You are on page 1of 17

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عباس لغرور‪ -‬خنشلة‪-‬‬


‫كلية ‪:‬الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم‪ :‬الحقوق‬

‫السنة‪ :‬الثانية ماستر قانون خاص معمق‬

‫المادة‪:‬منهجية‬

‫الصلح‬

‫‪ :‬إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‬


‫‪ -‬عباد ‪ .‬ر‬ ‫‪ -‬هشام خوني ‪06‬‬
‫‪ -‬بالل بخوش ‪06‬‬

‫السنة الجامعية‪2020/2021 :‬‬


‫أتقدم بجزيل الشكر إلى األستاذ الفاضل عباد‪.‬ر‪ ،‬الذي‬
‫لم يبخل علي بالنصائح و اإلرشادات و بالمساعدة‪ ،‬و كان نعم‬
‫األستاذ و نعم الموجه و نعم المشرف ‪.‬‬
‫كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدني من قريب أو من د يبع‬
‫في إنجاز هذا البحث‬
‫يعد القانون ضرورة ملحة تفرضها الحاجة لتحقيق العدالة ‪ ،‬ألنه ينظم العالقات والروابط داخل‬
‫المجتمع ‪ ،‬سواء عالقات األفراد فيما بينهم ‪ ،‬أو عالقاتهم في المجتمع ‪ ،‬فالقانون بإعتباره‬
‫ضرورة إجتماعية الزمة لحياة المجتمع و تدعيم إستقرار النظم اإلجتماعية ‪ ،‬و يعد من أقوى و‬
‫أهم عوامل التوازن داخل المجتمع ‪ ،‬وال يمكن الحديث عن السلم و األمن فقط ألن الحياة ليست‬
‫تجانسا و انسجاما فحسب ‪ ،‬بل هي كذلك صراع و إختالف في المصالح و األهداف لذلك ظهر‬
‫الخالف و النزاع بين االفراد ‪ ،‬فكان على المشرع التفكير في إيجاد حلول للنزاعات ‪ ،‬بما يضمن‬
‫تواصل الحياة المشتركة ‪ ،‬و يحفظ حقوق األفراد و المجموعة ‪ ،‬و ذلك من أجل تقريب وجهات‬
‫نظر األطراف المختلفة و اإلتفاق بشكل يضمن و يحفظ العالقات الودية بينهم ‪.‬‬
‫استحدث المشرع الجزائري و سائل بديلة لتسوية المنازعات بصفة ودية ‪ ،‬تشجيعا للحوار بين‬
‫الخصوم ‪ ،‬و حثهم على بذل مجهودات إليجاد حلول عند عرض مثل هاته اإلجراءات أمام الجهات‬
‫القضائية المختصة ‪ ،‬و تظهر التسوية الودية بين األطراف المتخاصمة ‪ ،‬في محاولة اإلتفاق‬
‫حول المسائل التي كانت مصدرا للخالف ‪ ،‬و قد ظهرت عدة آليات و وسائل لحل النزاعات بطرق‬
‫سلمية منها الصلح ‪ ،‬الوساطة ‪ ،‬و التحكيم ‪.‬‬
‫لكن في بحثنا هذا سنتحدث عن عنصر الصلح فقط ‪ ،‬و لذلك فإن اإلشكالية المطروحة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬ماهو الصلح و مامدى فعاليته في حل النزاعات ؟‬
‫و لإلجابة عن هذه االشكالية قسمنا هذا البحث إلى مبحثين تناولنا في األول ماهية الصلح أما‬
‫الثاني أحكام الصلح‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصلح‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الصلح‬

‫إن مصدر الصلح هو الشريعة اإلسالمية و القانون المدني‪ ،‬فقد تم وضع عدة تعاريف له و لهذا‬
‫سنقوم بوضع تعريفا لغويا له‪ ،‬و تعريفا وضع من قبل الفقه والشريعة اإلسالمية‪ ،‬و تعريفا آخر‬
‫وضعه المشرع الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الصلح لغة‬


