You are on page 1of 104

‫حمه لخضر‪-‬الوادي‪-‬‬

‫جامعة الشهيد ّ‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫القسم الحقوق‬

‫سلطات اإلدارة في تنفيذ العقد االداري‬

‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬القانون اإلداري‬

‫إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫الهامل هناء‬
‫بورحلة نور الهدى‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اللقب واإلسم‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمة لخضر _الوادي_‬ ‫أ د‪ /‬بدر الدين شبل‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الشهيد حمة لخضر _الوادي_‬ ‫د‪ /‬سكفالي ريم‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة الشهيد حمة لخضر _الوادي_‬ ‫د‪ /‬لعرابة منصف عبد لعزيز‬

‫الموسم الجامعي‪0200/0202 :‬م‬


‫بـــــــسم الله الـــــــرحمان الــــــرحيم‬

‫ُحَّل ْت َل ُكم ب ِهيم ُة ْاْل َْنعا ِم ِإ َّاَّل ما ي َْْل عَلي ُكم ََْر م ِِيلِ‬
‫ود أ ِ‬
‫ين آم ُنوا أَوُفوا ِباْلعُق ِ‬ ‫﴿ يا أَي َّ ِ‬
‫َ ْ ْ َْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّها الذ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫الصْ ِد وأ َْنُْم حرم ِإ َّن َّ‬
‫الل َه َي ِْ ُك ُم َما ُي ِر ُيد﴾‬ ‫َّ ْ َ ْ ُ ُ ٌ‬
‫سورة المائدة‪1 :‬‬

‫لس ِائ ِل َواْل َم ِْ ُرو ِم ﴾‬


‫وم*لِ َّ‬ ‫ِِ‬ ‫﴿ و َّال ِذ ِ‬
‫ين ف أ َْم َواله ْم َح ٌّق َم ْعُل ٌ‬
‫َ َ‬
‫سورة المعارج‪42-42 :‬‬
‫شـــــــــــكر‬
‫الِمد الله كثْ ار عل نعمه الْ أنعم علْنا‪ ،‬والصالة والسالم عل خاتم اْلنبياء والمرسلْن‬
‫سْدنا مِمد سْد الخلق أجمعْن أما بعد‪ ،‬بقول رسولنا الكريم‪( :‬اَّل يشكر الله من اَّل يشكر‬
‫الناس)‪.‬‬

‫نْقدم بالشكر الجزيل وااَّلحْرام إل الدكْورة ريم سكفال عل تفضلها اإلشراف عل هذا‬
‫العمل‪ ،‬الْ لم تبخل علْنا بْوجْهاتها ومدخالتها البناءة ومالحظاتها القيمة وإرشاداتها‪ ،‬ندعو‬
‫لها بدوام الصِة والعافية‪.‬‬

‫كما نْقدم بخالص الشكر إل كل من ساهمة سواء من قريب أو بعْد إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫أن نْقدم بالشكر الجزيل إلدارة كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬ممثلة‬ ‫كما اَّل يفوتن‬
‫بالعمْد عل كل ما يقدمونه من اهْمام ورعاية للدارسْن‪.‬‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‪:‬‬

‫أهدي ثمرة جهدي إل الذي قال فْهما الِق وبالوالدين إحسانا إل من ترتْب ف ظلها ومن ألبسْن‬
‫ثوب ثمارها ورسمت مسْقبل ف راحة كفها إل الصدر الطْب والقلب الِنون إل من منِْن السعادة‬
‫ف ابْسامْها‪-‬أم لغالية –‬

‫إل الذي أحاطن بوشاح العناية ومن أضاء ل حيات وعلمن أن العظمة اَّل تكف إاَّل إذا كان الجرح‬
‫عظيما فهو سندي وفخري ومثل اْلعل –أب الغال –‬

‫إل من اَّل أسْطيع رد فضله وعطاءه إل من أزهر ف قلب حبا وحنانا ‪-‬خطْب لغال ‪-‬‬

‫ال الذين َمرون بعطفهم ودعمهم –أخوت حبايب قلب –‬

‫إل كل من ساعدن ف إنجاز هذه المدكرة سواء من بعْد أو قريب‪.‬‬

‫بورحلة نور الهدى‬


‫إه ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫وجد اإلنسان عل وجه البسيطة‪ ،‬ولم يعش بمعزل عن باق البشر وف جميع مراحل الِياة‪ ،‬يوجد‬
‫أناس يسِْقون منا الشكر‪.‬‬

‫إل صاحب السْرة العطرة‪ ،‬والفكر المسْنْر؛ فلقد كان له الفضل اْلول ف بلوَ الْعليم العال‬
‫(الوالدي الِبْب)‪ ،‬أطال الله ف عمره‬

‫إل من أفضلها عل نفس ‪ ،‬ولم اَّل؛ فلقد ضِت من أجل ولم تذخر جهدا ف سبْل‬
‫إسعادي عل الدوام (أم الِبْبة الغالية)‪ ،‬طْب الله ثراها‪.‬‬

‫إل إخوت وأخوان ‪ ،‬من كان لهم بالغ اْلثر ف كثْر من العقبات والصعاب‬
‫ف إجاد سعادت وفرحْ ‪.‬‬

‫إل جميع أصدقاء وجميع من وقفوا بجواري وساعدون بكل ما يملكون‪ ،‬فخاصة صديقْ‬
‫المْوفية (سراي حياة)‪ ،‬رب يرحمها اَّل أنس ما قدمْه‪.‬‬

‫إل جميع أساتذت الكرام الذي مد يد العون ل ‪.‬‬

‫أهديكم بِث تخرج هذا‬

‫وأتمن ‪-‬من عز وجل‪-‬أن يطْل ف أعماركم‪ ،‬ويرزقكم بالخْرات‪.‬‬

‫الهامل هناء‬
‫مـ ـ ــقدم ـ ـ ـ ــة‬
‫ف ظل ممارسة الدولة لوظائفها المْنوعة بواسطة أجهزتها الْ أنشأتها بهدف‬
‫تِقْق المنفعة العامة وإشباع حاجات المجْمع فْعددت وظائفها بِسب اْلسلوب والسلطة‬
‫القائمة عل العمل‪ ،‬وأهم وظيفة تمارسها الدولة ف الوقت الِال ‪ ،‬ه الوظيفة اإلدارية‬
‫تباشرها اإلدارة بعدة وسائل قانونية منها ما تمارسه اإلدارة بإرادتها المنفردة عن‬ ‫الْ‬
‫طريق الق اررات اإلدارية‪ ،‬ومنها ما تشارك فْها إرادتها مع إرادة اْلفراد‪ ،‬ويْجل ذلك ف‬
‫العقد اإلداري الذي يْمْز عن العقود الخاصة‪ ،‬حْث أن اإلدارة العامة ف أثناء إرادتها‬
‫للمرافق العامة‪ ،‬تشغل كل ما يمكن اسْغالله لرعاية المجْمع‪.‬‬

‫القرار‬ ‫وتمارس اإلدارة نشاطات مْعددة من خالل عدة وسائل قانونية ف‬


‫اإلداري والعقد اإلداري‪ ،‬حْث تْخذ السلطات اإلدارية ف تنفْذ العقود اإلدارية‪ ،‬فالعقد‬
‫إحداث أثر قانون ‪ ،‬الذي يْم بْوافق إرادتْن أو أكثر‬ ‫اإلداري هو توافق إرادتْن عل‬
‫بقصد إحداث الْزامات مْقابلة بْن أطرافه‪ .‬فالعقد اإلداري إذا يمثل الْصرف القانون‬
‫لإلدارة واإلفصاح عن إرادتها ف إبرام عقد‪ ،‬سالكه ف ذلك طرق القانون العام الذي‬
‫تْجل مظاهره ف الشروط ااَّلسْثنائية وَْر المألوفة الْ يْضمنها العقد‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تسْْر أو تنظيم مرفق عام‪ .‬فاإلدارة بوسائلها‪ ،‬وإمكانْْها الخاصة ومع اتساع مجااَّلت‬
‫تدخلها ف الِياة الْومية للمواطنْن‪ ،‬واَّل يمكنها أن تلب الِجم الهائل من ااَّلحْياجات‬
‫المْزايدة بشكل سريع وف كل مجااَّلت‪ ،‬مما يِْم علْها اللجوء إبرام عقود مع اْلفراد أو‬
‫مع هْئات إدارية أو مع اشخاص اعْبارية أخرى‪.‬‬

‫إن العقد اإلداري أصبح يشكل ضرورة اَّل َن لإلدارة عنه‪ ،‬خاصة ف الوقت‬
‫ازدياد حاجيات المواطنْن‪ ،‬وذلك بإشراك المْعاملْن الخواص عن طريق‬ ‫ف‬ ‫الِال‬
‫العقود ف إنشاء أو تسْْر وإدارة المرافق العامة‪.‬‬

‫ومن هنا لْنفْذ العقد اإلداري تندرج السلطات اإلدارية ف تنفْذه‪ ،‬وهذه السلطات‬
‫المقررة لإلدارة قائمة عال مرافق عامة‪ ،‬ف سلطة إدارة تْمْع بالْوجيه والرقابة القانونية‬
‫أثناء العقد اإلداري‪ ،‬وتعمل عل تعديل وتغْْر المْعاقدين أثناء العقد‪ ،‬وف حااَّلت عدم‬
‫مراعات القوانْن الالزمة والْعديالت‪ ،‬تْواجد سلطة الجزاءات ف تأذية واجباتها الالزمة‬

‫‪I‬‬
‫ف توقيع جزاءات والمخالفات أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ .‬فلإلدارة حق مراقبة تنفْذ العقد‬
‫وتوجيه اْلوامر للمْعاقد معها‪ ،‬وكذلك يمكنها فسخ العقد لدواع المصلِة العامة‪ ،‬فضال‬
‫عن سلطْها ف توقيع الجزاءات حْن يخل ذلك المْعاقد بالْزاماتها الْعاقدية‪.‬‬

‫ونظر للقاعدة العامة لها فإن سلطة الرقابة والْوجيه وسلطة الْعديل ااَّلنفرادي‬
‫ا‬
‫وسلطة توقيع الجزاءات تخالف قاعدة إلزام العقد ْلطرفه‪ ،‬وهو جوهر الرابطة الْعاقدية‬
‫ويعْبر من قبْل الشروط ااَّلسْثنائية َْر المألوفة الْ تمْز العقود اإلدارية عن َْرها‪،‬‬
‫وبذلك تصبح هاته السلطات خطْرة جدا عل المْعاقد مع اإلدارة‪ ،‬إذا أساءت هذه اْلخْرة‬
‫اسْخدامها أو تعسفت ف اسْعمالها أو ممارسْها عل وجه َْر مشروع ومن هنا تكمن‬
‫أهمية دراسة موضوعنا ف ‪:‬‬

‫اهْمامنا بالدراسات القانونية المرتبطة بالجانب ااَّلقْصادي الذي يِظ بأهمية‬


‫الْقدم ااَّلقْصادي والمرتبط أساسا بنجاعة الصفقات‬ ‫كبْرة نظ ار ْلثرها المباشر عل‬
‫العمومية‪ ،‬والبِث عن اليات وميكانْزمات فعالة من أجل حماية المال العام من خالل‬
‫دراسة هذه السلطات ودراسة القْود والضوابط الالزمة ف سبْل الِفاظ عل حسن سْر‬
‫الم ارفق العمومية وتِقْق الصالح العام‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬الهدف من وراء هذه الدراسة أنه الموضوع حساس وله اهمية‬
‫كبْرة ف الوسط العمل وذلك ف العقود ااَّلدارية‪ ،‬الْ مجالها خصب ويدعو للدراسة‪.‬‬

‫العقود‬ ‫الرقابة والْوجيه والْعديل وتوقيع الجزاءات ف‬ ‫أن سلطة ااَّلدارة ف‬


‫اإلدارية يدعو البِث فيه والغوص لمعرفة إل أي مدى يمكن اسْعمال هده السلطة‪.‬‬
‫وكذا لمعرفة نظرة المشرع الجزائري ف موضوع السلطات اإلدارية ف تنفْذ العقد اإلداري‬
‫والْوصل ال معرفة سلطات اإلدارية وانواعها والجزاءات الْ تقوم بْنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬رَبْنا ف الْطرق لهذا الموضوع كونه يمس تسْْر المرافق العامة والنشاط‬
‫تناولت هذه الدراسة نظ ار لما‬ ‫اإلداري وتِقق منفعة عامة‪ ،‬وقلة البِوث الْ‬
‫يشكله من صعوبات ومعوقات المْعاقدين مع ااَّلدارة الْ تْمْع بسلطة الرقابة‬
‫والْوجيه والْعديل وتوقيع الجزاءات ف العقود اإلدارية‪.‬‬
‫المْخصص بالعقود‬ ‫جوانب هذا الموضوع بالجانب العمل‬ ‫‪ -‬البِث ف‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫تنفْذ العقد‬ ‫تْم ف‬ ‫توضيح أنواع السلطات اإلدارية الْ‬ ‫‪ -‬تْمثل ف‬


‫اإلداري‪ ،‬والْعمق ف الْوجيه والْعديل والجزاءات‪.‬‬
‫العقد‬ ‫حقيقة سلطة ااَّلدارة وامْيازاتها اتجاه المْعاقد ف‬ ‫‪ -‬الْعرف عل‬
‫اإلداري أثناء تنفْذ العقد من قبله‪.‬‬

‫أن هذا الموضوع مهم كما سبق لنا اإلشارة‪ ،‬حْث من المعلوم أن اإلدارة تسْخدم‬
‫هذا النوع من السلطات عل مْعاقديها المخالفْن لها لذلك أردنا أن نلمس مواطن اْلخطاء‬
‫الْ فْها فرض مثل هذه السلطات‪.‬‬

‫اإلشكـــــــــالـــية‪:‬‬

‫وعليه فإن إشكالية البِث تْمِور ف ‪:‬‬

‫إلى أي مدى تمتد السلطات اإلدارية في تنفيذ العقد اإلداري؟‬

‫الــــــــتــــــــساؤالت‪:‬‬

‫‪ -‬ماه السلطات الْ تعْمد علْها اإلدارة ف تنفْذ العقد اإلداري؟‬


‫‪ -‬فيما تْمثل السلطة الجزائية ف توقيع الجزاء أثناء تنفْذ العقد اإلداري؟‬
‫‪ -‬ما هو اْلساس القانون لسلطات إلدارية ف مواجهة المْعاقد معها؟‬
‫‪III‬‬
‫‪ -‬كيف يْم النظام القانون للسلطات الجزائية؟ وماه أنواع الجزاءات؟‬

‫الــــمنهج الــــــــمتبع‪:‬‬

‫الصورة واضِة وإعطائها قد ار من الواقعية‬ ‫ومن أجل وضع هذه الدراسة ف‬


‫والْجسْد‪ ،‬اَّلبد من ااَّلعْماد عل المنهج‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج الوصفي‪ :‬وهذا من أجل تِلْل ومناقشة واسْقراء مضامْن‬


‫النصوص القانونية ف مجال العقود اإلدارية‪ ،‬وكذا المنهج الوصف لبيان المفاهيم‬
‫المْعلقة بسلطات اإلدارية عل المْعاقد معها‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى األسلوب المقارن‪ :‬مناقشة ومقارنة النصوص ومخْلف‬
‫القانون الجزائري والمصري ‪.....‬الخ وذلك للْأكد‬ ‫اْلنظمة الْشريعية سواء ف‬
‫عل مدى مطابقة أو اخْالف النصوص القانونية‪.‬‬

‫مدخل لخطة الموضوع‪:‬‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية والْساؤاَّلت المطروحة‪ ،‬فإن اإلدارة تملك الرقابة عل‬
‫تنفْذ العقد اإلداري لضمان سْر تنفْذه‪ ،‬وتملك تعديل شروط هذا العقد بما يِقق مصلِة‬
‫عامة‪ ،‬كما تملك حق توقيع الجزاءات عل المْعاقد ف حالة ارتكاب خطأ‪.‬‬

‫لذلك سوف نْناول بالْفصْل كل ما سبق ذكره وذلك ف فصلْن‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬سلطات اإلدارة الوقائية ف تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬سلطات اإلدارة العقابية ف تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫وتندرج هذه الفصول ضمن مبِثْن وكل مبِث مطلبْن‪ ،‬المبِث اْلول سلطة‬
‫اإلدارة ف الرقابة والْوجيه أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬المبِث الثان سلطة اإلدارة ف‬
‫تعديل العقد اإلداري أثناء الْنفْذ أما الفصل الثان المبِث اْلول سلطة اإلدارة ف فرض‬
‫الجزاءات اإلدارية أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬المبِث الثان حدود سلطة اإلدارة عند فرض‬
‫الجزاءات أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪IV‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫سلطات اإلدارة الوقـائية في تنفيذ‬


‫العقد اإلداري‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬سلطات اإلدارة الوقائية في تنفيذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫تْمْع اإلدارة بامْيازات العامة فالعقود اإلدارية الْ تبرمها اإلدارة بوصفها سلطة‬
‫عامة بإتباعها وسائل القانون العام بقصد تسْْر وتنظيم نشاط المرافق العامة عل أحسن‬
‫وجه وتسْهدف من وراء ذلك كله تِقْق المصلِة العامة‪ ،‬لذلك فإن أي اخالل من جانب‬
‫المْعاقد مع إلدا رة ف تنفْذ الْزامه الناجمة عن عقد من عقود اإلدارية‪ ،‬اَّل يعد ف ذاته‬
‫إخالل بالْزام تعاقدي فِسب وإنما تعْبر بمثابة مساس بسْر المرفق العام الدي اسْوجب‬
‫أن يكون لإلدارة المْعاقدة وه بصدد تنفْذها لعقودها‪.‬‬

‫تمارس اإلدارة نشاطها وفقا للسلطات الْ منِها لها القانون فقد تمارس هذا الِق‬
‫عن طريق امْيازات مخولة لإلدارة تسمح لها بأن تبسط سلطْها عل المْعاقد ومعها أثر‬
‫اخالله أو تقصْره بالْزاماته الْعاقدية حْث تمنِها ضرورة المصلِة للْدخل بمخْلف‬
‫سلطاتها ودلك من خالل سلطة الرقابة والْوجيه وسلطة الْعديل لضمان حسن سْر‬
‫المرفق العام واسْم ارريْه ومن أجل توضيح ذلك قسمنا الفصل اْلول إل مبِثْن عل‬
‫النِو ااَّلت ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سلطة االدارة في الرقابة والتوجيه اثناء تنفيذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫لإلدارة المْعاقدة أثناء تنفْذ العقد اإلداري عدة امْيازات منها سلطْها الرقابية الْ‬
‫تكون ع ل كيفية تنفْذ المْعاقد اَّللْزاماته الْعاقدية ‪،‬وهنا نجد سلطْها باإلشراف عل‬
‫تنفْذ الشروط‪ ،‬كذلك تقوم بوضع عدة توجْهات للمْعاقد معها لضمان حسن سْر الْنفْذ‬
‫بالنطاق الضْق‬ ‫من جانبه إذ تراقب اإلدارة المْعاقد من ناحية الْنفْذ وهذا ما يدع‬
‫للرقابة و نطاق واسع يْمِور ف مراقبة كيفية الْنفْذ حْث لإلدارة سلطة اإلشراف عل‬
‫تنفْذ العقد أي الْأكد من أنه يْم وقف شروط العقد‪ ،‬و َالبا ما تكون الرقابة ف هذا‬
‫الشكل أعمال مادية‪ ،‬وكذلك مخول أماكن اسْغالل المرفق العام والمخازن والمصانع أو‬
‫صورة أعمال قانونية‬ ‫اسْالم بعض الوثائق من المْعاقد من ناحية أخرى قد تْم ف‬
‫كالْطعيمات واْلوامر الْنفْذية أو اإلنذارات توجه للمْعاقد وهده الرقابة أثناء تنفْذ ‪ ،‬وهذا‬

‫‪7‬‬
‫ما يسم بنطاق سلطة الرقابة ولْوضيح ذلك سوف نْطرق إل تعريف سلطة الرقابة‬
‫والْوجيه و القْود الواردة ف سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف سلطة الرقابة والتوجيه‪.‬‬


‫تنوعت واخْلفت اآلراء حول تعريف سلطة الرقابة والْوجيه ف العقد اإلداري‪ ،‬لذلك‬
‫سوف يْم توضيح ذلك من الضْق إل الواسع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعنى الضيق يتناول فكرة اإلشراف والرقابة‪.‬‬

‫يقصد بسلطة اإلشراف تِقق اإلدارة من أن المْعاقد معها يقوم بْنفْذ الْزاماته‬
‫العقدية عل النِو المْفق عليه‪ .‬أما سلطة الرقابة فْْمثل ف حق ف حق اإلدارة ف‬
‫الْدخل لْنفْذ العقد وتوجيه اْلعمال واخْيار طريقة الْنفْذ ف حدود الشروط وضمن‬
‫‪1‬‬
‫الكيفيات المْفق علْها ف العقد‪.‬‬

‫والرقابة‪ :‬تعن القيام بالمراقبة واإلشراف عل العمل‪ .‬كذلك ورد أيضا كلمة الرقابة‬
‫اسم مصدره رقب يعن اَّلحظ وحرس وحفظ‪ 2.‬وينِصر المعن الضْق ف تِقْق اإلدارة‬
‫من أن المْعاقد ينْقد وفقا لنصوصه وشروطه المْفق علْها‪ ،‬وه تمثل الِد اْلدن لما‬
‫يمكن ااَّلعْراف به لإلدارة ف مجال رقابْها عل تنفْذ‪ .‬تمارس اإلدارة هذه الرقابة إما‬
‫بأعمال مادية تقوم بها عن طريق مهندسْها أو إيفاد فنْها لمواقع العمل لالطمئنان عل‬
‫سْر العمل وجود تنفيه‪ ،‬أو تلق شكاوى المنْفعْن والبث فْها‪ ،‬والرقابة هنا مكملة لرقابة‬
‫الفِص الالزمة عند الْسليم‪ 3.‬وَالبا ما تشْرط اإلدارة ضمن نصوص عقودها اإلدارية‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية ف الجزائر (دراسة تشريعية وقضائية وفقهية)‪ ،‬جسور‬
‫لنشر والْوزيع‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪1241‬ه ‪ 4002-‬م‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪2‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬سلطة اإلدارة ف توقيع الجزاءات ف العقود اإلدارية‪ ،‬مدكرة ماسْر كلية العلوم‬
‫اإلنسانية وااَّلجْمايية قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪،4012‬‬
‫سنة ‪4012-4011‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه ف نطاق تنفْذ العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫دمشق‪ ،‬العلوم القانونية‪ ،‬المجلد‪ ، 1‬العدد الثالث‪ ،‬سنة ‪ ،4041‬ص ‪.111‬‬
‫‪8‬‬
‫إصدار الق اررات‬ ‫تِْل علْها‪ ،‬حقها ف‬ ‫دفاتر الشروط العامة والخاصة الْ‬ ‫أو ف‬
‫‪1‬‬
‫الْنفْذية الْ تخضع تنفْذ توجْهها وتراقب المْعاقد ف تنفْذ اَّللْزاماته‪.‬‬

‫أي تِقق اإلدارة من أن المْعاقد يباشر تنفْذ العقد طبقا لشروطه ذلك من أجل‬
‫الْأكد من سالمة الْنفْذ‪ .‬وبهذا المعن تكون سلطة الرقابة مرادفة اإلشراف‪ .‬وهذا يْم‬
‫عادة عن طريق ارسال اإلدارة بعض فنْْها لزيارة مواقع العمل والْأكد من تنفْذه وفقا‬
‫‪2‬‬
‫للشروط المْفق علْها‪.‬‬

‫إاَّل أنه ف الكثْر من اْلحيان ما تشْرط اإلدارة ف العقد أو دفْر الشروط حقها‬
‫ف إصد ار الق اررات الْنفْذية الْ تخضع تنفْذ العقود لْوجْهاتها ومراقبْها‪ .‬حسب رأينا‬
‫حقها ف الرقابة والْوجيه أثناء مرحلة تنفْذ‬ ‫بعض العقود عل‬ ‫أن اشْراط اإلدارة ف‬
‫العقد‪ ،‬اَّل يعد بمثابة إنشاء حق جديد لها وإنما يدخل ف الْذكْر والْأكْد عل هذا الِق‬
‫وقطع الطريق أمام المْعاقد لدفع بعدم اشْراط هذا الِق حالة وجود نزاع أثناء تنفْذ‬
‫العقد‪ 3.‬ويالحظ أن العقود اإلدارية ف فرنسا تْناول بالشرح مدى سلطة اإلدارة ف الْدخل‬
‫ف أوضاع تنفْذ العقد‪ ،‬وكذلك قد ينص عل مدى سلطات اإلدارة ف بعض القوانْن‬
‫واللوائح الْ تنظم الموضوع‪ ،‬وحْنئذ اَّل صعوبة ف اْلمر‪ ،‬إذ تنفْذ الشروط الواردة ف‬
‫‪4‬‬
‫العقود أو النصوص الْشريعية‪.‬‬

‫مازن لْلو راض ‪ ،‬العقود اإلدارية ف القانون اللْب والمقارن‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة عم المخْار‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫درنة‪ ،‬سنة ‪ ،4001‬ص ‪.100‬‬


‫‪2‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬من منشورات الجامعة ااَّلفْراضية‪ ،‬الجمهورية العربية السورية‪،‬‬
‫سنة ‪ ،4011‬ص ‪.22‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬دور القاض اإلداري ف حماية المْعاقد مع اإلدارة‪ ،‬شهادة دكْوراه علوم ف‬ ‫‪3‬‬

‫الِقوق‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الِقوق‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬سنة ‪،4012‬‬
‫ص ‪.11‬‬

‫‪4‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬اْلسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1242‬ه‬

‫‪4001‬م‪ ،‬ص‪.211‬‬

‫‪9‬‬
‫وقد وردت اإلشارة إل هذا الِق ف المادة ‪ 11‬من الالئِة الملغاة‪ ،‬وف المادة‬
‫أن المقاول يكون‬ ‫تنص عل‬ ‫القانون المصري " والْ‬ ‫‪22‬من الالئِة الجديدة‪" ،‬ف‬
‫مسؤواَّل عن حفظ النظام بموقع العمل‪ ،‬وتنفْذ أو امر جهة اإلدارة‪ ،‬بإبعاد كل من يهمل‬
‫أو يرفض تنفْذ الْعليمات أو يِاول الغش أو يخالف أحكام هذه الشروط‪ 1.‬وقد وردت‬
‫المادة ‪ 221‬المعدلة "ف القانون المدن الجزائري" والْ تنص عل أنه إذا ثبت أثناء‬
‫سْر العمل أن المقاول يقوم به عل وجه معْب أو مناف لشروط العقد جاز لرب العمل‬
‫أن يندره بأن يصِح من طريقة الْنفْذ خالل أجل معقول يعْنه له‪ ،‬فإذا انقض هذا‬
‫اْلجل دون أن يرجع المقاول إل طريقة صِيِة جاز لرب العمل أن يطلب إما فسخ‬
‫العقد وإما أن يعهد إل مقاول أخر بإنجاز العمل عل نفقة المقاول اْلول طبقا ْلحكام‬
‫‪2‬‬
‫‪ 120‬أعاله‪.‬‬

‫ف حْن أن اإلشراف والرقابة ف عقود الْوريد مثال أقل شدة بل تكاد تكون مِددة‬
‫ْلن مثل هذه العقود أقل صلة وارتباطا بسْر المرافق العامة من عقود اْلشغال الِكومية‪،‬‬
‫وذلك فإن اإلشراف والرقابة عل تنفْذ هذه العقود تكون اَّلحقة عند تسليم اللوازم مِل‬
‫العقد للِْقْق من مطابقة اللوازم الموردة للشروط والمواصفات من حْث العدد والوزن‬
‫أيضا صالحية الْفْيش والرقابة عل‬ ‫والنوع وسالمة اْلصناف‪ 3.‬وللمجلس الوطن‬
‫البالد بموجب قرار مجلس قيادة الثورة رقم‪122‬لسنة‬ ‫نشاطات المرافق العامة ف‬
‫‪1211‬كدلك لرؤساء الوحدات المِلية بموجب قانون المِافظات رقم ‪ 22‬لسنة ‪1292‬‬
‫صالحية الرقابة واإلشراف عل العقود والمشاريع الْ تنفد ضمن حدود وحداتهم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 4‬وف قانون الجماعات اإلقليمية الجزائرية تنص المادة ‪122‬أنه يمكن المصالح العمومية‬

‫‪1‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪2‬‬
‫اْلمر رقم ‪ 21،-22‬المؤرخ ف ‪ 40‬رمضان عام ‪ 1122،‬الموافق ‪ 49‬سبْمبر سنة‪،1222‬‬
‫المْضمن القانون المدن عدلت بالقانون رقم ‪ ،10-02‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،22‬المؤرخة ف‬
‫‪ 40‬جويلية ‪.4002‬‬
‫نواف كعنان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكْاب الثان ‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والْوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫سنة ‪4002‬م‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫مِمد خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار الثقافة لنشر والْوزيع‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دون بلد النشر‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫سنة ‪4010‬م ‪1211‬ه‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪01‬‬
‫البلدية المذكورة ف المادة ‪ 122‬أعاله أن تكون مِل امْياز طبقا للْنظيم الساري المفعول‪.‬‬
‫يخضع ااَّل مْياز لدفاتر شروط نموذج يِدد عن طريق الْنظيم‪ .‬وتنص المادة ‪129‬‬
‫أيضا أنه يمكن البلدية أن تفوض تسْْر المصالح العمومية المنصوص علْها ف المادة‬
‫‪ 122‬أعاله عن طريق عقد برنامج أو صفقة طلبية طبقا لألحكام الْشريعية والْنظيمية‬
‫‪1‬‬
‫المعمول بها‪.‬‬

‫وقد تمم الرقابة وفقا للمعن الضْق أيضا ف صورة أعمال قانونية‪ ،‬كأن تصدر‬
‫اإلدارة أوامر تنفذيه أو إنذارات للمْعاقد‪ ،‬وبهذا المعن تْم الرقابة ف أثناء الْنفْذ‪ ،‬وهو‬
‫‪2‬‬
‫حق مقرر لإلدارة والو لم ينص عليه ف بنود العقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنعى الواسع يتناول سلطة التوجيه‪.‬‬

‫الْوجيه أعمال الْنفْذ واخْيار أنسب الطرق الْ‬ ‫حق اإلدارة ف‬ ‫وينصب عل‬
‫تؤدي إليه‪ ،‬وينطوي هذا المعن عل تدخل من اإلدارة أكثر عمقا من تدخلها كسلطة‬
‫إشراف عل الْنفْذ فاإلدارة هنا اَّل يقْصر دورها عل الْأكْد من تنفْذ العقد عل نِو‬
‫يْفق مع الشروط الواردة به‪ ،‬بل إنها تْدخل ف أعمال الْنفْذ والرقابة وبهذا المعن تْم‬
‫الْنفْذ‪ ،‬أو اسْبعاد‬ ‫بأعمال قانونية فقط كإصدار الْعليمات‪ .‬بإتباع طريقة معْنة ف‬
‫‪3‬‬
‫طريقة ما‪ ،‬أو إصدار أوامر تنفْذية لْوجيه أعمال الْنفْذ‪.‬‬

‫وقد تم النص عل سلطة اإلدارة ف الْوجيه أو ف دفاتر الشروط ‪،‬و حْنئذ يجب‬
‫أعمال النصوص الْعاقدية وفقا لما تم ااَّلتفاق عليه ‪.‬وف حال عدم النص علْها فليس‬
‫معن ذلك تنازل اإلدارة عن هذه السلطة‪ ،‬فه مقررة لجهة اإلدارة حْ ف حال غياب‬
‫النص علْها ف العقد‪ ،‬إذ إنها حق ثابت لإلدارة ‪،‬وذلك لْعلقها بالنظام العام ‪،‬ويقع باطال‬

‫قانون رقم ‪ 10-11‬مؤرخ ف ‪ 40‬رجب عام ‪ 1214‬الموافق ‪ 44‬جوان‪ ،‬سنة ‪ ،4011‬يْعلق‬ ‫‪1‬‬

‫بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬المؤرخة ف ‪ 1‬جويلية سنة ‪.4011‬‬


