Professional Documents
Culture Documents
Bensari Redouane PDF
Bensari Redouane PDF
كمية الحقوق
جزيل الشكر واالمتنان وأسمى آيات التقدير واالحترام لألستاذ الدكتور الفاضل "حسن طالبي "
لقبولو اإلشراف عمى ىذه األطروحة ،والذي لم يبخل عمي بتوجيياتيا القيمة ونصائحو الرشيدة،
َ
والتي كانت من الحوافز المشجعة إلتمام ىذا البحث ،فشك ار وألف شكر يا أستاذي القدير عمى
صبرك وتعاونك معي ،ودمت نبراسا لمعمم والمعرفة.
كما أتقدم بالشكر واالمتنان إلى أعضاء لجنة المناقشة عمى قبوليم قراءة ونقد ىذا البحث،
شكري الخالص إلى والدي الغاليين المذان لم يتوقفا يوما بالدعاء لي ،والمذان كان بدعواتيما إنارة لدربي
كما أتقدم بجزيل الشكر إلى زوجتي العزيزة التي تحممت معي متاعب ىذا البحث العممي ،والتي تحرقت
شوقا كي ترى ىذا العمل يخرج إلى النور.
ولمن دواعي سروري أن أتقدم كذلك بخالص شكري وتقديري وعرفاني لألساتذة الذين قدموا لي يد
المساعدة واخص بالذكر أساتذة كمية الحقوق لجامعة المدية واألستاذ فيصل بدري من كمية الحقوق
جامعة الجزائر
أتقدم أيضا بالشكر الجزيل إلى كل أساتذة وباحثين ومسئولي جامعة "باريس " 1في فرنسا ،واخص بالذكر
األستاذ الدكتور DAVID CAPITANTوأساتذة مدرسة الدكتوراه لمقانون السربون قسم القانون المقارن "،
الذين وفوروا لي كل اإلمكانيات العممية إلتمام ىذا البحث ،فبالرغم من اختالف المرجعيات الدينية
والسياسية والثقافية ،إال انو يجب االعتراف بأنني لم أجد أي صعوبة في التعامل مع طاقم األساتذة
والباحثين وحتى اإلداريين ،حقا وجدت نفسي في سياق آخر يحترم خصوصيات الباحث بدون النظر إلى
ىويتو وانتمائو الديني .
اىدي ىذا العمل إلى أغمى نعمة لي في ىذه الحياة ،المي أطال اهلل في عمرىا ،فيي من زرعت في
نفسي األمل والصبر ،والى أبي الذي عممني كيف يكون االجتياد والكفاح حتى يكون النجاح.
إلى رفيقة دربي زوجتي العزيزة التي كانت لي سندا طيمة ىذه السنوات
إلى قرتي عيني ابنتاي "مالك ومايا" جعميما اهلل لي ذرية صالحة.
مقدمة
,وبظيور أمام التكامل المتزايد لألسواق العالمية وتدويل الخدمات المالية وتبادل المعمومات
العولمة وزيادة التطور االقتصادي وكذا التطور التكنولوجي أصبحت المؤسسات االقتصادية
الضعيفة ,وىذا ما جعل التعاون والتكتل بين مختمف ىذه المؤسسات أم ار ال بد منو وذلك
,وعمى بيدف البقاء والمقاومة والتصدي لممنافسة الخارجية خاصة اتجاه الشركات الكبيرة
اثر ىذه التغيرات الحديثة والصراع القائم وتماشيا مع التطور االقتصادي العالمي فكرت
بعض المؤسسات في التحالف بينيا لمتقميل من قوة الصراع وعواقبو فمجأت لمتكتل فيما بينيا
,فمنيا متبعة في ذلك أشكال وأساليب مختمفة لمتأقمم مع الوضع ومواجية ىذه الصراعات
من اختارت التحالف االستراتيجي ومنيا من اكتفت بعقد تحالفات بسيطة كالشراكة نظ ار
لغياب المنافسة بينيا .
وفي اآلونة األخيرة ظير شكل جديد من أشكال التعاون بين الشركات والمتمثل في مجمع
الشركات ,وىذا النوع برز بقوة حيث لوحظ أن ليذا الشكل اتجاىا نحو النمو والتوسع
فظيرت تنظيمات ضخمة يمتد نشاطيا في عدة دول تتمثل في الشركات المتعددة الجنسيات
وما الزميا من تدفق ىائل في االستثمارات المختمفة ,والو اقع أن فكرة خمق ىذا النمط من
اليياكل التي يراد بيا تركيز النشاطات االقتصادية صاحبو تشجيع مختمف الشركات عمى
االندماج داخل شركات أخرى ,وكذا تشجيعيا عمى االنتماء إلى مجموعة أكبر منيا حجما
وذلك بغرض تفادي المنافسة في السوق وبالتالي ضمان تحقيق األرباح واألكثر من ذلك
تجنب الكثير من المخاطر التي تحدث بسبب نشاطاتيا ,ذلك أن مثل ىذه اليياكل تساعد
أعضاء المجمع في الكثير من األحيان عمى تخطي حاالت العجز المالي التي تمحق بيا
8
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
بفضل إمكانية إنقاذىا من جانب رأس المجمع أو أحد أعضائو الذي عادة ما يحتوي عمى
وف رة مالية كافية ,بيذه الكيفية استمر ظيور وانتشار مجمعات الشركات في مختمف أنحاء
العالم وظمت تأخذ أشكاال متعددة ومتنوعة وتمارس أنشطتيا في العديد من القطاعات
االقتصادية ,بل إن انتشارىا لم يعد مقتص ار عمى الحدود اإلقميمية لمدولة الواحدة وانما تعدى
ه أن ذلك لتأخذ طابعا دوليا فيما يعرف بالشركات المتعددة الجنسيات ومما ال شك في
المجمعات ذات الطابع الدولي أصبحت اليوم تسيطر عمى اكبر حجم من المعامالت
,األمر الذي جعل دورىا ال يقتصر فقط عمى الجانب والمبادالت التجارية الدولية
االقتصادي أو التجاري وانما تعداه ليصبح ليا دو ار مؤث ار عمى اتخاذ القرار السياسي .
وعمى الرغم من االىتمام المتزايد لمفقو بدراسة وتحميل نظرية مجمع الشركات إال أن
معالجة ىذا الموضوع تظل مسألة عسيرة وبالغة التعقيد وذلك باعتراف أبرز فقياء قانون
األعمال ذاتيم ,ولعل الصعوبة األساسية تكمن في أن نظرية المجمع ال تعرف إلى غاية
اليوم مفيوما واضحا ودقيق أو باألحرى وصفا متكامال موحدا ,ذلك أن مجمع الشركات
يفترض بحسب األحوال وجود روابط في رأس المال بين مختمف أعضائو أو وجود رقابة
فعمية أو وجود مساىمين ومسيرين مشتركين كما يمكن أن ينشأ المجمع بمجرد وجود
عالقات تجارية مستقرة ومألوفة بين أعضائو.
يضاف إلى ذلك أن حدود المجمع ليست دائما ثابتة وانما ىي بحسب األصل كثيرة
التغير ,ذلك انو من المحتمل دخول شركات جديدة إليو أو خروج أخرى منو وذلك نتيجة
لعدة أسباب أىميا زوال رابطة التبعية أو ما يعرف بعنصر الرقابة الناتجة في الكثير من
األحيان عن التنازل عن األسيم أو فقدان المشاركة في رأس مال الشركة التابعة أو بزيادة
رأس مال ىذه األخيرة أو بفعل عمميات االندماج واالمتصاص وغيرىا ,مما يؤدي إلى القول
بأنو من النادر عمميا وجود مجمعات تكتسي طابع الثبات واالستقرار.
9
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
يغمب عمى مجمع الشركات ميزتين أساسيتين أوليما احتفاظ الشركات المكونة لو كل
منيا بشخصيتيا القانونية المستقمة ,وىو ما يؤدي إلى القول منطقيا بان المجمع ال يعترف
لو بالوجود القانوني المستقل عن شخصية أعضائو ,وبالنتيجة فان جميع الشركات المكونة
لو ويقصد بذلك كل من الشركة األم والشركات التابعة ليا ,تعامل كل منيا عمى حدا وبشكل
مستقل عن انتماءىا لممجمع أما الميزة الثانية ونظ ار لوجود عنصر التبعية الذي تتمكن
بفضمو الشركة األم من بسط سمطتيا ورقابتيا عمى بقية الشركات التابعة ليا فان ذلك من
شأنو أن يؤدي إلى القول بخضوع جميع أعضاء المجمع إلى وحدة القرار االقتصادي ,وىو
ما يخمق بالنتيجة وجود كتمة اقتصادية موحدة وعميو يبدو أن ىناك تعارض فيما بين مسألة
الظيور القانوني لممجمعات نظ ار الحتفاظ كل شركة عضو بشخصيتيا القانونية المستقمة
وفيما بين الحقيقة والواقع االقتصادي الذي يدل بشكل مؤكد ال لبس فيو عمى وجود
المجمعات كواقع ممموس.
لم يتبنى المشرع التجاري الجزائري إلى غاية اليوم تفصيل وتحميل نظرية مجمع
الشركات ولم تشتمل األحكام المتعمقة بالشركات التجارية عمى مفيوم ىذه النظرية ولعل مرد
ذلك إلى طبيعة ىذه اليياكل التي تتسم بالكثير من المرونة األمر الذي يصعب معو
1 ضبطيا وتحديد مفيوم دقيق ليا باستثناء ما ورد في تعديل القانون التجاري سنة 1996
وفي عالمنا المعاصر أصبح مجمع الشركات شعار من أجل تنظيم النشاط
1867إلى أن االقتصادي حيث أن إنشاء المجمعات في قانون الفرنسي كان ممكنا منذ
اكبر المجمعات التجارية يرجع إنشائيا إلى بداية 2 1970وتضاعفت في السنوات التي تمييا
خاصة مع بداية العولمة والتركيز االقتصادي ,وعمى عكس الشركات المستقمة فان المجمع
1أمر رقم 27- 96المؤرخ في 09ديسمبر 1996يعدل ويتمم األمر رقم 59- 75المؤرخ في 26سبتمبر . 1996
2في القانون الفرنسي ،قانون المؤرخ في " 1867/ 07/ 24ال يوجد أي نص يمنع شركة أن تساهم في شركة أخرى من
نفس النوع"
10
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
لو القدرة عمى جمع كميات كبيرة من الموارد المالية والمادية والبشرية لتنفيذ مشاريع
اقتصادية واسعة النطاق.
وفي أعقاب اعتماد سياسة اقتصادية جديدة من االنفتاح واإلصالح في الجزائر في نياية
،3 1988/ 01/ 12أو ما الثمانينات مع اإلصالحات االقتصادية الذاتية التي انطمقت في
كان يطمق عمييا قوانين استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية الواقعة في منظور دعم
وتوسيع القطاع العمومي واعادة انتشار الدولة في الفضاء االقتصادي عبر صناديق
المساىمة وخضوع المؤسسة العمومية االقتصادية لقواعد القانون الخاص باعتبارىا أصبحت
شركات تجارية ذات أسيم أو شركات ذات مسؤولية محدودة ،وعميو صدر قانون خوصصة
ممكية القطاع العمومي بعد توقيع الجزائر عمى اتفاقية االمتثال مع صندوق النقد الدولي في
أفريل 4 1994وذلك لتوسيع النطاق الخاص وانسحاب الدولة من األنشطة االقتصادية
التنافسية وجعل قوانين السوق ىي المتحكمة في النشاط االقتصادي العام لمبالد ,كما بدأت
بوادر استعمال الشركة القابضة في الجزائر كأداة لمخوصصة الجزئية وذلك بموجب األمر
25- 95المتعمق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة لمدولة في إطار إعادة ىيكمة
وقد أثارت ىذه القوانين التي صدرت في حينيا نقاشا واسعا باعتبارىا كانت مؤش ار
,وكان التخوف من أن تفضي تمك عمى توجو سياسي جديد في المجال االقتصادي
اإلصالحات إلى نتائج اجتماعية سمبية فيناك قوى اجتماعية ترفض انسحاب الدولة من
تولي قيادة االقتصاد الوطني لعدم وجود نظرة واضحة واستراتيجية محكمة لمدور االقتصادي
3مرسوم 01- 88المؤرخ في 1988/ 01/ 12والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية.
4اتفاقية STAND BYالموقعة بين الجزائر وصندوق النقد الدولي والمتعلقة بإعادة جدولة الديون الخارجية.
5األمر رقم 25- 95المؤرخ في 30ربيع الثاني 1416هـ الموافق لـ 25سبتمبر 1995والمتعلق بسير رؤوس األموال
التجارية التابعة للدولة.
11
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
والمعادلة الصعبة ىي في التوفيق بين توسيع القطاع العمومي والتحول إلى اقتصاد السوق
دون المساس بالعالقات العامة لوسائل اإلنتاج داخل المؤسسة العمومية االقتصادية
كما أدى ذلك إلى ظيور عدة إشكاليات ىامة جديرة بالمالحظة ,إذ كيف يمكن مثال
,بينما تكون قبول رفض الشركة األم أن تأخذ عمى عاتقيا التكفل بديون الشركة التابعة ليا
ىذه األخيرة في وضعية مالية صعبة ؟ وكيف يمكن ضمان حماية قانونية لمساىمي الشركة
التابعة ذوي األقمية الذين قد يتأثرون بما يتخذه أغمبية المساىمين فييا من ق اررات ؟ وكيف
يمكن تسييل التسيير القانوني والمالي لمجمع الشركات فكل ىذه المشاكل وغيرىا تظل
ألجل ذاك ونظ ار ألىمية المجمعات التي ال يمكن تجاىل دورىا الريادي في عالم
األعمال فان كثير من الفقياء دافعوا منذ فترة عمى ضرورة وجود تنظيم خاص بيا عمى
اعتبار أنو ينبغي توفير تجانس وتوافق فيما بين القانون والواقع ،وىي الفكرة التي طالما
اعتبرت محط اىتمام رجال القانون ,وعميو يكون قد حل أوان التدخل التشريعي لتنظيم ىذه
األشكال المؤسساتية الجديدة وعدم االستمرار في تجاىميا خاصة وأنيا بمغت حدا كبي ار من
وعميو فان نظرية مجمع الشركات تندرج ضمن طائفة النظريات األكثر واألشد تعقيدا
في تحميميا ولعمو السبب الذي جعل الكثير من التشريعات ترفض تنظيميا بشكل عام ،مع
أن تطورىا يدل اليوم انو من الصعب االستمرار في تجاىل وجودىا بسبب تأثيرىا الممارس
عمى المؤسسات التي تمجأ عادة إلى قبول ىذه اليياكل الجديدة ألجل تطوير أنشطتيا من
جية وتشتيت المخاطر المحدقة بيا من جية أخرى ،كما انو من الواضح أن بعض
المجمعات أصبحت اليوم تييمن عمى اقتصاديات معظم دول الصناعية بل وتسيطر عمى
12
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
معظم االقتصاد العالمي إذ لم يعد خفيا عمى أحد بان مثل ىذه المجمعات تمتمك وتسير
ميزانيات تفوق في مجمميا ميزانية دول بأكمميا .
إنشاء مجمع الشركات يرجع ألسباب عديدة ومختمفة حيث يمكن أن يشكل المجمع
لمجرد التوسع المستمر في الشركة أو نتيجة لسمسمة من االندماجات لعدة شركات قد يكون
ليا طابع تكميمي بينيا كما بين الموردين والمنتجين والموزعين وىو ما يسمى بالتكامل
العمودي أو قد تقوم بأنشطة مماثمة وىو ما يسمى بالتكامل األفقي وعميو فإن النطاق
االقتصادي لمجمع الشركات قد يختمف ,فقد يكون شركة عائمية ذات نطاق ضيق ويمكن أن
يتوسع في صورة شركة متعددة الجنسيات التي يعادل ناتجيا المحمي اإلجمالي لمناتج
ومجمع الشركات ىو ىيكل ذو طبيعة خاصة يجمع بين عدة شركات مستقمة من
الناحية القانونية تتمتع كل واحدة منيا بالشخصية القانونية غير أنيا من الناحية الفعمية
خاضعة لتبعية الشركة التي تترأس مجمع الشركات ،نتيجة امتالك جزء ىام من رأس ماليا
,كما أن ىيكل يخوليا السيطرة عمييا والتأثير عمى سيرىا وتوجيييا وفق إستراتيجية محددة
المجمع المرن يسمح لو من التقميل أو زيادة اإلنتاج من خالل إعادة الييكمة الداخمية .
في الحياة االقتصادية لممجمع تتعاون الشركات األعضاء فيما بينيا من أجل تحقيق
ىدف مشترك عن طريق التشاور وتقديم المساعدة تحت قيادة سمطة مركزية أو ما يسمى
بالشركة األم ,ىذه األخيرة ىي الضامن لياتو المساعدات ما بين أعضاء المجمع حتى
يتمكن من تعزيز القدرة التنافسية داخل المجموعة من الناحية االقتصادية ومع ذلك ورغم
المزايا االقتصادية المتعددة فإن مجمع الشركات يواجو مخاطر وتحديات ال يستيان بيا .
إن الدور الفعال الذي لعبو مجمع الشركات أدى بالدول المتقدمة ،ومنيا الدول
األوروبية إلى وضع إطار قانوني يعترف بيا ،ويضمن ليا حقوقيا وواجباتيا من كل
13
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
النواحي التشريعية ،مع مراعاة لميزة الوحدة االقتصادية التي يتميز بيا مجمع الشركات،
وعمى مستوى الدول النامية و منيا دول المغرب العربي التي تعرف مرحمة انتقالية ،فيي
بصدد إجراء إصالحات عديدة إلحالل التوازنات االقتصادية والمالية ،وتحقيق التنمية
الشاممة عن طريق تحفيز الشركات العالمية بفتح شركات تابعة أو فروع ليا في بمدانيا وىو
ما يعرف باالستثمار الدولي المباشر ،أو عن طريق تشجيع تكوين مجمعات شركات محمية
تقوم بإنشاء مشاريع ذات المردودية وىذا عمى غرار الدول المتقدمة.
والجزائر بانتمائيا ليذه الدول فيي كذلك تشيد تحوالت جذرية أصبحت من خالليا
مجبرة عمى تبني إصالحات اقتصادية ومنيا االعتراف بمجمع الشركات حتى يتسنى ليذا
كما أنو في الساحة االقتصادية الجزائرية تشكمت مجمعات شركات ذات أىمية
جعمت من األىمية بمكان أن نطرح اإلشكالية التالية :
ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية الرئيسية ،فقد قمنا بطرح بعض األسئمة الفرعية:
في الجزائر وفي الدول األخرى وخاصة -ما ىو نظام الشركة القابضة والشركات التابعة
منيا الدول العربية ؟
وبتعمدنا في ىذه الدراسة حصر الموضوع في دراسة مجمع الشركات من الناحية القانونية،
14
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
-يتشكل مجمع الشركات من شركات عديدة لكل واحدة منيا الشخصية القانونية الخاصة
بيا.
-مراعاة ليذه الوحدة ،فان الشركة األم ليا السيطرة عمى الشركات التابعة من خالل مجمس
-إن تبني نظام مجمع الشركات من قبل الدولة يمكنيا من تحقيق اقتصاد تنافسي قوي.
وتتجمى أىمية ىذا الموضوع لما لو من قيمة بالغة ،من حيث أن تنظيم مجمع
ّ
الشركات يمكن أن يمعب دو ار فعاال في دفع دواليب االقتصاد الوطني كما تمعبو المجمعات
العالمية في تغيير المعطيات الدولية ،وىذا ما يترجم تسارع الجزائر في تقديم تحفيزات ميمة
ليذا التنظيم مضحية بجزء من مواردىا المالية ،وما ىذه إال إستراتيجية لتكثيف االندماج
بين الشركات ،ألنيا بالضرورة ستزيد االستثمارات ،وعند ذلك ستصبح ىذه األخيرة أكثر
قدرة عمى منافسة الشركات األوربية والدولية القادمة ال محالة لالستثمار في السوق الوطنية.
-معرفة نظام الشركة القابضة وعالقتيا بمجمع الشركات والمزايا المقدمة ليذا التنظيم .
-السعي لتنمية القدرة المعرفية في ىذا الميدان ،ومحاولة منا لتسميط الضوء عمى ىذا
الجانب الذي لم يحض بعد بدراسة مكثفة تعكس مدى أىمية ىذا الموضوع والمساىمة في
إثراء المراجع بالمغة العربية .
15
مقدمة مجمع الشركات في القانون الجزائري والقانون المقارن
وترجع أسباب اختيارنا ليذا الموضوع لكون أن تطبيق ىذا النظام سيجعل من المجمعات
الوطنية أكثر تنافسية ويمكنيا ال محالة من كسب الرىانات التي يجب عمى االقتصاد
أما عن صعوبات البحث التي تمقيناىا في بحثنا ،فيي تكمن أساسا في الضآلة
الشديدة لممراجع الجزائرية التي قد درست ىذا الموضوع من الناحية القانونية بالمغة العربية،
وحتى بالمغة الفرنسية فيي ضئيمة عمى مستوى المكتبات .
واعتمدنا خالل ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي والمنيج التحميمي ،حيث استخدمنا
المنيج الوصفي في تبيان ىذا التنظيم وعرض النظام الخاص بالمجمع في دول مختمفة ،أما
المنيج التحميمي فقد استخدمناه في المقارنة بين األنظمة .
ولدراسة ىذا الموضوع ،فقد اعتمدنا إلى تقسيمو إلى بابين تطرقنا في الباب األول
إلى مدخل لدراسة مجمع الشركات ومختمف المفاىيم ،وتطرقنا كذلك إلى ىيكل المجمع
ودوافع تكوينو وخصائصو ،كما تم دراسة التقنيات القانونية لقيام المجمع ومكوناتو والعالقة
القانونية التي تربط بين مكونات المجمع من الشركة األم والشركة القابضة والشركات التابعة
أما الباب الثاني فخصصناه لطبيعة العالقة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن
الشركة التابعة في ظل النظريتين العقدية والتنظيمية ،ثم فصمنا في بعض التطبيقات وأحكام
مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة
16
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المبحث الثاني :طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة األـ والشركة التابعة .
المبحث الثالث :طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة القابضة والشركة التابعة .
17
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
18
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الباب األكؿ
لكي نبيف طبيعة العبلقة لمكونات مجمع الشركات البد أف نتطرؽ إلى مكونات مجمع
الشركات وىذا بتبياف طبيعة كؿ عنصر مف ىذه العناصر والييكؿ الذي يقوـ عميو المجمع
وأىـ التصنيفات التي جاء بيا الفقو كما ال نغفؿ الدوافع التي أدت اإلى تكويف مجمع
الشركات أو أىـ األسباب التي قد تؤدي إلى خمؽ المجمع مع ذكر الخصائص و في األخير
يجب أف نتطرؽ إلى التقنيات القانونية التي بينيا المشرع بصفة عامة مف أجؿ قياـ المجمع
ىذه العناصر األولية التي يجب عدـ إغفاليا في دراستنا لمجمع الشركات تميد لنا الطريؽ
مف أجؿ التفصيؿ في طبيعة العبلقة القانونية التي تربط بيف عناصر المجمع
19
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الفصؿ األكؿ
إف مجمع الشركات في الحقيقة ىو موضوع واقعي موسع نظ ار لمتطور البلفت في
الوقت الراىف واكتسابو أىمية اقتصادية عالية ,وىذا بعد أف اجتاح مكانة واسعة النطاؽ في
النشاط االقتصادي حتى أصبح بعض ىذه المجمعات تمثؿ جانبا ىاما في النشاط
,وبغياب قانوف وتشريع محدد يضبط المجمع وتعدد االقتصادي ألىـ الدوؿ الصناعية
التعاريؼ التي تناولتو كموضوع دراسة سنحاوؿ أف نبرز مختمؼ التعاريؼ التي أسندت
لمجمع الشركات وكذا مكوناتو ,أشكالو ,ىيكمو وتصنيفاتو .
المبحث األكؿ
لقد تعددت وتنوعت المفاىيـ الخاصة بالمجمعات حيث ال يمكف إعطاء تعريؼ جامع
وشامؿ لممجمع وذلؾ العتباره كياف يختمؼ تكوينو وأسموبو وتنظيمو مف دولة ألخرى ,كما أف
مختمؼ التشريعات لـ تتفؽ عمى تعريؼ موحد لو وانطبلقا مف ىذا االقتباس نطرح المفاىيـ
التالية لممجمع
20
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المطمب األكؿ
الفرع األكؿ
مفاىيـ عامة
مجمع الشركات ىو تجميع مجموعة مف الشركات لكؿ واحدة منيا وجود قانوني
خاص لكف متحديف فيما بينيـ بروابط مختمفة ومسيريف مف قبؿ الشركة األـ ىذه األخيرة
.2 تطبؽ مراقبة مستمرة عمى ىذه الشركات وىي متفوقة بوحدة قرار اقتصادية
1
Maggy Pariente, Les groupes des sociétés, Edition LITEC, Paris, 1993, p288.
2
Ali Mazouz, La société holding et filialisation, revue de l’école nationale supérieure
d’administration et de gestion, N 3, deuxième semestre, Alger, 1996, p52.
3
; Pierre Conso, Frank Henici, Gestion financière de l’entreprise, 9eme Edition, Dunod
France, 1999, p650.
4
Laurent Batch, Edition Economica, Paris, 1993, p35, 36. Croissance des groupes industriels
20
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
مكونة مف شركة أـ وشركاتيا التابعة مع وجود ثبلثة خصائص أساسية تجمع بينيـ تتمثؿ
في ما يمي:
الفرع الثاني
لـ يتطرؽ المشرع الجزائري إلى مجمع الشركات في القانوف التجاري بالتعريؼ لكف
كممة مجمع جاء ذكرىا في القرار المؤرخ في 9أكتوبر 1999في الجريدة الرسمية عدد 87
المؤرخة في 8ديسمبر 1999و الذي جاء فيو كيفيات اعداد وتجميع حسابات المجمع أما
المادة 796مف المرسوـ ما تعمؽ بالتجميع وىو مفيوـ مغاير لممجمع فقد جاء ذكره في
التشريعي رقـ 93-08المؤرخ في 25أفريؿ ,1993يجوز لشخصيف معنوييف أو أكثر أف
يؤسسوا فيما بينيـ كتابيا ولفترة محدودة تجمعا لتطبيؽ كؿ الوسائؿ المبلئمة لتسييؿ النشاط
االقتصادي ألعضائيا أو تطويره وتحسيف نتائج ىذا النشاط وتنميتو.
وتنص المادة 797مف نفس لمرسوـ التشريعي عمى :يحدد عقد التجمعات تنظيـ
التجمع مع مراعاة أحكاـ ىذا القانكف كيتـ إعداده كتابيا كينشر حسب الكيفيات المحددة
1
François Goré, Droit des affaires, Paris, Montchrestien Tom2, France, 1999, p475
21
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
اسـ الشركة أك مكضكعيا كالشكؿ القانكني كعنكاف المقر أك المركز الرئيسي لمشركة كاذا
تتـ جميع تعديالت العقد كتنشر حسب شركط العقد نفسو كال تصبح قابمة لالحتجاج بيا
أما المادة 799مكرر مف نفس المرسوـ التشريعي فقد نصت عمى :يتمتع التجمع
بالشخصية المعنكية كباألىمية التامة ابتداء مف تاريخ تسجيمو في السجؿ التجارم كيحدد
ىذا ولقد أتى ذكر مجمع الشركات ضمف قانوف العمؿ تفصيؿ أحكاـ تتعمؽ بالتمثيؿ
كما تضمف القانوف البنكي أحكاما تتعمؽ بعمميات الخزينة داخؿ مجمع الشركات
ضمف األمر رقـ 11-03المؤرخ في 2003/08/26المتعمؽ بالنقد والقرض العدد 64مف
الجريدة الرسمية المؤرخة في 26أكتوبر .2003
22
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
فقرة 2عمى أنو ( بغض النظر عف المنع المنصكص عميو في المادة 76أعاله يمكف كؿ
مؤسسة أف تقكـ بعمميات الخزينة مع شركات ليا معيا بصفة مباشرة أك غير مباشرة
مساىمات في رأس الماؿ تخكؿ إلحداىا سمطة الرقابة الفعمية عمى األخرل ).
مف خبلؿ ما سبؽ يمكف اعتبار المجمع مجموعة مف الشركات المستقمة فيما بينيا ظاىريا
والخاضعة إلدارة اقتصادية وحيدة تسمى الشركة األـ قصد تسييرىا ومراقبتيا بالشكؿ الذي
يحقؽ مياميا االقتصادية .1
المطمب الثاني
تعتبر مختمؼ االرتباطات والعبلقات القائمة بيف الشركات مكونة لممجمع وذلؾ في
إطار وجود شركة رئيسية (الشركة األـ ) التي ليا مساىمات مباشرة وغير مباشرة في
مؤسسات أخرى ,ويأخذ الييكؿ التنظيمي لممجمع شكميف أساسييف ىما :المجمعات العمودية
والمجمعات األفقية .
الفرع األكؿ
1رضا خالصً ،النظام الجبائً الجزائري الحدٌث -جباٌة األشخاص الطبٌعٌة والمعنوٌة( ،-الجزائر :الجزء األول ،دار
هومة ،)2005 ،ص.179
23
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تحت سيطرتيا ,كما يمكف ليذا المجمع أف يحتوي عمى مجمعات جزئية عمى رأس كؿ واحدة
الفرع الثاني
إف تصنيؼ مجمع الشركات يختمؼ مف مجمع إلى آخر وذلؾ تبعا لتعدد أدوار
الشركة األـ ,وكما تختمؼ أيضا الروابط التي تربط مختمؼ الشركات في المجمع ,ومف ىذا
المنطمؽ نميز صنفيف مف المجمعات فقد تصنؼ حسب طبيعتيا أو حسب بنيتيا.
حسب ىذا التصنيؼ نجد عدة أشكاؿ مف المجمعات وىي كالتالي :3
تمارس الشركة األـ نشاط صناعي أو تجاري ويتـ تشكيؿ المجمعات بغرض توسيع
1أمال فلاير اوماطة ،تقنٌة تجمٌع الحسابات ،حالة الشركة القابضة سونطراك ،مذكرة ماجستٌر ،جامعة الجزائر،
،2002 ،2001ص.08
2مرجع نفسه ،ص.09
3أحمد مقدمً ،مرجع سبق ذكره ،ص.13 ،12
24
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
لمقياـ بعقود مختمفة تربط الشركات ببعضيا البعض وال يتعمؽ األمر في ىذه الحالة بالحيازة
عمى مساىمات مالية ولكف بتقوية تبعية الشركات.
حيازة المساىمات المالية في شركات أخرى ويقتصر نشاطيا عمى تسيير المالية فقط مثؿ
الشركات القابضة.
مجموعة الشركات التي تكوف فييا وحدة اتخاذ الق اررات ناتجة عف عدة مسيريف تربط بينيـ
عبلقات شخصية أو عائمية قوية تدفعيـ إلى التجمع .1
مف بيف أىـ أنواع البنيات المكونة لمجمع الشركات نجد األنواع التالية :2
البنية اليرمية ( :)la structure pyramidaleفي ىذا النوع مف المجمعات تمتمؾ الشركة
األـ مساىمات في شركات تابعة ،وىذه األخيرة تمتمؾ بدورىا مساىمات في شركات تابعة
مساىمات مباشرة في عدة شركات وتمارس عمييا رقابة مباشرة حيث أف كؿ شركة تابعة ليس
ليا أي عبلقة تربطيا بالشركات التابعة األخرى.
البنية الدائرية ( : )la structure circulaireحسب ىذه البنية فاف الشركة األـ تمتمؾ
مساىمات في شركات أخرى وىذه الشركات تمتمؾ بدورىا مساىمات في شركات أخرى حيث
تصبح الشركة األـ تمتمؾ بطريقة غير مباشرة مساىمة في الشركات التابعة لتمؾ التي تمتمؾ
فييا مساىمات بطريقة مباشرة .
البنية المركبة ( : )la structure combinéeتعتبر ىذه البنية مف أعقد بنيات المجمع
نظ ار ألنيا تعتبر مزيج بيف البنية اليرمية والبنية الشعاعية و الدائرية .1
المبحث الثاني
إف تطور الشركات وزيادة حدة المنافسة بينيا أدى إلى التفكير إليجاد حؿ لمتقميؿ منيا
مما أدى في األخير بيذه الشركات إلى تبني فكرة التكتؿ فيما بينيا لتشكؿ بذلؾ مجمعات,
حيث يتـ تكويف ىذه المجمعات بطرؽ مختمفة تبرـ بيف المؤسسات وفي ظؿ مجموعة مف
الدوافع كما أف ليذه المجمعات خصائص تميزىا .
المطمب األكؿ
الفرع األكؿ
يعتبر تكويف المجمعات التنظيـ األكثر انتياجا ألنو يسمح بتحقيؽ مجموعة مف
1
France Gwramand, Alain Héraud, Ibid., p453
26
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
-تعبئة وتوفير الوسائؿ المختمفة والتكميمية والتي ال تستطيع مؤسسة بمفردىا توفيرىا
,عمى سبيؿ المثاؿ توفير وسائؿ التمويؿ ,فالشركة األـ ليا قدرة التفاوض مع البنوؾ
لمحصوؿ عمى وسائؿ تمويمية لفائدة الشركات التابعة ليا ,وبالتالي فالشركات الكبرى
أو مجمعات الشركات يمكف أف تحقؽ نتائج ىامة عكس الصغرى فيي تستطيع
توظيؼ وسائؿ مختمفة واحبلؿ استثمارات بتكاليؼ أقؿ .
-اقتحاـ األسواؽ وذلؾ بعد اختيار البمداف التي تراىا مناسبة ,بحيث انو خبلؿ التجمع
تتمكف الشركات مف التعرؼ عمى األجواء السائدة في أسواؽ ىذه البمداف وتوفير ما
يناسب ذلؾ لبيع منتجاتيا .
-التقميؿ مف شدة المنافسة بحيث يمكف االتفاؽ حسب إستراتيجية مشتركة عمى تحديد
وحصر الشركات المنافسة والمتواجدة في السوؽ الواحدة .
-المصداقية والديمومة فيمكف لممؤسسات الصغيرة تعزيز مكانتيا بالتجمع وذلؾ
باالشتراؾ مع مؤسسات كبيرة حيث تمكنيا ىذه األخيرة مف تثبيت سياسات إستراتيجية
وتدعيـ قدراتيا المالية .
-التحويؿ التكنولوجي واكتساب الخبرات وذلؾ بانتقاؿ التكنولوجيا والميارة مف صاحبيا
األصمي (المخترع) إلى المستخدميف ليا .1
الفرع الثاني
الدكافع القانكنية
توجد مجموعة مف الدوافع القانونية التي تشجع وتحفز عمى تجمع وتكتؿ الشركات مع
بعضيا البعض وتتمثؿ ىذه الدوافع في:
1حسٌن مبروك ،القانون التجاري الجزائري والنصوص التطبٌقٌة واالجتهاد القضائً (،الجزائر :دار هومة للنشر
والتوزٌع ،)2004 ،ص.239
27
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
-يسمح تقسيـ قطاعات النشاط داخؿ الكيانات القانونية بتحديد مسؤوليات كؿ مف
الشركة األـ والشركات التابعة ليا ,حيث تعمد معظـ الشركات التي تريد مركزية
نشاطاتيا إلى اختيار التنظيـ في شكؿ مجمع الف ىذا األخير يسمح بمرونة العمميات
المالية إلعادة تنظيـ نشاطاتو.
-يقوـ مجمع الشركات بالتوسع داخميا عف طريؽ إنشاء فروع جديدة ىذه العممية تسمح
بزيادة رأسماؿ الممتمؾ واقعيا ,إال أف ىذا التوسع ال يؤدي بالضرورة إلى زيادة الحؽ
في ممارسة الرقابة لذلؾ تمجأ المجمعات لمتوسع خارجيا وذلؾ بالحيازة عمى أسيـ
شركات أخرى وىذا بيدؼ ممارسة الرقابة عمييا وبالتالي حماية مصالحيا عف طريؽ
المطمب الثاني
الفرع األكؿ
إف وحدة القرار التي يفرضيا المجمع عمى الشركات المكونة لو تستوجب وجود عبلقة
تبعية بيف الشركة األـ والشركات المختمفة المكونة لممجمع ,ىذه العبلقة تستند إلى معايير
موضوعية نص عمييا المشرع الجزائري ويسيؿ تطبيقيا دوف أف تطرح أية مشاكؿ عممية
حيث تنص المادة 729مف القانوف التجاري بموجب األمر 27-96المؤرخ في 09ديسمبر
1996عمى أنو:
1
Mustapha Tifouche, Le Régime fiscale des groupes des sociétés, mémoire de fin d’étude,
Institut d’économie et fiscale, promotion 1997,1999, p27.
28
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
(إذا كانت لشركة أكثر مف %50مف رأسماؿ شركة أخرل تعد الثانية تابعة لألكلى تعتبر
شركة مساىمة في شركة أخرل إذا كاف جزء الرأسماؿ الذم تممكو في ىذه األخيرة يقؿ عف
%50أك يساكييا ) ،انطبلقا مف النص السالؼ الذكر فإف التبعية القانونية تقضي تممؾ
شركة ألخرى ويعني ذلؾ أف رابطة التبعية تقوـ قانونا إذا كانت أغمبية رأس ماؿ الشركة
ممموكا لشركة أخرى فيصح عندئذ القوؿ باف األولى تابعة لمثانية ,والمعموـ أف امتبلؾ
الشخص الطبيعي أو المعنوي ألغمبية رأس ماؿ الشركة يخولو حؽ المراقبة واإلشراؼ عمى
إف رابطة التبعية القانونية تكرس ميما كانت جنسية الشركات الخاضعة لمرقابة
732 جزائرية أو أجنبية وحتى ولو كانت الشركة المراقبة أجنبية وىو ما ذىبت إليو المادة
مكرر 1مف القانوف التجاري الجزائري التي تنص (:عندما تأخذ شركة خالؿ سنة مالية
مساىمة في شركة يكجد مركزىا بالجزائر أك تحصمت عمى أكثر مف نصؼ رأس ماؿ ىذه
الشركة يذكر ذلؾ في التقرير الذم يقدـ لمشركاء كالمتعمؽ بالعمميات التي تـ إجراءىا خالؿ
يشير مجمس اإلدارة أك مجمس المديريف أك المسير في تقريره إلى نشاط الشركات التابعة
لقد سبؽ لمقضاء الفرنسي أف اعترؼ بتبعية شركة فرنسية ألخرى دانمركية مع أف
%98لمجمع أجنبي وذلؾ تأسيسا عمى كوف مسير رأس ماليا تابع في الحقيقة بنسبة
المجمع ىو ذاتو عضو في مجمس إدارة الشركة التابعة .
ولقد استعمؿ القضاء الفرنسي مف خبلؿ ىذا القرار تبري ار في غاية األىمية وقدـ
تدقيقات حوؿ وجود الروابط العقدية التي تجمع الشركتيف ذلؾ أف الشركة الفرنسية خضعت
تسويقيا .1 لمشركة الدانمركية في جميع ما يتعمؽ بطرؽ تصنيع المنتجات وأسعار
يمكف إذف لمشركات أف تبرـ فيما بينيا عقود اتحاد وذلؾ كما ىو في حالة المجمعات
الوقتية أو الظرفية التي تتكوف بتجمع الشركات بغرض انجاز مشروع أو صفقة أشغاؿ
عمومية ,كما يمكف لمشركات إبراـ عقود دمج فيما بينيا كما في حالة الشركة المنتجة التي
تعيد مف خبلؿ ىذا العقد إلى شركة تابعة مياـ بيع المنتجات وتوزيعيا أو عقود التكفؿ
المالي أو التقني .
عبلوة عمى ما تقدـ فاف القضاء الفرنسي قبؿ بوجود عبلقة التبعية حينما يتبيف أف
الشركة األجنبية قد تـ إنشائيا وتمويميا مف قبؿ الزبوف األساسي لمشركة الفرنسية موضوع
الفحص الجبائي ,حيث حمؿ القضاء مختمؼ العبلقات القائمة بيف الشركات بشكؿ مفصؿ
ورفض تطبيؽ النص المتعمؽ بردع التحويبلت نحو الخارج بحجة أف الشركات المتواجدة
خارج فرنسا تخضع فقط لرقابة مدير التصدير لمشركة الفرنسية ,وفي غياب مبررات إضافية
مف جانب اإلدارة الجبائية فانو يتعيف تقدير عدـ وجود تبعية بيف الشركتيف .2
يعني ذلؾ أف وجود رابطة التبعية فيما بيف الشركتيف يتكرس حينما يكوف رأس ماؿ
الشركة الجزائرية ممموؾ بشكؿ مباشر أو غير مباشر مف قبؿ شركة أجنبية أو حينما تمارس
ىذه األخيرة أيضا رقابتيا عمى المنتجات المصنعة مف قبؿ الشركة الجزائرية ،وفي غياب
تعميمات إدارية تبيف وتشرح كيفية تطبيؽ النصوص المتعمقة بالتبعية القانونية لمكشؼ عف
وجود تحويؿ غير مباشر لؤلرباح نحو الخارج –في الجزائر ،-فاف اإلدارة الجبائية الفرنسية
1
C.E. 25/01/1989, Req N49847, D.F, N20.21, COMM.1000, concl.Martin, R.J.F,3/1989, N274,
B.F, Lefebvre (Francis), 3/1989 N 439.
2
C.E.15/01/1992, Req n77015, SA ORORE et Me Gourdain, D.F, 1992, n26, COMM, 1530,
R.J.F 3/1992, n314.
30
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
لجأت إلى تعداد الحاالت التي تقبؿ الخضوع لمنظاـ وذلؾ بموجب تعميمة صادرة بتاريخ
11973/05/04أشارت مف خبلليا إلى سمطة اتخاذ القرار بطريقتيف إحداىما القرار الذي
يتخذ مباشرة عف طريؽ شخص طبيعي والثاني ذلؾ الذي يمارس عف طريؽ الوسيط .
يمكف لمشركة في الحالة األولى أف تفرض سيطرتيا ورقابتيا عف طريؽ تعييف ممثؿ
ليا داخؿ الشركة الخاضعة لمرقابة بصفتو عضو في مجمس إدارتيا أو مجمس المراقبة وفي
ىذه الحالة تظؿ السمطة محدودة الف نصوص القانوف التجاري ال تسمح لمشخص المعنوي
ولو عف طرؽ وسيط بالوكالة شغؿ مياـ رئيس مجمس إدارة شركة مساىمة أو مسير لشركة
.2 ذات مسؤولية محدودة
تفرض الشركة المييمنة في الحالة الثانية ق ارراتيا عف طريؽ شخص وسيط يمكف أف
يتمثؿ في أي شخص يممؾ مصمحة تجارية أو صناعية داخؿ كؿ مف الشركتيف أو يممؾ
جزءا مف رأس ماؿ كؿ واحدة منيما ,ومع أف الحالتيف السابقتيف تغطياف وضعيات مختمفة
جدا إال أف الممارسة العممية أظيرت أف ما استحدثتو التعميمة اإلدارية ال يغطي جميع
االفتراضات ,ذلؾ أف األوضاع أكثر وجودا في الواقع تتعمؽ بمجمع الشركات ذات الحجـ
المتوسط الذي يحتفظ بالطابع العائمي ,وعميو يتعيف عمى اإلدارة الجبائية الجزائرية أف تمجأ
إلى إعماؿ مراقبة مكثفة ودقيقة لمعمميات المبرمة بيف الشركات المرتبطة فيما بينيا برابط
عائمي وذلؾ بغرض الكشؼ عف التحويبلت الخفية لئلرباح فيما بينيا .3
تطبيقا لما تقدـ سبؽ لمجمس الدولة الفرنسي و إف اعترؼ بتبعية شركة فرنسية تنشط
في قطاع إنتاجي لشركة سويسرية مالكة لمعبلمة التجارية التي بيعت بمواصفاتيا منتجات
الشركة الفرنسية ,ولقد اعتبر القضاء بأف عبلقة التبعية ال تنتج فقط مف واقعة أف الشخص
1
Note. Administrative du 04/05/1973, B.O.D.G. 14.A.273-précitée.
2
Bilon, J.L, Transfert indirect des bénéfices à l’étranger, Edition LITEC, Paris, 1981, n252,
p50.
3
Guiramand (F), Heraud (A), Op.Cit, p451.
31
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المتواجد في سويس ار ىو الزبوف األساسي األجنبي لمشركة الفرنسية واف الشركة السويسرية
تساىـ في تسويؽ المنتج في فرنسا ولكف أيضا بسبب تدخؿ ابف الزبوف داخؿ شركة اإلنتاج
وذلؾ باعتباره مدي ار تجاريا ومالكا بنسبة %69مف الحصص وىو ما يجعؿ التبعية مكرسة
مف خبلؿ عدة عناصر مف بينيا المياـ التي يمارسيا االبف والتي تمعب دو ار ىاما في تشكيؿ
وتكويف رابطة التبعية. 1
يستنتج مف ما سبؽ أف مجرد وجود وسيط لؤلشخاص يكفي إلثبات رابطة التبعية
وبذلؾ فاف القضاء اإلداري الفرنسي يكوف قد قبؿ وضعية صعبة ألنو اعتبر باف ىذا النوع
مف الرقابة والذي يصعب في الغالب إظياره والكشؼ عنو ييدؼ إلى إخفاء الوضعية
الحقيقية لمشركة.
كما يمكف إثبات وجود تبعية فعمية بيف الشركات ,وذلؾ إذا تعذر إظيار وجود التبعية
القانونية ،ويقصد بالتبعية الفعمية وجود روابط عقدية فيما بيف الشركات أو وجود عبلقات
اقتصادية أو مصالح مشتركة فيما بينيا حيث تظير الروابط العقدية في شكؿ عقود تعاوف أو
عقود امتياز أو ادماج أو حتى تحت شكؿ شركة محاصة ,ويمكف ليذه العقود أف يكوف ليا
نفس تأثير الرقابة القانونية التي تمارس عف طريؽ حيازة جزء فعاؿ مف رأس الماؿ وذلؾ
بفضؿ الشروط التي تتضمنيا .2
يمكف ليذه الروابط العقدية أف تكرس اتحاد الذمة فيما بيف الشركات ذلؾ وانو انطبلقا
مف ىذه العبلقات يمكف مبلحظة وجود ىيمنة اقتصادية مف خبلؿ التمعف في مضمونيا إذ
كثي ار ما يفرض احد طرفي العقد شروطو عمى المتعاقد اآلخر وذلؾ بحكـ انتمائيا إلى نفس
1
C.E. 02/06/1976. Req N94758. D :F.1977-N39.COMM.1362.
Note. B.R.J.F, 9/1976, N371.J.C.P. 1977, Edition, C.I.2 .12364,
Note PEN, NARA
2
Vanhaecke Miechel, Op.cit., N326, p321, Doctrine, Administratif; du 09/03/2001,
D.B.4.A12.
32
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المجموعة االقتصادية ,عمى عكس ما إذا لو كانت الشركة تنجز عقودا مع شركة أخرى
مستقمة عنيا فإنيا عادة ما تممؾ سمطة تفاوض واسعة ألنيا متحررة مف حالة التبعية
والخضوع لمشروط التي مف الممكف أف تممييا األولى.1
تتميز بعض المجمعات بوجود روابط فيما بيف الشركات التابعة ليا غير أف ىذه
الروابط ليست ذات طابعة قانونية بالدرجة األولى وانما تتمثؿ باألساس في روابط ذات طابع
عائمي أو شخصي ,إذ مف الجائز أف يكوف لبعض الشركات نفس المقر ووثائؽ تجارية
متشابية كما يشتركوف أيضا في بعض الشركاء والمسيريف وكؿ ىذه العوامؿ المشتركة إذا
اجتمعت فإنيا قد تؤدي بالقضاء إلى تكريس نظرية اتحاد الذمة فيما بيف ىذه الشركات وىي
يمكف تكريس التبعية الفعمية أيضا في حالة تدخؿ الشركة لحساب شركة أخرى بقصد
الحصوؿ عمبل صفقة معينة والظفر بيا بحيث سبؽ لمجمس الدولة الفرنسي واف اقر بوجود
تبعية فعمية بيف شركة فرنسية وأخرى مغربية وذلؾ انطبلقا مف الييمنة التي مارستيا الشركة
المغربية عمى الفرنسية مف خبلؿ قياـ ىذه األخيرة بتسديد عموالت بأسعار باىظة لؤلولى
بقصد الحصوؿ عمى صفقات. 3
بكيفية مماثمة كرس القضاء الفرنسي وجود تبعية فعمية لشركة تتصرؼ باعتبارىا
وكيبل خاصا لبلستراد والتصدير بفرنسا لفائدة شركة أجنبية انطبلقا مف كوف نسب العموالت
المسددة تختمؼ عف تمؾ المعموؿ بيا عادة داخؿ قطاع النشاط المعني ,وىو ما يبرر اعتماد
1
Le Canno Paul, Op.cit., n1460, p886 (precite).
2
Hannoun (C), Le Droit et les groups de société, Op.cit., N370, p247.
3
C.E, 06/05/1966, Req N62129, Rop159, D.F 1966, N24. Comm.605. Dupont, 1966, p340.
33
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
القضاء الفرنسي عمى تنويع المعايير لمكشؼ عف وجود عنصر التبعية الذي يبرر تحويؿ
األرباح بشكؿ غير مباشر لمخارج في ظؿ غياب مفيوـ قانوني واضح لرابطة التبعية. 1
21994/03/18 في حالة مشابية رفض مجمس الدولة الفرنسي في قرار مؤرخ في
الفعمية بيف الشركة المتواجدة بسويس ار وشركة فرنسية ,إذ لـ يقبؿ االعتراؼ بالتبعية
القضاء مبررات اإلدارة الجبائية الفرنسية المتعمقة بوجود تبعية فعمية ألجؿ تطبيؽ الحكـ
القانوني الذي يردع ويعاقب عمى التحويبلت غير المباشرة لؤلرباح وىو قرار في غاية
األىمية مف الناحية القانونية .
- 1التبعية ذات الطابع المالي :تنتج ىذه العبلقة التي تربط الشركة األـ (صاحبة
القرار) والشركات األخرى المكونة لممجمع عف طريؽ امتبلؾ الشركة األـ بصفة
مباشرة ألغمبية حقوؽ التصويت في الجمعية العامة كما أف ىذه التبعية تنشأ كذلؾ
بعد امتبلؾ أكثر مف %50مف حقوؽ التصويت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
بواسطة شركة أو أكثر مراقبة وىي في نفس الوقت تراقب شركة أخرى .3
- 2التبعية ذات الطابع اإلدارم :تنتج ىذه التبعية عف طريؽ امتبلؾ أغمبية مقاعد
الييئات اإلدارية (مجمس اإلدارة ) وفي بعض الحاالت يتحصؿ عمييا حتى في غياب
سمطة الرقابة المالية مثبل بتوزيع أغمبية األسيـ عمى األفراد (أسيـ ممموكة مف قبؿ
1
C.E, 05/02/1975, Req, N90788 et 91255, DF, 1957, N13, comm 472, et 1976 N43 comm,
1502 CONCL. SCHMELTZ RJF, 4/1975, N168.
2
C.E 18/03/1994, Req n68795 et 70814, SA, Sovemarco- Eurode de 1994 n40, comm, 1703
Note, Texier et Lamulle, RJF, 5/1994, N532 et CONCL Martin, p290, F.R, Francis Lefebvre,
24/1994, p03, Bulletin, Des conclusions fiscale Mai 1994, p07.
3أمال فلاير اوماطة ،مرجع سبق ذكره ،ص06
34
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
مدخريف صغار ىدفيـ الوحيد الحصوؿ عمى توظيؼ مالي ) أو بموافقة شريؾ ليس
لمشركة .2
- 4التبعية ذات الطابع االقتصادم :ينتج ىذا النوع مف االرتباط في حالة شبو احتكارية
الفرع الثاني
تعتبر االستقبللية مبدأ أساسي وضروري إلنشاء المجمعات فالمجمع ليس لو شخصية
اعتبارية خاصة بو ,وىذه الخاصية –االستقبللية -تخص كؿ شركة داخمة في محيط المجمع
في حد ذاتيا ,باعتبار إف الشخصية المعنوية شرط أساسي يسمح ليا باالنضماـ إلى
المجمع ,يترتب عمى تمتع الشركات المكونة لممجمع بالشخصية المعنوية استقبلليا القانوني
عف بعضيا البعض كأصؿ عاـ غير أف عمميا معا تحت إمرة الشركة األـ أدى بالفقو
والقضاء إلى ابتكار فكرة شفافية الشخصية المعنوية والتي تقتضي الخروج عف ىذا األصؿ
في حاالت معينة .
إف أوؿ ميزة يختص بيا مجمع الشركات ىو االستقبلؿ القانوني لمشركات المكونة لو
فالشخصية القانونية لمشركة التابعة تظؿ قائمة ومستقمة عف الشخصية القانونية لمشركة األـ
,وىو ما ينتج عنو استقبلؿ الذمـ المالية لكؿ منيما كما أف لكؿ واحدة اسـ تجاري وممثؿ
قانوني وموطف وجنسية خاصة بيا ,فبل يمكف لمشركة القابضة أف تتعاقد أو تتقاضى باسـ
شركتيا التابعة ,كما أف دائني الشركة التابعة ال يعتبروف دائنيف لمشركة القابضة ,والعكس
صحيح ,وفي حالة إفبلس إحدى الشركات التابعة فاف ذلؾ ال يستتبع إفبلس الشركة
القابضة.1
فعبلقة السيطرة والرقابة والتوجيو التي تربط الشركة األـ بالشركة التابعة بوصفيا
مساىما فييا ال تكفي بذاتيا إلنكار االستقبلؿ القانوني ليذه األخيرة ,ذلؾ أف سيطرة الشركة
األـ ورقابتيا إنما تستمد مف كونيا مساىما يممؾ أغمبية رأس ماؿ الشركة التابعة وال يعد
استعماليا لحقوقيا بوصفيا مساىما ذا تأثير عمى الشخصية القانونية لمشركة التابعة الف
المساىميف عند ممارستيـ لحقوقيـ في التصويت يمارسوف حقيـ في الرقابة واإلدارة والتوجيو
وعميو ال يمكف االدعاء في ىذه الحالة بوجود امتزاج بيف الشخصيتيف القانونيتيف .
إف ىذا االستقبلؿ القانوني ىو الذي يميز الشركة التابعة عف الفرع كما سبؽ ذكره
فكؿ شركة مف شركات المجمع ليا كيانيا القانوني الخاص بيا بحيث ال تتأثر بأي شكؿ مف
األشكاؿ بالقواعد الموضوعية أو اإلجرائية التي تخضع ليا شركة أخرى مف شركات المجمع
سواء مف حيث إنشاءىا ,كيفية سيرىا أو طرؽ انقضاءىا ,فبالرغـ مف تبعية شركات المجمع
لمشركة األـ فاف ىذا ال يعدـ وال ينقص مف الشخصية القانونية ليا.
1هارون أوروان ،المسؤولٌة البٌئٌة لمجمع الشركات ،مجلة الباحث للدراسات األكادٌمٌة ،العدد الرابع ،كلٌة الحقوق
والعلوم السٌاسٌة ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2014 ،ص232
36
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ويذىب جانب مف الفقو إلى أف سيطرة الشركة األـ تتركز بالدرجة األولى في السيطرة
عمى إدارة الشركة التابعة ,ومف ىنا فاف إساءة استخداـ الشخصية المعنوية لمشركة التابعة
مف طرؼ الشركة األـ التي تقوـ بإدارتيا ال يؤدي إلى القوؿ باالتحاد القانوني بيف الشركتيف
.1 وال يؤدي إلى اعتبارىما شخصا قانونيا واحدا
إذف فالمبدأ ىو أف الشركة التابعة مستقمة وىذا ما جاء في االجتياد القضائي الفرنسي
بتاريخ 22فيفري 1996والذي أكد أف ىذه األخيرة والتي نشأت وفقا لمقانوف تتمتع بأجيزة
إدارية خاصة بيا ,باإلضافة إلى اإلمكانات المادية والبشرية البلزمة لتحقيؽ غرضيا وتتعامؿ
باسميا مع الغير والشركة األـ ال تسأؿ عف تصرفاتيا.
إف ىذا االستقبلؿ القانوني يبقى قائما حتى مع وجود السيطرة المالية القوية لمشركة
األـ عمى الشركة التابعة ,وبالتالي فاف ىذه السيطرة ال تسمح بالحكـ عمى الشركة األـ بتنفيذ
االلتزامات التعاقدية لمشركة التابعة ,كما أف االنضماـ أو الدخوؿ في المجمع ال يعتبر في
.2 حد ذاتو مصد ار أو أساسا لممسؤولية
تقتضي القواعد القانونية العامة تمتع الشركة األـ بالحماية مف المسؤولية عف التزامات
الشركة التابعة بفضؿ استقبلؿ الشخصية القانونية لكؿ منيما ,فبل يوجد مبدأ قانوني عاـ
يقرر مسؤولية الشركة األـ عف أعماؿ الشركة التابعة والتزاماتيا إال في حدود مسؤوليتيا
1
محمود على درٌد ،مرجع سبق ذكره ،ص.158
2
Pascaud-Blandin Perle, La responsabilité de la société mère du fait des actes commis par
sa filiale, mémoire de master2, entreprise et droit de l’union européenne, université paris
sude, 2013, p8,9.
37
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كمساىـ في شركة ذات مسؤولية محدودة ,لذلؾ فاف تحميؿ الشركة األـ مسؤولية عف أعماؿ
إف احتراـ مبدأ االستقبللية القانونية لمشركة التابعة يشكؿ درعا قانونيا يحتمي بو
المجمع ضد الصعوبات التي قد تواجو أي شركة مف الشركات المكونة لو ,كما أف تسخير
ىذه األخيرة لخدمة مصمحة المجمع عف طريؽ تنفيذىا لئلستراتيجية التي تحددىا الشركة األـ
قد يؤدي في بعض األحياف إلى تجاوز ىذه االستقبللية أو باألحرى إفراغيا مف مضمونيا,
بحيث يتصرؼ كؿ األشخاص المكونيف لممجمع كأنيـ شخص قانوني واحد وفي ىذه الحالة
نجد أف كؿ مف الفقو والقضاء قد اجمعا عمى إقرار مبدأ شفافية الشخصية المعنوية لشركات
المجمع والتعامؿ معيا عمى أساس شخص قانوني واحد ,وبالتالي إقرار مسؤولية الشركة األـ
التي تأتي عمى رأس المجمع عف األضرار التي تسببيا الشركات التابعة ويكوف ذلؾ عندما
تؤدي ممارسة السيطرة إلى المساس باألسس الجوىرية التي تقوـ عمييا فكرة الشخصية
المعنوية ويتحقؽ ذلؾ في حالتيف ىما :
إف مف آثار تكويف الشركة أف يكوف ليا ذمة مالية مستقمة عف ذمـ الشركاء فييا،
ولعؿ استقبلؿ الذمة المالية لمشخص المعنوي بصفة عامة يعتبر في نظر البعض بمثابة
,وبما أف الشركة التابعة تتمتع بالشخصية 2 نقطة االنطبلؽ في بناء الشخص المعنوي ذاتو
المعنوية فإف ليا ذمة مالية مستقمة أي ميزانية خاصة بيا تقيد فييا معامبلتيا وحقوقيا
وديونيا ,ويخصص رأس ماليا لسداد ديونيا عمى اعتبار انو يمثؿ الضماف العاـ لدائنييا.
1أسامة مساعدة ،محمد بشاٌرة ،مدى مسؤولٌة الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة من موقع:
dictaconsulting.com/corprateveil
2حسن محمد هند ،مرجع سبق ذكره ،ص.131
38
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
غير انو قد يحدث خمط بيف الذمـ المالية لشركات المجمع بسبب التداخؿ والترابط بيف
حقوؽ وديوف ىذه الشركات بحيث يصبح الفصؿ بيف ميزانية الشركتيف أم ار مستحيؿ فالشؽ
السمبي وااليجابي لمميزانية يعبراف عف حقوؽ وديوف مجمع الشركات ككؿ ,وفي مثؿ ىذه
الحالة لقاضي الموضوع سمطة كبيرة في تقدير مدى توافر ىذا الخمط ويتعيف عميو
استخبلص وجوده مف وقائع محددة يبينيا في حكمو ويبيف األسباب الخاصة التي جعمتو
يرجح وجود ىذا الخمط واال كاف حكمو عرضة لمنقض. 1
2014/7516 وفي ىذا الصدد نجد قرار محكمة االستئناؼ بعماف في القضية رقـ
بتاريخ 2014/07/01أصدرت محكمة استئناؼ عماف ق ار ار قضى بمسؤولية شركة قابضة
عف التزاـ مالي مترتب بذمة شركة تابعة ليا لمجرد أف الشركة التابعة ممموكة بالكامؿ
لمشركة األـ ,في ىذه القضية قامت شركة (قبس) لمتطوير العقاري ذات المسؤولية المحدودة
باالتفاؽ مع المدعيف عمى بيعيـ قطعة ارض في منطقة العقبة االقتصادية الخاصة وقبضت
الشركة مبمغا مف ثمف األرض ولـ يتـ تسجيؿ البيع رسميا لدى دائرة األراضي ,طالب
المدعوف باسترداد المبمغ وأقاموا الدعوى ضد شركة (قبس) وأيضا ضد شركة (تعمير األردف)
القابضة عمى أساس أف شركة (قبس) تابعة ليا .
