Professional Documents
Culture Documents
- بيع العقار في طور الإنجاز
- بيع العقار في طور الإنجاز
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
ماستر الدراسات القانونية جامعة القاضي عياض
العقارية كلية العلوم القانونية
الفصل الثاني واالقتصادية واالجتماعية
مادة :البيوع العقارية مراكش
عرض
حول موضوع
مقدمة
ال تستقيم الحياة وال يتحقق للمرء استقرار بدون مسكن يأويه هو وأفراد أسرته ،وقد
شهد المغرب كباقي دول العالم تزايدا في الطلب على المحالت المعدة للسكن أو المعدة
لالستعمال المهني والتجاري ،بفعل النمو الديمغرافي السريع والهجرة القروية الناتجة عن
تدهور مستوى المعيشة بالبادية وعصرنة القطاع الفالحي.
إال أن هذا الطلب على المحالت سرعان ما فاق المعروض منها ،فكان من نتائج هذه
األزمة ،ونتيجة لقلة الوحدات السكنية إذ برزت على مستوى الممارسة التعاقدية ،ظاهرة
بيع العقارات في طور اإلنجاز ،أو ما يطلق عليه البيع على التصميم.
إال أن هذه الممارسة أبانت عن قصورها بفعل المشاكل الناجمة عنها من قبيل تأخر
المشتري عن سداد ما في ذمت ه من أقساط أو تأخر البائع في إتمام البناء ،وما يترتب عن
ذلك من ضياع الحقوق على أصحابها.
وهذا ما دفع المشرع إلى إصدار قانون ،)1(44.00متوخيا منه خلق مناخ سليم
ومالئم بعيدا عن مظاهر النصب واالحتيال والتالعب في هذا النوع من المعامالت
العقارية ،وقد نظمه المشرع في باب األنواع الخاصة من البيوعات الواردة في ق.ل.ع،
لكن هو اآلخر أبان عن عجز تام وقصور أحكامه في معالجة اإلشكاليات التي يطرحها هذا
النوع من البيوعات خصوصا وأنه يرد على شيء غير موجود أو لم يكتمل بناءه خالفا
للبيع العادي ،مما دفع المشرع إلى إصدار قانون )2(701.71المعدل والمتمم لقانون
44.00مؤخرا .هذا األخير الذي جاء بعدة مستجدات وذلك في إطار مالئمة التطورالذي
تعرفه الساحة القانونية واالجتماعية واالقتصادية وباألخص الجانب االستثماري والتنموي.
ويعد بيع العقار في طور اإلنجاز بمثابة تعاقد ممتد في الزمان على إنجاز بناء في
أجل محدد( ،)3وهذا البيع العقاري أصبح مرسوم له أن يبرم من خالل عدة مراحل هامة –
مرحلة عقد التخصيص ومرحلة العقد االبتدائي ومرحلة العقد النهائي -وتؤدى فيه األقساط
بالثمن خالل أجل معين وتبعا لتقدم األشغال.
-1ظهير شريف رقم 7.01.001صادر في 12رجب 7410الموافق 0أكتوبر 1001بتنفيذ القانون رقم 44.00
المتمم بموجبه الظهير الشريف الصادر في رمضان 7007الموافق 71غشت 7170بمثابة قانون ل.ع.
-2ظهير شريف رقم 7.76.02بتاريخ 10من ربيع اآلخر 0( 7401فبراير )1076الجريدة الرسمية عدد 6440
بتاريخ جمادى األولى 71( 7401فبراير )1076ص .101
-3دمحم رزوق :قراءة في مقتضيات القانون 44.00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز "يوم دراسي حول العقار
واإلسكان 14أبريل ،1000منشورات كلية الحقوق مراكش الطبعة األولى ،ص .11
1
بيع العقار في طور اإلنجاز
ويكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة ،سواء على المستوى النظري التي تتمثل في
اإلهتمام التشريعي لهذا العقد بتنظيمه ضمن البيوع المستقبلية في قانون اإللتزامات و
العقود ،و كذلك التعديل التشريعي األخير له والنقاشات التي أثارها ،أوعلى المستوى
العملي التي تبرز باألساس في اإلشكاالت المتعلقة بهذا البيع واختالل التوازن بين طرفيه،
وهذا ينعكس على االلتزامات الملقاة على عاتق اطراف العقد .
وباطالعنا على المولود الجديد "قانون "701.71يظهر أن المشرع قد قام بإقدام
العديد من المستجدات والتي ستكون ربما حل للمشاكل التي كانت عالقة بالقانون 44.00
سواء على مستوى النص أو على مستوى الممارسة ،وبالتالي فاإلشكالية التي يطرحها هذا
الموضوع بشدة هي:
-إلى أي حد استطاع المشرع المغربي تحقيق التوازن وتوفير الحماية الالزمة
ألطراف عقد بيع العقار في طور اإلنجاز؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من التساؤالت والتي نوردها كالتالي:
-ما المقصود بعقد بيع العقار في طور اإلنجاز؟وماهي خصائصه ؟وماهي مراحل
تكوينه؟
-ما هي اإللتزامات والضمانات القانونية التي خولها المشرع ألطراف العالقة
التعاقدية بشأن هذا النوع من البيوعات؟
ولدراسة هذا الموضوع والتفصيل فيه كان بدا منا الدخول في غمار هذا الموضوع
وفقا لمنهج ي توافق مع متطلبات البحوث القانونية المتجسد في المنهج التحليلي المعتمد ،في
مقاربة هذا الموضوع .
وترتيبا على ذلك يمكن معالجة هذه التساؤالت وفق التصميم اآلتي:
المبحث األول :ماهية عقد بيع العقار في طور اإلنجاز وضوابط تكوينه.
المبحث الثاني :التزامات أطراف العقد والضمانات الحمائية المقررة للمشتري.
2
بيع العقار في طور اإلنجاز
المبحث األول :ماهية عقد بيع العقار في طور اإلنجاز وضوابط تكوينه
يقتضي الحديث عن بيع العقار في طور االنجاز و البحث في طبيعته القانونية
المطلب الثاني ( ،الوقوف عن ماهية هذا العقد )المطلب األول ( وضوابط تكوينه)
المطلب األول :ماهية عقد بيع العقار في طور اإلنجاز
لقد تطرق المشرع المغربي لعقد بيع العقار في طور اإلنجاز في القانون رقم
701.71المتمم والمعدل لقانون رقم ،44.00وقد صاغ المشرع لهذا التصرف القانوني
تعريفا في الفصل 671-7من ق.ل.ع وتطرق ألحكامه على إمتداد 10مادة.لذلك سنحدد
مفهومه (فقرة اولى) ثم سنحدد بعد ذلك خصائصه(فقرة ثانية) تمهيدا لدراسته بتفصيل.
الفقرة األولى :مفهوم عقد بيع العقار في طور اإلنجاز
يعد عقد بيع العقار في طور اإلنجاز بمثابة تعاقد ممتد في الزمان على إنجاز بناء في
أجل محدد( ،)1وقد عمل المشرع المغربي على وضع تعريف لعقد بيع العقار في طور
اإلنجاز في الفصل 671-7من ق.ل.ع بأنه" :يعتبر بيعا لعقار في طور اإلنجاز كل اتفاق
يلتزم البائع بمقتضاه بإنجاز عقار داخل أجل محدد ،كما يلتزم فيه المشتري بأداء الثمن تبعا
لتقدم األشغال ،ويحتفظ البائع بحقوقه وصالحيته باعتباره صاحب المشروع إلى غاية
انتهاء األشغال ،أو كما يطلق عليه البعض البيع على الخطة أو التصميم ،والبيع المعلق
على تسليم مفاتيح العقار في اليد".
وهذا التعريف ما هو إال ترجمة لما كان يتبناه العمل القضائي ،حيث بالرجوع إلى
القرارات الصادرة عن محكمة االستئناف بالرباط نجدها تعتبر عقد بيع العقار في طور
اإلنجاز عقدا ابتدائيا(.)2
وعرفه المشرع الفرنسي في المادة 7607-7من القانون المدني الفرنسي بأنه" :العقد
الذي يلتزم بمقتضاه البائع ببناء عقار خالل مدة يحددها العقد" ،كما أشار إليه أيضا في
المادة 167من قانون البناء والسكن بأنه" :ذلك البيع الذي بموجبه يلتزم البائع بتشييد عقار
خالل أجل معين في العقد(.")3
3
بيع العقار في طور اإلنجاز
وقد عرفه بعض الفقه بكونه :العقد المكتوب الذي يلتزم البائع من خالله تشييد عقار
في طور البناء داخل أجل محدد ،سواء كان مخصص للسكنى أو غيره ،مقابل إلتزام
المشتري بأداء الثمن الن قدي تبعا لتقدم األشغال وال تنتقل إليه الملكية أو األجزاء المبيعة إال
بعد إنتهاء أشغال البناء ()1
الفقرة الثانية :خصائص عقد بيع العقار في طور اإلنجاز
من خالل التعريف الذي صاغه التشريع المغربي والتشريعات المقارنة لعقد بيع
العقار في طور اإلنجاز يتبين أن هذا العقد يختص بمجموعة من الخصائص يمكن ذكرها
كالتالي:
-عقد ملزم للجانبين :إن العقد الملزم للجانبين هو العقد الذي ينشئ التزامات متقابلة
في ذمة كل من المتعاقدين( ،)2ويعتبر عقد بيع العقار في طور اإلنجاز من العقود الملزمة
لجانبين ألنه يجعل على عاتق البائع إنجاز عقار داخل مدة محددة حسب مضمون الفصل
671-7من ق.ل.ع كما يجعل على عاتق المشتري التزامات متقابلة منها أداء الثمن حسب
تقدم األشغال.