‫‪2‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬اْلسس العامة ف العقود اإلدارية‪ ،‬المركز القوم لإلصدارات‬
‫القانونية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دون بلد النشر‪ ،‬سنة‪ ،4001‬ص ‪.429‬‬
‫‪00‬‬
‫كل شرط يفْد تنازل اإلدارة عن هذه السلطة ‪1.‬عل أنه يجب أن اَّل يفهم من ذلك أن‬
‫حق اإلدارة ف توجيه المْعاقد معها ‪ ،‬حق مطلق وبال حدود واَّل ضوابط فالمقرر أن هذا‬
‫الِق مقرر و مفروض لِْقْق أَراض معْنة ومن ثم فال يجوز لإلدارة الخروج عن هذا‬
‫الهدف ومن المْفق عليه‪ ،‬أن أَراض العقد وموضوعه يشكالن اإلطار الضابط لِق‬
‫الْوجيه‪ ،‬فال يجوز لإلدارة ممارسة هدا الِق إاَّل داخل هدا اإلطار‪ ،‬فإن خرجت كان‬
‫‪2‬‬
‫عملها َْر مشروع‪.‬‬

‫سلطة الرقابة والْوجيه ف عقد اْلشغال العامة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ف عقود اْلشغال العامة تْضح سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه بشكل واسع عما‬
‫عليه ف العقود اإلدارية اْلخرى‪ ،‬وذلك بْغْر أوضاع العقد‪ .‬وعل المقاول ااَّللْزام بْنفْذ‬
‫كيفية الْنفْذ وملزم أيضا كل من يهمل تنفْذ اْلوامر من‬ ‫اإلدارة ف‬ ‫أوامر مندوب‬
‫مسْخدميه أو عماله‪ ،‬وقد إشارة إليه الالئِة الْنفْذية ف مصر بمادة ‪ 22‬من اَّلئِة‬
‫المناقصات والمزايدات الصادرة بالقانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1211‬من أن "المقاول يكون مسؤواَّل‬
‫عن حفظ النظام ف موقع العمل وتنفْذ أوامر جهة اإلدارة بإبعاد كل من يهمل أو يرفض‬
‫بْنفْذ الْعليمات أو يِاول الغش أو يخالف أحكام الشروط"‪ 3.‬حْث تْجسم ف حق تفقد‬
‫اشغال اإلنجاز والِْقق من حسن سْرها‪ ،‬وذلك بْواجد مهندس اإلدارة بصفة قارة ف‬
‫حظائر اْلشغال خالل مدة اإلنجاز‪ ،‬كما نالحظ أن شروط العقد كثْ ار ما تْضمن الْزام‬
‫المْعاقد بااَّلمْثال لألوامر الصادرة عن أعوان اإلدارة المكلفْن بالسهر عل مراقبة حسن‬
‫‪4‬‬
‫سْر اْلشغال‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 120‬من القانون المدن الجزائري‪ ،‬أنه من كان حائ از بأي وجه كان‬
‫لعقار أو جزء منه‪ ،‬أو منقواَّلت‪ ،‬حدث فْها حريق اَّل يكون مسؤواَّل نِو الغْر عن‬

‫‪1‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111-114‬‬
‫‪2‬‬
‫مِمد الشافع أبوراس‪ ،‬العقود اإلدارية‪PDF ceatedwith pdffactory pro trial ،‬‬
‫‪version www. Pdffactory.com‬‬
‫‪3‬‬
‫شاكر اكباش خلف‪This file was edited using the trial version of Nitro pro7 ،‬‬
‫‪Buy now at www.nitropdf.com to remove this message.‬‬
‫مِمد رضا جنيح‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مركز النشر الجامع ‪ ،‬طبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،4001‬ص‪.424‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪01‬‬
‫اْلضرار الْ سببها هذا الِريق إاَّل إذا ثبت أن الِريق ينسب إل خطئه أو خطأ من‬
‫مسؤول عنهم‪ .‬مالك البناء مسؤول عما يِدثه انهدام البناء من ضرر والو كان انهداما‬
‫جزئيا‪ ،‬مالم يثبت أن الِادث اَّل يرجع سببه إل إهمال ف الصيانة‪ ،‬أو قدم ف البناء‬
‫‪1‬‬
‫عْب فيه‪.‬‬

‫إاَّل أن سلطة اإلشراف ولرقابة تبرز أكثر ف مجال عقود اْلشغال العامة وذلك‬
‫لطابعها الخاص كونها تكلف خزينة الدولة مبالغ ضخمة‪ ،‬وأنها تِْاج إل مْابعة مسْمرة‬
‫ومْواصلة تفاديا ْلي خروج عن ما تم الْعاقد بشأنه سواء كان من جانب المقاول أو‬
‫مؤسسة الْنفْذ‪ .‬لذلك إن عقد اْلشغال بطبيعْه يرفض تدخل مندوب اإلدارة لإلشراف‬
‫عل الْنفْذ‪ ،‬فيكون بمثابة المدير الِقيق للعمل والمشرف العام عليه‪ ،‬وينقلب المقاول‬
‫‪2‬‬
‫إل جهة تنفْذ الْعليمات الصادرة عن مندوب اإلدارة‪.‬‬

‫تنفْذ العقد اإلداري يظهر‬ ‫الرقابة عل‬ ‫إن اْلساس الْعاقدي لسلطة اإلدارة ف‬
‫بأوضح صورة ف عقود اْلشغال العامة وذلك ْلن اإلدارة تِرص عل أن تقوم بْضمْن‬
‫عقودها الْ تْعلق باْلشغال العامة وكذلك دفاتر الشروط الْ تلِق بها‪ .‬ما يخولها‬
‫الِق ف ممارسة سلطة الرقابة أي أن تقوم بالْدخل ف سْر الْنفْذ وأوضاع الْنفْذ‬
‫ووسائله وذلك من خالل اْلوامر والْعليمات الصادرة من اإلدارة اتجاه المقاول وليس‬

‫من خالل المادة ‪ ،120‬من القانون المدن (أنه من كان حائز بأي وجه كان لعقار أو جزء منه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أو منقواَّلت‪ ،‬حدث فْها حريق اَّل يكون مسؤواَّل نِو الغْر عن ااَّلضرار الْ سببها هذا الِريق إاَّل‬
‫إذا ثبت أن الِريق ينسب إل خطئة أو خطا من هو مسؤول عنهم‪ .‬مالك البناء مسؤول عما يِدثه‬
‫انهدام البناء من ضرر ولو كان انهدامها جزئيا‪ ،‬ما لم يثبت أن الِادث اَّل يرجع سببه إل إهمال‬
‫ف الصيانة‪ ،‬أو قدم ف البناء‪ ،‬أو عْب فيه) المادة كما موجودة ف القانون بْن مزدوجْْن‪.‬‬
‫بالسعْد زينة‪ ،‬القْود الواردة عل حرية اإلدارة لدى الْعاقد‪ ،‬شهادة الماسْر ف الِقوق‪ ،‬كلية‬ ‫‪2‬‬

‫الِقوق والعلوم السياسية قسم الِقوق‪ ،‬جامعة عبد الِمْد بن باديس‪ ،‬سنة ‪ ،4014-4011‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪01‬‬
‫اإلشراف فقط وذلك ْلن مصلِة اإلدارة واْلفراد مجْمعة وه تكون بأن يْم تنفْذ المقول‬
‫‪1‬‬
‫بالدقة العالية‪.‬‬

‫وف عقود اْلشغال العامة‪ ،‬يسلم مجلس الدولة الفرنس لإلدارة بسلطات واسعة ف‬
‫الرقابة فيما يْعلق باخْبار المواد‪ ،‬وطرق الْنفْذية‪ْ ،‬لن اإلدارة ه صاحبة المشروع‪،‬‬
‫توجيه الْنفْذ ( ‪Ladmimstratiom est le maitre de‬‬ ‫ف‬ ‫ولها الِق بالْال‬
‫‪2‬‬
‫‪)l'ouvrage‬‬

‫‪ -2‬سلطة الرقابة والْوجيه ف عقود الْزام المرافق العامة‪.‬‬

‫تْمْع اإلدارة ف عقد الْزام المرافق العامة بسلطات رقابية كبْرة‪ ،‬والعلة ف ذلك‬
‫أن الملْزم يقوم بنفسه بإدارة المرفق العام ومن ثم يِق لإلدارة أن تْدخل ف كل حْن‬
‫الْعامل مع جمهور المنْفعْن‬ ‫اإلدارة أومن أسلوبه ف‬ ‫لْعدل من طريقة الملْزم ف‬
‫‪3‬‬
‫بخدمات المرافق‪.‬‬

‫فيجب الْوفْق بْن فكرتْن أساسْْْن تسودان تنفْذ العقد‪ ،‬وهما‪ :‬أواَّل فكرة كون‬
‫اإلدارة اَّل تسْطيع الْخل عن تأمْن سْر المرفق العام موضوع العقد‪ ،‬وثانيا فكرة أن‬
‫إدارة المرفق ه من شأن الملْزم ‪-‬الملْزم يدير واإلدارة تراقب‪ .-‬فالملْزم يسْأثر بإدارة‬
‫المرفق العام وتسْْره‪ ،‬وتِْقق سلطة الرقابة ف عقود ااَّللْزام تِت مظهري الرقابة الفنية‬
‫والمالية‪ ،‬وتهدف الرقابة الفنية إل الْأكد من أن الملْزم يدير المرفق وفقا للقواعد الْنظيمية‬
‫الْ تضعها اإلدارة ف سبْل لك ‪4‬ومن قيام المْعاقد بصيانة المرفق وذلك بهدف الْأكد‬
‫من أن الملْزم يسْر المرفق العام بانْظام واضطراد‪ .‬أما الرقابة المالية‪ :‬فْْمثل بِق‬
‫حسابات المْعاقد الخاصة باسْغالل المرفق‪.‬‬ ‫الجهة مانِة ااَّللْزام بالْفْيش عل‬

‫‪1‬‬
‫عل يوسف الشرك ‪ ،‬سلطة اإلدارة ف الرقابة عل تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬مجلة كوفة‪ ،‬العدد ‪،42‬‬
‫كلية القانون‪ ،‬جامعة كوفة‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪3‬‬
‫حمدي عطية مصطف عامر‪ ،‬اْلعمال القانونية للسلطة اإلدارية‪ ،‬دار الفكر الجامع ‪ ،‬الطبعة‬
‫اْلول ‪ ،‬ااَّلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،4012‬ص‪.221‬‬
‫‪4‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪01‬‬
‫والخالصة أن رقابة اإلدارة عل الملْزم ف عقود ااَّللْزام تكون ضمن حدود معْنة فْأخذ‬
‫معن اإلشراف فقط دون أن تْضمن توجْها من جانب اإلدارة للملْزم أو تدخال ف إدارة‬
‫المرفق عل نِو يعوق الملْزم عل مباشرة نشاطه‪ ،‬حْ اَّل تنقلب هذه السلطة إل‬
‫مع الطبيعة‬ ‫يصبح المْعاقد موظفا لدى اإلدارة‪ ،‬وهذا يْناف‬ ‫سلطة وصاية وبالْال‬
‫‪1‬‬
‫القانونية للعقد‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حاالت تجاوز اإلدارة حقها في الرقابة والتوجيه‪.‬‬

‫الهدف اْلساس من سلطة الرقابة هو أن تِْقق اإلدارة من تنفْذ العقد حْث أنه‬
‫طبق وفقا للشرط المنظمة له‪ ،‬لكن هذه السلطة لها حدود تْوقف عندها‪ ،‬إاَّل أنه ف‬
‫بعض اْلحيان تقوم اإلدارة بْجاوز هذه السلطة (الرقابة والْوجيه) إل أن يصل اْلمر‬
‫إل الخروج عن الهدف من الْعاقد وهو خروج عن موضوع العقد تماما‪ ،‬أو أن يكون‬
‫المْعاقد معها‪ ،‬وهنا سوف‬ ‫حد كبْر عل‬ ‫الرقابة مبالغ فيه إل‬ ‫اسْخدام سلطْها ف‬
‫‪2‬‬
‫ندرس كال من الِالْْن مع بعض من الْوضيح‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬ااَّلنِراف عن الهدف والغاية من حق الرقابة والْوجيه‪.‬‬

‫إن الهدف من منح القانون لإلدارة العامة سلطة أو باْلخر امْياز الرقابة والْوجيه‬
‫أثناء مرحلة تنفْذ العقد مرده أن اإلدارة هدفها خدمة الصالح العام‪ ،‬أي تقديم خدمة‬
‫هذا‬ ‫أنه يجب أن تنصب كل أعمالها المادية والقانونية ف‬ ‫عمومية للمنْفعْن بمعن‬
‫الغرض‪ 3.‬فإذا كان تصرف اإلدارة اتجاه المْعاقد معها بغرض ااَّلضرار به‪ ،‬ولم تسع‬
‫الصالح العام‪ ،‬كان تصرفها َْر مشروع ومرتبا لمسؤولْْها العقدية‪ ،‬إذا قصدت‬ ‫إل‬
‫اإلدارة من اسْعمال هذا الِق مجرد ااَّلضرار بالمْعاقد معها دون أن يكون مردود ذلك‬

‫‪1‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪01‬‬
‫هذا الشأن َْر مشروع مما يولد مسؤولْْها ف‬ ‫الصالح العام‪َ ،‬دا اقرارها ف‬ ‫عل‬
‫‪1‬‬
‫تعويض المْعاقد معها‪.‬‬

‫اسْعمال سلطْها وإذا تسْنْج عن‬ ‫وذلك عما من أضرار بسبب سوء نْْها ف‬
‫الق اررات الْ تصدرها اإلدارة من خالل تدخلها أثناء الرقابة أي عرقلة ف الْنفْذ مثل‬
‫‪2‬‬
‫إيقاف العمل لمدة تْجاوز الِد المعقول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المبالغة الغْر مبررة ف ممارسة حق الرقابة والْوجيه‪.‬‬

‫إن الهدف اْلساس من منح القانون لإلدارة حق الرقابة عل عملية تنفْذ العقد‪ ،‬هو‬
‫ضمان تنفْذه وفق ما تم الْعاقد عليه‪ ،‬ووفق ما يِقق الصالح العام‪ .‬فال يجوز لإلدارة‬
‫المْعاقدة أن تجعل من حقها ف الرقابة والْوجيه عل عملية تنفْذ العقد‪ ،‬ذريعة للقيام‬
‫بإدخال تعديالت عل مضمون العقد بشكل يسبب ضر ار للمْعاقد معها‪ .‬إن قيام اإلدارة‬
‫بإدخال تعديالت عل العقد يرتب مسؤولْْها العقدية‪ ،‬ويسِْق عل إثرها المْعاقد معها‬
‫‪3‬‬
‫الْعويض عل اْلضرار الْ لِقْه من جالء هذا الْصرف‪.‬‬

‫كما أن ممارسة اإلدارة حقها ف الرقابة اَّل يعد خطأ من جانبها خاصة ‪4‬إذا كان‬
‫سْرا‪ ،‬أنه يلزمها بْعويض المْعاقد معها عل ما أنفقه عل الْعديالت الْ أحدثها اإلدارة‬
‫للعقد‪ ،‬والذي يمثل حالة من الِااَّلت‬ ‫أثناء تنفْذ العقد‪ ،‬وذلك بإعادة الْوازن المال‬
‫مسؤولية اإلدارة بدون خطأ‪.‬‬

‫فف عقد اْلشغال العامة مثال حق اإلدارة أن تراقب عملية تنفْذ العقد وذلك باتخاذها‬
‫إجراءات تهدف إل الِْقق من أن المْعاقد معها يسْعمل المواد المْفق علْها ف العقد‪،‬‬

‫عبد المنعم الضوي‪ ،‬السلطة العامة ف مواجهة اْلفراد عبر القانون وعقد والقرار اإلداري‪ ،‬مكْبة‬ ‫‪1‬‬

‫الوفاء القانونية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،4019‬ص ‪.249‬‬


‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬مِمد شعبان الدر هوم ‪ ،‬حق المْعاقد ف الْعويض ف العقد اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،4012‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪01‬‬
‫فإذا قامت اإلدارة باتخاذ إجراءات من شأنها اسْبدال تلك المواد بمواد أخرى لم يْم النص‬
‫‪1‬‬
‫علْها ف العقد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تميز سلطة اإلدارة في الرقابة والتوجيه ن ييرها م السلطات‬


‫المعترف بها لإلدارة‪.‬‬

‫الْمْْز بْن سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه المْعاقد ف الْنفْذ‬ ‫‪-1‬‬


‫وسلطة اإلدارة ف الْعديل العقد بإرادتها المنفردة‪:‬‬

‫تمارس اإلدارة سلطْها ف الرقابة عل تنفْذ العقد وفقا لمعناها الواسع المْمثل ف‬
‫الِااَّلت َْر‬ ‫المْعاقد أوضاعا أو طرفا للْنفْذ ف‬ ‫سلطة الْوجيه بأن تفرض عل‬
‫‪2‬‬
‫المنصوص ف العقد‪.‬‬

‫فالرقابة تسمح لإلدارة بالْدخل ف مجال مسكوت عنه ف العقد‪ ،‬و بِْث اَّل يْعدى‬
‫ذلك إل الْدخل لْغْر ااَّللْزامات الْعاقدية المنصوص علْها‪ ،‬أما إذا تدخلت اإلدارة ف‬
‫توجه المْعاقد بْغْْر ااَّللْزامات الْعاقدية المنصوص علْها فإننا نكون بصدد سلطة‬
‫تعديل العقد و من المسلم به أن الْعديل إنما ينصب عل مسائل أو موضوعات مدرجة‬
‫نصوص العقد و ثم ااَّلتفاق علْها‪ ،‬وتقوم اإلدارة بالْدخل ف مسالة نظمها العقد وذلك‬
‫بعض‬ ‫قد تمْد لْوجيه المْعاقد قد كيفية الْنفْذ ف‬ ‫الرقابة الْ‬ ‫بخالف سلطْها ف‬
‫‪3‬‬
‫اْلوضاع الْ لم ينص علْها ف العقد‪.‬‬

‫تمْْز سلطة اإلدارة ف رقابة وتوجيه المْعاقد ف الْنفْذ وسلطة‬ ‫‪-4‬‬


‫الضبط اإلداري‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪07‬‬
‫الضبط اإلداري هو العمل عل صيانة النظام العام بمنع اْلعمال الْ من شأنها‬
‫اإلخالل به قبل وقوعها‪ ،‬سواء كانت هذه اْلعمال جرائم يعاقب علْها القانون أم لم تكن‬
‫‪1‬‬
‫كذلك‪.‬‬

‫والضبط اإلداري يعْبر من أهم الوظائف الْ تقوم بها اإلدارة مْمثلة ف المِافظة‬
‫عل النظام العام بعناصره الثالثة‪ :‬اْلمن العام والصِة العامة والسكْنة وذلك عن طريق‬
‫إصدارها للق اررات اإلدارية الفردية والْنظيمية واسْخدام القوة المادية وما يْبعها من فرض‬
‫‪2‬‬
‫قْود عل الِريات الفردية تسْلزمها الِياة ااَّلجْمايية‪.‬‬

‫وتجد هده السلطة أساسها ف القوانْن واللوائح وتباشرها جهة اإلدارة عن طريق‬
‫الق اررات الفردية‪ ،‬وعادة ما يقْرن تطبيقها بغرض جزاءات جنائية ‪ ،‬فيمكن لإلدارة فرض‬
‫بعض القْود عل المْعاقد‪ ،‬وذلك للمِافظة عل اْلمن والهدوء والصِة العامة ف مواقع‬
‫العمل ‪ ،‬مثل إلزام المْعهد ف عقد اْلشغال العامة و الملْزم ف عقد ااَّللْزام باتخاذ‬
‫إجراءات معْنة لمنع وقوع الِوادث ‪،‬أو اتخاد تدابْر صِية لمنع انْشار اْلمراض أو‬
‫تنظيم ساعات العمل‪ ،‬وعل المْعاقد أن يلْزم بْنفْذ هذه اإلجراءات واَّل يمكنه تجاهل‬
‫‪3‬‬
‫تنفْذها بِجة عدم تضمن العقد لها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الواردة في سلطة الرقابة والتوجيه‬

‫سلطة اإلدارة ف الرقابة عل تنفْذ العقود اإلدارية ليست مطلقة‪ ،‬حْث يْعْن أاَّل‬
‫يشوب اسْعمال اإلدارة لها تعسف‪ ،‬فاإلدارة منِت هذه السلطة لِْقْق هدف مِدد هو‬
‫ضمان سْر المرافق العامة بانْظام واضطراد‪ ،‬فإذا اسْعملت بغية تِقْق َرض أخر اَّل‬
‫يْصل بذلك‪ ،‬يعد ذلك إساءة اَّلسْعمال السلطة‪،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني لسلطة اإلدارة في الرقابة والتوجيه‪.‬‬

‫ماجد راَب الِلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪،4001‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.121‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪08‬‬
‫أواَّل‪ :‬اْلساس القانون لسلطة الرقابة والْوجيه عند وجود نص بشأنها‪.‬‬

‫قد يرد النص ف العقد اإلداري أو دفاتر شروطه عل إعطاء اإلدارة سلطة الرقابة‬
‫عل تنفْذ‪ ،‬كما قد يرد النص عل ذلك ف بعض القوانْن المْعلقة بطائفة معْنة من‬
‫العقود‪ ،‬عل نِو ما جاء بالمادة السابقة من قانون رقم ‪ 142‬لسنة ‪ 1222‬بشأن الْزام‬
‫‪1‬‬
‫المرافق العامة حْث أعطت لمانح ااَّللْزام حقا ف ممارسة سلطة الرقابة عل الملْزم‪.‬‬
‫حْث تِرص اإلدارة عل تضمْن عقودها اإلدارية بأنواعها المخْلفة أو دفاتر شروط‬
‫‪2‬‬
‫الملِقة بها نصوص تنظيم هذه السلطة (سلطة الرقابة والْوجيه)‪.‬‬

‫وما يْبع ف مب اشرتها من وسائل و ضمانات للمْعاقد ف هذا الصدد‪ ،‬وف تلك‬
‫الِالة تجد السلطة أساسها ف النص الْعاقد أو النص القانون أو لالئِ ‪ ،‬شرط الرقابة‬
‫هنا من شروط ااَّلسْثنائية َْر المألوفة ف عقود القانون الخاص‪ ،‬وهذا عنصر ممْز‬
‫لوصف العقد بأنه إداري‪3 .‬وف مصر نصت المادة (‪ )2‬من القانون رقم ‪ 142‬لعام‬
‫‪1222‬الخاص بنظام المرافق العامة‪ ،‬والمعدل بالقانون رقم ‪ 222‬لعام ‪ 1222‬والقانون‬
‫انه المانح ااَّللْزام أن يراقب إنشاء المرفق العام موضوع‬ ‫رقم ‪ 112‬لعام‪ 1212‬عل‬
‫ااَّللْزام ويسره من النواح الفنية واإلدارية و المالية وله ف سبْل ذلك تعْْن مندوبْن‬
‫عنه ف مخْلف الفروع و اإلدارات الْ ينشئها الملْزم اَّل اسْغالل المرفق‪4.‬وف الجزائر‬
‫نصت المادة ‪ 49‬من قانون الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام عل ان توضح‬
‫دفاتر الشروط المِْنة دوريا ‪ ،‬الشروط الْ تبرم وتنفذ وفقها الصفقات العمومية ‪ ،‬وه‬
‫تشمل ‪،‬عل الخصوص ما يل ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪2‬‬
‫عل يوسف الشكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫عمرو بخْت حسن‪ ،‬مضمون فكرة الشروط ااَّلسْثنائية ف نطاق العقد اإلداري (دراسة مقارنة)‬ ‫‪4‬‬

‫رسالة دكْوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،4002‬ص ‪.444‬‬


‫‪09‬‬
‫الصفقات العمومية‬ ‫دفاتر البنود اإلدارية العامة المطبقة عل‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫لألشغال واللوازم والدراسات والخدمات المرافق علْها بموجب مرسوم تنفْذي‪.‬‬

‫تِدد الْرتْبات الْقنية‬ ‫دفاتر الْعليمات الْقنية المشْركة الْ‬ ‫‪-‬‬


‫المطبقة عل كل الصفقات العمومية المْعلقة بنوع واحد من اْلشغال أو اللوازم‬
‫أو الدراسات أو الخدمات‪ ،‬المرافق علْها بقرار من الوزير المعن ‪.‬‬

‫دفاتر الْعليمات الخاصة الْ تِدد الشروط الخاصة بكل صفقة‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫عمومية‪.‬‬

‫اقْراح الوزير مانح ااَّللْزام أو‬ ‫ويجوز بقرار من رئيس الجمهورية _ بناء عل‬
‫المشرف عل جهة مانِة ااَّللْزام أن يعهد إل ديوان المِاسبة بمراقبة إنشاء المرفق‬
‫وسْره من الناحية المالية‪ ،‬أو أن يعهد بالرقابة الفنية واإلدارية عليه إل أية هْئة عامة‬
‫أو خاصة‪ .‬كما يجوز للوزير المخْص أن يقرر تشكْل لجنة أو أكثر من بْن موظف‬
‫و ازرته أو َْرها من الو ازرات والهْئات العامة لْول أمر من أمور الرقابة عل الْزامات‬
‫المرافق العامة‪ 3 .‬كما نصت المادة ‪ 22‬من الالئِة الْنفْذية لقانون المناقصات والمزيدات‬
‫أنه يلْزم المقاول باتباع جميع القوانْن واللوائح‬ ‫المصري رقم ‪ 14‬لعام ‪ 1221‬عل‬
‫الِكومية والمِلية ذات الصْلة بْنفْذ موضوع الْعاقد‪ ،‬كما يكون مسؤواَّل عن حفظ النظام‬
‫بمواقع العمل وتنفْذ أوامر الجهة اإلدارية بإبعاد كل من يهمل أو يرفض تنفْذ الْعليمات‪.‬‬
‫كذلك نصت المادة ‪14‬من ذات الالئِة عل أنه‪ ،‬يقوم مهندس الجهة إلدارية بعملية‬ ‫‪4‬‬

‫القياس أو الوزن لألعمال أثناء سْر العمل بااَّلشْراك مع المقاول أو مهندسيه أو منذوبيه‬

‫‪1‬‬
‫مرسوم رئاس رقم ‪ ،422-12‬مؤرخ ف ‪ 04‬ذي الِجة عام ‪1219‬الموافق ‪ 19‬سبْمبر ‪،4012‬‬
‫يْضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬المؤرخة‬
‫‪ 40‬سبْمبر ‪.4012‬‬
‫‪2‬‬
‫مرسوم رئاس رقم ‪ ،422-12‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪4‬عمرو بخْت حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪11‬‬
‫ويْم الْوقيع بصِة المقلصات وااَّلوزان من اَّلثنْن‪ ،‬فإذا تخلف المقاول أو مندوبية بعد‬
‫‪1‬‬
‫إخطاره يلزم بالمقاسات واَّل وزان الْ يجريها مهندس الجهة اإلدارية‪.‬‬

‫وتنص لمادة ‪ 291‬من القانون المدن الجزائري بأنه إذا ابرم العقد بأجر جزاف‬
‫عل أساس تصميم اتفق عليه مع رب العمل فليس للمقاول أن يطالب بأية زيادة ف‬
‫اْلجر ولو حدث ف هذا الْصميم تعديل أو إضافة أاَّل أن يكون ذلك راجعا إل خطا‬
‫‪2‬‬
‫من رب العمل أو يكن مأذونا به منه واتفق مع المقاول عل أجره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اْلساس القانون لسلطة الرقابة والْوجيه ف حالة عدم النص علْها‪.‬‬

‫إذا لم ينص العقد أو دفاتر الشروط الملِقة به عل سلطة اإلدارة ف الْوجيه وإذا‪،‬‬
‫لم تقرر القوانْن أو اللوائح هذه السلطة فليس معن هذا تخل اإلدارة عن تلك السلطة‬
‫نص يقررها بِسابْها من السلطات اْلصلية‬ ‫فهده السلطة موجودة دون حاجة إل‬
‫المسْمدة من الطبيعة الذاتية للعقد اإلداري‪ ،‬وإدا تضمن العقد النص عل هده السلطة‬
‫تنظيمها وبيان شروط‬ ‫فإن هذا النص اَّل ينشئ هذه السلطة‪ ،‬بل يقْصر دوره عل‬
‫‪3‬‬
‫مباشرتها تِقيقا للصالح العام للمرفق‪.‬‬

‫من المعْرف به‪ ،‬أن سلطة الرقابة والْوجيه كسلطة اإلدارة الجزائية اَّل يجب أن‬
‫يشْرط لوجودها ونص تشريع وتعاقدي يقررها‪ .‬وذلك اَّلعْبارها حق أصْل أما النص‬
‫علْها فال ينشئها بل يكشفها ويبْن كيفية ممارسة اإلدارة لهذا ااَّلمْياز وما يجب اإلشارة‬
‫إليه أن القضاء اإلداري ف أحكامه م اررا‪ ،‬عل وجود هذه السلطة مسْقلة عن العقد أو‬
‫دفاتر الشروط وعدها من النظام العام وخطر اإلدارة من الْنازل عن هذه السلطة‪ 4.‬حْنما‬

‫‪1‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫من خالل المادة ‪ ،291‬من القانون المدن (أنه إذا أبرم العقد بأجر جزاف عل أساس تصميم‬ ‫‪2‬‬

‫اتفق عليه مع رب العمل فليس المقاول أن يطالب بأية زيادة ف اْلجر ولو حدث ف هذا الْصميم‬
‫تعديل أو إضافة ااَّل أن يكون ذلك راجعا إل خطأ من رب العمل أو يكون مأذونا به منه واتفق مع‬
‫المقاول عل أجره) المادة كما موجودة ف لقانون بْن مزدوجْْن‪.‬‬
‫أحمد عثمان يياد‪ ،‬مظاهر السلطة العامة ف العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1221‬ص ‪.422‬‬


‫‪4‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪10‬‬
‫اَّل يوجد نص بْن مدى سلطة اإلدارة ف الرقابة – سواء ف العقد أو ف القوانْن واللوائح‬
‫– يثور البِث حول مدى حق اإلدارة ف الْدخل ف أوضاع تنفْذ العقد‪ 1.‬وقد اخْلف‬
‫العقد أو دفاتر‬ ‫حالة عدم النص علْها ف‬ ‫الفقه اإلداري حول سند هذه السلطة ف‬
‫الشروط‪ ،‬ووفقا لهذا الرأي الغالب ف الفقه فإن سلطة الرقابة والْوجيه َْر المنصوص‬
‫علْها سواء ف القانون أو ف العقد تجد أساسها ف فكرة المرفق العام‪ ،‬فضرورات سْر‬
‫المرفق العام بانْظام وإطراد ه الْ تسوغ لإلدارة ممارسة سلطات اسْثنائية ف مجال‬
‫تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬وتقْض مسؤولية اإلدارة أن تشرف عل نشاط المْعاقد ف تنفْذ‬
‫‪2‬‬
‫العقد اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حدود سلطة اإلدارة في الرقابة والتوجيه‪.‬‬

‫سلطة اإلدارة ف الرقابة عل تنفْذ العقود اإلدارية ليست مطلقة‪ ،‬حْث يْعْن أاَّل‬
‫يشوب اسْعمال اإلدارة لها تعسف‪ ،‬فاإلدارة منِت هذه السلطة لِْقْق هدف مِدد هو‬
‫ضمان سْر المرافق العامة بانْظام واضطراد‪ ،‬فإذا اسْعملت بغية تِقْق َرض أخر اَّل‬
‫يْصل بذلك‪ ،‬عد ذلك إساءة اسْعمال السلطة‪ ،‬حْث تكون اإلدارة قد انِرفت ف اسْعمال‬
‫سلطْها عن الغرض المخصص لك تسْعمل فيه تلك السلطة اْلمر الذي يخرج قرارها‬
‫عن إطار المشرويية‪ 3.‬عل أنه مهما كانت سلطة اإلدارة ف رقابة الْنفْذ وتوجيه فإنها‬
‫أن تقف عند عدم تغْْر طبيعة العقد )‪ ،la dé maturation) du contrat‬واَّل تْجاوز‬
‫‪4‬‬
‫حدود معْنة‪.‬‬

‫إذ أن تدخلها المبالغ فيه ف تنفْذ العقد بِجة الرقابة عل الْنفْذ يؤدي إل عكس‬
‫الهدف من تقرير هذا ااَّلمْياز لإلدارة فال يجوز مثال لإلدارة أن تْدخل ف اإلدارة الداخلية‬