تمسكت شركة (تعمير األردف ) باستقبلؿ شخصيتيا القانونية وبالتالي ذمتيا المالية إال إف
محكمة االستئناؼ أيدت محكمة الموضوع في إقرار مسؤولية الشركة القابضة عف أعماؿ
الشركة التابعة ليا عمى أساس أف الشركة القابضة بحكـ تعريفيا في المادة 204مف قانوف
الشركات األردني (...تممؾ وتدير شركات تابعة ليا )..كما استدلت محكمة االستئناؼ
1
شرٌف محمد غانم ،مرجع سبق ذكره ،ص.179
39
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
بالقاعدة القائمة ( التابع تابع وال يفرد بحكـ لتبرير المسؤولية التضامنية بيف الشركة القابضة
القابضة كما نبيت المحكمة أيضا عمى أف الشركة القابضة تمارس أعماليا مف خبلؿ
الشركة التابعة لذلؾ تعتبر الشركة التابعة والشركة القابضة مسئولتيف بالتضامف عف ديونيما
بحيث تكوف القابضة مسئولة عف أعماؿ الشركة التابعة وتسأؿ الشركة التابعة عف أعماؿ
.2 الشركة القابضة
تعرؼ الصورية بأنيا التظاىر بأمر يخالؼ الواقع مف جميع نواحيو أو مف بعضيا
.3أو بمعنى آخر عمى األقؿ فيي توجد موقفا ظاى ار غير حقيقي يغطي موقفا خفيا حقيقيا
ىي عممية قانونية ظاىرة ال تعبر عف المركز القانوني الحقيقي لممتعاقديف ،فيي اتفاؽ عمى
إخفاء الحقيقة تحت ستار قانوني مشروع بحيث نجد أف الشركة األـ تقوـ بإنشاء شركة تابعة
بيدؼ إخفاء تصرفاتيا دوف أف تكوف ليذه الشركة أية استقبللية قانونية أو مالية ،وتمجأ
الشركة األـ إلنشاء مثؿ ىذه الشركات بغرض التحصف مف متابعة الدائنيف ليا أو لمحصوؿ
1
أسامة مساعدة ،محمد بشاٌره ،نفس الموقع السابق.
2
حسن محمد هند ،مرجع سبق ذكره.242 ،
3
محمود علً درٌد ،مرجع سبق ذكره ،ص.153
40
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
عمى مزايا ضريبية أو لتيريب الضماف العاـ لدائنييا ،ويتحقؽ ذلؾ إذا ثبت أف الشركة األـ
قد أوشكت عمى التوقؼ عف الدفع ,وايزاء عجزىا عف الحصوؿ عمى ائتماف لمخروج مف
وضعية اإلفبلس قامت بإنشاء شركات مستقمة لتحصؿ بواسطتيا عمى ائتماف مف الغير الذي
ال يعرؼ حقيقة األمور لذلؾ أقر القضاء في ىذه الحالة لمدائف الرجوع إلى الشركة األـ حتى
.1 واف كاف تعاممو مع الشركة التابعة المستقمة عف الشركة األـ
يمكف لدائني الشركة التابعة في حالة غياب الصورتيف السابقتيف كسبب لتجاوز مبدأ
استقبللية الشخصية المعنوية وكمبرر المتداد المسؤولية إلى الشركة األـ السيما في حالة
عجزىا عف الوفاء بديونيا ,أف يطالبوا الشركة األـ بحقوقيـ وذلؾ في حالة ثبوت خطئيا في
تسيير الشركة التابعة في إطار ما يعرؼ بامتداد المسؤولية لمدير الشخص المعنوي والتي
224مف تنص عمييا اغمب التشريعات المقارنة عمى غرار التشريع الجزائري في المادة
القانوف التجاري الجزائري والتي نصت عمى ( في حالة التسكية القضائية لشخص معنكم
أك إفالسو يجكز إشيار ذلؾ شخصيا عمى كؿ مدير قانكني أك كاقعي ظاىرم أك باطني
إذا كاف ذلؾ المدير في ظؿ الشخص المعنكم أثناء قيامو بتصرفاتو قد قاـ لمصمحتو
بأعماؿ تجارية أك تصرؼ في أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة.
أك باشر تعسفا لمصمحتو الخاصة باستغالؿ خاسر ال يمكف أف يؤدم إال إلى تكقؼ
الشخص المعنكم عف الدفع .
في حالة التسكية القضائية أك شير اإلفالس الصادر طبقا ليذه المادة تشمؿ الديكف
1
حسن محمد هند ،مرجع سبق ذكره ،ص.244
41
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كتاريخ التكقؼ عف الدفع ىك نفس التاريخ المحدد بالحكـ الذم قضى بالتسكية القضائية
-مشاركة الشركة األـ في إدارة الشركة التابعة وىذا عف طريؽ السيطرة عمييا .
-إفبلس الشركة التابعة أو خضوعيا إلجراءات التسوية القضائية وىو الشرط الجوىري.
أ -رتكاب الشركة األـ خطأ أو تعسؼ في إدارة الشركة التابعة ,ويتمثؿ الخطأ في اإلدارة
في التقدير السيئ أو الخاطئ لمموقؼ ,أما التعسؼ فيكوف عندما تستعمؿ الشركة األـ
شركاتيا التابعة بغرض تحقيؽ مصالحيا الخاصة ,ويؤدي ذلؾ إلى اإلضرار بيا
وجعميا في وضعية قد تؤدي إلى إفبلسيا .1
المطمب الثالث
الفرع األكؿ
ال يمكننا اإللماـ بكؿ الجوانب اإليجابية المتعمقة بمجمع الشركات وىذا راجع لتركيبتو
المعقدة والتحوالت الدائمة والمختمفة التي تحدث فيو .إال أننا يمكننا تمخيص أىميا فيما يمي:
يعتبر مجمع الشركات الوسيمة المفضمة إلجراء التركيز الصناعي لمشركات ،فيو
يسمح بتوظيؼ وتجميع الوسائؿ التي ال يمكف أف تجمعيا أي مؤسسة لوحدىا ،وكما أف
1
هارون أوروان ،مرجع سبق ذكره ،ص .237 ،236
42
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
مركزية المراقبة ال تقصى وجود تعدد في النشاطات ووجود تنافس بيف الشركات مف نفس
المجمع.1
سيولة التسيير عند تعدد مراكز القرار مع وجود مركزية في تحديد األىداؼ ،فاإلدارة
العامة لممجمع تسطر األىداؼ التي يجب تحقيقيا ،وتترؾ لكؿ شركة تابعة حرية في وسائؿ
تحقيؽ البرنامج.
وكذلؾ فإف إستراتيجية التوسع والتنويع تتـ بتعاوف كؿ شركات المجمع .حيث أف ىذه
اإلستراتيجية تعتبر كعامؿ ميـ في تقميؿ المخاطر وىو ما أدى إلى ظيور مجمعات متعددة
) 2 النشاط )Conglomérats
تطوير المعرفة يرتبط باستخداـ تكنولوجية معقدة وتمديد مراحؿ اإلنتاج ،وىذا ما
يجعؿ مف دخوؿ المنافسيف إلى السوؽ التي يسيطر عمييا المجمع أكثر صعوبة.
يسمح بعولمة النشاط ،حيث أف حكومات البمداف بصفة عامة تسعى لمحد مف
االستيراد فيي تحفر أكثر إلنشاء فروع وشركات تفتح مناصب عمؿ جديدة وتضع منتجات
لمتصدير ،وىذا أدى بالشركات إلى إنشاء شركات تابعة ليا بصفة دائمة.
1
Yves Guyon, Droit des affaires, (France : 9eme Edition, Edition Economica, 1996) p602.
2
J.Y, Egel, D,Gazil, Op.Cit, p27.
43
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
االقتصادييف مف جية أجرى ومنو فإف عممية إنشاء شركات تابعة في بمداف أجنبية يسمح
ىدؼ أمني :المجمع الذي يممؾ شركات تابعة في عدة بمداف أجنبية ،عمى العموـ ىو أقؿ
عرضة لممخاطر.
ىدؼ المردكدية :يتحصؿ المجمع عمى مزايا ىامة مف خبلؿ عدـ تساوي القدرة الشرائية
ىدؼ تجارم :عند إنشاء شركات تابعة في البمداف المستقبمة ،يتوجب بيع المنتجات فييا ،إف
-قيمة التنازالت الداخمية في مجمع الشركات مف خبلؿ التنازالت البينية يتمكف مف تحويؿ
األرباح مف شركة ألخرى ،محققا بذلؾ اقتصاد ىاـ في الضريبة الواجبة.
كما أف المجمعات تحاوؿ دائما تحقيؽ أرباح مف خبلؿ التشريعات الجبائية لمدوؿ التي تعطي
مزايا خاصة ليذا النوع مف الشركات .وفي الواقع ،فإف مجمعات الشركات تبحث دائما
الضريبية2 إلنشاء شركاتيا التابعة في الدوؿ التي تعرؼ بػ" الجنة
( ") fiscaux Paradisوالتي تعني " :البمداف التي تتميز بأقؿ ضرائب مطبقة" ،ثـ بعد
ذلؾ تحاوؿ بكؿ الوسائؿ التعاقدية مف أجؿ جعؿ الشركات التابعة ىي المحققة لؤلرباح حتى
ولو لـ تقـ بأي نشاط تجاري.
1
Yves Guyon, Op.cit., p602.
2
Mustapha Tifouche, Op.cit., p27.
44
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تنوع النشاطات عمى مستوى وحدات تشريعية مختمفة تسمح بتحكـ أكثر في
المسؤوليات ،مع تحمؿ المخاطر العامة التي يمكف أف تحصؿ لكؿ شركة تابعة وىذا
باختبلؼ تشريعات تواجد ىاتو البمداف ،فكؿ شركة تسير مسؤولياتيا لوحدىا ،مع تحمؿ عاـ
لممخاطر المحتممة.
كما أف التنظيـ المرف لممجمع يسمح أيضا بإعادة ىيكمة النشاطات وىذا راجع لمرونة
العمميات المالية عمى مستوى مجمع الشركات فعممية التنازؿ أو التبادؿ لؤلسيـ ىي أكثر
سيولة وأقؿ تكمفة منيا عندما تكوف بيف شركات ال تنتمي لنفس المجمع.
المراقبة:
إف قانوف تحقؽ األغمبية مف أجؿ ممارسة الرقابة في مجالس المساىميف ،تسمح بحؽ
أقؿ.1 ممارسة القرار بدوف اكتتاب جميع األسيـ ،فيتـ إنشاء شركات تابعة برأسماؿ
مف أىـ مميزات المجمع ىي تعدد تنظيماتو وتوسعو ،وليذا فيو يجمب أحسف
الميارات المسيرة التي تستطيع مضاعفة المردودية ،وكذلؾ فالمجمع يسمح بتوظيؼ أحسف
اإلطارات.
كما يتيح لمشركات التابعة المنشأة حديثا ،مف اكتساب أيدي عاممة كفأه بمجرد بداية
نشاطيا ،وىذا مف خبلؿ إمكانية تحويؿ اإلطارات العاممة مف شركة ألخرى ،تدخؿ مباشرة
في اإلستراتيجية المسطرة مف قبؿ المجمع.
1
Christine Collette, Op.cit., p22.
45
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وكذلؾ فإف التأطير الذي يحققو المجمع ،يسمح بتبني أفضؿ المشاريع ،ويمكف مف
وفي األخير ،يمكف لمشركات التابعة بأف تكوف محؿ مراقبة وتأطير تقني دائـ،
تتحصؿ عمى المعمومات والنصائح الكافية لدخوؿ أي سوؽ جديد.
وفيما يتعمؽ بجانب العبلقات العممية ،فإف مجمع الشركات ينظر إليو مف قبؿ
المتعامميف اآلخريف ،سواء كانوا متعامميف مالييف ،أو حتى شركات أجنبية نظرة إكبار لحجمو
ووسائمو المتعددة المتاحة.1
مف ضمف أىداؼ تكويف المجمع ،ىو جعؿ الشركة أكثر مرونة تنظيمية ،حيث أف
كبر الشركة بشكؿ كبير يمكف أف يحدث حالة معقدة في التسيير ،فالشركة إذف عندما يزيد
حجميا فمف األجدر ليا إنشاء فروع أو شركات تابعة ليا تتميز بشخصية معنوية خاصة بيا
وتسير في إطار إستراتيجية وأىداؼ موحدة.
إف المزايا السالفة الذكر ،رغـ أنيا واقعية ،إال أف تطبيقيا الميداني يرتبط في كثير مف
األحياف بميارة المسرييف وقدرتيـ عمى استغبلؿ الفرص والظروؼ المواتية أكثر مف أمر آخر
1
Christine Collette, Ibid., p23
46
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وكثرة عدد الشركات التابعة يمكف أف يسبب في مضاعفة مجيود التنسيؽ والمراقبة المبذولة
ومف جية أخرى يمكف أف يضعؼ مردودية وفعالية الشركات نظ ار لمحجـ اليائؿ
لبلستثمارات وتوسعيا.
ورغـ القوة االقتصادية لمجمع الشركات ،إال أنو يمكف أف يفقد توازنو االقتصادي جراء
التقمبات واألخطار التي تواجيو في كؿ لحظة ،وىذا إف لـ يكف المجمع مشكؿ وفؽ صيغة
خفية.
أما عمى مستوى الشركات مف نفس المجمع،فانو توجد دائما عممية تحويؿ الذمـ،
حيث ىذا يكوف في صالح الشركة المستقبمة ،أما الشركة المحولة فإف ىذا التحويؿ ال يحقؽ
منفعتيا ،خاصة فيما يتعمؽ بتأثيرىا عمى المساىميف األقمية ،وعمى الذيف لدييـ حقوؽ عمى
عاتؽ الشركة المعنية ،وىذا يرجع لتبني إستراتيجية وفؽ المصمحة العامة لممجمع ككؿ.1
إف تغميب المصمحة العامة عمى المصمحة الخاصة لمشركة التابعة يحدث ال محالة
عدـ توازف داخؿ الشركات المسيطر عمييا ،ألف القرار يكوف دائما لدى المساىميف األغمبية
الذيف يسيطروف عمى السياسة العامة لممجمع ،وليذا فالمساىميف األقمية تذىب مصالحيـ
بدوف أف يستطيعوا أف يغيروا الق اررات المتخذة.
العممية ألف ليس لدييـ فوائد وأرباح في شركات أخرى غير شركتيـ .وىذا ما يعتبر كخرؽ
لقانوف الشركات الذي يفرض مبدأ تساوي المساىميف في الحقوؽ والواجبات بحسب
مساىماتيـ وبدوف تعسؼ في استخداـ السمطة.
إف مبدأ االستقبللية في الشخصية المعنوية لكؿ شركة مف المجمع ،يمكف أف يضر
بأصحاب الحقوؽ نظ ار لعدـ إدراكيـ بالحجـ المالي الحقيقي لمدينيـ ،وىذا عف طريؽ تمكف
الشركات المنتمية لنفس المجمع مف القياـ بعممية تحويؿ الذمـ.
وفي ىذه الحالة أصحاب الحقوؽ يجدوا أنفسيـ أنيـ أماـ شركة غير قادرة عمى دفع
مستحقاتيـ ،وىي في الحقيقة كانت غير ذلؾ.
ج – كضعية العماؿ:
العامموف في المجمع يمكف أف يضيعوا بعض األحكاـ والتدابير التي تحفظ حقوقيـ،
حيث يمكف أف يوظفوا في شركة تابعة أقؿ مزايا مف الشركة التي كانوا يعمموف فييا جراء
تحويميـ إلييا ،وأف حياتيـ العممية تصبح أكثر صعوبة جراء التغيرات وعدـ االستقرار في
مكاف واحد ويحرميـ ربما مف االستفادة مف ميزة األقدمية في العمؿ.
مما
عمى العموـ إف إدارة المجمع تركز التسيير الضريبي عمى مستوى الشركة األـّ ،
يسمح ليا بتحقيؽ اقتصاد في الضريبة.
48
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وباإلضافة إلى ذلؾ ،فالمجمع يوظؼ المزايا المقدمة مف طرؼ التشريعات الجبائية
المختمفة ،وىذا ما يجعؿ المجمعات تقوـ بعممية تحويؿ األرباح إلى بمداف أخرى أقؿ عبء
ضريبي ،وىذا الفعؿ يسبب خرقا لمقوانيف الدولية التي تسعى لمحاربة التيرب الجبائي.
إف كوف مجمع الشركات يربط بعبلقة خاصة بيف شركة أـ وشركات تابعة ليا ،جعؿ
منو تنظيـ يمتاز بمميزات خاصة بو فيو كوحدة اقتصادية ،تربط فيما بينيا روابط مساىمات
مما يشكؿ وجود معدؿ رقابة ومعدؿ فائدة تتحدد مف خبلليا درجة السيطرة
في الرأسماؿ ّ
لمشركة المالكة .وككؿ تنظيـ فإف المجمع لو مزايا وعيوب والتي في مجمميا ىي في صالح
ازدىار تكويف المجمعات.
المبحث الثالث
المطمب األكؿ
المشاركة باالكتتاب
الفرع األكؿ
تقوـ الشركة األـ بتأسيس شركات جديدة تابعة ليا إما بسموؾ الطريؽ العادي واما عف
طريؽ المساىمة الجزئية في األصوؿ.
التأسيس العادم
- 1
ليا بتكويف شركات الشخص الوحيد التي تغنييا عف البحث عف ركف تعدد الشركاء وتسمح
تتدخؿ الشركة األـ كشريؾ مؤسس في شركة أخرى فنمعب دو ار في التنظيـ وتكويف رأس
الماؿ المطموب والقياـ باإلجراءات البلزمة إلنشاء الشركة الجديدة وتتحمؿ المسؤوليات
القانونية الناتجة عف ذلؾ ,ويتـ ىذا بواسطة أشخاص طبيعية تنتدبيـ ليذا الغرض بحيث
.2 يقوموف بإعداد القانوف األساسي وعقد الشركة باالشتراؾ مع بقية المؤسسيف والتوقيع عميو
تستطيع الشركات التي تعتزـ توسيع نشاطيا أف تنشئ شركات أخرى ىذه الشركات يمكف أف
تأخذ أشكاال مختمفة فقد تكوف فروعا بسيطة أو ذات شخصية مستقمة ,لكف اختيار أي شكؿ
مف األشكاؿ يتوقؼ عمى األىداؼ اإلستراتيجية التي تسطرىا الشركة األـ لذلؾ فنجدىا إما
تكتفي بإنشاء شركة جديدة يسيرىا واحد مف عماليا األجراء الذي تنصبو عمى رأسيا إلدارتيا
)succursale ,وفي ىذه الحالة نكوف بصدد فرع بسيط دوف استقبللية قانونية يعرؼ ب(
,واما تقوـ بإنشاء شركة عف طريؽ المساىمة في رأس الماؿ حيث يقوـ المساىموف في ىذه
الحالة بضماف السير الحسف لبلستغبلؿ ومنو تصبح ىذه الشركة تابعة لمشركة المؤسسة ليا
ونكوف ىنا بصدد فرع ذو استقبللية قانونية يعرؼ (.3 )filiale
ويتـ اختيار شكؿ الشركة التابعة حسب النشاط وأىمية االستثمار وعدد المساىميف,
وتسعى الشركة األـ دائما لتكييؼ الشكؿ القانوني لشركتيا التابعة مع متطمبات نشاطيا فإذا
كاف لمشركة التابعة نشاط صناعي و تجاري كبير بحيث يتطمب الكثير مف المستخدميف
ورأس ماؿ كبير فإنيا تمجأ إلى شكؿ شركة مساىمة ,أما إذا كاف النشاط الذي ستمارسو
1حسام الدٌن عٌسى ،الشركات المتعددة القومٌات دراسة فً األوجه القانونٌة واالقتصادٌة للمركز الرأسمالً المعاصر،
مجلة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة ،كلٌة الحقوق ،جامعة عٌن الشمس ،مصر ،العدد ،1976 ،18ص.100
2
PHILIPPE merle . et Anne fauchon .droit commercial sociétés commerciales .17
. édition .dalloz2014.p839
3محمد حسٌن إسماعٌل ،مرجع سبق ذكره ،ص 52 ،51
50
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الشركة التابعة ال يستمزـ استعماؿ ىياكؿ كبيرة كأف تتخصص الشركة التابعة في األبحاث أو
الدراسات والتي يقوـ بيا عدد محدود مف المستخدميف فإنيا تأخذ شكؿ شركة المسؤولية
المحدودة مثبل .
تخضع ىذه الشركة لنفس القواعد القانونية التي تحكـ الشركة ذات المسؤولية المحدودة إال
في ما يتعمؽ بعدد الشركاء بحيث يكونيا شريؾ واحد وتستعمؿ مف قبؿ المجمع في حالة
الشركة التابعة , %100غير أف الشركة األـ ال يمكنيا أف تكوف مسي ار لمشركة ألف ىذه
الميمة البد أف تسند إلى شخص طبيعي كذلؾ إذا كاف الشريؾ الوحيد ىي الشركة األـ فاف
تحديد مسؤولياتيا بقدر المبمغ المساىـ بو يمكف أف يكوف وىميا بسبب الضمانات التي
يطمبيا الدائنوف ,وكذلؾ يمكف لئلجراءات الجماعية لمتسوية القضائية أو التفميسة أف تمتد
لمشركة األـ في حالة الخمط في الذمـ المالية لشركتيف أو في حالة صورية الشركة التابعة .
إف مف أىـ مميزات الشركة ذات المسؤولية المحدودة رأس ماليا الذي يحدد بحرية
مف طرؼ الشركاء في القانوف األساسي وفقا لنص المادة 566مف القانوف 20-15المؤرخ
في 18ربيع األوؿ 1437الموافؽ ؿ 30ديسمبر 2015المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري,1
1
الجرٌدة الرسمٌة العدد 71المؤرخة فً 2015/12/30
51
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كما أف حصص الشركاء ال يمكف تحويميا إلى الغير كأصؿ عاـ إال باتفاؽ الشركاء الذيف
يممكوف ثبلثة أرباع رأس الماؿ عمى األقؿ حسب نص المادة 571مف القانوف التجاري .1
الشركة ذات المسؤولية المحدودة يمكف أف تتأسس برأس ماؿ متغير بمعنى قابؿ
لمزيادة أو النقصاف في أي وقت سواء عف طريؽ الدفعات التي تتـ مف قبؿ الشركاء
المؤسسيف أو الشركاء الجدد أو عف طريؽ استعادة المساىمات الناتجة عف انسحاب
الشركاء ,ولنظاـ رأس الماؿ المتغير عدة فوائد بالنسبة لمشركات التجارية ويسمح بالقياـ
بعمميات عمى رأس الماؿ بدوف الحاجة إلى اإلجراءات المرتبطة باجتماع الجمعية العامة
غير العادية ويمنح إمكانية خروج شريؾ واقفاؿ الشركة عف طريؽ حؽ االعتراض ضد قبوؿ
كذلؾ فاف الشركة ذات المسؤولية المحدودة تمنح مقارنة مع الشركات األشخاص ميزة
المسؤولية بقدر الحصة المساىـ بيا واف كاف الدائنوف خاصة البنوؾ تستمزـ غالبا تعيد
الشركة األـ بضماف القروض التي تمنحيا لمشركة التابعة ,الشيء الذي يعدؿ مف ميزة
المسؤولية المحدودة لمشركاء غير انو ال يمكف لؤلشخاص المعنوية أف تعيف كمسير لمشركة
ذات المسؤولية المحدودة ,وبالتالي ال يمكف لمشركة األـ لممجمع أف تكوف مسي ار لشركتيا
التابعة بطريقة مباشرة ومف ىنا فاف المسير ال يكوف شريكا بالضرورة وتعوض الشركة األـ
بالشخص المناسب إال أف ما يعاب عمى ىذا النوع مف الشركات أنيا ال يمكنيا إصدار
سندات قابمة لمتداوؿ ,وبالتالي فاف المشاريع التي تحتاج إلى أمواؿ ضخمة تتخذ شكؿ شركة
مساىمة
1المادة 571من األمر رقم 27-96المؤرخ فً 09دٌسمبر 1996المعدل والمتمم للقانون التجاري
52
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تتميز شركة المساىمة بكونيا الشركة التي ينقسـ رأس ماليا إلى حصص قابمة
لمتداوؿ ويسأؿ كؿ شريؾ فييا بقدر نصيبو مف األسيـ حسب نص المادة 592مف المرسوـ
التشريعي 93-08المؤرخ في 25أفريؿ 1993المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري وال تنقضي
الشركة بوفاة احد الشركاء أو الحجر عميو أو إفبلسو ألنو ال مكاف لبلعتبار الشخصي في
ىذا النوع مف الشركات وال يكتسب الشريؾ المساىـ صفة التاجر وينتج عف ذلؾ أف إفبلس
.1 الشركة ال يرتب إفبلس الشركاء
وتختمؼ إجراءات تأسيس شركة المساىمة تبعا لما إذا كاف التأسيس بالمجوء العمني
لبلدخار أو مف دونو أو بمعنى آخر طرح أسيـ الشركة لبلكتتاب العاـ عف طريؽ المجوء إلى
الجميور قصد الحصوؿ عمى أمواؿ أو اقتصار االكتتاب عمى المؤسسيف دوف المجوء إلى
االكتتاب العاـ ,وقد يسر المشرع الجزائري تأسيس شركة المساىمة التي ال تمجأ عبلنية
لبلدخار وأعفاىا مف بعض اإلجراءات التي تطبؽ في حالة المجوء العمني لبلدخار وىذا راجع
بالطبع إلى عدـ الحاجة إلى حماية الجميور واالدخار العاـ حيث أف االكتتاب يقتصر عمى
المؤسسيف وحدىـ.
عمى العكس فاف التأسيس بالمجوء العمني لبلدخار يمر عبر تحرير مشروع القانوف
األساسي لمشركة مف طرؼ موثؽ بناءا عمى طمب مؤسس أو أكثر وتودع نسخة منو
بالمركز الوطني لمسجؿ التجاري ,ثـ يقوـ المؤسسوف عمى مسؤوليتيـ بنشر إعبلف حسب
الشروط المقررة في التنظيـ ويتـ إثبات االكتتاب في األسيـ النقدية بموجب بطاقة اكتتاب
وتودع األمواؿ الناتجة عف االكتتابات النقدية وقائمة المكتتبيف إلى الجمعية العامة التأسيسية
مزوار فتحً ,حماٌة المساهم فً شركة المساهمة دراسة فً القانون المقارن ,رسالة ماجستٌر ,فرع القانون الخاص ,
1كلٌة الحقوق ,جامعة أبً بكر بلقاٌد,تلمسان ,2012-2011ص10
53
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أيف تتـ المصادقة عمى القانوف األساسي ,ىذا وال يجوز لمشركة أف تباشر أعماليا إال ابتداء
أما فيما يتعمؽ بشركات األشخاص فإنيا ال تكوف غالبا محؿ سيطرة مف طرؼ
الشركة األـ وىذا نظ ار لخصائصيا والتي ال تتماشى مع مبدأ المسؤولية المحدودة والذي
يعتبر مف العوامؿ التي أدت إلى ظيور الشركة القابضة فنجد أف المدير في شركة التضامف
ىو شريؾ متضامف ومسئوؿ مسؤولية مطمقة عف ديونيا ولذلؾ قد تغامر الشركة األـ –
بالرغـ مف عدـ وجود ما يمنع ذلؾ قانونا -بإنشاء شركة تضامف أو السيطرة عمييا كما ال
نعتقد أف الشركة األـ تقبؿ أف تدخؿ شريكا موصيا في شركة توصية بسيطة ألنو محظور
عمى الشريؾ الموصي االشتراؾ في اإلدارة وبالتالي فاف الشركة األـ تسعى لمسيطرة عمى
الشركات التي تجمع فييا بيف اإلدارة والمسؤولية المحدودة كشركات مساىمة .2
وعميو ال يمكف لشركة سواء كانت تابعة أو أما ,أف تستفيد مف تطبيؽ النظاـ الخاص إال
إذا كانت تمارس نشاطا تحت شكؿ شركة أسيـ حص ار وىو ما يقصي آليا باقي األشكاؿ
األخرى لمشركات ,سواء كانت شركات أشخاص كالتضامف أو التوصية البسيطة أو كانت
موصوفة كشركات أمواؿ خارج غطاء شركة األسيـ مثؿ شركات التوصية باألسيـ. 3
تعرؼ المساىمة عمى أنيا حيازة جزء مف رأس ماؿ في شركة أخرى ويعرفيا القانوف
التجاري الجزائري في المادة 729مف األمر رقـ 27-96المؤرخ في 9ديسمبر ( 1996إذا
كانت لشركة أكثر مف %50مف رأس ماؿ شركة أخرل تعد الثانية تابعة لألكلى ,تعتبر
شركة مساىمة في شركة أخرل إذا كاف جزء الرأسماؿ الذم تممكو في ىذه األخيرة يقؿ عف
%50أك يساكييا).
انطبلقا مف النص السالؼ ذكره فإف التبعية القانونية تقضي تممؾ شركة ألكثر مف نصؼ
رأسماؿ شركة أخرى ،ويعني ذلؾ أف اربطة التبعية تقوـ قانونا إذا كانت أغمبية رأس ماؿ
الشركة ممموكا لشركة أخرى ،فيصح عندئذ القوؿ بأف األولى تابعة لمثانية.
تمجأ الشركات الكبرى في غالب األحياف إلى تقسيـ أعماليا ونشاطاتيا وبالتالي التزاماتيا
إلى أقساـ تعيد بتسييرىا وادارتيا إلى شركات أخرى مستقمة عنيا قانونا ,بحيث تتحمؿ كؿ
واحدة االلتزامات الناتجة عف نشاطيا مف جية مع ضماف تبعيتيا وخضوعيا لسيطرتيا مف
جية أخرى ,كما ىو الحاؿ إذا ما أرادت شركة ما فصؿ نفقات تسويؽ منتجاتيا عف
موجودات التصنيع فتقوـ بإنشاء شركة منفصمة بحيث تكوف غالبية أسيـ رأس ماليا ممموكة
ليا أو لمف تسخرىـ لتمؾ الغاية أو إذا ما أرادت شركة ما تركيز أعماليا في العاصمة أو
.1 أرادت نقؿ نشاطيا كميا أو جزئيا إلى مختمؼ الواليات
إف المقصود بالمساىمة الجزئية في األصوؿ ىو تمؾ العممية التي مف خبلليا تقدـ شركة
ما لشركة أخرى جديدة أو قائمة جزءا مف عناصر أصوليا ,وتتمقى بالمقابؿ سندات تصدرىا
الشركة المستفيدة مف المساىمة كما تعتبر المساىمة الجزئية في األصوؿ عممية معقدة والتي
قد تشمؿ عنص ار واحدا أو عدة عناصر مثؿ عقارات أو سندات أو تشمؿ عناصر األصوؿ
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 54
55
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
والخصوـ المتعمقة بفرع نشاط معيف أو ىي العممية التي تساىـ مف خبلليا شركة في عناصر
ويثور اإلشكاؿ فيما يخص تعديؿ القانوف األساسي لمشركة المساىمة عمى أساس أنيا
تتراجع عف جزء مف نشاطيا لصالح الشركة الجديدة فيي بيذا تحبط آماؿ المساىميف فييا
ألنيـ وضعوا ثقتيـ فييا ثـ أنيـ غير ممزميف بالمساعدة عمى تحويؿ استخداـ أمواليـ دوف
رضاىـ كما انو واف كاف القانوف األساسي لمشركة المنقسمة يسمح ليا بالقياـ بأعماؿ ذات
طبيعة معينة فانو يخوليا القياـ بذلؾ لمصمحتيا الخاصة وليس ألجؿ خمؽ شركة جديدة.
ولقد تصدى القضاء الفرنسي ليذا الموقؼ وسمـ منذ وقت طويؿ بإمكانية أف تتنازؿ شركة
ما بشروط معينة عف جزء مف استثماراتيا بؿ وعف كامؿ استثماراتيا لصالح شركة أخرى
مقابؿ مكافأة محددة أو مشاركة في الربح ,عمى أساس أف ىناؾ حاالت كثيرة يمزـ معيا خمؽ
شركات وليدة لمتابعة االستثمار األساسي لمشركة المنقسمة (األـ) وفي حالة اختبلؼ غرضي
الشركتيف يمزـ تعديؿ القانوف األساسي لمشركة األـ إال إذا نص ىذا األخير عمى إمكانية
المشاركة في رأس ماؿ شركة ذات غرض مغاير .2
تتمكف الشركة التي تقدـ جزءا مف أصوليا لممساىمة في شركة أخرى مف خبلؿ األسيـ
أو الحصص التي تحصؿ عمييا مقابؿ مساىمتيا مف السيطرة عمييا كما تسمح المساىمة
الجزئية في األصوؿ بتفريغ النشاط الشركة المساىمة بحيث يمكنيا إعطاء وجود قانوني
ونجد أف القانوف الفرنسي يتيح إخضاع المساىمة الجزئية في األصوؿ لمنظاـ القانوني
الخاص باالنفصاؿ عندما يتعمؽ األمر بمساىمة الشركة األـ عف طريؽ فصؿ فرع معيف مف
1
Michel menjucq. La filialisation internationale par apport partiel d’actif .revue générale
du droit on line numéro 797.2002. p1
2
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 56 ,55
56
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
transmission نشاطيا بنقمو إلى شركة أخرى بكؿ أصولو وخصومو وىذا ما يسمى (
وما يمكف مبلحظتو أف المساىمة الجزئية في األصوؿ ال يترتب عنيا انحبلؿ الشركة
المساىمة بؿ تبقى قائمة وتتمقى مقابؿ مساىمتيا أسيما أو حصصا مف الشركة المستفيدة في
حيف أف االنفصاؿ بحسب األصؿ يترتب عميو انقضاء الشركة المنفصمة وتحوؿ الشركاء فييا
إلى شركاء في الشركات التي نتجت عف االنفصاؿ .
أما المشرع الجزائري فمـ ينص صراحة عمى المساىمة الجزئية في األصوؿ ولكف بالرجوع
إلى المواد 744إلى 764مف القانوف التجاري الجزائري نجد أف االنفصاؿ الذي نصت عميو
ىذه المواد يحمؿ نفس المضموف الذي تحممو المساىمة الجزئية في األصوؿ بحيث انو يمكف
أف تحدث مساىمة جزئية في األصوؿ عف طريؽ االنفصاؿ.
إال أف المشرع الجزائري يختمؼ عف نظيره الفرنسي مف حيث انو نص في المواد 759و
763مف القانوف التجاري الجزائري عمى أف األسيـ والحصص التي تمثؿ رأس ماؿ
الشركات الجديدة الناتجة عف عممية االنفصاؿ تسند إلى شركاء الشركة المنفصمة وليس
لمشركة في حد ذاتيا .
وتجدر اإلشارة إلى ظيور أسموب جديد يتراوح بيف االنفصاؿ والمساىمة الجزئية في
األصوؿ وىو ما يسمى باالنفصاؿ الجزئي ,والذي يقصد بو العممية التي مف خبلليا تحوؿ
شركة ما فرعا أو عدة فروع مف نشاطيا إلى شركة أخرى أو عدة شركات موجودة مف قبؿ أو
1
Enguerrand maloisel.la scission partielle cadre juridique et fiscal. Mémoire de master 2
professionnel. Droit des affaires et fiscalité. Université paris 1 panthéon Sorbonne.
France .p6
57
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
جديدة مع االحتفاظ بفرع نشاط واحد عمى األقؿ مقابؿ منح شركاء الشركة المنفصمة سندات
يمكف لمشركة األـ أف تسيطر عمى شركة أخرى إذا تمكنت ىي أو إحدى شركاتيا
التابعة مف االكتتاب في زيادة رأس ماليا أو االكتتاب في السندات الصادرة عف تمؾ الشركة
وتمكنت مف تحويميا إلى أسيـ في رأس ماليا أو إذا تمكنت إحدى شركاتيا التابعة مف
االندماج بالضـ مع شركة أخرى.
قد يحدث أف تقوـ شركة بزيادة رأس ماليا عف طريؽ طرح أسيـ جديدة لبلكتتاب
العاـ فتقدـ الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة عمى االكتتاب في ىذه األسيـ ,الشيء
الذي ينشأ عبلقة تبعية بيف الشركة األـ وىذه الشركة نتيجة تممؾ الشركة األـ لنسبة ىامة
مف مقدار األسيـ المطروحة لبلكتتاب ,وىذه المسألة ممكنة في قانوف الشركات األردني
وكذلؾ القانوف االنجميزي حيث لـ يستمزـ أي منيما عرض األسيـ الجديدة عمى الشركاء في
الشركة المعنية بعممية زيادة رأس الماؿ ,وىذا خبلفا لمقانوف الفرنسي الذي منح لمشركاء في
الشركة أولوية االكتتاب في األسيـ التي تصدرىا الشركة بيدؼ زيادة رأسماليا حيث منحيـ
مدة ثبلثيف يوما مف اجؿ االكتتاب واقتصار ذلؾ عمى االكتتابات النقدية فقط دوف العينية .
ويشكؿ تقديـ الحصص النقدية احد األشكاؿ األكثر شيوعا في رفع رأس ماؿ الشركة
إذ تساعد ىذه الطريقة عمى توسيع دائرة المساىميف إذا ما كانت الشركة مسجمة ببورصة
القيـ المنقولة ,والغاية مف زيادة رأسماؿ الشركة بمقتضى الحصص النقدية ىي توفير السيولة
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 57
58
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
النقدية لمشركة قصد مواجية احتياجاتيا في تنمية مواردىا المالية التي أصبحت غير كافية
المساىميف القدامى يتمثؿ الشرط األوؿ في حؽ األفضمية في االكتتاب واذا لـ يطرؽ ىذا
الباب يعتمد حؿ آخر يتمثؿ في عبلوة اإلصدار.
وفي ىذا الصدد نجد أف العديد مف الشركات الوطنية العمومية والخاصة اتجيت إلى
فتح رأسماليا ودخوؿ البورصة بحثا عف مصادر تمويؿ استثماراتيا واذا كانت القوانيف
3مف المادة 694مف األساسية ال يمكنيا المساس بحؽ األفضمية طبقا ألحكاـ الفقرة
القانوف التجاري الجزائري فاف المشرع أجاز لمجمعية العامة غير العادية بمقتضى المادة
697مف القانوف التجاري الجزائري أف تمغي ىذا الحؽ حيث تفصؿ ىذه األخيرة -تحت
طائمة بطبلف المداولة بيذا الشأف – بناءا عمى تقرير مجمس اإلدارة أو مجمس المديريف
حسب الحالة وتقرير مندوبي الحسابات واذا ما قررت الشركة إلغاء ىذا الحؽ والمجوء إلى
الجميور غير المساىميف القدامى لبلكتتاب فييا فيمكف لمشركة إتباع حؿ آخر لتحقيؽ
الٌاس ناصٌف ,موسوعة الشركات التجارٌة ,الجزء الثالث ,الشركات القابضة (هولدٌنغ) والشركات المحصور نشاطها
1خارج لبنان (أوف شور) مكتبة الحلبً ,بٌروت لبنان,الطبعة , 2008, 5ص 48
59
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
التوازف بيف المساىميف الجدد والقدامى وىو إصدار أسيـ بقيمة أعمى مف قيمتيا االسمية أي
تمتاز تقنية الزيادة في رأس الماؿ بحصص نقدية بالمرونة حيث تضع تحت تصرؼ
الشركة بطريقة مباشرة نقودا تمكنيا مف تمويؿ استثماراتيا كما نجد أف ىناؾ ميزة أخرى
تتمثؿ في اإلعفاء الضريبي الذي اقره المشرع بصدد تشجيعو لبورصة القيـ المنقولة فأعفى
الشركات المسعرة أسيميا في البورصة مف حقوؽ التسجيؿ والضريبة عمى أرباح الشركات
5سنوات في قانوف 2003وجدد المشرع ىذا اإلعفاء كؿ وىذا في قانوف المالية لسنة
2 المالية لسنة 2009وقانوف المالية لسنة 2014
تجب اإلشارة أوال إلى أف سندات االستحقاؽ تمثؿ لمكتتب فييا دينا في ذمة الشركة
المصدرة ليا وبالتالي ال يترتب عف االكتتاب فييا تمؾ السيطرة اإلدارية والمالية التي تنتج
االكتتاب في األسيـ بنسبة معينة إال انو قد تقوـ الشركات المدينة بعد موافقة أصحاب
السندات بتحويميا إلى أسيـ تمنح ألصحابيا كؿ الحقوؽ المرتبطة بيذه األخيرة ويؤدي ىذا
3 التحويؿ إلى زيادة رأسماؿ الشركة المصدرة
واذا ما رأت الشركة ضرورة العمؿ عمى زيادة رأس الماؿ دوف طرح أسيـ جديدة أو
االقتراض مف البنوؾ بفائدة قد تكوف كبيرة فإنيا تمجأ إلى وسيمة قانونية أخرى تتمثؿ في طرح
ما يسمى سندات االستحقاؽ عمى الجميور لبلكتتاب فييا وذلؾ مقابؿ فائدة تتقرر عمى السند
بحيث تسمح لمشركة استخداـ أمواؿ الغير دوف أف يكوف ليـ الحؽ باالشتراؾ في إدارتيا
المادة 694و 697من المرسوم التشرٌعً رقم 93-08المؤرخ فً 25أفرٌل 1993المعدل والمتمم للقانون التجاري
1الجزائري
بودهان صالح ,النظام القانونً لرأسمال شركة المساهمة فً القانون الجزائري ,مذكرة ماجستٌر قانون الشركات ,كلٌة
2الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة قاصدي مرباح ,ورقلة ,2015/2014 ,ص 30,31
3محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 58
60
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ونميز ىنا بيف نوعيف مف السندات .سندات االستحقاؽ ونظميا المشرع في القسـ الفرعي
إف السندات القابمة لمتحويؿ عي سندات تتضمف حؽ االختيار الذي يسمح لصاحب
السند تحويؿ سنداتو إلى أسيـ في اجؿ معيف أو في أي وقت بحيث نجد أف كيفية ىذا
التحويؿ وأحكامو تحدد في عقد اإلصدار ومف أىـ شروط التحويؿ ىو الموافقة الصريحة مف
طرؼ صاحب السند ويتطمب أيضا صدور قرار مف الجمعية العامة غير العادية بحكـ إف
عممية تحويؿ السندات إلى أسيـ يعتبر تعديؿ لعقد الشركة األساسي والذي يدخؿ في
صبلحيات ىذه األخيرة غير أنيا تتداوؿ وفؽ نصاب الجمعية العامة طبقا لما قضت بو
المادة 691مف القانوف التجاري الجزائري ويشترط أف تكوف األسيـ التي تصدرىا الشركة
تكوينيا 2 بيذه الطريقة مساوية لقيمة األسيـ التي أصدرتيا عند
ويمكف لمشركة الدائنة أف تحصؿ عمى نسبة كبيرة مف رأس ماؿ الشركة المدينة نتيجة
لتحويؿ سندات الديف إلى أسيـ الشيء الذي يؤدي إلى خمؽ عبلقة التبعية بيف الشركة األـ
وشركاتيا التابعة وبيف الشركة المصدرة لمسندات إذا كانت الشركة األـ أو شركاتيا التابعة
المكتتبة في تمؾ السندات
- 3االندماج
تعتبر عممية اندماج الشركات التجارية مف أىـ صور ظاىرة التركيز االقتصادي في
الحياة القانونية وىذا ما أدى إلى اىتماـ المشرع الجزائري بيذه اآللية التي تعتبر مف أىـ
1
المرسوم التشرٌعً رقم 93-08المؤرخ فً 25أفرٌل 1993المعدل والمتمم للقانون التجاري الجزائري
2
بودهان صالح ,المرجع السابق ,ص 37 , 36
61
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
اآلليات القانونية لتركيز المشروعات االقتصادية الصغيرة منيا والمتوسطة السيما وأف الجزائر
أدت التحوالت االقتصادية الجديدة إلى إفراز ظاىرة التركيز االقتصادي التي تظير
في عدة صور تيدؼ جميعيا إلى تحقيؽ التكتؿ االقتصادي لممشروعات الصغيرة والمتوسطة
حتى تقؼ أماـ المنافسة االقتصادية التي تفرضيا باقي المشروعات الضخمة واذا كاف رجاؿ
االقتصاد قد تصدوا ليذه الظاىرة نظ ار ألىميتيا فاف اىتماـ رجاؿ القانوف بيذه الظاىرة
انصب عمى دراسة اآلليات القانونية التي يتحقؽ مف خبلليا تركيز المشروعات االقتصادية
03-03المؤرخ في 19جويمية وىذا ما أشار إليو المشرع الجزائري في قانوف المنافسة
يختمؼ معنى االندماج عند رجاؿ االقتصاد عنو عند رجاؿ القانوف الذيف يحصروف
معنى االندماج في تمؾ العممية التي بموجبيا تنتقؿ الذمة المالية لشركة أو عدة شركات
موجودة إلى شركة أخرى موجودة أو إلى شركة جديدة يجري تأسيسيا بعد انقضاءىا وزواؿ
شخصيتيا المعنوية وانتقاؿ حقوؽ الشركاء أو المساىميف إلى الشركات المستفيدة مف
العممية 1وىذا ما أشار إليو المشرع الجزائري في المادة 744مف القانوف التجاري :لمشركة
كلك في حالة تصفيتيا أف تدمج في شركة أخرل أك تساىـ في تأسيس شركة جديدة
بطريؽ المزج "........فبل يعد اندماجا قياـ شركة موجودة بخمؽ شركة جديدة أو ما يسمى
1
Merle (ph) : Droit Commercial, Sociétés Commerciales, 5 éd, 1996 Dalloz, no .675, p. 737
62
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
بالشركة الوليدة أو قياـ شركة بنقؿ جزء مف ذمتيا المالية إلى شركة أخرى موجودة أو إلى
شركة جديدة يجري تأسيسيا ,حتى لو كاف ىذا الجزء عبارة عف محميا التجارية ذلؾ أف
االندماج يختمؼ عف النقؿ الجزئي ألصوؿ الشركة
كذلؾ ال يعد اندماجا قياـ شركة بشراء جميع األسيـ أو الحصص في رأسماؿ شركة
أخرى فمعممية االندماج خصوصيتيا القانونية التي تميزىا عف غيرىا السيما عف باقي صور
التركيز االقتصادي كتجمع الشركات الذي ينشأ إما بمقتضى المساىمات المالية التي تقدميا
,واما بمقتضى شركة موجودة في رأسماؿ شركة أخرى موجودة أو مجموعة مف الشركات
اتفاؽ اتحاد أو تعاوف بيف مجموعة مف الشركات ففي ذلؾ تبقى الشركات المكونة لمتجمع
محتفظة بشخصيتيا المعنوية كما أف التجمع ال ينشئ شخص معنوي في حيف تؤدي عممية
االندماج في صورة المزج إلى ظيور شخص معنوي جديد يظير في الشركة الجديدة
كما يتميز االندماج عف التجمع ذي المنفعة االقتصادية باعتباره شخص معنوي يتولى
الدفاع عف المصالح االقتصادية لمشركات األعضاء الذيف يبقوف محتفظيف بشخصيتيـ
المعنوية واستقبلؿ ذمتيـ المالية خبلفا لبلندماج الذي تختفي فيو الشركة أو الشركات
المندمجة وفضبل عف ذلؾ يختمؼ االندماج عف تحوؿ الشركة حيث إف االندماج عممية تتـ
بيف شركتيف موجودتيف مسبقا عمى األقؿ في حيف يتعمؽ التحوؿ بالشركة المعنية نفسيا التي
وميما يكف فانو مف وجية النظر القانونية يشكؿ االندماج سببا 1 تغير مف شكميا القانوني
النقضاء الشركة المندمجة لزواؿ شخصيتيا المعنوية فينعدـ وجودىا القانوني حتى لو استمر
مشروعيا االقتصادي ضمف قالب قانوني آخر
1
Bertrel (J.P.) Et jeantin (M) : acquisitions et fusions des sociétés commerciales ,2ed, 1991,
litec, no, 873-895, p. 374-381
63
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ويتخذ االندماج عدة صور أفرزتيا الحياة االقتصادية تتمثؿ أساسا في صورتي االندماج
بالضـ واالندماج بالمزج كما أضاؼ المشرع الجزائري صورة ثالثة تتمثؿ في صورة االندماج
باالنفصاؿ
االندماج بالضـ يتمثؿ في قياـ شركة موجودة بضـ أو ابتبلع شركة أو عدة شركات
موجودة والتي تسمى بالشركات المندمجة حيث تنقضي ىذه األخيرة وتزوؿ شخصيتيا
المعنوية بعد نقؿ ذمتيا المالية إلى الشركة المستوعبة والتي تسمى بالشركة الدامجة والتي
غالبا ما تكوف لدييا وضعية اقتصادية أفضؿ مف الشركة المندمجة التي تكوف غالبا في
744مف وقد أشار إلى ذلؾ المشرع الجزائري في المادة 1 وضع اقتصادي ميئوس منو
القانوف التجاري " لمشركة كلك في حالة تصفيتيا أف تدمج في شركة أخرل "......