-عقد شكلي :هو العقد الذي ال ينعقد بمجرد تراضي المتعاقدين بل يلزم شكال معينا
لتمامه كضرورة إبرام العقد وفق شكل معين ،ومن بين العقود الشكلية نجد العقود التي
يكون موضوعها عقار ،وعقد بيع العقار في طور اإلنجاز ال يخرج عن هذا النهج ،حيث
أوجب المشرع تحريره كتابة.
وهو ما نص عليه قانون رقم )3(44.00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز الذي
أوجب أن يحرر هذا العقد كتابة انسجاما مع مقتضيات الفصل 411من ق.ل.ع الذي
أوجب هذه الشكلية ،كلما انصب البيع على عقار أو حقوق عقارية أو أشياء يمكن رهنها
رهنا رسميا ،والكتابة تعد ركنا شكليا وال يقوم العقد بدون كتابة ،وفي غياب الكتابة فإنه ال
يمكن إثبات التصرف بأية وسيلة أخرى.
-1دمحم العروصي ،المختصر في بعض العقود المسماة ،مطبعة مرجان مكناس،2015-2016،الطبعة الخامسة ،ص
77
-2إدريس العبدالوي :شرح القانون المدني ،النظرية العام لاللتزام ،نظرية العقد ،مطبعة النجاح الجديدة الطبعة األولى
، ،7116ص .711
-3القانون 44.00المعدل والمتمم بقانون رقم 701.71الصادر بتاريخ 0فبراير .1076
4
بيع العقار في طور اإلنجاز
لكن الكتابة ال تكفي بل البد أن تفرغ في الشكل الذي حددته مدونة الحقوق العينية
تحت طائلة البطالن ،المادة 4الغت بشكل ضمني مقتضيات الفصل 411من ق ل ع ألنها
تجبه و تستوعب مضمونه.
-عقد مسمى :العقد المسمى هو العقد الذي خصص له المشرع اسم معين وأحكاما
خاصة وميزه عن غيره من العقود ،ويخضع في غير النصوص التفصيلية التي تولت
تنظيمه للقواعد العامة التي تخضع لها سائر العقود(.)1
وعقد بيع العقار في طور اإلنجاز هو اآلخر أفرد له المشرع إسما خاصا ،حيث قبل
سنة 1001كان هذا العقد ضمن العقود الغير المسماة ،وقد نظمه المشرع ضمن قانون رقم
،)2(44.00وبالتالي أصبح ضمن العقود المسماة نظرا ألهمية هذا العقد في الحياة العملية
خصوصا في ظل األزمة السكنية ،وما صاحبها من مضاربات عقارية وإقبال األشخاص
على شراء هذا النوع من العقارات.
-عقد معاوضة :إن عقد المعاوضة هو العقد الذي يأخذ فيه كل متعاقد مقابال لما
أعطاه أو لما التزم به( ،)3حيث إن البائع في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز مكلف بإنجاز
عقار داخل أجل محدد مقابل تسلم الثمن ،في حين أن التزام المشتري هو أداء الثمن للبائع
على شكل أقساط تبعا لتقدم األشغال ،ويستفاد من خالل ذلك أن التزام البائع هو مقابل
يأخذه المشتري عوضا عن التزامه ،وبالمقابل فالطرف المشتري يقدم بدال اللتزام البائع.
-عقد مؤجل :عقد بيع العقار في طور اإلنجاز من العقود المؤجلة التنفيذ ،غير أن
األصل في عقد البيع أنه عقد فوري يعتبر تاما ومنتج آلثاره بشكل نهائي وقطعي بمجرد
التراضي ،إال أن عقد بيع العقار في طور اإلنجاز يعتبر من العقود المؤجلة حسب ما جاء
في الفصل 67من ق.ل.ع " :يجوز أن يكون محل االلتزام شيئا مستقبال أو غير محقق فيما
عدا االستثناءات المقررة بمقتضى القانون".
-1علي الرام ،بيع العق ار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة دمحم األول
وجدة ،السنة الجامعية ،1002/1004ص .77
-2القانون رقم 44.00المعدل والمتمم بقانون رقم 701.71الصادر بتاريخ 0فبراير .1076
-3إدريس العبدالوي ،م س ،ص .727
5
بيع العقار في طور اإلنجاز
-عقد ناقل للملكية :تعتبر خاصية نقل الملكية بجميع سلطاتها من خصائص عقد البيع
بوجه عام ،وباعتبار عقد بيع العقار في طور اإلنجاز من العقود الناقلة للملكية ،فإن البائع
بمقتضى هذا العقد يلتزم بنقل ملكية العقار إلى المشتري داخل األجل المتفق عليه.
ويستفاد من نص الفصل 411من ق.ل.ع الذي نص :البيع عقد بمقتضاه ينقل أحد
المتعاقدين لآلخر ملكية شيء أو حق في مقابل ثمن يلتزم به هذا اآلخر ،وأن انتقال ملكية
العقار في طور اإلنجاز ال يتحقق أثناء انعقاد العقد لعدم وجود العقار المبيع وقت إبرامه.
المطلب الثاني :تكوين عقد بيع العقار في طور اإلنجاز.
نظرا للخصوصية التي تميز بيع العقار في طور اإلنجاز ،والتي تميزه عن البيوعات
العقارية العادية ،فإن المشرع خصه بنظام يتماشى مع طبيعة بيع العقار الغير الموجود،
لكن في طور اإلنجاز.
وإذا كان قانون 44.00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز قبل التعديل األخير ينص
على إبرام العقد على مرحلتين :مرحلة العقد االبتدائي ،ومرحلة العقد النهائي ،فإن قانون
رقم 701.71أتى بمستجد مهم يتعلق بما يسمى بعقد التخصيص.
وبناء عليه سنتطرق إلى تكوين هذا العقد من خالل التطرق لعقد التخصيص والعقد
االبتدائي (فقرة أولى) ،والعقد النهائي في (فقرة ثانية).
الفقرة األولى :عقد التخصيص والعقد االبتدائي:
سنتطرق في هذا اإلطار إلى عقد التخصيص (أوال) ثم العقد االبتدائي (ثانيا).
أوال :عقد التخصيص:
لم يعرف المشرع المغربي عقد التخصيص إذ حاول البعض من الفقه تعريفه
كونه :عقد بمقتضاه يتعاهد البائع صاحب المشروع بحجز وتخصيص عقار لفائدة شخص
يدعى المستفيد ،مقابل إيداع هذا األخير ضمانا يمكنه من اقتناء العقار بصفة نهائية بعد
استكمال اإلجراءات القانونية ،واستنادا إلى قانون 701.71المعدل والمتمم لقانون 44.00
المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز،يعد عقد التخصيص عقدا اختياريا ،يمكن للمشتري
تحريره من أجل اقتناء عقار في طور اإلنجاز ،وذالك قبل إبرام العقد االبتدائي بشرط
6
بيع العقار في طور اإلنجاز
حصول البائع على رخصة البناء تحت طائلة البطالن ,والتزام المشتري بأداء مبلغا ماليا
قدره % 2من الثمن اإلجمالي(.)1
والمشرع المغربي اشترط أن يرد عقد التخصيص في محرر رسمي أو في محرر
ثابت التاريخ ،طبقا للشكل المتفق عليه بين األطراف ،ويتضمن نفس البيانات المتعلقة
بالعقد االبتدائي باستثناء ما يتعلق بمراجع ضمانة إنهاء األشغال والتأمين(.)2
وعليه اعتبر أحد الفقهاء أن عدم إدراج في عقد التخصيص ما يتعلق بمراجع ضمان
استرجاع األقساط المؤداة ،في حالة عدم تنفيذ البائع للعقد ،أو ضمانة إنهاء األشغال أو
التأمين هي بيا نات خاصة بالعقد االبتدائي ،في حين عقد التخصيص ال يعدو أن يكون
بمثابة عقد حجز(.)3
إال أنه في اعتقادنا الشخصي المتواضع ،أن عقد التخصيص ال يعدو أن يكون إال آلية
حمائية للمشتري ،من خالل إعطائه إمكانية التراجع عن العقد بعد فترة من التروي،
وتناغما مع الضمانات التي يكفلها قانون 07.01المتعلق بحماية المستهلك.
كما أن المشرع حدد مدة عقد التخصيص في مدة ستة) (6أشهر غير قابلة للتجديد،
تؤدي لزاما إلى إبرام العقد االبتدائي ،ويمكن للمشتري ممارسة حق التراجع داخل أجل
شهر من تاريخ إبرام عقد التخصيص ،وهنا يصبح البائع ملزما برد المبلغ كامال للمشتري
داخل سبعة أيام من ممارسته لهذا الحق(.)4
ثانيا :العقد االبتدائي:
لقد استلزم المشرع أن يرد عقد البيع االبتدائي للعقار في طور اإلنجاز –تحت طائلة
البطالن -إما في محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ ،كما استلزم المشرع أن يتضمن
لزاما هذا العقد على البيانات التالية(:)5
-7هوية األطراف المتعاقدة.
