You are on page 1of 38

‫ماستر الوسائل البديلة لفض االمنازعات‬

‫وحدة‪ :‬الوسائل البديلة لحل المنازعات العقارية‬


‫عرض تحت عنوان‬

‫منازعات الحجز العقاري‪-‬الحجز التنفيذي‪-‬‬

‫تحت إشراف األستاد‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫مصطفى المرضي‬ ‫سكينة الشواي‬
‫ياسين النيجي‬
‫عادل الطايق‬
‫نزهة السالمي‬
‫فاطمة مخان‬
‫نهيلةالزهراوي‬

‫السنة الجامعية‪2021.2020‬‬
‫الئحة المختصرات‪:‬‬
‫م‪.‬س‪ :‬مرجع سابق‬
‫ص‪:‬الصفحة‬
‫ق‪.‬م ‪:‬قانون مسطرة المدنية‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يشكل العقار األرضية األساسية النطالق المشروعات المنتجة‪ ،‬ويكتسي أهمية كبرى‬
‫على المستوى السياسي واإلقتصادي و اإلجتماعي‪ ،‬فهو مورد ورزق االنسان ومحل سكناه‪،‬‬
‫وهو األرضية الالزمة إلقامة االستثمارات الصناعية والتجارية والحرفية والسياحية ويعد‬
‫‪1‬‬
‫أداة لتحقيق اإلستقرار والسلم اإلجتماعيين‪.‬‬

‫ويعتبر قانون التحفيظ العقاري إحدى الركائز األساسية لتثبيت الملكية العقارية‪ ،‬لذلك‬
‫تسعى كل الدول إلى خلق نظام عقاري متكامل‪ ،‬والمغرب من بين هذه الدول‪ ،‬والنظام‬
‫العقاري المغربي نظام مزدوج في هيكله ومتنوع في طبيعته‪ ،‬ويتميز بكثرة النصوص‬
‫‪2‬‬
‫التشريعية المنظمة له بحسب نوع وطبيعة العقار‪.‬‬

‫وكما نعلم أن لكل مجال نزاعات وأحكام تصدر في إطار هذه النزاعات‪ ،‬وما يهمنا هو‬
‫األحكام العقارية الصادرة لكل مظلوم أو طالب حق التي تبقى غير مكتملة النتيجة إلى حين‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫حيث أن التنفيذ هو الوسيلة الوحيدة التي تعطي الصورة الحقيقية للقضاء ومدى أهميته‬
‫‪3‬‬
‫وإذعان المتقاضين له‪ ،‬فال نفع من مناقشة حكم ال نفاذ له‪.‬‬

‫ويعد موضوع التنفيذ‪ ،‬من المواضيع التي تتسم بالصبغة القانونية والقضائية معا‪ ،‬وتعيشه‬
‫مختلف المحاكم بالمملكة عند نهاية المراحل الطويلة للنزاعات أمام القضاء‪ ،‬من خالله‬
‫يحصل الدائن على حقه‪ ،‬ووضع حد لتعنت وعناد مدينه‪.‬‬

‫ويالحظ أن تنفيذ المدين إللتزامه يكون اختياريا‪ ،‬بدون تدخل من السلطة العامة‪ ،‬أي امتثاال‬
‫لعنصر المديونية‪ ،4‬لكن قد يحدث أن يرفض المدين التنفيذ االختياري وهذا طبيعي بالنظر‬
‫إلى غلبة الطابع اإلنساني على سلوكه وتصرفاته‪ ،‬وهو ما يفرض التنفيذ عليه قسرا‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد ألزم المشرع المغربي اللجوء إلى القضاء باإلجراءات التي رسمها القانون‪ ،‬والتي‬

‫‪_ 1‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات العقارية الخاصة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2019‬ص ‪.51‬‬
‫‪_ 2‬ادريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2018‬ص ‪.7‬‬
‫‪_ 3‬محمد البلعيدي‪ ،‬التنفيذ و إشكالياته‪ ،‬مقال منشور بمجلة محكمة‪ ،‬العدد ‪ 2‬السنة ‪ ،2003‬مطبعة دار السالم الرباط‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪_ 4‬المديونية هي رابطة بين الدائن والمدين يجب على هذا األخير بمقتضاها القيام بأداء معين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تقوم على مبدأ المواجهة للحصول على سند قضائي يؤكد ثبوت الحق المدعى به‪ ،‬فال يقتصر‬
‫دور القاضي في الدولة الحديثة على مجرد إصدار حكم يؤكد حق الدائن‪ ،‬بل يمتد إلى تنفيذه‪،‬‬
‫مستهدفا تغيير الواقع العملي وجعله متالئما مع هذا الحكم أو أي سند تنفيذي آخر يتبلور فيه‬
‫حق الدائن‪ ،‬ومنح هذا الحكم الصادر بشأنه قوة التنفيذ‪ ،‬في هذا االطار يشكل الحجز تلك‬
‫الطريقة الجبرية التي تجعل المدين خاضعا لقواعد التنفيذ ولو لم يرغب في ذلك‪.5‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن طرق التنفيذ الجبري تنقسم إلى صنفين‪ ،‬أحدهما مباشر أو عيني يهم‬
‫األحكام القاضية بتسليم المنقول أو القيام بعمل أو اإلمتناع عن عمل‪ ،‬واآلخر غير مباشر‬
‫تمثله مساطر الحجز بجميع صورها‪ ،‬ويبقى الحجز العقاري أهم هذه الصور والذي يهدف‬
‫من خالله الدائن إلى وضع العقار موضوع الحجز تحت يد القضاء تمهيدا لبيعه بالمزاد‬
‫‪6‬‬
‫العلني واستخالص دينه من حصيلة البيع‪.‬‬

‫غير أن ما يجب لفت االنتباه إليه في هذا الصدد هو أن مسطرة الحجز التنفيذي على‬
‫العقار‪ ،‬ال تمر دائما دون منازعة‪ ،‬إذ غالبا ما تتخللها منازعات‪ ،‬حيث أنه ورغبة من المشرع‬
‫المغربي في تحقيق توازن إجرائي عادل أثناء جريان مسطرة الحجز بين المصالح المختلفة‬
‫ألطراف التنفيذ وكذا األغيار‪ ،‬أقر العديد من الوسائل لفائدتهم لالعتراض على التنفيذ والطعن‬
‫فيه بحسب المصلحة المطلوب حمايتها‪ ،‬ومن ذلك نجد نظام الصعوبة في التنفيذ و ادعاء‬
‫الغير ملكية العقارات المحجوزة‪ ،‬وتقديم دعوى بطالن إجراءات الحجز‪ .‬هذه الوسائل هي‬
‫جزء من الدعاوى المتفرعة عن التنفيذ والمؤثرة في سيره أو في تحديد نطاقه أو في استمرار‬
‫‪7‬‬
‫آثاره تبعا لإلجراءات المقررة قانونا‪.‬‬

‫ويقصد بمنازعات الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬تلك المنازعات القانونية المتعلقة بإجراءات‬
‫تنفيذ السندات التنفيذية وتتضمن ادعاءات لو صحت ألثرت في التنفيذ إما بجعله صحيحا أو‬
‫‪8‬‬
‫باطال‪ ،‬وإما بإبقائه مؤقتا أو باالستمرار فيه بعد وقفه‪.‬‬

‫‪ _ 5‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش الطبعة السادسة ‪ ،2012‬ص ‪.407‬‬
‫‪_ 6‬فؤاد أجبيلي‪ ،‬وقف إجراءات الحجز العقاري بين جدية المنازعة والرغبة في عرقلة التنفيذ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العقاري‬
‫والحقوق العينية‪ ،‬كلي ة العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .2019/2018‬ص ‪.1‬‬
‫‪_ 7‬فؤاد أجبيلي‪ ،‬مرجع نفسه‪ .‬ص ‪.7‬‬
‫‪_ 8‬محفوظ محمد أمين‪ ،‬الوجيز في منازعات التنفيذ‪ ،‬منشأة المعارف االسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2019‬ص ‪.7‬‬

‫‪4‬‬
‫أما الحجز التنفيذي‪ ،‬فيقصد به وضع المال المحجوز_ العقار في هذه الحالة_ تحت يد‬
‫القضاء ومنع المنفذ ضده من أن يتصرف فيه وذلك للمحافظة على حقوق الدائن الحائز طالب‬
‫التنفيذ الستيفاء دينه من ثمنه عند بيع هذا المال‪.‬‬

‫كما يعرف الحجز التنفيذي بأنه وضع أموال المدين تحت يد القضاء‪ ،‬واستيفاء الدائن‬
‫‪9‬‬
‫الحاجز لحقه من هذه األموال‪ ،‬أو من ثمنها بعد بيعها بواسطة السلطة العامة‪.‬‬

‫إذن ف الحجز التنفيذي‪ ،‬هو الذي يهدف إلى بيع أموال المدين والحصول على حق الدائن من‬
‫ثمنها‪ ،‬لذلك أوجب المشرع المغربي إلجرائه أن يكون للدائن سند قابل للتنفيذ ومثبت لحقه‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫فضال عن توافر جميع الشروط التي يتطلبها القانون في الحق المطلوب اقتضاؤه‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي الحجز التنفيذي في الباب الرابع من القسم التاسع من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ 11،‬وخصص له الفصول من ‪ 459‬إلى ‪ ،487‬منها الفصول من ‪ 469‬إلى‬
‫‪ 487‬أفردها لألحكام المتعلقة بالحجز التنفيذي الواقع على العقارات‪.‬‬

‫و باإلضافة إلى الحجز التنفيذي‪ ،‬هناك أنواع أخرى من الحجوز و يتعلق األمر بالحجز‬
‫التحفظي والحجز لدى الغير والحجز اإلرتهاني ثم الحجز اإلستحقاقي‪.‬‬

‫_فأما الحجز التحفظي‪ ،‬فهو صورة من صور الحماية الوقتية لتوافر عنصر االستعجال‪،‬‬
‫ويعني وضع أموال المدين تحت يد القضاء والمحافظة عليها لمنع المحجوز عليه من‬
‫التصرف فيها تصرفا يضر بحق الحاجز‪ ،‬تمهيدا القتضاء حقه_ أي الحاجز_ من ثمن بيعها‬
‫عندما يتخذ اإلجراءات الالزمة لذلك‪ 12.‬وقد نظمه المشرع المغربي في الفصول من ‪452‬‬
‫إلى ‪ 458‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫_الحجز لدى الغير عرفه األستاذ محمد العربي المجدوب بأنه مسطرة يمنع الدائن (الحاجز)‬
‫بواسطتها المحجوز لديه والذي هو مدين لمدينه من أن يدفع لهذا األخير بعض المبالغ أو‬

‫‪_ 9‬هشام محمود‪ ،‬إجراءات التقاضي والتنفيذ ‪ ،‬منشورات جامعة الكويت‪ ،‬الطبعة ‪ ،1989 ،1‬ص ‪.46‬‬
‫‪_ 10‬نجيم أهتوت‪ ،‬المنازعا ت المثارة بصدد مسطرة الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬السنة الجامعية ‪ ، 2013/2012‬ص ‪.4‬‬
‫‪_ 11‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬ص ‪.2741‬‬
‫‪_ 12‬مجيدة الزيان ي‪ ،‬الحجز التحفظي‪ :‬قواعده وتطبيقاته‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1999/1998‬ص ‪.5‬‬

‫‪5‬‬
‫بعض األشياء التي هو مدين له بها‪ ،‬ثم يطلب من المحكمة بأن يسدد دينه من تلك المبالغ أو‬
‫من ثمن تلك األشياء التي هو مدين له بها‪ ،‬ثم يطلب من المحكمة بأن يسدد دينه من تلك‬
‫المبالغ أو من ثمن تلك األشياء‪ 13.‬كما عرفه األستاذ عبد هللا الشرقاوي بأنه إجراء يستطيع‬
‫الدائن أن يتعرض بين يدي مدين مدينه على كل المبالغ والمنقوالت التي يمسكها هذا األخير‬
‫لحساب المدين‪ ،‬وأن يستوفي دينه من تلك المبالغ أو من ثمن تلك المنقوالت بعد بيعها‬
‫والحجز لدى الغير نظمه المشرع في الفصول من ‪ 488‬إلى ‪ 496‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫_الحجز اإلرتهاني نظمه المشرع المغربي في الفصول من ‪ 497‬إلى ‪ 499‬من ق م م‪ ،‬ولم‬


