You are on page 1of 268

‫جامعة احلاج خلضر باتنة ‪1‬‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم احلقوق‬

‫املسؤولية املدنية‬
‫يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬
‫رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‬
‫ختصص عقود ومسؤولية مدنية‬

‫إشـراف الــدكتورة‬ ‫إعــداد الطالـب‬


‫ميموني فايزة‬ ‫قارس بوبكر‬

‫جلنة املناقشة‬
‫الصفة‬ ‫اجلامعة األصلية‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫اللقب واالسم‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة احلاج خلضر باتنة‪1‬‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د‪/‬خملويف عبد الوهاب‬
‫مشـرفا ومقررا‬ ‫جامعة احلاج خلضر باتنة‪1‬‬ ‫أستاذة حماضرة أ‬ ‫د‪ /‬ميموني فايزة‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة حممد ملني دباغني سطيف ‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬بوضياف عبد الرزاق‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة احلاج خلضر باتنة‪1‬‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪ /‬عربي باي يزيد‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذة حماضرة أ املركز اجلامعي العقيد سي احلواس بريكة‬ ‫د‪ /‬حممودي مساح‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة حممد خيضر بسكرة‬ ‫أستاذة حماضرة أ‬ ‫د‪/‬لعور بدرة‬

‫املوسم اجلامعي‪2021 – 2020 :‬‬


‫شكر وعرفان‬

‫بعد أن َم ّن هللا علي بإتمام هذه األطروحة بعونه وتسديده‪،‬‬


‫عز ّ‬
‫وجل‪ ،‬وهو ّ‬ ‫ّ‬
‫إال أن أحم ـ ــده وأشكــره ّ‬
‫الغني الحميـ ــد‪،‬‬ ‫ال يسعني‬
‫م‬ ‫كما ّ‬
‫أتقدم بأسمى وأرقى عبارات الشكر لألستاذة الشرفة الدكتورة ميموني فايزة التي كانت‬
‫م‬
‫نعم الشرفة ونعم الناصحة والرافقة على مدار خمس سنوات من العمل‪،‬‬
‫طيب مم ّ‬
‫شجع‪ ،‬أو بدعوة صادقة في‬ ‫كل من ّ‬
‫أمدني بيد العون والتأييد سواء بكالم ّ‬ ‫وأشكر ّ‬

‫ظهر الغيب أو بتسهيل الحصول على الكتب والراج ــع‪ ....‬فه ــؤالء جميع ــا يضيق الق ــام عن‬

‫تعدادهم‪ ،‬ويعجز اللسان عن مكافأتهم‪ ،‬مهما أوتي من عبارات الشكر والثناء‪،‬‬

‫وإلى كافة أعضاء لجنة الناقشة املحترمين كل باسمه ورتبته ومقامه‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لكل هؤالء مني جزيل الشكر‪ ،‬ووافر االمتنان‪ ،‬وخالص التقدير‪.‬‬

‫بوبكر‬
‫إهداء‬
‫م‬
‫أهدي هذا العمل التواضع إلى الوالدين الكريمين أطال هللا في عمرهما وأحسن‬
‫عملهما‪،‬‬
‫كما أهديه إلى كل طالب علم يبتغي بعلمه وجه هللا عز وجل‪،‬‬
‫إلى جميع أفراد عائلة قارس أينما وجدوا خاصة شقيقاي‪ :‬حسام الدين وسعيد‬
‫وشقيقاتي الثالث‪،‬‬
‫إلى زوجتي وأبنائي‪ :‬إياد عبد الرؤوف وأيوب عبد اإلله ومحمد إسالم‪،‬‬
‫إلى كل األصدقاء والزمالء‪.‬‬

‫بوبكر‬
‫قائمة ألهم املختصرات باللغة الفرنسية‬

Abréviations Liste des principales abréviations en français :


‫املختصرات‬ :‫قائمة ألهم املختصرات بالفرنسية‬

CCF Le Code Civil Français

JORF Journal Officiel de la République Française

CE Le Conseil de l’union Européenne

JOCE Journal Officiel du Conseil de l’union Européenne

OPU Office des Publications Universitaires

LGDJ Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence

PUF Presse Universitaire de France

Cass. Com Chambre de cassation Commerciale

Cass. Soc Chambre de cassation Sociale

Cass. Civ Chambre de cassation Civile


‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫م‬ ‫م‬
‫تعرف الســؤولية القانونية بشــكل عام بأ ها الســاءلة التي يتعرض لها الشــمص من جراء كل‬
‫س ـ ــلوأ س ـ ــلمي أو إي ا ي يمكن أن ميلحق ض ـ ــررا بالغير‪ ،‬فاألنر القانوني لثبوت مس ـ ــؤولية األ ـ ــما‬
‫يتمثــل في الص ـ ـ ـ ــور املمتلدــة للجزاءات الــاديــة التي تمل ـ الس ـ ـ ـ ــل ــة العــام ـة ممثلــة في مرفق العـدالــة‬
‫بمختلف هيئاته ودرجاته ممكنة تس ــلي ها على كل من يخل بأحد أو كل األعباء أو الواجبات القانونية‬
‫أو االتداقية اللقاة على عاتقه‪.‬‬

‫فاقتران الس ـ ـ ـ ــؤولية القانونية ب زاء مادي هو فيص ـ ـ ـ ــل التدرقة بي ها و ين ن يرتها األخالقية‬
‫التشــريع وال إلى االتداقات الثنائية‬ ‫الترتبة عن مخالدة قواعد ســلوكية ال يرجع مصــدرها إلى نصــو‬
‫أو ال جمــاعيــة‪ ،‬وإنمــا إلى مــا يدرضـ ـ ـ ـ ــه املجتمع من أدبيــات وقواعــد معنويــة تس ـ ـ ـ ـ هــدف تهــذيــب الحيــاة‬
‫االجتمـاعيـة وأخلق هـا ب ريقـة تس ـ ـ ـ ـهـل التعـاي الهـادب بين أفراد املجموعـة الواحـدة‪ ،‬وكـل من يخر‬
‫عن الحدود األخالقية الس ـ ـ ـ ــتقر علتها م تمعيا يتعرض لجزاءات من ذات الجأس أي عقو ات أدبية‬
‫وأخالقية يير مادية يس ـ ـ ــل ها املجتمع ممثال في ض ـ ـ ــميره الجمني على املمالدين كاس ـ ـ ــت جان املجتمع‬
‫م‬
‫للشمص املم ئ أو تأنيب الضمير‪.‬‬

‫أم ــا إذا ت ــاوز اإلخالل أو االن ه ــاأ ح ــدود األخال ليمس ق ــاع ــدة ق ــانوني ــة ف ــإن ــه يتعرض‬
‫للمس ـ ـ ـ ــاءلة القانونية القترنة ب زاءات مادية تض ـ ـ ـ ــمن احترامها و فعالي ها‪ ،‬وتختلف هذه الجزاءات‬
‫بحس ـ ـ ــب نوعية الحق الن ه أو العتدذ عليه‪ ،‬فإذا كان الحق محل االعتداء عاما يتعلق بالص ـ ـ ــلحة‬
‫الع ــام ــة ملجموا األفراد الش ـ ـ ـ ــكلين للتركيب ــة املجتمعي ــة‪ ،‬ق ــام ــت الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة الجزائي ــة ويكون الجزاء‬
‫متناسـبا مع طبيعة هذه السـؤولية كالنـجن أو الغرامات الالية التي تدفع للمزينة العمومية‪ ،‬أما إذا‬
‫أصاب اإلخالل حقا مصيا ألحد أفراد املجتمع فإن السؤولية الترتبة هي مسؤولية مدنية تتمثل في‬
‫إلزام مرتكب الدعل الضار ب بر الضرر الذي لحق الضرور‪ ،‬إما عينا بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه‬
‫قب ــل االن ه ــاأ‪ ،‬و إم ــا بمق ــاب ــل عن طريق دفع مبل نق ــدي كب ــدي ــل عن الحق ال ــذي فق ــده من جراء‬
‫االعتداء عليه ت سيدا لا يعرف بالوظيدة التعويضية لقواعد السؤولية الدنية‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫يير أن السـ ـ ــؤولية الدنية ليسـ ـ ــت واحدة بل تنقسـ ـ ــم بدورها إلى نوعين رئيسـ ـ ــين السـ ـ ــؤولية‬
‫العقدية وتتحقق إذا امتنع الدين أو تقاعس عن تنديذ التزام عقدي‪ ،‬أو ندذه على وجه معيب ألحق‬
‫ضـ ــررا بالدائن‪ ،‬أما السـ ــؤولية التقصـ ــيرية فتتحقق إذا أخل الشـ ــمص بما فرضـ ــه القانون من التزام‬
‫عام يقض ي بوجوب عدم تسببه في اإلضرار بغيره‪.‬‬

‫َ‬
‫وإذا كانت الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية في ص ـ ـ ـ ــورتها التقليدية لم ت معد تثير إش ـ ـ ـ ــكاليات جوهرية‪ ،‬فإن‬
‫االنتش ــار الواس ــع الذي ش ــهدته وس ــائل االتص ــال الحديثة في الس ــنوات األخيرة أفرز ص ــورة أخرذ من‬
‫السـؤولية وهي السـؤولية االلكترونية أو السـؤولية الناجمة عن التعامل االلكتروني‪ ،‬فاإلنترنت تعتبر‬
‫لقض ـ ــاء حوائ هم ال س ـ ــيما في العالم التقدم‪،‬‬ ‫أهم وس ـ ــيلة حديثة وعص ـ ــرية يس ـ ــتعملها األ ـ ــما‬
‫فعالوة على كو ها أداة اتص ـ ـ ـ ــال و تخاطب ووس ـ ـ ـ ــيلة للتعلم واكتس ـ ـ ـ ــاب العارف و إش ـ ـ ـ ــباا الحاجات‬
‫الش ـ ــروعة من العلومات فإنه كثيرا ما يتم اس ـ ــتخدامها ب ريقة س ـ ــيئة أو معيبة تتس ـ ــبب في اإلض ـ ـرار‬
‫باآلخرين‪ ،‬من خالل مختلف السـ ـ ــلوكيات أو المارسـ ـ ــات يير الشـ ـ ــروعة التي تتم عبر الشـ ـ ــبكة والتي‬
‫يمكن تكييدها بأ ها أخ اء تس ـ ــتلزم قيام الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية‪ .‬كما أن ذات الش ـ ــبكة – االنترنت –‬
‫يدت وأصـ ـ ــبحت من أهم يليات تنديذ االلتزامات التعاقدية‪ ،‬ال سـ ـ ــيما في ميدان الت ارة االلكترونية‬
‫م‬
‫كالتس ـ ــليم والدفع االلكترونيين والقاص ـ ــة االلكترونية وييرها من العقود التي تبرم في البيئة الرقمية‪،‬‬
‫وهو األمر ال ــذي يثير إش ـ ـ ـ ـك ــالي ــات ق ــانوني ــة في ح ــال ــة اإلخالل بتندي ــذ التزام ــات مص ـ ـ ـ ـ ــدره ــا العقود‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫تبرز وتت لى أهمية موضوا الدراسة من ناحيتين‪:‬‬

‫‪ ‬األهمية العملية‪ :‬ترجع إلى أهمية العامالت االلكترونية في حد ذاتها بالن ر إلى التس ـ ـ ـ ــهيالت‬
‫الكثيرة التي وفرتها الش ـ ـ ـ ــبكة العنكبوتية للعمالء من خاللها خدماتها التنوعة مثل خدمة البريد‬
‫االلكتروني ووسـ ـ ـ ـ ــائــل التواصـ ـ ـ ـ ــل االجتمــا ي ومختلف العمليــات الــاليــة من دفع إلكتروني وكــذا‬
‫التحويل واالقت اا االلكتروني‪ .‬كل هذه المدمات شكلت مزايا جعت على زيادة اإلقبال على‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫خاص ــة‬ ‫إبرام التص ــرفات القانونية وتنديذها في البيئة الرقمية لدرجة أن الكثير من األ ــما‬
‫في املجتمعات التقدمة قد اس ـ ـ ـ ــتغنت بش ـ ـ ـ ــكل كبير عن العامالت التقليدية‪ ،‬كما أن خاص ـ ـ ـ ــية‬
‫ش ـ ـ ــبكة االنترنت كدض ـ ـ ــاء مدتوح للعامة ي عل من يير العقول تص ـ ـ ــدية وفلترة الض ـ ـ ــامين يير‬
‫الشروعة األمر الذي يزيد من فرضية إلحا األذذ باآلخرين واإلضرار بهم‪.‬‬

‫‪ ‬األهميةةة العلميةةة‪ :‬ت هر األهميــة العلميــة للبحــا في طــابع الجــدة والحــدانــة الــذي يتس ـ ـ ـ ــم بــه‬
‫لكونه يزاو بين أمرين متباعدين زمانيا مع ضرورة خضوا أحدهما لآلخر‪ ،‬فبينما تعتبر العاملة‬
‫االلكترونية طريقة حديثة العهد بال هور بالن ر إلى خص ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ــية وتعقيد البيئة التي تتم فتها‬
‫ن د أن موضــوا الســؤولية الدنية يعتبر أحد أقدم الواضــيع التي تصــدت لها األن مة القانونية‬
‫كونه يعمل على إس ـ ـ ـ ــقا‬ ‫املمتلدة منذ القديم‪ ،‬وهو ما يع ي الوض ـ ـ ـ ــوا أهمية من نوا خا‬
‫قواعد كالسيكية قديمة على معامالت رقمية حديثة‪.‬‬

‫أسباب اختيار موضوع البحث‬

‫تدرض أص ـ ــول البحا العلمي أن نحدد بإي از م مل األس ـ ــباب الذاتية والوض ـ ــوعية التي حذت‬
‫بنا إلى اختيار موض ـ ــوا املس ة ةةدنلية املمجية امل ممات املعامرو اةل نجية كمحل للدراس ـ ــة دون‬
‫سواه‪ ،‬والتي نوجزها في النقا التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬طبيعة الوضـ ـ ــوا الذي ي مع بين األصـ ـ ــالة ممثلة في موضـ ـ ــوا السـ ـ ــؤولية الدنية و ين الحدانة‬
‫والعصرنة التمثلة في وسائل وأساليب التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬
‫‪ .2‬اإلشكاليات العديدة والتنوعة التي يثيرها الت ور التكنولوجي في عالقته بالقوانين الكالسيكية‬
‫خاصة ما تعلق م ها بموضوا السؤولية‪،‬‬
‫‪ .3‬نقص البحوث األ ـكـاديميــة حول موض ـ ـ ـ ــوا الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدينــة عن التعــامالت الرقميــة مقــارنــة‬
‫بحجم البحوث في ميدان السؤولية الجزائية‪،‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫‪ .4‬اليول الش ــمحـ ـ ي نحو مواض ــيع الس ــؤولية القانونية بص ــدة عامة والس ــؤولية الدنية بص ــدة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫أهداف البحث‬

‫تهدف هذه الدراس ــة إلى تحديد األس ــاس القانوني األمثل لقواعد الس ــؤولية الدنية في م ال‬
‫العامالت االلكترونية بش ـ ـ ـ ــقتها العقدي والتقص ـ ـ ـ ــيري ب ريقة تكدل حق الض ـ ـ ـ ــرور ـ ـ ـ ــحية الم أ‬
‫العقدي أو التقص ــيري االلكتروني في الحص ــول على التعويج الذي ي بر به ما لحقه من أض ـرار دون‬
‫مش ـ ـ ـ ـقـة‪ ،‬وذلـ من خالل محـاولـة ت ويع القواعـد العـامـة في الس ـ ـ ـ ــؤوليـة الـدنيـة ومواءم هـا مع عـالم‬
‫العلومــاتيــة بش ـ ـ ـ ـكــل ي عــل من تلـ القواعــد عــامــل لــدعم وتش ـ ـ ـ ــجيع التعــامالت االلكترونيــة ال كـابح‬
‫َ‬
‫مومقوض لها‪.‬‬

‫كما اس ـ ـ ـ هدفت من خالل دراسـ ـ ــتي هذه تبيان مكامن القصـ ـ ــور والنقص التي تعتري القواعد‬
‫العامة الناظمة للمس ــؤولية الدينة إذا ما أردنا ت بيقها وإس ــقاطها على النازعات التي قد تأش ــب بين‬
‫ال بيعية واالعتبارية نتي ة ما يتم بي هم من تعامالت عبر الش ـ ـبكة‪ ،‬وذل بغرض تقديم‬ ‫األ ـ ــما‬
‫االقتراحات والتوصــيات الناســبة التي نعال من خاللها ما يتم تنــجيله من قصــور ولجز في القواعد‬
‫العامة‪.‬‬

‫إشكالية البحث‬

‫يتس ـ ــم الأش ـ ــا االلكتروني بالحدانة والتنوا األمر الذي ي عل اإلقبال عليه كبيرا من طرف‬
‫التعاملين سـ ــواء كان هذا الأشـ ــا ننائيا عن طريق التعاقد االلكتروني‪ ،‬أو كان عبارة عن أفعال يير‬
‫مشروعة تمارس عبر الدضاءات الرقمية التي توفر م اال افتراضيا مناسبا الرتكاب العديد من أنواا‬
‫االعتداء على األموال واألسرار مقارنة بإمكانية ارتكاب ذات األفعال في الدضاء الادي املحسوس‪.‬‬

‫مين م الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة على ه ـذا النوا من العــامالت‬ ‫ون را لعــدم وجود تش ـ ـ ـ ــريع خــا‬
‫الســتحدنة (االلكترونية)‪ ،‬فإن القاض ـ ي ســي د ندســه وهو بصــدد الدصــل في النازعات الناجمة عن‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫التعامالت االلكترونية مض ـ را إلعمال القواعد العامة الواردة في القانون الدني‪ ،‬للتأكد من اجتماا‬
‫الشــرو الالزمة للقضــاء بمســؤولية الشــمص الذي ارتكب فعال ضــارا عبر الدضــاء الرقمي‪ ،‬و تقدير‬
‫التعويج الناسـ ـ ــب لجبر ذل الضـ ـ ــرر‪ ،‬مع التنويه إلى أن تل القواعد قد تم س ـ ـ ـ ها في زمن لم ت هر‬
‫فيــه بعــد أيلــب التكنولوجيــات الحــديثــة‪ ،‬بمعنى أ هــا موض ـ ـ ـ ـعــت لتحكم العــامالت التقليــديــة البرمــة في‬
‫يتعارفون فيما بي هم‪ ،‬وعليه ن رح إش ــكالية الدراس ــة على‬ ‫فض ــاءات مادية محس ــوس ــة بين أ ــما‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫ي م املع ةةامرو‬ ‫" م ةةا م ةةما مرام ةةة ال وام ةةم الع ةةام ةةة للمسة ة ة ةةدنلي ةةة امل ةةمجي ةةة لل‬
‫اةل نجية‪ ،‬ة سيما مع ما تتسم به هذه املعامرو من خصوصية؟ "‬

‫تساؤالت البحث‬

‫يتدرا عن اإلش ـ ــكالية الرئيس ـ ــية التي تش ـ ــكل ن ا الدراس ـ ــة جملة من التس ـ ــاؤالت الدرعية‪،‬‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬هل القاعدة العامة في الس ــؤولية الدنية عموما والس ــؤولية التقص ــيرية خص ــوص ــا والقائمة‬
‫على أسـ ـ ـ ـ ــاس الم ــأ واجــب اإلنبــات صـ ـ ـ ـ ــالحــة للت بيق على األخ ــاء التي ترتكــب في البيئــة‬
‫االلكترونية؟‬
‫‪ ‬هل يمكن لقواعد الس ـ ـ ـ ــؤولية عن فعل الغير أو عن فعل الم ـ ـ ـ ـ يء التي تقوم في م ملها على‬
‫أس ـ ــاس الم أ الدترض بنوعيه أن تش ـ ــكل البديل الناس ـ ــب في حالة قص ـ ــور األس ـ ــاس األول‬
‫التمثل في الم أ واجب اإلنبات؟‬
‫‪ ‬بــالن ر إلى األهميــة البــالغــة التي تكتس ـ ـ ـ ــتهــا مرحلــة التدــاوض االلكتروني ال س ـ ـ ـ ــيمــا مع البــال‬
‫الالية الخـ ــممة التي تبرم بها عقود الت ارة االلكترونية فإن السـ ــؤال الذي يمكن طرحه هو‪:‬‬
‫مـا مـدذ إمكـانيـة مس ـ ـ ـ ــاءلـة الش ـ ـ ـ ــمص التدـاوض إلكترونيـا عن األض ـ ـ ـ ـرار التي يتس ـ ـ ـ ـبـب فتهـا‬
‫للمتداوض اآلخر بالن ر إلى عدم ارتباطهما بعقد؟‬

‫ه‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬هل يمكن لاللتزامات التقليدية الدروض ــة على كل من البائع والش ــتري أن تس ــاهم في تحقيق‬
‫األمن القانوني ألطراف العقد ب ريقة تيس ــر لص ــاحب الحق الحص ــول على حقه متى تعرض‬
‫لالن هاأ من ال رف اآلخر؟‬

‫الدراسات السابقة‬

‫في حدود ما اطلعت عليه فقد وجدت بعج الدراس ــات البحثية التي تتقاطع مع موض ــوا بح ي‬
‫في بعج جزئياته وعناص ــره‪ ،‬دون أن تن لق من ندس اإلش ــكالية أو تص ــل إلى ذات النتائم‪ ،‬أذكر م ها‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬سـمير حسـني الصـري‪ ،‬املسةدنلية ال صةي ية الشاةةعة من اسة مان ااج اجا د اسةة م ا جة‬
‫بال اجون األجملو أمريكي‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة عين ش ـ ـ ــمس‪ ،‬مص ـ ـ ــر‪ ،‬س ـ ـ ــنة ‪ ،2016‬وما يمكن‬
‫مالح ته على الرس ـ ــالة الذكورة أ ها تناولت الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية عن اس ـ ــتخدام االنترنت دون‬
‫الســؤولية العقدية على عكس ما تناولته في دراســتي‪ ،‬كما أن ن ا دراســة الباحا ســمير حســني‬
‫الص ــري كان حول ت بيق من ت بيقات الم أ التقص ــيري متمثال في االعتداء على حقو اللكية‬
‫الدكرية واألدبية بينما دراس ـ ـ ــتي كانت ذات ن ا واس ـ ـ ــع حيا تناولت الم أ االلكتروني بص ـ ـ ــدة‬
‫عامة‪.‬‬
‫‪ .2‬فــاطمــة الزهرة عكو‪ ،‬املس ة ة ة ةةدنليةةة املةةمجيةةة مل ةةممي اراةةممةةة الوس ة ة ة ةةي ةةة امل ااج اجةةا‪ ،‬أطروحــة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ .2016 ،1‬وقد تناولت في دراس ـ ـ ــتي موض ـ ـ ــوا الس ـ ـ ــؤولية‬
‫الدنية لقدمي المدمات الوسـي ة ك زئية في الدصـل الثاني من الباب األول ألن ن ا الدراسـة‬
‫كان واس ــعا يش ــمل القواعد العامة للمس ــؤولية الدنية بص ــدة عامة ومدذ إمكانية ت بيقها على‬
‫العامالت االلكترونية برم ها‪ ،‬أما دراســة الباحثة عكو فاطمة الزهرة فقد انصــبت على مســؤولية‬
‫األمر الذي ي عل من‬ ‫الوسـ ـ ـ اء دون ييرهم أي أن تناولت الس ـ ــؤولية الهنية لهؤالء األ ـ ــما‬
‫موضوعها م رد جزء من الوضوا الذي تناولته‪.‬‬

‫ن‬
‫مقدمة‬

‫صعوبات البحث‬

‫واجهتني أنناء الس ـ ــني لإلحاطة بموض ـ ــوا البحا بعج الص ـ ــعو ات الوض ـ ــوعية‪ ،‬وتتلمص‬
‫أســاســا في عدم وجود قرارات واج هادات قضــائية تتعلق بالوضــوا على مســتوذ املحكمة العليا‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي صعب من مهمتي في تقييم مدذ كداية القواعد العامة للت بيق في املجال الرقمي‪ ،‬إضافة‬
‫إلى قلة الدراس ـ ـ ــات التخص ـ ـ ـص ـ ـ ــة حول الوض ـ ـ ــوا حيا أن أيلب الدراس ـ ـ ــات انص ـ ـ ــبت حول اإلنبات‬
‫والتعاقد االلكترونيين دون أن ينال موضــوا الســؤولية الدنية ذات القدر من االهتمام الذي ح يت‬
‫به الواضيع الذكورة‪.‬‬

‫نطـــاق البحث‬

‫ريم عمومية عنــوان البحــا الوسوم بـ السؤولية الدنية في م ال العامالت االلكترونية إال‬
‫بأحكام الســؤولية الدنية العقدية م ها والتقصــيرية من خالل البحا في‬ ‫أنني بحثت في الشــق الما‬
‫أركا ها و أس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــها القانوني و حاالت انتداوها دون الت ر لآلنار القانونية الناجمة ع ها و التمثلة‬
‫أســاســا في صــور التعويج املمتلدة القضــائي‪ ،‬القانوني و االتداقي‪ ،‬ألنه و بعد القراءة التأنية لبعج‬
‫الراجع لم أجد خصــوصــية تميز التعويج في العامالت االلكترونية عنه في العامالت التقليدية األمر‬
‫بالتعويج‪.‬‬ ‫الذي لن يوصلني نتائم جديدة فيما يخص الشق الما‬

‫مناهج البحث‬

‫اقتضـ ـ ــت ضـ ـ ــرورات معالجة إشـ ـ ــكالية الدراسـ ـ ــة البحثية للموضـ ـ ــوا العمل بمناه مختلدة‬
‫و ريقة تتناسب وطبيعة الوضوا‪ ،‬الذي ي مع بين جانب تقني حملني على اعتماد املشهج الوصفي‪،‬‬
‫من خالل تقديم دراسـ ــة منـ ــحية للتعريف بمختلف الص ـ ـ لحات والداهيم التقنية وحتى القانونية‬
‫ذات الص ـ ـ ــلة‪ ،‬بالقدر الذي يخدم موض ـ ـ ــوا البحا وإش ـ ـ ــكاليته دون مبالغة قد تدقد البحا معناه‪،‬‬
‫كما اعتمدت بص ـ ـ ـ ــدة رئيس ـ ـ ـ ــية على املشهج ال حلي مل على أس ـ ـ ـ ــاس أن البحا انص ـ ـ ـ ــب على ممعامالت‬
‫مس ــتحدنة تتم في بيئة رقمية‪ ،‬مع إخض ــاعها لقواعد الس ــؤولية الدنية التي موضـ ـعت أس ــاس ــا لتحكم‬

‫ز‬
‫مقدمة‬

‫معامالت تقليدية‪ ،‬األمر الذي يقتض ـ ـ ـ ـ ي تحليل مختلف النص ـ ـ ـ ــو القانونية تحليال معمقا لعرفة‬
‫مقاصد هذه النصو ومدذ كداي ها ومالءم ها للت بيق على العامالت االلكترونية‪.‬‬

‫وريم أن الدراسـ ـة تمت في ض ــوء التش ــريع الوطني إال أن الض ــرورة فرض ــت أحيانا اس ــتعمال‬
‫أسلوب أو ت شية امل ا جة مع األن مة القانونية األخرذ‪ ،‬كالقانون الدني الدرنس ي وقانون اليونسترال‬
‫النموذجي للتوقيعــات االلكترونيــة ريبــة مني في إنراء البحــا وتبيــان النقــائص التي تعتري نص ـ ـ ـ ــو‬
‫القانون الجزائري‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫ُ‬
‫مبغية اإلجابة على اإلشـ ــكالية الرئيسـ ــية للبحا وتسـ ــاؤالتها الدرعية فقد ينرت اعتماد خ ة‬

‫ننائية من خالل ت زئة البحا إلى بابين مقس ــمين تقســيما ننائيا حيا يتش ــكل كل فص ــل من مبحثين‬

‫وذل على النحو التالي‪:‬‬

‫ال اب األنت‪ :‬الباب األول السؤولية التقصيرية في م ال العامالت االلكترونية‬

‫الفصل األنت‪ :‬السؤولية التقصيرية عن الدعل الشمح ي في م ال العامالت االلكترونية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬السؤولية التقصيرية االلكترونية عن فعل الغير واألشياء يير الحية‬

‫ال اب الثاني‪ :‬السؤولية العقدية في م ال العامالت االلكترونية‬

‫الدصل األول‪ :‬السؤولية العقدية خالل مرحلتي تكوين وإبرام العقد االلكتروني‬

‫الدصل الثاني‪ :‬السؤولية العقدية االلكترونية خالل مرحلة تنديذ العق‬

‫ح‬
‫الباب األول‪:‬‬
‫املســــؤوليـــة التقصرييـــــة‬
‫يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬

‫الباب األول‪ :‬المسؤولية التقصيرية في مجال المعامالت اإللكترونية‬

‫‪9‬‬
‫الباب األول‪ :‬املسؤولية التقصريية يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬

‫م‬
‫تعتبر السـ ـ ـ ــؤولية التقصـ ـ ـ ــيرية الناجمة عن التعامالت الرقمية من الوضـ ـ ـ ــوعات التي ما فت ت‬
‫تتعاظم أهمي ها وقيم ها لدذ كل الشــكلين للمن ومة القانونية من مشــرعين وقضــاة وفقهاء‪ ،‬ن را لا‬
‫تثيره من إشـ ـ ــكاليات علمية وعملية عميقة‪ ،‬أين ي ب البحا عن مدذ اسـ ـ ــتيعاب ن رية السـ ـ ــؤولية‬
‫التقص ـ ـ ـ ــيريــة العروفــة في القــانون الــدني ألحكــام الس ـ ـ ـ ــؤوليــة النــاجمــة عن التعــامالت الرقميــة‪ ،‬حيــا‬
‫ظهرت ات اهات فقهية وتش ــريعية متباينة حولها‪ ،‬يمكن حص ــرها في نالنة توجهات فقهية وتش ــريعية‬
‫كبرذ في األن مة القارنة‪.‬‬

‫وقد ات هت بعج التشريعات إلى استحداث قواعد خاصة تحكم السؤولية التقصيرية عن‬
‫العـامالت االلكترونيـة‪ ،‬والتي تختلف اختالفـا جوهريـا عن القواعـد العـامـة للمس ـ ـ ـ ــؤوليـة في ص ـ ـ ـ ــورتهـا‬
‫الكالس ــيكية‪ ،‬بينما أدخلت بعج التش ــريعات تعديالت على قواعد الس ــؤولية التقص ــيرية التقليدية‬
‫لت ويعها لسـ ـ ــايرة ومواءمة المصـ ـ ــوصـ ـ ــيات التي يتسـ ـ ــم بها التعامل االلكتروني‪ ،‬وطبقت تش ـ ـ ـريعات‬
‫أخرذ قواعد الس ــؤولية التقص ــيرية الكالس ــيكية على العامالت اإللكترونية دون أن تخصـ ـها بأحكام‬
‫خاصة وال أن تخضعها لتعديالت‪ ،‬وهو ما ذهب إليه الشرا الجزائري في هذه السالة‪.‬‬

‫م‬
‫لذل و غرض رفع اللبس والغموض الذي يكتنف مس ـ ـ ـ ــألة إس ـ ـ ـ ــقا قواعد عامة تقليدية‬
‫كالسيكية على معامالت رقمية إلكترونية لم تكن معروفة وال معلومة وقت وضع النصو القانونية‬
‫م‬
‫السـ ـ ـ ــارية الدعول في م ال السـ ـ ـ ــؤولية التقصـ ـ ـ ــيرية‪ ،‬فإنني س ـ ـ ـ ـأحاول من خالل دراسـ ـ ـ ــتي لهذا الباب‬
‫َ‬
‫الوسوم ب ـ "املسدنلية ال صي ية امل ممات املعامرو اةل نجية أن أدرس األساس القانوني الذي‬
‫وض ـ ـ ـ ــعه الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري للمس ـ ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ـ ــيرية ملحاولة التوص ـ ـ ـ ــل إلى مدذ مالءمته ومواءمته‬
‫للتعــامالت الرقميــة‪ ،‬وذل ـ من خالل تقس ـ ـ ـ ــيم هــذا البــاب إلى فص ـ ـ ـ ــلين نعــال في األول املس ة ة ة ةةدنليةةة‬
‫ال صي ية من الفعل الشاص ي امل املعامرو اةل نجية باعتباره القاعدة العامة التي جاءت بها‬
‫الادة ‪ 124‬من القانون الدني‪ ،‬بينما سـ ــنخصـ ــص الدصـ ــل الثاني للمسة ةةدنلية ال صة ةةي ية من فعل‬
‫الغي نمن فعل األةياا ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي‬
‫يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬


‫َ‬
‫اختلدت التشريعات القارنة في األساس القانوني الذي تبني عليه السؤولية التقصيرية‪ ،‬وذل‬
‫ن را للملديات التاريخية واإليديولوجية التبعة في كل دولة‪ ،‬فم ها من أسست السؤولية التقصيرية‬
‫على الم أ واجب اإلنبات و هو موقف الشرا الجزائري‪ ،‬وم ها من أسس ها على الم أ الدترض‪ ،‬في‬
‫حين ذهبت تشريعات أخرذ إلى إقامة السؤولية على أساس الدعل الضار‪ ،‬أما الصورة الحديثة‬
‫للمسؤولية فهي السؤولية دون خ أ أو ما يعرف بالسؤولية الوضوعية‪ ،‬التي تقوم بم رد تحقق‬
‫الضرر بعناصره العروفة بعيدا عن كافة العوامل الذاتية التعلقة بمرتكب الدعل الضار‪.‬‬
‫يير أن ظهور الحاسبات اآللية والوسائل التقنية الحديثة مع ر ها بالشبكة العنكبوتية‬
‫َ‬
‫والريب في قدرة الم أ الواجب اإلنبات الذي اعتمده الشرا‬ ‫العروفة باألنترنت‪ ،‬قد أدخل الش‬
‫الجزائري بموجب الادة ‪ 124‬من القانون الدني على أن يكون أساسا متينا للمسؤولية التقصيرية إذا‬
‫فمرتكب الم أ في يالب األحيان مص م هول األمر‬ ‫تعلق األمر بالتعامالت الرقمية وااللكترونية‪ ،‬م‬

‫الذي يثير إشكالية الجهة اللتزمة بتعويج األضرار‪ ،‬كما أن مسألة إنبات خ أ مرتكب الدعل تعتبر‬
‫من السائل الحساسة ن را لمصوصية البيئة الرقمية االفتراضية واختالفها الجذري عن البيئة‬
‫التقليدية الادية‪ ،‬األمر الذي يثير إشكالية مدذ مالئمة قواعد اإلنبات التقليدية لألفعال الضارة‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫وعليه فإنه لإلجابة على كافة التساؤالت التي يثيرها عنوان الدصل األول فإننا سنقوم‬
‫بتقسيم هذا الدصل إلى مبحثين نتناول فتها أركان السؤولية التقصيرية االلكترونية‪ ،‬إذ نخصص‬
‫األول للا أ ال صي ي اةل نني‪ ،‬بينما نعال في البحا الثاني كل من ركن الضر نمرقة الس بية‬
‫بين األخ اا اةل نجية ناألضرا اةل نجية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫املبحث األول‪ :‬اخلطأ التقصريي االلكرتوني‬

‫ميعتبر الم أ من األركان األس ــاس ــية لقيام الس ــؤولية التقص ــيرية س ــواء تعلق األمر بالعامالت‬
‫م‬
‫التقليدية أو االلكترونية‪ ،‬إذ أنه وريم اختالف التشريعات في األساس الذي تبنى عليه السؤولية فإن‬
‫الشرا الجزائري قد جعل من الم أ واجب اإلنبات بمثابة القاعدة العامة مقارنة باألسس األخرذ‪.‬‬

‫يير أن الثورة العلوم ــاتي ــة التي أح ــداه ــا ظهور الش ـ ـ ـ ــبك ــة العنكبوتي ــة (االنترن ــت)‪ 1‬مع الت ور‬
‫الكبير الذي ش ــهدته أجهزة الحاس ــب اآللي‪ 2‬قد أفرز لنا ص ــورا جديدة من األفعال الض ــارة بش ــكل لم‬
‫نعهــده من قبــل‪ ،‬فمن االعتــداءات الجسـ ـ ـ ـ ــديــة وتخريــب المتلكــات وس ـ ـ ـ ــرقــة أموال الغير وييرهــا من‬
‫أ التقصــيري في صــورته التقليدية إلى أفعال أخرذ في صــور أخرذ كاالعتداء على البرامم‪3‬‬ ‫م اهر الم‬
‫عبر زرا الديروســات وان هاأ المصــوصــيات عبر اخترا البريد االلكتروني‪ 4‬لألفراد وكذا االعتداء على‬
‫قواعد البيانات للشركات وييرها من أشكال األفعال الضارة في البيئة اإللكترونية‪.‬‬

‫هذا التغير الجذري في صور الم أ يثير التساؤل حول مدذ إمكانية توافق ومالءمة القواعد‬
‫الكالسيكية للم أ التقصيري مع صوره الستحدنة التي ترتكب ب ريقة أخرذ يير معروفة من قبل‪،‬‬

‫م‬
‫‪ )1‬تعريف اةج جا‪ :‬اإلنترنت اختصار لكلمتين إن ليزيتين هما‪ INTERNATIONAL‬و‪ ،WORK NET‬وتعرف شبكة اإلنترنت‬
‫بأ ها‪ :‬شبكة هائلة من أجهزة الكمبيوتر التصلة فيما بي ها بواس ة خ و االتصال عبر العالم ‪ .‬مخلوفي عبد الوهاب‪،‬‬
‫ال ما ة اةل نجية مب اةج جا‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في الحقو ‪ ،‬كلية الحقو والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الحا لمضر‪ ،‬باتنة‪.41 ،2012-2011 ،‬‬
‫‪ )2‬ارحاسوب‪ :‬جهاز الكتروني‪ ،‬يست يع أن يقوم بأداء العمليات الحسابية والن قية طبقا للتعليمات الع اة بسرعة كبيرة‬
‫تصل إلى عشرات الاليين من العمليات الحسابية في الثانية الواحدة‪ ،‬بدرجة عالية الدقة وله القدرة على التعامل مع كم‬
‫هائل من البيانات وكذا تشغيلها واسترجاعها عند الحاجة إلتها‪.‬‬
‫بلقاسم حامدي‪ ،‬إبران الع م اةل نني‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقو ‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الحا لمضر‪ ،‬باتنة‪.4 2015 ،‬‬
‫‪ )3‬برنامم الحاسوب‪ :‬عبارة عن م موعة من التعليمات الوجهة من اإلنسان إلى اآللة والتي تسمح لها بتنديذ مهمة معينة ‪.‬‬
‫أن ر‪ :‬محمد محمد شتا‪ ،‬ف رة ارحماية ارجزائية لب امج ارحاسوب اآللمل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.36 ،2001 ،‬‬
‫‪ )4‬البريد االلكتروني)‪ : (E. Mail‬هو اختصار لكلمة ‪ Mail Electronique‬وهي خدمة توفرها شبكة االنترنت‪ ،‬وتتيح للشمص‬
‫تبادل الرسائل االلكترونية بسرعة فائقة و تكاليف أقل‪ .‬ويكون لكل مص عنوانه االلكتروني الما في الشبكة ويست يع‬
‫تصدحه متى ما شاء وإرسال واستالم الرسائل بحرية وسرية نسبية وليست م لقة‪ .‬إيناس هاشم رشيد‪ ،‬ال ع ي من اا ادة‬
‫امل الع ود اال نجية‪ ،‬م لة رسالة الحقو ‪ ،‬جامعة كر الء‪ ،‬املجلد‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬العرا ‪.187 ،2009 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫و تعبير يخر هل يمكن للم أ التقص ـ ـ ـ ــيري وفق التص ـ ـ ـ ــور الكالس ـ ـ ـ ــيكي أن يكون وس ـ ـ ـ ــيلة فعالة في يد‬
‫الشمص الضرور الستيداء حقه من مرتكب الدعل الضار إذا ارتكب هذا الم أ باستعمال تقنيات‬
‫االتصال الحديثة؟‬
‫م‬
‫لعرفة وقياس الالءمة بين الم أ التقصـ ــيري التقليدي ون يره االلكتروني سـ ــنقوم بتقسـ ــيم‬
‫هذا البحا إلى م لبين نعال في األول مدهوم الم أ الواجب اإلنبات‪ ،‬بينما نخص ـ ــص الثاني لص ـ ــور‬
‫وأنواا الم أ التقصيري االلكتروني‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ماهية اخلطأ التقصريي االلكرتوني‬
‫إذا كانت الس ــؤولية التقص ــيرية تش ــكل القاعدة العامة في الس ــؤولية الدنية مقارنة بن يرتها‬
‫العقدية‪ ،‬فإن السؤولية عن الدعل الشمح ي أو على أساس الم أ الواجب اإلنبات تشكل القاعدة‬
‫العامة وحجر الزاوية في الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية مقارنة بالس ـ ــؤولية عن فعل الغير أو الس ـ ــؤولية عن‬
‫فعل األشـ ـ ــياء‪ ،‬ال س ـ ــيما بعد تعديل ص ـ ــياية الادة ‪ 124‬من القانون الدني الجزائري‪ 1‬وإضـ ـ ــافة كلمة‬
‫بخ ئه إلى نص الادة الذكورة‪ ،‬حيا يكون الش ـ ـ ـ ــرا بهذا التعديل قد وض ـ ـ ـ ــع حدا للجدال الدقهي‬
‫الذي نار بش ـ ــأن تدس ـ ــير نص الادة ‪ 124‬س ـ ــالدة الذكر في ص ـ ــيغ ها األص ـ ــلية‪ 2‬والتي لم تتض ـ ــمن كلمة‬
‫الم أ‪ ،‬األمر الذي دفع جانبا من الدقه إلى القول بأن الشرا الجزائري قد أقام السؤولية التقصيرية‬
‫على أسـ ــاس الضـ ــرر إذ يكدي حسـ ــشهم أن يتضـ ــرر الشـ ــمص من فعل ـ ــمص يخر ليثبت له الحق في‬
‫التعويج بغج الن ر عن الس ـ ـ ــلوأ الذي أتاه الداعل س ـ ـ ــواء كان س ـ ـ ــلوكا عاديا أم أنه انحراف عن‬
‫السلوأ العادي‪ ،‬وسواء كان الداعل مميزا أي أنه مدرأ لا يقوم به أم أنه يير مدرأ لذل ‪.3‬‬

‫‪ )1‬لقد تم تعديل القانون الدني الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 10-05‬الؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2005‬العدل والتمم لألمر رقم‬
‫‪ 58-75‬التضمن القانون الدني‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪ ،2005‬العدد ‪ ،44‬حيا أصبحت صياية نص‬
‫الادة ‪ 124‬من القانون الدني الجزائري على النحو التالي‪ :‬كل فعل أيا كان يرتكبه الشمص ب عه ويسبب ضررا للغير يلزم‬
‫من كان سببا فيه بالتعويج ‪.‬‬
‫‪ )2‬كانت الادة ‪ 124‬من القانون الدني الجزائري الصادر بموجب األمر ‪ 58-75‬الؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬التضمن القانون‬
‫الدني الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬عدد ‪ 78‬تنص على ما يلي‪ :‬كل عمل أيا كان يرتكبه‬
‫الرء ويسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا فيه بالتعويج‪.‬‬
‫‪.51‬‬ ‫‪ )3‬علي فياللي‪ ،‬اةل زاماو الفعل املس ح لل عويض‪ ،‬ال بعة الثانية‪ ،‬موفم للأشر‪ ،‬الجزائر‪،2010 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫يير أن جانبا يخر من الدقه يرذ عكس ذل ألن الس ــؤولية حس ــشهم ومنذ البداية قائمة على‬
‫ومبررات أولها أن النص الدرنس ـ ـ ي (النص األص ـ ــلي) قد‬ ‫أس ـ ــاس الم أ متح جين في ذل بعدة ح‬
‫تضـ ـ ـ ــمن لد بخ ئه )‪ (par sa faute‬وهو ما يديد حسـ ـ ـ ــشهم أن ترجمة متن الادة ‪ 124‬من القانون‬
‫الدني لم تكن أمينة أي أن لد الم أ قد ســقس ســهوا ولم يتعمده الشــرا‪ ،‬بدليل أن هذا األخير في‬
‫نص الــادة ‪ 125‬من القــانون الــدني الجزائري (قبــل التعــديــل) قــد اش ـ ـ ـ ــتر التمييز في الس ـ ـ ـ ــؤول عن‬
‫الضرر علما وأن التمييز يشكل الركن العنوي للم أ‪.1‬‬

‫لدراس ــة ماهية الم أ دراس ــة من جية س ــوف نقوم بتقس ــيمه إلى نالنة فروا نخص ــص األول‬
‫لدهوم الم أ التقص ـ ـ ـ ــيري االلكتروني‪ ،‬أما الثاني فس ـ ـ ـ ــيكون موض ـ ـ ـ ــوعه ش ـ ـ ـ ــرو الم أ التقص ـ ـ ـ ــيري‬
‫االلكتروني‪ ،‬بينما سنعال في الثالا صور الم أ االلكتروني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اخلطأ التقصريي االلكرتوني‬
‫لقد أدذ إحجام أيلب التشـ ــريعات عن تقديم تعريف للم أ‪ 2‬إلى فنـ ــل املجال أمام الدقهاء‬
‫واألسـاتذة لإلدالء بدلوهم في هذه النق ة الحسـاسـة من النقا التي يتناولها القانون الدني‪ ،‬والذين‬
‫اختلدوا بدورهم اختالفا كبيرا بين من اعتمد معيارا موضـ ـ ـ ــوعيا محضـ ـ ـ ــا في تعريده للم أ‪ ،‬ومن تبنى‬
‫ن رية مصية في ذل ‪ ،‬و ين من مز بين العيارين‪.‬‬

‫‪ )1‬علي علي سليمان‪ ،‬الشظرية العامة لرل زان‪ ،‬مصاد اةل زان امل ال اجون املمني ارجزائري‪ ،‬ال بعة السابعة‪ ،‬ديوان‬
‫ال بوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.36 ،2007 ،‬‬
‫‪ )2‬على عكس كافة التشريعات ن د الشرا التونس ي قد عرف الم أ في الدصل ‪ 83‬فقرة ‪ 3‬من م لة االلتزامات والعقود كما‬
‫يلي ارا أ هو ترك ما نجب فعله أن فعل ما نجب تركه بغي قصم الضر ‪.‬‬
‫خالفا للكثير من التشريعات واآلراء الدقهية التي تقسم الم أ إلى عمدي ويير عمدي نالح أن الشرا التونس ي يميز بين‬
‫الم أ الذي هو عبارة عن فعل ضار يير متعمد أي أنه مرتكبه لم يقصد اإلضرار بالغير‪ ،‬و ين الدعل التعمد الصحوب‬
‫بقصد اإلضرار والذي ال يعتبر خ أ أصال الن هذا األخير ال يكون إال يير متعمد‪ ،‬لذل تكلم الدصل ‪ 82‬عن األخ اء (يير‬
‫العمدية) بينما تكلم الدصل ‪ 83‬عن األفعال الضار العمدية دون أن يصدها بأ ها خ أ‪.‬‬
‫لزيد من التدصيل أن ر‪ :‬علي كحلون‪ ،‬ال علي م مملة اةل زاماو نالع ود مش حة نمعملة حسب ال واجين ارجا ي‬
‫بها العمل‪ ،‬ال اب األنت فيما تعمربه الذمة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬م مع األطرش لأشر وتوزيع الكتاب املمتص‪ ،‬تونس‪،2018 ،‬‬
‫‪.340‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫يعتبر التعريف الــذي تقــدم بــه الدقيــه الدرنس ـ ـ ـ ـ ي بالنيول )‪(Planiol‬من أوائــل املحــاوالت في‬
‫م‬
‫تعريف الم أ حينما اعتبره كل إخالل بالتزام س ــابق ‪ ،1‬وهو التعريف الذي قو ل بالعديد من أوجه‬
‫النق ــد حي ــا أخ ــذ علي ــه بعج الدق ــه بع ــدم واقعي ــة تعيين الواجب ــات التي يع ــد اإلخالل به ــا خ ــأ‬
‫يستوجب السؤولية‪ ،2‬كما أن هذا التعريف لم يتضمن عنصر التمييز كشر لقيام الم أ‪.‬‬

‫وفي محاولة منه لتدادي االنتقادات السابقة فقد حاول بالنيول حصر االلتزامات التي يشكل‬
‫اإلخالل بها خ أ في أر عة وهي االمتناا عن العنف‪ ،‬الكف عن الغ ‪ ،‬اإلحجام عن عمل لم ت هيأ له‬
‫أو األش ـ ـ ــياء‪ ،‬يير أن ما‬ ‫األس ـ ـ ــباب من قوة أو مهارة و اليق ة في تأدية واجب الرقابة على األ ـ ـ ــما‬
‫عيب على التقس ــيم أنه لم يقدم تعريدا للم أ بل قس ــم ص ــوره وأنواعه‪ ،3‬كما أن حصــر األخ اء يير‬
‫ممكن من النــاحيــة العمليــة في م ــال العــامالت االلكترونيــة ن را للت ور التسـ ـ ـ ـ ــارا الــذي تش ـ ـ ـ ـهــده‬
‫التكنولوجيات الحديثة و ما يتبعها من أفعال يير مشـ ـ ـ ــروعة و هو ما ي عل م رد التدكير في وضـ ـ ـ ــع‬
‫قــائمــة لألخ ــاء اإللكترونيـة ض ـ ـ ـ ــر ــا من الميــال‪ .‬أمــا عن تعريدــات الدقهــاء العرب فنــذكر م هــا تعريف‬
‫‪.4‬‬ ‫األستاذ سليمان مرقص الذي عالف الم أ بأنه‪ :‬إخالل بواجب قانوني مقترن بإدراأ اململ إياه‬

‫وبهذا ن د أن هذه التعريف قد تدادذ أهم نقد وجه لتعريف بالنيول حينما ذكر اإلدراأ أو‬
‫التمييز كعنصــر أســاو ـ ي وجوهري من عناصــر الم أ‪ ،‬تماشــيا في ذل مع توجه مختلف التشــريعات‬
‫العر ية مثل الشــرا الجزائري والشــرا الصــري‪ 5‬اللذان أس ـســا الســؤولية عن الدعل الشــمح ـ ي على‬
‫أس ـ ــاس الم أ واجب اإلنبات‪ ،‬وهو ندس التوجه الذي أخذ به الش ـ ــرا الدرنسـ ـ ـ ي في الادة ‪ 1240‬من‬

‫‪1) « La faute est un manquement à une obligation préexistante. » citée par Patrice (Jourdain), Les principes‬‬
‫‪de la responsabilité civile ,5ème édition, Dalloz, Paris, France, 2000, p 48.‬‬
‫‪ )2‬هشام إبراهيم توفيق‪ ،‬ال عويض اةتفاقمل الشرط ارجزائي ‪-‬د اسة م ا جة بين الف ه ااسرمي نال اجون الوضعمل‪،-‬‬
‫الركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪.143 ،2011 ،‬‬
‫‪ )3‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الوسيط امل ةرح ال اجون املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا األنت‪ ،‬املجلم األنت ناملجلم الثاني‪،‬‬
‫مصاد اةل زان‪ ،‬ال بعة الثالثة الجديدة‪ ،‬مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.880 ،2009 ،‬‬
‫‪ )4‬سليمان مرقص‪ ،‬املسدنلية املمجية امل ت شيشاو ال رد العربية‪ ،‬معهد الدراسات العر ية العالية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،1958 ،‬‬
‫‪.182‬‬
‫‪ )5‬تنص الادة ‪ 163‬من القانون الدني الصري على ما يلي‪ :‬كل خ أ سبب ضررا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويج ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫التقصـ ـ ــيرية‬ ‫القانون الدني‪ 1‬حيا جعل الم أ هو األسـ ـ ــاس الذي تقوم عليه مسـ ـ ــؤولية األ ـ ـ ــما‬
‫إلجبارهم على جبر األضرار التي ألحقوها بغيرهم‪.‬‬

‫يير أن الشرا الدرنس ي لم يكتف بنص الادة ‪ 1240‬القانون الدني ريم وضوحها وصراح ها‬
‫بل أضــاف حكما يخر في نص الادة ‪ 21241‬بمقتضــاه ال يســأل الشــمص عن أخ ائه العمدية بل إن‬
‫مسؤوليته تقوم حتى عن األضرار الناجمة عن إهماله ورعونته‪.‬‬

‫إال أنه و تحليل نص الادة‪ 1241‬من القانون الدني الدرنس ـ ي فإننا ن دها لم تأت بأي جديد‬
‫الم أ دون أن‬ ‫ألن مض ـ ـ ـ ــمون الادة ‪ 1240‬يس ـ ـ ـ ــتغرقه ن را للعمومية التي جاء بها حينما أورد لد‬
‫يميز بين خ أ عمدي وخ أ يير عمدي و ين خ أ جس ـ ـ ــيم وخ أ يس ـ ـ ــير‪ ،‬كما أن اس ـ ـ ــتعمال الش ـ ـ ــرا‬
‫الدرنس ي لكلمة فعل ‪ fait‬بدال من كلمة خ أ ‪ faute‬قد ي عله متناقضا في األساس الذي أقام‬
‫عليه الســؤولية‪ ،‬لذا فإن التمييز الذي اســتعمله بشــأن األخ اء يير العمدية يعتبر يير ضــروري و في‬
‫يير موض ـ ـ ــعه‪ ،3‬ذل أن الس ـ ـ ــؤولية الدنية تهدف إلى جبر األضـ ـ ـ ـرار التي تلحق الش ـ ـ ــمص الض ـ ـ ــرور‬
‫تحقيقا لوظيد ها التعويض ــية وال تس ـ هدف تس ــليس عقاب مرتكب الدعل الض ــار الذي ي د م اله في‬
‫الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الجزائيــة‪ ،‬فمنــا التعويج الــذي يمثــل األنر الترتــب على قيــام الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة هو‬
‫الضرر وليس الم أ حداظا على مصلحة الضرور‪.‬‬

‫ومن نم يمكن القول أن القاعدة العامة هي أنه ال تأنير لدرجة الم أ على تقدير القاض ـ ـ ـ ـ ي‬
‫لبل التعويج وهو م ــا يعرف بمب ــدأ وح ــدة التعويج ب ــالأس ـ ـ ـ ـب ــة لك ــل درج ــات الم ــأ‪ ،‬يير أن ه ــذه‬
‫القاعدة وإن كانت ص ــحيحة وس ــليمة من الناحية الن رية وتأن ــجم مع روح القانون الذي يسـ ـ هدف‬
‫جبر األض ـ ـرار ال عقاب الداعل‪ ،‬إال أننا إذا أخرجناها من دائرة التن ير وأس ـ ــق ناها على الواقع فإننا‬
‫ســن دها مرتب ة بشــمص القاضـ ي مع ما لهذا األخير من مشــاعر إنســانية ت عله وهو بصــدد تقدير‬

‫‪1) L’article 1240 du c.c.f, dispose que : « Tout fait quelconque de l’homme qui cause à autrui un dommage‬‬
‫‪oblige celui par la faute duquel il est arrivé à le réparer ».‬‬
‫‪2) L’article 1241 du c.c.f, di sose que : « Chacun est responsable du dommage qu’il a causé non seulement‬‬
‫» ‪par son fait mais encore par sa négligence ou par son imprudence.‬‬
‫‪3) Mireille Bacache-Gibeili, Droit Civil les obligations la responsabilité civile extracontractuelle, Tome‬‬
‫‪5, 1ère éd, ECONOMICA, Paris, France, 2007, p 118.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫التعويج يدخل في حس ـ ــابه مدذ جسـ ــامة الم أ‪ ،‬في عل التعويج عن الم أ الجس ـ ــيم أو الدادح‬
‫أزيد وأكبر من التعويج عن الم أ البس ـ ـ ـ ــيس أو اليس ـ ـ ـ ــير‪ ،1‬مع اإلش ـ ـ ـ ــارة إلى أن هذا األمر ال يش ـ ـ ـ ــكل‬
‫اس ــتعناء على القاعدة العامة وإنما يعتبر ت بيقا مش ــوها من القض ــاة للنص ــو القانونية التي يبق‬
‫لها وحدها إدخال بعج االس ـ ـ ـ ــتعناءات‪ ،‬ومثال ذل الحكم الذي جاءت به الدقرة الثانية من الادة‬
‫‪ 182‬من القانون الدني حينما جعلت الض ــرر يير التوقع قابال للتعويج عنه في الس ــؤولية العقدية‬
‫إذا ارتكب الدين يشا أو خ أ جسيما‪ ،2‬وفي هذا خرو عن القواعد العامة التي ال تسمح بالتعويج‬
‫إال عن األض ـ ـ ـ ـرار الباش ـ ـ ـ ــرة التوقعة فقس في هذا النوا من أنواا الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية (العقدية)‪ ،‬مع‬
‫العلم أن تقدير مبل التعويج يعتبر مس ـ ــألة واقع ‪ ،‬أما تحديد عناص ـ ــر التقدير فهي مس ـ ــألة قانون‬
‫يخضع فتها القاض ي لرقابة املحكمة العليا باعتبارها محكمة قانون‪.3‬‬

‫و مــا أن العــامالت االلكترونيــة ال تخلو من املمــاطر بــل إن مخــاطرهــا قــد تدو في كثير من‬
‫األحيان العامالت التقليدية‪ ،‬فإن التعاريف التي س ــبق ذكرها للم أ تش ــمل أيض ــا الم أ االلكتروني‬
‫وتس ـ ـ ــتغرقه ن را لكونه عبارة عن فعل يرتكبه ـ ـ ــمص فيلحق ض ـ ـ ــررا بالغير‪ ،‬و التالي فإن عناص ـ ـ ــر‬
‫الم أ العروفة وهي التعدي والتمييز يأبغي أن تتوفر في الدعل االلكتروني إلمكانية وص ـ ـ ـ ــده بالم أ‬
‫و التبعية جعله أساسا للمسؤولية عن الدعل الشمح ي‪.‬‬

‫يير أن تل التعاريف القدمة للم أ وإن كانت تش ـ ـ ـ ــمل وتس ـ ـ ـ ــتغر الم أ االلكتروني أو ما‬
‫يعرف بالم أ التقصيري عبر االنترنت إال أن هذا األخير ون را لمصوصيته ال سيما من ناحية البيئة‬
‫بتعريف مس ـ ـ ـ ــتقــل‪ ،‬األمر الــذي دفع‬ ‫التي يرتكــب فتهــا وهي البيئــة الرقميــة‪ ،‬فــإنــه بحــاجــة ألن يح‬
‫ب انب من الدقه إلى ذل ‪ ،‬إذ ن د البعج يعرفه بأنه م موعة األفعال يير الشـ ـ ـ ــروعة التي يرتكشها‬
‫فرد أو م موعة من األفراد باس ـ ــتخدام الكمبيوتر كأداة والدض ـ ــاء االفتراضـ ـ ـ ي كوس ـ ــيس ‪ ،‬كما يميل‬

‫‪ )1‬محمد شتا أبو سعد‪ ،‬ال عويض ال ضائي نالشرط ارجزائي نالفوائم ال اجوجية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.6 ،2001 ،‬‬
‫‪ )2‬تنص الدقرة ‪ 2‬من الادة ‪ 182‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يير أنه إذا كان االلتزام مصدره العقد‪ ،‬فال يلتزم‬
‫الدين الذي لم يرتكب يشا أو خ أ جسيما إال بتعويج الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد”‪.‬‬
‫‪3 ) Houssam EL AHWANI, La responsabilité délictuelle en droit égyptien, Revue des sciences juridiques‬‬
‫‪et économiques, Faculté de droit, L’université de Ain Chams, Egypte, Tome 40, N0 1, 1998, p 10.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫جانب معتبر من الدقه إلى تعريف الم أ التقصـ ـ ـ ــيري عبر االنترنت بأنه الدعل الضـ ـ ـ ــار الرتكب عبر‬
‫االنترنت ‪.1‬‬

‫ومن جتهي فقــد حــاولــت تعريف الم ــأ التقص ـ ـ ـ ــيري االلكتروني بــأنــه‪ :‬كــل اس ـ ـ ـ ــتعمــال ألجهزة‬
‫اإلعالم اآللي أو االنترنت بشكل يلحق ضررا بالغير مع إدراأ مرتكب الدعل لذل ‪.‬‬

‫وألن الم ــأ واج ــب اإلنب ــات في ه ــذه الص ـ ـ ـ ــورة من الس ـ ـ ـ ـؤولي ــة ف ــإن التض ـ ـ ـ ــرر من األخ ــاء‬
‫التقصـ ــيرية االلكترونية أي الدائن هو الذي يقع عليه عبء إنباتها ونسـ ــب ها إلى مرتكشها وهو السـ ــؤول‬
‫إعماال للقاعدة العامة في اإلنبات وهي أن البينة على من اد ى‪ ،‬ذل أن األص ـ ـ ـ ــل في اإلنس ـ ـ ـ ــان براءة‬
‫الذمة و التالي فعلى من يد ي خالف الثابت أص ـ ــال أن ينديه بإنبات العكس وهو أن الدين قد ارتكب‬
‫خ أ الكترونيا وأن هذا األخير قد ألحق ضررا بالدائن‪.‬‬

‫الم أ الذي يقيم السؤولية التقصيرية يعتبر من السائل الوضوعية‬ ‫والقرر أن استخال‬
‫التي يس ــتقل بها قاضـ ـ ي الوض ــوا من خالل الوقائع العروض ــة أمامه‪ ،‬أما تكييف الدعل الرتكب بأنه‬
‫خ ــأ فهو عمليــة قــانونيــة يقوم بهــا القــاض ـ ـ ـ ـ ي تحــت رقــابــة املحكمــة العليــا‪ ،2‬كمــا أن محكمــة النقج‬
‫الصرية أقرت قاعدة مدادها أنه ليس ملحكمة الوضوا أن تقيم السئولية التقصيرية على خ أ لم‬
‫يدعه الد ى متى كان أس ــاس ــها خ أ مما ي ب إنباته إذ أن عبء إنبات الم أ يقع في هذه الحالة على‬
‫عاتق الد ي الضــرور فال يصــل للمحكمة أن تت وا بإنبات ما لم يثبته ومن باب أولى ما لم يدعه من‬
‫الم أ كما ال ي وز لها أن تأتحل ضررا لم يقل به ألنه هو اللزم أيضا بإنبات الضرر ‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر اخلطأ االلكرتوني‬
‫كنا قد عرفنا الم أ التقصــيري االلكتروني بأنه كل اســتعمال ألجهزة اإلعالم اآللي أو االنترنت‬
‫بش ـ ـ ـ ــكل يلحق ض ـ ـ ـ ــررا بالغير مع إدراأ مرتكب الدعل لذل ‪ ،‬وعليه فإن الم أ االلكتروني تماما مثل‬

‫‪ )1‬وردت التعاريف الذكورة في رسالة دكتوراه للباحا‪ :‬سمير حسني الصري‪ ،‬املسدنلية ال صي ية الشاةعة من اس مان‬
‫اةج جا د اسة م ا جة بال اجون األجملو أمريكي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.32 ،2016 ،‬‬
‫‪ )2‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬مش رو املسدنلية املمجية امل مواجهة في نساو ارحاسب‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‬
‫الدني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة القاهرة‪.240 ،1994 ،‬‬
‫‪ )3‬قرار صادر عن الدائرة الدنية ملحكمة النقج الصرية‪ ،‬جلسة ‪ ،1967/6/22‬الكتب الدني (سنة ‪ 18‬قاعدة ‪– 200‬‬
‫‪ .)1316‬رابس القرار‪https://www.cc.gov.eg/judgment_single?id=111114769&&ja=8153 :‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الم أ التقليدي يتشـ ـ ـ ــكل من عنصـ ـ ـ ــرين رئيسـ ـ ـ ــين ال يقوم إال بهما‪ ،‬وهما العنصـ ـ ـ ــر الادي التمثل في‬
‫التعدي (أوال) والعنصر العنوي التمثل في اإلدراأ أو التمييز (نانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التعدي‪:‬‬

‫هو العنصــر الادي في الم أ‪ ،‬ويراد به ت اوز الحدود التي ي ب على الشــمص االلتزام بها في‬
‫س ــلوكه‪ ،‬فهو انحراف في الس ــلوأ س ــواء كان متعمدا أو يير متعمد‪ ،‬واالنحراف التعمد هو ما يقترن‬
‫بقص ـ ـ ــد اإلض ـ ـ ـرار بالغير‪ ،‬أما يير التعمد فهو ما يص ـ ـ ــدر عن إهمال وتقص ـ ـ ــير‪ ،1‬و من أمثلة األخ اء‬
‫العمدية في العامالت االلكترونية أن يقوم الشــمص بتوجيه رســائل إلكترونية تتضــمن عبارات ســب‬
‫وش ــتم للش ــمص الوجهة له الرس ــالة‪ ،‬أو القيام بالتش ــهير بش ــمص معين من خالل نش ــر أسـ ـراره أو‬
‫بعج ص ـ ـ ــوره الماص ـ ـ ــة في مواقع التواص ـ ـ ــل االجتما ي دون إذن منه بش ـ ـ ــكل يلحق به أض ـ ـ ـرارا مادية‬
‫وأدبية‪.‬‬

‫وكمثـال عن الم ـأ التقص ـ ـ ـ ــيري اإللكتروني يير العمـدي نـذكر قيـام مـالـ البريـد اإللكتروني‬
‫بتركه مدتوحا وهو ما ي عله عرضــة للعبا به من طرف أبنائه القصــر الذين قد يقومون باســتعماله‬
‫ب ريقة تلحق الض ـ ـ ــرر باآلخرين فيكون مس ـ ـ ــؤوال مس ـ ـ ــؤولية تقص ـ ـ ــيرية عن هذا الدعل إما مس ـ ـ ــؤولية‬
‫ــمص ــية ألنه هو ص ــاحب البريد االلكتروني الذي تس ــرب منه الدعل الض ــار وإما مس ــؤولية عن فعل‬
‫الغير وفقا لقواعد مسؤولية ممتولي الرقابة‪.‬‬

‫العتبارها‬ ‫مع العلم أن هناأ معيارين يتنازعان تص ــأيف األفعال التي تص ــدر من األ ــما‬
‫تعديا أم ال‪ ،‬أما العيار األول فهو معيار ذاتي ــمحـ ـ ي يأخذ بعين االعتبار ــمص ــية مرتكب الدعل‬
‫الضـ ـ ـ ــار وكذا ظروفه الذاتية م ها السـ ـ ـ ــن والجأس والحالة االجتماعية إضـ ـ ـ ــافة إلى ال روف الزمانية‬
‫والكــانيــة التي وجــد فتهــا أننــاء ارتكــابــه للدعــل‪ ،2‬فــالهنــدس في اإلعالم اآللي مثال ميدترض فيــه التمكن‬
‫والس ـ ــي رة على مختلف الوسـ ــائس التكنولوجية‪ ،‬و التالي ميحاس ـ ــب على أيلب األخ اء التي يمكن أن‬

‫‪ )1‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز امل ةرح ال اجون املمني ارجزائري‪ ،‬مصاد اةل زان‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ال بعة الرابعة‪،‬‬
‫ديوان ال بوعات الجامعية‪.242 ،2010 ،‬‬
‫‪.242‬‬ ‫‪ )2‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫م‬
‫ترتكب في الدضــاءات الرقمية وفقا للمعيار الشــمحـ ي‪ ،‬بينما قد ال ميســأل الشــمص يير التعلم ويير‬
‫التمكن من العلوماتية عن األخ اء التي تسبب األضرار الكبيرة استنادا إلى ذات العيار (الشمح ي)‪.‬‬

‫وعليه أمكن القول إن العيار الذاتي بالأســبة لألخ اء التقليدية معيار نســمي ويير منضــبس‬
‫َ‬
‫بل يير عادل ألن ما ميعتبر تعديا كبيرا بالأسبة لزيد قد ميشكل م رد تعدي بسيس بالأسبة لعمر وقد‬
‫ال يش ـ ـ ــكل تعديا أص ـ ـ ــال بالأس ـ ـ ــبة ألحمد‪ ،‬وكل ذل نتي ة اختالف ـ ـ ــمص ـ ـ ــية وذهنية كل واحد من‬
‫الســالف ذكرهم‪ ،‬مع العلم أن األفعال يير الشــروعة معروفة لدذ الجميع إذ ال فر بين‬ ‫األ ــما‬
‫الجاهل والتعلم و ين الذكر واالن ى في إدراأ عدم الشـ ـ ــروعية‪ ،‬وهو األمر الذي دفع جانبا من الدقه‬
‫إلى ضرورة اعتماد معيار يخر يتدادذ ما يعتري العيار الذاتي من عيوب‪.‬‬

‫أمــا العيــار الثــاني الــذي وض ـ ـ ـ ـعــه الدقــه واعتمــدتــه أيلــب التش ـ ـ ـ ــريعــات القــارنــة فهو العيــار‬
‫الوض ـ ـ ـ ــو ي الــذي يعتمــد في تحــديــده لعنص ـ ـ ـ ــر التعــدي على قيــاس س ـ ـ ـ ــلوأ مرتكــب الدعــل بس ـ ـ ـ ــلوأ‬
‫الشمص العادي لو وجد في ذات ال روف التي وقع فتها الدعل‪ ،‬والشمص العادي هو مص م رد‬
‫يمثل كل ما هو وسس بين الناس من حيا الحر والعناية‪ ،‬الذكاء والد نة‪ ،‬العلم والمبرة‪ ،‬النزاهة‬
‫واألمانة‪ ،‬ومعنى ذل أن تحديد الشمص العادي يقوم على أساسين هما الت ريد والوس ية‪.1‬‬

‫و مقارنة العيار الوض ـ ـ ــو ي بن يره الذاتي أو الش ـ ـ ــمح ـ ـ ـ ي في العامالت التقليدية ن ده أك ر‬
‫دقة وانضـ ــباطا‪ ،‬ألنه يتسـ ــم باالسـ ــتقرار والثبات وهو أقرب للعدالة وأيسـ ــر لتحديد السـ ــؤوليات من‬
‫طرف القــاض ـ ـ ـ ـ ي الــذي ليس لــه إال القيــام بتعيين خبير في املجــال إلمكــانيــة القول بوجود الم ــأ من‬
‫عدمه‪ ،‬كما أن العيار األخير أقرب لقواعد العدالة ألن ما يعتبر خ أ جس ـ ــيما بالأس ـ ــبة لش ـ ــمص ما‬
‫اآلخرين نتي ة ال ابع املجرد الذي يتس ـ ـ ــم به والذي ال يأخذ‬ ‫يعتبر كذل بالأس ـ ـ ــبة لكل األ ـ ـ ــما‬
‫بعين االعتبــار ال روف الش ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ـيــة والؤهالت الــذاتيــة لألفراد‪ ،‬وهو األمر الــذي دفع بــالش ـ ـ ـ ــرا إلى‬
‫اعتماده كقاعدة عامة من خالل العديد من الت بيقات في القانون الدني الجزائري‪.2‬‬

‫‪.168‬‬ ‫‪ )1‬محمد شتا أبو سعد‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫أن ر في ندس العنى‪ :‬العدوي جالل علي‪ ،‬مصاد اةل زان د اسة م ا جة بين ال اجوجين املصري نالل شاني‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫‪.331- 330‬‬ ‫مصر‪،1994 ،‬‬
‫‪ )2‬أن ر الواد‪ 172 :‬فقرة ‪ 495 ،2‬و‪ 544‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫أما إذا تعلق األمر بالعامالت اإللكترونية فإنه من الص ـ ــعو ة بمكان اعتماد معيار موض ـ ــو ي‬
‫وس ـ ـ ي عام وم رد مي بق على الجميع‪ ،‬ألن ذل من ش ـ ــأنه تحميل الكثير من األ ـ ــما مس ـ ــؤولية‬
‫أفعال لم يقص ـ ـ ـ ــدوا القيام بها ن را لعدم تمك هم من العلوماتية بالقدر الكافي الذي يؤهلهم للتمييز‬
‫بين ما يعتبر تعديا وما يعتبر يير ذل ‪ ،‬مثل الس ـ ــاهمة في إرس ـ ــال ونش ـ ــر رس ـ ــائل تروي ية تحمل معها‬
‫ي س ــيقوم‬ ‫فيروس ــات مدمرة تلحق أض ـرارا بقواعد البيانات‪ ،‬فالش ــمص البس ــيس ذو التدكير الس ـ‬
‫بإرسـ ـ ـ ــال الرسـ ـ ـ ــالة التي يتلقاها لكل من يعرفهم بحسـ ـ ـ ــن نية ظنا منه ا ها ذات مضـ ـ ـ ــمون هادف‪ ،‬أما‬
‫صـ ـ ـ ــاحب المبرة والدراية فيتد ن وينتبه بأ ها رسـ ـ ـ ــائل تتضـ ـ ـ ــمن فيروس ـ ـ ـ ـات خ يرة‪ ،‬و التالي إذا قام‬
‫بالس ـ ــاهمة في عملية الأش ـ ــر ريم علمه يكون قد ارتكب خ أ اس ـ ــتنادا إلى العيار الش ـ ــمح ـ ـ ي الذاتي‬
‫الذي يرا ي الدروقات الدردية وال روف الماص ــة لرتكب الدعل الض ــار وهو ما يس ــتوجب مس ــاءلته‬
‫مدنيا عن األض ـرار التي تلحقها الديروســات الدم ة في الرســالة‪ ،‬أما إذا طبقنا العيار الوضــو ي على‬
‫الثال س ـ ــالف الذكر فإن الش ـ ــمص قد يتمكن من التملص من أحكام الس ـ ــؤولية الدنية إذا لم َير‬
‫تصرفه إلى درجة االنحراف عن سلوأ الرجل العادي‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬اإلدراك(التمييز)‪:‬‬
‫يمثل العنص ـ ـ ـ ــر العنوي أو الذاتي للم أ إذ ي ب أن يتوافر في الم أ إض ـ ـ ـ ــافة إلى عنص ـ ـ ـ ــره‬
‫الادي العنص ـ ـ ـ ــر العنوي التمثل في التمييز أو اإلدراأ‪ ،‬حيا ال يس ـ ـ ـ ــأل الش ـ ـ ـ ــمص عن أفعاله التي‬
‫ألحقت ض ــررا بالغير إال إذا كان مدركا لها‪ ،‬ويكون كذل إذا بل س ــن التمييز املحددة في الادة ‪ 42‬من‬
‫القانون الدني الجزائري بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثالنة عشرة (‪ )13‬سنة كاملة ولم يبل سن الرشد التي حددتها الدقرة ‪2‬‬
‫من الادة ‪ 40‬من ذات القانون ب ـ ـ ـ ـ ــتس ــعة عش ــرة (‪ )19‬ســنة كاملة‪ ،‬أو في حالة ما إذا بل الشــمص ‪19‬‬
‫س ـ ـ ــنة وكان س ـ ـ ــدتها أو ذا يدلة‪ ،1‬وقد أكد الش ـ ـ ــرا الجزائري على التمييز كركن للمس ـ ـ ــاءلة القانونية‬

‫‪ )1‬لزيــد من التدص ـ ـ ـ ـيــل أرجع‪ :‬محمــد أحمــد عــابــدين‪ ،‬ال عويض بين الض ة ة ة ةةر املةةادي ناألد ي املو ن ‪ ،‬مأشـ ـ ـ ـ ــأة العــارف‬
‫باإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ 29 ،1995‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫بص ـ ـ ـ ــريح العبــارة وذل ـ بنص الــادة‪ 125‬من القــانون الــدني التي خض ـ ـ ـ ـعــت لتعــديــل جزئي بموجــب‬
‫القانون‪.110/05‬‬

‫وما يؤكد وجوب توفر التمييز في مرتكب الدعل هو حذف الدقرة ‪ 2‬من الادة ‪ 125‬األص ـ ـ ــلية‬
‫قبل التعديل التي كانت ت يز مسـ ـ ـ ــاءلة عديم التمييز في حالة عدم وجود مسـ ـ ـ ــؤول عنه أو في حالة‬
‫تعذر الحصول على تعويج منه‪.2‬‬

‫ومن العبارات التي عرف بها التمييز التعريف الذي أورده الدكتور مصـ ـ د الزرقاء بأنه‪ :‬أن‬
‫يص ــبح الش ــمص ذو تبص ــر عقلي‪ ،‬يس ــت يع به أن يميز بين الحس ــن والقبيح من األمور ويتبين المير‬
‫من الشـ ـ ــر والندع من الضـ ـ ــرر‪ ،‬وإن كان هذا التبصـ ـ ــر يير دقيق وهذا التمييز يير تام ‪ ،3‬يير أن هذا‬
‫التعريف وريم واقعيته إال أنه يصــلل في الســؤولية األخالقية أك ر من الســؤولية الدنية التي تســتلزم‬
‫علم الش ـ ـ ـ ــمص بمخالدة تص ـ ـ ـ ــرفه للقوانين واألنر الترتب على إخالله بهذه القوانين والتمثل في جبر‬
‫األضرار التي يلحقها بالغير‪.‬‬

‫أما الحكمة من اش ـ ــترا التمييز في تص ـ ــرفات الش ـ ــمص إلمكانية مس ـ ــاءلته قانونا فترجع إلى‬
‫كون عديم التمييز ـ ــمص يير قادر على تمحيص تصـ ــرفاته وفرزها بالقدر الذي يدر به بين الحق‬
‫والباطل و ين المير والش ـ ـ ـ ــر و ين النافع والض ـ ـ ـ ــار نتي ة عدم اكتمال النخ ـ ـ ـ ـ الذهني الذي يؤهله‬
‫للتحقق من األمور الس ـ ـ ـ ــابقة الذكر‪ ،‬لذا كان من يير الن قي حس ـ ـ ـ ــب التش ـ ـ ـ ــريعات التي اش ـ ـ ـ ــترطت‬

‫‪ ) 1‬تنص ال ــادة ‪ 125‬من الق ــانون ال ــدني الجزائري الع ــدل بموج ــب الق ــانون رقم ‪ 10-05‬الؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2005‬ال ــدني‬
‫الص ــادر بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪ . ،2005‬ر العدد ‪ 44‬على ما يلي‪ :‬ال ميس ــأل التس ــبب في الض ــرر الذي يحدنه بدعله أو امتناعه أو‬
‫بإهمال منه أو عدم حي ته إة إذا كان مميزا ‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ر‪ :‬بوكرزازة أحمد‪ ،‬املس ة ة ة ةةدنلية املمجية لل اص ة ة ة ةةر ‪-‬د اس ة ة ة ةةة م ا جة ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه علوم‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة‬
‫قسن ينة‪ 125 ،2015 ،1‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 73‬وما بعدها‪.‬‬ ‫أن ر أيضا‪ :‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )3‬أسماء موو ى أسعد أبو سرور‪ ،‬كن ارا أ امل املسدنلية ال صي ية‪-‬د اسة م ا جة بين ال اجون املمني املصري‬
‫نال اجون املمني األ دني‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الن اح الوطنية نابلس فلس ين‪.91 ،2006 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫التمييز كعنصـر مشـكل للم أ التقصـيري‪ 1‬أن يسـأل الرء عن أفعال ال يدرأ أبعاده والنتائم التي قد‬
‫تترتب ع ها‪.‬‬

‫وعلى خالف الش ــرا الجزائري ون يره الص ــري ن د الش ــرا األردني في الادة ‪ 256‬من القانون‬
‫الدني‪ 2‬قد أسس السؤولية التقصيرية على أساس الدعل الضار ولم يشتر الم أ‪ ،‬إذ يكدي حسب‬
‫مــا ورد في الــذكرة اإليض ـ ـ ـ ــاحيــة لهــذا القــانون أن يت ــاوز الش ـ ـ ـ ــمص الحــد الواجــب الوقوف عنــده أو‬
‫التقصــير عن الحد الواجب الوصــول إليه في الدعل أو االمتناا مما يترتب عليه الضــرر واإلضـرار بهذا‬
‫الدهوم يختلف عن الضرر فهو يير مرادف له ألنه يعني إحداث الضرر بدعل يير مشروا أو إحدانه‬
‫على نحو مخالف للقانون‪.3‬‬

‫وعليه يمكن القول أن الشرا األردني قد سل مسلكا وس ا بتأسيسه السؤولية التقصيرية‬


‫على أس ــاس اإلضـ ـرار بالغير‪ ،‬إذ أنه لم يتعص ــب للمدرس ــة الالتيأية التي تش ــتر وجوب إنبات الم أ‬
‫مثلما هو الش ـ ــأن بالأس ـ ــبة للمش ـ ــرا الجزائري والدرنس ـ ـ ي‪ ،‬كما أنه لم ي عل من تحقق الض ـ ــرر كافيا‬
‫لقيام السـ ــؤولية دون الن ر إلى مشـ ــروعية أو عدم مشـ ــروعية الدعل الرتكب‪ ،4‬و التالي يمكن القول‬
‫أنه يكدي لقيام الس ــؤولية التقص ــيرية في القانون األردني أن يتوفر العنص ــر الادي للم أ والتمثل في‬
‫التعدي الذي يقص ـ ـ ــد به ارتكاب الدعل دون قص ـ ـ ــد من ص ـ ـ ــاحبه‪ ،‬دونما حاجة للتمييز أو العنص ـ ـ ــر‬
‫العنوي‪ ،‬وهو أمر جد مقبول في الس ــؤولية محل الدراس ــة ألنه من ال ريف أن بعج ص ــغار الس ــن‬
‫من يير الميزين يتدوقون أحيانا على من هم أكبر م هم في م ال اسـ ـ ـ ــتخدام الحاسـ ـ ـ ــبات االلكترونية‬
‫والتعامل مع برام ها املمتلدة ‪.5‬‬

‫‪ )1‬سل كل من الشرا الصري بموجب نص الادة ‪ 164‬من القانون الدني ندس السل الذي سلكه الشرا الجزائري بنص‬
‫الادة ‪ 125‬من القانون الدني الجزائري إذ جعل من التمييز ركنا أساسيا في الم أ إلى جانب التعدي األمر الذي يستلزم‬
‫اجتماا العنصرين معا إلمكانية مساءلة الشمص عن أفعاله الضارة التي يلحقها بالغير‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 256‬من القانون الدني األردني على ما يلي‪ :‬كل إضرار بالغير يلزم فاعله ولو يير مميز بضمان الضرر‪.‬‬
‫‪ )3‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬املسدنلية ال صي ية اةل نجية املسدنلية الشاةعة من إسااة اس مان أجهزة ارحاسوب‬
‫ناةج جا ‪-‬د اسة م ا جة‪ ،-‬دار الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.79 ،2011 ،‬‬
‫‪.80‬‬ ‫‪ )4‬الرجع ندسه‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )5‬نائل علي الساعدة‪ ،‬أ كان الفعل الضا اةل نني امل ال اجون األ دني‪ ،‬م لة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،32‬العدد ‪ ،1‬سنة ‪.55 ،2005‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫وت در اإلشارة إلى عنصر التمييز يثير إشكاليات كثيرة في العامالت االلكترونية أك ر من تل‬
‫التي يثيرها في العامالت التقليدية بالن ر لل ابع االفتراض ـ ـ ي الذي يتسـ ــم به النوا األول‪ ،‬فالكثير من‬
‫القصر يحوزون حسابات في مواقع التواصل االجتما ي وال يوجد ما يمنعهم (تقنيا) من سب اآلخرين‬
‫أو شــتمهم أو التشــهير بهم وييرها من األفعال أو الجرائم التي يرتكشها صــغار الســن بالن ر إلى ســهولة‬
‫الولو إلى الشبكة وارتياد مختلف الواقع التي يقومون فتها بأفعالهم‪.‬‬

‫و عليه يمكن القول أن اشـترا التمييز في الم أ من شـأنه أن يقلص من ح و الشـمص‬


‫التضـ ــرر من التكنولوجيات الحديثة في اسـ ــتيداء حقه في التعويج بالن ر لك رة اسـ ــتعمال القصـ ــر‬
‫لألنترنت ب ريقة عشــوائية ودون ضــوابس وهو ما يعني زيادة عدد الجرائم االلكترونية دون أن يكون‬
‫للمتضـ ـ ــرر م ها حق الرجوا على مرتكب الدعل الض ـ ـ ـار النتداء صـ ـ ــدة الم أ عن الدعل بسـ ـ ــبب عدم‬
‫بلوغ مرتكبه لس ـ ـ ــن التمييز القانونية‪ ،‬وهو األمر الذي ي عل التش ـ ـ ــكي جائزا في قدرة الم أ الثابت‬
‫على أن يشكل األساس القانوني األمثل للمسؤولية التقصيرية بالقدر الذي يكدل حق التضررين من‬
‫إرهاصات الرقمنة و العلوماتية في الحصول على تعويضات ت بر األضرار التي يصيشهم‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع اخلطأ التقصريي االلكرتوني‬
‫تش ـ ـ ـ ـهـد التكنولوجيـا بمختلف م ـاالتهـا ت ورا س ـ ـ ـ ــريعـا ومنت مـا س ـ ـ ـ ــواء فيمـا يتعلق بـأجهزة‬
‫اإلعالم اآللي في حد ذاتها أو في البرامم التي توضـ ـ ـ ــع لمدم ها أو حتى في الديروسـ ـ ـ ــات التي قد تصـ ـ ـ ــيشها‪،‬‬
‫األمر ال ــذي يزي ــد ويض ـ ـ ـ ـ ــاعف وينوا من ص ـ ـ ـ ــور وأنواا األخ ــاء واألفع ــال الض ـ ـ ـ ـ ــارة ذات ال بيع ــة‬
‫االلكترونية‪ ،‬لذل ال يمكن حص ـ ـ ــر هذه األخ اء وال تعدادها مهما بلغت درجة تمكن الش ـ ـ ــمص من‬
‫العلوماتية‪.‬‬

‫وعليه س ـ ـ ــنحاول تقس ـ ـ ــيم هذه األخ اء من خالل اعتماد قاس ـ ـ ــم مش ـ ـ ــترأ ي مع كل نوا من‬
‫أنواا األخ اء االلكترونية‪ ،‬حيا س ـ ــنخص ـ ــص الدرا األول لألخ اء االلكترونية التي تتس ـ ــم بالص ـ ــدة‬
‫الجرميــة (الجرائم االلكترونيــة) بينمــا نعــال في الدرا الثــاني األخ ــاء االلكترونيــة التي ال تحمــل تل ـ‬
‫الصدة أي أ ها أخ اء تلحق أضرارا بالغير دون أن تكون م رمة بنصو قانونية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الفرع األول‪ :‬اجلرائم االلكرتونية‬


‫من الس ــلم به في القانون الجنائي أن الدعل ال يش ــكل جريمة إال إذا وجد نص قانوني يقض ـ ي‬
‫بذل ‪ 1‬وهو ما يعرف بمبدأ الش ـ ــرعية‪ ،‬ذل أن األص ـ ــل في األفعال اإلباحة إذ ي وز للش ـ ــمص القيام‬
‫بأي فعل أيا كان إال إذا وجد نص قانوني ص ـ ـ ــريح يض ـ ـ ــدي الص ـ ـ ــبغة الجرمية عليه فيخرجه من دائرة‬
‫اإلباحة إلى دائرة الت ريم والعقاب‪ ،‬فيحدد األركان التي تتشــكل م ها الجريمة‪ ،2‬كما يحدد العقو ة أو‬
‫تدبير األمن الالزم لواجهة هذه الجريمة ردعا للجاني وتحقيقا ألمن املجتمع‪.‬‬

‫ون را لألخ ار الكبرذ التي يلحقها االســتعمال الســلت للتكنولوجيا وكذا األضــرار البالغة التي‬
‫تلحق األفراد والؤسسات من جراء هذا االستخدام فقد كان لزاما على الشرا التدخل لت ريم بعج‬
‫األفعــال االلكترونيــة الضـ ـ ـ ـ ــارة واعتبــارهــا جرائمــا الكترونيــة‪ ،3‬حيــا يعتبر تعــديــل قــانون العقو ــات‬
‫بموجب القانون ‪ 415-04‬بمثابة النواة األولى للت ريم االلكتروني في الجزائر حيا خص ـ ـ ــص القس ـ ـ ــم‬
‫الس ــابع مكرر من قانون العقو ات لهذا النوا الس ــتحدث من الجرائم تحت عنوان الس ــاس بأن مة‬
‫العــالجــة اآلليــة للمع يــات ‪ ،‬كمــا أدخــل الش ـ ـ ـ ــرا تعــديال يخر على قــانون العقو ــات يتعلق بــالجرائم‬
‫االلكترونية بموجب القانون ‪ ،523-06‬يير أن هذا التعديل مس فقس الش ـ ـ ـ ــق التعلق بالعقاب دون‬
‫ن يره من الت ريم أي أنه لم يض ـ ـ ـ ــف جرائم الكترونية جديدة يير تل التي جاء بها القانون ‪15-04‬‬
‫سالف الذكر‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص الادة األولى من األمر رقم ‪ 156-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬التضمن قانون العقو ات العدل والتمم‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬العدد ‪ ،49‬ما يلي‪ :‬ال جريمة وال عقو ة أو تدابير أمن بغير قانون‪.‬‬
‫‪ ) 2‬تتشكل الجريمة بصدة عامة من نالنة أركان وهي الركن الشر ي متمثال في نص الذي ي رم فعال من األفعال كالسرقة‬
‫والقتل ويحدد له عقو ة جزائية معينة مثل الحبس أو الغرامة الالية‪ ،‬والركن الادي الذي يمثل السلوأ المارجي الذي يقوم‬
‫به الشمص الرتكاب جريمته‪ ،‬إضافة إلى الركن العنوي التمثل في القصد الجنائي بمعنى ات اه اإلرادة إلى ارتكاب الدعل‬
‫وتحقيق نتي ته ريم علمه بمخالدة سلوكه للقانون‪.‬‬
‫‪ )3‬تعرف الجريمة االلكترونية بأ ها‪ :‬كل سلوأ إجرامي يتم بمساعدة الكمبيوتر كما تعرف أيضا‪ :‬بأ ها كل سلوأ يير‬
‫مشروا أو يير أخالقي أو يير مصرح به يتعلق بالعالجة اآللية للبيانات أو بنقلها أرجع‪ :‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬ارجرائم‬
‫املعلوماتية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الدكر الجامني‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬القاهرة‪.74 ،2009 ،‬‬
‫‪ )4‬القانون رقم ‪ 15-04‬الؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬التضمن قانون‬
‫العقو ات‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬العدد ‪.71‬‬
‫‪ )5‬القانون رقم ‪ 23-06‬الؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر‪ 2006‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬التضمن قانون‬
‫العقو ات‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2006‬العدد ‪.84‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مختلف القوانين التي ت ع ــل من بعج األفع ــال االلكتروني ــة جرائم‬ ‫و ــاس ـ ـ ـ ــتقراء نص ـ ـ ـ ــو‬
‫مع ــاق ــب علته ــا ف ــإنن ــا ن ــد أن ه ــذه األخيرة ت ــأخ ــذ م هرين رئيس ـ ـ ـ ــيين‪ ،‬ف ــأم ــا ال هر األول فيتمث ــل في‬
‫م موعـ ــة الجرائم التقليـ ــديـ ــة ـك ــالس ـ ـ ـ ــرقـ ــة واالختالس التي تتم بـ ــاس ـ ـ ـ ــتعمـ ــال أجهزة وأدوات رقميـ ــة‬
‫كــالكمبيوتر أو بعج البرامم العلومــاتيــة‪ ،‬أي أن الرقمنــة ال تعــدو أن تكون م رد وس ـ ـ ـ ــيلــة الرتكــاب‬
‫جريمــة من الجرائم الكالس ـ ـ ـ ــيكيــة‪ ،‬أمــا ال هر الثــاني للجريمــة االلكترونيــة فيتحقق حين يكون جهـاز‬
‫الحاس ـ ـ ـ ــوب مع ما يحتويه هدفا للجريمة ال م رد أداة أو وس ـ ـ ـ ــيلة مس ـ ـ ـ ــاعدة لتنديذها‪ ،‬ومثال ذل‬
‫جريمة الدخول يير الص ـ ـ ـ ــرح به للموقع وجريمة التالعب يير الص ـ ـ ـ ــرح به بالعلومات و كذا جريمة‬
‫التعامل في معلومات يير مشروعة‪ ،‬وهو ما يعرف باإلجرام السيبراني أو العلوماتي‪.1‬‬

‫يير أنه إذا كان الم أ الدني ال يش ـ ـ ـ ــكل بالض ـ ـ ـ ــرورة خ أ جزائيا فإن العكس يير ص ـ ـ ـ ــحيح‪،‬‬
‫حيا إن مرتكب الجريمة كقاعدة عامة يعتبر مرتكبا لم أ تقص ـ ـ ـ ــيري يس ـ ـ ـ ــتوجب التعويج‪ ،2‬فدي‬
‫حالة ارتكاب الشمص لجريمة الكترونية باستخدام الحاسوب أو بإتالف بعج عناصره الادية ويير‬
‫الادية‪ ،‬وانتهى األمر إلى صــدور حكم جزائي بإدانة ال هم فإن ذل يرتب للخــحية الحق في الحصــول‬
‫على مبال مالية كتعويض ـ ــات جبرا لألض ـ ـرار الالحقة به من هذا اإلجرام الس ـ ــيبراني‪ ،‬علما وأن الحكم‬
‫الجزائي القاض ي بإدانة ال هم يشكل سندا قانونيا مهما بالأسبة للخحية الستحقا مبل التعويج‪.‬‬

‫ون را لك رة وتعدد الجرائم االلكترونية س ـ ـ ـ ــواء على الس ـ ـ ـ ــتوذ الوطني أو الدولي والذي يرجع‬
‫باألساس إلى ك رة األجهزة االلكترونية ومحتوياتها الادية ويير الادية ذات ال ابع التقني العقد‪ ،‬فإننا‬
‫س ـ ــنتناول بعج هذه الجرائم دون الجرائم األخرذ بالقدر الذي ي عل م ها خ أ الكترونيا مس ـ ــتوجبا‬
‫للمسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫‪ )1‬محمد علي سالم‪ ،‬حسون عبيد هجيم‪ ،‬ارجريمة املعلوماتية‪ ،‬م لة جامعة ببابل للعلوم اإلنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد‬
‫‪ ،2‬سنة ‪.1 ،2007‬‬
‫‪ )2‬ريم أن القاعدة العامة في الجرائم أ ها تشكل أخ اء مدنية مستوجبة للتعويج إال أن هناأ استعناءات مثل جريمة‬
‫إنشاء م موعة أشرار إذ أن هذا الدعل املجرم بنصو قانون العقو ات ال يشكل أي خ أ مدني ألنه لم يلحق ضررا بأي‬
‫مص‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫أوال ‪ -‬جرمية الدخول أو البقاء غري املصرح به داخل نظام معاجلة آلية للمعطيات‪:‬‬
‫اس ـ ـ ــتحدث الش ـ ـ ــرا الجزائري هذه الجريمة بموجب الادة ‪ 394‬مكرر من قانون العقو ات‪،1‬‬
‫والتي تعتبر إحــدذ نتــائم الت ور العلومــاتي الكبير في م ــال اإلجرام‪ ،‬وريم أن ظــاهر الجريمــة يو ي‬
‫أ ها س ـ ـ حية وش ـ ــكلية على أس ـ ــاس أن الدخول إلى موقع معين قد ال يؤنر س ـ ــلبا على ص ـ ــاحبه إال أنه‬
‫يــالبــا مــا يش ـ ـ ـ ـكــل مــدخال و ــدايــة لجرائم أخرذ أك ر خ ورة‪ ،‬لــذل ـ عمــد الش ـ ـ ـ ــرا إلى ت ريم م رد‬
‫الــدخول إلى ن م العــالجــة اآلليــة للمع يــات تدــاديــا للقيــام بــاعتــداءات أخرذ على الن م والعلومــات‬
‫التي تتضم ها‪.2‬‬

‫و استقراء نص الادة ‪ 394‬مكرر ن د أن الركن الادي للجريمة الذكورة ي هر في صورتين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫أ‪/‬الدخول غري املُصرًح به‪:‬‬

‫في هــذه الحــالــة يقوم املجرم العلومــاتي بــالولو إلى ن ــام العــالجــة اآلليــة للمع يــات دون أن‬
‫يرخص له بذل من طرف الس ـ ـ ـ ــؤول أو الال الذي قد يكون ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــا واحدا وقد يكون أك ر من‬
‫ـ ـ ـ ــمص‪ ،‬فدي الحـالـة األولى وهي اللكيـة الدرديـة لن ـام العـالجـة فـإن ـ ـ ـ ــمص الـالـ أو وكيلـه هو‬
‫الوحيد املمول بمنح الترخيص بالدخول‪ ،‬أما في الحالة الثانية فيكون لكل مال أن يقوم بمنحه مع‬
‫التقيد بالدة المنوحة أو الهدف الذي من أجله منح الترخيص‪.3‬‬

‫ب‪ /‬البقاء غري املُصرًح به‪:‬‬

‫ي هر من خالل قراءة نص الــادة ‪ 349‬مكرر أن الــدخول والبقــاء يش ـ ـ ـ ــكالن جريمــة واحــدة‬


‫حيا اس ــتعمل الصـ ـ لحين بص ــدة متالزمة‪ ،‬ريم أن هناأ من الباحثين في القانون الجنائي من يرذ‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 394‬مكرر ا على ما يلي‪ :‬يعاقب بالحبس من نالنة (‪ )03‬أشهر إلى سنة (‪ )01‬و غرامة من ‪ 50.000‬د‬
‫إلى ‪ 100.000‬د كل من يدخل أو يبق عن طريق الغ في كل أو جزء من من ومة للمعالجة اآللية للمع يات أو يحاول‬
‫ذل ‪.‬‬
‫م‬
‫تضاعف العقو ة إذا ترتب عن ذل حذف أو تغيير لع يات الن ومة‪.‬‬
‫وإذا ترتب عن األفعال الذكورة أعاله تخريب ن ام اشتغال الن ومة تكون العقو ة الحبس من ستة (‪ )06‬أشهر إلى سأتين‬
‫(‪ )02‬والغرامة من ‪ 50.000‬د إلى ‪ 150.000‬د‬
‫‪ )2‬حمودي ناصر‪ ،‬ارحماية ارجشائية لشظم املعارجة اآللية للمع ياو امل التشريع ارجزائري‪ ،‬املجلة األكاديمية للباحا‬
‫القانوني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ب اية‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد ‪ 2‬لسنة ‪.73 ،2016‬‬
‫‪.75‬‬ ‫‪ )3‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫عكس ذل وي عل م هما جريمتين مختلدتين حيا يت لب الركن الادي لجريمة البقاء يير الصـ ـ ـ ــرح‬
‫بــه حــدوث الدعلين معــا ألن البقــاء يس ـ ـ ـ ــتلزم أن يس ـ ـ ـ ــبقــه دخول مع ات ــاه إرادة املجرم إلى عــدم ق ع‬
‫االتصال ريم علمه بعدم مشروعية الدخول وأن هذا األمر ممنوا عليه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬جرمية التالعب غري املصرح به باملعلومات‪:‬‬


‫ت د هذه الجريمة أساسها القانوني في نص الادة ‪ 394‬مكرر‪ 1‬من قانون العقو ات الجزائري‬
‫والتي تنص على أنــه‪ :‬يعــاقــب بــالحبس من س ـ ـ ـ ـتــة (‪ )06‬أش ـ ـ ـ ــهر إلى نالث (‪ )03‬س ـ ـ ـ ــنوات و غرامــة من‬
‫‪ 500.000‬د إلى ‪ 200.000‬د ‪ ،‬كل من أدخل ب ريق الغ مع يات في ن ام العالجة اآللية أو أزال‬
‫أو عدل ب ريق الغ الع يات التي يتضم ها ‪.‬‬

‫ويب ــدو من نص ال ــادة أعاله أن جريم ــة التالع ــب يير الص ـ ـ ـ ــرح ب ــه ب ــالعلوم ــات أخ ر وأك ر‬
‫إضرارا بصاحب ن ام العالجة اآللية للمعلومات من جريمة الدخول أو البقاء يير الصرح به‪ ،‬وذل‬
‫بالن ر إلى العقو ات القرر للجريمة األولى في نص الادة ‪ 394‬مكرر ‪ 1‬مقارنة بن يرتها رقم ‪ 394‬مكرر‬
‫التي وض ـ ــعت عقو ات أخف للجريمة الثانية‪ .‬وقد عدد لنا الش ـ ــرا نالث ص ـ ــور للتالعب يير الش ـ ــروا‬
‫بالعلومات‪ ،‬وهي اإلدخال والتعديل واإلزالة‪.‬‬

‫ومهمــا يكن من أمر فــإن إخرا مثــل هــذه األفعــال من دائرة اإلبــاحــة إلى دائرة الت ريم يعتبر‬
‫أمرا جد إي ا ي في م ال دعوذ السـ ـ ـ ــؤولية الدنية سـ ـ ـ ــواء رفعت ابتداء أمام القاض ـ ـ ـ ـ ي الدني أو أ ها‬
‫ألحقت بالدعوذ العمومية في ش ـ ـ ـ ــكل دعوذ مدنية تبعية وذل بالأس ـ ـ ـ ــبة لكل ـ ـ ـ ــمص طبيني أو‬
‫معنوي تض ـ ــرر من هذه الجرائم‪ ،‬ألن عدم ت ريمها ي عل م ها م رد أخ اء مدنية خاض ـ ــعة للقواعد‬
‫العامة في اإلنبات والتي تلقي على عاتق الد ي وهو التضــرر عبء إنباتها‪ ،‬مع ما يشــكله هذا األمر من‬
‫ص ــعو ة بالغة بالن ر إلى ال ابع التقني والعقد لهذه األفعال وهو ما من ش ــأنه أن يبقي ــحايا هذه‬
‫األفعال دون تعويج نتي ة لجزهم عن إنبات ما يدعونه‪.‬‬

‫يير أن تص ــدي الش ــرا لثل هذه الس ــلوكيات بالت ريم والعقاب ب علها جرائما معاقبا علتها‬
‫فإن العبء الذي كان ملق على عاتق الشمص الضرور سوف يسقس عن كاهله‪ ،‬ألن النيابة العامة‬

‫‪.75‬‬ ‫‪ )1‬حمودي ناصر‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫ممثلة في وكيل الجمهورية هي التي سـ ــتتولى البحا والتحري عن الجريمة إلنباتها و إسـ ــنادها إلى ال هم‬
‫وإدانتــه‪ ،1‬و ــالتــالي ال يبق أمــام الخ ـ ـ ـ ــحيــة إال إنبــات الض ـ ـ ـ ــرر الــذي لحقــه من الجريمــة االلكترونيــة‬
‫الرتكبة‪ ،‬ســواء اختار ال ريق الجزائي حيا يتأســس ك رف مدني وي الب بالتعويج أمام القاض ـ ي‬
‫الجزائي الذي ال يمل يير الحكم له به متى أنبت الضــرر بشــر الحكم بإدانة املجرم العلوماتي‪ ،‬أما‬
‫في ح ــال ــة الحكم ب ــالبراءة فال يمكن ــه الحكم ب ــأي تعويج ألن ال ــدعوذ ال ــدني ــة هن ــا هي دعوذ تبعي ــة‬
‫للدعوذ العمومية التي ان هت بالحكم بالبراءة‪.‬‬

‫األصــيل للبت‬ ‫أما إذا اختار الضــرور اللجوء إلى القضــاء الدني باعتباره صــاحب االختصــا‬
‫والدصل في دعاوذ السؤولية الدنية وكان القضاء الجزائي قد حكم باإلدانة فإن القاض ي الدني هنا‬
‫مقيد بالحكم الجزائي في الوقائع التي فصـ ــل فتها هذا األخير وكان فصـ ــله فتها ضـ ــروريا‪ ،2‬إذ ي ب على‬
‫القاض ي الدني الحكم بالتعويج للخحية بقدر الضرر الذي لحقه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األخطاء االلكرتونية ذات الطبيعة املدنية احملضة‬
‫كنا قد تناولنا في الدرا األول األخ اء التقصـ ـ ـ ــيرية االلكترونية التي تحمل وصـ ـ ـ ــدا جرميا‪ ،‬أي‬
‫تل التي قام الش ــرا بت ريمها اس ــتنادا إلى مبدأ الش ــرعية‪ ،‬أما النوا الثاني لألخ اء التقص ــيرية ذات‬
‫في بيئة رقمية وتلحق أضـ ـرارا باآلخرين‬ ‫ال بيعة االلكترونية فهي تل األفعال التي يحداها األ ــما‬
‫دون أن تش ـ ـ ـ ــكل جرائما معلوماتية‪ ،‬بمعنى أ ها قد تكون أخ اء مدنية محض ـ ـ ـ ــة دون أن يدخلها نص‬
‫تشريني في دائرة الت ريم والعقاب‪.‬‬

‫وألن األخ اء االلكترونية كثيرة ومتعددة وال ســبيل لحصــرها نتي ة الرتباطها بالت ور العلمي‬
‫والتكنولوجي ال ـ ذي ال يلبــا أن ي ــل علينــا بكــل مــا هو جــديــد يومــا بعــد يوم‪ ،‬فــإنني س ـ ـ ـ ـ ـ تي على ذكر‬
‫بعض ـ ـ ـ ـهــا دون البعج اآلخر بــالقــدر الــذي يزيــل اللبس عن الم ــأ االلكتروني و ــالكيديــة التي تخــدم‬
‫موضوا الدراسة‪.‬‬

‫‪.381‬‬ ‫‪ ) 1‬قرار صادر عن يرفة الجنح واملمالدات‪ ،‬املحكمة العليا‪ ،2009/04/01 ،‬م لة املحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ) 2‬تنص الادة ‪ 339‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ال يرتبس القاض ـ ـ ـ ـ ي الدني بالحكم الجنائي إال في الوقائع التي‬
‫فصل فتها هذا الحكم وكان فصله فتها ضروريا ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫وعليه سنقوم من خالل هذا الدرا بتناول عينة من األخ اء النصبة على البرامم العلوماتية‬
‫من خالل الت ر لألخ اء التص ـ ـ ـ ــلة بالبرامم العلوماتية (أوال)‪ ،‬نم األخ اء التي تش ـ ـ ـ ــكل مس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــا‬
‫بالحقو األدبية (نانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬املتصلة بالربامج املعلوماتية‪:‬‬


‫م‬
‫تعتبر البرامم العلوماتية أو الكيانات الن قية من أهم العناص ــر الش ــكلة لجهاز الحاس ــوب‬
‫من قيمــة ودور الكونــات الــاديــة لــذلـ‬ ‫الــذي يدقــد كــل قيمــة دون هــذه البرامم‪ ،‬وذلـ دون اإلنقــا‬
‫فإن األخ اء التصـ ـ ــلة ببرامم الحاسـ ـ ــوب من شـ ـ ــأ ها إلحا أض ـ ـ ـرار جسـ ـ ــيمة بالغير ممن ال ت معهم‬
‫راب ة عقدية بمال أو صاحب البرنامم‪.‬‬

‫وعليه ســوف ندرس بعج صــور هذه األخ اء لعرفة مدذ إمكانية إخضــاا مرتكبتها لقواعد‬
‫السؤولية عن الدعل الشمح ي‪.‬‬

‫أ) اخلطأ يف تصميم الربنامج‪:‬‬

‫وهو الهدوة أو م موعــة الهدوات التي يرتكشهــا البرمم في مرحلــة التص ـ ـ ـ ــميم أو أننــاء كتــابتــه‬
‫بإحدذ لغات البرم ة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى عدم قيام البرنامم بالغرض الذي أنم ـ ت من أجله بل قد‬
‫يؤدي في كثير من األحيان إلى نتائم عكسـ ـ ـ ــية‪ ،‬علما وأن السـ ـ ـ ــؤول عن مثل هذا الم أ يالبا ما يكون‬
‫مصمم البرنامم ندسه أو ما يعرف بالبرمم ‪ ،programmateur‬ومن أمثلة األخ اء في البرم ة نذكر‬
‫بأجهزة مخبرية لتحليل الدحوصات ال بية‪ ،‬فيؤدي ذل إلى نتائم‬ ‫الم أ في تصميم البرنامم الما‬
‫تحاليل يير دقيقة وال تعكس حقيقة الدحص الذي خض ـ ـ ـ ــع له الريج مما يدفع ال بيب إلى إع اء‬
‫أدوية أو عال خاطئ اعتمادا على تل النتائم‪ ،‬األمر الذي يترتب عنه وفاة الريج‪.1‬‬

‫ب‪ -‬اخلطأ يف تشغيل الربنامج‪:‬‬

‫كثيرا ما تأتهي عملية إعداد البرنامم وتصـميمه ب ريقة صـحيحة و دون خ أ‪ ،‬يير أنه وأنناء‬
‫فترة وض ـ ـ ـ ــع البرنامم في خدمة الز ون أي تدعيل مض ـ ـ ـ ــمون البرنامم لكي يؤدي الغرض الذي وجد من‬
‫أجله يحدث خ أ يحول بين مشتري البرنامم واالنتداا به لسبب أو آلخر‪.‬‬

‫‪.97‬‬ ‫‪ )1‬رجا عايد الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫ويرذ الباحا رجا عايد الماليلة أن مس ـ ـ ـ ــؤولية منتم البرنامم تعتمد على الواجب الدروض‬
‫عليه‪ ،‬فإذا كان تش ــغيل البرنامم من بين االلتزامات اللقاة على عاتقه أو أن الم أ في التش ــغيل يعزذ‬
‫إلى عيب ذاتي في البرنامم كان البرمم مسؤوال عن الضرر الذي يلحقه الم أ في التشغيل‪ ،‬أما إذا كان‬
‫الم أ في البرنامم مرده عدم إلام الش ـ ـ ــمص الذي قام باقتنائه بدنيات التش ـ ـ ــغيل أو عدم انن ـ ـ ــجام‬
‫البرامم األخرذ مع هذا البرنامم فإن مسؤولية البرمم تكون محل ن ر‪.1‬‬

‫يير أن الرأي س ـ ـ ــالف الذكر يمكن أن ترد عليه م موعة من الؤاخذات م ها أن العالقة بين‬
‫البرمم و مش ـ ـ ــتري البرنامم يالبا ما تكون عبارة عن عالقة عقدية في ص ـ ـ ــورة عقد اس ـ ـ ـ هالأ مبرم بين‬
‫منهي (البرمم أو بائع البرنامم) ومس ـ ـ هل (الشـ ــتري) مع ما تتميز به عقود االس ـ ـ هالأ من خصـ ــوصـ ــية‬
‫نتي ة التداوت العرفي بين طرفتها‪ ،‬األمر الذي دفع بأيلب التشــريعات إلى التدخل بنصــو قانونية‬
‫يمرة لتن يم مثــل هــذه العقود ومن بي هــا الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري بموجــب القــانون ‪ 03-09‬التعلق بحمــايــة‬
‫السـ هل وقمع الغ في مادته رقم ‪ 17‬التي وضــعت التزاما على عاتق التدخل بمقتضــاه يقوم بإعالم‬
‫الس ـ هل بكل ما يتعلق بالنتو وهو ما يعرف بااللتزام قبل التعاقدي باإلعالم الذي يتضــمن من بين‬
‫محتوياته تنوير الس هل بكيدية استعمال وتشغيل األجهزة التي ال يمكن للشمص العادي أن يقوم‬
‫بتشغيلها على أحسن وجه‪.2‬‬

‫وعليه نس ـ ــتخلص أنه وإن كان من البداهة أن خ أ البرمم يقيم مس ـ ــؤوليته التقص ـ ــيرية عن‬
‫األض ـ ـرار التي يتسـ ــبب فتها سـ ــوء تصـ ــميم البرنامم سـ ــواء كان األمر مقصـ ــودا أو نتي ة لإلهمال‪ ،‬فإن‬
‫تأكيد هذه الس ـ ــؤولية وإنباتها يثير ص ـ ــعو ات جمة ال س ـ ــيما إذا تعلق األمر ببعج البرامم الدقيقة و‬
‫العقدة التي عادة ما تستورد من لدن شركات أجنبية كبرذ ذات فروا متعددة في كل أق ار العمورة‪،‬‬
‫البس ـ ـ ـ اء الذين ال يملكون من‬ ‫مع العلم أن التضـ ـ ــرر من هذه البرامم يالبا ما يكون من األ ـ ـ ــما‬
‫اإلمكانيات ما يس ــمح لهم بمقاض ــاة تل الش ــركات الص ــانعة أو الص ــنعة للبرامم‪ ،‬ألن النزاا يتض ــمن‬
‫عنص ـ ـ ـرا أجنبيا مما يثير مسـ ـ ــألة تنازا القوانين والقانون الواجب الت بيق‪ ،‬وحتى على فرض إمكانية‬

‫‪.98‬‬ ‫‪ )1‬رجا عايد الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬أن ر‪ :‬قارس بو كر‪ ،‬اةل زان املس باامرن كآلية رحماية املستهلك امل الع ود املب مة من بعم‪ ،‬م لة الحقو والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلدة‪ ،‬العدد ‪ ،11‬مارس ‪ 294 ،2018‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مقاض ــاة البرمم فإن اعتبار الس ــؤولية خ ئية واجبة اإلنبات من طرف الد ي يص ــعب من مهمته في‬
‫ذل ن را للتكنولوجيا العالية والت ورة السـتعملة في إعداد وتصـميم البرامم والتي ت عل من إنبات‬
‫انحراف البرمم عن السلوأ الألوف للمبرمم العادي أمرا شبه مستحيل ألن مثل هذه الهن ال يم ه ها‬
‫إال القليل‪ ،‬و هو ما ي عل معيار الرجل العادي العتمد لتقدير خ أ البرمم قاص ـ ـ ـ ـرا ويير قادر على‬
‫أداء دوره‪.‬‬

‫لذل فالحل األمثل بالأس ـ ـ ــبة للمتض ـ ـ ــرر من البرنامم أن يرفع الدعوذ ض ـ ـ ــد من تعامل معه‬
‫مباشــرة كالريج مع ال بيب أو مخبر التحاليل على أســاس الســؤولية العقدية ن را لوجود عقد بين‬
‫ال رفين يلزم ال بيب أو املمبر بض ـ ــمان س ـ ــالمة كل ـ ــمص تقدم للدحص أو إلجراء التحاليل‪ ،‬مع‬
‫االحتدا بحق كل م هما في الرجوا على البرمم دائما في إطار السؤولية العقدية‪.‬‬

‫ثاجيا‪ :‬اةم ماا م ارح وق الذهشية (ال رصشة)‪:‬‬

‫تعرف قرص ــنة برامم الحاس ــوب بأ ها‪ :‬االس ــتيالء على مل الغير عن طريق ال هب أو الس ــرقة‬
‫دون اللجوء إلى العنف أو الترهي ــب أو ال هوي ــل أو القت ــل‪ ،‬وهي مخ ــالد ــة للقرص ـ ـ ـ ـن ــة التي يم ــارس ـ ـ ـ ـه ــا‬
‫األق ــدمون عن طريق البر والبحر‪ ،‬كو ه ــا تم ــارس به ــدوء ن را للت ور التكنولوجي لوس ـ ـ ـ ـ ــائ ــل التبلي‬
‫والبا وتعد مداخيلها مهمة جدا ‪.1‬‬

‫يير أن ما يعاب على التعريف السـ ـ ــابق هو اس ـ ــتعماله لصـ ـ ـ لحات الس ـ ــرقة وال هب بش ـ ــكل‬
‫يو ي أننا أمام جريمة الس ـ ـ ـ ــرقة‪ ،‬وهو أمر ال يتحقق في عمليات القرص ـ ـ ـ ــنة حيا إن الداعل ال ينقل‬
‫حيازة البرامم القرصنة بل إ ها تبق عند مالكها‪ ،‬ألن الهدف من العملية هو إعادة إنتا تل البرامم‬
‫أو نن ـ ـ ـ ــمهــا لالس ـ ـ ـ ــتدــادة م هــا أو بيعهــا والحص ـ ـ ـ ــول على مندعــة مــاديــة م هــا‪ ،2‬والعلــة من ندي وص ـ ـ ـ ــف‬

