You are on page 1of 131

‫جامعة محمد الصديق بن يحي ‪ -‬جيجل‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫إدارة شركة المساهمة في التشريع‬


‫الجزائري‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫تخصص‪ :‬القانون الخاص لألعمال‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫أعجيري جهيدة‬ ‫حنصال عبد العزيز‬

‫لجنة المناقشة‬
‫رئيســـــــــــــــــــــــا‬ ‫أستاذ مساعد(أ) جامعة جيجل‬ ‫‪ -‬بوخيـــرة حسيـــن‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذة مساعدة (أ) جامعة جيجل‬ ‫‪ -‬أعجيري جهيدة‬
‫ممتحنـــــــــــــــــا‬ ‫أستاذة مساعدة (أ) جامعة جيجل‬ ‫‪ -‬مسمـة مونيــة‬

‫السنة الجامعية‪4102/4102 :‬‬


‫(‪)1‬‬ ‫ك الَّ ِذي َخلَ َق‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫اس‬ ‫ِ‬
‫﴿اقْ َرأْ ب ْ َ َ‬
‫ك‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫أ‬
‫ر‬ ‫اق‬ ‫ق‬‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫َ‬ ‫َخلَ َق ْ َ َ ْ َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫اْل‬
‫ْاْلَ ْكَرُم (‪ )3‬الَّ ِذي َعلَّ َم بِالْ َقلَ ِم (‪َ )4‬علَّ َم‬
‫اْلنْ َسا َن َما ََلْ يَ ْعلَ ْم﴾‬
‫ِْ‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫‪10-10‬‬ ‫سورة العلق‪ ،‬اآلية‪:‬‬


‫"اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح‬
‫وخير العلم وخير العمل"‬
‫الشكر الجزيل والحمد الكثير هلل العلي القدير الذي وفقنا وأعاننا على إتمام‬
‫هذا العمل املتواضع‪.‬‬

‫ويسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل لألستاذة املشرفة "أعجيري جهيدة "‬


‫التي وجهتني والتي لم تبخل علي بتوجيهاتها القيمة وإلى أعضاء اللجنة‬
‫املناقشة‪.‬‬

‫كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى جميع أساتذة كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.‬‬

‫وإلى كل طلبة السنة الثانية ماستر قانون خاص لألعمال‪.‬‬

‫ونشكر كل من ساعدنا من قريب أو بعيد ولو بكلمة طيبة‪.‬‬

‫ونرجو أن نكون قد وفقنا في هذا العمل املتواضع‪ ،‬ونسأل هللا التوفيق‬


‫والنجاح إنه سميع مجيب‪.‬‬

‫عبـ ـ ـ ـد العزي ـ ـ ـ ـز‬

‫إه ـ ـ ـداء‬
‫بكل فخر واعتزاز اهدي ثمرة هذا العمل املتواضع إلى‬
‫من حملتني وهنا على وهن‬
‫إلى منبع الحب و الحنان‬
‫إلى من سهرت الليالي‬
‫إلى من كان حلمها ينير الدرب أمامي‬
‫إلى من تفرح ألفراحي و تحزن ألحزاني‬
‫إلى أمي الحنون حفظها هللا ورعاها‬
‫إلى من يشقى لسعادتي ويتعب لراحتي إلى من رباني و رعاني‬
‫إلى من كان سببا في نجاحي‬
‫إلى صاحب الجود و الكرم أبي الغالي حفظه هللا‬
‫إلى أخي‪ ،‬إخوتي وأبنائهم كل باسمه‬
‫إلي كل العائلة الكبيرة‬
‫إلى كل ألاصدقاء والذي ال يتسع املقام لذكرهم‬
‫وإلى كل من استحضرته أو لم تستحضره الذاكرة في هذه اللحظات‬

‫عبـ ـ ـ ـد العزي ـ ـ ـ ـز‬

‫االختصارات باللغة العربية‬


‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمق ارطية الشعبية‬ ‫جر‬
‫الجزء‬ ‫ج‬
‫دينار جزائري‬ ‫دج‬
‫دون تاريخ نشر‬ ‫دت‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫الصفحة إلى الصفحة‬ ‫صص‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫الفقرة‬ ‫ف‬
‫القانون التجاري الجزائري‬ ‫ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪Principales abréviations en langue française‬‬

‫‪Op.cit‬‬ ‫‪Ouvrage Précédemment Cité‬‬


‫‪p‬‬ ‫‪page‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫يعود ظهور الشركات إلى زمن بعيد‪ ،‬وما كان يميز تلك الشركات نظامها البسيط‬
‫والذي يحتكم إلى العادات واألعراف‪ ،‬كما أن نشاطها اقتصر على ممارسة التجارة والزراعة‪،‬‬
‫وهذا النوع من الشركات يعرف اليوم بشركات األشخاص‪.‬‬

‫لقد اختلف الفقهاء حول زمان ومكان ظهور شركة المساهمة‪ ،‬هناك من يرى أن‬
‫ظهورها يعود إلى عام ‪ 1441‬في مدينة جنواه إيطاليا في مصرف سان جورج‪ ،‬وهناك من‬
‫يرى أن ظهورها يعود إلى جمعية التجار المغامرين التي عرفتها إنجلت ار في أوائل القرن‬
‫الخامس عشر‪.‬‬

‫في بداية القرن السابع عشر ظهرت موجات االستعمار األوروبي للشرق‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل نهب ثرواته وخاصة الباطنية منها‪ ،‬ولكن استغاللها يتطلب رؤوس أموال كبيرة‪ ،‬وهذا ما‬
‫عجز عنه األفراد أو باألحرى شركات األشخاص بحكم قلة أموالها والمساهمين فيها‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ظهرت شركات األموال وعلى رأسها شركة المساهمة في فرنسا‬
‫وانجلت ار وهولندا‪ ،‬وتهافت عليها أصحاب رؤوس األموال لالكتتاب في رأس مالها بحكم‬
‫المميزات التي تتوافر عليها‪ ،‬مثل المسؤولية المحدودة للمساهمين‪ ،‬كما أنهم يتحصلون على‬
‫أرباح كبيرة مقابل خسائر قليلة ولكن دون تدخلهم في األمور اإلدارية لهذه الشركات‪ ،‬وعرفت‬
‫شركة المساهمة في ذلك الوقت بالمؤسسة القانونية الرأسمالية‪.‬‬

‫بعد توسع شركات المساهمة وهيمنتها على االقتصاد أجبرت بعض الدول مثل فرنسا‬
‫وانجلت ار‪ ،‬بإخضاع االكتتاب في رأس مال هذه الشركات إلى موافقتها‪ ،‬ولم يتوقف األمر عند‬
‫هذا الحد بل تدخلت حتى في تنظيمها من خالل إصدار مراسيم وقوانين ذات طبيعة آمرة‪.‬‬

‫ومع ظهور الثورة الصناعية ازداد الطلب على رؤوس األموال من أجل استغالل‬
‫االكتشافات المتوصل إليها‪ ،‬هذا ما حفز أصحاب رؤوس األموال لالستثمار أموالهم في‬
‫شركة المساهمة خاصة بعد األرباح التي حققتها‪ ،‬كما أن المساهمة في رأس مال هذه‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫الشركات لم يقتصر على أفراد الدولة الواحدة بل شمل أفراد من دول مختلفة‪ ،‬وهذا ما أذى‬
‫إلى ظهور ما يعرف بالشركات المتعددة الجنسيات والتي تبنت نظام شركة المساهمة‪ ،‬من تم‬
‫يمكن القول أن شركة المساهمة مرت بعدة مراحل حتى وصلت إلى النظام التي تعرف به‬
‫اليوم‪.‬‬

‫تتميز شركة المساهمة بضخامة رأس مالها وكثرة المساهمين فيها‪،‬بحيث يسمح‬
‫ألصحاب األموال باالكتتاب أو المساهمة في هذه الشركات‪ ،‬كما يحق لهم التنازل أو بيع‬
‫حصصهم في رأسمالها إضافة إلى أن المسؤولية محدودة بحسب مساهمة الفرد في رأس‬
‫مالها‪.‬‬

‫واستمر العمل في الجزائر بعد االستقالل بالتشريع الفرنسي في تنظيم شركة المساهمة‬
‫وذلك قبل تنظيمها من قبل المشرع الجزائري بموجب القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫لقد نص المشرع الجزائري في القانون التجاري على الحد األدنى لعدد المساهمين‬
‫والمقدر بسبعة مساهمين‪ ،‬ولم يحدد الحد األقصى على غرار أغلب التشريعات المقارنة‪ ،‬كما‬
‫أن هذا النوع من الشركات قد يتأسس باللجوء العلني لالدخار ففي هده الحالة يجب أن يكون‬
‫رأس مالها خمسة ماليين دينار جزائري‪ ،‬وفي حالة عدم اللجوء العلني لالدخار يجب أن‬
‫يكون رأسمالها مليون دينار جزائري‪ ،‬وكانت تخضع شركة المساهمة للقانون الفرنسي قبل‬
‫تنظيمها من قبل المشرع الجزائري‪ ،‬غير أن المشرع الجزائري خص شركة المساهمة بنظامين‬
‫إلدارتها وهما نظام مجلس اإلدارة المعروف بالنظام التقليدي‪ ،‬والذي نص عليه المشرع في‬
‫القانون التجاري ألول مرة سنة ‪ ،1191‬وبعد ذلك نص المشرع على النظام الحديث والمتعلق‬
‫بمجلس المديرين ومجلس المراقبة وذلك في سنة ‪ ،1113‬نقالً عن المشرع الفرنسي الذي‬
‫نص عليه سنة ‪ 1111‬في القانون التجاري‪ ،‬والذي بدوره استوحاه من المشرع األلماني‪ ،‬كما‬
‫ادخل المشرع الجزائري في سنة ‪ 1113‬تعديالت جوهرية على نظام مجلس اإلدارة في‬
‫القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫األصل أن إدارة شركة المساهمة من صالحيات جميع المساهمين‪ ،‬لكن هذا ال يتوافق‬
‫ونظامها‪ ،‬كما أنه يصعب من الناحية العلمية لكثرة المساهمين فيها‪ ،‬لذلك حصرت اإلدارة‬
‫في يد فئة قليلة من المساهمين‪.‬‬

‫كما أن أهمية الدراسة التي تركز على إدارة شركة المساهمة تكمن في‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على إدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري على اعتبار أنه قد تمثل‬
‫سبب للنجاح أو الفشل خاصة في شركة المساهمة مما يستوجب إعطاء إدارة هذا النوع من‬
‫الشركات أهمية بالغة‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل دور اإلدارة في شركة المساهمة ودفعها نحو اإلدارة الرشيدة وذلك لتحقيق المزيد من‬
‫النجاحات‬

‫‪ -‬التوفيق بين الكفاءة اإلدارية ومصالح المساهمين من جهة واالقتصاد الوطني من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ويعود سبب اختيارنا لهذا الموضوع والمعنون بإدارة شركة المساهمة إلى األسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أهمية موضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬الطبيعة المعقدة إلدارة شركة المساهمة‪.‬‬

‫‪ -‬وجود نظامين إلدارة الشركة ‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية شركة المساهمة في النظام االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬قلة – إن لم نقل ندرة ‪ -‬البحوث والدراسات المتعلقة بإدارة شركة المساهمة خاصة في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫الهدف من وراء دراستنا لموضوع إدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري هو‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة تبيان األجهزة اإلدارية لهذا النوع من الشركات وكيفية ممارستها لمهامها واإلشارة‬
‫إلى طرق تكوينها‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز فعالية النصوص القانونية التي تنظم إدارة شركة المساهمة بالمقارنة مع التشريعات‬
‫المقارنة‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الوصول إلى أفضل نظام أو أسلوب إداري يمكن العتماد عليه من ِقبل شركة‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫‪ -‬الوقوف على عيوب ومزايا كل نظام‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن الباحث تصادفه صعوبات أثناء بحثه ومن الصعوبات التي‬
‫واجهتنا‪:‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع المتخصصة التي تعالج إدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري‪ ،‬وان‬
‫وجدت فما هي إال تكرار للنصوص القانونية الواردة في القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة الحصول على بعض الوثائق الخاصة بإدارة شركة المساهمة‪.‬‬


‫‪ -‬وجود نصوص مبعثرة في مختلف القوانين الخاصة تتعلق بشركة المساهمة‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق توصلنا إلى طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫على اعتبار أن المشرع الجزائري تبنى نظامين إلدارة شركة المساهمة‪ ،‬النظام التقليدي‬
‫والمتمثل في مجلس اإلدارة‪ ،‬والنظام الحديث المتمثل في مجلس المديرين ومجلس‬
‫المراقبة‪ ،‬فأيهما األنجع إلدارة شركة المساهمة؟‬
‫هذه اإلشكالية تتفرع عنها التساؤالت التالية‪:‬‬

‫كيف يتم تشكيل أجهزة إدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري؟‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫ما هي الشروط الواجب توافرها في المكلفين باإلدارة؟‬


‫فيما تكمن أجهزة تسيير شركة المساهمة وأجهزة مراقبة هذه الشركة؟‬
‫ولإلجابة على هذ ه اإلشكالية اعتمدنا على العديد من المناهج وذلك لإلحاطة بجميع‬
‫المسائل القانونية التي تتضمنها الدراسة‪ ،‬استعنا بالمنهج التحليلي لتحليل النصوص القانونية‬
‫الواردة في القانون التجاري و القوانين الخاصة التي تتعلق بإدارة شركة المساهمة‪ ،‬وكذلك‬
‫المنهج الوصفي الذ ي اعتمدنا عليه أثناء وصف األجهزة التي تتولي إدارة شركة المساهمة‬
‫وكذلك أثناء الحديث عن تشكيلتها وتكوينها‪.‬‬

‫وقد استعنا بالمنهج المقارن للمقارنة بين التشريع الجزائري والتشريعات المقارنة‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك من أجل الوقوف على نقائص ومميزات النصوص المتعلقة بإدارة شركة‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫وقد قمنا بتقسيم بحثنا الموسوم بإدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري إلى‬
‫فصلين‪،‬حيث ارتأينا دراسة أجهزة تسيير شركة المساهمة في الفصل األول‪ ،‬أما أجهزة رقابة‬
‫شركة المساهمة فخصصنا لها الفصل الثاني‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أجهزة تسيير شركة المساهمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مجلس إدارة شركة المساهمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المديرين في شركة المساهمة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أجهزة رقابة شركة المساهمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أجهزة الرقابة المشتركة في شركة المساهمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المراقبة في شركة المساهمة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل ألاول‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تعتبر شركة المساهمة شركة المشاريع الكبرى ورؤوس األموال الضخمة‪ ،‬ولذلك فهي‬
‫ذات خصوصية كبيرة من حيث إدارتها وتسييرها‪ ،‬إذا ال يمكن لشخص واحد فعل ذلك‬
‫ولذلك خصها المشرع الجزائري بأجهزة إدارة وتسيير ال يتوافر عليها أي نوع من الشركات‬
‫األخرى‪ ،‬بحيث جاء المشرع بجهاز يدعى مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو جهاز تقليدي بموجب األمر‬
‫‪ ،111-91‬وذلك ألول مرة على الرغم من اعتماد الجزائر في ذلك الوقت على النظام‬
‫االقتصادي االشتراكي والذي يعتمد على الملكية المشتركة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬غير أن انتشار‬
‫النظام الرأسمالي وظهور مفهوم جديد لشركة المساهمة أدى بالمشرع إلى االتجاه صوب هذا‬
‫التطور من خالل اعتماده على نظام جديد في إدارة شركة المساهمة قادما من ألمانيا مرو ار‬
‫بفرنسا أال وهو مجلس المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬والذي نص عليه المشرع الجزائري بموجب‬
‫المرسوم التشريعي ‪ 40-13‬المعدل والمتمم للقانون التجاري‪.2‬‬

‫لقد وضع المشرع المساهمين أمام خيارين في تسيير شركة المساهمة‪ ،‬إما االعتماد‬
‫على النظام التقليدي والمتمثل في مجلس اإلدارة والذي نتناوله في المبحث األول‪ ،‬أو اللجوء‬
‫إلى النظام الحديث المتمثل في مجلس المديرين والذي نتطرق إليه في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 11-91‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1191‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد ‪ 141‬الصادرة بتاريخ ‪11‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1191‬المعدل والمتمم إلى غاية القانون ‪ 42-41‬المؤرخ في ‪ 41‬فيفري ‪ ،2441‬ج ر عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪41‬‬
‫فيفري ‪.2441‬‬
‫‪ -2‬مرسوم التشريعي رقم ‪ 40-13‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،1113‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم لألمر ‪،11-91‬‬
‫ج ر عدد ‪ 29‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪.1113‬‬
‫‪8‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المبحث األول‪ :‬مجلس إدارة شركة المساهمة‬

‫لقد نص المشرع الجزائري على النظام التقليدي (مجلس اإلدارة)‪ ،‬كما سبق ذكره‬
‫بموجب األمر ‪ 11-91‬المتعلق بالقانون التجاري‪ ،‬ثم وقع عليه بعض التعديالت بموجب‬
‫المرسوم التشريعي ‪ ،40-13‬وذلك لمواكبة تطور دور ومفهوم شركة المساهمة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس قام المشرع بتنظيم مجلس اإلدارة من خالل مجموعة من األحكام ألنه أهم جهاز في‬
‫شركة المساهمة‪ ،‬والذي يقوم بالمهام الفعلية ومهام تسيير شؤونه بصفة عامة والشؤون‬
‫اليومية بصفة خاصة‪ ،‬وسنتناول دراسة مجلس اإلدارة في هذا المبحث من خالل مطلبين‪،‬‬
‫األول نشير فيه إلى تكوين المجلس‪ ،‬ثم نتطرق إلى نشاط المجلس في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس اإلدارة‬

‫لقد منح المشرع الجزائري لمجلس اإلدارة أهمية كبيرة‪ ،‬وذلك من خالل النصوص‬
‫الواردة في القانون التجاري خاصة النصوص المتعلقة بتشكيل مجلس اإلدارة وشروط‬
‫العضوية في المجلس‪ ،‬وهو ما سنتناوله من الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيل مجلس اإلدارة‬

‫يتطلب أثناء تشكيل مجلس اإلدارة االنصياع إلى بعض األحكام‪ ،‬وخاصة تلك الواردة‬
‫بنص قانوني وال يجوز مخالفتها‪ ،‬منها ما نص عليها المشرع الجزائري في القانون التجاري‬
‫ومنها ما لم ينص عليها‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬تحديد الحد األدنى والحد األقصى لألعضاء مجلس اإلدارة‬

‫لقد اتفقت أغلب التشريعات المقارنة على تحديد الحد األدنى والحد األقصى ألعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو العدد الذي يشكل منه مجلس اإلدارة‪ ،1‬وهذا ما نص عليه القانون‬

‫‪ -1‬حمدي محمود بارود‪ ،‬العضوية في مجلس إدارة شركة المساهمة (دراسة مقارنة في البناء التقليدي والحديث لشركة‬
‫المساهمة في قواعد الحوكمة) مجلة األزهر‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،42‬فلسطين‪ .2414 ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪9‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫التجاري الجزائري‪«:‬يتولى إدارة شركة المساهمة مجلس إدارة يتألف من ثالثة أعضاء على‬
‫األقل ومن أثنى عشر عضو على األكثر»‪ ،1‬وفي حالة الدمج يجوز رفع العدد الكامل‬
‫للقائمين باإلدارة إلى العدد الكامل للقائمين باإلدارة الممارسين منذ أكثر من ستة أشهر دون‬
‫تجاوز أربع وعشرين (‪ )24‬عضو‪.2‬‬

‫كما أن الوضع ال يختلف بالنسبة للمؤسسة العمومية االقتصادية والتي تأخذ شكل‬
‫‪3‬‬
‫شركة مساهمة وتعتمد على النظام التقليدي في إدارتها أو تسيير أعمالها (مجلس اإلدارة)‬
‫وتحديد الحد األدنى والحد األقصى الوارد في نص المادة ‪ 114‬من القانون التجاري الجزائري‬
‫هو نفس الحد الذي جاء به المشرع الفرنسي في قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪ 1111‬في‬
‫مادته ‪ ،01‬لكن مع اختالف في التفاصيل‪ ،4‬وشرط تحديد الحد األدنى للقائمين باإلدارة هو‬
‫شرط ابتداء واستمرار ينشأ ويستمر مجلس اإلدارة بهذا الحد‪ ،5‬ويرى بعض الفقه أنه من‬
‫المستحسن تشكيل مجلس اإلدارة بعدد فردي لكي يسهل التصويت واتخاذ القرار ولتفادي وقوع‬
‫تساوي في األصوات‪ ،6‬ولكن بعض الفقه يرى العكس من ذلك تماما‪ ،‬ألن تشكيل المجلس‬
‫بعدد زوجي ال يشكل صعوبة أثناء التصويت‪ ،‬ألنه في حالة تساوي األصوات يرجح صوت‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 114‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 016‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المعة بوسيف‪ ،‬النظام القانوني للرقابة على المؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لالستكمال متطلبات ماستر أكاديمي‪ ،‬قانون عام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2413-2412 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬أكرم يامالكي‪ ،‬القانون التجاري الشركات (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار الثاني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2440 ،‬ص‬
‫‪.211‬‬
‫‪ -5‬فتحي زناكي‪ ،‬شركة المساهمة في القانون الوضعي والفقه اإلسالمي (تأسيس‪ ،‬إجراءات‪ ،‬نشاط)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفائس‪،‬‬
‫األردن‪ ،2412 ،‬ص ص ‪.241 -244‬‬
‫‪ -6‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬ج ‪ ،14‬ط‪ ، ،1‬مكتبة الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2440 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪10‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الرئيس‪ ،1‬والعلة من تحديد الحد األدنى ألعضاء مجلس اإلدارة هو تفادي االستحواذ على‬
‫‪2‬‬
‫مجلس اإلدارة وبذلك االنفراد باتخاذ القرار داخل المجلس‪.‬‬

‫كان من األحسن أال يحدد المشرع الحد األقصى لعدد أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وأن‬
‫يكتفي بوضع ضوابط يحتكم إليها في تحديد هذا الحد‪ ،‬ومثال على ذلك رأس المال أو عدد‬
‫المساهمين فكلما بلغت نسبة معينة كلما انخفض أو ارتفع عدد القائمين باإلدارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهة المكلفة بتعيين أعضاء مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫تنتخب الجمعية العامة التأسيسية أو الجمعية العامة العادية القائمين باإلدارة‪ ،3‬كما‬
‫أن ه يجوز لمجلس اإلدارة السعي إلجراء تعيينات مؤقتة في حالة شغور منصب أو أكثر‬
‫للقائمين باإلدارة بسبب الوفاة أو االستقالة بين جلستين عامتين للجمعية العامة‪ ،‬وذلك ما‬
‫أكدته المادة ‪ 119‬الفقرة األولى من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وتعد هذه الصالحية استثنائية‬
‫ألن هذا االختصاص من صالحيات الجمعية العامة‪.‬‬

‫ويطلق على أول مجلس إدارة والتي تقوم بتعيينه الجمعية التأسيسية بالمجلس النظامي‬
‫وال تؤخذ هذه التسمية بمفهوم المدير النظامي في شركات األشخاص‪ ،4‬وبذلك ال يحق‬
‫للجمعية التأسيسية والتي قامت بتعيين أول مجلس إدارة‪ ،‬والتي ذكرت أسمائهم في القانون‬
‫كليا‬
‫األساسي للشركة استبدالهم‪ ،‬ألن التصويت على القانون األساسي للشركة يكون بشكل ً‬
‫وال يصح التصويت على جزء دون الجزء اآلخر‪ ،‬ورفض تعيين أعضاء مجلس اإلدارة هو‬

‫‪ -1‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.419‬‬


‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر ‪ ،2411‬ص ‪.1442‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري (الشركات التجارية)‪ ،‬دار الجامعة‪ ،‬مصر (د‪.‬ت) ص ‪.123‬‬
‫‪11‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫رفض القانون األساسي للشركة‪ ،‬وبذلك ال تتأسس الشركة‪ ،‬وذلك ما لم يوجد نص يخالف‬
‫ذلك‪.1‬‬

‫وسواء قامت الجمعية التأسيسية أو الجمعية العامة العادية بتعيين أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة فيتم ذلك عن طريق االقتراع السري‪.2‬‬

‫ثالثاا‪ :‬سلطات القضاء في تعيين مدير قضائي‬

‫أقر الفقه في لبنان وفرنسا للقاضي بالتدخل في تعيين مدير قضائي في حالة وجود‬
‫ضرورة لذلك كإساءة إدارة الشركة من طرف الشركاء أو وجود صراع بين المساهمين‪ ،‬وذلك‬
‫بناء على طلب من كل ذي مصلحة من القضاء االستعجالي تعيين مدير قضائي‪.3‬‬

‫ولم ينص القانون التجاري الجزائري على صالحية القضاء أو القاضي في تعيين‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة أو مدير قضائي‪ ،‬غير أنه يسمح له بتعيين وكيل يكلف باستدعاء‬
‫الجمعية العامة في حال إهمال المجلس استدعائها إلجراء التعيينات المطلوبة‪ ،‬وذلك بناء‬
‫على طلب ذوي المصلحة‪ ،‬ولكن ال يسمح له بتعيين أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وذلك حسب‬
‫المادة ‪ 110‬الفقرة الثانية‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬إشراك العاملين في إدارة شركة المساهمة‬


‫ر ا‬

‫يعد إشراك العاملين في إدارة شركة المساهمة مبدأ من مبادئ االشتراكية‪ ،‬وذلك ألجل‬
‫التخفيف من الصراع القائم بين الطبقة العاملة والطبقة المالكة‪.4‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة (الشركات التجارية)‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬منشورات عويدات‪ ،‬لبنان‪ ،1102 ،‬ص‬
‫‪.200‬‬
‫‪ -2‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة في األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،1‬‬
‫دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2449 ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.24 -23‬‬
‫‪ -4‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2440 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪12‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫لم ينص القانون التجاري الجزائري على ضرورة إشراك العاملين في إدارة شركة‬
‫المساهمة‪ ،‬غير أن المادة ‪ 41‬من األمر ‪ ،144-41‬والتي نصت على إلزامية إشراك العمال‬
‫في مجلس إدارة شركة المساهمة عن طريق ممثلين اثنين‪ ،‬وهذه المادة بدورها أحالت إلى‬
‫نص المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،211-14‬والتي نصت على ضرورة تعيين ممثلين اثنين عن‬
‫العمال في مجلس اإلدارة للشركة المساهمة التي يزيد عدد العاملين فيه أو المستخدمين عن‬
‫(‪ )114‬عامالً‪ ،‬وذلك طبقًا للتشريع المعمول به والذي يحدد طرق تعيين هؤالء الممثلين‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تعيين الشخص المعنوي في مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫لقد سمح المشرع الجزائري بتعيين الشخص المعنوي في مجلس إدارة شركة المساهمة‬
‫والذي يقوم بدوره في تعيين ممثل له في مجلس اإلدارة والذي يتحمل المسؤولية سواء كانت‬
‫مدنية أو جزائية‪ ،‬كما لو كان يمارس اإلدارة لحسابه وباسمه‪ ،‬دون انتفاء المسؤولية‬
‫التضامنية للشخص المعنوي‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 112‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫كما أن تمثيل الشخص المعنوي بشخص طبيعي هو تمثيل المصلحة‪ ،‬ومن ثم جاز‬
‫تعيين الشخص المعنوي في مجلس اإلدارة‪.3‬‬
‫سادسا‪ :‬تعيين األعضاء االحتياطيين في مجلس اإلدارة‬
‫ا‬
‫إن تعيين األعضاء االحتياطيين في مجلس اإلدارة يشكل ميزة وخاصة في حال‬
‫غياب أعضاء مجلس اإلدارة سواء كان الغياب بعذر أو بدونه‪ ،‬حتى يتحقق الهدف من‬
‫مناقشة الموضوعات المطروحة على المجلس و ليتوافر النصاب النعقاد المجلس‪.4‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 44-41‬المؤرخ في ‪ 24‬أوت ‪ ،2441‬المتعلق بتنظيم المؤسسة العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪،‬‬
‫ج ر عدد ‪ 49‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬أوت ‪ ،2441‬المعدل باألمر رقم ‪ ،61/60‬المؤرخ في ‪ 80‬فيفري ‪ ،8660‬ج ر عدد ‪11‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 68‬مارس ‪.8660‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 11-14‬مؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،1114‬يتضمن عالقات العمل‪ ،‬ج ر عدد‪ 19‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬أفريل ‪1114‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪ -4‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1444‬‬
‫‪13‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫غير أن المشرع الجزائري لم ينص في القانون التجاري على ضرورة أو جوازية تعيين‬
‫أعضاء احتياطيين الستخالف أعضاء مجلس اإلدارة في حال الغياب‪ ،‬ولكن أجاز تعيين من‬
‫يستخلف أعضاء مجلس اإلدارة في حال شغور منصب واحد أو أكثر بسبب الوفاة‬
‫قانونا‬
‫ً‬ ‫أو المرض‪ ،‬إذا أصبح القائمين باإلدارة أقل من الحد األدنى المنصوص عليه‬
‫أو أصبح أقل من الحد األدنى المنصوص عليه في القانون األساسي‪ ،‬ويعد هذا االختصاص‬
‫من صالحيات مجلس اإلدارة‪ ،‬ولكن تعرض هذه التعيينات على الجمعية العامة‪ ،‬ما عدا‬
‫التعيين ات المتعلقة بحاالت الوفاة واالستقالة‪ ،‬وذلك حسب ما ورد في نص المادة ‪ 119‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫كما أن هذه التعيينات ال تعد من قبل تعيين األعضاء االحتياطيين ألنها ال تكون‬
‫جائزة إال بعد تحقق المانع عكس تغيير األعضاء االحتياطيين والذي يكون جائز قبل تحقق‬
‫المانع‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬مدة عضوية أعضاء مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫تحدد مدة عضوية أعضاء مجلس اإلدارة في القانون األساسي دون أن يتجاوز ذلك‬
‫‪ 41‬سنوات‪.1‬‬

‫لم يحدد المشرع الجزائري في نص المادة السابقة الحد األدنى لمدة عضوية أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬وانما اكتفى بتحديد مدة الحد األقصى والتي ال يجوز تجاوزها والمقدرة بــستة‬
‫سنوات‪ ،‬وبذلك فتح المجال للقانون األساسي لتحديد مدة عضوية أعضاء المجلس‪.‬‬

‫وتحسب مدة العضوية من تاريخ قيد الشركة في السجل التجاري بالنسبة ألول مجلس‬
‫إدارة‪ ،‬والتي تقوم الجمعية التأسيسية بتعيينه‪ ،‬فمن تاريخ صدور قرار الجمعية العامة العادية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 011‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بالنسبة ألعضاء المجالس التالية‪ ،1‬وتنقضي هذه المدة بإنهاء أعمال الجمعية العامة للسنة‬
‫المالية التي تنتهي فيها العضوية‪.2‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري أجاز إعادة انتخاب أو تعيين أعضاء مجلس اإلدارة لعهدة‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك حسب ما ورد في نص المادة ‪ 113‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري وعلى غرار أغلب التشريعات المقارنة لم يحدد عدد العهدات‬
‫أو المرات التي يجوز إعادة انتخاب أو تعيين أعضاء مجلس اإلدارة لها‪ ،‬وبذلك يجوز تحديد‬
‫عدد العهدات التي يسمح ألعضاء المجلس الترشح لها في القانون األساسي‪.‬‬

