للشهادة والدولة المقيمة بها أو التابعة له‪:‬‬

‫إن التعريف بالجهة مصدرة الشهادة يضفي نوعا من الثقة واألمان بالشهادة الصادرة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫جهة التصديق تكون مسؤولة في مواجهة الغير المعتمد على الشهادة عن األضرار التي تلحق به إذا‬
‫كانت ناتجة عن إهمال وتقصير منه‪ ،‬ويتم التعريف بجهة التصديق اإللكتروني بوضع اسمها الحقيقي‬
‫على شهادة التصديق سواء أكانت شخصا طبيعيا أو الممثل القانوني للشخص المعنوي‪ ،‬ويمكن أن يتم‬
‫وضع االسم التجاري للشخص المعنوي كأن يدرج في شهادة التصديق البيان التالي‪ :‬اسم مصدر الشهادة‬
‫‪.Verisign‬‬

‫ثالثا‪ :‬التوقيع اإللكتروني للجهة المصدرة للشهادة‬

‫وهذا يضفي على الشهادة اإللكترونية المصداقية والثقة واألمان ويؤكد عدم تزويرها‪ ،‬هذا التوقيع‬
‫اإللكتروني لجهة التصديق يمكن التثبت من صحته باستخدام المفتاح الشفري العام الخاص بجهة‬
‫التصديق اإللكتروني المذكور في شهادة أخرى من قبل جهة تصديق إلكتروني أخرى (والتي يمكن أن‬
‫تكون على مستوى أعلى من ذلك وذلك فيما يتعلق بالرتبة‪ ،‬ولكن ذلك ليس بالضرورة)‪ ،‬وتلك الشهادة‬
‫األخرى يمكن تصديقها بدورها بوساطة المفتاح الشفري العام المذكور في شهادة أخرى وهكذا حتى يثبت‬
‫الشخص المعتمد على التوقيع من صحته‪ ،‬في كل حالة فإن جهة التصديق اإللكتروني المصدرة للشهادة‬
‫يجب أن توقع إلكترونيا على الشهادة الخاصة بها خالل الفترة التشغيلية للشهادة األخرى المستخدمة‬
‫للتثبت من صحة التوقيع اإللكتروني لجهة التصديق اإللكتروني(‪.)2‬‬

‫رابعا‪ :‬فترة صالحية الشهادة وذلك بتحديد تاريخ بدء سريانها وتاريخ انتهائها‪.‬‬

‫يعتبر هذا البيان من البيانات الجوهرية إذ إنه يحدد النطاق الزمني لمسؤولية جهة التصديق عن‬
‫البيانات الواردة في الشهادة خالل فترة سريان الشهادة‪ ،‬وإذا ما انتهت فترة صالحية الشهادة فإنه يجب‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ERIC A. CAPRIOLI. La Loi Francaise Sur La Preuve et La Signature Electronique Dans La (1) Perspective‬‬
‫‪Européene. Dir 199993 CE du parlement Européen et ducon seil du 13 decembre1999, JCP, ed. G.3 Mai 2000.‬‬
‫‪No. 18, p.794‬‬
‫ابو زيد‪ ،‬محمد محمد مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية‪ ،‬ط‪ ، 1‬بدون ناشر ‪ ،2002‬ص‪.273‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪59‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على جهة التصديق أن تبين ذلك بأن تنشر قائمة بالشهادات الصالحة لالستعمال والشهادات الملغية‪ ،‬وهو‬
‫ما عبر عنه المشرع المصري في الالئحة التنفيذية بعنوان الموقع اإللكتروني )‪ (Website‬المخصص لقائمة‬
‫الشهادات الموقوفة أو الملغاة (‪ ،)1‬كما ألزم المشرع التونسي مزود خدمات المصادقة بمسك سجل إلكتروني‬
‫خاص بالشهادات اإللكترونية ويتضمن السجل تاريخ تعليق العمل بالشهادة أو إلغائها )‪. (2‬‬

‫ومن البيانات المرتبطة بهذا البيان ونصت عليه تشريعات بعض الدول لكنه ليس إلزامية ‪ -‬برأيي ‪-‬‬
‫البيان الذي يحدد الرقم التسلسلي للشهادة‪ ،‬أو ما يسمى الكود الرقمي الخاص بالشهادة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المفتاح العام لصاحب التوقيع الذي يناظر المفتاح الخاص )‪.(3‬‬

‫ويبدو هذا البيان غاية في األهمية‪ ،‬إذ إنه يمكن مستقبل الرسالة من التحقق من صحة التوقيع‬

‫اإللكتروني للمرسل عن طريق مطابقة المفتاح العام للمفتاح الخاص‪ ،‬مما يؤكد أن الرسالة اإللكترونية‬
‫صادرة عن المرسل نفسه ولم تتعرض ألي تزوير أو تحريف‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬البيان المتعلق بحدود استخدام الشهادة وحدود قيمة الصفقات التجارية التي يجري‬
‫بشأنها استخدام الشهادة (‪.)4‬‬

‫كأن تتضمن الشهادة البيان التالي‪ :‬إن هذه الشهادة صالحة لالستخدام في أية صفقة تجارية ال‬
‫تتجاوز قيمتها (‪ )500‬ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعمالت األجنبية‪ ،‬فما يزيد على النصاب المذكور‬
‫بالشهادة‪ ،‬أو التعدي عن نوع التصرف الذي من أجله صدرت الشهادة فال تسأل عنه الجهة التي أصدرت‬
‫الشهادة‪ ،‬ويعتبر إهماال وتقصيره من الشخص الذي اعتمد على الشهادة (‪.)5‬‬

‫تعتبر البيانات سالفة الذكر بيانات إلزامية ال غنى عنها في أية شهادة تصديق إلكترونية إلضفاء‬
‫الحجية عليها وتمكين الغير من االعتماد عليها وبث الثقة واألمان في نفوس المتعاملين عبر شبكة‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى هذه البيانات اإللزامية ‪ -‬التي نصت عليها تشريعات الدول المنظمة للشهادة‬
‫اإللكترونية ‪ -‬هناك بيانات أخرى يمكن تضمينها للشهادة اإللكترونية نصت عليها تشريعات بعض الدول‪،‬‬

‫الفصل (‪ )14‬من قانون المبادالت التونسي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة‪ 20/8‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني المصري‪ ،‬المادة (‪ )7‬من الملحق األول للتوجيه األوروبي‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة (‪ )G/6/1‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪.272/2001‬‬


‫لينا إبراهيم يوسف حسان‪ ،‬التوثيق اإللكتروني ومسؤولية الجهات المختصة به ‪-‬د ارسة مقارنة‪ ،-‬دار الراية‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،2009‬ص ‪.126‬‬
‫الريضي‪ ،‬عيسى غسان‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الحقوق بجامعة عين‬ ‫(‪)4‬‬

‫شمس‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.147‬‬


‫المادة (‪ )1‬من الملحق األول للتوجيه األوروبي‪ ،‬المادة (‪ )A/6/1‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪.272/2001‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪60‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من ضمنها ما جاء في الملحق األول للتوجيه األوروبي والمرسوم الفرنسي رقم (‪ - )2001 /272‬وهي‬
‫التشريعات التي ميزت بين الشهادة البسيطة والمعتمدة – فقد أوصت هذه التشريعات العتبار الشهادة‬
‫معتمدة أن تتضمن بيانا يفيد باعتبارها شهادة إلكترونية معتمدة‪ .‬وهذه اإلشارة الغرض منها إتاحة الفرصة‬
‫للمستخدم لتقدير درجة األمان في وسيلة التوقيع اإللكتروني المستخدمة وصالحيتها لالنتهاء(‪.)1‬‬

‫ومن البيانات األخرى التي يمكن إضافتها للشهادة اإللكترونية صفة الموقع بالنظر إلى الغاية التي‬
‫تجري بشأنها الشهادة (‪ ،)2‬كأن يتم ذكر مركزه المالي‪ ،‬واألحكام والدعاوى المتعلقة بإفالسه‪.‬‬

‫وقد حرصت بعض التشريعات على منع الجهة التي تصدر الشهادات اإللكترونية من إضافة أو‬
‫تعديل أو إلغاء أي بيان من البيانات المقدمة لها من أصحاب الشأن‪ ،‬أو استعمال تلك البيانات خارج‬
‫نطاق توظيفها في إصدار شهادة تصديق إلكترونية (‪ ،)3‬وال شك أن ذلك يزيد من القيمة القانونية لشهادة‬
‫)‪(4‬‬
‫التصديق اإللكترونية)‪ .‬وفيما يلي رسم توضيحي لشهادة التصديق اإللكترونية ‪:‬‬

‫‪Name: User.‬‬

‫‪Public Key Of Alice‬‬

‫‪Digital Signature of‬‬


‫‪Certification Authority‬‬
‫)‪(C.A‬‬

‫)‪ (1‬لينا إبراهيم يوسف حسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬


‫صباحين‪ ،‬سهى يحيى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬الريضي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫(‪ )4‬هذا الرسم التوضيحي منشور على شبكة اإلنترنت على الموقع‪:‬‬
‫‪http// WWW.e signature. gov. eg/materials/Electronic Signature Mechanizm Arabic, .6. doc, p .‬‬

‫‪61‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وإذا أردنا وضع رسم أمثل لشهادة تصديق إلكترونية مستوفية كامل البيانات اإلل ازمية يمكن تصور‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫شهادة توثيق إلكترونية صادرة عن شركة اليوبيل الذهبي‬


‫الخدمات التوثيق اإللكتروني‬
‫اسم صاحب الشهادة ومحل إقامته‪ :‬محمد أحمد طوالبة ‪ /‬عمان األردن ‪.‬‬

‫المفتاح العام لصاحب الشهادة‪D.M - T :‬‬

‫تاريخ إصدار الشهادة‪.2006 /1 /1 :‬‬

‫صالحة لغاية ‪2007/12/31 :‬‬

‫اسم مصدر الشهادة ومحل إقامته‪ :‬شركة اليوبيل الذهبي لخدمات التوثيق‬
‫اإللكتروني ‪ /‬مفوضا بالتوقيع عنها السيد سعيد حسين حمدان‪ ،‬عمان ‪-‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫التوقيع اإللكتروني المصدر الشهادة ‪:‬‬

‫‪ ‬هذه الشهادة ال تستخدم إال في الصفقات التجارية التي ال تزيد‬


‫قيمتها على (‪ )500‬ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جهات التصديق اإللكتروني‬

‫إن الثقة واألمان والسرية تأتي في مقدمة الضمانات التي يجب توافرها لتشجيع وتنمية المعامالت‬
‫اإللكترونية‪ ،‬إذ إنها تتم بآن مخالف ال يلتقون وال يجمعهم مكان واحد‪ ،‬وفي الغالب ال يعرف بعضهم‬
‫بعضا‪ ،‬مما يستوجب توفير ضمانات كافية لتحديد التربية هوية األطراف وحقيقة التعامل ومضمونه‪ ،‬وبث‬
‫الثقة في نفوس المتعاملين عن طريق التأكد من إرادة التعاقد وصحتها ونسبتها إلى من صدرت عنه‪،‬‬
‫ولتحقيق األهداف ضمانات السابقة كان ال بد من وجود طرف ثالث محايد وموثوق‪ ،‬مستقل عن أطراف‬
‫العالقة العقدية‪ ،‬وليست له أية مصلحة مالية أو غير مالية في الصفقة التي أنشئت بمناسبتها رسالة‬
‫البيانات المقترنة بالتوقيع اإللكتروني والمصدق عليها من قبله ‪.‬‬

‫من هنا كان وجود هذا الطرف المحايد مطلبا قانونية وفنية ال خالف عليه لتدعيم الثقة في‬
‫المعامالت التي تتم بوسائل إلكترونية ‪ -‬خاصة عبر اإلنترنت ‪ -‬وتسهيل عملية إثباتها‬

‫فما هذه الجهات؟ وما هو مفهومها القانوني؟ وما هي الوظائف التي تؤديها؟‪،‬‬

‫وماهي الشروط الواجب توافرها فيها لكي تقوم بوظيفة تصديق الرسائل والتواقيع اإللكترونية ونسبتها‬
‫ألصحابها وبث الثقة واألمان في نفوس المتعاقدين؟‬

‫هذه التساؤالت ستتم اإلجابة عنهما في هذا المبحث ضمن المطالب التالية ‪:‬الفرع األول‪ :‬تعريف‬
‫جهات التصديق اإللكتروني ووظائفها‪ .‬وفي الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في جهات التصديق‬
‫اإللكتروني ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف جهات التصديق اإل لكتروني ووظائفها‪.‬‬

‫ابتداء نقول إنه ال يوجد تعريف فقهي متفق عليه لجهات التصديق اإللكتروني‪ ،‬كما أنه ال توجد‬
‫تسمية موحدة لهذه الجهات في تشريعات الدول المختلفة التي نظمت عملها ومسؤوليتها‪ .‬لذلك سوف‬
‫نعرض لبعض التعريفات القانونية التي جاءت بها تشريعات بعض الدول مع التسميات المختلفة لها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أطلق عليها قانون األونسترال النموذجي اسم (مقدم خدمات التصديق)‪.‬‬

‫وتم تعريفها من طرف ‪ Provider Certfication Service‬بأنها‪" :‬شخص يصدر شهادات ويجوز أن‬
‫يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات اإللكترونية" (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬استخدم المشرع األوروبي المصطلح نفسه ‪ Provider Certification Service‬وعرفها في‬
‫التوجيه الصادر عنه بأنها‪" :‬كل وحدة أو شخص طبيعي أو معنوي يبادر بإصدار شهادات تصديق‬
‫‪.‬‬
‫إلكترونية أو تقديم خدمات أخرى متصلة بالتوقيعات اإللكترونية‬

‫ويقصد بالخدمات المرتبطة بالتوقيع اإللكتروني التقنيات التي تسمح بإصدار نتبع نموذجي‪ ،‬أو‬
‫خدمات النشر واالطالع والخدمات المعلوماتية األخرى كالحفظ في أرشيف (‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬أطلق عليها المشرع الفرنسي اسم (المكلف بخدمة التصديق اإللكتروني) وعرفها في المرسوم‬
‫رقم (‪ )2001 /272‬الصادر في ‪ 30‬مارس‪ 2001 /‬بأنها‪" :‬كل شخص يصدر شهادات إلكترونية أو يقدم‬
‫خدمات أخرى متعلقة بالتوقيع االلكتروني(‪.)3‬‬

‫رابعا‪ :‬استخدم المشرع األلماني مصطلح (المكلفون بخدمة التصديق) إال أنه وضع تعريفا أضيق‬
‫من التعريف الوارد في التوجيه األوروبي والمرسوم الفرنسي‪ ،‬حيث يعرف القانون األلماني المكلفين‬
‫بخدمات التصديق بأنهم‪" :‬األشخاص الطبيعيون أو المعنويون الذين يصدرون شهادات معتمدة‪ ،‬أو‬
‫شهادات مؤرخة معتمدة ‪".‬‬

‫على هذا النحو فإن القانون األلماني ينص على ثالث وظائف للمكلف بخدمات التصديق‪:‬‬

‫‪ .1‬إصدار الشهادات اإللكترونية‪.‬‬


‫‪ .2‬تخصيص مفتاح التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع تاريخ للشهادات اإللكترونية(‪.)4‬‬

‫الصمادي‪ ،‬حازم نعيم‪ ،‬أهم الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر القانون والحاسوب الذي عقدته كلية‬ ‫(‪)1‬‬

‫القانون بجامعة اليرموك في الفترة ما بين ‪ 14 - 12‬تموز‪ ،2004 ،‬ص ‪.91‬‬


‫ثروت‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة (‪ )1‬فقرة (‪ )11‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪.272/2001‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪.Jaluzot (B); Transpostion de La directive. Signature electronique: Comparaison Franco alemande, Rec.‬‬
‫‪Dalloz 2004 . No.40, p. 2869‬‬

‫‪63‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامسا‪ :‬سماها المشرع التونسي (مزود خدمات المصادقة اإللكترونية) وعرفها في قانون المبادالت‬
‫التونسي بأنها‪" :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يحدث ويسلم ويتصرف في شهادات المصادقة ويسدي‬
‫خدمات أخرى ذات عالقة باإلمضاء اإللكتروني(‪.)1‬‬

‫سادسا‪ :‬سماها مشرع إمارة دبي (مزود خدمات التصديق وعرفها في قانون المعامالت والتجارة‬
‫اإللكترونية إلمارة دبي بأنها‪" :‬أي شخص أو جهة معتمدة أو معترف بها تقوم بإصدار شهادات تصديق‬
‫إلكترونية أو أية خدمات أو مهمات متعلقة بالتواقيع اإللكترونية المنظمة بموجب أحكام الفصل الخامس‬
‫من هذا القانون (‪.)2‬‬

‫سابعا‪ :‬ميز المشرع البحريني بين اصطالحين‪:‬‬

‫"مزود خدمة الشهادات"‪ ،‬و "مزود خدمة شهادات معتمد في قانون التجارة اإللكترونية البحريني؛‬
‫وعرف األول بأنه‪ " :‬الشخص الذي يصدر شهادات إثبات الهوية ألغراض التوقيعات اإللكترونية أو الذي‬
‫يقدم خدمات أخرى تتعلق بهذه التوقيعات"‪ ،‬وعرف الثاني بأنه‪ " :‬مزود خدمة شهادات يتم اعتماده إلصدار‬
‫شهادات معتمدة طبقا‬

‫األحكام المادتين (‪ 16‬و‪ )17‬من هذا القانون (‪.)3‬‬

‫وتحدد المادة (‪ )16‬من القانون إجراءات اعتماد مزودي خدمة الشهادات وشروط الحصول على‬
‫االعتماد‪ ،‬أما المادة (‪ )17‬فتتعلق باعتماد مزودي خدمة الشهادات الخارجيين وإلغاء اعتمادهم‪ .‬وسيتم‬
‫تناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل عند الحديث عن شروط اعتماد جهات التصديق اإللكتروني في‬
‫المطلب الثاني من هذا المبحث‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬أطلق عليها المشرع المصري اسم (جهات التصديق اإللكتروني في الالئحة التنفيذية لقانون‬
‫التوقيع اإللكتروني المصري وعرفها بأنها‪ " :‬الجهات المرخص لها بإصدار شهادة التصديق‬
‫(‪)4‬‬
‫اإللكتروني وتقديم خدمات تتعلق بالتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬أما المشرع األردني في قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت فلم يورد أي تعريف‬
‫للجهة المختصة بإصدار شهادات التصديق‪ ،‬والسبب في ذلك أن المشرع األردني ناط بمجلس الوزراء‬
‫إصدار األنظمة الالزمة لتنفيذ أحكام قانون المعامالت اإللكترونية‪ ،‬ومن ضمنها اإلجراءات المتعلقة‬

‫الصمادي‪ ،‬حازم نعيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة (‪ )2‬من قانون المعامالت إلمارة دبي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المادة (‪ )1‬من قانون التجارة اإللكترونية البحريني‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫المادة (‪ )1‬الفقرة (‪ )6‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني المصري‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪64‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بإصدار شهادات التصديق‪ ،‬والجهة المختصة بذلك‪ ،‬والرسوم التي يتم استيفاؤها لهذه الغاية (‪ ،)1‬وحتى‬
‫هذه اللحظة لم يصدر عن مجلس الوزراء تلك األنظمة كما فعل المشرع المصري بإصدار الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني المصري ‪.‬‬

‫يالحظ على ما ورد ذكره من تعريفات أن معظم التشريعات ركزت في تحديدها المفهوم جهات‬
‫التصديق على بيان الوظيفة األساسية لهذه الجهات والمتعلقة بإصدار شهادات التصديق اإللكتروني‪،‬‬
‫باإلضافة لتقديم أي خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيع اإللكتروني ‪.‬‬

‫بناء على ذلك يمكننا اعتماد التعريف اآلتي لجهات التصديق اإللكتروني ‪:‬‬

‫شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬عام أو خاص‪ ،‬مرخص أو متفق عليه‪ ،‬يخضع إلشراف الدولة ورقابتها‪،‬‬
‫ويقوم بدور الوسيط اإللكتروني عن طريق إصدار شهادات تصديق إلكترونية تحدد هوية الشخص‬
‫المرسل‪ ،‬باإلضافة إلى أي خدمات أخرى تتعلق بالتوقيع اإللكتروني ‪".‬‬

‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هناك العديد من الشركات على شبكة اإلنترنت) التي تقوم بخدمة‬
‫إصدار الشهادات والتصديق على التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ومن هذه الشركات ومواقعها ‪:‬‬
‫‪ARINC: http://www.arinc. com.‬‬
‫‪Verisign: http: //www. verisign. com.‬‬
‫‪Thawte: http://www. thawte. com.‬‬
‫‪Webtrust: http: //www. webtrust. net.‬‬

‫وإحدى هذه الشركات الكبرى شركة "غلوبل ساين" المعترف بها عالميا في مجال الشهادات الرقمية‬
‫‪ ،(2) http://www.globalsign.be‬وتقوم هذه الشركة بإصدار شهادة‬

‫رقمية تربط هوية ما بمفتاحين إلكترونيين تستخدم لتشفير المعلومات اإللكترونية وتوقيعها‪ ،‬إنها‬
‫تؤمن ‪:‬‬

‫‪ )1‬ترسيخ الثقة المتبادلة في االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬ليثق كل فريق بهوية اآلخر‪.‬‬

‫‪ )2‬ضمان عدم رفض االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬وتباشر هذه السلطة عملها من خالل ربط هوية‬
‫المشترك بمفتاح رقمي وتصادق على صحة المفتاح العام ومالكه‪ ،‬كما تصادق على أنهما مرتبطان‬
‫ببعضهما ارتباط أكيدة‪ .‬وتقدم هذه الشركة خدمة الشهادات الرقمية الفردية بإصدار شهادات رقمية من‬
‫ثالث فئات ذات المستويات المتزايدة تدريجية لضمان الهوية‪:‬‬

‫المادة (‪/40‬ب) من قانون المعامالت اإللكترونية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مشيمش‪ ،‬ضياء أمين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.169‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪65‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفئة (‪ :)1‬شهادات مجانية لتجربة البريد اإللكتروني المضمون السرية واالستطالع على شبكة‬
‫"إنترنت المضمون السرية‪.‬‬

‫الفئة (‪ :)2‬ضمان الهوية والسرية لمعظم المعامالت التجارية ذات القيم المنخفضة مثل الشراء من‬
‫خالل االتصال المباشر‪.‬‬