أما االندماج بالمزج فيو عندما تقوـ شركتيف موجودتيف أو أكثر بإنشاء شركة جديدة
بعد نقؿ ذمميـ المالية إلييا حيث تنقضي جميع ىذه الشركات لتتأسس عمى أنقاضيا شركة
744مف القانوف التجاري « ....أك جديدة 2وىذا ما نص عميو المشرع الجزائري في المادة
تساىـ في تأسيس شركة جديدة بطريؽ المزج "......حيث يكوف ليذه الشركات في غالب
أما االندماج باالنفصاؿ فقد نص المشرع الجزائري عميو كذلؾ في نص المادة 744
قانوف تجاري " كما ليا أف تقدـ ماليتيا لشركات مكجكدة أك تساىـ معيا في إنشاء شركات
جديدة بطريؽ االندماج أك االنفصاؿ ".....في ىذه الصورة تقتضي انفصاؿ شركة موجودة
لتتج أز ذمتيا المالية إلى عدة أجزاء لتتكوف عمى أساسيا شركات جديدة ثـ تقوـ ىذه األخيرة
1
Guy Baudeu : Protocoles Et Traites De Fusion, Préface De Guston La Garde, paris, 1968, p,
24.-25
2
Guy Baudeu et Guy Bellargent : fusion de sociétés, juris-classeur des sociétés, fasc., 164-P,
No 10
64
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
باالندماج فيما بينيا أو بينيا وبيف شركات أخرى موجودة سواء بطريؽ الضـ أو بطريؽ
المزج1
ولقد نظـ المشرع الجزائري أحكاـ االندماج في الفصؿ الرابع مف القسـ الرابع مف
الكتاب الخامس مف القانوف التجاري الذي ينظـ الشركات التجارية ,وبالتالي استبعد اندماج
الشركات المدنية فضبل عمى انو حصر عممية االندماج فقط بالنسبة لمشركات التي تتمتع
بالشخصية المعنوية وىذا حتى تكوف ذمتيا المالية قابمة لبلنتقاؿ خبلفا لمشركات غير
المتمتعة بالشخصية المعنوية التي ال تكوف ليا ذمة مالية مستقمة لذلؾ يستحيؿ اندماجيا
كشركة المحاصة والشركة في طور التأسيس ,واف كانت عممية االندماج تتـ بداىة بيف
الشركات التجارية التي ليا نفس الشكؿ فإنيا تتحقؽ أيضا بيف الشركات التجارية مختمفة
الشكؿ كاندماج شركة تضامف في شركة مساىمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة في شركة
مساىمة وىذا ما أكده المشرع الجزائري في نص المادة 745قانوف تجاري " يسكغ تحقيؽ
العمميات المشار إلييا في المادة المتقدمة بيف شركات ذات شكؿ مختمؼ "
كما افرد المشرع الجزائري أحكاما خاصة الندماج شركات المساىمة فيما بينيا في
763 المادة 749وما بعدىا وكذلؾ اندماج الشركات ذات المسؤولية المحدودة في المادة
ويجب اإلشارة بالنسبة الندماج الشركة ذات الشخص الوحيد المسماة بالمؤسسة ذات
الشخص الوحيد ذات المسؤولية المحدودة أف ىذا األخيرة ال يجوز ليا أف تكوف كشركة
دامجة ألنيا ستضـ ال محالة أكثر مف شريؾ في يجوز دمجيا في شركة أخرى في صورة
الضـ
أما في صورة المزج فاف ىذه الشركة ال يجوز ليا أف تندمج مع شركة أخرى لتأسيس
شركة ذات المسؤولية المحدودة ذات الرجؿ الوحيد ألنيا تضـ أكثر مف شريؾ ىذا وقد أجاز
القانوف التجاري الجزائري ,قانوف رقـ 02-05المؤرخ في 06فيفري ,2005ج.ر,11,المؤرخة في 2005/02/09 1
65
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المشرع الجزائري لمشركات التجارية االندماج حتى ولو كانت في مرحمة التصفية غير أف
الفقو يشترط عدـ الشروع في قسمة أصوليا حتى يتسنى نقميا لمشركة المستفيدة وبالرغـ مف
كؿ ىذا فانو يشترط في الشركات الراغبة في االندماج نفس الغرض حتى تحقؽ عممية
االندماج ىدفيا المتمثؿ في تركيز المشروعات المندمجة حيث يستمزـ أف يكوف لمشركات
الداخمة في العممية نفس الموضوع أو يكوف مماثبل أو مكمبل كاندماج شركة تصنع عجبلت
السيارات مع شركة تصنع السيارات .....الخ
ال يعتبر االكتتاب عند تأسيس شركة جديدة أو عند زيادة رأسماليا األسموب الوحيد
لمسيطرة عمى ىذه الشركة وتحقيؽ فكرة المجمع فقد تمجأ الشركة األـ إلى استيداؼ شركات
قائمة مسبقا وتحويميا إلى شركات تابعة ويتـ ىذا إما عف طريؽ االتفاؽ واما عنوة عف طريؽ
ما اصطمح عمى تسميتو باالنقبلب
بف سعدوف ليندة ,النظاـ القانكني الندماج الشركات في القانكف الجزائرم,مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ,كمية الحقوؽ,
ص 49عكنوف 2007 -2006 , 1
66
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تتـ السيطرة االتفاقية عمى الشركات إما عف طريؽ عمميات التداوؿ العادية لؤلسيـ
واما عف طريؽ العروض العامة لمشراء والمبادلة أو عف طريؽ االتفاؽ مع الشركاء
المسيطريف عمى نقؿ سيطرتيـ إلى الغير
قد تمجأ الشركة األـ إلى ىذا األسموب في حالة ما إذا كانت الشركة المراد السيطرة
عمييا تنافسيا في أسواؽ معينة أو إذا ما كانت ليا خبرات فنية يمكف االستفادة منيا كسبؽ
تكنولوجي أو خبرة تسويقية في مجاؿ ما ويقصد بالشراء العادي أف تقوـ الشركة األـ بإبراـ
عقود شراء أسيـ مع أي مساىـ بمفرده في الشركة المستيدفة بواسطة وسطاء في السوؽ
المالي وباألسعار المدرجة فييا بحيث يتقدـ المساىـ لبيع أسيمو بدوف إعبلف أو دعوة مسبقة
مف الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة وبدوف أف يعمـ ذلؾ المساىـ إف كانت أسيمو
ستستقر في ذمة تمؾ الشركة أو في ذمة شركة أخرى أو شخص طبيعي آخر فالمساىـ البائع
سواء كاف شخصا طبيعيا أو معنويا يتقدـ بصورة تمقائية لبيع أسيمو عف طريؽ وسيط في
سوؽ األوراؽ المالية إما لبلستفادة مف الفرؽ بيف سعر الشراء وسعر البيع أو ألنو بحاجة إلى
1 ثمنيا أو ألنو يرغب في تغيير مجاؿ استثمار أموالو
إذف فالشخص الذي يرغب في السيطرة عمى شركة مسعرة في البورصة معنويا كاف
أو طبيعيا ما عميو إال جمع األسيـ عف طريؽ الشراء والجدير بالذكر أف ىذه العممية ال تخمو
مف بعض اآلثار الغير مرغوب فييا مف حيث أنيا قد تتطمب وقتا كما أف ارتفاع الطمب
عمى أسيـ الشركة يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أسعارىا
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 66
67
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
والذي يجري في البيع الذي يجريو الوسيط انو ال يكشؼ عف اسـ البائع لوسيط المشتري
وليس مطموب منو ذلؾ قانونا كما انو ال يكشؼ عف اسـ المشتري لمبائع وليس مطموبا منو
ذلؾ أيضا ويتـ الوسيط المكمؼ بالبيع العممية باألسعار المعمنة عمى لوحات السوؽ المالي أو
ينتظر حتى تبمغ األسعار القدر الذي اشترطو عميمو وبالعكس يشترط الوسيط األسيـ التي
يرغب عميمو في شرائيا باألسعار المعمنة عمى لوحات السوؽ المالي أو ينتظر حتى تبمغ
األسعار القدر الذي اشترطو عميمو ثـ يجري بعد ذلؾ تثبيت عمميات البيع والشراء في
سجبلت السوؽ ومف ثـ في سجبلت الشركات المعنية دوف أف يكوف إلدارة الشركة
المستيدفة أي حؽ في االعتراض عمى البيع
يتضح مما تقدـ أف الشركة المشترية تحرص أف ال تظير بيذا الوصؼ كما أنيا ال
تعمف عف رغبتيا في الشراء بأية وسيمة إعبلمية وتتـ شرائيا وىي تتستر وراء الوسيط المكمؼ
بالشراء وىذا ألنيا ترمي إلى تحقيؽ السيطرة عمى الشركة المستيدفة بأقؿ تكمفة ممكنة وقبؿ
أف تنتبو األقمية المسيطرة عمى ىذه األخيرة وقبؿ أف ينتبو مساىموىا وىذا مف اجؿ تفادي
ردود الفعؿ المتوقعة منيـ أو مف الشركات المنافسة عمى السيطرة بمعنى أف الشركة الراغبة
في الشراء سواء الشركة األـ أو إحدى شركاتيا التابعة تسعى لتفويت الفرصة عمى كؿ مف
المسيطريف بأقمية األسيـ عمى الشركة المستيدفة والشركات المنافسة والمساىميف في تمؾ
الشركة لمنعيـ مف اإلقداـ عمى شراء أسيـ الشركة المستيدفة وبالتالي الحيمولة دوف ارتفاع
األسعار الذي قد يتسبب في عدوليا عف ىدفيا الرامي إلى السيطرة عمى تمؾ الشركة أو في
1 زيادة تكمفة تحقيؽ ذلؾ اليدؼ
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 67
68
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أما خارج السوؽ المالية فيمكف أف تنتج السيطرة عمى شركة ما عف طريؽ عممية
التنازؿ عف الحصص أو األسيـ وفقا لمشروط التي يتفؽ عمييا المتنازؿ والمتنازؿ لو بحيث
يتـ االتفاؽ عمى العناصر األساسية لمتنازؿ وبخصوص الثمف
بركات حسٌنة ,مجمع الشركات فً القانون التجاري الجزائري والمقارن ,رسالة ماجستٌر فً القانون الخاص ,فرع
1قانون األعمال ,كلٌة الحقوق جامعة اإلخوة منتوري ,قسنطٌنة , 2010/2009ص 26
69
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تفضؿ الشركات اليوـ المجوء إلى أسموب مختمؼ بؿ ومناقض تماما لما سبؽ عرضو
في الفرع األوؿ فبدال مف العمؿ خفية تعمف الشركة األـ عف رغبتيا في شراء أسيـ الشركة
المراد السيطرة عمييا وذلؾ بتقديـ عرض عاـ وعمني لمساىمي ىذه الشركة لشراء ما لدييـ
مف أسيـ خبلؿ فترة معينة وبسعر محدد غالبا ما يزيد عف سعر السيـ في السوؽ المالي أو
يعتبر العرض العاـ لشراء األسيـ أو مبادلتيا مف أىـ أساليب التركيز الرأس مالي
التي تتبعيا الشركات مف اجؿ بسط سيطرتيا عمى الشركات األخرى ولقد ازداد انتشار ىذا
األسموب بشكؿ ممحوظ منذ بداية الستينات خاصة في الواليات المتحدة األمريكية ففي عاـ
40شركة وارتفع 1964بمغ عدد الشركات التي عرض شراء أسيميا في بورصة نيويورؾ
ىذا العدد إلى 50في 1965وفي عاـ 1966بمغت قيمة عروض شراء األسيـ التي
1 طرحت في سوؽ األوراؽ المالية األمريكي أكثر مف مميار دوالر
أما في الجزائر فاف ىذه الممارسات قميمة إف لـ نقؿ منعدمة مقارنة بالدوؿ التي تنشط
فييا البورصة وىذا راجع بالدرجة األولى إال غياب الشركات الخاصة داخؿ البورصة
1
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 142
70
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
نشيدىا الببلد فاف البورصة تشيد حاليا انخفاضا في المعامبلت بما إف عدد الشركات
المدرجة في البورصة ال يتجاوز 5شركات ىي شركة التأميف (أليانس ) ,األوراسي ,بيوفارـ ,
1 أف سي أ رويبة ,صيداؿ
يقصد بالعرض العاـ لشراء األسيـ ذلؾ العرض العمني الذي يتقدـ بو شخص قانوني
طبيعيا كاف أو معنويا وغالبا ما يكوف شركة لمساىمي شركة معينة يعمف فيو استعداده لشراء
ما بحوزتيـ مف أسيـ مع تحديد حد أدنى لعدد األسيـ المراد شرائيا وذلؾ خبلؿ فترة معينة
تتراوح غالبا بيف شير و ثبلثة أشير وذلؾ بسعر يزيد عف سعر السيـ في البورصة فإذا
انقضت الفترة المحددة دوف أف يصؿ عدد األسيـ التي وافؽ المساىموف عمى بيعيا لصاحب
العرض لمحد األدنى الذي حدده سقط العرض بقوة القانوف واعتبر كأف لـ يكف ويتـ ىذا كمو
2 تحت إشراؼ ورقابة الييئة المشرفة عمى عمميات البورصة
إف لمعروض العامة لمشراء أو المبادلة ايجابيات عديدة فيي تسمح بتحقيؽ التركيز أو
ىيكمة الشركات بسعر ثابت ومحدد مسبقا ويجعؿ كؿ مساىمي الشركة المستيدفة سواء كانوا
مالكي أغمبية رأس الماؿ أو أقميتو كذلؾ مف ايجابيتيا مف حيث إمكانية حدوثيا تجعؿ
مسيري الشركات يبذلوف جيودا مف اجؿ الحفاظ عمى أسيـ شركتيـ والرفع مف قيمتيا في
البورصة ومف اجؿ كسب ثقة مساىمي الشركة عف طريؽ توزيع األرباح بصفة منتظمة
ولتفادي وقوعيـ تحت إغراء عروض الشراء كما تساىـ العروض العامة لمشراء أو المبادلة
في تنشيط السوؽ المالي
يتعيف نشر العروض العامة لمشراء عف طريؽ الييئة المشرفة عمى تنظيـ عمميات
البورصة ومراقبتيا ويجب أف تصؿ ىذه المعمومات إلى الجميور عف طريؽ اإلشيار كما
تخضع مسبقا لتقدير السمطات المالية لمسوؽ واذا أكد المعمف رغبتو في إتماـ العرض تقوـ
الييئة المشرفة عمى عمميات البورصة ومراقبتيا بإعداد رزنامة إلعبلـ الجميور وذلؾ بشكؿ
منفرد أو بمساعدة الشركة المستيدفة
ويمكف لممبادر بالعرض اشتراط عدد معيف مف األسيـ حتى يكوف العرض ايجابيا كما
يمكنو أف يقدـ مشروع عرض واحد لعد شركات ويمكنو في ىذه الحالة أف يشير انو يشترط
بموغ عدد معيف في كؿ العروض كما يمكنو التنازؿ عف ىذا الشرط خبلؿ مدة العرض
ويتعيف إيداع مشروع العرض لدى الييئة المشرفة عمى تنظيـ عمميات البورصة ومراقبتيا عف
طريؽ رسالة مضمونة الوصوؿ وعف طريؽ احد الوسطاء تتضمف ىذه الرسالة نية العارض
1 واألىداؼ ,عدد وطبيعة سندات الشركة المستيدفة
ويشترط القانوف في فرنسا أف ال يقؿ عدد األسيـ المراد شرائيا عف %15مف مجموع
رأس ماؿ الشركة المستيدفة والحكمة مف ىذا ىي ضماف جدية العرض وانو ليس مجرد
مناورة لرفع أسعار ىذه األسيـ في البورصة والمضاربة بيا وانما الغرض منو ىو السيطرة
2 عمى ىذه الشركة وتحمؿ مسؤولية إدارتيا
وتمزـ أشكاؿ معينة لممعمومات الخاصة بمشروع العرض العاـ بحيث يجب وضع
مشروع مذكرة المعمومات منذ البداية تحت تصرؼ الجميور بمقر المبادر أو المؤسسة المالية
مقدمة العرض واذا تـ إعداده بمعية الشركة المستيدفة البد مف وضعو تحت تصرؼ الييئات
المكمفة بضماف الخدمة المالية لمسندات بمقر الشركة المستيدفة وتنشر الييئة المشرفة عمى
عمميات البورصة ومراقبة المبلحظات التي يمكف أف تسجميا أو أي إعبلف آخر ييـ
1
بركات حسٌنة ,المرجع السابق ,ص 44 , 43
2
PHILIPPE merle. Et Anne fauchon .op.cit .p852
72
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الجميور في النشرة الرسمية لمتسعيرة أو في أية أداة إعبلمية أخرى وتدرس الييئة مشروع
المذكرة وتشير عند االقتضاء إلى البيانات الواجب تعديميا كما يمكنيا إف تطمب أي
1 إيضاحات أو تبريرات بخصوص المعمومات الواردة في المذكرة
ويبدأ سرياف العرض مف اليوـ الموالي لنشر مذكرة المعمومات وتختمؼ مدتو بحسب
25يوما ابتداء نوع العرض فإذا كاف العرض وديا فاف المشرع الفرنسي جعؿ مدة العرض
مف تاريخ نشر المذكرة اإلعبلمية المعدة مف طرؼ المبادر والشركة المستيدفة أما إذا كاف
العرض غير ودي فاف مدتو تكوف كذلؾ تكوف 25يوما يبدأ سريانيا مف تاريخ نشر مذكرة
المعمومات المعدة مف طرؼ الشركة المستيدفة لمرد عمى المذكرة المنشورة مف طرؼ المبادر
بالعرض وىذا مف اجؿ تجنب تأجيؿ الشركة المستيدفة الرد عمى العرض
ضريبية وكذلؾ الف كؿ شركة ممزمة باالحتفاظ بقوائـ بأسماء مساىمييا وتمتزـ بإعطاء كؿ
2 ذي مصمحة صورة مف ىذه القوائـ عمى نفقتو أو تمكنو مف االطبلع عمييا
وينبغي إتباع نفس اإلجراءات واحتراـ نفس الشروط إذا تعمؽ األمر بعرض عاـ
لمبادلة األسيـ فمف المتصور أف تعرض الشركة عمى مساىمي الشركة المراد السيطرة عمييا
1
بركات حسٌنة ,المرجع السابق 45 ,
2
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 147
73
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
مبادلة ما لدييـ مف أسيـ بأسيميا أو سنداتيا وتمجأ الشركات إلى ىذا األسموب إذا لـ يكف
لدييا رؤوس أمواؿ سائمة تكفي لدفع ثمف شراء أسيـ الشركات المراد السيطرة عمييا خاصة
إذا كانت أسعار ىذه األسيـ في السوؽ المالي مرتفعة وكاف عدد األسيـ المراد شرائيا كبي ار
يمكف لمشركات التي قد تكوف عرضة لمسيطرة عف طريؽ العروض العامة لمشراء أو
المبادلة أف تتخذ إجراءات وقائية مف اجؿ دفع أية عروض عامة غير ودية وتتمخص في ما
يمي :
-التحكـ في رأس الماؿ وىذا عـ طريؽ تطوير مف ال يممؾ حؽ التصويت ألنو ال
يدخؿ في اىتمامات الشركات التي تسعى لمسيطرة عمييا ألنو ال يسمح بالتحكـ في
لشراء األسيـ المطموبة بإعداد كبيرة ليرتفع سعرىا أو يقوموا بإصدار أسيـ جديدة
يكتتبوف فييا لمحفاظ عمى السيطرة عمى الشركة ومف ثـ إحباط مساعي المبادر
بالعرض غير أف سموؾ ىذا السبيؿ يقتضي توفر الموارد المالية الكافية لدى
1
PHILIPPE merle. Et Anne fauchon .op.cit .p 859
74
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المساىميف المسيطريف عمى الشركة أو لدى الشركة نفسيا مف اجؿ شراء إعداد كبيرة
مف األسيـ وليذا يمجأ المساىموف إلى البنوؾ لمساعدتيـ في ىذا الشأف
وميما كانت األساليب التي تستخدميا األطراؼ المتصارعة مف اجؿ اجتذاب المساىـ
العادي إلى جانبيا فاف القرار النيائي الذي يحدد مصير العرض العاـ لمشراء أو المبادلة
يبقى في يد ىذا المساىـ فإذا اختار المساىـ الموافقة عمى العرض المطروح فعميو أف يصدر
آمره بالبيع إلى الوسيط الذي يختاره ويعتبر مثؿ ىذا األمر نيائيا وال يمكنو الرجوع فيو
ويتولى الوسيط إيداع األسيـ التي سمميا المساىـ لو لدى السمطة المشرفة عمى عمميات
البورصة
والغرض مف تجميع األسيـ بيذا الشكؿ ىو المحافظة عمى سرية أسماء المساىميف الذيف
وافقوا عمى العرض وكذلؾ أسماء الوسطاء المالييف وبدييي أف تحرص البنوؾ عمى السرية
1 في ىذا المجاؿ حتى تبقى عبلقتيا بالشركة كما ىي في حالة فشؿ العرض
وتتولى السمطة المشرفة عمى عمميات البورصة التحقؽ مف توفر العدد المطموب مف
األسيـ وفي حالة العكس يكوف العرض باطبل ويعتبر كأنو لـ يكف وتعاد األسيـ إلى
المساىميف أما إذا زاد عدد األسيـ عف الحد المطموب فاف العرض يكوف صحيحا ويجري
إنقاصيا إلى القدر المطموب ما لـ تقبؿ الشركة العارضة بالعدد الذي انتيى إليو العرض
ومع نياية مدة العرض يكوف لمشركة صاحبة العرض أف تشتري ما شاءت مف أسيـ الشركة
المستيدفة بأي سعر دوف أف يكوف لممساىميف الذيف باعوا أسيميـ بسعر اقؿ أف يتمسكوا
2 بالسعر الجديد
1
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 151 , 150
2
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 76
75
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الشركة أو بزيادة رأسماليا عمى نحو يقتصر فيو االكتتاب عمى األشخاص المطموب نقؿ
السيطرة إلييـ
أما الحوالة الجزئية فيي التي ينتج عنيا اقتساـ السيطرة بيف مجموعة المساىميف
القدامى وبيف المساىميف الجدد وتستعمؿ الحوالة الجزئية عادة لمتقريب بيف مجمعات
الشركات المستقمة التي تعمؿ في نفس الحقؿ اإلنتاجي وإلنشاء رابطة اقتصادية بينيا في
مجاالت معينة مثؿ أف تقوـ احد مجمعات الشركات بحوالة جزئية لمسيطرة عمى إحدى
شركاتو لصالح مجمع آخر يعمؿ في نفس الفرع اإلنتاجي وذلؾ مف اجؿ توحيد الجيود في
مجاؿ معيف كالبحث العممي أو التسويؽ بؿ يمكف تصور أف يستخدـ أسموب الحوالة الجزئية
لمسيطرة لتوحيد مجموعتي شركات مستقمتيف وادماجيما معا بالمعنى االقتصادي كما حدث
بيف مجموعة الشركات ( )Pirelliااليطالية ومجموعة( )Dunlopالبريطانية
أما الحوالة الكاممة فيي التي تؤدي إلى نقؿ السيطرة كميا إلى المساىـ الجديد ويمكف
أف تتـ حوالة السيطرة بأساليب قانونية مختمفة ومف ذلؾ مثبل أف تقوـ الشركة التي ترغب في
نقؿ السيطرة عمييا بزيادة رأسماليا زيادة كبيرة عمى أف يقتصر االكتتاب في األسيـ الجديدة
عمى الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا تمر بأزمة أو تعاني بضائقة مالية فيتفؽ المساىموف
المسيطروف عمييا مع شركة أخرى مف اجؿ التدخؿ إلنقاذىا مقابؿ نقؿ السيطرة الكاممة عمى
الشركة إلييا
76
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كما تعرؼ حوالة السيطرة عمى أنيا العقد الذي يقوـ مف خبلليا الشخص أو
األشخاص الذيف يسيطروف عمى شركة ما بنقؿ ىذه السيطرة إلى شخص آخر أو عدة
1 أشخاص وىذا عف طريؽ تحويؿ ممكية سنداتيـ المنقولة
إال أف األسموب األكثر شيوعا لنقؿ السيطرة ىو ذلؾ الذي يتـ عف طريؽ قياـ
المساىميف المسيطريف عمى الشركة ببيع أسيميـ لمشركة المراد نقؿ السيطرة إلييا وتختمؼ
بواعث قياـ المساىميف المسيطريف عمى الشركة بالتخمي عف سيطرتيـ لصالح شركة أخرى
فقد يكوف الدافع لذلؾ ىو عجزىـ عف منافسة ىذه الشركة الخاصة إذا ما كانت تحتكر
استعماؿ أساليب تكنولوجية متطورة في نفس المجاؿ اإلنتاجي
كما قد يكوف السبب في نقؿ السيطرة إلى شركة أخرى ىو المديونية الكبيرة التي ترىؽ
الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا والضغط الذي تمارسو عمييا البنوؾ ىذه األخيرة التي قد
تشترط نقؿ السيطرة إلى شركة أخرى مقابؿ تأجيؿ الديوف أو منح قروض أخرى
كذلؾ يمكف أف يقع المساىموف المسيطروف تحت إغراء المقابؿ الذي تمنحو الشركة
التي ترغب في السيطرة كما لو كاف ثمف شراء األسيـ يفوؽ بكثير القيمة الحقيقية والسوقية
ليذه األسيـ أو لو اقترف ىذا الشراء بمنحيـ ميزات أخرى مثؿ تعيينيـ مديريف فنييف في
الشركة التي كانوا يسيطروف عمييا أو في الشركة التي نقمت إلييا السيطرة
وال تتضمف معظـ التشريعات المعاصرة أية قواعد خاصة تحكـ عمميات حوالة
السيطرة وبالنتيجة ال تختمؼ في حكـ ىذه التشريعات العمميات العادية والجارية لتداوؿ
األسيـ عف تمؾ التي ينجر عنيا نقؿ السيطرة عمى الشركة مف يد إلى يد
1
Anne -julie kerhuel . La cession de contrôle en droit international privé .Georgetown
public law and legal theory research paper.n 10-37. Georgetown university . Washington D;C
.juily 2010. P 4
77
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
والواقع أننا بصدد قصور تشريعي كبير ذلؾ أف عممية حوالة السيطرة تختمؼ في
ماىيتيا وفي آثارىا اختبلفا جذريا عف العمميات العادية لتداوؿ األسيـ فعممية حوالة السيطرة
خاصة في صورتيا الشائعة والتي يتـ فييا نقؿ السيطرة مف شركة ألخرى وما يترتب عنيا
مف إنشاء رابطة التبعية بيف الشركتيف كما أنيا تعتبر مف أىـ أدوات التركيز الرأسمالي
المعاصر شأنيا في ذلؾ شأف عممية االندماج ىذه األخيرة التي وضعت ليا اغمب التشريعات
الحديثة قواعد تفصيمية وذلؾ مف اجؿ حماية كؿ اإلطراؼ الداخمة فييا وبالذات مساىمي
ودائني الشركة المندمجة خاصة فيما يتعمؽ بتقدير أصوؿ وخصوـ ىذه الشركة الشيء الذي
ال نجده فيما يتعمؽ بحوالة السيطرة عمى الرغـ مما يتيدد مصالح المساىميف العادييف في
1 الشركة المراد نقؿ السيطرة عمييا والشركة نفسيا في كثير مف األحياف
وتظير ىذه المخاطر مف حيث أف الشركة المسيطر عمييا غالبا ما تكوف محؿ
تعديبلت ىيكمية جوىرية عمى المشروع الذي تقوـ بو كإغبلؽ بعض المنشئات وتسريع
عماليا وتركيز اإلنتاج في باقي المنشئات وغير ذلؾ مف التعديبلت بؿ قد تفرض مقتضيات
تحقيؽ التكامؿ تصفية المشروع التابع كمية وغالبا ما يتـ ذلؾ بشكؿ تدريجي عف طريؽ نقؿ
أصوؿ الشركة التابعة إلى الشركة األـ بأساليب متنوعة
ولقد تصدى القضاء الفرنسي ليذا األمر بمناسبة قضية شييرة عرضت عميو تتمخص
وقائعيا في أف حوالة سيطرة تمت بيف إحدى شركات األغذية المحفوظة وعي شركة
1
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 155
78
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
غير أف احد المساىميف األقمية لجأ إلى القضاء طالبا إلغاء قرار مجمس اإلدارة
وبطبلف الجمعية العامة التي وافقت عمى القرار عمى أساس أف قرار مجمس اإلدارة يتضمف
تعسفا في استعماؿ الحؽ ويشكؿ مساسا خطي ار بغرض الشركة ومحميا إذ انو في الواقع
يؤدي إلى اختفاء شركة ( )Cassegrainوالدليؿ عمى ذلؾ أف الشركة األـ وبمجرد أف تمت
ليا السيطرة قامت ببيع أىـ مصانعيا وانياء عقود عمؿ الكثير مف العماؿ
فقررت محكمة االستئناؼ (راف) التي عرض عمييا النزاع بطبلف قرار مجمس اإلدارة
بالموافقة عمى التنازؿ عف األسيـ والسيطرة لصالح شركة ( )saupiquetألنو يعتبر تعسفا
في استعماؿ الحؽ إض ار ار بمصالح باقي المساىميف وجاء في منطوؽ الحكـ (إف تجميع
ويظير جميا أف المحكمة المذكورة تفرؽ بوضوح بيف عممية حوالة السيطرة وبيف
عمميات التنازؿ العادية عف األسيـ فحوالة السيطرة تؤدي في الواقع إلى انتقاؿ السيطرة
القانونية واالقتصادية عمى الشركة إلى شركة أخرى بكؿ النتائج المترتبة عمى ذلؾ وأىميا
انتقاؿ سمطة اتخاذ الق اررات المتعمقة بإدارة الشركة والمشروع الذي تقوـ باستغبللو إلى شركة
أخرى وال شؾ أف مثؿ ىذه اإلجراءات تؤثر بشكؿ سمبي عمى قيمة أسيـ الشركة التابعة
2 وعمى قيمة أصوليا وىذا ييدد مصالح المساىميف العادييف ومصالح دائنييا
غير أف محكمة النقض الفرنسية ما لبثت أف نقضت ىذا الحكـ مقررة العودة إلى
المفاىيـ التقميدية خاصة فيما يتعمؽ باعتبار حوالة السيطرة مجرد عممية تنازؿ عادية عف
األسيـ بكؿ ما يترتب عمى ذلؾ مف نتائج
1
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 156 , 155
2
درٌد محمود علً ,المرجع السابق ,ص 102 ,100
79
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
قد تمجأ الشركات إلى ىذا األسموب لبلستيبلء عنوة عمى السيطرة عمى الرغـ مف عدـ
موافقة المساىميف المسيطريف بالفعؿ عمى الشركة وذلؾ عمى النحو الذي تتـ بو االنقبلبات
السياسية لمسيطرة عمى مقاليد الحكـ وليذا السبب يطمؽ الفقو الفرنسي عمى ىذا األسموب
la renversement de contrôle par تسمية السيطرة عف طريؽ االنقبلب (
)subversionويفترض المجوء إلى ىذا األسموب عندما ال تكوف الشركة المستيدفة خاضعة
لما يسمى بسيطرة األغمبية بمعنى إال يكوف المساىموف المسيطروف عمى الشركة مالكيف
ألكثر مف %50مف أسيميا إذ يستحيؿ مع مثؿ ىذا نقؿ السيطرة مف أيدييـ دوف موافقتيـ
أو عمى األقؿ دوف موافقة بعضيـ مف الضروري لنجاح ىذه الطريقة أف تكوف الشركة تحت
%50مف سيطرة األقمية وىو ما يتحقؽ إذا كانت حصة المساىميف المسيطريف تقؿ عف
رأسماؿ الشركة والواقع أف معظـ الشركات الكبرى تخضع غالبا لسيطرة األقمية إذ يكفي عادة
تممؾ %15أو %20عمى األكثر لمسيطرة عمييا حيث تكوف باقي األسيـ في معظـ
وتتميز ىذه العممية بكونيا تتـ بسرية دوف إعبلـ الشركة المراد السيطرة عمييا وال
المساىميف فييا برغبة الشركة األـ في السيطرة عمييا
تقوـ الشركات بالسيطرة عمى أخرى عف طرؽ االنقبلب باالعتماد عمى طرؽ فنية
متعددة مف تمؾ التي تزخر بيا أسواؽ األوراؽ المالية فقد تعمؿ الشركة التي ترغب في
السيطرة عمى أخرى خفية فتمجأ إلى البورصة لشراء أسيـ الشركة المراد السيطرة عمييا عف
طريؽ وسطاء متعدديف وغالبا ما يتـ ذلؾ عبر البنوؾ المرتبطة بيا أو التابعة ليا وال شؾ أف
80
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تدخؿ البنوؾ يسو كثي ار العممية لما ليا مف قدرة عمى التأثير عمى عمبلئيا مف صغار
مف اجؿ نجاح ىذه العممية في تحقيؽ اليدؼ المقصود منيا البد مف توافر شرطيف
أساسييف:
-أف يتـ شراء أسيـ الشركة المراد السيطرة عمييا في وقت قصير نسبيا وبطريقة ال
تبعث عمى الشؾ حتى ال ينتبو المساىموف المسيطروف لمخطر المحدؽ بيـ ويقوموا
باتخاذ إجراءات مضادة لممحافظة عمى سيطرتيـ كتجميع صغار المساىميف عمى
شكؿ نقابة لمدفاع عف حقوقيـ ضد ما يصور ليـ مف خطر واستخداـ ىذه النقابة
ولقد أصبح التطور في أساليب وفنوف التعامؿ في البورصة يسمح بإتماـ مثؿ ىذه
العمميات خفية وبكيفية ال تثير االرتياب دوف أف تتسبب في ارتفاع أسعار أسيـ الشركة
المراد السيطرة عمييا
تجدر اإلشارة إلى أف العائؽ الوحيد الذي قد يعترض سبيؿ الشركة التي تبحث عف
السيطرة عمى أخرى باستعماؿ ىذا األسموب يكمف في عدـ توافر العدد المطموب مف أسيـ
الشركة المراد السيطرة عمييا في سوؽ األوراؽ المالية ويكوف األمر كذلؾ بالخصوص إذا
كانت أحواؿ الشركة مزدىرة وأسعار أسيميا في ارتفاع مستمر الشيء الذي ال يبعث في
مساىمييا الرغبة في التخمي عف أسيميا
1
حسام الدٌن عٌسى ,المرجع السابق ,ص 140
81
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
المبحث الثاني :طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة األـ والشركة التابعة .
المبحث الثالث :طبيعة العبلقة القانونية بيف الشركة القابضة والشركة التابعة
.
82
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
مف خبلؿ التعاريؼ السابقة لممجمع يتضح باف المجمع يتكوف مف عنصر مركزي
يتمثؿ في الشركة إالـ تتميز عف غيرىا مف الشركات بصبلحياتيا المتمثمة في القدرة عمى
إدارة المجمع واتخاذ القرار إلى جانب عدة شركات تمثؿ عناصر فرعية لكؿ واحدة منيا
1 شخصيتيا المعنوية الخاصة بيا تسمى الشركات التابعة وىي بتجانسيا تشكؿ المجمع
المطمب األكؿ :الشركة األـ ) )la société mèreأو الشركة القابضة ( la société
) holding
أثار مصطمح الشركة األـ جدال كبي ار بيف الفقياء ومرد ذلؾ إلى غياب تنظيـ تشريعي
متكامؿ لمجمع الشركات عموما إضافة إلى تعدد جوانب وأبعاد ىذه الشركة حيث يرى جانب
مف الفقو التجاري أف مصطمح الشركة األـ غامض وغير مقبوؿ في مجاؿ الشركات التجارية
ذلؾ انو مأخوذ مف قانوف األسرة كما انو يحمؿ داللة عمى مشاركة الشركة األـ في تأسيس
الشركة التابعة في حيف انو نجد أف الشركة األـ قد تسيطر عمى شركة أخرى دوف أف تساىـ
في تأسيسيا ولذلؾ يرى أصحاب ىذا االتجاه الفقيي أف يستبدؿ تعبير الشركة األـ بتعبير
الشركة المسيطرة
عمى اعتبار أف ىذه 2 ويفضؿ جانب مف الفقو االنجميزي مصطمح لشركة القابضة
الشركة قد ساىمت في تأسيس شركة أو شركات أخرى خاضعة لسيطرتيا تسمى بالشركات
1منٌر سالمً ،القوائم المالٌة المجمعة على ضوء المعاٌٌر الدولٌة ،مذكرة ماجستٌر ،جامعة باتنة،2010 ،2009 ،
ص.99
2محمود علً درٌد ،الشركة المتعددة الجنسٌة آلٌة التكوٌن وأسالٌب النشاط( ،لبنان :ط ، 1منشورات الحلبً الحقوقٌة،
،)2009ص .29
83
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
التابعة وكاف مصدر السيطرة عمى ىذه الشركات التابعة ىو تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا
1 بحيث تمكنيا تمؾ النسبة مف توجو ىذه الشركات بما يحقؽ أىدافيا
إال أف مصطمح الشركة القابضة يعتبر غامضا مف حيث أف البعض يعرفيا بأنيا
الشركة التي يكوف نشاطيا الوحيد ىو تممؾ وادارة محفظة أوراؽ مالية تمثؿ مشاركتيا في
رأس ماؿ شركات أخرى بمعنى أنيا ال تمارس نشاطا صناعيا أو تجاريا بؿ تممؾ أسيما في
2 شركات أخرى وتتولى إدارتيا
يعد دور الشركة األـ معتب ار وميما حيث أنيا تقوـ بإصدار كؿ الق اررات االقتصادية
وىذا عمى صعيد العبلقات التجارية أو عمى صعيد النشاطات المختمفة لممجمع كما انو
بإمكانيا أف تؤدي في نفس الوقت دو ار صناعيا وماليا حيث تقوـ بتجميع النشاطات
بنفسيا 3 االقتصادية المتماثمة والمتقاربة وىذا بممارسة النشاط الصناعي
الشركة ا الـ ىي التي تكوف عمى رأس المجمع وتمارس سمطة الرقابة حيث تقوـ
بمراقبة عدة شركات فرعية ويخوؿ ليا كؿ الصبلحيات المتعمقة باتخاذ الق اررات وتعرؼ
4 الشركة األـ عمى أنيا الشركة التي تممؾ شركة تابعة أو أكثر
تمعب الشركة األـ دو ار معتب ار مف خبلؿ تحكميا في إصدار الق اررات االقتصادية،
سواء تعمؽ األمر بالعبلقات التجارية أو بمستقبؿ النشاط المختمفة لممجمع ،إذ أنو بإمكانيا أف
تؤدي دو ار صناعيا أو ماليا ،حيث تقوـ بتجميع النشاطات االقتصادية المتماثمة والمتقاربة
وىذا بممارستيا لنشاط صناعي وفي نفس الوقت تقوـ باالحتفاظ باألصوؿ الصناعية ،وفي
1مروان بدري االبراهٌم ،الجنسٌات من جهة والشركات التابعة لكل منها من جهة أخرى ،مجلة المنارة ،المجلد ،13
العدد السابع ،األردن ،2007 ،ص.76
2محمود علً درٌد ،مرجع سبق ذكره ،ص.30
3
Francis Lefebvre, Groupes des société, 2009/2010, Edition Francis Lefebvre, France, p86.
4احمد مقدمً ،النظام المحاسبً والجبائً لمجمع الشركات ،دراسة مجمع صٌدال ،مذكرة ماجستٌر ،جامعة الجزائر،
،2006 ،2005ص.08
84
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
بعض الحاالت تقوـ باالحتفاظ بيذه األصوؿ دوف أف تتحمؿ تسييرىا بنفسيا وانما تحيؿ ذلؾ
1 لشركة أخرى تفوضيا نيابة عنيا تدعى شركة عيدة)(Société de mondât
ال يوجد كما نجد في بعض التشريعات األخرى مصطمح الشركة القابضة حيث
تعريؼ متفؽ عميو لمشركة القابضة ،لذلؾ يطمؽ البعض تعبير الشركة األـ لمداللة عمى
الشركة القابضة ،عمى اعتبار أف ىذه الشركة األـ قد ساىمت في تأسيس شركة أو شركات
أخرى خاضعة لسيطرتيا تسمى بالشركات التابعة ،وكاف مصدر السيطرة عمى ىذه الشركات
التابعة ىو تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا ،بحيث تمكنيا تمؾ النسبة مف توجيو ىذه الشركات
أىدافيا2. بما يحقؽ
جاء في تعريؼ محمد عطية ىماـ لمشركات القابضة عمى أنيا :شركات تممؾ كامؿ
%50مف أسيـ الشركات المساىمة األخرى التي يطمؽ عمييا أو معظـ أو أكثر مف
3 الشركات التابعة
إف التنوع في ىذه التعريفات الفقيية سببو االختبلؼ في الزاوية التي ينظر منيا
الفقياء إلى الشركة األـ فنرى أف جانبا مف الفقو األنجموأمريكي يركز عمى سيطرة الشركة األـ
عمى الشركة التابعة بسبب تممكيا أسيما في رأس ماليا وىذا يشمؿ كافة الشركات التجارية
دوف تحديد نوع الشركة سواء كانت شركة أشخاص أو شركة أمواؿ
ويركز الفقو الفرنسي عمى استقبلؿ الشخصية المعنوية لمشركة التابعة عف الشخصية
المعنوية لمشركة األـ إال أف الشركة التابعة تعد خاضعة لمشركة األـ باعتبار أف ىذه األخيرة
ىي صاحبة القرار
1
Francis Lefebre, Memente pratique fiscal 2000, Edition Lefebre, France, 2000, p64.
2ماجد مزٌحم ،شركة الهولٌدنغ فً جوانبها القانونٌة واالقتصادٌة والمالٌة( ،بٌروت :الجزء الثانً ،)1992 ،ص.07
3كنزة زٌتونً ،دراسة تحلٌلة لجباٌة مجمع الشركات ،دراسة حاالت الوالٌات المتحدة ،فرنسا ،الجزائر ،رسالة
ماجستٌر ،كلٌة العلوم االقتصادٌة ،جامعة الجزائر ،2005/2004 ،ص.23
85
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
في ىذا الصدد ادخؿ المشرع الجزائري في القانوف الجزائري مفيوما جديدا يدعى الشركات
القابضة العمومية عوضا عف صناديؽ المساىمة سابقا وىذا استنادا لما ورد في نص األمر
رقـ 25/95المؤرخ في 25سبتمبر 1995المتعمؽ بتسيير رؤوس األمواؿ التجارية لمدولة
حيث ييدؼ ىذا األمر إلى إنشاء الشركات القابضة العمومية و عرفت الشركة القابضة في
القانوف الجزائري عمى أنيا (شركة تجارية عمومية تقوـ بالحيازة عمى أسيـ شركات عمومية
1 وتتاجر بيا )
كما أف الشركات القابضة العمومية ىي شركات ذات أسيـ منشأة بعقد توثيقي رأس ماليا
ممموؾ كميا مف طرؼ الدولة أو مف طرؼ أشخاص معنوية في القانوف العاـ أصوؿ ىذه
الشركات القابضة مشكمة أساسا مف قيـ منقولة وىمتيا األولى تسيير وادارة األمواؿ التجارية
لمدولة باإلضافة إلى خمؽ مردودية أكثر وانتاجية لحافظة األسيـ التي تسيرىا وبيذا فيي
تحدد وتطور سياسات االستثمار والتمويؿ لممؤسسات التابعة ليا وتنظـ حركة رؤوس األمواؿ
بينيا.
731نجد أف أما عند استقراء نصوص القانوف التجاري الجزائري ال سيما المادة
المشرع قد استعمؿ مصطمح الشركة القابضة وعرفيا عف طريؽ تعداد الحاالت التي تكوف
بموجبيا ىذه األخيرة مراقبة لشركة أو عدة شركات أخرى بحيث اعتبر الشركة القابضة تمؾ
التي تممؾ أكثر مف %50مف رأس ماؿ شركة أخرى أو تممؾ جزءا مف رأس ماليا سواء
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بحيث يكوف ليا أغمبية األصوات في الجمعية العامة ليذه
الشركة أو تممكيا ألغمبية األصوات بموجب اتفاؽ مع باقي الشركاء أو المساىميف
وبالرجوع إلى قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة وتحديدا إلى نص المادة
138مكرر منو يمكننا مبلحظة أف المشرع استعمؿ مصطمح الشركة األـ بدال مف الشركة
القابضة لمداللة عمى الشركة التي تأتي عمى رأس المجمع ووضع ليا شرطا وىو تممكيا
%90مف رأس ماؿ الشركة التابعة واف ىذه األخيرة ال بصفة مباشرة لنسبة ال تقؿ عف
يمكنيا امتبلؾ أي نسبة مف رأس ماؿ الشركة األـ كشرط آخر لبلستفادة مف النظاـ الجبائي
الخاص بالمجمع
مف جانب آخر تنص العديد مف القوانيف العربية عمى تعريؼ الشركة القابضة
كالقانوف األردني رقـ 22لسنة 1997والقانوف المبناني بالمرسوـ االشتراعي رقـ 45لسنة
202 1983فقانوف الشركات األردني يعرؼ الشركة القابضة في الفقرة –أ -مف المادة
بمايمي(:الشركة القابضة شركة مساىمة عامة تقكـ بالسيطرة المالية كاإلدارية عمى شركة
أك شركات أخرل تدعى الشركات التابعة بكاحدة مف الطرؽ التالية :
45لسنة أما تعريؼ القانوف المبناني وفقا لما جاء بو المرسوـ االشتراعي المبناني رقـ
( 1983الشركة القابضة كؿ شركة مساىمة عامة ينحصر مكضكع نشاطيا ببعض
اإلعماؿ التي ينص عمييا ىذا القانكف كال يحؽ ليا تجاكزىا إلى غيرىا مف اإلعماؿ كىذه
اإلعماؿ ىي :
-تممؾ أسيـ أك حصص في شركات مساىمة عامة أك محدكدة المسؤكلية لبنانية أك
أجنبية سكاء كانت قائمة أك االشتراؾ في تأسيسيا
87
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
العقارية1
كما تتميز الشركة القابضة بوضوح عف الكارتؿ الذي ىو اتفاؽ احتكاري بيف عدد مف
المشروعات المستقمة بيدؼ السيطرة عمى السوؽ واحتكاره أو لتنظيـ المنافسة في حدود
وىذا بتحديد األسعار أو بياف المناطؽ التي يقوـ كؿ منتج بتصريؼ منتجاتو فييا 2 االتفاؽ
أما الشركة القابضة فإنيا تقوـ عمى المساىمة الفعمية في رؤوس أمواؿ الشركات التابعة
والتعاوف بيف ىذه الشركات دوف احتكار معمف وظاىر
تتميز كذلؾ الشركة القابضة عما يعرؼ ببنوؾ األعماؿ التي تيدؼ إلى إقامة مشروعات
اقتصادية جديدة أو المساىمة في مشروعات قائمة دوف أف تيدؼ إلى السيطرة عمييا في
3 حيف نجد الشركة القابضة ال تقوـ بأي عمؿ مصرفي
مف خبلؿ كؿ ما سبؽ يتضح لنا أف دور الشركة القابضة يتحدد فيما يمي:
-التنسيؽ
-تحديد اإلستراتيجية العامة لممجمع
-تطوير سياسة تقنية تجارية ومالية موحدة لتحقيؽ األىداؼ المسطرة بأقؿ تكمفة
-تحديد وتوزيع األسواؽ بيف شركات المجمع
وقد يستعمؿ تعبير الشركة المسيطرة لمداللة عمى الشركة القابضة إلبراز سيطرة الشركة
األـ عمى شركة أو شركات أخرى ،عف طريؽ تممؾ نسبة كبيرة مف رأسماليا
ويعرؼ البعض الشركة القابضة بأنيا الشركة التي ليا سيطرة معينة عمى شركة أخرى
تسمى بالشركة التابعة ،بحيث تستطيع األولى أف تقرر مف يتولى إدارة الشركة التابعة ،أو أف
يؤثر عمى الق اررات التي تتخذىا الييئة العامة لمشركة.
وعرفيا البعض اآلخر بأنيا شركة تممؾ أسيماً في عدة شركات أخرى تسمى بالشركات
التابعة بالقدر الكافي الذي يمكنيا مف السيطرة عمى إدارة الشركة بتقرير مف الذي يتولى إدارة
في حالة اقتصار دور الشركة األـ عمى الجانب المالي فقط تسمى بالشركة القابضة
وىو مصطمح يطمؽ عمى الشركة الضخمة التي تحتوي عمى عدة شركات تابعة إلدارتيا حتى
ولو لـ تكف ىذه الشركات في نفس المجاؿ وىذه الشركة تقوـ عمى أساس مف المساىمة
الفعمية في رؤوس األمواؿ لمشركات التابعة والتعاوف بيف الشركات أعضاء المجموعة دوف
احتكار معمف أو مغطى مف الشركة القابضة والقوانيف التجارية المقارنة اختمفت حياؿ تعريؼ
ىذه الشركة ولكف العنصر األساسي مف عناصر التعريؼ الذي ال خبلؼ عميو ىو أف
الغرض الرئيسي ليذه الشركة ىو المساىمة في رأس ماؿ شركة أو عدة شركات أخرى
بغرض السيطرة عمييا وتسمى ىذه الشركات التي تسيطر عمييا الشركة القابضة بأنيا
1أحمد مقدمً ,النظام المحاسبً والجبائً لمجمع الشركات دراسة حالة مجمع صٌدال ,رسالة ماجستٌر ,قسم العلوم
االقتصادٌة والتسٌٌر ,جامعة الجزائر ، 2006/2005,ص.09
2
Nguyen Phu Duc, La fescalite internationale des entreprises, (France : Edition Masson),
p287, 288
89
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
شركات تابعة أو وليدة أو فرعية ويطمؽ عمى الشركات الواقعة تحت سيطرة شركة قابضة
وتوجب بعض القوانيف أف يقتصر غرض الشركة القابضة عمى غرض وحيد ىو
المساىمة في رأسماؿ شركات أخرى بغرض السيطرة عمييا وادارة حافظة األوراؽ المالية التي
تمتمكيا في الشركات التابعة وال تجيز ليا ممارسة أي نشاط اقتصادي آخر
ويرى بعض فقياء القانوف التجاري أف الشركة القابضة ظاىرة قانونية لمتركيز
االقتصادي بيف المشاريع فيي وسيمة مف وسائؿ تجمع الشركات بحيث تعتبر في الواقع إطا ار
قانونيا لمتركيز عمى أساس مف الرقابة في اإلدارة والمشاركة في رأس الماؿ وتتحقؽ سيطرة
الشركة القابضة عمى الشركات التابعة مف خبلؿ السيطرة عمى سمطة اتخاذ القرار في
الشركات التابعة عف طريؽ التمتع بأغمبية التصويت في الجمعيات العمومية لممساىميف أو
الشركاء ومجالس إدارة تمؾ الشركات وتتمكف الشركة القابضة مف إحراز ىذه السيطرة عف
2 طريؽ تممكيا
والبد مف التفرقة بيف الشركة القابضة وما يشتبو بيا مف مفاىيـ أخرى قد تختمط بيا
حيث أف الغرض الرئيسي لمشركة القابضة ىو السيطرة عمى الشركات األخرى ذات
االستقبلؿ القانوني عنيا تسمى بالشركات التابعة مف خبلؿ تممؾ نسبة ىامة مف أسيـ
وحصص رأسماؿ الشركات التابعة فيي نظاـ قانوني يؤدي إلى تجميع شركتيف أو أكثر تحت
1
Abdelmadjid Bouzidi, Comprendre les nutations de l’économie algérien, (Alger : Edition
ANEP, 1999), p48.
2
Isabelle Bourdis, Alain, Dontaine, Dictionnaire des sciences économique et sociales,
Edition HACHETTE, France, 2002, p179.
3محمد حسٌن إسماعٌل ,الشركة القابضة وعالقاتها بشركاتها التابعة ,شركة شقٌر وعكشة للطباعة عمان ,طبعة 1
1990ص 34
90
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وعمى الرغـ مف أف القانوف الجبائي وضع شكؿ وحيد لمشركة القابضة وىو شركة
فالشركة القابضة تساىـ مف اجؿ السيطرة والرقابة واإلشراؼ عمى الشركات التابعة
وىو الفارؽ األىـ فعندما تكوف نسبة تممؾ األسيـ عالية نكوف إزاء شركة قابضة وىو مؤشر
كبير عمى توافر نية السيطرة مف قبؿ األخيرة وىو ما نص عميو قانوف الشركات األردني في
المادة ( / 204أ ) عندما اشترط أف تمتمؾ الشركة األـ أكثر مف نصؼ رأسماؿ الشركة أو
1
Hanafizadeh, P. &Moayer, S. (2008). A methodology to define strategic
processes inorganizations : An exploration study in managerial holding
companies. Business Process Management Journal, 14(2), 219-227
محمد شوقً شاهٌن ,الشركات المشتركة طبٌعتها وأحكامها فً القانون المصري المقارن ,بدون دار نشر ,بدون تارٌخ,
2ص34
91
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الشركات التابعة لو 1أما عندما تكوف نسبة تممؾ األسيـ قميمة عندئذ يكوف مؤش ار عمى التوجو
نحو االستثمار وىذا ما يحدث فعبل عندما تتممؾ شركة االستثمار وىذا ما يحدث فعبل عندما
2 تتممؾ شركة االستثمار أسيما في شركات متكاممة الغرض
غاية الشركة القابضة ىو استثمار أمواليا في األسيـ والسندات واألوراؽ المالية فيما ذىب
بعض الفقو 3إلى القوؿ باف القانوف األردني لـ يضع معيا ار ثابتا لمتفرقة بيف الشركة القابضة
إلى أف السيطرة ما ىي إال بقصد 4 وشركة االستثمار بخبلؼ ذلؾ ذىب البعض اآلخر
االستثمار واف اليدؼ مف السيطرة واالستثمار ىو تحقيؽ الربح حيث أف مصطمح السيطرة
واالستثمار وجياف لعممة واحدة
والواليات المتحدة األمريكية 7وضعت 6 وألمانيا 5 وكانت بعض التشريعات في فرنسا
تنظيما قانونيا لشركات االستثمار تنص عمى حصر أغراض الشركة في إدارة محفظة األوراؽ
المالية وىذه الشركات تأخذ في الغالب شكؿ شركات المساىمة كما أطمؽ عمى ىذا النوع مف
الشركات اسـ شركة اإلدارة
المادة (/204أ) مف قانوف الشركات األردني نصت عمى :إف الشركة القابضة ىي شركة مساىمة عامة تقوـ بالسيطرة
المالية واإلدارية عمى شركة أو شركات أخرى تدعى الشركات التابعة بواحدة مف الطرؽ التالية :أف تمتمؾ أكثر مف نصؼ
1رأسماليا و/أو إف يكوف ليا السيطرة عمى تأليؼ مجمس إدارتيا
2
محمد حسيف إسماعيؿ ,المرجع السابؽ ,ص 35
3
محمد حسيف إسماعيؿ ,نفس المرجع ص 36
مرواف بدري االبراىيـ ,طبيعة العالقة القانكنية بيف الشركة القابضة كالشركة المتعددة الجنسيات مف جية كالشركات
4التابعة ليا مف جية أخرل ,مجمة المنارة ,جامعة آؿ البيت ,المجمد ,13العدد,2007,ص 77
5
المادة 3مف المرسوـ الفرنسي الصادر في 28كانوف األوؿ 1957
6
المادة 1مف القانوف األلماني حوؿ أمواؿ االستثمار 1970
في الواليات المتحدة األمريكية نظـ القانوف الصادر عاـ 1940شركات االستثمار وحدد أغراضيا واألعماؿ المحضور
7عمييا ممارستيا
92
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
عند نشوء شركة قابضة في دولة معينة وكانت شركتيا أو شركاتيا التابعة ليا تقع في
دولة أو دوؿ أخرى غير دولة الشركة التي أنشئت فييا عندئذ يمكف القوؿ أف المشروع الذي
تقوـ بو تمؾ الشركات مشروع متعدد الجنسيات عمى سبيؿ المثاؿ كما لو كاف لمشركة التي
1 لدييا مكتب رئيسي في بريطانيا ومكاتب فرعية في آسيا وافريقيا وأوربا
في الحقيقة ،ال يوجد تعريؼ محدد لمشركة متعددة الجنسيات ،حيث يركز البعض
عمى الجانب االقتصادي فيعرفيا بأنيا ( :مجموع اقتصادي وقانوني مكوف مف شركة أـ،
وشركات وليدة ،وتمارس وحدة اإلدارة داخؿ ىذا المجموع مف عدة أشخاص قانونية)
ومف التعريفات ما يركز عمى الصفة الدولية لمنشاط الذي تمارسو ىذه الشركات
فيعرفيا( :بأنيا مجموع شركات وليده ،أو تابعة تزاوؿ كؿ منيا نشاطاً إنتاجياً في دوؿ
مختمفة ،وتخضع لسيطرة شركة واحدة ىي الشركة األـ التي تقوـ بإدارة ىذه الشركات الوليدة
كميا في إطارات عالمية موحدة).
كما عرفيا البعض بأنيا ( :الشركات التي يتعدى نشاطيا حدودىا الوطنية إلى دوؿ
أخرى عديدة ،ولكف مركز الشركة األـ ينتمي لدولة واحدة ترسـ منيا خطط اإلنتاج والتوزيع،
واتخاذ الق اررات التي تنفذ عبر فروعيا ،أو شركاتيا الوليدة في الدوؿ األخرى) وقد جاء في
تقرير السكرتير العاـ لممجمس االقتصادي االجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة الذي قدمو عاـ
1974ـ تعريؼ ليذه الشركة بأنيا:
( مشاريع تمتمؾ وتسيطر عمى العناصر اإلنتاجية ،وتقدـ خدمات خارج دولة إنشائيا،
وقد تكوف ىذه المشاريع أشخاص قانوف عاـ ،أو أشخاص قانوف خاص)
محمد حسيف إسماعيؿ ,المرجع السابؽ ,ص 37و أحمد عبد العزيز وآخروف ,الشركات المتعددة الجنسيات كأثرىا عمى
1الدكؿ النامية ,بحث منشور ,مجمة اإلدارة واالقتصاد ,العدد 2010, 85ص 116وما بعدىا
93
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
بعد ىذا العرض السريع لمتعريؼ بالشركة المتعددة الجنسيات ،سوؼ نتولى بياف
بؿ البد أف تتكوف مف 1 والشركة المتعددة الجنسيات ليست شركة واحدة مف الوجية القانونية
شركة رئيسية تعتبر في القمة تسمى الشركة القابضة تتبعيا شركات أخرى تابعة ليا منتشرة
في دوؿ عديدة بعيدة جغرافيا عف الشركة القابضة ولكنيا تبقى في نفس إطار الشركة
فتعبير المشروع 2 القابضة في تطبيؽ الجانب االقتصادي الذي تضعو الشركة القابضة
المتعدد الجنسيات يطمؽ عمى مشروع اقتصادي يجري تنفيذه مف قبؿ وحدات قانونية تقع في
أكثر مف دولة تزاوؿ نشاطا اقتصاديا في تمؾ الدوؿ ذات أشكاؿ مختمفة وىو الفارؽ الجوىري
أف المشروع المتعدد الجنسيات ىو اتحاد أو امتزاج بيف شركات مف 3 وىناؾ مف رأى
جنسيات مختمفة ترتبط عف طريؽ المساىمة أو السيطرة عمى اإلدارة بموجب اتفاؽ وتكوف
وحدة اقتصادية واحدة عمى مجموعة الشركات التي تعمؿ بيذا الشكؿ تشكيؿ وحدة اقتصادية
في مجاؿ التجارة الدولية واف يكوف ليذا المشروع فكر أو عقؿ إداري واحد يعمؿ عبر العالـ
كما لو كاف شركة واحدة
فيما ذىب البعض اآلخر إلى أف المشروع المتعدد الجنسيات يتميز باعتباره كيانات
متعددة لكؿ منيا ىويتو المستقمة وموطنو المستقؿ تعمؿ مجتمعة تحت مظمة نظاـ مركزي
لقد استخدـ مصطمح الشركات المتعددة الجنسيات ألوؿ مرة في دراسة قدميا ديفيد ليمنثاؿ إلى معيد كارنيجي لمتكمونوجيا
في افريؿ 1960وبعد ذلؾ استخدمتيا مجمة أسبوع األعماؿ األمريكية ضمف عددىا الصادر بتاريخ , 1963/04/20محمد
صبحي االتربي ,مدخؿ إلى دراسة الشركات االحتكارية المتعددة الجنسية ,دار الثورة لمصحافة والنشر ,بغداد ,1977ص
201
عمي كاظـ وآخروف ,طبيعة عالقة الشركة القابضة بالشركات التابعة ,مجمة العموـ القانونية ,جامعة بغداد,المجمد ,22العدد
2األوؿ 2007ص 1
محمد سمير الشرقاوي ,المشركع المتعدد القكميات كالشركة القابضة ككسيمة لقيامو,بحث منشور في مجمة القانوف
3واالقتصاد ,1976ص 314
94
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وبالرغـ مف أف كؿ مف المشروع المتعدد الجنسيات والشركة القابضة يقوـ عمى 1 واحد
إستراتيجية اقتصادية مرسومة مف قبؿ اإلدارة المركزية فاف وجو االختبلؼ يكمف في أف
المشروع المتعدد الجنسيات أوسع نطاقا واقؿ وضوحا مف الشركة القابضة عمى اعتبار أف
الشركة القابضة احد طرفي إنشاء المشروع المتعدد الجنسيات
أف المشروع المتعدد الجنسيات ينشأ بأحد وسائؿ القانوف الدولي 2 وعمى رأي البعض
international (االتفاقيات أو المعاىدات الدولية) التي تنشأ بيف دولتيف أو أكثر (
)compagniesفيما صنؼ بعض الشراح ما تقدـ مف عبلقة عمى أساس أف المشروع
المتعدد الجنسيات ينشأ بعبلقة قانونية وفقا لقواعد الشركات كالشركة القابضة وقد ينشأ أيضا
بعبلقة عقدية فرضتيا ظروؼ معينة كما لو كانت الوحدة العاممة في إحدى الدوؿ بحاجة
إلى تقنية أو سيولة نقدية متوفرة لدى وحدة في دولة أخرى يتـ التعاقد بينيما ألجؿ االستثمار
3 في مشروع اقتصادي في إقميـ دولة ثالثة
حتى تعتبر الشركة شقيقة لشركة أخرى البد أف تكوف الييئة العامة مف المساىميف في
الشركة نفس أعضاء الييئة العامة لمشركة األخرى واف ال تكوف الشركة الشقيقة تابعة مف
فكؿ مف الشركتيف مستقمة عف األخرى وقد يتماثؿ مجمس 4 الناحية القانونية لمشركة األخرى
اإلدارة في كؿ مف الشركتيف أو قد ال يتماثؿ إذ أف ذلؾ أمر منوط بييئتيما العامة الف
التبعية تعني أف شركة معينة كشخصية معنوية تمتمؾ أسيما أو حصصا في رأسماؿ شركة
1
Cythin Day Wallace, Legal Control Of the multinational Enterprise Martinus Publisher,
London, 1982, P.3.
2
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص37
3
محمود سمٌر الشرقاوي ,المرجع السابق ,ص 65
محمد حسيف إسماعيؿ ,المرجع السابؽ ,ص 40 4
95
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أخرى فتكوف األولى قابضة والثانية تابعة بمعنى بروز مجاؿ السيطرة مف قبؿ الشركة األـ
القابضة 1 عمى الشركة التابعة وىي أىـ المميزات التي تتغنى بيا الشركة
اتفاؽ المنتجيف ىو عقد مبرـ بيف شركتيف أو أكثر يكوف اليدؼ منو وضع خطط أو
سياسة موحدة لممحافظة عمى مصالحيما كاتفاؽ الشركات األطراؼ عمى رسـ إستراتيجية
اقتصادية موحدة كتوحيد األسعار أو تحديد اإلنتاج أو تخفيض األثماف أو العمؿ عمى تقسيـ
اإلقميـ جغرافيا بيف أطراؼ االتفاؽ واف تبقى كؿ شركة مستقمة عف األخرى غير أف أىمية
مثؿ ىذا االتفاؽ اخذ بالتضاؤؿ نظ ار لخطورة مركزه القانوني وذلؾ بسبب صعوبة إقناع
األعضاء المخالفيف بالتقيد بو إضافة إلى أف مثؿ ىذا االتفاؽ قد يؤدي إلى احتكار باطؿ
مشروعيتو2 لعدـ
نستنتج مف التعريفات الفقيية والتشريعية لمشركة القابضة أنو لكي نكوف أماـ شركة قابضة
يشترط توفر الشروط التالية:
-أف توجد شركة ،أو شركات تابعة تستأثر الشركة األـ عمى نسبة كبيرة مف أسيميا.
-أف تسيطر الشركة األـ عمى الشركات التابعة عف طريؽ تممؾ نسبة كبيرة مف أسيميا.
2
James. C. Bonbright and Gadiner C Means, The Holding Company, Augustus-M-Kelly
Pubilsher, New York, 1979, p.21
96
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
يعد االندماج احد ظواىر االقتصاد الحر المعاصر وغدت التجمعات االقتصادية
وبمختمؼ ألوانيا فيضا لفكرة التطور االقتصادي في الدوؿ المتقدمة كما أف دعاة االقتصاد
وحرية التجارة يروجوف لكؿ الوسائؿ التي مف شأنيا ربط اقتصاديات الدوؿ وجعميا تسير وفؽ
خط الرأسمالية العالمية وعمى كؿ فاف الذي ييمنا في ىذه النقطة أف االندماج باعتباره وسيمة
قد تماثؿ الشركة القابضة في التجمع أو ربط الشركات وىو الوسيمة التقميدية لمتركز بيف
المشروعات االقتصادية بمعنى االتحاد بيف شركتيف أو أكثر
ويعد االندماج بالمزج احد مصادر التبعية لمشركة القابضة إذا كانت ىذه الشركة طرفا
في االندماج عبر احد أطرافيا ألخذ مواقع جديدة في األنشطة اإلنتاجية أو التسويقية أو
كمييما إف لـ تكف تمؾ الشركة القابضة قادرة عمى الوصوؿ إلييا مباشرة عمى الرغـ مف أف
انصيار الشركة التابعة في االندماج إال أف المصمحة الكبرى لمشركة القابضة ىي السيطرة
عمى تمؾ الشركة مف خبلؿ الشركات التابعة وتجدر اإلشارة أف ما يجب معرفتو في عممية
التفرقة بيف الشركة القابضة والشركة الناتجة عف االندماج إف المقصود بيذه األخيرة ىي
الناتجة عف اندماج دولي وىو الذي يتـ بيف شركتيف مختمفتي الجنسية والذي ينشئ شركات
وقد 1 ضخمة النشاط عف طريؽ إدماج فروع الصناعات واإلنتاج بترتيب عمودي أو أفقي
نجد اندماجا دوليا يحصؿ لكف ليس الغرض منو ممارسة السيطرة أو التبعية وانما لتركيز
رؤوس األمواؿ لتدعيـ المركز المالي في السوؽ العالمية
إف اغمب التشريعات الحديثة تعد االندماج وسيمة مف وسائؿ انحبلؿ الشركات
وانقضائيا واف العديد مف الشركات تذىب لبلندماج لغايات اقتصادية مختمفة بينما أف ىدؼ
الشركة القابضة ىو السيطرة عمى الشركات األخرى وخمؽ التبعية لمشركة القابضة واالندماج
1
حسام عٌسى ,المرجع السابق ,ص 93
97
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ال يولد التبعية وانما يوجد شركة جديدة في حيف أف الشركة القابضة مع الشركة التابعة التي
تسيطر عمييا ال تمثؿ شركة واحدة بؿ شركات قائمة باستقبلليا القانوني وشخصيتيا المستقمة
مف خبلؿ النظاـ الداخمي لمشركات كما انو يسمح لمشركة القابضة بتممؾ أسيـ وسندات مف
1 خبلؿ سوؽ األسيـ في حيف ال يكوف ذلؾ ممكنا في االندماج
إف االندماج يمثؿ عبئا إداريا عمى كاىؿ الشركة نتيجة لضخامة المشروع لذلؾ مف
الصعب أف تتوافر لو إدارة جيدة أما الشركة القابضة فاف إدارتيا البلمركزية تؤمف سيولة
اإلدارة عف طريؽ استقبلؿ كؿ شركة تابعة بإدارة نفسيا تحت إشراؼ الشركة القابضة
لـ تكف الشركة التابعة أكثر حظا في تعريفيا مف الشركة األـ حيث تضاربت اآلراء
الفقيية حوؿ تعريفيا وتبنت القوانيف الوطنية معايير مختمفة لتحديدىا وما يمكف قولو ىو إف
صعوبة وضع تعريؼ دقيؽ ليذه الشركة يرجع بالدرجة األولى إلى حداثتيا باإلضافة إلى
التناقض بيف االستقبللية القانونية لمشخص المعنوي وتبعيتو االقتصادية واإلدارية لشخص
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 44
98
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
آخر فنجد مف عرؼ الشركة التابعة دوف االستناد ألي معيار قانوني وانما بالنظر إلى اليدؼ
1 مف إنشائيا وعرفيا بأنيا الوسيمة التي يوسع بيا المشروع مف نطاقو خارج الحدود اإلقميمية
وتبنى بعض الفقو في تعريفو لمشركة التابعة بناءا عمى معيار التأسيس بحيث عرفوىا
بأنيا ( الشركة التي تشارؾ في تأسيسيا شركة أخرى بغرض السيطرة عمييا ) ومبررىـ في
ذلؾ ىو أف مشاركة شركة في تأسيس شركة أخرى تنشئ بينيما عبلقة تبعية خاصة تجعؿ
مف إحداىما أـ والثانية تابعة وانتقد ىذا الرأي عمى أساس أف الواقع يؤكد أف عبلقة التبعية ال
2 تنشأ في جميع األحواؿ مف مساىمة الشركة في تأسيس شركة أخرى
وتبنى بعض الفقو في تعريفو لمشركة التابعة معيا ار موسعا حيث عرفيا بأنيا كؿ
شركة تابعة اقتصاديا لشركة أخرى أيا كانت أداة التبعية ووسيمة تحقيقيا أي سواء عف طريؽ
عقد بيف الشركتيف وقد تعرض ىذا التعريؼ لمنقد عمى اعتبار انو يوسع مف دائرة ىذه
الشركات مما قد يؤدي إلى الخمط بينيا وبيف تجمعات أخرى مف الشركات كاتفاقيات نقؿ
3 التكنولوجيا أو تقديـ المعونة التقنية
ويعرفيا القانوف االنجميزي بما يمي ( :إذا كانت الشركة األولى تحوز أكثر مف نصؼ
رأس ماؿ الشركة الثانية فاف الثانية تعد شركة تابعة لؤلولى فإذا كانت الشركة األولى عضوا
في الشركة الثانية وتسيطر عمى تكويف مجمس إدارة الثانية فاف الثانية تعد تابعة لؤلولى حيث
4 تقوـ األخيرة بتعييف المديريف في الشركة التابعة
وتعرؼ ىذه الشركات التابعة كذلؾ عمى أنيا :كؿ شركة تمتمؾ مف قبؿ شركة أخرى
تحوز عمى أكثر مف نصؼ رأس ماليا فيي شركات مسيطر عمييا مف الناحية المالية
1شرٌف محمد غانم ،اإلفالس الدولً لمجموعة الشركات المتعددة الجنسٌات( ،اإلسكندرٌة :دار الجامعة الجدٌدة للنشر،
،)2009ص.91
2محمود علً درٌد ،مرجع سبق ذكره ،ص.32 ،31
3شرٌف محمد غانم ،مرجع سبق ذكره ،ص.20
4حسن محمد هند ،النظام القانونً للشركات متعددة الجنسٌات( ،مصر :دار الكتب القانونٌة ،)2009 ،ص.23
99
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
واإلدارية مف طرؼ شركة أخرى .وتأخذ ىذه الشركات مختمؼ األشكاؿ القانونية الف
الضرورة تقتضي أف تبحث الشركة األـ عند اختيار شركاتيا الفرعية عف الشكؿ القانوني
الذي يناسبيا حسب متطمبات نشاطيا وىذا لضماف السير الحسف لمنشاط الصناعي والتجاري
1
كما تعرؼ الشركة التابعة بأنيا شركة ذات استقبلؿ قانوني ولكنيا تخضع عمميا إلدارة
ورقابة لصيقة مف جانب شركة أـ ومظير استقبلليا القانوني يتمثؿ في شخصيتيا االعتبارية
المستقمة وتنشأ عبلقة التبعية عمميا مف أف الشركة األـ تستحوذ في الواقع عمى األغمبية في
مجمس إدارة الشركة الوليدة عف طريؽ تممكيا لحصة مساىمة كافية في رأس ماليا تمكنيا
مف خبلؿ ما تقدـ يظير أف التشريعات المختمفة قد عرفت الشركة التابعة استنادا إلى
معيار وىو حيازة الشركة األـ ألغمبية رأس ماؿ في الشركة التابعة والتي تمنحيا حؽ
التصويت في الجمعية العامة لمشركة التابعة
إف عبلقة التبعية ليست واحدة فيناؾ مف الشركات التابعة ما يترؾ ليا قد ار مف الحرية
في أداء مياميا كوحدة إنتاجية تسعى إلى تحقيؽ الربح في إطار اإلستراتيجية العامة لمشركة
ككؿ ثـ إف حجـ الحرية الذي يترؾ لمشركات التابعة يضيؽ ويتسع تبعا الختبلؼ ظروؼ كؿ
وحدة إنتاجية – شركة تابعة – مف حيث أقدميتيا وأىميتيا والبيئة التي تعمؿ فييا وخبرة
القائميف عمييا وبعدىا عف المركز األصمي وغير ذلؾ مف الظروؼ التي تبرر منح وحدة
3 معينة سمطات اكبر مف غيرىا
تستطيع الشركات الكبيرة أف تشكؿ مجمعات تتألؼ مف عدة شركات حيث يمكف ليذه
الشركات أف تأخذ أشكاال مختمفة قد تكوف بسيطة أو ذات شخصية مستقمة ويعود اختيار أي
شكؿ مف األشكاؿ السابقة إلى األىداؼ اإلستراتيجية المسطرة مف قبؿ الشركة األـ لذلؾ
نجدىا تكتفي بإنشاء شركة جديدة يسيرىا واحد مف عماليا األجراء الذي تنصبو عمى رأسيا
إلدارتيا وفي ىذه الحالة تكوف قد كونت فرع بسيط دوف استقبللية قانونية أو قد تقوـ بإنشاء
شركة عف طريؽ المساىمة في رأسماليا مع مساىـ أو عدة مساىميف آخريف حيث يشترؾ
المساىموف في ىذه الحالة بضماف السير الحسف لمشركة كؿ حسب مساىمتو في رأس الماؿ
1 وفي ىذه الحالة تصبح ىذه الشركة تابعة ذو استقبللية قانونية
وعمى نفس الصعيد وجب التفرقة قانونا بيف مفيوـ الشركة التابعة
قد تشتبو الشركة التابعة مع نظـ قانونية أخرى أو تجمعات اقتصادية بحيث يستمزـ
األمر إجراء مقارنة بينيا وبيف تمؾ النظـ والتجمعات لتمييزىا عنيا حيث أدى توسع النشاط
االقتصادي إلى امتداد نشاط الشركات عبر الحدود بيف دوؿ العالـ سواء أكاف ذلؾ مف خبلؿ
الشركات التابعة أو مف خبلؿ فروع الشركات ولعؿ مف المتفؽ عميو قانونا وفقيا أف فرع
1
Christine Collette, Gestion Fiscale Entreprise, (France : Edition Marketing SA, 1998), p
47,48.