‫ثام انا‪ :‬رئيس مجلس اإلدارة‬

‫ال يمكن لمجلس اإلدارة كجهاز تسيير أن يقوم بأعمال الشركة اليومية‪ ،‬ولذلك توكل‬
‫هذه المهمة لرئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬والذي يقوم بتعيينه أعضاء المجلس من بينهم‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون شخص طبيعي‪ ،3‬وذلك حسب ما ورد في نص المادة ‪ 131‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري‪.4‬‬

‫عمليا في أول جلسة يعقدها مجلس اإلدارة‪ ،‬كما يصبح في‬


‫يعين رئيس مجلس اإلدارة ً‬
‫نفس الوقت المدير العام للشركة‪ ،‬ألنه يتولى اإلدارة العامة للشركة‪ ،‬كما يبدأ بممارسة مهامه‬
‫من اليوم الذي يتم تعيينه فيه‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،2444 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1442‬‬
‫‪ -3‬نادية فضيل‪ ،‬شركات األموال في القانون الجزائري‪ ،‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2440 ،‬ص ‪.231‬‬
‫طبيعيا‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن‪ ،‬كما يحدد‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫ئيسا شريطة أن يكون‬
‫‪ -‬ينتخب مجلس اإلدارة من بين أعضاءه ر ً‬
‫‪4‬‬

‫مجلس اإلدارة أجره‪.‬‬


‫‪15‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كما أن البعض يرى بأنه يجوز للجمعية العامة تعيين رئيس مجلس اإلدارة على الرغم‬
‫من عدم وجود نص صريح يجيز ذلك‪.1‬‬

‫ومدة تعيين رئيس مجلس اإلدارة هي مدة نيابة القائم باإلدارة‪ ،‬وهو قابل إلعادة‬
‫انتخابه كرئيس لمجلس اإلدارة‪ ،‬وذلك حسب ما ورد في نص المادة ‪ 131‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬الرئيس المؤقت أو الرئيس المنتدب‬


‫ا‬

‫في ح الة وقوع مانع للرئيس أو وفاته أو استقالته أو عزله‪ ،‬يجوز لمجلس اإلدارة أن‬
‫ينتدب قائم باإلدارة ليقوم بوظائف الرئيس‪.2‬‬

‫فالمشرع الجزائري إذن منح ألعضاء مجلس اإلدارة سلطة تعيين رئيس مؤقت وال‬
‫يجوز تعيينه قبل حدوث المانع‪ ،‬مما يعني أن أعضاء المجلس مقيدين في تعيين الرئيس‬
‫المؤقت بحدوث المانع للرئيس السابق‪ ،‬ولكن من األفضل على المشرع أن ينص على‬
‫ضرورة تعيين نائب الرئيس‪ ،‬وهو الذي يحل محله في حال وقوع المانع للرئيس‪.‬‬

‫عاشر‪ :‬المدراء المساعدين‬


‫اا‬

‫لقد اختلف الفقهاء حول عدد المدراء المساعدين‪ ،‬فهناك من رأى ضرورة تعيين‬
‫مساعد واحد‪ ،‬وهناك من رأى ضرورة تعيين أكثر من مدير مساعد‪ ،‬وذلك خدمة للشركة‬
‫والتي تقوم بالمشاريع الضخمة‪ ،‬لكن الجانب اآلخر من الفقه والذي يعتبر تعيين أكثر من‬
‫مدير مساعد هو اعتداء على مبدأ وحدة اإلدارة‪.3‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام و مفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫ج‪ ،11،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2441 ،‬ص ص ‪.19 -11‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 139‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.131 -134‬‬
‫‪16‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وحسب ما ورد في نص المادة ‪ 131‬من القانون التجاري الجزائري فيجوز لرئيس‬


‫مجلس اإلدارة أن يقترح شخص أو اثنين من األشخاص الطبيعيين لمساعدته كمديرين‬
‫عامين‪ ،‬كما ال تمنع هذه المادة تعيين أعضاء مجلس اإلدارة من خارج الشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضوابط العضوية في مجلس اإلدارة‬

‫تتطلب العضوية في مجلس اإلدارة توافر بعض الشروط في هؤالء األعضاء‪ ،‬كما أن‬
‫هناك قيود ترد على أعضاء مجلس اإلدارة رغم توافر هذه الشروط‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬شروط العضوية في مجلس اإلدارة‬

‫سنحاول التطرق إلى بعض الشروط الواجب توافرها في أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وذلك‬
‫لقبول عضويتهم‬

‫أ‪ -‬األهلية‪:‬‬
‫يعتبر شرط األهلية من الشروط الضمنية الواجب توافرها في عضو مجلس اإلدارة‪،‬‬
‫ولذلك وجب على كل عضو من أعضاء مجلس اإلدارة أن يتمتع باألهلية القانونية‪.1‬‬
‫غير أن المشرع الجزائري في القانون التجاري لم يحدد أهلية أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫ولم يأت بنص خاص‪ ،‬فتخضع ألحكام القواعد العامة المنصوص عليها في القانون المدني‬
‫بالنسبة ل لوكيل والذي اشترطت فيه أهلية التميز على األقل بخالف الموكل‪ ،‬غير أن الوكيل‬
‫يختلف عن القائم باإلدارة ومن ثم كان لزاما عليه أن يكون مؤهال لتحمل المسؤولية‪.2‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬مختار دحو‪ ،‬صالحيات الجمعية العامة العادية في شركة المساهمة – دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2413-2412 ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪17‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫واألهلية في التشريع الجزائري هي بلوغ سن (‪ )11‬سنة كاملة وأن يكون متمتع بكامل‬
‫قواه العقلية ولم يحجر عليه‪ ،1‬ويدخل في ذلك حكم الراشد القاصر الذي استوفى شروط‬
‫قانونا وهي‪:‬‬
‫الترشيد المنصوص عليه ً‬
‫‪ -‬بلوغ سن الثامنة عشر كاملة كشرط لمزاولة التجارة سواء كان ذكر أو أنثى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحصل على إذن مسبق من أبيه أو أمه أو مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة‬
‫فيما إذا كان والده متوفى أو غائب أو سقطت عليه األبوة أو استحال عليه مباشرتها أو في‬
‫حال انعدام األب واألم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتم المصادقة على اإلذن بممارسة التجارة من طرف رئيس المحكمة‪ ،‬وأن يشهر‬
‫‪2‬‬
‫هذا اإلذن في المركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬
‫وبذلك يسمح لمن بلغ سن الرشد أو المرشد طبقًا للقواعد السابقة أن يكون عضو في‬
‫مجلس إدارة شركة المساهمة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى اإلذن بالتصرف الكلي أو الجزئي الذي يحدده القاضي للمرشد‪.‬‬

‫كما أنه يجوز للزوجة االشتراك في مجلس اإلدارة دون إذن مسبق من زوجها‪ ،3‬وذلك‬
‫من منطلق أن الذمة المالية للمرأة والرجل في الشريعة اإلسالمية مستقلة عن بعضها البعض‪،‬‬
‫كما أن المرأة يجوز لها مزاولة التجارة باسمها ولحسابها الخاص‪ ،‬كما هو مقرر في المادتين‬
‫‪ 9‬و‪ 0‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 44‬من األمر رقم ‪ 10-91‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1191‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر عدد ‪ 90‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪34‬سبتمبر‪ ،1191‬المعدل والمتمم إلى غاية القانون رقم ‪ 41-49‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ ،2449‬ج ر عدد ‪ 31‬الصادرة بتاريخ ‪ 13‬ماي‬
‫‪.2449‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 41‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪18‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ب‪ -‬شرط المساهمة في الشركة‪:‬‬

‫اشترط المشرع الجزائري أن يكون أعضاء مجلس اإلدارة من المساهمين في الشركة‬


‫بحيث حدد الحد األدنى لنسبة األسهم التي يجب أن يمتلكها مجلس اإلدارة بصفة عامة‬
‫على أن تحدد نسبة كل عضو في القانون األساسي للشركة وتعد هذه األسهم كضمان‬
‫ألعمال التسيير‪ ،‬وال يجوز التصرف فيها‪ ،1‬وبذلك يبذل أعضاء المجلس جهد كبير في سبيل‬
‫‪2‬‬
‫تحقيق مصالح الشركة‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ 111‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬فالنسبة التي يجب على مجلس‬
‫اإلدارة أن يمتلكها على أن ال تقل على ‪ %24‬من رأس المال‪ ،‬كما تحدد نسبة كل عضو في‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬وال يجوز التصرف فيها وذلك لضمان أعمال التسيير بالنسبة‬
‫ألخطاء أعضاء المجلس‪.‬‬

‫غير أن الفقه اإلسالمي ال يشترط توافر أسهم الضمان بالنسبة ألعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬ألن الشركة تبنى على االئتمان والثقة بين الشركاء‪ ،‬ومع ذلك أجاز وضع شرط توفر‬

‫أسهم الضمان واعتبرها كرهن لدى الشركة لضمان مسؤوليتهم‪ ،‬خاصة وأن الشركاء في‬
‫شركة المساهمة ال يعرفون بعضهم البعض‪.3‬‬

‫ج‪ -‬ضرورة قبول العضوية‪:‬‬

‫يعتبر شرط اإلقرار بقبول العضوية شرط بديهي‪ ،‬كما يشرط فيه أن يكون كتابي‬
‫‪4‬‬
‫غير أن هناك‬ ‫متضمن جميع البيانات المتعلقة بالعضو من اسمه ولقبه وسنه ‪ ...‬الخ‬

‫‪ -1‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪ -2‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪ -3‬صالح بن زابن المرزوقي البقمي‪ ،‬شركة المساهمة في النظام السعودي (دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي)‪ ،‬مركز البحث‬
‫العلمي واحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪ ،1101 ،‬ص ص ‪-344‬‬
‫‪.341‬‬
‫‪ -4‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1431‬‬
‫‪19‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بعض الفقهاء يرون بأن اإلقرار والقبول بالعضوية ال يشترط أن يكون كتابي ألن المشاركة‬
‫في مداوالت مجلس اإلدارة يعد تعبير ضمني على قبول العضوية‪.1‬‬

‫وال نكاد نجد نص في القانون التجاري الجزائري ينص على ضرورة توفر شرط اإلقرار‬
‫بقبول العضوية‪ ،‬والذي كان من الضروري النص على مثل هذا الشرط لتفادي اللبس الذي‬
‫يقع فيه أعضاء مجلس اإلدارة من خالل محاولة تملصهم من المسؤولية بحجة عدم قبول‬
‫مناصبهم‪ ،‬ولذلك واجب أن يكون اإلقرار بقبول العضوية كتابي‪ ،‬استثناءا من ذلك المادة‬
‫‪ 066‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫د‪ -‬شرط الجنسية‪:‬‬

‫فرض األغلبية المطلقة لألعضاء المتمتعين بالجنسية الوطنية هو ضمان للسيطرة‬


‫على القرار داخل المجلس من قبل األغلبية الوطنية‪ ،‬وذلك لمنع وقوعها في يد األغلبية‬
‫األجنبية من جهة‪ ،‬وحماية المصالح الوطنية من جهة أخرى‪ ،2‬ولقد انتهجت هذا األسلوب‬
‫وفرضت مثل هذا الشرط أغلب التشريعات العربية منها التشريع المصري واللبناني والسوري‪.3‬‬

‫وما يالحظ أن المشرع الجزائري لم يحدد جنسية أعضاء مجلس اإلدارة في النصوص‬
‫الواردة في القانون التجاري المتعلقة بشركة المساهمة‪ ،‬على الرغم من أنه شرط ضروري‬
‫وذلك لتفادي وقوع الشركة في أيادي أجنبية والتي قد تسيرها كما تشاء‪.‬‬

‫ه‪ -‬شرط النزاهة‪:‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري في القانون التجاري على ضرورة توافر شرط النزاهة في‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة والمتمثلة في حسن السيرة والسلوك وعدم الحكم عليه بجناية‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.40 -49‬‬
‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1432‬‬
‫‪ -3‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪20‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أو جنحة‪ ،1‬على العكس من ذلك فقد نصت التشريعات العربية على ضرورة توافر هذا‬
‫الشرط نذكر منها‪ ،‬المشرع السوري في المادة ‪ 103‬من قانون التجارة‪ ،‬كما تقابلها المادة‬
‫‪ 134‬من قانون الشركات األردني‪ ،‬المادة ‪ 149‬من قانون التجارة اللبناني‪ ،2‬المادة ‪ 01‬من‬
‫قانون الشركات الجديد المصري‪.3‬‬
‫غير أن المشرع تدارك هذا السهو ونص على ضرورة توافر شرط النزاهة في أعضاء‬
‫مجالس إدارة البنوك والمؤسسات المالية على اعتبارها إحدى أكثر القطاعات حساسية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل نص المادة ‪ 04‬من األمر‪.444-14‬‬
‫والغرض من مثل هذا الشرط هو استبعاد المحتالين‪ ،‬النصابين وعديمي المسؤولية‬
‫والخبرة من المشاركة في إدارة وتسيير شركة المساهمة والتي تعد من أكبر الشركات‪ ،‬وذلك‬
‫للمحافظة على أموال الشركة‪ ،‬وألن هؤالء لم يحافظوا على أموالهم‪ ،‬فكيف يحافظوا على‬
‫أموال غيرهم‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على العضوية في مجلس اإلدارة‬
‫ا‬
‫لقد قيد المشرع العضوية في مجلس اإلدارة بعدة قيود‪ ،‬وذلك رغم توافر الشروط‬
‫السابقة ونذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيد الجمع بين عضوية مجالس متعددة‪:‬‬
‫قد تسمح قدرات الفرد بأن يشارك في عدة مجالس إدارة شركة مساهمة‪ ،‬ولكن تكريس‬
‫الوقت لإلدارة يتطلب المشاركة في عدد محدود من المجالس‪ ،‬وذلك لتسهيل متابعة جميع‬
‫أعمال التسيير لتحقيق األهداف المسطرة من طرف الشركة‪.6‬‬

‫‪ -1‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.01 - 00‬‬
‫‪ -3‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -4‬األمر ‪ 44-14‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ 2414‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪ 14‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬سبتمبر ‪،2414‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر ‪ 11 -43‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ 2443‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪ 12‬الصادرة بتاريخ ‪29‬‬
‫أوت ‪.2443‬‬
‫‪ -5‬أكرم ياملكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪21‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ونص المشرع الجزائري على مثل هذا القيد من خالل المادة ‪ 112‬من القانون‬
‫التجاري‪ ،‬بحيث ال يسمح للشخص الطبيعي االنتماء ألكثر من خمسة مجالس إدارة شركة‬
‫مساهمة يوجد مقرها في الجزائر‪ ،‬كما أن هذا القيد ال يطبق على ممثل الشخص المعنوي‬
‫والذي اختاره لتمثيله في مجلس اإلدارة‪ ،‬بحيث يسمح له بأن ينتمي ألكثر من خمسة‬
‫مجالس‪.‬‬

‫ب‪ -‬القيد المتعلق باألجراء في الشركة‪:‬‬


‫ال يجوز لألجير المس اهمة في الشركة بأن يعين قائما باإلدارة إال إذا كان عقد عمله‬
‫سابقًا بسنة على األقل لتعيينه ومطابقًا لمنصب العمل الفعلي‪ ،‬دون أن يضيع منفعة عقد‬
‫العمل‪.1‬‬
‫ال يسمح المشرع لألجير المساهمة في شركة المساهمة أن يكون عضوا في مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬إال إذا كان عقد عمله الذي يربطه بالشركة سابق على تعيينه بسنة‪ ،‬ولكن المشرع لم‬
‫يضبط هذه المادة أو الفقرة أو حتى لم يكن لها داعي أصالً‪ ،‬ألن األجير المساهم في حال‬
‫أراد الترشح لعضوية مجلس اإلدارة يقدم االستقالة من منصب عمله‪ ،‬وهذا ما لم ينص عليه‬
‫المشرع كذلك‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إنهاء العضوية في مجلس اإلدارة‬

‫إن العضوية في مجلس اإلدارة ليس من األمور الدائمة وانما تنتهي بتحقق الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬نهاية مدة العضوية‬
‫تنتهي العضوية في مجلس اإلدارة بانتهاء مدة العضوية‪ ،‬كما أن هذه المدة تحدد في‬
‫القانون األساسي للشركة دون أن تتجاوز ‪ 41‬سنوات‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 111‬الفقرة الثانية‬
‫من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وبذلك ينتهي دور المجلس بإنهاء مدة العضوية‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لممثل‬
‫الشخص المعنوي‪.1‬‬

‫ومن المسلم أن العضوية تنتهي بانتهاء المدة المحددة سواء كان التعيين في القانون‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬أو منتخب من قبل الجمعية العامة العادية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬فقدان شروط العضوية‬


‫ا‬

‫من البديهي أن العضوية في مجلس اإلدارة تنتهي بفقدان العضو للشروط‪ ،‬كفقدان‬
‫أسهم الضمان‪ ،‬الجنسية‪ ،‬األهلية‪ ،‬أو الحكم عليه بجناية أو جنحة‪ ،‬سواء كانت هذه الشروط‬
‫المنصوص عليها في القانون أو في القانون األساسي للشركة‪.3‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 111‬في فقرتها األخيرة من القانون التجاري الجزائري‪.4‬‬

‫المشرع لم يحدد أغلب الشروط الواجب توافرها‪ ،‬وبذلك فتح المجال للقانون األساسي‬
‫ليحددها‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الوفاة‬

‫«‪ ..‬تنتهي العضوية في مجلس اإلدارة بالوفاة ‪.5»..‬‬

‫ويعد انتهاء العضوية بالوفاة من األمور البديهية‪ ،‬وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري‬
‫في المادة ‪ 119‬والمادة ‪ 139‬من القانون التجاري‪ ،‬تنتهي العضوية في مجلس اإلدارة بالوفاة‬
‫سواء تعلق األمر برئيس المجلس أو باقي األعضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫تلقائيا‪ -‬في حال فقدانه ملكية أسهم الضمان‪ ،‬والتي تعتبر من أهم شروط‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬بأن العضوية تنتهي – اعتبار العضو مستقبل‬
‫العضوية‪.‬‬
‫‪ -5‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪23‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ابعا‪ :‬االستقالة‬
‫ر ا‬

‫تعتبر االستقالة سبب من أسباب انتهاء العضوية في مجلس اإلدارة والتي ذكرها‬
‫المشرع إلى جانب الوفاة في المادتين ‪ 119‬و‪ 139‬من القانون التجاري‪ ،‬وكذلك األمر‬
‫بالنسبة للرئيس واألعضاء اآلخرين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويشترط أن تقدم االستقالة في وقت مناسب وال يستخدم حق االستقالة بنية سيئة‬
‫وحال استخدام هذا الحق بسوء نية أو أقع الضرر بالشركة استوجب ذلك التعويض من قبل‬
‫العضو المستقيل‪ ، 2‬غير أنه لم تحدد طريقة طلب االستقالة هل هي كتابية أم شفاهية‬
‫أو بأية وسيلة أخرى‪ ،‬وفي حال تقديمها أثناء انعقاد الجمعية تدون في محضر االجتماع‬
‫واذا كانت االستقالة جماعية من قبل المجلس تدون أو باألحرى تشهر في السجل التجاري‬
‫كما أنه يجوز أن ينص القانون األساسي للشركة على أن الغياب المتكرر يعد استقالة‬
‫حكمية‪.3‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري لم ينص في القانون التجاري على أحكام تتعلق باالستقالة‬
‫وربما ترك ذلك للقانون األساسي للشركة للنص على أحكام تنظم ذلك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عزل أعضاء مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫إذا اعتبرنا أعضاء مجلس اإلدارة وكالء عن الشركة أو المساهمين‪ ،‬كما أنهم جزء من‬
‫الشركة‪ ،‬ولذلك جاز للموكل عزل موكله في أي وقت‪ ،‬ودون تمييز بين األعضاء‪.4‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -4‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪24‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وبذلك يمكن للجمعية العامة عزل أعضاء مجلس اإلدارة بغض النظر عن طريقة‬
‫تعيينهم‪ ،‬سواء تم من قبل الجمعية التأسيسية من القانون األساسي‪ ،‬أو من قبل الجمعية‬
‫العامة العادية‪ ،1‬وهذا ما ورد في نص المادة ‪ 113‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬بحيث منح‬
‫المشرع حق عزل أعضاء مجلس اإلدارة في أي وقت‪.‬‬

‫كما أنه يجوز الطعن في قرار العزل التعسفي‪ ،‬ويحق للمعزول طلب التعويض في‬
‫حال تضرر من هذا العزل‪.2‬‬

‫ويعتبر عزل أعضاء مجلس اإلدارة من قبل الجمعية العامة العادية من النظام العام‬
‫ال يجوز مخالفته‪ ،3‬وعلى العكس من ذلك فقرار عزل رئيس مجلس اإلدارة من صالحيات‬
‫مجلس اإلدارة دون سواه‪ ،‬وكل قرار مخالف لذلك يعد باطالً وذلك حسب المادة ‪ 131‬الفقرة‬
‫الثانية من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس اإلدارة‬

‫بعد تكوين مجلس اإلدارة يباشر ممارسة المهام الموكلة له في سبيل تحقيق عرض‬
‫الشركة‪ ،‬ويقوم بجميع أعمال التسيير المتعلقة بالشركة عن طريق اجتماعاته‪ ،‬وعلى ذلك زود‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة وعلى رأسهم الرئيس بمجموعة من الصالحيات والسلطات‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يمارس هذه المهام بالمجان‪ ،‬بل يتحصل على مقابل مالي‪ ،‬والذي ال مفر منه المسؤولية التي‬
‫قد تقع على عاتق األعضاء‪ ،‬إما تكون مسؤولية مدنية أو جزائية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق له من‬
‫خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة ( رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪25‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس اإلدارة‬

‫لم ينص المشرع الجزائري في القانون التجاري على أحكام خاصة تنظم اجتماعات‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬باستثناء ما تعلق بنصاب صحة االجتماعات‪ ،‬وكذلك نصاب اتخاذ القرار‬
‫داخل مجلس اإلدارة‪.1‬‬

‫اسعا للقانون األساسي للشركة للقيام بتنظيم‬


‫وبذلك نقول أن المشرع ترك المجال و ً‬
‫اجتماعات مجلس اإلدارة من خالل النص على األحكام المتعلقة بذلك‪ ،2‬وخاصة تلك‬
‫األحكام المتعلقة بمواعيد االجتماعات وعددها‪.3‬‬

‫وغالبا ما ينص القانون األساسي على أن الرئيس هو من يقوم باستدعاء مجلس‬


‫ً‬
‫اإلدارة لعقد االجتماعات‪ ،‬كما أن الدعوة تكون واجبة‪ ،‬إذا قدمها عدد محدود من األعضاء‬
‫حتى ولو لم ينص القانون األساسي للشركة على ذلك‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه أغلب الفقه في‬
‫فرنسا‪ ،4‬ويجوز طلب انعقاد مجلس اإلدارة من قبل القضاء االستعجالي عن طريق وكيل‬
‫قضائي‪ ،‬وذلك في حال تقاعص أو تخلف المجلس عن االنعقاد لسبب من األسباب الغير‬
‫مبررة من ِقبله‪.5‬‬

‫وفي حال أغفل القانون األساسي النص على طريقة استدعاء المجلس لالنعقاد‪ ،‬جاز أن‬
‫شفاهيا أو باالتصال الهاتفي أو بإرسال فاكس أو عن طريق إرسال رسالة‬
‫ً‬ ‫يكون االستدعاء‬
‫بريدية سواء كان بريد عادي أو إلكتروني‪ ،‬وعادة ما تتضمن الدعوة مكان وزمان إجراء‬
‫قانونا‪.6‬‬
‫االجتماع‪ ،‬كما أن جدول األعمال غير مطلوب ً‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 121‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -3‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪26‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كما أن مداوالت أو اجتماعات مجلس اإلدارة ال تصح إال بحضور نصف األعضاء‬
‫على األقل‪ ،‬ويعتبر كل شرط يخالف ذلك كأن لم يكن‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لصحة التصويت في مجلس اإلدارة فتأخذ بأغلبية األصوات‪ ،‬كما أنه‬
‫يجوز النص في القانون األساسي على أغلبية أكثر‪.2‬‬

‫كما أن التصويت في مجلس اإلدارة قرار شخصي ال يجوز التوكيل فيه أو إنابة‬
‫شخص آخر على حضور االجتماع‪ ،‬كما ال يجوز التصويت بواسطة رسالة أو عبر‬
‫الهاتف‪.3‬‬

‫لكل عضو صوت واحد وال يجوز منح عدة أصوات لعضو واحد ألن ذلك مساس‬
‫بمبدأ حضور النصاب القانوني لصحة االجتماع‪ ،‬غير أن بعض الفقه في فرنسا يرى العكس‬
‫ويقر بأنه يجوز منح أكثر من صوت لعضو واحد‪ ،‬خاصة إذا كان يمثل نسبة كبيرة من رأس‬
‫المال‪ ،4‬وهذا ما لم ينص عليه أو يوضحه المشرع الجزائري في القانون التجاري‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمحضر االجتماعات فيدون فيه كل ما يدور في الجلسة ويمضي عليه‬
‫كاتب السر ورئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬وكذلك بشكل منتظم يتم تدوين هذه المحاضر عقب كل‬
‫اجتماع‪ ،‬واذا تخلف ذكر البيانات الجوهرية في محضر االجتماع يعد االجتماع باطالً‪ ،‬وذلك‬
‫حسب رأي بعض الفقه في فرنسا‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 121‬ف‪ 1‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 121‬ف‪ 3‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬حمدي محمود بارود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -5‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪« -‬أغلب البيانات التي تعتبر جوهرية لم ينص عليها المشرع الجزائري في القانون التجاري‪ ،‬غير أنه يمكن أن نذكر بعض‬
‫البيانات الجوهرية والمتمثلة في كل ما يدور في االجتماع‪ ،‬أسماء الحضور وتوقيعهم ‪.»...‬‬
‫‪27‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وحال أهمل القانون األساسي للشركة ذكر مكان إجراء االجتماع جاز إجراءه في أي‬
‫مكان وذلك حسب الظروف‪.1‬‬
‫ويلتزم كل من حضر اجتماعات مجلس اإلدارة أن يكتم المعلومات السرية أو التي‬
‫يمكن اعتبارها كذلك تحت طائلة تحمل المسؤولية عن إفشاء األسرار المهنية‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مجلس اإلدارة‬

‫في سبيل تحقيق غرض الشركة منح المشرع لمجلس اإلدارة بصفة عامة والرئيس‬
‫بصفة خاصة سلطات واسعة‪ ،‬وبذلك يتم التصرف باسم الشركة ولحسابها‪ ،‬ونذكر السلطات‬
‫التي يتمتع بها مجلس اإلدارة من حيث نطاقها والقيود الواردة عليها‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬نطاق سلطات مجلس اإلدارة‬
‫يعتبر مجلس اإلدارة من أهم األجهزة في شركة المساهمة والذي يقوم بأعمال التسيير‬
‫المتعلقة بالجانب المالي واإلداري‪ ،‬وبذلك فهو يقوم بالتسيير الفعلي للشركة‪ ،‬وهذا ما فتح‬
‫المجال أمام مجلس اإلدارة للسيطرة على أغلب الصالحيات والسلطات التي تسمح له باتخاذ‬
‫القرار المصيري والسليم‪.‬‬
‫وقد تحدد السلطات الممنوح للمجلس إما في القانون‪ ،‬أو القانون األساسي للشركة‬
‫والتي تعتبر صالحيات إضافية ال تتعارض مع ما ورد في القانون‪.3‬‬

‫يخول لمجلس اإلدارة ممارسة جميع السلطات في سبيل تحقيق غرض الشركة بشرط‬
‫أن ال تتعد السلطات الممنوحة للجمعية العامة العادية أو غير العادية سواء منحت بنص‬
‫قانوني أو بنص في القانون األساسي للشركة‪.4‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 129‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬هشام محمد خليل‪ ،‬الدعاوى الناشئة عن أخطاء مجلس إدارة شركة المساهمة‪ ،‬رسالة مقدمة لالستكمال متطلبات‬
‫الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،2411 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 122‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إن مجلس اإلدارة يقوم بجميع األعمال المادية والقانونية ألجل تحقيق غرض الشركة‬
‫مستغالً في ذلك السلطات الممنوحة له‪ ،‬ويفرض الواقع العملي توزيع المهام بين أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة لكي ال تتداخل السلطات فيما بينهم‪.1‬‬
‫ونذكر على سبيل ا لمثال ال الحصر بعض السلطات الممنوحة لمجلس اإلدارة‬
‫كتحديد شروط التحاق مستخدمي الشركة وتحديد أجورهم‪ ،2‬ولعل أهم سلطة يتمتع بها مجلس‬
‫اإلدارة هو نقل مقر الشركة داخل المدينة نفسها‪.3‬‬
‫كما أن المشرع أورد بعض الصالحيات أو السلطات لمجلس اإلدارة والمتعلق بمنح‬
‫اإلذن للرئيس أو المدير العام والسماح له بإعطاء الكفاالت والضمانات االحتياطية‬
‫أو الضمانات باسم الشركة وذلك حسب المادة ‪ 124‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫كما أن رئيس مجلس اإلدارة أو المدير العام أو الرئيس المدير العام يتمتعون‬
‫بصالحيات وسلطات واسعة إلى جانب مجلس اإلدارة بشرط أال تتعدى تلك الممنوحة‬
‫للجمعية العامة وتمارس هذه الصالحيات تحت رقابة واشراف مجلس اإلدارة‪.4‬‬
‫وتلتزم الشركة بأعمال مجلس اإلدارة ما دام أن هذه األعمال تدخل في نطاق الشركة‬
‫ودون سقوط المسؤولية الشخصية عن أعضاء مجلس اإلدارة‪.5‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬


‫‪ -2‬السالم هاجم أبو قريش‪ ،‬دليل تأسيس الشركات التجارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2414 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 121‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام و مفوضو المراقبة)‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -5‬محمد فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪29‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على سلطات مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫ال تعد صالحيات أو سلطات مجلس اإلدارة مطلقة‪ ،‬بل ترد عليها قيود قانونية‬
‫أو نص عليها القانون األساسي للشركة‪ ،‬وذلك خشية وقوع تضارب المصالح بين الشركة‬
‫وأعضاء مجلس اإلدارة‪.1‬‬

‫وهناك من يطلق على هذه القيود األعمال المحظورة على مجلس اإلدارة‪ ،2‬كما أن‬
‫المشرع الجزائري نص على هذه القيود أو األعمال المحظورة على مجلس اإلدارة في نص‬
‫المادة ‪ 120‬من القانون التجاري والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬يحضر على أعضاء مجلس اإلدارة عقد أي اتفاقية مع الشركة سواء كان ذلك بصفة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ولكن يجوز لهم ذلك في حال حصولهم على إذن من الجمعية العامة‬
‫بشرط أن يكون إذن مسبق‪.‬‬