‫يخصه بتعريف معين‪ ،‬تاركا ذلك للفقه الذي عرفه بأنه الحجز الذي يتمكن من خالله المالك‬
‫والمنتفع والمكتري األصلي للعقار أو األرض الفالحية من حجز وبيع بعد التصحيح‪،‬‬
‫المنقوالت المتواجدة بالعقار المكترى أو األرض المكتراة والتي يقع عليها حق االمتياز‬
‫‪14‬‬
‫لصالحه طبقا للمادة ‪ 1250‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫_الحجز االستحقاقي‪ :‬لم يحظى بتنظيم تشريعي متكامل‪ ،‬بل مقتضب حيث خصص له‬
‫المشرع فقط الفصول من ‪ 500‬إلى ‪ 503‬من ق م م‪ ،‬والتي لم تعرف الحجز االستحقاقي‪ ،‬وقد‬
‫اعتبر بعض الفقه‪ ،‬الحجز االستحقاقي من الحجوز التحفظية الهدف منه منع الحائز لمنقوالت‬
‫من التصرف فيها تصرفا يضر بمن له الحق عليها‪ ،‬كمنع المكري لعقار من التصرف في‬
‫المنقوالت أو المحاصيل الفالحية الموجودة بالعقار المكترى تصرفا يضر بمن له الحق‬
‫عليها‪.‬‬

‫وعليه يتضح أن الحجز االستحقاقي يقع على المنقوالت دون العقارات‪ ،‬هدفه ضمان حق‬
‫الحاجز العيني على المنقول الذي يطالب باستحقاقه‪.‬‬

‫اذن واسترساال لما ماسبق ونظرا لتمسك االنسان باألرض وحرصه على حيازتها وتملكها‬
‫إرضاء لغريزة حب التملك واالرتباط باألرض‪ ،‬باعتبارها مورد للرزق ومصدرا للكنز‬

‫‪_ 13‬محمد العربي المجبود‪ ،‬مسطرة الحجز لدى الغير‪ ،‬منشورات جمعية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬الرباط‪.1982 ،‬‬
‫‪_ 14‬ظهير ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ ،)1913‬وفق صيغة محينة بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪.2016‬‬

‫‪6‬‬
‫‪15‬‬
‫والغناء‪ ،‬ونظرا لما تخلفه من تأثير نفسي واجتماعي على سلوكه بسبب تعلقه العاطفي بها‪،‬‬
‫جعل المشرع المغربي يحيط تنفيذ األحكام العقارية بإجراءات وضمانات ال تطبق في تنفيذ‬
‫باقي األحكام‪ ،‬وحدد قواعد و إجراءات خاصة لحجز العقارات_حجزا تنفيذيا_ تختلف عن‬
‫حجز المنقوالت‪ ،‬ومن هذه الضمانات ما يتعلق بوسائل االشهار و االعالم‪ ،‬وكذا تنظيم‬
‫المشرع لدعوى االستحقاق الفرعية ودعوى بطالن اجراءات الحجز‪ ،‬وتنظيمه أيضا‬
‫إلجراءات صعوبة التنفيذ الوقتية‪ ،‬وفتحه المجال أمام باقي الدائنين للتدخل في الحجز أو‬
‫‪16‬‬
‫التعرض على مشروع التوزيع وغيرها من الضمانات‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يبدو أن لموضوع منازعات الحجز التنفيذي العقاري أهمية بالغة‪ ،‬إن على المستوى‬
‫النظري أو العملي أو االقتصادي‪ ،‬فعلى المستوى النظري تتجلى هذه األهمية في االهتمام‬
‫الذي أواله المشرع المغربي لمؤسسة الحجز خاصة الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من خالل إقراره لمجموعة من النصوص القانونية المؤطرة لهذا الحجز‪ ،‬منها ماهو وارد في‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ومنها ماهو وارد في قوانين أخرى متفرقة كظهير التحفيظ العقاري‬
‫‪ ،17‬أو القانون رقم ‪ ،1839.08‬ثم مرسوم ‪ 17‬دجنبر ‪ 1968‬الخاص بمؤسسة القرض‬
‫العقاري‪.19‬‬

‫أما بالنسبة لألهمية العملية‪ ،‬فتظهر من خالل تعقد وطول االجراءات المسطرية التي غالبا‬
‫ما تكون مشوبة بعيوب تفرغه من جدواه‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى كثرة الطعون المنصبة على‬
‫مسطرة الحجز التنفيذي‪ ،‬وأحيانا تعارض المواقف القضائية‪.‬‬

‫أما األهمية االقتصادية فتبرز فيما ترتبه المنازعات المثارة بخصوص مسطرة الحجز‬
‫التنفيذي نالعقاري من آثار اقتصادية سلبية تعيق بشكل كبير عملية منح القروض لتمويل‬

‫‪_ 15‬ابراهيم بحماني‪ ،‬تنفيذ األحكام العقارية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2001‬ص ‪.20‬‬
‫‪_ 16‬نجيم أهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪_ 17‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬غشت ‪ ، )1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪14.07‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.11.177‬في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نونبر ‪ ،)2001‬جريدة رسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة‬
‫‪ 24( 1432‬نونبر ‪ )2011‬ص ‪.5575‬‬
‫‪_ 18‬القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.178‬صادر في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نونبر‬
‫‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5598‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪ 24(1432‬نونبر ‪ )2011‬ص ‪.5587‬‬
‫‪_ 19‬قانون رقم ‪ 007.71‬بتاريخ ‪ 21‬شعبان ‪ 12( 1391‬أكتوبر ‪ ،)1971‬يتمم ويغير بموجبه المرسوم الملكي رقم ‪ 552.67‬الصادر في ‪ 26‬رمضان‬
‫‪ 17( 1388‬دجنبر ‪ ) 1968‬بمثابة قانون يتعلق بالقرض العقاري والقرض الخاص بالبناء والقرض الفندقي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3077‬بتاريخ‬
‫‪ ، 20/10/1971‬ص ‪.2476‬‬

‫‪7‬‬
‫المشاريع االقتصادية‪ ،‬وتزعزع ثقة الدائنين في فعالية القواعد القانونية التي تمكنهم من‬
‫اقتضاء ديونهم في الوقت المحدد‪.‬‬

‫ومن خالل هذه األهمية التي يكتسيها الموضوع‪ ،‬يمكن صياغة إشكاليته على النحو التالي‪:‬‬

‫إلى أي حد توفق المشرع المغربي في تنظيم المنازعات المثارة خالل مسطرة الحجز‬
‫التنفيذي العقاري‪.‬‬

‫هذا ما سنحاول االجابة عنه باالعتماد على المنهج التحليلي والتفسيري‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫اتباع التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬بعض منازعات الحجز التنفيذي العقاري‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬بطالن إجراءات الحجز التنفيذي العقاري وتجليات الوسائل‬
‫البديلة لحل منازعات الحجز التنفيذي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث األول‪ :‬بعض منازعات الحجز التنفيذي العقاري‪.‬‬
‫على امتداد إجراءات مسطرة الحجز التنفيذي قد تثار عدة منازعات منها ما يتصل مباشرة‬
‫بشروط و صحة اإلجراءات ‪،‬ومنها ما يتصل باتخاد إجراء مؤقت ‪،‬مما يكون معه ضرورة‬
‫الرجوع للقضاء لتذييل مثل هذه العوارض ‪،‬والتي تختلف من مرحلة ألخرى حسب‬
‫موضوعها و األطراف المتدخلة‪،‬ففي حالة المنازعات المرتبطة بوجود صعوبة وقتية في‬
‫عملية التنفيذ فنكون أمام دعوى الصعوبة الوقتية (المطلب األول) على خالف الدعوى التي‬
‫ترفع من الغير و التي ترمي لحماية حق هذا األخير من إجراء الحجز و التي ال تتصور إال‬
‫‪.‬برفع دعوى اإلستحقاق الفرعية (المطلب التاني)‬

‫وبالتالي في إطار هدا المبحث سنتناول الصعوبة الوقتية في() المطلب األول على أن‬
‫‪..‬نخصص (المطلب الثاني) للصعوبة الموضوعية‬

‫المطلب األول‪ :‬منازعة الصعوبة الوقتية‬


‫في البداية البأس أن نعرف بصعوبة التنفيذ الوقتية بأنها هي الدعوة التي تهدف إلى اتخاذ‬
‫إجراء وقتي يرمي إلى وقف التنفيذ أو اإلستمرار فيه ودالك من طرف قاضي المستعجالت‬
‫‪ ،20‬وجدير بالذكر أن هذه المنازعة التي تعترض الحجز التنفيذي العقاري يتعدد أطرافها‬
‫باإلضافة إلى أن هناك مجموعة من الشروط الواجب توفرها لرفع هذه الدعوى (الفقرة‬
‫األولى)‪،‬ودون أن نغفل الجهة المختصة التي يجب أت ترفع هذه الدعوى أمامها ‪،‬عالوة‬
‫‪.‬على ذلك التطرق إلى األثار المترتبة عنها (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬أطراف دعوى الصعوبة الوقتية و شروطها‬

‫لقد حدد المشرع األشخاص الذين يحق لهم إتارة صعوبة التنفيذ الوقتية من خالل‬
‫عدد من نصوص قانون المسطرة المدنية [ أوال] كما نجده عمد إلى وضع شروط لرفع‬
‫‪ .‬دعوى الصعوبة الوقتية [ تانيا ]‬

‫‪ :‬أوال‪ -‬أطراف دعوى الصعوبة الوقتية‬

‫‪20‬عبد هللا درميش القضاء المستعجل من القضاء بصفة عامة مجلة المحاكم المغربية العدد ‪ 41‬سنة ‪ 2004‬الصفحة‪.42‬‬

‫‪9‬‬
‫جذير بالذكر أن أطراف الصعوبة الوقتية نوعان بداية أن أطراف الصعوبة الوقتية نوعان‬
‫‪..‬األطراف المباشرة و األطراف الغير مباشرة‬

‫األطراف المباشرة للحكم المراد تنفيذه ‪:‬وهي المنصوص عليها في الفصل ‪ 436‬من‬ ‫•‬

‫قانون المسطرة المدنية‪(.‬المنفذ و النفذ عليه)‪.‬‬

‫األطراف الغير المباشرة ‪:‬هم الذين لم يكونوا طرفا في الحكم المراد تنفيذه‪ 21‬ولها‬ ‫•‬

‫حالتان‪:‬‬

‫الغير الذي ال صلة له بأطراف النزاع وهي الحالة التي عالجها المشرع في‬ ‫‪-‬‬

‫الفصل ‪ 482‬من ق م م إذا حجز على عقار الغير الذي ليس طرفا في الحكم‬
‫المراد تنفيذه فله حق إقامة دعوى اإلستحقاق‪ ،‬لكن إذا أصر المنفذ على متابعة‬
‫مسطرة التنفيذ أمكن لهذا الغير استصدار أمر من رئيس المحكمة لتأجيل التنفيذ‬
‫االستحقاق‪.‬‬ ‫على العقار المحجوز إلى حين الفصل في دعوى‬

‫الغير الذي ليس طرفا في النزاع لكن له صلة بالمنفذ عليه وتكون مصالحه مهددة‬ ‫‪-‬‬

‫متاله الخلف الخاص‪.‬‬

‫ففي ما يتعلق بأحقية الغير في إتارة الصعوبة الوقتية نجد القضاء قال كلمته في هذه المسألة‬
‫بحيث انقسم إلى اتجاهين ‪:‬‬

‫الوقتية‪:‬‬ ‫اتجاه يمنع الغير من رفع الصعوبة‬ ‫➢‬

‫كل من ليس طرفا في الخصومة وليست له سلطة على العقار المحجوز فإنه ليس له الصفة‬
‫في إتارة ما يتعلق بصعوبة التنفيذ‪، 22‬وهو ما كرسته محكمة النقض في إحدى قراراتها‪" 23‬‬
‫حيت تبين ما عابه الطالب دالك أنه بناء على مبدأ نسبية األحكام فإن المطلوبة لم تكن طرفا‬
‫في األمر عدد ‪ 83/267‬الذي لم يصدر في مواجهتها وبذالك لم تكن لها الصفة في إتارة‬

‫‪21‬اعبد النبي ‪.‬إشكالية تنفيد األحكام المدنية مقال منشور في م ‪،Talibdroit.com‬تاريخ اإلطالع ‪ .2021.01.06‬الساعة ‪,17,52‬‬
‫‪ 22‬بالل بداوي ‪،‬التنفيذ العقاري بين النص القانوني و االجتهاد القضائي بحت نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء سنة ‪ 2012/2010‬الصفحة ‪24‬‬
‫‪23‬قرارعدد‪ 516‬صاد رعن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ 1991‬ملف مدني رقم‪ 86/1271‬منشور بمجلة القضاء المجلس األعلى عدد‬
‫‪452‬الصفحة‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫الصعوبة التي أناطها الفصل‪ 436‬من ق م م باألطراف دون غيرها وكان السبيل الوحيد من‬
‫المطلوبة للدفاع عن حقوقها هو سلوك مسطرة تعرض الغير الخارج عن الخصومة "‪.‬‬