‫الفئة (‪ :)3‬ضمان الهوية للمعامالت التجارية ذات القيم المرتفعة مثل المعامالت المصرفية‬
‫اإللكترونية وتنفيذ العقود)‪. (1‬‬

‫كما تصدر شهادات الملقم )‪ (Server‬أو المستخدم لضمان سرية وموثوقية االتصاالت عبر الشبكة‪،‬‬
‫وتصدر شهادات خاصة بنشر السلع التي تضمن مصدر البرنامج وسالمته‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تقوم هذه‬
‫الشركات بخدمات خاصة تتوقف على الزبون ‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فان هذه الشركات ال تستخدم سوى األنظمة الموثوق بها عندما تقدم خدماتها‪،‬‬
‫وهي تتحمل مسؤولية عملها تجاه المشتركين والحاصلين على الشهادات‪ ،‬وأي شخص آخر قد يعتمد على‬
‫الشهادات والتواريخ التي تصدرها‪ ،‬وهي تؤمن توقيت العمليات بحيث يعد طبع التاريخ والوقت دليال على‬
‫التوقيت الصحيح عند القيام بعمل ما ‪.‬‬

‫وأخي ار فإن هذه الشركات واألنظمة الموثوق بها وتحافظ عليها المراقبة األحداث كافة‪ ،‬مثل إعداد‬
‫المفتاح‪ ،‬وتقديم الحصول على شهادة‪ ،‬والتصديق على الشهادة وتوقيفها وإلغائها ‪.‬‬

‫ويقوم خبير حسابي مطلع على األمور الخاصة بسرية الكمبيوتر أو متخصص في األمور الخاصة‬
‫بسرية الكمبيوتر معترف به بمراجعة عمليات "غلوبال ساين" وسلطات التسجيل المحلية التابعة لها مرة في‬
‫السنة على األقل‪ ،‬بغية تقييم مطابقة تقرير الشركة واالتفاقيات والمناهج واإلجراءات والمعايير األخرى‬
‫المطبقة (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف جهات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫يمكن القول إن وظيفة جهات التصديق اإللكتروني ال تقتصر على إصدار شهادات تصديق تحدد‬
‫هوية المتعاملين في التعامالت اإللكترونية‪ ،‬وأهليتهم القانونية للتعامل والتعاقد عن طريق التحقق من‬
‫مضمون هذا التعامل وسالمته‪ ،‬وكذلك جدته وبعده عن الغش واالحتيال‪ ،‬وإنما هناك عدة وظائف يمكن‬
‫أن تؤديها جهات التصديق تتلخص بالوظائف التالية ‪:‬‬

‫‪ )1‬التحقق من صحة التواقيع اإللكترونية ونسبتها إلى أصحابها‪.‬‬

‫مشيمش‪ ،‬ضياء أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫مشيمش‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪66‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )2‬إصدار تواقيع رقمية عن طريق إصدار المفاتيح اإللكترونية سواء المفتاح الخاص الذي يتم‬
‫بمقتضاه تشفير الرسائل والتواقيع اإللكترونية‪ ،‬أو المفتاح العام الذي يتم بمقتضاه فك التشفير مع االحتفاظ‬
‫بنسخة عن المفتاح العام دون الخاص الذي يبقى في حوزة صاحبه وال يحق ألحد االطالع عليه ‪.‬‬

‫‪ )3‬أرشفة المعلومات المتعلقة بالشهادات عن طريق مسك سجالت خاصة بالشهادات الصالحة‬
‫لالستعمال والشهادات الملغاة والشهادات الموقوف العمل بها‪ ،‬وتاريخ اإللغاء أو الوقف‪.‬‬

‫‪ )4‬إنشاء قواعد معلومات حول الشركات (رقم أعمالها‪ ،‬نشاطها‪.)...‬‬

‫‪ )5‬تسجيل عملية إصدار الرسائل واستالمها‪ ،‬وختم هذه العملية‪ ،‬وتوفير خدمات التأريخ‬
‫(‪)1‬‬
‫)‪ (Horodatage‬أي التوقيع المؤرخ على ملخص عن الرسالة‪.‬‬

‫‪ )6‬تعقب المواقع التجارية على اإلنترنت) للتحري عنها وعن جديتها ومصداقيتها‪ ،‬فإذا تبين عدم‬
‫أمن أحد المواقع فإنها تقوم بتوجيه رسائل تحذيرية للمتعاملين توضح فيها عدم مصداقية الموقع (‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط الواجب توافرها في جهات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫نظ ار لخطورة وأهمية الدور المسند لجهات التصديق اإللكتروني في تحقيق عنصري الثقة واألمان‬
‫القانوني للصفقات المبرمة بطرق إلكترونية‪ ،‬فإنه ال بد من أن تستوفي هذه الجهات بعض الشروط‬
‫والمتطلبات األساسية لتتمكن من ممارسة مهامها ووظائفها‪.‬‬

‫هذه الشروط منها ما هو عام متفق عليه بين التشريعات التي نظمت عملها‪ ،‬ومنها ما هو خاص‬
‫بهذه التشريعات‪.‬‬

‫بشكل عام يمكن تقسيم هذه الشروط إلى شروط إدارية‪ ،‬وفنية‪ ،‬ومالية‪ ،‬وشخصية‪ ،‬وسأتناول هذه‬
‫الشروط في أربعة فروع على النحو اآلتي الشروط اإلدارية والشروط الفنية والشروط المالية والشروط‬
‫الشخصية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط اإلدارية‪.‬‬

‫تتمثل الشروط اإلدارية في شرطي الترخيص واالعتماد من جهات الدولة المعنية‪ ،‬حيث إنه من‬
‫النقاط الخالفية على المستوى الدولي المسألة المتعلقة باالعتماد والترخيص والرقابة على جهات التصديق‪،‬‬
‫والقيمة الثبوتية للرسائل والتواقيع اإللكترونية المصادق عليها من سلطة غير معتمدة رسمية‪ ،‬وفي هذا‬
‫الشأن ظهر نظامان أحدهما اختياري والثاني إجباري‪.‬‬

‫الحجار‪ ،‬وسيم شفيق‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪.223‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أبو الليل‪ ،‬التعامالت اإللكترونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪67‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1‬النظام االختياري (وهو الوضع السائد) ‪:‬‬

‫وفي هذا النظام يعود للدول أن تفرض نظام لالعتراف المهني بجهات التصديق‪ ،‬إال أن هذا النظام‬
‫يبقى اختيارية وال يكون له طابع إلزامي ‪.‬‬

‫من وجهة نظر البعض فإن هذا النظام يجد سندين أحدهما قانوني واآلخر واقعي‪ :‬السند القانوني‬
‫يتمثل بمبدأ حرية اإلثبات في المواد التجارية‪ ،‬فال أفضلية بين مستند موقع وبين مستند غير موقع‪ ،‬فكيف‬
‫باألحرى بين مستند موقع وفق شهادة معتمدة وآخر موقع بدون شهادة ‪.‬‬

‫أما السند الواقعي فيرتبط بتنوع المعامالت اإللكترونية‪ ،‬فقد ال تستلزم كلها المستوى نفسه من‬
‫الموثوقية واألمان‪ ،‬إذ إنه بارتفاع درجات الموثوقية تزداد الكلفة وتتعقد التقنية (‪.)1‬‬

‫‪ .2‬النظام اإلجباري ‪:‬‬

‫إن معظم التشريعات التي نظمت عمل جهات التصديق اإللكتروني جعلت شرط االعتماد‬
‫والترخيص المسبق شرطا أساسيا لالعتراف بجهات التصديق‪ ،‬إال أن هذا الترخيص يتعين حصره في جهة‬
‫حكومية‪ ،‬ذلك ألن شهادة التصديق اإللكتروني أو شهادة التعريف الرقمية التي تمنح من مزودي الخدمة‬
‫يترتب عليها آثار قانونية في حق أطراف المعاملة اإللكترونية‪ ،‬تؤدي دورة في الحياة بطريقة إلكترونية‬
‫يعادل دور جواز السفر أو رخصة القيادة أو شهادة حسن السير والسلوك‪ ،‬فهي رخصة يستخدمها الفرد‬
‫في معامالته ‪.‬‬

‫اإللكترونية‪ ،‬كما تساعد الطرف اآلخر في تعامالته من أجل التوثق من هوية المستخدم‪ ،‬وتتيح‬
‫لألخير التوثق من هوية الطرف اآلخر‪ ،‬حتى تتم المعامالت التجارية الفردية في أمان يسهم في توافر بيئة‬
‫آمنة للتعامل التجاري‪ ،‬ويدفع بالتجارة اإللكترونية لمزيد من االنتشار (‪.)2‬‬

‫والباحثة تؤيد من يرى بأن النظام اإلجباري للترخيص يفوق النظام االختياري ويحقق درجة عالية‬
‫من الثقة واألمان المنشودين لدى المتعاملين بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬ذلك أن جهات التصديق المرخصة لم‬
‫تحصل على هذا الترخيص إال بعد استيفائها متطلبات وشروطة أساسية تبعث الثقة لدى المرسل إليه في‬
‫االعتماد على الرسائل والتواقيع الموثقة‪ ،‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن جهات التصديق المرخصة‬
‫سوف تبذل كل العناية والدقة الالزمتين لتقوم بوظيفة التصديق اإللكتروني وإصدار شهادات تصديق‬
‫مستوفية للشروط کاملة‪ ،‬خاصة إذا ما كانت مهددة بسحب الترخيص منها وإلغاء اعتمادها كجهة تصديق‬
‫معتمدة من الجهة التي منحتها الترخيص وفقا لقوانين الدولة وأنظمتها‪ ،‬إذا ما أخلت بأي من االلتزامات‬
‫المفروضة عليها وأصبحت غير مستوفية للمتطلبات والشروط التي يتم بناء عليها منحها الترخيص‪.‬‬

‫الحجار‪ ،‬وسيم شفيق‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬مقدمة في التجارة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طالب الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.134‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪68‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن إثبات صحة التوقيع الرقمي الموثق بشهادة صادرة من جهة توثيق مرخصة‪،‬‬
‫وكذلك إثبات نسبة التوقيع إلى صاحبه‪.‬‬

‫باالعتماد على هذه الشهادة قد ال يثير صعوبات أمام القضاء‪ ،‬لما تتمتع به هذه الجهات من‬
‫مقومات أمان تتميز بها عن غيرها من جهات التصديق (‪.)1‬‬

‫بعد هذا العرض الموجز لهذين النظامين يمكن القول إن تشريعات الدول تتباين في تبني أي من‬
‫النظامين السابقين‪ ،‬فبعضها تشدد في منح الترخيص لمزاولة مهنة التصديق اإللكتروني كالمشرع األردني‬
‫والتونسي والمصري واإلماراتي والبحريني‪ ،‬في حين أبدي البعض اآلخر مرونة وجعل الترخيص المسبق‬
‫لمزاولة مهنة التصديق أمر اختيارية وليس إجبارية ما دامت جهة التصديق تتمتع بقدر من الموثوقية‬
‫والمصداقية المباشرة عملها كما هو الوضع في التوجيه األوروبي وقانون األونسترال النموذجي‪ ،‬والمرسوم‬
‫الفرنسي والمشرع األلماني وسوف نعرض لموقف التشريعات على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبر المشرع التونسي في قانون المبادالت والتجارة اإللكترونية التونسي شرط الحصول على‬
‫ترخيص مسبق شرط أساسيا فيمن يرغب في ممارسة مهنة التصديق اإللكتروني‪ ،‬وحدد الجهة المخولة‬
‫وهي مؤسسة عامة تتمتع‬ ‫(‪)2‬‬
‫بمنح الترخيص بالوكالة الوطنية للمصادقة اإللكترونية دون غيرها‪،‬‬
‫بالشخصية االعتبارية‪ ،‬ولها استقالل مالي وإداري يخوالنها القيام بالمهام والمسؤوليات المسندة لها‪ ،‬وقد‬
‫نظمت الفصول (‪ )10 – 8‬من قانون المبادالت والتجارة اإللكترونية التونسي األحكام الخاصة بها (‪. )3‬‬

‫وحدد المشرع التونسي اختصاصاتها على سبيل الحصر في الفصل (‪ )9‬من قانون مبادالت‬
‫التونسي وتنحصر هذه االختصاصات بما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬منح ترخيص تعاطي نشاط مزود خدمات المصادقة اإللكترونية على كامل تراب الجمهورية‬
‫التونسية‪.‬‬

‫‪ )2‬السهر على مراقبة احترام مزود خدمات المصادقة اإللكترونية ألحكام القانون ونصوصه‬
‫التطبيقية‪.‬‬

‫‪ )3‬تحديد مواصفات منظومة إحداث اإلمضاء والتدقيق‪.‬‬

‫‪ )4‬إبرام اتفاقيات االعتراف المتبادل مع األطراف األجنبية‪.‬‬

‫مساعدة‪ ،‬أيمن‪ ،‬التوقيع الرقمي وجهات التوثيق‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر القانون والحاسوبي ‪ ،‬القانون بجامعة اليرموك في‬ ‫(‪)1‬‬

‫الفترة ما بين ‪ 14 12‬تموز ‪ ،2004‬ص‪.10‬‬


‫أبو الليل‪ ،‬التعامالت اإللكترونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬عجار زياد‪ ،‬مقدمة في التجارة اإللكترونية العربية الكتاب األول ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138- 128‬‬

‫‪69‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )5‬إصدار وتسليم وحفظ شهادات المصادقة اإللكترونية الخاصة األعوان العمومية المؤهلين للقيام‬
‫بالمبادالت اإللكترونية ويمكن أن يتم ذلك مباشرة أو عبر مزودي خدمات مصادقة إلكترونية عموميين‪.‬‬

‫وبصفة عامة كل نشاط آخر يتم تكليفها به من قبل سلطة اإلشراف وله عالقة بميدان تدخلها‪ ،‬وهي‬
‫زرة المكلفة بالقطاع ‪.‬‬
‫تخضع إلشراف الو ا‬

‫كما ألزم المشرع التونسي مزود خدمات المصادقة – كما سماه ‪ -‬الراغب في إيقاف نشاطه إعالم‬
‫الوكالة الوطنية قبل تاريخ اإليقاف بثالثة أشهر على األقل‪ ،‬وأجاز المزود خدمات المصادقة اإللكترونية‬
‫(‪)1‬‬
‫تحويل نشاطه كله أو جزءا منه إلى مزود آخر وفق شروط معينة تتمثل بما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬إعالم أصحاب الشهادات الجارية بها العمل برغبته في تحويل الشهادات إلى مزود آخر قبل‬
‫شهرين من التحويل المنتظر على األقل‪.‬‬

‫‪ )2‬تحديد هوية مزود خدمات المصادقة اإللكترونية الذي ستتحول إليه الشهادات ‪.‬‬

‫‪ )3‬إعالم أصحاب الشهادات بإمكانية رفض التحويل المنتظر وكذلك آجال وطرق الرفض‪ ،‬وتلغى‬
‫الشهادات إذا عبر أصحابها كتابية أو إلكترونيا عن رفضهم في هذا األجل‪.‬‬

‫وقد اعتبر المشرع التونسي كل من يباشر نشاط مزود الخدمة دون الحصول على ترخيص وفق‬
‫اإلجراءات المحددة قانون مرتكبا لجريمة التعامل في البيانات اإللكترونية بدون ترخيص‪ ،‬وهي جريمة‬
‫عمدية يكفي لتوافرها القصد الجنائي العام‪ ،‬بعنصريه العلم واإلرادة‪ ،‬ذلك أنه يكفي لمعاقبة مزود الخدمة أن‬
‫يعلم بأنه غير مرخص له في ممارسة التجارة اإللكترونية ومع ذلك تتجه إرادته إلى هذا التعامل(‪. )2‬‬

‫ومتى قامت الجريمة برکنيها المادي والمعنوي في حق المخالف‪ ،‬فإنه يعاقب بالسجن المدة تتراوح‬
‫بين شهرين وثالث سنوات‪ ،‬وبغرامة تتراوح بين (‪ 1000‬و‪ )10000‬دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين (‪،)3‬‬
‫حسب السلطة التقديرية لمحكمة الموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬خول المشرع اإلماراتي في قانون المعامالت إلمارة دبي صالحية ترخيص وتصديق ومراقبة‬
‫أنشطة مزودي خدمات التصديق ‪ -‬كما سماه – واإلشراف عليها الموظف عام (‪)4‬سماه مراقب خدمات‬
‫التصديق‪ ،‬حيث يتم تعيينه بقرار من رئيس سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة اإللكترونية‬
‫واإلعالم وينشر في الجريدة الرسمية(‪.)5‬‬

‫الفصل (‪ )24‬من قانون المبادالت التونسي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الفصل (‪ )46‬من قانون المبادالت التونسي‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬مقدمة في التجارة اإللكترونية العربية الكتاب الثاني ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر ‪ ،2003 ،‬ص ‪.227‬‬
‫المادة (‪ )23‬من قانون المعامالت اإلمارة دبي‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪70‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬ألزم المشرع البحريني في قانون التجارة اإللكترونية البحريني مزود خدمة الشهادات كما سماه –‬
‫وزرة التجارة والصناعة للموافقة على اعتماده مزود خدمة شهادات معتمدة‪ ،‬بحيث‬
‫أن يتقدم بطلب إلى ا‬
‫يصدر قرار عن وزير التجارة والصناعة بالموافقة على االعتماد وإدراج مقدم الطلب في سجل مزودي‬
‫خدمة الشهادات المعتمدين‪ ،‬وذلك بعد التحقق من استيفاء االشتراطات والمعايير المقررة في هذا الشأن‪،‬‬
‫بما في ذلك معايير التقييس الواجب استعمالها‪ ،‬ويتم نشر االعتماد في الجريدة الرسمية‪ ،‬كما أعطى‬
‫القانون للوزير صالحية إلغاء االعتماد الممنوح لمزود خدمة الشهادات بقرار ينشر في الجريدة الرسمية في‬
‫حالة ما إذا أصبح مزود الخدمة غير مستوف لالشتراطات والمعايير المقررة(‪.)1‬‬

‫‪ -‬منع المشرع المصري في قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني جهات التصديق اإللكتروني من‬
‫مزاولة نشاط إصدار شهادات التصديق اإللكترونية دون الحصول على ترخيص من هيئة تنمية صناعة‬
‫تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬ووفقا لإلجراءات والقواعد والضمانات التي تقررها الالئحة التنفيذية الصادرة بموجب‬
‫(‪)2‬‬
‫هذا القانون وذلك نظير مقابل يحدده مجلس إدارة الهيئة‪.‬‬

‫ويبدو تشدد المشرع المصري في اشتراط الترخيص المسبق لممارسة مهنة التصديق اإللكتروني‬
‫بترتب عقوبة بالحبس وغرامة ال تقل عن عشرة آالف جنيه وال تتجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين على كل من أصدر شهادة تصديق إلكتروني دون الحصول على ترخيص بمزاولة النشاط من‬
‫الهيئة‪ ،‬كما أجاز المشرع المصري في المادة (‪ )26‬من قانون التوقيع اإللكتروني أن يلغى الترخيص‬
‫الممنوح لجهة التصديق اإللكتروني أو يوقف سريانه في حالة ما إذا خالفت هذه الجهة شروط الترخيص‬
‫المحددة بموجب القانون‪ ،‬ولعل السبب في هذا التشدد هو اآلثار الخطيرة التي تترتب على شهادة التصديق‬
‫اإللكترونية في حق الغير‪ ،‬حيث يكون مضمونها التسليم بصحة بيانات المعاملة المطلوب صدور شهادة‬
‫التصديق عنها‪ ،‬األمر الذي يدفع الغير للوقوع في الخطأ وتضيع حقوقه وأمواله‪ ،‬ومما ال شك فيه أن هذا‬
‫السلوك يقضي على الثقة التي يجب توافرها في المعامالت اإللكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى أن الجاني في هذه‬
‫(‪)3‬‬
‫الجريمة يخالف حكما صريحا قررته المادة )‪. (19‬‬

‫من قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري وهو أنه ال يجوز مزاولة نشاط إصدار شهادات‬
‫‪.‬‬
‫التصديق اإللكتروني إال بترخيص من الهيئة‬

‫وهذه الجريمة من الجرائم العمدية‪ ،‬وصورة الركن المعنوي فيها هو القصد الجنائي العام بعنصريه‬
‫العلم واإلرادة‪ ،‬وذلك بأن ينصرف علم الجاني بأن سلوكه المتمثل بإصدار الشهادة مخالف لنص في‬

‫المادة (‪ )25‬من قانون التجارة اإللكترونية البحريني‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة (‪ )19‬من قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وقد نظمت الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قشقوش‪ ،‬هدى حامد‪ ،‬الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت‪ ،‬ط أ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ ،2000‬ص ‪.138‬‬

‫‪71‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القانون يلزمه بالحصول على الترخيص من السلطة المختصة‪ ،‬ومع ذلك تتجه إرادته إلى هذا السلوك‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلجرامي ويقبل النتائج المترتبة عليه‪.‬‬

‫‪ -‬اعتبر المشرع األردني في قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت أن شهادة التصديق‬
‫اإللكترونية ال تكون معتمدة إال في حاالت محددة في القانون هي(‪:)2‬‬

‫‪ .1‬أن تكون صادرة عن جهة مرخصة ومعتمدة‪ ،‬وفي هذه الحالة يظهر تشدد المشع األردني في‬
‫مسألة حصول جهات التصديق اإللكتروني على الترخيص المسبق لمزاولة مهنة التصديق اإللكتروني‬
‫وحسنا فعل المشرع األردني بإظهار هذا التشدد لكن يالحظ أنه اشترط في جهات التصديق أن تكون‬
‫مرخصة ومعتمدة مما يعني أن الترخيص وحده ال يكفي لالعتراف بجهات التصديق اإللكتروني‬
‫والشهادات الصادرة عنها‪ ،‬وإنما يجب أن تكون هذه الجهات معتمدة أيضا من جهات الدولة المعنية‪ ،‬وأرى‬
‫أن كال الشرطين مرتبط باآلخر ذلك أن جهة التصديق لن تحصل على الترخيص المزاولة مهنة التصديق‬
‫إال بعد استيفائها لكامل الشروط والمتطلبات التي ينص عليها القانون أو األنظمة الصادرة بمقتضاه‪ ،‬األمر‬
‫الذي يستوجب اعتمادها من هذه الجهات‪ ،‬وبالمقابل فإن االعتماد لن يمنح لهذه الجهات إال بعد حصولها‬
‫على الترخيص المسبق‪ ،‬وعلى ذلك فإنه يكفي أن تكون هذه الجهات مرخصة من السلطة صاحبة‬