‫‪ )1‬عبد الرؤوف قنديل‪ ،‬بحا بعنوان ااطا املدسساتي رحماية ح وق املدلف ‪ ،‬مقدم إلى ندوة اليوم الدراو ي الن م‬
‫بالتعاون بين وزارتي العدل واالتصال بتاريخ ‪ 28‬نيسان ‪ 1999‬بالعهد الوطني للدراسات القضائية بالر ا بعنوان حماية حق‬
‫الؤلف في الغرب – الواقع واآلفا ‪ ،‬الر ا ‪ ،‬الملكة الغر ية‪ .73 ،‬نقال عن‪ :‬رجا عايد الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪.100 ،‬‬
‫‪ )2‬عديدي كامل عديدي‪ ،‬فتوح الشاذلي‪ ،‬جرائم ال م يوتر نح وق املدلف ن املصشفاو الفشية ندن الشرطة نال اجون‪،‬‬
‫ال بعة األولى‪ ،‬مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.58 ،2003 ،‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫القرصــنة بأ ها جريمة ســرقة يرجع لتخلف ركن أســاو ـ ي وهو نية التمل التي تشــكل القصــد الجنائي‬
‫الذي يبتغي من خالله الداعل نقل الم يء من الال الحقيقي ليتملكه بدال عنه‪.‬‬ ‫الما‬

‫ويعتبر الأن ـ ـ ــح من أهم الحقو التي يتمتع بها الؤلف على مص ـ ـ ــنداته الرقمية‪ 1‬ومن نم فإن‬
‫االعت ــداء على ذل ـ الحق يمث ــل ان ه ــاك ــا لحق الؤلف‪ ،‬ل ــذل ـ ف ــإن الحق ال ــذكور يمث ــل حجر الزاوي ــة‬
‫لحقو الؤلف إذ يمتنع على ييره القيام بعملية الأنـ ــح إال بعد الحصـ ــول على موافقة مسـ ــبقة منه‪.‬‬
‫ومن بين صـ ــور الأنـ ــح قيام ـ ــمص بعملية النـ ــل الضـ ــوئي للمصـ ــنف نم تحويله إلى نن ـ ـمة رقمية‬
‫وتثبيته على إحدذ صـ ــدحات الويب لتمكين الغير من االطالا عليه واالحتدا به في أجهزة الحاسـ ــب‬
‫اآللي‪.2‬‬

‫وإذا ـك ــان موض ـ ـ ـ ــوا أو مض ـ ـ ـ ــمون الأن ـ ـ ـ ــح يختلف ب ــاختالف نوعي ــة الص ـ ـ ـ ــنف بين الكت ــب‬
‫االلكترونية ومقاطع الديديو و رامم اإلعالم اآللي‪ ،‬فإن ننح هذه األخيرة ت ل األك ر عرضة لعمليات‬
‫الأنح ن را لقيم ها الالية الكبيرة وحاجة الناس إلتها في حياتهم اليومية‪ ،‬لذل ن د أن ننح البرامم‬
‫قد يكون كليا أو جزئيا ســواء عن طريق املحاكاة أو الأنــح الباشــر حيا تقوم بعج الشــركات بأنــح‬
‫البرامم و يعها دون إذن أو ترخيص من الشــركات النت ة‪ ،‬كما ي هر الأن ـح في صــورة ســرقة للبرنامم‬
‫األصلي عن طريق إزالة معاله وتغيير هي ته وإعادة ت هيزه ب ريقة تو ي وكأننا أمام منتو جديد‪.3‬‬

‫ومهما يكن من أمر فإن إلزام الد ي بإنبات الم أ في هذا النوا من االعتداءات على البرامم‬
‫الحاس ـ ــو ية و كذا الص ـ ــندات الرقمية فيه ص ـ ــعو ة بالغة قد تحرم التض ـ ــرر في كثير من األحيان من‬
‫اس ـ ـ ـ ــتيدـاء حقـه في التعويج‪ ،‬فمن جهـة يص ـ ـ ـ ـعـب إنبـات تمييز أو عـدم تمييز العتـدي الـذي يكون في‬
‫الغالب ـ ـ ــمصـ ـ ــا م هوال بالأسـ ـ ــبة لصـ ـ ــاحب الصـ ـ ــنف أو براءة االختراا وهو ما يحول دون إسـ ـ ــناد‬

‫‪ )1‬ميعرف الصنف الرقمي بأنه‪ :‬الشكل الرقمي لصندات موجودة دون تغيير أو تعديل في الأنمة األصلية للمصنف سابق‬
‫الوجود‪ ،‬يتم نقل الصنف الكتوب إلى وسس تقني رقمي ومن أمثلة ذل األقرا الدم ة ‪CD‬واألس وانات الدم ة الرقمية‬
‫‪ . DVD‬نايت أعمر علي‪ ،‬املل ية الف رية امل إطا ال ما ة اةل نجية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.12 ،2014 ،‬‬
‫‪.86‬‬ ‫‪ )2‬سمير حسني الصري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )3‬محمد حسين منصور‪ ،‬املسدنلية اةل نجية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪ ،‬االزاري ة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2003 ،‬‬
‫‪.288‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الس ـ ـ ـ ــؤولية إليه‪ ،‬كما أن عملية الأن ـ ـ ـ ــح هي عملية س ـ ـ ـ ــهلة من الناحية التقنية خاص ـ ـ ـ ــة بالأس ـ ـ ـ ــبة‬
‫للمتمكنين في م ــال الرقمن ــة والعلوم ــاتي ــة‪ ،‬وهو األمر ال ــذي يؤدي إلى نن ـ ـ ـ ــح ع ــدد كبير ج ــدا من‬
‫الضغوطة للمصنف الواحد ما يثير إشكاال في تقدير األضرار التي لحقت الال ‪.‬‬ ‫األقرا‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الضرر االلكرتوني والعالقة السببية‬


‫ميعتبر التعويج بمثابة األنر القانوني الناسـ ـ ــب لقيام السـ ـ ــؤولية الدنية بصـ ـ ــورتتها العقدية‬
‫والتقص ــيرية‪ ،‬لذل فقد اش ــتر الش ــرا الس ــتحقاقه وجوب اجتماا أركا ها من خ أ وض ــرر وعالقة‬
‫ســببية‪ ،‬يير أن هذه األركان أو العناصــر الشــكلة للمســؤولية وريم أهمية كل م ها إال أن هذه األهمية‬
‫تتداوت من عنص ـ ـ ـ ــر إلى يخر‪ ،‬إذ يعتبر الض ـ ـ ـ ــرر أهمها على اإلطال مقارنة بالم أ ألن هذا األخير قد‬
‫يكون مدترضـ ـ ــا يعد معه الدائن من إنباته‪ ،‬كما قد ال يشـ ـ ــتر أصـ ـ ــال السـ ـ ــتحقا التعويج وهو ما‬
‫يعرف بالســؤولية الوضــوعية أو الســؤولية دون خ أ‪ ،‬أما الضــرر فال يمكن بأي حال من األحوال أن‬
‫تقوم السـ ـ ـ ــؤولية الدنية بدونه‪ ،‬فسـ ـ ـ ــواء قامت هذه األخيرة على الم أ واجب اإلنبات أم على الم أ‬
‫الدترض بنوعيه (القابل إلنبات العكس ويير القابل إلنبات العكس) أم قامت على أس ـ ـ ـ ــاس الدعل‬
‫الضار كما هو الشأن بالأسبة لبعج التشريعات القارنة ‪.1‬‬

‫وإذا كان الض ـ ــرر على هذا القدر من األهمية في الس ـ ــؤولية الدنية التقليدية أو الكالس ـ ــيكية‬
‫فإن أهميته تتعاظم وتتزايد في م ال العامالت االلكترونية‪ ،‬ن را للحجم الكبير من المس ــائر الادية‬
‫من جراء اس ـ ـ ــتعمال التقنيات الحديثة لألنترنت‪ ،‬إذ‬ ‫وحتى العنوية الذي يمكن أن تلحق األ ـ ـ ــما‬
‫يكدي زرا فيروس في ن ام معلومات لش ــركة من كبريات الش ــركات حتى تدمر كل قواعد بياناتها مع ما‬
‫تتضــمنه هذه األخيرة من معامالت مالية و يانات ــمصــية و راءات اختراا‪ 2‬وكل ما يمكن أن يحتويه‬
‫الحـاس ـ ـ ـ ــب اآللي للش ـ ـ ـ ــركـة‪ ،‬هـذا نـاهيـ عن األض ـ ـ ـ ـرار الـاديـة واألدبيـة التي يمكن تأتم عن التش ـ ـ ـ ــهير‬

‫‪ )1‬يقيم الشرا األردني السؤولية التقصيرية على أساس الدعل الضار وهو أساس وسس بين السؤولية الم ئية التي ميشتر‬
‫فتها توفر عنصر الم أ و ين السؤولية الوضوعية التي تقوم حتى ولو لم يحصل خ أ من جانب الدين‪.‬‬
‫‪ )2‬عرف الشرا الجزائري براءة االختراا في الادة ‪ 01‬ف ‪ 2‬من األمر قم ‪ 07-03‬املد خ امل ‪ 19‬جولية ‪ 2003‬امل عل بب اااو‬
‫اةخ اع‪. ،‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جويلية ‪ ،2003‬العدد ‪ ،44‬كما يلي‪.... :‬‬
‫‪ -‬البراءة أو براءة اإلختراا‪ :‬ونيقة تسلم لحماية اختراا ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫عبر اسـ ــتعمال بياناتهم وصـ ــورهم الشـ ــمصـ ــية ال سـ ــيما إذا كان الشـ ــمص الضـ ــرور من‬ ‫باأل ـ ــما‬
‫الشاهير والشمصيات العمومية‪.‬‬

‫لذل و غرض دراسة ركن الضرر في إطار السؤولية التقصيرية عن التعامل االلكتروني فإنه‬
‫ال بد من تناول مدهوم الضـ ـ ـ ــرر في العامالت االلكترونية (م لب أول)‪ ،‬نم الت ر لشـ ـ ـ ــرو الضـ ـ ـ ــرر‬
‫االلكتروني الستحق للتعويج (م لب ناني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الضرر يف إطار املعامالت االلكرتونية‬
‫كما سبق وأن ذكرنا فإن الضرر يعد الركيزة األساسية في ن ام السؤولية الدنية‪ ،‬إذ يوصف‬
‫بأنه روحها وعل ها التي تدور معها وجودا وعدما وش ـدة وض ــعدا‪ ،‬ألن انتداء الض ــرر وانعدامه يؤدي إلى‬
‫انتداء وانعدام الس ــؤولية بغج الن ر عن جس ــامة الم أ أو بس ــاطته كون الض ــرر هو منا تقدير‬
‫التعويج ومبرر وجوده وليس الم ــأ‪ ،1‬وهو الوقف ال ــذي يتبن ــاه القض ـ ـ ـ ـ ــاء ال ــدني الح ــدي ــا إذ ال‬
‫تعويج بدون ضرر‪.2‬‬

‫وألن الضـ ـ ــرر في العامالت االلكترونية يختلف من حيا ال بيعة والجسـ ـ ــامة عن الضـ ـ ــرر في‬
‫العامالت التقليدية‪ ،‬فإننا س ـ ـ ـ ــنحاول من خالل دراس ـ ـ ـ ــة هذا ال لب أن نقارن بين النوعين ملحاولة‬
‫إي ــاد تقــارب بي همــا بــالقــدر الــذي ي عــل القواعــد العــامــة الن مــة للض ـ ـ ـ ــرر في الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة‬
‫التقليدية قادرة على استيعاب الضرر االلكتروني مع ما يشتمل عليه من خصوصيات‪.‬‬

‫وعليه سـ ـ ـ ــنتناول هذا ال لب من خالل تقسـ ـ ـ ــيمه إلى فرعين‪ ،‬إذ سـ ـ ـ ــنخصـ ـ ـ ــص األول لدهوم‬
‫الض ـ ــرر في كل من القواعد العامة وكذا في إطار التعامل االلكتروني‪ ،‬بينما الدرا الثاني س ـ ــنعال فيه‬
‫شرو الضرر االلكتروني الستحق للتعويج وكذا طريقة إنباته‪.‬‬

‫‪ )1‬عبوب زهيرة‪ ،‬ط يعة ال عويض من الضر املعشوي‪ ،‬م لة الدراسات القانونية القارنة‪ ،‬كلية الحقو والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬العدد الثالا‪ ،‬ديسمبر ‪.163 ،2016‬‬
‫‪2 ) Cass. Soc, 4 décembre 2002, bull civ, V n0 386, R.D.C 2003.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الضرر االلكرتوني‬


‫ال شـ ـ ـ ـ ـ أنــه ال يمكن معرفــة الض ـ ـ ـ ــرر في العــامالت االلكترونيــة إال بعــد معرفتــه في القواعــد‬
‫العامة الناظمة للمس ـ ـ ــؤولية الدنية التقليدية‪ ،‬لذل س ـ ـ ــنقوم بتقس ـ ـ ــيم هذا الدرا إلى فقرتين األولى‬
‫تخص مدهوم الضرر وفقا للقواعد العامة‪ ،‬والثانية تخصص لدهوم الضرر االلكتروني‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم الضرر وفقا للقواعد العامة يف املسؤولية املدنية‬


‫ت هر وتت لى أهمية الضـ ـ ــرر في السـ ـ ــؤولية الدنية ليس فقس ألنه منا التعويج وأسـ ـ ــاس‬
‫تقديره‪ ،‬بل ألنه أحد الميزات الرئيســية لهذه الصــورة من الســؤولية مقارنة بصــور الســؤولية األخرذ‬
‫مثل السؤولية األخالقية والسؤولية الجزائية‪.‬‬

‫فالس ـ ـ ـ ــؤولية األخالقية تقابل الس ـ ـ ـ ــؤولية القانونية وهي تل التي تقوم نتي ة ان هاأ قاعدة‬
‫أخالقي ــة كم ــا أن الجزاء في مث ــل ه ــذا النوا من الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة ال يكون إال أدبي ــا كت ــأني ــب الض ـ ـ ـ ــمير أو‬
‫است جان املجتمع للدعل الرتكب أو الشعور بالمزي والندم‪ ،‬فدي مثل هذه الحالة ال يشتر الضرر‬
‫لقيام الس ـ ــؤولية بل يكدي أن يرتكب الم أ عبر الس ـ ــاس بقاعدة من قواعد األخال مثل اس ـ ــتعمال‬
‫الوس ـ ــيق بص ـ ــوت مرتدع أمام ت معات س ـ ــكنية في س ـ ــاعة متأخرة من الليل‪ ،‬فال شـ ـ ـ أن مثل هذا‬
‫التص ـ ـ ـ ــرف (إذا لم يكن م رما قانونا) يقيم الس ـ ـ ـ ــؤولية األخالقية بغج الن ر عما إذا كان قد ألحق‬
‫ضررا بالغير أم ال‪.‬‬

‫وعلى نقيج الس ــؤولية األخالقية التي تقوم على أس ــاس ذاتي أل ها مس ــؤولية أمام هللا وأمام‬
‫الض ــمير فإن الس ــؤولية الدنية (كص ــورة للمس ــؤولية القانونية) ال يكدي لقيامها م رد ارتكاب الم أ‬
‫ألنه ركن مستقل عن األركان األخرذ إذ يأبغي أن يتسبب هذا الم أ في إلحا ضرر بالغير وإال انتدت‬
‫الس ـ ــؤولية‪ ،‬بل يأبغي أن يتحقق الض ـ ــرر أل ها تقوم على أس ـ ــاس موض ـ ــو ي يقدر التعويج بناء عليه‬
‫أل ها تأشأ في ذمة مص ت اه مص يخر‪.1‬‬

‫كما يعتبر الضــرر أيضــا أحد أوجه االختالف بين الســؤولية الدنية والســؤولية الجزائية ريم‬
‫أن كال م هما يعتبر نوعا من أنواا الس ـ ـ ـ ــؤولية القانونية التي ترتب جزاءات معينة على كل ـ ـ ـ ــمص‬

‫‪.842‬‬ ‫‪ )1‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫يخالف التزاما فرض ـ ــه القانون‪ ،‬فأما الجزاء في الس ـ ــؤولية الدنية فهو مبل التعويج الذي يحكم به‬
‫للشـ ــمص الضـ ــرور جبرا له عن األض ـ ـرار الالحقة به من جراء الدعل يير الشـ ــروا‪ ،‬أما في السـ ــؤولية‬
‫الجزائية فالجزاء الذي يسـ ــلس على الشـ ــمص الذي ارتكب فعال ت رمه النصـ ــو القانونية ‪-‬إعماال‬
‫لبدأ الش ـ ـ ــرعية‪ -‬هو عبارة عن عقو ة تس ـ ـ ــلس على املجرم في ماله أو جس ـ ـ ــده مثل الن ـ ـ ــجن والحبس‬
‫والغرامة الالية‪.‬‬

‫وعليه فالض ـ ـ ــرر عنص ـ ـ ــر رئيس ـ ـ ـ ي في الس ـ ـ ــؤولية الدنية التي ال قوام لها بدونه إذ يحتل مكانة‬
‫محوريــة في الــدعوذ الــدنيــة الراميــة إلى ال ــالبــة بــالتعويج‪ ،‬في القــابــل فــإن الض ـ ـ ـ ــرر ال يعتبر أمرا‬
‫ض ـ ـ ــروريا دائما في الس ـ ـ ــؤولية الجزائية التي ال تسـ ـ ـ ـ هدف جبر الض ـ ـ ــرر وإنما معاقبة التص ـ ـ ــرفات يير‬
‫القبولة التي ي رمها القانون‪.1‬‬

‫أما بالأس ـ ـ ــبة لدهوم الض ـ ـ ــرر فإن الش ـ ـ ــرا الجزائري كغيره من التش ـ ـ ــريعات القارنة أيدل أو‬
‫تغافل عن هذه النق ة‪ ،‬مكتديا بذكرها في مختلف النصــو القانونية كركن للمســؤولية الدنية أو‬
‫كأساس لتقدير التعويج‪.‬‬

‫وأمام هذا الش ـ ــغور التش ـ ــريني عن إع اء مدهوم للض ـ ــرر فقد كان لزاما علينا التوجه للدقه‬
‫لعرفة القص ـ ـ ـ ــود بهذا الص ـ ـ ـ ـ لل القانوني‪ ،‬إذ وجدنا عدة تعاريف للض ـ ـ ـ ــرر فقد عرفه البعج بأنه‪:‬‬
‫األذذ الذي يصـ ــيب الشـ ــمص من جراء السـ ــاس بحق من حقوقه أو بمصـ ــلحة مشـ ــروعة له سـ ــواء‬
‫تعلق ذل الحق أو تل الص ـ ـ ــلحة بس ـ ـ ــالمة جس ـ ـ ــمه أو عاطدته أو بماله أو حريته أو ش ـ ـ ــرفه أو يير‬
‫ذل ‪ ،2‬كما يعرف أيض ـ ـ ـ ــا بأنه‪ :‬األذذ الذي يص ـ ـ ـ ــيب الش ـ ـ ـ ــمص في حق من حقوقه أو في مص ـ ـ ـ ــلحة‬
‫مشروعة سواء كان لذل الحق أو تل الصلحة ذات قيمة مالية أو لم تكن ‪.3‬‬

‫و عليه يمكن القول أن الض ــرر الذي قد يص ــيب الش ــمص إما أن يمس الذمة الالية وهو ما‬
‫يعرف بالضــرر الادي (أ ) وإما أن يلحق الشــمص في مشــاعره وكبريائه وهو ما يعرف بالضــرر العنوي‬
‫( ب )‪.‬‬

‫‪1) Mireille BACACHE-Gibeili, Op. Cit, p.39.‬‬


‫‪.243‬‬ ‫‪ )2‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.240‬‬ ‫‪ )3‬رمضان أبو السعود‪ ،‬أحكان اةل زان‪ ،‬دار ال بوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪،1998 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫أ)الضرر املادي‪:‬‬
‫وهو ما يصيب الدائن في ذمته الالية بسب الدعل يير الشروا الذي ارتكبه الدين كما في حالة‬
‫اعتداء مص على مص يخر بالضرب فيتسبب له في أضرار جسمانية تلحقه في بدنه فتعجزه‬
‫عن العمل لدة معينة كما ت بره على اقتناء األدوية للعال ‪ ،‬فهذا ضرر مادي يعتبر أنه قد لحق‬
‫الدائن (العتدذ عليه) في ذمته الالية ويسأل عنه الدين‪.1‬‬

‫حقوقه الالية أو‬ ‫كما عرف أيض ـ ـ ــا بأنه ما يص ـ ـ ــيب اإلنس ـ ـ ــان في جس ـ ـ ــمه أو ماله أو بانتقا‬
‫تدويتا مصــلحة مشــروعة بســبب خســارة مالية له‪ ،‬أي إخالل بمصــلحة للمضــرور ذات قيمة مالية‪،2‬‬
‫فهو بشكل عام كل ضرر يمكن تقويمه نقدا‪.3‬‬

‫كما يدخل في إطار الضــرر الادي كل مســاس بصــحة اإلنســان وســالمة جســمه إذا كان يترتب‬
‫عليه خس ـ ـ ــارة مالية كاإلص ـ ـ ــابة التي تعجز الش ـ ـ ــمص كليا أو جزئيا‪ ،‬وكل مس ـ ـ ــاس بحق من الحقو‬
‫التصلة بشمص اإلنسان كالحرية الشمصية وحرية العمل وحرية الرأي إذا كان يترتب عليه خسارة‬
‫مالية كحبس ـ ــمص دون حق أو منعه من الس ـ ــدر إلى جهة معينة للحيلولة دون قيامه بعمل معين‬
‫يعود عليـه بر ح مـالي أو يـدر عليـه خس ـ ـ ـ ــارة مـاليـة‪ ،4‬علمـا وأن هـذا النوا من ال يثير أي اختالف حول‬
‫قابليته للتعويج عنه متى توافرت فيه الشرو القانونية والتي سأتعرض لها في ال لب الوالي‪.‬‬

‫ب) الضرر األدبي(املعنوي)‪:‬‬


‫إذا كان الضـ ــرر الادي هو ما يصـ ــيب الشـ ــمص في ماله أو جسـ ــمه فيلحق به خسـ ــارة مالية‪،‬‬
‫فــإن الض ـ ـ ـ ــرر األد ي على العكس من ذلـ ال يلحق الــذمــة الــاليــة للش ـ ـ ـ ــمص بقــدر مــا يمس ش ـ ـ ـ ــعوره‬
‫وعواطده وشــرفه‪ ،‬وقد ت ـ ـ ـ ـ ــم تعريده بأنه ذل الضــرر الذي ال يصــيب الشــمص في ماله وإنما يمس‬

‫‪ )1‬يوسف محمد عبيدات‪ ،‬مصاد اةل زان امل ال اجون املمني‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار السيرة للأشر والتوزيع وال باعة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.219 ،2009‬‬
‫‪.247‬‬ ‫‪ )2‬علي فياللي‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪3 Michèle-Laure RASSAT, la responsabilité civile, presse universitaire de France, 1973, p. 80.‬‬
‫‪ )4‬ناصر متعب بأيه المرينم‪ ،‬اةتفاق م اامفاا من ال عويض امل ال اجون املمني ال ويتي‪-‬د اسة م ا جة مع ال اجون‬
‫األ دني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الشر األوسس‪.45 ،2010 ،‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مص ــلحة يير مالية لإلنس ــان ‪ ،1‬ومعيار التدرقة بين الص ــالل الالية و الص ــالل يير الالية هو املحل‬
‫العتدذ عليه‪ ،‬ويسري على ذل معيار التدرقة بين األضرار الادية واألضرار األدبية‪ ،‬من ذل إصابــة‬
‫الجس ـ ــم يعد ض ـ ــررا ماديا كونه اعتداء على حق اإلنس ـ ــان في الحياة وس ـ ــالمة الجس ـ ــم‪ ،‬وض ـ ــررا أدبيا‬
‫يصيب العتدذ عليه في عاطدته وشعوره وتدخل إلى قلبه الغم والحزن‪.2‬‬

‫ولم يتض ــمن القانون الدني الص ــادر س ــنة ‪ 1975‬نص ــا ص ــريحا ي يز التعويج عن األضـ ـرار‬
‫العنوية‪ ،‬األمر الذي أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدث اختـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالفا بين من يرذ بأن الش ـ ــرا الجزائري لم يأخذ بالتعويج عن‬
‫الضــرر العنوي‪ ،‬وذل بمبرر أنه أراد اعتنا الرأي الغالب في الشــريعة اإلســالمية الرافج للتعويج‬
‫عن هذا النوا من الضــرر‪ ،‬كما اعتبر أنصــار هذا الرأي أن الـ ـ ـ ـ ــادة ‪ 131‬من القانون الدني التي تحيل‬
‫على الادة ‪ 182‬وهي التي ذكرت لنا عناص ـ ــر تقدير التعويج ما لحق الدائن من خس ـ ــارة وما فاته من‬
‫كسب‪ ،‬تقتصر بهذا العيار على الضرر الادي وحده‪.3‬‬

‫أما الرأي الثاني فيرذ أن الش ـ ـ ــرا لم يرد اس ـ ـ ــتبعاد التعويج عن الض ـ ـ ــرر العنوي ألنه بذل‬
‫يكون متناقض ـ ـ ــا مع ندس ـ ـ ــه حين أورد النص عليه في الادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪،4‬‬
‫التي أجازت للقاض ـ ـ ـ ـ ي أن يحكم به في الدعوذ الدنية التبعية‪ ،5‬كما أورد الشـ ـ ـ ــرا حكما ممانال بنص‬

‫‪.392‬‬ ‫‪ )1‬العدوي جالل علي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬باسل محمد يوسف قشها‪ ،‬ال عويض من الضر األد ي ‪-‬د اسة م ا جة‪ ،-‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة‬
‫نابلس‪ ،‬فلس ين‪.7-6 - ،2009 ،‬‬
‫‪.166‬‬ ‫‪ )3‬علي علي سليمان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ ) 4‬تنص الادة ‪ 3‬فقرة ‪ 3‬من األمر ‪ 155-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪. ،1966‬ر‪ :‬العدد ‪48‬التضمن قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫العدل والتمم على ما يلي‪ :‬تقبل دعوذ السؤولية الدنية عن كافة أوجه الضرر سواء كانت مادية أو جثمانية أو أدبية ما‬
‫دامت ناجمة عن الوقائع موضوا الدعوذ الجزائية ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬إذا كان ت بيق القاض ي الجزائي لقواعد السؤولية التقصيرية أمرا مسلما به بمناسبة فصله في الدعوذ الدنية التبعية‪،‬‬
‫فإن قدرته على ت بيق قواعد السؤولية العقدية شكلت نق ة خالفية وصلت إلى حد التضارب بين أحكام قضاء النقج‬
‫الدرنس ي‪ ،‬حيا اعتبرت الغرفة الجنائية في مرحلة أولى أنه يتوجب على القاض ي ت بيق قواعد السؤولية التقصيرية على‬
‫الدعوذ الدنية التبعية حتى في حالة وجود راب ة عقدية‪ ،‬ألن ارتكاب فعل مم َ رم ميخر الدعوذ من اإلطار العقدي الذي‬
‫نشأت في ظله لتدخل في اإلطار التقصيري الذي يدرض واجبا عاما بعدم إيذاء اآلخرين أو االعتداء على حياتهم و ممتلكاتهم‪،‬‬
‫لذل ال يمكن للقاض ي الجنائي الذي ين ر الدعوذ الدنية أن يأخذ في اعتباره ال ابع العقدي للم أ الثار أمامه‪ ،‬و هذا ما‬
‫يعني حسب قناعة الدائرة الجنائية إن القاض ي الجنائي عليه أن يحكم بالتعويج عن األضرار التولدة عن املمالدة الجنائية‬
‫وفقا لقواعد السؤولية التقصيرية من حيا كيدية إنبات الم أ و طر تقدير التعويج و حجمه ‪..‬الح‪ .‬وقد اعتمدت الدائرة‬
‫الجنائية على حجة مدادها أن الم أ التقصيري هو وحده الذي ميمكن أن يدعم قبول الدعوذ الدنية التبعية امام القضاء‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الادة ‪ 8‬من قانون العمل الصادر سنة ‪ 1978‬التي تنص على التعويج عن األضرار الادية والعنوية‪،‬‬
‫أما أهم حجة قدمها أنصـ ـ ـ ــار هذا الرأي فهي أن الدقه والقضـ ـ ـ ــاء في فرنسـ ـ ـ ــا اسـ ـ ـ ــتمدا التعويج عن‬
‫الض ـ ـ ـ ــرر العنوي من عموم نص الادة ‪ 1382‬من القانون الدني الدرنس ـ ـ ـ ـ ي ( قبل التعديل)‪ ،‬والتي لم‬
‫تخص التعويج عن الض ـ ـ ـ ــرر الادي بالذكر بل جاء عاما يش ـ ـ ـ ــمل نو ي التعويج‪ ،‬و لقد جاء النص‬
‫الدرنس ـ ـ ـ ـ ي للمــادة ‪ 124‬من القــانون الــدني الجزائري بندس ص ـ ـ ـ ــيغــة الــادة‪ 1382‬من القــانون الــدني‬
‫الدرنس ـ ـ ـ ـ ي وإن ـكـان النص العر ي يير م ــابق تمــامــا للنص الدرنس ـ ـ ـ ـ ي فــإنــه مع ذلـ مديــد في عمومــه‬
‫التعويج عن الضررين‪.1‬‬

‫يير أن الشــرا الجزائري و عد تعديله للقانون الدني بموجب القانون ‪ 02/05‬فإنه ق ـ ـ ـ ـ ــد أقر‬
‫صـ ـ ـ ـراحة على ش ـ ـ ــمول التعويج للض ـ ـ ــرر األد ي وذل ما يق ع به ص ـ ـ ــريح نص الادة ‪ 182‬مكرر من‬
‫القانون الدني الجزائري ‪ ،2‬وهو ات اه صائب تبناه الشرا الجزائري وذل ألنه بتعديله هذا يكون قد‬
‫س ـ ـ ـ ــاير مع م التش ـ ـ ـ ــريعات القارنة التي تعوض عن الض ـ ـ ـ ــرر األد ي‪ ،‬كما أنه توجه يأن ـ ـ ـ ــجم مع باقي‬
‫القوانين الداخلية التي تعترف بهذا النوا من الض ـ ـ ـ ــرر مثل قانون اإلجراءات الجزائية وقانون العمل‬
‫الذكورين س ـ ـ ـ ــالدا‪ ،‬مع اإلش ـ ـ ـ ــارة إلى أن تقدير التعويج عن الض ـ ـ ـ ــرر العنوي مس ـ ـ ـ ــألة واقع ال يكون‬
‫القاض ـ ي فتها ملزما بذكر عناصــر تقدير التعويج‪ ،‬ألنه يرتكز على العنصــر العاطدي الذي ال يحتا‬
‫إلى تعليل‪.3‬‬
‫ثانيا‪ -‬مفهوم الضرر االلكرتوني‪:‬‬
‫قد تختلف األض ـرار التي تمس الش ــمص من جراء االس ــتخدام الس ــلت ويير الش ــروا لش ــبكة‬
‫االنترنت ووسائل االتصال الحديثة‪ ،‬بحيا أن هذا االستعمال قد تأتم عنه أضرار عادية ومثال ذل‬
‫قيام موقع الكتروني بأشــر أخبار كاذبة ومضــللة عن منتوجات لشــركة معينة فيؤدي ذل إلى إحجام‬

‫الجنائي‪ ،‬بينما ال يؤيد ذل األخذ بالن ام التعاقدي الذي قد يؤدي على العكس إلى رفج قبول الدعوذ وضرورة رفعها أمام‬
‫القضاء الدني حتى لو كانت مرتب ة بالدعوذ العمومية و التالي التوقف عن الدصل في الدعوذ الدنية من جانب القاض ي‬
‫الدني إلى ياية فصل القاض ي الجزائي في الدعوذ العمومية ت بيقا لبدأ تبعية الدني الجنائي ‪.‬‬
‫‪.53‬‬ ‫محمد عبد ال اهر حسين‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.167‬‬ ‫‪ )1‬علي علي سليمان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 182‬مكرر من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يشمل التعويج عن الضرر العنوي كل مساس بالحرية‬
‫أو الشرف أو السمعة‪.‬‬
‫‪.89‬‬ ‫‪ )3‬قرار رقم ‪ 24500‬مؤرخ في ‪ ،1981/12/10‬م لة املحكمة العليا‪،‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫ز ائن الش ـ ـ ـ ــركة عن التعامل معها واقتناء النتوجات الص ـ ـ ـ ــنعة وهو ما يلحق بها أض ـ ـ ـ ـرارا بالغة من‬
‫الناحية الادية‪ ،‬فدي هذه الحالة ن د أن الوس ـ ـ ـ ــيلة الس ـ ـ ـ ــتعملة في ارتكاب الدعل يير الش ـ ـ ـ ــروا هي‬
‫وس ـ ـ ـ ــيلة الكترونية يير أن الض ـ ـ ـ ــرر الذي لحق الش ـ ـ ـ ــركة هو ض ـ ـ ـ ــرر عادي ومألوف يمكن أن يلحقها‬
‫باستعمال وسائل تقليدية ودون استعمال الوسائس االلكترونية‪.‬‬

‫أما الص ـ ـ ـ ــورة الثانية من الض ـ ـ ـ ــرر الذي يمكن أن ين م عن إس ـ ـ ـ ــاءة اس ـ ـ ـ ــتخدام العلوماتية‬
‫والتكنولوجيا فهو الض ـ ـ ــرر االلكتروني الذي يعرف بأنه‪ :‬الض ـ ـ ــرر الذي يكون محله البرامم والبيانات‬
‫االلكترونية في الحاسوب الصاب أو على شبكة االتصاالت الدولية (االنترنت) ‪ ،1‬فمتى تحقق الضرر‬
‫االلكتروني فإن الس ـ ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ـ ــيرية تكون الكترونية أما إذا كان الض ـ ـ ـ ــرر عاديا فإن الس ـ ـ ـ ــؤولية‬
‫التقصـ ـ ــيرية تكون عادية حتى ولو كان الم أ الرتكب أو الدعل الضـ ـ ــار ذو طبيعة الكترونية‪ ،‬فالعبرة‬
‫في اعتبار الس ــؤولية التقص ــيرية الكترونية أو كالس ــيكية بنوعية الض ــرر الترتب وليس بنوعية الم أ‬
‫الرتكب وهذا الضـ ـ ـ ــرر (االلكتروني) يمكن تداديه عادة باسـ ـ ـ ــتعمال وسـ ـ ـ ــائل تكنولوجية حمائية مثل‬
‫األمصال الضادة للديروسات على عكس الضرر العادي الذي يكون في العادة يير متوقع و التالي من‬
‫الصعب اتخاذ تدابير معينة لتداديه‪.2‬‬

‫وإذا كان هذا هو مدهوم الم أ االلكتروني وما يميزه عن الضرر العادي‪ ،‬فإن األول ي هر من‬
‫خالل عدة صور سنكتدي بأهمها‪ ،‬إذ نذكر كل من‪:‬‬

‫أ)األضرار النامجة عن فريوسات احلاسب اآللي‪:‬‬

‫إذا كان الت ور العلمي والتقدم التكنولوجي قد قدم خدمات كبيرة للبشرية من خالل تيسير‬
‫س ــبل الحياة وتحقيق الرفاهية التي كانت مدقودة خالل األزمنة الاض ــية‪ ،‬فإن ندس الت ور والتقدم‬
‫قد جلب العديد من السلبيات واألخ ار التي تهدد األفراد والؤسسات في أموالهم وممتلكاتهم‪.‬‬

‫ومن بين أخ ر وأس ــوأ ما جادت به تكنولوجيا العلومات في عالم اليوم ما يعرف بديروس ـات‬
‫الحاس ـ ـ ــب اآللي‪ ،‬هذه األخيرة تعرف بأ ها‪ :‬برامم حاس ـ ـ ــو ية خبيثة مض ـ ـ ــرة بالحواس ـ ـ ــيب‪ ،‬وتأتقل بين‬

‫‪ )1‬نائل علي الساعدة‪ ،‬أ كان الفعل الضا اةل نني امل ال اجون األ دني‪ ،‬م لة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة‬
‫األردنية‪ ،‬املجلد ‪ ،32‬العدد ‪ ،1‬سنة ‪.55 ،2005‬‬
‫‪.55‬‬ ‫‪ )2‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الحواس ـ ـ ـ ـيــب بعــدة طر وتتكــانر بــاالعتمــاد على ملدــات أخرذ ‪ ،1‬كمــا يعرف الديروس أيضـ ـ ـ ـ ــا بــأنــه‪:‬‬
‫برنامم حاس ــب يلي يص ــمم بواسـ ـ ة أحد البرم ين الميزين لتحقيق هدف معين‪ ،‬وقد يكون الهدف‬
‫هو إلحا الض ـ ـ ـ ــرر بن ام الحاس ـ ـ ـ ــب ولذل تتم برم ته من خالل إع ائه القدرة على التس ـ ـ ـ ــلل إلى‬
‫البرامم األخرذ ور س ندس ـ ــه بها وإعادة إنش ـ ــاء ندس ـ ــه وكأنه يتكانر ذاتيا لكي يس ـ ــت يع االنتش ـ ــار بين‬
‫برامم الحاسب املمتلدة ومواقع الذاكرة في الحاسب ومكوناته الادية تحقيقا ألهداف تدميرية ‪.2‬‬

‫ومن بين ص ـ ــور األض ـ ـرار الادية االلكترونية التي يمكن أن تتس ـ ــبب فتها فيروس ـ ــات الحاس ـ ــب‬
‫اآللي قيــام املجرم العلومــاتي بزرا فيروس الخترا الن ــام العلومــاتي ألحــد البنوأ والقيــام بتحويــل‬
‫مبال مالية من حسـ ـ ــابات العمالء إلى حسـ ـ ــابه الما ‪ ،‬كما قد يتحقق الضـ ـ ــرر أيضـ ـ ــا في حالة قيام‬
‫الهندس مخترا الديروس بزرا هذا األخير للولو إلى ن ام العلومات ونقل ما يوجد بها من مع يات‬
‫معالجة الكترونيا دون علم صاحشها‪.3‬‬

‫وإذا كانت الصـ ـ ـ ــورة األولى للضـ ـ ـ ــرر الناتم عن اسـ ـ ـ ــتعمال الديروسـ ـ ـ ــات ال تثير أي خالف على‬
‫أس ـ ــاس أن الض ـ ــرر متوفر بعناص ـ ــره العروفة فالبال الالية املحولة من حس ـ ــاب البن إلى حس ـ ــاب‬
‫املجرم العلوماتي تشكل خسارة مالية لحقت البن ‪ ،‬فإن الصورة الثانية للضرر االلكتروني والتمثلة‬
‫في الــدخول إلى قــاعــدة البيــانــات ونقــل مــا فتهــا من مع يــات معــالجــة الكترونيــا قــد أحــدنــت خالفــا بين‬
‫الدقه حول اعتبار الض ــرر قد تحقق أم لم يتحقق‪ ،‬إذ يرذ الدريق األول أن مال قاعدة البيانات لم‬
‫يلحقه أي ض ــرر إذ أن العلومات ال تص ــلل أن تكون محال لالس ــت ثار أل ها مل عام يحق ألي ــمص‬
‫أن يأتدع بها‪ ،‬ونقلها من الن ام العلوماتي للشــمص ال يمنعه من االنتداا بها‪ ،‬بينما يرذ الرأي الثاني‬
‫أن تحقق الض ـ ـ ـ ــرر من عدمه يتوقف على نوعية العلومات النقولة وقيم ها أل ها قد تتض ـ ـ ـ ــمن براءة‬

‫‪ )1‬خالد بن سليمان الغثبر‪ ،‬محمم بن م م هللا ال ح اني‪ ،‬أمن املعلوماو بلغة ميسرة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مركز التمييز ألمن‬
‫العلومات‪ ،‬جامعة الل سعود‪ ،‬الملكة العر ية السعودية‪.66 ،2009 ،‬‬
‫‪ )2‬أن ر‪ :‬أحمد عبد الكريم أبو شأب‪ ،‬ت ي أحكان امل اةرة ن التسبب من ااضرا الشاجم من في نساو ارحاسب اآللمل‬
‫د اس ف هية م ا جة بال اجون املمني األ دني‪ ،‬املجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة يل البيت‪ ،‬األردن‪ ،‬املجلد‬
‫السابع‪ ،‬العدد ‪-1‬ب‪.13 ،2011 ،‬‬
‫‪.287‬‬ ‫‪ )3‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫اختراا أو اكتشاف معين يؤدي نقله أو سرقته إلى استعماله من طرف منتم يخر و االنتداا بها‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي سينقص من مبيعات الشركة صاحبة البيانات االلكترونية السروقة‪.1‬‬

‫القانونية ن د أن الشـ ــرا الجزائري لم يكن بمنأذ عن التوجه الدولي‬ ‫و اسـ ــتقراء النصـ ــو‬
‫نحو توس ــيع دائرة التابعة الجزائية للجرائم الرتكبة عبر الش ــبكة‪ 2‬حيا جعل من م رد الدخول إلى‬
‫الوقع في حد ذاته م رما ومســتوجبا للمســؤولية الجزائية وذل بموجب الادة ‪ 394‬مكرر من قانون‬
‫العقو ات بعد التعديل الذي خض ـ ـ ـ ــع له هذا األخير بموجب القانون ‪ ، 315-04‬و التالي فقد أض ـ ـ ـ ــد‬
‫ص ــدة عدم الش ــروعية على الدعل األمر الذي ي عله ص ــالحا ليكون أس ــاس ــا للمس ــؤولية التقص ــيرية‬
‫عن التعامل االلكتروني‪ ،‬أما اس ـ ــتكمال عناص ـ ــر الس ـ ــؤولية ال س ـ ــيما عنص ـ ــر الض ـ ــرر فهو أمر يترأ‬
‫لتقدير المبراء ألن الس ـ ـ ــألة فنية بحتة و معقدة‪ ،‬فال يمكن الجزم منذ الوهلة األولى بوجود الضـ ـ ـ ـرر‬
‫من عدمه وال بتقدير حجمه دون االس ـ ـ ــتعانة بأهل المبرة س ـ ـ ــواء كانوا من الهندس ـ ـ ــين في العلوماتية‬
‫لتقدير األضـرار االلكترونية أو من خبراء االقتصـاد لتقدير المسـائر الالية واالقتصـادية التي لحقت‬
‫صاحب الشركة من جرا ء استعمال ما تم نقله من بيانات من طرف الشركات األخرذ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬احلصول على البيانات الشخصية باستخدام برامج معلوماتية‪:‬‬

‫يعتبر الحق في المص ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ـيــة أو مــا يعرف بــالحق في حرمــة الحيــاة المــاصـ ـ ـ ـ ــة من الحقو‬
‫الدس ــتورية األس ــاس ــية لإلنس ــان‪ ،‬لذل عنيت مع م التش ــريعات القوانين بحماية هذا الحق س ــواء‬
‫عن طريق الت ريم أو عن طريق إقامة الس ـ ــؤولية الدنية لكل من يعتدي على حرمة الحياة الماص ـ ــة‬
‫للمواطنين ال س ــيما وأن مثل هذه األفعال موجودة منذ زمن بعيد‪ ،‬والتي تزايدت بش ــكل كبير ومدر‬

‫‪.289‬‬ ‫‪ )1‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬تعتبر االتدــاقيــة األورو يــة لكــافحــة اإلجرام التقني لعــام ‪ 2001‬البرمــة بتــاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪ 2001‬بــالعــاص ـ ـ ـ ـمــة املجريــة‬
‫بودابســت أو ما يعرف باتداقية بودابســت أول من د ناقوس الم ر حول خ ورة وجســامة جرائم تقنية العلومات بصــدة‬
‫عامة مؤكدة على حتمية تولي الشـ ـ ــرعين الوطنيين مهمة التشـ ـ ــريع لت ريم االنحراف في عالم العلوماتية‪ ،‬أما على السـ ـ ــتوذ‬
‫العر ي فقـد تم ميالد االتدـاقيـة العر يـة لكـافحـة جرائم تقنيـة العلومـات املحررة بـالقـاهرة بتـاريخ ‪ 21‬ديس ـ ـ ـ ــمبر ‪ 2010‬و التي‬
‫ألزمت الدول األطراف بموجب الادة المامسة م ها بأن ت رم م موعة من األفعال البينة في الدصل الثاني م ها ‪.‬‬
‫أن ر‪ :‬رش ـ ـ ـ ـيـدة بوكر‪ ،‬ارحمةايةة ارجزائيةة لل عةامرو اةل نجيةة‪ ،‬ال بعـة األولى‪ ،‬مأش ـ ـ ـ ــورات الحلمي الحقوقيـة اللبنـانيــة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.23 ،2020 ،‬‬
‫‪ ) 3‬القانون ‪ 15-04‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬يعدل و ميتمم قانون العقو ات‪ ،‬ر عدد ‪ ،71‬صادرة بتاريخ ‪ 10‬نوفمبر ‪.2004‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مع الغزو العلوماتي وال درة التكنولوجية التي يش ـ ـ ـ ــهده العالم العاص ـ ـ ـ ــر ال س ـ ـ ـ ــيما ما عرف بمواقع‬
‫التواصل االجتما ي ويرف الدردشة إذ كثيرا ما يضع مرتادي هذه الواقع صورهم الشمصية وأرقام‬
‫هواتدهم و عج البي ــان ــات األخرذ‪ ، 1‬وهو األمر ال ــذي يس ـ ـ ـ ـه ــل من مهم ــة املجرمين العلوم ــاتيين في‬
‫اسـ ـ ــتعمال هذه البيانات عن طريق تحويرها وتحريدها والقيام بابتزاز أصـ ـ ــحابها عبر ال هديد بأشـ ـ ــرها‬
‫والتش ــهير بأص ــحابها مع ما يلحقه هذا األمر من أضـ ـرار مادية ومعنوية كبيرة ألص ــحاب هذه البيانات‬
‫ال س ـ ــيما وأن أيلب الش ـ ــتركين من الراهقين الذين ال يدركون خ ورة وض ـ ــع بياناتهم الش ـ ــمص ـ ــية في‬
‫شبكة االنترنت‪.‬‬

‫ومن أهم التقنيات التي تسـتخدم لتتبع البيانات الشـمصـية ألفراد ما يعرف برسـائل الكوكيز‬
‫‪ Cookies‬والتي هي عبـارة عن برنـامم يأتقـل إلى ن ـام الس ـ ـ ـ ــتخـدم إذ يتم اس ـ ـ ـ ـتـدرا الزائر إلى مواقع‬
‫مختلدة وعند دخوله تس ـ ـ ــتعمل رس ـ ـ ــائل الكوكيز بتتبعه عبر معرفة ميوله و التالي إرس ـ ـ ــال الرس ـ ـ ــالة‬
‫االلكترونية إليه‪ ،‬واألكيد أن الزائر ال يعلم أو على األقل لم تتح له خيارات قبول مثل هذا اإلجراء أو‬
‫رفضه‪ ،2‬كما يمكن االطالا على البيانات الماصة للمستخدم وم ها تحديد موقعه الجغرافي التحصل‬
‫عليه بدعل معامالت الكترونية مع مختلف الش ـ ــركات التي تقوم بتقديم خدمات ومنت ات مع القيام‬
‫باس ـ ــتغالل موقعه الجغرافي واسـ ـ ـ هدافه بإعالنات تش ـ ــكل تعديا على خص ـ ــوص ـ ــياته‪ ،3‬أو إعادة نش ـ ــر‬
‫صورة الستخدم دون الحصول على إذن منه‪4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الضرر االلكرتوني املستحق للتعويض‪:‬‬


‫ال يعتبر الحق في التعويج من الحقو ال لقة التي يس ـ ـ ـ ــتحقها أو ينالها الش ـ ـ ـ ــمص بم رد‬
‫إنبات أن ض ـ ــررا قد أص ـ ــابه نتي ة لدعل أو خ أ إلكتروني‪ ،‬بل يأبغي أن ت تمع في هذا الض ـ ــرر جملة‬
‫من الش ـ ـ ـ ــرو ليكون قــابال للتعويج عليــه‪ ،‬م هــا مــا يتعلق بــالض ـ ـ ـ ــرر االلكتروني في حــد ذاتــه وهو مــا‬

‫‪ )1‬سوزان عدنان األستاذ‪ ،‬اجتهاك حرمة ارحياة ارااصة مب اةج جا ‪-‬د اسة م ا جة‪ ،-‬م لة جامعة دمشق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد الثالا‪ ،‬املجلد ‪.424 ،2013 ،29‬‬
‫‪.136‬‬ ‫‪ )2‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪3 ) Cass.civ 1 ère ch, 2 Mars 2015, Bull.civ, I, n°1186‬‬
‫‪4 ) Cass.civ 1 ère ch, 22 October 2013, Bull.civ, I, n°197,‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫تنــاولنــاه في الدرا األول تحــت عنوان الش ـ ـ ـ ــرو التعلقــة بــذاتيــة الض ـ ـ ـ ــرر االلكتروني‪ ،‬وم هــا مـا يتعلق‬
‫بشمص الضرور وهو موضوا الدرا الثاني من هذا ال لب‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الشروط املتعلقة بذاتية الضرر‪:‬‬


‫رأينا سـ ــابقا أن األض ـ ـرار الناجمة عن إسـ ــاءة اسـ ــتعمال التكنولوجيا قد تكون أض ـ ـرارا عادية‬
‫كما قد تكون أضرارا إلكترونية‪ ،‬علما وأن األضرار العادية ال تثير أي إشكال من ناحية شرو الضرر‬
‫إذ ت بق القواعد العامة في ص ــورتها البس ــي ة س ــواء كان الض ــرر ماديا أو معنويا‪ ،‬أما في حالة تحقق‬
‫أض ـ ـ ـ ـرار الكترونية كنتي ة لالس ـ ـ ـ ــتعمال يير الش ـ ـ ـ ــروا للتكنولوجيا فإن األمر يد حول س ـ ـ ـ ــهولة أو‬
‫ص ــعو ة إس ــقا ش ــرو الض ــرر لعرفة مدذ قابليته للتعويج أم ال‪ ،‬لذل س ــأتعرض في هذا الدرا‬
‫إلى الشرو التعلقة بذاتية الضرر االلكتروني وهي أن يكون محققا (أ) وأن يكون مباشرا (ب)‪.‬‬

‫أ) أن يكون الضرر االلكرتوني حمققا‪:‬‬


‫وهو الض ـ ـ ــرر الؤكد الحدوث س ـ ـ ــواء كان حاال أي وقع فعال أو كان مس ـ ـ ــتقبال إذا كان وجوده‬
‫مؤكــدا‪ ،1‬فمتى كــان الض ـ ـ ـ ــرر محقق الوقوا وجــب التعويج عنــه‪ ،‬وال يتعين في هــذه الحــالــة انت ــار‬
‫وقوعه لرفع دعوذ الس ـ ــؤولية الدنية إذا كانت عناص ـ ــر تقدير التعويج متوافرة في الحال‪ ،2‬كما لو‬
‫تعاقد صــاحب مصــنع على اســتيراد خامات (مواد خام) ســيحتا إلتها بعد نداذ ما خزنه م ها‪ ،‬فإذا لم‬
‫يندذ الدين التزامه كان لصــاحب الصــنع الرجوا عليه بتعويج ما ســيصــيبه من ضــرر مســتقبل ألنه‬
‫محقق الوقوا‪ ،3‬وت در اإلشارة إلى أن القضاء في فرنسا مستقر على أن مسألة تحقق الضرر تخضع‬
‫لرقــاب ــة محكم ــة النقج من خالل مراقب ــة توفر عنــاص ـ ـ ـ ــر إنبــات ــه التي تس ـ ـ ـ ــتأبس من طرف قض ـ ـ ـ ـ ــاة‬
‫الوضوا‪.4‬‬

‫وال شـ ـ أن هذا الش ــر يعتبر أس ــاس ــيا الس ــتحقا مبل التعويج عن الض ــرر االلكتروني‬
‫كما هو األمر في األض ـرار العادية‪ ،‬ومثال ذل األض ـرار التي تص ــيب قاعدة بيانات لؤس ـس ــة مص ــرفية‬

‫‪.77‬‬ ‫‪ )1‬رائد كاظم محمد الحداد‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2 ) Houssam EL AHWANI, op cit, p 8.‬‬
‫‪.241‬‬ ‫‪ )3‬أنور سل ان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪4) Cass. Civ. 2ème ch, 20 juin 1990, B2 no 142.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫نتي ة فيروس يعدل من تواريخ اس ـ ـ ــتحقا األورا الالية الماص ـ ـ ــة بها‪ ،‬فقيام الش ـ ـ ــمص بتص ـ ـ ــميم‬
‫الديروس وزرعه في قاعدة بيانات البن ي عله خ أ تقصيريا أدذ إلى حدوث أضرار الكترونية تمثلت‬
‫في التغييرات التي طرأت على البرم يات وأضرار عادية تتمثل في المسائر الالية التي لحقت الؤسسة‬
‫نتي ة عدم تســديد الســتحقات الالية في وق ها املحدد‪ ،‬فالضــرر في الثال الذكور يعتبر محققا وحاال‬
‫ألنه قد رتب أنره في الحين و التالي حق أن يعوض عنه البن ‪.‬‬

‫يير أنه إذا كان الضـ ـ ــرر املحقق بصـ ـ ــورتيه الحال والسـ ـ ــتقبل ال يثير أي إشـ ـ ــكال فيما يتعلق‬
‫بقابليته للتعويج عنه‪ ،‬فإن الض ـ ـ ـ ــرر االحتمالي ‪ Le préjudice éventuel ou hypothétique‬ال‬
‫ين بق علي ــه ندس الحكم إذ أن ــه يير ق ــاب ــل للتعويج إال إذا تحقق وترتب ــت ين ــاره على أرض الواقع‬
‫(أص ـ ـ ـ ــبح حاال) أم أن تحققها ص ـ ـ ـ ــار مؤكدا (مس ـ ـ ـ ــتقبال)‪ ،‬فالدر بي هما أن الض ـ ـ ـ ــرر الس ـ ـ ـ ــتقبل ‪Le‬‬
‫‪ préjudice future‬هو ذل الذي قامت أس ـ ــبابه وتراخت نتائ ه كليا أو جزئيا‪ ،1‬فالقاضـ ـ ـ ي في هذه‬
‫الحالة يحكم بالتعويضــات الناســبة للجزء الذي تحقق من الضــرر مع االحتدا للشــمص الضــرور‬
‫ب ــالحق في ال ــالب ــة بمراجع ــة مبل التعويج خالل م ــدة مح ــددة وذل ـ في ح ــال ــة م ــا إذا تع ــذر على‬
‫القاض ـ ي تقدير مبل التعويج بص ــدة هائية‪ 2‬أما الض ــرر االحتمالي فهو الض ــرر الذي لم يقع بعد وال‬
‫يوجد ما يؤكد أنه س ـ ـ ـ ــيتحقق في الس ـ ـ ـ ــتقبل فقد يقع وقد ال يقع‪ ،‬و التالي ال يص ـ ـ ـ ــلل أن يكون محال‬
‫للتعويج ألن ـ ــه مبني على االفتراض واالحتم ـ ــال ال على الق ع واليقين‪ ، 3‬ومث ـ ــال ذل ـ ـ في مي ـ ــدان‬
‫االلكترونيات إصابة الكمبيوتر بديروس القنبلة الوقوتة نم اختبائه في ذاكرة الجهاز انت ارا للمد ر‬
‫الذي لم يحدث بعد‪ ،‬فدي مثل هذه الحالة ال يســتحق صــاحب الكمبيوتر مبل التعويج ألن اند ار‬
‫القنبلة لم يحدث بعد و التالي فإن الضرر لم يتحقق بعد‪4‬‬

‫‪.294‬‬ ‫‪ )1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 131‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يقدر التعويج عن مدذ الضرر الذي لحق الصاب طبقا‬
‫ألحكام الادتين ‪ 182‬و‪ 182‬مكرر مع مراعاة ال روف الالبسة‪ ،‬فإذا لم يتيسر له وقت الحكم أن يقدر مدذ التعويج بصدة‬
‫هائية‪ ،‬فله أن يحتد للمضرور بالحق في أن ي الب خالل مدة معينة بالن ر من جديد في التقدير ‪.‬‬
‫‪ )3‬بلحا العر ي‪ ،‬الشظرية العامة لرل زان امل ال اجون املمني ارجزائري (ال صرف ال اجوني الع م ناا ادة املشفردة)‪،‬‬
‫ال بعة الثالثة‪ ،‬ديوان ال بوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.162 ،2004 ،‬‬
‫‪.296‬‬ ‫‪ )4‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫وت در اإلش ــارة إلى أن الدين في الس ــؤولية التقص ــيرية يلتزم بالتعويج الكامل أي أنه يس ــأل‬
‫عن األض ـ ـ ـ ـرار التوقع ــة و يير التوقع ــة التي تلحق ال ــدائن‪ ،‬في حين ال يلتزم مرتك ــب الم ــأ العق ــدي‬
‫بالتعويج الكامل اال في حاالت اس ـ ــتعنائية و هي الم أ الجس ـ ــيم و الغ ‪ ،‬و الحكمة من ذل تتمثل‬
‫في مدذ إمكانية توقع حجم أو مقدار الض ـ ـ ـ ــرر‪ ،‬فبينما يمكن لل رفين التعاقدين أن يحددا النتائم‬
‫الترتبــة على عــدم تنديــذ االلتزام كمــا توقعــاهــا في العقــد‪ ،‬فــان األمر على خالف ذل ـ في الس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫التقص ـ ـ ـ ــيريــة إذ ليس بــاإلمكــان م ــالبــة الدــاعــل مرتكــب الم ــأ بتوقع النتــائم الترتبــة على س ـ ـ ـ ــلوكــه‬
‫المــاطئ ‪ ،‬فال يمكن للتوقع إن يلعــب دورا في وجود االلتزام أو تحــديــد ن ــاقــه إذ الدرض إن االلتزام‬
‫ئ‪1 .‬‬ ‫بالتعويج ال يتوقف على إرادة املم‬

‫ومن خالل اس ـ ــتعراض ش ـ ــر تحقق الض ـ ــرر في القواعد العامة وكذا التعامالت االلكترونية‬
‫ن ــد أن ــه ال يثير أي لبس أو يموض في النوا األخير‪ ،‬ف ــال رف التض ـ ـ ـ ــرر من االس ـ ـ ـ ــتعم ــال الس ـ ـ ـ ــلت‬
‫للتكنولوجيا كصـ ـ ــاحب موقع الكتروني تم اختراقه أو شـ ـ ــركة صـ ـ ــاحبة قاعدة بيانات تم تدميرها عن‬
‫طريق زرا فيروس معين يمكنه (التض ــرر) إنبات أن الض ــرر االلكتروني قد تحقق فعال بذات ال ريقة‬
‫التي يثبت بها تحقق الض ـ ـ ـ ــرر العادي‪ ،‬فدي الحالة األولى يثبت ص ـ ـ ـ ــاحب الوقع ما يديد بأن الوقع قد‬
‫اختر كن ـ ــحب عروض إش ـ ــهارية معينة أو التعديل في بعج العلومات الأش ـ ــورة على الوقع‪ ،‬أما في‬
‫الحالة الثانية فيكدي الش ـ ـ ــركة أن تثبت المس ـ ـ ــائر التي لحقت قاعدة البيانات الماص ـ ـ ــة بها كنتي ة‬
‫لزرا الديروس وهو أمر يسير ال سيما عند االستعانة بأهل المبرة التخصصين في ميدان البرم يات‪.‬‬

‫ب) أن يكون الضرر االلكرتوني مباشرا‪:‬‬


‫يكون الضـ ـ ـ ــرر مباش ـ ـ ـ ـرا إذا كان نتي ة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو التأخر عن الوفاء به‬
‫بأن يرتبس به ارتبا السبب بالسبب‪ ،2‬وهو ما يقض ي به الشرا الجزائري صراحة في الادة ‪ 182‬من‬
‫القانون الدني الجزائري «‪ ...‬بشـر أن يكون هـ ـ ـ ـ ــذا نتي ة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأخر في‬
‫الوفاء به ‪.‬‬

‫‪.27‬‬ ‫‪ ) 1‬محمد عبد ال اهر حسين‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬نائل مسـ ـ ــاعدة‪ ،‬الضـ ـ ــرر في الدعل الضـ ـ ــار وفقا للقانون األردني‪-‬دراسـ ـ ــة مقارنة‪ ،-‬م لة النارة‪ ،‬جامعة يل البيت‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫م لد ‪ ،12‬العدد ‪.402 ،2006 ،3‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫و ريم أن الادة ‪ 182‬سـ ـ ـ ــالدة الذكر تتكلم بصـ ـ ـ ــدة أسـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ــية عن االلتزامات ذات ال بيعة‬
‫العقدية‪ ،‬إال أنه ال يوجد ما يمنع من إســقاطها على االلتزامات ذات الأشــأ يير التعاقدي كالســؤولية‬
‫التقصـ ــيرية أو اإلنراء بال سـ ــبب‪ ،‬إذ أنه يمكن اعتبار الضـ ــرر مباش ـ ـرا في كافة األحوال التي ال يتمكن‬
‫فتها الش ـ ـ ـ ــمص من تدادي الض ـ ـ ـ ــرر الذي لحق به ببذل جهد معقول و هو الجهد الذي يبذله الرجل‬
‫العــادي لو موجـد في ندس ال روف‪ ،‬والحكمــة من التعويج عن الض ـ ـ ـ ــرر البــاش ـ ـ ـ ــر دون الض ـ ـ ـ ــرر يير‬
‫الباش ـ ـ ــر أن هذا األخير قد يتحقق ولو لم يرتكب أي خ أ أو فعل ض ـ ـ ــار‪ 1‬لذل كان من الن ق أن ال‬
‫مي َعوض إال عن األضرار الباشرة وحدها‪.‬‬

‫أما في ميدان العلوماتية والرقمنة فإن األمر ال يختلف مقارنة بالتعامالت الكالس ـ ـ ـ ــيكية‪ ،‬إذ‬
‫ميش ـ ـ ـ ــتر في الض ـ ـ ـ ــرر االلكتروني أن يكون مباش ـ ـ ـ ـرا أي أنه النتي ة الحتمية والباش ـ ـ ـ ــرة الرتكاب خ أ‬
‫الكتروني وذل عن طريق إس ـ ـ ــاءة اس ـ ـ ــتخدام ش ـ ـ ــبكة االنترنت أو الكمبيوتر أو كل ما له عالقة بهما‪،‬‬
‫ومن أبرز األمثلة العملية عن هذه النق ة ما حدث في ألانيا حيا قام موظف مبرمم‪ 2‬خبير في ن م‬
‫العلومات وألس ــباب انتقامية نتي ة فص ــله من منص ــب عمله بزرا فيروس من نوا القنبلة الزمنية في‬
‫ش ــبكة العلومات الماص ــة بالأش ــأة وترتب على ذل توقف ن ام العلومات في الأش ــأة الذكورة أليام‬
‫م‬
‫عديدة األمر الذي ألحق بها أض ـ ـ ـ ـرارا بالغة الجسـ ـ ـ ــامة‪ ،3‬فالضـ ـ ـ ــرر الذي لحق الأشـ ـ ـ ــأة بتوقف ن ام‬
‫العلومات مع ما يص ــاحبه من أضـ ـرار أخرذ على إنتاجية الأش ــأة وس ــمع ها لم يكن إال نتي ة لتدخل‬
‫الوظف الدصــول عن عمله وقيامه بتعبيت الديروس على الن ام العلوماتي للمأشــأة‪ ،‬و التالي يمكن‬
‫الحكم على الضــرر في هذه الحالة بأنه مباشــر وقابل للتعويج عنه بشــر أن تكون الأشــأة الذكورة‬
‫قد بذلت الجهد الالزم (العقول) لتدادي تحقق الض ــرر وذل بتحص ــين ن امها العلوماتي باألمص ــال‬
‫الضادة للديروسات وكل ما من شأنه حماي ها من االختراقات‪ ،‬ذل أن تقاعسها (الأشأة) عن القيام‬
‫م َ‬ ‫مَ‬
‫بمثل هذه الم وات يضــعها في موقف القص ـر وال َتقاعس عن درء الضــرر وهو األمر الذي من شــأنه‬
‫ندي عالقة السببية بين خ أ الوظف مثبت الديروس و ين توقف ن امها العلوماتي عن الأشا ‪.‬‬

‫‪.294‬‬
‫‪ )1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫م‬
‫‪ )2‬املب مج (املص ةةمم)‪ :‬هو كل ــمص طبيني أو اعتباري يقوم بوض ــع خ ة الكترونية لعالجة مش ــكلة ما أو لتحقيق هدف‬
‫على الجهاز (الحاسوب) أو على أقرا مدم ة يمكن نقلها إلى الحاسوب من خالل مداخل ومخار الكترونية‪.‬‬
‫‪.22‬‬ ‫‪ )3‬أحمد عبد الكريم أبو شأب‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مع‬ ‫ومنه يمكن القول إن طبيعة التعامل االلكتروني القائم على تدخل الكثير من األ ما‬
‫ما يعترض هذه العامالت من فيروس ـ ـ ـ ــات ومراحل تقنية تختلف بين العاملة واألخرذ قد ي عل من‬
‫إنبات أن الضرر مباشر مسألة جد صعبة‪.‬‬

‫وإذا كان التعويج عن الض ــرر الباش ــر أمرا محس ــوما وال يبار عليه فإن الض ــرر يير الباش ــر ال‬
‫يخض ـ ـ ــع لندس البدأ فهو يير قابل للتعويج بس ـ ـ ــبب انتداء عالقة الس ـ ـ ــببية بينه و ين الم أ أو أن‬
‫العالقة بي هما قائمة ولك ها يير كافية‪ ،‬وكمثال عن الض ــرر يير الباش ــر يذكر الدقه الش ــمص الذي‬
‫يص ـ ــاب بس ـ ــبب فعل ض ـ ــار بأذذ يقعده عن العمل ومن نم تتراكم ديونه عليه فيحزن لا أص ـ ــابه حزنا‬
‫ش ــديدا يؤدي إلى وفاته‪ ،‬فالوفاة هنا تعتبر ض ــررا يير مباش ــر للدعل الض ــار وال يكون الداعل مس ــؤوال‬
‫ع ها وعلة ذل انق اا راب ة السببية بينه و ين الدعل الضار‪.1‬‬

‫ثانيا‪-‬الشروط املتعلقة بشخص املضرور‪:‬‬


‫إضــافة إلى الشــرو التعلقة بذاتية الضــرر هناأ شــرو أخرذ ال يكون الضــرر االلكتروني قابال‬
‫للتعويج عنه إال بتوافرها‪ ،‬وهي شــرو تتعلق بشــمص الضــرور إذ ي ب أن يكون الضــرر ــمصــيا‬
‫(أ)‪ ،‬وأن يكون الشمص قد أصيب في حق من حقوقه أو مصلحة مشروعة له يحمتها القانون (ب)‪.‬‬

‫أ) أن يكون الضرر شخصيا‪:‬‬


‫والقص ــود بذل أن يكون الض ــرر قد أص ــاب طالب التعويج ــمص ــيا فليس له أن ي الب‬
‫بتعويج عن ض ـ ـ ـ ــرر أص ـ ـ ـ ــاب ييره إال إذا ـكـان خلدــا للمص ـ ـ ـ ــاب‪ ،2‬أو ـكـان نــائبــا عنــه نيــابــة قــانونيــة أو‬
‫اتداقية‪ ،‬فاألصــل أن الشــمص الضــرور هو الوحيد الذي يمكنه ال البة بالتعويج‪ ،3‬بمعنى أنه إذا‬
‫كان طالب التعويج هو الض ــرور أص ــال في ب عليه أن يثبت ما أص ــابه ــمص ــيا من ض ــرر‪ ،‬أما إذا‬
‫كان ذوي الحقو هم الذين ي البون بالتعويج فاإلنبات يكون للضـ ـ ــرر الشـ ـ ــمح ـ ـ ـ ي لن تلق الحق‬

‫‪.337-336‬‬ ‫‪ )1‬أنور سل ان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬محمد أحمد عابدين‪ ،‬ال عويض بين الضر املادي ناألد ي ناملو ن ‪ ،‬مأشأة العارف باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1995 ،‬‬
‫‪.59‬‬
‫‪3) Mireille Bacache-Gibeli, op cit, p 366.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫عنه‪ ،1‬ويتحقق هذا الشــر بالأســبة لألضـرار الرتدة عن الضــرر األصــلي إذ يعتبر الضــرر الرتد ضـررا‬
‫ــمص ــيا لن ارتد إليه‪ ،‬كما لو أص ــيب ــمص في حادث ما ألجزه عن القيام بعمله‪ ،‬و التالي يحول‬
‫دون اإلند ــا عمن يعولهم‪ ،‬فلهؤالء الحق في طل ــب التعويج عم ــا لحق بك ــل واح ــد م هم من ض ـ ـ ـ ــرر‬
‫ــمحـ ي وهذا التعويج يســتقل تماما عما ي الب به الشــمص العائل من إصــالح مما أصــيب هو به‬
‫من ضـ ـ ــرر‪ ،‬فيكون للضـ ـ ــرر الرتد كيان مسـ ـ ــتقل عن الضـ ـ ــرر األصـ ـ ــلي‪ ،‬ويترتب على هذا أنه يمكن لن‬
‫أصــابه ضــرر مرتد ال البة بالتعويج عنه‪ ،‬حتى لو اتخذت الخــحيـ ـ ـ ـ ــة موقدـ ـ ـ ـ ــا ســلبيا من حقهـ ـ ـ ـ ــا في‬
‫التعويج عن الضرر الذي أصابها أو تنازلت عنه‪.‬‬

‫مويقابل هذا الش ــر في قانون اإلجراءات الدنية واإلدارية ش ــر الص ــلحة‪ 2‬التي تعتبر ش ــرطا‬
‫من ش ـ ــرو قبول الدعوذ والتي تعرف بأ ها‪ :‬الندعة التي يحققها ص ـ ــاحب ال البة القض ـ ــائية وقت‬
‫اللجوء إلى القض ــاء‪ .‬هذه الندعة تش ــكل الدافع وراء رفع الدعوذ والهدف من تحريكها ‪ ،3‬إذ ن د أن‬
‫من ش ـ ـ ــرو الص ـ ـ ــلحة أن تكون ـ ـ ــمص ـ ـ ــية ومباش ـ ـ ــرة أي أن ص ـ ـ ــاحب الحق العتدذ عليه هو رافع‬
‫الدعوذ‪.‬‬

‫أم ــا في م ــال الع ــامالت االلكتروني ــة فال يوج ــد اختالف بي ه ــا و ين الع ــامالت التقلي ــدي ــة في‬
‫مسألة اعتبار الضرر مصيا‪ ،‬ألن البدأ واحد وهو أنه ال يمكن لغير التضرر من فعل ما أن ي الب‬
‫بالتعويج سواء كان الضرر أصليا أو مرتدا‪ ،‬ولتوضيح األمر يمكننا أن نضرب الثال التالي وهو قيام‬
‫ـ ـ ـ ــمص بقرص ـ ـ ـ ـنــة موقع معين والتالعــب بمحتويــاتــه علمــا وأن هــذا الوقع مرتبس بعقود مع مواقع‬
‫أخرذ تتأنر بكل ما يمس بالوقع األص ــلي األمر الذي يلحق أض ـرارا جس ــيمة بكل الواقع‪ ،‬و التالي يحق‬
‫لص ــاحب الوقع األص ــلي أن ي الب بالتعويج على أس ــاس الض ــرر األص ــلي الذي لحقه ــمص ــيا من‬
‫جراء فعــل االعتــداء على الوقع‪ ،‬كمــا يحق للمواقع التعــاقــدة معــه من البــاطن أن ت ــالــب العتــدي‬

‫‪.167-166‬‬ ‫‪ )1‬بلحا العر ي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 09-08‬الؤرخ في ‪ 25‬فيدري ‪ 2008‬التضمن قانون اإلجراءات الدنية واإلدارية‪ . ،‬ر‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 23‬أفريل ‪ ،2008‬العدد ‪ .21‬على ما يلي‪ :‬ال ي وز ألي مص‪ ،‬التقاض ي ما لم تكن له صدة‪ ،‬وله مصلحة‬
‫قائمة أو محتملة يقرها القانون ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬بر ارة عبد الرحمان‪ ،‬ةرح قاجون ااجراااو املمجية ناادا ية (قاجون قم ‪ 09-08‬مد خ امل ‪ 23‬فيفي ي ‪ ،)2008‬ال بعة‬
‫الثانية‪ ،‬مأشورات بغدادي‪ ،‬الرويبة‪ ،‬الجزائر‪.38 ،2009 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫بالتعويج على أس ــاس الض ــرر الرتد الذي يعتبر ض ــررا مس ــتقال عن ذل الذي لحق ص ــاحب الوقع‬
‫الرئيس ي‪.‬‬

‫ب) أن يكون الشخص قد أصيب يف حق أو مصلحة مشروعة له‪:‬‬


‫ي ب العتبار الض ـ ـ ـ ــرر قابال للتعويج عنه أن ين وي على حق نابت يحميه القانون أو على‬
‫مصلحة مشروعة‪.‬‬

‫‪ )1‬اإلخالل حبق حيميه القانون‪:‬‬


‫والقص ـ ــود به هو الحق الذي يكون مص ـ ــدره القانون‪ ،‬بحيا يع ي ص ـ ــاحبه حق اللجوء إلى‬
‫القضــاء للم البة بالتعويج عما أصــابه من ض ــرر‪ ،1‬أي أن يمس هذا الض ــرر حقا متعلق ـ ـ ـ ـ ــا بالكيان‬
‫الادي لإلنسان أو بذمته الالية (ضرر مادي)‪ ،‬أو أن يمسه في شرفه وسمعته (ضرر أد ي)‪.‬‬

‫‪ )2‬اإلخالل مبصلحة مالية مشروعة‪:‬‬


‫العتبار الض ــرر مس ــتحقا للتعويج ال بد في الص ــلحة أن تكون مالية من جهة ومش ــروعة من‬
‫جهة أخرذ‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون مصلحة مالية‪:‬‬


‫قد ال يؤدي الضـ ــرر إلى إخالل بحق للمضـ ــرور و لكن بم رد مصـ ــلحة مالية‪ ،‬وللتدرقة بين الحق‬
‫والصلحة الالية نضرب الثال التالي‪ :‬إذا قتل مص في حادنة كان لن يعولهم الرجوا على السؤول‬
‫بالتعويج على أس ـ ــاس اإلخالل بحق لهم إن كانوا ممن ت ب عليه ندق هم قانـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونا‪ ،‬أو على أس ـ ــاس‬
‫اإلخالل بمص ـ ـ ـ ــلحــة مــاليــة إن إذا لم يكونوا ممن ت ــب عليــه ندق هم قــانونــا‪ ،‬ولكن القتيــل ـكـان يتولى‬
‫اإلندا علتهم تدضال أو تبرعا‪ ،‬يير أنه يشتر في هذه الحالة أن يثبت الضرور صاحب الصلحة أن‬
‫القتيل كان يعوله على درجة مستمرة وأن فرصة االستمرار هذه كانت محققة‪.2‬‬

‫‪.405‬‬ ‫‪ )1‬نائل مساعدة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.329‬‬ ‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫‪ ‬أن تكون املصلحة مشروعة‪:‬‬


‫يشــتر في الضــرر الوجب للمســؤولية أن يكون إخالال بمصــلحة مشــروعة‪ ،‬إال أنه ال يلزم أن‬
‫ترقى الصــلحة الشــروعة إلى مصــاف الحق وإنما يكدي أن تكون يير مخالدة للقانون أو للن ام العام‬
‫واآلداب‪ ،‬أمــا إذا كــانــت الص ـ ـ ـ ــلحــة يير مش ـ ـ ـ ــروعــة فال يعتبر اإلخالل بهــا ض ـ ـ ـ ــررا يس ـ ـ ـ ــتوجــب الحكم‬
‫بالتعويج‪.1‬‬

‫ومن أمثلة الص ـ ـ ـ ــلحة الش ـ ـ ـ ــروعة قيام مكتبة الكترونية بالتوزيع املجاني للكتب لدائدة طلبة‬
‫الدراس ــات العليا‪ ،‬إذ أن تعرض قاعدة بيانات الكتبة للقرص ــنة س ــيؤدي ال محالة إلى حرمان ال لبة‬
‫من الحص ـ ـ ـ ــول على الكتب م انا وس ـ ـ ـ ــيض ـ ـ ـ ـ رون لش ـ ـ ـ ـراوها باألموال‪ ،‬فدي هذه الحالة ي وز لل لبة‬
‫الرجوا بالتعويج على الش ـ ـ ـ ــمص الذي اختر قاعدة بيانات الكتبة ليس أل هم أص ـ ـ ـ ــحاب حق ألن‬
‫الكتبة يير ملزمة بالتوزيع املجاني للكتب وإنما أل هم أصـ ــحاب مصـ ــلحة مالية مشـ ــروعة تم السـ ــاس‬
‫بها واالعتداء علتها‪.‬‬

‫أما إذا كان الحق أو الص ـ ـ ـ ــلحة يير مش ـ ـ ـ ــروعين فإنه ال م ال للم البة بالتعويج في حالة‬
‫االعتداء علتهما سـ ـ ـ ــواء كان الضـ ـ ـ ــرر عاديا أو الكترونيا‪ ،‬كمن يقوم بقرصـ ـ ـ ــنة موقع الكتروني يشـ ـ ـ ــيد‬
‫باألعمال التخريبية أو موقع الكتروني يقوم بأشــر األفالم اإلباحية ألن محل االعتداء أمر يير مشــروا‬
‫و التالي ال تشمله الحماية القانونية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬عالقة السببية بني اخلطأ والضرر االلكرتونيني‬
‫تعتبر عالقة الس ـ ــببية أو راب ة الس ـ ــببية بمثابة الركن الثالا للمس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية‪ ،‬فهي‬
‫عنصر ال يقل أهمية عن عنصري الم أ والضرر بل أن هاذين األخيرين يصبحان بال معنى وال جدوذ‬
‫من تحققهمــا في حــالــة عــدم وجود راب ــة الس ـ ـ ـ ــببيــة بي همــا‪ ،‬وعليــه ي ــب أن يكون الض ـ ـ ـ ــرر قــد تحقق‬
‫نتي ــة ارتكــاب الم ــأ وإال انتدــت عالقــة الس ـ ـ ـ ــببيــة و ــالتــالي عــدم قيــام الس ـ ـ ـ ــؤوليــة و ــالتبعيــة عــدم‬
‫استحقا الضرور لبل التعويج‪.‬‬
‫والذي يهمنا من دراس ـ ــة هذه الجزئية من الدراس ـ ــة ليس ـ ــت عالقة الس ـ ــببية في حد ذاتها أل ها‬
‫أص ــبحت من الواض ــيع الكالس ــيكية في القانون الدني والتي لها كيان وا ــل العالم س ــواء من ناحية‬
‫إنباتها أو ندتها‪ ،‬وإنما يهمنا إسقا هذه القواعد الماصة باإلنبات والندي على العامالت االلكترونية‬

‫‪.169‬‬ ‫‪ )1‬العر ي بلحا ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫مع تتميز بــه من خص ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ـيــات للوص ـ ـ ـ ــول إلى كدــاي هــا أو عــدم كدــاي هــا في مواجهــة إفرازات الت ور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬ال سيما وأن الم أ الواحد قد تترتب عنه عدة أضرار سواء كان التضرر مصا واحدا‬
‫أم م موعة أ ما ‪ ،‬ومن جهة أخرذ فإن الضرر الواحد قد تتسبب فيه عدة أخ اء‪.‬‬
‫وعليه فإننا س ــنقس ــم هذا ال لب إلى فرعين نخص ــص األول اث او مرقة الس ة بية بين كل‬
‫من الم أ والضرر االلكترونيين‪ ،‬بينما سنعال في الدرا الثاني جفي مرقة الس بية بي هما‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إثبات عالقة السببية بني اخلطأ والضرر االلكرتونيني‬
‫كما ذكرنا ســابقا فإن الســؤولية عن األفعال الشــمصــية أي مســؤولية الشــمص عن األفعال‬
‫التي تصـ ـ ـ ــدر عنه ـ ـ ـ ــمصـ ـ ـ ــيا تقوم على أسـ ـ ـ ــاس الم أ واجب اإلنبات‪ ،‬إذ يكون الد ي ملزما بإنبات‬
‫الم أ التقصـ ـ ـ ــيري االلكتروني بعنصـ ـ ـ ــريه الادي (التعدي) والعنوي (التمييز)‪ ،‬كما ي ب عليه إنبات‬
‫الضرر الذي لحقه سواء كان هذا الضرر ماديا أو معنويا عاديا أو الكترونيا‪.‬‬

‫أما عالقة الســببية فهي ركن مســتقل عن ركن الم أ إذ قد توجد وال يوجد الم أ‪ ،‬كما لو ترتب‬
‫ضرر عن فعل أحدنه مص إال أنه ال يكيف بأنه خ أ وقد يوجد الم أ وال توجد عالقة السببية‪،1‬‬
‫وكمثال عن وجود عالقة الس ـ ـ ـ ــببية وعدم وجود خ أ الس ـ ـ ـ ــؤولية على أس ـ ـ ـ ــاس تحمل التبعة فتوفر‬
‫الض ـ ـ ـ ــرر يعتبر ـكـافيــا حتى و لو لم يكيف الدعــل الض ـ ـ ـ ــار على أنــه خ ــأ مثــل التعويج عن األض ـ ـ ـ ـرار‬
‫الجس ــمانية الناجمة عن حوادث الرور‪ ،‬و كمثال عن وجود خ أ و عدم وجود عالقة الس ــببية توفر‬
‫سبب أجنمي تأتدي به السؤولية التقصيرية كالقوة القاهرة‪.‬‬

‫ون را لكون عالقة الســببية عبارة عن ركن مســتقل عن الم أ والضــرر في الســؤولية التقصــيرية‬
‫فإن عمت إنباتها يقع على الدائن بالتعويج و هو الشـ ـ ــمص التضـ ـ ــرر من أي نشـ ـ ــا إلكتروني ضـ ـ ــار‬
‫توفرت فيه شرو الم أ من تعد و تمييز و هذا كأصل عام‪ .‬و الواقع أن إنبات راب ة السببية يعتبر‬
‫أمرا يس ـ ــيرا مقارنة بإنبات الم أ و بدرجة أقل الض ـ ــرر حيا يس ـ ــهل في الغالب األعم إنباتها بمختلف‬
‫القرائن‪ ،‬إلى درجة أن تل القرائن تكون وا ـ ـ ـ ــحة و جلية بالقدر الذي يعد فيه الدائن من اإلنبات‬
‫أص ـ ـ ـ ــال‪ ،‬وذل متى كان من ش ـ ـ ـ ــأن الم أ الرتكب عادة أن ميلحق مثل ذل الض ـ ـ ـ ــرر‪ ،2‬ومنه ال يمكن‬

‫‪ )1‬محمد صـ ــبري السـ ــعدي‪ ،‬الواضة ةةش امل ةة ةةرح ال اجون املمني الشظرية العامة لرل زاماو‪ ،‬ارجزا األنت مصة ةةاد اةل زان‪،‬‬
‫ال بعة الرابعة‪ ،‬دار الهدذ لل بع والأشر‪ ،‬الجزائر‪.93 ،2007 ،‬‬
‫‪.176‬‬ ‫‪ )2‬هشام توفيق ابراهيم‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫اعتبار راب ة السببية متوفرة إال إذا كانت هناأ صلة مباشرة بين الم أ والضرر‪ ،‬أي أن الضرر هو‬
‫النتي ة ال بيعية للم أ الرتكب والذي ال يمكن للمضرور تداديه ببذل جهد معقول‪.1‬‬

‫وعليه فإنه متى تمكن الدائن من إنبات كل من الم أ والض ـ ـ ـ ــرر وتش ـ ـ ـ ــكلت قرينة وا ـ ـ ـ ــحة على‬
‫وجود راب ــة الس ـ ـ ـ ــببيــة بي همــا فــإن عمت اإلنبــات يأتقــل إلى الــدين‪ ،2‬على اعتبــار أن تمكن الــدائن من‬
‫إنبات الم أ والضــرر يشــكل قرينة على توفر عالقة الســببية بي هما فال يبق أمام الدين إال ندي هذه‬
‫القرينة بإنبات السبب األجنمي‪.‬‬

‫يير أن عالقــة الس ـ ـ ـ ــببيــة وإن ـكـان من اليس ـ ـ ـ ــير إنبــاتهــا في حــالــة وجود خ ــأ وحيــد أدذ إلى تحقق‬
‫الضرر‪ ،‬فإن األمر سيصعب ويد إذا اشترأ أك ر من خ أ في إلحا الضرر بالخحية‪ ،‬حيا ي رح‬
‫التس ــاؤل حول الش ــمص الس ــؤول عن التعويج هل هو الرتكب الم أ األول أو الم أ الثاني أم أن‬
‫الس ـ ـ ـ ــؤولية تض ـ ـ ـ ــامنية بي هما‪ ،‬ويزداد األمر ص ـ ـ ـ ــعو ة في العامالت االلكترونية ن را لك رة التدخلين‬
‫وتعدد وتنوا أدوارهم الدنية قبل تحقق الض ـ ــرر‪ ،‬لذل ظهرت ن ريتان للدص ـ ــل في هذه اإلش ـ ــكالية‪،‬‬
‫وهما ن رية السبب النتم (أوال)‪ ،‬ون رية تكافؤ األسباب (نانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬نظرية تكافؤ األسباب‬


‫وهي ن رية ألانية الأش ـ ـ ــأ بزعامة الدقيه فون بيري وأخذ بها بعج الدقهاء مؤداها أنه ي ب‬
‫االعتداد بكل سبب اشترأ في إحداث الضرر ولو كان سببا بعيدا‪ ،‬ألن جميع األسباب التي تدخلت في‬
‫وقوا الض ـ ـ ــرر تعتبر أس ـ ـ ــبابا متكافئة أو متس ـ ـ ــاوية وال فر بين س ـ ـ ــبب كانت مس ـ ـ ــاهمته كبيرة و يخر‬
‫مساهمته ض يلة‪.3‬‬

‫فاألحداث على العموم تترتب على م موعة من العوامل م ها ما هو من فعل اإلنسـ ـ ــان أو من‬
‫امتناعه‪ ،‬وم ها ما هو من فعل ظروف خارجية‪ .‬و ما أن كل هذه العوامل تعتبر ضرورية إلنتا الضرر‬
‫فإن التمييز بي ها يضـ ـ ـ ـ ى يير مبرر ما دام تخلف عامل من هذه العوامل يحول دون تحقق الض ـ ـ ــرر‪،‬‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 182‬فقرة ‪ 1‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ ... :‬ويعتبر الضرر نتي ة طبيعية إذا لم يكن في است اعة‬
‫الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول ‪.‬‬
‫‪.176‬‬ ‫‪ )2‬هشام توفيق ابراهيم‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪.196‬‬ ‫‪ ) 3‬العر ي بلحا ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫فتعتبر األسباب التي تدخلت في إحداث الضرر كلها متكافئة ومتعادلة من حيا الدور الذي لعبته في‬
‫إنتاجه‪.1‬‬

‫وكمثال عن اش ـ ــتراأ عدة أس ـ ــباب في إنتا ض ـ ــرر واحد بص ـ ــد تعامل الكتروني يذكر البعج‬
‫حالة الش ـ ـ ـ ــمص الذي يترأ جهاز الكمبيوتر مدتوحا و فيه البريد االلكتروني مدتوح أيض ـ ـ ـ ــا فيدخل‬
‫ــمص يخر ليس ــتعمل البريد االلكتروني و يقوم بإرس ــال رس ــائل يس ــلت بها للمرس ــل إلتهم عن طريق‬
‫اس ــتعمال عبارات تتض ــمن س ــبا و قذفا و قدحا‪ ،‬فدي هذه الحالة نكون أمام س ــببين تض ــافرا لوقوا‬
‫هذا الض ــرر األول يتمثل في إهمال ص ــاحب البريد االلكتروني والثاني هو االس ــتعمال الس ــلت من طرف‬
‫الش ـ ـ ـ ــمص اآلخر‪ ،‬فــالس ـ ـ ـ ــببــان وفق هــذه الن ريــة متعــادالن ومتكــاف ـ ن ألن النتي ــة مــا تحققــت إال‬
‫باجتماعهما و لو تخلف أحدهما لا تحققت‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬نظرية السبب املنتج‬


‫يعتبر الدقيه األل ـ ـ ـ ــاني فون كريس بمثابة مؤسس هذه الن رية التي لقيت قبوال واسعا لدذ‬
‫أيلبيــة الدقــه الجرمــاني‪ ،‬كمــا أن أحــدث القرارات القض ـ ـ ـ ــائيــة تعتمــد الن ريــة الــذكورة‪ 3‬التي تعــارض‬
‫ن رية تعادل أو تكافؤ األسباب ‪ ،‬ومؤدذ هذه الن رية أنه إذا تداخلت عدة أسباب في إحداث الضرر‬
‫في ب التدرقة بين األسباب العرضية واألسباب النت ة إذ يقدون عند الثانية دون األولى و يعتبرو ها‬
‫وحدها الســبب في إحداث الضــرر‪ ،‬فالســبب يعتبر منت ا متى كان من العادة أن يؤدي قيامه إلى وقوا‬
‫الضرر‪ ،‬أو بعبارة أخرذ أن السبب النتم هو ما يؤدي عادة إلى وقوا مثل هذا الضرر‪.4‬‬
‫ويرد البعج بأن كل من السبب النتم والسبب العارض كان له دخل في إحداث الضرر فمن‬
‫يير الن قي اس ـ ـ ـ ــتبعاد أحدهما واالكتداء باآلخر ألنه لوال اجتماعهما معا لا تحقق الض ـ ـ ـ ــرر‪ ،‬إال أن‬

‫‪)1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪.314 ،‬‬


‫‪ ) 2‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪.150 ،‬‬
‫‪3 ) Cass.civ. 2 ème ch, N° de pourvoi: 14-19891, 10 septembre 2015.disponible à l’adresse Suivante:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/affichJuriJudi.do?idTexte=JURITEXT000031153564 (site consulté le:‬‬
‫‪10/01/2020).‬‬
‫‪ ) 4‬أنور سل ان‪ ،‬الرجع السابق‪.235 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الس ــببية بهذا العنى هي الس ــببية ال بيعية ونحن إنما نريد الس ــببية القانونية‪ ،‬فنبحا أي األس ــباب‬
‫التي يقف عندها القانون من بين األسباب ال بيعية التعددة ليعتد بها في إحداث الضرر‪.1‬‬
‫و ت بيق ن رية السـ ـ ـ ــبب النتم أو الدعال على الثال الذي سـ ـ ـ ــقناه سـ ـ ـ ــابقا والتعلق بإهمال‬
‫صــاحب البريد اإللكتروني لحســابه وتركه في متناول الغير نم اســتعماله من طرف ــمص يخر ألحق‬
‫بمقتضــاه أض ـرارا باآلخرين ضــررا‪ ،‬فإن الســبب الذي يعتد به لقيام الســؤولية هو االســتعمال الســلت‬
‫للريــد االلكتروني دون إهمــال صـ ـ ـ ـ ــاحــب البريــد‪ ،‬ألن الس ـ ـ ـ ــلوأ األخير وفقــا للم رذ العــادي لألمور ال‬
‫تتمخج عنه أضرار تصيب الغير‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نفي عالقة السببية بني اخلطأ والضرر االلكرتونيني‬
‫إذا س ـ ـ ـ ــلمنا أن إنبات كل من الم أ االلكتروني والض ـ ـ ـ ــرر من ش ـ ـ ـ ــأنه إقامة قرينة على وجود‬
‫عالقة ســببية بي هما و التالي قيام الســؤولية التقصــيرية واســتحقا الد ي لبل التعويج‪ ،‬فإن هذه‬
‫القرينة بسـ ــي ة يمكن دحضـ ــها بإنبات الدليل العكس ـ ـ ي‪ ،‬حيا أجازت الادة ‪ 127‬من القانون الدني‬
‫الجزائري‪ 2‬لرتكب الدعل الض ـ ــار أن يتنص ـ ــل من الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية في عدة حاالت م ها على وجه‬
‫المص ـ ــو القوة القاهرة أو الحادث الد ائي (أوال) وخ أ الض ـ ــرور (أوال) خ أ الغير (نانيا) وكذل‬
‫خ أ الغير (نالثا)‪.‬‬

‫أوال‪-‬انعدام عالقة السببية بسبب القوة القاهرة أو احلادث الفجائي‬


‫تعتبر القوة القاهرة أو الحادث الد ائي‪ 3‬أول سبب يمكن أن يستند إليه الشمص لدحج‬
‫السؤولية التقصيرية وعدم تسديد مبل التعويج للمضرور‪ ،‬فالستخدم لالنترنت أو ملمتلف‬
‫األجهزة االلكترونية قد يرتكب أخ اء تقصيرية تشكل سببا لقيام مسؤوليته والتزامه بالتعويج عن‬
‫األضرار الترتبة عن أخ ائه‪ ،‬إال أنه يمكنه التنصل من هذه السؤولية بق ع راب ة السببية عن‬

‫‪ ) 1‬عبد الرزا الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪.1027 ،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 127‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا أنبت الشمص أن الضرر قد نشأ عن سبب ال يد له فيه‬
‫كحادث مداجئ‪ ،‬أو قوة قاهرة‪ ،‬أو خ أ صدر من الضرور أو من الغير‪ ،‬كان يير ملزم بتعويج هذا الضرر ما لم يوجد نص‬
‫قانوني أو اتدا يخالف ذل ‪.‬‬
‫‪ )3‬ذكر الشرا الجزائري في نص الادة ‪ 127‬من القانون الدني الجزائري التي تقابلها الادة ‪ 165‬من القانون الدني الصري‬
‫لد ين مختلدين للداللة على السبب األجنمي وهما القوة القاهرة ‪La force majeur‬والحادث الد ائي ‪،Le cas fortuit‬‬
‫األمر الذي أحدث خالفا بين فقهاء القانون الدني بين من يميز بين الص لحين و ين من ي عل م هما شيئا واحدا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫طريق إنبات السبب األجنمي التمثل في تدخل عامل خارجي تسبب في إحداث الضرر‪ ،‬وذل متى‬
‫توافرت شرو معينة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬شرط عدم إمكانية التوقع‪:‬‬


‫يش ـ ـ ــتر في القوة القاهرة أو الحادث الد ائي أن يكون يير متوقع ويير مس ـ ـ ــت اا توقعه ال‬
‫م ن جـانـب الـدين فحس ـ ـ ـ ــب بـل من أش ـ ـ ـ ــد النـاس حي ـة ويق ـة‪ ،‬أمـا إذا أمكن توقع الحـادث فـإنـه ال‬
‫يش ـ ـ ـ ــكل قوة قاهرة وال تأتدي به الس ـ ـ ـ ــؤولية حتى ولو كان دفعه مس ـ ـ ـ ــتحيال‪ ،‬فالعيار في هذه الحالة‬
‫موض ــو ي وليس ذاتي إذ ال عبرة هنا بش ــمص الدين‪ ،‬علما وأن االس ــتحالة القص ــودة هي االس ــتحالة‬
‫ال لقة وليس الأس ــبية كما يش ــتر في عدم إمكان التوقع أن يكون وقت وقوا الحادث في الس ــؤولية‬
‫التقصيرية ووقت إبرام العقد في السؤولية العقدية‪.1‬‬

‫ومن أمثلــة القوة القــاهرة التي تندي الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة وتعدي الش ـ ـ ـ ــمص من التعويج في‬
‫الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية والدين من تنديذ التزاماته التعاقدية في الس ـ ــؤولية العقدية‪ ،‬يمكن أن نذكر‬
‫بعج الحاالت التي ترجع إلى ال بيعة مثل الزالزل والبراكين والديض ـ ـ ـ ــانات‪ ،‬إذ ال ش ـ ـ ـ ـ أن مثل هذه‬
‫الحوادث تتس ـ ـ ـ ــم بالد ائية و عدم إمكان التوقع من طرف أي ـ ـ ـ ــمص مهما كانت درجة يق ته و‬
‫حرص ـ ـ ـ ــه أل هــا أمور ييبيــة ال يعلمهــا إال هللا تعــالى‪ ،‬كمــا توجــد بعج الحوادث الد ــائيــة التي ال ترجع‬
‫ل روف طبيعية بل إن س ـ ــبشها هو العامل البش ـ ــري مثل الحروب التي تشـ ـ ـ ها الدول القوية على الدول‬
‫الضعيدة‪.‬‬

‫أما في الســؤولية محل الدراســة أي الســؤولية عن العامالت االلكترونية فيمكن تصــور قيام‬
‫حرب الكترونيــة بــدال من الحرب التقليــديــة‪ ،‬كمــا لو قــامــت دولــة معينــة أو ـ ـ ـ ــمص معين بــإطال‬
‫فيروسات الكترونية لتدمير الن م العلوماتية للدولة العتدذ علتها‪.‬‬

‫فلو افترض ـ ـ ـ ـنـا أن الديروس ـ ـ ـ ــات التي تم إطالقهـا أص ـ ـ ـ ــابـت معمال إلنتـا البرامم و يعـت هـذه‬
‫البرامم إلى الستعملين وهي حاملة لهذا الديروس وألحقت أضرارا بالغير‪ ،‬فدي مثل هذه الحالة يمكن‬
‫لنتم البرامم االلكترونية أن يدفع بالقوة القاهرة التمثلة في ال جومات االلكترونية عبر الديروس ـ ـ ــات‬

‫‪.997-996‬‬ ‫–‬ ‫‪ )1‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫لندي مس ــؤوليته الدنية التقص ــيرية‪ ،1‬وذل في مواجهة كل من يرفع ض ــده دعوذ تعويج س ــواء كان‬
‫مشــتري البرنامم ــمصــيا أو كل من تعامل مع هذا األخير وأصــابه ضــرر بســبب العيوب التي أحدن ها‬
‫الديروسات التي أطلق ها الدولة العتدية‪.‬‬

‫يير أنه يش ــتر في الديروس ــات التي أطلقها العدو أن تكون جديدة ويير معروفة لدذ الدولة‬
‫العتدذ علتها‪ ،‬أما إذا كان الديروس معروفا وتوجد العديد من األمصــال التي يمك ها الحد من تأنيراته‬
‫الس ـ ــلبية فال يمكن أن يش ـ ــكل قوة قاهرة تأتدي بها الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية‪ ،2‬ذل أن التزام ص ـ ــاحب‬
‫البرامم االلكترونية بتزويدها باألمصـ ـ ـ ــال أمر مدترض وتقتضـ ـ ـ ــيه طبيع ها التقنية نتي ة وجود بعج‬
‫الديروس ـ ــات واس ـ ــعة االنتش ـ ــار والتص ـ ــور وجودها في أي برنامم لذل فمن يير الس ـ ــتس ـ ــاغ أن يدفع‬
‫الشـ ــمص مسـ ــؤوليته التقصـ ــيرية اسـ ــتنادا للقوة القاهرة بسـ ــبب هذا النوا من الديروسـ ــات ألن هذه‬
‫األخيرة متوقع وجودهــا دائمــا و ــالتــالي فهي تهــدم أول ش ـ ـ ـ ــر من ش ـ ـ ـ ــرو القوة القــاهرة أو الحــادث‬
‫الد ائي وهو شر عدم إمكانية التوقع‪.‬‬

‫إض ـ ـ ـ ــافة إلى ش ـ ـ ـ ــر الجدة الذي يأبغي أن يتس ـ ـ ـ ــم به فيروس الحاس ـ ـ ـ ــب اآللي إلمكانية دفع‬
‫الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية‪ ،‬فإنني أرذ أن هناأ ش ـ ــرطا يخر ي ب أن ين وي عليه الديروس وهو ش ـ ــر‬
‫الجســامة‪ ،‬أي أن التأنيرات أو االنعكاســات الســلبية أو لنقل األض ـرار التي يمكن أن يلحقها الديروس‬
‫بــاألن مــة االلكترونيــة ي ــب أن تكون على قــدر من الجسـ ـ ـ ـ ــامــة تبرر اعتبــارهــا قوة قــاهرة تأتدي بهــا‬
‫مسؤولية البرمم أو بائع البرنامم‪ ،‬و مدهوم املمالدة يمكن القول أن الديروس وإن كان جديدا إال أنه‬
‫ال يندي الس ــؤولية التقص ــيرية إذا كانت األض ـرار التي يلحقها بمش ــتري البرنامم يس ــيرة وال تؤنر بش ــكل‬
‫كبير في الع يات التي يحملها البرنامم وال في طريقة عمله‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن عدم قيام معمل البرامم بتسليح ن امه االلكتروني باألمصال الضادة‬
‫للديروسـات الألوفة يضـعه في موضـوا القصـر عن أداء واجبه العام التمثل في عدم اإلضـرار بالغير‪،‬‬
‫و التالي فإن التض ـ ــرر من هذه الديروس ـ ــات العروفة بإمكانه التمسـ ـ ـ بالتعويج في مواجهة البرمم‬
‫متى أنبت أن الديروس الذي أصاب البرنامم من النوا العروف والتداول وأن األضرار التي لحقته من‬

‫‪.305‬‬ ‫‪ )1‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬الرجع ندسه‪.305 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫جراء انتشــار الديروس ترجع إلى تقاعس بائع البرنامم في تزويده بالصــل الضــاد للديروســات‪ ،‬دون أن‬
‫يتمكن هــذا األخير من ندي عالقــة الس ـ ـ ـ ــببيــة بس ـ ـ ـ ـبــب القوة القــاهرة أو الحــادث الد ــائي ن را لكون‬
‫الديروس متوقع التواجد في أي برنامم‪.‬‬

‫ب‪ -‬شرط عدم إمكانية الدفع‪:‬‬


‫ال يكدي في الحادث الد ائي أو القوة القاهرة أن يكون يير متوقع ‪Imprévisible‬بل يشتر‬
‫أيض ـ ـ ـ ـ ــا أن يكون يير ممكن الــدفع ‪ ،Inévitable‬وعــدم إمكــانيــة الــدفع ي ــب أن تكون م لقــة يير‬
‫نســبية أي أ ها تتحقق في ــمص الدين أو في أي ــمص يخر يوجد مكانه في مثل تل ال روف‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت االســتحالة نســبية تقتصــر على الدين لوحده فإن الحادث ال يشــكل قوة قاهرة تعدي الدين‬
‫من السؤولية‪ ،‬فالعيار إذن موضو ي وليس ذاتي وهو معيار الرجل اليق ‪.1‬‬

‫من األمثلة التي يس ـ ـ ـ ــوقها الدقه كقوة قاهرة في م ال التعامل االلكتروني ما يعرف باإلرهاب‬
‫االلكتروني‪ ،‬ألنه ومع التقدم والت ور التكنولوجيين فقد ييرت التن يمات اإلرهابية من األس ـ ـ ـ ــاليب‬
‫التي تصـ ـ ــل بها إلى تحقيق أهدافها‪ ،‬إذ أصـ ـ ــبح اإلرهاب االلكتروني (كصـ ـ ــورة مسـ ـ ــتحدنة لإلرهاب) هو‬
‫الس ــائد من خالل اس ـ هداف الواقع الرس ــمية للدول عن طريق العبا بمحتوياتها أو إزال ها أو تع يل‬
‫العمل بها بص ـ ـ ـ ــدة مؤقتة أو دائمة‪ ،2‬علما وأن مثل هذه الواقع قد تتض ـ ـ ـ ــمن العديد من العلومات‬
‫والجماعات والتي من شــأن الســاس بها أن يلحق بهم أضـرارا بليغة ســواء‬ ‫والبيانات الهمة لأل ــما‬
‫تعلق األمر باألض ـ ـ ـرار العنوية كأشـ ـ ــر صـ ـ ــور خاصـ ـ ــة أو بعج الجوانب المدية لألفراد‪ ،‬أو األض ـ ـ ـرار‬
‫ال ــادي ــة ـك ــاطالا الغير على التوقيع ــات االلكتروني ــة أو كلم ــات الرور واس ـ ـ ـ ــتعم ــاله ــا في زي ــادة ديون‬
‫أو إبراء ذمة الدينين وييرها من صور الضرر الادي‪.‬‬ ‫األ ما‬

‫يير أنه إذا أردنا إس ـ ـ ــقا ال جمات اإلرهابية االلكترونية على القوة القاهرة كوس ـ ـ ــيلة تأتدي‬
‫بها عالقة الس ـ ـ ـ ــببية فإن األمر قد ال يكون بالس ـ ـ ـ ــهولة التي يتص ـ ـ ـ ــورها البعج‪ ،‬ذل أنه يش ـ ـ ـ ــتر في‬

‫‪ )1‬أنور سل ان‪ ،‬مصاد اةل زان امل ال اجون املمني ‪-‬د اسة م ا جة بالف ه ااسرمي‪ ،-‬ال بعة الرابعة‪ ،‬دار الثقافة للأشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.339 ،2010 ،‬‬
‫‪ )2‬منير وممدوح الجنبيهي‪ ،‬جرائم اةج جا نارحاسب اآللمل ننسائل مكافحتها‪ ،‬دار الدكر العر ي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫‪.91 ،2004‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الحـادث الد ـائي أن يكون ممـا يس ـ ـ ـ ــتحيـل دفعـه أو تدـاديـه وهو أمر نـادر في العـامالت االلكترونيـة ال‬
‫سـ ــيما في مواجهة ال جمات اإلرهابية أين ن د أن الدول والن مات الدولية ترصـ ــد مبال مالية هائلة‬
‫في س ـ ـ ـ ــبيـل تحص ـ ـ ـ ــين ن ـامهـا العلومـاتي وحمـايتـه من االخترا لواجهـة هـذا النوا من ال جمـات ن را‬
‫لجس ــامة وفداحة األض ـرار التي تلحقها بالدول ومواطنتها والتي تمس في كثير من األحيان بهيبة الدولة‬
‫بل و ســيادتها أيضــا‪ ،‬كما أن التســليم بأن اإلرهاب االلكتروني يشــكل صــورة للحادث الد ائي أو القوة‬
‫القاهرة التي تندي مس ــؤولية الجهة التي تعرض ــت لل جمة اإلرهابية من ش ــأنه الس ــاس بحق الض ــرور‬
‫وهو الحلقة األضـعف في الحصـول على مبل التعويج مع ما يمثله ذل من طعن في ن ام السـؤولية‬
‫الدنية التي تسير رويدا رويدا ألن تكون مسؤولية موضوعية أك ر م ها مسؤولية خ ئية‪ ،‬ال سيما وأن‬
‫من يتعرض لل جمات اإلرهابية االلكترونية يالبا ما تكون دولة أو إحدذ الؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات التابعة لها مع‬
‫ما يدترض فتها من مالءة مالية ت علها األقدر على تحمل تبعة هذه ال جمات مقارنة بالتعاملين معها‬
‫عن طريق دفع مبال التعويض ـ ـ ــات من المزينة العمومية أو عن طريق ش ـ ـ ــركات التأمين إذا لجأت إلى‬
‫ن ام التأمين من السؤولية الدنية‪.‬‬

‫وعليه يمكننا القول إن شـ ــر اسـ ــتحالة دفع القوة القاهرة لندي السـ ــؤولية التقصـ ــيرية عن‬
‫التع ــامالت االلكتروني ــة ق ــد ال يتحقق في كثير من األحي ــان ن را للتن ــاس ـ ـ ـ ـ ــب في الت ور بين األخ ــار‬
‫االلكترونيــة وس ـ ـ ـ ـبــل الوقــايــة م هــا‪ ،‬ذلـ أن أي برنــامم الكتروني ومهمــا بلغــت درجــة خ ورتــه ي ــد في‬
‫البرامم الضـ ـ ـ ـ ــادة مــا يعــدم هــذه الم ورة أو على األقــل يحــد من ينــارهــا‪ ،‬األمر الــذي ي عــل مع م‬
‫ال جمات االلكترونية ممكنة الدفع باسـ ــتعمال األمصـ ــال الضـ ــادة أو التغيير الدوري لكلمة الرور أو‬
‫باتخاذ كل إجراء مناسب‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬انعدام العالقة السببية بسبب خطأ املضرور‪:‬‬


‫تأتدي عالقة الس ـ ــببية بين الم أ والض ـ ــرر إذا كان هذا األخير نتي ة لم أ ارتكبه الش ـ ــمص‬
‫الض ـ ـ ـ ــرور‪ ،‬فـالدرض ـ ـ ـ ـيـة هنـا أن الض ـ ـ ـ ــرر لم يتحقق نتي ـة تقص ـ ـ ـ ــير أو إهمـال الـد ى عليـه في دعوذ‬
‫الس ـ ـ ــؤولية وإنما نتي ة خ أ ارتكبه الد ي (الض ـ ـ ــرور) في حق ندس ـ ـ ــه فتض ـ ـ ــرر من ذل ‪ ،‬وعليه فإن‬
‫مسـ ـ ـ ــؤولية الد ى عليه تسـ ـ ـ ــقس وال يلتزم بدفع مبل التعويج متى نبت أن خ أ الصـ ـ ـ ــاب وحده هو‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الذي تس ــبب في الض ــرر‪ ،1‬و عبارة أخرذ فما دامت عالقة الس ــببية بين فعل الخ ــحية وما أص ــابها من‬
‫ضـ ــرر متوفرة فال حاجة ألن يرقى هذا الدعل إلى درجة الم أ إلعداء الد ى عليه من السـ ــؤولية‪ ،‬يير‬
‫أن جانبا من الدقه يرذ أنه يش ــتر خ أ الض ــرور إذا كانت الس ــؤولية الراد ندتها قائمة على أس ــاس‬
‫الم أ‪ ،‬بينما يكتد بدعل الخحية إذا كان قوام السؤولية هو الضرر أي أ ها مسؤولية موضوعية‪.2‬‬

‫يرذ األس ـ ـ ـ ـتــاذ عــابــد رجــا الماليلــة وأنــا أؤيــده فيمــا ذهــب إليــه أن فعــل الض ـ ـ ـ ــرور يكدي لندي‬
‫الســؤولية التقصــيرية ال ســيما في م ال العامالت االلكترونية ن را لصــعو ة إنبات الم أ االلكتروني‬
‫وص ـ ــعو ة معرفة مص ـ ــدر هذا الم أ في كثير من األحيان‪ ،‬ويض ـ ــرب لنا األس ـ ــتاذ مثاال في هذا الص ـ ــدد‬
‫يدترض من خالله أن ــمص ــا خبيرا في م ال أجهزة اإلعالم اآللي و االنترنت يقيم في أمريكا تمكن من‬
‫الــدخول إلى البريــد االلكتروني لش ـ ـ ـ ــمص يخر بوسـ ـ ـ ـ ــائــل الكترونيــة من خالل التحكم عن بعــد ويير‬
‫معروف من قبل اآلخرين‪ ،‬وقام باس ـ ـ ـ ــتعمال هذا البريد لإلس ـ ـ ـ ــاءة إلى ـ ـ ـ ــمص يخر دون أي إهمال أو‬
‫تقص ـ ــير من جانب مال هذا الحس ـ ــاب‪ ،‬فدي هذه الحالة فإن ال البة بإنبات خ أ الغير (الش ـ ــمص‬
‫القيم في أمريكا) يعتبر أمرا مس ـ ــتحيال‪ ،‬أما إنبات أن ص ـ ــاحب البريد االلكتروني لم يقم باس ـ ــتعماله و‬
‫أن مصا أجنبيا هو الذي استخدمه‪ ،‬و التالي يست يع الد ى عليه وهو مال البريد االلكتروني أن‬
‫يندي مس ـ ـ ـ ــؤوليته من خالل ندي عالقة الس ـ ـ ـ ــببية بين فعل اإلس ـ ـ ـ ــاءة االلكتروني والض ـ ـ ـ ــرر الذي لحق‬
‫الشمص‪.3‬‬

‫وعليه يمكن القول أنه من األنس ـ ـ ـ ــب في م ال الس ـ ـ ـ ــؤولية االلكترونية عدم اش ـ ـ ـ ــترا خ أ‬
‫الض ـ ــرور وأن يكتدي في ذل بكون التص ـ ــرف الص ـ ــادر عنه عبارة عن فعل ض ـ ــار‪ ،‬وذل بغج الن ر‬
‫عن األساس القانوني للمسؤولية إذ يستوي أن تكون مسؤولية مصية أو مسؤولية عن فعل الغير‬
‫أو مسـ ـ ـ ــؤولية عن فعل األشـ ـ ـ ــياء أو مسـ ـ ـ ــؤولية موضـ ـ ـ ــوعية‪ ،‬وذل لعدة اعتبارات أهمها أنه ال يمكن‬
‫للش ـ ــمص أن يس ـ ــتديد من خ ئه أو فعله الض ـ ــار عن طريق إلحا األذذ بندس ـ ــه والتزام الغير ب بر‬
‫هذا الضــرر‪ ،‬كما أن القول بعكس ذل يمس بمبدأ العدالة الذي يقتضـ ي أن التســبب في الضـرر هو‬

‫‪.61‬‬ ‫‪ )1‬محمد أحمد عابدين‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2) A. Vilard, droit civil algérien la responsabilité civile délictuelle, O.P.U, l’Algérie, p 148.‬‬
‫‪.172‬‬ ‫‪ )3‬عابد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫الذي ي بره بدفع مبل التعويج‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتحقق في الحالة التي نحن بص ـ ــدد دراس ـ ـ ها ألن‬
‫الس ـ ـ ــؤول في هذه الحالة لم يتس ـ ـ ــبب في الض ـ ـ ــرر و التالي ال عالقة له بما لحق بالخ ـ ـ ــحية بل إن هذه‬
‫األخيرة هي من أضرت بندسها‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬انعدام عالقة السببية بسبب خطأ الغري‪:‬‬


‫عرفــت الــادة ‪ 419‬من مش ـ ـ ـ ــروا القــانون الــدني العراقي فعــل الغير بــأنــه‪ :‬كــل فعــل ال يمكن‬

‫توقعه وال دفعه يص ــدر عن ــمص أجنمي يير مكلف بتنديذ التزام الد ى عليه أو ممارس ــة حق من‬

‫حقوقه و لم يكن الد ى عليه مسؤوال عنه بمقتض ى نص القانون ‪.1‬‬

‫من خالل هذا التعريف نالح أنه يشـ ـ ـ ــتر في فعل الغير كسـ ـ ـ ــبب لندي عالقة السـ ـ ـ ــببية ما‬

‫يشــتر في القوة القاهرة أو الحادث الد ائي من اســتحالة توقع الدعل واســتحالة دفعه‪ ،‬وعليه فإنه‬

‫إذا ـكـان الدعــل الص ـ ـ ـ ــادر من الغير متوقعــا كمــا في حــالــة قيــام بعج البرم ين بزرا أنواا معينــة من‬

‫الديروسـ ــات من خالل إرسـ ــال رسـ ــائل الكترونية أو مقاطع فيديو و م رد فتحها يتعرض الحاسـ ــوب‬

‫يخرين ريم س ـ ـ ـ ــري ها‪،‬‬ ‫ألض ـ ـ ـ ـرار كبيرة عن طريق فقدان العلومات املمزنة أو إرس ـ ـ ـ ــالها إلى أ ـ ـ ـ ــما‬

‫و التالي فمتى كانت مثل هذه األفعال متكررة في كل مناس ـ ــبة كرأس الس ـ ــنة اليالدية فإ ها تص ـ ــبح أمرا‬

‫متوقعا ال يص ـ ـ ـ ــلل ألن يش ـ ـ ـ ــكل فعال ص ـ ـ ـ ــادرا عن الغير تأتدي به الس ـ ـ ـ ــؤولية‪ ،‬ال س ـ ـ ـ ــيما وأن مثل هذه‬
‫َ‬
‫الديروسات يمكن مواجه ها وتداديها بتعبيت أمصال بسي ة جدا ويير ممكلدة‪.‬‬

‫مي عتبر فعــل الغير س ـ ـ ـ ــببــا يعدي الــد ى عليــه من التعويج متى ـكـان هــذا الدعــل هو الس ـ ـ ـ ـبــب‬

‫الوحيد في تحقق الضــرر أو أنه اشــترأ مع فعل الخــحية أو فعل الد ى عليه في إحداث الضــرر لكنه‬

‫‪ )1‬ذكره‪ :‬صالل أحمد محمد اللهيمي‪ ،‬امل اةر ناملتسبب امل املسدنلية ال صي ية ‪-‬د اسة م ا جة‪ ،-‬ال بعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.126 ،2004 ،‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية التقصريية عن الفعل الشخصي يف جمال املعامالت االلكرتونية‬

‫اس ـ ـ ـ ــتغرقهما‪ ،‬بمعنى أن نس ـ ـ ـ ــبة مس ـ ـ ـ ــاهمته في الض ـ ـ ـ ــرر كانت أكبر من األفعال األخرذ الص ـ ـ ـ ــادرة عن‬

‫الخحية أو عن الد ى عليه‪ ،‬علما وأن الغير هو كل مص أجنمي عن الضرور والسؤول‪.1‬‬

‫وت در اإلشـ ـ ــارة إلى أن عبارة فعل الغير ي ب أن تدسـ ـ ــر تدسـ ـ ــيرا واسـ ـ ــعا إذ يشـ ـ ــمل الم أ‬