‫هو إنهاء الخصومة‪ ،‬فنقول صالحه و صالحا و صافاه‪ ،‬و نقول صالحه على الشيء أي سلك مع‬
‫مسلك المسألة في االتفاق و صلح الشيء إذا زال عن الفساد‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬فقها‬
‫عرفه الدكتور سالمة زناتي‪ ،‬بأنه إتفاق حول حق متنازع فيه بين شخصين بمقتضاه يتنازل أحدهما‬
‫عن إدعائه مقابل أداء شيء ما‪.‬‬
‫و عرفته األستاذة ابتسام القرام في مؤلفها المصطلحات القانونية في التشريع الجزائري‪ ،‬بأن‬
‫الصلح‪ :‬عقد ينهي به الطرفان نزاعا قائما أو محتمال و ذلك من خالل التنازل المتبادل‪.‬‬
‫أما الدكتور أحسن بوسقيعة فيرى أنه يمكن تعريفه بوجه عام بأنه تسوية لنزاع بطريقة ودية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصلح في الشريعة اإلسالمية‬


‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.509‬‬ ‫‪1‬‬

‫محسني محمد و آخرون‪ ،‬الصلح في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة ‪ ،2003 ،13‬ص ‪.295‬‬ ‫‪2‬‬
‫عرف الصلح من طرف فقاء الشريعة بما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬في الفقه المالكي‪ :‬هو النتقال حق أو دعوى لرفع نزاع أو خوف وقوعه‪.‬‬
‫‪ -‬في الفقه الشافعي‪ :‬هو الذي تنقطع به خصومة المتخاصمين‪.‬‬
‫‪ -‬في الفقه الحنبلي‪ :‬هو معاقدة يتوصل بها إلى موافقة بين المختلفين‪.‬‬
‫‪ -‬في الفقه الحنفي‪ :‬هو عقد يرتفع به التشاجر و التنازع بين الخصوم و هما منشأ الفساد والفتن‪D.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصلح في التشريع الجزائري‬


‫عرفه المشرع الجزائري في المادة ‪ 459‬من القانون المدني على أن‪ :‬الصلح عقد ينهي به الطرفان‬
‫نزاعا قائما أو يتوقعان به نزاعا محتمال و ذلك بأن يتنازل كل طرف منهما على وجه التبادل‪.‬‬
‫إن الصلح ال يتضمن التنازل على الحق كله‪ ،‬و إنما يتنازل كل من الطرفين عن جزء مما يدعيه‬
‫في مقابل الصلح‪ ،‬و لهذا ينبغي أن تكون صياغة المادة ‪ 459‬على النحو التالي‪ :‬الصلح عقد ينهي‬
‫به الطرفان نزاعا قائما أو يتوقيان به نزاعا محتمال‪ ،‬وذلك بأن يتنازل كل منهما على وجه تبادل‬
‫عن جزء من حق‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط الصلح‬

‫هناك شروط يمتاز بها عقد الصلح‪ D‬خالفا للطرق البديلة‪،‬و التي سندرجها في هذا المطلب من خالل‬
‫ثالث نقاط‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وجود نزاع قائم أو محتمل‬
‫إن المشرع الجزائري وحسب المادة ‪ 459‬من القانون المدني‪ ،‬قد أجب على أن يكون هناك نزاع‬
‫قائم أو محتمل‪ ،‬بحيث يشترط وجود نزاع جدي قائم بين المتخاصمين وليس مجرد نزاع هزلي‪.3‬‬

‫‪ 1‬وهيبة الزحيلي‪ ،‬الفقه افسالمي و أداته‪ ،‬الجزء الخامس ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪ - 2‬صالح سعيدي‪ ،‬عقد الصلح‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع العقود و المسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2000-1999 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬فضيل العيش‪،‬الصلح في المنازعات اإلداريى و في القوانين األخرى‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫وفي حالة ما إذا كان هناك نزاع قائم مطروح أمام الجهات القضائية‪ ،‬و أنهاه الطرفان بالصلح‪،‬‬
‫يعتبر صلحا قضائيا‪ ،‬و يشترط أال يكون قد صدر حكم نهائي في النزاع بل يكفي تكريسه في‬
‫محضر اتفاق فقط‪.‬‬
‫و ليس من الضروري أن يكون ثمة نزاع مطروح على القضاء‪ ،‬فيكفي أن يكون محتمل الوقوع‬
‫بين الطرفين‪ ،‬فيكون الصلح لتوقي هذا النزاع و يكون في هذه الحالة الصلح غير قضائي أي اتفاق‬
‫ودي‪.‬‬
‫كأن يكون أحد طرفي العقد هو المحق‪ ،‬غير أنه يريد الصلح‪ D‬ليوقف طول إجراءات التقاضي‪ ،‬أو‬
‫لتفادي تعند الخصم و ما يحدث في المرافعات من تشهير‪ ،‬فالمعيار هنا ذاتي و شخصي غير‬
‫مرتبط بوضوح بالحق في حد ذاته‪ ،‬و كثيرا ما ينكر المدعى عليه نشأة االلتزام في ذمته‪ ،‬ومع هذا‬
‫يجوز التصلح‪ D‬معه على الجزء الذي يقره وذلك بهدف تجنب طول و عناء التقاضي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬نية حسم النزاع‬


