You are on page 1of 28

‫مجزوءة‪ :‬القاوون التجاري المعمق‬ ‫ماستر‪ :‬القاوون والمقاولت‪ ،‬العقار والتعمٍر‬

‫وعملٍاث البىوك التشاركٍت‬

‫األصل التجاري اإللكرتوني‬


‫األصل التجاري اإللكتروني‬

‫حتت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعـــــــداد الطلبة ‪:‬‬


‫فاطمة الزهراء امللوكي‬
‫عبد الرحيم مشيعة‬
‫خولة العفار‬
‫نعمة بركي‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫مع نهاٌة القرن العشرٌن شهد العالم وبشكل هم ٌسبق له مثٌل تطورا هائال ومشارعا‬
‫فً عالم اإلتصال وتكنولوجٌا المعلومات ونتٌجة لهذه التطورات التكنولوجٌا وما صاحبها‬
‫من تقدم فً صناعات الحسابات اآللٌة بدى العالم كقرٌة صؽٌرة انكسرت فٌها الحواجز‬
‫فتدخل وتشابك وإرتبط سكانه بشبكة األنترنٌت كعالم ٌسبح فٌه الجمٌع بحرٌة‪.1‬‬

‫وبالرؼم من كون التجارة بشتى أنواعها وأشكالها وطرق ممارسة قدٌمة من الناحٌة‬
‫التارٌخٌة‪ ،‬فإن االستعمال المتزاٌد للتقنٌات الرقمٌة الحدٌثة خاصة األنترنٌت فً النشاط‬
‫اإلقتصادي أثر بشكل واضح على القواعد الثابتة المنظمة للمجال التجاري حٌث أصبحت‬
‫بعضها متجاوزة وقاصرة على استٌعاب ومساٌرة ما تأتً به هذه التقنٌات من أحداث‪ ،‬ذلك‬
‫أن النشاط التجاري عبر شبكة األنترنٌت ٌشكل الشرارة األولى إلنطالق محالت تجارٌة‬
‫مشابهة ومماثلة تجارٌة عادٌة محددة قانونا فً "إطار األصول التجارٌة"‪.‬‬

‫هكذا إذن طف ى إلى السطح مفهوم واقعً جدٌد هو "األصل التجاري اإللكترونً أو‬
‫الرقمً" وهو مفهوم مرتبط بالتجارة اإللكترونٌة‪.2‬‬

‫وٌقصد باألصل التجاري اإللكترونً‪ ،‬ممارسة األنشطة التجارٌة من بٌع وشراء‬


‫وعرض وتبادل للمنتجات والخدمات والمعلومات بالوسائل الرقمٌة أو اإللكترونٌة‪.‬‬

‫وهكذا ٌظهر أن األصل التجاري اإللكترونً ٌحتل أهمٌة بالؽة سواء على المستوى‬
‫النظري أو العملً‪.‬‬

‫وتتجلى األهمٌة النظرٌة فً كون المشرع لم ٌتطرق لهذا النوع من األصول التجارٌة‬
‫األمر الذي ٌنعكس على نذرة الكتابات بهذا المجال‪ ،‬أما على المستوى العملً‪ ،‬فإن دراسة‬
‫هذا الموضوع ذات أهمٌة كبٌرة خاصة أنه مستوى الواقع المعاش ٌالحظ أن المقاوالت‬
‫بمختلؾ أشكالها وأحجامها أصبحت مواكبة للتطورات الحاصلة‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه األهمٌة المزدوجة ٌمكن إدراج عدة تساؤالت منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد أبو زلط "النظام القانونً لمقدمً خدمات األنترنٌت "مقال منشور فً موقع ‪.http : l/www. Louyo.net‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب "األصل اإللكترونً" أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬عٌن الشق‪ ،‬الدار‬
‫البٌضاء‪ 4102-4102 ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫ما هً عناصر األصل التجاري اإللكترونً؟‬

‫ما هً الطبٌعة القانونٌة لألصل التجاري اإللكترونً؟‬

‫ما هً أهم العقود المنصبة على األصل التجاري اإللكترونً؟‬

‫ومن خالل هذه التساؤالت ٌمكن بسط إشكالٌة محورٌة كاآلتً‪:‬‬

‫ما مدى إنسجام وتطابق عناصر األصل التجاري الواردة فً المادة ‪ 80‬من م‪.‬ت مع‬
‫مفهوم األصل التجاري اإللكترونً؟‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالٌة نقترح التصمٌم التالً‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصوصٌة األصل التجاري اإللكترونً‬

‫المطلب الثانً‪ :‬أهم العقود المنصبة على األصل التجاري اإللكترونً‬

‫‪2‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطبٍعت القاوووٍت لألصل التجاري اإللكترووً‬

‫إذا كان الفقه والقضاء والتشرٌع ٌجمع على اعتبار األصل التجاري مجموعة‬
‫اقتصادٌة‪ ،‬فإن الخالؾ ٌثار حول الطبٌعة القانونٌة لهذه المجموعة‪.‬‬
‫وفً هذا الصدد قد انقسم هذا الخالؾ إلى اتجاهٌن‪ ،‬فهناك نظرٌة المجموعة الواقعٌة"‬
‫الذي تزعمته المدرسة الفرنسٌة‪ .‬ثم نظرٌة المجموعة القانونٌة الذي تزعمته المدرسة‬
‫األلمانٌة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظريان اجملموعة الواقعية والقانونية‬

‫إن هذه النظرٌة تفرق بٌن األصل التجاري‪ ،‬كوحدة وكٌان مستقل ٌخضع لنظامه‬
‫وقوانٌنه الخاصة‪ ،‬وبٌن العناصر التً تدخل فً تركٌبه وتبقى محافظة على ذاتٌتها‬
‫االنفرادٌة التً تخضع لنظامها وقوانٌنها الخاصة‪ ،‬وٌترتب عن هذه النظرٌة الواقعٌة عدة‬
‫نتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬لٌس لألصل التجاري شخصٌة معنوٌة أو ذمة مالٌة مستقلة‪.‬‬


‫‪ -‬لألصل التجاري كٌان مستقل عن العناصر التً ٌتركب منها وٌخضع بذلك لقانون‬
‫خاص ٌنظم بٌعه ورهنه وتقدٌمه حصة فً شركة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ال تنقل الحقوق والدٌون الناشئة عن االستثمار بانتقال األصل التجاري‬

‫أما نظرٌة المجموعة القانونٌة‪ ،‬فتعتبر هذه النظرٌة األصل التجاري منظمة أو مؤسسة‬
‫القتصادٌة ذات ذمة مالٌة مستقلة عن ذمة التاجر بعناصرها اإلٌجابٌة والسلبٌة‪ ،‬وٌترتب عن‬
‫االعتراؾ لألصل التجاري بالشخصٌة المعنوٌة عدة نتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تكون لألصل التجاري ذمة مالٌة مستقلة عن التاجر‪.‬‬


‫‪ -‬تشكل أصول األصل التجاري ضمانا عاما لدائنٌه الذٌن ٌمتلكون حق األسبقٌة‬
‫واألولوٌة على الدائنٌن الشخصٌن للتاجر المستثمر لألصل‪.4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ -‬الوسٌط فً األصل التجاري – الجزء األول – مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‪ -‬ص ‪.011-011‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظرية املالئمة لطبيعة األصل التجاري اإللكرتوني‬

‫إن المشرع المؽربً إسوة بمصدره التارٌخً ‪ ،‬المشرع الفرنسً‪ ،‬عند تنظٌمه األصل‬
‫التجاري‪ ،‬اختار النظرٌة الواقعٌة‪ ،‬والقائمة على فكرة‪.‬‬

‫أن األصل التجاري مجموعة من العناصر المادٌة والمعنوٌة ٌتم تجمٌعها من طرؾ تجار‬
‫بؽٌة ممارسة أنشطته التجارٌة‪ ،‬وفً نفس الوقت هذا ال ٌرقى إلى درجة الشخصٌة المعنوٌة‪.‬‬
‫والذمة المالٌة المستقلة‪ .‬بصٌؽة أخرى ٌشكل هذا األصل التجاري مجرد مال منقول معنوي‬
‫من أموال التجار وٌع د جزء من ذمته الخاصة التً تشكل الضمان العام لكل الدائنٌن‬
‫بصرؾ النظر عن طبٌعة الدٌن‪( .‬مدنً أو تجاري)‪.5‬‬

‫العناصر المادٌة والمعنوٌة لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫عرؾ المشرع المؽربً االصل التجاري فً المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة بأنه ( مال منقول‬
‫معنوي ٌشمل جمٌع األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة‬
‫تجارٌة" وٌتكون األصل التجاري من مجموعة من العناصر المادٌة البضائع واآلالت)‬
‫والمعنوٌة (الزبائن حق الكراء والشعار أو العالمة التجارٌة أو العنوان التجاري وبراءة‬
‫االختراع‪ ،‬بالتالً العناصر التً ٌتكون منها األصل التجاري تتفرغ إلى عناصر مادٌة‬

‫(فقرة أولى) وأخرى معنوٌة ( فقرة ثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العىاصر المادٌت لألصل التجاري اإللكترووً‬