‫الش ـ ــمح ـ ـ ي للغير‪ ،‬وفعل األش ـ ــياء الوض ـ ــوعة تحت حراس ـ ــة هذا الغير وكذل األفعال الص ـ ــادرة عن‬

‫الماضعين لرقابة الغير أو أ هم يعملون تحت إشرافه وتوجتهه مثل التابع‪.2‬‬ ‫األ ما‬

‫‪ )1‬عبد الرحمن الشـ ــرقاوي‪ ،‬ال اجون املمني د اسة ةةة حميثة الشظرية العامة لرل زان م ضة ةةوا تأثرها باملفاهيم ارجميمة‬
‫لل اجون اةق صة ة ةةادي ال اب األنت مصة ة ةةاد اةل زان ارجزا الثاني الو اقعة ال اجوجية املسة ة ةةدنلية ال صة ة ةةي ية ااثراا بر‬
‫سبب‪ ،‬ال بعة الثالثة‪ ،‬م بعة العارف الجديدة ‪ ،‬الر ا ‪ ،‬الغرب‪.116 ،2018 ،‬‬
‫‪2) Mireille Bacache- Gibeili, op. cit, p. 457.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫املسؤولية التقصريية االلكرتونية‬
‫عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫إذا كان الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري قد اعتمد الم أ واجب اإلنبات وجعله بمثابة القاعدة العامة في‬
‫الســؤولية الدنية‪ ،‬فإنه أدخل على هذه القاعدة بعج االســتعناءات باعتماده أسـســا أخرذ تقوم من‬
‫خاللها مسؤولية الشمص دون حاجة إلنبات الم أ في جانبه‪ ،‬حيا أجاز الشرا مساءلة الشمص‬
‫عن أفعــال لم يرتكشهــا هو ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ـيــا بــل ارتكشهــا ييره‪ ،‬بــل إنــه ذهــب إلى أبعــد من ذل ـ حينمــا أقر‬
‫بل عن فعل األشياء والحيوانات وحتى البنايات‪.‬‬ ‫السؤولية ليس عن فعل األ ما‬

‫ونتي ة لالنتشــار الرهيب والواســع لتكنولوجيات اإلعالم واالتصــال فقد ظهرت صــور عديدة‬
‫من األخ اء وم اهر حديثة لألضـ ـ ـرار‪ ،‬فلم يعد ص ـ ــاحب الوقع االلكتروني هو الوحيد الذي بإمكانه‬
‫إلحا الضــرر باآلخرين عبر موقعه ألنه يســتخدم العديد من العمال والدنيين إلدارة الوقع وكل م هم‬
‫قد يتس ـ ــبب في إلحا األذذ والض ـ ــرر باآلخرين‪ ،‬كما أن العديد من التقنيات الحديثة قد يص ـ ــلل فتها‬
‫وصـ ـ ــف الم ـ ـ ـ يء القادر على أن يكون ضـ ـ ــارا‪ ،‬مما يثير مسـ ـ ــؤولية صـ ـ ــاحب هذا الم ـ ـ ـ يء وفقا للقواعد‬
‫العامة‪.‬‬

‫و عليه س ــنحاول من خالل هذا الدص ــل دراس ــة الس ــؤولية التقص ــيرية عن األفعال الض ــارة‬
‫االلكترونيـة في الحـاالت التي ال يكون فتهـا الـد ي م ـالبـا بـإنبـات خ ـأ الـد ى عليـه ألن الم ـأ مدترض‬
‫في جانب هذا األخير افتراضا يقبل إنبات العكس كما هو الشأن في السؤولية عن فعل الغير (البحا‬
‫األول)‪ ،‬أو أنه مدترض افتراضا ال يقبل إنبات العكس كما هو الحال في السؤولية عن فعل األشياء‪( 1‬‬
‫البحا الثاني)‪.‬‬

‫‪ )1‬إضافة إلى السؤولية عن فعل األشياء الجامدة هناأ صورة أخرذ للمسؤولية الدترضة افتراضا ال يقبل إنبات العكس‬
‫وهي مسؤولية حارس الحيوان لن نتناولها بالدراسة في بحثنا هذا لعدم إمكانية تصور وجود حيوانات الكترونية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫املبحث األول‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية للمتبوع عن أعمال تابعه‬


‫تنص الادة ‪ 136‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يكون التبوا مس ـ ـ ــؤوال عن الض ـ ـ ــرر‬
‫الذي يحدنه تابعه بفعله الضا متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيدته أو بسبشها أو بمناسب ها‪.‬‬

‫وتتحقق عالق ــة التبعي ــة ولو لم يكن التبوا حرا في اختي ــار تــابع ــه متى ك ــان ه ــذا األخير يعم ــل‬
‫لحساب التبوا ‪.‬‬

‫وعليه يمكن اعتبار مس ـ ـ ــؤولية التبوا عن أعمال تابعه من أهم ص ـ ـ ــور الس ـ ـ ــؤولية عن فعل‬
‫الغير‪ ،‬إذ إنه والعتبارات تتعلق بكدالة حق الضرور في الحصول على مبل التعويج فقد أقر الشرا‬
‫الجزائري في الادة ‪ 136‬من القانون الدني الذكورة أعاله مسـ ــؤولية التبوا عن األض ـ ـرار الناجمة عن‬
‫أفعال ضــارة‪ 1‬صــدرت من أحد تابعيه بشــر وجود عالقة بين الدعل الرتكب والوظيدة وذل بغج‬
‫الن ر عن مدذ حرية التبوا في اختيار تابعه من عدمها‪.‬‬

‫و الحكمة من سن مثل هذا النوا من السؤولية هو الالءة الالية الدترضة في التبوا مقارنة‬
‫بالتابع والذي يالبا ما يكون أجيرا قد ال يقدر على دفع مبال مالية كبيرة كتعويج‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫ال يخدم مص ـ ـ ـ ــلحة الض ـ ـ ـ ــرور‪ ،‬الذي أجاز له الش ـ ـ ـ ــرا رفع دعوذ التعويج مباش ـ ـ ـ ــرة على التبوا مع‬
‫االحتدا لهذا األخير بحقه في الرجوا على تابعه بش ـ ـ ـ ــر أن يتص ـ ـ ـ ــف الم أ الرتكب من طرف هذا‬
‫األخير بالجسامة‪.2‬‬

‫‪ )1‬كانت ص ــياية نص الادة ‪ 136‬من القانون الدني الجزائري قبل تعديل القانون الدني بموجب القانون ‪ 10.05‬على النحو‬
‫التالي‪ :‬يكون التبوا مســؤوال عن الضــرر الذي يحدنه تابعه بعمله يير الشــروا متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيدته أو‬
‫بسبشها‪.‬‬
‫وتقوم راب ة التبعية ولو لم يكن التبوا حرا في اختيار تابعه متى كانت له عليه سل ة فعلية في رقابته وفي توجتهه‪.‬‬
‫والالح على نص الادة أن الشــرا قد اســتبدل عبارة عمله يير الشــروا بعبارة فعله الضــار وهو مســل إي ا ي يحســب‬
‫للمشرا الجزائري ألن في استعمال العبارة الجديدة توسعا يخدم الشمص الضرور‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 137‬من القانون الدني على ما يلي‪ :‬للمتبوا حق الرجوا على تابعه في حالة ارتكابه خ أ جسيما ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫وعليــه س ـ ـ ـ ــنحــاول من خالل هــذا البحــا تبيــان أحكــام مس ـ ـ ـ ــؤوليــة التبوا عن أعمــال تــابعــه‬
‫(م لب أول)‪ ،‬نم تناول مسـ ـ ــؤولية وس ـ ـ ـ اء االنترنت كت بيق من ت بيقات هذا النوا من الس ـ ـ ـؤولية‬
‫(م لب نان)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أحكام مسؤولية املتبوع يف املعامالت االلكرتونية‬

‫الـ ــذين‬ ‫ان القـ ــا من ك رة التـ ــدخلين في مع م التعـ ــامالت االلكترونيـ ــة وك رة األ ـ ـ ـ ـمـ ــا‬
‫يســتخدمو هم في البرم ة والتنديذ فإن الســؤولية عن أعمال التابعين تشــكل الصــورة األك ر انتشــارا‬
‫من صــور الســؤولية عن فعل الغير‪ ،‬ألنه ال يمكن تصــور صــاحب موقع الكتروني يدير الوقع بندس ــه‬
‫ودون مس ـ ـ ـ ـ ــاع ــدة اآلخرين وندس األمر يمكن أن يق ــال عن مزود الم ــدم ــات أو هيئ ــات التص ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االنترنت‪.‬‬ ‫االلكتروني وييرهم من أ ما‬

‫ل ــذل ـ س ـ ـ ـ ــوف ن ــدرس ه ــذا ال ل ــب التعلق بمس ـ ـ ـ ــؤولي ــة التبوا عن أعم ــال ت ــابع ــه في إط ــار‬
‫التعامالت االلكترونية من خالل اس ــتعراض ش ــرو تحقق هذه الس ــؤولية وتبيان أس ــاس ــها القانوني‬
‫لعرفة مدذ قدرة القواعد العامة على كدالة حق التض ـ ــرر من أفعال ض ـ ــارة الكترونية في الحص ـ ــول‬
‫على التعويج الناس ـ ـ ــب بأس ـ ـ ــهل طريقة ممكنة‪ ،‬وكل ذل في ض ـ ـ ــوء الادتين ‪ 136‬و‪ 137‬من القانون‬
‫الدني الجزائري‪.‬‬

‫لذل سـ ــوف نقوم بتقسـ ــيم هذا ال لب إلى فرعين نخصـ ــص األول لشـ ــرو قيام مسـ ــؤولية‬
‫التبوا عن أعمال تابعه‪ ،‬أما الدرا الثاني فسنتناول من خالله األساس القانوني لهذه السؤولية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قيام مسؤولية املتبوع يف إطار املعامالت االلكرتونية‬

‫بــاس ـ ـ ـ ــتقراء نص الــادة ‪ 136‬من القــانون الــدني الجزائري والتي تقــابلهــا الــادة ‪ 174‬القــانون‬
‫الدني الص ــري‪ 1‬والادة ‪ 1242‬القانون الدني الدرنس ـ ي‪ 2‬يمكن أن نس ــتأتم جملة من الش ــرو التي ال‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 174‬من القانون الدني الصري على ما يلي‪ :‬يكون التبوا مسؤوال عن الضرر الذي يحدنه تابعه بدعله الضار‬
‫متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيدته أو بسبشها أو بمناسب ها‪.‬‬
‫وتتحقق عالقة التبعية ولو لم يكن التبوا حرا في اختيار تابعه متى كانت له عليه سل ة فعلية في رقابته وفي توجتهه ‪.‬‬
‫‪2) L’article icle 1242 al 5 C.C.F dispose que: « Les maitres et les commettants (sont responsable) du dommage‬‬
‫‪causé par leurs domestiques et préposés dans les fonctions auxquelles ils ont employé ».‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫تقوم مس ـ ـ ـ ــؤوليــة التبوا إال بــاجتمــاعهــا‪ ،‬إذ إنــه وفي حــالــة تخلف أحــد هــذه الش ـ ـ ـ ــرو فــإنــه ال يكون‬
‫للمضرور إال الرجوا على التابع مباشرة بواس ة دعوذ السؤولية عن الدعل الشمح ي وفقا للمادة‬
‫‪ 124‬من القانون الدني ‪ ،‬وعليه يمكن حصر شرو مسؤولية التبوا في شرطين رئيسيين هما عالقة‬
‫التبعية ( أوال) وأن يرتكب الدعل الضار أنناء تأدية الوظيدة أو بسبشها ( نانيا )‪.‬‬

‫أوال‪ -‬عالقة التبعية‪:‬‬

‫و يقصـ ـ ــد بها وجود راب ة بين ـ ـ ــمصـ ـ ــين تخول للمتبوا على تابعه سـ ـ ــل ة فعلية في الرقابة‬
‫والتوجيه فت عله في وض ـ ـ ـ ــعية خض ـ ـ ـ ــوا وإذعان لتنديذ ما يأتمر به من أوامر وتعليمات‪ ،1‬علما وأن‬
‫هذه الراب ة ال تس ـ ــتلزم وجود عقد بين ال رفين وإن كان الغالب أن تأش ـ ــأ كنتي ة إلبرام عقد عمل‬
‫بين التبوا والتــابع‪ ،‬وال يش ـ ـ ـ ــتر في هــذا العقــد أن يكون ص ـ ـ ـ ــحيحــا ألن القــانون يكتدي لقيــام عالقــة‬
‫التبعية بوجود السل ة الدعلية‪ ،‬كما ال يشتر لثبوت عالقة التبعية أن يكون التبوا حرا في اختيار‬
‫ت ــابع ــه ومث ــال ذلـ ـ مس ـ ـ ـ ــؤولي ــة البل ــدي ــة (متبوا) عن أفع ــال النتخبين املحليين (ت ــابعين) ريم أ هم‬
‫منتخبون ولم يكن لإلدارة أي دخ ــل في انتم ــاوهم إلته ــا‪ ،‬كم ــا أن ــه ال عبرة بتلقي الت ــابع ألجر في مق ــاب ــل‬
‫المدمات التي يقدمها لتبوعه حيا تكدي أعمال التبرا لثبوت التبعية متى توافرت س ـ ـ ـ ــل ة الرقابة‬
‫والتوجيه‪.2‬‬

‫وعليه س ـ ـ ـ ــنتناول عالقة التبعية كش ـ ـ ـ ــر لقيام مس ـ ـ ـ ــؤولية التبوا عن أعمال تابعه في إطار‬
‫العامالت االلكترونية من خالل دراس ـ ــة العنص ـ ــرين الش ـ ــكلين لهذا الش ـ ــر ‪ ،‬وهما عنص ـ ــر الس ـ ــل ة‬
‫الدعلية (أ) وعنصر خ أ التابع أنناء تأدية المدمة أو بسبشها (ب)‪.‬‬

‫أ‪-‬عنصر السلطة الفعلية‪:‬‬

‫يقص ـ ــد بها م موعة الص ـ ــالحيات التي يمكن للمتبوا أن يمارس ـ ــها على تابعه في ش ـ ــكل أوامر‬
‫وتوجتهات ال يمل هذا األخير إال أن يندذها وي بقها‪ ،‬علما وأن هذه السل ة ال تقتض ي وجو ا وجود‬

‫‪.123‬‬ ‫‪ )1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬أنور سـ ـ ــل ان‪ ،‬املوجزامل الشظرية العامة لرل زان ‪-‬مصة ة ةةاد اةل زان‪ ،-‬الجامعة الجديدة للأشـ ـ ــر‪ ،‬اإلسـ ـ ــكندرية‪ ،‬مصـ ـ ــر‪،‬‬
‫‪.399 - 398‬‬ ‫‪،2005‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫عقد صحيح بين ال رفين إذ أن مبرر حلول التبوا محل التابع في تحمل السؤولية ت اه الضرور هو‬
‫تل الص ـ ـ ـ ــالحيات الدعلية والعملية التي تمارس على التابع في إطار قيامه بعمل لحس ـ ـ ـ ــاب التبوا في‬
‫مقابل خضــوا تام من األول لتعليمات الثاني‪ ،1‬كما يشــتر أيضــا أن تنصــب األوامر والتعليمات على‬
‫الكيديــة التي ين ز أو يندــذ بهــا العمــل الــذي اس ـ ـ ـ ــتخــدم التــابع من أجلــه‪ .‬وعليــه يمكن القول أن تلـ‬
‫العالقة ترتكز على أسـ ــاس واقني متمثال في سـ ــل ة اإلشـ ـراف والتوجيه وال ترتكز على أسـ ــاس قانوني‬
‫باشترا أن تكون العالقة نات ة عن تصرف صحيح يعتد به القانون‪.‬‬

‫لــذل ـ فــإن عالقــة التبعيــة تنعــدم بــانعــدام س ـ ـ ـ ــل ــة الرقــابــة والتوجيــه‪ ،‬ومثــال ذل ـ عالقــة‬
‫القاول برب العمل حيا قض ـ ــت محكمة التمييز األردنية وأنا ـ ــمص ـ ــيا أوافقها فيما ذهبت إليه من‬
‫أن عالقـة القـاول برب العمـل تتوقف على طريقـة تنديـذ العمـل فـإذا قـام القـاول بـالعمـل مس ـ ـ ـ ــتقال‬
‫فإن عالقة التبعية بصاحب العمل تكون منتدية وأما إذا قام به تحت إشراف وإدارة صاحب العامل‬
‫فيعتبر القاول تابعا وصاحب العمل متبوعا ‪.2‬‬

‫يير أن عالقــة التبعيــة في العــامالت التقليــديــة عــادة مــا تتس ـ ـ ـ ــم بــالوض ـ ـ ـ ــوح الكــافي كون رب‬
‫العامل (التبوا) يالبا ما يكون ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــا معروفا لدذ العامة وندس األمر بالأس ـ ـ ـ ــبة للعمال الذين‬
‫يسـ ـ ــتخدمهم (التابعين)‪ ،‬األمر الذي ي عل من عالقة التبعية بي هما وا ـ ـ ــحة يسـ ـ ــهل على الشـ ـ ــمص‬
‫الض ـ ـ ـ ــرور إنباتها لتقوم مس ـ ـ ـ ــؤولية التبوا عن أعمال تابعه‪ ،‬في حين أنه وفي م ال الس ـ ـ ـ ــؤولية محل‬
‫البحا أي التي تنص ـ ـ ـ ــب على العامالت االلكترونية فإن عالقة التبعية ال تكون ظاهرة بندس القدر‬
‫الذي ت هر فيه في صورتها الكالسيكية‪ ،‬نتي ة طريقة التواصل بين التابع والتبوا التي تعتمد أساسا‬
‫على وس ــائل ومدخالت تقنية‪ 3‬س ــم ها األس ــاس ــية الس ــرية أل ها تتم بعيدا عن أعين اآلخرين وهو األمر‬
‫الذي يص ـ ــعب من مهمة الض ـ ــرور في الرجوا على التبوا ومس ـ ــاءلته عن األعمال الض ـ ــارة التي يرتكشها‬

‫‪.400‬‬ ‫‪ )1‬الرجع ندسه‪،‬‬


‫‪ )2‬قرار محكمة التمييز األردنية‪ ،‬هيئة عامة‪ ،‬رقم ‪ 212/86‬تاريخ ‪.1986/5/8‬‬
‫نقال عن‪ :‬القاض ي طالل لجا ‪ ،‬مسدنلية امل وع من أممات ال ابع امل ال اجون املمني الل شاني ناأل دني ‪-‬د اسة م ا جة‪،-‬‬
‫الؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪.97 ،2003 ،‬‬
‫‪.295‬‬ ‫‪ )3‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫تابعه أنناء تأدية الوظيدة أو بس ـ ـ ـ ــبشها‪ ،‬ألن راب ة التبعية وإن كانت موجودة فعال فإنه من الص ـ ـ ـ ــعب‬
‫فتها التعليمات عن بعد‪.‬‬ ‫إنباتها في بيئة رقمية تع‬

‫أمــا فيمــا يتعلق بقيــام راب ــة التبعيــة على أسـ ـ ـ ـ ــاس واقني وليس قــانوني إذ تكدي الس ـ ـ ـ ــل ــة‬
‫الدعلية في إص ـ ــدار األوامر والتوجتهات بغج الن ر عن طبيعة العالقة بين التابع ومتبوعه والتي قد‬
‫ال تكون مشروعة أو تكون نتي ة لعقد باطل‪ ،‬فإن هذا األمر يشكل نق ة إي ابية وتسهيال للمضرور‬
‫في الرجوا على التبوا ب ــدعوذ التعويج عن الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة االلكتروني ــة ألن ك رة الجرائم االلكتروني ــة‬
‫وتنوا أشـ ـ ــكالها وألوا ها تدفع كبار املجرمين العلوماتيين إلى اسـ ـ ــتخدام مهندسـ ـ ــين وفنيين عن طريق‬
‫إبرام عقود معهم بمقتض ــاها يتولى هؤالء الدخول إلى الواقع الرس ــمية لالس ــتيالء على ما تحتويه من‬
‫بيانات و رامم وزرا فيروسـ ـ ـ ــات مدمرة في البريد االلكتروني للمؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــات وييرها من صـ ـ ـ ــور اإلجرام‬
‫السيبراني‪.‬‬

‫وال ش ـ في أن العقود البرمة بين املجرم العلوماتي والدنيين الذين يتولون التنديذ هي عقود‬
‫باطلة لعدم مشروعية املحل باعتباره ناني أركان العقد إذ يشتر فيه أن يكون مشروعا وأن ال يكون‬
‫مخ ــالد ــا للن ــام الع ــام واآلداب الع ــام ــة‪ ،1‬وعلي ــه ف ــإن ب الن ه ــذه العقود ال يؤنر في ص ـ ـ ـ ـد ــة املجرم‬
‫العلوماتي كمتبوا وال في صدة الدنيين الذين يستخدمهم كتابعين ما دام األول يمل سل ة التوجيه‬
‫واإلش ـ ـ ـراف على اآلخرين‪ ،‬األمر الذي من شـ ـ ــأنه التيسـ ـ ــير من مهمة التضـ ـ ــرر في الرجوا مباشـ ـ ــرة على‬
‫املجرم العلوماتي كمتبوا دون أن يكون لهذا األخير أن يتنصـ ـ ـ ــل من مسـ ـ ـ ــؤوليته بب الن العقد لعدم‬
‫مشروعية املحل وهو أمر بديهي ألمه ال يمكن للشمص االستدادة من سوء نيته ـ ـ ــو من األخ اء التي‬
‫ارتكشها‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 93‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته أو مخالدا للن ام العام‬
‫واآلداب العامة كان باطال ب النا م لقا ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫كما أن الدقه ال يش ــتر الرقابة والتوجيه بالدهوم الدني والتقني بل تكدي الرقابة والتوجيه‬
‫بــالدهوم اإلداري والتن يمي لكي يعتبر التبوا مس ـ ـ ـ ــؤوال عن أعمــال تــابعــه الض ـ ـ ـ ــارة‪ ،‬بمعنى أنــه ليس‬
‫ضروريا أن يمارس التبوا ندس نشا التابع أو أن يكون على درجة عالية من اإللام بذل الأشا ‪.1‬‬

‫يير أن عدم ض ـ ـ ــرورة وجود عقد ص ـ ـ ــحيح بين التابع والتبوا وإن كانت أمرا يخدم مص ـ ـ ــلحة‬
‫الضرور إال أن اإلشكال في العامالت االلكترونية يكمن في تعدد التدخلين دون أن تر س بي هم عالقة‬
‫تبعية‪ ،‬فالؤلف للمعلومة أو النتم مص مستقل عن موردها وهذا األخير كذل مستقل عن مورد‬
‫النافذ أو عامل االتصـ ــال أو مسـ ــؤول التخزين‪ ،‬ولو أنه كثيرا ما تتولى إحدذ الشـ ــركات القيام بكامل‬
‫مراحل العملية إلى ياية با أو نش ـ ـ ـ ــر العلومة عبر االنترنت‪ ،2‬فدي هذه الحالة فإن التض ـ ـ ـ ــرر يمكنه‬
‫رفع دعوذ التعويج ضـ ــد الشـ ــركة على أسـ ــاس الم أ الشـ ــمح ـ ـ ي القائم على الم أ واجب اإلنبات‬
‫كما يمكنه مقاضـ ـ ــاة الشـ ـ ــركة باعتبارها متبوعا عن كل من يتبعها من فنيين ومهندسـ ـ ــين شـ ـ ــاركوا في‬
‫نشر العلومة‪.3‬‬

‫ومن األمثل ــة التي يس ـ ـ ـ ــوقه ــا الدق ــه للمس ـ ـ ـ ــؤولي ــة عن فع ــل الغير في م ــال العلوم ــاتي ــة ن ــد‬
‫مسؤولية مال الوقع االلكتروني عن األضرار التي تلحق الغير من جراء القاالت التي يصدرها الوقع‪،‬‬
‫فرئيس التحرير وريم كونه الشرف على الوقع والراقب لكل ما يأشر إال أنه يعتبر م رد تابع للمال‬
‫ن را لا لهذا األخير من سل ة اإلشراف والتوجيه ولكون العائدات الالية تدخل إلى ذمة الال وليس‬
‫رئيس التحرير‪ ،‬و التالي تكون عالقة التبعية نابتة بين الشــمصــين ويتحمل الال (التبوا) الســؤولية‬
‫الدنية عن أخ اء رئيس التحرير ( التابع )‪.4‬‬

‫‪1) Jacques FLOUR, Jean-Luc AUBERT, Éric SAVAUX, DROIT CIVIL Les Obligations 2, -Le fait‬‬
‫‪juridique- ,12ème éd, Dalloz, France, 2007, p 189.‬‬
‫‪.296‬‬ ‫‪ )2‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السا ‪،‬‬
‫‪.296‬‬ ‫‪ )3‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪ )4‬أروذ تقوذ‪ ،‬املس ة ة ةةدنلية املمجية للمو اقع اةل نجية اامرمية‪ ،‬م لة العلوم االقتص ـ ـ ــادية والقانونية‪ ،‬كلية الحقو ‪،‬‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬العدد ‪ ،1‬املجلد ‪.453 ،2014 ،30‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ب‪ -‬عنصر ارتكاب اخلطأ أثناء تأدية اخلدمة أو بسببها‪:‬‬

‫يعتبر التــابع في حــالــة تــأديــة الوظيدــة في الوقــت الــذي يبــاش ـ ـ ـ ــر فيــه األعمــال أو الأشـ ـ ـ ـ ــاطــات‬
‫الكلف بها في إطار وظيدته ويعتبر الدعل الض ـ ـ ـ ــار الذي يأتيه التابع حاص ـ ـ ـ ــال حال تأدية الوظيدة إذا‬
‫وقع على وجه المص ـ ـ ــو في الزمان والكان و وس ـ ـ ــائل وفي إطار تنديذ العمل املحدد من قبل التبوا‬
‫من جهة مع انصـ ـراف إرادة التابع إلى تحقيق مص ــلحة التبوا من جهة أخرذ‪ ،1‬و تحقق هذا الش ــر‬
‫يكون التبوا مس ـ ـ ـ ــؤوال في مواجهة الض ـ ـ ـ ــرور عن كافة األفعال الض ـ ـ ـ ــارة التي يرتكشها تابعه أنناء يدائه‬
‫لهامه‪ ،‬ويستوي في ذل أن يكون الضرر قد وقع نتي ة تنديذ أمر التبوا أو بدون أمر منه‪ ،‬بعلمه أو‬
‫بدون علمه‪ ،‬وسواء كان الدافع ذاتيا مصيا أو لصلحة التبوا‪.2‬‬

‫وعليه فإنه ال م ال لس ـ ــاءلة الدولة مدنيا عن األضـ ـ ـرار التي يرتكشها أحد موظدتها وهو يقود‬
‫سيارته الماصة أنناء ع لته األسبوعية‪ ،‬كما ال يسأل الستخدم عن فعل السرقة الذي يرتكبه أحد‬
‫العمال في محل تاجر يتعامل معه باسـ ــتمرار‪ ،‬أما إذا ألحق سـ ــائق الق ار أض ـ ـرارا بالغير نتي ة زيادة‬
‫في الس ـ ـ ـ ــرعة أو نتي ة لعدم توقده في املح ة التي يأبغي التوقف فتها أو ان القه قبل تلقي اإلش ـ ـ ـ ــارة‬
‫فإن مسؤولية شركة الق ارات تقوم وتسأل عن األضرار التي تسبب فتها السائق‪.‬‬

‫أما الم أ بس ـ ـ ــبب الوظيدة النص ـ ـ ــو عليه في الادة ‪ 136‬من القانون الدني الجزائري فهو‬
‫الــذي يرتكبــه التــابع خــار حــدودهــا أي خــار الن ــا الزمــاني والكــاني للوظيدــة وذل ـ ت ــاوزا منــه‬
‫لصـ ـ ــالحياته الوظيدية أو إسـ ـ ــاءة منه في اسـ ـ ــتعمالها‪ ،‬فدي مثل هذه الحالة يسـ ـ ــأل التبوا عن أعمال‬
‫تابعه بشــر وجود عالقة مباشــرة بين الم أ الرتكب من طرف التابع و ين الوظيدة بحيا لوالها لا‬
‫ارتكب الم أ‪.3‬‬

‫وعلى العكس من الشرا الجزائري ون يره الصري اللذان نصا صراحة على مسؤولية التبوا‬
‫عن أعمال تابعه في حالة ما إذا ارتكب هذا األخير فعال ض ـ ـ ـ ــارا بمناس ـ ـ ـ ــبة تأدية الوظيدة فإن الادة‬

‫‪.154‬‬ ‫‪ )1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.401‬‬ ‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬املوجزامل الشظرية العامة لرل زان ‪-‬مصاد اةل زان‪ ،-‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.405‬‬ ‫‪ )3‬أنور سل ان‪ ،‬املوجزامل الشظرية العامة لرل زان ‪-‬مصاد اةل زان‪ ،-‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫‪ 1242‬فقرة ‪ 5‬من القانون الدني الدرنس ـ ي لم تتضــمن مثل هذا الحكم واكتدت باألخ اء التي يرتكشها‬
‫التابع أنناء تأدية وظيدته‪ ،‬وهو األمر الذي أحدث خالفا في القض ـ ـ ـ ــاء الدرنس ـ ـ ـ ـ ي بين الدائرة الدنية‬
‫ملحكمة النقج التي رفض ــت اعتبار التبوا مس ــؤوال ملجرد أن الوظيدة قد س ــهلت من مهمة التابع في‬
‫ارتكاب الم أ بل اشـ ــترطت إضـ ــافة إلى ذل أن يكون الدعل قد وقع منه ضـ ــمن نشـ ــاطه الوجه نحو‬
‫تحقيق الهدف الرسوم له‪ ،‬في حين أن الدائرة الجنائية قد سلكت مسلكا مخالدا‪.1‬‬

‫هذه االختالفات بين الدوائر دفعت محكمة النقج الدرنس ـ ـ ـ ــية إلى أن ت تمع بكافة دوائرها‬
‫لتصل في ال هاية إلى أن التبوا ولكي يتخلص من مسؤوليته عن أعمال تابعه فإنه ي ب عليه أن يثبت‬
‫نالنة شـرو وهي أن يثبت أن الدعل الصـادر عن التابع يريب عن اختصـاصـاته‪ ،‬وأنه لم يأذن للتابع‬
‫بارتكاب هذا الدعل كما ي ب عليه أن يثبت انحراف وخرو التابع عن االختصـ ــاصـ ــات املمولة إليه‪،‬‬
‫وهو ما يعني أن وقت حدوث الضرر لم يكن التابع يستديد من التسهيالت التي كدلها نشا التبوا‪.2‬‬

‫أما في م ال السـ ـ ــؤولية محل الدراسـ ـ ــة فيمكن القول أن ذات الصـ ـ ــعو ات التي ت رقنا إليه‬
‫عند دراس ــة ش ــر التبعية س ــتواجهنا في الش ــر الحالي‪ ،‬ذل أن الص ــعو ة في القواعد العامة كانت‬
‫تنحص ــر فقس في حالة الم أ بس ــبب الوظيدة دون حالتي الم أ أنناء الوظيدة أو الم أ بمناس ــب ها‪،‬‬
‫أما في م ال العامالت االلكترونية فإن الص ـ ــور الثالنة الس ـ ــابقة كلها ص ـ ــعبة التحقق‪ ،‬إذ يص ـ ــعب في‬
‫كثير من األحوال على الش ـ ــمص التض ـ ــرر من خ أ الكتروني ارتكبه التابع أن يثبت أن هذا األخير قد‬
‫ارتكبه أنناء تأدية الوظيدة‪ ،‬وذل بس ـ ــبب طبيعة األعمال االلكترونية التي تتم عن بعد دون ض ـ ــرورة‬
‫تواجد التابع والتبوا في مكان واحد‪ ،3‬لذل وض ـ ـ ـ ــع الدقه م موعة من الداهيم في ش ـ ـ ـ ــكل أس ـ ـ ـ ــئلة‬
‫يتحقق معها الشر السالف الذكر و التبعية تقوم مسؤولية التبوا عن أعمال تابعه في حال ما إذا‬
‫كانت اإلجابة بـ نعم بغج الن ر عن نوا السؤولية تقليدية كانت أم الكترونية‪ ،‬هذه األسئلة هي‪:‬‬

‫‪1) Jacques FLOUR, Jean-Luc AUBERT, Eric SAVAUX, op cit , p 220.‬‬


‫‪2) Jacques FLOUR, Jean-Luc AUBERT, Éric SAVAUX, op cit , p 220.‬‬
‫‪.300‬‬ ‫‪ )3‬رجا عايد الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫هل الوظيدة ســاعدت التابع على ارتكاب الدعل أو ســاهمت في ارتكابه؟ هل نمة فائدة عادت‬
‫على رب العمل أو كان من الدروض أن تعود عليه من جراء ارتكاب التابع لدعله؟ وهل يعتبر ارتكاب‬
‫الدعل من التابع مألوفا أم كان شاذا ومن يير التصور ارتكابه في السير ال بيني لألمور؟ وهل الدعل‬
‫ارتكب في أوقات العمل أو في مكان مخصص للعمل؟‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني ملسؤولية املتبوع وإمكانية رجوعه على التابع‬

‫تعتبر مس ـ ـ ــألة تحديد األس ـ ـ ــاس القانوني لس ـ ـ ـؤولية التبوا عن أعمال تابعه من النقا التي‬
‫اختلف حولهـا الدقـه القـانوني اختالفـا كبيرا ن را لعـدم اس ـ ـ ـ ــتقرارهم على أس ـ ـ ـ ــاس معين‪ ،‬فم هم من‬
‫ذهب إلى أن الم أ الش ـ ـ ــمحـ ـ ـ ـ ي واجب اإلنبات هو مبرر قيام هذا النوا من الس ـ ـ ــؤولية‪ ،‬بينما ذهب‬
‫فريق يخر إلى تأسيس هذه السؤولية على أساس الم أ الدترض يير القابل إلنبات العكس‪ ،‬في حين‬
‫رأذ جانب يخر من الدقه بالسؤولية الوضوعية على أساس ن رية املماطر أو تحمل التبعة‪.‬‬

‫وإلى جانب هذه الس ـ ـ ـ ــألة الحس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــة التي س ـ ـ ـ ــأت ر إلتها في الدقرة األول من هذا الدرا‪،‬‬
‫س ـ ــنخص ـ ــص الدقرة الثانية لدذ إمكانية رجوا التبوا على تابعه ل البته بالتعويج عن البال التي‬
‫دفعها للمضرور‪.‬‬

‫أوال‪ -‬األساس القانوني ملسؤولية املتبوع عن أعمال تابعه‪:‬‬

‫لتحديد األساس القانوني لهذه السؤولية فقد ظهرت عدة ن ريات تندر كلها تحت توجهين‬
‫رئيس ـ ـ ــيين األول يعتبرها مس ـ ـ ــؤولية ذاتية بمعنى أ ها تقوم على أس ـ ـ ــاس مس ـ ـ ــاءلة الش ـ ـ ــمص عن فعله‬
‫الشـ ــمح ـ ـ ي‪ ،‬بينما التوجه الثاني ي علها مسـ ــؤولية عن فعل الغير تقوم كنتي ة ملحاسـ ــبة الشـ ــمص‬
‫عن أخ اء لم يرتكشها هو بل ارتكشها ييره‪ ،‬وذل على النحو التالي‪:‬‬

‫أ) ‪ -‬اخلطأ املفرتض غري القابل إلثبات العكس‪:‬‬

‫يرذ أنصار هذه الن رية أن الم أ هو أساس مسؤولية التبوا عن أعمال تابعه‪ ،‬فهم يدترضون‬
‫وقوا خ ــأ في الرق ــاب ــة أو التوجي ــه أو خ ــأ في اختي ــار ـ ـ ـ ــمص الت ــابع أو خ ــأ في ك ــل الح ــاالت‬
‫الس ــابقة‪ ،‬وي علون من هذا الم أ قرينة ق عية ال تقبل دحض ــها بإنبات الدليل العكسـ ـ ي‪ ،‬فهو‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫خ ــأ مدترض افتراضـ ـ ـ ـ ــا ال يقبــل إنبــات العكس‪ .1‬يير أن هــذا الرأي الــذي تم اعتمــاده من طرف‬
‫القض ــاء و قي ص ــامدا لدة طويلة قد تعرض النتقادين رئيس ــيين كانا كديلين باس ــتبعاده كأس ــاس‬
‫لسؤولية التبوا‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ ‬افتراض الم ــأ في جــانــب التبوا افتراض ـ ـ ـ ـ ــا يير قــابــل إلنبــات العكس يمكنــه من التخلص من‬
‫الس ــؤولية الدنية بندي عالقة الس ــببية بين خ ئه في اإلشـ ـراف أو التوجيه أو االختيار والض ــرر‬
‫الذي لحق الخحية‪ ،‬وهو أمر يير مقبول بإجماا الدقهاء‪.2‬‬
‫‪ ‬يترتب على األخذ بهذا الرأي اس ــتبعاد مس ــؤولية عديم التمييز لعدم إمكانية ارتكابه خ أ بس ــبب‬
‫تخلف الركن العنوي فيــه(التمييز)‪ ،‬وهو مــا يخــالف توجــه العــديــد من التش ـ ـ ـ ــريعــات التي أقرت‬
‫مس ـ ـ ـ ــؤولية عديم التمييز على أس ـ ـ ـ ــاس أنه وإن كان يير قادر على ارتكاب الم أ فانه قادر على‬
‫إلحا الضرر بالغير‪.3‬‬

‫ب) ‪ -‬نظرية حتمل التبعة‪:‬‬


‫م‬ ‫م‬
‫تأس ــيس ــا على القاعدة الش ــرعية القائلة بأن الغرم بالغنم فإن التبوا يتحمل تبعة نش ــاطات‬
‫تابعه‪ ،‬ومداد هذه الن رية أن التبوا ما دام يستديد من نشا التابع ويغنم منه فمن الواجب أيضا‬
‫م‬
‫أن يتحمل تبعة ذل (الغرم)‪.‬‬

‫يير أن هذا التوجه وإن كان يبرر عدم إمكانية تخلص التبوا من الســؤولية بندي الم أ عن‬
‫ندسـ ـ ــه‪ ،‬كما يبرر إمكانية مسـ ـ ــاءلة عديم التمييز‪ 4‬بصـ ـ ــدته متبوعا ال بصـ ـ ــدته الشـ ـ ــمصـ ـ ــية‪ ،‬إال أنه‬
‫يتعارض مع فكرة تحمل التبعة التي ت عل الس ـ ــؤول يتحمل كافة األض ـ ـرار التي ألحقها ييره حتى ولو‬
‫لم يرتكب هذا الغير أي خ أ‪ ،‬في حين أنه من التدق عليه أن مس ـ ـ ـ ــؤولية التبوا ال تقوم إال في حالة‬

‫‪.88‬‬ ‫‪ - .1177‬القاض ي طالل لجا ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬ ‫‪ )1‬أن ر كل من‪ :‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬مصاد اةل زان امل ال اجون املمني ‪-‬د اسة م ا جة بالف ه ااسرمي‪ ،-‬ال بعة الرابعة‪ ،‬دار الثقافة للأشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.225 ،2010 ،‬‬
‫‪ )3‬نالح أن الشرا الجزائري كان يعتد بمسؤولية عديم التمييز قبل تعديل القانون الدني سنة ‪ 2005‬يير انه بصدور‬
‫القانون ‪ 10-05‬فقد ألغيت الدقرة رقم ‪ 2‬من الادة ‪ 125‬ولم يعد يعتد بهذا النوا من السؤولية‪.‬‬
‫‪ )4‬بالأسبة للتشريعات التي تقول بإمكانية مساءلة عديم التمييز‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫نبوت خ أ التابع‪ ،‬كما أن التس ـ ـ ـ ــليم بحق التبوا في الرجوا على تابعه تنافي فكرة تحمل التبعة التي‬
‫تخول للمسؤول هذا الحق (الرجوا)‪ .1‬وإزاء هذه االنتقادات الوجهة لن رية تحمل التبعة فقد بحا‬
‫الدقه إمكانية تأسيس هذه الصورة من السؤولية الدنية على أساس الضمان أو الكدالة‪.‬‬

‫جـ) ‪ -‬نظرية الضمان (الكفالة)‪:‬‬

‫إن قوام هذه الن رية هو الحالة أو الوض ـ ـ ـ ــعية االقتص ـ ـ ـ ــادية التي يتواجد فتها التابع‪ ،‬إذ أنه‬
‫و الن ر إلى الالءة الالية الدترض ـ ــة في التبوا فإنه يتحمل الس ـ ــؤولية ض ـ ــمانا وكدالة لحالة اإلعس ـ ــار‬
‫التي يالبا ما يكون فتها التابع‪ ،‬وذل تداديا لألذذ الذي من شـ ـ ـ ــأنه أن يلحق الضـ ـ ـ ــرور من جراء هذه‬
‫الحالة إذ سـ ــيبق بدون تعويج‪ .2‬كما أن تأسـ ــيس مسـ ــؤولية التبوا على ن رية الضـ ــمان أو الكدالة‬
‫ي نبنا االنتقادات الوجهة لن رية تحمل التبعة‪ ،‬ألنه (التبوا) ال يمكنه التخلص من مس ـ ــؤوليته ألن‬
‫بانعدام التمييز لديه ألن مص ـ ـ ـ ــدر‬ ‫التزامه بتحقيق نتي ة وليس ببذل عناية‪ ،3‬كما ال يمكنه التح‬
‫السؤولية في هذه الحالة هو القانون وليس االتدا و التالي ال يشتر التمييز‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ -‬حق املتبوع يف الرجوع على التابع‪:‬‬

‫تنص الادة ‪ 137‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬للمتبوا حق الرجوا على تابعه في‬
‫حالة ارتكابه خ أ جسيما ‪.‬‬

‫باس ـ ـ ــتقراء نص الادة س ـ ـ ــالدة الذكر والتي خض ـ ـ ــعت لتعديل جزئي بموجب القانون ‪10-05‬‬
‫نالح أن الشــرا الجزائري قد يير موقده من مســألة رجوا التبوا على التابع مقارنة بالنص األصــلي‬
‫الوارد بموجب األمر ‪ ،58-75‬إذ وريم محاف ته على البدأ من خالل تمكينه التبوا من الرجوا على‬

‫‪ )1‬محمود عبد الرحمان محمد‪ ،‬الشظرية العامة لرل زاماو ‪-‬ارجزا األنت مصاد اةل زان ‪ ،-‬مركز جامعة القاهرة للتعليم‬
‫الدتوح‪ ،‬مصر‪.403 ،2007 ،‬‬
‫‪ )2‬محمد الشيخ عمر دفع هللا‪ ،‬مسدنلية امل وع ‪-‬د اسة م ا جة‪ .79 ،1970 ،-‬نقال عن‪ :‬القاض ي طالل لجا ‪ ،‬الرجع‬
‫السابق‪.92 ،‬‬
‫‪ )3‬قرار صادر عن محكمة النقج الصرية بتاريخ ‪ .2019/06/10‬متاح على موقع‪:‬‬
‫‪.https://www.cc.gov.eg/judgments‬تاريخ االطالا‪.2019/09/10 :‬‬
‫‪ )4‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪.1186 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫تابعه وم البته بدفع مبال التعويج الس ــددة للمض ــرور إال أنه قيده بض ــرورة أن يكون خ أ التابع‬
‫جس ـ ـ ـ ــيمــا أي أن يكون االنحراف قــد ت ــاوز القــدر الــألوف الــذي يصـ ـ ـ ـ ــدر عن الرجــل العــادي عــادة‪،‬‬
‫و مدهوم املمالدة فإن م رد ارتكاب التابع لم أ يس ـ ــير يقيم مس ـ ــؤولية التبوا دون أن يكون له حق‬
‫الرجوا على تابعه‪.‬‬

‫وقــد نمن جــانــب من الدقــه هــذا التوجــه الجــديــد للمش ـ ـ ـ ــرا الجزائري إذ يعتبر بمثــابــة موقف‬
‫متوازن يض ــمن حقو كافة األطراف من الض ــرور إلى التابع فالتبوا‪ ،‬وفي هذا الص ــدد يقول األس ــتاذ‬
‫الق ــدير علي فياللي ‪...‬ل ةةم ك ةةان ح الرجوع ال ةةذي ي م ع ب ةةه امل وع امل ةةل الشص ال ةةميم يتش ةةاا‬
‫نالعمالة‪ ،‬إذ يعمل ال ابع رحس ة ة ة ةةاب امل وع نتحا توجالهه ن قاب ه نة ة ة ة ة ةةأن له بتشظيم نتس ة ة ة ةةيي‬
‫النشة ةةاط الذي يما سة ةةه‪ ،‬نة يسة ة يع أن يح اط ل عض األخ ا نمع هذا يسة ةةأت حت أن أخ ائه‬
‫اليسي ة‪ ،‬نجتيمة لذلك ة ي حمل امل وع تعويض األضرا التي رح ا بالغي ‪.1 ...‬‬

‫وإذا كان الوقف الجديد للمش ـ ــرا الجزائري يتس ـ ــم بالتوازن لا فيه من مراعاة لص ـ ــالل كافة‬
‫األطراف في إطــار الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة التقليــديــة‪ ،‬فــإنــه مس ـ ـ ـ ـلـ إي ــا ي أيض ـ ـ ـ ــا ومالئم للت بيق على‬
‫الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية م ال العامالت االلكترونية‪ ،‬ذل أن طبيعة هذه العامالت ونوعية الهام ذات‬
‫ال ــابع التقني العقــد التي يقوم بهــا التــابع تر ل فرض ـ ـ ـ ـيــة وقوعــه في األخ ــاء اليس ـ ـ ـ ــيرة التي تؤدي إلى‬
‫أض ـرار جس ــيمة‪ ،‬إذ إنه لو بقي نص الادة ‪ 137‬من القانون الدني الجزائري على حالته األص ــلية دون‬
‫تعديل فإن التابع س ــي د ندس ــه م البا بتس ــديد مبال مالية ــممة كتعويج بس ــبب ارتكابه لم أ‬
‫بسيس يرتكبه أي مص يخر لو وضع في ندس ال روف‪ ،‬علما وأنه ما قام بهذا الأشا إال لصلحة‬
‫التبوا و نـاء على أوامره وتوجتهـاتـه‪ ،‬أمـا في ظـل النص الحـالي فـإن التبوا يتحمـل مس ـ ـ ـ ــؤوليـة األخ ـاء‬
‫البسي ة التي يرتكشها تابعه دون أن يكون له الحق في الرجوا عليه‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية لوسطاء االنرتن‬


‫تتميز العلومات والبيانات والأشـورات التي ت هر عبر شـبكة االنترنت بخاصـية هامة وهي أنه‬
‫وقبل وصـ ــولها لسـ ــتخدم الشـ ــبكة فإ ها تمر بعدة مراحل‪ ،‬األمر الذي يسـ ــتلزم تدخل عدة أ ـ ــما‬

‫‪.167‬‬ ‫‪ )1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫يلعبون دور الوس ــاطة االلكترونية لذل‬ ‫إلتمام العاملة االلكترونية أيا كان نوعها‪ ،‬هؤالء األ ــما‬
‫ي لق علتهم اسم مقدمي المدمات الوسي ة أو وس اء االنترنت‪.‬‬

‫ويتميز دور أيلبية هؤالء الوس ـ ـ ـ ـ اء في عملية تداول العلومة والتعاطي معها الكترونيا أنه ال‬
‫يت اوز الدور الدني التمثل في الســاعدة الادية لتمكين الســتخدم من الولو إلى الشــبكة واســتخدام‬
‫مختلف ت بيقاتها‪ ،‬يير أن هذا ال يعني عدم أهمية الدور الذي يلعبه مقدمو هذه المدمات بل على‬
‫العكس من ذل يعتبر أمرا مهما وأسـ ـ ــاسـ ـ ــيا عندما يريد القاض ـ ـ ـ ي إسـ ـ ــناد السـ ـ ــؤولية لهؤالء أو ندتها‬
‫ع هم‪.1‬‬

‫ولدراس ــة مس ــؤولية وس ـ اء االنترنت ومعرفة مدذ انن ــجامها مع قواعد الس ــؤولية عن فعل‬
‫الغير س ــوف نقوم بتقس ــيم هذا ال لب إلى فرعين‪ ،‬نخص ــص األول لدهوم وسـ ـ اء االنترنت‪ ،‬في حين‬
‫يتناول الدرا الثاني مالمح مسؤولية الوس اء وحاالت نوت وانتداء السؤولية ع هم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم وسطاء األنرتن‬


‫إذا ـكـانــت الش ـ ـ ـ ــبكــة العنكبوتيــة كمــا يس ـ ـ ـ ــمتهــا البعج من أك ر النــابر كدــالــة لحريــة التعبير‬
‫مهما كانت جأس ـ ـ ــياتهم وأيديولوجياتهم وأماكن تواجدهم‪ ،‬فإن ذل ال‬ ‫وتبادل اآلراء بين األ ـ ـ ــما‬
‫يعني عدم خضوا مستخدمي هذه الشبكة ألحكام القانون أو استبعاد ت بيقه علتهم‪.2‬‬

‫والحقيقة أن حص ـ ـول الجمهور على العلومات والتداعل معها عبر الشـ ــبكة عن طريق البا‬
‫أو الأشــر أو التعليق يســتد ي االســتعانة بخدمات القائمين علتها من مورد الدخول إلى متعهد اإليواء‬
‫إلى مورد العلومـة‪ ،‬كـل هؤالء عرف هم الـادة ‪ 14‬من التوجيـه األورو ي رقم ‪ 31/2000‬التعلق بـالت ـارة‬

‫‪ )1‬عبد الهدي كاظم ناصر‪ ،‬املسدنلية املمجية لوس اا األج جا‪ ،‬م لة القادسية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2‬املجلد ‪ ،2‬سنة ‪.226 ،2009‬‬
‫‪ )2‬أحمد قاسم فرح‪ ،‬الشظان ال اجوني مل ممي خمماو ااج جا – د اسة تحليلية م ا جة ‪ ،-‬م لة النارة‪ ،‬جامعة يل البيت‪،‬‬
‫العدد ‪ ،9‬املجلد ‪ ،13‬سنة ‪.323 ،2007‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫االلكترونية‪ 1‬وكذا الادة ‪ 2/1-6‬من القانون الدرنس ـ ـ ـ ـ ي التعلق بالثقة في االقتص ـ ـ ـ ــاد الرقمي‪ 2‬بأ هم‬
‫ال بيعيون أو العنويون ال ــذين يتولون‪ ،‬ولو ب ــاملج ــان تخزين البي ــان ــات والن ـ ـ ـ ــجالت‬ ‫األ ـ ـ ـ ـم ــا‬
‫العلومــاتيــة لعمالوهم‪ ،‬ويض ـ ـ ـ ــعون تحــت تص ـ ـ ـ ــرفهم الوسـ ـ ـ ـ ــائــل التقنيــة والعلومــاتيــة التي تمك هم من‬
‫الوص ـ ـول إلى هذا املمزون االلكتروني على مدار السـ ــاعة ‪ .3‬وعليه سـ ــنتناول بالتعريف والشـ ــرح أهم‬
‫الوس اء التدخلون في م ال العامالت االلكترونية‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬مورد الدخول (متعهد الدخول)‪:‬‬

‫ي لق على مورد الدخول تسميات عديدة م ها متعهد الوصول‪ ،‬مورد النافذ‪ ،‬مورد الدخول‪،‬‬
‫مزود الدخول‪ ،‬مقدم خدمة الدخول وييرها من التس ــميات‪ ،‬والذي قد يكون ــمص ــا من أ ــما‬
‫أو جمعية أو شـركة ت ارية‪ ،4‬مع العلم أن دور هذا التعهد يقتصـر‬ ‫القانون العام أو القانون الما‬
‫على تمكين الز ائن والعمالء من االتص ـ ـ ــال بش ـ ـ ــبكة األنترنت وذل من خالل إبرام عقد يس ـ ـ ــمى عقد‬
‫االش ـ ـ ـ ــتراأ في الش ـ ـ ـ ــبكة‪ ،5‬والذي يعتبر من العقود التبادلية أو اللزمة لجانبين حيا يلتزم العميل أو‬

‫‪1) Directive nº 2000/31/CE du Parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000 relative "à certains aspects‬‬
‫‪juridiques des services de la société de l´information, et notamment du commerce électronique, dans le‬‬
‫‪marché intérieur", JOCE, nº L178,17 juillet 2000, P 1.‬‬
‫‪2) Loi nº 2004/575 du 21 juin 2004 sur la Confiance dans l´économie numérique, JO, 22 juin 2004, p.11168.‬‬
‫‪3) L’article 14 Directive nº 2000/31/CE ainsi que L’article 6-1/2 du LCEN disposent que: «Les personnes‬‬
‫‪physiques ou morales qui assurent, même à titre gratuit, pour mise à disposition du public par des services‬‬
‫‪de communication au public en ligne, le stockage de signaux, d’écrits, d’images, de sons ou de messages de‬‬
‫‪toute nature fournis par des destinataires de ces services».‬‬
‫‪ )4‬فاطمة الزهرة عكو‪ ،‬املسدنلية املمجية مل ممي اراممة الوسي ة امل اةج جا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.26 ،2016 ،1‬‬
‫‪ )5‬ي لق على عقد االشتراأ في االنترنت عدة تسميات م ها عقد الدخول إلى االنترنت‪ ،‬عقد النداذ إلى شكة االنترنت‪ ،‬عقد‬
‫استخدام الشبكة ويسمى أيضا عقد االتصال بالشبكة والذي يعرف بأنه عقد يبرم بين مزود خدمة االنترنت والشترأ في‬
‫هذه المدمة فيلتزم األول بخدمة االنترنت وذل بتحقيق االتصال بين الحاسوب االلكتروني والشبكة العلوماتية‪ ،‬وكذل‬
‫توفير كل ما من شأنه من الوسائل لتحقيق هذا الترابس كي يتمكن من االنتداا بالشبكة بأقح ى قدر ممكن‪ ،‬كل ذل مقابل‬
‫أجر يتعهد به الشترأ طيلة مدة العقد ‪.‬‬
‫أن ر‪ :‬محمد عبد الرزا محمد عباس‪ ،‬الشظان ال اجوني لع م اةة اك امل خممة األج جا‪ ،‬دار الدكر والقانون‪،‬‬
‫النصورة‪ ،‬مصر‪.45 ،2016 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الش ـ ـ ـ ــترأ في الش ـ ـ ـ ــبكـة بتس ـ ـ ـ ــديـد مبل مـالي معين مقـابـل االنتدـاا بخـدمـة االنترنـت‪ ،‬بينمـا يلتزم مورد‬
‫المدمة (شـ ـ ــركة االتصـ ـ ــاالت) بتمكين السـ ـ ــتخدم من الولو والدخول إلى الشـ ـ ــبكة عن طريق توفير‬
‫مختلف اإلمك ــاني ــات ال ــادي ــة والتقني ــة التي تحقق ه ــذا الغرض‪ ،‬ومن بين ه ــذه الوسـ ـ ـ ـ ـ ــائ ــل الودم‬
‫‪ MODEM‬وهو عبارة عن يلة تس ـ ــمح بنقل الع يات الرقمية التي يتض ـ ــم ها الحاس ـ ــوب إلى قوة دفع‬
‫كهر ائية فهو بمثابة حلقة الوصل بين الحاسوب وشبكة الهاتف ويقوم بتحويل اإلشارات الهاتدية‬
‫من النمس التصـ ــل التناظري ‪ Analogique‬إلى إشـ ــارات متق عة رقمية يدهمها الحاسـ ــوب والعكس‬
‫بالعكس‪.1‬‬

‫وقد تناول الش ـ ـ ــرا الجزائري تن يم خدمة الوص ـ ـ ــول إلى االنترنت من خالل نص الادة األولى‬
‫من القانون ‪ 04/09‬التض ـ ـ ـ ــمن القواعد الماص ـ ـ ـ ــة للوقاية من الجرائم التص ـ ـ ـ ــلة بتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتص ـ ــال ومكافح ها‪ ،2‬حيا حددت الادة الذكورة مقدمي المدمات بأ هم أي كيان عام أو خا‬
‫يقدم لس ـ ــتعملي خدماته القدرة على االتص ـ ــال بواسـ ـ ـ ة من ومة معلوماتية أو ن ام لالتص ـ ــاالت ‪،‬‬
‫ومن أمثلــة مقــدمي خــدمــة الوص ـ ـ ـ ــول في الجزائر ‪ DJAWEB‬و‪ FAWRI‬في الق ــاا العــام‪ ،‬إض ـ ـ ـ ــافــة إلى‬
‫‪ ASSILA‬و‪ EEPAD‬في الق اا الما ‪.3‬‬

‫علما وأن التزام متعهد الوص ـ ــول ت اه العميل أو الش ـ ــترأ هو التزام بتحقيق نتي ة ال م رد‬
‫التزام ببذل عناية‪ ،‬حيا تقوم السؤولية العقدية لشركة االتصاالت بم رد تعذر اتصال الستخدم‬
‫بالش ـ ـ ــبكة أو في حال ما إذا كانت عملية االتص ـ ـ ــال ب يئة وال تحقق الغرض الذي من أجله أبرم عقد‬
‫االشتراأ والتمكن من استغالل االنترنت على الوجه األمثل من خالل االنتداا بم مل المدمات التي‬
‫توفرها‪.‬‬

‫ي او املعلوماتية نخمماتها‪ ،‬مركز‬ ‫‪ )1‬علي كحلون‪ ،‬املسدنلية املعلوماتية‪ :‬محانلة لض ط مميزاو امل مخلين امل إطا ال‬
‫الأشر الجامني‪ ،‬تونس‪.75 ،2005 ،‬‬
‫‪ )2‬القانون ‪ 04/09‬الؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ ،2009‬يتضمن القواعد الماصة للوقاية من الجرائم التصلة بتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافح ها‪ ،‬ر عدد ‪ ،47‬سنة ‪.2009‬‬
‫‪.26‬‬ ‫‪ )3‬فاطمة الزهرة عكو‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ثانيا ‪ -‬متعهد اإليواء‪:‬‬

‫إذا كان دور مورد المدمة يقتصـ ـ ــر على م رد تمكين العميل أو الز ون من االرتبا بشـ ـ ــبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬فإن دور متعهد اإليواء يتمثل كقاعدة عامة في الس ـ ـ ـ ــاعدة الدنية التي يقدمها ألص ـ ـ ـ ــحاب‬
‫الواقع االلكترونية لالتص ـ ـ ــال بمواقعهم من خالل تخزين الت بيقات والن ـ ـ ــجالت العلوماتية‪ ،‬والتي‬
‫تضع هؤالء الالكين للمواقع االلكترونية في وضعية تمك هم من عرض و ا مختلف املحتويات‪.1‬‬

‫وقد تناول الشرا الجزائري متعهد اإليواء في نص الادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من القانون ‪ 04-09‬سالف‬
‫الذكر دون أن يذكره ص ـ ـ ـ ـراحة حيا عرفه من خالل الدور الذي يقوم به بأنه أي كيان يخر يقوم‬
‫بمعالجة أو تخزين مع يات معلوماتية لدائدة خدمة االتصال الذكورة أو لستعملتها ‪.‬‬

‫أما عن التعريدات التي قدمها الدقه فإنه وريم اختالفها من ناحية الص ـ ـ ــياية الدنية إال أ ها‬
‫اشتركت في القصد حيا ركزت في تعريدها لتعهد اإليواء على طبيعة الدور الدني الذي يقوم به‪ ،‬وقد‬
‫اخترنـا من بين هـذه التعـاريف تعريف األس ـ ـ ـ ـتـاذ علي كحلون ن را لعموميتـه وذكره ألهم مـا يمكن أن‬
‫يقوم بــه متعه ـد اإليواء حيــا عرف هــذا األخير بــأنــه كــل ـ ـ ـ ــمص طبيني أو معنوي يقوم بتخزين‬
‫ص ـ ـ ـ ــدح ــات الويــب والواقع االلكتروني ــة عبر أن مت ــه العلومــاتي ــة بمقــاب ــل أو ب ــاملجــان‪ ،‬على أن يلتزم‬
‫بقواعــد الس ـ ـ ـ ــالمــة والر س الكديلــة بحمــايــة ش ـ ـ ـ ــبكــة االنترنــت وض ـ ـ ـ ـمــان اس ـ ـ ـ ــتمراريــة الندــاذ إلى هــذه‬
‫الصدحات والواقع ‪.2‬‬

‫و تتحقق خدمة إيواء الواقع االلكترونية بموجب عقد يسمى عقد اإليواء‪ ،3‬وهو من العقود‬
‫االلكترونية حديثة الأشـ ـ ـ ــأة ‪ ،‬والذي بموجبه يتم توفير وإتاحة جميع الوسـ ـ ـ ــائل التقنية والعلوماتية‬

‫‪ )1‬عادل بوزيدة‪ ،‬املسدنلية ارجزائية مل عهم إيواا املو اقع اةل نجية من املح وا املعلوماتي املجرن‪ ،‬م لة الحقو‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عمار نليجي األيوا ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سبتمبر ‪.146 ،2016‬‬
‫ي او املعلوماتية نخمماتها‪ ،‬الرجع‬ ‫‪ )2‬علي كحلون‪ ،‬السؤولية العلوماتية‪ :‬محانلة لض ط مميزاو امل مخلين امل إطا ال‬
‫السابق‪.202 ،‬‬
‫‪ )3‬يتمثل موضـ ــوا عقد اإليواء في التزام مقدم خدمة االنترنت بأن يضـ ــع تحت تص ــرف الش ــترأ جانبا من إمكانياته الدنية‬
‫السـ ــتخدامها في تحقيق مصـ ــالحه و ال ريقة التي تناسـ ــبه ويحدث ذل من خالل إتاحة انتداا ـ ــمص ب زء من إمكانيات‬
‫األجهزة واألدوات العلوماتية‪ ،‬كتخصــيص مســاحة قر صــلب أو شــريس مرور أو مكنة التعامل مع الجهاز‪ .‬يســتقبل مقدم‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫بمقابل أو باملجان تحت تصـ ـ ـ ــرف العمالء من أجل تمكين الجمهور من الحصـ ـ ـ ــول على هذه المدمة‬
‫من خالل تخزين البيانات والعلومات على حاس ـ ــباته اآللية الرتب ة بش ـ ــبكة االنترنت لتس ـ ــهيل اطالا‬
‫الجمهور على مــا تتض ـ ـ ـ ــمن ــه من معلومــات‪ ،1‬ه ــذا العق ــد يلعــب دورا ه ــامــا وجوهريــا في التعرف على‬
‫ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــية طالب خدمة اإليواء و إحاطته علما بكيديات وش ـ ـ ـ ــرو اس ـ ـ ـ ــتعمالها‪ ،‬و إخ اره بحدود‬
‫التعامل وتبيان السلوكيات االلكترونية الشروعة ويير الشروعة ‪ ،2‬وييرها من األمور التي قد تشكل‬
‫أخ اء تقوم معها السؤولية الدنية وأو الجزائية لستخدم االنترنت أو حتى لتعهد اإليواء‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬ناقل املعلومات‪:‬‬

‫يقصـ ــد به كل ـ ــمص طبيني أو معنوي يدير شـ ــبكة اتصـ ــاالت ‪ -‬سـ ــلكية أو ال سـ ــلكية ‪ -‬عن‬
‫بعد ويس ـ ــمح للمس ـ ــتخدم باالتص ـ ــال عبر ش ـ ــبكاته إلى الن ام العلوماتي‪ ،3‬وهو بذل يلعب دورا فنيا‬
‫يتمث ــل في العم ــل على توفير البأي ــة التحتي ــة الالزم ــة لنق ــل العلوم ــات من خالل الر س بين الن ــام‬
‫العلوم ــاتي ومس ـ ـ ـ ــتخ ــدم االنترن ــت‪ ،‬ف ــدور ن ــاق ــل العلوم ــات ينحص ـ ـ ـ ــر في ت ــأمين الر س بين العلوم ــة‬
‫والوحدات املمتلدة‪ ،‬ومن نمة فاألصل هو عدم اطالعه على العلومات التي تعبر الشبكة بواس ته‪،4‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن شركة اتصاالت الجزائر هي التي تتولى عملية الر س الداخلي بشبكة االنترنت‪.‬‬

‫وتتم عملي ــة نق ــل العلوم ــات من خالل إبرام عق ــد النق ــل لتق ــديم خ ــدم ــة النق ــل بواس ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ــمص يس ــمى ناقل العلومات‪ ،‬وبهذا الوص ــف يمكن تش ــبيه هذا األخير بس ــا ي البريد ألن كال م هما‬
‫ينحصر دوره في نقل العلومات أو الونائق من الرسل إلى الرسل إليه‪ ،‬وهو األمر الذي يميزه عن ييره‬
‫االنترنــت مثــل متعهــد اإليواء ومورد العلومــات ألنــه ال يتولى عمليــة التخزين البــاش ـ ـ ـ ــر‬ ‫من أ ـ ـ ـ ـمــا‬

‫المدمة العلومات أو الرسـائل الماصـة بالشـترأ ويتيح لها فرصـة الدخول على الشـبكة ويضـمن للمشـترأ تيسـير اسـتخدام‬
‫الوقع الذي خزن فيه معلوماته ‪.‬‬
‫‪.27‬‬ ‫أن ر‪ :‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪1) Vivant Michel, Les contractas de commerce électronique, Litec, Paris, France, 1999, p 31.‬‬
‫‪ )2‬حسن البنا عبد هللا عياد‪ ،‬املسدنلية املمجية نارجشائية مل ممي بعض خمماو اةج جا‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقو ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.120 ،2015 ،‬‬
‫‪ )3‬عادل أبو هشيمة محمود حوته‪ ،‬م ود خمماو املعلوماو اةل نجية امل ال اجون المنلمل ارااص‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.25 ،2004 ،‬‬
‫‪.197‬‬ ‫‪ )4‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫والدائم للمادة العلوماتية وال يقوم ب معها وتأليدها و التالي فهو ال يتمتع بأي سـ ــل ة ت اه العلومة‪،‬‬
‫وإنما ينصــب جل عمله على م رد نقلها ماديا من وحدة إلى أخرذ‪ ،‬دون أن يكلف بمراقب ها أو االطالا‬
‫على مضمو ها‪.1‬‬

‫رابعا‪ -‬مورد املضمون‪:‬‬

‫وهو ذل الشــمص الذي يقوم بتحميل الجهاز أو الن ام بالعلومات‪ ،2‬بغرض وضــعها تحت‬
‫تص ـ ـ ـ ــرف الجمهور‪ 3‬س ـ ـ ـ ــواء كــان هــذا الورد منت ــا للمعلومــة أو جــامعــا أو مؤلدــا لهــا‪ ،4‬أو كــان م رد‬
‫صـ ــاحب حق في إعادة با أو عرض أو نشـ ــر تل العلومات على الشـ ــبكة‪ ،‬ويسـ ــتوي في ذل أن يكون‬
‫الورد مصا عاديا أو أن يكون مهنيا أي أنه يم هن ويحترف مثل ذل الأشا ‪.‬‬

‫وت در اإلش ــارة إلى أن الس ــتخدم ال هائي لش ــبكة االنترنت يتعامل مع العلومات الأش ــورة من‬
‫طرف مورد الض ــمون إما لالس ــتدادة م ها ــمص ــيا‪ ،‬أو إلعادة عرض ــها على الش ــبكة وهو بذل يلعب‬
‫دور مس هل العلومة كما يمكنه أن يلعب دور الورد لها‪.5‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مالمح مسؤولية وسطاء االنرتن‬
‫من البديهي أن تقوم الس ــؤولية التقص ــيرية لكل من مورد الض ــمون االلكتروني يير الش ــروا‬
‫وكذل مس ـ ـ ـ ــتخدم االنترنت على أس ـ ـ ـ ــاس الم أ واجب اإلنبات‪ ،‬ذل أن العلومات العروض ـ ـ ـ ــة عبر‬
‫الشبكة متى شكلت انحرافا عن السلوأ الألوف لورد العلومات العادي وصدرت من طرفه عن و ي‬
‫وإدراأ بعـدم مش ـ ـ ـ ــروعي هـا وكـانـت س ـ ـ ـ ــببـا في إلحـا ض ـ ـ ـ ــرر بـاآلخرين‪ ،‬فـإ هـا كديلـة بقيـام مس ـ ـ ـ ــؤوليتــه‬
‫التقصيرية بشر إنبات العناصر السابقة من طرف التضرر وفقا لقواعد اإلنبات العروفة‪.‬‬

‫‪.329‬‬ ‫‪ )1‬أحمد قاسم فرح‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.199‬‬ ‫‪ )2‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪ )3‬أودين سلوم الحاي ‪ ،‬مسدنلية مزندي خمماو اةج جا ال شية‪ ،‬الؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪،2009 ،‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪ )4‬لزيد من التدصيل حول مدهوم منتم العلومة وجامعها ومؤلدها أرجع‪ :‬فاطمة الزهرة عكو‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬هام‬
‫‪.28‬‬
‫‪.36‬‬ ‫‪ )5‬أودين سلوم الحاي ‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫أما إذا أردنا البحا في الســؤولية التقصــيرية لباقي التدخلين في العاملة االلكترونية من مورد‬
‫العلومات مرورا بمتعهد اإليواء وص ـ ـ ــوال إلى ناقل العلومات‪ ،‬فإننا لن ن د ذات الس ـ ـ ــهولة في إس ـ ـ ــناد‬
‫السـ ـ ــؤولية إلى أحدهم مقارنة بالسـ ـ ــهولة التي وجدناها في إقامة مسـ ـ ــؤولية مورد الضـ ـ ــمون‪ ،‬ذل أن‬
‫دورهم كقاعدة عامة دور فني مســاعد فقس على نشــر الضــامين االلكترونية يير الشــروعة الصــادرة‬
‫عن موردها‪.‬‬

‫وعلى فرض نبوت مس ــؤولية الوسـ ـ اء الذكورين س ــابقا‪ ،‬فهل يس ــألون مس ــؤولية ــمص ــية‬
‫و التالي يقع على التضــرر إنبات عناصــرها كما هو الشــأن بالأســبة لســؤولية مورد الضــمون‪ ،‬أم أ هم‬
‫يسألون عن فعل ييرهم باعتبارهم متبوعين للشمص التسبب في األضرار االلكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مسؤولية مزود خدمة الدخول‪:‬‬


‫تعرض ــت العديد من التش ــريعات لوض ــوا الس ــؤولية الدنية لوسـ ـ اء االنترنت وعلى رأس ــهم‬
‫مورد الدخول باعتباره أول متدخل في العاملة االلكترونية‪ ،‬إذ ن د أن الشرا األورو ي قد تناول هذه‬
‫بالت ارة االلكترونية الص ـ ـ ـ ــادر بتاريخ ‪ 08‬جوان ‪ 12000‬من‬ ‫الس ـ ـ ـ ــؤولية في التوجيه األورو ي الما‬
‫تلـ الواد بعــدم التزام‬ ‫خالل الدصـ ـ ـ ـ ــل الرابع منــه ( الواد من ‪ 12‬إلى ‪ ،)15‬حيــا قضـ ـ ـ ـ ــت نص ـ ـ ـ ــو‬
‫الوس ـ ـ ـ اء الدنيين بمراقبة مش ـ ـ ــروعية الض ـ ـ ــمون االلكتروني من العلومات واإلعالنات التي تبا عبر‬
‫مختلف الواقع‪ ،‬يير أن ذات النص ــو فرض ــت على مقدمي المدمات الوس ــي ة ض ــرورة التص ــرف‬
‫العقالني والناسب لنع عرض كل مضمون الكتروني يير مشروا‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ن د نص الادة ‪ 12‬فقرة ‪ 1‬من التوجيه األورو ي سـ ـ ــالف الذكر تعدي مزودي‬
‫المدمات الوسي ة من كل مسؤولية مدنية متى توافرت الشرو التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن ال يكون مقدم المدمة الوسي ة هو مصدر الضرر‪،‬‬

‫‪ -‬أن ال يكون قد اختار الرسل إليه الذي ينقل إليه العلومات‪،‬‬

‫‪1) Directive 2000/31/CE du Parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000 relative à certains aspects‬‬
‫‪juridiques des services de la société de l'information, et notamment du commerce électronique, dans le‬‬
‫‪marché intérieur dite « directive sur le commerce électronique » J.O.C.E No L 178 du 17/07/2000 p.0001-‬‬
‫‪0016.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫‪ -‬أن ال يكون قد اختار العلومات التي يقوم بنقلها أو التعديل فتها‪.‬‬

‫أما الدقرة الثانية من ندس الادة فإ ها تنص على إن عمل مزود المدمة يتض ـ ـ ـ ــمن تخزين‬
‫مؤقت للمعلومات التي يقوم بنقلها بيد أن هذا التخزين الؤقت ال ي عله مس ـ ــئوال وال ي عل عمله‬
‫يرقى إلى عمل متعهد اإليواء ومن نم ال يمكن مساءلته‪ ،‬وت يز الدقرة الثالثة من هذا التوجيه للدول‬
‫األعض ـ ـ ـ ــاء أن تنص في قواني ها الداخلية على التزام مزود المدمة بأن يوقف المدمة ويس ـ ـ ـ ــتبعد‬
‫املحتوذ يير الشروا للموقع‪.1‬‬

‫و عليه يمكن القول أن موقف الشرا األورو ي كان وا حا في عدم مسؤولية مورد المدمة‪،‬‬
‫على أساس أن دوره فني أو تقني يتمثل في تمكين العميل من االتصال بالشبكة‪ ،‬و التالي فهو ال يمل‬
‫مكنة االطالا على محتوذ الرسـ ـ ــائل التي تمر من خالله ألنه ليس منت ا وال موردا لها ‪ ،‬فليس له مثال‬
‫أن ي لع على العلومات والبيانات التي تمر عبر وس ـ ـ ــائله كالبريد االلكتروني أو املحادنات التي تتم بين‬
‫األفراد عبر وسائل التواصل االجتما ي مثل فايبر وفايسبوأ‪ ،‬أضف إلى ذل أن مثل هذه املحادنات‬
‫والراس ــالت تتس ــم ب ابع الس ــرية األمر الذي ي عل من االطالا علتها مخالدا للقانون وم رما في كثير‬
‫من األحيان إال في بعج الحاالت االس ــتعنائية‪ ،‬كما أن ك رة الش ــتركين و التبعية ك رة التواص ــل بي هم‬
‫عن طريق الرسائل االلكترونية الكتو ة والصوتية ي عل من مسألة مراقبة مشروعي ها مسألة بالغة‬
‫الصعو ة‪.2‬‬

‫وت در اإلش ــارة إلى أن القض ــاء الدرنسـ ـ ي كان يس ــير في هذا التوجه حتى قبل ص ــدور التوجيه‬
‫األورو ي‪ ،‬إذ ن د محكمة باريس االبتدائية في ش ـ ــهر أكتو ر ‪ 1999‬في قض ـ ــية تعرف بقضـ ــية ‪EDV‬‬

‫‪1) L’article 12 al 2 et al 3 du L.E.C.E 200/31 dispose que « 2. Les activités de transmission et de fourniture‬‬
‫‪d’accès visées au paragraphe 1, englobent le stockage automatique, intermédiaire et transitoire des‬‬
‫‪informations transmises, pour autant que se stockage serve exclusivement à l’exécution de la transmission‬‬
‫‪sur le réseau de communication et que sa durée n’excède pas le temps raisonnablement nécessaire à la‬‬
‫‪transmission.‬‬
‫‪3. Le présent article n’affecte pas la possibilité, pour une juridiction ou une autorité administrative,‬‬
‫‪conformément aux systèmes juridiques des états membres, d’exiger des prestataires qu’il mette un terme à‬‬
‫‪une violation ou qu’ils préviennent une violation ».‬‬
‫‪.185‬‬ ‫‪ )2‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ق ــد ذهب ــت إلى أن مزود الم ــدم ــة ليس مس ـ ـ ـ ــؤوال عن طبيع ــة ومش ـ ـ ـ ــروعي ــة العلوم ــات التي ينقله ــا إلى‬
‫الســتخدمين على أســاس أن عمله قاصــر على م رد نقل العلومات‪ ،‬وعليه حكمت املحكمة بانعدام‬
‫السؤولية الدنية للشركتين الزودتين للمدمة‪.1‬‬

‫يير أن الشـ ــرا األورو ي وإن جعل من مسـ ــألة انعدام مسـ ــؤولية مورد المدمة بمثابة قاعدة‬
‫والبررات التي س ـ ــقناها س ـ ــلدا‪ ،‬فإنه لم يترأ هذه القاعدة على إطالقها‪ ،‬بل أدخل‬ ‫عامة ن را للح‬
‫علتها بعج االس ـ ـ ـ ــتعناءات حينما أجاز مس ـ ـ ـ ــاءلة مزود المدمات مدنيا في بعج الحاالت وم ها حالة‬
‫م اوزته للدور الدني التمثل في تقديم خدمة االتص ـ ـ ـ ــال بالش ـ ـ ـ ــبكة إلى دور منتم العلومة أو موردها‪،‬‬
‫ألنه كثيرا ما يقع أن يكون مزود المدمة هو ندس ـ ـ ـ ــه مال أو ص ـ ـ ـ ــاحب الوقع االلكتروني الذي يقوم‬
‫بأشــر األخبار الكاذبة والضــللة أو التي تشــتمل على اعتداءات على الحياة الماصــة لألفراد‪ ،‬فدي هذه‬
‫الحالة ن د أن مورد المدمة لم يقتص ـ ـ ـ ــر دوره على م رد تمكين العمالء من االتص ـ ـ ـ ــال باألنترنت بل‬
‫تعداه إلى إنتا العلومة وتوريدها‪ ،‬و التالي تقوم مسـ ــؤوليته التقصـ ــيرية أو العقدية بحسـ ــب األحوال‬
‫في مواجهة كل من تض ـ ـ ـ ــرر من األخبار البثونة ال باعتباره مزود خدمات بل باعتباره منت ا أو موردا‬
‫لهــا‪ ،‬علمــا وأن األسـ ـ ـ ـ ــاس القــانوني لس ـ ـ ـ ــؤوليتــه في هــذه الحــالــة هو الم ــأ الواجــب اإلنبــات أي أ هــا‬
‫مسؤولية عن الدعل الشمح ي وليست مسؤولية عن فعل الغير‪.‬‬

‫بيــد أنــه يمكن أن تقوم الس ـ ـ ـ ــؤوليــة التقص ـ ـ ـ ــيريــة لورد المــدمــة ال بــاعتبــاره منت ــا أو موردا‬
‫للمعلومة‪ ،‬بل بص ـ ـ ـ ــدته موردا لمدمة الدخول إلى الش ـ ـ ـ ــبكة أي أنه قام فقس بالدور الدني النو به‬
‫والتمثل في تمكين العميل من االتصال بالشبكة‪ ،‬وذل متى اجتمعت من الشرو التالية‪:2‬‬

‫‪ )1‬تتلمص وقائع هذه القضية في أن شركة ‪ EDV‬قامت بأشر مقالة بعنوان الشروعات الصغيرة كيف تختار ن امها الالي‬
‫دون موافقة الؤلف‪ ،‬ولغرض نشر القالة الذكورة استعانت مؤسسة ‪ EDV‬بشركتين تعمالن في م ال التزويد بخدمة‬
‫االنترنت‪ .‬و عد علم مؤلف القالة بأشرها دون إذنه قام برفع دعوذ قضائية ضد شركة ‪ EDV‬باعتبارها صاحبة الوقع وكذا‬
‫الشركتين الزودتين بالمدمة‪ .‬وقد قضت املحكمة بعدم مسؤولي هما ‪.‬‬
‫ذكره‪ :‬شريف محمد ينام‪ ،‬ال شظيم ال اجوني لإلمرجاو مب ة ة اةج جا‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.148 ،2008‬‬
‫‪ )2‬يعتبر الشرا البحريني من أفضل التشريعات التي ن مت مسؤولية مقدم خدمة الدخول ن را للتدصيل الذي جاءت به‬
‫الادة ‪ 19‬من قانون الت ارة االلكترونية لسنة ‪ 2000‬والتي جاءت صياي ها على النحو التالي‪ :‬تأتدي مسؤولية وسيس الشبكة‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫‪ -‬علم أو افتراض علم مورد خدمة الدخول بعدم مش ـ ـ ــروعية الادة العلوماتية يير الش ـ ـ ــروعة‪ ،‬أو في‬
‫حالة ما إذا كانت عدم الشروعية صارخة ال سيما إذا اتسم سلوأ منتم العلومة أو موردها بالصدة‬
‫الجرمية دون أن يتخذ مورد خدمة الدخول أي موقف لوقف عملية الأش ـ ـ ـ ــر االلكتروني‪ ،‬فدي هذه‬
‫الحــالــة تقوم مس ـ ـ ـ ــؤوليتــه التقص ـ ـ ـ ــيريــة على مــدذ علمــه بــالعلومــة يير الش ـ ـ ـ ــروعــة وإمكــانيــة مراقب هــا‬
‫والسي رة علتها‪.1‬‬

‫عدم قيام مورد خدمة الدخول بإبالغ الجهات املمتصة باألفعال يير الشروعة التي تتم عبر‬
‫أدواته الدنية‪ ،2‬ذل أنه وإن لم يكن ملزما من الناحية القانونية بمراقبة مشـ ـ ـ ــروعية الضـ ـ ـ ــمون من‬
‫ســجالت الكترونية تخص الغير‪ ،‬فإنه و م رد علمه باملمالدة فإنه يلتزم بتبلي الجهات األمنية بذل‬
‫إض ـ ـ ــافة إلى التزامه بإزالة أي ن ام معلوماتي يقع تحت س ـ ـ ــي رته مع وقف توفير إمكانية الدخول إلى‬
‫تل العلومات‪.3‬‬

‫و ـالتـالي يمكن القول إن ال بيعـة الدنيـة للـدور الـذي يلعبـه مزود المـدمـة ال تعديـه من بـذل‬
‫جهد معقول يحول بموجبه دون نش ـ ــر ما من ش ـ ــأنه الس ـ ــاس باآلخرين مثل اإلعالنات العنص ـ ــرية أو‬

‫مدنيا وجنائيا عن أية معلومات واردة في شكل سجالت الكترونية تخص الغير إذا لم يكن هو مصدر هذه العلومات أو اقتصر‬
‫دوره على م رد توفير إمكانية الدخول إلتها‪ ،‬وذل إذا كانت السؤولية قائمة على‪:‬‬
‫‪ -‬إفشاء أو نشر أو با أو توزيع هذه العلومات أو أية بيانات تتضم ها‪.‬‬
‫‪ -‬التعدي على أي حق من الحقو الماصة بتل العلومات‪.‬‬
‫‪1) La directive européenne 2000/31 sur le commerce électronique dans son 46ème paragraphe édicte que‬‬
‫‪“Afin de bénéficier d'une limitation de responsabilité, le prestataire d'un service de la société de l'information‬‬
‫‪consistant dans le stockage d'informations doit, dès qu'il prend effectivement connaissance ou conscience‬‬
‫‪du caractère illicite des activités, agir promptement pour retirer les informations concernées ou rendre l'accès‬‬
‫‪à celles-ci impossible. Il y a lieu de procéder à leur retrait ou de rendre leur accès impossible dans le respect‬‬
‫‪du principe de la liberté d'expression et des procédures établies à cet effet au niveau national. La présente‬‬
‫‪directive n'affecte pas la possibilité qu'ont les États membres de définir des exigences spécifiques auxquelles‬‬
‫» ‪il doit être satisfait promptement avant de retirer des informations ou d'en rendre l'accès impossible.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 6‬من قانون العامالت االلكترونية لسل نة عمان على ما يلي‪ :‬يلتزم كل من وسيس الشبكة ومقدم خدمات‬
‫التصديق بأن يوفر على ندقته الماصة جميع القومات الدنية من أجهزة ومعدات ون م و رامم تتيح للجهات األمنية إمكانية‬
‫الدخول إلى أن مته تحقيقا لت لبات األمن الوطني‪. ....‬‬
‫‪.239‬‬ ‫‪ )3‬عبد الهدي كاظم الناصر‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫التحريضــية‪ ،‬فالكم الكبير من العلومات التي تتدفق عبر الشــبكة وإن كان مبررا لعدم مســاءلة مزود‬
‫المدمة عن كافة األض ـرار التي تلحق الغير فإ ها في ندس الوقت ال تمنحه حص ــانة من وجوب التثبت‬
‫من محتوذ الوقع‪ ،‬فيعتبر مخ ئا وتقوم مسؤوليته إنر ذل متى أخل بواجب الحر العقول‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬مسؤولية متعهد اإليواء‪:‬‬

‫بالأســبة لســؤولية متعهد اإليواء كثاني متدخل في عملية الأشــر والبا االلكتروني فإننا ن د‬
‫الش ــرا الجزائري لم يتعرض لها تماما‪ ،‬األمر الذي ي علها خاض ــعة للقواعد العامة وذل على عكس‬
‫باقي التش ـ ــريعات القارنة والتي جاءت مواقدها متباينة من هذه الس ـ ــؤولية‪ ،‬إذ ن د الش ـ ــرا الس ـ ــوري‬
‫كما يرذ البعج‪ 2‬مثال سار في ات اه إعداء متعهد اإليواء أو مقدم خدمات االستضافة من السؤولية‬
‫الدنية‪ ،‬وذل بموجب الادة ‪ 4‬فقرة ب من قانون تن يم التواصـ ـ ــل على الشـ ـ ــبكة ومكافحة الجريمة‬
‫العلوماتية إذ نص ــت على ما يلي‪ :‬مقدم خدمات االس ــتض ــافة على الش ــبكة يير مس ــؤول عن مراقبة‬
‫املحتوذ املمزن لديه ‪ ،‬فهذا النص جاء بصيغة اإلطال دون أن يضع أي استعناء من شأنه أن يقيم‬
‫مس ـ ـ ـ ــؤوليـة متعهـد اإليواء‪ ،‬ومدـاد ذلـ أن الش ـ ـ ـ ــرا الس ـ ـ ـ ــوري قـد أنكر مس ـ ـ ـ ــؤوليـة هـذا األخير في كل‬
‫الحاالت‪.3‬‬

‫يير أن القول بانتداء السؤولية الدنية لتعهدي اإليواء بصدة م لقة استنادا إلى نص الادة‬
‫‪ 4‬سـ ـ ـ ـ ــالدــة الــذكر فيــه نوا من البــالغــة وعــدم الــدقــة‪ ،‬ألنــه وإن كــان القــانون ال يلزم متعهــد اإليواء‬
‫بمراقبة ما هو مخزن لديه من محتويات فإن االتدا قد يلزمه بذل فتقوم مس ــؤوليته العقدية عن‬
‫كل إخالل بهذا االلتزام الذي ي د مص ــدره في عقد اإليواء العلوماتي‪ ،‬هذا إض ــافة إلى ص ــعو ة تحديد‬
‫مرتكب الدعل يير الش ـ ــروا بس ـ ــبب طبيعة ش ـ ــبكة االنترنت وس ـ ــهولة اس ـ ــتعمال أس ـ ــماء مس ـ ــتعارة أو‬
‫تقديم بيانات مغلوطة‪ ،‬وهو األمر الذي ال يترأ أي خيار للمتض ـ ـ ـ ــرر من العلومات الأش ـ ـ ـ ــورة إال رفع‬

‫‪ )1‬س ـ ـ ـ ــامي الجر ي‪ ،‬ة ة ة ة ةةرنط املس ة ة ة ةةدنلية املمجية امل ال اجون ال ون ة ة ة ة ي نامل ا ن‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬م بعة التش ـ ـ ـ ــدير الدني‪،‬‬
‫صداقس‪ ،‬تونس‪.128 ،2011 ،‬‬
‫‪ )2‬أن ر‪ :‬نواف عواد بني ع ية‪ ،‬مسة ةةدنلية م عهم اايواا م اةج جا ‪-‬امل التشة ةةريع نال ضة ةةاا‪ ،-‬املجلة األردنية في القانون‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬املجلد ‪.18 ،2017 ،9‬‬
‫‪.18‬‬ ‫‪ )3‬نواف عواد بني ع ية‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫دعوذ التعويج ضـ ــد متعهد اإليواء على أسـ ــاس السـ ــؤولية التقصـ ــيرية ن را لعدم وجود عقد ير س‬
‫بي هما‪.‬‬

‫كم ــا أن نص ال ــادة ين ــافي روح الق ــانون وين ــاقج مب ــدأ حس ـ ـ ـ ــن الني ــة ال ــذي يقتض ـ ـ ـ ـ ي ع ــدم‬
‫الســاهمة أو الشــاركة أو التواطؤ في كل ما من شــأنه اإلضـرار باآلخرين‪ ،‬و التالي فمتعهد اإليواء وريم‬
‫عــدم التزامــه القــانوني بمراقبــة الض ـ ـ ـ ــمون يير الش ـ ـ ـ ــروا إال أنــه قــد يعلم ب ريقــة أو بــأخرذ بعــدم‬
‫مش ـ ــروعية املحتوذ‪ ،‬األمر الذي ي عل من س ـ ــكوته وعدم اعتراض ـ ــه على إذاعة ونش ـ ــر ذل املحتوذ‬
‫مخالدا لقتض ـ ـ ـ ــيات حس ـ ـ ـ ــن النية‪ ،‬وهو ما قد يترتب عنه قيام الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية لتعهد اإليواء عن‬
‫اتخاذه لهذا الوقف السلمي‪.‬‬

‫أما موقف الش ـ ـ ــرا األورو ي فقد كان أك ر دقة وتن يما عند تناوله لس ـ ـ ــؤولية متعهد اإليواء‬
‫بموجب الادة ‪ 14‬من التوجيه األورو ي رقم ‪ 31-2000‬التعلق بالت ارة االلكترونية‪ ،1‬إذ جعل األصل‬
‫هو انعدام مس ـ ـ ـ ــؤولية التعهد ن را لعدم وجود التزام عام برقابة العلومات التي يتم نقلها أو تخزي ها‬
‫لديه‪ ،‬وكذا عدم التزامه بالبحا والتحري عن األفعال وال روف التي من ش ـ ـ ـ ــأ ها الداللة على وجود‬
‫مض ـ ـ ـ ــمون الكتروني يير مش ـ ـ ـ ــروا‪ ،‬بينما ن د الش ـ ـ ـ ــرا األورو ي قد اعترف بمس ـ ـ ـ ــؤولية متعهد اإليواء‬
‫التقصـ ـ ــيرية عن العلومات والأشـ ـ ــورات يير الشـ ـ ــروعة والضـ ـ ــارة باآلخرين في حالة ما إذا نبت علمه‬
‫بالضـ ـ ـ ــمون يير الشـ ـ ـ ــروا للمعلومات التي ينقلها عبر أجهزته التقنية‪ ،‬أو أن يكون الأشـ ـ ـ ــا يير‬

‫» ‪1) L’article 14 du C.E 2000/31 dispose que : « Hébergement‬‬


‫‪1. Les États membres veillent à ce que, en cas de fourniture d'un service de la société de l'information‬‬
‫‪consistant à stocker des informations fournies par un destinataire du service, le prestataire ne soit pas‬‬
‫‪responsable des informations stockées à la demande d'un destinataire du service à condition que:‬‬
‫‪a) le prestataire n'ait pas effectivement connaissance de l'activité ou de l'information illicites et, en ce qui‬‬
‫‪concerne une demande en dommages et intérêts, n'ait pas connaissance de faits ou de circonstances selon‬‬
‫‪lesquels l'activité ou l'information illicite est apparente Ou‬‬
‫‪b) le prestataire, dès le moment où il a de telles connaissances, agisse promptement pour retirer les‬‬
‫‪informations ou rendre l'accès à celles-ci impossible.‬‬
‫‪2. Le paragraphe 1 ne s'applique pas lorsque le destinataire du service agit sous l'autorité ou le contrôle‬‬
‫‪du prestataire.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الش ـ ـ ـ ــروا ظــاهرا‪ 1‬و ــارزا‪ ،‬وأن يكون لــديــه الوس ـ ـ ـ ــائــل والتقنيــات الدنيــة التي تمكنــه من التحكم في‬
‫العلومــات التي يبثهــا عبر تقنيــاتــه‪ ،‬ووقف بــا العلومــات يير الش ـ ـ ـ ــروعــة فور علمــه بص ـ ـ ـ ــد هــا يير‬
‫الشروعة‪.‬‬

‫وعلي ــه يمكن القول إن مس ـ ـ ـ ــؤولي ــة متعه ــد اإليواء عن األض ـ ـ ـ ـرار الالحق ــة ب ــالغير من جراء‬
‫الضـ ـ ـ ــمون االلكتروني يير الشـ ـ ـ ــروا الصـ ـ ـ ــادر من طرف منتم العلومة أو موردها إنما هي مسـ ـ ـ ــؤولية‬
‫اس ـ ــتعنائية ال تقوم إال إذا اجتمعت جميع ش ـ ــروطها الس ـ ــالف ذكرها‪ ،‬وذل تحت طائلة انعدام تل‬
‫السـ ــؤولية وانتداوها‪ ،‬أل ها تش ـ ـكل اسـ ــتعناء واالسـ ــتعناء مقيد بشـ ــرو معينة متى تخلف أحدها وجب‬
‫الرجوا إلى األصل ت بيقا لقاعدة أن األصل في اإلنسان براءة الذمة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬مسؤولية مورد املعلومات‪:‬‬


‫يعرف مورد العلومة أو الضـ ـ ــمون بأنه كل ـ ـ ــمص طبيني أو معنوي يقوم بتحميل الجهاز‬
‫أو الن ام بالعلومات بغرض وضــعها تحت تصــرف الجمهور ســواء كان هذا الورد منت ا للمعلومة أو‬
‫جامعا أو مؤلدا لها و ذل فهو بمثابة القلب النابج لبا الحياة في شـ ـ ــبكة االنترنت ألنه يلعب دور‬
‫الوس ـ ــيس بين مؤلف مض ـ ــمون الوقع ومس ـ ــتخدمي االنترنت الذين يريبون في االطالا على محتوياته‪،‬‬
‫فهو إذن يقوم باختيار وت ميع وتوريد الادة العلوماتية حتى يتمكن الجمهور من االتص ـ ـ ـ ــال بها عبر‬
‫الشبكة‪.2‬‬

‫وعليه يمكن القول إن مورد العلومة ال يلعب دورا فنيا مساعدا كما هو الشأن بالأسبة لكل‬
‫من مورد خ ــدم ــة ال ــدخول وك ــذا متعه ــد اإليواء‪ ،‬ب ــل إن ــه يعتبر محور التع ــام ــل االلكتروني في ـك ــاف ــة‬
‫الأش ــورات والعلومات التي تبا عبر الش ــبكة والتي من ش ــأ ها إلحا الض ــرر باآلخرين‪ ،‬فهو الذي يقع‬
‫على عاتقه عمت إنشـ ـ ــاء وجمع العلومات وتحيي ها والبحا عن كل ما يتعلق بموضـ ـ ــوا معين لوضـ ـ ــعه‬

‫‪ )1‬يرذ الباحا بني ع ية نواف عواد أن القصــود بكون الأشــا يير الشــروا وا ــحا أنه ال يحتا إلى أي تأويل أو توضـيح‪،‬‬
‫بمعنى أنه قاطع الداللة عدم على مشروعيته‪ .‬أن ر‪ :‬نواف عواد بني ع ية‪ ،‬الرجع السابق‪.191 ،‬‬
‫‪.327‬‬ ‫‪ )2‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫لالس ـ هالأ االلكتروني عن طريق بثه عبر الشــبكة‪ ،‬لذل يعتبر الســؤول األول عن العلومات التي تم‬
‫بثها‪.1‬‬

‫و بالتالي يمكن القول أن مسؤولية مورد الضمون يير الشروا تبق قائمة في كل األحوال‪ ،‬سواء كان‬
‫منت ــا للمعلومــة أو متعــاطيــا معهــا كمن يعيــد نش ـ ـ ـ ــر أخبــار تس ـ ـ ـ ـ يء لآلخرين‪ ،‬فدي حــالــة عــدم قيــام‬
‫مس ـ ـ ـ ــؤولية الوس ـ ـ ـ ـ اء الدنيين كمورد المدمة أو متعهد اإليواء فإن مورد الض ـ ـ ـ ــمون يكون مس ـ ـ ـ ــؤوال‬
‫لوحده عن جبر األض ـ ـرار التي تلحق التضـ ــررين من نشـ ــر كل مضـ ــمون الكتروني يير مشـ ــروا‪ ،‬أما إذا‬
‫نبتت مس ـ ـ ـ ــؤولية أحد أو كل الوس ـ ـ ـ ـ اء كأن تم إخ ارهم مثال بالض ـ ـ ـ ــمون يير الش ـ ـ ـ ــروا ولم يقوموا‬
‫باتخاذ أي موقف يحول دون االس ـ ـ ـ ــتمرار في با وعرض ذل الض ـ ـ ـ ــمون‪ ،‬فإن الورد يكون مس ـ ـ ـ ــؤوال‬
‫بالتضامن مع هؤالء الوس اء‪ ،‬أل هم جميعا قد اشتركوا في هذا الم أ الذي ترتب عنه إضرار بالغير‪،‬‬
‫وذل ـ ـ بت بيق نص الـ ــادة ‪ 127‬من القـ ــانون الـ ــدني الجزائري التي تنص على مـ ــا يلي ‪ :‬إذا تعـ ــدد‬
‫السـ ـ ــؤولون عن فعل ضـ ـ ــار كانوا متضـ ـ ــامنين في التزامهم بتعويج الضـ ـ ــرر‪ ،‬وتكون السـ ـ ــؤولية بي هم‬
‫بالتساوي إال إذا عين القاض ي نصيب كل م هم في االلتزام بالتعويج ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الشيء‬

‫ظهر هذا النوا من السؤولية الدنية ب هور وت ور الصناعة في أورو ا بداية القرن العشرين‬
‫للميالد‪ ،‬حيا أن انتش ــار اآلالت اليكانيكية ومختلف وس ــائل الواص ــالت ذات املحركات قد ض ــاعف‬
‫باألض ـ ـ ـرار‪ ،‬إذ أص ـ ـ ــبحوا عرض ـ ـ ــة للعديد من األخ ار واألمراض التي لم تكن‬ ‫من إص ـ ـ ــابة األ ـ ـ ــما‬
‫معروفة من قبل مثل حوادث السيارات والق ارات واالختنا نتي ة التلوث واإلشعاعات وييرها من‬
‫صور املماطر التي جادت بها الثورة الصناعية‪.‬‬

‫وألن الس ــؤولية الدنية بمختلف ص ــورها كانت قائمة على أس ــاس الم أ واجب اإلنبات فقد‬
‫أدذ ذل إلى بقاء أيلب التضررين من دون تعويضات نتي ة صعو ة إنبات الم أ ألن الدعل يتحقق‬
‫بتدخل الم ـ ـ يء ودون أن يقصـ ــد مال الم ـ ـ يء ذل ‪ ،‬وهو أمر يير من قي ويير عادل نتي ة جسـ ــامة‬

‫‪1) P. AUVERT, L’application du droit de presse au réseau internet, J.C.P, France, 1999, p 259.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫وفداحة األض ـ ـ ـرار في مقابل عدم إمكانية التعويج ع ها‪ ،‬وهو األمر الذي دفع أيلب التش ـ ـ ــريعات إلى‬
‫وضع ن ام قانوني جديد للمسؤولية الدنية يأخذ بعين االعتبار الست دات التي سلف ذكرها‪.‬‬

‫وألن القانون الدني الجزائري حديا نســبيا فقد ن م الســؤولية عن األشــياء عند أول صــدور‬
‫له‪ ،‬وذل بموجب الواد من ‪ 137‬إلى ‪ 140‬مكرر‪ ،‬حيا تناول مسـ ـ ــؤولية حارس الم ـ ـ ـ يء في الادة ‪138‬‬
‫ومسـ ـ ـ ــؤولية حارس الحيوان في نص الادة ‪ ،139‬بينما ن م مسـ ـ ـ ــؤولية كل من مال البناء عن تهدمه‬
‫ومس ــؤولية حائز العقار أو النقول في الادة ‪ ،140‬قبل أن يس ــتحدث نوعا يخر من الس ــؤولية الدنية‬
‫بموجب القانون ‪ 10-05‬سالف الذكر وهي مسؤولية النتم بموجب الادة ‪ 140‬مكرر‪.‬‬

‫و مــا أن موض ـ ـ ـ ــوا بحثنــا يتمحور حول الس ـ ـ ـ ــؤوليــة في م ــال العــامالت االلكترونيــة فــإنــه ال‬
‫أفضــل من تخصــيص هذا البحا لســؤولية حارس الم ـ يء االلكتروني‪ ،‬ذل أن أجهزة الحاســب اآللي‬
‫والبرم يات والديروســات أقرب ما تتحقق فتها مســؤولية حارس الم ـ يء من صــور الســؤولية األخرذ‪،‬‬
‫لذل سـ ـ ــأسـ ـ ــتبعد من ن ا هذه الدراسـ ـ ــة مسـ ـ ــؤولية حارس الحيوان كون هذا األخير من األشـ ـ ــياء‬
‫الحيـة وذوات األرواح‪ ،‬وكـذا مس ـ ـ ـ ــؤوليـة مـالـ البنـاء عن تهـدمـه وحـائز النقول أو العقـار عن الحريق‬
‫ألنه ال يمكن تصور مثل هذه األمور في بيئة الكترونية رقمية‪.‬‬

‫وعليه سوف نعال هذا البحا من خالل تقسيمه إلى م لبين‪ ،‬حيا نتناول في األول األركان‬
‫الماص ـ ــة بمس ـ ــؤولية حارس الم ـ ـ يء في إطار التعامالت االلكترونية‪ ،‬بينما س ـ ــنحاول في ال لب الثاني‬
‫إس ـ ــقا تل القواعد على مس ـ ــؤولية ص ـ ــاحب أو منتم العلومة وكذل مس ـ ــؤولية مبرمم فيروس ـ ــات‬
‫الحاسب اآللي باعتبارها من األشياء التي تحدث أضرارا بالغة في م ال االلكترونيات‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األركان اخلاصة للمسؤولية التقصريية عن فعل األشياء االلكرتونية‬

‫ن م الش ـ ــرا الجزائري أحكام الس ـ ــؤولية عن فعل الم ـ ـ يء بمقتض ـ ـ ى الادة ‪ 138‬من القانون‬
‫الدني والتي نصـ ـ ـ ــت على ما يلي‪ :‬كل من تولى حراسـ ـ ـ ــة ل ـ ـ ـ ـ يء وكانت له قدرة االسـ ـ ـ ــتعمال والتسـ ـ ـ ــيير‬
‫والرقابة‪ ،‬يعتبر مسؤوال عن الضرر الذي يحدنه ذل الم يء‪.‬‬

‫ويعد من هذه السؤولية الحارس الذي أنبت أن الضرر حدث ب ـسـبــب لم يتوقعه مثل عمل‬
‫الخحية‪ ،‬أو عمل الغير‪ ،‬أو الحالة ال ارئة‪ ،‬أو القوة القاهرة ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫و بمقــارنــة نص الــادة ‪ 138‬من القــانون الــدني الجزائري بمــا يقــابلهــا في التش ـ ـ ـ ــريعــات القــارنــة‬
‫مثل التش ــريع الص ــري والتش ــريع الدرنسـ ـ ي ن د أن الش ــرا الجزائري قد اختلف مع ن يريه في تن يم‬
‫هذا النوا من أنواا الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية‪ ،‬فالش ـ ــرا الدرنس ـ ـ ي لم ين مها إال بص ـ ــورة محتش ـ ــمة من‬
‫خالل اإلش ـ ـ ــارة إلتها في توطئة الادة ‪ 1242‬من القانون الدني‪ ،1‬التي كانت بمثابة ممر بين الس ـ ـ ــؤولية‬
‫عن الدعل الش ـ ـ ـ ــمح ـ ـ ـ ـ ي الواردة في الادتين ‪ 1240‬و‪ 1241‬من ندس القانون و ين ص ـ ـ ـ ــور الس ـ ـ ـ ــؤولية‬
‫األخرذ التي تنـ ــاول هـ ــا الـ ــادتين ‪ 1243‬و ‪ 1244‬التعلقتين على التوالي بمس ـ ـ ـ ــؤوليـ ــة حـ ــارس الحيوان‬
‫ومس ـ ــؤولية مال البناء عن تهدمه‪ .‬هذا االحتش ـ ــام في مواجهة موض ـ ــوا الس ـ ــؤولية عن فعل المـ ـ ـ يء‬
‫والعمومية التي جاء بها النص أع ت االن باا لدذ كل من الدقه والقض ــاء بعدم وجود خص ــوص ــية‬
‫لهذه الس ـ ـ ــؤولية ال س ـ ـ ــيما من ناحية األس ـ ـ ــاس القانوني الذي يحكمها‪ ،‬حيا تم اعتبارها ت بيقا من‬
‫ت بيقـات الس ـ ـ ـ ــؤوليـة عن الدعـل الش ـ ـ ـ ــمح ـ ـ ـ ـ ي تقتض ـ ـ ـ ـ ي إنبـات خ ـأ الحـارس من طرف الـد ي وهو‬
‫الشمص التضرر الستحقا مبل التعويج عن الضرر الذي لحق به‪.2‬‬

‫يير أن هذا التص ـ ـ ـ ــور والدهم العيب لنص الدقرة األولى من الادة ‪ 1242‬من القانون الدني‬
‫الدرنسـ ـ ـ ي لم يعمر طويال‪ ،‬إذ س ـ ــرعان ما تراجع عنه الدقهاء ورجال القض ـ ــاء حينما اس ـ ــتندا إلى ذات‬
‫الادة وأس ـ ـسـ ــا لسـ ــؤولية مدترضـ ــة عن فعل الم ـ ـ يء مدادها أن نبوت الضـ ــرر يسـ ــتلزم وجود خ أ في‬
‫حراسـ ـ ــة ومراقبة الم ـ ـ ـ يء‪ ،3‬وفقا لندس القواعد التي تخضـ ـ ــع لها مسـ ـ ــؤولية حارس الحيوان بموجب‬
‫نص الادة ‪ 1243‬من القانون الدني الدرنس ي‪.4‬‬

‫‪1) L’article 1242 AL 1 du C.C.F dispose que. « On est responsable non seulement du dommage que l’on cause‬‬
‫‪par son propre fait, mais encore de celui qui est causé par le fait des personnes dont on doit répondre, ou des‬‬
‫‪choses que l’on a sous sa garde ».‬‬
‫‪2) Jacques FLOUR, Jean-Luc AUBERT, Éric SAVAUX, DROIT CIVIL Les Obligations 2, -Le fait‬‬
‫‪juridique- ,12ème éd, Dalloz, France, 2007, p 259.‬‬
‫‪3) Mireille Bacache - Gibeili, Op. cit, p 240.‬‬
‫‪4) L’article 1243 C.C.F dispose que. « Le propriétaire d’un animale est celui qui s’en sert pendant qu’il est‬‬
‫‪responsable du dommage que l’animal a causé, soit que l’animal fut sous sa garde, soit qu’il fut écarté ou‬‬
‫‪échappé ».‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫أما الشرا الصري فقد اتبع طريقا مغايرا لتوجه الشرعين الجزائري والدرنس ي‪ 1‬حينما عال‬
‫مس ــؤولية حارس األش ــياء في نص الادة ‪ 178‬من القانون الدني‪ ،2‬حيا قص ــر مس ــؤولية الحارس على‬
‫األش ـ ــياء التي تت لب عناية خاص ـ ــة ريم أن العيار هنا نس ـ ــمي فالمـ ـ ـ يء الواحد قد يكون في حاجة إلى‬
‫عناية خاصة في وضع معين وال يحتا إلى ذات العناية لو تغير الوضع‪.‬‬

‫كما يس ـ ــأل الحارس حس ـ ــب الادة ‪ 178‬من القانون الدني الص ـ ــري عن األض ـ ـرار التي تلحقها‬
‫اآلالت اليكانيكية الوض ـ ـ ـ ــوعة تحت حراس ـ ـ ـ ــته حتى ولو كانت في يير حاجة لعناية خاص ـ ـ ـ ــة ألن هذه‬
‫اآلالت تعمل بمحرأ ذاتي فافترض فتها الشرا أ ها تحتا دائما لعناية خاصة‪.3‬‬

‫ومنه أمكن القول إن قيام هذا النوا من الس ـ ــؤولية في القانون الص ـ ــري متوقف على نوعية‬
‫المـ ـ يء الماض ــع للحراس ــة إذ يتعين أن يكون ذو عناية خاص ــة أو يلة ميكانيكية‪ ،‬وإال فإن الس ــؤولية‬
‫الناش ــئة عن األضـ ـرار التي تلحقها األش ــياء األخرذ هي مس ــؤولية ــمص ــية قائمة على أس ــاس الم أ‬
‫واجــب اإلنبــات‪ ،‬على النقيج من الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري والدرنس ـ ـ ـ ـ ي اللــذان وس ـ ـ ـ ـعــا من مدهوم الم ـ ـ ـ ـ يء‬
‫الماضـع للحراسـة ليشـمل كافة األشـياء باسـتعناء تل التي تخضـع لقواعد خاصـة مثل البناء في حالة‬
‫تهدمه‪.‬‬

‫و الرجوا إلى أحكام الادة ‪ 138‬من القانون الدني الجزائري سـ ـ ـ ــالدة الذكر ن د أن الشـ ـ ـ ــرا‬
‫الجزائري قد قسـ ــمها إلى فقرتين خصـ ــص األولى م ها لشـ ــرو قيام مسـ ــؤولية حارس الم ـ ـ يء والثانية‬
‫لحاالت انتداء تل السؤولية‪.‬‬

‫‪ )1‬يشترأ الشرا الجزائري مع الشرا الدرنس ي عند تن يمهما لوضوا السؤولية عن حراسة األشياء في استعمال عبارات‬
‫تتسم بالعمومية‪ ،‬إذ لم يحددا أشياء بذاتها تقوم معها مسؤولية الحارس‪ ،‬حيا تقوم هذه األخيرة متى كان الم يء محال‬
‫للحراسة دون تحديد طبيعة أو نوعية الم يء املحروس وذل على عكس الشرا الصري‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 178‬من القانون الدني الصري على ما يلي‪ :‬كل من تولى حراسة أشياء تت لب حراس ها عناية خاصة أو‬
‫حراسة يالت ميكانيكية يكون مسؤوال عما تحدنه هذه األشياء من ضرر‪ ،‬ما لم يثبت أن وقوا الضرر كان بسبب أجنمي ال يد‬
‫له فيه‪ .‬هذا مع عدم اإلخالل بما يرد في ذل من أحكام خاصة ‪.‬‬
‫‪.1229‬‬ ‫‪ )3‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫إذن فباإلضـ ـ ـ ــافة إلى األركان العامة التي يأبغي توفرها في أي شـ ـ ـ ــكل من أشـ ـ ـ ــكال السـ ـ ـ ــؤولية‬
‫الدنية عقدية كانت أو تقص ـ ــيرية‪ ،‬فإن الس ـ ــؤولية عن حراس ـ ــة األش ـ ــياء تس ـ ــتلزم أركانا خاص ـ ــة بها ال‬
‫تشـ ــترأ فتها مع بقية الحاالت التي تقوم فتها السـ ــؤولية الدنية‪ ،‬ومنه فإن السـ ــؤولية محل الدراسـ ــة‬
‫لن تخر عن القواعد العامة الناظمة للمس ـ ـ ـ ــؤولية في ص ـ ـ ـ ــورتها التقليدية من حيا وجوب اجتماا‬
‫األركان العامة والماصـ ـ ــة‪ ،‬إذ يشـ ـ ــتر لتحققها أن يكون الشـ ـ ــمص ملزما بحراسـ ـ ــة ل ـ ـ ـ يء ذو طبيعة‬
‫الكترونية مع ما تتض ـ ـ ـ ــمنه هذه الحراس ـ ـ ـ ــة من س ـ ـ ـ ــل ة في الراقبة والتوجيه وهو ما يعرف بش ـ ـ ـ ــر‬
‫الحراسة (فرا أول)‪ ،‬وأن يكون الم يء الماضع للحراسة هو الذي ألحق الضرر بالغير (فرا ناني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ركن حراسة الشيء‬

‫تقتض ـ ـ ي منا دراسـ ــة هذا الركن الت ر لدهوم الم ـ ـ يء باعتباره محال للحراسـ ــة التي فرض ـ ـها‬
‫القانون على الش ــمص في حاالت معينة (أوال)‪ ،‬نم تناول الحراس ــة باعتبارها االلتزام الذي يترتب على‬
‫التقصير في يدائه قيام مسؤولية الحارس (نانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬مفهوم الشيء‪:‬‬

‫انن ـ ـ ـ ــجاما مع موقف الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري الذي وس ـ ـ ـ ــع من مدهوم األش ـ ـ ـ ــياء التي تتحقق معها‬
‫مس ــؤولية حارس ــها‪ ،‬فإننا س ــنقدم تعريدا موس ــعا لألش ــياء التي تص ــلل ألن تكون محال للحقو الالية‬
‫والتي تنــاولهــا الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري في عــدة مواد من القــانون الــدني‪ 1‬دون أن يع ي تعريدــا محــددا لهــا‪،‬‬
‫وحسنا فعل بعدم خوضه في مسألة تعريف األشياء ألن مثل هكذا عمل يقوم به الدقه والقضاء‪.‬‬

‫أ ‪-‬مفهوم الشيء بصفة عامة‪:‬‬

‫القصــود بالمـ يء عموما وفقا لنص الادة ‪ 138‬هو أنه كل لـ يء مادي يير ي بغج الن ر‬
‫عن صـ ـ ــدته أو نوعه (عقار أو منقول‪ ،‬جامد أو سـ ـ ــائل يازي أو صـ ـ ــوتي‪ ،‬صـ ـ ــغير أو كبير ‪ ،‬متحرأ أو‬
‫ساكن‪ ،‬متحرأ ذاتيا أو بدعل اإلنسان‪ ،‬معيب أو يير معيب‪ ،‬خ ير أو يير خ ير)‪ ،‬ويخر من دائرة‬
‫األش ـ ـ ــياء التي تتحقق معها مس ـ ـ ــؤولية الحارس األش ـ ـ ــياء التي أخض ـ ـ ــعها الش ـ ـ ــرا لن ام قانوني خا‬

‫‪ )1‬أن ر الواد ‪ 685 ،683 ،682 ،676 ،675‬و‪ 686‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ومتميز‪ ،1‬ومثال ذل مس ـ ـ ـ ــؤولية حارس الحيوان عن األض ـ ـ ـ ـرار التي يلحقها هذا األخير بالغير (الادة‬
‫‪ )139‬ومس ــؤولية مال البناء عن تهدمه ومس ــؤولية حائز النقول أو العقار عن الحريق (الادة ‪)140‬‬
‫وكذا مس ـ ـ ـ ــؤولية النتم عن أض ـ ـ ـ ـرار منت اته العيبة (الادة ‪ 140‬مكرر)‪ ،‬كما يخر من ن ا ت بيق‬
‫نص الادة ‪ 138‬من القانون الدني الجزائري كافة األش ـ ـ ــياء التي تخض ـ ـ ــع لن ام قانوني مس ـ ـ ــتقل مثل‬
‫التعويج عن حوادث الرور‪.‬‬

‫وقد ســبق أن ذكرنا أن موقف الشــرا الجزائري كان مخالدا لوقف ن يره الصــري في السـألة‬
‫التعلقة باألش ـ ـ ــياء التي تس ـ ـ ــتوجب الحراس ـ ـ ــة و التبعية تقوم معها مس ـ ـ ــؤولية الحارس في حال ما إذا‬
‫تحرأ الم ـ يء وحاد عن وضــعه ال بيني وألحق أض ـرارا بالغير‪ ،‬فبينما ســل الشــرا الجزائري مســلكا‬
‫وسـع بمقتضـاه من األشـياء التي تكون محال للحراسـة إذ ال فر بين منقول وعقار كبير وصـغير خ ير‬
‫أو يير خ ير‪ ،‬ن د الشـ ــرا الصـ ــري قد ضـ ــيق من ن ا األشـ ــياء التي تكون جديرة بالحراسـ ــة حينما‬
‫حصرها في األشياء التي تحتا عناية خاصة مع اإلشارة إلى الغموض الذي يكتنف معيار خصوصية‬
‫العناية‪ ،‬إضـ ـ ـ ــافة إلى اآلالت اليكانيكية ن را للم ر الدترض الذي يمكن أن تشـ ـ ـ ــكله على اآلخرين في‬
‫حالة تقاعس الحارس عن أداء واجبه في مراقب ها وتوجتهها والسي رة علتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬مفهوم الشيء االلكرتوني‪:‬‬