‫االختصاص بمنح هذا الترخيص‪ ،‬والتي لم يتم تحديدها وفقا لقانون المعامالت اإللكترونية األردني‬
‫المؤقت‪ ،‬حيث إن القانون ناط بمجلس الوزراء مهمة إصدار األنظمة الالزمة لتنفيذ اإلجراءات المتعلقة‬
‫بإصدار شهادات التصديق والجهة المختصة بذلك ‪.‬‬

‫وترى الباحثة ضرورة أن يتم تحويل هيئة تنظيم قطاع االتصاالت صالحية منح الترخيص بمزاولة‬
‫مهنة التصديق اإللكتروني وفق شروط ومعايير يتم تحديدها بموجب األنظمة التي تصدر بهذا الشأن‪.‬‬

‫‪ .2‬والشرط الثاني العتماد شهادة التصديق اإللكترونية األجنبية أن تكون صادرة عن جهة مرخصة‬
‫من سلطة مختصة في دولة أخرى معترف بها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ .3‬أن تكون صادرة عن دائرة حكومية أو مؤسسة أو هيئة مفوضة قانونا بذلك‪ ،‬وهنا أجاز القانون‬
‫للدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية إصدار شهادات تصديق إذا كان ذلك بناء على تفويض من‬
‫القانون يخولها إصدار مثل هذه الشهادات؛ إذ يرى البعض أن طبيعة عمل بعض الدوائر الحكومية‬
‫وبعض الهيئات والمؤسسات تستلزم إصدار مثل هذه الشهادات خاصة بعد إطالق مشروع التجارة‬
‫اإللكترونية في الممل كة قريبا‪ ،‬حتى يستطيع األفراد التعامل إلكترونية مع هذه الجهات‪ ،‬فلهذا من المتصور‬
‫أن يمنح القانون لبعض الدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية تفويضا بإصدار شهادات‬

‫حجازي‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المادة (‪ )34‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قشقوش‪ ،‬هدى حامد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪72‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانونية ومعتمدة (‪ ،)1‬وأرى هنا أن هذه الحالة ال تحقق الهدف المنشود من التصديق اإللكتروني‪ ،‬ذلك أن‬
‫التصديق يجب أن يكون صادرة عن طرف ثالث محايد ومستقل عن أطراف العالقة القانونية ليحقق‬
‫ضمانات الثقة واألمان‪ ،‬فكيف يجيز القانون لبعض الدوائر والمؤسسات إصدار شهادات تصديق خاصة‬
‫بها وتكون حكمة وخصما في الوقت نفسه ؟‪ ،‬لذا نتمنى من المشرع األردني إعادة النظر في هذه الحالة‬
‫عند إصداره األنظمة التي تنظم عمل جهات التصديق اإللكتروني بحيث يقصر مهمة إصدار شهادات‬
‫التصديق اإللكتروني على جهات خاصة ومحايدة ومستقلة عن أطراف المعاملة القانونية‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تكون صادرة عن جهة وافق أطراف المعاملة على اعتمادها سواء أكانت داخل المملكة أم‬
‫خارجها‪ .‬وفي ظل وجود مثل هذا االتفاق ال يشترط أن تكون هذه الجهة مرخصة أو معتمدة‪ ،‬لكن في‬
‫حالة انعدام مثل هذا االتفاق فال بد من االعتماد والترخيص‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لموقف قانون األونسترال النموذجي بالنسبة العتماد جهات التصديق فإنه لم يشترط‬
‫ترخيصها أو اعتمادها‪ ،‬بل اكتفى بذكر الصفات التي إذا ما توفرت في جهات التصديق فإنها تعتبر جديرة‬
‫بالثقة ‪.‬‬

‫وكذلك فإن التوجيه األوروبي جعل الحصول على ترخيص لممارسة مهنة التصديق اإللكتروني أمرة‬
‫اختياريا‪ ،‬وهو الموقف نفسه الذي تبناه المشرع الفرنسي في مرسوم ‪ 30‬مارس لسنة ‪ 2001‬رقم ‪(272/‬‬
‫)‪.2001‬‬

‫إال أن التشريعات التي تبنت النظام االختياري للترخيص وضعت نظامة للرقابة على المكلفين‬
‫بخدمات التصديق يضمن استيفاءهم للشروط والمتطلبات المنصوص عليها في ترخيص مسبق"‪ ،‬كما‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة ذاتها على أنه‪" :‬دون اإلخالل بأحكام قرقفال يلوألا نم التوجيه‪ ،‬تستطيع الدول‬
‫األعضاء أن تضع نظمة طوعية لالعتماد بغرض تحسين مستوى خدمة التصديق المقدمة‪ ،‬وإن كافة‬
‫المعايير المتعلقة بهذه النظم يجب أن تكون موضوعية‪ ،‬وشفافة‪ ،‬وتناسبية‪ ،‬وغير تمييزية‪ ،‬والنكمي للدول‬
‫األعضاء أن تقيد من عدد المكلفين (المعتمدين بخدمة التصديق ألسباب تتعلق بمجال تطبيق هذا‬
‫التوجيه ‪".‬‬

‫تلك التشريعات‪ ،‬كما فعل كل من المشرع األوروبي في التوجيه الصادر عنه‪ ،‬وكذلك المشرع‬
‫الفرنسي في مرسوم ‪ 30‬مارس لسنة ‪ 2001‬رقم (‪.)2001 /272‬‬

‫الرقابة على المكلفين بخدمات التصديق وتقييمهم وتوصيفهم وفقا للتوجيه األوروبي والقانون الفرنسي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫على نحو ما يقضي به التوجيه األوروبي في المادة (‪ )1/3‬والمرسوم الفرنسي رقم (‪)2001/272‬‬
‫فإنه ال توجد أي ضرورة للحصول على ترخيص مسبق بغرض مباشرة أنشطة المكلف بخدمات التصديق‪،‬‬

‫نصيرات‪ ،‬عالء محمد عيد‪ ،‬حجية التوثيق اإللكتروني في اإلثبات‪ ،‬أصال رسالة ماجستير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر‬ ‫(‪)1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص‪.144‬‬

‫‪73‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالرغم من ذلك وفي سبيل تحسين مستوى خدمة التصديق فقد ألزم التوجيه األوروبي الدول األعضاء‬
‫حسبما جاء في المادة (‪ )3/3‬بوضع نظام مالئم يتيح الرقابة على المكلفين بخدمات التصديق المقيمين‬
‫فوق إقليمها إذ نصت هذه المادة ‪:‬‬

‫على كل دولة عضو أن تسهر على تطبيق نظام مالئم يتيح الرقابة على المكلفين بخدمات‬
‫التصديق القائمين أو العاملين فوق إقليمها‪ ،‬وعلى إصدار شهادات معتمدة للجمهور ‪".‬‬

‫وفقا لهذا النص تستطيع الدول أن تباشر رقابتها على المكلفين بخدمات التصديق العاملين فوق‬
‫أراضيها الذين يصدرون شهادات تصديق إلكترونية‪ .‬لكن على أي شيء سوف ترتكز هذه الرقابة خاصة‬
‫وأن كل نظام للترخيص اإلجباري ممنوع؟!‬

‫يمكن القول إن الرقابة تكمن فيما إذا كان المكلف بخدمة التصديق الذي يصدر الشهادات المعتمدة‬
‫قد استوفي المتطلبات الخاصة بكل دولة‪ ،‬هذه المتطلبات الخاصة سوف يتم تحديدها في دولة كفرنسا‬
‫مثال بالطريق الالئحة (‪.)1‬‬

‫تطبيقا لمبدأ الرقابة أبرز المرسوم الفرنسي رقم (‪ )2001 /272‬االقتراح الوارد في التوجيه األوروبي‬
‫في المادة (‪ )3/3‬بنظام توصيف المكلفين بخدمات التصديق في المادة (‪ )7‬وذلك بالنص على تقييم‬
‫(‪)2‬‬
‫والرقابة عليهم‪ ،‬حيث تنص المادة (‪ )7‬من المرسوم الفرنسي على‬ ‫وتوصيف المكلفين بخدمات التصديق‬
‫أنه‪" :‬يستطيع المكلفون بخدمات التصديق اإللكتروني الذين يستوفون المتطلبات المحددة في المادة (‪)6‬‬
‫المطالبة بإقرارهم كمكلفين معتمدين‪ ،‬هذا االعتماد الذي يعادل قرينة المطابقة لهذه المتطلبات يتم إصداره‬
‫بطريق المنظمات التي تلقت لهذه الغاية اعتمادا صادرة بطريق سلطة معينة‪ ،‬بقرار صادر عن وزير‬
‫الصناعة المنص وص عليه في الفقرة السابقة‪ ،‬هذا االعتماد يسبقه تقييم يتم عن طريق هذه المنظمات ذاتها‬
‫وفقا للقواعد المحددة بقرار من الوزير األول‪ ،‬يحدد وزير الصناعة إجراءات اعتماد هذه المنظمات‬
‫وإجراءات تقييم وتقرير صالحية المكلفين بخدمات التصديق اإللكتروني"‪.‬‬

‫هذه المنظومة التشريعية تم إكمالها بمرسوم ‪ 18‬إبريل لسنة ‪ 2002‬رقم (‪ )2002 /535‬بشأن‬
‫نموذج التقييم والتصديق‪ ،‬وبقرار وزير االقتصاد والمالية بشأن إقرار واعتماد المكلفين بالتصديق‬
‫اإللكتروني واعتماد المنظمات المنوط بها التقييم والصادر في ‪ 31‬مايو ‪.2002‬‬

‫وفقا لمرسوم رقم (‪ )2002/535‬بشأن نموذج التقييم والتصديق الصادر في ‪/ 4/ 2002 18‬فإن كل‬
‫شخص تتوفر لديه الرغبة في القيام بمهام المكلف بخدمات التصديق‪ ،‬يجب أن يتقدم بطلب بذلك إلى أي‬
‫مركز من مراكز التقييم والتصديق‪ ،‬وبعد ذلك يقوم المركز بكتابة تقارير فنية عن المتقدمين يبادر على‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Caprioli (E), La Directive Europeene N 1999/93/Ce du 13/Decembre 1999 Sur Un Cadre Communautaire‬‬
‫‪Pour Les Signatures Electroniques, Gaz. Pal. Octobre, 2000, p.15.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Isabelle de LAMBERTERIE Jean Francois. BLANCLLETTE, Le décret de 30 MARS relatif á la Signature‬‬
‫‪électronique JCP. éd, 26, Juillet 2001, No 30,p.1272.‬‬

‫‪74‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أساسها الوزير األول بإصدار شهادة تؤكد على التزام مقدم الطلب بالمتطلبات الواردة في المادة (‪ )2/6‬من‬
‫(‪)1‬‬
‫مرسوم ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬أو يرفض الطلب‪.‬‬

‫ولكي تقوم مراكز التقييم والتصديق بوظائفها يجب أن يصدر قرار بقبولها من مكتب الوزير األول‬
‫عقب إجراء فحص تقوم به اإلدارة المركزية لتنظيم المعلومات التي تم إنشاؤها بموجب المرسوم الصادر‬
‫في ‪ 31‬يوليو ‪ ،2001‬والمرسوم رقم ‪ 535/2002‬الصادر في ‪ 18‬إبريل ‪ 2002‬والذي أنشأ اللجنة المشرفة‬
‫على التصديق المؤمن لتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫وهذا المرسوم إضافة إلى أنه وضع اإلدارة المركزية لتنظيم المعلومات تحت إشراف هذه اللجنة ناط‬
‫بهذه األخيرة إصدار اآلراء بشأن القواعد والمعايير المستخدمة في إجراءات التقييم وإبداء الرأي بقبول أو‬
‫(‪)2‬‬
‫سحب قبول مراكز التقييم والتصديق‪.‬‬

‫وحسب أحكام مرسوم ‪ 18‬إبريل ‪ 2002‬هناك عدة وظائف لإلدارة المركزية منها‪ :‬السهر على حسن‬
‫تنفيذ أعمال التقييم‪ ،‬والتحقق في كل لحظة من أن مراكز التقييم والتصديق ال تزال تفي بالمعايير المحددة‬
‫بقرار القبول الصادر عن مكتب الوزير األول‪ ،‬وتحضير ق اررات القبول والتصديق التي تصدر عن مكتب‬
‫الوزير األول‪.‬‬

‫أما القرار الذي أصدره وزير االقتصاد والمالية الفرنسي بتاريخ ‪ 31‬مايو ‪ 2002‬بالنظر إلى المرسوم‬
‫رقم ‪ 272/2001‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬فقد حدد إجراءات تقييم واعتماد المكلفين بخدمات‬
‫التصديق اإللكتروني‪ ،‬واعتماد المنظمات المنوط بها التقييم ‪.‬‬

‫وفقا لهذا القرار فإن المنظمات التي ترغب في اعتمادها لتقييم األعمال الخاصة بخدمات التصديق‬
‫اإللكتروني بغرض إقرار أهليتها لتقديم خدمات التصديق اإللكتروني عليها أن تقدم طلب االعتماد إلى‬
‫مركز االعتماد مرفقا باإلجراءات والوسائل التي تستخدمها بغرض تقديم خدمات التصديق اإللكتروني في‬
‫سبيل إقرار أهليتها‪ ،‬وبعد أن يقوم مركز االعتماد بفحص الطلب‪ ،‬وإجراء التحريات والتحقيقات الالزمة‬
‫يصدر ق ارره معل؟ ويعلنه للمنظمة صاحبة الطلب‪ ،‬ويرسل نسخة إلى اإلدارة المركزية األمان نظم‬
‫المعلومات وتكون مدة االعتماد عامين قابلة للتمديد لفترة مماثلة‪ ،‬وتكون المنظمات المعتمدة عرضة‬
‫لسحب اعتمادها إذا ما قصرت في االلتزامات المحددة في قرار االعتماد‪ ،‬أو لم تعد تستوفي شروط‬
‫االعتماد (‪.)3‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Delmas (X.); L' achevment du Cadre Juridique de la signature electronique securisee JCP EdG 4 Decembre‬‬
‫‪2002, No 49 ,p.2153.‬‬
‫)‪ (2‬نصيرات‪ ،‬عالء محمد عيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.147‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪75‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن المنظمات التي تم قبولها‪:‬‬

‫‪ AQL Group Cili Comp‬بشأن المعلومات والشبكات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ CEACI THALES CNES‬بخصوص المركبات اإللكترونية والبرمجيات المتداولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إقرره كشخص معتمد‬


‫وبعد أن يتم اعتماد هذه المنظمات فإن المكلف بخدمة التصديق الذي يطلب ا‬
‫مختار واحدة أو أكثر من هذه المنظمات إلجراء تقييم الخدمات التي يقدمها‪ ،‬ويتم التقييم على نفقة‬
‫المكلف‪ ،‬وفي ختام إجراءات التقييم فإن المنظمة تصدر شهادة باعتماد المكلفين بخدمات التصديق تظل‬
‫(‪)1‬‬
‫صالحة لمدة عام على أن ال تتجاوز هذه المدة‬

‫أما فيما يتعلق بالرقابة على المكلفين بخدمات التصديق المعتمدين فإن عملية الرقابة تتم بطريق‬
‫منظمات عامة بقرار صادر عن الوزير األول‪ ،‬وتحت سلطة وإشراف مرفق الوزير األول المنوط به متابعة‬
‫أمن نظم المعلومات‪ ،‬وتتم الرقابة مباشرة‪ ،‬أو بمناسبة كل منازعة في نشاط المكلف بخدمة التصديق) ‪،‬‬
‫وترتكز على احترام المكلف الضوابط والمتطلبات المنصوص عليها بالمادة (‪ )2 /6‬من مرسوم ‪ 30‬مارس‬
‫(‪)2‬‬
‫رقم (‪.)2001 /272‬‬

‫ومتى كان المكلف بالتصديق معتمدة‪ ،‬ولم يفي بالمتطلبات المنصوص عليها في المادة (‪ )6‬فإن‬
‫مرفق الوزير األول المكلف بأمن نظم المعلومات يخبر منظمة االعتماد بذلك وعليه تقوم منظمة االعتماد‬
‫بإجراء التحقيقات وفرض جزاءات على المكلف بخدمة التصديق حسب نتائج التحقيقات التي أجرتها(‪. )3‬‬

‫وعلى كل حال فإن المكلف بخدمة التصديق إذا لم يكن معتمدا فال مجال لالحتجاج ضده‬
‫بالمقتضيات المنصوص عليها في المادة (‪ )6‬سالفة الذكر‪ ،‬لكن عليه إقامة الدليل على التزامه بتلك‬
‫(‪)4‬‬
‫المقتضيات حينما تنعقد مسؤوليته‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الفنية‪.‬‬

‫تتمثل الشروط الفنية في ضرورة أن تمتلك جهة التصديق اإللكتروني سواء أكانت شخصا طبيعية‬
‫أم ممثل الشخص المعنوي معرفة فنية وخاصة في مجال خدمات التصديق‪ ،‬باإلضافة إلى تمتعها بالخبرة‬
‫الالزمة والمؤهلة للقيام بخدمات التصديق ‪.‬‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرزاق احمد‪ ،‬الوجيزة النظرية العامة بااللتزام‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬منشاة المعارف للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.122‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Isabelle de LAMBERTERIE. Op. Cit. P. 1237‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪JACQUES (L), Le Décret No 2001/272 Du 30 Mars 2001 relatif a'La SignatureElectronique, JCP , éd; G. 5‬‬
‫‪Septembre 2001, No 36, p. 1602.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪Isabelle de LAMBERTERIE. Op. Cit. P. 1247‬‬

‫‪76‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يجب أن تقدم جهة التصديق ما يفيد اختصاصها المهني في مجاالت اإلدارة وعلى وجه‬
‫الخصوص ما يثبت معرفتها الفنية في مجال المعلوماتية والتوقيعات اإللكترونية باإلضافة إلى تقديمها ما‬
‫(‪)1‬‬
‫يفيد ممارستها العملية لوسائل األمان المرتبطة بهذا المجال‪.‬‬

‫كما يجب أن تكون الموارد البشرية المستخدمة لدى جهات التصديق اإللكتروني على درجة عالية‬
‫من المهارة واالستيعاب لفنون التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ألنه بدون العنصر البشري المدرب على فنون الحاسب‬
‫اآللي سوف تكون خدمة مزود خدمات التصديق رديئة وليست بالمستوى المطلوب‪ .‬وعلى ذلك يجب‬
‫االستعانة بموظفين متمتعين بالمعارف النوعية والخبرة والمواصفات الضرورية لتوريد الخدمات‪ ،‬وعلى‬
‫األخص االختصاصات على مستوى اإلدارة والمعارف المتخصصة (تكنولوجيا في التوقيعات اإللكترونية‪،‬‬
‫وسالمة تطبيق إجراءات السالمة المالئمة‪ ،‬كأن يكون مهندس تقنيات حديثة أو من مبرمجي الحاسبات‬
‫اإللكترونية أو أن يكون لديه خبرة مهنية في مجال عمله (‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشروط المالية‬

‫لكي تثبت جهة التصديق اإللكتروني أنها محل ثقة لممارسة المهمة الموكلة إليها‪ ،‬يجب أن تقدم ما‬
‫يثبت كفاءتها لممارسة تلك المهنة وعلى وجه الخصوص ما يسمح بوجود ضمانات مالية كافية تمكن من‬
‫تعويض المتعاملين مع مقدمي هذه الخدمات حسب األحوال الخاصة بكل متعامل وبما يتناسب مع قيمة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬خاصة مع وجود نظام المسؤولية هذه الجهات عن تعويض األضرار الناجمة عن‬ ‫الصفقات المبرمة‬
‫إخاللها بالتزاماتها وفقا للتشريعات التي نظمت نشاطها‪ ،‬كأن تقدم شهادة تأمين صادرة عن شركة تأمين‬
‫معتمدة تتناسب مع حجم نشاطها ومعامالتها المتوقعة (‪ ،)4‬وهذا يتفق مع ما أقرته المادة (‪ )8‬من الملحق‬
‫الثاني للتوجيه األوروبي حيث أوجبت على جهات التصديق أن تتوافر لديها المصادر المالية الكافية‬
‫للعمل وفقا للمقتضيات المنصوص عليها في التوجيه على األخص لتتحمل المسؤولية عن األضرار‪،‬‬
‫واالكتتاب في تأمين مالئم‪.‬‬

‫وأرى أن شرط الكفاءة المالية يعتبر من الشروط الجوهرية في تحقيق عنصري الثقة واألمان بجهات‬
‫التصديق اإللكتروني‪ ،‬بحيث يعتبر مبدأ الثقة واألمان األساس والسبب الرئيس الذي وجدت جهات‬
‫التصديق من أجل تحقيقه‪ ،‬كما أن الكفاءة المالية لجهات التصديق تعكس قدرتها على تطوير نفسها عن‬
‫طريق األخذ باألحدث واستخدام أجهزة وبرامج حاسب آلي حديثة ومتطورة ومرتبطة بنظام شبكي مؤمن‬

‫قنديل‪ ،‬سعيد السيد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬صوره‪ ،‬حجيته في اإلثبات بين التدويل واالقتباس‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الجامعة‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.81 – 80‬‬


‫الريضي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪Fontaneau (C); La Signature electronique "Rev. Fiscalite europeen et droit international des affaires" n125,‬‬
‫‪2001, p.6. http://www.fontaneau.com‬‬

‫‪77‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بكافة الوسائل التي تمنع الغير ومحترفي القرصنة من اختراق وسرقة البيانات المخزنة والخاصة‬
‫بالمتعاملين مع هذه الجهات (‪.)1‬‬

‫رابعا‪ :‬الشروط الشخصية‪.‬‬

‫يقصد بالشروط الشخصية تلك المتعلقة بشخص مقدم خدمات التصديق سواء أكان شخصا طبيعية‬
‫أم ممثال للشخص المعنوي‪ ،‬وسأتناول الشروط الشخصية وفقا لقانون المبادالت التونسي ذلك أن المشرع‬
‫التونسي في قانون المبادالت والتجارة اإللكترونية كان أوضح المشرعين في تحديده للشروط الشخصية‬
‫الواجب توافرها في الشخص الطبيعي أو الممثل القانوني للشخص المعنوي الراغب في الحصول على‬
‫ترخيص لتعاطي نشاط مزود خدمة المصادقة ‪ -‬كما سماه ‪ -‬حيث حددها بالشروط اآلتية(‪: )2‬‬

‫‪ . 1‬الجنسية ‪:‬‬

‫يجب أن يكون طالب الحصول على ترخيص متمتعا بالجنسية التونسية سواء بصفة أصلية أو‬
‫مكتسبة‪ ،‬لكن في الحالة الثانية يجب أن تكون قد مضت خمس سنوات على اكتساب الجنسية التونسية‪،‬‬
‫وفي جميع األحوال يجب توافر هذا الشرط قبل التقدم بطلب الحصول على ترخيص مزاولة مهنة‬
‫التصديق‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلقامة ‪:‬‬

