You are on page 1of 7

‫‪ 

‬الحمايــة الجنائيــة للمستهلكـ في ظــل أحكــام القانون رقم‬

‫‪03/09‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 2009/02/25‬المتعلق بحمــاية المستهلكـ وقمـع الغش‬ ‫‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الجزاءات المرصدة لألفعال اإلجرامية في ظل القانون‪-09‬‬


‫‪ 03 .‬المؤرخ في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‬

‫تنوعت الجزاءات التي رصدها المشرع لألفعال المجرمة السابقة بين‬


‫عقوبات أصلية وعقوبات تكميلية تبعية ‪ ،‬وعليه نأتي إلى دراسة العقوبات‬
‫األصلية والتكميلية في الجرائم المتعلقة بمخالفة قواعد ضمان سالمة‬
‫وامن المنتوج (المطلب األول) ثم العقوبات األصلية التكميلية (المطلب‬
‫الثاني) في الجرائم المتعلقة بمخالفة قواعد ضمان السالمة الصحية‬
‫‪.‬للمستهلك‬
‫المطلب األول‪ :‬العقوبات األصلية والتكميلية في الجرائم المتعلقة بمخالفة‬
‫قواعد ضمان سالمة وامن المنتوج‬
‫تتمثل عقوبات الجرائم السابقة‪ ،‬والتي اتخذت كلها وصف الجنح في‬
‫عقوبة أصلية تتمثل في الحبس وكذلك الغرامات المالية باإلضافة إلى‬
‫إلحاق العقوبات األصلية بعقوبات تكميلية في بعض الجرائم فقط‪ ،‬وهو ما‬
‫‪.‬سأبينه في الفروع الموالية‬
‫الفرع األول‪ :‬في جريمة عرقلة ممارسة مهام الرقابة‬
‫حسب نص المادة الرابعة والثمانون (‪ ) 84‬من القانون رقم ‪03-09‬‬
‫المذكور ومتى توفرت األركان السابقة‪ ،‬يعاقب حسب نص المادة ‪ 435‬من‬
‫قانون العقوبات كل متدخل يرتكب جريمة عرقلة ممارسة مهام الرقابة‬
‫بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من عشرون ألف (‪)20.000‬‬
‫دينار جزائري إلى مائة ألف (‪ )100.000‬دينار جزائري‪ ،‬وهذا دون‬
‫اإلخالل بالعقوبات المقررة في نص المادة ‪ 183‬وما يليها من قانون‬
‫‪.‬العقوبات المعدلة والمتممة المتعلقة بجريمة العصيان‬
‫بحيث يعاقب بالعقوبات المذكورة كل من يضع الضباط وأعوانـ الشرطة‬
‫القضائية وكذلك الموظفين الذين يسند إليهم القانونـ سلطة معاينة‬
‫المخالفات ‪ ،‬كرفض الدخول إلى المحال الصناعية أو محال التخزين أو‬
‫‪ .‬البيع أو أية كيفية أخرى‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬في جريمة مخالفة امن المنتوج‬
‫نصت المادة الثالثة والسبعون (‪ )73‬من القانون رقم ‪ 03-09‬على عقوبة‬
‫هذه الجريمة بقولها ‪ ":‬يعاقب بغرامة من مائتي ألف(‪ ) 200.000‬دينار‬
‫إلى خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار ‪ ،‬كل من يخالف إلزامية امن‬
‫" المنتوج المنصوص عليها في المادة العاشرة (‪ )10‬من هذا القانون‬
‫وحسب نص هذه المادة فان هذا الفعل المجرم يكيف على انه جنحة معاقب‬
‫علها بعقوبة أصلية تتمثل في غرامة مالية من مائتي ألف(‪) 200.000‬‬