‫‪ -‬ويحضر كذلك على أعضاء مجلس اإلدارة عقد قرض أو فتح حساب جاري على‬
‫المكشوف أو حصولهم على ذلك بأية وسيلة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬كما يحضر عليهم جعل ممتلكات الشركة كضمان أو ككفيل اللتزاماتهم اتجاه الغير‪.‬‬

‫‪ -‬كما أنه ال يجوز ألعضاء مجلس اإلدارة التصويت داخل الجمعية العامة على الق اررات‬
‫التي ترتب لهم مصالح شخصية‪.‬‬

‫غير أنه ال يجوز االحتجاج على الغير بتلك القيود المفروضة على أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة بحجة أن القانون األساسي قد نص عليه‪.3‬‬

‫‪ -1‬هشام محمد خليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -3‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪30‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مكافآت مجلس اإلدارة‬


‫مجانا‪ ،‬بل يتحصلون على مقابل مالي‬
‫ً‬ ‫ال يمارس أعضاء مجلس اإلدارة مهامهم‬
‫أو عيني‪ ،‬كما أن طريقة دفع تلك المكافآت تختلف وذلك بحسب ما نص عليه القانون أو ما‬
‫تضمنه القانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬بدل الحضور‬
‫تدفع هذه المكافأة‪1‬عن بدل حضور العضو الجتماعات مجلس اإلدارة‪ ،‬ويرى بعض‬
‫الفقه في فرنسا أن دفع مكافأة عن بدل الحضور يتوقف على صحة انعقاد اجتماع مجلس‬
‫بحا‪.2‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬كما أن هذا البدل يدفع حتى ولو لم تحقق الشركة ر ً‬
‫سنويا وليس مقابل حضورهم‬
‫ً‬ ‫مبلغا ثابتًا‬
‫ً‬ ‫وتمنح الجمعية العامة لمجلس اإلدارة‬
‫اجتماعات مجلس اإلدارة‪ ،‬ولكن مقابل نشاط أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وتقيد هذه المبالغ في‬
‫تكاليف االستغالل‪.3‬‬

‫كان من األحسن لو نص المشرع على منح مكافأة لمجلس اإلدارة– أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ -‬عن نشاطهم وليس عن بدل حضور االجتماعات‪ ،‬ألن نشاط أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫ال يتوقف فقط على حضور اجتماعات المجلس‪ ،‬وذلك خالل ممارسة الرقابة على رئيس‬
‫مجلس اإلدارة أو المدير العام أو الرئيس المدير العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تخصيص نسبة من األرباح الصافية‬


‫ا‬

‫تخصص ألعضاء مجلس اإلدارة نسبة من األرباح الصافية التي تحققها الشركة‬
‫وذلك لتشجيع األعضاء على تقديم المزيد من المجهودات في سبيل تحقيق األرباح‪.4‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة الغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 132‬ف‪ ،1‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪31‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫لقد أجاز المشرع الجزائري للشركة منح نسبة من األرباح الصافية لألعضاء مجلس‬
‫اإلدارة كمقابل عن مجهوداتهم المبذولة‪ ،‬وهذا وفقًا للشروط المنصوص عليها في المادتين‬
‫‪ 920 ،929‬من القانون التجاري‪.1‬‬

‫ويقصد المشرع باألرباح الصافية‪ ،‬اقتطاع جميع الحقوق المتعلقة بهذه األرباح‬
‫كاقتطاع أرباح المساهمين‪ ،2‬وطرح االحتياطات المكونة تنفي ًذا لمداولة الجمعية العامة‬
‫والمبالغ المرحلة من جديد‪.3‬‬

‫ثالثاا‪ :‬األجور االستثنائية‬

‫يجوز لمجلس اإلدارة منح أجور استثنائية ألعضائه عن المهام أو الوكاالت التي قام‬
‫بها‪ ،‬وذلك وفقًا للشروط والقيود الواردة في أحكام المواد ‪ 134 ،121 ،120‬من القانون‬
‫التجاري‪.4‬‬

‫ابعا‪ :‬االمتيازات اإلضافية‬


‫ر ا‬

‫نقصد باالمتيازات اإلضافية تلك المصاريف المتعلقة باالنتقال واإلقامة وكل‬


‫المصاريف التي أداها القائمون باإلدارة في مصلحة الشركة‪.5‬‬

‫كان من األحسن لو نص المشرع على إلزامية دفع تعويضات ألعضاء مجلس اإلدارة‬
‫كمقابل للمصاريف التي أنفقها في سبيل مصلحة الشركة‪ ،‬ألن الشركة قد تتملص من دفع‬
‫هذه المبالغ ألن المشرع جعلها جوازية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 132‬ف‪ 3‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 929‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 920‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 133‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 134‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس اإلدارة‬

‫في مقابل السلطات الممنوحة ألعضاء مجلس اإلدارة هناك مسؤولية تقع على عاتقهم‬
‫سواء كانت مسؤولية مدنية أو مسؤولية جزائية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬المسؤولية المدنية‬

‫تقوم المسؤولية المدنية في حق المكلفين باإلدارة في حال ارتكابهم ألخطاء ينجم عنها‬
‫ضرر للغير‪ ،‬سواء كان هذا الغير هو الشركة أو المساهمين أو كان من غير هؤالء‪ ،‬وذلك‬
‫وفقًا للقواعد العامة للمسؤولية المدنية الواردة في القانون المدني‪ ،‬وقد تكون هذه المسؤولية إما‬
‫مسؤولية تقصيرية أو عقدية‪.1‬‬

‫كما أن أعضاء مجلس اإلدارة مطالبين ببذل عناية الرجل العادي في اإلدارة وليس‬
‫مطالبين بتحقيق نتيجة ألن التجارة ربح وخسارة‪.2‬‬

‫ويسأل أعضاء مجلس اإلدارة على وجه االنفراد في حال ارتكابهم ألخطاء فردية‬
‫وذلك اتجاه الشركة واتجاه الغير‪ ،‬وذلك في حال مخالفة األحكام التشريعية أو التنظيمية‪ ،‬كما‬
‫قد تكون المسؤولية تضامنية في حال مشاركة أكثر من عضو في هذا الضرر وللقاضي‬
‫تحديد نسبة كل واحد في التعويض‪.3‬‬
‫وتقوم المسؤولية التضامنية في مواجهة أعضاء مجلس اإلدارة على أساس وحدة‬
‫السلطة‪.4‬‬

‫‪ -1‬هشام محمد خليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ -2‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 23‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪33‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كما أنه يمكن مساءلة أعضاء مجلس اإلدارة عن إفالس الشركة وذلك في حال َما‬
‫أشارت إليهم أحكام اإلفالس والتسوية القضائية أو التفليس‪ ،‬ويكونون مسؤولين عن ديون‬
‫الشركة بالتضامن‪.1‬‬
‫أما بالنسبة ألساس المسؤولية فهو يختلف باختالف من قامت المسؤولية اتجاهه‬
‫فالمسؤولية اتجاه الغير مسؤولية تقصيرية‪ ،‬وفي مواجهة المساهمين مسؤولية عقدية‪ ،‬وذلك‬
‫حسب عقد الوكالة الذي يربطهم بالمساهمين‪.2‬‬

‫كما أنه يمكن التملص من المسؤولية التضامنية في حال أثبت من قامت ضده‬
‫المسؤولية بأنه لو مارس باقي األعضاء سلطة الرقابة واإلشراف لما وقع في الخطأ‪ ،‬وهذا ما‬
‫ذهب إليه القضاء في فرنسا‪.3‬‬
‫كما أنه يجوز رفع دعوى التعويض على الشركة‪ ،‬لكن يجوز لها الرجوع في ما بعد‬
‫بذلك التعويض على من تسبب في الضرر‪.4‬‬
‫ويجوز للمصفي رفع دعوى المسؤولية باسم الشركة ولحسابها للمطالبة بالتعويض‬
‫ألنه وكيل عنها‪ ،‬وذلك في حال كانت الشركة تحت التصفية‪.5‬‬

‫كما أنه تتقادم دعوى المسؤولية ضد القائمين باإلدارة (أعضاء مجلس اإلدارة) بمرور‬
‫ثالث سنوات‪ ،‬وذلك من تاريخ ارتكاب الفعل الضار أو من تاريخ العلم بها إذا كان قد أخفي‬
‫لسبب من األسباب‪.6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 29‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -3‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -4‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -5‬منصور عبد السالم الصرايرة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمصفي اتجاه شركة المساهمة‪ ،‬مجلة التشريع والقانون‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫األردن‪ ،2411 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية ألعضاء مجلس اإلدارة‬


‫ا‬

‫يسأل أعضاء مجلس اإلدارة مسؤولية جزائية عن األفعال التي يرتكبونها إذا كانت تقع‬
‫تحت تجريم قانون العقوبات سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،1‬ومثال ذلك ارتكاب‬
‫‪2‬‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة لجرائم النصب واالحتيال والتزوير واستعمال المزور وخيانة األمانة‬
‫كما يعاقب أعضاء المجلس في حال ارتكابهم ألفعال تنطوي تحت السلوك المادي لجرائم‬
‫اإلفالس واالحتيال أو التقصير‪.3‬‬

‫غير أنه ال يعفى أعضاء مجلس اإلدارة من المسؤولية الجزائية في حال انتهاء‬
‫عضويتهم في مجلس اإلدارة‪ ،‬وذلك في حال ارتكبت تلك الجرائم أثناء عضويتهم‪.4‬‬

‫وتعد المسؤولية الجزائية مسؤولية شخصية ال يجوز توكيلها للشركة أو للجمعية‬


‫العامة‪ ،‬بذلك فالمسؤولية تقوم ضد من ارتكب الفعل المجرم‪.5‬‬

‫تطرق المشرع الجزائري إلى المسؤولية الجزائية في القانون التجاري‪ ،‬في الباب الثاني‬
‫تحت عنوان األحكام الجزائية والفصل الثاني منه‪ ،‬المخالفات المتعلقة بتأسيس شركة‬
‫المساهمة والقسم األول المخالفات المتعلقة بتأسيس شركة المساهمة والقسم الرابع المعنون‬
‫بالمخالفات المتعلقة بالتعديل في رأس المال والقسم الثاني كذلك المخالفات المتعلقة بمديرية‬
‫شركة المساهمة وادارتها‪ ،‬وكذلك الفصل الثالث من الباب نفسه‪.‬‬

‫‪ -1‬فتحي زناكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬


‫‪ -2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -3‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -5‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1449‬‬
‫‪35‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المديرين في شركة المساهمة‬

‫يعتبر مجلس المديرين األسلوب الحديث المتبع في إدارة شركة المساهمة‪ ،‬حيث نص‬
‫عليه المشرع ألول مرة بموجب المرسوم التشريعي ‪ 40-13‬السالف الذكر‪ ،‬بحيث يجوز‬
‫النص في القانون األساسي للشركة المساهمة على أن هذه الشركة تخضع في تسييرها لهذا‬
‫النظام‪.1‬‬

‫كما يمكن أن تقرر الجمعية العامة غير العادية أثناء حياة الشركة إدراج مثل هذا‬
‫الشرط في القانون األساسي أو إلغائه‪.2‬‬

‫ولدراسة هذا النوع أو األسلوب المتبع من قبل شركة المساهمة‪ ،‬وذلك ألجل القيام‬
‫بأعمال التسيير‪ ،‬قمنا بتقسيمه إلى مطلبين‪ ،‬نتناول تكوين مجلس المديرين في المطلب األول‬
‫وبعد ذلك نتناول نشاط مجلس المديرين في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس المديرين في شركة المساهمة‬

‫لقد أحاط المشرع الجزائري تكوين مجلس المديرين بمجموعة من األحكام والضوابط‬
‫والتي ال يجوز الخروج عنها‪ ،‬مراعيين في ذلك الطابع الجماعي‪ ،‬والذي يقوم عليه التسيير‬
‫في هذا النظام أو األسلوب اإلداري‪ ،‬وسنتطرق إلى تكوين مجلس المديرين من خالل الفروع‬
‫التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيل مجلس المديرين‬

‫يتكون مجلس المديرين في شركة المساهمة من ثالثة (‪ )43‬إلى خمسة (‪)41‬‬


‫أعضاء‪ ،‬وبذلك حدد الحد األدنى والحد األقصى لعدد أعضاء مجلس المديرين‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 142‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 142‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 143‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يمكن تشكيل مجلس المديرين بشخص واحد فقط بالنسبة للمؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية التي تأخذ شكل شركة المساهمة‪ ،‬وذلك عكس ما ورد في نص المادة ‪ 143‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ويعين أعضاء مجلس المديرين بقرار من مجلس مساهمات الدولة‪،‬‬
‫وذلك مراعاة لطبيعة المؤسسة العمومية االقتصادية وكذلك حجمها‪ ،‬وبذلك يختلف تشكيل‬
‫مجلس المديرين في شركة المساهمة العامة عن تشكيل مجلس المديرين في المؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية التي تأخذ شكل شركة مساهمة‪.1‬‬

‫ويتولى أعضاء مجلس المديرين مجتمعين إدارة وتسيير شؤون شركة المساهمة‪ ،‬في‬
‫حال اختار المساهمون هذا األسلوب في تسييرها‪.2‬‬

‫لكن المشرع الجزائري لم ينص عن حالة الدمج عكس ما ورد بالنسبة لمجلس اإلدارة‬
‫والذي يجيز رفع عدد القائمين باإلدارة إلى نسبة معينة‪ ،‬ربما ترك المشرع األمر للقانون‬
‫األساسي كي ينظم هذه المسألة‪ ،‬غير أنه ال يجوز ذلك ما دام أنه ال يوجد نص صريح‬
‫يسمح بذلك‪.‬‬
‫كما أن المشرع الجزائري لم يشر إلى حاالت الدمج المتعلقة بشركة المساهمة والتي ال‬
‫تعتمد نفس األسلوب في اإلدارة‪ ،‬وبذلك يترك األمر للقانون األساسي ليقرر ذلك على الرغم‬
‫من أنه كان من األحسن تنظيمه من قبل المشرع‪.‬‬
‫يتولى مجلس المراقبة تعيين أعضاء مجلس المديرين وهو عكس ما نص عليه المشرع‬
‫بالنسبة لمجلس اإلدارة والذي تنفرد الجمعية العامة بتعيين أعضاءه‪ ،‬أما مجلس المراقبة هو‬
‫الذي يعين رئيس مجلس المديرين من بين أعضاء المجلس‪.3‬‬

‫‪ -1‬نسيمة بهلول‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لالستكمال متطلبات‬
‫الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2413-2412 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 144‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ال تقت صر العضوية في مجلس المديرين على المساهمين في شركة المساهمة فقط‬
‫بل يجوز تعيين أعضاء المجلس من غير المساهمين في الشركة‪ ،‬ألن المشرع لم يشترط أن‬
‫يكون األعضاء من بين المساهمين في الشركة‪ ،‬وهذا ما يعني أنه يجوز تعيين األعضاء من‬
‫الغير الخارج عن الشركة‪.1‬‬

‫كما يحض ر تعيين أعضاء مجلس المديرين أشخاص معنوية تحت طائلة بطالن‬
‫التعيين لمخالفة النص الصريح‪ ،‬الذي يمنع ذلك في حال تعيين الشخص المعنوي كعضو في‬
‫مجلس المديرين‪ ،2‬ومنع الشخص المعنوي من العضوية في مجلس المديرين أمر منطقي ألن‬
‫الغير يمكنه أن يكون عضو في مجلس المديرين‪ ،‬ولكن ليس بصفته ممثل للشخص الطبيعي‬
‫وانما بصفته من الغير‪.‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري صراحة على ضرورة تعيين العمال في مجلس المديرين‬
‫عكس ما ذهب إليه بالنسبة لمجلس اإلدارة‪ ،‬بحيث سمح للعمال بالتواجد فيه‪ ،‬وهذا ما يدل‬
‫أن فئة العمال تمارس الرقابة على مجلس اإلدارة‪ ،‬وهذا ما ورد في نص المادة ‪ 59‬من قانون‬
‫عالقات العمل السالف الذكر‪.3‬‬

‫أما بالنسبة لمدة العضوية في مجلس المديرين فهي تتراوح بين (‪ )2‬سنتين و(‪ )1‬ستة‬
‫سنوات يمارس خاللها األعضاء مهامهم‪ ،‬غير أنه في حالة إهمال تحديد المدة في القانون‬
‫األساسي فتقدر مدة عضويتهم بأربع سنوات‪.4‬‬

‫‪ -1‬فضيلة يسعد‪ ،‬إدارة شركة المساهمة‪ ،‬الملتقى الوطني حول النظام القانوني للشركات التجارية بين الواقع والتطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 11‬و ‪ 24‬ماي ‪ ،2414‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 144‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬في حال ضمت الهيئة المستخدمة أكثر من (‪ )114‬مئة وخمسين عامالً وكانت تعتمد على نظام مجلس المراقبة‬
‫أو مجلس اإلدارة أو حسب اشتراكهما في هذه المجالس وذلك طبقًا للتشريع المعمول به‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 141‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كما أن مدة العضوية بالنسبة للعضو المعين بذل العضو المنتهية عضويته فتقدر‬
‫بمدة مجلس المديرين المتبقية‪ ،‬وذلك إلى غاية تجديد عضوية المجلس‪ ،‬كما أن المشرع أهمل‬
‫ذكر حاالت الشعور الموجبة االستخالف‪.1‬‬

‫يجوز تعيين أعضاء جدد في منصب عضو مجلس المديرين في حالة شغور منصب‬
‫أو أكثر‪ ،‬ويعتبر هذا التعيين استخالف أعضاء السابقين‪ ،‬غير أن المشرع لم يحدد الجهة‬
‫التي تقوم بإجراء التعيينات في حالة الشغور‪ ،‬ومنه نستنتج أن مجلس المراقبة هو الذي يقوم‬
‫قياسا على صالحية التعيين الممنوحة له بموجب النصوص‬
‫بتعيين األعضاء المستخلفين ً‬
‫القانونية‪.‬‬

‫كما أن إعادة انتخاب أعضاء مجلس المديرين غير وارد في القانون التجاري‬
‫الجزائري‪ ،‬وهذا ما يترك المجال مفتوح أمام القانون األساسي للشركة إلجازة ذلك وتحديد عدد‬
‫عهدات العضوية‪ ،‬أو يمنع إعادة انتخاب أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬والحق الممنوح لمجلس‬
‫المراقبة المتعلق بتعيين أعضاء مجلس المديرين ال يمنع الجمعية العامة من إجراء هذه‬
‫التعيينات ألنها صاحبة السلطة العليا في الشركة‪.2‬‬

‫وما يمكن استنتاجه من خالل تحليل النصوص المتعلقة بتشكيلة مجلس المديرين أن‬
‫المشرع لم ينص على أحكام تفصيلية‪ ،‬وهذا ما يعني أن المشرع ترك تنظيم تشكيلة مجلس‬
‫المديرين إلى المساهمين‪ ،‬وذلك عن طريق القانون األساسي‪ ،‬غير أن هذا ال يمنع من أن‬
‫يعطي المشرع أحكام توضيحية لتفادي بعض اإلشكاالت‪ ،‬وهذا ما قد يجعل دور مجلس‬
‫المديرين في تراجع دائم‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 141‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪39‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط العضوية في مجلس المديرين‬

‫إن العضوية في مجلس المديرين تتطلب توافر شروط في العضو المرشح‪ ،‬غير أن‬
‫المشرع الجزائري لم ينص صراحة على هذه الشروط في القانون التجاري‪ ،‬والذي اكتفى بذكر‬
‫شرط واحد فقط يتعلق بصفة عضو مجلس المديرين‪ ،‬وبذلك سنتطرق إلى الشروط طبقًا‬
‫للقواعد العامة‪ ،‬كما نجري إسقاط لبعض الشروط المتعلقة بمجلس اإلدارة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬صفة عضو مجلس المديرين‬


‫يشترط المشرع في عضو مجلس المديرين أن يكون شخص طبيعي وال يجيز‬
‫العضوية في المجلس للشخص المعنوي‪ ،‬وفي حالة تعيينه يكون القرار باطالً‪.1‬‬
‫كما أن المشرع ال يشترط أن يمتلك العضو المرشح للعضوية في مجلس المديرين‬
‫أسهم الضمان أو نسبة معينة من األسهم‪ ،‬تعتبر كضمان ألعمال التسيير واألضرار الناجمة‬
‫عنها‪ ،‬عكس العضوية في مجلس اإلدارة والتي تتطلب امتالك أسهم الضمان بالنسبة للعضو‬
‫المرشح‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توافر بعض الشروط طبقاا للقواعد العامة‬


‫ا‬
‫هناك شروط نصت عليها القواعد العامة والتشريعات المقارنة ولم ينص عليها القانون‬
‫التجاري الجزائري في أحكامه‪.‬‬
‫أ‪ -‬شرط اإلقرار بالعضوية‬
‫والغرض من إشراك ضرورة اإلقرار بقبول العضو بالنسبة للعضو المعين في منصبه‬
‫هو قطع أي تحايل من قبل العضو سواء كان بالتملص من المسؤولية بداعي قبول‬
‫العضوية‪ 2‬أو بحضور اجتماعات المجلس والمطالبة بحقه في التصويت‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 144‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪40‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫واإلقرار بالقبول يجب أن يكون كتابي – تعبير صريح‪ -‬بورقة رسمية يوجهها العضو‬
‫القابل لمنصبه إلى الجهة التي قامت بتعيينه متضمنة جميع البيانات المتعلقة بهذا العضو‬
‫كما يعتبر التوقيع على محضر الجهة المكلفة بتعيينه إقرار ضمني بالقبول‪ ،‬وشرط الكتابة‬
‫غيابيا‪.1‬‬
‫ً‬ ‫يتعلق بالعضو المعين‬

‫إن المشرع الجزائري في القانون التجاري لم ينظم أولم ينص على ضرورة اإلقرار‬
‫بقبول العضوية من طرف أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬وبذلك نقول أنه ترك تنظيم هذه المسألة‬
‫للمساهمين عن طريق القانون األساسي للشركة ما عدا ما ورد في النص المادة ‪ 144‬القانون‬
‫التجاري الجزائري‪.‬‬

‫ب‪ -‬شرط النزاهة‪:‬‬

‫يشترط في المكلفين باإلدارة بصفة عامة وأعضاء مجلس المديرين بصفة خاصة‬
‫النزاهة‪ ،‬بحيث ال يكون محكوم عليهم بجناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬سواء تعلق األمر بجريمة‬
‫خيانة األمانة‪ ،‬الرشوة‪ ،‬التزوير‪ ،‬االختالس وجرائم السرقة‪ ،‬وذلك ما لم يرد اعتبارهم‪.2‬‬

‫غير أن المشرع الجزائري لم ينص على ضرورة توافر شرط النزاهة في القانون‬
‫التجاري على عكس بعض التشريعات المقارنة‪ ،‬وذلك على الرغم من أهميته‪ ،‬ولكن من غير‬
‫الطبيعي والمنطقي أن يكون هؤالء أعضاء في مجلس المديرين‪ ،‬ولكن اشترط المشرع هذه‬
‫المسألة بالنسبة للمؤسسات المالية والبنوك والتي اشترط ضرورة توافر شرط النزاهة في‬
‫األعضاء المكلفين بتسيير هذه الشركات‪ ،‬وذلك في نص المادة ‪ 04‬من األمر ‪44-14‬‬
‫المتعلق بالنقد والقرض السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ -2‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪41‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ج‪ -‬األهلية‪:‬‬
‫تعتبر األهلية من الشروط البديهية والواجب توافرها في أعضاء مجلس المديرين‬
‫أو المكلفين باإلدارة بصفة عامة‪.1‬‬
‫والمقصود باألهلية هنا تمتع الشخص باألهلية المدنية الكاملة – أهلية الوجوب‬
‫واألداء‪ 2-‬بلوغ تسعة عشر(‪ )11‬سنة كاملة حسب المادة ‪ 44‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫في حال اعتبار أعضاء مجلس اإلدارة ليسوا تجار ألنهم ال يمارسون التجارة لحسابهم‪،‬‬
‫بل لحساب الشركة‪ ،‬كما يجوز أن تكون المرأة عضو في مجلس المديرين‪ 3‬غير أن المشرع‬
‫الجزائري أضفى على أعضاء مجلس اإلدارة صفة التاجر‪ ،‬ولكن منطلق عضوية المرأة في‬
‫مجلس المديرين ليس من مطلق تجاري وانما هو مبدأ من مبادئ الشريعة اإلسالمية والتي‬
‫تفصل ذمة الرجل عن ذمة المرأة على أساس استقاللية الذمة المالية‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ال يجوز النص في القانون األساسي على حرمان المرأة من‬
‫العضوية في مجلس المديرين‪ ،‬وخاصة إذا كانت المرأة ذات كفاءة عالية في المسائل المتعلقة‬
‫بالتسيير واإلدارة‪.‬‬

‫د‪ -‬الجنسية‪:‬‬
‫تشترط أغ لب التشريعات المقارنة ضرورة امتالك المكلفين باإلدارة الجنسية الوطنية‬
‫ظا على المصالح العامة‬
‫سواء تعلق األمر بمجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،‬وذلك حفا ً‬
‫والسيطرة على القرار داخل المجلس‪ ،‬وابقاءه في يد األغلبية الوطنية‪.4‬‬

‫‪ -1‬األهلية طبقًا للقواعد العامة المنصوص عليها في القانون المدني‪ ،‬بحيث تعتبر سنه الرشد (‪ )11‬سنة كاملة‪ ،‬كما يجوز‬
‫الترشيد حسب القواعد الواردة في القانون التجاري وقانون األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -4‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1432‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪42‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إن المشرع الجزائري لم يشترط ضرورة توافر الجنسية الوطنية في أعضاء مجلس‬
‫المديرين عكس التشريعات المقارنة على غرار التشريع اللبناني والمصري‪ ،‬كما أن هذه‬
‫التشريعات لم تحدد نوع الجنسية‪ ،‬هل جنسية مكتسبة أم أصلية؟ واكتفت بذكر الجنسية‬
‫الوطنية فقط دون تحديد‪.‬‬

‫وكان من األحسن لو أن المشرع تطرق إلى هذا الشرط وأوجب توافر الجنسية‬
‫ألعضاء مجلس المديرين خاصة وأنه يجوز تعيينهما من خارج الشركة‪ ،‬ونحن ال نتحدث‬
‫على كل أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬وانما على األغلبية ألن الشركة قد تحتاج إلى شخص‬
‫أو أكثر من ذوي الكفاءات‪ ،‬ويكون حامل للجنسية األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬انتهاء العضوية في مجلس المديرين‬

‫تنتهي العضوية في مجلس المديرين حسب الحاالت التالية‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬العزل‬

‫يجوز عزل أعضاء مجلس المديرين من قبل الجمعية العامة بناء على اقتراح من‬
‫مجلس المراقبة‪ ، 1‬غير أن المشرع لم النص على أن أعضاء مجلس المديرين قابلين للعزل‬
‫في أي وقت‪ ،‬عكس ما نص عليه بالنسبة ألعضاء مجلس اإلدارة والذي يجوز عزلهم في‬
‫أي وقت‪ ، 2‬كما أن المشرع الجزائري لم ينص في القانون التجاري على نظام العزل الخاص‬
‫بأعضاء مجلس المديرين‪ ،‬ومن ثم فقد يتم عزل أعضاء مجلس المديرين في أي وقت من‬
‫قياسا على شركة المساهمة ذات مجلس اإلدارة‪ ،3‬أو عزل أعضاء مجلس‬
‫قبل الجمعية العامة ً‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 141‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪43‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المديرين وذلك في حالة توافر مبرر يسمح بذلك‪ ،‬وفي حال العزل التعسفي يمكن لألعضاء‬
‫المعزولين المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق بهم جراء هذا العزل‪.1‬‬

‫وعلى اعتبار أن المشرع لم ينص على نظام خاص بعزل أعضاء مجلس المديرين‬
‫يمكن تطبيق أحد ال طرق السابقة‪ ،‬كما أنه في كلتا الحالتين يستوجب التعويض خاصة في‬
‫حال تضرر العضو المعزول‪.‬‬

‫كما أنه في حال كان أحد أعضاء مجلس المديرين مرتبط بعقد عمل مع الشركة‪ ،‬فإن‬
‫تجريده من العضوية أو عزله ال يؤدي إلى فسح عقد العمل‪،‬وعلى هذا األساس يعاد إدماجه‬
‫في منصب عمله األصلي أو في منصب عمل مماثل‪ ،‬سواء من ناحية الراتب (األجر)‬
‫الرتبة‪.2‬‬
‫أو من ناحية ٌ‬

‫ويعد إعادة إدماج األعضاء المعزولين في منصب عمل مماثل حماية لهؤالء‬
‫األعضاء من أي عزل تعسفي‪ ،‬كما أن المشرع لم يحدد درجة خطورة الخطأ المستوجب‬
‫للعزل أو سبب تجريد العضو من عضويته‪ ،‬ربما ترك تنظيم هذه المسألة للمساهمين وذلك‬
‫بإدراج نصوص وأحكام في القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء مدة العضوية‬


‫ا‬

‫يحدد القانون األساسي مدة العضوية والتي تكون محصورة بين(‪ )2‬سنتين و(‪ )1‬ست‬
‫سنوات‪ ،‬وفي حال أ ِ‬
‫همل ذكر تلك المدة‪ ،‬ال يجب أن تتجاوز (‪ )4‬أربع سنوات‪ ،‬ومن البديهي‬
‫أن العضوية تنتهي بانتهاء المدة خاصة وأن المشرع الجزائري لم ينص في القانون التجاري‬
‫على جوازية إعادة انتخاب أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬وهذا ما يفتح المجال للنص على ذلك‬
‫في أحكام القانون األساسي للشركة من عدمه‪.‬‬

‫‪ -1‬فضيلة يسعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 141‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثالثا‪ :‬فقدان شروط العضوية‬

‫تنتهي العضوية ف ي المجلس بفقدان العضو للشروط الالزمة للعضوية‪ ،‬كفقدانه‬


‫األهلية أو حكم عليه بإحدى العقوبات المنصوص عليه في قانون العقوبات أو القانون‬
‫التجاري‪ ،‬والتي تعد من الجرائم الماسة بنزاهة العضو‪ ،‬كما أنه يفقد العضوية في حال زال‬
‫شرط من الشروط المنصوص عليها قانونا أو الواردة في القانون األساسي للشركة‪.1‬‬

‫تلقائيا من منصبه‪ ،‬وبذلك يجرد من صفة‬


‫ً‬ ‫وبفقدان هذه الشروط يعتبر العضو مستقيل‬
‫العضوية من اليوم الذي يثبت فيه زوال تلك الشروط‪ ،‬ومثال ذلك الحكم على العضو بحكم‬
‫تلقائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫نهائي استنفذ فيه جميع طرق الطعن العادية وغير العادية‪ ،‬اعتبر مستقيل‬

‫تاركا‬
‫وعلى اعتبار أن المشرع الجزائري لم يحدد الشروط الواجب توافرها في العضو ً‬
‫األمر للقانون األساسي ليحددها‪ ،‬فإن العضوية تنتهي بفقدان الشروط المنصوص عليها في‬
‫قانونا إن وجدت‪ ،‬وبذلك يفقد عضو مجلس‬
‫ً‬ ‫القانون األساسي وكذلك المنصوص عليها‬
‫المديرين جميع ا لصالحيات والسلطات الممنوحة له بحكم انتهاء عضويته في مجلس‬
‫المديرين‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬انتهاء العضوية بالوفاة أو المرض‬


