You are on page 1of 308

‫جـامـعة الجـزائـر‪1‬‬

‫كمية الحقوق‬

‫مجمع الشركات في القانون الجزائري‬

‫‪.‬‬ ‫والقانون المقارن‬

‫رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العموم‬


‫تخصص قانون‬

‫إعداد الطالب‪ :‬رضوان بن صاري‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫األستاذ الدكتور ‪ /‬بن خروف عبد الرزاق رئيسا‬
‫األستاذ الدكتور ‪ /‬طالبي حسن مقر ار‬
‫الدكتور ‪ /‬بوعمرة آسيا عضوا‬
‫ة‬
‫الدكتور ‪ /‬بوجمطي عز الدين عضوا‬
‫الدكتور ‪ /‬أوروان ىارون عضوا‬
‫الدكتور‪ /‬زروق يوسف عضوا‬

‫السنة الجامعية‪2019/ 2018 :‬‬


‫س ــورة "طه" اآلية ‪. 114‬‬
‫كــــــممـــــــــــة شكــــــــــــر وعـــرفـــــــــــان‬

‫الشكر هلل رب العالمين والحمد لو دائما وأبدا وفي كل حين‪،‬‬

‫جزيل الشكر واالمتنان وأسمى آيات التقدير واالحترام لألستاذ الدكتور الفاضل "حسن طالبي "‬
‫لقبولو اإلشراف عمى ىذه األطروحة‪ ،‬والذي لم يبخل عمي بتوجيياتيا القيمة ونصائحو الرشيدة‪،‬‬
‫َ‬
‫والتي كانت من الحوافز المشجعة إلتمام ىذا البحث‪ ،‬فشك ار وألف شكر يا أستاذي القدير عمى‬
‫صبرك وتعاونك معي‪ ،‬ودمت نبراسا لمعمم والمعرفة‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر واالمتنان إلى أعضاء لجنة المناقشة عمى قبوليم قراءة ونقد ىذا البحث‪،‬‬

‫فإليكم جميعا منا فائق التقدير واالحترام‪.‬‬


‫ك ـ ــمم ـ ـ ـ ـ ــة ش ـ ـ ـ ـ ـك ـ ــ ـ ـ ـ ــر‬

‫شكري الخالص إلى والدي الغاليين المذان لم يتوقفا يوما بالدعاء لي‪ ،‬والمذان كان بدعواتيما إنارة لدربي‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر إلى زوجتي العزيزة التي تحممت معي متاعب ىذا البحث العممي‪ ،‬والتي تحرقت‬
‫شوقا كي ترى ىذا العمل يخرج إلى النور‪.‬‬

‫ولمن دواعي سروري أن أتقدم كذلك بخالص شكري وتقديري وعرفاني لألساتذة الذين قدموا لي يد‬
‫المساعدة واخص بالذكر أساتذة كمية الحقوق لجامعة المدية واألستاذ فيصل بدري من كمية الحقوق‬
‫جامعة الجزائر‬

‫أتقدم أيضا بالشكر الجزيل إلى كل أساتذة وباحثين ومسئولي جامعة "باريس ‪ " 1‬في فرنسا‪ ،‬واخص بالذكر‬
‫األستاذ الدكتور ‪ DAVID CAPITANT‬وأساتذة مدرسة الدكتوراه لمقانون السربون قسم القانون المقارن "‪،‬‬
‫الذين وفوروا لي كل اإلمكانيات العممية إلتمام ىذا البحث‪ ،‬فبالرغم من اختالف المرجعيات الدينية‬
‫والسياسية والثقافية‪ ،‬إال انو يجب االعتراف بأنني لم أجد أي صعوبة في التعامل مع طاقم األساتذة‬
‫والباحثين وحتى اإلداريين‪ ،‬حقا وجدت نفسي في سياق آخر يحترم خصوصيات الباحث بدون النظر إلى‬
‫ىويتو وانتمائو الديني ‪.‬‬

‫فشك ار لكم جميعا‬


‫اإلهداء‬

‫"عسى األثر يبقى والحق يدوم"‬

‫اىدي ىذا العمل إلى أغمى نعمة لي في ىذه الحياة‪ ،‬المي أطال اهلل في عمرىا‪ ،‬فيي من زرعت في‬
‫نفسي األمل والصبر‪ ،‬والى أبي الذي عممني كيف يكون االجتياد والكفاح حتى يكون النجاح‪.‬‬

‫إلى رفيقة دربي زوجتي العزيزة التي كانت لي سندا طيمة ىذه السنوات‬

‫إلى قرتي عيني ابنتاي "مالك ومايا" جعميما اهلل لي ذرية صالحة‪.‬‬

‫والى ولي العيد " عبد الوىاب" حفظو اهلل ورعاه‬

‫إلى كل أفراد عائمة بن صاري‪ ،‬وقاسيمي و ياسيني‪ ،‬إلى كل األصدقاء والزمالء‬

‫إلى كل من أعانني من قريب أو من بعيد في استكمال ىذا العمل‪.‬‬

‫فإليكم جميعا اهدي ثمرة جهدي هذا‬


‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫مقدمة‬

‫‪ ,‬وبظيور‬ ‫أمام التكامل المتزايد لألسواق العالمية وتدويل الخدمات المالية وتبادل المعمومات‬
‫العولمة وزيادة التطور االقتصادي وكذا التطور التكنولوجي أصبحت المؤسسات االقتصادية‬

‫‪ ,‬وأصبحت األجواء مشحونة‬ ‫تعيش في وقتنا الحاضر مجموعة من التطورات اليائمة‬


‫‪ ,‬كما أصبحت المؤسسات القوية تستيدف المؤسسات‬ ‫بالمنافسة نتيجة ىذه التطورات‬

‫الضعيفة ‪ ,‬وىذا ما جعل التعاون والتكتل بين مختمف ىذه المؤسسات أم ار ال بد منو وذلك‬
‫‪ ,‬وعمى‬ ‫بيدف البقاء والمقاومة والتصدي لممنافسة الخارجية خاصة اتجاه الشركات الكبيرة‬
‫اثر ىذه التغيرات الحديثة والصراع القائم وتماشيا مع التطور االقتصادي العالمي فكرت‬

‫بعض المؤسسات في التحالف بينيا لمتقميل من قوة الصراع وعواقبو فمجأت لمتكتل فيما بينيا‬
‫‪ ,‬فمنيا‬ ‫متبعة في ذلك أشكال وأساليب مختمفة لمتأقمم مع الوضع ومواجية ىذه الصراعات‬

‫من اختارت التحالف االستراتيجي ومنيا من اكتفت بعقد تحالفات بسيطة كالشراكة نظ ار‬
‫لغياب المنافسة بينيا ‪.‬‬

‫وفي اآلونة األخيرة ظير شكل جديد من أشكال التعاون بين الشركات والمتمثل في مجمع‬
‫الشركات ‪ ,‬وىذا النوع برز بقوة حيث لوحظ أن ليذا الشكل اتجاىا نحو النمو والتوسع‬

‫فظيرت تنظيمات ضخمة يمتد نشاطيا في عدة دول تتمثل في الشركات المتعددة الجنسيات‬
‫وما الزميا من تدفق ىائل في االستثمارات المختمفة‪ ,‬والو اقع أن فكرة خمق ىذا النمط من‬

‫اليياكل التي يراد بيا تركيز النشاطات االقتصادية صاحبو تشجيع مختمف الشركات عمى‬
‫االندماج داخل شركات أخرى ‪ ,‬وكذا تشجيعيا عمى االنتماء إلى مجموعة أكبر منيا حجما‬

‫وذلك بغرض تفادي المنافسة في السوق وبالتالي ضمان تحقيق األرباح واألكثر من ذلك‬
‫تجنب الكثير من المخاطر التي تحدث بسبب نشاطاتيا ‪ ,‬ذلك أن مثل ىذه اليياكل تساعد‬

‫أعضاء المجمع في الكثير من األحيان عمى تخطي حاالت العجز المالي التي تمحق بيا‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫بفضل إمكانية إنقاذىا من جانب رأس المجمع أو أحد أعضائو الذي عادة ما يحتوي عمى‬
‫وف رة مالية كافية ‪,‬بيذه الكيفية استمر ظيور وانتشار مجمعات الشركات في مختمف أنحاء‬

‫العالم وظمت تأخذ أشكاال متعددة ومتنوعة وتمارس أنشطتيا في العديد من القطاعات‬
‫االقتصادية ‪ ,‬بل إن انتشارىا لم يعد مقتص ار عمى الحدود اإلقميمية لمدولة الواحدة وانما تعدى‬

‫ه أن‬ ‫ذلك لتأخذ طابعا دوليا فيما يعرف بالشركات المتعددة الجنسيات ومما ال شك في‬
‫المجمعات ذات الطابع الدولي أصبحت اليوم تسيطر عمى اكبر حجم من المعامالت‬

‫‪ ,‬األمر الذي جعل دورىا ال يقتصر فقط عمى الجانب‬ ‫والمبادالت التجارية الدولية‬
‫االقتصادي أو التجاري وانما تعداه ليصبح ليا دو ار مؤث ار عمى اتخاذ القرار السياسي ‪.‬‬

‫وعمى الرغم من االىتمام المتزايد لمفقو بدراسة وتحميل نظرية مجمع الشركات إال أن‬
‫معالجة ىذا الموضوع تظل مسألة عسيرة وبالغة التعقيد وذلك باعتراف أبرز فقياء قانون‬

‫األعمال ذاتيم ‪ ,‬ولعل الصعوبة األساسية تكمن في أن نظرية المجمع ال تعرف إلى غاية‬
‫اليوم مفيوما واضحا ودقيق أو باألحرى وصفا متكامال موحدا‪ ,‬ذلك أن مجمع الشركات‬

‫يفترض بحسب األحوال وجود روابط في رأس المال بين مختمف أعضائو أو وجود رقابة‬

‫فعمية أو وجود مساىمين ومسيرين مشتركين كما يمكن أن ينشأ المجمع بمجرد وجود‬
‫عالقات تجارية مستقرة ومألوفة بين أعضائو‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك أن حدود المجمع ليست دائما ثابتة وانما ىي بحسب األصل كثيرة‬

‫التغير ‪ ,‬ذلك انو من المحتمل دخول شركات جديدة إليو أو خروج أخرى منو وذلك نتيجة‬
‫لعدة أسباب أىميا زوال رابطة التبعية أو ما يعرف بعنصر الرقابة الناتجة في الكثير من‬

‫األحيان عن التنازل عن األسيم أو فقدان المشاركة في رأس مال الشركة التابعة أو بزيادة‬
‫رأس مال ىذه األخيرة أو بفعل عمميات االندماج واالمتصاص وغيرىا ‪ ,‬مما يؤدي إلى القول‬
‫بأنو من النادر عمميا وجود مجمعات تكتسي طابع الثبات واالستقرار‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫يغمب عمى مجمع الشركات ميزتين أساسيتين أوليما احتفاظ الشركات المكونة لو كل‬
‫منيا بشخصيتيا القانونية المستقمة‪ ,‬وىو ما يؤدي إلى القول منطقيا بان المجمع ال يعترف‬

‫لو بالوجود القانوني المستقل عن شخصية أعضائو‪ ,‬وبالنتيجة فان جميع الشركات المكونة‬
‫لو ويقصد بذلك كل من الشركة األم والشركات التابعة ليا ‪ ,‬تعامل كل منيا عمى حدا وبشكل‬

‫مستقل عن انتماءىا لممجمع أما الميزة الثانية ونظ ار لوجود عنصر التبعية الذي تتمكن‬
‫بفضمو الشركة األم من بسط سمطتيا ورقابتيا عمى بقية الشركات التابعة ليا فان ذلك من‬

‫شأنو أن يؤدي إلى القول بخضوع جميع أعضاء المجمع إلى وحدة القرار االقتصادي ‪ ,‬وىو‬
‫ما يخمق بالنتيجة وجود كتمة اقتصادية موحدة وعميو يبدو أن ىناك تعارض فيما بين مسألة‬
‫الظيور القانوني لممجمعات نظ ار الحتفاظ كل شركة عضو بشخصيتيا القانونية المستقمة‬

‫وفيما بين الحقيقة والواقع االقتصادي الذي يدل بشكل مؤكد ال لبس فيو عمى وجود‬
‫المجمعات كواقع ممموس‪.‬‬

‫لم يتبنى المشرع التجاري الجزائري إلى غاية اليوم تفصيل وتحميل نظرية مجمع‬

‫الشركات ولم تشتمل األحكام المتعمقة بالشركات التجارية عمى مفيوم ىذه النظرية ولعل مرد‬

‫ذلك إلى طبيعة ىذه اليياكل التي تتسم بالكثير من المرونة األمر الذي يصعب معو‬
‫‪1‬‬ ‫ضبطيا وتحديد مفيوم دقيق ليا باستثناء ما ورد في تعديل القانون التجاري سنة ‪1996‬‬

‫وفي عالمنا المعاصر أصبح مجمع الشركات شعار من أجل تنظيم النشاط‬

‫‪ 1867‬إلى أن‬ ‫االقتصادي حيث أن إنشاء المجمعات في قانون الفرنسي كان ممكنا منذ‬
‫اكبر المجمعات التجارية يرجع إنشائيا إلى بداية ‪ 2 1970‬وتضاعفت في السنوات التي تمييا‬

‫خاصة مع بداية العولمة والتركيز االقتصادي ‪,‬وعمى عكس الشركات المستقمة فان المجمع‬

‫‪ 1‬أمر رقم ‪ 27- 96‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1996‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 59- 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪. 1996‬‬
‫‪ 2‬في القانون الفرنسي‪ ،‬قانون المؤرخ في ‪" 1867/ 07/ 24‬ال يوجد أي نص يمنع شركة أن تساهم في شركة أخرى من‬
‫نفس النوع"‬
‫‪10‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫لو القدرة عمى جمع كميات كبيرة من الموارد المالية والمادية والبشرية لتنفيذ مشاريع‬
‫اقتصادية واسعة النطاق‪.‬‬

‫وفي أعقاب اعتماد سياسة اقتصادية جديدة من االنفتاح واإلصالح في الجزائر في نياية‬

‫‪ ،3 1988/ 01/ 12‬أو ما‬ ‫الثمانينات مع اإلصالحات االقتصادية الذاتية التي انطمقت في‬
‫كان يطمق عمييا قوانين استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية الواقعة في منظور دعم‬
‫وتوسيع القطاع العمومي واعادة انتشار الدولة في الفضاء االقتصادي عبر صناديق‬

‫المساىمة وخضوع المؤسسة العمومية االقتصادية لقواعد القانون الخاص باعتبارىا أصبحت‬
‫شركات تجارية ذات أسيم أو شركات ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬وعميو صدر قانون خوصصة‬

‫ممكية القطاع العمومي بعد توقيع الجزائر عمى اتفاقية االمتثال مع صندوق النقد الدولي في‬
‫أفريل ‪ 4 1994‬وذلك لتوسيع النطاق الخاص وانسحاب الدولة من األنشطة االقتصادية‬

‫التنافسية وجعل قوانين السوق ىي المتحكمة في النشاط االقتصادي العام لمبالد ‪,‬كما بدأت‬
‫بوادر استعمال الشركة القابضة في الجزائر كأداة لمخوصصة الجزئية وذلك بموجب األمر‬

‫‪ 25- 95‬المتعمق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة لمدولة في إطار إعادة ىيكمة‬

‫االقتصاد لوطني ‪ 5‬حيث تتولى تسيير عدة مشاريع‪.‬‬

‫وقد أثارت ىذه القوانين التي صدرت في حينيا نقاشا واسعا باعتبارىا كانت مؤش ار‬
‫‪ ,‬وكان التخوف من أن تفضي تمك‬ ‫عمى توجو سياسي جديد في المجال االقتصادي‬

‫اإلصالحات إلى نتائج اجتماعية سمبية فيناك قوى اجتماعية ترفض انسحاب الدولة من‬
‫تولي قيادة االقتصاد الوطني لعدم وجود نظرة واضحة واستراتيجية محكمة لمدور االقتصادي‬

‫لمدولة في المستقبل ‪.‬‬

‫‪ 3‬مرسوم ‪ 01- 88‬المؤرخ في ‪ 1988/ 01/ 12‬والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 4‬اتفاقية ‪ STAND BY‬الموقعة بين الجزائر وصندوق النقد الدولي والمتعلقة بإعادة جدولة الديون الخارجية‪.‬‬
‫‪ 5‬األمر رقم ‪ 25- 95‬المؤرخ في ‪ 30‬ربيع الثاني ‪ 1416‬هـ الموافق لـ ‪ 25‬سبتمبر ‪ 1995‬والمتعلق بسير رؤوس األموال‬
‫التجارية التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫والمعادلة الصعبة ىي في التوفيق بين توسيع القطاع العمومي والتحول إلى اقتصاد السوق‬
‫دون المساس بالعالقات العامة لوسائل اإلنتاج داخل المؤسسة العمومية االقتصادية‬

‫المرتبطة بإيديولوجية توزيع ريع البترول أساس رأسمالية الدولة ‪.‬‬

‫كما أدى ذلك إلى ظيور عدة إشكاليات ىامة جديرة بالمالحظة‪ ,‬إذ كيف يمكن مثال‬
‫‪,‬بينما تكون‬ ‫قبول رفض الشركة األم أن تأخذ عمى عاتقيا التكفل بديون الشركة التابعة ليا‬
‫ىذه األخيرة في وضعية مالية صعبة ؟ وكيف يمكن ضمان حماية قانونية لمساىمي الشركة‬

‫التابعة ذوي األقمية الذين قد يتأثرون بما يتخذه أغمبية المساىمين فييا من ق اررات ؟ وكيف‬
‫يمكن تسييل التسيير القانوني والمالي لمجمع الشركات فكل ىذه المشاكل وغيرىا تظل‬

‫مطروحة في ظل عدم وجود تنظيم قانوني خاص بمجمع الشركات‪.‬‬

‫ألجل ذاك ونظ ار ألىمية المجمعات التي ال يمكن تجاىل دورىا الريادي في عالم‬
‫األعمال فان كثير من الفقياء دافعوا منذ فترة عمى ضرورة وجود تنظيم خاص بيا عمى‬

‫اعتبار أنو ينبغي توفير تجانس وتوافق فيما بين القانون والواقع‪ ،‬وىي الفكرة التي طالما‬

‫اعتبرت محط اىتمام رجال القانون ‪ ,‬وعميو يكون قد حل أوان التدخل التشريعي لتنظيم ىذه‬
‫األشكال المؤسساتية الجديدة وعدم االستمرار في تجاىميا خاصة وأنيا بمغت حدا كبي ار من‬

‫التطور االقتصادي ‪.‬‬

‫وعميو فان نظرية مجمع الشركات تندرج ضمن طائفة النظريات األكثر واألشد تعقيدا‬
‫في تحميميا ولعمو السبب الذي جعل الكثير من التشريعات ترفض تنظيميا بشكل عام‪ ،‬مع‬
‫أن تطورىا يدل اليوم انو من الصعب االستمرار في تجاىل وجودىا بسبب تأثيرىا الممارس‬

‫عمى المؤسسات التي تمجأ عادة إلى قبول ىذه اليياكل الجديدة ألجل تطوير أنشطتيا من‬
‫جية وتشتيت المخاطر المحدقة بيا من جية أخرى‪ ،‬كما انو من الواضح أن بعض‬

‫المجمعات أصبحت اليوم تييمن عمى اقتصاديات معظم دول الصناعية بل وتسيطر عمى‬

‫‪12‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫معظم االقتصاد العالمي إذ لم يعد خفيا عمى أحد بان مثل ىذه المجمعات تمتمك وتسير‬
‫ميزانيات تفوق في مجمميا ميزانية دول بأكمميا ‪.‬‬

‫إنشاء مجمع الشركات يرجع ألسباب عديدة ومختمفة حيث يمكن أن يشكل المجمع‬

‫لمجرد التوسع المستمر في الشركة أو نتيجة لسمسمة من االندماجات لعدة شركات قد يكون‬
‫ليا طابع تكميمي بينيا كما بين الموردين والمنتجين والموزعين وىو ما يسمى بالتكامل‬
‫العمودي أو قد تقوم بأنشطة مماثمة وىو ما يسمى بالتكامل األفقي وعميو فإن النطاق‬

‫االقتصادي لمجمع الشركات قد يختمف ‪ ,‬فقد يكون شركة عائمية ذات نطاق ضيق ويمكن أن‬
‫يتوسع في صورة شركة متعددة الجنسيات التي يعادل ناتجيا المحمي اإلجمالي لمناتج‬

‫المحمي اإلجمالي لبعض الدول ‪.‬‬

‫ومجمع الشركات ىو ىيكل ذو طبيعة خاصة يجمع بين عدة شركات مستقمة من‬
‫الناحية القانونية تتمتع كل واحدة منيا بالشخصية القانونية غير أنيا من الناحية الفعمية‬

‫خاضعة لتبعية الشركة التي تترأس مجمع الشركات‪ ،‬نتيجة امتالك جزء ىام من رأس ماليا‬

‫‪ ,‬كما أن ىيكل‬ ‫يخوليا السيطرة عمييا والتأثير عمى سيرىا وتوجيييا وفق إستراتيجية محددة‬
‫المجمع المرن يسمح لو من التقميل أو زيادة اإلنتاج من خالل إعادة الييكمة الداخمية ‪.‬‬

‫في الحياة االقتصادية لممجمع تتعاون الشركات األعضاء فيما بينيا من أجل تحقيق‬

‫ىدف مشترك عن طريق التشاور وتقديم المساعدة تحت قيادة سمطة مركزية أو ما يسمى‬
‫بالشركة األم ‪ ,‬ىذه األخيرة ىي الضامن لياتو المساعدات ما بين أعضاء المجمع حتى‬
‫يتمكن من تعزيز القدرة التنافسية داخل المجموعة من الناحية االقتصادية ومع ذلك ورغم‬

‫المزايا االقتصادية المتعددة فإن مجمع الشركات يواجو مخاطر وتحديات ال يستيان بيا ‪.‬‬

‫إن الدور الفعال الذي لعبو مجمع الشركات أدى بالدول المتقدمة‪ ،‬ومنيا الدول‬

‫األوروبية إلى وضع إطار قانوني يعترف بيا‪ ،‬ويضمن ليا حقوقيا وواجباتيا من كل‬
‫‪13‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫النواحي التشريعية‪ ،‬مع مراعاة لميزة الوحدة االقتصادية التي يتميز بيا مجمع الشركات‪،‬‬
‫وعمى مستوى الدول النامية و منيا دول المغرب العربي التي تعرف مرحمة انتقالية‪ ،‬فيي‬

‫بصدد إجراء إصالحات عديدة إلحالل التوازنات االقتصادية والمالية‪ ،‬وتحقيق التنمية‬
‫الشاممة عن طريق تحفيز الشركات العالمية بفتح شركات تابعة أو فروع ليا في بمدانيا وىو‬

‫ما يعرف باالستثمار الدولي المباشر‪ ،‬أو عن طريق تشجيع تكوين مجمعات شركات محمية‬
‫تقوم بإنشاء مشاريع ذات المردودية وىذا عمى غرار الدول المتقدمة‪.‬‬

‫والجزائر بانتمائيا ليذه الدول فيي كذلك تشيد تحوالت جذرية أصبحت من خالليا‬
‫مجبرة عمى تبني إصالحات اقتصادية ومنيا االعتراف بمجمع الشركات حتى يتسنى ليذا‬

‫التنظيم دفع دواليب االقتصاد الوطني نحو التقدم واالزدىار‪.‬‬

‫كما أنو في الساحة االقتصادية الجزائرية تشكمت مجمعات شركات ذات أىمية‬
‫جعمت من األىمية بمكان أن نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫أين ىو مجمع الشركات بين التفاوت الموجود في الواقع والقانون ؟‬

‫ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية الرئيسية‪ ،‬فقد قمنا بطرح بعض األسئمة الفرعية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىو مفيوم مجمع الشركات‪ ،‬وما ىي مكوناتو ؟‬

‫‪ -‬ما ىو النظام الخاص بمجمع الشركات من الناحية القانونية ؟‬

‫في الجزائر وفي الدول األخرى وخاصة‬ ‫‪ -‬ما ىو نظام الشركة القابضة والشركات التابعة‬
‫منيا الدول العربية ؟‬

‫وبتعمدنا في ىذه الدراسة حصر الموضوع في دراسة مجمع الشركات من الناحية القانونية‪،‬‬

‫فقد قمنا باختبار الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫‪ -‬يتشكل مجمع الشركات من شركات عديدة لكل واحدة منيا الشخصية القانونية الخاصة‬
‫بيا‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة ليذه الوحدة‪ ،‬فان الشركة األم ليا السيطرة عمى الشركات التابعة من خالل مجمس‬

‫اإلدارة المعين من قبميا‪.‬‬

‫‪ -‬يختمف نظام الشركة القابضة لمجمع الشركات من بمد آلخر‪.‬‬

‫‪-‬إن تبني نظام مجمع الشركات من قبل الدولة يمكنيا من تحقيق اقتصاد تنافسي قوي‪.‬‬

‫وتتجمى أىمية ىذا الموضوع لما لو من قيمة بالغة‪ ،‬من حيث أن تنظيم مجمع‬
‫ّ‬
‫الشركات يمكن أن يمعب دو ار فعاال في دفع دواليب االقتصاد الوطني كما تمعبو المجمعات‬

‫العالمية في تغيير المعطيات الدولية‪ ،‬وىذا ما يترجم تسارع الجزائر في تقديم تحفيزات ميمة‬
‫ليذا التنظيم مضحية بجزء من مواردىا المالية‪ ،‬وما ىذه إال إستراتيجية لتكثيف االندماج‬

‫بين الشركات‪ ،‬ألنيا بالضرورة ستزيد االستثمارات‪ ،‬وعند ذلك ستصبح ىذه األخيرة أكثر‬
‫قدرة عمى منافسة الشركات األوربية والدولية القادمة ال محالة لالستثمار في السوق الوطنية‪.‬‬

‫وتتمثل أىداف ىذه الدراسة في‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة أىم اإلجراءات العممية الخاصة بنظام مجمع الشركات ‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة نظام الشركة القابضة وعالقتيا بمجمع الشركات والمزايا المقدمة ليذا التنظيم ‪.‬‬

‫‪ -‬السعي لتنمية القدرة المعرفية في ىذا الميدان‪ ،‬ومحاولة منا لتسميط الضوء عمى ىذا‬

‫الجانب الذي لم يحض بعد بدراسة مكثفة تعكس مدى أىمية ىذا الموضوع والمساىمة في‬
‫إثراء المراجع بالمغة العربية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مقدمة‬ ‫مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن‬

‫وترجع أسباب اختيارنا ليذا الموضوع لكون أن تطبيق ىذا النظام سيجعل من المجمعات‬
‫الوطنية أكثر تنافسية ويمكنيا ال محالة من كسب الرىانات التي يجب عمى االقتصاد‬

‫الوطني كسبيا لمواجية التحديات الراىنة ‪.‬‬

‫أما عن صعوبات البحث التي تمقيناىا في بحثنا‪ ،‬فيي تكمن أساسا في الضآلة‬
‫الشديدة لممراجع الجزائرية التي قد درست ىذا الموضوع من الناحية القانونية بالمغة العربية‪،‬‬
‫وحتى بالمغة الفرنسية فيي ضئيمة عمى مستوى المكتبات ‪.‬‬

‫واعتمدنا خالل ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي والمنيج التحميمي‪ ،‬حيث استخدمنا‬

‫المنيج الوصفي في تبيان ىذا التنظيم وعرض النظام الخاص بالمجمع في دول مختمفة‪ ،‬أما‬
‫المنيج التحميمي فقد استخدمناه في المقارنة بين األنظمة ‪.‬‬

‫ولدراسة ىذا الموضوع‪ ،‬فقد اعتمدنا إلى تقسيمو إلى بابين تطرقنا في الباب األول‬
‫إلى مدخل لدراسة مجمع الشركات ومختمف المفاىيم‪ ،‬وتطرقنا كذلك إلى ىيكل المجمع‬

‫ودوافع تكوينو وخصائصو‪ ،‬كما تم دراسة التقنيات القانونية لقيام المجمع ومكوناتو والعالقة‬
‫القانونية التي تربط بين مكونات المجمع من الشركة األم والشركة القابضة والشركات التابعة‬

‫و تم التركيز عمى الشركات التابعة نظ ار لدورىا الكبير داخل المجمع‬

‫أما الباب الثاني فخصصناه لطبيعة العالقة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن‬

‫الشركة التابعة في ظل النظريتين العقدية والتنظيمية‪ ،‬ثم فصمنا في بعض التطبيقات وأحكام‬
‫مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫‪16‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الباب األكؿ‪ :‬طبيعة العالقة القانكنية لمككنات مجمع الشركات ‪.‬‬

‫الفصؿ األكؿ ‪ :‬ماىية مجمع الشركات كالتقنيات القانكنية لقيامو‪.‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬مفاىيـ عامة حوؿ مجمع الشركات ىيكمو وتصنيفاتو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬دوافع تكويف مجمع الشركات وخصائصو ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التقنيات القانونية لقياـ المجمع ‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬مككنات مجمع الشركات كطبيعة العالقة القانكنية بينيـ‪.‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬مكونات مجمع الشركات ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة األـ والشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة القابضة والشركة التابعة ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفصؿ األوؿ ‪ :‬ماىية مجمع الشركات والتقنيات القانونية لقيامو‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬مفاىيـ عامة حوؿ مجمع الشركات ىيكمو وتصنيفاتو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬دوافع تكويف مجمع الشركات وخصائصو ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التقنيات القانونية لقياـ المجمع ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الباب األكؿ‬

‫طبيعة العالقة القانكنية لمككنات مجمع الشركات‬

‫لكي نبيف طبيعة العبلقة لمكونات مجمع الشركات البد أف نتطرؽ إلى مكونات مجمع‬
‫الشركات وىذا بتبياف طبيعة كؿ عنصر مف ىذه العناصر والييكؿ الذي يقوـ عميو المجمع‬
‫وأىـ التصنيفات التي جاء بيا الفقو كما ال نغفؿ الدوافع التي أدت اإلى تكويف مجمع‬
‫الشركات أو أىـ األسباب التي قد تؤدي إلى خمؽ المجمع مع ذكر الخصائص و في األخير‬
‫يجب أف نتطرؽ إلى التقنيات القانونية التي بينيا المشرع بصفة عامة مف أجؿ قياـ المجمع‬
‫ىذه العناصر األولية التي يجب عدـ إغفاليا في دراستنا لمجمع الشركات تميد لنا الطريؽ‬
‫مف أجؿ التفصيؿ في طبيعة العبلقة القانونية التي تربط بيف عناصر المجمع‬

‫‪19‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفصؿ األكؿ‬

‫ماىية مجمع الشركات كالتقنيات القانكنية لقيامو‬

‫إف مجمع الشركات في الحقيقة ىو موضوع واقعي موسع نظ ار لمتطور البلفت في‬
‫الوقت الراىف واكتسابو أىمية اقتصادية عالية ‪ ,‬وىذا بعد أف اجتاح مكانة واسعة النطاؽ في‬
‫النشاط االقتصادي حتى أصبح بعض ىذه المجمعات تمثؿ جانبا ىاما في النشاط‬
‫‪ ,‬وبغياب قانوف وتشريع محدد يضبط المجمع وتعدد‬ ‫االقتصادي ألىـ الدوؿ الصناعية‬
‫التعاريؼ التي تناولتو كموضوع دراسة سنحاوؿ أف نبرز مختمؼ التعاريؼ التي أسندت‬
‫لمجمع الشركات وكذا مكوناتو ‪,‬أشكالو ‪,‬ىيكمو وتصنيفاتو ‪.‬‬

‫المبحث األكؿ‬

‫مفاىيـ عامة حكؿ مجمع الشركات ىيكمو كتصنيفاتو‬

‫لقد تعددت وتنوعت المفاىيـ الخاصة بالمجمعات حيث ال يمكف إعطاء تعريؼ جامع‬
‫وشامؿ لممجمع وذلؾ العتباره كياف يختمؼ تكوينو وأسموبو وتنظيمو مف دولة ألخرى‪ ,‬كما أف‬
‫مختمؼ التشريعات لـ تتفؽ عمى تعريؼ موحد لو وانطبلقا مف ىذا االقتباس نطرح المفاىيـ‬
‫التالية لممجمع‬

‫‪20‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المطمب األكؿ‬

‫مفاىيـ عامة كمكقؼ المشرع الجزائرم‬

‫الفرع األكؿ‬

‫مفاىيـ عامة‬

‫مجمع الشركات ىو عبارة عف مجموعة مف الشركات المنتمية لنفس المجمع مختمفة‬


‫ومستقمة فيما بينيا لكف توجد في ما بينيا روابط اقتصادية اجتماعية ومالية مشتركة‪,‬وىذا مف‬
‫‪1‬‬ ‫خبلؿ تسطير سياسة موحدة لممجمع وىي في الواقع خاضعة لوحدة قرار اقتصادية‬

‫مجمع الشركات ىو تجميع مجموعة مف الشركات لكؿ واحدة منيا وجود قانوني‬
‫خاص لكف متحديف فيما بينيـ بروابط مختمفة ومسيريف مف قبؿ الشركة األـ ىذه األخيرة‬

‫‪.2‬‬ ‫تطبؽ مراقبة مستمرة عمى ىذه الشركات وىي متفوقة بوحدة قرار اقتصادية‬

‫المجمع مجموعة مف الشركات التابعة مف الناحية المالية واالقتصادية لشركة أخرى‬


‫تدعى الشركة األـ ىذه األخيرة تضمف اإلدارة والمراقبة عمى مجمؿ الشركات التابعة ‪.3‬‬

‫يعرفيا )‪ ( Laurent Batch‬كما يمي ‪ :‬المجمع ىو مجموعة مف المؤسسات تأخذ‬


‫نفس مصدر القرار وىياكميا تسمح بتوجيو االختيارات اإلستراتيجية لمؤسسات المجمع في‬
‫‪.4‬‬ ‫المدى المتوسط والطويؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪Maggy Pariente, Les groupes des sociétés, Edition LITEC, Paris, 1993, p288.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ali Mazouz, La société holding et filialisation, revue de l’école nationale supérieure‬‬
‫‪d’administration et de gestion, N 3, deuxième semestre, Alger, 1996, p52.‬‬
‫‪3‬‬
‫; ‪Pierre Conso, Frank Henici, Gestion financière de l’entreprise, 9eme Edition, Dunod‬‬
‫‪France, 1999, p650.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Laurent Batch, Edition Economica, Paris, 1993, p35, 36. Croissance des groupes industriels‬‬
‫‪20‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫حسب تعريؼ )‪ :( François Goré‬مجمع الشركات ىو عبارة عف مجموعة اقتصادية‬

‫مكونة مف شركة أـ وشركاتيا التابعة مع وجود ثبلثة خصائص أساسية تجمع بينيـ تتمثؿ‬
‫في ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تبعية الشركة التابعة لمشركة األـ عف طريؽ وجود تقنيات المراقبة‪.‬‬


‫‪ -‬الطابع المالي لمروابط بيف الشركات حيث تسمى ىذه الروابط بالمساىمات‪.‬‬
‫‪ -‬وجود ذمـ وشخصيات مختمفة خاصة بكؿ شركة تابعة ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫مكقؼ المشرع الجزائرم‬

‫لـ يتطرؽ المشرع الجزائري إلى مجمع الشركات في القانوف التجاري بالتعريؼ لكف‬

‫كممة مجمع جاء ذكرىا في القرار المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر ‪ 1999‬في الجريدة الرسمية عدد ‪87‬‬
‫المؤرخة في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1999‬و الذي جاء فيو كيفيات اعداد وتجميع حسابات المجمع أما‬
‫المادة ‪ 796‬مف المرسوـ‬ ‫ما تعمؽ بالتجميع وىو مفيوـ مغاير لممجمع فقد جاء ذكره في‬
‫التشريعي رقـ ‪ 93-08‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪ ,1993‬يجوز لشخصيف معنوييف أو أكثر أف‬
‫يؤسسوا فيما بينيـ كتابيا ولفترة محدودة تجمعا لتطبيؽ كؿ الوسائؿ المبلئمة لتسييؿ النشاط‬
‫االقتصادي ألعضائيا أو تطويره وتحسيف نتائج ىذا النشاط وتنميتو‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 797‬مف نفس لمرسوـ التشريعي عمى ‪ :‬يحدد عقد التجمعات تنظيـ‬

‫التجمع مع مراعاة أحكاـ ىذا القانكف كيتـ إعداده كتابيا كينشر حسب الكيفيات المحددة‬

‫عف طريؽ التنظيـ كيتضمف ال سيما البيانات اآلتية ‪:‬‬

‫تسمية التجمع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪François Goré, Droit des affaires, Paris, Montchrestien Tom2, France, 1999, p475‬‬
‫‪21‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫اسـ الشركة أك مكضكعيا كالشكؿ القانكني كعنكاف المقر أك المركز الرئيسي لمشركة كاذا‬

‫اقتضى األمر رقـ تسجيؿ كؿ عضك مف التجمع في السجؿ التجارم‪.‬‬

‫المدة التي انشأ ألجميا التجمع‪.‬‬

‫مكضكع التجمع ‪.‬‬

‫عنكاف مقر التجمع‪.‬‬

‫تتـ جميع تعديالت العقد كتنشر حسب شركط العقد نفسو كال تصبح قابمة لالحتجاج بيا‬

‫عمى الغير إال ابتداء مف تاريخ اإلشيار‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 799‬مكرر مف نفس المرسوـ التشريعي فقد نصت عمى‪ :‬يتمتع التجمع‬
‫بالشخصية المعنكية كباألىمية التامة ابتداء مف تاريخ تسجيمو في السجؿ التجارم كيحدد‬

‫العقد الخاضع لإلشيار القانكني شركط التجمع كمكضكعو‪.‬‬

‫ىذا ولقد أتى ذكر مجمع الشركات ضمف قانوف العمؿ تفصيؿ أحكاـ تتعمؽ بالتمثيؿ‬

‫النقابي في فروع الشركات ووحداتيا في القانوف ‪ 11-90‬المتضمف عبلقات العمؿ المؤرخ‬


‫في ‪ 1990/04/21‬ال سيما المواد ‪ 96 . 95‬منو والمادة ‪ 40‬وما يمييا مف القانوف ‪-90‬‬
‫‪ 14‬المؤرخ في ‪ 1990/06/02‬المتعمؽ بكيفية ممارسة الحؽ النقابي‪.‬‬

‫كما تضمف القانوف البنكي أحكاما تتعمؽ بعمميات الخزينة داخؿ مجمع الشركات‬
‫ضمف األمر رقـ ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 2003/08/26‬المتعمؽ بالنقد والقرض العدد ‪ 64‬مف‬
‫الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ 26‬أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪68‬‬ ‫وأشار النظاـ رقـ ‪ 01-97‬المؤرخ في ‪ 1997/01/08‬جريدة رسمية العدد‬

‫المؤرخة في ‪ 1997/10/15‬المتضمف قيد العمميات الخاصة باألوراؽ المالية في المادة ‪79‬‬

‫‪22‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫فقرة ‪ 2‬عمى أنو ( بغض النظر عف المنع المنصكص عميو في المادة ‪ 76‬أعاله يمكف كؿ‬

‫مؤسسة أف تقكـ بعمميات الخزينة مع شركات ليا معيا بصفة مباشرة أك غير مباشرة‬
‫مساىمات في رأس الماؿ تخكؿ إلحداىا سمطة الرقابة الفعمية عمى األخرل )‪.‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يمكف اعتبار المجمع مجموعة مف الشركات المستقمة فيما بينيا ظاىريا‬
‫والخاضعة إلدارة اقتصادية وحيدة تسمى الشركة األـ قصد تسييرىا ومراقبتيا بالشكؿ الذي‬
‫يحقؽ مياميا االقتصادية ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫ىيكؿ مجمع الشركات كتصنيفو‬

‫تعتبر مختمؼ االرتباطات والعبلقات القائمة بيف الشركات مكونة لممجمع وذلؾ في‬
‫إطار وجود شركة رئيسية (الشركة األـ ) التي ليا مساىمات مباشرة وغير مباشرة في‬
‫مؤسسات أخرى ‪ ,‬ويأخذ الييكؿ التنظيمي لممجمع شكميف أساسييف ىما‪ :‬المجمعات العمودية‬
‫والمجمعات األفقية ‪.‬‬

‫الفرع األكؿ‬

‫ىيكؿ مجمع الشركات‬

‫المجمعات العمودية ( ‪ :)les groups verticales‬يتكوف المجمع العمودي مف‬


‫الشركة األـ والشركات األخرى الموضوعة تحت رقابتيا المطمقة أي الشركات التي تكوف‬

‫‪1‬رضا خالصً‪ ،‬النظام الجبائً الجزائري الحدٌث ‪-‬جباٌة األشخاص الطبٌعٌة والمعنوٌة‪( ،-‬الجزائر‪ :‬الجزء األول‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،)2005 ،‬ص‪.179‬‬
‫‪23‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تحت سيطرتيا ‪ ,‬كما يمكف ليذا المجمع أف يحتوي عمى مجمعات جزئية عمى رأس كؿ واحدة‬

‫منيا شركة أـ ‪.1‬‬

‫المجمعات األفقية ( ‪ :)les groupes horizontales‬ىذا النوع مف المجمعات‬


‫مكوف مف شركات ليست متصمة ببعضيا البعض بصمة التبعية بؿ ىي خاضعة إلدارة وحيدة‬
‫ناتجة عف إدارة جماعية‪ ،‬وليست ناتجة عف طريؽ ىيمنة مالية لواحدة منيا ىذه الشركات‬
‫ىي أخوات ( ‪ )sociétés sœurs‬تشكؿ حسب أنماط متفؽ عمييا وذات فائدة موحدة وىذا‬
‫‪.2‬‬ ‫الشكؿ غير منتشر بكثرة وىو حالة خاصة‬

‫الفرع الثاني‬

‫تصنيؼ مجمع الشركات‬

‫إف تصنيؼ مجمع الشركات يختمؼ مف مجمع إلى آخر وذلؾ تبعا لتعدد أدوار‬
‫الشركة األـ‪ ,‬وكما تختمؼ أيضا الروابط التي تربط مختمؼ الشركات في المجمع‪ ,‬ومف ىذا‬
‫المنطمؽ نميز صنفيف مف المجمعات فقد تصنؼ حسب طبيعتيا أو حسب بنيتيا‪.‬‬

‫تصنيؼ المجمع حسب طبيعتو‬

‫حسب ىذا التصنيؼ نجد عدة أشكاؿ مف المجمعات وىي كالتالي ‪:3‬‬

‫المجمعات الصناعية ( ‪ :)les groupes industrielles‬في ىذا الشكؿ مف المجمعات‬

‫تمارس الشركة األـ نشاط صناعي أو تجاري ويتـ تشكيؿ المجمعات بغرض توسيع‬

‫النشاطات ويحدث ذلؾ بإنشاء شركات تابعة أو بشراء شركات موجودة‪.‬‬

‫‪1‬أمال فلاير اوماطة‪ ،‬تقنٌة تجمٌع الحسابات‪ ،‬حالة الشركة القابضة سونطراك‪ ،‬مذكرة ماجستٌر‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002 ،2001‬ص‪.08‬‬
‫‪ 2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪ 3‬أحمد مقدمً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.13 ،12‬‬
‫‪24‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المجمعات التعاقدية ( ‪ :)les groupes contractuel‬تتشكؿ ىذا النوع مف المجمعات‬

‫لمقياـ بعقود مختمفة تربط الشركات ببعضيا البعض وال يتعمؽ األمر في ىذه الحالة بالحيازة‬
‫عمى مساىمات مالية ولكف بتقوية تبعية الشركات‪.‬‬

‫المجمعات المالية ( ‪ :)les groupes financiers‬تسعى المجمعات مف ىذا النوع عمى‬

‫حيازة المساىمات المالية في شركات أخرى ويقتصر نشاطيا عمى تسيير المالية فقط مثؿ‬
‫الشركات القابضة‪.‬‬

‫المجمعات الشخصية (‪ : )les groupes personnelles‬تتكوف المجمعات الشخصية مف‬

‫مجموعة الشركات التي تكوف فييا وحدة اتخاذ الق اررات ناتجة عف عدة مسيريف تربط بينيـ‬
‫عبلقات شخصية أو عائمية قوية تدفعيـ إلى التجمع ‪.1‬‬

‫تصنيؼ المجمع حسب بنيتو‬

‫مف بيف أىـ أنواع البنيات المكونة لمجمع الشركات نجد األنواع التالية ‪:2‬‬

‫البنية اليرمية (‪ :)la structure pyramidale‬في ىذا النوع مف المجمعات تمتمؾ الشركة‬

‫األـ مساىمات في شركات تابعة‪ ،‬وىذه األخيرة تمتمؾ بدورىا مساىمات في شركات تابعة‬

‫أخرى حيث تعتبر ىذه البنية مف أقدـ البنيات المعروفة‬

‫( ‪ : ) la structure radiale‬في ىذه البنية تمتمؾ الشركة األـ‬ ‫البنية الشعاعية‬

‫مساىمات مباشرة في عدة شركات وتمارس عمييا رقابة مباشرة حيث أف كؿ شركة تابعة ليس‬
‫ليا أي عبلقة تربطيا بالشركات التابعة األخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحمد مقدمً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪2‬‬
‫‪France Gwramand, Alain Héraud, Droit des sociétés manuel et application, (Paris : Edition‬‬
‫‪DUND, 2009), p452.‬‬
‫‪25‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫البنية الدائرية ( ‪ : )la structure circulaire‬حسب ىذه البنية فاف الشركة األـ تمتمؾ‬

‫مساىمات في شركات أخرى وىذه الشركات تمتمؾ بدورىا مساىمات في شركات أخرى حيث‬
‫تصبح الشركة األـ تمتمؾ بطريقة غير مباشرة مساىمة في الشركات التابعة لتمؾ التي تمتمؾ‬
‫فييا مساىمات بطريقة مباشرة ‪.‬‬

‫البنية المركبة ( ‪ : )la structure combinée‬تعتبر ىذه البنية مف أعقد بنيات المجمع‬

‫نظ ار ألنيا تعتبر مزيج بيف البنية اليرمية والبنية الشعاعية و الدائرية ‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫دكافع تككيف مجمع الشركات كخصائصو‬

‫إف تطور الشركات وزيادة حدة المنافسة بينيا أدى إلى التفكير إليجاد حؿ لمتقميؿ منيا‬

‫مما أدى في األخير بيذه الشركات إلى تبني فكرة التكتؿ فيما بينيا لتشكؿ بذلؾ مجمعات‪,‬‬
‫حيث يتـ تكويف ىذه المجمعات بطرؽ مختمفة تبرـ بيف المؤسسات وفي ظؿ مجموعة مف‬
‫الدوافع كما أف ليذه المجمعات خصائص تميزىا ‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‬

‫دكافع تككيف مجمع الشركات‬

‫الفرع األكؿ‬

‫الدكافع االقتصادية كالمالية‬

‫يعتبر تكويف المجمعات التنظيـ األكثر انتياجا ألنو يسمح بتحقيؽ مجموعة مف‬

‫االمتيازات االقتصادية تتمثؿ في مايمي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪France Gwramand, Alain Héraud, Ibid., p453‬‬
‫‪26‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪ -‬تعبئة وتوفير الوسائؿ المختمفة والتكميمية والتي ال تستطيع مؤسسة بمفردىا توفيرىا‬

‫‪,‬عمى سبيؿ المثاؿ توفير وسائؿ التمويؿ ‪,‬فالشركة األـ ليا قدرة التفاوض مع البنوؾ‬
‫لمحصوؿ عمى وسائؿ تمويمية لفائدة الشركات التابعة ليا ‪,‬وبالتالي فالشركات الكبرى‬
‫أو مجمعات الشركات يمكف أف تحقؽ نتائج ىامة عكس الصغرى فيي تستطيع‬
‫توظيؼ وسائؿ مختمفة واحبلؿ استثمارات بتكاليؼ أقؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتحاـ األسواؽ وذلؾ بعد اختيار البمداف التي تراىا مناسبة‪ ,‬بحيث انو خبلؿ التجمع‬
‫تتمكف الشركات مف التعرؼ عمى األجواء السائدة في أسواؽ ىذه البمداف وتوفير ما‬
‫يناسب ذلؾ لبيع منتجاتيا ‪.‬‬

‫‪ -‬التقميؿ مف شدة المنافسة بحيث يمكف االتفاؽ حسب إستراتيجية مشتركة عمى تحديد‬
‫وحصر الشركات المنافسة والمتواجدة في السوؽ الواحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬المصداقية والديمومة فيمكف لممؤسسات الصغيرة تعزيز مكانتيا بالتجمع وذلؾ‬
‫باالشتراؾ مع مؤسسات كبيرة حيث تمكنيا ىذه األخيرة مف تثبيت سياسات إستراتيجية‬
‫وتدعيـ قدراتيا المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬التحويؿ التكنولوجي واكتساب الخبرات وذلؾ بانتقاؿ التكنولوجيا والميارة مف صاحبيا‬
‫األصمي (المخترع) إلى المستخدميف ليا ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الدكافع القانكنية‬

‫توجد مجموعة مف الدوافع القانونية التي تشجع وتحفز عمى تجمع وتكتؿ الشركات مع‬
‫بعضيا البعض وتتمثؿ ىذه الدوافع في‪:‬‬

‫‪ 1‬حسٌن مبروك‪ ،‬القانون التجاري الجزائري والنصوص التطبٌقٌة واالجتهاد القضائً ‪(،‬الجزائر‪ :‬دار هومة للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،)2004 ،‬ص‪.239‬‬
‫‪27‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪ -‬يسمح تقسيـ قطاعات النشاط داخؿ الكيانات القانونية بتحديد مسؤوليات كؿ مف‬

‫الشركة األـ والشركات التابعة ليا ‪,‬حيث تعمد معظـ الشركات التي تريد مركزية‬
‫نشاطاتيا إلى اختيار التنظيـ في شكؿ مجمع الف ىذا األخير يسمح بمرونة العمميات‬
‫المالية إلعادة تنظيـ نشاطاتو‪.‬‬
‫‪ -‬يقوـ مجمع الشركات بالتوسع داخميا عف طريؽ إنشاء فروع جديدة ىذه العممية تسمح‬
‫بزيادة رأسماؿ الممتمؾ واقعيا ‪ ,‬إال أف ىذا التوسع ال يؤدي بالضرورة إلى زيادة الحؽ‬
‫في ممارسة الرقابة لذلؾ تمجأ المجمعات لمتوسع خارجيا وذلؾ بالحيازة عمى أسيـ‬
‫شركات أخرى وىذا بيدؼ ممارسة الرقابة عمييا وبالتالي حماية مصالحيا عف طريؽ‬

‫التقميؿ مف المنافسة ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫خصائص مجمع الشركات‬

‫الفرع األكؿ‬

‫االرتباط في مجمع الشركات‬

‫إف وحدة القرار التي يفرضيا المجمع عمى الشركات المكونة لو تستوجب وجود عبلقة‬
‫تبعية بيف الشركة األـ والشركات المختمفة المكونة لممجمع ‪,‬ىذه العبلقة تستند إلى معايير‬
‫موضوعية نص عمييا المشرع الجزائري ويسيؿ تطبيقيا دوف أف تطرح أية مشاكؿ عممية‬

‫حيث تنص المادة ‪ 729‬مف القانوف التجاري بموجب األمر ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر‬
‫‪ 1996‬عمى أنو‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mustapha Tifouche, Le Régime fiscale des groupes des sociétés, mémoire de fin d’étude,‬‬
‫‪Institut d’économie et fiscale, promotion 1997,1999, p27.‬‬
‫‪28‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫(إذا كانت لشركة أكثر مف ‪%50‬مف رأسماؿ شركة أخرل تعد الثانية تابعة لألكلى تعتبر‬

‫شركة مساىمة في شركة أخرل إذا كاف جزء الرأسماؿ الذم تممكو في ىذه األخيرة يقؿ عف‬
‫‪%50‬أك يساكييا ) ‪ ،‬انطبلقا مف النص السالؼ الذكر فإف التبعية القانونية تقضي تممؾ‬

‫شركة ألخرى ويعني ذلؾ أف رابطة التبعية تقوـ قانونا إذا كانت أغمبية رأس ماؿ الشركة‬
‫ممموكا لشركة أخرى فيصح عندئذ القوؿ باف األولى تابعة لمثانية ‪,‬والمعموـ أف امتبلؾ‬
‫الشخص الطبيعي أو المعنوي ألغمبية رأس ماؿ الشركة يخولو حؽ المراقبة واإلشراؼ عمى‬

‫‪.1‬‬ ‫ىذه األخيرة‬

‫إف رابطة التبعية القانونية تكرس ميما كانت جنسية الشركات الخاضعة لمرقابة‬
‫‪732‬‬ ‫جزائرية أو أجنبية وحتى ولو كانت الشركة المراقبة أجنبية وىو ما ذىبت إليو المادة‬
‫مكرر‪ 1‬مف القانوف التجاري الجزائري التي تنص ‪ (:‬عندما تأخذ شركة خالؿ سنة مالية‬

‫مساىمة في شركة يكجد مركزىا بالجزائر أك تحصمت عمى أكثر مف نصؼ رأس ماؿ ىذه‬
‫الشركة يذكر ذلؾ في التقرير الذم يقدـ لمشركاء كالمتعمؽ بالعمميات التي تـ إجراءىا خالؿ‬

‫‪2‬‬ ‫السنة المالية كعند االقتضاء في تقرير محافظي الحسابات‬

‫يشير مجمس اإلدارة أك مجمس المديريف أك المسير في تقريره إلى نشاط الشركات التابعة‬

‫حسب مجاؿ النشاط كما يظير النتائج المحصؿ عمييا)‬

‫لقد سبؽ لمقضاء الفرنسي أف اعترؼ بتبعية شركة فرنسية ألخرى دانمركية مع أف‬
‫‪ %98‬لمجمع أجنبي وذلؾ تأسيسا عمى كوف مسير‬ ‫رأس ماليا تابع في الحقيقة بنسبة‬
‫المجمع ىو ذاتو عضو في مجمس إدارة الشركة التابعة ‪.‬‬

‫‪ 1‬أمال فلاير اوماطة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.05‬‬


‫‪ 2‬رابح بن زارع‪ ،‬النظام الجبائً لمجمع الشركات ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة باجً مختار‪ ،‬عنابة‪،2010/2009 ،‬‬
‫ص‪.320‬‬
‫‪29‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ولقد استعمؿ القضاء الفرنسي مف خبلؿ ىذا القرار تبري ار في غاية األىمية وقدـ‬

‫تدقيقات حوؿ وجود الروابط العقدية التي تجمع الشركتيف ذلؾ أف الشركة الفرنسية خضعت‬
‫تسويقيا ‪.1‬‬ ‫لمشركة الدانمركية في جميع ما يتعمؽ بطرؽ تصنيع المنتجات وأسعار‬

‫يمكف إذف لمشركات أف تبرـ فيما بينيا عقود اتحاد وذلؾ كما ىو في حالة المجمعات‬
‫الوقتية أو الظرفية التي تتكوف بتجمع الشركات بغرض انجاز مشروع أو صفقة أشغاؿ‬
‫عمومية ‪ ,‬كما يمكف لمشركات إبراـ عقود دمج فيما بينيا كما في حالة الشركة المنتجة التي‬
‫تعيد مف خبلؿ ىذا العقد إلى شركة تابعة مياـ بيع المنتجات وتوزيعيا أو عقود التكفؿ‬
‫المالي أو التقني ‪.‬‬

‫عبلوة عمى ما تقدـ فاف القضاء الفرنسي قبؿ بوجود عبلقة التبعية حينما يتبيف أف‬
‫الشركة األجنبية قد تـ إنشائيا وتمويميا مف قبؿ الزبوف األساسي لمشركة الفرنسية موضوع‬
‫الفحص الجبائي‪ ,‬حيث حمؿ القضاء مختمؼ العبلقات القائمة بيف الشركات بشكؿ مفصؿ‬
‫ورفض تطبيؽ النص المتعمؽ بردع التحويبلت نحو الخارج بحجة أف الشركات المتواجدة‬
‫خارج فرنسا تخضع فقط لرقابة مدير التصدير لمشركة الفرنسية‪ ,‬وفي غياب مبررات إضافية‬
‫مف جانب اإلدارة الجبائية فانو يتعيف تقدير عدـ وجود تبعية بيف الشركتيف ‪.2‬‬

‫يعني ذلؾ أف وجود رابطة التبعية فيما بيف الشركتيف يتكرس حينما يكوف رأس ماؿ‬
‫الشركة الجزائرية ممموؾ بشكؿ مباشر أو غير مباشر مف قبؿ شركة أجنبية أو حينما تمارس‬

‫ىذه األخيرة أيضا رقابتيا عمى المنتجات المصنعة مف قبؿ الشركة الجزائرية ‪ ،‬وفي غياب‬
‫تعميمات إدارية تبيف وتشرح كيفية تطبيؽ النصوص المتعمقة بالتبعية القانونية لمكشؼ عف‬
‫وجود تحويؿ غير مباشر لؤلرباح نحو الخارج –في الجزائر‪ ،-‬فاف اإلدارة الجبائية الفرنسية‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E. 25/01/1989, Req N49847, D.F, N20.21, COMM.1000, concl.Martin, R.J.F,3/1989, N274,‬‬
‫‪B.F, Lefebvre (Francis), 3/1989 N 439.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪C.E.15/01/1992, Req n77015, SA ORORE et Me Gourdain, D.F, 1992, n26, COMM, 1530,‬‬
‫‪R.J.F 3/1992, n314.‬‬
‫‪30‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫لجأت إلى تعداد الحاالت التي تقبؿ الخضوع لمنظاـ وذلؾ بموجب تعميمة صادرة بتاريخ‬

‫‪ 11973/05/04‬أشارت مف خبلليا إلى سمطة اتخاذ القرار بطريقتيف إحداىما القرار الذي‬
‫يتخذ مباشرة عف طريؽ شخص طبيعي والثاني ذلؾ الذي يمارس عف طريؽ الوسيط ‪.‬‬

‫يمكف لمشركة في الحالة األولى أف تفرض سيطرتيا ورقابتيا عف طريؽ تعييف ممثؿ‬
‫ليا داخؿ الشركة الخاضعة لمرقابة بصفتو عضو في مجمس إدارتيا أو مجمس المراقبة وفي‬
‫ىذه الحالة تظؿ السمطة محدودة الف نصوص القانوف التجاري ال تسمح لمشخص المعنوي‬
‫ولو عف طرؽ وسيط بالوكالة شغؿ مياـ رئيس مجمس إدارة شركة مساىمة أو مسير لشركة‬
‫‪.2‬‬ ‫ذات مسؤولية محدودة‬

‫تفرض الشركة المييمنة في الحالة الثانية ق ارراتيا عف طريؽ شخص وسيط يمكف أف‬
‫يتمثؿ في أي شخص يممؾ مصمحة تجارية أو صناعية داخؿ كؿ مف الشركتيف أو يممؾ‬
‫جزءا مف رأس ماؿ كؿ واحدة منيما ‪ ,‬ومع أف الحالتيف السابقتيف تغطياف وضعيات مختمفة‬
‫جدا إال أف الممارسة العممية أظيرت أف ما استحدثتو التعميمة اإلدارية ال يغطي جميع‬
‫االفتراضات‪ ,‬ذلؾ أف األوضاع أكثر وجودا في الواقع تتعمؽ بمجمع الشركات ذات الحجـ‬
‫المتوسط الذي يحتفظ بالطابع العائمي ‪ ,‬وعميو يتعيف عمى اإلدارة الجبائية الجزائرية أف تمجأ‬
‫إلى إعماؿ مراقبة مكثفة ودقيقة لمعمميات المبرمة بيف الشركات المرتبطة فيما بينيا برابط‬
‫عائمي وذلؾ بغرض الكشؼ عف التحويبلت الخفية لئلرباح فيما بينيا ‪.3‬‬

‫تطبيقا لما تقدـ سبؽ لمجمس الدولة الفرنسي و إف اعترؼ بتبعية شركة فرنسية تنشط‬
‫في قطاع إنتاجي لشركة سويسرية مالكة لمعبلمة التجارية التي بيعت بمواصفاتيا منتجات‬
‫الشركة الفرنسية ‪ ,‬ولقد اعتبر القضاء بأف عبلقة التبعية ال تنتج فقط مف واقعة أف الشخص‬

‫‪1‬‬
‫‪Note. Administrative du 04/05/1973, B.O.D.G. 14.A.273-précitée.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bilon, J.L, Transfert indirect des bénéfices à l’étranger, Edition LITEC, Paris, 1981, n252,‬‬
‫‪p50.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Guiramand (F), Heraud (A), Op.Cit, p451.‬‬
‫‪31‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المتواجد في سويس ار ىو الزبوف األساسي األجنبي لمشركة الفرنسية واف الشركة السويسرية‬

‫تساىـ في تسويؽ المنتج في فرنسا ولكف أيضا بسبب تدخؿ ابف الزبوف داخؿ شركة اإلنتاج‬
‫وذلؾ باعتباره مدي ار تجاريا ومالكا بنسبة ‪ %69‬مف الحصص وىو ما يجعؿ التبعية مكرسة‬
‫مف خبلؿ عدة عناصر مف بينيا المياـ التي يمارسيا االبف والتي تمعب دو ار ىاما في تشكيؿ‬
‫وتكويف رابطة التبعية‪. 1‬‬

‫يستنتج مف ما سبؽ أف مجرد وجود وسيط لؤلشخاص يكفي إلثبات رابطة التبعية‬
‫وبذلؾ فاف القضاء اإلداري الفرنسي يكوف قد قبؿ وضعية صعبة ألنو اعتبر باف ىذا النوع‬
‫مف الرقابة والذي يصعب في الغالب إظياره والكشؼ عنو ييدؼ إلى إخفاء الوضعية‬

‫الحقيقية لمشركة‪.‬‬

‫كما يمكف إثبات وجود تبعية فعمية بيف الشركات ‪ ,‬وذلؾ إذا تعذر إظيار وجود التبعية‬
‫القانونية‪ ،‬ويقصد بالتبعية الفعمية وجود روابط عقدية فيما بيف الشركات أو وجود عبلقات‬
‫اقتصادية أو مصالح مشتركة فيما بينيا حيث تظير الروابط العقدية في شكؿ عقود تعاوف أو‬
‫عقود امتياز أو ادماج أو حتى تحت شكؿ شركة محاصة‪ ,‬ويمكف ليذه العقود أف يكوف ليا‬
‫نفس تأثير الرقابة القانونية التي تمارس عف طريؽ حيازة جزء فعاؿ مف رأس الماؿ وذلؾ‬
‫بفضؿ الشروط التي تتضمنيا ‪.2‬‬

‫يمكف ليذه الروابط العقدية أف تكرس اتحاد الذمة فيما بيف الشركات ذلؾ وانو انطبلقا‬

‫مف ىذه العبلقات يمكف مبلحظة وجود ىيمنة اقتصادية مف خبلؿ التمعف في مضمونيا إذ‬
‫كثي ار ما يفرض احد طرفي العقد شروطو عمى المتعاقد اآلخر وذلؾ بحكـ انتمائيا إلى نفس‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E. 02/06/1976. Req N94758. D :F.1977-N39.COMM.1362.‬‬
‫‪Note. B.R.J.F, 9/1976, N371.J.C.P. 1977, Edition, C.I.2 .12364,‬‬
‫‪Note PEN, NARA‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Vanhaecke Miechel, Op.cit., N326, p321, Doctrine, Administratif; du 09/03/2001,‬‬
‫‪D.B.4.A12.‬‬
‫‪32‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المجموعة االقتصادية ‪,‬عمى عكس ما إذا لو كانت الشركة تنجز عقودا مع شركة أخرى‬

‫مستقمة عنيا فإنيا عادة ما تممؾ سمطة تفاوض واسعة ألنيا متحررة مف حالة التبعية‬
‫والخضوع لمشروط التي مف الممكف أف تممييا األولى‪.1‬‬

‫تتميز بعض المجمعات بوجود روابط فيما بيف الشركات التابعة ليا غير أف ىذه‬
‫الروابط ليست ذات طابعة قانونية بالدرجة األولى وانما تتمثؿ باألساس في روابط ذات طابع‬
‫عائمي أو شخصي‪ ,‬إذ مف الجائز أف يكوف لبعض الشركات نفس المقر ووثائؽ تجارية‬
‫متشابية كما يشتركوف أيضا في بعض الشركاء والمسيريف وكؿ ىذه العوامؿ المشتركة إذا‬
‫اجتمعت فإنيا قد تؤدي بالقضاء إلى تكريس نظرية اتحاد الذمة فيما بيف ىذه الشركات وىي‬

‫‪.2‬‬ ‫نظرية معرفة دوف معيار ودوف أسس دقيقة وواضحة‬

‫يمكف تكريس التبعية الفعمية أيضا في حالة تدخؿ الشركة لحساب شركة أخرى بقصد‬
‫الحصوؿ عمبل صفقة معينة والظفر بيا بحيث سبؽ لمجمس الدولة الفرنسي واف اقر بوجود‬
‫تبعية فعمية بيف شركة فرنسية وأخرى مغربية وذلؾ انطبلقا مف الييمنة التي مارستيا الشركة‬
‫المغربية عمى الفرنسية مف خبلؿ قياـ ىذه األخيرة بتسديد عموالت بأسعار باىظة لؤلولى‬
‫بقصد الحصوؿ عمى صفقات‪. 3‬‬

‫بكيفية مماثمة كرس القضاء الفرنسي وجود تبعية فعمية لشركة تتصرؼ باعتبارىا‬
‫وكيبل خاصا لبلستراد والتصدير بفرنسا لفائدة شركة أجنبية انطبلقا مف كوف نسب العموالت‬

‫المسددة تختمؼ عف تمؾ المعموؿ بيا عادة داخؿ قطاع النشاط المعني‪ ,‬وىو ما يبرر اعتماد‬

‫‪1‬‬
‫‪Le Canno Paul, Op.cit., n1460, p886 (precite).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hannoun (C), Le Droit et les groups de société, Op.cit., N370, p247.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪C.E, 06/05/1966, Req N62129, Rop159, D.F 1966, N24. Comm.605. Dupont, 1966, p340.‬‬
‫‪33‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫القضاء الفرنسي عمى تنويع المعايير لمكشؼ عف وجود عنصر التبعية الذي يبرر تحويؿ‬

‫األرباح بشكؿ غير مباشر لمخارج في ظؿ غياب مفيوـ قانوني واضح لرابطة التبعية‪. 1‬‬

‫‪21994/03/18‬‬ ‫في حالة مشابية رفض مجمس الدولة الفرنسي في قرار مؤرخ في‬
‫الفعمية بيف الشركة المتواجدة بسويس ار وشركة فرنسية ‪,‬إذ لـ يقبؿ‬ ‫االعتراؼ بالتبعية‬
‫القضاء مبررات اإلدارة الجبائية الفرنسية المتعمقة بوجود تبعية فعمية ألجؿ تطبيؽ الحكـ‬
‫القانوني الذي يردع ويعاقب عمى التحويبلت غير المباشرة لؤلرباح وىو قرار في غاية‬
‫األىمية مف الناحية القانونية ‪.‬‬

‫كما أف ىذه التبعية يمكف أف تأخذ عدة أشكاؿ منيا‪:‬‬

‫‪- 1‬التبعية ذات الطابع المالي ‪ :‬تنتج ىذه العبلقة التي تربط الشركة األـ (صاحبة‬

‫القرار) والشركات األخرى المكونة لممجمع عف طريؽ امتبلؾ الشركة األـ بصفة‬
‫مباشرة ألغمبية حقوؽ التصويت في الجمعية العامة كما أف ىذه التبعية تنشأ كذلؾ‬
‫بعد امتبلؾ أكثر مف ‪ %50‬مف حقوؽ التصويت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‬

‫بواسطة شركة أو أكثر مراقبة وىي في نفس الوقت تراقب شركة أخرى ‪.3‬‬
‫‪- 2‬التبعية ذات الطابع اإلدارم ‪ :‬تنتج ىذه التبعية عف طريؽ امتبلؾ أغمبية مقاعد‬

‫الييئات اإلدارية (مجمس اإلدارة ) وفي بعض الحاالت يتحصؿ عمييا حتى في غياب‬
‫سمطة الرقابة المالية مثبل بتوزيع أغمبية األسيـ عمى األفراد (أسيـ ممموكة مف قبؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E, 05/02/1975, Req, N90788 et 91255, DF, 1957, N13, comm 472, et 1976 N43 comm,‬‬
‫‪1502 CONCL. SCHMELTZ RJF, 4/1975, N168.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪C.E 18/03/1994, Req n68795 et 70814, SA, Sovemarco- Eurode de 1994 n40, comm, 1703‬‬
‫‪Note, Texier et Lamulle, RJF, 5/1994, N532 et CONCL Martin, p290, F.R, Francis Lefebvre,‬‬
‫‪24/1994, p03, Bulletin, Des conclusions fiscale Mai 1994, p07.‬‬
‫‪ 3‬أمال فلاير اوماطة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪06‬‬
‫‪34‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫مدخريف صغار ىدفيـ الوحيد الحصوؿ عمى توظيؼ مالي ) أو بموافقة شريؾ ليس‬

‫لديو الرغبة في تحمؿ مسؤوليات التسيير‪.1‬‬


‫‪- 3‬التبعية ذات الطابع التعاقدم‪ :‬تنتج ىذه التبعية عف طريؽ اتفاقيات مع الشركة (عقود‬

‫التصرؼ المطمؽ اإللزامي ) وباتفاقيات مع بعض المساىميف (اتفاقيات التصويت‪,‬‬


‫تعييف األعضاء اإلدارييف‪ )......‬كما قد تنتج ىذه التبعية عف طريؽ القوانيف التأسيسية‬

‫لمشركة ‪.2‬‬
‫‪- 4‬التبعية ذات الطابع االقتصادم ‪ :‬ينتج ىذا النوع مف االرتباط في حالة شبو احتكارية‬

‫لممجمع أو في النشاطات المتعمقة بالمقاولة مف الباطف لشركة تعمؿ أساسا في‬


‫المجمع ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫االستقاللية في مجمع الشركات‬

‫تعتبر االستقبللية مبدأ أساسي وضروري إلنشاء المجمعات فالمجمع ليس لو شخصية‬
‫اعتبارية خاصة بو ‪,‬وىذه الخاصية –االستقبللية‪ -‬تخص كؿ شركة داخمة في محيط المجمع‬
‫في حد ذاتيا ‪ ,‬باعتبار إف الشخصية المعنوية شرط أساسي يسمح ليا باالنضماـ إلى‬
‫المجمع‪ ,‬يترتب عمى تمتع الشركات المكونة لممجمع بالشخصية المعنوية استقبلليا القانوني‬
‫عف بعضيا البعض كأصؿ عاـ غير أف عمميا معا تحت إمرة الشركة األـ أدى بالفقو‬

‫والقضاء إلى ابتكار فكرة شفافية الشخصية المعنوية والتي تقتضي الخروج عف ىذا األصؿ‬
‫في حاالت معينة ‪.‬‬

‫‪ 1‬أمال فلاير اوماطة المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫‪2‬احمد مقدمً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪16‬‬
‫‪ 3‬أمال فلاير اوماطة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪35‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫االستقالؿ القانكني كالمالي‪:‬‬

‫إف أوؿ ميزة يختص بيا مجمع الشركات ىو االستقبلؿ القانوني لمشركات المكونة لو‬
‫فالشخصية القانونية لمشركة التابعة تظؿ قائمة ومستقمة عف الشخصية القانونية لمشركة األـ‬
‫‪ ,‬وىو ما ينتج عنو استقبلؿ الذمـ المالية لكؿ منيما كما أف لكؿ واحدة اسـ تجاري وممثؿ‬
‫قانوني وموطف وجنسية خاصة بيا‪ ,‬فبل يمكف لمشركة القابضة أف تتعاقد أو تتقاضى باسـ‬

‫شركتيا التابعة ‪ ,‬كما أف دائني الشركة التابعة ال يعتبروف دائنيف لمشركة القابضة‪ ,‬والعكس‬
‫صحيح‪ ,‬وفي حالة إفبلس إحدى الشركات التابعة فاف ذلؾ ال يستتبع إفبلس الشركة‬
‫القابضة‪.1‬‬

‫فعبلقة السيطرة والرقابة والتوجيو التي تربط الشركة األـ بالشركة التابعة بوصفيا‬
‫مساىما فييا ال تكفي بذاتيا إلنكار االستقبلؿ القانوني ليذه األخيرة ‪,‬ذلؾ أف سيطرة الشركة‬
‫األـ ورقابتيا إنما تستمد مف كونيا مساىما يممؾ أغمبية رأس ماؿ الشركة التابعة وال يعد‬
‫استعماليا لحقوقيا بوصفيا مساىما ذا تأثير عمى الشخصية القانونية لمشركة التابعة الف‬

‫المساىميف عند ممارستيـ لحقوقيـ في التصويت يمارسوف حقيـ في الرقابة واإلدارة والتوجيو‬
‫وعميو ال يمكف االدعاء في ىذه الحالة بوجود امتزاج بيف الشخصيتيف القانونيتيف ‪.‬‬

‫إف ىذا االستقبلؿ القانوني ىو الذي يميز الشركة التابعة عف الفرع كما سبؽ ذكره‬
‫فكؿ شركة مف شركات المجمع ليا كيانيا القانوني الخاص بيا بحيث ال تتأثر بأي شكؿ مف‬
‫األشكاؿ بالقواعد الموضوعية أو اإلجرائية التي تخضع ليا شركة أخرى مف شركات المجمع‬
‫سواء مف حيث إنشاءىا ‪,‬كيفية سيرىا أو طرؽ انقضاءىا ‪,‬فبالرغـ مف تبعية شركات المجمع‬
‫لمشركة األـ فاف ىذا ال يعدـ وال ينقص مف الشخصية القانونية ليا‪.‬‬

‫‪ 1‬هارون أوروان‪ ،‬المسؤولٌة البٌئٌة لمجمع الشركات‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكادٌمٌة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬كلٌة الحقوق‬
‫والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2014 ،‬ص‪232‬‬
‫‪36‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ويذىب جانب مف الفقو إلى أف سيطرة الشركة األـ تتركز بالدرجة األولى في السيطرة‬

‫عمى إدارة الشركة التابعة ‪ ,‬ومف ىنا فاف إساءة استخداـ الشخصية المعنوية لمشركة التابعة‬
‫مف طرؼ الشركة األـ التي تقوـ بإدارتيا ال يؤدي إلى القوؿ باالتحاد القانوني بيف الشركتيف‬
‫‪.1‬‬ ‫وال يؤدي إلى اعتبارىما شخصا قانونيا واحدا‬

‫إذف فالمبدأ ىو أف الشركة التابعة مستقمة وىذا ما جاء في االجتياد القضائي الفرنسي‬
‫بتاريخ ‪ 22‬فيفري ‪ 1996‬والذي أكد أف ىذه األخيرة والتي نشأت وفقا لمقانوف تتمتع بأجيزة‬
‫إدارية خاصة بيا‪ ,‬باإلضافة إلى اإلمكانات المادية والبشرية البلزمة لتحقيؽ غرضيا وتتعامؿ‬
‫باسميا مع الغير والشركة األـ ال تسأؿ عف تصرفاتيا‪.‬‬

‫إف ىذا االستقبلؿ القانوني يبقى قائما حتى مع وجود السيطرة المالية القوية لمشركة‬
‫األـ عمى الشركة التابعة‪ ,‬وبالتالي فاف ىذه السيطرة ال تسمح بالحكـ عمى الشركة األـ بتنفيذ‬
‫االلتزامات التعاقدية لمشركة التابعة ‪ ,‬كما أف االنضماـ أو الدخوؿ في المجمع ال يعتبر في‬
‫‪.2‬‬ ‫حد ذاتو مصد ار أو أساسا لممسؤولية‬

‫نظرية شفافية الشخصية المعنكية ‪:‬‬

‫تقتضي القواعد القانونية العامة تمتع الشركة األـ بالحماية مف المسؤولية عف التزامات‬
‫الشركة التابعة بفضؿ استقبلؿ الشخصية القانونية لكؿ منيما ‪,‬فبل يوجد مبدأ قانوني عاـ‬
‫يقرر مسؤولية الشركة األـ عف أعماؿ الشركة التابعة والتزاماتيا إال في حدود مسؤوليتيا‬

‫‪1‬‬
‫محمود على درٌد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.158‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pascaud-Blandin Perle, La responsabilité de la société mère du fait des actes commis par‬‬
‫‪sa filiale, mémoire de master2, entreprise et droit de l’union européenne, université paris‬‬
‫‪sude, 2013, p8,9.‬‬
‫‪37‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كمساىـ في شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ,‬لذلؾ فاف تحميؿ الشركة األـ مسؤولية عف أعماؿ‬

‫‪.1‬‬ ‫الشركة التابعة يتوقؼ عمى إثبات وقائع استثنائية‬

‫إف احتراـ مبدأ االستقبللية القانونية لمشركة التابعة يشكؿ درعا قانونيا يحتمي بو‬
‫المجمع ضد الصعوبات التي قد تواجو أي شركة مف الشركات المكونة لو ‪,‬كما أف تسخير‬
‫ىذه األخيرة لخدمة مصمحة المجمع عف طريؽ تنفيذىا لئلستراتيجية التي تحددىا الشركة األـ‬
‫قد يؤدي في بعض األحياف إلى تجاوز ىذه االستقبللية أو باألحرى إفراغيا مف مضمونيا‪,‬‬
‫بحيث يتصرؼ كؿ األشخاص المكونيف لممجمع كأنيـ شخص قانوني واحد وفي ىذه الحالة‬
‫نجد أف كؿ مف الفقو والقضاء قد اجمعا عمى إقرار مبدأ شفافية الشخصية المعنوية لشركات‬

‫المجمع والتعامؿ معيا عمى أساس شخص قانوني واحد ‪,‬وبالتالي إقرار مسؤولية الشركة األـ‬
‫التي تأتي عمى رأس المجمع عف األضرار التي تسببيا الشركات التابعة ويكوف ذلؾ عندما‬
‫تؤدي ممارسة السيطرة إلى المساس باألسس الجوىرية التي تقوـ عمييا فكرة الشخصية‬
‫المعنوية ويتحقؽ ذلؾ في حالتيف ىما ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخمط بيف الذمـ المالية‬

‫إف مف آثار تكويف الشركة أف يكوف ليا ذمة مالية مستقمة عف ذمـ الشركاء فييا‪،‬‬
‫ولعؿ استقبلؿ الذمة المالية لمشخص المعنوي بصفة عامة يعتبر في نظر البعض بمثابة‬
‫‪,‬وبما أف الشركة التابعة تتمتع بالشخصية‬ ‫‪2‬‬ ‫نقطة االنطبلؽ في بناء الشخص المعنوي ذاتو‬
‫المعنوية فإف ليا ذمة مالية مستقمة أي ميزانية خاصة بيا تقيد فييا معامبلتيا وحقوقيا‬
‫وديونيا‪ ,‬ويخصص رأس ماليا لسداد ديونيا عمى اعتبار انو يمثؿ الضماف العاـ لدائنييا‪.‬‬

‫‪ 1‬أسامة مساعدة‪ ،‬محمد بشاٌرة‪ ،‬مدى مسؤولٌة الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة من موقع‪:‬‬
‫‪dictaconsulting.com/corprateveil‬‬
‫‪ 2‬حسن محمد هند‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪38‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫غير انو قد يحدث خمط بيف الذمـ المالية لشركات المجمع بسبب التداخؿ والترابط بيف‬

‫حقوؽ وديوف ىذه الشركات بحيث يصبح الفصؿ بيف ميزانية الشركتيف أم ار مستحيؿ فالشؽ‬
‫السمبي وااليجابي لمميزانية يعبراف عف حقوؽ وديوف مجمع الشركات ككؿ ‪,‬وفي مثؿ ىذه‬
‫الحالة لقاضي الموضوع سمطة كبيرة في تقدير مدى توافر ىذا الخمط ويتعيف عميو‬
‫استخبلص وجوده مف وقائع محددة يبينيا في حكمو ويبيف األسباب الخاصة التي جعمتو‬
‫يرجح وجود ىذا الخمط واال كاف حكمو عرضة لمنقض‪. 1‬‬

‫‪2014/7516‬‬ ‫وفي ىذا الصدد نجد قرار محكمة االستئناؼ بعماف في القضية رقـ‬
‫بتاريخ ‪ 2014/07/01‬أصدرت محكمة استئناؼ عماف ق ار ار قضى بمسؤولية شركة قابضة‬

‫عف التزاـ مالي مترتب بذمة شركة تابعة ليا لمجرد أف الشركة التابعة ممموكة بالكامؿ‬
‫لمشركة األـ ‪,‬في ىذه القضية قامت شركة (قبس) لمتطوير العقاري ذات المسؤولية المحدودة‬
‫باالتفاؽ مع المدعيف عمى بيعيـ قطعة ارض في منطقة العقبة االقتصادية الخاصة وقبضت‬
‫الشركة مبمغا مف ثمف األرض ولـ يتـ تسجيؿ البيع رسميا لدى دائرة األراضي‪ ,‬طالب‬
‫المدعوف باسترداد المبمغ وأقاموا الدعوى ضد شركة (قبس) وأيضا ضد شركة (تعمير األردف)‬
‫القابضة عمى أساس أف شركة (قبس) تابعة ليا ‪.‬‬

‫تمسكت شركة (تعمير األردف ) باستقبلؿ شخصيتيا القانونية وبالتالي ذمتيا المالية إال إف‬
‫محكمة االستئناؼ أيدت محكمة الموضوع في إقرار مسؤولية الشركة القابضة عف أعماؿ‬

‫الشركة التابعة ليا عمى أساس أف الشركة القابضة بحكـ تعريفيا في المادة ‪ 204‬مف قانوف‬
‫الشركات األردني (‪...‬تممؾ وتدير شركات تابعة ليا ‪ )..‬كما استدلت محكمة االستئناؼ‬

‫‪1‬‬
‫شرٌف محمد غانم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪39‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫بالقاعدة القائمة ( التابع تابع وال يفرد بحكـ لتبرير المسؤولية التضامنية بيف الشركة القابضة‬

‫)‪.1‬‬ ‫والشركة التابعة‬

‫طعنت الشركتاف المدعى عمييما في قرار محكمة االستئناؼ متمسكيف باستقبلؿ‬


‫الشخصية القانونية لكؿ منيما وانو تبعا لذلؾ االستقبلؿ ال خصومة بيف المدعيف وشركة‬
‫‪2014/3186‬‬ ‫تعمير القابضة التي لـ توقع اتفاقية بيع األرض فجاء قرار محكمة التمييز‬
‫بتاريخ ‪ 2015/01/22‬مؤيدا لقرار محكمة االستئناؼ وفي معرض رفضيا ألسباب التمييز‬
‫قالت أف الشركة القابضة (تعمير األردف) تممؾ جميع الحصص المكونة لرأس ماؿ شركة‬
‫(قبس) التابعة ‪,‬واف أعماؿ شركة (قبس) تدخؿ في التحميؿ األخير في الذمة المالية لمشركة‬

‫القابضة كما نبيت المحكمة أيضا عمى أف الشركة القابضة تمارس أعماليا مف خبلؿ‬
‫الشركة التابعة لذلؾ تعتبر الشركة التابعة والشركة القابضة مسئولتيف بالتضامف عف ديونيما‬
‫بحيث تكوف القابضة مسئولة عف أعماؿ الشركة التابعة وتسأؿ الشركة التابعة عف أعماؿ‬
‫‪.2‬‬ ‫الشركة القابضة‬

‫ب‪ -‬صكرية الشركة التابعة‪:‬‬

‫تعرؼ الصورية بأنيا التظاىر بأمر يخالؼ الواقع مف جميع نواحيو أو مف بعضيا‬
‫‪ .3‬أو بمعنى آخر‬ ‫عمى األقؿ فيي توجد موقفا ظاى ار غير حقيقي يغطي موقفا خفيا حقيقيا‬
‫ىي عممية قانونية ظاىرة ال تعبر عف المركز القانوني الحقيقي لممتعاقديف‪ ،‬فيي اتفاؽ عمى‬
‫إخفاء الحقيقة تحت ستار قانوني مشروع بحيث نجد أف الشركة األـ تقوـ بإنشاء شركة تابعة‬
‫بيدؼ إخفاء تصرفاتيا دوف أف تكوف ليذه الشركة أية استقبللية قانونية أو مالية‪ ،‬وتمجأ‬
‫الشركة األـ إلنشاء مثؿ ىذه الشركات بغرض التحصف مف متابعة الدائنيف ليا أو لمحصوؿ‬

‫‪1‬‬
‫أسامة مساعدة‪ ،‬محمد بشاٌره‪ ،‬نفس الموقع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن محمد هند‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.242 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫محمود علً درٌد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪40‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫عمى مزايا ضريبية أو لتيريب الضماف العاـ لدائنييا‪ ،‬ويتحقؽ ذلؾ إذا ثبت أف الشركة األـ‬

‫قد أوشكت عمى التوقؼ عف الدفع‪ ,‬وايزاء عجزىا عف الحصوؿ عمى ائتماف لمخروج مف‬
‫وضعية اإلفبلس قامت بإنشاء شركات مستقمة لتحصؿ بواسطتيا عمى ائتماف مف الغير الذي‬
‫ال يعرؼ حقيقة األمور لذلؾ أقر القضاء في ىذه الحالة لمدائف الرجوع إلى الشركة األـ حتى‬
‫‪.1‬‬ ‫واف كاف تعاممو مع الشركة التابعة المستقمة عف الشركة األـ‬

‫يمكف لدائني الشركة التابعة في حالة غياب الصورتيف السابقتيف كسبب لتجاوز مبدأ‬
‫استقبللية الشخصية المعنوية وكمبرر المتداد المسؤولية إلى الشركة األـ السيما في حالة‬
‫عجزىا عف الوفاء بديونيا ‪ ,‬أف يطالبوا الشركة األـ بحقوقيـ وذلؾ في حالة ثبوت خطئيا في‬

‫تسيير الشركة التابعة في إطار ما يعرؼ بامتداد المسؤولية لمدير الشخص المعنوي والتي‬
‫‪ 224‬مف‬ ‫تنص عمييا اغمب التشريعات المقارنة عمى غرار التشريع الجزائري في المادة‬
‫القانوف التجاري الجزائري والتي نصت عمى ( في حالة التسكية القضائية لشخص معنكم‬
‫أك إفالسو يجكز إشيار ذلؾ شخصيا عمى كؿ مدير قانكني أك كاقعي ظاىرم أك باطني‬

‫مأجكر كاف أك ال‪:‬‬

‫إذا كاف ذلؾ المدير في ظؿ الشخص المعنكم أثناء قيامو بتصرفاتو قد قاـ لمصمحتو‬
‫بأعماؿ تجارية أك تصرؼ في أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة‪.‬‬

‫أك باشر تعسفا لمصمحتو الخاصة باستغالؿ خاسر ال يمكف أف يؤدم إال إلى تكقؼ‬
‫الشخص المعنكم عف الدفع ‪.‬‬

‫في حالة التسكية القضائية أك شير اإلفالس الصادر طبقا ليذه المادة تشمؿ الديكف‬

‫عالكة عمى الديكف الشخصية ديكف الشخص المعنكم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسن محمد هند‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫‪41‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كتاريخ التكقؼ عف الدفع ىك نفس التاريخ المحدد بالحكـ الذم قضى بالتسكية القضائية‬

‫أك إفالس الشخص المعنكم )‪.‬‬

‫ولتطبيؽ ىذا االمتداد وضعت ليا شروط ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬مشاركة الشركة األـ في إدارة الشركة التابعة وىذا عف طريؽ السيطرة عمييا ‪.‬‬
‫‪ -‬إفبلس الشركة التابعة أو خضوعيا إلجراءات التسوية القضائية وىو الشرط الجوىري‪.‬‬
‫أ ‪-‬رتكاب الشركة األـ خطأ أو تعسؼ في إدارة الشركة التابعة ‪,‬ويتمثؿ الخطأ في اإلدارة‬
‫في التقدير السيئ أو الخاطئ لمموقؼ‪ ,‬أما التعسؼ فيكوف عندما تستعمؿ الشركة األـ‬
‫شركاتيا التابعة بغرض تحقيؽ مصالحيا الخاصة ‪,‬ويؤدي ذلؾ إلى اإلضرار بيا‬
‫وجعميا في وضعية قد تؤدي إلى إفبلسيا ‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫مزايا كعيكب تككيف مجمع الشركات‬

‫الفرع األكؿ‬

‫مزايا تككيف مجمع الشركات‬

‫ال يمكننا اإللماـ بكؿ الجوانب اإليجابية المتعمقة بمجمع الشركات وىذا راجع لتركيبتو‬
‫المعقدة والتحوالت الدائمة والمختمفة التي تحدث فيو ‪.‬إال أننا يمكننا تمخيص أىميا فيما يمي‪:‬‬

‫أ – المزايا االقتصادية‪ :‬تتمثؿ المزايا االقتصادية في‪:‬‬

‫يعتبر مجمع الشركات الوسيمة المفضمة إلجراء التركيز الصناعي لمشركات‪ ،‬فيو‬
‫يسمح بتوظيؼ وتجميع الوسائؿ التي ال يمكف أف تجمعيا أي مؤسسة لوحدىا‪ ،‬وكما أف‬

‫‪1‬‬
‫هارون أوروان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.237 ،236‬‬
‫‪42‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫مركزية المراقبة ال تقصى وجود تعدد في النشاطات ووجود تنافس بيف الشركات مف نفس‬

‫المجمع‪.1‬‬

‫مما يمكف أف‬


‫إف الشركات الكبيرة ىي التي تكوف عرضة لؤلخطار السياسية أكثر َ‬
‫تتعرض لو الشركات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ولذا فإف تكويف مجمع لمشركات يسمح بتقاسـ‬
‫األخطار بيف شركات المجمع‪.‬‬

‫سيولة التسيير عند تعدد مراكز القرار مع وجود مركزية في تحديد األىداؼ‪ ،‬فاإلدارة‬
‫العامة لممجمع تسطر األىداؼ التي يجب تحقيقيا‪ ،‬وتترؾ لكؿ شركة تابعة حرية في وسائؿ‬
‫تحقيؽ البرنامج‪.‬‬

‫وكذلؾ فإف إستراتيجية التوسع والتنويع تتـ بتعاوف كؿ شركات المجمع‪ .‬حيث أف ىذه‬
‫اإلستراتيجية تعتبر كعامؿ ميـ في تقميؿ المخاطر وىو ما أدى إلى ظيور مجمعات متعددة‬
‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫النشاط )‪Conglomérats‬‬

‫تطوير المعرفة يرتبط باستخداـ تكنولوجية معقدة وتمديد مراحؿ اإلنتاج‪ ،‬وىذا ما‬
‫يجعؿ مف دخوؿ المنافسيف إلى السوؽ التي يسيطر عمييا المجمع أكثر صعوبة‪.‬‬

‫يسمح بعولمة النشاط‪ ،‬حيث أف حكومات البمداف بصفة عامة تسعى لمحد مف‬
‫االستيراد فيي تحفر أكثر إلنشاء فروع وشركات تفتح مناصب عمؿ جديدة وتضع منتجات‬
‫لمتصدير‪ ،‬وىذا أدى بالشركات إلى إنشاء شركات تابعة ليا بصفة دائمة‪.‬‬

‫كما أف القوة االقتصادية لممجمع تسيؿ لو توطيد العبلقات مع البنوؾ والمؤسسات‬


‫المالية‪ ،‬ألنو مف جية‪ ،‬فيو يكتسب سمعة طيبو وأكثر شيرة عمى الساحة االقتصادية‪ ،‬تعطيو‬
‫قدرة عمى اقتناء المعمومات الكافية‪ ،‬وألف لو عبلقات دائمة مع عدد ىاـ مف المسؤوليف‬

‫‪1‬‬
‫‪Yves Guyon, Droit des affaires, (France : 9eme Edition, Edition Economica, 1996) p602.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.Y, Egel, D,Gazil, Op.Cit, p27.‬‬
‫‪43‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫االقتصادييف مف جية أجرى ومنو فإف عممية إنشاء شركات تابعة في بمداف أجنبية يسمح‬

‫لممجمع بتحقيؽ األىداؼ التالية‪:1‬‬

‫ىدؼ أمني‪ :‬المجمع الذي يممؾ شركات تابعة في عدة بمداف أجنبية‪ ،‬عمى العموـ ىو أقؿ‬

‫عرضة لممخاطر‪.‬‬

‫ىدؼ المردكدية‪ :‬يتحصؿ المجمع عمى مزايا ىامة مف خبلؿ عدـ تساوي القدرة الشرائية‬

‫واألسعار مف بمد آلخر‪ ،‬وىذا ما يحقؽ لممجمع أكثر قدرة تنافسية‪.‬‬

‫ىدؼ تجارم‪ :‬عند إنشاء شركات تابعة في البمداف المستقبمة‪ ،‬يتوجب بيع المنتجات فييا‪ ،‬إف‬

‫ىذا يسمح لممجمع بتوسيع مبيعاتو‪.‬‬

‫ب – مزايا جبائية‪ :‬تتمخص المزايا الجبائية مف خبلؿ‪:‬‬

‫‪-‬النظـ الجبائية األكثر مرونة‪.‬‬

‫‪-‬قيمة التنازالت الداخمية في مجمع الشركات مف خبلؿ التنازالت البينية يتمكف مف تحويؿ‬
‫األرباح مف شركة ألخرى‪ ،‬محققا بذلؾ اقتصاد ىاـ في الضريبة الواجبة‪.‬‬

‫كما أف المجمعات تحاوؿ دائما تحقيؽ أرباح مف خبلؿ التشريعات الجبائية لمدوؿ التي تعطي‬
‫مزايا خاصة ليذا النوع مف الشركات‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬فإف مجمعات الشركات تبحث دائما‬
‫الضريبية‪2‬‬ ‫إلنشاء شركاتيا التابعة في الدوؿ التي تعرؼ بػ" الجنة‬

‫(‪ ") fiscaux Paradis‬والتي تعني " ‪ :‬البمداف التي تتميز بأقؿ ضرائب مطبقة"‪ ،‬ثـ بعد‬

‫ذلؾ تحاوؿ بكؿ الوسائؿ التعاقدية مف أجؿ جعؿ الشركات التابعة ىي المحققة لؤلرباح حتى‬
‫ولو لـ تقـ بأي نشاط تجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Yves Guyon, Op.cit., p602.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mustapha Tifouche, Op.cit., p27.‬‬
‫‪44‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ج – مزايا تشريعية كمالية‪ :‬تتمثؿ ىذه المزايا في العنصريف التالييف‪:‬‬

‫مركنة التركيبة ‪Souplesse de la structure :‬‬

‫تنوع النشاطات عمى مستوى وحدات تشريعية مختمفة تسمح بتحكـ أكثر في‬
‫المسؤوليات‪ ،‬مع تحمؿ المخاطر العامة التي يمكف أف تحصؿ لكؿ شركة تابعة وىذا‬
‫باختبلؼ تشريعات تواجد ىاتو البمداف‪ ،‬فكؿ شركة تسير مسؤولياتيا لوحدىا‪ ،‬مع تحمؿ عاـ‬
‫لممخاطر المحتممة‪.‬‬

‫كما أف التنظيـ المرف لممجمع يسمح أيضا بإعادة ىيكمة النشاطات وىذا راجع لمرونة‬
‫العمميات المالية عمى مستوى مجمع الشركات فعممية التنازؿ أو التبادؿ لؤلسيـ ىي أكثر‬
‫سيولة وأقؿ تكمفة منيا عندما تكوف بيف شركات ال تنتمي لنفس المجمع‪.‬‬

‫المراقبة‪:‬‬

‫إف قانوف تحقؽ األغمبية مف أجؿ ممارسة الرقابة في مجالس المساىميف‪ ،‬تسمح بحؽ‬
‫أقؿ‪.1‬‬ ‫ممارسة القرار بدوف اكتتاب جميع األسيـ‪ ،‬فيتـ إنشاء شركات تابعة برأسماؿ‬

‫د – مزايا إنسانية كعالقات‪:‬‬

‫مف أىـ مميزات المجمع ىي تعدد تنظيماتو وتوسعو‪ ،‬وليذا فيو يجمب أحسف‬
‫الميارات المسيرة التي تستطيع مضاعفة المردودية‪ ،‬وكذلؾ فالمجمع يسمح بتوظيؼ أحسف‬
‫اإلطارات‪.‬‬

‫كما يتيح لمشركات التابعة المنشأة حديثا‪ ،‬مف اكتساب أيدي عاممة كفأه بمجرد بداية‬
‫نشاطيا‪ ،‬وىذا مف خبلؿ إمكانية تحويؿ اإلطارات العاممة مف شركة ألخرى‪ ،‬تدخؿ مباشرة‬
‫في اإلستراتيجية المسطرة مف قبؿ المجمع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Christine Collette, Op.cit., p22.‬‬
‫‪45‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وكذلؾ فإف التأطير الذي يحققو المجمع‪ ،‬يسمح بتبني أفضؿ المشاريع‪ ،‬ويمكف مف‬