‫أضاف المشرع الجزائري شرط ثاني و هو نية حسم النزاع‪ ،‬أي يقصد الطرفان حسم النزاع‬
‫بينهما‪ ،‬إما بإنهائه إذا كان قائما و إما بتوقيه غذا كان محتمال‪ ،‬أما إذا لم يكن لدى الطرفين نية حسم‬
‫النزاع فال يعتبر العقد صلحا حسب المادة ‪ 459‬من القانون المدني‪ ،‬و لكي يتجسد الصلح يجب أن‬
‫يتولد عند كل طرف نية حقيقية لحسم النزاع‪ ،‬و تتجلى هذه النية في المجهودات التي يبذلها كل‬
‫طرف إليجاد حل للنزاع القائم أو المحتمل الوقوع إذ لوال النية و الرغبة التي يتجلى بها كل طرف‬
‫لما تجسد الصلح‪D.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تنازل كل طرف عن جزء من حقه‬


‫اشترط المشرع الجزائري نزول إرادة كل من المتصالحين على وجه التبادل عن الحق في مواجهة‬
‫اآلخر فإن نزل أحدهما عن كل ما يدعيه على الحق‪ ،‬و لم يتنازل اآلخر عن شيء مما يدعيه لم‬
‫يكن هذا صلحا و إنما تسليم بحق الخصم‪ ،‬كما يجب أن ال يشترط أن يكون التنازل متعادال من‬
‫الجانبين‪ ،‬فقد ينزل أحدهما عن جزء كبير من إدعائه و يتنازل اآلخرعن بعض ادعائه فإن ذلك‬

‫‪ - 1‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬دور المحكمة في الصلح و التوفيق بين الخصوم ‪ -‬دراسة تأصيلية و تحليلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.60‬‬
‫يكون صلحا‪ ،‬فإذا يقر المدعي عليه بمبلغ الدين كله لكنه اتفق مع المدعي حين التسديد أن يدفع له‬
‫جزء بعد أجل ما‪ ،‬فإمهال المدعي له يعتبر تركا من لجزء من حقه‪ ،‬ويكون ذلك صلحا استلزم أن‬
‫تصادق عليه المحكمة و ذلك لتوافق االرادتين على إنهاء النزاع تماما‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص الصلح‬


‫للصلح عدة خصائص ندرجها فيمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصلح من العقود المعاوضة‬


‫يعتبر الصلح من عقود المعاوضة‪ ،‬ألن فيه تنازل طرف آلخر عن جزء من حقوقه التي يدعيها‬
‫مقابل نزول المتعاقد اآلخر عن جزء منها بقدر ما يتنازل لخصمه عن مصالحه‪.2‬‬
‫والمادة ‪ 58‬من القانون المدني الجزائري نصت على عقود المعاوضة على مايلي‪":‬العقد بعوض‬
‫هو الذي يلزم كل واحد من الطرفين إعطاء أو فعل شيء ما"‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصلح عقد رضائي‬


‫إن الصلح من العقود الرضائية التي ال يشترط فيها القانون شكال خاصا‪ ،‬بل أن العقد يعتبر قائما‬
‫بمجرد تبادل إرادة شخصين بااليجاب و القبول‪.‬‬
‫ويستخلص من ذلك أن عقد الصلح‪ ،‬و مادام أنه من العقود الرضائية‪ ،‬فإنه يثبت بالكتابة أو غيرها‬
‫من وسائل اإلثبات‪ ،‬ألن المشرع لم يات باستثناء على هذه القاعدة في الصلح‪.4‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.68-65‬‬