‫ر ا‬

‫تنتهي العضوية في المجلس بالوفاة والتي تعد من األمور الطبيعية التي تنتهي بها‬
‫العضوية بالنسبة للمكلفين باإلدارة‪.2‬‬

‫كما أن المرض الذي يجعل العضو غير قادر على تأدية مهامه بصفة معتادة‪ ،‬قد‬
‫يشكل عائق بالنسبة لمجلس المديرين وسير أعماله‪ ،‬خاصة وأن القرار يتخذ بشكل جماعي‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪45‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫فتخلف أحد األعضاء عن االجتماعات‪ ،‬أو عجزه عن ممارسة مهامه يؤثر على اإلدارة‬
‫الجماعية‪ ،‬وبذلك فما مصير العضو العاجز بسبب مرض مزمن أو مؤقت؟‬

‫إن المش رع الجزائري لم يتطرق إلى هذه المسألة وترك تنظيمها للقانون األساسي‬
‫للشركة‪.‬‬

‫وما يمكن استخالصه أن العضو المريض بمرض يجعله عاجز عن تأدية مهامه لمدة‬
‫زمنية معقولة أو طويلة جاز عزله‪ ،‬كما يحق لمن له مصلحة طلب عزله عن طريق‬
‫القضاء‪ ،‬وتعود مسألة تقدير العجز من قبل طبيب مختص يقوم القاضي بتعيينه ألجل‬
‫معاينة العضو المطلوب عزله بسبب مرض‪ ،‬وبناء على التقرير الطبي يقرر القاضي عزل‬
‫العضو أو اإلبقاء عليه‪ ،‬وهذا في حال تقاعصت أو أهملت الجهة المكلفة بالعزل ممارسة‬
‫هذا الصالحية من تلقاء نفسها‪ ،‬ولكن قد يرى البعض أن هذا تعدي على حقوق العضو‪ ،‬لكن‬
‫في األصل يعد حماية للشركة والمساهمين والغير صاحب المصلحة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬االستقالة‬
‫ا‬

‫لم يتطرق المشرع الجزائري في القانون التجاري إلى تنظيم استقالة أعضاء مجلس‬
‫المديرين سواء من ناحية جوازيتها أو عدم جوازيتها‪ ،‬وكذلك هل يحق لألعضاء االستقالة‬
‫بصفة فردية أو ج ماعية؟‪ ،‬وبذلك فتنظيم استقالة أعضاء مجلس المديرين قد تتم بناء على‬
‫القواعد العامة لالستقالة أو طبقًا لألحكام المتعلقة بمجلس اإلدارة‪ ،‬وبذلك يقوم المساهمين‬
‫باختيار تنظيم معين يتعلق باالستقالة‪ ،‬والنص عليه في القانون األساسي للشركة لتفادي أي‬
‫لبس يمكن أن يكتنف عملية اإلسقالة‪.‬‬

‫وقياسا على األحكام المتعلقة بمجلس اإلدارة حسب التشريعات المقارنة فإن أعضاء‬
‫ً‬
‫مجلس المديرين يمكنهم تقديم طلب االستقالة بصفة فردية أو جماعية‪ ،1‬ولكن بشرط أن‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬


‫‪46‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تكون في وقت مناسب‪ ،‬وفي حال أ ِ‬


‫ستخدم حق االستقالة في أي وقت بسوء نية فإن‬
‫األعضاء المستقيلين ملزمين بتعويض الشركة عن الضرر الذي يتسببون فيه‪.1‬‬

‫شفاهيا أو بأية وسيلة كانت‪ ،‬المهم أن‬


‫ً‬ ‫كتابيا أو‬
‫ً‬ ‫كما أن طلب االستقالة قد يكون‬
‫تصل المعلومات إلى الجهة المعنية‪ ،‬وقد تكون الجمعية العامة أو مجلس المراقبة‪ ،‬كما‬
‫يشترط المصادقة على طلب االستقالة من الجهة الموجه لها لتكون نافدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس المديرين في شركة المساهمة‬

‫يمارس مجلس المديرين نشاطه بشكل فعلي‪ ،‬فهو الذي يقوم بإدارة األعمال اليومية‬
‫للشركة بناء على ق اررات يتخذها بشكل جماعي أثناء اجتماعاته‪ ،‬وفي سبيل ممارسة هذه‬
‫المهام زوده المشرع بمجموعة من الصالحيات أو السلطات‪ ،‬كما أنهم ال يمارسون هذه‬
‫المهام بالمجان بل يتقاضون على ذلك مقابل‪ ،‬ولكن هذا ال يمنع من قيام المسؤولية ضدهم‬
‫سواء كانت مسؤولية مدنية أو جزائية‪ ،‬وهذا ما سنتناوله من خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس المديرين‬

‫لم ينظم المشرع الجزائري أحكام تفصيلية تخص اجتماعات مجلس المديرين‪ ،‬بحيث‬
‫ترك هذا األمر للقانون األساسي للشركة‪،‬وبذلك يقع على عاتق المساهمين تحديد قواعد‬
‫المداوالت وشروط اتخاذ القرار داخل المجلس‪.2‬‬

‫وفي ظل غياب نصوص قانونية تنظم سير مداوالت أو اجتماعات مجلس المديرين‬
‫وكيفية اتخاذ ق ارراته خاصة تلك المتعلقة بنصاب صحة المداوالت ونصاب صحة التصويت‬
‫داخل المجلس‪ ،‬ويمكن التساؤل حول الحلول الممكن تطبيقها على تنظيم اجتماعات مجلس‬
‫المديرين في ظل هذا الغياب الواضح للنصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 114‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ولذلك سنحاول تطبيق بعض األحكام المتعلقة بمجلس اإلدارة من خالل ما يلي‪:1‬‬

‫أوالا‪ :‬استدعاء مجلس المديرين لال نعقاد‬

‫يجتمع مجلس المديرين بناء على دعوة من الرئيس في المقر الرئيسي للشركة‪ ،‬كما‬
‫أنه يمكن أن ينص القانون األساسي على مكان أخر يمكن استدعاء مجلس المديرين إليه‬
‫وذلك حسب مواعيد معقولة‪ ،‬كما أن استدعائه ال يكون بشكل عشوائي وانما يكون كلما‬
‫تطلبت ذلك الحاجة‪.2‬‬

‫وما يمكن استنتاجه من أحكام القانون التجاري المتعلقة بمجلس المديرين أنه يمكن لمجلس‬
‫المراقبة استدعاء المجلس لالنعقاد‪ ،‬ألنه هو من قام بتعيين أعضائه‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقه أن تدخل المشرع لتنظيم مواعيد اجتماعات مجلس المديرين‬
‫ضروري حتى يحقق المجلس الغرض الذي تشكل ألجله‪ ،‬ألن إهمال المشرع تحديد هذه‬
‫المواعيد يفسح المجال ألعضاء المجلس لعقد اجتماعاته في فترات متباعدة‪ ،‬وهذا ما يقلل من‬
‫قيمته ودوره‪.3‬‬

‫إن تحديد مواعيد انعقاد مجلس المديرين أكثر من ضرورة‪ ،‬كما أن النص على إمكانية‬
‫استدعائه في غير المواعيد المقررة الجتماعاته ذو أهمية بالغة كذلك‪ ،‬سواء كان استدعائه‬
‫من الرئيس أو الجمعية العامة أو مجلس المراقبة أو الغير صاحب المصلحة‪.‬‬

‫‪ -1‬وذلك بإجراء بعض اإلسقاطات المتعلقة بمجلس اإلدارة على مجلس المديرين على الرغم من اختالف النظامين‪ ،‬وخاصة‬
‫من ناحية الجهة المكلفة برقابتهم واإلشراف عليهم‪.‬‬
‫‪ -2‬أسامة كامل وعبد الغني حامد‪ ،‬مبادئ في المالية (شركات األموال)‪ ،‬مؤسسة الورد العالمي للشؤون الجامعية‪ ،‬البحرين‪،‬‬
‫‪ ،2441‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬نادية فيصل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.241 -244‬‬
‫‪48‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أما بالنسبة لنصاب صحة اجتماعات مجلس المديرين فيشترط ألجل ضمان جدية‬
‫مناقشة المسألة المطروحة على اجتماعات المجلس‪.1‬‬
‫ويمكن للقانون األساسي النص على ضرورة حضور نصف األعضاء على األقل‬
‫لصحة انعقاد اجتماعاته‪ ،‬كما أنه يجوز النص على نصاب أعلى من النصاب السالف‬
‫الذكر‪ ،2‬خاصة وأن مجلس المديرين قليل العدد‪ ،‬يتراوح بين(‪ )3‬ثالثة و(‪ )1‬خمسة أعضاء‬
‫وما يستنتج أن إمكانية فرض األغلبية المطلقة أو اإلجماع هو المرجح‪ ،‬أي حضور جميع‬
‫األعضاء لصحة انعقاد االجتماع‪.‬‬
‫كما أن انعقاد المجلس بأقل من النسبة المنصوص عليها في القانون األساسي يكون‬
‫باطالً‪ ،‬على أساس أنه إخالل بالنصاب القانوني المقرر لصحة االنعقاد‪.3‬‬
‫أما بالنسبة لنصاب صحة اتخاذ الق اررات فيجوز النص على ضرورة صدور القرار‬
‫بأغلبية األصوات‪ ،‬ولكن يجوز النص على نسبة أعلى وقد تكون نسبة مئة بالمائة أي‬
‫اإلجماع‪.4‬‬
‫واحتمال فرصة نسبة مئة بالمائة هو األقرب لالعتماد عليه في القانون األساسي‬
‫وذلك لصحة التصويت داخل مجلس المديرين‪ ،‬كما يمكن أن ترجح كفة هذه الفرضية على‬
‫اعتبار القلة العددية ألعضائه‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يمكن القول أن المشرع ملزم بإدراج نصوص قانونية تتعلق‬
‫بمداوالت مجلس المديرين بصفة عامة‪ ،‬ونصاب صحة انعقاد المجلس وصحة التصويت فيه‬
‫بصفة خاصة ‪ ،‬وذلك بإعادة النظر في األحكام الواردة في القانون التجاري الجزائري المتعلقة‬
‫بذلك و خاصة المادة ‪ 114‬منه‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2441 ،‬ص‬
‫‪.411‬‬
‫‪ -2‬أسامة كامل وعبد الغني حامد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -4‬أسامة أحمد شتات‪ ،‬الشركات المساهمة والتجارية‪ ،‬دار الكتاب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2441 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪49‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ثانيا‪ :‬محاضر االجتماعات‬


‫ا‬
‫وباالعتماد على ما ورد من أحكام خاصة بمحاضر اجتماعات مجلس اإلدارة‪ ،‬فإن‬
‫اجتماعات مجلس المديرين تثبت بنفس الطريقة التي تثبت بها المحاضر السابقة الذكر‬
‫بحيث تكون موقعة من قبل جميع أعضاء مجلس المديرين بما فيها الرئيس‪ ،‬ويجب أن‬
‫تسجل في سجل خاص يوضع في مقر الشركة‪ ،‬وكل اعتراض يجب تدوينه في المحضر‬
‫وذلك كلما رغب العضو في ذلك‪.1‬‬
‫غير أنه ال يوجد نص صريح يلزم أعضاء مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين تدوين‬
‫ما يدور في اجتماعات المجلس‪ ،‬وانما يمكن استنتاج ذلك من نص المادة ‪ 012‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬والتي تنص على معاقبة القائم باإلدارة الذي يترأس الجلسة أو الرئيس‬
‫المتخلف عن تدوين االجتماعات في محاضر خاصة‪.2‬‬
‫كما أن التخلف عن توقيع هذه المحاضر يترتب عنه بطالن تلك الق اررات‪ ،‬غير أنه‬
‫ال يؤدي إلى بطالن االجتماع‪ ،‬كما أن الق ار ارت التي اتخذت ولم يحترم فيها النصاب سواء‬
‫نصاب صحة االجتماع أو نصاب صحة التصويت(اتخاذ القرار) تكون باطلة‪.3‬‬

‫كما يمكن أن نطبق األحكام المتعلقة بمحضر اجتماع الجمعية العامة من حيث‬
‫البيانات الواردة فيه على محضر مجلس المديرين‪ ،‬بحيث تدون فيه جميع البيانات‬
‫والمعط يات التي تم مناقشتها في االجتماع‪ ،‬كما تدون فيه جميع المعلومات الخاصة‬
‫بالحاضرين في مداوالت مجلس المديرين‪ ،‬وفي حال أجاز القانون األساسي حضور بعض‬
‫األشخاص من غير أعضاء المجلس وجب تدوين المعلومات الخاصة بهم‪.4‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬


‫‪« -2‬يعاقب بغرامة من ‪ 1.444‬دج إلى ‪ 24.444‬دج كل من الرئيس أو القائم باإلدارة الذي يرأس الجلسة ويتخلف عن‬
‫إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في المحاضر التي تحفظ بمقر الشركة»‪.‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪ -4‬أسامة أحمد شتات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪50‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مجلس المديرين‬


‫لقد منح المشرع لمجلس المديرين سلطات واسعة‪ ،‬يتم من خاللها التصرف باسم‬
‫الشركة مهما كانت الظروف في غرض الشركة‪.1‬‬
‫وعلى اعتبار أن مجلس المديرين هو محور الق اررات وأعمال التسيير التي تدور في‬
‫محيط الشركة فقد زوده المشرع بسلطات واسعة‪ ،‬غير أن هذه السلطات ال تكون مطلقة وانما‬
‫‪3‬‬
‫مقيدة‪ ،2‬بحيث ال يجوز له تجاوز تلك السلطات الممنوحة للجمعية العامة ومجلس المراقبة‬
‫وال يجوز للجمعية العامة بصفتها صاحبة السلطة العليا في الشركة أن تضع قيود على‬
‫سلطات مجلس المديرين ما لم ينص القانون على ذلك صراحة‪ ،4‬وهذا ما يفهم من نص‬
‫المادة ‪ 143‬الفقرة الثانية من القانون التجاري‪.‬‬
‫كما أنه ال يجوز لمجلس المراقبة فرض قيود على سلطات مجلس المديرين على‬
‫اعتبار أنه صاحب سلطة اإلشراف والرقابة على أعمال المجلس أو بصفته الجهة المكلفة‬
‫بتعيينه‪.‬‬
‫كما أن تعيين رئيس لمجلس المديرين ال يعني أنه يتمتع بسلطات أوسع من تلك‬
‫الممنوحة لباقي أعضاء المجلس‪ ،5‬ماعدا سلطة تمثيل الشركة في عالقتها مع الغير‪ ،6‬وهذا‬
‫ال يمنع من منح نفس سلطات التمثيل لعضو أو أكثر من أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب النص في القانون األساسي صراحة على منح هذه السلطات‪.7‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 140‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.808‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 104‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬أسامة نائل المحسن‪ ،‬الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار األول‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2440 ،‬ص‬
‫‪.114‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 113‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 098‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 112‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫وعلى اعتبار أن مجلس المديرين يمثل األسلوب الجماعي لإلدارة والتي ال تمنح‬
‫للرئيس سلطات أوسع من تلك الممنوحة لباقي األعضاء‪ ،‬وهذا ما يعني أن السلطات توزع‬
‫بينهم بالتساوي‪ ،1‬وهذا ما تفسره المادة ‪ 112‬الفقرة الثانية من القانون التجاري الجزائري‬
‫بحيث تمنح نفس صالحيات أو سلطات التمثيل بالنسبة لعضو أو أكثر‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫جميع األعضاء يمكنهم الحصول على سلطة تمثيل الشركة مع الغير‪ ،‬كما أنه يجب النص‬
‫على منح سلطة تمثيل الشركة في القانون األساسي للشركة‪.‬‬
‫كما أن الشركة تكون ملزمة في عالقتها مع الغير بأعمال مجلس المديرين حتى‬
‫ولو كانت ال تصب في موضوع الشركة‪ ،‬غير أن الشركة يمكنها التملص من هذا اإللزام إذا‬
‫تمكنت من إثبات أن الغير كان يعلم بأن هذه األعمال تخرج عن غرض الشركة‪ ،‬أو تثبِت‬
‫نظر للظروف المحيطة‪ ،‬مع استبعاد كون النشر‬
‫أن الغير ال يمكنه أن يجهل هذه السلطات ًا‬
‫في القانون األساسي دليل على علم الغير‪.2‬‬
‫وال يمكن للشركة االحتجاج على الغير بأحكام القانون األساسي والتي تحدد سلطات‬
‫رئيس مجلس المديرين‪ ،3‬وكذلك األمر بالنسبة لسلطات التمثيل الممنوحة ألعضاء مجلس‬
‫المديرين‪.4‬‬
‫وحماية للظاهر ال يمكن اعتبار قرينة النشر في القانون األساسي وحدها دليل على‬
‫علم الغير بسلطات مجلس المديرين‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لسلطات التمثيل الممنوحة للرئيس‬
‫وباقي األعضاء‪.5‬‬
‫غير أنه يمكن للشركة االحتجاج في مواجهة الغير بالسلطات الممنوحة لمجلس‬
‫المديرين في حال كون الغير سيء النية أو قليل االنتباه‪ ،‬بحيث تسمح الظروف المحيطة‬

‫‪ -1‬فضيلة يسعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 141‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 141‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 112‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪52‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫للرجل العادي العلم بهذه السلطات دون اإلطالع على القانون األساسي للشركة‪ ،‬كأن يكون‬
‫الغير قد سبق له التعامل مع أحد المديرين‪.‬‬

‫كما أن المشرع حضر بعض العقود على مجلس المديرين‪ ،‬وهي تلك التي تبرم بين‬
‫الشركة وأحد أعضاء المجلس والمتعلقة بجميع أنواع العقود‪ ،‬كما يحضر عليهم أن يجعلوا من‬
‫الشركة كفيالً أو كضمان احتياطي اللتزاماتهم الشخصية نحو الغير‪.1‬‬

‫غير أنه هناك بعض االتفاقيات تخضع للترخيص المسبق من قبل مجلس المراقبة‬
‫وهي تلك االتفاقيات التي تبرم بين الشركة وأحد أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬والتي تتم بصورة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬كما تخضع للترخيص كل االتفاقيات التي تعقد بين الشركة ومؤسسة‬
‫مدير‬
‫قائما باإلدارة أو ًا‬
‫مسير أو ً‬
‫ًا‬ ‫يكا أو‬
‫مالكا أو شر ً‬
‫أخرى وكان أحد أعضاء مجلس المديرين ً‬
‫عاما للمؤسسة‪.2‬‬
‫ً‬

‫وتخضع هذه االتفاقيات إلى مصادقة الجمعية العامة‪ ،‬وذلك بعد إشعارها من قبل‬
‫مندوبي الحسابات باالتفاقيات المرخص بها‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مكافآت أعضاء مجلس المديرين‬
‫ال يؤدي أعضاء مجلس المديرين مهامهم بالمجان بل يتقاضون على ذلك أجر‬
‫ويحدد هذا األجر في عقد تعيينهم‪.4‬‬
‫لقد جاء المشرع بصيغة غير دقيقة في الفقرة السابعة من المادة‪ 149‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬ألنه أستعمل عبارة "عقد تعيينهم" في حين أنه كان يقصد "قرار‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 191‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 191‬ف‪ 3،2،1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 1191‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 149‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تعيينهم" ‪ ،‬كما أنه لم يوضح كيفية دفع أجرة أعضاء مجلس المديرين وهذا ما يفتح المجال‬
‫للتأويالت حول كيفية دفع هذه األجرة‪.1‬‬

‫األجرة المستحقة ألعضاء المجلس ما هي إال مكافأة تدفعها الشركة لهم مقابل القيام‬
‫بأعمال تجارية لفائدتها‪.2‬‬

‫ومع إهمال المشرع النص على كيفيات دفع هذه المكافآت أو األجور يمكن أن نشير‬
‫إلى بعض طرق دفعها‪ ،‬والتي قد تكون مرتبات سنوية كبدل عن حضور اجتماعات‬
‫المجلس‪ ،‬وفي حال الغياب يحرم العضو منها‪ ،‬كما يمكن أن تدفع المكافآت في شكل نسبة‬
‫من األرباح الصافية‪ ،‬وذلك بعد تسديد كل المبالغ المقتطعة من هذه األرباح‪.3‬‬

‫وال تكون األجور مستحقة إال في حال حققت الشركة أرباح تمكنها من دفعها‪ ،‬هذا في‬
‫حال كانت المكافأة عبارة عن نسبة من األرباح الصافية السنوية‪.4‬‬

‫ويجوز الجمع بين منافع متعددة‪ ،‬وذلك من خالل النص على أن األجور تدفع بدل‬
‫عن الحضور ونسبة من األرباح الصافية مجتمعة‪.5‬‬
‫ال تكون هذه األجور واجبة الدفع ألعضاء مجلس المديرين ألنه يجوز االتفاق على‬
‫أن األعضاء يمارسون مهامهم بالمجان على الرغم من أنهم يستحقون هذه األجور‪ ،6‬غير أن‬
‫أن هذا غير وارد من الناحية العملية‪.‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة ( مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -4‬صالح بن زابن المرزوقي البقني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪ -5‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪54‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس المديرين‬


‫يسأل أعضاء مجلس المديرين مسؤولية مدنية كما قد يسألون مسؤولية جزائية في حال‬
‫ارتكابهم جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات‪ ،‬أو القانون التجاري إذا نصت أحكامه على‬
‫ضرورة معاقبة أعضاء المجلس‪.‬‬
‫إذا كانت شركة المساهمة قد تبنت النظام الحديث في إدارتها والتي يكون خاضعة‬
‫ألحكام المواد ‪ 411‬إلى ‪ 192‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬فإن أعضاء مجلس المديرين‬
‫يخضعون لنفس المسؤولية التي يخضع لها القائمين باإلدارة‪.1‬‬
‫ويخضعون كذلك لنفس المسؤولية المدنية التي يخضع لها المكلفين بإدارة شركة‬
‫المساهمة‪.2‬‬
‫يسأل أعضاء مجلس المديرين مسؤولية تضامنية اتجاه الشركة في حال تقصيرهم‬
‫‪3‬‬
‫أو إساءتهم إدارة أمور الشركة ألنهم مكلفين ببذل عناية الرجل العادي أو المدير العادي‬
‫وكما يمكن مسألة أعضاء مجلس المديرين بصفة شخصية‪ ،‬وهذا في حال ارتكابهم أفعال‬
‫فردية تسبب الضرر للشركة أو الغير أو المساهمين‪.4‬‬
‫كما يمكن ألعضاء مجلس المديرين أن يتحملوا المسؤولية عن ديون الشركة في حال‬
‫تعرضت الشركة لإلفالس أو التسوية القضائية‪.5‬‬
‫المسؤولية عن ديون الشركة المفلسة أو التي سجلت عجز في موجوداتها مسؤولية‬
‫تضامنية‪ ،‬وذلك بسبب تقصير أو إهمال مرتكب من قبل أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬كما تحدد‬
‫نسبة التعويض لكل واحد من قبل القاضي‪.6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 20‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪-3‬أسامة نائل الحسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.114 -113‬‬
‫‪ -4‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 20‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -6‬أسامة نائل الحسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪55‬‬
‫أجهزة تسيير شركة املساهمة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ويسأل أعضاء مجلس المديرين عن إفشاء األسرار المهنية أو التي يمكن اعتبارها‬
‫كذلك‪ ،‬وذلك بحكم حصولهم عليها أثناء حضور اجتماعات مجلس المديرين‪.‬‬
‫وهي تلك المعلومات التي أوجب القانون األساسي تبليغها أو وضعها تحت تصرف‬
‫المساهمين أو الغير‪ ،1‬وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في القانون التجاري بالنسبة‬
‫ألعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وأهمل ذكرها بالنسبة ألعضاء مجلس المديرين‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للمسؤولية الجزائية ألعضاء مجلس المديرين‪ ،‬فهي المسؤولية نفس التي يخضع لها أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ .2‬وذلك حسب المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 20‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬كما‬
‫أنتقادم المسؤولية وموانعها هي كذلك نفسها بالنسبة للقائمين باإلدارة حسب المادة ‪911‬‬
‫مكرر ‪.20‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫‪ -2‬المسؤولية الجزائية تخضع لألحكام الجزائية الواردة في الفصل الثاني من الباب الثاني‪ ،‬القسم األول منه والقسم الثاني‬
‫والقسم الرابع والقسم الخامس والسادس‪،‬إضافة إلى القسم السابع والثامن والفصل الثالث من نفس الباب من القانون التجاري‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعتبر الجمعية العامة صاحبة السلطة العليا في شركة المساهمة‪ ،‬ولذلك فهي تمارس‬
‫الرقابة على أعمال التسيير التي تقوم بها مختلف األجهزة في الشركة‪ ،‬غير أن هذه الرقابة‬
‫غير كافية على اعتبار أن هناك مسائل مالية ومحاسبية ذات طبيعة تقنية ال يستوعبها‬
‫المساهمون‪ ،‬ولذلك أوجب عليهم المشرع تعيين من يقوم بهذه المهمة ويساعدونهم في‬
‫ممارسة الرقابة أال وهم مندوبي الحسابات والذين يقومون بالتدقيق في المسائل المحاسبية‬
‫والقيام بجميع المسائل المتعلقة بالجانب المالي‪.‬‬

‫إضافة إلى هذه األجهزة الرقابية هناك جهاز خاص بالرقابة على أعمال التسيير التي‬
‫يقوم بها مجلس المديرين‪ ،‬وذلك في حال اختار المساهمون اللجوء إلى هذا األسلوب‬
‫أو النظام إلدارة شركات المساهمة‪.‬‬

‫نتطرق إلى األجهزة المشتركة والتي تمارس الرقابة في النظام التقليدي لإلدارة (مجلس‬
‫اإلدارة) والنظام الحديث (مجلس المديرين ومجلس المراقبة) في المبحث األول ثم نتطرق إلى‬
‫جهاز الرقابة الخاص بالنظام الحديث (مجلس المراقبة) في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬أجهزة الرقابة المشتركة في شركة المساهمة‬

‫تمارس الجمعية العامة للمساهمين بمساعدة مندوبي الحسابات الرقابة على الشركة‬
‫بصفة عامة وأجهزة التسيير بصفة خاصة سواء تعلق األمر بمجلس اإلدارة‪ ،‬أو مجلس‬
‫المديرين في حال اختار المساهمون هذا األسلوب أو النظام إلدارة شركة المساهمة‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن الجمعية العامة للمساهمين ومندوبي الحسابات يمارسون الرقابة بغض‬
‫النظر عن األسلوب المتبع في اإلدارة‪ ،‬نتناول الجمعية العامة للمساهمين في المطلب األول‬
‫ومندوبي الحسابات في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجمعية العامة للمساهمين في شركة المساهمة‬

‫يمارس المساهمون الرقابة عن طريق الجمعية العامة العادية بصفة منتظمة‪ ،‬ونتناول‬
‫في هذا المطلب الجمعية العامة العادية والجمعية العامة غير العادية‪ ،‬وسوف نشير إلى‬
‫األحكام المشتركة واألحكام الخاصة لكل جمعية من خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األحكام المشتركة للجمعية العامة للمساهمين‬

‫هناك أحكام مشتركة بين مختلف الجمعيات العامة للمساهمين‪ ،‬ال تختلف باختالف‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬دعوة الجمعية العامة للمساهمين‬
‫إن الجمعية العامة في أغلب األحيان ال تنعقد من تلقاء نفسها‪ ،‬وانما بناء على طلب‬
‫أو استدعاء من مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،1‬ويمكن لمندوبي الحسابات استدعاء‬
‫الجمعية العامة في حال كانت هناك ظروف ملحة أو مستعجلة‪.2‬‬

‫‪-1‬المواد ‪ 119 ،191‬ف‪ 111 ،2‬ف‪ 011 ،2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 911‬مكرر ف‪.1‬‬
‫‪59‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن المشرع الجزائري ال يمنح الحق للمساهمين في استدعاء الجمعية العامة‬


‫لالنعقاد إال في حالة واحدة وهي وقوع الشركة تحت التصفية‪ ،‬وهذا عكس ما ذهب إليه‬
‫المشرع الفرنسي الذي أجاز للمساهمين استدعاء الجمعيات العامة عن طريق القضاء‪ ،‬الذي‬
‫يقوم بتعيين وكيل قضائي يقع على عاتقه عبء استدعاء الجمعية العامة نيابة عن‬
‫المساهمين‪.1‬‬

‫غير أن المادة ‪ 144‬من القانون التجاري الجزائري أجازت للمساهمين صراحة‬


‫باستدعاء الجمعية العامة لالنعقاد‪ ،‬وذلك عن طريق وكيل قضائي لكنها اشترطت أن يكون‬
‫المساهمين أو المساهم الذي يطلب أن تنعقد الجمعية العامة مالكا للعشر (‪ )14/1‬من رأس‬
‫المال‪ ،‬كما يشترط كذلك المشرع أن تكون حالة االستدعاء مستعجلة‪.‬‬

‫يعد استدعاء الجمعية العامة لالنعقاد من قبل مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‬
‫مسألة تقديرية‪ ،‬فلهم مطلق الحرية في استدعائها من عدمه‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق حضور الجمعية العامة‬


‫ا‬

‫يحق لكل مساهم حضور الجمعية العامة كأصل عام‪ ،‬فالمساهم هو كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي يمتلك حصة أو نسبة في رأس المال سواء كانت حصة أو سند أو سهم‬
‫بغض النظر عن قيمته المالية‪.3‬‬

‫يجوز للمساهمين حضور اجتماعات الجمعية العامة أصالة أو عن طريق توكيل‬


‫شخص ينوب عنهم في الحضور‪ ،4‬يجب أن يكون التوكيل الذي يقوم به المساهمين مكتوبا‬
‫مساهما في الشركة‪ ،‬كما يجوز‬
‫ً‬ ‫وال يجوز أن يكون شفويا‪ ،‬كما يشترط أن يكون الموكيل‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬


‫‪ -2‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬عبد الباقي خلفاوي‪ ،‬حق المساهم في رقابة شركة المساهمة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم‬
‫القانون الخاص‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2441-2440 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -4‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪60‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كذلك التوكيل لحضور أكثر من اجتماع واحد‪ ،‬وفي حال عدم انعقاد الجمعية العامة‬
‫للمساهمين لسبب من األسباب يكون التوكيل السابق صالحا لحضور االجتماع المؤجل‪.1‬‬

‫يثبت حضور المساهمين في اجتماعات الجمعية العامة للمساهمين في سجل تدرج‬


‫فيه جميع البيانات و المعلومات المتعلقة بهؤالء الحضور‪ ،‬من اسم المساهم أو الوكيل ومحل‬
‫إقامتهم‪ ،‬عدد األسهم التي يملكونها‪ ،‬األصوات التي تقابل هذه األسهم‪.2‬‬

‫ولقد ورد في نص المادة ‪ 101‬من القانون التجاري الجزائري أن المساهمين ملزمين‬


‫بمسك ورقة حضور يدون فيها كل ما يدور في اجتماعات الجمعية العامة‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬حق التصويت و حق اإلطالع على الوثائق‬