‫تغطية العيوب بمجرد ظيورىا‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬يمكف لمشركات التابعة بأف تكوف محؿ مراقبة وتأطير تقني دائـ‪،‬‬
‫تتحصؿ عمى المعمومات والنصائح الكافية لدخوؿ أي سوؽ جديد‪.‬‬

‫وفيما يتعمؽ بجانب العبلقات العممية‪ ،‬فإف مجمع الشركات ينظر إليو مف قبؿ‬
‫المتعامميف اآلخريف‪ ،‬سواء كانوا متعامميف مالييف‪ ،‬أو حتى شركات أجنبية نظرة إكبار لحجمو‬
‫ووسائمو المتعددة المتاحة‪.1‬‬

‫ق – المزايا التقنية كالتنظيمية‪:‬‬

‫مف ضمف أىداؼ تكويف المجمع‪ ،‬ىو جعؿ الشركة أكثر مرونة تنظيمية‪ ،‬حيث أف‬
‫كبر الشركة بشكؿ كبير يمكف أف يحدث حالة معقدة في التسيير‪ ،‬فالشركة إذف عندما يزيد‬
‫حجميا فمف األجدر ليا إنشاء فروع أو شركات تابعة ليا تتميز بشخصية معنوية خاصة بيا‬
‫وتسير في إطار إستراتيجية وأىداؼ موحدة‪.‬‬

‫وليذا فإف تبني تنظيـ مرف لو األىداؼ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬توثيؽ الروابط بيف الشركات‪.‬‬


‫‪ -‬إعطاء أكثر حرية في اتخاذ القرار لكؿ شركة تابعة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تنظيـ الشركات التابعة بمراعاة الظروؼ المحيطة بيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عيكب تككيف مجمع الشركات‬

‫إف المزايا السالفة الذكر‪ ،‬رغـ أنيا واقعية‪ ،‬إال أف تطبيقيا الميداني يرتبط في كثير مف‬
‫األحياف بميارة المسرييف وقدرتيـ عمى استغبلؿ الفرص والظروؼ المواتية أكثر مف أمر آخر‬
‫‪1‬‬
‫‪Christine Collette, Ibid., p23‬‬
‫‪46‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وكثرة عدد الشركات التابعة يمكف أف يسبب في مضاعفة مجيود التنسيؽ والمراقبة المبذولة‬

‫مف قبؿ إدارة المجمع‪.‬‬

‫ومف جية أخرى يمكف أف يضعؼ مردودية وفعالية الشركات نظ ار لمحجـ اليائؿ‬
‫لبلستثمارات وتوسعيا‪.‬‬

‫ورغـ القوة االقتصادية لمجمع الشركات‪ ،‬إال أنو يمكف أف يفقد توازنو االقتصادي جراء‬
‫التقمبات واألخطار التي تواجيو في كؿ لحظة‪ ،‬وىذا إف لـ يكف المجمع مشكؿ وفؽ صيغة‬
‫خفية‪.‬‬

‫أما عمى مستوى الشركات مف نفس المجمع‪،‬فانو توجد دائما عممية تحويؿ الذمـ‪،‬‬

‫حيث ىذا يكوف في صالح الشركة المستقبمة‪ ،‬أما الشركة المحولة فإف ىذا التحويؿ ال يحقؽ‬
‫منفعتيا‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بتأثيرىا عمى المساىميف األقمية‪ ،‬وعمى الذيف لدييـ حقوؽ عمى‬
‫عاتؽ الشركة المعنية‪ ،‬وىذا يرجع لتبني إستراتيجية وفؽ المصمحة العامة لممجمع ككؿ‪.1‬‬

‫أ – كضعية المساىميف األقمية‪:‬‬

‫إف تغميب المصمحة العامة عمى المصمحة الخاصة لمشركة التابعة يحدث ال محالة‬
‫عدـ توازف داخؿ الشركات المسيطر عمييا‪ ،‬ألف القرار يكوف دائما لدى المساىميف األغمبية‬
‫الذيف يسيطروف عمى السياسة العامة لممجمع‪ ،‬وليذا فالمساىميف األقمية تذىب مصالحيـ‬
‫بدوف أف يستطيعوا أف يغيروا الق اررات المتخذة‪.‬‬

‫فعمى سبيؿ المثاؿ الشركة األـ(المساىميف األغمبية)يمكف أف تتحصؿ عمى تعويضات‬


‫مف الخسائر المحققة عمى مستوى الشركة التابعة األولى عف طريؽ تحقيؽ أرباح مضاعفة‬
‫مف الشركة التابعة األخرى‪ .‬غير أف المساىميف األقمية ال يمكنيـ أف يستفيدوا مف ىذه‬

‫‪1‬احمد مقدمً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪47‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫العممية ألف ليس لدييـ فوائد وأرباح في شركات أخرى غير شركتيـ‪ .‬وىذا ما يعتبر كخرؽ‬

‫لقانوف الشركات الذي يفرض مبدأ تساوي المساىميف في الحقوؽ والواجبات بحسب‬
‫مساىماتيـ وبدوف تعسؼ في استخداـ السمطة‪.‬‬

‫ب – كضعية أصحاب الحقكؽ‪:‬‬

‫إف مبدأ االستقبللية في الشخصية المعنوية لكؿ شركة مف المجمع‪ ،‬يمكف أف يضر‬

‫بأصحاب الحقوؽ نظ ار لعدـ إدراكيـ بالحجـ المالي الحقيقي لمدينيـ‪ ،‬وىذا عف طريؽ تمكف‬
‫الشركات المنتمية لنفس المجمع مف القياـ بعممية تحويؿ الذمـ‪.‬‬

‫وفي ىذه الحالة أصحاب الحقوؽ يجدوا أنفسيـ أنيـ أماـ شركة غير قادرة عمى دفع‬
‫مستحقاتيـ‪ ،‬وىي في الحقيقة كانت غير ذلؾ‪.‬‬

‫ج – كضعية العماؿ‪:‬‬

‫العامموف في المجمع يمكف أف يضيعوا بعض األحكاـ والتدابير التي تحفظ حقوقيـ‪،‬‬
‫حيث يمكف أف يوظفوا في شركة تابعة أقؿ مزايا مف الشركة التي كانوا يعمموف فييا جراء‬
‫تحويميـ إلييا‪ ،‬وأف حياتيـ العممية تصبح أكثر صعوبة جراء التغيرات وعدـ االستقرار في‬
‫مكاف واحد ويحرميـ ربما مف االستفادة مف ميزة األقدمية في العمؿ‪.‬‬

‫د – كضعية اإلدارة الجبائية‪:‬‬

‫مما‬
‫عمى العموـ إف إدارة المجمع تركز التسيير الضريبي عمى مستوى الشركة األـ‪ّ ،‬‬
‫يسمح ليا بتحقيؽ اقتصاد في الضريبة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وباإلضافة إلى ذلؾ‪ ،‬فالمجمع يوظؼ المزايا المقدمة مف طرؼ التشريعات الجبائية‬

‫المختمفة‪ ،‬وىذا ما يجعؿ المجمعات تقوـ بعممية تحويؿ األرباح إلى بمداف أخرى أقؿ عبء‬
‫ضريبي‪ ،‬وىذا الفعؿ يسبب خرقا لمقوانيف الدولية التي تسعى لمحاربة التيرب الجبائي‪.‬‬

‫إف كوف مجمع الشركات يربط بعبلقة خاصة بيف شركة أـ وشركات تابعة ليا‪ ،‬جعؿ‬
‫منو تنظيـ يمتاز بمميزات خاصة بو فيو كوحدة اقتصادية‪ ،‬تربط فيما بينيا روابط مساىمات‬
‫مما يشكؿ وجود معدؿ رقابة ومعدؿ فائدة تتحدد مف خبلليا درجة السيطرة‬
‫في الرأسماؿ ّ‬
‫لمشركة المالكة ‪.‬وككؿ تنظيـ فإف المجمع لو مزايا وعيوب والتي في مجمميا ىي في صالح‬
‫ازدىار تكويف المجمعات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫التقنيات القانكنية لقياـ المجمع‬

‫المطمب األكؿ‬

‫المشاركة باالكتتاب‬

‫الفرع األكؿ‬

‫االكتتاب عند التأسيس‬

‫تقوـ الشركة األـ بتأسيس شركات جديدة تابعة ليا إما بسموؾ الطريؽ العادي واما عف‬
‫طريؽ المساىمة الجزئية في األصوؿ‪.‬‬

‫التأسيس العادم‬
‫‪- 1‬‬

‫ال شؾ أف حؽ الشركات بصفتيا أشخاص قانونية في تممؾ أسيـ وحصص بعضيا‬


‫البعض أصبح مف المسمـ بو في معظـ القوانيف المعاصرة ‪,‬بؿ إف بعض ىذه القوانيف يسمح‬
‫‪49‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ليا بتكويف شركات الشخص الوحيد التي تغنييا عف البحث عف ركف تعدد الشركاء وتسمح‬

‫بضماف سيطرة تامة عميو‪.1‬‬

‫تتدخؿ الشركة األـ كشريؾ مؤسس في شركة أخرى فنمعب دو ار في التنظيـ وتكويف رأس‬
‫الماؿ المطموب والقياـ باإلجراءات البلزمة إلنشاء الشركة الجديدة وتتحمؿ المسؤوليات‬
‫القانونية الناتجة عف ذلؾ ‪ ,‬ويتـ ىذا بواسطة أشخاص طبيعية تنتدبيـ ليذا الغرض بحيث‬
‫‪.2‬‬ ‫يقوموف بإعداد القانوف األساسي وعقد الشركة باالشتراؾ مع بقية المؤسسيف والتوقيع عميو‬

‫تستطيع الشركات التي تعتزـ توسيع نشاطيا أف تنشئ شركات أخرى ىذه الشركات يمكف أف‬
‫تأخذ أشكاال مختمفة فقد تكوف فروعا بسيطة أو ذات شخصية مستقمة‪ ,‬لكف اختيار أي شكؿ‬

‫مف األشكاؿ يتوقؼ عمى األىداؼ اإلستراتيجية التي تسطرىا الشركة األـ لذلؾ فنجدىا إما‬
‫تكتفي بإنشاء شركة جديدة يسيرىا واحد مف عماليا األجراء الذي تنصبو عمى رأسيا إلدارتيا‬
‫‪)succursale‬‬ ‫‪ ,‬وفي ىذه الحالة نكوف بصدد فرع بسيط دوف استقبللية قانونية يعرؼ ب(‬
‫‪,‬واما تقوـ بإنشاء شركة عف طريؽ المساىمة في رأس الماؿ حيث يقوـ المساىموف في ىذه‬
‫الحالة بضماف السير الحسف لبلستغبلؿ ومنو تصبح ىذه الشركة تابعة لمشركة المؤسسة ليا‬
‫ونكوف ىنا بصدد فرع ذو استقبللية قانونية يعرؼ (‪.3 )filiale‬‬

‫ويتـ اختيار شكؿ الشركة التابعة حسب النشاط وأىمية االستثمار وعدد المساىميف‪,‬‬
‫وتسعى الشركة األـ دائما لتكييؼ الشكؿ القانوني لشركتيا التابعة مع متطمبات نشاطيا فإذا‬

‫كاف لمشركة التابعة نشاط صناعي و تجاري كبير بحيث يتطمب الكثير مف المستخدميف‬
‫ورأس ماؿ كبير فإنيا تمجأ إلى شكؿ شركة مساىمة‪ ,‬أما إذا كاف النشاط الذي ستمارسو‬

‫‪ 1‬حسام الدٌن عٌسى‪ ،‬الشركات المتعددة القومٌات دراسة فً األوجه القانونٌة واالقتصادٌة للمركز الرأسمالً المعاصر‪،‬‬
‫مجلة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة‪ ،‬كلٌة الحقوق‪ ،‬جامعة عٌن الشمس‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد ‪ ،1976 ،18‬ص‪.100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪PHILIPPE merle . et Anne fauchon .droit commercial sociétés commerciales .17‬‬
‫‪. édition .dalloz2014.p839‬‬
‫‪ 3‬محمد حسٌن إسماعٌل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪52 ،51‬‬
‫‪50‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الشركة التابعة ال يستمزـ استعماؿ ىياكؿ كبيرة كأف تتخصص الشركة التابعة في األبحاث أو‬

‫الدراسات والتي يقوـ بيا عدد محدود مف المستخدميف فإنيا تأخذ شكؿ شركة المسؤولية‬
‫المحدودة مثبل ‪.‬‬

‫ونشير إلى أف شكؿ الشركات المعتمد في تكويف المجمع ىو الشركات الفرعية‬


‫(‪ )filiales‬فقط وتمتزـ الشركة األـ باإلجراءات التي حددتيا النصوص التشريعية المتعمقة‬
‫بإنشاء الشركات حسب نوع الشركة المراد تأسيسيا ‪.‬‬

‫أ ‪-‬المؤسسة ذات الشخص الكحيد‬

‫تخضع ىذه الشركة لنفس القواعد القانونية التي تحكـ الشركة ذات المسؤولية المحدودة إال‬
‫في ما يتعمؽ بعدد الشركاء بحيث يكونيا شريؾ واحد وتستعمؿ مف قبؿ المجمع في حالة‬
‫الشركة التابعة ‪, %100‬غير أف الشركة األـ ال يمكنيا أف تكوف مسي ار لمشركة ألف ىذه‬
‫الميمة البد أف تسند إلى شخص طبيعي كذلؾ إذا كاف الشريؾ الوحيد ىي الشركة األـ فاف‬
‫تحديد مسؤولياتيا بقدر المبمغ المساىـ بو يمكف أف يكوف وىميا بسبب الضمانات التي‬

‫يطمبيا الدائنوف ‪ ,‬وكذلؾ يمكف لئلجراءات الجماعية لمتسوية القضائية أو التفميسة أف تمتد‬
‫لمشركة األـ في حالة الخمط في الذمـ المالية لشركتيف أو في حالة صورية الشركة التابعة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الشركة ذات المسؤكلية المحدكدة‬

‫إف مف أىـ مميزات الشركة ذات المسؤولية المحدودة رأس ماليا الذي يحدد بحرية‬

‫مف طرؼ الشركاء في القانوف األساسي وفقا لنص المادة ‪ 566‬مف القانوف ‪ 20-15‬المؤرخ‬
‫في ‪ 18‬ربيع األوؿ ‪ 1437‬الموافؽ ؿ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2015‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري‪,1‬‬

‫‪1‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة العدد ‪ 71‬المؤرخة فً ‪2015/12/30‬‬
‫‪51‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كما أف حصص الشركاء ال يمكف تحويميا إلى الغير كأصؿ عاـ إال باتفاؽ الشركاء الذيف‬

‫يممكوف ثبلثة أرباع رأس الماؿ عمى األقؿ حسب نص المادة ‪ 571‬مف القانوف التجاري ‪.1‬‬

‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة يمكف أف تتأسس برأس ماؿ متغير بمعنى قابؿ‬
‫لمزيادة أو النقصاف في أي وقت سواء عف طريؽ الدفعات التي تتـ مف قبؿ الشركاء‬
‫المؤسسيف أو الشركاء الجدد أو عف طريؽ استعادة المساىمات الناتجة عف انسحاب‬
‫الشركاء‪ ,‬ولنظاـ رأس الماؿ المتغير عدة فوائد بالنسبة لمشركات التجارية ويسمح بالقياـ‬
‫بعمميات عمى رأس الماؿ بدوف الحاجة إلى اإلجراءات المرتبطة باجتماع الجمعية العامة‬
‫غير العادية ويمنح إمكانية خروج شريؾ واقفاؿ الشركة عف طريؽ حؽ االعتراض ضد قبوؿ‬

‫دخوؿ شركاء جدد لمشركة‪.‬‬

‫كذلؾ فاف الشركة ذات المسؤولية المحدودة تمنح مقارنة مع الشركات األشخاص ميزة‬
‫المسؤولية بقدر الحصة المساىـ بيا واف كاف الدائنوف خاصة البنوؾ تستمزـ غالبا تعيد‬
‫الشركة األـ بضماف القروض التي تمنحيا لمشركة التابعة ‪,‬الشيء الذي يعدؿ مف ميزة‬
‫المسؤولية المحدودة لمشركاء غير انو ال يمكف لؤلشخاص المعنوية أف تعيف كمسير لمشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة ‪ ,‬وبالتالي ال يمكف لمشركة األـ لممجمع أف تكوف مسي ار لشركتيا‬
‫التابعة بطريقة مباشرة ومف ىنا فاف المسير ال يكوف شريكا بالضرورة وتعوض الشركة األـ‬
‫بالشخص المناسب إال أف ما يعاب عمى ىذا النوع مف الشركات أنيا ال يمكنيا إصدار‬

‫سندات قابمة لمتداوؿ‪ ,‬وبالتالي فاف المشاريع التي تحتاج إلى أمواؿ ضخمة تتخذ شكؿ شركة‬
‫مساىمة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 571‬من األمر رقم ‪ 27-96‬المؤرخ فً ‪ 09‬دٌسمبر ‪ 1996‬المعدل والمتمم للقانون التجاري‬
‫‪52‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ج‪ -‬شركة المساىمة‬

‫تتميز شركة المساىمة بكونيا الشركة التي ينقسـ رأس ماليا إلى حصص قابمة‬
‫لمتداوؿ ويسأؿ كؿ شريؾ فييا بقدر نصيبو مف األسيـ حسب نص المادة ‪ 592‬مف المرسوـ‬
‫التشريعي ‪ 93-08‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪ 1993‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري وال تنقضي‬
‫الشركة بوفاة احد الشركاء أو الحجر عميو أو إفبلسو ألنو ال مكاف لبلعتبار الشخصي في‬

‫ىذا النوع مف الشركات وال يكتسب الشريؾ المساىـ صفة التاجر وينتج عف ذلؾ أف إفبلس‬
‫‪.1‬‬ ‫الشركة ال يرتب إفبلس الشركاء‬

‫وتختمؼ إجراءات تأسيس شركة المساىمة تبعا لما إذا كاف التأسيس بالمجوء العمني‬
‫لبلدخار أو مف دونو أو بمعنى آخر طرح أسيـ الشركة لبلكتتاب العاـ عف طريؽ المجوء إلى‬
‫الجميور قصد الحصوؿ عمى أمواؿ أو اقتصار االكتتاب عمى المؤسسيف دوف المجوء إلى‬
‫االكتتاب العاـ ‪ ,‬وقد يسر المشرع الجزائري تأسيس شركة المساىمة التي ال تمجأ عبلنية‬
‫لبلدخار وأعفاىا مف بعض اإلجراءات التي تطبؽ في حالة المجوء العمني لبلدخار وىذا راجع‬

‫بالطبع إلى عدـ الحاجة إلى حماية الجميور واالدخار العاـ حيث أف االكتتاب يقتصر عمى‬
‫المؤسسيف وحدىـ‪.‬‬

‫عمى العكس فاف التأسيس بالمجوء العمني لبلدخار يمر عبر تحرير مشروع القانوف‬
‫األساسي لمشركة مف طرؼ موثؽ بناءا عمى طمب مؤسس أو أكثر وتودع نسخة منو‬
‫بالمركز الوطني لمسجؿ التجاري‪ ,‬ثـ يقوـ المؤسسوف عمى مسؤوليتيـ بنشر إعبلف حسب‬
‫الشروط المقررة في التنظيـ ويتـ إثبات االكتتاب في األسيـ النقدية بموجب بطاقة اكتتاب‬
‫وتودع األمواؿ الناتجة عف االكتتابات النقدية وقائمة المكتتبيف إلى الجمعية العامة التأسيسية‬

‫مزوار فتحً ‪,‬حماٌة المساهم فً شركة المساهمة دراسة فً القانون المقارن ‪,‬رسالة ماجستٌر ‪,‬فرع القانون الخاص ‪,‬‬
‫‪ 1‬كلٌة الحقوق ‪,‬جامعة أبً بكر بلقاٌد‪,‬تلمسان ‪ ,2012-2011‬ص‪10‬‬
‫‪53‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أيف تتـ المصادقة عمى القانوف األساسي ‪,‬ىذا وال يجوز لمشركة أف تباشر أعماليا إال ابتداء‬

‫مف تاريخ قيدىا في السجؿ التجاري وشيرىا ‪.1‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بشركات األشخاص فإنيا ال تكوف غالبا محؿ سيطرة مف طرؼ‬
‫الشركة األـ وىذا نظ ار لخصائصيا والتي ال تتماشى مع مبدأ المسؤولية المحدودة والذي‬
‫يعتبر مف العوامؿ التي أدت إلى ظيور الشركة القابضة فنجد أف المدير في شركة التضامف‬
‫ىو شريؾ متضامف ومسئوؿ مسؤولية مطمقة عف ديونيا ولذلؾ قد تغامر الشركة األـ –‬
‫بالرغـ مف عدـ وجود ما يمنع ذلؾ قانونا‪ -‬بإنشاء شركة تضامف أو السيطرة عمييا كما ال‬
‫نعتقد أف الشركة األـ تقبؿ أف تدخؿ شريكا موصيا في شركة توصية بسيطة ألنو محظور‬

‫عمى الشريؾ الموصي االشتراؾ في اإلدارة وبالتالي فاف الشركة األـ تسعى لمسيطرة عمى‬
‫الشركات التي تجمع فييا بيف اإلدارة والمسؤولية المحدودة كشركات مساىمة ‪.2‬‬

‫‪ 138‬مكرر مف قانوف الضرائب المباشرة‬ ‫كما يظير جميا مف خبلؿ نص المادة‬


‫والرسوـ المماثمة الجزائري أف المشرع اشترط أف تأخذ الشركات المكونة لممجمع شكؿ شركات‬
‫المساىمة حتى تستفيد مف النظاـ الضريبي الخاص بالمجمعات وبمفيوـ المخالفة أقصى‬
‫المشرع الجزائري أشكاؿ الشركات األخرى المعروفة في القانوف التجاري الجزائري‪.‬‬

‫وعميو ال يمكف لشركة سواء كانت تابعة أو أما‪ ,‬أف تستفيد مف تطبيؽ النظاـ الخاص إال‬
‫إذا كانت تمارس نشاطا تحت شكؿ شركة أسيـ حص ار وىو ما يقصي آليا باقي األشكاؿ‬

‫األخرى لمشركات ‪,‬سواء كانت شركات أشخاص كالتضامف أو التوصية البسيطة أو كانت‬
‫موصوفة كشركات أمواؿ خارج غطاء شركة األسيـ مثؿ شركات التوصية باألسيـ‪. 3‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ 595‬إلى ‪ 601‬من القانون التجاري الجزائري‬


‫‪ 2‬محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪30‬‬
‫‪ 3‬رابح بن زارع ‪,‬شروط تطبٌق النظام الجبائً الخاص بمجمع الشركات ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪252‬‬
‫‪54‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪- 2‬المساىمة الجزئية في األصكؿ‬

‫تعرؼ المساىمة عمى أنيا حيازة جزء مف رأس ماؿ في شركة أخرى ويعرفيا القانوف‬
‫التجاري الجزائري في المادة ‪ 729‬مف األمر رقـ ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪( 1996‬إذا‬

‫كانت لشركة أكثر مف ‪ %50‬مف رأس ماؿ شركة أخرل تعد الثانية تابعة لألكلى ‪ ,‬تعتبر‬
‫شركة مساىمة في شركة أخرل إذا كاف جزء الرأسماؿ الذم تممكو في ىذه األخيرة يقؿ عف‬

‫‪ %50‬أك يساكييا)‪.‬‬

‫انطبلقا مف النص السالؼ ذكره فإف التبعية القانونية تقضي تممؾ شركة ألكثر مف نصؼ‬
‫رأسماؿ شركة أخرى‪ ،‬ويعني ذلؾ أف اربطة التبعية تقوـ قانونا إذا كانت أغمبية رأس ماؿ‬
‫الشركة ممموكا لشركة أخرى‪ ،‬فيصح عندئذ القوؿ بأف األولى تابعة لمثانية‪.‬‬

‫تمجأ الشركات الكبرى في غالب األحياف إلى تقسيـ أعماليا ونشاطاتيا وبالتالي التزاماتيا‬
‫إلى أقساـ تعيد بتسييرىا وادارتيا إلى شركات أخرى مستقمة عنيا قانونا ‪,‬بحيث تتحمؿ كؿ‬
‫واحدة االلتزامات الناتجة عف نشاطيا مف جية مع ضماف تبعيتيا وخضوعيا لسيطرتيا مف‬
‫جية أخرى ‪ ,‬كما ىو الحاؿ إذا ما أرادت شركة ما فصؿ نفقات تسويؽ منتجاتيا عف‬

‫موجودات التصنيع فتقوـ بإنشاء شركة منفصمة بحيث تكوف غالبية أسيـ رأس ماليا ممموكة‬
‫ليا أو لمف تسخرىـ لتمؾ الغاية أو إذا ما أرادت شركة ما تركيز أعماليا في العاصمة أو‬
‫‪.1‬‬ ‫أرادت نقؿ نشاطيا كميا أو جزئيا إلى مختمؼ الواليات‬

‫إف المقصود بالمساىمة الجزئية في األصوؿ ىو تمؾ العممية التي مف خبلليا تقدـ شركة‬
‫ما لشركة أخرى جديدة أو قائمة جزءا مف عناصر أصوليا ‪,‬وتتمقى بالمقابؿ سندات تصدرىا‬
‫الشركة المستفيدة مف المساىمة كما تعتبر المساىمة الجزئية في األصوؿ عممية معقدة والتي‬
‫قد تشمؿ عنص ار واحدا أو عدة عناصر مثؿ عقارات أو سندات أو تشمؿ عناصر األصوؿ‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪54‬‬
‫‪55‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫والخصوـ المتعمقة بفرع نشاط معيف أو ىي العممية التي تساىـ مف خبلليا شركة في عناصر‬

‫األصوؿ التي تعود لمشركة التابعة ‪.1‬‬

‫ويثور اإلشكاؿ فيما يخص تعديؿ القانوف األساسي لمشركة المساىمة عمى أساس أنيا‬
‫تتراجع عف جزء مف نشاطيا لصالح الشركة الجديدة فيي بيذا تحبط آماؿ المساىميف فييا‬
‫ألنيـ وضعوا ثقتيـ فييا ثـ أنيـ غير ممزميف بالمساعدة عمى تحويؿ استخداـ أمواليـ دوف‬
‫رضاىـ كما انو واف كاف القانوف األساسي لمشركة المنقسمة يسمح ليا بالقياـ بأعماؿ ذات‬
‫طبيعة معينة فانو يخوليا القياـ بذلؾ لمصمحتيا الخاصة وليس ألجؿ خمؽ شركة جديدة‪.‬‬

‫ولقد تصدى القضاء الفرنسي ليذا الموقؼ وسمـ منذ وقت طويؿ بإمكانية أف تتنازؿ شركة‬

‫ما بشروط معينة عف جزء مف استثماراتيا بؿ وعف كامؿ استثماراتيا لصالح شركة أخرى‬
‫مقابؿ مكافأة محددة أو مشاركة في الربح ‪,‬عمى أساس أف ىناؾ حاالت كثيرة يمزـ معيا خمؽ‬
‫شركات وليدة لمتابعة االستثمار األساسي لمشركة المنقسمة (األـ) وفي حالة اختبلؼ غرضي‬
‫الشركتيف يمزـ تعديؿ القانوف األساسي لمشركة األـ إال إذا نص ىذا األخير عمى إمكانية‬
‫المشاركة في رأس ماؿ شركة ذات غرض مغاير ‪.2‬‬

‫تتمكف الشركة التي تقدـ جزءا مف أصوليا لممساىمة في شركة أخرى مف خبلؿ األسيـ‬
‫أو الحصص التي تحصؿ عمييا مقابؿ مساىمتيا مف السيطرة عمييا كما تسمح المساىمة‬
‫الجزئية في األصوؿ بتفريغ النشاط الشركة المساىمة بحيث يمكنيا إعطاء وجود قانوني‬

‫مستقؿ ليذه الفروع ‪.‬‬

‫ونجد أف القانوف الفرنسي يتيح إخضاع المساىمة الجزئية في األصوؿ لمنظاـ القانوني‬
‫الخاص باالنفصاؿ عندما يتعمؽ األمر بمساىمة الشركة األـ عف طريؽ فصؿ فرع معيف مف‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel menjucq. La filialisation internationale par apport partiel d’actif .revue générale‬‬
‫‪du droit on line numéro 797.2002. p1‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪56 ,55‬‬
‫‪56‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪transmission‬‬ ‫نشاطيا بنقمو إلى شركة أخرى بكؿ أصولو وخصومو وىذا ما يسمى (‬

‫‪ )universelle de patrimoine‬ىذه التقنية التي تنتقؿ بموجبيا جميع أصوؿ وخصوـ‬


‫الفرع إلى الشركة المستفيدة ‪.1‬‬

‫وما يمكف مبلحظتو أف المساىمة الجزئية في األصوؿ ال يترتب عنيا انحبلؿ الشركة‬
‫المساىمة بؿ تبقى قائمة وتتمقى مقابؿ مساىمتيا أسيما أو حصصا مف الشركة المستفيدة في‬
‫حيف أف االنفصاؿ بحسب األصؿ يترتب عميو انقضاء الشركة المنفصمة وتحوؿ الشركاء فييا‬
‫إلى شركاء في الشركات التي نتجت عف االنفصاؿ ‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فمـ ينص صراحة عمى المساىمة الجزئية في األصوؿ ولكف بالرجوع‬

‫إلى المواد ‪ 744‬إلى ‪ 764‬مف القانوف التجاري الجزائري نجد أف االنفصاؿ الذي نصت عميو‬
‫ىذه المواد يحمؿ نفس المضموف الذي تحممو المساىمة الجزئية في األصوؿ بحيث انو يمكف‬
‫أف تحدث مساىمة جزئية في األصوؿ عف طريؽ االنفصاؿ‪.‬‬

‫إال أف المشرع الجزائري يختمؼ عف نظيره الفرنسي مف حيث انو نص في المواد ‪ 759‬و‬
‫‪ 763‬مف القانوف التجاري الجزائري عمى أف األسيـ والحصص التي تمثؿ رأس ماؿ‬
‫الشركات الجديدة الناتجة عف عممية االنفصاؿ تسند إلى شركاء الشركة المنفصمة وليس‬
‫لمشركة في حد ذاتيا ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ظيور أسموب جديد يتراوح بيف االنفصاؿ والمساىمة الجزئية في‬

‫األصوؿ وىو ما يسمى باالنفصاؿ الجزئي‪ ,‬والذي يقصد بو العممية التي مف خبلليا تحوؿ‬
‫شركة ما فرعا أو عدة فروع مف نشاطيا إلى شركة أخرى أو عدة شركات موجودة مف قبؿ أو‬

‫‪1‬‬
‫‪Enguerrand maloisel.la scission partielle cadre juridique et fiscal. Mémoire de master 2‬‬
‫‪professionnel. Droit des affaires et fiscalité. Université paris 1 panthéon Sorbonne.‬‬
‫‪France .p6‬‬
‫‪57‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫جديدة مع االحتفاظ بفرع نشاط واحد عمى األقؿ مقابؿ منح شركاء الشركة المنفصمة سندات‬

‫‪.1‬‬ ‫في رأس ماؿ الشركات المستفيدة مف العممية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االكتتاب عند زيادة رأس الماؿ‬

‫يمكف لمشركة األـ أف تسيطر عمى شركة أخرى إذا تمكنت ىي أو إحدى شركاتيا‬
‫التابعة مف االكتتاب في زيادة رأس ماليا أو االكتتاب في السندات الصادرة عف تمؾ الشركة‬

‫وتمكنت مف تحويميا إلى أسيـ في رأس ماليا أو إذا تمكنت إحدى شركاتيا التابعة مف‬
‫االندماج بالضـ مع شركة أخرى‪.‬‬

‫‪- 1‬االكتتاب في زيادة رأس ماؿ شركة أجنبية عف المجمع‬

‫قد يحدث أف تقوـ شركة بزيادة رأس ماليا عف طريؽ طرح أسيـ جديدة لبلكتتاب‬

‫العاـ فتقدـ الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة عمى االكتتاب في ىذه األسيـ‪ ,‬الشيء‬
‫الذي ينشأ عبلقة تبعية بيف الشركة األـ وىذه الشركة نتيجة تممؾ الشركة األـ لنسبة ىامة‬
‫مف مقدار األسيـ المطروحة لبلكتتاب‪ ,‬وىذه المسألة ممكنة في قانوف الشركات األردني‬
‫وكذلؾ القانوف االنجميزي حيث لـ يستمزـ أي منيما عرض األسيـ الجديدة عمى الشركاء في‬
‫الشركة المعنية بعممية زيادة رأس الماؿ‪ ,‬وىذا خبلفا لمقانوف الفرنسي الذي منح لمشركاء في‬
‫الشركة أولوية االكتتاب في األسيـ التي تصدرىا الشركة بيدؼ زيادة رأسماليا حيث منحيـ‬
‫مدة ثبلثيف يوما مف اجؿ االكتتاب واقتصار ذلؾ عمى االكتتابات النقدية فقط دوف العينية ‪.‬‬

‫ويشكؿ تقديـ الحصص النقدية احد األشكاؿ األكثر شيوعا في رفع رأس ماؿ الشركة‬
‫إذ تساعد ىذه الطريقة عمى توسيع دائرة المساىميف إذا ما كانت الشركة مسجمة ببورصة‬
‫القيـ المنقولة ‪ ,‬والغاية مف زيادة رأسماؿ الشركة بمقتضى الحصص النقدية ىي توفير السيولة‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫النقدية لمشركة قصد مواجية احتياجاتيا في تنمية مواردىا المالية التي أصبحت غير كافية‬

‫بسبب التوسع في النشاط أو بسبب انخفاض العممة ‪.1‬‬

‫يعتبر كؿ مف حؽ األفضمية في االكتتاب وعبلوة اإلصدار وسائؿ لمحفاظ عمى حقوؽ‬


‫المساىميف القدامى ‪ ,‬إذ أف طريقة زيادة رأس الماؿ بإصدار أسيـ جديدة يترتب عمييا وجوب‬
‫عرض أسيـ الزيادة بطرؽ االكتتاب العاـ‪ ,‬فيؤدي ذلؾ إلى إشراؾ أشخاص آخريف مف غير‬
‫المساىميف القدامى ‪ ,‬األمر الذي يؤثر في مدى الحقوؽ التي يتمتع بيا ىؤالء ولتفادي النتائج‬
‫المترتبة عمى إشراؾ غير المساىميف في االكتتاب في األسيـ النقدية الجديدة أقر القانوف‬
‫التجاري الجزائري عمى غرار غيره مف القوانيف المقارنة شروطا حمائية تحفظ حقوؽ‬

‫المساىميف القدامى يتمثؿ الشرط األوؿ في حؽ األفضمية في االكتتاب واذا لـ يطرؽ ىذا‬
‫الباب يعتمد حؿ آخر يتمثؿ في عبلوة اإلصدار‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد نجد أف العديد مف الشركات الوطنية العمومية والخاصة اتجيت إلى‬
‫فتح رأسماليا ودخوؿ البورصة بحثا عف مصادر تمويؿ استثماراتيا واذا كانت القوانيف‬
‫‪ 3‬مف المادة ‪ 694‬مف‬ ‫األساسية ال يمكنيا المساس بحؽ األفضمية طبقا ألحكاـ الفقرة‬
‫القانوف التجاري الجزائري فاف المشرع أجاز لمجمعية العامة غير العادية بمقتضى المادة‬
‫‪ 697‬مف القانوف التجاري الجزائري أف تمغي ىذا الحؽ حيث تفصؿ ىذه األخيرة‪ -‬تحت‬
‫طائمة بطبلف المداولة بيذا الشأف – بناءا عمى تقرير مجمس اإلدارة أو مجمس المديريف‬

‫حسب الحالة وتقرير مندوبي الحسابات واذا ما قررت الشركة إلغاء ىذا الحؽ والمجوء إلى‬
‫الجميور غير المساىميف القدامى لبلكتتاب فييا فيمكف لمشركة إتباع حؿ آخر لتحقيؽ‬

‫الٌاس ناصٌف‪ ,‬موسوعة الشركات التجارٌة ‪,‬الجزء الثالث ‪,‬الشركات القابضة (هولدٌنغ) والشركات المحصور نشاطها‬
‫‪1‬خارج لبنان (أوف شور) مكتبة الحلبً‪ ,‬بٌروت لبنان‪,‬الطبعة ‪ , 2008, 5‬ص ‪48‬‬
‫‪59‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫التوازف بيف المساىميف الجدد والقدامى وىو إصدار أسيـ بقيمة أعمى مف قيمتيا االسمية أي‬

‫‪1‬‬ ‫ما يسمى بعبلوة اإلصدار‬

‫تمتاز تقنية الزيادة في رأس الماؿ بحصص نقدية بالمرونة حيث تضع تحت تصرؼ‬
‫الشركة بطريقة مباشرة نقودا تمكنيا مف تمويؿ استثماراتيا كما نجد أف ىناؾ ميزة أخرى‬
‫تتمثؿ في اإلعفاء الضريبي الذي اقره المشرع بصدد تشجيعو لبورصة القيـ المنقولة فأعفى‬
‫الشركات المسعرة أسيميا في البورصة مف حقوؽ التسجيؿ والضريبة عمى أرباح الشركات‬
‫‪ 5‬سنوات في قانوف‬ ‫‪ 2003‬وجدد المشرع ىذا اإلعفاء كؿ‬ ‫وىذا في قانوف المالية لسنة‬
‫‪2‬‬ ‫المالية لسنة ‪ 2009‬وقانوف المالية لسنة ‪2014‬‬

‫تحكيؿ سندات االستحقاؽ إلى أسو ـ‬


‫‪- 2‬‬

‫تجب اإلشارة أوال إلى أف سندات االستحقاؽ تمثؿ لمكتتب فييا دينا في ذمة الشركة‬
‫المصدرة ليا وبالتالي ال يترتب عف االكتتاب فييا تمؾ السيطرة اإلدارية والمالية التي تنتج‬
‫االكتتاب في األسيـ بنسبة معينة إال انو قد تقوـ الشركات المدينة بعد موافقة أصحاب‬

‫السندات بتحويميا إلى أسيـ تمنح ألصحابيا كؿ الحقوؽ المرتبطة بيذه األخيرة ويؤدي ىذا‬
‫‪3‬‬ ‫التحويؿ إلى زيادة رأسماؿ الشركة المصدرة‬

‫واذا ما رأت الشركة ضرورة العمؿ عمى زيادة رأس الماؿ دوف طرح أسيـ جديدة أو‬
‫االقتراض مف البنوؾ بفائدة قد تكوف كبيرة فإنيا تمجأ إلى وسيمة قانونية أخرى تتمثؿ في طرح‬
‫ما يسمى سندات االستحقاؽ عمى الجميور لبلكتتاب فييا وذلؾ مقابؿ فائدة تتقرر عمى السند‬
‫بحيث تسمح لمشركة استخداـ أمواؿ الغير دوف أف يكوف ليـ الحؽ باالشتراؾ في إدارتيا‬

‫المادة ‪ 694‬و‪ 697‬من المرسوم التشرٌعً رقم ‪ 93-08‬المؤرخ فً ‪ 25‬أفرٌل ‪ 1993‬المعدل والمتمم للقانون التجاري‬
‫‪1‬الجزائري‬
‫بودهان صالح ‪,‬النظام القانونً لرأسمال شركة المساهمة فً القانون الجزائري ‪,‬مذكرة ماجستٌر قانون الشركات‪ ,‬كلٌة‬
‫‪ 2‬الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة قاصدي مرباح‪ ,‬ورقلة ‪ ,2015/2014 ,‬ص ‪30,31‬‬
‫‪ 3‬محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪58‬‬
‫‪60‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ونميز ىنا بيف نوعيف مف السندات ‪ .‬سندات االستحقاؽ ونظميا المشرع في القسـ الفرعي‬

‫الخامس مف المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 81‬إلى ‪ 715‬مكرر ‪ 109‬وسندات االستحقاؽ القابمة‬


‫لمتحويؿ إلى أسيـ نظميا في القسـ الفرعي السادس مف المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 114‬إلى ‪715‬‬
‫مكرر ‪1.125‬‬

‫إف السندات القابمة لمتحويؿ عي سندات تتضمف حؽ االختيار الذي يسمح لصاحب‬
‫السند تحويؿ سنداتو إلى أسيـ في اجؿ معيف أو في أي وقت بحيث نجد أف كيفية ىذا‬
‫التحويؿ وأحكامو تحدد في عقد اإلصدار ومف أىـ شروط التحويؿ ىو الموافقة الصريحة مف‬
‫طرؼ صاحب السند ويتطمب أيضا صدور قرار مف الجمعية العامة غير العادية بحكـ إف‬

‫عممية تحويؿ السندات إلى أسيـ يعتبر تعديؿ لعقد الشركة األساسي والذي يدخؿ في‬
‫صبلحيات ىذه األخيرة غير أنيا تتداوؿ وفؽ نصاب الجمعية العامة طبقا لما قضت بو‬
‫المادة ‪ 691‬مف القانوف التجاري الجزائري ويشترط أف تكوف األسيـ التي تصدرىا الشركة‬
‫تكوينيا ‪2‬‬ ‫بيذه الطريقة مساوية لقيمة األسيـ التي أصدرتيا عند‬

‫ويمكف لمشركة الدائنة أف تحصؿ عمى نسبة كبيرة مف رأس ماؿ الشركة المدينة نتيجة‬
‫لتحويؿ سندات الديف إلى أسيـ الشيء الذي يؤدي إلى خمؽ عبلقة التبعية بيف الشركة األـ‬
‫وشركاتيا التابعة وبيف الشركة المصدرة لمسندات إذا كانت الشركة األـ أو شركاتيا التابعة‬
‫المكتتبة في تمؾ السندات‬

‫‪- 3‬االندماج‬

‫تعتبر عممية اندماج الشركات التجارية مف أىـ صور ظاىرة التركيز االقتصادي في‬
‫الحياة القانونية وىذا ما أدى إلى اىتماـ المشرع الجزائري بيذه اآللية التي تعتبر مف أىـ‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التشرٌعً رقم ‪ 93-08‬المؤرخ فً ‪ 25‬أفرٌل ‪ 1993‬المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري‬
‫‪2‬‬
‫بودهان صالح ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪37 , 36‬‬
‫‪61‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫اآلليات القانونية لتركيز المشروعات االقتصادية الصغيرة منيا والمتوسطة السيما وأف الجزائر‬

‫تسعى لتبني نيج اقتصاد السوؽ‬

‫أدت التحوالت االقتصادية الجديدة إلى إفراز ظاىرة التركيز االقتصادي التي تظير‬
‫في عدة صور تيدؼ جميعيا إلى تحقيؽ التكتؿ االقتصادي لممشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫حتى تقؼ أماـ المنافسة االقتصادية التي تفرضيا باقي المشروعات الضخمة واذا كاف رجاؿ‬
‫االقتصاد قد تصدوا ليذه الظاىرة نظ ار ألىميتيا فاف اىتماـ رجاؿ القانوف بيذه الظاىرة‬
‫انصب عمى دراسة اآلليات القانونية التي يتحقؽ مف خبلليا تركيز المشروعات االقتصادية‬
‫‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية‬ ‫وىذا ما أشار إليو المشرع الجزائري في قانوف المنافسة‬

‫‪ 2003‬الصادر في الجريدة الرسمية رقـ ‪ 43‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬جواف ‪ 2003‬في المادة‬


‫‪ 15‬منو التي أشارت إلى ىذه اآلليات حيث اعتبر اندماج الشركات التجارية أحد أىـ ىذه‬
‫التقنيات التي تؤدي إلى تركيز المشروعات المندمجة وقد وضع المشرع الجزائري أحكاما‬
‫‪ 744‬إلى‬ ‫قانونية لعممية االندماج ضمف القانوف التجاري رفقة أحكاـ االنفصاؿ مف المادة‬
‫المادة ‪. 764‬‬

‫يختمؼ معنى االندماج عند رجاؿ االقتصاد عنو عند رجاؿ القانوف الذيف يحصروف‬
‫معنى االندماج في تمؾ العممية التي بموجبيا تنتقؿ الذمة المالية لشركة أو عدة شركات‬
‫موجودة إلى شركة أخرى موجودة أو إلى شركة جديدة يجري تأسيسيا بعد انقضاءىا وزواؿ‬

‫شخصيتيا المعنوية وانتقاؿ حقوؽ الشركاء أو المساىميف إلى الشركات المستفيدة مف‬
‫العممية‪ 1‬وىذا ما أشار إليو المشرع الجزائري في المادة ‪ 744‬مف القانوف التجاري ‪ :‬لمشركة‬
‫كلك في حالة تصفيتيا أف تدمج في شركة أخرل أك تساىـ في تأسيس شركة جديدة‬

‫بطريؽ المزج ‪ "........‬فبل يعد اندماجا قياـ شركة موجودة بخمؽ شركة جديدة أو ما يسمى‬

‫‪1‬‬
‫‪Merle (ph) : Droit Commercial, Sociétés Commerciales, 5 éd, 1996 Dalloz, no .675, p. 737‬‬
‫‪62‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫بالشركة الوليدة أو قياـ شركة بنقؿ جزء مف ذمتيا المالية إلى شركة أخرى موجودة أو إلى‬

‫شركة جديدة يجري تأسيسيا ‪ ,‬حتى لو كاف ىذا الجزء عبارة عف محميا التجارية ذلؾ أف‬
‫االندماج يختمؼ عف النقؿ الجزئي ألصوؿ الشركة‬

‫كذلؾ ال يعد اندماجا قياـ شركة بشراء جميع األسيـ أو الحصص في رأسماؿ شركة‬
‫أخرى فمعممية االندماج خصوصيتيا القانونية التي تميزىا عف غيرىا السيما عف باقي صور‬
‫التركيز االقتصادي كتجمع الشركات الذي ينشأ إما بمقتضى المساىمات المالية التي تقدميا‬
‫‪ ,‬واما بمقتضى‬ ‫شركة موجودة في رأسماؿ شركة أخرى موجودة أو مجموعة مف الشركات‬
‫اتفاؽ اتحاد أو تعاوف بيف مجموعة مف الشركات ففي ذلؾ تبقى الشركات المكونة لمتجمع‬

‫محتفظة بشخصيتيا المعنوية كما أف التجمع ال ينشئ شخص معنوي في حيف تؤدي عممية‬
‫االندماج في صورة المزج إلى ظيور شخص معنوي جديد يظير في الشركة الجديدة‬

‫كما يتميز االندماج عف التجمع ذي المنفعة االقتصادية باعتباره شخص معنوي يتولى‬
‫الدفاع عف المصالح االقتصادية لمشركات األعضاء الذيف يبقوف محتفظيف بشخصيتيـ‬
‫المعنوية واستقبلؿ ذمتيـ المالية خبلفا لبلندماج الذي تختفي فيو الشركة أو الشركات‬
‫المندمجة وفضبل عف ذلؾ يختمؼ االندماج عف تحوؿ الشركة حيث إف االندماج عممية تتـ‬
‫بيف شركتيف موجودتيف مسبقا عمى األقؿ في حيف يتعمؽ التحوؿ بالشركة المعنية نفسيا التي‬
‫وميما يكف فانو مف وجية النظر القانونية يشكؿ االندماج سببا‬ ‫‪1‬‬ ‫تغير مف شكميا القانوني‬

‫النقضاء الشركة المندمجة لزواؿ شخصيتيا المعنوية فينعدـ وجودىا القانوني حتى لو استمر‬
‫مشروعيا االقتصادي ضمف قالب قانوني آخر‬

‫‪1‬‬
‫‪Bertrel (J.P.) Et jeantin (M) : acquisitions et fusions des sociétés commerciales ,2ed, 1991,‬‬
‫‪litec, no, 873-895, p. 374-381‬‬
‫‪63‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ويتخذ االندماج عدة صور أفرزتيا الحياة االقتصادية تتمثؿ أساسا في صورتي االندماج‬

‫بالضـ واالندماج بالمزج كما أضاؼ المشرع الجزائري صورة ثالثة تتمثؿ في صورة االندماج‬
‫باالنفصاؿ‬

‫االندماج بالضـ يتمثؿ في قياـ شركة موجودة بضـ أو ابتبلع شركة أو عدة شركات‬
‫موجودة والتي تسمى بالشركات المندمجة حيث تنقضي ىذه األخيرة وتزوؿ شخصيتيا‬
‫المعنوية بعد نقؿ ذمتيا المالية إلى الشركة المستوعبة والتي تسمى بالشركة الدامجة والتي‬
‫غالبا ما تكوف لدييا وضعية اقتصادية أفضؿ مف الشركة المندمجة التي تكوف غالبا في‬
‫‪ 744‬مف‬ ‫وقد أشار إلى ذلؾ المشرع الجزائري في المادة‬ ‫‪1‬‬ ‫وضع اقتصادي ميئوس منو‬
‫القانوف التجاري " لمشركة كلك في حالة تصفيتيا أف تدمج في شركة أخرل ‪"......‬‬

‫أما االندماج بالمزج فيو عندما تقوـ شركتيف موجودتيف أو أكثر بإنشاء شركة جديدة‬
‫بعد نقؿ ذمميـ المالية إلييا حيث تنقضي جميع ىذه الشركات لتتأسس عمى أنقاضيا شركة‬
‫‪ 744‬مف القانوف التجاري «‪ ....‬أك‬ ‫جديدة‪ 2‬وىذا ما نص عميو المشرع الجزائري في المادة‬

‫تساىـ في تأسيس شركة جديدة بطريؽ المزج‪ "......‬حيث يكوف ليذه الشركات في غالب‬

‫األحياف نفس الوضع االقتصادي‬

‫أما االندماج باالنفصاؿ فقد نص المشرع الجزائري عميو كذلؾ في نص المادة ‪744‬‬
‫قانوف تجاري " كما ليا أف تقدـ ماليتيا لشركات مكجكدة أك تساىـ معيا في إنشاء شركات‬

‫جديدة بطريؽ االندماج أك االنفصاؿ‪ ".....‬في ىذه الصورة تقتضي انفصاؿ شركة موجودة‬

‫لتتج أز ذمتيا المالية إلى عدة أجزاء لتتكوف عمى أساسيا شركات جديدة ثـ تقوـ ىذه األخيرة‬

‫‪1‬‬
‫‪Guy Baudeu : Protocoles Et Traites De Fusion, Préface De Guston La Garde, paris, 1968, p,‬‬
‫‪24.-25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guy Baudeu et Guy Bellargent : fusion de sociétés, juris-classeur des sociétés, fasc., 164-P,‬‬
‫‪No 10‬‬
‫‪64‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫باالندماج فيما بينيا أو بينيا وبيف شركات أخرى موجودة سواء بطريؽ الضـ أو بطريؽ‬

‫المزج‪1‬‬

‫ولقد نظـ المشرع الجزائري أحكاـ االندماج في الفصؿ الرابع مف القسـ الرابع مف‬
‫الكتاب الخامس مف القانوف التجاري الذي ينظـ الشركات التجارية ‪ ,‬وبالتالي استبعد اندماج‬
‫الشركات المدنية فضبل عمى انو حصر عممية االندماج فقط بالنسبة لمشركات التي تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وىذا حتى تكوف ذمتيا المالية قابمة لبلنتقاؿ خبلفا لمشركات غير‬
‫المتمتعة بالشخصية المعنوية التي ال تكوف ليا ذمة مالية مستقمة لذلؾ يستحيؿ اندماجيا‬
‫كشركة المحاصة والشركة في طور التأسيس ‪ ,‬واف كانت عممية االندماج تتـ بداىة بيف‬

‫الشركات التجارية التي ليا نفس الشكؿ فإنيا تتحقؽ أيضا بيف الشركات التجارية مختمفة‬
‫الشكؿ كاندماج شركة تضامف في شركة مساىمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة في شركة‬
‫مساىمة وىذا ما أكده المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 745‬قانوف تجاري " يسكغ تحقيؽ‬
‫العمميات المشار إلييا في المادة المتقدمة بيف شركات ذات شكؿ مختمؼ "‬

‫كما افرد المشرع الجزائري أحكاما خاصة الندماج شركات المساىمة فيما بينيا في‬
‫‪763‬‬ ‫المادة ‪ 749‬وما بعدىا وكذلؾ اندماج الشركات ذات المسؤولية المحدودة في المادة‬
‫ويجب اإلشارة بالنسبة الندماج الشركة ذات الشخص الوحيد المسماة بالمؤسسة ذات‬
‫الشخص الوحيد ذات المسؤولية المحدودة أف ىذا األخيرة ال يجوز ليا أف تكوف كشركة‬

‫دامجة ألنيا ستضـ ال محالة أكثر مف شريؾ في يجوز دمجيا في شركة أخرى في صورة‬
‫الضـ‬

‫أما في صورة المزج فاف ىذه الشركة ال يجوز ليا أف تندمج مع شركة أخرى لتأسيس‬
‫شركة ذات المسؤولية المحدودة ذات الرجؿ الوحيد ألنيا تضـ أكثر مف شريؾ ىذا وقد أجاز‬

‫القانوف التجاري الجزائري‪ ,‬قانوف رقـ ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪06‬فيفري ‪ ,2005‬ج‪.‬ر‪,11,‬المؤرخة في ‪2005/02/09‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪65‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المشرع الجزائري لمشركات التجارية االندماج حتى ولو كانت في مرحمة التصفية غير أف‬

‫الفقو يشترط عدـ الشروع في قسمة أصوليا حتى يتسنى نقميا لمشركة المستفيدة وبالرغـ مف‬
‫كؿ ىذا فانو يشترط في الشركات الراغبة في االندماج نفس الغرض حتى تحقؽ عممية‬
‫االندماج ىدفيا المتمثؿ في تركيز المشروعات المندمجة حيث يستمزـ أف يكوف لمشركات‬
‫الداخمة في العممية نفس الموضوع أو يكوف مماثبل أو مكمبل كاندماج شركة تصنع عجبلت‬
‫السيارات مع شركة تصنع السيارات ‪.....‬الخ‬

‫‪ )concentration verticale‬إذا‬ ‫وفي ذلؾ يحقؽ االندماج التركيز العمودي (‬


‫كانت نشاطات الشركات الداخمة في العممية متشابيا أو مماثبل وبالمقابؿ يحقؽ االندماج‬

‫التركيز العمودي ( ‪ ) concentration horizontale‬إذا كانت نشاطات الشركات المعنية‬


‫مكممة لبعضيا البعض لذا فاف اختبلؼ إغراض الشركات الراغبة في االندماج تعدـ جدوى‬
‫وفائدة ىذه العممية ألف غرض االندماج يتمثؿ في تحقيؽ التركيز االقتصادي وعميو يشترط‬
‫لتحقيؽ االندماج أف تكوف الشركات التجارية متمتعة بالشخصية المعنوية واف يكوف غرضيا‬
‫مماثبل أو مكمبل حتى يتحقؽ تركيز المشروعات االقتصادية دوف المساس بحرية المنافسة‬
‫ىيمنة‪1‬‬ ‫داخؿ السوؽ أو خمؽ وضعية‬

‫المطمب الثاني‪ :‬السيطرة عمى شركة قائمة‬

‫ال يعتبر االكتتاب عند تأسيس شركة جديدة أو عند زيادة رأسماليا األسموب الوحيد‬
‫لمسيطرة عمى ىذه الشركة وتحقيؽ فكرة المجمع فقد تمجأ الشركة األـ إلى استيداؼ شركات‬
‫قائمة مسبقا وتحويميا إلى شركات تابعة ويتـ ىذا إما عف طريؽ االتفاؽ واما عنوة عف طريؽ‬
‫ما اصطمح عمى تسميتو باالنقبلب‬

‫بف‬ ‫سعدوف ليندة ‪ ,‬النظاـ القانكني الندماج الشركات في القانكف الجزائرم‪,‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ,‬كمية الحقوؽ‪,‬‬
‫ص ‪ 49‬عكنوف ‪2007 -2006 ,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪66‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬السيطرة االتفاقية‬

‫تتـ السيطرة االتفاقية عمى الشركات إما عف طريؽ عمميات التداوؿ العادية لؤلسيـ‬
‫واما عف طريؽ العروض العامة لمشراء والمبادلة أو عف طريؽ االتفاؽ مع الشركاء‬
‫المسيطريف عمى نقؿ سيطرتيـ إلى الغير‬

‫‪- 1‬الشراء العادم ألسيـ‬

‫قد تمجأ الشركة األـ إلى ىذا األسموب في حالة ما إذا كانت الشركة المراد السيطرة‬
‫عمييا تنافسيا في أسواؽ معينة أو إذا ما كانت ليا خبرات فنية يمكف االستفادة منيا كسبؽ‬
‫تكنولوجي أو خبرة تسويقية في مجاؿ ما ويقصد بالشراء العادي أف تقوـ الشركة األـ بإبراـ‬
‫عقود شراء أسيـ مع أي مساىـ بمفرده في الشركة المستيدفة بواسطة وسطاء في السوؽ‬

‫المالي وباألسعار المدرجة فييا بحيث يتقدـ المساىـ لبيع أسيمو بدوف إعبلف أو دعوة مسبقة‬
‫مف الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة وبدوف أف يعمـ ذلؾ المساىـ إف كانت أسيمو‬
‫ستستقر في ذمة تمؾ الشركة أو في ذمة شركة أخرى أو شخص طبيعي آخر فالمساىـ البائع‬
‫سواء كاف شخصا طبيعيا أو معنويا يتقدـ بصورة تمقائية لبيع أسيمو عف طريؽ وسيط في‬
‫سوؽ األوراؽ المالية إما لبلستفادة مف الفرؽ بيف سعر الشراء وسعر البيع أو ألنو بحاجة إلى‬
‫‪1‬‬ ‫ثمنيا أو ألنو يرغب في تغيير مجاؿ استثمار أموالو‬

‫إذف فالشخص الذي يرغب في السيطرة عمى شركة مسعرة في البورصة معنويا كاف‬

‫أو طبيعيا ما عميو إال جمع األسيـ عف طريؽ الشراء والجدير بالذكر أف ىذه العممية ال تخمو‬
‫مف بعض اآلثار الغير مرغوب فييا مف حيث أنيا قد تتطمب وقتا كما أف ارتفاع الطمب‬
‫عمى أسيـ الشركة يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أسعارىا‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪66‬‬
‫‪67‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫والذي يجري في البيع الذي يجريو الوسيط انو ال يكشؼ عف اسـ البائع لوسيط المشتري‬

‫وليس مطموب منو ذلؾ قانونا كما انو ال يكشؼ عف اسـ المشتري لمبائع وليس مطموبا منو‬
‫ذلؾ أيضا ويتـ الوسيط المكمؼ بالبيع العممية باألسعار المعمنة عمى لوحات السوؽ المالي أو‬
‫ينتظر حتى تبمغ األسعار القدر الذي اشترطو عميمو وبالعكس يشترط الوسيط األسيـ التي‬
‫يرغب عميمو في شرائيا باألسعار المعمنة عمى لوحات السوؽ المالي أو ينتظر حتى تبمغ‬
‫األسعار القدر الذي اشترطو عميمو ثـ يجري بعد ذلؾ تثبيت عمميات البيع والشراء في‬
‫سجبلت السوؽ ومف ثـ في سجبلت الشركات المعنية دوف أف يكوف إلدارة الشركة‬
‫المستيدفة أي حؽ في االعتراض عمى البيع‬

‫يتضح مما تقدـ أف الشركة المشترية تحرص أف ال تظير بيذا الوصؼ كما أنيا ال‬
‫تعمف عف رغبتيا في الشراء بأية وسيمة إعبلمية وتتـ شرائيا وىي تتستر وراء الوسيط المكمؼ‬
‫بالشراء وىذا ألنيا ترمي إلى تحقيؽ السيطرة عمى الشركة المستيدفة بأقؿ تكمفة ممكنة وقبؿ‬
‫أف تنتبو األقمية المسيطرة عمى ىذه األخيرة وقبؿ أف ينتبو مساىموىا وىذا مف اجؿ تفادي‬
‫ردود الفعؿ المتوقعة منيـ أو مف الشركات المنافسة عمى السيطرة بمعنى أف الشركة الراغبة‬
‫في الشراء سواء الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة تسعى لتفويت الفرصة عمى كؿ مف‬
‫المسيطريف بأقمية األسيـ عمى الشركة المستيدفة والشركات المنافسة والمساىميف في تمؾ‬
‫الشركة لمنعيـ مف اإلقداـ عمى شراء أسيـ الشركة المستيدفة وبالتالي الحيمولة دوف ارتفاع‬
‫األسعار الذي قد يتسبب في عدوليا عف ىدفيا الرامي إلى السيطرة عمى تمؾ الشركة أو في‬
‫‪1‬‬ ‫زيادة تكمفة تحقيؽ ذلؾ اليدؼ‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪67‬‬
‫‪68‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أما خارج السوؽ المالية فيمكف أف تنتج السيطرة عمى شركة ما عف طريؽ عممية‬

‫التنازؿ عف الحصص أو األسيـ وفقا لمشروط التي يتفؽ عمييا المتنازؿ والمتنازؿ لو بحيث‬
‫يتـ االتفاؽ عمى العناصر األساسية لمتنازؿ وبخصوص الثمف‬

‫ويترتب عف التنازؿ عف األسيـ النتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬انتقاؿ الحؽ في اإلرباح لممتنازؿ لو ما عدا وجود اتفاؽ يخالؼ ذلؾ‬


‫‪ -‬في حالة الخسارة ال يمكف لممتنازؿ لو إلزاـ المتنازؿ بالمساىمة في التصفية ما عدا‬
‫وجود اتفاؽ يخالؼ ذلؾ‬
‫‪ -‬ال يمكف لممتنازؿ الحصوؿ عمى حصتو في االحتياطات التي تشكمت قبؿ عممية‬

‫التنازؿ وينتقؿ ىذا الحؽ إلى المتنازؿ لو‬


‫‪ -‬يبقى المتنازؿ ممتزما بالضماف الذي قدمو لمغير بخصوص ديوف الشركة قبؿ عممية‬
‫التنازؿ ما عدا وجود اتفاؽ يخالؼ ذلؾ‬
‫‪ -‬كما انو يقع عمى عاتؽ المتنازؿ ضماف التمتع اليادئ بالسندات المتنازؿ عنيا أو‬
‫عمى األقؿ ضماف االستحقاؽ في حالة وجود تصرفات تؤدي بطبيعتيا إلى استعادة‬
‫أو محاولة استعادة السندات المباعة أو التعرض لمنشاط كمنع المتنازؿ لو مف ممارسة‬
‫النشاط االقتصادي لمشركة وال مجاؿ لمضماف إذا كانت التصرفات تؤدي إلى انتقاص‬
‫بسيط في األمواؿ وفيما عدى وجود اتفاؽ مخالؼ فاف المتنازؿ عف السندات ال‬

‫‪1‬‬ ‫يضمف سوى وجود الحقوؽ االجتماعية وليس قيمتيا‬

‫بركات حسٌنة ‪ ,‬مجمع الشركات فً القانون التجاري الجزائري والمقارن‪ ,‬رسالة ماجستٌر فً القانون الخاص ‪ ,‬فرع‬
‫‪1‬قانون األعمال ‪ ,‬كلٌة الحقوق جامعة اإلخوة منتوري ‪ ,‬قسنطٌنة ‪ , 2010/2009‬ص ‪26‬‬
‫‪69‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪- 2‬العركض العامة لمشراء كالمبادلة‬

‫تفضؿ الشركات اليوـ المجوء إلى أسموب مختمؼ بؿ ومناقض تماما لما سبؽ عرضو‬
‫في الفرع األوؿ فبدال مف العمؿ خفية تعمف الشركة األـ عف رغبتيا في شراء أسيـ الشركة‬
‫المراد السيطرة عمييا وذلؾ بتقديـ عرض عاـ وعمني لمساىمي ىذه الشركة لشراء ما لدييـ‬
‫مف أسيـ خبلؿ فترة معينة وبسعر محدد غالبا ما يزيد عف سعر السيـ في السوؽ المالي أو‬

‫مبادلة ىذه األسيـ باسيـ الشركة صاحبة العرض أو بسنداتيا‬

‫ظيرت ممارسات ىذه العممية في البمداف االنجموسكسونية في حيف عرؼ في فرنسا‬


‫سنة ‪ 1968‬مف خبلؿ العرض العاـ لمشراء الذي قامت بو ( ‪ )BSN‬لمسيطرة عمى ( ‪Saint-‬‬
‫‪ )Gobain‬والذي باء بالفشؿ وتبيف في تمؾ الفترة أف العرض العاـ لمشراء ال يمكنو النجاح‬
‫عمميا إال بموافقة مسيري الشركة المستيدفة‬

‫يعتبر العرض العاـ لشراء األسيـ أو مبادلتيا مف أىـ أساليب التركيز الرأس مالي‬
‫التي تتبعيا الشركات مف اجؿ بسط سيطرتيا عمى الشركات األخرى ولقد ازداد انتشار ىذا‬

‫األسموب بشكؿ ممحوظ منذ بداية الستينات خاصة في الواليات المتحدة األمريكية ففي عاـ‬
‫‪ 40‬شركة وارتفع‬ ‫‪ 1964‬بمغ عدد الشركات التي عرض شراء أسيميا في بورصة نيويورؾ‬
‫ىذا العدد إلى ‪ 50‬في ‪ 1965‬وفي عاـ ‪ 1966‬بمغت قيمة عروض شراء األسيـ التي‬
‫‪1‬‬ ‫طرحت في سوؽ األوراؽ المالية األمريكي أكثر مف مميار دوالر‬

‫أما في الجزائر فاف ىذه الممارسات قميمة إف لـ نقؿ منعدمة مقارنة بالدوؿ التي تنشط‬
‫فييا البورصة وىذا راجع بالدرجة األولى إال غياب الشركات الخاصة داخؿ البورصة‬

‫‪1‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪142‬‬
‫‪70‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وحسب آخر التقارير الصادرة عف بورصة الجزائر في ظؿ األزمة االقتصادية التي‬

‫نشيدىا الببلد فاف البورصة تشيد حاليا انخفاضا في المعامبلت بما إف عدد الشركات‬
‫المدرجة في البورصة ال يتجاوز ‪ 5‬شركات ىي شركة التأميف (أليانس ) ‪,‬األوراسي ‪,‬بيوفارـ ‪,‬‬
‫‪1‬‬ ‫أف سي أ رويبة ‪ ,‬صيداؿ‬

‫يقصد بالعرض العاـ لشراء األسيـ ذلؾ العرض العمني الذي يتقدـ بو شخص قانوني‬
‫طبيعيا كاف أو معنويا وغالبا ما يكوف شركة لمساىمي شركة معينة يعمف فيو استعداده لشراء‬
‫ما بحوزتيـ مف أسيـ مع تحديد حد أدنى لعدد األسيـ المراد شرائيا وذلؾ خبلؿ فترة معينة‬
‫تتراوح غالبا بيف شير و ثبلثة أشير وذلؾ بسعر يزيد عف سعر السيـ في البورصة فإذا‬

‫انقضت الفترة المحددة دوف أف يصؿ عدد األسيـ التي وافؽ المساىموف عمى بيعيا لصاحب‬
‫العرض لمحد األدنى الذي حدده سقط العرض بقوة القانوف واعتبر كأف لـ يكف ويتـ ىذا كمو‬
‫‪2‬‬ ‫تحت إشراؼ ورقابة الييئة المشرفة عمى عمميات البورصة‬

‫إف لمعروض العامة لمشراء أو المبادلة ايجابيات عديدة فيي تسمح بتحقيؽ التركيز أو‬
‫ىيكمة الشركات بسعر ثابت ومحدد مسبقا ويجعؿ كؿ مساىمي الشركة المستيدفة سواء كانوا‬
‫مالكي أغمبية رأس الماؿ أو أقميتو كذلؾ مف ايجابيتيا مف حيث إمكانية حدوثيا تجعؿ‬
‫مسيري الشركات يبذلوف جيودا مف اجؿ الحفاظ عمى أسيـ شركتيـ والرفع مف قيمتيا في‬
‫البورصة ومف اجؿ كسب ثقة مساىمي الشركة عف طريؽ توزيع األرباح بصفة منتظمة‬

‫ولتفادي وقوعيـ تحت إغراء عروض الشراء كما تساىـ العروض العامة لمشراء أو المبادلة‬
‫في تنشيط السوؽ المالي‬

‫تارٌخ ‪ WWW.SGBV.DZ/AR/?PAGE=RAPPORT&RAP=2‬تقرٌر بورصة الجزائر الشهري لشهر نوفمبر‪2017‬‬


‫‪ 1‬االطالع ‪2017/12/06‬‬
‫‪ 2‬حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪143‬‬
‫‪71‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫يتعيف نشر العروض العامة لمشراء عف طريؽ الييئة المشرفة عمى تنظيـ عمميات‬

‫البورصة ومراقبتيا ويجب أف تصؿ ىذه المعمومات إلى الجميور عف طريؽ اإلشيار كما‬
‫تخضع مسبقا لتقدير السمطات المالية لمسوؽ واذا أكد المعمف رغبتو في إتماـ العرض تقوـ‬
‫الييئة المشرفة عمى عمميات البورصة ومراقبتيا بإعداد رزنامة إلعبلـ الجميور وذلؾ بشكؿ‬
‫منفرد أو بمساعدة الشركة المستيدفة‬

‫ويمكف لممبادر بالعرض اشتراط عدد معيف مف األسيـ حتى يكوف العرض ايجابيا كما‬
‫يمكنو أف يقدـ مشروع عرض واحد لعد شركات ويمكنو في ىذه الحالة أف يشير انو يشترط‬
‫بموغ عدد معيف في كؿ العروض كما يمكنو التنازؿ عف ىذا الشرط خبلؿ مدة العرض‬

‫ويتعيف إيداع مشروع العرض لدى الييئة المشرفة عمى تنظيـ عمميات البورصة ومراقبتيا عف‬
‫طريؽ رسالة مضمونة الوصوؿ وعف طريؽ احد الوسطاء تتضمف ىذه الرسالة نية العارض‬
‫‪1‬‬ ‫واألىداؼ ‪,‬عدد وطبيعة سندات الشركة المستيدفة‬

‫ويشترط القانوف في فرنسا أف ال يقؿ عدد األسيـ المراد شرائيا عف ‪ %15‬مف مجموع‬
‫رأس ماؿ الشركة المستيدفة والحكمة مف ىذا ىي ضماف جدية العرض وانو ليس مجرد‬
‫مناورة لرفع أسعار ىذه األسيـ في البورصة والمضاربة بيا وانما الغرض منو ىو السيطرة‬
‫‪2‬‬ ‫عمى ىذه الشركة وتحمؿ مسؤولية إدارتيا‬

‫وتمزـ أشكاؿ معينة لممعمومات الخاصة بمشروع العرض العاـ بحيث يجب وضع‬

‫مشروع مذكرة المعمومات منذ البداية تحت تصرؼ الجميور بمقر المبادر أو المؤسسة المالية‬
‫مقدمة العرض واذا تـ إعداده بمعية الشركة المستيدفة البد مف وضعو تحت تصرؼ الييئات‬
‫المكمفة بضماف الخدمة المالية لمسندات بمقر الشركة المستيدفة وتنشر الييئة المشرفة عمى‬
‫عمميات البورصة ومراقبة المبلحظات التي يمكف أف تسجميا أو أي إعبلف آخر ييـ‬

‫‪1‬‬
‫بركات حسٌنة ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪44 , 43‬‬
‫‪2‬‬
‫‪PHILIPPE merle. Et Anne fauchon .op.cit .p852‬‬
‫‪72‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الجميور في النشرة الرسمية لمتسعيرة أو في أية أداة إعبلمية أخرى وتدرس الييئة مشروع‬

‫المذكرة وتشير عند االقتضاء إلى البيانات الواجب تعديميا كما يمكنيا إف تطمب أي‬
‫‪1‬‬ ‫إيضاحات أو تبريرات بخصوص المعمومات الواردة في المذكرة‬

‫ويبدأ سرياف العرض مف اليوـ الموالي لنشر مذكرة المعمومات وتختمؼ مدتو بحسب‬
‫‪ 25‬يوما ابتداء‬ ‫نوع العرض فإذا كاف العرض وديا فاف المشرع الفرنسي جعؿ مدة العرض‬
‫مف تاريخ نشر المذكرة اإلعبلمية المعدة مف طرؼ المبادر والشركة المستيدفة أما إذا كاف‬
‫العرض غير ودي فاف مدتو تكوف كذلؾ تكوف ‪ 25‬يوما يبدأ سريانيا مف تاريخ نشر مذكرة‬
‫المعمومات المعدة مف طرؼ الشركة المستيدفة لمرد عمى المذكرة المنشورة مف طرؼ المبادر‬

‫بالعرض وىذا مف اجؿ تجنب تأجيؿ الشركة المستيدفة الرد عمى العرض‬

‫وتخضع إجراءات العروض العامة لمشراء أو المبادلة لتنظيـ مفصؿ في التشريع‬


‫االنجميزي والفرنسي مأخوذ عنو ويبلحظ أف أحكاـ ىذا التنظيـ إنما جاءت لحماية المساىميف‬
‫الموجو إلييـ العرض وىذا عف طريؽ توفير اكبر قدر مف المعمومات ليـ حتى يتمكنوا مف‬
‫اتخاذ ق ارراتيـ سواء بقبوؿ العرض أو رفضو عمى بصيرة وتجدر اإلشارة إلى انو في انجمت ار‬
‫ال يكتفي بنشر العروض في الصحؼ بؿ تقوـ الشركة صاحبة العرض بإرساؿ المعمومات‬
‫المتعمقة بالعرض إلى كؿ مساىـ عمى حدا ذلؾ أف التعرؼ عمى شخصيات مساىمي الشركة‬
‫المستيدفة أمر ممكف في التشريع االنجميزي الف األسيـ غالبا ما تكوف اسمية وىذا ألسباب‬

‫ضريبية وكذلؾ الف كؿ شركة ممزمة باالحتفاظ بقوائـ بأسماء مساىمييا وتمتزـ بإعطاء كؿ‬
‫‪2‬‬ ‫ذي مصمحة صورة مف ىذه القوائـ عمى نفقتو أو تمكنو مف االطبلع عمييا‬

‫وينبغي إتباع نفس اإلجراءات واحتراـ نفس الشروط إذا تعمؽ األمر بعرض عاـ‬
‫لمبادلة األسيـ فمف المتصور أف تعرض الشركة عمى مساىمي الشركة المراد السيطرة عمييا‬

‫‪1‬‬
‫بركات حسٌنة ‪ ,‬المرجع السابق ‪45 ,‬‬
‫‪2‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪147‬‬
‫‪73‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫مبادلة ما لدييـ مف أسيـ بأسيميا أو سنداتيا وتمجأ الشركات إلى ىذا األسموب إذا لـ يكف‬

‫لدييا رؤوس أمواؿ سائمة تكفي لدفع ثمف شراء أسيـ الشركات المراد السيطرة عمييا خاصة‬
‫إذا كانت أسعار ىذه األسيـ في السوؽ المالي مرتفعة وكاف عدد األسيـ المراد شرائيا كبي ار‬

‫يمكف لمشركات التي قد تكوف عرضة لمسيطرة عف طريؽ العروض العامة لمشراء أو‬
‫المبادلة أف تتخذ إجراءات وقائية مف اجؿ دفع أية عروض عامة غير ودية وتتمخص في ما‬
‫يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬التحكـ في رأس الماؿ وىذا عـ طريؽ تطوير مف ال يممؾ حؽ التصويت ألنو ال‬
‫يدخؿ في اىتمامات الشركات التي تسعى لمسيطرة عمييا ألنو ال يسمح بالتحكـ في‬

‫ق اررات الجمعية العامة مثؿ أسيـ األفضمية بدوف حؽ تصويت‬


‫‪ -‬التأثير عمى المبادر بالعرض مف خبلؿ الرفع مف تكمفة العممية بالنسبة لممبادر‬
‫بالعرض وىذا عف طريؽ رفع رأس ماؿ المصوت بقرار مف الجمعية العامة العادية‬
‫إذا كاف القانوف األساسي ينص عميو عف طريؽ توزيع اإلرباح عمى شكؿ أسيـ‬
‫‪ -‬كذلؾ بإمكاف الشركة المستيدفة في بعض األحياف أف تقدـ عرضا مضادا مف اجؿ‬
‫‪1‬‬ ‫شراء أسيـ المبادر‬
‫‪ -‬كما بإمكاف المسيطريف عمى الشركة المستيدفة أف يقوموا بحممة مضادة الجتذاب‬
‫المساىميف المحايديف إلى جانبيـ ومنعيـ مف اإلقداـ عمى البيع والتدخؿ في البورصة‬

‫لشراء األسيـ المطموبة بإعداد كبيرة ليرتفع سعرىا أو يقوموا بإصدار أسيـ جديدة‬
‫يكتتبوف فييا لمحفاظ عمى السيطرة عمى الشركة ومف ثـ إحباط مساعي المبادر‬
‫بالعرض غير أف سموؾ ىذا السبيؿ يقتضي توفر الموارد المالية الكافية لدى‬

‫‪1‬‬
‫‪PHILIPPE merle. Et Anne fauchon .op.cit .p 859‬‬
‫‪74‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المساىميف المسيطريف عمى الشركة أو لدى الشركة نفسيا مف اجؿ شراء إعداد كبيرة‬

‫مف األسيـ وليذا يمجأ المساىموف إلى البنوؾ لمساعدتيـ في ىذا الشأف‬

‫وميما كانت األساليب التي تستخدميا األطراؼ المتصارعة مف اجؿ اجتذاب المساىـ‬
‫العادي إلى جانبيا فاف القرار النيائي الذي يحدد مصير العرض العاـ لمشراء أو المبادلة‬
‫يبقى في يد ىذا المساىـ فإذا اختار المساىـ الموافقة عمى العرض المطروح فعميو أف يصدر‬
‫آمره بالبيع إلى الوسيط الذي يختاره ويعتبر مثؿ ىذا األمر نيائيا وال يمكنو الرجوع فيو‬
‫ويتولى الوسيط إيداع األسيـ التي سمميا المساىـ لو لدى السمطة المشرفة عمى عمميات‬
‫البورصة‬

‫والغرض مف تجميع األسيـ بيذا الشكؿ ىو المحافظة عمى سرية أسماء المساىميف الذيف‬
‫وافقوا عمى العرض وكذلؾ أسماء الوسطاء المالييف وبدييي أف تحرص البنوؾ عمى السرية‬
‫‪1‬‬ ‫في ىذا المجاؿ حتى تبقى عبلقتيا بالشركة كما ىي في حالة فشؿ العرض‬

‫وتتولى السمطة المشرفة عمى عمميات البورصة التحقؽ مف توفر العدد المطموب مف‬
‫األسيـ وفي حالة العكس يكوف العرض باطبل ويعتبر كأنو لـ يكف وتعاد األسيـ إلى‬
‫المساىميف أما إذا زاد عدد األسيـ عف الحد المطموب فاف العرض يكوف صحيحا ويجري‬
‫إنقاصيا إلى القدر المطموب ما لـ تقبؿ الشركة العارضة بالعدد الذي انتيى إليو العرض‬
‫ومع نياية مدة العرض يكوف لمشركة صاحبة العرض أف تشتري ما شاءت مف أسيـ الشركة‬

‫المستيدفة بأي سعر دوف أف يكوف لممساىميف الذيف باعوا أسيميـ بسعر اقؿ أف يتمسكوا‬
‫‪2‬‬ ‫بالسعر الجديد‬

‫‪1‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪151 , 150‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪76‬‬
‫‪75‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪- 3‬حكالة السيطرة‬

‫المقصود بحوالة السيطرة ىو قياـ مجموعة المساىميف المسيطريف في الشركة ما بنقؿ‬


‫ما ليـ مف سيطرة اقتصادية عمى الشركة لمغير سواء كاف ىذا الغير شخصا طبيعيا أو‬
‫معنويا عمى أف الصورة الغالبة اليوـ ىي تمؾ التي يتـ فييا نقؿ السيطرة لصالح شركة أخرى‬
‫وحوالة السيطرة قد تكوف جزئية وقد تكوف كاممة ويتـ ذلؾ عف طريؽ بيع نصيبيـ في رأسماؿ‬

‫الشركة أو بزيادة رأسماليا عمى نحو يقتصر فيو االكتتاب عمى األشخاص المطموب نقؿ‬
‫السيطرة إلييـ‬

‫أما الحوالة الجزئية فيي التي ينتج عنيا اقتساـ السيطرة بيف مجموعة المساىميف‬
‫القدامى وبيف المساىميف الجدد وتستعمؿ الحوالة الجزئية عادة لمتقريب بيف مجمعات‬
‫الشركات المستقمة التي تعمؿ في نفس الحقؿ اإلنتاجي وإلنشاء رابطة اقتصادية بينيا في‬
‫مجاالت معينة مثؿ أف تقوـ احد مجمعات الشركات بحوالة جزئية لمسيطرة عمى إحدى‬
‫شركاتو لصالح مجمع آخر يعمؿ في نفس الفرع اإلنتاجي وذلؾ مف اجؿ توحيد الجيود في‬

‫مجاؿ معيف كالبحث العممي أو التسويؽ بؿ يمكف تصور أف يستخدـ أسموب الحوالة الجزئية‬
‫لمسيطرة لتوحيد مجموعتي شركات مستقمتيف وادماجيما معا بالمعنى االقتصادي كما حدث‬
‫بيف مجموعة الشركات (‪ )Pirelli‬االيطالية ومجموعة(‪ )Dunlop‬البريطانية‬

‫أما الحوالة الكاممة فيي التي تؤدي إلى نقؿ السيطرة كميا إلى المساىـ الجديد ويمكف‬
‫أف تتـ حوالة السيطرة بأساليب قانونية مختمفة ومف ذلؾ مثبل أف تقوـ الشركة التي ترغب في‬
‫نقؿ السيطرة عمييا بزيادة رأسماليا زيادة كبيرة عمى أف يقتصر االكتتاب في األسيـ الجديدة‬
‫عمى الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا تمر بأزمة أو تعاني بضائقة مالية فيتفؽ المساىموف‬

‫المسيطروف عمييا مع شركة أخرى مف اجؿ التدخؿ إلنقاذىا مقابؿ نقؿ السيطرة الكاممة عمى‬
‫الشركة إلييا‬

‫‪76‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كما تعرؼ حوالة السيطرة عمى أنيا العقد الذي يقوـ مف خبلليا الشخص أو‬

‫األشخاص الذيف يسيطروف عمى شركة ما بنقؿ ىذه السيطرة إلى شخص آخر أو عدة‬
‫‪1‬‬ ‫أشخاص وىذا عف طريؽ تحويؿ ممكية سنداتيـ المنقولة‬

‫إال أف األسموب األكثر شيوعا لنقؿ السيطرة ىو ذلؾ الذي يتـ عف طريؽ قياـ‬
‫المساىميف المسيطريف عمى الشركة ببيع أسيميـ لمشركة المراد نقؿ السيطرة إلييا وتختمؼ‬
‫بواعث قياـ المساىميف المسيطريف عمى الشركة بالتخمي عف سيطرتيـ لصالح شركة أخرى‬
‫فقد يكوف الدافع لذلؾ ىو عجزىـ عف منافسة ىذه الشركة الخاصة إذا ما كانت تحتكر‬
‫استعماؿ أساليب تكنولوجية متطورة في نفس المجاؿ اإلنتاجي‬

‫كما قد يكوف السبب في نقؿ السيطرة إلى شركة أخرى ىو المديونية الكبيرة التي ترىؽ‬
‫الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا والضغط الذي تمارسو عمييا البنوؾ ىذه األخيرة التي قد‬
‫تشترط نقؿ السيطرة إلى شركة أخرى مقابؿ تأجيؿ الديوف أو منح قروض أخرى‬

‫كذلؾ يمكف أف يقع المساىموف المسيطروف تحت إغراء المقابؿ الذي تمنحو الشركة‬
‫التي ترغب في السيطرة كما لو كاف ثمف شراء األسيـ يفوؽ بكثير القيمة الحقيقية والسوقية‬
‫ليذه األسيـ أو لو اقترف ىذا الشراء بمنحيـ ميزات أخرى مثؿ تعيينيـ مديريف فنييف في‬
‫الشركة التي كانوا يسيطروف عمييا أو في الشركة التي نقمت إلييا السيطرة‬

‫وال تتضمف معظـ التشريعات المعاصرة أية قواعد خاصة تحكـ عمميات حوالة‬

‫السيطرة وبالنتيجة ال تختمؼ في حكـ ىذه التشريعات العمميات العادية والجارية لتداوؿ‬
‫األسيـ عف تمؾ التي ينجر عنيا نقؿ السيطرة عمى الشركة مف يد إلى يد‬

‫‪1‬‬
‫‪Anne -julie kerhuel . La cession de contrôle en droit international privé .Georgetown‬‬
‫‪public law and legal theory research paper.n 10-37. Georgetown university . Washington D;C‬‬
‫‪.juily 2010. P 4‬‬
‫‪77‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫والواقع أننا بصدد قصور تشريعي كبير ذلؾ أف عممية حوالة السيطرة تختمؼ في‬

‫ماىيتيا وفي آثارىا اختبلفا جذريا عف العمميات العادية لتداوؿ األسيـ فعممية حوالة السيطرة‬
‫خاصة في صورتيا الشائعة والتي يتـ فييا نقؿ السيطرة مف شركة ألخرى وما يترتب عنيا‬
‫مف إنشاء رابطة التبعية بيف الشركتيف كما أنيا تعتبر مف أىـ أدوات التركيز الرأسمالي‬
‫المعاصر شأنيا في ذلؾ شأف عممية االندماج ىذه األخيرة التي وضعت ليا اغمب التشريعات‬
‫الحديثة قواعد تفصيمية وذلؾ مف اجؿ حماية كؿ اإلطراؼ الداخمة فييا وبالذات مساىمي‬
‫ودائني الشركة المندمجة خاصة فيما يتعمؽ بتقدير أصوؿ وخصوـ ىذه الشركة الشيء الذي‬
‫ال نجده فيما يتعمؽ بحوالة السيطرة عمى الرغـ مما يتيدد مصالح المساىميف العادييف في‬

‫‪1‬‬ ‫الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا والشركة نفسيا في كثير مف األحياف‬

‫وتظير ىذه المخاطر مف حيث أف الشركة المسيطر عمييا غالبا ما تكوف محؿ‬
‫تعديبلت ىيكمية جوىرية عمى المشروع الذي تقوـ بو كإغبلؽ بعض المنشئات وتسريع‬
‫عماليا وتركيز اإلنتاج في باقي المنشئات وغير ذلؾ مف التعديبلت بؿ قد تفرض مقتضيات‬
‫تحقيؽ التكامؿ تصفية المشروع التابع كمية وغالبا ما يتـ ذلؾ بشكؿ تدريجي عف طريؽ نقؿ‬
‫أصوؿ الشركة التابعة إلى الشركة األـ بأساليب متنوعة‬

‫ولقد تصدى القضاء الفرنسي ليذا األمر بمناسبة قضية شييرة عرضت عميو تتمخص‬
‫وقائعيا في أف حوالة سيطرة تمت بيف إحدى شركات األغذية المحفوظة وعي شركة‬

‫(‪ )saupiquet‬وبيف منافسة ليا ىي شركة ( ‪ )Cassegrain‬بموجبيا حصمت األخيرة عمى‬


‫‪ 22050‬سيما تمثؿ ‪ %67‬مف رأسماليا ولما كاف القانوف األساسي لمشركة األولى يوجب‬
‫موافقة مجمس اإلدارة عمى عمميات التنازؿ عف األسيـ لمغير الشيء الذي تـ بالفعؿ كما‬
‫أقرت الجمعية العامة غير العادية ىذه الموافقة‬

‫‪1‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪155‬‬
‫‪78‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫غير أف احد المساىميف األقمية لجأ إلى القضاء طالبا إلغاء قرار مجمس اإلدارة‬

‫وبطبلف الجمعية العامة التي وافقت عمى القرار عمى أساس أف قرار مجمس اإلدارة يتضمف‬
‫تعسفا في استعماؿ الحؽ ويشكؿ مساسا خطي ار بغرض الشركة ومحميا إذ انو في الواقع‬
‫يؤدي إلى اختفاء شركة ( ‪ )Cassegrain‬والدليؿ عمى ذلؾ أف الشركة األـ وبمجرد أف تمت‬
‫ليا السيطرة قامت ببيع أىـ مصانعيا وانياء عقود عمؿ الكثير مف العماؿ‬

‫فقررت محكمة االستئناؼ (راف) التي عرض عمييا النزاع بطبلف قرار مجمس اإلدارة‬
‫بالموافقة عمى التنازؿ عف األسيـ والسيطرة لصالح شركة ( ‪ )saupiquet‬ألنو يعتبر تعسفا‬
‫في استعماؿ الحؽ إض ار ار بمصالح باقي المساىميف وجاء في منطوؽ الحكـ (إف تجميع‬

‫الشركتيف بطريؽ حوالة السيطرة قد تـ بشروط مخزية لمصالح المساىميف في شركة‬


‫ألسيميـ‪1‬‬ ‫(‪ )Cassegrain‬الذيف لـ يستطيعوا الحصوؿ عمى مقابؿ عادؿ‬

‫ويظير جميا أف المحكمة المذكورة تفرؽ بوضوح بيف عممية حوالة السيطرة وبيف‬
‫عمميات التنازؿ العادية عف األسيـ فحوالة السيطرة تؤدي في الواقع إلى انتقاؿ السيطرة‬
‫القانونية واالقتصادية عمى الشركة إلى شركة أخرى بكؿ النتائج المترتبة عمى ذلؾ وأىميا‬
‫انتقاؿ سمطة اتخاذ الق اررات المتعمقة بإدارة الشركة والمشروع الذي تقوـ باستغبللو إلى شركة‬
‫أخرى وال شؾ أف مثؿ ىذه اإلجراءات تؤثر بشكؿ سمبي عمى قيمة أسيـ الشركة التابعة‬
‫‪2‬‬ ‫وعمى قيمة أصوليا وىذا ييدد مصالح المساىميف العادييف ومصالح دائنييا‬

‫غير أف محكمة النقض الفرنسية ما لبثت أف نقضت ىذا الحكـ مقررة العودة إلى‬
‫المفاىيـ التقميدية خاصة فيما يتعمؽ باعتبار حوالة السيطرة مجرد عممية تنازؿ عادية عف‬
‫األسيـ بكؿ ما يترتب عمى ذلؾ مف نتائج‬

‫‪1‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪156 , 155‬‬
‫‪2‬‬
‫درٌد محمود علً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪102 ,100‬‬
‫‪79‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السيطرة عف طريؽ االنقالب‬

‫قد تمجأ الشركات إلى ىذا األسموب لبلستيبلء عنوة عمى السيطرة عمى الرغـ مف عدـ‬
‫موافقة المساىميف المسيطريف بالفعؿ عمى الشركة وذلؾ عمى النحو الذي تتـ بو االنقبلبات‬
‫السياسية لمسيطرة عمى مقاليد الحكـ وليذا السبب يطمؽ الفقو الفرنسي عمى ىذا األسموب‬
‫‪la renversement de contrôle par‬‬ ‫تسمية السيطرة عف طريؽ االنقبلب (‬

‫‪ )subversion‬ويفترض المجوء إلى ىذا األسموب عندما ال تكوف الشركة المستيدفة خاضعة‬
‫لما يسمى بسيطرة األغمبية بمعنى إال يكوف المساىموف المسيطروف عمى الشركة مالكيف‬
‫ألكثر مف ‪ %50‬مف أسيميا إذ يستحيؿ مع مثؿ ىذا نقؿ السيطرة مف أيدييـ دوف موافقتيـ‬
‫أو عمى األقؿ دوف موافقة بعضيـ مف الضروري لنجاح ىذه الطريقة أف تكوف الشركة تحت‬
‫‪ %50‬مف‬ ‫سيطرة األقمية وىو ما يتحقؽ إذا كانت حصة المساىميف المسيطريف تقؿ عف‬
‫رأسماؿ الشركة والواقع أف معظـ الشركات الكبرى تخضع غالبا لسيطرة األقمية إذ يكفي عادة‬
‫تممؾ ‪ %15‬أو ‪ %20‬عمى األكثر لمسيطرة عمييا حيث تكوف باقي األسيـ في معظـ‬

‫األحياف موزعة بيف عدد كبير مف صغار المساىميف‬

‫وتتميز ىذه العممية بكونيا تتـ بسرية دوف إعبلـ الشركة المراد السيطرة عمييا وال‬
‫المساىميف فييا برغبة الشركة األـ في السيطرة عمييا‬

‫تقوـ الشركات بالسيطرة عمى أخرى عف طرؽ االنقبلب باالعتماد عمى طرؽ فنية‬
‫متعددة مف تمؾ التي تزخر بيا أسواؽ األوراؽ المالية فقد تعمؿ الشركة التي ترغب في‬
‫السيطرة عمى أخرى خفية فتمجأ إلى البورصة لشراء أسيـ الشركة المراد السيطرة عمييا عف‬
‫طريؽ وسطاء متعدديف وغالبا ما يتـ ذلؾ عبر البنوؾ المرتبطة بيا أو التابعة ليا وال شؾ أف‬

‫‪80‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تدخؿ البنوؾ يسو كثي ار العممية لما ليا مف قدرة عمى التأثير عمى عمبلئيا مف صغار‬

‫‪1‬‬ ‫المساىميف لدفعيـ لبيع ما لدييـ مف أسيـ‬

‫مف اجؿ نجاح ىذه العممية في تحقيؽ اليدؼ المقصود منيا البد مف توافر شرطيف‬
‫أساسييف‪:‬‬

‫‪ -‬أف يتـ شراء أسيـ الشركة المراد السيطرة عمييا في وقت قصير نسبيا وبطريقة ال‬
‫تبعث عمى الشؾ حتى ال ينتبو المساىموف المسيطروف لمخطر المحدؽ بيـ ويقوموا‬
‫باتخاذ إجراءات مضادة لممحافظة عمى سيطرتيـ كتجميع صغار المساىميف عمى‬
‫شكؿ نقابة لمدفاع عف حقوقيـ ضد ما يصور ليـ مف خطر واستخداـ ىذه النقابة‬

‫كأداة لئلبقاء عمى السيطرة القائمة‬


‫‪ -‬ينبغي أف يتـ شراء األسيـ بكيفية ال تؤدي إلى ارتفاع أسعارىا في السوؽ المالي كثي ار‬
‫خاصة واف السيطرة باالنقبلب تتطمب شراء عدد كبير مف األسيـ مما قد يجعؿ‬
‫العممية مكمفة لمشركة الراغبة في السيطرة‬

‫ولقد أصبح التطور في أساليب وفنوف التعامؿ في البورصة يسمح بإتماـ مثؿ ىذه‬
‫العمميات خفية وبكيفية ال تثير االرتياب دوف أف تتسبب في ارتفاع أسعار أسيـ الشركة‬
‫المراد السيطرة عمييا‬

‫تجدر اإلشارة إلى أف العائؽ الوحيد الذي قد يعترض سبيؿ الشركة التي تبحث عف‬

‫السيطرة عمى أخرى باستعماؿ ىذا األسموب يكمف في عدـ توافر العدد المطموب مف أسيـ‬
‫الشركة المراد السيطرة عمييا في سوؽ األوراؽ المالية ويكوف األمر كذلؾ بالخصوص إذا‬
‫كانت أحواؿ الشركة مزدىرة وأسعار أسيميا في ارتفاع مستمر الشيء الذي ال يبعث في‬
‫مساىمييا الرغبة في التخمي عف أسيميا‬

‫‪1‬‬
‫حسام الدٌن عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪140‬‬
‫‪81‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬مككنات مجمع الشركات كطبيعة العالقة القانكنية‬


‫بينيـ‪.‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬مكونات مجمع الشركات ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة األـ والشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة القابضة والشركة التابعة‬
‫‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬مككنات مجمع الشركات‬

‫كطبيعة العالقة القانكنية بينيـ‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬مككنات مجمع الشركات‬

‫مف خبلؿ التعاريؼ السابقة لممجمع يتضح باف المجمع يتكوف مف عنصر مركزي‬
‫يتمثؿ في الشركة إالـ تتميز عف غيرىا مف الشركات بصبلحياتيا المتمثمة في القدرة عمى‬
‫إدارة المجمع واتخاذ القرار إلى جانب عدة شركات تمثؿ عناصر فرعية لكؿ واحدة منيا‬

‫‪1‬‬ ‫شخصيتيا المعنوية الخاصة بيا تسمى الشركات التابعة وىي بتجانسيا تشكؿ المجمع‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬الشركة األـ )‪ )la société mère‬أو الشركة القابضة ‪( la société‬‬
‫) ‪holding‬‬

‫أثار مصطمح الشركة األـ جدال كبي ار بيف الفقياء ومرد ذلؾ إلى غياب تنظيـ تشريعي‬
‫متكامؿ لمجمع الشركات عموما إضافة إلى تعدد جوانب وأبعاد ىذه الشركة حيث يرى جانب‬
‫مف الفقو التجاري أف مصطمح الشركة األـ غامض وغير مقبوؿ في مجاؿ الشركات التجارية‬
‫ذلؾ انو مأخوذ مف قانوف األسرة كما انو يحمؿ داللة عمى مشاركة الشركة األـ في تأسيس‬