‫ال يكفي أن يكون طالب الترخيص متمتعة بالجنسية التونسية بل ال بد من توافر شرط اإلقامة في‬
‫تونس‪ ،‬لكن القانون لم يحدد الفترة الواجب إقامتها في تونس لتحقق هذا الشرط لذلك يرجع للقواعد العامة‬
‫في هذا الشأن ‪.‬‬

‫‪ .3‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفقا للسوابق الدولية ‪.‬‬

‫يجب أن يكون طالب الترخيص متمتعة بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬كحقه في االنتخاب والترشيح‬
‫وإبرام التصرفات القانونية ‪.‬‬

‫كما يجب أن يتمتع طالب الترخيص بحسن السيرة والسلوك‪ ،‬وهذا يقتضي خلو صحيفة الحالة‬
‫الجنائية الخاصة به من أية سابقة جنائية‪ ،‬بمعنى أن ال يكون قد قضي ضده بعقوبة جنائية في جريمة‬
‫من الجرائم المنصوص عليها في التشريعات العقابية في تونس‪ ،‬ومتى كان قد صدر ضده حكم بذلك‬
‫فيتعين أن يكون قد ترد إليه اعتباره قانونا أو قضاء ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪)1‬راجع حجازي‪ ،‬التجارة اإللكترونية الكتاب الثاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪235‬‬
‫لينا إبراهيم يوسف حسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حجازي‪ ،‬مقدمة في التجارة اإللكترونية العربية الكتاب األول ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪78‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويبدو السبب في هذا الشرط واضحة وهو هدف المشرع التونسي في تحقيق عنصري الثقة واألمان‬
‫في مقدم خدمات التصديق نظ ار لصعوبة وخطورة المهنة التي يمارسها‪.‬‬
‫‪ .4‬الحصول على شهادة األستاذية الالزمة لممارسة مهنة التصديق أو أية شهادة أخرى‬
‫تعادلها ‪:‬‬

‫ولم يحدد القانون الدرجة العلمية الواجب الحصول عليها لممارسة مهنة التصديق‪ ،‬إال أنه ‪ -‬برأيي‬
‫‪ -‬يجب أن ال يسمح القانون ألي شخص أو جهة بممارسة هذه المهنة إال إذا كان حاصال على الشهادة‬
‫الجامعية األولى ‪ -‬على األقل ‪ -‬ولديه الخبرة الكافية باألمور التقنية للتصديق اإللكتروني‪ ،‬والقدرة على‬
‫استخدام جهاز الحاسب اآللي وشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ .5‬التفرغ لمهنة التصديق اإللكتروني ‪:‬‬

‫يشترط في طالب الترخيص أن يكون متفرغ تفرغا تاما لمهنة التصديق اإللكتروني‪ ،‬فيجب أال‬
‫يمارس نشاطا مهنية آخر إلى جانب هذه المهنة‪ ،‬كأن يكون محامي أو تاج ار أو طبيبة م ازو"‪ ،‬نظ ار‬
‫(‪)1‬‬
‫لخطورة مهنة التصديق وما يترتب عليها من نتائج وآثار خطيرة ‪.‬‬

‫تلك هي الشروط ذات الطابع الشخصي التي اشترط المشرع التونسي في قانون المبادالت التونسي‬
‫توافرها لدى كل من يرغب في الحصول على ترخيص لمزاولة مهنة التصديق اإللكتروني‪ ،‬وتجب اإلشارة‬
‫هنا إلى أن المشرع التونسي اشترط أن تكون الشروط السابقة مجتمعة وسابقة التقدم بطلب الحصول على‬
‫ترخيص لممارسة مهنة التصديق اإللكتروني ‪.‬‬

‫وأتمنى على المشرع األردني عند إصداره األنظمة الالزمة لتنظيم عمل جهات التصديق اإللكتروني‬
‫أن يفرد نصوصا خاصة للشروط الشخصية التي يجب أن يتمتع بها كل من يرغب في ممارسة مهنة‬
‫التصديق اإللكتروني‪ ،‬نظ ار ألهمية هذه الشروط في إضفاء عنصري الثقة واألمان على كل من يمارس‬
‫هذه المهنة‪.‬‬

‫حجازي‪ ،‬مقدمة في التجارة اإللكترونية العربية الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪79‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدى حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‬

‫سوف نتطرق في هذا المبحث إلى حجية الوثائق اإللكترونية في اإلثبات على أساس أن شهادة‬
‫التصديق اإللكتروني تعتبر وثيقة الكرتونية كمطلب أول ثم سنتطرق إلى حجية التصديق اإللكتروني في‬
‫اإلثبات كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية الوثائق اإللكترونية في اإلثبات‬

‫أوجب القانون كمبدأ عام الكتابة لإلثبات‪ ،‬ولكن وفي حقل عقود التجارة اإللكترونية والتي تتم من‬
‫خالل تبادل الرسائل إلكترونيا بوساطة البريد اإللكتروني أو من خالل شبكة الويب أو بأية طريق أخرى‪،‬‬
‫حيث تختفي المستندات الورقية وتظهر المستندات اإللكترونية والتواقيع اإللكترونية‪.‬‬

‫ومراعاة لمقتضيات العصر الحالي اعترف القانون بحجية الوثائق اإللكترونية في اإلثبات وكذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫اعترف للتوقيع اإللكتروني بآثار التوقيع اليدوي نفسها‪.‬‬

‫وبسبب هذا التطور التكنولوجي اتسع مفهوم الكتابة ليشمل ما يسمى الكتابة اإللكترونية‪ ،‬كما أن‬
‫مفهوم التوقيع اتسع كذلك ليستوعب التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫فقد أقر قانون اإلنسترال النموذجي للتجارة اإللكترونية لسنة ‪ 1996‬بتبادل اإلرادة من خالل تبادل‬
‫البيانات إلكترونيا في األعمال التجارية حيث نصت المادة (‪ )11‬منه على "في سياق إنشاء العقود‪ ،‬وما لم‬
‫يتفق الطرفان على غير ذلك يجوز استخدام رسائل البيانات للتعبير عن العرض وقبول العرض‪ .‬وعند‬
‫استخدام البيانات في إنشاء العقد‪ ،‬ال يفقد ذلك العقد صحته أو قابليته لمجرد استخدام رسالة بيانات لذلك‬
‫الغرض"‪.‬‬

‫وبين القانون النموذجي لإلنسترال لسنة ‪ 1996‬شروط عد رسالة البيانات مستوفية للشروط الكتابية‬
‫ليكون لها حجية في اإلثبات‪ ،‬حيث ورد في المادة (‪ )6‬منه‪" :‬‬

‫‪ -1‬عندما يشترط القانون أن تكون المعلومات مكتوبة‪ ،‬تستوفي رسالة البيانات ذلك الشرط إذا تيسر‬
‫االطالع على البيانات الواردة فيها على نحو يتم استخدامها بالرجوع إليه الحقا‪.‬‬

‫‪ -2‬تسري أحكام الفقرة (‪ )1‬سواء أكان الشرط المنصوص عليه فيها على شكل التزام أو اكتفي في‬
‫القانون بمجرد النص على العواقب التي تترتب إذا لم تكن المعلومات مكتوبة ‪".‬‬

‫ومن المهم التنويه إلى أن عبارة (تيسر االطالع) تعني وجوب تقديم المعلومات في شكل بيانات‬
‫حاسوبية مقروءة وقابلة للتفسير إضافة إلى ضرورة االحتفاظ ببرمجيات الحاسوب‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫عدد من الدول عدلت من تشريعاتها في مجال اإلثبات لتتجاوب مع تقنيات االتصاالت الحديثة‪ ،‬انظر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪http://www.baker net. com/e commerce.‬‬

‫‪80‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد نهجت االتفاقات الدولية المعاصرة وكثير من التشريعات منهج األخذ بالمفهوم الحديث للسندات‬
‫الكتابية‪ ،‬فأعطت المستندات اإللكترونية ومنها السندات المرسلة عن طريق الفاكس حجية متميزة في‬
‫(‪)1‬‬
‫إثبات التعاقد الذي يتم عن طريقها وعدتها من ضمن السندات الكتابية‪.‬‬

‫لم تشترط اتفاقية فينا لعام ‪ 1980‬بشأن البيع الدولي للبضائع الكتابة‪ ،‬حيث نصت على أنه "ال‬
‫يشترط أن يبرم عقد البيع كتابة وال يخضع ألي شرط شكلي آخر‪ ،‬ويجوز إثباته بكافة الطرق بما في ذلك‬
‫اإلثبات بالبينة"‪ .‬كما أن المادة ‪ 13‬من االتفاقية نفسها تذهب إلى أن مصطلح الكتابة ال يشمل المحررات‬
‫التقليدية فقط‪ ،‬وإنما يشمل أيضا الرسائل البرقية والتلكس‪ ،‬وقع اإليجاب والقبول مثال عن طريق التلكس ع‬
‫(‪)2‬‬
‫مكتوبا في جميع دول االتفاقية‪ ،‬بما فيها الدول التي استعملت التحفظ‪.‬‬

‫وقد اعتمد فريق العمل المعني بالتجارة اإللكترونية التابعة للجنة األمم المتحدة القانون التجارة الدولي‬
‫في دورتة الثانية والثالثين بعد إجراء مداوالت كثيرة المبدأ العام لعدم التمييز والذي يقضي بعدم تجريد‬
‫المعلومات من تأثيراتها أو صحتها القانونية أو من قابلية تنفيذها قانونا لمجرد أنه تم اإلشارة إليها في‬
‫(‪)3‬‬
‫رسالة بيانات‪.‬‬

‫كذلك اعتمدت اللجنة البحرية الدولية القواعد المتعلقة بسندات الشحن اإللكترونية في عام ‪1990‬‬
‫من أجل محاكاة وظيفة س ندات الشحن القابلة للتداول في بيئة إلكترونية وبموجب ذلك يتفق األطراف على‬
‫أن الناقل غير مضطر إلى سند خطي للشاحن وإنما يقوم الناقل بإرسال إشعار إلى الشاحن إلكترونيا‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن المشاكل التي قد تنشأ عن اشتراط إثبات عقد النقل خطيا بموجب أي قانون محلي‬
‫يتم تنظيمها من خالل األحكام التي يجب أن يفي التسجيل اإللكتروني أو مستنسخ الكمبيوتر بهذا‬
‫(‪)4‬‬
‫الشرط‪.‬‬

‫وقد قامت العديد من الدول بتعديل تشريعاتها النافذة بإضافة بعض المواد والفقرات فيما يتعلق‬
‫(‪)5‬‬
‫باإلثبات بما يستجيب للتطورات األخيرة حول السندات والسجالت اإللكترونية‪.‬‬

‫لم يحدد المشرع األردني شكال معينا للكتابة‪ ،‬وكل ما يطلبه المشرع هو ثبوت نسبة المحرر إلى‬
‫صاحبه‪ ،‬حيث عد ذلك مؤكدا عند وضع الشخص توقيعه على المحرر‪.‬‬

‫المادة (‪ )13‬من قانون البينات األردني تنص على أنه‪:‬‬

‫(‪ )1‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون اإلثبات المدني‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 2‬سنة ‪ 1998‬ص‪.358‬‬
‫(‪ )2‬محسن شفيق‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة بشأن البيع الدولي للبضائع دار النهضة‪ ،‬سنة الطبع غير معروفة‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ )3‬قانون التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة الحياة التجارية‪ ،‬البحرين‪ ،‬العدد ‪ ،354‬نوفمبر‪ ،‬ديسمبر لسنة ‪ ،34‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )4‬قانون التجارة اإللكترونية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ )5‬من هذه الدول التي قامت بتعديل تشريعاتها الصين‪ ،‬ايرلندا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬كندا في العديد من مقاطعاتها‪ ...‬انظر‪:‬‬
‫‪Baker and Mackonizie Global Ecommerce lauu at http: // www. bakrnet. com / ecommerce.‬‬

‫‪81‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"أ ‪ -‬تكون لوسائل الفاكس والتلكس والبريد اإللكتروني قوة اإلسناد العادية في اإلثبات ما لم يثبت‬
‫من نسب إليه إرسالها أنه لم يقم بذلك أو لم يكلف أحد بإرسالها‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تكون وسائل التلكس بالرقم السري المتفق عليه بين المرسل والمرسل إليه حجة على كل‬
‫منهما‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تكون لمخرجات الحاسوب المصدقة والموقعة قوة اإلسناد العادية من حيث اإلثبات‪ ،‬ما لم‬
‫(‪)1‬‬
‫يثبت من نسبت إليه أنه لم يستخرجها أو لم يكلف أحدة باستخراجها"‪.‬‬

‫كما تنص المادة (‪/9‬أ) من قانون المعامالت اإللكترونية األردني على أنه "‬

‫‪ -1‬إذا اتفق األطراف على إجراء معاملة بوسائل الكترونية يقتضي التشريع الخاص بهذه المعاملة تقديم‬
‫المعلومات المتعلقة بها أو بإرسالها أو تسليمها إلى الغير بوسائل خطية فيجوز لهذة الغاية اعتبار‬
‫إجرائها بوسائل إلكترونية متفقا مع متطلبات تلك التشريعات‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان المرسل إليه قاد ار على طباعة تلك المعلومات وتخزينها والرجوع إليها في وقت الحق‬
‫بالوسائل المتوفرة لديه"‪.‬‬

‫وتنص المادة (‪ )7‬من القانون نفسه على أنه "‬

‫أ ‪ -‬يعد السجل اإللكتروني والعقد اإللكتروني والرسالة اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني منتجا لآلثار‬
‫القانونية ذاتها المترتبة على الوثائق والمستندات الخطية والتوقيع الخطي بموجب أحكام التشريعات النافذة‪،‬‬
‫من حيث إلزامها ألطرافها أو صالحيتها في اإلثبات‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال يجوز إغفال األثر القانوني ألي مما ورد في الفقرة (أ) من هذه المادة ألنها أجريت بوسائل‬
‫إلكترونية شريطة اتفاقها مع أحكام هذا القانون ‪".‬‬

‫وتعد الوثائق اإللكترونية أصوال في حال توفر شروط نصت عليها المادة (‪ )8‬من القانون النموذجي‬
‫لإلنسترال والتي جاء فيها "‬

‫‪ -1‬عندما يشترط القانون تقديم المعلومات أو االحتفاظ بها في شكلها األصلي‪ ،‬تستوفي رسالة‬
‫(‪)2‬‬
‫البيانات هذا الشرط إذا‪:‬‬

‫أ‪ -‬وجد ما يعول عليه لتأكيد سالمة المعلومات منذ الوقت الذي أنشئت فيه للمرة األولى في شكلها‬
‫النهائي بوصفها رسالة بيانات أوغير ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬نضال سليم برهم‪ ،‬أحكام عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.208‬‬
‫(‪ )2‬محسن شفيق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪82‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب ‪ -‬كانت تلك المعلومات مما يمكن عرضه على الشخص المقرر أن تقدم إليه وذلك عندما‬
‫يشترط تقديم تلك المعلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬وتسري الفقرة (‪ )1‬سواء اتخذ الشرط المنصوص عليه في شكل التزام أو اكتفى في القانون‬
‫بمجرد النص على العواقب التي تترتب على عدم تقديم البيانات أو عدم االحتفاظ بها في شكلها‬
‫األصلي ‪".‬‬

‫وورد في المادة (‪ )3‬من القانون نفسه " ألغراض الفقرة (أ) من الفقرة (‪:)1‬‬

‫أ‪ -‬يكون معيار تقدير سالمة المعلومات هو تحديد ما إذا كانت قد بقيت مكتملة ودون تغيير‬
‫باستثناء إضافة أي تظهيروأي تغيير يط أر أثناء المجرى العادي لإلبالغ والتخزين والعرض‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تقرر درجة التعديل المطلوب على ضوء الغرض الذي أنشئت من أجله المعلومات‪ ،‬وعلى‬
‫ضوء جميع الظروف ذات الصلة‪.‬‬

‫ولمعرفة فيما إذا اتخذ القانون األردني معيار عد الوثيقة أصال أم ال‪ ،‬نالحظ ما ورد في المادة (‪)8‬‬
‫من قانون المعامالت اإللكترونية‪ ،‬حيث نصت على أنه‪:‬‬

‫أ ‪ -‬يستمد السجل اإللكتروني أثره القانوني ويكون له صفة النسخة األصلية إذا توافرت فيه الشروط‬
‫(‪)1‬‬
‫التالية مجتمعة‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تكون المعلومات الواردة في السجل قابلة لالحتفاظ بها وتخزينها‪ ،‬بحيث يمكن في أي وقت‬
‫الرجوع إليها‪.‬‬

‫‪ .2‬إمكانية االحتفاظ بالسجل اإللكتروني بالشكل الذي تم به إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه أو بأي‬
‫شكل يسهل به إثبات دقة المعلومات التي وردت فيه عند إنشائه أو إرساله أو تسلمه‪.‬‬

‫‪ .3‬داللة المعلومات الواردة في السجل على من ينشئه أو يتسلمه وتاريخ ووقت إرساله وتسلمه‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ال تطبق الشروط الواردة في الفقرة (أ) من هذه المادة على المعلومات المرافقة للسجل التي‬
‫يكون القصد منها تسهيل إرساله وتسلمه‪.‬‬

‫ج ‪ -‬يجوز للمنشئ أوالمرسل إليه إثبات الشروط الواردة في الفقرة (أ) من هذه المادة بواسطة‬
‫الغير"‪.‬‬

‫من قراءة هذه النصوص يمكن استنتاج أنه لكي تكون الرسائل البيانات حجية على منشئها‪ ،‬يجب‬
‫أن تكون صادرة عنه‪ ،‬وتكون وفق المادة (‪ )13‬من القانون النموذجي رسالة المعلومات صادرة عن‬

‫(‪ )1‬نضال سليم برهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪83‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنشئ‪ ،‬إذا كان المنشئ هو من أرسلها بنفسه أو إذا أرسلت من شخص له صالحية التصرف نيابة عنه‬
‫أو إذا أرسلت من نظام معلومات مبرمج على يد المنشئ أو نيابة عنه للعمل تلقائيا‪.‬‬

‫والمنشئ هو الشخص الذي يقوم بنفسه أو بوساطة من ينيبه بإنشاء أو إرسال رسالة المعلومات قبل‬
‫تسلمها وتخزينها من المرسل إليه‪ ،‬وإذا طبق المرسل إليه تطبيقا سليما من أجل التأكد من أن رسالة‬
‫البيانات قد صدرت عن المنشئ إجراء سبق أن وافق عليه المنشئ‪ ،‬لهذا الغرض أو إذا كانت رسالة‬
‫البيانات قد سلمت الى المرسل إليه من المنشئ أو من أي وكيل للمنشئ تعد رسالة البيانات صادرة عنه"‪.‬‬

‫ولكن هاتين الحالتين ال تطبقان اعتبا ار من الوقت الذي تسلم فيه المرسل إليه إشعا ار من المنشئ‬
‫يفيد أن رسالة البيانات لم تصدر عنه بشرط أن تكون قد أتيحت للمرسل إليه فترة معقولة للتصرف على‬
‫هذا األساس أو إذا عرف المرسل إليه أو كان يجب عليه أن يعرف إذا بذل من العناية المعقولة أو‬
‫استخدم أي إجراء متفق عليه أن رسالة البيانات لم تصدر عن المنشئ‪.‬‬

‫وجاء في المادة (‪ )14‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني أن رسالة المعلومات تعد صادرة‬
‫عن المنشئ سواء صدرت عنه ولحسابه أو بواسطة وسيط إلكتروني معد للعمل أتوماتيكيا بواسطة المنشئ‬
‫أو بالنيابة عنه‪ .‬والوسيط اإللكتروني وفق المادة (‪ )2‬من نفس القانون هو برنامج الحاسوب أو أية وسيلة‬
‫إلكترونية أخرى تستعمل من أجل تنفيذ إجراء أو االستجابة إلج ارء بقصد إنشاء أو إرسال أو تسلم رسالة‬
‫(‪)1‬‬
‫معلومات دون تدخل شخصي"‪.‬‬

‫وكذلك وفق الفقرة أ ‪ -‬من المادة (‪ )15‬من نفس القانون فإن للمرسل إليه أن يعد أن رسالة‬
‫المعلومات صادرة عن المنشئ وأن يتصرف على هذا األساس في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا استخدم المرسل إليه نظام معالجة معلومات سبق أن اتفق مع المنشئ على استخدامه لهذا‬
‫الغرض للتحقق من أن الرسالة صادرة عن المنشئ‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت الرسالة التي وصلت إليه ناتجة عن إجراءات قام بها شخص تابع للمنشئ أو من‬
‫ينوب عنه ومخول بالدخول إلى الوسيلة اإللكترونية المستخدمة من أي منها لتحديد هوية المنشئ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ال تسري أحكام الفقرة (أ) من المادة (‪ )15‬في الحالتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا استلم المرسل إليه إشعا ار من المنشئ يبلغه بأن الرسالة غير صادرة عنه‪ .‬فعليه أن يتصرف‬
‫على أساس أن رسالة البيانات غير صادرة عن المنشئ‪ ،‬ويبقى المنشئ مسؤوال عن أية نتائج قبل‬
‫اإلشعار‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا علم المرسل إليه أو كان بوسعه أن يعلم أن الرسالة لم تصدر عن المنشئ‪.‬‬

‫(‪ )1‬نضال سليم برهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪84‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي سبيل إضفاء الوصف القانوني للكتابة على المعلومات الواردة في المستند اإللكتروني‪ ،‬نالحظ‬
‫أن القوانين اعتمدت معيارة واحدة وهو إمكانية االطالع على المعلومات الواردة في المستند اإللكتروني بما‬
‫يتيح استخدامها في أي وقت الحق‪ ،‬بما في ذلك إمكانية اطالع المحكمة عليها عند قيام النزاع‪ .‬ويقصد‬
‫بفكرة تيسير االطالع على المعلومات أن تكون مقروءة وقابلة للتفسير‪ ،‬مما يقتضي أحيانا االحتفاظ ببرامج‬
‫الحاسوب التي قد تلزم حتى تكون المعلومات مقروءة‪.‬‬

‫كما الحظنا أن القوانين عالجت الحاالت التي يوجب القانون أو طبيعة النزاع وجود أصل للمستند‪.‬‬