‫تتحدد العناصر المادٌة لألصل التجاري فً البضائع واألثاث والمعدات وال ٌعتبر العقار أحد‬
‫عناصر األصل التجاري وذلك أن المادة ‪ 79‬وكذا المادة ‪ 80‬أقصت العقار من تشكٌلة‬
‫األصل التجاري‪ ،‬لذا سنعالج البضائع (أوال) األدوات والمعدات (ثانٌا)‪ .‬ونحن فً صدد‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪..33 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬مرجع سابق ص ‪25‬‬

‫‪4‬‬
‫معالجة العناصر المادٌة لألصل التجاري سنحاول مقاربة ما مدى توافق العناصر المادٌة‬
‫لألصول التجار العادي مع العناصر المادٌة لألصل التجاري اإللكترونً؟‬

‫أوال‪ :‬البضائع‬

‫ٌقصد بالبضائع المواد أو األشٌاء الموضوعة بالمحل الذي ٌشتؽل فٌه األصل التجاري‪ ،‬أو‬
‫المعروضة باألصل التجاري حالة األصول التجارٌة المستقلة وكذا تلك الموجودة‬
‫بمستودعات التاجر سواء أكانت بالمحل الرئٌسً أو بالمحل الملحق بهذا األخٌر‪ ،‬قصد‬
‫عرضها للزبناء‪ ،‬سواء أكانت هذه األشٌاء فً صورة مواد أولٌة أو فً شكل مواد منتهٌة‬
‫الصنع أو شبه مصنعة‪ ،‬وهً قابلة للتلؾ والهالك السرٌع لذلك فهً من العناصر التً‬
‫استبعدها المشرع من رهن األصل التجاري بمقتضى الفقرة األولى من المادة ‪ 107‬من‬
‫حزت‪ 6‬إذا كان األمر كذلك بالنسبة لألصل التجاري فً صٌؽته الكالسٌكٌة فماذا عن األصل‬
‫التجاري اإللكترونً؟‬

‫هذا التعرٌؾ ٌمكن أن ٌنطبق على األصل التجاري فً صٌؽته الحدٌثة لكن ال بد من‬
‫الوقوؾ إلبراز بعض خصوصٌات هذا األخٌر والتً تبتدئ أساسا فً خاصٌة الالمادٌة‬
‫للبضائع المعروضة فً المواقع اإللكترونٌة والتً تنقسم فً الؽالب إلى صنفٌن‪ ،‬صنؾ‬
‫ٌعتمد على التخصص فً بضاعة معٌنة فً الؽالب ٌكون هو منتجها وٌقوم بعرضها وٌكون‬
‫لهذه البضائع وجود مادي بمخازن أو بمحالت تجارٌة فعلٌة ٌشكل الموقع فرعا أو أصال‬
‫إلكترونٌا لها‪ ،‬وصؾ آخر ٌقتصر على وضع أروقة افتراضٌة لمجموعة من البضائع تقسم‬
‫حسب النوع والصنؾ دون أن ٌكون التاجر متوفرا على وجود فعلً لهذه البضائع بمخازن‬
‫أو بمحالت خاصة به‪ ،‬حٌث ٌنحصر دوره فً تقدٌم خدمات تتعلق بالعرض والتوزٌع‪ ،‬لذا‬
‫ٌمكن القول بأن النشاط الذي تقوم به هذه األصول ٌرتكز أساسا على تقدٌم الخدمات لكن هذا‬
‫ال ٌعنً تجاهل الدور الذي تقوم به البضائع فً تحدٌد فئة الزبناء إال أنه ٌبقى من العناصر‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬عبد الرحٌم شمٌعة‪" ،‬القانون التجاري األساسً‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬طبعة ‪ 4101‬ص ‪.061‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلختٌارٌة الؽٌر وجوبٌة بالنسبة لألصل التجاري الكالسٌكً وأٌضا بالنسبة لألصل‬
‫التجاري اإللكترونً‪.7‬‬

‫ثانيا‪ :‬األدوات واملعدات‬

‫األدوات والمعدات هً تلك المنقوالت التً تستعمل لفائدة استؽالل المؤسسة التجارٌة مثال‬
‫( اآلالت‪ ،‬األثاث‪ )...‬وعموما كل منقول من ؼٌر البضائع الزم لإلستؽالل التجاري‬
‫للمؤسسة تبعا لطبٌعة النشاط الذي تزاوله‪ ،8‬وتعتبر المعدات إحدى العناصر المهمة‬
‫واألساسٌة حٌث تلعب دورا فعاال فً جذب الزبناء‪ ،‬وهو نفس الدور الذي تلعبه فً األصل‬
‫التجاري اإللكترونً‪ ،‬حٌث أن توفر التاجر على أجهزة كمبٌوتر متطورة ومتجددة وتضمن‬
‫السرعة واألمن فً التعامل كفٌل باستقطاب أكبر قدر من الزبناء‪.‬‬

‫الفقرة الثاوٍت‪ :‬العىاصر المعىوٌت لألصل التجاري اإللكترووً‬

‫حدد المشرع ضمن المادة ‪ 80‬من م‪.‬ت العناصر المعنوٌة لألصل التجاري وتحدد حسب‬
‫مقتضٌات المادة أعاله فً الزبناء والسمعة التجارٌة واإلسم التجاري والشعار والحق فً‬
‫الكراء وبراءة اإلختراع والرسوم والنماذج وكل عناصر الملكٌة األدبٌة من هنا نجد التساؤل‬
‫الذي ٌطرح نفسه وهو ما مدى انسجام العناصر المعنوٌة لألصل التجاري التقلٌدي مع‬
‫العناصر المعنوٌة لنظٌره اإللكترونً؟‬
‫وسنحاول اإلجابة عن هذا التساؤل من خالل إبراز أوجه تشابه العناصر المعنوٌة لألصلٌن‬
‫العادي واإللكترونً وكذا أوجه اختالؾ هذه العناصر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الزبناء والسمعة التجارية‬

‫إن عنصر الزبناء والسمعة التجارٌة عنصرٌن أساسٌان بحسب ما نصت علٌه الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 80‬من مدونة التجارة وهو ما ٌفٌد أنه بتوفر هذٌن العنصرٌن تكتمل مقومات‬
‫األصل التجاري بؽض النظر عن وجود العناصر األخرى‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة عٌن الشق الدار البٌضاء ‪ ،4102/4102‬ص ‪.033‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬فؤاد معالل "شرح القانون التجاري الجدٌد‪ ،‬نظرٌة التاجر والنشاط التجاري‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ 4106‬ص ‪.012‬‬

‫‪6‬‬
‫وٌقصد بالزبائن مجموعة األشخاص الذٌن ٌتعاملون مع المنتج بصورة دائمة أو عرضٌة‬
‫وٌتصلون به لثقة التاجر وحسن اخالقه ومعاملته وصدقه‪.‬‬

‫أما عن عنصر السمعة التجارٌة فمفاده قدرة المنتج على استقطاب الزبائن حسب شهرته أو‬
‫‪9‬‬
‫موقعه‪.‬‬

‫وهناك ارتباط وثٌق بٌن عنصر الزبناء والسمعة التجارٌة وذلك أن األصل التجاري ال‬
‫ٌتكون بمجرد فتح المؤسسة التجارٌة أبوابها للجمهور بل باكتسابها الرصٌد من الزبناء‬
‫بفضل ما تستطٌع تحقٌقه من سمعة تجارٌة‪ ،‬بمعنى أن تكوٌن رصٌد من الزبائن ٌتوقؾ على‬
‫‪10‬‬
‫السمعة التجارٌة التً ٌتمتع بها المحل التجاري‪.‬‬

‫بالتالً فإن عنصر الزبناء المدعوم بالسمعة التجارٌة ٌلعب دورا مهما فً األصل التجاري‬
‫الكالسٌكً كما هو الحال طبعا بالنسبة لألصل التجاري اإللكترونً لكن هذا اإلنسجام‬
‫والتطابق ال ٌنفً من وجود اختالفات عدٌدة خاصة فٌما ٌتعلق بعنصر الزبناء بٌن األصلٌن‬
‫العادي واإللكترونً ولعل أهم هذه اإلختالفات هً‪:‬‬

‫‪ ‬الزبون اإللكترونً ال ٌكون فً حاجة إلى طرح العدٌد من األسئلة حول المنتجات‬
‫والخدمات واألسعار ألن الموقع ٌضم كافة المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬على عكس األصل التجاري اإللكترونً الذي ٌرتبط فٌه الزبون بالموقع اإللكترونً‬
‫وبما ٌوفره من تقنٌات تجارٌة إلكترونٌة‪ ،‬الزبناء فً األصل التجاري التقلٌدي مرتبطون‬
‫بالمحل التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬على عكس المحالت التجارٌة التً تحتاج إلى الوقت لكً تستقطب الزبناء‪ ،‬ففً‬
‫األصل التجاري اإللكترونً بمجرد إنشاء موقع إلكترونً كاؾ لٌتحول إلى أصل تجاري إذا‬
‫‪11‬‬
‫كان ٌتوفر على آلٌات وتقنٌات قادرة على جذب الزبناء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أحمد الفروجً‪ ،‬التاجر وقانون التجارة‪ ،‬سلسلة الدراسة القانونٌة‪ ،‬طبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ .‬الدار البٌضاء‪ ،‬ص ‪.026‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬م‪ ،.‬ص‪.54‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬م‪ .‬س ص ‪.52‬‬