‫الغير‪:‬‬ ‫اتجاه يجيز إثارة الصعوبة من طرف‬ ‫➢‬

‫مستندا إلى الفصل ‪ 436‬بحيث يرى أصحاب هذا اإلتجاه أن هذا الفصل ال يتضمن أي إشارة‬
‫صريحة أو ضمنية تفيد حرمان الغير من إتارة الصعوبة ‪,‬و في هذا السياق نجد أمرا صادر‬
‫عن رئيس المحكمة االبتدائية بطنجة" حيث يحق للغير الذي لم يكن طرفا في الحكم الذي‬
‫تجرى إجراءات تنفيذه أن يستشكل في تنفيذه إذا ظهر له أن طالب التنفيذ يرغب في التنفيذ‬
‫على ماله بشرط أن يكون هدا الحق مستند على سند جدي "‪.‬‬

‫تانيا‪ -‬شروط دعوى الصعوبة الوقتية‪:‬‬

‫لقد استوجب المشرع إلمكانية إتارة صعوبة التنفيذ توفر مجموعة من الشروط التي ينبغي‬
‫استيفائها‪ ,‬لتفادي إثارة هده الصعوبة من أشخاص غايتهم فقط المماطلة و التسويف‪ ,‬ويمكن‬
‫تقسيم هذه الشروط إلى شروط تشريعية و شروط قضائية‪.‬‬

‫الشروط التشريعية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫باإلضافة إلى الشروط العامة الضرورية لقبول أي دعوى من أهلية و صفة و مصلحة هناك‬
‫مجموعة من الشروط التي جاءت في نصوص متفرقة من ق م م ‪ 436 152 149‬وهي‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫عنصر االستعجال‬ ‫‪-‬‬

‫لم يعرفه المشرع لكن يمكن القول على أنه الضرورة الملحة لدفع ضرر مأكد أو إيجاد حل‬
‫مؤقت لنزاع معين دون المساس بمراكز األطراف‪ 24‬ولقد نص على هذا الشرط الفصل‪149‬‬
‫من ق م "يختص رئيس المحكمة االبتدائية وحده بالبت بصفته قاضيا للمستعجالت كلما توفر‬
‫عنصر االستعجال في الصعوبة المتعلقة بتنفيذ حكم أو سند قابل ل التنفيذ أو األمر بالحراسة‬

‫‪24‬بالل بداوي‪،‬م س ‪،‬الصفحة‪27‬‬

‫‪11‬‬
‫القضائية أو أي إجراء أخر تحفظي" أي البد م توفر عنصر االستعجال في الصعوبات‬
‫المتعلقة بتنفيذ حكم‪ 27‬أو سند قابل لتنفيذ ‪ ,‬ونفسه أكدته محكمة النقض في قرار لها‪.25‬‬

‫عدم المساس بالجوهر‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫منصوص عليه في الفصل ‪152‬من ق م م الذي ينص "ال تبتثاألوامر االستعجالية إال في‬
‫اإلجراءات الوقتية وال تمس بما يمكن أن يقضي به في الجوهر" أي أن تكون الصعوبة‬
‫تتطلب مجرد اتخاذ إجراء وقتي تحفظي ال يمس موضوع الحق المتنازع فيه ‪ ،‬وال تفسير‬
‫حكم سيجرى تنفيذه ‪ ،‬هو غالبا ما يكون اإلجراء الوقتي الذي يطلب من الرئيس الحكم به‪،‬إما‬
‫بوقف التنفيذ مؤقتا أو استمرار فيه إلى حين صدور الحكم بشأنه موضوعيا‪،‬إنطالقا من‬
‫تحسسه لظاهر الوثائق و الحجج المستظهر بها‪ ,‬وجدير بالذكر أن عدم المساس بأصل الحق‬
‫بالقانون‪.26‬‬ ‫عكس االستعجال يخضع لرقابة محكمة النقض باعتباره يتعلق‬

‫جدية الصعوبة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫منصوص عليه في الفصل ‪ 436‬من ق م م "ويقدر الرئيس ما إذا كانت االدعاءات المتعلقة‬
‫بالصعوبة مجرد وسيلة للتسويف و المماطلة ترمي إلى المساس بالشيء المقضي به حيت‬
‫يأمر في هذه الحالة بصرف النظر عن ذلك وإذا ظهر له أن الصعوبة جدية أمكن له أن يأمر‬
‫بإيقاف التنفيذ إلى أن يبثة في األمر‪ ,‬أي أن رئيس المحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت يقوم‬
‫بتقدير مدى حجية الصعوبة المثارة في التنفيذ للتأكد من عدم وجود تسويف و مماطلة ودالك‬
‫من خالل االطالع على ظاهر األوراق و المستندات المقدمة ‪ ,‬وفي األخير يتخذ الرئيس‬
‫قرارا إما بصرف النظر عن الطلب و الحكم باستمرارية التنفيذ إذا ما كانت مجرد وسيلة‬
‫للمطالة و التسويف‪ ,‬و يمكن أن يأمر بإيقاف تنفيد الحكم مؤقتا إلى حين البتث في الصعوبة‬
‫الوقتية متى تبين له أن الطلب يحتوي على صعوبة عاقت التنفيذ‪.27‬‬

‫‪25‬قرار عدد ‪2945‬بتاريخ‪ 17/10/1985‬مجلة قضاء المجلس األعلى الصفحة ‪ 317‬مأخودة من بالل يداوي مرجع سابق‪،،‬ص‪28‬‬

‫‪ 26‬العزيز بوركزاوي "دعوى صعوبة التنفيذ الوقتية وإشكالياتها العلمية دراسة عملية" بحت نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء الفوج ‪36‬‬
‫فترةالتدريب ‪2011/2009‬ص ‪12‬‬
‫‪27‬بالل البدوي التنفيد‪ .‬مرجع سابق الصفحة ‪.31‬‬

‫‪12‬‬
‫عدم سابقية وضع طلب التأجيل أو الوقف‬ ‫‪-‬‬

‫وهو ما نصت عليه الفقر ‪ 2‬من الفصل ‪ 436‬عدم إمكانية تقديم طلب جديد لتأجيل‬ ‫‪-‬‬

‫التنفيذ ووقفه كيف ما كان السبب المستند إليه ودالك بغية الحيلولة دون إتاحة‬
‫الفرصة للمحكوم عليه أو من يقوم مقامه للوقوف مرة أخرى أمام وجه التنفيذ‪.‬‬

‫الشروط القضائية ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪:‬‬ ‫باإلضافة الى لشروط التشريعية أعاله هناك شروط قضائية من إنتاج االجتهاد القضائي‬

‫أن يكون سبب الصعوبة الحقا على تاريخ الحكم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أي أنه ال يجوز أن تأسس الصعوبة الوقتية على وقائع سابقة عل الحكم المثارة فيه الصعوبة‬
‫ألن هده الوقائع يجب إبداعها أمام المحكمة التي أصدرت الحكم المتار فيه الصعوبة و بكونها‬
‫‪.28‬‬ ‫تعد دفعا من الدفوع كان على من يتمسك بها أن يثيرها قبل صدور الحكم‬

‫رفع الصعوبة بعد البدء في التنفيذ وقبل تمامه‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مادام أن الغاية من إتارة الصعوبة الوقتية هو إيقاف هذا التفييد أو تأجيل إجراءاته‪ ,‬فال‬
‫يتصور أن ترفع قبل البدء فيه ألن مصلحة األفراد آنادك تكون منتفية في مباشرة هذه‬
‫الدعوى ‪،29‬كما ال يتصور ممارستها بعد تمامها ألن الطلب في هذه الحالة يبقى غير دي‬
‫موضوع وال يبقى أمام متير الصعوبة إال مراجعة قضاء الموضوع للمطالبة بإبطال‬
‫إجراءات التنفيذ التي تمت ألن الحكم الصادر في هذا الشأن يمس بالجوهر ويخرج بالتالي‬
‫عن اختصاص قاضي األمور المستعجلة ‪.30‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الجهة المختصة و آثار الحكم الصادر في دعوى الصعوبة الوقتية‬

‫أوال‪ -‬الجهة المختصة بالبث في صعوبات التنفيذ الوقتية‪:‬‬

‫‪28‬عبد العزيز بوزكرااوي‪،‬مرجع سابق ص ‪32‬‬


‫‪29‬يونس الزهري " الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي الطبعة األولى سنة ‪ 2007‬ص‪33‬‬
‫‪3430‬الطيب برادة " التنفيذ الجبري في التسريع المغربي بين النظرية و التطبيق "طبعة ‪ 1988‬منشورات المعهد الوطني للدراسات القضاءية‬
‫ص‪42‬‬

‫‪13‬‬
‫بالرجوع للفصل ‪ 149‬من ق م م نجد أن المشرع أسند االختصاص لرئيس المحكمة‬
‫االبتدائية للبت في الصعوبة الوقتية سواء كان النزاع في الجوهر قد أحيل إلى المحكمة أم ال‬
‫على خالف االختصاص لرئيس األول محكمة االستئناف الذي ال تكون له الصالحية للبتثفي‬
‫هذه الصعوبات إال إذا كان النزاع معروضا على محكمة االستئناف سواء شرعت في النظر‬
‫أم ال ‪ , 31‬وبالرجوع للفصل ‪ 436‬نجد يمنح هذا االختصاص لرئيس المحكمة االبتدائية دون‬
‫غيره مما يجعل الخلط حول المعايير المعتمدة إلسناد االختصاص لهذا الرئيس أو ذاك ‪ ,‬لكن‬
‫في المقابل نجد التشريع المصري حسم في األمر بحيث أسند االختصاص إلى واحد وهو‬
‫القاضي المكلف بالتنفيذ ليخطو بدالك خطوة هامة في سبيل إرساء حكامة تنفيذية رشيدة‪.32‬‬
‫تانيا‪ -‬آثار الحكم الصادر في دعوى الصعوبة الوقتية‬
‫بقراءتنا ل ق م م سواء في المساطر الخاصة باالستعجال ‪ 149‬وما يليها أو القواعد الخاصة‬
‫بالتنفيذ الجبري ‪ 428‬وما يليه نجد غياب تام لنصوص تتحدث عن األثار المترتبة عن تقديم‬
‫طلب الصعوبة في التنفيذ‪.‬‬
‫هنى يبقى السؤال هل لطلب الصعوبة أتر واقف بالنسبة إلجراءات التنفيذ ؟ أم أنه يتم متابعة‬
‫التنفيذ بالرغم من تقديم طلب الصعوبة الوقتية؟‬
‫أمام هذا الفراغ التشريعي نجد أن المحاكم االبتدائية منها من تعتبر أنه ال موجب من الناحية‬
‫القانونية للتوقف عن مواصلة التنفيذ بمجرد تقديم طلب الصعوبة‬
‫ومنها من تعتبر أن تقديم طلب الصعوبة يقتضي من العون القضائي التريث في مباشرة عملية‬
‫التنفيذ إلى أن يتم البتث في هذا الطلب إما باالستجابة أو الرفض ‪ ,‬ومنها من ترى أن عملية‬
‫التنفيذ إذا كانت محددة باليوم أو الساعة كاإلفراغات و بيع المحجوزات فإن طلب الصعوبة‬
‫يتم البث فيه قبل الموعد المحدد لعملية التنفيذ‪ ,‬أما إذا لم يحدد التاريخ فإنه يقع التريث في‬
‫التنفيذ ريتم يتم البث في الصعوبة‪.33‬‬
‫حسب الفص ‪ 153‬تكون األحكام الصادرة في الصعوبات الوقتية مشمولة بالنفاذ المعجل حتى‬
‫ولو لم ينص على ذلك ك فيها كما أنها تقبل الطع باالستئناف دون التعرض‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى اإلستحقاق الفرعية‬
‫إذا كانت المنازعات الوقتية تهدف إلى وقف التنفيذ مؤقتا فإن المنازعات الموضوعية تروم‬
‫إلى إصدار حكم بوجود الحق في التنفيذ الجبري أو بصحة بطالن التنفيذ أو أي إجراء من‬