‫‪ 2‬يحياوي نادي‪،‬الصلح وسيلة لتسوية نزاعات العمل وفقا للتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية‬
‫المدنية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2014 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 3‬أنظرالمادة ‪ 459‬من األمر رقم ‪ ،58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل و المتمم بموجب‪ D‬المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ ،10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،2005‬عدد ‪ 44‬لسنة ‪..2005‬‬
‫‪ - 4‬الطاهر برايك‪ ،‬عقد الصلح‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون المدني و الشريعة االسالمية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العقود و المسؤولية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم االدارية‪ ،2002 ،‬ص ‪.5‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصلح عقد ملزم لجانبين‬
‫إن عقد الصلح من العقود الملزمة للطرفين‪ ،‬حيث يلتزم كل طرف فيه اتجاه اآلخر بتنازل عما‬
‫يدعيه‪ ،‬و ال يقوم عقد الصلح إال بالتنازل‪.1‬‬
‫و باعتبار أن عقد الصلح ملزما لجانبين‪ ،‬فإنه يكون حال لتطبيق كل األحكام المتعلقة بهذا النوع من‬
‫العقود كالدفع بعدم التنفيذ و الفسخ و غيرهما‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصلح عقد محددا أو احتمالي‬


‫يكون عقد الصلح محدد أو احتمالي بحسب تعيين أو عدم تعيين العوض الذي سيناله المتعاقدين من‬
‫الصلح‪.‬‬
‫ومثال على ذلك في عقد الصلح المحدد في شخصين تنازعا حول مقدار معين من المال ثم تصالحا‬
‫بأن أعطى أحدهما اآلخر مبلغا من المال فمعرفة المصالحين لمقدار العوض يجعل عقد الصلح‬
‫عقدا محددا‪.‬أما إذا تنازع شريكان حول الحصص‪ ،‬ثم تصالحا على أن يرتب أحدهما آلخر ربحا أو‬
‫نسبة غير محددة من عملية تجاري‪ ،2‬فإن عدم تعيين العوض و عدم معرفة المتعاقدين بالصلح‬
‫لمقدار هذا المقابل يجعل من الصلح غير محدد بل احتماليا‪.‬‬

‫‪ -‬محمد حكيم حسين الحكيم‪ ،‬النظرية العامة للصلح و تطبيقاتها في المواد الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬طاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪2‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام الصلح‬
‫المطلب األول‪ :‬إجراءات الصلح‬
‫قد يلجأ طرفي النزاع إلى تصالح فيما بينهما إلنهاء النزاع القائم ‪ ،‬و في هذه الحالة على الطرفين‬
‫إتباع اإلجراءات المقررة قانونا في الصلح ‪ ،‬و التي تأتي تبع كاآلتي ‪ :‬المبادرة نحو الصلح‪D‬‬
‫(أوال) ‪ ،‬إنعقاد جلسة الصلح (ثانيا) ‪ ،‬محضر الصلح (ثالثا)‬
‫أوال‪ :‬المبادرة نحو الصلح‬
‫من خالل إستقرائنا للمادة ‪ 990‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ، 1‬اتضح لنا أن‬
‫الصلح القضائي إجراء جوازي ‪ ،‬سواء بالنسبة للخصومة أو بالنسبة للقاضي ‪ ،‬إال في الحاالت التي‬
‫نص فيها القانون على خالف ذلك ‪ ،‬كم هو السأن في قسم شؤون األسرة ‪ ،‬طبقا لما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 439‬من قانون اإلجراءت المدنية و اإلدارية على أن محاوالت الصلح و جوبية ‪ ،‬و تتم في‬
‫جلسة سرية ‪ ،‬و المشرع في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية أعطى األولوية في المبادرة نحو‬
‫الصلح إلى الخصوم ‪ ،‬وذلك تجسيدا منه لفكرة تقريب العدالة من المواطن و إعطاء فرصة‬
‫للخصوم لحل النزاع بأنفسهم ‪ ،‬كون الهدف من هذه الطرق البديلة هو الحل الودي الذي يرضي‬
‫الطرفين ‪ ،‬و ذلك بتجنب األحقاد و الضغائن بين أطراف النزاع ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يمكن أن تكون المبادرة نحو الصلح بسعي من القاضي ‪ ،‬و في هذا الشأن‬
‫نجد أن المشرع قد أحدث وثبة سيكولوجية ‪ ،‬حيث جعل دور القاضي إيجابيا فلم يعد مجرد حكم‬
‫يدير الخصومة المتبادلة بين األطراف ثم يصدر في نهايتها حكما دون أن يكون له دور فيها ‪ ،‬بل‬
‫أصبح للقاضي دور فعال سواء في إدارة الخصومة و تسييرها أو في مراقبة صحة اإلجراءات‬
‫التي يتخذها األطراف ‪.‬‬
‫و أهم دور إيجابي يقوم به القاضي هو التوفيق بين األطراف ‪ ،‬و التصالح بينهما و يعد هذا‬
‫الدور من بين امبادئ المستقر عليها ‪ ،‬إذ يعتبر من بين المهام التي يقوم بها القاضي وفقا لما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 21‬من قانون المرافعات الفرنسي الجديد ‪.2‬‬

‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 990‬من قانون االجراءات المدنية و االدارية على أنه يجوز للخصوم التصالح تلقائيا‪ ،‬أو بسعي من القاضي‪ ،‬في جميع مراحل‬
‫خصومه‪.‬‬
‫‪ - 2‬حليمة جبار‪ ،‬دور القاضي في الصلح و التوفيق بين األطراف على ضوء أحكام قانون االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد‬
‫خاص حول الطرق البديلة لحل النزاعات‪ ،‬الصلح‪ ،‬الوساطو و التحكيم‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.612،613‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إنعقاد جلسة الصلح‬
‫من خالص نص المادتين ‪ 990‬و ‪ 991‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬نجد أن‬
‫الصلح يقوم في جميع مراحل الخصومة ‪ ،‬و في الوقت و المكان الذي يراهما القاضي مناسبين ما‬
‫لم تجد نصوص خاصة في القانون تقرر خالف ذلك ‪ ،‬فالقاضي يمكنع أن يتحين اللحظة المناسبة‬
‫لعرض الصلح على األطراف كما أنه من حقهم أن يطلبو من القاضي في أي لحظة أن يثبت‬
‫اإلتفاق ‪ ،‬فيجوز لهم أن يطلبو من القاضي القيام بالتصالح فيما بينهم قبل النظر في النزاع و الفصل‬
‫فيه ‪.‬‬
‫فالمدعي بعد رفعه للدعوى ‪ ،‬يقوم أمين الضبط بتحديد الجلسة األولى أمام مجلس الصلح‬
‫لعرض الصلح على الخصوم ‪ ،‬و الدعوى تعتبر مرفوعة من تاريخ صحيفتها لدى أمانة ضبط‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة و يترتب على ذلك إعتبار جلسة الصلح جزء من إجراءات الخصومة‬
‫القاعدة العامة أن تتم محاولة الصلح في المكان و الوقت الذي يراهما القاضي مناسبين ‪ ،‬أما‬
‫اإلستثناء وجود نص خاص في القانون يقر خالف ذلك ‪ ،‬فالمشرع لم يحدد إجراءات يتم بموجبها‬
‫‪2‬‬
‫الصلح ‪ ،‬إنما فتح مجال واسع للقاضي وفقا لما يراه مناسبا بشأن الكيفية مادام ذلك سيحقق النتيجة‬
‫‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬محضر الصلح‬


‫إذا قدم األطراف للقاضي عقد الصلح ‪ ،‬يحسم النزاع القائم بينهم ‪ ،‬فعلى القاضي التصديق‬
‫عليه ‪ ،‬و تصديق القاضي على الصلح يكون بإثباته على هذا اإلتفاق في محضر يوقع عليه طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 992‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬و ينعقد اإلختصاص بالتصديق على‬
‫الصلح للقاضي المختص بالنظر للدعوى األصلية التي أبرم الصلح بشأنها ‪ ،‬فإذا كان غير مختص‬
‫بالنظر في الدعوى ‪ ،‬فال يجوز له أن يثبت محضر الصلح‪ D‬الذي أبرمه األطراف‪.‬‬
‫أما إذا كانت الجهة القضائية التي قدم أمامها الصلح مكونة من عدة قضاة‪ ،‬كما لو كانت جهة‬
‫استئناف‪ ،‬فهل يكفي فقط توقيع رئيس التشكيلة أم يجب أن يوقعوا جميعا على المحضر‪ ،‬و ال يكفي‬

‫‪ - 1‬األنصاري حسن النيداني‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬


‫‪ - 2‬بربارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية و االدارية الجديد‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر ‪ ،2009‬ص ‪.519‬‬
‫توقيع الرئيس على المحضر‪ ،‬غير أنه خالفا لذلك من حيث االكتفاء بتصديق القاضي األمر بالصلح‬
‫فقط و ايداع المحضر بأمانة الضبط ليصبح سندا تنفيذيا‪ ،‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 600‬فقرة ‪ 8‬من‬
‫قانون االجراءات المدنية و االدارية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت الصلح‬