‫حق التصويت من الحقوق المقررة للمساهم فال يجوز حرمانه منه بأي حال من‬
‫مالكا في رأس المال‪ ،‬كما أنه حق من الحقوق األساسية المخولة لحملة‬
‫األحوال بإعتباره ً‬
‫األسهم‪ ،‬والقاعدة تشير أن لكل سهم صوت وذلك تطبيقا لمبدأ المساواة بين المساهمين‪ ،‬كما‬
‫أن هذا الحق يضمن للمساهمين حماية لحقوقهم األخرى المتعلقة باألرباح واتخاذ القرار‪.3‬‬

‫وأشارت المادة ‪ 104‬من القانون التجاري الجزائري إلى أن حق التصويت بالنسبة‬


‫لحملة أسهم رأس المال‪ ،‬يجب أن يكون متناسبا مع حصة رأس المال التي تمثلها‪ ،‬كما أنه‬
‫لكل سهم صوت‪ ،‬ويجوز أن يحدد القانون األساسي للشركة عدد األصوات بالنسبة لكل سهم‬
‫بشرط أن ال يكون هناك تمييز بين فئة وأخرى من األسهم‪ ،‬وذلك ما نصت عليه المادة ‪101‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.110-119‬‬
‫‪61‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يطلق على األسهم التي يكون فيها عدد األصوات أكبر من عدد األسهم باألسهم المتعددة‬
‫األصوات‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬دعوة الجمعية العامة للمساهمين‬

‫لم ينص المشرع الجزائري في القانون التجاري على كيفية أو طريقة إخطار‬
‫أو استدعاء الجمعية العامة لالنعقاد‪ ،‬وبذلك فالمشرع ترك األمر للقانون األساسي لينظم هذه‬
‫المسألة‪.‬‬

‫وعلى ذلك تتم الدعوة طبقا للقواعد العامة بالتبليغ‪ ،‬بحيث ترسل الدعوة بالبريد العادي إلى‬
‫عنوان مقر المساهم والذي كون مسجل في سجالت الشركة هذا بالنسبة لحملة األسهم‬
‫االسمية‪ ،‬وذلك في اآلجال المحددة قانونا‪ ،‬ويجوز تبليغ الدعوة أو اإلخطار بها عن طريق‬
‫التسليم باليد مع وصل بالتسليم‪ ،2‬أما بالنسبة للمساهمين المجهولين وغير مدرجة أسمائهم في‬
‫سجالت الشركة فيتم تبليغهم عن طريق النشر في الجرائد اليومية ألنهم يملكون الحق في‬
‫حضور اجتماعات الجمعية العامة‪.3‬‬

‫غير أنه يمكن االستنتاج من نص المادة ‪ 019‬من القانون التجاري الجزائري أن استدعاء‬
‫المساهم ين لحضور اجتماعات الجمعية العامة يكون بموجب رسالة موصى عليها بالتاريخ‬
‫المحدد النعقاد الجمعية وذلك قبل خمسة وثالثين يوم على األقل من تاريخ االنعقاد‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار الرابع‪ ،‬دار التفافة‪ ،‬األردن‪،2441 ،‬‬
‫ص ‪.403‬‬
‫‪« -4‬يعاقب بغرامة ‪ 24.444‬دج إلى ‪ 144.444‬دج رئيس شركة المساهمة الذي لم يحط علم المساهمين بموجب رسالة‬
‫موصي عليها بالتاريخ المحدد النعقاد الجمعية العامة وذلك قبل خمسة وثالثين يوما على األقل من التاريخ المحدد‬
‫لالنعقاد»‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقياساً على األحكام الخاصة باستدعاء الجمعية التأسيسية‪ ،‬يذكر في االستدعاء اسم‬
‫الشركة‪ ،‬شكلها‪ ،‬عنوان مقرها‪ ،‬رأس مالها‪ ،‬يوم انعقاد الجمعية وساعتها‪ ،‬مكانها وجدول‬
‫أعمالها‪ ،‬كما يجب نشر هذا االستدعاء في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬وذلك في‬
‫والية مقر الشركة قبل (‪ )0‬ثمانية أيام من انعقاد الجمعية العامة على األقل‪.1‬‬

‫كما أن اإلخطار بالدعوة أو التبليغ بحضور الدعوة الموجه للمساهمين يجب أن‬
‫يتضمن بيان نوع الجمعية المزمع عقدها عادية أم غير عادية‪ ،‬دون إهمال ذكر المسائل‬
‫المدرجة في جدول األعمال وكذلك دون اإلحالة إلى أوراق ملحقة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد مكان‬
‫وزمان إجراء االجتماع الثاني في حال فشل انعقاد االجتماع األول‪.2‬‬

‫لكن المشرع الجزائري لم يعالج هذه المسائل أو باألحرى لم يتطرق لها في القانون‬
‫التجاري‪ ،‬ربما تركها للقانون األساسي ليعالج ذلك‪ ،‬كان من األحسن أن يقوم المشرع نفسه‬
‫بتنظيمها من خالل إعطائها أحكام واضحة ألنها ذات أهمية بالغة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مكان انعقاد الجمعية العامة للمساهمين‬


‫ا‬

‫تن عقد الجمعية العامة في المكان الذي يحدده القانون أو المكان الذي يحدده القانون‬
‫األساسي ‪ ،‬وذلك في حال غياب نص يحدد مكان انعقاد الجمعية‪ ،‬في حال تخلف القانون‬
‫والقانون األساسي للشركة عند ذكر مكان انعقاد الجمعية العامة تنعقد طبقًا للقواعد العامة‬
‫ويكون في مقر الشركة‪.3‬‬

‫وقياسا كذلك على مكان انعقاد الجمعية التأسيسية والتي تنعقد في مقر الشركة‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫المكان الذي تستدعي إليه الجمعية التأسيسية وهو المكان الذي أحالت إليه المادة ‪ 1‬من‬
‫المرسوم التنفيذي‪ 430-11‬السالف الذكر‪ ،‬والتي بدورها أحالتنا إلى المادة الثانية منه والتي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬ف‪ 2‬ف‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 430-11‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1111‬يتضمن تطبيق أحكام القانون‬
‫التجاري المتعلقة بشركة المساهمة والتجميعات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 04‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪.1111‬‬
‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-X-SEUX BAVERTZ, Droit des sociétés, cualno éditeur, France, 2001, p56.‬‬
‫‪63‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقياسا على ذلك‬


‫ً‬ ‫حددت مقر الشركة وهو المكان الذي تستدعى إليه الجمعية التأسيسية‪،‬‬
‫فالجمعية العامة تستدعى إلى مقر الشركة وهذا حسب ما ورد في المرسوم التنفيذي ‪430-11‬‬
‫السالف الذكر في مادتيه السادسة والثانية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إمكانية تأجيل انعقاد الجمعية العامة للمساهمين‬


‫ا‬

‫يجوز للمساهمين تأجيل انعقاد الجمعية العامة من تلقاء أنفسهم‪ ،‬إذا كان هناك‬
‫اختالف بين المساهمين يعود تأجيل االجتماع للقضاء‪ ،‬واذا كان طلب التأجيل مستعجلة‬
‫ترفع الدعوى أمام قاضي االستعجال‪ ،‬كما يمكن تأجيل النعقاد الجمعية العامة أثناء‬
‫اجتماعها وذلك برفع الجلسة إلى وقت الحق إذا كان هناك سبب يدعو إلى ذلك‪.1‬‬

‫لقد تطرق المشرع الجزائري في نص المادتين ‪ 194‬و‪ 191‬من القانون التجاري إلى‬
‫تأجيل الجمعية العامة أي جوازية ذلك‪ ،‬ولكن في حالة واحدة وهي عدم اكتمال النصاب‬
‫المحدد النعقاد الجمعية العامة‪.‬‬

‫كما أنه ال يجوز تأجيل االجتماعات التي عقدت على أساس أنها اجتماعات‬
‫مستعجلة‪ ،‬والتي تمت بأمر من القضاء‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬مناقشة جدول األعمال‬


‫ا‬

‫لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تنظيم مناقشة جدول األعمال في النصوص الواردة‬
‫في القانون التجاري‪ ،‬غير أنه وطبقًا للقواعد العامة يتم مناقشة جميع المسائل المدرجة في‬
‫جدول األعمال كما يجوز مناقشة المسائل غير المدرجة في جدول األعمال إذا كانت هناك‬
‫سبب يجيز ذلك‪.2‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬


‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪64‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫غير أن التصويت على المسائل غير المدرجة في جدول األعمال والتي تم إدراجها أثناء‬
‫االجتماع يتم باألغلبية المقررة للتصويت‪.1‬‬

‫ثامنا‪ :‬بطالن ق اررات الجمعية العامة للمساهمين‬

‫تبطل ق اررات الجمعية العامة إذا كانت مخالفة للقانون أو مخالفة لما ورد في القانون‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬كاشتراك أشخاص في التصويت دون امتالكهم للصفة‪ ،‬كما تبطل كذلك‬
‫في حال شاب ق ارراتها الغش كإتحاد قرار لمصلحة فئة معينة داخل الجمعية لتحقيق‬
‫مصالحها‪ ،2‬وتبطل ق اررات الجمعية العامة طبقاً للقواعد العامة لبطالن الق اررات المنظمة‬
‫بنصوص قانونية أو نصوص القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األحكام الخاصة بالجمعية العامة غير العادية‬

‫تلعب الجمعية العامة غير العادية دوواً مهماً في رقابة شركة المساهمة‪ ،‬وخاصة تلك‬
‫الرقابة المتعلقة بأعمال التسيير‪ ،‬كما أنها تتخذ ق اررات مصيرية تتعلق بالشركة لذلك أخصها‬
‫المشرع بمجموعة من األحكام‪ ،‬والتي نقوم بتفصيلها من خالل اآلتي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬نصاب صحة انعقاد الجمعية العامة غير العادية‬

‫إن انعقاد الجمعية العامة غير العادية ال يكون بشكل دوري أو سنوياً أو وفقاً لمواعيد‬
‫مسبقة‪ ،‬و لكن يكون انعقادها اختيارًيا من حيث المبدأ‪ ،‬وذلك كلما تعلق األمر بإتحاد ق اررات‬

‫‪ -1‬علي نديم الحمصي‪ ،‬الشركات المساهمة في ضوء القانون الوضعي والفقه اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬مجد المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات النشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2443 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪65‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصيرية‪ ،1‬لذلك وضع المشرع ضمانات خاصة فيما يتعلق بنصاب صحة اجتماعات‬
‫أو انعقاد الجمعية العامة غير العادية‪.2‬‬

‫لقد أشار المشرع الجزائري في المادة ‪ 194‬من المرسوم التشريعي ‪ 40-13‬السالف‬


‫الذكر إلى النصاب الذي ال يصح انعقاد الجمعية العامة غير العادية إلى بتوافره‪ ،‬وهو‬
‫حضور عدد المساهمين أو الممثلين واللذين يمتلكون النصف على األقل من األسهم في‬
‫الدعوة األولى‪ ،‬وأما في حال تطلب األمر الدعوة النعقاد جمعية عامة غير العادية ثانية‬
‫فالنصاب الواجب توافره هو ربع األسهم ذات الحق في التصويت‪ ،‬كما أنه يجوز تأجيل‬
‫‪3‬‬
‫انعقاد الجمعية العامة إلى شهرين على األكثر‪ ،‬وذلك من يوم استدعائها لالجتماع األول‬
‫ويبقى النصاب المطلوب لصحة انعقاد الجمعية العامة هو الربع‪ ،‬وهو النصاب نفسه الذي‬
‫أورده المشرع في نص المادة ‪ 141‬من األمر ‪ 11-91‬السابق الذكر‪ ،‬والذي يقابله نص‬
‫المادة ‪ 194‬من المرسوم التشريعي ‪ 40-13‬السابق الذكر‪ ،‬غير أن المشرع لم ينص في‬
‫األمر ‪ 11-91‬على نصاب صحة مداوالت الجمعية العامة غير العادية في حالة تأجيلها‬
‫وهذا ما تداركه المشرع في المرسوم التشريعي ‪ 40-13‬السابق الذكر‪.‬‬

‫ويعد النصاب الذي أقره المشرع من النظام العام ال يجوز مخالفته‪ ،‬وهو ذلك النصاب‬
‫الذي يمثل الحد األدنى‪ ،4‬غير أنه يجوز النص في القانون األساسي للشركة على ضرورة‬
‫فرض نصاب أعلى من ذلك الذي فرضه المشرع على اعتبار أن النصاب الذي أوجبه‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين في الشركة المغفلة (المساهمة)‪ ،‬ج‪ ،12‬ط‪،1‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2414 ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ -2‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -3‬المشرع في نص المادة ‪ 194‬لم يحدد بالضبط تاريخ تأجيل الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬هل هو من تاريخ الدعوة األول‬
‫أو الدعوة الثانية‪ ،‬يتم حساب مدة شهرين؟ كما أنه لم يحدد المدة الفاصلة بين الدعوة األولى و الثانية‪.‬‬
‫‪ -4‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪66‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المشرع هو نصاب الحد األدنى الواجب توافره‪ ،1‬وقد تصل هذه األغلبية إلى اإلجماع ما دام‬
‫ال يوجد نص في القانون أو القانون األساسي يمنع ذلك‪.2‬‬

‫ثاني ا‪ :‬نصاب صحة التصويت في الجمعية العامة غير العادية‬

‫تبث الجمعية العامة فيما يعرض عليها بأغلبية ثلثي األصوات المعبر عنها‪ ،‬إال أنه‬
‫ال تؤخذ األوراق البيضاء بعين االعتبار إذا ما أجريت العملية عن طريق االقتراع‪ ،3‬كما أنه‬
‫ال يحق للمنتفع باألسهم التصويت في الجمعية العامة غير العادية حسب ما يفهم من نص‬
‫المادة ‪ 191‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،4‬وما يجدر اإلشارة إليه أن حساب األغلبية‬
‫المطلوبة لصحة التصويت يتوقف على نوع األسهم الحاضرة في االجتماع والتي يحق لها‬
‫التصويت‪ ،‬فإذا كانت األسهم عادية فتحسب النسبة على أساس عدد األسهم‪ ،‬أما في حال‬
‫كانت األسهم متعددة األصوات فتحسب النسبة المحققة لصحة التصويت على أساس عدد‬
‫األصوات التي تمنحه األسهم مجتمعة و ليس على أساس عدد األسهم‪.5‬‬

‫المشرع الجزائري ال يميز بين المسائل الجوهرية وغير الجوهرية لفرض نسبة أعلى‬
‫لصحة اتخاذ القرار بشأنها‪ ،‬فجميع المسائل على حد السواء على الرغم من وجود مسائل‬
‫استثناءا من ذلك ما ورد في نص المادة‬
‫ً‬ ‫ذات أهمية بالغة تتطلب فرض نسبة أكبر‪ ،‬ولكن‬
‫‪ 111‬من القانون التجاري‪ ،6‬والمادة ‪ 101‬التي تفرض اإلجماع‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسن الجبر‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،4‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬السعودية‪ ،1111 ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -2‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 194‬ف‪ 4‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬فالمشرع أجاز التصويت في الجمعية العامة غير العادية لملك الرقابة دون سواه‪.‬‬
‫‪ -5‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-114‬‬
‫‪ -6‬بحيث فرض المشرع نصاب مختلف عن ذلك المفروض لصحة اتخاذ ق اررات الجمعية غير العادية‪ ،‬إذا تعلق األمر‬
‫بزيادة رأس المال افترض النسبة المذكورة في المادة ‪ 191‬من القانون التجاري وهي نسبة األغلبية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬الوثائق التي توضع تحت تصرف المساهمين قبل انعقاد الجمعية العامة غير‬
‫‪1‬‬
‫العادية‬

‫لقد ألزم المشرع مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين حسب النظام المتبع في إدارة‬
‫الشركة المساهمة أن يضع تحت تصرف أو يبلغ المساهمين بعض الوثائق الضرورية وذلك‬
‫في سبيل إبداء رأيهم عن دراية إلصدار ق اررات صائبة‪ ،‬وذلك قبل ثالثين (‪ )34‬يوماً من‬
‫انعقاد الجمعية العامة غير العادية‪.2‬‬

‫كما أن المشرع ألزم الشركة بأن تضع تحت تصرف أو تبلغ المساهمين بعض‬
‫بناءا على وثيقة أو أكثر‪ ،‬والتي تتعلق بكل المعلومات الخاصة بالمكلفين باإلدارة‬
‫المعلومات ً‬
‫وكذلك نص المشاريع المقدمة للجمعية العامة من قبل مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة‬
‫وعند اللزوم نص المشاريع المقدمة من قبل المساهمين مع بيان أسبابها‪ ،‬وكذلك المعلومات‬
‫المتعلقة بالمكلفين باإلدارة في حال وردت أسمائهم و جدول األعمال و هم أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬مجلس المراقبة ومجلس المديرين وكذلك في حال عزلهم‪ ،‬باإلضافة إلى تقرير‬
‫مندوبي الحسابات الذي يقدم للجمعية عند االقتضاء‪.3‬‬

‫رابع ا‪ :‬صالحيات الجمعية العامة غير العادية‬

‫تتعدد صالحية الجمعية العامة غير العادية حسب ما يلي‪:‬‬

‫أ ‪-‬تعديل القانون األساسي بوجه عام‪:‬‬

‫لقد منح المشرع حق تعديل القانون األساسي للجمعية العامة غير العادية دون سواه‪،‬‬
‫ويعد هذا االختصاص من النظام العام ال يجوز أن يتضمن القانون األساسي للشركة نص‬

‫‪ -1‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 066‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 190‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحرمها من ذلك‪ ،‬ألن هذا الحق مستمد من مبدأ قانون األغلبية‪ ،1‬كما أنه مستمد من القانون‬
‫وليس من أحكام القانون األساسي للشركة‪.2‬‬

‫وحسب ما ورد في نص المادة ‪ 190‬من القانون التجاري الجزائري فإن صالحية‬


‫تعديل القانون األساسي تعد من اختصاص الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬غير أن المشرع قيد‬
‫هذا الحق بحيث ال يجوز الرفع من التزامات المساهمين عدى تلك العمليات الناتجة عن‬
‫تجميع األسهم التي تمت بصفة منتظمة‪ ،3‬ونذكر على سبيل المثال‪ ،‬رفع القيمة االسمية‬
‫لألسهم ومطالبة المساهمين بفارق الزيادة‪ ،‬تحميل المساهمين للخسارة التي تفوق قيمة‬
‫أسهمهم‪ ،‬إجبار المساهمين على االكتتاب في األسهم الجديدة التي تصدرها الشركة‪.4‬‬

‫كما أنه ال يجوز التعديل في القانون األساسي للشركة والمتعلق بتحويل شركة‬
‫المساهمة إلى شركة تضامن إال بإجماع المساهمين على هذا التعديل‪ ،‬وهذا حسب ما ورد‬
‫في نص المدة ‪911‬مكرر ‪ 19‬الفقرة األولى من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫صالحية الجمعية العامة غير العادية في إدماج شركة المساهمة دون سواها‪.‬‬

‫يوجد هناك فرق بين الق اررات المتعلقة بزيادة أعباء المساهم وتلك الق اررات الماسة‬
‫بحقوق المساهم األصلية والتي يستمدها بصفته شريك بحيث تتطلب الحالة األولى التصويت‬

‫‪ -1‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.111-111‬‬


‫‪ -2‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬اكتفى المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 190‬بذكر قيد واحد وهو عدم الزيادة في التزامات المساهمين على عكس بعض‬
‫التشريعات المقارنة‪ ،‬منها التشريع اللبناني في نص المادة ‪ 214‬من قانون التجارة‪ ،‬فقيد اختصاص الجمعية العامة غير‬
‫العادية في تعديل القانون األساسي بأن ال تغير في جنسية الشركة‪ :‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫‪ -4‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪69‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلجماع‪ ،‬أما الحالة الثانية فال تكون الق اررات صحيحة في جميع األحوال وتعتبر باطلة‬
‫بطالناً مطلقاً‪.1‬‬

‫ب‪ -‬تعديل القانون األساسي بزيادة رأس المال‬

‫قد تلجأ الشركة أثناء حياتها لزيادة رأس المال‪ ،‬لتوسيع مشاريعها االستثمارية‬
‫أو لمواجهة التحديات التي قد تصادفها فيتطلب ذلك تعديل في رأس مالها‪ ،‬مما يحتم تعديل‬
‫القانون األساسي للشركة فتنعقد الجمعية العامة غير العادية ألن هذه الصالحية من حقها‪.2‬‬

‫المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 111‬من القانون التجاري خص الجمعية العامة غير‬


‫بناءا على تقرير يرفع من األجهزة‬
‫العادية بتعديل القانون األساسي‪ ،‬وذلك بزيادة رأس المال ً‬
‫التي تقوم بتسيير شركة المساهمة‪-‬مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ -‬كما أنه يحق لها‬
‫تفويض اختصاص تحقيق زيادة رأس المال إلى مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين وهذا‬
‫حسب ما ورد في المادة السابقة الذكر‪ ،‬غير أنه ال يجوز تفويض اتخاذ قرار الزيادة والذي‬
‫هو حق للجمعية العامة غير العادية‪ ،‬ويعد كل شرط يخالف ذلك كأن لم يكن وذلك حسب‬
‫الفقرة األخيرة من المادة نفسها‪.‬‬

‫لقد فرض المشرع الجزائري من خالل نصوص القانون التجاري بعض الشروط ألجل‬
‫زيادة رأس المال والمتمثلة في سداد رأس المال المكتتب فيه بالكامل قبل الشروع في زيادة‬
‫ال‪ ،‬أي عملية الزيادة‬
‫رأس المال‪ ،‬وفي حال عدم تسديد رأس المال بالكامل يعد القرار باط ً‬
‫تكون باطلة‪.3‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين في الشركة المغفلة (المساهمة)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوع ة الشركات التجارية‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين في الشركة المغفلة (المساهمة)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 113‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وال يمكن مباشرة إجراءات زيادة رأس المال إال بتوافر الشرط المنصوص عليه في‬
‫نص المادة ‪ 113‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬في حال تحقق االكتتاب الكلي في رأس‬
‫المال فيجوز للشركة زيادة رأس مالها في أي وقت‪.1‬‬

‫إن تطب يق هذا الشرط من الناحية العملية يعد صعب‪ ،‬ألن إلزام المساهمين بدفع قيمة‬
‫ألسهم التي تم االكتتاب فيها نقداً يعتري تطبيقه بعض الصعوبة‪.2‬‬

‫كما أن التصويت على قرار زيادة رأس المال والذي ال يزيد من التزامات المساهمين‬
‫مثل إلحاق االحتياطات أو األرباح أو عالوات اإلصدار أو تحويل سندات االستحقاق‪ ،‬تكون‬
‫باألغلبية المقررة في نص المادة ‪ 191‬من القانون التجاري الجزائري وهي نسبة األغلبية‪.3‬‬

‫كما شرط المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 112‬من القانون التجاري الجزائري خالل‬
‫ابتداء من تاريخ انعقاد الجمعية العامة غير العادية‬
‫ً‬ ‫أن الزيادة تتم خالل (‪ )1‬خمسة سنوات‬
‫التي اتخذت القرار‪.‬‬

‫ج‪ -‬تخفيض رأس المال‪:‬‬

‫يعد قرار تخفيض رأس المال من صالحيات الجمعية العامة غير العادية كما هو‬
‫الحال بالنسبة لقرار زيادة رأس المال‪ ،‬ذلك ما ورد في نص المادة ‪ 912‬الفقرة األولى من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ويجوز تفويض اختصاص تحقيق تخفيض رأس المال لمجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس المديرين واتخاذ جميع التدابير في سبيل ذلك‪ ،‬وهذا القرار من أهم الق اررات‬
‫التي تتخذه الجمعية العامة غير العادية ألنه مصيري بالنسبة للشركة‪.4‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.341‬‬


‫‪ -2‬فاتح آيت مولود‪ ،‬حماية االدخار المستثمر في القيم المنقولة في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ 1‬جويلية ‪ ،2412‬ص‬
‫‪.92‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 111‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪71‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أنه ال يجوز تخفيض رأس المال دون وجود مبرر للخسائر‪ ،‬وكذلك يسمح المشرع‬
‫لممثلي أصحاب األسهم والدائنين والذي يكون دينهم سابق لتاريخ وضع محضر المداولة‬
‫لدى المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬وذلك خالل (‪ )34‬ثالثين يوماً‪ ،‬من يوم المصادقة‬
‫على محضر التخفيض‪ ،1‬كما أنه ال يجب أن يخل هذا التخفيض بمبدأ المساواة بين‬
‫المساهمين‪.2‬‬

‫د‪ -‬إصدار السندات أو أية صكوك أخرى‪:‬‬

‫تقرر الجمعية العامة غير العادية إصدار سندات أو أية صكوك‪ ،‬وذلك حسب حاجة‬
‫‪3‬‬
‫الشركة لها‪ ،‬خاصة إذا كانت الشركة تعاني من ضائقة مالية أو تريد توسيع استثماراتها‬
‫كما أنها تصدر هذه الصكوك وذلك للحفاظ على سعر اإلصدار أو تعديل شروط تحديده‪.4‬‬

‫ه‪ -‬حل الشركة قبل حلول األجل‪:‬‬

‫تتخذ الجمعية العامة غير العادية قرار حل شركة المساهمة الذي يتم قبل حلول‬
‫األجل وبذلك يعد هذا االختصاص من حقها‪.5‬‬

‫يعتبر قرار حل الشركة من أهم الق اررات التي تتخذها الجمعية العامة غير العادية‬
‫ولذلك وجب إجماع المساهمين على هذا القرار واال كان القرار باطالً ألنه يمس بحقوق‬
‫مكتسبة بالنسبة للمساهمين والغير‪ ،‬وهو قرار غير قابل للتفويض ألي جهاز آخر‬
‫وبالمصادقة على هذا القرار تبدأ إجراءات تصفية الشركة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 913‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 912‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬سميحة القيلوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 10‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الق اررات التي تتخذها الجمعية العامة غير العادية من أهم الق اررات المتخذة في‬
‫شركة المساهمة‪ ،‬ألنها تتعلق بقضايا مصيرية والتي قد تصل إلى تعديل في البِناء القانوني‬
‫للشركة أو حتى زوالها‪ ،‬ولذلك استوجب إجماع الشركاء (المساهمين) في اتخاذ مثل هذه‬
‫استثناءا عن القاعدة العامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الق اررات المصيرية‪ ،‬وهذا يعد‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األحكام الخاصة بالجمعية العامة العادية‬

‫باإل ضافة إلى األحكام التي تشترك فيها مع الجمعية العامة غير العادية فقد زودها‬
‫اء تلك التي تتعلق بنصاب صحة انعقادها‪ ،‬أو نصاب‬
‫المشرع ببعض األحكام الخاصة سو ً‬
‫التصويت‪ ،‬وبعض الوثائق التي توضع تحت تصرف المساهمين االنعقاد باإلضافة إلى‬
‫االختصاصات الممنوح لها والتي تعد جوهر االختالف بينها وبين الجمعية العامة غير‬
‫العادية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬نصاب صحة انعقاد الجمعية العامة العادية‬

‫تجتمع الجمعية العامة العادية مرة على األقل كل سنة‪ ،‬خالل الستة أشهر التي‬
‫بناءا على طلب مجلس اإلدارة‬
‫تسبق قفل السنة المالية‪ ،‬كما يمكن تمديد هذا األجل ً‬
‫بناءا‬
‫أو مجلس المديرين وذلك حسب الحالة‪ ،‬و بأمر من الجهة القضائية المختصة وذلك ً‬
‫على عريضة وهذا القرار ال يقبل الطعن‪ ،1‬كما أنه ال تصح مداوالت الجمعية العامة العادية‬
‫إال بحضور عدد المساهمين أو الممثلين على األقل بربع األسهم وهذا بالنسبة للدعوة األولى‬
‫ويشترط في األسهم أن تكون ذات حق في التصويت‪ ،‬كما أنه ال يشترط أي نصاب في حال‬
‫اقتضت الضرورة تأجيل الجمعية بسبب عدم بلوغ نصاب انعقاد الجمعية األول مرة‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 191‬ف‪ 2،1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 191‬ف‪ 3،2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يجوز تخفيض النصاب المدرج في القانون األساسي النعقاد الجمعية العامة العادية‬
‫ولكن يجوز رفع النصاب أكثر من ذلك المقرر في القانون األساسي للشركة والمقدر بالربع‬
‫كما أن بعض الفقه اعتبر حضور شخص واحد يمثل النصاب جاز عقد الجمعية‪.1‬‬

‫وغالباً ما تلجأ بعض الشركات على تشجيع حضور اجتماعات الجمعية العامة‬
‫العادية بتخصيص مكافأة مقابل الحضور وذلك لتحقيق النصاب وتفادي الدعوة الثانية كما‬
‫يتحقق جدوى االجتماع‪ ،2‬كما أنه ال يبنى تحديد النصاب على عدد المساهمين فرد فرد وانما‬
‫على نسبة المشركة في رأس المال يعني األسهم‪.3‬‬

‫ولم يفرض المشرع الجزائري في القانون التجاري من خالل المادة ‪ 191‬نسبة لصحة‬
‫انعقاد الجمعية العامة العادية في حال الدعوة الثانية‪ ،‬مما يجيز انعقادها في الدعوة الثانية‬
‫بنسبة قليلة من المساهمين وربما يعد كجزء يعاقب به المتخلفين على الجمعية العامة‪ ،‬غير‬
‫أن البعض يرى ضرورة توافر األغلبية البسيطة لصحة انعقاد الجمعية العامة العادية‪.4‬‬

‫ثاني ا‪ :‬نصاب صحة التصويت في الجمعية العامة العادية‬

‫تبث الجمعية العامة العادية في ق ارراتها بأغلبية األصوات المعبر عنها كما أن‬
‫األوراق البيضاء ال تؤخذ بعين االعتبار في حال إجراء التصويت عن طريق االقتراع‬
‫السري‪.5‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬


‫‪ -2‬محمد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين في الشركة المغفلة (المساهمة)‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -4‬السالم هاجم أبو قريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 191‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن المشرع في المادة ‪ 191‬من القانون التجاري الجزائري لم يحدد بالشكل الدقيق‬
‫النسبة المقررة لصحة اتخاذ القرار داخل الجمعية العامة العادية واكتفى بذكر نسبة األغلبية‬
‫ولكن لم يحدد هل نسبة األغلبية المطلقة أما األغلبية البسيطة‪.‬‬

‫كما أن النصاب المحدد ال يتأثر في حال االمتناع عن التصويت ولكن يتأثر في‬
‫حال انسحاب المساهمين من االجتماع ولم يدون انسحابهم في المحضر‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوثائق الواجب اإلطالع عليها قبل انعقاد الجمعية العامة العادية‬

‫يقع عبء تمكين المساهمين من اإلطالع على الوثائق والمستندات والتي توضع في‬
‫اء تعلق‬
‫مقر الشركة أو يتم تبليغها إلى مقر سكن المساهمين على عاتق المكلفين باإلدارة سو ً‬
‫األمر بمجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،‬ويجب أن تتضمن هذه الوثائق جميع المواضيع‬
‫المدرجة في جدول األعمال‪ ،‬وذلك قبل انعقاد الجمعية العامة العادية بفترة زمنية معقولة‬
‫تسمح للمساهمين بمراجعة هذه الوثائق‪.2‬‬