2
Francis Lefebre, Op.cit, p88.
101
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الشركة يعد جزءا ال يتج أز مف الشركة فيو بوضعو القانوني ال يتمتع بالشخصية القانونية
مستقمة عف شركتو وال يحمؿ اسما مختمفا عف اسميا وليس لو ذمة مالية مستقمة وال جنسية
مستقمة عف شركتو وانما يعد جزءا مف الشركة األصمية 1ويكوف مركز إدارتو ىو المركز ذاتو
إلدارة شركتو
ويترتب عمى ذلؾ أف يتبع الفرع شركتو األـ وتختمط أموالو بأمواليا ويحمؿ جنسيتيا
ويمارس ذات العمميات التي تقوـ بيا الشركة األـ ويكوف مدير فرع الشركة مف بيف
المستخدميف فييا وتربطو بالشركة عبلقة تبعية مصدرىا عقد العمؿ وال يعد عضوا في
حتى ولو كاف لفرع الشركة حسابات خاصة بنشاط الشركة فيو 2 الشركة بصفتو مدي ار ليا
فانو يبقى مؤتم ار بأوامر وق اررات إدارة الشركة بوصفو فرعا ليا وبذلؾ فيو يختمؼ تماما عف
الشركة التابعة الف ىذه األخيرة تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقمة التي تجمع
بيف حقوقيا والتزاماتيا وليا اسـ تجاري خاص بيا مشتؽ مف أغراضيا وعنواف مستقؿ
وىيئات خاصة بيا تتولى ميمة إدارة نشاطيا وأعماليا.
اف الشخصية المعنوية المستقمة لمشركة التابعة مستمدة مف القانوف الذي اقر ليا ىذه
الشخصية واقر أيضا باستقبلليا عف األشخاص المكونيف ليا ذلؾ أف الشركة القابضة
المستأثرة بالنصيب األكبر مف رأسماؿ الشركة التابعة ال تعدو أف تكوف –مف الناحية القانونية
– مجرد عضو في الشركة التابعة لكنو عضو يستيدؼ السيطرة عمى اإلدارة لتحقيؽ أغراضو
ينكر عمى الشركة التابعة استقبلليا بسبب تبعيتيا اإلدارية 3 ومع ذلؾ فاف قسما مف الفقو
واالقتصادية إذ قد تصؿ تبعيتيا لمشركة القابضة أحيانا درجة اضمحبلؿ شخصيتيا في
شخصية الشركة القابضة إذ تظير الشركة القابضة بمظير مدير الشركة التابعة عمى أساس
1فوزي محمد سامً ,الشركات التجارٌة ,األحكام العامة والخاصة ,الطبعة , 1مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزٌع ,
عمان ,1999ص 387
2هانً دوٌدار ,القانون التجاري ,المرجع السابق ,ص 890
3حسن محمد هند ,المرجع السابق ,ص 69
102
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أف الوحدة في المصالح واإلدارة والنشاط يؤدي إلى التداخؿ واالمتزاج بيف الذمة المالية
لمشركتيف إذ يصبح الوجود القانوني لمشركة التابعة صوريا والواقع أف العديد مف الشركات
القابضة تفضؿ تأسيس شركات تابعة ليا عمى افتتاح فروع لمشركة في دوؿ أخرى ألسباب
عديدة تأتي في مقدمتيا :
-إف افتتاح فروع لمشركة في دوؿ أخرى قد يعرضيا لمقيود التي تتناوؿ الشركات
األجنبية في حيف أف تأسيس الشركة القابضة لشركات تابعة وطنية في تمؾ البمداف
الوطنية 1 يمكنيا مف االستفادة مف الميزات والتسييبلت المقررة لمشركات
-إف توسع وامتداد نشاط الشركة الواحدة يعني زيادة العبء عمى إدارتيا التي تفضؿ
توزيع أعماليا بيف شركات مستقمة تتخصص كؿ واحدة منيا في نشاط معيف تحت
إدارة مستقمة لتحقيؽ أداء أفضؿ
-إف توسع وامتداد نشاط الشركة الواحدة يعني بالنتيجة تضخـ وارداتيا ومف ثـ يؤدي
ذلؾ إلى خضوعيا لضريبة تصاعدية مرتفعة في حيف أنو مف األفضؿ ليا توزيع
نشاطاتيا عمى شركات متعددة تخضع كؿ منيا إلى ضريبة متدنية بصورة مستقمة
كما انو البد أف نميز بيف الشركة التابعة والكارتؿ حيث يمكف تعريؼ تكتبلت الكارتؿ
بأنيا اتفاؽ تحريري بيف عدد مف الشركات المنتمية إلى فرع معيف مف فروع اإلنتاج القتساـ
مع بقاء شخصيتيا القانونية 2 األسواؽ أو تنظيـ المنافسة وفؽ النموذج االحتكاري لمشركات
ويأخذ ىذا االتفاؽ صيغة عقد مبرـ بيف شركتيف أو أكثر مستقمتيف عف بعضيا موضوعو
تنسيؽ السياسات فيما بينيا بخصوص اقتساـ األسواؽ أو تنظيـ المنافسة أو تحديد اإلنتاج
أو تخفيض األسعار
1
جاك ٌوسف حكٌم ,الشركات التجارٌة ,طبعة ,1مطبعة جامعة دمشق ,دمشق ,1992ص 45
2
بول أ باران و بول م سوٌزي ,رأس المال االحتكاري ,طبعة , 1المطبعة الثقافٌة ,مصر , 1971ص 24
103
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
لكف مع مرور الوقت أصبحت ىذه التكتبلت االقتصادية في مواجية مع التشريعات التي
فجاء ظيور الشركتيف القابضة و التابعة تمبية 1 تدعـ حرية التجارة وتحارب االحتكار
لحاجات الشركات الكبرى إلى مزيد مف التوسع والتنوع واالمتداد في النشاط التجاري ولكوف
الشركة القابضة في رأي فقياء القانوف التجاري تعد ظاىرة قانونية مشروعة لمتركيز
االقتصادي بيف الشركات عمى أساس مف التوجيو والرقابة في اإلدارة والمشاركة في رؤوس
األمواؿ
إلى أف الشركة التابعة تختمؼ عف الكارتؿ في نقاط عديدة أىميا: 2 وذىب بعض الفقو
إف اتفاقات الكارتؿ ال تعدو أف تكوف مجرد تكتبلت اقتصادية بيف أشخاص أو مشروعات
مستقمة عف بعضيا بصيغ تعاقدية تستيدؼ فرض سيطرتيا عمى السوؽ واحتكاره بوصفيا
ذات نشاط اقتصادي متماثؿ أو متكامؿ عمى أساس مف المساواة والمنفعة المتبادلة بيف
األطراؼ
تشترؾ الشركات الداخمة ضمف نطاؽ الكارتؿ مع الشركة التابعة في احتفاظ كؿ منيا
بشخصيتيا القانونية وذمتيا المالية المستقمة ومع ذلؾ فاف الشركة التابعة تخضع لمسيطرة
المالية واإلدارية لمشركة القابضة التي توجو سياستيا وتتحكـ في نشاطيا االقتصادي سواء
أكانت تمؾ السيطرة قانونية أـ فعمية في حيف أف الشركة التي تكوف عضوا في الكارتؿ ال
تخضع لتحكـ شركة أخرى وانما ىي تمتزـ باتفاقات الكارتؿ بمحض إرادتيا
ألطراؼ الكارتؿ الحرية في االنسحاب منو متى ما وجدوا إف ىذا االتفاؽ ال يحقؽ
مصالحيـ االقتصادية في حيف أف تخمص الشركة التابعة مف سيطرة الشركة القابضة رىف
بمشيئة األخيرة
1
فوزي محمد سامً ,شرح القانون التجاري ,طبعة ,1الجزء ,4دار مكتبة التربٌة ,عمان ,1997ص 383
2
ٌحٌى عبد الرحمان رضا ,المرجع السابق ,ص 316
104
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ىناؾ عدة طرؽ وأساليب تتبع في تكويف مجمع الشركات ،حيث ينتج عف ذلؾ شركة
أـ ،تسيطر عمى مجموعة مف الشركات ،يطمؽ عمييا الشركات الوليدة
أو التابعة ،وينشأ عف ىذه السيطرة مسؤولية عمى الشركة األـ تجاه الشركات التابعة ليا.
تمارس مؤسسة عمى مؤسسة أخرى ما يسمى بالرقابة وذلؾ عمى أساس عدد األسيـ
التي تمتمكيا فييا وتمكنيا ىذه األسيـ مف القدرة عمى تسييرىا وتسمى عندئذ المؤسسة التي
تمارس الرقابة بالشركة األـ في حيف تدعى الشركة المسيرة بالشركة الفرعية
وتجدر اإلشارة أف الرقابة تعتمد في ممارساتيا عمى امتبلؾ حقوؽ التصويت بدال مف
المساىمة في رأس الماؿ عف طريؽ امتبلؾ أسيـ أو سندات
إف بسط الشركة لرقابتيا عمى شركة أخرى يعبر عف نية األولى في ممارسة تأثير
محدد عمى تسيير الشركة الثانية التي تممكت األولى أغمبية أسيميا بطريؽ الشراء أو
105
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
االكتتاب وبالتالي ىيمنة الشركة األـ عمى الشركات التابعة ليا و ضماف مركزية ىذه الق اررات
1 الحاسمة خدمة لمصالح المجمع الذي يعتبر كتمة اقتصادية متكاممة
ويعبر مصطمح الرقابة عف وجود عدة معاني وذلؾ بسبب تنوع أشكاؿ الرقابة ذاتيا
وكذا بسبب تعقيد نظاميا الذي يتضح مف خبلؿ فحص وتحميؿ نظرية الرقابة والحقيقة انو
توجد عدة محاوالت لتحديد نظرية الرقابة فمنيـ مف عرفيا( بأنيا موجودة ضمنيا حينما
يمارس الشخص الطبيعي أو المعنوي السمطة المطمقة لئلدارة واتخاذ القرار داخؿ الشركة
المستقمة قانونا ) ويعني ذلؾ فكرة التحكـ في الشركة والييمنة عمييا وىذا التحكـ يمكف
ممارستو إما عمى مستوى الجمعيات العامة واما عمى مستوى الييئات اإلدارية غير أف
المسألة بياتو الكيفية يمكف أف تكوف مثا ار لمتعقيد الف الرقابة مف ناحية يمكف أف تكوف
مزدوجة ومف ناحية أخرى فانو يوجد تنوع في الوسائؿ التي تمكف مف الوصوؿ إلى ىذه
السمطة اإلدارية
يمكف القوؿ باف معيار الحساب الرياضي لتحديد مفيوـ الشركة التابعة قد تـ تجاوزه
الف فكرة فرض الرقابة مف جانب شركة ما عمى أخرى –والتي ىي عامؿ أساسي لتحديد
2 مفيوـ المجمع في حد ذاتو -يمكف أف تكرس بالنظر إلى اليدؼ المنشود منيا
ولقد نص المشرع الجزائري في القانوف التجاري المادة 731مف األمر رقـ 27-96
المؤرخ في 09ديسمبر :1996تعد شركة ما مراقبة لشركة أخرل قصد تطبيؽ ىذا القسـ
عندما تممؾ بصفة مباشرة أك غير مباشرة جزءا مف رأسماليا يخكؿ أغمبية األصكات في
الجمعيات العامة ليذه الشركة
1
Storck (M), Définition légale du contrôle d’une société en droit français, Rev, Soc, 1986,
N385.
2
Francis Lefebvre, op.cit, n18, p16
106
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
عندما تممؾ كحدىا أغمبية األصكات في ىذه الشركة بمكجب اتفاؽ مع باقي الشركاء
عندما تتحكـ في الكاقع بمكجب حقكؽ التصكيت التي تممكيا في ق اررات الجمعيات العامة
ليذه الشركة
تعتبر ممارسة ليذه الرقابة عندما تممؾ بصفة مباشرة أك غير مباشرة جزءا يتعدل
%40مف حقكؽ التصكيت كال يحكز أم شريؾ أك مساىـ آخر بصفة مباشرة أك غير
تسمى الشركة التي تراقب شركة أك عدة شركات كفقا لمفقرات السابقة قصد تطبيؽ ىذا
القسـ (الشركة القابضة )
بناءا عمى نص المادة السابؽ ذكره يمكف القوؿ أف الرقابة ال تعرؼ فحسب وفقا
لممعيار الرياضي الذي تـ تجاوزه والقاضي بتممؾ أغمبية رأسماؿ الشركة وانما يأخذ أيضا
باعتبار السمطة الحقيقية في اتخاذ القرار داخؿ جمعيات المساىميف لذلؾ المساىـ أو
مجموعة المساىميف الذيف ليـ مصالح مرتبطة
بيذه الكيفية فاف أشكاؿ الرقابة تتعدد فيناؾ ما يعرؼ بالرقابة الحصريةcontrôle (
)exclusifوىو شكؿ ناتج مف قياـ شركة ما لوحدىا وبدوف مساىمة مف أي أطراؼ أخرى
وعف طريؽ حقوؽ التصويت التي تممكيا باتخاذ الق اررات داخؿ الجمعيات العامة في شركة
فعميا1 أخرى أو بمعنى آخر حينما تممؾ أغمبية األصوات قانونا أو
األمر رقم 27-96المؤرخ فً 1996/12/09السابق الذكر هو نص منقول من التشرٌع التجاري الفرنسً ،المادة
3-233فً القانون المؤرخ فً 1985/07/12المعدلة للمادة 1-355من القانون التجاري للشركات الصادر سنة ،1966
وقد أضٌفت للمادة 3-233فقرة أخرى بموجب التعدٌل الصادر ٌ 2001تعلق "بالرقابة المزدوجة"
1
PH.Dom, Les démentions du groupes de société après les reformes de l’année ; 2001, Rev
SOC, 2002, p01.
107
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
قد تكوف الرقابة مباشرة أو غير مباشرة فإذا كانت الشركة (أ) تممؾ أغمبية حقوؽ التصويت
داخؿ الشركة (ب) فاف (أ) تراقب (ب) مباشرة واذا كانت الشركة (ب) تراقب الشركة (ج)
فاف (أ) تمارس رقابتيا بشكؿ غير مباشر عمى (ج) ولقد تطور الوضع مف خبلؿ دور
1 المساىمات المتقابمة إلى أف وصؿ إلى درجة الرقابة الذاتية
إف السيطرة والرقابة التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركات التابعة تعد الركيزة
األساسية والمعيار الفعمي لوجود مجمع الشركات ذلؾ ألنيا تخوؿ الشركة األـ سمطات إدارية
ومالية واسعة في مواجية الشركات التابعة وحتى يمكف فيـ فكرة رقابة الشركة األـ عمى
الشركة التابعة يتعيف عمينا أف ندرؾ أف تممؾ األولى ألسيـ أو حصص في رأس ماؿ
الف ىدؿ النوع مف المساىمة الخالية مف نية 2 شركات أخرى ال يكوف بنية توظيؼ األمواؿ
الرقابة والتي تيدؼ إلى تحقيؽ الربح فقط تجعمنا إما ما يعرؼ بشركات االستثمار فالتحكـ
في إدارة الشركات التابعة ىو األساس الذي تنصب عميو الرقابة واف كانت الرقابة المالية ىي
الوسيمة لذلؾ
ليس لمرقابة مفيوـ قانوني محدد فيي تستخدـ بمعنى السمطة التي تحددىا فكرة النظاـ
بوصفيا مبلزمة لوجود النظاـ وتمارسيا أجيزة متخصصة باعتبارىا جزءا مف مكوناتو
وتستخدـ أيضا بمعنى الفحص والمتابعة والقدرة عمى المنع والتوجيو أي القدرة عمى اتخاذ
الق اررات الخاصة بتوجيو نشاط الشركة نحو تحقيؽ أغراض محددة وفي مجاؿ الشركات تعني
العمؿ الذي يقوـ بو شخص طبيعي أو معنوي إلدارة األمواؿ والذمة المالية التي تممكيا
3 الشركة
1
Didier Paul, Droit commercial, p545
2محمد حسٌن إسماعٌل ،الشركة القابضة وعالقتها بشركاتها التابعة فً مشروع قانون الشركات األردنً والتشرٌع
المقارن( ،عمان :شركة شقٌر وعكشة للطباعة ،)1990 ،ص.27
3محمود علً درٌد ،مرجع سبق ذكره ،ص.122
108
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
إف تحقيؽ المشروع االقتصادي لمغاية المرجوة منو يتوقؼ عمى إستراتيجية وخطة
عمؿ تمتزـ بتنفيذىا الوحدات المكونة لممجمع وتتولى الشركة األـ وضع ىذه اإلستراتيجية
واإلشراؼ عمى تنفيذىا في مختمؼ شركاتيا التابعة مف خبلؿ قدرتيا عمى تعييف أعضاء
مجمس إدارة كؿ شركة تابعة وعمى إمكانية عدـ تعييف أي عضو بدوف موافقتيا
مف خبلؿ ىذا نجد أف الرقابة ىي قدرة الشركة عمى وضع سياسات لشركاتيا التابعة
بحيث تكوف منسجمة مع اإلستراتيجية التي وضعتيا وال تكوف الرقابة فاعمة إال إذا كانت
ثابتة ودائمة ويقصد بالثبات أف ال تخرج الشركة التابعة عف رقابة الشركة األـ تحت أي
ظرؼ ميما كاف أما دواـ الرقابة فيراد بو أف تمارس الرقابة بصفة متصمة ومستمرة فالرقابة
األـ 1 العارضة أو المؤقتة أو المتغيرة ال تكفي لمقوؿ بخضوع الشركة التابعة لرقابة الشركة
إف االعتراؼ بيذه الرقابة حقيقة ثابتة أيا كاف االستقبلؿ القانوني الذي تتمتع بو
الشركات التابعة وأيا كاف مظاىره ألنو يصطدـ بفكرة المجمع في حد ذاتيا ىذه الفكرة التي
مناطيا تشكيؿ وحدة اقتصادية واحدة مف اجؿ تنفيذ مشروع اقتصادي وتظير ىذه الرقابة في
جوانب عديدة منيا تحديد السياسة المالية واالستثمارية ووضع الخطة اإلنتاجية في الشركة
التابعة كجزء مف الخطة العامة لممجمع
إف الرقابة اإلدارية والمالية التي تمارسيا الشركة األـ عمى شركاتيا التابعة تعتبر ركنا
ركينا لقياـ فكرة مجمع الشركات خاصة تمؾ المبنية عمى التكامؿ الرأسي بحيث تتخصص
كؿ شركة تابعة في مرحمة إنتاجية معينة في إطار مشروع واحد وىذا ىو واقع جؿ الشركات
التابعة الف التكامؿ الرأسي يستوجب التنسيؽ بيف نشاط ىذه الشركات
وما يمكف مبلحظتو أف الشركة األـ تعتبر بالنسبة لمشركات التابعة بمثابة المدير الذي
يقوـ عمى إدارتيا ويعمؿ عمى تحقيؽ اليدؼ االقتصادي الموحد لمجمع مف خبلؿ إحكاـ
1
محمود على درٌد ،المرجع نفه ،ص.123
109
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
سيطرتو عمييا كما أف وحدة اليدؼ االقتصادي ال تعني وحدة القرار االقتصادي لكؿ
الشركات التابعة فالظروؼ االقتصادية تختمؼ مف شركة ألخرى خاصة في حالة وجود
مراكز نشاطيا في دوؿ مختمفة وبالتالي فاف الشركة األـ تراعي ىذا عند ممارستيا لمسيطرة
1 اإلدارية والمالية عمييا
ويمكننا القوؿ أف عبلقة الشركة األـ بشركاتيا التابعة متشابكة ومتعددة البناءات حيث
تشارؾ الشركة األـ في شركاتيا التابعة مف خبلؿ اتخاذ الق اررات وفرض إستراتيجيتيا في
تحديد األسعار ومدى مشاركة الشركة التابعة في السوؽ المحمي وذلؾ كمو مف اجؿ زيادة
اإلرباح ويمكف إجماؿ المسائؿ التي تختص الشركة األـ بالفصؿ غييا كاآلتي :
-تحديد السياسة االستثمارية لمشركات التابعة وذلؾ في إطار الخطة العامة لممشروع
فبل تستطيع أي مف ىذه الشركات القياـ باستثمارات جديدة دوف الرجوع لمشركة األـ
-تحديد السياسة المالية لمشركات التابعة فالشركة األـ ىي التي تقرر كيفية تمويؿ
نشاط شركاتيا التابعة
-وضع الخطة اإلنتاجية لكؿ شركة تابعة في إطار الخطة العامة لممشروع والسعر
الذي يتـ بو بيع السمعة المنتجة
-تحديد األسواؽ وتوزيعيا بيف الشركات التابعة
-تعييف كبار المديريف الفنييف في الشركات التابعة وغالبا ما يتـ تدريبيـ في مراكز
متخصصة تابعة لمشركة األـ مف اجؿ ضماف وحدة األساليب الفنية واإلدارية داخؿ
المجمع
1احمد محمود المساعدة ،العالقات القانونٌة للشركة القابضة مع الشركات التابعة لها (دراسة مقارنة) ،األكادٌمٌة
للدراسات االجتماعٌة واإلنسانٌة ،قسم العلوم االقتصادٌة والقانونٌة ،العدد ،12جوان ،2014ص.114
110
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
-كؿ ما يتعمؽ بسياسة األبحاث العممية والتكنولوجيا وفي غالب األحياف تتركز ىذه
وميما كانت الرقابة التي تمارسيا الشركة األـ عمى شركاتيا التابعة فانو يمكف تشبيييا
بالعبلقة بيف مقر القيادة العميا في الجيش وبيف قيادات الميداف الخاضعة لو بحيث أف قادة
األلوية والكتائب يتمتعوف بقدر مف الحرية في اتخاذ القرار واصدار األوامر كما أنيـ عادة
يكونوف ذوي نفوذ عمى قواتيـ إال أف حدود سمطتيـ توضع في مقر القيادة العميا فيـ يتخذوف
2 ق ارراتيـ ويرسموف خططيـ وفقا لئلستراتيجية التي تضعيا القيادة العميا
عمى الرغـ مف استقبلؿ الشركات التابعة عف الشركة األـ وتمتع كؿ منيا بالشخصية
المعنوية بما يترتب عمييا مف نتائج فإنيا تظؿ مرتبطة بيا إداريا وماليا بما يكفؿ تحقيؽ
اليدؼ االقتصادي الموحد الذي ترسـ الشركة األـ خطة الوصوؿ إليو وتمتزـ الشركة التابعة
بتنفيذىا مما يجعؿ ىذه األخيرة خاضعة لرقابة الشركة األـ ويترتب عف ىذه الرقابة عدة
األصؿ انو يجوز ألي شركة تممؾ حصة ا واسيما في رأس ماؿ شركة أخرى الشيء
الذي يؤدي تبعية األولى لؤلخيرة ولكف لو ساىمت الشركة (أ) في رأس ماؿ الشركة(ب)
لتسيطر عمييا ثـ ساىمت الشركة (ب) في رأس ماؿ الشركة(أ) فاف ذلؾ ال يستقيـ ومنطؽ
المجمع وأىدافو كما أف األخطر مف ىذا ىو أف السماح بالمساىمة التبادلية بيف الشركة األـ
والشركة التابعة سيؤدي إلى اختفاء الموجودات العينية لمشركتيف كما يؤدي إلى صورية ىذه
الموجودات
كما يضاؼ إلى ىذا إشكاؿ آخر وىو ما يسمى باإلغبلؽ بحيث انو في حالة ما إذا
كانت المساىمة التبادلية تؤمف لمشركة (أ) أغمبية في الجمعية العامة لشركة (ب) وكانت
ليذه األخيرة ميزة مماثمة في جمعية الشركة (أ) فاف ىذا يخمؽ احتكا ار لمسمطات اإلدارية
ولرقابة سير العمؿ مف اجؿ ىذا نجد أف تشريعات بعض الدوؿ منعت المشاركة التبادلية بيف
1 الشركة األـ والشركات التابعة
حيث إف قانوف الشركات البريطاني الصادر سنة 1948في المادة 27تنص عمى
انو ال يجوز لمشركة التابعة أو ممثمييا االشتراؾ في عضوية الشركة القابضة ويعتبر أي
تخصيص أو تحويؿ لؤلسيـ مف الشركة القابضة إلى شركاتيا التابعة باطبل ويبدو إف
الحكمة مف ىذا المنع ىي أف الشركة األـ يجب إف تظؿ مسيطرة عمى إدارة الشركة التابعة
فبل يجوز لؤلخيرة أف يكوف ليا أسيما في الشركة األـ تمنح ليا أصوات في الجمعية العامة
2 وبالتالي تشترؾ في توجيو إدارتيا
كما نجد قانوف الشركات الفرنسي المعدؿ في 1966في المادتيف 358و 259الذي
وضع نظاما لممشاركات التبادلية بحيث يمزـ شركات األمواؿ التي تمتمؾ جزءا يزيد عف
%10مف رأس ماؿ شركة أخرى أف تقوـ بإخطار ىذه األخيرة بواسطة رسالة موصى عمييا
خبلؿ شير وال يكوف لمشركة الموجو إلييا الرسالة مف تاريخ ىذا األخطار الحؽ في اكتساب
أسيـ في الشركة األولى أما إذا كانت قد ممكت تمؾ األسيـ مف قبؿ فيمزميا القانوف ببيعيا
خبلؿ عاـ وىذا ال ينطبؽ عمى المشاركات التبادلية بيف شركات األشخاص
1
محمد حسٌن إسماعٌل ،مرجع سبق ذكره ،ص.82 ،81
2
محمد سمٌر الشرقاوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.155
112
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كما جاء ىذا القانوف بقاعدة قضت بأنو ما لـ يوجد اتفاؽ مخالؼ فاف عمى الشركة المالكة
لمجانب األضعؼ في المشاركة أف تبيع نصيبيا وفي حالة التساوي فاف عمى كؿ شركة
1%10 التنازؿ عف القدر الزائد عف
730و وبالنسبة لمقانوف الجزائري فقد تصدى لممشاركات التبادلية مف خبلؿ المواد
730حظر 732مكرر مف القانوف التجاري حيث نجد أف المشرع مف خبلؿ نص المادة
عمى شركة المساىمة تممؾ أسيـ شركة أخرى عندما تممؾ ىذه الشركة جزءا مف رأس ماؿ
732مكرر عمى منع الشركة األولى يفوؽ نسبة %10بصفة مباشرة كما نصت المادة
الشركة التابعة بصفة غير مباشرة لمشركة األـ مف امتبلؾ نسبة تفوؽ %50مف رأس ماؿ
كذلؾ نجد المادة 138مكرر مف قانوف الضرائب والتي قضت بضرورة إال يكوف
رأس الماؿ االجتماعي ممموكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كميا أو جزئيا مف طرؼ
الشركات األعضاء تحت طائمة عدـ االستفادة مف النظاـ الجبائي الخاص بالمجمع ويؤكد
07الصادرة عف المديرية العامة لمضرائب بتاريخ ذلؾ ما ورد في التعميمة اإلدارية رقـ
1997/04/13في عرضيا لشروط الخضوع لمنظاـ الجبائي الخاص حيث جاء فييا بأف (
امتبلؾ رأس ماؿ اجتماعي في الشروط السابقة يمنح لمشركة صفة العضوية وىذا يجردىا
)3 مف أىمية الخضوع لمنظاـ الجبائي لمجمع الشركات بصفة شركة أـ
مف بيف نتائج سيطرة الشركة األـ المالية واإلدارية عمى شركاتيا التابعة العمؿ
بالميزانيات والحسابات الموحدة وقد جرى العمؿ بيذا في الدوؿ األنجمو أمريكية وفي فرنسا
259منو عمى (يتوجب عمى إلى حد ما كما ينص قانوف الشركات األردني في المادة
الشركة القابضة في نياية كؿ سنة مالية تنظيـ ميزانية مجمعة لكافة الحسابات والنتائج
المالية لمشركات التابعة ليا وبيانا كافيا عف ىذه الشركات وما تممكو الشركة القابضة في
رؤوس أمواليا) ثـ استبدؿ المشرع األردني ىذا النص بالمادة 272مف القانوف الجديد والتي
جاء نصيا ( عمى الشركة األـ إعداد ميزانية مجمعة لمشركات التابعة وبخاصة الممموكة ليا
)1 بالكامؿ
732مؾرر 3عمى إلزاـ الشركة أما القانوف التجاري الجزائري فقد نصت المادة
القابضة التي تمجأ لبلدخار العمني و /أو المسعرة في البورصة بإعداد الحسابات المدعمة وىو
تقديـ الوضعية المالية ونتائج مجموعة الشركات وكأنيا تشكؿ نفس الوحدة )
يتضح مف خبلؿ القواعد القانونية السابقة الذكر أف الشركة األـ تمتزـ باف تبيف
لجمعيتيا العامة باإلضافة إلى حساباتيا السنوية حسابات مجموع الشركات الدائرة في فمكيا
مظيرة فييا األرباح التي جنتيا والخسائر التي تحممتيا ىي وشركاتيا التابعة معا واليدؼ مف
ذلؾ إعطاء صورة واضحة لكؿ مساىـ في الشركة األـ عف الوضع المالي فييا وفي
الشركات التابعة ليا وىذا نظ ار لتأثير المركز المالي لمشركات التابعة عمى قيمة وتداوؿ أسيـ
الشركة األـ السيما إذا كاف النشاط الوحيد ليذه األخيرة ىو استثمار أمواليا في الشركات
2 التابعة وليس ليا كشركة أـ نشاط تجاري مستقؿ
1
محمد حسٌن إسماعٌل ،مرجع سبق ذكره ،ص.85
2
محمد سمٌر الشرقاوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.156
114
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تسعى الحسابات المجمعة إلى تكممة النقائص الكائنة في التصريحات الدورية لمشركة
األـ وشركاتيا التابعة وال يقتصر دورىا عمى التحسيف والتكممة وانما يكمف أيضا في أنيا
تعتبر كطريقة مثمى لتقدير المحفظة مف وجية نظر مالية فباستخداـ دليؿ التجميع ومخطط
التجميع تحقؽ عممية التجميع تجانس وتناسؽ الحسابات السنوية لمشركات المجمعة مما
يسمح بالحصوؿ عمى معمومات موحدة وذات مصداقية
قد تنقضي الشركة األـ ألي سبب مف أسباب انقضاء الشركات مما يدفع إلى التساؤؿ
حوؿ اثر ىذه الواقعة عمى الشركات التي تخضع لسيطرتيا
إف ىذا األثر يختمؼ بحسب الطريقة التي تسيطر بيا الشركة األـ عمى الشركة التابعة فإذا
كانت الشركة األـ تسيطر عمى كامؿ رأس ماؿ الشركة التابعة كما ىو جائز في القانوف
االنجميزي عف طريؽ تممؾ جزء كبير مف أسيميا ومشاركة أشخاص يخدموف مصالحيا في
الجزء الباقي ,فاف انقضاء الشركة األـ وتصفيتيا في ىذه الحالة يؤدي إلى تصفية مساىماتيا
في الشركة التابعة ومف ثـ انتياء سيطرتيا عمييا وبإمكاف الشركة التابعة مواصمة نشاطيا
كشركة مستقمة إذا ما حؿ مساىموف آخروف محؿ الشركة األـ كما لو تـ بيع أسيـ الشركة
األـ في الشركة التابعة
أما إذا فضؿ القائموف عمى التصفية استرداد نصيبيا في رأس ماؿ الشركة التابعة فاف
ىذا يؤدي طبعا إلى حؿ الشركة التابعة وتصفيتيا كما يحدث نفس األثر إذا كانت سيطرة
الشركة األـ عمى الشركة التابعة ناتجة عف امتبلكيا ألغمبية األسيـ التي تعطي حؽ
التصويت في الجمعية العامة
115
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ونبلحظ انو في الحالة التي ال يترتب فييا أي اثر عمى الشركة التابعة جراء انقضاء
الشركة األـ مف الناحية القانونية فانو مف الناحية العممية غالبا ما يحدث العكس مف حيث
أف انقضاء الشركة األـ يؤدي في الحقيقة إلى تصفية التجمع القائـ بيف الشركات التابعة
والذي ترأسو الشركة األـ
أما إذا كانت سيطرة الشركة األـ ناتجة عف اتفاؽ بينيا وبيف الشركة التابعة عمى
تعييف أغمبية أعضاء مجمس إدارة ىذه األخيرة بغض النظر عف نسبة مساىمتيا في رأس
ماليا فاف انقضاء الشركة األـ ينتج عنو زواؿ سيطرتيا عمييا ويبقى لمشركة التابعة كيانيا
1 القانوني
وفي حالة ما إذا قررت الشركة األـ االنسحاب مف الشركة التابعة بالتنازؿ عف
أسيميا أو حصصيا إلى شريؾ أخر فيترتب عف ىذا تحرر الشركة التابعة مف سيطرة
الشركة األـ وتستمر في مواصمة نشاطيا كشركة عادية مستقمة ىذا إذا انتقمت أسيـ و
حصص الشركة المنسحبة إلى عدة أشخاص آخريف طبيعييف كانوا أو معنوييف أما إذا انتقمت
األسيـ أو الحصص إلى شركة أخرى فتحؿ ىذه األخيرة محؿ الشركة األـ
تيدؼ رقابة شركات المجمع إلى رقابة تسيير الشركات التابعة و رقابة إستراتيجيتيا
إف السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى عجز المشاريع ناتج مف جية عف أسباب
إستراتيجية ومف جية أخرى عف أخطاء األشخاص الذيف يقوموف بعممية التسيير عمى
المستوى االستراتيجي إذا كانت الشركة األـ تمعب دو ار ميما في تحديد السياسة العامة
1
محمد سمٌر الشرقاوي ،المرجع السابق ،ص.159
116
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وتحديد األىداؼ فاف اإلستراتيجية التنفيذية تؤدي في النياية إلى إدارة الشركات التابعة
والمساىمات وبالتالي فانو مف األفضؿ تحديدىا في إطار التوجيات العامة لمجمع الشركات
ألنيا تكوف اقرب لمسوؽ ما عدا فيما إذا كانت خصوصيات لمسوؽ المحمية حيث يمكف أف
تكوف ىناؾ إستراتيجية مختمفة بالنسبة لمشركة التابعة
أىمية اختيار كيفية تسيير الشركات التابعة ال يرجع فقط إلى الحد مف أخطاء التسيير ولكف
أيضا مف أجؿ ضماف خط استراتيجي صحيح وحتى يتحقؽ ذلؾ البد أف تكوف الشركة األـ
قادرة عمى تعييف مديري الشركات التابعة أو المساىمات حيث يكوف وفؽ معايير محددة
مسبقا ويكوف ذلؾ ممكف فقط بالنسبة لمشركات التي تتـ مراقبتيا عف طريؽ امتبلؾ األغمبية
مف األسيـ أو ميثاؽ المساىميف حيث يمكف اشتراط إمكانية المساىمة في اختيار المديريف
االعتراض1 وامتبلؾ حؽ
يكمف اليدؼ مف رقابة شركات مجمع الشركات في ضماف إدارة إستراتيجية لممجموعة
ككؿ (الشركة األـ والكيانات التابعة) ويعتبر البعض أف إستراتيجية الشركة التابعة تحددىا
بالضرورة إدارة الشركة التابعة بينما يرى البعض اآلخر باف دور الشركة التابعة يقتصر عمى
التنفيذ عمميا واإلستراتيجية تحدد عمى مستوى ىيئات مجمع الشركات أو مف قبؿ إدارة
الشركة األـ إذا كانت إستراتيجية الشركة التابعة عامة تحدد انطبلقا مف معمومات ميدانية
ويبقى عمى مجمع الشركات أف يتكامؿ ضمف إستراتيجية عامة إال إذا قبؿ أف تكوف ىناؾ
مجرد روابط مالية أو تقارب مالي لمجموعة الشركات وفي الواقع حرية التنفيذ تندرج ضمف
توجييات إستراتيجية و قواعد تسيير محددة مف قبؿ الشركة األـ أو إدارة مجمع الشركات
وعمميا فاف مسئولي الشركة التابعة ولموصوؿ إلى ما ىو مبلئـ بالنسبة لشركاتيـ قد يبتعدوف
1
ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. LA DEFINITION JURIDIQUE DES GROUPES DE SOCIETES.
THESE DOCTORAT . L UNIVERSITE DE RENNES 1. 1993 . P 64
117
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أحيانا عف السياسة العامة لممجمع وىذا يرجع إلى تقصير إدارة المجمع ألنو عادة ما يكوف
لممجمع خبليا مكمفة بالتخطيط االستراتيجي مف اجؿ مساعدة الشركات التابعة عمى وضع
نشاطيا ضمف إستراتيجية عامة يتـ تحديدىا عمى مستويات مع تكرارىا بيف كؿ مستوى
وعموما إذا كانت رقابة صبلحيات إستراتيجية مجمع الشركات مضمونة فاف رقابة تنفيذ
اإلستراتيجية محدودة أحيانا فقط برقابة استخداـ الميزانية كما يمكف أف تعرؼ بعض
االنحرافات تبعا لمظروؼ التي البد مف رقابتيا عف طريؽ المؤشرات اإلستراتيجية الخاصة
1 والتحقيقات النوعية
دور الرقابة اإلستراتيجية أساسي ويبدأ مف رقابة تطابؽ سياسة الشركة التابعة مع خط
عمؿ مجمع الشركات مما يستمزـ إدراج إستراتيجية ىذا األخير ضمف إستراتيجية الشركة
التابعة وال يمكف تحقيؽ ذلؾ إلى عف طريؽ التفاوض وتبادؿ مديري الشركات التابعة التي
يمكف أف يفرضيـ مجمع الشركات الذي يشكؿ األغمبية غير أف إتباع ىذه اإلستراتيجية ال
يجب أف يضر بمصالح الشركات التابعة واال فانو يمكف لؤلقمية أف تتيـ األغمبية بالتعسؼ
وفي غياب ميثاؽ المساىميف فاف االختبلفات المحتممة يصعب تسويتيا
وعادة ما تمتمؾ إدارة مجمع الشركات منيجية أكثر دقة لممقاربة اإلستراتيجية مع
تحميؿ لؤلسواؽ موثؽ و تجميع التحميبلت الخاطئة ووضعيا في سجبلت لتجنبيا الحقا غير
أف األمر ال يتعمؽ بيذه النقطة بؿ برقابة اإلستراتيجية وليس تحديدىا .إف األسئمة التي يتـ
طرحيا عند القياـ بعممية الرقابة تحاوؿ التأكد أوال مف وجود إستراتيجية لمشركات التابعة
المعنية وطمب عرضيا عمى مجمس اإلدارة بعد ذلؾ البد مف وضعيا ضمف شكميات معينة
وتقديـ نتائجيا مف خبلؿ أرقاـ ضمف مخطط عمؿ بعد ذلؾ عمى اإلدارييف والمراقبيف داخؿ
1
ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. Op.cit . 65
118
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الشركة التابعة واإلدارة اإلستراتيجية لممجمع تقييـ ىذه اإلستراتيجية وتجميع مكوناتيا
ويتمتع اإلداريوف بدور ميـ يقوموف بو في مجاؿ الرقابة ألنو يقع عمى عاتقيـ إثبات
التوجيات الكبرى لشركتيـ التابعة أو المساىمات ورقابة عممية التنفيذ فبعد تحديد وتقدير
اإلستراتيجية يبقى تقديـ األرقاـ حيث يصبح مخطط اإلعماؿ مرجع يسمح بإقناع البنكييف أو
المساىميف المستقبمييف بتقديـ قروض أو المساىمة داخؿ الشركة التابعة مما يمكننا مف
الحصوؿ عمى الموارد المالية أو دفع رؤوس األمواؿ كما يسمح بتبييف االنحرافات مف اجؿ
المساعدة عمى معرفة النشاطات الصحيحة كما يسمح بالمساعدة عمى التواصؿ داخؿ
المشروع عند القياـ بالعمميات غير االعتيادية كتمويؿ المشاريع أو إدخاؿ شريؾ مالي كما
يسمح بتقدير قيمة وأىداؼ المشروع تحديد المبالغ وتفحص ضعؼ العمميات التي يجري
بيا1 العمؿ
وتقوـ الشركة التابعة عادة بوضع ىذا المشروع وتممؾ الشركة األـ سمطة تصحيحو
وانما تممؾ سمطة الفحص ومدى مبلئمتو ووضع معايير الخطر ويعتبر مخطط العمؿ واحد
مف األعماؿ األساسية لمرقابة حيث يشكؿ رىاف جدي لمتسيير الصحيح أكثر مف ذلؾ يفرض
تحديد مسبؽ لئلستراتيجية مف قبؿ الشركة األـ حيث يمكنيا بعد ذلؾ قبوؿ ميزانية مفصمة
وتحديد أىداؼ التسيير لرئيس اإلدارة
غير انو قد تكوف الشركة التابعة غير قادرة عمى تقديـ مخطط أعماؿ معتبر بسبب
عدـ اإلحاطة والتحقؽ مف النتائج وبالتالي فاف رفض مخطط العمؿ مف قبؿ اإلدارة العامة
لممجمع أو إدارة الشركة األـ ال يعتبر تصرؼ غير عادي وعادة ما نجد نفس إشكاليات
التحميؿ بالنسبة لمخطط العمؿ قد تتزايد داخؿ المجمع الذي عميو أف يقوـ بتجميع الكيانات
1
ISABELLE LE GALLAIS FATOUT. Op.cit. 66
119
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
التابعة باإلضافة إلى عدـ الدقة بسبب نقص المعمومات اإلستراتيجية وأحيانا التحميؿ
االستراتيجي الذي يساعد عمى وضع مخطط عمؿ يكوف غير واضح بسبب أف الرصيد
الموجود مصدره مجرد ممارسات متكررة لمسنة الماضية متداخمة مع بعض العوامؿ مما
يؤدي إلى رفضو والبد مف إتمامو مف قبؿ الشركة التابعة وغالبا ما يتـ إدخاؿ تحسينات عمى
مخطط العمؿ أو رقـ األعماؿ المقدـ
يوجد عدد كبير مف القائميف عمى رقابة الشركات التابعة والمساىمات منيـ مف يقوـ
بيذه العممية داخؿ مجمع الشركات وىـ اإلدارة لعامة واإلدارة المينية المركزية لمجمع
الشركات (في إطار ميمة الرقابة) و اإلدارييف الممثميف لمجمع الشركات داخؿ مجموع
الشركات التابعة ومراقبي الشركات التابعة عمى مستوى الشركة األـ وقسـ أو مصمحة التدقيؽ
ومصمحة الممارسة المركزية لتجميع الحسابات وبعض الييئات الممثمة لبعض األشخاص
كمجنة المجمع ومنيـ القائموف بالرقابة خارج مجمع الشركات وىـ محافظو الحسابات الذيف
يكمفيـ القانوف بضماف حسابات الشركة التابعة والبنوؾ و مجموعة المساىميف والييئات
التابعة لمدولة ( سواء إدارة الضرائب أو الييئات المكمفة برقابة التجمعات االقتصادية الكبرى
)1 وكذلؾ عمميات التركيز االقتصادي
وبالرغـ مف العدد اليائؿ لممراقبيف فاف المجمع قد يصادؼ عجز في الرقابة قد يؤدي
أحيانا إلى اإلضرار بمجمع الشركات وذلؾ لسببيف يتمثؿ األوؿ في انعداـ التعاوف أو العمؿ
الجماعي بيف مختمؽ أجيزة المجمع فقد تكوف ىناؾ اتصاالت بيف مديري الشركات التابعة
وادارة المجمع داخؿ لجنة مصغرة قد تخمص إلى معمومات موجزة جدا عف بعض النقاط
المتعمقة بالرقابة وبالتالي فقد يفقد القائميف بالرقابة المباشرة واإلدارييف وىـ الممثميف الرسميف
1
Thierry Gouthière. Les dirigeants et les groupes de sociétés. Fédération nationale pour le
droit de l entreprise. P 406
120
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
لئلدارة لدى الشركة التابعة والمراقبيف المالييف بعض فاعميتيـ وأحيانا مصداقيتيـ واذا لـ يقـ
اإلداريوف بإعداد تقرير عف نشاطيـ واجراء حوار داخؿ مجمس اإلدارة فاف اإلدارة العامة قد
تتعرض لخطر عدـ اإلعبلـ أو سوء اإلعبلـ إلى غير ذلؾ مف العوائؽ التي تمنع مف أف
تكوف ىناؾ رقابة وتبادؿ فعاؿ لممعمومات بيف اإلدارة العامة ومراقبي الشركات التابعة
واذا لـ يكف ىناؾ اتصاؿ مسبؽ بيف اإلدارييف التابعيف الممثميف لممجمع داخؿ مجمس اإلدارة
قبؿ انعقاد المجمس فقد يحدث إما تعارض فيما بينيـ أو حيادية أما فيما يتعمؽ باإلدارييف
والمراقبيف المالييف فقد يكوف ىناؾ اتصاؿ محدود فيما بينيـ
أما السبب الثاني فيتمثؿ في خطر التعاوف السمبي فباإلضافة إلى خطر عدـ وجود
تعاوف بيف القائميف بعممية الرقابة فاف وجود عدد كبير مف القائميف بالرقابة يمكف أف يؤدي
إلى تعاوف سمبي لمرقابة والذي يؤدي إلى فساد اكبر مف أف يكوف ىنا مجرد انعداـ لمعمؿ
الجماعي أو التعاوف حيث انو قانونا يمكف اعتماد احد المراقبيف رئيسيا عمى اآلخر مما
يشكؿ إحساسا باألماف بسبب التخفيؼ مف المسؤوليات كأف يعتقد اإلداريوف باف المراقبيف
المالييف قد قاموا بدورىـ في رقابة الحسابات بينما ىؤالء اعتمدوا عمى عمؿ محافظي
الحسابات بدوف تفحص كمي لممضموف ولذلؾ ينبغي لممجمع أف يقدـ إطار ىيكمي يسيؿ
العمؿ الجماعي ويمزـ باحتراـ اإلجراءات المرتبطة بو
يمكف توضيح كيفية تحسيف نشاط القائميف بالرقابة عف طريؽ بياف دور وصبلحيات
كؿ واحد مف القائميف برقابة الشركة التابعة أو المساىمات فمف اجؿ تحسيف النشاط الفردي
121
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
في مواجية المجمع ولتجنب العجز الذي قد يواجو عممية الرقابة داخؿ مجمع الشركات وجب
1 أف نميز بيف القائميف بالرقابة داخؿ وخارج الشركة التابعة
اإلداريوف الممثميف لمجمع الشركات ليـ دور رئيسي في مجاؿ رقابة الشركات وذلؾ
لسببيف رئيسييف ألنيـ يتواجدوف داخؿ المجمع مما يجعميـ عمى اتصاؿ مباشر مع اإلدارة
العامة لمشركات التابعة لذلؾ مف الضروري إدماجيـ ضمف الصنؼ األوؿ في اإلحكاـ
التطبيقية لرقابة مجمع الشركات وذلؾ راجع لتواجدىـ في الخط األوؿ لتمقي المعمومات
وايداعيا لدى الشركة األـ كمراسبلت ورقابة.
في نفس الوقت ىؤالء اإلدارييف ليـ مياـ محدودة ضمف النصوص القانونية المتعمقة
بالشركات ويؤدي احتراميا إلى تجنب الكثير مف العجز في مجاؿ الرقابة كما أف مخالفة ىذه
النصوص القانونية قد يعرضيـ لخطر التعرض لعقوبات في حالة ارتكاب أخطاء في التسيير
حيث يمكف أف يرتب ذلؾ مسؤولية مدنية أو جزائية وىذا ما يحثيـ عمى ضماف أقصى
فاعمية فيما يتعمؽ بأداء مياميـ ويمكف أف نضيؼ أف دور اإلدارييف غاية في األىمية حيث
يمكف لمشركة األـ أف تحصؿ بالنسبة لمشركة التابعة المراقبة عمى وسائؿ لنقؿ المعمومات
وامكانيات لمتقصي وامكانية إجراء الخبرات في مجاؿ نشاط الشركة التابعة بشكؿ أوسع مف
المساىمات حيث يكوف اإلداريوف غالبا معزوليف.
ويمكف أف نعرض مثاال عف دور اإلدارييف ضمف شركة المساىمة عمى أساس أنيا
األكثر استعماال عند الرغبة في تشكيؿ مجمع الشركات ويرجع ذلؾ إلى أف إدارة شركة
المساىمة ىي األقرب واألكثر مبلئمة لنشاط ىذا األخير باإلضافة إلى أف بقية اليياكؿ
القانونية لمشركات والتجمعات ليا خصائص قانونية مختمفة غير أف ىناؾ تشابو كبير في
مجاؿ الرقابة الف األمر يتعمؽ برقابة نشاط مالي أو صناعي أو تجاري
1
Thierry gouthier. Op.cit. p 406
122
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
)12 فبالنسبة لشركة المساىميف الكبلسيكية يتكوف مجمس اإلدارة مف اثني عشر (
عضوا يتـ تعيينيـ مف قبؿ الجمعية العامة لممساىميف ميمتيـ رقابة التسيير وادارة الشركة
كما يعيف مف بينيـ رئيس مجمس إدارة مكمؼ بعممية التسيير وفقا لممواد 610إلى 641مف
القانوف التجاري الجزائري
وبالنسبة لشركة المساىمة بمجمس مديريف ومجمس رقابة فاف مجمس المديريف عبارة
عف إدارة جماعية تتكوف مف عضويف إلى خمسة ( )5أعضاء يتـ تعيينيـ مف قبؿ مجمس
المراقبة غير انو يتـ عزليـ مف قبؿ الجمعية العامة لممساىميف ميمتو تسيير المشروع أما
مجمس المراقبة فيعيف مف قبؿ المساىميف ميمتو تحديد التوجيات اإلستراتيجية لمشركة التابعة
كما يقوـ بمراقبة عممية التسيير التي يقوـ بيا مجمس المديريف ومف حيث ممارسة عممية
الرقابة فاف ىذيف األسموبيف إلدارة الشركة نظريا مختمفيف.
وبالنسبة لشركة المساىمة الكبلسيكية فاف الرقابة تمارس بطريقة جماعية داخؿ
مجمس اإلدارة الذي يقوـ بدوره في توجيو عممية التسيير وبالنسبة لشركة المساىمة بمجمس
المديريف فاف الرقابة تكوف محصورة فقط داخؿ مجمس الرقابة غير أف ىذا األخير ال يقوـ
بعممية التسيير باإلضافة إلى وجود الرقابة الذاتية داخؿ مجمس المديريف الف لكؿ منيـ
صبلحية التعاقد باسـ الشركة مع الغير ويراقب مف الناحية الفعمية مف قبؿ المديريف ويبرز
االختبلؼ إذا كاف مجمس اإلدارة ومجمس المراقبة مكمفيف برقابة تمتد إلى ميمة التنفيذ الذي
تكوف فيو السمطات مطمقة داخؿ شركة المساىمة الكبلسيكية مقارنة بمجمس المديريف .