‫ورجوعا إلى القواعد العامة نجد أن المستند األصلي يتطلب الكتابة والتوقيع حيث يعرف األصل‬
‫بأنه واسطة يتم بها تثبيت المعلومات للمرة األولى‪ .‬ولكن عند الحديث عن المستندات اإللكترونية ووفقا‬
‫للتعريف التقليدي األصل المستند ال يمكن أن يكون المستند اإللكتروني مستندا أصليا ألن المرسل إليه‬
‫(‪)1‬‬
‫يتسلم نسخة من هذا المستند‪.‬‬

‫غير أن القوانين وضعت عدة شروط إذا توافرت ع المستند اإللكتروني مستندا أصليا‪.‬‬

‫وبقراءة النصوص القانونية نالحظ أن الشروط التي تتوافر في المستند لكي يعد أصال‪ ،‬تنبني على‬
‫معيار سالمة المستند‪ ،‬بمعنى أن المستند اإللكتروني يعد أصال إذا وجد ما يعول عليه لتأكيد سالمة‬
‫المعلومات الواردة فيه‪ ،‬وأن تغيي ار لم يط أر عليها منذ إنشائه ألول مرة في الشكل النهائي وأن المعلومات‬
‫الواردة فيه مما يمكن عرضه على الشخص المقرر أن تقدم إليه‪ .‬كما يجب أن تكون المعلومات سليمة‬
‫وأن تبقى مكتملة ال يعتريها تغيير أو تعديل ولكن نالحظ أن النصوص القانونية استثت من التغيير الذي‬
‫يكون وفق المجرى العادي الذي تستوجبه عمليات اإلبالغ والتخزين والعرض‪.‬‬

‫ويمكن استنتاج أن معيار المجرى العادي‪ ،‬إنما هو معيار فني تقني يمكن االستئناس بآراء أهل‬
‫الخبرة والتخصص في تقديره‪.‬‬

‫وبشأن االحتفاظ بالمستندات اإللكترونية إذا استوجب القانون ذلك‪ ،‬فإن المعلومات التي ينبغي‬
‫حفظها هي كل المعلومات التي من شأنها أن تعكس بدقة المستند اإللكتروني في الحالة التي أرسل فيها‬
‫وال يشترط االحتفاظ بكل البيانات‪ ،‬بحيث يمكن استبعاد بعض البيانات المتعلقة باإلرسال والتشفير‪ .‬ولكن‬
‫من األهمية عدم تعريض سالمة المستند اإللكتروني ألي خطر‪ .‬بل قد يقوم بعملية الحفظ وسيط أو أية‬
‫جهة متخصصة في ذلك بشرط عدم تنصلها من الواجبات التي استوجبها القانون ‪.‬‬

‫تنص المادة (‪ )10‬من قانون اإلنسترال النموذجي للتجارة اإللكترونية لسنة ‪ 96‬على أنه‪:‬‬

‫(‪ )1‬عباس العبودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.360‬‬

‫‪85‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"‪ -1‬عندما يقضي القانون باالحتفاظ بالمستندات أو سجالت أو معلومات بعينها‪ ،‬يفي بهذا‬
‫(‪)1‬‬
‫المقتضى إذا تم االحتفاظ برسائل البيانات‪ ،‬شريطة مراعاة الشروط التالية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تيسير االطالع على المعلومات الواردة فيها على نحو يتيح استخدامها بالرجوع إليها الحقا‪.‬‬

‫ب ‪ -‬االحتفاظ برسالة البيانات بالشكل الذي انشئت أو أرسلت أو استلمت به أو بشكل يمكن إثبات‬
‫أنه يمثل المعلومات التي أنشئت أو أرسلت أو استلمت بدقة‪.‬‬

‫ج ‪ -‬االحتفاظ بالمعلومات إن وجدت‪ ،‬التي توضح منشأ رسالة البيانات وجهة وصولها وتاريخ‬
‫ووقت إرسالها واستالمها‪.‬‬

‫‪ -2‬ال ينسحب االلتزام باالحتفاظ بالمستندات أوالسجالت أوالمعلومات وفقا للفقرة (أ) على أية‬
‫معلومات يكون الغرض الوحيد منها هو التمكين من إرسال الرسالة أو استالمها‪.‬‬

‫‪ -3‬يجوز للشخص أن يستوي المقتضى المشار إليه في الفقرة (‪ )1‬باالستعانة بخدمات أي شخص‬
‫آخر‪ ،‬شريطة مراعاة الشروط المنصوص عليها في الفقرات الفرعية (أ) و(ب) و(ج) من الفقرة ‪.1‬‬

‫وبشأن إسناد المستند اإللكتروني للمنشئ حيث إن أهمية ذلك كما تبين سابقا هو أنه كي يحتج‬
‫بالمستند اإللكتروني على المنشئ يجب أن تكون صادرة عنه‪ ،‬فقد يدعي المنشئ أن من قام بإرسال‬
‫المستند شخص غير مخول‪.‬‬

‫ولكن كال من القانون النموذجي ومن بعده القانون األردني قضى بأن استالم المرسل إليه للمستند‬
‫وفق إجراء وافق عليه المنشئ للغرض الذي أرسل المستند اإللكتروني من أجله يعد قرينة بسيطة على‬
‫صدور المستند من المنشئ‪ ،‬ولهذا األخير أن يدحض هذه القرينة إما عن طريق إرسال إشعار إلى‬
‫المرسل إليه يفيد أن المستند اإللكتروني لم يصدر عنه ولكن بشرط أن يكون هذا اإلشعار قد وصل بعد‬
‫فترة قصيرة لم يتح فيها للمرسل إليه بسبب استالمه للسند الدخول في االلت ازمات‪ .‬كما يمكن للمنشئ أن‬
‫ينقض هذه القرينة‪ ،‬إذا أثبت أن المرسل إليه علم أو كان ينبغي عليه العلم إذا بذل العناية المعقولة أو‬
‫استخدم إجراء متفق عليه أن المستند لم يصدر عن المنشئ‪.‬‬

‫من كل ما سبق نالحظ أن القانون نص على قبول المستند اإللكتروني كدليل إثبات وقضى بأنه ال‬
‫يجوز تطبيق أي حكم من أحكام قواعد اإلثبات للحيلولة دون قبول المستند اإللكتروني دليال في اإلثبات‬
‫فقط لكونه مستندا إلكترونيا أو ألنه ليس في شكله األصلي‪ ،‬حيث نصت على ذلك المادة (‪ )9‬من القانون‬
‫(‪)2‬‬
‫النموذجي والتي جاء فيها"‬

‫(‪ )1‬محسن شفيق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫(‪ )2‬نضال سليم برهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪86‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في أية إجراءات قانونية ال ينطبق أي حكم من أحكام قواعد اإلثبات من أجل الحيلولة دون قبول‬
‫رسالة البيانات كدليل إثبات‪.‬‬

‫أ‪ -‬لمجرد أنها رسالة بيانات‪.‬‬

‫ب ‪ -‬بدعوى أنها ليست في شكلها األصلي‪ ،‬إذا كانت هي أفضل دليل يتوقع بدرجة معقولة من‬
‫الشخص الذي يستشهد بها أن يحصل عليه"‪.‬‬

‫ونالحظ أن نص القانون على أن أفضل دليل متوقع أن يحصل عليه الشخص الذي سيستشهد به‪،‬‬
‫يحتل مكانة خاصة إذا كان هو الدليل الوحيد الذي يستند إليه الشخص في إثبات دعواه‪ .‬حيث حرص‬
‫القانون على عدم حرمان الشخص من التمسك واالستفادة من دليله الوحيد بنصه على عدم جواز تطبيق‬
‫قواعد اإلثبات للحيلولة دون االعتراف بالمستند اإللكتروني‪.‬‬

‫ويجب التنويه إلى أن الحجية في اإلثبات إنما هي للمعلومات التي يحويها المستند اإللكتروني كما‬
‫أن للقاضي الحق في تقدير حجية المستند اإللكتروني وفق المعايير التي سبق توضيحها والتي تتمثل في‬
‫جدارة الطريقة التي استخدمت في التعامل مع المستند والمعلومات التي يحويها إنشاء وتخزينا والمحافظة‬
‫على سالمتها‪.‬‬

‫وبعد كل ذلك نبحث في فرعين مستقلين القوة الثبوتية للسندات اإللكترونية أوال ثم في الفرع الثاني‬
‫نبحث في صالحية الكتابة اإللكترونية في العقود التي تستلزم الكتابة النعقادها (العقود الشكلية)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القوة الثبوتية للسندات اإللكترونية‬

‫لقد تبين قبول المستندات اإللكترونية في اإلثبات‪ ،‬ولكن القوة الثبوتية للمستند اإللكتروني تعتمد‬
‫على الوسيلة التي استخدمت للتعامل مع هذا المستند‪ ،‬مما يؤدي بالقاضي إلى تقدير حجية المستند وفق‬
‫معايير تضمن للمستند درجة عالية من الموثوقية‪.‬‬

‫عند الحديث عن الفاكس وعلى الرغم من الحجية التي منحت له في اإلثبات نالحظ أن هناك‬
‫احتماالت عديدة للخطأ في عمليات اإلرسال واالستقبال وسهولة تعديل عنوان المرسل وتغيير الخط‬
‫الهاتفي وتاريخ اإلرسال‪ ،‬كما يمكن استصدار إشعار مزور بإرسال الفاكس‪ ،‬كما أن إرسال الفاكس ال‬
‫يعني استقباله على الطرف اآلخر وقد تتدخل عوامل فنية تحول دون ذلك‪ ،‬كما أن من المهم التنبه إلى‬
‫أن نسخة الفاكس تفقد قوتها الثبوتية إذا حصلت منازعة بشأن مضمونها كأن تكون المنازعة في صحة‬
‫التوقيع‪ ،‬وقد حكمت محكمة التمييز الفرنسية" بما يلي‪ :‬ال حجة قانونية لنسخة فاكس متنازع في صحة‬
‫توقيعها‪ ،‬وأن عبء إثبات صحة التوقيع ال يكون على عاتق من ينكر توقيعه(‪ .)1‬لذلك فإن قيمة نسخة‬

‫(‪ )1‬طوني ميشيل عيسى‪ ،‬التنظيم القانوني لشبكة اإلنترنات‪ ،‬صادق للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2001 ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪87‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفاكس تبقى هشة والسيما الشرط عدم المنازعة بشأن وجودها أو مضمونها من قبل األطراف‪ .‬لكن على‬
‫الرغم من كل ذلك ففي المعامالت ذات الطابع التجاري التي ال تشترط شكال خاصا لإلثبات صدرت عدة‬
‫ق اررات عدت أن تبادل نسخ الفاكس يلزم أط ارفه‪ ،‬ففي حكم فرنسي أقرت المحكمة بصحة فاكس متضمن‬
‫إلقرار دين رغم فقدان األصل‪ ،‬طالما لم ينازع المقترض بصحة أو بمطابقة النسخة األصل المفقود حيث‬
‫(‪)1‬‬
‫عدت الفاكس بينة خطية‪.‬‬

‫بالنسبة للبريد اإللكتروني باإلضافة إلى إمكانية التقليد والتزوير والتحوير للمعلومات وتعديلها‬
‫واختالق رسالة وهمية‪ ،‬فإن المستند المرسل عبر البريد اإللكتروني ال يحمل توقيع صاحبه‪ ،‬كما ال يوجد‬
‫ضمانات تؤكد استالم المرسل إليه للمستند في حال إنكار هذا األخير لذلك‪ .‬ولهذا فإن القوة الثبوتية للبريد‬
‫االلكتروني تعتمد كما في الفاكس على طبيعة المنازعات وأهمية الصفقة التجارية‪.‬‬

‫لذلك كله وألن القوة الثبوتية للمستندات اإللكترونية تعتمد على موثوقية النظام المعلوماتي المستخدم‬
‫تبرز أهمية االستعانة بآليات تقنية تعزز من القوة الثبوتية للمستندات اإللكترونية‪ ،‬بحيث يكون من شأن‬
‫أن تصميم النظام‬ ‫)‪(2‬‬
‫هذه اآلليات تعزيز الثقة بهذه المستندات‪ .‬ولذلك تعد الفقيهة الفرنسية )‪(Sedalillan‬‬
‫المعلوماتي يجب أن يضمن عدة اعتبارات وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬يسمح بتوفير ضمانات تؤكد حسن األداء بحيث يحمل القضاة على منح ثقة أكبر للمستندات‬
‫المعلوماتية والمستندات المسحوبة على الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ -2‬تبني نظام يضمن حفظا منهجيا ومنظما لجميع العمليات المعلوماتية المتمخضة عن النظام‪.‬‬

‫وتستطرد الفقيهة بعدم كفاية الحفظ المنهجي للبيانات‪ ،‬بحيث تبقى البيانات معرضة بصورة دائمة‬
‫إردية لهذا يستلزم استعمال وسائط تخزين معمرة ال تقبل االهتراء قدر المستطاع‬
‫لتعديالت إرادية أو غير ا‬
‫أو اسطوانات ضوئية غير قابلة إلعادة التسجيل بدال من االسطوانات العادية‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب إيجاد نظام قادر على جعل وسائل التخزين ترصد فيها عدد المرات التي تجري فيها‬
‫معاينة البيانات‪ ،‬ومسوغ ذلك ضبط اإلمكانية التقنية في نسخ البيانات الرقمية التي تبقى موجودة حتى لو‬
‫كانت مسجلة داخل وسائط معمرة كاالسطوانات الضوئية من النوع غير القابل إلعادة التسجيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وجوب أن يسمح النظام المعلوماتي بإجراء تحديد دقيق لتاريخ إرسال واستالم المستندات‬
‫والتأكد من كونها استلمت من قبل من أرسلت إليه دون تعديل أو المس بسالمتها‪.‬‬

‫وتقول بأن ال وجود في التطبيق ألي نظام معلوماتي يؤمن جميع المواصفات أعاله‪ .‬وبالتالي عدم‬
‫وجود ما أسمته درجة الصفر في مستوى األمانة في األنظمة المعلوماتية‪ ،‬ويمكن االحتجاج دائما‬

‫(‪ )1‬نضال سليم برهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬


‫(‪ )2‬طوني ميشال عيسى المرجع السابق‪ .‬ص ‪.359 ،358‬‬

‫‪88‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باختالف النظام المعلوماتي أو تعيبه وتسوق لتأكيد ذلك عدة أمثلة من القضاء منها قضية تتعلق بإبراز‬
‫فيلم فيديو رقمي كوسيلة إثبات رفضت المحكمة أن تأخذ به بحجة أنه ال يؤمن شروط األصالة والن ازهة‬
‫والمصداقية كما قبلت محكمة التمييز الفرنسية في قرار لها بتاريخ ‪ 28‬أذار ‪1995‬م إثبات قدمه أحد‬
‫المشتركين في الشبكة حول وجود إمكانية تقنية الستعمال خطه الهاتفي من قبل الغير بشكل غير‬
‫(‪)1‬‬
‫مرخص‪ ،‬وإجراء مخابرات هاتفية تسجل قيمتها على اسمه‪.‬‬

‫بعد كل ذلك يمكن مالحظة أن معظم التشريعات تتجه إلى ع الوثيقة اإللكترونية من قبيل الحجج‬
‫الورقية لكن هل يعني أن المشرع يسوي بين الحجج اإللكترونية والحجج الورقية؟‬

‫في هذا الصدد فإن المشرع األردني لم يشر بصراحة إلى مبدأ المساواة بين الحجج اإللكترونية‬
‫والحجج الورقية‪ ،‬لكن هذا المبدأ يستنتج ضمنية من مجموعة النصوص‪.‬‬

‫فالمادة (‪ )7‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني ساوت بين المستندات والتواقيع اإللكترونية‬
‫والمستندات الورقية والتوقيع التقليدي‪.‬‬

‫كما أن المادة (‪ )8‬من القانون نفسه ساوت بين أصول الحجج والنسخ المأخوذة منها بوسائل‬
‫إلكترونية وفنية توفر كل الضمانات المطابقتها ألصولها‪ .‬فالنسخ المأخوذة من أصولها بوسائل فنية‬
‫موثوق بها لها حجية األصل نفسها وهذه القاعدة تنطبق حتى في حالة فقدان أصل السند وتقديم نسخة‬
‫ثابتة ودائمة منه‪.‬‬

‫وقد أسبغت المادة العاشرة من قانون إمارة دبي على التوقيع اإللكتروني الحجية في اإلثبات طالما‬
‫كان محمية‪ ،‬وهو يكون كذلك إذا توافرت فيه المتطلبات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ينفرد فيه الشخص الذي استخدمه (الموقع)‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يكون من الممكن أن يثبت هوية من استخدمه‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون تحت سيطرة الموقع التامة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -4‬أن يرتبط بالرسالة اإللكترونية ذات الصلة‪.‬‬

‫وفي االتجاه نفسه سار مشروع قانون التجارة اإللكترونية الكويتي‪ ،‬حيث نصت المادة الخامسة منه‬
‫على أن يعد قانون في حكم القانون بالنسبة للمستند اإللكتروني إذا توافر الشرطان اآلتيان ‪:‬‬

‫‪- 1‬استخدمت طريقة لتعيين هوية الموقع والتدليل على موافقته على المعلومات الواردة في المستند‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫(‪ )1‬محسن شفيق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫(‪ )2‬رأفت رضـوان‪ ،‬عالم التجارة االلكترونية‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬طبعة ‪ ،1999‬ص ‪.203‬‬

‫‪89‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬كانت تلك الطريقة جديرة بالتعويل عليها بالقدر المناسب للغرض الذي أنشئ أو أرسل من أجله‬
‫(‪)1‬‬
‫المستند اإللكتروني في جميع األحوال بما في ذلك أي اتفاق له عالقة بالموضوع‪.‬‬

‫من كل ما سبق يمكن استنتاج أن موثوقية النظام االلكتروني تحدد قوة ثبوتية خاصة إذا أضفنا إلى‬
‫ذلك وسائل فنية تزيد من هذه القوة مثل التشفير ومصادقة جهات التوثيق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المستندات اإللكترونية والتصرفات الشكلية‬

‫األصل رضائية العقود‪ ،‬بمعنى أن العقود تنعقد بمجرد تراضي الطرفين دون الحاجة إلى إفراغ العقد‬
‫في شكل معين‪ ،‬وكتابة العقد هي لإلثبات وليست إجراء شكلية الزمة النعقاد العقد ولكن المشرع خرج عن‬
‫هذا األصل العتبارات حمائية إلى استثناء استوجب فيه إف ارغ العقد بشكل معين حتى يحقق آثاره القانونية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما أن للمتعاقدين االتفاق على ذلك‪ .‬وفي هذا يكون الحديث عن العقود الشكلية‪.‬‬

‫والعقد الشكلي هو العقد الذي ال ينعقد إال باستيفائه الشكلية التي حددها القانون ويكون بذلك الشكل‬
‫ركنا ال يتم العقد إال به(‪ .)3‬وللشكلية ‪ -‬شكلية االنعقاد وليس شكلية اإلثبات ‪ -‬في العقود صورتان إما أن‬
‫يكون العقد مكتوبا أو أن يتبع بشأنها إجراءات معينة كتسجيل عقود بيع العقار في دائرة التسجيل(‪ .)4‬وفي‬
‫ذلك نتساءل عن صالحية الكتابة اإللكترونية النعقاد العقود الشكلية‪ ،‬بمعنى هل تقوم الكتابة اإللكترونية‬
‫مقام الكتابة العادية التي يشترطها القانون النعقاد التصرف‪.‬‬

‫إن هناك استثناءات توجب إخضاع بعض العقود لشكلية محددة‪ ،‬مثل عقود الزواج والتفرغ عن‬
‫العقارات‪ .‬حيث يكون الحديث عن العقود الشكلية‪.‬‬

‫وقد أثارت الشكلية اإللكترونية حفيظة التشريعات والقوانين المختلفة فبدأت تتسارع في وضع حلول‬
‫لهذه األزمة‪ ،‬وفي سبيل ذلك ذهبت معظم التشريعات إلى استبعاد تطبيق القواعد الخاصة بالعقود‬
‫اإللكترونية على بعض التصرفات القانونية الهامة‪ .‬وفضلت أن تبرم تلك التصرفات في الشكل التقليدي‬
‫دون اإللكتروني‪ ،‬وذلك مراعاة العدة اعتبارات من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬أهمية وخطورة بعض التصرفات كرهن السفينة والحقوق الواردة على العقار بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم اتصال بعض التصرفات بالمعامالت التجارية اإللكترونية وإنما هي تصرفات شخصية أو‬
‫مدنية بحتة كالزواج والهبة والوصية‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالد الزعبي‪ ،‬التوقيع المفتـاح العام‪ ،‬مجلـة الحاسوب‪ ،‬الجمعية األردنية للحاسبات‪ ،‬العدد‪ ،289 ،28‬تشرين الثاني‪ ،‬كانون‬
‫الثاني‪ ،2000 ،‬ص ‪.196‬‬
‫(‪ )2‬سليمان مرقص‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬إيرني للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1987 ،4‬ص‪.89- 88‬‬
‫(‪ )3‬مفلح عواد القضاة‪ ،‬البينات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬جمعية عمال المطابع التعاونية‪ ،‬ط‪ ،1994 ،2‬ص‪.57‬‬
‫(‪ )4‬طوني ميشال عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.365‬‬

‫‪90‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن التشريعات التي تبنت منهج االستبعاد القانون األمريكي حيث تنص المادة (‪/ 3‬ب‪ )1/‬من‬
‫القانون األمريكي الموحد للتجارة اإللكترونية على أن "هذا القانون ال ينطبق على معاملة من المعامالت‬
‫بقدر ما يخضع تنظيمها لقانون يحكم إنشاء وتنفيذ الوصايا أو مالحقها أو االئتمانات اإليصائية"‪ .‬كما‬
‫نجد القانون الفيدرالي األمريكي بشأن التوقيع اإللكتروني لسنة ‪ 2000‬حدد بعض االستثناءات التي ال‬
‫ينطبق عليها هذا القانون وتتمثل هذه االستثناءات في إنشاء الوصية وتنفيذها وقوانين الميراث والتشريعات‬
‫الخاصة بالتبني والطالق والحالة االجتماعية وأوراق المحاكم واتفاقات االئتمان واألوراق الخاصة بالتأمين‬
‫الصحي وأوراق اليانصيب‪.‬‬

‫وتنص المادة (‪ )3‬من قانون كندا الموحد للتجارة اإللكترونية على أنه‪" :‬ال ينطبق هذا القانون فيما‬
‫(‪)1‬‬
‫يتعلق بما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوصايا ومالحقها‪.‬‬