‫دينار إلى خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار‪ ،‬كل من يخالف االلتزامات‬
‫‪ .‬التي جاءت في نص المادة العاشرة من القانون نفسه‬
‫يضاف إليها عقوبة تكميلية تتمثل في مصادرة المنتوجات واألدوات وكل‬
‫‪.‬وسيلة أخرى استعملت الرتكاب الجريمة المنصوص عليها سابقا‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬في جرائم مخالفة قواعد ‪ :‬مطابقة المنتوجات ‪ ،‬إلزامية‬
‫الضمان ‪ ،‬تجربة المنتوج ‪ ،‬إعالم المستهلك‬
‫اقتصرت الجزاءات في هذه الجرائم على فرض غرامات مالية تختلف من‬
‫‪ :‬جريمة إلى أخرى حسب مايلي‬
‫أوال ‪ :‬في جريمة مخالفة إلزامية مطابقة المنتوجات‬
‫جريمة مخالفة إلزامية مطابقة المنتوجات ‪ ،‬جنحة معاقب عليها بغرامة‬
‫من خمسين ألف دينار (‪ )50.000‬إلى خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار ‪،‬‬
‫كل متدخل يخالف إلزامية رقابة المطابقة المسبقة للمنتوج من حيث‬
‫طبيعته وصنفه ومنشئه ومميزاته األساسية وتركيبته ونسبة مقوماته‬
‫الالزمة وهويته وكمياته وقابليته لالستعمال واألخطار الناجمة عن‬
‫‪ .‬استعماله وغيرها‬
‫ثانيا ‪ :‬جريمة مخالفة إلزامية الضمان وعدم تنفيذ خدمات ما بعد البيع‬
‫تمثل كل من جريمة مخالفة إلزامية الضمان و جريمة عدم تنفيذ خدمات ما‬
‫بعد البيع وصف جنائي لجنحة ‪ ،‬معاقب على األولى بغرامة من مائة ألف (‬
‫‪ )100.000‬دينار جزائري إلى خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار ‪ ،‬أما‬
‫الثانية ونعني جريمة عدم تنفيذ خدمات ما بعد البيع فيعاقب كل من يخالف‬
‫إلزامية تنفيذ خدمات ما بعد البيع الموضحة سابقا بغرامة من خمسين ألف‬
‫‪ .‬دينار (‪ )50.000‬إلى مليون دينار جزائري (‪1.000.000‬دج)‬
‫ثالثا ‪ :‬في جريمة مخالفة إلزامية تجربة المنتوج‬
‫تعتبر جريمة مخالفة إلزامية تجربة المنتوج جنحة معاقب عليها بغرامة‬
‫من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مائة ألف (‪ 100.000‬دج )‬
‫‪ .‬دينار كل من يمتنع عن تمكين المستهلك من تجربة المنتوج‬
‫رابعا ‪ :‬في جريمة مخالفة إلزامية إعالم المستهلك‬
‫تأخذ هذه الجريمة هي األخرى وصف الجنحة إذ يعاقب بعقوبة أصلية‬
‫تتمثل في غرامة من مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج ) إلى مليون دينار‬
‫جزائري (‪1.000.000‬دج) كل متدخل يخالف إلزامية وسم المنتوج‬
‫‪.‬المبينة سابقا‬
‫وكذلك عقوبة تكميلية حسب نص المادة ‪ 82‬من القانونـ رقم ‪03-09‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪،‬‬
‫مضمونها مصادرة المنتوجات واألدوات وكل وسيلة أخرى استعملت‬
‫‪.‬الرتكاب المخالفات المنصوص عليها سابقا‬
‫الفرع الرابع‪:‬في جريمة مخالفة‪:‬قواعد التدابير اإلدارية‪ ،‬مخالفة‬
‫االلتزامات المتعلقة بعرض القروض لالستهالك‬