‫أوال الصلح في مجال القانون‪ J‬الخاص‬
‫‪ -1‬الصلح في قضايا شؤون األسرة‬
‫إن الصلح في مسائل شؤون األسرة وجوبي‪ ،‬و يتعلق عموما و على الخصوص بفك الرابطة‬
‫الزوجية‪ ،‬و بالرجوع إلى المادة ‪ 49‬من قانون األسرة نجدها تنص على أنه‪ :‬ال يثبت الطالق إال‬
‫بحكم عدة محاوالت صلح يجريها القاضي دون أن تتجاوز مدته ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ رفع‬
‫الدعوى‪.1‬‬
‫ورد في قانون االجراءات المدنية و االدارية أن المشرع الجزائري أعطى أهمية كبيرة لمسألة‬
‫الصلح‪ ،‬لما فيها من فائدة لألطراف و المجتمع‪ ،‬من خالل التقليل من الخصومات و الحد منها‪.‬‬

‫‪ -2‬الصلح في القضايا العمالية‬


‫نصت المادة ‪ 504‬من قانون االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬و على وجوب رفع الدعوى أمام القسم‬
‫االجتماعي في أجل ال يتجاوز ستة أشهر من تاريخ تسليم محضر الصلح‪ ،‬و ذلك تحت طائلة‬
‫سقوط الحق في رفع الدعوى‪ ،‬هذا يعني أن إجراء الصلح في المسائل العمالية في مراحله األولية‬
‫يتم خارج دائرة القضاء‪ .‬و في حالة سيرورته ايجابيا يكون صلحا غير قضائي أي ال يلزم إال‬
‫طرفي و ال يحتاج إلى تدخل القضاء‪.‬‬

‫‪ -3‬الصلح في القضايا التجارية‬


‫أ‪ -‬الصلح االتفاقي الجوازي‬

‫‪- 1‬شايب سامية‪ ،‬سعدون سامية‪ ،‬الوسائل البديلة لحل النزاعات في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شادة الماستر في القانون تخصص قانون العون‬
‫االقتصادي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.18،19‬‬
‫و يتم بمقتضى اتفاق بين المفلس و دائنيه‪ ،‬و يشترط أن يوافق عليه الدائنون باالجماع‪ ،‬و هذا‬
‫الصلح يعتبر عقدا خاضعا الحكام العقود في القانون المدني‪ ،‬و بالتالي يقبل الفسخ إذا لم يوف أحد‬
‫الطرفين بتنفيذ التزاماته‪ ،‬و هذا طبقا لما جاء في نص المادة ‪ 318‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصلح الواقي‬


‫هو صلح يقي المدين من االفالس‪ ،‬لكونه يتم بين المدين و دائنيه باالغلبية المطلقة و طبقا لشروط‬
‫معينة‪ ،‬و هو ما لم يأخذ به المشرع الفرنسي الحالي‪ ،‬و قد كان هناك اقتراح بادخاله ضمن مرسوم‬
‫‪ ،1955‬و لكن الحكومة لم توافق على هذا االقتراح‪ ،‬و هو موجود في بعض التشريعات األجنبية‬
‫مثل التشريع األلماني و السويدي و االيطالي و موجود في التشريع المصري‪.1‬‬

‫ج‪ -‬الصلح القضائي‬


‫و هو الذي يهمنا في هذا الصدد‪ ،‬فيتم استنادا إلى اتفاق بين المدين الخاضع للتسوية القضائية فقط‪،‬‬
‫و بين دائنيه بأغلبية معينة و بشروط معينة‪ ،‬و يجب أن يرفع إلى المحكمة إلقراره متى تكون له‬
‫قيمة قانونية و هو غير مقبول في اإلفالس منذ مسوم ‪ ،1995‬و الدائنون ملزمون جميعا بما فيهم‬
‫الغير موافقون‪ ،‬و هذا الصلح الذي تبناه المشرع الجزائري في المادة ‪ 317‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصلح في مجال القانون العام‬