‫الشركة التابعة في حيف انو نجد أف الشركة األـ قد تسيطر عمى شركة أخرى دوف أف تساىـ‬
‫في تأسيسيا ولذلؾ يرى أصحاب ىذا االتجاه الفقيي أف يستبدؿ تعبير الشركة األـ بتعبير‬
‫الشركة المسيطرة‬

‫عمى اعتبار أف ىذه‬ ‫‪2‬‬ ‫ويفضؿ جانب مف الفقو االنجميزي مصطمح لشركة القابضة‬
‫الشركة قد ساىمت في تأسيس شركة أو شركات أخرى خاضعة لسيطرتيا تسمى بالشركات‬

‫‪ 1‬منٌر سالمً‪ ،‬القوائم المالٌة المجمعة على ضوء المعاٌٌر الدولٌة‪ ،‬مذكرة ماجستٌر‪ ،‬جامعة باتنة‪،2010 ،2009 ،‬‬
‫ص‪.99‬‬
‫‪ 2‬محمود علً درٌد‪ ،‬الشركة المتعددة الجنسٌة آلٌة التكوٌن وأسالٌب النشاط‪( ،‬لبنان‪ :‬ط‪ ، 1‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪،‬‬
‫‪ ،)2009‬ص ‪.29‬‬
‫‪83‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫التابعة وكاف مصدر السيطرة عمى ىذه الشركات التابعة ىو تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا‬

‫‪1‬‬ ‫بحيث تمكنيا تمؾ النسبة مف توجو ىذه الشركات بما يحقؽ أىدافيا‬

‫إال أف مصطمح الشركة القابضة يعتبر غامضا مف حيث أف البعض يعرفيا بأنيا‬
‫الشركة التي يكوف نشاطيا الوحيد ىو تممؾ وادارة محفظة أوراؽ مالية تمثؿ مشاركتيا في‬
‫رأس ماؿ شركات أخرى بمعنى أنيا ال تمارس نشاطا صناعيا أو تجاريا بؿ تممؾ أسيما في‬
‫‪2‬‬ ‫شركات أخرى وتتولى إدارتيا‬

‫يعد دور الشركة األـ معتب ار وميما حيث أنيا تقوـ بإصدار كؿ الق اررات االقتصادية‬
‫وىذا عمى صعيد العبلقات التجارية أو عمى صعيد النشاطات المختمفة لممجمع كما انو‬

‫بإمكانيا أف تؤدي في نفس الوقت دو ار صناعيا وماليا حيث تقوـ بتجميع النشاطات‬
‫بنفسيا ‪3‬‬ ‫االقتصادية المتماثمة والمتقاربة وىذا بممارسة النشاط الصناعي‬

‫الشركة ا الـ ىي التي تكوف عمى رأس المجمع وتمارس سمطة الرقابة حيث تقوـ‬
‫بمراقبة عدة شركات فرعية ويخوؿ ليا كؿ الصبلحيات المتعمقة باتخاذ الق اررات وتعرؼ‬
‫‪4‬‬ ‫الشركة األـ عمى أنيا الشركة التي تممؾ شركة تابعة أو أكثر‬

‫تمعب الشركة األـ دو ار معتب ار مف خبلؿ تحكميا في إصدار الق اررات االقتصادية‪،‬‬
‫سواء تعمؽ األمر بالعبلقات التجارية أو بمستقبؿ النشاط المختمفة لممجمع‪ ،‬إذ أنو بإمكانيا أف‬
‫تؤدي دو ار صناعيا أو ماليا‪ ،‬حيث تقوـ بتجميع النشاطات االقتصادية المتماثمة والمتقاربة‬

‫وىذا بممارستيا لنشاط صناعي وفي نفس الوقت تقوـ باالحتفاظ باألصوؿ الصناعية‪ ،‬وفي‬

‫‪ 1‬مروان بدري االبراهٌم‪ ،‬الجنسٌات من جهة والشركات التابعة لكل منها من جهة أخرى‪ ،‬مجلة المنارة‪ ،‬المجلد ‪،13‬‬
‫العدد السابع‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ 2‬محمود علً درٌد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Francis Lefebvre, Groupes des société, 2009/2010, Edition Francis Lefebvre, France, p86.‬‬
‫‪ 4‬احمد مقدمً‪ ،‬النظام المحاسبً والجبائً لمجمع الشركات‪ ،‬دراسة مجمع صٌدال‪ ،‬مذكرة ماجستٌر‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006 ،2005‬ص‪.08‬‬
‫‪84‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫بعض الحاالت تقوـ باالحتفاظ بيذه األصوؿ دوف أف تتحمؿ تسييرىا بنفسيا وانما تحيؿ ذلؾ‬

‫‪1‬‬ ‫لشركة أخرى تفوضيا نيابة عنيا تدعى شركة عيدة)‪(Société de mondât‬‬

‫ال يوجد‬ ‫كما نجد في بعض التشريعات األخرى مصطمح الشركة القابضة حيث‬
‫تعريؼ متفؽ عميو لمشركة القابضة‪ ،‬لذلؾ يطمؽ البعض تعبير الشركة األـ لمداللة عمى‬
‫الشركة القابضة‪ ،‬عمى اعتبار أف ىذه الشركة األـ قد ساىمت في تأسيس شركة أو شركات‬
‫أخرى خاضعة لسيطرتيا تسمى بالشركات التابعة‪ ،‬وكاف مصدر السيطرة عمى ىذه الشركات‬
‫التابعة ىو تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا‪ ،‬بحيث تمكنيا تمؾ النسبة مف توجيو ىذه الشركات‬
‫أىدافيا‪2.‬‬ ‫بما يحقؽ‬

‫جاء في تعريؼ محمد عطية ىماـ لمشركات القابضة عمى أنيا‪ :‬شركات تممؾ كامؿ‬
‫‪ %50‬مف أسيـ الشركات المساىمة األخرى التي يطمؽ عمييا‬ ‫أو معظـ أو أكثر مف‬
‫‪3‬‬ ‫الشركات التابعة‬

‫إف التنوع في ىذه التعريفات الفقيية سببو االختبلؼ في الزاوية التي ينظر منيا‬
‫الفقياء إلى الشركة األـ فنرى أف جانبا مف الفقو األنجموأمريكي يركز عمى سيطرة الشركة األـ‬
‫عمى الشركة التابعة بسبب تممكيا أسيما في رأس ماليا وىذا يشمؿ كافة الشركات التجارية‬
‫دوف تحديد نوع الشركة سواء كانت شركة أشخاص أو شركة أمواؿ‬

‫ويركز الفقو الفرنسي عمى استقبلؿ الشخصية المعنوية لمشركة التابعة عف الشخصية‬

‫المعنوية لمشركة األـ إال أف الشركة التابعة تعد خاضعة لمشركة األـ باعتبار أف ىذه األخيرة‬
‫ىي صاحبة القرار‬

‫‪1‬‬
‫‪Francis Lefebre, Memente pratique fiscal 2000, Edition Lefebre, France, 2000, p64.‬‬
‫‪ 2‬ماجد مزٌحم‪ ،‬شركة الهولٌدنغ فً جوانبها القانونٌة واالقتصادٌة والمالٌة‪( ،‬بٌروت‪ :‬الجزء الثانً‪ ،)1992 ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ 3‬كنزة زٌتونً‪ ،‬دراسة تحلٌلة لجباٌة مجمع الشركات‪ ،‬دراسة حاالت الوالٌات المتحدة‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستٌر‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005/2004 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪85‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫في ىذا الصدد ادخؿ المشرع الجزائري في القانوف الجزائري مفيوما جديدا يدعى الشركات‬

‫القابضة العمومية عوضا عف صناديؽ المساىمة سابقا وىذا استنادا لما ورد في نص األمر‬
‫رقـ ‪ 25/95‬المؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 1995‬المتعمؽ بتسيير رؤوس األمواؿ التجارية لمدولة‬
‫حيث ييدؼ ىذا األمر إلى إنشاء الشركات القابضة العمومية و عرفت الشركة القابضة في‬
‫القانوف الجزائري عمى أنيا (شركة تجارية عمومية تقوـ بالحيازة عمى أسيـ شركات عمومية‬
‫‪1‬‬ ‫وتتاجر بيا )‬

‫كما أف الشركات القابضة العمومية ىي شركات ذات أسيـ منشأة بعقد توثيقي رأس ماليا‬
‫ممموؾ كميا مف طرؼ الدولة أو مف طرؼ أشخاص معنوية في القانوف العاـ أصوؿ ىذه‬

‫الشركات القابضة مشكمة أساسا مف قيـ منقولة وىمتيا األولى تسيير وادارة األمواؿ التجارية‬
‫لمدولة باإلضافة إلى خمؽ مردودية أكثر وانتاجية لحافظة األسيـ التي تسيرىا وبيذا فيي‬
‫تحدد وتطور سياسات االستثمار والتمويؿ لممؤسسات التابعة ليا وتنظـ حركة رؤوس األمواؿ‬
‫بينيا‪.‬‬

‫‪ 731‬نجد أف‬ ‫أما عند استقراء نصوص القانوف التجاري الجزائري ال سيما المادة‬
‫المشرع قد استعمؿ مصطمح الشركة القابضة وعرفيا عف طريؽ تعداد الحاالت التي تكوف‬
‫بموجبيا ىذه األخيرة مراقبة لشركة أو عدة شركات أخرى بحيث اعتبر الشركة القابضة تمؾ‬
‫التي تممؾ أكثر مف ‪ %50‬مف رأس ماؿ شركة أخرى أو تممؾ جزءا مف رأس ماليا سواء‬

‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بحيث يكوف ليا أغمبية األصوات في الجمعية العامة ليذه‬
‫الشركة أو تممكيا ألغمبية األصوات بموجب اتفاؽ مع باقي الشركاء أو المساىميف‬

‫وبالرجوع إلى قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة وتحديدا إلى نص المادة‬
‫‪ 138‬مكرر منو يمكننا مبلحظة أف المشرع استعمؿ مصطمح الشركة األـ بدال مف الشركة‬

‫‪ 1‬مراوان بدري االبراهٌم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪77 ،‬‬


‫‪86‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫القابضة لمداللة عمى الشركة التي تأتي عمى رأس المجمع ووضع ليا شرطا وىو تممكيا‬

‫‪ %90‬مف رأس ماؿ الشركة التابعة واف ىذه األخيرة ال‬ ‫بصفة مباشرة لنسبة ال تقؿ عف‬
‫يمكنيا امتبلؾ أي نسبة مف رأس ماؿ الشركة األـ كشرط آخر لبلستفادة مف النظاـ الجبائي‬
‫الخاص بالمجمع‬

‫مف جانب آخر تنص العديد مف القوانيف العربية عمى تعريؼ الشركة القابضة‬
‫كالقانوف األردني رقـ ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬والقانوف المبناني بالمرسوـ االشتراعي رقـ ‪ 45‬لسنة‬
‫‪202‬‬ ‫‪ 1983‬فقانوف الشركات األردني يعرؼ الشركة القابضة في الفقرة –أ‪ -‬مف المادة‬
‫بمايمي‪(:‬الشركة القابضة شركة مساىمة عامة تقكـ بالسيطرة المالية كاإلدارية عمى شركة‬

‫أك شركات أخرل تدعى الشركات التابعة بكاحدة مف الطرؽ التالية ‪:‬‬

‫تمتمؾ أكثر مف نصؼ رأس ماليا‬

‫أف يككف ليا سيطرة عمى تأليؼ مجمس إدارتيا )‬

‫‪ 45‬لسنة‬ ‫أما تعريؼ القانوف المبناني وفقا لما جاء بو المرسوـ االشتراعي المبناني رقـ‬
‫‪ ( 1983‬الشركة القابضة كؿ شركة مساىمة عامة ينحصر مكضكع نشاطيا ببعض‬

‫اإلعماؿ التي ينص عمييا ىذا القانكف كال يحؽ ليا تجاكزىا إلى غيرىا مف اإلعماؿ كىذه‬
‫اإلعماؿ ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬تممؾ أسيـ أك حصص في شركات مساىمة عامة أك محدكدة المسؤكلية لبنانية أك‬
‫أجنبية سكاء كانت قائمة أك االشتراؾ في تأسيسيا‬

‫‪-‬إدارة الشركات التي تممؾ فييا حصص شراكة أك مساىمة‬

‫‪-‬إقراض الشركات التي تممؾ فييا حصص شراكة أك مساىمة‬

‫‪87‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪ -‬تممؾ براءات االختراع أك االكتشافات كاالمتيازات كالماركات المسجمة كغيرىا مف‬

‫الحقكؽ كيحؽ ليا تأجيرىا لمؤسسات خارج لبناف‬


‫‪ -‬تممؾ األمكاؿ المنقكلة أك غير المنقكلة شرط أف تككف مخصصة لحاجات أعماليا‬
‫فقط مع مراعاة أحكاـ القانكف فيما يتعمؽ بتممؾ غير المبنانييف لمحقكؽ العينية‬

‫العقارية‪1‬‬

‫كما تتميز الشركة القابضة بوضوح عف الكارتؿ الذي ىو اتفاؽ احتكاري بيف عدد مف‬

‫المشروعات المستقمة بيدؼ السيطرة عمى السوؽ واحتكاره أو لتنظيـ المنافسة في حدود‬
‫وىذا بتحديد األسعار أو بياف المناطؽ التي يقوـ كؿ منتج بتصريؼ منتجاتو فييا‬ ‫‪2‬‬ ‫االتفاؽ‬
‫أما الشركة القابضة فإنيا تقوـ عمى المساىمة الفعمية في رؤوس أمواؿ الشركات التابعة‬
‫والتعاوف بيف ىذه الشركات دوف احتكار معمف وظاىر‬

‫تتميز كذلؾ الشركة القابضة عما يعرؼ ببنوؾ األعماؿ التي تيدؼ إلى إقامة مشروعات‬
‫اقتصادية جديدة أو المساىمة في مشروعات قائمة دوف أف تيدؼ إلى السيطرة عمييا في‬
‫‪3‬‬ ‫حيف نجد الشركة القابضة ال تقوـ بأي عمؿ مصرفي‬

‫مف خبلؿ كؿ ما سبؽ يتضح لنا أف دور الشركة القابضة يتحدد فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيؽ‬
‫‪ -‬تحديد اإلستراتيجية العامة لممجمع‬
‫‪ -‬تطوير سياسة تقنية تجارية ومالية موحدة لتحقيؽ األىداؼ المسطرة بأقؿ تكمفة‬
‫‪ -‬تحديد وتوزيع األسواؽ بيف شركات المجمع‬

‫‪ 1‬مروان بدري اإلبراهٌمً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.78 ،‬‬


‫‪ 2‬محمد سمٌر الشرقاوي‪ ،‬المشروع متعدد القومٌات والشركة القابضة كوسٌلة لقٌامه‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،66‬العدد‪ ،362‬مصر‪ ،1975 ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ 3‬محمد سمٌر الشرقاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.145 ،‬‬
‫‪88‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪1‬‬ ‫‪ -‬إدارة الممتمكات والمساىمات و مراقبة الشركات التابعة‬

‫وقد يستعمؿ تعبير الشركة المسيطرة لمداللة عمى الشركة القابضة إلبراز سيطرة الشركة‬
‫األـ عمى شركة أو شركات أخرى‪ ،‬عف طريؽ تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا‬

‫ويعرؼ البعض الشركة القابضة بأنيا الشركة التي ليا سيطرة معينة عمى شركة أخرى‬
‫تسمى بالشركة التابعة‪ ،‬بحيث تستطيع األولى أف تقرر مف يتولى إدارة الشركة التابعة‪ ،‬أو أف‬
‫يؤثر عمى الق اررات التي تتخذىا الييئة العامة لمشركة‪.‬‬

‫وعرفيا البعض اآلخر بأنيا شركة تممؾ أسيماً في عدة شركات أخرى تسمى بالشركات‬
‫التابعة بالقدر الكافي الذي يمكنيا مف السيطرة عمى إدارة الشركة بتقرير مف الذي يتولى إدارة‬

‫وادارتيا‪2‬‬ ‫الشركات التابعة‪ ،‬وكيفية تسيير أمور الشركات التابعة‬

‫في حالة اقتصار دور الشركة األـ عمى الجانب المالي فقط تسمى بالشركة القابضة‬
‫وىو مصطمح يطمؽ عمى الشركة الضخمة التي تحتوي عمى عدة شركات تابعة إلدارتيا حتى‬
‫ولو لـ تكف ىذه الشركات في نفس المجاؿ وىذه الشركة تقوـ عمى أساس مف المساىمة‬
‫الفعمية في رؤوس األمواؿ لمشركات التابعة والتعاوف بيف الشركات أعضاء المجموعة دوف‬
‫احتكار معمف أو مغطى مف الشركة القابضة والقوانيف التجارية المقارنة اختمفت حياؿ تعريؼ‬
‫ىذه الشركة ولكف العنصر األساسي مف عناصر التعريؼ الذي ال خبلؼ عميو ىو أف‬
‫الغرض الرئيسي ليذه الشركة ىو المساىمة في رأس ماؿ شركة أو عدة شركات أخرى‬

‫بغرض السيطرة عمييا وتسمى ىذه الشركات التي تسيطر عمييا الشركة القابضة بأنيا‬

‫‪ 1‬أحمد مقدمً ‪,‬النظام المحاسبً والجبائً لمجمع الشركات دراسة حالة مجمع صٌدال ‪ ,‬رسالة ماجستٌر‪ ,‬قسم العلوم‬
‫االقتصادٌة والتسٌٌر ‪,‬جامعة الجزائر ‪ ، 2006/2005,‬ص‪.09‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Nguyen Phu Duc, La fescalite internationale des entreprises, (France : Edition Masson),‬‬
‫‪p287, 288‬‬
‫‪89‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫شركات تابعة أو وليدة أو فرعية ويطمؽ عمى الشركات الواقعة تحت سيطرة شركة قابضة‬

‫الشركات‪1‬‬ ‫وحيدة مصطمح مجمع الشركات أو تجمع‬

‫وتوجب بعض القوانيف أف يقتصر غرض الشركة القابضة عمى غرض وحيد ىو‬
‫المساىمة في رأسماؿ شركات أخرى بغرض السيطرة عمييا وادارة حافظة األوراؽ المالية التي‬
‫تمتمكيا في الشركات التابعة وال تجيز ليا ممارسة أي نشاط اقتصادي آخر‬

‫ويرى بعض فقياء القانوف التجاري أف الشركة القابضة ظاىرة قانونية لمتركيز‬
‫االقتصادي بيف المشاريع فيي وسيمة مف وسائؿ تجمع الشركات بحيث تعتبر في الواقع إطا ار‬
‫قانونيا لمتركيز عمى أساس مف الرقابة في اإلدارة والمشاركة في رأس الماؿ وتتحقؽ سيطرة‬

‫الشركة القابضة عمى الشركات التابعة مف خبلؿ السيطرة عمى سمطة اتخاذ القرار في‬
‫الشركات التابعة عف طريؽ التمتع بأغمبية التصويت في الجمعيات العمومية لممساىميف أو‬
‫الشركاء ومجالس إدارة تمؾ الشركات وتتمكف الشركة القابضة مف إحراز ىذه السيطرة عف‬
‫‪2‬‬ ‫طريؽ تممكيا‬

‫والبد مف التفرقة بيف الشركة القابضة وما يشتبو بيا مف مفاىيـ أخرى قد تختمط بيا‬
‫حيث أف الغرض الرئيسي لمشركة القابضة ىو السيطرة عمى الشركات األخرى ذات‬
‫االستقبلؿ القانوني عنيا تسمى بالشركات التابعة مف خبلؿ تممؾ نسبة ىامة مف أسيـ‬
‫وحصص رأسماؿ الشركات التابعة فيي نظاـ قانوني يؤدي إلى تجميع شركتيف أو أكثر تحت‬

‫‪3‬‬ ‫سيطرة واحدة وفقا لقانوف الشركات‬

‫‪1‬‬
‫‪Abdelmadjid Bouzidi, Comprendre les nutations de l’économie algérien, (Alger : Edition‬‬
‫‪ANEP, 1999), p48.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Isabelle Bourdis, Alain, Dontaine, Dictionnaire des sciences économique et sociales,‬‬
‫‪Edition HACHETTE, France, 2002, p179.‬‬
‫‪ 3‬محمد حسٌن إسماعٌل ‪,‬الشركة القابضة وعالقاتها بشركاتها التابعة ‪ ,‬شركة شقٌر وعكشة للطباعة عمان ‪ ,‬طبعة ‪1‬‬
‫‪ 1990‬ص ‪34‬‬
‫‪90‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وعمى الرغـ مف أف القانوف الجبائي وضع شكؿ وحيد لمشركة القابضة وىو شركة‬

‫بتسيير رؤوس األمواؿ التجارية التابعة لمدولة عمى أف‬


‫مساىمة واألمر ‪ 25/95‬التعمؽ َ‬
‫الشركة القابضة ىي أساسا شركة مساىمة عامة إال انو ليا ما يميزىا عف شركات المساىمة‬
‫العامة ففي ىذا المجاؿ سوؼ نتطرؽ إلى التفرقة بيف الشركة القابضة والمشروع المتعدد‬
‫الجنسيات و الشركة القابضة وشركة االستثمار والشركة القابضة والشركة الشقيقة والشركة‬
‫القابضة واتفاؽ المنتجيف‬

‫أكال‪ :‬الشركة القابضة ك شركة االستثمار‬

‫تستحوذ كؿ مف الشركة القابضة وشركة االستثمار عمى نسبة مف األسيـ في رأسماؿ‬


‫شركة أو شركات أخرى بالرغـ مف ىذا التشابو بينيما إال أف الفرؽ بينيما ىو أف إحداىما‬
‫ولكف تممؾ الشركة القابضة أسيما في‬ ‫‪1‬‬ ‫تعتبر شركة قابضة و الثانية تعتبر شركة استثمار‬
‫شركات أخرى يكمف بنية السيطرة عمى تمؾ الشركات في حيف شركات االستثمار تمتمؾ أسيـ‬
‫شركات أخرى بقصد الحصوؿ عمى ما تدره مف أرباح ال بقصد السيطرة وىو أىـ ما يميز‬

‫‪2‬‬ ‫الشركة القابضة عف شركة االستثمار‬

‫فالشركة القابضة تساىـ مف اجؿ السيطرة والرقابة واإلشراؼ عمى الشركات التابعة‬
‫وىو الفارؽ األىـ فعندما تكوف نسبة تممؾ األسيـ عالية نكوف إزاء شركة قابضة وىو مؤشر‬
‫كبير عمى توافر نية السيطرة مف قبؿ األخيرة وىو ما نص عميو قانوف الشركات األردني في‬
‫المادة ( ‪/ 204‬أ ) عندما اشترط أف تمتمؾ الشركة األـ أكثر مف نصؼ رأسماؿ الشركة أو‬

‫‪1‬‬
‫‪Hanafizadeh, P. &Moayer, S. (2008). A methodology to define strategic‬‬
‫‪processes inorganizations : An exploration study in managerial holding‬‬
‫‪companies. Business Process Management Journal, 14(2), 219-227‬‬
‫محمد شوقً شاهٌن‪ ,‬الشركات المشتركة طبٌعتها وأحكامها فً القانون المصري المقارن‪ ,‬بدون دار نشر‪ ,‬بدون تارٌخ‪,‬‬
‫‪2‬ص‪34‬‬
‫‪91‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الشركات التابعة لو‪ 1‬أما عندما تكوف نسبة تممؾ األسيـ قميمة عندئذ يكوف مؤش ار عمى التوجو‬

‫نحو االستثمار وىذا ما يحدث فعبل عندما تتممؾ شركة االستثمار وىذا ما يحدث فعبل عندما‬
‫‪2‬‬ ‫تتممؾ شركة االستثمار أسيما في شركات متكاممة الغرض‬

‫‪/205‬ب) عمى أف‬ ‫وتجدر اإلشارة أف المشرع األردني قد نص في المادة (‬


‫(‪...‬استثمار أمكاليا في األسيـ كالسندات كاألكراؽ المالية ) حيث يعتبر تأكيدا عمى أف‬

‫غاية الشركة القابضة ىو استثمار أمواليا في األسيـ والسندات واألوراؽ المالية فيما ذىب‬
‫بعض الفقو‪ 3‬إلى القوؿ باف القانوف األردني لـ يضع معيا ار ثابتا لمتفرقة بيف الشركة القابضة‬
‫إلى أف السيطرة ما ىي إال بقصد‬ ‫‪4‬‬ ‫وشركة االستثمار بخبلؼ ذلؾ ذىب البعض اآلخر‬
‫االستثمار واف اليدؼ مف السيطرة واالستثمار ىو تحقيؽ الربح حيث أف مصطمح السيطرة‬
‫واالستثمار وجياف لعممة واحدة‬

‫والواليات المتحدة األمريكية ‪ 7‬وضعت‬ ‫‪6‬‬ ‫وألمانيا‬ ‫‪5‬‬ ‫وكانت بعض التشريعات في فرنسا‬
‫تنظيما قانونيا لشركات االستثمار تنص عمى حصر أغراض الشركة في إدارة محفظة األوراؽ‬

‫المالية وىذه الشركات تأخذ في الغالب شكؿ شركات المساىمة كما أطمؽ عمى ىذا النوع مف‬
‫الشركات اسـ شركة اإلدارة‬

‫المادة (‪/204‬أ) مف قانوف الشركات األردني نصت عمى ‪:‬إف الشركة القابضة ىي شركة مساىمة عامة تقوـ بالسيطرة‬
‫المالية واإلدارية عمى شركة أو شركات أخرى تدعى الشركات التابعة بواحدة مف الطرؽ التالية ‪:‬أف تمتمؾ أكثر مف نصؼ‬
‫‪1‬رأسماليا و‪/‬أو إف يكوف ليا السيطرة عمى تأليؼ مجمس إدارتيا‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسيف إسماعيؿ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص ‪35‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد حسيف إسماعيؿ ‪ ,‬نفس المرجع ص ‪36‬‬
‫مرواف بدري االبراىيـ‪ ,‬طبيعة العالقة القانكنية بيف الشركة القابضة كالشركة المتعددة الجنسيات مف جية كالشركات‬
‫‪4‬التابعة ليا مف جية أخرل ‪,‬مجمة المنارة‪ ,‬جامعة آؿ البيت ‪,‬المجمد ‪,13‬العدد‪,2007,‬ص ‪77‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 3‬مف المرسوـ الفرنسي الصادر في ‪ 28‬كانوف األوؿ ‪1957‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 1‬مف القانوف األلماني حوؿ أمواؿ االستثمار ‪1970‬‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية نظـ القانوف الصادر عاـ ‪ 1940‬شركات االستثمار وحدد أغراضيا واألعماؿ المحضور‬
‫‪ 7‬عمييا ممارستيا‬
‫‪92‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ثانيا ‪ :‬الشركة القابضة كالمشركع متعدد الجنسيات‬

‫عند نشوء شركة قابضة في دولة معينة وكانت شركتيا أو شركاتيا التابعة ليا تقع في‬
‫دولة أو دوؿ أخرى غير دولة الشركة التي أنشئت فييا عندئذ يمكف القوؿ أف المشروع الذي‬
‫تقوـ بو تمؾ الشركات مشروع متعدد الجنسيات عمى سبيؿ المثاؿ كما لو كاف لمشركة التي‬
‫‪1‬‬ ‫لدييا مكتب رئيسي في بريطانيا ومكاتب فرعية في آسيا وافريقيا وأوربا‬

‫في الحقيقة‪ ،‬ال يوجد تعريؼ محدد لمشركة متعددة الجنسيات‪ ،‬حيث يركز البعض‬
‫عمى الجانب االقتصادي فيعرفيا بأنيا‪ ( :‬مجموع اقتصادي وقانوني مكوف مف شركة أـ‪،‬‬
‫وشركات وليدة‪ ،‬وتمارس وحدة اإلدارة داخؿ ىذا المجموع مف عدة أشخاص قانونية)‬

‫ومف التعريفات ما يركز عمى الصفة الدولية لمنشاط الذي تمارسو ىذه الشركات‬
‫فيعرفيا‪( :‬بأنيا مجموع شركات وليده‪ ،‬أو تابعة تزاوؿ كؿ منيا نشاطاً إنتاجياً في دوؿ‬
‫مختمفة‪ ،‬وتخضع لسيطرة شركة واحدة ىي الشركة األـ التي تقوـ بإدارة ىذه الشركات الوليدة‬
‫كميا في إطارات عالمية موحدة)‪.‬‬

‫كما عرفيا البعض بأنيا‪ ( :‬الشركات التي يتعدى نشاطيا حدودىا الوطنية إلى دوؿ‬
‫أخرى عديدة‪ ،‬ولكف مركز الشركة األـ ينتمي لدولة واحدة ترسـ منيا خطط اإلنتاج والتوزيع‪،‬‬
‫واتخاذ الق اررات التي تنفذ عبر فروعيا‪ ،‬أو شركاتيا الوليدة في الدوؿ األخرى) وقد جاء في‬
‫تقرير السكرتير العاـ لممجمس االقتصادي االجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة الذي قدمو عاـ‬
‫‪1974‬ـ تعريؼ ليذه الشركة بأنيا‪:‬‬

‫( مشاريع تمتمؾ وتسيطر عمى العناصر اإلنتاجية‪ ،‬وتقدـ خدمات خارج دولة إنشائيا‪،‬‬
‫وقد تكوف ىذه المشاريع أشخاص قانوف عاـ‪ ،‬أو أشخاص قانوف خاص)‬

‫محمد حسيف إسماعيؿ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص‪ 37‬و أحمد عبد العزيز وآخروف ‪,‬الشركات المتعددة الجنسيات كأثرىا عمى‬
‫‪1‬الدكؿ النامية ‪ ,‬بحث منشور ‪ ,‬مجمة اإلدارة واالقتصاد‪ ,‬العدد ‪ 2010, 85‬ص ‪116‬وما بعدىا‬
‫‪93‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫بعد ىذا العرض السريع لمتعريؼ بالشركة المتعددة الجنسيات‪ ،‬سوؼ نتولى بياف‬

‫األساليب المتبعة في تكويف الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫بؿ البد أف تتكوف مف‬ ‫‪1‬‬ ‫والشركة المتعددة الجنسيات ليست شركة واحدة مف الوجية القانونية‬
‫شركة رئيسية تعتبر في القمة تسمى الشركة القابضة تتبعيا شركات أخرى تابعة ليا منتشرة‬
‫في دوؿ عديدة بعيدة جغرافيا عف الشركة القابضة ولكنيا تبقى في نفس إطار الشركة‬
‫فتعبير المشروع‬ ‫‪2‬‬ ‫القابضة في تطبيؽ الجانب االقتصادي الذي تضعو الشركة القابضة‬
‫المتعدد الجنسيات يطمؽ عمى مشروع اقتصادي يجري تنفيذه مف قبؿ وحدات قانونية تقع في‬
‫أكثر مف دولة تزاوؿ نشاطا اقتصاديا في تمؾ الدوؿ ذات أشكاؿ مختمفة وىو الفارؽ الجوىري‬

‫ما بيف الشركة القابضة والمشروع المتعدد الجنسيات‬

‫أف المشروع المتعدد الجنسيات ىو اتحاد أو امتزاج بيف شركات مف‬ ‫‪3‬‬ ‫وىناؾ مف رأى‬
‫جنسيات مختمفة ترتبط عف طريؽ المساىمة أو السيطرة عمى اإلدارة بموجب اتفاؽ وتكوف‬
‫وحدة اقتصادية واحدة عمى مجموعة الشركات التي تعمؿ بيذا الشكؿ تشكيؿ وحدة اقتصادية‬
‫في مجاؿ التجارة الدولية واف يكوف ليذا المشروع فكر أو عقؿ إداري واحد يعمؿ عبر العالـ‬
‫كما لو كاف شركة واحدة‬

‫فيما ذىب البعض اآلخر إلى أف المشروع المتعدد الجنسيات يتميز باعتباره كيانات‬
‫متعددة لكؿ منيا ىويتو المستقمة وموطنو المستقؿ تعمؿ مجتمعة تحت مظمة نظاـ مركزي‬

‫لقد استخدـ مصطمح الشركات المتعددة الجنسيات ألوؿ مرة في دراسة قدميا ديفيد ليمنثاؿ إلى معيد كارنيجي لمتكمونوجيا‬
‫في افريؿ ‪ 1960‬وبعد ذلؾ استخدمتيا مجمة أسبوع األعماؿ األمريكية ضمف عددىا الصادر بتاريخ ‪, 1963/04/20‬محمد‬
‫صبحي االتربي ‪,‬مدخؿ إلى دراسة الشركات االحتكارية المتعددة الجنسية ‪,‬دار الثورة لمصحافة والنشر ‪ ,‬بغداد ‪,1977‬ص‬
‫‪201‬‬
‫عمي كاظـ وآخروف ‪,‬طبيعة عالقة الشركة القابضة بالشركات التابعة ‪,‬مجمة العموـ القانونية ‪,‬جامعة بغداد‪,‬المجمد ‪,22‬العدد‬
‫‪2‬األوؿ ‪ 2007‬ص ‪1‬‬
‫محمد سمير الشرقاوي ‪,‬المشركع المتعدد القكميات كالشركة القابضة ككسيمة لقيامو‪,‬بحث منشور في مجمة القانوف‬
‫‪3‬واالقتصاد ‪ ,1976‬ص ‪314‬‬
‫‪94‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وبالرغـ مف أف كؿ مف المشروع المتعدد الجنسيات والشركة القابضة يقوـ عمى‬ ‫‪1‬‬ ‫واحد‬

‫إستراتيجية اقتصادية مرسومة مف قبؿ اإلدارة المركزية فاف وجو االختبلؼ يكمف في أف‬
‫المشروع المتعدد الجنسيات أوسع نطاقا واقؿ وضوحا مف الشركة القابضة عمى اعتبار أف‬
‫الشركة القابضة احد طرفي إنشاء المشروع المتعدد الجنسيات‬

‫أف المشروع المتعدد الجنسيات ينشأ بأحد وسائؿ القانوف الدولي‬ ‫‪2‬‬ ‫وعمى رأي البعض‬
‫‪international‬‬ ‫(االتفاقيات أو المعاىدات الدولية) التي تنشأ بيف دولتيف أو أكثر (‬
‫‪ )compagnies‬فيما صنؼ بعض الشراح ما تقدـ مف عبلقة عمى أساس أف المشروع‬
‫المتعدد الجنسيات ينشأ بعبلقة قانونية وفقا لقواعد الشركات كالشركة القابضة وقد ينشأ أيضا‬

‫بعبلقة عقدية فرضتيا ظروؼ معينة كما لو كانت الوحدة العاممة في إحدى الدوؿ بحاجة‬
‫إلى تقنية أو سيولة نقدية متوفرة لدى وحدة في دولة أخرى يتـ التعاقد بينيما ألجؿ االستثمار‬
‫‪3‬‬ ‫في مشروع اقتصادي في إقميـ دولة ثالثة‬

‫ثالثا ‪ :‬الشركة القابضة كالشركة الشقيقة‬

‫حتى تعتبر الشركة شقيقة لشركة أخرى البد أف تكوف الييئة العامة مف المساىميف في‬
‫الشركة نفس أعضاء الييئة العامة لمشركة األخرى واف ال تكوف الشركة الشقيقة تابعة مف‬
‫فكؿ مف الشركتيف مستقمة عف األخرى وقد يتماثؿ مجمس‬ ‫‪4‬‬ ‫الناحية القانونية لمشركة األخرى‬
‫اإلدارة في كؿ مف الشركتيف أو قد ال يتماثؿ إذ أف ذلؾ أمر منوط بييئتيما العامة الف‬
‫التبعية تعني أف شركة معينة كشخصية معنوية تمتمؾ أسيما أو حصصا في رأسماؿ شركة‬

‫‪1‬‬
‫‪Cythin Day Wallace, Legal Control Of the multinational Enterprise Martinus Publisher,‬‬
‫‪London, 1982, P.3.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪37‬‬
‫‪3‬‬
‫محمود سمٌر الشرقاوي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪65‬‬
‫محمد حسيف إسماعيؿ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص ‪40‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪95‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أخرى فتكوف األولى قابضة والثانية تابعة بمعنى بروز مجاؿ السيطرة مف قبؿ الشركة األـ‬

‫القابضة ‪1‬‬ ‫عمى الشركة التابعة وىي أىـ المميزات التي تتغنى بيا الشركة‬

‫رابعا‪ :‬الشركة القابضة كاتفاؽ المنتجيف‬

‫اتفاؽ المنتجيف ىو عقد مبرـ بيف شركتيف أو أكثر يكوف اليدؼ منو وضع خطط أو‬
‫سياسة موحدة لممحافظة عمى مصالحيما كاتفاؽ الشركات األطراؼ عمى رسـ إستراتيجية‬

‫اقتصادية موحدة كتوحيد األسعار أو تحديد اإلنتاج أو تخفيض األثماف أو العمؿ عمى تقسيـ‬
‫اإلقميـ جغرافيا بيف أطراؼ االتفاؽ واف تبقى كؿ شركة مستقمة عف األخرى غير أف أىمية‬
‫مثؿ ىذا االتفاؽ اخذ بالتضاؤؿ نظ ار لخطورة مركزه القانوني وذلؾ بسبب صعوبة إقناع‬
‫األعضاء المخالفيف بالتقيد بو إضافة إلى أف مثؿ ىذا االتفاؽ قد يؤدي إلى احتكار باطؿ‬
‫مشروعيتو‪2‬‬ ‫لعدـ‬

‫نستنتج مف التعريفات الفقيية والتشريعية لمشركة القابضة أنو لكي نكوف أماـ شركة قابضة‬
‫يشترط توفر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجود شركة تدعى الشركة األـ‪.‬‬

‫‪ -‬أف توجد شركة‪ ،‬أو شركات تابعة تستأثر الشركة األـ عمى نسبة كبيرة مف أسيميا‪.‬‬

‫‪ -‬أف تسيطر الشركة األـ عمى الشركات التابعة عف طريؽ تممؾ نسبة كبيرة مف أسيميا‪.‬‬

‫‪ -‬أف تتمتع الشركة التابعة بشخصية قانونية مستقمة عف الشركة األـ‬

‫مرواف االبراىيـ ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص ‪81‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪James. C. Bonbright and Gadiner C Means, The Holding Company, Augustus-M-Kelly‬‬
‫‪Pubilsher, New York, 1979, p.21‬‬

‫‪96‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫خامسا‪ :‬الشركة القابضة كالشركة الناتجة عف االندماج‬

‫يعد االندماج احد ظواىر االقتصاد الحر المعاصر وغدت التجمعات االقتصادية‬
‫وبمختمؼ ألوانيا فيضا لفكرة التطور االقتصادي في الدوؿ المتقدمة كما أف دعاة االقتصاد‬
‫وحرية التجارة يروجوف لكؿ الوسائؿ التي مف شأنيا ربط اقتصاديات الدوؿ وجعميا تسير وفؽ‬
‫خط الرأسمالية العالمية وعمى كؿ فاف الذي ييمنا في ىذه النقطة أف االندماج باعتباره وسيمة‬

‫قد تماثؿ الشركة القابضة في التجمع أو ربط الشركات وىو الوسيمة التقميدية لمتركز بيف‬
‫المشروعات االقتصادية بمعنى االتحاد بيف شركتيف أو أكثر‬

‫ويعد االندماج بالمزج احد مصادر التبعية لمشركة القابضة إذا كانت ىذه الشركة طرفا‬
‫في االندماج عبر احد أطرافيا ألخذ مواقع جديدة في األنشطة اإلنتاجية أو التسويقية أو‬
‫كمييما إف لـ تكف تمؾ الشركة القابضة قادرة عمى الوصوؿ إلييا مباشرة عمى الرغـ مف أف‬
‫انصيار الشركة التابعة في االندماج إال أف المصمحة الكبرى لمشركة القابضة ىي السيطرة‬
‫عمى تمؾ الشركة مف خبلؿ الشركات التابعة وتجدر اإلشارة أف ما يجب معرفتو في عممية‬

‫التفرقة بيف الشركة القابضة والشركة الناتجة عف االندماج إف المقصود بيذه األخيرة ىي‬
‫الناتجة عف اندماج دولي وىو الذي يتـ بيف شركتيف مختمفتي الجنسية والذي ينشئ شركات‬
‫وقد‬ ‫‪1‬‬ ‫ضخمة النشاط عف طريؽ إدماج فروع الصناعات واإلنتاج بترتيب عمودي أو أفقي‬
‫نجد اندماجا دوليا يحصؿ لكف ليس الغرض منو ممارسة السيطرة أو التبعية وانما لتركيز‬
‫رؤوس األمواؿ لتدعيـ المركز المالي في السوؽ العالمية‬

‫إف اغمب التشريعات الحديثة تعد االندماج وسيمة مف وسائؿ انحبلؿ الشركات‬
‫وانقضائيا واف العديد مف الشركات تذىب لبلندماج لغايات اقتصادية مختمفة بينما أف ىدؼ‬

‫الشركة القابضة ىو السيطرة عمى الشركات األخرى وخمؽ التبعية لمشركة القابضة واالندماج‬

‫‪1‬‬
‫حسام عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪93‬‬
‫‪97‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ال يولد التبعية وانما يوجد شركة جديدة في حيف أف الشركة القابضة مع الشركة التابعة التي‬

‫تسيطر عمييا ال تمثؿ شركة واحدة بؿ شركات قائمة باستقبلليا القانوني وشخصيتيا المستقمة‬

‫ويظير أف الشركة القابضة ىي الوسيمة الناجحة لتكويف مراكز االستقطاب‬


‫االستثماري واستقبلؿ الوحدات التابعة ليا يدعـ ىذا الشيء عمى عكس االندماج إذ أف ىضـ‬
‫الشركة الدامجة لمشركة المندمجة يقمؿ مف الفاعمية في االستثمار وعمى الرغـ مف مزايا‬
‫الشركة القابضة ال تتطمب إجراءات قانونية معقدة فالشركة القابضة أداة سيمة لئلدارة‬
‫المتعددة لمشركات مف غير صعوبة في ذلؾ مع سيولة السيطرة مف خبلؿ الممكية اليرمية‬
‫المتسمسمة وبعكس االندماج فاف الشركة القابضة ال تواجييا صعوبات قانونية لربط الشركات‬

‫مف خبلؿ النظاـ الداخمي لمشركات كما انو يسمح لمشركة القابضة بتممؾ أسيـ وسندات مف‬
‫‪1‬‬ ‫خبلؿ سوؽ األسيـ في حيف ال يكوف ذلؾ ممكنا في االندماج‬

‫إف االندماج يمثؿ عبئا إداريا عمى كاىؿ الشركة نتيجة لضخامة المشروع لذلؾ مف‬
‫الصعب أف تتوافر لو إدارة جيدة أما الشركة القابضة فاف إدارتيا البلمركزية تؤمف سيولة‬
‫اإلدارة عف طريؽ استقبلؿ كؿ شركة تابعة بإدارة نفسيا تحت إشراؼ الشركة القابضة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الشركات التابعة كالفركع‬

‫لـ تكف الشركة التابعة أكثر حظا في تعريفيا مف الشركة األـ حيث تضاربت اآلراء‬
‫الفقيية حوؿ تعريفيا وتبنت القوانيف الوطنية معايير مختمفة لتحديدىا وما يمكف قولو ىو إف‬
‫صعوبة وضع تعريؼ دقيؽ ليذه الشركة يرجع بالدرجة األولى إلى حداثتيا باإلضافة إلى‬
‫التناقض بيف االستقبللية القانونية لمشخص المعنوي وتبعيتو االقتصادية واإلدارية لشخص‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪44‬‬
‫‪98‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫آخر فنجد مف عرؼ الشركة التابعة دوف االستناد ألي معيار قانوني وانما بالنظر إلى اليدؼ‬

‫‪1‬‬ ‫مف إنشائيا وعرفيا بأنيا الوسيمة التي يوسع بيا المشروع مف نطاقو خارج الحدود اإلقميمية‬

‫وتبنى بعض الفقو في تعريفو لمشركة التابعة بناءا عمى معيار التأسيس بحيث عرفوىا‬
‫بأنيا ( الشركة التي تشارؾ في تأسيسيا شركة أخرى بغرض السيطرة عمييا ) ومبررىـ في‬
‫ذلؾ ىو أف مشاركة شركة في تأسيس شركة أخرى تنشئ بينيما عبلقة تبعية خاصة تجعؿ‬
‫مف إحداىما أـ والثانية تابعة وانتقد ىذا الرأي عمى أساس أف الواقع يؤكد أف عبلقة التبعية ال‬
‫‪2‬‬ ‫تنشأ في جميع األحواؿ مف مساىمة الشركة في تأسيس شركة أخرى‬

‫وتبنى بعض الفقو في تعريفو لمشركة التابعة معيا ار موسعا حيث عرفيا بأنيا كؿ‬

‫شركة تابعة اقتصاديا لشركة أخرى أيا كانت أداة التبعية ووسيمة تحقيقيا أي سواء عف طريؽ‬
‫عقد بيف الشركتيف وقد تعرض ىذا التعريؼ لمنقد عمى اعتبار انو يوسع مف دائرة ىذه‬
‫الشركات مما قد يؤدي إلى الخمط بينيا وبيف تجمعات أخرى مف الشركات كاتفاقيات نقؿ‬
‫‪3‬‬ ‫التكنولوجيا أو تقديـ المعونة التقنية‬

‫ويعرفيا القانوف االنجميزي بما يمي‪ ( :‬إذا كانت الشركة األولى تحوز أكثر مف نصؼ‬
‫رأس ماؿ الشركة الثانية فاف الثانية تعد شركة تابعة لؤلولى فإذا كانت الشركة األولى عضوا‬
‫في الشركة الثانية وتسيطر عمى تكويف مجمس إدارة الثانية فاف الثانية تعد تابعة لؤلولى حيث‬
‫‪4‬‬ ‫تقوـ األخيرة بتعييف المديريف في الشركة التابعة‬

‫وتعرؼ ىذه الشركات التابعة كذلؾ عمى أنيا‪ :‬كؿ شركة تمتمؾ مف قبؿ شركة أخرى‬
‫تحوز عمى أكثر مف نصؼ رأس ماليا فيي شركات مسيطر عمييا مف الناحية المالية‬

‫‪ 1‬شرٌف محمد غانم‪ ،‬اإلفالس الدولً لمجموعة الشركات المتعددة الجنسٌات‪( ،‬اإلسكندرٌة‪ :‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‪،‬‬
‫‪ ،)2009‬ص‪.91‬‬
‫‪ 2‬محمود علً درٌد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32 ،31‬‬
‫‪ 3‬شرٌف محمد غانم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 4‬حسن محمد هند‪ ،‬النظام القانونً للشركات متعددة الجنسٌات‪( ،‬مصر‪ :‬دار الكتب القانونٌة‪ ،)2009 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪99‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫واإلدارية مف طرؼ شركة أخرى‪ .‬وتأخذ ىذه الشركات مختمؼ األشكاؿ القانونية الف‬

‫الضرورة تقتضي أف تبحث الشركة األـ عند اختيار شركاتيا الفرعية عف الشكؿ القانوني‬
‫الذي يناسبيا حسب متطمبات نشاطيا وىذا لضماف السير الحسف لمنشاط الصناعي والتجاري‬

‫‪1‬‬

‫كما تعرؼ الشركة التابعة بأنيا شركة ذات استقبلؿ قانوني ولكنيا تخضع عمميا إلدارة‬
‫ورقابة لصيقة مف جانب شركة أـ ومظير استقبلليا القانوني يتمثؿ في شخصيتيا االعتبارية‬
‫المستقمة وتنشأ عبلقة التبعية عمميا مف أف الشركة األـ تستحوذ في الواقع عمى األغمبية في‬
‫مجمس إدارة الشركة الوليدة عف طريؽ تممكيا لحصة مساىمة كافية في رأس ماليا تمكنيا‬

‫‪2‬‬ ‫مف السيطرة عمى الجمعية العامة‬

‫مف خبلؿ ما تقدـ يظير أف التشريعات المختمفة قد عرفت الشركة التابعة استنادا إلى‬
‫معيار وىو حيازة الشركة األـ ألغمبية رأس ماؿ في الشركة التابعة والتي تمنحيا حؽ‬
‫التصويت في الجمعية العامة لمشركة التابعة‬

‫إف عبلقة التبعية ليست واحدة فيناؾ مف الشركات التابعة ما يترؾ ليا قد ار مف الحرية‬
‫في أداء مياميا كوحدة إنتاجية تسعى إلى تحقيؽ الربح في إطار اإلستراتيجية العامة لمشركة‬
‫ككؿ ثـ إف حجـ الحرية الذي يترؾ لمشركات التابعة يضيؽ ويتسع تبعا الختبلؼ ظروؼ كؿ‬
‫وحدة إنتاجية – شركة تابعة – مف حيث أقدميتيا وأىميتيا والبيئة التي تعمؿ فييا وخبرة‬

‫القائميف عمييا وبعدىا عف المركز األصمي وغير ذلؾ مف الظروؼ التي تبرر منح وحدة‬
‫‪3‬‬ ‫معينة سمطات اكبر مف غيرىا‬

‫‪ 1‬كنزة زٌتونً‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪ 2‬طلعت جٌاد لجً الحدٌدي‪ ،‬المركز القانونً للشركات متعددة الجنسٌات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلٌة القانون‪ ،‬جامعة‬
‫الموصل‪ ،2005 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ 3‬طلعت جٌاد لجً الحدٌدي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪100‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تستطيع الشركات الكبيرة أف تشكؿ مجمعات تتألؼ مف عدة شركات حيث يمكف ليذه‬

‫الشركات أف تأخذ أشكاال مختمفة قد تكوف بسيطة أو ذات شخصية مستقمة ويعود اختيار أي‬
‫شكؿ مف األشكاؿ السابقة إلى األىداؼ اإلستراتيجية المسطرة مف قبؿ الشركة األـ لذلؾ‬
‫نجدىا تكتفي بإنشاء شركة جديدة يسيرىا واحد مف عماليا األجراء الذي تنصبو عمى رأسيا‬
‫إلدارتيا وفي ىذه الحالة تكوف قد كونت فرع بسيط دوف استقبللية قانونية أو قد تقوـ بإنشاء‬
‫شركة عف طريؽ المساىمة في رأسماليا مع مساىـ أو عدة مساىميف آخريف حيث يشترؾ‬
‫المساىموف في ىذه الحالة بضماف السير الحسف لمشركة كؿ حسب مساىمتو في رأس الماؿ‬
‫‪1‬‬ ‫وفي ىذه الحالة تصبح ىذه الشركة تابعة ذو استقبللية قانونية‬

‫وعمى نفس الصعيد وجب التفرقة قانونا بيف مفيوـ الشركة التابعة‬

‫)‪ (société filiale‬والفرع )‪(succursales‬فالشركة الفرعية ىي شركة تتمتع بالشخصية‬


‫القانونية وباالستقبللية المالية واإلدارية أما الفرع فيو ال يمتمؾ الشخصية القانونية وىو جزء‬
‫ال يتج أز مف الشخص المعنوي التابع لو يتمثؿ عادة في المحؿ لذي يمارس فيو نشاط تجاري‬
‫إلى جانب المقر االجتماعي لمشركة فالفرع ال يمكف أف يمارس نشاط مخالؼ لنشاط الشركة‬
‫ىذا إلى جانب كوف الفرع والشركة ال يكوناف معا تجمع عمى عكس الشركة األـ و الشركات‬
‫‪2‬‬ ‫التابعة‬

‫قد تشتبو الشركة التابعة مع نظـ قانونية أخرى أو تجمعات اقتصادية بحيث يستمزـ‬

‫األمر إجراء مقارنة بينيا وبيف تمؾ النظـ والتجمعات لتمييزىا عنيا حيث أدى توسع النشاط‬
‫االقتصادي إلى امتداد نشاط الشركات عبر الحدود بيف دوؿ العالـ سواء أكاف ذلؾ مف خبلؿ‬
‫الشركات التابعة أو مف خبلؿ فروع الشركات ولعؿ مف المتفؽ عميو قانونا وفقيا أف فرع‬

‫‪1‬‬
‫‪Christine Collette, Gestion Fiscale Entreprise, (France : Edition Marketing SA, 1998), p‬‬
‫‪47,48.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Francis Lefebre, Op.cit, p88.‬‬
‫‪101‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الشركة يعد جزءا ال يتج أز مف الشركة فيو بوضعو القانوني ال يتمتع بالشخصية القانونية‬

‫مستقمة عف شركتو وال يحمؿ اسما مختمفا عف اسميا وليس لو ذمة مالية مستقمة وال جنسية‬
‫مستقمة عف شركتو وانما يعد جزءا مف الشركة األصمية ‪1‬ويكوف مركز إدارتو ىو المركز ذاتو‬
‫إلدارة شركتو‬

‫ويترتب عمى ذلؾ أف يتبع الفرع شركتو األـ وتختمط أموالو بأمواليا ويحمؿ جنسيتيا‬
‫ويمارس ذات العمميات التي تقوـ بيا الشركة األـ ويكوف مدير فرع الشركة مف بيف‬
‫المستخدميف فييا وتربطو بالشركة عبلقة تبعية مصدرىا عقد العمؿ وال يعد عضوا في‬
‫حتى ولو كاف لفرع الشركة حسابات خاصة بنشاط الشركة فيو‬ ‫‪2‬‬ ‫الشركة بصفتو مدي ار ليا‬

‫فانو يبقى مؤتم ار بأوامر وق اررات إدارة الشركة بوصفو فرعا ليا وبذلؾ فيو يختمؼ تماما عف‬
‫الشركة التابعة الف ىذه األخيرة تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقمة التي تجمع‬
‫بيف حقوقيا والتزاماتيا وليا اسـ تجاري خاص بيا مشتؽ مف أغراضيا وعنواف مستقؿ‬
‫وىيئات خاصة بيا تتولى ميمة إدارة نشاطيا وأعماليا‪.‬‬

‫اف الشخصية المعنوية المستقمة لمشركة التابعة مستمدة مف القانوف الذي اقر ليا ىذه‬
‫الشخصية واقر أيضا باستقبلليا عف األشخاص المكونيف ليا ذلؾ أف الشركة القابضة‬
‫المستأثرة بالنصيب األكبر مف رأسماؿ الشركة التابعة ال تعدو أف تكوف –مف الناحية القانونية‬
‫– مجرد عضو في الشركة التابعة لكنو عضو يستيدؼ السيطرة عمى اإلدارة لتحقيؽ أغراضو‬

‫ينكر عمى الشركة التابعة استقبلليا بسبب تبعيتيا اإلدارية‬ ‫‪3‬‬ ‫ومع ذلؾ فاف قسما مف الفقو‬
‫واالقتصادية إذ قد تصؿ تبعيتيا لمشركة القابضة أحيانا درجة اضمحبلؿ شخصيتيا في‬
‫شخصية الشركة القابضة إذ تظير الشركة القابضة بمظير مدير الشركة التابعة عمى أساس‬

‫‪ 1‬فوزي محمد سامً ‪,‬الشركات التجارٌة ‪ ,‬األحكام العامة والخاصة ‪,‬الطبعة ‪ , 1‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزٌع ‪,‬‬
‫عمان ‪ ,1999‬ص ‪387‬‬
‫‪ 2‬هانً دوٌدار ‪ ,‬القانون التجاري‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪890‬‬
‫‪ 3‬حسن محمد هند ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪69‬‬
‫‪102‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أف الوحدة في المصالح واإلدارة والنشاط يؤدي إلى التداخؿ واالمتزاج بيف الذمة المالية‬

‫لمشركتيف إذ يصبح الوجود القانوني لمشركة التابعة صوريا والواقع أف العديد مف الشركات‬
‫القابضة تفضؿ تأسيس شركات تابعة ليا عمى افتتاح فروع لمشركة في دوؿ أخرى ألسباب‬
‫عديدة تأتي في مقدمتيا ‪:‬‬

‫‪ -‬إف افتتاح فروع لمشركة في دوؿ أخرى قد يعرضيا لمقيود التي تتناوؿ الشركات‬
‫األجنبية في حيف أف تأسيس الشركة القابضة لشركات تابعة وطنية في تمؾ البمداف‬
‫الوطنية ‪1‬‬ ‫يمكنيا مف االستفادة مف الميزات والتسييبلت المقررة لمشركات‬
‫‪ -‬إف توسع وامتداد نشاط الشركة الواحدة يعني زيادة العبء عمى إدارتيا التي تفضؿ‬

‫توزيع أعماليا بيف شركات مستقمة تتخصص كؿ واحدة منيا في نشاط معيف تحت‬
‫إدارة مستقمة لتحقيؽ أداء أفضؿ‬
‫‪ -‬إف توسع وامتداد نشاط الشركة الواحدة يعني بالنتيجة تضخـ وارداتيا ومف ثـ يؤدي‬
‫ذلؾ إلى خضوعيا لضريبة تصاعدية مرتفعة في حيف أنو مف األفضؿ ليا توزيع‬
‫نشاطاتيا عمى شركات متعددة تخضع كؿ منيا إلى ضريبة متدنية بصورة مستقمة‬

‫كما انو البد أف نميز بيف الشركة التابعة والكارتؿ حيث يمكف تعريؼ تكتبلت الكارتؿ‬
‫بأنيا اتفاؽ تحريري بيف عدد مف الشركات المنتمية إلى فرع معيف مف فروع اإلنتاج القتساـ‬
‫مع بقاء شخصيتيا القانونية‬ ‫‪2‬‬ ‫األسواؽ أو تنظيـ المنافسة وفؽ النموذج االحتكاري لمشركات‬

‫ويأخذ ىذا االتفاؽ صيغة عقد مبرـ بيف شركتيف أو أكثر مستقمتيف عف بعضيا موضوعو‬
‫تنسيؽ السياسات فيما بينيا بخصوص اقتساـ األسواؽ أو تنظيـ المنافسة أو تحديد اإلنتاج‬
‫أو تخفيض األسعار‬

‫‪1‬‬
‫جاك ٌوسف حكٌم‪ ,‬الشركات التجارٌة ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬مطبعة جامعة دمشق ‪ ,‬دمشق ‪ ,1992‬ص ‪45‬‬
‫‪2‬‬
‫بول أ باران و بول م سوٌزي ‪ ,‬رأس المال االحتكاري ‪,‬طبعة ‪, 1‬المطبعة الثقافٌة ‪ ,‬مصر ‪ , 1971‬ص ‪24‬‬
‫‪103‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫لكف مع مرور الوقت أصبحت ىذه التكتبلت االقتصادية في مواجية مع التشريعات التي‬

‫فجاء ظيور الشركتيف القابضة و التابعة تمبية‬ ‫‪1‬‬ ‫تدعـ حرية التجارة وتحارب االحتكار‬
‫لحاجات الشركات الكبرى إلى مزيد مف التوسع والتنوع واالمتداد في النشاط التجاري ولكوف‬
‫الشركة القابضة في رأي فقياء القانوف التجاري تعد ظاىرة قانونية مشروعة لمتركيز‬
‫االقتصادي بيف الشركات عمى أساس مف التوجيو والرقابة في اإلدارة والمشاركة في رؤوس‬
‫األمواؿ‬

‫إلى أف الشركة التابعة تختمؼ عف الكارتؿ في نقاط عديدة أىميا‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وذىب بعض الفقو‬

‫إف اتفاقات الكارتؿ ال تعدو أف تكوف مجرد تكتبلت اقتصادية بيف أشخاص أو مشروعات‬

‫مستقمة عف بعضيا بصيغ تعاقدية تستيدؼ فرض سيطرتيا عمى السوؽ واحتكاره بوصفيا‬
‫ذات نشاط اقتصادي متماثؿ أو متكامؿ عمى أساس مف المساواة والمنفعة المتبادلة بيف‬
‫األطراؼ‬

‫تشترؾ الشركات الداخمة ضمف نطاؽ الكارتؿ مع الشركة التابعة في احتفاظ كؿ منيا‬
‫بشخصيتيا القانونية وذمتيا المالية المستقمة ومع ذلؾ فاف الشركة التابعة تخضع لمسيطرة‬
‫المالية واإلدارية لمشركة القابضة التي توجو سياستيا وتتحكـ في نشاطيا االقتصادي سواء‬
‫أكانت تمؾ السيطرة قانونية أـ فعمية في حيف أف الشركة التي تكوف عضوا في الكارتؿ ال‬
‫تخضع لتحكـ شركة أخرى وانما ىي تمتزـ باتفاقات الكارتؿ بمحض إرادتيا‬

‫ألطراؼ الكارتؿ الحرية في االنسحاب منو متى ما وجدوا إف ىذا االتفاؽ ال يحقؽ‬
‫مصالحيـ االقتصادية في حيف أف تخمص الشركة التابعة مف سيطرة الشركة القابضة رىف‬
‫بمشيئة األخيرة‬

‫‪1‬‬
‫فوزي محمد سامً‪ ,‬شرح القانون التجاري‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬الجزء ‪ ,4‬دار مكتبة التربٌة‪ ,‬عمان ‪ ,1997‬ص ‪383‬‬
‫‪2‬‬
‫ٌحٌى عبد الرحمان رضا‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪316‬‬
‫‪104‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة العالقة القانكنية بيف‬

‫الشركة األـ كالشركة التابعة‬

‫ىناؾ عدة طرؽ وأساليب تتبع في تكويف مجمع الشركات‪ ،‬حيث ينتج عف ذلؾ شركة‬
‫أـ‪ ،‬تسيطر عمى مجموعة مف الشركات‪ ،‬يطمؽ عمييا الشركات الوليدة‬
‫أو التابعة‪ ،‬وينشأ عف ىذه السيطرة مسؤولية عمى الشركة األـ تجاه الشركات التابعة ليا‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬رقابة الشركة األـ عمى الشركات التابعة‬

‫تمارس مؤسسة عمى مؤسسة أخرى ما يسمى بالرقابة وذلؾ عمى أساس عدد األسيـ‬
‫التي تمتمكيا فييا وتمكنيا ىذه األسيـ مف القدرة عمى تسييرىا وتسمى عندئذ المؤسسة التي‬
‫تمارس الرقابة بالشركة األـ في حيف تدعى الشركة المسيرة بالشركة الفرعية‬

‫الرقابة ىي القدرة عمى التحكـ في السياسات المالية والتشغيمية لؤلنشطة لمحصوؿ‬


‫عمى منافع منيا ويمكف القوؿ أف شركة تمارس الرقابة عمى شركة أخرى إذا كانت تحوز‬
‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عمى جزء مف حقوؽ التصويت يفوؽ نسبة ‪ %50‬شرط أف ال‬
‫يممؾ مساىموف أو شركاء آخروف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نسبة تفوؽ ىذه النسبة‬

‫وتجدر اإلشارة أف الرقابة تعتمد في ممارساتيا عمى امتبلؾ حقوؽ التصويت بدال مف‬
‫المساىمة في رأس الماؿ عف طريؽ امتبلؾ أسيـ أو سندات‬

‫إف بسط الشركة لرقابتيا عمى شركة أخرى يعبر عف نية األولى في ممارسة تأثير‬
‫محدد عمى تسيير الشركة الثانية التي تممكت األولى أغمبية أسيميا بطريؽ الشراء أو‬

‫‪105‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫االكتتاب وبالتالي ىيمنة الشركة األـ عمى الشركات التابعة ليا و ضماف مركزية ىذه الق اررات‬

‫‪1‬‬ ‫الحاسمة خدمة لمصالح المجمع الذي يعتبر كتمة اقتصادية متكاممة‬

‫ويعبر مصطمح الرقابة عف وجود عدة معاني وذلؾ بسبب تنوع أشكاؿ الرقابة ذاتيا‬
‫وكذا بسبب تعقيد نظاميا الذي يتضح مف خبلؿ فحص وتحميؿ نظرية الرقابة والحقيقة انو‬
‫توجد عدة محاوالت لتحديد نظرية الرقابة فمنيـ مف عرفيا( بأنيا موجودة ضمنيا حينما‬
‫يمارس الشخص الطبيعي أو المعنوي السمطة المطمقة لئلدارة واتخاذ القرار داخؿ الشركة‬
‫المستقمة قانونا ) ويعني ذلؾ فكرة التحكـ في الشركة والييمنة عمييا وىذا التحكـ يمكف‬
‫ممارستو إما عمى مستوى الجمعيات العامة واما عمى مستوى الييئات اإلدارية غير أف‬

‫المسألة بياتو الكيفية يمكف أف تكوف مثا ار لمتعقيد الف الرقابة مف ناحية يمكف أف تكوف‬
‫مزدوجة ومف ناحية أخرى فانو يوجد تنوع في الوسائؿ التي تمكف مف الوصوؿ إلى ىذه‬
‫السمطة اإلدارية‬

‫يمكف القوؿ باف معيار الحساب الرياضي لتحديد مفيوـ الشركة التابعة قد تـ تجاوزه‬
‫الف فكرة فرض الرقابة مف جانب شركة ما عمى أخرى –والتي ىي عامؿ أساسي لتحديد‬
‫‪2‬‬ ‫مفيوـ المجمع في حد ذاتو‪ -‬يمكف أف تكرس بالنظر إلى اليدؼ المنشود منيا‬

‫ولقد نص المشرع الجزائري في القانوف التجاري المادة ‪ 731‬مف األمر رقـ ‪27-96‬‬
‫المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ :1996‬تعد شركة ما مراقبة لشركة أخرل قصد تطبيؽ ىذا القسـ‬

‫(القسـ الثاني بعنكاف الشركات التابعة المساىمات كالشركات المراقبة )‪:‬‬

‫عندما تممؾ بصفة مباشرة أك غير مباشرة جزءا مف رأسماليا يخكؿ أغمبية األصكات في‬
‫الجمعيات العامة ليذه الشركة‬

‫‪1‬‬
‫‪Storck (M), Définition légale du contrôle d’une société en droit français, Rev, Soc, 1986,‬‬
‫‪N385.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Francis Lefebvre, op.cit, n18, p16‬‬
‫‪106‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫عندما تممؾ كحدىا أغمبية األصكات في ىذه الشركة بمكجب اتفاؽ مع باقي الشركاء‬

‫اآلخريف أك المساىميف عمى أال يخالؼ ىذا االتفاؽ المصالح المشتركة‬

‫عندما تتحكـ في الكاقع بمكجب حقكؽ التصكيت التي تممكيا في ق اررات الجمعيات العامة‬
‫ليذه الشركة‬

‫تعتبر ممارسة ليذه الرقابة عندما تممؾ بصفة مباشرة أك غير مباشرة جزءا يتعدل‬
‫‪%40‬مف حقكؽ التصكيت كال يحكز أم شريؾ أك مساىـ آخر بصفة مباشرة أك غير‬

‫مباشرة جزءا اكبر مف جزئيا‬

‫تسمى الشركة التي تراقب شركة أك عدة شركات كفقا لمفقرات السابقة قصد تطبيؽ ىذا‬
‫القسـ (الشركة القابضة )‬

‫بناءا عمى نص المادة السابؽ ذكره يمكف القوؿ أف الرقابة ال تعرؼ فحسب وفقا‬
‫لممعيار الرياضي الذي تـ تجاوزه والقاضي بتممؾ أغمبية رأسماؿ الشركة وانما يأخذ أيضا‬
‫باعتبار السمطة الحقيقية في اتخاذ القرار داخؿ جمعيات المساىميف لذلؾ المساىـ أو‬
‫مجموعة المساىميف الذيف ليـ مصالح مرتبطة‬

‫بيذه الكيفية فاف أشكاؿ الرقابة تتعدد فيناؾ ما يعرؼ بالرقابة الحصرية‪contrôle ( ‬‬

‫‪ )exclusif‬وىو شكؿ ناتج مف قياـ شركة ما لوحدىا وبدوف مساىمة مف أي أطراؼ أخرى‬
‫وعف طريؽ حقوؽ التصويت التي تممكيا باتخاذ الق اررات داخؿ الجمعيات العامة في شركة‬
‫فعميا‪1‬‬ ‫أخرى أو بمعنى آخر حينما تممؾ أغمبية األصوات قانونا أو‬

‫‪ ‬األمر رقم ‪ 27-96‬المؤرخ فً ‪ 1996/12/09‬السابق الذكر هو نص منقول من التشرٌع التجاري الفرنسً‪ ،‬المادة‬
‫‪ 3-233‬فً القانون المؤرخ فً ‪ 1985/07/12‬المعدلة للمادة ‪ 1-355‬من القانون التجاري للشركات الصادر سنة ‪،1966‬‬
‫وقد أضٌفت للمادة ‪ 3-233‬فقرة أخرى بموجب التعدٌل الصادر ‪ٌ 2001‬تعلق "بالرقابة المزدوجة"‬
‫‪1‬‬
‫‪PH.Dom, Les démentions du groupes de société après les reformes de l’année ; 2001, Rev‬‬
‫‪SOC, 2002, p01.‬‬
‫‪107‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫قد تكوف الرقابة مباشرة أو غير مباشرة فإذا كانت الشركة (أ) تممؾ أغمبية حقوؽ التصويت‬

‫داخؿ الشركة (ب) فاف (أ) تراقب (ب) مباشرة واذا كانت الشركة (ب) تراقب الشركة (ج)‬
‫فاف (أ) تمارس رقابتيا بشكؿ غير مباشر عمى (ج) ولقد تطور الوضع مف خبلؿ دور‬
‫‪1‬‬ ‫المساىمات المتقابمة إلى أف وصؿ إلى درجة الرقابة الذاتية‬

‫إف السيطرة والرقابة التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركات التابعة تعد الركيزة‬
‫األساسية والمعيار الفعمي لوجود مجمع الشركات ذلؾ ألنيا تخوؿ الشركة األـ سمطات إدارية‬
‫ومالية واسعة في مواجية الشركات التابعة وحتى يمكف فيـ فكرة رقابة الشركة األـ عمى‬
‫الشركة التابعة يتعيف عمينا أف ندرؾ أف تممؾ األولى ألسيـ أو حصص في رأس ماؿ‬

‫الف ىدؿ النوع مف المساىمة الخالية مف نية‬ ‫‪2‬‬ ‫شركات أخرى ال يكوف بنية توظيؼ األمواؿ‬
‫الرقابة والتي تيدؼ إلى تحقيؽ الربح فقط تجعمنا إما ما يعرؼ بشركات االستثمار فالتحكـ‬
‫في إدارة الشركات التابعة ىو األساس الذي تنصب عميو الرقابة واف كانت الرقابة المالية ىي‬
‫الوسيمة لذلؾ‬

‫ليس لمرقابة مفيوـ قانوني محدد فيي تستخدـ بمعنى السمطة التي تحددىا فكرة النظاـ‬
‫بوصفيا مبلزمة لوجود النظاـ وتمارسيا أجيزة متخصصة باعتبارىا جزءا مف مكوناتو‬
‫وتستخدـ أيضا بمعنى الفحص والمتابعة والقدرة عمى المنع والتوجيو أي القدرة عمى اتخاذ‬
‫الق اررات الخاصة بتوجيو نشاط الشركة نحو تحقيؽ أغراض محددة وفي مجاؿ الشركات تعني‬

‫العمؿ الذي يقوـ بو شخص طبيعي أو معنوي إلدارة األمواؿ والذمة المالية التي تممكيا‬
‫‪3‬‬ ‫الشركة‬

‫‪1‬‬
‫‪Didier Paul, Droit commercial, p545‬‬
‫‪ 2‬محمد حسٌن إسماعٌل‪ ،‬الشركة القابضة وعالقتها بشركاتها التابعة فً مشروع قانون الشركات األردنً والتشرٌع‬
‫المقارن‪( ،‬عمان‪ :‬شركة شقٌر وعكشة للطباعة‪ ،)1990 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 3‬محمود علً درٌد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪108‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫إف تحقيؽ المشروع االقتصادي لمغاية المرجوة منو يتوقؼ عمى إستراتيجية وخطة‬

‫عمؿ تمتزـ بتنفيذىا الوحدات المكونة لممجمع وتتولى الشركة األـ وضع ىذه اإلستراتيجية‬
‫واإلشراؼ عمى تنفيذىا في مختمؼ شركاتيا التابعة مف خبلؿ قدرتيا عمى تعييف أعضاء‬
‫مجمس إدارة كؿ شركة تابعة وعمى إمكانية عدـ تعييف أي عضو بدوف موافقتيا‬

‫مف خبلؿ ىذا نجد أف الرقابة ىي قدرة الشركة عمى وضع سياسات لشركاتيا التابعة‬
‫بحيث تكوف منسجمة مع اإلستراتيجية التي وضعتيا وال تكوف الرقابة فاعمة إال إذا كانت‬
‫ثابتة ودائمة ويقصد بالثبات أف ال تخرج الشركة التابعة عف رقابة الشركة األـ تحت أي‬
‫ظرؼ ميما كاف أما دواـ الرقابة فيراد بو أف تمارس الرقابة بصفة متصمة ومستمرة فالرقابة‬

‫األـ ‪1‬‬ ‫العارضة أو المؤقتة أو المتغيرة ال تكفي لمقوؿ بخضوع الشركة التابعة لرقابة الشركة‬

‫إف االعتراؼ بيذه الرقابة حقيقة ثابتة أيا كاف االستقبلؿ القانوني الذي تتمتع بو‬
‫الشركات التابعة وأيا كاف مظاىره ألنو يصطدـ بفكرة المجمع في حد ذاتيا ىذه الفكرة التي‬
‫مناطيا تشكيؿ وحدة اقتصادية واحدة مف اجؿ تنفيذ مشروع اقتصادي وتظير ىذه الرقابة في‬
‫جوانب عديدة منيا تحديد السياسة المالية واالستثمارية ووضع الخطة اإلنتاجية في الشركة‬
‫التابعة كجزء مف الخطة العامة لممجمع‬

‫إف الرقابة اإلدارية والمالية التي تمارسيا الشركة األـ عمى شركاتيا التابعة تعتبر ركنا‬
‫ركينا لقياـ فكرة مجمع الشركات خاصة تمؾ المبنية عمى التكامؿ الرأسي بحيث تتخصص‬

‫كؿ شركة تابعة في مرحمة إنتاجية معينة في إطار مشروع واحد وىذا ىو واقع جؿ الشركات‬
‫التابعة الف التكامؿ الرأسي يستوجب التنسيؽ بيف نشاط ىذه الشركات‬

‫وما يمكف مبلحظتو أف الشركة األـ تعتبر بالنسبة لمشركات التابعة بمثابة المدير الذي‬
‫يقوـ عمى إدارتيا ويعمؿ عمى تحقيؽ اليدؼ االقتصادي الموحد لمجمع مف خبلؿ إحكاـ‬

‫‪1‬‬
‫محمود على درٌد‪ ،‬المرجع نفه‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪109‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫سيطرتو عمييا كما أف وحدة اليدؼ االقتصادي ال تعني وحدة القرار االقتصادي لكؿ‬

‫الشركات التابعة فالظروؼ االقتصادية تختمؼ مف شركة ألخرى خاصة في حالة وجود‬
‫مراكز نشاطيا في دوؿ مختمفة وبالتالي فاف الشركة األـ تراعي ىذا عند ممارستيا لمسيطرة‬
‫‪1‬‬ ‫اإلدارية والمالية عمييا‬

‫ويمكننا القوؿ أف عبلقة الشركة األـ بشركاتيا التابعة متشابكة ومتعددة البناءات حيث‬
‫تشارؾ الشركة األـ في شركاتيا التابعة مف خبلؿ اتخاذ الق اررات وفرض إستراتيجيتيا في‬
‫تحديد األسعار ومدى مشاركة الشركة التابعة في السوؽ المحمي وذلؾ كمو مف اجؿ زيادة‬
‫اإلرباح ويمكف إجماؿ المسائؿ التي تختص الشركة األـ بالفصؿ غييا كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد السياسة االستثمارية لمشركات التابعة وذلؾ في إطار الخطة العامة لممشروع‬
‫فبل تستطيع أي مف ىذه الشركات القياـ باستثمارات جديدة دوف الرجوع لمشركة األـ‬
‫‪ -‬تحديد السياسة المالية لمشركات التابعة فالشركة األـ ىي التي تقرر كيفية تمويؿ‬
‫نشاط شركاتيا التابعة‬
‫‪ -‬وضع الخطة اإلنتاجية لكؿ شركة تابعة في إطار الخطة العامة لممشروع والسعر‬
‫الذي يتـ بو بيع السمعة المنتجة‬
‫‪ -‬تحديد األسواؽ وتوزيعيا بيف الشركات التابعة‬
‫‪ -‬تعييف كبار المديريف الفنييف في الشركات التابعة وغالبا ما يتـ تدريبيـ في مراكز‬

‫متخصصة تابعة لمشركة األـ مف اجؿ ضماف وحدة األساليب الفنية واإلدارية داخؿ‬
‫المجمع‬

‫‪ 1‬احمد محمود المساعدة‪ ،‬العالقات القانونٌة للشركة القابضة مع الشركات التابعة لها (دراسة مقارنة)‪ ،‬األكادٌمٌة‬
‫للدراسات االجتماعٌة واإلنسانٌة‪ ،‬قسم العلوم االقتصادٌة والقانونٌة‪ ،‬العدد‪ ،12‬جوان ‪ ،2014‬ص‪.114‬‬

‫‪110‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪ -‬كؿ ما يتعمؽ بسياسة األبحاث العممية والتكنولوجيا وفي غالب األحياف تتركز ىذه‬

‫‪1‬‬ ‫األبحاث في معامؿ الشركة األـ وحدىا‬

‫وميما كانت الرقابة التي تمارسيا الشركة األـ عمى شركاتيا التابعة فانو يمكف تشبيييا‬
‫بالعبلقة بيف مقر القيادة العميا في الجيش وبيف قيادات الميداف الخاضعة لو بحيث أف قادة‬
‫األلوية والكتائب يتمتعوف بقدر مف الحرية في اتخاذ القرار واصدار األوامر كما أنيـ عادة‬
‫يكونوف ذوي نفوذ عمى قواتيـ إال أف حدود سمطتيـ توضع في مقر القيادة العميا فيـ يتخذوف‬
‫‪2‬‬ ‫ق ارراتيـ ويرسموف خططيـ وفقا لئلستراتيجية التي تضعيا القيادة العميا‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬آثار رقابة شركات المجمع‬

‫عمى الرغـ مف استقبلؿ الشركات التابعة عف الشركة األـ وتمتع كؿ منيا بالشخصية‬
‫المعنوية بما يترتب عمييا مف نتائج فإنيا تظؿ مرتبطة بيا إداريا وماليا بما يكفؿ تحقيؽ‬
‫اليدؼ االقتصادي الموحد الذي ترسـ الشركة األـ خطة الوصوؿ إليو وتمتزـ الشركة التابعة‬
‫بتنفيذىا مما يجعؿ ىذه األخيرة خاضعة لرقابة الشركة األـ ويترتب عف ىذه الرقابة عدة‬

‫نتائج أىميا ‪:‬‬

‫عدـ جكاز عضكية الشركة التابعة في الشركة األـ‬


‫‪- 1‬‬

‫األصؿ انو يجوز ألي شركة تممؾ حصة ا واسيما في رأس ماؿ شركة أخرى الشيء‬
‫الذي يؤدي تبعية األولى لؤلخيرة ولكف لو ساىمت الشركة (أ) في رأس ماؿ الشركة(ب)‬

‫لتسيطر عمييا ثـ ساىمت الشركة (ب) في رأس ماؿ الشركة(أ) فاف ذلؾ ال يستقيـ ومنطؽ‬
‫المجمع وأىدافو كما أف األخطر مف ىذا ىو أف السماح بالمساىمة التبادلية بيف الشركة األـ‬

‫‪ 1‬حسن محمد هند‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.394 ،390‬‬


‫‪ 2‬احمد محمود المساعدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.113 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫والشركة التابعة سيؤدي إلى اختفاء الموجودات العينية لمشركتيف كما يؤدي إلى صورية ىذه‬

‫الموجودات‬

‫كما يضاؼ إلى ىذا إشكاؿ آخر وىو ما يسمى باإلغبلؽ بحيث انو في حالة ما إذا‬
‫كانت المساىمة التبادلية تؤمف لمشركة (أ) أغمبية في الجمعية العامة لشركة (ب) وكانت‬
‫ليذه األخيرة ميزة مماثمة في جمعية الشركة (أ) فاف ىذا يخمؽ احتكا ار لمسمطات اإلدارية‬
‫ولرقابة سير العمؿ مف اجؿ ىذا نجد أف تشريعات بعض الدوؿ منعت المشاركة التبادلية بيف‬
‫‪1‬‬ ‫الشركة األـ والشركات التابعة‬

‫حيث إف قانوف الشركات البريطاني الصادر سنة ‪ 1948‬في المادة ‪ 27‬تنص عمى‬

‫انو ال يجوز لمشركة التابعة أو ممثمييا االشتراؾ في عضوية الشركة القابضة ويعتبر أي‬
‫تخصيص أو تحويؿ لؤلسيـ مف الشركة القابضة إلى شركاتيا التابعة باطبل ويبدو إف‬
‫الحكمة مف ىذا المنع ىي أف الشركة األـ يجب إف تظؿ مسيطرة عمى إدارة الشركة التابعة‬
‫فبل يجوز لؤلخيرة أف يكوف ليا أسيما في الشركة األـ تمنح ليا أصوات في الجمعية العامة‬
‫‪2‬‬ ‫وبالتالي تشترؾ في توجيو إدارتيا‬

‫كما نجد قانوف الشركات الفرنسي المعدؿ في ‪ 1966‬في المادتيف ‪ 358‬و ‪ 259‬الذي‬
‫وضع نظاما لممشاركات التبادلية بحيث يمزـ شركات األمواؿ التي تمتمؾ جزءا يزيد عف‬
‫‪ %10‬مف رأس ماؿ شركة أخرى أف تقوـ بإخطار ىذه األخيرة بواسطة رسالة موصى عمييا‬

‫خبلؿ شير وال يكوف لمشركة الموجو إلييا الرسالة مف تاريخ ىذا األخطار الحؽ في اكتساب‬
‫أسيـ في الشركة األولى أما إذا كانت قد ممكت تمؾ األسيـ مف قبؿ فيمزميا القانوف ببيعيا‬
‫خبلؿ عاـ وىذا ال ينطبؽ عمى المشاركات التبادلية بيف شركات األشخاص‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.82 ،81‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سمٌر الشرقاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪112‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كما جاء ىذا القانوف بقاعدة قضت بأنو ما لـ يوجد اتفاؽ مخالؼ فاف عمى الشركة المالكة‬

‫لمجانب األضعؼ في المشاركة أف تبيع نصيبيا وفي حالة التساوي فاف عمى كؿ شركة‬
‫‪1%10‬‬ ‫التنازؿ عف القدر الزائد عف‬

‫‪ 730‬و‬ ‫وبالنسبة لمقانوف الجزائري فقد تصدى لممشاركات التبادلية مف خبلؿ المواد‬
‫‪ 730‬حظر‬ ‫‪ 732‬مكرر مف القانوف التجاري حيث نجد أف المشرع مف خبلؿ نص المادة‬
‫عمى شركة المساىمة تممؾ أسيـ شركة أخرى عندما تممؾ ىذه الشركة جزءا مف رأس ماؿ‬
‫‪ 732‬مكرر عمى منع‬ ‫الشركة األولى يفوؽ نسبة ‪ %10‬بصفة مباشرة كما نصت المادة‬
‫الشركة التابعة بصفة غير مباشرة لمشركة األـ مف امتبلؾ نسبة تفوؽ ‪ %50‬مف رأس ماؿ‬

‫‪2‬‬ ‫ىذه األخيرة‬

‫كذلؾ نجد المادة ‪ 138‬مكرر مف قانوف الضرائب والتي قضت بضرورة إال يكوف‬
‫رأس الماؿ االجتماعي ممموكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كميا أو جزئيا مف طرؼ‬
‫الشركات األعضاء تحت طائمة عدـ االستفادة مف النظاـ الجبائي الخاص بالمجمع ويؤكد‬
‫‪ 07‬الصادرة عف المديرية العامة لمضرائب بتاريخ‬ ‫ذلؾ ما ورد في التعميمة اإلدارية رقـ‬
‫‪ 1997/04/13‬في عرضيا لشروط الخضوع لمنظاـ الجبائي الخاص حيث جاء فييا بأف (‬
‫امتبلؾ رأس ماؿ اجتماعي في الشروط السابقة يمنح لمشركة صفة العضوية وىذا يجردىا‬
‫)‪3‬‬ ‫مف أىمية الخضوع لمنظاـ الجبائي لمجمع الشركات بصفة شركة أـ‬

‫‪ 1‬محمد حسٌن إسماعٌل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.83‬‬


‫‪ 2‬انظر المواد‪ 732 ،730 :‬مكرر من القانون التجاري‪ ،‬أمر رقم ‪ 96/27‬المؤرخ فً ‪.1996/02/09‬‬
‫‪ 3‬رابح بن زارع‪ ،‬شروط تطبٌق النظام الجبائً الخاص بمجمع الشركات فً التشرٌع الجزائري‪ ،‬مجلة التواصل فً‬
‫االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬العدد‪ ، 38‬كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة باجً مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2014 ،‬ص‪.255‬‬
‫‪113‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪- 2‬ظيكر األكضاع المالية لمشركة التابعة في ميزانية الشركة األـ‬

‫مف بيف نتائج سيطرة الشركة األـ المالية واإلدارية عمى شركاتيا التابعة العمؿ‬
‫بالميزانيات والحسابات الموحدة وقد جرى العمؿ بيذا في الدوؿ األنجمو أمريكية وفي فرنسا‬
‫‪ 259‬منو عمى (يتوجب عمى‬ ‫إلى حد ما كما ينص قانوف الشركات األردني في المادة‬
‫الشركة القابضة في نياية كؿ سنة مالية تنظيـ ميزانية مجمعة لكافة الحسابات والنتائج‬

‫المالية لمشركات التابعة ليا وبيانا كافيا عف ىذه الشركات وما تممكو الشركة القابضة في‬
‫رؤوس أمواليا) ثـ استبدؿ المشرع األردني ىذا النص بالمادة ‪ 272‬مف القانوف الجديد والتي‬
‫جاء نصيا ( عمى الشركة األـ إعداد ميزانية مجمعة لمشركات التابعة وبخاصة الممموكة ليا‬
‫)‪1‬‬ ‫بالكامؿ‬

‫‪ 732‬مؾرر ‪ 3‬عمى إلزاـ الشركة‬ ‫أما القانوف التجاري الجزائري فقد نصت المادة‬
‫القابضة التي تمجأ لبلدخار العمني و‪ /‬أو المسعرة في البورصة بإعداد الحسابات المدعمة وىو‬
‫تقديـ الوضعية المالية ونتائج مجموعة الشركات وكأنيا تشكؿ نفس الوحدة )‬

‫يتضح مف خبلؿ القواعد القانونية السابقة الذكر أف الشركة األـ تمتزـ باف تبيف‬
‫لجمعيتيا العامة باإلضافة إلى حساباتيا السنوية حسابات مجموع الشركات الدائرة في فمكيا‬
‫مظيرة فييا األرباح التي جنتيا والخسائر التي تحممتيا ىي وشركاتيا التابعة معا واليدؼ مف‬
‫ذلؾ إعطاء صورة واضحة لكؿ مساىـ في الشركة األـ عف الوضع المالي فييا وفي‬
‫الشركات التابعة ليا وىذا نظ ار لتأثير المركز المالي لمشركات التابعة عمى قيمة وتداوؿ أسيـ‬
‫الشركة األـ السيما إذا كاف النشاط الوحيد ليذه األخيرة ىو استثمار أمواليا في الشركات‬
‫‪2‬‬ ‫التابعة وليس ليا كشركة أـ نشاط تجاري مستقؿ‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سمٌر الشرقاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪114‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تسعى الحسابات المجمعة إلى تكممة النقائص الكائنة في التصريحات الدورية لمشركة‬

‫األـ وشركاتيا التابعة وال يقتصر دورىا عمى التحسيف والتكممة وانما يكمف أيضا في أنيا‬
‫تعتبر كطريقة مثمى لتقدير المحفظة مف وجية نظر مالية فباستخداـ دليؿ التجميع ومخطط‬
‫التجميع تحقؽ عممية التجميع تجانس وتناسؽ الحسابات السنوية لمشركات المجمعة مما‬
‫يسمح بالحصوؿ عمى معمومات موحدة وذات مصداقية‬

‫أثر انقضاء كانسحاب الشركة األـ عمى الشركة التابعة‬


‫‪- 3‬‬

‫قد تنقضي الشركة األـ ألي سبب مف أسباب انقضاء الشركات مما يدفع إلى التساؤؿ‬
‫حوؿ اثر ىذه الواقعة عمى الشركات التي تخضع لسيطرتيا‬

‫إف ىذا األثر يختمؼ بحسب الطريقة التي تسيطر بيا الشركة األـ عمى الشركة التابعة فإذا‬
‫كانت الشركة األـ تسيطر عمى كامؿ رأس ماؿ الشركة التابعة كما ىو جائز في القانوف‬
‫االنجميزي عف طريؽ تممؾ جزء كبير مف أسيميا ومشاركة أشخاص يخدموف مصالحيا في‬
‫الجزء الباقي‪ ,‬فاف انقضاء الشركة األـ وتصفيتيا في ىذه الحالة يؤدي إلى تصفية مساىماتيا‬

‫في الشركة التابعة ومف ثـ انتياء سيطرتيا عمييا وبإمكاف الشركة التابعة مواصمة نشاطيا‬
‫كشركة مستقمة إذا ما حؿ مساىموف آخروف محؿ الشركة األـ كما لو تـ بيع أسيـ الشركة‬
‫األـ في الشركة التابعة‬

‫أما إذا فضؿ القائموف عمى التصفية استرداد نصيبيا في رأس ماؿ الشركة التابعة فاف‬
‫ىذا يؤدي طبعا إلى حؿ الشركة التابعة وتصفيتيا كما يحدث نفس األثر إذا كانت سيطرة‬
‫الشركة األـ عمى الشركة التابعة ناتجة عف امتبلكيا ألغمبية األسيـ التي تعطي حؽ‬
‫التصويت في الجمعية العامة‬

‫‪115‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ونبلحظ انو في الحالة التي ال يترتب فييا أي اثر عمى الشركة التابعة جراء انقضاء‬

‫الشركة األـ مف الناحية القانونية فانو مف الناحية العممية غالبا ما يحدث العكس مف حيث‬
‫أف انقضاء الشركة األـ يؤدي في الحقيقة إلى تصفية التجمع القائـ بيف الشركات التابعة‬
‫والذي ترأسو الشركة األـ‬

‫أما إذا كانت سيطرة الشركة األـ ناتجة عف اتفاؽ بينيا وبيف الشركة التابعة عمى‬
‫تعييف أغمبية أعضاء مجمس إدارة ىذه األخيرة بغض النظر عف نسبة مساىمتيا في رأس‬
‫ماليا فاف انقضاء الشركة األـ ينتج عنو زواؿ سيطرتيا عمييا ويبقى لمشركة التابعة كيانيا‬
‫‪1‬‬ ‫القانوني‬

‫وفي حالة ما إذا قررت الشركة األـ االنسحاب مف الشركة التابعة بالتنازؿ عف‬
‫أسيميا أو حصصيا إلى شريؾ أخر فيترتب عف ىذا تحرر الشركة التابعة مف سيطرة‬
‫الشركة األـ وتستمر في مواصمة نشاطيا كشركة عادية مستقمة ىذا إذا انتقمت أسيـ و‬
‫حصص الشركة المنسحبة إلى عدة أشخاص آخريف طبيعييف كانوا أو معنوييف أما إذا انتقمت‬
‫األسيـ أو الحصص إلى شركة أخرى فتحؿ ىذه األخيرة محؿ الشركة األـ‬

‫الفرع الثاني‪:‬أىداؼ رقابة شركات المجمع‬

‫تيدؼ رقابة شركات المجمع إلى رقابة تسيير الشركات التابعة و رقابة إستراتيجيتيا‬

‫رقابة تسيير الشركات التابعة‬


‫‪- 1‬‬

‫إف السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى عجز المشاريع ناتج مف جية عف أسباب‬
‫إستراتيجية ومف جية أخرى عف أخطاء األشخاص الذيف يقوموف بعممية التسيير عمى‬
‫المستوى االستراتيجي إذا كانت الشركة األـ تمعب دو ار ميما في تحديد السياسة العامة‬

‫‪1‬‬
‫محمد سمٌر الشرقاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪116‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وتحديد األىداؼ فاف اإلستراتيجية التنفيذية تؤدي في النياية إلى إدارة الشركات التابعة‬

‫والمساىمات وبالتالي فانو مف األفضؿ تحديدىا في إطار التوجيات العامة لمجمع الشركات‬
‫ألنيا تكوف اقرب لمسوؽ ما عدا فيما إذا كانت خصوصيات لمسوؽ المحمية حيث يمكف أف‬
‫تكوف ىناؾ إستراتيجية مختمفة بالنسبة لمشركة التابعة‬

‫أىمية اختيار كيفية تسيير الشركات التابعة ال يرجع فقط إلى الحد مف أخطاء التسيير ولكف‬
‫أيضا مف أجؿ ضماف خط استراتيجي صحيح وحتى يتحقؽ ذلؾ البد أف تكوف الشركة األـ‬
‫قادرة عمى تعييف مديري الشركات التابعة أو المساىمات حيث يكوف وفؽ معايير محددة‬
‫مسبقا ويكوف ذلؾ ممكف فقط بالنسبة لمشركات التي تتـ مراقبتيا عف طريؽ امتبلؾ األغمبية‬

‫مف األسيـ أو ميثاؽ المساىميف حيث يمكف اشتراط إمكانية المساىمة في اختيار المديريف‬
‫االعتراض‪1‬‬ ‫وامتبلؾ حؽ‬

‫رقابة إستراتيجية الشركات التابعة‬


‫‪- 2‬‬

‫يكمف اليدؼ مف رقابة شركات مجمع الشركات في ضماف إدارة إستراتيجية لممجموعة‬

‫ككؿ (الشركة األـ والكيانات التابعة) ويعتبر البعض أف إستراتيجية الشركة التابعة تحددىا‬
‫بالضرورة إدارة الشركة التابعة بينما يرى البعض اآلخر باف دور الشركة التابعة يقتصر عمى‬
‫التنفيذ عمميا واإلستراتيجية تحدد عمى مستوى ىيئات مجمع الشركات أو مف قبؿ إدارة‬
‫الشركة األـ إذا كانت إستراتيجية الشركة التابعة عامة تحدد انطبلقا مف معمومات ميدانية‬
‫ويبقى عمى مجمع الشركات أف يتكامؿ ضمف إستراتيجية عامة إال إذا قبؿ أف تكوف ىناؾ‬
‫مجرد روابط مالية أو تقارب مالي لمجموعة الشركات وفي الواقع حرية التنفيذ تندرج ضمف‬
‫توجييات إستراتيجية و قواعد تسيير محددة مف قبؿ الشركة األـ أو إدارة مجمع الشركات‬

‫وعمميا فاف مسئولي الشركة التابعة ولموصوؿ إلى ما ىو مبلئـ بالنسبة لشركاتيـ قد يبتعدوف‬
‫‪1‬‬
‫‪ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. LA DEFINITION JURIDIQUE DES GROUPES DE SOCIETES.‬‬
‫‪THESE DOCTORAT . L UNIVERSITE DE RENNES 1. 1993 . P 64‬‬
‫‪117‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أحيانا عف السياسة العامة لممجمع وىذا يرجع إلى تقصير إدارة المجمع ألنو عادة ما يكوف‬

‫لممجمع خبليا مكمفة بالتخطيط االستراتيجي مف اجؿ مساعدة الشركات التابعة عمى وضع‬
‫نشاطيا ضمف إستراتيجية عامة يتـ تحديدىا عمى مستويات مع تكرارىا بيف كؿ مستوى‬
‫وعموما إذا كانت رقابة صبلحيات إستراتيجية مجمع الشركات مضمونة فاف رقابة تنفيذ‬
‫اإلستراتيجية محدودة أحيانا فقط برقابة استخداـ الميزانية كما يمكف أف تعرؼ بعض‬
‫االنحرافات تبعا لمظروؼ التي البد مف رقابتيا عف طريؽ المؤشرات اإلستراتيجية الخاصة‬
‫‪1‬‬ ‫والتحقيقات النوعية‬

‫دور الرقابة اإلستراتيجية أساسي ويبدأ مف رقابة تطابؽ سياسة الشركة التابعة مع خط‬

‫عمؿ مجمع الشركات مما يستمزـ إدراج إستراتيجية ىذا األخير ضمف إستراتيجية الشركة‬
‫التابعة وال يمكف تحقيؽ ذلؾ إلى عف طريؽ التفاوض وتبادؿ مديري الشركات التابعة التي‬
‫يمكف أف يفرضيـ مجمع الشركات الذي يشكؿ األغمبية غير أف إتباع ىذه اإلستراتيجية ال‬
‫يجب أف يضر بمصالح الشركات التابعة واال فانو يمكف لؤلقمية أف تتيـ األغمبية بالتعسؼ‬
‫وفي غياب ميثاؽ المساىميف فاف االختبلفات المحتممة يصعب تسويتيا‬