‫يعتبر الكمبيوتر أو الحاس ــوب من أهم الوســائل االلكترونية التي يمكن أن توص ــف بأ ها من‬
‫األشياء التي تكون محال للمسؤولية التقصيرية اإللكترونية والذي يعرف بأنه جهاز الكتروني مصمم‬
‫ب ريقة تس ـ ــمح باس ـ ــتقبال البيانات واختزا ها ومعامل ها وذل بتحويل البيانات إلى معلومات صـ ــالحة‬
‫لالسـ ــتخدام واسـ ــتخدام النتائم ال لو ة التخاذ القرار كما يعرف أيضـ ــا بأنه يلة لعالجة العلومات‬
‫والبيانات الحسـ ــابية وفق ن ام الكتروني باسـ ــتخدام لغة خاصـ ــة وهذه اآللة تسـ ــت يع تنديذ العديد‬
‫من األوامر املمزنة فتها بسرعة فائقة ‪.2‬‬

‫‪.183‬‬ ‫‪ )1‬علي فياللي الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬ذك ــره‪ :‬عـ ـب ـ ــد هللا أحـ ـم ـ ــد الـ ـد ــرح ـ ــان‪ ،‬ارة ةح ة ةةاس ة ة ة ة ة ةةب ا ةةمل الة ة ة ة بة ةي ة ةةة‪ ،‬مـ ـق ـ ــال مـ ـت ـ ــاح عـ ـلـ ــى الـ ــوقـ ــع االلـ ـكـ ـتـ ــرونـ ــي الـ ـت ـ ــالـ ــي‪:‬‬
‫‪ HTT://WWW.ALMUALEM.NET/MAGA/HASIB.HTML.‬تاريخ االطالا على الوقع‪.2017/12/12 :‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫من خالل التعـ ــاريف الس ـ ـ ـ ـ ـ ــابقـ ــة يمكن القول إن جهـ ــاز الكمبيوتر وريم الت ور الـ ــدوري‬
‫والس ـ ـ ـ ــتمر الذي يش ـ ـ ـ ــهده نتي ة البحوث العلمية األكاديمية الدائمة التي يقوم الباحثون في م ال‬
‫العلوماتية وهو ما من شـ ـ ــأنه إضـ ـ ــافة عناصـ ـ ــر جديدة للجهاز أو حذف عناصـ ـ ــر قديمة‪ ،‬إال أن هذه‬
‫العناص ـ ـ ــر ومهما قلت أو ك رت يمكن ردها إلى م موعين رئيس ـ ـ ــتين وهي العناص ـ ـ ــر أو الكونات الادية‬
‫والعناصر أو الكونات يير الادية‪.‬‬

‫‪.1‬املكونات املادية للكمبيوتر‪:‬‬

‫تتمثل في مختلف العناص ـ ـ ـ ــر املحس ـ ـ ـ ــوس ـ ـ ـ ــة التي يمكن للمرء أن يتص ـ ـ ـ ــل بها ماديا عن طريق‬
‫استخدام مختلف الحواس كاللمس والن ر‪ ،‬هذه العناصر تنقسم بدورها إلى قسمين أساسيين هما‬
‫العناصـ ــر المارجية للكمبيوتر التي تكون ظاهرة للعيان بم رد وقوف الشـ ــمص أمام اآللة إذ يمكنه‬
‫رؤيــة هــذه العنــاص ـ ـ ـ ــر ولس ـ ـ ـ ـهــا وم هــا لوحــة الدــاتيح ‪ ،‬الدــأرة الــاس ـ ـ ـ ــل ‪ ،‬ال ــابعــة ‪ ،‬كــاميرات الويــب‪،‬‬
‫الس ــماعات‪ ...‬الح‪ ،‬أما القس ــم الثاني فهو الكونات الادية الداخلية وهي التي ال ت هر للمس ــتخدم إال‬
‫بعــد فتح ي ــاء الكمبيوتر أو عن طريق االطالا علتهــا خلف الغ ــاء‪ ،‬من أهمهــا لوحــة الن ــام أو مــا‬
‫يعرف باللوحة األم‪ ،‬وحدة العالجة الركزية‪ ،‬القر الص ـ ـ ــلب وأجهزة الودم‪ ،1‬مع اإلش ـ ـ ــارة إلى تباين‬
‫أهمية كل عنصـ ــر من العناصـ ــر الادية ألن م ها ما هو ضـ ــروري وجوهري الشـ ــتغال الجهاز مثل لوحة‬
‫الداتيح (‪ )clavier‬وم ها من ال يعدو أن يكون م رد عنصــر نانوي يمكن االســتغناء عنه دون أن يؤنر‬
‫ذل في وظيدة الكمبيوتر مثل الاسل الضوئي (‪.)scanner‬‬

‫ويرذ الباحا عايد رجا الماليلة وأنا أوافقه في ذل أن مكونات الحاســوب الادية تعامل في‬
‫م ال السؤولية الدترضة كوحدة واحدة بمعنى أن أي ضرر يأشأ عن أي من هذه الكونات هو نال ت‬
‫عن الحاسوب‪ ،‬و التالي فإن حارس الحاسوب هو حارس مكوناته الادية كافة ‪.2‬‬

‫‪ )1‬لزيد من التداصيل حول الكونات الادية للحاسوب أرجع‪:‬‬


‫‪ 79‬وما بعدها‪.‬‬ ‫رياض السيد‪ ،‬ممخل إل ملم ارحاسوب نالب ممة‪ ،‬ال بعة الثانية‪ ،‬جمهورية مصر العر ية‪،2001 ،‬‬
‫‪.223‬‬ ‫‪ )2‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫وريم أن الكمبيوتر بعناص ـ ـ ـ ــره الادية وحدها يعتبر عديم القيمة وعديم األهمية بالأس ـ ـ ـ ــبة‬
‫لص ـ ـ ــاحبه‪ ،‬إذ يأبغي أن تعمل هذه الكونات جنبا إلى جانب مع العناص ـ ـ ــر يير الادية ب ريقة تكاملية‬
‫ت عــل من العالقــة بي همــا بمثــابــة عالقــة الروح بــالجس ـ ـ ـ ــد‪ ،‬فال قيمــة للحــاس ـ ـ ـ ــوب كوحــدة مــاديــة دون‬
‫البرم يــات واألوامر التقنيــة التي تــدخلــه حيز المــدمــة ليتحقق منــه الغرض من اقتنــائــه‪ ،‬في القــابــل‬
‫فإنه ال جدوذ من وجود تل البرم يات إذا لم ت د الوعاء الادي الذي يحتويها والتمثل في الكونات‬
‫ال ــادي ــة للكمبيوتر‪ .‬يير أن ه ــذه الكون ــات ال ــادي ــة لوح ــده ــا وإن ك ــان ــت ال تحقق للش ـ ـ ـ ــمص الغرض‬
‫الرئيسـ ـ ي من تمل الجهاز‪ ،‬إال أ ها يمكن أن تتس ــبب ككتلة مادية في إلحا األضـ ـرار باآلخرين كما لو‬
‫تس ــبب اند ار الكمبيوتر في احترا يرفة الدند التي يقيم بها ص ــاحبه‪ ،‬أو أن الكمبيوتر قد س ــقس‬
‫من مكان مرتدع فألحق أضـ ـ ـرارا جس ـ ــدية بشـ ـ ــمص قريب من مكان الس ـ ــقو ‪ ،‬فدي هذه الحالة هل‬
‫يتميز الكمبيوتر ك هاز الكتروني عن ييره من األشياء التي تتسبب في أضرار للغير؟‬

‫أرذ أن جهاز الكمبيوتر في مثل هذه الحالة وإن كان من األجهزة االلكترونية إال أنه ال يتميز‬
‫بأي خصوصية في م ال السؤولية عن فعل األشياء مقارنة بم يء يير الكتروني منقوال كان أو عقارا‪،‬‬
‫إذ ال فر في األمثلة السـ ــابقة بين الضـ ــرر الذي ألحقه الكمبيوتر أو أي ضـ ــرر تلحقه سـ ــيارة أو عمود‬
‫كهر ائي ألن الش ـ ــرا الجزائري في نص الادة ‪ 138‬من القانون الدني الجزائري رتب الس ـ ــؤولية في ذمة‬
‫أي حارس يقصر في أداء واجب الحراسة بغج الن ر عن طبيعة الم يء أو نوعيته‪ ،‬فهو بذل يكون‬
‫قد وس ــع في م ال األش ــياء الماض ــعة للحراس ــة ووض ــع قرينة مدادها أن كل ما يمكن أن يوص ــف بأنه‬
‫من األشـ ــياء يأبغي حراسـ ــته‪ ،‬دون تمييز بين ل ـ ـ يء خ ير ول ـ ـ يء يير خ ير أو بين يلة ميكانيكية ويلة‬
‫يير ميكانيكية كما هو الش ــأن بالأس ــبة لبعج التش ــريعات القارنة مثل التش ــريع الص ــري والتش ــريع‬
‫العراقي‪ ،1‬وهو ما ي عل من موقف الشــرا الجزائري موفقا ومالئما للت بيق على األشــياء االلكترونية‬

‫‪ )1‬بإجراء مقارنة بسي ة بين الادة ‪ 178‬من القانون الدني الصري والادة ‪ 231‬القانون الدني العراقي ن د أ هما تشتركان في‬
‫تحديد نوعية األشياء التي تستلزم الحراسة إذ حصرتاها في األشياء ذات العناية الماصة واآلالت اليكانيكية‪ ،‬في حين أ هما‬
‫اختلدتا في األساس القانوني للمسؤولية‪ ،‬فبينما جعلها الشرا الصري قائمة على أساس الم أ الدترض يير القابل إلنبات‬
‫العكس‪ ،‬ن د الشرا العراقي قد أسسها على الم أ الدترض القابل إلنبات العكس فوضع قرينة بسي ة يمكن للحارس أن‬
‫يثبت عكسها إذا است اا أن يثبت أنه قد قام بواجب الحراسة على أكمل وجه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ويخدم الض ـ ـ ـ ــرور في حص ـ ـ ـ ــوله على مبل التعويج ألنه لن يكون م البا إال بإنبات الض ـ ـ ـ ــرر وعالقة‬
‫السببية بينه و ين فعل الم يء بغج الن ر عن نوعية هذا األخير أو عن طبيعته‪.‬‬

‫‪ -2‬املكونات غري املادية للكمبيوتر(الربجميات)‪:‬‬

‫س ــبق وأن ذكرنا أن الكمبيوتر يتض ــمن نوعين من الكونات أحدهما مادي محس ــوس واآلخر‬
‫يير مـادي يتمثـل في جملـة البرم يـات أو البرامم التي يتم تثبي هـا في الوحـدة الركزيـة لالنتدـاا بـالجهـاز‬
‫وفقا للغرض الذي أعد من أجله‪ ،‬علما وأن الدور الذي تلعبه هذه الكونات يير الادية يدو بكثير‬
‫دور ن يرتها الادية ريم الض ـ ـ ـ ــرورة اللحة لهذه األخيرة أل ها بمثابة الوعاء الذي ت س ـ ـ ـ ــد فيه األوامر‬
‫الن قية (البرامم) التي تنقل الجهاز من حالة السكون إلى حالة الحركة‪.‬‬

‫ويعرف البرنامم الحاســو ي بشــكل عام بأنه ن ام إلكتروني مصــمم من قبل ــمص يد ى‬
‫البرمم يرتبس بقاعدة واسـ ــعة من العارف في م ال من املجاالت‪ ،‬ويسـ ــتخدم لتنديذ مهام يقوم بها‬
‫عادة اإلنس ــان المبير باعتماد الن ق االس ــتأتاجي‪ ،‬وذل من خالل الع يات التي تم تلقي ها له من‬
‫قبل اإلنسـ ـ ـ ــان‪ ،‬ويسـ ـ ـ ــت يع في ضـ ـ ـ ــوء األسـ ـ ـ ــئلة ال روحة عليه أن يع ي الحل أو الجواب في زمن‬
‫قياو ي ‪.1‬‬

‫كما يعرف أيض ـ ـ ـ ــا بأنه م موعة األوامر الرتبة ترتيبا من قيا والوجهة إلى الحاس ـ ـ ـ ــب بعد‬
‫ترجم ها إلى اللغة الوحيدة التي يدهمها وهي لغة األرقام الثنائية ‪ ،2‬أما عن التعريدات التشريعية فإن‬
‫من أهمهــا ذل ـ التعريف الــذي قــدمتــه الن مــة العــاليــة للملكيــة الدكريــة‪ 3‬حينمــا س ـ ـ ـ ـأــت مــا يعرف‬
‫بالقانون النموذجي للحاس ـ ــب اآللي س ـ ــنة ‪ 1977‬حيا عرفت البرنامم بأنه م موعة تعليمات يمك ها‬

‫‪ )1‬جمال عبد هللا‪ ،‬جمنة املعلوماتية ال اجوجية نال ضائية‪ ،‬النعقدة بتاريخ ‪ 17-15‬سبتمبر ‪ ،1998‬الركز العر ي للدراسات‬
‫والبحوث القانونية‪ ،‬لبنان ‪ .29‬نقال عن‪ :‬محمد واصل‪ ،‬ارحماية ال اجوجية لب امج ارحاسوب ‪-‬املصشفاو اةل نجية‪،-‬‬
‫م لة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،27‬العدد ‪.9 ،2011 ،3‬‬
‫‪.9‬‬ ‫‪ )2‬كمال مهدي ويخرون‪ ،‬املرجع الشامل لشظان التشغيل ‪ ،DOS‬موسوعة دلتا كمبيوتر‪،1991 ،‬‬
‫‪ )3‬أنشأت هذه الن مة والعروفة باسم ‪ WIPO‬بموجب اتداقية ستوكهولم البرمة بتاريخ ‪ 14‬جويلية ‪ 1967‬والتي تم تعديل‬
‫بعج أحكامها بتاريخ ‪ 28‬سبتمبر ‪ ،1979‬وتهدف هذه الن مة إلى دعم حماية اللكية الدكرية في جميع أنحاء العالم وت وير‬
‫إدارة االتحادات الأشأة ورفع كداتها في حماية اللكية الصناعية والأش ت األدبية وضمان التعاون اإلداري بين تل‬
‫االتحادات‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫إذا ما نقلت على ركيزة تس ــتوعشها اآللة أن تش ــير‪ ،‬تؤدي للحص ــول على وظيدة‪ ،‬مهمة أو نتي ة متميزة‬
‫بواس ـ ـ ـ ـ ة يلة يمك ها معالجة العلومة وتس ـ ـ ـ ــمى كمبيوتر ‪ .‬يير أن الس ـ ـ ـ ــؤال الذي ي رح هو‪ :‬ما مدذ‬
‫إمكانية اعتبار الكيانات الن قية (البرامم الحاس ــو ية) أش ــياء تقتضـ ـ ي وض ــعها تحت الحراس ــة منعا‬
‫لكل ضرر يحتمل أن تلحقه بالغير‪ ،‬و التبعية تخضع لقواعد السؤولية الدنية عن فعل األشياء؟‬

‫ان القــا من التعريف اللغوي للم ـ ـ ـ ـ يء من أنــه كــل كــائن موجود‪ 1‬فــإن القــانون الــدني لــدذ‬
‫معالجته لألشـ ــياء كمدهوم يعتد به القانون ويرتب عليه ينارا معينة لم يكن يعرف إال األشـ ــياء الادية‬
‫دون ييرها‪ ،‬بدليل أنه اعتمد معيارا واحدا أسـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ــيا في تقسـ ـ ـ ــيمها وهو معيار الثبات حيا قدر أن‬
‫الم ـ ـ ـ يء يكون عقارا إذا كان مس ـ ـ ــتقرا بحيزه نابتا فيه وال يمكن نقله منه دون تلف‪ ،‬بينما النقول هو‬
‫كل ما عدا ذل أي أنه يمكن نقله دون تلف‪.2‬‬

‫يير أن الت ور التكنولوجي الدوري والستمر الذي يشهده عالم العلوماتية قد أفرز اختالفا‬
‫حول طبيعة هذه البرامم بين ات اه فقهي يعتبرها أشـ ـ ــياء مادية على أسـ ـ ــاس أن أنرها ال ي هر إال من‬
‫خالل وضعها في دعامة مادية ‪ SUPPORT‬مثل القر الصلب أو االس وانة حيا ال يمكن الدصل‬
‫بينـه هـذه الـدعـامـة والبرنـامم‪ ،‬و ين ات ـاه يخر يش ـ ـ ـ ـكـل الرأي الغـالـب يرذ أن التكييف األمثـل لبرامم‬
‫اإلعالم اآللي هو اعتبارها م رد خدمات ‪ Prestations‬تدو قيم ها الالية كثيرا الدعامة الادية التي‬
‫تحتويها خاص ـ ــة إذا كان البرنامم معد خص ـ ــيص ـ ــا الحتياجات عميل معين ‪،3Logiciel sur mesure‬‬
‫و التالي تأتدي وفقا لهذا الرأي الصدة الادية للبرنامم‪.‬‬

‫ــمصــيا أرذ أنه من األفضــل التوســع في مدهوم الم ـ يء الذي يخضــع للحراســة وذل بعدم‬
‫حصره في الاديات اللموسة‪ ،‬بل يأبغي أن تشمل كلمة ل يء األشياء يير الادية سواء كانت برامم‬
‫الكترونية أو براءات اختراا أو كل ما يمكن أن يتوص ـ ـ ـ ــل إليه العقل البش ـ ـ ـ ــري في ظل الثورة الرقمية‬

‫‪.365‬‬ ‫‪ )1‬ابن من ور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬املجلد السادس س‪-‬ش‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2010 ،‬‬
‫‪ )2‬أن ر نص الادة ‪ 683‬فقرة ‪ 1‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬
‫‪.225‬‬ ‫‪ )3‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫التصـ ـ ـ ــاعدة التي ال تتوان عن اكتشـ ـ ـ ــاف الجديد يوما بعد يوم‪ .‬أما عن مبررات هذا التوسـ ـ ـ ــع (الذي‬
‫نقترحه) في مدهوم األشياء الماضعة للحراسة فنوجزها في النقا التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إن التوس ــع في مدهوم المـ ـ يء ال يتعارض ونص الادة ‪ 683‬من القانون الدني الجزائري التي‬
‫قسـ ــم ها إلى منقوالت وعقارات (وكالهما ل ـ ـ يء مادي)‪ ،‬ألن هذا التقسـ ــيم ورد في إطار األشـ ــياء القابلة‬
‫حقوقا‬ ‫للتمل وليس األشـ ــياء التي يمك ها إلحا األض ـ ـرار بالغير‪ ،‬وشـ ــتان بين ما يكسـ ــب األ ـ ــما‬
‫و ين ما يحملهم التزامات‪،‬‬

‫‪ -‬إن التوس ـ ــع في مدهوم المـ ـ ـ يء يأن ـ ــجم وموقف الش ـ ــرا الجزائري الذي تبناه في نص الادة‬
‫‪ 138‬من القانون الدني والذي خالف فيه الكثير من التش ـ ــريعات القارنة حينما لم يحص ـ ــر األش ـ ــياء‬
‫الماضعة للحراسة في اآلالت اليكانيكية واألشياء الم رة التي تحتا عناية خاصة‪،‬‬

‫‪ -‬إن التوس ــع في مدهوم المـ ـ يء يأن ــجم ويتمالـ ـ ى مع التوجهات الحديثة للمس ــؤولية الدنية‬
‫التي تس ـ ــير في ات اه جعلها مس ـ ــؤولية موض ـ ــوعية تس ـ ـ هدف بالدرجة األولى تيس ـ ــير وتس ـ ــهيل حص ـ ــول‬
‫الخ ـ ــحية للتعويج الجابر للض ـ ــرر الذي لحق به بغج الن ر عن الم أ الذي يرتكبه الش ـ ــمص أو‬
‫الوسيلة التي ترتب ع ها الضرر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مفهوم احلراسة‪:‬‬

‫قبل الت ر لدهوم الحراسة في السؤولية محل الدراسة (ب) يأبغي علينا الت ر قبل ذل‬
‫للحراسة وفقا للقواعد العامة (أ)‪.‬‬

‫أ‪ -‬احلراسة يف القواعد العامة‪:‬‬

‫لكي تقوم مسؤولية حارس الم يء عن األضرار التي يلحقها بالغير ي ب أن يكون ذل الم يء‬
‫خاضـ ــعا لحراسـ ــته‪ ،‬أي أن الشـ ــمص يوصـ ــف بأنه حارس متى كانت له على الم ـ ـ يء سـ ــي رة فعلية في‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫توجتهه ورقابته والتصــرف‪ 1‬في أمره‪ ،2‬واألصــل في الحراســة أ ها قانونية بمعنى أ ها مرتب ة باللكية من‬
‫حيا الأش ــأة واإلحالة واالنتقال والس ــقو واالنقض ــاء فهي بمثابة التزام مدترض في ذمة الال ‪ ،‬يير‬
‫وك رة العقود التي يمكن للدرد أن يتحكم بها في األش ـ ـ ــياء فقد‬ ‫أنه وفي ظل تعدد ص ـ ـ ــدات األ ـ ـ ــما‬
‫أصــبح يعتد بالحراســة الدعلية التي ت عل من م رد وضــع اليد على لـ يء معين بمثابة حيازة يعتد بها‬
‫القانون ويكتسـب بها الشـمص صـدة الحارس كما في حالة السـرقة‪ ،‬حيا تأتقل الحراسـة من الال‬
‫إلى الحارس دون أن تأتقل معها اللكية‪ .3‬هذا الدهوم الوسع للحراسة الذي يشمل الحراسة الدعلية‬
‫إضــافة إلى الحراســة القانونية يخدم و شــكل كبير الســؤولية محل الدراســة ألن ك رة وسـ اء االنترنت‬
‫وتش ــعب العالقات فيما بي هم وص ــعو ة تحديد نوعية هذه العالقات وتكييف األفعال الص ــادرة ع هم‬
‫ي عـل من الص ـ ـ ـ ــعو ـة بمكـان تحـديـد الحـارس القـانوني للم ـ ـ ـ ـ يء أي الـالـ لـه‪ ،‬األمر الـذي ي عـل من‬
‫االعتداد بم رد الحراس ــة الدعلية أمرا محبذا ومس ــتس ــايا إلمكانية إس ــناد الس ــؤولية لكل من يمل‬
‫السل ة الدعلية في التحكم والسي رة والرقابة والتوجيه للم يء‪.‬‬

‫ب‪ -‬احلراسة يف املسؤولية االلكرتونية‪:‬‬

‫يرتبس عنصـ ـ ـ ــر الحراسـ ـ ـ ــة ارتباطا ونيقا بالم ـ ـ ـ ـ يء الذي ت ب حراسـ ـ ـ ــته‪ ،‬وقد رأينا في الدقرة‬
‫الس ـ ـ ـ ــابقة أن الكمبيوتر عبارة عن جهاز يتألف من نوعين من الكونات أحدهما مادي ظاهر للعيان‬
‫بم رد الوقوف أمام الجهاز وهو ال يثير أي إش ــكال في قيام مس ــؤولية ص ــاحبه وفقا لنص الادة ‪138‬‬
‫من القانون الدني الجزائري متى تس ـ ـ ــبب في إلحا ض ـ ـ ــرر بالغير‪ ،‬واآلخر عبارة عن م موعة مكونات‬
‫يير مــاديــة ي لق علتهــا الدقــه تس ـ ـ ـ ــميــة الكيــانــات الن قيــة ال يمكن أن تعمــل بمنــأذ عن الكونــات‬
‫الادية‪.‬‬

‫وريم بعج االختالفات الدقهية حول طبيعة تل الكونات بين من يعتبرها شيئا ماديا تقوم‬
‫معه الس ـ ـ ــؤولية على أس ـ ـ ــاس حراس ـ ـ ــة الم ـ ـ ـ يء و ين من ال يعتبرها كذل و التالي فإن الس ـ ـ ــؤولية هي‬

‫‪ )1‬يدسر مص لل التصرف هنا تدسيرا لغويا بمعنى التحكم في الم يء وال يقصد به التصرف بالعنى القانوني وهو تنازل‬
‫الشمص عن حق من حقوقه مثل البيع أو الهبة أو الوصية‪.‬‬
‫‪.409‬‬ ‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬املوجزامل الشظرية العامة لرل زان ‪-‬مصاد اةل زان‪ ،-‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.502‬‬ ‫‪ )3‬علي كحلون‪ ،‬التعليق على م لة االلتزامات والعقود‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫مســؤولية ــمصــية على أســاس الم أ الواجب اإلنبات (خ أ البرمم)‪ ،‬إال أننا توصــلنا إلى أنه ال مانع‬
‫من اعتبار البرامم االلكترونية من األش ـ ـ ـ ــياء بغج الن ر عن طبيع ها (مادية أو يير مادية) وهي بهذه‬
‫الصدة (الشي ية) تكدي إلنارة مسؤولية الحارس مبرم ا كان أو بائعا‪.‬‬

‫يير أنه و عيدا عن فكرة تدكي الكمبيوتر وت زئته إلى عناص ـ ـ ـ ــر مادية أو أخرذ يير مادية‬
‫فإنه ي ب الن ر إليه كوحدة واحدة متكاملة دون التدقيق في مص ــدر الض ــرر هل هو مكون مادي أو‬
‫كيان من قي ولو أن الغالب أن تتحقق األضـ ـرار بس ــبب العناص ــر يير الادية أي البرامم العلوماتية‪.‬‬
‫والســؤال الذي ي رح ندســه في هذه الحالة هو‪ :‬من هو الشــمص اللزم بحراســة برامم الحاســب اآللي‬
‫و التالي يمكن مساءلته وفقا لقواعد السؤولية عن فعل األشياء؟‬

‫يرذ األسـتاذ محمد حسـين منصـور وأنا أوافقه الرأي أن الحراسـة تنعقد لصـاحب السـل ة‬
‫الدعلية على البرنامم سـ ــواء كان ـ ــمصـ ــا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬وال ت ون ارحراسة ةةة لل ابع‪ .‬ولكن يأبغي‬
‫التدرقة بين حراس ــة االس ــتعمال وحراس ــة التكوين وذل بالأس ــبة لألش ــياء التي يس ــتعملها الش ــمص‬
‫دون أن يكون له دخل في تركيشها أو تكوي ها أو مدردات عناص ـ ـ ـ ــرها حيا ي ل ذل الجانب للمال أو‬
‫النتم ‪.1‬‬

‫و مبرر تأييدنا لرأي األسـ ــتاذ محمد حسـ ــين منصـ ــور في إسـ ــناد الحراسـ ــة لصـ ــاحب السـ ــل ة‬
‫الدعلية على البرنامم على حس ــاب التابع أن هذا األخير لم يكتس ــب ص ــدة التبعية إال ألنه يعمل وفقا‬
‫لتعليمات وتوجتهات بل وألوامر التبوا‪ ،‬و التالي فإن ممارسـ ـ ـ ــته ال اهرية لحراسـ ـ ـ ــة الم ـ ـ ـ ـ يء الملوأ‬
‫للغير (التبوا) ال تعدو أن تكون م رد حراسـة صـورية ومقيدة بالحدود التي رسـمها الال األمر الذي‬
‫ي عل من هذا األخير هو الحارس الحقيقي للم ـ ـ ـ يءـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أما التابع فال يكون حارس ـ ـ ــا وال يكتس ـ ـ ــب تل‬
‫الص ـ ــدة إال إذا ت اوز الحدود الرس ـ ــومة من طرف متبوعه وفي هذه الحالة يخض ـ ــع ألحكام الادة ‪74‬‬
‫القانون الدني الجزائري التعلقة بالنيابة‪.2‬‬

‫‪.284‬‬ ‫‪ )1‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 74‬القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا أبرم النائب في حدود نيابته عقدا باسم األصيل فإن ما يأشأ عن‬
‫هذا العقد من حقو والتزامات يضاف إلى األصيل ‪.‬‬
‫و مدهوم املمالدة لنص الادة الذكورة فإن م اوزة النائب لحدود نيابته ت عله مكتسبا للحقو ومتحمال لاللتزامات‬
‫الناشئة عن هذا الت اوز وم ها االلتزام بحراسة الم يء‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رُكن تسبب الشيء يف إحداث الضرر‬


‫س ـ ـ ـ ـنــدرس هــذا الركن وفقــا للقواعــد العــامــة (أوال) قبــل معــالجتــه على ض ـ ـ ـ ــوء الس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫االلكترونية (نانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬ركن تسبب الشيء يف إحداث الضرر يف القواعد العامة‪:‬‬


‫يقصــد بهذا الركن أن يكون الضــرر قد تحقق بســبب التدخل اإلي ا ي للم ـ يء إذ ال يكدي أن‬
‫يكون التدخل س ــلبيا‪ ،1‬فالتدخل اإلي ا ي للم ـ يء إذن هو أن يكون في حالة حركة مثل ركن الس ــيارة‬
‫دون تش ــغيل الكبح اليدوي األمر الذي يتس ــبب في تحركها من مكا ها وإص ــابة أحد الارة أو الس ــيارات‬
‫األخرذ ‪ ،‬أما الوضـع السـلمي للمـ يء أي عدم حركته فاألصـل أنه ال يتسـبب في إلحا الضـرر بالغير إال‬
‫إذا كان في موقف مخالف للقانون ‪ ،‬ويقع على عاتق الخ ـ ـ ـ ــحية إنبات تواجد الم ـ ـ ـ ـ يء في وض ـ ـ ـ ــع يير‬
‫طبيني وتسببه في األذذ الذي لحقه‪ ،2‬ومثال ذل ركن الركبة في مكان ممنوا‪.‬‬

‫و بهذا العنى ي ب أن يكون التدخل اإلي ا ي للم ـ يء هو الســبب الرئيس ـ ي والباشــر في تضــرر‬
‫الخ ـ ــحية أي أن تقوم عالقة الس ـ ــببية بش ـ ــروطها العروفة بين فعل المـ ـ ـ يء والض ـ ــرر الالحق بالد ي‬
‫و عبارة أخرذ نقول أنه ي ب أن يكون تدخل الم ـ ـ ـ ـ يء منت ا وفعاال في إحداث الض ـ ـ ـ ــرر‪ ،‬وذل تحت‬
‫طائلة انتداء مس ــؤولية الحارس أو قيامها على أس ــاس يخر مثل مس ــؤولية التبوا عن أعمال تابعه أو‬
‫على أساس الدعل الشمح ي متى توفرت شرو أي م هما‪.‬‬

‫يير أن اش ــترا تحقق الض ــرر بس ــبب الم ـ يء الماض ــع للحراس ــة ال يعني أن يكون الم ـ يء في‬
‫ذاته خ يرا أو أن يكون معيبا وذل بالن ر للعمومية التي جاء بها نص الادة ‪ 138‬من القانون الدني‬
‫الجزائري التي تقــابلهــا الدقرة األولى من نص ال ـادة ‪ 1242‬من القــانون الــدني الدرنس ـ ـ ـ ـ ي‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي فص ــل فيه القض ــاء الدرنس ـ ي منذ مدة طويلة حيا قررت محكمة النقج الدرنس ــية في قراراها‬

‫‪.1232‬‬ ‫‪ )1‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2) DAHDOUH Habib, L’évolution de la responsabilité de la chose inanimées en droit tunisien ou‬‬
‫‪L’article icle 96 du coc à la croisée des chemins, revue des études juridiques, faculté de droit, université de‬‬
‫‪Sfax, n0 8, 2001, p 140.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1920‬أنه ليس من الضروري أن يكون بالم يء عيب يغير من طبيعته ألن‬
‫الادة ‪ ( 1384‬الادة ‪ 1242‬حاليا) ر ت السؤولية بحراسة الم يء ال بالم يء في حد ذاته ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬ركن تسبب الشيء يف إحداث الضرر يف ضوء املسؤولية االلكرتونية‬


‫قبل الحديا عن هذا الركن في إطار الس ــؤولية التقص ــيرية االلكترونية ت در اإلش ــارة إلى أن‬
‫اختالفا فقهيا حادا نار حول مس ــألة تحديد مص ــدر الض ــرر هل هو المـ ـ يء ذاته أم أنه خ أ الحارس‬
‫وذل بس ـ ـ ــبب اختالف األس ـ ـ ــاس القانوني الذي تبنى عليه الس ـ ـ ــؤولية في كلتا الحالتين‪ ،‬إذ أن نس ـ ـ ــبة‬
‫الضـ ـ ــرر إلى الم ـ ـ ـ يء ت عل الحارس مسـ ـ ــؤوال وفقا لقواعد السـ ـ ــؤولية عن فعل األشـ ـ ــياء التي تخضـ ـ ــع‬
‫ألحكام الادة ‪ 138‬من القانون الدني الجزائري وهي مسؤولية موضوعية يعد معها الد ي من إنبات‬
‫الم أ ألن القانون قد افترض ــه في ــمص الحارس الذي قص ــر في أداء واجب الحراس ــة‪ ،‬أما إذا كان‬
‫الضــرر بس ــبب الحارس مباش ــرة ودون تدخل الم ـ يء أو أن تدخل هذا األخير كان بص ــدة عارض ــة فإن‬
‫الس ـ ــؤولية تكون ـ ــمص ـ ــية قوامه الم أ الواجب اإلنبات حيا ال يعد الخـ ـ ــحية من عمت اإلنبات‬
‫عمال بأحكام الادة ‪ 124‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬

‫و ناء على ذل فقد حاول كل فريق من الدقهاء وض ـ ــع معيار معين لتمييز تدخل الم ـ ـ يء عن‬
‫عمل اإلنس ـ ــان‪ ،‬حيا يرذ الدريق األول أن الض ـ ــرر يكون بس ـ ــبب المـ ـ ـ يء في حالة احتوائه على عيب‬
‫ذاتي بس ـ ـ ـ ــببه حدث الض ـ ـ ـ ـرر أي أن س ـ ـ ـ ــالمة الم ـ ـ ـ ـ يء من كل عيب تندي عالقته بالض ـ ـ ـ ــرر الذي لحق‬
‫الخــحية‪ ،2‬وعليه فإن الخــحية ملزم بإنبات أن الم ـ يء معيب وأن هذا العيب هو الذي جعل الم ـ يء‬
‫يتدخل ب ريقة إي ابية ألحقت به الضرر‪.‬‬

‫يير أن هذا الرأي وريم أنه كان مســتســايا في بداية األمر بســبب الغموض الذي كان يكتنف‬
‫تدسـ ـ ــير الدقرة األولى من الادة ‪ 1384‬قبل تعديلها بموجب الادة ‪ 1242‬من القانون الدني الدرنس ـ ـ ـ ي‬

‫‪1) «....... Qu’il n’est pas nécessaire que la chose ait un vice inhérent à sa nature, L’article icle 1384 rattachant‬‬
‫‪la responsabilité à la garde de la chose et non à la chose elle-même ». Cité par : Mireille Bacache-Gibeili, op.‬‬
‫‪cit, p 263.‬‬
‫‪ )2‬توفيق حسن فر ‪ ،‬الشظرية العامة لرل زان‪-‬امل مصاد اةل زان‪ -‬مع م ا جة بين ال واجين العربية‪ ،-‬ال بعة الثالثة‪،‬‬
‫مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪.165 ،2002 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫إال أن كــل من الدقــه والقض ـ ـ ـ ــاء الدرنس ـ ـ ـ ــيين قــد تراجعــا عن األخــذ بــه لس ـ ـ ـ ــببين األول ن ري والثــاني‬
‫من قي‪ ،‬أما الس ـ ـ ـ ــبب أو البرر الن ري فلكون العيار القترح ال يحقق الغرض الأش ـ ـ ـ ــود وهو حماية‬
‫مص ــلحة الض ــرور ألنه من الص ــعب عليه إنبات أن الض ــرر يرجع إلى عيب في المـ ـ يء كما أن مثل هذا‬
‫األمر جد نادر‪ ، 1‬أما البرر الن قي لالعتراض على معيار العيب في المـ ـ يء فهو أن مس ــؤولية الحارس‬
‫ترتكز – حسـب الرأي الرا ل – على خ أ مدترض في الحراسـة و التالي فإن وجود عيب في المـ يء من‬
‫شـ ــأنه إعداء الحارس من السـ ــؤولية النعدام الركن األول من السـ ــؤولية وهو الم أ‪ .2‬أما في القانون‬
‫الجزائري فال يمكن إعمال هذا العيار ألن الش ـ ــرا ن م هذه الس ـ ــألة بص ـ ــدة مس ـ ــتقلة في الادة ‪140‬‬
‫مكرر‪ 1‬من القانون الدني الجزائري‪ 3‬حيا جعل النتم مس ـ ـ ـ ــؤوال عن األض ـ ـ ـ ـرار التي تلحقها منت اته‬
‫العيبة باآلخرين س ــواء ارتبس معهم بعقد أم ال‪ ،‬وهي مس ــؤولية موض ــوعية قائمة على أس ــاس الض ــرر‬
‫بغج الن ر عن ارتكاب النتم للم أ في عملية اإلنتا أم ال على عكس مس ــؤولية حارس الم ـ يء التي‬
‫تقوم على أساس الم أ الدترض في الحراسة‪.‬‬

‫أما الرأي الثاني فقد أخذ بمعيار اســتقاللية المـ يء في إحداث الضــرر‪ ،‬وفي هذا الصــدد يميز‬
‫الدقهاء من أنصـار هذا الرأي بين األشـياء التي تكون طيعة بين يدي اإلنسـان بحيا تخضـع لسـي رته‬
‫الكلية و ين األش ــياء التي تخر عن س ــي رة اإلنس ــان حيا تكون لها قوة ذاتية تمك ها من اإلفالت من‬
‫الس ــي رة‪ ،‬فهذه األش ــياء وحدها يمكن أن تأس ــب لها األضـ ـرار و التالي تقوم مس ــؤولية ص ــاحشها وفقا‬
‫لسـ ـ ــؤولية حارس الم ـ ـ ـ يء‪ ،‬وعليه توصـ ـ ــل أنصـ ـ ــار هذا الرأي إلى أن األشـ ـ ــياء الم يرة فقس يمكن أن‬
‫تأســب إلتها األض ـرار دون األشــياء يير الم يرة‪ .4‬يير أن هذا التوجه كغيره تعرض النتقادات شــديدة‬
‫أهمها الصـ ــعو ة الت بيقية التي تواجه القضـ ــاة واألفراد على حد سـ ــواء في تقديرهم لم ورة الم ـ ـ يء‬

‫‪1) FLOUR et AUBERT, op cit, p 269.‬‬


‫‪2) FLOUR et AUBERT, op cit, p 269.‬‬
‫‪ )3‬تنص الدقرة ‪ 1‬من الادة ‪ 140‬مكرر القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يكون النتم مسؤوال عن الضرر الناتم عن عيب‬
‫في منتوجه حتى ولو لم تر ه بالتعاقد عالقة تعاقدية ‪.‬‬
‫‪ )4‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪.191 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫من عدمها إضـ ــافة إلى مخالدة هذا العيار لص ـ ـراحة الدقرة األولى من الادة ‪ 1242‬من القانون الدني‬
‫الدرنس ي التي لم تتبن هذا التمييز وجاءت بصيغة اإلطال ‪.1‬‬

‫و لت بيق أحكام الس ـ ـ ــؤولية عن حراس ـ ـ ــة األش ـ ـ ــياء في املجال االلكتروني يأبغي علينا الرجوا‬
‫قليال إلى الوراء لعرفة الحكمة التي من أجلها قامت التشريعات ال سيما الدرنس ي بتبني هذا النوا من‬
‫الســؤولية‪ ،‬حيا كان الهدف الرئيس ـ ي يداة وضــع القوانين الدنية هو تمكين الضــرور من الحصــول‬
‫على تعويج عادل عن األضـرار التي أصــابته‪ ،‬علما وأن الضــرور هو م رد ــمص بســيس ســواء كان‬
‫عامال أو مواطنا عاديا مقارنة بص ـ ـ ـ ــاحب الم ـ ـ ـ ـ يء أو اآللة الذي يعتبر ص ـ ـ ـ ــناعيا وميس ـ ـ ـ ــور الحال من‬
‫الناحية الادية‪ ،‬لذل و الن ر للمراكز االقتصـ ــادية لألطراف فقد جعل الشـ ــرا من الم أ مدترضـ ــا‬
‫في جانب حارس الم يء (ال رف القوي) حماية للخحية (ال رف الضعيف)‪.2‬‬

‫يير أنه وفي م ال العامالت االلكترونية فإننا ن د أن الوضـ ــع لم يعد كما كان عليه سـ ــابقا‪،‬‬
‫حيا أن األجهزة االلكترونية واالنترنت لم تعد مقص ــورة على أص ــحاب رؤوس األموال بل أص ــبحت في‬
‫متناول الجميع بما في ذل الدقراء وأص ــحاب الدخل الض ــعيف‪ ،‬بالقابل ن د أن التض ــررين كثيرا ما‬
‫يكونون من أصــحاب الشــركات والشــاهير وهو األمر الذي جعل من الحالة معكوســة مقارنة بالحقبة‬
‫القانونية الناظمة لسؤولية حارس األشياء‪.3‬‬ ‫الزمنية التي وضعت فتها النصو‬

‫وعليـه فـإنـه ونتي ـة ال بيعـة الالمـاديـة لألنترنـت وتوس ـ ـ ـ ــع اس ـ ـ ـ ــتخـدامـاتهـا ودق هـا فـإن ت بيق‬
‫النصو الحالية ال سيما نص الادة ‪ 138‬من القانون الدني الجزائري الذي ي عل من وقوا الضرر‬
‫قرينة قاطعة على خ أ الحارس يعتبر أمرا ص ـ ـ ـ ــعبا ويير قابل للت بيق العملي‪ ،‬ألن حارس األش ـ ـ ـ ــياء‬
‫س ــي د ندس ــه مس ــؤوال في كثير من األحوال وهو األمر الذي س ــيص ــعب عليه مهمة دفع مبال كبيرة في‬

‫‪.192‬‬ ‫‪ )1‬علي فياللي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.167‬‬ ‫‪ )2‬توفيق حسن فر ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.248‬‬ ‫‪ )3‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫ش ـ ـ ـ ـكــل تعويضـ ـ ـ ـ ــات الم ـ ـ ـ ـ يء الــذي قــد يؤنر على حركيــة التعــامالت االلكترونيــة التي بــاتــت اليوم أمر‬
‫أساسيا في معامالت األفراد يصعب االستغناء عنه‪.1‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املسؤولية عن املعلومات املتداولة الكرتونيا‬


‫ال ش ـ ـ ـ أن دراس ـ ـ ــة أي مس ـ ـ ــألة قانونية يقتض ـ ـ ـ ي أن نس ـ ـ ــلس فتها الض ـ ـ ــوء ابتداء على جانشها‬
‫الن ري من خالل التـأص ـ ـ ـ ـيـل لهـا وإرجـاعهـا إلى القواعـد القـانونيـة التي تحكمهـا إلمكـانيـة الحكم علتهـا‬
‫بــاإلي ــاب فنقــدم من االقتراحــات مــا يــدعم ويثمن موقف الش ـ ـ ـ ــرا‪ ،‬أو الحكم علتهــا س ـ ـ ـ ــلبــا و ــالتــالي‬
‫م البة الشرا بتعديلها أو تغييرها أو إلغاوها‪.‬‬

‫فبعدما تناولنا في ال لب األول اإلطار الن ري للمس ـ ــؤولية عن حراس ـ ــة األش ـ ــياء اإللكترونية‬
‫من دراسة ت بيقات لهذه السؤولية‪ ،‬وذل لعرفة مدذ توافقها مع القواعد العامة‪.‬‬ ‫فإنه ال منا‬

‫وألن صور السؤولية عن حراسة األشياء كثيرة ومتنوعة فإننا سنكتدي بصورة وحيدة أو نوا‬
‫وحيد ن را لك رة انتشـاره في الواقع العاش وعدم وضـوح األحكام التي ت بق عليه في م ال السـؤولية‬
‫الدنية‪ ،‬هذه الصــورة تتمثل في الســؤولية عن العلومات واألخبار التي تتداول عبر شــبكة االنترنت مع‬
‫ما تلحقه من أضرار مادية وأدبية كبيرة بالغير‪.‬‬

‫وس ـ ـ ــوف نتناول هذا ال لب من خالل تقس ـ ـ ــيمه إلى فرعين حيا س ـ ـ ــنخص ـ ـ ــص الدرا األول‬
‫لاهية العلومة التداولة الكترونيا‪ ،‬بينما نعال من خالل الدرا الثاني الس ـ ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ـ ــيرية عن‬
‫حراسة الواقع االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم املعلومة املتداول الكرتونيا‬

‫تعتبر العلومة أحد القومات األسـ ــاسـ ــية لحياة البشـ ــر ألن اإلنسـ ــان ومنذ بداية حياته يتو‬
‫لعرفة أي ل ـ ـ ـ ـ يء جديد كما أن ت ور وتقدم أي م تمع متوقف على مدذ مواكبته لا توص ـ ـ ـ ــل إليه‬
‫العلم الحديا‪ .‬وإذا كانـ ـ ـ ـ ـ ــت العلومات منذ القدم تتداول بس ــرعة كبيرة فإن ت ور وس ــائل االتص ــال‬
‫الحديثة ال سـ ـ ــيما شـ ـ ــبكة االنترنت قد ضـ ـ ــاعف من سـ ـ ــرعة انتشـ ـ ــارها‪ ،‬مع اإلشـ ـ ــارة إلى أن العلومات‬
‫الأشــورة م ها ما هو يير صــحيح وم ها ما هو ســري ال ي وز نشــره أو االطالا عليه وم ها ما هو صــحيح‬

‫‪.249‬‬ ‫‪ )1‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫لكنه يمس بســمعة األفراد وحياتهم الماصــة‪ ،‬و التالي فإن نشــر العلومة كثيرا ما يلحق أض ـرارا مادية‬
‫ومعنوية تستوجب التعويج ع ها من طرف من نشرها أو أحد التدخلين في عملية الأشر‪.‬‬

‫وألن العلومـة يمكن أن تص ـ ـ ـ ــنف من بين األش ـ ـ ـ ـيـاء‪ ،‬فـإن التس ـ ـ ـ ــاؤل الـذي ي رح هو مـا مـدذ‬
‫إمكانية إخضاا األضرار الناجمة عن العلومة لقواعد السؤولية عن حراسة األشياء؟‬

‫أوال‪ -‬تعريف املعلومة‪:‬‬


‫إض ـ ـ ـ ــافة إلى بعج التعاريف التش ـ ـ ـ ــريعية (أ) فإننا س ـ ـ ـ ــنقوم بالتعرض لبعج التعاريف التي‬
‫تقدم بها الدقهاء للمعلومة (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬التعريف التشريعي‪:‬‬


‫القانونية الجزائرية ن د أن الش ـ ـ ـ ــرا قد اس ـ ـ ـ ــتعمل كلمة أو‬ ‫باس ـ ـ ـ ــتقراء مختلف نص ـ ـ ـ ــو‬
‫مصـ لل "معلومة " سـواء في القوانين ذات الصـبغة الجزائية كتل التعلقة بتقديم معلومات كاذبة‬
‫أو مض ـ ـ ـ ــللـة توقع في الغلس أو التـدليس أو جنحـة إش ـ ـ ـ ـهـار كـاذب (الـادة ‪ 924‬ومـا يلتهـا من قـانون‬
‫العقو ات) ‪ ،‬أو جريمة التعدي على الس ـ ـ ـ ــر النهي( الادة ‪ 308‬من قانون العقو ات)‪ ،‬التعدي على‬
‫الرسائل والحياة الماصة أو ما يعرف بالتعدي على العلومات الماصة بالشمص( الادة ‪ 296‬مكرر‬
‫إلى الادة ‪ 303‬مكرر‪.)3‬‬

‫كما اسـ ــتعمل الشـ ــرا الجزائري أيضـ ــا ذات الص ـ ـ لل أي العلومة في القوانين ذات الصـ ــبغة‬
‫الدنية والت ارية مثل الادة ‪ 8‬من قانون ‪ 02-04‬التعلق بالقواعد ال بقة على المارسـ ــات الت ارية‬
‫التي تلزم البائع قبل اختتام عملية البيع بإخبار الس ـ ـ هل بأي طريقة بالعلومات النزيهة والصـ ــادقة‬
‫التعلقة بمميزات هذا النتم أو المدمة‪ ،‬إض ـ ـ ـ ــافة إلى الادة ‪ 17‬من القانون ‪ 03-09‬التعلق بحماية‬
‫الس ـ ـ ـ ـ هل ـ وقمع الغ حيــا ألزمــت الواد الــذكورة التــدخــل أن يعلم الس ـ ـ ـ ـ هل ـ بكــافــة العلومــات‬
‫التعلقة بالنتو الذي يض ـ ــعه لالسـ ـ ـ هالأ بواسـ ـ ـ ة الوس ـ ــم ووض ـ ــع العالمات أو بأية وس ـ ــيلة أخرذ‬
‫مناسبة‪.‬‬

‫أما بالرجوا إلى بعج التش ــريعات القارنة فإننا ن د أن بعض ــا م ها قد قدم تعريدا للمعلومة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وم ها القانون االتحادي لدولة اإلمارات العر ية التحدة رقم ‪ 1‬لس ـ ـ ـ ــنة ‪ 2006‬بش ـ ـ ـ ــأن‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫العامالت والت ارة االلكترونية في مادته األولى حيا عرفت العلومات اإللكترونية على أ ها " بيانات‬
‫ومعلومات ذات خصائص إلكترونية في شكل نصو أو رموز أو أصوات أو رسوم أو صور أو برامم‬
‫الحاسـ ــب اآللي أو ييرها ‪ ،‬أما الشـ ــرا البحريني فقد عرفها في القانون رقم ‪ 83‬لسـ ــنة ‪ 2002‬والتعلق‬
‫والص ـ ـ ـ ــور أو األص ـ ـ ـ ــوات والرموز و رامم‬ ‫بــالعلومــات االلكترونيــة أ هــا تل ـ البيــانــات والنص ـ ـ ـ ــو‬
‫الحاسوب والبرم يات ويمكن أن تكون قواعد البيانات والكالم ‪.‬‬

‫ومهما يكن من أمر فإن تقديم الشــرا للتعاريف يبق أمرا يير مســتســاغ كقاعدة عامة‪ ،‬ألنه أمر من‬
‫القانوني من خالل التض ـ ــييق عليه بتقديم تعريف‬ ‫ش ـ ــأنه عرقلة عمل القاض ـ ـ ي في ت بيق النص ـ ــو‬
‫محدد‪ ،‬فاألجدر ترأ هذه الداهيم للدقه والقضاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫تعــددت التعريف والدــاهيم القــدمــة من طرف الدقهــاء للمعلومــة‪ ،‬فم هم من عرفهــا بــأ هــا‬
‫رس ــالة معبر ع ها في ش ــكل ي علها قابلة للنقل أو اإلبالغ للغير ‪ ،1‬بينما عرفها البعج اآلخر من خالل‬
‫التركيز على القيمة الالية واالقتصـ ـ ــادية للمعلومة بأ ها كل رسـ ـ ــالة تحتوي على معنى وقيمة مالية‬
‫ويمكن نقلها للغير بحيا تزيد من يقين التلقي وتقلل من درجة الش لديه ‪.2‬‬

‫يير أن التعاريف القدمة وإن كانت صـ ــحيحة من الناحية التقنية أو االص ـ ـ الحية إال أ ها ال‬
‫تقدم لنا مدلوال وظيديا وا ـ ـ ـ ــل العالم في إطار السـ ـ ـ ــؤولية التقصـ ـ ـ ــيرية عن فعل األشـ ـ ـ ــياء‪ ،‬ذل أن‬
‫موض ـ ـ ــوا دراس ـ ـ ــتنا يتعلق بمس ـ ـ ــؤولية حارس العلومة عما يمكن أن تلحقه من أض ـ ـ ـرار‪ ،‬و التالي فإن‬
‫أيلب العلومات تخر عن ن ا دراســتنا كون الكثير م ها ال تلحق أي ضــرر باآلخرين بل على العكس‬
‫من ذل فإن الغير يأتدع بها‪ ،‬وعليه فإن دائرة العلومات التي تخدم الوض ـ ـ ـ ــوا تعتبر دائرة ض ـ ـ ـ ــيقة‬
‫ومنه يمكن أن نعرف العلومة على ضـ ـ ـ ــوء مسـ ـ ـ ــؤولية حارس األشـ ـ ـ ــياء االلكترونية بأ ها كل رسـ ـ ـ ــالة‬

‫‪ )1‬محمد ش ـ ــتا أبو س ـ ــعد‪ ،‬جحو إطا تش ة ةةريعمل رحماية املعلوماو ناملعلوماتية امل إطا مشظومة ت شولوجيا ال عليم امل ل‬
‫العوملة ناةجف اح‪ ،‬م لة الجمعية الصرية لتكنولوجيا التعليم‪ ،‬مم ‪ ،3‬أ ‪.340 ،2000 ،4‬‬

‫‪2) Géraldine DANJAUME, La responsabilité du fait de l'information, semaine juridique, édition‬‬


‫‪générale, 70 (1996), no 1, p 3.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫تخضــع لحراســة ــمص معين يمكن تداولها عبر الوســائس االلكترونية ويكون من شــأن هذا التداول‬
‫أن يلحق ضررا بالغير ‪.‬‬

‫عن‬ ‫ومن بين صور العلومة االلكترونية التي تلحق ضررا باآلخرين نذكر التشهير باأل ما‬
‫طريق نش ـ ــر وقائع يير ص ـ ــحيحة أو تش ـ ــويه وقائع ص ـ ــحيحة وذل بأن يلجأ الص ـ ـحدي االلكتروني إلى‬
‫إبراز جــانــب من الواقعــة دون إبراز الجوانــب األخرذ‪ ،‬أو أن يقوم بأش ـ ـ ـ ــر خبر دون التــأكــد من مــدذ‬
‫صـ ــدقه وصـ ــحته‪ ،‬فدي هذه الحالة تقوم مسـ ــؤولية مال الوقع االلكتروني أو الصـ ــحدي الذي نش ـ ــر‬
‫بكون العلومة الأشورة منقولة من جريدة أخرذ‪.1‬‬ ‫العلومة دون أن يكون له التح‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مدى خضوع املعلومة املتداولة الكرتونيا لقواعد املسؤولية عن حراسة األشياء‬

‫ســنحاول من خالل هذا الدرا إســقا األركان الماصــة للمســؤولية عن حراســة األشــياء على‬

‫العلومة التداولة عبر الوسـ ـ ـ ــائس االلكترونية وذل لعرفة مدذ ان با وصـ ـ ـ ــف الم ـ ـ ـ ـ يء الماضـ ـ ـ ــع‬

‫للحراسـ ـ ـ ــة علتها أم ال‪ ،‬و التبعية إمكانية مسـ ـ ـ ــاءلة منتم العلومة أو موردها على أسـ ـ ـ ــاس مسـ ـ ـ ــؤولية‬

‫حارس الم ـ يء‪ ،‬أم أ ها ال تعدو أن تكون إحدذ الوس ــائل التي قد يرتكب بها الش ــمص خ أ ــمص ــيا‬

‫فيس ــأل وفقا لقواعد الس ــؤولية عن الدعل الش ــمح ـ ي‪ ،‬لذل س ــنحاول دراس ــة هذا الدرا من خالل‬

‫تقسمه على النحو التالي‪ :‬أوال خضوا العلومة للحراسة‪ ،‬ونانيا تدخل العلومة في إحداث الضرر‪.‬‬

‫أوال‪ -‬خضوع املعلومة للحراسة‪:‬‬

‫ذكرنا في ال لب الس ــابق أن الحارس ولكي تقوم مس ــؤوليته عن األش ــياء الماض ــعة لحراس ــته‬
‫يأبغي أن يتمتع بس ـ ـ ـ ــل ــة االس ـ ـ ـ ــتعمــال والرقــابــة والتوجيــه‪ ،‬كمــا يتدق يــالبيــة الدقــه والقضـ ـ ـ ـ ــاء على‬
‫االكتداء بم رد الحراسـ ـ ـ ــة الدعلية دون اشـ ـ ـ ــترا أن تكون الحراسـ ـ ـ ــة قانونية‪ ،‬إذا ال ي ب أن يكون‬
‫الحارس هو مال الم يء املحروس بل يكدي أن يكون حائزا لكي يسأل عن األضرار التي يرتشها التدخل‬
‫اإلي ا ي لذل الم ـ ـ يء‪ ،‬فال فر إذن بين الال والسـ ــتأجر والس ـ ـتعير وحتى السـ ــار ما دام لكل من‬

‫‪ )1‬نواف حازم خالد‪ ،‬خليل إبراهيم محمد‪ ،‬الصةةحافة اةل نجية ماهيتها ناملسةةدنلية ال صةةي ية الشاةةةعة من نشةةاطها‪،‬‬
‫م لة الشريعة والقانون‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الوصل‪ ،‬العرا ‪ ،‬العدد ‪ ،46‬أفريل ‪.255 ،2011‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫هؤالء ســل ة االســتعمال والرقابة والتوجيه‪ ،‬وإن كان األصــل والقاعدة العامة والغالب أن الال هو‬
‫من تؤول إليه حراسة الم يء الملوأ و التبعية السؤولية عن تبعاته‪.‬‬

‫يير أن خصـ ــوصـ ــية بعج األشـ ــياء وخ ورتها وكذا انتقالها من ـ ــمص إلى يخر‪ ،‬فالص ـ ـانع‬
‫مثال أو النتم يورد البضــاعة لبائع الجملة الذي يبيعها بدوره إلى تاجر الت زئة‪ ،‬األمر الذي ي عل من‬
‫هذا األخير وفقا لدهوم الحراسـ ــة عن األشـ ــياء هو السـ ــؤول مدنيا في مواجهة الشـ ــتري‪ ،‬وهو ما يعتبر‬
‫إ حافا في حق بائع الت زئة ألن الس ـ ــبب في تحقق الض ـ ــرر يالبا ما يتعلق بعيب في ذاتية النتو ال في‬
‫تس ـ ـ ـ ــويقه‪ ،‬و التالي يكون البائع قد تحمل مس ـ ـ ـ ــؤولية خ أ النتم أو الص ـ ـ ـ ــانع الذي لم يراا في عملية‬
‫اإلنتا أو التصأيع العايير التي تحول دون أن يلحق النتو أضرارا بالغير‪.‬‬

‫هذا األمر دفع كل من الدقه والقضاء‪ 1‬إلى االعتداد بما يعرف بت زئة الحراسة‪ ،‬حيا تقسم‬
‫إلى حراســة االســتعمال وحراســة التكوين‪ ،‬حيا يعتبر حارســا لالســتعمال كل ــمص تثبت له ســل ة‬
‫االس ــتعمال الماص ــة بالم ـ يء بينما حارس التكوين هو من تثبت له س ــل ة الرقابة على الم ـ يء بمعنى‬
‫أنه الس ـ ـ ـ ــؤول عن عملية الدحص واإلص ـ ـ ـ ــالح‪ ،‬وبهذا التوجه الجديد للقض ـ ـ ـ ــاء الدرنس ـ ـ ـ ـ ي فإن فكرة‬
‫الحراس ــة ترتكز على عيب المـ ـ يء‪ ،‬فإذا كان الض ــرر يرجع إلى التكوين الداخلي للمـ ـ يء أي أن المـ ـ يء‬
‫يشتمل على عيب داخلي فيه فإن حراسته ترجع إلى السؤول عن تكوين الم يء وهو النتم أو الصانع‬
‫ن را لــا لــه من إمكــانيــات فنيــة تتيح لــه إمكــانيــة ممــارس ـ ـ ـ ــة الرقــابــة الدنيــة بش ـ ـ ـ ـكــل ي علــه خــاليـا من‬
‫العيوب‪ ، 2‬و مدهوم املمــالدــة فــإن العيوب التي ت رأ على الم ـ ـ ـ ـ يء بعــد االن هــاء من عمليــة اإلنتــا أو‬
‫التص ـ ـ ــأيع تخر من دائرة حراس ـ ـ ــة التكوين لتدخل دائرة حراس ـ ـ ــة االس ـ ـ ــتعمال و التالي يكون حارس‬
‫االس ــتعمال هو الس ــؤول مدنيا عن كل ض ــرر يمكن أن يتس ــبب فيه النتو وتبرأ ذمة حارس التكوين‬
‫وهو النتم أو الصانع من كل مسؤولية في مواجهة الشمص الضرور‪.‬‬

‫و إذا مــا أردنــا ت بيق ن ريــة ت زئــة الحراس ـ ـ ـ ــة في م ــال العلومــات التي تبــا على االنترنــت ال‬
‫س ـ ـ ـ ــيما القاالت والأش ـ ـ ـ ــورات الص ـ ـ ـ ــحدية فيمكن القول أن كل من الكاتب أو الص ـ ـ ـ ــحدي االلكتروني‬

‫‪ )1‬أيمن أحمد الدلوا‪ ،‬املسدنلية املمجية من األةياا ارا رة نت ي ها م ة كاو الهاتف املحموت‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للأشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.42 ،2016 ،‬‬
‫‪.44‬‬ ‫‪ )2‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫إضـ ــافة إلى رئيس التحرير يعتبران بمثابة حارو ـ ـ ي التكوين‪ ،‬فاألول هو منتم العلومة الذي يرجع إليه‬
‫جمع الادة اإلعالمية عن طريق إجراء الحوارات أو التحقيقات أو اإلحص ــائيات و عدها يقوم بكتاب ها‬
‫و التالي فإن تحميله مس ـ ـ ـ ــؤولية مقاالته يعتبر أمرا من قيا‪ ،‬ألن العيب أو الملل‬ ‫بأس ـ ـ ـ ــلو ه الما‬
‫الذي اعترذ العلومة كان أنناء فترة إنتاجها (تكوي ها) ال في فترة بثها أو عرضها للجمهور (االستعمال)‪.‬‬

‫أما رئيس التحرير في الواقع اإلعالمية االلكترونية فهو الش ـ ـ ــمص الذي يتولى عملية اإلش ـ ـ ـراف الدني‬
‫على املحتوذ اإلعالمي والوافقــة على نش ـ ـ ـ ــره‪ ،‬لــذل ـ فــالغــالــب أن يقوم مــال ـ الوقع بــاختيــار رئيس‬
‫التحرير من ذوي المبرة والكداءة في املجالين اإلعالمي والتقني‪.1‬‬

‫ويرجع س ـ ـ ـ ـبــب اعتبــار رئيس التحرير حــارسـ ـ ـ ـ ــا للتكوين على العلومــة االلكترونيــة ريم عــدم‬
‫مس ـ ـ ـ ــاهمته في إنتاجها‪ ،‬إلى الدور الرقا ي الذي يلعبه حيا يمل س ـ ـ ـ ــل ة تعديل الض ـ ـ ـ ــمون أو عدم‬
‫الوافقــة على نش ـ ـ ـ ــره‪ ،‬كمــا أن ص ـ ـ ـ ــدتــه كمنهي ت علــه أقــدر على اكتش ـ ـ ـ ــاف مــا يعتري القــال من عــدم‬
‫مشروعية من شأ ها إلحا الضرر بالغير‪ ،‬وهو ما ي عل صدته كحارس للتكوين نابتة في جانبه رفقة‬
‫الصحدي كاتب القال األمر الذي يؤدي إلى قيام مسؤولي هما على وجه التضامن في مواجهة الشمص‬
‫الضرور‪.‬‬

‫أما بالأس ــبة لحراس ــة االس ــتعمال فإ ها ترجع إلى مال الوقع أو مورد العلومة بص ــدة عامة‪،‬‬
‫والدرض في هذه الحالة أن العلومة في حد ذاتها يير ض ـ ـ ــارة في أص ـ ـ ــلها كأن تكون األخبار أو الع يات‬
‫الواردة في القال الص ـ ـ ــحدي ص ـ ـ ــحيحة ودقيقة ومعالجة ب ريقة موض ـ ـ ــوعية‪ ،‬و التالي فهي ال تحتوي‬
‫على أي عيب ذاتي من شـ ــأنه إقامة مسـ ــؤولية الصـ ــحدي أو رئيس التحرير‪ ،‬يير أن عرض العلومة أو‬
‫بثها ب ريقة يير صحيحة هو الذي يتسبب في إلحا الضرر بالغير مثل تقديم معلومات يير مسموح‬
‫نشرها أل ها محمية بسر الدفاا وهو ما من شأنه إسناد السؤولية الدنية إلى مورد العلومة باعتباره‬
‫حارس االستعمال‪ .2‬أما إذا تعذر تحديد سبب الضرر هل يتعلق باالستعمال أم التكوين فيمكن رفع‬

‫‪.452‬‬ ‫‪ )1‬أروذ تقوذ‪ ،‬أيمن أبو العال‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2) Géraldine DANJAUME, op cit, p 8.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫الدعوذ ض ـ ــد الحارس ـ ــين معا لتكون الس ـ ــؤولية بالتض ـ ــامن ت بيقا للقواعد العامة الواردة في نص‬
‫الادة الادة ‪ 126‬من القانون الدني الجزائري‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬تدخل املعلومة يف إحداث الضرر‪:‬‬


‫إن تدخل المـ ـ يء يش ــكل راب ة الس ــببية بينه و ين الض ــرر الالحق بالخ ــحية‪ ،‬وقد رأينا فيما‬

‫سـ ــبق أن الدقه وفي إطار محاولة الدصـ ــل بين فعل الم ـ ـ يء وفعل الشـ ــمص الذي يحرسـ ــه قد وضـ ــع‬

‫معيارا مداده أن األشــياء التي ال تحدث ضــررا إال بتدخل اإلنســان ال تقوم بها الســؤولية الشــي ية‪ ،‬أما‬

‫األشـ ـ ـ ــياء التي تعتبر خ رة بذاتها إذ قد تتسـ ـ ـ ــبب في أذذ الغير دون تدخل العنصـ ـ ـ ــر البشـ ـ ـ ــري في ب‬

‫إخض ـ ـ ــاعها للحراس ـ ـ ــة ومتى أض ـ ـ ــرت باآلخرين قامت مس ـ ـ ــؤولية الحارس وفقا لقواعد الس ـ ـ ــؤولية عن‬

‫األشياء‪.‬‬

‫ويرذ جانب من الدقه أن العلومة كأش ـ ـ ــا اقتص ـ ـ ــادي يتس ـ ـ ـبب في الض ـ ـ ــرر أل ها ذات طاقة‬

‫اقتصــادية كامنة خ رة تعد في الوقت ندســه مصــدرا للر ح والدائدة تدو في كثير من األحيان األر اح‬

‫والدوائد التي ي نتها النت ون لذل كان من الن قي تحميل النتدع من العلومة مسـ ــؤولية الأشـ ــا‬

‫االقتصادي الذي يغنم منه‪.2‬‬

‫يير أنه و ت بيق مدهوم الم ـ ـ ـ ـ يء الواجب إخض ـ ـ ـ ــاعه للحراس ـ ـ ـ ــة على العلومة ن د أ ها من‬

‫األش ــياء الجامدة التي تعتبر طيعة في يد اإلنس ــان أي أنه ال يمك ها أن تكون بذاتها محدنة للض ــرر‪ ،‬بل‬

‫يقتض ـ ـ ـ ي األمر تدخل اإلنسـ ـ ــان لجعلها كذل من خالل إذاعة العلومة في وسـ ـ ــائل اإلعالم ريم كو ها‬

‫ــمص في جريمة معينة‪ ...‬الح‪،‬‬ ‫ســرية أو نشــرها في وقت يير مناســب أو طرحها ب ريقة تو ي بتور‬

‫هذا األمر ي عل من مسؤولية حارس العلومة مسؤولية مصية أك ر م ها مسؤولية شي ية ألن دور‬

‫‪ )1‬كريم كريمة‪ ،‬املعلومة ناملسدنلية الشاةعة منها‪ ،‬م لة دراسات قانونية‪ ،‬مركز البصيرة للبحوث واالستشارات والمدمات‬
‫‪.58‬‬ ‫التعلمية‪ ،‬العدد ‪ ،23‬سبتمبر ‪،2016‬‬
‫‪2) Emanuel TRICOIRE, la responsabilité du fait des choses immatérielles, Dalloz, France, 2008, p 985.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية االلكرتونية عن فعل الغري واألشياء غري احلية‬

‫توظيف اإلنســان (صــحدي مثال) للمعلومة هو الذي أدذ إلى جعلها ضــارة بالغير‪ ،‬بينما لو تركت هذه‬

‫العلومة دون تدخل بشـ ـ ــري فما كان لها أن تحدث تل األض ـ ـ ـرار أل ها يير قادرة على إحداث الضـ ـ ــرر‬

‫بصدة يلية أو تلقائية‪.‬‬

‫أما بالأس ــبة للحجة القدمة من طرف من يقول بالس ــؤولية الش ــي ية لص ــاحب العلومة على‬

‫أس ـ ــاس أ ها ذات قيمة اقتصـ ـ ــادية ترجع على ص ـ ــاحشها بعائدات مالية كبيرة‪ ،‬فإننا نرد علتهم بأن هذا‬

‫التبرير يكون مقبوال لو كانت مس ـ ـ ـ ــؤولية حارس الم ـ ـ ـ ـ يء قائمة على ن رية املماطر‪ ،‬أل ها مس ـ ـ ـ ــؤولية‬

‫موض ـ ـ ـ ــوعية يير خ ئية وال عبرة فتها بخ أ الحارس وال بنوعية هذا الم أ ‪ 1‬التي ت د أس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــها في‬

‫القــاعــدة الش ـ ـ ـ ــرعيــة القــائلــة الغرم بــالغنم أي أن من يمــارس نش ـ ـ ـ ــاطــا مر حــا (ينم) ي ــب عليــه أن‬

‫يتحمل تبعاته الس ـ ـ ــلبية (يرم) ومن بي ها تعويج التض ـ ـ ــررين من أخ ار المـ ـ ـ ـ يء‪ .‬وهو األمر الذي ال‬

‫يمكن ت بيقه في ض ـ ـ ـ ــوء القانون الدني الجزائري الذي جعل من الم أ الدترض يير القابل إلنبات‬

‫العكس أس ـ ـ ــاس لس ـ ـ ــؤولية حارس المـ ـ ـ ـ يء حينما لم يمكن الحارس في الادة ‪ 138‬من القانون الدني‬

‫الجزائري من ندي مسـ ـ ـ ــؤوليته إال بإنبات السـ ـ ـ ــبب األجنمي التمثل في خ أ الضـ ـ ـ ــرور أو خ أ الغير أو‬

‫القوة القاهرة أو الحادث الد ائي‪.‬‬

‫‪ )1‬القصود بنوا الم أ هنا هل هو خ أ واجب اإلنبات أو مدترض قال إلنبات العكس أو مدترض يير قابل إلنبات العكس‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫املسؤولية العقدية يف جمال‬
‫املعامالت اإللكرتونية‬

‫الباب الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬

‫‪117‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية يف جمال املعامالت اإللكرتونية‬

‫إذا كانت الس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية من الص ـ ـ ــادر الرئيس ـ ـ ــية لاللتزام بالتعويج فإن الس ـ ـ ـؤولية‬
‫العقدية تعتبر أنرا من ينار اإلخالل بمصدر رئيس ي يخر وهو العقد والذي يعرف بأنه ت ابق إرادتين‬
‫أو أك ر على إحداث ينار قانونية ‪ .‬يير أن ال درة التكنولوجية و ما ص ـ ـ ـ ــاحشها من توس ـ ـ ـ ــع في م ال‬
‫االتص ـ ـ ـ ــاالت قـد ألق ب اللـه على طريقـة النـاس في إبرام العقود‪ ،‬حيـا حلـت العقود االلكترونيـة أو‬
‫عقود الت ارة االلكترونية محل العقود التقليدية ألن الت ارة االلكترونية أ حت بمثابة النافس بل‬
‫البديل األمثل للت ارة التقليدية أل ها تعتمد أس ــاس ــا على وس ــائل االتص ــال الحديثة الرتب ة بش ــبكة‬
‫االنترنت بدال من العقد التقليدي الذي يعتمد على التواص ـ ــل الادي والباش ـ ــر بين التعاقدين‪ ،‬حيا‬
‫ن د أن النوا األول قد وفر العديد من الزايا لألفراد والؤس ـ ـسـ ــات من بي ها االقتصـ ــاد في الصـ ــاريف‬
‫والسرعة في إبرام تل العقود وتقريب السافات البعيدة‪.‬‬
‫إال أنــه وريم ك رة الزايــا النــاجمــة عن التعــاقــد االلكتروني فــإنــه قــد أفرز بــالقــابــل العــديــد من‬
‫الصعو ات والشاكل القانونية‪ ،‬ن را للمصوصية التي يتسم بها مقارنة بالتعاقد التقليدي‪ ،‬ال سيما‬
‫وأن العقود االلكترونية يالبا ما تسبق بمرحلة تداوض بين مصين ال يعرفان بعضهما البعج مما‬
‫ي عل أحدهما يقع ـ ـ ـ ــحية لتحايل اآلخر‪ ،‬كما أن كثيرا من العقود االلكترونية هي عقود اس ـ ـ ـ ـ هالأ‬
‫مبرمــة بين طرفين يير متوازنين اقتصـ ـ ـ ـ ــاديــا ومعرفيــا فهي بمثــابــة عقود إذعــان‪ ،‬وهو األمر الــذي من‬
‫ش ـ ــأنه ترجيح كدة ال رف األقوذ‪ ،‬إض ـ ــافة إلى أن تقدير التعويج عن األضـ ـ ـرار االلكترونية قد يثير‬
‫العديد من الش ـ ــاكل في الواقع ن را لمص ـ ــوص ـ ــية هذه األضـ ـ ـرار من جهة وص ـ ــعو ة حص ـ ــرها وتقدير‬
‫قيم ها من جهة أخرذ‪.‬‬
‫وعليه فإننا س ــندرس هذا الباب من الرس ــالة والوس ــوم بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الس ــؤولية العقدية في م ال‬
‫العامالت االلكترونية من خالل تقسـيمه إلى فصـلين اننين نخصـص األول للمسـؤولية خالل مرحلتي‬
‫تكوين وإبرام العقد‪ ،‬بينما نتناول في الثاني السؤولية العقدية خالل مرحلة تنديذ العقد االلكتروني‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫املسؤولية العقدية خالل مرحليت‬
‫تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫‪119‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫إضافة إلى العناصر واألركان الكالسيكية فإنه يلزم لقيام السؤولية العقدية االلكترونية‬
‫واستحقا مبل التعويج وفقا لنص الادة ‪ 176‬من القانون الدني الجزائري‪ 1‬وجود عقد الكتروني‬
‫صحيح مست مع ألركانه من تراض ومحل وسبب ولشرو صحته التمثلة في األهلية وسالمة اإلرادة‬
‫من العيوب‪ ،‬لكي تترتب عنه التزامات متقابلة تكون بمثابة اآلنار القانونية التمخضة عن عملية‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫يير أن االلتزامات الناشئة عن العقود االلكترونية قد تكون عرضة لإلخالل بها العتبارات‬
‫شتى قد ترجع إلى االمتناا العمدي أو تعذر التنديذ بسبب ظروف خارجية وييرها من أسباب اإلخالل‬
‫بااللتزامات العروفة في القواعد العامة للمسؤولية الدنية‪ .‬هذا اإلخالل أو االمتناا يشكل الدعل‬
‫الأم ت للمسؤولية العقدية أو هو بمثابة الم أ العقدي االلكتروني الذي تقوم به السؤولية متى‬
‫اقترن بالعنصرين اآلخرين وهما الضرر االلكتروني وراب ة السببية على النحو الذي سبق بيانه في‬
‫الباب األول‪.‬‬

‫يير أن مرحلة تنديذ العقد االلكتروني التي يرتب اإلخالل بها السؤولية العقدية هي مرحلة‬
‫أخيرة مسبوقة بمرحلتين ال تقالن أهمية ع ها هما مرحلة تكوين العقد التي تتخللها مداوضات‬
‫الكترونية‪ ،‬وكذا مرحلة إبرام العقد وهي التي تت ابق فتها اإلرادتين‪ ،‬وكل من الرحليتين السابقتين‬
‫تتمخج ع ها التزامات تقوم معها مسؤولية الدين‪.‬‬
‫فتقسيم هذا الدصل سيكون إلى مبحثين‪ :‬السؤولية خالل مرحلة التداوض االلكتروني‬
‫(مبحا أول)‪ ،‬والسؤولية خالل مرحلة إبرام العقد االلكتروني (مبحا نان)‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص الــادة ‪ 176‬من القــانون الــدني الجزائري على مــا يلي‪ :‬إذا اس ـ ـ ـ ــتحــال على الــدين أن يندــذ االلتزام عينــا حكم عليــه‬
‫بتعويج الضرر الناجم عن عدم تنديذ التزامه‪ ،‬ما لم يثبت أن استحالة تنديذ العقد نشأت عن سبب ال يد له فيه‪ ،‬ويكون‬
‫الحكم كذل إذا تأخر الدين في تنديذ التزامه ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫املبحث األول‪ :‬املسؤولية خالل مرحلة التفاوض االلكرتوني‬

‫يعتبر التعاقد االلكتروني بمثابة اآللية أو التقنية األك ر انتشارا الزدهار وروا ما يعرف‬
‫بالت ارة االلكترونية‪ ،1‬بالن ر إلى عديد الزايا والتسهيالت التي يقدمها لأل ما سواء كانوا‬
‫مس هلكين بس اء أو شركات ت ارية كبرذ‪ ،‬حيا تتيح هذه التقنية للشمص إمكانية اقتناء أي سلعة‬
‫أو منتو واالستدادة من أي خدمة دون حاجة للتنقل إلى مكان بيعها‪ ،‬كما تمكنه من مقارنة عدة‬
‫منت ات ومعرفة إي ابيات وسلبيات كل م ها قبل شراوها‪.‬‬
‫يير أن عقود الت ارة االلكترونية ليست على ندس الشاكلة ألن م ها ما يبرم بين محترف‬
‫ومس هل ‪ ،2‬فهي كثيرا ما ت هر في شكل عقود نموذجية أو عقود إذعان تعد بنودها مسبقا من طرف‬
‫املحترف أو النهي فيقبلها الس هل كما هي أو يرفضها كما هي دون مداوضة أو مساومة‪ ،‬أما الدئة‬
‫الثانية من عقود الت ارة االلكترونية فهي عبارة عن عقود متكافئة تبرم بين مصين متساويين أو‬
‫متقار ين من حيا القوة االقتصادية أو اإلمكانيات العرفية كأن يكون أحدهما منت ا أو صانعا‬
‫واآلخر مستوردا‪ .‬هذه العقود ال تتسم ب ابع اإلذعان أو النموذجية‪ ،‬ألن وضعية طرفي العقد ال تتيح‬
‫ألي م هما االست ثار بوضع شرو العقد لوحده‪ ،‬بل إ ها تت لب اتداقا مشتركا بين ال رفين تتخلله‬
‫مرحلة نقاش وتداوض ومساومة ت ول وتقصر بحسب أهمية محل العقد‪ ،‬وما يتم االتدا عليه‬
‫خالل هذه الرحلة السابقة للتعاقد يعتبر ملزما وواجب التنديذ على ال رفين بم رد ت ابق اإلي اب‬
‫والقبول ب ريقة الكترونية‪.‬‬
‫وعليه فإننا سندرس في امل لب األنت من هذا البحا مرحلة التداوض أو الداوضات ن را‬
‫ألهمي ها القصوذ في عقود الت ارة االلكترونية‪ ،‬في حين أن امل لب الثاني سيكون مخصصا لصور‬

‫‪ )1‬لم يعرف القانون النموذجي الت ارة االلكترونية صراحة إال أنه في مادته األولى أشار إلى أن هذا القانون ي بق على أي نوا‬
‫من العلومات يكون في شكل رسالة بيانات مستخدمة في سيا أنش ة ت ارية‪ .‬في هر بهذا أن هذا القانون أراد اع اء مدهوم‬
‫واسع للت ارة االلكترونية يشمل م موعة متنوعة من استخدامات التبادل االلكتروني للبيانات التصلة بالت ارة‪ .‬ر ا ي‬
‫أحمد‪ ،‬ال يعة ال اجوجية للع م اةل نني‪ ،‬م لة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬جوان ‪.98 ،2013‬‬
‫في حين عرف الشرا الجزائري الت ارة االلكترونية في الادة ‪ 6‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية‬
‫بأ ها‪ :‬الت ارة االلكترونية‪ :‬الأشا الذي يقوم بموجبه مورد إلكتروني باقتراح أو ضمان توفير سلع وخدمات عن بعد لس هل‬
‫إلكتروني‪ ،‬عن طريق االتصاالت االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ )2‬عرف الشرا الجزائري الس هل االلكتروني بنص الادة ‪ 6‬فقرة ‪ 3‬من ال اجون ‪ 05-18‬امل عل بال ما ة اةل نجية بأنه‬
‫كل مص طبيني أو معنوي يقتني بعوض أو بصدة م انية سلعة أو خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية من الورد‬
‫اإللكتروني بغرض االستخدام ال هائي ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫الم أ أنناء مرحلة التداوض االلكتروني وكذا التعويج عن األضرار الالحقة بالتداوض خالل هذه‬
‫الرحلة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ماهية مرحلة التفاوض االلكرتوني‬

‫ذكرنا فيما سبق أن العقود االلكترونية تختلف باختالف صدة طرفتها بين ما إذا كانت مبرمة‬
‫بين محترف ومس هل أو ين محترفين‪ ،‬األمر الذي أحدث خالفا فقهيا حول ال بيعة القانونية لهذه‬
‫العقود‪ ،‬حيا يرذ أصحاب الرأي األول أن العقود االلكترونية هي عقود إذعان‪ 1‬بمبرر أن أيلشها تتخذ‬
‫طابعا نموذجيا ي هر في شكل قالب أو نموذ يضعه البائع على موقعه االلكتروني فيقوم الشتري‬
‫بتحميله ومأل ما فيه من فرايات كدليل على ارتضائه التعاقد بالشرو والبنود الوضوعة‪ ،‬و التالي‬
‫فإن الشتري أو الس هل يكون في مركز ال رف الذعن الذي ال يساوم وال يناق أي بند تعاقدي بل‬
‫يقبله على الحالة التي س ها البائع‪.2‬‬
‫في حين اعتبر فريق يخر أن العقد االلكتروني من عقود الساومة التي تتساوذ فتها إرادة كل‬
‫طرف مع إرادة ال رف اآلخر وتتبادل فيه الناقشات بكل حرية‪ ،‬حيا ال يمل كالهما أية حماية‬
‫خاصة ن را لتكافؤ وتقارب مركزهما االقتصادي أو العرفي‪ ،‬وحج هم في ذل أن العقد االلكتروني ال‬
‫يتوافر على المصائص التي تميز عقد االذعان فالوجب مثال ال يتمتع بأي احتكار قانوني أو فعلي‪،‬‬
‫ن را لعالية شبكة االنترنت وطبيع ها‪ ،‬وكذا المدمات العروضة بواس ها والتي يصعب القول بشأ ها‬
‫إ ها تتعلق بعقود تكون النافسة فتها محدودة الن ا ‪ ،‬كما أن عنصر الناقشة ال يزال يسود العقود‬
‫االلكترونية على اختالف أنواعها‪ ،‬فدور التعاقد الوجب له ال يقتصر على م رد الوافقة على شرو‬
‫العقد العدة سلدا‪ ،‬إذ له م لق الحرية في التعاقد مع أي منتم أو مورد إذا لم تعجبه الشرو‬
‫العروضة على شاشة االنترنت‪ ،‬ويست يع االنتقال من موقع إلى يخر واختيار ما يشاء وترأ ما يشاء‪،‬‬
‫ويخلص أنصار هذا التوجه إلى القول بأن العقد االلكتروني ليس بالضرورة من ت بيقات عقود‬
‫االذعان‪ ،‬بل هومن عقود الساومة باستعناء العقود االلكترونية التي تعد في الواقع عقود إذعان‪،‬‬
‫كالعقود البرمة الكترونيا للحصول على المدمات الضرورية كالاء‪ ،‬والكهر اء‪ ،‬والهاتف‪ ،‬ويضيف‬

‫‪ )1‬يعتبر التوسع في مدهوم عقود اإلذعان لتشمل الكثير من العقود أحد الضمانات الستحدنة لتوفير مزيد من الحماية‬
‫للمس هل االلكتروني‪ ،‬فالعقد اإللكتروني يعتبر عقد إذعان إذا لم يكن هناأ تداوض‪ ،‬أي أن األمر يتوقف على مدذ إمكانية‬
‫التداوض حول شرو العقد‪ ،‬فإن كان العقد اإللكتروني ي يز التداوض‪ ،‬ويسمح للمس هل بمراجعة بنود العقد وتعديله‬
‫أحيانا‪ ،‬فإنه ال يعتبر عقد إذعان‪ ،‬أما إذا انعدمت سمة التداوض أو الساومة‪ ،‬وجاءت بنود العقد ب ريقة جامدة ال تقبل‬
‫الراجعة أو التعديل فهو عقد إذعان‪ .‬أن ر‪ :‬سكر سليمة‪ ،‬م م ال يع مب اةج جا نمما حجية ااث او اةل نني‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.136 ،2011-2010 ،1‬‬
‫‪ )2‬يمانم ممد رحيم‪ ،‬ال اض ي امل الع ود اةل نجية مب ة ة اةج جا‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار وائل للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.82 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫أنصار هذا الرأي أن التشريعات الن مة للت ارة االلكترونية ليس فتها ما يدل على اعتبار العقود‬
‫االلكترونية من عقود االذعان‪.1‬‬
‫كما يوجد رأي يخر أيضا يندي عن العقود االلكترونية خاصية اإلذعان ويضعها في خانة‬
‫عقود الساومة التي يمكن مناقشة ومداوضة شروطها التعاقدية‪ ،‬وحج هم في ذل أنه ال ضرورة ألن‬
‫تكون العقود اإللكترونية من عقود اإلذعان دائما‪ ،‬ريم ما يمكن أن تشتمله من تداصيل وشرو‬
‫حول التعاقد تكون مثبتة مسبقا على الوقع االلكتروني للتاجر‪ ،‬ألن اعتبار عقد معين بأنه من عقود‬
‫اإلذعان يقتض ي اجتماا كافة الشرو ومن بي ها أن ينصب العقد على سلعة أو خدمة ضرورية وأن‬
‫تكون هذه األخيرة محال لالحتكار‪ ،‬وهو أمر ال يتحقق في أيلب العقود االلكترونية‪.2‬‬
‫يير أنه وريم هذا االختالف الدقهي حول ال بيعة القانونية للعقود االلكترونية‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يمكن االنحياز ألي من الرأيين السابقين بصدة م لقة‪ ،‬ذل أن العقود الذكورة مختلدة ومتنوعة‬
‫وكثيرة من حيا العدد‪ ،‬األمر الذي ي عل من إع اوها ندس التكييف أو الوصف القانوني أمرا يير‬
‫مستساغ وال مقبول‪ ،‬مع العلم أن الدهوم الحديا لإلذعان يختلف عن الدهوم التقليدي ألن مسألة‬
‫احتكار سلعة أو خدمة معينة أصبحت نادرة نتي ة ك رة الصانع والؤسسات اإلنتاجية في شتى‬
‫املجاالت‪ ،‬كما أن التداوت االقتصادي الذي كان معيارا لتدو طرف على يخر لم يعد هو الديصل‬
‫وحل محله التدو العرفي والعلوماتي حول محل العقد وكيدية استعماله واألخ ار التي قد تأتم‬
‫عنه وييرها من الجزئيات التي تشكل مضمون العقد‪.‬‬
‫وعليه فإنه ونتي ة لعدم إمكانية اعتبار كل العقود االلكترونية عقود إذعان‪ ،‬فإن الكثير‬
‫م ها ال تبرم إال بعد التداوض والساومة والناقشة حول أهم العناصر وااللتزامات التي يتعهد بها كل‬
‫طرف‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن عدم توفر كافة شرو عقد اإلذعان في العقد االلكتروني ال ي عل التعاقد‬
‫دون حماية قانونية ألن النصو الماصة عبر ت وراتها التتالية وفرت العديد من الحلول التي تضع‬
‫الس هل تحت سقف األمن القانوني ومثال ذل الحق في العدول باإلرادة الندردة‪.3‬‬
‫لذل سنعال مسألة التداوض االلكتروني من خالل تقسيم هذا ال لب إلى فرعين ن عل‬
‫األول م ها لدهوم التداوض االلكتروني‪ ،‬والثاني ألهم االلتزامات الناشئة عن عملية التداوض‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫‪.100‬‬ ‫‪ )1‬ر ا ي أحمد‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.83‬‬ ‫‪ )2‬يمانم ممد رحيم‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )3‬أن ر الادة ‪ 11‬من القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التفاوض االلكرتوني‬

‫إن جوهر فكرة التداوض يقوم على أساس تناقض ي قوامه تضارب الصالل بين طرفي العقد‪،‬‬
‫ألن هدف الشتري هو اقتناء النتو أو المدمة بأقل تكلدة ممكنة بينما يس هدف البائع أو الورد‬
‫االلكتروني رفع السعر إلى أقح ى حدد ممكن ريبة منه في زيادة عائداته الالية ورفع رأسماله‪ ،‬لذل‬
‫فإنه ومع مرور الوقت وازدياد قيمة التداوض لم يعد هذا األخير م رد مساومة تحكمها االج هادات‬
‫الشمصية وإنما يدا علما قائما بذاته له قواعد وأصول أفردت لها كتابات متخصصة‪.1‬‬
‫أما التداوض االلكتروني فما هو إال صورة مستحدنة لبدأ سل ان اإلرادة وت سيد لبدأ‬
‫الحرية التعاقدية الذي يع ي للشمص حرية التداوض أو عدم التداوض وحرية اختيار التداوض‬
‫معه إضافة إلى حرية الدخول في مداوضات أو مواصل ها أو ق عها دون إبرام العقد التداوض بشأنه‪.2‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن التداوض التقليدي ال يختلف عن التداوض االلكتروني الذي كان معروفا‬
‫منذ القدم إال من حيا الوسيلة الستعملة أي أن االختالف الجوهري بي هما يتمثل في الدعامة التي‬
‫يتم عبرها وليس بمضمون التداوض في حد ذاته‪ ،‬فالتداوض االلكتروني ما وصف بهذا الوصف إال‬
‫ألنه يتم باستعمال تقنيات االتصال الحديثة‪.3‬‬
‫وعليه و غرض إع اء فكرة أو ل عن التداوض االلكتروني والنتائم الترتبة عليه وينار‬
‫اإلخالل بااللتزامات التي يرتشها‪ ،‬فإننا سنقسم هذا الدرا إلى نالنة فقرات بدءا بتعريده (أوال)‪،‬‬
‫فخصائصه (نانيا) وأخيرا أهميته (نالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف التفاوض االلكرتوني‪:‬‬
‫باستقراء نصو القانون الدني الجزائري الن مة للعقد كمصدر إرادي لاللتزام (الواد ‪54‬‬
‫إلى ‪ )123‬فإن الشرا لم يت ر صراحة لرحلة التداوض أو مرحلة ما قبل التعاقد وإنما أشار إلتها‬
‫بصدة ضمنية في نص الادة ‪ 65‬من القانون الدني الجزائري‪ ،‬إذ ن ده يتكلم مباشرة عن اإلي اب‬
‫والقبول كتعبير بات جازم عن إرادة صاحبه‪ ،‬كما أن القانون رقم ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية‬

‫‪1) M. Christophe DUPONT, La négociation conduite, théorie et application, hommes des entreprises/‬‬
‫‪3ème éd/ Dalloz, France, 1990, p 27.‬‬
‫‪2) Pour plus de détails voir: Radu STANCU, L’évolution de la responsabilité civile dans la phase‬‬
‫‪précontractuelle (comparaison entre le droit civil français et le droit civil roumain a la lumière du‬‬
‫‪droit européen), Thèse de doctorat en droit privé , soutenue à l’université de Strasbourg, 2015, p. 17 et suiv.‬‬
‫‪ )3‬التعاقد أو التداوض االلكتروني بمدهومه الواسع يشمل استعمال الهاتف وما شابهه من وسائل للتواصل وهومن السائل‬
‫التي لها أصل تشريني يتمثل في نص الادة ‪ 64‬من القانون الدني الجزائري‪ ،‬ومنه فإن النص الذكور يستوعب كل وسيلة‬
‫اتصال يمك ها أن تلعب الدور الذي يلعبه الهاتف مثل الدايبر أو الوات ساب وييرها‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫وريم حدانته فإنه لم ين م هو اآلخر مسألة التداوض االلكتروني أو مرحلة تكوين عقود الت ارة‬
‫االلكترونية ريم األهمية الكبرذ التي يكتستها في مثل هذا النوا من العقود‪.‬‬
‫أما التشريعات القارنة فإن مواقدها إزاء تن يم عملية التداوض االلكتروني قد جاءت‬
‫متباينة‪ ،‬حيا ن د أن مشروا قانون الت ارة االلكتروني الصري لعام ‪ 2001‬قد نص بصدة صريحة‬
‫على مرحلة التداوض وذل في مادته األولى التي عرفت العقد االلكتروني بأنه‪ :‬كل عقد تصدر فيه‬
‫إرادة أحد ال رفين أوكلتهما أويتم التداوض بشأنه أو تبادل ونائقه كليا أو جزئيا عبر وسيس‬
‫الكتروني ‪ ،‬كما ن د الشرا التونس ي قد أقر في الدصل المامس والعشرين من قانون البادالت‬
‫والت ارة االلكترونية رقم ‪ 83‬لسنة ‪ 2000‬بوجود مرحلة التداوض دون أن يسمتها وذل من خالل‬
‫االلتزامات التي رتشها على البائع االلكتروني بنصه‪ :‬يمب م ال ائع امل املعامرو اةل نجية أن يوفر‬
‫للمستهلك ب ري ة ناضحة نمفهومة ق ل إبران الع م املعلوماو ال الية‪ :‬هوية نمشوان نهاتف‬
‫ال ائع أن مسشمي ارامماو‪ ،‬نصفا كامر ملا لف مراحل اجمازاملعاملة‪ ،‬ط يعة نخاصياو نسعر‬
‫املش ج ‪.‬‬
‫أما الشرا العراقي فقد سل ندس مسل الشرا الجزائري حينما اكتد بتعريف العقد‬
‫االلكتروني في الادة الحادي عشر من قانون التوقيع االلكتروني والعامالت االلكترونية رقم ‪ 78‬لسنة‬
‫‪ 2012‬بقوله‪ :‬العقد اإللكتروني‪ :‬ارتبا اإلي اب الصادر من أحد التعاقدين بقبول اآلخر على وجه‬
‫يثبت أنره في العقود عليه والذي يتم بوسيلة الكترونية ‪.‬‬
‫يير أنه وعلى النقيج من موقف العديد من التشريعات القارنة التي تعاملت مع التداوض‬
‫بنوا من الت اهل فإن الدقه قد أع لذات الرحلة أهمية قصوذ من خالل املحاوالت الكثيرة‬
‫لتحديد مدهوم وإع اء تعريف وا ل لص لل التداوض ن را للدور البارز الذي يلعبه في إحداث‬
‫توازن عقدي ينعكس على مرحلة التنديذ‪.‬‬
‫وقد سا الدقه عديد التعريدات للتداوض نذكر م ها التداوض أنه عبارة عن حوار أو‬
‫تبادل مقترحات بين طرفين أو أك ر بهدف التوصل إلى اتدا يؤدي إلى حسم قضية أو قضايا نزاعية‬
‫بي هم وفي الوقت ندسه تحقيق الصالل الشتركة فيما بي هم أو املحاف ة علتها ‪.1‬‬
‫كما عرف على أنه‪ :‬التحاور والناقشة وتبادل األفكار واآلراء لغرض الوصول إلى اتدا بين‬
‫األطراف التداوضة للتوصل إلى إبرام العقد ‪ .2‬وقيل أنه‪ :‬محادنة وتبادل وجهات ن ر بين طرفين‬

‫‪ )1‬إيناس مكي عبد نصــار‪ ،‬ال فانض اةل نني د اسةةة م ا جة امل ل بعض التشةةريعاو العربية املعاصةةرة‪ ،‬م لة العلوم‬
‫اإلنسانية جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،3‬املجلد ‪.949 ،2013 ،21‬‬
‫‪ )2‬وعود كـاتـب االنبـاري‪ ،‬املفةانض ة ة ة ةةاو الع ةميةة مب اةج جةا‪ ،‬م لـة رس ـ ـ ـ ــالـة الحقو ‪ ،‬جـامعـة كر الء‪ ،‬املجلـد‪ ،1‬العـدد ‪،2‬‬
‫العرا ‪.200 ،2009 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫للتوصل الى اتدا وتضييق شقة المالف بي هما وتر هم مصلحة مشتركة ألجل إبرام العقد مستقبال‬
‫ترافقه في ذل عناصر دفع وتع يل بين طرفا التداوض ‪ ،1‬كما عرف بأنه‪ :‬عبارة عن اتصال شدوي‬
‫يتم بين طرفين أو أك ر بهدف الوصول إلى اتدا مشترأ على طريقة العمل أو على صيغة مشتركة‬
‫بي هما ‪2.‬‬

‫يير أن ما يعاب على هذه التعريدات وييرها أن كال م ها ن ر إلى التداوض من زاوية معينة‬
‫كالوظيدة التداوضية أو الم وات والراحل التي يمر بها أو الهدف من التداوض وييرها‪ ،‬وهوما ي عل‬
‫من التعاريف القدمة جزئية وقاصرة على أن تحيس بكل جوانب التداوض‪ ،3‬هذا األمر دفع البعج‬
‫إلى محاولة تقديم تعريف شامل ي مع بين مختلف العايير القدمة حينما عرف التداوض بأنه‪:‬‬
‫موقف تعبيري حركي قائم بين طرفين أو أك ر حول قضية من القضايا يتم من خالله عرض وتبادل‬
‫وتقريب ومواءمة وتكييف وجهات الن ر واستخدام كافة أساليب اإلقناا للحدا على الصالل‬
‫القائمة أول لحصول على مندعة جديدة بإجبار المصم بالقيام بعمل معين أو االمتناا عن عمل‬
‫معين في إطار عالقة االرتبا بين أطراف العملية التداوضية ت اه أندسهم أو ات اه الغير ‪.4‬‬
‫وإذا كانت هذه التعاريف قد وردت في سيا تحديد القصود بالتداوض التقليدي فإنه ال مانع‬
‫من استعمالها لتعريف التداوض االلكتروني‪ ،‬هذا األخير يتنازا تعريده معيارين رئيسيين األول‬
‫موضو ي يضدي الصدة االلكترونية على كل عملية تداوض ترد على محل الكتروني مثل عقود‬
‫المدمات والعلومات االلكترونية‪ ،‬أما العيار الثاني فهو معيار بسيس يعتمد على األداة أو ال ريقة‬
‫التبعة في التحاور بين أطراف العقد‪ ،‬فيعتبر تداوضا إلكترونيا كلما تم استعمال وسائل التكنولوجيا‬
‫الحديثة مثل البريد االلكتروني‪.5‬‬
‫بدمم العايير السابقة يمكننا أن نتقدم بتعريف موسع للتداوض االلكتروني بوصده‬
‫م موعة من الحوارات والنقاشات السابقة لعملية التعاقد والتي تتم باستعمال وسائل التكنولوجيا‬
‫الحديثة أو التي تس هدف إبرام عقد في الستقبل محله سلعة أو خدمة الكترونية ‪.‬‬

‫‪.949‬‬ ‫‪ )1‬إيناس مكي عبد نصار‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.48‬‬ ‫‪ )2‬بلقاسم حامدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.21‬‬ ‫‪ )3‬محسن أحمد المضيري‪ ،‬مبادب التداوض‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬م موعة النيل العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2003 ،‬‬
‫‪.22‬‬ ‫‪ )4‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪5) Christian LARROUMET, Droit civil, Les obligations, Le contrat, Tome 3, 6ème éd, Economica, Paris,‬‬
‫‪france 2007, p 81.‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ثانيا‪ -‬خصائص التفاوض االلكرتوني‪:‬‬


‫ذكرنا فيما سبق أن التداوض االلكتروني هو تمهيد لرحلة إبرام العقد كما أنه كثيرا ما‬
‫يستعمل كوسيلة أو يلية لدج النزاعات التي قد تن م بين التعاقدين ال سيما في عقود الت ارة‬
‫الدولية‪ ،‬إضافة إلى أن حرية التداوض تعتبر إحدذ ت بيقات مبدأ سل ان اإلرادة‪ ،‬لذل فإن‬
‫ال بيعة االلكترونية للتداوض وكذا ال ابع اإلرادي الذي يحكم العملية ي علها تتميز بخصائص‬
‫عديدة نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الطابع الثنائي للتفاوض االلكرتوني‪:‬‬
‫ان القا من التعريف العام للعقد بأنه‪ :‬ت اب إ ادتين أن أكث م إحما أثر قاجوني‬
‫وتأسيسا على أن التداوض ما هو إال مرحلة تحضيرية أو تمهيدية إلبرام العقد‪ ،‬فقد كان من البديهي‬
‫أن يكون ننائي الجانب على األقل أي أنه يتم بين طرفين أو أك ر بالنقاش والتحاور وجها لوجه‪ ،‬إما‬
‫ب ريقة الراسلة إذ ال يتصور وجود مداوضات مع الندس ألن التداوض يقوم أساسا على تقريب‬
‫وجهات الن ر املمتلدة والصالل التضار ة وهذا ال يمكن تصوره في الحالة األخيرة‪.1‬‬
‫ب‪ /‬التداوض االلكتروني يتم عن بعد‪:‬‬
‫وهي خاصية أساسية تميزه عن التداوض العادي أو التقليدي الذي ي تمع فيه التداوضين‬
‫في م لس واحد‪ ،‬األمر الذي ي عل من التداوض االلكتروني تداوضا بين حاضرين حكما ريم التباعد‬
‫الكاني بين ال رفين وذل بسبب تزامن العملية واتحاد وق ها في كثير من األحيان وهوما يتحقق بك رة‬
‫من خالل استعمال وسائل االتصال السمعية والرئية‪ ،‬أما إذا تم استعمال البريد االلكتروني ك لية‬
‫للمداوضات فتعتبر هذه األخيرة قد تمت بين يائبين نتي ة التباعد الكاني والزماني للمتداوضين‪ ،2‬إال‬
‫إذا كان التواصل بين ال رفين ينيا حيا يتلق أحدهما الرسالة بم رد إرسالها من ال رف اآلخر‪.‬‬
‫ج‪ /‬التفاوض االلكرتوني تصرف إرادي‪:‬‬
‫يعتبر التداوض االلكتروني من بين التصرفات التي تتدخل فتها إرادة اإلنسان تدخال بارزا‬
‫لتحديد يناره‪ ،‬ذل أنه لكل طرف من األطراف م لق الحرية في الدخول ومباشرة الداوضات أو‬
‫االستمرار فتها أو االننحاب م ها ولوفي اللح ة األخيرة وأساس ذل كله إلى ان با مبدأ حرية‬
‫التعاقد على العملية التداوضية‪.3‬‬

‫‪.950‬‬ ‫‪ )1‬إيناس مكي عبد نصار‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬أحمد سـ ـ ــيد أحمد السـ ـ ــيد‪ ،‬رشـ ـ ــا السـ ـ ــعيد عبد السـ ـ ــالم‪ ،‬إبران الع م اةل نني امل مرحلة ت وين الع م‪ ،‬دار ال هضـ ـ ــة‬
‫العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.74 ،2018 ،‬‬
‫‪.201‬‬ ‫‪ )3‬وعود كاتب االنباري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫يير أن جانبا من الدقه الحديا في فرنسا يذهب إلى التدرقة بين الحرية التعاقدية وحرية‬
‫التداوض على أساس اختالف الغايات واألدوار التي يلعشها كل مبدأ‪ ،‬فالهدف من مبدأ حرية التداوض‬
‫هو تهيئة اإلطار العام الذي تدور في فلكه الداوضات‪ ،‬بينما يس هدف مبدأ الحرية التعاقدية تحديد‬
‫مضمون العقد الراد إبرامه في الستقبل عن طريق تحديد العناصر األساسية الكونة ملحل العقد‪،‬‬
‫أي أن البدأ األول يحكم شكل الداوضات أما الثاني فين م ويحكم محلها ومضمو ها‪.1‬‬
‫أخيرا فإن التعارض ب ين البدأين يكمن في موضوا كل م هما حيا إن مبدأ الحرية التعاقدية‬
‫يع ي لألطراف حرية التعاقد أو عدم التعاقد‪ ،‬اختيار شكل أو مضمون العقد إضافة إلى اختيار‬
‫التعاقد معه‪ ،‬أما مبدأ حرية التداوض فهو يخول لألطراف حرية مباشرة الداوضات‪ ،‬استمرارها‪،‬‬
‫إجراء مداوضات موازية أو حتى ق عها وتوقيدها في أي وقت‪.2‬‬
‫ومهما يكن من أمر فإن التدرقة التي أنارها بعج الدقهاء تبق م رد تدرقة ن رية ال أك ر‬
‫على أساس أن نوا السؤولية القائمة في حق األطراف التداوضة يتحدد ب بيعة االلتزام الذي تم‬
‫ان هاكه تقصيريا أو عقديا‪ ،‬وهو أمر ال يرجع فيه القاض ي للمبدأ الذي انبثق منه االلتزام بل إلى مصدره‬
‫(عقد أو نص قانوني)‪ ،‬كما أن كال البدأين (على فرض وجود اختالف بي هما) ما هما إلى ت بيقين‬
‫للمبدأ األصلي التمثل في مبدأ سل ان اإلرادة‪.‬‬
‫د‪ /‬الطابع االحتمالي لنتيجة التفاوض‪:‬‬
‫التداوض عبارة عن عملية فنية ذات طبيعة احتمالية‪ ،‬إذ ليس كل تداوض على العقد يؤدي‬
‫بالضرورة إلى إبرامه بل قد يأتهي بتحقق القصود منه وهو ارتبا األطراف التداوضة بعقد يشكل‬
‫مصدرا اللتزامات متقابلة في ذمة كل م هما‪ ،‬كما قد ينقض ي دون التوصل إلى اتدا ‪.3‬‬
‫ويرجع ال ابع االحتمالي للتداوض إلى البدأين اللذان يحكمانه‪ ،‬فمبدأ الحرية التعاقدية كما‬
‫سبق وأن ذكرنا يمنح لل رف التداوض الحق في التعاقد أو عدم التعاقد بمعنى أنه يمكنه الدخول‬
‫في مداوضات بشأن عقد معين دون أن يبرمه ممارسة منه لحقه في عدم التعاقد‪ ،‬أما مبدأ حرية‬
‫التداوض فهو اآلخر يخول للمتداوض الحق في توقيف الناقشات واملحادنات في أي وقت‪ ،‬كما يمنحه‬
‫ذات البدأ الحق في مباشرة مداوضات مع مص يخر في ندس الوقت متى وجد أن مصلحته في‬
‫التعاقد مع هذا الشمص دون ال رف األول الذي بدأ معه الداوضات‪.‬‬

‫‪1) Radu STANCU, Op Cit, p 18.‬‬


‫‪2) Ibid, p 19.‬‬
‫‪ )3‬عباس العبودي‪ ،‬ال عاقم مب طري نسائل اةتصات الفو ي نحجيتها امل ااث او املمني – د اسة م ا جة –‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.88 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫يير أن كال البدأين وريم الهام الكبير من الحرية الذي يمنحانه لألطراف التداوضة إال‬
‫أ هما مقيدين بمبدأ حسن النية الذي ي د ت بيقه في ن رية التعسف في استعمال الحق والتي تمنع‬
‫الشمص من ممارسة حقه ب ريقة يقصد من وراءها اإلضرار بالغير‪ ،1‬ومع ذل فإن جانبا من الدقه‬
‫الغر ي يعترض على االستناد على فكرة التعسف في استعمال الحق ألنه ينكر أصال وجود حق يتعسف‬
‫في استعماله‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزامات الناشئة عن مرحلة التفاوض االلكرتوني‬

‫إن النتي ة الترتبة عن التداوض االلكتروني قد تختلف من حالة إلى أخرذ‪ ،‬فمن الداوضات‬
‫ما تتو بإبرام عقد هائي يكون مصدرا لاللتزامات التي يتعهد كل متعاقد بتنديذها‪ ،‬وم ها ما يبوء‬
‫بالدشل حيا تأتهي تل الناقشات دون التوصل إلى أي اتدا ‪ ،‬وفي حاالت أخرذ قد يتوصل األطراف‬
‫إلى إبرام عقد ابتدائي يشكل إطارا الستمرار الداوضات ويكون ملزما فيما تضمنه من بنود‪.‬‬
‫يير أنه وريم اختالف كل هاية لعملية التداوض إال أن هناأ التزامات عامة تمثل ت سيدا‬
‫وت بيقا لبادب قانونية مستقر علتها مثل مبدأ حسن النية‪ 2‬يأبغي على كل متداوض أن يحترمها وأن‬
‫يعمل بها تحت طائلة قيام مسؤوليته الدنية والتزامه بتعويج التداوض معه عن األضرار التي تصيبه‬
‫من جراء خر تل االلتزامات‪ .‬وعليه سنتناول من خالل هذا الدرا أهم االلتزامات الدروضة على‬
‫األطراف في مرحلة التداوض االلكتروني‪.‬‬
‫أوال‪ -‬االلتزام باإلعالم‪:‬‬
‫عرف االلتزام باإلعالم بأنه‪ :‬التزام قانوني بمقتضاه يلتزم كل محترف بائع لسلعة أو مقدم‬
‫لمدمة قبل إبرام العقد بأن يعرف الس هل بكافة المصائص األساسية للسلعة أو المدمة ‪ 3‬وقيل‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 124‬مكرر من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يشكل االستعمال التعسدي للحق خ أ ال سيما في‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إذا وقع بقصد اإلضرار بالغير‪،‬‬
‫‪ ‬إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة بالأسبة إلى الضرر النال ت بالغير‪،‬‬
‫‪ ‬إذا كان الغرض منه الحصول على فائدة يير مشروعة‪.‬‬
‫‪ )2‬يقص ــد بحس ــن النية الثقة واإلخال والنزاهة والص ـراحة واإلنص ــاف التي تقتض ــتها العالقة التعاقدية‪ ،‬وما تحمله من‬
‫تعهد حيا يأبغي للمتعاقد االتصـ ـ ــاف بكل الصـ ـ ــدات الحميدة التي من شـ ـ ــأ ها أن ت عل االلتزام يسـ ـ ــيرا وفقا لا تعهد به‬
‫التعاقدان‪ ،‬عندئذ يت س ــد عنده مبدأ حس ــن النية ويمنع عليه التدليس والغ والمداا واس ــتغالل ظروف ال رف اآلخر‬
‫ووضعيته إلرهاقه‪ ،‬وهي الصدات التي ت عل تنديذ االلتزام عسيرا فتؤدي إلى إ حاف حقو طرف على اآلخر ‪.‬‬
‫‪3) G. Viney, P. Jourdain, G. Jacques, Traité de droit civil, les conditions de la responsabilité, L.G.D.J, 4ème‬‬
‫‪éd, 2013, p 619.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫أنه‪ :‬التزام يأبه بواس ته أحد أطراف العقد ال رف اآلخر عن مخاطر العقد ومنافعه في عله على‬
‫بينة من ظروف التعاقد قائما على معرفة تامة بسبب التزامه ‪.1‬‬
‫مويعتبر هذا االلتزام من االلتزامات األساسية التي تدرضها مختلف القوانين والتشريعات على‬
‫املحترفين أو التدخلين في مواجهة الس هلكين‪ ،‬ومن بي هم الشرا الجزائري الذي ألق على عاتق‬
‫التدخل بموجب الادة ‪ 17‬من القانون ‪ 03-09‬التعلق بحماية الس هل وقمع الغ ‪ 2‬التزاما عاما‬
‫بإعالم الس هل بكل ما يتعلق بالنتو العروض للبيع‪.‬‬
‫وريم عمومية النص كونه يتكلم عن الس هل بصدة عامة دون أن يخصص الس هل‬
‫االلكتروني وعدم تمييز الادة الذكورة بين االلتزام ما قبل التعاقدي وااللتزام التعاقدي وييرها من‬
‫النقائص التي تعتري نص الادة ‪ 17‬من القانون ‪ ،03-09‬إال أن العائق األكبر في سبيل جعل الادة‬
‫سالدة الذكر كأساس قانوني لاللتزام باإلعالم في فترة الداوضات االلكترونية هو كو ها تدرض ذل‬
‫االلتزام على التدخل في مواجهة الس هل أي أن محلها هو عقود االس هالأ‪ ،‬مع العلم أن هذه األخيرة‬
‫أقرب إلى عقود اإلذعان م ها إلى عقود الساومة و التالي فهي يير مسبوقة عادة بمرحلة تداوض‪ ،‬ذل‬
‫أن الركز االقتصادي للمتدخل أو املحترف ي عله في ينى عن الدخول في محادنات أو مناقشات‪ ،‬ألنه‬
‫يندرد ويستأنر بوضع البنود التعاقدية بصدة مسبقة وليس للمس هل إال أن يقبلها على حال ها أو‬
‫يرفضها دون مداوضة أو مساومة‪.‬‬
‫وكنتي ة لملو نصو القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية من أي إشارة لاللتزام‬
‫باإلعالم في عقود الت ارة االلكترونية وعدم صالحية الادة ‪ 17‬من القانون ‪ 03-09‬للت بيق على عقود‬
‫االس هالأ االلكترونية فإن نص الادة ‪ 352‬من القانون الدني الجزائري‪ 3‬تشكل األساس القانوني‬
‫الوحيد الذي يمكنه استيعاب االلتزام باإلعالم ما قبل التعاقدي في العقود االلكترونية أل ها وردت‬
‫بشأن عقد من عقود الساومة وهو عقد البيع خاصة وأن أيلب العقود االلكترونية هي عقود بيع‪.‬‬

‫‪.204‬‬ ‫‪ )1‬وعود كاتب االنباري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 17‬من القانون ‪ 03-09‬الؤرخ في ‪ 25‬فيدري ‪ 2009‬التعلق بحماية السـ ـ ـ هل وقمع الغ ‪ ،‬الجريدة الرس ـ ــمية‬
‫الصـ ـ ـ ــادرة بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2009‬العدد ‪ 15‬على ما يلي‪ :‬ي ب على كل متدخل أن يعلم الس ـ ـ ـ ـ هل بكل العلومات‬
‫التعلقة بالنتو الذي يضعه لالس هالأ بواس ة الوسم ووضع العالمات أو بأية وسيلة أخرذ مناسبة‪.‬‬
‫تحدد شرو وكيديات ت بيق أحكام هذه الادة عن طريق التن يم‪.‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 352‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ي ب أن يكون الشتري عالا علما كافيا ويعتبر العلم كافيا إذا‬
‫اشتمل العقد على بيان البيع وأوصافه األساسية بحيا يمكن التعرف عليه‪ .‬وإذا ذكر في عقد البيع أن الشتري عالم بالبيع‬
‫علما كافيا سقس حق هذا األخير في طلب إب ال البيع بدعوذ عدم العلم به إال إذا أنبت ي البائع‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ثانيا ‪ -‬االلتزام بالتعاون‪:‬‬


‫يقوم هذا النوا من االلتزام على أساس أخالقي قوامه النزاهة التي يأبغي أن تسود العامالت‬
‫الالية بين البشر‪ ،‬حيا تعتبر تلبية االحتياجات بمثابة الهدف الشترأ الذي تنصرف إليه إرادة‬
‫التداوضين قبل ت ابقهما‪ ،‬فيبرم العقد ألن كل طرف وجد في ال رف اآلخر وسيلة لتحقيق هدفه‬
‫الما ‪ .‬وهومن بين االلتزامات التي لم تن مها التشريعات بصدة صريحة ألنه التزام يدرضه مبدأ‬
‫حسن النية عند إبرام العقود‪ ،‬و التالي فهو مدروض ضمنيا دون حاجة إلى النص عليه صراحة‪،1‬‬
‫لذل يمكن اعتبار هذا االلتزام بمثابة نتا الج هاد الدقه والقضاء الذي اعتبره ت بيقا من‬
‫الت بيقات الحديثة لبدأ حسن النية في مداوضات عقود الت ارة االلكترونية‪.2‬‬
‫ويرذ العتقدون بوجود هذا االلتزام بأنه التزام متبادل مدروض على كال طرفي العملية‬
‫التداوضية على عكس االلتزام باإلعالم الذي يدرض على أحد التداوضين دون اآلخر‪ ،‬وي ل قائما‬
‫طيلة مرحلة الداوضات اإللكترونية ألن الغاية من فرضه هو تحديد الهدف األساو ي من العقد الذي‬
‫يسنى األطراف لتحقيقه‪ ،‬و يان االحتياجات الدعلية من محل التعاقد عن طريق الحوار التبادل‬
‫لتسهيل مهمة كل متداوض‪ ،‬إما بانعقاد العقد وإما بغج الن ر عنه بصدة كلية‪ ،‬فهو يقوم على‬
‫الحوار التبادل‪ ،‬حيا ي ب على كل متداوض تسهيل مهمة التداوض اآلخر بقصد الوصول‬
‫بالداوضات إلى هاية من قية‪.3‬‬
‫ثالثا ‪ -‬االلتزام بالسرية‪:‬‬
‫كثيرا ما تتخلل مرحلة التداوض عمليات أخذ وع اء حول محل العقد الذي قد يكون خدمة‬
‫ذات طابع الكتروني معقد يستلزم إطالا ال رف التداوض على كيديات استخدامها واملحاف ة علتها‬
‫ب ريقة ت عله ي لع على أسرار مهمة من شأن نشرها أن يؤنر في سمعة ال رف اآلخر أوقد ي علها‬
‫عرضة للس و علتها من طرف اآلخرين‪.‬‬
‫فإذا ما تحقق مثل هذا األمر وأقدم ال رف الذي تحصل على أسرار ال رف اآلخر على نشرها‬
‫فإنه يكون قد ارتكب خ أ يستلزم قيام مسؤوليته الدنية عن كل ضرر قد يتسبب فيه إذا كان ذل‬
‫يلحق الضرر بالداوض اآلخر‪ ،‬مع العلم أن تقدير السؤولية هنا يخضع لسل ة قاض ي الوضوا الذي‬