‫‪1‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.490‬‬
‫‪4‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪11‬‬
‫للمشروع مِل عقد ااَّلمْياز وإاَّل تِولت إدارة المرفق العام إل أسلوب ااَّلسْغالل المباشر‬
‫‪1‬‬
‫من أسلوب عقد ااَّلمْياز‪.‬‬

‫وهنا يِق للمْعاقد طلب الْعويض عن جميع اْلضرار الْ لِقت به جراء عمل‬
‫اإلدارة‪ ،‬إذ إن الهدف اْلساس من اسْعمال اإلدارة لسلطْها هو كفالة حسن سْر المرافق‬
‫وننوه إل أنه إن كان المقاول ملْزم‬ ‫‪2‬‬
‫العامة وحسن أداء الخدمات واْلعمال المطلوبة‪.‬‬
‫بْنفْذ ق اررات اإلدارة المْعلقة بالرقابة واإلشراف إاَّل أنها إذا كانت خارج حدودها القانونية‬
‫عل نِو ما حددنا‪ ،‬فإنه وإن كان َْر الجائز أن يمْنع المقاول عن تنفْذها‪ ،‬إاَّل أنه له‬
‫الِق ف ااَّللْجاء للقضاء طالبا إلغائها أو الْعويض عما سببْه له من أضرار أو باإللغاء‬
‫حْث تنص المادة ‪ 112‬من المرسوم الرئاس ‪ 419 /10‬المعدلة‬ ‫‪3‬‬
‫والْعويض جميعا‪.‬‬
‫بنص المادة ‪ 14‬من المرسوم الرئاس الجديد عل أنه‪ :‬تسوى النزعات الْ تط أر عند‬
‫تنفْذ الصفقة ف إطار اْلحكام الْشريعية والْنظيمية المعمول بها‪َْ .‬ر أنه يجب عل‬
‫المصلِة المْعاقدة‪ ،‬دون المساس بْطبْق هذه اْلحكام‪ ،‬أن تبِث عن حل ودي للنزعات‬
‫الْ تط أر عند تنفْذ صفقاتها كلما سمح الِل بما يل ‪:‬‬

‫*إيجاد الْوازن للْكاليف المْرتبة عل كل طرف من الطرفْن‪.‬‬

‫*الْواصل إل أسرع انجاز لموضوع الصفقة‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫* الِصول عل تسوية نهائية أسرع وبأقل تكلفة‪.‬‬

‫العقد فيجب‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إذا كانت السلطة الرقابة منصوصا علْها ف‬
‫ممارسْها وفقا‬

‫‪1‬‬
‫نواف كعنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪3‬‬
‫مِمد الشافع أبو راس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪4‬‬
‫المرسوم الرئاس رقم ‪ ،419-10‬المادة ‪ ،112‬المؤرخ ف ‪ 41‬شوال عام ‪ 1211‬الموافق ‪2‬‬
‫اكْوبر سنة ‪ ،4010‬العدد ‪ ،21‬يْضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬معدل ف المرسوم الرئاس رقم‬
‫‪ ،41-14‬المؤرخ ف ‪ 42‬صفر عام ‪ 1211‬الموافق ‪ 11‬جانف سنة ‪.4014‬‬
‫‪11‬‬
‫لالشْراطات الْعاقدية‪ ،‬فإذا لم تراع اإلدارة الشكل وإجراءات المقررة‪ ،‬فإن قرارها‬
‫يكون مشوبا‬
‫‪1‬‬
‫بعْب مخالفة الشكل واإلجراءات ومن ثم يمكن إلغاءه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سلطة اإلدارة في تعديل العقد اإلداري أثناء تنفيذه‪.‬‬

‫تمثل سلطة المصلِة المْعاقدة واحدة من أهم الممْزات الْ تسْأثر بها اإلدارة‬
‫كطرف ف العقد بل أنها تعْبر من الشروط الغْر مألوفة ف عقود القانون الخاص ولو‬
‫وردت ف العقد ْلبطلْه ‪ ،‬ويكون بإمكان المصلِة المْعاقدة بمقْض هده السلطة ‪،‬‬
‫وبالنسبة لكافة الصفقات العمومية أن تقوم بْعديل شروط الصفقة أثناء تنفْذها وتعديل‬
‫مدى الْزامات المْعاقدة معها عل نِو وبصورة لم تكن معروفة وقت إبرام الصفقة من‬
‫عائق المْعامل المْعاقدة ولها أن تْناول اْلعمال أو الكميات‬ ‫اْليباء الملقاة عل‬
‫المْعاقدة علْها بالزيادة أو بالنقصان‪ ،‬عل خالف ما تنص عليه الصفقة وذلك بإرادتها‬
‫المنفردة من َْر أن يِْج علْها بقاعدة القوة الملزمة للعقد وأن العقد شريعة المْعاقدين‪.‬‬

‫وف الِقيقة اَّل يمكننا تأسيس حق الْعديل إاَّل مسْلزمات المرافق العامة وتغْراته‬
‫المفاجئة والفكرة العامة ف ذلك تْمثل ف أن اإلدارة يجب أن تْقْد بشكل َْر مِدود‬
‫لعقود صارت َْر مْكيفة مع حاجات المرفق ذلك ْلن العقد يرتبط بالمرفق العام الذي‬
‫يْمْز بدوره بقابلْْه للْغْر والْعديل‪ ،‬مما يعن ضرورة تمْع العقد بنفس درجة المرونة‬
‫الْ يْمْع بها المرفق وإاَّل أدى إل جمود العقد وبالْال جمود المرفق وانقالب الذي‬
‫كان وسْلة لْسْْر مهمة المرفق‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف سلطة اإلدارة في تعديل العقد اإلداري‪.‬‬

‫تعد سلطة الْعديل أحد أهم مظاهر تمْز العقد اإلداري عن َْره من عقود القانون‬
‫الخاص‪ .‬فإذا كان أطراف العقد المدن اَّل يْمْع أيا منهم بسلطة انفرادية تجاه اْلخر‬
‫‪2‬‬
‫يمكنه من تعديل أحكام العقد بإرادة واحدة وإلزام الطرف اْلخر بهذا الْعديل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار الْركاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪121‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪11‬‬
‫تعْبر سلطة الْعديل ااَّلنفرادي للعقد من أهم السلطات الممنوحة لإلدارة بِْث‬
‫تسْطيع من خالل هذا ااَّلمْياز تعديل بنود الصفقة وفق ما تقْضيه المصلِة العامة‬
‫ذلك ولْفصْل أكثر حول‬ ‫ولم يكن العقد ينص عل‬ ‫واحْياجات المرافق العامة حْ‬
‫‪1‬‬
‫مخْلف الجوانب المْعلقة هده السلطة سنْطرق إل ما يل ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف التشريعي لسلطة التعديل‪.‬‬

‫مما اَّل شك فيه أن العقد اإلداري شأنه شأن أي عقد يْخلله حقوق والْزامات مْبادلة‬
‫بْن طرفيه َالبا ما تكون منصوص علْها ف العقد‪ ،‬لكن هناك فرق بْن العالقة بْن‬
‫اإلدارة والمْعاقد معها ف العقد اإلداري‪ ،‬وبْن العالقة الْ تربط المْعاقدين ف العقود‬
‫المدنية أي هناك اخْالف كبْر إذ عالقة اْلفراد باإلدارة ف العقود اإلدارية لها طابع‬
‫تعرف سلطة اإلدارة ف‬ ‫‪2‬‬
‫خاص‪ ،‬بْنما عالقة اْلفراد بعضهم بعض تخْلف تماما‪.‬‬
‫تعديل العقد اإلداري بأنها حق ثابت لها وبوسع اإلدارة اسْعماله والو خال من نص بشأنه‬
‫وحْ لو انطوى عل النص بِظره‪ ،‬حْث يبطل النص ويبق الِق دائما حْ لو وجد‬
‫نص العقد يجْز لإلدارة تعديل العقد فإن هدا النص اَّل يعدو دوره أن يكون كاشفا للِق‬
‫اَّل منشأ له‪ .‬ونظ ار لالسْناد سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري لفكرة المرفق العام‪،‬‬
‫فإن حق اسْعمالها يْصل بالنظام العام الذي يجوز معه لإلدارة الْنازل عن اسْعمالها‪.‬‬
‫ومن هنا يثبت حق اإلدارة ف تعديل بغْر حاجة إل النص عليه ف العقد أو موافقة‬ ‫‪3‬‬

‫الطرف اْلخر عليه اعْبا ار بأن الِق يرتكز عل سلطة اإلدارة الضابطة لناحية العقد‬
‫المْعلقة بالصالح العام‪ .‬فإذا أشارت نصوص العقد إل هذا الْعديل فإن ذلك اَّل يكون‬
‫‪4‬‬
‫إاَّل مجرد تنظيم لسلطة الْعديل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف تعديل وتوقيع الجزاءات أثناء تنفْذ العقد‬
‫اإلداري‪ ،‬شهادة الماسْر‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكل مِند أولِاج‪ ،‬لبويرة‪ ،‬قسم‬
‫القانون العام‪ ،4012-4011 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬طبعة اْلول ‪ ،‬الجسور للنشر والْوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،4010‬ص ‪.402‬‬
‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪4‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪11‬‬
‫كما تعْبر سلطة ف تعديل العقد بإرادتها المنفردة من أهم وأخطر السلطات الْ‬
‫تملكها ف مواجهة المْعاقد‪ ،‬خدمة الصالح العام وذلك بْصرفها ف العقد بالزيادة أو‬
‫النقصان وفقا لما يْطلبه السْر الِسن للمرفق‪ 1.‬لإلدارة حق ف تعديل ما تقوم بإبرامه‬
‫مع الغْر من عقود اإلدارية وحقها ف ذلك مسْمد إما من طبيعة العقد اإلداري الذي قد‬
‫ينص فيه عل إعطاء اإلدارة المْعاقدة هذا الِق باعْباره من الشروط ااَّلسْثنائية الْ‬
‫‪2‬‬
‫تمْز تلك العقود‪.‬‬

‫وقد نصت عل ذلك المادة ‪ 01\122‬من القانون المدن المصري‪ ،‬من أن العقد‬
‫شريعة المْعاقدين فال يجوز نقضه واَّل تعديله إاَّل باتفاق الطرفْن أو لألسباب الْ يقررها‬
‫الجزائري‪ ،‬أن العقد شريعة‬ ‫وتنص أيضا المادة ‪ 109‬من القانون المدن‬ ‫‪3‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫المْعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه‪ ،‬واَّل تعديله إاَّل باتفاق الطرفْن‪ ،‬أو لألسباب الْ يقررها‬
‫‪4‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫فإذا كانت العقود المسْمرة ه تلك العقود الْ تنشئ الْزامات تسْلزم طبيعة تنفْذها‬
‫مرور فْرة من الزمن‪ ،‬أو يْكرر هذا الْنفْذ عدة مرات خالل هده الفْرة‪ ،‬فإن الزمن يعد‬
‫عنص ار جوهريا ف هذا العقد‪ ،‬فهو المقياس الذي يقدر به مِل العقد‪َْ 5.‬ر إن اإلدارة‬
‫يجب أن تكون مدفوعة ف الْعديل بمقْضيات المصلِة العامة‪ ،‬وإن تسْند ف اجرائه‬
‫إل تغْر الظروف الْ ادخلت ف ااَّلعْبار عند ابرام العقد وذلك لك اَّل تْملص من‬
‫الْزاماتها بال مبرر‪ .‬ومن الناحية اخرى فإن حق اإلدارة ف تعديل العقد ليس مطلقا‪ ،‬بل‬

‫‪1‬‬
‫كمال العطراوي‪ ،‬سلطة اإلدارة ف تعديل عقد اْلشغال العامة أثناء مرحلة الْنفْذ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬الجزائر‪ ،‬جانف ‪ ،4011‬ص ‪.202‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.494‬‬
‫القانون المدن المصري‪ ،‬المادة ‪ ،122‬أثار العقد‪ ،‬رقم ‪ ،111‬سنة ‪.1221‬‬ ‫‪3‬‬

‫من خالل المادة ‪ ،109‬من القانون المدن (أن العقد شريعة المْعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه‪ ،‬واَّل‬ ‫‪4‬‬

‫تعديله ااَّل باتفاق الطرفْن‪ ،‬أو لألسباب الْ يقررها القانون) المادة كما موجودة ف القانون بْن‬
‫مزدوجْْن‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مِمود عل رحمه‪ ،‬السلطة الْقديرية والشروط الْعسفية لصاحب العمل ف إنهاء وتعديل عقد‬
‫العمل دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة اْلول ‪ ،‬مركز الدارسات العربية لنشر والْوزيع‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪،‬‬
‫سنة ‪1212‬ه ‪ 4011-‬م‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪11‬‬
‫يجب ااَّل يْجاوز حدودا معْنة تِْقق والِكمة من تقريره‪ ،‬واَّل يجاز للمْعاقد معها طلب‬
‫الفسخ فيجب أواَّل ااَّل تصل ااَّلدارة ف اسْخدامها لهذا الِق ال تعديل نوع العقد او‬
‫موضوعة بأن تطلب اإلدارة مثال ان يصبح عقد الْزام عقد توريد‪ 1.‬يمكن اإلدارة المْعاقدة‬
‫ان تعدل العقد اإلدارة باردتها المنفردة خاصة خالل الية "الملِقة ‪ " l'avenant‬طبقا‬
‫للموارد من ‪ 12‬ال ‪ 21‬منه‪ ،‬يخضع المِق القواعد اْلساسية الْالية‪:‬‬

‫الملِق جزء تابع للصفقة ااَّلصلية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عدم الخضوع ال الرقابة الخارجية الالحقة (لجان الصفقات)‪ ،‬إذ‬ ‫‪-4‬‬


‫كان مبلغه اَّل يْجاوز نسبة معْنة من مبلغ الصفقة‪ ،‬طبقا للمادة منه الْ تنص‬
‫عل ما يل ‪:2‬‬

‫اَّل يخضع الملِق‪ ،‬بمفهوم المادة ‪ 20‬أعاله إل فِص هْئات الرقابة الخارجية‬
‫القبلية إذا كان موضوعه اَّل يعادل تسمية اْلطراف المْعاقدة والضمانات الْقنية المالية‪،‬‬
‫وأجل الْعاقد وكان مبلغه أو المبلغ اإلجمال لمخْلف المالحق اَّل يْجاوز زيادة أو نقصانا‬
‫النسب الْالية ‪ 40‬من الصفقة اْلصلية بالنسبة إل لصفقات الْ ه من اخْصاص‬
‫لجنة لصفقات الْابعة للمصلِة المْعاقدة‪.‬‬

‫‪ 10‬من الصفقة اْلصلية‪ ،‬بالنسبة إل الصفقات الْ ه من اخْصاص اللجنة‬


‫الوطنية للصفقات‪ 3.‬المرسوم الرئاس ‪ 419 _10‬المْضمن تنظيم الصفقات العمومية‪:‬‬
‫تضمن هدا اْلمر ااَّلهْمام الكبْر الذي أواَّله المشرع الجزائري من خالل اعْراف باإلدارة‬
‫بممارسة سلطة الْعديل ف أثناء تنفْذ عقودها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ماجد راَب الِلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪2‬‬
‫مِمد الصغْر بعل ‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والْوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬سنة ‪ ،4002‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫مِمد الصغْر بعل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22-22‬‬
‫‪17‬‬
‫وقد نص المشرع ف المادة ‪ 104‬من المرسوم عل أنه يمكن للمصلِة المْعاقدة‬
‫‪1‬‬
‫أن تلجأ إل إبرام مالحق الصفقة ف إطار أحكام هذا المرسوم‪.‬‬

‫تضمنت‪" :‬يشكل الملِق وثيقة‬ ‫نفس الصدد المادة ‪ 101‬الْ‬ ‫كما جاءت ف‬
‫تعاقدية تابعة للصفقة ويبرم ف جميع الِااَّلت إذا كان هدفه زيادة الخدمات أو تقلْلها‬
‫أو تعديل بند أو عدة بنود تعاقدية ف الصفقة ويمكن أن تغط الخدمات موضوع الملِق‬
‫‪2‬‬
‫عمليات جديدة تدخل ف موضوع الصفقة اإلجمال ‪".‬‬

‫هذا‬ ‫‪ 422-12‬المْضمن الصفقات العمومية‪ " :‬لقد جاء ف‬ ‫المرسوم الرئاس‬


‫المشرع الجزائري بالغ‬ ‫نفس حذو المرسوم السابق الذكر‪ ،‬بِْث أعط‬ ‫المرسوم عل‬
‫اْلهمية لهذا المرسوم الجديد‪ ،‬وذلك يْجل من خالل منح اإلدارة سلطة تعديل بعض‬
‫بنود الصفقة أثناء تنفْذها وقد جاءت المادة ‪ 112‬صريِة وكان فِواها ما يل ‪ :‬يمكن‬
‫‪3‬‬
‫للمصلِة المْعاقدة أن تلجأ إل ابرام مالحق للصفقة ف أحكام هذا المرسوم‪.‬‬

‫وهكذا يْضح لنا أن الْشريع اإلداري اعْرف بسلطة اإلدارة ف تعديل بعض الشروط‬
‫العقود اإلدارية اخْالف انواعها‪ 4.‬وقد حدد المشرع ااَّلردن نطاق وحدود السلطة اإلدارة‬
‫ف تعديل بعض شروط العقد إذا اقْضت ظروف المشروع وتنفْذه ذلك فنص ف نظام‬
‫اْلشغال الِكومية عل وجوب مراعاة اإلدارة المْعاقدة عدم إجراء أي تعديل أو اضافة‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،419-10‬المادة ‪ ،104‬المؤرخ ف ‪ 41‬شوال ‪1211‬ه ‪ 02 /‬أكْوبر ‪4010‬‬
‫م‪ ،‬المْضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬العدد ‪ 21‬ص ‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،419-10‬المادة ‪ ،101‬المؤرخ ف ‪ 41‬شوال‪ 211‬كْوبر ‪ ،4010‬المْضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المعدل ف المرسوم الرئاس رقم ‪ ،41-14‬المؤرخ ف ‪42‬‬
‫صفر عام ‪ 1211‬الموافق ‪ 11‬جانف سنة ‪ ،4014‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫مرسوم رئاس رقم ‪ ،422-12‬مؤرخ ف ‪ 04‬ذي الِجة عام ‪1219‬الموافق ‪ 19‬سبْمبر‬
‫‪ ،4012‬يْضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،20‬‬
‫المؤرخة ‪ 40‬سبْمبر ‪ ،4012‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬نواف كعنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪18‬‬
‫أو تغْر ف شكل اْلشغال وأنواعها أو كمياتها أو ف حجم الخدمات الفنية أثناء تنفْذ‬
‫‪1‬‬
‫‪...‬واعْبر عمال اضافيا كل تعديل أو اضافة أو تغْْر ظروف المشروع وتنفْذه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف القضائي لسلطة التعديل‪.‬‬

‫تْجل كذلك سلطة الْعديل ف الصفقة العمومية ف الجزائر ‪،‬من خالل أحكام‬
‫القضاء اإلداري والمْمثلة ف قضية ‪-‬عمر طالب ‪ -‬ضد وال قالمة‪ ،‬و تْلخص وقائع‬
‫القضية‪ :‬أن السْد عمر طالب أبرم صفقة عمومية بْاريخ ‪ 49‬فيفري ‪ 1210‬مع واَّلية‬
‫قالمة‪ ،‬من أجل إنجاز ‪ 121‬مسكنا بالقرية ااَّلشْراكية الفالحية بعْن تراب‪ ،‬دائرة وادي‬
‫الزنات ‪2 ،‬وأنه بمجرد توجيه أمر بالخدمة رقم ‪ 01‬شرع سْد عمر طالب باْلعمال وأنه‬
‫بعد مرور شهرين أي ف ‪ 12‬أفريل ‪ 1210‬تلق أمر بإيقاف اْلشغال لْغْْر الموقع‬
‫وأنه شرع ف اْلشغال ف الموقع الجديد خالل سنة ‪ 1210‬ومن خالل تغْْر الموقع‬
‫وعدم إثارة هدا الْغْْر أم الغرفة اإلدارية بالمِكمة العليا‪ ،‬يمكن اسْخالص أن القضاء‬
‫اإلداري الجزائري أقر بسلطة الْعديل من خالل تغْْر موقع الْنفْذ‪ 3.‬كما أعْرف القضاء‬
‫اإلداري المصري بِق اإلدارة ف تعديل بعض شروط العقد اإلداري‪ ،‬حْث قضت مِكمة‬
‫القضاء اإلداري المصرية ف بعض أحكامها‪ :‬بأن سلطة اإلدارة ف تعديل العقد أو ف‬
‫لنظام العقود اإلدارية‪ ،‬بل أبرز الخصائص‬ ‫الطابع الرئيس‬ ‫تعديل طريقة تنفْذه ه‬
‫الممْزة لنظام العقود اإلدارية عن نظام العقود المدنية فْزيد من أيباء الطرف اْلخر أو‬
‫تنقصها‪ 4.‬وقد طبق القضاء المصري هذه القواعد باعْبارها مسْمدة من مبادئ القانون‬
‫قبل العمل بالقانون رقم ‪ 142‬لسنة ‪ 1222‬م‪ ،‬لذلك يمكن القول بأن هذا‬ ‫العام حْ‬
‫القانون لم يأت ف واقع اْلمر بجديد ف الشأن‪ .‬وهذه الِقيقة واضِة فيما قرره ممثل‬
‫و ازرة العدل عند مناقشة مشروع القانون بمجلس الشْوخ ح قال‪ ":‬الواقع أن العالقة بْن‬
‫‪5‬‬
‫الملْزم ومانع ااَّللْزام ليست ف حاجة عند تكيفها إل نصوص"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نواف كعنان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪4‬‬
‫نواف كعنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121-122‬‬
‫‪5‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪19‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف الفقهي لسلطة التعديل‪.‬‬

‫يالحظ أن َالبية فقهاء القانون العام تسْر عل فكرة احدة أاَّل وه اإلدارة الِق‬
‫ف الْعديل بشروط العقد‪ ،‬رَم أن النص اَّل يقر لإلدارة حقا وإنما يعد نصا كاشفا اَّل‬
‫منشئا لهدا الِق‪ ،‬دلك أن هذا ف تعديل العقد يوجد مسْق عن النص الوارد بخصوصه‪،‬‬
‫بل إن هذه السلطة مقررة للمصلِة المْعاقدة حْ ف حالة عدم النص علْها ف العقد‬
‫أو ف دفاتر الشروط أو حْ القوانْن أو اللوائح‪ ،‬كما يضيفون أن حق اإلدارة وإنقاص‬
‫المْعاقد أداؤها مبدأ عام يسري جميع العقود اإلدارية بال‬ ‫ااَّل لْزمات الواجب عل‬
‫‪1‬‬
‫اسْثناء‪.‬‬

‫يذهب الرأي الراجح ف الفقه اإلداري الفرنس إل وجود هذا الِق مسْقال عن‬
‫النص الوارد بخصوصه ف العقد‪ ،‬ذلك أن العقد إدا نص عليه‪ ،‬فإن هذا النص يكون‬
‫كاشفا اَّل منشئا‪ .‬ولكن هذا الرأي الذي يعْرف لإلدارة بهده السلطة الخطْرة‪ ،‬اَّل يجعل من‬
‫هذا الِق سلطة مطلقة‪ ،‬تهدر قاعدة إلزام العقود لطرفْها‪ ،‬وإنما يعن أن العقد اإلداري‬
‫يْمْع بقدر من المرونة (‪ )une certaine mutabilité‬تسْلزمه طبيعة العقد‪ ،‬واتصاله‬
‫‪2‬‬
‫بالمرفق العام‪.‬‬

‫بِْث تملك المصلِة المْعاقدة الِق ف هذا الْعديل لما تقوم بإبرامه مع الغْر‬
‫من عقود إدارته‪ ،‬وحقها ف ذلك مسْمد من العقد ذاته الذي ينص عل إعطائها هذا‬
‫شروط العقد يكون‬ ‫قد تْطلب تغْْر ف‬ ‫الِق وإما أن تفرضه المصلِة العامة الْ‬
‫تِقيقا لها ف ضوء ما ط ار من مْغْرات لم تكن قائمة وقت ابرام العقد‪ 3.‬وقد أجمع الفقه‬
‫اإلداري عل أن عقد ااَّللْزام ليس إاَّل إنابة من مانح ااَّللْزام إل الملْزم اإلدارة المرفق‬
‫لصالح الجمهور‪ ،‬فيجب أاَّل يخرج النائب عن هذه المصلِة إطالقا‪ ،‬عل أن حقوق‬
‫السلطة عل مانِة ااَّللْزام عل الوجه السابق بيانه‪ ،‬من حْث الْدخل ف شئون المرافق‬

‫‪1‬‬
‫سعْد عبد الرزاق بالخبْرة‪ ،‬سلطة اإلدارة الجزائية أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬أطروحة شهادة‬
‫الدكْوراه‪ ،‬كلية الِقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،4001‬ص ‪.120 – 122‬‬
‫‪2‬‬
‫سليمان مِمد الطماوي‪ ،‬اْلسس العامة للعقود اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫سنة ‪1211‬ه ‪4014-‬م‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪11‬‬
‫العامة وتعديل شروط قواعد إرادتها واسْقاللها وتنظيمها وأرباحها وقوائم اْلسعار الخاصة‬
‫بها‪ 1.‬وقد اعْرف َالبية الفقه اإلداري بِق اإلدارة ف تعديل بعض شروط العقد اإلداري‬
‫بِْث تقْصر سلطة الْعديل عل شروط العقد المْصلة بْنفْذ العقد واَّل تمْد إل موضوع‬
‫العقد نفسه أو نوعه أو نوع وكمية اللوازم واْلشغال مِل العقد ومدة الْنفْذ وطريقْه‪ ،‬واَّل‬
‫تْعدى هذه الِدود إل المزايا المالية الْ يْمْع بها المْعاقد مع اإلدارة والمْفق علْها‬
‫ف العقد‪ ،‬إذ اَّل يجوز لإلدارة المساس بها‪ 2 .‬وف هذا الصدد يشْر ااَّلسْاد ‪-‬فالم‪-‬إل‬
‫أن حق اإلدارة ه أن تعدل شروط العقد من دون حاجة لرضا الطرف ااَّلخر‪ ،‬هو حق‬
‫أصبح مسْمد من صفْها كسلطة عامة اَّل يمكنها النزول عنه‪ ،‬وليس بِاجة إل نص‬
‫صراحة ف العقد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فف مصر يقول الدكْور "تروت بدوي " أن اإلدارة‬
‫تقْض حقها ف اتخاد الق اررات ذات الطابع الْنفْذي بمقْض سلطْها ف الْنفْذ المباشر‬
‫تسْطيع أن تفرض عل المْعاقد الْعديالت الْ يقْضها الصالح العام‪.3‬‬

‫ولهذا وقف الفقيه "دي لوبا دير" موقف وسطا ف هذا الصدد‪ ،‬فسلم ف بِق اإلدارة‬
‫ف تعديل شروط عقود الْوريد‪ ،‬ولكنه يرى أن سلطة اإلدارة ف هذا الصدد ه سلطة‬
‫مقْدة‪ ،‬منوطة بقيام ظروف ملِة تسْدع هذا الْعديل‪ ،‬كإلغاء المرفق أو إعادة تنظيمه‬
‫وقد تناول بااَّلنْقاد ما‬ ‫‪4‬‬
‫بشكل يجعل ظروفه الجديدة اَّل تْفق مع شروط عقد الْوريد‪.‬‬
‫سْند إليه الفقهاء الفرنسْن ف حكم الصادر عام ‪ 1210‬الخاص بشركة مرسْليا ذلك‬
‫الِكم الدي اعْرف به مجلس الدولة لإلدارة بأن تفرض عل الشركة الملْزمة ل ‪-‬ترام‬
‫مرسْليا ‪-‬جدول مواعْد يْضمن عدد دوارات أكبر من العدد المنصوص عليه ف شروط‬
‫العقد حيه أنه رأي أن ذلك الِكم لم يبرر لإلدارة سلطْه بالْعديل ف عقد الْزام المرافق‬
‫‪5‬‬
‫العامة واَّل ف سائر العقود اْلخرى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الواردة نلى سلطة اإلدارة في تعديل العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪2‬‬
‫نواف كعنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمك‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪5‬‬
‫مِمد خلف جبوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪10‬‬
‫سلطة المصلِة المْعاقدة ف تعديل العقد باردتها المنفردة ليست مطلقة بل تخضع‬
‫ْلسس وضوابط أو حدود اَّلبد من توفرها حْ يمكن ممارسْها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني لسلطة اإلدارة في تعديل العقد اإلداري‪.‬‬

‫إن اْلساس القانون لِق اإلدارة ف تعديل عقودها اإلدارية باردتها المنفردة عرف‬
‫اخْالف ف أراء الفقهاء فانقسمت أراءهم إل اتجاهْن‪:‬‬

‫*اتجاه يقيمها عل أساس فكرة السلطة العامة‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫* واتجاه اخر يقيمها عل أساس فكرة احْياجات المرافق العامة‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬فكرة السلطة العامة كأساس لِق الْعديل من جانب اإلدارة‪.‬‬

‫حْث يرى بعض الفقهاء ف فرنسا ومصر أن اْلساس القانون لِق اإلدارة ف‬
‫تعديل عقودها اإلدارية بشكل انفرادي سببه كون اإلدارة سلطة عامة تمارس حقها ف‬
‫اتخاد الق اررات اإلدارية باردتها المنفردة‪ ،‬وهو مظهر من مظاهر السلطة اإلدارية ويشمل‬
‫تصدرها اإلدارة تعديل‬ ‫فطبقا لهذا ااَّلتجاه تعْبر الق اررات الْ‬ ‫‪2‬‬
‫جميع شروط العقد‪.‬‬
‫عقودها اإلدارية من أعمال السلطة العامة‪ ،‬وأن اإلدارة اَّل تمارس بمقْضاها امْْ از عقديا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وإنما تسْعمل حقا تملكه كسلطة إدارية‪ ،‬وإن هذا الِق يعد من النظام العام‪.‬‬

‫السلطة العامة تشمل كل إداري نشاط تمارسه اإلدارة مع اسْعمالها لوسائل القانون‬
‫العام الغْر مألوفة ف القانون الخاص‪ ،‬وعل اإلدارة باعْبارها سلطة عامة تراع دوما‬
‫إاَّل أن اإلدارة باعْبارها‬ ‫‪4‬‬
‫ضرورات المصلِة العامة وترجِها عل المصلِة الخاصة‪.‬‬
‫سلطة عامة تسهر دائما عل تِقْق الصالح العام ف كل تصرف قانون ‪ ،‬وفوق كل‬
‫اعْبار تعاقدي‪.‬‬

‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫حمدي عطية مصطف عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫أحمد مِْو‪ ،‬مِاضرات ف المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة مِمد عرب مصْن‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬ديوان‬ ‫‪4‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪1229‬م‪ ،‬ص ‪.112 – 111‬‬


‫‪11‬‬
‫كما أن الق اررات الْ تصدرها اإلدارة بْعديل العقود الْ أبرمْها تعْبر من أعمال‬
‫السلطة العامة وه اَّل تمارس امْيا از تعاقديا وإنما تسْعمل كسلطة إدارية تسْطيع بموجبه‬
‫أن تْدخل بإرادتها المنفردة بإجراء تعديالت عل العقد أثناء مرحلة الْنفْذ‪ 1.‬لذلك فقد‬
‫اعْبر أن كل ما من شأنه ان يِد من حرية اإلدارة ف اتخاد الق اررات المناسبة ف هذا‬
‫الشأن يعد عمال باطال‪ .‬كما اعْبر اسْخدام اإلدارة بصفْها سلطة عامة أسلوب العقد‬
‫اإلداري لِْقْق المصلِة العامة‪ ،‬فإن الوسْلة الْعديل اَّل يمكن أن تكون عائقا ف سبْل‬
‫الهدف الذي من أجله‬ ‫تؤدي إل‬ ‫الوصول للغاية بل ان الوسْلة تسْر وتسهل حْ‬
‫أساس‬ ‫تعديل عقودها‪ ،‬يقوم عل‬ ‫اعْبار سلطة اإلدارة ف‬ ‫اسْخدمت‪ 2.‬ويْرتب عل‬
‫السلطة العامة بِْث أن تصرف اإلدارة وه بصدد تعديل عقودها اإلدارية يعْبر عمال‬
‫من أعمال السلطة العامة وهكذا فإن اإلدارة ف هده الِالة اَّل تسْخدم امْيا از تعاقديا بل‬
‫‪3‬‬
‫نسْعمل حقا مقر ار لها باعْبارها سلطة عامة‪.‬‬