‫‪ 31‬محمد يحيى "إجراءات التبليغ و التفييد في العمل القضائي ‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية و االقثتصادية و‬
‫االجتماعية ‪،‬طنجة جامعة عبد المالك السعدي بطنجة‪ ،‬ص‪106‬‬
‫‪ 32‬محمد الرحوتي "إتارة صعوبة تنفيد األحكام المدنية بين هشاشة التنظيم وضعف األثار " مقال منشور على موقع ‪،Mohamah.net‬تاريخ‬
‫اإلطالع ‪،06.10.2012‬الساعة ‪12‬زواال‪.‬‬
‫‪33‬بالل بداوي ‪.‬مرجع سابق‪،‬ص ‪37‬‬

‫‪14‬‬
‫إجراءاته‪34,‬حيث يرفعها شخص من الغير طالبا تقرير حق ملكيته على العقار الذي بدء في‬
‫التنفيذ عليه‪ ,‬وبطالن إجراءات التنفيذ لورودها على مال غير مملوك للمدين المنفذ ضده‪ ،‬فهي‬
‫وسيلة قانونية تمكنه من إبطال الحجز المنصب على عقاره ومن إيقاف إجراءات الحجز قبل‬
‫البت في دعوى إستحقاق الملك المحجوز‪.‬‬

‫إن حجز العقار ووضعه بين يدي القضاء بعد القيام باإلشهار القانوني ال ِيؤدي حتما إلى بيع‬
‫العقار بالمزاد العلني‪ ,‬ذلك أن المشرع وحرصا منه على المحافظة على مصالح كل األطراف‬
‫المعنية خول لهم إمكانية الطعن في هذه اإلجراءات‪ ,‬إذا لم تحترم القواعد الموضوعية و‬
‫اإلجرائية لمسطرة البيع‪ ،‬ألن التنفيذ على العقار يستلزم احترام مجموعة من الضوابط القانونية‬
‫‪35‬‬
‫واإلخالل بها يعرض اإلجراءات للبطالن‪.‬‬

‫وإذا تم حجز عقار غير مملوك للمدين‪ ,‬أو أن ملكيته منازع فيها‪ ,‬فإن المشرع من خالل‬
‫مقتضيات الفصول ‪ 482‬و‪ 483‬من ق م م منح للغير مدعي الملكية إمكانية وضع دعوى‬
‫اإلستحقاق الفرعية لرفع الحجز عن عقاره المحجوز‪.‬‬

‫وعليه سنتناول دراسة هذا المطلب من خالل الحديث عن أطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية‬
‫والجهة المختصة بها(الفقرة األولى) ثم إجراءات وآثار دعوى اإلستحقاق الفرعية‬
‫للمحجوز(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬أطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية والجهة المختصة‬

‫سوف نتحدث في هذه الفقرة عن أطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية (أوال ) ثم بعد ذلك نتحدث‬
‫عن الجهة المختصة بنظر دعوى اإلستحقاق الفرعية (ثانيا )‬
‫‪36‬‬
‫أوال ‪ :‬أطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية‬

‫‪ 34‬هدى الهبوب" مسطرة البيع الجبري للعقار بالمزاد العلني " رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ,‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية – طنجة –جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تخصص الدراسات العقارية ‪.2018.2017‬لصفحة ‪.64‬‬
‫‪ 35‬نجيم أهتوت‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 95 -94 :‬‬
‫‪36‬رشيد قافو" اإلنذار العقاري على ضوء العمل القضائي" بحث نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاة – الرباط‪ ,‬فترة التدريب ‪,2011-2009‬‬
‫الصفحة‪49 :‬‬

‫‪15‬‬
‫يقصد بأطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية‪ ,‬أشخاصها‪ ,‬أي من تكون له الدعوى وهو المدعي‪,‬‬
‫ومن توجه ضده‪ ,‬أي المدعى عليه‪ ,‬فدعوى اإلستحقاق الفرعية ال ترفع إال من طرف الغير‪،‬‬
‫ألن من يعتبر طرفا في إجراءات التنفيذ يستطيع أن يتمسك بحقه عن طريق اإلعتراض على‬
‫‪37‬‬
‫قائمة شروط البيع‪.‬‬

‫المدعي في دعوى اإلستحقاق الفرعية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫لقد أعطى المشرع من خالل الفصل ‪ 482‬من ق م م حق رفع دعوى اإلستحقاق الفرعية للغير‬
‫دون سواه ومن ثم اليمكن رفعها إال من شخص يعد غيرا بالنسبة لعملية التنفيذ وهو ما أكده‬
‫المجلس األعلى(محكمة النقض حاليا ) في أحد قراراته" الغير هو الذي ال صلة له بالمحجوز‬
‫عليه من قريب أو بعيد‪ ,‬كالوارث مثال ال يعتبر غيرا في تركة الهالك المحجوز عليه ألنه خلفا‬
‫فيها"‪.‬‬

‫أما إذا كان المدعي طرفا في هذه العملية فال يحق له سوى أن يتمسك بحقه عن طريق‬
‫اإلعتراض على قائمة شروط البيع‪.‬‬

‫ويشترط في الغير – المدعي – أال يكون ملتزما شخصيا بأداء الدين محل عملية الحجز كالمدين‬
‫األصلي أو خلفه أو المتضامن معه أو الكفيل الشخصي أو العيني فهوالء ال نزاع حول ملكيتهم‬
‫‪38‬‬
‫للعقار ولكن سبب حجز عقاراتهم هو إلتزامهم إلى جانب المدين وإقرارهم معه بالدين‪.‬‬

‫االمدعى عليهم في دعوى اإلستحقاق الفرعية‬ ‫ب‪-‬‬

‫جاء في مقتضيات الفصل ‪ 483‬من ق م م "يجب على طالب اإلستحقاق لوقف‬


‫اإلجراءات أن يقدم دعواه أمام المحكمة المختصة ويودع دون تأخير وثائقه‪ ,‬ويستدعي‬
‫المحجوز عليه والدائن الحاجز إلى أقرب جلسة ممكنة إلبداء إعتراضهما‪"....‬‬

‫وحسب مضمون هذا الفصل يجب أن يختصم في الدعوى كل من‪:‬‬

‫‪ 37‬نجيم أهتوت‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪108 :‬‬


‫‪ 38‬عماد أرقراق "الحجز التنفيذي على العقارالمحفظ – دراسة ميدانية – بحث نهاية التدريب‪ ,‬الفوج ‪ 36‬للملحقين القضائيين بالمعهد العالي للقضاة‪-‬‬
‫االرباط‪ ,‬فترة التدريب ‪ ,2011-2009‬ص‪.60-59 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الدائن مباشر اإلجراءات‪ :‬ويقصد به الدائن المباشر إلجراءات التنفيذ على العقار‬ ‫•‬

‫واختصامه أمر طبيعي‪ ,‬ألن المدعي فرعيا باإلستحقاق يطلب بطالن‬


‫‪39‬‬
‫ااإلجراءات التي اتخذها هذا االدائن‪.‬‬

‫المدين المحجوز عليه والكفيل العيني أو الحائز إن وجدا‪ :‬ذلك أن المدعي يطالب‬ ‫•‬

‫بالملكية لنفسه وبالتالي فإنه يختصم المدين باعتباره الخصم األصلي في دعوى‬
‫الملكية‪ ,‬وما يصدق على المدين يصدق على الكفيل العيني أو الحائز في حالة‬
‫إتخاذ التنفيذ ضد أي منهما‪.‬‬

‫بقية الدائنين المقيدين‪ :‬إذ يحق لهم التدخل في الدعوى للدفاع عن حقوقهم‪ ،‬فإذا‬ ‫•‬

‫لم يختصم أحد من هؤالء فإن الحكم الصادر في الدعوى اليعتبر حجة في‬
‫مواجهتهم‪ ،‬ويرى بعض الفقه يحق أن يختصم في الدعوى الدائن الذي له حق‬
‫مسجل على العقار في المرتبة األولى‪ ,‬ولو لم يكن هو المباشر إلجراءات التنفيذ‪,‬‬
‫باعتباره صاحب المصلحة األولى بين هؤالء الدائنين فهو خير من يمثلهم‪ ,‬وال‬
‫‪40‬‬
‫تعني مخاصمة مباشر اإلجراءات عن مخاصمة الدائن المقيد األول‪.‬‬

‫ويجب إختصام هؤالء جميعا في الدعوى‪ ,‬وإال كانت غير مقبولة‪ ,‬فإذا أهمل أحد‬
‫من هؤالء كانت الدعوى معيبة شكال وتعين الحكم بعدم قبولها‪.‬‬

‫وبخالف هذا يرى غالبية الفقه المصري أنه إذا لم يختصم أحد ممن أوجب‬
‫القانون إختصامهم‪ ,‬فإن دعوى اإلستحقاق الفرعية تكون مقبولة وصحيحة ولكن‬
‫ال يكون الحكم الصادر فيها حجة في مواجهة من لم يختصم‪ ,‬وال يترتب على‬
‫‪41‬‬
‫هذه الدعوى وقف التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحكمة المختصة نوعيا ومحليا بنظر دعوى اإلستحقاق الفرعية‬

‫‪39‬إسماعيل إبراهيم الزيادي" التنفيذ العقاري"مطابع زور اليوسف الجديدة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬سنة ‪ ,1997‬ص‪ ,273 :‬مأخوذ عن مرجع نجيم‬
‫أهتوت‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.105‬‬

‫‪ 40‬نجيم أهتوت‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪111 -110 :‬‬


‫‪41‬‬

‫‪17‬‬
‫بخالف الفصل ‪ 468‬من ق م م الذي حدد الم حكمة المختصة بالنظر في دعوى اإلستحقاق‬
‫الفرعية للمنقول‪ ,‬بتنصيصه على أن محكمة مكان التنفيذ هي المختصة بالنظر في هذه الدعوى‪,‬‬
‫فإن الفصل ‪ 482‬من ق م م لم يحدد الجهة القضائية المختصة بالبت في دعوى اإلستحقاق‬
‫الفرعية للعقار‪ ,‬وبذلك فإن القواعد العامة المنظمة لإلختصاص المكاني هي الواجبة التطبيق‪,‬‬
‫فبالرجوع إلى الفقرة األولى من الفصل ‪ 28‬من ق م م " تقام الدعاوى خالفا لمقتضيات الفصل‬
‫السابق أمام المحاكم التالية‪:‬‬

‫في الدعاوى العقارية سواء تعلق األمر بدعوى اإلستحقاق أو الحيازة أمام محكمة موقع‬ ‫✓‬

‫العقار المتنازع فيه‪"....‬‬

‫يتضح من خالل هذا الفصل أن المحكمة المختصة بالنظر في دعوى إستحقاق العقار هي‬
‫المحكمة اإلبتدائية التي يوجد بدائرتها العقار موضوع التنفيذ‪.‬‬

‫واستنادا إلى الفصل ‪ 16‬من ق م م فاإلختصاص المحلي اليتعلق بالنظام العام‪ ,‬ألن النص‬
‫لم يشير نهائيا إلى إمكانية الحكم به من قبل قاضي الدرجة األولى أو المحكمة اإلبتدائية‪,‬‬
‫وهذا على خالف اإلختصاص النوعي الذي أعطى للمحكمة إمكانية الحكم به تلقائيا‪ .‬وعليه‬
‫ليس للمحكمة أن تثير عدم اإلختصاص المحلي تلقائيا‪ ,‬وال يجوز التمسك به إال من قبل‬
‫صاحب المصلحة فقط الذي يتعين عليه أن يثيره قبل كل دفع أو دفاع‪.‬‬

‫غير أنه يجوز االتفاق على منح اإلختصاص المحلي للمحكمة التي يرتضيها األطراف‬
‫‪42‬‬
‫تحقيقا لمصالحهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات وآثار دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز‬

‫سنتحدث أوال عن إجراءات رفع دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز ثم (ثانيا) سنوضح‬
‫اآلثارالمترتبة عن دعوى اإلستحقاق الفرعية لللمحجوز‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات رفع دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز‬

‫‪ 42‬نجيم أهتوت‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪124 -123 :‬‬

‫‪18‬‬
‫تخضع دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز للقواعد العامة المنصوص عليها في قانون‬
‫االمسطرة المدنية‪ ,‬حيث أوجب الفصل ‪ 31‬من هذا القانون أن ترفع الدعوى إلى المحكمة‬
‫اإلبتدائية بمقال مكتوب موقع من طرف المدعي أو وكيله أو بتصريح يدلي به المدعي‬
‫شخصيا ويحرر به أحد أعوان كتابة الضبط المحلفين محضرا يوقع من طرف المدعي أو‬
‫يشار في المحضر إلى أنه ال يمكن له التوقيع‪.‬‬