بالتالي فانو بالنسبة لمشركات التابعة داخؿ المجمع فاف اثر اختيار الييكؿ القانوني
حيادي فيما يتعمؽ بالرقابة ,ويمخص دور اإلدارييف األعضاء داخؿ مجمس اإلدارة في إدارة
جماعية ليا ميمة تحديد السياسة العامة لمشركة والتوجيات الكبرى ومراقبي تنفيذ ىذه
السياسة وبالتالي توجيو الرئيس والغالب ما يتبنى مجمع الشركات مجموعة مف اإلجراءات
123
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تضبط العبلقات المتبادلة داخؿ مجمع الشركات مع شركاتو التابعة والمساىمات كما تسمح
بتوجيو الرقابة عمى مستوى الشركة األـ مف حيث القواعد الحسابية التي تفرضيا في مجاؿ
الحسابات االجتماعية والحسابات المجمعة وقواعد تساعد عمى التخفيؼ مف الضرائب
بالنسبة لممجمع ومبادئ تطبؽ في مجاؿ العقود الداخمية وتركيز الصناديؽ والتأمينات
واألبحاث والتنمية وما إلى ذلؾ وتوجيو عاـ لمسياسة االجتماعية واجراءات تسيير المديريف
التسيير1 وفي مجاؿ االتصاؿ ومستوى التسيير وخدمات
إف خدمات مجمع الشركات المقدمة لمكيانات التابعة غالبا ما يتـ تقديميا مقابؿ نسبة
مف رقـ اإلعماؿ وتجميع المستثمرات العقارية داخؿ ىيكؿ موضوع ليذا الغرض وقواعد
وتتعمؽ إجراءات المراقبة بتحديد مجاؿ نشاط مدقؽ ومضموف لممخطط عمى المدى المتوسط
واإلحكاـ المتعمقة بأعماؿ مجمس اإلدارة وتحديد سمطات رئيس مجمس اإلدارة واإلجراءات
التي تتعمؽ بالجمسات التي يعقدىا مجمس اإلدارة وحدود تدخؿ الشركة األـ ويجيب الحذر مف
نسبة تدخؿ الشركة األـ في مجاؿ اإلدارة وذلؾ خوفا مف الوقوع في خطر المدير الفعمي فإذا
كاف مف الضروري بالنسبة لمجمس اإلدارة القياـ باإلشراؼ والمراقبة بدوف إىماؿ عممية تسيير
الشركة يكوف مف الميـ بالنسبة لمشركة األـ عدـ التدخؿ بإفراط في قيادة الشركة التابعة
بصفتيا مدير فعمي وتحمؿ األخطار التي تنتج عف ذلؾ
وتعتبر الشركة األـ مدير فعمي إذا تدخمت بشكؿ يخرج عف المألوؼ في تسيير
الشركة التابعة مما يفترض نحقؽ ثبلثة شروط وىي
1
Thierry gouthier. Op.cit. p 407
124
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
-القياـ بأعماؿ اإلدارة والتسيير ( التفاوض بشكؿ مباشر مع الزبائف والمموليف واصدار
ق اررات التوظيؼ والعزؿ وغيرىا)
ويتـ التطرؽ لممدير الفعمي في حالة طمب إيداع ميزانية الشركة عند المتابعة سواء
مف طرؼ القضاء المدني أو الجزائي كذلؾ فاف طمب إيداع الميزانية قد يمتد لجميع األطراؼ
في مجمع الشركات
وقد تتخمى الشركة األـ عف دور الرقابة ولعب دور المدير إذا ما رفعت كثي ار مف عدد
ىيئات المراقبة وذلؾ لتجنب الوقوع في خطر أف يصبح ىؤالء مسئوليف عف التنفيذ
واذا شممت عممية تحديد سمطات رئيس مجمس اإلدارة بعض الق اررات الحاسمة التي
تتعمؽ باإلدارة فانو يمكف أيضا أف تعتبر الشركة األـ مدير فعمي وبالتالي البد مف أف نميز
بيف رفع المعمومات إلى إدارة الشركة األـ أو طمب وجية نظر والتصريح المسبؽ الذي
يقتصر عمى الق اررات الحاسمة التي تتعمؽ بمستقبؿ الشركة التابعة لذلؾ يكوف مف الضروري
أف يكوف ىناؾ داخؿ التنظيـ الخاص برقابة الشركات التابعة والمساىمات عند تدخؿ ممثمي
مجمع الشركات تقرير مسبؽ بالصبلحية مف قبؿ المكتب القانوني لدى مجمع الشركات
وقد ال تكتمؿ ميمة الرقابة باالعتماد عمى دور اإلدارييف الممثميف لمشركة األـ داخؿ
الشركة التابعة مف اجؿ ممارسة الرقابة إذ البد مف أف يكوف ىناؾ إلى جانب اإلدارييف
مراقبيف مساعديف مكمفيف بالرقابة داخؿ اإلدارة العامة لمجمع الشركات يطمؽ عمييا عادة اسـ
مراقبي تسيير الشركات التابعة أو المراقبيف المالييف لمشركات التابعة حيث يشكموف حجر
الزاوية في ىذا المجاؿ
125
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
تتمثؿ ميمة مراقب عممية التسيير في التخطيط عمى المدى القريب سنة إلى ثبلث
سنوات واعداد المخطط االستراتيجي وتحديد أىداؼ العمميات المنجزة مف خبلؿ نتائج النشاط
وتحميؿ الفجوات واقتراح معايير تصحيحية ووضع لوحة قيادة واضحة ومبلئمة
وتشمؿ رقابة التسيير تحميؿ الحسابات السنوية والسداسية في إطار التقرير المالي
المرتبط باألىداؼ والعبلقات باإلدارييف والبحث عف عناصر توضيحية أو تحميمية تكميمية
مباشرة بعد التقرير المالي عند طمب اإلدارة العامة ومساعدة الشركة التابعة عمى تنظيـ
وتدقيؽ مختمؼ المعطيات وتنظيـ وتحضير اجتماعات مختمفة بيف الشركة األـ والشركة
التابعة ويوجد مكتب التدقيؽ عمى مستوى الشركة التابعة كما يوجد عمى مستوى مجمع
الشركات ميمتو داخؿ الشركة التابعة ضماف رقابة داخمية كافية حيث أنيا تشكؿ صمامات
أماف تسمح بالتحكـ في المشروع وفي حالة اكتشاؼ أي خمؿ البد مف تقييمو واخطار اإلدارة
العامة لممشروع عنو كما يقوـ محافظ الحسابات بفحص نوعية الرقابة الداخمية غير انو مدقؽ
1 خارجي
يقوـ نظاـ الرقابة داخؿ المجمع الشركات عمى التحكـ المسبؽ في المعمومات المتعمقة
بشركات المجمع ووسائؿ رقابة ىذه الشركات وتنظيـ رقابتيا مف خبلؿ:
إف المعمومات التي يتـ وضعيا تحت تصرؼ الشركة األـ مف قبؿ الشركات التابعة
والمساىمات تمثؿ القاعدة بالنسبة لتحميبلت وق اررات مجمع الشركات وكذلؾ بالنسبة لمرقابة
لذلؾ يكوف مف المفيد رقابة صحتيا أوال حيث يدؿ ذلؾ عمى أىمية األعماؿ التي يقوـ بيا
1
Thierry gouthier. Op.cit. p 407
126
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
محافظي الحسابات والمدقؽ الداخمي لممعمومات الحسابية ونجاعة اإلجراءات تضمف زيادة
والتي مف الميـ العمـ بيا ومعرفة كيفية استغبلليا واستعماليا بسبب أنيا غالبا ما تكوف
المعمومات الوحيدة التي يمتمكيا مجمع الشركات عف الشركات إذا لـ يكف لديو رقابة مباشرة
أو موازية وتشمؿ ىذه المعمومات الحسابات االجتماعية لمشركات التابعة أو المساىمات
والحسابات المجمعة إذا كاف ىناؾ تكامؿ جبائي بيف الشركات التابعة أو المساىمات المعتبرة
وذلؾ وفقا لما تنص عميو المادة 732مكرر 4مف القانوف التجاري الجزائري باإلضافة إلى
تقرير مجمس اإلدارة الذي يقدمو لمجمعية العامة مف وثائؽ تسيير تقديرية وأخي ار الميزانية
االجتماعية
تقدـ الشركة التابعة معمومات أكثر مما لو كانت ىناؾ مجرد مساىمة لمشركة األـ أو
المجمع خاصة ضمف التقرير حيث تستعمؿ مف قبؿ مجمع الشركات ضمف لوحة القيادة
نميز بيف المساىمات غير المراقبة والشركات التابعة التي تخضع لمرقابة حيث أف
نسبة المعمومات اإلضافية تختمؼ تبعا لنسبة الرقابة التي يقوـ بيا مجمع الشركات بالنسبة
لممساىمات التي تكوف غير مراقبة فاف المجمع ال يمتمؾ إدارييف وبالتالي عميو أف يرضى
بالمعمومات القانونية التي يتـ تقديميا لمجمعية العامة والمعمومات التكميمية التي يقدميا رئيس
مجمس اإلدارة عند انعقاد الجمعية العامة أو المساىميف إذا رغبوا في ذلؾ
1
AURELIE LANGLOIS COLSON . LA RESPONSABILITE DE LA SOCIETE MERE A L’EGARD DES
TIERS . THESE DOCTORAT . UNIVERSITE DE PARIS 1. PANTHEON SORBONNE .1992. p 143
127
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وفي الحالة التي يحوز مجمع الشركات أو الشركة األـ منصب إداري فاف أعضاء
مجمس اإلدارة يممكوف الحؽ في اإلحاطة بجميع المعمومات حتى يكونوا عمى استعداد مف
اجؿ توفير الشروط التي يمكف مف خبلليا تسيير المشروع وحتى تكوف الرؤية واضحة عند
تحديد التوجيات حددت النصوص القانونية عدد معيف مف المعمومات البد مف أف يتـ
اإلعبلـ بيا آليا كما أضاؼ االجتياد القضائي الفرنسي ضرورة قياـ رئيس مجمس اإلدارة
بإعبلـ اإلدارييف باألمور ذات األىمية بدوف أف يطمبوا ذلؾ مف خبلؿ قرار ( )cointreou
الصادر في 02جويمية 1985في حالة رفض تقديـ ىذه المعمومات فانو يمكف المجوء إلى
القضاء ويمكف لمشركة األـ في حالة الشركات التابعة المراقبة المطالبة بمخطط استراتيجي
لمدة خمسة 5إلى ستة 6سنوات مخطط األعماؿ مفصؿ باإلضافة إلى تقرير مالي شيري
كمي ونوعي مكيؼ مع متطمبات تجميع الحسابات والتسيير لكؿ كياف تابع ىذه الوسائؿ
لمرقابة ذات أىمية كبيرة وقد يكوف مف المفيد التطرؽ إلييا بالنسبة لمخطط األعماؿ أما
التقرير المالي لمجمع الشركات فيتمثؿ في مجموعة مف المعمومات يتـ رفعيا مف قبؿ الشركة
التابعة إلى الشركة األـ1
ويبلحظ أف جميع المجمعات تقوـ بوضع أنظمة لمتقرير المالي مع قواعد دقيقة ودوريات
مكيفة مع التنظيـ تكوف في الغالب شيرية مع فحص مرتبط بموحة القيادة ويوجد عدد كبير
مف مصادر المعمومات كالجرائد والمجبلت التقنية لقطاع اإلنتاج لمشركة التابعة أو الدراسات
القطاعية واالطبلع عمى ىذه المعمومات يؤدي إلى إحاطة ومعرفة جيدة بقطاع نشاطات
الشركات التابعة والمساىمات ومفيد لتصحيح التوجيات اإلستراتيجية داخؿ بيئة متغيرة
وضروري مف اجؿ تقميص المخاطر كما أف عمى مجمع الشركات القياـ بإيصاؿ ىذه
المعمومات المجمعة لشركاتو التابعة التي ال يمكنيا مف معرفتيا أو امتبلؾ الوسائؿ مف اجؿ
تجميعيا وىي فرصة لتقديـ خدمة ىامشية مجانا
1
AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 144
128
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
باإلضافة إلى الوسائؿ التقميدية لتحميؿ تسيير المشاريع ,دراسة سوؽ التحميبلت
اإلستراتيجية ,تحميؿ حساب النتائج ,تطور المؤشرات الرئيسية موازنة الميزانية وما إلى ذلؾ
يستخدـ في رقابة الشركات التابعة والمساىمات أدوات مفيدة فيما يتعمؽ بمجمع الشركات
التي مف الضروري أف تكوف ذات رؤية شاممة يمكف أف نذكر منيا المقاربات اإلجمالية التي
تستعمؿ طرؽ فعالة بالنسبة لرقابة شركة منفردة غير أف استعماليا في إطار المجمع يكوف
مثم ار أكثر والرؤية تكوف أوسع والتجارب المتراكمة داخؿ المجمع تكوف أكثر امتدادا كذلؾ
التقييـ المستمر لمشركات التابعة والمساىمات والمقاربات عبر المجمع وتحميؿ سيرة كؿ كياف
1حيث ترشد بعض المراقبيف لمقياـ وتحميؿ المخاطر التي تتعرض ليا الشركة التابعة
بتدخبلت لـ يتـ التحضير ليا مسبقا وتساعد عمى دعـ وسائؿ الرقابة مف خبلؿ المعمومات
التي توفرىا ومنيا خاصة مخطط اإلعماؿ وذلؾ مف اجؿ تطوير النصوص المتتالية لحؿ
األزمات وقرار المحاسبة مف اجؿ تطبيؽ قواعد الحذر في حالة المحاسبة المتعمقة بالمخاطر
والتقرير المالي مف اجؿ تطوير مؤشرات فعالية مسبقا لبلنحرافات االحتمالية واعبلف حالة
الطوارئ في الوقت المناسب ورقابة التسيير البلمركزي لمشركات التابعة كذلؾ مف اجؿ
تطوير مؤشرات مكيفة مرتبطة بيذا المجاؿ
كما أف قياس المنافسة تسمح بتقييـ المنتجات والمناىج وتنظيـ الخدمة بالمقارنة مع
المنافس المييمف في ىذا المجاؿ المستيدؼ وبالنسبة لمجمع الشركات الذي يتكوف مف عدة
كيانات ىذه الطريقة جد غنية ألنو مف السيؿ الحصوؿ عمى معمومات داخؿ المجمع نفسو
1
AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 144
129
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
كذلؾ التقييـ المستمر لمشركات التابعة والمساىمات والذي يشكؿ نظاـ حر ليس فقط مف
الناحية المالية ولكف أيضا الموارد البشرية التجارية الصناعية والتقنية يستفاد منو مستقببل في
تقميص األخطار وزيادة القدرة اإلنتاجية
باإلضافة إلى التقارب داخؿ مجمع الشركات وىذا في حالة ما إذا كاف ىناؾ عدة مشاريع
مف نوع واحد منطقيا فاف المشاكؿ التي يمكف أف تتعرض ليا شركة تابعة مف شركات
المجمع قد تتعرض لو شركة أخرى وبالتالي تحميؿ ماضي الشركة التابعة يمكف استعمالو
كدليؿ فعاؿ مف اجؿ توجيو الرقابة في الحاضر
وتسمح رقابة نوعية الرقابة الداخمية لمشركة التابعة لممديريف بتقدير صحيح لممخاطر
ووضع المبلئمات مف ىنا فاف رقابة الشركة األـ تكوف آمنة وبالتالي يمكنيا ضماف الحصوؿ
عمى عناصر المعمومات الضرورية متى رغبت في ذلؾ يبقى أماـ الشركة األـ االىتماـ
الداخمية 1 بضماف امتبلؾ الشركة التابعة لؤلدوات الضرورية والمكيفة لمقياـ بعممية الرقابة
يرتبط تنظيـ رقابة شركات المجمع بنشاط المجمع ذلؾ ا الرقابة في جوىرىا مرتبطة
بموضوع نشاط الشركة األـ وبالتالي فاف تطبيقيا يختمؼ فيما إذا كنا بصدد مجمع ذو توجو
مالي أو صناعي وبالتنظيـ الخاص بمجمع الشركات والوسائؿ المتاحة واألشخاص
مف خبلؿ ما سبؽ يبيف أف تحديد عمؿ مختمؼ القائميف بالرقابة يسيؿ إذا كاف نظاـ
الرقابة تـ وضعو ضمف شكؿ مفصؿ ,الفائدة مف ىذه الشكميات ىو تقسيـ الرقابة بيف مختمؼ
القائميف بيا ومراقبة التطورات وكذلؾ رقابة الرقابة
1
AURELIE LANGLOIS COLSON . op cit. p 145
130
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
إف عمميتا التوجيو والرقابة متبلزمتاف حيث أف كؿ منيما يسيؿ ممارسة العممية لآلخر
غير أف تفعيؿ األولى تتـ مسبقا حيث أف الرقابة البد مف أف تكوف مكيفة مع التنظيـ الذي
يتـ اختياره مف اجؿ التوجيو االستراتيجي وليس العكس
ىذه الشكميات التي تأتي بعد إجراءات التوجيو ال تحدد فقط نظاـ الرقابة ولكف أيضا
العبلقات بيف مختمؼ القائميف بالرقابة حيث تعتبر أىـ مياـ اإلدارة العامة بمساعدة مكتب
التدقيؽ وضماف احتراـ إطار الرقابة
إذا كانت الشركات التابعة والمساىمات متواجدة في بمداف مختمفة مف باب أولى فاف رقابة
الشركات التابعة المتواجدة بالخارج ال يثير أي إشكالية حيث انو ال تختمؼ عف الشركات
التابعة الوطنية المبادئ العامة وطريقة التنظيـ يجب أف تكوف واحدة غير أف ىناؾ بعض
االستثناءات المتعمقة بكيفيات الرقابة حيث يمكف أف تتعرض ألخطار مضاعفة متعمقة
بالنظاـ القانوني والثقافي والتجاري والمحاسبة والجباية
تقوـ فكرة مجمع الشركات عمى أساس استقبللية كؿ شركة مف ىذه الشركات
بشخصيتيا المعنوية ،مما يترتب عمى ذلؾ أف كؿ شركة ضمف ىذه المنظومة مسؤولة عف
ديونيا فقط ،وغير مسؤولة عف ديوف الشركات األخرى المنضمة إلى ىذه المنظومة.
إال أف األخذ بيذه الفكرة عمى إطبلقيا يمحؽ ضر اًر بدائني الشركات الوليدة خاصة
عندما تكوف الشركة الوليدة متعثرة ،وفي ظروؼ مالية صعبة ،في حيف أف الشركة األـ تتمتع
بمركز مالي ممتاز ىذا مف جية ،ومف جية أخرى أف عدـ مسؤولية الشركة األـ عف ديوف
الشركة الوليدة سوؼ يجعؿ مف الشركة الوليدة تواجو مصيرىا عمى انفراد ،مما يمحؽ ضر اًر
131
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وليذا ،فإف فكرة استقبللية مجمع الشركات ال تستبعد مسؤولية الشركة األـ كمية عف
ولغرض التعرؼ عمى مسؤولية الشركة األـ عف ديوف شركاتيا الوليدة ،سوؼ نقوـ
بتقسيـ ىذا الفرع إلى نقطتيف ،وىما:
الفرع األكؿ :أسباب قياـ مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف الشركات التابعة
إف أىـ ما يميز مجمع الشركات ،ىي مركزية السيطرة التي تخضع ليا الشركات
الوليدة المتواجدة في أماكف مختمفة.
إف مركزية السيطرة ىذه جعمت مف الشركات الوليدة التابعة لمشركة األـ أشبو ما تكوف
بأجزاء مف آلو واحدة ،تدور كميا في فمؾ ،واحد وتتحكـ فييا قوة مركزية واحدة ىي الشركة
األـ.2
إذف ،مركزية السيطرة ىذه التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركة الوليدة تجعؿ مف
استقبللية الشركة أو الشركات الوليدة ما ىو إال مجرد شعار ال قيمة لو مف الناحية العممية.
إف فكرة الشخصية المعنوية ،حسب النظرية التقميدية ،تتكوف مف عنصر اإلرادة والتي
يعبر عنيا عف طريؽ سمطة بشرية تمثؿ الشخص المعنوي ،والعنصر اآلخر ىو الذمة
المالية المستقمة لمشخص المعنوي ،ويكاد أف يكوف ىذاف العنصراف مفقوديف بالنسبة لمشركة
1
شركتيا الكليدة المصرية ،منشور في مجمة الحقوؽ التي شريؼ محمد غناـ ،مدل مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف
تصدرىا جامعة الكويت ،العدد األوؿ ،السنة السابعة والعشروف ،مارس 2003ـ ،ص.355
2
حساـ عيسى ،الشركات المتعددة الجنسيات ،بحث منشور في مجمة العموـ القانونية واالقتصادية ،جامعة عيف شمس،
يوليو1976 ،ـ ،السنة الثامنة عشرة ،ص.167
132
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الوليدة بسبب مركزية السيطرة التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركات الوليدة ،ولكف ما ىو
السيطرة اإلدارية:
السيطرة المركزية ،فإف الشركة تمارس سيطرة كاممة عمى الشركات الوليدة ،حيػث تتخذ
الق اررات اإلستراتيجية داخؿ الشركة األـ بقصد تحقيؽ أقصى األرباح.
وتبرز السيطرة اإلدارية في نواحي متعددة ،منيا تحديد السياسة االستثمارية لمشركات
الوليدة ،وحصرىا في إطار الخطة العامة لمشروع مجمع الشركات ،بحيث ال تستطيع أية
شركة وليدة القياـ بأي استثمارات جديدة خارج الخطة العامة إال بعد أخذ موافقة الشركة األـ.
كما تقوـ الشركة األـ بوضع الخطة اإلنتاجية لكؿ شركة مف الشركات الوليدة ،ويتـ
تعييف كبار الموظفيف والفنييف في الشركات الوليدة مف قبؿ الشركة األـ.
وفيما يتعمؽ بسياسة األبحاث العممية والتكنولوجية ،وفي معظـ األحياف ،تجري
األبحاث التابعة لمشركات الوليدة في مختبرات الشركة األـ وبإشرافيا لمسيطرة عمى ىذه
األبحاث واالحتفاظ بأسرارىا.1
السيطرة المالية:
تقوـ الشركة األـ بتحديد السياسة المالية لمشركات الوليدة ،وىي التي تحدد كيفية تمويؿ
ىذه الشركات ،فقد يكوف التمويؿ مف داخؿ مجموعة ىذه الشركات ،أو مف خارجيا.
1
حسف محمد ىند ،المرجع السابؽ ،ص.394
133
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وتتدخؿ الشركة األـ في طريقة توزيع أرباح الشركات الوليدة ،فيي التي تحدد نسب
األرباح التي توزع عمى الشركاء كؿ عاـ ،والنسب التي يجب االحتفاظ بيا لدى الشركة
كاحتياطي.
كما تقوـ الشركة األـ بتحديد أسعار السمع التي تنتجيا الشركات الوليدة ،وتفرض عمى
ىذه الشركات كمية السيولة التي تستطيع االحتفاظ بيا .ويظير مما تقدـ أف في مجمع
الشركات تذوب الشخصية المعنوية لمشركة الوليدة ،وتنصير داخؿ الشخصية المعنوية
لمشركة األـ ،وبمعنى آخر :لـ تعد لمشركة الوليدة إرادة مستقمة عف إرادة الشركة األـ ،وأف
مصمحة الشركة الوليدة تختمط بمصمحة الشركة األـ ،مما يؤدي إلى فقداف الشركة الوليدة
استقبلليا المالي واإلداري ،وىذا ما يبرر مسؤولية الشركة األـ عف ديوف الشركات الوليدة.1
وىذا االتجاه ىو ما سارت عميو محكمة العدالة التابعة لمسوؽ األوروبية المشتركة،
مستندة في ذلؾ عمى نص المادتيف 86 ،85مف معاىدة روما المنشئة لمسوؽ األوروبية
المشتركة ،والمتيف تقيماف مسؤولية الشركة األـ عف أعماؿ شركاتيا الوليدة عمى أساس
مركزية السيطرة.
ففي إحدى القضايا التي تتمخص وقائعيا بأف شركة (كونتنياؿ كاف) األمريكية والتي
1969ـ بشراء ُّ
تعد اكبر منتج في العالـ لمواد التغميؼ ،قامت ىذه الشركة في سنة
S.W.Lاأللمانية العاممة في مجاؿ مواد التغميؼ ،ومف بعدىا %85مف أسيـ شركة
سيطرت عمى شركة (ميتاؿ بوكس) القابضة ،والتي كاف ليا عدة شركات تابعة ليا تعمؿ في
نفس المجاؿ.
1
أحمد يوسؼ عبده الشحات ،ممارسة الشركات دكلية النشاط في مجاؿ التكنكلكجيا كتطكر االقتصاديات ،رسالة دكتوراه،
مقدمة إلى جامعة طنطا ،سنة 1990ـ ،ص.38
134
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
عدت المحكمة أف حيازة شركة (كونتنياؿ كاف) األمريكية لمعظـ األسيـ في ىذه
وقد ّ
الشركات يعطييا وصؼ المسيطر الوحيد عمى السوؽ ،وتظير معالـ ىذه السيطرة فيما يمي:
-ؾوف شركة كونتيناؿ ىي المصنع الوحيد لآلالت المستعممة في إنتاج المواد التي
تستعمؿ في التغميؼ.
-ؾوف ىذه الشركة األـ مسيطرة عمى الترخيص في الدوؿ التي تعمؿ فييا شركاتيا
الوليدة.
-ؾونيا ىي الحائزة لعبلمات اإلنتاج والمعرفة الفنية لمتصنيع.
-ؾوف ىذه الشركة األـ تتمتع بقوة اقتصادية وتكنولوجية ،مكنتيا مف جعؿ الشركات
1971/12/9 لذلؾ حكمت محكمة العدالة التابعة لمسوؽ األوروبية المشتركة في
بمسؤولية شركة (كونتنياؿ كاف) عمى اعتبار أف سيطرتيا عمى الشركات الوليدة العاممة في
الدوؿ األوروبية ،في مجاؿ تصنيع مواد التغميؼ ،بيذه الطريقة يشكؿ استثما ًار تعسفيًا في
استعماؿ الوضع المسيطر .1وقد تواترت أحكاـ ىذه المحكمة بعد ذلؾ في ىذا االتجاه.
تشترط المادة ( )85مف معاىدة روما المنشئة لمسوؽ األوروبية المشتركة لقياـ مسؤولية
الشركة األـ عف الشركات الوليدة التابعة ليا أف يكوف ىناؾ شركات منتشرة داخؿ السوؽ
األوروبية ،وىناؾ شركة أـ تسيطر عمى نسبة معينة مف رأس ماؿ شركة
أو أكثر مف ىذه الشركات ،بحيث تحقؽ ليا السيطرة االقتصادية واإلدارية عمى الشركة أو
الشركات الوليدة ،بحيث تظير وكأنيا مشروع واحد .لذا ترى محكمة العدالة التابعة لمسوؽ
1
الحكـ مشار إليو في حسف محمد ىند ،المرجع السابؽ ،ص.449
135
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
األوروبية المشتركة ،بأف نقؿ عماؿ مف شركة ألخرى في ذات المجموعة المكونة لممجمع ال
إف مركزية سيطرة الشركة األـ عمى الشركات الوليدة ترتب عميو مسؤولية الشركة األـ
عف ديوف الشركات الوليدة ،واف ىذه المسؤولية قد تكوف مسؤولية جنائية ومسؤولية مدنية،
واننا لسنا معنييف في ىذا الفرع بدراسة المسؤولية الجزائية ،لذا ستقتصر عمى دراسة
المسؤولية المدنية بنوعييا :العقدية ،والتقصيرية.
كافة االلتزامات الناتجة عف التصرفات التي يقوـ بيا ىذا المدير في حدود الصبلحيات
الممنوحة لو.2
فمثبلً ،إذا تعاقدت الشركة الوليدة -بتوجيو مف الشركة األـ -مع شركة أخرى إلبراـ
صفقة معينة ،فإف أي إخبلؿ بااللتزامات التي تترتب عمى الشركة الوليدة يؤدي إلى قياـ
مسؤولية الشركة األـ تجاه الغير عف األضرار التي قد تمحؽ بو ،وىو ما يطمؽ عميو بالخطأ
1
بكاسطة السرمػة ،دار الجماع ػة الحديثة لمنشر ،اإلسكندرية، ىاني محمد دويدار ،نظرية احتكار المعرفة التكنكلكجية
،1996ص ،24وما بعدىا.
2
المادة (/156أ) مف قانوف الشركات األردني رقـ 22لسنة 1997ـ ،المعدؿ.
136
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
التجاري 1Wrongful Tradinويشمؿ التعويض ما لحؽ الغير مف خسارة ،وما فاتو مف
كسب( .)2وال تستطيع الشركة األـ التخمص مف المسؤولية إال بإثبات السبب األجنبي.
كما تسأؿ الشركة األـ مسؤولية تقصيرية عف األخطاء غير العقدية التي ترتكبيا،
وتسبب ضر ًار لمغير .ولكي تتحقؽ المسؤولية التقصيرية لمشركة يجب أف يحصؿ خطأ مف
جانب الشركة األـ يترتب عميو ضرر ،وأف تقوـ عبلقة سببية بيف الخطأ والضرر .وبالنسبة
لؤلخطاء التي ترتكبيا الشركة وتؤدي إلى قياـ مسؤوليتيا التقصيرية ال يمكف حصرىا وانما
يمكف أف نذكر بعض األمثمة عمى ذلؾ.
فقد تقوـ الشركة األـ بإقامة شركة وليدة وىذه الشركة تظاىرت بأنيا تممؾ رأس ماؿ
كبير يمكنيا مف االستثمار في مشاريع كبيرة ،إال أنيا ،في الواقع ،كانت عاجزة عف ذلؾ،
مما سبب إرباكًا في السوؽ وألحؽ أض ار ًار ببعض المستثمريف.
كما تسأؿ الشركة األـ مسؤولية تقصيرية ،إذا ما سيطرت عمى مجموعة مف الشركات
الوليدة بقصد السيطرة عمى السوؽ وخمؽ احتكار لسمعة معينة يحوؿ دوف حصوؿ منافسة
مشروعة مف قبؿ شركات أخرى ،وىذا ما يمكنيا بالنتيجة مف فرض األسعار والشروط التي
تتطمع إلييا عمى المستيمكيف مما يمحؽ ضر اًر بيـ.3
1
شريؼ محمد غناـ ،المرجع السابؽ.385 ،
2
نصت المادة ( )266مف القانوف المدني األردني عمى ما يمي( :يقدر الضماف في جميع األحواؿ بقدر ما لحؽ المضرور
مف ضرر وما فاتو مف كسب بشرط أف يكوف ذلؾ نتيجة طبيعية لمفعؿ الضار) ،انظر بيذا الخصوص :امجد محمد
منصور ،النظرية العامة لبللتزامات ،مصادر االلتزاـ ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف2006 ،ـ ،ص.289
3
لينا حسف زكي ،الممارسات المقيدة لممنافسة كالكسائؿ القانكنية الالزمة لمكاجيتيا ،رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة
حمواف ،القاىرة2004 ،ـ ،ص.73
137
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
إذا ما تحققت المسؤولية المدنية لمشركة األـ فإنو سيحكـ بإلزاميا بالتعويض ،وتكممة
ديوف الشركة الوليدة التي تسيطر عمييا الشركة األـ ،إذا لـ ِ
تكؼ أصوؿ الشركة الوليدة لسداد
ىذه الديوف .وىو ما يطمؽ عميو دعوى تكممة الديوف ،وىي دعوى تقاـ عمى أساس المسؤولية
المدنية ،وتيدؼ إلى نقؿ كؿ ديوف الشركة الوليدة أو جزء منيا إلى الشركة األـ ،وىي دعوى
ليا مميزات خاصة ال مجاؿ لمتطرؽ إلييا ىنا.
كما يمكف مساءلة الشركة األـ عف طريؽ التوسع في إفبلس الشركة الوليدة ،بحيث
تتعرض الشركة األـ ىي األخرى إلى إجراءات التسوية أو التصفية القضائية التي تتعرض
ليا الشركة الوليدة ،حيث يستطيع دائنو الشركة الوليدة التنفيذ عمى أمواؿ الشركة الوليدة
والشركة األـ في آف واحد ،ألف أمواؿ الشركة األـ ضامنة لموفاء بديونيا الخاصة بيا،
وبديوف الشركة الوليدة عمى السواء.1
وفي الختاـ ،ال بد مف اإلشارة إلى أنو إذا ما قضي بمسؤولية الشركة األـ فسوؼ
تظير عقبات أخرى تجعؿ مف تطبيؽ ىذه األحكاـ ليس باألمر السيؿ ،كنظاـ إقميمية
اإلفبلس ،ومشكمة تنفيذ األحكاـ األجنبية ،ونظاـ التحكيـ ،مما يتطمب بذؿ جيود دولية لتبني
اتفاقيات دولية تذلؿ مثؿ ىذه العقبات .
نستخمص مما تقدـ أنو ،وبسبب تطور االقتصاد العالمي وظيور ما يسمى باالقتصاد
الحر ،ظيرت مشاريع عمبلقة بحاجة إلى تكتبلت مالية واقتصادية ضخمة إلدارة مثؿ ىذه
المشاريع ،ولـ تعد إمكانات الشركات الكبلسيكية ،كشركة التضامف ،أو ذات المسؤولية
المحدودة ،أو التوصية البسيطة ،أو باألسيـ ،أو المساىمة العامة ،أو الخاصة ،قادرة عمى
مثؿ ىذه المشاريع .والمشكمة األخرى ىي أف منتجات تمؾ المشاريع تتركب مف أكثر مف
مادة يكمؿ بعضيا البعض ،فالشركة التي تنتج المشروبات الغازية بحاجة إلى أواني زجاجية
1
شريؼ محمد غناـ ،المرجع السابؽ ،ص.417
138
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
أو معدنية لتعبئة منتجاتيا ،عمماً بأف الشركة محددة بنشاط واحد مثبت في نظاميا األساسي.
وال يحؽ ليا ممارسة أكثر مف نشاط ،لذلؾ فكرت ىذه الشركات بإنشاء شركات تابعة ليا كما
أف ىذه الشركات لدييا الرغبة في السيطرة عمى السوؽ وعدـ دخوؿ شركات منافسة ليا وىذا
ما عزز لدى ىذه الشركات فكرة إنشاء شركات تابعة ليا ،إال أف المشكمة ىي كيفية السيطرة
عمى ىذه الشركات ،عمى اعتبار أف كؿ شركة مف ىذه الشركات تتمتع بشخصية قانونية
مستقمة ،وأنيا ليست فروعاً لمشركة األـ لكي تأتمر بأوامرىا ،لذلؾ تـ المجوء إلى فكرة الشركة
القابضة ،حيث توجد شركة أـ تسيطر عمى مجموعة مف الشركات التابعة بموجب آلية معينة
يحددىا القانوف .
وبما أف فكرة الشركة القابضة ىي فكرة حديثة وخاصة في الدوؿ النامية ،لذلؾ نرى أف معظـ
القوانيف العربية لـ تتطرؽ ليذه الشركة وكذلؾ المؤلفات والبحوث في ىذا المجاؿ قميمة جداً،
المشرع األردني سباقاً في التطرؽ ليذا النوع مف الشركات ،انطبلقاً مف رغبة أولي
ِّ وكاف
األمر بتشجيع االستثمار في األردف ،وحاجة ىذا االستثمار إلى مشاريع ذات إمكانية مالية
عالية وقد خصص ليذا النوع مف الشركات المواد ( ،)208 – 204وقد اقتصرت ىذه المواد
عمى طريقة تأسيس الشركة القابضة ،حيث حصرىا بنوع معيف مف الشركات لغرض تسييؿ
آلية عمؿ الشركة القابضة ،كما تـ حصر نشاطيا في مجاؿ معيف ىو إدارة الشركات التابعة
ليا وتوجيييا؛ أي أف اتصاليا بالجميور لـ يكف مباش اًر ،وانما عف طريؽ الشركات التابعة
ليا.
أما بالنسبة لمجمع الشركات فقد نشأت ،أيضًا ،تحت ظؿ االقتصاد الحر وظيور ما
يسمى بعولمة االقتصاد ،أو دولية اإلنتاج ،فمـ يعد اقتصاد أي دولة متأث اًر بما يجري داخؿ
تمؾ الدولة فقط ودوف تأثر بالعوامؿ الخارجية .فمـ تعد الشركات الضخمة مكتفية بأسواقيا
الداخمية ،وانما أخذت تبحث ليا عف أسواؽ في الخارج ،كما أف منتجات ىذه الشركات تدخؿ
139
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
في صناعتيا أكثر مف مادة ،كصناعة السيارات ،فيي بحاجة إلى المطاط والزجاج ،وقد ال
تكوف كؿ ىذه المواد متوفرة ،إال أف المعرفة التكنولوجية غير متوفرة لدييا ،وانما متوفرة في
دولة أخرى ،لذلؾ ظيرت فكرة إنشاء الشركات المتعددة الجنسيات ،أو ما يطمؽ عمييا الشركة
متعددة القوميات ،أو عابرة الحدود ،وميما كانت التسمية فالغاية واحدة .
وقد بدأت الواليات المتحدة بيذا االتجاه ،حيث أخذت تسيطر أو تنشأ ليا شركات في
أسواؽ الدوؿ األوروبية التي وجدت نفسيا أماـ سيطرة الشركات األمريكية ،فبادرت إلى عقد
اتفاقية روما لسنة 1957ـ التي أنشأت بموجبيا السوؽ األوروبية المشتركة التي أعطت
دعماُ لمدوؿ المنظمة ليذه السوؽ إلنشاء شركات متعددة الجنسيات .ثـ جاءت بعد ذلؾ
تنشأ العبلقة بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا مف خبلؿ آليات وصيغ
قانونية نظمتيا قوانيف الشركات وحددت مساراتيا بشكؿ يحقؽ سيطرة الشركة القابضة عمى
القرار في الشركة التابعة ليا ويضمف تحكميا في إدارتيا وتوجيييا سواء كاف ذلؾ مف خبلؿ
تأسيس الشركة القابضة لمشركة التابعة أو مف خبلؿ تممؾ الشركة القابضة أغمبية أسيـ
1 رأسماؿ الشركة التابعة أو مف خبلؿ اتفاقيات التصويت المبرمة مع المساىميف
ذلؾ أف فكرة الشركة القابضة تقوـ عمى مبدأ أساسي ىو إدارتيا لمشركات األخرى التي
تساىـ بنصيب في رأسماليا واذا كاف مضموف اإلدارة ىو اإلشراؼ عمى اآلخريف في تنفيذ
ٌ 1حٌى عبد الرحمان رضا ,الجوانب القانونٌة لمجموعة الشركات عبر الوطنٌة ,طبعة ,1دار النهضة العربٌة ,القاهرة
,1994ص 320
140
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
غرض معيف فمكي يكتب النجاح ليذه اإلدارة البد ليا مف أف تقوـ عمى مفيوـ السمطة لكي
تتواصؿ مف خبلؿ ىذه السمطة إلى تحقيؽ أىداؼ الشركة وتتجسد ىذه السمطة في عبلقة
التبعية التي تربط بيف الرئيس والمرؤوس ومف ثـ البد أف يتمتع مديرو الشركة بالسمطات
المالية 1 البلزمة لفرض إرادتيـ عمى اآلخريف سواء كاف ذلؾ بالضغط أو بالتيديد بالعقوبات
قد تبدو العبلقة بيف الشركتيف القابضة والتابعة عبلقة اقتصادية بحتة تستند عمى
أساس مساىمة الشركة القابضة في رأسماؿ الشركة التابعة وال تختمؼ بذلؾ عف أية عبلقة
قائمة بيف الشركة ومساىمييا إال ف البحث المتعمؽ في ىذه العبلقة يكشؼ خصوصيتيا
وازدواجيتيا التي تنبع مف األسموب الخاص الذي تنتيجو الشركة القابضة في ممارسة النشاط
االقتصادي
مجرد االستثمار ،وانما غايتيا األساسية السيطرة عمى تمؾ الشركات التابعة لتكويف مشروع
اقتصادي متكامؿ ،عمودياً وأفقياً ،يبدأ مف الحصوؿ عمى المواد األولية ،ومف ثـ التصنيع
والتسويؽ ،ويكوف عمى رأس ىذا المشروع الشركة األـ التي تتولى وضع إستراتيجية معينة
تسير عمييا الشركات التابعة ،ولكي تضمف الشركة األـ التزاـ الشركات التابعة ليا بيذه
اإلستراتيجية تقوـ بتعييف أعضاء مجالس إدارة ىذه الشركات لغرض السيطرة عمييا ،وتتجمى
مظاىر ىذه السيطرة في تحديد السياسة االستثمارية والمالية ،ووضع الخطة اإلنتاجية.
وحً فاروق لقمان ,سلطات ومسؤولٌات المدٌرٌن فً الشركات التجارٌة ,دار الفكر العربً ,القاهرة,بدون سنة
1طبع,ص 38
141
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ولقد سبؽ أف ذكرنا بأف الشركة التابعة تتمتع بشخصية معنوية مستقمة عف الشركة
كبي اًر في رأس ماؿ الشركة التابعة ،مما يمكنيا مف تعييف أعضاء مجمس اإلدارة ،أو عزليـ،
ومف ثـ السيطرة عمى ق اررات ىذا المجمس.
الفرع األكؿ :مسؤكلية الشركة القابضة باعتبارىا مدي ارن لمشركة التابعة
إف تممؾ الشركة القابضة عمى نسبة كبيرة مف أسيـ الشركة التابعة أعطاىا اإلمكانية
بتعييف أعضاء مجمس إدارة الشركة التابعة ،أو عزليـ ،ومف ثـ السيطرة عمى مجمس إدارتيا،
وىذا ما أعطاىا وصؼ المدير ،وأف توقيع المدير وما يقوـ بو مف تصرفات تتعمؽ بالشركة،
وتقع ضمف صبلحياتو ينصرؼ أثره إلى الشركة ،وىذا ىو ما أكدتو محكمة النقض
عدت الشركة األـ
المصرية 1وكانت محكمة السيف الفرنسية أوؿ مف سار بيذا االتجاه ،حيث ّ
مسؤولة عف ديوف الشركة التابعة ،استناداً إلى ما يسمى بييمنة سيد المشروع ،حيث تييمف
الشركة األـ عف طريؽ مديرىا المعيف في الشركة الوليدة ،والمييمف عمى مقدرات ىذه الشركة
ويتصرؼ فييا وكأنيا مشروعو الخاص.
1
طعف رقـ 897لسنة 53ؽ جمسة ،1988/12/26انظر ىذا الحكـ في المستشار معوض عبد التواب ،المستحدث في
القضاء التجاري أحكما النقض التجاري في خمسة عشر سنة 1990-1975ـ ،القاىرة 1990ـ ،ص.338
142
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
قضت ىذه المحكمة أف السيطرة اإلدارية 1 ففي حكـ صادر ليا في 8يونيو 1938
التي تمارسيا الشركة األـ عمى الشركة الوليدة مباشرة ،أو عف طريؽ وسيط يجعؿ مديري
الشركة الوليدة يخضعوف ،عندما يمارسوف نشاطيـ ،لسيطرة مجمس إدارة الشركة األـ ،فتبدو
الشركة الوليدة وكأنيا واجية لمشركة األـ ،وبما أف الشركة األـ تمتمؾ معظـ رأسماؿ الشركة
الوليدة فتبدو ذمتيا المالية مختمطة ،وتبدو الميزانية بأرباحيا وخسائرىا واحدة في الشركتيف.
وبما أف الشركة القابضة ىي شخص معنوي ،وأنيا ال تستطيع التعبير عف إرادتيا إال
مف خبلؿ شخص طبيعي يمثؿ إرادتيا في إدارة الشركة التابعة ،لذلؾ فيي ،وبناء عمى ما
تممكو مف حصة كبيرة في رأس ماؿ الشركة التابعة ،تقوـ بتعييف أشخاص يمثمونيا في
وىذا ما ورد في المادة ( /204د) مف قانوف الشركات األردني عندما قضت بأف تقوـ
الشركة القابضة بتعييف ممثمييا في مجالس إدارة الشركة التابعة بنسبة مساىمتيا .كما قضت
المادة (/205أ) مف قانوف الشركات أعبله بأف مف غايات الشركة القابضة ىو إدارة الشركات
التابعة ليا أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساىـ فييا.
وتظير ىيمنة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة بوضوح ،مف خبلؿ المادة
(/206أ )1/مف قانوف الشركات األردني ،عندما قضت بأف إحدى طرؽ تأسيس الشركة
القابضة ىو أف تؤسس شركة مساىمة عامة تنحصر غاياتيا في األعماؿ المنصوص عمييا
في المادة ( ، )205وفي تأسيس شركات تابعة ليا ،بحيث تخدـ ىذه الشركات التابعة أغراض
الشركة القابضة
1
حكـ محكمة السيف التجارية 8 ،يونيو ،سنة ،1938الحكـ مشار إليو في حسف محمد ىند ،مدل مسؤكلية الشركة األـ
عف ديكف شركتيا الكليدة في مجمكعة الشركات مع إشارة خاصة إلى الشركة المتعددة القكميات ،رسالة دكتوراه،
جامعة عيف شمس1997 ،ـ ،ص.82
143
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
الفرع الثاني :مسؤكلية الشركة القابضة باعتبارىا مساىمان كبي ارن في الشركة التابعة
لقد أقيمت مسؤولية الشركة القابضة عف ديوف الشركة التابعة في بداية األمر تحت
مسمى استخداـ المدير (الشركة القابضة) ألمواؿ الشركة التابعة ألغراضو الخاصة ،وكما
تقوـ الشركة القابضة بتحويؿ أرباح الشركة التابعة إلى حساباتيا الخاصة ،وبذلؾ فيي تتحمؿ
المسؤولية عف ديوف الشركة التابعة.1
إال إننا مع الرأي القائؿ :بأف ال داعي لمجوء لمثؿ ىذا التبرير إلقامة مسؤولية الشركة
القابضة عف ديوف الشركة التابعة؛ ألف ،وكما ذكرنا سابقاً ،الشركة القابضة مع الشركات
التابعة تشكؿ وحدة اقتصادية متكاممة تتجمع لدييا كافة الحسابات المالية ،وخاصة عندما
تكوف الشركة التابعة ممموكة بالكامؿ لمشركة القابضة ،فبإلقاء نظرة عمى ميزانية الشركة
القابضة يظير لديؾ بوضوح بأف ىذه الميزانية ما ىي إال ميزانية تجمع حسابات الشركة
القابضة والشركات التابعة ليا.
وىذا يعني أف ىناؾ تكامبلً مالياً واقتصادياً بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا.
إلى القوؿ بأنو 2 مما يعني وحدة المسؤولية تجاه ديوف الشركة التابعة .وىذا ما دعا البعض
يحؽ لممحكمة ،في حالة تحقؽ ديوف عمى إحدى الشركات التابعة ،أف تتخذ إجراءات
جماعية ضد مجموعة الشركات المكونة لمشركة القابضة ،باعتبارىا وحدة اقتصادية واحدة،
رغـ أف كبلً منيا ُّ
تعد شركة مستقمة ،ألف الشخصية المعنوية المستقمة لكؿ مف ىذه الشركات
ما ىي إال شخصية رمزية ،ال وجود ليا مف حيث الواقع.
1
حسف محمد ىند ،مدل مسؤكلية الشركة األـ عف ديكف شركتيا الكليدة في مجمكعة الشركات مع إشارة خاصة إلى
الشركة المتعددة القكميات ،رسالة دكتوراه ،جامعة عيف شمس1997 ،ـ ،ص.90
2
Paul, H.Walgealach, Principles of accounting 4end, Harcourt Brace Publisher, Florida
U.S.A, 1987, p.652.
144
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
إذف األصؿ ىو احتراـ استقبلؿ الشخصية المعنوية لكؿ مف الشركة القابضة والشركة
التابعة ،إال إنو ،وبسبب ىذا التداخؿ المالي واالقتصادي بيف الشركتيف ،جعؿ الشركة
القابضة مسؤولة عف ديوف الشركة التابعة.
وفي الواقع أف دائف الشركة التابعة ال يمجأ لمطالبة الشركة القابضة بتسديد ديونو ،إذا
كاف الوضع المالي لمشركة التابعة جيدًا ،وانما يمجأ إلى وحدة المسؤولية ،إذا كاف وضع
الشركة التابعة متدىو ًار.
وختاماً ،ال بد مف اإلشارة إلى أف قانوف الشركات األردني قد اظير ،وبوضوح ،الوحدة
المالية بيف الشركة القابضة والشركات التابعة ليا عندما قضت المادة ( )208منو بأنو عمى
الشركة القابضة أف تعد في نياية كؿ سنة مالية ميزانية مجمعة ،وبيانات األرباح ،والخسائر،
والتدفقات النقدية ليا ،ولجميع الشركات التابعة ليا ،وأف تعرضيا عمى الييئة العامة مع
اإليضاحات والبيانات المتعمقة بيا ،وفقًا لما تتطمبو معايير المحاسبة وأصوليا ،ومعايير
التدقيؽ الدولية المعتمدة
يعد غرض الشركة جزءا مف إرادة الشركاء المؤسسيف في عقد الشركة وىو محورىا
الذي أسست مف أجمو وىو اليدؼ القريب الذي يسعى الشركاء لتحقيقو ويعمؿ المديروف عمى
أف الغرض مف تأسيس 1 نجاحو وىو الذي يحدد إطار نشاط الشركة بؿ ويرى البعض
الشركة الذي يشتمؿ عميو عقد تأسيسيا ىو الذي يحدد مدى أىميتيا ومف ثـ فإنو يعد منطمقا
لتحديد سمطات وصبلحيات العامميف في الشركة وليذا كاف مف الواجب ابتداء تحديد غرض
الشركة بوضوح في عقد تأسيسيا ليتمكف الغير مف التعرؼ عمى مجاؿ نشاط الشركة وحدود
أىميتيا
1
حمٌد مجٌد العنبكً ,الشركات فً القانون االنكلٌزي ,طبعة ,1مكتبة عدنان ,بغداد ,2004ص 11
145
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
وتأسيسا عمى ما تقدـ يكوف مف الضروري أف تتقيد الشركة بغرضيا المنصوص عميو
في عقد تأسيسيا وال تتجاوزه إال بعد تعديمو وفقا لمقانوف واال أصبحت عرضة لممساءلة لكف
أحيانا قد تتجاوز الشركة غرضيا مدفوعة برغبتيا في السيطرة عمى السوؽ والتحكـ في
مفاصؿ النشاط الذي تباشره األمر الذي يثير التساؤؿ عف الوضع القانوني ليذه الشركة وعف
القيمة القانونية لتصرفاتيا وعقودىا التي تبرـ مع الغير في حدود تجاوزىا لغرضيا ؟
الشركة القابضة فعميا ىي شركة يتـ تأسيسيا وتسجيميا طبقا لمقانوف لكنيا لـ تسجؿ
شركة قابضة ومع ذلؾ فيي تمارس نشاطيا شركة قابضة مف دوف تعديؿ عقد تأسيسيا ومف
دوف استيفاء اإلجراءات التي اشترطيا القانوف لتحوليا إلى شركة قابضة فينا يطرح السؤاؿ
حوؿ الوضع القانوني لمثؿ ىذه الشركة ومدى مسؤوليتيا عف تصرفاتيا وعقودىا التي تبرميا
مع الغير
يحدث ذلؾ حيف تقوـ شركة ليست قابضة بالسيطرة عمى شركة أخرى سواء مف خبلؿ شرائيا
أغمبية أسيـ وحصص رأسماؿ تمؾ الشركة أو مف خبلؿ أية وسيمة مف شأنيا تمكينيا مف
فرض سيطرتيا عمييا عمى الرغـ مف كوف الشركة األولى –المسيطرة – ليست مسجمة رسميا
بوصفيا قابضة ولـ يدرج في عقد تأسيسيا ما يشير إلى ذلؾ وبالتالي نكوف في مواجية
سيطرة فعمية لمشركة األولى عمى الشركة الثانية وفي الحياة العممية لمشركات ليس مف
المستبعد تحقؽ حالة الشركة القابضة فعميا (تجاوز الشركة لغرضيا) سواء تحقؽ ذلؾ عبر
تجاوز مقدار ما تممكو الشركة المسيطرة مف رأسماؿ شركة أخرى نسبة ( )%50منو أو عبر
اعتمادىا وسائؿ السيطرة الفعمية المستندة إلى اتفاقات التصويت وعقود إدارة الشركات
لكف ينبغي عدـ الخمط بيف الشركة القابضة فعميا و (الشركة الفعمية ) إذ أف األولى
ىي شركة حقيقية ومسجمة طبقا لمقانوف لكنيا تمارس مياـ الشركة القابضة خبلفا لعقد
تأسيسيا أما الشركة الفعمية فيي شركة تنشأ صحيحة في ظاىرىا وتتعامؿ مع الغير إلى أف
146
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
يحكـ ببطبلنيا لعدـ مراعاة الشركاء في تأسيسيا بعض القواعد التي نص عمييا القانوف أي
أف الثانية تقوـ عمى أساس االعتراؼ بوجود الشركة فعميا ثـ يتقرر بطبلنيا بعد مزاولتيا
لنشاطيا
وكثيرة ىي األسباب التي تدعو وتييئ لقياـ الشركة القابضة فعميا ويأتي في مقدمتيا
القصور في التنظيـ القانوني لتأسيس الشركات والرقابة عمى نشاطيا وقياـ الشركة (القابضة
فعميا ) بإرادة عمدية ويضيؽ احتماؿ وجودىا في ظؿ التشريعات التي أخذت بالشركة
القابضة وأوردت نصوصا تفصيمية ألحكاميا وحددت الشكؿ القانوني الذي تتخذه وحددت
وذلؾ حرصا عمى اقتصادىا الوطني لذلؾ 1 أغراضيا وما يحظر وما ال يحظر عمييا
يبلحظ أف أغمب الدوؿ التي اعتمدت تقييد نشاط الشركات القابضة ىي دوؿ ذات االقتصاد
النامي غرضيا حماية اقتصادىا وشركاتيا مف سطوة الشركات القابضة العمبلؽ و وتحكميا
البلمحدود
وعندما يخمو التشريع مف نصوص قانونية تنظـ تأسيس الشركة القابضة ونشاطيا فاف
المجاؿ يغدو رحبا أماـ الشركات لممارسة ىيمنتيا عمى شركات أخرى بوسائؿ شتى يأتي في
مقدمتيا تممؾ نسبة مف حصص ا واسيـ رأسماؿ تمؾ الشركات وبطبيعة الحاؿ فاف الشركات
األولى –المييمنة -ال تكوف مقيدة بغرضيا المثبت في عقد تأسيسيا كما أنيا غير ممزمة
بتممؾ أغمبية رأس ماؿ الشركات األخرى المستيدفة لتحقيؽ حالة السيطرة ألنو ليس ثمة
نصوص قانونية تنظـ سيطرتيا عمى الشركات األخرى وتطالبيا بتممؾ نسبة محددة مف رأس
الماؿ شرطا لسيطرتيا عمييا
ىذا مف ناحية ومف ناحية أخرى فاف تممؾ الشركة لنسبة ال تتجاوز %20أحيانا مف
رأس ماؿ شركة أخرى قد يكفي لتحقيؽ السيطرة عمييا في ظؿ ظاىرة التغيب المستمر
محمد ٌونس محمد العبٌدي ,مسؤولٌة الشركة القابضة على الشركة التابعة ,دراسة مقارنة ,دار الكتب القانونٌة ,دار
1شتات للنشر والبرمجٌات مصر ,اإلمارات ,2016ص 115
147
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
ويبلحظ أف قياـ الشركة (القابضة فعميا) بإرادة عمدية يحدث عندما تمارس الشركة
دور الشركة القابضة عمى الرغـ مف قياـ السند القانوني لممارستيا ىذا الدور في القانوف أو
في عقد تأسيسيا بمعنى أف تتجاوز الشركة أغراضيا المذكورة في عقد الشركة وشيادة
تأسيسيا لتمارس نشاطيا كشركة قابضة دوف اإلفصاح عف حقيقة ذلؾ لتجنب األعباء
وااللتزامات التي يرتبيا القانوف عمى الشركة القابضة السيما واف اغمب التشريعات تشترط
1 ذكر غرض التأسيس بوصفو بيانا إلزاميا في عقد تأسيس الشركة
والواقع أف غرض الشركة ىو جزء مف إرادة الشركاء المؤسسيف في عقد الشركة وىو
محورىا الذي أسست مف أجمو وىو اليدؼ الذي يسعى الشركاء لتحقيقو ويعمؿ المديريف عمى
أف الغرض مف تأسيس 2 إنجاحو وىو الذي يحدد إطار نشاط الشركة بؿ ويرى البعض
الشركة الذي يشتمؿ عميو عقد تأسيسيا ىو الذي يحدد مدى أىميتيا ومف ثـ فانو يعد منطمقا
لتحديد سمطات وصبلحيات العامميف في الشركة فإذا أراد الشركاء أو المدراء تجاوزه إلى
غرض آخر وجب عمييـ تعديؿ عقد الشركة أو نظاميا األساسي بموافقة األغمبية المطموبة
المقررة قانونا إلجراء ىذا التعديؿ وبخبلؼ ذلؾ فاف تجاوز الشركاء أو أعضاء مجمس اإلدارة
ة أو المدراء لغرض الشركة يعد انحرافا عف صبلحيتيـ ويجعميـ عرضة لممساءؿ
130
الباب األول :طبيعة العالقة القانونية لمكونات مجمع الشركات
131
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
149
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
149
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
في ىذا الباب سنتطرؽ إلى الطبيعة القانكنية لمسؤكلية الشركة القابضة –أك الشركة األـ في
بعض التشريعات المقارنة – عف الشركة التابعة كفؽ أىـ نظريتيف في الفقو كىما النظرية
التنظيمية كالنظرية العقدية حيث سيتـ النظر في المركز القانكني لمشركة القابضة في
المجمع ىؿ ىي ككيؿ عف الشركة التابعة أك عامؿ لدييا في إطار عقد كما ىي أركاف
المسؤكلية في حالة قياميا ىذا مف جية كمف جية أخرل سيتـ التطرؽ إلى انقضاء الشركة
القابضة ك كيفية تصفيتيا ك في األخير ذكر بعض أىـ التطبيقات كأحكاـ مسؤكلية الشركة
القابضة عف الشركة التابعة
150
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
قد يطرح التساؤؿ عف الطبيعة القانكنية لمسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة
كما إذا كانت ىذه المسؤكلية عقدية أـ أنيا مسؤكلية عف العمؿ غير المشركع ؟ كلإلجابة
عف ىذا التساؤؿ يجب معرفة طبيعة المركز القانكني لمشركة القابضة داخؿ إطار الشركة
التابعة الف ىذا المركز كاف كال يزاؿ مكضع خالؼ فقيي بيف رأييف يرجع احدىما المركز
القانكني لمشركة القابضة إلى أساس عقدم في حيف يرجعو اآلخركف إلى أساس تنظيمي
يرل بعض الفقو 1أف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا ىي
رابطة عقدية مصدرىا العقد المبرـ ما بيف الشركة مف جية كأعضاء مجمس اإلدارة مف جية
أخرل كمف ثـ فاف المسؤكلية المترتبة عف أم إخالؿ يصدر عف أم عضك مف أعضاء
مجمس اإلدارة ىي المسؤكلية العقدية 2كتأسيسا عمى ذلؾ يمكف القكؿ باف المركز القانكني
لمشركة القابضة في الشركة التابعة كفؽ النظرية العقدية يعد مرك از عقديا ناشئا عف العقد
المبرـ بيف الشركتيف بكصؼ الشركة القابضة مدي ار لمشركة التابعة أك عضكا في مجمس
إدارتيا
1
أبك زيد رضكاف ,شركات المساىمة ,طبعة , 1دار الفكر العربي القاىرة , 1983ص 211
أكرـ ياممكي ,القانون التجاري –الشركات -دراسة مقارنة,طبعة ,1دار الثقافة ,عماف ,2008ص 299
عرؼ بعض الفقو المسؤكلية العقدية (:المسؤكلية المترتبة عمى إخالؿ الشخص بتنفيذ التزاـ ناشئ عف العقد ) عبد الرزاؽ
2السنيكرم ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء , 1مصادر االلتزاـ ,دار النيضة العربية القاىرة ,1964ص 847
151
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
إال أف أنصار النظرية العقدية لـ يتفقكا حكؿ ماىية العقد القائـ بيف الشركة كأعضاء
مجمس إدارتيا كانقسمكا بيف مف يعد العقد عقد ككالة كمف يعده عقد عمؿ
ذىب بعض الفقو إلى القكؿ باف الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة تعد
ككيال عنيا لكف أنصار ىذه النظرية اختمفكا حكؿ تحديد نكع الككالة القائمة بيف أعضاء
مجمس اإلدارة كالشركة كما إذا كانت نيابة الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة نيابة
1 اتفاقية أـ قانكنية ؟ كما اختمفكا حكؿ تحديد أطراؼ عقد الككالة
يرل البعض 2أف النيابة القائمة بيف أعضاء مجمس اإلدارة كالشركة ىي نيابة تعاقدية
عمى أساس أف تعييف عضك مجمس اإلدارة يتـ بإيجاب مف الييئة العامة التي تصكت
لترشيحو كاختياره كقبكؿ مف عضك مجمس اإلدارة كعميو تككف المسؤكلية المترتبة عمى أم
إخالؿ يصدر عف أم عضك مف أعضاء مجمس اإلدارة ىي مسؤكلية عقدية عمى أساس أف
مركزىـ القانكني في الشركة ىك مركز عقدم كاف التزاماتيـ تجاىيا ناشئة عف عقد الككالة
في حيف إف جانبا آخر مف الفقو عمى الرغـ مف إق ارره بنيابة عضك مجمس اإلدارة عف
الشركة إال انو عارض تأسيس ىذه النيابة عمى فكرة الككالة العقدية كذىب إلى القكؿ باف
النيابة القائمة بيف عضك مجمس اإلدارة كالشركة مصدرىا ككالة قانكنية مشركطة عمى
أساس فرض القانكف لقكاعده اآلمرة في كؿ تفاصيميا فالقانكف ىك الذم يحدد كيفية اختيار
عضك مجمس اإلدارة ككيفية عزلو كحدكد سمطتو كصالحياتو بنصكص آمرة
1
أبك زيد رضكاف ,المرجع السابؽ ,ص 192
2
محمد عبد الكىاب المحاسنة ,المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في شركات المساىمة العامة ,طبعة ,1دار
جميس الزماف,عماف ,2010ص 27
152
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كفي ظؿ ىذه النظرية فاف الشركة القابضة – بكصفيا عضكا في مجمس إدارة
كبصفتيا 1 الشركة التابعة التي تساىـ بنصيب في رأسماليا-تعد ككيال عف الشركة التابعة
ىذه تستطيع تكلي مياـ اإلدارة في الشركات التابعة ليا كيمكنيا أف تترأس مجمس إدارة
الشركة التابعة كمف ثـ يمكنيا أف تتحكـ في إدارتيا مف خالؿ الشخص الطبيعي الذم
يمثميا كيعبر عف إرادتيا كتككف الشركة القابضة مسؤكلة عف أعماؿ ممثمييا تجاه الشركة
التابعة كتجاه الغير
كيرل البعض 2أف تكلي الشركة القابضة ىذا الدكر يعد مف صمب مياميا ألنو مف
المسمـ بو أف تككف شركة ما مديرة لشركة أخرل عندما تككف األخيرة تابعة لألكلى بؿ كيرل
ىذا البعض أيضا أف ىذه ىي الطريقة الدارجة كاألكثر فاعمية لمشركة القابضة لمممارسة
سيطرتيا كنفكذىا المباشر عمى الحياة القانكنية لمشركات التي تساىـ بنصيب في رأسماليا
لذا فاف اغمب التشريعات تعد المساىمة في رأسماؿ الشركة شرطا لعضكية مجمس اإلدارة
1985إذ لـ يشترط امتالؾ أسيـ في رأسماؿ باستثناء قانكف الشركات االنجميزم لسنة
الشركة لعضكية مجمس اإلدارة إال إذا تضمف ذلؾ النظاـ األساسي لمشركة
أما ما يتعمؽ بأطراؼ عقد الككالة فبما أف بعض الفقو عد العالقة التي تصؿ ما بيف
الشركة –بكصفيا شخصا معنكيا – كالشخص الذم يتكلى إدارتيا كابراـ التصرفات باسميا
كلحسابيا ىي عالقة عقدية تخضع لمقكاعد المنظمة لعقد الككالة فاف العقد يبرـ بإيجاب مف
خالؿ الترشيح كقبكؿ مف خالؿ التصكيت كتتحدد صالحيات الككيؿ مف خالؿ النصكص
القانكنية كمف خالؿ النظاـ األساسي لمشركة كمف خالؿ عقد التأسيس كمف خالؿ عقد
الككالة يمارس ممثؿ الشركة بصفتو ىذه شتى التصرفات القانكنية باسـ كلحساب األصيؿ –
الشركة -كتترتب المسؤكلية المدنية عف تمؾ التصرفات القانكنية بحؽ األصيؿ الذم صدرت
1
حسف محمد ىند ,المرجع السابؽ ,ص 118
2
محمد حسيف إسماعيؿ ,المرجع السابؽ ,ص 78
153
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
الف مقتضى النيابة انصراؼ أثر التصرؼ الذم يبرمو 1 تمؾ التصرفات باسمو كلحسابو
النائب إلى الشخص األصيؿ مع أف اإلرادة التي يقكـ عمييا التصرؼ ىي إرادة النائب ال
إرادة األصيؿ إضافة إلى ذلؾ فاف عزؿ أعضاء مجمس اإلدارة ال يمكف تفسيره إال بقكاعد
الككالة 2أم أف ىذا الجانب مف الفقو يرجع العالقة ما بيف الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا
إلى أساس عقدم كمف ثـ فاف ذلؾ يصؿ بنا إلى القكؿ باف المركز القانكني لمشركة القابضة
بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك احد أعضاء مجمس إدارتيا يتحدد مف خالؿ عقد الككالة
القائـ بيف الشركة التابعة مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل
إال أف أنصار ىذا االتجاه لـ يتفقكا حكؿ تحديد طرفي عقد الككالة القائـ بيف الشركة
إلى القكؿ باف 3 مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل فذىب البعض منيـ
طرفي عقد الككالة ىما مجمس اإلدارة كالييئة العامة لممساىميف كاف مجمس اإلدارة بدكره
يفكض رئيس مجمس اإلدارة السمطات الالزمة لممارسة أعماؿ ىذه اإلدارة لكف ىذا رأم
محؿ نظر لسببيف :
إف المساىميف مجتمعيف أك منفرديف ليس ليـ شخصية معنكية مستقمة عف الشركة
كمف ثـ فميس ثمة رابطة قانكنية بيف مجمكع المساىميف كأعضاء مجمس اإلدارة
الشيء الكثير الميـ باستثناء المكافقة المبدئية ألطراؼ عقد الككالة عمى إبراـ العقد ثـ يتكلى
المشرع إعماؿ قكاعده اآلمرة لتحكـ عالقات األطراؼ كىذا ما يصؿ بنا إلى القكؿ باف نيابة
1
عبد الرزاؽ السنيكرم ,الوسيط في شرح القانون المدني – المجمد األكؿ –الجزء ,7العقكد لكاردة عمى العمؿ ,القاىرة
, 1964طبعة ,1دار النيضة العربية ,ص 588
2
مصطفى كماؿ طو ,الشركات التجارية ,طبعة ,1دار الفكر الجامعي ,اإلسكندرية ,2008ص 254
3
أبك زيد رضكاف ,المرجع السابؽ ,ص 211
154
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
عضك مجمس اإلدارة عف شركتو ال تعدك أف تككف نيابة قانكنية شأنيا في ذلؾ شأف نيابة
أميف التفمسة
إف الشركة تستقؿ فكر تأسيسيا بشخصيتيا المعنكية عف األشخاص المساىميف فييا
فاف صح القكؿ أف أعضاء مجمس اإلدارة ىـ ككالء عف الشركة فيذا ال يعني إنيـ ككالء
أيضا عف مساىمي الشركة
ليذا فقد رفض البعض 1مف أنصار ىذا االتجاه الرأم المذككر عمى أساس أف شركة
المساىمة ىي شخص معنكم لو ذاتية تستقؿ عف ذاتية المساىميف فيعد مديركىا ككالء
عنيا كالمككؿ ىي الشركة كليس المساىمكف كانتيى ىؤالء إلى القكؿ باف طرفي عقد الككالة
ذىب جانب مف الفقو 2إلى القكؿ باف العالقة القائمة بيف الشركة كأعضاء مجمس
إدارتيا –بما فييـ الشركة القابضة – ىي عالقة عقدية لكنيا ال تقكـ عمى عقد الككالة كانما
تقكـ عمى عقد العمؿ كفي ظؿ ىذا االتجاه يعد مدير الشركة عامال مستخدما لدييا ككذلؾ
الحاؿ بالنسبة لرئيس مجمس إدارة الشركة كمديرييا كتخضع عالقة كؿ منيـ بالشركة –
بكصفيا صاحب العمؿ -لألحكاـ المنظمة لعقد العمؿ كينعقد العمؿ بإيجاب مف العامؿ مف
خالؿ ترشيحو نفسو في انتخابات أعضاء مجمس اإلدارة كقبكؿ مف الييئة العامة عند
إعالف نتائج االنتخابات كقد ينعقد عقد العمؿ بتعييف الشركة لمعامؿ دكف أية انتخابات
ككفقا ليذه النظرية تقكـ بيف الشركة القابضة بكصفيا عضك مجمس اإلدارة أك المدير كبيف
الشركة التابعة عالقة التبعية القانكنية التي يقكـ عمييا عقد العمؿ كبناء عمى عالقة التبعية
1
حسيف عامر ك عبد الرحماف عامر ,المسؤولية المدنية ,دار المعارؼ ,طبعة ,2القاىرة ,1979ص 432
2
ىشاـ عمي صادؽ ,دروس في قانون العمل ,طبعة , 1الدار الجامعية لمطباعة كالنشر ,بيركت ,1982ص86
155
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
ىذه يتكجب عمى الشركة القابضة بكصفيا عضك مجمس اإلدارة االلتزاـ بالقكاعد اآلمرة
لقانكف الشركات كالنظاـ األساسي لمشركة كعقد تأسيسيا كأف تأتمر بتعميمات كق اررات الييئة
العامة لمشركة التابعة بكصفيا ممثال عف صاحب العمؿ (الشركة التابعة) كاف تخضع
لتكجيياتيا كاشرافيا
إف المركز القانكني لمشركة القابضة في الشركة التابعة قد ينشأ ابتداء كيتحدد
بكصؼ األكلى مساىمة في رأس ماؿ الثانية مف خالؿ تممؾ الشركة القابضة ألسيـ أك
حصص في رأسماؿ الشركة التابعة كيرتب ىذا المركز القانكني لمشركة القابضة جممة مف
لكف قد يرافؽ ذلؾ أك يميو ذلؾ تكلي الشركة القابضة مياـ إدارة الشركة التابعة مف
خالؿ ممثمييا المعينيف منيا في مجمس إدارة الشركة التابعة فيترتب عف ذلؾ نشكء مركز
قانكني جديد لمشركة القابضة بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك عضك مجمس إدارتيا بما
يتضمنو ىذا المركز مف مباشرة الشركة القابضة عددا مف الحقكؽ ك االختصاصات
كتحمميا لمجمكعة مف االلتزامات حيث أف الشركة القابضة بحكـ مسؤكليتيا اإلدارية في
الشركة التابعة تتمتع بالصالحيات كالسمطات الكفيمة بتمكينيا مف ممارسة حقيا في إدارة
الشركة التابعة أثناء تكلييا المياـ اإلدارية التخطيطية كالتنظيمية كالفنية كالتنفيذية كالمالية
الالزمة لسير نشاط الشركة التابعة عدا ما كاف منيا داخال في اختصاصات الييئة العامة
كيشمؿ ذلؾ المياـ المنكطة بأعضاء مجمس اإلدارة حص ار متحديف كمنفرديف كتعد جزءا مف
1
احمد محمد محرز ,الوجيز في الشركات التجارية ,طبعة ,1القاىرة , 2003ص 418
156
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
صالحياتيـ كيغمب عمييا طابع االختصاص سكاء كاف مصدرىا القانكف أـ عقد الشركة أك
- 1مجموعة الحقوق المالية :كتتمثؿ في الحقكؽ ذات الطبيعة المالية التي تكتسبيا
الشركة القابضة بكصفيا احد المساىميف في الشركة التابعة كحؽ الشركة القابضة
في ممكيتيا لحصتيا مف أسيـ رأسماؿ الشركة التابعة كحؽ الشركة القابضة في
التصرؼ في أسيميا لمغير كحصة الشركة القابضة مف األرباح السنكية المحققة لدل
الشركة التابعة
- 2مجموعة الحقوق غير المالية :كتتمثؿ بالحقكؽ اإلدارية ذات الطبيعة غير المالية
كأىميا حضكر الشركة القابضة اجتماعات الييئة العامة لمشركة التابعة كالتصكيت
لمييئة العامة لمشركة التابعة كاقامة دعكل اإلبطاؿ ضد ق اررات الييئة العامة كمجمس
اإلدارة في الشركة التابعة يضاؼ إلييا حؽ الشركة القابضة في رفع دعكل
المسؤكلية ضد أعضاء مجمس اإلدارة متحديف أك منفرديف في حاؿ تخمت الشركة
التابعة عف مقاضاتيـ
كما يترتب لمشركة القابضة المبالغ كالمكافآت التي تستحؽ لممثمييا في مجمس إدارة
الشركة التابعة
أما في ما يتعمؽ بااللتزامات فيمكف أف نقسميا إلى التزامات ايجابية كالتي يككف
157
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-التزاـ الشركة القابضة بإيداع أسيـ الضماف 1خالؿ مدة محددة مف اختيارىا عضكا
في مجمس إدارة الشركة التابعة كاستمرار تممكيا لتمؾ األسيـ طكاؿ مدة عضكيتيا
إدارتيا 2 في مجمس اإلدارة لضماف المسؤكلية التي يمكف أف تترتب عمييا بسبب
-التزاـ الشركة القابضة باحتراـ مصمحة الشركة التابعة كيعد ىذا االلتزاـ جكىريا
كأساسيا ال يقبؿ التياكف فيو فعمى الشركة القابضة أف تتقيد في تصرفاتيا بكصفيا
احد أعضاء مجمس اإلدارة بما يحقؽ مصمحة الشركة التابعة كمف ثـ ليس ليا أف
تقكـ بتصرؼ مف شأنو اإلضرار بمصمحة الشركة التابعة ميما كانت المسكغات كاال
كاف تصرفيا عرضة لمطعف ببطالنو
-التزاـ الشركة القابضة ببذؿ عناية في تدبير مصالح الشركة التابعة –بمقدار ما يبذلو
الشخص في تدبير مصالحو الخاصة – كادارتيا إدارة سميمة كقانكنية عمى أال تنزؿ
في ذلؾ عف عناية الشخص المعتاد كيعني االلتزاـ ببذؿ عناية بذؿ الجيد لمتكصؿ
إلى غرض معيف سكاء تحقؽ ذلؾ الغرض المبتغى أـ لـ يتحقؽ فيك إذف التزاـ
بعمؿ ال تضمف نتيجتو 3كاال تحممت المسؤكلية عما يمحؽ الشركة التابعة كمساىمييا
كالمتعامميف معيا مف ضرر حتى كلك كاف ىذا األخير بسيطا
-التزاـ الشركة القابضة بإعداد قكائـ ميزانية مكحدة تبيف فييا الشركة القابضة أسماء
الشركات التابعة ليا كمقدار مساىمة الشركة القابضة في رأس ماؿ كؿ منيا عمى
إف تتفؽ السنة المالية لكؿ مف شركاتيا التابعة مع السنة المالية لمشركة القابضة
كيستيدؼ ذلؾ اإلفصاح لممساىـ في الشركة القابضة عف الكضع المالي ليا كالكاقع
1
أسيـ الضماف ىي الحد األدنى مف األسيـ تشترط قكانيف الشركات تممكيا لدل مف يرشح نفسو لعضكية مجمس إدارة
شركة المساىمة لضماف حقكؽ الشركة كالمساىميف كالدائنيف كالغير عف المسؤكلية التي قد تترتب بحؽ أعضاء مجمس
إدارة الشركة كلكي تككف لمعضك مصمحة جدية في رعاية أمكاؿ الشركة
فكزم محمد سامي ,المرجع السابؽ ,ص 426
2
مصطفى كماؿ طو ,المرجع السابؽ ,ص 270
3
عبد الرزاؽ السنيكرم ,الكسيط في شرح القانكف المدني ,ج , 1مصادر االلتزاـ ,المرجع السابؽ ,ص 537
158
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
أف العديد مف التشريعات المقارنة خصت ىذا االلتزاـ بنص خاص بو مراعاة
التزاـ المساىميف بالمحافظة عمى المعمكمات السرية لمشركة لمقكاعد العامة إذ يعد
كؿ إخالؿ بكاجب السرية يصدر عف أم مف ىؤالء كيسبب ضر ار لمشركة مكجبا
لقياـ مسؤكليتيـ تجاه الشركة
أما ما تعمؽ بااللتزامات السمبية فيي االلتزاـ باالمتناع عف عمؿ محدد كلعؿ مف أىـ
االلتزامات السمبية التي ينبغي لمشركة القابضة التقيد بيا في إدارة الشركة التابعة :
-التزاـ الشركة القابضة بتجنب التعارض بيف مصمحتيا الخاصة كمصمحة الشركة
التابعة إذ أكجبت بعض التشريعات عمى مدير الشركة أف يتجنب التعارض في
المصالح بينو -شخصيا -كبيف شركتو كاف يتجنب أم كضع قائـ أك يمكف أف يرتب
1
المادة ( )2/245مف قانكف الشركات المصرم
2
المادة ( )158مف قانكف الشركات األردني
3
المادة ( )3/153مف قانكف الشركات السكرم
4
المادة ( )175مف قانكف الشركات االنجميزم
159
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-التزاـ الشركة القابضة باالمتناع عف استغالؿ المعمكمات التي كصمت إلييا بحكـ
منصبيا في مجمس إدارة الشركة التابعة في الحصكؿ عمى فائدة ليا أك لغيرىا
-التزاـ الشركة القابضة بعدـ االقتراض مف شركتيا التابعة كعدـ محاكلة الحصكؿ
عمى كفالتيا لقركضيا الخاصة بيا في مكاجية الغير كلقد عد المشرع الفرنسي ىذا
1 النكع مف االتفاقات باطال
تؤسس المسؤكلية العقدية عمى كجكد عقد صحيح يفرض التزامات كاجبة التنفيذ لـ
يقـ المديف بتنفيذىا كمقتضى ىذه المسؤكلية إلزاـ المديف بالتعكيض عف عدـ تنفيذه اللتزامو
كفيما يخص مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة فاف ىذه المسؤكلية طبقا لمقكاعد
العامة تقكـ عمى أركاف ثالثة :الخطأ العقدم ,الضرر ,العالقة السببية
الخطأ العقدم بأنو (عدـ تنفيذ المديف اللتزامو الناشئ مف العقد 2 يعرؼ بعض الفقو
سكاء كاف عدـ التنفيذ يرجع إلى امتناعو أـ إلى إىمالو ) كلغرض التثبت مف عدـ تنفيذ
االلتزامات 3 المديف اللتزامو فاف بعض الفقو يذىب إلى التمييز بيف نكعيف مف
- 1االلتزام بتحقيق غاية :إذ يعد المديف مخال بتنفيذ التزامو إذ لـ يحقؽ الغاية التي
التزـ بتحقيقيا ككذلؾ إذا كانت الغاية ىي عدـ القياـ بعمؿ ما فاف المديف يككف
1
المادة () 21-223مف قانكف الشركات الفرنسي
2عبد الرزاؽ السنيكرم ,مصادر االلتزاـ ,المرجع السابؽ ,ص 735
3
عبد المجيد الحكيـ ,الموجز في شرح القانون المدني ,مصادر االلتزام ,طبعة ,5الجزء ,1المكتبة القانكنية ,بغداد
,2007ص 403
160
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
مخال بالتزامو متى قاـ بالعمؿ الذم التزـ باالمتناع عنو كمثاؿ عف االلتزاـ بتحقيؽ
غاية ,التزاـ الشركة القابضة بالمحافظة عمى المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة
ككتمانيا كعدـ تسريبيا إلى الغير كالتزاميا باحتراـ مصمحة الشركة التابعة كالتزاميا
بعد استغالؿ المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة في التعامؿ بأسيميا بشكؿ مخالؼ
لمقانكف
- 2االلتزام ببذل عناية :غالبا ما يظير ىذا النكع مف االلتزاـ مالصقا لاللتزاـ بتحقيؽ
غاية كذلؾ لتعمقو بطريقة تنفيذ المديف الممتزـ بتحقيؽ غاية التزامو إذ يتكجب عميو
اتخاذ بعض التدابير أك التزاـ درجة مف الحيطة كالحذر أك اعتماد األصكؿ الفنية
في تنفيذ التزامو لذا يعد المديف مخال بتنفيذ التزامو إذا لـ يبذؿ في تنفيذ التزامو
كاذا كاف مضمكف االلتزاـ ببذؿ عناية بذؿ الجيد لمتكصؿ إلى 1 العناية المطمكبة
غرض معيف سكاء تحقؽ ذلؾ الغرض المبتغى أـ لـ يتحقؽ فيك إذف التزاـ بعمؿ
كلكنو عمؿ غير مضمكف النتيجة
فالشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء مجمس إدارة الشركة التابعة أك احد مديرييا
ممزمة ببذؿ عناية في تدبير مصالح الشركة التابعة كادارتيا إدارة سميمة كقانكنية فالمشرع
االنجميزم قد اكجب عمى مدير الشركة بذؿ العناية المناسبة كالميارة كالمثابرة التي يمزـ
المدير ببذليا بعناية الشخص المعتاد التي تتمثؿ بالمعرفة العامة كالميارات كالخبرات
2 المتكقعة مف شخص يضطمع بمياـ المدير
صبرم حمد خاطر ,فكرة المعيار في نظام المسؤولية العقدية ,طبعة ,1دار الشتات لمنشر كالبرمجيات,مصر
,20101ص 75
2
المادة( )a.b/174مف قانكف الشركات االنجميزم
161
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كالخالصة انو في كمتا الحالتيف (تحقيؽ غاية ,بذؿ عناية ) فاف الخطأ العقدم
يتحقؽ في حاؿ إخالؿ الشركة القابضة بالتزاماتيا العقدية اتجاه الشركة التابعة كعقد
تأسيسيا
يتمثؿ ىذا الركف في الضرر الذم يمحؽ بالشركة التابعة بسبب إخالؿ الشركة
القابضة بتنفيذ التزاماتيا العقدية تجاه الشركة التابعة أك اتجاه مساىمييا أك اتجاه الغير
المتعامميف مع الشركة التابعة كانما ينبغي أف يحدث الخطأ ضر ار يمحؽ بأم مف ىؤالء
كيرل بعض الفقو أف الضرر الذم يرتب المسؤكلية عمكما يشترط في شرطاف :
كمثاؿ اإلخالؿ بحؽ لممضركر تخريب ممكية الشركة التابعة أك تبديد أمكاليا أك التجاكز
عمى ممكيتيا الفكرية مف براءات االختراع كحقكؽ االمتياز كغيرىا كمثاؿ األضرار بمصمحة
مالية لممضركر اإلساءة إلى المركز المالي لمشركة التابعة أك زعزعة الثقة العامة بيا
كاضعاؼ ائتمانيا
كالكاقع أف الضرر الذم قد تسببو الشركة القابضة لمشركة التابعة قد يتخذ صكر عديدة
يتعذر حصرىا كيأتي في مقدمتيا :
162
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-إخالؿ الشركة القابضة بأم مف إجراءات تأسيس الشركة التابعة األمر الذم يسكغ
لممساىميف كلمدائنيف مساءلتيا إذا أصابيـ ضرر مف جراء ىذا التقصير كيككف ليـ
1 الحؽ في التعكيض
-إرباؾ األكضاع المالية لمشركة التابعة
-زعزعة ائتماف الشركة التابعة كاإلخالؿ بالثقة العامة بيا
-التسبب بتكقؼ الشركة التابعة عف تسديد ديكنيا مما يعرضيا لشير إفالسيا
2 -التسبب بعدـ كفاية مكجكدات الشركة التابعة لتغطية ديكنيا
-تبديد أمكاؿ الشركة التابعة أك إنفاقيا في غير أغراض الشركة المقررة في عقدىا
يرل بعض الفقو 3أف أىمية العالقة السببية في مجاؿ المسؤكلية المدنية تكمف في
جانبيف:
إف العالقة السببية تحدد الفعؿ الذم سبب الضرر كسط األفعاؿ المتنكعة المحيطة
بالحادث فإذا كقع الضرر ككاف السبب في كقكعو ىك فعؿ المدعى عميو لـ يكف لو دكر في
حدكث الضرر فال مسؤكلية عميو
إف العالقة السببية ليا دكرىا في تحديد نطاؽ المسؤكلية عندما يؤدم الضرر
الحاصؿ إلى كقكع أضرار أخرل فيتطمب األمر تحديدا ما إذا كاف الشخص الذم تسبب في
الضرر األكؿ ممزما بتعكيض بقية األضرار المترتبة عمى الضرر األكؿ
1
كحي فاركؽ لقماف ,مصدر سابؽ ,ص 283
2
عزيز العكيمي ,مصدر سابؽ ,ص 251
3
عبد الرشيد مأمكف ,عالقة السببية في المسؤولية المدنية ,بحث منشكر في مجمة القانكف كاالقتصاد ,تصدر عف
جامعة القاىرة ,العدد 3ك ,4ص3
163
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
النظرية العقدية كجكد عالقة مباشرة بيف الخطأ الصادر عف الشركة القابضة كالضرر الذم
لحؽ بالشركة التابعة فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا رجع الضرر
أك فعؿ الغير أك خطأ الشركة التابعة كانت الشركة القابضة 1 لسبب أجنبي كالقكة القاىرة
غير ممزمة بتعكيض الضرر
كتثبت العالقة السببية بيف خطأ الشركة التابعة كالضرر الذم لحؽ بالشركة التابعة في حاؿ
تحقؽ الضرر كنتيجة ألم قرار اتخذه ممثمك الشركة القابضة في الشركة التابعة ذلؾ أف
الشركة –عمكما -ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا كمديرييا اتجاه الغير حسف النية
سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف المديريف تجاكزكا حدكد 2
سمطاتيـ
أما في ما يخص المشرع الجزائرم فقد أشار إلى خضكع أعضاء مجمس المديريف
إلى نفس المسؤكلية المدنية التي يخضع إلييا أعضاء مجمس اإلدارة في النظاـ التقميدم
إلدارة الشركة ،فقد تككف مسؤكلية شخصية أك تضامنية حسب األحكاؿ ،كفي حالة اإلفالس
أك التسكية القضائية ،يمكف أف يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة
.ىذا ما قضت بو صراحة (المادة 715مكرر ) 28مف القانكف التجارم ،بقكليا " :عندما
644إلى ، 3)672فإن أعضاء مجمس تكون الشركة خاضعة ألحكام المواد من (
المديرين يخضعون لنفس مسؤولية القائمين باإلدارة ،وفي حالة اإلفالس أو التسوية
1
تعرؼ القكة القاىرة بأنيا الحادث الذم يستحيؿ دفعو كال يمكف تكقعو ,عبد الرزاؽ السنيكرم ,الكسيط في شرح القانكف
المدني ,المرجع السابؽ ,ص 994
2
فسر بعض الفقو حسف نية الغير بككنو يجيؿ أف المدير يسيء استعماؿ سمطتو أك يتجاكز حدكد صالحياتو ,عزيز
العكيمي,المرجع السابؽ ,ص 315
3
أم عندما تككف شركة المساىمة خاضعة في إدارتيا لمنظاـ الحديث ،ألحكاـ القسـ الفرعي الثاني المتضمف المكاد مف
642إلى 673الذم أضيؼ بمكجب المرسكـ التشريعي رقـ 08/93 133المؤرخ في 25أفريؿ 1993المتضمف
تعديؿ القانكف التجارم.