‫وعادة ما تمتمؾ إدارة مجمع الشركات منيجية أكثر دقة لممقاربة اإلستراتيجية مع‬
‫تحميؿ لؤلسواؽ موثؽ و تجميع التحميبلت الخاطئة ووضعيا في سجبلت لتجنبيا الحقا غير‬
‫أف األمر ال يتعمؽ بيذه النقطة بؿ برقابة اإلستراتيجية وليس تحديدىا ‪.‬إف األسئمة التي يتـ‬

‫طرحيا عند القياـ بعممية الرقابة تحاوؿ التأكد أوال مف وجود إستراتيجية لمشركات التابعة‬
‫المعنية وطمب عرضيا عمى مجمس اإلدارة بعد ذلؾ البد مف وضعيا ضمف شكميات معينة‬
‫وتقديـ نتائجيا مف خبلؿ أرقاـ ضمف مخطط عمؿ بعد ذلؾ عمى اإلدارييف والمراقبيف داخؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. Op.cit . 65‬‬
‫‪118‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الشركة التابعة واإلدارة اإلستراتيجية لممجمع تقييـ ىذه اإلستراتيجية وتجميع مكوناتيا‬

‫ومطابقتيا مع المصادر المتوفرة لمشركة التابعة والمجمع‬

‫ويتمتع اإلداريوف بدور ميـ يقوموف بو في مجاؿ الرقابة ألنو يقع عمى عاتقيـ إثبات‬
‫التوجيات الكبرى لشركتيـ التابعة أو المساىمات ورقابة عممية التنفيذ فبعد تحديد وتقدير‬
‫اإلستراتيجية يبقى تقديـ األرقاـ حيث يصبح مخطط اإلعماؿ مرجع يسمح بإقناع البنكييف أو‬
‫المساىميف المستقبمييف بتقديـ قروض أو المساىمة داخؿ الشركة التابعة مما يمكننا مف‬
‫الحصوؿ عمى الموارد المالية أو دفع رؤوس األمواؿ كما يسمح بتبييف االنحرافات مف اجؿ‬
‫المساعدة عمى معرفة النشاطات الصحيحة كما يسمح بالمساعدة عمى التواصؿ داخؿ‬

‫المشروع عند القياـ بالعمميات غير االعتيادية كتمويؿ المشاريع أو إدخاؿ شريؾ مالي كما‬
‫يسمح بتقدير قيمة وأىداؼ المشروع تحديد المبالغ وتفحص ضعؼ العمميات التي يجري‬
‫بيا‪1‬‬ ‫العمؿ‬

‫وتقوـ الشركة التابعة عادة بوضع ىذا المشروع وتممؾ الشركة األـ سمطة تصحيحو‬
‫وانما تممؾ سمطة الفحص ومدى مبلئمتو ووضع معايير الخطر ويعتبر مخطط العمؿ واحد‬
‫مف األعماؿ األساسية لمرقابة حيث يشكؿ رىاف جدي لمتسيير الصحيح أكثر مف ذلؾ يفرض‬
‫تحديد مسبؽ لئلستراتيجية مف قبؿ الشركة األـ حيث يمكنيا بعد ذلؾ قبوؿ ميزانية مفصمة‬
‫وتحديد أىداؼ التسيير لرئيس اإلدارة‬

‫غير انو قد تكوف الشركة التابعة غير قادرة عمى تقديـ مخطط أعماؿ معتبر بسبب‬
‫عدـ اإلحاطة والتحقؽ مف النتائج وبالتالي فاف رفض مخطط العمؿ مف قبؿ اإلدارة العامة‬
‫لممجمع أو إدارة الشركة األـ ال يعتبر تصرؼ غير عادي وعادة ما نجد نفس إشكاليات‬
‫التحميؿ بالنسبة لمخطط العمؿ قد تتزايد داخؿ المجمع الذي عميو أف يقوـ بتجميع الكيانات‬

‫‪1‬‬
‫‪ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. Op.cit. 66‬‬
‫‪119‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫التابعة باإلضافة إلى عدـ الدقة بسبب نقص المعمومات اإلستراتيجية وأحيانا التحميؿ‬

‫االستراتيجي الذي يساعد عمى وضع مخطط عمؿ يكوف غير واضح بسبب أف الرصيد‬
‫الموجود مصدره مجرد ممارسات متكررة لمسنة الماضية متداخمة مع بعض العوامؿ مما‬
‫يؤدي إلى رفضو والبد مف إتمامو مف قبؿ الشركة التابعة وغالبا ما يتـ إدخاؿ تحسينات عمى‬
‫مخطط العمؿ أو رقـ األعماؿ المقدـ‬

‫‪- 3‬تطكير العمؿ الجماعي بيف مختمؼ القائميف بالرقابة‬

‫يوجد عدد كبير مف القائميف عمى رقابة الشركات التابعة والمساىمات منيـ مف يقوـ‬
‫بيذه العممية داخؿ مجمع الشركات وىـ اإلدارة لعامة واإلدارة المينية المركزية لمجمع‬
‫الشركات (في إطار ميمة الرقابة) و اإلدارييف الممثميف لمجمع الشركات داخؿ مجموع‬
‫الشركات التابعة ومراقبي الشركات التابعة عمى مستوى الشركة األـ وقسـ أو مصمحة التدقيؽ‬
‫ومصمحة الممارسة المركزية لتجميع الحسابات وبعض الييئات الممثمة لبعض األشخاص‬
‫كمجنة المجمع ومنيـ القائموف بالرقابة خارج مجمع الشركات وىـ محافظو الحسابات الذيف‬

‫يكمفيـ القانوف بضماف حسابات الشركة التابعة والبنوؾ و مجموعة المساىميف والييئات‬
‫التابعة لمدولة ( سواء إدارة الضرائب أو الييئات المكمفة برقابة التجمعات االقتصادية الكبرى‬
‫)‪1‬‬ ‫وكذلؾ عمميات التركيز االقتصادي‬

‫وبالرغـ مف العدد اليائؿ لممراقبيف فاف المجمع قد يصادؼ عجز في الرقابة قد يؤدي‬
‫أحيانا إلى اإلضرار بمجمع الشركات وذلؾ لسببيف يتمثؿ األوؿ في انعداـ التعاوف أو العمؿ‬
‫الجماعي بيف مختمؽ أجيزة المجمع فقد تكوف ىناؾ اتصاالت بيف مديري الشركات التابعة‬
‫وادارة المجمع داخؿ لجنة مصغرة قد تخمص إلى معمومات موجزة جدا عف بعض النقاط‬

‫المتعمقة بالرقابة وبالتالي فقد يفقد القائميف بالرقابة المباشرة واإلدارييف وىـ الممثميف الرسميف‬
‫‪1‬‬
‫‪Thierry Gouthière. Les dirigeants et les groupes de sociétés. Fédération nationale pour le‬‬
‫‪droit de l entreprise. P 406‬‬
‫‪120‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫لئلدارة لدى الشركة التابعة والمراقبيف المالييف بعض فاعميتيـ وأحيانا مصداقيتيـ واذا لـ يقـ‬

‫اإلداريوف بإعداد تقرير عف نشاطيـ واجراء حوار داخؿ مجمس اإلدارة فاف اإلدارة العامة قد‬
‫تتعرض لخطر عدـ اإلعبلـ أو سوء اإلعبلـ إلى غير ذلؾ مف العوائؽ التي تمنع مف أف‬
‫تكوف ىناؾ رقابة وتبادؿ فعاؿ لممعمومات بيف اإلدارة العامة ومراقبي الشركات التابعة‬

‫واذا لـ يكف ىناؾ اتصاؿ مسبؽ بيف اإلدارييف التابعيف الممثميف لممجمع داخؿ مجمس اإلدارة‬
‫قبؿ انعقاد المجمس فقد يحدث إما تعارض فيما بينيـ أو حيادية أما فيما يتعمؽ باإلدارييف‬
‫والمراقبيف المالييف فقد يكوف ىناؾ اتصاؿ محدود فيما بينيـ‬

‫أما السبب الثاني فيتمثؿ في خطر التعاوف السمبي فباإلضافة إلى خطر عدـ وجود‬

‫تعاوف بيف القائميف بعممية الرقابة فاف وجود عدد كبير مف القائميف بالرقابة يمكف أف يؤدي‬
‫إلى تعاوف سمبي لمرقابة والذي يؤدي إلى فساد اكبر مف أف يكوف ىنا مجرد انعداـ لمعمؿ‬
‫الجماعي أو التعاوف حيث انو قانونا يمكف اعتماد احد المراقبيف رئيسيا عمى اآلخر مما‬
‫يشكؿ إحساسا باألماف بسبب التخفيؼ مف المسؤوليات كأف يعتقد اإلداريوف باف المراقبيف‬
‫المالييف قد قاموا بدورىـ في رقابة الحسابات بينما ىؤالء اعتمدوا عمى عمؿ محافظي‬
‫الحسابات بدوف تفحص كمي لممضموف ولذلؾ ينبغي لممجمع أف يقدـ إطار ىيكمي يسيؿ‬
‫العمؿ الجماعي ويمزـ باحتراـ اإلجراءات المرتبطة بو‬

‫‪- 4‬تحسيف نشاط القائميف بالرقابة‬

‫يمكف توضيح كيفية تحسيف نشاط القائميف بالرقابة عف طريؽ بياف دور وصبلحيات‬
‫كؿ واحد مف القائميف برقابة الشركة التابعة أو المساىمات فمف اجؿ تحسيف النشاط الفردي‬

‫‪121‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫في مواجية المجمع ولتجنب العجز الذي قد يواجو عممية الرقابة داخؿ مجمع الشركات وجب‬

‫‪1‬‬ ‫أف نميز بيف القائميف بالرقابة داخؿ وخارج الشركة التابعة‬

‫اإلداريوف الممثميف لمجمع الشركات ليـ دور رئيسي في مجاؿ رقابة الشركات وذلؾ‬
‫لسببيف رئيسييف ألنيـ يتواجدوف داخؿ المجمع مما يجعميـ عمى اتصاؿ مباشر مع اإلدارة‬
‫العامة لمشركات التابعة لذلؾ مف الضروري إدماجيـ ضمف الصنؼ األوؿ في اإلحكاـ‬
‫التطبيقية لرقابة مجمع الشركات وذلؾ راجع لتواجدىـ في الخط األوؿ لتمقي المعمومات‬
‫وايداعيا لدى الشركة األـ كمراسبلت ورقابة‪.‬‬

‫في نفس الوقت ىؤالء اإلدارييف ليـ مياـ محدودة ضمف النصوص القانونية المتعمقة‬

‫بالشركات ويؤدي احتراميا إلى تجنب الكثير مف العجز في مجاؿ الرقابة كما أف مخالفة ىذه‬
‫النصوص القانونية قد يعرضيـ لخطر التعرض لعقوبات في حالة ارتكاب أخطاء في التسيير‬
‫حيث يمكف أف يرتب ذلؾ مسؤولية مدنية أو جزائية وىذا ما يحثيـ عمى ضماف أقصى‬
‫فاعمية فيما يتعمؽ بأداء مياميـ ويمكف أف نضيؼ أف دور اإلدارييف غاية في األىمية حيث‬
‫يمكف لمشركة األـ أف تحصؿ بالنسبة لمشركة التابعة المراقبة عمى وسائؿ لنقؿ المعمومات‬
‫وامكانيات لمتقصي وامكانية إجراء الخبرات في مجاؿ نشاط الشركة التابعة بشكؿ أوسع مف‬
‫المساىمات حيث يكوف اإلداريوف غالبا معزوليف‪.‬‬

‫ويمكف أف نعرض مثاال عف دور اإلدارييف ضمف شركة المساىمة عمى أساس أنيا‬

‫األكثر استعماال عند الرغبة في تشكيؿ مجمع الشركات ويرجع ذلؾ إلى أف إدارة شركة‬
‫المساىمة ىي األقرب واألكثر مبلئمة لنشاط ىذا األخير باإلضافة إلى أف بقية اليياكؿ‬
‫القانونية لمشركات والتجمعات ليا خصائص قانونية مختمفة غير أف ىناؾ تشابو كبير في‬
‫مجاؿ الرقابة الف األمر يتعمؽ برقابة نشاط مالي أو صناعي أو تجاري‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry gouthier. Op.cit. p 406‬‬
‫‪122‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪)12‬‬ ‫فبالنسبة لشركة المساىميف الكبلسيكية يتكوف مجمس اإلدارة مف اثني عشر (‬

‫عضوا يتـ تعيينيـ مف قبؿ الجمعية العامة لممساىميف ميمتيـ رقابة التسيير وادارة الشركة‬
‫كما يعيف مف بينيـ رئيس مجمس إدارة مكمؼ بعممية التسيير وفقا لممواد ‪ 610‬إلى ‪ 641‬مف‬
‫القانوف التجاري الجزائري‬

‫وبالنسبة لشركة المساىمة بمجمس مديريف ومجمس رقابة فاف مجمس المديريف عبارة‬
‫عف إدارة جماعية تتكوف مف عضويف إلى خمسة ( ‪ )5‬أعضاء يتـ تعيينيـ مف قبؿ مجمس‬
‫المراقبة غير انو يتـ عزليـ مف قبؿ الجمعية العامة لممساىميف ميمتو تسيير المشروع أما‬
‫مجمس المراقبة فيعيف مف قبؿ المساىميف ميمتو تحديد التوجيات اإلستراتيجية لمشركة التابعة‬

‫كما يقوـ بمراقبة عممية التسيير التي يقوـ بيا مجمس المديريف ومف حيث ممارسة عممية‬
‫الرقابة فاف ىذيف األسموبيف إلدارة الشركة نظريا مختمفيف‪.‬‬

‫وبالنسبة لشركة المساىمة الكبلسيكية فاف الرقابة تمارس بطريقة جماعية داخؿ‬
‫مجمس اإلدارة الذي يقوـ بدوره في توجيو عممية التسيير وبالنسبة لشركة المساىمة بمجمس‬
‫المديريف فاف الرقابة تكوف محصورة فقط داخؿ مجمس الرقابة غير أف ىذا األخير ال يقوـ‬
‫بعممية التسيير باإلضافة إلى وجود الرقابة الذاتية داخؿ مجمس المديريف الف لكؿ منيـ‬
‫صبلحية التعاقد باسـ الشركة مع الغير ويراقب مف الناحية الفعمية مف قبؿ المديريف ويبرز‬
‫االختبلؼ إذا كاف مجمس اإلدارة ومجمس المراقبة مكمفيف برقابة تمتد إلى ميمة التنفيذ الذي‬

‫تكوف فيو السمطات مطمقة داخؿ شركة المساىمة الكبلسيكية مقارنة بمجمس المديريف ‪.‬‬

‫بالتالي فانو بالنسبة لمشركات التابعة داخؿ المجمع فاف اثر اختيار الييكؿ القانوني‬
‫حيادي فيما يتعمؽ بالرقابة ‪ ,‬ويمخص دور اإلدارييف األعضاء داخؿ مجمس اإلدارة في إدارة‬
‫جماعية ليا ميمة تحديد السياسة العامة لمشركة والتوجيات الكبرى ومراقبي تنفيذ ىذه‬
‫السياسة وبالتالي توجيو الرئيس والغالب ما يتبنى مجمع الشركات مجموعة مف اإلجراءات‬

‫‪123‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تضبط العبلقات المتبادلة داخؿ مجمع الشركات مع شركاتو التابعة والمساىمات كما تسمح‬

‫بتوجيو الرقابة عمى مستوى الشركة األـ مف حيث القواعد الحسابية التي تفرضيا في مجاؿ‬
‫الحسابات االجتماعية والحسابات المجمعة وقواعد تساعد عمى التخفيؼ مف الضرائب‬
‫بالنسبة لممجمع ومبادئ تطبؽ في مجاؿ العقود الداخمية وتركيز الصناديؽ والتأمينات‬
‫واألبحاث والتنمية وما إلى ذلؾ وتوجيو عاـ لمسياسة االجتماعية واجراءات تسيير المديريف‬
‫التسيير‪1‬‬ ‫وفي مجاؿ االتصاؿ ومستوى التسيير وخدمات‬

‫إف خدمات مجمع الشركات المقدمة لمكيانات التابعة غالبا ما يتـ تقديميا مقابؿ نسبة‬
‫مف رقـ اإلعماؿ وتجميع المستثمرات العقارية داخؿ ىيكؿ موضوع ليذا الغرض وقواعد‬

‫استعماؿ الشركات التي تقدـ خدمات لمجمع الشركات‬

‫وتتعمؽ إجراءات المراقبة بتحديد مجاؿ نشاط مدقؽ ومضموف لممخطط عمى المدى المتوسط‬
‫واإلحكاـ المتعمقة بأعماؿ مجمس اإلدارة وتحديد سمطات رئيس مجمس اإلدارة واإلجراءات‬
‫التي تتعمؽ بالجمسات التي يعقدىا مجمس اإلدارة وحدود تدخؿ الشركة األـ ويجيب الحذر مف‬
‫نسبة تدخؿ الشركة األـ في مجاؿ اإلدارة وذلؾ خوفا مف الوقوع في خطر المدير الفعمي فإذا‬
‫كاف مف الضروري بالنسبة لمجمس اإلدارة القياـ باإلشراؼ والمراقبة بدوف إىماؿ عممية تسيير‬
‫الشركة يكوف مف الميـ بالنسبة لمشركة األـ عدـ التدخؿ بإفراط في قيادة الشركة التابعة‬
‫بصفتيا مدير فعمي وتحمؿ األخطار التي تنتج عف ذلؾ‬

‫وتعتبر الشركة األـ مدير فعمي إذا تدخمت بشكؿ يخرج عف المألوؼ في تسيير‬
‫الشركة التابعة مما يفترض نحقؽ ثبلثة شروط وىي‬

‫‪ -‬التصرؼ باستقبللية كمدير فيما يتعمؽ بالحقوؽ التي تعود لمشركة‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry gouthier. Op.cit. p 407‬‬
‫‪124‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪ -‬القياـ بالتصرفات ناقمة لمممكية‬

‫‪-‬القياـ بأعماؿ اإلدارة والتسيير ( التفاوض بشكؿ مباشر مع الزبائف والمموليف واصدار‬
‫ق اررات التوظيؼ والعزؿ وغيرىا)‬

‫ويتـ التطرؽ لممدير الفعمي في حالة طمب إيداع ميزانية الشركة عند المتابعة سواء‬
‫مف طرؼ القضاء المدني أو الجزائي كذلؾ فاف طمب إيداع الميزانية قد يمتد لجميع األطراؼ‬
‫في مجمع الشركات‬

‫وقد تتخمى الشركة األـ عف دور الرقابة ولعب دور المدير إذا ما رفعت كثي ار مف عدد‬
‫ىيئات المراقبة وذلؾ لتجنب الوقوع في خطر أف يصبح ىؤالء مسئوليف عف التنفيذ‬

‫واذا شممت عممية تحديد سمطات رئيس مجمس اإلدارة بعض الق اررات الحاسمة التي‬
‫تتعمؽ باإلدارة فانو يمكف أيضا أف تعتبر الشركة األـ مدير فعمي وبالتالي البد مف أف نميز‬
‫بيف رفع المعمومات إلى إدارة الشركة األـ أو طمب وجية نظر والتصريح المسبؽ الذي‬
‫يقتصر عمى الق اررات الحاسمة التي تتعمؽ بمستقبؿ الشركة التابعة لذلؾ يكوف مف الضروري‬
‫أف يكوف ىناؾ داخؿ التنظيـ الخاص برقابة الشركات التابعة والمساىمات عند تدخؿ ممثمي‬
‫مجمع الشركات تقرير مسبؽ بالصبلحية مف قبؿ المكتب القانوني لدى مجمع الشركات‬

‫وقد ال تكتمؿ ميمة الرقابة باالعتماد عمى دور اإلدارييف الممثميف لمشركة األـ داخؿ‬
‫الشركة التابعة مف اجؿ ممارسة الرقابة إذ البد مف أف يكوف ىناؾ إلى جانب اإلدارييف‬

‫مراقبيف مساعديف مكمفيف بالرقابة داخؿ اإلدارة العامة لمجمع الشركات يطمؽ عمييا عادة اسـ‬
‫مراقبي تسيير الشركات التابعة أو المراقبيف المالييف لمشركات التابعة حيث يشكموف حجر‬
‫الزاوية في ىذا المجاؿ‬

‫‪125‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تتمثؿ ميمة مراقب عممية التسيير في التخطيط عمى المدى القريب سنة إلى ثبلث‬

‫سنوات واعداد المخطط االستراتيجي وتحديد أىداؼ العمميات المنجزة مف خبلؿ نتائج النشاط‬
‫وتحميؿ الفجوات واقتراح معايير تصحيحية ووضع لوحة قيادة واضحة ومبلئمة‬

‫وتشمؿ رقابة التسيير تحميؿ الحسابات السنوية والسداسية في إطار التقرير المالي‬
‫المرتبط باألىداؼ والعبلقات باإلدارييف والبحث عف عناصر توضيحية أو تحميمية تكميمية‬
‫مباشرة بعد التقرير المالي عند طمب اإلدارة العامة ومساعدة الشركة التابعة عمى تنظيـ‬
‫وتدقيؽ مختمؼ المعطيات وتنظيـ وتحضير اجتماعات مختمفة بيف الشركة األـ والشركة‬
‫التابعة ويوجد مكتب التدقيؽ عمى مستوى الشركة التابعة كما يوجد عمى مستوى مجمع‬

‫الشركات ميمتو داخؿ الشركة التابعة ضماف رقابة داخمية كافية حيث أنيا تشكؿ صمامات‬
‫أماف تسمح بالتحكـ في المشروع وفي حالة اكتشاؼ أي خمؿ البد مف تقييمو واخطار اإلدارة‬
‫العامة لممشروع عنو كما يقوـ محافظ الحسابات بفحص نوعية الرقابة الداخمية غير انو مدقؽ‬
‫‪1‬‬ ‫خارجي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيـ رقابة شركات المجمع‬

‫يقوـ نظاـ الرقابة داخؿ المجمع الشركات عمى التحكـ المسبؽ في المعمومات المتعمقة‬
‫بشركات المجمع ووسائؿ رقابة ىذه الشركات وتنظيـ رقابتيا مف خبلؿ‪:‬‬

‫التحكـ المسبؽ في المعمكمات المتعمقة بالشركات التابعة كالمساىمات‬


‫‪- 1‬‬

‫إف المعمومات التي يتـ وضعيا تحت تصرؼ الشركة األـ مف قبؿ الشركات التابعة‬
‫والمساىمات تمثؿ القاعدة بالنسبة لتحميبلت وق اررات مجمع الشركات وكذلؾ بالنسبة لمرقابة‬
‫لذلؾ يكوف مف المفيد رقابة صحتيا أوال حيث يدؿ ذلؾ عمى أىمية األعماؿ التي يقوـ بيا‬

‫‪1‬‬
‫‪Thierry gouthier. Op.cit. p 407‬‬
‫‪126‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫محافظي الحسابات والمدقؽ الداخمي لممعمومات الحسابية ونجاعة اإلجراءات تضمف زيادة‬

‫اإلنتاجية وتتمثؿ ىذه المعمومات في اآلتي ‪:1‬‬

‫أ ‪ -‬المعمكمات الناتجة عف التزامات قانكنية ‪:‬‬

‫والتي مف الميـ العمـ بيا ومعرفة كيفية استغبلليا واستعماليا بسبب أنيا غالبا ما تكوف‬
‫المعمومات الوحيدة التي يمتمكيا مجمع الشركات عف الشركات إذا لـ يكف لديو رقابة مباشرة‬

‫أو موازية وتشمؿ ىذه المعمومات الحسابات االجتماعية لمشركات التابعة أو المساىمات‬
‫والحسابات المجمعة إذا كاف ىناؾ تكامؿ جبائي بيف الشركات التابعة أو المساىمات المعتبرة‬
‫وذلؾ وفقا لما تنص عميو المادة ‪ 732‬مكرر ‪ 4‬مف القانوف التجاري الجزائري باإلضافة إلى‬
‫تقرير مجمس اإلدارة الذي يقدمو لمجمعية العامة مف وثائؽ تسيير تقديرية وأخي ار الميزانية‬
‫االجتماعية‬

‫المعمكمات التي تقدميا الشركة إراديا‪:‬‬ ‫ب ‪-‬‬

‫تقدـ الشركة التابعة معمومات أكثر مما لو كانت ىناؾ مجرد مساىمة لمشركة األـ أو‬
‫المجمع خاصة ضمف التقرير حيث تستعمؿ مف قبؿ مجمع الشركات ضمف لوحة القيادة‬

‫ج‪ -‬المعمكمات اإلضافية‪:‬‬

‫نميز بيف المساىمات غير المراقبة والشركات التابعة التي تخضع لمرقابة حيث أف‬
‫نسبة المعمومات اإلضافية تختمؼ تبعا لنسبة الرقابة التي يقوـ بيا مجمع الشركات بالنسبة‬
‫لممساىمات التي تكوف غير مراقبة فاف المجمع ال يمتمؾ إدارييف وبالتالي عميو أف يرضى‬
‫بالمعمومات القانونية التي يتـ تقديميا لمجمعية العامة والمعمومات التكميمية التي يقدميا رئيس‬
‫مجمس اإلدارة عند انعقاد الجمعية العامة أو المساىميف إذا رغبوا في ذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫‪AURELIE LANGLOIS COLSON . LA RESPONSABILITE DE LA SOCIETE MERE A L’EGARD DES‬‬
‫‪TIERS . THESE DOCTORAT . UNIVERSITE DE PARIS 1. PANTHEON SORBONNE .1992. p 143‬‬
‫‪127‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وفي الحالة التي يحوز مجمع الشركات أو الشركة األـ منصب إداري فاف أعضاء‬

‫مجمس اإلدارة يممكوف الحؽ في اإلحاطة بجميع المعمومات حتى يكونوا عمى استعداد مف‬
‫اجؿ توفير الشروط التي يمكف مف خبلليا تسيير المشروع وحتى تكوف الرؤية واضحة عند‬
‫تحديد التوجيات حددت النصوص القانونية عدد معيف مف المعمومات البد مف أف يتـ‬
‫اإلعبلـ بيا آليا كما أضاؼ االجتياد القضائي الفرنسي ضرورة قياـ رئيس مجمس اإلدارة‬
‫بإعبلـ اإلدارييف باألمور ذات األىمية بدوف أف يطمبوا ذلؾ مف خبلؿ قرار ( ‪)cointreou‬‬
‫الصادر في ‪ 02‬جويمية ‪ 1985‬في حالة رفض تقديـ ىذه المعمومات فانو يمكف المجوء إلى‬
‫القضاء ويمكف لمشركة األـ في حالة الشركات التابعة المراقبة المطالبة بمخطط استراتيجي‬

‫لمدة خمسة ‪ 5‬إلى ستة ‪ 6‬سنوات مخطط األعماؿ مفصؿ باإلضافة إلى تقرير مالي شيري‬
‫كمي ونوعي مكيؼ مع متطمبات تجميع الحسابات والتسيير لكؿ كياف تابع ىذه الوسائؿ‬
‫لمرقابة ذات أىمية كبيرة وقد يكوف مف المفيد التطرؽ إلييا بالنسبة لمخطط األعماؿ أما‬
‫التقرير المالي لمجمع الشركات فيتمثؿ في مجموعة مف المعمومات يتـ رفعيا مف قبؿ الشركة‬
‫التابعة إلى الشركة األـ‪1‬‬

‫ويبلحظ أف جميع المجمعات تقوـ بوضع أنظمة لمتقرير المالي مع قواعد دقيقة ودوريات‬
‫مكيفة مع التنظيـ تكوف في الغالب شيرية مع فحص مرتبط بموحة القيادة ويوجد عدد كبير‬
‫مف مصادر المعمومات كالجرائد والمجبلت التقنية لقطاع اإلنتاج لمشركة التابعة أو الدراسات‬
‫القطاعية واالطبلع عمى ىذه المعمومات يؤدي إلى إحاطة ومعرفة جيدة بقطاع نشاطات‬
‫الشركات التابعة والمساىمات ومفيد لتصحيح التوجيات اإلستراتيجية داخؿ بيئة متغيرة‬
‫وضروري مف اجؿ تقميص المخاطر كما أف عمى مجمع الشركات القياـ بإيصاؿ ىذه‬
‫المعمومات المجمعة لشركاتو التابعة التي ال يمكنيا مف معرفتيا أو امتبلؾ الوسائؿ مف اجؿ‬
‫تجميعيا وىي فرصة لتقديـ خدمة ىامشية مجانا‬

‫‪1‬‬
‫‪AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 144‬‬
‫‪128‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫تحسيف كسائؿ رقابة الشركات التابعة كالمساىمات‬


‫‪- 2‬‬

‫باإلضافة إلى الوسائؿ التقميدية لتحميؿ تسيير المشاريع ‪,‬دراسة سوؽ التحميبلت‬
‫اإلستراتيجية ‪,‬تحميؿ حساب النتائج ‪ ,‬تطور المؤشرات الرئيسية موازنة الميزانية وما إلى ذلؾ‬
‫يستخدـ في رقابة الشركات التابعة والمساىمات أدوات مفيدة فيما يتعمؽ بمجمع الشركات‬
‫التي مف الضروري أف تكوف ذات رؤية شاممة يمكف أف نذكر منيا المقاربات اإلجمالية التي‬

‫تستعمؿ طرؽ فعالة بالنسبة لرقابة شركة منفردة غير أف استعماليا في إطار المجمع يكوف‬
‫مثم ار أكثر والرؤية تكوف أوسع والتجارب المتراكمة داخؿ المجمع تكوف أكثر امتدادا كذلؾ‬
‫التقييـ المستمر لمشركات التابعة والمساىمات والمقاربات عبر المجمع وتحميؿ سيرة كؿ كياف‬
‫‪ 1‬حيث ترشد بعض المراقبيف لمقياـ‬ ‫وتحميؿ المخاطر التي تتعرض ليا الشركة التابعة‬
‫بتدخبلت لـ يتـ التحضير ليا مسبقا وتساعد عمى دعـ وسائؿ الرقابة مف خبلؿ المعمومات‬
‫التي توفرىا ومنيا خاصة مخطط اإلعماؿ وذلؾ مف اجؿ تطوير النصوص المتتالية لحؿ‬
‫األزمات وقرار المحاسبة مف اجؿ تطبيؽ قواعد الحذر في حالة المحاسبة المتعمقة بالمخاطر‬

‫والتقرير المالي مف اجؿ تطوير مؤشرات فعالية مسبقا لبلنحرافات االحتمالية واعبلف حالة‬
‫الطوارئ في الوقت المناسب ورقابة التسيير البلمركزي لمشركات التابعة كذلؾ مف اجؿ‬
‫تطوير مؤشرات مكيفة مرتبطة بيذا المجاؿ‬

‫كما أف قياس المنافسة تسمح بتقييـ المنتجات والمناىج وتنظيـ الخدمة بالمقارنة مع‬
‫المنافس المييمف في ىذا المجاؿ المستيدؼ وبالنسبة لمجمع الشركات الذي يتكوف مف عدة‬
‫كيانات ىذه الطريقة جد غنية ألنو مف السيؿ الحصوؿ عمى معمومات داخؿ المجمع نفسو‬

‫‪1‬‬
‫‪AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 144‬‬
‫‪129‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫كذلؾ التقييـ المستمر لمشركات التابعة والمساىمات والذي يشكؿ نظاـ حر ليس فقط مف‬

‫الناحية المالية ولكف أيضا الموارد البشرية التجارية الصناعية والتقنية يستفاد منو مستقببل في‬
‫تقميص األخطار وزيادة القدرة اإلنتاجية‬

‫باإلضافة إلى التقارب داخؿ مجمع الشركات وىذا في حالة ما إذا كاف ىناؾ عدة مشاريع‬
‫مف نوع واحد منطقيا فاف المشاكؿ التي يمكف أف تتعرض ليا شركة تابعة مف شركات‬
‫المجمع قد تتعرض لو شركة أخرى وبالتالي تحميؿ ماضي الشركة التابعة يمكف استعمالو‬
‫كدليؿ فعاؿ مف اجؿ توجيو الرقابة في الحاضر‬

‫وتسمح رقابة نوعية الرقابة الداخمية لمشركة التابعة لممديريف بتقدير صحيح لممخاطر‬

‫ووضع المبلئمات مف ىنا فاف رقابة الشركة األـ تكوف آمنة وبالتالي يمكنيا ضماف الحصوؿ‬
‫عمى عناصر المعمومات الضرورية متى رغبت في ذلؾ يبقى أماـ الشركة األـ االىتماـ‬
‫الداخمية ‪1‬‬ ‫بضماف امتبلؾ الشركة التابعة لؤلدوات الضرورية والمكيفة لمقياـ بعممية الرقابة‬

‫تنظيـ رقابة الشركات التابعة كالمساىمات‬


‫‪- 3‬‬

‫يرتبط تنظيـ رقابة شركات المجمع بنشاط المجمع ذلؾ ا الرقابة في جوىرىا مرتبطة‬
‫بموضوع نشاط الشركة األـ وبالتالي فاف تطبيقيا يختمؼ فيما إذا كنا بصدد مجمع ذو توجو‬
‫مالي أو صناعي وبالتنظيـ الخاص بمجمع الشركات والوسائؿ المتاحة واألشخاص‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يبيف أف تحديد عمؿ مختمؼ القائميف بالرقابة يسيؿ إذا كاف نظاـ‬
‫الرقابة تـ وضعو ضمف شكؿ مفصؿ‪ ,‬الفائدة مف ىذه الشكميات ىو تقسيـ الرقابة بيف مختمؼ‬
‫القائميف بيا ومراقبة التطورات وكذلؾ رقابة الرقابة‬

‫‪1‬‬
‫‪AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 145‬‬
‫‪130‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫إف عمميتا التوجيو والرقابة متبلزمتاف حيث أف كؿ منيما يسيؿ ممارسة العممية لآلخر‬

‫غير أف تفعيؿ األولى تتـ مسبقا حيث أف الرقابة البد مف أف تكوف مكيفة مع التنظيـ الذي‬
‫يتـ اختياره مف اجؿ التوجيو االستراتيجي وليس العكس‬

‫ىذه الشكميات التي تأتي بعد إجراءات التوجيو ال تحدد فقط نظاـ الرقابة ولكف أيضا‬
‫العبلقات بيف مختمؼ القائميف بالرقابة حيث تعتبر أىـ مياـ اإلدارة العامة بمساعدة مكتب‬
‫التدقيؽ وضماف احتراـ إطار الرقابة‬

‫إذا كانت الشركات التابعة والمساىمات متواجدة في بمداف مختمفة مف باب أولى فاف رقابة‬
‫الشركات التابعة المتواجدة بالخارج ال يثير أي إشكالية حيث انو ال تختمؼ عف الشركات‬

‫التابعة الوطنية المبادئ العامة وطريقة التنظيـ يجب أف تكوف واحدة غير أف ىناؾ بعض‬
‫االستثناءات المتعمقة بكيفيات الرقابة حيث يمكف أف تتعرض ألخطار مضاعفة متعمقة‬
‫بالنظاـ القانوني والثقافي والتجاري والمحاسبة والجباية‬

‫المطمب الثاني ‪:‬مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف الشركات التابعة‬

‫تقوـ فكرة مجمع الشركات عمى أساس استقبللية كؿ شركة مف ىذه الشركات‬
‫بشخصيتيا المعنوية‪ ،‬مما يترتب عمى ذلؾ أف كؿ شركة ضمف ىذه المنظومة مسؤولة عف‬
‫ديونيا فقط‪ ،‬وغير مسؤولة عف ديوف الشركات األخرى المنضمة إلى ىذه المنظومة‪.‬‬

‫إال أف األخذ بيذه الفكرة عمى إطبلقيا يمحؽ ضر اًر بدائني الشركات الوليدة خاصة‬
‫عندما تكوف الشركة الوليدة متعثرة‪ ،‬وفي ظروؼ مالية صعبة‪ ،‬في حيف أف الشركة األـ تتمتع‬
‫بمركز مالي ممتاز ىذا مف جية‪ ،‬ومف جية أخرى أف عدـ مسؤولية الشركة األـ عف ديوف‬
‫الشركة الوليدة سوؼ يجعؿ مف الشركة الوليدة تواجو مصيرىا عمى انفراد‪ ،‬مما يمحؽ ضر اًر‬

‫بالشركة الوليدة‪ ،‬وقد يؤدي إلى تعرضيا لئلفبلس‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وليذا‪ ،‬فإف فكرة استقبللية مجمع الشركات ال تستبعد مسؤولية الشركة األـ كمية عف‬

‫ديوف الشركة الوليدة‪.1‬‬

‫ولغرض التعرؼ عمى مسؤولية الشركة األـ عف ديوف شركاتيا الوليدة‪ ،‬سوؼ نقوـ‬
‫بتقسيـ ىذا الفرع إلى نقطتيف‪ ،‬وىما‪:‬‬

‫الفرع األكؿ ‪ :‬أسباب قياـ مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف الشركات التابعة‬

‫إف أىـ ما يميز مجمع الشركات‪ ،‬ىي مركزية السيطرة التي تخضع ليا الشركات‬
‫الوليدة المتواجدة في أماكف مختمفة‪.‬‬

‫إف مركزية السيطرة ىذه جعمت مف الشركات الوليدة التابعة لمشركة األـ أشبو ما تكوف‬
‫بأجزاء مف آلو واحدة‪ ،‬تدور كميا في فمؾ‪ ،‬واحد وتتحكـ فييا قوة مركزية واحدة ىي الشركة‬
‫األـ‪.2‬‬

‫إذف‪ ،‬مركزية السيطرة ىذه التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركة الوليدة تجعؿ مف‬
‫استقبللية الشركة أو الشركات الوليدة ما ىو إال مجرد شعار ال قيمة لو مف الناحية العممية‪.‬‬

‫إف فكرة الشخصية المعنوية‪ ،‬حسب النظرية التقميدية‪ ،‬تتكوف مف عنصر اإلرادة والتي‬
‫يعبر عنيا عف طريؽ سمطة بشرية تمثؿ الشخص المعنوي‪ ،‬والعنصر اآلخر ىو الذمة‬
‫المالية المستقمة لمشخص المعنوي‪ ،‬ويكاد أف يكوف ىذاف العنصراف مفقوديف بالنسبة لمشركة‬

‫‪1‬‬
‫شركتيا الكليدة المصرية ‪ ،‬منشور في مجمة الحقوؽ التي‬ ‫شريؼ محمد غناـ ‪ ،‬مدل مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف‬
‫تصدرىا جامعة الكويت‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،‬السنة السابعة والعشروف‪ ،‬مارس ‪2003‬ـ‪ ،‬ص‪.355‬‬

‫‪2‬‬
‫حساـ عيسى‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪ ،‬بحث منشور في مجمة العموـ القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة عيف شمس‪،‬‬
‫يوليو‪1976 ،‬ـ‪ ،‬السنة الثامنة عشرة‪ ،‬ص‪.167‬‬

‫‪132‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الوليدة بسبب مركزية السيطرة التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركات الوليدة‪ ،‬ولكف ما ىو‬

‫المقصود بمركزية السيطرة؟‬

‫إف مركزية السيطرة ىذه تتجسد في مجاليف رئيسيف‪ ،‬وىما‪:‬‬

‫السيطرة اإلدارية‪:‬‬

‫األصؿ أف إدارة الشركة الوليدة ُّ‬


‫تعد منفصمة عف إدارة الشركة األـ‪ ،‬إال أنو‪ ،‬وفي ظؿ‬

‫السيطرة المركزية‪ ،‬فإف الشركة تمارس سيطرة كاممة عمى الشركات الوليدة‪ ،‬حيػث تتخذ‬
‫الق اررات اإلستراتيجية داخؿ الشركة األـ بقصد تحقيؽ أقصى األرباح‪.‬‬

‫وتبرز السيطرة اإلدارية في نواحي متعددة‪ ،‬منيا تحديد السياسة االستثمارية لمشركات‬
‫الوليدة‪ ،‬وحصرىا في إطار الخطة العامة لمشروع مجمع الشركات‪ ،‬بحيث ال تستطيع أية‬
‫شركة وليدة القياـ بأي استثمارات جديدة خارج الخطة العامة إال بعد أخذ موافقة الشركة األـ‪.‬‬

‫كما تقوـ الشركة األـ بوضع الخطة اإلنتاجية لكؿ شركة مف الشركات الوليدة‪ ،‬ويتـ‬
‫تعييف كبار الموظفيف والفنييف في الشركات الوليدة مف قبؿ الشركة األـ‪.‬‬

‫وفيما يتعمؽ بسياسة األبحاث العممية والتكنولوجية‪ ،‬وفي معظـ األحياف‪ ،‬تجري‬
‫األبحاث التابعة لمشركات الوليدة في مختبرات الشركة األـ وبإشرافيا لمسيطرة عمى ىذه‬
‫األبحاث واالحتفاظ بأسرارىا‪.1‬‬

‫السيطرة المالية‪:‬‬

‫تقوـ الشركة األـ بتحديد السياسة المالية لمشركات الوليدة‪ ،‬وىي التي تحدد كيفية تمويؿ‬
‫ىذه الشركات‪ ،‬فقد يكوف التمويؿ مف داخؿ مجموعة ىذه الشركات‪ ،‬أو مف خارجيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسف محمد ىند‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.394‬‬

‫‪133‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وتتدخؿ الشركة األـ في طريقة توزيع أرباح الشركات الوليدة‪ ،‬فيي التي تحدد نسب‬

‫األرباح التي توزع عمى الشركاء كؿ عاـ‪ ،‬والنسب التي يجب االحتفاظ بيا لدى الشركة‬
‫كاحتياطي‪.‬‬

‫كما تقوـ الشركة األـ بتحديد أسعار السمع التي تنتجيا الشركات الوليدة‪ ،‬وتفرض عمى‬
‫ىذه الشركات كمية السيولة التي تستطيع االحتفاظ بيا‪ .‬ويظير مما تقدـ أف في مجمع‬
‫الشركات تذوب الشخصية المعنوية لمشركة الوليدة‪ ،‬وتنصير داخؿ الشخصية المعنوية‬
‫لمشركة األـ‪ ،‬وبمعنى آخر‪ :‬لـ تعد لمشركة الوليدة إرادة مستقمة عف إرادة الشركة األـ‪ ،‬وأف‬
‫مصمحة الشركة الوليدة تختمط بمصمحة الشركة األـ‪ ،‬مما يؤدي إلى فقداف الشركة الوليدة‬

‫استقبلليا المالي واإلداري‪ ،‬وىذا ما يبرر مسؤولية الشركة األـ عف ديوف الشركات الوليدة‪.1‬‬

‫وىذا االتجاه ىو ما سارت عميو محكمة العدالة التابعة لمسوؽ األوروبية المشتركة‪،‬‬
‫مستندة في ذلؾ عمى نص المادتيف ‪ 86 ،85‬مف معاىدة روما المنشئة لمسوؽ األوروبية‬
‫المشتركة‪ ،‬والمتيف تقيماف مسؤولية الشركة األـ عف أعماؿ شركاتيا الوليدة عمى أساس‬
‫مركزية السيطرة‪.‬‬

‫ففي إحدى القضايا التي تتمخص وقائعيا بأف شركة (كونتنياؿ كاف) األمريكية والتي‬
‫‪1969‬ـ بشراء‬ ‫ُّ‬
‫تعد اكبر منتج في العالـ لمواد التغميؼ‪ ،‬قامت ىذه الشركة في سنة‬
‫‪ S.W.L‬األلمانية العاممة في مجاؿ مواد التغميؼ‪ ،‬ومف بعدىا‬ ‫‪ %85‬مف أسيـ شركة‬

‫سيطرت عمى شركة (ميتاؿ بوكس) القابضة‪ ،‬والتي كاف ليا عدة شركات تابعة ليا تعمؿ في‬
‫نفس المجاؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد يوسؼ عبده الشحات‪ ،‬ممارسة الشركات دكلية النشاط في مجاؿ التكنكلكجيا كتطكر االقتصاديات ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫مقدمة إلى جامعة طنطا‪ ،‬سنة ‪1990‬ـ‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪134‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫عدت المحكمة أف حيازة شركة (كونتنياؿ كاف) األمريكية لمعظـ األسيـ في ىذه‬
‫وقد ّ‬
‫الشركات يعطييا وصؼ المسيطر الوحيد عمى السوؽ‪ ،‬وتظير معالـ ىذه السيطرة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ؾوف شركة كونتيناؿ ىي المصنع الوحيد لآلالت المستعممة في إنتاج المواد التي‬
‫تستعمؿ في التغميؼ‪.‬‬
‫‪ -‬ؾوف ىذه الشركة األـ مسيطرة عمى الترخيص في الدوؿ التي تعمؿ فييا شركاتيا‬
‫الوليدة‪.‬‬
‫‪ -‬ؾونيا ىي الحائزة لعبلمات اإلنتاج والمعرفة الفنية لمتصنيع‪.‬‬
‫‪ -‬ؾوف ىذه الشركة األـ تتمتع بقوة اقتصادية وتكنولوجية‪ ،‬مكنتيا مف جعؿ الشركات‬

‫الوليدة التي تمارس نشاطيا في الدوؿ العاممة فييا تدور في فمكيا‪.‬‬

‫‪1971/12/9‬‬ ‫لذلؾ حكمت محكمة العدالة التابعة لمسوؽ األوروبية المشتركة في‬
‫بمسؤولية شركة (كونتنياؿ كاف) عمى اعتبار أف سيطرتيا عمى الشركات الوليدة العاممة في‬
‫الدوؿ األوروبية‪ ،‬في مجاؿ تصنيع مواد التغميؼ‪ ،‬بيذه الطريقة يشكؿ استثما ًار تعسفيًا في‬
‫استعماؿ الوضع المسيطر‪ .1‬وقد تواترت أحكاـ ىذه المحكمة بعد ذلؾ في ىذا االتجاه‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أساس مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف الشركات التابعة‬

‫تشترط المادة (‪ )85‬مف معاىدة روما المنشئة لمسوؽ األوروبية المشتركة لقياـ مسؤولية‬
‫الشركة األـ عف الشركات الوليدة التابعة ليا أف يكوف ىناؾ شركات منتشرة داخؿ السوؽ‬
‫األوروبية‪ ،‬وىناؾ شركة أـ تسيطر عمى نسبة معينة مف رأس ماؿ شركة‬
‫أو أكثر مف ىذه الشركات‪ ،‬بحيث تحقؽ ليا السيطرة االقتصادية واإلدارية عمى الشركة أو‬
‫الشركات الوليدة‪ ،‬بحيث تظير وكأنيا مشروع واحد‪ .‬لذا ترى محكمة العدالة التابعة لمسوؽ‬

‫‪1‬‬
‫الحكـ مشار إليو في حسف محمد ىند‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.449‬‬

‫‪135‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫األوروبية المشتركة‪ ،‬بأف نقؿ عماؿ مف شركة ألخرى في ذات المجموعة المكونة لممجمع ال‬

‫منيا‪.1‬‬ ‫يؤدي إلى إنياء عقودىـ في الشركة التي نقموا‬

‫إف مركزية سيطرة الشركة األـ عمى الشركات الوليدة ترتب عميو مسؤولية الشركة األـ‬
‫عف ديوف الشركات الوليدة‪ ،‬واف ىذه المسؤولية قد تكوف مسؤولية جنائية ومسؤولية مدنية‪،‬‬
‫واننا لسنا معنييف في ىذا الفرع بدراسة المسؤولية الجزائية ‪ ،‬لذا ستقتصر عمى دراسة‬
‫المسؤولية المدنية بنوعييا‪ :‬العقدية‪ ،‬والتقصيرية‪.‬‬

‫اء كانت عقدية أو‬


‫إف المسؤولية المدنية لمشركة األـ عف ديوف شركاتيا الوليدة سو ً‬
‫تقصيرية‪ ،‬تبنى عمى أساس أف الشركة األـ ُّ‬
‫تعد مدي اًر لمشركة الوليدة‪ ،‬وبالتالي تتحمؿ الشركة‬

‫كافة االلتزامات الناتجة عف التصرفات التي يقوـ بيا ىذا المدير في حدود الصبلحيات‬
‫الممنوحة لو‪.2‬‬

‫إف قياـ مسؤولية الشركة األـ عف ديوف الشركة الوليدة يتطمب‪:‬‬

‫‪ -‬مشاركة الشركة األـ في إدارة الشركة الوليدة‪.‬‬


‫‪ -‬ارتكاب الشركة خطأ يؤدي إلى قياـ المسؤولية‪.‬‬

‫فمثبلً‪ ،‬إذا تعاقدت الشركة الوليدة‪ -‬بتوجيو مف الشركة األـ‪ -‬مع شركة أخرى إلبراـ‬
‫صفقة معينة‪ ،‬فإف أي إخبلؿ بااللتزامات التي تترتب عمى الشركة الوليدة يؤدي إلى قياـ‬
‫مسؤولية الشركة األـ تجاه الغير عف األضرار التي قد تمحؽ بو‪ ،‬وىو ما يطمؽ عميو بالخطأ‬

‫‪1‬‬
‫بكاسطة السرمػة ‪ ،‬دار الجماع ػة الحديثة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬نظرية احتكار المعرفة التكنكلكجية‬
‫‪ ،1996‬ص‪ ،24‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المادة (‪/156‬أ) مف قانوف الشركات األردني رقـ ‪ 22‬لسنة ‪1997‬ـ‪ ،‬المعدؿ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫التجاري ‪ 1Wrongful Tradin‬ويشمؿ التعويض ما لحؽ الغير مف خسارة‪ ،‬وما فاتو مف‬

‫كسب(‪ .)2‬وال تستطيع الشركة األـ التخمص مف المسؤولية إال بإثبات السبب األجنبي‪.‬‬

‫كما تسأؿ الشركة األـ مسؤولية تقصيرية عف األخطاء غير العقدية التي ترتكبيا‪،‬‬
‫وتسبب ضر ًار لمغير‪ .‬ولكي تتحقؽ المسؤولية التقصيرية لمشركة يجب أف يحصؿ خطأ مف‬
‫جانب الشركة األـ يترتب عميو ضرر‪ ،‬وأف تقوـ عبلقة سببية بيف الخطأ والضرر‪ .‬وبالنسبة‬
‫لؤلخطاء التي ترتكبيا الشركة وتؤدي إلى قياـ مسؤوليتيا التقصيرية ال يمكف حصرىا وانما‬
‫يمكف أف نذكر بعض األمثمة عمى ذلؾ‪.‬‬

‫فقد تقوـ الشركة األـ بإقامة شركة وليدة وىذه الشركة تظاىرت بأنيا تممؾ رأس ماؿ‬

‫كبير يمكنيا مف االستثمار في مشاريع كبيرة‪ ،‬إال أنيا‪ ،‬في الواقع‪ ،‬كانت عاجزة عف ذلؾ‪،‬‬
‫مما سبب إرباكًا في السوؽ وألحؽ أض ار ًار ببعض المستثمريف‪.‬‬

‫كما تسأؿ الشركة األـ مسؤولية تقصيرية‪ ،‬إذا ما سيطرت عمى مجموعة مف الشركات‬
‫الوليدة بقصد السيطرة عمى السوؽ وخمؽ احتكار لسمعة معينة يحوؿ دوف حصوؿ منافسة‬
‫مشروعة مف قبؿ شركات أخرى‪ ،‬وىذا ما يمكنيا بالنتيجة مف فرض األسعار والشروط التي‬
‫تتطمع إلييا عمى المستيمكيف مما يمحؽ ضر اًر بيـ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫شريؼ محمد غناـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.385 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫نصت المادة (‪ )266‬مف القانوف المدني األردني عمى ما يمي‪( :‬يقدر الضماف في جميع األحواؿ بقدر ما لحؽ المضرور‬
‫مف ضرر وما فاتو مف كسب بشرط أف يكوف ذلؾ نتيجة طبيعية لمفعؿ الضار)‪ ،‬انظر بيذا الخصوص‪ :‬امجد محمد‬
‫منصور‪ ،‬النظرية العامة لبللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزاـ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.289‬‬

‫‪3‬‬
‫لينا حسف زكي‪ ،‬الممارسات المقيدة لممنافسة كالكسائؿ القانكنية الالزمة لمكاجيتيا ‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة‬
‫حمواف‪ ،‬القاىرة‪2004 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫‪137‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫إذا ما تحققت المسؤولية المدنية لمشركة األـ فإنو سيحكـ بإلزاميا بالتعويض‪ ،‬وتكممة‬
‫ديوف الشركة الوليدة التي تسيطر عمييا الشركة األـ‪ ،‬إذا لـ ِ‬
‫تكؼ أصوؿ الشركة الوليدة لسداد‬
‫ىذه الديوف‪ .‬وىو ما يطمؽ عميو دعوى تكممة الديوف‪ ،‬وىي دعوى تقاـ عمى أساس المسؤولية‬
‫المدنية‪ ،‬وتيدؼ إلى نقؿ كؿ ديوف الشركة الوليدة أو جزء منيا إلى الشركة األـ‪ ،‬وىي دعوى‬
‫ليا مميزات خاصة ال مجاؿ لمتطرؽ إلييا ىنا‪.‬‬

‫كما يمكف مساءلة الشركة األـ عف طريؽ التوسع في إفبلس الشركة الوليدة‪ ،‬بحيث‬
‫تتعرض الشركة األـ ىي األخرى إلى إجراءات التسوية أو التصفية القضائية التي تتعرض‬
‫ليا الشركة الوليدة‪ ،‬حيث يستطيع دائنو الشركة الوليدة التنفيذ عمى أمواؿ الشركة الوليدة‬

‫والشركة األـ في آف واحد‪ ،‬ألف أمواؿ الشركة األـ ضامنة لموفاء بديونيا الخاصة بيا‪،‬‬
‫وبديوف الشركة الوليدة عمى السواء‪.1‬‬

‫وفي الختاـ‪ ،‬ال بد مف اإلشارة إلى أنو إذا ما قضي بمسؤولية الشركة األـ فسوؼ‬
‫تظير عقبات أخرى تجعؿ مف تطبيؽ ىذه األحكاـ ليس باألمر السيؿ‪ ،‬كنظاـ إقميمية‬
‫اإلفبلس‪ ،‬ومشكمة تنفيذ األحكاـ األجنبية‪ ،‬ونظاـ التحكيـ‪ ،‬مما يتطمب بذؿ جيود دولية لتبني‬
‫اتفاقيات دولية تذلؿ مثؿ ىذه العقبات ‪.‬‬

‫نستخمص مما تقدـ أنو‪ ،‬وبسبب تطور االقتصاد العالمي وظيور ما يسمى باالقتصاد‬
‫الحر‪ ،‬ظيرت مشاريع عمبلقة بحاجة إلى تكتبلت مالية واقتصادية ضخمة إلدارة مثؿ ىذه‬

‫المشاريع‪ ،‬ولـ تعد إمكانات الشركات الكبلسيكية‪ ،‬كشركة التضامف‪ ،‬أو ذات المسؤولية‬
‫المحدودة‪ ،‬أو التوصية البسيطة‪ ،‬أو باألسيـ‪ ،‬أو المساىمة العامة‪ ،‬أو الخاصة‪ ،‬قادرة عمى‬
‫مثؿ ىذه المشاريع‪ .‬والمشكمة األخرى ىي أف منتجات تمؾ المشاريع تتركب مف أكثر مف‬
‫مادة يكمؿ بعضيا البعض‪ ،‬فالشركة التي تنتج المشروبات الغازية بحاجة إلى أواني زجاجية‬
‫‪1‬‬
‫شريؼ محمد غناـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.417‬‬

‫‪138‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫أو معدنية لتعبئة منتجاتيا‪ ،‬عمماً بأف الشركة محددة بنشاط واحد مثبت في نظاميا األساسي‪.‬‬

‫وال يحؽ ليا ممارسة أكثر مف نشاط‪ ،‬لذلؾ فكرت ىذه الشركات بإنشاء شركات تابعة ليا كما‬
‫أف ىذه الشركات لدييا الرغبة في السيطرة عمى السوؽ وعدـ دخوؿ شركات منافسة ليا وىذا‬
‫ما عزز لدى ىذه الشركات فكرة إنشاء شركات تابعة ليا‪ ،‬إال أف المشكمة ىي كيفية السيطرة‬
‫عمى ىذه الشركات‪ ،‬عمى اعتبار أف كؿ شركة مف ىذه الشركات تتمتع بشخصية قانونية‬
‫مستقمة‪ ،‬وأنيا ليست فروعاً لمشركة األـ لكي تأتمر بأوامرىا‪ ،‬لذلؾ تـ المجوء إلى فكرة الشركة‬
‫القابضة‪ ،‬حيث توجد شركة أـ تسيطر عمى مجموعة مف الشركات التابعة بموجب آلية معينة‬
‫يحددىا القانوف ‪.‬‬

‫وبما أف فكرة الشركة القابضة ىي فكرة حديثة وخاصة في الدوؿ النامية‪ ،‬لذلؾ نرى أف معظـ‬
‫القوانيف العربية لـ تتطرؽ ليذه الشركة وكذلؾ المؤلفات والبحوث في ىذا المجاؿ قميمة جداً‪،‬‬
‫المشرع األردني سباقاً في التطرؽ ليذا النوع مف الشركات‪ ،‬انطبلقاً مف رغبة أولي‬
‫ِّ‬ ‫وكاف‬
‫األمر بتشجيع االستثمار في األردف‪ ،‬وحاجة ىذا االستثمار إلى مشاريع ذات إمكانية مالية‬
‫عالية وقد خصص ليذا النوع مف الشركات المواد ( ‪ ،)208 – 204‬وقد اقتصرت ىذه المواد‬
‫عمى طريقة تأسيس الشركة القابضة‪ ،‬حيث حصرىا بنوع معيف مف الشركات لغرض تسييؿ‬
‫آلية عمؿ الشركة القابضة‪ ،‬كما تـ حصر نشاطيا في مجاؿ معيف ىو إدارة الشركات التابعة‬
‫ليا وتوجيييا؛ أي أف اتصاليا بالجميور لـ يكف مباش اًر‪ ،‬وانما عف طريؽ الشركات التابعة‬
‫ليا‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمجمع الشركات فقد نشأت‪ ،‬أيضًا‪ ،‬تحت ظؿ االقتصاد الحر وظيور ما‬
‫يسمى بعولمة االقتصاد‪ ،‬أو دولية اإلنتاج‪ ،‬فمـ يعد اقتصاد أي دولة متأث اًر بما يجري داخؿ‬
‫تمؾ الدولة فقط ودوف تأثر بالعوامؿ الخارجية ‪ .‬فمـ تعد الشركات الضخمة مكتفية بأسواقيا‬
‫الداخمية‪ ،‬وانما أخذت تبحث ليا عف أسواؽ في الخارج‪ ،‬كما أف منتجات ىذه الشركات تدخؿ‬

‫‪139‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫في صناعتيا أكثر مف مادة‪ ،‬كصناعة السيارات‪ ،‬فيي بحاجة إلى المطاط والزجاج‪ ،‬وقد ال‬

‫تكوف كؿ ىذه المواد متوفرة‪ ،‬إال أف المعرفة التكنولوجية غير متوفرة لدييا‪ ،‬وانما متوفرة في‬
‫دولة أخرى‪ ،‬لذلؾ ظيرت فكرة إنشاء الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬أو ما يطمؽ عمييا الشركة‬
‫متعددة القوميات‪ ،‬أو عابرة الحدود‪ ،‬وميما كانت التسمية فالغاية واحدة ‪.‬‬

‫وقد بدأت الواليات المتحدة بيذا االتجاه‪ ،‬حيث أخذت تسيطر أو تنشأ ليا شركات في‬
‫أسواؽ الدوؿ األوروبية التي وجدت نفسيا أماـ سيطرة الشركات األمريكية‪ ،‬فبادرت إلى عقد‬
‫اتفاقية روما لسنة ‪ 1957‬ـ التي أنشأت بموجبيا السوؽ األوروبية المشتركة التي أعطت‬
‫دعماُ لمدوؿ المنظمة ليذه السوؽ إلنشاء شركات متعددة الجنسيات ‪ .‬ثـ جاءت بعد ذلؾ‬

‫الياباف لتدخؿ ىذا المعترؾ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬طبيعة العالقة القانكنية بيف‬

‫الشركة القابضة كالشركة التابعة‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬نشكء العالقة بيف الشركة القابضة كالشركة التابعة‬

‫تنشأ العبلقة بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا مف خبلؿ آليات وصيغ‬

‫قانونية نظمتيا قوانيف الشركات وحددت مساراتيا بشكؿ يحقؽ سيطرة الشركة القابضة عمى‬
‫القرار في الشركة التابعة ليا ويضمف تحكميا في إدارتيا وتوجيييا سواء كاف ذلؾ مف خبلؿ‬
‫تأسيس الشركة القابضة لمشركة التابعة أو مف خبلؿ تممؾ الشركة القابضة أغمبية أسيـ‬
‫‪1‬‬ ‫رأسماؿ الشركة التابعة أو مف خبلؿ اتفاقيات التصويت المبرمة مع المساىميف‬

‫ذلؾ أف فكرة الشركة القابضة تقوـ عمى مبدأ أساسي ىو إدارتيا لمشركات األخرى التي‬
‫تساىـ بنصيب في رأسماليا واذا كاف مضموف اإلدارة ىو اإلشراؼ عمى اآلخريف في تنفيذ‬

‫‪ٌ 1‬حٌى عبد الرحمان رضا‪ ,‬الجوانب القانونٌة لمجموعة الشركات عبر الوطنٌة‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬دار النهضة العربٌة‪ ,‬القاهرة‬
‫‪ ,1994‬ص ‪320‬‬
‫‪140‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫غرض معيف فمكي يكتب النجاح ليذه اإلدارة البد ليا مف أف تقوـ عمى مفيوـ السمطة لكي‬

‫تتواصؿ مف خبلؿ ىذه السمطة إلى تحقيؽ أىداؼ الشركة وتتجسد ىذه السمطة في عبلقة‬
‫التبعية التي تربط بيف الرئيس والمرؤوس ومف ثـ البد أف يتمتع مديرو الشركة بالسمطات‬
‫المالية ‪1‬‬ ‫البلزمة لفرض إرادتيـ عمى اآلخريف سواء كاف ذلؾ بالضغط أو بالتيديد بالعقوبات‬

‫قد تبدو العبلقة بيف الشركتيف القابضة والتابعة عبلقة اقتصادية بحتة تستند عمى‬
‫أساس مساىمة الشركة القابضة في رأسماؿ الشركة التابعة وال تختمؼ بذلؾ عف أية عبلقة‬
‫قائمة بيف الشركة ومساىمييا إال ف البحث المتعمؽ في ىذه العبلقة يكشؼ خصوصيتيا‬
‫وازدواجيتيا التي تنبع مف األسموب الخاص الذي تنتيجو الشركة القابضة في ممارسة النشاط‬

‫االقتصادي‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األساليب القانكنية المتبعة لسيطرة الشركة القابضة‬

‫عمى الشركات التابعة ليا‬

‫عندما تقوـ الشركة األـ بتممؾ ٍ‬


‫أسيـ في رأس ماؿ الشركات التابعة لـ يكف غرضيػا‬

‫مجرد االستثمار‪ ،‬وانما غايتيا األساسية السيطرة عمى تمؾ الشركات التابعة لتكويف مشروع‬
‫اقتصادي متكامؿ‪ ،‬عمودياً وأفقياً‪ ،‬يبدأ مف الحصوؿ عمى المواد األولية‪ ،‬ومف ثـ التصنيع‬
‫والتسويؽ‪ ،‬ويكوف عمى رأس ىذا المشروع الشركة األـ التي تتولى وضع إستراتيجية معينة‬
‫تسير عمييا الشركات التابعة‪ ،‬ولكي تضمف الشركة األـ التزاـ الشركات التابعة ليا بيذه‬

‫اإلستراتيجية تقوـ بتعييف أعضاء مجالس إدارة ىذه الشركات لغرض السيطرة عمييا‪ ،‬وتتجمى‬
‫مظاىر ىذه السيطرة في تحديد السياسة االستثمارية والمالية‪ ،‬ووضع الخطة اإلنتاجية‪.‬‬

‫وحً فاروق لقمان ‪,‬سلطات ومسؤولٌات المدٌرٌن فً الشركات التجارٌة ‪ ,‬دار الفكر العربً ‪,‬القاهرة‪,‬بدون سنة‬
‫‪1‬طبع‪,‬ص ‪38‬‬
‫‪141‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫ولقد سبؽ أف ذكرنا بأف الشركة التابعة تتمتع بشخصية معنوية مستقمة عف الشركة‬

‫قانوني وليس واقعياً ذلؾ أف الشركة‬


‫ٌ‬ ‫القابضة‪ ،‬إال أف ىذا االستقبلؿ ما ىو إال استقبل ٌؿ‬
‫القابضة في الواقع تدير مشروعاً اقتصادياً متكامبلً‪ ،‬وىذا المشروع الذي تتربع عمى قمتو‬
‫الشركة األـ (القابضة) يسمح ليذه الشركة بأف تفرض سيطرتيا اإلدارية والمالية عمى‬
‫الشركات التابعة ليا‪ ،‬وىذا ما شكؿ األساس القانوني لمسؤولية الشركة القابضة عف ديوف‬
‫تعد مدي اًر لمشركة التابعة‪ ،‬كما أنيا ُّ‬
‫تعد مساىماً‬ ‫الشركة التابعة‪ ،‬عمى اعتبار الشركة القابضة ُّ‬

‫كبي اًر في رأس ماؿ الشركة التابعة‪ ،‬مما يمكنيا مف تعييف أعضاء مجمس اإلدارة‪ ،‬أو عزليـ‪،‬‬
‫ومف ثـ السيطرة عمى ق اررات ىذا المجمس‪.‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة باعتبارىا مدي ارن لمشركة التابعة‬

‫إف تممؾ الشركة القابضة عمى نسبة كبيرة مف أسيـ الشركة التابعة أعطاىا اإلمكانية‬

‫بتعييف أعضاء مجمس إدارة الشركة التابعة‪ ،‬أو عزليـ‪ ،‬ومف ثـ السيطرة عمى مجمس إدارتيا‪،‬‬
‫وىذا ما أعطاىا وصؼ المدير‪ ،‬وأف توقيع المدير وما يقوـ بو مف تصرفات تتعمؽ بالشركة‪،‬‬

‫وتقع ضمف صبلحياتو ينصرؼ أثره إلى الشركة‪ ،‬وىذا ىو ما أكدتو محكمة النقض‬
‫عدت الشركة األـ‬
‫المصرية‪ 1‬وكانت محكمة السيف الفرنسية أوؿ مف سار بيذا االتجاه‪ ،‬حيث ّ‬
‫مسؤولة عف ديوف الشركة التابعة‪ ،‬استناداً إلى ما يسمى بييمنة سيد المشروع‪ ،‬حيث تييمف‬
‫الشركة األـ عف طريؽ مديرىا المعيف في الشركة الوليدة‪ ،‬والمييمف عمى مقدرات ىذه الشركة‬
‫ويتصرؼ فييا وكأنيا مشروعو الخاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طعف رقـ ‪ 897‬لسنة ‪ 53‬ؽ جمسة ‪ ،1988/12/26‬انظر ىذا الحكـ في المستشار معوض عبد التواب‪ ،‬المستحدث في‬
‫القضاء التجاري أحكما النقض التجاري في خمسة عشر سنة ‪1990-1975‬ـ‪ ،‬القاىرة ‪1990‬ـ‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪142‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫قضت ىذه المحكمة أف السيطرة اإلدارية‬ ‫‪1‬‬ ‫ففي حكـ صادر ليا في ‪ 8‬يونيو ‪1938‬‬

‫التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركة الوليدة مباشرة‪ ،‬أو عف طريؽ وسيط يجعؿ مديري‬
‫الشركة الوليدة يخضعوف‪ ،‬عندما يمارسوف نشاطيـ‪ ،‬لسيطرة مجمس إدارة الشركة األـ‪ ،‬فتبدو‬
‫الشركة الوليدة وكأنيا واجية لمشركة األـ‪ ،‬وبما أف الشركة األـ تمتمؾ معظـ رأسماؿ الشركة‬
‫الوليدة فتبدو ذمتيا المالية مختمطة‪ ،‬وتبدو الميزانية بأرباحيا وخسائرىا واحدة في الشركتيف‪.‬‬

‫وبما أف الشركة القابضة ىي شخص معنوي‪ ،‬وأنيا ال تستطيع التعبير عف إرادتيا إال‬
‫مف خبلؿ شخص طبيعي يمثؿ إرادتيا في إدارة الشركة التابعة‪ ،‬لذلؾ فيي‪ ،‬وبناء عمى ما‬
‫تممكو مف حصة كبيرة في رأس ماؿ الشركة التابعة‪ ،‬تقوـ بتعييف أشخاص يمثمونيا في‬

‫مجمس إدارة الشركة التابعة‪ ،‬وىي بالتالي مسؤولة عف تصرفاتيـ‪.‬‬

‫وىذا ما ورد في المادة ( ‪/204‬د) مف قانوف الشركات األردني عندما قضت بأف تقوـ‬
‫الشركة القابضة بتعييف ممثمييا في مجالس إدارة الشركة التابعة بنسبة مساىمتيا‪ .‬كما قضت‬
‫المادة (‪/205‬أ) مف قانوف الشركات أعبله بأف مف غايات الشركة القابضة ىو إدارة الشركات‬
‫التابعة ليا أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساىـ فييا‪.‬‬

‫وتظير ىيمنة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة بوضوح‪ ،‬مف خبلؿ المادة‬
‫(‪/206‬أ‪ )1/‬مف قانوف الشركات األردني‪ ،‬عندما قضت بأف إحدى طرؽ تأسيس الشركة‬
‫القابضة ىو أف تؤسس شركة مساىمة عامة تنحصر غاياتيا في األعماؿ المنصوص عمييا‬

‫في المادة (‪ ، )205‬وفي تأسيس شركات تابعة ليا‪ ،‬بحيث تخدـ ىذه الشركات التابعة أغراض‬
‫الشركة القابضة‬

‫‪1‬‬
‫حكـ محكمة السيف التجارية‪ 8 ،‬يونيو‪ ،‬سنة ‪ ،1938‬الحكـ مشار إليو في حسف محمد ىند‪ ،‬مدل مسؤكلية الشركة األـ‬
‫عف ديكف شركتيا الكليدة في مجمكعة الشركات مع إشارة خاصة إلى الشركة المتعددة القكميات ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة عيف شمس‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪143‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة باعتبارىا مساىمان كبي ارن في الشركة التابعة‬

‫لقد أقيمت مسؤولية الشركة القابضة عف ديوف الشركة التابعة في بداية األمر تحت‬
‫مسمى استخداـ المدير (الشركة القابضة) ألمواؿ الشركة التابعة ألغراضو الخاصة‪ ،‬وكما‬
‫تقوـ الشركة القابضة بتحويؿ أرباح الشركة التابعة إلى حساباتيا الخاصة‪ ،‬وبذلؾ فيي تتحمؿ‬
‫المسؤولية عف ديوف الشركة التابعة‪.1‬‬

‫إال إننا مع الرأي القائؿ‪ :‬بأف ال داعي لمجوء لمثؿ ىذا التبرير إلقامة مسؤولية الشركة‬
‫القابضة عف ديوف الشركة التابعة؛ ألف‪ ،‬وكما ذكرنا سابقاً‪ ،‬الشركة القابضة مع الشركات‬
‫التابعة تشكؿ وحدة اقتصادية متكاممة تتجمع لدييا كافة الحسابات المالية‪ ،‬وخاصة عندما‬
‫تكوف الشركة التابعة ممموكة بالكامؿ لمشركة القابضة‪ ،‬فبإلقاء نظرة عمى ميزانية الشركة‬
‫القابضة يظير لديؾ بوضوح بأف ىذه الميزانية ما ىي إال ميزانية تجمع حسابات الشركة‬
‫القابضة والشركات التابعة ليا‪.‬‬

‫وىذا يعني أف ىناؾ تكامبلً مالياً واقتصادياً بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا‪.‬‬

‫إلى القوؿ بأنو‬ ‫‪2‬‬ ‫مما يعني وحدة المسؤولية تجاه ديوف الشركة التابعة‪ .‬وىذا ما دعا البعض‬
‫يحؽ لممحكمة‪ ،‬في حالة تحقؽ ديوف عمى إحدى الشركات التابعة‪ ،‬أف تتخذ إجراءات‬
‫جماعية ضد مجموعة الشركات المكونة لمشركة القابضة‪ ،‬باعتبارىا وحدة اقتصادية واحدة‪،‬‬
‫رغـ أف كبلً منيا ُّ‬
‫تعد شركة مستقمة‪ ،‬ألف الشخصية المعنوية المستقمة لكؿ مف ىذه الشركات‬
‫ما ىي إال شخصية رمزية‪ ،‬ال وجود ليا مف حيث الواقع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسف محمد ىند‪ ،‬مدل مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف شركتيا الكليدة في مجمكعة الشركات مع إشارة خاصة إلى‬
‫الشركة المتعددة القكميات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عيف شمس‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Paul, H.Walgealach, Principles of accounting 4end, Harcourt Brace Publisher, Florida‬‬
‫‪U.S.A, 1987, p.652.‬‬

‫‪144‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫إذف األصؿ ىو احتراـ استقبلؿ الشخصية المعنوية لكؿ مف الشركة القابضة والشركة‬

‫التابعة‪ ،‬إال إنو‪ ،‬وبسبب ىذا التداخؿ المالي واالقتصادي بيف الشركتيف‪ ،‬جعؿ الشركة‬
‫القابضة مسؤولة عف ديوف الشركة التابعة‪.‬‬

‫وفي الواقع أف دائف الشركة التابعة ال يمجأ لمطالبة الشركة القابضة بتسديد ديونو‪ ،‬إذا‬
‫كاف الوضع المالي لمشركة التابعة جيدًا‪ ،‬وانما يمجأ إلى وحدة المسؤولية‪ ،‬إذا كاف وضع‬
‫الشركة التابعة متدىو ًار‪.‬‬

‫وختاماً‪ ،‬ال بد مف اإلشارة إلى أف قانوف الشركات األردني قد اظير‪ ،‬وبوضوح‪ ،‬الوحدة‬
‫المالية بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا عندما قضت المادة ( ‪ )208‬منو بأنو عمى‬

‫الشركة القابضة أف تعد في نياية كؿ سنة مالية ميزانية مجمعة‪ ،‬وبيانات األرباح‪ ،‬والخسائر‪،‬‬
‫والتدفقات النقدية ليا‪ ،‬ولجميع الشركات التابعة ليا‪ ،‬وأف تعرضيا عمى الييئة العامة مع‬
‫اإليضاحات والبيانات المتعمقة بيا‪ ،‬وفقًا لما تتطمبو معايير المحاسبة وأصوليا‪ ،‬ومعايير‬
‫التدقيؽ الدولية المعتمدة‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الشركة القابضة فعميا‬

‫يعد غرض الشركة جزءا مف إرادة الشركاء المؤسسيف في عقد الشركة وىو محورىا‬
‫الذي أسست مف أجمو وىو اليدؼ القريب الذي يسعى الشركاء لتحقيقو ويعمؿ المديروف عمى‬
‫أف الغرض مف تأسيس‬ ‫‪1‬‬ ‫نجاحو وىو الذي يحدد إطار نشاط الشركة بؿ ويرى البعض‬
‫الشركة الذي يشتمؿ عميو عقد تأسيسيا ىو الذي يحدد مدى أىميتيا ومف ثـ فإنو يعد منطمقا‬
‫لتحديد سمطات وصبلحيات العامميف في الشركة وليذا كاف مف الواجب ابتداء تحديد غرض‬
‫الشركة بوضوح في عقد تأسيسيا ليتمكف الغير مف التعرؼ عمى مجاؿ نشاط الشركة وحدود‬

‫أىميتيا‬

‫‪1‬‬
‫حمٌد مجٌد العنبكً ‪,‬الشركات فً القانون االنكلٌزي ‪,‬طبعة ‪ ,1‬مكتبة عدنان ‪ ,‬بغداد ‪ ,2004‬ص ‪11‬‬
‫‪145‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫وتأسيسا عمى ما تقدـ يكوف مف الضروري أف تتقيد الشركة بغرضيا المنصوص عميو‬

‫في عقد تأسيسيا وال تتجاوزه إال بعد تعديمو وفقا لمقانوف واال أصبحت عرضة لممساءلة لكف‬
‫أحيانا قد تتجاوز الشركة غرضيا مدفوعة برغبتيا في السيطرة عمى السوؽ والتحكـ في‬
‫مفاصؿ النشاط الذي تباشره األمر الذي يثير التساؤؿ عف الوضع القانوني ليذه الشركة وعف‬
‫القيمة القانونية لتصرفاتيا وعقودىا التي تبرـ مع الغير في حدود تجاوزىا لغرضيا ؟‬

‫الشركة القابضة فعميا ىي شركة يتـ تأسيسيا وتسجيميا طبقا لمقانوف لكنيا لـ تسجؿ‬
‫شركة قابضة ومع ذلؾ فيي تمارس نشاطيا شركة قابضة مف دوف تعديؿ عقد تأسيسيا ومف‬
‫دوف استيفاء اإلجراءات التي اشترطيا القانوف لتحوليا إلى شركة قابضة فينا يطرح السؤاؿ‬

‫حوؿ الوضع القانوني لمثؿ ىذه الشركة ومدى مسؤوليتيا عف تصرفاتيا وعقودىا التي تبرميا‬
‫مع الغير‬

‫يحدث ذلؾ حيف تقوـ شركة ليست قابضة بالسيطرة عمى شركة أخرى سواء مف خبلؿ شرائيا‬
‫أغمبية أسيـ وحصص رأسماؿ تمؾ الشركة أو مف خبلؿ أية وسيمة مف شأنيا تمكينيا مف‬
‫فرض سيطرتيا عمييا عمى الرغـ مف كوف الشركة األولى –المسيطرة – ليست مسجمة رسميا‬
‫بوصفيا قابضة ولـ يدرج في عقد تأسيسيا ما يشير إلى ذلؾ وبالتالي نكوف في مواجية‬
‫سيطرة فعمية لمشركة األولى عمى الشركة الثانية وفي الحياة العممية لمشركات ليس مف‬
‫المستبعد تحقؽ حالة الشركة القابضة فعميا (تجاوز الشركة لغرضيا) سواء تحقؽ ذلؾ عبر‬

‫تجاوز مقدار ما تممكو الشركة المسيطرة مف رأسماؿ شركة أخرى نسبة ( ‪ )%50‬منو أو عبر‬
‫اعتمادىا وسائؿ السيطرة الفعمية المستندة إلى اتفاقات التصويت وعقود إدارة الشركات‬

‫لكف ينبغي عدـ الخمط بيف الشركة القابضة فعميا و (الشركة الفعمية ) إذ أف األولى‬
‫ىي شركة حقيقية ومسجمة طبقا لمقانوف لكنيا تمارس مياـ الشركة القابضة خبلفا لعقد‬
‫تأسيسيا أما الشركة الفعمية فيي شركة تنشأ صحيحة في ظاىرىا وتتعامؿ مع الغير إلى أف‬

‫‪146‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫يحكـ ببطبلنيا لعدـ مراعاة الشركاء في تأسيسيا بعض القواعد التي نص عمييا القانوف أي‬

‫أف الثانية تقوـ عمى أساس االعتراؼ بوجود الشركة فعميا ثـ يتقرر بطبلنيا بعد مزاولتيا‬
‫لنشاطيا‬

‫وكثيرة ىي األسباب التي تدعو وتييئ لقياـ الشركة القابضة فعميا ويأتي في مقدمتيا‬
‫القصور في التنظيـ القانوني لتأسيس الشركات والرقابة عمى نشاطيا وقياـ الشركة (القابضة‬
‫فعميا ) بإرادة عمدية ويضيؽ احتماؿ وجودىا في ظؿ التشريعات التي أخذت بالشركة‬
‫القابضة وأوردت نصوصا تفصيمية ألحكاميا وحددت الشكؿ القانوني الذي تتخذه وحددت‬
‫وذلؾ حرصا عمى اقتصادىا الوطني لذلؾ‬ ‫‪1‬‬ ‫أغراضيا وما يحظر وما ال يحظر عمييا‬

‫يبلحظ أف أغمب الدوؿ التي اعتمدت تقييد نشاط الشركات القابضة ىي دوؿ ذات االقتصاد‬
‫النامي غرضيا حماية اقتصادىا وشركاتيا مف سطوة الشركات القابضة العمبلؽ و وتحكميا‬
‫البلمحدود‬

‫وعندما يخمو التشريع مف نصوص قانونية تنظـ تأسيس الشركة القابضة ونشاطيا فاف‬
‫المجاؿ يغدو رحبا أماـ الشركات لممارسة ىيمنتيا عمى شركات أخرى بوسائؿ شتى يأتي في‬
‫مقدمتيا تممؾ نسبة مف حصص ا واسيـ رأسماؿ تمؾ الشركات وبطبيعة الحاؿ فاف الشركات‬
‫األولى –المييمنة‪ -‬ال تكوف مقيدة بغرضيا المثبت في عقد تأسيسيا كما أنيا غير ممزمة‬
‫بتممؾ أغمبية رأس ماؿ الشركات األخرى المستيدفة لتحقيؽ حالة السيطرة ألنو ليس ثمة‬

‫نصوص قانونية تنظـ سيطرتيا عمى الشركات األخرى وتطالبيا بتممؾ نسبة محددة مف رأس‬
‫الماؿ شرطا لسيطرتيا عمييا‬

‫ىذا مف ناحية ومف ناحية أخرى فاف تممؾ الشركة لنسبة ال تتجاوز ‪ %20‬أحيانا مف‬
‫رأس ماؿ شركة أخرى قد يكفي لتحقيؽ السيطرة عمييا في ظؿ ظاىرة التغيب المستمر‬

‫محمد ٌونس محمد العبٌدي ‪ ,‬مسؤولٌة الشركة القابضة على الشركة التابعة ‪,‬دراسة مقارنة ‪,‬دار الكتب القانونٌة ‪,‬دار‬
‫‪ 1‬شتات للنشر والبرمجٌات مصر ‪,‬اإلمارات ‪ ,2016‬ص ‪115‬‬
‫‪147‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫لصغار المساىميف عف حضور اجتماعات الييئة العامة وانخفاض مساىمتيـ في إدارة‬

‫الشركة التابعة والرقابة عمييا‬

‫ويبلحظ أف قياـ الشركة (القابضة فعميا) بإرادة عمدية يحدث عندما تمارس الشركة‬
‫دور الشركة القابضة عمى الرغـ مف قياـ السند القانوني لممارستيا ىذا الدور في القانوف أو‬
‫في عقد تأسيسيا بمعنى أف تتجاوز الشركة أغراضيا المذكورة في عقد الشركة وشيادة‬
‫تأسيسيا لتمارس نشاطيا كشركة قابضة دوف اإلفصاح عف حقيقة ذلؾ لتجنب األعباء‬
‫وااللتزامات التي يرتبيا القانوف عمى الشركة القابضة السيما واف اغمب التشريعات تشترط‬
‫‪1‬‬ ‫ذكر غرض التأسيس بوصفو بيانا إلزاميا في عقد تأسيس الشركة‬

‫والواقع أف غرض الشركة ىو جزء مف إرادة الشركاء المؤسسيف في عقد الشركة وىو‬
‫محورىا الذي أسست مف أجمو وىو اليدؼ الذي يسعى الشركاء لتحقيقو ويعمؿ المديريف عمى‬
‫أف الغرض مف تأسيس‬ ‫‪2‬‬ ‫إنجاحو وىو الذي يحدد إطار نشاط الشركة بؿ ويرى البعض‬
‫الشركة الذي يشتمؿ عميو عقد تأسيسيا ىو الذي يحدد مدى أىميتيا ومف ثـ فانو يعد منطمقا‬
‫لتحديد سمطات وصبلحيات العامميف في الشركة فإذا أراد الشركاء أو المدراء تجاوزه إلى‬
‫غرض آخر وجب عمييـ تعديؿ عقد الشركة أو نظاميا األساسي بموافقة األغمبية المطموبة‬
‫المقررة قانونا إلجراء ىذا التعديؿ وبخبلؼ ذلؾ فاف تجاوز الشركاء أو أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫ة‬ ‫أو المدراء لغرض الشركة يعد انحرافا عف صبلحيتيـ ويجعميـ عرضة لممساءؿ‬

‫‪ 1‬محمد ٌونس محمد العبٌدي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪118‬‬


‫‪2‬وحً فاروق لقمان‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪25‬‬
‫‪148‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪130‬‬
‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات‬

‫‪131‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الباب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة‬


‫عن الشركة التابعة وتطبيقاتيا ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن‬

‫الشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬


‫النظرية العقدية (نظرية المسؤكلية العقدية )‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬


‫النظرية التنظيمية (نظرية المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع)‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انقضاء الشركة القابضة كتصفيتيا ‪.‬‬

‫الفصل ثاني ‪ :‬تطبيقات مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف بطالف الشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث ثاني ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف التعسؼ في إدارة الشركة‬


‫التابعة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف إفالس الشركة التابعة‬

‫‪149‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفصل األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة‬

‫القابضة عن الشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬


‫النظرية العقدية (نظرية المسؤكلية العقدية )‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬


‫النظرية التنظيمية (نظرية المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع)‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انقضاء الشركة القابضة كتصفيتيا ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الباب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن الشركة التابعة وتطبيقاتيا‬

‫في ىذا الباب سنتطرؽ إلى الطبيعة القانكنية لمسؤكلية الشركة القابضة –أك الشركة األـ في‬
‫بعض التشريعات المقارنة – عف الشركة التابعة كفؽ أىـ نظريتيف في الفقو كىما النظرية‬
‫التنظيمية كالنظرية العقدية حيث سيتـ النظر في المركز القانكني لمشركة القابضة في‬
‫المجمع ىؿ ىي ككيؿ عف الشركة التابعة أك عامؿ لدييا في إطار عقد كما ىي أركاف‬
‫المسؤكلية في حالة قياميا ىذا مف جية كمف جية أخرل سيتـ التطرؽ إلى انقضاء الشركة‬
‫القابضة ك كيفية تصفيتيا ك في األخير ذكر بعض أىـ التطبيقات كأحكاـ مسؤكلية الشركة‬
‫القابضة عف الشركة التابعة‬

‫‪150‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفصل األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن الشركة التابعة‬

‫قد يطرح التساؤؿ عف الطبيعة القانكنية لمسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة‬
‫كما إذا كانت ىذه المسؤكلية عقدية أـ أنيا مسؤكلية عف العمؿ غير المشركع ؟ كلإلجابة‬
‫عف ىذا التساؤؿ يجب معرفة طبيعة المركز القانكني لمشركة القابضة داخؿ إطار الشركة‬
‫التابعة الف ىذا المركز كاف كال يزاؿ مكضع خالؼ فقيي بيف رأييف يرجع احدىما المركز‬
‫القانكني لمشركة القابضة إلى أساس عقدم في حيف يرجعو اآلخركف إلى أساس تنظيمي‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫وفق النظرية العقدية (نظرية المسؤولية العقدية )‬

‫يرل بعض الفقو ‪ 1‬أف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا ىي‬
‫رابطة عقدية مصدرىا العقد المبرـ ما بيف الشركة مف جية كأعضاء مجمس اإلدارة مف جية‬
‫أخرل كمف ثـ فاف المسؤكلية المترتبة عف أم إخالؿ يصدر عف أم عضك مف أعضاء‬
‫مجمس اإلدارة ىي المسؤكلية العقدية ‪ 2‬كتأسيسا عمى ذلؾ يمكف القكؿ باف المركز القانكني‬
‫لمشركة القابضة في الشركة التابعة كفؽ النظرية العقدية يعد مرك از عقديا ناشئا عف العقد‬
‫المبرـ بيف الشركتيف بكصؼ الشركة القابضة مدي ار لمشركة التابعة أك عضكا في مجمس‬
‫إدارتيا‬

‫‪1‬‬
‫أبك زيد رضكاف ‪,‬شركات المساىمة ‪,‬طبعة ‪, 1‬دار الفكر العربي القاىرة ‪ , 1983‬ص ‪211‬‬
‫أكرـ ياممكي ‪,‬القانون التجاري –الشركات‪ -‬دراسة مقارنة‪,‬طبعة ‪ ,1‬دار الثقافة ‪,‬عماف ‪ ,2008‬ص ‪299‬‬
‫عرؼ بعض الفقو المسؤكلية العقدية ‪(:‬المسؤكلية المترتبة عمى إخالؿ الشخص بتنفيذ التزاـ ناشئ عف العقد ) عبد الرزاؽ‬
‫‪2‬السنيكرم ‪,‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪,‬الجزء ‪ , 1‬مصادر االلتزاـ ‪ ,‬دار النيضة العربية القاىرة ‪,1964‬ص ‪847‬‬
‫‪151‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫إال أف أنصار النظرية العقدية لـ يتفقكا حكؿ ماىية العقد القائـ بيف الشركة كأعضاء‬

‫مجمس إدارتيا كانقسمكا بيف مف يعد العقد عقد ككالة كمف يعده عقد عمؿ‬

‫المطمب األول‪ :‬المركز القانوني لمشركة القابضة وفق النظرية العقدية‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشركة القابضة ىي وكيل عن الشركة التابعة‬

‫ذىب بعض الفقو إلى القكؿ باف الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة تعد‬
‫ككيال عنيا لكف أنصار ىذه النظرية اختمفكا حكؿ تحديد نكع الككالة القائمة بيف أعضاء‬
‫مجمس اإلدارة كالشركة كما إذا كانت نيابة الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة نيابة‬
‫‪1‬‬ ‫اتفاقية أـ قانكنية ؟ كما اختمفكا حكؿ تحديد أطراؼ عقد الككالة‬

‫يرل البعض ‪ 2‬أف النيابة القائمة بيف أعضاء مجمس اإلدارة كالشركة ىي نيابة تعاقدية‬

‫عمى أساس أف تعييف عضك مجمس اإلدارة يتـ بإيجاب مف الييئة العامة التي تصكت‬
‫لترشيحو كاختياره كقبكؿ مف عضك مجمس اإلدارة كعميو تككف المسؤكلية المترتبة عمى أم‬
‫إخالؿ يصدر عف أم عضك مف أعضاء مجمس اإلدارة ىي مسؤكلية عقدية عمى أساس أف‬
‫مركزىـ القانكني في الشركة ىك مركز عقدم كاف التزاماتيـ تجاىيا ناشئة عف عقد الككالة‬
‫في حيف إف جانبا آخر مف الفقو عمى الرغـ مف إق ارره بنيابة عضك مجمس اإلدارة عف‬
‫الشركة إال انو عارض تأسيس ىذه النيابة عمى فكرة الككالة العقدية كذىب إلى القكؿ باف‬
‫النيابة القائمة بيف عضك مجمس اإلدارة كالشركة مصدرىا ككالة قانكنية مشركطة عمى‬

‫أساس فرض القانكف لقكاعده اآلمرة في كؿ تفاصيميا فالقانكف ىك الذم يحدد كيفية اختيار‬
‫عضك مجمس اإلدارة ككيفية عزلو كحدكد سمطتو كصالحياتو بنصكص آمرة‬

‫‪1‬‬
‫أبك زيد رضكاف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪192‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد الكىاب المحاسنة ‪,‬المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في شركات المساىمة العامة ‪,‬طبعة ‪,1‬دار‬
‫جميس الزماف‪,‬عماف ‪ ,2010‬ص ‪27‬‬
‫‪152‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كفي ظؿ ىذه النظرية فاف الشركة القابضة – بكصفيا عضكا في مجمس إدارة‬

‫كبصفتيا‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركة التابعة التي تساىـ بنصيب في رأسماليا‪-‬تعد ككيال عف الشركة التابعة‬
‫ىذه تستطيع تكلي مياـ اإلدارة في الشركات التابعة ليا كيمكنيا أف تترأس مجمس إدارة‬
‫الشركة التابعة كمف ثـ يمكنيا أف تتحكـ في إدارتيا مف خالؿ الشخص الطبيعي الذم‬
‫يمثميا كيعبر عف إرادتيا كتككف الشركة القابضة مسؤكلة عف أعماؿ ممثمييا تجاه الشركة‬
‫التابعة كتجاه الغير‬

‫كيرل البعض ‪ 2‬أف تكلي الشركة القابضة ىذا الدكر يعد مف صمب مياميا ألنو مف‬
‫المسمـ بو أف تككف شركة ما مديرة لشركة أخرل عندما تككف األخيرة تابعة لألكلى بؿ كيرل‬

‫ىذا البعض أيضا أف ىذه ىي الطريقة الدارجة كاألكثر فاعمية لمشركة القابضة لمممارسة‬
‫سيطرتيا كنفكذىا المباشر عمى الحياة القانكنية لمشركات التي تساىـ بنصيب في رأسماليا‬
‫لذا فاف اغمب التشريعات تعد المساىمة في رأسماؿ الشركة شرطا لعضكية مجمس اإلدارة‬
‫‪ 1985‬إذ لـ يشترط امتالؾ أسيـ في رأسماؿ‬ ‫باستثناء قانكف الشركات االنجميزم لسنة‬
‫الشركة لعضكية مجمس اإلدارة إال إذا تضمف ذلؾ النظاـ األساسي لمشركة‬

‫أما ما يتعمؽ بأطراؼ عقد الككالة فبما أف بعض الفقو عد العالقة التي تصؿ ما بيف‬
‫الشركة –بكصفيا شخصا معنكيا – كالشخص الذم يتكلى إدارتيا كابراـ التصرفات باسميا‬
‫كلحسابيا ىي عالقة عقدية تخضع لمقكاعد المنظمة لعقد الككالة فاف العقد يبرـ بإيجاب مف‬

‫خالؿ الترشيح كقبكؿ مف خالؿ التصكيت كتتحدد صالحيات الككيؿ مف خالؿ النصكص‬
‫القانكنية كمف خالؿ النظاـ األساسي لمشركة كمف خالؿ عقد التأسيس كمف خالؿ عقد‬
‫الككالة يمارس ممثؿ الشركة بصفتو ىذه شتى التصرفات القانكنية باسـ كلحساب األصيؿ –‬
‫الشركة‪ -‬كتترتب المسؤكلية المدنية عف تمؾ التصرفات القانكنية بحؽ األصيؿ الذم صدرت‬

‫‪1‬‬
‫حسف محمد ىند ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪118‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسيف إسماعيؿ ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪78‬‬
‫‪153‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الف مقتضى النيابة انصراؼ أثر التصرؼ الذم يبرمو‬ ‫‪1‬‬ ‫تمؾ التصرفات باسمو كلحسابو‬

‫النائب إلى الشخص األصيؿ مع أف اإلرادة التي يقكـ عمييا التصرؼ ىي إرادة النائب ال‬
‫إرادة األصيؿ إضافة إلى ذلؾ فاف عزؿ أعضاء مجمس اإلدارة ال يمكف تفسيره إال بقكاعد‬
‫الككالة ‪ 2‬أم أف ىذا الجانب مف الفقو يرجع العالقة ما بيف الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا‬
‫إلى أساس عقدم كمف ثـ فاف ذلؾ يصؿ بنا إلى القكؿ باف المركز القانكني لمشركة القابضة‬
‫بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك احد أعضاء مجمس إدارتيا يتحدد مف خالؿ عقد الككالة‬
‫القائـ بيف الشركة التابعة مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل‬

‫إال أف أنصار ىذا االتجاه لـ يتفقكا حكؿ تحديد طرفي عقد الككالة القائـ بيف الشركة‬

‫إلى القكؿ باف‬ ‫‪3‬‬ ‫مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل فذىب البعض منيـ‬
‫طرفي عقد الككالة ىما مجمس اإلدارة كالييئة العامة لممساىميف كاف مجمس اإلدارة بدكره‬
‫يفكض رئيس مجمس اإلدارة السمطات الالزمة لممارسة أعماؿ ىذه اإلدارة لكف ىذا رأم‬
‫محؿ نظر لسببيف ‪:‬‬

‫إف المساىميف مجتمعيف أك منفرديف ليس ليـ شخصية معنكية مستقمة عف الشركة‬
‫كمف ثـ فميس ثمة رابطة قانكنية بيف مجمكع المساىميف كأعضاء مجمس اإلدارة‬

‫كالكاقع أف تدخؿ المشرع في المجمؿ مف القكاعد المنظمة لنشاط الشركات كفرضو‬


‫األحكاـ المنظمة لمعالقة بيف الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا لـ يترؾ لمبدأ سمطاف اإلرادة‬