‫أوال ‪:‬في جريمة مخالفة قواعد التدابير اإلدارية‬


‫في حالة مخالفة المتدخل لواحد من التدابير اإلدارية كبيع منتوج مشمع أو‬
‫مودع لضبط المطابقة أو سحبه مؤقتا من عملية عرضه لالستهالك أو‬
‫يخالف إجراء التوقيف المؤقت للنشاط يتعرض لعقوبات أصلية تنوعت‬
‫بين الحبس والغرامة ‪ ،‬إذ يعاقب بالحبس من ستة (‪)6‬أشهر إلى ثالث (‪)3‬‬
‫سنوات وبغرامة من خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار إلى مليوني دينار‬
‫جزائري (‪2.000.000‬دج) ‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪ ،‬وتتخذ هذه‬
‫‪.‬الجريمة حسب عقوبتها وصف الجنحة‬
‫باإلضافة إلى عقوبة تكميلية تتمثل في دفع مبلغ بيع المنتوجات موضوع‬
‫الجريمة السابقة للخزينة العمومية والذي يقيّم على أساس سعر البيع‬
‫‪ .‬المطبق من طرف المخالف أو على أساس سعر السوق‬
‫ثانيا ‪ :‬في جريمة مخالفة االلتزامات المتعلقة بعرض القروض لالستهالك‬

‫حسب نص المادة واحد وثمانون (‪ )81‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ‬