‫وألزم المشرع مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين وضع أو تبليغ كل الوثائق التي‬
‫يحتاجها المساهمين وذلك قبل ثالثين يوماً النعقاد الجمعية العامة غير العادية‪ ،3‬ونفس‬
‫األمر كذلك بالنسبة الجمعية العامة غير العادية كما سبق شرحه‪ ،‬ألن المشرع أهمل ذكر‬
‫المدة بالنسبة للجمعية العامة العادية‪.‬‬

‫كما يقع العبء على الشركة في تبليغ أو وضع تحت تصرف الجمعية العامة العادية‬
‫كل المعلومات المتعلقة باجتماعاتها وجدول أعمالها في وثيقة أو أكثر‪.4‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬


‫‪ -2‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 199‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 060‬ف‪ 1‬المقطع ‪ 1 ،1 ،4 ،3 ،2 ،1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا‪ :‬صالحيات الجمعية العامة العادية‬

‫لقد منح المشرع صالحيات واسعة للجمعية العامة العادية في سبيل ممارسة رقابة‬
‫جدية على الشركة بصفة عامة وعلى المكلفين باإلدارة (أجهزة التسيير) بصفة خاصة‪.‬‬

‫تتخذ الجمعية العامة العادية كل الق اررات غير المذكورة في المادة ‪ ،1194‬وهي‬
‫الصالحيات المخولة للجمعية العامة غير العادية والتي ال يجوز للجمعية العامة العادية‬
‫ممارستها‪ ،2‬وتتخذ القرار التي تتجاوز أعمال التسيير وذلك بعيدا عن أي تدخل داخلي في‬
‫ق ارراتها‪.3‬‬

‫أ‪ -‬صالحيات التعيين‪:‬‬

‫يسمح المشرع الجزائري في القانون التجاري للجمعية العامة العادية بإجراء التعيينات‬
‫المتعلقة بأجهزة التسيير‪.‬‬

‫‪ -1‬تعيين أعضاء مجلس اإلدارة‪:‬‬

‫تختص الجمعية العامة العادية بتعيين أعضاء مجلس اإلدارة مع وجود بعض‬
‫االستثناءات التي ترد على هذا المبدأ‪ ،‬والعلة من ذلك هو مراقبة مدى توافر الشروط في‬
‫أعضاء المجلس‪.4‬‬

‫وهذا ما ورد في نص المادة ‪ 111‬من القانون التجاري الجزائري بحيث منح المشرع‬
‫صالحية تعيين أعضاء مجلس اإلدارة للجمعية العامة العادية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 191‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المقصود بصالحيات الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬تعديل القانون األساسي في جميع أحكامه‪ ،‬وهذه الصالحية ال يجوز‬
‫تفويضها للجمعية العامة العادية‪.‬‬
‫‪ -3‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪76‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬تعيين أعضاء مجلس المراقبة‬

‫تقوم الجمعية العامة العادية بتعيين أعضاء مجلس المراقبة بالنسبة للنظام الحديث‬
‫لإلدارة كما هو الحال بالنسبة لمجلس اإلدارة‪ ،1‬كما أن هذه الصالحية أشارت لها المادة‬
‫‪ 112‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -3‬تعيين مندوبي الحسابات‪:‬‬

‫أثناء حياة الشركة تكون الجمعية العامة العادية صاحبة االختصاص المتعلق بتعيين‬
‫قانونا‪.2‬‬
‫مندوبي الحسابات وفقا للشروط المنصوص عليها ً‬

‫تعيين الجمعية العامة مندوبي الحسابات (واحد‪ ،‬أو أكثر) ولكن هذه الصالحية تكون‬
‫مقيدة بضرورة توافر بعض الشروط في مندوبي الحسابات الذي يتم تعيينهما حسب ما ورد‬
‫في نص المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫لقد منح المشرع صالحية تعيين أجهزة التسيير والرقابة للجمعية العامة العادية ولكن‬
‫استثنى من ذلك تعيين أعضاء مجلس المديرين ومن ثم نقول هل يجوز للجمعية العامة‬
‫العادية تعيين مجلس المديرين؟‬

‫مادام أنه ال يوجد نص يمنعها من ذلك فيجوز لها تعيينهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬صالحية العزل‪:‬‬

‫يعتبر العزل وضع حد للسلطات الممنوحة لبعض األجهزة واألشخاص المكلفين بإدارة‬
‫‪3‬‬
‫الشركة وهو قرار أحادي يصدر عن الجمعية العامة العادية دون استشارة الطرف المعزول‬
‫وتختص الجمعية العامة العادية بعزل األجهزة واألشخاص التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.291‬‬


‫‪ -2‬مختار دحو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪77‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬عزل أعضاء مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يجوز للجمعية العامة العادية عزل أعضاء مجلس اإلدارة ورفع دعوى المسؤولية‬
‫عليهم وتوقيع الغرامات المالية وذلك في حال تغيبهم عن الحضور سواء لالجتماعات مجلس‬
‫اإلدارة أو إلى الشركة لممارسة مهامهم‪.1‬‬

‫ولقد نص المشرع الجزائري على هذه الصالحية في المادة ‪ 113‬من القانون التجاري‬
‫"يجوز إعادة انتخاب القائمين باإلدارة كما يجوز للجمعية العامة العادية عزلهم في أي وقت"‬

‫‪ -2‬عزل أعضاء مجلس المديرين‬

‫بناءا على‬
‫لقد أجاز المشرع للجمعية العامة العادية عزل أعضاء مجلس المديرين‪ ،‬وذلك ً‬
‫اقتراح من الجهة المكلفة بتعيينهم وهي مجلس المراقبة‪.2‬‬

‫‪ -3‬عزل أعضاء مجلس المراقبة‬

‫يجوز عزل أعضاء مجلس المراقبة من قبل الجمعية العامة العادية في أي وقت ودون‬
‫سابق إنذار‪.3‬‬

‫وتعد صالحية الجمعية العامة في عزل أعضاء مجلس المراقبة بدون مبرر‪ ،‬وهو ما‬
‫يفهم من عبارة "في أي وقت" تعدي صريح على حقوقهم ويزيد من تعسف الجمعية العامة‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ -4‬عزل مندوبي الحسابات‬

‫إن مندوبي الحسابات يقومون بدور مساعد للمساهمين في الرقابة على الشركة‬
‫وخاصة المسائل الفنية والتي ال يتقنها فيها المساهمين‪ ،‬ولذلك منح المشرع الجزائري الحق‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 141‬ق‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،008‬ف‪ ،‬األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للجمعية العامة في عزل مندوبي الحسابات التي تم تعيينهم من قبلها‪ ،‬أما بالنسبة للمندوب‬
‫المعين من قبل القضاء‪ ،‬للجمعية الحق في عزله‪ ،‬ومن ثم فقد خالف المشرع مبدأ توازي‬
‫األشكال‪.1‬‬

‫ج‪ -‬الصالحيات المتعلقة بالجانب المالي‪:‬‬

‫تتولى الجمعية العامة العادية مهام إصدار االحتياطات المالية سواء كانت احتياطات‬
‫قانونية أو نظامية واستخدامها فيما ينفع المساهمين أو الشركة‪ ،‬والموافقة على توزيع نسبة‬
‫األرباح الصافية على المساهمين الناتجة عن بيع األصول الثابتة أو دفع التعويضات‬
‫‪2‬‬
‫والموافقة على إصدار اإلسناد في مقابل الضمانات التي تقررها لحملتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مندوبي الحسابات‬

‫يعرف مندوب الحسابات على أنه "كل شخص يمارس بصفة عادية باسمه الخاص‬
‫وتحت مسؤوليته مهمة المصادقة على صحة حسابات الشركات والهيئات وانتظامها‬
‫ومطابقتها لألحكام التشريع المعمول به"‪.3‬‬

‫وتلجأ الجمعية العامة لتعيين مندوبي الحسابات لمساعدتها في ممارسة الرقابة على‬
‫األمور المالية والمحاسبين‪ ،‬والتي تعد من المسائل التي ال يتقنها المساهمين ونتطرق إلى‬
‫مندوبي الحسابات من خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين مندوبي الحسابات وانتهاء وظيفتهم‬

‫نتطرق إلى األحكام الخاصة بتعيين مندوبي الحسابات وانتهاء مهامهم في شركة‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫‪ -1‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬


‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.214 -213‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 41 -14‬المؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،2414‬المتعلق بمهنة المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب‬
‫المعتمد‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،24‬الصادرة بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪.2414‬‬
‫‪79‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬تعيين مندوبي الحسابات‬

‫أ‪ -‬تعيين مندوبي الحسابات من قبل الجمعية العامة‪:‬‬

‫لقد خول المشرع الجزائري للجمعية العامة صالحية تعيين مندوبي الحسابات‪.1‬‬

‫بالنسبة ألول مندوب حسابات فالجمعية العامة هي من تقوم بتعيينه بواسطة‬


‫االنتخابات ويمارس مهامه إلى غاية انعقاد جمعية عامة للمساهمين‪.2‬‬

‫وال يجوز لمجلس اإلدارة تعيين مندوبي الحسابات‪ ،‬ألنهم يمارسون الرقابة على أعمال‬
‫المجلس وهذا ما يجعل المندوبي تحت خطر العزل في حال لم يسكتوا على تجاوزات مجلس‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمدة االنتداب التي يمارس فيها مندوبي الحسابات مهامهم فتقدر بثالث‬
‫كما أن المشرع فصل في مدة ثالث سنوات وحدده بالسنوات المالية‪ ،5‬وسواء قام‬ ‫‪4‬‬
‫سنوات‬
‫بتعيينهم القضاء أو الجمعية العامة فالمدة ال تتغير بتغيير الجهة التي قامت بالتعيين‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتعيين م ارقب إضافي من قبل رئيس المحكمة وذلك لضمان قدر معين‬
‫من الخبرة واالستقاللية‪ ،‬وتمنح له نفس السلطات الممنوحة للمراقب أو المندوب المعيين من‬
‫‪6‬‬
‫قبل الجمعية العامة والذي نص عليه المشرع اللبناني في المادة ‪ 193‬من قانون الشركات‬
‫لم ينص المشرع الجزائري على هذه الحالة‪ ،‬على اعتبار أن المندوب الذي تم تعينهم من قبل‬
‫الجمعية العامة ذو كفاءة وخبرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقى‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،8669 ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 9‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -6‬عدنان خير‪ ،‬القانون التجاري اللبناني (األعمال التجارية‪ ،‬المؤسسة التجارية‪ ،‬الشركات التجارية)‪ ،‬المؤسسة الحديثة‬
‫للكتاب‪ ،‬لبنان‪ ،2444 ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪80‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أنه ال يوجد ما يمنع أن تجري الجمعية العامة غير العادية تعيين مندوبي‬
‫الحسابات ألن ذلك من شأنه أن يحقق شروط أحسن من حيث النصاب المقرر للتصويت‬
‫في الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬وهذا ما يشكل ضمان أكبر للتعيين‪.1‬‬

‫تتشابه أغلب التشريعات العربية في موضوع تحديد السلطة المختصة بتعيين مندوبي‬
‫الحسابات‪.2‬‬

‫كما أن مهمة مندوبي الحسابات في شركة المساهمة ليست مهمة إجبارية فيجوز لهم‬
‫‪3‬‬
‫الرفض كما يجوز لهم قبول التعيين ويكون القبول كتابي‪.‬‬

‫كما يجوز للمساهم في الشركة تقديم طلب للجمعية العامة للمساهمين للتعيين مندوب‬
‫حسابات‪ ،‬كما يخطر الشركة برغبته في ذلك مع تقديم أسبابه قبل مدة معقولة من انعقاد‬
‫الجمعية العامة‪.4‬‬

‫ب‪ -‬تعيين مندوب الحسابات من قبل القضاء‪:‬‬

‫لقد سمح المشرع الجزائري للقضاء بتعيين مندوبي الحسابات‪ ،‬وذلك في حال إهمال‬
‫الجمعية العامة العادية إجراء التعيينات أو في حال ووجود مانع يحول دون تعيينهم أو إذا‬
‫رفض مندوب أو أكثر تعيينهم‪ ،‬ويتم التعيين بأمر من المحكمة التي يكون فيها مقر الشركة‬
‫وذلك بناء على طلب من مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،5‬كما أن الطلب يمكن أن يقدمه‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام و مفوضو المراقبة)‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫‪ -4‬أحمد محمد محرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقدمه كل معنى باإلضافة إلى السلطة المكلفة بتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في حال‬
‫لجأت الشركة لالدخار العلني‪.1‬‬

‫وصالحية القضاء المتمثلة في تعيين مندوبي الحسابات صالحيات استثنائية‪ ،‬ألنه ال‬
‫يمكن إجرائه إال في الحاالت المذكورة في المادة ‪ 911‬مكرر من القانون التجاري الجزائري‪.2‬‬

‫غير أنه يجوز لمساهم أو عدة مساهمين يمثلون على األقل عشر (‪ )14/1‬رأس مال‬
‫الشركات التي تلجأ علنية االدخار تقديم طلب مبرر للعدالة مفاده رفض تعيين مندوبي‬
‫الحسابات التي قامت بها الجمعية العامة العادية‪ ،‬في حال قبول هذا الطلب فإن التعيينات‬
‫التي قامت ب ها العدالة تبقى نافذة إلى غاية إجراء التعيينات الالزمة من قبل الجمعية‬
‫‪3‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫ج‪ -‬شروط تعيين مندوبي الحسابات‪:‬‬

‫لقد اشترط المشرع في القانون التجاري الجزائري شرط واحد فقط لتعيين مندوبي‬
‫الحسابات كما قيد هذا التعيين بقيد واحد كذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬تعيين مندوبي الحسابات من بين المهنيين المسجلين على جدول المصفى الوطني‪:‬‬

‫لقد اشترط المشرع الجزائري لتعيين مندوبي الحسابات في شركة المساهمة أن يكون‬
‫من بين المهنيين المسجلين على جدول المصفى الوطني‪.4‬‬

‫وبذلك فالشروط الواجب توافرها في هؤالء المندوبين هي تلك الشروط المنصوص‬


‫عليها في القانون الذي ينظم هذه المهنة وهو القانون ‪ 41 -14‬السالف الذكر‪ ،‬بحيث أشار‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.342 -344‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 0‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذا القانون إلى الشروط الواجب توافرها في مندوبي الحسابات أو باألحرى شروط ممارسة‬
‫هذه المهنة‪ ،‬ونذكر بعض الشروط على سبيل المثال‪:1‬‬

‫‪ -‬أن يكون جزائري الجنسية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون متمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون حائز على شهادة لممارسة المهنة‪.‬‬

‫وجاء ذكر هذه الشروط على سبيل المثال ال على سبيل الحصر‪ ،‬كما أن المشرع‬
‫الجزائري في القانون التجاري ال يشترط أن يكون مندوب الحسابات شخص طبيعي‪ ،‬فيجوز‬
‫أن يكون شخص معنوي‪.2‬‬

‫والغرض من طلب توافر هذه الشروط ما هو إال ضمان للحياد وعدم تفضيل مصلحة مساهم‬
‫على حساب مساهم آخر وذلك في حالة التعارض‪.3‬‬

‫‪ -2‬القيود الواردة على تعيين مندوبي الحسابات‪:‬‬

‫لقد أورد المشرع الجزائري في القانون التجاري من المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 1‬قيد على تعيين‬
‫مندوبي الحسابات في شركة المساهمة‪ ،‬بحيث يمنع تعيينهم‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت له قرابة أو مصاهرة لغاية الدرجة الرابعة‪ ،‬بما في ذلك القائمين باإلدارة وأعضاء‬
‫مجلس المديرين ومجلس مراقبة الشركة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 0‬من القانون ‪ 41 -14‬السالف الذكر‪ .‬كما أنه هناك العديد من الشروط الواردة في هذا القانون‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫بعض الشروط المذكورة في بعض القوانين الخاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬بهلول سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -3‬صفاء محمود السويلمين وتاال سعود الشوا‪ ،‬التشريعات التجارية وتشريعات األعمال‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل‪ ،‬األردن‪،2441 ،‬‬
‫ص‪.341‬‬
‫‪83‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إذا كان مندوب الحسابات قائم باإلدارة أو عضو مجلس المديرين أو عضو مجلس‬
‫المراقبة أو كان أحد أزواجهم‪.‬‬

‫كما ال يجوز تع يين األشخاص الذين يتحصلون بحكم نشاط دائم غير نشاط مندوب‬
‫الحسابات على أجرة أو مرتبا‪ ،‬إما من القائمين باإلدارة أو أعضاء مجلس المديرين أو من‬
‫مجلس المراقبة‪.‬‬

‫‪ -‬وكذلك األشخاص الذين منحتهم الشركة أجرة بحكم وظائفهم غير وظائف مندوب‬
‫الحسابات من أجل خمس سنوات ابتداء من تاريخ إنهاء وظائفهم‪.‬‬

‫‪ -‬ودون أن ننسى األشخاص الذين كانوا قائمين باإلدارة أو أعضاء في مجلس المراقبة‬
‫أو مجلس المديرين‪ ،‬في أجل خمس سنوات ابتداء من تاريخ إنهاء وظائفهم‪.‬‬

‫والغرض من هذا المنع هو تفادي التواطؤ بين المندوب واألقارب‪ ،‬المتمثلة في منح‬
‫مزايا غير مستحقة‪ ،‬وكذلك لمنع تضارب المصالح‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنهاء وظيفة مندوبي الحسابات‬

‫تنهى وظيفة مندوبي الحسابات بعدة طرق ونذكر منها انتهاء المدة القانونية لمندوبي‬
‫الحسابات والمقدرة في القانون التجاري الجزائري بثالث سنوات مالية وذلك وفق المادة ‪911‬‬
‫مكرر ‪ 9‬الفقرة األولى‪ ،‬كما تنهى أيضا بالوفاة باإلضافة إلى انتهائها بـ‪:‬‬

‫أ‪ -‬االستقالة‪:‬‬

‫لم يرد نص في القانون التجاري الجزائري يفيد بأن المندوب يجوز له طلب االستقالة‬
‫غير أن المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 41-14‬السالف الذكر‪ ،‬والذي يجيز لهم طلب االستقالة‬
‫وبذلك يقدم طلب االستقالة إلى الشركة التي يزاول فيها مهامه أو وظيفته‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي عطوي‪ ،‬الشركات التجارية في القوانين الوضعية والشريعة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‬
‫‪ ،2441‬ص ‪.214‬‬
‫‪84‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬عزل مندوبي الحسابات‪:‬‬

‫يجوز عزل مندوبي الحسابات من قبل الجهة القضائية المختصة وذلك بناءاً على‬
‫طلب يقدم من مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين أو من مساهم أو أكثر يمثلون على األقل‬
‫عشر (‪ )14/1‬رأس المال أو الجمعية العامة للمساهمين‪ ،‬بشرط أن يرتكب المندوب خطأ‬
‫أو وقع له مانع يحول دون ممارسة مهامه‪.1‬‬

‫ولكن في حال العزل التعسفي‪ ،‬يعني دون توافر مبرر لذلك فيجوز للمندوب المعزول‬
‫طلب التعويض‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مندوبي الحسابات‬

‫يمارس مندوبي الحسابات مهامهم بصفة دائمة لكن دون التدخل في أعمال التسيير‬
‫وبذلك يحق لهم القيام بالتحقيق في كل الوثائق والدفاتر المالية للشركة ومراقبة انتظام وصحة‬
‫الحسابات‪ ،‬وكذلك التأكد من صحة المعلومات المقدمة من مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫المديرين‪ ،‬باإلضافة إلى التأكد من صحة الوثائق المرسلة إلى المساهمين‪ ،‬وكل ما يتعلق‬
‫بالوضعية المالية للشركة وحساباتها‪ ،3‬كما يتأكدون من صحة الجرد وحسابات الشركة واجراء‬
‫الموازنة والمصادقة عليها‪.4‬‬

‫كما يجوز لمندوبي الحسابات أن يطلب تقديم توضيحات من رئيس مجلس اإلدارة‬
‫أو مجلس المديرين والذي يلتزم بالرد على كل الوقائع التي من شأنها أن تعرقل استمرار‬
‫اال ستغالل والتي تم اكتشافها أثناء ممارستهم لمهامهم‪ ،‬وفي حال انعدام الرد أو كان الرد غير‬
‫مقنع يطلب مندوب الحسابات من الرئيس أو مجلس المديرين استدعاء مجلس اإلدارة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 619‬مكرر ‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد بن جميلة‪ ،‬مسؤولية محافظ الحسابات في مراقبة شركة المساهمة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير تخصص‬
‫قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2411-2414 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 3‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو مجلس المراقبة لالنعقاد والمداولة في الوقائع التي تم اكتشافها ويحضر مندوب الحسابات‬
‫في هذه ا لجلسة‪ ،‬في حال عدم التوصل إلى نتيجة يقوم المندوب باستدعاء الجمعية العامة‬
‫واذا كان موعد انعقاد الجمعية العامة العادية أو غير العادية قريب فيقوم بتقديم طلب خاص‬
‫ألجل ذلك‪.1‬‬

‫كما يستدعى مندوب الحسابات من قبل مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين أو الجمعية‬
‫العامة للمساهمين لحضور االجتماعات التي يتم فيها إقفال السنة المالية‪.2‬‬

‫غير أن مندوبي الحسابات يلتزمون بعرض على أقرب جمعية منعقدة كل المخالفات‬
‫واألخطاء التي تم اكتشافها أثناء تأديتهم لمهامهم‪ ،‬وال يتوقف األمر هنا بل يجب أن يبلغوها‬
‫إلى وكيل الجمهورية إذا كانت تنطوي تحت وصف جنحة‪ ،‬كما يلزمون بالسرية المهنة‪ ،3‬كما‬
‫أنهم يتحققون من مدى احترام مبدأ المساواة بين المساهمين‪.4‬‬

‫غير أن المشرع لم يتحدث عن الجنايات التي يتم اكتشافها من قبل مندوبي‬


‫الحسابات‪ ،‬ولكن ربما يقصد من عبارة جنحة كل الجنح والمخالفات والجنايات‪.‬‬

‫ويجوز لهم القيام بالتحقيقات أو الرقابة التي يرونها مناسبة طيلة السنة وذلك في سبيل‬
‫الحفاظ على أموال الشركة‪.5‬‬

‫كما أنه يجوز لهم استدعاء الجمعية العامة لالنعقاد في حالة االستعجال وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 911‬مكرر‪ 4‬في فقرتها السادسة من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 11‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 12‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 13‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 4‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 4‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن مندوبي الحسابات ال يقومون بهذه الوظيفة بالمجان بل يتقاضون أجر مقابل‬
‫تلك الجهود المبذولة‪ ،1‬ووضع المشرع الجزائري أتعاب مندوب الحسابات في سلم وهذا‬
‫لتفادي أي مساومة مع الجمعية العامة‪ ،‬فإن أتعابه تقرر وفق للسلم الوارد‪ ،2‬في المادة‬
‫‪ 39‬من القانون ‪ 41 -14‬السالف الذكر‪.‬‬

‫كما يقع على عاتق مندوبي الحسابات إطالع مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين بكل‬
‫العمليات التي قاموا بها‪ ،‬وكل الموازنات أو الوثائق المتعلقة بالحسابات‪ ،‬كل المالحظات‬
‫الضرورية حول التعديالت التي قاموا به‪ ،‬الكشف عن األخطاء التي قد يكشفونها‪ ،‬تقديم كل‬
‫النتائج التي تم اكتشافها والخاصة بنتائج السنة المالية ومقارنتها بنتائج السنة المالية‬
‫المنصرمة‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية مندوبي الحسابات‬

‫على اعتبار أن مندوبي الحسابات يمارسون مهامهم في شركة المساهمة على أساس‬
‫أنهم جزء من هذا الشركة وليس وكالء عنها وال عن المساهمين‪.4‬‬
‫تقوم المسؤولية ضدهم سواء كانت مسؤولية مدنية جراء ارتكابهم األخطاء أثناء‬
‫تأديتهم لوظيفتهم أو مسؤولية جزائية في حال ارتكابهم لمخالفات يعاقب عليها‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬المسؤولية المدنية‬

‫يكون مندوبي الحسابات مسؤولين في مواجهة الشركة أو الغير عن األخطاء‬


‫والالمباالة أو اإلهمال الذي يكونوا قد ارتكبوها أثناء ممارستهم لوظائفهم‪.5‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬المدير العام ومفوضو المراقبة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.233‬‬
‫‪ -2‬محمد بن جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 619‬مكرر ‪ 14‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 14‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يكون مندوبي الحسابات مسؤولين مسؤولية مدنية سواء في مواجهة الشركة أو الغير‬
‫عن الخطأ الذي يرتكبونه ويكونوا ملزمون بتعويض الضرر الذي يسببه‪ ،1‬كما يكونوا‬
‫مسؤولين كذلك عن اإلهمال والتقصير الواقع أثناء تأديتهم لوظائفهم‪.2‬‬

‫وتكون المسؤولية المدنية مسؤولية فردية في حال ارتكاب الخطأ أو اإلهمال من قبل‬
‫مندوب واحد‪ ،‬في حال تعدد مندوبي الحسابات تكون المسؤولية تضامنية وذلك في حال‬
‫اشتراكهم في الخطأ‪.3‬‬

‫كما أن انعقاد المسؤولية المدنية يطلب إثبات الخطأ أو التقصير من قبل المندوب‬
‫ألنه ملزم ببذل عناية وليس بتحقيق نتيجة‪ ،‬ويقاس الخطأ على معيار موضوعي وهو سلوك‬
‫المندوب الحريص‪ ،‬يجب على المتضرر إثبات العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪ ،‬ألنه ال‬
‫يكون الخطأ في جميع األحوال هو الذي تسبب في الضرر فقد يكون مثل مجلس اإلدارة هو‬
‫المتسبب في تفاقم هذا الضرر‪.4‬‬

‫كما أن مندوبي الحسابات ال يكونوا مسؤولين عن األخطاء أو عن المخالفات التي‬


‫يرتكبونها أعضاء مجلس اإلدارة أو أعضاء مجلس المراقبة‪ ،‬إال إذا لم يتم الكشف عنها من‬
‫قبلهم في تقريرهم الموجه إلى الجمعية العامة أو لم يبلغوا بها وكيل الجمهورية رغم االطالع‬
‫عليها‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد فريد العريني‪ ،‬هاني دويدار‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2444 ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ -2‬صفاء محمود السويلميين وتاال سعود الشوا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -3‬محمد فريد العريني وهاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ -4‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 14‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يسأل مندوبي الحسابات عن األخطاء المشتركة بينهم وبين أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫أو مجلس المدرين وال يستطيع أعضاء مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين اإلفالت منها بحجة‬
‫أنهم ارتكبوا هذه الخطأ بسبب تقصير مندوبي الحسابات‪.1‬‬

‫لم ينص المشرع على تقادم دعوى المسؤولية المدنية القائمة ضد مندوبي الحسابات‬
‫ومن ثم فيجوز تطبيق أحكام المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬المتعلق بتقادم دعوى المسوؤلية المدنية‬
‫ابتداء من يوم ارتكاب الفعل وفي حال كان‬
‫ً‬ ‫بالنسبة للمكلفين باإلدارة والمقدرة بثالث سنوات‬
‫الفعل مخفي فمن يوم العلم به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية‬


‫ا‬

‫يسأل مندوبي الحسابات مسؤولية جزائية في حال توزيع أرباح صورية دون ميزانية‬
‫صحيحة كما يعاقب بعقوبة االحتيال‪.2‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري أخص مندوبي الحسابات بعقوبات جزائية والواردة في المواد‬
‫‪ 020‬إلى ‪ 031‬من القانون التجاري‪ ،‬إما تكون سالبة للحرية أو عقوبات مالية‪ ،‬كما يمكن‬
‫الجمع بين العقوبتين‪.‬‬

‫كما أن دعوى المسؤولية الجزائية تتقادم بمرور عشر سنوات من يوم ارتكاب الفعل‬
‫أو من يوم اكتشاف الفعل في حال كان الفعل مخفي‪ ،‬وذلك في حال كان الفعل عبارة عن‬
‫جناية‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫‪ -2‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المراقبة في شركة المساهمة‬

‫في حال اختيار المساهمين النظام الحديث لإلدارة شركة المساهمة والمتمثل في‬
‫مجلس المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬والذي جاء به المشرع الجزائري ألول مرة سنة ‪ ،1113‬نقال‬
‫عن المشرع الفرنسي الذي نص عليه ألول مرة سنة ‪.1111‬‬

‫حيث تعود صالحية أو مهمة ممارسة الرقابة‪ ،‬على أعمال التسيير التي يقوم به‬
‫مجلس المديرين من اختصاص مجلس المراقبة‪ ،‬والذي ال يمكن فصلهم عن بعضهم البعض‬
‫في حال إتباع هذا األسلوب أو النظام إلدارة شركة المساهمة‪.‬‬

‫وعلى اعتبار أن مجلس المراقبة جهاز فإن تكوينه يخضع لبعض األحكام والتي يجب‬
‫تطبيقها وذلك من خالل تكوينه‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في المطلب األول‪ ،‬كما أنه يمارس نشاطه‬
‫وفقًا لنظام معين وأحكام خاصة وجب احترامها وهذا ما نشير إليه في المطلب الثاني من‬
‫خالل نشاطه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس المراقبة‬

‫أو‬ ‫إن تكوين مجلس المراقبة يخضع لقواعد وأحكام خاصة سواء تعلق األمر بتشكيلته‬
‫بالعضوية فيه والتي تتطلب توافر شروط في األعضاء‪ ،‬كما أن األعضاء ال يمارسون‬
‫مهامهم بالمجان بل يتقاضوا مقابل ذلك أجرة محددة‪ ،‬إال أن العضوية ليس من المسائل‬
‫الدائمة بل تنتهي بتحقيق أسباب معينة وهذا ما سنتناوله في الفروع التالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيل مجلس المراقبة‬

‫تخضع تشكيلة مجلس المراقبة إلى مجموعة من األحكام والتي يتم على أساسها‬
‫تشكيله‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوالا‪ :‬عدد أعضاء المجلس‬

‫يتكون مجلس المراقبة من سبعة (‪ )9‬أعضاء على األقل‪ ،‬ومن أثني عشرة عضو‬
‫على األكثر‪ ،1‬ويمكن في حالة دمج الشركة رفع عدد األعضاء إلى أكثر من اثني عشر‬
‫عضو حتى يعادل العدد اإلجمالي األعضاء الممارسين مند أكثر من(‪ )1‬ستة أشهر ولكن‬
‫بشرط أال يتجاوز العدد اإلجمالي ألعضاء المجلس(‪ )24‬أربعة وعشرون عضو‪.2‬‬

‫بحيث ال يجوز أن يؤسس أو يشكل مجلس المراقبة بدون توافر الحد األدنى والحد‬
‫األقصى المنصوص عليه قانونا‪ ،‬بحيث يعد تحديد العدد من النظام العام ال يجوز مخالفته‬
‫في ظل غياب نص يسمح للجمعية العامة زيادة عدد معين من األعضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهة المختصة بتعيين أعضاء مجلس المراقبة‬