‫الشيء الكثير الميـ باستثناء المكافقة المبدئية ألطراؼ عقد الككالة عمى إبراـ العقد ثـ يتكلى‬
‫المشرع إعماؿ قكاعده اآلمرة لتحكـ عالقات األطراؼ كىذا ما يصؿ بنا إلى القكؿ باف نيابة‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬الوسيط في شرح القانون المدني – المجمد األكؿ –الجزء ‪ ,7‬العقكد لكاردة عمى العمؿ ‪,‬القاىرة‬
‫‪, 1964‬طبعة ‪ ,1‬دار النيضة العربية ‪ ,‬ص ‪588‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كماؿ طو ‪,‬الشركات التجارية ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬دار الفكر الجامعي ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,2008‬ص ‪254‬‬
‫‪3‬‬
‫أبك زيد رضكاف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪211‬‬
‫‪154‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫عضك مجمس اإلدارة عف شركتو ال تعدك أف تككف نيابة قانكنية شأنيا في ذلؾ شأف نيابة‬

‫أميف التفمسة‬

‫إف الشركة تستقؿ فكر تأسيسيا بشخصيتيا المعنكية عف األشخاص المساىميف فييا‬
‫فاف صح القكؿ أف أعضاء مجمس اإلدارة ىـ ككالء عف الشركة فيذا ال يعني إنيـ ككالء‬
‫أيضا عف مساىمي الشركة‬

‫ليذا فقد رفض البعض‪ 1‬مف أنصار ىذا االتجاه الرأم المذككر عمى أساس أف شركة‬
‫المساىمة ىي شخص معنكم لو ذاتية تستقؿ عف ذاتية المساىميف فيعد مديركىا ككالء‬
‫عنيا كالمككؿ ىي الشركة كليس المساىمكف كانتيى ىؤالء إلى القكؿ باف طرفي عقد الككالة‬

‫ىما الشركة مف جية كأعضاء مجمس اإلدارة مف جية ثانية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشركة القابضة ىي عامل لدى الشركة التابعة‬

‫ذىب جانب مف الفقو ‪ 2‬إلى القكؿ باف العالقة القائمة بيف الشركة كأعضاء مجمس‬
‫إدارتيا –بما فييـ الشركة القابضة – ىي عالقة عقدية لكنيا ال تقكـ عمى عقد الككالة كانما‬

‫تقكـ عمى عقد العمؿ كفي ظؿ ىذا االتجاه يعد مدير الشركة عامال مستخدما لدييا ككذلؾ‬
‫الحاؿ بالنسبة لرئيس مجمس إدارة الشركة كمديرييا كتخضع عالقة كؿ منيـ بالشركة –‬
‫بكصفيا صاحب العمؿ‪ -‬لألحكاـ المنظمة لعقد العمؿ كينعقد العمؿ بإيجاب مف العامؿ مف‬
‫خالؿ ترشيحو نفسو في انتخابات أعضاء مجمس اإلدارة كقبكؿ مف الييئة العامة عند‬
‫إعالف نتائج االنتخابات كقد ينعقد عقد العمؿ بتعييف الشركة لمعامؿ دكف أية انتخابات‬

‫ككفقا ليذه النظرية تقكـ بيف الشركة القابضة بكصفيا عضك مجمس اإلدارة أك المدير كبيف‬
‫الشركة التابعة عالقة التبعية القانكنية التي يقكـ عمييا عقد العمؿ كبناء عمى عالقة التبعية‬

‫‪1‬‬
‫حسيف عامر ك عبد الرحماف عامر ‪ ,‬المسؤولية المدنية ‪,‬دار المعارؼ ‪,‬طبعة ‪ ,2‬القاىرة ‪ ,1979‬ص ‪432‬‬
‫‪2‬‬
‫ىشاـ عمي صادؽ ‪ ,‬دروس في قانون العمل ‪ ,‬طبعة ‪, 1‬الدار الجامعية لمطباعة كالنشر ‪ ,‬بيركت ‪ ,1982‬ص‪86‬‬
‫‪155‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ىذه يتكجب عمى الشركة القابضة بكصفيا عضك مجمس اإلدارة االلتزاـ بالقكاعد اآلمرة‬

‫لقانكف الشركات كالنظاـ األساسي لمشركة كعقد تأسيسيا كأف تأتمر بتعميمات كق اررات الييئة‬
‫العامة لمشركة التابعة بكصفيا ممثال عف صاحب العمؿ (الشركة التابعة) كاف تخضع‬
‫لتكجيياتيا كاشرافيا‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األحكام المنظمة إلدارة الشركة القابضة لمشركة التابعة‬

‫وفق النظرية العقدية‬

‫إف المركز القانكني لمشركة القابضة في الشركة التابعة قد ينشأ ابتداء كيتحدد‬
‫بكصؼ األكلى مساىمة في رأس ماؿ الثانية مف خالؿ تممؾ الشركة القابضة ألسيـ أك‬
‫حصص في رأسماؿ الشركة التابعة كيرتب ىذا المركز القانكني لمشركة القابضة جممة مف‬

‫‪1‬‬ ‫الحقكؽ كما يضع عمى عاتقيا مجمكعة مف االلتزامات‬

‫لكف قد يرافؽ ذلؾ أك يميو ذلؾ تكلي الشركة القابضة مياـ إدارة الشركة التابعة مف‬
‫خالؿ ممثمييا المعينيف منيا في مجمس إدارة الشركة التابعة فيترتب عف ذلؾ نشكء مركز‬
‫قانكني جديد لمشركة القابضة بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك عضك مجمس إدارتيا بما‬
‫يتضمنو ىذا المركز مف مباشرة الشركة القابضة عددا مف الحقكؽ ك االختصاصات‬
‫كتحمميا لمجمكعة مف االلتزامات حيث أف الشركة القابضة بحكـ مسؤكليتيا اإلدارية في‬
‫الشركة التابعة تتمتع بالصالحيات كالسمطات الكفيمة بتمكينيا مف ممارسة حقيا في إدارة‬

‫الشركة التابعة أثناء تكلييا المياـ اإلدارية التخطيطية كالتنظيمية كالفنية كالتنفيذية كالمالية‬
‫الالزمة لسير نشاط الشركة التابعة عدا ما كاف منيا داخال في اختصاصات الييئة العامة‬
‫كيشمؿ ذلؾ المياـ المنكطة بأعضاء مجمس اإلدارة حص ار متحديف كمنفرديف كتعد جزءا مف‬

‫‪1‬‬
‫احمد محمد محرز‪ ,‬الوجيز في الشركات التجارية ‪,‬طبعة ‪ ,1‬القاىرة ‪ , 2003‬ص ‪418‬‬
‫‪156‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫صالحياتيـ كيغمب عمييا طابع االختصاص سكاء كاف مصدرىا القانكف أـ عقد الشركة أك‬

‫نظاميا األساسي كيأتي في مقدمة ذلؾ ‪:‬‬

‫‪- 1‬مجموعة الحقوق المالية ‪ :‬كتتمثؿ في الحقكؽ ذات الطبيعة المالية التي تكتسبيا‬

‫الشركة القابضة بكصفيا احد المساىميف في الشركة التابعة كحؽ الشركة القابضة‬
‫في ممكيتيا لحصتيا مف أسيـ رأسماؿ الشركة التابعة كحؽ الشركة القابضة في‬

‫التصرؼ في أسيميا لمغير كحصة الشركة القابضة مف األرباح السنكية المحققة لدل‬
‫الشركة التابعة‬
‫‪- 2‬مجموعة الحقوق غير المالية‪ :‬كتتمثؿ بالحقكؽ اإلدارية ذات الطبيعة غير المالية‬

‫كأىميا حضكر الشركة القابضة اجتماعات الييئة العامة لمشركة التابعة كالتصكيت‬

‫لمييئة العامة لمشركة التابعة كاقامة دعكل اإلبطاؿ ضد ق اررات الييئة العامة كمجمس‬
‫اإلدارة في الشركة التابعة يضاؼ إلييا حؽ الشركة القابضة في رفع دعكل‬
‫المسؤكلية ضد أعضاء مجمس اإلدارة متحديف أك منفرديف في حاؿ تخمت الشركة‬
‫التابعة عف مقاضاتيـ‬

‫كما يترتب لمشركة القابضة المبالغ كالمكافآت التي تستحؽ لممثمييا في مجمس إدارة‬
‫الشركة التابعة‬

‫أما في ما يتعمؽ بااللتزامات فيمكف أف نقسميا إلى التزامات ايجابية كالتي يككف‬

‫مضمكنيا القياـ بعمؿ محدد مف أىميا ‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بإيداع أسيـ الضماف ‪1‬خالؿ مدة محددة مف اختيارىا عضكا‬

‫في مجمس إدارة الشركة التابعة كاستمرار تممكيا لتمؾ األسيـ طكاؿ مدة عضكيتيا‬
‫إدارتيا ‪2‬‬ ‫في مجمس اإلدارة لضماف المسؤكلية التي يمكف أف تترتب عمييا بسبب‬
‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة باحتراـ مصمحة الشركة التابعة كيعد ىذا االلتزاـ جكىريا‬
‫كأساسيا ال يقبؿ التياكف فيو فعمى الشركة القابضة أف تتقيد في تصرفاتيا بكصفيا‬
‫احد أعضاء مجمس اإلدارة بما يحقؽ مصمحة الشركة التابعة كمف ثـ ليس ليا أف‬
‫تقكـ بتصرؼ مف شأنو اإلضرار بمصمحة الشركة التابعة ميما كانت المسكغات كاال‬
‫كاف تصرفيا عرضة لمطعف ببطالنو‬

‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة ببذؿ عناية في تدبير مصالح الشركة التابعة –بمقدار ما يبذلو‬
‫الشخص في تدبير مصالحو الخاصة – كادارتيا إدارة سميمة كقانكنية عمى أال تنزؿ‬
‫في ذلؾ عف عناية الشخص المعتاد كيعني االلتزاـ ببذؿ عناية بذؿ الجيد لمتكصؿ‬
‫إلى غرض معيف سكاء تحقؽ ذلؾ الغرض المبتغى أـ لـ يتحقؽ فيك إذف التزاـ‬
‫بعمؿ ال تضمف نتيجتو‪ 3‬كاال تحممت المسؤكلية عما يمحؽ الشركة التابعة كمساىمييا‬
‫كالمتعامميف معيا مف ضرر حتى كلك كاف ىذا األخير بسيطا‬
‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بإعداد قكائـ ميزانية مكحدة تبيف فييا الشركة القابضة أسماء‬
‫الشركات التابعة ليا كمقدار مساىمة الشركة القابضة في رأس ماؿ كؿ منيا عمى‬
‫إف تتفؽ السنة المالية لكؿ مف شركاتيا التابعة مع السنة المالية لمشركة القابضة‬
‫كيستيدؼ ذلؾ اإلفصاح لممساىـ في الشركة القابضة عف الكضع المالي ليا كالكاقع‬

‫‪1‬‬
‫أسيـ الضماف ىي الحد األدنى مف األسيـ تشترط قكانيف الشركات تممكيا لدل مف يرشح نفسو لعضكية مجمس إدارة‬
‫شركة المساىمة لضماف حقكؽ الشركة كالمساىميف كالدائنيف كالغير عف المسؤكلية التي قد تترتب بحؽ أعضاء مجمس‬
‫إدارة الشركة كلكي تككف لمعضك مصمحة جدية في رعاية أمكاؿ الشركة‬
‫فكزم محمد سامي ‪,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪426‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كماؿ طو ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪270‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاؽ السنيكرم ‪,‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪,‬ج ‪, 1‬مصادر االلتزاـ ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪537‬‬
‫‪158‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أف العديد مف التشريعات المقارنة خصت ىذا االلتزاـ بنص خاص بو مراعاة‬

‫لخصكصيتو في تركت بقية االلتزامات لمقكاعد العامة التي تحكـ الشركات‬


‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بمراعاة الدقة كالصدؽ في إعداد التقارير الفصمية كالسنكية‬
‫التي تقدـ إلى الييئة العامة لمشركة التابعة كالى مراقب الشركات كالتي تفصح عف‬
‫نشاط الشركة التابعة كالكضع المالي ليا‬
‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بالمحافظة عمى المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة ككتمانيا‬
‫كعدـ تسريبيا إلى الغير كقد نص عمى ذلؾ العديد مف التشريعات كما ىك الحاؿ مع‬
‫المشرع المصرم ‪1‬كاألردني ‪2‬كالسكرم‪3‬في حيف أف المشرع الجزائرم قد ترؾ مكضكع‬

‫التزاـ المساىميف بالمحافظة عمى المعمكمات السرية لمشركة لمقكاعد العامة إذ يعد‬
‫كؿ إخالؿ بكاجب السرية يصدر عف أم مف ىؤالء كيسبب ضر ار لمشركة مكجبا‬
‫لقياـ مسؤكليتيـ تجاه الشركة‬

‫أما ما تعمؽ بااللتزامات السمبية فيي االلتزاـ باالمتناع عف عمؿ محدد كلعؿ مف أىـ‬
‫االلتزامات السمبية التي ينبغي لمشركة القابضة التقيد بيا في إدارة الشركة التابعة ‪:‬‬

‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بتجنب التعارض بيف مصمحتيا الخاصة كمصمحة الشركة‬
‫التابعة إذ أكجبت بعض التشريعات عمى مدير الشركة أف يتجنب التعارض في‬
‫المصالح بينو ‪-‬شخصيا‪ -‬كبيف شركتو كاف يتجنب أم كضع قائـ أك يمكف أف يرتب‬

‫بصكرة مباشرة أك غير مباشرة أم منفعة تتعارض أك يحتمؿ أف تتعارض مع‬


‫‪4‬‬ ‫مصمحة الشركة‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪ )2/245‬مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪2‬‬
‫المادة (‪ )158‬مف قانكف الشركات األردني‬
‫‪3‬‬
‫المادة (‪ )3/153‬مف قانكف الشركات السكرم‬
‫‪4‬‬
‫المادة (‪ )175‬مف قانكف الشركات االنجميزم‬
‫‪159‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة باالمتناع عف استغالؿ المعمكمات التي كصمت إلييا بحكـ‬

‫منصبيا في مجمس إدارة الشركة التابعة في الحصكؿ عمى فائدة ليا أك لغيرىا‬
‫‪ -‬التزاـ الشركة القابضة بعدـ االقتراض مف شركتيا التابعة كعدـ محاكلة الحصكؿ‬
‫عمى كفالتيا لقركضيا الخاصة بيا في مكاجية الغير كلقد عد المشرع الفرنسي ىذا‬
‫‪1‬‬ ‫النكع مف االتفاقات باطال‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬أركان مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫وفق النظرية العقدية‬

‫تؤسس المسؤكلية العقدية عمى كجكد عقد صحيح يفرض التزامات كاجبة التنفيذ لـ‬
‫يقـ المديف بتنفيذىا كمقتضى ىذه المسؤكلية إلزاـ المديف بالتعكيض عف عدـ تنفيذه اللتزامو‬

‫كفيما يخص مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة فاف ىذه المسؤكلية طبقا لمقكاعد‬
‫العامة تقكـ عمى أركاف ثالثة ‪ :‬الخطأ العقدم ‪ ,‬الضرر‪ ,‬العالقة السببية‬

‫الفرع األول‪ :‬ركن الخطأ العقدي‬

‫الخطأ العقدم بأنو (عدـ تنفيذ المديف اللتزامو الناشئ مف العقد‬ ‫‪2‬‬ ‫يعرؼ بعض الفقو‬

‫سكاء كاف عدـ التنفيذ يرجع إلى امتناعو أـ إلى إىمالو ) كلغرض التثبت مف عدـ تنفيذ‬
‫االلتزامات ‪3‬‬ ‫المديف اللتزامو فاف بعض الفقو يذىب إلى التمييز بيف نكعيف مف‬

‫‪- 1‬االلتزام بتحقيق غاية ‪ :‬إذ يعد المديف مخال بتنفيذ التزامو إذ لـ يحقؽ الغاية التي‬

‫التزـ بتحقيقيا ككذلؾ إذا كانت الغاية ىي عدـ القياـ بعمؿ ما فاف المديف يككف‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪) 21-223‬مف قانكف الشركات الفرنسي‬
‫‪ 2‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬مصادر االلتزاـ ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص ‪735‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المجيد الحكيـ ‪ ,‬الموجز في شرح القانون المدني‪ ,‬مصادر االلتزام ‪,‬طبعة ‪ ,5‬الجزء ‪ ,1‬المكتبة القانكنية ‪,‬بغداد‬
‫‪ ,2007‬ص ‪403‬‬
‫‪160‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫مخال بالتزامو متى قاـ بالعمؿ الذم التزـ باالمتناع عنو كمثاؿ عف االلتزاـ بتحقيؽ‬

‫غاية ‪ ,‬التزاـ الشركة القابضة بالمحافظة عمى المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة‬
‫ككتمانيا كعدـ تسريبيا إلى الغير كالتزاميا باحتراـ مصمحة الشركة التابعة كالتزاميا‬
‫بعد استغالؿ المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة في التعامؿ بأسيميا بشكؿ مخالؼ‬
‫لمقانكف‬
‫‪- 2‬االلتزام ببذل عناية ‪ :‬غالبا ما يظير ىذا النكع مف االلتزاـ مالصقا لاللتزاـ بتحقيؽ‬

‫غاية كذلؾ لتعمقو بطريقة تنفيذ المديف الممتزـ بتحقيؽ غاية التزامو إذ يتكجب عميو‬
‫اتخاذ بعض التدابير أك التزاـ درجة مف الحيطة كالحذر أك اعتماد األصكؿ الفنية‬
‫في تنفيذ التزامو لذا يعد المديف مخال بتنفيذ التزامو إذا لـ يبذؿ في تنفيذ التزامو‬
‫كاذا كاف مضمكف االلتزاـ ببذؿ عناية بذؿ الجيد لمتكصؿ إلى‬ ‫‪1‬‬ ‫العناية المطمكبة‬
‫غرض معيف سكاء تحقؽ ذلؾ الغرض المبتغى أـ لـ يتحقؽ فيك إذف التزاـ بعمؿ‬
‫كلكنو عمؿ غير مضمكف النتيجة‬

‫فالشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء مجمس إدارة الشركة التابعة أك احد مديرييا‬
‫ممزمة ببذؿ عناية في تدبير مصالح الشركة التابعة كادارتيا إدارة سميمة كقانكنية فالمشرع‬
‫االنجميزم قد اكجب عمى مدير الشركة بذؿ العناية المناسبة كالميارة كالمثابرة التي يمزـ‬
‫المدير ببذليا بعناية الشخص المعتاد التي تتمثؿ بالمعرفة العامة كالميارات كالخبرات‬
‫‪2‬‬ ‫المتكقعة مف شخص يضطمع بمياـ المدير‬

‫صبرم حمد خاطر ‪,‬فكرة المعيار في نظام المسؤولية العقدية ‪,‬طبعة ‪,1‬دار الشتات لمنشر كالبرمجيات‪,‬مصر‬
‫‪,20101‬ص ‪75‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة(‪ )a.b/174‬مف قانكف الشركات االنجميزم‬
‫‪161‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كالخالصة انو في كمتا الحالتيف (تحقيؽ غاية ‪ ,‬بذؿ عناية ) فاف الخطأ العقدم‬

‫يتحقؽ في حاؿ إخالؿ الشركة القابضة بالتزاماتيا العقدية اتجاه الشركة التابعة كعقد‬
‫تأسيسيا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ركن الضرر‬

‫يتمثؿ ىذا الركف في الضرر الذم يمحؽ بالشركة التابعة بسبب إخالؿ الشركة‬

‫القابضة بتنفيذ التزاماتيا العقدية تجاه الشركة التابعة أك اتجاه مساىمييا أك اتجاه الغير‬
‫المتعامميف مع الشركة التابعة كانما ينبغي أف يحدث الخطأ ضر ار يمحؽ بأم مف ىؤالء‬

‫كيرل بعض الفقو أف الضرر الذم يرتب المسؤكلية عمكما يشترط في شرطاف ‪:‬‬

‫‪ -‬أف يككف ىناؾ إخالؿ بحؽ لممضركر أك بمصمحة مالية لو‬


‫‪ -‬أف يككف الضرر محققا‪ :‬بمعنى أف يككف الضرر قد أصاب المضركر فعال أك انو‬
‫سيقع مستقبال حتما كفؽ السياؽ المعتاد لألمكر‬

‫كمثاؿ اإلخالؿ بحؽ لممضركر تخريب ممكية الشركة التابعة أك تبديد أمكاليا أك التجاكز‬

‫عمى ممكيتيا الفكرية مف براءات االختراع كحقكؽ االمتياز كغيرىا كمثاؿ األضرار بمصمحة‬
‫مالية لممضركر اإلساءة إلى المركز المالي لمشركة التابعة أك زعزعة الثقة العامة بيا‬
‫كاضعاؼ ائتمانيا‬

‫كالكاقع أف الضرر الذم قد تسببو الشركة القابضة لمشركة التابعة قد يتخذ صكر عديدة‬
‫يتعذر حصرىا كيأتي في مقدمتيا ‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ -‬إخالؿ الشركة القابضة بأم مف إجراءات تأسيس الشركة التابعة األمر الذم يسكغ‬

‫لممساىميف كلمدائنيف مساءلتيا إذا أصابيـ ضرر مف جراء ىذا التقصير كيككف ليـ‬
‫‪1‬‬ ‫الحؽ في التعكيض‬
‫‪ -‬إرباؾ األكضاع المالية لمشركة التابعة‬
‫‪ -‬زعزعة ائتماف الشركة التابعة كاإلخالؿ بالثقة العامة بيا‬
‫‪ -‬التسبب بتكقؼ الشركة التابعة عف تسديد ديكنيا مما يعرضيا لشير إفالسيا‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -‬التسبب بعدـ كفاية مكجكدات الشركة التابعة لتغطية ديكنيا‬
‫‪ -‬تبديد أمكاؿ الشركة التابعة أك إنفاقيا في غير أغراض الشركة المقررة في عقدىا‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ركن العالقة السببية‬

‫يرل بعض الفقو ‪ 3‬أف أىمية العالقة السببية في مجاؿ المسؤكلية المدنية تكمف في‬
‫جانبيف‪:‬‬

‫إف العالقة السببية تحدد الفعؿ الذم سبب الضرر كسط األفعاؿ المتنكعة المحيطة‬

‫بالحادث فإذا كقع الضرر ككاف السبب في كقكعو ىك فعؿ المدعى عميو لـ يكف لو دكر في‬
‫حدكث الضرر فال مسؤكلية عميو‬

‫إف العالقة السببية ليا دكرىا في تحديد نطاؽ المسؤكلية عندما يؤدم الضرر‬
‫الحاصؿ إلى كقكع أضرار أخرل فيتطمب األمر تحديدا ما إذا كاف الشخص الذم تسبب في‬
‫الضرر األكؿ ممزما بتعكيض بقية األضرار المترتبة عمى الضرر األكؿ‬

‫‪1‬‬
‫كحي فاركؽ لقماف ‪ ,‬مصدر سابؽ ‪ ,‬ص ‪283‬‬
‫‪2‬‬
‫عزيز العكيمي ‪ ,‬مصدر سابؽ ‪ ,‬ص ‪251‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرشيد مأمكف ‪,‬عالقة السببية في المسؤولية المدنية ‪,‬بحث منشكر في مجمة القانكف كاالقتصاد ‪ ,‬تصدر عف‬
‫جامعة القاىرة ‪,‬العدد ‪3‬ك ‪,4‬ص‪3‬‬
‫‪163‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كيقصد بالعالقة السببية في مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬

‫النظرية العقدية كجكد عالقة مباشرة بيف الخطأ الصادر عف الشركة القابضة كالضرر الذم‬
‫لحؽ بالشركة التابعة فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا رجع الضرر‬
‫أك فعؿ الغير أك خطأ الشركة التابعة كانت الشركة القابضة‬ ‫‪1‬‬ ‫لسبب أجنبي كالقكة القاىرة‬
‫غير ممزمة بتعكيض الضرر‬

‫كتثبت العالقة السببية بيف خطأ الشركة التابعة كالضرر الذم لحؽ بالشركة التابعة في حاؿ‬
‫تحقؽ الضرر كنتيجة ألم قرار اتخذه ممثمك الشركة القابضة في الشركة التابعة ذلؾ أف‬
‫الشركة –عمكما‪ -‬ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا كمديرييا اتجاه الغير حسف النية‬

‫سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف المديريف تجاكزكا حدكد‬ ‫‪2‬‬

‫سمطاتيـ‬

‫أما في ما يخص المشرع الجزائرم فقد أشار إلى خضكع أعضاء مجمس المديريف‬
‫إلى نفس المسؤكلية المدنية التي يخضع إلييا أعضاء مجمس اإلدارة في النظاـ التقميدم‬
‫إلدارة الشركة‪ ،‬فقد تككف مسؤكلية شخصية أك تضامنية حسب األحكاؿ‪ ،‬كفي حالة اإلفالس‬
‫أك التسكية القضائية‪ ،‬يمكف أف يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة‬
‫‪.‬ىذا ما قضت بو صراحة (المادة ‪ 715‬مكرر )‪ 28‬مف القانكف التجارم‪ ،‬بقكليا ‪ " :‬عندما‬
‫‪ 644‬إلى ‪ ، 3)672‬فإن أعضاء مجمس‬ ‫تكون الشركة خاضعة ألحكام المواد من (‬

‫المديرين يخضعون لنفس مسؤولية القائمين باإلدارة‪ ،‬وفي حالة اإلفالس أو التسوية‬
‫‪1‬‬
‫تعرؼ القكة القاىرة بأنيا الحادث الذم يستحيؿ دفعو كال يمكف تكقعو ‪ ,‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬الكسيط في شرح القانكف‬
‫المدني ‪,‬المرجع السابؽ ‪,‬ص ‪994‬‬
‫‪2‬‬
‫فسر بعض الفقو حسف نية الغير بككنو يجيؿ أف المدير يسيء استعماؿ سمطتو أك يتجاكز حدكد صالحياتو ‪,‬عزيز‬
‫العكيمي‪,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪315‬‬
‫‪3‬‬
‫أم عندما تككف شركة المساىمة خاضعة في إدارتيا لمنظاـ الحديث‪ ،‬ألحكاـ القسـ الفرعي الثاني المتضمف المكاد مف‬
‫‪ 642‬إلى ‪ 673‬الذم أضيؼ بمكجب المرسكـ التشريعي رقـ ‪ 08/93 133‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪ 1993‬المتضمف‬
‫تعديؿ القانكف التجارم‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫القضائية‪ ،‬يمكن أن يتحمل أعضاء مجمس المديرين المسؤولية عن ديون الشركة‬

‫ويخضعون لمموانع وسقوط الحق المنصوص عمييا في الموضوع‬

‫بيف حالتيف مف المسؤكلية بخصكص مسؤكلية‬ ‫‪1‬‬ ‫كلقد ميزت التشريعات المقارنة‬
‫أعضاء مجمس اإلدارة ‪:‬‬

‫الحالة األولى المسؤولية المنفردة ‪ :‬تككف المسؤكلية المنفردة (شخصية) بحؽ عضك‬

‫المجمس الذم صدر عنو التصرؼ كفؽ تكزيع المياـ بيف األعضاء‬

‫الحالة الثانية المسؤولية الجماعية ‪ :‬كتتحقؽ عند صدكر التصرؼ عف المجمس فتككف‬
‫لكف معظـ التشريعات المقارنة‬ ‫‪2‬‬ ‫المسؤكلية جماعية (مشتركة ) بيف أعضائو متضامنيف‬
‫استثنت مف ىذه المسؤكلية نكعيف مف أعضاء مجمس اإلدارة ‪:‬‬

‫‪ -‬األعضاء الذيف ثبتكا اعتراضيـ عمى القرار أك التصرؼ في محضر االجتماع الذم‬
‫اتخذ القرار‬
‫‪ -‬األعضاء الذيف تغيبكا عف االجتماع الذم اتخذ فيو القرار بسبب مشركع‬

‫كيعد ىذا المكقؼ تطبيقا لفكرة العالقة السببية حيث ال تترتب المسؤكلية إال بحؽ األشخاص‬
‫الذيف كاف ليـ دكر في التصكيت عمى القرار الخاطئ كما يعبر ىذا المكقؼ عف إنكار‬
‫لمشخصية المعنكية لمجمس اإلدارة حيث تـ التعامؿ معو عمى انو مجمكعة أعضاء كليس‬
‫عمى انو ىيئة متمتعة بالشخصية المعنكية‬

‫كبناءا عمى ما تقدـ فاف مسؤكلية لشركة القابضة عف الضرر الذم يمحؽ بالشركة‬
‫التابعة أك بمساىمييا أك بالغير ممف لو تعامؿ مع الشركة التابعة تقكـ إذا ثبت صدكر‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪/157‬ب) قانكف الشركات األردني‪ ,‬المادة (‪ )1/159‬مف قانكف الشركات السكرم‪,‬‬
‫‪2‬‬
‫لطيؼ جبر ككماني‪,‬الشركات التجارية ‪,‬طبعة ‪ ,1‬مطبع الجامعة المستنصرية ‪,‬بغداد ‪ ,2006‬ص ‪249‬‬
‫‪165‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫التصرؼ الخاطئ (مف فعؿ أك امتناع) عف ممثمييا المعينيف مف قبميا في الشركة التابعة‬

‫ككذلؾ إذا ثبت قياـ ممثمي الشركة القابضة في الييئة العامة لمشركة التابعة كمجمس إدارتيا‬
‫بالتصكيت لصالح القرار الخاطئ الذم سبب الضرر إذا كاف تصرؼ ممثمييا ضمف حدكد‬
‫الصالحيات المخكلة ليـ مف الشركة التي يمثمكنيا أما إذا كاف تصرؼ ىؤالء تجاك از منيـ‬
‫لتخكيميـ فاف لمشركة القابضة الرجكع عمييـ‬

‫مف خالؿ ما تقدـ يبدك جميا أف الرأم القائؿ بخضكع العالقة بيف الشركة القابضة‬
‫كالشركة التابعة ألحكاـ عقد العمؿ ال يمكف قبكلو الف ذلؾ يعني بالتالي أف الشركة القابضة‬
‫ستككف تابعة لمشركة التابعة كىذا يناقض كاقع حاؿ العالقة بيف الشركتيف إذ أف الشركة‬

‫القابضة تمارس في الكاقع تحكما ك سيطرة بحؽ الشركة التابعة مستندة في ذلؾ إلى‬
‫مساىمتيا في رأسماؿ األخيرة‬

‫ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف القكؿ باف العالقة بيف الشركة القابضة بكصفيا‬
‫عضك مجمس إدارة الشركة التابعة أك مديرىا ىي عالقة ككالة كاف كاف يبدك اقرب إلى‬
‫الحقيقة ككاقع العالقة بيف الشركتيف إال أف النصكص القانكنية التي تحكـ عالقة الشركة‬
‫بمديرييا آخذة باالبتعاد عف ىذا التكييؼ بسبب كثرة تدخؿ المشرع بقكاعده اآلمرة في‬
‫المجمؿ كالتفصيؿ مف أحكاـ ىذه العالقة رغبة منو في حماية المساىميف كحماية الغير‬
‫حسف النية ممف لو تعامؿ مع الشركتيف إذ أف المشرع قد حدد سمفا شركط العضكية في‬

‫مجمس إدارة الشركة ككيفية انتخاب األعضاء كنسب تمثيميـ ككاجباتيـ كاختصاصاتيـ كما‬
‫يحظر عمييـ كنطاؽ مسؤكليتيـ كأسباب عزليـ بقكاعد آمرة ال تقبؿ االتفاؽ عمى مخالفتيا‬
‫األمر الذم يجعؿ ىذه العالقة اقرب ما تككف إلى النيابة القانكنية‬

‫‪166‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية التنظيمية‬

‫(نظرية المسؤولية عن العمل غير المشروع)‬

‫في ظؿ األىمية المتزايدة لدكر الشركة في اقتصاد اليكـ كانطالقا مف إدراؾ المشرع‬
‫لتمؾ األىمية فقد تدخؿ المشرع بنصكصو في الكثير مف المجمؿ كالتفصيؿ فيما يخص‬
‫تنظيـ الشركة حتى أصبحت الشركة تبدك في منأل عف الطبيعة التعاقدية كعمى مقربة مف‬
‫النظاـ القانكني المحاط بالعديد مف القكاعد القانكنية اآلمرة التي ال يجكز االتفاؽ عمى‬
‫مخالفتيا األمر الذم دفع جانبا مف الفقو إلى إنكار المركز العقدم لعضك مجمس إدارة‬
‫الشركة كالقكؿ باف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا‬
‫كمديرييا مف جية أخرل ىي رابطة تنظيمية كليست عقدية كمف ثـ فاف المسؤكلية المترتبة‬

‫عف اإلخالؿ الصادر عف أم منيـ ىي المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع‬

‫كتعد فكرة المركز التنظيمي تعبي ار دقيقا عف حالة تدخؿ التشريع بقكاعد آمرة في التنظيـ‬
‫القانكني لمشركة عمى حساب مبدأ حرية األفراد في التعاقد كمبدأ سمطاف اإلرادة‬

‫المطمب األول‪ :‬المركز القانوني لمشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫وفق النظرية التنظيمية‬

‫الفرع األول‪ :‬المركز التنظيمي وانكار المركز العقدي‬

‫لعضو مجمس اإلدارة‬

‫إلى إنكار المركز العقدم لعضك مجمس إدارة شركة‬ ‫‪1‬‬ ‫ذىب جانب مف الفقو‬

‫المساىمة كيرل ىذا الجانب مف الفقو أف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة مف جية‬
‫كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل ىي رابطة تنظيمية كليست عقدية بمعنى أف عضك‬

‫‪1‬‬
‫أبك زيد رضكاف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪165‬‬
‫‪167‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫مجمس إدارة الشركة يرتبط بالشركة برابطة قانكنية ليس بصفتو ككيال عنيا كال أجي ار ليا‬

‫كانما بكصفو عضكا في الشركة كعنص ار جكىريا مف العناصر الداخمة في تككيف الشركة‬
‫كبنيانيا‬

‫كقد رفض أنصار ىذه النظرية فكرة الككالة العقدية لعضك مجمس اإلدارة عف الشركة‬
‫كاستند ىؤالء في رفضيـ فكرة الككالة إلى عدـ كجكد أم رابطة عقدية بيف أعضاء مجمس‬
‫الف الككالة أكال‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلدارة كالشركة حتى يمكف رد التزاماتيـ بكصفيـ مديريف إلى ذلؾ العقد‬
‫كأخي ار ىي عقد ينعقد بارتباط اإليجاب كالقبكؿ كاف القكؿ بككالة عضك مجمس اإلدارة عف‬
‫الشركة يستمزـ إبراـ عقد بيف الطرفيف يتضمف تككيؿ الشركة لو كىذا أمر ال كجكد لو في‬

‫كاقع الشركة الف المركز القانكني لعضك مجمس اإلدارة محدد سمفا بأحكاـ قانكف الشركات‬
‫التي نظمت شركط العضكية في مجمس إدارة الشركة كنظمت طريقة اختيار األعضاء‬
‫كحددت اختصاصاتيـ كصالحياتيـ كالتزاماتيـ كمسؤكلياتيـ كطريقة عزليـ كمف ثـ فاف مف‬
‫يرشح نفسو لعضكية مجمس اإلدارة ال يستطيع التفاكض حكؿ تمؾ الضكابط كليس لو طمب‬
‫تعديميا أك مخالفتيا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المركز التنظيمي لمشركة القابضة تطبيقا‬

‫لنظرية إنكار المركز العقدي لعضو مجمس اإلدارة‬

‫تستمد النظرية التنظيمية جذكرىا مف النظرة الحديثة لمشركة كال سيما شركة المساىمة‬

‫بكصفيا منظمة أك مؤسسة تدير مشركعات حيكية ميمة ذات صمة كثيقة باالقتصاد الكطني‬
‫لمدكلة كذات مساس بمصالحيا العميا األمر الذم زاد مف تدخؿ التشريع في التنظيـ القانكني‬
‫لشركة المساىمة بنصكصو اآلمرة منذ بداية تأسيسيا في مرحمة االكتتاب ثـ رافقيا في‬
‫المرحمة الالحقة لمتأسيس سكاء في تقييد الشركة بأغراضيا المحددة في عقد التأسيس أك في‬

‫‪1‬‬
‫كحي فاركؽ لقماف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪272‬‬
‫‪168‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫تنظيـ الييئات داخؿ الشركة أك في تكزيع االختصاصات كالصالحيات أك عند تغيير‬

‫كغير ذلؾ مف األحكاـ التي تعكس تراجع‬ ‫‪1‬‬ ‫رأسماليا زيادة أك تخفيضا أك في تصفيتيا‬
‫فكرة العقد كتزايد تخؿ المشرع في تنظيـ الشركة بحيث أصبحت الشركة تبدك اقرب ما تككف‬
‫إلى نظاـ قانكني منيا إلى عقد‬

‫كمف ناحية أخرل كعمى الرغـ مف أف الفقو التقميدم يخضع عالقة عضك مجمس‬
‫اإلدارة بالشركة ألحكاـ الككالة تبعا لككنو منتخبا مف أغمبية الشركاء إال أف أنصار النظرية‬
‫التنظيمية يركف أف نيابة عضك مجمس اإلدارة عف الشركة ليست نيابة اتفاقية كانما ىي‬
‫‪2‬‬ ‫نيابة قانكنية‬

‫كيقصد بالنيابة القانكنية إحالؿ إرادة شخص محؿ إرادة شخص آخر يمثمو في عمؿ‬
‫قانكني بحيث تتكلد آثار ذلؾ العمؿ مباشرة لمصمحة األصيؿ كمصدر ىذه النيابة ىك‬
‫القانكف الذم ينظميا كيرسـ حدكدىا مثؿ نيابة الكلي كالكصي كالقيـ كالحارس القضائي‬
‫كالمصفي كيحتج أنصار ىذا الرأم باف النيابة القانكنية ال تنحصر فقط بالنيابة التي يككف‬
‫مصدرىا القانكف كانما تشمؿ أيضا النيابة التي يرسـ القانكف حدكدىا كيتحكـ بقكاعدىا اآلمرة‬
‫كىذا ما يالحظ في نيابة عضك مجمس‬ ‫‪3‬‬ ‫ك في تحديد التزامات الككيؿ كسمطاتو كصالحياتو‬
‫اإلدارة عف الشركة الف القانكف ىك الذم يحدد ضكابط تعييف عضك مجمس اإلدارة كسمطاتو‬
‫كمسؤكلياتو‬

‫‪1‬‬
‫المكاد مف ‪ 592‬إلى ‪ 795‬مف القانكف التجارم الجزائرم‬
‫‪2‬‬
‫جاؾ يكسؼ الحكيـ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪91‬‬
‫‪3‬‬
‫أبك زيد رضكاف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪218‬‬
‫‪169‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫وفق النظرية التنظيمية‬

‫مؤدل ىذه النظرية أف المسؤكلية المترتبة عف اإلخالؿ الصادر عف أم عضك مف‬


‫أعضاء مجمس اإلدارة ال يمكف إرجاعيا إلى أساس عقدم الف المركز القانكني ألعضاء‬
‫مجمس اإلدارة ىك مركز تنظيمي كليس مرك از عقديا كمف ثـ فاف األخذ بيذه النظرية يصؿ‬
‫بنا إلى نتيجة مؤداىا أف المسؤكلية التي تترتب بحؽ الشركة القابضة عف اإلخالؿ الصادر‬
‫عنيا في إدارتيا لمشركة التابعة الذم الحؽ ضر ار بالغير ىي المسؤكلية عف العمؿ غير‬
‫‪1‬‬ ‫المشركع‬

‫كيمكف تكييؼ ىذه المسؤكلية كفؽ أحكاـ المسؤكلية عف العمؿ الشخصي باعتبار‬

‫الشركة القابضة شخصا معنكيا لو كياف قانكني مستقؿ كىك أىؿ لتحمؿ المسؤكلية الناجمة‬
‫عف أفعالو لكف مف ناحية أخرل ال يمكف تجاىؿ حالة التبعية التي تحكـ العالقة القائمة بيف‬
‫الشركة القابضة كالشركة التابعة كبالتالي يمكف القكؿ باف المسؤكلية التي تترتب في حؽ‬
‫الشركة القابضة يمكف إخضاعيا ألحكاـ مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو‬

‫الفرع األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن عمميا الشخصي‬

‫لقد عدت معظـ التشريعات المقارنة أعضاء مجمس اإلدارة مسؤكليف قبؿ الشركة عف‬
‫الخطأ في اإلدارة كعف أعماؿ الغش جميعيا كعف كؿ مخالفة لمقانكف كعف كؿ خرؽ لنظاـ‬
‫أما ما يتعمؽ‬ ‫‪2‬‬ ‫الشركة إذا لحؽ الشركة أك المساىميف أك الغير ضرر مف جراء ذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫أكرد المشرع الجزائرم القاعدة العامة في المسؤكلية التقصيرية‪ ،‬كىي المسؤكلية عف العمؿ الشخصي في المادة ‪124‬‬
‫مف القانكف المدني الجزائرم‪ ،‬كالتي تنص بأنو " كؿ عمؿ أيا كاف‪ ،‬يرتكبو المرء كيسبب ضر ار لمغير يمزـ مف كاف سببا في‬
‫حدكثو بالتعكيض‬
‫‪2‬‬
‫المادة (‪-157‬أ) مف قانكف الشركات األردني ‪ ,‬المادة (‪1-153‬ك‪ )2‬مف قانكف الشركات السكرم‬
‫‪170‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بالمشرع الجزائرم فانو كما سبؽ القكؿ لـ يتكسع كثي ار في الشركة القابضة ككؿ ما جاء‬

‫‪ 732‬مكرر ‪ 1‬مف‬ ‫متعمقا بمجمس اإلدارة أك مجمس المدريف أك المسيريف جاء في المادة‬
‫يشير مجمس‬ ‫األمر رقـ ‪ 27-96‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1996‬في فقرتو الثانية ((‬
‫اإلدارة أو مجمس المدرين أو المسير في تقريره إلى نشاط الشركات التابعة حسب مجال‬

‫النشاط كما يظير النتائج المحصل عمييا )) كفي حالة اتخاذ الشركة القابضة شكؿ شركة‬

‫مساىمة فمقد اتبع المشرع الجزائرم نفس المنكاؿ عندما قرر عقكبات لمديرم شركة‬

‫المساىمة في حالة تسببيـ في أضرار تمس مصمحة الشركة ككؿ كىذا ما جاء في المكاد‬
‫مف ‪ 811‬إلى ‪ 813‬مف القانكف التجارم الجزائرم‬

‫كمقتضى ذلؾ أف تككف مسؤكليتيـ بأمكاليـ جميعيا بغض النظر عف مقدار‬


‫ذلؾ باف مسؤكلية أعضاء مجمس‬ ‫‪1‬‬ ‫مساىمتيـ في رأسماؿ الشركة كيسكغ بعض الفقو‬
‫اإلدارة في ىذه الحالة تتبع مف صفة ككنيـ أعضاء في مجمس إدارة الشركة أك مدراء فييا‬
‫كمف ثـ فعندما تككف الشركة القابضة عضكا في مجمس إدارة الشركة التابعة أك مدي ار ليا‬
‫فاف مسؤكليتيا تمتد كتتكسع لتصبح الشركة القابضة ضامنة بأمكاليا جميعا كتستند ىذه‬

‫المسؤكلية إلى التصرفات الصادرة عف الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة كالتي‬
‫تشكؿ ركف الخطأ الذم يمحؽ الضرر بالشركة التابعة‬

‫أوال ‪ :‬ركن الخطأ‬

‫الخطأ بأنو إخالؿ بالتزاـ قانكني كيتخذ ركف الخطأ صك ار عديدة ال‬ ‫‪2‬‬ ‫يعرؼ بعض الفقو‬
‫حصر ليا تتمثؿ في سمكؾ الشركة القابضة مف خالؿ ممثمييا في إدارة الشركة التابعة‬
‫كيمكف إجماليا في ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كماؿ طو ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪287‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬الكسيط في شرح القانكف المدني‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪881‬‬
‫‪171‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ارتكاب الشركة القابضة أخطاء اإلدارة‬


‫‪- 1‬‬

‫يضع بعض الفقو معايير مكضكعية محددة يرل عمى أف عمى الشركة القابضة التقيد‬
‫بيا في إدارتيا لمشركة التابعة يأتي في مقدمتيا احتراـ الشركة القابضة الختصاصات‬
‫الجمعية العامة لمشركة التابعة مف خالؿ الحرص عمى عدـ تجاكز الشركة القابضة‬
‫الختصاصات الجمعية العامة لمشركة التابعة ذلؾ أف اختصاصات كؿ مف الجمعية العامة‬

‫كمجمس اإلدارة محددة بنصكص قانكنية تعد مف النظاـ العاـ كال تقبؿ االتفاؽ عمى مخالفتيا‬
‫كبالتالي فاف أم تجاكز مف قبؿ الشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء مجمس إدارة الشركة‬
‫التابعة أك احد مديرييا الختصاصاتيا أك صالحياتيا أك تجاكزىا عمى اختصاصات الجمعية‬
‫العامة يعرض تصرفيا إلى الطعف بو لمبطالف لعدـ االختصاص كما يرتب المسؤكلية بحؽ‬
‫الشركة القابضة منفردة أك متحدة مع بقية أعضاء مجمس اإلدارة عف الضرر الكاقع‬

‫كعدـ دفع الشركة القابضة لمجمعية العامة لمشركة التابعة إلى تجاكز اختصاصاتيا‬
‫كمخالفة القانكف مف خالؿ اتخاذ ق اررات حضرىا عمييا القانكف كأف تتخذ الجمعية العامة‬

‫ق اررات تزيد مف أعباء المساىميف أك تقرر تغيير جنسية الشركة أك تقرر نقؿ مركز إدارة‬
‫الشركة إلى خارج البالد‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ يجب أف تككف ق اررات الشركة القابضة المؤثرة في تكجيات مجمس‬
‫إدارة الشركة التابعة ذات فاعمية في تحقيؽ مصمحة الشركة التابعة إذ ينبغي عمى إدارة‬
‫الشركة التابعة التزاـ المكضكعية في ق ارراتيا كاف تتبنى مصمحة الشركة فإذا ما خرجت عف‬
‫مكضكعيتيا كاستيدفت في إدارة الشركة التابعة مصمحتيا الخاصة ضاربت عرض الحائط‬
‫بمصمحة الشركة فاف ذلؾ يكقعيا تحت طائمة المسؤكلية كطبيعة الحاؿ فاف ىذا المبدأ‬

‫ينطبؽ عمى الشركة القابضة التي تتمتع مف خالؿ عضكيتيا في الجمعية العامة لمشركة‬
‫التابعة كمجمس إدارتيا بمجمكعة مف الحقكؽ كتمارس صالحيات كسمطات كبيرة في إدارتيا‬

‫‪172‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ليا فإذا ما ارتكبت خطأ ألحؽ ضرر بالشركة التابعة أك ببقية شركائيا اآلخريف فييا فإنيا‬

‫تقع تحت طائمة المسؤكلية المدنية‬

‫كتتخذ أخطاء الشركة القابضة صك ار مختمفة تتمثؿ في أم تقدير خاطئ أك سيء‬


‫لمكقؼ ال يستيدؼ في جكىره مصمحة الشركة التابعة‬

‫‪ 1986‬نصكصا تنطبؽ عمى‬ ‫كقد ضمف المشرع االنجميزم قانكف اإلفالس لسنة‬
‫الشركات تجعؿ المديريف عرضة لممسائمة القانكنية في حالة ثبكت ضمكعيـ فيما يسمى‬
‫بالممارسات التجارية الخاطئة ‪ 1‬فضال عف مكقؼ المشرع الفرنسي إذ جعؿ إفالس الشركة‬
‫يمتد إلى إفالس مديرىا إذا استعمؿ أمكاؿ الشركة كأمكالو الخاصة أك لمصمحة شركة‬

‫أخرل‪2‬‬

‫أما المشرع الجزائرم فقد أشار في القسـ الثاني مف الفصؿ الثاني مف الباب الثاني‬
‫المتعمؽ بالمخالفات في نص المادة ‪ 811‬فقرة ‪ ( 3‬يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى‬
‫خمس سنوات وبغرامة من ‪ 20000‬دج إلى ‪ 200000‬دج أو بإحدى ىاتين العقوبتين‬

‫فقط‪ :‬رئيس شركة المساىمة والقائمون بإدارتيا أو مديروىا العامين الذين يستعممون عن‬

‫سوء نية أموال الشركة أو سمعتيا في غايات يعممون أنيا مخالفة لمصمحتيا ألغراض‬
‫شخصية أو لتفضيل شركة أو مؤسسة أخرى ليم فييا مصالح مباشرة أو غير مباشرة )‬

‫ىذا فيما يتعمؽ بشركة المساىمة كالتي فرضا أنيا تقكـ بالسيطرة عمى شركة أخرل تابعة‬
‫ليا عف طريؽ حيازتيا ألسيـ أك لحصة مف رأسماليا كفي نفس السياؽ فاف المشرع‬
‫‪ 837‬مف القسـ األكؿ المتعمؽ بالمخالفات المتعمقة‬ ‫الجزائرم قد أشار كذلؾ في المادة‬
‫بالشركات التابعة كالمساىمة عمى ( يعاقب بالحبس من ‪ 6‬أشير إلى سنتين وبغرامة من‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪ )214‬مف قانكف اإلفالس االنجميزم لسنة ‪1986‬‬
‫‪2‬‬
‫المكاد (‪ )100, 99‬مف القانكف الفرنسي ‪ 13‬لسنة ‪1967‬‬
‫‪173‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ 20000‬دج إلى ‪ 200000‬دج أو بإحدى ىاتين لعقوبتين فقط رؤساء كل شركة‬

‫والقائمون بإدارتيا ومديروىا العامين الذين يتعمدون عدم اإلشارة في التقرير السنوي‬
‫المقدم لمشركاء عن عمميات النشاط إلى حيازتيم ضمن شركة ليا مركزىا بتراب‬
‫الجميورية الجزائرية والى امتالك نصف رأسمال الحسابات الذين لم يشيروا في تقريرىم‬

‫لنفس ىذه الشركة وتسري نفس العقوبات عمى مندوبي البيانات و عدم بيان نشاط‬
‫الشركات التابعة لمشركة في تقريرىم بحسب كل فرع من النشاط وعدم إظيار النتائج‬

‫‪ 558‬في ميزانية‬ ‫المحصل عمييا و عدم إلحاق الجدول المنصوص عميو في المادة‬

‫الشركة والمتضمن المعمومات التي يراد بيا إظيار حالة الشركات التابعة والمساىمات‬
‫‪)....‬‬

‫‪811‬‬ ‫يالحظ مف نص المكاد المذككرة أعاله أف المشرع الجزائرم قد حاكؿ في المادة‬


‫حماية شركة المساىمة أك الشركات التي تقع تحت مسؤكلية شركة المساىمة (التابعة) مف‬
‫تعسؼ القائميف بإدارة ىذه الشركة في إدارتيـ ليا خدمتا لمصالحيـ الشخصية ك في المادة‬
‫‪ 837‬حاكؿ المشرع حماية الغير كىـ إما الشركاء ضمف شركة المساىمة أك الدائنيف مف‬
‫اإلغفاؿ العمدم لعدـ ذكر عمميات النشاط لمشركة التابعة لشركة المساىمة كعدـ بياف‬

‫النتائج المحصؿ عمييا مف ضمنيا األرباح‬

‫كمف ثـ فاف ارتكاب الشركة القابضة أخطاء اإلدارة مف خالؿ الشخص الطبيعي الذم‬
‫يمثميا في مجمس إدارة الشركة التابعة يمكف أف يرتب مسؤكليتيا عف سكء إدارتيا كيرتب‬
‫السيما في حالة تصرؼ الشركة القابضة في مقدرات‬ ‫‪1‬‬ ‫مسؤكلية ممثميا في الكقت ذاتو‬
‫الشركة التابعة ككأنيا مشركعيا الخاص‬

‫‪1‬‬
‫احمد محمد محرز ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪,‬ص ‪443‬‬
‫‪174‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كعمى سبيؿ المثاؿ فاف قياـ الشركة التابعة بتحكيؿ مبالغ ضخمة مف أمكاليا إلى الشركة‬

‫القابضة تحت بند تكاليؼ مشكرة فنية أك نفقات بحكث كتطكير بقرار مف رئيس مجمس إدارة‬
‫الشركة التابعة المعيف مف الشركة القابضة يمكف عده خطأ جسيـ مف الشركة القابضة ضد‬
‫مصمحة الشركة التابعة كمثاؿ ذلؾ أيضا شراء الشركة التابعة مستمزمات إنتاجية مف الشركة‬
‫القابضة بأسعار تزيد عف األسعار المتداكلة كأيضا شراء أسيـ شركات منافسة بتكمفة‬
‫باىضة بيدؼ القضاء عمى منافستيا أك التعاقد مع أشخاص معركفيف بعدـ المالئمة المالية‬
‫أك سبؽ شير إفالسيـ أك التكاطؤ معيـ لإلضرار بالشركة‬

‫مخالفة الشركة القابضة ألحكام القانون في إدارة الشركة التابعة‬


‫‪- 2‬‬

‫يتكجب عمى الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة االلتزاـ بالقانكف كالتقيد بأحكامو‬
‫كال يقتصر ذلؾ عمى قانكف الشركات فقط كانما يشمؿ كافة األنظمة كالقكانيف كالتعميمات‬
‫المنظمة لنشاط الشركات فمتى ما خالفت الشركة القابضة أحكاـ القكانيف في تصرفاتيا‬
‫تككف عرضة لمطعف بيا بالبطالف مثاؿ ذلؾ أف تعمد إلى فرض قرار في مجمس إدارة‬

‫كعرضيا لمتداكؿ قبؿ الحصكؿ عمى مكافقة‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركة التابعة بإصدار سندات القرض‬
‫الجمعية العامة أك دكف الحصكؿ عمى األغمبية المطمكبة قانكنا أك أف تستصدر ق ار ار بعرض‬

‫إذا ما ارتأت الشركة ضركرة العمؿ عمى زيادة رأس الماؿ دكف طرح أسيـ جديدة أك االقتراض مف البنكؾ بفائدة قد تككف‬
‫كبيرة فإنيا تمجا إلى كسيمة قانكنية أخرل تتمثؿ في طرح ما يسمى بسندات القرض عمى الجميكر الكتتاب فييا ك تكفر‬
‫مف خالؿ دلؾ الماؿ الالزـ لتكسعيا في نشاطيا الذم يشكؿ غرضيا ك فقا ألحكاـ العقد التأسيسي ك نظاـ الشركة ك دلؾ‬
‫مقابؿ فائدة تتقرر عمى السند أك أية ميزة مالية أخرل ك قد عرؼ السند بأنو صؾ مكتكب قابؿ لمتداكؿ ك يعطي لحاممو‬
‫حؽ مديكنية قبؿ الشركة المقترضة مع الحؽ في الحصكؿ عمى فائدة ك استرداد قيمة ىدا الديف في الميعاد المتفؽ عميو ك‬
‫قد عرفو المشرع السكرم في المادة ‪ 141‬مف قانكف الشركات السكرم رقـ ‪1‬لسنة ‪ 1989‬بقكلو السند كرقة مالية داكت قيمة‬
‫اسمية كاحدة قابمة لمتداكؿ تصدرىا الشركة المساىمة العامة ك تطرحيا الكتتاب العاـ أك الخاص لمحصكؿ عمى قرض‬
‫مدتو التقؿ عف ‪ 5‬سنكات ك تتعيد الشركة بمكجب ىدا السند بسداد القرض ك فكائده ك فقا لشركط اإلصدار بينما دىب‬
‫‪1‬المشرع الجزائرم إلى تعريؼ كؿ نكع مف ىده اإلسناد عمى حدا‬
‫‪175‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أسيـ الشركة التابعة لمتداكؿ قبؿ التصديؽ عمى النظاـ األساسي لمشركة أك قبؿ انتياء المدة‬

‫المحددة قانكنا أك تعمد إجراء اكتتاب صكرم لألسيـ دكف التسديد الفعمي ليا‬

‫كبفرض أف الشركة األنسب التي يمكف أف تتخذه الشركة القابضة في الجزائر ىي شركة‬
‫المساىمة فيالحظ أف المشرع الجزائرم قد نص في المادة ‪ 622‬مف القانكف التجارم عمى‬
‫ما يمي‪ " :‬يخكؿ مجمس اإلدارة كؿ السمطات لمتصرؼ في كؿ الظركؼ باسـ الشركة‪،‬‬
‫كيمارس ىذه السمطات في نطاؽ مكضكع الشركة كمع مراعاة السمطات المسندة صراحة في‬
‫القانكف لجمعيات المساىميف " ‪ .‬يؤخذ مف ىذا نص أف لمجمس اإلدارة سمطة عامة لقياـ‬
‫اإلدارة ‪ -‬حؽ التصرؼ‬ ‫بجميع أعماؿ اإلدارة المعتادة في الشركة‪ ،‬كما يعكد لو ‪-‬مجمس‬

‫سكاء كانت األعماؿ التي يقكـ بيا مادية أك قانكنية الستغالؿ كاستثمار مشركع الشركة ‪،‬‬
‫بنحك يسمح بتحقيؽ كجني األرباح كيبدك كاضحا بمفيكـ المخالفة أف ق اررات مجمس اإلدارة‬
‫التي تصدر خالفا ألحكاـ القانكف ال تنفذ‬

‫مخالفة الشركة القابضة لعقد تأسيس الشركة التابعة ونظاميا األساسي‬


‫‪- 3‬‬

‫تنشأ الشركة بمكافقة المتعاقديف عمى تأسيسيا كعمى كافة بنكد عقدىا ككفؽ ما يحدده‬
‫إف نظاـ الشركة يعد بمثابة القانكف االتفاقي لممساىميف فيك‬ ‫‪1‬‬ ‫القانكف كيرل بعض الفقو‬
‫تجسيد إلرادة الشركاء كخطة عامة لمستقبؿ الشركة كمف ثـ فاف نصكصيما تككف ممزمة‬
‫لمجمعية العامة لمشركة كلمجمس إدارتيا سكاء فيما يتعمؽ بغرض الشركة كميداف نشاطيا أك‬
‫بتنظيـ اختصاصات كؿ منيا أك بتنظيـ العالقة فيما بينيا‬

‫كبناء عمى ذلؾ فاف مخالفة تمؾ النصكص مف قبؿ أم مف الشركاء أك المساىميف أك‬
‫المستخدميف يمكف أف يرتب المسؤكلية المدنية عف ذلؾ كيجعؿ التصرؼ عرضة لمطعف بو‬

‫‪1‬‬
‫محمد عبد الكىاب المحاسنة‪,‬المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في شركة المساىمة العامة ‪ ,‬طبعة ‪ , 1‬دار‬
‫جميس الزماف ‪ ,‬عماف ‪ ,2010‬ص ‪61‬‬
‫‪176‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بالبطالف مع األخذ بعيف االعتبار أف الشركة تبقى ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا‬

‫كمديرييا تجاه الغير حسف النية سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف‬
‫الغير حسف النية بككنو يجيؿ أف‬ ‫‪1‬‬ ‫المديريف تجاكزكا حدكد سمطاتيـ كيفسر بعض الفقو‬
‫المدير يسيء استعماؿ سمطتو أك يتجاكز حدكد صالحياتو السيما كاف بعض التشريعات‬
‫كما عدتو غير ممزـ بالتحقؽ مف‬ ‫‪2‬‬ ‫افترضت حسف النية في الغير الذم يتعامؿ مع الشركة‬
‫كجكد أم قيد في عقد الشركة أك نظاميا األساسي عمى صالحيات أك سمطات المدير أك‬
‫ىيئة المديريف –بحسب األحكاؿ – في إلزاـ الشركة‬

‫بطالف كؿ قرار يصدر عف الجمعية العامة لمشركة خالفا‬ ‫‪3‬‬ ‫كقد قرر المشرع المصرم‬

‫لنظاـ الشركة‬

‫ارتكاب الشركة القابضة أعمال الغش في إدارة الشركة التابعة‬


‫‪- 4‬‬

‫يرل بعض الفقو أف الغش يعد مرادؼ لمخطأ العمد كىك ينصرؼ أحيانا إلى معنى‬
‫التحايؿ إذ ينطكم عمى استعماؿ طرؽ احتيالية فيككف حينئذ تدليسا كيعد ارتكاب الشركة‬

‫القابضة أعماؿ الغش في إدارتيا لمشركة التابعة مف أىـ األسباب التي ترتب مسؤكليتيا‬
‫كيتخذ الغش صك ار ال حصر ليا يأتي في مقدمتيا ‪:‬‬

‫إلى‬ ‫‪4‬‬ ‫ثبكت صكرية الشركة التابعة التي أسستيا الشركة القابضة ‪:‬يذىب بعض الفقو‬
‫تقرير مسؤكلية الشركة القابضة عف ديكف الشركة التابعة في حاؿ اتخاذ تمؾ الصكرية كسيمة‬
‫لخرؽ القانكف كمخالفتو كالتحايؿ عمى إحكامو كخداع الغير كاييامو بالمظير الخاطئ كدفعو‬
‫إلى التعاقد مع الشركة التابعة ظنا منو أف الشركة القابضة كالشركة التابعة يشكالف مشركعا‬

‫‪1‬‬
‫عزيز العكيمي ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪315‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ( ‪ )55‬مف قانكف الشركات المصرم ‪ ,‬المادة (‪-60‬ج) ك (‪-156‬ب) مف قانكف الشركات األردني‬
‫‪3‬‬
‫المادة (‪ )76‬مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪4‬‬
‫محمد حسف إسماعيؿ ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪88‬‬
‫‪177‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫إف سبب البطالف في ىذه الحالة يكمف في الغش الذم يتمثؿ في‬ ‫‪1‬‬ ‫كاحدا كيرل بعض الفقو‬

‫تكفر قصد التحايؿ عمى القانكف بصفة عامة‬

‫تجاكز الشركة القابضة –بكصفيا مدير الشركة التابعة‪ -‬قكاعد الدقة كالصدؽ في إعداد‬
‫التقارير الفصمية كالسنكية التي تقدـ إلى الييئة العامة لمشركة التابعة كالى مراقب الشركات‬
‫إذ ألزـ المشرع إدارة الشركة بتنظيـ‬ ‫‪2‬‬ ‫كالتي تفصح عف نشاط الشركة كالكضع المالي ليا‬
‫ميزانية سنكية تبيف أرباحيا كخسائرىا لتعرض عمى الجمعية العامة بغية اطالع المساىميف‬
‫عمى الكاقع الحقيقي لمالية الشركة لكف بعض إدارات الشركات تعمد أحيانا إلى تقديـ بيانات‬
‫مضممة كخاطئة إلخفاء الكضع المالي السيئ لمشركة كتفكيت الفرصة عمى الشركة لمعالجة‬

‫‪3‬‬ ‫كضعيا كتفادم ما قد تكاجيو مف أزمات كصعكبات‬

‫عدـ المحافظة عمى المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة كتسريبيا إلى الغير‪ :‬إذ أكجبت‬
‫العديد مف التشريعات عمى مديرم الشركة كأعضاء مجمس اإلدارة االلتزاـ بالمحافظة عمى‬
‫المصرم‪ 4‬كاألردني‪5‬‬ ‫المعمكمات الخاصة بالشركة كما ىك الحاؿ مع المشرع‬

‫‪1‬‬
‫يحيى عبد الرحماف رضا ‪,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪192‬‬
‫‪2‬‬
‫في جكيمية ‪ 2002‬اصدر الككنغرس االمركي قانكف ( ‪LAVESTOR PROTECTION ACT PEPLIC‬‬
‫‪ )COMPANY ACCOUNTING REFORM‬كالذم اشتير الحقا باسـ (‪ )SABANES-OXLEY‬كىما السناتكر‬
‫كالنائب المذاف دعما القانكف كقد اكجب ىذا القانكف عمى الشركات أف تضمف كتعتمد المعمكمات المالية مف خالؿ أنظمة‬
‫الرقابة الداخمية بحيث يتـ تحميؿ المدير التنفيذم كالمدير المالي المسؤكلية في حاؿ كجكد فساد في المعمكمات أك بالقكائـ‬
‫المالية كقد ركز ىذا القانكف عمى محاكلة تحقيؽ أفضؿ آداء ألعماؿ المحاسبيف القانكنييف لمشركات كاعادة الثقة في‬
‫تقاريرىـ كتكسيع صالحيات لجاف المراجعة كرفع مستكل الشفافية كاإلفصاح في عناصر القكائـ المالية كالزاـ المدراء‬
‫التنفيذييف كالمدراء المالييف لمشركات بتكقيع (شيادة قسـ) بصكرة دكرية يشيدكف فييا بعد العمـ بكجكد أخطاء أك غش في‬
‫القكائـ المالية لشركاتيـ ‪http ;//ENWIKIPEDIAORG/W/INDEXPHP ?TITLE=FINANCYAL_AUDIT :‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العزيز المصاصمة‪.‬بدر العكفي‪ ,‬مسؤولية أعضاء مجمس اإلدارة عن التجارة المضممة والخاطئة – دراسة‬
‫مقارنة‪ ,‬بحث منشكر في مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية ‪ ,‬مجمد ‪ ,25‬العدد األكؿ ‪ ,2009 ,‬ص ‪350‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة (‪ )2-245‬مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪5‬‬
‫المادة (‪ )158‬مف قانكف الشركات األردني‬
‫‪178‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫استغالؿ الشركة القابضة لممعمكمات التي كصمت إلييا بحكـ منصبيا في الشركة التابعة‬

‫في الحصكؿ عمى فائدة ليا أك لغيرىا كالكاقع أف ىذا االلتزاـ قد غدا مف األىمية بمكاف‬
‫‪ ,‬لذا فقد‬ ‫بحيث لـ تعد القكاعد العامة في المسؤكلية المدنية كافية لإلحاطة بو كتنظيمو‬
‫عمدت بعض الدكؿ إلى سف تشريعات خاصة تفرض عمى عضك مجمس اإلدارة كمدير‬
‫الشركة ىذا االلتزاـ كتجرـ اإلخالؿ بو كترتب المسؤكلية المدنية عمى ذلؾ‪.‬‬

‫كيرل بعض الفقو ‪ 1‬أف الشخص الذم يطمع بحكـ منصبو أك كظيفتو في الشركة عمى‬
‫معمكمات داخمية مرتبطة باسيـ الشركة كذات تأثير مباشر أك غير مباشر في القيمة‬
‫السكقية ليذه األسيـ كيقكـ بالتعامؿ باسيـ الشركة بناء عمى ىذه المعمكمات يككف بصدد‬

‫حالة تعامؿ محظكر باألسيـ كقد نص المشرع األردني عمى (يحضر عمى رئيس كأعضاء‬
‫مجمس إدارة شركة المساىمة العامة كالمدير العاـ لمشركة كأم مكظؼ فييا أف يتعامؿ‬
‫باسيـ الشركة بصكرة مباشرة أك غير مباشرة بناء عمى معمكمات اطمع عمييا بحكـ منصبو‬
‫أك عممو في الشركة كال يجكز أف ينقؿ ىذه المعمكمات ألم شخص آخر بقصد إحداث‬
‫تأثير في أسعار أسيـ ىذه الشركة أك أم شركة تابعة أك قابضة أك حميفة لمشركة التي ىك‬
‫عضكا أك مكظؼ فييا أك معاممة تنطبؽ عمييا أحكاـ ىذه المادة كيعتبر الشخص الذم قاـ‬
‫بذلؾ مسئكال عف الضرر الذم أحدثو بالشركة أك بمساىمييا أك بالغير إذا أثير بشأنيا‬
‫قضية ) ‪.2‬‬

‫كقد اقر المشرع االنجميزم قانكف استغالؿ المعمكمات لسنة ‪ 1985‬الذم حضر عمى‬
‫مديرم الشركات استغالؿ المعمكمات التي كصمت إلييـ بحكـ مناصبيـ في الحصكؿ عمى‬

‫أحمد زايد كعبد اهلل الخشركـ ‪ ,‬المسؤولية المدنية لمتعامل المحظور باسيم الشركات المساىمة العامة –دراسة مقارنة‬
‫بين القانون األردني والقانون البريطاني – مجمة المنارة ‪ ,‬مجمد ‪ 13‬عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 2007‬تصدر عف جامعة عماف‬
‫‪1‬العربية لمدراسات العميا ‪ ,‬ص ‪151‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة (‪ )166‬مف قانكف الشركات األردني‬
‫‪179‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪1993‬‬ ‫فائدة ألنفسيـ أك لغيرىـ كـ حظر الباب الخامس مف قانكف العدالة الجنائية لسنة‬

‫التعامؿ المحظكر باألسيـ كالذم يتحقؽ مف خالؿ استغالؿ المعمكمات‬

‫سكاء تـ ذلؾ بتكزيع‬ ‫‪1‬‬ ‫تكزيع أرباح صكرية عمى المساىميف خالفا ألحكاـ القانكف‬
‫األرباح قبؿ اقتطاع النسبة المحددة قانكنا لتككيف االحتياطي اإللزامي إف تـ ذلؾ بشكؿ‬
‫جعؿ الشركة التابعة عاجزة عف اإليفاء بالتزاماتيا تجاه دائنييا إذ يتحقؽ التكزيع الصكرم‬
‫لألرباح بتجاىؿ بعض ديكف الشركة أك عدـ اقتطاع نسبة احتياطي رأس الماؿ اإللزامي أك‬
‫المساىميف‪2‬‬ ‫باستنفاذ احتياطي رأس الماؿ االختيارم دكف عمـ‬

‫قد يتبيف لممحكمة أثناء النظر في طمب إفالس الشركة التابعة أف ىذا اإلفالس ىك‬

‫إفالس احتيالي مدبر مف قبؿ الشركة القابضة كيستيدؼ التيرب مف االلتزامات المالية تجاه‬
‫الدائنيف أك اتجاه المستخدميف كما قد يظير أثناء تصفية الشركة أف بعض أعماؿ الشركة‬
‫تمت بقصد االحتياؿ عمى دائنييا ‪.3‬‬

‫لذا قرر المشرع األردني في المادة ‪ 439‬مف قانكف العقكبات األردني معاقبة مديرم‬
‫الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا إذا أقدمكا بأنفسيـ عمى ارتكاب عمؿ مف أعماؿ اإلفالس‬
‫االحتيالي أك سيمكا أك أتاحكا ارتكابو عف قصد منيـ أك إذا نشركا بيانات أك مكازنات غير‬
‫حقيقية كيرل البعض ‪ 4‬أف المشرع األردني في ىذا النص قد تجاكز القكاعد العامة المتعمقة‬
‫بمسؤكلية أعضاء مجمس إدارة شركة المساىمة العامة فعمى الرغـ مف أنيـ ليسكا تجا ار كمف‬

‫ثـ فيـ غير مسؤكليف عف ديكف الشركة في أمكاليـ الخاصة كال يجكز مالحقتيـ عف جرائـ‬
‫اإلفالس إذا أفمست الشركة إال انو قرر محاسبتيـ عف أعماؿ الغش المكصكفة كما قرر‬

‫جرمت المادة (‪-278‬أ‪ )5-‬مف قانكف الشركات األردني قياـ أم شخص بتكزيع أرباح صكرية أك غير مطابقة لمحاؿ‬
‫‪1‬الحقيقية لمشركة‬
‫‪2‬‬
‫جاؾ الحكيـ ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪491‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد الكىاب المحاسنة ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪128‬‬
‫‪ 4‬عبد لعزٌز اللصاصمة و بدر العوفً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪367‬‬
‫‪180‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫اعتبار رئيس كأعضاء مجمس اإلدارة القائميف حيف التصفية كالسابقيف ممزميف شخصيا عف‬

‫ديكف الشركة كالتزاماتيا كال أك جزءا إذا ظير أثناء التصفية أف بعض أعماؿ الشركة قد‬
‫‪1‬‬ ‫تمت بقصد االحتياؿ عمى دائنييا‬

‫كاذا ما كانت أخطاء اإلدارة كمخالفة أحكاـ القانكف كالنظاـ األساسي كعقد الشركة‬
‫كارتكاب أعماؿ الغش تشكؿ ركف الخطأ في مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة‬
‫فاف السؤاؿ الذم يطرح نفسو ‪ :‬ىؿ تككف الشركة التابعة ممزمة بالتصرفات الخاطئة الصادرة‬
‫عف الشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء الجمعية العامة أك احد أعضاء مجمس إدارتيا أك‬
‫مدرائيا ؟‬

‫الكاقع أف اختصاصات كؿ مف الجمعية العامة كمجمس اإلدارة محددة بنصكص قانكنية‬


‫تعد مف النظاـ العاـ كال تقبؿ االتفاؽ عمى مخالفتيا كيككف لمجمس إدارة الشركة أك مديرىا‬
‫المفكض أك مديرىا العاـ كامؿ الصالحيات في إدارة الشركة في الحدكد التي يبينيا نظاميا‬
‫األساسي لذا تعد التصرفات التي تصدر عف مجمس اإلدارة أك مدير الشركة ممزمة ليا كمف‬
‫ثـ فاف أم تجاكز مف قبؿ مجمس إدارة الشركة التابعة أك احد أعضاءه أك احد المدراء‬
‫الختصاصاتو كصالحياتو أك تجاكزه اختصاصات الجمعية العامة أك مخالفة أم مف ىؤالء‬
‫لمقانكف مف شأنو أف يرتب مسؤكليتو تجاه الشركة عف الضرر بغض النظر عف أم قيد يرد‬
‫في نظاـ الشركة أك عقدىا‬

‫أخذت بعيف االعتبار حقكؽ الغير حسف النية الذم‬ ‫‪2‬‬ ‫كيالحظ أف بعض التشريعات‬
‫يتعامؿ مع الشركة كالذم قد ال يتاح لو دكما الرجكع إلى النظاـ األساسي لمشركة كعقد‬
‫تأسيسيا كق اررات الجمعية العامة كق اررات مجمس اإلدارة لمتأكد مف صالحيات كسمطات‬

‫‪ 1‬المادة (‪-257‬ب) من قانون الشركات األردنً‬


‫‪ 2‬المادة (‪ )55‬من قانون الشركات المصري ‪ ,‬المادة (‪-60‬ج) و المادة (‪-156‬ب ) من قانون الشركات األردنً‬
‫‪181‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ممثمي الشركة الذيف يبرمكف عنيا مختمؼ التصرفات القانكنية فقررت أف الشركة تبقى‬

‫ممزمة بتصرفات مديرىا تجاه الغير حسف النية‬

‫ثانيا ‪ :‬ركن الضرر‬

‫يتمثؿ ىذا الركف في الضرر الذم يمحؽ بالشركة التابعة أك بمساىمييا أك بالغير‬
‫الذم يتعامؿ معيا بسبب خطأ الشركة القابضة فال يكفي مجرد الخطأ لترتيب المسؤكلية‬

‫بحؽ الشركة القابضة كانما ينبغي أف يحدث الخطأ ضر ار كقد سبقت اإلشارة إلى أف بعض‬
‫الفقو‪ 1‬يرل أف الضرر الذم يرتب المسؤكلية يشترط فيو عمكما شرطاف ‪:‬‬

‫حصكؿ إخالؿ بحؽ الشركة التابعة المضركرة أك بمساىمييا أك بالغير الذم يتعامؿ‬
‫معيا أك إخالؿ بمصمحة مالية ألم مف ىؤالء كيستكم في ذلؾ اإلضرار بحؽ ثابت‬
‫لممضركر – كتخريب ممكية الشركة التابعة أك تبديد أمكاليا أك التجاكز عمى ممكيتيا الفكرية‬
‫مف براءات االختراع كحقكؽ االمتياز كغيرىا – أك اإلضرار بمصمحة مالية لممضركر‬
‫كاإلساءة إلى المركز المالي لمشركة التابعة أك زعزعة الثقة العامة بيا كاضعاؼ ائتمانيا‬

‫أف يككف الضرر محققا بمعنى أف يككف الضرر قد أصاب الشركة التابعة فعال أك‬
‫انو سكؼ يقع مستقبال حتما كفؽ السياؽ المعتاد لألمكر‬

‫ثالثا ‪ :‬ركن العالقة السببية‬

‫لتحقؽ المسؤكلية ينبغي أف يككف ىناؾ خطأ كضرر كاف يككف الضرر ناشئ عف‬

‫الخطأ فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا انقطعت السببية كرجع الضرر‬
‫إلى سبب أجنبي كالقكة القاىرة أك فعؿ الغير أك خطأ المضركر فاف ذلؾ يككف سببا النتفاء‬
‫المسؤكلية كيقصد بالعالقة السببية في مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪970‬‬
‫‪182‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫النظرية التنظيمية كجكد عالقة مباشرة بيف الخطأ الصادر عف الشركة القابضة كالضرر‬

‫الذم لحؽ بالشركة التابعة فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا رجع‬
‫الضرر لسبب أجنبي كالقكة القاىرة أك فعؿ الغير أك خطأ الشركة التابعة كانت الشركة‬
‫القابضة غير ممزمة بالتعكيض‬

‫كتبت العالقة السببية بيف خطأ الشركة القابضة كالضرر الذم لحؽ بالشركة التابعة‬
‫في حاؿ تحقؽ الضرر كنتيجة ألم قرار اتخذه ممثمك الشركة القابضة في الشركة التابعة‬
‫ذلؾ إف الشركة عمكما ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا كمديرييا تجاه الغير حسف‬
‫النية سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف المديريف تجاكزكا حدكد‬

‫سمطاتيـ‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫وفق أحكام مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعو‬

‫األصؿ في المسؤكلية أف كؿ شخص مسؤكؿ عف عممو الشخصي لكف المشرع‬


‫كحرصا منو عمى تسييؿ حصكؿ المتضرر عمى التعكيض رتب في حاالت محددة مسؤكلية‬
‫الشخص عف عمؿ غيره إذ تنيض المسؤكلية بعيدا عف فكرة الخطأ برأم بعض الفقو أك‬
‫تبنى عمى الخطأ المفترض برأم البعض اآلخر كلعؿ مف أىـ تمؾ الحاالت ككف الغير تابعا‬
‫‪1‬‬ ‫لمشخص إذ يككف الشخص مسؤكال عف أعماؿ تابعو استنادا إلى قياـ حالة التبعية بينيما‬

‫يرل بعض الفقو أف حاالت المسؤكلية عف عمؿ الغير كالمسؤكلية عف األشياء يجمعيا أف تقكـ كميا عمى الخطأ‬ ‫‪1‬‬

‫المفترض ال عمى الخطأ كاجب اإلثبات كاف المشرع تكخي فييا التيسير عمى المضركر لتعكيضو عما أصابو مف الضرر‬
‫فأزاح عف عاتقو عبء إثبات الخطأ ‪ ,‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬الكسيط في شرح القانكف المدني ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص‬
‫‪1121‬‬
‫‪183‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ككما يككف المتبكع شخصا طبيعيا فانو يصح كذلؾ أف يككف شخصا معنكيا أك‬

‫اعتباريا فاف أحكاـ مسؤكلية المتبكع كفقا لنص المادة ‪ 136‬مف القانكف المدني الجزائرم ال‬
‫تقتصر عمى مسؤكلية األفراد عف غيرىـ كمتبكعيف كتابعيف كلكنيا تشمؿ أيضا مسؤكلية‬
‫تابعو‪1‬‬ ‫األشخاص االعتبارية عف أعماؿ مستخدمييا مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ‬

‫كفيما يتعمؽ بمسؤكلية الشخص المعنكم ظيرت خالفات فقيية بشأف طبيعة‬
‫مسؤكليتو ىؿ ىي مسؤكلية مباشرة كأصمية ؟ أـ أنيا مسؤكلية غير مباشرة كتبعية ؟‬

‫‪ ) MICHOUD‬ميشكد ‪ ,‬بيف العضك كالتابع حيث يككف العضك‬ ‫‪2‬‬ ‫يميز األستاذ(‬
‫جزءا مكمال لمشخص المعنكم بينما يككف التابع شخصا ثالثا يكمؼ مف قبؿ األعضاء لتنفيذ‬

‫بعض األعماؿ لذا فالشخص المعنكم يمكف أف يككف مسؤكال عف أفعاؿ أعضاءه ليس‬
‫بصكرة غير مباشرة كمسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو كانما تككف مسؤكلية مباشرة كذلؾ‬
‫الف أفعاؿ أعضائو إنما ىي أفعالو الخاصة مف كجية نظر القانكف‬

‫أما أحكاـ المسؤكلية عف عمؿ الغير ال يمكف تطبيقيا إال حيث يتصرؼ عماؿ‬
‫‪3‬‬ ‫الشركة باعتبارىـ تابعيف لو كليس أعضاء فيو‬

‫كما أف الفقيو( ‪ )MAURICE ANDRE FLAMME1‬مكريس أندر فالـ ‪ ,‬يميز‬


‫بيف المكظؼ العضك كالمكظؼ التابع بالنسبة لمتابع فاف األخطاء كاألفعاؿ الضارة الصادرة‬

‫‪1‬‬
‫يرل الدكتكر عمي عمي سميماف ‪ :‬ضركرة تعديؿ المادة ‪ 136‬مف القانكف المدني بحيث تقتصر عمى األشخاص‬
‫االعتبارييف سكاء كانت الدكلة أك الييئات المحمية أك المشركعات التجارية الكبرل عمى أف تمغى مسؤكلية األفراد عف‬
‫غيرىـ كمتبكعيف كتابعيف ‪ ,‬مصادر االلتزاـ ‪ ,‬النظرية العامة لاللتزاـ ‪ ,‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪ ,‬طبعة ‪ , 1990‬ص‬
‫‪107‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Léon Michoud, 1855- 1916, était un juriste français. Avocat à la cour d'appel de‬‬
‫‪Lyon et professeur agrégé de droit administratif à la faculté de droit de l'Université‬‬
‫‪de Grenoble, il fut aussi membre de l'Académie Delphinale et correspondant de‬‬
‫‪l'Institut de France.‬‬
‫‪ 3‬عادل احمد الطائً ‪ ,‬المسؤولية المدنية للدولة عن أخطاء موظفيها ‪,‬دار الثقافة للنشر والتوزٌع ‪ ,‬طبعة ‪ , 1999‬ص‬
‫‪107‬‬
‫‪184‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫عنو تقيـ مسؤكلية المرفؽ العاـ باعتباره متبكعا عمى أساس نص المادة ‪ 1384‬مف القانكف‬

‫المدني الفرنسي إذا ما ارتكبت ىذه األفعاؿ أثناء القياـ بأفعاؿ المرفؽ أك بسببيا ككانت ليا‬
‫عالقة بعمؿ المكظؼ كحتى في حالة ما إذا تعدل المكظؼ أعماؿ كظيفتو فإنيا ال تعفي‬
‫اإلدارة باعتبارىا متبكعا مف ىذه المسؤكلية غير المباشرة‬

‫أما في حالة المكظؼ العضك الذم يعبر عف ىكية الشركة التي يمثميا فاف األفعاؿ‬
‫غير المشركعة أك الضارة التي يرتكبيا ىؤالء األعضاء في حدكد الكظيفة تعد ىذه األفعاؿ‬
‫ككاف الشركة قد ارتكبتيا بنفسيا كالتي مف شأنيا أف تقيـ المسؤكلية المباشرة لممرفؽ العاـ‬
‫اتجاه الغير‬

‫أما األستاذ السنيكرم يؤكد عمى أف الشخص المعنكم يختمؼ عف الشخص الطبيعي‬
‫في عدـ إمكانية نسبة التمييز إليو يقكؿ باف ىناؾ أحكاال يصعب فييا الكصكؿ إلى مسائمة‬
‫الشخص المعنكم عف ىذا الطريؽ غير المباشر فقد يحدث أف الخطأ الذم يكجب المسائمة‬
‫يككف ق ار ار صاد ار عف إحدل ىيئات الشخص المعنكم كمجمس إدارة الشركة أك جمعيتيا‬
‫العامة مثال فالبد إذا مف نسبة الخطأ مباشرة إلى الشخص المعنكم ذاتو ففي ىذه الحالة‬
‫تككف مسؤكلية الشخص المعنكم مسؤكلية عف عمؿ شخصي ال مسؤكلية المتبكع عف‬
‫التمييز‪2‬‬ ‫أعماؿ تابعو كالبد عندئذ مف االقتصار عمى ركف التعدم في الخطأ دكف ركف‬

‫إف مف يمثؿ الشخص المعنكم ىك‬ ‫‪3‬‬ ‫كبالنسبة لمقانكف الجزائرم يرل مخمكفي محمد‬

‫عضك إدارتو كارادة ىذا العضك أك الممثؿ ىي إرادة الشخص المعنكم فالتصرفات أك‬
‫األفعاؿ المتعمقة بنشاط الشخص المعنكم كالصادرة عف احد أعضائو أك ممثمو تعتبر صادرة‬

‫‪1‬‬
‫‪MAURICE-ANDRÉ FLAMME, Droit administratif, coll. « Faculté de droit de l'Université‬‬
‫‪libre de Bruxelles », Bruxelles, Bruylant, 1989, 2 vol., p. 1196,‬‬
‫عبد الرزاؽ احمد السنيكرم ‪ ,‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪914‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬محمد مخمكفي مسؤولية المتبوع عن فعل تابعو في القانون المدني الجزائري ‪ :‬دراسة مقارنة بالقانونين المصري‬
‫والفرنسي ‪ /‬؛ إشراؼ عمي عمي سميماف‪ .‬أطركحة (ماجستير)‪-‬جامعة الجزائر‪ ،‬معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية‪1987 ،‬‬
‫‪185‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫عف الشخص المعنكم كفي حالة كقكع أخطاء مف احد ممثميو بسبب ىذه التصرفات أك‬

‫األعماؿ المادية تسبب ضر ار لمغير تعتبر أخطاء كاقعة مف الشخص المعنكم يسأؿ عنيا‬
‫مسؤكلية شخصية كأصمية طبقا لممادة ‪ 124‬مف القانكف المدني الجزائرم‬

‫أما األخطاء الكاقعة مف األشخاص الذيف ال يمثمكف قانكنا الشخص المعنكم كليسكا‬
‫أعضاء في مجمس إدارتو فيسأؿ عنيا –الشخص المعنكم – مسؤكلية غير مباشرة كتبعية‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 136‬مف القانكف المدني الجزائرم‬

‫كيتضح مما سبؽ أف المتبكع إذا كانت لو صفة الشخص المعنكم الخاص‬
‫كالمؤسسات كالشركات فاف جميع األعماؿ الصادرة مف تابعيا تخضع لقكاعد المسؤكلية‬

‫المدنية كعمى كجو التحديد مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو أما إذا كاف لممتبكع صفة‬
‫الشخص المعنكم العاـ ففي ىذه الحالة تقكـ مسؤكليتو اإلدارية كىي تخضع لقكاعد تختمؼ‬
‫تماما عف القكاعد التي جاء بيا القانكف المدني‬

‫كبالنظر لقياـ حالة التبعية بيف الشركة التابعة كالشركة القابضة فاف قياـ مسؤكلية‬
‫الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ أحكاـ مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو تشترط‬
‫قياـ عالقة تبعية بيف محدث الضرر كبيف مف يسأؿ عف التعكيض كصدكر خطأ مف التابع‬
‫لعالقة‬ ‫‪1‬‬ ‫كاف يككف صدكر الخطأ مف التابع أثناء قيامو بعممو حيث تطرؽ المشرع المصرم‬
‫التبعية ( كتقكـ رابطة التبعية كلك لـ يكف المتبكع ح ار في اختيار تابعو متى كانت عميو‬

‫( مف كانت لو عمى مف‬ ‫‪2‬‬ ‫سمطة فعمية في رقابتو كتكجييو) ككذلؾ تعريؼ المشرع األردني‬
‫كقع منو األضرار سمطة فعمية في رقابتو كتكجييو كلك لـ يكف ح ار في اختياره ) ألنيما‬
‫يعداف السمطة الفعمية في الرقابة كالتكجيو التي تثبت لممتبكع عمى التابع معيا ار لقياـ عالقة‬
‫التبعية كاذا ما كانت اإلدارة تعني تنفيذ األشياء عف طريؽ جيكد أشخاص آخريف فاف مف‬

‫‪ 1‬المادة (‪ )2/174‬من القانون المدنً المصري رقم (‪ )131‬لسنة ‪1948‬‬


‫‪ 2‬المادة (‪ )288‬من القانون المدنً األردنً رقم (‪ )43‬لسنة ‪1976‬‬
‫‪186‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫مقتضى اإلدارة اقترانيا بالسمطة فال إدارة مف دكف سمطة كبعبارة أخرل فاف إدارة الشركة‬

‫تقكـ عمى العالقة التي تصؿ بيف الرئيس كالمرؤكس فييا إذ يتمتع الرئيس بالسمطة الالزمة‬
‫لدفع المرؤكس لالمتثاؿ ألكامره كنكاىيو سكاء باإلقناع أـ بالعقاب لتحقيؽ غرض الشركة‬
‫الكارد في عقد تأسيسيا ‪.‬‬

‫كلقد سبقت اإلشارة إلى أف العالقة بيف الشركة القابضة كالشركة التابعة تنيض عمى‬
‫فكرة تبعية الثانية لألكلى كمف ثـ فاف تمؾ التبعية ال تخرج عف عنصرم السمطة الفعمية ك‬
‫التكجيو كالرقابة‬

‫السمطة بأنيا الحؽ في التصرؼ أك تكجيو تصرفات الغير‬ ‫‪1‬‬ ‫حيث عرؼ الفقو‬

‫فالسمطة تخكؿ صاحبيا صالحية إصدار األكامر لمغير كما تخكلو استخداـ أنظمة الثكاب‬
‫كلعقاب لضماف تنفيذىا كبعبارة أخرل فاف السمطة تتألؼ مف شقيف األكؿ قدرة المتبكع عف‬
‫إصدار األكامر الممزمة إلى التابع كالثاني امتثاؿ التابع لتمؾ األكامر كالزاميتيا كبطبيعة‬
‫الحاؿ فاف اشتراط المشرع أف تككف سمطة المتبكع عمى التابع سمطة فعمية يعني ككف تمؾ‬
‫السمطة حقيقية كقائمة فعال سكاء استعمؿ المتبكع تمؾ السمطة أك لـ يستعمميا كسكاء كانت‬
‫أـ غيرىما كمع ذلؾ فانو‬ ‫‪2‬‬ ‫تمؾ السمطة مشركعة أك ال كسكاء كاف مصدرىا القانكف أك العقد‬
‫ال يمكف القكؿ بكجكد السمطة الفعمية لممتبكع عمى التابع ما لـ تقترف بجزاء مادم أك معنكم‬
‫يستطيع المتبكع إنزالو بالتابع في حاؿ مخالفتو ألكامره كتكجيياتو‬

‫‪1‬‬
‫وحً فاروق لقمان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪24‬‬
‫عمى الرغـ مف أف معظـ حاالت التبعية تؤسس عمى عالقة عقدية بيف الطرفيف كعقد العمؿ مثال إذ أف العامؿ‬ ‫‪2‬‬

‫كالمكظؼ كالمستخدـ كالسائؽ ىـ تابعكف لمتبكعيـ صاحب العمؿ إال أف مف الفقو مف يرل أف ال ضركرة لكجكد عقد بيف‬
‫طرفي العالقة التبعية ال مكاف القكؿ بكجكدىا الف مسؤكلية المتبكع عف التابع ىي مسؤكلية عف العمؿ الغير المشركع‬
‫كليست مسؤكلية عقدية ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف مجرد ككف المتبكع قاد ار عمى إصدار األكامر الممزمة إلى‬
‫التابع كككف التابع ممتثال لتمؾ األكامر يكفي لمقكؿ بكجكد حالة تبعية ‪ ,‬عبد الرزاؽ السنيكرم ‪ ,‬الكسيط في شرح القانكف‬
‫المدني ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪1147‬‬
‫‪187‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كتأسيسا عمى ما تقدـ يمكف القكؿ باف حالة التبعية القانكنية في عالقة الشركة‬

‫القابضة بشركتيا التابعة تتجسد في محكريف‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬قدرة الشركة القابضة عمى إصدار األكامر الممزمة إلى ممثمييا‬

‫المعينيف منيا في الشركة التابعة كالذيف يمسككف بزماـ إدارة الشركة التابعة ليتكلى ىؤالء‬
‫تنفيذ سياستيا فمف خالؿ ىؤالء تباشر الشركة القابضة المسيطرة مياـ إدارة الشركة التابعة‬

‫فتتدخؿ في نشاط شركتيا التابعة عمى الرغـ مف االستقالؿ الظاىرم في الكياف القانكني‬
‫كالشخصية المعنكية كالجمعية العامة كمجالس اإلدارة كبطبيعة الحاؿ فكما تممؾ الشركة‬
‫القابضة سمطة تعييف ممثمييا في الشركة التابعة فإنيا أيضا تحكز القدرة عمى عزليـ متى‬
‫شاءت سكاء كانت عالقتيا بيـ تقكـ عمى عقد الككالة أـ عمى عقد العمؿ‬

‫المحور الثاني‪ :‬قدرة الشركة القابضة عمى فرض إدارتيا في الجمعية العامة لمشركة‬

‫التابعة كفي مجمس إدارتيا بحكـ تممكيا ألغمبية أسيـ أك حصص رأس ماليا مما يعني‬
‫سيطرتيا عمى أغمبية األصكات في الييئتيف في الشركة التابعة‬

‫كيالحظ في عالقة الشركة القابضة بالشركة التابعة أف سمطتيا الفعمية تنصب عمى‬
‫تكجيو الشركة القابضة لنشاط الشركة التابعة كرقابتيا عمى نشاطيا إذ تحكز الشركة‬
‫القابضة القدرة عمى فرض إرادتيا عمى الشركة التابعة بحكـ تممكيا لنسبة مؤثرة مف‬
‫األصكات في الجمعية العامة لمشركة التابعة كمجمس إدارتيا حيث تخكليا نسبتيا مف‬

‫األصكات التي تممكيا أك تتحكـ بيا مف السيطرة عمى مجمس إدارة الشركة التابعة كتكلييا‬
‫مياـ إدارتيا بإتباع الطرؽ القانكنية المستمدة مف قكاعد قانكف الشركات ك الطرؽ التعاقدية‬
‫المتمثمة باتفاقات اإلدارة التي تبرـ بيف الشركات القابضة كالشركات األخرل لتصبح الثانية‬ ‫‪1‬‬

‫تابعة لألكلى إضافة إلى اتفاقات التصكيت داخؿ الجمعية العامة لمشركة التابعة كمجمس‬

‫‪1‬‬
‫ٌحً عبد الرحمان رضا ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪275‬‬
‫‪188‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫إدارتيا فتشترؾ الشركة القابضة كأحيانا تنفرد في تخطيط كتكجيو نشاط الشركة التابعة‬

‫كعقكدىا كاستثماراتيا كما تخكليا ممارسة الرقابة عمييا في ذلؾ كمو كتباشر الشركة القابضة‬
‫مف خالؿ‬ ‫‪1‬‬ ‫تنفيذ األعماؿ اليكمية كالق اررات الصادرة عف مجمس اإلدارة كالجمعية العامة‬
‫ممثمييا األمر الذم يكشؼ حقيقة أف الشركة التابعة في معظـ تصرفاتيا كق ارراتيا تككف‬
‫مقيدة اإلرادة بسبب تبعيتيا لمشركة القابضة فال يصدر مف الق اررات كال يبرـ مف العقكد إال‬
‫ما حظي بقبكؿ الشركة القابضة كالكاقع انو ليس ىناؾ ما يحكؿ مف دكف تمتع الشركة‬
‫القابضة بيذه المقدرة الف سمطة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة ىي سمطة فعمية أم‬
‫أنيا حقيقة كقائمة فعال كىي سمطة مشركعة تستمدىا الشركة القابضة مف نصكص القانكف‬

‫كالعقكد كاتفاقات التصكيت‬

‫كيشترط كذلؾ صدكر خطأ مف التابع لتحقؽ ىذه المسؤكلية كيككف الخطأ كقع مف‬
‫التابع أثناء قيامو بخدمتو كمف ثـ فإذا لـ يكف الفعؿ الصادر عف التابع خطأ فال تترتب‬
‫مسؤكليتو كال تترتب المسؤكلية بحؽ المتبكع‬

‫كما يشترط لتقرير مسؤكلية المتبكع عف عمؿ تابعو أف يرتكب التابع الخطأ في أثناء‬
‫أف ىذا ىك الضابط الذم يربط مسؤكلية المتبكع بعمؿ‬ ‫‪2‬‬ ‫القياـ بعممو كيرل بعض الفقو‬
‫التابع كيسكغ ىذه المسؤكلية كاف عمة ىذا الشرط تكمف في أف صدكر الخطأ مف التابع أثناء‬
‫قيامو بالعمؿ يدؿ عمى سكء اختيار المتبكع لتابعو أك تقصير مف جانب المتبكع في كاجب‬

‫اإلشراؼ كالمراقبة لتابعو‬

‫أما عف األساس القانكني لمسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ نظرية‬
‫مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو فالكاقع أنيا كانت كال تزاؿ محؿ خالؼ فقيي بخصكص‬
‫تحديد األساس القانكني ليا كقد طرحت في ىذا الشأف نظريات عدة تأرجحت بيف نظرية‬