‫إن هذا المبدأ يؤكد عل ان اإلدارة المْعاقدة لها كامل الِق وااَّلمْياز ف اسْعمال‬
‫سلطة الْعديل‪ ،‬وذلك حسب مقْضيات المصلِة العامة الْ تْطلب تدخل اإلدارة عل‬
‫الفور من أجل العمل المطلوب تنفْذه َْر ذي فائدة لإلدارة والنفع العام‪ ،‬أو أن اإلدارة‬
‫قد تِْمل ض ار ار كبْرة من الناحية ااَّلقْصادية والفنية إذا أنجز العمل لذلك وجب تدخل‬
‫اإلدارة وتفرض سلطْها ف تعديل العقد‪ 4.‬لذلك يرى فْدال " ‪ " vedal‬بان سلطة اإلدارة‬
‫ف مجازات المْعاقدة معها بمقْض عقد إداري ف حالة عدم وجود نصوص تأكد عل‬
‫تعديل العقد بإرادتها‬ ‫ذلك تْبع فكرة السلطة العامة إن امْالك اإلدارة لهده المْزة ف‬
‫مواجهة‬ ‫تْمْع ف‬ ‫أهم مظهر لسلطات اإلدارة الْ‬ ‫المنفردة أثناء تنفْذيه تعْبر ه‬
‫المْعاقد معها‪ ،‬وتعد مْ اسْعملْها قرينة قانونية تقض بجالء أحد المْعادين " اإلدارة‬
‫"ه فكرة مْمْزة عن المْعاقد اْلخر ومعن ذلك يعد العقد من عقود القانون العام وليس‬

‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫كمال العطراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬‬
‫حمودي مِمد أمْن‪ ،‬العقود المبرمة بْن اْلشخاص العامة ف النظام القانون الجزائري‪ ،‬شهادة‬
‫الماسْر‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪ ،‬قسم الِقوق‪،‬بسكرة‪ ،‬سنة ‪ ،4012‬ص ‪.21‬‬
‫‪11‬‬
‫بهذا الوصف يعد أنه من عقود القانون الخاص‪ ،‬الذي نعرفه عل أنه ‪ :‬توافق ارادتْن‬
‫عل إنشاء الْزام أو نقله الذي يِكمه مبدأ العقد ريعة المْعاقدين ومْ تم العقد أصبح‬
‫اَّلزما اَّل يجوز ْلي من المْعاقدين الْخل من العقد باردته المنفردة أو نقضه أو تعديله‬
‫‪1‬‬
‫إاَّل باتفاق أطرافه ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فكرة احْياجات المرافق العامة كأساس لِق الْعديل من جانب اإلدارة‪.‬‬

‫ويرى اخرون أيضا بأنه السلطة الْابعة من مبدأ دوام سْر المرافق العامة وقابلية‬
‫المرافق العامة للْغْر‪ .‬وذلك فإن الرأي الذي يقيم هده السلطة عل مبدأ دوام سْر المرافق‬
‫وتظهر سلطة الْعديل كلما زاد اتصال‬ ‫‪2‬‬
‫الصواب فيما نرى‪.‬‬ ‫العامة هو اْلقرب إل‬
‫الشرط بالمرفق العام‪ ،‬والعكس‪ ،‬ولهذا قررت مِكمة القضاء اإلداري ف حكمها الصادر‬
‫ف ‪ 10‬جوان سنة ‪1222‬م (وقد سبقت اإلشارة إليه) أن القاعدة ف عقود اْلشغال لعامة‬
‫أن المقاول يكون ح ار ف اخْيار مصادر وموارد المواد المسْعملة ف العملية ما دام‬
‫‪3‬‬
‫العقد لم ينص عل ش ء من ذلك‪.‬‬

‫يؤكد أصِاب هدا ااَّلتجاه أن قيام اإلدارة المْعاقدة بالْعديل ااَّلنفرادي ف العقود‪،‬‬
‫احْياجات المرافق العامة‪ ،‬وقابلية المرافق العامة‬ ‫اَّل يمكن أن يكون أساسه إاَّل عل‬
‫للْغْْر و الْبديل‪ ،‬ه الْ تدعو إل هده الْعديالت‪ ،‬فاسْم اررية وديمومة سْر المرافق‬
‫تِرر‬ ‫الْ‬ ‫العامة بانْظام واطراد وتقديمها لخدمة عمومية عال شكل المطلوب‪ ،‬ه‬
‫اإلدارة من القْود الْ تقرضها القواعد الْ تطبق عل عقود القانون الخاص‪4.‬من طبيعة‬
‫العقود اإلدارية قيامها عل فكرة و مبدأ اسْم اررية سْر المرافق العامة‪ ،‬ولما كان الْعاقد‬
‫فْها يْم عل أساس الوفاء بِاجات المرفق ف تِقْق المصلِة العامة‪ ،‬جعل من اإلدارة‬
‫ه صاحبة ااَّلخْصاص اْلصْل ف تنظيم وتسْْر المرفق‪ ،‬مما ترتب عل ذلك أنها‬
‫تملك حق الْعديل بما يِقق تلك المصلِة ‪ ،‬بالْال وجوب الِرص عل سْر المرفق‬

‫‪1‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫مِمود خلف الجبوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192-191‬‬
‫‪3‬‬
‫سليمان مِمد الطماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫الْعديل تلك‬ ‫والمسلم به أن سلطة اإلدارة ف‬ ‫‪1‬‬
‫العام بانْظام لِماية تلك المصلِة‪.‬‬
‫مصدرها احْياجات المرافق العامة‪ ،‬فه ليست مجرد مظهر السلطة اإلدارية الْ تْمْع‬
‫بها اإلدارة‪ ،‬ولكنها نْيجة مالزمة لفكرة المرفق العام الْ ترجع إلْها معظم قواعد القانون‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫أيضا ما أشار إليه الدكْور ‪-‬عمار عوابدي‪ -‬بالقول‪ ":‬وأساس هده السلطة أو هدا‬
‫الِق الدي تْمْع به السلطة اإلدارية يْمثل ف حسن سْر المرفق العام بانْظام وإط ارد‬
‫‪2‬‬
‫وتبدل"‪.‬‬

‫إاَّل أن فكرة المرفق العام بالنسبة لدعاتها‪ ،‬ه اْلساس القانون لصالح السلطة ف‬
‫تعديل العقد‪ ،‬وه بادن جزاء به اإلدارة عن المْعاقد معها المقصر وقد قْل هدا الشأن‬
‫أن السْر المنْظم والمسْمر للمرفق العام‪ ،‬يْطلب أكبر قدر من الدقة ف تنفْذ العقد‬
‫اإلداري ولذلك فمن المهم أن تكون جزاءات عل المْعاقد سواء قصر ف الْزاماته أو‬
‫دعت ضرورة المصلِة اَّلسْعمال سلطة الْعديل‪ ،‬ذلك مما يمس ف تغْْر أو تبديل‬
‫شروط العقد‪ ،‬وكل ما دعت ضرورة المصلِة العامة ليس المرفق بنظام واطراد الْدخل‬
‫‪3‬‬
‫بالْعديل‪.‬‬

‫وأخْ ار يرى الفقيه دي لوبادير بأن أساس حق الْعديل ااَّلنفرادي إنما يعود منطقيا‬
‫إل مْطلبات المرافق العامة‪ ،‬وما تقْضيه فروضها من تغْْر المواكبة احْياجات المرفق‬
‫رأيه‪ ،‬أن تفرض اإلدارة ااَّللْزام ولمدة َْر‬ ‫والجمهور المنْفع منه‪ .‬فمن المعقول ف‬
‫مِدودة بشروط تعاقدية أضِت فيما بعد َْر مالئمة لِاجات المرفق‪ .‬ويضيف بأن‬

‫‪1‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثان ‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،4000‬ص‪.411‬‬


‫‪3‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪11‬‬
‫حق الْعديل اَّل ينبغ النظر إليه عل أنه مجرد النْائج الضرورية والمنْظمة لمفهوم‬
‫‪1‬‬
‫المرفق العام كأساس للْعديل‪.‬‬

‫أن ارتباط سلطة اإلدارة ف الْعديل ااَّلنفرادي للعقد بْسْْر المرفق العام وانْظامه‬
‫بمعن يقْ صر حقها ف الْعديل عل الجانب المْعلق بِسن سْر المرفق العام بانْظام‬
‫واطراد‪ ،‬واَّل يمْد حقا ف الْعديل ااَّلنفرادي إل شروط الْعاقدية أي أن الْعديل اَّل يْعدى‬
‫الشروط المْعلقة بْسْْر المرفق العام وحاجاته ومقْضياته سلطة اإلدارة ف تعديل العقود‬
‫اإلدارية ليست مْساوية ف جميع العقود‪ .‬بل تْفاوت بِسب طبيعة العقد‪ ،‬فنجد سلطْها‬
‫تْزايد ف عقدي ااَّلمْياز واْلشغال العامة‪ 2،‬فالمْعاقد مع اإلدارة ف عقد ااَّلمْياز تفوض‬
‫له سلطة تسْْر وإدارة المرفق العام بداَّل من الْسْْر المباشر لإلدارة‪ .‬وكدلك اْلمر ف‬
‫عقد اْلشغال العامة الذي يْكون فيه اإلدارة ه صاحبة اْلعمال مِل العقد‪ .‬وبالْال‬
‫‪3‬‬
‫تعدل بما تراه مناسبا للسْر الِسن للمرفق العام‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضوابط والقيود التي ترد نلى سلطة اإلدارة في تعديل العقد‪.‬‬

‫مما تم الْطرق إليه سابقا أن سلطة الْعديل الممنوحة اإلدارة الغرض منها تلبية‬
‫احْياجات المرافق العمومية‪ ،‬وهو بمثابة حد يِد من هده السلطة الممنوحة لإلدارة فال‬
‫يجوز لإلدارة أن تْجاوز ف ممارسة سلطْها ف الْعديل الِد الذي يكفل تِقْق وتلبية‬
‫احْياجات المرفق العام‪ ،‬كما أن ااَّللْزام بهذا الِد‪ .‬تلبية احْياجات المرفق العام‪ .‬اَّل يعن‬
‫أن كل ما تقوم به اإلدارة يعْبر صِيِا‪ ،‬فعل اإلدارة أن تلْزم باحْرام قواعد المشرويية‬
‫ااَّلخْصاص‬ ‫ااَّلي أمر تصدره للمْعاقد معها بغرض تعديل هذا القواعد المْمثلة ف‬
‫والشكل واإلجراءات فعدم احْرام هده القواعد قد يْرتب علْها بطالن اْلعمال المعدلة‪،‬‬

‫تامر خالف عبد ربه الدروع‪ ،‬سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري باردتها المنفردة (دراسة‬ ‫‪1‬‬

‫مقارنة)‪ ،‬درجة الماجسْْر‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬جامعة بْروت العربية‬
‫سنة‪ ،4012‬ص ‪.11‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪2‬‬

‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫كما قد يؤدي إل إمكانية فسخ العقد‪ 1.‬كما يضبط حق اإلدارة ف تعديل العقد باردتها‬
‫المنفردة عندما يْصل هذا الْعديل بمقدار اْليباء الجديدة الْ تلق عل عائق المْعاقد‬
‫الِدود‬ ‫مع اإلدارة نْيجة لممارسْها هذه السلطة إد يجب أن تكون تلك اْليباء ف‬
‫الطبيعية المعقولة من حْث نوعها وأهمْْها‪ .‬اَّل أن يكون شأنها فسخ العقد اْلصل أو‬
‫تبديل موضوعه أو إنشاء مِل جديد له َْر ما تم ااَّلتفاق عليه‪ .‬أو أن تؤدي هده إل‬
‫إرهاق المْعاقد فْجاوز إمكانياته الفنية أو المالية أو ااَّلقْصادية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تْمثل أهم القْود الواردة عل سلطة اإلدارة ف تعديل باردتها المنفردة فيما يل ‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬يجب أن تقْصر سلطة الْعديل عل شروط العقد‪.‬‬

‫ومعن هذا أن الْعديل اَّل يدخل ضمن العقود الْ ليس لها عالقة بالمرفق العام‬
‫وبمعن أخرى اَّل يخضع لهده السلطة الْعديل الْ تمْاز بها اإلدارة‪ ،‬حْث يجب عل‬
‫الْعديل أن يدخل ضمن شروط العقود فقط الْ تِدد الْزامات المْعاقد معها ذلك ف‬
‫مجال تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬إذ اَّل يجب عل هده السلطة أن تْعدى إل المقابل المال‬
‫المْفق عليه العقد‪ 3.‬بِْث يجب اقْصار الْعديل عل الشروط المْعلقة بْسْْر المرفق‬
‫ال عام‪ .‬فمن المقرر أن الشروط الْ يْضمنها العقد تنقسم إل شروط اَّلئِية و شروط‬
‫تعاقدية‪ ،‬حْث يجوز لإلدارة تعديل الشروط الالئِية كلما كان ذلك اَّلزما لمصلِة المرفق‬
‫العام بغْر توقفه عل رضا المْعاقد مع اإلدارة‪ ،‬أما الشروط الْعاقدية والْ عل أساسها‬
‫‪4‬‬
‫قْل المْعاقد مع اإلدارة معها فإنه اَّل يجوز تعديلها إاَّل برضا المْعاقد معها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة الْعديل تقْصر عل الشروط المْعلقة بْسْْر المرفق العام‪.‬‬

‫‪1‬جمال عثمان جبريل‪ ،‬إبراهيم مِمد عل ‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دون دار النشر‪ ،‬دون بلد‬
‫النشر‪ ،‬سنة ‪ 4004-4001‬ص ‪.102‬‬
‫‪2‬كمال العطراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪3‬‬
‫فاطمة ريغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫مفْاح خليفة عبد الِمْد‪ ،‬إنهاء العقد اإلداري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4000‬م‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪17‬‬
‫بمعن أن العقود الْ ليست لها صلة بالمرفق العام اَّل تخضع لهذه السلطة كما‬
‫يقْصر الْعديل فقط ف شروط الْ تِدد ااَّللْزامات الْ عل المْعاقد تنفْذها ‪ ،‬واَّل‬
‫يجوز أن تْعدى هذه السلطة إل المقابل المال المْفق عليه ف العقد ‪ ،‬كما أسْقر‬
‫مجلس الدولة الفرنس ف قضائه المْعلق بعقود الْوريد واْلشغال العامة بعد السماح‬
‫لإلدارة بأن تعدل الشروط المْعلقة بالجانب المال للعقد بغض النظر عن تغْر الظروف‬
‫لذلك فإن الِق المقرر لإلدارة ف تعديل العقد باردتها المنفردة مقصورة عل الشروط‬ ‫‪1‬‬

‫الْ تْعلق بسْر وحسن تنظيم المرفق العام‪ ،‬أي البنود المْعلقة بْنظيم المرفق العام‬
‫واحْياجاته وكيفية إشباع الِاجات العامة للمنْفعْن‪ ،‬ومن أمثلة تلك البنود الْ يمكن‬
‫لإلدارة الْدخل لْعديلها‪ ،‬أسلوب عمل المرفق‪ ،‬طريقة تنفْذ العمل‪ ،‬الجداول الزمانية‬
‫للْنفْذ‪ ،‬والجوانب الفنية اإلدارية للْنفْذ‪ ،‬فهذه اْلمور تسْطيع اإلدارة تعديلها وباردتها‬
‫المنفردة ودون حاجة إل الموافقة المْعاقدة معها أو للجوء إل القضاء للِصول عل‬
‫‪2‬‬
‫قرار قضائ يخولها لهذا الِق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلدارة مقْدة ف إحداث الْعديل باردتها المنفردة‪.‬‬

‫بضرورة وجود مسْجدات وظروف جديدة تبرر تعديالت عل العقد باردتها المنفردة‬
‫بضرورة وجود مسْجدات وظروف جديدة تبرر الْعديل المراد لسلطة الْقديرية الْ تْمْع‬
‫بها تسْخدمها مْ تشاء للْخلص من الْزامات الْعاقدية‪ ،‬لك يصبح الْعديل الذي قامت‬
‫به اإلدارة صِيا يجب أن تسْجد ظروف اَّلحقة لعملية إبرام العقد تسْوجب علْها القيام‬
‫بالْعديالت حفاظا عل سْر المرفق العام بانْظام ف ضل الظروف والمسْجدات الْ‬
‫طرأت‪ ،‬وإاَّل كان المرفق عرضة لالضطراب‪ 3.‬كما يشْرط ف المسْجدات الْ طرأت‬
‫والْ بررت بها اإلدارة عملية الْعديل أن تكون َْر مْوقعة من طرفها عند عملية إبرام‬
‫العقد‪ْ ،‬لنه كان بوسعها تفادي ذلك والقيام بْضمْن العقد كل ما يواجه الِااَّلت َْر‬
‫المْوقع حدوثها‪ .‬إاَّل أن هذا الراي منْقد ْلن اإلدارة قد تخطأ ف تقدير مقْضيات سْر‬

‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫تامر خلف عبد ربه الدروع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪3‬‬
‫جمال عثمان جبريل‪ ،‬ابراهيم مِمد عل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪18‬‬
‫المرفق العام‪ ،‬وحادث الْقدير الصِيح والسليم ف العقد‪ 1.‬فهل يمكنها تعديل العقد بما‬
‫يْوافق والسْر المنْظم المرفق العام أم اَّل‪ ،‬أجاب عن هذا السؤال "سليمان مِمد الطماوي‬
‫" والذي نؤيد فيه‪ ،‬حْث أعْبر أن الرأي القائل بأن اإلدارة تِْمل نْيجة الخطأ الذي‬
‫وقعت فيه ْلنه كان علْها أن تْخذ احْياطاتها من أول اْلمر وتقدر حاجة المرفق تقدي ار‬
‫‪2‬‬
‫سليما‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلدارة عند قيامها بالْعديل ملزمة باحْرام القواعد العامة للمشرويية‪.‬‬

‫صدور الْعديل من السلطة المخْصة‬ ‫قواعد ااَّلخْصاص‪ ،‬معن‬ ‫أي أن تراع‬


‫قانونا بإجراء الْعديل‪ ،‬ووفقا لإلجراءات والشكليات الواجب توفرها‪ ،‬واحْرام النصوص‬
‫القانونية والْنظيمية إذا كانت تطلب إجراء معْنا‪ ،‬بِْث يمكن للمْعاقد مع اإلدارة الْمسك‬
‫يمكن‬ ‫خالف القواعد المقررة إاَّل أن أسباب لبطالن الْ‬ ‫ببطالن أي تعديل تم عل‬
‫ااَّلحْجاج بها ف مواجهة العقد اإلداري يجب أن تكون مسْمدة من شروط الصِة الذاتية‬
‫‪3‬‬
‫للعقد فال يجوز الطعن فيه أمام قاض اإللغاء‪.‬‬

‫تصدر اإلدارة أو السلطة المخْصة ق ار ار إداريا بموجبه تعلن عن نْْها ف تعديل‬


‫صفقة عمومية ويجب أن يْوفر ف هدا القرار اإلداري جميع أركانه يكون مشروعا كالقرار‬
‫المْعلق بأعمال جديدة واردة ف صفقة عمومية فْصدر اإلدارة قرارها م تبادر إل اإلعالن‬
‫كما أن قرار اإلدارة بالْعديل يجب أن يصدر من الجهة المخْصة به‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫عن الْعديل‪.‬‬
‫الشكل واإلجراءات المقررة قانونا وأن يهدف هذا الْعديل لِْقْق الصالح العام‪،‬‬ ‫وف‬
‫ليِقق هذا القرار المشرويية المطلوبة‪ ،‬فإن كانت بعض الشروط العقد قد تقررت بموجب‬
‫نصوص قانونية‪ ،‬فإن اإلدارة اَّل تسْطيع تعديل هده الشروط وإاَّل خرجت عن مبدأ‬

‫‪1‬‬
‫كمال العطراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211-210‬‬
‫‪2‬‬
‫كمال العطراوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫بالسعْد زينة‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪19‬‬
‫المشرويية وكان قرارها باطال باإلجراءات الشكلية المقررة قانونا‪ ،‬أن تصدر ق اررات‬
‫‪1‬‬
‫الْعديل بق اررات صريِة وعادة ما تكون مكْوبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تامر خلف عبد ربه الدروع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪11‬‬
‫ملخص الفصل األول‪:‬‬
‫إن سلطات اإلدارة ف تنفْذ العقد اإلداري واسعة‪ ،‬ومن هذه السلطات حق اإلدارة‬
‫الرقابة والْوجيه والْعديل‪ ،‬إذ يمكن لإلدارة مراقبة تنفْذ العقد للِْقق من مطابقة‬ ‫ف‬
‫الشروط المْفق علْها من الناحية الفنية والمالية‪ ،‬ولها أيضا توجيه المْعاقد ف تنفْذ‬
‫الْزاماته الْعاقدية‪ .‬واإلدارة حْن تمارس هذه السلطة تلْزم بالشروط والضوابط المطلوبة‪،‬‬
‫وعلْها عدم إساءة اسْعمال هذه السلطة‪ ،‬وتخْلف هذه الرقابة باخْالف العقود اإلدارية‪.‬‬
‫بنود العقد أثناء تنفْذه وهذه السلطة تفرضها مقْضيات‬ ‫ويمكن لإلدارة الْعديل ف‬
‫المصلِة العامة لِسن سْر المرافق العامة كلما تطلب النفع العام ذلك وهو ما نصت‬
‫عليه مخْلف المراسيم المنظمة للصفقات العمومية ف الجزائر‪ ،‬مما يجعل المساواة قائمة‬
‫ف العقد اإلداري ومبنية عال أساس قانون ‪،‬واإلدارة حْن ممارسْها هذه السلطة يجب‬
‫أن تلْزم ايضا بالشروط والضوابط إذ اَّل يجب علْها أن تصل ال حد تغْْر جوهر العقد‬
‫واَّلبد من المِافظة عل حقوق المْعاقد مع اإلدارة ف الْوازن المال من خالل الْعويض‬
‫المالئم له من أجل ضمان وتسْْر المرفق العام بانْظام واضطراد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سلطات اإلدارة العقـابية في تنفيذ العقد‬


‫اإلداري‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سلطات اإلدارة العقابية في تنفيذ العقد اإلداري‪.‬‬
‫تْمْع اإلدارة أو مصلِة المْعاقدة بامْيازات السلطة العامة‪ ،‬مما خول لها‬
‫ممارسة سلطات وحقوق مْعددة نهدف إل حسن تنفْذ الصفقات العامة وفق لبنودها وف‬
‫آجالها‪ ،‬تِقْق للمصلِة العامة‪.‬‬

‫تخْلف القواعد الْ تِكم آثار العقد اإلدارية عن تلك المْعلقة بآثار العقد المدن‬
‫الخاص فيما يْعلق بمدى حقوق وسلطات اإلدارة إزاء المْعاقد معها‪ ،‬مما سبق الذكر ف‬
‫السلطات اإلدارية الرقابة والْوجيه‪ ،‬السلطة الْعديل تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬وأيضا اللجوء‬
‫إدارة إل سلطة أخرى ف حالة وقوع ضرر جسيم تْرتب عليه سلطة العقابية أي الجزائية‬
‫المْرتبة عل المْعاقد معها‪.‬‬

‫ونظام الجزاءات ف العقود اإلدارية توقع عل المْعاقد معها ف حالة عدم تنفْذ‬
‫الْزاماته العقدية‪ ،‬ومْ أخل المْعاقد مع اإلدارة بالْزاماته أو قصر ف تنفْذها عل أي‬
‫وجه من اْلوجه فإن اإلدارة أن توقع عليه جزاءات مخْلفة عن نظريْها المقررة ف روابط‬
‫القانون الخاص‪ ،‬و ف هذا الشأن قضت المِكمة اإلدارية العليا بمصر ف جلسة لها‬
‫بْاريخ ‪ 1292-02-40‬بأن" الجزاءات الْ تملك اإلدارة توقيعها عل المْعاقد معها‬
‫ف روابط العقد اإلداري‪ ،‬إذا ما خلف شروط العقد أو قصر ف تنفْذ ااَّللْزامات المفروضة‬
‫عليه بموجب إنما تسْهدف أساسا تأمْن سْر المرافق العامة‪"...‬‬

‫الجزاءات الْ يكون لإلدارة حق توقيعها عل المْعاقد معها‪ ،‬دون الِاجة إل‬
‫ااَّللْجاء إل القضاء‪ ،‬ومن المْفق عليه أاَّل تكون هذه الجزاءات عقوبات جنائية‪ ،‬إن أنه‬
‫اَّل يجوز لغْر القضاء توقيع هذه العقوبات‪.‬‬

‫توقعها مصلِة المْعاقدة عل‬ ‫ومن المنطلق تأخذ الجزاءات اإلدارية الْ‬
‫المْعاقد المخل بالْزامات عدة صور وأشكال‪ ،‬ويمكن تصنيفها هذه العقوبات إل الجزاءات‬
‫المالية ف حالة إخالله بْنفْذ الْزاماته الْعاقدية مخْلفة‪ ،‬والجزاءات الغْر المالية؛ مصنفة‬
‫إخالل‬ ‫تعْبر أخطر الجزاءات المطبقة عل‬ ‫الجزاءات الضاَطة والفاسخة الْ‬ ‫ف‬
‫المْعاقدين معها ف تنفْذ العقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ليس لإلدارة توقيع العقوبات الجنائية عل المْعاقد معها‪ ،‬كما أنه يجب علْها‬
‫إعذار المْعاقد قبل توقيع الجزاءات عليه إاَّل ف حااَّلت ااَّلسْعجال أو نص العقد عل‬
‫خالف ذلك قبل اللجوء اإلدارة إل القضاء مخْص خالل إخالل تنفْذ العقد اإلداري بْن‬
‫المْعاقدين‪ ،‬الذي نص عليه المشرع الجزائري ف الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 122‬من المرسوم‬
‫الرئاس ‪ 422-12‬المْضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام عل ‪:‬‬
‫" يِدد الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬بموجب قرار البيانات الواجب إدراجها ف اإلعذار و‬
‫كذلك آجال نشره ف الشكل إعالنات قانونية"‪ ،‬الذي يمثل أهم ركن ف بناء دولة القانون‪.‬‬
‫حْث خضوعها لمشرويية الرقابة والمالئمة معا؛ أي مراقبة مخالفة الجزاء ْلحكام القانون‬
‫والمراقبة الجزاء المناسب مع المخالفة المرتكبة‪.‬‬

‫مما سبق الذكر يْضح أن فكرة الجزاءات اإلدارية حديثة نسبيا نشأت وبرزت‬
‫ف العقوبات العقود اإلدارية‪ ،‬منه سنْناول بالْفصْل ف فصلنا هذا المقسم إل المبِثْن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث األول‪ :‬سلطة اإلدارة في فرض الجزاءات اإلدارية أثناء تنفيذ‬
‫العقد اإلداري‪.‬‬

‫الجزاء بصفة عامة؛ هو اْلثر الذي يرتبه القانون عل مخالفة قواعده‪ ،‬كما قول‬
‫‪ٞ‬‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ٗ َّ ۡ‬
‫س َشْـا َوَاَّل ُيقَب ُل ِمن َها َعد ‪ٞ‬ل َوَاَّل تَ َنف ُع َها َش عَف َعة َوَاَّل‬
‫ٖ‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫تعال ‪َ ":‬وٱتَُّقوْا َيوما اَّل تَج ِزي َن ٌ َ‬
‫ع‬ ‫س‬ ‫ف‬
‫نص ُرو َن(‪.)144‬‬ ‫ۡ‬
‫ُهم ُي َ‬
‫ذلك الفعل‬ ‫فإذا كان سلوك اإلثم يمثل فعال فسيكون الجزاء عندئذ الرد عل‬
‫وليس معالجة له‪ ،‬بل ْلثاره إذ اَّل يعقل أن تأت المعالجة بعد وقوع الفعل إاَّل ما يْعلق‬
‫منها بْغطية ما ينجم عنه من أضرار مادية وأدبية وذلك من خالل طائفة العقوبة الجزائية‪.‬‬

‫وتْخذ هذه الوسْلة أشكااَّل مْنوعة تخْلف باخْالف خطورة المخالفة‪ ،‬وتعد‬
‫الخطايا المالية من أهم ما تملك اإلدارة توقيعه من عقوبات‪ .‬كذلك الخطايا َْر المالية‬
‫حالة ارتكاب المْعاقد معها لمخالفات اَّل تسْوجب اسْخدام الجزاءات الذي‬ ‫وذلك ف‬
‫منصوص علْها العقد‪ ،‬وف حالة اإلخالل الجسيم للمْعاقد بااَّللْزامات المِلولة‪ ،‬تملك‬
‫حق الِلول مِل المْعاقد أو إحالل الغْر مِله للقيام بما يلزم للْنفْذ‪.‬‬

‫من خالل ذلك نقسم مبِثنا إل مطلبْن؛ دراسة مفهوم الجزاء أو العقاب ف العقود‬
‫اإلدارية ثم ندرج أنواع الجزاءات الْ توقعها اإلدارة عند إخالل مْعاقد معها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الجزاءات في العقود اإلدارية‪.‬‬

‫إن الجزاءات اإلدارية تنطوي عل طابع َْر مألوف‪ ،‬ونظ ار ْلهمية الْ تْمْع‬
‫بها الجزاءات اإلدارية الْ توقعا اإلدارة للمْعاقد ف العقود اإلدارية‪ ،‬قبل تط أر دخول ف‬
‫‪1‬‬
‫دراسة ذلك نِدد معنا الجزاء بدقة‪ ،‬مع تِديد خصائصها وتمْْزها عما يشْبه معها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الجزاء في العقد اإلداري‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬الْعريف اللغوي‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫الجزاء مصدر من الفعل جزى؛ أي معناه مكافأة‪ ،‬عقاب‪ ،‬عقوبة‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف من القرآن كريم‬


‫ۡ‬ ‫َكاد أ ُۡخ ِ‬
‫س‬‫ْها لُِْ ۡج َز عى ُك ُّل َنف ِ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫اع َة َءاتَيةٌ أ َ ُ‬ ‫كما ذكر ف قول الله تعال ‪ِ " :‬إ َّن َّ‬
‫ٱلس َ‬
‫‪3‬‬
‫ِب َما تَ ۡس َع ع )‪."(15‬‬
‫ۡٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ٗ‬
‫وف القرآن الكريم‪ ،‬قوله تعال ‪َ ":‬وٱتَُّقوْا َيوما َّاَّل تَج ِزي َنف ٌس َعن َّنف ٖ‬
‫س َشْـا َوَاَّل‬
‫‪4‬‬
‫نص ُرو َن(‪.")22‬‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ي ۡقبل ِم ۡنها ش عفع ‪ٞ‬ة واَّل ي ۡؤخذ ِم ۡنها ع ۡد ‪ٞ‬ل واَّل ه ۡ‬
‫ُ َ ُ َ َ َ َ ََ ُ َ ُ َ َ ََ ُ ُ َ‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف الفقه ‪:‬‬

‫وف هذه الِالة فإن المشرع الجزائري خال من تعريفات للجزاء اإلداري وترك‬
‫مهمة الْعريف الفقهاء ف ابراز مؤلفاتهم مْنوعة المصطلِات والمفاهيم والمعان ف‬
‫العقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ ،‬مقداد زينة‪ ،‬سلطة اإلدارة ف فرض الجزاءات عل المْعاقد معها بْن مبدأ الفاعلية ومبدأ‬
‫الضمان‪ ،‬شهادة الدكْورة‪ ،‬جامعة الجالل ليابس‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬علوم قانونية‪،‬‬
‫قانون عام‪ ،‬سْدي بلعباس‪ ،‬السنة ‪ ،4012/4011‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة طه‪ ،‬اآلية رقم ‪.12‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية رقم ‪.22‬‬
‫‪11‬‬
‫عرف الفقه الجزاءات بأنها‪ :‬ذلك اْلثر الذي يْرتب وفق للقانون عل مخالفة‬
‫القاعدة القانونية‪ ،‬من اتخاذ الدولة ممثلة ف سلطاتها المخْلفة كافة الوسائل ف اإلجراءات‬
‫لضمان نفاذ القاعدة القانونية وفعالْْها سواء كان ذلك عن طريق منع وقوع المخالفة أو‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق ردع من قام بالمخالفة‪.‬‬