-1محل المخابرة المتفق عليه مع اإلخبار في حالة تغييره.
7
بيع العقار في طور اإلنجاز
-0رقم الرسم العقاري األصلي للعقار المحفظ موضوع اإلنجاز أو مراجع ملكية
العقار غير المحفظ ،مع تجديد الحقوق العينية والتحمالت واالرتفاقات الواردة على العقار.
-4تاريخ ورقم رخصة البناء.
-2موضع العقار محل البيع ووصف مساحته التقريبية.
-6ثمن البيع النهائي للمتر مربع وكيفية األداء أو ثمن البيع اإلجمالي بالنسبة للبيع
المتعلق باقتناء عقار في إطار السكن اإلجتماعي كما هو محدد بالتشريع الجاري به العمل.
-1أجل التسليم.
-1مراجع ضمانة إ سترجاع األقساط المؤداة في حالة عدم التنفيذ من طرف البائع
للعقد ،أو ضمانة إنهاء األشغال أو التأمين.
كما يتعين على البائع أن يودع لدى الجهة التي تولت تحرير العقد ،نسخة مطابقة
لألصل من التصاميم المعمارية الحاملة لعبارة "غير قابلة للتغيير" ،وتصاميم اإلسمنت
المسلح ونسخة من دفتر التحمالت ونسخة من الضمانة البنكية أو التأمين ،أو أي ضمانة
مماثلة من شأنها أن تمكن المشتري من إستيفاء حقوقه.
وبناء عليه لقد إشترط المشرع على المشتري بأن يدفع للبائع تبعا لتقدم األشغال % 2
إذا سبق عقد تخصيص و % 70إذا لم يكن عقد التخصيص و % 70عند بداية األشغال
و % 60مقسمة على 0مراحل وتؤدى حسب اتفاق األطراف عند االنتهاء من األشغال
و 20%عند اإلنتهاء من األشغال و تسليم المفاتيح(.)1
الفقرة الثانية :العقد النهائي:
وفي هذا اإلطار سنتطرق لضوابط هذا العقد(اوال),ثم الوقوف عند شكلية إبرامه
(ثانيا).
أوال :ضوابطه:
كما سبق التطرق له ،فإن مسلسل بيع العقار في طور اإلنجاز يبتدئ من إبرام عقد
التخصيص كمستجد ،ثم بعد المدة المحددة يتم إبرام العقد االبتدائي ،وصوال آلخر مرحلة
وهي العقد النهائي ،بحيث استوجب المشرع في هذا األخير أن يبرم طبقا لمقتضيات
الفصل 671-0الذي أحال عليه الفصل 671-16من القانون رقم 701.71المعدل والمتمم
-1ساقها المشرع في الفصل 671-6من قانون 701.71الذي تم التعديل بموجبه القانون القديم 44.00المنظم لبيع
العقار في طور البناء.
8
بيع العقار في طور اإلنجاز
للقانون ،44.00وذلك بعد أن يضع المشتري لدى محرر العقد شهادة مسلمة من المهندس
المعماري تثبت نهاية األشغال ومطابقة البناء لدفتر التحمالت(.)1
ويتوقف تحرير عقد البيع النهائي على اإلدالء برخصة السكن أو الشهادة المطابقة
واستخراج الرسوم العقارية الفرعية بالنسبة للعقارات المحفظة ،وبعد أداء المشتري ما
تبقى من ثمن البيع كما هو محدد في عقد البيع االبتدائي إلى جانب تقييده بالرسم العقاري،
إذا كان العقار محفظ ،حتى يتم نقل ملكيته إلى المشتري(.)2
ثانيا :شكلية إبرام العقد النهائي:
كانت الفوضى تسود وترمي بظاللها في المعامالت المتعلقة ببيع العقارات في طور
اإلنجاز ،لكون القائم على تحرير العقد ينتمي لطائفة الكتاب العموميون الذي يتميز أغلبهم
بمستوى ثقافي ضعيف وعدم اإللمام بقواعد وضوابط تحرير العقود ،والجهل بالعناصر
التي يجب تضمينها في العقد ،فتجنبا لهذه الحالة المزرية التي كان يعاني منها المستهلك
للمنتوج العقاري جاء المشرع بقانون 44.00المعدل والمتمم بقانون 701.71بحيث
أوجب تحرير العقد االبتدائي والنهائي بموجب محرر رسمي أو ثابت التاريخ( ،)3يحرره
مهني ينتسب لمهنة قانونية منظمة يخولها المشرع صالحية تحرير العقود(.)4
وبالرجوع إلى الفصل 671-0من نفس القانون نجده حدد األشخاص المؤهلين
بصورة قانونية لكتابة عقد البيع االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز ،ونجد منهم:
العدول والموثقون العصريون والمحامون المقبولون للترافع أمام محكمة النقض ،إذ
يتبين من خالل هذا التوجه أن المشرع المغربي يرمي إلى تحقيق األمن التعاقدي ،الذي
أصبح موضوع الحال ،ذلك بناء على ما يتعرض إليه أطراف العقد عند إنعدام الرسمية في
العقد المبرم من ضياع ألموال وحقوق عينية وحقوق شخصية لذا ينبغي أن تتجلى معالم
الرسمية حتى يتم ضمان حقوق أطراف العقد.
9
بيع العقار في طور اإلنجاز
10
بيع العقار في طور اإلنجاز
وعلى البائع أال يقوم بإبرام العقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز إال بعد
االنتهاء من أشغال األساسات على مستوى الطابق األرضي( )1وإثبات هذه الواقعة يكون
بمقتضى شهادة مسلمة من لدن مهندس مختص وينحصر مضمونها فقط في أن األساسات
أنجزت طبقا لقواعد البناء لبلوغ المواصفات المطلوبة ،أما شهادة اإلنتهاء من أشغال
األساسات فقد يتحمل من سلمها المسؤولية الكاملة( )2إضافة إلى ذلك هناك عدة التزامات
أخرى ملقاة على عاتق البائع (ثالثا).
أوال :احترام شروط دفتر التحمالت والتصاميم الهندسية وأجل اإلنجاز:
لقد ألزم المشرع البائع في بيع العقار في طور اإلنجاز بوضع دفتر تحمالت يتعلق
بالمبنى ومكوناته وما أعد له ونوع الخدمات والتجهيزات التي يتوجب إنجازها ،وأجل
اإلنجاز والتسليم وتصفية البيانات التكميلية وطبيعة المواد المستعملة في البناء وذلك
بمقتضى الفصل 671-4من قانون 44.00الذي تم تغييره وتعديله بمقتضى القانون
.)3(701.71
هذا باإلضافة إلى توقيع البائع والمشتري على هذا الدفتر وتسليم نسخة للمشتري
مشهود بمطابقتها لألصل وبصحة إمضاءه عليها.
والمالحظ بهذا الصدد أن المشرع بمقتضى قانون 701.71تجاوز اللبس الذي كان
يشوب الفصل السابق قبل التعديل حيث أورد "صحة إمضائه عليها" ،حيث ال يبدو واضحا
هل يتعلق األمر بصحة إمضاء البائع أو إمضاء المشتري ،حيث تدارك المشرع الموقف
ونص على...." :مع تصحيح إمضائهما بعد إطالع المهندس المعماري عليه وتسلم نسخة
للمشتري مشهود بمطابقتها لألصل(.)4
-1الفصل 671-72من قانون 44.00الذي تم تعديله وتغييره بمقتضى القانون 701.71الذي ينص على ما يلي :ال
يمكن إبرام هذا العقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز إال بعد انتهاء أشغال األساسات على مستوى الطابق
األرضي.
-2الجياللي بوحبص ،قراءة في ضوء المقتضيات القانونية المنظمة لبيع العقار في طور اإلنجاز ،مجلة سلسالت
وندوات محكمة االستئناف بالرباط ،العدد الثاني ،1077 ،ص .711
-3الذي جاء فيه ما يلي :يجب على البائع أن يضع دفتر التحمالت يتعلق بالبناء ويتضمن مكونات المشروع....
-4مليكة الهياللي ،بيع العقار في طور اإلنجاز ودوره في التخفيف من أزمة السكن ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في
قانون العقود والعقار،كلية الحقوق،جامعة دمحم األول بوجدة ، 2014_2015ص .67
11
بيع العقار في طور اإلنجاز
والواقع أن هذا التضمين يساهم في تفادي كثير من النزاعات التي قد تنشأ مستقبال بين
البائع والمشتري ،لذلك فقد نص المشرع على تعهد البائع باحترام شروط دفتر
التحمالت(.)1
ويالحظ أن بعض هذه المقتضيات الواجب تضمينها في دفتر التحمالت قد تطلب
المشرع إيرادها كذلك في العقد االبتدائي ويمكن تفسير ذلك باألهمية التي تحظى بها في
تحديد معالم البيع الوارد على العقار في طور اإلنجاز.