‫‪1‬‬
‫الٌاس ناصٌف‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪38‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪869‬‬
‫‪189‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كنظرية القانكف بكصفو‬ ‫‪3‬‬ ‫كنظرية الخطأ المفترض‬ ‫‪2‬‬ ‫كنظرية الضماف‬ ‫‪1‬‬ ‫تحمؿ التبعة‬

‫مصد ار لمسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو‬

‫كاذا كاف البحث في تفاصيؿ ىذه النظريات كما كاجيتو مف انتقادات فاف نظرية‬
‫القانكف بكصفو مصد ار لمسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو قد تبدك األقرب كاألقدر عمى‬
‫التفسير القانكني كالمنطقي ليذه المسؤكلية استنادا إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬إف القانكف ىك المصدر المباشر لجميع أنكاع االلتزامات‬


‫‪ -‬إف القانكف ىك الذم رتب مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو بنص صريح‬

‫المبحث الثالث‪:‬انقضاء الشركة القابضة وتصفيتيا‬

‫المطمب األول‪ :‬انقضاء الشركة القابضة‬

‫تنقضي الشركة القابضة عمكما لنفس أسباب انقضاء شركة المساىمة كحؿ الشركة‬
‫اتفاقا أك قضاء أـ بسبب بطالف الشركة أك ألم سبب آخر مف أسباب انقضاء الشركات‬
‫كفي التشريع الجزائرم لـ نجد أم نص يشير إلى أسباب انقضاء الشركة القابضة كلكف‬
‫ىناؾ بعض النقاط التي يمكف اعتبارىا أسبابا خاصة كىذه األسباب مستمدة مف القكانيف‬
‫التي أخذت بالشركة القابضة‬

‫الفرع األول‪ :‬مباشرة الشركة القابضة ألعمال خارج موضوعيا‬

‫تنص اغمب القكانيف التي تأخذ بالشركة القابضة عمى األعماؿ التي تزاكليا ىذه الشركة‬
‫أك أغراض تككينيا كعادة تنص ىذه القكانيف باف تككف ىذه األعماؿ حصرية كليس عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ كما في المادة ‪ 206‬مف القانكف األردني رقـ ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬كالتي تنص في‬

‫‪1‬‬
‫حسن الخطٌب ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪207‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المجٌد الحكٌم ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪582‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪1184‬‬
‫‪190‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفقرة ‪1‬عمى أنو ( بتأسيس شركة مساىمة عامة تنحصر غايتيا في األعمال المنصوص‬

‫عمييا في المادة ‪ 205‬من نفس القانون وىذه األعمال كما وردت ‪:‬‬

‫‪ -‬إدارة الشركات التابعة ليا أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساىم فييا‬
‫‪-‬استثمار أمواليا في األسيم والسندات واألوراق المالية‬

‫‪ -‬تقديم القروض والكافالت والتمويل لمشركات التابعة‬


‫‪ -‬تممك براءات االختراع والعالمات التجارية وحقوق االمتياز وغيرىا من الحقوق‬

‫المعنوية واستغالليا وتأجيرىا لمشركات التابعة ليا أو لغيرىا )‬

‫كيمكف القكؿ أف ممارسة الشركة القابضة لمدعـ المالي كاإلدارم لمشركة التابعة ىك‬
‫كاجب قانكني حيث أف مستكل المساىمة في الشركة التابعة يفرض عمييا ذلؾ‬

‫إضافة إلى إف القكانيف الكطنية تحرص عمى دعـ اقتصادىا بفتح المجاؿ كتكجيو نشاط‬
‫الشركات لما يخدـ مصالح شركاتيا الكطنية كفي الكقت نفسو يعطي لمشركات إف كانت‬
‫أجنبية الحافز عمى االستثمار كالعمؿ داخؿ بالدىا‬

‫كعميو إف تحديد األعماؿ كاألغراض لمشركة القابضة ىك عمؿ جيد خصكصا إذا تركت‬
‫األنشطة بدكف قيكد يفقد الحصكؿ عمى األىداؼ المرجكة لمنيكض االقتصادم لمشركات‬

‫التابعة الكطنية كالقابضة الكطنية أيضا‬

‫إف مدلكؿ التقييد الحصرم لألنشطة في الشركات القابضة ىك نظرة كاضحة التقاء‬
‫أخطار العكلمة االقتصادية التي أدت إلى تحكؿ الشركات الكبرل إلى مؤسسات تتحكـ في‬
‫التكنكلكجيا كاالقتصاد في شكؿ دكلة عالمية مف دكف مسؤكليات بما يضمف نكعا مف أنكاع‬
‫تسمط السمطة االقتصادية العالمية عمى السيادة كالسمطة الكطنيتيف‬

‫‪191‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬امتالك الشركة القابضة حصصا في شركة‬

‫التضامن أو شركة التوصية‬

‫تمنع العديد مف القكانيف الشركة القابضة مف تممؾ حصص في شركة التضامف‬


‫كالسبب في ذلؾ ىك أف ىذه الشركات ذات إمكانيات بسيطة كأراد‬ ‫‪1‬‬ ‫كالتكصية البسيطة‬
‫كاضعكا القانكف مف حماية ىذه الشركات كاعطائيا فرصة في االستمرار بالنشاط كىك أمر‬
‫جيد كشركة التضامف كشركة التكصية البسيطة كلككنيا شركات أشخاص تمتاز عالقاتيا‬
‫بأنيا محدكدة كفي إطار ذلؾ نستطيع أف نسميو عائمي‬

‫لذلؾ إف دخكؿ الشركة القابضة في إطار ىاتيف الشركتيف مستبعد في كاقع األمر‬
‫الف الشركة ليست مفتكحة المساىمة أم أنيا ال تطرح أسيـ لالكتتاب كبذلؾ فقد منع‬

‫القانكف الشركة القابضة مف أمر كاقعي فإذا ما دخمت الشركة القابضة جدال في شركة‬
‫التضامف أك التكصية البسيطة فاف ذلؾ يكجب حميا باعتبارىا مارست نشاطا يختمؼ عمى‬
‫النشاط الحصرم ليا بمكجب القانكف‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب أخرى النقضاء الشركة القابضة‬

‫يمكف اإلشارة إلى بعض الحاالت التي تعتبر أسبابا أخرل النقضاء الشركة القابضة‬
‫مف ىذه الحاالت تجاكز سيطرة الشركة القابضة عمى عدد معيف ليا ككذلؾ اتخاذىا صفة‬
‫شركة احتكارية مف خالؿ سيطرتيا عمى شركات ذات نشاط مماثؿ بيدؼ االحتكار كاف‬
‫ذكر ىذه الحاالت كعدىا أسبابا خاصة مف قبيؿ المحافظة عمى االقتصاد الكطني كىذه‬
‫الحاالت التي عالجتيا القكانيف لكف معالجتيا كانت ناقصة كيجب كضعيا تحت أسباب‬

‫‪ 1‬المادة (‪/204‬أوال) من قانون الشركات األردنً رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬وكذلك قانون الشركات لسلطنة عمان رقم ‪4‬‬
‫لسنة ‪ 1974‬وتعدٌالته فً المادة (‪)127‬‬
‫‪192‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫التصفية الخاصة لمشركة القابضة األجنبية باف ىناؾ حدكد معينة ال يمكف تجاكزىا كبالتالي‬

‫يتحقؽ لمدكلة االطمئناف عمى ىذه الشركات‬

‫كيمكف اإلشارة إلى أف انقضاء الشركة القابضة يؤثر عمى الشركة التابعة كذلؾ بحكـ‬
‫العالقة خصكصا كاف الشركة القابضة أدت دك ار أساسيا في تغيير نشاط الشركة التابعة‬
‫كبالتالي فاف اثر انسحاب الشركة أك انقضائيا ربما يؤدم إلى انقضاء الشركة التابعة كىذه‬
‫النقطة لـ تعالجيا القكانيف العربية التي أخذت بالشركة القابضة كنعني باالنسحاب ىك أف‬
‫تقرر الشركة القابضة بالتنازؿ عف أسيميا أك حصصيا إلى شريؾ آخر ففي ىذه الحالة‬
‫تزكؿ عف الشركة التابعة ىذه الصفة بالنسبة لمشركة القابضة المنسحبة‬

‫الميـ أف الشركة التابعة رغـ ككنيا شخصية مستقمة عف الشركة القابضة إال أف اثر‬
‫انقضاء الشركة القابضة قد يؤدم إلى انقضائيا لذلؾ إف اثر انقضاء الشركة القابضة عمى‬
‫شركاتيا التابعة ليس كاحدا كيختمؼ باختالؼ مستكل سيطرة الشركة القابضة كمما كانت‬
‫سيطرة الشركة القابضة كدكرىا كبيريف كاف األثر كذلؾ كبي ار كمستكل السيطرة كما سبؽ‬
‫ذكره إما أف يككف بتممؾ أكثر مف نصؼ رأس ماؿ الشركة التابعة كاما أف تسيطر الشركة‬
‫القابضة عمى تشكيؿ مجمس إدارة الشركة التابعة كقد يككف عف طريؽ السيطرة غير‬
‫المباشرة أم عف طريؽ شركة كسيطة قابضة تابعة لشركة أخرل‬

‫فإذا كاف حجـ مشاركة الشركة القابضة كمي عمى رأس الماؿ كىذا أمر جائز كما في‬

‫القانكف االنجميزم كيككف ذلؾ عف طريؽ تممؾ الشركة جزء كمشاركة أشخاص يمثمكف‬
‫الشركة القابضة في مصالحيـ فتككف السيطرة كبيرة في ىذه الحالة تنقضي الشركة القابضة‬
‫كتنقضي مساىمتيا في الشركة التابعة كتستمر الشركة األخيرة بشكؿ مستقؿ عمى أف يحؿ‬
‫آخركف‪1‬‬ ‫مكاف الشركة القابضة مساىمكف‬

‫‪1‬‬
‫محمد سمٌر الشرقاوي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪333‬‬
‫‪193‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كيحدث األثر نفسو إذا كانت السيطرة عف طريؽ ممكية أغمبية األسيـ التي تمكف مف‬

‫التصكيت في الجمعية العامة لمشركة التابعة أك إذا كانت السيطرة نتيجة اتفاؽ بيف الشركة‬
‫القابضة كالشركة التابعة عمى تعييف أعضاء مجمس اإلدارة‬

‫كفي األخير فاف اثر انقضاء الشركة القابضة عمى الشركة التابعة ىك اثر سمبي‬
‫حيث انو دائما تتـ تصفية الشركة التابعة كخصكصا إذا كانت مف ضمف الشركات التابعة‬
‫الكليدة التي تتدخؿ الشركة القابضة في تأسيسيا كبذلؾ تزكؿ ىذه الشركة عند زكاؿ الشركة‬
‫القابضة باعتبارىا مف أىـ أسباب كجكدىا‬

‫إذا قمنا بتطبيؽ األمكر التي تنقضي بيا الشركة عمى الشركة القابضة نجد أف‬

‫شركة القابضة شركة تمتمؾ عدد مف الشركات الفرعية أك (التابعة) ىذه الشركات تمتمؾ‬
‫الشركة القابضة غالبية األسيـ فييا كتسيطر عمييا سيطرة فعمية فيما يتعمؽ بخططيا العامة‬
‫كتشكيؿ مجالس إدارتيا كتكجيو كتحديد كرسـ سياستيا العامة‪ .‬فإذا كانت ىذه الشركة األـ‬
‫قد انتيت المدة المحددة ليا في عقد تأسيسيا أك نظاميا األساسي كلـ يتـ تجديد ىذه المدة‬
‫أك لـ تحقؽ الغرض الذم مف أجمو تـ تأسيس ىذه الشركة القابضة أك استحاؿ تحقيؽ‬
‫الغرض الذم مف أجمو تـ تأسيسيا أك ىمؾ رأس ماليا كمو أك جزء كبير منو أك اتفؽ‬
‫المؤسسيف عمى حميا قبؿ انقضاء المدة أك صدكر حكـ قضائي بتصفيتيا ففي حاؿ تكفر‬
‫أم سبب مف األسباب سالفة الذكر كصدر قرار مف الجمعية العامة لمشركة (المالؾ أك‬
‫‪1‬‬
‫المساىميف) بحؿ الشركة فإف الشركة تحؿ كبالتالي يتـ تصفيتيا‪.‬‬

‫مع مالحظة أف الحؿ أك التصفية يشمؿ جميع الشركات الفرعية التابعة ليا كالتي‬
‫تساىـ فييا الشركة القابضة بغالبية األسيـ كتسيطر عمييا عف طريؽ مجالس إدارات ىذه‬
‫الشركات فيذه الشركات يشمميا الحؿ كالتصفية أيضان عمى الرغـ مف أف ىذه الشركات‬

‫‪ 1‬محمد سمٌر الشرقاوي ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪334‬‬


‫‪194‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفرعية أك التابعة لمشركة القابضة ليا ذمتيا المالية المنفصمة عف الشركة األـ (الشركة‬

‫القابضة) كشخصيتيا االعتبارية المستقمة كمجالس إدارات منفصمة عف مجمس إدارة الشركة‬
‫األـ‪ ،‬كلكف الشركة األـ تسيطر عمييا‪ ،‬كبالتالي تتـ تصفيتيا عف طريؽ ق اررات تصدر مف‬
‫الجمعية العامة (المساىميف أك المالؾ) ليذه الشركات بالحؿ أك التصفية‪ ،‬كفي الكاقع نجد‬
‫الجمعية العامة أك المالؾ ليذه الشركات ىي الشركة القابضة‪.‬‬

‫كفي حالة حؿ الشركة القابضة كتصفيتيا يعني ذلؾ إنياء شخصيتيا االعتبارية كما‬
‫تنتيي الشخصية الطبيعية بالكفاء كبإنياء شخصية الشركة القابضة األـ (الشركة القابضة)‬
‫ينتيي كجكدىا في السجؿ لدل المسجؿ التجارم الذم سبؽ كأف منحيا شخصيتيا بالتسجيؿ‬

‫كاستخراج شيادة تسجيميا األمر الذم ال يتصكر معو استمرار الشركات الفرعية أك التابعة‬
‫ليا كمف ضمف المؤسسيف ليا أك المساىميف فييا الشركة القابضة التي سبؽ كأف تمت‬
‫‪1‬‬
‫تصفيتيا كلـ يعد ليا كجكد قانكني‬

‫‪ .‬كبمفيكـ المخالفة يمكف أف يتـ تصفية أحد الشركات التابعة أك حميا‪ ،‬كبالتالي تبقى‬
‫الشركة األـ ككذلؾ الشركات الفرعية األخرل دكنما تتأثر بالحؿ أك التصفية‬
‫إذ أف اتخاذ قرار بتصفية أحد الشركات الفرعية أك التابعة لمشركة األـ (الشركة القابضة) ال‬
‫يؤدم إلى تصفية الشركة القابضة ألف الشركة القابضة ىي المالكة ليذه الشركة الفرعية‬
‫كعمميا كقد حدث كاف اتخذت الشركة القابضة مف الناحية العممية ق اررات بتصفية عدد مف‬

‫الشركات الفرعية التابعة ليا كذلؾ عف طريؽ ق اررات صدرت في مجمس إدارة الشركة‬
‫القابضة كتـ تأييدىا مف الجمعية العامة لمشركة القابضة كمف ثـ تكجيو مجالس إدارة‬
‫الشركات الفرعية التي أك التابعة بإصدار قرار بتصفيتيا تصفية اختيارية كمف ىنا يتضح‬
‫كيتحقؽ جميان جانب السيطرة الفعمية لمشركة (القابضة) عمى الشركة الفرعية فيما يتعمؽ‬

‫‪ 1‬محمد سمٌر الشرقاوي ‪ ,‬المرجع السابق ‪335‬‬


‫‪195‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بالخطط العامة لمشركة الفرعية كرسـ سياساتيا العامة إلى جانب اتخاذ قرار بتصفيتيا‬

‫كانياء كجكدىا قانكنان‬

‫‪ .‬عميو كمما تقدـ يمكف القكؿ بأف في حالة إنياء الشركة القابضة كتصفيتيا فإف ذلؾ‬
‫يؤدم إلى حؿ كتصفية الشركات الفرعية أك التابعة ليا‬

‫‪ .‬أما في حالة تصفية الشركة الفرعية أك التابعة لمشركة األـ ال يؤثر ذلؾ عمى‬
‫‪.‬‬ ‫الشركة القابضة أك الشركات الفرعية األخرل‪ ،‬كال يؤدم إلى حميا أك تصفيتيا‬
‫كما أف كبالمقارنة بيف أسباب انقضاء الشركة في بعض التشريعات يجد الباحث أف كميا‬
‫‪:‬‬ ‫تتفؽ في األسباب التي تتعمؽ بانقضاء الشركة‪ ،‬حيث جاءت أكجو االتفاؽ بينيـ كاآلتي‬

‫أكالن‪ :‬القاعدة العامة في شركات األشخاص فقيان كقانكنان أف مكت أحد الشركاء ينيي الشركة‬
‫‪.‬‬ ‫كال يحؿ الكرثة محؿ الشريؾ المتكفى‪ ،‬ألف التعاقد إنما تـ لصفات الشريؾ‬
‫ثانينا‪ :‬بالنسبة لشركات األمكاؿ‪ ،‬فإف الشركة ال تنقضي بمكت أحد الشركاء بؿ تبقى مستمرة‬
‫كيحؿ الكرثة محؿ الشريؾ المتكفى‪.‬‬

‫ثالثان‪ :‬إذا أفمس أحد الشركاء أك حجر عميو تنتيي الشركة في شركات األشخاص كفي‬
‫شركات األمكاؿ‪ ،‬ألف الشريؾ إذا أفمس أك حجر عميو فقدت الثقة المالية منو‪ ،‬كاذا انتيت‬
‫الشركة جرل تصفيتيا‬
‫رابعان‪ :‬انسحاب أحد الشركاء مف الشركة يؤدم إلى انتياء الشركة شريطة إعالف سائر‬

‫الشركاء بانسحابو بأم طريقة تشعرىـ بذلؾ كتابة أك شفاىة‪.‬‬


‫خامسان‪ :‬حؿ الشركة بإجماع الشركاء سكاء كانت مدة الشركة محددة أك غير محددة‪ ،‬ألف‬
‫الشركاء ىـ الذيف اتفقكا برضاىـ عمى إنشائيا كبالتالي ىـ الذيف يتفقكف برضاىـ عمى حميا‪.‬‬
‫سادسان‪ :‬في حالة اجتماع حصص الشركاء في يد شريؾ كاحد يؤدم ذلؾ لبطالف الشركة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألف مف أركاف الشركة العاقداف كاذا فقد ىذا الركف بطمت الشركة‬

‫‪196‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫سابعان‪ :‬إذا انقضت المدة التي حددتيا الشركة كالتي اعتبرتيا كافية لتحقيؽ غرض إنشائيا‬

‫ما لـ يكف انتياء المدة يترتب عميو إض ار انر بأحد الشركاء‪.‬‬


‫ثامنان‪ :‬ىالؾ الماؿ قبؿ أف تستممو الشركة ففي ىذه الحالة فإف ىالؾ الماؿ عمى صاحبو كال‬
‫تنعقد الشركة إال إذا أتى برأس ماؿ آخر‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫تاسعان‪ :‬إذا نص في عقد الشركة عمى انقضاء الشركة إذا بمغ في الماؿ نسبة معينة‬
‫عاش انر‪ :‬إذا كاف ىالؾ الماؿ الخاص بالشركة بسبب خارج عف إرادة أحد الشركاء القكة‬
‫القاىرة‬
‫ٍ‬
‫فعندئذ‬ ‫أحد عشر‪ :‬إذا كاف ىالؾ الشركة بتعد مف الشريؾ أك سبب مخالفة لمعقد أك النظاـ‪،‬‬

‫تنقضي الشركة كيضمف الشريؾ المعتدم ما تمؼ مف أمكاؿ الشركة ما لـ يدفع المعتدم بدؿ‬
‫ما ىمؾ مف الماؿ ففي ىذه الحالة تستمر الشركة‬

‫اثني عشر‪ :‬إذا كانت حصة الشريؾ في الشركة عمالن كلـ يتمكف العامؿ مف تقديـ ما عميو‬
‫‪.‬‬ ‫مف عمؿ كمرض أقعده كالمضارب الذم مرض كعجز عف العمؿ‬
‫‪.‬‬ ‫ثالثة عشر‪ :‬إذا كانت حصة الشريؾ شيئان ماديان ينتفع بو فيمكت بعد التسميـ‬
‫أربعة عشر‪ :‬إذا فقد ركف الشركة المتمثؿ في العاقداف بأف صار أك أصبح رأس ماؿ الشركة‬
‫ممكان لكاحد منيـ كمف يشترم حصص الشركاء اآلخريف‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬تصفية الشركة القابضة‬

‫إف الشركة القابضة تخضع في تصفيتيا إلى األحكاـ نفسيا التي تخضع ليا‬
‫الشركات المساىمة ‪ ...‬إال انو كلطبيعة الشركة القابضة في ارتباطيا بعالقات عديدة تجعؿ‬
‫مف تصفية الشركة القابضة مجاؿ إلثارة نقاط عدة تتعمؽ بالشركة القابضة بشكؿ خاص ‪.‬‬

‫إف تصفية الشركة القابضة ال تختمؼ عف تصفية أم شركة فاف كانت مف شركات األمكاؿ‬
‫خضعت ألحكاـ شركات األمكاؿ كاف كانت مف شركات األشخاص فتخضع ليذه األحكاـ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أما الذم يميز الشركة القابضة في تصفيتيا ىك ارتباط اثر التصفية بعدة جكانب في‬

‫شركات أخرل تككف تابعة ليذه الشركة‪ .‬كىذا ينتج بطبيعة األمر الف الشركة القابضة مف‬
‫أغراض تأسيسيا ىك السيطرة عمى الشركات كادارتيا كىذا ما تنص عميو اغمب القكانيف‬
‫التي تأخذ بيذه الشركة ‪ . 1‬فنحف نرل أف مكضكع تصفية الشركة التابعة كالمرتبط بتصفية‬
‫الشركة القابضة ىك مكضكع ال يخرج عف نطاؽ الشركة القابضة عمى الرغـ مف أف‬
‫التصفية في كؿ شركة تككف مستقمة عف األخرل في إجراءات التصفية إال ما ارتبط منيا‬
‫بقكائـ الحسابات كغيرىا ‪ ،‬كما أف لكؿ شركة مصفيا خاصا ‪ .‬إف تكقؼ نشاط الشركة‬
‫التابعة كاتخاذىا قرار التصفية ىك لفقدانيا أكثر مف نصؼ رأس ماليا ىذا في حاؿ السيطرة‬

‫القانكنية ( النظامية ) أما في حالة السيطرة الفعمية ( غير النظامية ) فيي السيطرة التي تتـ‬
‫بكسائؿ أخرل غير الحؽ القانكني كتنشأ في الغالب عف طريؽ امتالؾ حقكؽ أقمية ذات‬
‫‪ ،2‬فقد ال‬ ‫نسبة مرتفعة مع أف ىذه السيطرة ال يمكف تحديدىا بكضكح كالسيطرة القانكنية‬
‫تتخذ الشركة التابعة قرار التصفية إذا كانت السيطرة عف طريؽ غير نظامي ‪ .‬كنؤكد إف‬
‫تصفية الشركة القابضة يعني فقداف اإلدارة ‪ ،‬فنحف نعمـ أف ارتكاز اإلدارة في الشركة‬
‫التابعة يككف بيد الشركة القابضة كتشكيؿ مجمس إدارتيا يعكد لمشركة القابضة ‪ .‬كتجدر‬
‫اإلشارة إلى انو في حاؿ استمرار الشركة التابعة في ممارسة نشاطيا بشكؿ مستقؿ فعمييا‬
‫إعادة تشكيؿ إدارتيا مف جديد ‪ ،‬كما أف عمى الشركة القابضة أف تقكـ بتحمؿ عبء مالي‬
‫كبير إلعادة نشاطيا نتيجة لفقداف نسبة قد تككف كبيرة ال نقكؿ ‪ %51‬مف رأس الماؿ الف‬
‫كىنالؾ حاالت قد تككف متشابية مف‬ ‫في ىذه الحالة تككف التصفية أمر ال مفر منو‬
‫التصفية كىي حالة التنازؿ عف السيطرة كيقصد بالتنازؿ ( ىك تنازؿ األغمبية الممثمة لمشركة‬
‫القابضة في الشركة التابعة عما ليا مف سيطرة اقتصادية عمى الشركة األخيرة لمغير )‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪99‬‬
‫‪2‬‬
‫‪HAYNES.STEPHEN E AND JOE A STONE. 1989.( AN INTEGRATED TEST FOR ELECTORAL‬‬
‫‪CYCLES IN THE U.S ECONOMY ) THE REVIEW OF ECONOMICS AND STATISTICS 71 /P 426-‬‬
‫‪434‬‬
‫‪198‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ .1‬كيككف التنازؿ عف طريؽ بيع نصيبيـ في رأسماليا كالتساؤؿ عف سبب تخمي مف بيده‬

‫السيطرة إلى غيره ىك انو قد تعجز شركة عف منافسة شركة أخرل ‪ ،‬أك نتيجة لديف كبير‬
‫تشترطو البنكؾ لتأجيؿ مكعد التسديد انتقاؿ السيطرة إلى شركة أخرل (فيذا يضمف لمبنكؾ‬
‫حصكليا عمى الديف ) ‪ ،‬أك لتمقي مقابؿ يفكؽ القيمة السكقية كالحقيقية لألسيـ‪،2‬‬

‫في ىذه الحالة عمى الشركة أف تستعد لقبكؿ اإلدارة الجديدة لمشركة المتنازؿ ليا‬
‫فتصبح ىذه ىي القابضة عمى الشركة التابعة ‪ .‬أك قد يككف المتنازؿ أشخاص طبيعييف ففي‬
‫‪ 159‬لسنة ‪1981‬‬ ‫ىذه الحالة ال تككف الشركة تابعة فكفؽ قانكف الشركات المصرم رقـ‬
‫الذم يكجب أف تتكفر المكافقة عمى التنازؿ بعض الشركط كأىميا كحسب مضمكف المادة (‬

‫‪ ) 141‬مف الالئحة التنفيذية لمقانكف انو يكجو طمبا إلى الشركة مف مالؾ األسيـ لممكافقة‬
‫عمى بيعيا ‪ .‬عمى أف يتضمف الطمب اسمو كعنكانو كعدد األسيـ كنكعيا كالثمف المعركض‬
‫ك نعتقد انو في حالة الشركة القابضة كتنازليا تنتفي الحاجة لممكافقة عمى البيع‬ ‫‪3‬‬ ‫لشرائيا‪.‬‬
‫كذلؾ الف الشركة القابضة ىي مف تمتمؾ اإلدارة كالسيطرة ‪.‬‬

‫الميـ أف سياسة الشركة المتنازؿ ليا التي سكؼ تتكلى القيادة سكؼ تتبع األسمكب‬
‫الذم يالئـ إستراتيجيتيا ‪ .‬كلكف السؤاؿ الذم يطرح فما مصير األقمية في ىذه الشركة أماـ‬
‫السياسة الجديدة؟ نرل أف الذم يحمي األقمية في الشركة التابعة ىك نظرية التعسؼ في‬
‫استعماؿ الحؽ أك تعسؼ األغمبية إذ تخمك اغمب التشريعات مف تنظيـ قانكني كاضح ليذه‬

‫الصكرة مف التعسؼ ‪ .‬كنشير إلى ما يؤكد ذلؾ ىك أف القضاء الفرنسي يحتكم عمى مسألة‬
‫‪ )Rennes‬عاـ ‪ 1968‬مف‬ ‫مشيكرة ‪ ،‬كىي قضية تـ رفعيا أماـ محكمة استئناؼ (‬
‫‪ ) Cassegrain‬ضد مديرم ىذه الشركة في‬ ‫مساىـ ينتمي إلى أقمية مساىمي شركة (‬

‫‪ 1‬محمد حسٌن إسماعٌل ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪99‬‬


‫‪ 2‬حسام عٌسى ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪158‬‬
‫‪ 3‬حسنً المصري ‪ ,‬الجوانب القانونية الندماج شركات االستثمار في شركات مساهمة عادية ‪ ,‬الطبعة ‪ ,1986 ,1‬ص‬
‫‪90‬‬
‫‪199‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫دعكل تتمخص كقائعيا فيما يمي (( تنازؿ المساىمكف المسيطركف عمى‬

‫‪ %67‬مف رأسماؿ الشركة إلى شركة‬ ‫شركة )‪ (Cassegrain‬عما نسبتو‬


‫( ‪ ) saupiquet‬المنافسة ليا كتـ ذلؾ التنازؿ بمكافقة اإلدارة كاقرار الجمعية العمكمية‬
‫غير العادية في شركة ( ‪، ) Cassegrain‬الميـ كبعد مطالبة المدعي ممثؿ األقمية بإبطاؿ‬
‫قرار مجمس اإلدارة الخاص بالمكافقة عمى التنازؿ كببطالف انعقاد الجمعية العمكمية غير‬
‫االعتيادية التي صادقت عمى مجمس اإلدارة ‪ ،‬كذلؾ استنادان إلى التعسؼ في استعماؿ الحؽ‬
‫كألنو مساس بغرض الشركة ‪ ،‬فكافقت المحكمة عمى صحة طمب المدعي إال أف الحكـ قد‬
‫نقض أماـ دائرة التجارة بحجة أف مجمس إدارة الشركة أجرل مفاكضات مع‬

‫الشركة‪1.‬‬ ‫شركة ) ‪ (saupiquet‬بقصد معالجة الصعكبات التي تعاني منيا‬

‫كلكف نعتقد كاف صح أف مف حؽ مالؾ األسيـ التصرؼ فييا كفؽ حؽ الممكية الذم‬
‫يخكلو بتمؾ التصرفات ‪ ،‬كلكف تكظيؼ األسيـ أك المشاركة فييا في شركة يحتـ أف يجعؿ‬
‫المساىـ ضمف دائرة متطمبات الحفاظ عمى الشركة ككاجب عدـ اإلضرار كالذم تنص عميو‬
‫اغمب التشريعات ‪ ،‬كبالتالي مف حؽ الشركة المطالبة كفؽ مفيكـ التعسؼ في استعماؿ‬
‫الحؽ ‪ .‬كنرل ضركرة أف تكضع القكانيف التي تأخذ بالشركة القابضة كحتى التي ال تأخذ‬
‫بالشركة القابضة أف تضع نصكصان تعالج ىذه المسألة كاف تحمي األقمية كذلؾ الف إنماء‬
‫الشركات نعده ضركرة خصكصان في الدكؿ العربية عمى أف التنازؿ إف كاف يشكؿ مصمحة‬
‫اكبر مف مصمحة الشركاء ( األقمية ) فيجب أف يككف لسمطة الدكلة يد في دعـ ىكذا خطكة‬
‫كعف طريؽ الجية المختصة حتى كاف تطمب ذلؾ دعـ األقمية كتعكيض الضرر الذم مف‬
‫المحتمؿ تعرضيـ لو ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسٌن إسماعٌل ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪101-100‬‬
‫‪200‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كيمكف التأكيد عمى أف خطكرة االحتكارات المقبمة لألسكاؽ كالشركات سكؼ يتسبب‬

‫في متاعب لمدكؿ بحيث ال يككف ىنالؾ دكر لمدكلة‪ ،‬فنجد الخصخصة تمتد لتشمؿ حتى‬
‫مدارس التعميـ‪ ،‬ما نكد قكلو ىك أف حماية األقمية كاف عارض مبدأ مف مبادئ الممكية‬
‫كحقكؽ المالكيف إال انو ذك أىمية اقتصادية لحماية البنى التحتية ألساس الشركات كتككينيا‬
‫‪ .‬كبعد عرض بعض مف المسائؿ التي رأينا ضركرة عرضيا كالتي اعتبرناىا تمس تصفية‬
‫نكد ىنا عرض بشيء مف اإليجاز عف‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركة القابضة ك ارتبطت أيضا بالشركة التابعة‬
‫تصفية الشركة القابضة كفؽ ما نراه مختمفان عف أحكاـ الشركات المساىمة كنكجزه بما يأتي‬

‫‪- 1‬إف تصفية الشركة القابضة تستكجب في اعتقادنا كحسب ما تعرفنا عميو مف تنظيـ‬

‫لمشركة أف المصفي يجب أف يطمع عمى القكائـ المالية المجمعة كالتي تعرؼ عند‬
‫المحاسبيف (( القكائـ المالية المكحدة )) الف الشخصية المعنكية كاف كانت مستقمة‬
‫لكؿ شركة لكف ىذه القكائـ تستكجب رجكع المصفي ليا كىذه قد تككف لثالث أك‬
‫أكثر مف الشركات ‪ .‬لبياف نسبة المتعمؽ مف ديكف في ذمة كؿ شركة كاتخاذ ما يمزـ‬
‫تجاىو‬
‫‪- 2‬تصفية الشركة القابضة يحتـ عمى الشركة التابعة مف تغيير اسميا بما يكافؽ‬
‫الكضع الجديد الذم تؤؿ إليو بعد تصفية الشركة القابضة‪ ،‬مع أف تصفية التابعة ال‬
‫يتطمب مف الشركة القابضة تغيير اسميا أك عنكانيا طالما ىي تستمر ضمف‬
‫تخصصيا كشركة قابضة ‪.‬‬
‫‪- 3‬تصفية الشركة القابضة يتطمب صدكر قرار مف الجمعية العامة لممساىميف لمشركة‬
‫القابضة بتخمي ممثمي الشركة القابضة في الشركة التابعة عف مياميـ كذلؾ في‬
‫حاؿ استمرار الشركة التابعة ‪ ،‬كىذه الحالة نتصكر حدكثيا عندما تككف السيطرة‬
‫ليست بذلؾ التأثير الكبير أك غير نظامية ( قانكنية) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود سمٌر الشرقاوي ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪332‬‬
‫‪201‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪- 4‬تصفية الشركة القابضة ربما يتيح لمشركة التابعة أف تككف شركة قابضة رئيسية‬

‫كليست شركة قابضة كسيطة ( أم في حاؿ كانت الشركة القابضة تسيطر عمى‬
‫شركات بكاسطة إحدل شركاتيا التابعة )‬

‫كبالتالي فاف تصفية الشركة إجراء قانكني يمي االنقضاء‪ ،‬كأثر مف آثاره كيقصد بيا‬
‫مجمكعة العمميات اليادفة إلى إنياء األعماؿ‪ ،‬كتحصيؿ ديكف الشركة‪ ،‬كتحكيؿ مكجكداتيا‬
‫إلى نقكد‪ ،‬كتسديد الديكف التي عمييا‪ ،‬لتسييؿ عممية القسمة‪ ،‬كاذا لـ تؼ جميع أمكاؿ‬
‫الشركة بسداد ديكنيا طكلب الشركاء بما يككف كاجبان عمييـ في حدكد مسئكلياتيـ‬
‫فيي بالتالي مجمكعة األعماؿ القانكنية كالمادية لتحديد صافي أمكاؿ بقى ليا ماؿ بعد‬

‫التصفية‪ ،‬كيدخؿ أعماؿ التصفية إنجاز األعماؿ الجارية كاستيفاء ما لمشركة مف حقكؽ‪،‬‬
‫كالكفاء بما عمييا مف التزامات كديكف‪ ،‬ثـ بيع مكجكدات الشركة‪ ،‬كاألصؿ أف تبدأ أعماؿ‬
‫التصفية منذ تاريخ االنقضاء إال أنو في الكاقع العممي كثي انر ما يتراخي البدء حتى يعيف‬
‫المصفي خاصة كاذا لـ ينص عقد الشركة عمى تعييف مصفي أك إذا لـ يتفؽ الشرؾ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء‬
‫‪.1‬‬ ‫عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلى تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيينو‬
‫كتبقى شخصية الشركة االعتبارية خالؿ فترة التصفية‪ ،‬فتحتفظ الشركة باسميا كمكطنيا‬
‫كجنسيتيا كبالقدر الالزـ إلتماـ التصفية كأف تضاؼ عبارة تحت التصفية في جميع أكراقيا‬
‫كمراسالتيا‪ ،‬كتحتفظ الشركة بذمتيا المالية حتى انتياء التصفية كقسمة األمكاؿ‪ ،‬كال يجكز‬
‫لمشريؾ التصرؼ في حصتو أك إشغاليا برىكنات بؿ يجكز لممصفي أف يطالب الشريؾ بما‬
‫بقي في ذمتو لمشركة إذا استدعت التصفية ذلؾ‪.‬‬
‫أما المصفي فيتـ تعيينو حسب نص عقد الشركة أك نظاميا كفي حالة عدـ النص كلـ‬
‫يتفؽ الشركاء عمى اختياره تقكـ المحكمة المختصة بتعييف المصفي أك المصفيف‪ ،‬إذ األصؿ‬

‫‪1‬‬
‫أبو زٌد رضوان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪184‬‬
‫‪202‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫في تعيينيـ اتفاؽ الشركاء كمف ثـ تحديد اختصاصيـ كصالحياتيـ كاذا لـ يتـ ذلؾ تقكـ‬

‫المحكمة بذلؾ‪.‬‬
‫أما عزؿ المصفي فال تختمؼ عف طريؽ التعييف سكاء لجية الشركاء أك القضاء كفي‬
‫سمطاتو ككاجباتو‪ ،‬القياـ بجميع األعماؿ التي تؤدم إلى التصفية‪ .‬استيفاء الحقكؽ كالكفاء‬
‫بالديكف كانجاز أعماؿ التصفية‬
‫كبعد انتياء عممية التصفية يقكـ المصفي بقسمة أمكاؿ الشركة كتسكية حساباتيا كفؽ‬
‫ما جاء في عقد الشركة أك نظاميا كفي حالة عدـ النص عمى ذلؾ أك في حالة الغمكض‬
‫تستعمؿ مكجكدات الشركة كتكزع عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪ -‬دفع نفقات كمصاريؼ التصفية‪.‬‬


‫‪ -‬دفع الديكف الناتجة عف سمفات الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬دفع حصص الشركاء مف رأس الماؿ إذا بقي شيء‪.‬‬
‫‪ -‬يكزع ما تبقى مف مكجكدات الشركة عمى الشركاء بنسبة تكزيع األرباح بينيـ كفي‬
‫حالة غياب النص عمى ىذه النسبة فنسبة حصصيـ أك حصة كؿ منيـ في رأس‬
‫الماؿ‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو زٌد رضوان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪185‬‬
‫‪203‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفصل ثاني ‪ :‬تطبيقات مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة‬


‫التابعة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف بطالف الشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث ثاني ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف التعسؼ في إدارة الشركة‬


‫التابعة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مسؤكلية الشركة القابضة عف إفالس الشركة التابعة‬

‫‪204‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تطبيقات و أحكام مسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن الشركة التابعة‬

‫يرتب تكلي الشركة القابضة مياـ إدارة الشركة التابعة مسؤكليتيا عنيا في كثير مف‬
‫األحياف سكاء كانت الشركة القابضة عضكا في مجمس إدارة الشركة التابعة أـ مدي ار ليا كقد‬
‫سبؽ اإلشارة إلى أف ىذه المسؤكلية إذا ما ترتبت فإنيا ال تخضع لمبدأ تحديد المسؤكلية‬
‫كانما تغدك الشركة القابضة ضامنة بذمتيا المالية كاممة كيعك د السبب في ذلؾ برأم‬
‫الفقياء ‪ 1‬إلى أف مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة في ىذه الحالة تنبع مف مركزىـ القانكني‬
‫بكصفيـ أعضاء في مجمس إدارة الشركة أك مدراء فييا سكاء كانت صمتيـ بالشركة عقدية‬
‫أك تنظيمية كبطبيعة الحاؿ فاف ىذا االختالؼ في المركز القانكني لمشركة القابضة يؤدم‬

‫‪ 2‬نطاؽ المسؤكلية عف العمؿ غير‬ ‫إلى تبايف في نطاؽ المسؤكلية إذ يرل بعض الفقو‬
‫المشركع يمتاز بحدكده الكاضحة فحيثما يرتكب شخص خطأ يصيب الغير بضرر فاف ىذه‬
‫المسؤكلية تتحقؽ مف دكف الحاجة إلى البحث عف صمة بيف مرتكب العمؿ غير المشركع‬
‫كالمضركر في حيف أف نطاؽ المسؤكلية العقدية يتحدد بشرطيف ىما كجكد عقد بيف الدائف‬
‫كالمديف كاف يككف الضرر الذم أصاب الدائف قد كقع بسبب إخالؿ المديف بتنفيذ العقد‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة‬

‫يتبيف لنا مف خالؿ األحكاـ الكاردة في المكاد مف ‪ 99‬إلى ‪ 105‬مف التقنيف المدني‬
‫أف المشرع اعتمد التقسيـ الثنائي لمبطالف حيث ميز بيف البطالف النسبي كالبطالف المطمؽ‬
‫كقد تناكؿ أحكاـ البطالف النسبي في المكاد مف ‪ 99‬إلى ‪ 101‬مبينا زكاؿ اإلبطاؿ باإلجازة‬
‫كيسقط بالتقادـ كقد بيف في المادة ‪ 101‬حاالت قابمية العقد لإلبطاؿ كذكر – نقص األىمية‬

‫‪ 1‬أكرم ٌاملكً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪147‬‬


‫‪ 2‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪854‬‬
‫‪205‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫– كعيكب الرضا‪ -‬كالتي تـ ذكرىا في المكاد‬

‫‪ 80-81 -86-88-90‬مف القانكف المدني ‪ ،‬كالتي تنص عمى قابمية العقد لإلبطاؿ‬
‫لألسباب اآلتية ‪ :‬نقص األىمية ‪،‬الغمط ( ‪ ، )85-81‬التدليس (‪ ، )87-86‬اإلكراه ( ‪-88‬‬
‫‪ ،)89‬الغبف (‪– )91-90‬االستغالؿ كتضمف المادة ‪ 102‬ؽ ـ البطالف المطمؽ كقضت‬

‫‪ -‬بجكاز التمسؾ ببطالف العقد لكؿ ذم مصمحة‬


‫‪ -‬لممحكمة أف تقضي بذلؾ مف تمقاء نفسيا ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجازة ال تمحؽ البطالف المطمؽ‪.‬‬
‫‪ -‬سقكط دعكل التقادـ‪.‬‬

‫يتبيف لنا مف خالؿ األحكاـ الكاردة في المكاد ‪ 92‬إلى ‪ 98‬أف البطالف المطمؽ يمحؽ‬
‫العقد الذم شابو عيب في احد أركانو‪.‬‬

‫كىي التراضي – المحؿ – السبب ‪ ،‬أك لعدـ مشركعية المحؿ ك السبب ك خصص المكاد‬
‫مف ‪ 103‬إلى ‪ 105‬لألحكاـ المشتركة بينيما‬

‫ك في األخير نقكؿ إف المشرع قد اخذ في تحديد أنكاع البطالف بأف المصمحة العامة‬
‫‪.‬‬ ‫ىي أساس البطالف المطمؽ ك المصمحة الخاصة ىي أساس البطالف النسبي‬
‫خاص‬ ‫ك إذا صعب تحديد المصمحة العامة مف المصمحة الخاصة فيتدخؿ المشرع بنص‬
‫يكضح فيو األحكاـ الكاجبة التطبيؽ‬

‫‪ 104‬مف‬ ‫إف المشرع الجزائرم قد أخذ بإنقاص كتحكؿ العقد ‪ ،‬كىكذا تنص المادة‬
‫القانكف المدني أف ‪ " :‬إذا كاف العقد في شؽ منو باطال أك قابال لإلبطاؿ ‪ ،‬فيذا الشؽ كحده‬
‫الذم يبطؿ ‪ ،‬إال إذا تبيف أف العقد ما كاف ليتـ بغير الشؽ الذم كقع باطال ‪ ،‬أك قابال‬
‫لإلبطاؿ فيبطؿ العقد كمو‬

‫‪206‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أما المادة ‪ 105‬فتنص أف " إذا كاف العقد باطال أك قابال لإلبطاؿ كتكرث فيو أركاف‬ ‫"‬

‫عقد أخر فإنو يككف صحيحا باعتباره العقد الذم تكفرت أركانو‪ ،‬إذا تبيف أف نية المتعاقديف‬
‫كانت تنصرؼ إلى إبراـ العقد‬

‫كاستنادا إلى ذلؾ فاف أسباب بطالف العقد تنيض في لحظة إبرامو كىي التكقيت‬
‫الذم بجب أف تجتمع فيو األركاف المكضكعية كالشكمية الالزمة إلبراـ العقد فإذا استجمعت‬
‫األركاف كاممة صحيحة انعقد العقد كأنتج اثر ىاما إذا تخمؼ احد أركانو عد العقد باطال أك‬
‫معدكما أما إذا شاب ركف الرضا فيو عيب فاف العقد ينعقد مكقكفا عمى إجازة مف كقؼ‬
‫‪1‬‬ ‫لصالحو‬

‫يرل أف عقد الشركة ينفرد عف‬ ‫‪2‬‬ ‫لكف فيما يخص عقد الشركة فاف جانبا مف الفقو‬
‫غيره مف العقكد باشتمالو عمى أركاف أخرل فضال عف األركاف التقميدية لمعقكد كافة كتتمثؿ‬
‫في تعدد الشركاء ك نية المشاركة كتقديـ الحصص مف ماؿ أك عمؿ كاقتساـ األرباح‬
‫كالخسائر كـ يستمزـ أيضا تكفر األركاف الشكمية التي تتمثؿ في الكتابة ك التسجيؿ كالشير‬
‫ككفؽ ىذا الرأم فاف إبراـ عقد الشركة يستمزـ اجتماع األركاف المذككرة كميا عند تأسيس‬
‫الشركة مف أجؿ التكصؿ إلى إنشائيا كاال ترتب البطالف بحقيا كتأسيسا عمى ذلؾ يمكف‬
‫القكؿ أف المسؤكلية المترتبة عف بطالف عقد الشركة ىي مسؤكلية عف تأسيس الشركة عمى‬
‫أساس أنيا تترتب بحؽ مف يباشر إجراءات التأسيس كينيض بمياـ تييئة شركطو‬

‫كمستمزماتو كبعبارة أخرل فاف المسؤكلية عف تأسيس الشركة ىي مسؤكلية عف صحة‬


‫إجراءات التأسيس كمكافقتيا لمقانكف‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪532‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد محمد محرز ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪52‬‬
‫‪207‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب األول ‪ :‬األساس القانوني لمسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن بطالن الشركة التابعة‬

‫لقد تـ اإلشارة إلى أف مشاركة الشركة القابضة في تأسيس الشركة التابعة تعد مف‬
‫أىـ كسائؿ تحقيؽ تبعية الشركة التابعة لمشركة القابضة كأكثرىا انتشا ار الف مشاركة الشركة‬
‫القابضة في تأسيس الشركة التابعة يتيح لألكلى تحقيؽ حزمة مف الخيارات التي تالئميا في‬
‫الشركة المبتغاة سكاء فيما يخص شكميا القانكني أك نشاطيا أك فيما يتعمؽ بحجـ رأسماليا‬
‫أك بشركائيا فييا فضال عمى أنيا تتيح لمشركة القابضة فرض إرادتيا كشركطيا في العقد‬
‫التأسيسي كالنظاـ األساسي لمشركة المبتغاة كالذم يمبي مصالحيا‬

‫إال انو قد يحصؿ أحيانا أف ينكشؼ بطالف عقد الشركة التابعة بحكـ قضائي بناءا‬

‫عمى طعف ممف لو المصمحة في ذلؾ سكاء صدر الطعف مف احد الشركاء أـ مف الغير‬
‫فينا يستمزـ تحديد المسؤكلية المترتبة عمى ذلؾ البطالف‬

‫الفرع األول ‪:‬المركز القانوني لمشركة القابضة بوصفيا مؤسسا لمشركة التابعة‬

‫تأسيس الشركة بأنو مباشرة العمميات المادية كالقانكنية جميعيا‬ ‫‪1‬‬ ‫عرؼ البعض‬

‫الالزمة إلقامة شركة كفؽ الشركط التي يتطمبيا القانكف فالمؤسس ىك كؿ شخص يبادر في‬
‫تأسيس شركة المساىمة كيباشر مختمؼ إجراءات التأسيس سكاء كاف مف األشخاص‬
‫الطبيعييف أك مف األشخاص المعنكية‬

‫مؤسسا لمشركة كؿ مف اشترؾ اشتراكا فعميا في تأسيسيا‬ ‫‪2‬‬ ‫كقد عد المشرع المصرم‬
‫بنية تحمؿ المسؤكلية الناجمة عف ذلؾ كيشمؿ ذلؾ عمى نحك خاص كؿ مف كقع عقد‬

‫فكزم محمد سامي ‪ ,‬الشركات التجارية ‪ ,‬األحكام العامة والخاصة ‪ ,‬الطبعة األكلى ‪ ,‬مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ,‬عماف ‪ ,1999‬ص ‪261‬‬


‫‪2‬‬
‫المادة (‪ )7‬مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪208‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫تأسيس الشركة أك طمب المكافقة عمى تأسيس الشركة أك قدـ حصة عينية في رأس ماؿ‬

‫الشركة عند تأسيسيا سكاء كاف شخصا طبيعيا أـ معنكيا‬

‫كعدت بعض التشريعات تأسيس الشركات عمال تجاريا كرتبت قكانيف الشركات كاجبات‬
‫كالتزامات بحؽ مف يشارؾ في عممية تأسيس الشركة لمتثبت مف جديتو كلضماف تقيده‬
‫فأكجبت عمى المؤسس بذؿ عناية الرجؿ الحريص كعدتو ممزما‬ ‫‪1‬‬ ‫بالقكانيف كالتعميمات‬
‫كبعبارة أخرل‬ ‫‪2‬‬ ‫بتعكيض أية أضرار تصيب الشركة أك الغير نتيجة مخالفتو ىذا االلتزاـ‬
‫فإنيا رتبت مسؤكلية المؤسسيف عف صحة كسالمة إجراءات التأسيس سكاء تجاه المكتتبيف‬
‫بأسيـ الشركة أـ تجاه الغير ممف تعامؿ معيـ المؤسسكف ‪.‬‬

‫كاستنادا إلى ذلؾ ينبغي عمى الشركة القابضة عند مشاركتيا في تأسيس شركة أخرل تييئة‬
‫مستمزمات التأسيس ك مباشرة إجراءاتو منفردة أك بالمشاركة مع غيرىا مف خالؿ تشكيؿ‬
‫لجنة المؤسسيف كقد تبرـ الشركة القابضة عقكدا مع الغير لشراء طابؽ أك ارض مف أجؿ‬
‫تييئة المقر الجديد لمشركة أك كمكاقع لممشاريع كتبرـ عقكدا مع شركات اإلعالف كشركات‬
‫االتصاالت كخدمات االنترانت كبطبيعة الحاؿ فاف مف بيف العقكد التي تبرميا الشركة‬
‫القابضة ما يككف الزما كضركريا لقياـ الشركة الجديدة كمنو ما ال يككف كذلؾ كيرل البعض‬
‫أف األعماؿ التي تنجزىا لجنة المؤسسيف تتـ بناءا عمى ككالة مف أغمبية المساىميف فإذا‬
‫تمت المصادقة عمييا مف الجمعية العامة التأسيسية فاف الشركة تتحمميا كتصبح مسؤكلة‬

‫عنيا‬

‫‪1‬‬
‫اشترط قانكف الشركات المصرم رقـ (‪ )159‬لسنة ‪ 1981‬في مؤسس الشركة تكافر األىمية المطمكبة لتحمؿ المسؤكلية‬
‫عف تأسيس الشركة المادة (‪ )10‬كأال يككف مف العامميف في القطاع العاـ المادة (‪ )1-177‬كاف ال يقؿ عدد المؤسسيف‬
‫عف ثالثة المادة (‪)1-8‬‬
‫‪2‬المادة (‪ )1-11‬مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪209‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫لمشركة القابضة تأسيس شركات لتككف تابعة ليا كمف‬ ‫‪1‬‬ ‫كأجازت بعض التشريعات‬

‫ثـ فاف لمشركة القابضة تأسيس شركات التابعة إذا كقعت عقد تأسيسيا أك قدمت طمب‬
‫التأسيس إلى الجية المختصة أك قدمت حصة لممشاركة في رأس ماليا إضافة إلى حصص‬
‫بقية المؤسسيف كاذا أخذنا بعيف االعتبار أف مشاركة الشركة القابضة في تأسيس الشركة‬
‫التابعة تتيح لمشركة القابضة فرض إرادتيا كشركطيا في عقد التأسيس كالنظاـ األساسي‬
‫لمشركة المبتغاة كبالشكؿ كالقدر الذم يمبي مصالحيا فاف كؿ ذلؾ يقدـ تفسي ار لعديد مف‬
‫حاالت البطالف في عقكد تأسيس الشركات التابعة بسبب رغبة الشركات القابضة في إمالء‬
‫البنكد كالشركط التي تضمف مصالحيا بصرؼ النظر عف مدل مشركعيتيا أك بسبب عدـ‬

‫تقيدىا بالشركط المحددة قانكنا لتأسيس الشركات‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن بطالن تأسيس الشركة التابعة‬

‫يمكف إرجاع المسؤكلية التي تترتب بحؽ الشركة القابضة عف القياـ بإجراءات‬
‫تأسيس الشركة التابعة إلى إحدل الصكرتيف‬

‫األكلى ىي المسؤكلية عف عدـ انجاز تأسيس الشركة التابعة حيث تمتزـ الشركة‬
‫القابضة منفردة أك بكصفيا احد أعضاء لجنة المؤسسيف تجاه بقية المؤسسيف بتأسيس‬
‫الشركة كىذا االلتزاـ ىك التزاـ عقدم كىك التزاـ بنتيجة أم انو التزاـ بتحقيؽ غاية كقد حدد‬

‫العناية المطمكبة مف المؤسسيف بعناية الرجؿ الحريص كمف ثـ فال تب أر‬ ‫‪2‬‬ ‫المشرع المصرم‬
‫ذمة الشركة القابضة إال باكتماؿ تأسيس الشرطة المتفؽ عمييا بصدكر شيادة تأسيسيا كمف‬
‫ثـ شيرىا ك قيدىا في السجؿ التجارم كنشر ذلؾ في الصحؼ أك النشرة كفؽ تحديد المشرع‬

‫‪ 1‬المادة (‪-206‬أ‪ )1-‬من قانون الشركات األردنً‬


‫‪ 2‬المادة (‪ )11‬من قانون الشركات المصري‬
‫‪210‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫فإذا لـ يتـ انجاز تأسيس الشركة بسبب خطأ مؤسسييا فاف لممكتتبيف طمب رد األمكاؿ‬

‫‪1‬‬ ‫المدفكعة منيـ كليـ الرجكع بالتعكيض عند االقتضاء عمى المؤسسيف متضامنيف‬

‫كالثانية ىي المسؤكلية عف بطالف تأسيس الشركة التابعة حيث بانجاز تأسيس‬


‫الشركة التابعة تككف الشركة القابضة قد نفذت التزاماتيا لكف إكماؿ تأسيس الشركة المتفؽ‬
‫عمييا ال يرتب بالضركرة إبراء ذمة الشركة القابضة تجاه بقية المؤسسيف كتجاه المكتتبيف‬
‫الف التزاميا بتأسيس الشركة التابعة يخالطو التزاـ آخر مضمكنو االلتزاـ ببذؿ العناية‬
‫المطمكبة في تأسيس الشركة مف خالؿ التقيد بتطبيؽ أحكاـ قانكف الشركات كالتقيد بما كرد‬
‫في عقد تأسيس الشركة لذا تبقى الشركة القابضة مسؤكلة مع بقية المؤسسيف عف سالمة‬

‫فإذا ما صدر حكـ ببطالف الشركة‬ ‫‪2‬‬ ‫كصحة إجراءات التأسيس كمدل مطابقتيا لمقانكف‬
‫التي تـ تأسيسيا بسبب خطأ ينسب إلييـ فاف ذلؾ يككف سببا لمسؤكلية الشركة القابضة‬
‫كبقية المساىميف –مف غير المؤسسيف‪ -‬كفي مكاجية الغير ممف لو تعامؿ مع الشركة قبؿ‬
‫ثبكت بطالنيا‬

‫الذم يعد ( تعدد الشركاء ‪ ,‬نية المشاركة‪ ,‬تقديـ حصص‬ ‫‪3‬‬ ‫كفي ظؿ الرأم الفقيي‬
‫مف ماؿ أك عمؿ ‪ ,‬اقتساـ األرباح كالخسائر ) أركانا خاصة ينفرد بيا عقد الشركة فاف‬
‫الشركة القابضة تتحمؿ المسؤكلية عف بطالف الشركة التابعة منفردة أك بالتضامف مع بقية‬
‫المؤسسيف في حاؿ ثبكت أف سبب البطالف يرجع إلى غياب نية المشاركة لدييا أك عدـ‬

‫التزاميا بتقديـ حصة مف ماؿ أك عمؿ أك عدـ مشاركتيا في تحمؿ الخسائر‬

‫كلقد أجاز المشرع المصرم ‪ 4‬رفع دعكل المسؤكلية عمى المؤسسيف كحظر تضميف عقد‬
‫التأسيس أية شركط تعفي المؤسسيف أك بعضيـ مف المسؤكلية الناجمة عف تأسيس الشركة‬

‫‪ 1‬المادة (‪ )14‬من قانون الشركات المصري‬


‫‪ 2‬هانً دوٌدار ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪714‬‬
‫‪ 3‬محمد فرٌد العرٌنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪232‬‬
‫‪ 4‬المادة (‪ )9‬من قانون الشركات المصري‬
‫‪211‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كجعؿ مسؤكليتيـ بالتضامف عف أية أضرار تمحؽ بالشركة نتيجة مخالفتيـ القانكف أثناء‬

‫التأسيس لكف يالحظ أف المشرع المصرم في المادة ‪ 23‬مف قانكف الشركات المصرم قد‬
‫انفرد بمكقؼ خاص إذ عد قيد عقد الشركة كنظاميا األساسي في السجؿ التجارم قرينة‬
‫قاطعة عمى مكافقة تأسيس الشركة ألحكاـ خاصة بإجراءات التأسيس فمـ يجز الطعف‬
‫ببطالف تمؾ الشركة بزعـ مخالفتيا ألحكاـ المتعمقة بإجراءات التأسيس لكنو ما لبث أف عدؿ‬
‫كألزـ مصمحة الشركات باالعتراض عف قياـ الشركة خالؿ عشرة ( ‪)10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عف ىذا المكقؼ‬
‫أياـ مف إخطار المصمحة بإنشاء الشركة عمى أف يككف اعتراضيا مسببا كمستندا إلى قياـ‬
‫سبب مف األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفة العقد االبتدائي أك عقد التأسيس أك نظاـ الشركة لمبيانات اإللزامية الكاردة‬
‫بالنمكذج أك تضمنو أمك ار مخالفة لمقانكف‬
‫‪ -‬إذا كاف غرض الشركة مخالفا لمقانكف أك لمنظاـ العاـ‬
‫‪ -‬إذا كاف أحد المؤسسيف ال تتكفر فيو األغمبية الالزمة لتأسيس الشركة‬

‫كبناءا عمى ىذا االعتراض يتـ إخطار الشركة إلزالة أسباب االعتراض أك تقديـ التظمـ‬
‫منو إلى كزير االقتصاد خالؿ خمسة عشر يكما مف تاريخ تبميغيا باألخطار كاال أصدرت‬
‫مصمحة الشركات ق ار ار بشطب قيد الشركة مف السجؿ التجارم‬

‫أما ما تعمؽ بمسؤكلية الشركة القابضة عف التصرفات القانكنية المبرمة في مرحمة‬

‫التأسيس فاف المؤسسكف يبرمكف خالؿ مرحمة التأسيس تصرفات قانكنية عديدة كالتعاقد مع‬
‫المصارؼ ك شركات األكراؽ المالية كشركات اإلعالف كالشركات المتخصصة بإعداد‬
‫دراسات الجدكل االقتصادية كما قد يبرمكف عقكدا لتييئة كتجييز مقر الشركات كمركز‬
‫إدارتيا كالتعاقد مع أصحاب الكفاءات كالخبرات مف المستخدميف كتمتزـ الشركة القابضة‬

‫‪1‬‬
‫القانون رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1998‬المصري والالئحة التنفٌذٌة رقم (‪ )25‬لسنة ‪1998‬‬
‫‪212‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كبقية المؤسسيف في تصرفاتيا لحساب الشركة الجديدة ببذؿ العناية الالزمة لذلؾ كتنتيي‬

‫مياـ لجنة المؤسسيف عند انتخاب مجمس إدارة الشركة في االجتماع التأسيسي كقد عد‬
‫األشخاص الذيف يبرمكف التصرفات باسـ الشركة التجارية في مرحمة‬ ‫‪1‬‬ ‫المشرع الفرنسي‬
‫التأسيس كقبؿ تسجيميا مسؤكليف بالتكافؿ كالتضامف عف تمؾ التصرفات عمى أف تترتب‬
‫االلتزامات في ذمة الشركة بعد اكتماؿ تشكيميا كتسجيميا كتككف المسؤكلية مترتبة بحؽ‬
‫المؤسسيف عف بطالف عقد الشركة ىي المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع عمى أساس أف‬
‫نيابتيـ عف بقية المؤسسيف ىي نيابة قانكنية قررىا المشرع كنظـ كاجباتيا كحدد مسؤكلياتيا‬

‫أما في القانكف الجزائرم فتمر إجراءات التأسيس بمرحمتيف‪ ,‬ففي خالؿ فترة التأسيس‬

‫يمتزـ المؤسسكف بالسعي في تأسيس الشركة كالقياـ بجميع اإلجراءات الالزمة لذلؾ‪ ,‬كيتعاقد‬
‫المؤسسكف خالؿ ىذه الفترة بكصفيـ ممثميف لشركة المساىمة في ىذه المرحمة ما ىك في‬
‫الكاقع إال عقد بيف المؤسسيف يسبؽ فترة التأسيس كتتميز الشركة في ىذه الفترة بشخصية‬
‫معنكية ناقصة بالقدر الالزـ لتأسيسيا‪ ,‬كيشترط المشرع أف يككف ىذا التأسيس تأسيسا‬
‫يحرر‬ ‫‪ 595‬مف القانكف التجارم عمى ما يمي‪":‬‬ ‫صحيحا‪ ,‬كفي ىذا الشأف تنص المادة‬

‫الموثق مشروع القانون األساسي لشركة المساىمة بطمب من مؤسس أو أكثر‪ ,‬وتودع‬
‫نسخة من ىذا العقد بالمركز الوطني لمسجل التجاري‬

‫كينشر المؤسسكف تحت مسؤكلياتيـ إعالنا لالكتتاب حسب الشركط المحددة بمرسكـ ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫كال يقبؿ أم اكتتاب إذا لـ تحترـ اإلجراءات المقررة في المقطعيف األكؿ كالثاني أعاله‬
‫كبإكماؿ ىذه اإلجراءات يقكـ المؤسسكف بعد التصريح باالكتتاب كالدفعات‪ ,‬باستدعاء‬
‫المكتتبيف إلى جمعية عامة تأسيسية حسب األشكاؿ كاآلجاؿ المنصكص عمييا عف طريؽ‬
‫التنظيـ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة (‪ )5‬من قانون الشركات الفرنسً‬


‫‪213‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫تثبت ىذه الجمعية أف رأس الماؿ مكتتب بو تماما‪ ,‬كأف مبمغ األسيـ مستحؽ الدفع‬

‫كتبدم رأييا في المصادقة عمى القانكف األساسي الذم ال يقبؿ التعديؿ إال بإجماع آراء‬
‫جميع المكتتبيف‪ ,‬كتعييف القائميف باإلدارة األكلييف أك أعضاء مجمس المراقبة كتعييف كاحد‬
‫أك أكثر مف مندكبي الحسابات‪ ,‬كما يجب أف يتضمف محضر الجمسة الخاص بالجمعية‬
‫عند االقتضاء إثبات قبكؿ القائميف باإلدارة أك أعضاء مجمس المراقبة كمندكبي الحسابات‬
‫تجارم)‪1‬‬ ‫ككظائفيـ‪ ( .‬المادة ‪600‬‬

‫كعند إتماـ ىذه اإلجراءات نشأ الشركة قانكنا كتتكامؿ شخصيتيا المعنكية فيجب شيرىا‪,‬‬
‫كتثبت الشركة بعقد رسمي كاال كانت باطمة ‪ .‬كيعتبر المؤسسيف مسؤكلكف عف األخطاء التي‬

‫تقع منيـ في تأسيس الشركة ككمما زاد عدد المسؤكليف زاد ضماف المكتتبيف‪ ,‬كما يجب أف‬
‫يككف الشركاء المؤسسيف ممف اكتتبكا في رأس ماؿ الشركة بحصة نقدية أك عينية كذلؾ‬
‫ضمانا لجدية اىتماميـ بمشركع الشركة‪.‬‬

‫كفي حالة ما إذا فشؿ المؤسسكف في تحقيؽ مشركع الشركة‪ ,‬تزكؿ الشخصية المعنكية‬
‫‪ 604‬الفقرة ‪ 2‬تجارم‪ ":‬واذا لم تؤسس‬ ‫ليا بأثر رجعي كنصت في ىذا الصدد المادة‬

‫الشركة في أجل ستة أشير ابتداء من تاريخ إيداع مشروع القانون األساسي بالمركز‬
‫الوطني لمسجل التجاري‪ ,‬جاز لكل مكتتب أن يطالب أمام القضاء بتعيين وكيل يكمف‬

‫بسحب األموال إلعادتيا لممكتتبين بعد خصم مصاريف التوزيع‪).‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 600‬من القانون التجاري الجزائري مرسوم تشرٌعً رقم ‪ 93-08‬المؤرخ فً ‪ 25‬افرٌل ‪ 1993‬المعدل‬
‫والمتمم للقانون التجاري‬
‫‪214‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أحكام مسؤولية الشركة القابضة‬

‫عن بطالن الشركة التابعة‬

‫بإمكاف كؿ ذم مصمحة التمسؾ ببطالف عقد الشركة بؿ إف لممحكمة أف تقضي‬


‫بالبطالف مف تمقاء نفسيا كيككف لحكميا أثر رجعي يعكد إلى لحظة تحقؽ سبب البطالف‬
‫الف البطالف يرتب انعداـ‬ ‫‪1‬‬ ‫كفي كافة األحكاؿ يفترض في العقد الباطؿ انو ال ينشئ شيئا‬
‫أثر العقد بالنسبة إلى المتعاقديف كبالنسبة لمغير تبعا لذلؾ كمف ثـ فاف بطالف عقد الشركة‬
‫يرتب مجمكعة مف اآلثار‬

‫الفرع األول‪ :‬إعادة الحال إلى ما كان عميو‬

‫يترتب عمى الحكـ ببطالف الشركة عدىا كأف لـ تكف فتعد ىي كالعدـ سكاء ففي‬
‫األحكاؿ التي يتقرر فييا بطالف عقد الشركة التابعة فاف مف البدييي أف يعاد أطراؼ العقد‬
‫الباطؿ إلى ما كانكا عميو قبؿ العقد عمى أساس أف البطالف يتقرر بأثر رجعي كال يعدك ىذا‬
‫الحكـ أف يككف إال تطبيقا لمقكاعد العامة في البطالف الف ىذا األخير يرتب انعداـ أثر العقد‬
‫بالنسبة إلى المتعاقديف كبالنسبة إلى الغير تبعا لذلؾ فيسترد كؿ طرؼ مشارؾ في الشركة‬

‫التابعة حصتو التي قدميا بما في ذلؾ الشركة القابضة كليس آلم طرؼ االستناد إلى عقد‬
‫الشركة التابعة لممطالبة بحصة مف األرباح التي تحققت نظ ار لبطالف ذلؾ العقد‬

‫ذىب إلى أف تطبيؽ القكاعد العامة لمبطالف بحذافيرىا عمى‬ ‫‪2‬‬ ‫إال أف بعض الفقو‬
‫عقد الشركة كرد أطرافو إلى الحالة التي كانكا عمييا قبؿ التعاقد كاف كاف ممكف نظريا إال‬
‫انو ال يستقيـ عمال لككنو ينطكم عمى تجاىؿ لمعقكد التي أبرمتيا الشركة مع الغير – قبؿ‬
‫الحكـ ببطالنيا‪ -‬كالتي أصبحت بمقتضاىا دائنة أك مدينة‬

‫‪ 1‬محمد فرٌد العرٌنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪263‬‬


‫‪ 2‬مصطفى كماؿ طو ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪47‬‬
‫‪215‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كقد أيد المشرع المصرم ذلؾ فقاؿ أف عقد الشركة يستعصي بطبيعتو عمى فكرة‬

‫األثر الرجعي لمبطالف المنصكص عمييا في المادة ‪ 142‬مف القانكف المدني المصرم ك‬
‫عمة ذلؾ أف إبطاؿ عقد الشركة أك بطالنو ال يمنع أف تظؿ آثاره التي أنتجتيا قائمة لذا فاف‬
‫بعض التشريعات اتجيت إلى التعامؿ مع بطالف الشركة بشيء مف المركنة ال عمى أساس‬
‫البطالف المطمؽ كانما كفؽ قاعدة تدرج البطالف ك خرجت عف قاعدة األثر الرجعي لمبطالف‬
‫كجعمتو يقتصر عمى المستقبؿ دكف الماضي كتقرر لمعقد الباطؿ آثا ار عدة منيا ما ىك‬
‫‪1‬‬ ‫أصمي كمنيا ما ىك عرضي‬

‫أما ما يتعمؽ بالمشرع الجزائرم فقد أخذ بنظرية الشركة الفعمية حيث تقضي القاعدة‬

‫العامة في البطالف المطمؽ كالبطالف النسبي بإعادة الشركاء إلى الحالة التي كانكا عمييا‬
‫قبؿ التعاقد كىذا ما يعني أف لمبطالف أث ار رجعيا فينيار العقد برمتو كيمكف تطبيؽ ىذه‬
‫القاعدة إذا كشؼ سبب البطالف منذ البداية كلكف إذا كاف العقد قد نفذ كنشأ عنو الشخص‬
‫المعنكم فإذا طبقت عميو القاعدة العامة أدل ذلؾ إلى إىدار المعامالت التي قاـ بيا‬
‫الشخص المعنكم كازالة آثارىا‪ ،‬األمر الذم سيؤدم إلى نتائج غير عادية سكاء مف الناحية‬
‫العممية أك االقتصادية فمك طبؽ األثر الرجعي لمبطالف أدل ذلؾ إلى تجاىؿ أكضاع ككقائع‬
‫كجدت فعال الفترة السابقة عمى الحكـ بالبطالف كأىميا كجكد شخص معنكم ارتبط‬
‫بمعامالت مع الغير فأصبح بمكجبيا دائنا أك مدينا كحصؿ عمى أرباح كمني بخسائر لذا‬
‫استقر القضاء عمى أنو متى حكـ ببطالف الشركة اقتصر آثاره عمى المستقبؿ فحسب دكف‬

‫‪1‬‬
‫اآلثار األصمية لمعقد الباطؿ ىي تمؾ اآلثار التي يرتبيا القانكف عمى العقد الباطؿ –استثناء مف القكاعد العامة –ال‬
‫بكصفو كاقعة مادية كانما بكصفو عقدا كيسكع بعض الفقو ىذا الخركج عف القكاعد العامة بفكرة حماية الظاىر المستقر‬
‫الذم اطمأف الناس في تعامالتيـ حتى لك خالؼ الحقيقة فضال عف اعتبارات حسف النية كلضماف استقرار المعامالت أما‬
‫اآلثار العرضية لمعقد الباطؿ فيقصد بيا تمؾ اآلثار التي يعترؼ بيا القانكف ككنيا نتيجة لمعقد الباطؿ ال بكصفو عقدا‬
‫كانما بكصفو كاقعة مادية كيرل بعض الفقو أف أىـ اآلثار العرضية التي ينتجيا العقد الباطؿ تستخمص مف تطبيؽ‬
‫نظريتيف معركفتيف ( نظرية تحكؿ العقد‪ ,‬نظرية انتقاص العدد)‬
‫عبد الرزاؽ السنيكرم الكسيط في شرح القانكف المدني ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪562‬‬
‫‪216‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أف يمتد إلى الماضي إذ تعتبر الشركة قائمة كيعتد بنشاطيا لمفترة الكاقعة بيف تككينيا‬

‫كالحكـ بالبطالف غير أف االعتراؼ بالشركة خالؿ ىذه الفترة ليس سكل اعترؼ في الكجكد‬
‫الفعمي أك الكاقعي لمشركة كال يرتكز عمى أساس قانكف لذا تسمى ىذه الشركة بالشركة‬
‫الفعمية أك الشركة الكاقعية‬

‫كالحكمة مف إيجاد نظرية الشركة الفعمية قصد حماية األكضاع الظاىرة تحقيقا‬
‫الستقرار المراكز القانكنية ألف الغير تعامؿ مع الشركة قبؿ الحكـ ببطالنيا عمى أساس أنيا‬
‫شركة صحيحة كمف ثـ فال يسكغ أف يفاجئ ىذا الغير الذم اطمئف إلى الكضع الظاىر‬
‫ببطالف الشركة لسبب خفي عميو أما األساس القانكني التي اعتمدت عميو ىذه النظرية ىك‬

‫اعتبار عقد الشركة مف العقكد المستمرة فإذا قضي بالبطالف تناكؿ البطالف مستقبؿ العقد‬
‫فقط كبالنسبة لمماضي فتعتبر الشركة مكجكدة لكف كجكدىا ليس لو كياف قانكني كانما كياف‬
‫فعمي كاقعي ‪:1‬‬

‫يشترط تطبؽ نظرية الشركة الفعمية أف تككف الشركة قد باشرت أعماال قبؿ الحكـ‬
‫بالبطالف أما إذا صدر الحكـ قبؿ مباشرة الشركة أعماليا فال يككف ليا كياف في الكاقع ‪،‬‬
‫تجدر اإلشارة أف القضاء لـ يعترؼ بكجكد الشركة الفعمية في جميع حاالت البطالف ألف‬
‫ىناؾ حاالت ال يجكز فييا االعتراؼ بكجكد الشركة ال في نطاؽ القانكف كال في نطاؽ‬
‫الكاقع كعميو نرجع إلى تطبيؽ القاعدة العامة في البطالف بصفة مطمقة كاعتبار الشركة في‬

‫‪2‬‬ ‫حكـ العدـ‬

‫كالحاالت التي يمكف االعتراؼ فييا بكجكد الشركة الفعمية ىي‪:‬‬

‫‪ 1‬نادٌة فوضٌل ‪,‬الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ص ‪52‬‬


‫‪ 2‬نادٌة فوضٌل ‪,‬الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪52‬‬
‫‪217‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪- 1‬إذا كاف البطالف مؤسس عمى نقص أىمية أحد الشركاء أك عمى عيب شاب رضاءه‬

‫كأدل ىذا البطالف إلى انييار العقد برمتو كما ىي الحاؿ في شركة األشخاص‬
‫فتعتبر الشركة كأف لـ تكف بالنسبة إلى ناقص األىمية أك الشريؾ المعيب رضاءه أما‬
‫بالنسبة لبقية الشركاء فتعتبر الشركة في الفترة بيف تككينيا أك الحكـ ببطالنيا قائمة‬
‫فعال ؟‬
‫‪- 2‬إذا كاف البطالف مؤسسا عمى عدـ كتابة عقد الشركة أك شيره تطبؽ نظرية الشركة‬
‫الفعمية استنادا إلى النص القانكني المادة ‪ 2 / 418‬مف القانكف المدني حيث يستدؿ‬
‫مف نصيا عمى أف المشرع اعترؼ بالشركة الباطمة بسبب انعداـ الكتابة في مكاجية‬

‫الغير (في حيف يرل بعض الفقياء "محمد حسف جبر" يرل استبعاد تطبيؽ نظرية‬
‫الشركة الفعمية في حالة عدـ مراعاة األركاف الشكمية ألف الجزاء في نظره يقتصر‬
‫)‪1‬‬ ‫عمى عدـ جكاز احتجاج الشركة عمى الغير‬

‫بينما ىناؾ حاالت يمكف أف تطبؽ عمييا الشركة الفعمية كتتجمى جؿ ىذه الحاالت في‬

‫‪ - 1‬إذا كاف البطالف قائما عمى عدـ تكفر األركاف المكضكعية الخاصة بعقد الشركة‬
‫كعدـ كجكد نية االشتراؾ أك تخمؼ ركف تقديـ الحصص أك تخمؼ ركف تعدد الشركاء‬
‫(باستثناء الشركة ذات المسؤكلية المحدكدة) فال يككف عندئذ لمشركة كجكد قانكني كال‬
‫فعمي‬

‫‪ -2‬إذا كاف البطالف قائما عمى عدـ مشركعية المحؿ كأف يككف نشاط الشركة مخالؼ‬
‫لمنظاـ العاـ كاآلداب العامة مثؿ االتجار في المخدرات أك االتجار في تيريب األسمحة‬
‫فإف االعتراؼ بالكجكد الفعمي لمشركة معناه االعتراؼ بالنشاط غير المشركع الذم قامت‬
‫‪.‬‬ ‫مف أجمو الشركة كىذا ما يتنافى إطالقا مع المنطؽ كالقانكف‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فوضٌل ‪,‬الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ص ‪53‬‬

‫‪218‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ -3‬يجب التفرقة بيف الشركة الفعمية التي كجدت فعال تعاممت مع الغير بكصفيا‬

‫شخصا معنكيا‪ ،‬كبيف الشركة التي تككنت بحكـ الكاقع كىي الشركة التي يتكفر لدل‬
‫مؤسسييا نية تككيف الشركة بالمعنى القانكني بؿ ىي عبارة عف شركة نشأت تمقائيا‬
‫فاتجيت إرادة الشركاء فييا إلى التعاكف بقصد استغالؿ مشركع معيف كتقييـ األرباح‬
‫الناجمة عف ىذا االستغالؿ (كغالبا ما تتمثؿ ىذه الشركة في شركة األشخاص) بينما‬
‫تأخذ الشركات الفعمية جميع أنكاع الشركات سكاء كانت شركة أمكاؿ أك شركة أشخاص‬

‫‪1‬‬

‫ك يترتب عمى االعتراؼ بالكجكد الفعمي لمشركة في الفترة الكاقعة بيف إبراـ العقد كالحكـ‬

‫‪.‬‬ ‫بالبطالف نتائج ىامة سكاء بالنسبة لمشركة أك الشركاء أك بالنسبة لمغير‬
‫‪ -1‬بالنسبة لمشركة‬

‫أ‪ /‬تعتبر الشركة الفعمية كما لك كانت شركة صحيحة كمف ثمة تتمتع بشخصيتيا‬
‫المعنكية المستقمة عف شخصية الشركاء كتبقى جميع حقكقيا كالتزاماتيا قائمة كما تظؿ‬

‫تعيدات الشركاء كحقكقيـ صحيحة كمرتبة ألثارىا سكاء فيما بيف الشركاء أك بالنسبة‬
‫لمغير‬

‫ب‪ /‬يجب حؿ الشركة كتصفيتيا بمجرد صدكر الحكـ بالبطالف ك بما أف الشركة في‬
‫فترة التصفية تحتفظ بالشخصية المعنكية فمف الجائز شير إفالس الشركة الفعمية متى‬
‫تكقفت عف سداد ديكنيا سكاء نشأت ىذه الديكف قبؿ الحكـ بالبطالف أك أثناء إجراء‬
‫عممية التصفية كيترتب عمى إفالسيا شير إفالس الشريؾ المتضامف‬
‫‪ -2‬بالنسبة لمشركاء ‪ :‬في حالة بطالف الشركة كتصفيتيا‪ ،‬تقسـ مكجكدات الشركة‬

‫كاألرباح كالخسائر طبقا لمشركط الكاردة في العقد التأسيسي‪ ،‬كيمتزـ الشركاء الذيف لـ‬

‫‪ 1‬نادٌة فوضٌل ‪,‬الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪53‬‬
‫‪219‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يقدمكا حصصيـ بتقديميا‪ ،‬كيككف كؿ شريؾ مسؤكال عف ديكف الشركة بحسب نكع‬

‫الشركة كطبيعة الديف كشرط العقد‬

‫‪- 3‬بالنسبة لمغير ‪ :‬إف جميع التصرفات التي التزمت بيا الشركة في مكاجية الغير تعد‬

‫صحيحة كمنتجة آلثارىا (رغـ الحكـ ببطالنيا) كيحؽ لدائني الشركة التمسؾ ببقائيا‬
‫حتى يجتنبكا مزاحمة الدائنيف الشخصييف لمشركاء كيككف ليـ حؽ التنفيذ عمى أمكاؿ‬

‫الشركة‪ ،‬كما ليـ حؽ شير إفالسيا كتقسيـ أمكاليا الستيفاء ديكنيـ حسب قكاعد‬
‫اإلفالس ‪ .‬أما إذا تعرضت مطالب دائني الشركة أنفسيـ بحيث تمسؾ بعضيـ‬
‫ببطالف الشركة كما لك كانكا دائنيف شخصييف في نفس الكقت لبعض الشركاء بينما‬
‫تمسؾ البعض اآلخر ببقاء الشركة فطبقا لمرأم الفقيي كالقضائي في كؿ مف فرنسا‬
‫كمصر يجب ترجيح الجانب الذم طمب الحكـ بالبطالف ألنو ىك األصيؿ‬
‫‪- 4‬بالنسبة لدائني الشركة الشخصيين ‪ :‬يحؽ لدائني الشركاء الشخصييف التمسؾ‬

‫بالبطالف إذا كانت ليـ مصمحة في ذلؾ‪ ،‬كتتمثؿ ىذه المصمحة في التنفيذ عمى‬
‫‪1‬‬ ‫حصة الشريؾ المديف بعد تصفية الشركة إثر الحكـ بالبطالف‬
‫األصؿ في البطالف أف يتـ بأثر رجعي مقتضاه إعادة الحالة إلى ما كانت عميو قبؿ‬
‫تقريره‪ ،‬عمى أف أعماؿ ىذا األثر الرجعي لمبطالف في شأف الشركة ال يستقيـ إذا‬
‫كانت قد عاشت فترة كصارت ليا معامالت مع الغير ‪ ،‬فال يسكغ اعتبار الشركة‬

‫كأف لـ تكف كانكار كجكدىا في الفترة التي قامت فييا كشخص معنكم لما يترتب‬
‫عمى ذلؾ مف نتائج شاذة كضارة بالغير كمف ثـ اتجو القضاء إلى االعتراؼ بالكجكد‬
‫الفعمي لمشركة إذا تعرضت لمبطالف قبؿ الحكـ بو بحيث يعطؿ أثره الرجعي‪ ،‬فال‬
‫يسرم بطالف الشركة عمى الماضي كلكف يقتصر أثره عمى المستقبؿ فقط‬

‫‪ 1‬نادٌة فوضٌل ‪,‬الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص ‪55‬‬
‫‪220‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬عدم جواز احتجاج الشركاء بالبطالن‬

‫في مواجية الغير حسن النية‬

‫قد يترتب بطالف الشركة التابعة نتيجة مخالفة الشركة القابضة كشركاءىا المؤسسيف‬
‫لمنصكص القانكنية لذا ليس ليؤالء االستفادة مف مخالفتيـ لمقانكف كاالحتجاج بالبطالف‬
‫كيحؽ لمغير االختيار بيف االحتجاج ببطالف الشركة كبيف التمسؾ بكجكدىا‬ ‫‪1‬‬ ‫اتجاه الغير‬
‫كىذا رغبة مف المشرع بصفة عامة في حماية األكضاع الظاىرة التي استند إلييا الغير في‬
‫تعامالتو مع الشركة فضال عف حماية الغير حسف النية الذم يجيؿ حقيقة أمر الشركة لعدـ‬
‫اطالعو عمى أسباب البطالف في عقد تأسيسيا فقد منح المشرع األردني عمى سبيؿ المثاؿ‬
‫الخيار لمغير حسف النية بيف التمسؾ بكجكد الشركة القائمة فعميا أك التمسؾ ببطالنيا في‬ ‫‪2‬‬

‫حالة مخالفة إجراءات تسجيؿ الشركة سكاء فيما يخص التسجيؿ أك التعديالت الطارئة عمى‬
‫عقدىا كبالتالي فاف تمؾ المخالفات ال تمنع مف تقرير كجكد الشركة فعال أك تقرير التغيير‬
‫الطارئ عمييا عمى أف يككف ذلؾ لمصمحة الغير كال تمنع تمؾ المخالفة مف تقرير بطالف‬
‫الشركة أك تقرير بطالف التغيير لمصمحة الغير ك الكاقع أف ىذا االتجاه ينبع مف حرص‬
‫المشرع عمى عدـ المساس باستقرار المراكز القانكنية‬

‫كما يحؽ لمغير المتضرر مف بطالف عقد الشركة المطالبة بالتعكيض حيث انو ال‬
‫يمنع بطالف عقد الشركة التابعة مف مطالبة الشركة القابضة بالتعكيض عف الضرر الذم‬

‫ترتب بسبب البطالف لكف الحكـ بالتعكيض – حتى بيف الشركة القابضة كشركائيا‪ -‬ال‬
‫يستند إلى المسؤكلية العقدية كانما إلى المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع عمى أساس انو‬
‫ال يمكف االستناد إلى أحكاـ المسؤكلية العقدية بسبب بطالف عقد الشركة التابعة ىذا مف‬

‫‪ 1‬هانً دوٌدار ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪574‬‬


‫‪ 2‬المادة ( ‪ )584‬من القانون المدنً األردنً رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 1976‬والمادة ( ‪ )15‬من قانون الشركات األردنً‬
‫‪221‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يرل أف فكرة المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع‬ ‫‪1‬‬ ‫ناحية كمف ناحية أخرل فاف بعض الفقو‬

‫ترتكز ىنا عمى الخطأ في تككيف العقد كاعتبار العقد الباطؿ كاقعة مادية تستكمؿ عناصر‬
‫الخطأ فتكجب التعكيض كمف ثـ يككف العقد الباطؿ قد أنتج أث ار عرضيا ال بكصفو عقدا‬
‫كانما بكصفو كاقعة مادية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن التعسف‬

‫في إدارة الشركة التابعة‬

‫تنص المادة ‪ 41‬مف القانكف المدني الجزائرم عمى ما يمي ‪(:‬يعتبر استعمال الحق تعسفا‬

‫في األحوال التالية‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وقع بقصد اإلضرار بالغير‬

‫‪ -‬إذا كان يرمي إلى الحصول عمى فائدة قميمة بالنسبة إلى الضرر الناشئ إلى‬

‫الغير‬
‫‪ -‬إذا كان الغرض منو الحصول عمى فائدة غير مشروعة ) ‪.‬‬

‫إف القارئ لممادة ‪ 41‬مف القانكف المدني الجزائرم يدرؾ أنيا تنص عمى مكضكع‬
‫التعسؼ في استعماؿ الحؽ القيد بكظيفة الحؽ ذاتيا أم المراد مف ىذا الحؽ في حد ذاتو ‪،‬‬
‫فالقانكف ال يحمي الحؽ كمستعممو إال إذا استعمؿ ىذا الحؽ في األطر الشرعية كلـ يصؿ‬
‫‪.‬‬ ‫استعمالو حد اإلضرار بالغير ‪ ،‬أك إف مصمحة صاحب الحؽ تخمفت حاؿ استعمالو‬
‫كالمشرع الجزائرم يدخؿ التعسؼ في استعماؿ الحؽ في نظاـ المسؤكلية التقصيرية إذ‬

‫يعتبر المتعسؼ قد ارتكب خطأ في استعماؿ حقو كيتحقؽ ىذا متى انحرؼ عف سمكؾ‬
‫كىناؾ مف يرل أف نطاؽ التعسؼ في‬ ‫الرجؿ العادم سكاء كاف الخطأ جسيما أك يسي ار‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪588‬‬
‫‪222‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫استعماؿ الحؽ أكسع حيث بالنظر لمفقرتيف ‪ 3/2‬مف المادة ‪ 41‬نجد أنيما تخرجاف عف‬

‫مجاؿ الخطأ تماما كىذا ما يراه األستاذ عمي عمي سميماف إذ يقكؿ ‪ ( :‬التعسؼ في‬
‫استعماؿ الحؽ قد استمدتو قكانيننا العربية مف الشريعة اإلسالمية أصال ‪ ،‬كىذه الشريعة ال‬
‫تقيـ المسئكلية في حالة التعدم عمى أساس الخطأ بؿ تنظر إلييا نظرة مكضكعية…‬
‫……)‪ 1‬فيعتبر التعسؼ في استعماؿ الحؽ مستقال عف نظاـ المسئكلية التقصيرية‬

‫إذا كاف استعماؿ الحؽ يرمي بو صاحبو إلى الحصكؿ عمى فائدة قميمة أك تافية مقارنة‬
‫بالضرر الناشئ لمغير ‪ .‬فالشخص قد يعتبر متعسفا مع أف لو مصمحة في استعماؿ حقو‬
‫انطالقا مف ككف المصمحة تعتبر زىيدة كال تتناسب مع الضرر الذم يصيب الغير‬

‫كالصكرة الثانية ىي عدـ مشركعية المصمحة‪.‬‬

‫كتتناكؿ فكرة التعسؼ في استعماؿ الحؽ صاحب الحؽ الذم ال يخرج عف نطاؽ حقو‬
‫لكنو يسيء استعماؿ حقو إذ يمحؽ ضر ار بالغير فقد يستعمؿ الشخص حقو استعماال غير‬
‫مشركع فيمحؽ الضرر بالغير األمر الذم يخرج الحؽ عف غرضو االجتماعي كيفقده‬
‫الحماية التي كفميا ليا القانكف كيكقع صاحب الحؽ تحت طائمة المسؤكلية ذلؾ أف‬
‫االستعماؿ السيئ غير المشركع لمحؽ يرتب مسؤكلية الشخص حتى لك لـ يخرج عف حدكد‬
‫الحؽ السيما كاف استعماؿ الحؽ لـ يعد مطمقا كانما أصبح محددا بالغرض االجتماعي‬
‫كبعبارة أخرل فاف الحماية‬ ‫‪2‬‬ ‫كاالقتصادم المقرر لو مراعاة لممصمحة العامة أك الخاصة‬

‫القانكنية لمحؽ تتحدد بالمصمحة المشركعة التي يستيدفيا الشخص مف كراء استعمالو لحقو‬
‫فإذا استعمؿ حقو استعماال غير مشركع عد مخطئا كمتعسفا في استعماؿ حقو ألنو انحرؼ‬
‫بذلؾ عف الغاية التي تقرر الحؽ ألجميا‬

‫‪ 1‬عؿم عمي سميماف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪162‬‬


‫‪2‬‬
‫جعفر الفضمي ‪,‬منذر عبد الحسيف الفضؿ ‪ ,‬المدخل لمعموم القانونية ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬المكصؿ ‪ ,1987‬مديرية دار الكتب‬
‫لمطباعة كالنشر ‪ ,‬ص ‪246‬‬
‫‪223‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كاذا كانت سيطرة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة كتحكميا في إدارتيا ترتب تمتع‬

‫الشركة القابضة بجممة مف الحقكؽ كالسمطات كالصالحيات بحيث يزيد ذلؾ مف احتماالت‬
‫أف تتعسؼ الشركة القابضة في مباشرة سيطرتيا عمى الشركة التابعة كتسيء استخداـ‬
‫شخصيتيا المعنكية كذمتيا المالية خالفا لمصمحة الشركة التابعة أك خالفا لغرضيا أك‬
‫بقصد اإلضرار بالشركة التابعة أك ببقية شركائيا المساىميف فييا أك بالغير األمر الذم‬
‫يطرح التساؤؿ حكؿ مسؤكلية الشركة القابضة عف تعسفيا في إدارة الشركة التابعة كحكؿ‬
‫مسؤكليتيا عف بعض التزامات شركتيا التابعة اتجاه الغير شأنيا في ذلؾ شأف الشخص‬
‫الطبيعي الذم يشغؿ منصب عضك مجمس إدارة الشركة‬

‫كتجد نظرية التعسؼ في استعماؿ الحؽ مجاال رحبا لمتطبيؽ في نطاؽ العالقة بيف‬
‫الشركتيف القابضة كالتابعة ذلؾ أف الشركة القابضة بكصفيا احد المساىميف في رأس ماؿ‬
‫كحقيا‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركة التابعة تتمتع بمجمكعة مف الحقكؽ المالية كاإلدارية أسكة ببقية المساىميف‬
‫في ممكيتيا لحصتيا مف أسيـ رأس ماؿ الشركة التابعة كالتصرؼ في تمؾ األسيـ عمى‬
‫سبيؿ نقؿ الممكية أك الرىف لمغير كحقيا في حضكر اجتماعات الجمعية العامة لمشركة‬
‫التابعة كحقيا في التصكيت في الجمعية العامة كحقيا في المشاركة في إدارة الشركة التابعة‬
‫كغيرىا مف الحقكؽ كبطبيعة الحاؿ فاف الشركة القابضة تمارس تمؾ الحقكؽ مف خالؿ‬
‫عضكيتيا في الشركة التابعة فإذا ما تعسفت في استعماليا لحقكقيا بما يمحؽ الضرر‬
‫باآلخريف فإنيا تقع تحت طائمة المسؤكلية المدنية كيتخذ تعسؼ الشركة القابضة صك ار‬
‫مختمفة تبعا الختالؼ الحقكؽ التي تستعمميا بكصفيا عضكا في مجمس إدارة الشركة التابعة‬
‫أك مدي ار فييا كلعؿ مف أىـ صكر التعسؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احمد محمد محرز ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪418‬‬
‫‪224‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب األول‪ :‬تعسف الشركة القابضة في تداول أسيم الشركة التابعة‬

‫مف المعركؼ أف شركة المساىمة تقكـ ك كقاعدة عامة عمى االعتبار المالي ك‬
‫بمعنى أف شخص الشريؾ المساىـ ليس محؿ اعتبار ك لدا فانو يجكز لممساىـ أف ينقؿ‬
‫ممكية أسيمو إلى الغير في أم كقت يشاء دكف الحاجة إلى الحصكؿ عمى مكافقة‬
‫المساىميف اآلخريف ك دكف أف يترتب عمى دلؾ حؿ الشركة آك تخفيض رأس ماليا طالما‬

‫أف ىناؾ مف يحؿ دائما محؿ المساىـ في ممكية األسيـ ك تعد القابمية لمتداكؿ مف أىـ‬
‫األسباب التي أدت إلى تدفؽ رؤكس األمكاؿ الكبيرة عمى شركات المساىمة ك أضفت عمييا‬
‫أىمية اقتصادية ك عممية تفكؽ ما تتمتع بو شركات األشخاص ك يعد حؽ المساىـ في‬
‫التصرؼ في أسيمو مف الحقكؽ األساسية التي ال يمكف حرمانو منيا‬

‫ك تككف األسيـ قابمة لمتداكؿ بعد تقيد الشركة في السجؿ التجارم ك في حالة زيادة‬
‫رأس الماؿ تككف األسيـ قابمة لمتداكؿ ابتداء مف تاريخ التسديد الكامؿ ليده الزيادة ك يحظر‬
‫تداكؿ الكعكد باألسيـ ما عدا إذا كانت أسيما تنشأ بمناسبة زيادة رأس ماؿ شركة كانت‬

‫أسيميا القديمة قد سجمت في تسعيرة بكرصة القيـ ك دلؾ كفقا لنص المادة‬
‫‪715‬مكرر‪ 51‬مف القانكف التجارم الجزائرم ك تبقى األسيـ قابمة لمتداكؿ بعد حؿ الشركة‬
‫إلى غاية اختتاـ التصفية كفقا لنص المادة ‪715‬مكرر‪35‬‬

‫قد يبدك حؽ المساىـ في ممكيتو لنصيبو مف أسيـ رأس ماؿ الشركة كالتصرؼ في‬
‫‪1‬‬ ‫ىذا الحؽ بالبيع أك الرىف إلى الغير مطمقا لككنو يعد مف الحقكؽ األساسية لممساىـ‬
‫االلتزاـ إف عمى الشركة القابضة بكصفيا مساىما في الشركة التابعة أف تتقيد بعدـ التعسؼ‬
‫في تداكؿ األسيـ كيمكف تصكر تعسؼ الشركة القابضة في تداكؿ أسيميا في رأس ماؿ‬

‫أجازت المادة ( ‪ )139‬مف قانكف الشركات المصرم لممساىـ نقؿ ممكية أسيمو مف مساىـ إلى آخر ا كالى الغير كعد‬
‫‪ 1‬جكاز النص عمى خالؼ ذلؾ في نظاـ الشركة‬
‫‪225‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الشركة التابعة‪ -‬مثال‪ -‬إف تقكـ ببيع نصيبيا مف أسيـ الشركة التابعة إلى شركة أخرل‬