‫لعقود القانون‬ ‫النظام القانون‬ ‫العقد اإلداري يخْلف معناه ف‬ ‫أن الجزاء ف‬
‫الخاص‪ ،‬فه تخول لإلدارة باتخاذ إجراء الجزاء المناسب اتجاه المْعاقد المخل بالْزاماته‬
‫الْعاقدية معها وليس القضاء الذي له صالحية فرض الجزاء ف العقود المدنية‪ ،‬وهناك‬
‫‪2‬‬
‫كثْر من ااَّلخْالف بْنهم‪.‬‬

‫بدوره يْنوع بِسب تنوع القواعد القانونية ضمن فروع القانون‬ ‫الجزاء القانون‬
‫المخْلفة الْ تْم مخالفْها‪ ،‬وعل هذا اْلساس فإن كل فرع من فروع القانون له جزاءات‬
‫خاصة به‪ ،‬فنجد الجزاء اإلداري هو الجزاء الذي يوقع نْيجة لمخالفة قواعد القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬فهو الجزاء الذي يوقع عل إثر خطأ من جانب شخص طبيع أو معنوي أي‬
‫كانت طبيعة هذا الجزاء (إدارية أو جنائية أو تعاقدية)‪ ،‬تْخذه اإلدارة بناءا عل مبادرة‬
‫‪3‬‬
‫منها‪.‬‬

‫وكذلك ف المبادئ القانون اإلداري فإنه وبالنظر إل تعدد مجااَّلته وتنوعت وف‬
‫العقود العامة الجزاء يظهر ف ذلك اْلثر الذي يْرتب بقوة القانون نْيجة إلخالل أحد‬
‫أطرافه العقد اإلداري اَّللْزامات بنود المبرمة بْنهما‪ ،‬حْث أنه من اْلمور المسلمة ف‬
‫العقود كافة سواء كانت إدارية أو مدنية‪ ،‬أي كان سبب من وراء ذلك الفعل يسْوي أن‬
‫‪4‬‬
‫يكون عدم تنفْذ عن عمد أو إهمال أو من دون قصد‪.‬‬

‫أدق وأوسع‪ ":‬تلك‬ ‫كما يقصد بالجزاءات ف مجال تنفْذ العقود اإلدارية‪ ،‬بمعن‬
‫ااَّلمْيازات الْ تسمح لإلدارة المْعاقدة وه بصدد تنفْذ عقودها اإلدارية بْوقيع مخْلف‬

‫‪1‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫ريغ فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬‬
‫ريغ فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪17‬‬
‫الجزاءات الْعاقدية وَْر الْعاقدية مهما كانت طبيعْها وذلك لمواجهة إخالل المْعاقد‬
‫تنفيضها عل أي وجه من أوجه اإلخالل بعد‬ ‫معها بالْزاماته الْعاقدية أو قصر ف‬
‫‪1‬‬
‫إعذاره"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الجزاءات في العقود اإلدارية‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬حق اإلدارة ف توقيع الجزاء بنفسها دون حاجة للجوء إل القضاء‪:‬‬

‫القانون‬ ‫اَّل مقابل لها ف‬ ‫هذا المجال بِرية الْصرف الْ‬ ‫تْمْع اإلدارة ف‬
‫الخاص‪ ،‬ومن ثم فغنها تسْطيع أن توقع الجزاءات بنفسها أي بإرادتها المنفردة عن طريق‬
‫ما تصدره من ق اررات إدارية ودون حاجة لاللْجاء إل القضاء مقدما‪ .‬ولكن ذلك تِت‬
‫رقابة القضاء بطبيعة الِال‪ ،‬فنجد حكم مِكمة القضاء اإلداري المصري ف حكمها‬
‫الصادر ف ‪ 1222/01/12‬والذي قض ب " ومن حْث أنه وإن كان لإلدارة سلطة‬
‫توقيع جزاءات عل المْعاقد إذا ما قصر ف تنفْذ الْزاماته فإن يْعْن اإلفصاح عن‬
‫رغبة جهة اإلدارة ف اسْعمال سلطاتها هذه واَّل بد من صدور قرار إداري"؛ ومنه هذا‬
‫‪2‬‬
‫المبدأ المسْقر عليه فقهيا وقضائيا‪.‬‬

‫عل أنه إذا كان لإلدارة أن توقع الجزاء بنفسها فإنها تفعل ذلك عل مسؤولياتها‬
‫فإن لها أن تسلك الطريق اْلحواط فْطلب من القاض‬ ‫تِت رقابة القضاء‪ ،‬وبالْال‬
‫العقد أن يِكم بْوقيع الجزاء الذي يراه مناسب حْ تأمن جانب المسؤولية‪ ،‬عل أن‬
‫مجلس الدولة الفرنس يمْنع عن الِكم بالجزاءات بناءا عل الطلب جهة اإلدارة المْعاقدة‬
‫ف حالة ما إذا كان العقد لجهة إدارية أخرى يِق توقيع الجزاءات عن المخالفات الْ‬
‫‪3‬‬
‫يرتكبها المْعاقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق اإلدارة بِق توقيع الجزاءات ولو لم ينص عليه ف العقد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ ،‬مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫الطماوي سليمان مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫إذا كان بوسع اإلدارة اخْيار نوع الجزاء الذي توقعه عل المْعاقد معها‪ ،‬إاَّل أن‬
‫العقد إذا تضمن جزاء مِددا لخطأ بذاته‪ ،‬فإن اإلدارة تنفذ هذا الجزاء حْ ولو كان‬
‫مخالفا لما هو منصوص عليه ف اَّلئِة المناقصات والمزايدات‪ ،‬حْث أن اْلصل ف‬
‫العقد اإلداري أنه يْم بْوافق إرادتْن تْجهان إل أحداث أثر قانون معْن‪ ،‬وليس عمال‬
‫‪1‬‬
‫شرطها يْضمن اسناد ومراكز قانونية عامة وموضويية إل أشخاص بذواتهم‪.‬‬

‫وهذا ما قض به المجلس الدولة الفرنس من تاريخ مْقدم ف حكمه الرئيس‬


‫الصادر ف ‪ 1202/02/11‬ف قضية )‪ 2،)déplanque‬وهذا ما أخذت به المِكمة‬
‫اإلدارية العليا المصرية حْث قررت ف حكمها الصادر بْاريخ ‪ 1291/14/41‬بأن‪":‬‬
‫لإلدارة حق ف توقيع الجزاءات عل المْعاقد معها‪ ،‬وه ف هذا اَّل تسْند إل العقد‬
‫اإلداري بل إل سلطاتها الضابطة للمرافق العامة وعمال بالقواعد اْلصولية الْ تقض‬
‫‪3‬‬
‫بها طبيعة العقود اإلدارية وأهدافها‪ ،‬وقيامها عل حْن اسْمرار المرافق العامة"‪.‬‬

‫ولقد أقر القضاء الجزائية هذا المبدأ حْث ذهبت المِكمة العليا الجزائرية إل‬
‫أنه قد برد النص عل بعض الجزاءات ف العقد اإلداري من ثم اَّل يمكن ممارسة سلطة‬
‫الجزاء إاَّل ف هذا اإلطار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم اشْراط الضرر لْوقيع الجزاء اإلداري‪.‬‬

‫جهة اإلدارة المْعاقد ليست ملزمة بإثبات أن إخالل المْعاقد معها بالْزاماته‬
‫الْعاقدي قد أصابها بضرر‪ ،‬كمبرر لْوقيع الجزاء عليه‪ ،‬لذلك قض ف هذا الشأن فإنه‪":‬‬
‫اَّل يشْرط لْوقيع الجزاءات إثبات وقوع ضرر أصاب المرفق العام‪ ،‬إذا أن هذا الضرر‬
‫مقْرض بمجرد تِقق سبب اسِْقاقها المنصوص عليه بالعقد‪ ،‬ذلك أن الْراخ ف تنفْذ‬
‫العقود اإلدارية ينطوي ف ذاته عل اإلخالل بالْنظيمات الْ رتبت اإلدارة شؤون المرافق‬
‫‪4‬‬
‫والْأمْن سْره عل أساسها‪."...‬‬

‫‪1‬‬
‫خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.414-411‬‬
‫‪2‬‬
‫المجلس الدولة الفرنس ‪ ،‬الصادر بْاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،1202‬ف قضية ‪.deplanque‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار المِكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬الصادرة بْاريخ ‪ 41‬ديسمبر ‪.1291‬‬
‫‪4‬‬
‫خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 414‬وما يلْها‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مشرويية‬ ‫القضاء للطعن ف‬ ‫فإنه اَّل يجوز للمْعاقد أن يلجأ إل‬ ‫وبالْال‬
‫الجزاءات المْخذة بِقه من قبل اإلدارة بِجة غياب الدلْل عل حدوث الضرر المرفق‬
‫العام‪ .‬كما يجوز له إثبات أن تقصْره لم ينْج عنه أية أضرار لإلدارة‪ .‬لذا فإنه إذا أراد‬
‫الِْرر من هذا الجزاء أمام القضاء فإنه يجوز له إثبات غياب الخطأ من قبله‪ ،‬أو أن‬
‫‪1‬‬
‫هذه الجزاءات قد أوقعْها اإلدارة عليه بصورة مخالفة للقانون‪.‬‬

‫الجزاءات في العقد اإلداري وجزاءات في األنظمة‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز بي‬


‫المشابهة‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬الْمْْز بْن الجزاءات ف العقد اإلداري والجزاءات ف عقود القانون الخاص‬
‫(العقود المدنية)‪:‬‬

‫إن الجزاءات الْ تسْخدمها اإلدارة ف العقد اإلداري تخْلف بصفة أصلية عن‬
‫تلك الْ يعرفها عقود القانون الخاص تعد َْر كافية ف مجال العقد اإلداري‪ .‬ذلك أن‬
‫جميع الجزاءات الْ يقررها القانون المدن من فسخ أو الْنفْذ عْن مع الْعويض ف‬
‫للِْلولة دون عبث المْعاقد مع الجهة اإلدارة‬ ‫اَّل يكف‬ ‫الِالْْن إن كان له مقْض‬
‫وإخالله بالصالح العام‪ ،‬بل اَّل بد لصيانة المصلِة العامة من وجود جزاءات رادعة يجري‬
‫توقيعها عل المْعهد المْخلف أو المقصر دون إتباع أي قواعد أو إجراءات ضيقة أو‬
‫بطْئة كقواعد القانون المدن ‪ْ .‬لن قواعد اَّل تسْقيم مع السرعة واللْونة الْ يسْلزمها‬
‫حسن المرفق العام‪ ،‬فالجزاءات الْ ترتبط العقد اإلداري اَّل تسْهدف إعادة الْوازن بْن‬
‫ااَّللْزامات الْعاقدية المْبادلة وإنما تهدف إل ضمان سْر المرفق العام بانْظام واضطراد‪،‬‬
‫وهذا ما يفسر أن تطبْق الجزاءات العقدية المخْلفة ف العقد اإلداري يسْند َالبا إل‬
‫‪2‬‬
‫ق اررات منفردة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمْْز بْن الجزاء اإلداري والعقوبة العقدية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ ،‬مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪11‬‬
‫المصلِة اْلفراد‪ ،‬فإن العقود اإلدارية يعلو فْها‬ ‫تغلب مصلِة العامة عل‬
‫المصلِة العامة عل المصلِة الفردية الخاصة‪ .‬شأنها شأن كل العقود اإلدارية اْلخرى‪،‬‬
‫والجزاءات الْعاقدية اَّل ينس توقيعها إاَّل عل من تربطه باإلدارة عالقة تعاقدية يكون‬
‫‪1‬‬
‫لها بموجبها معاقبْه مْ أخل بالْزاماته الْعاقدية المنصوص علْها ف العقد إداري‪.‬‬

‫حالة عدم الْزام المْعامل المْعاقد بْنفْذ الْزاماته‬ ‫وكما هو المعلوم فإنه ف‬
‫الْعاقدية مع المصلِة المْعاقد –اإلدارة‪-‬جاز لهذه اْلخْرة أن تْخذ بشأنه مجموعة من‬
‫اإلجراءات أو تصدر ف حقه مجموعة من الجزاءات تصل إل حد الفسخ العقد أو الْنفْذ‬
‫عل حسابه‪ ،‬ولما كان الجزاء يْسم بصفة عمومية اْلمر الذي يمْزه عن الجزاء الْعاقدي‬
‫الذي يقْصر عل المْعامل المْعاقد مع اإلدارة‪ 2.‬لذا سلطة توقيع الجزاءات ف العقود‬
‫اإلدارية اَّل يهدف إل العقاب بالقدر الذي يعدف إل حث المْعاقد عل تنفْذ الْزاماته‬
‫ف الموعد وبالمواصفات المْفق علْها‪ ،‬حفاظا عل المال العام وحماية للمصلِة العامة‪،‬‬
‫يطلبها سْر المرفق العام بانْظام واطراد‪ .‬مع إعطاء كافة الضمانات كاإلعذار‬ ‫الْ‬
‫‪3‬‬
‫وتسبب الق اررات وحق اللجوء للقضاء وإجراءات الدفاع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تمْْز الجزاء اإلداري عن الجزاء الْأديب ‪.‬‬

‫الجزاء الْأديب هو جزاء عقاب ف أسلوبه وطبيعْه توقعه اإلدارة عل موظفْها‬


‫عند تقصْرهم أو اخاللهم بأداء واجباتهم الوظيفية وذلك ف حدود المرسومة لها قانونا‬
‫سْر المرفق العام بانْظام واسْمرار‪ ،‬وأن من شأن هذا‬ ‫باعْبارها الجهة القائمة عل‬
‫الجزاء الْأديب تأثْر عل وضع المادي واْلدب للموظف أو قد ينص عالقْه بالسلطة‬
‫‪4‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ديش سورية‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة ف َْر مجال العقود والْأديب ومدى دسْوريْها‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،10‬العدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،4012‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫نسيغة فيصل‪ ،‬النظام القانون للجزاءات اإلدارية ف الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪،19‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،‬مارس ‪ ،4002‬ص ‪.421‬‬
‫‪3‬‬
‫ديش سورية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫العان وسام صبار‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة‪ ،‬الماحسْْر‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫ولكن معيار الْفرقة بْن الجزاء الْأديب والجزاء اإلداري العام يمكن ف نطاق‬
‫الْطبْق فأساس الجزاء الْأديب يرجع إاَّل العالقة الْنظيمية (الرابطة الوظيفية) الْ تربط‬
‫بْن الموظف واإلدارة‪ ،‬والْ يِْل فْها الموظف مركز قانونيا عاما يجوز لإلدارة تعديله‬
‫أو إلغاء ف أي وقت وفقا لمْطلبات المصلِة العامة وبمقْضاها تنشأ لإلدارة سلطة‬
‫شريية ف إنزال الجزاء الْأديب عل كل من يخل بواجباتها الوظيفية‪ .‬أي أن الجزاء‬
‫الْأديب اَّل يطبق بشكل عام عل جميع المواطنْن بغض النظر عن هويْهم الوظيفية‬
‫‪1‬‬
‫كما هو الِال بالنسبة للجزاء اإلداري عام‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجزاء اإلداري وتدابْر الضبط اإلداري‪:‬‬

‫للعقود اإلدارية العام صفة رديية لها أثر ف مواجهة الْصرف المخالف وذلك‬
‫يهدف ردع مقْرفها وزجر َْره بأن يأت يمثلها‪ ،‬أي هدفها اْلساس هو حماية النظام‬
‫العام ف حْن تخلو إجراءات الضبط اإلداري من الصفة العقابية‪ ،‬حْث أنها ذات صفة‬
‫وقائية قمعية بهدف منع وقوع المخالفة الْ نكاد أن تقع أو ترتكب وفق ما يؤكد الظاهرة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫فمن حْث اْلساس فإن جزاء اإلداري العام يوقع عل أثر خطأ ارتكبه شخص‬
‫أي مخالفة فعلية لبعض القوانْن واللوائح‪ ،‬أما اإلجراء الضبط فإنه بْئ عل احْمال‬
‫وجود تهديد قد يقع عل النظام العام‪ ،‬ولما كان الْسبْب يعد شرط صِة بالنسبية للجزاء‬
‫اإلداري العام فإنه ليس كذلك بالنسبة لإلجراءات الضبط اإلداري الذي يصح والْ تعن‬
‫‪2‬‬
‫أن القرار صدر صِيِا مسْند اْلسباب تقوى عل حمله إل أن يثبت عكس ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الجزاءات التي توقعها اإلدارة نلى القواند العامة للمتعاقد‬
‫معها‪.‬‬

‫بعد تعرضنا فيما سبق عن فيما يخص الجزاءات من تعريف والخصائص و‬


‫تمْْزها عن ما يشابهها ‪ ،‬فإن المشرع قد منع لجهة اإلدارة العديد من الجزاءات الْ‬

‫‪1‬‬
‫العان وسام صبار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪2‬‬
‫العان وسام صبار‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪11‬‬
‫بإمكانها توقيعها عل المْعاقد معها لعدم تنفْذ الْزاماته و المقصر ف أدائها ف العقد‪،‬‬
‫فالجزاءات اإلدارية تأخذ عدة أنواع كل منها تخْلف عن أخرى تْمثل ف الجزاءات مالية‬
‫الْ تِصل علْها اإلدارة من المْعاقد ف حال إخالله بْنفْذ العقود اإلدارية تْمثل ف‬
‫الغرامة و مصادر الْأمْن أما الجزاءات الضاَطة و الجزاءات الفاسخة تعد مؤقْة الْ‬
‫تسْطيع اإلدارة من خاللها إرَام المْعاقد عل تنفْذ ما الْزم به ف العقد اإلداري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجزاءات المالية‪:‬‬

‫الجزاءات المالية ه مبلغ من المال يمثل الضرر الذي لِق بالطرف المضرور‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فال يعْبر من الجزاءات اإلدارية ْلنه مجرد تطبْق للقواعد العامة ف القانون الخاص‪.‬‬

‫يِق لإلدارة مطالبة المْعاقد بها عند ما يخل‬ ‫يبارة عن المبالغ الْ‬ ‫ه‬
‫بالْزاماته الْعاقدية وهذه عل نوعْن‪ ،‬منها ما يكون الغرض منه تغطية ضرر حقيق‬
‫لِق اإلدارة نْيجة لخطأ المْعاقد‪ ،‬ومنها ما يقصد به توقيع عقاب عل الْعاقد بغض‬
‫النظر عن صدور لخطأ من جانبه‪ْ ،‬لن الجزاءات ف العقود اإلدارية اَّل تنِصر الِقيقة‬
‫بضمان تنفْذ ااَّللْزامات الْعاقدية وإنما تشمل كذلك ضمان وتأمْن سْر المرافق العامة‬
‫بانْظام وإطراد‪ ،‬بل إن ااَّللْزامات المْقابلة و ضمان الدفع بعدم الْنفْذ كقاعدة مْبعة ف‬
‫عقود القانون الخاص اَّل وجود لها ف العقود اإلدارية‪ ،‬حْث تخضع هذه اْلخْرة لنظام‬
‫قانون خاص بها يخول اإلدارة اقْضاء حقوقها تجاه المْعاقد بصورة مباشرة‪ ،‬دون عرض‬
‫عقود القانون الخاص اَّل‬ ‫النزاع عل القضاء كما أن النظام الْهديد المال المْبع ف‬
‫‪2‬‬
‫يطبق ف مجال العقود اإلدارية‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم الجزاءات المالية الْ تملك اإلدارة المْعاقدة توقيعها عل المْعاقد‬
‫معها عند إخالله بالْزاماته إل ْلنواع ه ‪َ :‬رامة الْأخ ‪-‬الْعويض‪-‬مصادر الْأمْن‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬ال ـ ــْع ـ ـ ـ ـ ــويض‪:‬‬

‫كنعان نواف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والْوزيع‪ ،‬سنة ‪ ،4002‬عمان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.122‬‬
‫‪2‬‬
‫الجبوت مِمود خلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-1‬الْعريف‪ :‬هذا هو الجزاء اْلصْل لإلخالل بااَّللْزامات العقدية وذلك إذا ينص‬
‫لهذه العقوبات قريب من النظام‬ ‫الجزاءات مالية اْلخرى‪ ،‬والنظام القانون‬ ‫العقد عل‬
‫اشْراط ركن الضرر‪ ،‬ولكن يخْلف‬ ‫فيما يْعلق بكيفية تقدير الْعويض وف‬ ‫المدن‬
‫‪1‬‬
‫النظامْن فيما يْعلق بكيفية الِْصْل‪.‬‬

‫يرى البعض أن الْعويض اَّل يعْبر من الجزاءات اإلدارية ْلنه مجرد تطبْق‬
‫للقواعد العامة ف القانون الخاص‪ ،‬إاَّل أننا نقول بأننا نقول بأنه مادامت اإلدارة لديها‬
‫القدرة عل الِصول عل ذلك الْعويض بنفسها دون عرض اْلمر عل القضاء مقدما‬
‫وبما يكف‬ ‫للقول بأن سلطة اإلدارة مالحظة فيه بشكل واضح وجل‬ ‫فإن ذلك يكف‬
‫اَّلعْباره من نوع الجزاءات المالية‪ ،‬وجاءت المادة ‪ 142‬من القانون المدن الْ تنص‬
‫عل ‪ " :‬كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضر ار للغْر يلزم من كان سببا‬
‫‪2‬‬
‫ف حدوثه بالْعويض"‪.‬‬

‫كون العقود اإلدارية تسْهدف تسْْر المرافق العامة‪ ،‬ومن‬ ‫باإلضافة إل‬
‫مقْضيات ذلك الْسْْر إعطاء اإلدارة سلطة الْنفْذ المباشر اَّلقْضاء حقوقها عل أاَّل‬
‫تْعسف ف الِصول عل الْعويض من المْعاقد معها وأن تقدره بإنصاف وفق لمقدار‬
‫الضرر الذي لِق به‪ 3.‬أما مِكمة اإلدارية العليا فإنها تسمح لإلدارة يِق تِصْل‬
‫الْعويض يشْرط أن ينص ف العقد ذلك بهذا الشأن تقول‪" :‬اَّل وجه إللزام اإلدارة بأن‬
‫تلجأ إل القضاء لِْصل من عل حكم بالْعويض‪ ،‬مادام أن العقد يخولها صراحة الِق‬
‫ف إجراء المقاصة من أية مبالغ تكون مسِْقة أو تسِْق للمْعاقد معها مهما كان سبب‬
‫ااَّلسِْقاق لدى المصلِة نفسها أو أي مصلِة حكومية أخرى عن كل خسارة تلِقنا‪.‬‬
‫فإذا كان العقد قد نص أيضا عل أن يكون ذلك بدون اإلخالل بالمصلِة ف المطالبة‬

‫العموري مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫القانون رقم ‪ ،02-02‬من المادة ‪ ،142‬المؤرخ ف ‪ 42‬ربيع الثان عام ‪ ،1241‬الموافق‪ 11‬ماي‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪ ،4002‬معدل ومْمم اْلمر رقم ‪ 21-22‬مؤرخ ف ‪ 40‬رمضان عام ‪ 1122‬الموافق ‪49‬‬
‫سبْمبر سنة ‪ 1222‬المْضمن القانون المدن ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.4002 ،11‬‬
‫‪3‬‬
‫الجبوت مِمد خلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪11‬‬
‫قضائيا بالخسارة الْ اَّل يْيسر لها اسْردادها فال يعن هذا بالضرورة إلزام المصلِة‬
‫‪1‬‬
‫بااَّللْجاء إل القضاء‪."....‬‬

‫‪-4‬قواعد اْلساسية للْعويض‪:‬‬

‫ضرورة وجود الضرر؛ أي يعن أن ارتباط الوثيقة المسؤولية الْعاقدية اَّل يمكن‬
‫رفضها إاَّل إذا كان عدم الْنفْذ عن المْعاقد قد سبب ضر ار لإلدارة‪.‬‬

‫تقدير الضرر؛ يقدر وفق لجسامة الضرر الذي تِْمله اإلدارة فعال وبالنظر‬
‫إل وقت الذي وقع فيه الضرر‪ ،‬وأن تقدير الْعويض مقدار ما أسهم به خطأ اإلدارة ف‬
‫‪2‬‬
‫إحداث الضرر بِْث يخفض الْعويض لما يعادل نصْب هدا الخطأ‪.‬‬

‫تقدير الْعويض وتِصله؛ يسمح مجلس الدولة الفرنس‬ ‫سلطة اإلدارة ف‬


‫لإلدارة‪ ،‬بأن تِدد بنفسها قيمة الْعويض وتلزم المْعاقد اآلخر بها كما أن الْشريع الفرنس‬
‫يسم ح لإلدارة ف كثْر من الِااَّلت بأن تلجأ إل تِصْل الْعويضات بمقْض أوامر‬
‫الْعويض أمام القضاء‪.‬‬ ‫بالدفع تصدره بإرادتها المنفردة وللمْعاقد اآلخر أن ينازع ف‬
‫نطاق‬ ‫وأيضا يْرتب عليه قاعدة اإلعذار شرط من شروط ااَّلسِْقاق الْعويض ف‬
‫‪3‬‬
‫المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الغرامة الْأخْرية‬

‫‪-1‬تعريفها‪ :‬ه جزاء قصد به ضمان وفاء المْعاقد مع اإلدارة بالْزاماته ف المدة‬
‫المْفق علْها‪ ،‬وعرفها جانب من الفقه بأنها جزاء مال وإداري تلجأ إليه اإلدارة بمواجهة‬
‫المْعاقد المخالف للْعليمات اإلدارية وحثه عل احْرام الْزاماته الْعاقدية‪ ،‬وأن الغاية من‬
‫الفرض الغرامات الْأخْرية هو ضمان وفاء المْعاقد مع اإلدارة بالْزاماته وضمان سْر‬

‫مازن لْلو راض ‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪،4004‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫نذير بن مِمد الطْب أوهاب‪ ،‬نظرية العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬مركز البِوث جمعية اإلدارة‬ ‫‪2‬‬

‫العامة‪ ،‬السعودية‪ ،‬سنة ‪1242‬ه‪4009/‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪3‬‬
‫نذير بن مِمد الطْب أوهاب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪11‬‬
‫المرافق العامة بأحسن وجه فإن فرض الغرامة الْأخْرية اَّل يِْاج إل إثبات وقوع الضرر‬
‫من جانب اإلدارة فالضرر مفْرض ويِق لإلدارة أن توقع الغرامة المنصوص علْها ف‬
‫‪1‬‬
‫عقودها من تلقاء نفسها دون تنبيه و إنذار ودون حاجة لصدور حكم‪.‬‬

‫تطرق المنظم الجزائري إل َرامة الْأخْر ف تنظيم الصفقات العمومية من المادة‬


‫‪ 02‬وذلك إل أنه (يمكن أن ينجر عن عد تنفْذ ااَّللْزامات الْعاقدية ف اآلجال المقررة‬
‫‪2‬‬
‫أو تنفْذها َْر المطابق فرض عقوبة مالية)‪.‬‬

‫‪-4‬خصائص الغرامة الْأخْرية‪:‬‬

‫أنها جزاء اتفاق ‪ْ :‬لنها تكون مِل اتفاق مسبق بْن المْعاقد واإلدارة فه تِدد‬
‫مسبقا ف العقد اإلداري‪ ،‬كما أن تنظيم توقيعها وطريقة حسابها ومقدارها يكون خاضع‬
‫لنص قانون فه مِددة القيمة ف العقد واَّل يمكن رفعها حْ لوكان الضرر الذي لِق‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة أكبر بكثْر من المبلغ المِدد عن طريق َرامة الْأخْر‪.‬‬

‫أنها جزاء تلقائ ‪ :‬معن ذلك أنها تسِْق بمجرد وقوع الْأخْر من جانب المْعاقد‬
‫ف تنفْذ اَّللْزاماته ف اآلجال المِددة ودون الِاجة إل تنبيه أو إعذار‪ ،‬مادام أن العقد‬
‫اإلداري قد تضمن آجال مِددا للْنفْذ ومن ثم فإن علم المْعاقد بها قائم اَّل مِالة‪ 4،‬وهذا‬
‫ما تلمس تكريسه من قبْل المشرع الجزائري ف المادة ‪ 19‬من دفْر الشروط اإلدارية‬
‫العامة لسنة ‪ 1292‬والْ تنص عل أنه‪" :‬إذا وردت ف العقد الصفقة نصوص تْضمن‬

‫‪1‬‬
‫عبد الِمْد أحمد طالل‪ ،‬قاعدة العقد شريعة المْعاقدين ف مجال العقود اإلدارية‪ ،‬شهادة‬
‫ماجسْْر‪ ،‬كلية الِقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬قانون العام‪ ،‬العراق‪ ،‬سنة ‪ ،4014‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،10-419‬المؤرخ ف ‪ 02‬أكْوبر ‪ ،4010‬المْضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.4010 ،21‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪11‬‬
‫عقوبات (جزاءات) عل الْأخْر‪ ،‬فيجري تطبيقها دون إنذار سابق‪ ،‬بعد الْأكد العادي‬
‫‪1‬‬
‫من تاريخ انقضاء ااَّلجل الْعاقدي ف تاريخ اسْالم ااَّلشغال المؤقت"‪.‬‬

‫أن‬ ‫َرامة الْأخْر ف‬ ‫مْزة المرونة ف‬ ‫الغرامة الْأخْر‪ :‬تْجل‬ ‫المرونة ف‬


‫اإلدارة تْمْع بصالحيات كثْرة ف هذا المجال‪ ،‬فلها سلطة الْقدير الظروف الْ تِيط‬
‫بْنفْذ العقد وكذا ظروف المْعاقد وتبعا لذلك لها أن تخفض من الغرامة كما لها أن تعفيه‬
‫‪2‬‬
‫منها فهو حق ثابت لإلدارة رَم ما واجهه من آراء منْقدة له‪.‬‬

‫الغرامة توقع إداريا‪ :‬وذلك بموجب القرار إداري صادر عنا ودون أن تكون ملزمة‬
‫باللجوء اَّلسْصدار حكم قضائ يقض بْوقيعها‪ ،‬كما أنه يجب عل المصلِة المْعاقدة‬
‫أن تْأكد من تأخر المْعاقد معها بالفعل ف تنف الْزاماته ْلنه اَّل يجوز فرض هذا الجزاء‬
‫المال عل مجرد افْراضات أو قناعات َْر مبررة وثابْة‪ ،‬وف المقابل يِق للمْعاقد‬
‫‪3‬‬
‫أن ينازع أمام القضاء ف صِة الغرامة المفروضة عليه‪.‬‬

‫‪-1‬حااَّلت الْ تعف عن الغرامة الْأخْر‪:‬‬

‫أن المشرع الجزائري قد خول بموجب النص المبْن أعاله للمصلِة المْعاقدة‬
‫حق توقيع الجزاءات المالية ف شكل َرامة مالية‪ ،‬وقْد مجال ممارسْها ف حالْْن وذلك‬
‫حسب ما جاء ف المادة ‪ 122‬من المرسوم الْنفْذي وهما‪:‬‬

‫تأخر تنفْذ العقد‬ ‫المْسببة ف‬ ‫الِالة اْلول ‪ :‬قد يِدث وانت تكون اإلدارة ه‬
‫بطريقة مباشرة أو َْر مباشرة وَْر مقصودة أيضا‪ ،‬كعدم تسليم المْعاقد موقع العمل‬
‫ف الوقت المِدد‪ ،‬أو تكون عناك عراقْل مادية أو قانونية‪ ،‬كأن تكون القطعة اْلرضية‬
‫مِل اْلشغال ف قضائ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القرار المؤرخ ف ‪ 41‬نوفمبر ‪1292‬م‪ ،‬المْضمن المصادقة عل دفْر الشروط اإلدارية العامة‪،‬‬
‫المطبقة عل صفقات اْلشغال الخاصة بو ازرة اْلشغال العمومية والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،09‬الصادر بْاريخ ‪ 12‬جانف ‪.1292‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪17‬‬
‫كما قد تقوم اإلدارة بإصدار تنظيمات ف إطار الضبط اإلداري الْ من شأنها‬
‫زيادة اْليباء عل المْعاقد‪ ،‬أو حدوث تلف للمواد الْ يسْعملها المْعاقد ف تنفْذ العقد‬
‫بسبب من اإلدارة‪ ،‬أو عدم قيام اإلدارة بما هو من صالحياتها قبل مباشرة اْلشغال‪ .‬قد‬
‫تقرر اإلدارة تقدي ار للظروف الْ تم فْها تنفْذ العقد والمْعاقد أن تعف هذا اْلخْر من‬
‫جهة المنوط بها تِصْل وفرض َرامة الْأخْر وكأنها‬ ‫َرامة الْأخْر‪ ،‬واإلدارة ه‬
‫الساهرة عل حسن سْر المرفق العام‪ ،‬وأنها تْمْع بسلطة تقديرية ف هذا المدال وذلك‬
‫بإعفاء المْعاقد منها نظ ار للظروف المشْركة بْن اإلدارة والمْعاقد والْ قد تؤثر بطريقة‬
‫‪1‬‬
‫ما عل الموعد المِدد للْنفْذ‪.‬‬