‫ويجب أن يتضمن المقال البيانات المنصوص عليها في الفصل ‪ 32‬من ق م م‪ ,‬ويتعين على‬
‫الغير الذي يدعي ملكية العقار المحجوز أن يقدم دعواه أمام المحكمة التي يقع بدائرتها مكان‬
‫التنفيذ‪ ,‬أما العقارات المحجوزة التي يدعي الغير ملكيتها فيجب أن ترفع الدعوى بشأنها إلى‬
‫المحكمة اإلبتدائية التي يقع العقار بدائرة نفوذها بمقتضى مقال مكتوب أو تصريح حسب‬
‫الفصلين أعاله‪.‬‬

‫ويجب أن يشمل المقال اإلفتتاحي لهذه الدعوى بيانا مفصال ودقيقا للعقار المراد التنفيذ عليه‬
‫ولوقائع الحيازة التي تستند إليها الدعوى ويمكن رفع دعوى اإلستحقاق الفرعية للعقار في‬
‫أية حالة كانت عليها إجراءات التنفيذ إلى حين إرساء المزاد طبقا للفصل ‪ 482‬من ق م م ‪.‬‬

‫وعبارة "يمكن " التي استعملها المشرع تفيد أنه ترك المجال مفتوحا أمام الغير من أجل‬
‫ممارسة هذه الدعوى دون أن يفقد حقه في ملكية عقاره‪.‬‬

‫وبعد تأكد المحكمة من أن الطلب إستوفى جميع الشروط الشكلية والموضوعية فإنها تنظر‬
‫فيه وفقا للقواعد العامة‪ ,‬ويتعين إستدعاء األطراف ألقرب جلسة ممكنة إلبداء دفوعاتهم‪,‬‬
‫وللمحكمة أيضا أن تجري أبحاثا أو أن تأمر بإجراء خبرة إذا ما ظهر لها أن ذلك ضروري‪.‬‬

‫وأخيرا لما يجب التنبيه إليه أن الحكم الصادر بقبول الدعوى وإستحقاق العقار وبطالن‬
‫إجراء الحجز ويكون التنفيذ غير مشمول بالنفاذ المعجل‪ ,‬أما الحكم الصادر برفض الدعوى‬
‫فهو يمثل إذنا لإلستمرار في التنفيذ ويكون مشموال بالنفاذ المعجل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ويقبل هذا الحكم الطعن باإلستئناف والتعرض وفقا للقواعد العامة المنصوص عليها في ق‬
‫‪43‬‬
‫م م‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثار دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز‬

‫إذا توافرت شروط هذه الدعوى – المتمثلة في أن ينصب الحجز على العقار وأن ترفع بعد‬
‫البدء في التنفيذ على العقار قبل المزايدة النهائية‪ ,‬وإدعاء الغير ملكية العقار المحجوز‪ ,‬و‬
‫أن يطلب هذا األخير بطالن إجراءات التنفيذ – وإستوفت اإلجراءات المطلوبة فإنه يترتب‬
‫على رفع دعوى اإلستحقاق الفرعية وقف مسطرة الحجز‪ ,‬غير أنه بالرجوع إلى مقتضيات‬
‫الفصلين ‪ 483‬و ‪ 484‬من ق م م فإن هذا اإليقاف ال يحدث بقوة القانون كما هوالحال‬
‫بالنسبة لدعوى إسترداد المنقوالت المحجوزة وذلك بالنظر إلى الصياغة غير الواضحة‬
‫للفصلين المذكورين أعاله‪ ,‬مما إنقسمت بشأنه اآلراء الفقهية بين من ذهب للقول بالوقف‬
‫التلقائي إلجراءات التنفيذ دونما حاجة لصدور حكم‪ ,‬في حين ذهب إتجاه آخر إلى ضرورة‬
‫صدور حكم بذلك‪.‬‬

‫اإلتجاه األول ‪ :‬ذهب للقول بالوقف التلقائي لمسطرة البيع الجبري بخصوص العقارات‬ ‫✓‬

‫موضوع اإلستحقاق بمجرد توصل عون التنفيذ بنسخة مؤشر عليها في المقال دونما‬
‫اللجوء لرئيس المحكمة لوقف هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫فإذا أقام المدعي دعوى اإلستحقاق وكان المقال اإلفتتاحي للدعوى معروضا على‬
‫المحكمة المختصة ومعززا بالوثائق والمستندات المشار إليها في الفصل ‪ 482‬من ق م‬
‫م فإنه يجوز إيقاف إجراءات الحجز والبيع في أي مرحلة كانت عليها إلى أن تفصل‬
‫‪44‬‬
‫المحكمة في عدم الدعوى‪.‬‬

‫ويبرر هذا اإلتجاه موقفه المستمد من الفصل ‪ 483‬من ق م م أن إجراءات التنفيذ تتوقف‬
‫تلقائيا بمجرد تقديم الطعن وأن المحكمة تقرر اإلستمرار فيها إذا لم يكن هناك موجب‬
‫لإليقاف‪ ,‬كما أن الفصل ‪ 483‬حسب البعض يتحدث عن تقديم الدعوى وليس عن تقديم‬

‫‪ 43‬رشيد قافو‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪59 – 56 :‬‬


‫‪ 44‬وثاب الرافة " دعوى اإلستحقاق الفرعية للعقار المحجوز" رئيس مصلحة كتابة الضبط بالمحكمة اإلبتدائية ببرشيد – سابقا – منشورات مجلة‬
‫الحقوق‪ -‬سلسلة األعداد الخاصة – العدد األول‪ ,‬سنة ‪ ,2009‬ص‪. 198 – 197 :‬‬

‫‪20‬‬
‫الطلب‪ ,‬كما أنه يتحدث عن الوقف وليس اإليقاف والتوجه تسير فيه بعض المحاكم‬
‫المغربية‪ ,‬فاألصل عندهم وقف اإلجراءات وتستمر بحكم محكمة الموضوع إذا رأت‬
‫أن ال مبرر لذلك‪.‬‬

‫اإلتجاه الثاني ‪ :‬على خالف التوجه األول يذهب هؤالء إلى القول بأن إجراءات الحجز‬ ‫✓‬

‫تتوقف بناء على طلب‪ ,‬على إعتبار أن المشرع من خالل الفصل ‪ 483‬إشترط لوقف‬
‫التنفيذ أن تكون الدعوى مبنية على وثائق جدية‪ ,‬ومن ثم فإن القضاء هو المختص‬
‫بفحص الوثائق وتقدير الجدية والحكم تبعا لذلك بوقف التنفيذ من عدمه‪.‬‬

‫وعلى الغير الذي أقام هذه الدعوى أن يقدم دعوى مستقلة أمام نفس المحكمة التي تنظر‬
‫‪45‬‬
‫في دعوى اإلستحقاق إللتماس الحكم بإيقاف إجراءات الحجز‪.‬‬

‫لذلك تبعا للفصل ‪ 483‬فإنه يجب على طالب اإلستحقاق لوقف إجراءاته أن يقدم دعوى‬
‫بذلك – دعوى وقف اإلجراءات – كدعوى موازية لدعوى اإلستحقاق أمام المحكمة‬
‫المختصة ويودع دون تأخير وثائقه ويستدعي المحجوز عليه والدائن الحاجز إلى أقرب‬
‫جلسة ممكنة إلبداء إعتراضه‪ ,‬فإذا رأت المحكمة ال موجب إليقاف التنفيذ – مسطرة‬
‫الحجز العقاري – أي إيقاف المتابعات كان قرارها قابال للتنفيذ المعجل رغم كل تعرض‬
‫‪46‬‬
‫أو إستئناف‪.‬‬

‫وبين هذين الموقفين هناك موقف وسط يدعو إليه األستاذ محمد الحلوي‪ ,‬يقول بأن إقامة‬
‫دعوى الطعن في اإلنذار العقاري وطلب بطالن إجراءاته يوقف تلقائيا التنفيذ‪ ,‬ويجب‬
‫على عون التنفيذ أن يكف عن أية إجراءات بمجرد اإلدالء لديه بنسخة من مقال الدعوى‬
‫بغض النظر عن تعزيزها بالوثائق من عدمه‪ ,‬لكن يجب على المحكمة المرفوعة إليها‬
‫الدعوى أن تتولى بنفسها‪ ,‬وبصفة تلقائية‪ ,‬تقييم الحجج المدلى بها‪ ,‬وأن تصدر حكما‬
‫‪47‬‬
‫أوليا بمواصلة التنفيذ إذا رأت أنه ال موجب إليقافها‪.‬‬

‫‪ 45‬فؤاد اجبيلي " وقف إجراءات الحجز العقاري بين جدية المنازعة والرغبة في عرقلة التنفيذ" رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫العقاري والحقوق العينية‪ ,‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية – فاس‪ ,‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ‪،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ,2019 -2018‬ص‪. 15 – 12 :‬‬
‫‪ 46‬وثاب الرافة‪ ,‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.201 :‬‬
‫‪ 47‬فؤاد أجبيلي‪ ,‬م نفسه ص‪.17 – 16 :‬‬
‫‪21‬‬
‫المبحث التاني‪ :‬بطالن اجراءات الحجز التنفيذي العقاري و تجليات الوسائل البديلة‬
‫لحل منازعات الحجز التنفيذي‪.‬‬

‫السمة العامة لمسطرة الحجز العقاري أنها مسطرة طويلة تتللها إشكاالت تعرقل سيرها‬
‫الطبيعي ‪ ،‬من بينها بطالن اإلجراءات في حالة عدم احترامها لما هو منصوص عليه‬
‫قانونيا‪،‬ولقد نظم المشرع هذه الدعوى في الفصل ‪48 484‬من م‪.‬م ‪.‬‬

‫وتستهدف دعوى بطالن اجراءات الحجز كإشكال موضوعي ‪ ،‬إبطال السبب الذي بنيى‬
‫عليه الحجز وبطالن اجراءاته المخالفة للقانون ‪ ،‬ويمكن رفعها من قبل كل من تضرر من‬
‫هذه االجراءات ‪ ،‬من مدين وكفيله وحائز العقار و كل من له حق شخصي او عيني ادا كانت‬
‫‪49‬‬
‫له مصلحة في ذلك‪.‬‬

‫وعلية سنتناول في هذا المبحث ‪ ،‬دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي ووسائل الحد‬
‫منها) المطلب االول( ‪ ،‬على أن نتحدث في ) المطلب الثاني( عن الوسائل البديلة للحد من‬
‫منازعات الحجز التنفيذي‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي وأثارها ‪.‬‬

‫حتى يكون لدعوى بطالن إجراءات الحجز التنفيذي العقاري موجب ‪ ،‬يجب أن ترتكز‬
‫لسبب جدي وإلخالل جوهري أدى إلى تضرر مصالح الطاعن‪ ،‬وهذه االسباب عديدة‬
‫ومتنوعة وال يمكن حصرها ولكننا سنعمل على التطرق الى أكثرها إثارة في الواقع العملي‪،‬‬
‫وذلك بتباع مسطرة خاصة بها) الفقرة االولى( ويترتب على رفع دعوى بطالن إجراءات‬
‫الحجز التنفيذي آثار ) الفقرة الثانية( ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬اسباب ومسطرة دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي العقاري‪.‬‬

‫‪ 48‬الفصل ‪ 484‬من قانون المسطرة المدنية ينص " يجب أن يقدم كل طعن بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري بمقال مكتوب قبل السمسرة وتتبع‬
‫في هذا الطعن نفس المسطرة المشار إليها في الفصل السابق المتعلقة بدعوى االستحقاق ‪.‬‬
‫يحكم على المدعي الذي خسر دعواه في هذه الحالة أو تلك بالمصاريف المتسببة عن مواصلة االجراءات دون مساس بالتعويضات‪".‬‬
‫‪ 49‬عبد العزيزتوفيق ‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬مطبعة النجاح جديدة الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1998‬ص‪.338‬‬

‫‪22‬‬
‫سنعمل على التطرف ألسباب الموجبة لدعوى البطالن ) أوال( ثم مسطرتها ) ثانيا( ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب دعوى بطالن الحجز التنفيذي العقاري‪.‬‬

‫تتمثل هذه الموجبات في كل إخالل بالقواعد المسطرية المنظمة لعملية التنفيذ الجبري‬
‫ويمكن إجمالها فيما يأتي‪:‬‬