‫‪ -1‬التظلم االداري المسبق‬
‫لقد عرفه االستاذ عوابدي عمار على أنه‪ :‬االلتماس أو الشكوى التي يقدمها أصحاب الصفة و‬
‫المصلحة إلى السلطات اإلدارية‪ ،‬طاعنين في القرارات و االعمال االدارية بعدم الشرعية‪ ،‬و‬
‫طالبين بالغاء أو تعديل هذه اآلعمال االدارية الغير مشروعة‪ ،‬بما يجعلها أكثر اتفاق مع مبدأ‬
‫الشرعية‪ ،‬و أكثر اتفاق مع مبدأ المالئمة و الفعالية و العدالة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬نادية فوضيل‪ ،‬االفالس والتسوية القضائية في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ - 2‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في القضاء الجزائري‪ ،‬الدعوى االدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ‪.364‬‬
‫‪ -2‬الصلح في المنازعات االدارية الخاصة‬
‫و يقصد به االجراء المتمثل في الطعن التدريجي‪ ،‬أو التظلم االداري أو تلك الشكوى التي يقدمها‬
‫صاحب الشأن ضد قرار إداري غير مشروع‪.‬‬
‫و المالحظ أنه هناك منازعات في نصوص خاصة تفصل فيها المحاكم االدارية‪ ،‬و لكن بعد استيفاء‬
‫شرط التظلم االداري المسبق وفقا لنص المادة ‪ 801‬من القانون ‪ ،09-08‬نذكر من بين هذه‬
‫المنازعات‪ :‬منازعة الضرائب‪ ،‬و منازعة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثار الصلح و انقضائه‬


‫أوال‪ :‬اآلثار المترتبة عن الصلح‬
‫‪ -1‬حسم النزاع‬
‫الصلح يؤدي إلى استنفاذ المحكمة لواليتها‪ ،‬ألنه يؤدي إلى حسم النزاع على الحق المتنازع عليه‪،‬‬
‫فلم يعد هناك نزاع حتى تفصل فيه المحكمة‪.‬‬
‫و ال يترتب على الصلح خروج النزاع من والية المحكمة إال بعد التصديق عليه من طرفها‪.‬‬
‫‪ -2‬األثر الكاشف و األثر النسبي للصلح‬
‫أ‪ -‬األثر الكاشف للصلح‬
‫تنص المادة ‪ 463‬على أنه‪ :‬للصلح أثر كاشف بالنسبة لما اشتمل عليه من الحقوق‪ ،‬و يقتصر هذا‬
‫على األثر على الحقوق المتنازع فيها دون غيرها ‪.‬‬
‫يفهم من نص هذه المادة أنه إذا إشتمل الصلح على حقوق غير متنازع فيها ‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫بدل الصلح ‪ ،‬كان األثر ناقال ال كاشفا ‪ ،‬و معنى أن للصلح أثر كاشف بالنسبة للحقوق المتنازع فيها‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬أن الحق الذي يخلص للمتصالح بالصلح يستند إلى مصدره األول ال إلى الصلح‬

‫ب ‪ -‬األثر النسبي للصلح ‪:‬‬


‫الصلح في ذلك شأنه شأن سائر العقود له أثر نسبي ‪ ،‬فهو مقتصر على المحل الذي وقع‬
‫عليه ‪ ،‬و على الطرفين الذين وقع بينهما ‪ ،‬و كذلك السبب الذي وقع من أجله ‪ ،‬فالصلح مقتصر‬

‫‪ - 1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬


‫على على النزاع الذي تناوله ‪ ،‬فإذا تصالح الموصي له مع الورثة على وصية ‪ ،‬لم يتناول الصلح‬
‫إال الوصية التي وقع النزاع بشأنها ‪ ،‬فال يشمل وصية أخرى للموصي‪ D‬له تظهر بعد ذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬انقضاء الصلح‬


‫أ‪ -‬انقضاء الصلح بالفسخ ‪:‬‬
‫عادة يرد الفسخ على العقود باعتباره نتيجة لعدم تنفيذ طرفي العقد إللزامهما المتفق عليه ‪،‬‬
‫فيعتبر كأنه لم ينعقد و يزول كل أثر له ‪ ،‬و بالتالي يعود المتعاقدان إلى الحالة التي كانا عليها قبل‬
‫التعاقد ‪ ،‬فإذا استحال ذلك حاز الحكم بالتعويض لطالب الفسخ طبقا لنص المادتين ‪ 119‬و ‪112‬‬
‫‪1‬‬
‫من القانون المدني ‪ ،‬وله أن يسترد ما قضى به ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إنقضاء الصلح بالبطالن ‪:‬‬