‫في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش يعاقب بغرامة‬
‫مالية من خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار جزائري إلى مليون دينار‬
‫جزائري (‪1.000.000‬دج) كل من يخالف االلتزامات المتعلقة بعرض‬
‫القروض لالستهالك الموضحة أعاله ا لمطلب الثاني‪ :‬العقوبات األصلية والتكميلية في‬
‫الجرائم المتعلقة بمخالفة قواعد ضمان السالمة الصحية للمستهلك‬
‫تتمثل العقوبات األصلية للجرائم السابقة المتعلقة بمخالفة قواعد ضمان السالمة الصحية‬
‫للمستهلك‪ ،‬سواء تعلق األمر بالجنح أو الجنايات‪ ،‬في عقوبات أصلية تتراوح بين عقوبة السجن‬
‫المؤبد والسجن المؤقت والحبس والغرامات المالية‪ ،‬يضاف إليها عقوبات تكميلية في البعض‬
‫‪.‬منها‬
‫الفرع األول‪ :‬في جريمة مخالفة إلزامية النظافة الصحية للمواد الغذائية وسالمتها‬
‫تمثل جريمة مخالفة إلزامية النظافة الصحية للمواد الغذائية وسالمتها جنحة معاقب عليها بعقوبة‬
‫أصلية تتمثل في غرامة من مائتي ألف(‪ ) 200.000‬دينار إلى خمسمائة ألف (‪)500.000‬‬
‫دينار لكل من يخالف إلزامية سالمة المواد الغذائية المنصوص عليها في المادتين الرابعة (‪)4‬‬
‫‪ .‬والخامسة (‪ )5‬من القانون رقم ‪03-09‬‬
‫باإلضافة إلى عقوبة تكميلية مضمونها مصادرة المنتوجات واألدوات وكل وسيلة أخرى استعملت‬
‫‪ .‬الرتكاب المخالفات المنصوص عليها‬
‫كما يعاقب بغرامة من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مليون دينار جزائري (‬
‫‪1.000.000‬دج) كل من يخالف إلزامية النظافة والنظافة الصحية المنصوص عليها في المادتين‬
‫‪ .‬السادسة (‪ )6‬والسابعة (‪ )7‬من القانون رقم ‪03-09‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬في جريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك‬
‫أحالت المادة الثامنة والستون (‪ )68‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪25/02/2009‬‬
‫المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬إلى المادة ‪ 429‬من قانون العقوبات بالنسبة للعقوبة‬
‫األصلية المقررة لجريمة خداع أو محاولة خداع المستهلك‪ ،‬وحسبها يعاقب بالحبس من شهرين‬
‫إلى ثالثة سنوات وبغرامة من عشرين ألف دينار (‪ 20.000‬دج) إلى مائة ألف دينار (‬
‫‪ 100.000.‬دج ) ‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪ ،‬كل من يرتكب األفعال المذكورة سابقا‬
‫وكعقوبة تكميلية و في جميع الحاالت فان على مرتكب المخالفة إعادة األرباح التي حصل عليها‬
‫‪ .‬بدون حق‬
‫وتشدد العقوبة حسب نص المادة التاسعة والستون (‪ )69‬طبقا للحاالت المذكورة آنفا لترفع إلى‬
‫‪ .‬خمس (‪ )5‬سنوات حبسا وغرامة مالية تقدر بخمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار‬
‫باإلضافة إلى عقوبة تكميلية طبقا للمادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في‬
‫‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مضمونها مصادرة المنتوجات واألدوات‬
‫وكل وسيلة أخرى استعملت الرتكاب المخالفات المنصوص عليها في المادتين الثامنة والستون (‬