‫منافسة لمشركة التابعة إذا كانت الشركة المقبمة عمى الشراء قد أعمنت نيتيا السيطرة عمى‬
‫الشركة التابعة بقصد تصفيتيا لكضع حد لمنافستيا ليا كأيضا ليس لمشركة القابضة أف‬
‫تتنازؿ عف أسيميا في الشركة التابعة إلى شخص ظاىر اإلعسار إذا كانت الشركة‬
‫القابضة لـ تسدد بعد قيمة تمؾ األسيـ بالكامؿ إلى الشركة التابعة كمف ثـ فاف لبقية‬
‫المساىميف في الشركة التابعة المجكء إلى القضاء كالطعف في تصرؼ الشركة القابضة‬
‫استنادا إلى نية اإلضرار التي تبدك كاضحة لمعياف‬

‫كما يمكف لمشركة القابضة أف تتعسؼ عند تداكؿ بقية المساىميف ألسيميـ في رأس‬

‫ماؿ الشركة التابعة كذلؾ انو أحيانا قد يتضمف عقد تأسيس الشركة أك نظاميا األساسي‬
‫قيكدا تحد مف حؽ المساىـ في تداكؿ أسيمو كاشتراط مكافقة إدارة الشركة أك الشريؾ أك‬
‫الشركاء المديريف بحسب األحكاؿ عمى تنازؿ المساىـ عف أسيمو إلى الغير أك اشتراط‬
‫استرداد الشركة لألسيـ التي يتنازؿ عنيا المساىـ أك اشتراط المنع مف التصرؼ باألسيـ‬
‫ىذه القيكد برغبة المؤسسيف في حصر أسيـ الشركة في‬ ‫‪1‬‬ ‫لمدة محددة كيفسر بعض الفقو‬
‫دائرة ضيقة ال تتعداىـ مراعاة لالعتبار الشخصي أك تجنبا لدخكؿ أشخاص غير مرغكب‬
‫فييـ‬

‫فيذه القيكد ىي قيكد اتفاقية تدرج باتفاؽ الشركاء المؤسسيف في عقد لشركة أك‬

‫نظاميا األساسي كقد أجازت بعض التشريعات إدراج ىذه الشركط في عقد تأسيس الشركة‬
‫النص في نظاـ الشركة عمى اشتراط كجكب مكافقة إدارة الشركة‬ ‫‪2‬‬ ‫إذ أجاز المشرع المصرم‬

‫‪1‬‬
‫فاركؽ إبراىيـ جاسـ ‪,‬المكجز في الشركات التجارية ‪ ,‬طبعة ‪,1‬المكتبة القانكنية ‪ ,‬بغداد ‪ ,2007‬ص ‪94‬‬

‫‪2‬المادة (‪ )140‬مف الالئحة التنفيذية لقانكف الشركات المصرم‬


‫‪226‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫أك الشريؾ أك الشركاء المديريف بحسب األحكاؿ عمى تنازؿ المساىـ عمى أسيمو لمغير كفقا‬

‫لمشركط المنصكص عمييا في المادة ‪ 141‬مف الالئحة التنفيذية لقانكف الشركات المصرم‬

‫كأما المشرع‬ ‫‪2‬‬ ‫كأيضا فعؿ المشرع األردني‬ ‫‪1‬‬ ‫كنص المشرع الفرنسي عمى ذلؾ أيضا‬
‫الجزائرم فاف القاعدة العامة ىي حرية تصرؼ المساىـ في أسيمو ك لكف يمكف أف يشترط‬
‫في القانكف األساسي لشركة انو يجب طمب المكافقة المسبقة لشركة بخصكص تنازؿ احد‬
‫المساىميف ألسيمو لمغير بالنسبة لألسيـ االسمية ك يتـ طمب المكافقة بكاسطة رسالة‬
‫مكصى عمييا مع كصؿ االستالـ يرسميا المساىـ مع ذكر اسـ المحاؿ إليو ك لقبو ك عنكانو‬
‫ك عدد أسيمو المقرر إحالتيا ك الثمف ‪.‬‬

‫ك تنتج المكافقة مف تبميغ طمب االعتماد مف قبؿ الشركة أك مف عدـ الجكاب في‬
‫اجؿ شيريف اعتبا ار مف تاريخ الطمب ك إذا لـ تقبؿ الشركة المحاؿ إلييا المقترح يتعيف عمى‬
‫الييئات المؤىمة في الشركة في اجؿ شيريف ابتداء مف تاريخ الرفض إما العمؿ عمى أف‬
‫يشرم األسيـ احد المساىميف ا كاف يشترييا مف الغير ك إما أف تشرييا الشركة بمكافقة‬
‫المحيؿ قصد تخفيض رأس الماؿ ك إذا لـ يتـ الشراء تعتبر المكافقة كأنيا صادرة مع‬
‫إمكانية تمديد ىدا األجؿ بقرار مف رئيس المحكمة باءا عمى طمب الشركة ك في حالة عدـ‬
‫االتفاؽ عمى سعر األسيـ تبت الجية القضائية المختصة في ىدا الشأف ك قد تـ بياف كؿ‬
‫‪715‬مكرر‪57‬‬ ‫‪715‬مكرر‪55‬الى‬ ‫دلؾ بمقتضى المكاد مف‬

‫ك ال يترتب عمى إبطاؿ الشركة بطالف تداكؿ األسيـ الذم تـ قبؿ اإلبطاؿ غير انو يجكز‬
‫لممشترم رفع دعكل الضماف عمى بائع األسيـ ك دلؾ بمقتضى المادة ‪715‬مكرر‪54‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪ )274‬مف قانكف الشركات الفرنسي‬
‫‪2‬‬
‫المادة (‪/83‬ق ) مف قانكف الشركات األردني‬
‫‪227‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫غير أف ىذه الشركات تمتزـ أف ممارسة تمؾ القيكد ينبغي أف ال تصؿ لدرجة القضاء‬

‫عمى تداكؿ األسيـ قضاء تاما كمنع المساىـ مف ممارسة حقو المشركع في التصرؼ‬
‫بأسيمو فتتحكؿ األسيـ بذلؾ إلى حصص مماثمة لحصص الشركاء في شركات األشخاص‬
‫فإذا تعسفت الشركة القابضة – بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك بكصفيا احد الشركاء فييا‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬في استعماؿ صالحياتيا في المكافقة عمى التنازؿ ككصؿ تعسفيا لدرجة منع المساىـ مف‬
‫ممارسة حقو المشركع في التصرؼ بأسيمو فاف ذلؾ مف شأنو أف يرتب مسؤكليتيا ىي‬
‫فضال عف مسؤكلية الشركة التابعة ككذلؾ الحاؿ إذا تضمف النظاـ األساسي لمشركة نصا‬
‫يحظر تداكؿ األسيـ أك يخكؿ مجمس اإلدارة رفض التنازؿ عف األسيـ دكف تسبيب أك إذا‬

‫تضمف عقد التأسيس شرطا يقضي بحؽ الشركة في استرداد أسيميا بقيمتيا االسمية في‬
‫حالة كفاة مساىمييا‬

‫الفرع األول‪ :‬تعسف الشركة القابضة في استعمال‬


‫حق التصويت في الشركة التابعة‬

‫يعد حؽ التصكيت الكسيمة التي تكفؿ لكافة المساىميف المشاركة في صنع القرار في‬
‫الجمعية العامة لمشركة كالتي مف خالليا يتدخؿ المساىمكف في إدارة الشركة كبطبيعة الحاؿ‬
‫فاف الدكر الذم يمعبو المساىـ مف خالؿ التصكيت يتفاكت تبعا لمقدار نسبة مشاركة‬
‫المساىـ في رأس الماؿ كيعد احد الحقكؽ األساسية التي يتمتع بيا المساىـ عمى ممكيتو‬

‫كيعتبر حؽ التصكيت مف أىـ الحقكؽ األساسية المصيقة بالسيـ ‪ ،‬كىك الكسيمة‬ ‫‪2‬‬ ‫لألسيـ‬
‫الكحيدة لتسيير شؤكف الشركة ‪ ،‬تناكؿ المشرع الجزائرم مكضكع حؽ التصكيت في مكاد‬

‫‪1‬‬
‫غادة احمد عيسى‪ ,‬االتفاقيات بين المساىمين في الشركات المساىمة ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬المؤسسة الحديثة لمكتاب ‪ ,‬لبناف‬
‫‪ ,2008‬ص ‪73‬‬
‫‪2‬‬
‫عماد محمد أميف السيد رمضاف ‪ ,‬حماية المساىم في شركة المساىمة –دراسة مقارنة‪-‬طبعة ‪,1‬دار الكتب‬
‫القانكنية‪,‬القاىرة ‪ ,2008‬ص ‪73‬‬
‫‪228‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫متفرقة في القانكف التجارم‪ ،‬ىدفيا ضماف ممارستو بالشكؿ الصحيح‪،‬حيث يتمتع حؽ‬

‫التصكيت بأىمية عممية استدعت تدخؿ التشريعات الحديثة لتنظيميا بنصكص صريحة‪ ،‬إذ‬
‫تنبيت ىذه التشريعات إلى ظاىرة ضعؼ الطابع التعاقدم لمشركة المساىمة كعدـ كفاية‬
‫قكاعدىا التقميدية‪ ،‬في تأميف الحماية الالزمة لحقكؽ المساىميف‪ ،‬فتدخمت تبعا لذلؾ لتنظيميا‬
‫بقكاعد أمرة كحددت في نفس الكقت كسائؿ حمايتيا ‪ .‬يعرؼ حؽ التصكيت بأنو العمؿ أك‬
‫التصرؼ الذم يتمكف مف خاللو الشريؾ أك المساىـ مف المساىمة في اتخاذ قرار معيف‬
‫كذلؾ بالتصريح بإرادتو في ىذا السياؽ ‪،‬كالتصكيت ىك الذم يسمح لممساىـ بإبداء تصكراتو‬
‫كاعتقاداتو حكؿ كؿ المسائؿ المدرجة في جدكؿ األعماؿ ‪،‬كبالتالي يحاكؿ بيذا الحؽ تنفيذ‬

‫كتطبيؽ الحمكؿ التي يراىا مناسبة حكؿ كؿ ما يتعمؽ بنشاط الشركة كمستقبميا ‪،‬غير أف‬
‫الدكر الذم يمعبو حؽ التصكيت كاألىمية التي يكتسبيا متعمؽ إلى حد كبير بالطبيعة‬
‫القانكنية لحؽ التصكيت‬

‫يعتبر حؽ التصكيت في الجمعية العامة مف الحقكؽ المالزمة لمسيـ ‪ ،‬كالمبدأ‬


‫القانكني المنصكص عميو في القانكف التجارم كغالبية التشريعات المقارنة‪،‬ىي تناسب عدد‬
‫صكت كاحد في الجمعية ‪ ،‬كىذه القاعدة‬ ‫األصكات مع عدد األسيـ‪،‬بمعنى أف لكؿ سيـ‬
‫تجد أساسيا في مبدأ المساكاة بيف المساىميف ‪،‬فالتناسب ىك تناسب حؽ تصكيت المساىـ‬
‫مع حصتو في رأسماؿ الشركة أم مع عدد أسيمو الممثمة لحصتو في رأسماؿ الشركة‪،‬كال‬
‫يقصد بالتناسب المساكاة التامة بيف المساىميف‪،‬إذ أف مبدأ تناسب األصكات مع رأسماؿ‪،‬ىك‬
‫أف يمارس المساىـ حقو في التصكيت داخؿ الجمعية العامة‪،‬كبالتالي المشاركة في إدارة‬
‫الشركة كالتأثير عمى الق اررات المتخذة‪ ،‬حسب قيمة كعدد األسيـ التي يممكيا المساىـ في‬
‫رأسماؿ الشركة ‪ .‬تنص المادة ‪ 684‬قانكف التجارم الجزائرم عمى أنو " مع مراعاة األحكاـ‬
‫الكاردة في المادتيف ‪ 603‬ك‪، 685‬يككف حؽ التصكيت المرتبط بأسيـ رأس الماؿ أك اإلنتفاع‬
‫متناسبا مع حصة رأس الماؿ التي تنكب عنيا‪،‬كلكؿ سيـ صكت عمى األقؿ ‪ .‬كيعتبر كؿ‬
‫‪229‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫شرط مخالؼ كأنو لـ يكف " ‪ .‬مف خالؿ استقراء ىذه المادة‪ ،‬يتبيف أف المشرع الجزائرم منح‬

‫مساىمتيـ في رأس الماؿ الشركة‪،‬أم أف‬ ‫لممساىميف عددا مف األصكات تتناسب مع قيمة‬
‫يحكزىا‪1‬‬ ‫لكؿ مساىـ عدد مف األصكات يقدر بعدد األسيـ التي‬

‫كما أكد المشرع الجزائرم عمى مبدأ تناسب األصكات في القانكف المدني في مادتو‬
‫‪ ،425‬جاء فييا ما يمي ( إذا لـ يبيف عقد الشركة نصيب كؿ كاحد مف الشركاء في األرباح‬
‫كبالمقابؿ أيضا نجد‬ ‫كالخسائر كاف نصيب كؿ كاحد منيـ بنسبة حصتو في رأس الماؿ)‬
‫المشرع الفرنسي قد نص عمى مبدأ التناسب في باب األحكاـ العامة لمشركات في نص‬
‫المكاد ‪ 1843‬فقرة ‪1‬ك‪ 1-1844. 2‬فقرة ‪ 1‬ك ‪9- 1844‬‬

‫كاف كاف مبدأ األغمبية في التصكيت ىك األساس في اتخاذ الق اررات في الجمعية العامة‬
‫فاف التعسؼ في استعماؿ حؽ التصكيت يمكف تصكره في ‪:‬‬

‫‪ -‬صدكر ق اررات عف الجمعية العامة لمشركة التابعة تتعارض كمصمحة الشركة‬

‫يفترض في تصكيت األغمبية عمى قرار ما انو يتخذ لصالح الشركة كمف ثـ لصالح‬
‫مجمكع المساىميف لذا فيك يككف ممزما لكافة المساىميف حتى كاف ظيرت منيـ أقمية‬
‫معارضة لو أما إذا تبيف أف األغمبية قد أساءت استخداـ تفكقيا في األصكات لفرض ق اررات‬
‫تتعارض كمصمحة الشركة بحيث تنعكس آثار الق اررات عمى كؿ المساىميف دكف استثناء‬
‫فاف تصرفيا ىذا يمكف عده تعسفا منيا في استعماؿ حقيا كمف ثـ يككف لألقمية المعارضة‬

‫المجكء إلى القضاء لطمب إبطاؿ قرارىا التعسفي‬

‫كيتحقؽ تعسؼ األغمبية إذا ما صدر قرار عف الجمعية العامة لممساىميف يستيدؼ‬
‫تحقيؽ مصالح األغمبية عمى حساب األقمية‪ .‬ظيرت فكرة التعسؼ األغمبية في العديد مف‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيؿ‪،‬شركات األموال في القانون الجزائري ‪،‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪،‬الطبعة الثانية‪،‬ص ‪287‬‬
‫‪230‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫البمداف السيما في فرنسا كذلؾ عف طريؽ االجتياد القضائي بيف الحربيف العالميتيف ‪،‬فحكـ‬

‫ببطالف لمداكلة لجمعية عامة ال يشكبيا أم عيب في الشكؿ كاإلجراءات كلكنيا اتخذت‬
‫بالغش ككذلؾ تـ الحكـ بأف " أية مداكلة متخذة طبقا لمصمحة العامة لمشركة ال يمكنيا منح‬
‫امتيازات لفئة مف المساىميف كىي األغمبية كحرماف األقمية "‪ ،‬كقد تـ تدعيـ ىذه الفكرة مف‬
‫‪.1‬‬ ‫طرؼ الفقياء كالكتاب ك أىؿ االختصاص ثـ قامت محكمة النقض بتطبيقيا‬

‫‪ ،2‬لكضع‬ ‫لـ يتعرض المشرع المصرم كالمشرع الفرنسي ككذا المشرع الجزائرم‬
‫تعريؼ لتعسؼ ألغمبية تاركا ذلؾ لمقضاء ك الفكر‪ ،‬ك قد عاب بعض الفقو عف المشرع‬
‫بعدـ تدخمو بكضع تعسؼ لألغمبية كذلؾ حسما لمخالؼ ك تفسي ار عف القضاء ‪،‬غير أننا‬

‫نرل مع البعض األخر في الفقو أنو مف الحكمة عدـ كضع تعريؼ لتعسؼ األغمبية مف‬
‫جانب المشرع حيث كضع التعريفات ليس مف ميمة المشرع‪ ،‬فضال عف أف مثؿ ىذا‬
‫التعريؼ قد يصيب حركة القضاء ك مجيكداتو بالجمكد ك يحكؿ دكف تطكر أحكامو ‪.‬يعتقد‬
‫المشرع الفرنسي أف ىذه القاعدة عامة كتفكؽ إطار النص كال حاجة لتكريسيا بنص‬
‫قانكني‪،‬ك كاف رأم لجنة( ‪) Pleven‬في تقريرىا لمشركع تعديؿ القانكف التجارم الفرنسي مف‬
‫خالؿ المالحظات التي أبداىا حكؿ ىذا المشركع بأنو مف الضركرم إلحاؽ فقرة خاصة‬
‫تتعمؽ بتعسؼ األقمية في إعماؿ الشركات‪ ،‬غير أف القضاء تصدل ليذه المسالة ك بنا‬
‫نظرية التعسؼ األغمبية‪ ،‬األداة التي رفض المشرع إعطائيـ إياىا ك لـ تتقمص سمطتيـ في‬
‫ىذه الحيثية بؿ العكس‪،‬حيث أنيـ أخذكا كؿ حريتيـ في ظؿ غياب إطار تشريعي محدد‬
‫لتعسؼ األغمبية‪ ،‬لكف لـ يكف صحيحا الزعـ بأف كجكب خمك التشريع مف ىذا التعريؼ ىك‬
‫لتقميص صالحيات المحاكـ ‪ .‬كبالفعؿ فقد بذؿ القضاء الفرنسي مجيكدا كبي ار في سبيؿ‬

‫‪1‬‬
‫كجدم سمماف حاطكـ ‪،‬دور المصمحة الجماعية في حماية الشركات التجارية ‪،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪،‬دكف تاريخ‬
‫نشر‪ ,‬ص ‪360‬‬
‫‪2‬‬
‫تطرؽ المشرع لنظرية التعسؼ بصفة عامة في نص المادة ‪ 41‬مف التشريع المدني الجزائرم‬
‫‪231‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كضع تعريؼ لتعسؼ األغمبية‪،‬ككاف ىذا المجيكد المبذكؿ يسير بالتدرج حيث صدرت‬

‫أحكاـ غير محددة بالضبط لعناصر تعسؼ األغمبية‪.‬كقبؿ كضع قانكف الشركات التجارية‬
‫في ‪ 24‬جكيمية ‪ 1966‬الذم أتى خاليا مف التعريؼ‪ ،‬أرست محكمة التميز في قرار‬
‫( ‪) Picard‬المبدئي في ‪ 18‬أفريؿ ‪ 1921‬تعريؼ القرار التعسفي الصادر عف األغمبية في‬
‫الجمعيات العامة‪،‬بأنو القرار الذم يناقض المصمحة الجماعية كيستيدؼ تحقيؽ مصالح‬
‫مساىمي األغمبية عمى حساب مساىمي األقمية ‪، 1‬كتكالت أحكاـ القضاء الفرنسي في تحديد‬
‫تعسؼ األغمبية بشكؿ شبو إجماع في ىذا االتجاه تكافر شرطيف لتحقيؽ التعسؼ كىما أف‬
‫يككف القرار مخالفا لممصمحة الجماعية ‪،‬كالثاني أف يشكؿ إخالال بالمساكاة بيف مساىميف‬

‫األغمبية كمساىميف األقمية ‪ .‬كتـ إعطاء تعريؼ لتعسؼ األغمبية ‪،‬بالقكؿ أنو المساس‬
‫بالمساكاة بيف المساىميف‪،‬إال أنو كجيت انتقادات ليذا التعريؼ‪،‬كذلؾ بأنو ال يمكف أف نتكمـ‬
‫عف اعتداء عمى مبدأ المساكاة بيف المساىميف‪ ،‬ألف المداكالت كالق اررات المتخذة تطبؽ عمى‬
‫الجميع كبالتساكم ‪،‬فيي ممزمة لجميع المساىميف ‪،‬كلكف العبرة ىنا بنتائج التطبيؽ ‪،‬فإذا‬
‫كانت فئة األغمبية تستفيد دكف غيرىا مف ىذا القرار‪،‬ك أف ىذه الفائدة ىي التي دفعتيا إلى‬
‫اتخاذ ىذا القرار‪،‬بينما تتضرر األقمية منو ‪،‬فينا ال يمكف إخفاء االعتداء عمى مبدأ المساكاة‬
‫بيف المساىميف ‪ .‬كبالرغـ مف االنتقادات المكجية ليذا التعريؼ ‪،‬فإف محكمة النقض الفرنسية‬
‫تمسكت بو ‪،‬مع إتباع الحيطة كالحذر‪،‬كذلؾ بشرطيا عمى طالب الحكـ بالتعسؼ إثبات سكء‬
‫القرار‪2‬‬ ‫نية األغمبية عند اتخاذ‬

‫‪1‬‬
‫‪"Contrairement à l'intérêt générale de la société et dans l'unique dessein de favoriser les‬‬
‫"‪members de la majorité au detriment des members de la minorité.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الفضيؿ محمد احمد ‪ ,‬الشركات‪، ,‬دار الفكر كالقانكف‪ ،‬المنصكرة ‪ ,2011،‬ص ‪61‬‬
‫‪232‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫لكي نككف أماـ حالة تعسؼ األغمبية أثناء ممارسة حقيا في التصكيت في الجمعية‬

‫العامة ال بد مف تكفر شرطيف كما سبقت اإلشارة ليما أال كىما ‪:‬مخالفة المصمحة العامة‬
‫لمشركة (أكال) ‪،‬كاالعتداء عمى مبدأ المساكاة بيف المساىميف (ثانيا)‬

‫أوال‪:‬مخالفة المصمحة العامة لمشركة‪:‬‬

‫في محاكلة لمعرفة األساس الذم اعتمده االجتياد القاضي لتقرير األحكاـ السابقة‪،‬‬

‫نقكؿ بأف القانكف قد منح األغمبية سمطة إصدار القرار بغرض تحقيؽ مصمحة الشركة‪،‬ك‬
‫بالتالي مصمحة كؿ المساىميف فييا لككنيا تعبر عف إرادة الجماعة ك تمثميا‪ ،‬فإذا استعممت‬
‫ىذه األغمبية السمطات الممنكحة ليا لتفضيؿ ك ترجيح مصمحتيا الخاصة عمى حساب‬
‫مصمحة الشركة ك مصمحة األقمية‪ ،‬فإنيا إذا تستعمؿ حقا بطريقة ك أسمكب ك ألىداؼ غير‬
‫بيذه الطريقة فإنيا‬ ‫تمؾ التي حددىا ك ضبطيا القانكف الذم منحيا ىذا الحؽ‪ ،‬بؿ ك‬
‫تستعمؿ ىذا الحؽ ضد األىداؼ التي جاء مف أجميا‪،‬كيؼ ال كىي تتخمى عف الشركة ك‬
‫األمانة ك النزاىة في استعماؿ‬ ‫تترؾ األقمية غارقة في الصعكبات‪ ،‬ك ىك ما يفقدىا شرط‬

‫بقكة‪1‬‬ ‫حؽ التقرير ك كؿ ىذا الكضع يستدعي التدخؿ ك‬

‫ثانيا‪:‬االعتداء عمى مبدأ المساواة بين المساىمين ‪:‬‬

‫إف عنصر نية المشاركة كنية اقتساـ األرباح ك الخسائر التي يعتقد بيا لكؿ مساىـ‬
‫في الشركة‪ ،‬باعتباره شريكا فييا يجعؿ كؿ المساىميف ك إف اختمؼ مقدار حصتيـ ك‬

‫مصمحتيـ متساككف في الحقكؽ ك االلتزامات‪ ،‬ك يجب مراعاة ىذه المساكاة عند اتخاذ‬
‫الق اررات داخؿ الجمعية العامة‪ ،‬فإذا نجحت الشركة فإف خيرىا يجب أف يعـ كؿ المساىميف‬
‫ك ليس فئة منيـ فقط حتى كلك كانت األغمبية ك العكس صحيح ‪ ،‬كيعبر ىذا عمى مبدأ‬

‫‪1‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي ‪،‬حق المساىم في رقابة شركة المساىمة ‪،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف الخاص‬
‫‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪.2008،‬ص ‪209‬‬
‫‪233‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ .‬كيعتبر مبدأ‬ ‫المساكاة بيف المساىميف ‪ ،‬كىك مبدأ تقكـ عميو شركات األسيـ عمكما‬

‫ىذا المبدأ‬ ‫المساكاة بيف المساىميف ‪،‬مف الضمانات األساسية الممنكحة ليـ ‪ ،‬كال يقصد‬
‫المساكاة بيف المساىميف في الحقكؽ المالية ك حقكؽ التصكيت‪ ،‬ألنيا تتناسب مع نصيب‬
‫حصتو في رأس ماؿ الشركة‪،‬كحتى يمكف كصؼ القرار بأنو تعسفي يجب أف يتضمف مف‬
‫اإلضرار بأقمية المساىميف‪،‬‬ ‫ناحية تحقيقا لمصمحة شخصية لألغمبية‪،‬كمف ناحية أخرل‬
‫المساىميف‪1‬‬ ‫فالتعسؼ ىك اإلخالؿ بالمساكاة بيف‬

‫كالكاقع أف الشركة القابضة قد تتعسؼ في استخداـ سيطرتيا عمى أغمبية األصكات‬


‫داخؿ الجمعية العامة لمشركة التابعة لفرض ق اررات قد يككف ليا أثرىا السيئ عمى مصمحة‬

‫الشركة التابعة أك مستقبميا أك زيادة التزامات المساىميف فييا كتعديؿ الشركط الكاردة في‬
‫عقد الشركة أك دمج الشركة أك تحكليا أك تغيير جنسية الشركة أك نقؿ مقرىا مستغمة‬
‫ضعؼ نية المشاركة لدل بقية المساىميف كتغيبيـ عف حضكر اجتماعات الجمعية العامة‬
‫كمنحيـ اإلنابة لغيرىـ في الحضكر كالتصكيت كيمكف أف تعد ق اررات مف ىذا النكع اعتداءا‬
‫عمى حؽ المساىـ في ضماف احتراـ الييئات اإلدارية لمصمحة الشركة ال يمحؽ الضرر‬
‫بمصالح مجمكع الشركاء فقط كانما يضر كذلؾ بمصالح حاممي السندات كالعامميف‬
‫كالمتعامميف مع الشركة مف مكرديف كمشتريف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعسف األغمبية من المساىمين في الشركة التابعة‬

‫تقكـ فكرة الشركة عمى السعي لتحقيؽ ىدؼ مشترؾ يسعى إليو القائمكف عمييا كاذا‬
‫كاف مف المتعذر تحقيؽ اإلجماع في إدارة الشركة فاف مف اليسير إدارة الشركة مف خالؿ‬
‫‪2‬‬ ‫مبدأ األغمبية كبعبارة أخرل فاف المساىمة في الشركة تعني رضاء المساىـ بمبدأ األغمبية‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفضيؿ محمد أميف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪61‬‬
‫‪2‬‬
‫عماد محمد أميف السيد رمضاف ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪115‬‬
‫‪234‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫اعتقادا منو أف األغمبية البد أف تستيدؼ مصمحة الشركة كتحترـ تمؾ المصمحة كتبني‬

‫ق ارراتيا بما يحققيا كيعززىا ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف مف أىـ المبادئ التي تقكـ‬
‫عمييا الشركة ىك مبدأ المساكاة بيف المساىميف لكف قد يحصؿ خالؼ ذلؾ فتتعسؼ‬
‫األغمبية في التصكيت بيدؼ إصدار ق اررات لصالحيا في الجمعية العامة أك في مجمس‬
‫إدارتيا كبما يمحؽ الضرر بأقمية الشركاء أك المساىميف في الشركة كقد تستيدؼ تمؾ‬
‫الق اررات جمب نفع خاص ألعضاء مجمس اإلدارة أك تستيدؼ اإلضرار بفئة معينة مف‬
‫المساىميف األمر الذم يمكف عده إخالال بالمساكاة بيف المساىميف ففي ىكذا حاؿ ال يككف‬
‫أماـ األقمية سكل المجكء إلى القضاء كطمب إبطاؿ الق اررات التعسفية‬

‫حيث حظر المشرع المصرم عمى الجمعية العامة غير العادية تعديؿ نظاـ الشركة‬
‫بما يزيد مف التزامات المساىميف كعد باطال كؿ قرار يصدر عنيا مف شأنو المساس بحقكؽ‬
‫‪1‬‬ ‫المساىـ األساسية التي يستمدىا بصفتو شريكا‬

‫كلمتعسؼ تطبيقات عديدة كمتنكعة كال يمكننا حصرىا كميا كلكف سنكتفي بذكر أمثمة‬
‫عف ىذا التعسؼ نذكر منيا ‪ ،‬تعسؼ األغمبية عند إضافة األرباح إلى االحتياطي أك عند‬
‫ترحيؿ األرباح أك حرماف المساىميف القدامى مف حؽ األفضمية في االكتتاب أك التصكيت‬
‫عمى قرار تحكيؿ الشركة‬

‫أوال ‪ :‬تعسف األغمبية عند إضافة األرباح إلى االحتياطي أو عند ترحيل األرباح‬

‫قد يبدك قرار الجمعية بإضافة األرباح المحققة لالحتياطي كتككيف احتياطي اختيارم‬
‫سميـ محقؽ لمصمحة الشركة‪ ،‬باعتبار االحتياطي يدعـ ائتماف الشركة‪،‬كلكف أحيانا ال يككف‬
‫تيدؼ األغمبية إلى حرماف‬ ‫الباعث مف اتخاذ مثؿ ىذا القرار ىك ىذا اليدؼ نفسو‪ ،‬حيث‬

‫األقمية مف نصيبيـ مف األرباح كبالتالي إجبارىـ عمى التنازؿ عف أسيميـ بثمف‬

‫‪1‬‬
‫المادة (‪-68‬أ) مف قانكف الشركات المصرم‬
‫‪235‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بخس‪،‬باعتبار أف عدـ تكزيع األرباح أك تكزيع أرباح قميمة مف شأنو أف يؤدم إلى انخفاض‬

‫القيمة الحقيقية لألسيـ في سكؽ األكراؽ المالية‪،‬كعميو فإف مثؿ ىذا القرار ال يعبر سكل عف‬
‫رغبة األغمبية في تحقيؽ مصالحيا عمى حساب مصالح األقمية‪،‬كاألمر نفسو يقاؿ بالنسبة‬
‫لقرار األغمبية بترحيؿ تكزيع جزء كبير مف األرباح إلى السنة المالية التالية ‪ ،‬فيذا القرار‬
‫يككف صحيحا إذا كانت الغاية منو ىك تخصيصو لتكسيع أعماؿ الشركة‪ ،‬لكنو مشكبا‬
‫بالتعسؼ إذا كاف الباعث إليو ىك حرماف األقمية مف نصيبيا المقرر مف األرباح كارغاميـ‬
‫عمى بيع أسيميـ بسعر يقؿ عف قيمتو الحقيقية‬

‫ثانيا‪ :‬حرمان المساىمين القدامى من حق األفضمية في االكتتاب‬

‫‪1‬‬ ‫يعرؼ حؽ األفضمية بأنو تمتع جميع المساىميف بحؽ األكلكية في االكتتاب‬
‫الشركة عند زيادة رأسماليا‪ ،‬كذلؾ بنسبة ما يممككنو مف‬ ‫باألسيـ الجديدة التي تصدرىا‬
‫أسيـ ‪ ،‬كيعتبر االكتتاب التزاـ المكتتب بتقديـ الحصة كاتماـ ىذه األخيرة يعتبر تنفيذا ليذا‬
‫االلتزاـ‪ ، 2‬كنظ ار ألىمية عممية االكتتاب تشدد فيو المشرع مف حيث الشركط اإلجرائية‬

‫كالمكضكعية‪ ،‬ألنو عند لجكء الشركة لزيادة رأسماليا بإصدار أسيـ جديدة قد تحدث عدة‬
‫تجاكزات تيضـ مف خالليا حقكؽ األقمية المساىمة ‪،3‬بحيث يتمتع المساىمكف القدامى بحؽ‬
‫االكتتاب‪ ،‬حتى ال يزاحمكف مف طرؼ المساىميف الجدد خاصة إذا كاف‬ ‫األفضمية في‬
‫‪ 634‬مف القانكف التجارم الجزائرم ببطالف‬ ‫لمشركة احتياطي ضخـ ‪ ،‬كلقد قررت المادة‬
‫كؿ شرط يقضي عمى حؽ األفضمية في االكتتاب ‪ .‬إف القرار الذم يقضي بإلغاء حؽ األقمية‬

‫‪1‬‬
‫يمكف تعريؼ االكتتاب‪ :‬بأنو إعالف عف رغبة المكتتب في االنضماـ إلى الشركة تحت التأسيس مقابؿ المساىمة في‬
‫رأسماؿ بعدد معيف مف األسيـ المطركحة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فاركؽ إبراىيـ جاسـ ‪،‬حقوق المساىم في الشركة المساىمة ‪،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬لبناف‬
‫‪ ,.2008،‬ص ‪142‬‬
‫‪3‬‬
‫مزكار فتحي ‪،‬حماية المساىم في شركة المساىمة ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‬
‫الخاص‪،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ‪،‬جامعة أبي بكر بمقايد ‪،‬تممساف ‪.2011‬ص ‪66‬‬
‫‪236‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المساىمة في األفضمية في االكتتاب قد يحرميا مف االلتحاؽ باألغمبية المساىمة‪ ،‬خاصة‬

‫إذا رفضت ىذه األخيرة االكتتاب في األسيـ الجديدة‬

‫ثالثا ‪ :‬التصويت عمى قرار تحويل الشركة‬

‫ككف أف قانكف األغمبية ىك الذم يحكـ الشركة‪ ،‬فقد يحدث أف تصكت األغمبية‬
‫المساىمة عمى ق اررات تخدـ مصمحتيا الشخصية فقط دكف االكتراث بمصمحة الشركة‪ ،‬إذ‬

‫أف كؿ مساىـ لديو سمطة عمى شيء ما يمكف أف يتعسؼ‪ ،‬فقد تتعسؼ األغمبية المساىمة‬
‫باتخاذىا ق ار ار مخالفا لمصمحة الشركة يمنح ليا امتيازات عمى حساب األقمية المساىمة ‪ .‬إف‬
‫الق اررات التي تكد األغمبية المساىمة تمريرىا في الجمعية العامة لممساىميف كفييا مخالفة‬
‫لمصمحة الشركة عديدة ال يمكف حصرىا‪ ،‬كمف بينيا التصكيت عمى قرار تحك يؿ الشركة‬
‫آخر‪1‬‬ ‫إذ يمكف أف يتـ تغيير النظاـ الذم يحكـ الشركة كذلؾ بتحكيميا إلى شركة مف نكع‬

‫كاذا ما أخذنا بعيف االعتبار أف العالقة بيف الشركة القابضة كالشركات التابعة ليا‬
‫تقكـ أساسا عمى ىيمنة األكلى عمى الثانية مف خالؿ سيطرتيا عمى األصكات في الجمعية‬

‫العامة فاف مف المتكقع في كثير مف األحياف أف تتعسؼ الشركة القابضة كتسخر تمؾ‬
‫السيطرة في تحقيؽ مصالحيا عمى حساب مصمحة األقمية ممثمة ببقية شركائيا في الشركة‬
‫التابعة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬جزاءات تعسف األغمبية في ممارسة حق التصويت‬

‫إف جزاء التعسؼ يجب أف يككف بالشكؿ الذم يترتب عميو إزالة الضرر‪ ،‬كلكف‬
‫يجب أال ينظر إلى معنى إزالة الضرر نظرة ضيقة‪ ،‬ألف الضرر المادم الذم يمحؽ باألقمية‬
‫أك بالشركة ليس سكل المظير الخارجي كاألثر المادم بيف الشركاء‬

‫‪1‬‬
‫مزكار فتحي ‪ ,‬نفس المرجع ‪,‬ص ‪76‬‬
‫‪237‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يككف الخضكع إلرادة األغمبية ضركريا في شركة المساىمة‪ ،‬إال أنو في نفس الكقت‬

‫سندا ضركريا لخدمة أغراض كمصالح شخصية لألغمبية‪ ،‬التي‬ ‫يجب أال يتخذ المكضكع‬
‫تككف متعارضة مع مصمحة الشركة ‪، 1‬لذا فقد كضعت جزاءات في حالة مخالفة أك الخركج‬
‫عف المصمحة الجماعية لمشركة ‪ .‬إف العقكبة المقررة عند التحقؽ مف كجكد تعسؼ األغمبية‬
‫كبكؿ شركطو‪ ،‬ىي الحكـ ببطالف المداكلة كالقرار الناتج عنيا إضافة إلى التعكيض كأفضؿ‬
‫سبيؿ إلزالة األضرار الناتجة عف القرار التعسفي‬

‫‪- 1‬اإلبطال كجزاء لتعسف األغمبية‬

‫باعتبار أنو عند مخالفة نصكص قانكنية كممزمة فإف البطالف ىك أحسف جزاء‬
‫يطبؽ‪ ،‬كألف تعسؼ األغمبية مكضكع لـ تتناكؿ تنظيمو القكانيف كالتشريعات‪ ،‬فإننا نتساءؿ‬
‫عف األساس الذم يعتمد عميو القضاء حيف تقريره لمبطالف؟ خاصة أف لمبطالف أثار سمبية‬
‫عمى الشركة ك استقرارىا؟ نص القانكنيف الفرنسي كالجزائرم عمى أنو ال يمكف الحكـ‬
‫ببطالف شركة أك عقد معدؿ لمقانكف األساسي‪ ،‬إال بكجكد نص صريح في القانكف التجارم‬

‫أك القانكف الذم تسرم عمى بطالف العقكد ‪،2‬ك إف بطالف العقكد كالمداكالت ال يمكف أف يتـ‬
‫إال مف مخالفة نص ممزـ في القانكف التجارم‪،‬أك مف القكانيف التي تسرم عمى العقكد‬
‫‪ .3‬كما‬ ‫‪،‬كبالتالي فالنصكص لـ تذكر تعسؼ األغمبية كسبب لبطالف العقكد كالمداكالت‬
‫اعتبر الفقو أف ق اررات الجمعية العامة التعسفية‪ ،‬غير ممزمة كتتعرض لمبطالف ك إف كانت‬
‫صحيحة شكال عندما تتخذ مف أكثرية منقادة كمتيمة ليس بالمصمحة العامة لمشركة‪ ،‬أم أف‬
‫العامة مخالؼ ألحكاـ القانكف أك نظاـ الشركة يقع باطال‬ ‫كؿ قرار يصدر مف الجمعية‬

‫‪1‬‬
‫شرل خالد تركي المكلى ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪121‬‬
‫أحمد محرز ‪،‬الوسيط في الشركات التجارية ‪،‬منشأة المعارؼ ‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬اإلسكندرية ‪،2004،‬ص‪566‬‬
‫‪2‬‬
‫نص المادة ‪ -L235 1‬مف القانكف التجارم الفرنسي‬
‫‪3‬‬
‫تنص المادة ‪ 733‬مف القانكف التجارم الجزائرم "‪...........‬ال يحصؿ بطالف العقكد أك المداكالت غير التي نصت‬
‫عمييا الفقرة المتقدمة مف مخالفة نص ممزـ مف ىذا القانكف أك مف القكانيف التي تسرم عمى العقكد‬
‫‪238‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪، 1‬يشكؿ البطالف الجزاء األساسي لمق اررات التعسفية‪،‬إال أنو ليس الجزاء الكحيد في بعض‬

‫مع‬ ‫األحياف كغير كاؼ في أحياف أخرل‪ ،‬ألف حماية األطراؼ حسني النية المتعاقدكف‬
‫الشركة تفرض نفسيا‪،‬كمف ثمة ال يجكز إبطاؿ تعاقدىـ مع الشركة المستند عمى قرار‬
‫تعسفي صادر مف الجمعية العامة لممساىميف ‪.‬‬

‫كتفسير ذلؾ يعكد إلى أف القرار التعسفي الذم تتخذه األغمبية يختمؼ عف الق اررات‬
‫األخرل‪،‬ألف الق اررات الذم تصدرىا ىذه األخيرة يمكف طمب بطالنيا لمخالفتيا النظاـ أك‬
‫القانكف‪، 2‬عندئذ ال يحؽ لمغير التذرع بحسف نيتو تجاه القرار المعيب ألف مف المفترض أف‬
‫نصكص القانكف كنصكص النظاـ العاـ معمكمة بالنسبة إلى الغير‪ ،‬تطبيقا لقاعدة ال يعذر‬

‫بجيؿ القانكف‪ ،‬أما نظاـ الشركة فيك خاضع لمشير كيحتج بو تجاه الكافة‪ ،‬غير أف األمر‬
‫يختمؼ كميا عندما يتعمؽ بإبطاؿ قرار تعسفي ‪،‬ألف القرار التعسفي إنما ىك صحيح مف‬
‫الناحية الشكمية كال يمثؿ مخالفة القانكف كالنظاـ العاـ‪،‬كمف ثمة يككف مف حؽ الغير حسف‬
‫النية االستناد إلى الظاىر كبالتالي ال يبقى لممدعي سكاء األقمية أك الشركة إال دعكل‬
‫م‬
‫المسؤكلية كالمطالبة بالتعكيض المناسب عف الخسائر التي تكبدىا مف جراء القرار التعسؼ‬

‫‪ .‬بالرغـ مف غياب النصكص القانكنية المستند إلييا‪،‬فإف المحاكـ تقضي ببطالف‬


‫عنيا جراء تعسؼ األغمبية في ممارسة حقيا في التصكيت‪،‬‬ ‫المداكالت كالق اررات الناتجة‬
‫كالقضاء الفرنسي ال يتردد في الحكـ ببطالف مداكلة يتأكد لو قياميا عمى تعسؼ األغمبية ‪.‬‬

‫كيترتب عمى الحكـ بالبطالف اعتبار القرار كأف لـ يكف بالنسبة إلى جميع المساىميف‪،‬‬
‫كعمى مجمس اإلدارة نشر ممخص الحكـ بالبطالف في صحيفة يكمية كفي صحيفة الشركات‬
‫‪، 3‬كمف المقرر بحسب أحكاـ القكاعد العامة أف لمبطالف أث ار رجعيا‪ ،‬بمعنى أنو ال يسرم‬

‫‪1‬أحمد محرز ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪566‬‬


‫‪2‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪- 216‬فاركؽ إبراىيـ جاسـ ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز ‪،‬الكسيط في الشركات التجارية ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪567‬‬
‫‪239‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بآثاره عمى المستقبؿ فحسب‪،‬كانما يسرل عمى الماضي‪ ،‬إال أف إعماؿ ىذا األثر عمى‬

‫الماضي مف شأنو المساس بحقكؽ الغير حسني النية ‪،‬الذيف تعاممكا مع الشركة دكف أف‬
‫يككف ليـ عمـ بأكجو البطالف التي تشكب قرار الجمعية العامة‪ ،‬كاذا كاف لمغير حسف النية‬
‫التمسؾ بصحة ما يرتبو القرار مف أثار كعدـ إعماؿ البطالف ‪،‬فال يككف لممساىـ أك‬
‫‪1‬‬ ‫مجمكعة المساىميف سكل طمب التعكيض عف األضرار التي لحقت بيـ جراء ىذا الق ارر‬

‫‪- 2‬التعويض كجزاء تعسف األغمبية‬

‫كما أشرنا سابقا أف أفضؿ سبيؿ إلزالة األضرار الناتجة عف القرار التعسفي ىك‬
‫لكف‬ ‫اعتبار القرار الصادر عف األغمبية باطال‪،‬كىذا البطالف يعتبر بمثابة تعكيض عيني‬
‫ىذا التعكيض قد ال يككف ممكنا‪،‬لذا البد مف المجكء إلى التعكيض بمقابؿ أم التعكيض‬
‫البديؿ حيث أف القاضي لو أف يجبر كامؿ الضرر كفؽ الطريقة التي يراىا أكثر مالئمة‪،‬‬
‫أصدرت القرار التعسفي ىي التي تتحمؿ تبعات ىذا القرار كبالتالي‬ ‫كاألغمبية التي‬
‫التعكيض كليست الشركة‪،‬كتفسير ذلؾ إذا كانت الشركة تتحمؿ تبعات الق اررات التي تتخذىا‬

‫أجيزتيا القانكنية‪،‬إال أف ذلؾ مشركط بأف تككف ق ارراتيا صحيحة فيذه األغمبية تعبر عف‬
‫إرادة الشركة باتخاذىا ق اررات تتكافؽ كمصمحة الشركة‪،‬فعندما يككف القرار مخالفا ليذه‬
‫المصمحة تككف قد خرجت األغمبية عف ميمتيا‪،‬كبالتالي ىي التي تتحمؿ المسؤكلية كليس‬
‫التعسؼ‪2‬‬ ‫الشركة ‪،‬ىذه األخيرة ىي ضحية التعسؼ كليست مرتكبة‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬تعسف األقمية من المساىمين في الشركة التابعة‬

‫إف تعسؼ األقمية ليك مف المفاىيـ الحديثة مقارنة بتعسؼ األغمبية‪ ،‬ككذلؾ فيك‬
‫مفيكـ لـ تتناكلو ‪ ،‬أكلـ تنص عميو النصكص القانكنية يعرؼ تعسؼ األقمية لغكيا بأقمية‬

‫‪1‬‬
‫فاركؽ إبراىيـ جاسـ ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪.266‬‬
‫‪2‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪428‬‬
‫‪240‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫األشخاص الذيف يمثمكف العدد األقؿ بالنسبة لمعدد اإلجمالي ‪ ،‬أم ىي الفارؽ بيف األغمبية‬

‫كالمجمكع‪ .‬أما مف الناحية القانكنية في شركات األمكاؿ‪ ،‬تتحدد األقمية بالنسبة إلى رأس‬
‫الماؿ الشركة‪ ،‬ك عندئذ يقصد باألقمية مجمكعة مف المساىميف الذيف يمتمككف القدر األقؿ‬
‫في رأس الماؿ بالنظر إلى المفيكـ المادم لمفيكـ األقمية‪ ،‬قد تتجدد األقمية بالنظر إلى عدد‬
‫الشركاء‪ ،‬كعندئذ يقصد باألقمية الشركاء األقؿ عددا بالمقارنة مع األغمبية ك ىذا ىك المفيكـ‬
‫الشخصي لألقمية ‪ ، 1‬بحكـ أنو يتحدد بالنظر إلى عدد الشركاء ‪،‬غير أف معنى األقمية في‬
‫الجمعية العامة لممساىميف ليس لو ىذا المعنى السابؽ المادم أك الشخصي فاألقمية تتحدد‬
‫بالنظر إلى عدد الشركاء الحاضريف في اجتماعات الجمعية العامة ‪،‬أك باألدؽ بالنظر إلى‬

‫عدد األسيـ الممثمة في كؿ اجتماع ‪.‬‬

‫فاألقمية إذف ىي مجمكعة المساىميف الذيف تفرض عمييـ ق اررات األغمبية الحاضرة‬
‫أك الممثمة في اجتماع الجمعية العامة‪ ،‬كعمى ذلؾ إف أىمية األقمية ال تعتمد عمى قدر‬
‫مساىمتيا في رأس الماؿ الكمي‪،‬بؿ تعتمد عمى ما تمثمو مساىمة المساىميف الذيف حضركا‬
‫اجتماع الجمعية العامة‪،‬ك يالحظ أنو في الشركات التي تتككف مف عدد قميؿ مف‬
‫المساىميف‪ ،‬تبدك األقمية باعتبارىا مجمكعة مف المساىميف الذيف يساىمكف في تككف رأس‬
‫ماؿ الشركة‪،‬بقدر أقؿ بالمقارنة مع مجمكعة المساىميف الذيف يشكمكف الغالبية ‪،‬كىذا الفرؽ‬
‫يقترب مف معنى األقمية في الجمعية العامة مف معناه المغكم ك المنطقي المادم أك‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫ك عمى نقيض مف ذلؾ في الشركات التي تتككف مف أعداد كبيرة مف المساىميف‬


‫تشارؾ في تككيف ر أس الماؿ بالقدر األكثر‪،‬بحيث تككف األقمية في الجمعية المككنة‬
‫ألغمبية ر أس الماؿ‪ ،‬ك أغمبية المساىميف التي تككف األغمبية في الجمعية العامة المككنة‬

‫‪1‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪438‬‬
‫‪241‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫لمجزء األقؿ مف رأس الماؿ ك أقمية المساىميف مف حيث العدد ‪،‬بحيث يبدك التناقض حاد‬

‫بيف أغمبية ك أقمية الجمعية العامة ‪ .‬مما تقدـ نجد أف محكمة النقض الفرنسية اعتمدت في‬
‫تعريفيا نفس مفيكـ تعسؼ األغمبية مع فرؽ بسيط يتعمؽ بالحالة التي يككف فييا تصكيت‬
‫األقمية مخالؼ لمصمحة الشركة‪ ،‬كيؤدم بالتالي إلى منع إنجاز عممية ميمة لمشركة ‪.‬‬

‫‪- 1‬كيفية تعسف األقمية وشروطو‬

‫كتعسؼ األغمبية فإف لتعسؼ األقمية شركطا يجب تكفرىا مجتمعة لمحكـ بكجكد‬
‫التعسؼ‪ ،‬يتطمب القضاء الفرنسي أف يككف مكقؼ األقمية المعطؿ مخالفا لممصمحة‬
‫االجتماعية لمشركة( ‪ (Contraire à intérêt social‬كما ىك الحاؿ في قرار األغمبية‬
‫التعسفي الذم يقتضي ىك األخر أف يككف مخالفا لمصمحة الشركة ‪ 1‬ىذا مف جية ‪،‬يجب‬
‫أف تككف عرقمة األقمية لمقرار ىي ضد مصمحة الشركة ك أف تيدؼ ىذه العرقمة إلى تحقيؽ‬
‫‪2‬‬ ‫مصالح أك أغراض شخصية‬

‫كمف تطبيقات تعسؼ األقمية داخؿ الجمعيات ىي سمطة تعطيؿ الق اررات (‬

‫‪ )Pouvoir de blocage‬متى ارتأت أف ىذه الق اررات مخالفة لممصمحة الشركة ‪،3‬كمخمة‬
‫بمبدأ المساكاة بيف المساىميف ‪،‬فعندما يتطمب المشرع لصحة بعض الق اررات في الجمعية‬
‫العامة عدد معيف مف األصكات تمثؿ نسبة محددة ال يصح القرار دكف ىذه النسبة ‪،‬ىنا‬
‫تأخذ سمطة التعطيؿ( ‪ ) blocage‬لألقمية دك ار بارزا‪،‬فالمشرع فرض نسبة معينة مف رأس‬
‫الماؿ التخاذ بعض الق اررات التي تمثؿ خط ار ما عمى مصالح الشركة كمصالح الشركاء فييا‬
‫‪،‬األمر الذم يدفع األقمية إلى تعزيز كتشديد رقابتيا عمى األغمبية في إدارة الشركة ‪،‬كيسيؿ‬
‫عمييا ممارسة سمطتيا بامتناعيا عف التصكيت معطمة أخذ قرار اقترحتو األغمبية في‬

‫‪1‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪466‬‬
‫‪2‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪225‬‬
‫‪3‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ ‪ ,‬المرجع أعاله ‪ ,‬ص ‪451‬‬
‫‪242‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الجمعية العامة لممساىميف ‪،‬دفاعا عف مصالح الشركة التي تشمؿ مصالحيا بطبيعة‬

‫(‪ (blocage Minorité‬باإلضافة‬ ‫الحاؿ‪،‬كعندىا يطمؽ عمى األقمية اسـ األقمية المعطمة‬
‫إلى ذلؾ بإمكاف األقمية ممارسة الدعكل الجماعية بصكرة انفرادية ضد المديريف عمى‬
‫األعماؿ التي اقترفكىا ‪،‬مسببيف الضرر لمشركة‪ ،‬كما ليـ مباشرة دعكل بطالف الق اررات‬
‫الجماعية ‪ 1‬التعسفية ‪،‬كليـ أيضا مباشرة تقديـ طمب تعييف خبير إدارم كمؤقت‬

‫‪ .‬ىذه السمطات لألقمية كغيرىا‪،‬أدل بالبعض إلى اعتبار أف األقمية تشكؿ جيا از‬
‫احتياطيا مف أجيزة الشركة تمارس صالحيات الدفاع عف مصمحة الشركة كمصمحتيـ ‪،‬غير‬
‫أنو يمكف أف تنقمب ىذه السمطات مف سالح لمدفاع عف مصالحيـ إلى سالح لمتعسؼ ضد‬

‫مصمحة الشركة ‪ .‬فقد دعـ المشرع األقمية ىذه السمطات كالحقكؽ‪ ،‬كما قمنا أف اليدؼ مف‬
‫كراء ذلؾ ىك كشؼ كايقاؼ كؿ تجاكز أك تصرؼ يضر بالشركة‪ ،‬كاعطاء األقمية ىذه‬
‫استعماؿ سمطتيا في اتخاذ الق اررات‬ ‫الحقكؽ يعكد إلى الخكؼ مف تعسؼ األغمبية عند‬
‫المتعمقة بنشاط الشركة ‪.‬‬

‫كؿىذا فإف حماية حقكؽ كمصالح األقمية إنما ىي حماية رأسماؿ الشركة ‪،‬فكضعيـ‬
‫المادم ال يسمح ليـ باالكتتاب باألسيـ الجديدة ‪ ،‬باعتبار أف ليـ حؽ األفضمية في ىذا‬
‫االكتتاب ‪ ،‬كعميو فإنيـ كبرفضيـ ليذه الزيادة إنما يتجنبكف المساس بمصالحيـ المادية في‬
‫الشركة كالذم يمكف أف يككف بدخكؿ مساىميف جدد‪ ،‬كما قد ينتج عنو مف انخفاض في‬

‫قيمة السيـ الحقيقية ‪،‬ك انخفاض في قيمة األرباح التي ترجع لكؿ مساىـ ماداـ أف عدد‬
‫المساىميف قد ارتفع‪،‬بينما األغمبية فإف مف مصمحتيا زيادة رأس الماؿ ألف بإمكانيا‬

‫‪1‬‬
‫شرل خالد تركي المكلى ‪،‬التزامات المساىم في شركة المساىمة‪،‬دار الحامد‪،‬الطبعة األكلى ‪،‬عماف ‪.2010‬ص ‪121‬‬
‫‪243‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫االكتتاب باألسيـ الجديدة ‪،‬كىك ما سيدعـ قكاىا ‪ ،‬كسيطرتيا أكثر‪،‬كاألقمية ستزداد ضعفا‬

‫إلى ضعفيا كىك ما سيؤثر عمى حقكقيا كمركزىا‪1‬‬

‫‪- 2‬جزاءات تعسف األقمية‬

‫إف اإلشكاؿ الحساس في مكضكع تعسؼ األقمية ىك ذلؾ المتعمؽ بالعقكبة المقررة‬
‫ليا‪،‬فعندما نككف بصدد ‪ 2‬تعسؼ األغمبية‪،‬فإف إلغاء ك إبطاؿ المداكلة كالقرار المعيب ىي‬

‫الطريقة الصحيحة لعقاب األغمبية ‪ ،‬غير أف األمر عكس ذلؾ بالنسبة لتعسؼ األقمية حيث‬
‫‪3‬إنما يتككف مف تعطيؿ‬ ‫أنو ال تكجد مداكلة مصكت عمييا‪،‬كال قرار لو كجكد في الكاقع‪،‬‬
‫اتخاذ قرار كابقاء الحالة عمى ما ىي عميو ‪،‬فإف القضاء في ىذه الحالة يحكـ عادة‬
‫بالتعكيض عف الخسائر التي لحقت بالشركة مف جراء عدـ اتخاذ اإلجراءات الالزمة في‬
‫الكقت المناسب‪،‬كالتي قد تضيع عمى الشركة الكثير مف الفرص‪،‬إف ىذه العقكبة ال تحمي‬
‫مصمحة الشركة كال مصمحة باقي المساىميف فييا‪،‬فميما بمغ التعكيض المقرر مف قيمة‪،‬فإنو‬
‫‪ .‬كتعسؼ‬ ‫مف الصعب التخمص مف األخطار كاألضرار التي قد يسببيا تعسؼ األقمية‬

‫المعترض ‪4‬‬ ‫األقمية يمكف معاقبتو بجزاءات متعددة تتراكح بيف التعكيض كاقصاء المساىـ‬

‫أ ‪ -‬التعويض‬

‫تكمف معاقبة تعسؼ األقمية في إدانتيا بدفع العطؿ كالضرر أم مطالبتيا بالتعكيض‬
‫‪ ،‬كالذم يككف أحيانا جزاء ثقيؿ كقد تـ تطبيقو في المحاكـ في الكثير مف الحاالت‪،‬إذ يرل‬

‫رجاؿ القانكف الفرنسي أنو جزاء مقبكؿ ال بؿ األنسب في بعض األحياف‪،‬كلكف شريطة إثبات‬
‫كقكع الضرر مف جراء االعتراض‪ ،‬كالتعكيض يمنح لمف أصابو ضرر شخصي‪،‬فقد تككف‬

‫‪1‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪,‬ص ‪226‬‬
‫‪2‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪. -..229‬‬
‫‪3‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪503‬‬
‫‪4‬‬
‫خمفاكم عبد الباقي‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪229‬‬
‫‪244‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫األغمبية ‪ ،‬كاما الشركة‪،‬كاما االثنيف معا ‪ 1‬لكف ىذا الجزاء ليس فعاال في كؿ الحاالت كغير‬

‫مناسب كلك كاف مبمغ التعكيض مرتفعا‪ ،‬كبالفعؿ فإف القرار الضركرم لبقاء الشركة يبقى‬
‫دكف التصكيت عميو مف الجمعية العامة بعد إدانة القضاء لألقمية بالتعكيض‪ ،‬كقد يصؿ‬
‫األمر إلى طريؽ مسدكد‪ ،‬لذلؾ نقضت محكمة التمييز بقرار( ‪ ) Vitama‬في ‪ 14‬جانفي‬
‫‪ 1992‬حكـ محكمة االستئناؼ التي اعتبرت أف تعسؼ األقمية ال يمكف معاقبتو إال بالمجكء‬
‫إلى التعكيض النقدم‪ ،‬ما دفع محكمة التمييز أف نقضت ىذا الحكـ معتبرة أنو إلى جانب‬
‫جزاء التعكيض عف التعسؼ ىناؾ حمكؿ أخرل‬

‫ب‪ -‬إقصاء المساىم المعترض‬

‫إف التعسؼ الصادر مف األقمية يؤثر بطبيعة الحاؿ عمى سير عمؿ الشركة‪،‬مما‬
‫يؤدم إلى انقضاء الشركة كزكاليا بالنسبة لجميع الشركاء ‪،‬إذا كاف ىذا يرضي األقمية‬
‫كيحقؽ مصالحيا في ذلؾ‪،‬غير أنو في الكثير مف األحياف يسعى المساىمكف اآلخركف‬
‫لمحفاظ عمى الشركة‪،‬فيبحثكف عف كسائؿ ناجعة لمتخمص مف ىذا المأزؽ‪ ،‬غير أننا نتساءؿ‬

‫عف إمكانية الطمب األغمبية أك ممثؿ الشركة مف القضاء فصؿ الشريؾ المعترض‪،‬عمى أف‬
‫تبقى الشركة قائمة بعد فصمو؟‪ 2‬إف الفقو كالقضاء يعترفاف منذ زمف بعيد لمشريؾ بحؽ البقاء‬
‫في الشركة كعدـ استبعاده منيا دكف إرادتو‪ ،‬كقد استقر الرأم عمى أنو ال يجكز فصؿ‬
‫الشريؾ إال إذا ك جد نص قانكني أك نظامي يسمح بذلؾ‪.‬‬

‫غير أف الفقو الفرنسي يرل أف إقصاء الشريؾ ىك الحؿ األمثؿ في حالة كاف االعتراض‬
‫الصادر مف المساىـ ىك حقا اعتراض تعسفي عمى الكجو الذم شرحناه سابقا‪،‬عمى أف‬
‫ينص نظاـ الشركة عمى بند يجيز اإلقصاء‪ ،‬كلـ تعد مشركعية ىذا البند محؿ شؾ لدل‬

‫‪1‬‬
‫كجدم حاطكـ سميماف‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪506‬‬
‫‪2‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ‪ ,‬نفس المرجع ‪،‬ص‪507‬‬
‫‪245‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفقو كالقضاء في فرنسا‪،‬مع االحتفاظ بالضمانات المعنكية كاإلجرائية كالمالية لمشركاء‬

‫المبعديف‪ ،‬كىذا الحؿ األفضؿ بالنسبة لمشركة حيث ال يعرضيا لخطر الزكاؿ‪ ،‬كاألفضؿ‬
‫لألغمبية الذيف يسعكف إلى إزالة التعطيؿ‪ ، 1‬كاألفضؿ لألقمية بعدـ تعرضيا لدفع مبمغ مف‬
‫التعكيض‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي رأسمال‬

‫من أرباح الشركة التابعة‬

‫يعد الحصكؿ عمى نصيب عادؿ مف أرباح الشركة مف أىـ الحقكؽ األساسية‬
‫لممساىـ لكف في بعض األحياف قد تقرر الشركة بعد التصديؽ عمى األرباح في الجمعية‬
‫العامة استقطاع قسـ مف تمؾ األرباح كاالحتفاظ بيا لتككيف احتياطي لتكسيع مشركعات‬

‫الشركة كتطكيرىا أك تحسيف ظركؼ العمؿ كالعماؿ فييا أك تأسيس المشركعات ذات الصمة‬
‫بنشاط الشركة أك المشاركة فييا أك استخدامو في إطفاء خسائر الشركة بما ال يتجاكز‬
‫‪ %50‬منو كمف ثـ تكزيع بقية األرباح عمى المساىميف‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع احتياطي رأس مال الشركة‬

‫ىناؾ عدة أنكاع مف احتياطي رأس الماؿ يتـ تككينيا مف استقطاع نسبة مف األرباح‬
‫السنكية لمشركة‬

‫‪- 1‬االحتياطي اإللزامي ‪ :‬تشػير عمميػة االقتطػاع مػف األربػاح الصػافية مشػكمة عمػى‬

‫جانػب كبػير مػف الدقػة خاصػة باألربػاح المرحمػة مػف سػنكات ماليػة سػابقة‪،‬فمف‬
‫المعػركؼ أف عمميػة االقتطػاع تػتـ بالنسػبة لكػؿ سػنة ماليػة عمػى حػدة مػف األربػاح‬
‫الػتي تحققػت فييا‪،‬كلكف قد يدخؿ في األرباح أرباح مرحمة مف سنكات سابقة خضعت‬

‫‪1‬‬
‫كجدم سميماف حاطكـ‪,‬نفس المرجع ‪،‬ص‪509‬‬
‫‪246‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بالفعؿ لعممية االقتطاع ‪ .‬فيمػزـ المشػرع شػركة المسػاىمة بتكػكيف مػاؿ احتياطي‪،‬كذلػؾ‬

‫بػإلزاـ مجمػس اإلدارة بتجنيػب جػزء مػف األربػاح الصػافية لتكػػكيف مػػاؿ احتيػػاطي‬
‫قػػانكني ‪،‬كيجػػكز لمجمعيػػة العامػػة بنػػاء عمػػى تقريػػر م ارقػػب الحسػػابات كقػػؼ تجنيػػب‬
‫ىػػذا االحتياطي إذا بمغ ما يساكم نصؼ رأس الماؿ المصدر‪.‬‬

‫كاالحتياطي القانكني ىك ضماف إضافي لدائني الشركة يأخذ حكـ رأس الماؿ‪،‬ألنػو‬
‫مخصػص أساسػا لتكممػة رأس المػاؿ كجػبره إذا أصػيبت بسػبب الخسػائر‪،‬كمف ثـ كجػب‬
‫إعػادة تكػكيف إذا نقػص بسػبب الخسػائر كال يجكز لمشػركة التصػرؼ فيو أك تكزيعو عمى‬
‫المساىميف‪،‬كلكف يجكز إدماجو في رأس الماؿ بإجراءات تعديؿ نظاـ الشركة‪.‬‬

‫عمى الشركة تككيف احتياطي إلزامي لرأس الماؿ مف‬ ‫‪1‬‬ ‫فرضت العديد مف التشريعات‬
‫خالؿ استقطاع نسبة سنكية ال تقؿ عف ‪ %5‬مف الربح الصافي لمشركة كيستمر ىذا‬
‫‪2‬‬ ‫االستقطاع لحيف بمكغ االحتياطي اإللزامي ‪ %50‬مف رأس ماؿ الشركة المدفكع‬

‫‪- 2‬االحتياطي النظامي ‪ :‬بالنسبة لالحتياطي النظامي فإف عقػد الشػركة أك نظاميػا‬

‫األساسػي قػد يتضػمف نصػا يقضػي بتكػكيف احتيػاطي يخصػص لمكاجيػة األغػراض‬
‫الػتي يحػددىا النظاـ‪ ،‬كيسػػمى ىػذا االحتيػاطي باالحتيػاطي النظػامي‪ ،‬نظ ار لنظػاـ‬
‫‪.‬‬ ‫الشػػركة الذم يقضي بو عمى خالؼ االحتياطي القانكني الذم يقرره القانكف‬
‫كاالحتياطي النظامي ىك عبارة عف ادخار يفرضػو نظػاـ الشػركة لمكاجيػة‬
‫االضػطرابات الماليػة المسػتقبمية‪،‬أك األغراض التي يحددىا ىذا النظػاـ ‪،‬كاذا لـ يكػف‬
‫ىػذا االحتيػاطي مخصصػا ألغػراض معينػة جػاز لمجمعيػة العامػة بنػاءا عمى اقتراح‬
‫مجمس اإلدارة مشفكعا بتقرير مف مراقب الحسابات أف تقرر استخدامو فيما يعكد‬

‫المادة (‪ )40‬من قانون الشركات المصري ‪ ,‬المادة (‪ )186‬من قانون الشركات األردنً ‪ ,‬المادة (‪ )178‬من قانون‬
‫‪1‬الشركات الفرنسً‬
‫‪ 2‬أحمد محمد محرز ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪489‬‬
‫‪247‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بػالنفع عمػى الشػركة أك عمى المساىميف كال يجكز التصرؼ في االحتياطات في غير‬

‫العامة ‪1‬‬ ‫األبكاب المخصصة ليا إال بمكافقة الجمعية‬


‫‪- 3‬االحتياطي االختياري ‪ :‬يجػػكز لمجمعيػػة العامػػة العاديػػة بنػػاءا عمػػى اقػػتراح مجمػػس‬

‫اإلدارة تكػػكيف احتياطػػات أخػػرل اختياريػػة‪ ،‬كاالحتيػػاطي االختيػارم يختمػؼ عػف كػؿ‬
‫مػف االحتيػاطي القػانكني كاالحتيػاطي النظػامي‪،‬في أف لمجمعيػة العامػة العاديػة مطمؽ‬

‫الحريػة في التصػرؼ فيػو كفي تكزيعػو في صػكرة أربػاح عمػى المسػاىميف إذا انتفػت‬
‫الحاجػة إليػو‪ ،‬أك إذا لـ يسػفر االسػتغالؿ عػف أربػاح في إحػدل السػنكات‪،‬كليس‬
‫لػدائنيف كجػو لتضػرر مػف ذلػؾ ألف ىػذا االحتيػاطي ال يمحػؽ بػرأس المػاؿ كلػذلؾ‬
‫يسمى أيضا باالحتياطي الحر ‪ .‬كيالحظ أف حؽ الجمعيػة العامػة في إنشػاء احتيػاطي‬
‫حدكد ما يقتضيو‬ ‫اختيػارم لػيس مطمقا‪،‬بػؿ يجػب أف يكػكف ىنػاؾ داع لتككينػو في‬
‫الحرص العادم كحسف التبصر كمكاجية نفقات غير منظكرة فػال يجػكز لمجمعيػة‬
‫العامػة تخصػيص جػزء مػف األربػاح لتكػكيف احتيػاطي اختيػارم دكف مػبرر أك ضػركرة‬

‫حػتى ال يحػرـ المساىميف مف حصة عادلة في أرباح الشركة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬كيفية تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي‬

‫رأس مال لمشركة التابعة‬

‫إف الغرض مف الشركة تحقيؽ األرباح ك تكزيعيا عمى المساىميف ك غيرىـ مف ذكم‬
‫الحقكؽ‪ ،‬كاألرباح التي يتـ تكزيعيا ىي األرباح الصافية‪،‬كىي األرباح الناتجة عف العمميات‬
‫التي باشرتيا الشركة خالؿ السنة المالية بعد خصـ التكػاليؼ الالزمػة لتحقيػؽ األربػاح كبعػد‬
‫حسػاب كتجنيػب كافػة االستيالكيات كالمخصصػات‪،‬التي تقضػي األصػكؿ المحاسبية‬

‫‪1‬‬
‫سمٌحة القلٌوبً‪،‬الشركات التجارية‪،‬د‪.‬ط ‪، 1‬دار النهضة العربٌة‪،‬القاهرة‪،1993،‬ص‪542‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه ووائل بندق‪،‬أصول القانون التجاري‪،‬دار الفكر اإلسكندرٌة ‪ ,2007‬ص ‪507‬‬
‫‪248‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫بحسابيا كتجنيبيا ‪ .1‬عمػى أف األربػاح الصػافية ال تػكزع بأسػرىا‪،‬بؿ يجنػب جػزء منيػا سػنكيا‬

‫لتكػكيف مػاؿ احتيػاطي لمشركة‪.‬‬

‫كيقتضػي مبػدأ ثبػػات رأس المػػاؿ لضػػماف حقػػكؽ دائػػني الشػػركة عػػدـ تكزيعػػو في‬
‫الحقكؽ فاألربػاح الػتي تحققيػا الشػركة‬ ‫صػػكرة أربػػاح عمػػى المسػػاىميف كغػػيرىـ مػػف ذكم‬
‫عمػى نػكعيف‪ :‬أربػاح إجماليػة كىػي قيمػة ما تحصػؿ عميػو الشػركة مػف العمميػات الػتي تقكـ‬
‫بيا‪،‬كتتحدد ىذه القيمة بعد طرح األرصدة المدينة مف األرصػدة الدائنػة في حسػاب‬
‫المتاجرة‪،‬كأربػاح صػافية كىػي عب ػػارة ع ػػف األرب ػػاح اإلجمالي ػػة مخص ػػكما مني ػػا المص ػػركفات‬
‫ال ػػتي أنفقتي ػػا الش ػػركة في س ػػبؿ االس ػػتغالؿ كالتك ػػاليؼ األخرل‪،‬كاألربػاح الصػافية الػتي‬

‫تحققيػا الشػركة تكػكف قابمػة لمتكزيػع عمػى المسػاىميف كتتحػدد ىػذه األربػاح كمػا تقػدـ عمػػى‬
‫ضػػكء المركػػز المػػالي لشػػركة‪،‬الذم تحػػدده ميزانيتيػػا أم مػػف قيمػػة الزيػػادة الحاصػػمة في‬
‫مكجػػكدات الشػػركة عمػػى خصكميا بعد خصـ المصاريؼ كاالستيالكات كاالحتياطي ‪.‬‬

‫كمف حؽ مجمس اإلدارة أف يقترح في تقريره السنكم الذم يعرض عمى الجمعية‬
‫العامػة لممسػاىميف في اجتماعيػا السػنكم تحديد نسػبة األربػاح الصػافية الػتي تػكزع عمػى‬
‫المسػاىميف‪،‬كمف سػمطة ىػذه الييئػة إقػرار النسػبة المقترحػة أك التعػديؿ فييػا بالزيادة أك‬
‫النقصاف‪،‬عمى أف ال تقؿ عف النسبة المحددة في نظاـ الشركة فإذا صػدر قػرار الجمعيػة‬
‫بتكزيػع األربػاح كتـ اإلعػالف عنػو كفقػا ألحكػاـ القانكف‪،‬فػإف ىػذه األربػاح تصػبح حقػا مكتسػػبا‬

‫لممسػػاىميف تمتػػزـ الشػػركة بدفعيا‪.‬‬

‫‪ 2‬كيعد‬ ‫كيخضػػع تكزيػػع األربػػاح عمػػى المسػػاىميف لمكثػػير مػػف األحكػػاـ العامػػة‬
‫االحتياطي اإللزامي ضمانة لمشركة كلدائنييا إلى جكار رأس الماؿ ألنو يستخدـ إما لسد‬
‫النقص الذم يط أر عمى رأس ماؿ الشركة نتيجة الخسائر التي تمنى بيا الشركة أك لزيادة‬

‫‪ 1‬م صطفى كمال طه‪،‬الشركات التجارية ‪،‬دار الفكر الجامعً‪،‬اإلسكندرٌة‪،2007 ،‬ص‪322‬‬


‫‪ . 2‬العزٌز العكٌلً‪،‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪240‬‬
‫‪249‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫رأس ماؿ الشركة عندما تقرر الجمعية العامة لمشركة ذلؾ كحيث أف الشركة ممزمة بتككينو‬

‫لذا ال يمكف تصكر التعسؼ في تككينو كال تعد الشركة متعسفة في قرارىا باستقطاع نسبة‬
‫مف األرباح لتككيف االحتياطي اإللزامي ألنيا ممزمة قانكنا بتككينو بكصفو مف النظاـ العاـ‬
‫ككذلؾ الحاؿ بالنسبة لتككيف االحتياطي النظامي المنصكص عميو في النظاـ األساسي‬
‫لشركة باتفاؽ الشركاء المؤسسيف فيعد ممزما ألعضاء الشركة إذا نص عميو في نظاـ‬
‫الشركة ‪.‬‬

‫جكاز االستقطاع لتككينو حتى‬ ‫‪1‬‬ ‫أما بالنسبة لالحتياطي االختيارم فيرل بعض الفقو‬
‫في حالة عدـ نص التشريع عميو بؿ كيعده مف كاجبات الجمعية العامة لمكاجية السنكات‬

‫إف مكقؼ األغمبية‬ ‫‪2‬‬ ‫التي ال تنتج فييا أعماؿ الشركة ربحا في حيف يرل البعض اآلخر‬
‫المساىميف في تقرير االحتياطي االختيارم قد يشكبو نكع مف إساءة استعماؿ الحؽ فقد‬
‫تحدك ىذه األغمبية مجرد الرغبة في حرماف األقمية مف األرباح السنكية أكثر مف حاجتيا‬
‫لتككيف ىذا االحتياطي‬

‫لكف إجازة المشرع بصفة عامة لتككيف االحتياطي االختيارم كاف كانت تمنح كبار‬
‫المساىميف سمطة تقديرية في تقرير االستقطاع كنسبتو لتككيف االحتياطي االختيارم إال أف‬
‫ذلؾ ال يعني إطالؽ الحرية ليـ مف دكف قيد أك شرط الف استقطاع نسبة مف صافي‬
‫األرباح لتككيف االحتياطي االختيارم كمف ثـ تككيف االحتياطي الخاص ال يبدك كافيا‬

‫لحماية بقية المساىميف مف استيفاء حقيـ في اقتساـ األرباح كانما ىك يأتي فقط لتكفير‬
‫غطاء مف المشركعية ليذا القرار الذم تكفي لصدكره أغمبية بسيطة ففي الكقت الذم ينتظر‬
‫فيو صغار المساىميف تكزيع األرباح السنكية عمييـ يككف كبار المساىميف قد اعدكا العدة‬

‫‪1‬‬
‫لطٌف جبر كومانً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪216‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو زٌد رضوان ‪ ,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪282‬‬
‫‪250‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫متسمحيف بأغمبية األصكات لتدكير القسـ األكبر مف تمؾ األرباح لمسنة المالية التالية بذريعة‬

‫تككيف احتياطي لمتكسع في مشركعات الشركة أك لتقكية مركزىا المالي‬

‫المطمب الثالث‪ :‬حماية أقمية المساىمين في الشركة التابعة‬

‫من تعسف الشركة القابضة‬

‫قد يؤدم تعسؼ الشركة القابضة في إدارة الشركة التابعة بكصفيا احد أعضاء‬
‫الجمعية العامة لمشركة التابعة أك عضك مجمس إدارتيا أك مديرىا إلى إلحاؽ الضرر‬
‫بالشركة التابعة أك ببقية المساىميف في الشركة التابعة فيترتب لمشركة التابعة الحؽ في رفع‬
‫الدعكل ضد الشركة القابضة كمطالبتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سبتو ليا كلقد أقرت‬
‫المدنية ‪1‬‬ ‫معظـ التشريعات حؽ الشركة في مقاضاة إدارتيا كفؽ قكاعد المسؤكلية‬

‫لكف الذم يحصؿ أف الشركة التابعة قد تحجـ أك تتقاعس عف مخاصمة الشركة‬


‫القابضة كرفع الدعكل ضدىا ألسباب شتى يأتي في مقدمتيا كاقع السيطرة المزدكجة لمشركة‬
‫القابضة عمى الجمعية العامة لمشركة التابعة كمجمس إدارتيا إذ أف مف يمارس دك ار مؤث ار‬
‫في الجمعية العامة لمشركة التابعة يتمتع بتأثير كبير في مجمس إدارتيا ىذا مف ناحية كمف‬
‫ناحية أخرل فقد تمعب دكاعي المجاممة كالمصالح المتشابكة داخؿ الشركة التابعة دكرىا في‬
‫كؼ يد الشركة عف اختصاـ مديرييا السيما في ظؿ تغيب صغار المساىميف في الشركة‬
‫التابعة عف حضكر اجتماعات الجمعية العامة كمنحيـ تككيالت لغيرىـ كما انو في بعض‬

‫األحياف قد يؤدم سمكؾ الشركة القابضة إلى ضرر يصيب بعض المساىميف في الشركة‬
‫التابعة دكف البعض اآلخر كلككنيـ يعدكف أقمية فأنيـ قد ال يتمكنكف مف استصدار قرار مف‬
‫الجمعية العامة بمطالبة أعضاء مجمس اإلدارة أك المديريف بالتعكيضات أك بمقاضاتيـ مما‬

‫‪ 1‬المادة (‪ )3-102‬من قانون الشركات المصري و المادة (‪ )160‬من قانون الشركات األردنً‬
‫‪251‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يطرح التساؤؿ حكؿ مدل أحقية أقمية المساىميف في رفع دعكل الشركة التابعة ك مطالبة‬

‫الشركة القابضة بالتعكيض عف الضرر الذم سببتو لشركتيا التابعة ؟‬

‫الفرع األول ‪ :‬حق أقمية المساىمين في الشركة التابعة في‬

‫رفع دعواىم الشخصية ضد الشركة القابضة‬

‫أحيانا قد تسيء الشركة القابضة استخداـ تفكقيا في األصكات في الجمعية العامة‬


‫لمشركة التابعة أك في مجمس إدارتيا فتفرض عمى الشركة التابعة ق اررات يبدك عيانا أنيا قد‬
‫صدرت في غير الصالح العاـ لمشركة أك أنيا ال تستيدؼ إال مصمحة األغمبية ممثمة‬
‫بالشركة القابضة كتعديؿ الشركط الكاردة في عقد الشركة بما يرتب زيادة التزامات‬
‫المساىميف أك تغيير جنسية الشركة أك نقؿ مقرىا إلى دكلة أخرل مستغمة ضعؼ نية‬

‫المشاركة لدل بقية المساىميف كتغيبيـ عف حضكر اجتماعات الجمعية العامة كمنحيـ‬
‫اإلنابة لغيرىـ في الحضكر كالتصكيت كاف ق اررات مف ىذا النكع يمكف عدىا تجاك از عمى‬
‫حؽ المساىـ في ضماف احتراـ الييئات اإلدارية لمصمحة الشركة فتككف الشركة القابضة قد‬
‫تعسفت في استعماؿ حقيا كسمطتيا كمف ثـ فاف ق ارراتيا تككف عرضة لمطعف فييا بالبطالف‬

‫ففي القانكف التجارم الجزائرم فاف الجمعية العامة العادية تتمتع بسمطات كاسعة‪,‬‬
‫فيحؽ ليا اتخاذ جميع الق اررات التي تتعمؽ بإدارة الشركة باستثناء صالحية تعديؿ القانكف‬
‫األساسي‪ ,‬إذ ىك مف اختصاص الجمعية العامة غير العادية‬

‫كىذه األخيرة ليا صالحية تعديؿ القانكف األساسي حيث تختص كحدىا بصالحية‬
‫تعديؿ القانكف األساسي في كؿ أحكامو‪ ,‬كيعتبر كؿ شرط مخالؼ لذلؾ كأف لـ يكف‪.‬حسب‬
‫نص المادة ( ‪ 674‬تجارم )‪ .‬غير أف حؽ الجمعية العامة غير العادية في تعديؿ القانكف‬
‫األساسي ليس مطمقا‪ ,‬بؿ يرد عميو استثناءاف كىما‪:‬‬

‫‪252‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪ -‬ال يجكز لمجمعية العامة غير العادية رفع التزامات المساىميف‪.‬‬

‫‪ -‬كال يجكز لمجمعية العامة غير العادية تغيير غرض الشركة األصمي ألف ىذا‬
‫التعديؿ يعد بمثابة خمؽ شركة جديدة‪.‬‬

‫إذ حظر عمى الجمعية العامة غير العادية تعديؿ‬ ‫‪1‬‬ ‫كذلؾ فعؿ المشرع المصرم‬
‫نظاـ الشركة بما يزيد مف التزامات المساىميف كما عد باطال كؿ قرار يصدر عنيا مف‬
‫‪2‬‬ ‫شأنو المساس بحقكؽ المساىـ األساسية التي يستمدىا بصفتو شريكا كقد منح المشرع‬
‫األقمية المتضررة مف تمؾ الق اررات حؽ طمب كقؼ الق اررات التعسفية سكاء كانت تمؾ‬
‫الق اررات قد صدرت لصالح فئة مف المساىميف أـ بقصد اإلضرار بفئة منيـ أـ لجر مغنـ‬

‫ألعضاء مجمس اإلدارة أك سكاىـ‬

‫لكف ينبغي المالحظة أف دعكل المساىميف ال تقتصر فقط عمى طمب الحكـ بإبطاؿ‬
‫الق اررات التعسفية كانما ىي تشمؿ أيضا المطالبة بالتعكيض عف الضرر الذم لحؽ بيـ‬
‫كتتكجو الخصكمة ضد الشركة القابضة كضد أم مف األعضاء اآلخريف الذيف صكتكا مع‬
‫تمؾ الق اررات أك لـ يثبتكا اعتراضيـ عمييا أك تغيبكا عف االجتماع الذم صدرت عنو‬
‫الق اررات دكف عذر مشركع‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق أقمية المساىمين في رفع دعوى الشركة التابعة‬

‫ضد الشركة القابضة‬

‫الشركة الحؽ في رفع الدعكل كمطالبة أعضاء مجمس‬ ‫‪3‬‬ ‫منحت معظـ التشريعات‬
‫إدارتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سببكه ليا لكف في بعض األحياف قد تحجـ الشركة أك‬

‫‪ 1‬المادة (‪-68‬أ) من قانون الشركات المصري‬


‫‪ 2‬المادة (‪ )1-10‬من قانون سوق المال المصري‬
‫‪ 3‬المادة (‪ )102‬من قانون الشركات المصري والمادة (‪ )160‬من قانون الشركات األردنً‬
‫‪253‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫تتقاعس عف مخاصمة أعضاء مجمس إدارتيا أك مديرىا المفكض أك مديرىا العاـ كرفع‬

‫الدعكل ضدىـ ألسباب شتى كحيث أف الضرر الذم يصيب الشركة يمتد بالنتيجة إلى‬
‫مساىمييا فاف معالجة ذلؾ يتطمب اإلقرار بحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة كمطالبة‬
‫أعضاء مجمس إدارتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سببكه لمشركة كالكاقع أف حؽ المساىـ‬
‫‪1‬‬ ‫في رفع دعكل الشركة ىك محؿ خالؼ فقيي بيف مؤيد لو كمنكر‬

‫حيث يبرر جانب مف الفقو في إنكاره لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد‬
‫مديرىا إذا ما تسببكا بخطئيـ في إلحاؽ الضرر بالشركة كاف المساىـ ليس نائبا عف الشركة‬
‫كاف الشركة لـ تخكلو صراحة أك ضمنا رفع ىذه الدعكل كبالتالي فميس لو صفة في الدعكل‬

‫كليس ىناؾ صمة مباشرة قائمة بيف المساىـ كمديرم الشركة يمكف االستناد إلييا في رفع‬
‫الدعكل ذلؾ أف عضك مجمس اإلدارة ىك نائب عف الشركة كليس عف المساىميف فييا‬
‫كبالتالي فميس لدل المساىـ سند قانكني الختصامو كذلؾ أف الذمة المالية لمشركة مستقمة‬
‫كمنفصمة عف الذمة المالية لممساىميف فييا كبالتالي فاف الضرر الذم تسبب بو عضك‬
‫مجمس اإلدارة كلحؽ بالشركة ال صمة لو بالمساىـ‬

‫الذم يقر بحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد‬ ‫‪2‬‬ ‫أما الجانب اآلخر مف الفقو‬
‫مديرم الشركة إذا ما تسببكا بخطئيـ في إلحاؽ الضرر بالشركة كقد احتج أنصار ىذا الرأم‬
‫باف استقالؿ الشركة –باعتبارىا شخصا معنكيا‪ -‬عف أشخاص مساىمييا ال يعني إقصاء‬

‫المساىميف فييا كانكار كجكدىـ السيما كاف الضرر الذم يصيب الشركة يمتد أثره إلى‬
‫المساىميف عاجال أـ آجال كبالتالي فاف إىماؿ الشركة الدفاع عف مصمحتيا يجيز لممساىـ‬
‫المبادرة إلى رفع الدعكل باسميا الف المساىـ مف خالؿ دفاعو عف مصمحة الشركة إنما‬
‫يدافع عف مصمحتو‬

‫‪1‬‬
‫عماد محمد أمٌن السٌد رمضان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪881‬‬
‫‪2‬‬
‫جاك حكٌم ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪461‬‬
‫‪254‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ىذا الخالؼ الفقيي فنصت عمى حؽ المساىـ‬ ‫‪1‬‬ ‫كلقد حسمت العديد مف التشريعات‬

‫في رفع دعكل الشركة ضد مديرم الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا إذا ما تسببكا بخطئيـ في‬
‫إلحاؽ الضرر بالشركة‬

‫كاختمؼ الفقو في تحديد األساس القانكني لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد‬
‫‪2‬‬ ‫أعضاء مجمس إدارة الشركة كمديرييا كقد انقسـ الفقياء في ذلؾ بيف رأييف فأما األكؿ‬
‫ينظر نظرة مزدكجة إلى فكرة الشخصية المعنكية لمشركة إذ يرل أنصار ىذا الرأم أف‬
‫الشخصية المعنكية لمشركة ال تظير االلتزاـ في مكاجية الغير أما في عالقة الشركة مع‬
‫المساىميف فال كجكد لمشخصية المعنكية لمشركة باعتبار أف ىذه الشخصية كجدت لمصمحة‬

‫المساىميف فال يجكز أف تنقمب ضدىـ كبالتالي فاف الشخصية المعنكية لمشركة ال تمنع‬
‫المساىـ مف رفع دعكل الشركة كيرل أنصار ىذا الرأم أف المساىـ يستند في رفع دعكل‬
‫الشركة إلى حؽ شخصي مصدره ككالة مفترضة بينو كبيف مجمس إدارة الشركة كباعتبار أف‬
‫أعضاء مجمس اإلدارة قد اخمكا بااللتزامات التي تفرضيا عمييـ تمؾ الككالة‬

‫لكف ىذا الرأم يبدك محؿ نظر ذلؾ أف الشخصية المعنكية لمشركة ىي كاحدة ال‬
‫تقبؿ االنقساـ أك االزدكاج كبالتالي فإذا ما كانت الشركة تتمتع بالشخصية المعنكية فإنيا‬
‫تظير بذات الشخصية في مكاجية الكافة دكف تمييز بيف المساىـ كالغير كمف ناحية أخرل‬
‫فإذا ما كاف عضك مجمس اإلدارة يعد ككيال فاف ككالتو ىي عف الشركة كليس عف‬

‫المساىميف فييا كال عف أم منيـ‬

‫ينطمؽ مف المركز القانكني لممساىـ في شركة المساىمة حيث‬ ‫‪3‬‬ ‫أما الرأم الثاني‬
‫يرل أنصار ىذا الرأم أف المساىـ ىك دائف لمشركة بالحصص المقدمة منو لممشاركة في‬

‫‪ 1‬المادة ( ‪ )3-102‬من قانون الشركات المصري والمادة (‪ )160‬من قانون الشركات األردنً‬
‫‪ 2‬عماد محمد أمٌن السٌد رمضان ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪881‬‬
‫‪ 3‬اكرم ٌاملكً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪299‬‬
‫‪255‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫رأس ماليا كبالتالي فإذا ما تقاعست الشركة عف المطالبة بحقكقيا تجاه أعضاء مجمس‬

‫اإلدارة فاف لممساىـ الحؽ في رفع دعكل الشركة باالستناد إلى فكرة الدعكل غير المباشرة‬
‫كيقصد بيا الدعكل التي يرفعيا الدائف باسـ مدينو عمى مديف مدينو الستعماؿ الحقكؽ التي‬
‫أىمؿ مدينو المطالبة بيا إذا كاف مف شأف ذلؾ اإلىماؿ أف يسبب إعسار المديف ا كاف يزيد‬
‫في إعساره كتستيدؼ ىذه الدعكل التكصؿ إلى إدخاؿ تمؾ الحقكؽ في ذمة المديف التي تعد‬
‫أف ىذه الدعكل تستند إلى فكرتيف قانكنيتيف‬ ‫‪1‬‬ ‫الضماف العاـ لمدائف كيرل بعض الفقو‬

‫الفكرة األكلى ىي فكرة الضماف العاـ لمدائنيف كتنطمؽ ىذه الفكرة مف أف استعماؿ‬
‫الدائف حقكؽ مدينو لدل الغير –مديف المديف‪ -‬كمطالبتو بيا تستيدؼ المحافظة عمى ىذا‬

‫الضماف العاـ الف جميع أمكاؿ المديف تككف ضامنة لمكفاء بديكنو‬

‫كالفكرة الثانية ىي فكرة النيابة ك يقصد بيا نيابة الدائف عف مدينو عند استعماؿ‬
‫الدائف حقكؽ مدينو لدل الغير كىذه النيابة ىي نيابة قانكنية مقررة بنص القانكف لكنيا نيابة‬
‫مف نكع خاص ألنيا مقررة لمصمحة النائب في حيف أف المبدأ العاـ في النيابة أنيا مقررة‬
‫لمصمحة األصيؿ‬

‫لكف يبدك ىذا الرأم محؿ نظر لككنو يشتمؿ عمى خمط في تحديد المركز القانكني‬
‫لممساىـ في الشركة ذلؾ أف المساىـ يعد شريكا في الشركة كليس دائنا ليا كبالتالي فاف‬
‫مركزه القانكني يختمؼ تماما عف حامؿ السند ‪- 2‬مثال‪ -‬كالذم يعتبر دائنا لمشركة كعميو‬

‫فميس لممساىـ المطالبة باسترداد قيمة أسيمو مادامت الشركة قائمة كمداـ األمر كذلؾ فميس‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪969‬‬
‫‪ 2‬قد تلجأ الشركة لتموٌل مشارٌعها إلى االقتراض عن طرٌق إصدار سندات تمثل دٌن طوٌل األجل ٌعقد عن طرٌق‬
‫االكتتاب العام وتنتظم السندات بدفاتر ذات قوائم تحمل أرقاما متسلسلة مختومة بختم الشركة ومذٌلة بتوقٌع اثنٌن من‬
‫أعضاء مجلس إدارتها وبموجب تلك السندات ٌعد حامل السند دائنا للشركة وله الحق فً فائدة سنوٌة ثابتة كما أن له‬
‫الحق فً استٌفاء قٌمة سنده فً الموعد المتفق علٌه فتنقطع صلته بالشركة ‪ ,‬أحمد محمد محرز ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص‬
‫‪430‬‬
‫‪256‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫باإلمكاف تبني فكرة الدعكل الغير مباشرة كأساس لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة لعدـ‬

‫انطباؽ شركطيا‬

‫كالكاقع أف كال الرأييف لـ يقدـ تفسي ار مناسبا لألساس القانكني لحؽ المساىـ في رفع‬
‫دعكل الشركة ضد أعضاء مجمس إدارة الشركة كمديرييا كلعؿ التفسير األقرب لمقانكف أف‬
‫ىذا الحؽ يجد أساسو القانكني في إرادة المشرع المتجسدة في نص القانكف الذم منح‬
‫المساىـ صفة نائب قانكني عف الشركة ألغراض رفع الدعكل في حالة تقاعس الشركة عف‬
‫رفع دعكاىا‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن إفالس الشركة التابعة‬

‫الكاقع أف إفالس الشركات عمكما ال ينتج مف فراغ كىك ليس كليد الصدفة المحضة‬
‫كانما يككف في الغالب نتيجة حتمية لسكء اإلدارة الذم يصؿ بالشركة إلى أف تصبح عاجزة‬
‫عف اإليفاء بالتزاماتيا األمر الذم يرتب قياـ المسؤكلية بحؽ مف يتكلى مياـ إدارتيا يعد‬
‫بعض الفقو ‪ 1‬نظاـ اإلفالس مف أىـ النظـ كالكسائؿ الداعمة لالئتماف التجارم ييدؼ إلى‬

‫تحذير التاجر مف مغبة التأخر عف اإليفاء بالتزاماتو التجارية كيستيدؼ رسـ صكرة مريبة‬
‫حكؿ مف يحاكؿ الطعف في االئتماف التجارم كتنبع أىمية نظاـ اإلفالس مف أف التجار‬
‫يعتمدكف عادة في تعامميـ عمى اآلجاؿ كاف احتراـ آجاؿ الديكف ككفائيا في مكاعيدىا‬
‫المقررة يعد ضمانة لحسف سير العممية التجارية في حيف أف تكقؼ التاجر عف تسديد ديكنو‬
‫التجارية مف شأنو أف يؤدم إلى سمسمة مف عمميات التأخر عف الدفع كمف ثـ إرباؾ الحياة‬
‫التجارية كاضطرابيا‬

‫نسيبة إبراىيـ حمك‪,‬حماية االئتمان التجاري بين اإلعسار المدني واإلفالس التجاري ‪,‬بحث منشكر في مجمة الرافديف‬
‫‪1‬لمحقكؽ ‪,‬المجمد ‪ 10‬العدد ‪,38‬السنة ‪, 2008‬كمية الحقكؽ جامعة المكصؿ ‪,‬ص ‪1‬‬
‫‪257‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب األول ‪ :‬التعريف باإلفالس واألساس القانوني لممسؤولية عنو‬

‫نظـ المشرع الجزائرم نظاـ اإلفالس كالتسكية القضائية مف خالؿ األمر الصادر‬
‫‪ 215‬إلى المادة ‪388‬‬ ‫بتاريخ ‪ 1975 /09/26‬حيث أفرد لو الكتاب الثالث مف المادة‬
‫تجارم‪.‬‬

‫كاإلفالس ىك الكضعية القانكنية لتاجر تكقؼ عف الكفاء بديكنو في مكاعيد استحقاقيا‬

‫بصرؼ النظر عما إذا كاف المديف مكس ار أك معسرا‪ ،‬يعمف عنو بمقتضى حكـ؛ كالتاجر‬
‫المفمس تغؿ يده عف إدارة ذمتو المالية كتنزع عنو بعض الحقكؽ‪ .‬كاإلفالس إجراء تنفيذم‬
‫يؤدم إلى المكت التجارم لممفمس كتصفية مؤسستو كبيع كؿ أمكالو األخرل‪.‬‬

‫أما التسكية القضائية فتيدؼ إلى إعادة المديف عمى رأس أعمالو بعد اتخاذ بعض‬
‫االحتياطات الكاجبة‬

‫إف اضطراب األعماؿ الذم يفضى إلى إفالس التاجر ينشأ مف أسباب عديدة ال‬
‫بعضيا‬ ‫تشغؿ كميا مسئكليتو بدرجة كاحدة لكف المألكؼ أف يرتكب التاجر بعض األخطاء‬

‫ليا جانب قانكني‪ ،‬فغالبا ما يككف شكؿ الشركة ال يتناسب مع حجميا‪ ،‬فمبدئيا الشركات‬
‫ذات المسئكلية المحدكدة تتناسب مع الشركات الصغيرة كالمتكسطة الحجـ كالشركات‬
‫المجيكلة ذات التجارة الكبيرة‪ .‬كما أف اإلحصائيات تثبت أف بعض أشكاؿ الشركات أكثر‬
‫تعرضا لإلفالس كالشركات ذات المسئكلية المحدكدة‪.‬أك سكء التسيير‪ ،‬فبعض العكامؿ تؤدم‬
‫إلى إنقاص أك ىالؾ المركدية‪ ،‬كأف تككف البضائع المخزنة أكثر بكثير مف رأس األعماؿ‪،‬‬
‫أك ارتفاع التكاليؼ‪ ،‬كقد يخطئ التاجر في احتساب نفقة إنتاجو أك ثمف التكمفة كقد يبالغ‬
‫في مصاريفو العامة ككثرة العماؿ أك تقاضييـ ركاتب أكثر بكثير مما يتمقاه العماؿ في‬