‫ب‪ -‬االئتمانات المنشأة بوصايا أو بمالحق وصايا‪.‬‬
‫ج‪ -‬سلطات الوكيل بقدر ما تتعلق بالشؤون المالية أو الرعاية الشخصية بفرد ما‪.‬‬
‫د‪ -‬المستندات المنشئة أو الناقلة لحقوق في أراضي"‪.‬‬

‫وأيضا تنص المادة (‪/10/1‬أ) من قانون ايرلندا للتجارة اإللكترونية عام ‪ 2000‬على عدم تطبيق‬
‫نص هذا القانون على الوصية أو ملحق الوصية وعقود األمانة وحقوق الملكية العقارية أو تسجيلها‪.‬‬

‫أما التوجيه األوروبي الصادر في ‪ 8‬يونيو ‪ 2000‬فقد قرر أنه ال ينطبق هذا التوجيه على العقود‬
‫المنشئة أو الناقلة لحقوق الملكية العقارية فيما عدا حقوق اإليجار والعقود التي تتطلب تدخال من المحاكم‬
‫والسلطة العامة وعقود الكفالة والعقود التي يحكمها قانون األسرة أو قانون الميراث مثل عقود الوصية‬
‫والهبة والزواج وإشهار الطالق والتبني‪ .‬وعربيا نطالع المادة ‪ 6‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني‬
‫(‪)2‬‬
‫التي تنص على أنه "ال تسري أحكام هذا القانون على‪:‬‬

‫أ‪ -‬العقود والمستندات والوثائق التي تنظم وفقا لتشريعات خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬إنشاء الوصية وتعديلها‪.‬‬


‫‪ -2‬إنشاء الوقف وتعديل شروطه‪.‬‬
‫‪ -3‬معامالت التصرف باألموال غير المنقولة بما في ذلك الوكاالت المتعلقة بها وسندات ملكيتها‬
‫وإنشاء الحقوق عليها باستثناء عقود اإليجار الخاصة بهذه األموال‪.‬‬
‫‪ -4‬الوكاالت والمعامالت المتعلقة باألحوال الشخصية‪.‬‬

‫(‪ )1‬سليمان مرقص‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫(‪ )2‬نضال سليم برهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪91‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5‬اإلشعارات المتعلقة بإلغاء أو نسخ عقود خدمات المياه والكهرباء والتأمين الصحي والتأمين على‬
‫الحياة‪.‬‬
‫‪ -6‬لوائح الدعاوى والمرافعات وإشعارات التبليغ القضائية وق اررات المحاكم‪.‬‬
‫‪ -7‬األوراق المالية إال ما تنص عليه تعليمات خاصة تصدر عن الجهات المختصة واستنادا لقانون‬
‫األوراق المالية نافذ المفعول"‪.‬‬

‫إن المادة سابقة الذكر نصت على عدد من العقود الشكلية التي يتطلب القانون شكلية معينة‬
‫النعقادها حيث إنشاء الوصية والوقف ومعامالت التصرف باألموال غير المنقولة وإنشاء الحقوق العينية‬
‫عليها والوكاالت والمعامالت المتعلقة باألحوال الشخصية‪ .‬ونالحظ أن مثل هذه التصرفات استثنيت من‬
‫إمكانية انعقادها إلكترونيا‪ ،‬حيث أوجب المشرع الكتابة التقليدية النعقادها‪.‬‬

‫وقد جاء قانون إمارة دبي للمعامالت والتجارة اإللكترونية رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2002‬ليؤكد على ذلك حيث‬
‫نص في مادته الخامسة على أنه‪" :‬يسري هذا القانون على السجالت والتواقيع اإللكترونية ذات العالقة‬
‫بالمعامالت والتجارة اإللكترونية ويستثني من أحكام هذا القانون ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعامالت واألمور المتعلقة باألحوال الشخصية كالزواج والطالق والوصايا‪.‬‬


‫ب‪ -‬سندات األموال غير المنقولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬السندات القابلة للتداول‪.‬‬
‫د‪ -‬المعامالت التي تتعلق ببيع وشراء األموال غير المنقولة والتصرف فيها وتأجيرها لمدة تزيد عن‬
‫عشر سنوات وتسجيل أية حقوق متعلقة بها‪.‬‬
‫ه‪ -‬أي مستند يتطلب القانون تصديقه أمام كاتب العدل"‪.‬‬

‫ويذهب البعض إلى أن نص المادة (‪/1/27‬ب) من قانون إمارة دبي يجيز إتمام بعض التصرفات‬
‫القانونية التي تتوقف على اإلجراءات التي أشار إليها النص من إذن أو ترخيص أو إق ارر أو موافقة وذلك‬
‫بطبيعة الحال ما لم يتمثل أي منها في إجراء رسمي‪ ،‬حيث نصت هذه المادة وعلى الرغم من وجود أي‬
‫نص مخالف في أي قانون آخر على أنه يجوز ألية دائرة أو جهة تابعة للحكومة‪ ،‬في أداء المهمات‬
‫المناطة بها بحكم القانون أن تقوم بإصدار أي إذن أو ترخيص أو قرار أو موافقة في شكل سجالت‬
‫(‪)1‬‬
‫إلكترونية"‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر شرعية يطالعنا قرار مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي رقم‬
‫‪ 26/3/54‬الذي ينتهي إلى جواز التعاقد اإللكتروني إال أنه يستثني عقودا ثالثة من ذلك‪ ،‬حيث ال تنطبق‬
‫عليها قواعد العقد اإللكتروني ويجب إبرامها في الشكل التقليدي وهذه العقود هي‪:‬‬

‫(‪ )1‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل‪ ،‬الجوانب القانونية للتعامالت االلكترونية‪ ،‬مجلس النشر العلمي‪ ،‬الكويت‪ ،2003 ،‬ص‪.126‬‬

‫‪92‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬عقد الزواج الشتراط الشهادة‪.‬‬


‫‪ -2‬عقد الصرف الشتراط التقايض‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد السلم االشتراط تعجيل رأس المال ويجدر بالذكر أن مشروع قانون التجارة االلكترونية المصري‬
‫جاء خلوا من بيان للتصرفات التي ال تخضع القواعد العقود االلكترونية األمر الذي أثار خالفا‬
‫(‪)1‬‬
‫حول تلك المسألة على الصعيدين الفقهي والقضائي في مصر‪.‬‬

‫وفي مقابل ما ذهبت إليه التشريعات المختلفة من استبعاد لبعض التصرفات من الشكلية االلكترونية‬
‫يالحظ البعض أن الشكلية اإللكترونية أصبحت أم ار ال مفر منه‪ ،‬وأنه يجوز إبرام كافة أنواع العقود‬
‫إلكترونية ولو كانت عقودا شكلية سيما وقد ظهرت مهنة جديدة في مجال المعامالت اإللكترونية هي مهنة‬
‫الموثق اإللكتروني والذي هو طرف ثالث محايد يتمثل في أفراد أو شركات أو جهات مستقلة محايدة تقوم‬
‫بدور الوسيط بين المتعاملين لتوثيق تعامالتهم اإللكترونية‪ ،‬ويطلق عليه باإلنجليزية ‪(Certification‬‬
‫(‪)2‬‬
‫)‪.authority‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكن مالحظة أن هناك اتجاه يتخذ من فكرة التوثيق اإللكتروني حال ألزمة‬
‫الشكلية اإللكترونية‪ .‬فجهة التوثيق تكون مسؤولة عن توثيق العقد اإللكتروني األمر الذي يجعل الوضع‬
‫يبدو تطبيقا لمهنة الموثق العادي في فرنسا ودائرة التسجيل العقاري في األردن ومحرر العقود في ليبيا‬
‫والشهر العقاري في مصر‪ ..‬الخ‬

‫على اعتبار أن كال منهما يعد شاهدا محايدا ومستقال عن العقد المبرم بين األطراف‪ .‬غاية األمر‬
‫أن الموثق االلكتروني ال يعد موظفا عاما في حين أن الموثق العادي هو موظف عام طبقا لقانون السلطة‬
‫(‪)3‬‬
‫ولعل األمر يتطلب تعديال في القوانين واللوائح ذات الصلة بالتوثيق حيث يتم إدراج مهنة الموثق‬ ‫العامة‬
‫اإللكتروني أو جهة التوثيق االلكترونية ضمن هذا اإلطار‪ ،‬وذلك التسامها بالحيدة والنزاهة‪ ،‬وتكون بذلك‬
‫مؤتمنة على حفظ وتسجيل الوثائق والمحررات اإللكترونية‪.‬‬

‫إن كل ذلك يبين عدم استيفاء الكتابة اإللكترونية لشرط الكتابة كركن في العقد‪ ،‬بمعنى أنه ال يمكن‬
‫أن تكون للوثائق اإللكترونية حجية الوثائق والمستندات الخطية في العقود الشكلية‪.‬‬

‫ولكن من المهم التنويه إلى أن المادة (‪ )1317‬المعدلة من القانون المدني الفرنسي أقرت بإمكانية‬
‫تنظيم السند الرسمي بوسيلة إلكترونية بشرط أن يتم وضعه وحفظه وفق شروط تحدد بمراسيم تصدر عن‬

‫(‪ )1‬عبد هللا بن إبراهيم الناصر "العقود االلكترونية‪ ،‬دراسة فقهية تطبيقية مقارنة" بحث مقدم إلى مؤتمر األعمال المصرفية‬
‫االلكترونية بين الشريعة والقانون والمقام بدولة اإلمارات العربية المتحدة في الفترة من ‪ 12 - 10‬مايو ‪.2003‬‬
‫(‪ )2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬إبرام العقد االلكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،2006 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.155‬‬
‫(‪ )3‬عادل أبوهشيمة حوتة‪ ،‬عقود خدمات المعلومات االلكترونية في القانون الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،2004 ،‬‬
‫ص‪196‬‬

‫‪93‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مجلس الشورى الفرنسي‪ .‬وأن هذا يتجاوب مع مفهوم الحكومة اإللكترونية الذي بدأ يظهر في معظم‬
‫(‪)1‬‬
‫الدول‪.‬‬

‫والباحث يؤيد عدم كفاية الكتابة اإللكترونية النعقاد مثل هذه العقود وذلك التساوق مع الهدف‬
‫الحمائي الذي استلزم القوانين الشكلية من أجل تحقيقه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‬

‫تعتبر شهادة التصديق اإللكتروني من أهم الوسائل المستعملة في تأمين التصرفات اإللكترونية‪ ،‬من‬
‫شأنها أن تبعث الثقة واألمان بين المتعاملين أو المتعاقدين عبر االنترنت‪ ،‬الحتوائها على جميع البيانات‬
‫الصحيحة والموثقة من طرف الجهة المخول لها ممارسة مهمة التصديق اإللكتروني‪ ،‬حيث بإمكانها التأكد‬
‫من شخصية المرسل واإلشهاد بصحة البيانات المدونة بالمحرر(‪ ،)2‬فهي بمثابة دليل إثبات على وجود‬
‫إلتزام أو عقد إلكتروني مبرم بين شخصين‪ ،‬شريطة أن تكون متضمنة لجميع الشروط الواجب توافرها في‬
‫هذه الشهادة وفقا التشريع الذي أنشأت ضمنه‪ ،‬دون أي تعديل أو تدليس من شأنه أن يفقدها قيمتها‬
‫(‪)3‬‬
‫القانونية أمام القضاء للمطالبة بحق نصت عليه الشهادة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في التشريع الجزائري وبعض القوانين المقارنة‬

‫االعتبار شهادة التصديق اإللكتروني حجية قانونية أو دليل في اإلثبات أمام القضاء يشترط أن‬
‫تكون مستوفاة للشروط القانونية المنصوص عليها في التشريع الذي أنشأت ضمنه‬

‫أوال‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في التشريع الجزائري‬

‫في هذا الشأن اعترف المشرع الجزائري بالكتابة اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني في اإلثبات بعد‬
‫تعديله ألحكام القانون المدني خاصة تلك المتعلقة باإلثبات‪ ،‬حيث تبني ص ارحة مفهوم الكتابة والتوقيع‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬كما سوى بين الكتابة اإللكترونية والورقية في اإلثبات من خالل المادتين (‪ )323‬مكرر ‪01‬‬
‫التي جاء فيها ‪ ":‬يعتبر اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق‪ ،‬بشرط التأكد‬
‫من هوية الشخص الذي أصدرها وأن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن سالمتها"‪ ،‬وكذا المادة‬
‫‪ 327/2‬التي تنص على ما يلي‪ ":‬ويعتد بالتوقيع اإللكتروني وفق الشروط المذكورة في المادة ‪ 323‬مكرر‬

‫(‪ )1‬طوني ميشال عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.344‬‬


‫(‪ )2‬کريم بركان‪ ،‬المسؤولية المدنية لهيئات التوثيق اإللكتروني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم القانونية تخصص عقود‬
‫ومسؤولية‪ ،‬العقيد أكلي محمد أو الحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.67-68‬‬
‫(‪ )3‬عبد اللطيف بركات‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني في المعامالت اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.73‬‬

‫‪94‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 01‬أعاله"‪ ،‬بالتالي يكون المشرع الجزائري قد اعتمد نهج النظير الوظيفي فيما يتعلق بقبول الكتابة‬
‫(‪)1‬‬
‫اإللكترونية وإزالة الشكوك حول القيمة القانونية للكتابة اإللكترونية‪.‬‬

‫كما أصدر القانون رقم‪ 04-15 :‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬حيث أورد من خالله بابا كامال يتعلق بالتصديق اإللكتروني‪ ،‬بذلك يكون المشرع قد جاء‬
‫مساير بذلك االتجاهات‬
‫ا‬ ‫بقواعد قانونية تؤطر مجاال يتميز بالتطور المتالحق والسريع بطبيعته غير المادية‬
‫التشريعية الحديثة للقوانين المنبثقة من قواعد األونسيترال النموذجية المتعلقة بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬وكذا‬
‫التشريعات االتحادية‪ ،‬وبهذا يكون قد وضح لنا موقفه من التوقيع اإللكتروني الموصوف(‪ ،)2‬حيث نصت‬
‫المادة (‪ )07‬من القانون رقم‪ 04-15 :‬على أنه‪ ":‬التوقيع اإللكتروني الموصوف هو التوقيع اإللكتروني‬
‫الذي تتوفر فيه المتطلبات اآلتية‪:‬‬

‫أن ينشا على أساس شهادة تصديق الكتروني موصوفة‪ ،‬وأن يرتبط بالموقع دون سواه وأن يمكن من‬
‫تحديد هوية الموقع ‪ ،"...‬والذي اعتبره مماثال للتوقيع المكتوب سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي وهو‬
‫ما تؤكده المادة (‪ )08‬من القانون نفسه‪ ،‬التي جاء فيها‪ ":‬يعتبر التوقيع اإللكتروني الموصوف وحده مماثال‬
‫للتوقيع المكتوب‪ ،‬سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي"‪.‬‬

‫بالتالي يمكن القول أن المشرع الجزائري قد منح التوقيع اإللكتروني الموصوف حجية كاملة في‬
‫اإلثبات مماثلة للتوقيع اليدوي‪ ،‬كما تؤكد المادة (‪ )09‬من القانون نفسه الفعالية القانونية للتوقيع‬
‫اإللكتروني البسيط‪ ،‬فال يمكن تجريده منها أو رفضه كدليل أمام القضاء بسبب شكله‪ ،‬أو كونه غير معزز‬
‫بشهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪ ،‬أو أنه لم يتم إنشاؤه بواسطة آلية مؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني‬
‫وبهذا يكون قد عادل بين التوقيع اإللكتروني الموصوف الموثوق بشهادة تصديق معتمدة‪ ،‬مع التوقيعات‬
‫(‪)3‬‬
‫اليدوية من حيث القيمة القانونية في اإلثبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في التشريعات الدولية والمقارنة‪.‬‬

‫نصت المادة (‪ )06‬من قانون األونسترال النموذجي بشأن التوقيع اإللكتروني على أنه‪ " :‬حيثما‬
‫يشترط القانون وجود توقيع من شخص‪ ،‬يعد ذلك االشتراط مستوفي بالنسبة إلى رسالة البيانات إذا استخدم‬

‫أمر رقم‪ 58 - 75 :‬المتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪.10-05‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ندا معيزي‪ ،‬النظام القانوني للتصديق اإللكتروني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق تخصص قانون‬ ‫(‪)2‬‬

‫العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،2015 ،‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )3‬صافية إقلولي أولدرابح‪ ،‬مداخلة بعنوان القوة الثبوتية لشهادات التصديق اإللكتروني في التشريع المقارن‪ ،‬ملتقى وطني‬
‫حول اإلطار القانوني للتوقيع والتصديق اإللكتروني في الجزائر جامعة محمد الشريف المساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬يومي ‪16‬‬
‫و ‪ 17‬فيفري ‪ ،2016‬ص ص ‪.08-06‬‬

‫‪95‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫توقيع إلكتروني يعول عليه بالقدر المناسب للغرض الذي أنشأت أو أبلغت من أجله رسالة البيانات في‬
‫(‪)1‬‬
‫ضوء كل الظروف بما في ذلك أي اتفاق ذي صلة"‪.‬‬

‫فحسب هذا النص يعد التوقيع اإللكتروني صالحا إلنشاء االلتزامات عندما يتطلب القانون وجود‬
‫توقيع على محرر معين‪ ،‬بشرط أن يكون هذا التوقيع موثوق به‪ ،‬ويمكن التعويل عليه بالقدر المناسب‬
‫الغرض الذي أنشأت من أجله رسالة البيانات‪.‬‬

‫أما التوجيه األوروبي بشأن التوقيع اإللكتروني لعام ‪ 1999‬أضفي على هذا النوع من التوقيع‬
‫الحجية القانونية نفسها في اإلثبات الممنوحة للتوقيع التقليدي وذلك من خالل المادة ‪ 5/1‬من هذا التوجيه‬
‫التي نصت على أنه‪ ":‬على الدول األعضاء مراعاة أن التوقيع اإللكتروني المتقدم‪ :‬المستند إلى شهادة‬
‫تصديق الكتروني والمنشأ بوسيلة آمنة‪:‬‬

‫‪ -‬يحقق الشروط القانونية للتوقيع بالنسبة للمعلومات المكتوبة إلكترونيا‪ ،‬بذات الحجية التي يحققها‬
‫التوقيع اليدوي بالنسبة للمعلومات المكتوبة يدويا أو المطبوعة على الورق‪.‬‬
‫‪ -‬يكون مقبوال كدليل أمام القضاء"‪.‬‬

‫وقد نصت كذلك الفقرة الثانية من المادة نفسها على أنه‪ ":‬على الدول األعضاء مراعاة‬

‫أن التوقيع اإللكتروني ال يفقد أثره القانوني أو حجيته كدليل إثبات بسبب ‪:‬‬

‫‪ -‬أن التوقيع جاء في شكل الكتروني‪.‬‬


‫‪ -‬ألنه لم يستند إلى شهادة تصديق الكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬أنه لم يستند إلى شهادة تصديق الكتروني معتمد من جهة مرخص لها بذلك‪.‬‬
‫ألنه تم إنشاؤه أو إصداره من خالل تقنيات تجعله توقيعا الكترونيا آمنا ‪".‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتضح لنا من خالل نص المادة ‪ 05‬من القانون نفسه أن اإلتحاد األوربي أوجب على جميع الدول‬
‫األعضاء تطبيق هذا التوجيه الذي ينص على وجوب االعتراف بحجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪،‬‬
‫أما المشرع الفرنسي فقد أصدر قانون التوقيع اإللكتروني رقم‪ 230 :‬العام ‪ 2000‬في شكل تعديل‬
‫النصوص المنظمة لإلثبات في القانون المدني الفرنسي‪ ،‬بما يجعلها متماشية مع تقنية المعلومات وازدياد‬
‫استخدام التوقيع اإللكتروني في التعامالت اإللكترونية‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 1/1316‬من قانون التوقيع‬
‫اإللكتروني الفرنسي على أنه‪ ":‬تتمتع الكتابة اإللكترونية بذات الحجية المعترف بها للمحررات الكتابية في‬
‫اإلثبات‪ ،‬شريطة أن يكون باإلمكان تحديد شخص مصدرها على وجه الدقة‪ ،‬وأن يكون تدوينها وحفظها قد‬

‫(‪ )1‬قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي عن أعمال دورتها‬
‫الرابعة والثالثون‪ ،‬فينا‪.2001 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم في ظروف تدعو إلى الثقة"(‪ ،)1‬وكذلك ما جاءت به الفقرة الثالثة من المادة ذاتها على أنه‪ ":‬يكون‬
‫(‪)2‬‬
‫للكتابة على دعامة إلكترونية ذات الحجية في اإلثبات التي للمحررات الورقية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري وبعض التشريعات المقارنة من شهادة التصديق‬
‫اإل لكتروني األجنبية‬

‫من خالله سنبرز موقف المشرع الجزائري من شهادة التصديق اإللكتروني األجنبية‪ ،‬فضال عن‬
‫موقف التشريعات المقارنة من شهادة التصديق اإللكتروني األجنبية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف المشرع الجزائري من شهادة التصديق اإللكتروني األجنبية‬

‫أبدى المشرع الجزائري موقفه حول شهادة التصديق اإللكتروني األجنبية من خالل المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 167-07‬والمتعلق بنظام االستغالل المطبق على كل نوع من أنواع الشبكات بما فيها الالسلكية‬
‫الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية ضمن المادة ‪ 03‬مكرر ‪ 01‬والتي نصت‬
‫على ما يلي " تكون الشهادات التي يسلمها مؤدي خدمات تصديق إلكتروني مقيم في بلد أجنبي‪ ،‬نفس‬
‫قيمة الشهادات المسلمة بموجب أحكام هذا المرسوم إذا كان هذا المؤدي األجنبي يتصرف في إطار‬
‫اتفاقية لالعتراف المتبادل أبرمتها سلطة ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية"‪.‬‬

‫فضال عن أنه عزز موقفه اتجاه شهادة التصديق اإللكتروني األجنبية من خالل القانون رقم‪-15 :‬‬
‫‪ 04‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين وتحديدا في المادة (‪ )63‬منه والتي‬
‫نصت على أنه‪ ":‬تكون لشهادات التصديق اإللكتروني التي يمنحها مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني‬
‫المقيم في بلد أجنبي‪ ،‬نفس قيمة الشهادات الممنوحة من طرف مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني المقيم‬
‫في الجزائر‪ ،‬بشرط أن يكون مؤدي الخدمات األجنبي هذا قد تصرف في إطار اتفاقية لالعتراف المتبادل‬
‫أبرمتها السلطة ‪".‬‬