‫‪1‬ـ حجز العقار رغم كفاية المنقوالت ‪.‬‬

‫اذ نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 445‬من قانون المسطرة المدنية على أنه " يباشر‬
‫التنفيذ على االموال المنقولة فإن لم تكف أو لم توجد أجرى على األموال العقارية"‪.‬‬

‫غير أنه يقع التنفيذ اذا كان للدين ضمان عيني عقاري مباشر على العقار المحمل به"‬

‫ونص الفصل ‪ 469‬من قانون المسطرة المدنية على أنه" ال يقع البيع الجبري للعقارات إال‬
‫عند عدم كفاية المنقوالت عدا إذا كان المدين مستفيذا من ضمان عيني‪.‬‬

‫إذا سبق حجز العقار تحفظيا بلغ العون المكلف بالتنفيذ بالطريقة العادية تحول هذا‬
‫الحجزالى حجز تنفيذي عقاري للمنفذ عليه شخصيا ‪ ،‬أو في موطنه أو محل إقامته‪"...‬‬

‫يتضح من خالل الفصلين أن األصل أن يبدأ الحجز التنفيذي على منقوالت المدين فإذا لم‬
‫تكف أو لم توجد تم الحجز على العقار ‪ ،‬ماعدا إذا كان للدين المطلوب اقتضاءه ضمان عيني‬
‫أو سبق حجز على العقار تحفظيا ‪ ،‬حيث يمكن الحجز مباشرة على العقار‪ ،‬ويترتب على عدم‬
‫‪50‬‬
‫احترام هذه القاعدة بطالن الحجز العقاري‪.‬‬

‫‪ 2‬عدم توفر الدائن على سند قابل للتنفيذ ‪.‬‬

‫من المعلوم أن السند التنفيذي له دور أساسي بالنسبة ألي تنفيذ‪ ،‬فهوالسبب المنشئ للحق‬
‫في التنفيذ حيث يبدأ التنفيذ بناء عليه‪.‬‬

‫نجيم أهتوت ‪ ،‬مرجع سابق‪، 2013.2012،‬ص ‪.181‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪23‬‬
‫وبدون توفر هذا السند لدى الدائن‪ ،‬ال يمكن اتخاذ أي إجراء إلجبار المدين على الوفاء‬
‫بالتزامه وهوما نص عليه الفصل ‪ 438‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي جاء فيه" ال يجوز إجراء أي حجز‬
‫على منقول أو عقار إال بموجب سند قابل للتنفيذ وبسبب دين مقدر ومحقق ‪"..‬‬

‫فإذا ما تم الحجز العقاري مثال تنفيذا لحكم ابتدائي أو لم يقع تبليغه بعد أو حكم بإبطال هذا‬
‫التبليغ أو بمقتضى حكم أجنبي لم يصدر الحكم بتذييله بالصيغة التنفيذية أو بمقتضى حكم‬
‫سقط أثره التنفيذي بمرور ثالثين سنة من تاريخ صدوره فان الحجز المذكور يقع باطال‬
‫‪51‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة االجراءات الالحقة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عدم تقدير الدين المطلوب استفاؤه‪.‬‬

‫أوجب المشرع من خالل الفصل ‪ 438‬ق‪.‬م‪.‬م باإلضافة إلى توفر الدائن على سند تنفيذي‬
‫‪52‬‬
‫أن يكون الدين محل هذا السند مقدرا ومحددا دقيقا ‪ ،‬إذ ال يعقل أن تبقى قيمة الدين مبهمة‪.‬‬

‫‪4‬ـ الحجز على عقار يمنع حجزه قانونيا‪.‬‬

‫كالحجز على عقارات مملوكة للدولة أو إحدى هيئاتها وهذا ماكرسه أمر استعجالي صادر‬
‫عن رئيس ابتدائية الرباط جاء فيه مايلي ‪ ":‬إن المتفق عليه فقها واجتهادا ‪ ،‬أن الحجز ال‬
‫يمكن أن ينتصب على أموال في ملكية الدالة والهيئات والمنضمات العاملة على نحقيق‬
‫‪53‬‬
‫أهداف إنسانية"‪.‬‬

‫‪5‬ـ عدم تحقق المعلق عليه تنفيذ السند التنفيذي‪:‬‬

‫ويعتبر هذا اسبب من البديهيات اعتبارا إلى أنه كان تنفيذ السند معلقا على تحقق شرط‬
‫معين كأداء اليمين أو تقديم ضمان ‪ ،‬فإنه ال يبدأ التنفيذ إال بعد قيام الدائن بتحقيق هذا الشرط‪،‬‬
‫وهوما نص عليه الفصل ‪ 444‬من م‪.‬م بقوله‪ ":‬إذا كان التنفيذ معلقا على تأدية يمين أو تقديم‬
‫ضمان من قبل الدائن ‪ ،‬فال يبدأ قبل إثبات القيام بذلك‪".‬‬

‫‪ 51‬نجيم اهتوت ‪،‬م س‪،‬ص ‪.182‬‬


‫‪ 52‬عماد أرقراق‪ ،‬الحجز التنفيذي على العقار المحفظ ـ دراسة ميدانيةـ بحث نهاية التدريب الفوج ‪ 36‬للملحقين القضائيين ‪ ،‬السنة ‪،2009.2011‬‬
‫ص‪.75‬‬
‫‪ 53‬قرار لمحكمة ااالبتدائية ‪،‬أمر عدد ‪ 182‬صادر بتاريخ ‪ 24‬شتنبر ‪1997‬م أو رده عظيم أزقاق " الحجز التنفيذي على العقار" بحث لنيل شهادة‬
‫الماستر بالقانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2006.2007‬ص‪.53،‬‬

‫‪24‬‬
‫وهكذا فإذا ما بوشرت إجراءات الحجز العقاري ضد المدين قبل تحقق الشرط المعلق عليه‬
‫‪54‬‬
‫التنفيذ‪ ،‬فإن اإجراءات المذكورة تكون باطلة ويحق للمحجوز عليه الطعن فيها بالبطالن‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسطرة وأجل رفع دعوى بطالن إجراءات الحجز العقاري‪.‬‬

‫ينص الفصل ‪ 484‬من قانون م‪.‬م على أنه "يجب أن يقدم كل طعن بالبطالن في إجراءات‬
‫الحجز العقاري بمقال مكتوب قبل السمسرة وتتبع في هذا الطعن نفس المسطرة المشار إليها‬
‫في الفصل السابق المتعلقة بدعوى االستحقاق‪".....‬‬

‫لذا وتبعا لهذا الفصل ‪ ،‬يجب أن يقدم المقال قبل السمسرة ‪ ،‬وأن يتضمن اإلخالالت الشكلية‬
‫أو الجوهرية التي يتمسك بها المدعي ويؤسس عليها دعواه وكذا أسماء وهويات األطراف‬
‫وعناوينهم و تؤدى عنه الرسوم القضائية كما يجب على المدعي أن يبادر إلى إيداع وثائقه‬
‫فورا‪ ،‬وأن يسلم نسخة من المقال لعون التنفيذ بعد التأشير عليها من طرف كتابة الضبط‬
‫ليرتب هذا األخير األثر الموقف لإلجراءات عند االقتضاء ‪ ،‬ويتم استدعاء المدين المحجوز‬
‫عليه والدائن وكذا المدعي إن كان غيرهما إلبداء اعتراضهم في أقرب جلسة ممكنة وتبت‬
‫المحكمة في نقطة أولية وأساسية وهي االستمرار في التنفيذ إن تبين لها أنه ال موجب إليقاف‬
‫االجراءات ويكون حكمها مشموال بالنفاذ المعجل وبقوة القانون ثم تتصدى بعد ذلك للبت في‬
‫‪55‬‬
‫طلب االجراءات ‪.‬‬

‫هذا ويلزم لقبول المنازعة المثارة بشأن كل دعوى رامية إلى بطالن إجراءات الحجز أن‬
‫ترفع قبل تاريخ السمسرة ‪ ،‬علما أن المشرع قلص من هذا األجل بالنسبة إلجراءات التنفيذ‬
‫المباشرة في نطاق المرسوم الملكي بمثابة قانون رقم ‪ 655.67‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬دجنبر‬
‫‪ 1968‬المتعلق بالقرض العقاري والقرض الخاص بالبناء والقرض الفندقي‪ ،‬إذ أوجب تقديم‬
‫‪56‬‬
‫كل الدعاوى المتعلقة ببطالن إجراءات الحجز خالل الثمانية أيام السابقة لعملية السمسرة‪.‬‬

‫‪ 54‬أبو درقة العلوي دليلة وسبحي حسناء‪،‬دعوى بطالن إجراءات الحجز التنفيذي‪ ،‬بحث نهاية التدريب الملحقين القضائيين‪،‬فترة التدريب‬
‫‪،2009.2011‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 55‬محمد سالم ‪ ،‬تحقيق الرهن الرسمي في القانون المغربي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاصة ‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني ‪ ،‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬وحدة التكوين و البحث في القانون المدني‪،‬السنة الجامعة‬
‫‪.1999.1998،‬‬
‫‪ 56‬يونس الزهري‪ ،‬الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش ‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪،2007‬ص‪.149‬‬

‫‪25‬‬
‫لكن التساؤل المثار في هذا الصدد هو جزاء عدم تقديم الدعوى داخل األجل المنصوص‬
‫عليه والذي يحدد في أبعد الحاالت في تاريخ السمسرة؟‬

‫يرى أحد الباحثين‪ 57‬أن الفصل ‪ 484‬من قانون المسطرة المدنية ينص على أن هذه‬
‫الدعوى تر فع قبل السمسرة ولكن إمكانية رفعها تبقى قائمة حتى بعد إرساء المزاد‪ ،‬فالفصل‬
‫لم يرتب أي أثر على عدم احترام إقامة الدعوى قبل السمسرة ‪ ،‬فضال عن صدور عدة أحكام‬
‫وقرارات قضائية عن مختلف المحاكم بإلغاء المزاد وبدعاوى أقيمت بعد إرساء هذا المزاد ‪.‬‬

‫في حين يرى آخر‪ 58‬أن الدعاوى الرامية إلى بطالن إجراءات التنفيذ تكون غير مقبولة متى‬
‫رفعت بعد السمسرة ‪ ،‬وإذا كانت هذه القاعدة تمثل اإلطار العام لطلبات البطالن المتعلقة‬
‫بإجراءات الحجز العقاري وتجد أسس مشروعيتها في مقتضيات الفصل ‪ 484‬من م‪.‬م ‪،‬‬
‫انطالقا من افتراض تشريعي بالرضا الضمني ألطراف التنفيذ بطريقة سير المسطرة ‪ ،‬فإنه‬
‫يجب التحفظ في إعمالها بخصوص الحالة التي يؤسس فيها طلب البطالن على خرق القواعد‬
‫الموجبة لإلعالم المنفذ عليه بجريان مسطرة الحجز بشأن عقاره ‪ ،‬إذ من غير المتصور في‬
‫هذه الحالة قبول فكرة الرضا الضمني بسالمة مسطرة الحجز ‪ ،‬ألن المنفذ عليه ال علم له‬
‫كلية ومطلقا بكون عقاره محل حجز وبيع جبري ‪ ،‬فان تبين للمحكمة أن إجراءات الحجز لم‬
‫تحترم ‪ ،‬فإنها تبطلها ويكون حكمها قابال للطعن وفق طرق الطعن العادية ‪،‬اللهم في حالة‬
‫وحيدة وهي التي ينصب فيها الطعن على دفتر التحمالت ‪ ،‬ويكون التنفيذ جاريا في إطار‬
‫المرسوم الملكي الصادر بتاريخ ‪ 1968.12.17‬المتعلق بالقرض العقاري و القرض الخاص‬
‫بالبناء والقرض الفندقي‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون اللحكم الصادر في االعتراض نهائيا ‪.‬‬

‫نعتقد ‪59‬أمام هذين الرأيين أن رفع دعوى بطالن اإلجراءات بعد السمسرة ‪ ،‬أمر مردود ‪،‬‬
‫ويمنع المحكمة من سماعها ‪ ،‬وبالتالي يجب عيها أن تصرح بعدم قبولها لرفعها خارج األجل‬
‫المحدد لها بمقتضى الفصل ‪ 484‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي جاء فيه"يجب أن يقدم كل طعن بالبطالن‬
‫في إجراءات الحجز العقاري بمقال مكتوب قبل السمسرة‪.‬‬

‫‪ 57‬محمد سالم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ 58‬يونس الزهري‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 59‬نجيم أهتوت ‪،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪.201،‬‬