‫‪7‬‬
‫من خالل ما سبق ٌتبٌن بأنه بالرؼم من وحدة الزبناء والسمعة التجارٌة فً كال األصلٌن إال‬
‫أن التجارة اإللكترونٌة تطبعها مجموعة من الممٌزات‪ ،‬ولعل أهمها منح الزبون إمكانٌة‬
‫اإلختٌار دون ضؽط أو التزام كما أن عملٌة الشراء تتم بسهولة وبسرعة من خالل المحالت‬
‫اإللكترونٌة فً دقائق معدودة وهً اإلمكانٌة التً ٌصعب تصورها أو إن صح القول‬
‫ٌستحٌل تصورها فً المحالت التقلٌدٌة‪.‬‬

‫العالمات التجارٌة والشعار واإلسم التجاري‪:‬‬

‫بالنسبة للعالمات واإلسم التجاري والشعار والعنوان التجاري هً عبارة عن مجموعة من‬
‫العالمات التً ٌستعملها التاجر من أجل التعرٌؾ به أو إعطاء الفرصة لزبنائه للتمٌٌز بٌنه‬
‫وبٌن ؼٌره‪ ،‬وكذلك لتمٌٌز منتوجه أو خدمته عن منتوج وخدمة سواه‪.‬‬

‫لكن هناك خصوصٌات ٌستفرد بها كل عنصر عن العنصر اآلخر فبالنسبة لإلسم التجاري‬
‫هو الذي ٌطلقه صاحب المحل على محله التجاري ومن خالله ٌمٌز محله عن ؼٌره من‬
‫‪12‬‬
‫شرٌطة اإللتزام بالقواعد والضوابط المفروضة بمقتضى القانون‬ ‫المحالت المماثلة له‪.‬‬
‫حٌث ال ٌمكن ألي تاجر أن ٌتجاوزها عند ممارسة حرٌة اإلختٌار فال ٌعد اسما تجارٌا الذي‬
‫ٌعد بحكم طبٌعته أو استعماله مخال باآلداب العامة والنظام العام أو الذي ٌمكن أن ٌظل‬
‫األوساط التجارٌة أو الجمهور فً طبٌعة األصل التجاري المعنً بهذا اإلسم‪.‬‬

‫فً حٌن ٌتمثل "الشعار" فً الرمز أو التسمٌة أو الرسم الخارجً الذي ٌضعه التاجر على‬
‫واجهة محله التجاري تمٌٌزا له عن باقً المحالت التجارٌة األخرى‪ ،‬وقد ٌتم ذلك عبر كل‬
‫األشكال الممكنة ومن خالل استعمال المواد التً ٌراها مناسبة‪ ،‬سواء من حٌث استعمال‬
‫األلوان أو اللوحات الضوئٌة إلى ما هناك‪.13‬‬

‫هكذا وبعد التعرٌؾ الوجٌز لكل من اإلسم التجاري والشعار ٌمكن القول بإمكانٌة تصور‬
‫وجود هذه العناصر فً البٌئة الرقمٌة أٌضا بل على األكثر من ذلك ٌمكن أن تشكل إضافة‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬عز الدٌن بنسٌتً‪ ،‬دراسات فً القانون التجاري المؽربً‪ ،‬األصل التجاري‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البٌضاء‪،‬‬
‫‪ ،4110‬ص ‪.26‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.016‬‬

‫‪8‬‬
‫اقتصادٌة ومالٌة لهذا األصل وعنصرا ممٌزا وجاذبا للزبناء‪ ،‬كما أن وجود هذه العناصر‬
‫إلى جانب العناصر األخرى الخاصة باألصل التجاري اإللكترونً – اسم المجال من شأنه‬
‫أن ٌدعم التوجه المتمثل فً اإلعتراؾ لألصل التجاري عامة واإللكترونً خاصة‬
‫بالشخصٌة المعنوٌة وجعل هذه العناصر هً التً تحدد الذمة المالٌة لألصل التجاري ولٌس‬
‫‪14‬‬
‫ذمة التاجر الشخصٌة‬

‫الحق فً الكراء وعقد اإلٌواء اإللكترونً‪:‬‬

‫ٌعتبر عقد اإلٌواء من أهم العقود اإللكترونٌة التً ظهرت حدٌثا بسبب كثرة التعامل بشبكة‬
‫األنترنت‪ ،‬وٌقصد بعقد اإلٌواء اإللكترونً بأنه العقد الذي ٌضع مقدم خدمة األنترنت‬
‫بمقتضاه بعض إمكانٌات أجهزته المعلوماتٌة تحت تصرؾ مستخدم الشبكة‪ ،‬وعلى‬
‫الخصوص تٌح له االنتفاع بحٌز على القرص الصلب لجهاز الكمبٌوتر المتصل بالشبكة‬
‫‪15‬‬
‫على نحو معٌن‪ ،‬كأن ٌخصص له حٌزا ٌكون صندوقا لرسائله اإللكترونٌة‬

‫وٌتمٌز عقد اإلٌواء بعدة خصائص من أهمها‪:‬‬

‫عقد ٌبرم عن بعد‪ :‬حٌث ال ٌوجد تواجد مادي بٌن الطرفٌن فً مجلس العقد وإنما ٌتم إبرامه‬
‫عبر األنترنت‪.‬‬

‫عقد اإلٌواء عقد تجاري‪ :‬ألن متعهد اإلٌواء ٌقوم بتقدٌم أو تورٌد خدمة اإلٌواء للمستخدم‬
‫من خالل تسكٌن وتخزٌن المعلومات التً تنشر عبر األنترنت فً القرص الصلب من‬
‫حاسبته‪ ،‬ومن ثم ٌخصص للمستخدم مساحة من هذا القرص وٌتٌح له اإلطالع علٌها‬
‫والتصرؾ بها وذلك مقابل مبلػ مادي‪.‬‬

‫عقد استهالك‪ :‬ألن أحد أطرافه ٌعد مستهلكا وهو مستخدم شبكة األنترنت وهو الطرؾ‬
‫‪16‬‬
‫الضعٌؾ فً العقد أما الطرؾ الثانً مهنً ألنه ٌملك الخبرة الكافٌة فً مجال عملة‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.016‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬ذكري عباس علً "العقد اإللكترونً والمنازعات الناشئة عن تنفٌذه مجلة الفتح المجلد ‪ 2‬ص ‪.020‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬عبد المهدي كاضم ناصر وحسٌن عبٌد شعواص "عقد اإلٌواء المعلوماتً" بحث منشور بمجلة الكوفة للعلوم القانونٌة والسٌاسٌة‪ ،‬مجلة ‪0‬‬
‫إصدار ‪ 40‬سنة ‪ .4102‬ص ‪.032‬‬

‫‪9‬‬
‫وبالت الً ٌمكن القول بأن عقد اإلٌواء فً األصل التجاري العادي وتجدر اإلشارة أخٌرا إال‬
‫أن عقد إٌواء األصل التجاري اإللكترونً ٌقابله الحق فً الكراء بالنسبة لألصل التجاري‬
‫العادي إال أن االختالؾ الذي ٌطبع عقد اإلٌواء هو ارتباط الحق فً الكراء بوجود عقار‬
‫وهو ما ال ٌمكن مالمسته فً األصل التجاري اإللكترونً‪ ،‬إضافة إال أنه ٌصعب تصور‬
‫شروط تجدٌد الحق فً الكراء فً إطار األصل التجاري اإللكترونً ( الكتابة‪ ،‬المدة‪،‬‬
‫المحالت) على خالؾ الكراء التجاري الكالسٌكً الذي ٌتطلب توافر هذه الشروط‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أهم العقود املنصبة على األصل التجاري اإللكرتوني‬

‫باعتبار األصل التجاري اإللكترونً مال منقول معنوي ٌمكن نقله وتداوله‪ ،‬فإنه من‬
‫المفروض أن ٌخضع لكل التصرفات الواردة على األموال بصفة امة‪ ،‬لكن السؤال‬
‫المطروح هل ٌمكن تصور التصرفات الواردة فً المادة ‪ 81‬م ت‪ ،17‬فً الفضاء الرقمً‬
‫وعلى أصل تجاري إلكترونً؟ وما مدى مالئمة هذه المقتضٌات واألحكام وانسجامها مع‬
‫األصل التجاري فً صٌؽته اإللكترونٌة باعتباره ذو ذمة مالٌة مستقلة فً ذمة التاجر؟‬

‫الفقرة ‪ :1‬العقود الىاقلت للملكٍت‬

‫أوال‪ :‬بٌع األصل التجاري اإللكترونً‬

‫ٌعتبر عقد البٌع من أكثر العملٌات المألوفة التً ترد على األصل التجاري عامة‪،‬‬
‫وٌخضع بٌع األصل التجاري اإللكترونً مبدئٌا لنفس المبادئ العامة لعقد البٌع الوارد فً ق‬
‫ل ع‪ ،‬باعتبار هذا األخٌر الشرٌعة العامة لباقً القوانٌن والتً ٌتعٌن تطبٌق مقتضٌاتها فٌس‬
‫حالة عدم وجود نص خاص ٌتعارض معها إضافة إلى القواعد اآلمرة الوارد النص علٌها‬
‫فً المواد ‪ 81‬إلى ‪ 103‬م ت واألحكام المشتركة بٌن بٌع األصل التجاري ورهنه والواردة‬
‫فً المواد ‪ 111‬إلى ‪ 151‬م ت‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 10‬من م ت على أنه‪ٌ :‬تم بٌع األصل التجاري أو تفوٌته وكذا تقدٌم حصة فً شركة أو تخصٌصه بالقسمة أو بالمزاد‪."...‬‬