‫يالحظ من خالل نص المادة سالفة الذكر‪ ،‬بأن المشرع الجزائري أعطى شهادة التصديق اإللكتروني‬
‫األجنبية التي تصدر من مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني األجنبي نفس قيمة الشهادة المحلية من‬
‫حيث الحجية القانونية‪ ،‬شريطة تحقق وجود اتفاقية مبرمة لإلعتراف المتبادل بين الجزائر ممثلة في سلطة‬
‫ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬وبين الدولة التابع لها مصدر الشهادة األجنبية وفقا لمبدأ‬
‫المعاملة بالمثل‪ ،‬أي البد أن تكون الدولة التابع لها مؤدي الخدمات األجنبي تعترف بالشهادات الصادرة‬
‫عن مؤدي الخدمات الجزائري‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪La loi No2000-230 du 13mars2000 portant adoption du droit de la preuve aux technologies de l'information et‬‬
‫‪relative à la signature électronique. JORF N°62, 14 Mars 2000. ART 1316-1 : « l'écrit sous forme électronique‬‬
‫‪est admis en preuve au même titre que l'écrit sur support papier, sous réserve que puisse être dument identifiée la‬‬
‫‪personne dont il émane et qu'il soit établi et conserve dans des conditions de nature a en garantir l'intégrité ».‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ART 1316- 3 « l'écrit sur support électronique a la même force probante que l'écrit sur support papier, n°‬‬
‫‪2000-230- op. cit.‬‬

‫‪97‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬موقف التشريعات المقارنة من شهادة التصديق األجنبية‬

‫نجد أن قانون األونسترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية لسنة ‪ 2001‬اعترف بالشهادات‬
‫والتوقيعات األجنبية ومنحها الحجية القانونية نفسها التي تحتويها الشهادة الصادرة داخل الدولة‪ ،‬فالمادة‬
‫(‪ )12‬منه تنص على‪ ":‬يكون للشهادة التي تصدر خارج الدولة المشرعة المفعول القانوني نفسه في الدولة‬
‫المشرعة للشهادة التي تصدر في الدولة‪ ،‬إذا كانت تتيح مستوى مكافئا جوهريا من قابلية التحويل "‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وهناك تشريعات أخرى اعترفت بشهادات التصديق اإللكتروني األجنبية ومن بينها القانون المصري‬
‫الذي اعترف بها من خالل قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري لسنة ‪ 2004‬ضمن المادة (‪ )22‬منه‬
‫على ما يلي‪ ":‬تختص الهيئة باعتماد الجهات األجنبية المختصة بإصدار شهادات التصديق اإللكتروني‬
‫وذلك نظير مقابل الذي يحدده مجلس إدارة الهيئة‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون للشهادات التي تصدرها تلك‬
‫الجهات ذات الحجية في اإلثبات المقررة لما تصدره نظيرتها في الداخل من شهادات نظيرة وذلك كله وفقا‬
‫للقواعد واإلج ارءات والضمانات التي تقررها الالئحة التنفيذية لهذا القانون"‪.‬‬
‫من خالل هذا النص يتبين أن الهيئة العامة لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية باعتبارها‬
‫سلطة الترخيص دور اعتماد الترخيص الصادر للجهة األجنبية‪ ،‬بحيث تعطى له الحجية القانونية الكاملة‬
‫في اإلثبات كما لو كان صاد ار في مصر‪ ،‬باإلضافة إلى أن تكون هذه األخيرة معترف بها داخل حدود‬
‫دولتها أوال قبل قيامها بالعمل في حدود الجمهورية المصرية‪.‬‬
‫كما نص المشرع التونسي في الفصل ‪ 23‬من قانون المبادالت والتجارة اإللكترونية رقم ‪ 83‬لسنة‬
‫‪ 2000‬على‪ ":‬تعتبر الشهادات المسلمة من مزود خدمات المصادقة اإللكترونية الموجود ببلد أجنبي‬
‫کشهادات مسلمة من مزود خدمات المصادقة اإللكترونية الموجود بالبالد التونسية إذا تم االعتراف بهذا‬
‫الهيكل في إطار اتفاقية اعتراف متبادل تبرمها الوكالة الوطنية للمصادقة اإللكترونية"‪.‬‬
‫الشيء المالحظ من كل هذه التشريعات أنهم عالجوا فقط مسألة شهادات التصديق اإللكتروني‬
‫الصادرة عن جهات أجنبية دون التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وما إن كان يسمح باعتماد أم ال‪ ،‬وهذا يعتبر قصو ار‬
‫في التشريع وينبغي معالجته وتداركه ألن أغلب المعامالت اإللكترونية تتضمن عنص ار أجنبيا ضمن‬
‫أطرافها وألجل تسيير هذه المعامالت اإللكترونية وضع هذا القانون‪ ،‬ولذا من الواجب اعتماد التوقيعات‬
‫(‪)2‬‬
‫اإللكترونية األجنبية‪.‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني في ضوء التشريعات العربية واإلتفاقيات الدولية الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.165‬‬


‫فاطمة باهة‪ ،‬شهادة التصديق اإللكتروني كآلية لضمان حجية المعامالت اإللكترونية في ضوء القانون رقم ‪04-15‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكتروني الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث العلمية في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جامعة إبن‬
‫خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.408-407‬‬

‫‪98‬‬
‫التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫الحقيقة أن من خالل ما تم دراسته يمكن اإلشادة بالخطوة التي خطاها المشرع الجزائري في مجال‬
‫المعامالت اإللكترونية بصفة عامة والتصديق اإللكتروني بصفة خاصة‪ ،‬نظ ار لألهمية البالغة له في‬
‫المجال اإللكتروني وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬من خالل أداء دور الوساطة وإضفاء الثقة واألمان في‬
‫التعامالت اإللكترونية عبر شبكة األنترنت‪ ،‬والتي يتجسد غالبها في التحقق من سالمة البيانات المتداولة‬
‫والتأكد من هوية األطراف وتحديد أهليتهم‪ ،‬إضافة إلى إصدار شهادات إلكترونية معتمدة‪ ،‬فضال عن‬
‫تحديده لاللتزامات والمسؤوليات الملقاة على كاهل الجهات المختصة والمخول لها قانونا القيام بدور مؤدي‬
‫خدمات التصديق اإللكتروني مع إزالة كافة الشكوك حول القيمة القانونية لشهادة التصديق وحجيتها في‬
‫اإلثبات‪ ،‬عن طريق بوابة القانون ‪ 04-15‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬وتعديل أحكام األمر‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري خاصة تلك المتعلقة‬
‫باإلثبات‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫مـن خـالل دراستنا لموضـوع النظـام القانوني للتوقيـع والتصـديق اإللكتـرونيين فـي الج ازئـر كـونـه ال‬
‫يزال مجـاال خصبا للبحث والدراسة‪ ،‬والـذي بـرز وفرض نفسـه بشكل كبيـر خـالل الحقبة األخيرة من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬خاصة وأن أغلب المعامالت التـي تـتـم فـي الوقت الحاضـر تأخـذ الشكل اإللكترونـي وذلـك لمـا‬
‫فرضـه علينـا الوجـود الـواقـعي لنظم تكنولوجيا المعلومـات والتجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬ففـي ظـل التقدم والتطور‬
‫التكنولوجي السـريـع الـذي تشهده ثـورة المعلومـات‪ ،‬ظهـرت لنـا آليـة جديدة تتمثل في التوقيـع والتصـديق‬
‫اإللكتروني كنتـاج لهذا التطـور تـؤدي الوظائف نفسـها بشكل أسـرع وبأقل التكاليف فـي إبـرام التصرفات‪،‬‬
‫بالمقارنـة مـع األساليب التقليديـة التـي تقـف عائقـا أمـام السرعة المذهلة في إنجاز شتى المعامالت‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫وبمـا أن هـذه الوسيلة مستجدة على الفكـر القـانوني‪ ،‬فقـد كـان ل ازمـا علـى معظـم التشريعات ومـن‬
‫بينها التشريع الجزائري ضـرورة وضـع إطـار قـانوني متكامـل يتناسـب وحـجـم هـذه اآللية‪ ،‬والعمـل علـى‬
‫احـتـواء أكبـر قـدر ممكـن مـن جـوانـب هـذه التقنيات الحديثة‪ ،‬بمـا يضـمن الثقة والمصداقية بـيـن أطراف‬
‫العالقـة التعاقديـة‪ ،‬إلى جانـب التصـدي ألي اعتـداء مـن شـأنه اإلضـرار بـالمراكز القانونيـة وهـو مـا قـام بـه‬
‫فـعـال بإصـداره للقانون رقم‪ 04-15:‬المؤرخ فـي‪ 01/02/2015 :‬يحـدد القواعد العامـة المتعلقة بالتوقيع‬
‫والتصديق االلكترونيين‪.‬‬

‫وعليـه تطرقنـا فـي مـذكرتنا هـذه ضـمن الفصـل األول لماهيـة النظـام القـانوني للتوقيـع االلكتروني‪،‬‬
‫وذلـك بـالتطرق إلى تعريفـات التوقيـع اإللكترون ـي سـواء الفقهيـة منـهـا أو فـي مختلـف التشريعات العربية‬
‫والمقارنـة‪ ،‬مـع إبـراز خصائص التوقيع االلكتروني وأهـم الصـور التي يتخذها ومـن ثـم تبيـان نـطـاق تطبيق‬
‫التوقيـع اإللكتروني ووظائفه التي تتمثـل فـي التعبير عن إرادة الموقـع صـاحب التوقيع‪ ،‬فضال عن دراسة‬
‫الحجية القانونية له في اإلثبات والوسائل الكفيلة بحمايته‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فتناولنـا فيـه ماهيـة التصديق اإللكتروني‪ ،‬وذلـك مـن خـالل التطرق للتعريـف‬
‫القانوني لشهادة التصـديق اإللكترون ـي وأنواعهـا‪ ،‬باإلضـافة إلـى تحديـد الجهـة المختصـة بتأديـة خـدمات‬
‫التصـديق اإللكترونـي ووظيفتهـا‪ ،‬مـع إلـزام مـؤدي الخدمـة علـى وجـوب التقيـد باإللت ازمـات والشـروط‬
‫المفروضـة عليـه تحـت طائلـة المسـؤولية‪ ،‬وكذلك د ارسـة مـدى حجيـة شـهادة التصـديق اإللكتروني الوطنيـة‬
‫كـدليل لإلثبـات وتوضيح موقف المشرع الج ازئـري مـن الشـهادة األجنبيـة‪ ،‬وفـي نهاية بحثنا نخلص إلى‬
‫النتائج والتوصيات اآلتية‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫الخاتمة‬

‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫‪ -‬وجـود تعـاريف تشريعية مختلفة لكنهـا تصـب فـي معـنـى واحـد لنظـام التوقيـع والتصـديق‬
‫اإللكتـرونيين بحيث يمكـن إعطاءه تعريفـاً عامـاً يـتلخص فـي أنـه‪ " ،‬عبـارة عـن وسيلة تقنيـة وفنيـة أفرزتهـا‬
‫تقنيـة المعلومـات‪ ،‬يعبـر مـن خاللهـا الشـخص عـن إرادتـه فـي االلتزام بتصـرف قـانوني معـين‪ ،‬قـادر علـى‬
‫تحديد شخصية الموقع ومعبرة في الوقت نفسه عن قبوله بمضمون هذا التصرف‪".‬‬

‫‪ -‬يعتبـر التوقيـع اإللكترونـي آليـة مهمـة فـي زيـادة الثقة واألمـان بـين مختلـف المتعاملين وذلـك مـن‬
‫خ ـالل إستعمال التقنيات المتطـورة فـي مجـال حمايـة وأمـن المعلومات‪ ،‬والتي توفرهـا التقنية الحديثـة في‬
‫مجال الحوسبة واالتصال‪.‬‬

‫‪ -‬أدى انتشـار التعامـل عبـر األنترنـت إلـى ازدهـار التجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬وظهـرت علـى إثـر ذلـك‬
‫وسائل واليات دفع جديدة‪ ،‬تتكامل مع وسائل الدفع الموجودة في السوق مع التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬إعـادة المشرع الج ازئـري تنظيم التوقيـع والتصديق اإللكترونـي بإصـداره للقـانـون ‪ 15/04‬الـذي نـص‬
‫على أحكام التوقيـع والتصديق بشكل موسع‪ ،‬خالفاً لمـا جـاء بـه فـي المرسوم التنفيـذي ‪ 07/162‬بمـا‬
‫يضـمـن بعـث الثقـة بـين المتعاملين وحمايـة لـهـم مـن التالعبـات فـي هـذا الفضـاء اإللكترونـي الالمتناهي‪،‬‬
‫ر بموجب القانون ‪.05–18‬‬
‫فضال عن تنظيمه للتجارة اإللكترونية مؤخ ا‬

‫‪ -‬إمكانيـة االعتماد على المستندات والعقود الموقعـة إلكترونيـا‪ ،‬وإرسـال المعلومـات بصـورة منظمـة‬
‫ومضمونة لكل مواطن‪ ،‬مما يعني منحه الهوية الرقمية واالطالع على تقنية من التقنيات الحديثة‪.‬‬

‫‪ -‬إعتـراف المشرع الج ازئـري وكـذا التشريعات المقارنة بالكتابـة فـي الشكل اإللكتروني بموجـب نـص‬
‫المادة ‪ 323‬مكـرر ‪ 1‬مـن القـانون المدني الجزائري المعـدل والمتمم‪ ،‬وإعطائها الحجيـة القانونيـة نفسـها مع‬
‫تلك المقررة للكتابة العادية والتوقيع التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬تحديـد المشـرع للهيئـات والسلطات الخاصـة بالتصـديق اإللكترونـي وشـروط مـنـح هـذه الشـهادات‬
‫ومـهـام مـؤدي خـدمات التصـديق اإللكتروني المتمثلـة فـي التحقـق مـن هوية الشخص الموقع‪ ،‬وكـذا مـن‬
‫مضمون التبادل اإللكتروني بإبعـاد الغـش واالحتيال‪ ،‬كمـا أن لـه مهمـة تحديـد لحظـة إبـرام الـعقـد وإصدار‬
‫المفاتيح العامة والخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تـأثير قـانون التوقيـع والتصـديق اإللكترونيين على الخدمـة الحكوميـة فـي مجـال إستخدام هـذه‬
‫التقنيـة والمتطلبـات التـي تحتاجهـا وفوائـد تطبيقهـا فـي كافة المجاالت والمؤسسـات سـواء القطاعـات‬
‫الحكومية أو الخاصة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬إعتبـار جريمـة عـدم إبالغ السلطة اإلقتصادية بالتوقف عـن النشـاط جريمـة سـلوكية وشكلية قائمـة‬
‫بمجرد توافر السلوك اإلجرامي‪ ،‬إذ لم يشترط القانون فيها تحقق نتيجة معينة‪.‬‬

‫‪ -‬تـرك المشرع الجزائري للقاضـي السلطة التقديريـة فـي معاقبـة مـؤدي خـدمات التصـديق اإللكترونـي‬
‫فـي الجـرائم الماسـة بشـهادة التصديق‪ ،‬بـالحبس والغ ارمـة أو بإحـدى العقوبتين‪ ،‬بينمـا جـاءت عقوبـة الحـبس‬
‫بسيطة بالنسبة للشخص الطبيعي‪ ،‬على عكـس الغ ارمـة الماليـة التـي شـددها المشـرع سـواء للشخص‬
‫الطبيعي أو اإلعتباري‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬االقتراحات‪:‬‬

‫من خالل مجموع النتائج المتوصل إليها نقترح االقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ضـرورة مسايرة المشرع الج ازئـري لمتطلبـات عصـر التكنولوجيا‪ ،‬ومـا تعرفـه البيئـة المعلوماتيـة مـن‬
‫تطـورات متواصلة‪ ،‬وذلـك مـن خـالل إرسـاء المزيـد مـن القواعد القانونيـة التـي تحـمـي التعامالت التـي تأخـذ‬
‫الشكل اإللكترونـي عنـد إبرامهـا وتنفيذها‪ ،‬حتـى تكـون لـهـا مصـداقية وباعـث إلضفاء الثقـة واألمان فيما بين‬
‫األطراف المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة النظـر فـي القانون الخاص بالتوقيع االلكتروني بإضافة بعض المـواد لتوضيح بعـض النقـاط‬
‫الخاصـة بآليـة حمايـة التوقيـع االلكترونـي وبـاألخص تقنيـة التشـفير وذلك بتعريفهـا وتحديـد طريقـة عملها‪.‬‬

‫‪ -‬إحـداث مقاييس خاصـة لمواضيع التجـارة اإللكترونيـة علـى مسـتوى الجامعـات مـن أجـل التوسـيع‬
‫في دراستها وتكوين كفاءات أكثر معرفة وتعمقاً‪.‬‬

‫‪ -‬العمـل علـى تكـوين كـوادر فـي مجـاالت القانون‪ ،‬تكـون قـادرة على تفعيل نظـام التجـارة اإللكترونيـة‬
‫ومسايرة التطورات التي تشهدها نظم المعلوماتية إلى جانب نشر الوعي المعرفي بهذه التعامالت‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة إيجاد جهات مختصة في التحقيق والفصل في المنازعات التي تحدث في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -‬السهر على تحفيز العمل بالمعامالت اإللكترونية بين األفراد‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -I‬المصادر والمراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‬
‫‪ -1‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل‪ ،‬الجوانب القانونية للتعامالت االلكترونية‪ ،‬مجلس النشر العلمي‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪.2003‬‬

‫‪ -2‬ابو الليل‪ ،‬إبراهيم الدسوقي‪ ،‬الجوانب القانونية للتعامالت اإللكترونية‪ ،‬ط‪ ،1‬مجلس النشر العلمي‪،‬‬
‫جامعة الكويت‪.2003 ،‬‬

‫‪ -3‬ابو زيد‪ ،‬محمد محمد مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية‪ ،‬ط‪ ، 1‬بدون ناشر ‪.2002‬‬

‫‪ -4‬أحمد‪ ،‬عوض حاج علي وحسين‪ ،‬عبد األمير خلف‪ ،‬أمنية المعلومات وتقنيات التشفير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪ -5‬أشرف شمس الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للمستند اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية القاهرة ‪.2006‬‬

‫‪ -6‬إلياس ناصيف‪ ،‬العقود الدولية‪ ،‬العقد اإللكتروني في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة األولی‪ ،‬توزيع المنشورات‬
‫الحلبي الحقوقية بيروت‪.2009 ،‬‬

‫‪ -7‬بشار محمود دودين‪ ،‬اإلطار القانونى للعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪ -8‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬مخاطره‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬

‫‪ -9‬الحجار‪ ،‬وسيم شفيق‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬

‫‪ -10‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬مقدمة في التجارة اإللكترونية العربية الكتاب الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫‪ -11‬حجازي‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬التجـارة اإللكترونية في القانون العـربـي النمـوذجي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجـامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -12‬حسن عبد الباسط جمعي‪ ،‬إثبات التصرفات القانونية التي يتم إبرامها عن طريق اإلنترنت‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪.2000‬‬

‫‪ -13‬حوالف عبد الصمد‪ ،‬النظام القانوني لوسائل الدفع اإللكتروني في الجزائر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -14‬خالد الزعبي‪ ،‬التوقيع المفتـاح العام‪ ،‬مجلـة الحاسوب‪ ،‬الجمعية األردنية للحاسبات‪ ،‬العدد‪،289 ،28‬‬
‫تشرين الثاني‪ ،‬كانون الثاني‪.2000 ،‬‬

‫‪ -15‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني في ضوء التشريعات العربية واإلتفاقيات الدولية الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -16‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬إبرام العقد االلكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،2006 ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ -17‬ذكرى عبد الرزاق محمد‪ ،‬النظام القانوني للبنوك اإللكتروني‪ ،‬المزايا التحديات اآلفاق‪ ،‬دار الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -18‬رأفت رضـوان‪ ،‬عالم التجارة االلكترونية‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬طبعة ‪.1999‬‬

‫‪ -19‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -20‬سليمان مرقص‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬إيرني للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.4‬‬

‫‪ -21‬سمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديث (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -22‬السنهوري‪ ،‬عبد الرزاق احمد‪ ،‬الوجيزة النظرية العامة بااللتزام‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬منشاة المعارف للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -23‬شريف محمد غنام‪ ،‬محفظة النقود اإللكترونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬

‫‪ -24‬صابر عبد العزيز سالمة‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2007 ،‬‬

‫‪ -25‬صفوان حمزة إبراهيم عيسى الهواري‪ ،‬األحكام القانونية لعقود التجارة اإللكترونية دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬

‫‪ -26‬صورية بوربابة‪ ،‬اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني (د ارسة مقارنة)‪ ،‬دار إبن بطوطة للنشر‬
‫والتوزيع عمان‪.2014 ،‬‬

‫‪ -27‬طوني عيسى‪ ،‬التنظيم القانوني لشبكة االنترنت‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المنشورات الحقوقية صادر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2001 ،‬‬

‫‪ -28‬طوني ميشيل عيسى‪ ،‬التنظيم القانوني لشبكة اإلنترنات‪ ،‬صادق للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -29‬عادل أبوهشيمة حوتة‪ ،‬عقود خدمات المعلومات االلكترونية في القانون الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪.2004 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -30‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون اإلثبات المدني‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 2‬سنة‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -31‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬العقود التي تقع على الملكية‪ ،‬الجزء‬
‫الرابع‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.1986 ،‬‬

‫‪ -32‬عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬قانون التوقيع اإللكتروني والئحته التنفيذية والتجارة اإللكترونية في التشريع‬
‫المصري والعربي واألجنبي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪ -33‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التجارة اإللكترونية وحمايتها القانونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -34‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -35‬العبودي عباس‪ ،‬تحديات إثبات بالسندات االلكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى منشوارت الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬

‫‪ -36‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التجارة االلكترونية في التشريعات العربية واألجنبية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -37‬عالء محمد نصيرات‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر‪ ،‬عمان األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪ -38‬عمر حسن المومني‪ ،‬التوقيع االلكتروني وقانون التجارة االلكترونية‪ ،‬دارسة قانونية تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫‪ -39‬عمر خالد زريقات‪ ،‬عقد البيع عبر اإلنترنت‪( ،‬دارسة تحليلية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد لنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬

‫‪ -40‬قشقوش‪ ،‬هدى حامد‪ ،‬الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت‪ ،‬ط أ‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪ -41‬قنديل‪ ،‬سعيد السيد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬صوره‪ ،‬حجيته في اإلثبات بين التدويل واالقتباس‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -42‬لورنس محمد عبيدات‪ ،‬إثبات المحرر اإللكترون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -43‬لينا إبراهيم يوسف حسان‪ ،‬التوثيق اإللكتروني ومسؤولية الجهات المختصة به ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار‬
‫الراية‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -44‬محسن شفيق‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة بشأن البيع الدولي للبضائع دار النهضة‪ ،‬سنة الطبع غير‬
‫معروفة‪.‬‬

‫‪ -45‬محسن عبد الحميد البيه‪ ،‬قانون االثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬مكتبة الجالء الجديدة‪،‬‬
‫المنصورة‪.1997،‬‬

‫‪ -46‬محمد السعيد رشدي‪ ،‬التعاقد بوسائل االتصال الحديثة مع التركيز على البيع بواسطة التليفون‪،‬‬
‫مطبوعات جامعة الكويت‪.1998 ،‬‬

‫‪ -47‬محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحاسب اإللكتروني والقانون (دراسة حول حجية مخرجات الحاسب اإللكتروني‬
‫أي اإلثبات في المسائل المدنية والتجارية)‪ ،‬طبعة ‪ 2008‬م‪ ،‬دار النهضة العربي‪ ،‬ص ‪ 95‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ -48‬محمد المرسي زهرة‪ ،‬الحماية المدنية للتجارة اإللكترونية (العقد اإللكتروني اإلثبات اإللكتروني‬
‫المستهلك اإللكتروني)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪2008‬م‪ ،‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪ -49‬محمد أمين الرومي‪ ،‬التعاقد اإللكتروني عبر اإلنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -50‬محمد حسن منصور‪ ،‬المسؤولية اإللكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬

‫‪ -51‬محمد فواز محمد المطالقة‪ ،‬الوجيز في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬

‫‪ -52‬محمود محمد أب وفروة‪ ،‬الخدمات البنكية اإللكترونية عبر اإلنترنيت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر‬
‫والتوزيع عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -53‬مشيمش‪ ،‬ضياء أمين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون سنة‬
‫النشر‪.‬‬

‫‪ -54‬مفلح عواد القضاة‪ ،‬البينات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬جمعية عمال المطابع التعاونية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ -55‬مناني فراح‪ ،‬العقد اإللكتروني وسيلة إثبات حديثة في القانون المدني الج ازئري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين‬
‫مليلة‪.2009 ،‬‬

‫‪ -56‬منير محمد الجنبيهي وممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬الطبيعة القانونية للعقد‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -57‬نجوى أب ورهيبة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -58‬نجوى أب وهيبة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ومدى حجيته في اإلثبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ -59‬نضال سليم برهم‪ ،‬أحكام عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -60‬هاله جمال الدين محمد محمود‪ ،‬أحكام اإلثبات في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة ‪.2012‬‬
‫ب‪ -‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ -61‬إياد محمد عارف عطا سده‪ ،‬مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪.2009 ،‬‬

‫‪ -62‬الريضي‪ ،‬عيسى غسان‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الحقوق‬
‫بجامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -63‬شيف محمد‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل ايجازات المدرسة العليا القضاء‪ ،‬المدرسة‬
‫العليا القضاء الجزائر‪ ،‬الدفعة السابعة عشر‪.2009-2006 ،‬‬

‫‪ -64‬صباحين‪ ،‬سهى يحيى‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة‬
‫عمان العربية للدراسات العليا‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪ -65‬طوني عيسى‪ ،‬حول الدفع االلكتروني بالبطاقة اإلنسانية في شبكة االنترنت‪ ،‬الجديد في أعمال‬
‫المصارف من الوجهتين القانونية واالقتصادية‪ ،‬أعمال المؤتمر العلمي السنوي لكلية الحقوق بجامعة‬
‫بيروت العربية‪ ،‬ج ‪ ،1‬الجديد في التقنيات المصرفية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬

‫‪ -66‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع والتصديق اإللكترونيين في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة شهادة الماستر في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪.2018-2017 ،‬‬

‫‪ -67‬عبد الرؤوف ختال‪ ،‬سمير لكحل‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع والتصديق اإللكترونيين في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماس‬
‫‪ ،1945‬قالمة‪.2018/2017 ،‬‬

‫‪ -68‬عبد اللطيف بركات‪ ،‬اإلثبات اإللكتروني في المعامالت اإلدارية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2012 ،‬‬

‫‪ -69‬عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬التجارة اإللكترونية عبر األنترنت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه تخصص‬
‫قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2012 ،‬‬

‫‪109‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -70‬عزولة طيموش وعالوات فريدة‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في ظل القانون رقم‪ ،15/04 :‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماستر في الحقوق‪ ،‬القانون الخاص الشامل‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سنة ‪.2015/016‬‬

‫‪ -71‬کريم بركان‪ ،‬المسؤولية المدنية لهيئات التوثيق اإللكتروني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم‬
‫القانونية تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬العقيد أكلي محمد أو الحاج‪ ،‬البويرة‪.2010 ،‬‬

‫‪ -72‬مراد محمود يوسف‪ ،‬التعاقد عن طريق وسائل االتصال االلكترونى‪ ،‬رسالة للحصول على درجة‬
‫الدكتوراه في الحقوق‪.2002 ،‬‬

‫‪ -73‬المري‪ ،‬عايض راشد‪ ،‬مدى حجية الوسائل التكنولوجية الحديثة في إثبات العقود التجارية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه مقدمة إلى جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪ .101‬وسيشار إليه عند وروده الحقا‪ :‬المري‪،‬‬
‫مدى حجية الوسائل التكنولوجية‪.‬‬

‫‪ -74‬ندا معيزي‪ ،‬النظام القانوني للتصديق اإللكتروني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق‬
‫تخصص قانون العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2015 ،‬‬

‫‪ -75‬نصيرات‪ ،‬عالء محمد عيد‪ ،‬حجية التوثيق اإللكتروني في اإلثبات‪ ،‬أصال رسالة ماجستير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪ -76‬يزيد بوحليط‪ ،‬السياسة الجنائية في مجال مكافحة الجرائم اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬أطروحة النيل‬
‫شهادة دكتوراه‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2016 ،‬‬
‫ج‪ -‬مجالت ومؤتمرات‬
‫‪ -77‬حازم العماري‪ ،‬نطاق مسئولية المصرف والوسائل القانونية اإللكترونية‪ ،‬مجلة البنوك في األردن‪،‬‬
‫العدد العاشر‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬أكتوبر ‪ ،2000‬ص ‪10‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ -78‬حسين شهادة الحسين‪ ،‬العمليات المصرفية اإللكترونية " الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم الى‬
‫المؤتمر العلمي الثاني الذي نظمته كلية الحقوق جامعة بيروت العربية الفترة ‪ 28 26‬إبريل ‪،2001‬‬
‫بعنوان الجديد في عمليات المصارف من الوجهتين القانونية واالقتصادية‪ ،‬فقرة ‪.24‬‬

‫‪ -79‬صافية إقلولي أولدرابح‪ ،‬مداخلة بعنوان القوة الثبوتية لشهادات التصديق اإللكتروني في التشريع‬
‫المقارن‪ ،‬ملتقى وطني حول اإلطار القانوني للتوقيع والتصديق اإللكتروني في الجزائر جامعة محمد‬
‫الشريف المساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬فيفري ‪.2016‬‬

‫‪ -80‬الصمادي‪ ،‬حازم نعيم‪ ،‬أهم الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر القانون والحاسوب‬
‫الذي عقدته كلية القانون بجامعة اليرموك في الفترة ما بين ‪ 14 - 12‬تموز‪.2004 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -81‬عادل محمود شرف‪ ،‬وعبد هللا إسماعيل عبد هللا‪ ،‬ضمانات األمن والتأمين في شبكة اإلنترنت‪ ،‬بحث‬
‫مقدم لمؤتمر القانون والكمبيوتر واإلنترنت‪ ،‬العين‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬من ‪ 13‬ماي وسنة‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ -82‬عبد هللا بن إبراهيم الناصر "العقود االلكترونية‪ ،‬دراسة فقهية تطبيقية مقارنة" بحث مقدم إلى مؤتمر‬
‫األعمال المصرفية االلكترونية بين الشريعة والقانون والمقام بدولة اإلمارات العربية المتحدة في الفترة‬
‫من ‪ 12 - 10‬مايو ‪.2003‬‬

‫‪ -83‬عبد هللا مسفر الحيان‪ ،‬حسن عبد هللا عباس‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دراسة نقدية لمشروع و ازرة التجارة‬
‫والصناعة الكويتية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد التاسع عشر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬يوني‬
‫و‪.2003‬‬

‫‪ -84‬فاروق األباصيري‪ ،‬األمان القانوني والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬األهرام االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،1772‬ديسمبر‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ -85‬فاطمة باهة‪ ،‬شهادة التصديق اإللكتروني كآلية لضمان حجية المعامالت اإللكترونية في ضوء‬
‫القانون رقم ‪ 04-15‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكتروني الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث العلمية في‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جامعة إبن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫‪ -86‬قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬للجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‬
‫عن أعمال دورتها الرابعة والثالثون‪ ،‬فينا‪.2001 ،‬‬

‫‪ -87‬قانون التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة الحياة التجارية‪ ،‬البحرين‪ ،‬العدد ‪ ،354‬نوفمبر‪ ،‬ديسمبر لسنة‬
‫‪.1434‬‬

‫‪ -88‬مساعدة‪ ،‬أيمن‪ ،‬التوقيع الرقمي وجهات التوثيق‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر القانون والحاسوبي‪ ،‬القانون‬
‫بجامعة اليرموك في الفترة ما بين ‪ 14 12‬تموز ‪.2004‬‬
‫د‪ -‬النصوص القانونية‬
‫‪ -89‬قانون المبادالت التونسي‬

‫‪ -90‬أمر رقم‪ 58 - 75 :‬المتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪.10-05‬‬

‫‪ -91‬أنظر المادة ‪ 124‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪10-05‬‬

‫‪ -92‬أنظر المواد من‪ 140-124 :‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون ‪.10-05‬‬

‫‪111‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -93‬قانون رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1968‬بإصدار قانون اإلثبات في المواد المدينة والتجارية معدل بالقانون ‪23‬‬
‫لسنة ‪ 1992‬والقانون ‪ 18‬لسنة ‪( 1999‬ج‪.‬ر) العدد ‪ 22‬الصادر في ‪ 1968/5/30‬منشور على‬
‫الموقع‪:‬‬

‫‪ -94‬قانون رقم ‪ 83‬لسنة ‪ ،2000‬يتعلق بالمبادالت والتجارة اإللكترونية التونسية‪ ،‬المؤرخ في‪ 09 :‬أوت‬
‫‪ 2000‬الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد ‪.64‬‬

‫‪ -95‬المادة (‪ )1‬الفقرة (‪ )6‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني المصري‪.‬‬

‫‪ -96‬المادة (‪ )1‬فقرة (‪ )11‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪.272/2001‬‬

‫‪ -97‬المادة (‪ )1‬من قانون التجارة اإللكترونية البحريني‪.‬‬

‫‪ -98‬المادة (‪ )19‬من قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وقد نظمت الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -99‬المادة (‪ )2‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت‪.‬‬

‫‪ -100‬المادة (‪ )2‬من قانون المعامالت إلمارة دبي‪.‬‬

‫‪ -101‬المادة (‪/2‬ب) من قانون األون سترال النموذجي‪.‬‬

‫‪ -102‬المادة (‪ )23‬من قانون المعامالت اإلمارة دبي‪.‬‬

‫‪ -103‬المادة (‪ )25‬من قانون التجارة اإللكترونية البحريني‪.‬‬

‫‪ -104‬المادة (‪ )34‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني المؤقت‪.‬‬

‫‪ -105‬المادة (‪/40‬ب) من قانون المعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -106‬أمر رقم‪ 58 75 :‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر‪ ،‬والمتضمن القانون‬


‫المدني الجزائري المعدل والمتمم بالقانون رقم‪ 10 05 :‬المؤرخ في ‪ 13‬جمادى األول عام ‪1426‬‬
‫الموافق ل ‪ 20‬يوني و‪ ،2005‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ‪ 26 :‬يولي و‪.2005‬‬

‫‪ -107‬القانون رقم‪ 1504 :‬المؤرخ في‪ ،2015/02/01 :‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم‪ ،06:‬المؤرخة في‪.2015/02/10 :‬‬

‫‪ -108‬المادة (‪ )1‬من قانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري والمادة (‪ )1/7‬من الالئحة التنفيذية‬
‫للقانون‪.‬‬

‫‪ -109‬المادة (‪ )1/8‬من الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم التوقيع اإللكتروني المصري‪.‬‬

‫‪ -110‬المادة (‪ )2/10‬من التوجيه األوروبي‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫ " يستعمل التوقيع اإللكتروني التوئين هوية‬:‫ التي نصت على أنه‬،04 /15 ‫) من القانون‬6( ‫ المادة‬-111
."‫الموقع وإثبات قبوله مضمون الكتابة في الشكل اإللكتروني‬

‫ المادة األولى من الملحق األول من‬،‫ من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع االلكتروني‬20/4 ‫ المادة‬-112
‫) من قانون‬17( ‫ الفصل‬،272/2001 ‫( من المرسوم الفرنسي رقم‬1/6/C) ‫ المادة‬،‫التوجيه األوروبي‬
.‫المبادالت التونسي‬

2007 ‫ ماي‬30 ‫ ه الموافق‬1428 ‫ جمادى األول‬11 ‫ مؤرخ في‬162 07 :‫ مرسوم تنفيذي رقم‬-113

‫( من المرسوم الفرنسي رقم‬1/6/A) ‫ المادة‬،‫) من الملحق األول للتوجيه األوروبي‬1( ‫ المادة‬-114


.272/2001

‫ الوزاري رقم‬.‫ وكذلك القرار‬،2004 ‫ لسنة‬15 ‫ من الالئحة التنفيذية رقم‬11 ،9 ،7 ،4 ،3 ،2 ‫ المواد‬-115


‫ بإصدار الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع االلكتروني وإنشاء‬،2005/5/15 ‫ بتاريخ‬2005 ‫ لسنة‬109
.‫هيئة تنمية صناعية تكنولوجيا للمعلومات‬

‫) من الملحق األول‬7( ‫ المادة‬،‫ من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني المصري‬20/8‫ المادة‬-116
.272/2001 ‫) من المرسوم الفرنسي رقم‬G/6/1( ‫ المادة‬،‫للتوجيه األوروبي‬
:‫ المصادر والمراجع باللغة األجنبية‬-II
117- Jaluzot (B); Transpostion de La directive. Signature electronique:
Comparaison Franco alemande, Rec. Dalloz 2004 . No.40, p. 2869
118- ART 1316- 3 « l'écrit sur support électronique a la même force probante
que l'écrit sur support papier, n° 2000-230- op. cit.
119- Art. 5: Effets juridiques des signatures électroniques:" b) soient recevables
comme preuves en justice.
120- Art: Définitions: "Aux fins de la présente directive
121- Caprioli (E), La Directive Europeene N 1999/93/Ce du 13/Decembre 1999
Sur Un Cadre Communautaire Pour Les Signatures Electroniques, Gaz. Pal.
Octobre, 2000.
122- Décret n° 2001272 du 30 mars 2001 pris pour l'application de l'article
13164 du code civil et relatif à la signature électronique (JORF n°0077 du 31
mars 2001), (Dernière modification : 9 juillet 2009). Disponible
sur:http://www.legifrance.gouv.fr/affichTexte.do?cidTexte=LEGITEXT0000
05
123- Delmas (X.); L' achevment du Cadre Juridique de la signature electronique
securisee JCP EdG 4 Decembre 2002, No 49 ,p.2153.
124- Directive 2000/31/CE du Parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000
relative à certains aspects juridiques des services de la société de
113
‫المصادر والمراجع‬

l'information, et notamment du commerce électronique, dans le marché


intérieur («directive sur le commerce électronique»). Disponible sur:
http://eurlex.europa.eu/legalcontent/FR/TXT/?uri=CELEX:32000L0031"
125- ERIC A. CAPRIOLI. La Loi Francaise Sur La Preuve et La Signature
Electronique Dans La (1) Perspective Européene. Dir 199993 CE du
parlement Européen et ducon seil du 13 decembre1999, JCP, ed. G.3 Mai
2000. No. 18.
126- Fontaneau (C); La Signature electronique "Rev. Fiscalite europeen et droit
international des affaires" n125, 2001, p.6. http://www.fontaneau.com
127- Isabelle de LAMBERTERIE Jean Francois. BLANCLLETTE, Le décret de
30 MARS relatif á la Signature électronique JCP. éd, 26, Juillet 2001, No 30.
128- JACQUES (L), Le Décret No 2001/272 Du 30 Mars 2001 relatif a'La
SignatureElectronique, JCP , éd; G. 5 Septembre 2001, No 36, p. 1602.
129- La loi No2000-230 du 13mars2000 portant adoption du droit de la preuve
aux technologies de l'information et relative à la signature électronique. JORF
N°62, 14 Mars 2000. ART 1316-1 : « l'écrit sous forme électronique est admis
en preuve au même titre que l'écrit sur support papier, sous réserve que puisse
être dument identifiée la personne dont il émane et qu'il soit établi et conserve
dans des conditions de nature a en garantir l'intégrité ».
130- Loi type de la CNUDCI sur les signatures électroniques et Guide pour son
incorporation 2001, Disponible sur
http://www.uncitral.org/pdf/french/texts/electcom/mlelecsignf.pdf
‫ المواقع اإللكترونية‬-III
131- http://www.baker net. com/e commerce.
132- http://www.ebusweb.com/digitalsignature
133- ttps://uncitral.un.org/
134- http://www.uncitral.org/pdf/arabic/textselectcornrnrn1elecsig
135- http: // www. bakrnet. com / ecommerce
136- http// WWW.e signature. gov. eg/materials/Electronic Signature
Mechanizm Arabic.

114
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموض ـ ـ ــوع‬


‫شكر وتقدير‬
‫اإلهداء‬
‫فهرس المحتويات‬
‫أ‬ ‫م ـ ـقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني للتوقيـع اإللكتروني‬


‫‪06‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التوقيع اإللكتروني‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التوقيع اإللكتروني‬

‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط التوقيع االلكتروني‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص التوقيع اإللكتروني‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‬

‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيقات ووظائف التوقيع اإللكتروني‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نطاق تطبيقات التوقيع اإللكتروني‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف التوقيع اإللكتروني‬

‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني واآلليات القانونية لحمايته‬


‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حجية التوقيع االلكتروني‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجهود الدولية في تدعيم حجية اإلثبات للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف بعض التشريعات الداخلية من حجية اإلثبات بالتوقيع اإللكتروني‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪41‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات القانونية لحماية التوقيع اإللكتروني‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية للتوقيع اإللكتروني‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية التقنية للتوقيع اإللكتروني‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحماية الجنائية للتوقيع اإللكتروني‬

‫‪47‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التصـديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬


‫‪49‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التصديق اإللكتروني والجهات المختصة‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم شهادة التصديق اإللكترونية‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الشهادات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬البيانات الواجب توافرها في شهادة التصديق اإللكترونية‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬جهات الشهادات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف جهات التصديق اإللكتروني ووظائفها‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف جهات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط الواجب توافرها في جهات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪80‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مدى حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‬


‫‪80‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حجية الوثائق اإللكترونية في اإلثبات‬

‫‪87‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القوة الثبوتية للسندات اإللكترونية‬

‫‪90‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المستندات اإللكترونية والتصرفات الشكلية‬

‫‪94‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في اإلثبات‬

‫‪94‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حجية التصديق اإللكتروني في التشريع الجزائري وبعض القوانين المقارنة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري وبعض التشريعات المقارنة من شهادة التصديق‬
‫‪97‬‬
‫اإللكتروني األجنبية‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪99‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫‪101‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪105‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المالحق‬
‫ملخص الدراسة‬
‫ملخص الدراسة‬

:‫المخلص‬
‫تطرقنـا فـي هـذه المذكرة لموضـوع " النظـام الـقـانوني للتوقيـع والتصـديق اإللكتـرونيين فـي التشريع‬
‫ ناهيـك‬،‫ والتجـارة اإللكترونيـة خاصـة‬،‫الج ازئـري" الـذي يلعـب دور كبيـر فـي المعامالت اإللكترونيـة عامـة‬
‫ حيـث استعرضـنـا مـن خـالل فصـلنا األول"النظام القانوني التوقيـع‬،‫عـن الم ازيـا التـي يمنحهـا للمتعاملين‬
‫ كمـا بينـا أيضـا نـطـاق تطبيـق التوقيـع اإللكتروني‬،‫اإللكترونـي" وذلك بتوضيح مفهـوم التوقيع اإللكتروني‬
" ‫ وتطرقنـا أيضـاً مـن خــالل الفصـل الثـاني‬،‫ فضـال عـن حجيتـه فـي اإلثبـات وآليـات حمايتـه‬،‫ووظائفـه‬
‫ الذي ناقشـنـا فيـه مفهـوم شـهادة التصـديق اإللكترونــي‬،"‫التصديق اإللكتروني من المنظور القانوني‬
‫ باإلضـافة إلـى جهـات التصـديق اإللكترونــي ومـدى حجيـة التصـديق فـي اإلثبات وكذا حجية‬،‫وأنواعهـا‬
. ‫الوثائق اإللكترونية في اإلثبات‬

،‫وعليـه وجـب علـى المشـرع الج ازئـري أن يواكـب التطـور الحاصـل فـي مجـال الحوسـبة واالتصال‬
.‫وأن يقوم بتعديل وإضافة نصوص قانونية تتماشى مع متطلبات العصر‬

Summary:
In this memo, we touched on the issue of "the legal system for the internalization and
authenticity of the Algerian legislation" that play a great role in general electronic
transactions, and the electronic trade in particular, not to the advantages that it gives to the
dealers, so we reviewed us from the first semester of the "legal system" The electronic
signature, as well as the cultivation of electronic signing of the electronic signing, as well as
its argument in the proven installations and the mechanisms of its protection, and we also
touched on the second chapter "electronic certification from the legal perspective", in which
we discussed the concepts of the electronic certification certificate and their types, in addition
to the electronic confrontations and their types, in addition to the electronic confrontations
and their types, to the electronic confrontations and their types, in addition to the electronic
confrontations and their types, to the electronic confrontations and their types, to add to the
electronic. Authentication in the evidence, as well as the authenticity of electronic documents

in the evidence.

The Algerian legislature must keep pace with developments in the area of computing

and communication, and amend and add legal texts that are in line with today's requirements.

You might also like