ويتعلق األمر أساسا بأجل اإلنجاز ،الذي على أساسه حدد المشرع التزام البائع في
إنجاز عقار داخل أجل محدد في الفقرة األولى من الفصل 671-7من قانون 44.00
المعدل والمغير بمقتضى القانون .701.71
ونص على وجوب تضمين العقد االبتدائي أجل التسليم في الفصل 671-0من نفس
القانون ،كما اشترط في الفصل 671-4تضمين دفتر التحمالت أجل التسليم واإلنجاز،
وألزم البائع بالتعهد باحترام أجل البناء ،وبصفة عامة احترام شروط دفتر التحمالت
المشار إليه في الفصل 671-4من القانون السالف الذكر.
ويرفق دفتر التحمالت عند االقتضاء ببطاقة تقنية موجزة موقعة من قبل البائع
تتضمن وصفا لمكونات محل نموذجي منجز من قبله( ،)2كما تودع نسخة من نظام الملكية
المشتركة وتصاميم اإلسمنت المسلح والتصاميم المعمارية الحاملة لعبارة "غير قابلة
للتغيير" ،إما لدى المحافظة على األمالك العقارية إذا كان العقار محفظا ،أما إذا كان
العقار غير محفظ تودع وتسجل هذه النسخ بسجل خاص لدى كتابة الضبط بالمحكمة
االبتدائية التي يوجد بدائرتها العقار(.)3
ثانيا :تقديم البائع ضمانات بنكية أو تأمينا
يعتبر بيع العقار في طور اإلنجاز من التصرفات التي تنطوي على مجازفة ذلك أنه
يتم على األوراق استنادا إلى التصميم ،لذلك فإن المشرع المغربي ورغبة منه لتوفير
حماية أكبر للمشتري ألزم البائع بأن يقدم للمشتري ضمانة بنكية أو أي ضمانة أخرى
-1عدنان بلحاج ،حماية المتعاقد في البيوعات العقارية "بيع العقار في طور اإلنجاز نموذجا" ،بحث لنيل دبلوم الماستر
في القانون الخاص،كلية الحقوق ،جامعة عبد المالك السعدي طنجة ،1070-1071 ،ص .62
-2الفقرة الثالثة من الفصل 671-4من قانون 44.00المتمم والمغير بالقانون .701.71
-3نورة غزالن الشنيوي ،م.س ،ص .711
12
بيع العقار في طور اإلنجاز
مماثلة عند اإلقتضاء تأمينا ،وذلك ما نص عليه المشرع المغربي في الفصل 671-1من
قانون 701.71المتمم والمغير للقانون ،44.00وذلك كضمانة إما إلنهاء األشغال أو
كضمانة إلسترجاع األقساط المؤداة في حالة عدم تنفيذ العقد(.)1
ويقوم هذا اإللتزام على فكرة رئيسية مؤداها أنه يجب على البائع تنفيذ مشروع بناء
العقار وفق المواصفات المتفق عليها في العقد أو إرجاع ما حصل عليه من المشتري في
حالة عدم تنفيذ المشروع( )2وموقف المشرع السابق يعبر عن وعيه التام بالخطر المستمر
الذي يهدد المشتري والمتمثل في فقدان ما دفعه من أقساط.
إال أن ما تجدر اإلشارة إليه هو أن هذا الضمان ال يطال التعويضات والجزاءات
المنصوص عليها في قانون 44.00المعدل والمتمم بقانون 701.71لفائدة المشتري مما
يدل على محدوديته ،ألن المشتري ال يتعاقد من خالل مراحل وإجراءات طويلة ومكلفة
لكي يحصل في األخير على األقساط التي سبق له أن أداها وإنما هدفه الحصول على محل
سكني أو تجاري أو صناعي(.)3
باإلضافة لما سبق اإلشارة إليه يالحظ أن المشرع المغربي بالرغم من تنصيصه على
التزام البائع بوضع ضمانات التأمين لصالح المشتري إال أنه لم يشر أبدا إلى مقدار هذه
الضمانة ،وذلك بانتظار تحديد شروط وكيفيات تطبيقها بنص تنظيمي(.)4
ثالثا :إلتزامات أخرى
من أهم اإللتزامات الموضوعة كذلك على كاهل البائع إنهاء األشغال داخل األجل
المتفق عليه ،إال أن التساؤل يبقى مطروحا حول مفهوم إنهاء األشغال؟
وبخصوص هذه النقطة يالحظ أن الفقه الفرنسي حاول إيجاد معايير من ضمنها معيار
وجود العقار بمنأى عن الماء أو األمطار بمعنى عندما يصبح العقار في وقاية من مياه
األمطار تعتبر األشغال منتهية ،أما المعيار الثاني فيتمثل في وجود العقار بمنأى عن الماء
والهواء بمعنى تعتبر األشغال منتهية عند تركيب النوافذ ،وذهب معيار آخر إلى الرجوع
لمقتضيات العقد لتحديد مرحلة إنهاء األشغال(.)5
13
بيع العقار في طور اإلنجاز
ويرى األستاذ الجياللي بوحبص أن أحسن طريقة لتحديد إنهاء األشغال هي حصول
البائع على شهادة تسليم السكنى أو شهادة المطابقة ،ذلك أن هاتين الوثيقتين إثبات على أن
العقار أو البناء يتوفر على المواصفات الضرورية إلستغالله وفق ما أعد له.
ومن التزامات البائع تحمله تعويض بنسبة %7عن كل شهر عن المبلغ المؤدى على
أال يتجاوز هذا التعويض % 70في السنة وذلك في حالة التأخير عن إنجاز العقار في
األجل المحدد،وال يطبق هذا التعويض إال بعد مرور شهر من تاريخ توصل الطرف المخل
بالتزامه بإشعار يوجهه له المشتري ()1بإحدى الطرق الواردة في الفصل 01من
ق.م.م(.)2
ويقع على عاتق البائع ضرورة إبرام العقد النهائي مع المشتري تحت طائلة إجباره
على ذلك قانونا من طرف المشتري الذي يبقى له الحق في ذلك ،أو المطالبة بفسخ العقد
االبتدائي ،وهو حق ممنوح للبائع كذلك في حالة امتناع المشتري عن إبرام العقد
النهائي(.)3
ويبقى أخيرا من التزامات البائع ضرورة تسليم العقار عند حلول أجل التسليم المحدد
في العقد االبتدائي.)4(...
الفقرة الثانية :إلتزامات المشتري
حدد المشرع بمقتضى القانون رقم 44.00المعدل والمتمم بمقتضى القانون رقم
701.71التزامات المشتري في أداء الثمن حسب تقدم األشغال (أوال) كما ألزمه بإشعار
البائع في حالة تخليه عن حقه في البيع للغير (ثانيا) إضافة إلى إلتزامه بأداء التعويض في
حالة تأخره عن أداء الدفعات (ثالثا).
أوال :أداء الثمن تبعا لتقدم األشغال
يعتبر أداء الثمن تبعا لتقدم األشغال هو اإللتزام الرئيسي للمشتري تجاه البائع والذي
يقع على عاتقه في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز وهو في ذلك يختلف عن القواعد العامة
المنظمة للثمن كمحل التزام المشتري ،ونظرا لطبيعة هذا البيع الوارد على عقار سينجز
مستقبال فإن طريقة أداء الثمن في ظل القانون المنظم لبيع العقار في طور اإلنجاز يخضع
14
بيع العقار في طور اإلنجاز
لبعض القواعد الخاصة والتي تتميز عن القواعد العامة ،وذلك لكون العقار في طور
اإلنجاز تبعا لتقدم األشغال كطريقة ألداء الثمن في هذا النوع من البيوع(.)1
لذلك فقد نظم المشرع طريقة دفع هذه األقساط بمقتضى الفصل )2(671-6وبناء
عليه ،فالمشتري يؤدي القسط األول عند إبرام عقد التخصيص نسبته ،% 2ثم يؤدي % 2
عند إبرام العقد االبتدائي أو % 70في حالة عدم وجود عقد التخصيص ،ثم % 70عند
بداية األشغال ،و % 60مقسمة على ثالث مراحل وتؤدى حسب اتفاق األطراف عند
اإلنتهاء من أشغال كل مرحلة( ،)3ثم في األخير % 10عند إبرام العقد النهائي وتسليم
المفاتيح.
ويمكن لألطراف االتفاق على شكل آخر ألداء الثمن شريطة احترام أحكام الفصل -1
.)4(671
ولتفادي ضياع حقوق المشتري خاصة وأن البائع يمكنه فرض نظام الدفع الذي يراه
في مصلحته ،وبالنظر لكونه الطرف القوي في العالقة التعاقدية ،مما يعني أن الحماية التي
أقرها المشرع للمشتري قد تتأثر بشكل أو بآخر بسبب استغالل البائع لهذه األقساط
وصرفها في غير ما خصصت له ،ال سيما أن واقع الممارسة كشف لنا أن المشتري غالبا
ما يؤدي هذه األقساط في حساب جاري باسم البائع لدى مؤسسة بنكية مقابل الحصول على
وصوالت بنكية تتضمن بيانات حول المبلغ المودع واسم المودع المشتري واسم المودع له
البائع دون اإلشارة للغرض من هذا اإليداع(.)5
لدى تدخل المشرع المغربي بمقتضى قانون 701.71وقام بتحديد قيمة األقساط التي
ستدفع في كل مرحلة كما أن إمكانية أداء الثمن بطريقة أخرى غير الدفع بالتقسيط ال يسمح
بما في إطاره ،وهذا من شأنه أن يحقق حماية للمشتري.