‫‪10‬‬
‫هذا ما ٌجعلنا نتساءل عن مدى إمكانٌة تفوٌت وبٌع األصل التجاري اإللكترونً؟ وما‬
‫مدى إمكانٌة بٌع العناصر المكونة له بشكل مستقل عن األصل؟ وهل ٌمكن أن ٌستمر‬
‫األصل التجاري اإللكترونً بعد بٌع العناصر المكونة له بشكل مستقل؟‬

‫‪ – 1‬البٌع الكلً لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫عندما ٌتم إبرام عقد البٌع وفقا لما هو منصوص علٌه فً القانون أو ما ارتضاه‬
‫األطراؾ بمقتضى االتفاق وٌكون مستجمعا لعناصر الصحة (‪ ،)1‬فإنه ٌترتب عن ذلك‬
‫مجموعة من اآلثار القانونٌة الملقاة على عاتق كل من البائع والمشتري على حد السواء‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪ - 1 – 1‬شروط بٌع األصل التجاري اإللكترونً‪:‬‬

‫تنقسم هذه الشروط إلى موضوعٌة وشكلٌة‬

‫ففٌما ٌتعلق بالشروط الموضوعٌة‪ ،‬فإن عملٌة بٌع األصل التجاري اإللكترونً هً‬
‫مبدئٌا ال تخرج عن كونها عقد ٌخضع لنفس شروط وأركان عقد البٌع فً إطاره العام ومع‬
‫مراعاة بالطبع الشروط المرتبطة بإبرام العقود اإللكترونٌة‪ ،18‬حٌث ٌلزم لصحة هذا العقد‬
‫بصفة عامة سواء انصب على األصل التجاري العادي أو اإللكترونً توافر األركان‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 2‬ق ل ع من أهلٌة االلتزام وتعبٌر صحٌح عن اإلدارة ٌقع‬
‫على العناصر األساسٌة لاللتزام من خلو اإلرادة من العٌوب التً ٌمكن أن تشوبها إضافة‬
‫إلى محل االلتزام وسبب مشروع‪.19‬‬

‫وبالتالً فإن بٌ ع األصل التجاري اإللكترونً ٌتخذ إحدى الطرٌقتٌن إما أن ٌتم بٌعه‬
‫بطرٌقة مادٌة أو أن ٌتمك هذا البٌع بطرٌقة الكترونٌة‪ ،‬لكن فً الحالتٌن ال ٌختلؾ العقد‬
‫اإللكترونً عن العقد العادي فً كأركانه وشروط صحته واآلثار المترتبة علٌه بل ٌختلؾ‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬عز الدٌن بنستً‪ ،‬دراسات فً القانون التجاري المؽربً‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬األصل التجاري‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،4110‬ص ‪.046‬‬

‫‪11‬‬
‫فقط فً الوسٌلة التً ٌتم إبرامه بها إذا ٌكتسب الطابع اإللكترونً من الطرٌقة التً ٌنعقد‬
‫بها‪.‬‬

‫وبالنسبة لشرط األهلٌة فً إطار بٌع األصل التجاري اإللكترونً ال تطرح أي إشكال‬
‫على اعتبار أن هذا األخٌر ٌتوفر على سجل تجاري ٌتضمن كافة البٌانات الالزمة إلثبات‬
‫هوٌة المالكٌن أو المسٌرٌن لهذا األصل كما ٌمكن اللجوء إلى طرؾ ثالث ٌسمى بسلطات‬
‫اإلشهار أو مزودي خدمات التصدٌق اإللكترونً حٌث أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 20‬من‬
‫القانون ‪ 53.05‬نجد أن المشرع أناط بمقدمً الخدمات المصادقة اإللكترونٌة دورا مهما‬
‫وهو إصدار الشهادات اإللكترونٌة المؤمنة وتسلسلها وتدبٌر الخدمات المتعلقة بها وفق‬
‫الشروط المحددة فً قانون التبادل اإللكترونً للمعطٌات اإللكترونٌة والنصوص المتخذة‬
‫لتطبٌقه‪.20‬‬

‫كما أن مسألة التوثق من سالمة اإلرادة وخلوها من العٌوب وبصفة خاصة عدم الؽلط‬
‫فً شخصٌة المتعاقد ال تثار بشدة فً عقد بٌع األصل التجاري اإللكترونً ألنه ال ٌقوم على‬
‫االعتبار الشخصً‪.21‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بالرضا‪ ،‬فإن عملٌة بٌع األصل التجاري اإللكترونً تتمٌز بخصوصٌة‬
‫فً هذا اإلطار مقارنة ببٌع األصل التجاري التنفٌذي‪ ،‬حٌث أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 27‬من‬
‫القانون رقم ‪ 31.08‬لمتعلق بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك نجدها تنص على أن عقد البٌع‬
‫عن بعد المبرم بوسٌلة الكترونٌة ال ٌكون صحٌحا إال إذا أبرم طبقا للشروط المنصوص‬
‫علٌها فً القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكترونً للمعطٌات القانونٌة خاصة‬
‫الشروط المتعلقة بالتراضً اإللكترونً‪ ،22‬وبالتالً فإنه فً الحالة التً ٌتم فٌها انعقاد عقد‬
‫بٌع األصل التجاري اإللكترونً بوسائل إلكترونٌة فإنه ٌعتبر عقدا مبرما عن بعد ٌستلزم أن‬
‫نتوفر فٌه مكونات التراضً اإللكترونً‪ ،‬وهذا األخٌر ٌتكون من اإلٌجاب اإللكترونً‬
‫والقبول اإللكترونً والشروط الواجب توفرها لكً ٌقترن القبول باإلٌجاب وتطابقها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬إٌ مان التٌس‪ ،‬التجارة اإللكترونٌة وضوابط حماٌة المستهلك فً لمؽرب‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬مكناس ‪ ،4102‬ص ‪.421‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬إمان التٌس التجارة اإللكترونٌة وشوابط حماٌة المستهلك فً المؽرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 405‬و‪.401‬‬

‫‪12‬‬
‫وفٌما ٌتعلق بالمح ل والسبب فإن عملٌة بٌع األصل التجاري اإللكترونً هً مبدئٌا ال‬
‫تخرج عن كونهما عقد ٌخضع لنفس شروط المحل والسبب فً عقد البٌع فً إطار العام‪.‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بالشروط الشكلٌة‪:‬‬


‫إن التجارة اإللكترونٌة قد أفرزت لنا صنفا جدٌدا من أصناؾ الشكلٌة نعبر عنها‬
‫بالشكلٌة المعلوماتٌة‪ ،‬هذه األخٌرة تبقى كالشكلٌة الكتابٌة من حٌث األسس والثوابت باستثناء‬
‫بعض اإلجراءات الخاصة بالنظم الرقمٌة والتً ال تؤثر فً شًء فً العناصر األساسٌة‬
‫للعقد‪ ،‬وبعبارة أخرى ٌكسب الفرق بٌن الشكلٌة الكتابٌة فً مجال الشكل الذي ٌتؽٌر‪ ،‬وذلك‬
‫بالمراهنة على األنت رنت الذي ٌجود المعلومة من طابعها المكتوب وٌستعٌض بالتالً عن‬
‫الورق بطرٌقة التفاعل مع الشاشة أو الضؽط على زر الحاسوب بقصد أخذ نسخة من‬
‫المعلومة‪.23‬هكذا فإذا كان األصل بالنسبة للعقود الرضائٌة والشكلٌة أن ٌبرم كتابة فإننا‬
‫نتساءل ونحن بصدد بٌع األصل التجاري اإللكترونً هل هذه الكتابة شرط وجود وانعقاد‬
‫ٌترتب عن تخلفها عقد البٌع‪ ،‬أم أنها مجرد وسٌلة إثبات ٌتم اللجوء إلٌها عقد الحاجة؟‬
‫فً هذا الصدد ٌرى استاذنا عبد الرحٌم شمٌعة أن صراحة النصوص القانونٌة خاصة‬
‫المواد ‪ 81‬و‪ 82‬و‪ 83‬ال تسمح باستنتاج موقؾ صرٌح للقانون المؽربً من ذلك‪ ،‬لكن ومع‬
‫كل هذا فإنه لم ٌعد ٌمكن تصور إبرام عقد بٌع األصل التجاري خارج صٌؽة وجوب‬
‫الكتابة‪ ،‬فال ٌمكن القول بأن كتابة عقد بٌع األصل التجاري‪ ،‬كتابة انعقاد وإنشاء الؽٌاب‬
‫جزاء قانونً صرٌح وٌرتب البطالن على تخلفها‪ ،‬كما ال ٌمكن الزعم بأنها مجرد كتابة‬
‫إثبات ألن المادة ‪ 82‬م تن ترتب طلب إبطال العقد حالة تخلؾ أحد بٌاناته ولحق المشتري‬
‫ضرر من ذلك‪ ،‬وبالتالً فال هً كتابة انعقاد وال هً مجرد كتابة إثبات وإنما ٌمكن‬
‫اعتبارها كتابة وجوبٌة‪.24‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬عز الدٌن بنستً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ ،‬القانون التجاري األساسً‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس طبعة ‪ ،4102‬ص ‪.436‬‬