‫‪26‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي العقاري‪.‬‬

‫يترتب عن الحكم الصادر ببطالن إجراءات الحجز العقاري إرجاع األطراف إلى الحالة‬
‫التي كانونا عليها قبل الحجز‪،‬فإذا كان سبب البطالن هوعدم التوفر على سند تنفيذي كان‬
‫الحجز باطالن بطالنا مطالقا ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بخرق المسطرة القانونية الواجب إتباعها‬
‫في عملية التنفذ كان البطالن جزئيا ويتوجب على الدائن إعادة اإلجراءات مرة ثانية كما لو‬
‫تم الحجز على العقار بداية قبل المنقول ‪ ،‬أو تم الحجز دون مراعاة مقدمات التنفيذ‪.‬‬

‫غير أن الحكم الصادر في دعوى بطالن إجراءات الحجز العقاري قد يدوم وقتا طويال‬
‫يتراوح بين السنة والثالث سنوات إلى أن يصير نهائيا وحائزا لقوة الشيء المقضي به ‪،‬‬
‫الشيء الذي يدفع المدعي والذي هو غالبا المحجوز عليه إلى استصدار أمر بإيقاف إجراءات‬
‫الحجز إلى غاية صدور حكم في الموضوع ‪ 60،‬ونتساءل هنا عن الجهة المختصة بايقاف‬
‫إجراءات الحجز العقاري هل هي محكمة الموضوع التي تبت في دعوى البطالن؟ أم هو‬
‫رئيس المحكمة؟ وهل إجراءات الحجز العقاري تتوقف بقوة القانون بمجرد رفع دعوى‬
‫بطالن إجراءات الحجز العقاري؟‬

‫بالرجوع ألى موقف القضاء من مفهوم الفصل ‪ 483‬من قانون المسطرة المدنية ‪،‬يمكن أن‬
‫نالحظ أن هناك اتجاها قضائيا يرى أن االختصاص بإيقاف إجراءات الحجز العقاري معقود‬
‫لرئيس المحكمة االبتدائية بصفته الوالئية ‪،‬أي باعتباره قاضيا الألمور المبنية على طلب طبقا‬
‫للفصل ‪ 148‬منق‪.‬م‪.‬م وهو ماجاء في أمر صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بأكادير"بعد‬
‫االطالع على مقال الرامي إلى إصدار أمر بتأجيل إجراءات التنفيذ الى حين البت في الدعوى‬
‫الجارية أمام قاضي الموضوع الرامية الى ابطال رصيد الدين المطالب به وأمر رئيس كتابة‬
‫الضبط بحفظ الملف إلى حين البت في الموضوع ‪ ،‬وحيث يتبين من وثائق الملف أن الطالب‬
‫رفع المنازعة في رصيد المديونية الذي يطالب به البنك الدائن وبناء على المادة ‪ 148‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م نأمر بتأجيل إجراءات التنفيذ الجارية‪.‬‬

‫نجنيم اهتوت ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪207،‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪27‬‬
‫في الملفين التنفيذيين عدد ‪ ...‬المتعلقين بتحقيق االنذارين العقاريين الموجهين من طرف‬
‫االتحاد البنكي االسباني المغربي الى حين البت في دعوى المطالبة بابطال رصيد الدين‬
‫‪61‬‬
‫المعروضة على قاضي الموضوع‪".....‬‬

‫في حين يدهب اتجاه آخرالى القول أن االختصاص ينعقد لمحكمة الموضوع التي تنظر في‬
‫دعوى بطالن االجراءات وفي هذا الصدد ورد قي امر استعجالي صادر عن رئيس المحكمة‬
‫التجارية بالدار البيضاء "‪ ....‬حيث أنه طبقا للفصل ‪ 483‬من ق‪.‬م‪.‬م والذي يحيل عليه الفصل‬
‫‪ 484‬من نفس القانون فإنه يجب على الطاعن بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري لوقف‬
‫اجراءات الحجز العقاري أن يقدم دعوى بذلك إلى المحكمة المختصة وأن هذه الخيرة هي‬
‫التي تقرر وقف االجراءات أو أنه ال موجب لوقتها‪....‬‬

‫وحيث أن الجهة المختصة للنظر في طلب وقف االجراءات هي محكمة الموضوع ‪ ،‬أي‬
‫هي المحكمة المعروض عليها طلب الطعن بالبطالن في إجراءات الحجز العقاري أو دعوى‬
‫االستحقاق ‪ ،‬وليس قاضي المستعجالت‪...‬‬

‫فما دام المشرع قد حدد مسطرة المطالبة بوقف االجراءات وهي محكمة الموضوع فإنه‬
‫‪62‬‬
‫على قاي المستعجالت النظر في شأن جعله المشرع من اختصاص محكمة الموضوع‪.‬‬

‫وأمام اختالف القضاء بخصوص الجهة المختصة الألمر بإيقاف إجراءات التنفيذ المستند‬
‫على دعوى بطالن االجراءات ‪ ،‬أعتقد أن الرأي الجدير بالتأييد هو الذي يعطي االختصاص‬
‫في هذا ا لشأن لمحكمة الموضوع التي تنظر دعوى البطالن ‪ ،‬والتي تبت في في أقرب جلسة‬
‫تعقدها في إمكانية استمرار توقف التنفيذ أوعدمه أوال قبل البت في جوهر الدعوى‪ ،‬وهي في‬
‫هذا تتفحص الوثائق بكيفية سطحية ‪ ،‬فإذا كانت الوثائق مبنية على أساس صحيح فإنها‬
‫تصادق على التوقف الذي رتبه القانون‪ ،‬أما إذا كان العكس ‪ ،‬قضت باستمرار إجراءات‬

‫‪ 61‬أمر والئي صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بأكادير عدد ‪ 95/204‬صادر بتاريخ ‪،20/08/1995‬اورده عمر أزوكار‪،‬دعوى الصعوبة‬
‫الوقتية بين التشريع والع مل القضائي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش ‪ ،‬السنة الجامعية‪1998.1999‬‬
‫‪ 62‬أمر استعجالي صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء عدد ‪ 219/99‬صادر بتاريخ ‪1999/08/14‬في الملف االستعجالي رقم‬
‫‪ 96/1/38‬أورده نجيم أهتوت ‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص ‪.209‬‬

‫‪28‬‬
‫الحجز وكان حكمها مشموال بالنفاذ المعجل بقوة القانون تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 483‬من‬
‫‪63‬‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫المطلب التاني‪:‬تجليات الوسائل البديلة لحل منازعات الحجزالتنفيذي‬


‫نظرا لما يتميز به القضاء بتعقيد مساطره و طول مدة التقاضي وكثرة المنازعات المعروضة‬
‫عليه ‪.‬أصبح من الضروري البحث عن أرضية مالئمة لتسوية التزاعات المتعلقة بالحجز‬
‫العقاري خاصة الحجز التنفيذي في أسرع وقت وذلك عبر اللجوء للوسائل البديلة التي تهدف‬
‫الى تسوية الودية بين أطراف النزاع ‪.‬‬

‫فعند بداية منازعات الحجز التنفيذي ومطالبة الدائن للمدين بأداء مستحقاته ‪،‬أمكن للمدين‬
‫اللجوء للوسائل البديلة عبر إبرام اتفاق مع الدائت على أن يمنح له فرصة أخرى لتسديد‬
‫ديونه‪،‬دون الوصول الى مرحلة البيع بالمزاد العلني‪.‬‬

‫ومن بين هذه الوسائل نجد الوساطة التي يتم بمقتضاه اتفاق األطراف لتجنب أو تسوية نزاع‬
‫على تعيين وسيط إلبرام صلح ينهي التزاع‪.64‬‬

‫يمكن إبرام اتفاق الوساطة بعد نشوء التزاع والذي يسمى عقد الوساطة أو التنصيص عليه في‬
‫االتفاق األصلي حينئد يسمى شرط الوساطة ‪.65‬‬

‫أما التحكيم فهو التزام األطراف باللجوء الى التحكيم من أجل حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن‬
‫عالقة قانونية معينة تعاقدية أو غير تعاقدية‪.‬‬

‫وقد يتخد التحكيم شكل عقد التحكيم أو شر ط تحكيم ‪.66‬‬

‫‪ 63‬سعيد ريمي‪ ،‬قواعد التنفيذ الجبري في المادة المدنية ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪،‬جامعة الحسن الثاني ‪،‬عين الشق ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬اوحدة التكوين و البحث في القانون المدني ‪،‬السننة الجامعية‬
‫‪.2001.2002‬ص‪.235‬‬
‫‪ 64‬الفصل ‪327.55‬من قانون ‪.08.05‬‬
‫‪ 65‬الفصل ‪327.57‬من قانون ‪08.05‬‬
‫‪ 66‬الفصل ‪ 307‬من قانون ‪08.05‬‬

‫‪29‬‬
‫وهنا نشير بأنه يتم إبرام شرط الوساطة أو شرط التحكيم قبل نشوء النزاع من أجل تسهيل‬
‫أداء الديون بشكل يوافق الطرف الضعيف في األجل المحدد‪،‬وفي حالة اإلخالل بهذا الشرط‬
‫يتم اللجوء للوسيلة أخرى متفق عليها والتي تكون تحت رقابة القضاء ‪.‬‬

‫وألجل تفادي منازعات الحجز التنفذي يجب تفعيل شرط الوساطة أو شرط التحكيم وكدا‬
‫إحالته على المراكز المتخصصة في نشر العدالة التصالحية من خال ل مجموعة من الندوات‬
‫التي تبين أهمبة التحكيم و الوساطة وما تتميز به من المرونة و السرعة كمركز الدولي‬
‫للتوفيق و التحكيم بالرباط ‪.‬اال أنه يبقى في نظري اللجوء الى التحكيم أفضل من الوسائل‬
‫األخرى ألنه متى تم االتفاق عليه أصبح ملزما لكال الطرفان‪،‬حيث يتوجب عليهم السيربه الى‬
‫أن يتم نهاية إجراءاته و إصدار القرار المنهي للنزاع ‪.‬عكس الوساطة التي تعد عملية طوعية‬
‫و اختيارية‪،‬تتمثل فقط في تقريب وجهات النظر بين األطراف وإيحاد حلول بديلة دون فرض‬
‫أي منها عليهم‪.‬‬

‫وعليه‪،‬فإن الوسائل البديلة تكتسي أهمية قصوى في منازعات الحجز العقاري خاصة الحجز‬
‫التنفيذي‪،‬من خالل إيقاف إجراء التنفيذ‪،‬وإعطاء فرصة أخرى للمدين‪،‬مع العمل على إبطال‬
‫المصالحة ‪.‬‬ ‫اإلنذار العقاري مادام هناك تفكير في إبرام‬
‫‪67‬‬

‫‪ 67‬الحسين عباسي‪،‬منازعات العقارية و التعمير وقابلية الوسائل البديلة "العقار المحفظ ن بالمغرب نمودجا"‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪،‬جامعة عبد المالك السعدي‪-‬طنجة ‪-‬المغرب‪،‬مجلة نحوالت ورقلة‪-‬الجزائرالمجلد الثاني‪ ،‬العدد األول يناير ‪.2019‬‬

‫‪30‬‬
‫الخـاتمة‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذا الموضوع التطرق لبعض المنازعات المثارة خالل مسطرة الحجز‬
‫التنفيذي العقاري‪ ،‬فخلصنا إلى أن هناك قصور إجرائي أفضى إلى تعقيدات عدة ال تساير‬
‫الوظيفة اإلئتمانية التي من المفروض أن تحققها مؤسسة الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬سواء‬
‫على مستوى مسطرة البيع أو على مستوى مسطرة التوزيع_ وإن لم نتطرق لها في هذا‬
‫الموضوع_ وهذا القصور يجد تبريره في عدم وجود جزاءات وضوابط إجرائية إلنهاء‬
‫عملية التنفيذ‪ ،‬كعدم وجود متزايد أو كون العروض غير كافية‪ ...‬إلجراء السمسرة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عدم مالءمة النظام االجرائي لمعالجة العوارض المثارة بمناسبة الحجز‬
‫التنفيذي العقاري في مراحله المختلفة‪ ،‬الوقتية منها والموضوعية لمتطلبات االئتمان‬
‫العقاري بسبب البطء وتداخل الصالحيات بين جهات قضائية مختلفة‪ ،‬ناهيك عن تعدد‬
‫المرجعيات القانونية المعمول بها في مجال الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬ذلك أن النصوص‬
‫التشريعية الخاصة به متفرقة في أكثر من قانون‪ ،‬مما يقتضي الرجوع بداية إلى قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬باعتباره قانونا إجرائيا عاما‪ ،‬كما يتعين الرجوع إلى ظهير التحفيظ‬
‫العقاري ومدونة الحقوق العينية فيما يخص األحكام المتعلقة بالحجز المنصب على عقار‬
‫محفظ‪ ،‬فضال عن المرسوم الملكي المؤرخ في ‪ 1968/12/17‬المتعلق بالقرض العقاري‬
‫والقرض الخاص بالبناء والقرض الفندقي‪.‬‬