‫‪.54‬‬ ‫‪ )1‬بلقاسم حامدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬عصــام عبد الدتاح م ر‪ ،‬ال ما ة اةل نجية امل التشةةريعاو العربية ناألجشبية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصــر‪،2009 ،‬‬
‫‪ .142‬مش ـ ـ ـ ــار إليــه‪ :‬عتيق حنــان‪ ،‬م ةةمأ س ة ة ة ةةل ةةان اا ادة امل الع ود اةل نجيةةة‪ ،‬مــذكرة مــاجس ـ ـ ـ ــتير في القــانون‪ ،‬معهــد‬
‫الحقو ‪ ،‬الركز الجامني العقيد يكلي محند الحا البويرة‪.41 ،2012 ،‬‬
‫‪.41‬‬ ‫‪ )3‬عتيق حنان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫يتحسس مدذ احترام التداوض لبدأ حسن النية عند إفشائه ألسرار التداوض اآلخر على أن يرا ي‬
‫العادة والتعامل الجاري به العمل‪.1‬‬
‫فالسل ة التقديرية لقاض ي الوضوا تنحصر في تقدير مدذ التزام الشمص بمبدأ حسن‬
‫النية الذي يعتبر االلتزام بالسرية االلكترونية أحد ت بيقاته الحديثة‪ ،‬وذل باستعمال معيار الرجل‬
‫العادي أي الداوض العادي الذي يوجد في ذات ال روف ويتحصل على ندس العلومات وهو معيار‬
‫موضو ي م رد ال يأخذ بعين االعتبار مصية الداوض أوسنه أو حالته االجتماعية‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر فإن االلتزامات الذكورة وييرها ما هي إال ت بيقات ونماذ لبدأ حسن‬
‫النية الذي نص عليه الشرا الجزائري بموجب الادة ‪ 107‬من القانون الدني الجزائري‪ 2‬والتي جعلت‬
‫من البدأ الذكور قيدا مالزما لتنديذ أي التزام يدرضه العقد على الدين به‪.‬‬
‫يير أنه وإن كان تنديذ االلتزامات التعاقدية بحسن نية من السائل القانونية التي تخضع‬
‫لرقابة املحكمة العليا كون البدأ مذكور صراحة في نص قانوني يتمثل في فحوذ الادة ‪ 107‬من‬
‫القانون الدني فإن تقدير مدذ التزام الدين عند تنديذه للعقد بمبدأ حسن النية يعتبر من السائل‬
‫الواقعية الوضوعية التي يستقل بها قاض ي الوضوا دون تعقيب عليه من طرف املحكمة العليا‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمسؤولية املدنية عن مرحلة التفاوض‬

‫ان هينا في الدرا السابق إلى أن مرحلة التداوض وريم عدم تن يمها من طرف الشرا في‬
‫القانون الدني والنصو القانونية الماصة‪ ،‬إال أ ها محكومة بمبادب قانونية نابتة أبرزها مبدأ‬
‫حسن النية والذي تتدرا عنه التزامات فرعية أهمها االلتزام باإلعالم وااللتزام بالتعاون وااللتزام‬
‫بالسرية‪ .‬هذه االلتزامات قد تكون عرضة لإلخالل واالن هاأ وعدم التنديذ من طرف أحد األطراف‬
‫التداوضة‪ ،‬وهو األمر الذي قد يلحق أضرارا مادية وحتى أدبية بالتداوض اآلخر مما يستوجب قيام‬
‫السؤولية الدنية لألول ت اه الثاني والتزامه بتعويضه عما لحقه من انتقا في ذمته الالية أوفي‬
‫سمعته وشرفه‪.‬‬
‫فالتداوض يتمتع بحرية م لقة في ق ع الداوضات متى ريب في ذل طبقا لبدأ حرية‬
‫التعاقد الذي يبيح لكل طرف حق العدول أو االننحاب من التداوض في أي وقت دون مسؤولية عليه‬
‫طالا كان لهذا العدول ما يبرره‪ ،‬إذ أن ال رف الأنحب من الداوضات ال ي بر على االستمرار في‬
‫التداوض وصوال إلى إبرام العقد ال هائي‪ ،‬اال أن ق ع التداوض للمداوضات على نحو تعسدي و دون‬
‫سبب موضو ي‪ ،‬أو التداوض مع ال رف اآلخر بسوء نية يضعه محال للمساءلة القانونية‪ ،‬فالداوض‬

‫‪.54‬‬ ‫‪ )1‬بلقاسم حامدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 107‬فقرة ‪ 1‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ي ب تنديذ العقد طبقا لا اشتمل عليه و حسن نية‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ال يسأل عن ق ع الداوضات بقدر ما يسأل عن اإلخالل بالثقة التي ولدها في ندس الداوض اآلخر‬
‫بما يتناقج ومبدأ حسن النية في التعامل‪.1‬‬
‫يير أنه وإن كانت مسؤولية ال رف اململ بالتزاماته ما قبل التعاقدية أمرا محسوما فيه‬
‫ومتدقا عليه إال أن المالف حدث حول نوا السؤولية الثارة‪ ،‬هل هي مسؤولية عقدية ألن الداوضات‬
‫كانت بغرض إبرام عقد؟‪ ،‬أم أ ها مسؤولية تقصيرية يير عقدية (تقصيرية) ألن العقد لم ينعقد بعد‬
‫والم أ ارتكب خار دائرته؟ أم أ ها مسؤولية ذات طبيعة متميزة ترا ى فتها خصوصية هذه الرحلة‬
‫الحساسة من مراحل إبرام العقد؟‬
‫لإلجابة على مختلف التساؤالت التي يثيرها الوضوا سوف نقوم باستعراض مختلف اآلراء‬
‫الدقهية التي قيلت في هذا الشأن‪ ،‬وذل على النحو التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املسؤولية العقدية عن التفاوض اإللكرتوني‬

‫يذهب جانب من الدقه إلى تكييف السؤولية عن األضرار النات ة أنناء فترة التداوض‬
‫االلكتروني بأ ها مسؤولية عقدية وليست تقصيرية‪ ،‬يير أن أنصار هذا التوجه قد اختلدوا حول‬
‫األساس القانوني الذي تبنى عليه السؤولية العقدية وانقسموا إلى قسمين‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الرأي األول‪:‬‬
‫يتزعمه الدقيه الكبير اهرنم الذي يعتبر من أوائل القائلين بال بيعة العقدية لسؤولية‬
‫الداوض على أساس الم أ في تكوين العقد‪ ،‬ويبرر موقده بافتراض وجود عقد ضمني مقترن بكل‬
‫تعاقد‪ ،‬بمقتضاه يتعهد كل مص مقدم على عملية تعاقدية ت اه ال رف اآلخر بصحة التصرف‬
‫و أن ال يأتي من األعمال ما من شأنه أن يتسبب في ب الن العقد‪ ،‬فيكون التعهد الضمني بمثابة إي اب‬
‫وسكوت ال رف اآلخر قبوال ينعقد معه عقد يير مسمى يرتب التزام في ذمة األول بالضمان ت اه‬
‫الثاني‪.2‬‬
‫إال أن هذا الرأي منتقد ألنه يقوم على محج افتراض على عكس ما تقتضيه القواعد العامة‬
‫للتعاقد من وجود إرادة صريحة و اتة وجازمة تنصرف بات اه إحداث ينار قانونية‪ ،‬كما أن التداوض‬
‫عندما يعبر عن إرادته فهو يقصد العقد ال هائي الراد إبرامه وااللتزام ببنوده وال يخ ر في باله إبرام‬
‫عقد يخر يرتب في ذمته التزامات قانونية ‪.3‬‬

‫‪.54‬‬ ‫‪ )1‬بلقاسم حامدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.206‬‬ ‫‪ )2‬وعود كاتب االنباري‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )3‬عمر سالم محمد‪ ،‬ال يعة ال اجوجية للمسدنلية الساب ة من ال عاقم‪ ،‬مقال مأشور على االنترنت على الرابس التالي‪:‬‬
‫‪ .http://www.google.fr/ sclient=psy-ab&q‬تاريخ االطالا على الوقع‪.2020 /03/10 :‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ويرذ الدقيه الصري عبد الرزا أحمد الس هوري أن التوسع في إعمال قواعد السؤولية‬
‫العقدية من طرف الدقيه اهرنم يرجع إلى قصور قواعد القانون الروماني الماصة بالسؤولية‬
‫التقصيرية التي لم تكن تغ ي وتستوعب مرحلة ما قبل التعاقد‪ ،‬وفي هذا يقول الس هوري‪ :‬إن هذه‬
‫الن رية تعد من ن ريات الضرورة اض رارا لا ضا به القانون الروماني عن أن يتسع لحاجات‬
‫التعامل ولم يعد للتمس بها ما يبرره اآلن ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬الرأي الثاني‪:‬‬
‫يتزعمه الدقيه سالي والذي يعتبر من أشد الدافعين عن عقدية السؤولية أنناء مرحلة‬
‫الداوضات بمبرر أنه ب انب العقد األصلي الذي يس هدف التداوضان إبرامه يوجد عقد تمهيدي‬
‫يتمثل في وعد بالتعاقد موجه من أحدهما لآلخر ويتضمن تعهدا جديا من جانب الواعد ينعقد معه‬
‫عقد الوعد إذا القى قبوال من ال رف اآلخر‪ ،‬األمر الذي تثار معه السؤولية العقدية للواعد بم رد‬
‫إخالله بالتزام متمخج عن عقد الوعد وإن لم يتم إبرام العقد األصلي‪.2‬‬
‫ويعرف الع م ال مهيمي (ما قبل العقد) بأنه‪ :‬عقد تحضيري إلبرام عقد يخر ‪ 3‬و التالي فهو‬
‫عقد مستقل مقارنة بالعقد األصلي الذي يأم ت التزامات مختلدة مقارنة بتل التي يأشؤها العقد‬
‫ال هائي‪ ،‬ألن التزامات العقد التمهيدي تتسم بالتأقيت (مؤقتة) ولك ها ملزمة‪.4‬‬
‫يير أن الدقه الدرنس ي وإن اعترف بالعقود التمهيدية وما تدرزه من التزامات ذات طابع‬
‫تعاقدي ت هج معه السؤولية العقدية عن كل إخالل بتل االلتزامات‪ ،‬إال أنه ميز بين نالنة أنواا من‬
‫العقود‪ :‬األولى م ها هي تل التي تتضمن مختلف العناصر األساسية للعقد الزمع إبرامه دون إمكانية‬
‫إبرامه هائيا ألسباب مختلدة‪ ،5‬أما الدئة الثانية من العقود التمهيدية أو التحضيرية فهي التي ت مع‬
‫العناصر الرئيسية للعقد ال هائي بالأسبة ألحد األطراف فقس وهوما يعرف بالعقد‪ -‬اإلطار الذي يحدد‬

‫‪ )1‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪.220 ،‬‬


‫‪ )2‬نزيه محمد الص ـ ـ ــاد الهدي‪ ،‬اةل زان ق ل ال عاقمي باادةا بال ياجاو الع مية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار ال هض ـ ـ ــة العر ية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.304 ،1982 ،‬‬
‫‪3) L’avant-contrat « Est un contrat préparatoire à l a conclusion d’un autre contrat ». M.Fabre, droit des‬‬
‫‪obligations. Contrat et engagement unilatéral, 3ème éd, PUF, Paris, France, 2012, p 236.‬‬
‫‪4) P. Malaurie, L.Aynès, P.Stoffel-Munck, Droit civil. Les obligations, 6ème èd, LGDJ, Paris, France, 2013, p‬‬
‫‪221.‬‬
‫‪ )5‬مثال ذل الوعد بالتعاقد اللزم لجانبين الذي يتضمن االتدا على كافة العناصر الرئيسية للعقد إلى ياية حصول‬
‫الواعد على سند اللكية‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫القواعد األساسية للعالقات التعاقدية الالحقة التي يخضع لها األطراف‪ ،1‬أما الدئة الثالثة فهي وسس‬
‫بين الدئة األولى والدئة الثانية حيا ت مع عددا كبيرا من اتداقات الداوضات واالتداقات الوسي ة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬املسؤولية التقصريية عن التفاوض االلكرتوني‬

‫ذكرنا فيما سبق أن ق ع الداوضات أو رفج االستمرار فتها بمثابة صور أو ت بيقات لبدأ‬
‫حرية التداوض‪ ،‬فاألصل أال يحاسب وال يسأل الشمص متى مارس حقا من حقوقه أو حرية من‬
‫حرياته‪ ،‬لذل فقد ذهب الكثير من الدقهاء إلى اعتبار السؤولية القائمة خالل مرحلة التداوض‬
‫مسؤولية تقصيرية بحجة أن األحكام التي تن مها هي التي ت بق كلما خرجنا عن دائرة العقد‪ ،‬وقد‬
‫أسس أنصار هذا االت اه فكرتهم على أساس التعسف في استعمال الحق‪ .2‬وهو ذات التوجه الذي‬
‫استقر عليه قضاء محكمة النقج الصرية على أساس أن الداوضات ال تعدو أن تكون م رد عمل‬
‫مادي يير ملزم وال ترقى إلى مستوذ التصرف القانوني االتداقي‪ ،‬وال يترتب علتها أي أنر قانوني سوذ‬
‫السؤولية التقصيرية إذا نتم عنه ضرر لل رف اآلخر‪.3‬‬
‫يير أن هذا الرأي و قدر ما فيه من الصحة والوجاهة فإنه لم يكن بمنأذ عن النقد إذ يؤخذ‬
‫عليه ت اهله بأن نمة التزامات يمكن أن تأشأ عن العديد من العقود التي قد تبرم بين أطراف‬
‫التداوض ويكون الغرض م ها تن يم عملية التداوض‪ ،‬أو الحدا على سرية العلومات‪ ،‬أو االلتزام‬
‫بعدم التداوض مع الغير‪ ،‬وعليه فاإلخالل بااللتزامات النات ة عن مثل هذه العقود وإن كان يقع في‬
‫مرحلة تسبق إبرام العقد ال هائي‪ ،‬إال َّأنه ال يمكن بأي حال ت ريدها من طبيع ها العقدية‪ .4‬أما تأسيس‬
‫السؤولية على التعسف في استعمال الحق فيرد عليه البعج بانعدام وجود الحق أصال حتى يتم‬
‫التعسف في استعماله‪.5‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة املتميزة للمسؤولية عن التفاوض االلكرتوني‬

‫نتي ة االنتقادات الوجهة للن ريات السابقة والتي بالغت في التمس بن ام قانوني بعينه‬
‫على حساب الن ام اآلخر‪ ،‬فقد ظهر رأي وسس حاول تدادي وتالفي تل االنتقادات السابقة حيا‬
‫يعتقد أنصار هذا الرأي أنه ال يمكن اعتبار السؤولية عن التداوض مسؤولية عقدية بصدة م لقة‬

‫‪1) P.Malaurie, L.Aynès, P.Stoffel-Munck, op cit, p 222.‬‬


‫‪.235‬‬ ‫‪ )2‬محمود جمال الدين زكي‪ ،‬مش رو املسدنلية املمجية امل ت شيشاو ال لمان العربية‪،‬‬
‫‪.62‬‬ ‫‪ )3‬ذكره‪ :‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )4‬محمد سـ ــعيد أحمد إسـ ــماعيل‪ ،‬فارو أبوالشـ ــامات‪ ،‬ال يعة ال اجوجية ملسة ةةدنلية األطراف امل مرحلة ما ق ل الع م ‪-‬‬
‫د اس ة ة ةةة امل الع ود المنلية لش ل ال شولوجيا ‪ ،-‬م لة جامعة دمش ـ ـ ــق للعلوم االقتص ـ ـ ــادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،29‬العدد‬
‫الثاني‪.327 ،2013 ،‬‬
‫‪.10‬‬ ‫‪ )5‬أن ر‪ :‬عمر سالم محمد‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ألن الداوضات االلكترونية في كثير من األحيان ال تت اوز كو ها م موعة أعمال مادية لم تنصرف فتها‬
‫إرادة األطراف إلى االلتزام أي أنه ال وجود لعقد الكتروني مبرم بين ال رفين لكي نقول أن السؤولية‬
‫عقدية‪ ،‬بالقابل فإن الغلو في التمس بال ابع التقصيري للمسؤولية عن مرحلة التداوض االلكتروني‬
‫ي انب الحقيقة طالا أن الكثير من العقود االلكترونية وقبل إبرامها بصدة هائية تكون مسبوقة‬
‫بعقود تمهيدية تتدخل إرادة األطراف بأية ترتيب ينار قانونية معينة كاالستمرار في الداوضات مثال‪،‬‬
‫وال ش في أن مخالدة االلتزامات الناشئة عن مثل هذه العقود التحضيرية أو التمهيدية ترتب‬
‫مسؤولية عقدية ال تقصيرية‪.1‬‬
‫وعليه فإنه ونتي ة لعدم إمكانية ت بيق ن ام مسؤولية معين بصدة م لقة ودائمة فإنه ال‬
‫منا من تحديد نوا العالقة التي تر س األطراف التداوضة لعرفة مصدر االلتزام الذي تم اإلخالل‬
‫به أو ان هاكه و التبعية معرفة طبيعة السؤولية الدنية التي يتحملها ال رف الداوض الذي ارتكب‬
‫خ أ أنناء الداوضات االلكترونية تسبب خ ؤه في إلحا الضرر بال رف اآلخر‪ ،‬فإذا كان ما دار بين‬
‫األ ما عبارة عن مداوضات حرة ‪ Négociations Libres‬فإ ها م رد أعمال مادية يترتب ع ها‬
‫مسؤولية تقصيرية‪ ،‬أما إذا كانت عبارة عن مداوضات من مة ‪Négociations Organisées‬‬
‫فالسؤولية تكون عقدية ألن هذا النوا من الداوضات محكوم بعقود إطار تضبس مختلف مراحل‬
‫العملية التداوضية‪ 2،‬يير أن األمر قد يلتبس على قضاة الوضوا لتحديد نوا االلتزام االلكتروني ما‬
‫قبل التعاقدي هل هو عقدي أم تقصيري؟‬
‫بالرجوا إلى القواعد العامة الناظمة للمسؤولية الدنية فإننا ن د أن السؤولية التقصيرية‬
‫تشكل األصل العام بينما السؤولية العقدية هي مسؤولية استعنائية‪ ،‬و التالي فإذا اجتمعت وتوفرت‬
‫شرو كال السؤوليتين فإن القاض ي ي بق أحكام السؤولية العقدية ن را لل ابع االستعنائي الذي‬
‫تتسم به‪ ،‬أما إذا تأكد القاض ي من توفر شرو السؤولية من خ أ وضرر وعالقة سببية دون أن‬
‫يتأكد من تحديد نوعها فالرا ل أن يكيدها على أ ها مسؤولية تقصيرية‪ ،‬ألن السؤولية العقدية عبارة‬
‫عن استعناء واالستعناء يستلزم توفر كافة شروطه ومتى تخلف شر من هذه الشرو وجب الرجوا‬
‫إلى األصل وهو السؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫من خالل كل ما سبق ذكره حول مرحلة ما قبل التعاقد االلكتروني أو ما يعرف بالتداوض‬
‫االلكتروني يمكن القول أنه وريم تغافل التشريع عن تن يمه إال أنه مقيد ومحكوم بمبدأ حسن النية‬
‫الذي تتعاظم وتتزايد أهميته في العقود االلكترونية مقارنة بالعقود التقليدية الكالسيكية ألن‬
‫الداوضات تتم عن بعد واألطراف التداوضة ال ت معها معرفة سابقة األمر الذي من شأنه زيادة‬

‫‪.12‬‬ ‫‪ .58‬نقال عن‪ :‬عمر سالم محمد‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬ ‫‪ )1‬محمد حسام ل دي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪2) Radu STANCU, op cit, p 250.‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫فرضية التحايل والتدليس ب ريقة تؤنر في رضا التعاقدين‪ ،‬لذا يأبغي على الشرا الجزائري التدخل‬
‫لتن يم هذه الرحلة الحساسة من عمر العملية التعاقدية ب ريقة يرا ى فتها التباعد الكاني‬
‫والغموض وعدم التعارف الشمح ي بين التداوضين‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املسؤولية خالل مرحلة إبرام العقد االلكرتوني‬

‫إذا كانت مرحلة التداوض االلكتروني تمثل الدترة التحضيرية التي يسنى من خاللها كل طرف‬
‫إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من النافع واالمتيازات الادية والعنوية في مقابل تعهده بأقل قدر من‬
‫االلتزامات وذل نتي ة التضارب في الصالل بين األطراف التداوضة‪ ،‬فإن مرحلة اإلبرام هي فترة‬
‫الحسم التي يتم االتدا فتها على كافة السائل الجوهرية التي يقوم علتها العقد االلكتروني والتي يلتزم‬
‫معها األطراف بتنديذها كما هي‪ ،‬فواقعة التالقي أو الت ابق بين اإلي اب والقبول تشكل لح ة ميالد‬
‫العقد ومعه اآلنار القانونية التمثلة في االلتزامات اللقاة على عاتق طرفيه والتي ال ي وز ألي م هما‬
‫التحلل م ها أو تعديلها بصدة اندرادية‪ 1‬إعماال لبدأ القوة اللزمة للعقد‪.‬‬
‫فت ابق اإلرادتين‪ 2‬يقتض ي وجود إرادة بادرت باإلي اب االلكتروني الذي قد يتم التراجع عنه‬
‫أو تعديله‪ ،‬وإرادة مقابلة تقبل اإلي اب الوجه إلتها عبر ما يعرف بالقبول االلكتروني الذي قد يوافق‬
‫اإلي اب‪ ،‬كما أن اإلرادتين يأبغي أن تتدقا على موضوا محدد يشكل محل العقد‪ ،‬إضافة إلى السبب‬
‫الذي يبتغي من وراءه كل طرف إبرام العقد والذي يشتر فيه القانون شروطا معينة ويخلف جزاءات‬
‫مدنية على تخلدها‪.‬‬
‫فإذا ما است مع العقد االلكتروني أركانه من تراض ومحل وسبب يكون قد تشكل وانعقد‬
‫بشكل يحول بينه و ين هدمه عن طريق ما يعرف بالب الن‪ ،‬يير أنه يبق مهددا باإلب ال إذا تخلف‬
‫شر من شرو صحته التمثلة أساسا في سالمة الرضا من العيوب واكتمال أهلية التعاقدين‪.‬‬
‫فمرحلة االنعقاد على قدر دق ها وأهمي ها باعتبارها تحدد ما ي ب على كل طرف االلتزام به‬
‫وما يحق له الحصول عليه‪ ،‬قد تثير إشكاليات عديدة تأتهي بقيام مسؤولية أحد ال رفين نتي ة ما‬
‫قد يرتكبه من خ أ أو أخ اء في مواجهة ال رف اآلخر‪.‬‬
‫وعليه سنحاول معالجة السؤولية االلكترونية خالل مرحلة إبرام العقد عن طريق تقسيم‬
‫البحا إلى م لبين‪ ،‬نخصص ال لب األول للمسؤولية عن التراض ي االلكتروني وال لب الثاني‬
‫للمسؤولية عن عيوب اإلرادة واألهلية‪.‬‬

‫‪ )1‬الحق في العدول يمثل استعناء وهومن القواعد التي أقرها الشرا لحماية الس هل االلكتروني‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 59‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يتم العقد بم رد أن يتبادل ال رفان التعبير عن إرادتهما‬
‫الت ابقتين دون اإلخالل بالنصو القانونية‬

‫‪137‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫املطلب األول‪ :‬املسؤولية عن الرتاضي االلكرتوني‬

‫تماشيا مع مبدأ الرضائية الذي يسود العقود فقد سمح الشرا الجزائري في الادة من ‪60‬‬
‫القانون الدني‪ 1‬لأل ما بأن يعبروا عن إراداتهم بأي طريقة ي هرون من خاللها إرادتهم الجدية في‬
‫التعاقد‪ ،‬سواء تم هذا التعبير ب ريقة صريحة من خالل اللد أو الشداهة وهو األصل الذي يكرس‬
‫رضائية العقود‪ ،‬أوعن طريق الكتابة التي قد تكون وجو ية أي أ ها شكلية انعقاد كما هو الشأن في‬
‫التصرفات القانونية الواردة على عقار‪ 2‬أو عقد الشركة‪ ،3‬كما قد تكون الكتابة باتدا األطراف ريم‬
‫كون العقد رضائيا ب بيعته لعدم تعلق الرضائية بالن ام العام إذ ي وز االتدا على مخالد ها‬
‫تحقيقا لصلحة طرفي العقد‪.‬‬
‫ويعرف التعبير الصريح عن اإلرادة بأنه‪ :‬ال هر الذي وضع في ذاته للكشف عن اإلرادة‬
‫حسب الألوف بين الناس ‪ 4‬وقيل أنه‪ :‬استعمال إشارة متداولة عرفا أو اتخاذ موقف ال يدا ش في‬
‫داللته على مقصود صاحبه كما في حالة وقوف سيارات األجرة في األماكن املمصصة لوقوفها‪ ،‬وعرض‬
‫التاجر للبضائع وعلتها األسعار على واجهات املحل‪ ...‬فهذه مواقف تدل صراحة دون أي ش على أن‬
‫السائق يعرض السيارة للركوب والتاجر يعرض السلعة للبيع ‪.5‬‬
‫أما ال ريقة الثانية التي اعتد بها الشرا في الادة ‪ 60‬من القانون الدني الجزائري للتعبير عن‬
‫اإلرادة فهي ال ع ي الضمني يير الصريح الذي ال يكدي بذاته ألن يكون تعبيرا عن اإلرادة‪ ،‬يير أن‬
‫ال روف التي تم فتها ال يمكن معها تدسيره إال باعتباره كذل ‪ ،‬فالتعبير الضمني إذن هو تعبير يير‬
‫مباشر عن اإلرادة يتم الكشف عنه من األفعال التي تصدر عن الشمص مثل تصرف الشمص في‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 60‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬التعبير عن اإلرادة يكون باللد و الكتابة أو اإلشارة التداولة‬
‫عرفا‪ .‬كما يكون باتخاذ موقف ال يدا أي ش في داللته على مقصود صاحبه وي وز أن يكون التعبير عن اإلرادة ضمنيا إذا‬
‫لم ينص القانون أو يتدق ال رفان على أن يكون صريحا‬
‫‪ )2‬تنص على ذل الادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬من القانون الدني الجزائري بقولها‪ :‬زيادة عن العقود التي تأمر القانون بإخضاعها‬
‫يلى الشكل رسمي ي ب‪ ،‬تحت طائلة الب الن‪ ،‬تحرير العقود التي تتضمن نقل ملكية عقار أو حقو عقارية أو محالت‬
‫ت ارية أو صناعية أوكل عنصر من عناصرها‪ ...‬في شكل رسمي‪ ،‬وجب دفع الثمن لدذ الضابس العمومي الذي يحرر العقد‪.‬‬
‫‪ )3‬تنص الـادة ‪ 418‬من القـانون الـدني الجزائري على‪ :‬ي ـب أن يكون عقـد الش ـ ـ ـ ــركـة مكتو ـا وإال كـان بـاطال‪ ،‬وكـذلـ يكون‬
‫باطال كل ما يدخل على العقد من تعديالت إذا لم يكن له ندس الشـ ــكل الذي يكتسـ ــبه ذل العقد ‪ .‬وتنص الادة ‪ 545‬فقرة‬
‫‪ 1‬من القانون الت اري الجزائري على ذل بقولها‪ :‬تثبت الشركة بعقد رسمي واال كانت باطلة ‪.‬‬
‫‪.218‬‬ ‫‪ )4‬أحمد سيد أحمد السيد‪ ،‬رشا السعيد عبد السالم‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.213‬‬ ‫‪ )5‬أن ر‪ :‬صبري السعدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ل يء عرض عليه ليشتريه فالتصرف في الم يء يدل على قبول التصرف ضمنيا شراء الم يء بالثمن‬
‫العروض عليه‪.1‬‬
‫وألن العقود االلكترونية ال تخر عن القواعد العامة للتعاقد فهي تقتض ي ت ابق إرادتين‬
‫معبر ع هما ب ريقة الكترونية تحت طائلة عدم وجود العقد ألنه ال يعتد بالنوايا واألفكار ما لم يعبر‬
‫ع ها‪ ،‬لذل فإن ت ابق اإلي اب والقبول االلكترونيين يكدي النعقاد العقد االلكتروني مع مراعاة ما‬
‫قد ينص عليه القانون من أشكال وأوضاا خاصة‪.2‬‬
‫وعليه فإنه ي وز التعبير عن اإلرادة بكافة الوس ـ ـ ــائس االلكترونية‪ 3‬التاحة س ـ ـ ــواء عن طريق‬
‫البريد االلكتروني أو املحادنات االلكترونية السـ ــموعة أو الرئية بشـ ــر أن تكون اإلرادة جدية و اتة‪،‬‬
‫ألن الصـ ـ ـ ــياية التي جاءت بها الادة ‪ 60‬من القانون الدني الجزائري تتسـ ـ ـ ــم بالعمومية حيا ذكرت‬
‫الكتابة بص ـ ـ ـ ــيغة اإلطال مما يديد إمكانية اس ـ ـ ـ ــتعمال الكتابة االلكترونية كوس ـ ـ ـ ــيلة للتعبير عن‬
‫اإلرادة‪ ،‬كما أن هناأ من اإلش ــارات واإليحاءات التي تتم ب ريقة الكترونية تدل بص ــدة وا ــحة على‬
‫ارتضاء صاحشها مسألة عرضت عليه من ال رف اآلخر‪.‬‬
‫كما أن هناأ من يرذ‪ 4‬أنه ريم عدم تضـ ـ ــمين القانون الجزائري نصـ ـ ــوصـ ـ ــا صـ ـ ــريحة بشـ ـ ــأن‬
‫التعبير عن االرادة بالوس ــائل االلكترونية الحديثة‪ ،‬إال أن مش ــروعية التعاقد بواس ـ ة هذه الوس ــائل‬
‫تس ـ ـ ـ ــتخلص من القواعد العامة الواردة في القانون الدني‪ ،‬إض ـ ـ ـ ــافة إلى التعديل األخير الذي أدخل‬
‫بموجبه الش ـ ــرا الجزائري الكتابة في ش ـ ــكل االلكتروني والتوقيع االلكتروني ض ـ ــمن قواعد االنبات في‬

‫‪.168‬‬ ‫‪ )1‬أن ر‪ :‬وحيد سوار الدين‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬ـ ـ ــحاتة يريب محمد شـ ـ ــلقامي‪ ،‬ال عاقم اةل نني امل التشة ة ةةريعاو العربية ‪-‬د اسة ة ةةة م ا جة‪ ،-‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫مصر‪.85 ،2008 ،‬‬
‫‪ )3‬ريم عديد الزايا التي يوفرها التعاقد االلكتروني إال أن التعبير عن اإلرادة بالوس ــائس االلكترونية يثير جملة من الش ــاكل‬
‫ذات ال بيعة القانونية نذكر م ها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم السماح للمتعاقد بالتأكد من هوية وصدة ال رف اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬سيثور الش بشأن تالقي اإلرادتين وذل لعدم تعاصرهما‪ ،‬فهناأ مدة زمنية تنقض ي بين اإلي اب والقبول‪.‬‬
‫‪ -‬كما ستثور مشكلة بشأن زمان ومكان انعقاد العقد‪،‬‬
‫‪ -‬عدم توفر أدلة اإلنبات على اليقين الكافي طالا أن الستندات الثبتة للتصرفات القانونية ال يتم تبادلها يدويا‪.‬‬
‫لزيد من التداص ــيل أن ر‪ :‬أس ــامة أبو الحس ــن م اهد‪ ،‬خص ةةوص ةةية ال عاقم مب اةج جا‪ ،‬ورقة بحثية للمش ــاركة في مؤتمر‬
‫القانون والكمبيوتر الن م من طرف كلية الش ـ ـ ــريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العر ية التحدة بالتعاون مع مركز اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث االستراتي ية ومركز تقنية العلومات بالجامعة‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي ‪ ،2000‬طبعة ‪.127 ،2003‬‬
‫‪ )4‬نور الهدذ مرزو ‪ ،‬ال اضة ة ي امل الع ود اةل نجية‪ ،‬مذكرة لنيل ش ــهادة الاجس ــتير‪ ،‬تخص ــص الس ــؤولية الهنية‪ ،‬كلية‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.20 ،2012 ،‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫القــانون الــدني الجزائري‪ ،‬حيــا ـكـان ذلـ بموجـب الــادتين ‪ 323‬مكرر ‪ ،1‬و‪ 327‬فقرة ‪ 2‬من القــانون‬
‫رقم ‪ 10-05‬الؤرخ في ‪ 20‬يونيو‪ 2005‬العدل والتمم للقانون الدني‪.‬‬
‫لكن وريم عموميــة وس ـ ـ ـ ـعــة نص الــادة ‪ 60‬من الق ـانون الــدني الجزائري والــذي يس ـ ـ ـ ــتوعــب‬
‫ال ر الح ــديث ــة للتعبير عن اإلرادة‪ ،‬إال أن ه ــذا األخير س ـ ـ ـ ــواء ـك ــان إي ــاب ــا أو قبوال يتميز ببعج‬
‫الس ـ ـ ــمات التي تميزه عن اإلي اب أو القبول التقليدي‪ ،‬األمر الذي من ش ـ ـ ــأنه التأنير حتى على قواعد‬
‫السؤولية الدنية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املسؤولية عن اإلجياب االلكرتوني‬

‫إذا كان الشرا الجزائري لم يعس تعريدا لإلي اب االلكتروني وال اإلي اب التقليدي ان القا‬
‫من أن التعاريف من اختصا الدقه والقضاء وهو حال العديد من التشريعات القارنة‪ ،‬إال أن‬
‫تشريعات أخرذ تناولت موضوا اإلي اب االلكتروني أو ما يعرف باإلي اب عن بعد ومن بي ها قانون‬
‫األمم التحدة النموذجي بشأن الت ارة االلكترونية اليونيسترال الصادر بتاريخ ‪ 16‬ديسمبر ‪1996‬‬
‫الذي أجاز في مرحلة أولى منه التعبير عن اإلرادة باستخدام رسالة البيانات حيا نصت الادة ‪11‬‬
‫فقرة ‪ 1‬منه على أنه‪ :‬في سيا تكوين العقد وما لم يتدق ال رفان على يير ذل ي وز استخدام‬
‫رسائل البيانات للتعبير عن العرض وقبول العرض‪ ،‬وعند استخدام رسالة بيانات في تكوين العقد ال‬
‫يدقد ذل العقد صحته أو قابليته ملجرد استخدام رسالة بيانات لذل الغرض ‪ ،‬ليأتي البند (‪)2/3‬‬
‫من مشروا العقد النموذجي في شأن العامالت االلكترونية اللحق بقانون األمم التحدة النموذجي‬
‫ليعرف اإلي اب االلكتروني بالنص على أن‪ :‬تمثل الرسالة إي ابا إذا تضمنت عرضا إلبرام عقد‬
‫مرسل إلى مص واحد أو أ ما محددين ما داموا معرفين على نحو كاف وكانت تشير إلى نية‬
‫مرسل اإلي اب أن يلتزم في حالة القبول‪ ،‬وال يعتبر إي ابا الرسالة التاحة الكترونيا بشكل عام ما لم‬
‫يشر إلى يير ذل ‪.‬‬
‫يير أن ما يعاب على التعريف األخير هو اشتراطه أن يكون االي اب موجه إلى أ ما‬
‫محددين ومعرفين وهوما يناقج طبيعة اإلي اب االلكتروني الذي يقوم على التداعلية مع أكبر قدر‬
‫ممكن من الس هلكين‪ ،‬فاألصل أن يوجه التاجر إي ابه إلى فئة واسعة من الجماهير عن طريق وضع‬
‫العروض على موقعه االلكتروني وهوما يعني عدم معرفته السبقة باأل ما الذين سيتعاقد معهم‬
‫أما االستعناء فهو توجيه العرض لدئة معينة وهو في هذه الحالة يعمد إلى إرسال رسائل الكترونية‬
‫باستخدام يلية البريد االلكتروني‪.1‬‬
‫أما التوجيه األورو ي رقم ‪ 7/97‬الصادر في ‪ 20‬ماي ‪ 1997‬الما بحماية الس هلكين في العقود‬
‫البرمة عن بعد فقد عرف اإلي اب االلكتروني بأنه‪ :‬كل اتصال عن بعد يتضمن كل العناصر الالزمة‬

‫‪.261‬‬ ‫‪ ) 1‬ان ر‪ :‬وعود كاتب األنباري‪،‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫بحيا يست يع الرسل إليه أن يقبل التعاقد مباشرة‪ ،‬ويستبعد من ذل م رد اإلعالن والدعاية‬
‫والدعوة للتعاقد ‪.1‬‬
‫أما فقها فقد تم تعريف االي اب االلكتروني على أنه‪ :‬التعبير عن إرادة الرايب في التعاقد‬
‫عن بعد ويتم من خالل شبكة دولية لالتصاالت بوسيلة مسموعة مرئية ويتضمن كل العناصر‬
‫الالزمة إلبرام العقد‪ ،‬يست يع من يوجه إليه أن يقبل التعاقد مباشرة ‪ .2‬وقيل أنه‪« :‬كل اتصال عن‬
‫بعد يتم بواس ة الشبكة ويتضمن كل العناصر الالزمة الت لبة في االي اب التقليدي بحيا يست يع‬
‫من وجه إليه هذا االتصال أي كل مص مهتم بهذا االي اب أن يقبل التعاقد مباشرة ويستبعد من‬
‫هذا الن ا م رد اإلعالن ‪ .3‬وعرف أيضا بأنه‪ :‬التعبير عن ارادة الرايب في التعاقد عن بعد بحيا‬
‫يتم ذل من خالل شبكة دولية لالتصاالت بوسيلة مسموعة مرئية (شبكة األنترنت)‪ ،‬مع ضرورة أن‬
‫يتضمن هذا التعبير كل العناصر الالزمة إلبرام العقد بحيا يوجه الى الشمص الذي يهمه األمر‪ ،‬أو‬
‫ال رف اآلخر فيقبل التعاقد مباشرة أنر ذل ‪ 4‬في حين عرف االي اب التقليدي على أنه‪ :‬اقتراح بات‬
‫إلبرام عقد محدد تترتب عنه التزامات محددة بم رد موافقة من وجه إليه العرض ‪.5‬‬
‫وما يمكن مالح ته على التعاريف الدقهية السابقة أن تمييزها بين اإلي اب االلكتروني‬
‫واإلي اب التقليدي انصب فقس على طريقة التعبير عنه‪ ،‬فاإلي اب االلكتروني قد يتم عن طريق‬
‫البريد االلكتروني ‪ E-Mail‬من خالل ارسال الرسائل االلكترونية‪ ،‬وقد يتم عبر شبكة الوقع ‪Web site‬‬
‫وفي هذه الحالة ال يختلف كثيرا عن االي اب الصادر عن الصحف أو التلداز‪ ،‬ذل ألنه اي اب‬
‫مستمر على مدار الساعة‪ ،‬وقد يتم عن طريق املحادنة‪.‬‬
‫و التالي إضافة لد إلكتروني إلى اإلي اب ال يؤنر في معناه الذكور وفقا للن رية العامة‬
‫لاللتزامات ألن السألة م رد وصف ال أك ر بسبب اختالف وسيلة التعبير عن اإلرادة‪ ،‬فالتعبير في‬
‫العقد اإللكتروني يت سد في وسائل االتصال الحديثة عن طريق مختلف األجهزة كالحاسب اآللي أو‬
‫الهاتف النقال‪.‬‬
‫ومن نمة‪ ،‬حتى يكون هناأ إي اب في صورته التقليدية أو اإللكترونية يشتر أن يتضمن‬
‫عنصرين رئيسيين هما أن يكون محمدا ندقي ا ب ريقة ال لبس فتها حيا يتضمن العناصر الجوهرية‬

‫‪1) CE 97/7 relatif à la protection du consommateur aux contrats conclu à distance dispose que « toute‬‬
‫‪communication à distance comportant des éléments nécessaires pour que son destinataire puisse souscrire‬‬
‫‪directement un engagement contractuel, la simple publicité étant exclue ».‬‬
‫‪ )2‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪.68 ،‬‬
‫‪ )3‬أسامة م اهد‪ ،‬خصوصية ال عاقم مب اةج جا‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.69 ،2000 ،‬‬
‫‪ )4‬إيناس هاشم رشيد‪ ،‬الرجع السابق‪.192 ،‬‬
‫‪5) J. fluor, J-L. Aubert et E. Savaux , Les obligations, L’acte juridique, 9 ème éd, 2000, p 132.‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫للعقد الراد إبرامه‪ ،‬كما يشتر أن يكون باتا نجازما يدل داللة وا حة على نية صاحبه في التعاقد‪،1‬‬
‫أما إذا تخلف أحد هذين الشرطين فإن العرض ال يعدو أن يكون م رد اقتراح يدخل ضمن املحادنات‬
‫والناقشات التداوضية‪.‬‬
‫كما أن األصل في اإلي اب الذي يتقدم به الشمص هو أنه قابل للرجوا فيه ما لم يقترن‬
‫بقبول ال رف اآلخر وهوما يعرف باإلي اب يير اللزم‪ ،2‬أما اإلي اب اللزم فهو القترن بمدة زمنية‬
‫محددة ال ي وز خاللها للموجب أن يتراجع عنه إذ ال يتحلل من التزامه إال بانقضاء الدة التي حددها‬
‫دون أن يعرب ال رف اآلخر عن قبوله‪ ،3‬ومصدر االلتزام في هذه الحالة هو اإلرادة الندردة طبقا لنص‬
‫في القانون‪.4‬‬
‫أوال‪ -‬إشكالية أن يكون اإلجياب االلكرتوني باتا ونهائيا‪:‬‬
‫ن ريا يتدق كل من الدقه والقضاء في فرنسا على اشترا أن يكون اإلي اب باتا و هائيا وال‬
‫فر في ذل بين اإلي اب التقليدي واإلي اب االلكتروني‪ ،‬حيا يكدي أن يقترن به قبول ليرتب الراد‬
‫منه وهو انعقاد العقد بصدة هائية‪ ،‬إال أنه ومن الناحية العملية فإنه يصعب إخضاا نو ي اإلي اب‬
‫لندس األحكام والقواعد‪ ،‬فعرض البضائع مرفقة بأسعارها في فضاء مادي عادي يشكل إي ابا قابال‬
‫ألن يقترن به قبول فيرتبس ال رفان بصدة رسمية‪ ،‬لكن هل يصلل مثل هذا الحكم بالأسبة لإلي اب‬
‫االلكتروني أو اإلي اب عن بعد؟‪.5‬‬
‫اختلدت توجهات الدقهاء إزاء هذه السألة‪ ،‬حيا ذهب البعج إلى القول إن العيار الداصل‬
‫بين تكييف العرض بأنه إي اب أو أنه م رد دعوة للتعاقد هو طبيعة ونوعية األلدا الستعملة في‬
‫اإلعالن ذاته‪ ،‬فمتى كانت تل األلدا صريحة ودقيقة وذات داللة وا حة على إبداء الريبة في‬

‫‪ )1‬عصـ ــمت عبد املجيد بكر‪ ،‬دن ال شياو العلمية امل ت وير الع م ‪-‬د اسة ةةة م ا جة امل ضة ةةوا قواجين ال وقيع اةل نني‬
‫نال م ةةا ة اةل نجي ةةة ناملع ةةامرو اةل نجي ةةة العربي ةةة نال ةةاجون الشموذيمل بش ة ة ة ة ةةأن ال م ةةا ة اةل نجي ةةة لع ةةان ‪1996‬‬
‫نال ةةاجون الشموذيمل بش ة ة ة ةةأن ال وقيعةةاو اةل نجيةةة لعةةان ‪ 2001‬نال ةةاجون العر ي اةس ة ة ة ة ة ة ة ة ةةادي للمعةةامرو نال مةةا ة‬
‫اةل نجية لعان ‪ ،-2009‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪.182 ،2015 ،‬‬
‫‪ )2‬ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــيا أرذ بعدم دقة وص ـ ـ ـ ــف اإلي اب يير القترن بمدة محددة بأنه يير ملزم ألن الوجب متى كان عرض ـ ـ ـ ــه جازما‬
‫ومحددا بدقة كان ملتزما به ت اه من وجه إليه إال أنه ي وز له الرجوا عنه ما لم يقبله ال رف اآلخر‪ ،‬لذل فاألصل واألد‬
‫هو كونه إي اب قابل للتراجع عنه‪.‬‬
‫‪ )3‬تنص الـادة ‪ 63‬ف ‪ 1‬من القـانون الـدني الجزائري على مـا يلي‪ :‬إذا عين أجـل للقبول التزم الوجـب بـالبقـاء على إي ـابـه إلى‬
‫انقضاء هذا األجل‪.‬‬
‫‪ )4‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الرجع السابق‪.224 ،‬‬
‫‪5) Yousef SHANDI, la formation du contrat à distance par voie électronique, thèse de doctorat en droit‬‬
‫‪privé, faculté de droit et des sciences politiques et de gestion, université Robert SHUMAN strasburg3, p. 28.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫التعاقد فإ ها تعتبر إي ابا وما عداها ليست إال دعوة للتعاقد‪ ،‬وهي من السائل الوضوعية التي‬
‫تخضع لتقدير قاض ي الوضوا‪.1‬‬
‫أما الرأي الثاني فيرذ أن فيصل السألة في مدذ اعتبار اإلعالن الوجه عبر الشبكة إي ابا‬
‫يكمن في تحديد السعر من عدمه‪ ،‬حيا يعتبر العرض إي ابا متى تضمن نمن السلعة أو المدمة وال‬
‫يعتبر كذل في حالة عدم وضعه‪.2‬‬
‫في حين يرذ أنصار الرأي الثالا أن اإلعالن الت اري االلكتروني عبارة عن دعوة للتعاقد حتى‬
‫وإن تضمن سعر النتو أو المدمة العروضة‪ ،‬وين لق أنصار هذا الرأي من كون شبكة االنترنت‬
‫تتسم بال ابع الدولي الذي ال يعترف بالحدود الدولية‪ ،‬فاملحترف أو النهي الذي يعرض السلع أو‬
‫المدمات عبر الشبكة إنما يعرضها على فئة واسعة من األ ما ‪ 3‬منتشرين عبر كافة أنحاء العمورة‬
‫و التالي فإن تكييف هذه العروض بأ ها إي اب بالعنى القانوني الدقيق فيه نوا من البالغة وعدم‬
‫الواقعية وقد يشكل خ را على النهي‪ ،‬ألنه ال يعرف هوية من سيتعاقد معه وال مركزه أو مالءته‬
‫الالية‪ ،‬لذل كثيرا ما يعمد الهنيون عبر مواقعهم االلكترونية عند تقديمهم للعروض مصحو ة‬
‫باألسعار إلى وضع م موعة تحد ات صريحة أو ضمنية مثل ضرورة تقديم بيانات وتعهدات تتعلق‬
‫بصدة خاصة بشمصية التعاقد املحتمل للتأكد من أهليته و عج الع يات التعلقة بب اقته‬
‫االلكترونية للتأكد من إمكانية الوفاء االلكتروني بالتعهدات الالية‪ .‬وبهذا ينقلب الوضع حيا يصبح‬
‫العرض الذي تقدم به النهي عبارة عن دعوة للتعاقد بينما تأكيد ال لبية من طرف الس هل عن طريق‬
‫تأكيد البيانات السابقة يعتبر هو اإلي اب الذي قد يقبل وقد يرفج‪ ،4‬ريم أن هناأ جانبا من الدقه‬
‫يرذ أن وضع مثل هكذا تحد ات ال يسلب اإلي اب صدته ألن كل قبول يؤدي إلى إبرام العقد حتى‬
‫نداذ ما لديه من سلعة‪.5‬‬

‫‪ .180‬مش ـ ـ ــار إليه لدذ‪ :‬عص ـ ـ ــمت عبد‬ ‫‪ )1‬برهام محمد ع ا هللا‪ ،‬أس ة ة ةةاس ة ة ةةياو جظرية اةل زان مص ة ة ةةاد اةل زان‪،2000 ،‬‬
‫‪.183- 182‬‬ ‫املجيد بكر‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )2‬الرجع ندسه‪.183 ،‬‬
‫م‬
‫‪ )3‬في بعج األحيان ميدض ـ ـ ـ ــل النتم أو النهي التعامل مع فئة معينة من الز ائن فيلجأ إلى إرس ـ ـ ـ ــال إي ابه إلى ص ـ ـ ـ ــناديق البريد‬
‫االلكتروني لأل ــما النتســبين لهذه الدئة بدال من وض ــعه في موقعه االلكتروني‪ ،‬حيا يتصــل علم الرســل إليه باإلي اب‬
‫بم رد فتح الرسالة االلكترونية وحي ها يبدأ األنر القانوني لإلي اب وهو قابليته ألن يقترن به قبول‪.‬‬
‫أن ر‪ :‬أسامة أبو الحسن م اهد‪ ،‬الرجع السابق‪.145 ،‬‬
‫‪4) Yousef SHANDI, op cit., p p 28-29.‬‬
‫أن ر في ندس العنى‪ :‬إلياس بن س ـ ــاو ـ ـ ي‪ ،‬ال عاقم اةل نني ناملس ة ةةائل ال اجوجية امل عل ة به‪ ،‬م لة الباحا‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والت ارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مر اح ورقلة‪ ،‬العدد ‪.62 ،2003 ،2‬‬
‫‪ )5‬عبد هللا بن إبراهيم بن عبد هللا الناص ـ ـ ـ ــر‪ ،‬الع ود اةل نجية ‪-‬د اس ة ة ة ةةة ف هية ت ي ية م ا جة‪ ،-‬ورقة بحثية مقدمة‬
‫للمشــاركة في مؤتمر األعمال الصــرفية بين الشــريعة والقانون الن م من طرف دولة اإلمارات العر ية التحدة يومي ‪ 10‬و‪11‬‬
‫ماي ‪.244 ،2003‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫يير أن العرض االلكتروني إذا كان موجها للجميع قد ين وي على مخاطر بالأسبة للمنهي مثل‬
‫عدم مالءة التعاقد معه من الناحية الالية ألنه يتعامل مع م هول‪ ،‬أو نداذ الكمية الوجودة في‬
‫املمزن نتي ة اإلقبال الواسع على العرض‪ ،‬لذل فقد وضعت اتداقية فيينا التعلقة بالبيع الدولي‬
‫للبضائع لسنة ‪ 1980‬في مادتها ‪ 14‬فقرة ‪ 2‬قرينة قانونية بسي ة مدادها أن كل اقتراح أو عرض موجه‬
‫أل ما يير محددين ويير معروفين يعتبر دعوة للتعاقد إال إذا أظهر صاحب االقتراح ب ريقة‬
‫وا حة عكس ذل ‪ ،1‬أي أن العبارات الستعملة من طرف التاجر أو النهي في العرض االلكتروني تدل‬
‫داللة ق عية على أنه يتقدم بإي اب بات وجازم للتعاقد في حالة قبول أي مص من الجماهير‬
‫الوجه لها‪.‬‬
‫فمن مصلحة التاجر أن يحتد بإمكانية الرجوا فيه‪ 2‬ال سيما وأن قوانين االس هالأ التي‬
‫تحكم أيلب العقود االلكترونية تعمل على حماية الس هل باعتباره ال رف األضعف في العالقة‬
‫العقدية على حساب النهي الذي يعتبر في مركز قوة يتيح له وضع البنود التي تكدل له مصالحه ومن‬
‫بي ها شر إمكانية الرجوا في اإلي اب‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن مثل هذا التمييز بين اإلي اب التقليدي واإلي اب االلكتروني تترتب‬
‫عنه نتائم مهمة جدا من حيا السؤولية الدنية‪ ،‬حيا إن اعتبار اإلعالنات العروضة على الواقع‬
‫االلكترونية م رد دعوة للتعاقد ال يقيم السؤولية العقدية للمنهي في حالة عدم توفر السلعة أو عدم‬
‫تقديمها للمس هل االلكتروني الذي طلشها بناء على اإلعالن ألن ال لب القدم يعتبر هو اإلي اب‬
‫االلكتروني الذي ينعقد معه العقد في حالة اقترانه بقبول النهي‪ ،‬هذا األخير بإمكانه رفج اإلي اب‬
‫ألي سبب من األسباب ألن القبول أو الرفج بمثابة حق بالأسبة له والقاعدة أنه ال مسؤولية لن‬
‫يمارس حقا من حقوقه إال إذا كان متعسدا في ممارسته وتحققت إحدذ الحاالت النصو علتها في‬
‫الادة ‪ 124‬مكرر من القانون الدني الجزائري‪ .‬أما في الحالة العكسية وهي قبول املحترف لإلي اب‬
‫االلكتروني القدم من طرف الس هل فإن عقد البيع أو المدمة يكون قد انعقد بم رد وصول القبول‬
‫لذات ال ريقة التي تم بها اإلي اب‪ ،3‬وحيأئذ يكون كال طرفي العقد ملتزما ت اه اآلخر بكافة االلتزامات‬
‫التي تم االتدا علتها أو التي فرضها القانون‪ ،‬وكل إخالل يقيم السؤولية العقدية ال التقصيرية بشر‬
‫توفر بقية األركان العروفة من ضرر وعالقة السببية‪.‬‬

‫‪1) L’article 14 de le convention de vienne du 11 avril 1980 relative au contrat de vente des marchandises‬‬
‫‪dispose que: «Une proposition adressée à des personnes indéterminées est considérée seulement comme‬‬
‫‪une invitation à l’offre, à moins que la personne qui a fait la proposition n’ait clairement indiqué le contraire».‬‬
‫‪ )2‬أسامة أبو الحسن م اهد‪ ،‬الرجع السابق‪.147 ،‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 61‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يأتم التعبير عن اإلرادة أنره في الوقت الذي يتصل فيه بعلم من‬
‫وجه إليه‪ ،‬ويعتبر وصول التعبير قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل على عكس ذل ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ثانيا‪ -‬إشكالية أن يكون اإلجياب االلكرتوني حمددا ودقيقا‪:‬‬


‫ي ب أن يتضمن اإلي اب بصورة عامة كافة العناصر األساسية للعقد فمثال لوكنا بصدد‬
‫عرض للبيع في ب أن يتضمن االي اب تحديدا كافيا للمبيع والثمن‪ ،‬وين بق ذل على االي اب في‬
‫العقود التي تبرم عن بعد‪.‬‬
‫بمعنى يشتر العتبار العرض إي ابا الكترونيا أن يكون كامال ومحددا وذل بأن يتضمن كافة‬
‫العناصر الضرورية إلبرام العقد‪ ،‬بحيا إن تخلف أحد تل العناصر يؤدي إلى عدم اعتبار هذا‬
‫التعبير اإلرادي إي ابا بالعنى القانوني الؤدي إلى إبرام العقد‪ ،‬مما ي عله م رد دعوة للتعاقد أو‬
‫إعالن ال يؤدي إلى التعاقد‪ ،‬بل ي ب أن يشتمل على البيانات العقدية والعلومات التعلقة بمحل‬
‫العقد ب ريقة وا حة ال يكتندها أي يموض أو لبس بشكل يسمح للقابل بأن يحيس علما بكافة‬
‫أوصاف وتدصيالت العقد عن بوضوح محدد‪ ،1‬وبهذا تختلف أهمية السائل الجوهرية التي ي ب أن‬
‫يشتمل علتها اإلي اب (أ) عن السائل التدصيلية (ب)‪.‬‬
‫أ‪ /‬حتديد العناصر اجلوهرية‪:‬‬
‫تعرف العناصر األساسية أو الجوهرية بأ ها‪ :‬تل التي تع ي للعقد ذاتيته الماصة به والتي‬
‫يترتب على ييابها عدم ت سيده ‪ .2‬وإذا كان التحديد الدقيق لضمون العقد من السائل املحسومة‬
‫في اإلي اب العادي فإنه يأبغي التشدد أك ر في هذه النق ة إذا تعلق األمر باإلي اب االلكتروني‪ ،‬ن را‬
‫لك رة الدعاية وانتشار اإلشهار الت اري في الواقع االلكترونية ومواقع التواصل االجتما ي إضافة إلى‬
‫الرسائل التروي ية التي تصل األ ما من خالل بريدهم االلكتروني وهو األمر الذي من شأنه‬
‫إحداث نوا من االلتباس بين ما يعتبر إي ابا الكترونيا وما يعتبر يير ذل ‪ ،‬كما أن عقود الت ارة‬
‫االلكترونية إنما هي وسيلة من وسائل تبادل وتنقل األموال والسلع بكميات هائلة و مبال باهضة‬
‫لذل كان األولى إحاطة إبرام هذه العقود بضمانات تقنية وقانونية تكدل حماية حق كل طرف عن‬
‫طريق اشترا الدقة والوضوح في تعبير الشمص عن إرادته‪.3‬‬
‫ومثال ذل ما اشترطه الشرا الجزائري في القانون رقم ‪ 05-18‬التعلق بالت‬
‫ارة االلكترونية‪4‬‬

‫على الورد صاحب االعالن من وجوب إعالم الس هل بهويته وعنوانه و خصائص السلعة والمدمات‬

‫‪.223‬‬ ‫‪ )1‬نزيه محمد الصاد الهدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2) Yousef SHANDI, op cit, p 33.‬‬
‫‪ )3‬يزيد أنيس نص ـ ـ ــير‪ ،‬ال اب بين ال وت ناايماب امل ال اجون األ دني نامل ا ن‪ ،‬م لة الحقو ‪ ،‬م لس الأش ـ ـ ــر العلمي‪،‬‬
‫العدد الرابع‪ ،‬السنة السابعة والعشرون‪ ،‬ديسمبر ‪.104 ،2003‬‬
‫‪ )4‬تنص الــادة ‪ 11‬فقرة ‪ ،1‬فقرة ‪ 2‬وفقرة ‪ 3‬من القــانون ‪ 05-18‬التعلق بــالت ــارة االلكترونيــة على مــا يلي‪ :‬ي ــب أن يقــدم‬
‫الورد االلكتروني العرض الت اري االلكتروني ب ريقة مرئية ومدهومة‪ ،‬وي ب أن يتض ــمن على األقل‪ ،‬ولكن ليس على س ــبيل‬
‫الحصر‪ ،‬العلومات التالية‪:‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫محل العقد واألسعار وشرو البيع وتاريخ تسليم السلعة أو تقديم المدمة ومدة بقاء أو سريان‬
‫االعالن ب ريقة وا حة دقيقة‪.‬‬
‫ويعتبر من قبيل السائل الجوهرية التي يأبغي أن يشتمل علتها اإلي اب االلكتروني العلومات‬
‫والبيانات التعلقة بتداصيل العقد والتي تتمحور حول تحديد طبيعته ومحله والثمن وندقات‬
‫التسليم وطر الوفاء والتسليم والتنديذ ومدة صالحية استمرار اإلي اب‪ ،1‬كما ي ب أن يتسم‬
‫بالشدافية والصد واألمانة خاصة ما تعلق م ها بشمص الوجب وهويته ب ريقة وا حة قاطعة ال‬
‫يموض فتها وال تغرير مشتمال البيانات الالزمة لتبصير وتنوير الشمص الوجه إليه التعبير عن‬
‫اإلرادة (القابل)‪.2‬‬
‫ويني عن البيان أن الديصل في اعتبار السألة جوهرية من عدمها هو األلدا الستعملة في‬
‫اإلي اب االلكتروني أل ها هي التي تحدد طبيعة االلتزامات التي ستدرض على الوجب في حالة انعقاد‬
‫العقد‪ ،‬فإذا تضمن العرض الثمن والم يء البيع وكل عبارة تديد انتقال اللكية بمقابل فإن الوجب‬
‫يقترح إبرام عقد بيع‪ ،‬أما إذا تضمن العين الؤجرة واألجرة والدة فهذا يدل على ريبته في إبرام عقد‬
‫إي ار وييرها من األلدا والعبارات التي تحدد طبيعة العقد البتغى إبرامه في الستقبل‪.3‬‬
‫أما إذا كانت العبارات التي تضم ها العرض االلكتروني يير دالة داللة كافية على مقصود‬
‫صاحشها بشكل يحدث اللبس حول طبيعة العقد الذي سيبرم في حالة موافقة ال رف اآلخر‪ ،‬فاألر ل‬
‫أن يدسر ذل االقتراح على أنه م رد دعوة للتعاقد والتي تعتبر من قبيل األعمال الادية التي ال ترتب‬
‫أي التزام في ذمة صاحشها و التبعية ال يتحمل أي مسؤولية ت اه من وجهت إليه الدعوة‪.‬‬
‫ب‪/‬حتديد العناصر الثانوية (التفصيلية)‪:‬‬
‫يمكن تعريف العناصر الثانوية تعريدا سلبيا بالقول إ ها كل عنصر ال يمكن اعتباره أساسيا‬
‫أو جوهريا‪ ،‬و التالي فإن وجودها من عدمه ال يؤنر في الوصف القانوني للتعبير عن اإلرادة بأنه إي اب‬

‫‪ -‬رقم التعريف الجبائي والعناوين الادية وااللكترونية‪ ،‬ورقم هاتف الورد االلكتروني‪،‬‬
‫‪ -‬رقم النجل الت اري أو رقم الب اقة الهنية للحرفي‪،‬‬
‫‪ -‬طبيعة وخصائص وأسعار السلع أو المدمات القترحة باحتساب كل الرسوم ‪.‬‬
‫‪ )1‬ريم أن األص ـ ـ ـ ــل في اإلي اب أنه يير ملزم وي وز لص ـ ـ ـ ــاحبه الرجوا عنه في أي لح ة قبل قبوله من طرف من وجه إليه‬
‫لعدم اقترانه بمدة زمنية محددة‪ ،‬إال أن القضـ ــاء الدرنس ـ ـ ي قرر أن هذا النوا من اإلي اب يقترن دائما بمدة معقولة يقدرها‬
‫القاض ـ ـ ي طبقا للعادات والتقاليد وال روف االقتصـ ــادية والدنية للمعاملة‪ .‬أن ر‪ :‬محمد حسـ ــين منصـ ــور‪ ،‬الرجع السـ ــابق‪،‬‬
‫‪.68‬‬
‫‪ )2‬لزيد من التدصيل أرجع‪ :‬نزيه محمد الصاد الهدي‪ ،‬الرجع السابق‪.227 ،‬‬
‫‪3) Yousef SHANDI, op. cit, p 33.‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫الكتروني‪ ،‬إذ ال حاجة لذكرها أو النص علتها على أساس أ ها من مستلزمات العقد والغالب ن دها‬
‫من مة من طرف الشرا بموجب قواعد قانونية مكملة أو أ ها تخضع لألعراف والعادات الت ارية‪.‬‬
‫يير أن مرحلة الداوضات االلكترونية قد تدض ي إلى االتدا على جعل تل السائل السماة‬
‫نانوية مسائل جوهرية ي ب االتدا علتها الحقا تحت طائلة عدم انعقاد العقد‪ ،‬فدي هذه الحالة‬
‫فإن اإلي اب إذا تضمن العناصر الجوهرية لوحدها يكون صحيحا ومنت ا ألنره وهو قابليته ألن‬
‫يقترن به قبول‪ ،‬يير أن هذا األخير معلق على االتدا على تل السائل التدصيلية‪ ،‬و التالي يمكن‬
‫القول أن إرادة األطراف هي التي حولت السألة من تدصيلية نانوية إلى مسألة جوهرية وجعلت م ها‬
‫شرطا الزما النعقاد العقد وفي هذا ت سيد لبدأ القوة اللزمة للعقد‪.1‬‬
‫يير أنه وإن كانت القواعد العامة ال ترتب أنرا على عدم االتدا على السائل الثانوية إال إذا‬
‫تدق األطراف على خالف ذل كما يق ع بذل صريح نص الادة ‪ 65‬من القانون الدني الجزائري‪ ،‬فإن‬
‫القواعد الماصة بالت ارة االلكترونية عالجت السألة من زاوية أخرذ حينما ألزمت الادة ‪ 11‬من‬
‫القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية‪ 2‬الورد االلكتروني بأن يضمن عرضه م موا من البيانات‬
‫التي تعتبر في العادة نانوية ويير مهمة ومن بي ها حالة توفر السلعة أو المدمة‪ ،‬كيديات ومصاريف‬
‫ويجال التسليم‪ ،‬شرو الضمان الت اري وخدمة ما بعد البيع وييرها من البنود‪ ،‬علما وأن ما ذكرته‬
‫الادة ‪ 11‬سالدة الذكر من شرو و نود جاء على سبيل الثال ال الحصر حيا يلتزم الورد بتزويد كل‬
‫ما من شأنه تنوير رضا الس هل االلكتروني وتبصيره بالعقد الذي سيقدم على إبرامه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬املسؤولية عن القبول االلكرتوني‬

‫إذا كان لإلي اب أهمية قصوذ في وجود العقد االلكتروني باعتباره يتضمن العناصر‬
‫األساسية التي يقوم علتها وتتحدد بها التزامات طرفيه‪ ،‬فإن هذه األهمية تزول وتنعدم إذا لم يقترن‬
‫اإلي اب االلكتروني بقبول م ابق له‪ ،‬فهذا األخير إذن هو الذي يع ي للعقد نشأته وميالده بحيا‬

‫‪ )1‬تنص الــادة ‪ 65‬من القــانون الــدني الجزائري على مــا يلي‪ :‬إذا اتدق ال رفــان على جميع السـ ـ ـ ـ ــائــل الجوهريــة في العقــد‬
‫واحتد ا بمس ـ ـ ــائل تدص ـ ـ ــيلية يتدقان علتها فيما بعد ولم يش ـ ـ ــترطا أال أنر للعقد عند عدم االتدا علتها‪ ،‬اعتبر العقد مبرما‬
‫وإذا قام خالف على الس ـ ـ ـ ــائل التي لم يتم االتدا علتها‪ ،‬فإن املحكمة تقض ـ ـ ـ ـ ي فتها طبقا ل بيعة العاملة وألحكام القانون‪،‬‬
‫والعرف‪ ،‬والعدالة ‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الــادة ‪ 11‬فقرة ‪ ،1‬فقرة ‪ 2‬وفقرة ‪ 3‬من القــانون ‪ 05-18‬التعلق بــالت ــارة االلكترونيــة على مــا يلي‪« :‬ي ــب أن يقــدم‬
‫الورد االلكتروني العرض الت اري االلكتروني ب ريقة مرئية ومدهومة‪ ،‬وي ب أن يتض ــمن على األقل‪ ،‬ولكن ليس على س ــبيل‬
‫الحصر‪ ،‬العلومات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقم التعريف الجبائي والعناوين الادية وااللكترونية‪ ،‬ورقم هاتف الورد االلكتروني‪،‬‬
‫‪ -‬رقم النجل الت اري أو رقم الب اقة الهنية للحرفي‪،‬‬
‫‪ -‬طبيعة وخصائص وأسعار السلع أو المدمات القترحة باحتساب كل الرسوم ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫تصبح معه القترحات التي تضم ها اإلي اب عبارة عن التزامات واجبة التنديذ على كل من الوجب‬
‫والقابل إلكترونيا‪.‬‬
‫ويعرف القبول بأنه‪ :‬التعبير ال هائي عن اإلرادة الوجه إلى الوجب والتضمن الوافقة على‬
‫إبرام العقد بالشرو التي ورد بها اإلي اب ‪ ،1‬كما يعرف بأنه‪ :‬اتصال عن بعد يتضمن توافقا تاما‬
‫مع كل العناصر الشترطة في االي اب‪ ،‬والتي وضعها الوجب‪ ،‬بحيا ينعقد العقد بم رد حصول هذا‬
‫االتصال مع القابل ‪.2‬‬
‫َ‬ ‫م‬
‫من التعاريف السابقة نالح أن القبول اإللكتروني ال يخر عن مضمون القبول التقليدي‬
‫سوذ أنه يتم عبر وسائس إلكترونية‪ ،‬من خالل شبكة االنترنت فهو قبول عن بعد‪ ،‬لذا فهو يخضع‬
‫لذات القواعد واألحكام التي تن م القبول التقليدي وإن كان يتميز ببعج المصوصية التي ترجع إلى‬
‫طبيعته اإللكترونية‪ ،‬ومما الش فيه أن القبول شأنه شأن اإلي اب من حيا إمكانية التعبير عنه‬
‫بكافة ال ر الصريحة أو الضمنية‪ ،‬بل إن السكوت في بعج األحيان قد يدسر على أنه قبول ‪.3‬‬
‫أما عن التعريدات التشريعية للقبول فإن جل التشريعات الداخلية تغاضت عن السألة‬
‫تاركة إياها للدقه والقضاء‪ ،‬ريم أن اتداقية فيينا لسنة ‪ 1980‬في مادتها ‪ 1/18‬قد اعتبرت أنه‪ :‬يعد‬
‫قبوال أي بيان أو تصرف يخر صادر عن املماطب يديد الوافقة على اإلي اب ‪ ،‬بمعنى أن القبول لكي‬
‫يأتم أنره القانوني التمثل في انعقاد العقد االلكتروني يأبغي أن يتوافق ويت ابق مع العناصر‬
‫األساسية التي تضم ها اإلي اب االلكتروني تحت طائلة اعتباره إي ابا جديدا يحتا إلى قبول إلبرام‬
‫العقد‪ .4‬كما تعرض القانون النموذجي للمعامالت اإللكترونية الصادر عن اليونيسترال للقبول في‬
‫الادة ‪ 423‬حينما نص على أنه‪« :‬يعتبر القبول مقبوال إذا تسلم مرسل هذا اإلي اب قبوال يير‬
‫مشرو لإلي اب خالل التوقيت املحدد‪".‬‬
‫يير أنه وفي بعج العقود التي تقوم على االعتبار الشمح ي ن د الشمص الوجه إليه‬
‫اإلي اب ال يقبل التعاقد مباشرة بل يعلق قبوله على ضرورة تحقق شر ‪ ،‬كما توجد صورة أخرذ‬
‫من اإلي اب االلكتروني وهو اإلي اب العلق على شر ‪ ،‬أي أن الوجب يعلق التزامه بإتمام العقد مع‬
‫الوجب إليه على ضرورة تحقق أمر معين ال يمكن التأكد من وقوعه أو عدم وقوعه‪.‬‬
‫وريم أن القبول من النقا التي تشترأ فتها كافة أنواا العقود سواء كانت تقليدية أو‬
‫الكترونية مبرمة بين حاضرين أو يائبين‪ ،‬بين محترفين أو مس هليكن أو حتى بين املحترفين فيما بي هم‪،‬‬

‫‪1) Yousef SHANDY, Op. Cit., p. 142.‬‬


‫‪.193‬‬ ‫‪ )2‬إيناس هاشم رشيد‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.74‬‬ ‫‪ )3‬أنور سل ان‪ ،‬الوجز في الن رية العامة لاللتزام (مصادر االلتزام)‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )4‬تنص الادة ‪ 66‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ال يعتبر القبول الذي يغير اإلي اب إال إي ابا جديدا ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫فإن القبول االلكتروني يختلف ويتميز عن القبول العادي في ال ريقة التي يتم بها واألشكال التي يتم‬
‫من خاللها التعبير عن إرادة القابل (أوال)‪ ،‬كما أن هذا القبول يتم عن بعد األمر الذي يثير إشكالية‬
‫وقت أو ميعاد انعقاد العقد (نانيا) بسبب عدم التعاصر الزمكاني لكل من اإلي اب والقبول كقاعدة‬
‫عامة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬أشكال القبول االلكرتوني (عن بعد)‪:‬‬
‫بما أن القبول االلكتروني ال يخر عن كونه م رد تعبير عن اإلرادة و التالي فهو يخضع‬
‫لألحكام والقواعد العامة الواردة في نص الادة ‪ 60‬من القانون الدني الجزائري‪ ،‬لذل سندرس‬
‫مختلف األشكال التي قد ي هر فتها القبول عبر دعامة الكترونية سواء كان إي ابيا (أ) أو سلبيا‬
‫بسكوت من وجه إليه اإلي اب (ب)‪ ،‬كما سنتناول مسألة الرجوا في اإلي اب (جـ)‪.‬‬
‫أ‪ .‬القبول االلكرتوني اإلجيابي‪:‬‬
‫ي هر عادة من خالل النقر على زر الحاسوب (‪ )1‬أومن خالل الرسائل االلكترونية (‪.)2‬‬
‫‪.1‬الضغط على زرًاحلاسوب ‪:‬‬
‫كثيرا ما يتم القبول االلكتروني عن طريق ملء استمارة تتخذ شكل نموذ معروض عبر‬
‫الواقع االلكترونية حيا يقوم من خاللها الشمص الذي يتلق اإلي اب (الس هل يالبا) بكتابة‬
‫الع يات والبيانات التعلقة بشمصه مثل االسم واللقب وتاريخ اليالد وكذا مكان اإلقامة إضافة إلى‬
‫رقم ب اقته البنكية و عدها يقوم بالضغس على أيقونة القبول التي ت هر في شكل كلمة نعم أو موافق‬
‫أو أؤكد أو ييرها من العبارات الدالة على ارتضاء صاحشها االرتبا بعقد مع الوجب‪.1‬‬
‫يير أنه و الن ر لك رة الحاالت التي يتم فتها الضغس على أيقونة القبول بالم أ كاللمس يير‬
‫التعمد لها أو نتي ة للعب األطدال فإن القضاء كثيرا ما يتشدد في اعتبار م رد النقر على األيقونة‬
‫قبوال ينعقد معه العقد االلكتروني‪ ،‬لذل تم اللجوء إلى تحصين الن ام العلوماتي بما يمنع من‬
‫إرسال القبول بم رد الضغس أو النقر بل يأبغي التأكد من أ ها تعبر عن اإلرادة الجادة وال هائية‪،‬‬
‫كاشترا الضغس على الزر أك ر من مرة أو با رسالة تديد موافقة صاحشها على إبرام العقد‪.2‬‬
‫وأمام الغموض الذي يكتنف اعتبار الضغس البسيس على أيقونة الحاسوب قبوال فإن‬
‫الدقه قد انقسم إلى قسمين‪ ،‬حيا يرذ اةتماه األنت أن قيام الشمص الوجه إليه اإلي اب‬
‫بالضغس على الزر مرة واحدة يعتبر كافيا العتباره قبوال حتى ولو اشتر الوجب تأكيد القبول‬
‫بالضغس مرتين‪ ،‬فالعقد ينعقد بالضغس في الرة األولى أما الثانية فما هي إال تأكيد للقبول‪ ،‬أما عن‬

‫‪.125‬‬ ‫‪ )1‬مرزو نور الهدذ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.69‬‬ ‫‪ )2‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫األخ اء التي تحصل من خالل الضغس يير التعمد على األيقونة من خالل مالمس ها ال شعوريا أوعن‬
‫طريق األطدال الصغار فيرد أنصار هذا االت اه أن الم أ وارد في كل أنواا وصور التعبير عن اإلرادة‬
‫وليس فقس في هذه الحالة‪.1‬‬
‫يير أن هذا االت اه وريم من قية الح التي قدمها إال أنه تعامل مع التعاقد االلكتروني‬
‫ب ريقة تو ي بعدم وجود فر بينه و ين التعاقد التقليدي ولم يراا المصوصية التي تتميز بها عقود‬
‫الت ارة االلكترونية‪ ،‬خاصة انعدام الوجاهية أو الواجهة بين الوجب والقابل‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يقتض ي إحاطة هذا النوا من التعبير عن اإلرادة بأحكام متميزة مثل اشترا الضغس على الزر مرتين‬
‫متتاليتين وهو األمر الذي أخذت به بعج التشريعات االلكترونية مثل التشريع التونس ي والتشريع‬
‫األردني‪.‬‬
‫أما اةتماه الثاني فقد ظهر على إنر االنتقادات الوجهة للرأي األول حيا يرذ أنصاره بعدم‬

‫االعتداد بالضغس على زر القبول لرة واحدة ألن ذل ال يدل داللة قاطعة على انصراف إرادة‬

‫الشمص إلى االلتزام التعاقدي االلكتروني نتي ة األخ اء التي تقع أنناء استعمال الحاسوب‪ ،‬لذل‬

‫يأبغي تأكيد القبول بكل ما من شأنه ق ع الش باليقين والتأكد من أن الوجه إليه قد ارتض ى قبول‬

‫إبرام العقد بالشرو التي جاء بها اإلي اب االلكتروني‪ ،‬ومن أمثلة ذل اشترا بعج التشريعات‬

‫وجود ونيقة ‪ bon de commande‬يحررها العميل على الشاشة أو تأكيد ال لبية أو اشترا أن يتمثل‬

‫القبول في دفع البل الكترونيا‪.2‬‬

‫‪.2‬القبول بواسطة الربيد االلكرتوني‪:‬‬


‫ذكرنا فيما سبق أن اإلي اب االلكتروني الذي يتقدم به النهي أو املحترف يأخذ صورتين األولى‬
‫هي الأشر في الواقع االلكترونية حيا يوجه العرض إلى م موعة يير محددة من الجماهير‪ ،‬أما‬
‫الصورة الثانية فتتمثل في إرسال اإلي اب إلى أ ما محددين ومعروفين بالأسبة للموجب وذل‬
‫من خالل رسائل الكترونية ترسل بصدة مصية فردية عبر البريد االلكتروني لكل م هم‪.‬‬
‫وقد عرفت الادة األولى من القانون ‪ 575-2004‬التعلق بالثقة في االقتصاد الرقمي البريد‬
‫االلكتروني بأنه‪ :‬كل رسالة مرسلة في شكل نص‪ ،‬أو صوت‪ ،‬أو تنجيل أو صورة بواس ة شبكة عامة‬

‫‪.126‬‬ ‫‪ )1‬مرزو نور الهدذ‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.127‬‬ ‫‪ )2‬الرجع ندسه‪،‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫لالتصاالت مخزنة عبر خادم الشبكة أو الت هيز ال هائي للمرسل إليه إلى ياية تسلمها من طرف هذا‬
‫األخير ‪.1‬‬
‫ب‪ .‬القبول االلكرتوني السليب (السكوت)‪:‬‬
‫كقاعدة عامة فإن السكوت ال يصلل ألن يكون تعبيرا عن اإلرادة إعماال للقاعدة الشرعية‬
‫الشهيرة ال يأسب لساكت قول ‪ ،‬ال سيما في حالة اإلي اب ألن هذا األخير يقتض ي اتخاذ الشمص‬
‫لوقف إي ا ي صريح أو ضمني ي هر من خالله ريبته في التعاقد‪ ،‬أما بالأسبة للقبول فاألمر مختلف‬
‫نوعا ما إذ يمكن أن يدسر السكوت على أنه قبول في حاالت معينة‪ 2‬وهي أن يكون اإلي اب في مصلحة‬
‫من وجه إليه‪ ،‬أو أن يقترن بتعامالت سابقة بين ال رفين أو أن تحيس بالسكوت ظروف ومالبسات‬
‫تر ل القبول على الرفج وهوما يعرف بالسكوت الالبس‪.‬‬
‫وعليه فإن الوجب االلكتروني إذا لم يتلق قبوال صريحا من خالل رسالة قبول أو ضمنيا مثل‬
‫شروا من وجه إليه اإلي اب في تنديذ العقد‪ ،‬فإن السكوت يدسر على أنه رفج لإلي اب االلكتروني‬
‫و التالي يسقس هذا األخير ويتحلل منه صاحبه وال مسؤولية عليه في مواجهة الشمص اآلخر‪ ،‬ومثال‬
‫ذل السكوت وعدم الرد على الرسائل التي تصل إلى البريد االلكتروني لأل ما والتضمنة عروضا‬
‫للتعاقد (إي اب)‪.‬‬
‫ولكن هل يصل السكوت الالبس للتعبير عن القبول اإللكتروني؟‬
‫يرذ البعج أن سكوت أحد التعاقدين في التعامل السابق بي هما عبر اإلنترنت يمكن أن‬
‫نستأتم منه القبول شأنه في ذل شأن القبول التقليدي‪ ،3‬ويرذ البعج اآلخر أن حاالت السكوت‬
‫الالبس يمكن ت بيقها في حالة الت ارة اإللكترونية مع بيان حقيقة اإلي اب بأن يكون إي ابا باتا‬
‫وليس م رد دعوة إلي التعاقد حتى يتالقى مع حاالت السكوت الالبس التي ترد في حق القابل‪ ،‬فإذا‬
‫كان هناأ تعامل بين ال رفين فإن سكوت أحد ال رفين يمكن أن يستخلص منه القبول مثله في‬
‫ذل مثل الن رية التقليدية‪ ،‬حيا ال يعد استعمال الوسيلة اإللكترونية مبررا للمرو على القواعد‬
‫العامة‪.4‬‬

‫‪1) L’article 1 du L.C.E.N a défini le courrier électronique comme « Tout message, sous forme de texte, de voix,‬‬
‫‪de son ou d’image envoyé par un réseau public de communication, stocké sur un serveur ou dans‬‬
‫‪l’équipement terminal du destinataire jusqu’à que ce dernier le récupère ».‬‬
‫‪ )2‬تنص الــادة ‪ 68‬فقرة ‪ 2‬من القــانون الــدني الجزائري على مــا يلي‪ :‬ويعتبر الس ـ ـ ـ ــكوت في الرد قبوال‪ ،‬إذا اتصـ ـ ـ ـ ــل اإلي ــاب‬
‫بتعامل سابق بين التعاقدين‪ ،‬أو إذا كان اإلي اب لصلحة من وجه إليه ‪.‬‬
‫‪ )3‬سـ ــمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬ال عاقم مب ت شياو اةتصة ةةات ارحميثة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار ال هضـ ــة العر ية‪،2006 ،‬‬
‫‪.125‬‬
‫‪ )4‬إلياس بن ساو ي‪ ،‬الرجع السابق‪.62 ،‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫في حين اعتبر جانب يخر من الدقه‪ 1‬أن حاالت السكوت الالبس التي نص علتها الشرا والتي‬
‫يصلل فتها السكوت ألن يكون قبوال يير متالئمة ويير صالحة للت بيق في العقود االلكترونية‪،‬‬
‫فبالأسبة للصورة األولى وهي كون اإلي اب يتضمن مصلحة لن وجه إليه فهي مستبعدة ألنه من‬
‫النادر جدا وجود عقود تبرا في مثل هذا النوا من العامالت‪ ،‬أما الصورة الثانية وهي طبيعة العاملة‬
‫فإ ها مستبعدة هي األخرذ ألن العامالت االلكترونية تتسم بالجمود خاصة في عملية البيع والشراء‪،‬‬
‫فالالمح اإلنسانية تنعدم فتها إذ ال توجد انعكاسات ندسية لدذ البائع أو الشتري مما يدل على أن‬
‫طبيعة العاملة وليدة لح ها حيا ال يمكن القياس علتها واعتبار السكوت قبوال في الحاالت الشابهة‬
‫له‪ ،‬ال سيما وأن اإلي اب االلكتروني عادة ما يكون موجها إلى الكافة ال إلى مص معين ومن نم فإن‬
‫السكوت يير متصور عبر شبكة االنترنت‪.2‬‬
‫ثانيا‪-‬جملس العقد االلكرتوني‪:‬‬
‫ينقسم التعاقد من حيا املجلس بصدة عامة إلى قسمين رئيسين هما التعاقد بين حاضرين‬
‫والتعاقد بين يائبين‪ ،‬هذا األخير يقصد به عدم التعاصر الزماني والكاني بين كل من اإلي اب‬
‫والقبول‪ ،‬أما التعاقد بين حاضرين فهو اآلخر نوعان األول ي تمع فيه طرفا العقد في الزمان والكان‬
‫ويسمى م لس العقد الحقيقي‪ ،‬بينما الثاني يعرف بم لس العقد الحكمي ويقصد به املجلس الذي‬
‫يكون فيه أحد التعاقدين بعيد مكانيا عن التعاقد اآلخر مع وجود تعاصر بي هما من الناحية الزمانية‬
‫مثل التعاقد عن طريق الهاتف ‪.‬‬
‫بالأسبة ملجلس العقد االلكتروني فهو عبارة عن م لس افتراض ي من حيا الكان ألن‬
‫م ريات التعاقد تتم في فضاء رقمي الكتروني‪ ،‬أما من حيا الزمان فالدترة قد ت ول أو تقصر بحسب‬
‫ال ريقة التي يبرم بها العقد االلكتروني‪ ،‬وذل على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬التعاقد عن طريق الربيد االلكرتوني‪:‬‬
‫في هذه الصورة من التعاقد االلكتروني إذا كان التعاقد يتم بالكتابة مباشرة بين ال رفين‬
‫عن طريق التواصل اللح ي فإن م لس العقد يبدأ من حين صدور اإلي اب والبدء في التداوض‬
‫ويستمر حتى خرو أحد ال رفين من الوقع‪ ،‬أما إذا كان التداوض يير لح ي ويير مباشر‪ ،‬فإن‬
‫م لس ال عقد يبتدب من لح ة اطالا من وجه إليه اإلي اب على العرض القدم له سواء تعلق األمر‬
‫بخدمة أو منتم ويستمر حتى انقضاء الدة إن وجدت‪.3‬‬

‫‪ )1‬أن ر‪ :‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪.70 ،‬‬


‫‪ )2‬أحمد سيد أحمد السيد‪ ،‬رشا السعيد عبد السالم‪ ،‬الرجع السابق‪.230 ،‬‬
‫‪ )3‬طار كاظم لجيل‪ ،‬مملس الع م اةل نني‪ ،‬بحا مقدم للمشاركة في مؤتمر العامالت اإللكترونية (الت ارة‬
‫االلكترونية ‪-‬الحكومة االلكترونية) الن م من طرف مركز الدراسات والبحوث االستراتي ية في د ي‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬من ‪19‬‬
‫إلى ‪ 20‬ماي ‪.304 ،2009‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ب‪ /‬التعاقد عن طريق منتديات احلوار واملناقشة‪:‬‬


‫ويتم ذل عن طريق استخدام الشمص الرايب في التعاقد إلكترونيا لبعج البرامم‬
‫املمصصة للمحادنة عبر النتديات النتشرة على شبكة االنترنت فيخاطب أ ماصا يخرين لديهم نية‬
‫في التعاقد فيتحقق بذل التواصل والتداعلية بين مستخدمي الشبكة‪ ،‬ويمكن من خالل هذه‬
‫التقنية أن يتم تبادل التداوض والتعبير التعلق بهذه القيم سواء كانت سلعا أو خدمات‪ ،1‬وعليه‬
‫يمكن القول أن م لس العقد من لح ة العرض الذي يتقدم به أحد أطراف املحادنة االلكترونية إلى‬
‫ياية قبوله أو رفضه أو اندضاض م لس العقد حقيقة عن طريق المرو من املحادنة أوحكما في‬
‫حالة تغيير موضوا النقاش‪.‬‬
‫ج‪/‬التعاقد عن طريق املواقع االلكرتونية‪:‬‬
‫يتم التعاقد في هذه الصورة عن طريق الضغس على زر الوافقة الوجود ‪ OK-BOX‬أوعن‬
‫طريق التنزيل عن بعد ‪ ،Download‬فدي هذه الحالة يبدأ م لس العقد من وقت دخول الشمص‬
‫الرايب في التعاقد إلى الوقع ويستمر حتى خروجه منه سواء تكلل ذل بإبرام العقد أودون إبرامه‪.2‬‬
‫وعليه فإنه وتماشيا مع موقف الشرا الجزائري الذي أخذ في الادة ‪ 61‬من القانون الدني‪3‬‬

‫بن رية العلم بالتعبير عن اإلرادة‪ ،‬فإن القبول الذي يصدر من الشمص عن طريق البريد االلكتروني‬
‫ال يرتب أنره القانوني التمثل في انعقاد العقد االلكتروني إال ابتداء من علم الوجب به أي من تاريخ‬
‫اطالا الوجب على الرسالة االلكترونية التضمنة الوافقة على اإلي اب االلكتروني بعناصره‬
‫الجوهرية ودون تعديل‪ ،‬مع العلم أن وصول الرسالة إلى البريد االلكتروني للموجب تعتبر قرينة على‬
‫العلم بها و التبعية قرينة على انعقاد العقد وقت وصولها ما لم يثبت القابل عكس ذل ‪ ،‬أي أ ها م رد‬
‫قرينة بسي ة يمكن دحضها وإنبات عكسها بكافة طر اإلنبات ألن األمر يتعلق بواقعة مادية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املسؤولية عن شروط صحة العقد االلكرتوني‬

‫لكي يكيف االتدا على أنه عقد الكتروني ي ب أن يست مع األركان العروفة من تراض ومحل‬
‫وسبب‪ ،‬يير أن ذل ال يكدي العتباره صحيحا وفقا للقواعد العامة ألن صحته متوقدة على شرطين‬
‫أساسيين وهما توافر األهلية وخلو اإلرادة من العيوب تحت طائلة اعتبار العقد قابال لإلب ال أو‬
‫باطال ب النا نسبيا حماية لناقص األهلية من الغرر الذي قد يقع فيه نتي ة تعاقده مع من أكبر منه‬

‫‪.308‬‬ ‫‪ ) 1‬نزيه محمد الصاد الهدي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬طار كاظم لجيل‪ ،‬الرجع السابق‪.304 ،‬‬
‫م‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 61‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يأتم التعبير عن اإلرادة أنره في الوقت الذي يتص ـ ـ ـ ــل فيه بعلم‬
‫من وجه إليه‪ ،‬ويعتبر وصول التعبير عن اإلرادة قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل على عكس ذل ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫سنا ودراية‪ ،‬وحماية لن وقع حية يلس أو تدليس أو إكراه أو استغالل‪ ،‬فن ام إب ال العقد‬
‫يس هدف تصحيح وضع معيب سببه صغر السن أو إصابة اإلرادة بعيب من العيوب‪.‬‬
‫وألن العقود االلكترونية تصنف في خانة العقود البرمة عن بعد فإنه كثيرا ما تثار إشكالية‬
‫صحة هذه العقود ن را لعدم معرفة التعاقدين لبعضهما البعج وكذا عدم رؤية كل م هما لآلخر‬
‫األمر الذي يزيد من فرضية إخداء الشمص لنقص أهليته‪ ،‬كما أن ذات العقود تقوم على اإلعالنات‬
‫والعروض اإلشهارية والتي كثيرا ما توقع الشتري أو الس هل في عيب من عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫وعليه فإننا س ـ ـ ـ ــنتناول في هذا ال لب األهلية في العقود االلكترونية (فرع أنت) قبل الت ر‬
‫لشر الصحة الثاني وهو خلو إرادة التعاقد االلكتروني من عيوب اإلرادة (فرع ثان)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية ناقص األهلية يف التعاقد االلكرتوني‬

‫األهلية عموما هي صالحية الشمص الكتساب الحقو وتحمل االلتزامات وإبرام التصرفات‬
‫القانونية وهي بهذا الوصف تنقسم إلى قسمين‪ ،‬أهلية الوجوب التي يقصد بها صالحية اكتساب‬
‫الحقو وتحمل االلتزامات وهي تثبت للشمص بم رد والدته حيا و التالي فإن منا التمتع بهذا‬
‫النوا هو الحياة أي أنه يكدي أن يكون الشمص حيا لكي تثبت له ومثال ذل املجنون أو ال دل‬
‫الصغير حديا العهد بالوالدة ‪...‬الح‪ ،‬فاملجنون مثال له الحق في اليراث في حالة وفاة أبيه أوأمه والولد‬
‫الصغير له حق الندقة ت اه وليه‪.‬‬
‫أما النوا الثاني فهو أهلية األداء التي نعني بها صالحية الشمص إلبرام التصرفات القانونية‬
‫دون حاجة ألن يكون ممثال بشمص يخر كالولي أو الوص ي مثل العقود واالتداقات التي ترتب ينارا‬
‫قانونية‪ ،‬وعليه فمنا أهلية األداء ليس حياة الشمص وإنما إرادته وهي ترتبس بالرحلة العمرية‬
‫للشمص أو بمدذ وجود عارض من العوارض التي تؤنر في األهلية‪ ،‬فاملجنون وإن كان له الحق في‬
‫التمتع ببعج الحقو (أهلية وجوب) فإنه ليس له أن يبرم تصرفات قانونية كالبيع أو اإلي ار (أهلية‬
‫أداء) وذات الحكم يسري على صغار السن‪.‬‬
‫وألن العقود االلكترونية هي عبارة عن تالقي إرادتين أو أك ر في بيئة افتراضية فإنه يشتر‬
‫لصح ها ما يشتر لصحة باقي التصرفات القانونية من حيا األهلية‪ ،‬إذ أن عديم التمييز ال حق له‬
‫في إبرام العقود االلكترونية بينما كامل األهلية له الحق ال لق في إبرام أي من هذه العقود‪ ،‬أما ناقص‬
‫التمييز أو ناقص األهلية فحقه متوقف على نوعية العقد االلكتروني الزمع إبرامه‪.‬‬
‫لذل سنتناول بإي از أحكام نقص األهلية في العقود االلكترونية (أوال) قبل أن نعر على‬
‫مختلف الحلول القدمة لواجهة إشكالية التأكد من أهلية التعاقد معه إلكترونيا ن را للبس الكبير‬
‫الذي تتسم به ن را لل ابع الادي للعقد (نانيا)‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫أوال‪ -‬أحكام نقص األهلية يف العقود اإللكرتونية‪:‬‬


‫سنتناول في هذه الدقرة الحاالت التي يعتبر فتها الشمص ناقص األهلية أو كما يسمى‬
‫بالميز(أ) وكذل الجزاء الذي رتبه الشرا على نقص األهلية سواء بالأسبة لناقص األهلية في حد‬
‫ذاته أو للمتعاقد معه إلكترونيا (ب)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬حاالت نقص أهلية املتعاقد االلكرتوني‪:‬‬
‫تنص الادة ‪ 43‬من القانون الدني الجزائري على أن‪ :‬كل من بل سن التمييز ولم يبل سن‬
‫الرشد وكل من بل سن الرشد وكان سدتها أو ذا يدلة‪ ،‬يكون ناقص األهلية وفقا لا يقرره القانون ‪،‬‬
‫ومنه فإن األسباب القانونية العتبار الشمص قاصرا ال تخر عن كونه صغير السن (‪ )1‬أو أنه سديه‬
‫أو مغدل (‪.)2‬‬
‫‪-1‬صغر السن (من ‪ 13‬إىل ‪ 19‬سنة)‪:‬‬
‫قسم الشرا الجزائري أهلية الشمص بالن ر إلى سنه إلى نالث فئات تبدأ األولى من تمام والدته‬
‫حيا إلى ياية بلويه سن الثالثة عشر يكون فتها الشمص عديم األهلية‪ ،‬أما إذا بل هذه السن (‪13‬‬
‫سنة) وقبل بلويه سن الرشد القدرة قانونا بتسعة عشرة سنة كاملة فإنه يكون مميزا أو ناقص‬
‫األهلية‪ ،‬أما اكتمال األهلية فال يتحقق إال بتمام سن التاسعة عشرة (‪ 1)19‬مع انعدام عوارض‬
‫األهلية‪ .‬علما وأن سن التمييز يختلف من تشريع إلى يخر ومثال ذل التشريع الصري الذي حدده‬
‫بسبع (‪ )7‬سنوات حيا تنص الادة ‪ 45‬فقرة ‪ 2‬من القانون الدني على أن‪ ... :‬كل من لم يبل السابعة‬
‫من عمره يعتبر فاقدا للتمييز ‪.‬‬
‫يير أنه ون را الختالف دولة القاصر عن دولة التاجر واشترا الت ار في كثير من عقود البيع‬
‫التي تبرم عبر االنترنت تسديد نمن الشتريات قبل إرسال البضاعة عن طريق ب اقة اإلئتمان‪ ،‬فقد‬
‫يصبح من التعذر رفع دعوذ اإلب ال في دولة التاجر لا يتكلده القاصر من مشقة وكلدة‪ ،‬ألنه هو‬
‫الذي يذهب إلى التاجر في دولته لقاضاته وفقا لقواعد الرافعات‪ ،‬وعلى ذل فإنه ي در بالتعاملين‬
‫على شبكة اإلنترنت وضع شر يسمح بالتحقق من سن التعاقد اآلخر وأهليته بحيا إذا ما ارتكب‬
‫القاصر يشا أو تدليسا ي وز للمتعاقد اآلخر معه عند إب ال العقد م البته بالتعويج‪.2‬‬
‫‪.2‬السفه والغفلة‪:‬‬
‫إذا كان الجنون والعته يعدمان التمييز في عالن املجنون والعتوه في حكم عديم األهلية وكل‬
‫تصرفاته باطلة ب النا م لقا‪ ،‬فإن السده والغدلة ينقصان من تمييز الشمص و التبعية من أهليته‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 40‬فقرة ‪ 2‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬وسن الرشد تسعة عشر (‪ )19‬سنة كاملة ‪.‬‬
‫‪.64-63‬‬ ‫‪ )2‬إلياس بن ساو ي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫ليكون حكم تصرفاته متوقدا على نوعية التصرف في حد ذاته بين ما إذا كان نافعا ندعا محضا أوضار‬
‫ضررا محضا أو كان دائرا بين الندع والضرر‪.‬‬
‫والسده كعارض منقص لألهلية يقتصر على الجهل في حد الال وتدبيره‪ ،‬لذل يعرف بأنه‬
‫حالة تعتري اإلنسان فت عله يير قادر على إدارة أمواله والتصرف فتها إلسرافه وتبذيره حتى ولوكان‬
‫في وجوه المير واإلحسان‪ ،‬فاإلسراف في التبرعات كاإلدمان على القامرة‪ ،‬ألن كالهما فيه مخالدة‬
‫لقتض ى العقل أما الغدلة في اص الح الدقهاء فإ ها تعني عدم االهتداء إلى التصرفات الرابحة بسبب‬
‫البساطة وسالمة القلب‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى الغبن في العامالت الالية‪.1‬‬
‫ب‪ .‬جزاء نقص األهلية بالنسبة لناقص األهلية واملتعاقد معه‬
‫‪-1‬بالأس ـ ـ ــبة لناقص األهلية‪ :‬لم يكن الش ـ ـ ــرا الجزائري وا ـ ـ ــحا في حكم تص ـ ـ ــرفات القاص ـ ـ ــر الميز‬
‫بمختلف تقس ــيماتها‪ ،‬بل إنه لم ينص على األقس ــام الثالنة للتص ــرفات القانونية النافعة والض ــارة‬
‫الدائرة بين الندع الض ـ ــرر اقتص ـ ــر على جعل القاص ـ ــر الميز من في حكمه باعتباره ناقص ـ ــا لألهلية‬
‫وذل بموجب نص الادة ‪ 43‬فقرة ‪ 5‬سالدة الذكر‪.‬‬
‫أما قانون األسـ ــرة الجزائري‪ 2‬فقد جاءت أحكامه أك ر تدصـ ــيال فيما يخص التصـ ــرفات القانونية‬
‫للقاص ـ ــر الميز‪ ،‬حيا قس ـ ــمت الادة ‪ 383‬منه هذه التص ـ ــرفات إلى نالنة أنواا ورتبت أحكاما مختلدة‬
‫عن كل نوا‪ ،‬حيا حكمت بالب الن ال لق على التص ــرفات الض ــارة ض ــررا محض ــا والقص ــود هنا هي‬
‫التبرعات‪ ،‬فيما جعلت التصـ ـ ـ ــرفات النافعة صـ ـ ـ ــحيحة م لقا‪ ،‬بينما جعلت التصـ ـ ـ ــرفات الدائرة بين‬
‫الندع والضـ ـ ــرر أي عقود العاوضـ ـ ــة موقوفة النداذ إلى ياية إجازتها من طرف الولي والوص ـ ـ ـ ي أو بلوغ‬
‫القاصر لسن الرشد‪.‬‬
‫وعليه يمكن مالح ة الدر بين كل من القانون الدني الذي حكم على هذا النوا من التص ـ ـ ـ ــرفات‬
‫بــالب الن الأس ـ ـ ـ ــمي أو القــابليــة لإلب ــال لص ـ ـ ـ ــلحــة نــاقص األهليــة‪ ،‬و ين قــانون األس ـ ـ ـ ــرة الــذي جعلهــا‬
‫صحيحة ولك ها موقوفة النداذ‪.‬‬
‫‪-2‬بــالأس ـ ـ ـ ـبــة للمتعــاقــد إلكترونيــا مع نــاقص األهليــة‪ :‬إذا ـك ـان حكم تص ـ ـ ـ ــرف نــاقص األهليــة يختلف‬
‫باختالف نوا التصـ ـ ــرف ذاته‪ ،‬فإن حكمه بالأسـ ـ ــبة للمتعاقد معه إلكترونيا يختلف باختالف أهليته‬

‫‪ )1‬بوكرزازة أحمد‪ ،‬الرجع السابق‪.45 ،‬‬


‫‪ )2‬القانون رقم ‪ 11-84‬الؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ ،1984‬العدل والتمم‪ . ،‬ر العدد‪ 24 :‬التضمن قانون األسرة‪.‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 83‬من قانون األسـ ــرة الجزائري على ما يلي‪ :‬من بل سـ ــن التمييز ولم يبل سـ ــن الرشـ ــد طبقا للمادة (‪ )43‬من‬
‫القانون الدني تكون تص ـ ــرفاته نافذة إذا كانت نافعة له‪ ،‬و اطلة إذا كانت ض ـ ــارة به وتتوقف على إجازة الولي أو الوصـ ـ ـ ي إذا‬
‫كانت مترددة بين الندع والضرر‪ ،‬وفي حالة النزاا يرفع األمر إلى القضاء ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫فإذا كان قاص ـرا تس ــري عليه ندس األحكام الس ــابقة‪ ،‬أما إذا كان كامل األهلية فإن العقد االلكتروني‬
‫يكون صحيحا بالأسبة إليه بغج الن ر عما إذا كان نافعا أوضارا أو دائرا بين الندع والضرر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬احللول القانونية والفقهية ملواجهة نقص األهلية يف العقود االلكرتونية‬
‫بالن ر إلى ما أفرزته التعامالت االلكترونية من إش ـ ـ ـ ــكاليات خاص ـ ـ ـ ــة بأهلية أطراف العقد ال‬
‫س ـ ـ ـ ــيمــا تل ـ التعلقــة بعــدم التــأكــد من الهويــة نتي ــة لل ــابع الالمــادي للمعــامالت والتبــاعــد الكــاني‬
‫بي هما‪ ،‬فقد كان لزاما على الدقه وكذا التش ـ ــريع التدخل ملحاولة إي اد حلول معقولة لهذه العض ـ ــلة‬
‫التي تؤنر على صحة العقود االلكترونية وتحد من فعالي ها‪.‬‬
‫‪.1‬احللول الفقهية والقضائية‪:‬‬
‫بسـ ـ ــبب خ ورة النتائم التي تترتب عن نقص أهلية العقد االلكتروني والتي قد تصـ ـ ــل إلى حد‬
‫إ هاء العقد وإلغاء كافة يناره إذا تمس ـ ـ القاصـ ــر أو وليه باإلب ال‪ ،‬ون را لك رة ما يبرمه القصـ ــر من‬
‫عقود إلكترونية فقد حاول القضاء الدرنس ي بدعم من الدقه تضييق دائرة العقود التي تكون عرضة‬
‫لإلب ال بس ــبب نقص أهلية أحد طرفتها من خالل إرس ــائه لبعج االس ــتعناءات التي تض ــمن ديمومة‬
‫العقد اإللكتروني وتزيل عنه ال هديد بالزوال‪.‬‬
‫وقــد اس ـ ـ ـ ــتحــدث القض ـ ـ ـ ــاء الدرنس ـ ـ ـ ـ ي في هــذا اإلطــار مــا يعرف بع ود ارحيةةاة اليوميةةة وهي‬
‫م موعة من العقود البسـ ــي ة التي يبرمها القاصـ ــر عبر اإلنترنت مثل شـ ـراء الكتب أو األس ـ ـ وانات‬
‫واألطعمة وييرها من الس ـ ـ ـ ــلع ‪ ،‬أما العقود األخرذ ذات القيمة الكبيرة مثل الس ـ ـ ـ ــيارات والش ـ ـ ـ ــقق‬
‫الســكنية والعقارات وييرها فإ ها تخضــع لألصــل العام الذي ي علها قابلة لإلب ال لصــلحة القاصــر‬
‫حتى ولو تض ــرر التاجر أو التعاقد مع القاص ــر انص ــياعا ألحكام الن ام العام‪ .1‬وقد اس ــتند القض ــاء‬
‫الدرنس ـ ـ ـ ـ ي حين وض ـ ـ ـ ـعــه لهــذه القــاعــدة إلى نص الــادة ‪ 393‬فقرة ‪( 3‬قبــل التعــديــل) التعلقــة بــالواليــة‬
‫القانونية والادة ‪( 450‬قبل التعديل) التعلقة بالقوامة واللتان تسمحان للقصر بالتعامل الشمح ي‬
‫إذا سمح القانون أو طبيعة التعامل بذل ‪.2‬‬
‫وفي س ـ ـ ـ ــبيــل تبرير اإلبقــاء على بعج العقود التي يبرمهــا القــاص ـ ـ ـ ــر عبر االنترنــت حدــاظــا على‬
‫اس ـ ـ ــتقرار الحقو فقد اعتمد القض ـ ـ ــاء الدرنسـ ـ ـ ـ ي مدهوما جديدا يعرف بمدهوم التوكيل الض ة ة ةةمني‬
‫بمقتض ــاه يعتبر القاص ــر قد تلق موافقة ض ــمنية من والديه تس ــمح له بالتعاقد في األمور البس ــي ة‬
‫أي أن هناأ ترشيدا أبويا للقاصر إلبرام هذا النوا من التصرفات القانونية‪.3‬‬

‫‪.63‬‬ ‫‪ )1‬إلياس بن ساو ي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2 ) Yousef SHANDI, op cit, p 186.‬‬
‫‪ )3‬أن ر‪ :‬كوس ـ ـ ـ ــام أمينة‪ ،‬خص ة ة ة ةةوص ة ة ة ةةية األهلية امل ال عاقم مب نس ة ة ة ةةائل اةتص ة ة ة ةةات ارحميثة‪ ،‬م لة الباحا للدراس ـ ـ ـ ــات‬
‫األكاديمية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة الحا لمضر ‪ ،1‬العدد ‪ ،6‬جوان ‪.353 ،2015‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫و اإلض ــافة إلى مدهومي عقود الحياة اليومية والتوكيل الض ــمني اعتمد جانب يخر من الدقه‬
‫على ن رية الوضـ ــع ال اهر كأسـ ــاس لعدم إب ال العقود اإللكترونية البرمة مع القصـ ــر‪ ،‬ومعنى ذل‬
‫اإلقرار بص ـ ــحة التص ـ ــرف القانوني الذي أجراه ناقص األهلية متى اتخذ هذا األخير م هرا من ش ـ ــأنه‬
‫جع ــل التع ــاق ــد مع ــه يعتق ــد ب ــاكتم ــال أهليت ــه حتى ولو ب ــذل جه ــدا معقوال للتثب ــت من األمر‪ ،‬وذل ـ‬
‫تحقيقا السـ ـ ـ ــتقرار العامالت وحماية للشـ ـ ـ ــمص حسـ ـ ـ ــن النية ألنه ال يعقل أن يكافأ عديم أو ناقص‬
‫األهلية عن تدليسـه واحتياله وخ َداعه لآلخرين‪ ،‬خاصـة في معاملة إلكترونية يصـعب معها التأكد من‬
‫هوية التعامل معه‪.1‬‬
‫‪.2‬احللول التشريعية‪:‬‬
‫أع الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري بموجــب الــادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬من القــانون الــدني الجزائري للكتــابــة‬
‫اإللكترونية ذات الحجية التي منحها للكتابة في الش ـ ـ ـ ــكل التقليدي بش ـ ـ ـ ــر إمكانية التأكد من هوية‬
‫ص ـ ـ ـ ــاحــب اإلرادة‪ ،‬وهو أمر يتحقق يــالبــا عن طريق التوقيع اإللكتروني الــذي يعتبر من أهم اآلليــات‬
‫التي أرسـ ــاها الشـ ــرا لزرا الثقة في التصـ ــرفات القانونية البرمة عن بعد‪ ،‬وذل بموجب القانون ‪-15‬‬
‫‪ 04‬التعلق بالتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.2‬‬
‫وعلى ذل تعد وسيلة التوقيع االلكتروني الونق وسيلة هامة وفعالة للتأكد والتحقق‬
‫من أهلية ال رفين‪ ،‬ذل أنه يســتعمل تقنيات حديثة تضــمن ســرية العلومات الشــمصــية لل رفين‬
‫التعاقدين‪ ،‬كما تضمن عدم التعرض والقرصنة لهذه البيانات الشدرة‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬املسؤولية عن عيوب اإلرادة يف العقود االلكرتونية‬

‫لكي ينعقد العقد ويبرم فإن القانون يشتر ت ابق إرادتين أو أك ر على السائل الجوهرية‪،‬‬
‫ولكي يصل ويتحصن فإنه يشتر خلو تل اإلرادات الت ابقة من كل ما من شأنه أن يعيشها أو يؤنر‬
‫فتها في عل العقد مهددا بالزوال نتي ة الجزاء القانوني الذي رتبه الشرا في مثل هكذا حاالت وهو‬
‫القابلية لإلب ال‪.‬‬
‫وال ش أن العقود االلكترونية ال تخر عن هذه القاعدة من حيا أحكام القانون‪ ،‬أما من‬
‫الناحية الواقعية فإن التباعد الكاني بين أطراف العقد والتكنولوجيات الت ورة قد يزيد ويضاعف‬
‫من فرضية وقوا أحد ال رفين ال سيما إذا لم يكن مهنيا في عيوب اإلرادة العروفة‪ .‬وعليه سوف نرذ‬

‫‪ )1‬نش ـ ـ ـ ـنـاش منيـة‪ ،‬تةأثي ال شيةة الرقميةة م إس ة ة ة ةشةاد اا ادة نال ح من األهليةة امل الع ود اال نجيةة‪ ،‬م لـة أبحـاث‬
‫قانونية وس ــياس ــية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم الس ــياس ــية‪ ،‬جامعة محمد الص ــديق بن ي ي جي ل‪ ،‬العدد ‪ ،6‬جوان ‪،2018‬‬
‫‪.253‬‬
‫‪ )2‬بموجب القانون ‪ 04-15‬الؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 2015‬يحدد القواعد العامة التعلقة بالتوقيع والتص ـ ـ ـ ــديق االلكترونيين‪ ،‬ر‬
‫‪ ،6‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪ )3‬كوسام أمينة‪ ،‬الرجع السابق‪.359 ،‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫من خالل هذا الدرا ت بيق ن رية عيوب اإلرادة في م ال العقود االلكترونية من خالل الت ر للغلس‬
‫االلكتروني (أوال)‪ ،‬التدليس (نانيا)‪ ،‬اإلكراه (نالثا) مع استبعاد عيب االستغالل لقيامه على عناصر‬
‫ذاتية تقتض ي معرفة أحد التعاقدين لندسية التعاقد اآلخر وهوما ال يتمال ى مع طبيعة العقود‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الغلط‬
‫الغلس هو عبارة عن اعتقاد خاطئ يقوم في ذهن التعاقد فيصور له األمر على خالف حقيقته‬
‫فيقدم على إبرام العقد ان القا من ذل االعتقاد‪ ،‬فالغلس الذي يعتد به القانون وفقا لنص الادة‬
‫‪ 81‬من القانون الدني هو الغلس الجوهري‪ 1‬الذي يبل درجة من الجسامة والدداحة تؤنر في رضا أحد‬
‫التعاقدين لدرجة دفعه إلبرام عقد ما كان ليبرمه لوال ذل الغلس‪ ،‬إضافة إلى وجوب اتصال الغلس‬
‫بعلم التعاقد اآلخر‪ ،‬ومثال ذل الغلس في صدة جوهرية من صدات العقد أو الغلس في أحد أطراف‬
‫العقد الذي يكون محل اعتبار في التعاقد كما هو الحال في مصية الوهوب له في عقد الهبة‪.2‬‬
‫فالغلس في التعاقد اإللكتروني أمر وارد كما هو الشأن بالأسبة للعقد التقليدي‪ ،‬و التالي ال‬
‫يختلف عما هو عليه في القواعد العامة‪ ،‬يير أن خصوصية التعاقد اإللكتروني والذي يتم عن بعد‬
‫دون اتحاد م لس العقد ي عل الس هل اإللكتروني التعاقد مع املحترف عبر شبكة االنترنت أك ر‬
‫عرضة للوقوا ࢭفي الغلس مقارنة مع ن يره الس هل التقليدي‪ ،‬ومثال ذل أن يشتري أحد الس هلكين‬
‫لنتم معين معروض عبر الواقع اإللكترونية‪ ،‬وعند استالمه للمنتم تبين أنه ال يتوافر على الصدات‬
‫والمصائص التي اعتقد وجودها وقت التعاقد‪ ،‬فدي هذه الحالة يمكنه التمس بإب ال العقد للغلس‬
‫متى كان تخلف تل الصدات أو المصائص هو الذي دفع الس هل إلى إبرام العقد‪.3‬‬
‫يير أنه و غرض التصدي للغموض الذي يكتنف أيلب العروض الت ارية الأشورة عبر‬
‫مختلف الواقع اإللكترونية مما يؤدي إلى وقوا الس هل اإللكتروني في يلس جوهري يعيب إرادته‪،‬‬
‫فقد ألزم الشرا الجزائري الورد اإللكتروني من خالل الادة ‪ 11‬من القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة‬