164
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بيف حالتيف مف المسؤكلية بخصكص مسؤكلية 1 كلقد ميزت التشريعات المقارنة
أعضاء مجمس اإلدارة :
الحالة األولى المسؤولية المنفردة :تككف المسؤكلية المنفردة (شخصية) بحؽ عضك
المجمس الذم صدر عنو التصرؼ كفؽ تكزيع المياـ بيف األعضاء
الحالة الثانية المسؤولية الجماعية :كتتحقؽ عند صدكر التصرؼ عف المجمس فتككف
لكف معظـ التشريعات المقارنة 2 المسؤكلية جماعية (مشتركة ) بيف أعضائو متضامنيف
استثنت مف ىذه المسؤكلية نكعيف مف أعضاء مجمس اإلدارة :
-األعضاء الذيف ثبتكا اعتراضيـ عمى القرار أك التصرؼ في محضر االجتماع الذم
اتخذ القرار
-األعضاء الذيف تغيبكا عف االجتماع الذم اتخذ فيو القرار بسبب مشركع
كيعد ىذا المكقؼ تطبيقا لفكرة العالقة السببية حيث ال تترتب المسؤكلية إال بحؽ األشخاص
الذيف كاف ليـ دكر في التصكيت عمى القرار الخاطئ كما يعبر ىذا المكقؼ عف إنكار
لمشخصية المعنكية لمجمس اإلدارة حيث تـ التعامؿ معو عمى انو مجمكعة أعضاء كليس
عمى انو ىيئة متمتعة بالشخصية المعنكية
كبناءا عمى ما تقدـ فاف مسؤكلية لشركة القابضة عف الضرر الذم يمحؽ بالشركة
التابعة أك بمساىمييا أك بالغير ممف لو تعامؿ مع الشركة التابعة تقكـ إذا ثبت صدكر
1
المادة (/157ب) قانكف الشركات األردني ,المادة ( )1/159مف قانكف الشركات السكرم,
2
لطيؼ جبر ككماني,الشركات التجارية ,طبعة ,1مطبع الجامعة المستنصرية ,بغداد ,2006ص 249
165
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
التصرؼ الخاطئ (مف فعؿ أك امتناع) عف ممثمييا المعينيف مف قبميا في الشركة التابعة
ككذلؾ إذا ثبت قياـ ممثمي الشركة القابضة في الييئة العامة لمشركة التابعة كمجمس إدارتيا
بالتصكيت لصالح القرار الخاطئ الذم سبب الضرر إذا كاف تصرؼ ممثمييا ضمف حدكد
الصالحيات المخكلة ليـ مف الشركة التي يمثمكنيا أما إذا كاف تصرؼ ىؤالء تجاك از منيـ
لتخكيميـ فاف لمشركة القابضة الرجكع عمييـ
مف خالؿ ما تقدـ يبدك جميا أف الرأم القائؿ بخضكع العالقة بيف الشركة القابضة
كالشركة التابعة ألحكاـ عقد العمؿ ال يمكف قبكلو الف ذلؾ يعني بالتالي أف الشركة القابضة
ستككف تابعة لمشركة التابعة كىذا يناقض كاقع حاؿ العالقة بيف الشركتيف إذ أف الشركة
القابضة تمارس في الكاقع تحكما ك سيطرة بحؽ الشركة التابعة مستندة في ذلؾ إلى
مساىمتيا في رأسماؿ األخيرة
ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف القكؿ باف العالقة بيف الشركة القابضة بكصفيا
عضك مجمس إدارة الشركة التابعة أك مديرىا ىي عالقة ككالة كاف كاف يبدك اقرب إلى
الحقيقة ككاقع العالقة بيف الشركتيف إال أف النصكص القانكنية التي تحكـ عالقة الشركة
بمديرييا آخذة باالبتعاد عف ىذا التكييؼ بسبب كثرة تدخؿ المشرع بقكاعده اآلمرة في
المجمؿ كالتفصيؿ مف أحكاـ ىذه العالقة رغبة منو في حماية المساىميف كحماية الغير
حسف النية ممف لو تعامؿ مع الشركتيف إذ أف المشرع قد حدد سمفا شركط العضكية في
مجمس إدارة الشركة ككيفية انتخاب األعضاء كنسب تمثيميـ ككاجباتيـ كاختصاصاتيـ كما
يحظر عمييـ كنطاؽ مسؤكليتيـ كأسباب عزليـ بقكاعد آمرة ال تقبؿ االتفاؽ عمى مخالفتيا
األمر الذم يجعؿ ىذه العالقة اقرب ما تككف إلى النيابة القانكنية
166
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
المبحث الثاني :مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية التنظيمية
في ظؿ األىمية المتزايدة لدكر الشركة في اقتصاد اليكـ كانطالقا مف إدراؾ المشرع
لتمؾ األىمية فقد تدخؿ المشرع بنصكصو في الكثير مف المجمؿ كالتفصيؿ فيما يخص
تنظيـ الشركة حتى أصبحت الشركة تبدك في منأل عف الطبيعة التعاقدية كعمى مقربة مف
النظاـ القانكني المحاط بالعديد مف القكاعد القانكنية اآلمرة التي ال يجكز االتفاؽ عمى
مخالفتيا األمر الذم دفع جانبا مف الفقو إلى إنكار المركز العقدم لعضك مجمس إدارة
الشركة كالقكؿ باف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة مف جية كأعضاء مجمس إدارتيا
كمديرييا مف جية أخرل ىي رابطة تنظيمية كليست عقدية كمف ثـ فاف المسؤكلية المترتبة
كتعد فكرة المركز التنظيمي تعبي ار دقيقا عف حالة تدخؿ التشريع بقكاعد آمرة في التنظيـ
القانكني لمشركة عمى حساب مبدأ حرية األفراد في التعاقد كمبدأ سمطاف اإلرادة
إلى إنكار المركز العقدم لعضك مجمس إدارة شركة 1 ذىب جانب مف الفقو
المساىمة كيرل ىذا الجانب مف الفقو أف الرابطة التي تصؿ ما بيف الشركة مف جية
كأعضاء مجمس إدارتيا مف جية أخرل ىي رابطة تنظيمية كليست عقدية بمعنى أف عضك
1
أبك زيد رضكاف ,المرجع السابؽ ,ص 165
167
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
مجمس إدارة الشركة يرتبط بالشركة برابطة قانكنية ليس بصفتو ككيال عنيا كال أجي ار ليا
كانما بكصفو عضكا في الشركة كعنص ار جكىريا مف العناصر الداخمة في تككيف الشركة
كبنيانيا
كقد رفض أنصار ىذه النظرية فكرة الككالة العقدية لعضك مجمس اإلدارة عف الشركة
كاستند ىؤالء في رفضيـ فكرة الككالة إلى عدـ كجكد أم رابطة عقدية بيف أعضاء مجمس
الف الككالة أكال 1 اإلدارة كالشركة حتى يمكف رد التزاماتيـ بكصفيـ مديريف إلى ذلؾ العقد
كأخي ار ىي عقد ينعقد بارتباط اإليجاب كالقبكؿ كاف القكؿ بككالة عضك مجمس اإلدارة عف
الشركة يستمزـ إبراـ عقد بيف الطرفيف يتضمف تككيؿ الشركة لو كىذا أمر ال كجكد لو في
كاقع الشركة الف المركز القانكني لعضك مجمس اإلدارة محدد سمفا بأحكاـ قانكف الشركات
التي نظمت شركط العضكية في مجمس إدارة الشركة كنظمت طريقة اختيار األعضاء
كحددت اختصاصاتيـ كصالحياتيـ كالتزاماتيـ كمسؤكلياتيـ كطريقة عزليـ كمف ثـ فاف مف
يرشح نفسو لعضكية مجمس اإلدارة ال يستطيع التفاكض حكؿ تمؾ الضكابط كليس لو طمب
تعديميا أك مخالفتيا
تستمد النظرية التنظيمية جذكرىا مف النظرة الحديثة لمشركة كال سيما شركة المساىمة
بكصفيا منظمة أك مؤسسة تدير مشركعات حيكية ميمة ذات صمة كثيقة باالقتصاد الكطني
لمدكلة كذات مساس بمصالحيا العميا األمر الذم زاد مف تدخؿ التشريع في التنظيـ القانكني
لشركة المساىمة بنصكصو اآلمرة منذ بداية تأسيسيا في مرحمة االكتتاب ثـ رافقيا في
المرحمة الالحقة لمتأسيس سكاء في تقييد الشركة بأغراضيا المحددة في عقد التأسيس أك في
1
كحي فاركؽ لقماف ,المرجع السابؽ ,ص 272
168
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كغير ذلؾ مف األحكاـ التي تعكس تراجع 1 رأسماليا زيادة أك تخفيضا أك في تصفيتيا
فكرة العقد كتزايد تخؿ المشرع في تنظيـ الشركة بحيث أصبحت الشركة تبدك اقرب ما تككف
إلى نظاـ قانكني منيا إلى عقد
كمف ناحية أخرل كعمى الرغـ مف أف الفقو التقميدم يخضع عالقة عضك مجمس
اإلدارة بالشركة ألحكاـ الككالة تبعا لككنو منتخبا مف أغمبية الشركاء إال أف أنصار النظرية
التنظيمية يركف أف نيابة عضك مجمس اإلدارة عف الشركة ليست نيابة اتفاقية كانما ىي
2 نيابة قانكنية
كيقصد بالنيابة القانكنية إحالؿ إرادة شخص محؿ إرادة شخص آخر يمثمو في عمؿ
قانكني بحيث تتكلد آثار ذلؾ العمؿ مباشرة لمصمحة األصيؿ كمصدر ىذه النيابة ىك
القانكف الذم ينظميا كيرسـ حدكدىا مثؿ نيابة الكلي كالكصي كالقيـ كالحارس القضائي
كالمصفي كيحتج أنصار ىذا الرأم باف النيابة القانكنية ال تنحصر فقط بالنيابة التي يككف
مصدرىا القانكف كانما تشمؿ أيضا النيابة التي يرسـ القانكف حدكدىا كيتحكـ بقكاعدىا اآلمرة
كىذا ما يالحظ في نيابة عضك مجمس 3 ك في تحديد التزامات الككيؿ كسمطاتو كصالحياتو
اإلدارة عف الشركة الف القانكف ىك الذم يحدد ضكابط تعييف عضك مجمس اإلدارة كسمطاتو
كمسؤكلياتو
1
المكاد مف 592إلى 795مف القانكف التجارم الجزائرم
2
جاؾ يكسؼ الحكيـ ,المرجع السابؽ ,ص 91
3
أبك زيد رضكاف ,المرجع السابؽ ,ص 218
169
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كيمكف تكييؼ ىذه المسؤكلية كفؽ أحكاـ المسؤكلية عف العمؿ الشخصي باعتبار
الشركة القابضة شخصا معنكيا لو كياف قانكني مستقؿ كىك أىؿ لتحمؿ المسؤكلية الناجمة
عف أفعالو لكف مف ناحية أخرل ال يمكف تجاىؿ حالة التبعية التي تحكـ العالقة القائمة بيف
الشركة القابضة كالشركة التابعة كبالتالي يمكف القكؿ باف المسؤكلية التي تترتب في حؽ
الشركة القابضة يمكف إخضاعيا ألحكاـ مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو
لقد عدت معظـ التشريعات المقارنة أعضاء مجمس اإلدارة مسؤكليف قبؿ الشركة عف
الخطأ في اإلدارة كعف أعماؿ الغش جميعيا كعف كؿ مخالفة لمقانكف كعف كؿ خرؽ لنظاـ
أما ما يتعمؽ 2 الشركة إذا لحؽ الشركة أك المساىميف أك الغير ضرر مف جراء ذلؾ
1
أكرد المشرع الجزائرم القاعدة العامة في المسؤكلية التقصيرية ،كىي المسؤكلية عف العمؿ الشخصي في المادة 124
مف القانكف المدني الجزائرم ،كالتي تنص بأنو " كؿ عمؿ أيا كاف ،يرتكبو المرء كيسبب ضر ار لمغير يمزـ مف كاف سببا في
حدكثو بالتعكيض
2
المادة (-157أ) مف قانكف الشركات األردني ,المادة (1-153ك )2مف قانكف الشركات السكرم
170
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بالمشرع الجزائرم فانو كما سبؽ القكؿ لـ يتكسع كثي ار في الشركة القابضة ككؿ ما جاء
732مكرر 1مف متعمقا بمجمس اإلدارة أك مجمس المدريف أك المسيريف جاء في المادة
يشير مجمس األمر رقـ 27-96المؤرخ في 09ديسمبر 1996في فقرتو الثانية ((
اإلدارة أو مجمس المدرين أو المسير في تقريره إلى نشاط الشركات التابعة حسب مجال
النشاط كما يظير النتائج المحصل عمييا )) كفي حالة اتخاذ الشركة القابضة شكؿ شركة
مساىمة فمقد اتبع المشرع الجزائرم نفس المنكاؿ عندما قرر عقكبات لمديرم شركة
المساىمة في حالة تسببيـ في أضرار تمس مصمحة الشركة ككؿ كىذا ما جاء في المكاد
مف 811إلى 813مف القانكف التجارم الجزائرم
المسؤكلية إلى التصرفات الصادرة عف الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة كالتي
تشكؿ ركف الخطأ الذم يمحؽ الضرر بالشركة التابعة
الخطأ بأنو إخالؿ بالتزاـ قانكني كيتخذ ركف الخطأ صك ار عديدة ال 2 يعرؼ بعض الفقو
حصر ليا تتمثؿ في سمكؾ الشركة القابضة مف خالؿ ممثمييا في إدارة الشركة التابعة
كيمكف إجماليا في :
1
مصطفى كماؿ طو ,المرجع السابؽ ,ص 287
2
عبد الرزاؽ السنيكرم ,الكسيط في شرح القانكف المدني ,المرجع السابؽ ,ص 881
171
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يضع بعض الفقو معايير مكضكعية محددة يرل عمى أف عمى الشركة القابضة التقيد
بيا في إدارتيا لمشركة التابعة يأتي في مقدمتيا احتراـ الشركة القابضة الختصاصات
الجمعية العامة لمشركة التابعة مف خالؿ الحرص عمى عدـ تجاكز الشركة القابضة
الختصاصات الجمعية العامة لمشركة التابعة ذلؾ أف اختصاصات كؿ مف الجمعية العامة
كمجمس اإلدارة محددة بنصكص قانكنية تعد مف النظاـ العاـ كال تقبؿ االتفاؽ عمى مخالفتيا
كبالتالي فاف أم تجاكز مف قبؿ الشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء مجمس إدارة الشركة
التابعة أك احد مديرييا الختصاصاتيا أك صالحياتيا أك تجاكزىا عمى اختصاصات الجمعية
العامة يعرض تصرفيا إلى الطعف بو لمبطالف لعدـ االختصاص كما يرتب المسؤكلية بحؽ
الشركة القابضة منفردة أك متحدة مع بقية أعضاء مجمس اإلدارة عف الضرر الكاقع
كعدـ دفع الشركة القابضة لمجمعية العامة لمشركة التابعة إلى تجاكز اختصاصاتيا
كمخالفة القانكف مف خالؿ اتخاذ ق اررات حضرىا عمييا القانكف كأف تتخذ الجمعية العامة
ق اررات تزيد مف أعباء المساىميف أك تقرر تغيير جنسية الشركة أك تقرر نقؿ مركز إدارة
الشركة إلى خارج البالد
باإلضافة إلى ذلؾ يجب أف تككف ق اررات الشركة القابضة المؤثرة في تكجيات مجمس
إدارة الشركة التابعة ذات فاعمية في تحقيؽ مصمحة الشركة التابعة إذ ينبغي عمى إدارة
الشركة التابعة التزاـ المكضكعية في ق ارراتيا كاف تتبنى مصمحة الشركة فإذا ما خرجت عف
مكضكعيتيا كاستيدفت في إدارة الشركة التابعة مصمحتيا الخاصة ضاربت عرض الحائط
بمصمحة الشركة فاف ذلؾ يكقعيا تحت طائمة المسؤكلية كطبيعة الحاؿ فاف ىذا المبدأ
ينطبؽ عمى الشركة القابضة التي تتمتع مف خالؿ عضكيتيا في الجمعية العامة لمشركة
التابعة كمجمس إدارتيا بمجمكعة مف الحقكؽ كتمارس صالحيات كسمطات كبيرة في إدارتيا
172
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
ليا فإذا ما ارتكبت خطأ ألحؽ ضرر بالشركة التابعة أك ببقية شركائيا اآلخريف فييا فإنيا
1986نصكصا تنطبؽ عمى كقد ضمف المشرع االنجميزم قانكف اإلفالس لسنة
الشركات تجعؿ المديريف عرضة لممسائمة القانكنية في حالة ثبكت ضمكعيـ فيما يسمى
بالممارسات التجارية الخاطئة 1فضال عف مكقؼ المشرع الفرنسي إذ جعؿ إفالس الشركة
يمتد إلى إفالس مديرىا إذا استعمؿ أمكاؿ الشركة كأمكالو الخاصة أك لمصمحة شركة
أخرل2
أما المشرع الجزائرم فقد أشار في القسـ الثاني مف الفصؿ الثاني مف الباب الثاني
المتعمؽ بالمخالفات في نص المادة 811فقرة ( 3يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى
خمس سنوات وبغرامة من 20000دج إلى 200000دج أو بإحدى ىاتين العقوبتين
فقط :رئيس شركة المساىمة والقائمون بإدارتيا أو مديروىا العامين الذين يستعممون عن
سوء نية أموال الشركة أو سمعتيا في غايات يعممون أنيا مخالفة لمصمحتيا ألغراض
شخصية أو لتفضيل شركة أو مؤسسة أخرى ليم فييا مصالح مباشرة أو غير مباشرة )
ىذا فيما يتعمؽ بشركة المساىمة كالتي فرضا أنيا تقكـ بالسيطرة عمى شركة أخرل تابعة
ليا عف طريؽ حيازتيا ألسيـ أك لحصة مف رأسماليا كفي نفس السياؽ فاف المشرع
837مف القسـ األكؿ المتعمؽ بالمخالفات المتعمقة الجزائرم قد أشار كذلؾ في المادة
بالشركات التابعة كالمساىمة عمى ( يعاقب بالحبس من 6أشير إلى سنتين وبغرامة من
1
المادة ( )214مف قانكف اإلفالس االنجميزم لسنة 1986
2
المكاد ( )100, 99مف القانكف الفرنسي 13لسنة 1967
173
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
والقائمون بإدارتيا ومديروىا العامين الذين يتعمدون عدم اإلشارة في التقرير السنوي
المقدم لمشركاء عن عمميات النشاط إلى حيازتيم ضمن شركة ليا مركزىا بتراب
الجميورية الجزائرية والى امتالك نصف رأسمال الحسابات الذين لم يشيروا في تقريرىم
لنفس ىذه الشركة وتسري نفس العقوبات عمى مندوبي البيانات و عدم بيان نشاط
الشركات التابعة لمشركة في تقريرىم بحسب كل فرع من النشاط وعدم إظيار النتائج
558في ميزانية المحصل عمييا و عدم إلحاق الجدول المنصوص عميو في المادة
الشركة والمتضمن المعمومات التي يراد بيا إظيار حالة الشركات التابعة والمساىمات
)....
كمف ثـ فاف ارتكاب الشركة القابضة أخطاء اإلدارة مف خالؿ الشخص الطبيعي الذم
يمثميا في مجمس إدارة الشركة التابعة يمكف أف يرتب مسؤكليتيا عف سكء إدارتيا كيرتب
السيما في حالة تصرؼ الشركة القابضة في مقدرات 1 مسؤكلية ممثميا في الكقت ذاتو
الشركة التابعة ككأنيا مشركعيا الخاص
1
احمد محمد محرز ,المرجع السابؽ ,ص 443
174
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كعمى سبيؿ المثاؿ فاف قياـ الشركة التابعة بتحكيؿ مبالغ ضخمة مف أمكاليا إلى الشركة
القابضة تحت بند تكاليؼ مشكرة فنية أك نفقات بحكث كتطكير بقرار مف رئيس مجمس إدارة
الشركة التابعة المعيف مف الشركة القابضة يمكف عده خطأ جسيـ مف الشركة القابضة ضد
مصمحة الشركة التابعة كمثاؿ ذلؾ أيضا شراء الشركة التابعة مستمزمات إنتاجية مف الشركة
القابضة بأسعار تزيد عف األسعار المتداكلة كأيضا شراء أسيـ شركات منافسة بتكمفة
باىضة بيدؼ القضاء عمى منافستيا أك التعاقد مع أشخاص معركفيف بعدـ المالئمة المالية
أك سبؽ شير إفالسيـ أك التكاطؤ معيـ لإلضرار بالشركة
يتكجب عمى الشركة القابضة في إدارتيا لمشركة التابعة االلتزاـ بالقانكف كالتقيد بأحكامو
كال يقتصر ذلؾ عمى قانكف الشركات فقط كانما يشمؿ كافة األنظمة كالقكانيف كالتعميمات
المنظمة لنشاط الشركات فمتى ما خالفت الشركة القابضة أحكاـ القكانيف في تصرفاتيا
تككف عرضة لمطعف بيا بالبطالف مثاؿ ذلؾ أف تعمد إلى فرض قرار في مجمس إدارة
كعرضيا لمتداكؿ قبؿ الحصكؿ عمى مكافقة 1 الشركة التابعة بإصدار سندات القرض
الجمعية العامة أك دكف الحصكؿ عمى األغمبية المطمكبة قانكنا أك أف تستصدر ق ار ار بعرض
إذا ما ارتأت الشركة ضركرة العمؿ عمى زيادة رأس الماؿ دكف طرح أسيـ جديدة أك االقتراض مف البنكؾ بفائدة قد تككف
كبيرة فإنيا تمجا إلى كسيمة قانكنية أخرل تتمثؿ في طرح ما يسمى بسندات القرض عمى الجميكر الكتتاب فييا ك تكفر
مف خالؿ دلؾ الماؿ الالزـ لتكسعيا في نشاطيا الذم يشكؿ غرضيا ك فقا ألحكاـ العقد التأسيسي ك نظاـ الشركة ك دلؾ
مقابؿ فائدة تتقرر عمى السند أك أية ميزة مالية أخرل ك قد عرؼ السند بأنو صؾ مكتكب قابؿ لمتداكؿ ك يعطي لحاممو
حؽ مديكنية قبؿ الشركة المقترضة مع الحؽ في الحصكؿ عمى فائدة ك استرداد قيمة ىدا الديف في الميعاد المتفؽ عميو ك
قد عرفو المشرع السكرم في المادة 141مف قانكف الشركات السكرم رقـ 1لسنة 1989بقكلو السند كرقة مالية داكت قيمة
اسمية كاحدة قابمة لمتداكؿ تصدرىا الشركة المساىمة العامة ك تطرحيا الكتتاب العاـ أك الخاص لمحصكؿ عمى قرض
مدتو التقؿ عف 5سنكات ك تتعيد الشركة بمكجب ىدا السند بسداد القرض ك فكائده ك فقا لشركط اإلصدار بينما دىب
1المشرع الجزائرم إلى تعريؼ كؿ نكع مف ىده اإلسناد عمى حدا
175
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
أسيـ الشركة التابعة لمتداكؿ قبؿ التصديؽ عمى النظاـ األساسي لمشركة أك قبؿ انتياء المدة
المحددة قانكنا أك تعمد إجراء اكتتاب صكرم لألسيـ دكف التسديد الفعمي ليا
كبفرض أف الشركة األنسب التي يمكف أف تتخذه الشركة القابضة في الجزائر ىي شركة
المساىمة فيالحظ أف المشرع الجزائرم قد نص في المادة 622مف القانكف التجارم عمى
ما يمي " :يخكؿ مجمس اإلدارة كؿ السمطات لمتصرؼ في كؿ الظركؼ باسـ الشركة،
كيمارس ىذه السمطات في نطاؽ مكضكع الشركة كمع مراعاة السمطات المسندة صراحة في
القانكف لجمعيات المساىميف " .يؤخذ مف ىذا نص أف لمجمس اإلدارة سمطة عامة لقياـ
اإلدارة -حؽ التصرؼ بجميع أعماؿ اإلدارة المعتادة في الشركة ،كما يعكد لو -مجمس
سكاء كانت األعماؿ التي يقكـ بيا مادية أك قانكنية الستغالؿ كاستثمار مشركع الشركة ،
بنحك يسمح بتحقيؽ كجني األرباح كيبدك كاضحا بمفيكـ المخالفة أف ق اررات مجمس اإلدارة
التي تصدر خالفا ألحكاـ القانكف ال تنفذ
تنشأ الشركة بمكافقة المتعاقديف عمى تأسيسيا كعمى كافة بنكد عقدىا ككفؽ ما يحدده
إف نظاـ الشركة يعد بمثابة القانكف االتفاقي لممساىميف فيك 1 القانكف كيرل بعض الفقو
تجسيد إلرادة الشركاء كخطة عامة لمستقبؿ الشركة كمف ثـ فاف نصكصيما تككف ممزمة
لمجمعية العامة لمشركة كلمجمس إدارتيا سكاء فيما يتعمؽ بغرض الشركة كميداف نشاطيا أك
بتنظيـ اختصاصات كؿ منيا أك بتنظيـ العالقة فيما بينيا
كبناء عمى ذلؾ فاف مخالفة تمؾ النصكص مف قبؿ أم مف الشركاء أك المساىميف أك
المستخدميف يمكف أف يرتب المسؤكلية المدنية عف ذلؾ كيجعؿ التصرؼ عرضة لمطعف بو
1
محمد عبد الكىاب المحاسنة,المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في شركة المساىمة العامة ,طبعة , 1دار
جميس الزماف ,عماف ,2010ص 61
176
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بالبطالف مع األخذ بعيف االعتبار أف الشركة تبقى ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا
كمديرييا تجاه الغير حسف النية سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف
الغير حسف النية بككنو يجيؿ أف 1 المديريف تجاكزكا حدكد سمطاتيـ كيفسر بعض الفقو
المدير يسيء استعماؿ سمطتو أك يتجاكز حدكد صالحياتو السيما كاف بعض التشريعات
كما عدتو غير ممزـ بالتحقؽ مف 2 افترضت حسف النية في الغير الذم يتعامؿ مع الشركة
كجكد أم قيد في عقد الشركة أك نظاميا األساسي عمى صالحيات أك سمطات المدير أك
ىيئة المديريف –بحسب األحكاؿ – في إلزاـ الشركة
بطالف كؿ قرار يصدر عف الجمعية العامة لمشركة خالفا 3 كقد قرر المشرع المصرم
لنظاـ الشركة
يرل بعض الفقو أف الغش يعد مرادؼ لمخطأ العمد كىك ينصرؼ أحيانا إلى معنى
التحايؿ إذ ينطكم عمى استعماؿ طرؽ احتيالية فيككف حينئذ تدليسا كيعد ارتكاب الشركة
القابضة أعماؿ الغش في إدارتيا لمشركة التابعة مف أىـ األسباب التي ترتب مسؤكليتيا
كيتخذ الغش صك ار ال حصر ليا يأتي في مقدمتيا :
إلى 4 ثبكت صكرية الشركة التابعة التي أسستيا الشركة القابضة :يذىب بعض الفقو
تقرير مسؤكلية الشركة القابضة عف ديكف الشركة التابعة في حاؿ اتخاذ تمؾ الصكرية كسيمة
لخرؽ القانكف كمخالفتو كالتحايؿ عمى إحكامو كخداع الغير كاييامو بالمظير الخاطئ كدفعو
إلى التعاقد مع الشركة التابعة ظنا منو أف الشركة القابضة كالشركة التابعة يشكالف مشركعا
1
عزيز العكيمي ,المرجع السابؽ ,ص 315
2
المادة ( )55مف قانكف الشركات المصرم ,المادة (-60ج) ك (-156ب) مف قانكف الشركات األردني
3
المادة ( )76مف قانكف الشركات المصرم
4
محمد حسف إسماعيؿ ,المرجع السابؽ ,ص 88
177
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
إف سبب البطالف في ىذه الحالة يكمف في الغش الذم يتمثؿ في 1 كاحدا كيرل بعض الفقو
تجاكز الشركة القابضة –بكصفيا مدير الشركة التابعة -قكاعد الدقة كالصدؽ في إعداد
التقارير الفصمية كالسنكية التي تقدـ إلى الييئة العامة لمشركة التابعة كالى مراقب الشركات
إذ ألزـ المشرع إدارة الشركة بتنظيـ 2 كالتي تفصح عف نشاط الشركة كالكضع المالي ليا
ميزانية سنكية تبيف أرباحيا كخسائرىا لتعرض عمى الجمعية العامة بغية اطالع المساىميف
عمى الكاقع الحقيقي لمالية الشركة لكف بعض إدارات الشركات تعمد أحيانا إلى تقديـ بيانات
مضممة كخاطئة إلخفاء الكضع المالي السيئ لمشركة كتفكيت الفرصة عمى الشركة لمعالجة
عدـ المحافظة عمى المعمكمات الخاصة بالشركة التابعة كتسريبيا إلى الغير :إذ أكجبت
العديد مف التشريعات عمى مديرم الشركة كأعضاء مجمس اإلدارة االلتزاـ بالمحافظة عمى
المصرم 4كاألردني5 المعمكمات الخاصة بالشركة كما ىك الحاؿ مع المشرع
1
يحيى عبد الرحماف رضا ,المرجع السابؽ ,ص 192
2
في جكيمية 2002اصدر الككنغرس االمركي قانكف ( LAVESTOR PROTECTION ACT PEPLIC
)COMPANY ACCOUNTING REFORMكالذم اشتير الحقا باسـ ( )SABANES-OXLEYكىما السناتكر
كالنائب المذاف دعما القانكف كقد اكجب ىذا القانكف عمى الشركات أف تضمف كتعتمد المعمكمات المالية مف خالؿ أنظمة
الرقابة الداخمية بحيث يتـ تحميؿ المدير التنفيذم كالمدير المالي المسؤكلية في حاؿ كجكد فساد في المعمكمات أك بالقكائـ
المالية كقد ركز ىذا القانكف عمى محاكلة تحقيؽ أفضؿ آداء ألعماؿ المحاسبيف القانكنييف لمشركات كاعادة الثقة في
تقاريرىـ كتكسيع صالحيات لجاف المراجعة كرفع مستكل الشفافية كاإلفصاح في عناصر القكائـ المالية كالزاـ المدراء
التنفيذييف كالمدراء المالييف لمشركات بتكقيع (شيادة قسـ) بصكرة دكرية يشيدكف فييا بعد العمـ بكجكد أخطاء أك غش في
القكائـ المالية لشركاتيـ http ;//ENWIKIPEDIAORG/W/INDEXPHP ?TITLE=FINANCYAL_AUDIT :
3
عبد العزيز المصاصمة.بدر العكفي ,مسؤولية أعضاء مجمس اإلدارة عن التجارة المضممة والخاطئة – دراسة
مقارنة ,بحث منشكر في مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية ,مجمد ,25العدد األكؿ ,2009 ,ص 350
4
المادة ( )2-245مف قانكف الشركات المصرم
5
المادة ( )158مف قانكف الشركات األردني
178
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
استغالؿ الشركة القابضة لممعمكمات التي كصمت إلييا بحكـ منصبيا في الشركة التابعة
في الحصكؿ عمى فائدة ليا أك لغيرىا كالكاقع أف ىذا االلتزاـ قد غدا مف األىمية بمكاف
,لذا فقد بحيث لـ تعد القكاعد العامة في المسؤكلية المدنية كافية لإلحاطة بو كتنظيمو
عمدت بعض الدكؿ إلى سف تشريعات خاصة تفرض عمى عضك مجمس اإلدارة كمدير
الشركة ىذا االلتزاـ كتجرـ اإلخالؿ بو كترتب المسؤكلية المدنية عمى ذلؾ.
كيرل بعض الفقو 1أف الشخص الذم يطمع بحكـ منصبو أك كظيفتو في الشركة عمى
معمكمات داخمية مرتبطة باسيـ الشركة كذات تأثير مباشر أك غير مباشر في القيمة
السكقية ليذه األسيـ كيقكـ بالتعامؿ باسيـ الشركة بناء عمى ىذه المعمكمات يككف بصدد
حالة تعامؿ محظكر باألسيـ كقد نص المشرع األردني عمى (يحضر عمى رئيس كأعضاء
مجمس إدارة شركة المساىمة العامة كالمدير العاـ لمشركة كأم مكظؼ فييا أف يتعامؿ
باسيـ الشركة بصكرة مباشرة أك غير مباشرة بناء عمى معمكمات اطمع عمييا بحكـ منصبو
أك عممو في الشركة كال يجكز أف ينقؿ ىذه المعمكمات ألم شخص آخر بقصد إحداث
تأثير في أسعار أسيـ ىذه الشركة أك أم شركة تابعة أك قابضة أك حميفة لمشركة التي ىك
عضكا أك مكظؼ فييا أك معاممة تنطبؽ عمييا أحكاـ ىذه المادة كيعتبر الشخص الذم قاـ
بذلؾ مسئكال عف الضرر الذم أحدثو بالشركة أك بمساىمييا أك بالغير إذا أثير بشأنيا
قضية ) .2
كقد اقر المشرع االنجميزم قانكف استغالؿ المعمكمات لسنة 1985الذم حضر عمى
مديرم الشركات استغالؿ المعمكمات التي كصمت إلييـ بحكـ مناصبيـ في الحصكؿ عمى
أحمد زايد كعبد اهلل الخشركـ ,المسؤولية المدنية لمتعامل المحظور باسيم الشركات المساىمة العامة –دراسة مقارنة
بين القانون األردني والقانون البريطاني – مجمة المنارة ,مجمد 13عدد 9لسنة 2007تصدر عف جامعة عماف
1العربية لمدراسات العميا ,ص 151
2
المادة ( )166مف قانكف الشركات األردني
179
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
1993 فائدة ألنفسيـ أك لغيرىـ كـ حظر الباب الخامس مف قانكف العدالة الجنائية لسنة
سكاء تـ ذلؾ بتكزيع 1 تكزيع أرباح صكرية عمى المساىميف خالفا ألحكاـ القانكف
األرباح قبؿ اقتطاع النسبة المحددة قانكنا لتككيف االحتياطي اإللزامي إف تـ ذلؾ بشكؿ
جعؿ الشركة التابعة عاجزة عف اإليفاء بالتزاماتيا تجاه دائنييا إذ يتحقؽ التكزيع الصكرم
لألرباح بتجاىؿ بعض ديكف الشركة أك عدـ اقتطاع نسبة احتياطي رأس الماؿ اإللزامي أك
المساىميف2 باستنفاذ احتياطي رأس الماؿ االختيارم دكف عمـ
قد يتبيف لممحكمة أثناء النظر في طمب إفالس الشركة التابعة أف ىذا اإلفالس ىك
إفالس احتيالي مدبر مف قبؿ الشركة القابضة كيستيدؼ التيرب مف االلتزامات المالية تجاه
الدائنيف أك اتجاه المستخدميف كما قد يظير أثناء تصفية الشركة أف بعض أعماؿ الشركة
تمت بقصد االحتياؿ عمى دائنييا .3
لذا قرر المشرع األردني في المادة 439مف قانكف العقكبات األردني معاقبة مديرم
الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا إذا أقدمكا بأنفسيـ عمى ارتكاب عمؿ مف أعماؿ اإلفالس
االحتيالي أك سيمكا أك أتاحكا ارتكابو عف قصد منيـ أك إذا نشركا بيانات أك مكازنات غير
حقيقية كيرل البعض 4أف المشرع األردني في ىذا النص قد تجاكز القكاعد العامة المتعمقة
بمسؤكلية أعضاء مجمس إدارة شركة المساىمة العامة فعمى الرغـ مف أنيـ ليسكا تجا ار كمف
ثـ فيـ غير مسؤكليف عف ديكف الشركة في أمكاليـ الخاصة كال يجكز مالحقتيـ عف جرائـ
اإلفالس إذا أفمست الشركة إال انو قرر محاسبتيـ عف أعماؿ الغش المكصكفة كما قرر
جرمت المادة (-278أ )5-مف قانكف الشركات األردني قياـ أم شخص بتكزيع أرباح صكرية أك غير مطابقة لمحاؿ
1الحقيقية لمشركة
2
جاؾ الحكيـ ,المرجع السابؽ ,ص 491
3محمد عبد الكىاب المحاسنة ,المرجع السابؽ ,ص 128
4عبد لعزٌز اللصاصمة و بدر العوفً ,المرجع السابق ,ص 367
180
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
اعتبار رئيس كأعضاء مجمس اإلدارة القائميف حيف التصفية كالسابقيف ممزميف شخصيا عف
ديكف الشركة كالتزاماتيا كال أك جزءا إذا ظير أثناء التصفية أف بعض أعماؿ الشركة قد
1 تمت بقصد االحتياؿ عمى دائنييا
كاذا ما كانت أخطاء اإلدارة كمخالفة أحكاـ القانكف كالنظاـ األساسي كعقد الشركة
كارتكاب أعماؿ الغش تشكؿ ركف الخطأ في مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة
فاف السؤاؿ الذم يطرح نفسو :ىؿ تككف الشركة التابعة ممزمة بالتصرفات الخاطئة الصادرة
عف الشركة القابضة بكصفيا احد أعضاء الجمعية العامة أك احد أعضاء مجمس إدارتيا أك
مدرائيا ؟
أخذت بعيف االعتبار حقكؽ الغير حسف النية الذم 2 كيالحظ أف بعض التشريعات
يتعامؿ مع الشركة كالذم قد ال يتاح لو دكما الرجكع إلى النظاـ األساسي لمشركة كعقد
تأسيسيا كق اررات الجمعية العامة كق اررات مجمس اإلدارة لمتأكد مف صالحيات كسمطات
ممثمي الشركة الذيف يبرمكف عنيا مختمؼ التصرفات القانكنية فقررت أف الشركة تبقى
يتمثؿ ىذا الركف في الضرر الذم يمحؽ بالشركة التابعة أك بمساىمييا أك بالغير
الذم يتعامؿ معيا بسبب خطأ الشركة القابضة فال يكفي مجرد الخطأ لترتيب المسؤكلية
بحؽ الشركة القابضة كانما ينبغي أف يحدث الخطأ ضر ار كقد سبقت اإلشارة إلى أف بعض
الفقو 1يرل أف الضرر الذم يرتب المسؤكلية يشترط فيو عمكما شرطاف :
حصكؿ إخالؿ بحؽ الشركة التابعة المضركرة أك بمساىمييا أك بالغير الذم يتعامؿ
معيا أك إخالؿ بمصمحة مالية ألم مف ىؤالء كيستكم في ذلؾ اإلضرار بحؽ ثابت
لممضركر – كتخريب ممكية الشركة التابعة أك تبديد أمكاليا أك التجاكز عمى ممكيتيا الفكرية
مف براءات االختراع كحقكؽ االمتياز كغيرىا – أك اإلضرار بمصمحة مالية لممضركر
كاإلساءة إلى المركز المالي لمشركة التابعة أك زعزعة الثقة العامة بيا كاضعاؼ ائتمانيا
أف يككف الضرر محققا بمعنى أف يككف الضرر قد أصاب الشركة التابعة فعال أك
انو سكؼ يقع مستقبال حتما كفؽ السياؽ المعتاد لألمكر
لتحقؽ المسؤكلية ينبغي أف يككف ىناؾ خطأ كضرر كاف يككف الضرر ناشئ عف
الخطأ فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا انقطعت السببية كرجع الضرر
إلى سبب أجنبي كالقكة القاىرة أك فعؿ الغير أك خطأ المضركر فاف ذلؾ يككف سببا النتفاء
المسؤكلية كيقصد بالعالقة السببية في مسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ
1
عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 970
182
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
النظرية التنظيمية كجكد عالقة مباشرة بيف الخطأ الصادر عف الشركة القابضة كالضرر
الذم لحؽ بالشركة التابعة فمتى ما ثبتت العالقة السببية ترتبت المسؤكلية أما إذا رجع
الضرر لسبب أجنبي كالقكة القاىرة أك فعؿ الغير أك خطأ الشركة التابعة كانت الشركة
القابضة غير ممزمة بالتعكيض
كتبت العالقة السببية بيف خطأ الشركة القابضة كالضرر الذم لحؽ بالشركة التابعة
في حاؿ تحقؽ الضرر كنتيجة ألم قرار اتخذه ممثمك الشركة القابضة في الشركة التابعة
ذلؾ إف الشركة عمكما ممزمة بتصرفات أعضاء مجمس إدارتيا كمديرييا تجاه الغير حسف
النية سكاء تمت تمؾ التصرفات في حدكد سمطات المديريف أـ أف المديريف تجاكزكا حدكد
سمطاتيـ
يرل بعض الفقو أف حاالت المسؤكلية عف عمؿ الغير كالمسؤكلية عف األشياء يجمعيا أف تقكـ كميا عمى الخطأ 1
المفترض ال عمى الخطأ كاجب اإلثبات كاف المشرع تكخي فييا التيسير عمى المضركر لتعكيضو عما أصابو مف الضرر
فأزاح عف عاتقو عبء إثبات الخطأ ,عبد الرزاؽ السنيكرم ,الكسيط في شرح القانكف المدني ,المرجع السابؽ ,ص
1121
183
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
ككما يككف المتبكع شخصا طبيعيا فانو يصح كذلؾ أف يككف شخصا معنكيا أك
اعتباريا فاف أحكاـ مسؤكلية المتبكع كفقا لنص المادة 136مف القانكف المدني الجزائرم ال
تقتصر عمى مسؤكلية األفراد عف غيرىـ كمتبكعيف كتابعيف كلكنيا تشمؿ أيضا مسؤكلية
تابعو1 األشخاص االعتبارية عف أعماؿ مستخدمييا مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ
كفيما يتعمؽ بمسؤكلية الشخص المعنكم ظيرت خالفات فقيية بشأف طبيعة
مسؤكليتو ىؿ ىي مسؤكلية مباشرة كأصمية ؟ أـ أنيا مسؤكلية غير مباشرة كتبعية ؟
) MICHOUDميشكد ,بيف العضك كالتابع حيث يككف العضك 2 يميز األستاذ(
جزءا مكمال لمشخص المعنكم بينما يككف التابع شخصا ثالثا يكمؼ مف قبؿ األعضاء لتنفيذ
بعض األعماؿ لذا فالشخص المعنكم يمكف أف يككف مسؤكال عف أفعاؿ أعضاءه ليس
بصكرة غير مباشرة كمسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو كانما تككف مسؤكلية مباشرة كذلؾ
الف أفعاؿ أعضائو إنما ىي أفعالو الخاصة مف كجية نظر القانكف
أما أحكاـ المسؤكلية عف عمؿ الغير ال يمكف تطبيقيا إال حيث يتصرؼ عماؿ
3 الشركة باعتبارىـ تابعيف لو كليس أعضاء فيو
1
يرل الدكتكر عمي عمي سميماف :ضركرة تعديؿ المادة 136مف القانكف المدني بحيث تقتصر عمى األشخاص
االعتبارييف سكاء كانت الدكلة أك الييئات المحمية أك المشركعات التجارية الكبرل عمى أف تمغى مسؤكلية األفراد عف
غيرىـ كمتبكعيف كتابعيف ,مصادر االلتزاـ ,النظرية العامة لاللتزاـ ,ديكاف المطبكعات الجامعية ,طبعة , 1990ص
107
2
Léon Michoud, 1855- 1916, était un juriste français. Avocat à la cour d'appel de
Lyon et professeur agrégé de droit administratif à la faculté de droit de l'Université
de Grenoble, il fut aussi membre de l'Académie Delphinale et correspondant de
l'Institut de France.