‫من هنا وأمام تضارب اآلراء الفقهية والمواقف القضائية بخصوص المنازعات المثارة‬
‫بصدد مسطرة الحجز التنفيذي العقاري‪ ،‬وأمام القصور والثغرات التي تشوب النصوص‬
‫القانونية المؤطرة لها‪ ،‬فإننا نبدي بعض االقتراحات‪ ،‬لعلها تفيد في إيجاد حلول مناسبة لهذه‬
‫المنازعات‪:‬‬

‫_إحداث منصب قاضي التنفيذ‪ ،‬ووضع النصوص القانونية المؤطرة لمهامه‪ ،‬وجعل‬
‫اختصاصه شامل لجميع النزاعات المرتبطة بالتنفيذ عموما‪ ،‬وتلك المرتبطة بمسطرة الحجز‬
‫التنفيذي العقاري خصوصا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫_تكوين أعوان التنفيذ‪ ،‬خصوصا الذين يكلفون بالتنفيذ على العقار‪ ،‬وذلك من قبيل تلقينهم‬
‫تكوينا قانونيا متينا في مادة التنفيذ‪ ،‬ألن كل إخالل منهم بأحد إجراءات التنفيذ بإغفاله أو‬
‫إنجازه على نحو مخالف للقانون يفتح المجال إلبطال هذه االجراءات وهوما يؤثر في‬
‫مراكز األطراف‪.‬‬

‫_إلغاء الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 436‬من ق م م ومنح السلطة التقديرية لرئيس المحكمة‬
‫في تقدير جدية المنازعة الثانية والقول تبعا لذلك بوقف التنفيذ من عدمه‪.‬‬

‫_إلغاء الفصل ‪ 440‬من ق م م‪ ،‬ذلك أن مقتضياته تمكن المدين من تهريب أمواله حتى ال‬
‫يتم التنفيذ عليها‪ ،‬وتجرد عملية التنفيذ من عنصر المباغثة التي تجبر المدين على الوفاء‬
‫فورا‪......‬‬

‫‪32‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب ‪:‬‬ ‫✓‬

‫إبراهيم باحماني تنفيد األحكام العقارية‪ ,‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى‬

‫إدريس الفاخوري الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية‬
‫و التشريعات العقارية الخاصة مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ,‬الطبعة‬
‫التالتة‪.2019‬‬

‫إدريس الفاخوري‪ ,‬الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغرب‪ ,‬مطبعة النجاح الجديد‬
‫الدار البيضاء الطبعة الثالثة ‪2018‬‬

‫إسماعيل إبراهيم الزايدي ‪,‬التفنيد العقاري ‪,‬مطابع زور اليوسف الجديدة القاهرة‪ ,‬سنة‬
‫‪.1997‬‬

‫الطيب برادة‪ ,‬التنفيد الجبري في التشريع المغربي بين النظرية و التطبيق منشورات‬
‫المعهد الوطني للدراسات القضائية(دون دكر السنة)‪.‬‬

‫عبد العزيز توفيق‪ ,‬شرح قانون المسطرة المدنية و التنظيم القضائي‪ ,‬الجزء الثاني‪,‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ,‬الطبعة األولى سنة‪.1998‬‬

‫عبد الكريم الطالب‪ ,‬الشرح العلمي لقانون المسطرة المدنية‪ ,‬مطبعة الوراقة الوطنية‬
‫مراكش‪ ,‬الطبعة السادسة‪.2012‬‬

‫محفوظ أمين الوجيز في منازعات التنفيذ منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ,‬الطبعة األولى‬
‫‪.2019‬‬

‫هشام محمود إجراءات التقاضي و التفنيد ‪,‬منشورات جامعة الكويت الطبعة‬


‫األولى‪.1989‬‬

‫‪33‬‬
‫يونس الزهري ‪ ,‬الحجز التنفيذي على العقار في القانون المغربي‪ ,‬الطبعة األولى‬
‫سنة‪.2007‬‬

‫األطاريح و الرسائل‬ ‫✓‬

‫األطاريح‪:‬‬ ‫•‬

‫نجيم أهتوت ‪ ,‬المنازعات المثارة بصدد مسطرة الحجز التنفيذي العقاري‪ ,‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتورة في القانون الخاص ‪,‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫وجدة‪ ,‬جامعة محمد األول‪ ,‬السنة الجامعية ‪2013/2012‬‬

‫• الرسائل‬
‫فؤاد أجبيلي‪ ,‬وقف إجراءات الحجز العقاري بين جدية المنازعة والرغبة في عرقلة‬
‫التفنيد ‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص العقار و الحقوق العينية‪ ,‬كلية‬
‫العلوم القانونية فاس‪ ,‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ,‬السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬

‫مجيدة الزياني ‪,‬الحجز التحفظي قواعده وتطبيقاته ‪,‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة في القانون المدني كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية عين الشق‬
‫‪,‬جامعة الحسن األول الدار البيضاء‪ ,‬السنة الجامعية ‪1998/1999‬‬

‫م حمد يحيى إجراءات التبليغ والتنفيذ في العمل القضائي‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية طنجة ‪,‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪.‬‬

‫هدى الهبوب مسطرة البيع الجبري للعقار بالمزاد العلني ‪ ,‬رسالة ليل شهادة الماستر‬
‫في القانون الخاص كلية العلوم القانونية طنجة جامعة عبد المالك‬
‫السعدي‪.2018.2017‬‬

‫✓ البحوث األكاديمية‬

‫بالل بدوي‪ ,‬التفنيد العقاري بين النص القانوني و االجتهاد القضائي‪ ,‬بحت نهاية‬ ‫❖‬

‫التدريب بالمعهد العالي للقضاء سنة ‪ 2012/2010‬الفوج‪.37‬‬

‫‪34‬‬
‫ر شيد قافو اإلنذار العقاري على ضوء العمل القضائي‪ ,‬بحت نهاية التدريب بالمعهد‬ ‫❖‬

‫العالي للقضاء ‪2011/2009‬سنة الفوج ‪36‬‬

‫❖ سعيد الريمي‪ ,‬قواعد التفنيد الجبري في المادة المدنية‪ ,‬بحت لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون الخاص كلية العلوم القانونية عين الشق ‪ ,‬جامعة الحسن‬
‫الثاني الدار البيضاء‪ ,‬السنة الجامعية‪2002/2001‬‬

‫عبد العزيز بوركزاوي‪ ,‬دعوى صعوبة التفنيد الوقتية و إشكالياتها العملية دراسة‬ ‫❖‬
‫عملية ‪ ,‬بحت نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء فترة التدريب ‪ 2011/2009‬الفوج‬
‫‪.36‬‬
‫عماد أرقراق الحجز التنفيذي على العقار المحفظ دراسة ميدانية بحت نهاية التدريب‬ ‫❖‬

‫بالمعهد العالي للقضاء ‪ 2011/2009‬الفوج ‪.36‬‬

‫محمد سالم تحقيق الرهن الرسمي في القانون المغربي‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬ ‫❖‬

‫العليا في القانون الخاص‪ ,‬كلية العلوم القانونية عين الشق‪ ,‬جامعة الحسن الثاني عين‬
‫الشق الدار البيضاء‪ ,‬السنة الجامعية ‪.1999/1998‬‬

‫✓ المجالت‬
‫الحسين العباسي ‪ ,‬المنازعات العقارية و التعمير وقابلية الوسائل البديلة العقار المحفظ‬ ‫❖‬

‫نموذجا‪ ,‬كلية العلوم القانونية طنجة جامعة عبد المالك السعدي مجلة نحوالت ورقلة‪-‬‬
‫الجزائرالمجلد الثاني‪ ،‬العدد األول يناير ‪.2019‬‬

‫عبد الهالل الشرقاوي‪ ,‬مجلة القضاء و القانون العدد‪.127‬‬ ‫❖‬

‫محمد البلعيدي التنفد و إشكالياته ‪,‬مقال منشور بمجلة المحكمة‪,‬امطبعة دار السالم‬ ‫❖‬

‫الرباط ‪،‬العدد‪ 2‬السنة ‪. 2003‬‬

‫محمد العربي المجبود‪ ,‬مسطرة الحجز لدى الغير‪ ,‬منشورات مجلةالبحوث والدراسات‬ ‫❖‬

‫القضائية‪ ,‬الرباط‪.1982‬‬

‫‪35‬‬
‫وتاب الرافة‪ ,‬دعوى االستحقاق الفرعية للعقار المحجوز‪ ,‬منشورات مجلة الحقوق‬ ‫❖‬

‫سلسلة العداد الخاصة العدد األول سنة ‪2009‬‬

‫✓ القوانين‪:‬‬
‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان‪ 12 1331‬غشت ‪ 1913‬المتعلق بالتحفيظ‬ ‫❖‬
‫العقاري كما وقع تغييره وتتميه بالقانون رقم‪ 14.07‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف‬
‫رقم‪ 1/11/177‬في ‪ 25‬ذو الحجة ‪ 24 , 1432‬نونبر ‪ 2011‬ص ‪.5575‬‬
‫❖ ظهير شريف بمتابه قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان‪ 28 1349‬شتنبر‬
‫‪ ,1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية ‪ ,‬جريدة الرسمية عدد ‪3230‬‬
‫مكرر بتاريخ ‪ 13‬رمضان‪ 30 1394‬شتنبر ‪ 1974‬الصفحة ‪.2741‬‬
‫قانو االلتزامات و العقود ظهير‪ 9‬رمضان‪ 12 1331‬أغسطس ‪.1913‬‬ ‫❖‬

‫قانون رقم ‪ 007.71‬بتاريخ ‪ 21‬شعبان ‪ 12 ,1391‬أكتوبر ‪ , 1971‬متمم و مغير‬ ‫❖‬

‫بموجبه المرسوم الملكي رقم ‪ 552.67‬الصادر في ‪ 26‬رمضان‪ 17, 1338‬دجنبر‬


‫‪ 1968‬بمثابة قانون يتعلق بالقرض العقاري و القرض الخاص بالبناء و القرض‬
‫الفندقي‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3077‬بتاريخ‪ 20/10/1971‬ص ‪2476‬‬

‫قانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬ ‫❖‬
‫رقم‪ 1/11/178‬الصادر في ‪ 25‬ذي الحجة‪ 22 1432‬نونبر ‪ ,2011‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5598‬بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 24 , 1432‬نونبر ‪ 2011‬ص ‪5587‬‬
‫✓ المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫محمد الرحوتي ‪ ,‬إتارة صعوبات تنفيد األحكام المدنية بين هشاشة التنظيم و ضعف‬ ‫❖‬
‫األثار‪ ,‬مقال منشور على موقع ‪.mohamah.net‬‬

‫‪36‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة‪2 ....................... ................................ ................................ .:‬‬
‫المبحت األول‪ :‬بعض منازعات الحجز التنفيذي العقاري‪8 ............................ .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬منازعة الصعوبة الوقتية ‪8 ............. ................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أطراف دعوى الصعوبة الوقتية و شروطها ‪8 ...................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الجهة المختصة و آثار الحكم الصادر في دعوى الصعوبة‬
‫الوقتية ‪12 ................. ................................ ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى اإلستحقاق الفرعية ‪13 ........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أطراف دعوى اإلستحقاق الفرعية والجهة المختصة ‪14 ......‬‬
‫المبحث التاني‪ :‬دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي العقاري و تجليات‬
‫الوسائل البديلة لحل منازعات الحجزالتنفيذي‪15.........................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات وآثار دعوى اإلستحقاق الفرعية للمحجوز ‪17 .......‬‬
‫المطلب االول‪ :‬دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي ووسائل الحد منها ‪21 .‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬اسباب ومسطرة دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي‬
‫العقاري‪21 ............... ................................ ................................ .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار دعوى بطالن اجراءات الحجز التنفيذي العقاري‪25 ...... .‬‬
‫المطلب التاني‪:‬تجليات الوسائل البديلة لحل منازعات الحجزالتنفيذي ‪28 .........‬‬
‫الخـاتمة‪30 ................... ................................ ................................ :‬‬
‫الئحة المراجع‪32 ............ ................................ ................................ :‬‬

‫‪37‬‬
38

You might also like