‫‪ )68.‬و التاسعة والستون (‪)69‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬في جريمة الغش في المواد الغذائية الموجهة لالستهالك البشري والحيواني‬
‫تمثل جريمة الغش في المواد الغذائية الموجهة لالستهالك البشري والحيواني جنحة حسب نص‬
‫المادة ‪ 431‬من قانون العقوبات التي أحالت عليها المادة سبعون (‪ )70‬من القانون رقم ‪-09‬‬
‫‪ ، 03‬وكعقوبة أصلية يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من عشرين ألف‬
‫‪ .‬دينار (‪ 20.000‬دج) إلى مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج )‬
‫أما العقوبات التكميلية فتتمثل حسب نص المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ ، 03-09‬في مصادرة‬
‫المنتوجات واألدوات وكل وسيلة أخرى استعملت الرتكاب المخالفات المنصوص عليها في المادة‬
‫‪.‬سبعين (‪ )70‬من القانون رقم ‪03-09‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬في جريمة التقصير المفضي لعجز أو وفاة المستهلك‬
‫إذا نتج عن جريمة الغش أو الخداع أو مخالفة قواعد األمن ضرر للمستهلك ترتب عنه مرضا أو‬
‫عجزا عن العمل فيعاقب حسب نص المادة ثالثة وثمانون (‪ )83‬من القانون رقم ‪ 03-09‬التي‬
‫أحالت إلى نص المادة ‪ 432‬من قانون العقوبات ‪ ،‬فيعاقب الجاني حسب الفقرة األولى منها ‪،‬‬
‫بالحبس من خمسة سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة مالية من خمسمائة ألف (‪)500.000‬‬
‫‪ .‬دينار جزائري إلى مليون دينار جزائري (‪1.000.000‬دج) ‪ ،‬وتمثل هذه الجريمة جنحة‬
‫وتشدد العقوبة في الجريمة السابقة طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 432‬من قانون العقوبات لتأخذ‬
‫وصف جناية معاقب عليها بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة وبغرامة من‬
‫مليون دينار جزائري (‪1.000.000‬دج) إلى مليوني دينار جزائري (‪2.000.000‬دج)‪ ،.‬إذا‬
‫تسبب المنتوج المغشوش أو الفاسد في مرض غير قابل للشفاء أو في فقدان استعمال عضو أو‬
‫‪ .‬في اإلصابة بعاهة مستديمة‬
‫أما إذا تسببت تلك المادة في موت شخص أو عدة أشخاص فتصل عقوبة الجناية حدها األقصى‬
‫‪.‬لتصبح السجن المؤبد‬
‫وفي نهاية هذا المبحث يمكن القول بان المشرع أضاف إلى جانب العقوبات األصلية والتكميلية‬
‫‪ :‬المذكورة بعض العقوبات التكميلية األخرى بمقتضى هذا القانون تتمثل في‬
‫ضم الغرامات المنصوص عليها ضمن أحكام هذا القانون ‪ ،‬ويقصد بالضم جمع العقوبات ‪_ ‬‬
‫‪ –confusion des‬في حالة تعدد المحاكمات ‪ ،‬وليس دمج العقوبات ‪ –cumul-‬المالية‬
‫‪ .‬التي تكون كأصل عام حينما تتعدد الجرائم – ‪peines‬‬
‫وعليه تضم الغرامات المنصوص عليها كعقوبات مالية طبقا لنصوص القانون رقم ‪03-09‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ‪ ،‬أي جمع الغرامات المالية‬
‫‪.‬في حالة تعدد المحاكمات‬
‫أما في حالة العود فتضاعف الغرامات‪_ ‬‬
‫باإلضافة إلى انه يمكن للجهة القضائية المختصة بنظر النزاع أن تأمر بشطب السجل التجاري‪_ ‬‬
‫‪.‬لمرتكب الجريمة ‪ ،‬وهي عقوبة جوازيه بإمكان القاضي التصريح بها أو غض النظر عنها‬