15
بيع العقار في طور اإلنجاز
-1ينص الفصل 671-70على ما يلي" :يجوز للمشتري التخلي عن حقوقه المترتبة عن بيع العقار في طور اإلنجاز
لشخص آخر....
-2مليكة الهاللي ،م.س ،ص .66
-3وفاء جوهر ،المجلة المغربية للدراسات القانونية و القضائية،العدد األول،أكتوبر ،1001ص .17
-4ينص الفصل 671-70على أنه :ال يسري هذا التخلي في مواجهة البائع إال إذا أبلغ به وفق الكيفيات المنصوص
عليها في قانون المسطرة المدنية.
-5الفصل 671-0من قانون 701.71المتمم والمعدل للقانون .44.00
16
بيع العقار في طور اإلنجاز
ويرى األستاذ دمحم الحضروي أن هذه اإلمكانية المخولة للمشتري بمقتضى الفصل
671-70من نفس القانون تثير إشكاليات عدة منها ،أن يقوم المستفيد بالتخلي عن حقوقه
للغير الذي ال تتوافر فيه الضمانات لتأمين عملية التعاقد.
وبالتالي فإنه يرى أن يكون هذا التخلي مشروطا بإدالء المتخلي له بما يفيد توفره على
ضمانات تخوله أداء أقساط الثمن أو التنصيص على أن المتخلي يبقى ملتزما بالتضامن مع
المتخلى له لفائدة البائع.
ثالثا :التزام المشتري بأداء التعويض في حالة تأخر عن أداء الدفعات
إن المشرع ألزم المشتري في حالة تأخره على أداء الدفعات حسب المراحل المتفق
عليها أو عند انتهاء كل مرحلة كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،وقد حددها القانون في نسبة 7
%عن كل شهر تآخير شريطة أال تتجاوز 10%في السنة.)1(.
ويالحظ أن المشرع ساوى ما بين المشتري والبائع في مبلغ أو نسبة التعويض ،على
الرغم من كون العالقة التعاقدية هنا غير متساوية بين مشتري غير محترف وبائع محترف
في شؤون البناء ،بل أكثر من ذلك ألزم المشتري بالتعويض عند دخول أجل األداء في حين
ألزم البائع بالتعويض في حدود المبلغ المؤدى له وليس عند األجل المحدد إلنجاز األشغال
وبخصوص شروط التعويض فهي نفسها المتعلقة بالبائع كما سبقت اإلشارة إلى ذلك(.)2
ومن التزامات المشتري كذلك ضرورة إبرام العقد النهائي بمجرد توصله بالرسالة من
طرف البائع يخيره فيها بحصوله على شهادة السكنى أو شهادة المطابقة ،وذلك داخل أجل
ثالثين يوما ،ولهذا األخير كذلك في حالة امتناعه من المطالبة إما بإتمام البيع أو فسخ
العقد(.)3
المطلب الثاني :الضمانات المخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز
تعتبر الحماية القانونية والقضائية لمشتري العقار في طور اإلنجاز ضرورة اقتصادية
واجتماعية لخدمة المصلحة العامة من أجل استقرار العالقة التعاقدية بين الطرفين(.)4
17
بيع العقار في طور اإلنجاز
ووعيا من المشرع المغربي بأهمية توفير الحماية للمشتري في إطار إصالح القوانين
المنظمة للعقار لتستجيب لمتطلباته في السكن ،جاءت صياغة القانون رقم 44.00الذي تم
تغييره وتعديله بمقتضى قانون 701.71وليدة الرغبة في القضاء على ظاهرة النصب
واإل حتيال التي تعرفها السقوف العقارية ضمانات كافية للمشتري (الفقرة األولى) والتي
حاول القضاء حمايتها (الفقرة الثانية) من أجل توفير األمن لمصلحة المشتري المستهلك.
الفقرة األولى :الضمانات المخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز:
ال يخول العقد االبتدائي للمشتري من حيث األصل ،إال حقا شخصيا وال تثبت له
بموجب ذلك إال دعوى شخصية بفسخ العقد والمطالبة بالتعويض في مواجهة البائع إذا أخل
هذا األخير بالتزامه في إنجاز العقار ،ومن ثم ال يملك المستهلك أي حق عيني يمكن أن
يحتج به في مواجهة الكافة قبل إبرام عقد البيع النهائي أو تقييده بالسجل العقاري إذا كان
العقار محفظا(.)1
وتبعا لذلك أعطى المشرع للمستهلك إمكانية تقييد العقد االبتدائي تقييدا احتياطيا وذلك
للحفاظ المؤقت على حقوقه إذا كان العقار محفظا (أوال) كما أقر المشرع في ظل قانون
07.01مجموعة من الضوابط الحمائية للمستهلك أي مشتري العقار في طور
اإلنجاز(ثانيا) فضال عن بعض المقتضيات المنصوص عليها في قانون اإللتزامات والعقود
(ثالثا).
أوال :إمكانية اللجوء إلى إجراء التقييد االحتياطي
تفاديا لمخاطر حرمان مستهلك العقار في طور اإلنجاز من حقوقه في المستقبل ،منح
المشرع المغربي لمشتري العقار في طور اإلنجاز إمكانية تقييد البيع االبتدائي تقييدا
احتياطيا بمقتضى الفصل 70-671من قانون " 701.71يجوز للمشتري إذا كان العقار
محفظا أن يطلب إجراء تقييد احتياطي بناء على عقد البيع االبتدائي إذا تجاوزت
التسبيقات % 05من ثمن البيع ،ويبقى التقييد االحتياطي ساريا إلى غاية تقييد عقد
البيع النهائي وذلك للحفاظ على حقوق المشتري ،وكل شرط مخالف يعتبر باطال."...
-1عبد الرزاق أيوب،مظاهر حماية المستهلك في بيع العقار في طور اإلنجاز ،مجلة القضاء المدني.السلسلة ،5ص40
18
بيع العقار في طور اإلنجاز
بذلك تجاوز المشرع اإلشكال الذي كان قبل التعديل في ظل قانون 44.00الذي كان
على المشتري أن يطلب موافقة البائع من أجل تقييد العقد االبتدائي تقييدا احتياطيا.
والتقييد االحتياطي هو اإلجراء الذي يقوم به صاحب حق تعذر عليه تقييده تقييدا
نهائيا لسبب من األسباب ،ليضمن لنفسه في المستقبل إمكانية هذا التقييد عند زوال
المانع(.)1
وبعبارة أكثر توسعا ،التقييد االحتياطي هو مكنة يخولها القانون لكل من يدعي حقا
عينيا أو حقا شخصيا قابال ألن يتحول إلى حق عيني على عقار محفظ بغية االحتفاظ
المؤقت بهذا الحق وتقييده مؤقتا بالرسم العقاري ،فهو على هذا النحو إجراء تحفظي يقيد
بالرسم العقاري في انتظار اتخاذ التقييد النهائي قصد المحافظة على الحق الذي يطالب به
المستفيد من التقييد(.)2
وترتيبا على ذلك ،يشكل التقييد االحتياطي وسيلة أساسية من شأنها أن تؤمن لمستهلك
العقار المحفظ في طور اإلنجاز حقه العيني مستقبال ،تفاديا لبعض الممارسات التي درج
المنعشون العقاريون على سلوكها والمتمثلة في بيع العقار عدة مرات(.)3
غير أنه إلجراء التقييد االحتياطي للعقد االبتدائي إستلزم المشرع في قانون 44.00
الذي تم تعديله وتتميمه بالقانون 701.71ثالث شروط أساسية وهي:
-7أن تكون بصدد عقار محفظ :فالنص صريح بخصوص حصر التقييد االحتياطي
في العقار المحفظ دون العقار الغير المحفظ.
-1أن تتجاوز التسبيقات % 20من ثمن البيع.
-0إجراء التقييد االحتياطي بناء على عقد ابتدائي صحيح :أي أن يكون مستوفيا
لجميع أركانه وشروط صحته وأن يتم تحريره طبقا ألحكام الفصل 671-0من ق.ل.ع كما
سبقت اإلشارة إلى ذلك أعاله .
ثانيا :اإللتزام باإلعالم في بيع العقار في طور اإلنجاز
-1مأمون الكزبري :التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع المغربي الجزء األول،شركة
الهالل العربية للطباعة والنشر،الرباط ،طبعة 7111ص.126
-2دمحم خيري :قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ،الطبعة الخامسة ،دار نشر المعرفة ،الرباط
،1001ص.454
-3عبد الحفيظ مشماشي :بيع العقار في طور اإلنجاز ،مطبعة الجديدة ،الدار البيضاء ،1071 ،ص .770
19
بيع العقار في طور اإلنجاز
لعل القراءة المتأنية للفصول األولى من النصوص المنظمة لبيع العقار في طور
اإلنجاز ،توضح بجالء أن المشرع يسعى إلى ضمان رضا حقيقي وواقعي لمستهلك العقار
في طور اإلنجاز ينبني على إحاطة هذا األخير علما ومعرفة بكل تفاصيل عمليات البيع،
وتنويره بكل جزئيات التعاقد والمعلومات المتعلقة باإللتزامات المترتبة على كل من البائع
ومستهلك العقار ،وهذا ما يسمى باإللتزام باإلعالم.