‫الِالة الثانية‪ :‬ف هذه الِالة الْنفْذ الغْر مطابق يفْرض أن المْعامل قد أخل‬
‫تعهد بها فالوضع‬ ‫بالشروط المْفق علْها وكذلك الْنفْذ‪ ،‬فخرج عن ااَّللْزامات الْ‬
‫‪2‬‬
‫الطبيع أيضا ف هذه الِالة هو خضوعه لجزاء مال يْمثل ف الغرامة الْأخْرية‪.‬‬

‫اإلشارة إل أن العقوبات المالية كانت مقررة بموجب المرسوم الرئاس‬ ‫إذ ينبغ‬
‫‪ 419/10‬ف المادتْن ‪ 02‬و‪ 94‬المْضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬إاَّل أن لها أيضا‬
‫أساس عقدي وتسْمد قوتها من العقد إل جانب النصوص الْنظيمية وذلك أن المادة ‪02‬‬
‫من ذات المرسوم قد ورد فْها نسبة الجزاء المال أو العقوبات المالية الْ تِدد ضمن‬
‫الصفقة‪ ، 3‬حْث نصت المادة ف الفقرة الثانية منها عل أنه‪ :‬تِدد اْلحكام الْعاقدية‬
‫للصفقة نسبة العقوبات المالية وكيفية فرضها أو اإلعفاء منها طبقا لدفاتر الشروط‬
‫باعْبارها عناصر مكونة للصفقات العمومية‪ .‬كما أكدت عل ذلك المادة ‪ 94‬من ذات‬
‫المرسوم والْ ذكرت نسب العقوبات المالية وكيفية حسابها وشروط تطبيقها أو النص‬
‫عل حااَّلت اإلعفاء منها ف الصفقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مصادرة الْأمْنات‪:‬‬

‫العطراوي كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ريغ فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،419-10‬مرجع السابق‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪-1‬تعريفه‪ :‬والمقصود بالْأمْن؛ الوفاء المْعهد بالْزاماته طبقا للعقد وف المواعْد‬
‫‪1‬‬
‫المْفق علْها حرصا عل سْر المرفق العام بانْظام وإطراد‪.‬‬

‫ومصادرة الْأمْنات‪ :‬يبارة عن شرط جزائ من شروط العقود اإلدارية يْم ااَّلتفاق‬
‫عليه مع المْعاقد جزءا إلخالله بالْزاماته الْعاقدية‪ ،‬إاَّل أنه يخْلف عن الشرط الجزائ‬
‫أن اإلدارة تملك فرضه بإرادتها المنفردة دون الِاجة‬ ‫العقود الفانون الخاص ف‬ ‫ف‬
‫لصدور حكم من القضاء بذلك ودون أن تسْلزم تِقق ضرر ما‪ ،‬وبهذا المعن يكْسب‬
‫‪2‬‬
‫هذا الشرط طبيعْه اإلدارية‪.‬‬

‫فيعد اخْيار اإلدارة المْعاقد معها يلْزم هذا اْلخْر بالْكملة الْأمْن المؤقت إل‬
‫الْأمْن النهائ ؛ فالْأمْن المؤقت هدفه ضمان جدية رغبة ف الْعاقد مع اإلدارة‪ ،‬أما‬
‫الْأمْن النهائ فيعدف لضمان تنفْذ العقد وفق للبنود المْفق علْها ويعْبر هذا الْأمْن‬
‫بمثابة الشرط للْعاقد مع اإلدارة أي كانت وسْلة اخْيار المْعاقد معها‪ ،‬حْ ولو كانت‬
‫‪3‬‬
‫باْلمر المباشر‪.‬‬

‫‪-4‬خصائص مصادرة الْأمْن‪:‬‬

‫مجموعة من‬ ‫العقود المالية اإلدارية عل‬ ‫يْمْز الجزاء مصادرة الْأمْنات ف‬
‫الخصائص من أهمها‪:‬‬

‫أ‪ /‬إن حق اإلدارة المْعاقد ف مصادرة الْأمْنات يِْقق بمجرد حدوث إخالل أو‬
‫تقصْر من جانب المْعاقد ف تنفْذ الْزاماته الْعاقدية حْ ولو لم ينص عل هذا الِق‬
‫‪4‬‬
‫ف العقد اإلداري وإاَّل لما كان هناك مِل أصال اَّلشْراك إيداع هذا الضمان‪.‬‬

‫مِكمة اإلدارية‪ ،‬رقم ‪ ،21‬سنة ‪ ،1221‬ف قانون المناقصات والمزايدات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫راض مازن لْلو‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬الناشر منشأ المعارف‪ ،‬سنة ‪ ،4001‬ص ‪.110‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫عفيف أيمن فِْ مِمد‪ ،‬الوجْز ف العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬اسكندرية‪ ،‬سنة‪،4012‬‬
‫ص ‪.112-112‬‬
‫‪4‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪19‬‬
‫ب‪ /‬يْطلب جزاء المصادرة الْأمْنات لْوقيعه ضرورة صدور قرار إداري من جانب‬
‫المصلِة المْعاقد ودون أن تكون حاجة لْقرير من طرف القضاء‪.‬‬

‫ج‪ /‬تمثل الْأمْنات المودعة لضمان حسن تنفْذ العقد الِد اْلدن للْعويض الذي‬
‫يِق لإلدارة اقْضاؤه وعليه فانه اَّل يِق للمْعاقد أن يثبت أن الضرر الالحق باإلدارة‬
‫المْعاقد من خالل اخالله يقل عن الْامْن‪.‬‬

‫د‪ /‬يمكن لإلدارة المْعاقد بناء عل سلطْها الْقديرية أاَّل تصادر الضمان وذلك إذا‬
‫تأكدت مثال انه لم يلِقها أي ضرر من جراء اخالل المْعاقد معا‪ ،‬ولكن اَّل يمكنها أن‬
‫‪1‬‬
‫تْنازل عنه مقدما‪.‬‬

‫ه ‪ /‬إن سلطة اإلدارة ف مصادرة الْأمْنات تدخل ف نطاق السلطة الْقديرية لها‬
‫وبذلك فه اَّل تخضع لرقابة القضاء اإلداري‪ ،‬إاَّل إذا خرجت عل مبدا وارتبطت بإساءة‬
‫اسْعمال السلطة‪.‬‬

‫‪-1‬المبادئ القانونية الْ قررها القضاء اإلداري‪:‬‬

‫أ‪ /‬يجوز لإلدارة تجمع بْن مصادرة الْأمْن (الضمان) والْعويض وذلك إذا تجاوز‬
‫الضرر قيمة مبلغ الضمان أو الكفالة ولم يكن العقد اإلداري أو الصفقة تِظر صراحة‬
‫هذا الجمع‪ ،‬وجواز الجمع راجع لكون أن الْعويض يخْلف عن جزاء مصادرة الكفالة‪،‬‬
‫فالْعويض يمثل جب ار الضرر تعاقدي طبقا للقواعد العامة بْنما مصادرة الكفالة فْعْبر‬
‫‪2‬‬
‫جزاء ماليا لإلدارة توقعه ف العقود اإلدارية وحدها‪.‬‬

‫ب‪ /‬اعْبار قسم الْأمْنات ف بعض اْلحيان بمثابة رسوم مالية تمثل جزءا من‬
‫قيمة اسْخدام أدوات المرافق العام واندثار آاَّلته وهذا ما يمكن مالحظْه ف عقود الْزام‬
‫المرافق العامة‪ ،‬وكذلك ف عقود اْلشغال العامة عندما يسْعْر المقاول أو يسْأجر من‬

‫‪1‬‬
‫ريغ فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫بركات أحمد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف فرض جزاءات عل المْعاقد معها‪ ،‬مجلة القانون والْنمية‬ ‫‪2‬‬

‫المِلية‪ ،‬المجلة ‪ ،01‬العدد ‪ ،01‬السنة ‪،4040‬‬


‫‪11‬‬
‫اإلدارة بعض اْلدوات الالزمة الْنفْذ المقاولة‪ ،‬حْث يكون باسْطاعة اإلدارة ااَّلحْفاظ‬
‫‪1‬‬
‫بمقدار من الْأمْنات المودعة لديها كْعويض عن اندثار اآلاَّلت‪.‬‬

‫يجوز لإلدارة حسب مضمون الفقرات ‪ ،2، 4،1‬من المادة ‪110‬‬ ‫‪-‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 422/12‬المْضمن الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‬
‫أن تعق المْعامل المْعاقد من دفع الكفالة حسن تنفْذ الصفقات ف الِااَّلت‬
‫الْالة‪:‬‬

‫ف بعض أنواع صفقات الدراسات والخدمات الْ يكمن للمصلِة المْعاقدة أن‬
‫تْأكد من حسن تنفْذ الخدمات قبل دفع مسِْقاتها‪.‬‬

‫إذا كان أجل تنفْذ الصفقة اَّل يْجاوز ثالثة (‪ )1‬أشهر‪ ،‬بالنسبة للصفقات المبرمة‬
‫‪2‬‬
‫مع المْعاملْن بالْراض البسيط وبالنسبة للصفقات المبرمة مع المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات الضايطة‪:‬‬

‫‪-1‬تعريفها‪ :‬ه جزاءات ذات طبيعة مؤقْة تملك اإلدارة حق توقيعها عل المْعاقد‬
‫معها إعمااَّل اَّلمْيازها ف الْنفْذ المباشر إلجبار المْعاقد عل الوفاء بالْزاماته الْعاقدي‬
‫عل نِو ما ينبغ كما ف حالة حلول اإلدارة المْعاقدة مِل المْعاقد معها ف تنفْذ‬
‫‪3‬‬
‫الْزامه‪ ،‬أو تكليف الغْر بذلك‪.‬‬

‫إذا قصر المْعاقد مع اإلدارة ف تنفْذ الْزاماته الْعاقدية فإن من حق اإلدارة أن‬
‫ت لجأ إل اسْعمال وسائل الضغط المؤقْة حْ تكفل تنفْذ العقد عل وجه يؤمن حسن‬
‫‪4‬‬
‫سْر المرفق العام‪ ،‬ويخْلف شكل الجزاء باخْالف نوع العقد اإلداري المبرم مع اإلدارة‪.‬‬

‫الجبوري مِمود خلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،‬رقم ‪ ،422-12‬المؤرخ ف ‪ 19‬سبْمبر ‪ ،4012‬المْضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬المؤرخة ف ‪ 40‬سبْمبر ‪.4012‬‬
‫‪3‬‬
‫خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪4‬‬
‫كنعان نواف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-4‬وسائل الضغط‪:‬‬

‫تْمْع اإلدارة المْعاقدة بمجموعة من وسائل الضغط عل المْعاقد معها بغرض‬


‫تنفْذ العقد اإلداري اسْجابة لمقْضيات المصلِة العامة وتلبية حاجيات العامة‪ ،‬وتْمثل‬
‫ف الجزاءات والوسائل الْالية‪:‬‬

‫أ‪-‬الشراء عل حساب المورد ف عقود الْوريد‪:‬‬

‫هو يبارة عن إجراء مْبع اَّلف حالة مخالفة المورد اَّللْزاماته بالنسبة لعقد الْوريد‬
‫اإلداري‪ ،‬فهو يعد وسْلة من وسائل الضغط الْ تلجأ اإلدارة المْعاقدة أثناء تنفْذ الْوريد‬
‫‪1‬‬
‫اإلداري‪ ،‬وذلك لمواجهة ما يمكن أن بْرتب عن عجز المورد المْعاقد بمهامه‪.‬‬

‫وأن الشراء عل حساب المورد المقصر يخضع لذات النظام القانون الذي يخضع‬
‫له إجراء سِب اْلعمال‪ ،‬وتقوم اإلدارة بالْوريد عل حساب المورد وعلة مسؤولية وتِمْله‬
‫فروق اْلسعار والنفقات اإلضافية أي عطل أو الضرر يلِق باإلدارة وكذلك فإن اإلجراء‬
‫الوفاء‬ ‫الرابطة العقدية بل هو وسْلة الضغط وإكراه المْعاقد وإجباره عل‬ ‫اَّل ينه‬
‫‪2‬‬
‫بالْزاماته‪.‬‬

‫*خصائص الشراء عل حساب المورد ف عقد الْوريد‪:‬‬

‫أن هذا الجزاء الشراء هو إجراء مؤقت اَّل ترتب عنه إنهاء العقد اْلصل بل تظل‬
‫الرابطة الْعاقدية قائمة وتظل المورد المقصر ملْزما أمام اإلدارة بْنفْذ كافة ااَّللْزامات‬
‫الناشئة عن العقد‪.‬‬

‫تقوم إدارة مْعاقد بشراء اْلصناف الْ قصر المورد ف توريدها عل حسابه وتِت‬
‫مسؤولْْه وه تقوم بهذا اإلجراء إما بنفسها أو بالْعاقد مع مورد آخر دون إنهاء العقد‪.‬‬

‫حساب المورد بموجب قرار إداري صادر عن اإلدارة‬ ‫يصدر جزاء الشراء عل‬
‫المْعاقدة بإرادتها المنفردة ودون الِاجة اَّلسْصدار حكم قضائ بذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫تلْزم اإلدارة المْعاقدة كقاعدة عامة بضرورة إعذار المورد المْعاقد معها بْقصْره‬
‫‪1‬‬
‫قبل اتخاذ إجراء الشراء عل حسابه ومسؤولْْه‪.‬‬

‫ب‪-‬وضع المرفق تِت الِراسة‪:‬‬

‫ويقصد به إبعاد الملْزم المقصر مؤقْا عن إدارة المرفق وإحالل الجهة مانِة‬
‫ااَّللْزام مِله ف اإلدارة‪ ،‬لْضمن للمرفق سْره المنْظم والمسْمر وهذا الجزاء قاصر عل‬
‫عقد الْزام المرفق العام حْث يِق اإلدارة وضع المرفق تِت المرفق تِت الِراسة إذا‬
‫قصر الملْزم تقصْ ار جسيما ف إدارة المرفق‪ ،‬كأن يْوقف المرفق كليا أو جزئيا عن‬
‫اإلدارة كما يِق لإلدارة وضع المرفق‬ ‫العمل نْيجة لعجز الملْزم أو عدم قدرته عل‬
‫تِت الِراسة ولو لم يِدث خطأ من الملْزم إذا كان ثمة ما يهدد المرفق بالْوقف‬
‫‪2‬‬
‫كإضراب أو قوة قاهرة‪.‬‬

‫وأن يصدر قرار من الجهة المخْصة بوضع المرفق تِت الِراسة سواء ورد نص‬
‫ف العقد أم لم يرد ويْرتب عل صدور قرار بوضع المرفق العام تِت الِراسة رفع يد‬
‫الملْزم مؤقْا عن إدارته وتول اإلدارة بنفسها إدارته أو تعهد بإرادته إل حارس مؤقت‬
‫تخْاره لمدة مِددة أو َْر مِددة ويْم اللجوء إل هذا اإلجراء دون الِاجة إل إذن‬
‫قضائ أو إنذار سابق ما لم ينص العقد عل خالف ذلك ويْرتب عل وضع المرفق‬
‫تِت الِراسة نْيجة لخطأ المْعاقد أيضا أن المرفق بدار تِت مسؤولية المْعاقد ويِْمل‬
‫مخاطر اإلدارة المالية‪ ،‬وكما يْرتب عل وضع المرفق العام تِت الِراسة جملة من‬
‫‪3‬‬
‫اآلثار كِق اإلدارة ف تِصْل الرسم الذي كان الملْزم يْقاضاه من الجمهور‪.‬‬

‫أن الرابطة الْعاقدية ما زالت‬ ‫واعْبار هذا الجزاء من الجزاءات المؤقْة يعن‬
‫مسْمرة؛ أي أن ااَّلسْغالل المؤقت يْم عل نفقة الملْزم واَّل تِْمل اإلدارة أية نفقات‬
‫زائدة بل يلْزم بها صاحب ااَّلمْياز ويجب أن يؤديها لإلدارة‪ ،‬أما رسوم ااَّلنْفاع الْ‬

‫‪1‬‬
‫انظر‪ ،‬خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 91‬وما يلْها‪.‬‬
‫حماده عبد الرزاق حماده‪ ،‬النظام القانون لعقد امْياز المرفق العام‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫‪2‬‬

‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،4014‬ص ‪.940‬‬


‫‪3‬‬
‫طالل أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪11‬‬
‫تْقاضاها اإلدارة فإنها تكون من حقها وكذلك كافة إيراداته وتعْبر اْلموال المِْصلة من‬
‫‪1‬‬
‫اْلموال العامة ويْرتب علْها عدم جواز حجزها‪.‬‬

‫ج‪-‬سِب العمل عن المقاول ف عقد اْلشغال العامة‪:‬‬

‫هو أحد الِلول الْ تْخذها اإلدارة ضد المْعاقد المخل بالْزاماته‪ ،‬وه من أشد‬
‫الجزاءات الْ تخلف بالمْعاقد ويعد سِب العمل من المْعاقد والْنفْذ عل حسابه من‬
‫أهم تطبيقات فكرة الْنفْذ العْن ف مجال العقود اإلدارية‪ .‬كما يعرف بأنه من الجزاءات‬
‫الْ تملك حق ممارسْها فهو وسْلة ضغط وإجراء قهري بمقْضاه تِل اإلدارة بنفسها أو‬
‫عنه طريق مقاول آخر تعهد بذلك مِل المقاول المْخلف عن الْنفْذ الْزاماته الْعاقدية‪،‬‬
‫لْنفْذ اْلشغال عل حساب هذا اْلخْر مسؤولية كما يمكنها ااَّلسْالء عل أدواته وعماله‬
‫‪2‬‬
‫بالقدر الذي يمكنه من إنجاز اْلعمال‪.‬‬

‫وقد قض ف هذا الصدد بأن سلطة الْنفْذ المباشر المقررة لجهة اإلدارة فيما يْعلق‬
‫بإجراءات الضغط المؤقْة تخولها حق احْياز ما يوجد بمِل العمل من المنشآت واآلاَّلت‬
‫واْلدوات‪ ،‬وما هو مسِْق للمقاول لدى أية جهة حكومية حْ تسْطيع اقْضاء حقها‬
‫كامال من ثمن بيع هذه اْلموال‪ ،‬ومن المبالغ المسِْقة لدى الجهات الِكومية اْلخرى‬
‫‪3‬‬
‫يْكفل لها ذلك تنفْذ العقد ف المواعْد علْها‪.‬‬

‫ولما كان الطاعن قد أقام دعواه أمام القضاء اإلداري واقْصر ف صِيفْها عل‬
‫طلب إبطال القرار الذي أصدرته الجهة اإلدارية المْعاقدة معه يسِب العمل منه دون‬
‫طلب الْعويض عنه وكان المقرر سِب ما سلف بيانه أن القضاء اإلداري اَّل يملك إلغاء‬
‫أو إبطال قرار سِب العمل من المقاول ف عقد اْلشغال العامة فإن الِكم المطعون‬

‫‪1‬‬
‫حماده أشرف مِمد‪ ،‬الجزاءات ف تنفْذ العقود اإلدارية ف النظام السعودي‪ ،‬مجلة المنال‬
‫للبِوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،01‬العدد ‪ ،09‬سبْمبر ‪ ،4011‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصوف حكيم عبد الرحيم مِمد‪ ،‬و الزعويل عزت مِمد سعد‪ ،‬سِب العمل والْنفْذ عل‬
‫حساب المْعاقد ف العقود اْلشغال العامة‪ ،‬المجلة الدولية للقانون والدراسات السياسية‪ ،‬المجلة ‪،04‬‬
‫العدد ‪04 ،04‬نوفمبر ‪ ،4040‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪11‬‬
‫فيه وقد قض برفض دعوى الطاعن عل هذا اْلساس اَّل يكون قد خالف القانون أو‬
‫‪1‬‬
‫أخطأ ف تطبيقه‪.‬‬

‫يْرتب عل سِب العمل رفع يد المقاول عن موقع العمل وموجودات العمل دون‬
‫أن يؤدي ذلك إل فسخ العقد حْث تقوم لجنة اإلسراع ف تنفْذ العمل وقبل مباشرة مهامها‬
‫بجرد موقع العمل من مواد والمعدات المطروحة ف الموقع أو ف المخازن‪ ،‬كذلك إجراء‬
‫الجرد عل آليات ومعدات والكادر الفن واإلداري وتِديد مدى إمكانية ااَّلسْفادة من‬
‫الْنفْذ من هذه الكوادر مع تثبْت قيمة اْلعمال المنجزة وحسب‬ ‫عملية اإلسراع ف‬
‫الجداول الكميات (الْناذر) والسلف المسْلمة من المقاول عن اْلعمال المنجزة وحسب‬
‫جداول المقايسة (الذرعة) مع تثبْت مسِْقات المقاول َْر المسْلمة ويْم إكمال تنفْذ‬
‫اْلعمال وفق المنهاج الذي تعده اللجنة والمصادقة عليه من رب العمل‪ 2،‬كما يْرتب‬
‫عل سِب العمل المقاول المقصر يِْمل المصاريف الزائدة سواء المصاريف اإلدارية‬
‫إلسناد اْلعمال لمقاول آخر‪ ،‬والزيادة الِاصلة ف النفقات الناجمة من سِب العمل أو‬
‫الصفقة الجديدة يجري اقْطاعها من المبالغ الْ يسِْقها المقاول‪ ،‬بخالف ذلك َمن‬
‫ضمانة واَّل يِول ذلك دون ممارسة اإلجراءات الْ تْخذ بِقه ف حالة عدم الْسديد‪،‬‬
‫ويكون للمقاول المقصر كافة الِقوق المْرتبة عن الصفقة اَّل سيما ما له من حق المطالبة‬
‫بفسخها كما يعط له حق الرقابة واإلشراف إذ يمكنه إذا ما تِسنت أحواله المالية طلب‬
‫رفع إجراء سِب العمل منه إذا أثبت بالوسائل الضرورية إمكانية سْر اْلشغال وإيصالها‬
‫‪3‬‬
‫إل نهايْها الِسنة وهذا ما تؤذي إل بقاء الصفقة سارية المفعول‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجزاءات الفاسخة‪:‬‬

‫‪-1‬تعريفه‪ :‬وهو من أخطر وأقص الجزاءات الْ يمكن أن تفرضها اإلدارة عل‬
‫إنهاء الرابطة العقدية‪ .‬ويفْرض هذا ارتكاب‬ ‫المْعاقد المخل بالْزاماته ْلنه يؤدي إل‬

‫راض مازن لْلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬سنة ‪ ،4004‬ص ‪.100‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫طالل أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪3‬‬
‫صوفية يباد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف توقيع جزاء سِب العمل من المقاول‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،02‬العدد ‪ ،04‬جوان ‪ ،4011‬ص ‪.222‬‬
‫‪11‬‬
‫خطأ جسيم من قبل المْعاقد وتقوم اإلدارة بالفسخ بقرار إداري يصدر عن السلطة‬
‫‪1‬‬
‫المخْصة‪.‬‬

‫وقد خول المشرع الجزائري لإلدارات والمؤسسات العمومية سلطة توقيع جزاء الفسخ‬
‫ف مجال الصفقات العمومية‪ ،‬وهذا ما يْضح من نص المادة ‪ 122‬من المرسوم الرئاس‬
‫رقم ‪ 222-12‬المْضمن الصفقات العمومية والْفويض العام والْ نص عل ما يل ‪:‬‬
‫"إذا لم ينفذ المْعاقد الْزاماته‪ ،‬توجه له المصلِة المْعاقدة إعذار ليف بالْزاماته الْعاقدية‬
‫ف أجل مِدد‪ .‬وإن لم يْدارك المْعاقد تقصْره ف اْلجل الذي حدده اإلعذار المنصوص‬
‫عليه أعاله‪ ،‬فإن المصلِة المْعاقدة يمكن أن تقوم بفسخ الصفقة العمومية من جانب‬
‫‪2‬‬
‫واحد‪ ،‬ويمكنها كذلك القيام بفسخ جزئ للصفقة"‪.‬‬

‫ويالحظ أن الْعليمات تنظيم إجراءات العطاءات اَّل يجوز للمْعهد أن يْنازل ْلي‬
‫شخص آخر من كل أو جزء من العقد دون الِصول عل إذن خط من لجنة العطاءات‬
‫الْ أحالت العطاء مع ااَّلحْفاظ بكامل حقوق الدائرة المسْفْدة من العطاء وفقا لقرار‬
‫‪3‬‬
‫اإلحالة والعقد اْلصْل‪.‬‬

‫‪-4‬حااَّلت الفسخ‪:‬‬

‫يجوز لجهة اإلدارة حل الرابطة العقدية كجزاء إلخالل الطرف المْعاقد معها‬
‫بالْزاماته‪ ،‬وتوقع ذلك الجزاء دون حاجة إل اسْصدار حكم قضائ ‪ ،‬ولكن نظ ار إل‬
‫خطورة هذا الجزاء اشْرط القضاء ضرورة أن يكون الخطأ الصادر عن المْعاقد مع‬
‫اإلدارة جسيما‪ ،‬وذلك يْم تِت رقابة القضاء‪ ،‬ويجب إعذار المْعاقد قبل توقيع جزاء‬
‫الفسخ‪ ،‬إاَّل إذا نص العقد عل خالف ذلك ويجوز توقيع جزاء الفسخ رَم سبق قيام جهة‬
‫اإلدارة بْوقيع بعض الجزاءات المنصوص علْها ف العقد‪.‬‬

‫مِمد العموري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرسوم الرئاس ‪ ،‬رقم ‪ ،422-12‬المؤرخ ف ‪ 19‬سبْمبر ‪ ،4012‬المْضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬المؤرخة ف ‪ 40‬سبْمبر ‪.4012‬‬
‫‪3‬‬
‫كنعان نواف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪11‬‬
‫ويْرتب عل الفسخ إنهاء الرابطة العقدية بْن اإلدارة والمْعاقد معها‪ ،‬وأن يصبح‬
‫الْأمْن النهائ من حق الجهة اإلدارية‪ ،‬كما يجوز لجهة اإلدارة أن تطبق جزاءات إدارية‬
‫‪1‬‬
‫أخرى بجانب الفسخ اإلداري إذا توافرت شروط تطبيقها‪.‬‬

‫‪-1‬أنواع الفسخ العقد‪:‬‬

‫الفسخ القضائ ‪ :‬كما هو واضح من اسمه يْم عن طريق حكم‬ ‫أ‪-‬‬


‫قضائ ‪ ،‬ويأت ذلك ف حال ارتكابه أحد طرفيه مخالفة لبنود العقد‪ ،‬أو شروطه‬
‫اْلمر الذي يدفع الطرف اآلخر إل اللجوء للقضاء طالبا فيخ العقد‪ ،‬خصوما ف‬
‫حال أصبح تنفْذ ااَّللْزام بالنسبة إليه أم ار شاقا وصعبا ف ظل المخالفات الْ‬
‫يرتكبها الطرف اآلخر‪ ،‬وهذا يكون لقاض الِْقْق من ااَّلدعاءات القائمة وينْه‬
‫اْلمر إما بقبول دعوى الفسخ‪ ،‬والِكم بفسخ العقد أو رفضها لعدم ثبوت صِة‬
‫‪2‬‬
‫ما يدييه طالب الفسخ‪.‬‬

‫الفسخ بقوة القانون‪ :‬ومن أوضح اْلمثلة لهذه الطريقة حالة القوة‬ ‫ب‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬أو الِرب إذا أدت إل تدمْر المرفق مِل ااَّلمْياز ومن ذلك أيضا وفاة‬
‫الملْزم‪ ،‬إذا تضمن العقد نصا ينقض العقد بمقْضاه‪ ،‬أو أن يصدر قرار بِل‬
‫الشركة الملْزمة‪ ،‬أو أن يصدر قانون يْضمن فسخ عقود ااَّلمْياز الخاصة بمرفق‬
‫هذا القانون تنظيم طريقة تعويض‬ ‫معْن يدار بطريقة ااَّلمْياز‪ ،‬وحْنئذ يْول‬
‫‪3‬‬
‫الملْزم القديم‪.‬‬

‫اتفاق جهة اإلدارة مع‬ ‫الفسخ ااَّلتفاق ‪ :‬ويمثل هذا الفسخ ف‬ ‫ت‪-‬‬
‫المْعاقد معها عل إنهاء العقد اإلداري قبل تمام تنفْذه‪ ،‬أو قبل حلول نهاية مدته‬

‫‪1‬‬
‫السويدي سيف مِمد سيف‪ ،‬فسخ العقد اإلداري‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪،01‬‬
‫ذو القعدة ‪1221‬ه‪ /‬جانف ‪4041‬م‪ ،‬ص ‪.122-121‬‬
‫‪2‬‬
‫زعرب فاطمة سام ‪ ،‬امْيازات السلطة العامة ف تنفْذ عقد اْلشغال العامة ف ضوء الْشريع‬
‫الفلسطْن ‪ ،‬شهادة الماجسْْر‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة اْلقص ‪ ،‬القانون واإلدارة العامة‪ ،‬بغزة‪،‬‬
‫ص ‪.102‬‬
‫‪3‬‬
‫السويدي سيف مِمد سيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪17‬‬
‫فالعقد كما أنشئ بااَّلتفاق فال يوجد ما يمنع إنهائه بااَّلتفاق‪ ،‬وهو ما ينطق عل‬
‫جميع العقود العادية واإلدارية‪ ،‬بْد أنه إذا جاء هذا ااَّلتفاق عل تعويض الطرف‬
‫‪1‬‬
‫المْضرر من إنهاء العقد قبل أوانه‪ ،‬وهذا يغلب عل الْعويض الطابع ااَّلتفاق ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حدود السلطة اإلدارية العقابية‪.‬‬


‫تمثل هذه الِدود أو الضوابط بشكل عام‪ ،‬ضمانات للمْعاقد ف العقود اإلدارية ف‬
‫مواجه ة سلطة اإلدارة بفرض الجزاءات عليه‪ ،‬وبالْال تخلق هذه الضوابط العامة ويعد‬
‫ااَّلعذار بصفة العامة‪ ،‬ضمان لِْقْق نوع من الْوازن بْن حق اإلدارة ف ضمان سْر‬
‫المرافق العامة باتنظام وااَّلطراد‪ ،‬وااَّلعذار يعد من الضوابط اْلساسية قبل توقيع الجزاء‬
‫نطاق العقود اإلدارية‪ ،‬فاإلدارة تْمْع بامْيازات‬ ‫اإلداري‪ ،‬من الضمانات المهمة ف‬
‫وسلطات واسعة ف نطاق تنفْذ العقود اإلدارية‪ ،‬والْ تْمثل ف رقابة القضائية عن‬
‫حدود الرقابة المشرويية و الرقابة المالءمة لِْقْق الْوازن بْن مبدأ الفاعلية ومبدأ‬
‫الضمان ف إطار سلطة اإلدارة ف فرض الجزاءات عل المْعاقد معها‪ ،‬وبالنسبة لهذه‬
‫الضمانة يجدر بنا أن ننوه إل أننا سنْناول دراسة ااَّلعذار ونفصل ف أحكامه باعْبار‬
‫قاعدة عامة ف نظرية الجزاءات ف العقد اإلداري‪ ،‬وعند دراسة كل نوع من تلك الجزاءات‬
‫وضمانة اَّلحقة اَّلتخاذ الجزاء وه الرقابة القضائية عل قرار اإلدارة بفرض الجزاء عليه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االنذار بتوقيع الجزاء نلى المتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫العقود‬ ‫إن ااَّلعذار بالجزاء يعد ضمانة من ضمانات المْعاقد مع اإلدارة ف‬