‫‪:‬خاتمــة‬
‫موضوع حماية المستهلك جزائيا موضوع حيوي ال يمس المستهلك وحده بل يتعلق بالتطور‬
‫االقتصادي ‪ ،‬سيما وأننا نخوض تجربة االحتواء في اقتصاد السوق ‪ ،‬األمر الذي يزيد من حرية‬
‫المنافسة الداخلية أو الخارجية الذي كثيرا ما تكون ضد مصلحة المستهلك بسبب التعدد والتنوع‬
‫في السلع والخدمات المعروضة عليه واالهتمام بجانب الربح على حساب صحة وسالمة‬
‫‪.‬المستهلك عن طريق عمليات الغش واالحتيال الممارسة من طرف المتدخل‬
‫هذا ما دفع اغلب التشريعات المقارنة ومنها المشرع الجزائري إلى التصدي لهذه الظاهرة عن‬
‫طريق إصدار تشريعات صارمة لتضييق الخناق على المتدخلين في عملية االستهالك وهو شيء‬
‫ايجابي لمواكبة مقتضيات التطور الذي عرفه القطاع االقتصادي ‪ ،‬إذ بادر المشرع بإصداره‬
‫القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ‪ ،‬الذي‬
‫‪ :‬يحوي ستة أبواب كاآلتي‬
‫الباب األول‪  :‬أحكام عامة‪ ،‬يضم فصلين األول بعنوان (الهدف ومجال التطبيق) والثاني _‬
‫مخصص ل(تعارف)‬
‫‪ .‬الباب الثاني‪ :‬حماية المستهلك‪ ،‬يحتوي على سبعة فصول_‬
‫الباب الثالث‪:‬بعنوان البحث ومعاينة المخالفات‪ ،‬يضم خمسة فصول _‬
‫الباب الرابع‪  :‬بعنوان قمع الغش ‪ ،‬يحتوي على فصلين ‪ ،‬األول بعنوان (التدابير التحفظية _‬
‫‪ .‬ومبدأ االحتياط) والثاني معنون ب(المخالفات والعقوبات )‬
‫الباب الخامس‪ :‬بعنوان غرامة الصلح‪ ،‬دون فصول _‬
‫‪.‬الباب السادس‪ :‬خصص لألحكام الختامية واالنتقالية _‬
‫وقد اقتصرت دراستنا في موضوع الحماية الجنائية للمستهلك في ظل أحكام هذا القانون على‬
‫تفصيل أحكام الفصل الثاني من الباب الرابع المعنون ب(المخالفات والعقوبات ) والذي من خالل‬
‫‪ :‬تحليله وقفت على عدد هائل من الثغرات نوصي بمعالجتها كمايلي‬
‫خالل تناولنا لموضوع الحماية الجزائية للمستهلك في أحكام القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ ‪1_ ‬‬
‫في ‪ 25/02/2009‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ‪ ،‬لم نجد لتطبيق الظروف المخففة أو‬
‫‪ :‬المعفية من العقاب أي محل ‪ ،‬وعليه نقترح‬
‫تخفيف المسؤولية عن المتدخل في حالة تعدد الجناة عندما يقوم بالتبليغ عن منتوج غير ‪- ‬‬
‫‪.‬مطابق للمقاييس سوف يضر بصحة المستهلك ‪ ،‬كالتبليغ على عدم احترام مقاييس النظافة مثال‬
‫اعتبار مخاطر التطور العلمي سببا لإلعفاء من مسؤولية المتدخل شرط اتخاذه كافة التدابير ‪- ‬‬
‫‪.‬الالزمة‬
‫عدم االهتمام بتنظيم مسالة امن وسالمة المستهلك في المعامالت التجارية االلكترونية ‪ ،‬سيما ‪- ‬‬
‫‪.‬وان التجارة االلكترونية أصبحت واقعا مفروضا على العالم كله‬
‫أن توفر الوعي المطلوب لدى المستهلك اكبر حماية له وتأمينا هاما لسالمته ‪ ،‬ذلك أن ‪2 _ ‬‬
‫تثقيف وتوعية وتعليم المستهلك يعد جانب مهم لضمان سالمته ‪ ،‬ومنه نقول انه في الدول النامية‬
‫ومنها الجزائر فنقص الوعي لدى المستهلك يتسبب في خطر كبير على صحته وسالمته‪ ،‬فالتعامل‬
‫مع مستهلك يجهل حقوقه يشجع المنتجون على التمادي والالمباالة بحقوق و حماية المستهلك‬
‫‪،.‬كما أن مسالة مطابقة المنتوج للجودة تتوقف مستوى وعي المستهلك‬
‫تدعيم أجهزة الرقابة بالكفاءات البشرية الالزمة والوسائل المادية المتطورة لتتمكن من ‪3_ ‬‬
‫‪.‬القيام بواجب مراقبة مدى تقيد الجهات المنتجة بالمواصفات والمقاييس المطلوبة‬
‫تكثيف الدورات التدريبية واأليام الدراسية للمهتمين والعاملين في مجال حماية المستهلك ‪4_  ،‬‬
‫‪.‬لطرح انشغاالتهم واهتماماتهم والصعوبات التي تواجههم‬
‫ضرورة القضاء على ظاهرتي السوق الموازية وتهريب المنتوجات من الخارج إلى الداخل ‪5_ ‬‬
‫خاصة أن ما نسبته ‪ %65‬من النشاطات التجارية تمر عبر السوق الموازية أي أغلبية‬
‫المستهلكين يقتنون حاجياتهم من السوق الموازية وبالمقابل ارتفاع عدد المستوردين غير‬
‫الشرعيين ‪ ،‬كما أن ما يقارب ‪500‬سوق موازية متواجدة ببالدنا يمكن أن تشكل أهم مورد‬
‫‪.‬لالقتصاد الوطني ‪ ،‬األمر الذي يجعل المستهلك ملزما على اقتناء حاجاته منها‬
‫أخيرا فان تحقيق حماية فعالة للمستهلك ال تقوم إال بتظافر جهود األطراف اآلتية ‪ :‬الدولة ‪6_ ‬‬
‫كمشرع ومراقب والمستهلك كطرف أساسي وصاحب حق والمتدخل كصاحب مصلحة ‪ ،‬يضاف‬
‫إلى هذه األطراف جمعيات حماية المستهلك التي تستطيع لما لها من دور ممتاز مطالبة المشرع‬
‫‪.‬بسد الفراغ والنقص وكذلك توعية المستهلك وتعريفه بحقوقه ‪ ،‬وتبقى الوقاية خير من العالج‬

‫‪.‬‬

You might also like