‫‪ )1‬تنص الـادة ‪ 81‬من القـانون الـدني الجزائري على مـا يلي‪ :‬ي ي وز للمتعـاقـد الـذي وقع في يلس جوهري أن ي ـالـب بـإب ـال‬
‫العقد ‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 82‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يكون الغلس جوهريا إذا بل حدا من الجسامة بحيا يمتنع‬
‫معه التعاقد عن إبرام العقد لو لم يقع في هذا الغلس‪.‬‬
‫ويعتبر الغلس جوهريا على األخص إذا وقع في صــدة للمـ يء يراها التعاقدان جوهرية‪ ،‬أو ي ب اعتبارها كذل ن را لشــرو‬
‫العقد ولحسن النية‪.‬‬
‫وإذا وقع في ذات التعاقد أوفي صدة من صداته‪ ،‬وكانت تل الذات أو هذه الصدة السبب الرئيس ي في التعاقد ‪.‬‬
‫‪ )3‬عدو حسين‪ ،‬ارحماية املمجية لرضا املستهلك امل ال عاقم اال نني – د اسة امل قاجون ال ما ة اال نجية ارجز ائري‬
‫‪ ،-‬م لة القانون‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬الركز الجامني أحمد ز انة‪ ،‬يليزان‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪،2018 ،01‬‬
‫‪.207‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫اإللكترونية بضرورة تقديم العرض الت اري اإللكتروني ب ريقة مرئية ومقروءة ومدهومة أو أن‬
‫يتضمن م موعة من البيانات اإللزامية (مذكورة على سبيل الثال الحصر) التي من شأ ها تنوير إرادة‬
‫الس هل اإللكتروني والحيلولة دون وقوعها في الغلس ومثال ذل كيديات ويجال التسليم‪ ،‬الشرو‬
‫العامة للبيع ال سيما البنود التعلقة بحماية البيانات ذات ال ابع الشمح ي‪ ،‬شرو الضمان‬
‫الت اري وخدمة ما بعد البيع وييرها من الشرو التي قد تختلف أهمي ها ومدذ تأنيرها في اإلرادة‬
‫باختالف طبيعة ونوعية النتو أو المدمة محل التعاقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التدليس‬
‫ي قصد بالتدليس كعيب يلحق العقد أنناء مرحلة تكوينه جميع أنواا الغ والمداا التي‬
‫يستعملها أحد التعاقدين إليقاا التعاقد اآلخر في يلس يدفعه للتعاقد‪ ،1‬وهو األمر الذي ن مه‬
‫الشرا الجزائري في نص الادة ‪ 86‬من القانون الدني الجزائري‪ 2‬التي جعلت التدليس يتشكل من‬
‫عنصرين أساسيين األول مادي يتمثل في الناورات االحتيالية التي ت هر في شكل إي ا ي مثل‬
‫اإلشهارات المادعة أو الضللة والثاني سلمي من خالل السكوت عن وقائع مهمة كان يأبغي إخبار‬
‫التعاقد اآلخر بها‪ ،‬أما العنصر الثاني فهو معنوي يتمثل في نية التضليل بقصد الوصول إلى يرض‬
‫يير مشروا وهو التأنير في إرادة التعاقد اآلخر لجره إلى تعاقد ال يريب فيه لوال األساليب االحتيالية‬
‫الستعملة‪.3‬‬
‫أما بالأسبة للتدليس اإللكتروني فهوال يختلف عن التدليس العادي إال فيما يتعلق بالوسيلة‬
‫الستعملة وهي شاشة الحاسوب حيا يستعمل الزود أو البائع كافة ال ر االحتيالية من صوت‬
‫وصورة إليهام التعاقد وتغلي ه وتضليليه للدفع به نحو التعاقد‪ ،‬و ذل تتقرر للمس هل باعتباره‬
‫متعاقدا حماية مدنية تتيح له التمس بإب ال العقد للتدليس متى كان جوهريا ومؤنرا في إرادته‪،‬‬
‫والذي ي هر يالبا في صورة إعالن ت اري الكتروني مضلل قائم على تحوير وتغيير خصائص وصدات‬
‫النتو أو المدمة محل التعاقد‪ ،4‬أومن خالل التدليس السلمي التمثل في عدم تبيان بعج العناصر‬

‫‪1) François Terré, Philippe Simler, Yves Lequette, Droit civil les obligations, 11ème éd, tome 1, Dalloz, paris,‬‬
‫‪France, 2013, p 255.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 86‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ي وز إب ال العقد للتدليس إذا كانت الحيل التي لجأ إلتها أحد‬
‫التعاقدين أو النائب عنه‪ ،‬من الجسامة بحيا لوالها لا أبرم التعاقد الثاني العقد‪.‬‬
‫ويعتبر تدليس ـ ـ ــا الس ـ ـ ــكوت عمدا عن واقعة أو مالبس ـ ـ ــة إذا نبت أن الدلس عليه ما كان ليبرم العقد لو علم بتل‬
‫الواقعة أو هذه الالبسة ‪.‬‬
‫‪ )3‬درار نسيمة‪ ،‬الرجع السابق‪.45 ،‬‬
‫‪ ) 4‬عمارة مس ــعودة‪ ،‬ارحماية املمجية للمس ةةتهلك امل مرحلة ما ق ل ال عاقم اال نني من خرت اامرن ال ما ي الكاذب‬
‫نارح امل اامرن‪ ،‬م لة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة سعد دحلب البليدة ‪ ،2‬العدد‪،2‬‬
‫جاندي ‪.325 ،2012‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املسؤولية العقدية خالل مرحليت تكوين وإبرام العقد االلكرتوني‬

‫الهمة في العروض التروي ية بمعنى السكوت عن أمور جوهرية ما كان للمس هل اإللكتروني أن يبرم‬
‫العقد لوكان اإلعالن وا حا ب ريقة كافية‪ ،‬ولو أن التوجه الحديا للقضاء الدرنس ي في م ال‬
‫السكوت التدليس ي يقض ي باالعتداد بم رد السكوت عن أمور بسي ة متى كان من شأ ها التأنير في‬
‫إرادة التعاقد‪ ،1‬ومثال ذل كتمان بعج العلومات التعلقة بالالءة الالية للمتعاقد ب ريقة تضر‬
‫بال رف اآلخر فيكون لهذا األخير حق التمس بإب ال العقد بسبب الكتمان التدليس ي‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلكراه‬
‫ن م الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري اإلكراه بموجب الادة ‪ 88‬من القانون الدني الجزائري‪ 3‬حيا اعتبره‬
‫من األمور التي تعيب إرادة التعاقد وتمنحه الحق في التمسـ ـ ـ ـ ـ بإب ال العقد متى أبرم الع قد تحت‬
‫ســل ان رهبة بينة وضــعه تح ها ال رف اآلخر من خالل اإليحاء بوجود خ ر كبير ي هدد الشــمص أو‬
‫أحد أقار ه في ندس ـ ــه أو ماله‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مختلف ال روف المارجية التي تحيس بواقعة‬
‫اإلكراه من جأس الشـ ــمص الكره وسـ ــنه وحالته الصـ ــحية أو االجتماعية أواي ظرف يخر من شـ ــأنه‬
‫التأنير الدعلي في اإلرادة لدفعها إلى إبرام عقد ما كانت لتقدم على إبرامه في ال روف العادية‪.‬‬
‫وقــد اختلف الدقــه حول إمكــانيــة حــدوث اإلكراه في م ــال العقود االلكترونيــة عــامــة حيــا يس ـ ـ ـ ــتبعــده‬
‫البعج من م ــال تلـ العقود وذلـ للمصـ ـ ـ ــوصـ ـ ـ ـيــة االلكترونيــة التي تميزهــا فمخــاطر التعرض إلكراه جس ـ ـ ـ ــدي‬
‫محس ـ ـ ـ ــوس تكاد تكون معدومة ن را لكو ها يالبا ما يتم إبرامها عن بعد‪ ،‬وال يتص ـ ـ ـ ــور كذل قيام اإلكراه الندسـ ـ ـ ـ ي‬
‫الذي يقع على ندس التعاقد والذي يتمثل عادة في االبتزاز أو ال هديد عبر االلكتروني‪ ،4‬وقد يتص ـ ـ ـ ــور اإلكراه في تل‬
‫العقود عندما نكون بصـ ـ ـ ــدد تبعية اقتصـ ـ ـ ــادية حيا يض ـ ـ ـ ـ ر أحد التعاقدين إلى إبرام العقد تحت ضـ ـ ـ ــغس العوز‬
‫االقتص ـ ـ ـ ــادي‪ ،‬وهوما يمكن تص ـ ـ ـ ــوره في حالة توريد منتم معين واحتكار إنتاجه مع بيع ق ع يياره بأنمان باهض ـ ـ ـ ــة‬
‫نتي ة وضع شرو مجحدة‪ ،‬ويض ر العميل إلى قبولها ن را لعدم وجود البديل‪.5‬‬

‫‪1) Cass, 1ère civ, du 3 mai 200, Bull. 2000, I, n° 131, p 88.‬‬
‫‪ )2‬ص ــداء فتوح جمعة‪ ،‬الع م اادا ي اال نني‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الدكر والقانون للأش ــر والتوزيع‪ ،‬مص ــر‪،2014 ،‬‬
‫‪.51‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 88‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬ي وز إب ال العقد لإلكراه إذا تعاقد ـ ـ ـ ــمص تحت س ـ ـ ـ ــل ان‬
‫رهبة بينة بعثها التعاقد اآلخر في ندسه دون حق‪.‬‬
‫وتعتبر الرهبة قامة على بينة إذ اكانت ظروف الحال تصـ ــور لل رف الذي يدعتها أن خ را جسـ ــيما محدقا يهدده‪،‬‬
‫هو أو أحد أقار ه‪ ،‬في الندس‪ ،‬أو الجسم‪ ،‬أو الال‪.‬‬
‫ويرا ى في تقدير اإلكراه جأس من وقع عليه هذا اإلكراه‪ ،‬وسنه‪ ،‬وحالته االجتماعية‪ ،‬والصحية‪ ،‬وجميع ال روف‬
‫التي من شأ ها أن تؤنر في جسامة اإلكراه ‪.‬‬
‫‪ )4‬خالد الس ـ ـ ـ ــيد محمد عبد املجيد موو ـ ـ ـ ـ ى‪ ،‬أحكان م م العمل من بعم د اس ة ة ة ةةة م ا جة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مكتبة القانون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.376 ،2014 ،‬‬
‫‪.75‬‬ ‫‪ )5‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.213‬‬ ‫أن ر أيضا‪ :‬عمارة مسعودة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫املسؤولية العقدية االلكرتونية‬
‫خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬


‫ريم األهمية القص ـ ـ ــوذ التي تكتس ـ ـ ــتها كل من مرحلة تكوين العقد االلكتروني ومرحلة إبرامه‬
‫إال أ هما ال تعدوان أن تكونا بمثابة مراحل تحض ــيرية تمهيدية للمرحلة الحاس ــمة التي انص ــرفت إلتها‬
‫اإلرادة الشــتركة لألطراف وهي مرحلة تنديذ العقد االلكتروني‪ .‬فالهدف األســاو ـ ي لكل متعاقد هو أن‬
‫يقوم مــدينــه أو التعــاقــد معــه بــالتنديــذ العيني لاللتزام الترتــب في ذمتــه بموجــب العقــد البرم بي همــا‪،‬‬
‫وهو ما يمثل ال ريقة األمثل واألفضل النقضاء االلتزامات‪.‬‬
‫يير أن هذه الغاية كثيرا ما ال تتحقق وال تت س ـ ـ ـ ــد على أرض الواقع نتي ة عدم قيام الدين‬
‫بتنديذ ما التزم به وذل ألس ـ ـ ـ ــباب عديدة قد تكون ذاتية أو موض ـ ـ ـ ــوعية‪ ،‬إذ ن د أن عددا هائال من‬
‫العقود االلكترونية قد تنقض ـ ـ ـ ـ ي دون أن تص ـ ـ ـ ــل إلى هاي ها ال بيعية التمثلة في تنديذها عينا‪ .‬وأمام‬
‫هذه الوضـ ــعية ال يبق أمام الدائن االلكتروني إال السـ ــني وراء التنديذ بمقابل أمال في الحصـ ــول على‬
‫مبل تعويج ي بر به ما لحقه من ضرر تسبب فيه الدين االلكتروني نتي ة اإلخالل بالتزاماته‪.‬‬
‫و الن ر إلى ك رة العقود ذات ال بيعة االلكترونية و تنوعها و تميز بعض ـ ـ ـ ــها عن بعج فإننا‬
‫لن نتناول كل ص ـ ـ ـ ــور الس ـ ـ ـ ــؤولية العقدية خالل مرحلة التنديذ‪ ،‬بل س ـ ـ ـ ــنكتدي بدراس ـ ـ ـ ــة ص ـ ـ ـ ــورتين‬
‫للمس ـ ـ ـ ــؤوليــة العقــديــة االلكترونيــة إحــداهمــا تتعلق بعقــد من عقود المــدمــات والثــانيــة بعقــد محلــه‬
‫ســلعة‪ ،‬حيا ســنخصــص البحا األول من هذا الدصــل للمســؤولية العقدية الناشــئة عن التصــديق‬
‫االلكتروني كخدمة من المدمات االلكترونية السـ ـ ــتحدنة التي تقدمها هيأت التصـ ـ ــديق لأل ـ ـ ــما‬
‫الرايبين في اعتماد توقيعهم االلكتروني‪ ،‬بينما س ــنتناول خالل البحا الثاني الس ــؤولية العقدية عن‬
‫عقود البيع االلكترونية ن را ل بيع ها التميزة وسعة انتشارها‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫املبحث األول‪ :‬املسؤولية العقدية النامجة عن اإلخالل بعقد التصديق االلكرتوني‬


‫عمال على تحقيق ما ميعرف باألمن القانوني فقد حرصـ ـ ــت جل التشـ ـ ــريعات على سـ ـ ــن قوانين‬
‫من شأ ها إرساء أكبر قدر من الثقة في البيئة الرقمية ال سيما بالن ر لل ابع الالمادي الذي تتسم به‬
‫هذا األخيرة‪ ،‬وكذا بالن ر إلى جهل األطراف التعاقدة لبعض ـ ـ ـ ــها البعج على أس ـ ـ ـ ــاس أننا أمام عقود‬
‫مبرمة عن بعد‪.‬‬
‫مويعتبر التوقيع االلكتروني‪ 1‬أحــد أهم الض ـ ـ ـ ـمــانــات التقنيــة التي اعتمــدتهــا الــدول من خالل‬
‫قواني هــا الــداخليــة والــدوليــة لــدعم تل ـ الثقــة‪ ،‬حيــا أص ـ ـ ـ ــبح هــذا التوقيع يعمــل جنبــا إلى جنــب مع‬
‫التوقيع التقليــدي‪ ،‬ألنــه يتيح التعرف على هويــة أطراف العقــد ويعبر عن إرادتهم ريم خص ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ـيــة‬
‫الوسيلة االلكترونية الستعملة في عملية اإلبرام‪.‬‬
‫يير أن االعتراف للتوقيع االلكتروني بــالحجيــة في إنبــات التص ـ ـ ـ ــرفــات القــانونيــة‪ 2‬و اعتبــاره‬
‫ضمانة لدعم الثقة و األمان الرقميين مرهون بتوفر جملة من الشرو الشكلية و الوضوعية أهمها‬
‫تونيق هذا التوقيع و حد البيانات الشـ ــكلة له من التلف و الضـ ــياا أو التحريف‪ ،3‬علما أن القيام‬
‫بمثل هذا العمل يقتضـ ـ ـ ي كداءة عالية و تمكنا كبيرا في ميدان اإلعالم اآللي‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتقنه‬
‫الس ـ ـ ـ ـ هل ـ وال املحترف‪ ،‬لــذل ـ فقــد عهــدت الــدول من خالل قواني هــا النــاظمــة للت ــارة االلكتروني ـة‬
‫والتوقيع االلكتروني بهذه الهمة إلى هيئات متخصـ ـ ـ ـص ـ ـ ــة تتمثل في مؤدي أو مقدم خدمة التص ـ ـ ــديق‬

‫‪ )1‬عرف الشرا الجزائري التوقيع االلكتروني في نص الادة ‪ 2‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪ 15.04‬التعلق بالتوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين بأنه‪ :‬التوقيع اإللكتروني بيانات في شكل إلكتروني مرفقة أو مرتب ة من قيا ببيانات الكترونية أخرذ تستعمل‬
‫كوسيلة تونيق ‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 323‬مكرر‪ 1‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يعتبر اإلنبات بالكتابة في الشكل االلكتروني كاإلنبات‬
‫بالكتابة على الور ‪ ،‬شر إمكانية التأكد من هوية الشمص الذي أصدرها وأن تكون معدة ومحدوظة في ظروف تضمن‬
‫سالم ها ‪ .‬كما نصت الادة ‪ 327‬فقرة ‪ 2‬من القانون الدني الجزائري على أنه ويعتد بالتوقيع االلكتروني وفق الشرو‬
‫الذكورة في الادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬أعاله ‪.‬‬
‫‪ )3‬يعتبر إقرار التشريعات بحجية التوقيع االلكتروني و التبعية قابلية املحرر االلكتروني ألن يكون دليال إلنبات التصرفات‬
‫القانونية بمثابة مسايرة من التشريع للت ورات التكنولوجية ألنه لم يعدد مبررا التوجس الكبير من مصداقي ها طالا أنه‬
‫يمكن قراءتها بوضوح وكانت لديها الداللة الكافية على مضمون املحرر وطالا كانت مدونة ب ريقة تضمن استمراري ها وتخول‬
‫لألطراف الرجوا إلتها عند الضرورة دون أن يلحقها أي تعديل في بياناتها على نحو يوفر للمتعاملين الثقة واألمان‪ .‬أرجع‪ :‬عبد‬
‫املجيد بوكير‪ ،‬ضوابط املحر او اةل نجية الصاد ة من املوث العصري‪ ،‬م لة اللف‪ ،‬الغرب‪ ،‬العدد ‪،2010 ،16‬‬
‫‪.44‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫االلكتروني‪ ،‬هذا األخير يصدر شهادات التونيق ويمنحها لصاحب التوقيع االلكتروني بعد أن يتعاقد‬
‫معه‪ ،‬فيكون مقدم خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني ملتزما ب ملة من االلتزامات ت اه ص ـ ـ ــاحب التوقيع‬
‫الذي يرتبس مع ــمص يخر بعقد الكتروني اســتنادا إلى هذا التوقيع الصــاد فيكون ملتزما ت اهه‪،‬‬
‫األمر الذي من شأنه إنارة السؤولية العقدية ألي م هما في حالة إخالله بااللتزامات الترتبة في ذمته‪.‬‬
‫وعليه س ــنقس ــم هذا البحا إلى م لبين رئيس ــيين نتناول في األول الس ــؤولية العقدية لؤدي‬
‫خدمة التونيق االلكتروني ت اه الوقع‪ ،‬وس ـ ـ ـ ــنخص ـ ـ ـ ــص الثاني لس ـ ـ ـ ــؤولية الوقع ت اه كل من مؤدي‬
‫خدمة التصديق االلكتروني وكذا ت اه العول على التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املسؤولية العقدية ملؤدي خدمة التصديق االلكرتوني جتاه املوقع‬

‫إن الهدف األس ــاوـ ـ ي من اس ــتحداث هيئات التونيق أو التص ــديق االلكتروني هو توفير مزيد‬
‫من الثقة واألمان في التعامالت الرقمية ريبة في دعم وتش ـ ـ ــجيع االقتص ـ ـ ــاد الرقمي من خالل توس ـ ـ ــيع‬
‫دائرة عقود الت ارة االلكترونية‪ ،‬لذل فقد عهدت الدول بهذه الهمة الصـ ـ ــعبة والحسـ ـ ــاسـ ـ ــة إلى كل‬
‫القانونية تحت رقابة الدولة‪1‬‬ ‫يتوفر على جملة من الش ــرو‬ ‫ــمص طبيني أو معنوي عام أو خا‬
‫ال‬ ‫ان القــا من خلديــة تــاريخيــة ت عــل الواطن يثق في كــل مــا هو عمومي مقــارنــة بــأنش ـ ـ ـ ـ ــة الموا‬
‫سيما في عالم افتراض ي محدوف بمخاطر الغ والمداا‪.2‬‬

‫‪ )1‬اعتمد الشرا الجزائري مص لل مؤدي خدمات التصديق االلكتروني ألول مرة بموجب الرسوم التنديذي ‪ 162-07‬الؤرخ‬
‫في ‪ 30‬ماي ‪ 2007‬التعلق بأنواا الشبكات السلكية و الالسلكية ( ‪.‬ر عدد ‪ ،)37‬متخليا عن مص لل موفر المدمات الذي‬
‫اعتمده في نص الادة ‪ 8‬فقرة ‪ 8‬من القانون ‪ 20003‬التعلق بتحديد القواعد العامة التعلقة بالبريد و الواصالت السلكية و‬
‫الالسلكية الؤرخ في ‪ 05‬يشت ‪. 2000‬ر عدد ‪ 48‬حيا عرفته الادة الذكورة بأنه كل مص معنوي أو طبيني يقدم‬
‫خدمات مستعمال وسائل الواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬و قد جاءت أحكام القانون ‪ 04-15‬لتؤكد و تثبت لد مؤدي‬
‫خدمات التصديق االلكتروني حينما عرفته في الادة ‪ 12‬بأنه مؤدي خدمات التصديق االلكتروني‪ :‬مص طبيني أو معنوي‬
‫يقوم بمنح شهادات تصديق الكتروني موصوفة‪ ،‬و قد يقدم خدمات أخرذ ‪ .‬لزيد من التداصيل أن ر‪ :‬مص د هأشور‬
‫وسيمة‪ ،‬الشظان ال اجوني مل ممي خمماو ال صمي اةل نني امل التشريع ارجزائري‪ ،‬م لة القانون الدولي والتنمية‪،‬‬
‫مخبر القانون الدولي للتنمية الستدامة‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم‪،‬‬
‫العدد‪ 646 ،2017 ،2‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ )2‬يزالي نزيهة‪ ،‬تأمين نسائل المفع اةل نجية بآلية ال صمي اةل نني امل ال اجون ارجزائري‪ ،‬م لة الدراسات الالية‬
‫والصرفية‪ ،‬العدد الثالا ‪.56 ،2017‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫و ميعرف نشا التصديق االلكتروني بأنه ضمان سالمة و أمن و تأمين التعامل عبر االنترنت‬
‫و ذل من حيا األطراف التعاملة بهذه الونائق‪ ،‬مض ـ ـ ـ ــمو ها‪ ،‬تاريخها و التواقيع إن وجدت و بعبارة‬
‫أخرذ يمكن القول أن التصديق االلكتروني هو نشا يايته خلق بيئة الكترونية يمنة ‪.1‬‬
‫فـإذا كـان التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بمثـابـة الأش ـ ـ ـ ــس المـارس من طرف جهـات معينـة لتـأمين التعـامالت‬
‫الرقمية فإن شهادة التصديق هي اآللية أو ال ريقة التي يمارس بها هذا الأشا ‪ ،‬حيا عرفها الشرا‬
‫الجزائري في نص الادة ‪ 2‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالتوقيع والتص ـ ـ ـ ــديق االلكترونيين بأ ها ونيقة‬
‫في شـ ــكل الكتروني تثبت الصـ ــلة بين بيانات التحقق من التوقيع االلكتروني و الوقع ‪ ،‬مع اإلشـ ــارة إلى‬
‫أن الادة ‪ 12‬من القانون س ـ ــالف الذكر ت يز لؤدي خدمات التص ـ ــديق االلكتروني ممارس ـ ــة أنش ـ ـ ة‬
‫أخرذ دون أن تحدد نوعية و طبيعة هذه األنش ـ ـ ـ ـ ة‪ ،‬بينما ن د الدقه يش ـ ـ ـ ــتر أن يكون الأش ـ ـ ـ ــا‬
‫المارس على عالقة و صــلة بالأشــا الرئيس ـ ي و هو منح شــهادات التصــديق و من أمثلة ذل تحديد‬
‫تاريخ نابت للتوقيع االلكتروني و حد كل ما يتعلق بالتوقيع االلكتروني أو إيقاف ش ــهادة التص ــديق‬
‫االلكتروني أو إلغاوها‪.2‬‬
‫من جانبه الدقه فقد حاول بدوره إع اء تعريف لش ــهادة التص ــديق االلكتروني حيا عرفت‬
‫بأ ها تل الش ــهادة التي تمنح من جهة معتمدة و مرخص ــة من قبل الدولة إلنبات نس ــبة التوقيع إلى‬
‫ـ ـ ــمص معين اسـ ـ ــتنادا إلى إجراءات تونيق معتمدة‪ ،‬و هذه الشـ ـ ــهادات يقصـ ـ ــد من الحصـ ـ ــول علتها‬
‫نس ــبة رس ــالة البيانات أو العقد االلكتروني إلى مص ــدره‪ ،‬وأن التوقيع االلكتروني هو توقيع ص ــحيح و‬
‫ص ــادر ممن نس ــب إليه ‪ ،3‬كما تم تعريف الش ــهادة الذكورة بأ ها ب اقة هوية الكترونية تم وض ــعها‬
‫بواس ـ ة ــمص مســتقل عن العقد و محايد لتوفر قدر من الثقة و األمان للتوقيع االلكتروني وفقا‬

‫‪ )1‬زرو يوسف‪ ،‬ااطا ال اجوني لشهادة ال صمي اةل نني‪ ،‬م لة الحقو والعلم اإلنسانية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلدة‪ ،‬العدد ‪.175 ،2015 ،21‬‬
‫‪2) CARIOLI (E.A), « La loi française sur la signature électronique dans la perspective européenne »,‬‬
‫‪J.C.P.G, N0 18, 03 Mai 2000, p 793.‬‬
‫‪ )3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حجية الب يم اةل نني امل ااث او د اسة م ا جة‪ ،‬دار الدكر الجامني‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.210 ،2018‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫لواص ـ ـ ــدات قياس ـ ـ ــية فرض ـ ـ ــها الش ـ ـ ــرا‪ ،1‬علما و أن الادة ‪ 5‬من القانون ‪ 04-15‬س ـ ـ ــالف الذكر تنص‬
‫ص ـ ـ ـ ـراح ــة على وجوب توخي مب ــدئي الش ـ ـ ـ ـد ــافي ــة وع ــدم التمييز من طرف مؤدي خ ــدم ــة التص ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني أنناء ممارس ـ ـ ــته لهامه كما ال يمكنه االمتناا عن تقديم المدمة ألي ـ ـ ــمص ي لشها دون‬
‫س ـ ـ ـ ــبب وجيه‪ ،‬وهو األمر الذي ينقل حياد هذه الهيئات من الجانب األخالقي الدلس ـ ـ ـ ــدي إلى الحقيقة‬
‫القانونية اليدانية التي تض ــع مؤدي خدمة التص ــديق موض ــع الس ــؤول من الناحية القانونية عن أي‬
‫امتناا أو تقاعس في تقديم المدمة‪.‬‬
‫ومهما يكن من اختالف في التعاريف التش ـ ـ ـ ــريعية والدقهية القدمة للش ـ ـ ـ ــهادة الذكورة فإن‬
‫العبرة في القصـد من اسـتصـدار مثل هكذا ونيقة و الذي ي هر من خالل الشـرو الصـارمة لمارســة‬
‫نش ـ ـ ـ ــا التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني و إخض ـ ـ ـ ــاعـه لرقـابـة هيئـة عموميـة‪ ،‬إذ أن مؤدي خـدمـة التص ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني محكوم بنصـ ـ ــو قانونية يمرة تحدد له م موعة الصـ ـ ــالحيات املمولة له ب ريقة تكدل‬
‫حق كال التعاقدين في اس ـ ـ ـ ــتعمال أو التعويل على التوقيع االلكتروني الص ـ ـ ـ ــاد عليه‪ ،‬و كل ذل في‬
‫سبيل تأمين وتحصين العامالت االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات هيئات التصديق االلكرتوني جتاه املوقع‬

‫فرض الش ــرا الجزائري‪ 2‬ش ــروطا ص ــارمة على كل ــمص طبيني أو معنوي يريب في ام هان‬
‫التص ـ ــديق االلكتروني لتمكينه من ممارس ـ ــة هذا الأش ـ ــا ‪ ،‬م ها ما يتعلق بش ـ ــمص طالب الترخيص‬
‫مثل تمتعه بالمبرة والؤهالت الالزمة في ميدان اإلعالم و االتص ــال و كذا عدم الحكم عليه ب ناية أو‬
‫جنحة منافية لأشــا التصــديق االلكتروني‪ ،‬وم ها ما يتعلق بقدراته الالية التي يأبغي أن تكون كافية‬
‫لمارســة هذا النوا من األنش ـ ة‪ ،‬إضــافة إلى تمتعه بالجأســية الجزائرية و ضــرورة خضــوعه للقانون‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ )1‬باسم محمد فاضل‪ ،‬ال عويض من إسااة اس عمات ال وقيع اةل نني (ماهية ال وقيع اةل نني‪-‬قم ته م إث او‬
‫ال صرفاو ال اجوجية (ارحجية)‪ -‬املسدنلية املمجية للموقع اةل نني‪ -‬ال عويض من إساا اس عماله) د اسة م ا جة امل‬
‫ضوا ال اجون املصري ن قاجون اةنجيس ات ن ال واجين العربية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،2018 ،‬‬
‫‪.58‬‬
‫‪ )2‬أن ر الادة ‪ 34‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يير أن اس ـ ـ ــتيداء طالب الترخيص لهذه الش ـ ـ ــرو ال يع يه حق المارس ـ ـ ــة اآللية لمدمة التص ـ ـ ــديق‬
‫علته ــا في ال ــادتين ‪ 33‬و‪ 35‬من‬ ‫االلكتروني‪ ،‬ب ــل يتعين علي ــه اتب ــاا اإلجراءات الق ــانوني ــة النص ـ ـ ـ ــو‬
‫القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة للتوقيع والتصــديق اإللكترونيين‪ ،‬حيا يمتنع عليه الشــروا‬
‫في ممارس ــة نش ــا التص ــديق االلكتروني قبل حص ــوله على ش ــهادة التأهيل لدة س ــنة قابلة للت ديد‬
‫من طرف الس ـ ـ ــل ة االقتص ـ ـ ــادية للتص ـ ـ ــديق االلكتروني التي تقوم بعد انقض ـ ـ ــاء الدة الذكورة بمنح‬
‫الترخيص لزاولة الأشا بصدة رسمية‪.‬‬
‫وعليه فإن طالب الترخيص ال يكتسب صدة مؤدي خدمة التصديق على التوقيع االلكتروني‬
‫و التبعية صالحية إصدار شهادات التونيق قبل استيدائه لكافة الشرو واإلجراءات الذكورة‪ ،‬علما‬
‫وأن الشــدة والصـرامة التي أحا بها الشــرا الجزائري ممارســة هذا الأشــا ترجع إلى خ ورة ما يأتم‬
‫عن اعتماد التوقيع االلكتروني خاصـ ـ ــة فيما يتعلق بتوفير بيئة إلكترونية يمنة يمك ها التشـ ـ ــجيع على‬
‫إبرام أكبر قدر ممكن من عقود الت ارة االلكترونية‪.‬‬
‫إن ممارس ــة نش ــا التص ــديق االلكتروني يأم ـ ت عالقة نالنية األطراف ت عل كل طرف يلتزم‬
‫بتعهــدات معينــة ت ــاه األطراف األخرذ‪ ،‬م هــا التزامــات ذات طبيعــة عقــديــة تقوم معهــا الس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫العقــديــة في حــالــة اإلخالل بهــا‪ ،‬وأخرذ ذات طبيعــة تقص ـ ـ ـ ــيريــة مصـ ـ ـ ـ ــدرهــا نص القــانون ت هج معهــا‬
‫السؤولية التقصيرية في حالة ان هاكها‪.‬‬
‫يير أن مــا يهمنــا في ه ــذا الق ــام من ال ــدراس ـ ـ ـ ـ ــة هو االلتزام ــات العق ــدي ــة ومــا يترتــب ع هــا من‬
‫مس ـ ـ ـ ــؤوليــة‪ ،‬لــذلـ س ـ ـ ـ ـنــدرس بــإي ــاز أهم االلتزامــات التي تتعهــد بهــا هيئــات التونيق االلكتروني ت ــاه‬
‫طالب شهادة التصديق االلكتروني والغير الذي يعتمد على التوقيع االلكتروني إلبرام تصرفات مالية‬
‫مع الوقع‪ ،‬وذل على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪-‬اللتزام بالتحقق من صحة البيانات املقدمة‪:‬‬
‫ويقص ـ ـ ــد بهذا االلتزام أن يتولى مورد خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني فحص العلومات القدمة‬
‫إليه و تقدير توافقها ال اهري مع الس ـ ـ ـ ــتندات القدمة من طرف الش ـ ـ ـ ــترأ‪ ،1‬إذ يلتزم مؤدي خدمة‬
‫التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بموجـب الـادة ‪ 44‬من القـانون ‪ 04-15‬بـالتـأكـد من محتوذ و مض ـ ـ ـ ــمون كـافـة‬

‫‪1) Eric CAPRIOLI, le juge et la preuve électronique, Article disponible sur le site: www.caprioli-‬‬
‫‪avocats.com. Site consulté Le: 20/12/2018.‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫البيانات و العلومات التي تتض ـ ــم ها ش ـ ــهادة التص ـ ــديق االلكتروني و التي تمنح لكل ـ ــمص يريب في‬
‫الذين ي لبون شـ ــهادة التصـ ــديق االلكتروني‪ ،‬حيا‬ ‫ام هان هذا الأشـ ــا التي تلقاها من األ ـ ــما‬
‫ألزمت الادة الذكورة أعاله مزود المدمة و قبل أن يقوم بمنح الشـ ــهادة بضـ ــرورة التحقق من ت ابق‬
‫بيانات اإلنشاء مع بيانات التحقق من التوقيع‪.1‬‬
‫االعتبارية فإنه يتعين على جهة التونيق االحتدا بن ـ ـ ـ ــجل‬ ‫أما إذا تعلق األمر باأل ـ ـ ـ ــما‬
‫تذكر فيه هوية المثل القانوني للش ـ ــمص العنوي‪ ،2‬لذل فإن جهة التص ـ ــديق ملزمة بتوفير‬ ‫خا‬
‫طاقم فني متخص ــص و على درجة من الكداءة و التمكن في العلوماتية إلمكانية التحقق من ص ــحة و‬
‫دق ــة و ص ـ ـ ـ ـ ــد العلوم ــات الق ــدم ــة‪ ،3‬و هو األمر ال ــذي أك ــدت علي ــه ال ــادة ‪ 9‬الدقرة و من ق ــانون‬
‫اليونس ـ ـ ـ ــترال النموذجي بش ـ ـ ـ ــأن التوقيعات االلكترونية ‪4‬حينما نص ـ ـ ـ ــت على أنه تس ـ ـ ـ ــتخدم في أداء‬
‫خدماته ن م و إجراءات و موارد بش ـ ـ ـ ــرية جديرة بالثقة ‪ ،‬و بالتالي فإن التش ـ ـ ـ ــريع لم يض ـ ـ ـ ــع يليات‬
‫محددة أ ـو أجهزة معينة لكي تستعمل في عملية التأكد و التحقق من صحة البيانات‪ ،‬بل ترأ املجال‬
‫واس ــعا أمام هيئات التص ــديق االلكتروني الس ــتعمال ما تش ــاء من ميكانيزمات تقنية و طاقات بش ــرية‬
‫ترذ فتها القدرة على تحقيق البتغى من العملية و هو م ابقة العلومات الصرح بها للحقيقة‪.‬‬
‫ومنه أمكن القول إن التزام مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني بالتحقق من صــحة البيانات‬
‫الواردة في ش ـ ـ ـ ـهــادة التصـ ـ ـ ـ ــديق إنمــا هو التزام ببــذل عنــايــة‪ ،5‬حيــا يكدي مؤدي خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني الــذي يعتبر بمثــابــة منهي أن يثبــت أنــه بــذل العنــايــة الالزمــة للتــأكــد و التثبــت و التحقق من‬
‫ص ـ ـ ـ ـحـة البيـانـات و العلومـات القـدمـة إليـه من خالل االطالا على الونـائق الرس ـ ـ ـ ــميـة األص ـ ـ ـ ــليـة التي‬

‫‪ )1‬أن ر الواد‪ 11 :‬و‪ 13‬من القانون ‪ 04-15‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالتوقيع و التصديق االلكترونيين‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 44‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬
‫‪ )3‬عائشة قصار الليل‪ ،‬حجية املحر نال وقيع اةل نني امل ااث او – د اسة تحليلية م ا جة ‪ ،-‬دكتوراه علوم‪ ،‬كلية‬
‫الحقو و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحا لمضر باتنة ‪.243 ،2017-2016 ،1‬‬
‫‪ )4‬قانون اليونسترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية العتمد من طرف لجنة القانون الت اري الدولي لدذ األمم‬
‫التحدة في دورتها ‪ 34‬بتاريخ ‪ 05‬جويلية ‪.2001‬‬
‫‪ ) 5‬العناية ال لوب بذلها من طرف مؤدي خدمة التصديق في هذا االلتزام هي عناية الرجل العادي وفقا للقواعد العامة في‬
‫االلتزام‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن قانون اليونسترال النموذجي وكذا قانون العامالت االلكترونية اإلماراتي قد استعمال مص لل‬
‫العشاية املع ولة على عكس باقي التشريعات التي لم تحدد نوا االلتزام و درجة العناية ال لو ة‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يص ـ ـ ـ ـعــب في الغــالــب تزويرهــا أو تحريدهــا مثــل جواز الس ـ ـ ـ ــدر‪ ،‬كمــا ي ــب عليــه إنبــات اتبــاا اإلجراءات‬
‫الصحيحة لعملية القيد من األورا السلمة و ب اقة التنجيل‪.1‬‬
‫إن ت ييف التزام مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بأنه التزام ببذل عناية ريم ص ـ ـ ـ ــحته و‬
‫نجاه ه ال يخدم الدائن بهذا االلتزام س ـ ــواء كان ص ـ ــاحب ش ـ ــهادة التوقيع االلكتروني أو الغير العول‬
‫على هذا التوقيع في حالة اإلخالل به‪ ،‬ذل أن هذا النوا من االلتزامات يلقي عمت إنبات اإلخالل على‬
‫الدائن به مع ما يتضمنه األمر من صعو ة بالغة بسبب عدم وضع النصو القانونية الن مة لهذه‬
‫السألة سواء على الصعيدين الوطني أو الدولي ضوابس أو حدود أو قيود على هذا االلتزام إذ جعلته‬
‫التزاما عاما فضــداضــا واســع الن ا من خالل تخويل مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني باســتعمال‬
‫كافة الوسائل الادية و البشرية للتيقن من مدذ مصداقية و صحة البيانات القدمة‬
‫ثانيا‪ -‬االلتزام بالسرية‪:‬‬
‫يقصـ ــد بضـ ــمان سـ ــرية البيانات أن يقوم مزود خدمة التصـ ــديق االلكتروني بتأمي ها ب ريقة‬
‫أو الت بيقات أو الهيئات الرخص لها‬ ‫ت علها محصنة من أن ي لع علتها أيا كان باستعناء األ ما‬
‫بذل فهي ن ام قائم على التشدير‪.2‬‬
‫و يعتبر االلتزام بالسـ ـ ــرية من االلتزامات الجوهرية اللقاة على عاتق مؤدي خدمة التصـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني‪ ،‬حي ــا ألزم ــت ال ــادت ــان ‪ 42‬و ‪ 43‬من الق ــانون ‪ 04-15‬يح ــدد القواع ــد الع ــام ــة للتوقيع و‬
‫التص ـ ــديق االلكترونيين مؤدي خدمة التص ـ ــديق بالحدا على س ـ ــرية البيانات و العلومات التعلقة‬
‫بشــهادات التصــديق االلكتروني المنوحة مع منعه من جمع البيانات الشــمصــية ل الب الشــهادة إال‬
‫إذا أبدذ موافقته الصــريحة على ذل بشــر أن يقتصــر األمر على البيانات الالزمة و الضــرورية لنح‬
‫و حد الش ــهادة‪ ،‬و الحكمة من ذل أن الس ــرية تش ــكل الض ــمانة الرئيس ــية لدعم الثقة و األمان في‬

‫‪.48‬‬ ‫‪ ) 1‬باسم محمد فاضل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪2 ) FARES Wafàa, Signature électronique : sécurité des données, revue du droit marocain, N0 7,‬‬
‫‪2009, P 46.‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫متباعدين مكانيا و ال يعرفون بعضـ ـ ــهم البعج وال ي معهم‬ ‫البيئة الرقمية التي ت مع بين أ ـ ـ ــما‬
‫م لس عقد واحد‪.1‬‬
‫و ت در اإلشـ ـ ــارة إلى أن الادة ‪ 61‬من القانون ‪ 04-15‬سـ ـ ــالف الذكر قد جعلت مؤدي خدمة‬
‫التصديق االلكتروني بمثابة السؤول الوحيد عن سرية بيانات إنشاء التوقيع االلكتروني‪ ،‬علما و أن‬
‫السـ ــرية في هذا القام تدسـ ــر تدسـ ــيرا واسـ ــعا لتشـ ــمل كافة البيانات الصـ ــرح بها و الذكورة في شـ ــهادة‬
‫التصـ ــديق إذ يسـ ــتوي في ذل أن تتعلق البيانات بالت ارة االلكترونية و صـ ــدقاتها أو أن تكون بيانات‬
‫الذين تقدموا ب لب على الحص ـ ــول على الترخيص س ـ ــواء‬ ‫ذات طابع ـ ــمح ـ ـ ي مرتب ة باأل ـ ــما‬
‫اعتبــاريــة تريــب في ولو خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق‬ ‫ألندس ـ ـ ـ ــهم ( ـ ـ ـ ــمص طبيني) أو كممثلين أل ـ ـ ـ ـمــا‬
‫االلكتروني‪.2‬‬
‫إن ض ــمان س ــرية البيانات يعتبر التزاما عاما ملق على هيئة التص ــديق االلكتروني كش ــمص‬
‫معنوي رفقــة كــل ال ــاقم الش ـ ـ ـ ـكــل للهيئــة من خبراء وفنيين وحتى إداريين‪ ،‬حيــا تترتــب الس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫الدنية لجهة التصــديق عن إخاللها بااللتزام بالســرية أيا كان مصــدر إفشــاء الســر و بغج الن ر عن‬
‫الركز أو النصب الذي يتبوؤه الشمص الذي قام بإفشائه‪.3‬‬
‫ثالثا‪ -‬االلتزام بتقديم خدمات التصديق االلكرتوني (اإلصدار‪ ،‬التعليق واإللغاء)‪:‬‬
‫يلتزم مؤدي خدمة التصـ ـ ـ ــديق االلكتروني بتقديم م موعة المدمات الرتب ة بأشـ ـ ـ ــاطه من‬
‫إصدار للشهادة وتعليقها أو حتى إلغاوها متى اجتمعت الشرو القانونية الالزمة لتقرير كل حالة من‬
‫الحاالت الذكورة‪:‬‬
‫أ‪/‬اإللتزام بإصدار شهادة التصديق االلكرتوني‪:‬‬
‫ألزمت الادة ‪ 44‬من القانون ‪ 04-15‬مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني بمنح شــهادة أو أك ر‬
‫لكل ـ ـ ــمص يقدم طلبا وذل بعد التحقق من هويته وحتى من ص ـ ـ ــداته الماص ـ ـ ــة عند االقتض ـ ـ ــاء‪.‬‬
‫ويش ــتر في الش ــهادة المنوحة ل الب التص ــديق االلكتروني أن تتض ــمن كل البيانات التي من ش ــأ ها‬

‫‪ ) 1‬رضوان قرواش‪ ،‬هيعاو ال صمي اةل نني امل ل ال اجون ‪ 04-15‬امل عل بال وامم العامة لل وقيع نال صمي‬
‫اةل نجيين (املفهون ناةل زاماو)‪ ،‬م لة اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد لين دبايين س يف‪ ،2‬العدد ‪،24‬‬
‫جوان‪.417 ،‬‬
‫‪.245‬‬ ‫‪ ) 2‬عائشة قصار الليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ ) 3‬أن ر الادة ‪ 42‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫التأكيد على صــحة التوقيع االلكتروني و نســبته إلى صــاحبه و أنه يســتوفي جميع الشــرو النصــو‬
‫علتها قانونا‪ ،‬لذل ت هر أهمية هذه الش ـ ـ ـ ــهادة في أ ها تض ـ ـ ـ ــمن و تؤكد العالقة بين الوقع و التوقيع‬
‫االلكتروني من أجل تدادي انتحال ـ ـ ــمص ـ ـ ــية الوقع أو التالعب بمض ـ ـ ــمون الرس ـ ـ ــالة‪ ،‬فالغالب أن‬
‫الرسل إليه ال يعرف مأم ت الرسالة ( الوقع) إذا تم التعاقد عبر الوسائس االلكترونية‪ ،‬إذ يمكن ألي‬
‫مص يخر أن يقتحم موقعه و يقوم بالتالعب بمحتوذ البيانات نم يرسلها من جديد‪ ،‬أو أن مأم ت‬
‫الرس ـ ـ ـ ــالة قد ينكرها في حالة ما إذا رأذ أن الص ـ ـ ـ ــدقة لم تعد مالئمة له‪ ،‬لذل كانت الحاجة ماس ـ ـ ـ ــة‬
‫الشترا تقديم شهادة من جهة نالثة محايدة تضمن نسبة التوقيع االلكتروني إلى التعاقد معه‪.1‬‬
‫ب‪/‬اإللتزام بتعليق العمل بشهادة التصديق االلكرتوني أو إلغائها‪:‬‬
‫يقع على عاتق مؤدي خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني بعد إص ـ ـ ــدار الش ـ ـ ــهادة ض ـ ـ ــمان متابعة‬
‫وتحديا العلومات التي تتعلق بص ـ ــاحب التوقيع وكل ما ي رأ على مركزه القانوني من تغييرات لها‬
‫عالقة بالبيانات الذكورة‪ ،‬وخالل عملية التحديا قد يتبين له بأ ها اص ــبحت يير قابلة لالعتماد أو‬
‫يير جديرة بالتعويل علتها‪ ،‬األمر الذي يستوجب اتخاذ إجراءات تعليقها أو إلغاوها هائيا‪.2‬‬
‫و ــاس ـ ـ ـ ــتقراء نص ال ــادة ‪ 45‬من القـ ــانون ‪ 05-15‬التعلق ب ــالقواع ــد الع ــام ــة للتوقيع والتصـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكترونيين ن د أن الش ـ ـ ـ ــرا قد ن م مس ـ ـ ـ ــألة إلغاء ش ـ ـ ـ ــهادات التص ـ ـ ـ ــديق بناء على طلب ص ـ ـ ـ ــاحب‬
‫الشــهادة أو بدون طلب منه مع تغافله عن التصــدي لســألة تعليق الشــهادة أو توقيدها مؤقتا مختلدا‬
‫في ذل عن بعج التشريعات األخرذ‪.‬‬
‫وعليه فإن الحاالت التالي جاءت بها الادة ‪ 45‬من القانون س ـ ــالف الذكر تش ـ ــكل أس ـ ــبابا قانونية‬
‫تبرر تدخل مؤدي خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني دون حاجة ل لب من الش ـ ـ ــمص العني إللغاء العمل‬
‫بشهادة التصديق‪ .‬هذه الحاالت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إذا تبين أن الش ـ ـ ـ ـهــادة قــد تم منحهــا بنــاء على معلومــات خــاطئــة أو مزورة‪ ،‬أو إذا أص ـ ـ ـ ــبحــت‬
‫العلومات الواردة في شــهادة التصــديق االلكتروني يير م ابقة للواقع أو إذا تم ان هاأ ســرية‬
‫بيانات إنشاء التوقيع‪،‬‬

‫‪ ) 1‬القرة داغي‪ ،‬عارف علي عارف‪ ،‬ارحماية ال اجوجية لل وقيع اةل نني د اسة ف هية م ا جة‪ ،‬م لة جامعة الدينة‬
‫‪.124-123‬‬ ‫العالية (م مع)‪ ،‬العدد ‪ ،9‬سنة ‪،2014‬‬
‫‪.419‬‬ ‫‪ ) 2‬رضوان قرواش‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪ ‬إذا تبين أن الشهادة أصبحت يير م ابقة لسياسة التصديق‪،1‬‬


‫‪ ‬في حالة علم مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني بوفاة الشــمص ال بيني أو بحل الشــمص‬
‫العنوي صاحب شهادة التصديق االلكتروني‪.‬‬

‫فدي حالة توفر حالة من الحاالت الذكورة في الادة ‪ 45‬أعاله ي ب على مؤدي خدمة التصـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني أن يصدر قرارا يلغي بمقتضاه شهادة التصديق مع ضرورة إخ ار صاحشها بذل وتسبيب‬
‫القرار التخذ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط قيام املسؤولية العقدية ملؤدي خدمة التصديق االلكرتوني جتاه املوقع‬

‫إن العالقة التي تر س مؤدي خد مة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بالوقع (ص ـ ـ ـ ــاحب التوقيع) ذات‬
‫طبيعة تعاقدية ت عل لكل م هما التزامات واجبة التنديذ ت اه اآلخر‪ ،‬لذل فهيئة التص ـ ـ ـ ــديق تلتزم‬
‫بمنح الشـ ـ ـ ــهادة و تعليقها و إلغاوها كما تلتزم بالحدا على سـ ـ ـ ــرية البيانات‪ ،‬و ذل تحت طائلة قيام‬
‫السؤولية الدنية العقدية لل رف الذي أخل بالتزاماته‪.‬‬
‫وألن الشصوص ال اجوجية املس حمثة الناظمة للتعامالت في البيئة الرقمية ال سيما القانون‬
‫‪ 04-15‬العلق بالقواعد العامة للتوقيع والتص ـ ـ ـ ــديق االلكترونيين والقانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة‬
‫االلكترونية لم تض ة ةةع أحكاما خاص ة ةةة بالس ـ ــؤولية الدنية لجهات التص ـ ــديق االلكتروني‪ ،‬ألن القانون‬
‫‪ 04-15‬اكتد بذكر م مل االلتزامات اللقاة على عاتق هذه الهيئات مع التذكير بقيام مس ـ ــؤولي ها في‬
‫حالة عدم تنديذها وذل ب ريقة تتسم بنوا من العمومية‪.‬‬
‫من إخض ـ ـ ــاا مزود خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني متى أخل بالتزاماته إلى‬ ‫وعليه فإنه ال منا‬
‫األحكـام و القواعـد العـامـة للمس ـ ـ ـ ــؤوليـة العقـديـة في القـانون الـدني‪ ،‬بش ـ ـ ـ ــر اجتمـاا كـل الش ـ ـ ـ ــرو‬
‫النص ــو علتها بداية بوجود عقد الكتروني ص ــحيح يأش ــأ بت ابق اإلرادتين حول الس ــائل الجوهرية‬
‫للعق ــد‪ ،‬مع احترام مح ــل العق ــد للش ـ ـ ـ ــرو الش ـ ـ ـ ــكل ــة ل ــه من وجود أو ق ــابلي ــة للوجود و تح ــدي ــد و‬
‫مش ـ ــروعية‪ ،‬إض ـ ــافة إلى وجود س ـ ــبب مش ـ ــروا يكون بمثابة الدافع إلى التعاقد‪ ،‬دون نس ـ ــيان ش ـ ــرو‬

‫‪ )1‬عرفت الادة ‪ 2‬فقرة ‪ 15‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالتوقيع و التصديق االلكترونيين سياسة التصديق بأ ها «سياسة‬
‫ال صمي اةل نني‪ :‬م موا القواعد و اإلجراءات التن يمية و التقنية التعلقة بالتوقيع و التصديق االلكترونيين ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 45‬فقرة ‪ 3‬من القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الص ـ ـ ـ ـح ـ ــة التمثل ـ ــة في خلو اإلرادة من العيوب األر ع ـ ــة العروف ـ ــة ( الغلس‪ ،‬الت ـ ــدليس‪ ،‬اإلكراه و‬
‫االستغالل)‪ ،‬و كذا توفر طرفي العقد على أهلية التعاقد‪.1‬‬
‫ومنه سـ ــندرس في هذا الدرا أركان السـ ــؤولية العقدية لؤدي خدمة التصـ ــديق االلكتروني في‬
‫ض ـ ـ ـ ــوء كل من القواعد العامة للقانون الدني وكذا احكام القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة‬
‫للتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬
‫أوال‪ -‬خطأ مؤدي خدمة التصديق االلكرتوني‪:‬‬
‫الم ــأ في مدهوم الس ـ ـ ـ ــؤوليــة العقــديــة هو ااخرت بــالتزام مص ـ ـ ـ ــدره عقــد ص ـ ـ ـ ــحيح ‪ ،‬هــذا‬
‫اإلخالل قــد يكون امتنــاعــا كليــا أو جزئيــا عن تنديــذ أحــد أو كــل االلتزامــات وقــد يكون م رد تــأخر في‬
‫تنديذ العقد أو تنديذا معيبا له‪.‬‬
‫وال شـ ـ أنه وباسة ة شاا بعج االلتزامات التي فرض ــها الش ــرا في القانون ‪ 04-15‬على مؤدي‬
‫خدمة التصـ ــديق االلكتروني مثل االلتزام بالحصـ ــول على ترخيص لمارسـ ــة الأشـ ــا و االلتزام بدفع‬
‫بعج اإلتــاوات الــاليــة و التي تعتبر أقرب إلى اإلجراءات أو الش ـ ـ ـ ــرو الش ـ ـ ـ ــكليــة م هــا إلى االلتزامــات‬
‫بمدهوم القانون الدني‪ ،‬فإن االلتزامات التي يتعهد بها مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق بالوقع هي التزامات‬
‫ذات مصـ ـ ــدر تعاقدي تتلمص أسـ ـ ــاسـ ـ ــا في تقديم خدمة التصـ ـ ــديق على التوقيع االلكتروني إلمكانية‬
‫التعويل عليه في العامالت والتصرفات القانونية التي يبرمها الوقع عبر االنترنت‪.‬‬
‫يير أن االلتزامات التي يتعهد بها مؤدي خدمة التص ـ ــديق عديدة متنوعة وتختلف من حيا‬
‫ال بيعة بين التزام ببذل عناية مثلما هو الش ـ ـ ـ ــأن بالأس ـ ـ ـ ــبة لاللتزام بالحدا على س ـ ـ ـ ــرية البيا نات‬
‫والتــأكــد من ص ـ ـ ـ ــح هــا‪ ،2‬و بين التزام بتحقيق نتي ــة مثــل منح أو تعليق أو إلغــاء ش ـ ـ ـ ـهــادة التص ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني متى توفرت حـالـة من الحـاالت الـذكورة في الـادة ‪ 44‬من القـانون ‪ 04-15‬التعلق بـالقواعـد‬
‫العامة للتوقيع و التصديق االلكترونيين‪.‬‬

‫‪ ) 1‬بالأسبة لؤدي خدمة التصديق االلكتروني فهو بمثابة مص اعتباري و التالي ميدترض فيه اكتمال األهلية في كافة‬
‫األنش ة الرخص له بمزاول ها‪ ،‬أما المثل القانوني لهيئة التصديق فاألعمال التي ميمارسها تعتبر بالأسبة إليه دائرة بين الندع‬
‫والضرر‪ ،‬لذل يكديه أن يكون مميزا ولو أن إدارة هذا النوا من الؤسسات العمومية ال يتم إسناده للقصر من الناحية‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫‪.457‬‬ ‫‪ ) 2‬مص د هأشور وسيمة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫لذل س ـ ـ ــوف نتناول اإلخالل بكل التزام بدال من محاولة معالجة كافة األخ اء العقدية التي‬
‫قــد يرتكشهــا مزود خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق في مواجهــة طــالــب الش ـ ـ ـ ـهــادة أو الغير الــذي يعتمــد علتهــا‪ ،‬ن را‬
‫الختالف طبيع ها و التبعية األحكام القانونية التي تخضع لها خاصة من حيا اإلنبات‪.‬‬
‫‪/1‬اإلخالل بااللتزام مبنح أو إلغاء شهادة التصديق ‪:‬‬
‫يعتبر إصــدار ومنح شــهادة التصــديق االلكتروني بمثابة االلتزام األســاوـ ي واملحوري في عالقة‬
‫مؤدي خدمة التصـ ــديق مع الوقع‪ ،‬ذل أن االلتزامات األخرذ مثل الحدا على السـ ــرية والتأكد من‬
‫صـ ـ ــحة البيانات ما هي إال التزامات تبعية تسـ ـ ــتند في وجودها إلى التزام أصـ ـ ــلي ما وجدت إال دعما له‪،‬‬
‫كما أن االلتزام بإلغاء أو تعليق شــهادة التصــديق يمكن أن يوضــع في خانة االلتزامات الوصــوفة أل ها‬
‫مرتب ة بتحقق شر معين أو توفر حالة من الحاالت التي حددها الشرا مثل وفاة صاحب التوقيع‬
‫االلكتروني‪.‬‬
‫و عليه فإن أهمية ش ــهادة التص ــديق االلكتروني ت هر في كو ها تأمـ ـ ت عالقة بين هوية الوقع‬
‫و الع يات الس ـ ــتخدمة من أجل التحقق من س ـ ــالمة هذا التوقيع‪ ،1‬لذل فإن امتناا مؤدي خدمة‬
‫التص ـ ــديق أو تأخره في منح ش ـ ــهادة التص ـ ــديق االلكتروني الوص ـ ــوفة دون س ـ ــبب جدي من ش ـ ــأنه أن‬
‫يلحق أض ـ ـ ـرارا مادية و حتى أدبية ب الب الشـ ـ ــهادة‪ ،‬ألن هذه األخيرة تعتبر قوام التوقيع االلكتروني و‬
‫مص ـ ــدر الثقة فيه و س ـ ــبب تعويل الغير و اعتماده عليه‪ ،‬كما أن االمتناا عن منح الش ـ ــهادة الذكورة‬
‫سي عل التوقيع االلكتروني عديم الحجية و يير صالل ألن يعتد به كدليل إنبات‪.2‬‬
‫وقد اعتبر الدقه‪ 3‬أن االلتزام بمنح شـ ــهادة التصـ ــديق االلكتروني هو التزام بتحقيق نتي ة ال‬
‫التزاما ببذل عناية‪ ،‬حيا يكدي صــاحب التوقيع االلكتروني أن يتبع الشــكليات التي يشــترطها القانون‬
‫ليتقرر له حق ــمحـ ـ ي في ذمة مؤدي خدمة التص ــديق االلكتروني يكون بمقتض ــاه هذا األخير ملزما‬

‫‪1 ) « Le certificat établit un lien entre L’identité du signataire et les données utilisées pour vérifier la‬‬
‫‪signature ». Didier GOBERT, Cadre juridique pour les signatures électroniques et les services de‬‬
‫‪certification : Analyse de la loi du 9 juillet 2001, publiée in la preuve, formation permanant C.U.P, Vol 54,‬‬
‫‪Mars, p 19.‬‬
‫‪ )2‬محمد حاتم البيات‪ ،‬املسدنلية املمجية من ارا أ امل املعامرو التي ت م من طري الوسائط اةل نجية‪ ،‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة للمشاركة في أشغال مؤتمر للمشاركة في مؤتمر العامالت اإللكترونية (الت ارة االلكترونية‪ -‬الحكومة االلكترونية)‬
‫الن م من طرف مركز الدراسات والبحوث االستراتي ية في د ي‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬من ‪ 19‬إلى ‪ 20‬ماي ‪.827 .2009‬‬
‫‪.113‬‬ ‫‪ )3‬باسم محمد فاضل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫بتحقيق نتي ة معينة تتمثل في إصدار ومنح شهادة التصديق االلكتروني ل الشها‪ ،‬إذ تقوم مسؤوليته‬
‫العقدية ت اه ص ـ ــاحب التوقيع متى أخل بااللتزام الذكور‪ ،‬وذل لوجود راب ة تعاقدية بين ال رفين‬
‫تحكمها بنود عقد تقديم المدمات البرم بي هما‪.‬‬
‫وعليه فإن صـاحب التوقيع االلكتروني التضـرر من عدم حصـوله على شـهادة التصـديق من‬
‫طرف مؤدي المدمة يكديه وفقا للقواعد العامة في الس ـ ـ ـ ــؤولية العقدية أن يثبت الراب ة العقدية‬
‫بي هما‪ ،‬من خالل تقدمه بالونائق الالزمة والتي تش ـ ـ ـ ــكل ق وة إلبرام عقد تقديم المدمة أما اايماب‬
‫فهو مدترض في جـانـب مؤدي خـدمـة التص ـ ـ ـ ــديق بم رد حص ـ ـ ـ ــولـه على الترخيص لمـارس ـ ـ ـ ــة نش ـ ـ ـ ــا‬
‫التصديق‪.‬‬
‫أما إنبات الم أ العقدي في هذه الحالة فهو أمر يسـ ـ ـ ــير إذ يكدي صـ ـ ـ ــاحب التوقيع أن ميثبت‬
‫عدم حصــوله على الشــهادة العنية أو حصــوله علتها بعد فوات اآلجال التدق علتها‪ ،‬لتقوم الســؤولية‬
‫العقدية لؤدي خدمة التصديق االلكتروني و التي يلتزم بموجشها ب بر األضرار الالحقة بال رف اآلخر‬
‫على أس ــاس ما فاته من كس ــب و ما لحقه من خس ــارة‪ ،‬و ذل بدفع مبل تعويج يأخذ بعين االعتبار‬
‫األضـ ـرار التوقعة وقت التعاقد دون األضـ ـرار يير التوقعة‪ ،‬إال إذا ارتكب الدين و هو في هذه الحالة‬
‫مؤدي خدمة التص ــديق االلكتروني يش ــا أو خ أ جس ــيما‪ ،‬حيا يكون ملزما بتعويج كافة األضـ ـرار‬
‫رفان وقت إبرام العقد‪1.‬‬ ‫بما في ذل تل التي لم يتوقعها ال‬
‫يير أنه وإن كان الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري في القواعد العامة قد وض ـ ـ ـ ــع أس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــا ومعايير لتقدير مبل‬
‫التعويج تتمثل أس ـ ــاس ـ ــا فيما لحق الدائن من خس ـ ــارة وما فاته من كس ـ ــب إض ـ ــافة إلى العنت الذي‬
‫أبداه الدين في الوفاء في حالة الحكم عليه بغرامة تهديدية‪ ،‬فإن قانون اليونس ــترال النموذجي بش ــأن‬
‫التوقيعات االلكترونية قد حدد م موعة من العوامل مذكورة على س ـ ـ ـ ــبيل الثال ال الحص ـ ـ ـ ــر يأبغي‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 182‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا لم يكن التعويج مقدرا في العقد‪ ،‬أو في القانون فالقاض ي‬
‫هو الذي يقدره‪ ،‬ويشمل التعويج ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب‪ ،‬بشر أن يكون هذا نتي ة طبيعية لعدم‬
‫الوفاء بااللتزام أو التأخر في الوفاء به‪ .‬ويعتبر الضرر نتي ة طبيعية إذ الم يكن في است اعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد‬
‫معقول‪.‬‬
‫يير أنه إذا كان االلتزام مصدره العقد‪ ،‬فال يلتزم الدين الذي لم يرتكب يشا أو خ أ جسيما إال بتعويج الضرر الذي كان‬
‫يمكن توقعه عادة وقت التعاقد ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أخ ــذه ــا بعين االعتب ــار في ح ــال ــة تق ــدير التعويج ال ــذي يمنح للموقع أو الغير العول على ش ـ ـ ـ ـه ــادة‬
‫التصديق االلكتروني‪ ،‬هذه العوامل هي‪:‬‬
‫‪ ‬تكلدة الحصول على الشهادة‪،‬‬
‫‪ ‬طبيعة العلومات التي ي ري التصديق علتها‪،‬‬
‫‪ ‬وجود أي قيد‪،‬‬
‫‪ ‬وجود أي بيان من مسؤولية مقدم خدمات التصديق‪،‬‬
‫‪ ‬وجود الدولة التي يوجد فتها مقدم خدمات التص ـ ـ ـ ــديق ي بق قانو ها بموجب قاعدة تنازا‬
‫القوانين ذات الصلة‪.‬‬

‫ونالح هنا أن قانون اليونس ـ ـ ـ ــترال النموذجي لم يميز بين الس ـ ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ـ ــيرية والعقدية في‬
‫تقــدير مبل التعويج حيــا أخض ـ ـ ـ ــع هــذا األخير لندس األس ـ ـ ـ ــس والعــايير تمــامــا مثلمــا هو األمر في‬
‫القواعد العامة‪ ،‬يير أن االختالف الوحيد بي هما يمكن في التعويج عن األضرار يير التوقعة‪.‬‬
‫أما التزام هيئات التص ـ ـ ـ ــديق بإلغاء ش ـ ـ ـ ــهادة الص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني فال ش ـ ـ ـ ـ أنه هو اآلخر التزام‬
‫بتحقيق نتي ة‪ ،‬حيا ال تمل الهيئات الذكورة أي س ـ ـ ـ ــل ة لتقدير إلغاء الش ـ ـ ـ ــهادة أو عدم إلغاوها‪،‬‬
‫ن را لوض ـ ـ ـ ــوح الحــاالت التي أوردهــا الش ـ ـ ـ ــرا في نص الــادة ‪ 45‬من القــانون ‪ 04-15‬التعلق بــالقواعــد‬
‫العامة للتوقيع و التص ـ ـ ـ ــديق االلكترونيين و التي تلزم مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق بإص ـ ـ ـ ــدار قرار يلغي‬
‫الش ـ ـ ــهادة متى تحققت إحدذ الحاالت‪ ،‬و الحكمة من ذل هي انتداء علة وجود الش ـ ـ ــهادة الذكورة و‬
‫التمثلة في زرا الثقة و األمان في التعامالت االلكترونية هدفها الرئيس ي و سبب إصدارها‪ ،1‬فدي حالة‬
‫ما إذا نبت أن البيانات التي تض ـ ــمن ها ش ـ ــهادة التص ـ ــديق االلكتروني كانت خاطئة أو مزورة أو محرفة‬
‫فإن الثقة فيما تض ــمنته من بيانات س ــتنعدم و التعويل علتها من طرف الغير س ــيزول و ض ــررها على‬
‫ص ـ ــاحب التوقيع س ـ ــيكون أكبر من ندعها‪ ،‬لذل فمتى تم إخ ار مؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني‬
‫بوجود تزوير في البيانات كان لزاما عليه إص ـ ـ ـ ــدار قرار بإلغاء الش ـ ـ ـ ــهادة تحت طائلة اعتباره مرتكبـا‬

‫‪ )1‬كامران الصال ي‪ ،‬ال يعة ال اجوجية ملسدنلية مزند ارامماو امل قاجون املعامرو نال ما ة اةل نني ااما اتي قم‬
‫(‪ )1‬لسشة ‪ ،2006‬بحا مقدم للمشاركة في مؤتمر العامالت اإللكترونية (الت ارة االلكترونية‪ -‬الحكومة االلكترونية) الن م‬
‫من طرف مركز الدراسات والبحوث االستراتي ية في د ي‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬من ‪ 19‬إلى ‪ 20‬ماي ‪.650 ،2009‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫لم ــأ عقــدي تقوم معــه الس ـ ـ ـ ــؤوليــة العقــديــة في مواجهــة الوقع و كــذا كــل من عول أو اعتمــد على‬
‫التوقيع االلكتروني بعد عملية اإلخ ار‪.‬‬
‫‪ /2‬اإلخالل بااللتزام بالتحقق من دقة املعلومات ‪:‬‬
‫إن الهدف األس ـ ـ ـ ــاو ـ ـ ـ ـ ي من تن يم عملية تونيق التوقيعات االلكترونية هو تأمين العامالت‬
‫الرقمية و زرا مزيد من الثقة و األمان فتها‪ ،‬و ذل بالن ر لالنتشار الكبير ألعمال القرصنة والتحايل‬
‫و االختراقات يير الش ــروعة و تحريف مض ــمون الراس ــالت الرقمية مما ش ـكل عقبة في س ــبيل ازدهار‬
‫وت ور الت ارة االلكترونية‪ ،1‬لذل بدا من الض ـ ــروري إس ـ ــناد عملية التص ـ ــديق االلكتروني إلى طرف‬
‫محايد تدترض فيه الثقة و الش ــروعية‪ ،‬مع إلزامه قانونا بالتأكد و التحقق من مدذ ص ــحة و ص ــد‬
‫البيانات القدمة إليه‪ 2‬ألن هذه األخيرة هي مص ـ ــدر الثقة في ش ـ ــهادة التص ـ ــديق االلكتروني و بالتبعية‬
‫التعويل علتها إلبرام تصرفات قانونية إلكترونية‪.‬‬
‫يير أن االلتزام بالتأكد من ص ـ ـ ـ ــحة البيانات القدمة للتص ـ ـ ـ ــديق على التوقيع االلكتروني هو‬
‫التزام في مواجهة الغير‪ 3‬ال في مواجهة صــاحب التوقيع‪ ،‬ألن هذا األخير هو الذي قدم البيانات وهي في‬
‫الغالب ونائق ـ ــمصـ ــية يأبغي عليه التأكد من صـ ــح ها ودق ها بندسـ ــه‪ ،‬و التالي فمن يير الن قي أن‬
‫يكون صــاحب حق في التعويج ت اه مؤدي المدمة نتي ة ما ورد في شــهادة التصــديق االلكتروني من‬
‫أخ اء ألن البدأ هو أن القصر ال يستديد من تقصيره‪.‬‬
‫بل إن بعج التش ـ ـ ـ ــريعات القارنة مثل قانون العامالت االلكترونية البلجيكي قد ذهبت إلى‬
‫أبعد من ذل حينما اعتبرت هيئات التصديق االلكترونية مسؤولة ت اه الغير الذي عول على شهادة‬
‫التونيق فقس في حالة اســتعمالها لوســائلها الماصــة للتأكد من صــحة العلومات‪ ،‬بينما تعد من كل‬

‫‪ )1‬ممدوح عبد الحميد عبد الل يف‪ ،‬جرائم اس مان ة ة املعلوماو العاملية‪ ،‬بحث م من للمشا كة امل أممات مدتمر‬
‫ال اجون نال م يوترناةج جا‪ ،‬الن م من طرف كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العر ية التحدة‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي‬
‫‪ ،2000‬املجلد األول‪.228 ،‬‬
‫‪ )2‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 53‬من القانون ‪ 04-15‬يحدد القواعد العامة التعلقة بالتوقيع والتصديق االلكترونيين‪.‬‬
‫‪ )3‬الغير في هذا اإلطار هو كل طرف أجنمي عن العالقة بين مزود خدمة التصديق االلكتروني وال رف العول طالب‬
‫الشهادة ‪ .‬يالء يعقوب النعيمي‪ ،‬ال صمي م ال وقيع الرقمي‪ :‬مفهومه نالعرقاو ال اجوجية الشاةعة مشه‪ ،‬مقال مأشور‬
‫بم لة الحقو للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬العدد األول‪.303 ،2011 ،‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫مسـ ـ ــؤولية مدنية ت اه الغير إذا كان ما تضـ ـ ــمنه شـ ـ ــهادة التصـ ـ ــديق من معلومات خاطئة قد أدلى به‬
‫العميل وهو طالب الشهادة أي صاحب التوقيع االلكتروني‪.1‬‬
‫يير أن ه ــذا التوج ــه أو ه ــذه الدلس ـ ـ ـ ـد ــة يير ص ـ ـ ـ ـ ــالح ــة للت بيق في الق ــانون الجزائري ن را‬
‫للص ـ ـ ـ ــياية التي جاءت بها مواد الدص ـ ـ ـ ــل الثاني من القانون ‪ 04-15‬يحدد القواعد العامة للتوقيع و‬
‫التصديق االلكترونيين حيا وردت الواد الذكورة في شكل قواعد قانونية يمرة مبتدئة بعبارة ي ب‬
‫بشــكل ي عل من التزام مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني التزاما مشــددا‪ ،‬كما أن الادة ‪ 53‬فقرة ‪1‬‬
‫من القانون ســالف الذكر قد ق عت الشـ باليقين حينما جعلت مســؤولية مؤدي خدمة التصــديق‬
‫االلكتروني قائمة ت اه العول على التوقيع االلكتروني فيما يخص جميع العلومات الواردة في شهادة‬
‫التصديق االلكتروني الوصوفة‪.‬‬
‫وعليه فإن التزام مؤدي خدمة التصـ ـ ـ ــديق بالتأكد من صـ ـ ـ ــحة وسـ ـ ـ ــالمة البيانات في مواجهة‬
‫الغير هو التزام ببــذل عنــايــة‪ ،‬والس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة في حــالــة توفر أر ـك ـا هــا هي مس ـ ـ ـ ــؤوليــة يير عقــديــة‬
‫(تقصـ ـ ــيرية) بسـ ـ ــبب انعدام الر ا التعاقدي بين ال رفين‪ ،‬حيا يتوجب على التضـ ـ ــرر (العول على‬
‫التوقيع االلكتروني) إنبات عدم دقة البيانات الواردة في ش ـ ـ ـ ــهادة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني وأن ذل قد‬
‫ألحق به ضررا يستحق التعويج‪.‬‬
‫وقــد ورد في نص الدقرة األخيرة من الــادة ‪ 53‬من القــانون ‪ 04-15‬و هي ذات الص ـ ـ ـ ـيــايــة التي‬
‫جاءت بها الدقرة األولى من الادة الس ــادس ــة من التوجيه األورو ي اس ــتعناء مداده إعداء مؤدي خدمة‬
‫التصــديق االلكتروني من الســؤولية إذا أنبت أنه لم يرتكب أي إهمال‪ ،‬وهو األمر الذي دفع البعج‪2‬‬

‫إلى القول أن مس ــؤولية هيئة التص ــديق في هذه الحالة هي مس ــؤولية مدترض ــة افتراض ــا بس ــي ا يمكن‬
‫لؤدي خدمة التصــديق أن يثبت عكســه و ذل بإنبات أنه لم يقصــر و لم يقع منه أي إهمال في أدائه‬
‫اللتزاماته‪.‬‬

‫‪.829‬‬ ‫‪ )1‬محمد حاتم البيات‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ،265‬أن ر أيضا‪:‬‬ ‫‪ )2‬عائشة قصار الليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫حنان إسويكت‪ ،‬املسدنلية ال اجوجية مل ممي خمماو املصادقة اةل نجية‪ ،‬م لة األبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬الركز‬
‫الغر ي للدراسات واالستشارات القانونية وحل النازعات‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ديسمبر ‪.85 ،2014‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫والالح أن الش ـ ـ ــرا قد اس ـ ـ ــتحدث ص ـ ـ ــورة جديدة من ص ـ ـ ــور الس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية و هي‬
‫الس ـ ـ ــؤولية الدترض ـ ـ ــة عن الدعل الش ـ ـ ــمحـ ـ ـ ـ ي‪ ،‬و في هذا خرو كبير عن القواعد العامة التي ت عل‬
‫الســؤولية عن الدعل الشــمح ـ ي قائمة على أســاس الم أ واجب اإلنبات بينما لم تعترف بالســؤولية‬
‫الدترضــة إال في إطار الســؤولية عن فعل الغير (مســؤولية متولي الرقابة ومســؤولية التبوا عن أعمال‬
‫تابعه) و كذا الس ــؤولية عن فعل األش ــياء (مس ــؤولية حارس المـ ـ يء و مس ــؤولية حارس الحيوان)‪ ،‬و‬
‫هو موقف نثمنه للمش ــرا الجزائري الذي نرذ أنه أص ــاب و حس ــنا فعل بتبنيه لهذا ال رح الجديد في‬
‫ميدان الس ــؤولية الدنية و الذي من ش ــأنه أن يكدل و لو نس ــبيا للمض ــرور (الغير) اس ــتيداء حقه في‬
‫التعويج‪ ،‬ن را لقصور القواعد العامة التي تقيم هذا النوا من السؤولية على أساس الم أ واجب‬
‫اإلنبات و هو أمر جد عسير بالن ر لل ابع الدني و التقني لعملية التصديق‪.‬‬
‫لكن وريم افتراض الم أ في جانب مؤدي خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني إال أن هذا االفتراض‬
‫ال يت ــاوز أن يكون م رد قرينــة بس ـ ـ ـ ــي ــة قــابلــة إلنبــات عكس ـ ـ ـ ـهــا‪ ،‬وهو أمر يير عح ـ ـ ـ ـ ي على هيئــات‬
‫التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بــالن ر لكون الم ــأ ذو طبيعــة فنيــة ونديــه يتم بــذات ال ريقــة خــاصـ ـ ـ ـ ــة مع‬
‫اإلمكـانيـات الدنيـة و البش ـ ـ ـ ــريـة التي تحوزهـا هـذه الهيئـات‪ ،‬لـذلـ ذهـب جـانـب من الدقـه إلى ال ـالبـة‬
‫بض ـ ـ ـ ــرورة إلزام جهات التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بالتأمين على مس ـ ـ ـ ــؤولي ها الدنية النات ة عن اإلخالل‬
‫بااللتزام بالتأكد من دقة البيانات الواردة في شهادة التصديق االلكتروني‪.1‬‬
‫يير أنه وريم اإلجماا الذي انعقد حول ال ابع التقصـ ـ ـ ــيري لسـ ـ ـ ــؤولية مؤدي خدمة التصـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني ت ـ ــاه الغير ال ـ ــذي اعتم ـ ــد على التوقيع االلكتروني‪ ،‬إال أن ج ـ ــانب ـ ــا من الدق ـ ــه يرذ ب ـ ــأن‬
‫السؤولية الدنية في هذا القام يمكن أن تكون مسؤولية عقدية‪ ،‬وذل في حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬امل حة ةةالة ةةة ا ت ة ةةاط املعوت م ال وقيع اةل نني براب ة ةةة م ة ةةمية ةةة م ة ةةاة ة ة ة ةةرة مع جهة ةةة‬
‫ال ص ة ة ة ةةمي كما في حالة تلقيه مباش ـ ـ ـ ــرة للش ـ ـ ـ ــهادة أو الدتاح العام‪ 2‬من طرف مؤدي خدمة‬

‫‪.832‬‬ ‫‪ )1‬محمد حاتم البيات‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬يوضع الدتاح العام على محرر أو مستند يأتمي إلى كارت التحديد الرقمي لهوية الشمص‪ .‬هذا الكارت يرسل مع هذا‬
‫املحرر أو الستند الرقمي الوقع عليه بواس ة تقنية الدتاح الما ‪ .‬ويست يع مستقبل الرسالة عن طريق استخدام وسائل‬
‫فنية مناسبة‪ ،‬أن يستخدم الدتاح لكي يتأكد أو يستونق من أن التوقيع الوجود على املحرر هو بالدعل توقيع محرره‪ ،‬ويوضع‬
‫الدتاح العام على شهادة التوقيع االلكتروني للشمص ‪ .‬عابد فايد عبد الدتاح فايد‪ ،‬ال ابة اةل نجية امل ال اجون املمني‬
‫الف رة نالو ائف‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.67 ،2007 ،‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫التصـ ـ ـ ــديق أو تحميله من موقعها على شـ ـ ـ ــبكة االنترنت‪ ،‬فهذا االتصـ ـ ـ ــال يكدي للتدليل على‬
‫وجود عقد يمكن للغير الذي يعول على الش ــهادة االس ــتناد إليه في الرجوا بدعوذ التعويج‬
‫على أساس السؤولية العقدية‪،‬‬
‫‪ ‬حالة توفرةةةرنط اةةة اط ملصةةلحة الغي ‪ :‬ويتحقق ذل عندما يشــتر صــاحب التوقيع‬
‫ٔ‬
‫الراد تونيقه على جهة الص ـ ــادقة االلكترونية أن تض ـ ــمن ات اه الغير االضـ ـ ـرار التي تلحقه‬
‫نتي ة تعويله على الش ــهادة‪ ،‬ف نذاأ ميأم ـ ت العقد التزاما قانونيا لص ــالل الغير تتحمله جهة‬
‫الصادقة إعماال للقواعد العامة في االشترا لصلحة الغير متى توافرت بقية الشرو ‪.1‬‬

‫يير أنني ال أشاطر هذا الرأي الدقهي وذل لألسباب التالية‪:‬‬


‫بالأس ــبة للحالة األنل فإن تلقي الش ــهادة أو نن ــمة م ها أو الدتاح العام مباش ــرة من طرف‬
‫مؤدي خدمة التص ـ ـ ــديق االلكتروني أو تحميلهما من الوقع ال يكدي للقول بأش ـ ـ ــوء راب ة عقدية بين‬
‫ال رفين‪ ،‬ذل ـ أن هــذا التعــامــل في حقيقــة األمر مــا هو إال تنديــذ لض ـ ـ ـ ــمون العقــد البرم بين هيئــة‬
‫التص ـ ـ ــديق و ص ـ ـ ــاحب التوقيع االلكتروني‪ ،‬فمن يير المكن أن يعتبر تنديذ أحد بنود عقد ما بمثابة‬
‫تعبير عن إرادة إلبرام عقــد جــديــد‪ ،‬كمــا أن خ ورة مــا يترتــب على اس ـ ـ ـ ــتعمــال ش ـ ـ ـ ـهــادة التصـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني من ينار يقتض ـ ـ ـ ـ ي وجود تعبير ص ـ ـ ـ ــريح عن اإلرادة و ت ابقها مع اإلرادة القابلة لها‪ ،‬أما في‬
‫هذه الحالة فاألمر يتعلق بم رد افتراض لت ابق اإلرادتين‪.‬‬
‫أمــا بــالأس ـ ـ ـ ـبــة للحــالــة الثــانيــة فهي األخرذ تنديــذ ألحــد بنود العقــد في ص ـ ـ ـ ــورة تعــديــل ألحكــام‬
‫السؤولية‪ ،‬ألن األصل أن الشمص ال يلتزم بتعويج أيا كان بموجب أحكام السؤولية العقدية ما لم‬
‫تر ه به عالقة تعاقدية‪.‬‬

‫‪.84‬‬ ‫‪ )1‬حنان إسويكت‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪/3‬اإلخالل بااللتزام بالسرية‪:‬‬


‫يقصـ ـ ــد بالسـ ـ ــرية الحدا على البيانات ذات ال ابع الشـ ـ ــمح ـ ـ ـ ي‪ 1‬القدمة من العميل إلى‬
‫الجهة املمتصة بإصدار شهادة التونيق االلكتروني ‪ 2‬أو هي قيام مزود خدمة التصديق االلكتروني‬
‫أو الت بيقات أو‬ ‫بتأمي ها ب ريقة ت علها محصـ ـ ـ ــنة من أن ي لع علتها أيا كان باسـ ـ ـ ــتعناء األ ـ ـ ـ ــما‬
‫الهيئــات الرخص لهــا بــذلـ فهي ن ــام قــائم على التش ـ ـ ـ ــدير ‪ ،‬مع اإلش ـ ـ ـ ــارة إلى الص ـ ـ ـ ــعو ــة البــالغــة في‬
‫الحدا على ســرية البيانات ن را لت ور أعمال القرصــنة و االخترا يير الشــروا بســبب عدم وجود‬
‫ن ام معلوماتي دقيق بأسـ ـ ـ ــبة ‪ 100‬بالائة أو به ضـ ـ ـ ــمان أمني كاف ألن شـ ـ ـ ــبكة العلومات متسـ ـ ـ ــعة و‬
‫متشــابكة األطراف بحيا أن أي ضــعف في أي طرف أو موقع بها يمكن أن يشــكل خ را على ســالمة و‬
‫ض ـ ـ ـ ـمــان الن ــام ككــل‪ ،3‬فــااللتزام بــاملحــاف ــة على س ـ ـ ـ ــريــة البيــانــات هو التزام ذو طبيعــة مت ورة ألن‬
‫التقنيات التي تحمي البرم يات اليوم قد ال تكون كافية لحماي ها بعد عدة أشــهر ن را ل هور مخاطر‬
‫جديدة يمكن أن تصـ ـ ــيب قواعد البيانات و ال تسـ ـ ــت يع التقنية القديمة أن تدفعها‪ ،‬مع مالح ة أن‬
‫تأمين البيانات ال يقتصـ ــر على منع القراصـ ــنة من الدخول إلتها بل يمتد ليشـ ــمل تأمي ها من اي خ ر‬
‫يهدد وجودها كتدميرها نتي ة لحادث فني أو فقدها أو العبا بها أو تغييرها‪.4‬‬
‫وعليــه فــإن االلتزام بــالس ـ ـ ـ ــريــة ال يعــدو أن يكون م رد التزام ببــذل عنــايــة معقولــة من طرف‬
‫مؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني للحيلولة دون تس ـ ــرب البيانات والعلومات ذات ال ابع الس ـ ــري‪،‬‬

‫‪1 ) L’article 2 du règlement général sur la protection des données du 25/05/2016 qui est entré en vaguer‬‬
‫‪effectivement le 25/05/2018 dispose que “Tout information se rapportant à une personne physique identifié‬‬
‫”…‪ou identifiable‬‬
‫‪ ) 2‬زيد حمزة مقدم‪ "،‬الشظان ال اجوني لل وثي اةل نني )د اسة م ا جة"( ‪ ،‬م لة الشريعة والقانون والدراسات‬
‫اإلسالمية كلية الشريعة والقانون جامعة افريقيا العالية السودان‪ ،‬السنة الثانية عشر‪ ،‬العدد‪ .139 ،2014 ، 24‬نقال‬
‫عن‪ :‬رضوان قرواش‪ ،‬الرجع السابق‪.417 ،‬‬
‫‪ ) 3‬عادل محمود شرف‪ ،‬عبد هللا إسماعيل عبد هللا‪ ،‬ضماجاو األمن نال أمين امل ة ة اةج جا‪ ،‬بحا مقدم للمشاركة في‬
‫أعمال مؤتمر القانون والكمبيوتر واالنترنت‪ ،‬الن م من طرف كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العر ية التحدة‪ ،‬من‬
‫‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي ‪ ،2000‬املجلد الثاني‪ ،‬ال بعة الثالثة‪.396 ،‬‬
‫‪ ) 4‬سامح عبد الواحد ال هامي‪ ،‬ارحماية ال اجوجية لل ياجاو الشاصية " د اسة امل ال اجون الفرن ي " (ال سم الثاني)‪،‬‬
‫م لة الحقو ‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،4‬سنة ‪.230 ،2011‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫وذل بالن ر إلى الت ور اليومي الذي تشهده تكنولوجيا العلومات والذي ي عل من البيانات عرضة‬
‫لالعتداء علتها مهما كانت األن مة والبرم يات الحمائية مت ورة‪.‬‬
‫ثـــانـــــيــــا‪ -‬الـــــضرر‪:‬‬
‫إذا كان الضــرر يحتل الرتبة الثانية بعد الم أ من حيا ترتيب أركان الســؤولية الدنية فإنه يتصــدر‬
‫ترتيشهــا من حيــا األهميــة‪ ،‬ن را لعــدم إمكــانيــة االس ـ ـ ـ ــتغنــاء عنــه مقــارنــة بــالم ــأ وألنــه منــا تقــدير‬
‫التعويج‪ .‬والض ـ ـ ـ ــرر عموما هو األذذ الذي يص ـ ـ ـ ــيب الش ـ ـ ـ ــمص في حق من حقوقه أو في مص ـ ـ ـ ــلحة‬
‫مشروعة سواء كان لذل الحق أو تل الصلحة ذات قيمة مالية أو لم تكن‬
‫و الض ـ ـ ــرر في هذا اإلطار ال يخر من حيا ش ـ ـ ــروطه عن الض ـ ـ ــرر وفقا للقواعد العامة حيا‬
‫يش ـ ـ ـ ــتر أن يكون شة ة ة ةةاصة ة ة ةةيا أي أن يلحق ص ـ ـ ـ ــاحب التوقيع أو من يمثله قانونا‪ ،‬كما يلزم أن يكون‬
‫الض ــرر م اة ةرا بمعنى أنه النتي ة ال بيعية للم أ إذ ال تعويج عن األض ـرار يير الباشــرة‪ ،‬إض ــافة‬
‫إلى ذل يأبغي أن يكون الضـ ــرر مح ا أي أن يناره قد ت سـ ــدت على أرض الواقع أو أ ها لم تت سـ ــد‬
‫بعد و لكن تحققها مؤكد فال حر في التعويج عن األض ـ ـ ـ ـرار املحتملة‪ ،‬و أخيرا يش ـ ـ ـ ــتر في الض ـ ـ ـ ــرر‬
‫الس ـ ـ ـ ــتحق للتعويج في الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة العق ــدي ــة أن يكون م وقع ةةا و هو أح ــد أهم مميزاته ــا مق ــارن ــة‬
‫بالس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية التي تخض ـ ـ ــع لبدأ التعويج الكامل الذي يش ـ ـ ــمل األضـ ـ ـ ـرار التوقعة و يير‬
‫التوقعة‪ ،‬كل هذا ما لم يتضمن عقد تقديم خدمة التصديق االلكتروني شرطا مشددا أو مخددا أو‬
‫معديا من السؤولية‪.‬‬
‫أما الض ـ ــرر في إطار الس ـ ــؤولية العقدية لؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني فهو األذذ الذي‬
‫يص ـ ـ ــيب التعاقد الثاني أي ص ـ ـ ــاحب ش ـ ـ ــهادة التص ـ ـ ــديق االلكتروني الوص ـ ـ ــوفة‪ ،‬و مثال ذل تعرض‬
‫من ومة إنشاء التوقيع االلكتروني لالخترا من طرف القراصنة أو الهاكرز و عدم قيام مؤدي خدمة‬
‫التص ـ ــديق االلكتروني بتعليق أو توقيف العمل بش ـ ــهادة التص ـ ــديق ريم إخ اره بعملية االخترا من‬
‫طرف الوقع‪ ،‬مع قيام ال رف الثالا و هو العول على ش ـ ـ ـ ــهادة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بإبرام عقود‬
‫ت ارية بمبال باهض ـ ــة باس ـ ــم ص ـ ــاحب الش ـ ــهادة الذي تلحقه أضـ ـ ـرار و خس ـ ــائر فادحة‪ ،‬األمر الذي‬
‫ت هج معه السؤولية العقدية لهيئة التصديق‪ ،1‬ألن عدم قيامه بإلغاء الشهادة ريم إخ اره بعملية‬

‫‪ ) 1‬دحماني سمير‪ ،‬ال وثي امل املعامرو اةل نجية (د اسة م ا جة)‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬لألعمال‪ ،‬كلية الحقو والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.177 ،2015 ،‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫االخترا يشكل خ أ عقديا‪ ،‬بينما تعتبر المسائر الالية الالحقة بصاحب التوقيع االلكتروني بمثابة‬
‫أض ـ ـرار من الناحية القانونية فهي قابلة ألن يعوض ص ـ ــاحشها بش ـ ــر وجود عالقة س ـ ــببية بين واقعة‬
‫االمتناا عن إلغاء الشهادة و بين تل األضرار‪.‬‬
‫ومن األمثلة التي يس ــوقها الدقه للض ــرر النالـ ـ ت عن خ أ مؤدي خدمة الص ــديق االلكتروني‬
‫امتناا الشـ ــمص العول على شـ ــهادة التصـ ــديق عن إبرام عقد أو صـ ــدقة مر حة نتي ة إيدال نشـ ــر‬
‫الشهادة لدذ التعامل مع مص لم يتحقق من هويته‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬عـالقة الـسـبـبية‪:‬‬
‫تعتبر عالقــة الس ـ ـ ـ ــببيــة نــالــا أر ـكـان الس ـ ـ ـ ــؤوليــة العقــديــة عمومــا ومس ـ ـ ـ ــؤوليــة مؤدي خــدمــة‬
‫التصـ ــديق االلكتروني على وجه المصـ ــو ‪ ،‬إذ ال مسـ ــؤولية دون اجتماا األركان الثالنة‪ ،‬وعليه فإنه‬
‫ال يكدي ارتكاب هيئات التصـ ـ ــديق ألخ اء عقدية حتى تقوم مسـ ـ ــؤولي ها كما ال يندع أن يلحق بالوقع‬
‫أو الغير اضـ ـ ـرارا مادية أو معنوية لس ـ ــاءلة تل الهيئات‪ ،‬ما لم يكن الم أ الرتكب هو الذي تس ـ ــبب‬
‫مباشرة في الضرر الذي لحق الخحية‪.‬‬
‫م‬
‫وتعتبر مسألة إنبات عالقة السببية من السائل العقدة في العامالت االلكترونية ن را لغلبة‬
‫الجانب الدني والتقني على الجوانب األخرذ‪ ،‬وعدم إمكانية تمييز األســباب الباشــرة عن يير الباش ـرة‬
‫واألسباب النت ة عن يير النت ة نتي ة ك رة التدخلين وطول اإلجراءات‪.‬‬
‫و من أمثلة الحاالت التي تقوم فتها مســؤولية مؤدي خدمة التصــديق االلكتروني ت اه الوقع‬
‫قيام أحد الوظدين بإفشـ ـ ـ ــاء بعج األس ـ ـ ـ ـرار القدمة في شـ ـ ـ ــكل بيانات أو معلومات إلنشـ ـ ـ ــاء التوقيع‬
‫االلكتروني‪ ،‬و قيام الغير باس ــتخدام هذه البيانات ب ريقة يير مش ــروعة األمر الذي يلحق بص ــاحب‬
‫التوقيع أض ـرار مادية و معنوية‪ ،‬و هو ما يع يه حق رفع دعوذ تعويج اس ــتنادا إلى قواعد و أحكام‬
‫السـ ـ ــؤولية العقدية ن را الجتماا أركا ها بداية بالركن الدترض التمثل في وجود عقد صـ ـ ــحيح و هو‬
‫عقد ت قديم خدمة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني‪ ،‬و توفر عنص ـ ـ ـ ــر الم أ العقدي من خالل إخالل الدين‬
‫(هيئة التصديق) بالتزامه العقدي باملحاف ة على سرية البيانات‪ ،‬مما أدذ إلى تضرر الدائن ( الوقع)‬

‫‪ )1‬فكري حلمي البنا‪ ،‬أحوات انع اد املسدنلية املمجية مشم اس مان ال وقيع اةل نني (د اسة تحليلية)‪ ،‬م لة‬
‫االقتصاد‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد ‪ ،657‬نوفمبر ‪.14 ،2014‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫من الناحيتين الادية و األدبية و هو ما ي عل الس ــؤولية العقدية لؤدي خدمة التص ــديق االلكتروني‬
‫نابتة ‪.‬‬
‫إن السـ ـ ــؤولية العقدية وعلى خالف السـ ـ ــؤولية التقصـ ـ ــيرية ‪ 1‬تقوم على أسـ ـ ــاس وحيد و هو‬
‫الم أ واجب اإلنبات أي أن الدائن ملزم بإنبات كافة عناصــر الســؤولية الســتحقا مبل التعويج‪،‬‬
‫علما و أن إنبات عالقة السـ ــببية يختلف بين ما إذا كان التزام مؤدي خدمة الصـ ــديق التزاما بتحقيق‬
‫نتي ة أو ببذل عناية‪ ،‬حيا يكدي في الحالة األولى إنبات عدم تحقق النتي ة لتقوم قرينة بس ـ ـ ـ ــي ة‬
‫ة‪2‬‬ ‫على أن خ أ الدين هو السبب في عدم تحقق النتي‬
‫إال أن الدين بااللتزام وهو في هذا القام من الدراس ـ ـ ـ ــة مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني‬
‫وفقـا للقواعـد العـامـة بـإمكـانـه ندي مس ـ ـ ـ ــؤوليتـه عن طريق إنبـات الس ـ ـ ـ ـبـب األجنمي كـالقوة القـاهرة أو‬
‫الحادث الد ائي أو خ أ الضــرور أو خ أ الغير‪ ،‬و مثال ذل إنبات مزود المدمة أنه التزم باألصــول‬
‫الدنيـة للمهنـة بمـا فتهـا مراعـاة القوانين و األن مـة التي تحـدد الجوانـب الدنيـة و اإلداريـة في إص ـ ـ ـ ــدار‬
‫الشهادات و مع ذل حدث الضرر‪.3‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية للموقع االلكرتوني‬

‫تر س ش ـ ـ ـ ـهــادة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني بين نالنــة أطراف يكون كــل م هم ملتزمــا بــالتزامــات معينــة ت ــاه‬
‫ال رفين اآلخرين إمــا قــانونــا أو اتدــاقــا‪ ،‬ممــا يأم ـ ـ ـ ـ ت ص ـ ـ ـ ــورا مختلدــة للمس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة تتراوح بين‬
‫السؤولية العقدية والتقصيرية و ين بعج الصور الماصة للمسؤولية‪.‬‬
‫وي عتبر صـ ـ ـ ـ ــاحــب التوقيع االلكتروني أو الوقع بمثــابــة همزة الوصـ ـ ـ ـ ــل بين كــل األطراف ألنــه‬
‫الوحيد الذي ت معه راب ة عقدية مع كل من مؤدي خدمة التصديق االلكتروني والعول على شهادة‬

‫‪ ) 1‬تقوم السؤولية التقصيرية على أسس مختلدة فهي تتراوح بين الم أ الواجب اإلنبات والم أ الدترض بنوعيه والسؤولية‬
‫الوضوعية‪ .‬أرجع‪ :‬الدصل األول من الباب األول من هذه الرسالة‪.‬‬
‫‪ ) 2‬لعروي زواوية‪ ،‬الع م اةل نني ناملسدنلية املمجية الشاتمة مشه (د اسة م ا جة)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم‪.135 ،2018 ،‬‬
‫‪ )3‬أقدس صداء الدين رشيد البياتي‪ ،‬إمفاا مزند خممة ال صمي اةل نني من املسدنلية املمجية (د اسة م ا جة)‪،‬‬
‫كلية القانون‪ ،‬جامعة الستنصرية‪ ،‬العرا ‪، ،‬العدد ‪ ،20‬املجلد ‪.319 ،2013 ،5‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫التصـ ــديق‪ ،‬األمر الذي ي عل من ال ابع العقدي لسـ ــؤوليته أمرا مؤكدا متى أخل بأي من االلتزامات‬
‫الدروضة عليه‪.‬‬
‫وعليه س ـ ـ ـ ــنقس ـ ـ ـ ــم هذا ال لب إلى فرعين نعال في األول م هما الس ـ ـ ـ ــؤولية العقدية للموقع‬
‫الكترونيا ت اه مؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني‪ ،‬في حين س ـ ــيخص ـ ــص الدرا الثاني لس ـ ــؤوليته أي‬
‫الوقع ت اه العول على شهادة التصديق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬املسؤولية العقدية للموقع جتاه مؤدي خدمة التصديق االلكرتوني‬

‫عرفــت الــادة ‪ 2‬من قــانون اليونس ـ ـ ـ ــترال النموذجي الوقع أو مس ـ ـ ـ ــتخــدم المــدمــة بــأنــه كــل‬
‫ـ ــمص حائز على بيانات إنشـ ــاء توقيع ويتص ـ ــرف إما باألص ـ ــالة عن ندس ـ ــه أو النيابة عن الش ـ ــمص‬
‫الذي يمثله ‪ ،‬فالوقع هو الذي يرتبس مع مؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني بعقد مداده الحص ـ ــول‬
‫على شهادة التصديق االلكتروني التضمنة التوقيع االلكتروني مع كافة البيانات الضرورية إلنشائه‪،‬‬
‫علما وأن ينار اس ــتعمال هذا التوقيع أو التعويل عليه تنصــرف إلى الوقع ــمص ــيا إذا كان قد تعاقد‬
‫أصالة عن ندسه بينما تنصرف إلى موكله إذا كان التعاقد بالنيابة‪.‬‬
‫ون را لوجود راب ة عقدية بين ال رفين فإن الوقع تكون على كاهله م موعة من االلتزامات‬
‫ت اه مؤدي خدمة التصـ ـ ــديق االلكتروني ن را لكون العقد ملزم لجانبين‪ ،‬األمر الذي ي عله عرضـ ـ ــة‬
‫لتحمل ينار و أحكام الســؤولية العقدية كلما أخل بأحد تل االلتزامات‪ .‬وعليه ســنحاول اســتعراض‬
‫ش ــرو قيام الس ــؤولية العقدية للموقع ت اه مؤدي خدمة التص ــديق االلكتروني‪ ،‬و ذل على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬اخلطأ العقدي للموقع‪:‬‬
‫الم أ العقدي بصدة عامة هو كل إخالل بالتزام مصدره عقد صحيح‪ ،‬لذل يعتبر صاحب‬
‫التوقيع االلكتروني مرتكبا لم أ عقدي إذا أخل ببند أو شـر من الشـرو التي تضـم ها العقد البرم‬
‫بينه و ين مؤدي خدمة التص ـ ــديق االلكتروني متى تس ـ ــبب ذل الم أ في أض ـ ـرار مادية أو أدبية قابلة‬
‫للتعويج‪ .‬ويرتبس وجود خ ــأ الوقع بوجود االلتزام ونوعيتــه إلمكــانيــة الحكم على التص ـ ـ ـ ــرف بــأنــه‬
‫خ أ أن ة‪ ،‬ذل أنه و على يرار التزامات مؤدي خدمة التصـ ــديق االلكتروني هناأ ما يعتبر بالأسـ ــبة‬
‫للموقع التزاما ببذل عناية و هناأ ما يص ـ ـ ـ ــنف بأنه التزام بتحقيق نتي ة‪ ،‬فدي الحالة األولى ال تقوم‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الس ـ ـ ـ ــؤولية إال في حالة عدم بذل العناية الكافية بغج الن ر عن تحقق النتي ة من عدمه‪ ،‬بينما‬
‫يعتبر تحقق نتي ة االلتزام بمثابة التنديذ العيني له و ليس للموقع أن يندي مسؤوليته بإنبات أنه قد‬
‫بذل العناية الالزمة‪.‬‬
‫و من بين االلتزامات الدروض ـ ـ ـ ــة على الوقع االلكتروني ض ـ ـ ـ ــرورة اس ـ ـ ـ ــتخدام أدوات إحداث‬
‫توقيعات الكترونية مرخص بها حيا ي ب على الشــمص الرايب في إحداث توقيع الكتروني مصــد‬
‫التقيد بمن ومة أمن التوقيعات االلكترونية الس ـ ــموح بها من طرف جهة التص ـ ــديق االلكتروني أنناء‬
‫جميع مراحــل التوقيع االلكتروني‪ ،‬كمــا ي ــب عليــه (الوقع) أن يحر على عــدم خرو أداة إنش ـ ـ ـ ــاء‬
‫التوقيع االلكتروني من س ـ ـ ـ ــي رته الكاملة علتها عن طريق اتخاذ االحتياطات الالزمة و الناس ـ ـ ـ ــبة لنع‬
‫فقدها أو العبا فتها‪.1‬‬
‫و الن ر إلى مض ـ ــمون االلتزام الس ـ ــابق أرذ أنه التزام ببذل عناية وال يرقى إلى أن يكون التزاما‬
‫بتحقيق نتي ــة‪ ،‬حيــا يتعين على مؤدي خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق االلكتروني إذا أراد إس ـ ـ ـ ـنــاد الس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫العقدية للموقع أن يثبت تقاعسه في حماية أداة إنشاء التوقيع االلكتروني و أنه لم يبذل املجهودات‬
‫الالزم ــة التي يب ــذله ــا الوقع الع ــادي في مث ــل تل ـ ال روف‪ ،‬و علي ــه ف ــإن خرو أداة إنش ـ ـ ـ ـ ــاء التوقيع‬
‫االلكتروني عن س ـ ـ ـ ــي رة الوقع ال يكدي للقول بمس ـ ـ ـ ــؤوليته العقدية ت اه مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني‪.‬‬
‫أمـا االلتزام الثـاني الدروض على الوقع في مواجهـة مؤدي خـدمـة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني فهو‬
‫االلتزام بتقديم بيانات ص ـ ـ ــحيحة و دقيقة‪ ،‬حيا إن تل البيانات هي التي ترد في ش ـ ـ ــهادة التص ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني و هي التي ســيعول علتها الغير للدخول في عالقات تعاقدية ذات طبيعة مالية مع الوقع‪ ،‬و‬
‫بالتالي فهي مص ـ ـ ـ ــدر الثقة و األمان في الش ـ ـ ـ ــهادة لذل كان من البديهي إلزام هذا األخير بذل ‪ ،‬مع‬
‫مالح ة أن البيانات الدقيقة التي يقدمها الوقع عند إنش ـ ــاء التوقيع االلكتروني قد تص ـ ــبح يير ذل‬
‫في مرحلة الحقة‪ ،‬لذل فهو ملزم أيض ـ ـ ـ ــا بض ـ ـ ـ ــرورة تحيي ها و تحديثها كلما طرأ علتها أي تغيير تحت‬

‫‪.151‬‬ ‫‪ ) 1‬دحماني سمير‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫طائلة قيام مس ـ ـ ـ ــؤوليته العقدية في مواجهة كل من مؤدي خدمة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني و كذا الغير‬
‫الذي اعتمد على شهادة التصديق‪.1‬‬
‫و بينم ــا لم يت ر الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري له ــذا االلتزام و لم ين م ــه ص ـ ـ ـ ـراح ــة‪ 2‬فق ــد اختلد ــت‬
‫التشريعات القارنة حول ال بيعة القانونية اللتزام الوقع بتقديم بيانات دقيقة‪ ،‬حيا اعتبر الشرا‬
‫اإلماراتي أنه التزام ببذل عناية معقولة و القص ـ ـ ـ ــود م ها وفقا للقواعد العامة عناية الرجل العادي‬
‫التي تتراوح بين الحر و اإلهمــال‪ ،‬و عليــه فــإن الوقع يعتبر موفيــا بــالتزامــه إذا بــذل عنــايــة الرجــل‬
‫العادي في الحص ـ ـ ـ ــول على البيانات و التأكد من دق ها و اكتمالها‪ ،‬فإذا لم يبذل القدار العقول من‬
‫العنــايــة لتنديــذ التزامــه يعتبر مخال بــه و تقوم مس ـ ـ ـ ــؤوليتــه العقــديــة ت ــاه مؤدي خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني‪.3‬‬
‫أما الش ــرا التونس ـ ي فقد اعتبر أن الوقع هو الس ــؤول الوحيد عن س ــرية و س ــالمة من ومة‬
‫ة‪4‬‬ ‫إحداث اإلمضاء بمعنى أنه جعل من التزامه بتقديم بيانات صحيحة و دقيقة التزاما بتحقيق نتي‬
‫و هو ما يعتبر في ن رنا رأي س ـ ـ ـ ــديد‪ ،‬ذل أن الرأي الرا ل في التزام مقدم خدمة التص ـ ـ ـ ــديق بالتأكد‬
‫من دقــة البيــانــات أنــه التزام ببــذل عنــايــة و هو مــا ذهــب إليــه قــانون اليونس ـ ـ ـ ــترال النموذجي المــا‬
‫بالتوقيعات االلكترونية على أس ــاس أنه يتلق البيانات و ال ميأش ــؤها‪ ،‬لذل فمن يير الن قي اعتبار‬
‫التزام الوقع بتقــديم بيــانــات دقيقــة التزامــا ببــذل عنــايــة هو اآلخر ألن في ذل ـ إ حــافــا في حق الغير‬
‫الذي يعول على ش ــهادة التص ــديق و ما تض ــمنته من بيانات‪ ،‬ألنه س ــي د ندس ــه أمام طرفين ملتزمين‬
‫بم رد بذل عناية بإمكا هما ندي مسؤولي هما بكل يسر خاصة في ظل صعو ة اإلنبات في هذه السائل‬
‫التقنية و هو ما من ش ــأنه أن يض ــيع عليه فرص ــة الحص ــول على التعويج ال س ــيما في ظل فداحة و‬

‫‪.260‬‬ ‫‪ ) 1‬يالء يعقوب النعيمي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬يمكن القول إن الشرا الجزائري قد نص على هذا االلتزام ب ريقة ضمنية من خالل الادة ‪ 61‬فقرة ‪ 2‬من القانون ‪-15‬‬
‫‪ 04‬التي نصت على ما يلي‪ :‬و في حالة الش في الحدا على سرية بيانات إنشاء التوقيع‪ ،‬أو في حالة ما إذا أصبحت البيانات‬
‫يير م ابقة للمعلومات التضمنة في شهادة التصديق االلكتروني‪ ،‬فإنه ي ب على صاحب الشهادة أن يعمل على إلغاوها من‬
‫طرف مؤدي خدمات التصديق االلكتروني ‪.‬‬
‫‪.263‬‬ ‫‪ ) 3‬يالء يعقوب النعيمي‪ ،‬الرجع ندسه‪،‬‬
‫‪ ) 4‬تنص الادة ‪ 21‬من القانون التونس ي الما بمبادالت الت ارة االلكترونية الؤرخ في ‪ 9‬أوت ‪ 2000‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 83‬على ما يلي‪ :‬يكون صــاحب الشــهادة الســؤول الوحيد عن ســرية وســالمة من ومة إحداث اإلمضــاء التي يســتعملها‪ ،‬وكل‬
‫استعمال لهذه الن ومة يعتبر صادرا منه‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫جس ـ ـ ــامة األضـ ـ ـ ـرار الناجمة عن معامالت نوعية مثل هذه‪ ،‬وهو أمر ينافي مقتض ـ ـ ــيات العدالة و كذا‬
‫التوجهات الحديثة في السؤولية التي تت ه نحو ات اه موضو ي ي عل من الضرر أساسا للمسؤولية‬
‫الدنية و حق الضرور في الحصول على التعويج مقدم على مرتكب الدعل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الضرر وعالقة السببية يف املسؤولية العقدية للموقع‪:‬‬
‫ال يكدي لقيام مس ـ ـ ـ ــؤولية الوقع وجود خ أ بل يلزم أن يترتب على هذا الم أ وجود ض ـ ـ ـ ــرر‬
‫س ـ ـ ـ ــواء مادي أو معنوي حاال أو مؤكد الوقوا في الس ـ ـ ـ ــتقبل‪ ،‬فالض ـ ـ ـ ــرر الادي في هذا اإلطار هو كل‬
‫منقصة تصيب الذمة الالية لؤدي خدمة التصديق االلكتروني‪ ،‬أما الضرر األد ي نتي ة خ أ الوقع‬
‫فكل ما يمس بالس ـ ـ ـ ــمعة الت ارية لل رف اآلخر نتي ة إس ـ ـ ـ ــاءة اس ـ ـ ـ ــتعمال التوقيع االلكتروني‪ ،‬بينما‬
‫تتحقق عالقة السببية كلما كان خ أ الوقع هو السبب الباشر في الضرر الحاصل‪.1‬‬
‫و تأتدي عالقة السـ ـ ـ ــببية بين خ أ صـ ـ ـ ــاحب التوقيع االلكتروني و الضـ ـ ـ ــرر الذي لحق مؤدي‬
‫خدمة التص ـ ـ ـ ــديق بندس أس ـ ـ ـ ــباب انتداء الس ـ ـ ـ ــؤولية وفقا للقواعد العامة‪ ،‬حيا يتعين عليه إنبات‬
‫الس ـ ـ ـ ــبب األجنمي التمثل في القوة ال اهرة أن ارحاد الفمائي مثل س ـ ـ ـ ــرقة منزل الوقع أو تعرض ـ ـ ـ ــه‬
‫لزلزال األمر الذي أدذ إلى فقدان الش ـ ـ ـ ــهادة و البيانات التي تتض ـ ـ ـ ــم ها و وقوعها في يد الغير‪ ،‬كما أن‬
‫خ أ املضرن و هو جهة التصديق يندي مسؤولية الوقع كما في حالة اإلخ ار بتغير بعج البيانات‬
‫الجوهرية التي بموجشها تم إنش ـ ـ ـ ــاء التوقيع االلكتروني دون أن تتخذ جهة التص ـ ـ ـ ــديق موقدا من ذل‬
‫فمثل هذا الســلوأ الســلمي بعدم تعليق الشــهادة أو إلغاوها أو تحيي ها من شــأنه ندي مســؤولية الوقع‬
‫بل قد تقوم معه مسـ ــؤولية مؤدي المدمة متى تسـ ــبب هذا العزوف في أض ـ ـرار للموقع أو العول على‬
‫ش ــهادة التص ــديق االلكتروني‪ .‬أما يخر س ــبب تأتدي به عالقة الس ــببية فهو خ أ الغي والذي يش ــمل‬
‫كافة األخ اء الرتكبة من كل من هو أجنمي عن العقد تقديم خدمة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني ولو كان‬
‫هو العول على الشـ ــهادة‪ .‬أما إذا لم يتمكن الوقع من ندي عالقة السـ ــببية بأن كان تصـ ــرفه عمديا أو‬
‫ينم عن إهمال كبير فإن مس ــؤوليته العقدية ت اه مؤدي خدمة التص ــديق تكون نابتة في حقه ومثال‬
‫ذل عدم قيامه لا يلزم من م هود وعناية للمحاف ة على س ـ ـ ـ ــرية البيانات كأن يترأ الش ـ ـ ـ ــهادة في‬

‫‪.11‬‬ ‫‪ ) 1‬فكري حلمي البنا‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫متنــاول العــابثين من أطدــال أو موظدين أو عــدم اعتمــاد إحــدذ البرامم ‪logiciel‬العروفــة في م ــال‬
‫الحماية االلكترونية مما ي عل من البيانات عرضة لتلف عمليات االعتداء والقرصنة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية للموقع جتاه اٌملعًوِل على شهادة التصديق االلكرتوني‬

‫يعتبر العول على التوقيع االلكتروني بمثــابــة ال رف الثــالــا العني ب ريقــة مبــاش ـ ـ ـ ــرة أو يير‬
‫مباش ـ ــرة بش ـ ــهادة التصـ ـ ــديق االلكتروني‪ ،‬حيا يرتبس مع ص ـ ــاحب الش ـ ــهادة بعقد الكتروني يختلف‬
‫باختالف الضـ ـ ـ ــمون واملحل الذي تم االتدا عليه والذي ي عل كال م هما مسـ ـ ـ ــؤوال عن اإلخالل بأي‬
‫التزام مص ـ ـ ـ ــدره العقد البرم بي هما‪ ،‬هذا العقد قد يكون بيعا أو وديعة أو عقدا من عقود المدمات‬
‫االلكترونيــة املمتلدــة‪ ،‬وهو كغيره من العقود يخض ـ ـ ـ ــع لبــدأ القوة اللزمــة للعقــد حيــا ال ي وز ألي‬
‫طرف التحلل من التزاماته التعاقدية باإلرادة الندردة‪.‬‬
‫وعليه فإن شـ ــهادة التصـ ــديق االلكتروني تعتبر من بين األسـ ــباب التي تدفع الغير للتعاقد مع‬
‫ص ــاحب الش ــهادة ن را لل مأنينة التي تبثها في ندس ــيته لا تن وي عليه من بيانات ومعلومات يدترض‬
‫فتها الصحة والدقة بالقدر التي ت عل الناس يعولون علتها‪.‬‬
‫يير أن التس ـ ـ ــاؤل ي رح حول طبيعة الس ـ ـ ــؤولية الدنية لص ـ ـ ــاحب التوقيع االلكتروني ات اه‬
‫العول عليه‪ ،‬هل هي مسـ ـ ــؤولية عقدية ن را لوجود عقد بين ال رفين‪ ،‬أم أ ها تقصـ ـ ــيرية ألن شـ ـ ــهادة‬
‫التصديق تخر عن ن ا العقد؟‬
‫لإلجابة على هذا التس ــاؤل يأبغي التمييز بين فرض ــيتين األنل هي النص الص ــريح على ش ــهادة‬
‫التص ـ ـ ــديق في العقد البرم بي هما والتزام الوقع بص ـ ـ ــحة ما فتها‪ ،‬هنا ال ي رح أي إش ـ ـ ــكال حول ال ابع‬
‫العقدي للمس ـ ــؤولية حيا يتحملها ص ـ ــاحب ش ـ ــهادة التص ـ ــديق االلكتروني متى تبين أن بعج أو كل‬
‫البيــانــات الواردة فته ـا يير ص ـ ـ ـ ــحيحــة أو أنــه تم تغييرهــا ولم يقم بــإخ ــار مؤدي خــدمــة التصـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫االلكتروني‪ ،‬علمـا و أن االلتزام بـدقـة و ص ـ ـ ـ ــد البيـانـات هو التزام بتحقيق نتي ـة بـالأس ـ ـ ـ ـبـة للموقع‬
‫خاص ـ ــة تل التي ص ـ ــرح أو أدلى بها لهيئة التونيق‪ .‬كما يس ـ ــأل عن كل تقص ـ ــير في املحاف ة على سـ ــرية‬
‫البيانات بالقدر الذي ي علها في متناول اآلخرين الذين قد يس ــتعملو ها ب ريقة تض ــر بالغير التعاقد‬
‫معه الذي ما أبرم العقد إال نتي ة تعويله على شهادة التصديق االلكتروني‪.‬‬

‫‪.810‬‬ ‫‪ ) 1‬محمد حاتم البيات‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أما الحالة الثاجية فهي عدم النص على الش ـ ـ ـ ــهادة في العقد األمر الذي قد يدفع البعج إلى‬
‫اعتبار السـ ـ ــؤولية تقصـ ـ ــيرية ألن العقد محدد بن ا موضـ ـ ــو ي معين ال يمكن التوسـ ـ ــع فيه‪ .‬أرذ أن‬
‫الســؤولية تبق مســؤولية عقدية وإن لم يتم إدرا بند بشــأن شــهادة التصــديق االلكتروني في العقد‬
‫ألن الدين و هو ص ــاحب الش ــهادة ملتزم بتنديذ مس ــتلزمات العقد بحس ــن نية‪ ،1‬حيا يكدي التعاقد‬
‫معه أن يثبت أنه قد عول في تعاقده على الش ـ ـ ــهادة الذكورة إلبرام العقد مع إنبات أركان الس ـ ـ ــؤولية‬
‫األخرذ من خ أ و ض ـ ـ ـ ــرر و عالقة س ـ ـ ـ ــببية‪ ،‬علما و أن إنبات إخالل الوقع بالتزامه بإفش ـ ـ ـ ــاء س ـ ـ ـ ــرية‬
‫العلومات الواردة في الشهادة يعتبر أمرا يير يسير ن را لكونه م رد التزام ببذل عناية‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية الناشئة عن اإلخالل بااللتزامات املرتتبة عن عقد‬