‫اإلدارية ف مواجهة سلطة اإلدارة بفرض الجزاءات عليه كما تقدم‪ ،‬وله أهمية كبْرة ف‬
‫تنبيه إل مخالفْه وتقصْره الْ قد تضر بالمرفق العام‪ ،‬ومن ثم يمكن له بعد إعذاره أن‬
‫يْدارك أمره ويقوم بْنفْ ذ الْزاماته بصورة صِيِة‪ ،‬وااَّلعذار يفرض عل اإلدارة منح‬
‫هذا‬ ‫مهلة معقولة للملْزم الذي لم يبذل كل جهده لْنفْذ الْزاماته‪ .‬ومنه سنْناول ف‬
‫المطلب مفهوم ااَّلعذار وحااَّلت ااَّلعفاء منها وكل ما يخص الْنبيه وااَّلنذارات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زعرب فاطمة سام ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪18‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف االنذار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬ااَّلعذار هو مصدر أعذر‪ ،‬وهو رفع عنه الذنب واللوم‪ ،‬وأوجب له العذر‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫يعرف ااَّلعذار بالْنبيه أو اإلنذار الذي توجهه اإلدارة إل المْعاقد وتوضح له‬
‫الخلل أو الْقصْر أو الْأخْر ف الْنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬وتأمره بضرورة ااَّللْزام بْنفْذ‬
‫العقد وفق القواعد القانونية المعمول بها ف مدة تِددها له‪ ،‬تِت طابعة اتخاذ اإلجراء‬
‫‪2‬‬
‫القانون المناسب بِقه الذي يْخذ ف مجمل اْلحوال طابع الجزاء اإلداري‪.‬‬

‫يعد اإلعذار المْعاقد قبل توقيع الجزاء عليه من اْلمور المنطقية الْ تفرضها‬
‫قواعد العدالة‪ ،‬وذلك حْ يأت للمْعاقد مع اإلدارة اسْدراك وتصِيح مخالفاته بعد إنذاره‪،‬‬
‫إذ أنه من المبادئ المسلم بها ف مجال تنفْذ العقود أنه اَّل عقاب بدون إنذار يسبقه إاَّل‬
‫‪3‬‬
‫إذا أعفْت منه اإلدارة ف العقد‪ ،‬أو وقعت اإلدارة أمام مسألة تسْدع الْنفْذ العاجل‪.‬‬

‫حكمها ‪" :1222-11-12‬أن ااَّلعذار واجب قبل‬ ‫تقول المِكمة العليا ف‬


‫الم طابقة بفسخ عقد الْوريد ما لم يْضمن العقد شرطا يعف الجهة اإلدارية من ااَّلعذار‬
‫‪4‬‬
‫أو إذا ثبت إن ااَّلعذار اَّل فائدة منه كما لو صرح الملْزم بالْوريد بعجزه عن تنفْذ العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ملوك نوال‪ ،‬حوادق عصام‪ ،‬حدود وضوابط سلطة اإلدارة الجزائية ف العقد اإلداري‪ ،‬مجلة‬
‫ااَّلجْهاد القضائ ‪ ،‬المجلة ‪ ،11‬العدد ‪ 12 ،42‬جانف ‪ ،4041‬ص ‪.421‬‬
‫‪2‬‬
‫سكران فوزية‪ ،‬وسالم زينب‪ ،‬اإلعذار ف العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة أكاديميا‪ ،‬العدد ‪ ،09‬جوان‬
‫‪ ،4002‬ص ‪.04‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الِليم مجدوب‪ ،‬الْأصْل القانون لسلطة اإلدارة الجزائية ف العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة اْلسْاذ‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،02‬العدد ‪ ،04‬السنة ‪ ،4012‬ص ‪.4142‬‬
‫راض مازن لْلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،4001 ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وجوب االنذار بالجزاء‪.‬‬

‫يرى الفقهاء أن وجوب ااَّلعذار بالجزاء شرط مهم قبل فرض الجزاء عل المْعاقد‬
‫مع اإلدارة‪ ،‬نِاول دراسة ف هذا الفرع كل من وجوب ااَّلعذار بالجزاء ف كل من فرنسا‬
‫والجزائر‪:‬‬

‫ف الجزائر‪ :‬يشْرط قبل توقيع الجزاء عل المْعاقد ف الجزائر ضرورة اعذاره‬


‫مع تِديد أجل معقول لْنفْذ الْزاماته‪ ،‬حْ نصت عليه المادة ‪ 02‬الرابعة من القانون‬
‫المدن حْث جاء فْها‪" :‬إذا لم ينفد المْعاقد الْزاماته توجه له المصلِة المْعاقد اعذا ار‬
‫‪1‬‬
‫ليف بالْزاماته الْعاقدية ف أجل مِدد‪".‬‬

‫وإذا لم يْدارك المْعاقد تقصْره ف اْلجل الذي حدده ااَّلعذار المنصوص عليه‬
‫أعاله يمكن للمصلِة المْعاقد أن تفسخ الصفقة من جانب واحد‪ ،‬ومن خالل هذه المادة‬
‫يْضح المشرع الجزائري قد نص عل إعذار صراحة إذا أخل المْعاقد بالْزاماته تجاه‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارة المْعاقدة‪.‬‬

‫ف فرنسا‪ :‬بْعْْن –كما جرى الوضع ف فرنسا‪-‬أن تنص وثائق العقود وكرس‬
‫الشروط عل وجوب إعذار المْعاقد اَّل سيما بالنسبة للجزاءات الجسيمة كالفسخ‪ ،‬إاَّل أن‬
‫مجلس الدولة الفرنس ذهب إل اعْبار ااَّلعذار شرطا ضروري للقضاء بالفسخ حْ لو‬
‫خال العقد من النص عل هذا الشرط‪.‬‬

‫والْزام اإلدارة بإنذار المْعاقد حْ بالنسبة لبعض الجزاءات مقل َرامة الْأخْر‬
‫وف حالة الفسخ‪ ،‬ويشكل بعض الفقهاء ف ضرورية بالنسبة إل بعض الجزاءات اْلخرى‬
‫كوضع المشروع نِت الِراسة‪ ،‬ولكن بعض أحكام مجلس الدولة الفرنس يسْفاد منها‬

‫القانون رقم ‪ ،02-02‬المْضمن القانون المدن ‪،‬المعدل والمْمم‪ ،‬المادة ‪(( : 02‬إذا لم ينفد‬ ‫‪1‬‬

‫المْعاقد الْزاماته توجه له المصلِة المْعاقد اعذا ار ليف بالْزاماته الْعاقدية ف أجل مِدد)) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سكران فوزية‪ ،‬وسلم زينب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪71‬‬
‫قضية‬ ‫‪ 11‬يولْو سنة ‪ 1221‬ف‬ ‫تعميم ااَّللْزام السابق‪ ،‬اَّل سيما حكمه الصادر ف‬
‫‪1‬‬
‫)‪.)Grenouiller‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حاالت اإلنفاء م اإلنذار‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من الالئِة الْنفْذية لقانون المناقصات والمزايدات المصري عل‬
‫أنه‪" :‬إذا أخل المقاول بأي شرط من شروط العقد أو أهمل أو أَفل القيام بأخذ الْزاماته‬
‫المقررة ولم يصلح ذلك خالل خمسة عشر (‪ )12‬يوما من تاريخ إنذاره بكْاب موص‬
‫عليه بعلم الوصول عل عنوان المبْن بالعقد بالقيام إجراء هذا اإلصالح"‪ 2،‬كما جاء ف‬
‫نص المادة ‪ 44‬من الالئِة الْنفْذية لقانون المزايدات الجزائري عل ‪ " :‬إذا أخل المْعاقد‬
‫تِددها له الجهة‬ ‫بأي من الْزاماته الْعاقدية‪ ،‬ولم يْدارك أثر ذلك خالل المدة الْ‬
‫الِكومية كان لها بعد إنذاره عل المِل إقامْه أو مركز أعماله أو بأي وسْلة أخرى‬
‫تفْد العلم"‪ ،3‬ومن خالل ذلك فإن إعذار يْرتب عليه الِااَّلت الْالية‪:‬‬

‫أواَّل‪ :‬اإلعفاء من اإلعذار بناء عل النص‪:‬‬

‫إذا ورد نص ف العقد اإلداري بإعفاء اإلدارة من توجيه إعذار المْعاقد معها ف‬
‫حالة إخالله بْنفْذ الْزاماته الْعاقدية‪ ،‬فإن هذا اإلعفاء قد يرد ف حالة اتفاق طرف العقد‬
‫عل اإلعفاء من اإلعذار يشْرط أن يكون ذلك واضِا دون لبس أو َموض‪ ،‬فيجب‬
‫أن يْسم النص المْعلق باإلعفاء من اإلعذار بالوضوح ويجب أن يكون صريِا‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫فالغموض أو الشك ف النص يفسر لصالح المْعاقد بوصفه الطرف اْلضعف ف العقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء من اإلعذار لظروف معْنة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫نص المادة ‪ 12‬من الالئِة الْنفْذية للقانون المناقصات والمزايدات المصري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫نص المادة ‪ ،44‬من القانون رقم ‪ ،42‬المؤرخ لسنة ‪ ،4012‬بإصدار قانون تنظيم المناقصات‬ ‫‪3‬‬

‫والمزايدات الجزائري‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫سكران فوزية‪ ،‬وسالم زينب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪70‬‬
‫كما هو الشأن ف الْوريدات المواد والمهمات العسكرية خالل فْرة الِرب‪ ،‬فإن‬
‫المورد يعْبر كأنه قد أعذر بمجرد انْهاء المدة المقررة للْنفْذ دون القيام به‪ ،‬وهذا ما‬
‫قض به مجلس الدولة الفرنس ف ‪ 42‬مارس ‪ 1240‬ف قضية )‪ (chelas‬وحكمه ف‬
‫‪1‬‬
‫‪ 02‬جانف ‪ 1244‬ف قضية )‪.)duros‬‬

‫إن إعفاء اإلدارة من اإلعذار قبل توقيعها الجزاءات عل المْعاقد يمكن اسْخالصه‬
‫من الظروف الخاصة لكل منازعة‪ ،‬وف هذه الِالة يخْص قاض العقد بْقدير هذه‬
‫جرى بها النص‬ ‫اْلخص طبيعة العقد والعبارات الْ‬ ‫اعْباره عل‬ ‫الظروف أخذ ف‬
‫‪2‬‬
‫الخاص بالجزاء‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬شروط اإلنذار‪:‬‬

‫أواَّل‪ :‬شرط المدة الزمنية‪ :‬يجب تِديد مدة المعْنة بْن اإلعذار والجزاء عل أن‬
‫تكون ذلك المدة معقولة‪ ،‬بِْث يسْطيع المْعاقد أن يْالق اْلخطاء المرتكبة لذا قضت‬
‫المِكمة اإلدارية المصرية ف حكمها بْاريخ ‪ 1291/11/11‬بأنه‪( :‬يْعْن عل اإلدارة‬
‫إن ه رأت توقيع الجزاءات المنصوص علْها ف العقد عل المْعاقد معها الذي يقصر‬
‫ف تنفْذ الْزاماته‪ ،‬أن تقوم بإنذاره بضرورة تنفْذه هذه ااَّللْزامات‪ ،‬وأن اإلنذارات الشفوية‬
‫‪3‬‬
‫الْ يوجهها المخْصمون إل المْعاقد اَّل تقوم بمقام اإلنذار ف هذا الشأن"‪.‬‬

‫كما يجب قيام اإلدارة المْعاقدة قبل اتخاذ إجراء الشراء عل حساب المورد ونفقْه‬
‫أخل بها من أجل‬ ‫بضرورة إعذاره وإعطاءه مدة الزمنية لْنفْذ الْزاماته الْعاقدية الْ‬
‫‪4‬‬
‫تداركها ف الوقت المناسب حْ وأن لم ينص عل ذلك ف الْوريد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون اإلعذار صاد ار من الجهة اإلدارية المخْصة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ملوك نوال‪ ،‬وحوادق عصام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪2‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪3‬‬
‫حكم مِكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬بْاريخ ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،1291‬أشارت إليه مقداد زينة‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪4‬‬
‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬وكمال مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪71‬‬
‫يجب أن يكون اإلعذار صادر من الجهة المخْصة بإصداره‪ ،‬فال تعد اْلوامر‬
‫المصلِة الْ يصدرها المهندسون إعذار فاإلعذار توجهه السلطة المخْصة الْ يِددها‬
‫للعقد أو الدفاتر الشروط‪ .‬وهذا يعْر تطبيقا للقواعد العامة ف القانون اإلداري الْ تسْلزم‬
‫أاَّل يصدر الْصرف إاَّل ممن يخْص به قانون واَّل يجوز أن يقوم به َْره إاَّل عند الْفويض‬
‫المصرح به بنص‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يْبن اإلعذار المخالفات المنسوب إل المْعاقد‪:‬‬

‫الْزام اإلدارة بإعذار المْعاقد معها قبل توقيع الجزاء ويعْبر هذا ااَّللْزام إجراء‬
‫جوهري يْرتب عل تخلفه عدم مشرويية الجزاء‪ 1،‬ومنه هذا يشْرط لك يكون اإلعذار‬
‫صِيِا أن يْضمن ما يل ‪:‬‬

‫*المخالفات المنسوبة إل المْعاقد‪.‬‬

‫*اْلعمال الْ يجب القيام بها أو اْلعمال الْ يجب أن يْمْع عن القيام بها‪،‬‬
‫سواء كانت مِددة مثل العْوب الواجب إصالحها أو تمس العقد ف مجموعة مثل مطالبة‬
‫بأن يِسن الْنفْذ‪ ،‬والواقع هذا اْلمر له ضرورية ذلك أن المْعاقد مع اإلدارة قد اَّل يعلم‬
‫عن المخالفات الْ تم ارتكابها‪ ،‬أواَّل بعلم إن علمه بذلك قد يؤدي إل تصِيح مسلكه‬
‫وتجنْبه اْلخطاء الْ وقع فْها‪ ،‬بل ويجب اإلدارة أيضا تكاليف واْليباء الْعاقد مع‬
‫‪2‬‬
‫آخر لْنفْذ ذات العقد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة القضائية نلى السلطة اإلدارية‪.‬‬

‫تلك السلطات والصالحيات الممنوحة للمِاكم العادية أو‬ ‫الرقابة القضائية ه‬


‫اإلدارية‪ ،‬اسْنادا إل نصوص قانونية والْ يكون بموجبها لهذه المِاكم سلطة الفصل‬
‫‪3‬‬
‫وإصدار ف المسائل الْ تكون اإلدارة طرف فْها‪ ،‬بما يكفل حقوق وحريات الخصوم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوهاب نذير بن مِمد الطْب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 142‬وما يلْها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ملوك نوال‪ ،‬حوادق عصام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪71‬‬
‫اسْعمالها لِق توقيع الجزاءات من حْث‬ ‫يراقب القضاء اإلداري اإلدارة ف‬
‫المشرويية والمالءمة معا‪ ،‬أي أنه اَّل يراقب فقط مخالفة الجزاء ْلحكام القانون وإنما‬
‫‪1‬‬
‫كذلك تناسب الجزاء الموقع مع المخالفة المرتكبه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القضاء المختص بالنظر في منازنات العقود اإلدارية‪.‬‬

‫والمسلم به أن رقابة القضاء ف هذا الصدد ه من قبْل القضاء الكامل‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن سلطاته الواسعة تْناول مشرويية الق اررات الصادرة من اإلدارة بْوقيع الجزاءات سواء‬
‫من حْث الشكل أو ااَّلخْصاص أو المخالفة القانون أو الْعسف أو ااَّلنِراف‪ 2.‬كما‬
‫تخرج منازعات عقود اإلدارة الْ تبرمها وفق للقانون الخاص من دائرة القضاء اإلداري‬
‫ف صورة القضاء الكامل‪ ،‬ومن ثمة خضوعها لرقابة القضاء العادي وذلك عل السواء‬
‫بالنسبة إل الدول الْ تأخذ للنظام القضاء المزدوج أو تلك الْ تأخذ بالنظام القضائ‬
‫‪3‬‬
‫الموحد‪.‬‬

‫تكون إدارة مقْدة ف بعض الِااَّلت بوجوب اللجوء إل القضاء إليقاع بعض أنواع‬
‫الجزاءات اَّل تملك اإلدارة توقيعها بنفسها‪ ،‬وإن كان لها حق المطالبة بإيقاعها وذلك ْلن‬
‫إيقاع مثال هذه الجزاءات هو من اخْصاص القضاء ومن هذه الجزاءات الجزائية بصورة‬
‫عامة‪ ،‬ما عدا الجزاءات المخول إيقاعها لإلدارة بنصوص القانون كذلك الِال فيما يْعلق‬
‫بْقدير وفرض الْعويض عل المْعاقد مع اإلدارة مالم ينص القانون عل آلية معْنة‬
‫لْقدير الْعويض أو كان الْعويض مقدا ار سالفا بموجب العقد بصورة اتفاقية‪ ،‬كذلك الِال‬
‫‪4‬‬
‫بالنسبة لجزاء إسقاط ااَّللْزام اَّل يكون إاَّل بقرار قضائ ‪.‬‬

‫لقد كرس المشرع الجزائري نظام ازدواجية القضاء ف دسْور سنة ‪ ،1229‬وذلك‬
‫هْئة قضائية إدارية‪ ،‬وكذلك مِكمة الْنازع للفصل ف‬ ‫بإنشائه مجلس الدولة كأعل‬

‫الِلو ماجد راَب‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬دون سنة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.229‬‬
‫الطماوي مِمد السلمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫ملوك نوال‪ ،‬وحوادق عصام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪4‬‬
‫طالل أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ 142 ،‬وما يلْها‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫تنازع ااَّلخْصاص بْن هْئات القضاء اإلداري والعادي‪ .‬وزاد المشرع ف تأكْد دعمه‬
‫لالزدواجية القضائية واسْقالل القضاء اإلداري عن القضاء العادي بإنشاء المِاكم‬
‫اإلداري بموجب القانون العضوي ‪ 04/21‬المْعلق‬ ‫اإلدارية كقاعدة للهرم القضائ‬
‫‪1‬‬
‫باخْصاصات وتنظيم وعمل المِاكم اإلدارية‪.‬‬

‫وباسْطالع نص المادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 02/01‬المْضمن قانون اإلجراءات‬


‫المدنية واإلدارية‪ ،‬الْ تنص عل أن‪" :‬المِاكم اإلدارية ه جهات الواَّلية العامة ف‬
‫المنازعات اإلدارية"‪ ،‬والمادة ‪ 101‬من ذات القانون الْ تنص عل أنه‪" :‬تخْص المِاكم‬
‫اإلدارية كذلك بالفصل ف ‪......‬دعاوى القضاء الكامل‪"....‬؛‪ 2‬تخْص بالفصل ف أول‬
‫درجة بِكم قابل لالسْئناف ف جميع القضايا الْ تكون الدولة أو الواَّلية أو البلدية أو‬
‫إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فْها‪ ،‬ونسْنْج أن المِاكم اإلدارية‬
‫ف الجزائر ه صاحبة الواَّلية ف نظر المنازعات اإلدارية ومعيار اخْصاصها ف ذلك‬
‫عضوي يعْمد عل نوع الجهة الْ تعْبر طرفا ف النزاع‪ ،‬فكلما كان أحد أطرافه‪-‬أي‬
‫‪3‬‬
‫النزاع‪ -‬شخصا كان القضاء اإلداري هو المخْص ف الفصل فيه‪.‬‬

‫وما تجب اإلشارة إليه أن سلطات القاض ليست واحدة ف مواجهة الجزاءات َْر‬
‫المشروعة‪ ،‬ففْها يْعلق بالجزاءات المالية يسْطيع القاض أن يِكم بردها أو اإلعفاء‬
‫منها أو بْخفيضها عل حساب اْلحوال‪ ،‬أما فيما يْعلق بوسائل الضغط واإلكراه الْ‬
‫يسْطيع أن يِكم بالْعويض عنها ولكنه اَّل يسْطيع‬ ‫تلجأ إلْها اإلدارة فإن القاض‬
‫‪4‬‬
‫القاض أن يِكم بإلغائها‪.‬‬

‫القانون العضوي رقم ‪ ،04/21‬المؤرخ ف ‪ 10‬ماي سنة ‪ ،1221‬المْعلق بااَّلخْصاصات‬ ‫‪1‬‬

‫المِاكم اإلدارية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،12‬المؤرخ ف ‪ 01‬جوان ‪.1221‬‬


‫القانون رقم ‪ ،02/01‬المؤرخ ف ‪ 11‬صفر ‪ ،1242‬الموافق ل ‪ 42‬فيفري ‪ ،4001‬المْضمن‬ ‫‪2‬‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫انظر‪ ،‬مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121-124‬‬
‫‪4‬‬
‫بركات أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪71‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة المشروعية والرقابة المالءمة‪.‬‬

‫هذا الشأن اَّل تقف عند‬ ‫ف‬ ‫يخضع قرار الجزاء لرقابة قضائية وسلطة القاض‬
‫مراقبة مشرويية الجزاءات بل تمْد إل ومالءمْها‪ ،‬للخلل الذي وقع من جانب المْعاقد‬
‫مع اإلدارة‪.‬‬

‫أواَّل‪ :‬رقابة المشرويية‪ :‬حْث يْأكد القاض من مشرويية ق اررات اإلدارة من حْث‬
‫أنها صادرة عن جهة المخْصة وهدفها المصلِة العامة‪ ،‬وأنها اسْوفت الشروط القانونية‬
‫واإلجراءات واْلشكال وتمْد رقابة القاض إل البواعث واْلسباب الْ تدفع اإلدارة لْوقيع‬
‫‪1‬‬
‫الجزاء‪.‬‬

‫ويجب أن يكون موضوع القرار اإلداري إحداث أثر قانون يمس المركز القانون‬
‫للمْعاقد مع اإلدارة من حْث اإلنشاء أو الْعديل أو اإللغاء فالقرار الصادر من اإلدارة‬
‫بالفسخ الجزائ للعقد يمس حْما المركز القانون للمْعاقد إل حد إلغاء وجود الرابطة‬
‫الْعاقدية بْن الطرفْن‪ ،‬لذا يشْرط ف اْلثر أن يكون جائ از وممكنا ومسْندا إلخالل ف‬
‫العقد أو القانون واَّل شك أن تكون َاية مصدر القرار ه الِْقْق المصلِة العامة وليس‬
‫تِقْق َايات منبْة الصلة عنها كقصد اإلضرار بالمْعاقد أو ابْ اززه أو تشويه سمعه‬
‫شركْه‪ ،‬فِْقْق المصلِة العامة ه النْيجة أو الهدف النهائ الذي يسع رجل اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫لِْقيقه من جراء اتخاذه القرار‪.‬‬

‫‪-1‬عْب الشكل واإلجراءات‪ :‬يكون القرار اإلداري مشوبا بهذا العْب عند مخالفة‬
‫صفقة اْلشغال العامة أو القانون‪ ،‬كْخلف إجراء‬ ‫إجراء جوهري منصوص عليه ف‬
‫اإلعذار السابق عل توقيع الجزاء فهذا اإلجراء جوهري مما يمكن المقاول من اللجوء‬
‫للقضاء نظ ار لمخالفة مشرويية القرار‪.‬‬

‫‪-4‬عْب عدم ااَّلخْصاص‪ :‬يكون القرار اإلداري مشوبا بهذا العْب إذا كان قرار‬
‫الجزاء َْر مشروع لصدوره من جهة إدارية َْر مخْصة أصال بإصداره وهذا ما يسم‬

‫العموري مِمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫طالل أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪71‬‬
‫بعْب عدم ااَّلخْصاص‪ ،‬أو بصدوره ف مواضيع لم يِددها القانون أو الصفقة وهذا ما‬
‫يسم بعْب عدم ااَّلخْصاص أو بصدوره ف مواضيع لم يِددها القانون أو الصفقة‬
‫وهذا ما يسم بااَّلخْصاص الموضوع ‪ 1،‬والجهة المخْصة ف صفقة اْلشغال العامة‬
‫هو الوزير وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 09/12‬من دفْر الشروط اإلدارية العامة لسنة‬
‫‪" :1292‬وعل كل حال يرفع اْلمر المْعلق بهذه العمليات إل الوزير الذي يمكنه تبعا‬
‫للظروف أن يأمر بإعادة إجراء المناقصة عل ذمة المقاول المخْلف أو بفسخ الصفقة‬
‫‪2‬‬
‫دون قْد أو بمْابعة النظام المباشر باإلدارة"‪.‬‬

‫‪-1‬عْب مخالفة القانون‪ :‬مضمون عْب مخالفة القانون هو أن قرار الجزاء يجب‬
‫أن يكون تطبيقا صِيِا للنصوص القانونية أو الشروط العقدية‪ ،‬فإذا لم يرتكب المْعاقد‬
‫الذي أسندت إليه اإلدارة ف فرض الجزاء أو أن هذا الفعل اَّل يشكل بذاته خطأ أو أنه‬
‫اَّل يقابل أي الْزام مفروض عل المْعاقد أو لم يلْزم هذا القرار القواعد القانونية العامة‬
‫فإنه يكون مخالفا القانون‪.‬‬

‫‪-2‬عْب ااَّلنِراف بالسلطة‪ :‬يسم أيضا عْب إساءة اسْعمال السلطة‪ ،‬وهو وثيقة‬
‫الصلة بعنصر الغاية ف الق اررات اإلدارية وهو الهدف الذي يسع مصدر القرار إل‬
‫تِقيقه‪ .‬فيظهر هذا العْب عندما يْم توقيع الجزاء عل المْعاقد بغرض تِقْق مصلِة‬
‫شخصية لمصدر القرار أو لشخص آخر‪ ،‬ومثاله إصدار قرار إسقاط ااَّللْزام بغرض إبرام‬
‫‪3‬‬
‫عقد جديد مع شخص آخر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة المالءمة‪ :‬يْسع نطاق الرقابة القضائية عل سلطة اإلدارة ف توقيع‬
‫الجزاءات الْعاقدية ليشمل إل جانب الرقابة عل مشرويية قرار الجزاء الرقابة عل مدى‬

‫‪1‬‬
‫يباد صوفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 229‬وما يلْها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نص المادة ‪ ،12‬من دفْر الشروط اإلدارية العامة المطبقة عل صفقات اْلشغال بو ازرة تجديد‬
‫البناء واْلشغال العمومية والنقل المؤرخ ف ‪ 41‬نوفمبر ‪ ،1292‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم‪.09‬‬
‫العطراوي كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 29‬وما يلْها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪77‬‬
‫مالءمْه‪ ،‬حْث يبسط القضاء رقابْه للْأكد من مدى الْناسب بْن الجزاء الموقع عل‬
‫‪1‬‬
‫المْعاقد مع جسامة الخطأ المنسوب إليه ارتكابه‪.‬‬

‫أما رقابة المالءمة فْكونت بْأكد القاض من أن الجزاء المفروض من قبل اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫يْناسب مع الخطأ المرتكب من قبل المْعاقد‪.‬‬

‫إن قضاء عندما يمارس الرقابة المالءمة يراقب مدى مالئمة تصرفات اإلدارة مع‬
‫الوقائع المعروضة‪ ،‬فيِدد أن كان المقاول قد أخل فعال بالْزاماته أواَّل ويبِث ف تناسب‬
‫الجزاء الموقع من طرف اإلدارة مع الخطأ المنسوب للمقاول‪ ،‬ويمكن للقاض ف هذه‬
‫‪3‬‬
‫الِالة اللجوء إل الخبرة الفنية لْعلق موضوع الصفقة العمومية بأشغال البناء‪.‬‬

‫وإن الرقابة القضاء عل المالءمة ف الجزاءات الْعاقدية فإن القاض يبِث ف‬


‫الْناسب بْن الجزاء وحجم الخطأ المنسوب إل المْعاقد‪ ،‬فال تلجأ جهة اإلدارة إل الغلو‬
‫حقوق‬ ‫تقدير الجزاء واَّل الْهاون فيه أي اَّل يكون الجزاء قاسيا يمثل اعْداء عل‬ ‫ف‬
‫المْعاقد واَّل يكون ف الوقت نفسه هْنا‪ ،‬مما يؤدي إل هدر مصالح أساسية وعليه يكون‬
‫للقاض أن يقرر عدم صِة الجزاء المبالغ فيه إذا كانت الوقائع المنسوبة للمْعاقد اَّل‬
‫تمثل طابعا من الخطورة كافيا لْبريره‪ ،‬فهنا يمكن أن يِكم بمسؤولية اإلدارية الْعاقدية‬
‫عن ذلك بْعويض المْعاقد عما أصابه من ضرر جراء عدم المالئمة لقرار الجزاء مع‬
‫ما ارتكبه من مخالفات‪ ،‬إذ يشمل الْعويض اْلضرار المادية واْلدبية بشرط أن تكون‬
‫‪4‬‬
‫ثابْة ثبوتا يقْنيا منعا لإلثراء بال سبب عل حساب اإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫مِمد العموري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫يباد صوفية‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪.222‬‬
‫‪4‬‬
‫مقداد زينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪78‬‬
‫ملخص الفصل الثاني‪:‬‬

‫وما نخلص إليه ف هذا الفصل إل أن اإلدارة تملك سلطة توقيع الجزاءات اإلدارية‪،‬‬
‫الْ يْرتب وفق مخالفة القانون لقاعدة القانونية عند اتخاذ إجراءات الْنفْذ العقد اإلداري‪،‬‬
‫وتكمن أهمية الجزاءات اإلدارية ف مجال عقود إدارية عل حسب نوع الخطأ الجسيم‬
‫والْقصْر ف ذلك‪ ،‬وتْمْز سلطة جزائية ف العقود اإلدارية عن الجزاءات اْلخرى باتخاذ‬
‫نوع الجزاءات المْعاقد معها كجزاء الْعويض وجزاء الغرامة الْأخْرية ف اطالع عل‬
‫المدة المْفق علْها لعدم احْرام الْزامات الوفاء‪ ،‬وتْمْع هذه السلطة باإلجراءات الضاَطة‬
‫ف حالة اإلخالل الجسيم للمْعاقد بااَّللْزامات المِمولة عليه بمقْض العقد‪ ،‬ويْخذ هذا‬
‫ااَّلجراء ف العقود المرافق العامة ف أشكال وسائل الضغط كوضع المرفق تِت الِراسة‬
‫و الْنفْذ المشروع ف عقد اْلشغال العمومية‪ ،‬وف حالة حجز اآلاَّلت واْلدوات الراجعة‬
‫لمقاول اْلشغال وف عقود الْوريد‪ ،‬ويكون للمْعاقد حق اللجوء إل القضاء ف حالة ما‬
‫إذا كانت الجزاءات الموقعة ف حقه خارج عن إطار المشرويية والمالئمة وهو اْلمر‬
‫الذي من شأنه أن ينقل أطراف المْعاقدة إل جزاء فسخ وهذا يعْبر أخطر جزاء توقعه‬
‫اإلدارة‪ ،‬والذي يؤدي إل تعطْل سْر المرفق بانْظام وإطراد‪.‬‬

‫وعل مصلِة المْعاقدة الْزامات بالقْود المفروضة قبل الولوج ف الْوقيع الجزاءات‬
‫الخاصة‪ ،‬وذلك تقوم إدارة بالْنبيه وإعذار توجهه إل المْعاقد وتوضح له الْقصْر أو‬
‫الْأخْر ف الْنفْذ العقد اإلداري إلعطائه فرصة الدفاع‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الخـ ـ ــاتمـ ـ ــة‬

‫‪81‬‬
‫نسْخلص من هذه الدراسة الْ تم تخصيصها لسلطة اإلدارة ف تنفْذ العقود‬
‫اإلدارية حْث توصلنا إل أنه موضوع مهم ويسِْق الدراسة‪ .‬وذلك لدوره الفعال ف‬
‫نجاح العقد اإلدارية‪ ،‬حْث قمنا من خالل دراسْنا بِْلْل اْلفكار الغامضة والغْر‬
‫الواضِة‪ ،‬فمن خالل تبيان تعريف السلطات اإلدارية‪ ،‬والمْمثلة ف سلطة الرقابة والْوجيه‬
‫وسلطة تعديل العقد اإلداري وأخْ ار سلطة الجزاءات اإلدارية‪ ،‬وتخضع الجزاءات اإلدارية‬
‫الْ تقوم عليه السلطات اإلدارية‪،‬‬ ‫الْشريع الخاص‪ .‬مع تِديد اْلساس القانون‬ ‫إل‬
‫والْطرق إل الضوابط وحدود السلطات اإلدارية أثناء تنفْذ العقد‪ ،‬إذ اتضح لنا حجم هذه‬
‫ااَّلمْيازات لسلطة المْعاقد معها وذلك لْوقيع أنواع الجزاءات اإلدارية ومدى فعالية الرقابة‬
‫والْوجيه واإلدارة ف تجسْد تنفْذ العقود اإلدارية‪ .‬وعند وقوع خلل تصدر إدارة الْعديل‬
‫بْن المْعاقدين قبل توقيع الجزاء اإلداري‪ .‬ولقد توصلنا من خالل هذه الدراسة إل جملة‬
‫من النْائج تْمِور فيما يل ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫‪ -‬تخضع العقود اإلدارية ف مجال تنفْذ العقد لرقابة قبلية وبعدية من طرف‬
‫الجهات اإلدارية المخولة للقانون حْث تسْهدف احْرام اإلجراءات ومبدأ المساواة‪.‬‬