فالحق في اإلعالم أو التبصير يرتبط بشكل جلي بعامل الثقة الضرورية إلتمام العقود،
وتشكل هذه الثقة معيارا حاسما ،ومطلبا ضروريا لتشجيع المعامالت تجارية كانت أو
مدنية(.)1
وقد عرفه الفقه( )2اإللتزام باإلعالم بأنه الحالة التي يفرض فيها القانون على المهني
أن يشعر المتعاقد اآلخر بجوهر محل العقد ومكوناته.
ويستفاد من خالل ما سبق أن مستهلك العقار المشتري هو الذي يستفيد من إللتزام
باإلعالم ،ومستهلك العقار هنا ليس بالمعنى الذي تحدده الفقرة الثانية( )3من المادة 1من
القانون المتعلق بتدابير حماية المستهلك .07.01
بيد أن هذا التحديد العصري للمستهلك ال ينطبق على مستهلك العقار في طور اإلنجاز
حيث أخذ المشرع المفهوم الواسع للمستهلك حسب عموم صياغة الفصل 671-1من
قانون 44.00الذي تم تعديله وتتميمه بالقانون 701.71الذي يتلخص منه بأن القانون
يطبق على البيوعات التي تنصب على العقار سواء كان معدا للسكن أو اإلستعمال المهني
أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،وهو ما يعني أن المشرع ال يشترط صفة معينة في
مستهلك العقار فقط يكون مهنيا أو غير مهني ،متعاقد مباشر أو غير مباشر.
أما الذي يقع عليه اإللتزام باإلعالم في البيع هو البائع ،ويمتد هذا اإللتزام ليشمل
أشخاص آخرين غير البائع ،يتدخلون في عملية بيع العقار في طور اإلنجاز ،وذلك بطريقة
غير مباشرة وهم األشخاص الذين يتولون تحرير بيع العقار في طور اإلنجاز ،من خالل
تقديمهم النصح والمشورة.
-1خليفي مريم :التزام باإلعالم اإللكتروني وشفافية التعامل في مجال التجارة اإللكترونية ،مجلة دفاتر السياسة
والقانون ،العدد الرابع .1077ص،207
-2بوعبيد عباسي :االلتزام باإلعالم في العقود دراسة في حماية المتعاقد المستهلك ،المطبعة والوراقة الوطنية،
مراكش.1001 ،ص34
-3التي تنص على أنه "يقصد بالمستهلك كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني أو يستعمل لتلبية حاجياته غير المهنية
منتوجات أو سلع أو خدمات إلستعماله الشخصي أو العائلي"
20
بيع العقار في طور اإلنجاز
-1دمحم العلمي :محاضرات في العقود المسماة عقد البيع والكراء ،طبعة .1074المطبعة غير مذكورة ص87
-2نفس المرجع ،ص89
21
بيع العقار في طور اإلنجاز
أن يكون التعرض قانونيا ،حيث أنه بخالف التعرض الشفعي الذي يضمنه البائع
سواء كان ماديا أو قانونيا ألن البائع ال يضمن إال التعرض القانوني الصادر عن الغير
الذي يستند إلى اإلدعاء بوجود حق عيني أو شفعي على المبيع كأن يدعي هذا الغير بأنه
المالك الحقيقي للمبيع.
أن يكون سبب التعرض مرتبطا بفترة ما قبل التعاقد بمعنى أنه إذا كان تعرض
الغير يستند إلى حق اكتسبه على الشيء المبيع بعد إبرام وانتقال الملكية إلى المشتري فإن
البائع ال يضمنه كم ا إذا كان التعرض ناتجا عن قرار بنزع ملكية العقارمن أجل المنفعة
العامة أو أن يمتلك الغير العقار بالتقادم بعد البيع.
أن يكون التعرض حاال أو فعال ،بمعنى أن يكون واقعا بصفة فعلية بشكل يؤثر
مباشرة على استغالل المشتري للعقار المبيع.
* ضمان اإلستحقاق
يقصد بضمان اإلستحقاق التزام البائع بتعويض المشتري مما أصابه من ضرر
وضمان اإلستحقاق لعقار في طور اإلنجاز ال يخرج عن حكم القواعد العامة ،فهو إما أن
يكون كلي أوجزئي.
ويقصد باإلستحقاق الكلي حرمان المشتري من العقار المبيع كليا نتيجة االعتراف
قضائيا بادعاء الغير في تملكه لهذا العقار ومن ثم يكون للمشتري الحق في الرجوع على
البائع بضمان اإلستحقاق الكلي للعقار المبيع بناء على عقد بيع العقار في طور اإلنجاز،
ويشمل ضمان اإلستحقاق الكلي ثمن المبيع ومصاريف العقد والمصاريف القضائية.
ويكون اإلستحقاق جزئيا بثبوت ملكية الغير في جزء من العقار المبيع ،وثبوت
التكليف على هذا العقار محل البيع في طور اإلنجاز ينقص من قيمته.
واإلستحقاق الجزئي يكون إما جسيما حيث أنه لو علم به المشتري المتنع عن إبرام
عقد بيع العقار في طور اإلنجاز ،أو أن يكون اإلستحقاق الجزئي التافه أي الذي ال يبلغ
قدرا من الجسامة.
ب -ضمان عيوب بيع العقار في طور اإلنجاز
22
بيع العقار في طور اإلنجاز
لم يحدد المشرع المغربي العيب الموجب للضمان في عقد البيع عموما ،وبيع العقار
في طور اإلنجاز خص وصا ،بل اقتصر فقط على تعداد العيوب التي تستوجب ضمان هذا
المبيع.
وقد أكد عليه المشرع المغربي أثناء عرضه ألحكام ضمان العيوب حيث تناول هذا
الموضوع في الفصول من 241إلى 221من ق.ل.ع مما يعني أهمية هذا الموضوع في
نظر المشرع.
وعيب البناء الموجب للضمان إما أن يكون خفيا أو ظاهرا بحيث أن العيب الظاهر
هو العيب الذي بمقدور المشتري أن يعرفه وقت البيع أو كان من المقدور معرفته بفحص
العقار المبيع بعناية الرجل العادي( .)1أما عيب البناء الخفي هو الذي استعصى عن
الظهور وال يمكن معرفته إال بإجراء خبرة خفية.
وهنا يجب اإلشارة بأ ن العيب الموجب للضمان في بيع العقار في طور اإلنجاز يمتاز
بأنه ذو دائرة واسعة فهو ال يقتصر على العيوب الخفية فحسب بل يمتد ليشمل العيوب
الظاهرة كذلك بالرغم من أن ذلك يع د خروجا عن القاعدة العامة في عدم شمولية ضمان
هذه العيوب.
وبالتالي فاألصل في القانون المغربي لاللتزامات والعقود أن البائع ال يلتزم بضمان
العيوب الظاهرة والعيوب التي كان يعرفها وقت البيع ولكن خروجا على هذا األصل أقر
المشرع المغربي استثناء تصريح البائع بعدم وجودها.
ويعتبر ضمان العيوب الخفية مظهرا من مظاهر الحماية التي يوفرها القانون
للمشتري من حيث االطمئنان على سالمة العقار المبيع وصالحياته ولتحقيق الغرض
المقصود منه.
وعليه يكون بائع العقار في طور اإلنجاز ملزما بضمان العيوب الخفية التي تجعل
العقار المبيع غير صالح لالستعمال المخصص له أو التي تنتقص قيمته أو منفعته لدرجة
أن المشتري ما كان ليوافق على إبرام البيع النهائي لو كان يعلم بها عند تسلمه العقار
المبيع المشيد(.)2
23
بيع العقار في طور اإلنجاز
24
بيع العقار في طور اإلنجاز
التزاماته مما ينتج عن ذلك ضرر للطرف اآلخر ،الشيء الذي يؤدي بهذا األخير إلى
اللجوء للقضاء لرفع الضرر عنه( ،)1حيث يقوم القضاء بإعمال مجموعة من التقنيات التي
أوجدها المشرع إلنصاف الطرف المتضرر.
إال أننا سنقتصر في هذا اإلطار بالتطرق إلى الحماية التي يوفرها القضاء للمشتري،
باعتباره الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية ،وسنتطرق في هذا الصدد إلى ثالث نقاط
أساسية والتي هي دور القضاء في إتمام إجراءات البيع (أوال) ودور القضاء في إعمال
تقنية البطالن والفسخ (ثانيا) وأخيرا دور القضاء في تحديد التعويض عند الفسخ (ثالثا).