‫البيع االلكرتوني‬

‫يعتبر عق ــد البيع‪ 2‬من أهم العقود الس ـ ـ ـ ـم ــاة إن لم نق ــل إن ــه أهمه ــا على اإلطال ب ــالن ر‬
‫النتشاره الواسع في العامالت اليومية لألفراد والجماعات ولكونه التصرف القانوني األمثل الذي يلمي‬
‫القدر األكبر من الحاجيات داخل املجتمع ن را ل بيعته الناقلة للملكية التي تتيح للدرد االس ـ ـ ـ ــت ثار‬
‫بالم يء واالنتداا به و ثماره مدذ الحياة‪.‬‬
‫لــذل ـ فقــد ـك ـان أنر التكنولوجيــا على عقــد البيع أك ر بروزا منــه في العقود األخرذ ـك ـاإلي ــار‬
‫والوديعة وييرها‪ ،‬وذل بالن ر إلى السرعة والسهولة التي يتالقى فتها اإلي اب والقبول عبر الوسائس‬
‫االلكترونية‪ ،‬وهو األمر الذي أدذ إلى ظهور مدهوم عقد البيع االلكتروني‪ 3‬ك لية لدعم وروا الت ارة‬
‫االلكترونية التي تتسم في الغالب بال ابع الدولي‪.‬‬

‫‪ ) 1‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 107‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ )2‬عرف الشرا الجزائري عقد البيع في الادة ‪ 351‬من القانون الدني الجزائري بأنه البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع بنقل‬
‫ملكية الم يء البيع أو أي حق مالي يخر للمشتري في مقابل نمن نقدي ‪.‬‬
‫‪ )3‬يعرف عقد البيع االلكتروني بأنه أنه عقد يتم فيه تالقي كل من اإلي اب والقبول عبر شبكة االنترنت‪ ،‬التي تتيح‬
‫التداعل بين التعاقدين البائع والشتري كوسيلة مسموعة ومرئية في إطار الت ارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫أن ر‪ :‬حوحو يمينة‪ ،‬م م ال يع اةل نني د اسة م ا جة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قانون خا ‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪.4 ،2012 ،1‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أما من ناحية اآلنار التبادلة فال شـ أنه و اإلضــافة إلى االلتزامات التقليدية التي يرتشها عقد‬
‫البيع مثل االلتزام بالتسليم والضمان بالأسبة للبائع وااللتزام بتسديد نمن نقدي بالأسبة للمشتري‪،‬‬
‫الماصــة التزامات اخرذ ترتب الســؤولية العقدية للبائع أو الورد االلكتروني‬ ‫فقد أضــافت النصــو‬
‫متى أخل بأحد هذه االلتزامات‪.‬‬
‫لذل س ــتنقس ــم دراس ــتنا لهذا البحا إلى ش ــقين يتعلق األول بالس ــؤولية العقدية للبائع أو‬
‫الورد االلكتروني عن أهم االلتزامات الترتبة في ذمته (م لب أول)‪ ،‬أما الش ـ ـ ــق الثاني من هذا البحا‬
‫فســنخص ـصــه للمســؤولية العقدية للمشــتري عبر االنترنت والذي يالبا ما يحمل صــدة الس ـ هل من‬
‫خالل التركيز على التزامه الجوهري التمثل في تس ــديد الثمن الكترونيا أو ما يعرف بالوفاء االلكتروني‬
‫(م لب نان)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املسؤولية العقدية للبائع (املورد) االلكرتوني‬

‫يعتبر البائع أو الورد االلكتروني ال رف األهم في م ال الس ـ ـ ـ ــؤولية العقدية عن التعامالت‬


‫االلكترونيـة ن را لحجم وعـدد ونوعيـة وطبيعـة االلتزامـات اللقـاة على عـاتقـه‪ ،‬مقـارنـة بـالتعـاقـد معـه‬
‫الذي يحمل ص ـ ـ ـ ــدة الس ـ ـ ـ ـ هل االلكتروني والذي يلتزم بالتزام أس ـ ـ ـ ــاو ـ ـ ـ ـ ي وحيد يتمثل في دفع الثمن‬
‫النقدي‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن مبدأ سل ان اإلرادة يتيح لألطراف إمكانية استحداث التزامات جديدة أو‬
‫علتها قانونا ما لم تخالف الن ام العام واآلداب العامة‪.‬‬ ‫إضافة التزامات يير منصو‬
‫القــانونيــة التي‬ ‫و يرجع تعــدد وتنوا التزامــات البــائع أو الورد االلكتروني إلى تعــدد النص ـ ـ ـ ــو‬
‫تر ــه بــالش ـ ـ ـ ــتري‪ ،‬والتي تتوزا بين القــانون الــدني وقــانون حمــايــة الس ـ ـ ـ ـ هل ـ وقمع الغ وقــانون‬
‫المارسـ ـ ـ ــات الت ارية وكذا قانون الت ارة االلكترونية‪ ،‬وكل ذل بغرض الحيلولة بينه و ين التملص‬
‫من أحكــام الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيـة وريبــة في إحــداث التوازن الدقود بين طرفي العقـد عنــد إبرامــه نتي ــة‬
‫ال ابع الالمتوازن والالمتسـ ــاوي الذي تتسـ ــم به العقود االلكترونية بصـ ــدة عامة وعقود االس ـ ـ هالأ‬
‫بص ــدة خاص ــة‪ ،‬ال س ــيما في الحاالت التي يكون فتها المـ ـ يء أو الحق البيع عبارة عن كيان من قي ذو‬
‫طبيعة رقمية يختلف من حيا تسليمه وانتقال ملكيته‪ 1‬عن األشياء والسلع التقليدية العروفة‪.‬‬

‫‪ )1‬ميز الشرا الجزائري في مسألة انتقال اللكية بين األشياء العينة بذاتها والعينة بنوعها‪ ،‬حيا جعل األولى تأتقل بم رد‬
‫انعقاد العقد ب ريقة تو ي أن نقل اللكية ما هو إال أنر قانوني يرتبه القانون وال يرقى إال أن يكون التزاما مترتبا في ذمة البائع‪،‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫وعليه ســنتناول مســؤولية البائع أو الورد االلكتروني عن إخالله بااللتزام بالتســليم باعتباره‬
‫األنر الب ــاش ـ ـ ـ ــر والدوري لعق ــد البيع االلكتروني (فرا أول) وك ــذا مس ـ ـ ـ ــؤوليت ــه عن اإلخالل ب ــالتزام ــه‬
‫بالضمان على أساس أن هذا االلتزام هو الذي يضمن صالحية البيع الذي تم تسليمه (فرا نان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية املورد االلكرتوني عن اإلخالل بااللتزام بالتسليم‬

‫وفقا للقواعد العامة للقانون العامة في القانون الدني فإن البائع يلتزم ب ملة من االلتزامات‬
‫الرئيس ــية تتمثل أس ــاس ــا في االلتزام بنقل اللكية وااللتزام بالتس ــليم‪ 1‬إض ــافة إلى االلتزام بض ــمان كل‬
‫من التعرض واالستحقا وكذا العيوب المدية التي قد تعتري الم يء البيع وتتحد من صالحيته‪.‬‬
‫يير أن نقل اللكية وإن كان يش ـ ــكل اليزة األس ـ ــاس ـ ــية والماص ـ ــية الميزة لعقد البيع عن كثير‬
‫من العقود األخرذ ال ســيما تل التي تنصــب على االنتداا أو العمل أو عقود الغرر‪ ،‬إال أنه يبق دون‬
‫خصـ ـ ـ ــوصـ ـ ـ ــية تذكر في العقود االلكترونية مقارنة بن يرتها الادية طالا أن الشـ ـ ـ ــرا جعله أنرا قانونيا‬
‫مباش ـ ـرا بم رد انعقاد العقد في األشـ ــياء القيمية وعلقه على اتخاذ مواقف معينة تتمثل في الدرز إذا‬
‫كان املحل منقوال والشهر إذا كان عقارا‪.2‬‬
‫لذل فالبد من تحديد مدهوم التسـ ـ ــليم ال ابق في كل من العامالت التقليدية واإللكترونية‬
‫(أوال)‪ ،‬كم ــا أن االلتزام ب ــالض ـ ـ ـ ـم ــان يعتبر على ق ــدر كبير من األهمي ــة في عق ــد البيع االلكتروني ن را‬
‫لل ابع الالمادي للعقد ونقص الدراية والعرفة الدنية للمش ـ ـ ـ ــتري في كثير من األحيان األمر الذي قد‬
‫يثير مس ـ ــؤولية البائع خاص ـ ــة إذا كان مهنيا نتي ة إخالله بض ـ ــمان التعرض واالس ـ ــتحقا أو العيوب‬
‫المدية (نانيا)‪.‬‬

‫أما االشياء العينة بالنوا فإن انتقال ملكي ها متوقف على فرزها أل ها قبل هذه الرحلة يير محددة ذاتي ها و التالي من يير‬
‫التصور أن تأتقل من مص إلى يخر‪ .‬أما بالأسبة للعقارات فهي األخرذ متوقدة على إجراء شكلي يتمثل في عملية الشهر‬
‫العقاري على مستوذ املحاف ة العقارية في إطار ن ام الشهر العيني الذي اعتمده الشرا الجزائري‪.‬‬
‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 364‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يلتزم البائع بتس ــليم الم ـ يء البيع للمش ــتري في الحالة التي كان‬
‫علتها وقت البيع ‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 5‬من القانون ‪ 05 – 18‬التعلق بالت ارة االلكترونية تمنع كل معاملة عن طريق االتص ـ ــاالت اإللكترونية في‬
‫العتاد والت هيزات والنت ات الحس ــاس ــة املحددة عن طريق التن يم العمول به‪ ،‬وكذا كل النت ات و‪/‬أو المدمات األخرذ‬
‫التي من شأ ها الساس بمصالل الدفاا الوطني والن ام العام واألمن العموم ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أوال‪ -‬مفهوم االلتزام بالتسليم املطابق يف العقود االلكرتونية‪:‬‬


‫يشكل التسليم االلتزام األساو ي للبائع والذي يعتبر في الوقت ذاته حقا من حقو الشتري‬
‫ألنه األمر الذي سيمكنه من االنتداا بمحل العقد التمثل في الم يء الشترذ وتحقيق الغرض من‬
‫إبرام عقد البيع‪ ،‬يير أن التسليم الذي يلتزم به البائع ال يأبغي أن يخر عما اتدق عليه مع الشتري‬
‫القانونية واألعراف الت ارية ب ريقة تشبع حاجة هذا األخير‪ ،‬أي أن ذمة‬ ‫وعما تقتضيه النصو‬
‫البائع ال تبرأ بم رد تسليمه للم يء البيع بل يأبغي عالوة على ذل أن يكون هذا التسليم متماشيا مع‬
‫ما تم االتدا عليه وهو ما يعرف بالتسليم ال ابق الذي ينصب على كل ما يتعلق بمحل االلتزام‬
‫البائع سواء تعلق األمر بصدة الم يء أو كميته أو صالحيته ألداء وظيدته‪.‬‬
‫وتعتبر شهادة الجودة أحد األساليب العتمدة للقول بمدذ م ابقة النتو للمعايير الدولية‬
‫حيا أصبح هناأ حد أدن من الصدات العالية التي يتعين توافرها في النتو العد للتصدير‪ ،‬وهذا‬
‫الدور منو بهيئات عالية تمنح مثل هذه الش ـ ـ ـ ــهادات‪ ،‬مع اإلش ـ ـ ـ ــارة إلى أن الحص ـ ـ ـ ــول على ش ـ ـ ـ ــهادة‬
‫ال ابقة يعتبر التزاما في ذمة الدين بالتسـ ـ ــليم وهو النتم أو البائع الذي يتحمل السـ ـ ــؤولية العقدية‬
‫عن أي تخلف في األوصـ ـ ـ ــاف في مواجهة الشـ ـ ـ ــتري‪ ،‬كما يمكن لهذا األخير الرجوا بدعوذ السـ ـ ـ ــؤولية‬
‫التقص ــيرية على مص ــدر الش ــهادة عن األض ـرار الالحقة به من جراء تعويله على ش ــهادة تتض ــمن أمورا‬
‫يير صحيحة‪.1‬‬
‫و ال ش أن أهم ما يأشده التعاقد االلكتروني مس هلكا كان أو يير مس هل من إبرام العقد‬
‫االلكتروني هو أن تأتقــل إليــه ملكيــة الم ـ ـ ـ ـ يء البيع وتأتقــل معهــا حيــازتــه ب ريقــة هــادئــة خــاليــة من‬
‫النـازعـات ومديـدة لكي يتمكن من االنتدـاا بـذلـ الم ـ ـ ـ ـ يء أو تلـ المـدمـة بحس ـ ـ ـ ــب مـا أعـد لـه‪ ،2‬مع‬
‫اإلش ـ ـ ـ ــارة إلى أن عملية التس ـ ـ ـ ــليم تختلف باختالف نوا العقد االلكتروني البرم واملحل الذي انص ـ ـ ـ ــب‬
‫عليه التعاقد‪ ،‬ألن هناأ من العقود ما يتم إبرامه عبر دعامة إلكترونية يير أنه يندذ تنديذا تقليديا‬
‫عن طريق التس ـ ـ ـ ــليم ال ــادي وهو م ــا يعرف ب ــالعق ــد االلكتروني الن ــاقص ألن ال بيع ــة االلكتروني ــة‬

‫‪.100‬‬ ‫‪ ) 1‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬يغلى مريم‪ ،‬ال زان املو د اةل نني بالتسليم امل اب ‪ ،‬بحا مقدم للمشاركة في اللتق الوطني حول اإلطار القانوني‬
‫لمارسة الت ارة االلكترونية في ضوء القانون ‪ 05-18‬النعقد بكلية الحقو والعلوم السياسية جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالة‬
‫يوم ‪ 8‬أكتو ر ‪.313 ،2019‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫ت س ـ ـ ـ ــدت في عمليــة اإلبرام دون التنديــذ‪ ،‬أمــا النوا الثــاني فهو العقــد االلكتروني الكــامــل الــذي يبرم‬
‫ويندذ في بيئة رقمية أي أن محل العقد ل يء المادي و التالي فإن تسليمه سيكون عن بعد‪.‬‬
‫وقد تناول الش ـ ــرا الجزائري التس ـ ــليم في نص الادة ‪ 367‬من القانون الدني الجزائري حينما‬
‫نص على أنه يتم التسليم بوضع البيع تحت تصرف الشتري بحيا يتمكن من حيازته واالنتداا به‬
‫دون عائق ولو لم يتس ــلمه تس ــلما ماديا ما دام البائع قد أخبره بأنه مس ــتعد لتس ــليمه بذل ويحص ــل‬
‫التسليم على النحو الذي يتدق مع طبيعة الم يء البيع‪.‬‬
‫وقد يتم التس ـ ـ ـ ــليم بم رد تراض ـ ـ ـ ـ ي ال رفين على البيع إذا كان البيع موجودا تحت يد الش ـ ـ ـ ــتري بقل‬
‫البيع أو كان البائع قد استبق البيع في حيازته بعد البيع لسبب يخر ال عالقة له باللكية ‪.‬‬
‫من خالل نص الــادة ‪ 367‬أعاله نس ـ ـ ـ ــتنم أن قوام التس ـ ـ ـ ــليم هو تمكين الش ـ ـ ـ ــتري من حيــازة‬
‫المـ ـ يء البيع والس ــي رة الادية عليه عن طريق وض ــع اليد واس ــتعمال المـ ـ يء للغرض الذي أعد من‬
‫أجله‪ ،‬فالتسليم الادي إذن هو اإلجراء الذي بموجبه يتخلى البائع عن حيازة البيع لصالل الشتري‬
‫بما يتدق مع العقد والقانون ‪ ،1‬كما يعرف بأنه عملية ترتكز على وض ـ ـ ـ ــع الس ـ ـ ـ ــلعة تحت تص ـ ـ ـ ــرف‬
‫الشمص الذي ي ب عليه أن يستلمها ‪.2‬‬
‫كما يعتبر من قبيل التسـ ــليم ولو لم يتحقق ب ريقة مادية اسـ ــتعداد البائع لتسـ ــليم الم ـ ـ يء‬
‫البيع للمش ـ ـ ـ ــتري عن طريق إعــذاره‪ ،‬ذل ـ أنــه إذا كــان التس ـ ـ ـ ــليم التزامــا ملق على عــاتق البــائع فــإن‬
‫الش ـ ـ ـ ــتري ملتزم هو اآلخر بس ـ ـ ـ ــلوأ إي ا ي يتمثل في القيام بالبادرة لتس ـ ـ ـ ــلم الم ـ ـ ـ ـ يء‪ 3‬إعماال لل ابع‬
‫التقابلي أو التبادلي لعقد البيع االلكتروني باعتباره عقدا ملزما للجانبين‪ ،‬والذي ي هر أنره وا ـ ـ ـ ــحا‬
‫من خالل تحــديــد ال رف الــذي يتحمــل تبعــة هالأ الم ـ ـ ـ ـ يء البيع بس ـ ـ ـ ـبــب أجنمي‪ ،‬إذ بينمــا يتحملهــا‬

‫‪ )1‬نض ــال إس ــماعيل برهم‪ ،‬أحكان م ود ال ما ة اال نجية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للأش ــر والتوزيع‪ ،‬عمان‪، 2005،‬‬
‫‪.7‬‬
‫‪2) AL QUADAH Maen , L’exécution de contrat de vente international de marchandises (étude‬‬
‫‪comparative du droit français et droit jordanien) , Thèse de doctorat en droit privé, faculté de droit et des‬‬
‫‪sciences économiques, université de REIMS CHAMPAGNE ARDENNE, france, 2007, p 177.‬‬
‫‪ ) 3‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الوسيط امل ةرح ال اجون املمني الوسيط امل ةرح ال اجون املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا الرابع‪،‬‬
‫الع ود التي ت ع م املل ية ال يع نامل ايضة‪ ،‬ال بعة الثالثة الجديدة‪ ،‬مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2009 ،‬‬
‫‪.591‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫البائع في حالة رفض ـ ــه أو تماطله عن القيام بعملية التس ـ ــليم‪ ،‬فإن الحالة العكس ـ ــية تض ـ ــع الش ـ ــتري‬
‫موضع التحمل لتل التبعة متى أعذره البائع بالتسليم ورفج أو تماطل في التسلم‪.1‬‬
‫يير أن أحكام انتقال اللكية وتحمل تبعة الهالأ ليس ــت من الن ام العام إذ ي وز لألطراف‬
‫االتدا على مخالد ها في إطار ما يعرف بمبدأ س ـ ـ ـ ــل ان اإلرادة‪ ،‬إذ باإلمكان تحميل البائع تبعة هالأ‬
‫البيع بـالقوة القـاهرة أو تـأخير انتقـال اللكيـة ومـا يتعلق بهـا من مخـاطر إلى تـاريخ التس ـ ـ ـ ــليم أو إلى أي‬
‫ميقــات يخر يتدقــان عليــه‪ ،‬كمــا يمكن االتدــا على ش ـ ـ ـ ــر االحتدــا بــاللكيــة‪ ،‬حيــا يبق البــائع‬
‫متحمال لكل ما يحيس باملحل من أخ ار‪.2‬‬
‫كما أن التزام البائع بتس ـ ـ ــليم المـ ـ ـ ـ يء البيع يأبغي أن يتم ب ريقة تتوافق وحس ـ ـ ــن النية عن‬
‫طريق تس ـ ــليم كل ما يعتبر من مس ـ ــتلزمات المـ ـ ـ يء ‪-‬التي قد ي هلها الش ـ ــتري في بعج األحيان ‪ -‬مثل‬
‫تس ـ ــليم اللحقات أهمها في املجال االلكتروني تزويد السـ ـ ـ هل بالونائق التي تش ـ ــرح وتبين كيدية عمل‬
‫األجهزة والعدات البرامم وأســاليب الصــيانة والتي تتمثل يالبا في الســتندات الشــارحة مثل الكتيبات‬
‫واألس وانات أو العلومات التي تنقل عبر الشبكة أو دورات تدريبية‪.3‬‬
‫يير أن االلتزام بالتسـ ـ ـ ــليم يختلف بين ما إذا كان املحل سـ ـ ـ ــلعة أو خدمة‪ ،‬فدي الحالة األولى‬
‫يكون االلتزام بتحقيق النتي ة مشــددا ال يمكن للبائع دفع مســؤوليته عن عدم التســليم إال إذا أنبت‬
‫الس ـ ـ ــبب األجنمي التمثل في القوة القاهرة‪ ،‬خ أ الض ـ ـ ــرور أو خ أ الغير‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بالمدمة‬
‫كمحــل لعقــد البيع‪ ،‬فــإن التزام البــائع بــالتس ـ ـ ـ ــليم يكون التزامــا بتحقيق نتي ــة مخددــة بــل يمكن أن‬
‫يتحول إلى التزام ببـذل عنـايـة‪ ،‬إذا ورد في العقـد مـا يديـد ذلـ أو ظهر من طبيعـة املحـل أن االلتزام ال‬

‫‪ ) 1‬تنص الادة ‪ 369‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا هل البيع قبل تسليمه بسبب ال يد له فيه سقس البيع‬
‫واسترد الشتري الثمن إال إذا وقع الهالأ بعد إعذار الشتري بتسليم البيع ‪.‬‬
‫‪2 ) Jorge BLZMACEDA , La vente de marchandises dans les systèmes de droit civil et de common law :‬‬
‫‪une étude des droits anglais, chilien et français, Thèse de doctorat en droit privé, faculté de droit et des‬‬
‫‪sciences économiques, université Paris 1PANTHEON SORBONNE, france, 2017, p 115.‬‬
‫‪.97‬‬ ‫‪ ) 3‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يمكن أ يكون إال ببذل عناية‪ .1‬ولكي يوصـ ـ ــف التسـ ـ ــليم بأنه م ابق ملحل العقد أو االلتزام فإنه ي ب‬
‫أن ينصب على كل من صدة الم يء (أ)‪ ،‬كميته (ب) ووظيدته ( )‪.‬‬
‫أ‪/‬االلتزام باملطابقة الوصفية للمبيع‪:‬‬
‫كثيرا ما يشـ ــتر الشـ ــتري في بعج العقود وجود صـ ــدة أو صـ ــدات معينة في محل العقد ت بيقا‬
‫لبدأ س ـ ـ ــل ان اإلرادة النص ـ ـ ــو عليه في الادة ‪ 106‬من القانون الدني الجزائري‪ ،‬كما قد تكون تل‬
‫الصدات منصو علتها قانونا أو متعارف علتها ت اريا بحيا تكون هي الدافع للتعاقد ن را لا توفره‬
‫من إش ـ ـ ـ ــباا لريبة من أقدم على التعاقد بس ـ ـ ـ ــبشها‪ ،‬ومن نم ال يكون الورد االلكتروني قد وفى بالتزامه‬
‫بالتسليم على الوجه الصحيح إال إذا تحققت تل الواصدات لح ة التسليم‪.2‬‬
‫و قد خول الش ــرا الجزائري بموجب نص الادة ‪ 379‬من القانون الدني‪ 3‬للمش ــتري التمس ـ‬
‫في مواجهة البائع بض ـ ـ ــمان العيوب المدية عن كل نقص أو انعدام لص ـ ـ ــدات معينة في الم ـ ـ ـ يء تعهد‬
‫والتزم البائع بوجوده عند انعقاد العقد‪ ،‬ريم أن تخلف مثل هذا الوص ـ ــف لم يكن ليقيم الس ـ ــؤولية‬
‫العقدية للبائع نتي ة إخالله بااللتزام بض ـ ـ ـ ــمان العيوب المدية لوال نص الادة الذكورة ألنه يدخل‬
‫ضــمن االلتزام بالتســليم ال ابق الذي يتيح للمشــتري الدفع بعدم التنديذ أو فنــح العقد إذا كان قد‬
‫س ــدد الثمن أو التمسـ ـ بالتنديذ العيني عن طريق تس ــليم لـ ـ يء م ابق لا تم االتدا عليه‪ ،‬وهو ما‬
‫يرذ بعج الباحثين أنه تدخل إي ا ي من طرف الش ـ ـ ـ ــرا وذل بالنص على مس ـ ـ ـ ــألة تخلف ص ـ ـ ـ ــدة‬
‫جوهرية في الم ـ ـ ـ ـ يء ض ـ ـ ـ ــمن االلتزام بالعيوب المدية ألنه قص ـ ـ ـ ــد من وراء ذل زيادة فعالية الحماية‬
‫القانونية للمس هل في مواجهة املحترف‪.4‬‬

‫‪ )1‬بوزيدي إيمان‪ ،‬ضماجاو املش ي امل م م ال يع اةل نني‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬تخصص قانون التعاون الدولي‪ ،‬كلية‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.76 ،2016 ،‬‬
‫‪ )2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬ارحماية الع مية للمستهلك د اسة م ا جة بين الشريعة نال اجون‪ ،‬مأشأة العارف‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪.687 ،2008 ،‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 379‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يكون البائع ملزما بالضمان إذا لم يشتمل البيع على الصدات‬
‫التي تعهد بوجودها وقت التسليم إلى الشتري أو إذا كان بالبيع عيب ينقص من قيمته‪ ،‬أو من االنتداا به بحسب الغاية‬
‫القصودة منه حسبما هو مذكور بعقد البيع‪ ،‬أو حسب ما ي هر من طبيعته أو استعماله‪ .‬فيكون البائع ضامنا لهذه العيوب‬
‫ولو لم يكن عالا بوجودها ‪.‬‬
‫‪ ) 4‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬ااطا ال اجوني نال شظيمي للحماة من أضرا املش ماو اةستهركية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة جياللي اليابس سيدي بلعباس‪.71 ،2018 ،‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يير أنني أخالف الرأي الس ـ ــابق ال رح الذي تقدم به لس ـ ــببين رئيس ـ ــيين األنت يرجع ل بيعة‬
‫القانون الدني التي تن لق من فلس ـ ـ ـ ــدة معينة مدادها أن أيلب العقود الدنية هي عقود‬ ‫نص ـ ـ ـ ــو‬
‫متوازنـة من حيـا القوة االقتص ـ ـ ـ ــاديـة والعرفيـة ل رفي العقـد األمر الـذي ي عـل الش ـ ـ ـ ــرا إلى حـد مـا‬
‫يقف موقدا محايدا ودون انحياز ألحد ال رفين على حساب اآلخر ألنه ين م عالقة بين بائع ومشتري‬
‫بغج الن ر عن ص ــدة أي م هما س ــواء كان مس ـ هلكا أو يير مس ـ هل ‪ .‬أما الس ــبب الثاني فهو أن نص‬
‫الادة ‪ 379‬من القانون الدني على عكس ما يعتقده الرأي الســابق ال يخدم مصــلحة الشــتري خاصــة‬
‫إذا كان مس ـ ـ ـ هلكا الكترونيا ألن األفض ـ ـ ــل بالأس ـ ـ ــبة له هو التمس ـ ـ ـ بإخالل البائع ( الدين ) بااللتزام‬
‫بـالتس ـ ـ ـ ــليم ال ـابق ألن هـذا األخير هو التزام بتحقيق نتي ـة يكتدي فيـه الـد ي ( الش ـ ـ ـ ــتري ) بـإنبـات‬
‫مص ـ ـ ـ ــدر االلتزام ( عقد البيع ) مع االدعاء بعدم تحقق النتي ة التدق علتها فيأتقل عمت اإلنبات إلى‬
‫البائع‪ ،1‬أما الرجوا على هذا األخير بض ـ ــمان العيوب المدية فهو طريق ش ـ ــا بالأس ـ ــبة للمد ي ريم‬
‫كون االلتزام بتحقيق نتي ة هو اآلخر‪ ،‬ن را لتعدد ش ـ ـ ــرو اعتبار العيب خديا وص ـ ـ ــعو ة اجتماعها‬
‫وإنباتها خاص ــة في العقود االلكترونية‪ ،‬إض ــافة إلى قص ــر الدة التي ي وز خاللها للمش ــتري رفع دعوذ‬
‫الض ــمان والقدرة بس ــنة واحدة يبدأ س ــريا ها من يوم تس ــليم البيع‪ ،2‬علما وأن القض ــاء القارن يعتبر‬
‫دعوذ ضـ ـ ـ ــمان العيوب المدية دعوذ خاصـ ـ ـ ــة تحجب الدعاوذ العامة ومن بي ها دعوذ السـ ـ ـ ــؤولية‬
‫القائمة على أساس اإلخالل بااللتزام بالتسليم‪.3‬‬
‫أما بالأســبة للمعامالت االلكترونية فهي يالبا ما تنصــب على ســلع أو خدمات ذات طابع فني‬
‫يأبغي أن يتناس ـ ـ ـ ــب مع أوض ـ ـ ـ ــاا معينة وأن تدي بأيراض محددة مثل برامم الحاس ـ ـ ـ ــب اآللي واألدوية‬
‫الكيماوية‪ ،‬األمر الذي ال ي عل من تسليم هذه األشياء م رد عمل مادي بل يأبغي أن يكون التسليم‬
‫ب ريقة ترا ى فتها خصـ ـ ــوصـ ـ ــية الجوانب الدنية للمحل التعاقد عليه لكي يمكن اسـ ـ ــتعماله للغرض‬

‫‪1) « Preuve de la délivrance: La délivrance est l’obligation principale du vendeur. Le cas échéant, il lui‬‬
‫‪incombe de démontrer qu’elle a bien eu lieu, selon L’article icle 1353 nouveau du Code civil. Jorge‬‬
‫‪BLZMACEDA , op cit , p 119.‬‬
‫‪ ) 2‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 383‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬
‫‪3 ) Cass. Civ, 1ère ch.13avr.1988.Bull.civ.III.N°67, p 39.‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الـ ــذي أعـ ــد من أجلـ ــه‪ ،1‬حيـ ــا تتم يـ ــالبـ ــا عمليـ ــة التس ـ ـ ـ ــليم عن طريق تنزيـ ــل أو تحميـ ــل البرنـ ــامم‬
‫‪ Téléchargement‬أو الأن ــح ‪ Copie‬من الوقع التاح أو بأي ش ــكل تقني يخر يتيح للمش ــتري االنتداا‬
‫به كمنحه صـ ـ ـ ــالحية الدخول إلى موقع معين للحصـ ـ ـ ــول على الادة املحملة أو املمزنة محل التعاقد‪،‬‬
‫كمــا يمكن إتمــام عمليــة التس ـ ـ ـ ــليم خــار الش ـ ـ ـ ــبكــة ولو تعلق األمر بمحــل رقمي عن طريق تس ـ ـ ـ ــليم‬
‫أس وانة ‪ CD‬أو أجهزة الذاكرة املحمولة ‪ FLASH DISC‬أو ذاكرات الحاسوب ‪ ،DISC DUR‬وكل هذه‬
‫ال ر للتس ــليم تقتضـ ـ ي تعاونا من طرف الش ــتري ألن االلتزام بالتعاون يعتبر عامال جد مهم لحس ــن‬
‫أداء المدمة أو تسليم السلعة‪.2‬‬
‫يير أنه يأبغي التمييز بين التس ـ ـ ــليم االلكتروني للمحل الرقمي للمدمة والتس ـ ـ ــليم الادي من‬
‫حيا إنبات عدم التس ـ ـ ـ ــليم والتالي إخالل الدين (الورد) بالتزام تعاقدي يقيم مس ـ ـ ـ ــؤوليته العقدية‪،‬‬
‫حيا إن التس ـ ـ ـ ــليم االلكتروني يس ـ ـ ـ ــهل إنباته أو نديه ألن العامالت االلكترونية مونقة لح ة بلح ة‬
‫ويمكن تتبع مسـ ــارها‪ ،‬األمر الذي ال يثير الكثير من اإلشـ ــكاليات‪ ،‬أما التسـ ــليم الادي وت نبا لا يمكن‬
‫أن يثور بش ـ ـ ـ ــأنه من اختالف بين أطراف العقد االلكتروني فقد ألزم الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري بموجب نص‬
‫الــادة ‪ 17‬من القــانون ‪ 05-18‬الورد االلكتروني ب لــب توقيع وصـ ـ ـ ـ ــل اس ـ ـ ـ ــتالم من طرف الس ـ ـ ـ ـ هل ـ‬
‫االلكتروني مع تسليم ننمة لهذا األخير الذي ليس له أن يرفج توقيع الوصل‪.‬‬
‫مع اإلشـ ـ ـ ـ ــارة إلى أن العقــد إذا ـك ـان مبرمــا بين محترفين يمكن أن يتض ـ ـ ـ ــمن ش ـ ـ ـ ــرطــا يقض ـ ـ ـ ـ ي‬
‫بمس ـ ــؤولية الورد أو مقدم المدمة حتى في حالة عدم تمكنه من تنديذ التزامه بس ـ ــبب قوة قاهرة ألن‬
‫االتدا على تش ـ ـ ــديد الس ـ ـ ــؤولية العقدية جائز إعماال لبدأ س ـ ـ ــل ان اإلرادة وهو ما ي عل من التزام‬
‫البائع بتحقيق النتي ة م لقا‪.3‬‬

‫‪ ) 1‬بوز وجـة يمينـة‪ ،‬املس ة ة ة ةةدنليةة املةمجيةة الشةاجمةة من املعةامرو اةل نجيةة‪ ،‬مـذكرة مـاجيس ـ ـ ـ ــتير‪ ،‬كليـة الحقو ‪ ،‬جـامعة‬
‫وهران‪.83 ،2012 ،‬‬
‫‪ ) 2‬محمد أمين الرومي‪ ،‬ال عاقم اال نني مب األج جا‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار ال بوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪،‬‬
‫‪ .125‬مشار إليه لدذ‪ :‬بوزيدي إيمان‪ ،‬الرجع السابق‪.76 ،‬‬
‫‪3 ) Marc-Antoine LEDIEU, obligation de moyens ou obligation de résultat ?, article disponible sur le site‬‬
‫‪www.ledieu-avocats.fr/. Site consulté le 15 mars 2020.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫ب) االلتزام باملطابقة الكمية للمبيع‪:‬‬


‫تناول الشـ ــرا الجزائري مسـ ــألة ال ابقة الكمية ملحل االلتزام التدق عليه يداة إبرام العقد‬
‫بموجب الدقرة األولى من نص الادة ‪ 365‬من القانون الدني بنص ـ ـ ـ ــها على أنه إذا عين في عقد البيع‬
‫مقدار البيع كان البائع مسؤوال عما نقص منه بحسب ما يقض ي به العرف يير أنه ال ي وز للمشتري‬
‫أن ي لب فن ـ ـ ــح العقد لنقص في البيع إال إذا أنبت أن النقص يبل من األهمية درجة لو كان يعلمها‬
‫الشتري لا أتم البيع ‪.‬‬
‫ومـا يالح على نص الـادة ‪ 365‬أعاله أن الش ـ ـ ـ ــرا قـد أخـذ بدكرة ال ـابقـة الأس ـ ـ ـ ــبيـة وليس‬
‫ال لقة إذ أجاز للبائع تسـ ـ ـ ــليم كمية ناقصـ ـ ـ ــة عن تل التدق علتها متى كان العرف يسـ ـ ـ ــمح بذل في‬
‫حدود معينة‪ ،1‬كما منع القاض ـ ـ ي من االسـ ــت ابة ل لب الشـ ــتري بدنـ ــح العقد متى كانت الكمية يير‬
‫السلمة ض يلة األهمية مقارنة بالكمية السلمة ريبة منه في الحد من الدعاوذ الكيدية والتعسدية‪،‬‬
‫وتبق مسألة أهمية االلتزامات الكمية يير الندذة من السائل الواقعية التي يقدرها قاض ي الوضوا‬
‫دون رقابة عليه من طرف محكمة النقج‪.‬‬
‫أما الش ـ ــرا الص ـ ــري فقد تناول مس ـ ــألة التس ـ ــليم الكمي ملحل االلتزام في نص الادة ‪ 433‬من‬
‫القانون الدني‪ 2‬والتي جاءت ص ـ ـ ـ ــياي ها مختلدة نس ـ ـ ـ ــبيا عن ص ـ ـ ـ ــياية الادة ‪ 365‬من القانون الدني‬
‫الجزائري حيا أجازو الادة من القانون الصـ ـ ـ ــري للبائع والشـ ـ ـ ــتري اةتفاق م ما ي الف العرف‬
‫من حيا الأس ــبة التي يتس ــامح فتها عادة حينما رخص ــت ألطراف العقد إمكانية االتدا على ض ــرورة‬
‫تس ـ ــليم الكمية كاملة تحت طائلة قيام الس ـ ــؤولية العقدية للبائع أو قابلية العقد للدن ـ ــح ريم عدم‬
‫أهمية الأسبة التي لم يتم تسليمها وهو ما يمكن اعتباره من قبيل التشديد في البائع‪.‬‬
‫يير أنني أرذ أن س ـ ـ ـ ــكوت الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري عن مس ـ ـ ـ ــألـة اتدـا أطراف العقـد على مخـالدـة‬
‫العرف الـذي يقض ـ ـ ـ ـ ي بـالتس ـ ـ ـ ــامح في نس ـ ـ ـ ـبـة معينـة من كميـة البيع ال يحول دون اتدـاقهمـا عليـه من‬
‫الناحية الواقعية‪ ،‬بمعنى أنه بإمكا هما وض ـ ــع مثل هذا الش ـ ــر دون حاجة للتنص ـ ــيص عليه قانونا‪،‬‬

‫‪.72‬‬ ‫‪ ) 1‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬تنص الادة ‪ 433‬من القانون الدني الصري على ما يلي‪ :‬إذا عين في عقد البيع مقدار البيع كان البائع مسؤوال عما نقص‬
‫منه بحسب ما يقض ي به العرف ما لم يتدق على يير ذل ‪ .‬على أنه ال ي وز للمشتري أن ي لب فنح العقد لنقص في البيع‬
‫إال إذا أنبت أن النقص من الجسامة بحيا أنه لو كان بعلمه لا أتم العقد ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫ألن األصل هو أن العقد شريعة التعاقدين كما أن السألة تتعلق بالصلحة الشمصية ألحد أطراف‬
‫العقد وهو البائع الذي بإمكانه أن يتنازل علتها بمحج إرادته وهو األمر الذي ي عل من نص الادة‬
‫‪ 365‬من القانون الدني الجزائري قاعدة مكملة ي وز لألطراف االتدا على نقيضها‪.‬‬
‫أمــا في م ــال المــدمــات االلكترونيــة املحــددة كميــة أداوهــا بأس ـ ـ ـ ـ ــب معينــة فــإن التوجهــات‬
‫الحديثة للدقه القارن تقتض ـ ـ ـ ـ ي تنديذها بص ـ ـ ـ ــدة كلية ودون نقص ـ ـ ـ ــان تحت طائلة قيام الس ـ ـ ـ ــؤولية‬
‫العقدية للمورد أو البائع عن عدم التنديذ الجزئي‪ ،‬كما إذا تعهد مقدم خدمة االنترنت بتزويد الز ون‬
‫بتــدفق قــدره ‪ 30‬جيغــا ش ـ ـ ـ ــهريــا في مقــابــل مبل معين‪ ،‬فــإن إخاللــه بتقــديم الكميــة املحــددة للتــدفق‬
‫بالض ـ ــبس (‪ 30‬جيغا) يض ـ ــعه موض ـ ــع الس ـ ــؤول عقديا عن اإلخالل بااللتزام والذي يكيف بأنه التزام‬
‫بتحقيق نتي ــة ال بم رد بــذل عنــايــة‪ ،‬حيــا يكون م ــالبــا بتسـ ـ ـ ـ ــديــد مبل تعويج ي بر من خاللــه‬
‫األضـرار الالحقة بمسـتخدم شـبكة االنترنت سـواء تم تقدير هذا البل من طرف القاضـ ي وهو األصل‬
‫أو كان متدق عليه مسبقا في صورة شر جزائي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص التسليم االلكرتوني‪:‬‬
‫ذكرنا في العنصـ ــر السـ ــابق أن من العقود االلكترونية ما يبرم الكترونيا ويندذ عاديا وسـ ــمينا‬
‫هذا النوا من العقود باإللكترونية الناقصة ن را لتخلف الصدة االلكترونية عن التنديذ‪ ،‬بينما قلنا‬
‫إن هناأ نوعا يخر يعرف بالعقود االلكترونية الكاملة أو التامة تكتس ـ ـ ـ ـ ي الص ـ ـ ـ ــبغة االلكترونية عبر‬
‫كامل مراحلها من تداوض وإبرام وحتى التنديذ فهي ترد على محل رقمي معلوماتي ال مادي‪.‬‬
‫لذل ســندرس من خالل هذا العنصــر خصــائص التســليم االلكتروني بمعنى تســليم األشــياء‬
‫يير الادية املحسوسة تمييزا لها عن األشياء العادية القابلة للتنديذ بال ريقة التقليدية‪.‬‬
‫أ‪/‬التسليم االلكرتوني يتم عرب شبكة االنرتن ‪:‬‬
‫يتميز التسـ ــليم اإللكتروني بأنه يندذ على شـ ــبكة اتصـ ــال إلكترونية ذات بعد دولي تر س بين‬
‫عدد كبير جدا من أجهزة الكمبيوتر متصلة فيما بي ها لتشكل مكانا افتراضيا ال ماديا تتم عبره عملية‬
‫تسـ ــليم النت ات ذات ال بيعة الرقمية‪ ،‬وعليه فإن مدهوم مكان التسـ ــليم اإللكتروني يأخذ مدهوما‬
‫مغــايرا عن مدهوم الكــان التقليــدي ن را ل ــابعــه يير املحس ـ ـ ـ ــوس ويير املحــدود‪ ،‬األمر الــذي يعدي‬

‫‪1 ( Marc-Antoine LEDIEU , op cit , p 3‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫األطراف من تحديده لتس ـ ــلم البيع ذل أنه يس ـ ــت يع البائع تنديذه من أي مكان متواجد فيه كما‬
‫يست يع الشتري تسلمه من أي موقع يكون فيه‪.1‬‬
‫وعليه فإن التســليم عبر االنترنت ميعتبر أســهل وأيســر من التســليم التقليدي‪ ،‬كما أنه يقلص‬
‫الش ــاكل التي عادة ما تثور بين البائع والش ــتري حول مكان وزمان تس ــليم محل العقد كما أنه يقلص‬
‫من ندقات التسـ ــليم التي قد يختلف ال رفان بش ــأن من هو اللزم بتس ــديدها ولو أن أيلب القوانين‬
‫تلقي مثل هذا النوا من األعباء الادية على الشتري‪.‬‬
‫ب‪/‬التسليم االلكرتوني يتسم بالسرعة يف التنفيذ‪:‬‬
‫يتميز التس ـ ـ ــليم اإللكتروني بالس ـ ـ ــرعة الدائقة مقارنة بالتس ـ ـ ــليم التقليدي أو اليدوي‪ ،‬حيا‬
‫يكدي الورد االلكتروني الض ـ ـ ـ ــغس على أيقونة في جهاز الحاس ـ ـ ـ ــوب إلرس ـ ـ ـ ــال بريد الكتروني يتض ـ ـ ـ ــمن‬
‫البرنامم العلوماتي الذي أبرم العقد بشأنه‪ ،‬إذ كثيرا ما يتزامن التنديذ مع االنعقاد باعتبار العمليتين‬
‫متتاليتين وال تدص ــلهما إال دقائق معدودات‪ ،‬أما التس ــليم التقليدي فهو يس ــتغر وقتا قد ي ول أو‬
‫يقص ــر بحس ــب طبيعة النتو وكميته كما يؤخذ بعين االعتبار الس ــافة بين مكان الأش ــأ أو الص ــنع‬
‫ومكان االستالم‪ ،‬فإذا كنا بصدد عقد بيع داخلي مبرم بين مصين يقيمان في ندس الدولة فإن مدة‬
‫التسـ ــليم تتراوح بين عدة سـ ــاعات إلى عدة أيام‪ ،‬أما إذا كنا أمام عقد بيع دولي مبرم بين مصـ ــدر يقيم‬
‫بدولة ومس ــتورد يقيم بدولة أخرذ فإن الدة ال تقل عن ش ــهر أو عدة أش ــهر ن را لإلجراءات اإلدارية‬
‫والجبائية التي تقتض ـ ـ ـ ــتها العاملة كما يت لب األمر بعج األعمال الادية الض ـ ـ ـ ــرورية له كالوس ـ ـ ـ ــم‬
‫والتعليب‪2.‬‬

‫ج‪/‬التسليم االلكرتوني يتسم بالطابع الالمادي‪:‬‬


‫تعد الالمادية ميزة أسـ ـ ــاسـ ـ ــية من بين ميزات التسـ ـ ــليم اإللكتروني‪ ،‬هذه اليزة ت عله يدقد‬
‫الوعاء الادي الذي تعود عليه‪ ،‬بدض ـ ــل العلوماتية التي أض ـ ــدت مدهوما جديدا لهذه البيعات التي‬
‫هي في األص ـ ـ ــل مبيعات مادية لكن تقبل التحويل والترقيم مثل البيعات الرئية كأش ـ ـ ــرطة الديديو‬
‫واألفالم‪ ،‬أو البيعات السـ ــمعية كاألياني والدروس‪ ،‬أو البيعات الكتو ة كالكتب وصـ ــحف واملجالت‬
‫علتها في قانون حماية الس ـ هل التي يتم تحويلها بدض ــل تكنلوجيا‬ ‫والبرامم أو المدمات النص ــو‬

‫‪.246‬‬ ‫‪ ) 1‬حوحو يمينة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬الرجع ندسه‪.248 ،‬‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الرقمية إلى معلومات رقمية‪ ،‬بواس ـ ـ ة الكمبيوتر الذي يتولى تص ـ ــميم البيع التدق عليه كمعلومة‬
‫يعتمــد على ن ــام معــالجــة العلومــة يليــا في م ــال تمثيــل البيــانــات وحد هــا وتــداولهــا‪ .‬وفي الحقيقــة‬
‫تكون العالجة الرقمية من قبل البائع حيا يتولى وض ـ ــعه على موقعه‪ ،‬وما على الش ـ ــتري إال النقر‬
‫عليه بعد أن يكون قد وفى بالثمن على الشـ ـ ـ ــبكة مسـ ـ ـ ــبقا فالتسـ ـ ـ ــليم الالمادي يعتمد على األرقام‬
‫والبيانات في يياب العالقة الباش ـ ــرة بين التعاقدين‪ .‬ويعني الدهوم الالمادي للتس ـ ــليم اإللكتروني‪،‬‬
‫أنه يتم في البيئة الجديدة التي أنشـ ـ ـ ــأتها الت ارة اإللكترونية والعبر ع ها بالبيئة االفتراضـ ـ ـ ــية‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة مدهوم الالمادية ال يعني عدم الوجود كما ذكرنا سـ ـ ــابقا‪ ،‬وإنما الالمادية مرتب ة بمدهوم‬
‫الرقمية التي جعلت األجس ــاد تأخذ ش ــكل طاقة إلكترونية مض ــغوطة بص ــورة ش ــديدة ومص ــغرة إلى‬
‫درجة أ ها أص ــبحت يير مرئية‪ ،‬إال أن وجودها حقيقي‪ ،‬وهذا ما يعد بمثابة ت ور حقيقي في طريقة‬
‫التس ـ ــليم التي من دون ش ـ ـ يتعين التص ـ ــدي لها مس ـ ــتقبال فقها وقانونا وحتى فلس ـ ــديا ألن مدهوم‬
‫الالمادية مدهوم فلس ـ ـ ـ ــدي أك ر منه قانوني‪ .‬وقانونا يثبت التس ـ ـ ـ ــليم اإللكتروني من خالل التوقيع‬
‫علتها قانونا على النحو البين سابقا‪.1‬‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬إذا توافرت فيه الشرو النصو‬

‫الفرع الثاني‪ :‬املسؤولية عن االخالل بااللتزام بالضمان يف العقد االلكرتوني‬

‫يثبت الحق للمشـ ــتري في الضـ ــمان متى اعترضـ ــه ما ل ـ ـ يء أو ـ ــمص حال بينه و ين االنتداا‬
‫بالسـ ـ ـ ــلعة أو المدمة محل العقد‪ ،‬ألن الدافع للتعاقد بالأسـ ـ ـ ــبة للمشـ ـ ـ ــتري هو تمل الم ـ ـ ـ ـ يء البيع‬
‫لالنتداا به ب ريقة هادئة تحقق له البتغى من تعاقده مع البائع‪.‬‬
‫وعليه فإن التزام بالض ـ ــمان يش ـ ــمل نق تين أس ـ ــاس ـ ــيتين هما‪ ،‬ض ـ ــمان العيوب المدية (أوال)‬
‫وضمان التعرض واالستحقا (نانيا)‪.‬‬
‫أنة ‪-‬املسدنلية من ااخرت باةل زان بضمان العيوب ارافية‬
‫إضافة إلى ال ابقة الكمية وال ابقة الوصدية ملحل االلتزام فقد تم اعتماد مص لل جديد‬
‫ي لق عليه تس ــمية ال ابقة الوظيدية ‪ ،‬حيا يعتبر التزام البائع بتس ــليم ل ـ يء م ابق وظيديا من‬
‫االلتزامات األس ــاســية التي تناول ها القواعد العامة س ــواء على الص ــعيد الوطني من أو الص ــعيد الدولي‬

‫‪.249‬‬ ‫‪ ) 1‬حوحو يمينة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫من خالل اتداقية فيينا الماص ـ ـ ـ ــة بعقد البيع الدولي للبض ـ ـ ـ ــائع‪ ،1‬حيا أوجبت االتداقية الذكورة في‬
‫مادتها رقم ‪ 35‬فقرة ‪ 2‬على البائع تسـ ـ ـ ــليم الم ـ ـ ـ ـ يء البيع في وضـ ـ ـ ــعية تسـ ـ ـ ــمح له من االنتداا به وفقا‬
‫للغرض الذي أعد من أجله‪ ،‬كما ن د الش ــرا الدرنس ـ ي قد نص ص ـراحة على ض ــرورة أن يكون البيع‬
‫صـ ــالحا ألداء وظيدته بموجب الادة ‪ 1641‬من القانون الدني الدرنس ـ ـ ي بعد تعديله سـ ــنة ‪ 2016‬التي‬
‫جعلت البائع ضامنا لا يعتري الم يء البيع من عيوب خدية من شأ ها جعل البيع يير صالل لالنتداا‬
‫من ص ـ ـ ـ ــالحيته لدرجة ما كان ليبرم العقد لو علم بها منذ البداية أو أنه كان س ـ ـ ـ ــيقبل‬ ‫به أو اإلنقا‬
‫التعاقد بدفع نمن أقل‪. 2‬‬
‫الماص ـ ــة فإن الش ـ ــرا الجزائري يعتبر متأخرا نوعا في معالجة هذه‬ ‫أما بالأس ـ ــبة للنص ـ ــو‬
‫الســألة الحســاســة في عالقة النتم بالسـ هل حيا ن مه ألول مرة بصــدة صــريحة بموجب الادة ‪10‬‬
‫من الرس ــوم التنديذي رقم ‪ 3327-13‬الذي يحدد ش ــرو وكيديات وض ــع وض ــمان الس ــلع والمدمات‬
‫حيز التنديذ والتي ألزمت البائع أو النتم بضــرورة أن يكون النتو صــالحا لالســتعمال املمصــص له‪،‬‬
‫علما وأن الادة الثاجية من الرسـ ـ ــوم الذكور أعاله حددت ن ا ت بيقه ليشـ ـ ــمل السـ ـ ــلع والمدمات‬
‫القتناة النص ـ ــو علتها في أحكام القانون ‪ 03-09‬التعلق بحماية السـ ـ ـ هل وقمع الغ مهما كانت‬
‫طريقة وتقنية البيع السـ ـ ــتعمل‪ ،‬نهو األمر الذي ي عل من عقود الت ارة االلكترونية خاضـ ـ ــعة لهذا‬
‫الرسوم‪.‬‬
‫ويقص ـ ــد بال ابقة الوظيدية ملحل االلتزام أن يكون الم ـ ـ يء بخص ـ ــائص ـ ــه الذاتية ص ـ ــالحا‬
‫لالســتعمال القصــود منه من طرف الشــتري ‪ ،‬ويعتبر الم ـ يء صــالحا لالســتعمال ال بيني أو الألوف‬
‫إذا كـان بـاإلمكـان إعـادة بيعـه الحقـا من خالل العمليـات الت ـاريـة‪ ،‬بينمـا ال يعتبر كـذلـ الم ـ ـ ـ ـ يء يير‬

‫‪1 ) Convention de Vienne du 11 avril 1980 sur la Vente Internationale de Marchandises.‬‬


‫‪2) L’article 1641 C.C.F dispose que « le vendeur est tenu de la garantie à raison des défauts cachés de la chose‬‬
‫‪vendue qui la rendent impropre à l'usage auquel on la destine, ou qui diminuent tellement cet usage que‬‬
‫‪l'acheteur ne l'aurait pas acquise, ou n'en aurait donné qu'un moindre prix, s'il les avait connus ».‬‬
‫‪ )3‬مرسـوم تنديذي رقم ‪ 327-13‬مؤرخ في ‪ 20‬ذي القعدة عام ‪ 1434‬ا لوافق ‪ 26‬سـبتمبر سـنة ‪ 2013‬يحدد شـرو وكيديات‬
‫وضع ضمان السلع والمدمات ّ‬
‫حيز التنديذ‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أكتو ر ‪ ،2013‬العدد ‪.49‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫القابل للتداول في إطار الس ـ ـ ـ ــلس ـ ـ ـ ــلة العتادة للتوزيع وهي تل التي ال تتوفر مكوناتها على الحد األدن‬
‫من مت لبات الجودة والنوعية مما ي علها يير صالحة لالستعمال الألوف‪.1‬‬
‫أما عن ال بيعة القانونية لاللتزام بتسليم ل يء صالل لالستعمال فهو يعتبر التزاما بتحقيق‬
‫نتي ة إذا ال يمكن للبائع خاص ـ ــة إذا كان مهنيا أن يس ـ ــتبعد مس ـ ــؤوليته بإنبات حس ـ ــن نيته أو بإقامة‬
‫الدليل على بذله العناية الالزمة لتحقيق هذه النتي ة‪ 2‬وهنا قد يختلس مدهوم ال ابقة الناتم عن‬
‫تخلف ص ــدة أدت لعدم ص ــالحية البيع وااللتزام بالض ــمان الناتم عن وجود العيب في البيع والذي‬
‫أدذ لعدم صالحيته لالستعمال‪.3‬‬
‫وللتمييز بين م ــا يعتبر التزام ــا ب ــال ــابق ــة ال ــادي ــة (الوص ـ ـ ـ ــدي ــة) وم ــا يعتبر التزام ــا ب ــال ــابق ــة‬
‫الوظيدية أرذ أن الديص ـ ـ ــل في ذل هو مدذ اعتبار الص ـ ـ ــدة طبيعية في الم ـ ـ ـ يء أو أ ها م رد ص ـ ـ ــدة‬
‫عــارض ـ ـ ـ ــة ال تتوفر في ن رائــه‪ ،‬فــإذا ـكـان محــل العقــد مثال طــابعــة ‪ Imprimante‬فــإن من البــداهــة أن‬
‫وظيد ها األساسية هي ننح وطبع األورا وال يحتا هذا األمر ألن يشترطه الشتري في العقد‪ ،‬و التالي‬
‫فإن اسـ ـ ـ ــتالمه لل ابعة محل العقد وهي ال تقوم بعملية ال بع والأنـ ـ ـ ــح التي كانت الدافع الرئيس ـ ـ ـ ـ ي‬
‫للتعاقد ي عل البائع مخال بااللتزام بال ابقة الوظيدية‪ ،‬وهو ما ي عله مس ـ ـ ــؤوال ت اه الش ـ ـ ــتري على‬
‫أس ــاس ض ــمان العيوب المدية إال إذا وافق الش ــتري عند إبرام العقد على ش ـراوها مع لة بأية إعادة‬
‫بيعها أو إصالحها الحقا‪.‬‬
‫أما إذا كان محل العقد يلة طبع واش ــتر الش ــتري على أن يكون ال بع بألوان متعددة وليس‬
‫فقس ب ـ ــاألبيج واألس ـ ـ ـ ــود أو أن تقوم اآلل ـ ــة بعملي ـ ــات أخرذ مث ـ ــل إخرا نن ـ ـ ـ ــح طبق األص ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫‪ PHOTOCOPIE‬أو النل ‪ ،SCANNE‬فإن تسليم يلة ال تتوفر على المدمات التكميلية التي اشترطها‬
‫الشتري ت عل البائع مسؤوال عن اإلخالل بااللتزام بال ابقة الوصدية ال الوظيدية ألن اآللة صالحة‬

‫‪1 ) “L’usage est normal ou habituel de la marchandise lorsqu’elle est loyalement revendable ultérieurement‬‬
‫‪dans le cours de opérations commerciales, tandis que celle qui n’est pas apte à poursuivre le circuit habituel‬‬
‫‪de distribution, celle dont les composantes n’atteignent pas l’exigence minima de qualité loyale et‬‬
‫‪marchande, ne répond pas à son usage habituel”. Voir : AL QUDAH Maen, op cit, p 243.‬‬
‫‪ ) 2‬عبد النعم موو ى إبراهيم‪ ،‬حماية املستهلك د اسة م ا جة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.484 ،2007‬‬
‫‪.72‬‬ ‫‪ ) 3‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫للقيام بوظيد ها األس ـ ــاس ـ ــية وهي طبع األورا ‪ ،‬وفي هذه الحالة تقوم مس ـ ــؤوليته على أس ـ ــاس التنديذ‬
‫العي ــب لاللتزام ب ــالتس ـ ـ ـ ــليم وليس العيوب المدي ــة‪ ،‬ف ــالنوا األول مبني على م ــا تض ـ ـ ـ ــمن ــه العق ــد من‬
‫اش ـ ـ ـ ــتراطــات عقــديــة كــان بــاإلمكــان االس ـ ـ ـ ــتغنــاء ع هــا‪ ،‬أمــا النوا الثــاني فيتعلق ب وهر محــل العقــد‬
‫و الغرض الذي أعد من أجله الم ـ ـ ـ يء وهو أمر يير قابل ألن يس ـ ـ ــتغنى عنه وإال س ـ ـ ــقس القص ـ ـ ــد من‬
‫العملية التعاقدية برم ها‪.1‬‬
‫في األخير يمكن القول أن القواعد العامة في الس ــؤولية الدنية ال تخدم مص ــلحة الش ــتري في‬
‫العقود االلكتروني ــة ن را ل ول الوق ــت ال ــذي تس ـ ـ ـ ــتغرق ــه ه ــذه ال ــدع ــاوذ والتك ــاليف التي يتكب ــده ــا‬
‫خاص ــة تغ ي النقائص‬ ‫الش ــتري خاص ــة إذا كان مسـ ـ هلكا‪ ،‬لذا كان البد من تدخل الش ــرا بنص ــو‬
‫الع ــام ــة‪ ،‬وهو م ــا فعل ــه الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري من خالل الق ــانون ‪ 05-18‬التعلق‬ ‫الواردة في النص ـ ـ ـ ــو‬
‫للمس ـ ـ هل االلكتروني حينما أجاز له إمكانية‬ ‫بالت ارة االلكترونية حيا أرو ـ ـ ى حماية من نوا خا‬
‫العدول عن التعاقد في حالة عدم استالمه شيئا م ابقا لا تم االتدا عليه وفي هذا خرو عن البدأ‬
‫القوة اللزمة للعقد الذي ي عل تعديل العقد أو نقضه باتدا ال رفين ال باإلرادة الندردة ألحدهما‪.‬‬
‫أ‪/‬مفهون العيب ارافي امل م م ال يع اةل نني‪:‬‬
‫يقصـ ـ ــد بالعيب المدي ذل العيب الذي يكون موجودا في البيع وقت البيع‪ ،‬ولم يكن بوسـ ـ ــع‬
‫الش ـ ــتري أن يكتش ـ ــده أو يتد ن له عند قيامه بدحص البيع بعناية الرجل العادي ‪ ،2‬بينما يعرفه‬
‫البعج اآلخر بأنه كل ما يعرض للمبيع في عله يير مالئم أو يؤنر على إمكانية تص ـ ـ ـ ــريده أو يعو‬
‫اسـ ـ ــتعماله العادي وي ب أن يعتد بذل قانونا ‪ .3‬ويرذ صـ ـ ــاحب التعريف األخير وجاهة وصـ ـ ــحة في‬
‫التعريف الذي قدمه من الناحية القانونية ألنه يحق توازنا بين طرفي العقد ألن ما يعرض للمبيع يير‬
‫ما ي رأ عليه فالتعبير األول يش ــمل ما يص ــيب الم ـ يء في خلقته أو عند تص ــأيعه إذا كان يلة أو جهازا‬

‫‪.317‬‬ ‫‪ ) 1‬يغلى مريم‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ ) 2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضش امل ةرح ال اجون املمني‪ ،‬م م ال يع نامل ايضة‪ ،‬دراسة مقارنة في القوانين العر ية‪،‬‬
‫دار الهدذ‪ ،‬الجزائر ‪. 37 ،2008‬‬
‫‪ ) 3‬صاحب عبيد الدتالوي‪ ،‬ضمان العيوب نت لف املواصفاو امل م ود ال يع‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للأشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.50 ،1997 ،‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫مص ــنعا ويش ــمل كذل ما ي رأ عليه بعد هذه الرحلة كعيب يص ــيب جهازا إلكترونيا بعد االن هاء من‬
‫صنعه أو يلة تنكسر بعد ذل ‪.1‬‬
‫يير أنـه ال يعتـد بـأي نقص أو خلـل في البيع العتبـاره عيبـا خديـا من النـاحيـة القـانونيـة‪ ،‬ألن ذلـ‬
‫يقتض ي توفر شرو معينة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن ي ون العيب قميما‪ :‬يش ــتر في العيب الذي يتيح لص ــاحبه التمسـ ـ به في مواجهة البائع أن‬
‫يكون قديما أي أن يكون موجودا قبل التس ـ ـ ـ ــليم‪ ،‬ويس ـ ـ ـ ــتوي بعد ذل أن يكون البيع قد وجد في‬
‫البيع وقت إبرام العقد أو بعده ولكن قبل اس ــتالمه من طرف الش ــتري‪ ،2‬بمدهوم املمالدة يمكن‬
‫القول أن العيوب التي ت رأ على المـ ـ يء بعد قبض ــه يتحملها الشـ ـتري وليس البائع ألن مسـ ـؤولية‬
‫هذا األخير تكون عن تل اآلفات التي حدنت أنناء حيازته للم يء أما بعد هذه الرحلة فال يتحمل‬
‫أي مسـ ــؤولية‪ ،‬فلو أن ـ ــمصـ ــا معينا اشـ ــترذ جهاز هاتف نقال من خالل إعالن ت اري متوفر‬
‫عبر االنترنت‪ ،‬و عد اســتعماله فترة من الزمن ظهر به عیب كدقدان الذاكرة مثال‪ ،‬فال یســت یع‬
‫الرجل العادي وفق الألوف الكش ـ ـ ــف عنه بالدحص العتاد‪ ،‬فعندئذ َیحق للمش ـ ـ ــتري الرجوا‬
‫بالض ــمان على البائع بش ــر أن یكون قد أخ ر البائع بم رد ظهور العیب‪ ،‬وإال اعتبر الش ــتري‬
‫راضيا بالبیع بما فیه من عیب‪ ،‬ویقع عمت إنبات العیب على الشتري‪.3‬‬

‫أما في م ال العقود االلكترونية ال س ـ ـ ــيما تل التي يكون محلها برنام ا معلوماتيا فإنه كثيرا‬
‫ما يثار النقاش حول عدم صـ ـ ــالحي ها بسـ ـ ــبب وجود فيروسـ ـ ــات بداخلها تحول بي ها وين أداء وظيد ها‬
‫ب ريقة جيدة‪.‬‬
‫في الحقيقة فإن العيب في هذه الحالة وريم أنه ظهر في مرحلة الحقة لتس ـ ـ ـ ــليم محل العقد‬
‫إال أن السـبب كان موجودا قبل التسـليم‪ ،‬ألن منتم البرنامم الذي يزرا فيه فيروسـا بغرض تدميري ال‬
‫بد وأن يقوم بذل أنناء مراحل إنتا الديروس‪ ،‬ذل أن بناء الن ام العلوماتي يمر بمراحل عديدة‬
‫بدءا بمرحلة طرح الش ـ ـ ـ ــكلة الراد بناء ن ام لعالج ها نم تلتها مرحلة ا لدخالت واملمرجات وفي هذه‬

‫‪.50‬‬ ‫‪ ) 1‬الرجع ندسه‪،‬‬


‫‪.213‬‬ ‫‪ ) 2‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.82‬‬ ‫‪ )3‬بوزيدي إيمان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الرحلة يقوم مص ــمم البرنامم بت ميع البيانات الماص ــة بالن ام وتحليلها‪ ،‬نم تأتي مرحلة التص ــميم‬
‫والبناء حيا يتم أنناءها كتابة البرنامم بلغة عالية الســتوذ مع القيام بزراعة برنامم فيروو ـ ي بمهارة‬
‫شديدة و ع رة كلماته بين س ور البرنامم األصلي الذي يلتزم بتقديمه للمشتري‪.1‬‬
‫وعليه يمكن القول إن مثل هذه الديروسـ ـ ـ ــات وإن كان ظهورها الحقا لعملية التسـ ـ ـ ــليم فإن بائع‬
‫البرنامم يض ــم ها كعيوب خدية ألن س ــبب وجودها وانتش ــارها كان س ــابقا عن انتقالها للمش ــتري‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني تحقق شــر القدم في العيب و التالي قيام حق الشــتري في الرجوا على البائع بدعوذ ض ـمان‬
‫العيوب المدية‪.‬‬
‫‪ ‬أن ي ون العيب خفيا‪ :‬ال يكدي أن يكون العيب قديما بل يشـ ــتر كذل أن يكون خديا مسـ ــتترا‬
‫بمعنى أنــه لم يكن ظــاهرا بــارزا وقــت التس ـ ـ ـ ــليم ألن هــذا النوا األخير من العيوب أي ال ــاهرة ال‬
‫يضــمنه البائع على أســاس أن رؤية الشــتري للعيب وســكوته عنه يعتبر رضــا منه بوضــعية الم ـ يء‬
‫البيع وتنازال عن حقه في التمس بالضمان‪ ،2‬والعبرة في اعتبار العيب ظاهر أو خدي هو سهولة‬
‫اكتشافه من طرف الشتري التي تستند إلى معيار ذاتي يختلف من مص إلى يخر‪ ،3‬ويستوي في‬
‫ذل أن يكون البائع عالا بالعيب أو جاهال به ألن العبرة من تقرير الســؤولية عن ضــمان العيوب‬
‫المدية هو توفير الحماية للمشتري ال البائع‪.‬‬

‫وت در اإلشــارة إلى أنه يأبغي التمييز بين العقد البرم بين محترف ومس ـ هل والعقد البرم بين‬
‫محترفين أو مهنيين فدي النوا األول ال ي لب من السـ هل إال م رد العرفة البســي ة للمـ يء بالقدر‬
‫الذي يؤهله الكتش ـ ــاف العيوب البارزة فقس‪ ،‬أما في النوا الثاني من العقود فإنه يدترض في الش ـ ــتري‬
‫النهي أن يكون على درايـ ــة ومعرفـ ــة كبيرتين للم ـ ـ ـ ـ يء الـ ــذي يبتغي ش ـ ـ ـ ـراءه من خالل معرفـ ــة جميع‬
‫خص ـ ــائص ـ ــه ومكوناته‪ ،‬يير أن هذا االفتراض ال يعدو أن يكون م رد قرينة بس ـ ــي ة يمكن للمش ـ ــتري‬
‫دحضها بإنبات أنه لم يتمكن من اكتشاف العيب ريم بذله جهدا معقوال لذل ‪.4‬‬

‫‪.216‬‬ ‫‪ )1‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الوسيط امل ةرح ال اجون املمني الوسيط امل ةرح ال اجون املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا‬
‫الرابع‪ ،‬الع ود التي ت ع م املل ية ال يع نامل ايضة‪ ،‬الرجع السابق‪.724 ،‬‬
‫‪.89‬‬ ‫‪ )3‬صاحب عبيد الدتالوي‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪4 ) Jorge BLZMACEDA , op cit, p 121‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أما في م ال العامالت االلكترونية فإن عنص ـ ــر المداء يثار عادة بالأس ـ ــبة للديروس ـ ــات التي‬
‫هي في األص ـ ـ ـ ــل عبــارة عن برامم خديــة‪ .‬لكن التس ـ ـ ـ ــاؤل الــذي ي رح هو‪ :‬هــل كــل فيروس يمكنــه نعــت‬
‫بالعيب المدي الوجب للضمان؟ أم أن هناأ فيروسات ال يأنحب علتها هذا الوصف؟‬
‫في هذه الحالة يأبغي التمييز بين نوعين‪ ،‬األنت هو الذي يقوم النتم بزرعه أليراض تدميرية بأية‬
‫التش ـ ــوي على البرنامم الذي تم بيعه أو تع يله بعد فترة معينة أو الحد من فعاليته‪ ،‬فهذا النوا ال‬
‫شـ ـ ـ في أن منتم البرنامم يض ـ ــمنه كعيب خدي بل األك ر من ذل أنه يعتبر قد ارتكب تدليس ـ ــا ض ـ ــد‬
‫مش ـ ـ ــتري البرنامم الذي لو كان على علم به لا أقدم على التعاقد‪ ،‬و التالي ن د أن القواعد العامة قد‬
‫وفرت حماية مزدوجة للمشـتري األولى تتمثل في دعوذ الضـمان وأحكامها القررة لصـلحته إضـافة إلى‬
‫دعوذ إب ال العقد ريم صعو ة إنبات شروطها استنادا إلى التدليس‪.1‬‬
‫أما النوا الثاني من الديروس ــات فهي تل التي يزرعها النتم حماية لبرنام ه من قراص ــنة البرامم‬
‫الــذين يقومون بأن ـ ـ ـ ــح البرنــامم وإعــادة بيعــه وهو مــا يعرض النتم لمس ـ ـ ـ ــائر مــاليــة كبيرة‪ ،‬فدي هــذه‬
‫الحالة يلتزم النتم بإعالم الش ـ ـ ــتري بوجود فيروس يأش ـ ـ ــس بم رد محاولة نن ـ ـ ــح البرنامم كما يعلمه‬
‫باآلنار التي قد يتبب فتها‪ ،‬وهنا يس ـ ــقس حق الش ـ ــتري في التمس ـ ـ بض ـ ــمان العيوب المدية لس ـ ــببين‬
‫األول أن العي ــب لم يع ــد خدي ــا ألن النتم ق ــد أعلم ــه بوجوده والث ــاني أن نن ـ ـ ـ ــح البرنــامم يعتبر خ ــأ‬
‫يسقس الضمان لا فيه من اعتداء على حقو اللكية الدكرية‪.2‬‬
‫‪ ‬أن ي ون العيب مدثرا‪ :‬وهو ما يقع في مادة الم يء محل التعاقد والذي من شأنه أن ينقص من‬
‫قيمة الم يء أو من ندعه‪ ،‬ومعيار االنتداا هو ما خصص له ما لم يتم تحديد الغاية من الم يء‬
‫محل التعاقد‪ ،‬عندها ي ب أن يكون محل التعاقد هو الم ـ ـ ـ يء الذي يندع للغرض املحدد له‬
‫ويير معيب بشكل يضر به‪ ،3‬بمدهوم املمالدة فإنه متى ظهر أن تأنير العيب على قيمة الم يء أو‬
‫ص ـ ـ ــالحيته كان ض ـ ـ ــعيدا أو أن يكون إص ـ ـ ــالح المـ ـ ـ ـ يء س ـ ـ ــهال ويير مكلف فإن ذل ال ي عله من‬
‫العيوب التي توجب الضمان للمشتري‪.4‬‬

‫‪ )1‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 86‬من القانون الدني الجزائري‪.‬‬


‫‪.219‬‬ ‫‪ )2‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪.171‬‬ ‫‪ )3‬مخلوفي عبد الوهاب‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪4 ) Jorge BLZMACEDA , op cit, p 120‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫و ي هر تأنير العيب على المـ يء البيع في صـورتين‪ ،‬األنل هي أن العيب يعدم صـالحية المـ يء‬
‫البيع في عله في حالة عدم ص ـ ـ ــالحية كلية وهو ما قد يؤدي إلى فن ـ ـ ــح العقد ومثال ذل مواد البناء‬
‫من هية الص ــالحية أو جهاز حاس ــب يلي مع ل وييرها‪ ،1‬أما الص ــورة الثاجية التي ي هر من خاللها تأنر‬
‫من ص ـ ـ ـ ــالحيتــه أي من فعــاليتــه ومردوديتــه حيــا‬ ‫الم ـ ـ ـ ـ يء البيع بــالعيــب المدي فتتمثــل في اإلنقــا‬
‫اعتبرت محكمة النقج الدرنس ـ ـ ـ ــية أن تقديم بائع املحل الت اري لعلومات خاطئة للمش ـ ـ ـ ــتري حول‬
‫الداخيل الالية للمحل تثير مســؤوليته عن ضــمان العيوب المدية‪ ،2‬وعليه يمكن القول أن الشــتري‬
‫في هذه الحالة م الب بإنبات أمرين اننين وهما وجود العيب قبل انعقاد العقد أو التسليم وجسامة‬
‫العيب لدرجة تأنيره في صالحيته البيع ب عله يير صالل كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫ب‪/‬أحكان ضمان العيوب ارافية امل م م ال يع اةل نني‪:‬‬
‫ال يكدي أن ت تمع في اآلفة ش ـ ــرو العيب المدي إلمكانية إعمال حق الش ـ ــتري في الض ـ ــمان‪ ،‬بل‬
‫ي ب على ص ــاحب الحق أن يتخذ موقدا إي ابيا من خالل البادرة بتص ــرفات مادية وقانونية معينة‪،‬‬
‫هذه التصرفات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪/1‬تفحص الش ة ة ة ة يا امل يع‪ :‬وهو من األعمــال الــاديــة التي ي ــب على الش ـ ـ ـ ــتري القيــام بهــا بم رد‬
‫تسـ ـ ــلمه للم ـ ـ ـ يء البيع ‪ 3‬وفقا لا جرذ عليه التعامل بين الناس‪ ،‬كمن يشـ ـ ــتري سـ ـ ــيارة فيقوم بقيادتها‬
‫فترة زمنيــة معينــة فــإذا وجــد بهــا عيبــا وجــب عليــه إخ ــار البــائع في مــدة مقبولــة يرجع تحــديــدهــا إلى‬
‫العرف خاصــة وأن هذه الدة تختلف باختالف محل عقد البيع فيما إذا كان منقوال أو عقارا‪ ،‬أما إذا‬
‫انقضــت تل الدة دون أن يدصــل الشــتري للبائع عن العيب الذي اكتشــده فإن ســكوته يعتبر قرينة‬
‫قاطعة على رض ــاه ش ـراء البيع على حالته العيبة دون أن يكون له إنبات عكس ذل ‪ ،‬يير أنه إذا كان‬
‫العيب مما ال يمكن التحقق من وجوده باالس ــتعمال العادي أي أن ظهوره ال يكون إال بعد اس ــتعماله‬
‫وتهالكه بأســبة معينة‪ ،‬فإن الشــتري يلتزم بإخ ار البائع بالعيب بم رد اكتشــافه خالفا للحالة األولى‬

‫‪1 ) AL QUDAH Maen, op cit, p 268.‬‬


‫‪2) Cass, com, 6 mars 1990, Bull, IV, n° 75.‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 380‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا تسلم الشتري البيع وجب عليه التحقق من حالته عندما‬
‫يتمكن من ذل حسب قواعد التعامل الجارية‪ ،‬فإذا كشف عيبا يضمنه البائع وجب عليه أن يخبر هذا األخير في أجل مقبول‬
‫عادة فإن لم يدعل اعتبر راضيا بالبيع‪.‬‬
‫يير أنه إذا كان العيب ال ي هر باالستعمال العادي وجب على الشتري بم رد ظهور العيب أن يخبر البائع بذل‬
‫وإال اعتبر راضيا بالبيع بما فيه من عيوب ‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫التي منح فتها الش ـ ـ ـ ــرا ل لدائن بالض ـ ـ ـ ــمان مدة معقولة يحددها العرف ليخ ر خاللها البائع‪ .‬أما من‬
‫حيا األنر فال اختالف بين الحالتين حيا يعتبر عدم إخ ار الش ـ ـ ـ ــتري للبائع بوجود العيب بمثابة‬
‫قبول للم يء البيع ريم عيو ه‪.‬‬
‫يير أنه يعد الش ـ ـ ــتري من فحص البيع دون أن يس ـ ـ ــقس حقه في الض ـ ـ ــمان إذا أكد البائع‬
‫اإللكتروني للمش ـ ــتري خلو البيع من العيب‪ ،1‬وال يمكنه أن يتملص من التزامه بالض ـ ــمان بحجة أن‬
‫العيب كان ظاهرا للمش ـ ــتري وكان في اس ـ ــت اعته أن يتبين العيب‪ ،‬ألنه لوال تأكيد البائع خلو محل‬
‫العقد لقام الش ــتري بتدحص المـ ـ يء واكتش ــاف ما به من عيوب‪ ،‬علما و أن الش ــتري هو الذي يقع‬
‫عليه عمت إنبات تأكيد البائع خلو البيع من العيوب ألنه يد ي خالف األصـ ــل الذي يدترض أن البائع‬
‫ال يؤكد أو يندي أي ل يء ألن القانون أوجب على الشتري فحص البيع قبل تسلمه‪.‬‬
‫يير أنه إذا كان في اكتش ـ ــاف العيوب بعج الس ـ ــهولة إذا تعلق األمر بمحل عقد مادي يمكن‬
‫تدحص ـ ـ ــه بالش ـ ـ ــاهدة أو التحس ـ ـ ــس فإن األمر يير ذل في العقود االلكترونية التي يكون محلها كيانا‬
‫من قيا أو رقميا مثل البرامم االلكترونية‪ ،2‬ذل أن اليزة األس ـ ــاس ـ ــية لهذه األش ـ ــياء هي المداء بمعنى‬
‫أنه ال يمكن تدحصها لح ة إبرام العقد وهو ما يستد ي ت ر ة الم يء لدة زمنية معينة للتمكن من‬
‫اكتش ـ ــاف ما به من عيوب‪ ،‬وهو األمر الذي ي عل من نص الادة ‪ 380‬من القانون الدني يير ص ـ ــالل‬
‫للت بيق في م ال عقود المدمات الرقمية ن را لتعذر تدحصـ ــها وقت التسـ ــليم الذي يتم أصـ ــال عن‬
‫بعد ودون وجاهية بين طرفي العقد‪.‬‬
‫‪/2‬ض ة ة ة ةةرن ة إخ ا املش ة ة ة ة ي لل ائع بوجود العيب‪ :‬يعتبر اإلخ ار من اإلجراءات الجوهرية‬
‫التي يأبغي على الش ـ ـ ــتري القيام بها تحت طائلة عدم قبول دعوذ الض ـ ـ ــمان التي يرفعها ض ـ ـ ــد البائع‪،‬‬
‫علما وأن الشـرا فر بين اكتشـاف العيب فور تدحص البيع أي وقت تسـليم البيع و ين اكتشـافه في‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 379‬فقرة ‪ 2‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ ...... :‬إال إذا أنبت الشتري أن البائع أكد له خلو البيع‬
‫من تل العيوب أو أنه أخداها يشا منه ‪.‬‬
‫‪ )2‬وقا عبد المالق فليح العيني‪ ،‬ال زان ال ائع بالضمان امل بيع الب امج اةل نجية‪ :‬د اسة م ا جة‪ ،‬بحا لنيل درجة‬
‫الاجيستير في القانون الما ‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة الجزيرة‪.90 ،2018 ،‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫مرحلة الحقة عن التس ـ ـ ـ ــليم‪ ،‬فدي الحالة األولى يكون اإلخ ار في مدة مقبولة‪ 1‬أما في الحالة الثانية‬
‫فيتم فور اكتشافه‪.‬‬
‫والحكمة من اشــترا ضــرورة إخ ار البائع ترجع إلى الســياســة التشــريعية في ضــمان العيوب‬
‫المدية القائمة على اس هداف تحقيق استقرار التعامالت وحسم النزاعات من خالل عدم التراخي في‬
‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة إلنبات العيب والبادرة إلى رفع دعوذ الضمان‪ ،‬ألن اإلب اء في ل يء من ذل‬
‫قد ي عل إنبات العيب عس ــيرا تتعذر معه معرفة مص ــدره وتاريخ حدونه‪ ،2‬مع اإلش ــارة إلى أن الش ــرا‬
‫الجزائري كغيره من التش ـ ـ ـ ــريعـات القـارنـة لم يحـدد الكيديـة أو ال ريقـة التي يتم بهـا اإلخ ـار وهو مـا‬
‫يع ي الشتري حرية اختيار التي يخ ر بها البائع مع تحمله عمت إنبات قيامه بذل ‪ ،‬علما وأن أفضل‬
‫وس ــيلة في إطار العامالت االلكترونية هو التبلي عن طريق البريد االلكتروني الذي يعتبر وس ــيلة ذات‬
‫مص ــداقية بالن ر إلى تن ــجيل وتونيق كل ما يتعلق بالرس ــالة االلكترونية من هوية الرس ــل والرس ــل‬
‫إليــه وكــذا التــاريخ والتوقيــت الــدقيقــة للعمليــة بش ـ ـ ـ ـكــل يحد حق الش ـ ـ ـ ــتري في الرجوا على البــائع‬
‫االلكتروني بدعوذ الضمان لقيامه باإلخ ار الذي استوجبه الشرا الجزائري في نص الادة ‪ 380‬من‬
‫القانون الدني‪.‬‬
‫‪/3‬دموا ض ةةمان العيوب ارافية‪ :‬إذا اس ــت مع النقص الذي أص ــاب المـ ـ يء البيع ش ــرو‬
‫العيـب المدي من قـدم وخدـاء وتـأنير مع إخ ـار الش ـ ـ ـ ــتري للبـائع بـالعيـب في اآلجـال الـذكورة في الـادة‬
‫‪ 380‬من القانون الدني إنر تدحص الم ـ ـ يء أو بعد اس ـ ــتعماله‪ ،‬انعقد له الحق في رفع دعوذ ض ـ ــمان‬
‫العيوب المدية ‪ 3‬خالل مدة سـ ــنة من تسـ ــليم البائع للم ـ ـ يء البيع حتى ولو كان اكتشـ ــاف العيب من‬
‫طرف الشـ ــتري بعد انقضـ ــاء هذه الدة ما لم يتدق طرفا العقد على مدة أطول‪ ،‬ألن مدة سـ ــنة واحدة‬
‫مقررة لص ـ ـ ـ ــلح ــة الب ــائع ال ــذي ب ــإمك ــان ــه أن يتن ــازل عن ه ــذا الحق ب ــاالتد ــا على إع ــاء م ــدة أطول‬

‫‪ )1‬اس ـ ـ ـ ــتعمل الش ـ ـ ـ ــرا الص ـ ـ ـ ــري في نص الادة ‪ 449‬من القانون الدني القابلة لنص الادة ‪ 380‬من القانون الدني الجزائري‬
‫عبارة مدة معقولة وهي في ن رنا أك ر دقة من عبارة مدة مقبولة ألن العبارة األولى يمكن قياسـ ـ ـ ــها باسـ ـ ـ ــتعمال معيار‬
‫الرجل العادي أو ما تعارف عليه الناس‪ ،‬أما القبول أو القبولية فهي أمر نسمي معياره ذاتي يختلف من مص إلى يخر‪.‬‬
‫‪ )2‬عبد الرزا أحمد الس ـ ـ ـ هوري‪ ،‬الوس ة ة ةةيط امل ة ة ة ةةرح ال اجون املمني الوس ة ة ةةيط امل ة ة ة ةةرح ال اجون املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا‬
‫الرابع‪ ،‬الع ود التي ت ع م املل ية ال يع نامل ايضة‪ ،‬الرجع السابق‪.735 ،‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 381‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬إذا أخبر الشتري البائع بالعيب الوجود في البيع في الوقت‬
‫الالئم كان له حق ال البة بالضمان وفقا للمادة ‪. 376‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫للمش ـ ـ ــتري‪ ،1‬أما إذا تأخر هذا االخير في اكتش ـ ـ ــاف الم أ نتي ة ي مارس ـ ـ ــه البائع وانقض ـ ـ ــت الدة‬
‫القانونية القدرة بسنة واحدة فإنه ال يحق للبائع أن يتمس بها‪ .2‬وريم سكوت الشرا عن الدة التي‬
‫تمنح للمش ــتري في هذه الحالة فإنني أرذ أ ها س ــنة واحدة تبدأ من تاريخ اكتش ــاف العيب أو من تاريخ‬
‫إخ ار البائع بالعيب إعماال لروح النص‪.‬‬
‫ويترت ــب على دعوذ ض ـ ـ ـ ـم ــان العيوب المدي ــة حس ـ ـ ـ ـ ــب نص ال ــادة ‪ 381‬من الق ــانون ال ــدني‬
‫الجزائري التي تنص فــإن الش ـ ـ ـ ــتري الــذي يقوم بــإخ ــار البــائع في الوقــت الالئم بــإمكــانــه رفع دعوذ‬
‫ضمان العيوب المدية وفقا لنص الادة ‪ 376‬من القانون الدني ‪.3‬‬
‫و اس ــتقراء نص هذه الادة والتي تتكلم عن حالة االس ــتحقا الجزئي للمبيع ن د الش ــرا قد‬
‫فر بين حالة العيب الجس ـ ـ ــيم وحالة العيب اليس ـ ـ ــير‪ ،‬فدي ارحالة األنل وهي بلوغ جس ـ ـ ــامة العيب‬
‫حدا لو علمه الش ـ ـ ـ ــتري لا أبرم العقد كان لهذا األخير الميار بين رد البيع العيب مع ما ينم أو انتدع‬
‫منه مع ال البة بالبال الالية الذكورة في نص الادة ‪ 375‬من القانون الدني أو أنه يسـ ـ ــتبقي الم ـ ـ ـ يء‬
‫البيع ريم ما ين وي عليه من عيوب جس ـ ـ ــيمة مع م البة البائع بالتعويج على أس ـ ـ ــاس ما فاته من‬
‫كس ـ ــب وما لحقه من خس ـ ــارة‪ .‬أما في حالة ما إذا كان العيب يس ـ ــيرا ولم يبل الحد الذي يؤنر في إرادة‬
‫الش ـ ـ ــتري بالتعاقد فإنه ليس له إال اس ـ ـ ــتبقاء البيع مع ال البة بالتعويج دون أن يتمكن من إرجاا‬
‫الم يء البيع‪.4‬‬
‫وعليـه يمكن القول أن أحكـام ض ـ ـ ـ ـمـان العيوب المديـة وإن كـانـت قـابلـة للت بيق على عقود‬
‫البيع االلكترونية إال أن فعالي ها س ــتكون محدودة جدا ن را لل ابع الدني والتقني ملحل العقد والذي‬
‫ي عل من مسألة إنبات شرو العيب المدي صعبة جدا‪ ،‬خاصة ما تعلق بشر خداء العيب الذي‬

‫‪ )1‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 383‬من القانون الدني الجزائري ‪.‬‬


‫‪ )2‬أن ر‪ :‬الادة ‪ 384‬من القانون الدني الجزائري ‪.‬‬
‫‪ )3‬تنص الادة ‪ 376‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬في حالة نزا اليد الجزئي عن البيع وفي حالة وجود تكاليف‬
‫عنه وكانت خسارة الشتري قد بلغت قدرا لو علمه الشتري لا أتم العقد‪ ،‬كان له أن ي الب البائع بالبال البينة بالادة‬
‫‪ 375‬مقابل رد البيع مع االنتداا الذي حصل عليه منه‪.‬‬
‫وإذا اختار الشتري استبقاء البيع‪ ،‬أو كانت المسارة التي لحقته لم تبل القدر الشار إليه في الدقرة السابقة لم‬
‫يكن له سوذ ال البة بحق التعويج عن الضرر الذي لحقه بسبب نزا اليد عن البيع ‪.‬‬
‫‪ )4‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الوسيط امل ةرح ال اجون املمني الوسيط امل ةرح ال اجون‬
‫املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا الرابع‪ ،‬الع ود التي ت ع م املل ية ال يع نامل ايضة‪ ،‬الرجع السابق‪.641 ،‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يتوقف على مدذ تخص ـ ـ ــص وخبرة العميل التي تمكنه من الدحص العادي أو الدقيق للمـ ـ ـ ـ يء البيع‬
‫وتحديد تاريخ حدوث أو تحقق العيب هل هو س ـ ـ ــابق أو معاص ـ ـ ــر أو الحق لعملية التس ـ ـ ــليم‪ ،‬كما أن‬
‫فرضية اللجوء إلى الضمان العام القرر في القواعد العامة ستتضاءل بأسبة كبيرة بسبب ما فرضته‬
‫الماصة من التزامات بال ابقة وضمان الصالحية‪ ،‬هذا األخير يقيم قرينة بسي ة لصالل‬ ‫النصو‬
‫الش ـ ـ ـ ــتري مدـادهـا أن الملـل راجع لوجود عيـب في الس ـ ـ ـ ــلعـة أو المـدمـة ومن نمـة يقع على البـائع عمت‬
‫إص ـ ــالحه‪ ،1‬ويض ـ ــيف جانب من الدقه ض ـ ــرورة تبني قرينة اعتبار البائع محترفا املحترف عالا بالعيب‬
‫الوجود بالبيع إذ أن ذل س ــيديد الش ــتري الس ـ هل في منحه حق ال البة بكافة عناص ــر التعويج‬
‫ألن هذه القرينة تتمال ـ ى مع فكرة االحتراف وما يأبغي أن يكون عليه املحترف من إلام وعلم في م ال‬
‫تخصصه‪.2‬‬
‫ومنه يمكن القول أن طبيعة عقود الت ارة االلكترونية البرمة بين مورد محترف ومس ـ ـ ـ ـ هل‬
‫يدتقر للمعرفة الدنية دفعت الش ــرا إلى اس ــتحداث نص ــو خاص ــة مثل تل التعلقة بالمارس ــات‬
‫عدلت بموجبه‬ ‫الت ارية وحماية الس ـ ـ ـ ـ هل والتي وفرت بموجشها للمس ـ ـ ـ ـ هل حماية من نوا خا‬
‫بعج الداهيم التقليدية مثل االلتزام بتحقيق نتي ة وااللتزام ببذل عناية حيا اسـ ـ ـ ــتحدث االلتزام‬
‫بالس ـ ـ ـ ــالمة كالتزام ببذل عناية مش ـ ـ ـ ــددة‪ ،‬كما خرجت عن بعج الثوابت في القانون الدني مثل مبدأ‬
‫القوة اللزمة للعقد حينما ألجازت للمس ـ هل التراجع والعدول عن التعاقد من جانب واحد‪ ،‬إض ــافة‬
‫إلى التشـ ــدد في االلتزام بالتسـ ــليم الذي لم يعد يتضـ ــمن فقس احترام اآلجال واألمكنة بقدر ما أصـ ــبح‬
‫يت لب تمكينا حقيقيا للمشـ ـ ـ ــتري لالنتداا بالبيع على أكمل وجه‪ ،‬كل هذه السـ ـ ـ ــت دات في القوانين‬
‫الماص ـ ــة جعلت من ت بيق القواعد العامة على العامالت االلكترونية يير ض ـ ــروري أي أنه ال يحقق‬
‫للمتعاقد االلكتروني مبتغاه‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬املسؤولية عن اإلخالل بضمان التعرض واالستحقاق‪:‬‬
‫إذا كان ضـ ــمان العيوب المدية ينصـ ــب على يفات طارئة تصـ ــيب الم ـ ـ يء البيع في صـ ــالحيته‬
‫فتنقص ـ ــها أو تعدمها كليا‪ ،‬فإن ض ـ ــمان التعرض واالس ـ ــتحقا ال يتعلق بص ـ ــالحية المـ ـ ـ يء الكلية أو‬

‫‪.113‬‬ ‫‪ - .107‬أيمن أحمد محمد الدلوا‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬ ‫‪ ) 1‬محمد حسين منصور‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ ) 2‬أن ر‪ :‬س ـ ــعيد الس ـ ــيد قنديل‪ ،‬املس ة ةةدنلية الع مية امل ممات املعلوماتية (ااة ة ةةكالية ارااص ة ةةة بض ة ةةمان العيب ارافي‬
‫نضمان ممن امل اب ة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.99 ،2014 ،‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الجزئيـة في حـد ذاتـه بـل يرتبس بملكيتـه وحيـازتـه التي تكون محـل منـازعـة وتعرض من طرف البـائع أو‬
‫الغير ب ريقة قد تدضـ ـ ـ ـ ي إلى خرو البيع من يد الش ـ ـ ــتري‪ ،‬لذا كان لزاما على البائع أن يض ـ ـ ــمن مثل‬
‫هذه األمور تحقيقا للغرض من التعاقد وهو االنتداا بالبيع بصورة مستمرة وهادئة‪.‬‬
‫أ‪/‬مفهوم ضمان التعرض واالستحقاق يف عقد البيع االلكرتوني‪:‬‬
‫كدل الش ــرا الجزائري بموجب الادة ‪ 371‬من القانون الدني‪ 1‬للمش ــتري حقه في الرجوا على‬
‫البائع عن أي تعرض قد يقع من طرفه ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــيا أو من طرف الغير الذي قد يد ي بحقو له على‬
‫الم يء البيع‪.‬‬
‫وقد عرف األس ــتاذ أنور س ــل ان االلتزام ض ــمان التعرض واالس ــتحقا كاآلتي‪ :‬يلتزم البائع‬
‫بمقتض ـ ى عقد البيع بأن يضــمن للمشــتري ملكية البيع وحيازته حيازة هادئة‪ ،‬ويتمثل هذا الضــمان‬
‫في وجوب امتناعه عن التعرض للمش ـ ـ ـ ــتري في وض ـ ـ ـ ــع يده على البيع ودفع تعرض الغير‪ ،‬وتعويج‬
‫الشتري إذا انتهى التعرض باستحقا البيع"‪.2‬‬
‫مويســتخلص من التعريف الســابق أن ضــمان التعرض واالســتحقا هو عبارة عن التزام يقع‬
‫على البائع اإللكتروني حيا يتعهد فيه بعدم التعرض ـ ـ ــمص ـ ـ ــيا للمش ـ ـ ــتري في ملكيته أو حيازته‬
‫للمبيع‪ ،‬أو انتداعه به انتداعا هادئا أو عدم تعرض الغير له فإذا أخل بالتزامه واســتحق الغير البيع‬
‫بص ـ ـ ــدة كلية أو جزئية التزم البائع اإللكتروني بتعويج الش ـ ـ ــتري عما لحقه من أض ـ ـ ـرار جراء هذا‬
‫االستحقا ‪.3‬‬
‫ويأبغي التمييز هنــا بين التعرض الــادي الــذي يقوم على إزعــا الش ـ ـ ـ ــتري في حيــازتــه للم ـ ـ ـ ـ يء‬
‫البيع كالقيام بحرث أو بذر الق عة األرض ـ ـ ــية الش ـ ـ ــتراة‪ ،‬و ين التعرض القانوني الذي قوامه االدعاء‬
‫بحق على البيع كاللكية أو االنتداا أو االرتدا ‪ .‬فالبائع يض ـ ـ ـ ــمن عدم تعرض ـ ـ ـ ــه الش ـ ـ ـ ــمح ـ ـ ـ ـ ي الادي‬
‫والقانوني‪ ،‬بينما ال يضمن إال التعرض القانوني الصادر عن الغير‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 371‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يضمن البائع عدم التعرض للمشتري في االنتداا بالبيع كله‬
‫أو بعضه سواء كان التعرض من فعله أو من فعل الغير‪ ،‬يكون له وقت البيع حق على البيع يعارض به الشتري ‪.‬‬
‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬الع ود املسماة‪ ،‬ةرح م مي ال يع نامل ايضة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪ ،‬مصر‪. 280، 20‬‬
‫‪.33‬‬ ‫‪ )3‬بوزيدي إيمان‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫أما في م ال العقود االلكترونية ال ســيما تل التي يكون محلها رقميا مثل البرامم العلوماتية‬
‫فهي تتعلق بمنقوالت مــاديــة أو معنويــة و ــالتــالي من يير المكن تص ـ ـ ـ ــور التعرض القــانوني فتهــا ألن‬
‫القاعدة أن الحيازة في النقول سـ ـ ـ ــند اللكية‪ ،1‬بمعنى أن أي دعوذ اسـ ـ ـ ــتحقا ترفع ضـ ـ ـ ــد الشـ ـ ـ ــتري‬
‫س ـ ــيكون م لها الرفج لعدم التأس ـ ــيس اس ـ ــتنادا إلى القاعدة الس ـ ــابقة متى توفرت ش ـ ــروطها خاص ـ ــة‬
‫حسن نية الشتري أي عدم علمه بأن البيع مملوأ للغير‪.‬‬
‫وعليه ســنقتصــر في دراســتنا على التعرض الادي المكن صــدوره من البائع دون الصــادر من‬
‫الغير ألنه ال يدخل ضمن ن ا الضمان‪.‬‬
‫‪/1‬شروط ضمان التعرض املادي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يحم ال عرض فعر‪ :‬أي أن تتحقق واقعة االعتداء الادي أو ان هاأ الحيازة فال يكدي م رد‬
‫تهديد البائع للمش ـ ـ ــتري‪ ،‬ومثال ذل قيام البائع بايتص ـ ـ ــاب العين البيعة كاس ـ ـ ــتخدام الس ـ ـ ــيارة‬
‫باسـ ــتعمال الدتاح الثاني أو القيام بهدم العقار البيع وييرها من أشـ ــكال التعرض الادي المكن‬
‫تص ـ ـ ــور حدونه من طرف البائع‪ ،‬ومنه أمكن القول أن حق الض ـ ـ ــمان مقرر للمش ـ ـ ــتري ابتداء من‬
‫وقت منازعة الغير له في االنتداا بالبيع وحيازته حيازة هادئة‪ ،‬أما م رد خشـ ـ ـ ــية الشـ ـ ـ ــتري وقوا‬
‫التعرض أو اكتش ـ ـ ـ ــافه وجود حق للغير كحق رهن يحتمل أن يكون س ـ ـ ـ ــببا للتعرض‪ ،‬فال يبيح له‬
‫قانونا رفع دعوذ الضمان في الحال الحتمال عدم وقوا التعرض من الدائن الرتهن‪.2‬‬
‫‪ ‬أن ي ون من ة ة ة ة ةةأن ال عرض أن يحوت كليةا أن جزئيةا دنن اةج فةاع بةامل يع‪ :‬بمعنى أن التعرض‬
‫الادي للبائع ي ب أن تترتب عنه ينار عملية تتمثل في حرمان الشـ ـ ـ ــتري من االنتداا الكلي كما في‬
‫حــالــة اس ـ ـ ـ ــترداد البيع بــالقوة وانتقــال حيــازتــه إلى البــائع‪ ،‬أو اس ـ ـ ـ ــترداد جزء من البيع ينقص أو‬
‫يقلص من نس ـ ـ ــبة ص ـ ـ ــالحية المـ ـ ـ ـ يء للغرض الذي أبرم العقد من أجله‪ ،‬كما ال يش ـ ـ ــتر العتبار‬
‫الدعل تعرضا أن يكون عبارة عن خ أ أو عمل يير مشروا‪ ،‬ذل أن مركز البائع هنا يختلف عن‬
‫مركز الغير ألنه التزم بموجب عقد البيع بأن ينقل للمشتري ملكية البيع واالنتداا الهادب به‪.3‬‬

‫‪.57‬‬ ‫‪ )1‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.291‬‬ ‫‪ )2‬أنور سل ان‪ ،‬العقود السماة‪ ،‬شرح عقدي البيع والقايضة‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬
‫‪ )3‬وقا عبد المالق فليح العيني‪ ،‬الرجع السابق‪.124 ،‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪ ‬أن ة يسة ة ةةتشم ال ائع امل تعرضة ة ةةه إل ح قاجوني أن اتفاقمل‪ :‬نهو ش ـ ـ ــر بديهي ومن قي‪ ،‬فامتناا‬
‫البائع عن تسـ ـ ـ ــليم البيع كامال نتي ة إخالل الشـ ـ ـ ــتري بتسـ ـ ـ ــديد الثمن ما هو إال ت بيق لقاعدة‬
‫الدفع بعدم التنديذ التي تعتبر إحدذ خصائص العقد اللزم لجانبين‪ ،‬وندس الم يء ين بق على‬
‫الحق في الحبس وييره ــا من األمور التي تعتبر بمث ــاب ــة حقو للب ــائع في ح ــال ــة إخالل الش ـ ـ ـ ــتري‬
‫بالتزاماته خاصة االلتزام بتسديد الثمن‪.‬‬
‫‪/2‬أحكام ضمان التعرض املادي ‪:‬‬
‫يعتبر االلتزام بعدم التعرض الش ــمحـ ـ ي التزاما أبديا يبق قائما في ذمة الدين به وهو البائع‬
‫مــدذ الحيــاة بــل إنــه يأتقــل حتى إلى ورنتــه في حــالــة وفــاتــه‪ ،‬أمــا إذا أخــل البــائع بــالتزامــه ورفع ضـ ـ ـ ـ ــده‬
‫الش ـ ـ ـ ــتري دعوذ تعويج وحكمــت لــه املحكمــة بــذل ـ فــإن االلتزام بــدفع مبل التعويج ال يتس ـ ـ ـ ــم‬
‫بالتأبيد بل يخضع لدة التقادم القررة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخمسة عشرة (‪ )15‬سنة‪ 1‬يبدأ سريا ها من تاريخ صيرورة‬
‫الحكم هائيا قابال للتنديذ‪.‬‬
‫وعليه فإن الجزاء الترتب على تعرض البائع للمشـ ـ ــتري إما أن يكون تعويضـ ـ ــا عيأيا بإزالة أنر‬
‫التعرض ك هــديم الجــدار الــذي تم تش ـ ـ ـ ــييــده أو يلق املحــل الت ــاري الــذي تم فتحــه‪ ،‬وإمــا أن يكون‬
‫تعويض ـ ــا نقديا إذا تض ـ ــرر الش ـ ــتري من عملية التعرض على أس ـ ــاس ما فاته من كس ـ ــب وما لحقه من‬
‫خس ــارة‪ ،‬وقد ي مع الش ــتري بين التعويج العيني والنقدي متى كانت إزالة التعرض ممكنة وفي ندس‬
‫الوقت أحدث هذا التعرض أضرارا قابلة للتعويج‪.‬‬
‫أما ضــمان التعرض في العقود االلكترونية فكثيرا ما ي هر من خالل الديروســات االلكترونية‬
‫التي قد يلجأ الورد االلكتروني إلى زرعها للتش ـ ـ ـ ــوي على برنامم العميل‪ ،‬وهو ما ي عله ض ـ ـ ـ ــامنا لثل‬
‫هذا النوا من الديروس ـ ـ ــات التي من ش ـ ـ ــأ ها التس ـ ـ ــبب في أضـ ـ ـ ـرار بالغة تمس الن مة العلوماتية متى‬
‫توفرت شرو التعرض الادي الذكورة سابقا‪.‬‬
‫ويرذ بعج الب ــاحثين أن الجزاءات القررة في القواع ــد الع ــام ــة في ض ـ ـ ـ ـم ــان التعرض ال ــادي‬
‫الص ـ ـ ــادر عن البائع تعتبر كافية لكدالة حق الش ـ ـ ــتري ن را لمص ـ ـ ــائص هذا النوا من الض ـ ـ ــمان أنة‬
‫لكونه التزام مؤ د ال يخض ـ ـ ـ ــع للتقادم و ثاجيا ن را لكونه التزام يير قابل للت زئة‪ ،‬إذ أنه مهما تعدد‬

‫‪ )1‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬عبد الرزا أحمد الس هوري‪ ،‬الوسيط امل ةرح ال اجون املمني الوسيط امل ةرح ال اجون‬
‫املمني ارجميم‪ ،‬ارجزا الرابع‪ ،‬الع ود التي ت ع م املل ية ال يع نامل ايضة‪ ،‬الرجع السابق‪.637 ،‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫الس ــاهمون في ص ــناعة البرنامم فال يمكن ألي م هم التعرض للمش ــتري في جزء من البرنامم بحجة أنه‬
‫ال يدخل في إطار الضمان‪.1‬‬
‫مصيا أؤيد وأدعم ما ذهب إليه الرأي الدقهي السابق من كون القواعد العامة كافية فيما‬
‫القدمة أضــيف حجة‬ ‫يتعلق بضــمان البائع لتعرضــه الادي ضــد الشــتري‪ ،‬إذ أنه وإضــافة إلى الح‬
‫أخرذ وهي أن زرا الديروس ـ ـ ــات يعتبر من قبيل األعمال يير الش ـ ـ ــروعة وهو ما يعتبر يش ـ ـ ــا من طرف‬
‫البائع ي عله مســؤوليته ت اه الشــتري تت اوز األض ـرار التوقعة لتشــمل األض ـرار يير التوقعة‪ ،2‬وهو‬
‫ما يزيد من فعالية هذا النوا من الضمان في العقود االلكترونية‪.‬‬
‫أما النق ة الســلبية في تن يم الشــرا الجزائري لاللتزام بضــمان التعرض واالســتحقا والتي‬
‫ال تخدم الشــتري خاصــة الس ـ هل في العقود االلكترونية‪ ،‬هي أنه لم ي عل هذا الضــمان من الن ام‬
‫العــام حيــا أجــازت الــادة ‪ 377‬من القــانون الــدني ل رفي عقــد البيع أن يتدقــا بموجــب اتدــا خــا‬
‫على زيادة الض ـ ــمان أو إنقاص ـ ــه أو حتى إس ـ ــقاطه هائيا‪ ،‬وذاأ على عكس بعج التش ـ ــريعات القارنة‬
‫كالتشــريع الصــري في الادة ‪ 446‬من القانون الدني الذي اعتبر شــر إســقا الضــمان باطال وهو ما‬
‫ي عل السألة متعلقة بالضمان العام‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية للمشرتي عن اإلخالل بالوفاء االلكرتوني‬

‫يلتزم الش ــتري ت اه البائع في عقد البيع االلكتروني ب ملة من االلتزامات م ها االلتزام بتس ــلم‬
‫البيع وتدحص ــه وكذا االلتزام بالتعاون وااللتزام بحس ــن النية وييرها من االلتزامات‪ ،‬والتي تعتبر أقل‬
‫أهمية من االلتزام الرئيس ـ ـ ـ ي التمثل في الوفاء بالثمن النقدي كمقابل لتملكه ملحل العقد‪ ،‬فالصـ ـ ــدة‬
‫النقدية لضـ ـ ـ ــمون التزام الشـ ـ ـ ــتري إذن تعتبر بمثابة السـ ـ ـ ــبب والدافع وراء إقدام البائع على التعاقد‬
‫والتنازل عن ملكيته للم يء البيع‪.‬‬
‫وكنتي ة لالنتش ـ ـ ـ ــار الواس ـ ـ ـ ــع للت ارة االلكترونية كمنافس أو بديل للت ارة التقليدية فقد‬
‫ظهرت الحاجة الس ـ ـ ــتحداث طر ووس ـ ـ ــائل جديدة في م ال العامالت الالية وتس ـ ـ ــديد نمن الس ـ ـ ــلع‬

‫‪.83‬‬ ‫‪ )1‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬تنص الادة ‪ 182‬فقرة ‪ 2‬من القانون الدني الجزائري على ما يلي‪ :‬يير أنه إذا كان االلتزام مص ــدره العقد‪ ،‬ال يلتزم الدين‬
‫الذي لم يرتكب يشا أو خ ا جسيما إال بتعويج الضرر الذي يمكن توقعه عادة وقت التعاقد ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫والمــدمــات التي تتم في إطــار عقود الت ــارة اإللكترونيــة‪ ،‬لــذلـ قــامــت مع م البنوأ والؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات‬
‫الالية تكيدا م ها مع التشـ ـ ـ ــريع العمول به برقمنة ق اعها الصـ ـ ـ ــرفي في محاولة م ها لسـ ـ ـ ــايرة الت ور‬
‫التكنولوجي الذي تشهده العمورة وكذا حرصا م ها على زيادة عائداتها ومداخيلها الالية‪.‬‬
‫وعليه فالشـ ــتري إذا ما أراد تنديذ التزامه العيني بتسـ ــديد الثمن عن طريق الدفع االلكتروني‬
‫فإنه يتعين عليه التعامل مع بن أو مؤسـســة مصــرفية تكون بمثابة الوســيس في تحويل البال الالية‬
‫من البائع إلى الشتري من خالل ما يعرف بب اقات الدفع االلكترونية أو عن طريق الشي االلكتروني‬
‫ولو أن ال ريقة األولى تعتبر االك ر تداوال في العامالت الت ارية الرقمية‪.‬‬
‫ومنــه ن ــد أن الش ـ ـ ـ ــتري يكون ملتزمــا ت ــاه البــائع بــالــدفع االلكتروني كمقــابــل للم ـ ـ ـ ـ يء البيع‬
‫بموجب عقد البيع البرم بي هما‪ ،‬كما يلتزم ايض ـ ـ ـ ــا ت اه البن بالتزامات معينة في إطار عقد المدمة‬
‫الذي ي معهما‪ ،‬وهو األمر الذي قد ي عله مسؤول مسؤولية عقدية ت اه كل من البائع والبن ‪.‬‬
‫لذل ســوف نقوم بتقســيم هذا ال لب إلى فرعين نخصــص أولهما لاهية الدفع االلكتروني‪،‬‬
‫بينما نترأ الثاني للحديا عن مس ـ ـ ـ ــؤولية الش ـ ـ ـ ــتري الدين بدفع الثمن الكترونيا ت اه كل من البائع‬
‫وكذا البن أو الؤسسة الالية التعامل معها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية الدفع االلكرتوني‬

‫تقتض ي منا دراسة السؤولية عن استعمال وسائل الدفع االلكترونية ك لية مستحدنة لوفاء‬
‫الدين بالتزاماته الالية ت اه التعاقد معه دراسة ماهي ها من خالل تعريف وسائل الدفع االلكترونية‬
‫(أوال) نم الت ر ألنواا وسائل الدفع االلكتروني املمتلدة (نانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬تعريف وسائل الدفع االلكرتوني‪:‬‬
‫اعترف الش ـ ــرا الجزائري بوس ـ ــائل الدفع الحديثة س ـ ــنة ‪ 2003‬وذل من خالل األمر ‪11-03‬‬
‫التعلق بالنقد والقرض‪ 1‬حيا نص ـ ـ ـ ــت الادة ‪ 69‬منه على أنه تعتبر وس ـ ـ ـ ــائل الدفع كل األدوات التي‬
‫تمكن الشـ ـ ــمص من تحويل األموال مهما يكن السـ ـ ــند أو األسـ ـ ــلوب التقني السـ ـ ــتعمل ‪ ،‬وهو ما يبرز‬

‫‪ )1‬األمر رقم ‪ 11-03‬الؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬التعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة في ‪ 27‬أوت ‪ ،2003‬العدد‬
‫‪.52‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫اعتراف الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري بوس ـ ـ ـ ــائـل الـدفع االلكترونيـة كـأدوات للتعـامالت الص ـ ـ ـ ــرفيـة التي تندـذ بهـا‬
‫جنبا إلى جنب مع الوسائل التقليدية‪.‬‬ ‫االلتزامات الالية بين األ ما‬
‫أما القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية فقد جعل اس ـ ــتخدام الدفع االلكتروني أمرا‬
‫اختياريا بموجب نص الادة ‪ 127‬التي أع ت للمس ـ ـ ـ ـ هل االلكتروني الميار بين الدفع عن بعد و ين‬
‫الدفع عند التس ـ ـ ـ ــليم‪ .‬ويدهم من نص الادة الذكورة أن العقود االلكترونية التامة هي التي يكون فتها‬
‫الدفع الكترونيا مســايرة من الشــرا ل بيعة العقد الذي نشــأ إلكترونيا وينقض ـ ي الكترونيا عن طريق‬
‫تنديذ االلتزامات التمخض ــة عنه في فض ــاء رقمي ومن بي ها االلتزام بتس ــديد نمن الس ــلعة أو المدمة‪،‬‬
‫أمـا العقود االلكترونيـة النـاقص ـ ـ ـ ــة التي تبرم ب ريقـة الكترونيـة وتندـذ ب ريقـة تقليـديـة فـالـدفع يكون‬
‫فتها بال ريقة التقليدية سواء عن طريق الناولة اليدوية للمبال الالية أو عن طريق الشي ‪.‬‬
‫يير أن منح الش ـ ـ ـ ــرا للمس ـ ـ ـ ـ هل ـ االلكتروني حريــة الدــاض ـ ـ ـ ـلــة بين الــدفع عن بعــد والــدفع‬
‫التقليــدي يتعلق فقس بــالعقود الــداخليــة أي بين مورد الكتروني جزائري ومس ـ ـ ـ ـ هلـ جزائري‪ ،‬أمــا إذا‬
‫كــان عقــد الت ــارة االلكتروني دوليــا أو كمــا عبر عنــه الش ـ ـ ـ ــرا عــابرا للحــدود فــإن ال ريقــة الوحيــدة‬
‫القبولــة للوفــاء بــالبــال الــاليــة هي الــدفع االلكتروني‪ ،‬وذلـ ريبــة من الش ـ ـ ـ ــرا في حمــايــة االقتص ـ ـ ـ ــاد‬
‫الوطني من مخاطر تبييج األموال وتش ــجيعا منه لالس ــتثمارات األجنبية القائمة أس ــاس ــا على رقمنة‬
‫مختلف معامالتها االقتصادية والالية‪.‬‬
‫وتعرف تقنية الدفع االلكتروني بأ ها « م موعة الم وات التي تبدأ بأمر التحويل الص ــادر‬
‫عن الســتديد بهدف الدفع للمســتديد من األمر‪ ،‬ويتم ذل شــدويا‪ ،‬الكترونيا‪ ،‬كتابيا‪ ،‬ويشــمل ذل‬
‫أي أمر صـ ــادر عن بن اآلمر‪ ،‬أو البن الوسـ ــيس يهدف إلى تنديذ أمر اآلمر بالتحويل‪ ،‬ويتم النقل‬

‫‪ )1‬تنص الادة ‪ 27‬من القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية على ما يلي‪ :‬يتم الدفع في العامالت الت ارية االلكترونية‬
‫إما عن بعد أو عند تسليم النتو ‪ ،‬عن طريق وسائل الدفع الرخص بها‪ ،‬وفقا للتشريع العمول به‪.‬‬
‫عندما يكون الدفع إلكترونيا‪ ،‬فإنه يتم من خالل منصات دفع مخصصة لهذا الغرض‪ ،‬مأشأة ومستغلة حصريا‬
‫من طرف البنوأ العتمدة من قبل بن الجزائر و ريد الجزائر وموصولة بأي نوا من أنواا مح ات الدفع االلكتروني عبر‬
‫شبكة التعامل العمومي للمواصالت السلكية والالسلكية‪ .‬يتم الدفع في العامالت الت ارية العابرة للحدود‪ ،‬حصريا عن‬
‫بعد‪ ،‬عبر االتصاالت االلكترونية ‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫بقبول بن الســتديد دفع قيمة الحوالة لصــلحة الســتديد البين في األم ‪ .1‬أما البن الركزي األور ي‬
‫فقد عرف وس ـ ـ ــيلة الدفع االلكترونية بأ ها كل عملية دفع ص ـ ـ ــدرت وعولجت ب ريقة الكترونية''‪،‬‬
‫وهذا يعني أن وس ـ ــائل الدفع االلكترونية هي عبارة عن تحويل معامالت من خالل نقل مع يات من‬
‫طرف إلى يخر أو من ن ام إلى يخر وهذه الع يات يتم معالج ها من طرف وسـ ـ ــيس (ن ام العالجة )‪،‬‬
‫وتتم هذه العملية عن طريق م موعة األدوات االلكترونية التي تص ـ ـ ـ ــدرها الص ـ ـ ـ ــارف ومؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــات‬
‫االئتمان‪.2‬‬
‫وعلي ـ ــه يمكن القول إن اعتب ـ ــار وس ـ ـ ـ ــيل ـ ــة ال ـ ــدفع الكتروني ـ ــة يرجع إلى م ـ ــدذ اس ـ ـ ـ ــتعم ـ ــال‬
‫التكنولوجيات الحديثة التمثلة أس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــا في ش ـ ـ ـ ــبكة االنترنت وكذا مختلف البرامم العلوماتية التي‬
‫تسـ ـ ـ ــاعد على إجراء العمليات الالية الصـ ـ ـ ــرفية في أسـ ـ ـ ــرا وقت و دعالية بعيدا عن املماطر التي من‬
‫شـ ــأ ها أن تحول دون وفاء الدن بالتزامه بتسـ ــديد نمن السـ ــلعة أو المدمة التعاقد بشـ ــأ ها مع الورد‬
‫االلكتروني‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬أنواع وسائل الدفع االلكرتوني‪:‬‬
‫تشـهد عمليات الدفع االلكتروني تنوعا وتعددا في الوسـائل واألسـاليب التي تسـتعملها البنوأ‬
‫والص ـ ــارف لتس ـ ــوية التبعات الالية الناجمة عن عقود الت ارة االلكترونية‪ ،‬والتي من أهمها ب اقات‬
‫الدفع االلكترونية (أ) والشي االلكتروني (ب)‪.‬‬
‫أ‪/‬بطاقات الدفع االلكرتونية‪ :‬عرف الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري ب ــاقــة الــدفع من خالل نص الــادة ‪543‬‬
‫مكرر ‪ 23‬فقرة ‪ 1‬من القــانون الت ــاري الجزائري بــأ هــا‪ :‬تعتبر ب ــاقــة الــدفع كــل ب ــاقــة ص ـ ـ ـ ــادرة عن‬
‫البنوأ والهيئات الالية الؤهلة قانونا وتسـ ـ ــمح لصـ ـ ــاحشها بنـ ـ ــحب أو تحويل أموال ‪ ،3‬وهو التعريف‬
‫الــذي جــاء عــامــا يش ـ ـ ـ ـمــل ـك ـافــة ب ــاقــات الــدفع التقليــديــة م هــا وااللكترونيــة أو أي ب ــاقــة قــد ت هر‬