‫‪ -‬تملك اإلدارة سلطة واسعة ف الرقابة والْوجيه‪ .‬وذلك طبق الشروط المْفق‬
‫علْها مع المْعاقد معها عند تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬سلطة الرقابة والْوجيه لها طبيعة قانونية للمرفق العام حْث تعْبر ه‬
‫اْلساس القانون لِق سلطة الدولة‪.‬‬

‫تِديد المسؤول عن اْلخطاء وااَّلنِرافات‪،‬‬ ‫‪ -‬تهدف الرقابة والْوجيه إل‬


‫وتخْلف الرقابة اإلدارية عل الجهة المخْصة الْ تمارس تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬تِدث المشرع الجزائري بنص المرسوم الرئاس الجديد ف المادة ‪ 14‬عل‬


‫تسوية النزاعات الْ تط أر عند تنفْذ العقد أو الصفقة ف إطار اْلحكام الْشريعية‬
‫والْنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬إن سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه تمارس مهامها بناء عل نصوص‬
‫العقد أو دفاتر الشروط‪ ،‬أو الملِقة عل ذلك‪ .‬فه موجودة دون حاجة إل نص‬
‫يقررها بِسبانها من السلطات اْلصلية‪.‬‬

‫‪ -‬إن سلطة تعديل العقد اإلداري بإرادتها المنفردة تسْمد أساسا من فكرة‬
‫السلطة العامة وفكرة احْياجات المرافق العامة لسْر المرفق العام بانْظام وإطراد‪.‬‬

‫‪ -‬يجب عل سلطة الْعديل ف العقد اإلداري مراعاة الْوازن المال للعقد‪.‬‬


‫وف حالة اإلخالل بسبب معْن للمْعاقد معها تعوض ذلك والمساعدة ف تنفْذ‬
‫العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم سلطة اإلدارة ف تعديل العقد ااَّلداري عل حالة معرفة كمية اْلعمال‬
‫وحالة تعديل وسائل الْنفْذ العقد وحالة تعديل ف مدة تنفْذ عقد إداري‪.‬‬

‫‪ -‬سلطة اإلدارة ف الْعديل ااَّلنفرادي فه مطلقة مِددة بشروط وضوابط‬


‫حدود‬ ‫أن يصدر تعديل ف‬ ‫اَّل بد من احْرامها واسْعمال القْود‪ ،‬والمْمثل ف‬
‫شروط المْصلة بالمرفق‬ ‫القواعد العامة المشرويية‪ ،‬وأن يقْصر الْعديل عل‬
‫العام‪ ،‬وأن الْعديل ف حدود النسب الْ تِددها القوانْن واللوائح‪ ،‬وتعدل بسبب‬
‫تغْْر ظروف مْعاقد معها‪.‬‬

‫‪ -‬تلجأ السلطات اإلدارية بعد قيام بخطأ جسيم وخلل كبْر إل سلطة توقيع‬
‫فرض الجزاءات‬ ‫تنفْذ العقد‪ .‬وتعْبر سلطة اإلدارة ف‬ ‫الجزاءات اإلدارية ف‬
‫مجال العقود اإلدارية من أهم العناصر الممْزة‬ ‫اإلدارية عل مْعاقد معها ف‬
‫للعقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬يخص النظام القانون لممارسة الجزاء اإلداري ف إطار مراعاة المبادئ‬


‫الدسْورية‪ ،‬الْ تِكم جزاءات أن تْمْع السلطة الجزائية بطابع الِياد وااَّلسْقالل‬
‫لضمان عدالْها‪.‬‬

‫‪ -‬فإن السلطة اإلدارية لْوقيع الجزاءات اإلدارية تقوم بدراسة مبدأ تناسب‬
‫الجزاء وجسامة الجريمة‪ ،‬مع احْرام حق دفاع المْعاقد معها‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬تخْلف الجزاءات اإلدارية لْوقيع المْعاقد معها عند اخالله وتقصْره أثناء‬
‫تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬كجزاء َرامة الْأخْر أو جزاء مصادرة الضمان (الْأمْن)‪.‬‬
‫ووسائل الضغط والفسخ اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬يِق لكل من اإلدارة والمْعاقد معها أن يفسخ العقد ف حالة السبب أو‬
‫وقوع مصلِة معْنة‪ ،‬بالفسخ ااَّلتفاق أو الفسخ عن طريق قوة القانون أو الفسخ‬
‫القضائ مع وضع إجراءات لكل نوع من فسخ أثناء وقوع الخلل الجسيم عند‬
‫توقيع العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬لجوء سلطة جزاءات إدارية بفرض المْعاقد معها إل الْعويضات ف حالة‬


‫إخالل المْعاقد معها‪ ،‬وتوقيع الجزاءات اإلدارية عل مصادرة الْأمْن‪ ،‬مع جواز‬
‫ْلحد أطراف العقد اتجاه إل القضاء من أجل فسخ العقد عند وقوع خطأ جسيم‬
‫واسِْالة تنفْذه‪ ،‬وذلك بمراقبة شريية ونظام رقابة المالءمة أن يكون مناسب‬
‫تنفْذ العقد‬ ‫لطبيعة العمل واحْياجات اإلدارة لْثبْت دعائم بقوانْن قائمة ف‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬يجب السماح للجهات اإلدارية بالْعاقد مع ااَّلسْشاريْن لدراسة العقود‬


‫اإلدارية بدقة‪ .‬وذلك لْجاوز اْلخطاء قبل توقيع العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬يجب عند تنفْذ العقد اإلداري ف حالة اصدار قرار لْعديل العقد اإلداري‬
‫اللجوء إل الرقابة القضائية وحماية المْعاقد من الْعسف للجهة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬يجب العمل بالوسائل إلْزام المْعاقد بالقْود والِدود المفروضة علْها قبل‬
‫توقيع العقد اإلداري‪ ،‬من أجل عدم تعسف اإلدارة ف اسْعمال سلطاتها اإلدارية‪.‬‬
‫وهذا بالْنبيه أو ااَّلعذار أو للسلطات المخصصة لْنفْذ العقد اإلداري قبل توقيع‬
‫نوع الجزاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة قيام اإلدارة بدور الرقابة والْوجيه بشكل موضوع ‪ ،‬وهذا لعدم‬
‫عرقلة المْعاقد معها عن تنفْذ العقد‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫سْر‬ ‫المشرع الجزائري تقديم صالحيات واسعة للمِافظة عل‬ ‫‪ -‬عل‬
‫المرفق العام بانْظام‪ ،‬وذلك عند إبرام العقد بْن المْعاقد مع اإلدارة معرفة الضمان‬
‫الفن والمال أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬يجب عل المشرع الجزائري وضع قوانْن والمراسيم الْنفْذية لسلطة الرقابة‬


‫القوانْن الصادرة‬ ‫والْوجيه عند تنفْذ العقد اإلداري‪ .‬لْطبْق مْعاقد معها عل‬
‫وعدم الْعسف اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬يجب تطبْق قانون المنافسة عند الهْئات اإلدارية ف رؤوس اْلموال لزيادة‬
‫توسيع تنفْذ العقود بطريقة منظمة وتجسْد مخْلف أنواع العقود بكثرة‪.‬‬

‫‪ -‬لسْر المرفق العام والمصلِة العامة بشكل منْظم‪ ،‬يجب المساواة بْن‬
‫اْلفراد واإلدارة ما يمنح السلطات اإلدارية امْيازات القانون الخاص‪.‬‬

‫وف اْلخْر بعد ذكر مجموعة من الْوصيات والنْائج‪ ،‬نأمل أن يكون هذا‬
‫العمل نافعا واجْهادا صائبا وأن يْم ااَّلسْفادة منه‪ .‬واعطائه أكثر فعالية من الناحية‬
‫القانونية والعلمية‪ ،‬بغية ف تِقْق مدى نجاح السلطات اإلدارية ف العقود اإلدارية‪،‬‬
‫وسْر المرفق العام بانْظام ف الجزائر‪ ،‬وأن يوفقنا الله سبِانه وتعال ويهدينا سواء‬
‫السبْل‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬

‫‪81‬‬
‫أوال‪ /‬قرآن الكريم‪:‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية رقم ‪.22‬‬

‫سورة طه‪ ،‬اآلية رقم ‪.12‬‬

‫ثانيا‪ /‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫النصوص الْشريعية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫القانون العضوي رقم ‪ ،04/21‬المؤرخ ف ‪ 10‬ماي سنة ‪ ،1221‬المْعلق المِاكم‬


‫اإلدارية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،12‬المؤرخ ف ‪ 01‬جوان ‪.1221‬‬

‫القانون رقم ‪ ،02/01‬المؤرخ ف ‪ 11‬صفر ‪ ،1242‬الموافق ل ‪ 42‬فيفري ‪،4001‬‬


‫المْضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،41‬الصادر بْاريخ‪:‬‬
‫‪ 41‬أفريل ‪.4001‬‬

‫قانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ ف ‪ 40‬رجب عام ‪ ،1214‬الموافق ‪ 44‬جوان ‪،4011‬‬


‫يْعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬المؤرخة ف ‪ 1‬جويلية سنة ‪.4011‬‬

‫النصوص الْنظيمية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫عام ‪،1241‬‬ ‫‪ 42‬ربيع الثان‬ ‫اْلمر رقم ‪ ،02-02‬المؤرخ ف‬ ‫أ‪-‬‬


‫الموافق ‪ 11‬ماي سنة ‪ ،4002‬يعدل ويْمم اْلمر رقم ‪ 22-21‬مؤرخ ف ‪40‬‬
‫رمضان عام ‪ 1122‬الموافق ‪ 49‬سبْمبر سنة ‪ 1222‬المْضمن القانون المدن ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.4002 ،11‬‬

‫‪ 41‬شوال عام‬ ‫رقم ‪ ،419-10‬المؤرخ ف‬ ‫المرسوم الرئاس‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪ ،1211‬الموافق ‪ 2‬اكْوبر سنة ‪ ،4010‬يْضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المعدل ف المرسوم الرئاس رقم ‪ ،41-14‬المؤرخ‬
‫ف ‪ 42‬صفر عام ‪ 1211‬الموافق ‪ 11‬جانف سنة ‪.4014‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ 04‬ذي الِجة عام‬ ‫رقم ‪ ،422-12‬مؤرخ ف‬ ‫مرسوم رئاس‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪ ،1219‬الموافق ‪ 19‬سبْمبر‪ ،4012‬يْضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬المؤرخة ‪ 40‬سبْمبر‬
‫‪.4012‬‬

‫الق اررات‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫القرار المؤرخ ف ‪ 41‬نوفمبر ‪1292‬م‪ ،‬المْضمن دفْر الشروط اإلدارية العامة‪،‬‬


‫المطبقة عل صفقات اْلشغال الخاصة بو ازرة اْلشغال العمومية والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،09‬الصادر بْاريخ ‪ 12‬جانف ‪.1292‬‬

‫قانون المناقصات والمزايدات الجزائري‪ ،‬رقم ‪ ،42‬لسنة ‪.4012‬‬

‫اْلحكام وق اررات القضائية اْلجنبية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أ‪ -‬قرار المجلس الدولة الفرنس ‪ ،‬الصادر بْاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،1202‬ف‬


‫قضية ‪.deplanque‬‬

‫حكم مِكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬بْاريخ ‪ 01‬نوفمبر ‪.1291‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫قرار المِكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬الصادرة بْاريخ ‪41‬‬ ‫ت‪-‬‬


‫ديسمبر ‪.1291‬‬

‫القانون المدن المصري‪ ،‬رقم ‪ ،111‬لسنة ‪.1221‬‬ ‫ث‪-‬‬

‫قانون المناقصات والمزايدات المصرية‪ ،‬رقم ‪ ،12‬لسنة ‪،1221‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫واَّلئِْه الْنفْذية‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الكتب باللغة العربية‪:‬‬

‫الكْب المخصصة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة مِمد عرب‬ ‫‪ -‬أحمد مِْو‪ ،‬مِاضرات ف‬


‫مصْن‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.1229‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬الِلو ماجد راَب‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫سنة ‪.4012‬‬
‫‪ -‬أيمن فِْ مِمد عفيف ‪ ،‬الوجْز ف العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دون دار‬
‫النشر‪ ،‬اسكندرية‪ ،‬سنة ‪4019‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حماده عبد الرزاق حماده‪ ،‬النظام القانون لعقد امْياز المرفق العام‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.4014‬‬
‫‪ -‬مِمد العموري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬منشورات الجامعة ااَّلفْراضية‪،‬‬
‫الجمهورية العربية السورية‪ ،‬سنة ‪.4011‬‬
‫‪ -‬مِمد خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دار الثقافة لنشر والْوزيع‪،‬‬
‫دون بلد النشر‪ ،‬سنة ‪1211‬ه‪4010-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مِمد شعبان الدر هوم ‪ ،‬حق المْعاقد ف الْعويض ف العقد اإلداري‪ ،‬دون‬
‫طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.4012‬‬
‫‪ -‬مفْاح خليفة عبد الِمْد‪ ،‬إنهاء العقد اإلداري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4000‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الكْب العامة‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد عثمان يياد‪ ،‬مظاهر السلطة العامة ف العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1221‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جمال عثمان جبريل‪ ،‬إبراهيم مِمد عل ‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دون بلد‬
‫النشر‪ ،‬سنة ‪4004-4001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حمدي عطية مصطف عامر‪ ،‬اْلعمال القانونية للسلطة اإلداري‪ ،‬الطبعة اْلول ‪،‬‬
‫دار الفكر الجامع ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4012‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليمان الطماوي‪ ،‬اْلسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪1242‬ه‪4001-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليمان مِمد الطماوي‪ ،‬اْلسس العامة للعقود اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫دار الفكر العرب ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1211‬ه‪ 4014-‬م‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬اْلسس العامة ف العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة اْلول ‪،‬‬
‫المركز القوم لإلصدارات القانونية‪ ،‬دون بلد النشر‪ ،‬سنة‪4001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم الضوي‪ ،‬السلطة العامة ف مواجهة اْلفراد عبر القانون وعقد والقرار‬
‫اإلداري‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬مكْبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4019‬م‪.‬‬
‫الجزائر (دراسة تشريعية وقضائية‬ ‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية ف‬
‫وفقهية)‪ ،‬الطبعة اْلول‪ ،‬جسور لنشر والْوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪1241‬ه‪4002-‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬طبعة اْلول ‪ ،‬الجسور‬


‫للنشر والْوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪4010‬م‪.‬‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثان ‪ ،‬دون‬


‫طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪4011‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مازن لْلو راض ‪ ،‬العقود اإلدارية ف القانون اللْب والمقارن‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4004‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مازن لْلو راض ‪ ،‬العقود اإلدارية ف القانون اللْب والمقارن‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫منشأة المعارف‪ ،‬ااَّلسكندرية‪ ،‬سنة ‪4001‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ماجد راَب الِلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.4001‬‬

‫‪ -‬مِمد الصغْر بعل ‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار العلوم لنشر‬
‫والْوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬سنة ‪4002‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مِمد رضا جنيح‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز النشر الجامع ‪،‬‬
‫دون بلد النشر‪ ،‬سنة ‪4001‬م‪.‬‬

‫رحمه‪ ،‬السلطة الْقديرية والشروط الْعسفية لصاحب‬ ‫مِمود عل‬ ‫‪-‬‬


‫العمل ف إنهاء وتعديل عقد العمل دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬مركز الدارسات‬
‫العربية لنشر والْوزيع‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬سنة ‪1212‬ه‪ 4011-‬م‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫نذير بن مِمد الطْب أوهاب‪ ،‬نظرية العقود اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركز البِوث جمعية اإلدارة العامة‪ ،‬السعودية‪ ،‬سنة ‪1242‬ه‪4009-‬م‪.‬‬

‫نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكْاب الثان ‪ ،‬الطبعة اْلول ‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة للنشر والْوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة ‪4002‬م‪.‬‬

‫نواف كعنان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكْاب الثان ‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والْوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة ‪4002‬م‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬

‫رسائل الدكْوراه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حسن عمرو بخْت‪ ،‬مضمون فكرة الشروط ااَّلسْثنائية ف نطاق‬ ‫أ‪-‬‬


‫العقد اإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة دكْوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬سنة ‪4002‬م‪.‬‬

‫زينة مقداد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف فرض الجزاءات عل المْعاقد معها‬ ‫ب‪-‬‬


‫بْن مبدأ الفاعلية ومبدأ الضمان‪ ،‬شهادة الدكْورة‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫ليابس‪ ،‬علوم قانونية‪ ،‬قانون عام‪ ،‬بسْدي بلعباس‪ ،‬السنة‬ ‫جامعة الجالل‬
‫‪4012/4011‬م‪.‬‬

‫سعْد عبد الرزاق بالخبْرة‪ ،‬سلطة اإلدارة الجزائية أثناء تنفْذ العقد‬ ‫ت‪-‬‬
‫اإلداري‪ ،‬أطروحة الدكْوراه‪ ،‬كلية الِقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪4001‬م‪.‬‬

‫حماية المْعاقد مع‬ ‫اإلداري ف‬ ‫كمال العطراوي‪ ،‬دور القاض‬ ‫ث‪-‬‬


‫اإلدارة‪ ،‬أطروحة دكْوراه‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪،‬‬
‫قسم الِقوق‪ ،‬إدارة ومالية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬سنة ‪4011/4012‬م‪.‬‬

‫رسائل الماجسْْر‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أحمد طالل عبد الِمْد‪ ،‬قاعدة العقد شريعة المْعاقدين ف مجال‬ ‫أ‪-‬‬
‫العقود اإلدارية‪ ،‬شهادة ماجسْْر‪ ،‬كلية الِقوق الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النهرين‪،‬‬
‫القسم العام‪ ،‬العراق‪1211 ،‬ه‪4014-‬م‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫تامر خالف عبد ربه الدروع‪ ،‬سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري‬ ‫ب‪-‬‬
‫باردتها المنفردة (دراسة مقارنة)‪ ،‬شهادة الماجسْْر‪ ،‬ف الِقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة بْروت العربية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬بْروت‪ ،‬سنة ‪4012‬م‬

‫تنفْذ عقد‬ ‫زعرب‪ ،‬امْيازات السلطة العامة ف‬ ‫فاطمة سام‬ ‫ت‪-‬‬


‫اْلشغال العامة ف ضوء الْشريع الفلسطْن ‪ ،‬شهادة الماجسْْر‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة اْلقص ‪ ،‬القانون واإلدارة العامة‪ ،‬بغزة‪1221 ،‬ه‪4040-‬م‪.‬‬

‫وسام صبار العان ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة (دراسة مقارنة)‪،‬‬ ‫ث‪-‬‬


‫شهادة الماحسْْر‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫حمودي مِمد أمْن‪ ،‬العقود المبرمة بْن اْلشخاص العامة ف‬ ‫ج‪-‬‬


‫النظام القانون الجزائري‪ ،‬شهادة الماسْر‪ ،‬كلية الِقوق‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬سنة ‪4012‬م‪.‬‬

‫تعديل‬ ‫خلفان مِمد أمْن‪ ،‬كمال مِمد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف‬ ‫ح‪-‬‬


‫وتوقيع الجزاءات أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ ،‬شهادة الماسْر‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أكل مِند أولِاج‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬لبويرة‪ ،‬سنة ‪-4011‬‬
‫‪4012‬م‪.‬‬

‫حرية اإلدارة لدى الْعاقد‪،‬‬ ‫زينة بالسعْد‪ ،‬القْود الواردة عل‬ ‫خ‪-‬‬
‫شهادة الماسْر‪ ،‬كلية الِقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الِمْد بن باديس‪،‬‬
‫قسم الِقوق‪ ،‬إدارة عامة‪ ،‬بمسْغانم‪ ،‬سنة ‪4014-4011‬م‪.‬‬

‫العقود‬ ‫توقيع الجزاءات ف‬ ‫فاطمة ريغ ‪ ،‬سلطة اإلدارة ف‬ ‫د‪-‬‬


‫اإلدارية‪ ،‬مدكرة ماسْر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية وااَّلجْمايية‪ ،‬جامعة مِمد خيضر‪،‬‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪ ،4012‬سنة ‪4012-4011‬م‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬المجالت‪:‬‬

‫أحمد بركات‪ ،‬سلطة اإلدارة ف فرض جزاءات عل المْعاقد معها‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫مجلة القانون والْنمية المِلية‪ ،‬المجلة ‪ ،01‬العدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬جانف ‪4041‬م‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫أشرف مِمد حمامده‪ ،‬الجزاءات ف تنفْذ العقود اإلدارية ف النظام‬ ‫ب‪-‬‬
‫السعودي‪ ،‬مجلة المنال للبِوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،01‬العدد‬
‫‪ ،09‬فلسطْن‪ ،‬سبْمبر ‪4011‬م‪.‬‬

‫حكيم عبد الرحيم مِمد ناصوف‪ ،‬وعزت مِمد سعد الزعويل ‪،‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫العقود اْلشغال العامة‪ ،‬المجلة‬ ‫حساب المْعاقد ف‬ ‫سِب العمل والْنفْذ عل‬
‫الدولية للقانون والدراسات السياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،04‬العدد ‪ ،04‬لْبيا ومصر‪04 ،‬‬
‫نوفمبر ‪4040‬م‪.‬‬

‫العقود‬ ‫َْر مجال‬ ‫سورية ديش‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة ف‬ ‫ث‪-‬‬


‫والْأديب ومدى دسْوريْها‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،10‬العدد‬
‫‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪4012‬م‪.‬‬

‫سيف مِمد سيف السويدي‪ ،‬فسخ العقد اإلداري‪ ،‬مجلة‬ ‫ج‪-‬‬


‫جامعة الشارقة‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،01‬اإلمارات العربية المِْدة‪ ،‬ذو القعدة‬
‫‪1221‬ه‪ /‬جانف ‪4041‬م‪.‬‬

‫صوفية يباد‪ ،‬سلطة اإلدارة ف توقيع جزاء سِب العمل من‬ ‫ح‪-‬‬
‫المقاول‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،02‬العدد ‪ ،04‬تبسة (الجزائر)‪،‬‬
‫جوان ‪4011‬م‪.‬‬

‫عبد الِليم مجدوب‪ ،‬الْأصْل القانون لسلطة اإلدارة الجزائية‬ ‫خ‪-‬‬


‫ف العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة اْلسْاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلة‬
‫‪ ،02‬العدد ‪ ،04‬تلمسان‪ 01 ،‬جانف ‪4012‬م‪.‬‬

‫عل يوسف الشرك ‪ ،‬ومِمد سالم عبد الكاظم‪ ،‬سلطة اإلدارة‬ ‫د‪-‬‬
‫ف الرقابة عل تنفْد العقد اإلداري‪ ،‬مجلة كوفة‪ ،‬العدد ‪ ،42‬جامعة كوفة‪.‬‬

‫عمار الْركاوي‪ ،‬سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه ف نطاق‬ ‫ذ‪-‬‬


‫تنفْذ العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق‪ ،‬سنة ‪.4041‬‬
‫‪91‬‬
‫فوزية سكران‪ ،‬وزينب سالم‪ ،‬اإلعذار ف العقود اإلدارية‪ ،‬مجلة‬ ‫ر‪-‬‬
‫أكاديميا‪ ،‬العدد ‪ ،09‬تلمسان وبسكرة‪ ،‬جوان ‪4002‬م‪.‬‬

‫فيصل نسيغة‪ ،‬النظام القانون للجزاءات اإلدارية ف الجزائر‪،‬‬ ‫ز‪-‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬جامعة بسكرة‪ ،‬مارس ‪4002‬م‪.‬‬

‫كمال العطراوي‪ ،‬سلطة اإلدارة ف تعديل عقد اْلشغال العامة أثناء‬ ‫س‪-‬‬
‫مرحلة الْنفْذ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬الجزائر‪ ،‬جانف‬
‫‪4011‬م‪.‬‬

‫نوال ملوك‪ ،‬وعصام حوادق‪ ،‬حدود وضوابط سلطة اإلدارة الجزائية‬ ‫ش‪-‬‬
‫ف العقد اإلداري‪ ،‬مجلة ااَّلجْهاد القضائ ‪ ،‬المجلة ‪ ،11‬العدد ‪ ،42‬بسكرة‪12 ،‬‬
‫جانف ‪4041‬م‪.‬‬

‫سادسا‪ /‬المراجع االلكترونية‪:‬‬

‫خلف‪This file was edited using the ،‬‬ ‫شاكر اكباش‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪trial version of Nitro pro7 Buy now at www.nitropdf.com to‬‬
‫‪.remove this message‬‬

‫أبوراس‪ ،‬العقود اإلدارية‪PDF ceatedwith ،‬‬ ‫مِمد الشافع‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪pdffactory pro trial version www. Pdffactory.com‬‬

‫‪91‬‬
‫الفهرس‬

‫‪91‬‬
‫الشكر‬
‫اهداء‬
‫‪VI-I‬‬ ‫مقدمة‬
‫ص‪09‬‬ ‫سلطات اإلدارة الوقائية ف تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬ ‫الفصل اْلول‬
‫ص‪02‬‬ ‫سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬ ‫المبِث‬
‫اْلول‬
‫ص‪01‬‬ ‫تعريف سلطة الرقابة والْوجيه‪.‬‬ ‫المطلب‬
‫اْلول‬
‫ص‪01‬‬ ‫المعن الضْق يْناول فكرة إشراف والرقابة‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪11‬‬ ‫معن الواسع يْناول سلطة الْوجيه‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪12‬‬ ‫حااَّلت تجاوز اإلدارة حقها ف الرقابة والْوجيه‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‬
‫الرقابة والْوجيه عن َْرها من السلطات ص‪12‬‬ ‫تمْز سلطة اإلدارة ف‬ ‫الفرع‬
‫المعْرف بها لإلدارة‪.‬‬ ‫الرابع‬
‫ص‪11‬‬ ‫القْود الواردة ف سلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه‪.‬‬ ‫المطلب‬
‫الثان‬
‫ص‪11‬‬ ‫اْلساس القانون لسلطة اإلدارة ف الرقابة والْوجيه‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪44‬‬ ‫حدود سلطة اإلدارة ف الرقابة الْوجيه‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪41‬‬ ‫سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري أثناء تنفْذه‪.‬‬ ‫المبِث‬
‫الثان‬
‫ص‪42‬‬ ‫تعريف سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري‬ ‫المطلب‬
‫اْلول‬

‫‪91‬‬
‫ص‪42‬‬ ‫الْعريف الْشريع لسلطة الْعديل‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪41‬‬ ‫الْعريف القضائ لسلطة الْعديل‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪42‬‬ ‫الْعريف الفقه لسلطة الْعديل‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‬
‫ص‪11‬‬ ‫قْود الواردة عل سلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري‪.‬‬ ‫المطلب‬
‫الثان‬
‫ص‪11‬‬ ‫اْلساس القانون لسلطة اإلدارة ف تعديل العقد اإلداري‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫تعديل العقد ص‪19‬‬ ‫سلطة اإلدارة ف‬ ‫ترد عل‬ ‫الضوابط والقْود الْ‬ ‫الفرع‬
‫اإلداري‪.‬‬ ‫الثان‬
‫ص‪24‬‬ ‫سلطات اإلدارة العقابية ف تنفْذ العقد اإلداري‪.‬‬ ‫الفصل‬
‫الثان‬
‫سلطة اإلدارة ف فرض الجزاءات اإلدارية أثناء تنفْذ العقد اإلداري‪ .‬ص‪22‬‬ ‫المبِث‬
‫اْلول‬
‫ص‪22‬‬ ‫مفهوم الجزاءات ف العقود اإلدارية‪.‬‬ ‫المطلب‬
‫اْلول‬
‫ص‪22‬‬ ‫تعريف الجزاء ف العقد اإلداري‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪22‬‬ ‫خصائص الجزاءات ف العقود اإلدارية‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫اْلنظمة ص‪22‬‬ ‫العقد اإلداري والجزاءات ف‬ ‫تمْْز بْن الجزاءات ف‬ ‫الفرع‬
‫المْشابهة‪.‬‬ ‫الثالث‬
‫المْعاقد ص‪24‬‬ ‫توقعها اإلدارة عل‬ ‫القواعد العامة ْلنواع الجزاءات الْ‬ ‫المطلب‬
‫معها‪.‬‬ ‫الثان‬

‫‪91‬‬
‫ص‪24‬‬ ‫الجزاءات المالية‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪90‬‬ ‫الجزاءات الضاَطة‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪92‬‬ ‫الجزاءات الفاسخة‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‬
‫حدود سلطة اإلدارة عند فرض الجزاءات أثناء تنفْذ العقد اإلداري ص‪92‬‬ ‫المبِث‬
‫الثان‬
‫ص‪92‬‬ ‫اإلعذار بْوقيع الجزاء عل المْعاقد مع اإلدارة‪.‬‬ ‫المطلب‬
‫اْلول‬
‫ص‪92‬‬ ‫تعريف اإلعذار‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪91‬‬ ‫وجوب اإلعذار بالجزاء‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪92‬‬ ‫حااَّلت اإلعفاء من اإلعذار‬ ‫الفرع‬
‫الثالث‬
‫ص‪21‬‬ ‫شروط اإلعذار‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الرابع‬
‫ص‪24‬‬ ‫فرض الجزاءات عل‬ ‫السلطة اإلدارة ف‬ ‫الرقابة القضائية عل‬ ‫المطلب‬
‫المْعاقد معها‬ ‫الثان‬
‫ص‪21‬‬ ‫القضاء المخْص بالنظر ف منازعات العقود اإلدارية‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫اْلول‬
‫ص‪22‬‬ ‫رقابة المشرويية والرقابة المالءمة‪.‬‬ ‫الفرع‬
‫الثان‬
‫ص‪22‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪97‬‬
‫ص‪12‬‬ ‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫ص‪22‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪98‬‬
:‫الملخص‬

‫ واسعة ومخْلفة ومن‬،‫ونسْخلص ف هذا البِث بأن سلطات اإلدارة ف تنفْذ العقد اإلداري‬
‫ وكذلك سلطة‬،‫ وسلطة الْعديل تنفْذ العقود اإلدارية‬،‫هذه السلطات؛ حق اإلدارة ف الرقابة والْوجيه‬
‫ وتعد إحدى ااَّلمْيازات الضرورية الْ تِْاج إلْها اإلدارة‬.‫توقيع الجزاءات اإلدارية ف تنفْذ العقد‬
‫أثناء حفاظها ورعايْها لْسْْر المرافق العامة من جراء تقصْر أو إهمال أو إخالل من طرف المْعاقد‬
‫ والْ من شأنها الْأثْر عل حسن سْر المرافق العامة بانْظام‬،‫معها ف تنفْذ الْزامات الْعاقدية‬
‫ لذلك كان لزوم الْصدي لمثل هذه السلطات المْمثلة ف سلطات اإلدارة الوقائية كسلطة‬.‫واضطراد‬
‫ وسلطات اإلدارية العقابية كالجزائيات الضاَطة‬،‫ وأيضا سلطة الْعديل العقد اإلداري‬،‫الرقابة والْوجيه‬
.‫والفاسخة‬

،‫ سلطات العقابية‬،‫ الغرامة الْأخْرية‬،‫تنفْذ العقد اإلداري‬ ‫ سلطات اإلدارية ف‬:‫كلمات المفْاحية‬
.‫السلطات الوقائية‬

Summary:

We conclude in this research that the administration’s powers in


implementing the administrative contract are wide and different, and from
these powers; The right of management to supervise and direct, and the
authority to amend the implementation of administrative contracts, as well
as the authority to impose administrative penalties in the implementation of
the contract. It is one of the necessary privileges that the administration
needs while maintaining and caring for the running of public utilities as a
result of negligence, negligence or breach by the contracting party in
implementing contractual obligations, which would affect the proper
functioning of public utilities regularly and steadily. Therefore, it was
necessary to address such authorities represented in the preventive
management authorities such as the authority of control and direction, as
well as the authority to amend the administrative contract, and the punitive
administrative authorities such as the pressing and rescinding penalties.

Keywords: administrative authorities in the implementation of the


administrative contract, late fine, punitive authorities, preventive authorities.

You might also like