أوال :دور القضاء في إتمام إجراءات البيع
يتضح من خالل الفصل 74-671من قانون 44.00المعدل والمتمم بقانون
،701.71أن المشرع أشار إلى إمكانية اللجوء إلى القضاء للمطالبة بإتمام إجراءات
البيع ،وما تجدر اإلشارة إليه أن المشرع اعتبر الحكم الصادر بمثابة عقد البيع النهائي
الوارد في الفصل .)2(10-671
وقد جاءت المادة 71-671من قانون 701.71على أنه :إذا رفض أحد الطرفين إتمام
البيع داخل أجل ستين ( )60يوما ابتداء من تاريخ توصله باإلشعار ،يحق للطرف
المتضرر إما:
-فسخ العقد بقوة القانون ،تطبيقا ألحكام الفصل 160من ق.ل.ع مع حقه في
التعويض المنصوص عليه في الفصل .671-70
-اللجوء إلى التحكيم أوإلى المحكمة من أجل إتمام البيع مع حقه في التعويض
المنصوص عليه في الفصل 671-71وبالتالي يحق للمشتري في حالة رفض البائع إتمام
إجراءات البيع اللجوء إلى المحكمة للمطالبة بإتمام إجراءات البيع ،إال أنه يجب عليه
اإلدالء بالحجج التالية:
-نسخة من العقد االبتدائي أو نسخة من عقد التخصيص.
-إثبات إنهاء أجل 60يوما من تاريخ التوصل باإلشعار.
-عرض أداء بقية الثمن ،ويتم إيداعه بصندوق المحكمة إذا تم رفض تسلمه من
طرف البائع.
25
بيع العقار في طور اإلنجاز
وفي هذا السياق جاء قرار لمحكمة االستئناف بمراكش( )1ما يلي" :حيث عطل
الطاعن استئنافه بأن الحكم المستأنف عليه لم يؤدي الثمن خالل األجل المحدد ،لكن
حيث...أن تاريخ األسبوع األول من يوليوز 1002لم يكن فقط أجل أداء باقي الثمن إنما
كان كذلك موعد تحرير العقد النهائي ،هذا األخير الذي يتوقف على وفاء المستأنف بما
التزم به والممثل في الحصول على تصميم التجزئة...وهو لم يفي به بدليل أن رخصة
التصميم لم تتجزأ إال بتاريخ 1006/06/01والنتيجة في المستأنف عليه لم يكن ملزما
بأداء باقي الثمن خالل األجل المذكور طالما أن شروط تحرير العقد النهائي لم تتحقق وله
حسب مقتضيات الفصل 122من قانون ل.ع اإلمتناع عن تنفيذ التزامه إلى أن ينفذ
المستأنف ما التزم به طالما أنه ظاهر من العقد هو المطلوب أوال تنفيذ التزامه.
وبناء عليه فإن الحكم المستأنف الذي رد طلب الفسخ واستجاب لطلب إتمام البيع في
محله سيما وأن المستأنف قد أودع بصندوق األمانات باقي الثمن المتبقي في ذمته مما ال
يسع المحكمة إال بالتصريح بتأييده".
وعليه فإذا رفض البائع إتمام إجراءات البيع جاز للمشتري إجباره قضاءا على تنفيذ
التزاماته وإتمام البيع.
ثانيا :الدور القضائي في إعمال تقنية البطالن أو الفسخ
من خالل القواعد العامة يتضح بأن المشرع المغربي لم يقف عند تعريف هذه التقنية،
وخير ما فعل أن ترك مهمة وضع التعريف موكولة إلى الفقه ،لذا يعرف األستاذ دمحم
الشرقاني( )2تقنية البطالن " :أنه نظام قانوني يؤدي إلى اعتبار العقد أو التصرف القانوني
غير قائم بسبب اختالل تكوينه سواء كان الخلل تخلف أحد أركان العقد أو عدم صحة
اإلرادة".
لذا يتوجه مشرع قانون بيع العقا ر في طور اإلنجاز إلى اعتبار العقد المحرر من قبل
هيئة معينة غير تلك التي خول لها المشرع صالحية تحرير العقد ،كما نص صراحة على
بطالن العقود المتعلقة ببيع العقار في طور اإلنجاز التي لم تتم وفق أحكام قانون
-1قرار محكمة اإلستئناف بمراكش رقم 206ملف مدني عدد 06- 09 -651بتاريخ ،30/01/2008أشارت إليه مليكة
الهياللي ،م س ،ص129
-2دمحم الشرقاني :القانون المدني ،مطبعة دار القلم الرباط ،طبعة أولى ،يناير ،1000ص .766
26
بيع العقار في طور اإلنجاز
،)1(701.71بالتالي يعتبر العقد كأن لم يكن طبقا للفصل 671-0كما اعتبر أداء األقساط
قبل التوقيع على العقد باطال طبقا لمقتضيات للفصل 671-1من نفس القانون( ،)2ومرد
هذا البطالن هو حماية المشتري من كل استغالل يمارسه البائع لكي يدفع المشتري على
إبرام العقد أمام جهة غير مؤهلة قانونا.
ويبرز كذلك دور القضاء هنا في تقرير فسخ عقد بيع العقار في طور اإلنجاز الذي لم
يفرغ في الشكل الذي يتطلبه المشرع ،فيعتبر الفسخ بمثابة انحالل للرابطة التعاقدية
وإرجاع األطراف إلى حالة ما قبل التعاقد ،وفي إطار الحديث عن الفسخ في قانون
701.71يجب التمييز بين حالتين:
-الحالة األولى :الفسخ بإرادة األطراف طبقا لمقتضيات الفصل 671-74الذي ينص
على أنه :في حالة فسخ العقد من أحد األطراف ،يستحق المتضرر من الفسخ تعويضا ال
يزيد على % 72من المبالغ المؤداة.
-الحالة الثانية :الفسخ الصادر بحكم من المحكمة من جراء عدم إتمام البيع من أحد
الطرفين طبقا للفصل 671-71الذي ينص على أنه" :إذا رفض أحد الطرفين إتمام البيع
داخل أجل 60يوما ابتداء من تاريخ توصله باإلشعار ،يحق للطرف المتضرر إما فسخ
العقد بقوة القانون ،تطبيقا ألحكام الفصل 260من ق.ل.ع ()3مع حقه في التعويض
المنصوص عليه في الفصل ،671-70أو اللجوء إلى التحكيم أو إلى المحكمة من أجل
إتمام البيع مع حقه في التعويض".
ففي هذه الحالة يمكن للقاضي إجبار الطرف المخل على تنفيذ التزاماته وذلك ما ذهب
إليه المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) في إحدى قراراته( ،)4وهو نفس النهج الذي
صار عليه القضاء الفرنسي(.)5
كما أنه ال يمكن اللجوء إلى فسخ العقد بمجرد عدم أداء الثمن بل البد من إشعار
الطرف المخل ليتم بعدها اللجوء إلى القضاء وهو ما سار عليه المجلس األعلى سابقا في
-1دمحم محروك :الوجيز في العقود المسماة :البيوعات واألكرية الواردة على العقار في ضوء آخر التعديالت ،مطبعة
النجاح الجديدة الدار البيضاء،الطبعة األولى ،2017ص .711
-2القانون 44.00المعدل والمتمم بقانون .701.71
-3الذي ينص على أنه:إذا اتفق المتعاقدان على أن العقد يفسخ عند عدم وفاء أحدهما بالتزاماته وقع الفسخ بقوة القانون ,
بمجرد عدم الوفاء .
-4خالد الصالحي ،م.س ،ص .61
-5نفس المرجع ،ص .61
27
بيع العقار في طور اإلنجاز
إحدى قراراته ،أما بخصوص الحالة األولى فيرى األستاذ دمحم بونبات( )1بأن مفهوم الفسخ
في الفصل 671-74يؤخذ على محمل التراجع أو العدول عن العقد بصورة إرادية ،مما
يكون معه الطرف المتضرر من هذا الموقف قد استعد لتنفيذ العقد وعول عليه إلى أن
فوجئ بتراجع الطرف اآلخر.
ثالثا :دور القضاء في تحديد التعويض عند الفسخ
برجوعنا إلى مقتضيات القانون 44.00المعدل والمتمم بالقانون 701.71المتعلق
ببيع العقار في طور اإلنجاز ،نالحظ أن المشرع المغربي حدد نسبة التعويض في المادة
671-74والفصل 671-71حيث يالحظ أن المشرع حدد حد أدنى للتعويض ثم الحد
األقصى.
وتجدر اإلشارة أن هذا التعويض يسري على الطرفين وبالتالي ففي حالة فسخ العقد
االبتدائي أو عقد التخصيص فإن المتضرر يستحق التعويض بنسبة ال تتجاوز 72
عن األشغال الكبرى لمجموع العقار ،وكذلك 10عن المبالغ المؤداة إلى حين
اإلنتهاء من األشغال النهائية والحصول على رخصة البناء ،ومن جهة أخرى فإن تأخر
المشتري عن أداء الدفعات فإنه يتحمل تعويضا 7عن كل تأخر دون أن يتجاوز 70
في السنة ،وكذلك بالنسبة للبائع عن كل تأخر في إنجاز األعمال.
إضافة إلى ذلك يجوز للمشتري فسخ العقد دون تحمل أي تعويض إذا تجاوز البائع
األجل المتفق عليه لتسليم العقار للبائع ،مع مراعاة األجل اإلضافي الذي قد يستفيد منه
البائع مدته 6أشهر مع إشعار المشتري داخل أجل شهر.