‫بالرجوع إلى قواعد العقد في األحكام العامة ‪ ،‬فإن البطالن المطلق لعقد الصلح يكون عند‬
‫إنعدام أحد أركانه أو كان سببه أو محله غير مشروع ‪ ،‬أو غير صحيح الشروط ‪ ،‬و على ضوء‬
‫النظرية العامة لبطالن العقود فإن الصلح الباطل مطلقا ال ينتج أثره ‪ ،‬و يجوز لكل ذي مصلحة أن‬
‫يتمسك به ‪ ،‬و تقضي به المحكمة من تلقاء نفسها ‪ ،‬و ال تجوز فيه اإلجازة ‪ ،‬كما نصت المادة‬
‫‪ 466‬من القانون المدني على أنه ‪ " :‬الصلح ال يتجزأ فبطالن جزء منه يقتضي بطالن العقد كله‬
‫على أن هذا الحكم ال يسري إذا تبين من عبارات العقد أو من قرائن األحوال أن المتعاقدين قد إتفقا‬
‫‪2‬‬
‫على أن العقد مستقلة بعضها عن بعض "‬

‫‪ - 1‬سوالم سفيان‪ ،‬الطرق البديلة لحل المنازعات المدنية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في الحقوق‪،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -2‬الطاهر برايك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫خاتمة‬

‫يعد الصلح في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية كمبدأ جديد في التشريع الجزائري ‪،‬‬
‫قد شرع في تغيير الوسائل التقليدية لحل النزاعات بعيدا عن اإلجراءات المعقدة المألوفة و بعيدا‬
‫عن المشاحنات التي تحدث في ساحات المحاكم ‪ ،‬و لذلك تم إستحداث الصلح و الذي يهدف إلى‬
‫التوفيق بين آراء الطرفين ‪ ،‬بحيث يتم التوصل إلى حسم النزاع باإلتفاق على تسوية‪ J‬تتضمن أقل‬
‫جهد ‪ ،‬و بأسرع وقت ‪ ،‬تكاليف أقل ‪ ،‬و بتحقيق نتيجة ترضي‪ J‬الطرفين ‪.‬‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الصلح‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الصلح‬
‫أوال ‪ :‬الصلح لغة‬
‫ثانيا ‪ :‬الصلح فقها‬
‫ثالثا ‪ :‬الصلح في الشريعة اإلسالمية‬
‫رابعا ‪ :‬الصلح في التشريع الجزائري‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط الصلح‬
‫أوال ‪ :‬وجود نزاع قائم أو محتمل‬
‫ثانيا ‪ :‬نية حسم النزاع‬
‫ثالثا ‪ :‬تنازل كل طرف عن جزء من حقه‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص الصلح‬
‫أوال ‪ :‬الصلح من العقود المعاوضة‬
‫ثانيا ‪ :‬الصلح عقد رضائي‬
‫ثالثا ‪ :‬الصلح عقد ملزم لجانبين‬
‫رابعا ‪ :‬الصلح عقد محدد أو إحتمالي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أحكام الصلح‬
‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات الصلح‬
‫أوال ‪ :‬المبادرة نحوالصلح‬
‫ثانيا ‪ :‬إنعقاد جلسة الصلح‬
‫ثالثا ‪ :‬محضر الصلح‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مجاالت الصلح‬
‫أوال ‪ :‬الصلح في مجال القانون الخاص‬
‫أ ‪ -‬الصلح في قضايا شؤون األسرة‬
‫ب ‪ -‬الصلح في القضايا العمالية‬
‫ج ‪ -‬الصلح في القضايا التجارية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الصلح اإلتفاقي الجوازي‬
‫‪ - 2‬الصلح الواقي‬
‫‪ - 3‬الصلح القضائي‬
‫ثانيا ‪ :‬الصلح في مجال القانون العام‬
‫أ ‪ -‬التنظيم اإلداري المسبق‬
‫ب ‪ -‬الصلح في المنازعات اإلدارية الخاصة‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار الصلح و إنقضائه‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار المترتبة عن الصلح‬
‫أ ‪ -‬حسم النزاع‬
‫ب ‪ -‬األثر الكاشف و األثر النسبي للصلح‬
‫‪ - 1‬األثر الكاشف‬
‫‪ - 2‬األثر النسبي‬
‫ثانيا ‪ :‬إنقضاء الصلح‬
‫أ ‪ -‬إنقضاء الصلح بالفسخ‬
‫ب ‪ -‬إنقضاء الصلح بالبطالن‬
‫خاتمة‬

You might also like