‫‪13‬‬
‫وعلٌه فإنه فٌما ٌتعلق ببٌع األصل التجاري اإللكترونً ٌبدو أن الشكلٌة شرط الزم‬
‫إلبرام هذا العقد العتبارات عدة منها على الخصوص حماٌة مصالح األطراؾ المتعاقدة‬
‫وكذلك االعتبار‪ ،‬وأٌضا لتشعب اإلطار القانونً المنظم ومراعاة السرعة التً تمٌز البٌئة‬
‫التجارٌة عامة والتجارة اإللكترونٌة على وجه الخصوص‪.25‬‬

‫وٌجب على البائع أن ٌقوم بمجرد تفوٌت األصل التجاري بالتشطٌب على إسمه من‬
‫السجل التجاري وذلك لخطورة بقاء إسمه مقٌدا بعد إدماج عملٌة البٌع طبقا للمادة ‪ 60‬م ت‬
‫لكن هذا رهٌن بتفعٌل مقتضٌات السجل التجاري اإللكترونً‪.‬‬

‫‪ 1 – 1‬آثار بٌع األصل التجاري اإللكترونً‬

‫ٌنتج عقد بٌع األصل التجاري آثاره بٌن أطرافه من جهة حٌث ٌترتب عنه مجموعة‬
‫التزامات فً ذمة كل من البائع والمشتري كما نتج عنه آثار فً مواجهة دائن البائع من جهة‬
‫ثانٌة‪ ،26‬وفً حقٌقة األمر هً التزامات عامة ال تتعلق فقط ببٌع األصل التجاري‬
‫اإللكترونً إال فً بعض التفاصٌل الراجعة إلى خصوصٌة كمؤسسة حدٌثة‪.‬‬

‫التزامات البائع تشمل‬

‫التزام نقل الملكٌة‪ ،‬فالمبدأ فً ق ل ع هو انتقال ملكٌة المبٌع فً عقد البٌع ٌتم مباشرة‬
‫بمجرد إبرام عقد البٌع ق ‪ 491‬ق ل ع‪ ،‬لكن على خالؾ ذلك فإن بٌع األصل التجاري‬
‫لإللكترونً ٌعتبر استثناء من هذه القاعدة ألن انتقال الملكٌة من البائع إلى المشتري فً هذه‬
‫الحالة ٌتوقؾ على احترام شكلٌة الكتابة والتسجٌل لٌس فقط بالنسبة للصال فً حذ ذاته‪ ،‬بل‬
‫بالنسبة للعناصر المكونة لهذا األصل والتً ت؟؟؟ بطبٌعة خاصة تستلزم شكلٌة معٌنة‬
‫لتفوٌتها‪ ،‬وٌتعلق االمر خاصة بحقوق الملكٌة الفكرٌة كالعالمات التجارٌة وأسماء المجال‬
‫وتراخٌص استؽالل برامج لحاسوب واألسالٌب التجارٌة المستحدثة وؼٌرها‪ .27‬االلتزام‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجدٌد"‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة ‪ ،4106-4102‬ص ‪.414‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.413‬‬

‫‪14‬‬
‫بتسلٌم الشًء المبٌع‪ٌ ،‬عد االلتزام بالتسلٌم من بٌن اإللتزامات الجوهرٌة والتً تقع على‬
‫عاتق البائع بعد تمام العقد‪.‬‬

‫وااللتزام بتسلٌم المبٌع فً إطار األصل التجاري اإللكترونً لن ٌتأتى بطرٌقة مادٌة‬
‫محضة بل إن عملٌة التفوٌت بهذه تتم من خالل تمكٌن البائع المشتري من األرقام السرٌة‬
‫للولوج إلى الموقع‪ ،‬وتمكٌنه من طرٌقة حمل قواعد البٌانات‪ ،‬إضافة إلى تمكٌنه من قوائم‬
‫الزبناء وأرقام حساباتهم على الموقع وتمكٌنه من طرٌقة حمل قواعد البٌانات‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تمكٌنه من قوائم الزبناء وأرقام حساباتهم على الموقع‪ ،‬وكل ما ٌساعد المشتري على‬
‫معرفة طرٌقة اشتؽال الموقع‪.28‬‬

‫االلتزام بالضمان ٌقع على البائع التزام بضمان أفعاله الشخصٌة والتً قد تضر‬
‫بالمشتري أثناء حٌازته لألصل وضمان االستحقاق وضمان العٌوب الخفٌة باإلضافة إلى‬
‫ضمان البٌانات الواردة فً العقد‪.‬‬

‫وهذا االلتزام ال ٌطرح أي إشكال بالنسبة لألصل التجاري اإللكترونً ما دام أنه ٌقبل‬
‫الخضوع للقواعد العامة لكن مع مراعاة خصوصٌة التً قد ٌتم فً بعض األحٌان بناء على‬
‫عقود الكترونٌة‪.‬‬

‫التزامات المشتري تشمل‪:‬‬

‫طبقا للفصل ‪ 576‬ق ل ع فإن المشتري بدوره ٌتحمل التزامٌن أساسٌٌن إزاء البائع‬
‫وهً االلتزام بدفع الثمن وااللتزام بتسلم المبٌع‪.29‬‬

‫فبالنسبة لاللتزام األول فإنه إذا كان الثمن معجال وتم تسجٌل البٌع فً السجل التجاري‬
‫فإنه علٌه أن ٌرتب فً أدائه إلى البائع إلى أن تنقضً مهلة التعرض (‪ٌ 15‬وما) من دون‬
‫أال ٌتعرض أحد‪ ،‬وٌدفعه كذلك وال مسؤولٌة علٌه تجاه دائن البائع‪ ،‬أما إذا دفعه مع وجود‬
‫متعرض أو دفعه قبل انقضاء مهلة ‪ٌ 15‬وما المقررة للتعرض فإن األصل التجاري ٌبقى‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬محمد العروصً‪ ،‬المختصر فً بعض العقود المسماة عقد البٌع والمقاٌضة والكراء"‪ ،‬مطبعة مرجان‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،4106-4102 ،‬ص‬
‫‪.423‬‬

‫‪15‬‬
‫ضامنا لدٌون البائع وتنحصر كل حقوقه فً الرجوع على هذا األخٌر‪ .30‬وٌترتب عن هذا‬
‫االختٌار أن ٌتمتع البائع بحقٌن حق ألفضلٌة الذي ٌمكنه من استٌفاء حقه قبل أي دائن‬
‫للمشتري فً حالة بٌع األصل التجاري بالمزاد العلنً‪.‬‬

‫إضافة إلى حق التتبع الذي ٌمكنه من استٌفاء الثمن الحائز لفرعً أو الباطن لألصل‬
‫التجاري‪ ،‬أما االلتزام الثانً الملقى على عاتق مشتري األصل التجاري فهو االلتزام بتسلٌم‬
‫الشًء المبٌع والتسلم واقعة مادٌة ٌتجسد فٌها انتقال المبٌع مادٌا إلى المشتري فً إطار‬
‫األصل التجاري العادي‪ ،‬فإن األصل التجاري اإللكترونً انطالقا من كونه مال معنوي‬
‫منقول فإن تسلمه لن ٌتصور بطرٌقة الحٌازة المادٌة ولكن عبر تسلٌم مستندات تثبت حقوق‬
‫معنوٌة وأدبٌة وتتطلب القٌام بإجراءات والتسجٌل ونقل الملكٌة وكذلك عبر تمكٌن المشتري‬
‫من األرقام السرٌة الخاصة بالموقع‪.31‬‬

‫بالنسبة للدائن‪:‬‬

‫إذا كان التخلً عن األصل التجاري اإللكترونً كمال معنوي ٌنصب على العناصر‬
‫المعنوٌة والمادٌة المكونة لهذا األصل‪ ،‬فإنه ال ٌمكن أم ٌشمل الدٌون والعقود المبرمة من‬
‫طرؾ البائع ما لم ٌنص قانون صرٌح على ذلك‪ ،‬كاستمرار عقود العمل وعقود اإلٌواء‬
‫اإللكترونً وعقود االشتراك فً األنترنت وقواعد البٌانات مثال‪.32‬‬

‫لذلك فإن آثار عقد البٌع ال تنصرؾ فقط إلى البائع والمشتري بل تتعداهم إلى أطراؾ‬
‫أخرى وهم الدائنون ونقصد بالدائن هو كل من له حق مالً على ذمة التاجر سواء كان‬
‫سبب الدٌن فرض أو التزاما تعاقدٌا ولقد خولت مدونة التجارة لدائن بائع األصل التجاري‬
‫حماٌة تتمٌز بطابع التأكٌد والفعالٌة فعالٌة نجدها تتكرس عند إبرام هذا البٌع من خالل‬
‫االستفسار المزدوج الذي ٌكاد ٌنفرد به األصل التجاري فً العملٌات الناقلة للملكٌة ونجاعة‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجدٌد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ‪.412‬‬