3عادل احمد الطائً ,المسؤولية المدنية للدولة عن أخطاء موظفيها ,دار الثقافة للنشر والتوزٌع ,طبعة , 1999ص
107
184
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
عنو تقيـ مسؤكلية المرفؽ العاـ باعتباره متبكعا عمى أساس نص المادة 1384مف القانكف
المدني الفرنسي إذا ما ارتكبت ىذه األفعاؿ أثناء القياـ بأفعاؿ المرفؽ أك بسببيا ككانت ليا
عالقة بعمؿ المكظؼ كحتى في حالة ما إذا تعدل المكظؼ أعماؿ كظيفتو فإنيا ال تعفي
اإلدارة باعتبارىا متبكعا مف ىذه المسؤكلية غير المباشرة
أما في حالة المكظؼ العضك الذم يعبر عف ىكية الشركة التي يمثميا فاف األفعاؿ
غير المشركعة أك الضارة التي يرتكبيا ىؤالء األعضاء في حدكد الكظيفة تعد ىذه األفعاؿ
ككاف الشركة قد ارتكبتيا بنفسيا كالتي مف شأنيا أف تقيـ المسؤكلية المباشرة لممرفؽ العاـ
اتجاه الغير
أما األستاذ السنيكرم يؤكد عمى أف الشخص المعنكم يختمؼ عف الشخص الطبيعي
في عدـ إمكانية نسبة التمييز إليو يقكؿ باف ىناؾ أحكاال يصعب فييا الكصكؿ إلى مسائمة
الشخص المعنكم عف ىذا الطريؽ غير المباشر فقد يحدث أف الخطأ الذم يكجب المسائمة
يككف ق ار ار صاد ار عف إحدل ىيئات الشخص المعنكم كمجمس إدارة الشركة أك جمعيتيا
العامة مثال فالبد إذا مف نسبة الخطأ مباشرة إلى الشخص المعنكم ذاتو ففي ىذه الحالة
تككف مسؤكلية الشخص المعنكم مسؤكلية عف عمؿ شخصي ال مسؤكلية المتبكع عف
التمييز2 أعماؿ تابعو كالبد عندئذ مف االقتصار عمى ركف التعدم في الخطأ دكف ركف
إف مف يمثؿ الشخص المعنكم ىك 3 كبالنسبة لمقانكف الجزائرم يرل مخمكفي محمد
عضك إدارتو كارادة ىذا العضك أك الممثؿ ىي إرادة الشخص المعنكم فالتصرفات أك
األفعاؿ المتعمقة بنشاط الشخص المعنكم كالصادرة عف احد أعضائو أك ممثمو تعتبر صادرة
1
MAURICE-ANDRÉ FLAMME, Droit administratif, coll. « Faculté de droit de l'Université
libre de Bruxelles », Bruxelles, Bruylant, 1989, 2 vol., p. 1196,
عبد الرزاؽ احمد السنيكرم ,الوسيط في شرح القانون المدني ,المرجع السابؽ ,ص 914 2
3محمد مخمكفي مسؤولية المتبوع عن فعل تابعو في القانون المدني الجزائري :دراسة مقارنة بالقانونين المصري
والفرنسي /؛ إشراؼ عمي عمي سميماف .أطركحة (ماجستير)-جامعة الجزائر ،معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية1987 ،
185
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
عف الشخص المعنكم كفي حالة كقكع أخطاء مف احد ممثميو بسبب ىذه التصرفات أك
األعماؿ المادية تسبب ضر ار لمغير تعتبر أخطاء كاقعة مف الشخص المعنكم يسأؿ عنيا
مسؤكلية شخصية كأصمية طبقا لممادة 124مف القانكف المدني الجزائرم
أما األخطاء الكاقعة مف األشخاص الذيف ال يمثمكف قانكنا الشخص المعنكم كليسكا
أعضاء في مجمس إدارتو فيسأؿ عنيا –الشخص المعنكم – مسؤكلية غير مباشرة كتبعية
طبقا لنص المادة 136مف القانكف المدني الجزائرم
كيتضح مما سبؽ أف المتبكع إذا كانت لو صفة الشخص المعنكم الخاص
كالمؤسسات كالشركات فاف جميع األعماؿ الصادرة مف تابعيا تخضع لقكاعد المسؤكلية
المدنية كعمى كجو التحديد مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو أما إذا كاف لممتبكع صفة
الشخص المعنكم العاـ ففي ىذه الحالة تقكـ مسؤكليتو اإلدارية كىي تخضع لقكاعد تختمؼ
تماما عف القكاعد التي جاء بيا القانكف المدني
كبالنظر لقياـ حالة التبعية بيف الشركة التابعة كالشركة القابضة فاف قياـ مسؤكلية
الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ أحكاـ مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو تشترط
قياـ عالقة تبعية بيف محدث الضرر كبيف مف يسأؿ عف التعكيض كصدكر خطأ مف التابع
لعالقة 1 كاف يككف صدكر الخطأ مف التابع أثناء قيامو بعممو حيث تطرؽ المشرع المصرم
التبعية ( كتقكـ رابطة التبعية كلك لـ يكف المتبكع ح ار في اختيار تابعو متى كانت عميو
( مف كانت لو عمى مف 2 سمطة فعمية في رقابتو كتكجييو) ككذلؾ تعريؼ المشرع األردني
كقع منو األضرار سمطة فعمية في رقابتو كتكجييو كلك لـ يكف ح ار في اختياره ) ألنيما
يعداف السمطة الفعمية في الرقابة كالتكجيو التي تثبت لممتبكع عمى التابع معيا ار لقياـ عالقة
التبعية كاذا ما كانت اإلدارة تعني تنفيذ األشياء عف طريؽ جيكد أشخاص آخريف فاف مف
مقتضى اإلدارة اقترانيا بالسمطة فال إدارة مف دكف سمطة كبعبارة أخرل فاف إدارة الشركة
تقكـ عمى العالقة التي تصؿ بيف الرئيس كالمرؤكس فييا إذ يتمتع الرئيس بالسمطة الالزمة
لدفع المرؤكس لالمتثاؿ ألكامره كنكاىيو سكاء باإلقناع أـ بالعقاب لتحقيؽ غرض الشركة
الكارد في عقد تأسيسيا .
كلقد سبقت اإلشارة إلى أف العالقة بيف الشركة القابضة كالشركة التابعة تنيض عمى
فكرة تبعية الثانية لألكلى كمف ثـ فاف تمؾ التبعية ال تخرج عف عنصرم السمطة الفعمية ك
التكجيو كالرقابة
السمطة بأنيا الحؽ في التصرؼ أك تكجيو تصرفات الغير 1 حيث عرؼ الفقو
فالسمطة تخكؿ صاحبيا صالحية إصدار األكامر لمغير كما تخكلو استخداـ أنظمة الثكاب
كلعقاب لضماف تنفيذىا كبعبارة أخرل فاف السمطة تتألؼ مف شقيف األكؿ قدرة المتبكع عف
إصدار األكامر الممزمة إلى التابع كالثاني امتثاؿ التابع لتمؾ األكامر كالزاميتيا كبطبيعة
الحاؿ فاف اشتراط المشرع أف تككف سمطة المتبكع عمى التابع سمطة فعمية يعني ككف تمؾ
السمطة حقيقية كقائمة فعال سكاء استعمؿ المتبكع تمؾ السمطة أك لـ يستعمميا كسكاء كانت
أـ غيرىما كمع ذلؾ فانو 2 تمؾ السمطة مشركعة أك ال كسكاء كاف مصدرىا القانكف أك العقد
ال يمكف القكؿ بكجكد السمطة الفعمية لممتبكع عمى التابع ما لـ تقترف بجزاء مادم أك معنكم
يستطيع المتبكع إنزالو بالتابع في حاؿ مخالفتو ألكامره كتكجيياتو
1
وحً فاروق لقمان ,المرجع السابق ,ص 24
عمى الرغـ مف أف معظـ حاالت التبعية تؤسس عمى عالقة عقدية بيف الطرفيف كعقد العمؿ مثال إذ أف العامؿ 2
كالمكظؼ كالمستخدـ كالسائؽ ىـ تابعكف لمتبكعيـ صاحب العمؿ إال أف مف الفقو مف يرل أف ال ضركرة لكجكد عقد بيف
طرفي العالقة التبعية ال مكاف القكؿ بكجكدىا الف مسؤكلية المتبكع عف التابع ىي مسؤكلية عف العمؿ الغير المشركع
كليست مسؤكلية عقدية ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف مجرد ككف المتبكع قاد ار عمى إصدار األكامر الممزمة إلى
التابع كككف التابع ممتثال لتمؾ األكامر يكفي لمقكؿ بكجكد حالة تبعية ,عبد الرزاؽ السنيكرم ,الكسيط في شرح القانكف
المدني ,المرجع السابؽ ,ص 1147
187
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كتأسيسا عمى ما تقدـ يمكف القكؿ باف حالة التبعية القانكنية في عالقة الشركة
المحور األول :قدرة الشركة القابضة عمى إصدار األكامر الممزمة إلى ممثمييا
المعينيف منيا في الشركة التابعة كالذيف يمسككف بزماـ إدارة الشركة التابعة ليتكلى ىؤالء
تنفيذ سياستيا فمف خالؿ ىؤالء تباشر الشركة القابضة المسيطرة مياـ إدارة الشركة التابعة
فتتدخؿ في نشاط شركتيا التابعة عمى الرغـ مف االستقالؿ الظاىرم في الكياف القانكني
كالشخصية المعنكية كالجمعية العامة كمجالس اإلدارة كبطبيعة الحاؿ فكما تممؾ الشركة
القابضة سمطة تعييف ممثمييا في الشركة التابعة فإنيا أيضا تحكز القدرة عمى عزليـ متى
شاءت سكاء كانت عالقتيا بيـ تقكـ عمى عقد الككالة أـ عمى عقد العمؿ
المحور الثاني :قدرة الشركة القابضة عمى فرض إدارتيا في الجمعية العامة لمشركة
التابعة كفي مجمس إدارتيا بحكـ تممكيا ألغمبية أسيـ أك حصص رأس ماليا مما يعني
سيطرتيا عمى أغمبية األصكات في الييئتيف في الشركة التابعة
كيالحظ في عالقة الشركة القابضة بالشركة التابعة أف سمطتيا الفعمية تنصب عمى
تكجيو الشركة القابضة لنشاط الشركة التابعة كرقابتيا عمى نشاطيا إذ تحكز الشركة
القابضة القدرة عمى فرض إرادتيا عمى الشركة التابعة بحكـ تممكيا لنسبة مؤثرة مف
األصكات في الجمعية العامة لمشركة التابعة كمجمس إدارتيا حيث تخكليا نسبتيا مف
األصكات التي تممكيا أك تتحكـ بيا مف السيطرة عمى مجمس إدارة الشركة التابعة كتكلييا
مياـ إدارتيا بإتباع الطرؽ القانكنية المستمدة مف قكاعد قانكف الشركات ك الطرؽ التعاقدية
المتمثمة باتفاقات اإلدارة التي تبرـ بيف الشركات القابضة كالشركات األخرل لتصبح الثانية 1
تابعة لألكلى إضافة إلى اتفاقات التصكيت داخؿ الجمعية العامة لمشركة التابعة كمجمس
1
ٌحً عبد الرحمان رضا ,المرجع السابق ,ص 275
188
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
إدارتيا فتشترؾ الشركة القابضة كأحيانا تنفرد في تخطيط كتكجيو نشاط الشركة التابعة
كعقكدىا كاستثماراتيا كما تخكليا ممارسة الرقابة عمييا في ذلؾ كمو كتباشر الشركة القابضة
مف خالؿ 1 تنفيذ األعماؿ اليكمية كالق اررات الصادرة عف مجمس اإلدارة كالجمعية العامة
ممثمييا األمر الذم يكشؼ حقيقة أف الشركة التابعة في معظـ تصرفاتيا كق ارراتيا تككف
مقيدة اإلرادة بسبب تبعيتيا لمشركة القابضة فال يصدر مف الق اررات كال يبرـ مف العقكد إال
ما حظي بقبكؿ الشركة القابضة كالكاقع انو ليس ىناؾ ما يحكؿ مف دكف تمتع الشركة
القابضة بيذه المقدرة الف سمطة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة ىي سمطة فعمية أم
أنيا حقيقة كقائمة فعال كىي سمطة مشركعة تستمدىا الشركة القابضة مف نصكص القانكف
كيشترط كذلؾ صدكر خطأ مف التابع لتحقؽ ىذه المسؤكلية كيككف الخطأ كقع مف
التابع أثناء قيامو بخدمتو كمف ثـ فإذا لـ يكف الفعؿ الصادر عف التابع خطأ فال تترتب
مسؤكليتو كال تترتب المسؤكلية بحؽ المتبكع
كما يشترط لتقرير مسؤكلية المتبكع عف عمؿ تابعو أف يرتكب التابع الخطأ في أثناء
أف ىذا ىك الضابط الذم يربط مسؤكلية المتبكع بعمؿ 2 القياـ بعممو كيرل بعض الفقو
التابع كيسكغ ىذه المسؤكلية كاف عمة ىذا الشرط تكمف في أف صدكر الخطأ مف التابع أثناء
قيامو بالعمؿ يدؿ عمى سكء اختيار المتبكع لتابعو أك تقصير مف جانب المتبكع في كاجب
أما عف األساس القانكني لمسؤكلية الشركة القابضة عف الشركة التابعة كفؽ نظرية
مسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو فالكاقع أنيا كانت كال تزاؿ محؿ خالؼ فقيي بخصكص
تحديد األساس القانكني ليا كقد طرحت في ىذا الشأف نظريات عدة تأرجحت بيف نظرية
1
الٌاس ناصٌف ,المرجع السابق ,ص 38
2
عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 869
189
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كنظرية القانكف بكصفو 3 كنظرية الخطأ المفترض 2 كنظرية الضماف 1 تحمؿ التبعة
كاذا كاف البحث في تفاصيؿ ىذه النظريات كما كاجيتو مف انتقادات فاف نظرية
القانكف بكصفو مصد ار لمسؤكلية المتبكع عف أعماؿ تابعو قد تبدك األقرب كاألقدر عمى
التفسير القانكني كالمنطقي ليذه المسؤكلية استنادا إلى :
تنقضي الشركة القابضة عمكما لنفس أسباب انقضاء شركة المساىمة كحؿ الشركة
اتفاقا أك قضاء أـ بسبب بطالف الشركة أك ألم سبب آخر مف أسباب انقضاء الشركات
كفي التشريع الجزائرم لـ نجد أم نص يشير إلى أسباب انقضاء الشركة القابضة كلكف
ىناؾ بعض النقاط التي يمكف اعتبارىا أسبابا خاصة كىذه األسباب مستمدة مف القكانيف
التي أخذت بالشركة القابضة
تنص اغمب القكانيف التي تأخذ بالشركة القابضة عمى األعماؿ التي تزاكليا ىذه الشركة
أك أغراض تككينيا كعادة تنص ىذه القكانيف باف تككف ىذه األعماؿ حصرية كليس عمى
سبيؿ المثاؿ كما في المادة 206مف القانكف األردني رقـ 22لسنة 1997كالتي تنص في
1
حسن الخطٌب ,المرجع السابق ,ص 207
2
عبد المجٌد الحكٌم ,المرجع السابق ,ص 582
3
عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 1184
190
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
الفقرة 1عمى أنو ( بتأسيس شركة مساىمة عامة تنحصر غايتيا في األعمال المنصوص
عمييا في المادة 205من نفس القانون وىذه األعمال كما وردت :
-إدارة الشركات التابعة ليا أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساىم فييا
-استثمار أمواليا في األسيم والسندات واألوراق المالية
كيمكف القكؿ أف ممارسة الشركة القابضة لمدعـ المالي كاإلدارم لمشركة التابعة ىك
كاجب قانكني حيث أف مستكل المساىمة في الشركة التابعة يفرض عمييا ذلؾ
إضافة إلى إف القكانيف الكطنية تحرص عمى دعـ اقتصادىا بفتح المجاؿ كتكجيو نشاط
الشركات لما يخدـ مصالح شركاتيا الكطنية كفي الكقت نفسو يعطي لمشركات إف كانت
أجنبية الحافز عمى االستثمار كالعمؿ داخؿ بالدىا
كعميو إف تحديد األعماؿ كاألغراض لمشركة القابضة ىك عمؿ جيد خصكصا إذا تركت
األنشطة بدكف قيكد يفقد الحصكؿ عمى األىداؼ المرجكة لمنيكض االقتصادم لمشركات
إف مدلكؿ التقييد الحصرم لألنشطة في الشركات القابضة ىك نظرة كاضحة التقاء
أخطار العكلمة االقتصادية التي أدت إلى تحكؿ الشركات الكبرل إلى مؤسسات تتحكـ في
التكنكلكجيا كاالقتصاد في شكؿ دكلة عالمية مف دكف مسؤكليات بما يضمف نكعا مف أنكاع
تسمط السمطة االقتصادية العالمية عمى السيادة كالسمطة الكطنيتيف
191
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
لذلؾ إف دخكؿ الشركة القابضة في إطار ىاتيف الشركتيف مستبعد في كاقع األمر
الف الشركة ليست مفتكحة المساىمة أم أنيا ال تطرح أسيـ لالكتتاب كبذلؾ فقد منع
القانكف الشركة القابضة مف أمر كاقعي فإذا ما دخمت الشركة القابضة جدال في شركة
التضامف أك التكصية البسيطة فاف ذلؾ يكجب حميا باعتبارىا مارست نشاطا يختمؼ عمى
النشاط الحصرم ليا بمكجب القانكف
يمكف اإلشارة إلى بعض الحاالت التي تعتبر أسبابا أخرل النقضاء الشركة القابضة
مف ىذه الحاالت تجاكز سيطرة الشركة القابضة عمى عدد معيف ليا ككذلؾ اتخاذىا صفة
شركة احتكارية مف خالؿ سيطرتيا عمى شركات ذات نشاط مماثؿ بيدؼ االحتكار كاف
ذكر ىذه الحاالت كعدىا أسبابا خاصة مف قبيؿ المحافظة عمى االقتصاد الكطني كىذه
الحاالت التي عالجتيا القكانيف لكف معالجتيا كانت ناقصة كيجب كضعيا تحت أسباب
1المادة (/204أوال) من قانون الشركات األردنً رقم 22لسنة 1997وكذلك قانون الشركات لسلطنة عمان رقم 4
لسنة 1974وتعدٌالته فً المادة ()127
192
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
التصفية الخاصة لمشركة القابضة األجنبية باف ىناؾ حدكد معينة ال يمكف تجاكزىا كبالتالي
كيمكف اإلشارة إلى أف انقضاء الشركة القابضة يؤثر عمى الشركة التابعة كذلؾ بحكـ
العالقة خصكصا كاف الشركة القابضة أدت دك ار أساسيا في تغيير نشاط الشركة التابعة
كبالتالي فاف اثر انسحاب الشركة أك انقضائيا ربما يؤدم إلى انقضاء الشركة التابعة كىذه
النقطة لـ تعالجيا القكانيف العربية التي أخذت بالشركة القابضة كنعني باالنسحاب ىك أف
تقرر الشركة القابضة بالتنازؿ عف أسيميا أك حصصيا إلى شريؾ آخر ففي ىذه الحالة
تزكؿ عف الشركة التابعة ىذه الصفة بالنسبة لمشركة القابضة المنسحبة
الميـ أف الشركة التابعة رغـ ككنيا شخصية مستقمة عف الشركة القابضة إال أف اثر
انقضاء الشركة القابضة قد يؤدم إلى انقضائيا لذلؾ إف اثر انقضاء الشركة القابضة عمى
شركاتيا التابعة ليس كاحدا كيختمؼ باختالؼ مستكل سيطرة الشركة القابضة كمما كانت
سيطرة الشركة القابضة كدكرىا كبيريف كاف األثر كذلؾ كبي ار كمستكل السيطرة كما سبؽ
ذكره إما أف يككف بتممؾ أكثر مف نصؼ رأس ماؿ الشركة التابعة كاما أف تسيطر الشركة
القابضة عمى تشكيؿ مجمس إدارة الشركة التابعة كقد يككف عف طريؽ السيطرة غير
المباشرة أم عف طريؽ شركة كسيطة قابضة تابعة لشركة أخرل
فإذا كاف حجـ مشاركة الشركة القابضة كمي عمى رأس الماؿ كىذا أمر جائز كما في
القانكف االنجميزم كيككف ذلؾ عف طريؽ تممؾ الشركة جزء كمشاركة أشخاص يمثمكف
الشركة القابضة في مصالحيـ فتككف السيطرة كبيرة في ىذه الحالة تنقضي الشركة القابضة
كتنقضي مساىمتيا في الشركة التابعة كتستمر الشركة األخيرة بشكؿ مستقؿ عمى أف يحؿ
آخركف1 مكاف الشركة القابضة مساىمكف
1
محمد سمٌر الشرقاوي ,المرجع السابق ,ص 333
193
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كيحدث األثر نفسو إذا كانت السيطرة عف طريؽ ممكية أغمبية األسيـ التي تمكف مف
التصكيت في الجمعية العامة لمشركة التابعة أك إذا كانت السيطرة نتيجة اتفاؽ بيف الشركة
القابضة كالشركة التابعة عمى تعييف أعضاء مجمس اإلدارة
كفي األخير فاف اثر انقضاء الشركة القابضة عمى الشركة التابعة ىك اثر سمبي
حيث انو دائما تتـ تصفية الشركة التابعة كخصكصا إذا كانت مف ضمف الشركات التابعة
الكليدة التي تتدخؿ الشركة القابضة في تأسيسيا كبذلؾ تزكؿ ىذه الشركة عند زكاؿ الشركة
القابضة باعتبارىا مف أىـ أسباب كجكدىا
إذا قمنا بتطبيؽ األمكر التي تنقضي بيا الشركة عمى الشركة القابضة نجد أف
شركة القابضة شركة تمتمؾ عدد مف الشركات الفرعية أك (التابعة) ىذه الشركات تمتمؾ
الشركة القابضة غالبية األسيـ فييا كتسيطر عمييا سيطرة فعمية فيما يتعمؽ بخططيا العامة
كتشكيؿ مجالس إدارتيا كتكجيو كتحديد كرسـ سياستيا العامة .فإذا كانت ىذه الشركة األـ
قد انتيت المدة المحددة ليا في عقد تأسيسيا أك نظاميا األساسي كلـ يتـ تجديد ىذه المدة
أك لـ تحقؽ الغرض الذم مف أجمو تـ تأسيس ىذه الشركة القابضة أك استحاؿ تحقيؽ
الغرض الذم مف أجمو تـ تأسيسيا أك ىمؾ رأس ماليا كمو أك جزء كبير منو أك اتفؽ
المؤسسيف عمى حميا قبؿ انقضاء المدة أك صدكر حكـ قضائي بتصفيتيا ففي حاؿ تكفر
أم سبب مف األسباب سالفة الذكر كصدر قرار مف الجمعية العامة لمشركة (المالؾ أك
1
المساىميف) بحؿ الشركة فإف الشركة تحؿ كبالتالي يتـ تصفيتيا.
مع مالحظة أف الحؿ أك التصفية يشمؿ جميع الشركات الفرعية التابعة ليا كالتي
تساىـ فييا الشركة القابضة بغالبية األسيـ كتسيطر عمييا عف طريؽ مجالس إدارات ىذه
الشركات فيذه الشركات يشمميا الحؿ كالتصفية أيضان عمى الرغـ مف أف ىذه الشركات
الفرعية أك التابعة لمشركة القابضة ليا ذمتيا المالية المنفصمة عف الشركة األـ (الشركة
القابضة) كشخصيتيا االعتبارية المستقمة كمجالس إدارات منفصمة عف مجمس إدارة الشركة
األـ ،كلكف الشركة األـ تسيطر عمييا ،كبالتالي تتـ تصفيتيا عف طريؽ ق اررات تصدر مف
الجمعية العامة (المساىميف أك المالؾ) ليذه الشركات بالحؿ أك التصفية ،كفي الكاقع نجد
الجمعية العامة أك المالؾ ليذه الشركات ىي الشركة القابضة.
كفي حالة حؿ الشركة القابضة كتصفيتيا يعني ذلؾ إنياء شخصيتيا االعتبارية كما
تنتيي الشخصية الطبيعية بالكفاء كبإنياء شخصية الشركة القابضة األـ (الشركة القابضة)
ينتيي كجكدىا في السجؿ لدل المسجؿ التجارم الذم سبؽ كأف منحيا شخصيتيا بالتسجيؿ
كاستخراج شيادة تسجيميا األمر الذم ال يتصكر معو استمرار الشركات الفرعية أك التابعة
ليا كمف ضمف المؤسسيف ليا أك المساىميف فييا الشركة القابضة التي سبؽ كأف تمت
1
تصفيتيا كلـ يعد ليا كجكد قانكني
.كبمفيكـ المخالفة يمكف أف يتـ تصفية أحد الشركات التابعة أك حميا ،كبالتالي تبقى
الشركة األـ ككذلؾ الشركات الفرعية األخرل دكنما تتأثر بالحؿ أك التصفية
إذ أف اتخاذ قرار بتصفية أحد الشركات الفرعية أك التابعة لمشركة األـ (الشركة القابضة) ال
يؤدم إلى تصفية الشركة القابضة ألف الشركة القابضة ىي المالكة ليذه الشركة الفرعية
كعمميا كقد حدث كاف اتخذت الشركة القابضة مف الناحية العممية ق اررات بتصفية عدد مف
الشركات الفرعية التابعة ليا كذلؾ عف طريؽ ق اررات صدرت في مجمس إدارة الشركة
القابضة كتـ تأييدىا مف الجمعية العامة لمشركة القابضة كمف ثـ تكجيو مجالس إدارة
الشركات الفرعية التي أك التابعة بإصدار قرار بتصفيتيا تصفية اختيارية كمف ىنا يتضح
كيتحقؽ جميان جانب السيطرة الفعمية لمشركة (القابضة) عمى الشركة الفرعية فيما يتعمؽ
بالخطط العامة لمشركة الفرعية كرسـ سياساتيا العامة إلى جانب اتخاذ قرار بتصفيتيا
.عميو كمما تقدـ يمكف القكؿ بأف في حالة إنياء الشركة القابضة كتصفيتيا فإف ذلؾ
يؤدم إلى حؿ كتصفية الشركات الفرعية أك التابعة ليا
.أما في حالة تصفية الشركة الفرعية أك التابعة لمشركة األـ ال يؤثر ذلؾ عمى
. الشركة القابضة أك الشركات الفرعية األخرل ،كال يؤدم إلى حميا أك تصفيتيا
كما أف كبالمقارنة بيف أسباب انقضاء الشركة في بعض التشريعات يجد الباحث أف كميا
: تتفؽ في األسباب التي تتعمؽ بانقضاء الشركة ،حيث جاءت أكجو االتفاؽ بينيـ كاآلتي
أكالن :القاعدة العامة في شركات األشخاص فقيان كقانكنان أف مكت أحد الشركاء ينيي الشركة
. كال يحؿ الكرثة محؿ الشريؾ المتكفى ،ألف التعاقد إنما تـ لصفات الشريؾ
ثانينا :بالنسبة لشركات األمكاؿ ،فإف الشركة ال تنقضي بمكت أحد الشركاء بؿ تبقى مستمرة
كيحؿ الكرثة محؿ الشريؾ المتكفى.
ثالثان :إذا أفمس أحد الشركاء أك حجر عميو تنتيي الشركة في شركات األشخاص كفي
شركات األمكاؿ ،ألف الشريؾ إذا أفمس أك حجر عميو فقدت الثقة المالية منو ،كاذا انتيت
الشركة جرل تصفيتيا
رابعان :انسحاب أحد الشركاء مف الشركة يؤدم إلى انتياء الشركة شريطة إعالف سائر
196
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
سابعان :إذا انقضت المدة التي حددتيا الشركة كالتي اعتبرتيا كافية لتحقيؽ غرض إنشائيا
تنقضي الشركة كيضمف الشريؾ المعتدم ما تمؼ مف أمكاؿ الشركة ما لـ يدفع المعتدم بدؿ
ما ىمؾ مف الماؿ ففي ىذه الحالة تستمر الشركة
اثني عشر :إذا كانت حصة الشريؾ في الشركة عمالن كلـ يتمكف العامؿ مف تقديـ ما عميو
. مف عمؿ كمرض أقعده كالمضارب الذم مرض كعجز عف العمؿ
. ثالثة عشر :إذا كانت حصة الشريؾ شيئان ماديان ينتفع بو فيمكت بعد التسميـ
أربعة عشر :إذا فقد ركف الشركة المتمثؿ في العاقداف بأف صار أك أصبح رأس ماؿ الشركة
ممكان لكاحد منيـ كمف يشترم حصص الشركاء اآلخريف.
إف الشركة القابضة تخضع في تصفيتيا إلى األحكاـ نفسيا التي تخضع ليا
الشركات المساىمة ...إال انو كلطبيعة الشركة القابضة في ارتباطيا بعالقات عديدة تجعؿ
مف تصفية الشركة القابضة مجاؿ إلثارة نقاط عدة تتعمؽ بالشركة القابضة بشكؿ خاص .
إف تصفية الشركة القابضة ال تختمؼ عف تصفية أم شركة فاف كانت مف شركات األمكاؿ
خضعت ألحكاـ شركات األمكاؿ كاف كانت مف شركات األشخاص فتخضع ليذه األحكاـ.
197
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
أما الذم يميز الشركة القابضة في تصفيتيا ىك ارتباط اثر التصفية بعدة جكانب في
شركات أخرل تككف تابعة ليذه الشركة .كىذا ينتج بطبيعة األمر الف الشركة القابضة مف
أغراض تأسيسيا ىك السيطرة عمى الشركات كادارتيا كىذا ما تنص عميو اغمب القكانيف
التي تأخذ بيذه الشركة . 1فنحف نرل أف مكضكع تصفية الشركة التابعة كالمرتبط بتصفية
الشركة القابضة ىك مكضكع ال يخرج عف نطاؽ الشركة القابضة عمى الرغـ مف أف
التصفية في كؿ شركة تككف مستقمة عف األخرل في إجراءات التصفية إال ما ارتبط منيا
بقكائـ الحسابات كغيرىا ،كما أف لكؿ شركة مصفيا خاصا .إف تكقؼ نشاط الشركة
التابعة كاتخاذىا قرار التصفية ىك لفقدانيا أكثر مف نصؼ رأس ماليا ىذا في حاؿ السيطرة
القانكنية ( النظامية ) أما في حالة السيطرة الفعمية ( غير النظامية ) فيي السيطرة التي تتـ
بكسائؿ أخرل غير الحؽ القانكني كتنشأ في الغالب عف طريؽ امتالؾ حقكؽ أقمية ذات
،2فقد ال نسبة مرتفعة مع أف ىذه السيطرة ال يمكف تحديدىا بكضكح كالسيطرة القانكنية
تتخذ الشركة التابعة قرار التصفية إذا كانت السيطرة عف طريؽ غير نظامي .كنؤكد إف
تصفية الشركة القابضة يعني فقداف اإلدارة ،فنحف نعمـ أف ارتكاز اإلدارة في الشركة
التابعة يككف بيد الشركة القابضة كتشكيؿ مجمس إدارتيا يعكد لمشركة القابضة .كتجدر
اإلشارة إلى انو في حاؿ استمرار الشركة التابعة في ممارسة نشاطيا بشكؿ مستقؿ فعمييا
إعادة تشكيؿ إدارتيا مف جديد ،كما أف عمى الشركة القابضة أف تقكـ بتحمؿ عبء مالي
كبير إلعادة نشاطيا نتيجة لفقداف نسبة قد تككف كبيرة ال نقكؿ %51مف رأس الماؿ الف
كىنالؾ حاالت قد تككف متشابية مف في ىذه الحالة تككف التصفية أمر ال مفر منو
التصفية كىي حالة التنازؿ عف السيطرة كيقصد بالتنازؿ ( ىك تنازؿ األغمبية الممثمة لمشركة
القابضة في الشركة التابعة عما ليا مف سيطرة اقتصادية عمى الشركة األخيرة لمغير )
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 99
2
HAYNES.STEPHEN E AND JOE A STONE. 1989.( AN INTEGRATED TEST FOR ELECTORAL
CYCLES IN THE U.S ECONOMY ) THE REVIEW OF ECONOMICS AND STATISTICS 71 /P 426-
434
198
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
.1كيككف التنازؿ عف طريؽ بيع نصيبيـ في رأسماليا كالتساؤؿ عف سبب تخمي مف بيده
السيطرة إلى غيره ىك انو قد تعجز شركة عف منافسة شركة أخرل ،أك نتيجة لديف كبير
تشترطو البنكؾ لتأجيؿ مكعد التسديد انتقاؿ السيطرة إلى شركة أخرل (فيذا يضمف لمبنكؾ
حصكليا عمى الديف ) ،أك لتمقي مقابؿ يفكؽ القيمة السكقية كالحقيقية لألسيـ،2
في ىذه الحالة عمى الشركة أف تستعد لقبكؿ اإلدارة الجديدة لمشركة المتنازؿ ليا
فتصبح ىذه ىي القابضة عمى الشركة التابعة .أك قد يككف المتنازؿ أشخاص طبيعييف ففي
159لسنة 1981 ىذه الحالة ال تككف الشركة تابعة فكفؽ قانكف الشركات المصرم رقـ
الذم يكجب أف تتكفر المكافقة عمى التنازؿ بعض الشركط كأىميا كحسب مضمكف المادة (
) 141مف الالئحة التنفيذية لمقانكف انو يكجو طمبا إلى الشركة مف مالؾ األسيـ لممكافقة
عمى بيعيا .عمى أف يتضمف الطمب اسمو كعنكانو كعدد األسيـ كنكعيا كالثمف المعركض
ك نعتقد انو في حالة الشركة القابضة كتنازليا تنتفي الحاجة لممكافقة عمى البيع 3 لشرائيا.
كذلؾ الف الشركة القابضة ىي مف تمتمؾ اإلدارة كالسيطرة .
الميـ أف سياسة الشركة المتنازؿ ليا التي سكؼ تتكلى القيادة سكؼ تتبع األسمكب
الذم يالئـ إستراتيجيتيا .كلكف السؤاؿ الذم يطرح فما مصير األقمية في ىذه الشركة أماـ
السياسة الجديدة؟ نرل أف الذم يحمي األقمية في الشركة التابعة ىك نظرية التعسؼ في
استعماؿ الحؽ أك تعسؼ األغمبية إذ تخمك اغمب التشريعات مف تنظيـ قانكني كاضح ليذه
الصكرة مف التعسؼ .كنشير إلى ما يؤكد ذلؾ ىك أف القضاء الفرنسي يحتكم عمى مسألة
)Rennesعاـ 1968مف مشيكرة ،كىي قضية تـ رفعيا أماـ محكمة استئناؼ (
) Cassegrainضد مديرم ىذه الشركة في مساىـ ينتمي إلى أقمية مساىمي شركة (
كلكف نعتقد كاف صح أف مف حؽ مالؾ األسيـ التصرؼ فييا كفؽ حؽ الممكية الذم
يخكلو بتمؾ التصرفات ،كلكف تكظيؼ األسيـ أك المشاركة فييا في شركة يحتـ أف يجعؿ
المساىـ ضمف دائرة متطمبات الحفاظ عمى الشركة ككاجب عدـ اإلضرار كالذم تنص عميو
اغمب التشريعات ،كبالتالي مف حؽ الشركة المطالبة كفؽ مفيكـ التعسؼ في استعماؿ
الحؽ .كنرل ضركرة أف تكضع القكانيف التي تأخذ بالشركة القابضة كحتى التي ال تأخذ
بالشركة القابضة أف تضع نصكصان تعالج ىذه المسألة كاف تحمي األقمية كذلؾ الف إنماء
الشركات نعده ضركرة خصكصان في الدكؿ العربية عمى أف التنازؿ إف كاف يشكؿ مصمحة
اكبر مف مصمحة الشركاء ( األقمية ) فيجب أف يككف لسمطة الدكلة يد في دعـ ىكذا خطكة
كعف طريؽ الجية المختصة حتى كاف تطمب ذلؾ دعـ األقمية كتعكيض الضرر الذم مف
المحتمؿ تعرضيـ لو .
1
محمد حسٌن إسماعٌل ,المرجع السابق ,ص 101-100
200
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كيمكف التأكيد عمى أف خطكرة االحتكارات المقبمة لألسكاؽ كالشركات سكؼ يتسبب
في متاعب لمدكؿ بحيث ال يككف ىنالؾ دكر لمدكلة ،فنجد الخصخصة تمتد لتشمؿ حتى
مدارس التعميـ ،ما نكد قكلو ىك أف حماية األقمية كاف عارض مبدأ مف مبادئ الممكية
كحقكؽ المالكيف إال انو ذك أىمية اقتصادية لحماية البنى التحتية ألساس الشركات كتككينيا
.كبعد عرض بعض مف المسائؿ التي رأينا ضركرة عرضيا كالتي اعتبرناىا تمس تصفية
نكد ىنا عرض بشيء مف اإليجاز عف 1 الشركة القابضة ك ارتبطت أيضا بالشركة التابعة
تصفية الشركة القابضة كفؽ ما نراه مختمفان عف أحكاـ الشركات المساىمة كنكجزه بما يأتي
- 1إف تصفية الشركة القابضة تستكجب في اعتقادنا كحسب ما تعرفنا عميو مف تنظيـ
لمشركة أف المصفي يجب أف يطمع عمى القكائـ المالية المجمعة كالتي تعرؼ عند
المحاسبيف (( القكائـ المالية المكحدة )) الف الشخصية المعنكية كاف كانت مستقمة
لكؿ شركة لكف ىذه القكائـ تستكجب رجكع المصفي ليا كىذه قد تككف لثالث أك
أكثر مف الشركات .لبياف نسبة المتعمؽ مف ديكف في ذمة كؿ شركة كاتخاذ ما يمزـ
تجاىو
- 2تصفية الشركة القابضة يحتـ عمى الشركة التابعة مف تغيير اسميا بما يكافؽ
الكضع الجديد الذم تؤؿ إليو بعد تصفية الشركة القابضة ،مع أف تصفية التابعة ال
يتطمب مف الشركة القابضة تغيير اسميا أك عنكانيا طالما ىي تستمر ضمف
تخصصيا كشركة قابضة .
- 3تصفية الشركة القابضة يتطمب صدكر قرار مف الجمعية العامة لممساىميف لمشركة
القابضة بتخمي ممثمي الشركة القابضة في الشركة التابعة عف مياميـ كذلؾ في
حاؿ استمرار الشركة التابعة ،كىذه الحالة نتصكر حدكثيا عندما تككف السيطرة
ليست بذلؾ التأثير الكبير أك غير نظامية ( قانكنية) .
1
محمود سمٌر الشرقاوي ,المرجع السابق ,ص 332
201
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
- 4تصفية الشركة القابضة ربما يتيح لمشركة التابعة أف تككف شركة قابضة رئيسية
كليست شركة قابضة كسيطة ( أم في حاؿ كانت الشركة القابضة تسيطر عمى
شركات بكاسطة إحدل شركاتيا التابعة )
كبالتالي فاف تصفية الشركة إجراء قانكني يمي االنقضاء ،كأثر مف آثاره كيقصد بيا
مجمكعة العمميات اليادفة إلى إنياء األعماؿ ،كتحصيؿ ديكف الشركة ،كتحكيؿ مكجكداتيا
إلى نقكد ،كتسديد الديكف التي عمييا ،لتسييؿ عممية القسمة ،كاذا لـ تؼ جميع أمكاؿ
الشركة بسداد ديكنيا طكلب الشركاء بما يككف كاجبان عمييـ في حدكد مسئكلياتيـ
فيي بالتالي مجمكعة األعماؿ القانكنية كالمادية لتحديد صافي أمكاؿ بقى ليا ماؿ بعد
التصفية ،كيدخؿ أعماؿ التصفية إنجاز األعماؿ الجارية كاستيفاء ما لمشركة مف حقكؽ،
كالكفاء بما عمييا مف التزامات كديكف ،ثـ بيع مكجكدات الشركة ،كاألصؿ أف تبدأ أعماؿ
التصفية منذ تاريخ االنقضاء إال أنو في الكاقع العممي كثي انر ما يتراخي البدء حتى يعيف
المصفي خاصة كاذا لـ ينص عقد الشركة عمى تعييف مصفي أك إذا لـ يتفؽ الشرؾ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء
.1 عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلى تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيينو
كتبقى شخصية الشركة االعتبارية خالؿ فترة التصفية ،فتحتفظ الشركة باسميا كمكطنيا
كجنسيتيا كبالقدر الالزـ إلتماـ التصفية كأف تضاؼ عبارة تحت التصفية في جميع أكراقيا
كمراسالتيا ،كتحتفظ الشركة بذمتيا المالية حتى انتياء التصفية كقسمة األمكاؿ ،كال يجكز
لمشريؾ التصرؼ في حصتو أك إشغاليا برىكنات بؿ يجكز لممصفي أف يطالب الشريؾ بما
بقي في ذمتو لمشركة إذا استدعت التصفية ذلؾ.
أما المصفي فيتـ تعيينو حسب نص عقد الشركة أك نظاميا كفي حالة عدـ النص كلـ
يتفؽ الشركاء عمى اختياره تقكـ المحكمة المختصة بتعييف المصفي أك المصفيف ،إذ األصؿ
1
أبو زٌد رضوان ,المرجع السابق ,ص 184
202
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
في تعيينيـ اتفاؽ الشركاء كمف ثـ تحديد اختصاصيـ كصالحياتيـ كاذا لـ يتـ ذلؾ تقكـ
المحكمة بذلؾ.
أما عزؿ المصفي فال تختمؼ عف طريؽ التعييف سكاء لجية الشركاء أك القضاء كفي
سمطاتو ككاجباتو ،القياـ بجميع األعماؿ التي تؤدم إلى التصفية .استيفاء الحقكؽ كالكفاء
بالديكف كانجاز أعماؿ التصفية
كبعد انتياء عممية التصفية يقكـ المصفي بقسمة أمكاؿ الشركة كتسكية حساباتيا كفؽ
ما جاء في عقد الشركة أك نظاميا كفي حالة عدـ النص عمى ذلؾ أك في حالة الغمكض
تستعمؿ مكجكدات الشركة كتكزع عمى الشكؿ التالي:
1
أبو زٌد رضوان ,المرجع السابق ,ص 185
203
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
204
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يرتب تكلي الشركة القابضة مياـ إدارة الشركة التابعة مسؤكليتيا عنيا في كثير مف
األحياف سكاء كانت الشركة القابضة عضكا في مجمس إدارة الشركة التابعة أـ مدي ار ليا كقد
سبؽ اإلشارة إلى أف ىذه المسؤكلية إذا ما ترتبت فإنيا ال تخضع لمبدأ تحديد المسؤكلية
كانما تغدك الشركة القابضة ضامنة بذمتيا المالية كاممة كيعك د السبب في ذلؾ برأم
الفقياء 1إلى أف مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة في ىذه الحالة تنبع مف مركزىـ القانكني
بكصفيـ أعضاء في مجمس إدارة الشركة أك مدراء فييا سكاء كانت صمتيـ بالشركة عقدية
أك تنظيمية كبطبيعة الحاؿ فاف ىذا االختالؼ في المركز القانكني لمشركة القابضة يؤدم
2نطاؽ المسؤكلية عف العمؿ غير إلى تبايف في نطاؽ المسؤكلية إذ يرل بعض الفقو
المشركع يمتاز بحدكده الكاضحة فحيثما يرتكب شخص خطأ يصيب الغير بضرر فاف ىذه
المسؤكلية تتحقؽ مف دكف الحاجة إلى البحث عف صمة بيف مرتكب العمؿ غير المشركع
كالمضركر في حيف أف نطاؽ المسؤكلية العقدية يتحدد بشرطيف ىما كجكد عقد بيف الدائف
كالمديف كاف يككف الضرر الذم أصاب الدائف قد كقع بسبب إخالؿ المديف بتنفيذ العقد
يتبيف لنا مف خالؿ األحكاـ الكاردة في المكاد مف 99إلى 105مف التقنيف المدني
أف المشرع اعتمد التقسيـ الثنائي لمبطالف حيث ميز بيف البطالف النسبي كالبطالف المطمؽ
كقد تناكؿ أحكاـ البطالف النسبي في المكاد مف 99إلى 101مبينا زكاؿ اإلبطاؿ باإلجازة
كيسقط بالتقادـ كقد بيف في المادة 101حاالت قابمية العقد لإلبطاؿ كذكر – نقص األىمية
80-81 -86-88-90مف القانكف المدني ،كالتي تنص عمى قابمية العقد لإلبطاؿ
لألسباب اآلتية :نقص األىمية ،الغمط ( ، )85-81التدليس ( ، )87-86اإلكراه ( -88
،)89الغبف (– )91-90االستغالؿ كتضمف المادة 102ؽ ـ البطالف المطمؽ كقضت
يتبيف لنا مف خالؿ األحكاـ الكاردة في المكاد 92إلى 98أف البطالف المطمؽ يمحؽ
العقد الذم شابو عيب في احد أركانو.
كىي التراضي – المحؿ – السبب ،أك لعدـ مشركعية المحؿ ك السبب ك خصص المكاد
مف 103إلى 105لألحكاـ المشتركة بينيما
ك في األخير نقكؿ إف المشرع قد اخذ في تحديد أنكاع البطالف بأف المصمحة العامة
. ىي أساس البطالف المطمؽ ك المصمحة الخاصة ىي أساس البطالف النسبي
خاص ك إذا صعب تحديد المصمحة العامة مف المصمحة الخاصة فيتدخؿ المشرع بنص
يكضح فيو األحكاـ الكاجبة التطبيؽ
104مف إف المشرع الجزائرم قد أخذ بإنقاص كتحكؿ العقد ،كىكذا تنص المادة
القانكف المدني أف " :إذا كاف العقد في شؽ منو باطال أك قابال لإلبطاؿ ،فيذا الشؽ كحده
الذم يبطؿ ،إال إذا تبيف أف العقد ما كاف ليتـ بغير الشؽ الذم كقع باطال ،أك قابال
لإلبطاؿ فيبطؿ العقد كمو
206
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
أما المادة 105فتنص أف " إذا كاف العقد باطال أك قابال لإلبطاؿ كتكرث فيو أركاف "
عقد أخر فإنو يككف صحيحا باعتباره العقد الذم تكفرت أركانو ،إذا تبيف أف نية المتعاقديف
كانت تنصرؼ إلى إبراـ العقد
كاستنادا إلى ذلؾ فاف أسباب بطالف العقد تنيض في لحظة إبرامو كىي التكقيت
الذم بجب أف تجتمع فيو األركاف المكضكعية كالشكمية الالزمة إلبراـ العقد فإذا استجمعت
األركاف كاممة صحيحة انعقد العقد كأنتج اثر ىاما إذا تخمؼ احد أركانو عد العقد باطال أك
معدكما أما إذا شاب ركف الرضا فيو عيب فاف العقد ينعقد مكقكفا عمى إجازة مف كقؼ
1 لصالحو
يرل أف عقد الشركة ينفرد عف 2 لكف فيما يخص عقد الشركة فاف جانبا مف الفقو
غيره مف العقكد باشتمالو عمى أركاف أخرل فضال عف األركاف التقميدية لمعقكد كافة كتتمثؿ
في تعدد الشركاء ك نية المشاركة كتقديـ الحصص مف ماؿ أك عمؿ كاقتساـ األرباح
كالخسائر كـ يستمزـ أيضا تكفر األركاف الشكمية التي تتمثؿ في الكتابة ك التسجيؿ كالشير
ككفؽ ىذا الرأم فاف إبراـ عقد الشركة يستمزـ اجتماع األركاف المذككرة كميا عند تأسيس
الشركة مف أجؿ التكصؿ إلى إنشائيا كاال ترتب البطالف بحقيا كتأسيسا عمى ذلؾ يمكف
القكؿ أف المسؤكلية المترتبة عف بطالف عقد الشركة ىي مسؤكلية عف تأسيس الشركة عمى
أساس أنيا تترتب بحؽ مف يباشر إجراءات التأسيس كينيض بمياـ تييئة شركطو
1
عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ص 532
2
احمد محمد محرز ,المرجع السابق ,ص 52
207
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
لقد تـ اإلشارة إلى أف مشاركة الشركة القابضة في تأسيس الشركة التابعة تعد مف
أىـ كسائؿ تحقيؽ تبعية الشركة التابعة لمشركة القابضة كأكثرىا انتشا ار الف مشاركة الشركة
القابضة في تأسيس الشركة التابعة يتيح لألكلى تحقيؽ حزمة مف الخيارات التي تالئميا في
الشركة المبتغاة سكاء فيما يخص شكميا القانكني أك نشاطيا أك فيما يتعمؽ بحجـ رأسماليا
أك بشركائيا فييا فضال عمى أنيا تتيح لمشركة القابضة فرض إرادتيا كشركطيا في العقد
التأسيسي كالنظاـ األساسي لمشركة المبتغاة كالذم يمبي مصالحيا
إال انو قد يحصؿ أحيانا أف ينكشؼ بطالف عقد الشركة التابعة بحكـ قضائي بناءا
عمى طعف ممف لو المصمحة في ذلؾ سكاء صدر الطعف مف احد الشركاء أـ مف الغير
فينا يستمزـ تحديد المسؤكلية المترتبة عمى ذلؾ البطالف
الفرع األول :المركز القانوني لمشركة القابضة بوصفيا مؤسسا لمشركة التابعة
تأسيس الشركة بأنو مباشرة العمميات المادية كالقانكنية جميعيا 1 عرؼ البعض
الالزمة إلقامة شركة كفؽ الشركط التي يتطمبيا القانكف فالمؤسس ىك كؿ شخص يبادر في
تأسيس شركة المساىمة كيباشر مختمؼ إجراءات التأسيس سكاء كاف مف األشخاص
الطبيعييف أك مف األشخاص المعنكية
مؤسسا لمشركة كؿ مف اشترؾ اشتراكا فعميا في تأسيسيا 2 كقد عد المشرع المصرم
بنية تحمؿ المسؤكلية الناجمة عف ذلؾ كيشمؿ ذلؾ عمى نحك خاص كؿ مف كقع عقد
فكزم محمد سامي ,الشركات التجارية ,األحكام العامة والخاصة ,الطبعة األكلى ,مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع 1
تأسيس الشركة أك طمب المكافقة عمى تأسيس الشركة أك قدـ حصة عينية في رأس ماؿ
كعدت بعض التشريعات تأسيس الشركات عمال تجاريا كرتبت قكانيف الشركات كاجبات
كالتزامات بحؽ مف يشارؾ في عممية تأسيس الشركة لمتثبت مف جديتو كلضماف تقيده
فأكجبت عمى المؤسس بذؿ عناية الرجؿ الحريص كعدتو ممزما 1 بالقكانيف كالتعميمات
كبعبارة أخرل 2 بتعكيض أية أضرار تصيب الشركة أك الغير نتيجة مخالفتو ىذا االلتزاـ
فإنيا رتبت مسؤكلية المؤسسيف عف صحة كسالمة إجراءات التأسيس سكاء تجاه المكتتبيف
بأسيـ الشركة أـ تجاه الغير ممف تعامؿ معيـ المؤسسكف .
كاستنادا إلى ذلؾ ينبغي عمى الشركة القابضة عند مشاركتيا في تأسيس شركة أخرل تييئة
مستمزمات التأسيس ك مباشرة إجراءاتو منفردة أك بالمشاركة مع غيرىا مف خالؿ تشكيؿ
لجنة المؤسسيف كقد تبرـ الشركة القابضة عقكدا مع الغير لشراء طابؽ أك ارض مف أجؿ
تييئة المقر الجديد لمشركة أك كمكاقع لممشاريع كتبرـ عقكدا مع شركات اإلعالف كشركات
االتصاالت كخدمات االنترانت كبطبيعة الحاؿ فاف مف بيف العقكد التي تبرميا الشركة
القابضة ما يككف الزما كضركريا لقياـ الشركة الجديدة كمنو ما ال يككف كذلؾ كيرل البعض
أف األعماؿ التي تنجزىا لجنة المؤسسيف تتـ بناءا عمى ككالة مف أغمبية المساىميف فإذا
تمت المصادقة عمييا مف الجمعية العامة التأسيسية فاف الشركة تتحمميا كتصبح مسؤكلة
عنيا
1
اشترط قانكف الشركات المصرم رقـ ( )159لسنة 1981في مؤسس الشركة تكافر األىمية المطمكبة لتحمؿ المسؤكلية
عف تأسيس الشركة المادة ( )10كأال يككف مف العامميف في القطاع العاـ المادة ( )1-177كاف ال يقؿ عدد المؤسسيف
عف ثالثة المادة ()1-8
2المادة ( )1-11مف قانكف الشركات المصرم
209
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
لمشركة القابضة تأسيس شركات لتككف تابعة ليا كمف 1 كأجازت بعض التشريعات
ثـ فاف لمشركة القابضة تأسيس شركات التابعة إذا كقعت عقد تأسيسيا أك قدمت طمب
التأسيس إلى الجية المختصة أك قدمت حصة لممشاركة في رأس ماليا إضافة إلى حصص
بقية المؤسسيف كاذا أخذنا بعيف االعتبار أف مشاركة الشركة القابضة في تأسيس الشركة
التابعة تتيح لمشركة القابضة فرض إرادتيا كشركطيا في عقد التأسيس كالنظاـ األساسي
لمشركة المبتغاة كبالشكؿ كالقدر الذم يمبي مصالحيا فاف كؿ ذلؾ يقدـ تفسي ار لعديد مف
حاالت البطالف في عقكد تأسيس الشركات التابعة بسبب رغبة الشركات القابضة في إمالء
البنكد كالشركط التي تضمف مصالحيا بصرؼ النظر عف مدل مشركعيتيا أك بسبب عدـ
يمكف إرجاع المسؤكلية التي تترتب بحؽ الشركة القابضة عف القياـ بإجراءات
تأسيس الشركة التابعة إلى إحدل الصكرتيف
األكلى ىي المسؤكلية عف عدـ انجاز تأسيس الشركة التابعة حيث تمتزـ الشركة
القابضة منفردة أك بكصفيا احد أعضاء لجنة المؤسسيف تجاه بقية المؤسسيف بتأسيس
الشركة كىذا االلتزاـ ىك التزاـ عقدم كىك التزاـ بنتيجة أم انو التزاـ بتحقيؽ غاية كقد حدد
العناية المطمكبة مف المؤسسيف بعناية الرجؿ الحريص كمف ثـ فال تب أر 2 المشرع المصرم
ذمة الشركة القابضة إال باكتماؿ تأسيس الشرطة المتفؽ عمييا بصدكر شيادة تأسيسيا كمف
ثـ شيرىا ك قيدىا في السجؿ التجارم كنشر ذلؾ في الصحؼ أك النشرة كفؽ تحديد المشرع
فإذا لـ يتـ انجاز تأسيس الشركة بسبب خطأ مؤسسييا فاف لممكتتبيف طمب رد األمكاؿ
1 المدفكعة منيـ كليـ الرجكع بالتعكيض عند االقتضاء عمى المؤسسيف متضامنيف
فإذا ما صدر حكـ ببطالف الشركة 2 كصحة إجراءات التأسيس كمدل مطابقتيا لمقانكف
التي تـ تأسيسيا بسبب خطأ ينسب إلييـ فاف ذلؾ يككف سببا لمسؤكلية الشركة القابضة
كبقية المساىميف –مف غير المؤسسيف -كفي مكاجية الغير ممف لو تعامؿ مع الشركة قبؿ
ثبكت بطالنيا
الذم يعد ( تعدد الشركاء ,نية المشاركة ,تقديـ حصص 3 كفي ظؿ الرأم الفقيي
مف ماؿ أك عمؿ ,اقتساـ األرباح كالخسائر ) أركانا خاصة ينفرد بيا عقد الشركة فاف
الشركة القابضة تتحمؿ المسؤكلية عف بطالف الشركة التابعة منفردة أك بالتضامف مع بقية
المؤسسيف في حاؿ ثبكت أف سبب البطالف يرجع إلى غياب نية المشاركة لدييا أك عدـ
كلقد أجاز المشرع المصرم 4رفع دعكل المسؤكلية عمى المؤسسيف كحظر تضميف عقد
التأسيس أية شركط تعفي المؤسسيف أك بعضيـ مف المسؤكلية الناجمة عف تأسيس الشركة
كجعؿ مسؤكليتيـ بالتضامف عف أية أضرار تمحؽ بالشركة نتيجة مخالفتيـ القانكف أثناء
التأسيس لكف يالحظ أف المشرع المصرم في المادة 23مف قانكف الشركات المصرم قد
انفرد بمكقؼ خاص إذ عد قيد عقد الشركة كنظاميا األساسي في السجؿ التجارم قرينة
قاطعة عمى مكافقة تأسيس الشركة ألحكاـ خاصة بإجراءات التأسيس فمـ يجز الطعف
ببطالف تمؾ الشركة بزعـ مخالفتيا ألحكاـ المتعمقة بإجراءات التأسيس لكنو ما لبث أف عدؿ
كألزـ مصمحة الشركات باالعتراض عف قياـ الشركة خالؿ عشرة ( )10 1 عف ىذا المكقؼ
أياـ مف إخطار المصمحة بإنشاء الشركة عمى أف يككف اعتراضيا مسببا كمستندا إلى قياـ
سبب مف األسباب التالية :
-مخالفة العقد االبتدائي أك عقد التأسيس أك نظاـ الشركة لمبيانات اإللزامية الكاردة
بالنمكذج أك تضمنو أمك ار مخالفة لمقانكف
-إذا كاف غرض الشركة مخالفا لمقانكف أك لمنظاـ العاـ
-إذا كاف أحد المؤسسيف ال تتكفر فيو األغمبية الالزمة لتأسيس الشركة
كبناءا عمى ىذا االعتراض يتـ إخطار الشركة إلزالة أسباب االعتراض أك تقديـ التظمـ
منو إلى كزير االقتصاد خالؿ خمسة عشر يكما مف تاريخ تبميغيا باألخطار كاال أصدرت
مصمحة الشركات ق ار ار بشطب قيد الشركة مف السجؿ التجارم
التأسيس فاف المؤسسكف يبرمكف خالؿ مرحمة التأسيس تصرفات قانكنية عديدة كالتعاقد مع
المصارؼ ك شركات األكراؽ المالية كشركات اإلعالف كالشركات المتخصصة بإعداد
دراسات الجدكل االقتصادية كما قد يبرمكف عقكدا لتييئة كتجييز مقر الشركات كمركز
إدارتيا كالتعاقد مع أصحاب الكفاءات كالخبرات مف المستخدميف كتمتزـ الشركة القابضة
1
القانون رقم ( )3لسنة 1998المصري والالئحة التنفٌذٌة رقم ( )25لسنة 1998
212
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كبقية المؤسسيف في تصرفاتيا لحساب الشركة الجديدة ببذؿ العناية الالزمة لذلؾ كتنتيي
مياـ لجنة المؤسسيف عند انتخاب مجمس إدارة الشركة في االجتماع التأسيسي كقد عد
األشخاص الذيف يبرمكف التصرفات باسـ الشركة التجارية في مرحمة 1 المشرع الفرنسي
التأسيس كقبؿ تسجيميا مسؤكليف بالتكافؿ كالتضامف عف تمؾ التصرفات عمى أف تترتب
االلتزامات في ذمة الشركة بعد اكتماؿ تشكيميا كتسجيميا كتككف المسؤكلية مترتبة بحؽ
المؤسسيف عف بطالف عقد الشركة ىي المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع عمى أساس أف
نيابتيـ عف بقية المؤسسيف ىي نيابة قانكنية قررىا المشرع كنظـ كاجباتيا كحدد مسؤكلياتيا
أما في القانكف الجزائرم فتمر إجراءات التأسيس بمرحمتيف ,ففي خالؿ فترة التأسيس
يمتزـ المؤسسكف بالسعي في تأسيس الشركة كالقياـ بجميع اإلجراءات الالزمة لذلؾ ,كيتعاقد
المؤسسكف خالؿ ىذه الفترة بكصفيـ ممثميف لشركة المساىمة في ىذه المرحمة ما ىك في
الكاقع إال عقد بيف المؤسسيف يسبؽ فترة التأسيس كتتميز الشركة في ىذه الفترة بشخصية
معنكية ناقصة بالقدر الالزـ لتأسيسيا ,كيشترط المشرع أف يككف ىذا التأسيس تأسيسا
يحرر 595مف القانكف التجارم عمى ما يمي": صحيحا ,كفي ىذا الشأف تنص المادة
الموثق مشروع القانون األساسي لشركة المساىمة بطمب من مؤسس أو أكثر ,وتودع
نسخة من ىذا العقد بالمركز الوطني لمسجل التجاري
كينشر المؤسسكف تحت مسؤكلياتيـ إعالنا لالكتتاب حسب الشركط المحددة بمرسكـ .
. كال يقبؿ أم اكتتاب إذا لـ تحترـ اإلجراءات المقررة في المقطعيف األكؿ كالثاني أعاله
كبإكماؿ ىذه اإلجراءات يقكـ المؤسسكف بعد التصريح باالكتتاب كالدفعات ,باستدعاء
المكتتبيف إلى جمعية عامة تأسيسية حسب األشكاؿ كاآلجاؿ المنصكص عمييا عف طريؽ
التنظيـ.