‫‪ )1‬دباب عبد الرؤوف‪ ،‬ذبيح هشام‪ ،‬نسائل المفع ما بين ارحماية ال شية نال اجوجية للمستهلك اةل نني‪ ،‬م لة‬
‫االج هاد القضائي‪ ،‬مخبر أنر االج هاد القضائي على حركة التشريع‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬أفريل ‪،2017‬‬
‫‪.104‬‬
‫‪ )2‬زهير زواش‪ ،‬دن جظان المفع اةل نني امل تحسين املعامرو املصرفية – د اسة حالة ارجزائر ‪ ،-‬مذكرة ماجيستير في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة العر ي بن مهيدي أم البواقي‪.18 ،2011 ،‬‬
‫‪ )3‬األمر ‪ 59-75‬الؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬التضمن القانون الت اري الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 78‬الؤرخة في ‪30‬‬
‫سبتمبر ‪ 1975‬العدل والتمم بالقانون رقم ‪ 02-05‬الؤرخ في ‪ 6‬فيدري ‪ ،2005‬الجريدة الرسمية عدد‪ 11‬الؤرخة في ‪ 9‬فيدري‬
‫‪.2005‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫مس ـ ـ ـ ــتقبال‪ ،‬فمعيــار قبول الب ــاقــة للــدفع والوفــاء بــااللتزامــات النقــديــة هو صـ ـ ـ ـ ــدورهــا عن بن ـ أو‬
‫مؤسسة مالية وفقا للقوانين واألن مة العمول بها في هذا الشأن‪.‬‬
‫كما قدم الدقهاء تعريدات مختلدة لب اقة الدفع االلكتروني م ها أ ها ب اقة خاصــة تصــدر‬
‫م‬
‫من قبل البن (الص ـ ـ ـ ــدر ) لعمليه‪ ،‬بهدف الحص ـ ـ ـ ــول على أيراض مختلدة من س ـ ـ ـ ــلع وخدمات عند‬
‫تق ــديم ــه له ــذه الب ــاق ــة‪ ،‬ويقوم الت ــاجر الق ــاب ــل به ــا بتق ــديم الد ــاتورة إلى البن ـ للوف ــاء بقيم ــة ه ــات ــه‬
‫المدمات‪ ،‬ويقدم البن للعميل كشــدا شــهريا بإجمال القيمة لتســديدها أو بخصــمها من حســابه ‪،1‬‬
‫م‬
‫كما عرفها م مع الدقه اإلسالمي بأ ها مستند يع يه ممصدره (البن الصدر )‪ ،‬لشمص طبيني أو‬
‫اعتباري (حامل الب اقة) بناء على عقد بي هما‪ ،‬يمكنه من ش ـ ـ ـ ـراء الس ـ ـ ـ ــلع أو المدمات‪ ،‬ممن يعتمد‬
‫م‬
‫الس ـ ــتند (التاجر) دون دفع الثمن حاال‪ ،‬لتض ـ ــمنه التزام الص ـ ــدر بالدفع ومن أنواا هذا الس ـ ــتند ما‬
‫يمكنه من سـ ــحب نقود من الصـ ــارف ‪ ،2‬أما البعج فقد عرفها تعريدا وظيديا بأ ها أداة مصـ ــرفية‬
‫للوفــاء بــااللتزامــات مقبولــة على ن ــا واس ـ ـ ـ ــع محليــا ودوليــا‪ ،‬لــدذ األفراد والت ــار والبنوأ كبــديــل‬
‫للنقود‪ ،‬لدفع قيمة الس ـ ـ ـ ــلع والمدمات القدمة لحامل الب اقة‪ ،‬مقابل توقيعه على إيص ـ ـ ـ ــال بقيمة‬
‫التزامه النالـ ت عن شـرائه للســلعة‪ ،‬أو الحصــول على المدمة‪ ،‬على أن يقوم التاجر بتحصــيل القيمة‬
‫م‬
‫من البن الص ـ ـ ــدر للب اقة عن طريق البن الذي ص ـ ـ ــرح له بقبول الب اقة كوس ـ ـ ــيلة دفع‪ ،‬وي لق‬
‫على عمليـة التس ـ ـ ـ ــويـة بين البنوأ األطراف فتهـا اس ـ ـ ـ ــم ن ـام الـدفع االلكتروني وهو مـا تقوم بتنديـذه‬
‫م‬
‫الهيئات الدولية الصدر ة للب اقات ‪.3‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن استأتا المصائص التالية لب اقة الدفع االلكترونية‪:‬‬

‫‪ ‬تعتبر هذه الب اقة مس ـ ــتندا يس ـ ــمح لص ـ ــاحبه الحق في شـ ـ ـراء حاجياته من الذين يعتمدون‬
‫هذا الستند‪ ،‬و التالي توفر هذه اليزة خاصية عدم حمل النقود‪،‬‬

‫‪ )1‬أم د حمدان الجنهي‪ ،‬املس ةةدنلية املمجية من اةس ة مان وي املش ةةرنع ل اقاو المفع اةل نني‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار‬
‫السيرة للأشر والتوزيع وال باعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.31 ،2010 ،‬‬
‫‪ ) 2‬م مع الدقه اإلس ـ ـ ـ ــالمي‪ :‬تأس ـ ـ ـ ــس تنديذا لقرار ص ـ ـ ـ ــادر عن مؤتمر القمة اإلس ـ ـ ـ ــالمي الثالا الذي انعقد في مكة الكرمة‬
‫السـ ـ ــعودية في الدترة المتدة ما بين ‪ 28- 25‬جاندي ‪ 1981‬وهو عبارة عن هيئة او م مع عالي للدقه اإلسـ ـ ــالمي يضـ ـ ــم فقهاء‬
‫وعلماء ومدكري العالم اإلسالمي بغية الوصول إلى اإلجابة الشرعية لكل سؤال ت رحه الحياة العاصرة ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬حماد عثمان محمد أحمد األمين‪ ،‬املسة ة ة ةةدنلية املمجية من العملياو املصة ة ة ةةرفية اةل نجية د اسة ة ة ةةة م ا جة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬السودان‪.27 2013 ،‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪ ‬يمكن ألي ــمص طبيني أو اعتباري الحص ــول على هذه الب اقة‪ ،‬وهذه أكبر ميزة تتميز بها‬
‫هذه الب اقات‪،‬‬
‫‪ ‬تعتبر هذه الب اقة مقبولة على ن ا واسع في العالم‪ ،‬والشاهد اآلن أن الكثير من الشركات‬
‫تدتح م ال البيع عبر الوس ـ ــائل االلكترونية بهذه الب اقة‪ ،‬وخاص ـ ــة ب اقات الديزا والاس ـ ــتر‬
‫كارد‪،‬‬
‫‪ ‬تعمل هذه الب اقات على تسهيل عمليات البيع والشراء على الستويين املحلي والدولي‪.1‬‬

‫يير أن الب اقات التي تس ــتعمل لتس ــوية العامالت البرمة في إطار عقود الت ارة االلكترونية‬
‫ليســت نوعا واحد بل توجد عدة أنواا تختلف باختالف الغاية والهدف من اســتصــدار الب اقة‪،‬‬
‫نذكر م ها‪:‬‬

‫‪/1‬بطاقة االئتمان‪ :‬ي لق على ب اقة االئتمان مص ـ ـ ـ لل النقود البالس ـ ـ ــتيكية‪ ،‬وهي ب اقة خاص ـ ـ ــة‬
‫يصــدرها البن لعميله لكي يمكنه من الحصــول على الســلع والمدمات من املحالت عند عرضــه لهذه‬
‫عرفها جانب من الدقه بأ ها‪ :‬مســتند يع يه مصــدره لشــمص بناءا على عقد‬ ‫الب اقة للتاجر‪ ،2‬كما َّ‬
‫م‬
‫أو اتداقية بي هما‪ ،‬يس ـ ــتلزم فتها الص ـ ــدر بدفع قيمة مش ـ ــتريات حامل الب اقة من الت ار التعاقدين‬
‫مع بن عض ـ ــو في إص ـ ــدار الب اقة مس ـ ــبقا بقبول البيع وتأدية المدمات بموجشها‪ ،‬ودفع من ـ ــحو اته‬
‫م‬
‫النقدية من البنوأ نم رجوا الصدر على حامل الب اقة فيما بعد الستيداء هذه الدفوعات ‪.3‬‬
‫وت در اإلش ـ ـ ـ ــارة بأن هناأ اختالف بين ب اقة الدفع و اقة االئتمان‪ ،‬حيا أن هذه األخيرة هي‬
‫م‬
‫وســيلة للدفع الحقا‪ ،‬بينما ب اقة الدفع وســيلة للدفع اآلني‪ ،‬وال تخضــع ألي عمولة تســتوفى لصــلحة‬
‫الص ـ ـ ـ ــرف على عكس ب اقة االئتمان التي تس ـ ـ ـ ــتوجب دفع رس ـ ـ ـ ــوم إض ـ ـ ـ ــافة إلى الدائدة في حال عدم‬
‫تسديد البل الكلي الستحق كل شهر‪.‬‬

‫‪.29‬‬ ‫‪ ) 1‬حماد عثمان محمد أحمد األمين‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪.131‬‬ ‫نني بين املزايا ناملااطر ‪ ،‬م لة الدقه والقانون‪ ،‬العدد ‪،2014 ،21‬‬ ‫‪ )2‬بوعزة هداية «جظان المفع اةل‬
‫‪ )3‬مرتض ي عبد هللا الميري‪ ،‬أحكان املسدنلية الع مية من اةس عمات وي املشرنع ل اقة اةئ مان ‪ ،‬م لة جامعة‬
‫تكريت للحقو ‪ ،‬جامعة ظدار‪ ،‬كلية الحقو سل نة عمان‪ ،‬املجلد رقم ‪ ،3‬العدد األول‪.277 ،2018 ،‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫‪/2‬بطاقة اخلصـــم‪ :‬تخول هــاتــه الب ــاقــة للحــامــل الحص ـ ـ ـ ــول على النقود من الوزعــات اآلليــة وكــذا‬
‫سداد نمن الشتريات التي يقتنتها من املحالت التي تقبل الب اقة كأداة دفع‪ ،‬وذل بتحويل نمن هاته‬
‫الشــتريات من حســاب العميل إلى حســاب التاجر‪ ،‬فهذه الب اقة أداة دفع في جوهرها تســتخدم بدال‬
‫من الش ـ ـ ـ ــي للوفاء بقيمة الس ـ ـ ـ ــلع أو المدمات في مقر التاجر الذي يتدق مع ممص ـ ـ ـ ــدر الب اقة على‬
‫قبول الوفاء بموجشها‪.1‬‬

‫‪/3‬البطاقة الذكية‪ :‬هي عبارة عن ب اقة بالس ـ ــتيكية تحتوي على رقائق إلكترونية يتم علتها تخزين‬
‫م‬
‫البيانات الماصــة بالحامل مثل‪ :‬االســم‪ ،‬العنوان‪ ،‬البن الصــدر ‪ ،‬أســلوب الصــرف‪ ،‬البل الصــروف‬
‫وتاريخه‪ ،‬تاريخ حياة العميل الص ـ ـ ـ ــرفية‪ ،2‬ويمكن للعميل من خالل هاته الب اقة ـ ـ ـ ــح ها بمبل من‬
‫حسـ ـ ـ ــابه بواس ـ ـ ـ ـ ة الص ـ ـ ـ ـراف اآللي وما يميز الب اقة الذكية أ ها تح بحماية كبيرة ضـ ـ ـ ـ ّـد التزييف‬
‫والتزوير‪ ،3‬ومن أنواا الب ـ ــاقـ ــات الـ ــذكيـ ــة نـ ــذكر ب ـ ــاقـ ــة النـ ــدكس ‪ M.C‬التي تعمـ ــل كمحد ـ ــة‬
‫إلكترونية‪ ،‬فبدال من حمل النقود يقوم الس ـ ـ ـ هل بحمل هذه الب اقة التي تحتوي وحدات تمثل كل‬
‫ّ‬
‫م ها قيمة نقدية حقيقية‪ ،‬فحتى لو ضاعت الب اقة من يد حاملها فإن ذل ال يثير أي مشكلة إال إذا‬
‫كان السار يعلم الرقم السري للحامل‪.‬‬

‫‪/4‬بطاقة ضمان ال شيكات‪ :‬يتعهد بموجشها البن للعميل بس ــداد الش ــيكات املحررة وفقا لش ــرو‬
‫معينة‪ ،‬حيا يقوم ص ـ ــاحب هذه الب اقة بتحرير ش ـ ــي عليه ريم الب اقة وتوقيعه أمام الس ـ ــتديد‬
‫والتأكد من كافة البيانات التعلقة بها‪ ،‬ويقوم البن بدوره بدفع قيمة الش ـ ـ ـ ــي للمس ـ ـ ـ ــتديد بغج‬
‫الن ر عن وجود رصيد كاف من عدمه لديه‪.‬‬

‫ب‪ /‬الشيك االلكرتوني‪:‬‬


‫القــانون الت ــاري الجزائري العــدل بموجــب القــانون ‪ 02-05‬ن ــد أن‬ ‫بــالرجوا إلى نص ـ ـ ـ ــو‬
‫الشـ ــرا قد سـ ــمح باسـ ــتعمال الشـ ــيكات معتبرا إياها إحدذ األورا الالية العتبرة في عمليات الوفاء‪،‬‬

‫‪ )1‬كلو هشام‪ "،‬ب اقة المفع اةل نني امل ال اجون ارجزائري"‪ ،‬م لة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسن ينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬املجلد أ‪ ،‬العدد ‪.404 ،2015 ،44‬‬
‫‪.45‬‬ ‫‪ )2‬حسن منال مص د ‪ ،‬ال شوك اةل نجية ‪ ،‬م لة الدير العر ي‪ ،‬جامعة اإلدارة العليا‪ ،‬العدد ‪،2014 ،205‬‬
‫‪ )3‬أوجاني جمال‪ ،‬الشظان ال اجوني ل اقة اةئ مان‪ ،‬مذكرة ماجس ـ ـ ـ ــتير‪ ،‬كلية الحقو جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالة‪،2016 ،‬‬
‫‪.27 - 26‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫حيا نصـ ـ ـ ــت الادة ‪ 502‬على ما يلي‪ :‬يعد التقديم الادي للشـ ـ ـ ــي إلى إحدذ يرف القاصـ ـ ـ ــة بمثابة‬
‫تقديمه للوفاء‪.‬‬
‫يمكن أن يتم التقديم أيضا بأية وسيلة إلكترونية محدد في التشريع والتن يم العمول بهما ‪.‬‬
‫ويعتبر الش ـ ــي االلكتروني بمثابة الكافئ االلكتروني للش ـ ــيكات الورقية التقليدية التي اعتاد‬
‫الناس على التعامل بها‪ ،‬وهو عبارة عن رس ــالة إلكترونية مونقة ومؤمنة يرس ــلها مص ــدر الش ــی إلى‬
‫مس ــتلمه ليعتمده ويقدمه للبن الذي يعمل عبر االنترنت‪ ،‬ليقوم البن أوال بتحويل قيمة الش ــي‬
‫الالية إلى حس ـ ــاب حامل الش ـ ــي ‪ ،‬و عد ذل يقوم بإلغاء الش ـ ــي وإعادته إلكترونيا إلى مس ـ ــتلمه‪،‬‬
‫ليكون دليال على أنه قد تم ص ـ ـ ــرفه فعال ويمكن لس ـ ـ ــتلمه أن يتأكد أنه قد تم فعال تحويل البل‬
‫لحسابه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أوجه املسؤولية العقدية للمشرتي عن اإلخالل بالوفاء االلكرتوني‬

‫يلتزم الشتري ت اه البائع بتسديد الثمن بالقيمة وفي الوقت التدق علتهما األمر الذي ي عله‬
‫مسؤوال عن كل امتناا أو تأخر في تنديذ هذا االلتزام‪ .‬يير أن تنديذ التزامه ب ريقة الكترونية يت لب‬
‫حص ــوله على وس ــيلة الكترونية مقبولة للوفاء بااللتزامات الالية يالبا ما تكون عبارة عن ب اقة دفع‬
‫أو األمر الذي يسـ ـ ـ ــتد ي تدخل طرف نالا يتمثل في البن أو الؤس ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــة الالية القائمة على عملية‬
‫تحويل نمن الم ـ يء البيع من حس ــاب الش ــتري لحس ــاب البائع‪ ،‬وذل بموجب عقد انض ــمام يبرم بين‬
‫البن وصاحب الب اقة‪.‬‬
‫وعليه فالس ــؤولية العقدية للمش ــتري قد تكون في مواجهة البن (أوال)‪ ،‬وكذا البائع أو الورد‬
‫االلكتروني (نانيا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬املسؤولية العقدية حلامل البطاقة االلكرتونية جتاه البنك‬
‫يرتبس الش ـ ــتري مع البن بعقد يس ـ ــمى عقد االنض ـ ــمام أو عقد الحامل يلتزم بمقتض ـ ــاه البن‬
‫م‬
‫الصدر بتقديم مختلف المدمات الصرفية لحامل الب اقة في مقابل دفع هذا األخير لرسوم معينة‬
‫عن كل عملية‪ ،‬و التالي فإن قيام السـ ـ ـ ــؤولية العقدية لحامل أو صـ ـ ـ ــاحب الب اقة يسـ ـ ـ ــتلزم اجتماا‬

‫‪ )1‬عبابسة سمية‪ ،‬نسائل المفع اةل نني امل الشظان ال شكي ارجزائري – الو اقع ناملعي او ناآلفاق املس لية‪ ،‬م لة‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة العر ي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمبر ‪.349 ،2016‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫األركـان العروفـة في القـانون الـدني‪ ،‬حيـا يس ـ ـ ـ ــتلزم األمر وجود عقـد ص ـ ـ ـ ــحيح ير س الحـامـل بـالبنـ‬
‫يســت مع كل شــرو االنعقاد من تراض ومحل وســبب وشــكلية إذا اشــترطها القانون وشــرو صــحة‬
‫متمثلـة في اكتمـال أهليـة التعـاقـدين وخلو إرادتهمـا من العيوب العروفـة ( الغلس‪ ،‬التـدليس‪ ،‬اإلكراه‬
‫واالس ـ ـ ـ ــتغالل)‪ ،‬فــإذا وجــد مثــل هــذا العقــد بين ال رفين ـكـان البنـ ملتزمــا بتقــديم المــدمــات التي تم‬
‫االتدا علتها والتي تختلف من عقد إلى يخر مقابل التزام العميل بالتزامات معينة تخض ـ ـ ـ ــع لتراض ـ ـ ـ ـ ي‬
‫ال رفين‪ ،‬أما إذا تخلف ركن من األركان فإن العقد يعتبر باطال ب النا م لقا والس ـ ـ ـ ــؤولية التي تقوم‬
‫عن األض ـ ـ ـ ـرار التي تلحق أحــد التعــاقــدين من جراء هــذه العالقــة التعــاقــديــة البــاطلــة هي مس ـ ـ ـ ــؤوليــة‬
‫تقصيرية وليست عقدية‪.1‬‬
‫أما ناني شـ ــر لقيام السـ ــؤولية العقدية للحامل ت اه البن فهو اإلخالل بأحد االلتزامات التي‬
‫يرتشها عقد االنض ـ ـ ـ ــمام في ذمة ص ـ ـ ـ ــاحب الب اقة‪ ،‬علما وان هذه االلتزامات عديدة ومتنوعة إال أن‬
‫أهمهـا هو االلتزام بعـدم م ـاوزة الس ـ ـ ـ ــقف اإلئتمـاني‪ ،‬وإرجـاعهـا للبنـ في حـاالت معينـة وكـذا االلتزام‬
‫باملحاف ة على الب اقة ورقمها السري‪.‬‬
‫فبالأسـ ـ ــبة لاللتزام األول فإن عقد االنضـ ـ ــمام يخول لحامل الب اقة اسـ ـ ــتعمالها في حدود مبل‬
‫مالي معين ال يمكنه ت اوزه و عادة ما يكون هذا البل هو رص ـ ـ ـ ــيد الحامل لدذ البن ‪ ،‬فإذا ما ت اوز‬
‫َ‬ ‫م‬
‫البل املحدد وقام بتسـ ـ ــديد مبال تدو القيمة ال َس ـ ـ ـقدة بسـ ـ ــوء نية‪ ،‬انعقدت مسـ ـ ــؤوليته العقدية‬
‫ت اه البن و كان ملزما بالتعويج عن األضـ ـ ـ ـرار التي لحقت به من جراء اس ـ ـ ــتعمال البل الزائد عن‬
‫السقف‪ ،‬إضافة إلى حق البن في فنح عقد االنضمام أو إلغاء الب اقة نتي ة اإلخالل بهذا االلتزام‬
‫الجوهري الذي أفقد الحامل للثقة الشروعة التي وضعها فيه البن وقت إبرام العقد‪.2‬‬
‫يير أنه و إعماال لبدأ الحرية التعاقدية الذي يمنح األطراف حرية التحكم في مض ـ ـ ـ ــمون العقد‬
‫من خالل تحديد يناره التعاقدية و ذل بوض ــع أي بند أو ش ــر يرتض ــيانه ما لم يكن مخالدا للن ام‬
‫العام و اآلداب العامة‪ ،‬فإنه يمك هما االتدا على أن يس ـ ـ ـ ــتعمل حامل الب اقة مبال مالية تت اوز‬
‫السقف اإلئتماني التدق عليه‪ ،‬و هو األمر الذي ي عل الحامل يير مسؤول عقديا في مواجهة البن‬

‫‪.61‬‬ ‫‪ )1‬حماد عثمان محمد أحمد األمين‪ ،‬الرجع السابق‪،‬‬


‫‪ )2‬مرشيم ي عقيلة‪ ،‬ب اقاو اةئ مان امل ال اجون ارجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقو والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.196 ،2017 ،‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫عن ت اوزه لقيمة الرصـ ـ ــيد الذي يملكه في الحسـ ـ ــاب وإنما تقوم مسـ ـ ــؤوليته عن اإلخالل بالتزام يخر‬
‫وهو االلتزام برد البل الزائ ــد عن القيم ــة‪ ،‬ال ــذي يمكن تكييد ــه ب ــأن ــه عق ــد قرض و هو عق ــد ملزم‬
‫لجانبين يلتزم بمقتضاه القترض (حامل الب اقة) برد مبل القرض للمقرض (البن )‪.‬‬
‫أما ناني التزام يتعهد به الحامل ت اه البن فيتمثل في التزامه برد الب اقة وإرجاعها للجهة‬
‫م‬
‫الصـ ــدر ة لها متى انقض ـ ـ ى عقد االنضـ ــمام البرم بي هما وأيا كان سـ ــبب االنقضـ ــاء‪ ،‬والذي ال يخر في‬
‫العــادة عن ان هــاء مــدة العقــد إذا ـكـان محــددا بدترة زمنيــة معينــة أو بنــاء على فن ـ ـ ـ ــح العقــد البرم بين‬
‫ال رفين أو باس ـ ــتعمال الحامل لحقه في إ هاء العالقة التعاقدية بس ـ ــبب تعاقده مع مؤسـ ـ ـس ـ ــة مالية‬
‫أخرذ أو بناء على تدخل من البن السـ ـ ـ ــترجاا الب اقة نتي ة اسـ ـ ـ ــتعمالها ب ريقة يير شـ ـ ـ ــرعية من‬
‫طرف الحامل‪.1‬‬
‫ثانيا ‪-‬املسؤولية العقدية حلامل البطاقة االلكرتونية جتاه املورد اإللكرتوني‬
‫منحت الادة ‪ 27‬من القانون ‪ 05- 18‬التعلق بالت ارة اإللكترونية للمس هل اإللكتروني حرية‬
‫االختيار بين الدفع اإللكتروني والدفع التقليدي متى كان العقد البرم بينه و ين الورد اإللكتروني عقدا‬
‫داخليا أي أنه مبرم بين جزائريين‪ ،‬أما إذا كان عقد الت ارة اإللكتروني يتسم بال ابع الدولي فإن‬
‫الس هل ال يمل إال يلية الدفع اإللكتروني كوسيلة تبرأ بها ذمته ت اه مورد المدمة أو النتم‪.‬‬
‫وعليه فإن مصدر التزام الس هل االلكتروني ت اه الورد هو العالقة القانونية الناشئة بي هما‬
‫بموجب عقد الت ارة االلكتروني الذي قد يكون بيعا أو إي ارا أو وديعة أو عارية أو ييرها من‬
‫التصرفات القانونية ولو أن الغالب أنه عقد بيع ينصب على سلعة أو خدمة معينة‪ ،‬ومنه فإن طريقة‬
‫الوفاء ويجالها وكيدياتها كالتسبيق أو التأخير تخضع التدا طرفي العقد كقاعدة عامة ما لم يوجد‬
‫نص يمر يقض ي بخالف ذل مثل إجبارية الدفع االلكتروني في عقود الت ارة اإللكترونية الدولية‪.‬‬
‫و التالي يعتبر حامل الب اقة االلكترونية مسؤوال مسؤولية عقدية ت اه الورد االلكتروني أو‬
‫التاجر متى حل أجل استحقا نمن السلعة أو المدمة ولم يتم الوفاء أو أنه تم ب ريقة جزئية ما لم‬

‫‪ )1‬سعداني نورة‪ ،‬رحال بومدين‪ ،‬املسدنلية ارجزائية من اةس مان وي املشرنع ل اقة اةئ مان من ق ل حاملها‬
‫الشرعمل‪ ،‬م لة العلوم السياسية والقانونية‪ ،‬جامعة عمار نليجي‪ ،‬األيوا ‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جاندي ‪.501 ،2017‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسؤولية العقدية االلكرتونية خالل مرحلة تنفيذ العقد‬

‫يتم االتدا على تقسيس الثمن‪ ،‬وذل أيا كان سبب عدم الوفاء سواء كان امتناعا متعمدا أو بسبب‬
‫عدم كداية الرصيد‪.‬‬
‫أما في حالة قيام الحامل بكافة اإلجراءات القانونية والتقنية الالزمة للوفاء بالثمن إلكترونيا‬
‫ومع ذل لم تتم العملية بسبب خ أ البن أو الؤسسة الصرفية القائمة على عملية التحويل‬
‫االلكتروني للنقود فإن مسؤولية الس هل االلكتروني (حامل الب اقة) تأتدي ألن البن يعتبر من‬
‫الغير وخ أ الغير من أسباب ق ع عالقة السببية بين الدعل والضرر‪ ،‬وفي هذه الحالة تقوم مسؤولية‬
‫البن التقصيرية ت اه التاجر أو الورد اإللكتروني ن را لعدم وجود راب ة عقدية بي هما‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫اخلامتة‬
‫اخلامتة‬

‫اخلــامتة‪:‬‬

‫ان القا من االنتشـ ـ ـ ــار الواسـ ـ ـ ــع لتكنولوجيات اإلعالم واالتصـ ـ ـ ــال من خالل ر س مختلف أجهزة‬
‫اإلعالم اآللي من حواسيب مكتبية وحواسيب يدوية وهواتف خلوية‪ ،‬فقد أض ى التعامل اإللكتروني‬
‫خير منــافس بــل خير بــديــل للتعــامــل التقليــدي ن را لجملــة الزايــا والمــدمــات التي توفرهــا الرقمنــة‬
‫والعلوماتية‪ ،‬فالتاجر لم يعد مض ـ ـ ـ ـ را لق ع مس ـ ـ ـ ــافات طويلة القتناء س ـ ـ ـ ــلعه بل يكديه الولو إلى‬
‫الوقع اإللكتروني للشركات ومؤسسات التصأيع التي يتعامل معها للحصول على طلبيته‪ ،‬كما يمكنه‬
‫اس ـ ـ ــتعمال ذات اآللية أي التعامل الرقمي عن بعد لتس ـ ـ ــديد فواتيره ومختلف الديون الس ـ ـ ــتحقة في‬
‫في بعج الحاالت بوجوب اعتماد الدفع اإللكتروني‪.‬‬ ‫ذمته بل إن القانون أصبح يلزم األ ما‬
‫يير أن العلومــاتيــة والتكنولوجيــا الحــديثــة و ريم مــا جــادت بــه على البش ـ ـ ـ ــريــة من خيرات مــاديــة‬
‫ومعنويــة حققــت رفــاهيــة لم يكن يحلم بهــا اإلنسـ ـ ـ ـ ــان‪ ،‬إال أ هــا وفي ندس الوقــت اس ـ ـ ـ ــتحــدنــت الكثير‬
‫وخلقت الكثير من األخ اء العتبرة قانونا والعديد من األضرار الستوجبة للتعويج‪ ،‬حيا يكدي أن‬
‫يكتب الشـ ـ ــمص جملة قصـ ـ ــيرة على ص ـ ــدحته الماص ـ ــة بأحد مواقع التواص ـ ــل االجتما ي لكي ميلحق‬
‫ضررا ماديا ومعنويا كبيرا بشمص يخر أو مؤسسة ت ارية‪.‬‬
‫لذل فقد طرح البحا الحالي في مقدمته إش ـ ـ ــكالية رئيس ـ ـ ــية حول مدذ مالءمة وكداية القواعد‬
‫العامة في الس ـ ـ ــؤولية الدنية في ش ـ ـ ــقتها التقص ـ ـ ــيري والتعاقدي على التص ـ ـ ــدي ملمتلف اإلش ـ ـ ــكاليات‬
‫القانونية التي تثيرها العامالت الرقمية في ظل يياب نصو خاصة تن مها‪.‬‬
‫وعليه فقد ارتكزت دراسـ ـ ــتنا على متغيرين أحدهما تقني يتمثل في البيئة الرقمية التي تمارس فتها‬
‫التص ـ ــرفات القانونية (العقود االلكترونية) واألعمال الادية (األفعال يير الش ـ ــروعة)‪ ،‬واآلخر قانوني‬
‫متمثال في النص ـ ـ ـ ــو الن مة ألحكام الس ـ ـ ـ ــؤولية الدينة التقص ـ ـ ـ ــيرية م ها والعقدية التي ت بق على‬
‫العامالت االلكترونية التي تثور بشأ ها منازعات ترفع إلى الجهات القضائية‪.‬‬

‫وقد اهتدينا من خالل دراستنا لوضوا الرسالة إلى جملة من الش ائج‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪230‬‬
‫اخلامتة‬

‫نتائج الباب األول‬


‫‪ .1‬توصلنا إلى أن الشرا الجزائري وريم التعديالت التتالية التي أدخلها على القانون الدني عموما‬
‫وعلى موضوا السؤولية الدنية خصوصا‪ ،‬إال أن العامالت االلكترونية وريم سعة انتشارها لم‬
‫يكن لهــا ح من هــذه التعــديالت س ـ ـ ـ ــوذ مــا يتعلق بــاالعتراف بحجيــة املحررات االلكترونيــة في‬
‫الــادة ‪ 127‬وهو األمر الــذي ي عــل القواعــد الحــاليــة للمس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة يير ممحينــة ب ريقــة‬
‫تؤهلها للتصدي للمشكالت القانونية التي تثيرها العامالت الذكورة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن القاعدة العامة في الس ـ ــؤولية التقص ـ ــيرية ال تخدم مص ـ ــلحة ال رف التض ـ ــرر من العامالت‬
‫االلكترونية‪ ،‬أل ها تقوم على أساس قانوني ال يتالءم وعالم العلوماتية والتمثل في الم أ واجب‬
‫اإلنبات‪ ،‬أي أن الدائن هو الذي يقع عليه عمت إنبات أن الدعل االلكتروني الض ـ ــار يش ـ ــكل خ أ‬
‫وأن يتمكن من نس ـ ـ ـ ــبتــه إلى مرتكبــه إعمــاال للقــاعــدة العــامــة في اإلنبــات وهي أن البينــة على من‬
‫اد ى‪ ،‬وهو أمر ج ــد ص ـ ـ ـ ـع ــب ب ــالن ر للتعقي ــدات الدني ــة والتقني ــة التي تتس ـ ـ ـ ــم به ــا الع ــامالت‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .3‬بــالن ر لكون العــامالت االلكترونيــة تتم عن بعــد فــإن مس ـ ـ ـ ــتخــدمي االنترنــت يــالبــا مــا يكونون‬
‫م هولين بالأس ــبة لبعض ــهم البعج‪ ،‬األمر الذي يزيد من فرض ــية ارتكاب أفعال يير مش ــروعة‬
‫من طرف قص ـ ـ ــر أو عديمي األهلية‪ ،‬وهوما يندي عن الدعل ص ـ ـ ــدة الم أ لتخلف ركنه العنوي‬
‫التمث ــل في اإلدراأ‪ ،‬م ــا من ش ـ ـ ـ ـ ــأن ــه أن يتس ـ ـ ـ ـب ــب في حرم ــان الض ـ ـ ـ ــرور من حق ــه في رفع دعوذ‬
‫السؤولية‪ ،‬خاصة وأن أيلب القوانين تعتمد الم أ كأساس للمسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫‪ .4‬إن اعتماد معيار موض ـ ــو ي في تكييف الدعل على أنه خ أ ال يتالءم مع خص ـ ــوص ـ ــية الكثير من‬
‫م‬
‫األخ ــاء التي ترتكــب في العــالم اإللكتروني‪ ،‬ألن س ـ ـ ـ ــرعــة ت ور التكنولوجيــات الحــديثــة ي عــل‬
‫التحكم فتها أمرا صـعبا خاصـة بالأسـبة للعوام مقارنة بالتخصـصـين أو ذوي المبرة‪ ،‬فهؤالء قد‬
‫يتمكنون من التملص من أحكام السـ ـ ـ ــؤولية الدنية إذا لم تر تصـ ـ ـ ــرفاتهم إلى درجة االنحراف‬
‫عن سلوأ الرجل العادي‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا كان الم أ التقصيري االلكتروني يحمل وصدا جزائيا فإن مصلحة الضرور تقتض ي لجوءه‬
‫إلى القضــاء الجنائي عن طريق ما يعرف بالدعوذ الدنية التبعية‪ ،‬لكي ي نب ندســه عناء إنبات‬

‫‪231‬‬
‫اخلامتة‬

‫عناص ــر الس ــؤولية‪ ،‬على اعتبار أن النيابة العامة هي التي تتولى إنبات الم أ ونس ــبته إلى ال هم‪،‬‬
‫أما ال ريق الدني في عل عمت اإلنبات على عاتق الشمص الضرور‪ ،‬وهو أمر عسير كما أشرنا‬
‫إليه في النتي ة األولى‪.‬‬
‫م َ م‬
‫‪ .6‬بالأس ـ ــبة لركن الض ـ ــرر فإنه يص ـ ــعب إنبات ش ـ ــر الباشـ ـ ـرة‪ ،‬أي أن الض ـ ــرر كان نتي ة حتمية‬
‫للم ــأ االلكتروني‪ ،‬وذلـ بس ـ ـ ـ ـبــب ك رة التــدخلين في العــاملــة االلكترونيــة الواحــدة‪ ،‬أمـا إنبــات‬
‫وجود الضرر وتقدير َمداه فهي مسألة يسيرة نسبيا أل ها تتعلق ب وانب فنية‪ ،‬يختص بها خبراء‬
‫في العلوماتية‪.‬‬
‫‪ .7‬توص ــلنا إلى أن القواعد العامة التي تقضـ ـ ي بالتعويج عن أي ض ــرر مهما كان حجمه (في حدود‬
‫جدية الصــلحة) ال تصــلل بالأســبة للتعويج عن أضـرار فيروســات الحاســب اآللي‪ ،‬ألن األضــرار‬
‫البسي ة التي تتسبب فتها تل الديروسات أصبحت جد مألوفة في التعامالت اإللكترونية‪ ،‬ومن‬
‫يير الن قي أن تكون كلها محال للتعويج‪.‬‬
‫‪ .8‬فيما يتعلق بمس ـ ـ ـ ــؤولية وس ـ ـ ـ ـ اء االنترنت عن الض ـ ـ ـ ــامين يير الش ـ ـ ـ ــروعة إنما هي مس ـ ـ ـ ــؤولية‬
‫اس ـ ــتعنائية‪ ،‬ألن األص ـ ــل أ هم يير مس ـ ــؤولين مدنيا عما يأش ـ ــر عبر االنترنت بالن ر لكون دورهم‬
‫فني بحت‪ ،‬يير أنه متى كان هناأ ما يلزمهم بمثل هذه الرقابة قانونا أو اتداقا فإ هم ميس ـ ـ ـ ــألون‬
‫بالتض ـ ــامن عمال بأحكام الادة ‪ 127‬من القانون الدني الجزائري وهو ما يتمالـ ـ ـ ى مع التوجهات‬
‫الحديثة في الســؤولية الرامية إلى كدالة حق الضــرور في اســتيداء مبل التعويج الجابر للضــرر‬
‫أيا كان مصدره‪.‬‬
‫‪ .9‬تعتبر القواعد الماصة بالسؤولية عن فعل الم يء كافية متى كانت العناصر الادية وحدها هي‬
‫التي ألحقت الضـ ـ ــرر‪ ،‬إذ ال فر بين جهاز االعالم االلي كوحدة مادية وييره من االشـ ـ ــياء الادية‪،‬‬
‫أما إذا تدخلت الكيانات الن قية في إحداث الضـ ـ ـ ــرر فإن قواعد السـ ـ ـ ــؤولية عن فعل الم ـ ـ ـ ـ يء‬
‫تصــبح قاصــرة ويير مالئمة‪ ،‬ألن الم ـ يء محل الحراســة ال ميحدث الضــرر بصــدة تلقائية بل بناء‬
‫على توجتهات صاحبه وهوما ي عل من قواعد السؤولية الشمصية هي األنسب‪.‬‬
‫‪ .10‬إن العموميــة والس ـ ـ ـ ـعــة التي جــاء بهــا نص الــادة ‪ 138‬من القــانون الــدني الجزائري حيــا لم‬
‫ينص على نوا معين من االش ـ ــياء التي يأبغي حراس ـ ـ ها‪ ،‬ي عل من أحكام الادة الذكورة ص ـ ــالحة‬

‫‪232‬‬
‫اخلامتة‬

‫لـ ـ ـ ـ يء ورد بص ـ ـ ــيغة اإلطال دون‬ ‫ومالئمة للت بيق في م ال العامالت االلكترونية‪ ،‬ألن لد‬
‫تمييز بين نوا ويخر‪.‬‬
‫‪ .11‬إن تأســيس مســؤولية حارس الم ـ يء على الم أ الدترض يخدم مصــلحة التضــرر من الم ـ يء‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ألنه سيكون معد من إنبات خ أ الحارس‪.‬‬
‫نتائج الباب الثاني‬
‫‪ .12‬لم ين م الشرا الجزائري مرحلة ما قبل التعاقد االلكتروني أو ما يعرف بالتداوض االلكتروني‪،‬‬
‫األمر الذي من ش ــأنه تكييف الس ــؤولية بص ــدد التداوض االلكتروني بأ ها مس ــؤولية تقص ــيرية‪،‬‬
‫يير أن مرحلة التداوض أص ــبحت تتم في ش ــكل عقود مس ــتقلة عن العقد الأمول إبرامه وهوما‬
‫ي علها مسـ ـ ــؤولية عقدية‪ ،‬لذل ال يمكن الجزم بإع اء تكييف معين للمسـ ـ ــؤولية أنناء مرحلة‬
‫التداوض بالن ر الختالف طبيعة العالقة بين أطراف التداوض من عقد إلى يخر‪.‬‬
‫‪ .13‬توصـ ــلنا إلى أن العامالت اإللكترونية ترتكز على جوانب فنية بحتة‪ ،‬األمر الذي يير من وسـ ــائل‬
‫التعبير عن اإلرادة حيــا اس ـ ـ ـ ـ مـتحــدنــت طر جــديــدة للتعــاقــد جعلــت من القواعــد العــامــة التي‬
‫تحكم التعــاقــد قــاص ـ ـ ـ ــرة عن توفير حمــايــة فعــالــة لل رف الض ـ ـ ـ ــعيف في العالقــة التعــاقــديــة ‪-‬‬
‫الس هل االلكتروني‪-‬لكون أيلب العقود االلكترونية هي عقود اس هالأ‪.‬‬
‫‪ .14‬إن األخ ــاء التي يرتكشهــا مؤدي خــدمــة التص ـ ـ ـ ــديق االلكتروني ذات طبيعــة مزدوجــة فهي أخ ــاء‬
‫عقدية ت اه صاحب التوقيع االلكتروني أل ها تمثل إخالال بالتزام تعاقدي مصدره عقد المدمة‬
‫البرم بي هما‪ ،‬وهي في ذات الوقت أخ اء تقصــيرية ت اه الغير الذي عول على التوقيع االلكتروني‬
‫نتي ة انعدام الراب ة العقدية بينه و ين مؤدي المدمة‪.‬‬
‫‪ .15‬إن ت ييف مس ـ ـ ـ ــؤولي ــة مؤدي خ ــدم ــات التص ـ ـ ـ ـ ــديق ت ــاه العول على التوقيع االلكتروني بــأ ه ــا‬
‫مسـ ـ ــؤولية تقصـ ـ ــيرية‪ ،‬من ةة ة ةةأجه الحيلولة دون حصـ ـ ــول العول على حقه في التعويج‪ ،‬نتي ة‬
‫الص ـ ــعو ة البالغة إن لم نقل اس ـ ــتحالة إنبات خ أ هيئة التص ـ ــديق االلكتروني التمثل في عدم‬
‫بذلها العناية الالزمة للتأكد من صحة البيانات التي تضمن ها شهادة التصديق االلكتروني‪.‬‬
‫‪ .16‬إن نص الادة ‪ 379‬من القانون الدني الجزائري الذي اعتبر تخلف ص ـ ـ ــدة من الص ـ ـ ــدات التدق‬
‫علتها بمثابة عيب خدي ال يخدم الش ـ ـ ــتري (الس ـ ـ ـ هل ) في العقود االلكترونية‪ ،‬ألن مص ـ ـ ــلحته في‬

‫‪233‬‬
‫اخلامتة‬

‫م‬
‫التمسـ ـ ـ ـ ـ بــإخالل البــائع (ال َور يد) بــااللتزام بــالتس ـ ـ ـ ــليم ال ــابق بــاعتبــاره التزامــا بتحقيق نتي ــة‪،‬‬
‫وإنبات اإلخالل بالتسليم ال ابق أسهل وأيسر من إنبات العيب المدي‪.‬‬
‫م‬
‫‪ .17‬إن التزام ال َور يد االلكتروني بالتسـ ــليم ال ابق للسـ ــلعة أو المدمة من حيا الصـ ــدات أو الكمية‬
‫م‬ ‫أو الوظيدة ملحل العقد االلكتروني يعتبر التزاما بتحقيق نتي ة مشددة‪ ،‬مي م‬
‫سأل من خالله ال َورد‬
‫عن النقص اليسير في مقدار أو صالحية محل العقد‪ ،‬إذ ال يمكنه ندي مسؤوليته بإنبات حسن‬
‫النية أو أنه بذل العناية الالزمة لتحقيق النتي ة التدق علتها‪.‬‬
‫‪ .18‬توص ـ ـ ـ ــلنــا إلى أن جوهر عمليــة التمييز بين ال ــابقــة الوص ـ ـ ـ ــديــة ملحــل االلتزام التي يترتــب علتهــا‬
‫مس ـ ـ ـ ــؤوليــة البــائع عن االخالل بــالتس ـ ـ ـ ــليم‪ ،‬و ين ال ــابقــة الوظيديــة التي ترتــب الس ـ ـ ـ ــؤوليــة عن‬
‫اإلخالل بضــمان العيوب المدية هو مدذ اعتبار الصــدة أصــلية في البيع أو أ ها صــدة عارضــة‪،‬‬
‫فدي الحالة األولى يكون التزام البائع ت اه الش ـ ــتري بض ـ ــمان العيوب المدية‪ ،‬أما الحالة الثانية‬
‫م‬
‫فتتعلق باشتراطات عقدية تقيم مسؤوليته على أساس اإلخالل بااللتزام بالتسليم‪.‬‬
‫‪ .19‬عدم صالحية الادة ‪ 380‬من القانون الدني الجزائري للت بيق على عقود المدمات االلكترونية‬
‫(مثل عقد بيع البرامم الحاسو ية) ن را لتعذر قيام الشتري بعملية فحص البيع‪.‬‬
‫‪ .20‬توص ـ ـ ــلنا إلى أن تكييف عقود الت ارة االلكترونية بأ ها عقود اسـ ـ ـ ـ هالأ‪ ،‬دفع الش ـ ـ ــرا إلى توفير‬
‫حمـايـة خـاص ـ ـ ـ ــة للمس ـ ـ ـ ـ هلـ اإللكتروني ب ريقـة خـالف فتهـا جوهر القواعـد العـامـة (مثـل مبـدأ‬
‫القوة اللزمـة للعقـد)‪ ،‬حينمـا أجـاز للمس ـ ـ ـ ـ هلـ العـدول عن التعـاقـد بـإرادتـه الدردة‪ ،‬ممـا ج عل‬
‫القواعد التعلقة بضمان العيوب المدية يير م دية وال تحقق أي مندعة للمشتري الذي وجد‬
‫في القواعد الماصة حماية أفضل‪.‬‬
‫‪ .21‬إن القواعد العامة في ضـ ــمان التعرض الشـ ــمح ـ ـ ي توفر حماية مقبولة للمشـ ــتري في عقد البيع‬
‫االلكتروني‪ ،‬ن را لكون االلتزام أبــدي ويير قــابــل للت زئــة ولكون التعويج يش ـ ـ ـ ـمــل األض ـ ـ ـ ـرار‬
‫التوقعة ويير التوقعة‪.‬‬
‫‪ .22‬توص ـ ـ ـ ــلنــا ك ــذل ـ إلى أن ن ــام ال ــدفع اإللكتروني وريم ع ــدم ت بيق ــه على ك ــاف ــة عقود الت ــارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬إال أنه يعتبر يلية فعالة للوفاء بالديون ن را لسـ ـ ـ ــهولة إنبات عناصـ ـ ـ ــر السـ ـ ـ ــؤولية‬
‫العقدية للحامل عن كل امتناا أو تقاعس في تسديد البال الستحقة في ذمته‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫اخلامتة‬

‫التـوصــيـات‪:‬‬
‫استنادا إلى ما توصلنا إليه من نتائم يمكن أن أتقدم بالتوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬مســايرة للتوجهات الحديثة التي تسـ هدف جبر الضــرر بغج الن ر عن وجود الم أ‪ ،‬فإنني أرجو‬
‫َ َ‬
‫من الش ـ ــرا الجزائري ال ليص من ممات املسة ةةدنلية ارا ع َية ‪-‬البأية على أسـ ــاس خ أ واجب‬
‫اإلنبات ‪ ، -‬وهو أســاس يكرس الوظيدة األخالقية للمســؤولية الدنية‪ ،‬في مقابل ال وسةةع امل األخذ‬
‫باملس ة ة ةةدنلية املوض ة ة ةةومية القائمة على إعداء الدائن من إنبات خ أ الدين وهو ما يتناس ـ ـ ــب مع‬
‫الوظيدة التعويضية لقواعد السؤولية الدينة‪.‬‬

‫‪ .2‬أوص ـ ي الش ــرا الجزائري في الحاالت التي ميبقي فتها على الم أ واجب اإلنبات كأس ــاس للمس ــؤولية‬
‫َ َ‬
‫التقص ـ ـ ـ ــيريــة في العــامالت اإللكترونيــة‪ ،‬أن ميخدف من اعتمــاد العيــار الوض ـ ـ ـ ــو ي (معيــار الرجــل‬
‫العادي) لصلحة العيار الشمح ي الذي يأخذ بعين االعتبار ذاتية مرتكب الدعل الضار وظروفه‬
‫الماصة‪.‬‬

‫‪ .3‬أوصـ ـ ـ ـ ي الش ـ ـ ــرا الجزائري بتعديل نص الادة ‪ 125‬من القانون الدني الجزائري بإقرار مس ـ ـ ــؤولية‬
‫عــديم التمييز ولو ب ريقــة مخددــة عن األفعــال الض ـ ـ ـ ــارة‪ ،‬التي يرتكشهــا في البيئــة الرقميــة تحقيقــا‬
‫لألمن القانوني عن طريق تكريس استقرار العامالت‪.‬‬

‫أو تحيين النص ـ ــو العامة‪ ،‬بإض ـ ــافة ش ـ ــر أن‬ ‫‪ .4‬أوص ـ ـ ي الش ـ ــرا باس ـ ــتحداث نص قانوني خا‬
‫يكون الض ـ ـ ــرر فادحا أو جس ـ ـ ــيما‪ ،‬ألحقية التعويج عنه في حالة ما إذا كان مص ـ ـ ــدر الض ـ ـ ــرر هو‬
‫فيروس من فيروسات الحاسب اآللي‪.‬‬

‫‪ .5‬إدخ ــال اس ـ ـ ـ ــتعن ــاء على مب ــدأ القوة اللزم ــة للعق ــد الوارد بنص ال ــادة ‪ 106‬من الق ــانون ال ــدني‬
‫الجزائري‪ ،‬مي يز بمقتض ـ ـ ـ ــاه للمتعاقد حق الرجوا عن العقد في حالة عدم تنديذ التعاقد اآلخر‬
‫اللتزامه الرئيس ي‪ ،‬اننجاما مع القوانين الماصة (قانون الت ارة االلكترونية) و عج التشريعات‬
‫القارنة‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ .6‬أوص ـ ي الشــرا بتن يم مرحلة الداوضــات في العقود االلكترونية ب ريقة وا ــحة‪ ،‬من خالل ســن‬
‫قانونية تض ـ ـ ـ ــبس التزامات وحقو األطراف وتحدد مس ـ ـ ـ ــؤولياتهم عن كل إخالل بتل‬ ‫نص ـ ـ ـ ــو‬
‫االلتزامات‪.‬‬

‫‪ .7‬ميس ـ ـ ـ ــتحس ـ ـ ـ ــن تعديل القانون ‪ 04-15‬أو إص ـ ـ ـ ــدار نص تن يمي يض ـ ـ ـ ــع ض ـ ـ ـ ــوابس أو معالم‪ ،‬يمكن‬
‫بمقتضاها مراقبة التزام مؤدي خدمة التصديق االلكتروني بالتأكد من صحة البيانات‪.‬‬

‫‪ .8‬أوصـ ـ ي على الش ــرا الجزائري بالتش ــديد في مس ــؤولية مؤدي خدمة التص ــديق اإللكتروني‪ ،‬بالنص‬
‫ص ـراحة على أن التزاماته ت اه ص ــاحب ش ــهادة التوقيع اإللكتروني هي التزامات بتحقيق نتي ة أو‬
‫ببذل عناية مشددة‪.‬‬
‫م‬
‫‪ .9‬أوص ـ ـ ـ ي الش ـ ـ ــرا بض ـ ـ ــرورة إلزام الت ار االلكترونيين (ال َور يدين) بض ـ ـ ــرورة التأمين على الس ـ ـ ــؤولية‬
‫الدنية‪ ،‬ألن ذل س ـ ــيوفر الحماية لكل من السـ ـ ـ هل االلكتروني من خالل ض ـ ــمان حص ـ ــوله على‬
‫م‬
‫مبل التعويج مهمـ ــا كـ ــان مرتدعـ ــا‪ ،‬وفي ندس الوقـ ــت ت نيـ ــب ال َور يد خ ر اإلفالس ن را لك رة‬
‫م‬
‫الدعاوذ التي يمكن أن ترفع ضده‪.‬‬

‫‪ .10‬أوص ـ ـ ي الش ـ ــرا الجزائري بتعديل أحكام الادة ‪ 377‬من القانون الدني‪ ،‬وذل ب عل االتدا على‬
‫تعديل أحكام الضمان باطال وعديم األنر أسوة ببعج التشريعات القارنة‪.‬‬

‫‪ .11‬أوص ـ ـ ـ ـ ي الش ـ ـ ـ ــرا الجزائري بتع ــدي ــل نص ال ــادة ‪ 27‬من الق ــانون ‪ 05 – 18‬التعلق ب ــالت ــارة‬
‫اإللكترونيــة‪ ،‬وذلـ ب عــل الــدفع اإللكتروني إلزاميــا في ـكـافــة عقود الت ــارة اإللكترونيــة بمــا في‬
‫ذل البرمة بين الجزائريين فيما بي هم‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫قائمة املصادر‬
‫واملراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫أوال‪/‬قائمة املصادر واملراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬قائمة املصــادر‪:‬‬

‫‪ ‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪ .1‬اتداقيـة الويبـو الأشـئة للمن مـة العاليـة للملكيــة الدكريــة (الويبــو) فــي اســتوكهولم فــي ‪14‬‬
‫يوليـو ‪ 1967‬ودخلـت حيـز التنديـذ سـنة ‪ 1970‬وعدلـت سـنة ‪.1979‬‬

‫‪ .2‬قانون اليونس ـ ــترال النموذجي بش ـ ــأن التوقيعات االلكترونية العتمد من طرف لجنة القانون‬
‫الت اري الدولي لدذ األمم التحدة في دورتها ‪ 34‬بتاريخ ‪ 05‬جويلية ‪.2001‬‬

‫‪ .3‬اتداقية فيينا الؤرخة للبيع الدولي للبضائع‪ ،‬الؤرخة يوم ‪ 11‬أفريل ‪.1980‬‬

‫‪ ‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ .1‬األمر ‪ 155-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬التضمن قانون اإلجراءات الجزائية العدل والتمم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬العدد ‪.48‬‬

‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 156-66‬الؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬التض ـ ـ ـ ــمن ق ــانون العقو ــات الع ــدل والتمم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬العدد ‪.49‬‬

‫‪ .3‬األمر ‪ 58-75‬الؤرخ في ‪26‬ســبتمبر ‪ 1975‬التضــمن القانون الدني الجزائري‪ ،‬العدل والتمم‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية الؤرخة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬عدد ‪.78‬‬

‫‪ .4‬األمر ‪ 59-75‬الؤرخ في ‪26‬س ـ ـ ـ ــبتمبر ‪ 1975‬التض ـ ـ ـ ــمن الق ــانون الت ــاري الجزائري‪ ،‬الع ــدل‬
‫والتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية الؤرخة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬عدد ‪.78‬‬

‫‪ .5‬القــانون رقم ‪ 11-84‬الؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ 1984‬التض ـ ـ ـ ــمن قــانون األس ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬العــدل والتمم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪.1984 ،24‬‬
‫‪ .6‬القانون ‪ 03 – 2000‬التعلق بتحديد القواعد العامة التعلقة بالبريد والواصـ ــالت السـ ــلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية الؤرخة في ‪ 06‬يشت ‪ ،2000‬العدد ‪.48‬‬

‫‪238‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .7‬األمر رقم ‪ 07-03‬الؤرخ في ‪ 19‬جولي ــة ‪ 2003‬التعلق ببراءات االختراا‪ ،‬الجري ــدة الرس ـ ـ ـ ــمي ــة‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جويلية ‪ ،2003‬العدد ‪.44‬‬

‫‪ .8‬القانون ‪ 03-09‬الؤرخ في ‪ 25‬فيدري ‪ 2009‬التعلق بحماية الس ـ ـ ـ ـ هل وقمع الغ ‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2009‬العدد ‪.15‬‬

‫‪ .9‬القـانون ‪ 04-09‬الؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ ،2009‬يتض ـ ـ ـ ــمن القواعـد المـاص ـ ـ ـ ــة للوقـايـة من الجرائم‬
‫التصـ ـ ــلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصـ ـ ــال ومكافح ها‪ ،‬الجريدة الرسـ ـ ــمية الصـ ـ ــادرة بتاريخ ‪16‬‬
‫يشت ‪ ،2009‬العدد ‪.47‬‬

‫‪ .10‬القانون ‪ 05-18‬التعلق بالت ارة االلكترونية‪ ،‬الجريدة الرس ـ ـ ـ ــمية الص ـ ـ ـ ــادرة بتاريخ ‪ 10‬ماي‬
‫‪ ،2009‬العدد ‪.28‬‬

‫‪ ‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ .1‬الرسوم التنديذي ‪ 162-07‬الؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 2007‬التعلق بأنواا الشبكات السلكية والالسلكية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪.37‬‬

‫‪ .2‬مرســوم تنديذي رقم ‪ 327-13‬مؤرخ ‪ 26‬ســبتمبر ‪ 2013‬يحدد شــرو وكيديات وضــع ضــمان الســلع‬
‫والمدمات ّ‬
‫حيز التنديذ‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أكتو ر ‪ ،2013‬العدد ‪.49‬‬

‫ب ‪ -‬قـائمة املراجــع‪:‬‬

‫‪ .1‬أيم ـ ـ ـ ـ ـ ــن أحمد الدلوا‪ ،‬السـ ــؤولية الدنية عن األشـ ــياء الم رة وت بيقها على شـ ــبكات الهاتف‬
‫املحمول‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .2‬أنور ســل ان‪ ،‬الوجز في الن رية العامة لاللتزام ‪-‬مصــادر االلتزام‪ ،-‬الجامعة الجديدة للأشــر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .3‬أنور س ـ ــل ان‪ ،‬مص ـ ــادر االلتزام في القانون الدني ‪-‬دراس ـ ــة مقارنة بالدقه اإلس ـ ــالمي‪ ،-‬ال بعة‬
‫الرابعة‪ ،‬دار الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪239‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .4‬أنـ ـ ـ ـ ــور سل ـ ـ ـ ـ ــان‪ ،‬العقود السماة‪ ،‬شرح عقد البيع والقايضة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشر‪،‬‬
‫مصر‪. 2005،‬‬
‫‪ .5‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬حجية البريد االلكتروني في اإلنبات دراسة مقارنة‪ ،‬دار الدكر الجامني‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .6‬أحمد ســيد أحمد الســيد‪ ،‬رشــا الســعيد عبد الســالم‪ ،‬إبرام العقد االلكتروني في مرحلة تكوين‬
‫العقد‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .7‬أسامة م اهد‪ ،‬خصوصية التعاقد عبر االنترنت‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .8‬يمانم محمد رحم‪ ،‬التراضـ ـ ـ ي في العقود االلكترونية عبر ش ـ ــبكة االنترنت‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار‬
‫وائل للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .9‬أودي ــن سلـوم الحاي ‪ ،‬مسؤولية مزودي خدمات االنترنت التقنية‪ ،‬الؤسسة الحديثة للكتاب‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬بـ ـ ـ ـ ــاســم محمـ ـ ـ ـ ــد فاضــل‪ ،‬التعويج عن إســاءة اســتعمال التوقيع االلكتروني (ماهية التوقيع‬
‫االلكتروني‪-‬قــدرتــه على إنبــات التص ـ ـ ـ ــرفــات القــانونيــة (الحجيــة)‪-‬الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الــدنيــة للموقع‬
‫االلكتروني‪-‬التعويج عن إسـ ــاء اسـ ــتعماله) دراسـ ــة مقارنة في ضـ ــوء القانون الصـ ــري وقانون‬
‫االونيسترال والقوانين العر ية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .11‬بر ارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الدنية واإلدارية (قانون رقم ‪ 09-08‬مؤرخ في ‪23‬‬
‫فيديري ‪ ،)2008‬ال بعة الثانية‪ ،‬مأشورات بغدادي‪ ،‬الرويبة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .12‬حسـ ــين عامر‪ ،‬عبد الرحيم عامر‪ ،‬السـ ــؤولية الدنية التقصـ ــيرية والعقدية‪ ،‬ال بعة الثانية‪،‬‬
‫دار العارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1979 ،‬‬
‫‪ .13‬خــالــد بن س ـ ـ ـ ــليمــان الغثبر‪ ،‬محمــد بن عبــد هللا القح ــاني‪ ،‬أمن العلومــات بلغــة ميس ـ ـ ـ ــرة‪،‬‬
‫ال بعة األولى‪ ،‬مركز التمييز ألمن العلومات‪ ،‬جامعة الل سعود‪.2009 ،‬‬
‫‪ .14‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬الجرائم العلوماتية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الدكر الجامني‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫‪240‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .15‬خليل أحمد حسن قدادة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الدني الجزائري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬ال بعة الرابعة‪ ،‬ديوان ال بوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .16‬رشي ـ ـ ــدة ب ـ ـ ــوك ـ ـ ــر‪ ،‬الحماية الجزائية للتعامالت االلكترونية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مأشورات الحلمي‬
‫الحقوقية اللبنانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2020 ،‬‬
‫‪ .17‬رمضـان أبو السعـود‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬دار ال بوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ .18‬سعي ـ ــد السي ـ ــد قنديل‪ ،‬السؤولية العقدية في م ال العلوماتية (اإلشكالية الماصة بضمان‬
‫العيب المدي وضمان عدم ال ابقة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .19‬سـ ـ ــليم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان مرقص السـ ـ ــؤولية الدنية في تقنينات البالد العر ية‪ ،‬معهد الدراسـ ـ ــات العر ية‬
‫العالية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1958 ،‬‬
‫‪ .20‬س ـ ـ ـ ــمير حامد عبد العزيز الجمال‪ ،‬التعاقد عبر تقنيات االتص ـ ـ ـ ــال الحديثة‪ ،‬ال بعة األولى‪،‬‬
‫دار ال هضة العر ية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫ــحاتة يريب ش ــرقامي‪ ،‬التعاقد االلكتروني في التش ــريعات العر ية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .22‬ص ـ ـ ـ ــاحب عبيد الدتالوي‪،‬ضمان العيوب وتخلف الواصدات في عقود البيع‪ ،‬ال بعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة دار الثقافة للأشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1997 ،‬‬
‫‪ .23‬صـ ــالل أحمد محمد اللهيمي‪ ،‬الباشـ ــر والتسـ ــبب في السـ ــؤولية التقصـ ــيرية ‪-‬دراسـ ــة مقارنة‪،-‬‬
‫ال بعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2004 ،‬‬
‫‪ .24‬ص ـ ـ ــداء فتوح جمعة‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الدكر والقانون للأشـ ـ ـ ـر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .25‬عــادل أبو هش ـ ـ ـ ــيمــة محمود حوتــه‪ ،‬عقود خــدمــات العلومــات االلكترونيــة في القــانون الــدولي‬
‫الما ‪ ،‬دار ال هضة العر ية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .26‬عايد رجا الماليلة‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ـ ــيرية االلكترونية الس ـ ـ ـ ــؤولية الناش ـ ـ ـ ــئة عن إس ـ ـ ـ ــاءة‬
‫اسـ ــتخدام أجهزة الحاسـ ــوب واألنترنت ‪-‬دراسـ ــة مقارنة‪ ،-‬دار الثقافة للأشـ ــر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2011،‬‬

‫‪241‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .27‬عباس العبودي‪ ،‬التعاقد عبر طريق وس ـ ـ ــائل االتص ـ ـ ــال الدوري وحجي ها في اإلنبات الدني –‬
‫دراسة مقارنة –‪ ،‬دار الثقافة للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1997 ،‬‬
‫‪ .28‬عبد الرحمن الشـ ـ ــرقاوي‪ ،‬القانون الدني دراسـ ـ ــة حديثة الن رية العامة لاللتزام على ضـ ـ ــوء‬
‫تأنرها بالداهيم الجديدة للقانون االقتص ـ ـ ـ ــادي الكتاب األول مص ـ ـ ـ ــادر االلتزام الجزء الثاني‬
‫الواقعة القانونية الس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية اإلنراء بال س ـ ـ ــبب‪ ،‬ال بعة الثالثة‪ ،‬م بعة العارف‬
‫الجديدة الر ا الغرب‪.2018 ،‬‬
‫‪ .29‬عبد الرزا أحمد السـ هوري‪ ،‬الوســيس في شــرح القانون الدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬املجلد‬
‫األول واملجلد الثاني‪ ،‬مصـ ـ ــادر االلتزام‪ ،‬ال بعة الثالثة‪ ،‬مأشـ ـ ــورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2009 ،‬‬
‫‪ .30‬عبد الرزا أحمد الس ـ ـ هوري‪ ،‬الوس ـ ــيس في ش ـ ــرح القانون الدني الوس ـ ــيس في ش ـ ــرح القانون‬
‫الدني الجديد‪ ،‬ال جزء الرابع‪ ،‬العقود التي تقع على اللكية البيع والقايض ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ال بعة الثالثة‬
‫الجديدة‪ ،‬مأشورات الحلمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬
‫‪ .31‬عب ــد الدت ــاح بيومي حج ــازي‪ ،‬التوقيع االلكتروني في الن م الق ــانوني ــة الق ــارن ــة‪ ،‬دار الدكر‬
‫الجامني‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .32‬عبد النعـم موو ى إبراهيم‪ ،‬حماية الس هل دراسة مقارنة‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬مأشورات الحلمي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪ .33‬العدوي جالل علي‪ ،‬مصـ ـ ــادر االلتزام دراسـ ـ ــة مقارنة بين القانونين الصـ ـ ــري واللبناني‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪ .34‬عصـام عبد الدتاح م ر‪ ،‬الت ارة االلكترونية في التشريعات العر ية واألجنبية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .35‬عصم ـ ـ ـ ــت عبد املجي ـ ـ ـ ــد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في ت وير العقد ‪-‬دراسة مقارنة في ضوء‬
‫قوانين التوقيع االلكتروني والت ــارة االلكتروني ــة والع ــامالت االلكتروني ــة العر ي ــة والق ــانون‬
‫النموذجي بش ـ ـ ـ ـ ــأن الت ــارة االلكتروني ــة لع ــام ‪ 1996‬والق ـانون النموذجي بش ـ ـ ـ ـ ــأن التوقيع ــات‬

‫‪242‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫االلكترونية لعام ‪ 2001‬والقانون العر ي االسـ ـ ـ ــترشـ ـ ـ ــادي للمعامالت والت ارة االلكترونية لعام‬
‫‪ ،-2009‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2015 ،‬‬
‫‪ .36‬عديدي كامل عديف‪ ،‬جرائم الكمبيوتر وحقو الؤلف والص ـ ــندات الدنية‪ ،‬دراس ـ ــة مقارنة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ .37‬علي علي س ـ ـ ـ ــليمان‪ ،‬الن رية العامة لاللتزام‪ ،‬مص ـ ـ ـ ــادر االلتزام في القانون الدني الجزائري‪،‬‬
‫ال بعة السابعة‪ ،‬ديوان ال بوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .38‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬العمل الستحق للتعويج‪ ،‬موفم للأشر‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .39‬علي كحلون‪ ،‬التعليق على م لة االلتزامات والعقود منقحة ومعدلة حسب القوانين الجاري‬
‫بهــا العمــل‪ ،‬الكتــاب األول فيمــا تعمر بــه الــذمــة‪ ،‬ال بعــة األولى‪ ،‬م مع األطرش لأش ـ ـ ـ ــر وتوزيع‬
‫الكتاب املمتص‪ ،‬تونس‪.2018 ،‬‬
‫‪ .40‬علي كحلون‪ ،‬الس ـ ــؤولية العلوماتية‪ ،‬محاولة لض ـ ــبس مميزات التدخلين في إطار الت بيقات‬
‫العلوماتية وخدماتها‪ ،‬مركز الأشر الجامني تونس‪.2005 ،‬‬
‫‪ .41‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمس ـ ـ هل دراسـ ــة مقارنة بين الشـ ــريعة والقانون‪،‬‬
‫مأشأة العارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .42‬القاض ـ ي طالل لجا ‪ ،‬مس ــؤولية التبوا عن أعمال التابع في القانون الدني اللبناني واألردني‬
‫‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬
‫‪ .43‬محس ـ ـ ـ ــن أحم ــد المض ـ ـ ـ ــيري‪ ،‬مب ــادب التد ــاوض‪ ،‬ال بع ــة األولى‪ ،‬م موع ــة الني ــل العر ي ــة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .44‬محم ــد أحم ــد ع ــاب ــدين‪ ،‬التعويج بين الض ـ ـ ـ ــرر ال ــادي واألد ي الوروث‪ ،‬مأش ـ ـ ـ ـ ــأة الع ــارف‬
‫باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬
‫‪ .45‬محمد حســين منصــور‪ ،‬الســؤولية االلكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للأشــر‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .46‬محمد شتا أبو سعد‪ ،‬التعويج القضائي والشر الجزائي والدوائد القانونية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للأشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪243‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .47‬محمد ص ــبري الس ــعدي‪ ،‬الوا ــل في ش ــرح القانون الدني‪ ،‬عقد البيع والقايض ــة‪ ،‬دراس ــة‬
‫مقارنة في القوانين العر ية‪ ،‬دار الهدذ‪ ،‬الجزائر‪. 2008،‬‬
‫‪ .48‬محمـد عبـد الرزا محمـد عبـاس‪ ،‬الن ـام القـانوني لعقـد االش ـ ـ ـ ــتراأ في خـدمـة األنترنـت‪ ،‬دار‬
‫الدكر والقانون‪ ،‬النصورة‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .49‬محمد عبد ال اهر حس ـ ـ ــين‪ ،‬الس ـ ـ ــؤولية التقص ـ ـ ــيرية للمتعاقد دراس ـ ـ ــة فقهية قض ـ ـ ــائية في‬
‫العالقة التبادلة بين نو ي السؤولية‪ ،‬دون دار نشر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .50‬محمد محمد ش ـ ـ ـ ــتا‪ ،‬فكرة الحماية الجزائية لبرامم الحاس ـ ـ ـ ــوب اآللي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للأشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .51‬محمود عبــد الرحمــان محمــد‪ ،‬الن ريــة العــامــة لاللتزامــات ‪-‬الجزء األول مص ـ ـ ـ ــادر االلتزام ‪،-‬‬
‫مركز جامعة القاهرة للتعليم الدتوح‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .52‬منير وممــدوح الجنبيهي‪ ،‬جرائم اإلنترنــت والحــاسـ ـ ـ ـ ــب اآللي ووسـ ـ ـ ـ ــائــل مكــافح هــا‪ ،‬دار الدكر‬
‫العر ي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪.2004‬‬
‫‪ .53‬نض ـ ـ ـ ــال إس ـ ـ ـ ــماعيل برهم‪ ،‬أحكام عقود الت ارة اإللكترونية‪ ،‬ال بعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للأشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ .54‬هش ـ ـ ـ ـ ــام إبراهيم توفيق‪ ،‬التعويج االتدــاقي الش ـ ـ ـ ــر الجزائي ‪-‬دراس ـ ـ ـ ـ ــة مق ــارن ــة بين الدق ــه‬
‫اإلسالمي والقانون الوضني‪ ،-‬الركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .55‬يوس ـ ـ ـ ــف محمـد عبيـدات‪ ،‬مص ـ ـ ـ ــادر االلتزام في القـانون الـدني‪ ،‬ال بعـة األولى‪ ،‬دار الس ـ ـ ـ ــيرة‬
‫للأشر والتوزيع وال باعة‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ .56‬خالد الس ــيد محمد عبد املجيد مووـ ـ ى‪ ،‬أحكام عقد العمل عن بعد دراس ــة مقارنة‪ ،‬ال بعة‬
‫األولى‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.2014 ،‬‬
‫‪ .57‬س ـ ـ ـ ــامي الجر ي‪ ،‬ش ـ ـ ـ ــرو الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية في القانون التونس ـ ـ ـ ـ ي والقارن‪ ،‬ال بعة األولى‪،‬‬
‫م بعة التشدير الدني‪ ،‬صداقس‪ ،‬تونس‪.2011 ،‬‬

‫‪244‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ج‪ -‬الرسائل واملذكرات‪:‬‬

‫‪ -‬رسائل الدكتوراه‬
‫‪ .1‬أحمد بوكرزازة‪ ،‬الس ـ ــؤولية الدنية للقاص ـ ــر ‪-‬دراس ـ ــة مقارنة‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقو ‪ ،‬جامعة قسن ينة‪.2015 ،1‬‬

‫‪ .2‬بلقـاس ـ ـ ـ ــم حـامـدي‪ ،‬إبرام العقـد االلكتروني‪ ،‬أطروحـة مقـدمـة لنيـل ش ـ ـ ـ ـهـادة الـدكتوراه‬
‫العلوم في الحقو ‪ ،‬كلية الحقو والعلوم الس ـ ــياس ـ ــية‪ ،‬جامعة الحا لمض ـ ــر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫‪ .3‬حس ـ ـ ـ ــن البنــا عب ــد هللا عي ــاد‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة ال ــدني ــة والجن ــائي ــة لق ــدمي بعج خ ــدم ــات‬
‫االنترنت‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬

‫‪ .4‬خ ـ ــالي ـ ــدة بن بعالش‪ ،‬اإلط ـ ــار الق ـ ــانوني والتن يمي للحم ـ ــاة من أض ـ ـ ـ ـرار النت ـ ــات‬
‫االس هالكية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص القانون االقتصادي‪ ،‬كلية الحقو و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة جياللي اليابس سيدي بلعباس‪.2018 ،‬‬

‫‪ .5‬زواوية لعروي‪ ،‬العقد االلكتروني و الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية النات ة عنه (دراس ـ ـ ـ ــة مقارنة)‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو و العلوم الس ــياس ــية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس‬
‫مستغانم‪.2018 ،‬‬

‫‪ .6‬س ــمير حس ــني الص ــري‪ ،‬الس ــؤولية التقص ــيرية الناش ــئة عن اس ــتخدام األنترنت دراس ــة‬
‫مقـ ــارنـ ــة بـ ــالقـ ــانون األن لو أمريكي‪ ،‬أطروحـ ــة دكتوراه‪ ،‬كليـ ــة الحقو ‪ ،‬جـ ــامعـ ــة عين‬
‫شمس‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫‪ .7‬عائشـ ــة قصـ ــار الليل‪ ،‬حجية املحرر والتوقيع االلكتروني في اإلنبات – دراسـ ــة تحليلية‬
‫مقارنة ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو و العلوم الس ــياس ــية‪ ،‬جامعة الحا لمض ــر‬
‫باتنة ‪.2017 ،1‬‬

‫‪245‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .8‬عبـ ــد الوهـ ــاب مخلوفي‪ ،‬الت ـ ــارة االلكترونيـ ــة عبر االنترنـ ــت‪ ،‬أطروحـ ــة دكتوراه‪ ،‬كليـ ــة‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحا لمضر‪ ،‬باتنة‪.2012 ،‬‬

‫‪ .9‬عزة محمود أحمد خليل‪ ،‬مشــكالت الســؤولية الدنية في مواجهة فيروســات الحاســب‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في القانون الدني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1994 ،‬‬

‫‪ .10‬فاطمة الزهرة عكو‪ ،‬الســؤولية الدنية لقدمي المدمة الوســي ة في األنترنت‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2016 ،1‬‬

‫‪ .11‬يمينة حوحو‪ ،‬عقد البيع االلكتروني دراس ـ ـ ــة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قانون خا ‪،‬‬
‫كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012 ،1‬‬

‫‪ -‬مذكرات املاجيستري‪:‬‬
‫‪ .1‬إيمــان بوزيــدي‪ ،‬ض ـ ـ ـ ـمــانــات الش ـ ـ ـ ــتري في عقــد البيع االلكتروني‪ ،‬مــذكرة مــاجيس ـ ـ ـ ــتير‪،‬‬
‫تخص ـ ـ ـ ــص قانون التعاون الدولي‪ ،‬كلية الحقو والعلوم الس ـ ـ ـ ــياس ـ ـ ـ ــية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2016 ،‬‬

‫‪ .2‬باسـ ـ ـ ــل محمد يوسـ ـ ـ ــف قشها‪ ،‬التعويج عن الضـ ـ ـ ــرر األد ي ‪-‬دراسـ ـ ـ ــة مقارنة‪ ،-‬رسـ ـ ـ ــالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نابلس‪ ،‬فلس ين‪.2009 ،‬‬

‫‪ .3‬حن ــان عتيق‪ ،‬مب ــدأ س ـ ـ ـ ــل ــان اإلرادة في العقود االلكتروني ــة‪ ،‬م ــذكرة م ــاجس ـ ـ ـ ــتير في‬
‫القانون‪،‬معهد الحقو ‪ ،‬الركز الجامني العقيد يكلي محند الحا البويرة‪.2012 ،‬‬

‫‪ .4‬س ـ ـ ـ ــليمــة س ـ ـ ـ ــكر‪ ،‬عقــد البيع عبر االنترنــت ومــدذ حجيــة اإلنبــات االلكتروني‪ ،‬مــذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2011 ،1‬‬

‫‪ .5‬س ــمير دحماني‪ ،‬التونيق في العامالت االلكترونية (دراس ــة مقارنة)‪ ،‬مذكرة ماجيس ــتير‪،‬‬
‫تخصـ ـ ــص القانون الدولي لألعمال‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السـ ـ ــياسـ ـ ــية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪.2014،‬‬

‫‪246‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .6‬علي نايت أعمر‪ ،‬اللكية الدكرية في إطار الت ارة االلكترونية‪ ،‬مذكرة ماجس ـ ـ ــتير‪ ،‬كلية‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2014 ،‬‬

‫‪ .7‬ن ــاص ـ ـ ـ ــر متع ــب بأي ــه المرينم‪ ،‬االتد ــا على اإلعد ــاء من التعويج في الق ــانون ال ــدني‬
‫الكويتي‪-‬دراس ـ ـ ــة مقارنة مع القانون األردني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الش ـ ـ ــر األوس ـ ـ ــس‪،‬‬
‫الكويت‪.2010 ،‬‬

‫‪ .8‬نور الهدذ مرزو ‪ ،‬التراض ـ ـ ي في العقود االلكترونية‪ ،‬مذكرة لنيل شـ ــهادة الاجسـ ــتير في‬
‫القانون‪ ،‬تخصص السؤولية الهنية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪-‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬

‫عبــد المــالق فليح العيني‪ ،‬التزام البــائع بــالض ـ ـ ـ ـمــان في بيع البرامم االلكترونيــة‪،‬‬ ‫‪ .9‬وقــا‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬بحا لنيل درجة الاجيستير في القانون الما ‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزيرة‪ ،‬ق ر‪.2018 ،‬‬

‫‪ .10‬يمين ــة بوز وج ــة‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤولي ــة ال ــدني ــة الن ــاجم ــة عن الع ــامالت االلكتروني ــة‪ ،‬م ــذكرة‬
‫ماجيستير‪ ،‬تخصص القانون الدني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة وهران‪.2012 ،‬‬

‫د‪ -‬املقاالت العلمية‪:‬‬


‫‪ .1‬أحمد عبد الكريم أبو ش ـ ـ ـ ــأب‪ ،‬ت بيق أحكام الباش ـ ـ ـ ــرة والتس ـ ـ ـ ــبب عن اإلض ـ ـ ـ ـرار الناجم عن‬
‫فيروسـ ـ ـ ـ ــات الحــاسـ ـ ـ ـ ــب اآللي دراس فقهيــة مقــارنــة بــالقــانون الــدني األردني‪ ،‬املجلــة األردنيــة في‬
‫الدراسات اإلسالمية‪ ،‬املجلد السابع‪ ،‬العدد ‪-1‬ب‪.2011 ،‬‬

‫‪ .2‬أحمد قاسم فرح‪ ،‬الن ام القانوني لقدمي خدمات األنترنت – دراسة تحليلية مقارنة ‪ ،-‬م لة‬
‫النارة‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،9‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪ .3‬أروذ تقوذ‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية للمواقع االلكترونية اإلعالمية‪ ،‬م لة جامعة دمش ـ ـ ـ ــق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،30‬العدد األول‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة دمشق‪.2014 ،‬‬

‫‪247‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .4‬أسامة أبو الحسن م اهد‪ ،‬خصوصية التعاقد عبر االنترنت‪ ،‬ورقة بحثية للمشاركة في مؤتمر‬
‫الق ــانون والكمبيوتر الن م من طرف كلي ــة الش ـ ـ ـ ــريع ــة والق ــانون‪ ،‬ج ــامع ــة اإلم ــارات العر ي ــة‬
‫التحدة بالتعاون مع مركز اإلمارات للدراســات والبحوث االســتراتي ية ومركز تقنية العلومات‬
‫بالجامعة‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي ‪ ،2000‬طبعة ‪.2003‬‬

‫‪ .5‬أقدس صـ ـ ــداء الدين رشـ ـ ــيد البياتي‪ ،‬إعداء مزود خدمة التصـ ـ ــديق االلكتروني من السـ ـ ــؤولية‬
‫الدنية (دراسـ ــة مقارنة)‪ ،‬مقال مأشـ ــور بم لة الحقو ‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة السـ ــتنصـ ــرية‪،‬‬
‫العرا ‪ ،‬املجلد ‪،5‬العدد ‪.20‬‬
‫‪ .6‬يالء يعقوب النعيمي‪ ،‬التصـ ـ ـ ــديق على التوقيع الرقمي‪ :‬مدهومه والعالقات القانونية الناشـ ـ ـ ــئة‬
‫عنه‪ ،‬مقال مأشـ ـ ـ ــور بم لة الحقو للبحوث القانونية واالقتصـ ـ ـ ــادية‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة‬
‫االسكندرية‪ ،‬العدد األول‪.2011 ،‬‬
‫‪ .7‬إلياس بن س ـ ـ ــاو ـ ـ ـ ي‪ ،‬التعاقد االلكتروني والس ـ ـ ــائل القانونية التعلقة به‪ ،‬م لة الباحا‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والت ارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مر اح ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2003 ،2‬‬
‫‪ .8‬أمينة كوسـ ــام‪ ،‬خصـ ــوصـ ــية األهلية في التعاقد عبر وسـ ــائل االتصـ ــال الحديثة‪ ،‬م لة الباحا‬
‫للدراسات األكاديمية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة الحا لمضر ‪ ،1‬العدد‬
‫‪ ،6‬جوان ‪.2015‬‬
‫‪ .9‬إيناس مكي عبد نص ــار‪ ،‬التداوض االلكتروني دراس ــة مقارنة في ظل بعج التش ــريعات العر ية‬
‫العاصرة‪ ،‬م لة العلوم اإلنسانية جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،3‬املجلد ‪.2013 ،21‬‬
‫‪ .10‬إيناس هاشــم رشــيد‪ ،‬التعبير عن اإلرادة في العقود اإللكترونية‪ ،‬م لة رســالة الحقو ‪ ،‬جامعة‬
‫كر الء‪ ،‬املجلد‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬العرا ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .11‬بو كر قارس‪ ،‬االلتزام السبق باإلعالم ك لية لحماية الس هل في العقود البرمة عن بعد‪ ،‬م لة‬
‫الحقو والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلدة‪ ،‬العدد ‪ ،11‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ .12‬حسين عدو‪ ،‬الحماية الدنية لرضا الس هل في التعاقد اإللكتروني – دراسة في قانون الت ارة‬
‫اإللكتروني ــة الجزائري ‪ ،-‬م ل ــة الق ــانون‪ ،‬معه ــد العلوم الق ــانوني ــة واإلداري ــة‪ ،‬الركز الج ــامني‬
‫أحمد ز انة‪ ،‬يليزان‪ ،‬املجلد ‪ ،07‬العدد ‪.2018 ،01‬‬

‫‪248‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .13‬حمــد علي سـ ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬حس ـ ـ ـ ــون عبيــد هجيم‪ ،‬الجريمــة العلومــاتيــة‪ ،‬م لــة جــامعــة ببــابــل للعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪.2007‬‬
‫‪ .14‬حمودي نــاص ـ ـ ـ ــر‪ ،‬الحمــايــة الجنــائيــة لن م العــالجــة اآلليــة للمع يــات في التش ـ ـ ـ ــريع الجزائري‪،‬‬
‫املجلة األكاديمية للباحا القانوني‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ب اية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،14‬العدد ‪ 2‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ .15‬حنان إس ـ ــويكت‪ ،‬الس ـ ــؤولية القانونية لقدمي خدمات الص ـ ــادقة االلكترونية‪ ،‬م لة األبحاث‬
‫والدراسـ ـ ـ ــات القانونية‪ ،‬الركز الغر ي للدراسـ ـ ـ ــات واالسـ ـ ـ ــتشـ ـ ـ ــارات القانونية وحل النازعات‪،‬‬
‫العدد ‪ ،4‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .16‬ر ا ي أحمد‪ ،‬ال بيعة القانونية للعقد االلكتروني‪ ،‬م لة األكاديمية للدراس ـ ـ ـ ــات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬جوان ‪.2013‬‬
‫‪ .17‬رض ــوان قرواش‪ ،‬هيئات التص ــديق االلكتروني في ظل القانون ‪ 04-15‬التعلق بالقواعد العامة‬
‫للتوقيع والتص ـ ـ ـ ــديق االلكترونيين (الدهوم و االلتزامات)‪ ،‬م لة اآلداب و العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد لين دبايين س يف‪ ،2‬العدد ‪ ،24‬جوان‪.‬‬
‫‪ .18‬زهيرة عبوب‪ ،‬طبيعة التعويج عن الضرر العنوي‪ ،‬م لة الدراسات القانونية القارنة‪ ،‬العدد‬
‫الثالا‪ ،‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫‪ .19‬زيد حمزة مقدم‪ ،‬الن ام القانوني للتونيق االلكتروني )دراسـ ـ ـ ــة مقارنة"( ‪ ،‬م لة الشـ ـ ـ ــريعة‬
‫والقانون والدراسـ ــات اإلسـ ــالمية كلية الشـ ــريعة والقانون جامعة افريقيا العالية السـ ــودان‪،‬‬
‫السنة الثانية عشر‪ ،‬العدد‪.24‬‬
‫‪ .20‬س ـ ـ ـ ــامح عبد الواحد ال هامي‪ ،‬الحماية القانونية للبيانات الش ـ ـ ـ ــمص ـ ـ ـ ــية دراس ـ ـ ـ ــة في القانون‬
‫الدرنس ـ ـ ـ ي (القسـ ـ ــم الثاني)‪ ،‬مقال مأشـ ـ ــور بم لة الحقو ‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،4‬سـ ـ ــنة‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .21‬سـ ـ ــوزان عدنان األسـ ـ ــتاذ‪ ،‬ان هاأ حرمة الحياة الماصـ ـ ــة عبر األنترنت ‪-‬دراسـ ـ ــة مقارنة‪ ،-‬م لة‬
‫جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،29‬العدد الثالا‪.2013 ،‬‬

‫‪249‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .22‬عــادل بوزيــدة‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤوليــة الجزائيــة لتعهــد إيواء الواقع االلكترونيــة عن املحتوذ العلومــاتي‬
‫املجرم‪ ،‬م لة الحقو والعلوم الس ــياس ــية‪ ،‬جامعة عمار نليجي األيوا ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬س ــبتمبر‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .23‬عبد املجيد بوكير‪ ،‬ضــوابس املحررات االلكترونية الصــادرة عن الونق العصــري‪ ،‬م لة اللف‪،‬‬
‫الغرب‪ ،‬العدد ‪.16‬‬
‫‪ .24‬عبد الهدي كاظم ناص ـ ـ ـ ــر‪ ،‬الس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية لوس ـ ـ ـ ـ اء األنترنت‪ ،‬م لة القادس ـ ـ ـ ــية للقانون‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،2‬املجلد ‪.2009 ،2‬‬
‫‪ .25‬فكري حلمي البنا‪ ،‬أحوال انعقاد الســؤولية الدنية عند اســتخدام التوقيع االلكتروني (دراســة‬
‫تحليلية)‪ ،‬م لة االقتصاد‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد ‪ ،657‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .26‬القرة داغي‪ ،‬عارف علي عارف‪ ،‬الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني دراس ـ ـ ـ ــة فقهية مقارنة‪،‬‬
‫م لة جامعة الدينة العالية (م مع)‪ ،‬العدد ‪ ،9‬سنة ‪.2014‬‬
‫‪ .27‬كريم كريمة‪ ،‬العلومة والس ـ ـ ـ ــؤولية الناش ـ ـ ـ ــئة ع ها‪ ،‬م لة دراس ـ ـ ـ ــات قانونية‪ ،‬مركز البص ـ ـ ـ ــيرة‬
‫للبحوث واالستشارات والمدمات التعلمية‪ ،‬العدد ‪ ،23‬سبتمبر ‪.2016‬‬
‫‪ .28‬محمد ســعيد أحمد إســماعيل‪ ،‬فارو أبو الشــامات‪ ،‬ال بيعة القانونية لســؤولية األطراف في‬
‫مرحلة ما قبل العقد ‪-‬دراس ـ ـ ـ ــة في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا‪ ،-‬م لة جامعة دمش ـ ـ ـ ــق‬
‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،29‬العدد الثاني‪2013 ،‬‬
‫‪ .29‬محمد ش ـ ـ ـ ــتا أبو س ـ ـ ـ ــعد‪ ،‬نحو إطار تش ـ ـ ـ ــريني لحماية العلومات والعلوماتية في إطار من ومة‬
‫تكنولوجي ــا التعليم في ظ ــل العول ــة واالندت ــاح‪ ،‬مق ــال مأش ـ ـ ـ ــور بم ل ــة الجمعي ــة الص ـ ـ ـ ــري ــة‬
‫لتكنولوجيا التعليم‪ ،‬م لد ‪ ،3‬كتاب ‪.2000 ،4‬‬
‫‪ .30‬محمد واص ـ ــل‪ ،‬الحماية القانونية لبرامم الحاس ـ ــوب ‪-‬الص ـ ــندات االلكترونية‪ ،-‬م لة دمشـ ـ ــق‬
‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،27‬العدد ‪.2011 ،3‬‬
‫‪ .31‬مص ـ د هأش ــور وس ــيمة‪ ،‬الن ام القانوني لقدمي خدمات التص ــديق االلكتروني في التش ــريع‬
‫الجزائري‪ ،‬م ل ـة القــانون الــدولي والتنميــة‪ ،‬مخبر القــانون الــدولي للتنميــة الس ـ ـ ـ ـتــدامــة‪ ،‬كليــة‬
‫الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم‪ ،‬العدد‪.2017 ،2‬‬

‫‪250‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ .32‬مني ــة نش ـ ـ ـ ـن ــاش‪ ،‬ت ــأنير التقني ــة الرقمي ــة على إس ـ ـ ـ ـن ــاد اإلرادة والتحقق من األهلي ــة في العقود‬
‫اإللكترونية‪ ،‬م لة أبحاث قانونية وسـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الصديق بن ي ي جي ل‪ ،‬العدد ‪ ،6‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ .33‬نائل علي السـ ـ ـ ــاعدة‪ ،‬الضـ ـ ـ ــرر في الدعل الضـ ـ ـ ــار وفقا للقانون األردني‪-‬دراسـ ـ ـ ــة مقارنة‪ ،-‬م لة‬
‫النارة‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،3‬‬
‫‪ .34‬نائل علي الس ـ ــاعدة‪ ،‬أركان الدعل الض ـ ــار االلكتروني في القانون األردني‪ ،‬م لة دراس ـ ــات علوم‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬املجلد ‪ ،32‬العدد ‪ ،1‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪ .35‬نـذير قوريـة‪ ،‬ال بيعـة القـانونيـة لعقـد التص ـ ـ ـ ــديق على التوقيع االلكتروني‪ ،‬مقـال مأش ـ ـ ـ ـور في‬
‫م لة دراسات لجامعة عمار نليجي‪ ،‬األيوا ‪ ،‬العدد ‪ ،62‬جاندي ‪.2018‬‬
‫‪ .36‬نزيهة يزالي‪ ،‬تأمين وس ــائل الدفع االلكترونية ب لية التص ــديق االلكتروني في القانون الجزائري‪،‬‬
‫م لة الدراسات الالية والصرفية‪ ،‬العدد الثالا ‪.2017‬‬
‫‪ .37‬نواف حازم خالد‪ ،‬خليل إبراهيم محمد‪ ،‬الصحافة االلكترونية ماهي ها والسؤولية التقصيرية‬
‫الناشـ ــئة عن نشـ ــاطها‪ ،‬م لة الشـ ــريعة والقانون‪ ،‬كلية الحقو ‪ ،‬جامعة الوصـ ــل‪ ،‬العدد ‪،46‬‬
‫أفريل ‪.2011‬‬
‫‪ .38‬نواف عواد بني ع ية‪ ،‬مسـ ـ ــؤولية متعهد اإليواء على االنترنت ‪-‬في التشـ ـ ــريع والقضـ ـ ــاء‪ ،-‬املجلة‬
‫األردنية في القانون والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،9‬العدد ‪.2017 ،4‬‬
‫‪ .39‬وعود كاتب االنباري‪ ،‬الداوضات العقدية عبر االنترنت‪ ،‬م لة رسالة الحقو ‪ ،‬جامعة كر الء‪،‬‬
‫املجلد‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬العرا ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .40‬وعود كاتب عبد عباس‪ ،‬أحكام االي اب االلكتروني‪ ،‬م لة رس ـ ـ ـ ــالة الحقو ‪ ،‬جامعة كر الء‪،‬‬
‫عدد خا ‪ ،‬العرا ‪.2012 ،‬‬
‫‪ .41‬يزيد أنيس نص ـ ـ ــير‪ ،‬الت ابق بين القبول واإلي اب في القانون األردني والقارن‪ ،‬م لة الحقو ‪،‬‬
‫م لس الأشر العلمي‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬السنة السابعة والعشرون‪ ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫‪ .42‬يوس ـ ـ ـ ــف زرو ‪ ،‬اإلطـ ــار القـ ــانوني لش ـ ـ ـ ـهـ ــادة التصـ ـ ـ ـ ـ ــديق االلكتروني‪ ،‬م لـ ــة الحقو والعلم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كلية الحقو والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلدة‪ ،‬العدد ‪.2015 ،21‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ه‪ -‬أعمال امللتقيات واملؤمترات‪:‬‬


‫‪ .1‬عادل محمود شـرف‪ ،‬عبد هللا إسـماعيل عبد هللا‪ ،‬ضـمانات األمن والتأمين في شـبكة االنترنت‪،‬‬
‫مق ــدم للمش ـ ـ ـ ـ ــارك ــة في أعم ــال مؤتمر الق ــانون والكمبيوتر واالنترن ــت‪ ،‬الن م من طرف كلي ــة‬
‫الش ـ ـ ـ ــريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العر ية التحدة‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي ‪ ،2000‬املجلد الثاني‪،‬‬
‫ال بعة الثالثة‪.‬‬

‫‪ .2‬عبد هللا بن إبراهيم بن عبد هللا الناص ــر‪ ،‬العقود االلكترونية ‪-‬دراس ــة فقهية ت بيقية مقارنة‪-‬‬
‫‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للمشــاركة في مؤتمر األعمال الصــرفية بين الشــريعة والقانون الن م من‬
‫طرف دولة اإلمارات العر ية التحدة يومي ‪ 10‬و‪ 11‬ماي‪.‬‬

‫‪ .3‬كامران الصـ ـ ـ ــال ي‪ ،‬ال بيعة القانونية لسـ ـ ـ ــؤولية مزود المدمات في قانون العامالت والت ارة‬
‫االلكتروني اإلم ــاراتي رقم (‪ )1‬لس ـ ـ ـ ـن ــة ‪ ،2006‬بح ــا مق ــدم للمش ـ ـ ـ ـ ــارك ــة في مؤتمر الع ــامالت‬
‫اإللكتروني ـة (الت ــارة االلكترونيــة‪-‬الحكومــة االلكترونيــة) الن م من طرف مركز الــدراسـ ـ ـ ـ ــات‬
‫والبحوث االستراتي ية في د ي‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬من ‪ 19‬إلى ‪ 20‬ماي ‪.2009‬‬

‫‪ .4‬ممدوح عبد الحميد عبد الل يف‪ ،‬جرائم اس ـ ـ ــتخدام ش ـ ـ ــبكة العلومات العالية‪ ،‬بحا مقدم‬
‫للمش ـ ـ ـ ــاركة في أعمال مؤتمر القانون والكمبيوتر واالنترنت‪ ،‬الن م من طرف كلية الش ـ ـ ـ ــريعة‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العر ية التحدة‪ ،‬من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ماي ‪ ،2000‬املجلد األول‪.‬‬

‫‪ .5‬نزيــه محمــد الصـ ـ ـ ـ ــاد الهــدي‪ ،‬انعقــاد العقــد االلكتروني‪ ،‬بحــا مقــدم للمشـ ـ ـ ـ ــاركــة في مؤتمر‬
‫العــامالت االلكترونيــة (الت ــارة االلكترونيــة –الحكومــة االلكترونيــة)‪ ،‬الن م من طرف كليــة‬
‫القانون جامعة اإلمارات بالتعاون مع مركز اإلمارات للدراس ــات والبحوث االس ــتراتي ية‪ ،‬يومي‬
‫‪ 19‬و‪ 20‬ماي ‪.2009‬‬

‫‪ .6‬يغلى مريم‪ ،‬التزام الورد االلكتروني بالتسليم ال ابق‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للمشاركة في اللتق‬
‫الوطني حول اإلطار القانوني للممارسـ ـ ــة الت ارة االلكترونية في ضـ ـ ــوء القانون ‪ 05-18‬النعقد‬
‫بكلية الحقو والعلوم السياسية جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالة يوم ‪ 8‬أكتو ر ‪.2019‬‬

‫‪252‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫و‪ -‬األحكام والقرارات القضائية‪:‬‬


‫‪ .1‬قرار رقم ‪ 24500‬مؤرخ في ‪ ،1981/12/10‬م لة املحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪.1981‬‬

‫‪ .2‬قرار رقم ‪ 468448‬مؤرخ في ‪ ،2009/04/01‬يرفــة الجنح واملمــالدــات‪ ،‬م لــة املحكمــة العليــا‪،‬‬
‫العدد األول‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ قائمة املراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬


A. Les Codes et les Lois
Liste des lois françaises :
1. Loi nº 2004/575 du 21 juin 2004 sur la Confiance dans l´économie numérique, J.O,
22 juin 2004.
2. Ordonnance n° 2016-131 du 10 février 2016 portant réforme du droit des
contrats, du régime général et de la preuve des obligations, JORF n°0035 du 11
février 2016
3. réglement général sur la protection des données du 25/05/2016 qui est entré en
vaguer éffectivement le 25/05/2018.
Liste des Directives Européennes :
1. Directive 97/7/ ce du parlement européen et du conseil du 20 mai 1997, concerne
ante la protection des consommateurs en matière des contrats à distance. J. O. C. E. 4
juin 1997.
2. Directive 1999/23/ce. Du parlement européenne du conseil du 13/12/1999 sur un
cadre communautaire pour les signatures électroniques, J . O. C. E. 13 du 19 Janvier
2000.
3. Directive nº 2000/31/CE du Parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000 relative
"à certains aspects juridiques des services de la société de l´information, et notamment
du commerce électronique, dans le marché intérieur", JOCE, nº L 178,17 juillet 2000.

B. Ouvrages
1. A. Vilard, droit civil algérien la responsabilité civile délictuelle, O.P.U.
2. Christian LARROUMET, Droit civil, Les obligations, Le contrat, Tome 3, 6ème éd,
Economica , Paris, France, 2007.

254
‫قائمة املصادر واملراجع‬

3. Emanuel TRICOIRE, la responsabilité du fait des choses immatérielles, Dalloz,


France, 2008.
4. François Terré, Philippe Simler, Yves Lequette, Droit civil les obligations, 11ème éd,
tome 1, Dalloz, France, 2013.
5. G.Viney, P. Jourdain, G. Jacques, Traité de droit civil, les conditions de la
responsabilité, L.G.D.J, 4ème éd, 2013.
6. Jacques FLOUR, Jean-Luc AUBERT, Eric SAVAUX, DROIT CIVIL Les Obligations 2, -
Le fait juridique- ,12ème édition, Dalloz, paris, france, 2007.
7. M. Christophe DUPONT, La négociation conduite, théorie et application, Dalloz
gestion : hommes de entreprises 3 ème éd, Dalloz, paris, France, 1990.
8. M.Fabre, droit des obligations. Contrat et engagement unilatéral, 3ème éd, P.U.F,
Paris, France, 2012.
9. Michèle-Laure RASSAT, la responsabilité civile, presse universitaire de France,
1973.
10. Mireille Bacache-Gibeili, Droit Civil les obligations la responsabilité civile
extracontractuelle, Tome 5, 1ère édition , ECONOMICA, Paris, 2007.
11. P.Malaurie, L.Aynès, P.Stoffel-Munck, Droit civil. Les obligations, 6ème èd, L.G.D.J,
Paris, france, 2013.
12. Patrice (jourdain), Les principes de la responsabilité civile ,5ème éd, Dalloz, Paris,
France, 2000.
13. Vivant Michel, Les contractas de commerce électronique, Litec, Paris, France, 1999.

C. Theses :
1. ALQUADAH Maen, L’exécution de contrat de vente international de marchandises
(étude comparative du droit français et droit jordanien), Thèse de doctorat en droit
privé, faculté de droit et des sciences économiques, université de REIMS
CHAMPAGNE ARDENNE, 2007.

255
‫قائمة املصادر واملراجع‬

2. Radu STANCU, L’évolution de la responsabilité civile dans la phase


précontractuelle (comparaison entre le droit civil français et le droit civil roumain
a la lumière du droit européen), Thèse de doctorat en droit privé , soutenue à
l’université de Strasbourg, 2015
3. Yousef SHANDI, la formation du contrat à distance par voie électronique, thèse de
doctorat en droit privé, faculté de droit et des sciences politiques et de gestion,
université Robert SHUMAN Strasbourg, 2005.

D. Articles:
1. DAHDOUH Habib, L’évolution de la responsabilité de la chose inanimée en droit
tunisien ou l’article 96 du coc à la croisée des chemins, revue des études juridiques,
faculté de droit, université de Sfax, n0 8, 2001.
1. Marc-Antoine LEDIEU, obligation de moyens ou obligation de résultat ?, article
disponible sur le site www.ledieu-avocats.fr/. Site consulté le : 15 mars 2020.
2. Eric CAPRIOLI, le juge et la preuve électronique. Article disponible sur le site:
www.caprioli-avocats.com. Site onsulté Le: 20/12/2018
3. Didier GOBERT, Cadre juridique pour les signatures électroniques et les services de
certification : Analyse de la loi du 9 juillet 2001, publiée in la preuve, C.U.P,Vol
54,Mars 2002.
4. FARES Wafàa, Signature électronique : sécurité des données, revue du droit
marocain, N0 7, 2009.
5. CARIOLI (E.A), « La loi française sur la signature électronique dans la perspective
européenne », J.C.P.G, N0 18, 03 Mai 2000.

256
‫قائمة املصادر واملراجع‬

E. La Jurisprudence
2. Cass. Civ, 1ère .13avr.1988.Bull.civ.III.N°67.
3. Cass, com, 6 mars 1990, Bull, IV, n° 75.
4. Cass civ.2e, 20 juin 1990, B2 no 142.
5. Cass.soc, 4 décembre 2002, bull civ, V n0 386, RDC 2003

F. Sites web :
1. WWW.ALMUALEM.NET/MAGA/HASIB.HTML.
2. www.ledieu-avocats.fr/.
3. https://aurelienbamde.com/2017/01/11/lobligation-precontractuelle-
dinformation-art-1112-1-c-civ/

257
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬
‫م ممة ‪Erreur ! Signet non défini. .....................................................................................‬‬
‫نجية ‪9.............................‬‬ ‫ال اب األنت‪ :‬املسدنلية ال صي ية امل ممات املعامرو اال‬
‫الفصل األنت‪ :‬املسدنلية ال صي ية من الفعل الشاص ي امل ممات املعامرو‬
‫اةل نجية ‪12 ..............................................................................................................‬‬
‫البحا األول‪ :‬الم أ التقصيري االلكتروني ‪13 .....................................................................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬ماهية الم أ التقصيري االلكتروني‪14 ....................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬مدهوم الم أ التقصيري االلكتروني ‪15 .....................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬عناصر الم أ االلكتروني ‪19 .....................................................................................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬أنواا الم أ التقصيري االلكتروني ‪25 ....................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬الجرائم االلكترونية ‪26 ...............................................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬األخ اء االلكترونية ذات ال بيعة الدنية املحضة ‪30 .............................................‬‬
‫البحا الثاني‪ :‬الضرر االلكتروني والعالقة السببية‪35 ..........................................................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬الضرر في إطار العامالت االلكترونية ‪36 .................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬مدهوم الضرر االلكتروني ‪37 ......................................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬شرو الضرر االلكتروني الستحق للتعويج‪45 .................................................... :‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬عالقة السببية بين الم أ والضرر االلكترونيين ‪53 ...............................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬إنبات عالقة السببية بين الم أ والضرر االلكترونيين ‪54 ........................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬ندي عالقة السببية بين الم أ والضرر االلكترونيين ‪57 ..........................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬املسدنلية ال صي ية اةل نجية من فعل الغي ناألةياا وي ارحية‪66 ...‬‬
‫امل حث األنت‪ :‬املسدنلية ال صي ية اةل نجية للم وع من أممات تابعه ‪67 .......................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬أحكام مسؤولية التبوا في العامالت االلكترونية ‪68 ...............................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬شرو قيام مسؤولية التبوا في إطار العامالت االلكترونية‪68 ................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬األساس القانوني لسؤولية التبوا وإمكانية رجوعه على التابع ‪75 ...........................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬السؤولية التقصيرية لوس اء االنترنت ‪78 .............................................................‬‬

‫‪259‬‬
‫الفهرس‬

‫الدرا األول‪ :‬مدهوم وس اء األنترنت‪79 ..........................................................................................‬‬


‫الدرا الثاني ‪ :‬مالمح مسؤولية وس اء االنترنت ‪84 .........................................................................‬‬
‫امل حث الثاني‪ :‬املسدنلية ال صي ية اةل نجية من فعل الش يا ‪92 ...................................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬األركان الماصة للمسؤولية التقصيرية عن فعل األشياء االلكترونية ‪93 ................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬ركن حراسة الم يء ‪96 ................................................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬مركن تسبب الم يء في إحداث الضرر‪105 .................................................................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬السؤولية عن العلومات التداولة الكترونيا ‪109 ..................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬مدهوم العلومة التداول الكترونيا ‪109 .....................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬مدذ خضوا العلومة التداولة الكترونيا لقواعد السؤولية عن حراسة األشياء‬
‫‪112 ................................................................................................................................................‬‬
‫نجية ‪117 ...........................‬‬ ‫ال اب الثاني‪ :‬املسدنلية الع مية امل ممات املعامرو اال‬
‫نني ‪120 .....‬‬ ‫الفصل األنت‪ :‬املسدنلية الع مية خرت مرحلتي ت وين ن إبران الع م اةل‬
‫امل حث األنت‪ :‬املسدنلية خرت مرحلة ال فانض اةل نني ‪121 ..........................................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬ماهية مرحلة التداوض االلكتروني ‪122 ..................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬مدهوم التداوض االلكتروني ‪124 ...............................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬االلتزامات الناشئة عن مرحلة التداوض االلكتروني ‪129 ........................................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬ال بيعة القانونية للمسؤولية الدنية عن مرحلة التداوض ‪132 ..........................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬السؤولية العقدية عن التداوض اإللكتروني ‪133 .....................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬السؤولية التقصيرية عن التداوض االلكتروني ‪135 ................................................‬‬
‫الدرا الثالا‪ :‬ال بيعة التميزة للمسؤولية عن التداوض االلكتروني ‪135 ....................................‬‬
‫امل حث الثاني‪ :‬املسدنلية خرت مرحلة إبران الع م اةل نني ‪137 .....................................‬‬
‫ال لب األول‪ :‬السؤولية عن التراض ي االلكتروني‪138 ...................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬السؤولية عن اإلي اب االلكتروني ‪140 .....................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬السؤولية عن القبول االلكتروني ‪147 ......................................................................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬السؤولية عن شرو صحة العقد االلكتروني ‪153 ..............................................‬‬

‫‪260‬‬
‫الفهرس‬

‫الدرا األول‪ :‬مسؤولية ناقص األهلية في التعاقد االلكتروني ‪154 ..................................................‬‬


‫الدرا الثاني‪ :‬السؤولية عن عيوب اإلرادة في العقود االلكترونية ‪158 ..........................................‬‬
‫نجية خرت مرحلة تشفيذ الع م ‪163 ...................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬املسدنلية الع مية اةل‬
‫امل حث األنت‪ :‬املسدنلية الع مية الشاجمة من ااخرت بع م ال صمي اةل نني ‪164 ............‬‬
‫ال لب األول‪ :‬السؤولية العقدية لؤدي خدمة التصديق االلكتروني ت اه الوقع ‪165 ....................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬التزامات هيئات التصديق االلكتروني ت اه الوقع ‪167 .................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬شرو قيام السؤولية العقدية لؤدي خدمة التصديق االلكتروني ت اه الوقع ‪173 .‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬السؤولية العقدية للموقع االلكتروني ‪185 ................................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬السؤولية العقدية للموقع ت اه مؤدي خدمة التصديق االلكتروني ‪186 .....................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬السؤولية العقدية للموقع ت اه العول على شهادة التصديق االلكتروني ‪190 ...........‬‬
‫امل حث الثاني‪ :‬املسدنلية الع مية الشاةعة من ااخرت باةل زاماو امل ت ة من م م ال يع اةل نني ‪191 ....‬‬
‫ال لب األول‪ :‬السؤولية العقدية للبائع (الورد) االلكتروني ‪192 ......................................................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬مسؤولية الورد االلكتروني عن اإلخالل بااللتزام بالتسليم ‪193 ....................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬السؤولية عن االخالل بااللتزام بالضمان في العقد االلكتروني‪203 .............................‬‬
‫ال لب الثاني‪ :‬السؤولية العقدية للمشتري عن اإلخالل بالوفاء االلكتروني ‪218 ............................‬‬
‫الدرا األول‪ :‬ماهية الدفع االلكتروني ‪219 ..........................................................................................‬‬
‫الدرا الثاني‪ :‬أوجه السؤولية العقدية للمشتري عن اإلخالل بالوفاء االلكتروني ‪225 ......................‬‬
‫اراةةاتمة‪230 ....................................................................................................................:‬‬
‫قائمة املصاد ناملراجع ‪237 ................................................................................................‬‬

‫‪261‬‬
‫امللخص‬
‫إن عدم وجود قواعد خاصـ ـ ـ ــة بالسـ ـ ـ ــؤولية الدنية في م ال العامالت اإللكترونية ي عل من هذه‬
‫ من خالل محاولة تكييف مختلف األفعال والتص ـ ــرفات القانونية البرمة‬،‫األخيرة خاض ـ ــعة للقواعد العامة‬
‫في البيئة الرقمية مع القيام بإسـ ـ ـ ــقاطها على مختلف الداهيم القانونية التي أوردها القانون الدني في مادة‬
.‫السؤولية الدنية‬
،‫يير أن التأس ـ ـ ــيس القانوني الذي اعتمده الش ـ ـ ــرا الجزائري إلقرار مس ـ ـ ــؤولية الش ـ ـ ــمص الدنية‬
‫والتمث ــل في الم ــأ واج ــب اإلنب ــات ق ــد أك ــد قصـ ـ ـ ــوره وع ــدم كد ــايت ــه في مواجه ــة إره ــاص ـ ـ ـ ـ ــات الت ورات‬
‫ وهو األمر الذي من شأنه أن يحول دون ممارسة ن ام السؤولية الدنية لوظيدته األساسية‬،‫التكنولوجية‬
.‫وهي تعويج الشمص عما يلحق به من أضرار‬
‫وعليه يأبغي البحا عن البدائل الناسـ ـ ــبة التي تكدل تسـ ـ ــهيل حصـ ـ ــول التضـ ـ ــررين من التعامالت‬
‫اإللكتروني ــة على حقهم في التعويج إم ــا بتحيين القواع ــد الع ــام ــة الح ــالي ــة أو ب ــاسـ ـ ـ ــتح ــداث ن ــام خ ــا‬
.‫بالسؤولية الدنية يرا ي خصوصية وطبيعة البيئة الرقمية‬

Le Résumé
L'absence de règles particulières de la responsabilité civile dans le domaine des transactions
électroniques, soumet ces dernières à des règles générales en essayant d'adapter les différents faits
et actes juridiques conclus dans l'environnement numérique en les projetant sur les différents
concepts juridiques mentionnés en droit civil dans la matière de la responsabilité civile.
Cependant, le fondement juridique adopté par le législateur algérien pour établir la
responsabilité civile de la personne, qui est la faute prouvée a confirmé son inadéquation et son
insuffisance face aux précurseurs des évolutions technologiques, qui empêcheraient le système de
responsabilité civile d'exercer sa fonction primordiale, qui est d'indemniser la personne pour les
dommages qui lui sont causés.
Par conséquent, des alternatives appropriées devraient être recherchées pour garantir que
les victimes concernées par les transactions électroniques obtiennent leur droit à une indemnisation,
soit en mettant à jour les règles générales en vigueur, soit en introduisant un système de
responsabilité civile qui tienne compte de la spécificité et de la nature de l'environnement
numérique.
‫امللخص‬
‫إن عدم وجود قواعد خاص ـ ـ ـ ــة بالس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية في م ال العامالت اإللكترونية ي عل من هذه األخيرة‬
‫ من خالل محــاولــة تكييف مختلف األفعــال والتصـ ـ ـ ــرفــات القــانونيــة البرمــة في البيئــة‬،‫خــاض ـ ـ ـ ـعــة للقواعــد العــامــة‬
.‫الرقمية مع القيام بإسقاطها على مختلف الداهيم القانونية التي أوردها القانون الدني في مادة السؤولية الدنية‬
‫يير أن التأس ــيس القانوني الذي اعتمده الش ــرا الجزائري إلقرار مس ــؤولية الش ــمص الدنية والتمثل في‬
‫ وهو األمر الذي‬،‫الم أ واجب اإلنبات قد أكد قص ــوره وعدم كدايته في مواجهة إرهاص ــات الت ورات التكنولوجية‬
‫من ش ــأنه أن يحول دون ممارس ــة ن ام الس ــؤولية الدنية لوظيدته األس ــاس ـية وهي تعويج الش ــمص عما يلحق به‬
.‫من أضرار‬
‫وعليه يأبغي البحا عن البدائل الناسبة التي تكدل تسهيل حصول التضررين من التعامالت اإللكترونية‬
‫على حقهم في التعويج إما بتحيين القواعد العامة الحالية أو باس ـ ـ ـ ــتحداث ن ام خا بالس ـ ـ ـ ــؤولية الدنية يرا ي‬
.‫خصوصية وطبيعة البيئة الرقمية‬

Le Résumé
L'absence de règles particulières de la responsabilité civile dans le domaine des transactions
électroniques, soumet ces dernières à des règles générales en essayant d'adapter les différents faits
et actes juridiques conclus dans l'environnement numérique en les projetant sur les différents
concepts juridiques mentionnés en droit civil dans la matière de la responsabilité civile.
Cependant, le fondement juridique adopté par le législateur algérien pour établir la
responsabilité civile de la personne, qui est la faute prouvée a confirmé son inadéquation et son
insuffisance face aux précurseurs des évolutions technologiques, qui empêcheraient le système de
responsabilité civile d'exercer sa fonction primordiale, qui est d'indemniser la personne pour les
dommages qui lui sont causés.
Par conséquent, des alternatives appropriées devraient être recherchées pour garantir que
les victimes concernées par les transactions électroniques obtiennent leur droit à une indemnisation,
soit en mettant à jour les règles générales en vigueur, soit en introduisant un système de
responsabilité civile qui tienne compte de la spécificité et de la nature de l'environnement
numérique.

You might also like