‫‪16‬‬
‫بعد إبرام عقد البٌع وٌتعلق األمر بحق التعرض على أداء الثمن ثم إمكانٌة طلب إعادة بٌع‬
‫التجاري بزٌادة سدس قٌمة العناصر المعنوٌة‪.33‬‬

‫حق التعرض فقد قرر القانون لكل دائن الحق فً أن ٌتعرض على دفع ثمن البٌع‬
‫للبائع (م ‪ 84‬م ت)‪ ،‬وٌجب أن ٌبٌن التعرض مبلػ الدٌن وأسبابه والمواطن المختار داخل‬
‫دائرة المحكمة‪ ،‬وإن كان هذا الشرط قد ٌثٌر إشكاال بالنسبة لدائنً األصول التجارٌة‬
‫اإللكترونٌة على اعتبار السمة األولٌة التً تضٌع العقود المبرمة معه ومن خالله لكن ٌمكن‬
‫تجاوز األمر من خالل مجموعة من الحلول لعل أهمها محل مخابرة لدى محام ٌعٌن من‬
‫طرؾ الدائنٌن‪.‬‬

‫وكذلك للدائن حق الزٌادة السدس إذا رأى أن ثمن بٌع األصل التجاري ال ٌكفً‬
‫لتؽطٌة كافة دٌونهم وال ٌتطابق مع الثمن الحقٌقً لكن هذا األمر أكثر تعقٌدا بالنسبة‬
‫لألصول التجارٌة االلكترونٌة‪ ،‬ألنه ٌصعب على الدائن تقدٌر القٌمة الحقٌقٌة لهذا األصل‬
‫فرقم المعامالت ال ٌكون ظاهرا ومكشوفا كما هو األمر بالنسبة لألصول التجارٌة العادٌة‬
‫إضافة إلى أن حٌازة واستؽالل األصل ال تتأتى له بسهولة ما لم ٌتوفر على مؤهالت عملٌة‬
‫وتقنٌة كافٌة‪.‬‬

‫البٌع الجزئً ألحد عناصر األصل التجاري اإللكترونً‪:‬‬

‫إذا كان تفوٌت العناصر ؼٌر الضرورٌة الستؽالل األصل التجاري سواء التقلٌدي أو‬
‫اإللكترونً‪ ،‬ال ٌطرح أي إشكال ما دام أن نشاط األصل ٌبقى قائما حتى بعد التفوٌت فإن‬
‫التساؤل ٌبقى مطروحا حول إمكانٌة تفوٌت عناصر األصل التجاري كالزبناء والعنوان‬
‫اإللكترونً (اسم المجل) بالنسبة لألصول التجارٌة اإللكترونٌة بشكل مستقل؟‬

‫‪ 1 – 1‬تفوٌت الزبناء والسمعة التجارٌة‬

‫رؼم األهمٌة التً ٌكتسٌها عنصر الزبناء فً تكوٌن األصل التجاري اإللكترونً فإنه‬
‫ٌجبً المالحظة أن هؤالء لٌسوا ملكا للتاجر مسٌر األصل‪ ،‬وهو لٌس له أي حق علٌهم‪ ،‬إذ‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ ،‬القانون التجاري األساسً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.425‬‬

‫‪17‬‬
‫فً ظل نظام اقتصادي ٌقوم على حرٌة المنافسة‪ ،‬فإن الزبون حر فً التعامل مع التاجر‬
‫الذي ترتضٌه‪ ،‬وهو فً الؽالب سٌتعامل مع التاجر الذي ٌقدم له أحسن خدمة بأقل ثمن‪،‬‬
‫لذلك فإن التاجر على زبنائه فً توفٌر الحماٌة لهم من أي اعتراؾ لمعطٌاتهم الشخصٌة‬
‫‪34‬‬
‫من هنا فقٌمة األصل التجاري اإللكترونً تتحدد‬ ‫وضمان أمن وسرٌة معامالتهم المالٌة‬
‫تبعا للرصٌد الذي استطاع هذا األصل تحقٌقه من زبناء فهً قٌمة اقتصادٌة ولقد دعمت‬
‫الوسائل الحدٌثة فكرة تفوٌت الزبناء حٌث جرى العمل فً البٌئة اإللكترونٌة على نقل‬
‫الزبناء من موقع آلخر عن طرٌق ربط قواعد البٌانات فٌما بٌنها‪ ،‬حٌث ٌكفً التسجٌل فً‬
‫موقع واحد من ٌكتسب الزبون حسابات فً مواقع أخرى كدون أن ٌكرر الزبون عملٌات‬
‫التسجٌل ودون حتى أن ٌعبر عن رؼبته فً االنضمام إلى الموقع المقترح‪.35‬‬

‫وبالتالً فما مصٌر األصل التجاري بعد تفوٌت عنصر الزبناء باالستقالل عن‬
‫العناصر األخرى؟‬

‫ال ٌشكل تفوٌت عنصر الزبناء تفوٌتا لألصل التجاري سواء اإللكترونً أو العادي؟‬

‫إجابة عن هذا السؤال ٌرى األستاذ أحمد شكري السباعً أنه ال ٌعد التفوٌت اإلنفرادي‬
‫للزبناء والسمعة التجارٌة تفوٌت لألصل التجاري فتفوٌت األصل شًء وتفوٌت الزبناء‬
‫والسمعة التجارٌة أو باقً العناصر إفرادٌا شًء آخر‪ ،‬لكل منهما قانونه الخاص به وٌتحكم‬
‫فً تحدٌد نوعً التفوٌت اإلتفاق أو العقد بٌن الطرفٌن عمال بالمادة ‪ 230‬ق ل ع‪.36‬‬

‫‪ – 2 – 1‬تفوٌت العنوان اإللكترونً‬

‫رؼم عدم وجود ما ٌمنع من الناحٌة القانونٌة من تفوٌت العناوٌن اإللكترونٌة است‬
‫المجال‪ ،‬بمعزل عن األصل التجاري اإللكترونً فإنه من الناحٌة اإلقتصادٌة‪ٌ ،‬طرح هذا‬
‫التفوٌت إشكاالت ألطراؾ عملٌة التفوٌت تتعلق بقٌمة اسم المجال المفوت بمعزل عن‬
‫األصل التجاري اإللكترونً والعكس صحٌح‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً األصل التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬نونبر ‪ ،4115‬ص ‪.234‬‬

‫‪18‬‬
‫هذه إلشكاالت ال تعٌق عملٌة التفوٌت لكنها ال تمنعها بما ٌخدم بطرٌقة ؼٌر مباشرة‬
‫وٌحتوي ضمان وقٌمة األصل التجاري اإللكترونً سواء عقد بٌعه إجماال أو تقدٌمه كحصة‬
‫فً شركة أو عند تقدٌمه كضمان للدٌن فالوظٌفة القانونٌة قد نعبر لهذه األصول حٌث‬
‫أصبحت لها مكانة اقتصادٌة هامة حٌث أصبح ٌنص علٌه كوسٌلة لتمٌٌز المنتجات‬
‫والخدمات مثلها فً ذلك مثل لعالمات التجارٌة والصناعٌة وعالمات الخدمة فعن طرٌق‬
‫هذه العناوٌن ومصداقٌتها وشهرتها‪ ،‬وسمعتها بقدر ٌستعمل األنترنت أهمٌة تعرفه على‬
‫المعطٌات المضمنة فً صفحة الوٌب وأخذ المعلومات الكافٌة عن المنتجات والخدمات‬
‫المعروضة فٌها وربما إقدامه على التعاقد إن رؼب فً ذلك وهً آلٌات كانت تقوم بها إلى‬
‫وقت قرٌب وبامتٌاز العالمات التجارٌة لوحدها‪.‬‬

‫وعلٌه فإن تفوٌت هذه العناوٌن واستبدالها بعناوٌن آخر ال ٌوجد ما ٌمنعه‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تقدٌم األصل التجاري اإللكترونً حصة فً شركة‬

‫كما ٌمكن بٌع األصل التجاري اإللكترونً‪ ،‬فإنه ٌمكن تقدٌمه حصة فً شركة والمقصود‬
‫بتقدٌم األصل التجاري حصة فً شركة هنا‪ ،‬التقدٌم الذي ٌؤدي إلى منح المقدم نصٌبا فً‬
‫الشركة‪ ،‬بحٌث ٌصبح شرٌكا فٌها‪.‬‬

‫وٌشكل تقدٌم األصل التجاري حصة فً شركة بصفة عامة بؽض النظر عن طبٌعته‬
‫التقلٌدٌة أو اإللكترونٌة‪ ،‬واقعة تخلً بعوض إال أنها تختلؾ رؼم ذلك اختالفا كبٌرا عن‬
‫واقعة بٌع أو تفوٌت األصل التجاري‪ .‬ذلك أن تسلٌم األصل التجاري المشتري ٌترتب عنه‬
‫دفع الثمن للبائع‪ ،‬أما فٌما ٌتعلق بتقدٌم األصل التجاري حصة فً شركة‪ ،‬فٌترتب عنه منح‬
‫حقوق مشتركة لمقدم األصل التجاري‪ ،‬تتناسب وقٌمة األصل الموضوع رهن تصرؾ‬
‫الشركة‪.‬‬

‫وٌندرج تقدٌم األصل بنوعٌه‪ ،‬العادي واإللكترونً كحصة فً شركة ضمن الحصص‬
‫العٌنٌة التً ٌشترط أن تدفع بتمامها عند تأسٌس الشركة تحت طائلة البطالن‪ .‬كما تخضع‬