ومن المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي أنه يجوز للمشتري فسخ عقد
التخصيص دون أن يتحمل أي تعويض وذلك داخل أجل 00يوم من تاريخ إبرامه وفقا لما
جاءت به الفقرة الرابعة من المادة ،671-0يستفاد من السابق أن المشرع المغربي حدد
التعويض الت ي يتحملها الطرف المخل بالتزامه ،مما يطرح تساؤل حول التعويض اإلتفاقي
الذي يمكن لألطراف اللجوء إليه والمنظم في الفصل 467من ق.ل.ع( ،)2ولإلجابة على
ذلك فإنه يمكن لألطراف تحديد تعويض اتفاقي شريطة أال يتجاوز النسبة المحددة من
طرف المشرع.
-1دمحم أحمد بونبات ،م س ،ص .11
-2ينص الفصل 461من ق ل ع أنه إذا كانت ألفاظ العقد صريحة إمتنع البحث عن قصد صاحبها .
28
بيع العقار في طور اإلنجاز
كما يالحظ أن المشرع حاول قدر اإلمكان توفير حماية مهمة للمشتري من خالل
المقتضيات المنظمة في قانون 44.00المعدل بقانون 701.71رغم القوة التي يتمتع بها
البائع في الواقع العملي في المجال العقاري ،إال أن السؤال المطروح هل هذه الحماية كافية
للتشجيع على تملك العقار ،وبالتالي تحقيق تنمية اقتصادية والحفاظ على اإلقتصاد الوطني،
نظرا للدور الذي يلعبه العقار في التنمية اإلقتصادية.
29
بيع العقار في طور اإلنجاز
خاتمة
يمكن القول في نهاية هذا العرض أن القانون المنظم لبيع العقار في طور اإلنجاز و
إن كان يندرج ضمن االصالحات الجزئية التي لجأ إليها المشرع المغربي في اآلونة
األخيرة تفاديا لإلصالح الشامل لمدونة قانون االلتزامات و العقود ،و إقتناعا من المشرع
بأهمية البيع الوارد على العقارات في طور اإلنجاز الذي يساهم في تنشيط الحركية
اإلقتصادية من خالل تشجيع المقاولين و المنعشين العقاريين على اإلستثمار في المجال
المعما ري ،وتمكين المستفيدين من المنتوج العقاري بأداء أقساط شهرية او دورية تتناسب
و أوضاعهم المادية .
وكذا محاولة لترجيح كفة الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية الذي يخضغ في
غالب االحيان للشروط التي يمليها عليه المنعش العقاري تحت إكراه الحاجة أو الوضعية
اإلجتماعية ،فإنه في المق ابل لم تفلح الغاية المتوخاة منه رغم إصدار القانون 12-107
بالرغم من أن قواعد العدالة و اإلنصاف تفرض عدم إصدار األحكام المسبقة لكون هذا
القانون في حديث عهده إال أن الواقع العملي هو الذي سيحدد لنا الخطأ من الصواب .
30
بيع العقار في طور اإلنجاز
الئحة المراجع
* الكتب:
-نورة غزالن الشنيوي ،الوسيط في العقود الخاصة ،الطبعة األولى.6102 ،
-عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،الطبعة
الثالثة .6102
-دمحم محروك ،الوجيز في العقود المسماة،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء ،الطبعة األولى
.6102
-دمحم العروصي ،المختصر في العقود المسماة،مطبعة مرجان مكناس ،الطبعة الخامسة
.6102
-دمحم أحمد بونبات ،بيع العقار في طور اإلنجاز،مطبعة و الوراقة الوطنية مراكش ،الطبعة
األولى 2003 ،
-عبد الحفيظ المشماشي ،بيع العقار في طور اإلنجاز ،مطبعة الجديدة ،الدار البيضاء طبعة
.6106
-دمحم خيري ،قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي،مطبعة دار نشر المعرفة،الرباط
الطبعة الخامسة .6112
-دمحم الشرقاني ،القانون المدني ،مطبعة دار القلم الرباط ،الطبعة األولى ،يناير .6112
-مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع
المغربي،مطبعة شركة الهالل العربية للطباعة والنشر ،الرباط ،طبعة .0292
-دمحم العلمي ،محاضرات في العقود المسماة ،طبعة .1074المطبعة غير مذكورة طبعة
.6102
-إدريس العبدالوي ،شرح القانون المدني،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة األولى
.0222
-عبد الحق الصافي ،بيع العقار في طور اإلنجاز ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة األولى .6100
-بوعبيد عباسي :االلتزام باإلعالم في العقود دراسة في حماية المتعاقد المستهلك،
المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش1001 ،
* األطروحات والرسائل
-علي الرام ،بيع العقار في طور البناء على ضوء أحكام القانون المغربي ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة دمحم األول وجدة.6112-6112 ،
-مليكة الهياللي ،بيع العقار في طور اإلنجاز ودوره في التخفيف من أزمة السكن على ضوء
مستجدات ،012.06رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار كلية الحقوق ، ،جامعة دمحم
األول وجدة .6102-6102
-رشيد سهيل ،بيع العقار في طور اإلنجاز ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القوانين
اإلجرائية المدنية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة القاضي عياض
مراكش ،السنة الجامعية 1071-1077
-عدنان بلحاج ،حماية المتعاقد في البيوعات العقارية "بيع العقار في طور اإلنجاز نموذجا"،
بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة عبد المالك السعدي طنجة
.6102-6106
31
بيع العقار في طور اإلنجاز
-فدوى العماري ،الضمانات القانونية في بيع العقار في طور اإلنجاز ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في قانون العقود والعقار ،بكلية الحقوق ،جامعة دمحم األول وجدة
1002،
* المقاالت
-عبد الرزاق أيوب ،مظاهر حماية المستهلك في بيع العقار في طور اإلنجاز ،منشورات
القضاء المدني ، ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط .6102
-الجياللي بوحبص ،قراءة في ضوء المقتضيات القانونية المنظمة لبيع العقار في طور
اإلنجاز ،مجلة سلسالت وندوات محكمة االستئناف بالرباط ،العدد الثاني1077 ،
-الخليفي مريم التزام باإلعالم اإللكتروني وشفافية التعامل في مجال التجارة اإللكترونية،
مجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد الرابع 1077
32
بيع العقار في طور اإلنجاز
الفهرس
مقدمة 7 .................................................................................................................
المبحث األول :ماهية عقد بيع العقار في طور اإلنجاز وضوابط تكوينه 0 .................................
المطلب األول :ماهية عقد بيع العقار في طور اإلنجاز 0 ......................................................
الفقرة األولى :مفهوم عقد بيع العقار في طور اإلنجاز 0 .......................................................
الفقرة الثانية :خصائص عقد بيع العقار في طور اإلنجاز 4 ..................................................
المطلب الثاني :تكوين عقد بيع العقار في طور اإلنجاز6 .................................................... .
الفقرة األولى :عقد التخصيص والعقد االبتدائي6 .............................................................. :
أوال :عقد التخصيص6 ............................................................................................. :
ثانيا :العقد االبتدائي1 ............................................................................................... :
الفقرة الثانية :العقد النهائي1 ....................................................................................... :
ثانيا :شكلية إبرام العقد النهائي1 .................................................................................. :
المبحث الثاني :التزامات أطراف العقد والضمانات الحمائية المقررة للمشتري70 ...................... .
المطلب األول :التزامات أطراف عقد بيع العقار في طور اإلنجاز 70 ......................................
الفقرة األولى :إلتزامات البائع70 ................................................................................. :
أوال :احترام شروط دفتر التحمالت والتصاميم الهندسية وأجل اإلنجاز77 ............................... :
ثانيا :تقديم البائع ضمانات بنكية أو تأمينا 71 ....................................................................
ثالثا :إلتزامات أخرى 70 ............................................................................................
الفقرة الثانية :إلتزامات المشتري 74 ..............................................................................
أوال :أداء الثمن تبعا لتقدم األشغال 74 ............................................................................
ثانيا :إشعار المشتري للبائع بالتخلي عن حقه للغير 76 ........................................................
ثالثا :التزام المشتري بأداء التعويض في حالة تأخر عن أداء الدفعات 71 ..................................
المطلب الثاني :الضمانات المخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز71 ....................
الفقرة األولى :الضمانات المخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز71 .................... :
أوال :إمكانية اللجوء إلى إجراء التقييد االحتياطي71 ...........................................................
ثانيا :اإللتزام باإلعالم في بيع العقار في طور اإلنجاز 71 ....................................................
ثالثا :مدى مالئمة القواعد العامة في توفير الحماية الالزمة للمشتري 17 ...................................
الفقرة الثانية :دور القضاء في حماية مشتري العقار في طور اإلنجاز 14 ..................................
أوال :دور القضاء في إتمام إجراءات البيع 12 ...................................................................
ثانيا :الدور القضائي في إعمال تقنية البطالن أو الفسخ16 ....................................................
ثالثا :دور القضاء في تحديد التعويض عند الفسخ 11 ..........................................................
خاتمة 00 ...............................................................................................................
الئحة المراجع 07 ....................................................................................................
33