‫ا‬

‫تقوم الجمعية العامة التأسيسية بتعيين أعضاء مجلس المراقبة األولين وذلك بموجب‬
‫القانون األساسي للشركة‪ ،‬كما تختص الجمعية العامة بتعيينهم كذلك وذلك أثناء حياة‬
‫الشركة‪ ،3‬ويجوز لهذه األخيرة إعادة انتخابهم‪.4‬‬

‫غير أن تعيين الشخص المعنوي كعضو في مجلس المراقبة قد يؤدي إلى سيطرة‬
‫شركة أو بنك على القرار داخل المجلس من خالل ممثلها الذي يقوم بحماية المصالح‬
‫الخاصة للشخص المعنوي الذي يمثله‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 119‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 110‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 112‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 112‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪.19‬‬ ‫‪ -5‬فضيلة يسعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪91‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أنه يجوز لكل معني أن يطلب تعيين وكيل من قبل القضاء لالستدعاء الجمعية‬
‫العامة إلجراء التعيينات‪ ،‬وذلك في حال إهمال المجلس القيام بالتعيينات أو لم يقوم باستدعاء‬
‫الجمعية العامة إلجرائها أصالً‪.1‬‬

‫ثالثاا‪ :‬مدة العضوية‬

‫لقد ترك المشرع الجزائري حرية تحديد مدة عضوية أعضاء مجلس المراقبة للقانون‬
‫األساسي للشركة ولكن دون تجاوز مدة ‪ 1‬سنوات في حال تم التعيين من قبل الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬ودون أن يتجاوز ثالث سنوات إذا كان التعيين بموجب القانون األساسي للشركة وهذا‬
‫ما ورد في نص المادة ‪ 112‬الفقرة الثالثة من القانون التجاري‪.‬‬

‫ابعا‪:‬تعيين رئيس مجلس المراقبة‬


‫ر ا‬

‫تنظيم مجلس المراقبة كتنظيم مجلس اإلدارة وذلك من خالل تعيين رئيس للمجلس‬
‫ونائب الرئيس للقيام ببعض المهام‪.2‬‬

‫كما يجوز للجمعية العامة العادية تعيين أعضاء مجلس المراقبة وذلك في حالة دمج‬
‫الشركة أو انفصالها‪.3‬‬

‫كما يمكن لمجلس المراقبة إجراء تعيينات مؤقتة في حال شغور منصب أو أكثر‬
‫ألعضاء المجلس سواء كان بسبب الوفاة أو االستقالة بشرط أن يتم بين جلستين عامتين‬
‫للجمعية العامة‪ ، 4‬كما يسمح لهم بإجراء التعيينات الضرورية في حال قل عدد األعضاء عن‬
‫الحد المنصوص عليه في القانون األساسي دون أن يقل عن الحد األدنى المنصوص عليه‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ف األخيرة‪ ،‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-VÉRONIQUE MAGNIER, droit des sociétés, 2e édition, DALLOZ, France, 2004, P 315.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 112‬ف‪ 4‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قانونا في أجل أقصاه ثالثة أشهر من يوم حدوث الشغور‪ ،1‬وفي حال قل عدد األعضاء عن‬
‫ً‬
‫الحد القانوني تستدعى الجمعية العامة من قبل مجلس المديرين إلجراء التعيينات‬
‫الضرورية‪ ، 2‬كما أن التعيينات التي قام بها مجلس المراقبة تخضع لمصادقة الجمعية العامة‬
‫العادية‪.3‬‬

‫نستخلص من النصوص السابقة أن تعيين أعضاء مجلس المراقبة يتم من قبل‬


‫الجمعية العامة وهي نفس الجهة التي تقوم بتعيين أعضاء مجلس اإلدارة في النظام التقليدي‬
‫لإلدارة الشركة المساهمة‪.4‬‬

‫يجوز تعيين الشخص المعنوي كعضو في مجلس المراقبة‪ ،‬والذي يقوم بدوره بتعيين‬
‫من يمثله والذي يخضع لنف س الشروط وااللتزامات ونفس المسؤولية المدنية والجزائية وكأنه‬
‫يمارس مهامه باسمه الخاص‪ ،‬دون انتفاء المسؤولية التضامنية للشخص المعنوي‪.5‬‬

‫يتم انتخاب رئيس مجلس المراقبة من قبل أعضاء المجلس والذي يكون من بينهم‪.6‬‬

‫لكن المشرع الجزائري لم ينص على ضرورة تعيين نائب رئيس المجلس واكتفى‬
‫بالنص على تعيين الرئيس فقط‪ ،‬وهذا ما قد يجيز للمجلس تعيين نائب للرئيس من تلقاء‬
‫نفسه أو بناءا على طلب الرئيس‪.‬‬

‫قد أشارت المادة ‪ 111‬من القانون التجاري الجزائري إلى مدة وظيفة رئيس مجلس‬
‫المراقبة والمقدرة بمدة عضوية باقي األعضاء‪ ،‬على اعتبار أنه عضو من األعضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ف‪ 3‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 111‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 111‬ف‪ 4‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 113‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط العضوية في مجلس المراقبة والقيود الواردة عليها‬

‫تتطلب العضوية في مجلس المراقبة ضرورة توافر شروط في هؤالء المترشحين لهذا‬
‫المنصب كما أنه ترد بعض القيود على هذه العضوية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬شروط العضوية في مجلس المراقبة‬

‫لقد نص المشرع الج ازئري في القانون التجاري على ضرورة توافر شرط واحد وأهمل‬
‫ذكر بعض الشروط على الرغم من أهميتها كاشتراط الجنسية الجزائرية أو اشتراط ضرورة‬
‫توافر النزاهة في هؤالء المترشحين للعضوية‪ ،‬والشرط الوحيد الذي نص عليه يتمثل في‬
‫ضرورة توافر أسهم الضمان الخاصة بممارسة مهامهم‪ ،‬وذلك حسب الشروط المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪.1111‬‬

‫ويجب أن تمثل أسهم الضمان ما نسبته ‪ 24‬بالمائة على األقل من رأس مال الشركة‬
‫كما يجب أن يحدد القانون األساسي النسبة الواجب امتالكها بالنسبة لكل عضو وتخصص‬
‫هذه األسهم لضمان جمع أعمالهم‪ ،‬وهي غير قابلة للتصرف فيها‪ ،‬وفي حال عدم امتالك‬
‫تلقائيا إذا لم يصحح وضعيته خالل‬
‫ً‬ ‫العضو لهذه األسهم (أي النسبة المحددة) يعتبر مستقيل‬
‫‪ 3‬أشهر‪.2‬‬

‫وما يالحظ أن المشرع في نص المادة ‪ 111‬يستعمل مصطلح ملكية أسهم الضمان‬


‫وكذلك مصطلح الحيازة في نفس الوقت بينما استعمال مصطلح الحيازة في نص المادة ‪111‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وهذا ما قد يعني أن المشرع ال يميز بين المصطلحين‬
‫أو معناهما واحد في نظره‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪94‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهذا يعني أن أسهم الضمان ال يجب أن تكون معارة بل يجب أن تكون مملوكة‬
‫للعضو‪ ،‬كما أنه ال يعتد بها في حال كانت معارة‪.1‬‬
‫كما أن الجهة المسؤولة والمكلفة بالتأكد من تملك األعضاء ألسهم الضمان وتحققها‪-‬‬
‫حسب المادة ‪ 111‬السابقة‪ -‬وهم مندوبي الحسابات‪ ،‬في حال شاهدوا خرق لألحكام السابقة‬
‫وجب عليهم رفع تقرير للجمعية العامة‪.2‬‬
‫الحكمة من فرض أسهم الضمان هو في حد ذاته ضمان لجدية أعضاء مجلس‬
‫المراقبة في ممارسة مهامهم على أكمل وجه‪ ،‬وذلك من أجل المحافظة على أموال الشركة‬
‫والتي تعد أموالهم من بينها‪ ،3‬كما أن أسهم الضمان تقدم من الشخص المعنوي وليس من‬
‫ممثله‪.4‬‬
‫كما أن المشرع أهمل ذكر أغلب الشروط المتعلقة بأعضاء مجلس المراقبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على العضوية‬
‫ا‬
‫لقد نص المشرع في القانون التجاري على قيدين فقط وهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيد الجمع بين عضوية مجالس متعددة‪:‬‬
‫لقد نص المشرع الجزائري على هذا القيد في نص المادة ‪ 114‬من القانون التجاري‬
‫بحيث ال يمكن للشخص الطبيعي االنتماء ألكثر من خمسة مجالس مراقبة لشركات مساهمة‬
‫والتي تكون الجزائر مقر لها‪ ،‬غير أن ممثل الشخص المعنوي ال يخضع لمثل هذا القيد‪.‬‬
‫ويعد هذا القيد كضمان لتفرغ العضو للمهام الموكلة له‪ ،‬وتأديتها على أكمل وجه‪.5‬‬
‫إذا كان المشرع قد نص على هذا القيد من أجل ضمان تفرغ العضو للمهام الموكلة‬
‫له في مجلس المراقبة فكان من األحسن لو نص على تقيد العضو في مختلف المجالس‬

‫‪ -1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 114‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.805‬‬
‫‪.121‬‬ ‫‪ -4‬محمد فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪95‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سواء تعلق األمر بمجلس اإلدارة أو مجلس المديرين أو غيره من المجالس التي تضمها‬
‫شركة المساهمة‪ ،‬ولم يكتف بذكر مجلس المراقبة فقط‪ ،‬ألن العضو يمكنه أن ينتمي لخمسة‬
‫مجالس إدارة شركات مساهمة أخرى‪ ،‬ومجلس المراقبة في الشركة ومن ثم ال يخضع لهذا‬
‫القيد‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيد المتعلق بالعضوية في مجلس المديرين‪:‬‬
‫ال يجوز ألي عضو من أعضاء مجلس المراقبة االنتماء إلى مجلس المديرين أو العضوية‬
‫فيه‪.1‬‬
‫بمفهوم المخالفة ال يجوز ألعضاء مجلس المديرين الترشح إلى عضوية مجلس‬
‫المراقبة إال إذا انتهت مدة عضويتهم‪ ،‬أو قدم العضو المرشح استقالته‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مكافأة أعضاء مجلس المراقبة‬
‫يطلق على األجور التي تمنح لمجلس المراقبة بالمكافأة‪ ،2‬بحيث يمكن للجمعية العامة‬
‫منح األعضاء مجلس المراقبة مقابل تأدية مهامهم مبلغ ثابت‪ ،3‬وتقوم الجمعية العامة بتقييد‬
‫هذا المبلغ في تكاليف االستغالل الخاصة بالشركة‪.4‬‬
‫وبذلك يعود تقدير األجر الثابت إلى الجمعية العامة‪ ،‬مما قد يجعلها تبالغ في منح‬
‫أجور مرتفعة لألعضاء‪ ،‬وهذا ما قد يؤثر على حقوق المساهمين‪.5‬‬
‫لألعضاء مجلس اإلدارة لم ينص المشرع‬ ‫على خالف ما نص عليه بالنسبة‬
‫الجزائري في القانون التجاري إال على آلية واحدة لمنح األجور والمتمثلة في أجور سنوية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات) مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 000‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 110‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من‬
‫الشركات)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪96‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثابتة‪ ،‬في حين أجاز منح أعضاء مجلس اإلدارة مكافأة ممثلة في نسبة من األرباح السنوية‬
‫التي تحققها الشركة‪.‬‬

‫غير أنه يجوز للمجلس المراقبة منح أجور األعضاء مجلس المراقبة ولكن بصفة‬
‫استثنائية عن المهام الموكلة لهم‪ ،‬كما أن هذه األجور تخضع ألحكام المادتين‬
‫‪ 194‬و‪ 192‬من القانون التجاري الجزائري‪.1‬‬

‫ال يجوز ألعضاء مجلس المراقبة من غير األشخاص المعنوية عقد قرض على أي‬

‫وجه من األوجه لدى الشركة‪ ،‬كما يحضر عليهم أن يجعلوا من الشركة كفيالً أو ضامناً‬
‫احتياطيا اللتزاماتهم الشخصية نحو الغير‪ ،‬كما يطبق هذا الحضر على الممثل الدائم‬
‫ً‬
‫للشخص المعنوي في مجلس اإلدارة‪ ،‬فكل عقد يأخذ شكل من األشكال السابقة يعد باطال‬
‫بطالنا مطلقا‪.2‬‬

‫العلة من السماح للشخص المعنوي حتى ولو كان ممثل في مجلس المراقبة بشخص‬
‫طبيعي باالقتراض من الشركة أو جعلها كضمان احتياطي أو كفيل اللتزاماته هو التيقن من‬
‫قدرته على الوفاء بالتزاماته‪ ،‬وحتى في حال عدم الوفاء بالتزاماته يمكن التنفيذ على أمواله‬
‫عكس الشخص الطبيعي والذي قد تكون ذمته المالية غير كافية للوفاء بالتزاماته‪ ،‬على الرغم‬
‫من اعتبار أسهم الضمان غير قابلة للتصرف أثناء عضويته‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬انتهاء العضوية في مجلس المراقبة‬

‫العضوية في مجلس المراقبة ليس من األمور الدائمة بل تنتهي بتحقيق بعض‬


‫األسباب‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 111‬ف‪ 2‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪ .‬وتخضع األجور االستثنائية الممنوحة ألعضاء مجلس المراقبة إلى الترخيص المسبق من‬
‫قبله‪ ،‬وال يشارك العضو المقرر لمصلحته الترخيص في التصويت‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 191‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوالا‪ :‬األسباب العامة ال نتهاء العضوية‬

‫تنتهي عضوية أعضاء مجلس المراقبة بنفس الطرق العامة التي تنتهي بها العضوية‬
‫في مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫يمكن القول أنها تنتهي بانتهاء مدة عضويته أو بفقدان أحد الشروط المنصوص عليه‬
‫أو إذا كان في حالة تنافي‪ ،‬باإلضافة إلى فقدان الشروط المنصوص عليها في القانون‬
‫األساسي‪.‬‬

‫كما أنه هناك أسباب النتهاء العضوية والتي تط أر أثناء عضويته كالوفاة أو االستقالة‬
‫أو فقدان األهلية أو اإلفالس‪.1‬‬

‫المشرع الجزائري في القانون التجاري لم ينص على أغلب الشروط الواجب توافر في‬
‫العضو وترك األمر للقانون األساسي ليحددها وبذلك تنتهي العضوية بفقدان تلك الشروط‬
‫غير أنه نص على أن الوفاة أو االستقالة سبب من أسباب انتهاء العضوية لكن ليس بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬بحيث أشار إلى شغور منصب أو أكثر ألعضاء مجلس المراقبة بسبب الوفاة‬
‫أو االستقالة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬عزل أعضاء مجلس المراقبة‬

‫يجوز للجمعية العامة العادية عزل أعضاء مجلس المراقبة في أي وقت‪ ،3‬وعلى غرار‬
‫بعض التشريعات العربية التي أجازت للجمعية العامة العادية عزل أعضاء مجلس المراقبة‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 112‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في أي وقت‪ ،1‬بحيث نصت المادة ‪ 231‬من مجلة الشركات التونسية‪ ،‬والمادة ‪ 09‬من قانون‬
‫الشركات المغربي على هذه اإلمكانية‪.‬‬

‫في حال تضمن القانون األساسي أي شرط من شأنه أن يقيد حق الجمعية العامة في‬
‫عزل أعضاء مجلس المراقبة في أي وقت كان الشرط باطالً‪ ،‬كما ال يشترط رفع دعوى‬
‫قضائية من أجل عزلهم أو إخطار مسبق لهؤالء األعضاء أو إخطار المجلس‪ ،‬وانما يخضع‬
‫هذا العزل لتقدير الجمعية العامة للمساهمين‪.2‬‬

‫كما أن المشرع أخذ بمبدأ العزل في أي وقت األول مرة بموجب األمر رقم‬
‫‪ 11-91‬المتضمن القانون التجاري وذلك بالنسبة ألعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬ولم يلغيه بالنسبة‬
‫ألعضاء مجلس المراقبة حال اعتمدت الشركة في إدارتها على نظام مجلس المديرين‬
‫ومجلس المراقبة (النظام الحديث لإلدارة) وذلك بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪40-13‬‬
‫المعدل المتمم للقانون التجارية السالف الذكر‪.‬‬

‫يرى بعض الفقه أن عزل األعضاء المعنيين بموجب القانون األساسي يعد من‬
‫صالحيات الجمعية العامة غير العادية‪ ،‬غير أن االجتهاد في فرنسا يرى بأن عزلهم ال يعد‬
‫‪3‬‬
‫تعديل في القانون األساسي للشركة وبذلك تخصص الجمعية العامة العادية بهذه الصالحية‬
‫ويمتاز حق العزل في أي وقت بالطابع التقديري الذي يعود إلى الجمعية العامة للمساهمين‬
‫وهذا الحق هو ممارسة للرقابة على األجهزة اإلدارة للشركة‪ ،‬كما أنه يحسن من أداء هذه‬
‫األخيرة على اعتبار أنها مهددة بالعزل في أي وقت وفي حالة تماطلها‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫فإن العزل ال يرتب تعويض بالنسبة للطرف المعزول‪ ،‬غير أن القضاء يقوم بمراقبة ظروف‬

‫‪ -1‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.340‬‬


‫‪ -2‬صالح أمين أبو طالب‪ ،‬تجاوز السلطة في مجلس إدارة شركة المساهمة (دراسة مقارنة في القانون التجاري الفرنسي‬
‫والمصري)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2449 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪.341‬‬ ‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪99‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العزل‪ ،‬في حال كونه تعسفي‪ ،‬وفي حال تضرر هذا العضو يحق له طلب التعويض وفقًا لما‬
‫نصت عليه أحكام القانون المدني‪.1‬‬

‫غير أن العزل الذي تقرره الجمعية العامة ويتم عن طريق القضاء‪ ،‬وذلك في حال‬
‫ارتكاب العضو ألخطاء جسيمة أو في حال مخالفته لألحكام التنافي الخاصة بالعضوية‬
‫ومن ثم ال يجوز للقضاء النظر في مسألة عزل أعضاء مجلس المراقبة‪ ،‬ألن القانون لم‬
‫ينص صراحة على تدخل القضاء في ذلك‪ ،‬غير أن المبدأ العام‪،‬يخول للقضاء سلطة التدخل‬
‫لمراقبة مدى تعسف الجمعية العامة أو مدى احترامها مبدأ العزل في أي وقت والذي ال يجيز‬
‫اإلضرار بالطرف المعزول‪ ،‬ومن ثم يقرر حماية األقلية وتقدير التعويض‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس المراقبة‬

‫يقوم مجلس المراقبة بدور مهام في شركة المساهمة من خالل إجراء الرقابة على‬
‫أعمال التسيير باإلضافة إلى أنه يتخذ القرار بشكل جماعي من خالل مداوالته‪ ،‬في سبيل‬
‫ذلك زوده المشرع بمجموعة من الصالحيات‪ ،‬كما أنهم يتحملون المسؤولية على الخطأ‬
‫المرتكب أثناء القيام بمهامهم سواء كانت مسؤولية مدنية أو جزائية‪ ،‬وهذا ما سنتناوله من‬
‫خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس المراقبة‬

‫لم يحدد المشرع عدد االجتماعات التي يقوم بها مجلس المراقبة خالل السنة‪ ،‬وانما‬
‫بناءا على طلب من رئيسه أو استدعاء منه‪.3‬‬
‫نص على أنه يجتمع ً‬

‫لم يضع المشرع حد أدنى لعدد اجتماعات مجلس المراقبة والذي يجب عليه أن‬
‫يعقدها خالل السنة الواحدة وكذلك األمر بالنسبة لمجلس اإلدارة‪ ،‬وهذا السهو قد يقلل من‬

‫‪ -1‬مختار دحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دور وقيمة مجلس المراقبة‪ ،‬زيادة على ذلك قد تسيطر األجهزة التنفيذية على القرار في‬
‫الشركة‪.1‬‬

‫المشرع الجزائري كما سبق ذكره لم يحدد عدد اجتماعات مجلس المراقبة أو الحد‬
‫األدنى لها‪ ،‬وهو نفس األمر بالنسبة للمجلس اإلدارة‪.‬‬

‫يمكن ألعضاء مجلس المراقبة إنابة عضو آخر في حال أجاز القانون األساسي ذلك‬
‫قياسا على مجلس اإلدارة‪ .2‬غير أن المشرع الجزائري لم يشير إلى مثل هذا الحكم في‬
‫وهذا ً‬
‫القانون التجاري وبذلك فهو ترك كامل الحرية للقانون األساسي لكي ينظم هذه المسألة في‬
‫حال أجاز أو سمح ألعضاء مجلس المراقبة بإنابة عضو أخرى‪.‬‬

‫هناك بعض التشريعات العربية التي تجيز توكيل أو إنابة عضو من األعضاء‬
‫لحضور االجتماع المجمع إجراءه ومثال ذلك‪ ،‬القانون اللبناني وقانون الشركات اإلماراتي في‬
‫المواد ‪ 141 ،111‬على التوالي‪ ،‬وكذلك قانون الشركات المغربي في مادة ‪ 14‬الفقرة الثانية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمكان إجراء االجتماع‪ ،‬عادة ما يكون مقر الشركة ولكن هذا ال يمنع‬
‫الرئيس من أن يختار مكان آخر بصفته صاحب الحق في استدعاء المجلس‪ ،‬كما أنه قد‬
‫ينص القانون األساسي على مكان إجراء االجتماع وفي حال مخالفته يكون االجتماع‬
‫باطالً‪.3‬‬

‫نصا يوجب أن يعقد اجتماع مجلس المراقبة‬


‫لم يتضمن القانون التجاري الجزائري ً‬
‫داخ ل الجزائر‪ ،‬كما ال يوجد نص يحدد مكان إجراء هذه االجتماعات‪ ،‬وهذا ما يجيز لهم عقد‬
‫االجتماع في أي مكان يختاره الرئيس حتى وان كان خارج الدولة‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد حسن الجبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.132-131‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.143 -142‬‬
‫‪101‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة لضمان صحة مداوالت مجلس المراقبة‪ ،‬فال تصح إال بحضور نصف‬
‫أعضائه على األقل ويعد باطال كل اجتماع لم يتحقق فيه النصاب‪.1‬‬

‫النصاب الذي حدد المشرع المتمثل في نصف أعضاء المجلس على األقل فإن هذه‬
‫النسبة تشكل الحد األدنى والذي ال يجوز النص على أقل من هذه النسبة في القانون‬
‫األساسي‪ ،‬وفي حال مخالفة هذا النصاب يبطل االجتماع‪ ،‬كما أنه يجوز النص على نصاب‬
‫أعلى في القانون األساسي‪.2‬‬

‫تتخذ الق اررات بأغلبية األعضاء الحاضرين أو الممثلين‪ ،‬إذا لم ينص القانون األساسي‬
‫للشركة على أغلبية أكثر مما هو منصوص عليه‪ ،‬كما أنه في حالة التعادل يكون صوت‬
‫الرئيس هو الفيصل والحاسم لذلك التساوي‪.3‬‬

‫تنص أغلبية التشريعات العربية‪ ،4‬على األكثرية المطلقة وفي حال تساوي األصوات‬
‫يرجع صوت الرئيس‪ ،‬نذكر منها المشرع السوري الذي نص في المادة ‪ 241‬من قانون‬
‫التجارة أنه في حال تساوي اآلراء يرجح صوت الرئيس والمادة ‪ /144‬ب من قانون التجارة‬
‫األردني‪ ،‬المادة ‪ 141‬من قانون الشركات اإلماراتي والفقرة األخيرة من المادة ‪ 04‬من نظام‬
‫الشركات السعودي‪.‬‬

‫يفرق المشرع الجزائري من خالل في المادة‪119‬الفقرة األخيرة السالفة الذكر بين‬


‫الترخيص المذكور في الفقرة األولى والترخيص الصريح المذكور في الفقرة الثانية وذلك‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 119‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫كما تقابله المواد‪ 111 .‬من قانون التجارة اللبناني "لكي تكون ق اررات المجلس قانونية يجب أن يحضر الجلسة أو يمثل فيها‬
‫نصف األعضاء على األقل وال يجوز أن يمثل العضو إال عضوا واحد" و‪ 244‬قانون التجارة السوري و‪/144‬ب قانون‬
‫الشركات األردني‪.‬‬
‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة )‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 119‬ف األخيرة ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة )‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪102‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حسب التصرفات المبرمة‪ ،‬فالتصرفات الواردة في الفقرة الثانية من المادة السالفة الذكر ذو‬
‫أهمية كبيرة بالنسبة للشركة وقد يؤدي التصرف فيه بكل حرية إلى اإلضرار بمصالح الشركة‬
‫ولذلك أصر المشرع على أن تكون محل ترخيص مسبق وصريح من مجلس المراقبة‪.1‬‬

‫يقوم مجلس المراقبة بإجراء الرقابة طول السنة والتي يراه ضرورية لحسن سير أعمال‬
‫الشركة‪ ،‬وفي سبيل تحقيق ذلك له الحق في أن يطلع على الوثائق التي تساعده في تأدية‬
‫مهمته‪ ،‬ويجب على مجلس المديرين أن يقدم تقرير لمجلس المراقبة حول تسييره مرة كل‬
‫ثالثة أشهر على األقل‪ ،‬كما يلتزم بتقديم وثائق الشركة‪ ،2‬المذكورة في المادة ‪( 911‬المقطعين‬
‫‪ )3 ،2‬لإلطالع عليها‪.3‬‬

‫كما يقوم بالتعيينات المؤقتة ألعضاء مجلس المراقبة‪ ،‬وذلك في حال شغور منصب‬
‫أو أكثر بسبب الوفاة أو االستقالة وأصبح عدد أعضائه أقل من الحد األدنى المنصوص‬
‫عليه في القانون األساسي دون أن يقل عن الحد األدنى القانوني وذلك في أجل ثالثة أشهر‬
‫من التاريخ الذي وقع فيه الشغور‪.4‬‬

‫يتولى رئيس مجلس المراقبة إدارة وتسيير اجتماعات المجلس‪.5‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري في القانون التجاري على أحكام كثيرة تتعلق بتنظيم‬
‫اجتماعات مجلس المراقبة‪ ،‬وانما اكتفى بذكر بعض النصوص التي ال ترقى إلى مستوى‬
‫تنظيم مداوالت المجلس‪ ،‬وبذلك نستنتج أن المشرع ترك الحرية للقانون األساسي لتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬الوثائق المتعلقة بجرد مختلف األصول والديون والموجودة في ذلك التاريخ‪ ،‬وكذلك حسابات االستغالل العام وحساب‬
‫النتائج والميزانية وتقدم لهم تقرير مكتوب عن حالة الشركة ونشاطها أثناء السنة المالية المنصرمة‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 142‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 111‬ف‪ 1‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات مجلس المراقبة‬

‫تنحصر مهمة مجلس المراقبة في الرقابة الدائمة على أعمال التسيير في شركة‬
‫المساهمة والذي يقوم بها مجلس المديرين‪.1‬‬

‫يمكن إخضاع بعض العقود التي تبرمها الشركة إلى ترخيص مسبق من قبل مجلس‬
‫المراقبة في حال قام القانون األساسي بتحديدها‪ ،‬غير أن الفقرة الثانية من المادة ‪114‬‬
‫أجازت كذلك لمجلس المراقبة منح تراخيص صريحة حسب الشروط التي ينص عليها القانون‬
‫األساسي في حال كان محل التصرف هو التنازل عن العقارات والتنازل عن المشاركة‬
‫وتأسيس األمانات‪ ،‬وكذا الكفاالت والضمانات االحتياطية أو الضمانات‪.2‬‬

‫كما أنه يقوم بتعيين أعضاء مجلس المديرين ويمارس عليهم الرقابة الضرورية‪ ،‬وذلك‬
‫حسب المادة ‪ 143‬الفقرة الثانية‪.‬‬

‫ينقل مقر الشركة في نفس المدينة بقرار من مجلس المراقبة‪ ،‬وهي نفس الصالحية‬
‫الممنوحة لمجلس اإلدارة‪.3‬‬

‫يمنح مجلس المراقبة ترخيص مسبق بشأن االتفاقيات المبرمة بين الشركة وأحد‬
‫أعضاء مجلس المراقبة سواء تمت بشكل مباشر أو عن طريق وسيط‪ ،‬وكذلك تخضع‬
‫للترخيص المسبق كل االتفاقيات التي تمت بين الشركة واحدى المؤسسات وكان أحد أعضاء‬
‫عاما لهذه المؤسسة‪ ،4‬ويعلِم العضو‬
‫مدير ً‬
‫مجلس المراقبة مالكا أو شريكا أو قائم باإلدارة أو ًا‬
‫المعني مجلس المراقبة باالتفاقيات التي تسري عليها األحكام السالفة الذكر‪ ،‬وال يشارك في‬
‫التصويت على الترخيص المطلوب‪ ،‬كما ال تؤخذ أسهمه بعين االعتبار عند المصادقة عليه‬

‫‪ -1‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 114‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 111‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 194‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في الجمعية العامة‪ ،‬وتنتج هذه االتفاقيات أثارها اتجاه الغير ما لم تبطل بسبب التدليس سواء‬
‫صادقت عليها الجمعية العامة أو لم تصادق‪ ،‬ويكون أعضاء مجلس المراقبة مسؤولين عن‬
‫األضرار الناجمة على عدم المصادقة على االتفاقيات حتى في حالة غياب التدليس‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس المراقبة‬

‫يسأل أعضاء مجلس المراقبة مسؤولية مدنية وذلك في حال ارتكابهم ألخطاء تسبب‬
‫ضرر للشركة أو الغير أو المساهمين‪ ،‬كما يسأل مسؤولية جزائية في حال ارتكابهم ألفعال‬
‫يعاقب عليها‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬المسؤولية المدنية‬

‫يسأل أعضاء مجلس المراقبة مسؤولية شخصية عن األخطاء المرتكبة أثناء تنفيذهم‬
‫لوكالتهم‪ ،‬كما أنهم ال يتحملون أية مسؤولية عن أعمال التسيير والنتائج المترتبة عنها‬
‫مدنيا عن الجنح المرتكبة من قبل أعضاء مجلس المديرين في حال كانوا على علم‬
‫ويسألون ً‬
‫بها ولم يقوموا بإعالم الجمعية العامة بذلك أو إبالغ وكيل الجمهورية للمحكمة المختصة‬
‫إقليميا‪ ،‬يعني الواقعة من إقليم الشركة نفسها‪.2‬‬
‫ً‬

‫كما يسأل أعضاء مجلس المراقبة مسؤولية تضامنية في حال اشتراكهم في ارتكاب‬
‫األخطاء‪ ،‬سواء اتجاه المساهمين أو اتجاه الشركة أو اتجاه الغير‪ ،‬وذلك في حال مخالفتهم‬
‫لألحكام التشريعية أو التنظيمية المطبقة على شركة المساهمة ويسأل كذلك في حال خرقهم‬
‫ألحكام القانون األساسي للشركة ويقوم القاضي‪ ،‬بتقدير نسبة كل واحد منهم في التعويض‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 192‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 619‬مكرر ‪ 22‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫أجهزة رقابة شركة املساهمة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتقادم دعوى المسوؤلية المدنية بمروره ثالث سنوات من يوم ارتكاب الفعل أو من يوم‬
‫العلم به في حال كان الفعل مخفي‪ ،‬والعبرة بالعلم بالفعل‪.1‬‬
‫كل شرط يرد في القانون األساسي وكان من شأنه الحد من ممارسة الدعوى‬
‫ال‪.2‬‬
‫أو انقضائها يعد باط ً‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية‬