‫‪19‬‬
‫هذه الحصة لنفس القواعد العامة المتعلقة بالحصة النقدٌة مع مراعاة مقتضٌات المادة ‪991‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫وفً هذا اإلطار ٌرى الفقٌه "أحمد شكري السباعً" أن المقصود بتقدٌم األصل التجاري‬
‫حصة فً شركة بؽض النظر عن كونه أصال عادٌا أو إلكترونٌا هو قٌام شخص مالك‬
‫األصل التجاري بنقل ملكٌة هذه األخٌر إلى شركة بؽٌة االشتراك فٌها مقابل أسهم أو سندات‬
‫استثمار التً تصدرها شركة المساهمة أو التوصٌة باألسهم‪ ،‬أو الشركة ذات المسؤولٌة‬
‫‪37‬‬
‫المحدودة أكان ذلك عند التأسٌس أو بعد التأسٌس زٌادة فً رأس المال‬

‫وبخصوص شروط تقدٌم األصل التجاري اإللكترونً حصة فً شركة والحقوق المترتبة‬
‫علٌه‪ .‬فال تختلؾ الشروط الموضوعٌة لتقدٌم األصل التجاري بصفة عامة بؽض النظر عن‬
‫كونه أصال مادٌا أو إلكترونٌا عن الشروط العامة المتطلبة فً التصرفات القانونٌة الناقلة‬
‫للملكٌة وؼٌرها وهً األهمٌة‪ ،‬الرضا والمحل والسبب‪.‬‬

‫لك ن إرتباطها بالطبٌعة اإللكترونٌة لألصل التجاري فً البٌئة الرقمٌة فإنه تتطلب مجموعة‬
‫من الشروط الجوهرٌة‪ ،‬فتتمثل الشروط الشكلٌة اإللكترونٌة للكتابة من جهة وخصوصٌة‬
‫السجل التجاري اإللكترونً من جهة أخرى أما بخصوص الشروط الموضوعٌة فهً نفسها‬
‫الشروط التً سبق وأوردناها بخصوص بٌع األصل التجاري اإللكترونً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التسٌٌر الحر لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫نظرا للصعوبات القانونٌة أو الواقعٌة التً ٌمكن أن تعرض مالك األصل التجاري أثناء‬
‫تسٌٌره لهذا األصل فإن المشرع أعطى إمكانٌة إبرام اتفاقات التسٌٌر مع متعاقدٌن بارعٌن‬
‫فً تسٌٌر المؤسسات العامة والخاصة وهو ما ٌعرؾ بالتسٌٌر الحر‬

‫‪ La gérance libre‬أو اإلجارة الحرة ‪ location libre‬وٌخضع التسٌٌر الحر لألصل‬


‫التجاري لألحكام العامة لإلٌجار الواردة فً ق‪.‬ل‪.‬ع الفصول من ‪ 627‬إلى ‪ 699‬باإلضافة‬
‫‪37‬‬
‫‪- CH Reymond. Et puyraneau, les problèmes posés par les apport en nature et spécialement l’apport d’un‬‬
‫‪fond de commerce ou d’une entreprise commerciale. Et les chauses de retroactucité melonges, D, Bastion T P‬‬
‫‪1974 P241.‬‬
‫أحمد شكري السباعً‪ -‬الوسٌط فً األصل التجاري‪ -‬الجزء الثالث‪ -‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‪ -‬الطبعة األولى ص ‪.222‬‬

‫‪20‬‬
‫إلى األحكام الخاصة هذا الحق الواردة فً مدونة التجارة (المواد من ‪ 152‬إلى ‪)158‬‬
‫والتً تسعى المشرع من خاللها إلى حماٌة حقوق اإلٌجار خاصة دائن المسٌر الحر ودائن‬
‫المالك‪.‬‬

‫و‪ ugn‬إثر أن األصل التجاري اإللكترونً مؤسسة حدٌثة تفرض نفسه فً عالم المال‬
‫واألعمال فإننا نتساءل حول إمكانٌة خضوع األصل التجاري اإللكترونً للتسٌٌر الحر(‪)1‬‬
‫واآلثار المترتبة عن هذا التسٌٌر (‪.)2‬‬

‫‪ 1‬إمكانٌة خضوع األصل التجاري اإللكترونً للتسٌٌر الحر‬

‫عرفت المادة ‪ 152‬م‪.‬ت عقد التسٌٌر الحر لألصل التجاري بأنه "‪ ...‬كل عقد ٌوافق‬
‫بمقتضاه مالك األصل التجاري أو مستؽله على إكرائه كال أو بعضا المسٌر ٌستؽله تحت‬
‫مسؤولٌته"‬

‫ولقد عرفه الفقٌه ‪ jean escara‬فً مؤلفه دروس فً القانون التجاري بأنه "عقد بمقتضاه‬
‫ٌتحلى المالك للؽٌر لمدة معٌنة عن حق استؽالل األصل التجاري مع احتفاظه بملكٌته مقابل‬
‫احتفاظ الؽٌر بمنافع استؽالله وتحمل التكالٌؾ الناجمة عن االستؽالل مع التزامه بأداء مبلػ‬
‫‪38‬‬
‫"وبناء علٌه فٌتمكن لألصل التجاري اإللكترونً أن ٌخضع التسٌٌر الحر‬ ‫ثابت للمالك‬
‫خاصة وأن طبٌعة األصل التجاري اإللكترونً الذي ٌحتاج فً تسٌٌره األكثر من تخصص‬
‫فً المجال المعلوماتً والتقنً وتخصص فً مجال علم المحاسبة والتسٌٌر المالً‪ ،‬إضافة‬
‫إلى دراٌة جٌدة بتقنٌة التسوٌق‪.‬‬

‫‪ - 2‬آثار التسٌٌر الحر لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫‪ 1.1‬آثار التسٌٌر الحر بالنسبة لطرفٌه‪:‬‬

‫إن هذه األثار هً بمثابة التزام تلقى على كاهل طرفٌه بمن فٌهم مالك األصل المؤجر‬
‫والمسٌر الحر لهذا األصل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬بحث منشور بمجلة القانون واألعمال تحت عنوان عقد التسٌٌر الحر لألصل التجاري بتارٌخ ‪ 1‬دجنبر ‪ 4101‬وذلك على الموقع‬
‫‪www.droitetentreprise.org.‬‬

‫‪21‬‬
‫بالنسبة للمؤجر طبقا للفصل ‪ 635‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫ٌتحمل المؤجر التزامٌن أساسٌن‪:‬‬

‫االلتزام بتسلٌم األصل التجاري‪ٌ ،‬عد من أهم االلتزامات التً ٌرتبها عقد التسٌٌر الحر حٌث‬
‫ٌتم فً إطار االلتزام المؤجر بالتؽلب عن حق االنتفاع لفائدة المكتري المستأجر وتسلٌمه‬
‫هذا األصل ٌتم من خالل تسلٌمه عنصر االتصال بالزبناء‪ ،‬والتعهد بعدم منافسة المكتري‬
‫ونظرا استعمال قواعد البٌانات الخاصة بحسابات الزبناء وأٌضا الحق عن جل التصرفات‬
‫التً من شأنها التشوٌش على استؽالل هذا األصل بالشكل المفرض كالقٌام باستعمال اسم‬
‫‪39‬‬
‫مجال قرٌب من االسم المستعمل لألصل باإلدارة الحرة‪.‬‬

‫كما ٌقع علٌه أٌضا االلتزام بضمان استحقاقه واستحقاق أي عنصر من عناصره وضمان‬
‫العٌوب الخفٌة التً قد تعترٌه أو تعتري أحد عناصره‪.‬‬

‫بالنسبة للم سٌٌر الحر لألصل التجاري اإللكترونً‪ :‬هنا ٌطرح تساؤل فإذا كان من األصل‬
‫التجاري العادي ٌمنع على المسٌر الحر تأثٌر األصل التجاري من الباطن دون موافقة‬
‫المؤجر نظرا لالعتبار الشخصً لهذا النوع من األصول فهل سٌرى نفس المنع على‬
‫األصول التجارٌة اإللكترونٌة مراعاة لكونها تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة المستقلة؟‬

‫من هذا الصدد ٌمكن القول أن هذا المنع ٌسري على األصول التجارٌة اإللكترونٌة‪ ،‬فرؼم‬
‫أن هذه األصول ال تقوم على االعتبار الشخصً وتتمتع بالشخصٌة المعنوٌة المستقلة فإن‬
‫وضعها بالتسٌٌر الحر ٌقوم على اعتبار شخصً ألن مالك األصل التجاري اإللكترونً لن‬
‫ٌؽامر وٌجازؾ بوضع أصله بٌن لدى مسٌر ٌفتقر لإلمكانات والمؤهالت الكافٌة التً تسمح‬
‫له بإدارة أصل فً فضاء رقمً ألنه قد ٌفقده قٌمة هذا األصل وقٌمة العناصر المكونة له‬
‫بشكل ال ٌتالءم إطالقا مع مقابل اإلٌجار المنحط علٌه‪.40‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب م‪.‬س ص‪.441‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬عٌسى كتب‪ ،‬األصل التجاري اإللكترونً بالمؽرب م‪.‬س ص‪.431‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 1.1‬آثار التسٌٌر الحر بالنسبة للغٌر‬