‫المؤسسات األخرل‪ ،‬أك كأف تككف الشركة تحتؿ أماكف كبيرة جدا أك مضيئة جدا‪ .‬كما أف‬
‫سكء التسيير يمكف أف ماؿ أك المخزنة أكثر بكثير مف رأس األعماؿ‪ ،‬أك ارتفاع التكاليؼ‬
‫‪258‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يأخذ شكؿ مالي‪ ،‬فكثير مف الشركات يمتجئكف إلى قركض تجارية لمحصكؿ عمى العتاد ك‬

‫حتى العقارات ألف رؤكس أمكاليـ غير كافية لذلؾ فتصبح الشركة بذلؾ ضعيفة جدا ألنيا‬
‫ال تحتكم عمى االحتياطات الالزمة‪.‬كذلؾ ىناؾ أسباب إنسانية كعدـ التفاىـ بيف الشركاء‪،‬‬
‫اآلفات االجتماعية أك عدـ معايشة التاجر لمتقدـ‪.‬‬

‫ك ىناؾ أسباب خارجية فقد تيمؾ أك تيبط قيمة مكجكدات التاجر التي يعتمد عمييا‬
‫في دفع ما عمييا مف ديكف مف جراء ارتفاع سعر البتركؿ أك انخفاض العممة مثال؛ كقد‬
‫يتعذر عميو أحيانا تحكيؿ ما لديو مف عركض كأكراؽ مالية إلى نقكد؛ كقد يفقد سكقا اعتمد‬
‫عميو لبيع سمعو؛ كقد يقكـ في كجيو منافس فتكسد أعمالو‪ ،‬كقد ال يستطيع خصـ أكراقو‬

‫التجارية‪ .‬فإذا كقع شيء مف ىذا القبيؿ اضطربت أعماؿ التاجر دكف إمكاف نسبة أم خطأ‬
‫أك تقصير إليو‪.‬‬

‫اإلفالس بأنو نظاـ ييدؼ إلى تنظيـ التنفيذ الجماعي عمى‬ ‫‪1‬‬ ‫يعرؼ بعض الفقو‬
‫أمكاؿ المديف التاجر الذم يتكقؼ عف دفع ديكنو التجارية في مكاعيد استحقاقيا في حيف‬
‫يعرفيا البعض اآلخر ‪ 2‬بأنو طريقة لمتنفيذ عمى ماؿ المديف التاجر الذم يتكقؼ عف دفع‬
‫ديكنو التجارية كييدؼ إلى تنشيط االئتماف كدعـ الثقة في المعامالت التجارية كيطبؽ مف‬
‫خالؿ سمسمة مف اإلجراءات كالقكاعد التي تيدؼ إلى حماية مصالح الدائنيف كصكف‬
‫حقكقيـ بتمكينيـ مف الحجز عمى ما تبقى مف أمكاؿ المديف ككضعيا تحت يد القضاء‬

‫عزيز العكيمي ‪,‬الوجيز في شرح قانون التجارة الجديد‪,‬أحكام اإلفالس ‪,‬طبعة ‪, 1‬مطبعة دار السالـ ‪ ,‬بغداد ‪, 1973‬ص‬
‫‪71‬‬
‫‪2‬‬
‫أسامة نائؿ المحيسف ‪ ,‬الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬دار الثقافة ‪ ,‬عماف ‪ ,2009‬ص‪245‬‬
‫‪259‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫يرل أف النظرة إلى نظاـ اإلفالس تغيرت عما كاف عميو في‬ ‫‪1‬‬ ‫لكف ىناؾ رأم‬

‫الماضي فإذا كاف نظاـ اإلفالس في الماضي يعد حال لمدائف عمى كجو الخصكص فانو في‬
‫الكقت الحاضر كحتى كاف كاف ال يزاؿ كذلؾ إال أنو أصبح أيضا حال لممديف إذ يقيو مف‬
‫إجراءات التنفيذ الفردية مف دائنيو كيأخذ بو في طريؽ البحث عف الحؿ كالتسكية المناسبة‬
‫التي تكفؿ لو االستمرار في تجارتو‬

‫كلقد عدت بعض التشريعات إفالس الشركة قرينة عمى خطأ مديرىا سكاء كانكا‬
‫أعضاء مجمس اإلدارة أـ المدير المفكض أك المدير العاـ أك المدير التنفيذم أك غيره كسكاء‬
‫كاف المدراء مف األشخاص الطبيعييف أك مف الشركات كبعبارة أخرل فإذا ما كاف اإلفالس‬

‫يعد نتيجة الرتباؾ الكضع المالي لمشركة كضعؼ ائتمانيا فانو في الكقت ذاتو يكشؼ عف‬
‫إىماؿ كتقصير في إدارة الشركة‬

‫إف مباشرة مديرم الشركة مياـ إدارة شركتيـ ترتب عمييـ مجمكعة مف االلتزامات‬
‫التي تستيدؼ التسيير الحسف لمشركة لذا فمتى ما ارتبكت األكضاع المالية لمشركة كتزعزع‬
‫ائتمانيا كتردت في ىكية اإلفالس كاف ذلؾ دليال عمى سكء اإلدارة لذا فقد رتبت بعض‬
‫التشريعات عمى أعضاء مجمس اإلدارة كالمديريف المسؤكلية عف إفالس شركاتيـ بكصفيـ‬
‫ارتكبكا أخطاء أدت إلى إفالسيا رغبة مف تمؾ التشريعات في دفع أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫كالمديريف إلى مزيد مف الحرص كالحذر كالدقة في إدارتيـ لمشركة كلقد قررت ترتيب‬

‫المسؤكلية بحؽ أعضاء مجمس إدارة الشركة كبحؽ مديرىا تبعا إلفالس شركتيـ خالفا‬
‫لمقاعدة العامة في ىذا الشأف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪New Robert .William D warren and Steven D wall (2000) commercial law .Jordan York.‬‬
‫‪Foundation press p 508‬‬
‫‪260‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كمف ثـ فإذا ما كانت الشركة القابضة تشارؾ في إدارة الشركة التابعة المفمسة فإنيا‬

‫تتحمؿ المسؤكلية عف إفالس الشركة التابعة متى ما كاف اإلفالس نتيجة سكء إدارة الشركة‬
‫القابضة ليا كتجد ىذه المسؤكلية سندىا القانكني في األحكاـ العامة لممسؤكلية المدنية كما‬
‫تجد أساسيا في التشريعات التجارية التي تأتي في مقدمتيا قكانيف التجارة كقكانيف الشركات‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬تطبيقات مسؤولية الشركة القابضة عن إفالس الشركة التابعة‬

‫الفرع األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن عدم كفاية موجودات‬

‫الشركة التابعة المفمسة لوفاء ديونيا‬

‫المتعارؼ عميو أف أعضاء مجمس إدارة شركة المساىمة كالشركة المحدكدة كمديركىا‬
‫ال يكتسبكف صفة التاجر ألنيـ ال يمارسكف العمؿ التجارم باسميـ كلحسابيـ الخاص كانما‬
‫باسـ الشركة كلحسابيا لذا فاف القاعدة العامة تقضي بعدـ مد آثار إفالس شركة المساىمة‬
‫كالشركة ذات المسؤكلية المحدكدة إلى ىؤالء فال يشير إفالس أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫لكف باالستناد إلى‬ ‫‪1‬‬ ‫كالمديريف تبعا إلفالس شركاتيـ كال تمتد إلييـ آثار إفالس شركاتيـ‬
‫نص المادة ‪ 799‬مكرر ‪ 1‬مف المرسـ التشريعي رقـ ‪ 96-08‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪1996‬‬

‫فاف أعضاء التجمع ممزمكف بتسديد ديكنو كذلؾ مف ثركتيـ الخاصة كىـ متضامنكف إال إذا‬
‫كجد اتفاؽ مخالؼ مع المتعاقديف اآلخريف‬

‫المحكمة التجارية في حالة عدـ كفاية مكجكدات الشركة‬ ‫‪2‬‬ ‫كما خكؿ المشرع الفرنسي‬
‫لمكفاء بديكنيا أك بجزء منيا أف تحمؿ أعضاء مجمس اإلدارة أك قسما منيـ متحديف أك‬
‫منفرديف كؿ الديكف أك قسما منيا بناءا عمى طمب المصفي‬

‫ياسر باسـ ذنكف السبعاكم ‪ ,‬أجياد ثامر نايؼ الديممي ‪,‬بحكث كدراسات في القانكف الخاص ‪,‬طبعة ‪ , 1‬مكتبة الجيؿ‬
‫‪1‬العربي ‪,‬المكصؿ ‪2009‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 54‬مف قانكف الشركات الفرنسي‬
‫‪261‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كبالمقارنة بيف مكقؼ المشرعيف الجزائرم كالفرنسي فاف المشرع الجزائرم ألزـ كؿ‬

‫أعضاء التجمع بتسديد ديكنو كبالتالي فانو حمميـ مسؤكلية إفالس الشركة عمى أساس‬
‫التقصير في إدارة المجمع لذلؾ ك في حالة تصفية الشركة كعدـ كفاية المكجكدات لسد‬
‫ديكنيا أعضاء التجمع ممزمكف بتسديد ديكنو كذلؾ مف ثركتيـ الخاصة كىـ متضامنكف‬
‫ال سيما إذا ما أخذنا باالعتبار أف تصفية الشركة ىي عممية مالزمة النقضاء الشركة كأنيا‬
‫ال تنحصر فقط بإفالس الشركة كانما تشمؿ كؿ أحكاؿ انقضاء الشركة‬

‫في حيف أف المشرع الفرنسي كاف دقيقا نكعا ما في ما يتعمؽ بعممية تسديد ديكف‬
‫الشركة التابعة عندما نص انو في حالة عدـ كفاية مكجكدات الشركة لمكفاء بالديكف يتحمؿ‬

‫أعضاء مجمس اإلدارة أك قسما منيـ‪ ,‬متحديف أك منفرديف‪ ,‬بكؿ الديكف أك بقسـ منيا ‪,‬بناءا‬
‫عمى طمب المصفي كىنا يطرح التساؤؿ ‪ ,‬ىؿ تعني كفاية مكجكدات الشركة التابعة لكفاء‬
‫ديكنيا عدـ مسؤكلية الشركة القابضة عف إفالس الشركة التابعة ؟‬

‫كالجكاب عمى ذلؾ أف مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة كالمديريف عف إفالس الشركة‬
‫إذا تبيف أف مكجكدات الشركة المفمسة ال تكفي لكفاء جزء مف ديكنيا فاف مسؤكلية الشركة‬
‫القابضة يمكف أف تترتب كفقا لمقكاعد العامة لممسؤكلية المدنية عف أم ضرر تمحقو بشركتيا‬
‫التابعة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن التصرف‬

‫باسم شركتيا التابعة المؤدي إلفالسيا‬

‫‪ 799‬مكرر ‪ 2‬مف القانكف التجارم عمى‬ ‫نص المشرع الجزائرم في نص المادة‬


‫( يسير التجمع شخص واحد أو أكثر أن يعين شخص معنوي قائما بإدارة التجمع مع‬
‫مراعاة تعيين ممثل دائم يتحمل نفس المسؤوليات المدنية والجزائية كما لو كان قائما‬

‫‪262‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫باإلدارة باسمو الخاص ) يالحظ عمى المادة المذككرة أنيا تطرقت إلى تعييف شخص أك‬

‫أكثر مف أجؿ تسيير المجمع كقيامو باألعماؿ التجارية باسـ الشركة كتصرؼ الشخص في‬
‫أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة‬

‫تبدك الحكمة مف مد إفالس الشركة ليشمؿ مف قاـ بأعماؿ تجارية باسـ الشركة‬
‫لحسابو الخاص في أف ىذا التصرؼ يكشؼ عف استغالؿ الشخص السـ الشركة كسمعتيا‬

‫كمركزىا المالي كاالئتماني في إبراـ صفقة لحسابو الخاص كلعؿ ىكذا فرصة قد ال تتاح‬
‫ألم كاف كانما يغمب فييا أف تقتصر عمى مف يشغؿ في الشركة منصبا يييئ لو التحدث‬
‫كالتفاكض كالتعاقد باسميا لجمب مصمحة لنفسو بدال مف أف يستيدؼ مصمحة الشركة‬
‫فيككف قد فكت عمى الشركة فرصة مف فرص الكسب إف لـ يكف قد أساء لسمعتيا كمركزىا‬
‫االئتماني بما يضعؼ مركزىا المالي كقد أكرد المشرع المصرم نص مماثال عالج الحالة‬
‫المذككرة في حالة إفالس الشركة التابعة المادة ‪ -1( : 704‬إذا طمب شير إفالس الشركة‬

‫جاز لممحكمة أن تقضي أيضا بشير إفالس كل شخص قام تحت ستار ىذه الشركة‬
‫بأعمال تجارية لحسابو الخاص وتصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموالو الخاصة )‬

‫كلعؿ المصطمح الذم اعتمده المشرع المصرم يبدك أكسع نطاقا مف تعبير المشرع‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائرم الف ما يقكـ بو الشخص مف عمؿ تجارم باسـ الشركة يعد صكرة مف التصرفات‬
‫التي يمكف مف خالليا كتحت ستار الشركة إلبراـ تصرفات تخدـ مصمحتو الشخصية كلعؿ‬

‫مف الكاضح أف أمكاؿ الشركة ممؾ خالص ليا فال ينبغي استعماليا إال فيما يحقؽ مصمحتيا‬
‫ككفؽ ما ينص عميو نظاميا األساسي كعقد تأسيسيا ككفؽ ق اررات الييئات اإلدارية لمشركة‬
‫كمف ثـ فاف تصرؼ الشخص في أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة ينطكم عمى‬
‫معنى إساءة االئتماف لككنو يشتمؿ عمى إىدار لماؿ الشركة كخركج بو عف الغرض الذم‬

‫‪1‬‬
‫قانكف التجارة المصرم رقـ القانكف ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬تـ نشره بالجريدة الرسمية العدد (‪ )19‬مكر ار الصادر في‬
‫‪1999/5/17‬‬
‫‪263‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫خصص ألجمو كبما يسيء إلى المركز المالي لمشركة األمر الذم يسكغ مد إفالس الشركة‬

‫إلى مف ارتكب ىذا الفعؿ‬

‫‪ 101 ,99‬مف القانكف‬ ‫كقد قرر المشرع الفرنسي حكما مماثال لذلؾ في المكاد‬
‫الصادر سنة ‪ 1967‬إذ جعؿ إفالس الشركة يمتد إلى إفالس مديرىا إذا استعمؿ أمكاؿ‬
‫‪1‬‬ ‫الشركة كأمكالو الخاصة أك لمصمحة شركة أخرل‬

‫لكف الكاقع انو ليس مف المتيسر ألم شخص كاف أف يقكـ بأعماؿ تجارية باسـ‬
‫الشركة ك يتصرؼ بأمكاليا كلك كانت أمكالو الخاصة إال إذا كانت لو صمة بالشركة تييئ لو‬
‫أك تمكنو مف ذلؾ أك تخمؽ كضعا ظاى ار يمكف أف يكىـ الغير بكجكد تمؾ الصمة كلعؿ‬

‫الغالب في مف يقكـ بيذه التصرفات أف يككف مدي ار عاما لمشركة أك رئيس مجمس اإلدارة أك‬
‫احد أعضائو إذ تنعكس اآلثار السمبية لتصرفاتو عمى الشركة السيما كاف مف يشغؿ ىذه‬
‫المناصب يككف مخكال بالصالحيات الكاممة في إدارة الشركة كتعد التصرفات كاألعماؿ التي‬
‫يقكـ بيا كيمارسيا باسميا ممزمة ليا في مكاجية الغير الذم يتعامؿ مع الشركة بحسف نية‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ عد المشرع المصرم ‪ 2‬أم عمؿ أك تصرؼ يصدر مف الييئة العامة أك‬
‫مجمس اإلدارة أك إحدل لجانو أك مف ينكب عنو مف أعضائو في اإلدارة أثناء ممارستو‬
‫ألعماؿ اإلدارة عمى الكجو المعتاد ممزما لمشركة كيككف لمغير حسف النية أف يحتج بذلؾ في‬
‫مكاجية الشركة كلك كاف التصرؼ صادر بالتجاكز لسمطة مصدره أك لـ تتبع بشأنو‬

‫اإلجراءات المقررة قانكنا كفي جميع األحكاؿ ال يجكز لمشركة أف تدفع مسؤكليتيا عف أية‬
‫أعماؿ أك أكجو نشاط تمارسيا بالفعؿ بذريعة أف نظاـ الشركة لـ يصرح ليا بالقياـ بمثؿ تمؾ‬
‫األعماؿ أك أكجو النشاط‬

‫‪1‬‬
‫حسف محمد ىند ‪ ,‬المرجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪82‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 55‬مف قانكف التجارة المصرم رقـ القانكف ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬تـ نشره بالجريدة الرسمية العدد (‪ )19‬مكر ار‬
‫الصادر في ‪1999/5/17‬‬
‫‪264‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن أخطائيا الجسيمة‬

‫اتجاه الشركة التابعة‬

‫نجد في الفقو كالقضاء المقارف أف األصؿ ىك استقالؿ الشخصية القانكنية لمشركة‬


‫األـ عف الشركة التابعة‪ .‬كاستثناء يمكف أف تسأؿ األكلى عف أعماؿ الثانية كديكنيا في‬
‫ظركؼ خاصة‪ ،‬كما لك كفمت الشركة األـ الكفاء بالتزامات الشركة التابعة‪ ،‬أك ثبت كاقعيا‬
‫أف ق اررات الشركة التابعة اتخذت في مجمس إدارة الشركة األـ‪ ،‬أك في حالة الغش كالتكاطؤ‬
‫أك ربما الفعؿ الضار المتمثؿ بارتكاب ممثمي الشركة األـ أخطاء جسيمة في إدارة الشركة‬
‫التابعة‬

‫إذا القاعدة العامة ىي تمتع الشركة األـ بالحماية مف المسؤكلية عف التزامات الشركة‬

‫التابعة بفضؿ استقالؿ الشخصية القانكنية لكؿ منيما‪ .‬فال يكجد مبدأ قانكني عاـ يقرر‬
‫مسؤكلية الشركة األـ عف أعماؿ الشركة التابعة كالتزاماتيا إال في حدكد مسؤكليتيا كمساىـ‬
‫في شركة ذات مسؤكلية محدكدة‪ .‬لذلؾ فإف تحميؿ الشركة األـ مسؤكلية عف أعماؿ الشركة‬
‫التابعة يتكقؼ عمى إثبات كقائع استثنائية‪.‬‬

‫إال أف الفقو لـ يحدد طبيعة األخطاء كما إذا كانت تقتصر عمى أخطاء إلدارة أـ‬
‫أنيا تشمؿ مخالفة القكانيف كالنظاـ األساسي لمشركة كعقد تأسيسيا كاكتفى بكصؼ األخطاء‬
‫بالجسيمة في حيف أف المبدأ العاـ في المسؤكلية المدنية أف العبرة ليست في جسامة الخطأ‬

‫فقد تؤدم األخطاء العادية إلى أضرار جسيمة كقد ال ترتب األخطاء الجسيمة أض ار ار‬

‫كما أف الفقو تناكؿ صكرتيف مف الضرر الذم يمكف أف يمحؽ بالشركة نتيجة‬
‫األخطاء الجسيمة ألعضاء مجمس إدارة الشركة ىما ‪ :‬اضطراب أعماؿ الشركة ك تكقؼ‬
‫الشركة عف دفع ديكنيا‬

‫‪265‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬انتياء دعوى مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬

‫نظمت التشريعات المقارنة حاالت سقكط دعكل المسؤكلية ضد مديرم الشركة‬


‫كرئيس كأعضاء مجمس إدارتيا التي تترتب عف إدارتيـ لمشركة كما أفردت أحكاما‬
‫بخصكص اإلعفاء كاإلبراء مف ىذه المسؤكلية كبطبيعة الحاؿ فاف ىذه األحكاـ تقبؿ‬
‫التطبيؽ عمى الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة‬

‫كلقد حددت بعض التشريعات مدة لسقكط الدعكل المدنية ضد أعضاء مجمس إدارة‬
‫الذم قرر‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركة بسبب أخطائيـ في تنفيذ مياميـ كمف ذلؾ مكقؼ المشرع المصرم‬
‫سقكط الدعكل بمضي مدة سنة مف تاريخ صدكر القرار مف الجمعية العامة بالمصادقة عمى‬
‫تقرير مجمس اإلدارة إال إذا كاف الفعؿ المنسكب إلييـ يعد جناية أك جنحة ففي ىذه الحالة‬
‫قرر‬ ‫‪2‬‬ ‫ال تسقط الدعكل المدنية إال بسقكط الدعكل العمكمية في حيف أف المشرع األردني‬
‫عدـ سماع الدعكل بيذه المسؤكلية بعد مركر خمس سنكات عمى اجتماع الجمعية العامة‬
‫الذم تمت فيو المصادقة عمى الميزانية السنكية كالحسابات الختامية لمشركة‬

‫كلعؿ تحديد المشرع ليذه المدة يأتي بدافع إتاحة الفرصة أماـ المتضرر مف خطأ‬
‫مدراء الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا لممطالبة بالتعكيض ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل‬
‫فقد حدد المشرع ىذه المدة لكضع حد أقصى تنتيي عنده مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫بحيث ال يبقكف تحت رحمة الدائنيف كالمتضرريف ألمد غير محدكد‬

‫لكف التساؤؿ يطرح حكؿ مصير دعكل المسؤكلية في ظؿ التشريعات التي لـ تحدد‬
‫مدة لسقكطيا ‪ ,‬ىؿ تبقى الدعكل قائمة ؟ أـ أنيا تخضع لمقكاعد العامة لسقكط دعكل‬
‫المسؤكلية ؟ الكاقع أف النصكص التي أكردتيا التشريعات المتقدـ ذكرىا جاءت بأحكاـ‬

‫‪ 1‬المادة (‪ )102‬من قانون الشركات المصري‬


‫‪2‬المادة (‪-157‬ب) من قانون الشركات األردنً‬
‫‪266‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫خاصة كتعد استثناء مف القكاعد العامة لسقكط دعكل المسؤكلية كبالتالي ففي حالة عدـ‬

‫النص عمى أحكاـ خاصة لسقكط دعكل المسؤكلية ضد مديرم الشركة كأعضاء مجمس‬
‫إدارتيا فاف أحكاـ القكاعد العامة ىي التي تسرم بحؽ ىؤالء سكاء عدت مسؤكليتيـ عقدية‬
‫أـ مسؤكلية عف الفعؿ غير المشركع‬

‫كيختمؼ اإلعفاء مف المسؤكلية عف اإلبراء منيا في أف اإلعفاء يككف سابقا لقياـ‬


‫المسؤكلية كغالبا ما يتخذ صكرة شرط في عقد تأسيس الشركة أما اإلبراء مف المسؤكلية‬
‫فيككف الحقا عمى قياـ المسؤكلية كغالبا ما يتخذ صكرة قرار تتخذه الجمعية العامة لمشركة‬
‫لتجنب أعضاء مجمس اإلدارة المسؤكلية عف أعماليـ‬

‫كعمى الرغـ مف أف مكضكع االتفاؽ عمى اإلعفاء مف المسؤكلية عف العمؿ الغير‬


‫‪2‬‬ ‫بيف مؤيد كمعارض إال أف المشرع المصرم‬ ‫‪1‬‬ ‫الشركع كاف كال زاؿ محؿ خالؼ فقيي‬
‫حسـ ىذا الخالؼ إذ قرر بطالف كؿ شرط في نظاـ الشركة يقضي باإلعفاء مف المسؤكلية‬
‫المترتبة عف العمؿ غير المشركع كما قرر بطالف كؿ شرط في نظاـ الشركة يقضي‬
‫بالتنازؿ عف دعكل المسؤكلية المدنية ضد أعضاء مجمس إدارة الشركة أك تعميؽ مباشرتيا‬
‫عمى إذف مسبؽ مف الجمعية العامة أك عمى اتخاذ أم إجراء آخر‬

‫أحيانا قد يستيدؼ اإلبراء الذم يصدر عف الجمعية العامة حماية أعضاء مجمس‬
‫إدارة الشركة مف المالحقة القانكنية عف أخطاء صدرت عنيـ أثناء إدارتيـ لمشركة كقد‬

‫أف مكافقة الجمعية العامة‬ ‫‪3‬‬ ‫احتاطت بعض التشريعات ليذا األمر فقرر المشرع األردني‬
‫عمى إبراء ذمة مجمس اإلدارة ال تحكؿ دكف المالحقة القانكنية لرئيس كأعضاء المجمس كما‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ,‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪829‬‬
‫‪ 2‬المادة (‪-217‬ثالثا) من القانون المدنً المصري ‪ ,‬المادة ( ‪ )102‬من قانون الشركات المصري‬
‫‪ 3‬المادة (‪-157‬أ) من قانون الشركات األردنً‬
‫‪267‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫قرر المشرع الفرنسي ‪ 1‬أف أم قرار يصدر مف الجمعية العامة لمشركة ال يترتب عميو سقكط‬

‫دعكل المسؤكلية ضد مديرم الشركة بسبب األخطاء التي يرتكبكنيا أثناء تنفيذ ككالتيـ‬

‫أما المشرع الجزائرم فمـ يتعرض صراحة إلى مسؤكلية أعضاء مجمس إدارة الشركة‬
‫القابضة أك مجمس المديريف إال انو يمكف تطبيؽ ما تـ ذكره في شركة المساىمة حيث أف‬
‫األصؿ أف المسؤكلية المدنية تترتب عمى أعضاء مجمس اإلدارة بسبب الضرر الذم يصيب‬
‫المساىميف أك الغير نتيجة المخالفات التي يرتكبكنيا‪ ،‬غير أف المشرع رتب إلى جانب‬
‫المسؤكلية المدنية مسؤكلية جزائية عمى أعضاء مجمس اإلدارة‪.‬‬

‫يسأؿ رئيس كأعضاء مجمس اإلدارة تجاه الشركة ‪ ،‬كتجاه الغير ككذلؾ تجاه‬

‫المساىميف عف كؿ مخالفة ارتكبيا أم منيـ أك جميعيـ لمقكانيف كاألنظمة المعمكؿ بيا‬


‫كلنظاـ الشركة كما أنيـ يسألكف عف أم خطأ أك إىماؿ أك تقصير في إدارة شركة‬
‫المساىمة‪.‬‬

‫ك ىناؾ ثالثة حاالت لقياـ المسؤكلية المدنية تتمثؿ إما في مخالفة األحكاـ التشريعية أك‬
‫التنظيمية‪ ،‬أك خرؽ القانكف األساسي‪ ،‬أك نتيجة األخطاء التي يرتكبيا أعضاء مجمس‬
‫اإلدارة في إدارة شركة المساىمة‪ ،‬فمتى تحققت أحد ىذه األسباب تقكـ المسؤكلية المدنية‬
‫‪ ،2‬ىذا ما أكده نص المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 23‬مف القانكف‬ ‫ألعضاء مجمس اإلدارة‬
‫التجارم الجزائرم‬

‫ىاتو المسؤكلية التي ال تقكـ إال عف األفعاؿ التي ارتكبت أثناء العضكية بالمجمس‪،‬‬
‫أما إذ كقع الضرر بعد ترؾ العضكية ففي ىاتو الحالة ال تترتب أم مسؤكلية إال إذا كاف‬
‫الضرر راجع إلى أفعاؿ ارتكبت أثناء الكالية بالمجمس‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ( ‪ )2-246‬من قانون الشركات الفرنسً‬


‫‪ 2‬بكمعزة بارة نبيية‪ ،‬المسؤولية المدنية والجزائية لمسيري شركة المساىمة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ‪،‬‬
‫باجي مختار‪ . ،‬عنابة‪ ، 2001 ،‬ص‪94‬‬
‫‪268‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫ك يجكز لكؿ مف لحقو ضرر بسبب قرار مجمس اإلدارة الخاطئ رفع دعكل المسؤكلية‬

‫المدنية سكاء كاف مف المساىميف أك الشركة ذاتيا أك الغير ‪.1‬‬

‫ك تستطيع الشركة باعتبارىا شخصا قانكنيا‪ ،‬مباشرة دعكل المسؤكلية المدنية في‬
‫مكاجية أعضاء مجمس اإلدارة عف التصرفات كالق اررات الضارة التي ارتكبكىا‪ .‬كمف‬
‫المفركض أف تمارس ىذه الدعكل مف قبؿ الممثؿ الشرعي لمشركة كىك رئيس مجمس اإلدارة‬
‫أك المدير العاـ ‪ ،2‬طبقا لما أقرتو المادة ‪ 638‬مف القانكف التجارم الجزائرم لكف الشركة‬
‫ال تستطيع تحريؾ دعكل المسؤكلية إال إذا أثبتت الخطأ الذم ارتكبو أعضاء مجمس اإلدارة‪،‬‬
‫كالضرر الذم لحقيا مف جراء ىذا الخطأ كالعالقة السببية بينيما‪ .‬كمف بيف األمثمة عف ىذه‬

‫األخطاء‪ ،‬اإلىماؿ الجسيـ كالتياكف في إدارة الشركة‪ ،‬كاإلساءة إلى سمعتيا المالية أك السمع‬
‫التي تنتجيا أك تفكيت كسب مؤكد لمشركة‬

‫أما الدعكل التي يرفعيا المساىـ فإذا كاف يجكز رفع دعكل المسؤكلية المدنية مف‬
‫الشركة كقاعدة عامة‪ ،‬فإف القانكف التجارم الجزائرم يقرر أيضا ىذا الحؽ لممساىـ‪ ،‬حيث‬
‫يجكز لممساىـ منفردا أك لعدة مساىميف أف يقيمكا الدعكل عمى أعضاء مجمس اإلدارة إذا‬
‫أىممت الشركة نفسيا رفعيا‪ ،‬ألف الضرر الذم لحؽ الشركة مف التصرفات الخاطئة‬
‫لممسيريف قد انعكس بطريقة غير مباشرة عمى المساىميف ‪.3‬كفي حالة نجاح الدعكل التي‬
‫يمارسيا المساىـ أك عدة مساىميف‪ ،‬فإف التعكيض يعكد عمى كؿ المتضرريف بما فييـ‬

‫الشركة‪ ،‬كليس لمف يباشر الدعكل فقط‬

‫بكمعزة بارة نبيية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪08‬‬ ‫‪1‬‬

‫فايز نعيـ رضكاف‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬القاىرة‪ ، 1994 ،‬ص‪508‬‬ ‫‪2‬‬

‫بكمعزة بارة نبيية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪54‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪269‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪.1‬كفي جميع األحكاؿ‪ ،‬ال يجكز حرماف المساىـ أك المساىميف مف حقيـ في‬

‫مباشرة ىذه الدعكل‪ ،‬سكاء بشرط في القانكف األساسي لمشركة أك بقرار مف الجمعية العامة‪.‬‬
‫الشركة‪2‬‬ ‫كال يجكز حتى تعميؽ مباشرة ىذه الدعكل عمى إذف مسبؽ مف أجيزة إدارة‬

‫كلكف ىناؾ حالة قد يسقط فييا حؽ المساىـ أك المساىميف في ممارسة دعكل‬


‫المسؤكلية‪ ،‬كىي إذا كانت الشركة في حالة تسكية قضائية أك إفالس‪ ،‬حيث يعكد ىذا الحؽ‬
‫إلى ككيؿ التفميسة‪ ،‬الذم يخكؿ لو القانكف حؽ ممارسة جميع دعاكل المفمس المتعمقة بذمتو‬
‫‪ ،‬طبقا لما نصت عميو المادة ‪ 244‬مف القانكف التجارم الجزائرم‬ ‫‪3‬‬ ‫طيمة مدة التفميسة‬

‫الفردية التي يرفعيا المساىـ فمف حقو أف يباشر دعكل‬ ‫أما ما يتعمؽ بالدعكل‬

‫المسؤكلية المدنية في مكاجية أعضاء مجمس اإلدارة‪ ،‬إذا ثبت أف الضرر قد لحؽ بو‬
‫شخصيا ىذا ما أكدتو المادة ‪ 725‬مكرر ‪ 24‬مف القانكف التجارم الجزائرم‪ ،‬نتيجة لتصرؼ‬
‫أك قرار خاطئ مف أعضاء المجمس‪ ،‬كأنو يكجد عالقة سببية بيف خطأ أعضاء مجمس‬
‫اإلدارة كما لحقو مف ضرر‪.‬‬

‫ىذه الدعكل ىي دعكل فردية تتعمؽ بالضرر الشخصي الذم لحؽ المساىـ في ذمتو‬
‫الخاصة‪ ،‬ألنو يختمؼ عف الضرر الذم يمس الذمة المالية لمشركة‪ .‬كال يجكز بأم حاؿ مف‬
‫األحكاؿ حرماف المساىـ مف مباشرة ىذه الدعكل متى تكافرت شركطيا‪ ،‬كال يمكف إيقافيا مف‬
‫طرؼ الجمعية العامة ‪ ،‬فيي حؽ مف حقكقو ال يمكف اإلنقاص منيا ‪ ،4‬طبقا لممادة ‪715‬‬

‫مكرر ‪ 25‬مف القانكف التجارم الجزائرم ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 10‬مف القانكف التجارم الجزائرم المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 15‬مف القانكف التجارم الجزائرم المعدؿ كالمتمـ‬
‫بكمعزة بارة نبيية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪52‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪54‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪270‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كما يسأؿ أعضاء إدارة الشركة تجاه الغير‪ ،‬أم اتجاه أشخاص غير مساىميف في‬

‫الشركة كىـ أساسا دائنكا الشركة‪ ،‬كىذا ما قضت بو المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 23‬مف القانكف‬
‫التجارم الجزائرم في فقرتيا األكلى‪ ،‬فكمما سبب سكء التسيير ضر ار لمشركة كأدل إلى‬
‫اإلنقاص في مكجكداتيا التي تمثؿ الضماف العاـ لمدائنيف‪ ، 1‬فإف الغير مف حقو أف يقيـ‬
‫دعكل ضد أعضاء مجمس اإلدارة الذيف تسببكا في حدكث تمؾ األضرار كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫‪-‬تبديد األمكاؿ المسممة إلييـ مف الغير لحساب الشركة أك تقديـ ميزانية غير صحيحة‬
‫تخفي سكء حالة الشركة إلى أحد البنكؾ فيقدـ إلييا البنؾ ائتمانو كيصيبو الضرر‪.‬‬

‫كتسمى دعكل الغير بالدعكل الفردية ألف مف يباشرىا قد أصيب بضرر شخصي‪ ،‬فيي‬

‫‪.2‬‬ ‫تخضع لنفس أحكاـ الدعكل الفردية التي يرفعيا المساىـ‬

‫ىذا كتتقادـ دعكل المسؤكلية ضد القائميف باإلدارة فردية كانت أك مشتركة بمركر‬
‫ثالث سنكات مف كقت ارتكاب العمؿ الضار أك مف كقت العمـ بو إف كاف قد أخفي‪ ،‬غير‬
‫أف الفعؿ المرتكب إذا كاف جناية‪ ،‬فإف الدعكل في ىذه الحالة تتقادـ بمركر عشر سنكات ‪3‬‬
‫‪ ،‬طبقا لما نصت عميو المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 26‬مف القانكف التجارم الجزائرم‬

‫أما ما يتعمؽ بنظاـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف فمقد كضع المشرع أحكاما‬
‫خاصة فيما يتعمؽ بمسؤكلية أعضاء مجمس المديريف كذلؾ بالنسبة لألخطاء التي قد‬
‫يرتكبكنيا أثناء تأدية مياميـ‪ ،‬أك في حالة قياميـ بأعماؿ مخالفة لمقانكف‪ .‬كىناؾ نكعيف مف‬

‫المسؤكلية التي يتحمميا أعضاء مجمس المديريف مسؤكلية مدنية كمسؤكلية جزائية‬

‫‪ 1‬أبك زيد رضكاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪460‬‬


‫بكمعزة بارة نبيية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪57‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية فضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪150‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪271‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫كما ييمنا في ىذه الحالة ىي المسؤكلية المدنية ألعضاء مجمس المديريف حيث تعد‬

‫المسؤكلية المدنية مف المحاكر األساسية لمقانكف المدني باعتبارىا العمكد الفقرم لكؿ‬
‫المعامالت المدنية‪ ،‬خصكصا ك أنيا ترتكز عمى فكرة تعكيض الضرر الناجـ عف أم‬
‫تصرؼ يمحؽ ضر ار بالغير‪1‬ك تقكـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف المدنية مثؿ ما ىك‬
‫الحاؿ عميو بالنسبة ألعضاء مجمس اإلدارة‪ ،‬فقد تككف مسؤكلية شخصية أك تضامنية حسب‬
‫األحكاؿ‪ ،‬كفي حالة اإلفالس يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة‬
‫كيخضعكف لممكانع كسقكط الحؽ ‪.2‬‬

‫ىذا ما قضت بو صراحة المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 18‬مف القانكف التجارم الجزائرم عمى‬

‫ما يمي " ‪:‬عندما تككف الشركة خاضعة ألحكاـ المكاد مف ‪ 644‬إلى ‪ 672‬أم عندما تككف‬
‫شركة المساىمة خاضعة في إدارتيا لمنظاـ الحديث ألحكاـ القسـ الفرعي الثاني المتضمف‬
‫المكاد مف ‪ 642‬إلى ‪ 673‬الذم أضيؼ بمكجب المرسكـ التشريعي رقـ ‪ 08/93‬فإف‬
‫أعضاء مجمس المديريف يخضعكف لنفس مسؤكلية القائميف باإلدارة كفي حالة اإلفالس أك‬
‫التسكية القضائية يمكف أف يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة‬
‫كيخضعكف لممكانع كسقكط الحؽ المنصكص عمييا في المكضكع‪".‬‬

‫كتتمثؿ شركط قياـ المسؤكلية المدنية ألعضاء مجمس المديريف باعتبارىـ مسيريف‬
‫لمشركة طبقا لنص المادة ‪ 100‬مف القانكف التجارم فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬تكفر صفة القائـ باإلدارة كقد تـ النص عمييا في المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 18‬مف القانكف‬
‫التجارم الجزائرم‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 124‬مف القانكف رقـ‪ ، 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ، 1975‬المتضمف القانكف المدني‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫بالقانكف رقـ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جكاف ‪ ,2005‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 44‬ص ‪23‬‬
‫نادية فضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪263‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪272‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪-‬كقكع خطأ في اإلدارة‪ ،‬كىذا الخطأ في اإلدارة يقتصر عمى بعض المخالفات اإلدارية‬

‫التي ال تتعارض مع نصكص القانكف‪ ،‬كنظاـ الشركة كأف يقصر المديريف في أداء المياـ‬
‫‪1‬‬ ‫المككمة إلييـ‬

‫إال أف ما سبؽ ذكره مف شركط ال يكفي لقياـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف ما لـ يكجد‬
‫معيا شرط آخر يتمثؿ في عجز مكجكدات الشركة لمكفاء بالديكف‪ ،‬كىذا يعني أف ركف‬
‫الضرر يعد شرطا الزما لمحديث عف التعكيض‪ ،‬ألنو ال تعكيض إال عف ضرر كاقع‪.‬‬

‫كبتكفر ىذه الشركط يحؽ لممتضرر سكاء كاف مف المساىميف أك الغير أك الشركة‬
‫رفع دعكل المسؤكلية عمى مجمس اإلدارة أك مجمس المديريف لمتعكيض عمى ما أصابو مف‬

‫طبقا لنفس اإلجراءات التي تـ التطرؽ إلييا في ما‬ ‫‪، 2‬‬ ‫ضرر نتيجة لخطأ القائميف باإلدارة‬
‫يتعمؽ بمجمس اإلدارة ‪ .‬كتجدر اإلشارة إلى أف النصكص المنظمة لييئة التسيير الحديثة‬
‫كالمتمثمة في مجمس المديريف لـ تتضمف أم نص قانكني يكجب عمى مجمس المديريف‬
‫ممكية أسيـ الضماف‪ ،‬كالتي تخصص لضماف أعماؿ التسيير‪ ،‬كمف ثمة كاف عمى المشرع‬
‫الجزائرم أف يشترط مثؿ ىذا الشرط في مجمس المديريف كما فعؿ مع مجمس اإلدارة‬
‫كمجمس المراقبة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 244‬مف القانكف التجارم الجزائرم المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 632‬ك ‪ 648‬مف القانكف التجارم الجزائرم المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫ماية بف مبارؾ‪ ،‬مسؤولية المدير عن شركة المساىمة المفمسة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة اإلخكة‬ ‫‪3‬‬

‫منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ,2008 -،‬ص ‪82‬‬


‫‪273‬‬
‫الباب الثاني ‪:‬الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها‬

‫‪274‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫عمى الرغم من عدم اعتراف المشرع التجاري بمجمعات الشركات ال من حيث‬

‫تعريفيا وال من حيث تنظيميا ‪.‬إال أن ىذه اليياكل أضحت واقعا اقتصاديا ال جدال ﻓيو‪،‬‬
‫ذلك أن ىذه الكيانات تشكمت نتيجة عمميات التركيز التي شيدتيا شركات األسيم مطمع‬
‫القرن الماضي بغرض إحكام سيطرتيا اقتصاديا وبغرض تذليل مختمف المخاطر التي‬
‫تصاحب عادة عمميات انجاز وتنفيذ مشاريعيا‪ ،‬وكذا بغرض تجنب المناﻓسة إذا تعمق‬
‫األمر بإنتاج وتسويق منتوجات متماثمة ‪.‬‬

‫ولقد أدى ذلك إلى القول بأن مجمعات الشركات ليا مفيوم اقتصادي أكثر منو‬
‫قانوني‪ ،‬وىو ما يفسر عدم اىتمام مختمف ﻓروع القانون وأىميا التشريع التجاري بتنظيم ىذه‬
‫اليياكل الجديدة‪ ،‬ولعل ُّد‬
‫مرد ذلك طبيعة المجمعات ذاتيا التي تتصف بالمرونة سواء من‬
‫حيث تشكيميا أو تسييرىا‪ ،‬بما يتفق مع متطمبات عالم األعمال والحياة االقتصادية‬

‫ولعل الميزة الرئيسية التي تقدميا الدراسة المقارنة أنيا تعرض أنماطا شتى من‬
‫الحمول المتباينة لمشكمة البحث ومن ثم ﻓان البحث ﻓي موضوع مجمع الشركات والشركة‬
‫القابضة والشركات التابعة بصفة عامة وبيان مسؤولية كل واحدة منيم ت‬

‫اتجاه بقية الشركاء واتجاه الغير وتم التوصل إلى النتائج التالية ‪:‬‬

‫إن الخاصية األساسية التي تميز مجمع الشركات تتمثل ﻓي تمتع كل الشركات المكونة‬

‫لممجمع بشخصية معنوية خاصة بيا من الناحية القانونية‪ ،‬أما من الناحية الميدانية ﻓشركات‬
‫المجمع تشكل ﻓيما بينيا وحدة اقتصادية‬

‫من دراستنا لمنصوص القانونية لمتجميع ﻓي الدول األخرى وجدنا أنيا بينت عممية التجميع‬
‫من كل جوانبيا‪ ،‬إذ عالجت ىذه العممية عبر كم ىائل من النصوص بمختمف مراحميا ‪:‬‬
‫‪274‬‬
‫الخاتمة‬

‫أىداف الكيفية‪ ،‬أساليب التجميع‪... ،‬وبالتالي ﻓيي لم تترك أي صغيرة وال كبيرة إال سطرتيا‬
‫إلتمام عممية التجميع‪ ،‬أما ﻓي الجزائر ﻓتقنية التجميع ىي تقنية جديدة‪ ،‬إذ التمسنا ضعف‬
‫ﻓي النصوص التشريعية ووجود سوى أمر واحد يحدد كيفيات إعداد الحسابات المجمعة وال‬
‫يعطي جميع مراحل التجميع بطريقة واضحة وشاممة‪ ،‬وأمر آخر يسرد الحسابات التي‬
‫تستخدميا الشركات المجمعة‪.‬‬

‫ﻓي التشريعات المقارنة ال تتميز الشركة القابضة عن غيرىا من الشركات بشكل‬


‫قانوني خاص بيا إذ أن الشكل القانوني ال يعدو أن يكون شركة مساىمة أو شركة محدودة‬
‫المسؤولية أو شركة توصية باألسيم أو شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة‬
‫بحسب تحديد المشرع‬

‫تمتاز الشركة القابضة عن غيرىا من الشركات بغرضيا الذي ينحصر بإدارة‬


‫الشركات تتممك الشركة القابضة ﻓييا أغمبية أسيم رأس ماليا (ﻓي شركات المساىمة ) أو‬
‫أغمبية الحصص ﻓييا (ﻓي الشركات ذات المسؤولية المحدودة ) أو االشتراك ﻓي تأسيس‬

‫مثل ىذه الشركات أو المشاركة ﻓي إدارة الشركات التي تمتمك ﻓييا أسيما أو حصصا من‬
‫دون مباشرة النشاط االقتصادي الصناعي أو التجاري بنفسيا‬

‫يتيح تممك الشركة القابضة حصصا ﻓي شركات محدودة المسؤولية ا واسيما ﻓي‬
‫شركات المساىمة ليا التحكم ﻓي تعيين أعضاء مجمس إدارة تمك الشركات واقالتيم بسبب‬
‫استئثار الشركة القابضة بأغمبية مؤثرة من األصوات ﻓي الجمعية العامة لمشركة التابعة لكن‬
‫ىذه السمطات والصالحيات التي تتمتع بيا الشركة القابضة ﻓي مواجية الشركة التابعة‬
‫تقابميا مسؤوليات تترتب عمى الشركة القابضة ﻓي حالة ارتكابيا أخطاء اإلدارة أو مخالفتيا‬

‫لمقانون أو مخالفتيا لعقد الشركة التابعة أو نظاميا األساسي أو ارتكابيا أعمال غش أو‬

‫‪275‬‬
‫الخاتمة‬

‫إضرارىا بمصمحة الشركة التابعة أو مساىمييا أو الغير ممن لو تعامل مع الشركة التابعة‬
‫مما يرتب مسؤوليتيا عنيا‬

‫‪27-96‬‬ ‫لم يتناول المشرع التجاري الجزائري الشركة القابضة إال ﻓي األمر رقم‬
‫المؤرخ ﻓي ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1996‬وبصفة موجزة وﻓي ظل غياب تنظيم قانوني محكم لمشركة‬
‫القابضة ﻓي التشريع الجزائري يمكن القول بان الواقع التشريعي الحالي يتمثل ﻓي إمكانية‬

‫قيام أية شركة كانت جزائرية أو أجنبية بتممك أغمبية أسيم رأسمال شركة أخرى سواء كانت‬
‫شركة مساىمة أو محدودة أو غيرىا بوصفيا وسيمة لمسيطرة عمييا من دون تحديد لعدد‬
‫الشركات التي تشارك ﻓي رأس ماليا‬

‫إن الشركة القابضة التي تمارس نشاطيا ﻓي الجزائر ليست ممزمة باإلﻓصاح عن‬
‫حقيقة كونيا شركة قابضة ﻓي عقودىا ومخاطباتيا ومراسالتيا واعالناتيا وذلك نظ ار لغياب‬
‫النص القانوني الذي يمزميا باإلﻓصاح عن غرضيا كشركة قابضة وىذا يفقد المتعاممين مع‬
‫الشركة عنصر اإلﻓصاح والشفاﻓية الذي يعد من أىم الضمانات القانونية لحمايتيم ﻓي‬

‫تعامالتيم مع الشركة القابضة ﻓي حين أن العديد من التشريعات العربية أوجبت عمى‬


‫الشركة القابضة اإلﻓصاح عن غرضيا‬

‫إن الشركة القابضة ﻓي الجزائر ليا الخيار ﻓي اتخاذ الشكل القانوني ألي من‬
‫الشركات التي أخذ بيا المشرع الجزائري السيما ﻓي ظل غياب تشريع يمزم الشركة القابضة‬
‫باتخاذ شكل قانوني محدد ليا من بين األشكال القانونية لمشركات‬

‫ال يمكن بأي حال من األحوال نفي الصفة العقدية عن عالقة أعضاء مجمس اإلدارة‬
‫بالشركة عمى الرغم من تدخل المشرع بنصوصو ﻓي المجمل والتفصيل من أحكام الشركات‬

‫وعمى الرغم من محاوالت بعض الفقو تغميب الصفة التنظيمية عمى الصفة العقدية ﻓي عقد‬

‫‪276‬‬
‫الخاتمة‬

‫الشركة لكن من المتعذر تكييف الميام التي يضطمع بيا أعضاء مجمس اإلدارة وقابميتيم‬
‫لمعزل إال ﻓي ضوء أحكام الوكالة‬

‫النظام القانوني المقترح لمشركة القابضة‬

‫تم التوصل إلى بعض المقترحات التي من شأنيا أن تساىم ﻓي صياغة مواد قانونية‬
‫ﻓيما يتعمق بالشركة القابضة‬

‫المادة ‪ :1‬الشركة القابضة ىي شركة مساىمة تقوم بالسيطرة المالية واإلدارية عمى شركة أو‬
‫شركات أخرى تسمى بعد السيطرة بالشركات التابعة‬

‫المادة ‪ :2‬لمشركة القابضة السيطرة عمى الشركات األخرى بأي طريقة مشروعة قانونا وال‬
‫تخالف نص قانوني أو نظام داخمي لمشركات ينص عميو القانون‬

‫المادة ‪ :3‬يمكن لمشركة القابضة السيطرة عمى الشركات األخرى وﻓقا لما يمي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬امتالك أكثر من نصف رأسمال الشركة عن طريق شراء األسيم وتسمى ىذه‬
‫الطريقة بالسيطرة المباشرة‬

‫ب ‪ -‬امتالك أكثر من نصف رأسمال الشركة أو الشركات عن طريق التعاقد مع‬


‫المساىمين لضم أصواتيم إلى الشركة المتعاقدة ﻓي سبيل السيطرة‬

‫ج‪ -‬سيطرة الشركة القابضة عمى الشركة أو الشركات عن طريق االندماج وﻓق ‪:‬‬

‫‪ -‬اندماج شركة تابعة مع شركة أخرى ﻓيمكن عد الشركة الناتجة عن االندماج بأنيا‬
‫شركة تابعة لمشركة القابضة إذا ما ﻓرضت الشركة التابعة المندمجة سيطرتيا عمى‬
‫مجمس إدارة الشركة الناتجة عن االندماج‬

‫‪277‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬اندماج شركة بشركة أخرى عن طريق االندماج بالضم وكون الشركة الدامجة شركة‬
‫تابعة لمشركة القابضة بشرط أن يكون لمشركة الدامجة السيطرة عمى الشركة‬
‫المندمجة‬

‫المادة ‪ :4‬يجب عمى الشركة القابضة عند تأسيسيا أن تنص ﻓي جميع وثائقيا أنيا شركة‬
‫قابضة‬

‫عمى الشركة التابعة النص ﻓي جميع وثائقيا عمى أنيا شركة تابعة مع ذكر الشركة القابضة‬

‫المادة ‪ :5‬يكون من بين أغراض الشركة القابضة السيطرة عمى الشركات عمى أن ال تتجاوز‬
‫ىذه السيطرة المباشرة ثالث شركات وغير المباشرة خمس شركات‬

‫المادة ‪ :6‬ال يجوز لمشركة القابضة السيطرة عمى شركات ﻓي قطاع الطاقة والمراﻓق العامة‬

‫المادة ‪ :7‬الشركة التابعة ىي كل شركة تمتمك شركة أخرى نسبة ‪ %51‬من أسيميا وىذا‬
‫ﻓي حال السيطرة المباشرة ا وان تممك اقل من ىذه النسبة مع إمكانية تكوين مجمس إدارتيا‬

‫المادة ‪ :8‬تكون الشركة القابضة مسؤولة عن ديون الشركة التابعة ال بقدر مساىمتيا‬

‫ﻓحسب وانما تتعدى ىذه النسبة ﻓي حال عدم قدرة الشركة التابعة الوﻓاء‬

‫المادة ‪ :9‬يحظر عمى الشركة التابعة تممك أسيم أو حصص ﻓي الشركة القابضة ميما قمت‬
‫تمك النسبة‬

‫يحظر عمى الشركة التابعة من إدارة الشركة القابضة أو المساىمة ﻓي إدارتيا‬

‫المادة ‪ :10‬يعاد تشكيل مجمس إدارة الشركة التابعة بعد سيطرة الشركة القابضة عمييا‬

‫المادة ‪ :11‬يعين مجمس إدارة الشركة القابضة مدير الشركة التابعة‬

‫‪278‬‬
‫الخاتمة‬

‫المادة ‪ :12‬يطبق عمى الشركة القابضة قانون الدولة التي توجد بيا ىاتو الشركة‬

‫المادة ‪ :13‬يجب عمى الشركة القابضة تنظيم قوائم موحدة لمحسابات إضاﻓة لمقوائم الخاصة‬
‫بالشركات التابعة يبين ﻓييا نشاطيا‬

‫المادة ‪ :14‬يحظر عمى الشركة القابضة السيطرة عمى الشركات التي تختمف عن نشاطيا‬
‫كميا‬

‫المادة ‪ :15‬أ‪ -‬تنطبق أحكام شركات المساىمة عند تصفية الشركات القابضة‬

‫ب‪ -‬ال يعد انقضاء الشركة القابضة سببا النقضاء شركاتيا التابعة ﻓي حال إمكانية الشركة‬
‫التابعة من مواصمة نشاطيا‬

‫ج‪ -‬يجب إبالغ قرار التصفية لمشركة التابعة قبل ستة أشير من صدور ىذا القرار‬

‫د‪ -‬عمى الشركة القابضة القيام بكل اإلجراءات التي من شأنيا ﻓصل نشاط الشركة التابعة‬
‫عنيا‬

‫ه‪ -‬لممساىمين الذين يممكون نسبة كبيرة ﻓي الشركة التابعة االعتراض عمى قرار التصفية‬
‫وتقديم االعتراض إلى أي جية تكون مسؤولة عن الشركة‬

‫المادة ‪:16‬تنقضي الشركة القابضة عند‬

‫أ ‪-‬قيام الشركة القابضة بتجاوز حدود السيطرة الممنوحة ليا وﻓق المادة ‪ 9‬و ‪ 14‬من‬
‫ىذا القانون‬
‫إضرار الشركة القابضة بالشركة التابعة‬ ‫ب ‪-‬‬

‫ج‪ -‬قيام الشركة القابضة بالتواطؤ مع الشركة التابعة عمى التيرب الضريبي‬

‫‪279‬‬
‫الخاتمة‬

‫د‪ -‬إخفاء الشركة القابضة أي وثائق تخص نشاطيا ومن شأنيا اإلضرار بالشركات‬
‫المناﻓسة‬

‫المادة ‪ :17‬يجب تعيين مدير منتدب عن الشركة القابضة لإلشراف العام عمى نشاط‬
‫الشركات التابعة‬

‫المادة ‪ :18‬تحتفظ الشركة التابعة باسميا وعالمتيا التجارية المستقمة‬

‫‪280‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المصادر والمراجع بالمغة العربية‬
‫النصوص القانونية‬ ‫‪.I‬‬
‫‪- 1‬القانون ‪ 03-88‬المتعمق بصناديق المساىمة المؤرخ في ‪1988/01/12‬‬
‫‪- 2‬القانون ‪ 04-88‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‬
‫‪- 3‬القانون ‪ 05-88‬المعدل والمتمم لمقانون رقم ‪ 17-48‬المتعمق بقوانين المالية المؤرخ في‬
‫‪1988/01/12‬‬
‫‪- 4‬القانون ‪ 06-88‬المعدل والمتمم لمقانون رقم ‪ 12-86‬المتعمق بنظام البنوك والقرض‬
‫المؤرخ في ‪1988/01/12‬‬
‫‪- 5‬القانون ‪ 01-88‬المتضمن القانون التوجييي لممؤسسات العمومية االقتصادية المؤرخ في‬
‫‪1988/01/12‬‬
‫‪- 6‬القانون ‪ 02-88‬المتعمق بالتخطيط المؤرخ في ‪1988/01/12‬‬
‫‪- 7‬قانون الشركات االنجميزي لسنة ‪ 1985‬الصادر في ‪ 11‬مارس ‪1985‬‬
‫‪- 8‬قانون اإلفالس اإلنجميزي لسنة ‪1986‬‬
‫‪- 9‬قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪1985‬‬
‫‪ - 10‬قانون الشركات السوري رقم ‪ 3‬لسنة ‪2008‬‬
‫‪ - 11‬قانون الشركات االنجميزي لسنة ‪ 2006‬الصادر في ‪ 08‬نوفمبر ‪2006‬‬
‫‪ - 12‬قانون شركات المساىمة وشركة التوصية باألسيم والشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫المصري رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬ومذكرتو اإليضاحية‬
‫‪ - 13‬القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1991‬المبناني المعدل لممرسوم االشتراعي لسنة ‪1983‬‬
‫‪- 14‬القانون المدني األردني رقم ‪ 43‬لسنة ‪1976‬‬
‫‪ - 15‬قانون الشركات األردني رقم ‪ 22‬لسنة ‪1997‬‬
‫‪ - 16‬القانون المدني المصري رقم ‪ 131‬لسنة ‪1948‬‬
‫‪280‬‬
‫‪ - 17‬األمــر رقــم ‪59-75‬المــؤرخ في ‪ 20‬رمضــان عــام ‪ 1395‬الموافــق لـ ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ 1975‬والــذي يتضــمن القانون التجاري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ - 18‬األمر رقم ‪ 25-95‬المؤرخ في ‪ 30‬ربيع الثاني ‪1416‬ىـ الموافق لـ ‪ 25‬سبتمبر‬
‫‪ 1995‬والمتعمق بسير رؤوس األموال التجارية التابعة لمدولة‪.‬‬
‫‪ - 19‬مرسوم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 1988/01/12‬والمتضمن القانون التوجييي لممؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ - 20‬المرسوم االشتراعي رقم ‪ 45‬لسنة ‪ 1983‬نظام الشركات القابضة –ىولدنغ‬
‫‪ - 21‬نظام الشركات األردني لسنة ‪2008‬‬
‫‪ - 22‬اتفاقية ‪ STAND BY‬الموقعة بين الجزائر وصندوق النقد الدولي والمتعمقة بإعادة‬
‫جدولة الديون الخارجية‬
‫الكتب العامة‬ ‫‪.II‬‬
‫‪- 1‬أبو زيد رضوان ‪,‬شركات المساهمة ‪,‬طبعة ‪, 1‬دار الفكر العربي القاىرة ‪. 1983‬‬
‫‪- 2‬احمد محمود المساعدة‪ ،‬العالقات القانونية لمشركة القابضة مع الشركات التابعة لها‬
‫(دراسة مقارنة) ‪ ،‬األكاديمية لمدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العموم االقتصادية‬
‫والقانونية‪،‬العدد‪،12‬جوان ‪.2014‬‬
‫‪- 3‬أكرم ياممكي ‪ ,‬القانون التجاري –الشركات‪ -‬دراسة مقارنة ‪,‬طبعة ‪ ,1‬دار الثقافة‬
‫‪,‬عمان ‪.2008‬‬
‫‪- 4‬االتربي محمد صبحي ‪,‬مدخل إلى دراسة الشركات االحتكارية المتعددة الجنسية ‪,‬دار‬
‫الثورة لمصحافة والنشر ‪ ,‬بغداد ‪.1977‬‬
‫‪- 5‬امجد محمد منصور‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬
‫‪- 6‬الطائي عادل احمد ‪ ,‬المسؤولية المدنية لمدولة عن أخطاء موظفيها ‪,‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع ‪ ,‬طبعة ‪1999‬‬
‫‪281‬‬
‫‪- 7‬العكيمي العزيز ‪،‬الوجيز في القانون التجاري ‪،‬د‪ .‬ط‪ ،‬الدار العممية لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪- 8‬العبيدي محمد يونس محمد ‪ ,‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة ‪,‬دراسة‬
‫مقارنة‪,‬دار الكتب القانونية دار شتات لمنشر و البرمجيات مصر ‪,‬اإلمارات ‪2016‬‬
‫‪,‬طبعة ‪1‬‬ ‫‪- 9‬العكيمي عزيز ‪ ,‬الوجيز في شرح قانون التجارة الجديد‪,‬أحكام اإلفالس‬
‫‪,‬مطبعة دار السالم ‪ ,‬بغداد ‪.1973‬‬
‫العنبكي حميد مجيد ‪,‬الشركات في القانون االنكميزي ‪,‬طبعة ‪ ,1‬مكتبة عدنان ‪,‬‬ ‫‪- 10‬‬
‫بغداد ‪,2004‬‬
‫ا‪ ،‬داروبي سميحة ‪،‬الشركات التجارية‪،‬د‪ ،.‬دار النيضة العربية ‪،‬القاىرة ‪.1993‬‬ ‫‪- 11‬‬
‫المحاسنة محمد عبد الوىاب‪ ,‬المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في‬ ‫‪- 12‬‬
‫شركة المساهمة العامة ‪ ,‬طبعة ‪ , 1‬دار جميس الزمان ‪ ,‬عمان ‪2010‬‬
‫المحيسن أسامة نائل ‪ ,‬الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬دار‬ ‫‪- 13‬‬
‫الثقافة ‪ ,‬عمان ‪.2009‬‬
‫رأس المال االحتكاري ‪,‬طبعة ‪, 1‬المطبعة‬ ‫بول أ باران و بول م سويزي ‪,‬‬ ‫‪- 14‬‬
‫الثقافية ‪ ,‬مصر ‪.1971‬‬
‫‪ ،‬دار‬ ‫التزامات المساهم في شركة المساهمة‬ ‫تركي خالد المولى بشرى‪،‬‬ ‫‪- 15‬‬
‫الحامد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪2010.‬‬
‫طو مصطفى كمال ووائل بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري ‪،‬دار الفكر اإلسكندرية‬ ‫‪- 16‬‬
‫‪.2007‬‬
‫جاك يوسف حكيم‪ ,‬الشركات التجارية ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬مطبعة جامعة دمشق ‪,‬‬ ‫‪- 17‬‬
‫دمشق ‪,1992‬‬
‫جاسم فاروق إبراىيم‪ ,‬الموجز في الشركات التجارية ‪ ,‬طبعة ‪,1‬المكتبة القانونية‬ ‫‪- 18‬‬
‫‪ ,‬بغداد ‪2007‬‬
‫‪282‬‬
‫حاطوم وجدي سممان ‪ ،‬دور المصمحة الجماعية في حماية الشركات التجارية‬ ‫‪- 19‬‬
‫‪،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬دون تاريخ نشر‪.‬‬
‫حسن محمد ىند‪ ،‬النظام القانوني لمشركات متعددة الجنسيات ‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬ ‫‪- 20‬‬
‫الكتب القانونية‪.2009 ،‬‬
‫حسني المصري ‪ ,‬الجوانب القانونية الندماج شركات االستثمار في شركات‬ ‫‪- 21‬‬
‫مساهمة عادية‪ ,‬الطبعة ‪.1986 ,1‬‬
‫حسين عامر و عبد الرحمان عامر ‪ ,‬المسؤولية المدنية ‪,‬دار المعارف ‪,‬طبعة‬ ‫‪- 22‬‬
‫‪ ,2‬القاىرة ‪.1979‬‬
‫أحمد محمد محرز‪ ,‬الوجيز في الشركات التجارية ‪,‬طبعة ‪ ,1‬القاىرة ‪2003‬‬ ‫‪- 23‬‬
‫النظام الجبائي الجزائري الحديث ‪-‬جباية األشخاص‬ ‫خالصي رضا ‪،‬‬ ‫‪- 24‬‬
‫الطبيعية والمعنوية‪ ،-‬الجزائر‪ :‬الجزء األول‪ ،‬دار ىومة‪.2005 ،‬‬
‫دريد محمود عمي ‪ ،‬الشركة المتعددة الجنسية آلية التكوين وأساليب النشاط ‪،‬‬ ‫‪- 25‬‬
‫لبنان‪ :‬ط‪ ، 1‬منشورات الحمبي الحقوقية‪.2009 ،‬‬
‫دويدار ىاني محمد ‪ ،‬نظرية احتكار المعرفة التكنولوجية بواسطة السري ـة ‪،‬‬ ‫‪- 26‬‬
‫دار الجماعـة الحديثة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،1996 ،‬‬
‫شريف محمد غانم‪ ،‬اإلفالس الدولي لمجموعة الشركات المتعددة الجنسيات ‪،‬‬ ‫‪- 27‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪.2009 ،‬‬
‫صبري حمد خاطر ‪ ,‬فكرة المعيار في نظام المسؤولية العقدية ‪,‬طبعة ‪,1‬دار‬ ‫‪- 28‬‬
‫الشتات لمنشر والبرمجيات‪,‬مصر ‪.2010‬‬
‫طو مصطفى كمال ‪ ،‬الشركات التجارية ‪،‬د‪.‬ط‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪- 29‬‬
‫‪.2007‬‬
‫عبد الرزاق السنيوري ‪ ,‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪,‬الجزء ‪ , 1‬مصادر‬ ‫‪- 30‬‬
‫االلتزام ‪ ,‬دار النيضة العربية القاىرة ‪.1964‬‬
‫‪283‬‬
‫عبد الرزاق السنيوري ‪ ,‬الوسيط في شرح القانون المدني – المجمد األول –‬ ‫‪- 31‬‬
‫الجزء ‪ ,7‬العقود لواردة عمى العمل ‪,‬القاىرة ‪,‬طبعة ‪ ,1‬دار النيضة العربية‪.1964 ،‬‬
‫‪ ,‬ديوان‬ ‫عمي عمي سميمان ‪ ,‬مصادر االلتزام ‪ ,‬النظرية العامة لاللتزام‬ ‫‪- 32‬‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ,‬طبعة ‪1990‬‬
‫الشركات –شركة التضامن‪-‬شركة التوصية‬ ‫عبد الفضيل محمد احمد ‪،‬‬ ‫‪- 33‬‬
‫البسيطة –شركة المحاصة – شركة المساهمة‪-‬شركة التوصية باألسهم‪-‬الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة ‪،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬المنصورة ‪2011،‬‬
‫عماد محمد أمين السيد رمضان‪ ,‬حماية المساهم في شركة المساهمة –‬ ‫‪- 34‬‬
‫دراسة مقارنة‪ -‬طبعة ‪ ,1‬دار الكتب القانونية‪ ,‬القاىرة ‪2008‬‬
‫غادة احمد عيسى‪ ,‬االتفاقيات بين المساهمين في الشركات المساهمة ‪ ,‬طبعة‬ ‫‪- 35‬‬
‫‪ ,1‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ,‬لبنان ‪2008‬‬
‫‪،‬منشورات‬ ‫فاروق إبراىيم جاسم ‪ ،‬حقوق المساهم في الشركة المساهمة‬ ‫‪- 36‬‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬لبنان ‪.2008،‬‬
‫فايز نعيم رضوان‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬ ‫‪- 37‬‬
‫القاىرة‪1994،‬‬
‫‪،‬ديوان المطبوعات‬ ‫فضيل نادية ‪ ،‬شركات األموال في القانون الجزائري‬ ‫‪- 38‬‬
‫الجامعية‪،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫(شركات‬ ‫فوضيل نادية ‪ ،‬أحكام الشركة طبقا لمقانون التجاري الجزائري‬ ‫‪- 39‬‬
‫األشخاص) ‪ ،‬دار ىومة – طبعة‬
‫فوزي محمد سامي ‪,‬الشركات التجارية ‪ ,‬األحكام العامة والخاصة ‪,‬الطبعة ‪, 1‬‬ ‫‪- 40‬‬
‫مكتبة دار الثقافة لمنشر و التوزيع ‪ ,‬عمان ‪.1999‬‬
‫ىشام عمي صادق ‪ ,‬دروس في قانون العمل ‪ ,‬طبعة ‪, 1‬الدار الجامعية‬ ‫‪- 41‬‬
‫لمطباعة والنشر‪ ,‬بيروت ‪.1982‬‬
‫‪284‬‬
‫عبد المجيد الحكيم ‪ ,‬الموجز في شرح القانون المدني‪ ,‬مصادر االلتزام ‪,‬طبعة‬ ‫‪- 42‬‬
‫‪ ,5‬الجزء ‪ ,1‬المكتبة القانونية ‪,‬بغداد ‪.2007‬‬
‫لطيف جبر كوماني‪ ,‬الشركات التجارية ‪,‬طبعة ‪ ,1‬مطبع الجامعة المستنصرية‬ ‫‪- 43‬‬
‫‪,‬بغداد ‪.2006‬‬
‫مبروك حسين ‪ ،‬القانون التجاري الجزائري والنصوص التطبيقية واالجتهاد‬ ‫‪- 44‬‬
‫القضائي‪،‬الجزائر‪ :‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪.2004 ،‬‬
‫الشركة القابضة وعالقتها بشركاتها التابعة في‬ ‫محمد حسين إسماعيل‪،‬‬ ‫‪- 45‬‬
‫مشروع قانون الشركات األردني والتشريع المقارن ‪ ،‬طبعة ‪ ,1‬عمان‪ :‬شركة شقير‬
‫وعكاشة لمطباعة‪.1990 ،‬‬
‫محمد شوقي شاىين‪ ,‬الشركات المشتركة طبيعتها وأحكامها في القانون‬ ‫‪- 46‬‬
‫المصري المقارن‪ ,‬بدون دار نشر‪ ,‬بدون تاريخ‬
‫محمد عبد الوىاب المحاسنة ‪ ,‬المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في‬ ‫‪- 47‬‬
‫شركات المساهمة العامة ‪,‬طبعة ‪,1‬دار جميس الزمان‪,‬عمان ‪2010‬‬
‫مصطفى كمال طو ‪ ,‬الشركات التجارية ‪ ,‬طبعة ‪ ,1‬دار الفكر الجامعي ‪,‬‬ ‫‪- 48‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2008‬‬
‫معوض عبد التواب‪ ،‬المستحدث في القضاء التجاري أحكام النقض التجاري‬ ‫‪- 49‬‬
‫في خمسة عشر سنة ‪1990-1975‬م‪ ،‬القاىرة ‪.1990‬‬
‫مزيحم ماجد ‪ ،‬شركة الهولدينغ في جوانبها القانونية واالقتصادية والمالية ‪،‬‬ ‫‪- 50‬‬
‫بيروت‪ :‬الجزء الثاني‪.1992 ،‬‬
‫ناصيف الياس‪ ,‬موسوعة الشركات التجارية ‪,‬الجزء الثالث ‪,‬الشركات القابضة‬ ‫‪- 51‬‬
‫الطبعة ‪، 5‬‬ ‫(هولدينغ) والشركات المحصور نشاطها خارج لبنان (أوف شور)‪،‬‬
‫مكتبة الحمبي بيروت لبنان‪. 2008،‬‬

‫‪285‬‬
‫وحي فاروق لقمان ‪ ,‬سمطات ومسؤوليات المديرين في الشركات التجارية ‪,‬‬ ‫‪- 52‬‬
‫دار الفكر العربي ‪,‬القاىرة‪,‬بدون سنة طبع‬
‫ياسر باسم ذنون السبعاوي ‪ ,‬أجياد ثامر نايف الديممي ‪,‬بحوث ودراسات في‬ ‫‪- 53‬‬
‫القانون الخاص ‪,‬طبعة ‪ , 1‬مكتبة الجيل العربي ‪,‬الموصل ‪.2009‬‬
‫يحيى عبد الرحمان رضا‪ ,‬الجوانب القانونية لمجموعة الشركات عبر الوطنية‪,‬‬ ‫‪- 54‬‬
‫طبعة ‪ ,1‬دار النيضة العربية‪ ,‬القاىرة ‪,1994‬‬
‫الرسائل الجامعية‬ ‫‪.III‬‬
‫ممارسة الشركات دولية النشاط في مجال التكنولوجيا‬ ‫‪- 1‬الشحات أحمد يوسف عبده‪،‬‬
‫وتطور االقتصاديات ‪،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬مقدمة إلى جامعة طنطا‪،‬سنة ‪1990‬م‬
‫‪- 2‬حسن محمد ىند‪ ،‬مدى مسؤولية الشركة األم عن ديون شركتها الوليدة في مجموعة‬
‫الشركات مع إشارة خاصة إلى الشركة المتعددة القوميات ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬جامعة عين‬
‫شمس‪1997 ،‬‬
‫‪،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة باجي‬ ‫النظام الجبائي لمجمع الشركات‬ ‫‪- 3‬رابح بن زارع‪،‬‬
‫مختار‪،‬عنابة‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ ،‬رسالة‬ ‫المركز القانوني لمشركات متعددة الجنسيات‬ ‫‪- 4‬طمعت جياد لجي الحديدي‪،‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬كمية القانون‪،‬جامعة الموصل‪.2005 ،‬‬
‫‪- 5‬لينا حسن زكي‪ ،‬الممارسات المقيدة لممنافسة والوسائل القانونية الالزمة لمواجهتها ‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة حموان‪ ،‬القاىرة‪.2004 ،‬‬
‫‪- 6‬اوماطة أمال فلاير‪ ،‬تقنية تجميع الحسابات‪ ،‬حالة الشركة القابضة سونطراك ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2002 ،2001 ،‬‬
‫‪- 7‬بن مبارك ماية‪ ،‬مسؤولية المدير عن شركة المساهمة المفمسة ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬كمية‬
‫الحقوق‪،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪.2008‬‬

‫‪286‬‬
‫‪- 8‬بومعزة بارة نبيية‪ ،‬المسؤولية المدنية والجزائية لمسيري شركة المساهمة ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة ماجستير‪،‬كمية الحقوق‪ ،‬باجي مختار‪ . ،‬عنابة ‪. 2001‬‬
‫‪ ,‬رسالة‬ ‫مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن‬ ‫‪- 9‬بركات حسينة ‪,‬‬
‫ماجستير في القانون الخاص ‪ ,‬فرع قانون األعمال ‪,‬كمية الحقوق جامعة اإلخوة منتوري‬
‫‪ ,‬قسنطينة ‪.2010/2009‬‬
‫بودىان صالح ‪ ,‬النظام القانوني لرأسمال شركة المساهمة في القانون الجزائري‬ ‫‪- 10‬‬
‫‪,‬مذكرة ماجستير قانون الشركات‪ ,‬كمية الحقوق والعموم السياسية جامعة قاصدي مرباح‪,‬‬
‫ورقمة ‪2015/2014 ,‬‬
‫خمفاوي عبدالباقي ‪ ،‬حق المساهم في رقابة شركة المساهمة ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬ ‫‪- 11‬‬
‫شيادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪. 2008،‬‬
‫‪ ،‬مذكرة‬ ‫سالمي منير‪ ،‬القوائم المالية المجمعة عمى ضوء المعايير الدولية‬ ‫‪- 12‬‬
‫ماجستير‪،‬جامعة باتنة‪.2010 ،2009 ،‬‬
‫سعدون ليندة ‪ ,‬النظام القانوني الندماج الشركات في القانون الجزائري ‪ ,‬مذكرة‬ ‫‪- 13‬‬
‫بن عكنون ‪2007 -2006 ,‬‬ ‫الماجستير‪ ,‬كمية الحقوق‪,‬‬
‫كنزة زيتوني‪ ،‬دراسة تحميمية لجباية مجمع الشركات‪ ،‬دراسة حاالت الواليات‬ ‫‪- 14‬‬
‫المتحدة‪ ،‬فرنسا‪،‬الجزائر ‪،‬رسالة ماجستير‪،‬كمية العموم االقتصادية‪،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.2005/2004‬‬
‫مقدمي احمد‪ ،‬النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات‪،‬دراسة مجمع صيدال‪،‬‬ ‫‪- 15‬‬
‫مذكرة ماجستير‪،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،2005 ،‬‬
‫مزوار فتحي ‪ ,‬حماية المساهم في شركة المساهمة دراسة في القانون المقارن‬ ‫‪- 16‬‬
‫‪,‬رسالة ماجستير ‪,‬فرع القانون الخاص ‪ ,‬كمية الحقوق ‪,‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ,‬تممسان‬
‫‪2012-2011‬‬
‫‪287‬‬
‫مقدمي أحمد ‪ ,‬النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات دراسة حالة مجمع‬ ‫‪- 17‬‬
‫صيدال ‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬قسم العموم االقتصادية والتسيير ‪,‬جامعة الجزائر‬
‫‪2006/2005,‬‬
‫‪ ،‬مذكرة‬ ‫مزوار فتحي‪ ،‬حماية المساهم في شركة المساهمة‪،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪- 18‬‬
‫الماجستير في القانون الخاص‪،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممسان ‪2011.‬‬
‫الدوريات و المقاالت العممية‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪- 1‬أحمد عبد العزيز وآخرون ‪ ,‬الشركات المتعددة الجنسيات وأثرها عمى الدول النامية ‪,‬‬
‫مجمة اإلدارة واالقتصاد‪,‬العدد ‪.2010 ، 85‬‬
‫‪- 2‬االبراىيم مروان بدري‪ ،‬الجنسيات من جهة والشركات التابعة لكل منها من جهة أخرى ‪،‬‬
‫مجمة المنارة‪،‬المجمد ‪،13‬العدد السابع‪،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪- 3‬أحمد زايد وعبد اهلل الخشروم ‪ ,‬المسؤولية المدنية لمتعامل المحظور باسهم الشركات‬
‫– مجمة‬ ‫المساهمة العامة –دراسة مقارنة بين القانون األردني والقانون البريطاني‬
‫المنارة ‪ ,‬مجمد ‪ 13‬عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 2007‬تصدر عن جامعة عمان العربية لمدراسات‬
‫العميا‬
‫‪- 4‬بن زارع رابح‪ ،‬شروط تطبيق النظام الجبائي الخاص بمجمع الشركات في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مجمة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون ‪،‬العدد‪، 38‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة باجي مختار‪،‬عنابة‪.2014 ،‬‬
‫‪- 5‬ج‪.‬ريبير –ر‪.‬روبمو ميشال جرمان ‪ ,‬المطول في القانون التجاري الجزء األول –المجمد‬
‫مجد المؤسسة‬ ‫الثاني ‪ ,‬الشركات التجارية ‪ ,‬ترجمة منصور القاضي وسميم حداد ‪,‬‬
‫الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ‪,‬الطبعة األولى ‪ 2008,‬بيروت لبنان‬
‫‪- 6‬عيسى حسام‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪ ،‬مجمة العموم القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪،‬يوليو‪،‬السنة الثامنة عشرة‪.1976 ،‬‬
‫‪288‬‬
‫الشركات المتعددة القوميات دراسة في األوجه القانونية‬ ‫‪- 7‬حسام الدين عيسى‪،‬‬
‫‪ ،‬كمية‬ ‫مجمة العموم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالقتصادية لممركز الرأسمالي المعاصر‪،‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد ‪.1976 ،18‬‬
‫مدى مسؤولية الشركة األم عن ديون شركتها الوليدة‬ ‫‪- 8‬شريف محمد غنام‪،‬‬
‫‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة السابعة‬ ‫المصرية‪،‬مجمة الحقوق التي تصدرىا جامعة الكويت‬
‫والعشرون‪ ،‬مارس ‪2003‬م‪،‬‬
‫‪ ,‬مجمة العموم‬ ‫‪- 9‬عمي كاظم وآخرون ‪ ,‬طبيعة عالقة الشركة القابضة بالشركات التابعة‬
‫القانونية ‪,‬جامعة بغداد‪ ,‬المجمد ‪,22‬العدد األول ‪2007‬‬
‫محمد سمير الشرقاوي ‪ ،‬المشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيمة‬ ‫‪- 10‬‬
‫لقيامه ‪،‬مجمة مصر المعاصرة‪،‬المجمد ‪،66‬العدد‪، 362‬مصر‪،1975 ،‬‬
‫مروان بدري االبراىيم‪ ,‬طبيعة العالقة القانونية بين الشركة القابضة والشركة‬ ‫‪- 11‬‬
‫‪ ,‬مجمة المنارة ‪,‬‬ ‫المتعددة الجنسيات من جهة والشركات التابعة لها من جهة أخرى‬
‫جامعة آل البيت ‪,‬المجمد ‪,13‬العدد‪2007,‬‬
‫محمد سمير الشرقاوي ‪ ,‬المشروع المتعدد القوميات والشركة القابضة كوسيمة‬ ‫‪- 12‬‬
‫لقيامه‪ ,‬مجمة القانون واالقتصاد‪. 1976 ،‬‬
‫ىارون أوروان‪ ،‬المسؤولية البيئية لمجمع الشركات ‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات‬ ‫‪- 13‬‬
‫األكاديمية‪ ،‬العدد الرابع‪،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫المواقع االلكترونية‬ ‫‪.V‬‬
‫‪- 1‬أسامة مساعدة‪،‬محمد بشايرة‪،‬مدى مسؤولية الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة‬
‫من موقع‪dictaconsulting.com/corprateveil :‬‬

‫‪289‬‬
2017 ‫تقرير بورصة الجزائر الشيري لشير نوفمبر‬- 2
‫االطالع‬ ‫ تاريخ‬WWW.SGBV.DZ/AR/?PAGE=RAPPORT&RAP=2
2017/12/06

‫المراجع بالمغة األجنبية‬: ‫ثانيا‬

A. Ouvrages et thèses

1- Abdelmadjid Bouzidi, Comprendre les nutations de

l’économie algérien, (Alger : Edition ANEP, 1999),

2- Aurèlie Langlois Coulson . la responsabilité de la société

mère a l’égard des tiers. thèse doctorat. université de paris 1.

panthéon Sorbonne .1992

3- Bertrel (J.P.) Et jeantin (M) : acquisitions et fusions des

sociétés commerciales ,2ed, 1991, litec, no, 873-895,

4- Bilon, J.L, Transfert indirect des bénéfices à l’étranger, Edition

LITEC, Paris, 1981, n252.

5- Code des sociétés .Dalloz .paris .1997

290
6- Christine Collette, Gestion Fiscale Entreprise, (France :

Edition Marketing SA, 1998),

7- Enguerrand maloisel.la scission partielle cadre juridique et

fiscal. mémoire de master 2 professionnel. Droit des affaires et

fiscalité. université paris 1 panthéon Sorbonne. France

8- France Gwramand, Alain Héraud, Droit des sociétés manuel

et application, (Paris : Edition DUND, 2009), p452.

9- Francis Lefebre, Memente pratique fiscal 2000, Edition

Lefebvre, France, 2000,

10- François Goré, Droit des affaires, Paris, Montchrestien Tom2,

France, 1999,

11- Francis Lefebvre, Groupes des société, 2009/2010, Edition

Francis Lefebvre, France,

12- Guy Baudeu : Protocoles Et Traites De Fusion, Préface De

Guston La Garde, paris, 1968,

13- Guy Baudeu et Guy Bellargent : fusion de sociétés, juris-

classeur des sociétés, fasc, No 10

291
14- isabelle le gallais fatout. la définition juridique des groupes

de sociétés. thèse doctorat. l université de rennes 1. 1993

15- Isabelle Bourdis, Alain, Dontaine, Dictionnaire des sciences

économique et sociales, Edition HACHETTE, France, 2002.

16- Laurent Batch, Croissance des groupe industriels Edition

Economica, Paris, 1993,

17- Merle (ph) : Droit Commercial, Sociétés Commerciales, 5 éd,

1996 Dalloz, no .675,

18- Mustapha Tifouche, Le Régime fiscale des groupes des

société, mémoire de fin d’étude, Institut d’économie et fiscale,

promotion 1997,1999,

19- Maggy Pariente, Les groupes des sociétés, Edition LITEC,

Paris, 1993,

20- MAURICE-ANDRÉ FLAMME, Droit administratif, coll. «

Faculté de droit de l'Université libre de Bruxelles », Bruxelles,

Bruylant, 1989, 2 vol., 1364 p.,

21- New robert .William D warren and Steven D wall (2000)

commercial law .Jordan York. Fondation press


292
22- Nguyen Phu Duc, La fiscalité internationale des entreprises,

(France : Edition Masson),

23- Pascaud-Blandin Perle, La responsabilité de la société mère

du fait des actes commis par sa filiale, mémoire de master2,

entreprise et droit de l’union européenne, université paris sude,

2013,

24- PHILIPPE merle. et Anne fauchon .droit commercial sociétés

commerciales .17 édition .dalloz2014.

25- Pierre Conso, Frank Henici, Gestion financière de

l’entreprise, 9eme Edition, Dunod ; France, 1999,

26- thierry gouthier. les dirigeants et les groupes de sociétés .

fédération nationale pour le droit de l entreprise

27- Yves Guyon, Droit des affaires, (France : 9eme Edition,

Edition Economica, 1996)

B. Articles

293
1- Anne -juliekerhuel .La cession de contrôle en droit

international privé.Georgetown public law and legal theory

research paper.n 10-37. Georgetown university . Washington

D;C .Juilly 2010.

2- Ali Mazouz, La société holding et filialisation, revue de

l’école nationale supérieure d’administration et de gestion, N 3,

deuxième semestre, Alger, 1996,

3- Cythin Day Wallace, Legal Control Of the multinational

EnterpriseMartinus Publisher, London, 1982,

4- Hanafizadeh, P. &Moayer, S. (2008). A methodology to

define strategicprocesses inorganizations : An exploration

study in managerial holding companies. Business Process

Management Journal, 14(2),

5- James. C. Bonbright and Gadiner C Means, The Holding

Company, Augustus-M-Kelly Publisher, New York, 1979,

294
6- Michel menjucq. La filialisation internationale par apport

partiel d’actif .revue générale du droit on line numéro

797.2002.

7- Paul, H.Walgealach, Principles of accounting4ed, Harcourt

Brace Publisher, Florida U.S.A, 1987,

8- PH.Dom, Les démentions du groupes de société après les

reformes de l’année ; 2001, Rev SOC, 2002,

9- Storck (M), Définition légale du contrôle d’une société en

droit français, Rev, Soc , 1986, N385

C. Rapport s et instructions administratifs

1- Note. Administrative du 04/05/1973, B.O.D.G. 14.A.273-

précitée.

2- Note. B.R.J.F, 9/1976, N371.J.C.P. 1977, Edition, C.I.2

.12364, Note PEN, NARA

295
3- Note, Texier et Lamulle, RJF, 5/1994, N532 et CONCL Martin,

, F.R, Francis Lefebvre, 24/1994, p03, Bulletin, Des conclusions

fiscale Mai 1994,.

D. La jurisprudence

1- Arrêt du Conseil d'Etat. 25/01/1989, Req N49847, D.F, N20.21,

COMM.1000, concl.Martin, R.J.F,3/1989, N274, B.F, Lefebvre

(Francis), 3/1989 N 439.

2- Arrêt du Conseil d'Etat.15/01/1992, Req n77015, SA ORORE

et Me Gourdain, D.F, 1992, n26, COMM, 1530, R.J.F 3/1992,

n314.

3- Arrêt du Conseil d'Etat. 02/06/1976. Req N94758. D :

F.1977-N39.COMM.1362.

4- Arrêt du Conseil d'Etat, 06/05/1966, Req N62129, Rop159,

D.F 1966, N24. Comm.605. Dupont, 1966.

296
5- Arrêt du Conseil d'Etat, 05/02/1975, Req, N90788 et 91255,

DF, 1957, N13, comm 472, et 1976 N43 comm, 1502 CONCL.

SCHMELTZ RJF, 4/1975, N168.

6- Arrêt du Conseil d'Etat 18/03/1994, Req n68795 et 70814, SA,

Sovemarco- Eurode de 1994 n40, comm, 1703

297
‫رقم‬ ‫الفهرس‬
‫الصفحة‬

‫‪08‬‬ ‫مقدمة ‪... ........................................................ ...... ......................‬‬

‫‪19‬‬ ‫الشركات‪..............‬‬ ‫الباب األول‪ :‬طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع‬

‫‪20‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬ماهية مجمع الشركات والتقنيات القانونية لقيامه ‪....................‬‬

‫‪20‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم عامة حول مجمع الشركات هيكمه وتصنيفاته‪....................‬‬

‫‪20‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفاهيم عامة وموقف المشرع الجزائري‪...................................‬‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفاىيم عامة‪...............................................................‬‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪....................................................‬‬

‫‪23‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬هيكل مجمع الشركات وتصنيفه‪..........................................‬‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪:‬ىيكل مجمع الشركات‪......................................................‬‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف مجمع الشركات‪...................................................‬‬

‫‪26‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬دوافع تكوين مجمع الشركات وخصائصه‪..................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬دوافع تكوين مجمع الشركات‪.............................................‬‬


‫‪26‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدوافع االقتصادية والمالية‪.......................................................‬‬
‫‪26‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬الدوافع القانونية‪..................................................................‬‬
‫‪27‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص مجمع الشركات‪...............................................‬‬
‫‪28‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االرتباط في مجمع الشركات‪................................................‬‬
‫‪28‬‬

‫‪298‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االستقاللية في مجمع الشركات‪.............................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مزايا وعيوب تكوين مجمع الشركات‪.....................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مزايا تكوين مجمع الشركات‪................................................‬‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عيوب تكوين مجمع الشركات‪..............................................‬‬

‫‪49‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬التقنيات القانونية لقيام المجمع‪...........................................‬‬

‫‪49‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المشاركة باالكتتاب‪......................................................‬‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االكتتاب عند التأسيس‪.....................................................‬‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االكتتاب عند زيادة رأس المال‪.............................................‬‬

‫‪66‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬السيطرة عمى شركة قائمة‪...............................................‬‬

‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السيطرة االتفاقية‪...........................................................‬‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السيطرة عن طريق االنقالب‪...............................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مكونات مجمع الشركات وطبيعة العالقة القانونية بينهم‪.............‬‬

‫‪83‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مكونات مجمع الشركات‪.................................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الشركة األم أو الشركة القابضة‪...............................................‬‬

‫‪98‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الشركات التابعة والفروع‪.................................................‬‬

‫‪106‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة العالقة القانونية بين الشركة األم والشركة التابعة‪................‬‬

‫‪111‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬رقابة الشركة األم عمى الشركات التابعة‪..................................‬‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬آثار رقابة شركات المجمع‪..................................................‬‬

‫‪299‬‬
‫‪116‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬أىداف رقابة شركات المجمع‪................................................‬‬

‫‪126‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم رقابة شركات المجمع‪................................................‬‬

‫‪131‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة األم عن ديون الشركة التابعة‪..........................‬‬

‫‪132‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أسباب قيام مسؤولية الشركة األم عن ديون الشركة التابعة‪..................‬‬

‫‪135‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أساس مسؤولية الشركة األم عن ديون الشركات التابعة‪.....................‬‬

‫‪140‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬طبيعة العالقة القانونية بين الشركة القابضة والشركة التابعة‪...........‬‬

‫‪140‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬نشوء العالقة بين الشركة القابضة والشركة التابعة‪.........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األساليب القانونية المتبعة لسيطرة الشركة القابضة عمى الشركات التابعة‬

‫‪141‬‬ ‫لها‪.....................................................................‬‬

‫‪142‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة باعتبارىا مدي اًر لمشركة التابعة‪.....................‬‬

‫‪144‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة باعتبارىا مساىماً كبي اًر في الشركة التابعة‪........‬‬

‫‪145‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الشركة القابضة فعميا‪...................................................‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‬


‫‪150‬‬ ‫وتطبيقاتها‪.................................................................‬‬

‫‪151‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية العقدية‬
‫‪151‬‬ ‫(نظرية المسؤولية العقدية )‪.......................................................‬‬

‫‪152‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المركز القانوني لمشركة القابضة وفق النظرية العقدية‪...............‬‬

‫‪300‬‬
‫‪152‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الشركة القابضة ىي وكيل عن الشركة التابعة‪........................‬‬

‫‪155‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الشركة القابضة ىي عامل لدى الشركة التابعة‪.......................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األحكام المنظمة إلدارة الشركة القابضة لمشركة التابعة وفق النظرية‬

‫‪156‬‬ ‫العقدية‪...........................................................................‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬أركان مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية‬

‫‪160‬‬ ‫العقدية‪...........................................................................‬‬

‫‪160‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ركن الخطأ العقدي‪..................................................‬‬

‫‪162‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ركن الضرر‪....................................................‬‬

‫‪163‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ركن العالقة السببية ‪............................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية التنظيمية‬

‫‪167‬‬ ‫(نظرية المسؤولية عن العمل غير المشروع) ‪.......................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المركز القانوني لمشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية‬

‫‪167‬‬ ‫التنظيمية‪........................................................................‬‬

‫‪167‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المركز التنظيمي وانكار المركز العقدي لعضو مجمس اإلدارة‪.........‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المركز التنظيمي لمشركة القابضة تطبيقا لنظرية إنكار المركز العقدي لعضو‬

‫‪168‬‬ ‫مجمس اإلدارة‪.............................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية‬

‫التنظيمية‪................................................................‬‬
‫‪170‬‬

‫‪301‬‬
‫‪170‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن عمميا الشخصي‪.......................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق أحكام مسؤولية المتبوع عن‬

‫‪183‬‬ ‫أعمال تابعو‪.........................................................‬‬

‫‪190‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬انقضاء الشركة القابضة وتصفيتها‪................................‬‬

‫‪190‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬انقضاء الشركة القابضة‪..........................................‬‬

‫‪190‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مباشرة الشركة القابضة ألعمال خارج موضوعيا‪......................‬‬

‫‪192‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬امتالك الشركة القابضة حصصا في شركة التضامن أو شركة التوصية‬

‫‪192‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب أخرى النقضاء الشركة القابضة‪...............................‬‬

‫‪197‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تصفية الشركة القابضة‪...........................................‬‬

‫‪205‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬تطبيقات و أحكام مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‪...‬‬

‫‪205‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة‪...................‬‬

‫‪208‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬األساس القانوني لمسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة‪....‬‬

‫‪208‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المركز القانوني لمشركة القابضة بوصفيا مؤسسا لمشركة التابعة‪.............‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن بطالن تأسيس الشركة‬

‫‪210‬‬ ‫التابعة‪.................................................................................‬‬

‫‪215‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬أحكام مسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة‪...............‬‬

‫‪215‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعادة الحال إلى ما كان عميو‪..............................................‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عدم جواز احتجاج الشركاء بالبطالن في مواجية الغير حسن النية‪...........‬‬

‫‪302‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن التعسف في إدارة الشركة التابعة‪222 ..........‬‬

‫‪225‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعسف الشركة القابضة في تداول أسهم الشركة التابعة‪....................‬‬

‫‪228‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعسف الشركة القابضة في استعمال حق التصويت في الشركة التابعة‪........‬‬

‫‪234‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعسف األغمبية من المساىمين في الشركة التابعة‪...........................‬‬

‫‪237‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬جزاءات تعسف األغمبية في ممارسة حق التصويت‪........................‬‬

‫‪240‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تعسف األقمية من المساىمين في الشركة التابعة‪.............................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي رأسمال من أرباح الشركة‬

‫‪246‬‬ ‫التابعة‪.................................................................‬‬

‫‪246‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أنواع احتياطي رأس مال الشركة‪............................................‬‬

‫‪248‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي رأس مال لمشركة التابعة‪...‬‬

‫‪251‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬حماية أقمية المساهمين في الشركة التابعة من تعسف الشركة القابضة‪....‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حق أقمية المساىمين في الشركة التابعة في رفع دعواىم الشخصية ضد‬

‫‪252‬‬ ‫الشركةالقابضة‪............................................................‬‬

‫‪253‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حق أقمية المساىمين في رفع دعوى الشركة التابعة ضد الشركة القابضة‪.....‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن إفالس الشركة التابعة‪257 .....................‬‬

‫‪258‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬التعريف باإلفالس واألساس القانوني لممسؤولية عنه‪......................‬‬

‫‪261‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تطبيقات مسؤولية الشركة القابضة عن إفالس الشركة التابعة‪.............‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن عدم كفاية موجودات الشركة التابعة‬

‫‪303‬‬
‫‪261‬‬ ‫المفمسة لوفاء ديونيا‪......................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن التصرف باسم شركتيا التابعة المؤدي‬

‫‪262‬‬ ‫إلفالسيا‪..................................................................‬‬

‫‪265‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬مسؤولية الشركة القابضة عن أخطائيا الجسيمة اتجاه الشركة التابعة‪........‬‬

‫‪266‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬انتهاء دعوى مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة‪...............‬‬

‫‪274‬‬ ‫خاتمة ‪..... ................ ............... .............. .....................................‬‬

‫‪277‬‬ ‫النظام القانوني المقترح لمشركة القابضة‪............................................‬‬

‫‪280‬‬ ‫المراجع ‪......................................................................................‬‬

‫‪304‬‬

You might also like