‫ا‬

‫إن المسؤولية الجزائية المقررة ألعضاء مجلس المراقبة هي نفس المسؤولية الجزائية‬
‫المقررة ألعضاء مجلس اإلدارة السالف ذكرها‪.‬‬

‫تتقادم دعوى المسؤولية الجزائية بمروره عشر سنوات من يوم العلم بها أو من يوم‬
‫ارتكاب الفعل المجرم‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬في فقرتها األخيرة‪.‬‬

‫نادر ما نجد عقوبة جنائية ضد عضو من أعضاء مجلس المراقبة‪ ،‬وهذا على األقل‬
‫ًا‬
‫‪3‬‬
‫فيحال عدم تجاوز السلطات الممنوحة لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 911‬مكرر ‪ 21‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 619‬مكرر ‪ 21‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Véronique Magnier, Op, cit,p 315.‬‬
‫‪106‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫في ختام دراستنا نخلص إلى أن المشرع الجزائري تبنى نظامين إلدارة شركة‬
‫المساهمة‪ ،‬نظام تقليدي يتمثل في مجلس اإلدارة والذي يقوم بتسيير الشركة‪ ،‬ونظام حديث‬
‫يسمى مجلس المديرين ومجلس المراقبة‪ ،‬في حين أوكلت مهمة الرقابة إلى الجمعية العامة‬
‫للمساهمين سواء كانت جمعية عامة عادية أو غير عادية‪ ،‬والتي تقوم بدورها بتعيين من‬
‫يقوم بمساعدتها في ممارسة الرقابة على مالية وحسابات الشركة والتي ال يتقنها المساهمون‬
‫أال وهم مندوبي الحسابات‪،‬باإلضافة إلى الرقابة التي يمارسها مجلس المراقبة على أعمال‬
‫مجلس المديرين في حال تبني هذا النظام أو األسلوب في اإلدارة‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه الدراسة توصلنا إلى بعض النتائج والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬تبنى المشرع الجزائري نظامين إلدارة شركة المساهمة ووضعهما تحت تصرف المساهمين‬
‫الختيار ما يناسبهم‬

‫‪ -‬لم يفصل المشرع بين التسيير والرقابة بالنسبة لمجلس اإلدارة‪ ،‬بحيث يمارس التسيير‬
‫رئيس المجلس وتعود الرقابة لصالح باقي األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع رئيس مجلس اإلدارة بسلطات واسعة على حساب باقي األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬لم يعط المشرع أحكام تفصيلية بالنسبة لتكوين مجلس اإلدارة ومجلس المديرين وأهمل ذكر‬
‫بعض الشروط على الرغم من أهميتها‪.‬‬

‫‪ -‬لم يسمح المشرع في القانون التجاري لغير المساهمين من العضوية في مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪-‬أهمل المشرع تنظيم اجتماعات المجلس‪ ،‬إضافة إلى عدم تحديده لعدد االجتماعات التي‬
‫تعقد خالل السنة‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر مجلس اإلدارة وكيل عن المساهمين‪ ،‬باإلضافة إلى النص على مبدأ العزل في أي‬
‫وقت والذي ال يمنح أي ضمان ألعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬المشرع منح الحق للعمال للمشاركة في إدارة شركة المساهمة التي تتبنى نظام مجلس‬
‫اإلدارة ولم ينص على جوازية مشاركتهم في مجلس المديرين‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل بين الرقابة والتسيير في النظام الحديث اإلدارة‪ ،‬بحيث يمارس الرقابة مجلس‬
‫المراقبة والتسيير يمارس من قبل مجلس المديرين‪ ،‬وهو جهاز مستقل عن مجلس المراقبة‬
‫كم أن التسيير الذي يقوم به مجلس المديرين والذي يقوم على األساس الجماعي للتسيير‬
‫بحيث يتخذ ق ارراته بشكل جماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬المشرع الجزائري لم يمنح لرئيس مجلس المديرين سلطات واسعة على حساب باقي‬
‫األعضاء‪ ،‬فهم متساوون في الصالحيات‪،‬ما عدا تلك المتعلقة بتمثيل الشركة في مواجهة‬
‫الغير والتي يمكن لألعضاء االستفادة منها‪،‬‬

‫‪ -‬الجمعية العامة هي صاحبة السلطة العليا قي شركة المساهمة‪ ،‬بحيث تقوم بتعيين أجهزة‬
‫التسيير ومندوبي الحسابات‪ ،‬كما تقوم بعزلهم‪،‬وبذلك فهي تمارس الرقابة الالحقة والمتعلقة‬
‫بالتعيين والرقابة السابقة والمتمثلة في العزل‪ ،‬ولكن تراجع دور الجمعية العامة لحساب‬
‫مجلس اإلدارة والذي استحوذ على سلطة القرار‪.‬‬

‫‪ -‬غياب الثقافة المحاسبية والمالية لدى المساهمين ولذلك يلجئون إلى تعيين مندوبي‬
‫الحسابات والدي يكون تعيينهم إجباري‪.‬‬

‫‪ -‬التقليل من دور القاضي في التدخل في شركة المساهمة وخاصة في اإلدارة إال في مواطن‬
‫قليلة‪ ،‬كما يشكل هدا التدخل حماية للغير أو المساهمين أو الشركة‪ ،‬ويكون هذا التدخل في‬
‫الحالة المستعجلة بطلب من ذوي المصالح وليس من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫‪ -‬ولعل أهم نتيجة يمكن استخالصها من دراستنا أن المشرع الجزائري تدخل في إدارة‬
‫شركة المساهمة بالحد األدنى من النصوص القانونية ذات الطبيعة اآلمرة خاصة تلك الواردة‬
‫في القانون التجاري‪،‬ولهذا يمكن القول أن المشرع الجزائري فتح المجال أمام الطبيعة العقدية‬

‫‪109‬‬
‫الخاتمة‬

‫الشركة المساهمة على حساب الطبيعة التنظيمية‪ ،‬وبذلك فسح المجال أمام القانون األساسي‬
‫لشركة المساهمة وترك األمر للمساهمين االختيار النظام الذي يناسبهم‪ ،‬في حين كان لزام‬
‫عليه أن يتدخل إلضفاء الطابع التنظيمي للنصوص القانونية إلدارة شركة المساهمة‪ ،‬وذلك‬
‫إلزالة أي غموض يمكن أن يكتنف نظام إدارتها‪.‬‬

‫وكإجابة علي اإلشكالية يمكن القول انه من الصعب تحديد النظام أو األسلوب‬
‫األحسن اإلدارة شركة المساهمة فلكل واحد منهم مزايا وعيوب فما على المشرع إلى ضبط‬
‫النظامين بنصوص قانونية واضحة ومفصلة ويترك األمر للمساهمين ليختاروا ما يناسب‬
‫شركتهم‪.‬‬

‫بالنظر إلى أهمية شركة المساهمة في االقتصاد الوطني فإن إدارتها ذات أهمية بالغة‬
‫قد تساوي أهمية الشركة في حد ذاتها وبغية دفع الشركات التي تتبنى هذا النظام القانون‬
‫االختيار النظام الناجع والفعال إلدارة شركة المساهمة في التشريع الجزائري يمكن تقديم‬
‫االقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يتطلب األمر إعادة النظر في النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بإدارة شركة‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة من التشريعات المقارنة‪ ،‬باإلضافة إلى أراء الفقهاء‪ ،‬وذلك لبلورة نظام قانوني‬
‫خاص بشركة المساهمة وادارتها‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب تنظيم الشركات التجارية بقانون خاص (مستقل) يتضمن جميع األحكام التفصيلية‬
‫الخاصة بها والموجودة في النصوص الخاصة‪ ،‬كما أن إمكانية تنظيم شركة المساهمة بقانون‬
‫خاص قد يشكل قفزة نوعية في هذا النوع من الشركات على اعتبارها أكبر تجمع لألموال‬
‫واألفراد في شكل مشروع تجاري‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ ‬السعي إلى توفير ضمانات ألعضاء أجهزة التسيير والرقابة لممارسة مهامهم في أحسن‬
‫في الظروف‪.‬‬

‫يمكن القول أن التوفيق بين الطبيعة التنظيمية والطبيعة العقدية أمر ضروري والذي‬
‫يستحسن أن يقف عنده المشرع‪ ،‬وذلك للحفاظ على التوازن بين المصالح الشخصية‬
‫للمساهمين من جهة واالقتصاد الوطني من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬


‫أ‪ /‬الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‬
‫‪.2444‬‬
‫‪ .2‬أسامة أحمد شتات‪ ،‬الشركات المساهمة والتجارية‪ ،‬دار الكتاب القانونية‪ ،‬مصر‬
‫‪.2441‬‬
‫‪ .3‬أسامة كامل وعبد الغني حامد‪ ،‬مبادئ في المالية (شركات األموال)‪ ،‬مؤسسة الورد‬
‫العالمي للشؤون الجامعية‪ ،‬البحرين‪.2441 ،‬‬
‫‪ .4‬أسامة نائل الحسين‪ ،‬الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار األول‬
‫دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2440 ،‬‬
‫‪ .1‬الجبر محمد بن حسن‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬ط‪ ،4‬مكتبة الملك فهد الوطنية‬
‫السعودية‪.1111 ،‬‬
‫‪ .1‬الحمصي علي نديم‪ ،‬الشركات المساهمة في ضوء القانون الوضعي والفقه اإلسالمي‬
‫ط‪ ،1‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات النشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.2443 ،‬‬
‫‪ .9‬السالم هاجم أبو قريش‪ ،‬دليل تأسيس الشركات التجارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2414 ،‬‬
‫‪ .0‬السويلمين صفاء محمود وتاال سعود الشوا‪ ،‬التشريعات التجارية وتشريعات األعمال‬
‫ط‪ ،1‬دار وائل‪ ،‬األردن‪.2441 ،‬‬
‫‪ .1‬العريني محمد فريد‪ ،‬القانون التجاري (الشركات التجارية) دار الجامعة‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .14‬العريني محمد فريد ومحمد السيد الفقى‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2441 ،‬‬
‫‪ .11‬العريني محمد فريد وهاني دويدار‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫مصر‪.2444 ،‬‬
‫‪ .12‬العكيلي عزيز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة في‬
‫األحكام العامة والخاصة) ج‪ ،1‬ط‪ ، ،1‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2449 ،‬‬
‫‪ .13‬القيلوبي سميحة‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،9‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2411 ،‬‬
‫‪ .14‬خير عدنان‪ ،‬القانون التجاري اللبناني (األعمال التجارية‪ ،‬المؤسسة التجارية‬
‫الشركات التجارية) المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪.2444 ،‬‬
‫‪113‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .11‬زناكي فتحي‪ ،‬شركة المساهمة في القانون الوضعي والفقه اإلسالمي (تأسيس‬


‫إجراءات‪ ،‬نشاط) ط‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪.2412 ،‬‬
‫‪ .11‬صالح بن زابن المرزوقي البقمي‪ ،‬شركة المساهمة في النظام السعودي (دراسة مقارنة‬
‫بالفقه اإلسالمي)‪ ،‬مركز البحث العلمي واحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪.1101 ،‬‬
‫‪ .19‬صالح أمين أبو طالب‪ ،‬تجاوز السلطة في مجلس إدارة شركة المساهمة (دراسة‬
‫مقارنة في القانون التجاري الفرنسي والمصري)‪ ،‬دار النهضة العربية مصر‪.2449 ،‬‬
‫‪ .10‬عطوي فوزي‪ ،‬الشركات التجارية في القوانين الوضعية والشريعة اإلسالمية‪ ،‬ط‪1‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪.2441‬‬
‫‪ .11‬فضيل نادية‪ ،‬شركات األموال في القانون الجزائري‪ ،‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر‪.2440 ،‬‬
‫‪ .24‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار‬
‫الرابع‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2441 ،‬‬
‫‪ .21‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2441 ،‬‬
‫‪ .22‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات‬
‫األشخاص واألموال‪ ،‬أنواع خاصة من الشركات)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2440 ،‬‬
‫‪ .23‬ناصيف إلياس‪ ،‬الكامل في قانون التجارة (الشركات التجارية) ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬لبنان‪.1102 ،‬‬
‫‪ .24‬ناصيف إلياس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (مجلس اإلدارة)‪ ،‬ج‪14‬‬
‫ط‪ ،1‬مكتبة الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2440 ،‬‬
‫‪ .21‬ناصيف إلياس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الشركة المغفلة (رئيس مجلس اإلدارة‬
‫المدير العام و مفوضو المراقبة)‪،‬ج‪ ،11‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2441،‬‬
‫‪ .21‬ناصيف إلياس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين في الشركة‬
‫المغفلة (المساهمة)‪،‬ج‪ ،12‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2414 ،‬‬

‫‪114‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .29‬ياملكي أكرم‪ ،‬القانون التجاري الشركات (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار الثاني‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬األردن‪.2440 ،‬‬
‫ب‪ -‬الرسائل والمذكرات الجامعية‬
‫‪ ‬رسائل الدكتوراه‬

‫‪ .1‬آيت مولود فاتح‪ ،‬حماية اإلدخار المستثمر في القيم المنقولة في القانون الجزائري‬
‫رسالة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر ‪ 41‬جويلية ‪.2412‬‬
‫‪ .2‬دحو مختار‪ ،‬صالحيات الجمعية العامة العادية في شركة المساهمة – دراسة مقارنة‪،-‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان الجزائر‪.2413-2412 ،‬‬
‫‪ ‬مذكرات الماجستير‬

‫‪ .1‬بن جميلة محمد‪ ،‬مسؤولية محافظ الحسابات في مراقبة شركة المساهمة‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل درجة الماجستير تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2411-2414 ،‬‬
‫‪ .2‬خلفاوي عبد الباقي ‪ ،‬حق المساهم في رقابة شركة المساهمة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستر في الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2441 -2440 ،‬‬
‫‪ .3‬هشام محمد خليل‪ ،‬الدعاوى الناشئة عن أخطاء مجلس إدارة شركة المساهمة‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لالستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪.2411 ،‬‬
‫‪ ‬مذكرات الماستر‬
‫‪ .1‬بهلول نسيمة‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‬
‫مذكرة مقدمة لالستكمال متطلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص‬

‫‪115‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫قانون إداري‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‬
‫الجزائر‪.2413-2412 ،‬‬
‫‪ .8‬بوسيف المعة‪ ،‬النظام القانوني للرقابة على المؤسسة العمومية االقتصادية في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لالستكمال متطلبات ماستر أكاديمي‪ ،‬قانون عام لألعمال‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪-2412 ،‬‬
‫‪.2413‬‬
‫ج‪ -‬المقاالت والمداخالت‬
‫‪ .1‬حمدي محمود بارود‪ ،‬العضوية في مجلس إدارة شركة المساهمة (دراسة مقارنة في‬
‫البناء التقليدي والحديث لشركة المساهمة في قواعد الحوكمة) مجلة األزهر‪ ،‬سلسلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،42‬فلسطين‪ ،2414 ،‬ص ص ‪.140 -449‬‬
‫‪ .2‬منصور عبد السالم الصرايرة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمصفي اتجاه شركة المساهمة‬
‫مجلة التشريع والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،41‬األردن‪ ،2411،‬ص ص ‪.211 -199‬‬
‫‪ .3‬يسعد فضيلة‪ ،‬إدارة شركة المساهمة‪ ،‬الملتقى الوطني حول النظام القانوني للشركات‬
‫التجارية بين الواقع والتطور التكنولوجي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 11‬و ‪ 24‬ماي ‪.2414‬‬
‫النصوص القانونية‬ ‫د‪-‬‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ 10-91‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1191‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر عدد ‪90‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 36‬سبتمبر‪ 1191‬المعدل والمتمم إلى غاية قانون رقم ‪ 41-49‬المؤرخ في ‪13‬‬
‫ماي ‪ ،2449‬ج ر عدد ‪ 31‬الصادرة بتاريخ ‪ 13‬ماي ‪.2449‬‬

‫‪ .2‬أمر ‪ 11-91‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1191‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد‬


‫‪ 141‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1191‬المعدل والمتمم إلى غاية القانون ‪ 42-41‬المؤرخ‬
‫في ‪ 41‬فيفري ‪ ،2441‬ج ر عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬فيفري ‪.2441‬‬

‫‪116‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .3‬قانون رقم ‪ 11-14‬مؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،1114‬يتضمن عالقات العمل‪ ،‬ج ر عدد ‪19‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 21‬أفريل ‪ 1114‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ .4‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 40-13‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،1113‬المتعلق بالقانون التجاري‪،‬‬


‫ج ر عدد ‪ 86‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪ 1113‬المعدل والمتمم لألمر ‪.11-91‬‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ 44-41‬المؤرخ في ‪ 24‬أوت ‪ ،2441‬المتعلق بتنظيم المؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 49‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬أوت ‪ ،2441‬المعدل‬
‫باألمر رقم ‪ ،61/60‬المؤرخ في ‪ 80‬فيفري ‪ ،8660‬ج ر عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪68‬‬
‫مارس ‪.8660‬‬
‫يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪98‬‬ ‫‪ .1‬أمر رقم ‪ 11 -43‬المؤرخ في ‪ 80‬أوت ‪8663‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 86‬أوت ‪ ،8663‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 44-14‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت‬
‫‪ 2414‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪ 14‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬سبتمبر ‪ 2414‬المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ 41 -14‬المؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،2414‬المتعلق بمهنة المحاسب ومحافظ‬
‫الحسابات والمحاسب المعتمد‪ ،‬ج ر عدد ‪ 24‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪.2414‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 430-11‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1111‬يتضمن تطبيق أحكام‬
‫القانون التجاري المتعلقة بشركة المساهمة والتجميعات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 04‬الصادرة بتاريخ ‪24‬‬
‫ديسمبر ‪.1111‬‬

‫انيا‪ :‬المراجع باللغة الفرنسية‬


‫ث ا‬
‫‪Ouvrage :‬‬
‫‪1. VÉRONIQUE MAGNIER, droit des sociétés, 2e édition, DALLOZ, France, 2004.‬‬
‫‪2. X_SEUX BAVERTZ, Droit des sociétés, cualno éditeur, France, 2001.‬‬

‫‪117‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫شكر وتقدير‬
‫إهداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫‪11‬‬ ‫مقدمة ‪.........................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬أجهزة تسيير شركة المساهمة‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مجلس إدارة شركة المساهمة ‪....................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس اإلدارة ‪.............................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تشكيل مجلس اإلدارة ‪...............................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫أوالً‪ :‬تحديد الحد األدنى والحد األقصى لألعضاء مجلس اإلدارة ‪...................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الجهة المكلفة بتعيين أعضاء مجلس اإلدارة ‪................................‬‬
‫ً‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬سلطات القضاء في تعيين مدير قضائي ‪....................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ابعا‪ :‬إشراك العاملين في إدارة شركة المساهمة ‪...................................‬‬
‫رً‬
‫‪13‬‬ ‫خامسا‪ :‬تعيين الشخص المعنوي في مجلس اإلدارة ‪...............................‬‬
‫ً‬
‫‪13‬‬ ‫سادسا‪ :‬تعيين األعضاء االحتياطيين في مجلس اإلدارة ‪...........................‬‬
‫ً‬
‫‪14‬‬ ‫سابعا‪ :‬مدة عضوية أعضاء مجلس اإلدارة ‪.......................................‬‬
‫ً‬
‫‪11‬‬ ‫ثامنا‪ :‬رئيس مجلس اإلدارة ‪......................................................‬‬
‫ً‬
‫‪11‬‬ ‫تاسعا‪ :‬الرئيس المؤقت أو الرئيس المنتدب ‪.......................................‬‬
‫ً‬
‫‪11‬‬ ‫عاشر‪ :‬المدراء المساعدين ‪.......................................................‬‬
‫ًا‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ضوابط العضوية في مجلس اإلدارة ‪.................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫أوالً‪ :‬شروط العضوية في مجلس اإلدارة ‪..........................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫أ‪ -‬األهلية ‪.................................................. ..............‬‬
‫‪10‬‬ ‫ب‪ -‬شرط المساهمة في الشركة ‪............................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪11‬‬ ‫ج‪ -‬ضرورة قبول بالعضوية ‪................................................‬‬


‫‪24‬‬ ‫د‪ -‬شرط الجنسية ‪..........................................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫ه‪ -‬شرط النزاهة ‪..........................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على العضوية في مجلس اإلدارة ‪..............................‬‬
‫ً‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬قيد الجمع بين عضوية مجالس متعددة ‪..................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫ب‪ -‬القيد المتعلق باألجراء في الشركة ‪......................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إنهاء العضوية في مجلس اإلدارة ‪...................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫أوالً‪ :‬نهاية مدة العضوية ‪........................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فقدان شروط العضوية ‪....................................................‬‬
‫ً‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الوفاة ‪.....................................................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫ابعا‪ :‬االستقالة ‪.................................................................‬‬
‫رً‬
‫‪24‬‬ ‫خامسا‪ :‬عزل أعضاء مجلس اإلدارة ‪.............................................‬‬
‫ً‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس اإلدارة ‪.............................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس اإلدارة ‪...........................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مجلس اإلدارة ‪..............................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫أوالً‪ :‬نطاق سلطات مجلس اإلدارة ‪...............................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على سلطات مجلس اإلدارة ‪...................................‬‬
‫ً‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مكافآت مجلس اإلدارة ‪.............................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫أوالً‪ :‬بدل الحضور ‪..............................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تخصيص نسبة من األرباح الصافية ‪.......................................‬‬
‫ً‬
‫‪32‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬األجور االستثنائية ‪........................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫ابعا‪ :‬االمتيازات اإلضافية ‪......................................................‬‬
‫رً‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس اإلدارة ‪.....................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪33‬‬ ‫أوالً‪ :‬المسؤولية المدنية ‪..........................................................‬‬


‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية ألعضاء مجلس اإلدارة ‪..................................‬‬
‫ً‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المديرين في شركة المساهمة ‪...........................‬‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس المديرين في شركة المساهمة ‪.......................‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تشكيل مجلس المديرين ‪.............................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط العضوية في مجلس المديرين ‪................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫أوالً‪ :‬صفة عضو مجلس المديرين ‪...............................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬توافر بعض الشروط طبقًا للقواعد العامة ‪...................................‬‬
‫ً‬
‫‪44‬‬ ‫أ‪ -‬شروط اإلقرار بالعضوية ‪................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫ب‪ -‬شرط النزاهة ‪.........................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫ج‪ -‬األهلية ‪...............................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫د‪ -‬الجنسية ‪...............................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬انتهاء العضوية في مجلس المديرين ‪................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫أوالً‪ :‬العزل ‪.....................................................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬انتهاء مدة العضوية ‪.......................................................‬‬
‫ً‬
‫‪41‬‬ ‫ثالثا‪ :‬فقدان شروط العضوية ‪.....................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫ابعا‪ :‬انتهاء العضوية بالوفاة أو المرض ‪.........................................‬‬
‫رً‬
‫‪41‬‬ ‫خامسا‪ :‬االستقالة ‪...............................................................‬‬
‫ً‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس المديرين في شركة المساهمة ‪.......................‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس المديرين ‪.........................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫أوالً‪ :‬استدعاء مجلس المديرين لالنعقاد ‪...........................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬محاضر االجتماعات ‪.....................................................‬‬
‫ً‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مجلس المديرين ‪...........................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مكافآت أعضاء مجلس المديرين ‪...................................‬‬


‫‪11‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس المديرين ‪...................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أجهزة رقابة شركة المساهمة‬
‫‪70‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬أجهزة الرقابة المشتركة في شركة المساهمة ‪....................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجمعية العامة للمساهمين في شركة المساهمة ‪..................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األحكام المشتركة للجمعية العامة للمساهمين ‪........................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوالً‪ :‬دعوة الجمعية العامة للمساهمين ‪............................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حق حضور الجمعية العامة ‪...............................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حق التصويت وحق اإلطالع على الوثائق ‪.................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ابعا‪ :‬دعوة الجمعية العامة للمساهمين ‪...........................................‬‬
‫رً‬
‫‪13‬‬ ‫خامسا‪ :‬مكان انعقاد الجمعية العامة للمساهمين ‪..................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫سادسا‪ :‬إمكانية تأجيل انعقاد الجمعية العامة للمساهمين ‪..........................‬‬
‫‪14‬‬ ‫سابعا‪ :‬مناقشة جدول األعمال ‪...................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثامنا‪ :‬بطالن ق اررات الجمعية العامة للمساهمين ‪..................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األحكام الخاصة بالجمعية العامة غير العادية ‪.......................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوالً‪ :‬نصب صحة انعقاد الجمعية العامة غير العادية ‪.............................‬‬
‫‪19‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نصاب صحة التصويت في الجمعية العامة غير العادية ‪....................‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الوثائق التي توضع تحت تصرف المساهمين قبل انعقاد الجمعية العامة الغير‬
‫‪10‬‬
‫عادية ‪..........................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫رابعاً‪ :‬صالحيات الجمعية العامة غير العادية ‪....................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫أ‪ -‬تعديل القانون األساسي بوجه عام ‪.......................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫ب‪ -‬تعديل القانون األساسي بزيادة رأس المال ‪..............................‬‬
‫‪91‬‬ ‫ج‪ -‬تخفيض رأس المال ‪...................................................‬‬
‫‪92‬‬ ‫د‪ -‬إصدار السندات أو أية صكوك أخرى ‪...................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪92‬‬ ‫ه‪ -‬حل الشركة قبل حلول األجل ‪..........................................‬‬


‫‪93‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األحكام الخاصة بالجمعية العامة العادية ‪............................‬‬
‫‪93‬‬ ‫أوالً‪ :‬نصاب صحة انعقاد الجمعية العامة العادي ‪.................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نصاب صحة التصويت في الجمعية العامة العادية ‪.........................‬‬
‫‪91‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الوثائق الواجب اإلطالع عليها قبل انعقاد الجمعية العامة العادية ‪............‬‬
‫‪91‬‬ ‫رابعا‪ :‬صالحيات الجمعية العامة العادية ‪........................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫أ‪ -‬صالحيات التعيين ‪...........................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪ - 1‬تعيين أعضاء مجلس اإلدارة ‪............................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -2‬تعيين أعضاء مجلس المراقبة ‪............................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -3‬تعيين مندوبي الحسابات ‪..................................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫ب‪ -‬صالحية العزل ‪.........................................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -1‬غزل أعضاء مجلس اإلدارة ‪...............................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -2‬عزل أعضاء مجلس المديرين ‪............................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -3‬عزل أعضاء مجلس المراقبة ‪..............................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -4‬عزل مندوبي الحسابات ‪..................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫ج‪ -‬الصالحيات المتعلقة بالجانب المالي ‪...................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مندوبي الحسابات ‪...............................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعيين مندوبي الحسابات وانتهاء وظيفتهم ‪............................‬‬
‫‪04‬‬ ‫أوال‪ :‬تعيين مندوبي الحسابات ‪...................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫أ‪ -‬تعيين مندوبي الحسابات من قبل الجمعية العامة ‪.........................‬‬
‫‪01‬‬ ‫ب‪ -‬تعيين مندوب الحسابات من قبل القضاء ‪...............................‬‬
‫‪02‬‬ ‫ج‪ -‬شروط تعيين مندوبي الحسابات ‪........................................‬‬
‫‪ -1‬تعيين مندوبي الحسابات من بين المهنيين المسجلين على جدول المصفى‬
‫‪02‬‬
‫الوطني ‪........................................................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -2‬القيود الوارد على تعيين مندوبي الحسابات ‪................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪04‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إنهاء وظيفة مندوبي الحسابات ‪...........................................‬‬


‫‪04‬‬ ‫أ‪ -‬االستقالة ‪..............................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫ب‪ -‬عزل مندوبي الحسابات ‪..............................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات مندوبي الحسابات ‪........................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية مندوبي الحسابات ‪........................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية ‪.........................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية ‪........................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مجلس المراقبة في شركة المساهمة ‪............................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تكوين مجلس المراقب ‪...........................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة مجلس المراقبة ‪.............................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬عدد أعضاء المجلس ‪.....................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الجهة المختصة بتعيين أعضاء مجلس المراقبة ‪............................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مدة العضوية ‪............................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫رابعا‪ :‬تعيين رئيس مجلس المراقبة ‪..............................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط العضوية في مجلس المراقبة والقيود الواردة عليها ‪............‬‬
‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬شروط العضوية في مجلس المراقبة ‪........................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على العضوية ‪..............................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ -‬قيد الجمع بين عضوية مجالس متعددة ‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ -‬القيد المتعلق بالعضوية في مجلس المديرين ‪..........................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مكافأة أعضاء مجلس المراقبة ‪......................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬انتهاء العضوية في مجلس المراقبة ‪.................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬األسباب العامة النتهاء العضوية ‪..........................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عزل أعضاء مجلس المراقبة ‪..............................................‬‬
‫‪144‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشاط مجلس المراقبة ‪............................................‬‬
‫‪144‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اجتماعات مجلس المراقبة ‪.........................................‬‬
‫‪143‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات مجلس المراقبة ‪.......................................‬‬
‫‪141‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية أعضاء مجلس المراقبة ‪...................................‬‬
‫الفهرس‬

‫‪141‬‬ ‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية ‪.........................................................‬‬


‫‪141‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية ‪........................................................‬‬
‫‪110‬‬ ‫الخاتمة ‪........................................................................‬‬
‫‪112‬‬ ‫قائمة المراجع ‪..................................................................‬‬
‫الفهرس‬
‫الملخص‬
:‫ملخص‬

‫ نظام تقليدي يتمثل في مجلس‬،‫تبنى المشرع الجزائري نظامين إلدارة شركة المساهمة‬
‫ في‬،‫ ونظام حديث يسمى مجلس المديرين ومجلس المراقبة‬،‫اإلدارة والذي يقوم بتسيير الشركة‬
‫حين أوكلت مهمة الرقابة إلى الجمعية العامة للمساهمين سواء كانت جمعية عامة عادية‬
‫ والتي تقوم بدورها بتعيين من يقوم بمساعدتها في ممارسة الرقابة على مالية‬،‫أو غير عادية‬
‫ باإلضافة إلى الرقابة‬،‫وحسابات الشركة والتي ال يتقنها المساهمون أال وهم مندوبي الحسابات‬
‫التي يمارسها مجلس المراقبة على أعمال مجلس المديرين في حال تبني هذا النظام‬
.‫أو األسلوب في اإلدارة‬

Résumé
Le législateur algérien avait adopté deux systèmes pour la gestion de la
société par actions , à savoir un système traditionnel représenté dans le
conseil d’administration qui gère la société, et un système
contemporain dénommé le conseil des directeurs et conseil du contrôle
alors que la mission du contrôle est confiée à l’assemblée générale des
actionnaires , qu’elle soit ordinaire ou extraordinaire qui de son tour
désigne celui qui l’aide quant à l’exercice du contrôle sur les finances
et comptes de la société et dont les actionnaires ne peuvent maitriser ;
en l’occurrence les délégués de comptes en addition au contrôle exercé
par le conseil du contrôle sur les actions du conseil des directeurs en
cas d’adoption de ce système ou style dans l’administration .

You might also like