‫بالنسبة للدائن‪:‬‬

‫إن آثار التسٌٌر الحر بالنسبة للدائنٌن فإذا كانت أموال التاجر فً إطار األصل التجاري‬
‫التقلٌدي ضمانا عاما ال ٌكون األصل التجاري فإن دائن المؤجر فً األصل التجاري‬
‫اإللكترونً ال ٌرتضون بذمة مالك األصل التجاري اإللكترونً بل ٌرتضون بهذا األصل‬
‫ذاته على اعتبار تمتعه بالشخصٌة المعنوٌة المستقلة من جهة وعلى اعتبار توفر على أموال‬
‫معنوٌة ذات قٌمة اقتصادٌة كبٌرة تحث عن تضامن التمم المالٌة للتاجر واألصل التجاري‪.‬‬

‫وبالتالً فإن وضع األصل التجاري اإللكترونً بالتسٌٌر الحر ال ٌشكل إضعافا لضمان‬
‫الدائنٌن مادام هذا األصل مرتبط باألصل التجاري ولٌس بذمة التاجر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن األصل التجاري اإللكترونً على عكس األصل التجاري العادي ال ٌدخل‬
‫فً ضمان التسٌٌر الحر ألنه ال ٌجري فً ملكٌته‪ ،‬لكن هذا ال ٌعنً أن هذا األصل ال ٌشكل‬
‫ضمانا للدٌون التسٌٌر الحر مادامت الدٌون العادٌة مرتبطة باستقالل األصل التجاري‬
‫اإللكترونً وتؤدي إلى إلمام وتضخم هذا األصل أو على األقل الحفاظ علٌه‪.41‬‬

‫بالنسبة للمشتري‪:‬‬

‫إذا تم بٌع األصل التجاري الواقع علٌه عقد التسٌٌر الحر سواء اختٌارٌا من قبل مالكه أو من‬
‫قبل دائن هذا األخٌر فً إطار التنفٌذ على ذلك األصل فما هً حقوق المسٌر اتجاه‬
‫المشتري؟ وهل ٌؤدي البٌع إلى إنهاء عقد التسٌٌر الحر؟‬

‫فً ؼٌاب مقتضٌات خاصة بعقد التسٌٌر الحر‪ ،‬فإن المقتضٌات العامة هً التً تعمل فً‬
‫هذه الحالة وهً تقتضً بحلول المالك الجدٌد محل المالك السابق فً كل حقوقه والتزاماته‬
‫الناتجة عن الكراء بشرط أن ٌكون هذا األخٌر قد ؟؟؟؟ بدون ؼش وأن ٌكون له تارٌخ سابق‬
‫على التفوٌت (الفصل ‪ 694‬ق‪.‬ل‪.‬ع) لذلك فما لم ٌبث فإن عقد التسٌٌر الحر ٌلزم المالك‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬نفسه ص‪.430‬‬

‫‪23‬‬
‫الجدٌد وٌظل المسٌر الحر متمتعا قبله بكافة الحقوق الناتجة عن العقد‪ 42‬وال مانع من تطبٌق‬
‫هذه المقتضٌات من األصل التجاري اإللكترونً‪.‬‬

‫الفقرة الثاوٍت‪ :‬رهه األصل التجاري التقلٍدي واإللكترووً‬

‫إذا كان األصل التجاري بنوعٌه ملكٌة تجارٌة تقبل أن ٌتم التصرؾ فٌها بجمٌع أنواع‬
‫التصرفات‪ ،‬فإن األصل التجاري سواء العادي أو اإللكترونً قابل للرهن (أوال) كما أن هذا‬
‫الرهن تترتب علٌه آثار (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إمكانية رهن األصل التجاري العادي واإللكرتوني‬

‫ٌعتبر رهن األصل التجاري ضمانة عٌنٌة على هذا المال‪ ،‬إذ أصبح ٌشكل ضمانة هامة‬
‫لدائنً صاحبه حٌنما ٌرتبون علٌه رهنا ومعنى ذلك أن هذا المال أصبح وسٌلة ائتمان ٌعول‬
‫علٌه الدائنون المقرضون وأداة لمالكٌه للحصول على القروض‪ ،43‬وٌحضى رهن األصل‬
‫التجاري بمٌزة هامة‪ ،‬ذلك أن رهن المال هو رهن المنقول مع اإلبقاء على حٌازة األصل‬
‫بٌن ٌدي المدٌن الراهن إذا كان هذا بالنسبة لألصل التجاري التقلٌدي فإن األصل التجاري‬
‫اإللكترونً ٌمكن أن ٌتخذ كضمانة بالنسبة لمؤسسات اإلئتمان أٌضا وذلك لما ٌتوفر علٌه‬
‫من زبناء وآلٌات جذب واستقطاب تفوق ما ٌتوفر ما ٌتوفر علٌه األصل التجاري العادي من‬
‫حٌث العدد وطرٌقة اإلشتؽال‪ ،‬كما ٌحضى المدٌن الراهن باستمرار استؽالله لألصل‬
‫التجاري اإللكترونً واقتصار حق الدائن المرتهن على حق التتبع واألفضلٌة فً حالة‬
‫تفوٌت األصل التجاري ل لؽٌر شرٌطة أن ٌكون الدائن المرتهن قد قام بتنفٌذ الرهن بالسجل‬
‫التجاري تحت طائلة البطالن طبقا للمادة ‪ 109‬من م‪.‬ت "وٌأخذ الدائن مرتبته من تارٌخ‬
‫تقٌٌده وإن صادؾ أن قٌدوا دائنٌن آخرٌن رهنهم فً نفس الٌوم وفً أوقات مختلفة منه فإنهم‬
‫ٌأخذون مرتبة واحدة"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬فؤاد معالل "شرح القانون التجاري الجدٌد" م‪.‬س ص‪.432‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.423‬‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار الرهن الرمسي الوارد على األصل التجاري التقليدي واإللكرتوني‬

‫ٌترتب على األصل التجاري بصفة عامة بنوعٌة التقلٌدي واإللكترونً مجموعة من الحقوق‬
‫والواجبات بالنسبة لطرفٌه المدٌن الراهن والدائن المرتهن‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آثار الرهن بالنسبة للمدين‬

‫أول مٌزة ٌخوله ا األصل التجاري لمالكه هً الحصول على القرض من مؤسسة اإلئتمان‬
‫باإلضافة إلى أن القانون لم ٌحرم المدٌن من حٌازة أصله المرهون شرٌطة المحافظة علٌه‬
‫وتطوٌره ذلك أن تقا عسه عند القٌام بهذا اإللتزام ٌعطً فرصة للدائنٌن المقٌدٌن للمطالبة‬
‫بحقوقهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار الرهن بالنسبة للدائن املرتون‬

‫ٌستفٌد الدائن من حق األولوٌة كونه ٌحول له حق الرهن استٌفاء دٌنه باألسبقٌة على الدائنٌن‬
‫العادٌٌن والدائنٌن المقٌدٌن الذٌن ٌأتون بعده فً الترتٌب‪ ،‬باإلضافة إلى حق تتبع األصل‬
‫التجاري واخٌرا ٌحق للدائن المرتهن طلب البٌع الجبري لألصل التجاري إن لم ٌقتضً دٌنه‬
‫عند حلول مٌعاد استحقاقه طبقا للمادة ‪ 114‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أخٌرا على أن لٌس هناك ما ٌمنع من انصراؾ هذه المعطٌات على األصول‬
‫التجارٌة اإللكترونٌة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬عز الدٌن بنستً‪ ،‬دراسات فً القانون التجاري المؽربً‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬األصل التجاري‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2001‬‬

‫‪ -‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجدٌد"‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫‪،2016-2015‬‬

‫‪ -‬محمد العروصً‪ ،‬المختصر فً بعض العقود المسماة عقد البٌع والمقاٌضة والكراء"‪،‬‬
‫مطبعة مرجان‪ ،‬الطبعة الخامسة‪2016-2015 ،‬‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً األصل التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة المعارؾ‬
‫الجدٌدة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬نونبر ‪.2007‬‬

‫‪ ‬األطروحات‪:‬‬

‫‪ -‬إٌمان التٌس‪ ،‬التجارة اإللكترونٌة وضوابط حماٌة المستهلك فً لمؽرب‪ ،‬أطروحة لنٌل‬
‫الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬مكناس‬
‫‪،2014‬‬

‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬بحث منشور بمجلة القانون واألعمال تحت عنوان عقد التسٌٌر الحر لألصل‬
‫الموقع‬ ‫على‬ ‫وذلك‬ ‫‪4101‬‬ ‫دجنبر‬ ‫‪1‬‬ ‫بتارٌخ‬ ‫التجاري‬
‫‪..www.droitetentreprise.org‬‬

‫‪26‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصوصٌة األصل التجاري اإللكترونً‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطبٌعة القانونٌة لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬عناصر األصل التجاري اإللكترونً‬

‫المطلب الثانً‪ :‬أهم العقود المنصبة على األصل التجاري اإللكترونً‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقود الناقلٌة للملكٌة لألصل التجاري اإللكترونً‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬العقود غٌر الناقلة لملكٌة األصل التجاري اإللكترونً‬

‫‪27‬‬

You might also like