تثبت ىذه الجمعية أف رأس الماؿ مكتتب بو تماما ,كأف مبمغ األسيـ مستحؽ الدفع
كتبدم رأييا في المصادقة عمى القانكف األساسي الذم ال يقبؿ التعديؿ إال بإجماع آراء
جميع المكتتبيف ,كتعييف القائميف باإلدارة األكلييف أك أعضاء مجمس المراقبة كتعييف كاحد
أك أكثر مف مندكبي الحسابات ,كما يجب أف يتضمف محضر الجمسة الخاص بالجمعية
عند االقتضاء إثبات قبكؿ القائميف باإلدارة أك أعضاء مجمس المراقبة كمندكبي الحسابات
تجارم)1 ككظائفيـ ( .المادة 600
كعند إتماـ ىذه اإلجراءات نشأ الشركة قانكنا كتتكامؿ شخصيتيا المعنكية فيجب شيرىا,
كتثبت الشركة بعقد رسمي كاال كانت باطمة .كيعتبر المؤسسيف مسؤكلكف عف األخطاء التي
تقع منيـ في تأسيس الشركة ككمما زاد عدد المسؤكليف زاد ضماف المكتتبيف ,كما يجب أف
يككف الشركاء المؤسسيف ممف اكتتبكا في رأس ماؿ الشركة بحصة نقدية أك عينية كذلؾ
ضمانا لجدية اىتماميـ بمشركع الشركة.
كفي حالة ما إذا فشؿ المؤسسكف في تحقيؽ مشركع الشركة ,تزكؿ الشخصية المعنكية
604الفقرة 2تجارم ":واذا لم تؤسس ليا بأثر رجعي كنصت في ىذا الصدد المادة
الشركة في أجل ستة أشير ابتداء من تاريخ إيداع مشروع القانون األساسي بالمركز
الوطني لمسجل التجاري ,جاز لكل مكتتب أن يطالب أمام القضاء بتعيين وكيل يكمف
1المادة 600من القانون التجاري الجزائري مرسوم تشرٌعً رقم 93-08المؤرخ فً 25افرٌل 1993المعدل
والمتمم للقانون التجاري
214
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يترتب عمى الحكـ ببطالف الشركة عدىا كأف لـ تكف فتعد ىي كالعدـ سكاء ففي
األحكاؿ التي يتقرر فييا بطالف عقد الشركة التابعة فاف مف البدييي أف يعاد أطراؼ العقد
الباطؿ إلى ما كانكا عميو قبؿ العقد عمى أساس أف البطالف يتقرر بأثر رجعي كال يعدك ىذا
الحكـ أف يككف إال تطبيقا لمقكاعد العامة في البطالف الف ىذا األخير يرتب انعداـ أثر العقد
بالنسبة إلى المتعاقديف كبالنسبة إلى الغير تبعا لذلؾ فيسترد كؿ طرؼ مشارؾ في الشركة
التابعة حصتو التي قدميا بما في ذلؾ الشركة القابضة كليس آلم طرؼ االستناد إلى عقد
الشركة التابعة لممطالبة بحصة مف األرباح التي تحققت نظ ار لبطالف ذلؾ العقد
ذىب إلى أف تطبيؽ القكاعد العامة لمبطالف بحذافيرىا عمى 2 إال أف بعض الفقو
عقد الشركة كرد أطرافو إلى الحالة التي كانكا عمييا قبؿ التعاقد كاف كاف ممكف نظريا إال
انو ال يستقيـ عمال لككنو ينطكم عمى تجاىؿ لمعقكد التي أبرمتيا الشركة مع الغير – قبؿ
الحكـ ببطالنيا -كالتي أصبحت بمقتضاىا دائنة أك مدينة
كقد أيد المشرع المصرم ذلؾ فقاؿ أف عقد الشركة يستعصي بطبيعتو عمى فكرة
األثر الرجعي لمبطالف المنصكص عمييا في المادة 142مف القانكف المدني المصرم ك
عمة ذلؾ أف إبطاؿ عقد الشركة أك بطالنو ال يمنع أف تظؿ آثاره التي أنتجتيا قائمة لذا فاف
بعض التشريعات اتجيت إلى التعامؿ مع بطالف الشركة بشيء مف المركنة ال عمى أساس
البطالف المطمؽ كانما كفؽ قاعدة تدرج البطالف ك خرجت عف قاعدة األثر الرجعي لمبطالف
كجعمتو يقتصر عمى المستقبؿ دكف الماضي كتقرر لمعقد الباطؿ آثا ار عدة منيا ما ىك
1 أصمي كمنيا ما ىك عرضي
أما ما يتعمؽ بالمشرع الجزائرم فقد أخذ بنظرية الشركة الفعمية حيث تقضي القاعدة
العامة في البطالف المطمؽ كالبطالف النسبي بإعادة الشركاء إلى الحالة التي كانكا عمييا
قبؿ التعاقد كىذا ما يعني أف لمبطالف أث ار رجعيا فينيار العقد برمتو كيمكف تطبيؽ ىذه
القاعدة إذا كشؼ سبب البطالف منذ البداية كلكف إذا كاف العقد قد نفذ كنشأ عنو الشخص
المعنكم فإذا طبقت عميو القاعدة العامة أدل ذلؾ إلى إىدار المعامالت التي قاـ بيا
الشخص المعنكم كازالة آثارىا ،األمر الذم سيؤدم إلى نتائج غير عادية سكاء مف الناحية
العممية أك االقتصادية فمك طبؽ األثر الرجعي لمبطالف أدل ذلؾ إلى تجاىؿ أكضاع ككقائع
كجدت فعال الفترة السابقة عمى الحكـ بالبطالف كأىميا كجكد شخص معنكم ارتبط
بمعامالت مع الغير فأصبح بمكجبيا دائنا أك مدينا كحصؿ عمى أرباح كمني بخسائر لذا
استقر القضاء عمى أنو متى حكـ ببطالف الشركة اقتصر آثاره عمى المستقبؿ فحسب دكف
1
اآلثار األصمية لمعقد الباطؿ ىي تمؾ اآلثار التي يرتبيا القانكف عمى العقد الباطؿ –استثناء مف القكاعد العامة –ال
بكصفو كاقعة مادية كانما بكصفو عقدا كيسكع بعض الفقو ىذا الخركج عف القكاعد العامة بفكرة حماية الظاىر المستقر
الذم اطمأف الناس في تعامالتيـ حتى لك خالؼ الحقيقة فضال عف اعتبارات حسف النية كلضماف استقرار المعامالت أما
اآلثار العرضية لمعقد الباطؿ فيقصد بيا تمؾ اآلثار التي يعترؼ بيا القانكف ككنيا نتيجة لمعقد الباطؿ ال بكصفو عقدا
كانما بكصفو كاقعة مادية كيرل بعض الفقو أف أىـ اآلثار العرضية التي ينتجيا العقد الباطؿ تستخمص مف تطبيؽ
نظريتيف معركفتيف ( نظرية تحكؿ العقد ,نظرية انتقاص العدد)
عبد الرزاؽ السنيكرم الكسيط في شرح القانكف المدني ,المرجع السابؽ ,ص 562
216
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
أف يمتد إلى الماضي إذ تعتبر الشركة قائمة كيعتد بنشاطيا لمفترة الكاقعة بيف تككينيا
كالحكـ بالبطالف غير أف االعتراؼ بالشركة خالؿ ىذه الفترة ليس سكل اعترؼ في الكجكد
الفعمي أك الكاقعي لمشركة كال يرتكز عمى أساس قانكف لذا تسمى ىذه الشركة بالشركة
الفعمية أك الشركة الكاقعية
كالحكمة مف إيجاد نظرية الشركة الفعمية قصد حماية األكضاع الظاىرة تحقيقا
الستقرار المراكز القانكنية ألف الغير تعامؿ مع الشركة قبؿ الحكـ ببطالنيا عمى أساس أنيا
شركة صحيحة كمف ثـ فال يسكغ أف يفاجئ ىذا الغير الذم اطمئف إلى الكضع الظاىر
ببطالف الشركة لسبب خفي عميو أما األساس القانكني التي اعتمدت عميو ىذه النظرية ىك
اعتبار عقد الشركة مف العقكد المستمرة فإذا قضي بالبطالف تناكؿ البطالف مستقبؿ العقد
فقط كبالنسبة لمماضي فتعتبر الشركة مكجكدة لكف كجكدىا ليس لو كياف قانكني كانما كياف
فعمي كاقعي :1
يشترط تطبؽ نظرية الشركة الفعمية أف تككف الشركة قد باشرت أعماال قبؿ الحكـ
بالبطالف أما إذا صدر الحكـ قبؿ مباشرة الشركة أعماليا فال يككف ليا كياف في الكاقع ،
تجدر اإلشارة أف القضاء لـ يعترؼ بكجكد الشركة الفعمية في جميع حاالت البطالف ألف
ىناؾ حاالت ال يجكز فييا االعتراؼ بكجكد الشركة ال في نطاؽ القانكف كال في نطاؽ
الكاقع كعميو نرجع إلى تطبيؽ القاعدة العامة في البطالف بصفة مطمقة كاعتبار الشركة في
- 1إذا كاف البطالف مؤسس عمى نقص أىمية أحد الشركاء أك عمى عيب شاب رضاءه
كأدل ىذا البطالف إلى انييار العقد برمتو كما ىي الحاؿ في شركة األشخاص
فتعتبر الشركة كأف لـ تكف بالنسبة إلى ناقص األىمية أك الشريؾ المعيب رضاءه أما
بالنسبة لبقية الشركاء فتعتبر الشركة في الفترة بيف تككينيا أك الحكـ ببطالنيا قائمة
فعال ؟
- 2إذا كاف البطالف مؤسسا عمى عدـ كتابة عقد الشركة أك شيره تطبؽ نظرية الشركة
الفعمية استنادا إلى النص القانكني المادة 2 / 418مف القانكف المدني حيث يستدؿ
مف نصيا عمى أف المشرع اعترؼ بالشركة الباطمة بسبب انعداـ الكتابة في مكاجية
الغير (في حيف يرل بعض الفقياء "محمد حسف جبر" يرل استبعاد تطبيؽ نظرية
الشركة الفعمية في حالة عدـ مراعاة األركاف الشكمية ألف الجزاء في نظره يقتصر
)1 عمى عدـ جكاز احتجاج الشركة عمى الغير
بينما ىناؾ حاالت يمكف أف تطبؽ عمييا الشركة الفعمية كتتجمى جؿ ىذه الحاالت في
- 1إذا كاف البطالف قائما عمى عدـ تكفر األركاف المكضكعية الخاصة بعقد الشركة
كعدـ كجكد نية االشتراؾ أك تخمؼ ركف تقديـ الحصص أك تخمؼ ركف تعدد الشركاء
(باستثناء الشركة ذات المسؤكلية المحدكدة) فال يككف عندئذ لمشركة كجكد قانكني كال
فعمي
-2إذا كاف البطالف قائما عمى عدـ مشركعية المحؿ كأف يككف نشاط الشركة مخالؼ
لمنظاـ العاـ كاآلداب العامة مثؿ االتجار في المخدرات أك االتجار في تيريب األسمحة
فإف االعتراؼ بالكجكد الفعمي لمشركة معناه االعتراؼ بالنشاط غير المشركع الذم قامت
. مف أجمو الشركة كىذا ما يتنافى إطالقا مع المنطؽ كالقانكف
1
نادٌة فوضٌل ,الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ص 53
218
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-3يجب التفرقة بيف الشركة الفعمية التي كجدت فعال تعاممت مع الغير بكصفيا
شخصا معنكيا ،كبيف الشركة التي تككنت بحكـ الكاقع كىي الشركة التي يتكفر لدل
مؤسسييا نية تككيف الشركة بالمعنى القانكني بؿ ىي عبارة عف شركة نشأت تمقائيا
فاتجيت إرادة الشركاء فييا إلى التعاكف بقصد استغالؿ مشركع معيف كتقييـ األرباح
الناجمة عف ىذا االستغالؿ (كغالبا ما تتمثؿ ىذه الشركة في شركة األشخاص) بينما
تأخذ الشركات الفعمية جميع أنكاع الشركات سكاء كانت شركة أمكاؿ أك شركة أشخاص
1
ك يترتب عمى االعتراؼ بالكجكد الفعمي لمشركة في الفترة الكاقعة بيف إبراـ العقد كالحكـ
. بالبطالف نتائج ىامة سكاء بالنسبة لمشركة أك الشركاء أك بالنسبة لمغير
-1بالنسبة لمشركة
أ /تعتبر الشركة الفعمية كما لك كانت شركة صحيحة كمف ثمة تتمتع بشخصيتيا
المعنكية المستقمة عف شخصية الشركاء كتبقى جميع حقكقيا كالتزاماتيا قائمة كما تظؿ
تعيدات الشركاء كحقكقيـ صحيحة كمرتبة ألثارىا سكاء فيما بيف الشركاء أك بالنسبة
لمغير
ب /يجب حؿ الشركة كتصفيتيا بمجرد صدكر الحكـ بالبطالف ك بما أف الشركة في
فترة التصفية تحتفظ بالشخصية المعنكية فمف الجائز شير إفالس الشركة الفعمية متى
تكقفت عف سداد ديكنيا سكاء نشأت ىذه الديكف قبؿ الحكـ بالبطالف أك أثناء إجراء
عممية التصفية كيترتب عمى إفالسيا شير إفالس الشريؾ المتضامف
-2بالنسبة لمشركاء :في حالة بطالف الشركة كتصفيتيا ،تقسـ مكجكدات الشركة
كاألرباح كالخسائر طبقا لمشركط الكاردة في العقد التأسيسي ،كيمتزـ الشركاء الذيف لـ
1نادٌة فوضٌل ,الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ,المرجع السابق ,ص 53
219
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يقدمكا حصصيـ بتقديميا ،كيككف كؿ شريؾ مسؤكال عف ديكف الشركة بحسب نكع
- 3بالنسبة لمغير :إف جميع التصرفات التي التزمت بيا الشركة في مكاجية الغير تعد
صحيحة كمنتجة آلثارىا (رغـ الحكـ ببطالنيا) كيحؽ لدائني الشركة التمسؾ ببقائيا
حتى يجتنبكا مزاحمة الدائنيف الشخصييف لمشركاء كيككف ليـ حؽ التنفيذ عمى أمكاؿ
الشركة ،كما ليـ حؽ شير إفالسيا كتقسيـ أمكاليا الستيفاء ديكنيـ حسب قكاعد
اإلفالس .أما إذا تعرضت مطالب دائني الشركة أنفسيـ بحيث تمسؾ بعضيـ
ببطالف الشركة كما لك كانكا دائنيف شخصييف في نفس الكقت لبعض الشركاء بينما
تمسؾ البعض اآلخر ببقاء الشركة فطبقا لمرأم الفقيي كالقضائي في كؿ مف فرنسا
كمصر يجب ترجيح الجانب الذم طمب الحكـ بالبطالف ألنو ىك األصيؿ
- 4بالنسبة لدائني الشركة الشخصيين :يحؽ لدائني الشركاء الشخصييف التمسؾ
بالبطالف إذا كانت ليـ مصمحة في ذلؾ ،كتتمثؿ ىذه المصمحة في التنفيذ عمى
1 حصة الشريؾ المديف بعد تصفية الشركة إثر الحكـ بالبطالف
األصؿ في البطالف أف يتـ بأثر رجعي مقتضاه إعادة الحالة إلى ما كانت عميو قبؿ
تقريره ،عمى أف أعماؿ ىذا األثر الرجعي لمبطالف في شأف الشركة ال يستقيـ إذا
كانت قد عاشت فترة كصارت ليا معامالت مع الغير ،فال يسكغ اعتبار الشركة
كأف لـ تكف كانكار كجكدىا في الفترة التي قامت فييا كشخص معنكم لما يترتب
عمى ذلؾ مف نتائج شاذة كضارة بالغير كمف ثـ اتجو القضاء إلى االعتراؼ بالكجكد
الفعمي لمشركة إذا تعرضت لمبطالف قبؿ الحكـ بو بحيث يعطؿ أثره الرجعي ،فال
يسرم بطالف الشركة عمى الماضي كلكف يقتصر أثره عمى المستقبؿ فقط
1نادٌة فوضٌل ,الشركة التجارٌة فً القانون التجاري الجزائري ,المرجع السابؽ ,ص 55
220
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
قد يترتب بطالف الشركة التابعة نتيجة مخالفة الشركة القابضة كشركاءىا المؤسسيف
لمنصكص القانكنية لذا ليس ليؤالء االستفادة مف مخالفتيـ لمقانكف كاالحتجاج بالبطالف
كيحؽ لمغير االختيار بيف االحتجاج ببطالف الشركة كبيف التمسؾ بكجكدىا 1 اتجاه الغير
كىذا رغبة مف المشرع بصفة عامة في حماية األكضاع الظاىرة التي استند إلييا الغير في
تعامالتو مع الشركة فضال عف حماية الغير حسف النية الذم يجيؿ حقيقة أمر الشركة لعدـ
اطالعو عمى أسباب البطالف في عقد تأسيسيا فقد منح المشرع األردني عمى سبيؿ المثاؿ
الخيار لمغير حسف النية بيف التمسؾ بكجكد الشركة القائمة فعميا أك التمسؾ ببطالنيا في 2
حالة مخالفة إجراءات تسجيؿ الشركة سكاء فيما يخص التسجيؿ أك التعديالت الطارئة عمى
عقدىا كبالتالي فاف تمؾ المخالفات ال تمنع مف تقرير كجكد الشركة فعال أك تقرير التغيير
الطارئ عمييا عمى أف يككف ذلؾ لمصمحة الغير كال تمنع تمؾ المخالفة مف تقرير بطالف
الشركة أك تقرير بطالف التغيير لمصمحة الغير ك الكاقع أف ىذا االتجاه ينبع مف حرص
المشرع عمى عدـ المساس باستقرار المراكز القانكنية
كما يحؽ لمغير المتضرر مف بطالف عقد الشركة المطالبة بالتعكيض حيث انو ال
يمنع بطالف عقد الشركة التابعة مف مطالبة الشركة القابضة بالتعكيض عف الضرر الذم
ترتب بسبب البطالف لكف الحكـ بالتعكيض – حتى بيف الشركة القابضة كشركائيا -ال
يستند إلى المسؤكلية العقدية كانما إلى المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع عمى أساس انو
ال يمكف االستناد إلى أحكاـ المسؤكلية العقدية بسبب بطالف عقد الشركة التابعة ىذا مف
يرل أف فكرة المسؤكلية عف العمؿ غير المشركع 1 ناحية كمف ناحية أخرل فاف بعض الفقو
ترتكز ىنا عمى الخطأ في تككيف العقد كاعتبار العقد الباطؿ كاقعة مادية تستكمؿ عناصر
الخطأ فتكجب التعكيض كمف ثـ يككف العقد الباطؿ قد أنتج أث ار عرضيا ال بكصفو عقدا
كانما بكصفو كاقعة مادية
تنص المادة 41مف القانكف المدني الجزائرم عمى ما يمي (:يعتبر استعمال الحق تعسفا
-إذا كان يرمي إلى الحصول عمى فائدة قميمة بالنسبة إلى الضرر الناشئ إلى
الغير
-إذا كان الغرض منو الحصول عمى فائدة غير مشروعة ) .
إف القارئ لممادة 41مف القانكف المدني الجزائرم يدرؾ أنيا تنص عمى مكضكع
التعسؼ في استعماؿ الحؽ القيد بكظيفة الحؽ ذاتيا أم المراد مف ىذا الحؽ في حد ذاتو ،
فالقانكف ال يحمي الحؽ كمستعممو إال إذا استعمؿ ىذا الحؽ في األطر الشرعية كلـ يصؿ
. استعمالو حد اإلضرار بالغير ،أك إف مصمحة صاحب الحؽ تخمفت حاؿ استعمالو
كالمشرع الجزائرم يدخؿ التعسؼ في استعماؿ الحؽ في نظاـ المسؤكلية التقصيرية إذ
يعتبر المتعسؼ قد ارتكب خطأ في استعماؿ حقو كيتحقؽ ىذا متى انحرؼ عف سمكؾ
كىناؾ مف يرل أف نطاؽ التعسؼ في الرجؿ العادم سكاء كاف الخطأ جسيما أك يسي ار
1
عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 588
222
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
استعماؿ الحؽ أكسع حيث بالنظر لمفقرتيف 3/2مف المادة 41نجد أنيما تخرجاف عف
مجاؿ الخطأ تماما كىذا ما يراه األستاذ عمي عمي سميماف إذ يقكؿ ( :التعسؼ في
استعماؿ الحؽ قد استمدتو قكانيننا العربية مف الشريعة اإلسالمية أصال ،كىذه الشريعة ال
تقيـ المسئكلية في حالة التعدم عمى أساس الخطأ بؿ تنظر إلييا نظرة مكضكعية…
……) 1فيعتبر التعسؼ في استعماؿ الحؽ مستقال عف نظاـ المسئكلية التقصيرية
إذا كاف استعماؿ الحؽ يرمي بو صاحبو إلى الحصكؿ عمى فائدة قميمة أك تافية مقارنة
بالضرر الناشئ لمغير .فالشخص قد يعتبر متعسفا مع أف لو مصمحة في استعماؿ حقو
انطالقا مف ككف المصمحة تعتبر زىيدة كال تتناسب مع الضرر الذم يصيب الغير
كتتناكؿ فكرة التعسؼ في استعماؿ الحؽ صاحب الحؽ الذم ال يخرج عف نطاؽ حقو
لكنو يسيء استعماؿ حقو إذ يمحؽ ضر ار بالغير فقد يستعمؿ الشخص حقو استعماال غير
مشركع فيمحؽ الضرر بالغير األمر الذم يخرج الحؽ عف غرضو االجتماعي كيفقده
الحماية التي كفميا ليا القانكف كيكقع صاحب الحؽ تحت طائمة المسؤكلية ذلؾ أف
االستعماؿ السيئ غير المشركع لمحؽ يرتب مسؤكلية الشخص حتى لك لـ يخرج عف حدكد
الحؽ السيما كاف استعماؿ الحؽ لـ يعد مطمقا كانما أصبح محددا بالغرض االجتماعي
كبعبارة أخرل فاف الحماية 2 كاالقتصادم المقرر لو مراعاة لممصمحة العامة أك الخاصة
القانكنية لمحؽ تتحدد بالمصمحة المشركعة التي يستيدفيا الشخص مف كراء استعمالو لحقو
فإذا استعمؿ حقو استعماال غير مشركع عد مخطئا كمتعسفا في استعماؿ حقو ألنو انحرؼ
بذلؾ عف الغاية التي تقرر الحؽ ألجميا
كاذا كانت سيطرة الشركة القابضة عمى الشركة التابعة كتحكميا في إدارتيا ترتب تمتع
الشركة القابضة بجممة مف الحقكؽ كالسمطات كالصالحيات بحيث يزيد ذلؾ مف احتماالت
أف تتعسؼ الشركة القابضة في مباشرة سيطرتيا عمى الشركة التابعة كتسيء استخداـ
شخصيتيا المعنكية كذمتيا المالية خالفا لمصمحة الشركة التابعة أك خالفا لغرضيا أك
بقصد اإلضرار بالشركة التابعة أك ببقية شركائيا المساىميف فييا أك بالغير األمر الذم
يطرح التساؤؿ حكؿ مسؤكلية الشركة القابضة عف تعسفيا في إدارة الشركة التابعة كحكؿ
مسؤكليتيا عف بعض التزامات شركتيا التابعة اتجاه الغير شأنيا في ذلؾ شأف الشخص
الطبيعي الذم يشغؿ منصب عضك مجمس إدارة الشركة
كتجد نظرية التعسؼ في استعماؿ الحؽ مجاال رحبا لمتطبيؽ في نطاؽ العالقة بيف
الشركتيف القابضة كالتابعة ذلؾ أف الشركة القابضة بكصفيا احد المساىميف في رأس ماؿ
كحقيا 1 الشركة التابعة تتمتع بمجمكعة مف الحقكؽ المالية كاإلدارية أسكة ببقية المساىميف
في ممكيتيا لحصتيا مف أسيـ رأس ماؿ الشركة التابعة كالتصرؼ في تمؾ األسيـ عمى
سبيؿ نقؿ الممكية أك الرىف لمغير كحقيا في حضكر اجتماعات الجمعية العامة لمشركة
التابعة كحقيا في التصكيت في الجمعية العامة كحقيا في المشاركة في إدارة الشركة التابعة
كغيرىا مف الحقكؽ كبطبيعة الحاؿ فاف الشركة القابضة تمارس تمؾ الحقكؽ مف خالؿ
عضكيتيا في الشركة التابعة فإذا ما تعسفت في استعماليا لحقكقيا بما يمحؽ الضرر
باآلخريف فإنيا تقع تحت طائمة المسؤكلية المدنية كيتخذ تعسؼ الشركة القابضة صك ار
مختمفة تبعا الختالؼ الحقكؽ التي تستعمميا بكصفيا عضكا في مجمس إدارة الشركة التابعة
أك مدي ار فييا كلعؿ مف أىـ صكر التعسؼ.
1
احمد محمد محرز ,المرجع السابؽ ,ص 418
224
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
مف المعركؼ أف شركة المساىمة تقكـ ك كقاعدة عامة عمى االعتبار المالي ك
بمعنى أف شخص الشريؾ المساىـ ليس محؿ اعتبار ك لدا فانو يجكز لممساىـ أف ينقؿ
ممكية أسيمو إلى الغير في أم كقت يشاء دكف الحاجة إلى الحصكؿ عمى مكافقة
المساىميف اآلخريف ك دكف أف يترتب عمى دلؾ حؿ الشركة آك تخفيض رأس ماليا طالما
أف ىناؾ مف يحؿ دائما محؿ المساىـ في ممكية األسيـ ك تعد القابمية لمتداكؿ مف أىـ
األسباب التي أدت إلى تدفؽ رؤكس األمكاؿ الكبيرة عمى شركات المساىمة ك أضفت عمييا
أىمية اقتصادية ك عممية تفكؽ ما تتمتع بو شركات األشخاص ك يعد حؽ المساىـ في
التصرؼ في أسيمو مف الحقكؽ األساسية التي ال يمكف حرمانو منيا
ك تككف األسيـ قابمة لمتداكؿ بعد تقيد الشركة في السجؿ التجارم ك في حالة زيادة
رأس الماؿ تككف األسيـ قابمة لمتداكؿ ابتداء مف تاريخ التسديد الكامؿ ليده الزيادة ك يحظر
تداكؿ الكعكد باألسيـ ما عدا إذا كانت أسيما تنشأ بمناسبة زيادة رأس ماؿ شركة كانت
أسيميا القديمة قد سجمت في تسعيرة بكرصة القيـ ك دلؾ كفقا لنص المادة
715مكرر 51مف القانكف التجارم الجزائرم ك تبقى األسيـ قابمة لمتداكؿ بعد حؿ الشركة
إلى غاية اختتاـ التصفية كفقا لنص المادة 715مكرر35
قد يبدك حؽ المساىـ في ممكيتو لنصيبو مف أسيـ رأس ماؿ الشركة كالتصرؼ في
1 ىذا الحؽ بالبيع أك الرىف إلى الغير مطمقا لككنو يعد مف الحقكؽ األساسية لممساىـ
االلتزاـ إف عمى الشركة القابضة بكصفيا مساىما في الشركة التابعة أف تتقيد بعدـ التعسؼ
في تداكؿ األسيـ كيمكف تصكر تعسؼ الشركة القابضة في تداكؿ أسيميا في رأس ماؿ
أجازت المادة ( )139مف قانكف الشركات المصرم لممساىـ نقؿ ممكية أسيمو مف مساىـ إلى آخر ا كالى الغير كعد
1جكاز النص عمى خالؼ ذلؾ في نظاـ الشركة
225
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
الشركة التابعة -مثال -إف تقكـ ببيع نصيبيا مف أسيـ الشركة التابعة إلى شركة أخرل
منافسة لمشركة التابعة إذا كانت الشركة المقبمة عمى الشراء قد أعمنت نيتيا السيطرة عمى
الشركة التابعة بقصد تصفيتيا لكضع حد لمنافستيا ليا كأيضا ليس لمشركة القابضة أف
تتنازؿ عف أسيميا في الشركة التابعة إلى شخص ظاىر اإلعسار إذا كانت الشركة
القابضة لـ تسدد بعد قيمة تمؾ األسيـ بالكامؿ إلى الشركة التابعة كمف ثـ فاف لبقية
المساىميف في الشركة التابعة المجكء إلى القضاء كالطعف في تصرؼ الشركة القابضة
استنادا إلى نية اإلضرار التي تبدك كاضحة لمعياف
كما يمكف لمشركة القابضة أف تتعسؼ عند تداكؿ بقية المساىميف ألسيميـ في رأس
ماؿ الشركة التابعة كذلؾ انو أحيانا قد يتضمف عقد تأسيس الشركة أك نظاميا األساسي
قيكدا تحد مف حؽ المساىـ في تداكؿ أسيمو كاشتراط مكافقة إدارة الشركة أك الشريؾ أك
الشركاء المديريف بحسب األحكاؿ عمى تنازؿ المساىـ عف أسيمو إلى الغير أك اشتراط
استرداد الشركة لألسيـ التي يتنازؿ عنيا المساىـ أك اشتراط المنع مف التصرؼ باألسيـ
ىذه القيكد برغبة المؤسسيف في حصر أسيـ الشركة في 1 لمدة محددة كيفسر بعض الفقو
دائرة ضيقة ال تتعداىـ مراعاة لالعتبار الشخصي أك تجنبا لدخكؿ أشخاص غير مرغكب
فييـ
فيذه القيكد ىي قيكد اتفاقية تدرج باتفاؽ الشركاء المؤسسيف في عقد لشركة أك
نظاميا األساسي كقد أجازت بعض التشريعات إدراج ىذه الشركط في عقد تأسيس الشركة
النص في نظاـ الشركة عمى اشتراط كجكب مكافقة إدارة الشركة 2 إذ أجاز المشرع المصرم
1
فاركؽ إبراىيـ جاسـ ,المكجز في الشركات التجارية ,طبعة ,1المكتبة القانكنية ,بغداد ,2007ص 94
أك الشريؾ أك الشركاء المديريف بحسب األحكاؿ عمى تنازؿ المساىـ عمى أسيمو لمغير كفقا
لمشركط المنصكص عمييا في المادة 141مف الالئحة التنفيذية لقانكف الشركات المصرم
كأما المشرع 2 كأيضا فعؿ المشرع األردني 1 كنص المشرع الفرنسي عمى ذلؾ أيضا
الجزائرم فاف القاعدة العامة ىي حرية تصرؼ المساىـ في أسيمو ك لكف يمكف أف يشترط
في القانكف األساسي لشركة انو يجب طمب المكافقة المسبقة لشركة بخصكص تنازؿ احد
المساىميف ألسيمو لمغير بالنسبة لألسيـ االسمية ك يتـ طمب المكافقة بكاسطة رسالة
مكصى عمييا مع كصؿ االستالـ يرسميا المساىـ مع ذكر اسـ المحاؿ إليو ك لقبو ك عنكانو
ك عدد أسيمو المقرر إحالتيا ك الثمف .
ك تنتج المكافقة مف تبميغ طمب االعتماد مف قبؿ الشركة أك مف عدـ الجكاب في
اجؿ شيريف اعتبا ار مف تاريخ الطمب ك إذا لـ تقبؿ الشركة المحاؿ إلييا المقترح يتعيف عمى
الييئات المؤىمة في الشركة في اجؿ شيريف ابتداء مف تاريخ الرفض إما العمؿ عمى أف
يشرم األسيـ احد المساىميف ا كاف يشترييا مف الغير ك إما أف تشرييا الشركة بمكافقة
المحيؿ قصد تخفيض رأس الماؿ ك إذا لـ يتـ الشراء تعتبر المكافقة كأنيا صادرة مع
إمكانية تمديد ىدا األجؿ بقرار مف رئيس المحكمة باءا عمى طمب الشركة ك في حالة عدـ
االتفاؽ عمى سعر األسيـ تبت الجية القضائية المختصة في ىدا الشأف ك قد تـ بياف كؿ
715مكرر57 715مكرر55الى دلؾ بمقتضى المكاد مف
ك ال يترتب عمى إبطاؿ الشركة بطالف تداكؿ األسيـ الذم تـ قبؿ اإلبطاؿ غير انو يجكز
لممشترم رفع دعكل الضماف عمى بائع األسيـ ك دلؾ بمقتضى المادة 715مكرر54
1
المادة ( )274مف قانكف الشركات الفرنسي
2
المادة (/83ق ) مف قانكف الشركات األردني
227
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
غير أف ىذه الشركات تمتزـ أف ممارسة تمؾ القيكد ينبغي أف ال تصؿ لدرجة القضاء
عمى تداكؿ األسيـ قضاء تاما كمنع المساىـ مف ممارسة حقو المشركع في التصرؼ
بأسيمو فتتحكؿ األسيـ بذلؾ إلى حصص مماثمة لحصص الشركاء في شركات األشخاص
فإذا تعسفت الشركة القابضة – بكصفيا مدي ار لمشركة التابعة أك بكصفيا احد الشركاء فييا 1
-في استعماؿ صالحياتيا في المكافقة عمى التنازؿ ككصؿ تعسفيا لدرجة منع المساىـ مف
ممارسة حقو المشركع في التصرؼ بأسيمو فاف ذلؾ مف شأنو أف يرتب مسؤكليتيا ىي
فضال عف مسؤكلية الشركة التابعة ككذلؾ الحاؿ إذا تضمف النظاـ األساسي لمشركة نصا
يحظر تداكؿ األسيـ أك يخكؿ مجمس اإلدارة رفض التنازؿ عف األسيـ دكف تسبيب أك إذا
تضمف عقد التأسيس شرطا يقضي بحؽ الشركة في استرداد أسيميا بقيمتيا االسمية في
حالة كفاة مساىمييا
يعد حؽ التصكيت الكسيمة التي تكفؿ لكافة المساىميف المشاركة في صنع القرار في
الجمعية العامة لمشركة كالتي مف خالليا يتدخؿ المساىمكف في إدارة الشركة كبطبيعة الحاؿ
فاف الدكر الذم يمعبو المساىـ مف خالؿ التصكيت يتفاكت تبعا لمقدار نسبة مشاركة
المساىـ في رأس الماؿ كيعد احد الحقكؽ األساسية التي يتمتع بيا المساىـ عمى ممكيتو
كيعتبر حؽ التصكيت مف أىـ الحقكؽ األساسية المصيقة بالسيـ ،كىك الكسيمة 2 لألسيـ
الكحيدة لتسيير شؤكف الشركة ،تناكؿ المشرع الجزائرم مكضكع حؽ التصكيت في مكاد
1
غادة احمد عيسى ,االتفاقيات بين المساىمين في الشركات المساىمة ,طبعة ,1المؤسسة الحديثة لمكتاب ,لبناف
,2008ص 73
2
عماد محمد أميف السيد رمضاف ,حماية المساىم في شركة المساىمة –دراسة مقارنة-طبعة ,1دار الكتب
القانكنية,القاىرة ,2008ص 73
228
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
متفرقة في القانكف التجارم ،ىدفيا ضماف ممارستو بالشكؿ الصحيح،حيث يتمتع حؽ
التصكيت بأىمية عممية استدعت تدخؿ التشريعات الحديثة لتنظيميا بنصكص صريحة ،إذ
تنبيت ىذه التشريعات إلى ظاىرة ضعؼ الطابع التعاقدم لمشركة المساىمة كعدـ كفاية
قكاعدىا التقميدية ،في تأميف الحماية الالزمة لحقكؽ المساىميف ،فتدخمت تبعا لذلؾ لتنظيميا
بقكاعد أمرة كحددت في نفس الكقت كسائؿ حمايتيا .يعرؼ حؽ التصكيت بأنو العمؿ أك
التصرؼ الذم يتمكف مف خاللو الشريؾ أك المساىـ مف المساىمة في اتخاذ قرار معيف
كذلؾ بالتصريح بإرادتو في ىذا السياؽ ،كالتصكيت ىك الذم يسمح لممساىـ بإبداء تصكراتو
كاعتقاداتو حكؿ كؿ المسائؿ المدرجة في جدكؿ األعماؿ ،كبالتالي يحاكؿ بيذا الحؽ تنفيذ
كتطبيؽ الحمكؿ التي يراىا مناسبة حكؿ كؿ ما يتعمؽ بنشاط الشركة كمستقبميا ،غير أف
الدكر الذم يمعبو حؽ التصكيت كاألىمية التي يكتسبيا متعمؽ إلى حد كبير بالطبيعة
القانكنية لحؽ التصكيت
شرط مخالؼ كأنو لـ يكف " .مف خالؿ استقراء ىذه المادة ،يتبيف أف المشرع الجزائرم منح
مساىمتيـ في رأس الماؿ الشركة،أم أف لممساىميف عددا مف األصكات تتناسب مع قيمة
يحكزىا1 لكؿ مساىـ عدد مف األصكات يقدر بعدد األسيـ التي
كما أكد المشرع الجزائرم عمى مبدأ تناسب األصكات في القانكف المدني في مادتو
،425جاء فييا ما يمي ( إذا لـ يبيف عقد الشركة نصيب كؿ كاحد مف الشركاء في األرباح
كبالمقابؿ أيضا نجد كالخسائر كاف نصيب كؿ كاحد منيـ بنسبة حصتو في رأس الماؿ)
المشرع الفرنسي قد نص عمى مبدأ التناسب في باب األحكاـ العامة لمشركات في نص
المكاد 1843فقرة 1ك 1-1844. 2فقرة 1ك 9- 1844
كاف كاف مبدأ األغمبية في التصكيت ىك األساس في اتخاذ الق اررات في الجمعية العامة
فاف التعسؼ في استعماؿ حؽ التصكيت يمكف تصكره في :
يفترض في تصكيت األغمبية عمى قرار ما انو يتخذ لصالح الشركة كمف ثـ لصالح
مجمكع المساىميف لذا فيك يككف ممزما لكافة المساىميف حتى كاف ظيرت منيـ أقمية
معارضة لو أما إذا تبيف أف األغمبية قد أساءت استخداـ تفكقيا في األصكات لفرض ق اررات
تتعارض كمصمحة الشركة بحيث تنعكس آثار الق اررات عمى كؿ المساىميف دكف استثناء
فاف تصرفيا ىذا يمكف عده تعسفا منيا في استعماؿ حقيا كمف ثـ يككف لألقمية المعارضة
كيتحقؽ تعسؼ األغمبية إذا ما صدر قرار عف الجمعية العامة لممساىميف يستيدؼ
تحقيؽ مصالح األغمبية عمى حساب األقمية .ظيرت فكرة التعسؼ األغمبية في العديد مف
1
نادية فضيؿ،شركات األموال في القانون الجزائري ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الطبعة الثانية،ص 287
230
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
البمداف السيما في فرنسا كذلؾ عف طريؽ االجتياد القضائي بيف الحربيف العالميتيف ،فحكـ
ببطالف لمداكلة لجمعية عامة ال يشكبيا أم عيب في الشكؿ كاإلجراءات كلكنيا اتخذت
بالغش ككذلؾ تـ الحكـ بأف " أية مداكلة متخذة طبقا لمصمحة العامة لمشركة ال يمكنيا منح
امتيازات لفئة مف المساىميف كىي األغمبية كحرماف األقمية " ،كقد تـ تدعيـ ىذه الفكرة مف
.1 طرؼ الفقياء كالكتاب ك أىؿ االختصاص ثـ قامت محكمة النقض بتطبيقيا
،2لكضع لـ يتعرض المشرع المصرم كالمشرع الفرنسي ككذا المشرع الجزائرم
تعريؼ لتعسؼ ألغمبية تاركا ذلؾ لمقضاء ك الفكر ،ك قد عاب بعض الفقو عف المشرع
بعدـ تدخمو بكضع تعسؼ لألغمبية كذلؾ حسما لمخالؼ ك تفسي ار عف القضاء ،غير أننا
نرل مع البعض األخر في الفقو أنو مف الحكمة عدـ كضع تعريؼ لتعسؼ األغمبية مف
جانب المشرع حيث كضع التعريفات ليس مف ميمة المشرع ،فضال عف أف مثؿ ىذا
التعريؼ قد يصيب حركة القضاء ك مجيكداتو بالجمكد ك يحكؿ دكف تطكر أحكامو .يعتقد
المشرع الفرنسي أف ىذه القاعدة عامة كتفكؽ إطار النص كال حاجة لتكريسيا بنص
قانكني،ك كاف رأم لجنة( ) Plevenفي تقريرىا لمشركع تعديؿ القانكف التجارم الفرنسي مف
خالؿ المالحظات التي أبداىا حكؿ ىذا المشركع بأنو مف الضركرم إلحاؽ فقرة خاصة
تتعمؽ بتعسؼ األقمية في إعماؿ الشركات ،غير أف القضاء تصدل ليذه المسالة ك بنا
نظرية التعسؼ األغمبية ،األداة التي رفض المشرع إعطائيـ إياىا ك لـ تتقمص سمطتيـ في
ىذه الحيثية بؿ العكس،حيث أنيـ أخذكا كؿ حريتيـ في ظؿ غياب إطار تشريعي محدد
لتعسؼ األغمبية ،لكف لـ يكف صحيحا الزعـ بأف كجكب خمك التشريع مف ىذا التعريؼ ىك
لتقميص صالحيات المحاكـ .كبالفعؿ فقد بذؿ القضاء الفرنسي مجيكدا كبي ار في سبيؿ
1
كجدم سمماف حاطكـ ،دور المصمحة الجماعية في حماية الشركات التجارية ،منشكرات الحمبي الحقكقية،دكف تاريخ
نشر ,ص 360
2
تطرؽ المشرع لنظرية التعسؼ بصفة عامة في نص المادة 41مف التشريع المدني الجزائرم
231
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كضع تعريؼ لتعسؼ األغمبية،ككاف ىذا المجيكد المبذكؿ يسير بالتدرج حيث صدرت
أحكاـ غير محددة بالضبط لعناصر تعسؼ األغمبية.كقبؿ كضع قانكف الشركات التجارية
في 24جكيمية 1966الذم أتى خاليا مف التعريؼ ،أرست محكمة التميز في قرار
( ) Picardالمبدئي في 18أفريؿ 1921تعريؼ القرار التعسفي الصادر عف األغمبية في
الجمعيات العامة،بأنو القرار الذم يناقض المصمحة الجماعية كيستيدؼ تحقيؽ مصالح
مساىمي األغمبية عمى حساب مساىمي األقمية ، 1كتكالت أحكاـ القضاء الفرنسي في تحديد
تعسؼ األغمبية بشكؿ شبو إجماع في ىذا االتجاه تكافر شرطيف لتحقيؽ التعسؼ كىما أف
يككف القرار مخالفا لممصمحة الجماعية ،كالثاني أف يشكؿ إخالال بالمساكاة بيف مساىميف
األغمبية كمساىميف األقمية .كتـ إعطاء تعريؼ لتعسؼ األغمبية ،بالقكؿ أنو المساس
بالمساكاة بيف المساىميف،إال أنو كجيت انتقادات ليذا التعريؼ،كذلؾ بأنو ال يمكف أف نتكمـ
عف اعتداء عمى مبدأ المساكاة بيف المساىميف ،ألف المداكالت كالق اررات المتخذة تطبؽ عمى
الجميع كبالتساكم ،فيي ممزمة لجميع المساىميف ،كلكف العبرة ىنا بنتائج التطبيؽ ،فإذا
كانت فئة األغمبية تستفيد دكف غيرىا مف ىذا القرار،ك أف ىذه الفائدة ىي التي دفعتيا إلى
اتخاذ ىذا القرار،بينما تتضرر األقمية منو ،فينا ال يمكف إخفاء االعتداء عمى مبدأ المساكاة
بيف المساىميف .كبالرغـ مف االنتقادات المكجية ليذا التعريؼ ،فإف محكمة النقض الفرنسية
تمسكت بو ،مع إتباع الحيطة كالحذر،كذلؾ بشرطيا عمى طالب الحكـ بالتعسؼ إثبات سكء
القرار2 نية األغمبية عند اتخاذ
1
"Contrairement à l'intérêt générale de la société et dans l'unique dessein de favoriser les
"members de la majorité au detriment des members de la minorité.
2
عبد الفضيؿ محمد احمد ,الشركات، ,دار الفكر كالقانكف ،المنصكرة ,2011،ص 61
232
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
لكي نككف أماـ حالة تعسؼ األغمبية أثناء ممارسة حقيا في التصكيت في الجمعية
العامة ال بد مف تكفر شرطيف كما سبقت اإلشارة ليما أال كىما :مخالفة المصمحة العامة
لمشركة (أكال) ،كاالعتداء عمى مبدأ المساكاة بيف المساىميف (ثانيا)
في محاكلة لمعرفة األساس الذم اعتمده االجتياد القاضي لتقرير األحكاـ السابقة،
نقكؿ بأف القانكف قد منح األغمبية سمطة إصدار القرار بغرض تحقيؽ مصمحة الشركة،ك
بالتالي مصمحة كؿ المساىميف فييا لككنيا تعبر عف إرادة الجماعة ك تمثميا ،فإذا استعممت
ىذه األغمبية السمطات الممنكحة ليا لتفضيؿ ك ترجيح مصمحتيا الخاصة عمى حساب
مصمحة الشركة ك مصمحة األقمية ،فإنيا إذا تستعمؿ حقا بطريقة ك أسمكب ك ألىداؼ غير
بيذه الطريقة فإنيا تمؾ التي حددىا ك ضبطيا القانكف الذم منحيا ىذا الحؽ ،بؿ ك
تستعمؿ ىذا الحؽ ضد األىداؼ التي جاء مف أجميا،كيؼ ال كىي تتخمى عف الشركة ك
األمانة ك النزاىة في استعماؿ تترؾ األقمية غارقة في الصعكبات ،ك ىك ما يفقدىا شرط
إف عنصر نية المشاركة كنية اقتساـ األرباح ك الخسائر التي يعتقد بيا لكؿ مساىـ
في الشركة ،باعتباره شريكا فييا يجعؿ كؿ المساىميف ك إف اختمؼ مقدار حصتيـ ك
مصمحتيـ متساككف في الحقكؽ ك االلتزامات ،ك يجب مراعاة ىذه المساكاة عند اتخاذ
الق اررات داخؿ الجمعية العامة ،فإذا نجحت الشركة فإف خيرىا يجب أف يعـ كؿ المساىميف
ك ليس فئة منيـ فقط حتى كلك كانت األغمبية ك العكس صحيح ،كيعبر ىذا عمى مبدأ
1
خمفاكم عبد الباقي ،حق المساىم في رقابة شركة المساىمة ،رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف الخاص
،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،جامعة منتكرم ،قسنطينة.2008،ص 209
233
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
.كيعتبر مبدأ المساكاة بيف المساىميف ،كىك مبدأ تقكـ عميو شركات األسيـ عمكما
ىذا المبدأ المساكاة بيف المساىميف ،مف الضمانات األساسية الممنكحة ليـ ،كال يقصد
المساكاة بيف المساىميف في الحقكؽ المالية ك حقكؽ التصكيت ،ألنيا تتناسب مع نصيب
حصتو في رأس ماؿ الشركة،كحتى يمكف كصؼ القرار بأنو تعسفي يجب أف يتضمف مف
اإلضرار بأقمية المساىميف، ناحية تحقيقا لمصمحة شخصية لألغمبية،كمف ناحية أخرل
المساىميف1 فالتعسؼ ىك اإلخالؿ بالمساكاة بيف
الشركة التابعة أك مستقبميا أك زيادة التزامات المساىميف فييا كتعديؿ الشركط الكاردة في
عقد الشركة أك دمج الشركة أك تحكليا أك تغيير جنسية الشركة أك نقؿ مقرىا مستغمة
ضعؼ نية المشاركة لدل بقية المساىميف كتغيبيـ عف حضكر اجتماعات الجمعية العامة
كمنحيـ اإلنابة لغيرىـ في الحضكر كالتصكيت كيمكف أف تعد ق اررات مف ىذا النكع اعتداءا
عمى حؽ المساىـ في ضماف احتراـ الييئات اإلدارية لمصمحة الشركة ال يمحؽ الضرر
بمصالح مجمكع الشركاء فقط كانما يضر كذلؾ بمصالح حاممي السندات كالعامميف
كالمتعامميف مع الشركة مف مكرديف كمشتريف
تقكـ فكرة الشركة عمى السعي لتحقيؽ ىدؼ مشترؾ يسعى إليو القائمكف عمييا كاذا
كاف مف المتعذر تحقيؽ اإلجماع في إدارة الشركة فاف مف اليسير إدارة الشركة مف خالؿ
2 مبدأ األغمبية كبعبارة أخرل فاف المساىمة في الشركة تعني رضاء المساىـ بمبدأ األغمبية
1
عبد الفضيؿ محمد أميف ,المرجع السابؽ ,ص 61
2
عماد محمد أميف السيد رمضاف ,المرجع السابؽ ,ص 115
234
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
اعتقادا منو أف األغمبية البد أف تستيدؼ مصمحة الشركة كتحترـ تمؾ المصمحة كتبني
ق ارراتيا بما يحققيا كيعززىا ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل فاف مف أىـ المبادئ التي تقكـ
عمييا الشركة ىك مبدأ المساكاة بيف المساىميف لكف قد يحصؿ خالؼ ذلؾ فتتعسؼ
األغمبية في التصكيت بيدؼ إصدار ق اررات لصالحيا في الجمعية العامة أك في مجمس
إدارتيا كبما يمحؽ الضرر بأقمية الشركاء أك المساىميف في الشركة كقد تستيدؼ تمؾ
الق اررات جمب نفع خاص ألعضاء مجمس اإلدارة أك تستيدؼ اإلضرار بفئة معينة مف
المساىميف األمر الذم يمكف عده إخالال بالمساكاة بيف المساىميف ففي ىكذا حاؿ ال يككف
أماـ األقمية سكل المجكء إلى القضاء كطمب إبطاؿ الق اررات التعسفية
حيث حظر المشرع المصرم عمى الجمعية العامة غير العادية تعديؿ نظاـ الشركة
بما يزيد مف التزامات المساىميف كعد باطال كؿ قرار يصدر عنيا مف شأنو المساس بحقكؽ
1 المساىـ األساسية التي يستمدىا بصفتو شريكا
كلمتعسؼ تطبيقات عديدة كمتنكعة كال يمكننا حصرىا كميا كلكف سنكتفي بذكر أمثمة
عف ىذا التعسؼ نذكر منيا ،تعسؼ األغمبية عند إضافة األرباح إلى االحتياطي أك عند
ترحيؿ األرباح أك حرماف المساىميف القدامى مف حؽ األفضمية في االكتتاب أك التصكيت
عمى قرار تحكيؿ الشركة
أوال :تعسف األغمبية عند إضافة األرباح إلى االحتياطي أو عند ترحيل األرباح
قد يبدك قرار الجمعية بإضافة األرباح المحققة لالحتياطي كتككيف احتياطي اختيارم
سميـ محقؽ لمصمحة الشركة ،باعتبار االحتياطي يدعـ ائتماف الشركة،كلكف أحيانا ال يككف
تيدؼ األغمبية إلى حرماف الباعث مف اتخاذ مثؿ ىذا القرار ىك ىذا اليدؼ نفسو ،حيث
1
المادة (-68أ) مف قانكف الشركات المصرم
235
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بخس،باعتبار أف عدـ تكزيع األرباح أك تكزيع أرباح قميمة مف شأنو أف يؤدم إلى انخفاض
القيمة الحقيقية لألسيـ في سكؽ األكراؽ المالية،كعميو فإف مثؿ ىذا القرار ال يعبر سكل عف
رغبة األغمبية في تحقيؽ مصالحيا عمى حساب مصالح األقمية،كاألمر نفسو يقاؿ بالنسبة
لقرار األغمبية بترحيؿ تكزيع جزء كبير مف األرباح إلى السنة المالية التالية ،فيذا القرار
يككف صحيحا إذا كانت الغاية منو ىك تخصيصو لتكسيع أعماؿ الشركة ،لكنو مشكبا
بالتعسؼ إذا كاف الباعث إليو ىك حرماف األقمية مف نصيبيا المقرر مف األرباح كارغاميـ
عمى بيع أسيميـ بسعر يقؿ عف قيمتو الحقيقية
1 يعرؼ حؽ األفضمية بأنو تمتع جميع المساىميف بحؽ األكلكية في االكتتاب
الشركة عند زيادة رأسماليا ،كذلؾ بنسبة ما يممككنو مف باألسيـ الجديدة التي تصدرىا
أسيـ ،كيعتبر االكتتاب التزاـ المكتتب بتقديـ الحصة كاتماـ ىذه األخيرة يعتبر تنفيذا ليذا
االلتزاـ ، 2كنظ ار ألىمية عممية االكتتاب تشدد فيو المشرع مف حيث الشركط اإلجرائية
كالمكضكعية ،ألنو عند لجكء الشركة لزيادة رأسماليا بإصدار أسيـ جديدة قد تحدث عدة
تجاكزات تيضـ مف خالليا حقكؽ األقمية المساىمة ،3بحيث يتمتع المساىمكف القدامى بحؽ
االكتتاب ،حتى ال يزاحمكف مف طرؼ المساىميف الجدد خاصة إذا كاف األفضمية في
634مف القانكف التجارم الجزائرم ببطالف لمشركة احتياطي ضخـ ،كلقد قررت المادة
كؿ شرط يقضي عمى حؽ األفضمية في االكتتاب .إف القرار الذم يقضي بإلغاء حؽ األقمية
1
يمكف تعريؼ االكتتاب :بأنو إعالف عف رغبة المكتتب في االنضماـ إلى الشركة تحت التأسيس مقابؿ المساىمة في
رأسماؿ بعدد معيف مف األسيـ المطركحة.
2
فاركؽ إبراىيـ جاسـ ،حقوق المساىم في الشركة المساىمة ،منشكرات الحمبي الحقكقية ،الطبعة األكلى ،لبناف
,.2008،ص 142
3
مزكار فتحي ،حماية المساىم في شركة المساىمة ،دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف
الخاص،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف .2011ص 66
236
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
ككف أف قانكف األغمبية ىك الذم يحكـ الشركة ،فقد يحدث أف تصكت األغمبية
المساىمة عمى ق اررات تخدـ مصمحتيا الشخصية فقط دكف االكتراث بمصمحة الشركة ،إذ
أف كؿ مساىـ لديو سمطة عمى شيء ما يمكف أف يتعسؼ ،فقد تتعسؼ األغمبية المساىمة
باتخاذىا ق ار ار مخالفا لمصمحة الشركة يمنح ليا امتيازات عمى حساب األقمية المساىمة .إف
الق اررات التي تكد األغمبية المساىمة تمريرىا في الجمعية العامة لممساىميف كفييا مخالفة
لمصمحة الشركة عديدة ال يمكف حصرىا ،كمف بينيا التصكيت عمى قرار تحك يؿ الشركة
آخر1 إذ يمكف أف يتـ تغيير النظاـ الذم يحكـ الشركة كذلؾ بتحكيميا إلى شركة مف نكع
كاذا ما أخذنا بعيف االعتبار أف العالقة بيف الشركة القابضة كالشركات التابعة ليا
تقكـ أساسا عمى ىيمنة األكلى عمى الثانية مف خالؿ سيطرتيا عمى األصكات في الجمعية
العامة فاف مف المتكقع في كثير مف األحياف أف تتعسؼ الشركة القابضة كتسخر تمؾ
السيطرة في تحقيؽ مصالحيا عمى حساب مصمحة األقمية ممثمة ببقية شركائيا في الشركة
التابعة
إف جزاء التعسؼ يجب أف يككف بالشكؿ الذم يترتب عميو إزالة الضرر ،كلكف
يجب أال ينظر إلى معنى إزالة الضرر نظرة ضيقة ،ألف الضرر المادم الذم يمحؽ باألقمية
أك بالشركة ليس سكل المظير الخارجي كاألثر المادم بيف الشركاء
1
مزكار فتحي ,نفس المرجع ,ص 76
237
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يككف الخضكع إلرادة األغمبية ضركريا في شركة المساىمة ،إال أنو في نفس الكقت
سندا ضركريا لخدمة أغراض كمصالح شخصية لألغمبية ،التي يجب أال يتخذ المكضكع
تككف متعارضة مع مصمحة الشركة ، 1لذا فقد كضعت جزاءات في حالة مخالفة أك الخركج
عف المصمحة الجماعية لمشركة .إف العقكبة المقررة عند التحقؽ مف كجكد تعسؼ األغمبية
كبكؿ شركطو ،ىي الحكـ ببطالف المداكلة كالقرار الناتج عنيا إضافة إلى التعكيض كأفضؿ
سبيؿ إلزالة األضرار الناتجة عف القرار التعسفي
باعتبار أنو عند مخالفة نصكص قانكنية كممزمة فإف البطالف ىك أحسف جزاء
يطبؽ ،كألف تعسؼ األغمبية مكضكع لـ تتناكؿ تنظيمو القكانيف كالتشريعات ،فإننا نتساءؿ
عف األساس الذم يعتمد عميو القضاء حيف تقريره لمبطالف؟ خاصة أف لمبطالف أثار سمبية
عمى الشركة ك استقرارىا؟ نص القانكنيف الفرنسي كالجزائرم عمى أنو ال يمكف الحكـ
ببطالف شركة أك عقد معدؿ لمقانكف األساسي ،إال بكجكد نص صريح في القانكف التجارم
أك القانكف الذم تسرم عمى بطالف العقكد ،2ك إف بطالف العقكد كالمداكالت ال يمكف أف يتـ
إال مف مخالفة نص ممزـ في القانكف التجارم،أك مف القكانيف التي تسرم عمى العقكد
.3كما ،كبالتالي فالنصكص لـ تذكر تعسؼ األغمبية كسبب لبطالف العقكد كالمداكالت
اعتبر الفقو أف ق اررات الجمعية العامة التعسفية ،غير ممزمة كتتعرض لمبطالف ك إف كانت
صحيحة شكال عندما تتخذ مف أكثرية منقادة كمتيمة ليس بالمصمحة العامة لمشركة ،أم أف
العامة مخالؼ ألحكاـ القانكف أك نظاـ الشركة يقع باطال كؿ قرار يصدر مف الجمعية
1
شرل خالد تركي المكلى ،المرجع السابؽ،ص121
أحمد محرز ،الوسيط في الشركات التجارية ،منشأة المعارؼ ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية ،2004،ص566
2
نص المادة -L235 1مف القانكف التجارم الفرنسي
3
تنص المادة 733مف القانكف التجارم الجزائرم "...........ال يحصؿ بطالف العقكد أك المداكالت غير التي نصت
عمييا الفقرة المتقدمة مف مخالفة نص ممزـ مف ىذا القانكف أك مف القكانيف التي تسرم عمى العقكد
238
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
، 1يشكؿ البطالف الجزاء األساسي لمق اررات التعسفية،إال أنو ليس الجزاء الكحيد في بعض
مع األحياف كغير كاؼ في أحياف أخرل ،ألف حماية األطراؼ حسني النية المتعاقدكف
الشركة تفرض نفسيا،كمف ثمة ال يجكز إبطاؿ تعاقدىـ مع الشركة المستند عمى قرار
تعسفي صادر مف الجمعية العامة لممساىميف .
كتفسير ذلؾ يعكد إلى أف القرار التعسفي الذم تتخذه األغمبية يختمؼ عف الق اررات
األخرل،ألف الق اررات الذم تصدرىا ىذه األخيرة يمكف طمب بطالنيا لمخالفتيا النظاـ أك
القانكف، 2عندئذ ال يحؽ لمغير التذرع بحسف نيتو تجاه القرار المعيب ألف مف المفترض أف
نصكص القانكف كنصكص النظاـ العاـ معمكمة بالنسبة إلى الغير ،تطبيقا لقاعدة ال يعذر
بجيؿ القانكف ،أما نظاـ الشركة فيك خاضع لمشير كيحتج بو تجاه الكافة ،غير أف األمر
يختمؼ كميا عندما يتعمؽ بإبطاؿ قرار تعسفي ،ألف القرار التعسفي إنما ىك صحيح مف
الناحية الشكمية كال يمثؿ مخالفة القانكف كالنظاـ العاـ،كمف ثمة يككف مف حؽ الغير حسف
النية االستناد إلى الظاىر كبالتالي ال يبقى لممدعي سكاء األقمية أك الشركة إال دعكل
م
المسؤكلية كالمطالبة بالتعكيض المناسب عف الخسائر التي تكبدىا مف جراء القرار التعسؼ
كيترتب عمى الحكـ بالبطالف اعتبار القرار كأف لـ يكف بالنسبة إلى جميع المساىميف،
كعمى مجمس اإلدارة نشر ممخص الحكـ بالبطالف في صحيفة يكمية كفي صحيفة الشركات
، 3كمف المقرر بحسب أحكاـ القكاعد العامة أف لمبطالف أث ار رجعيا ،بمعنى أنو ال يسرم
بآثاره عمى المستقبؿ فحسب،كانما يسرل عمى الماضي ،إال أف إعماؿ ىذا األثر عمى
الماضي مف شأنو المساس بحقكؽ الغير حسني النية ،الذيف تعاممكا مع الشركة دكف أف
يككف ليـ عمـ بأكجو البطالف التي تشكب قرار الجمعية العامة ،كاذا كاف لمغير حسف النية
التمسؾ بصحة ما يرتبو القرار مف أثار كعدـ إعماؿ البطالف ،فال يككف لممساىـ أك
1 مجمكعة المساىميف سكل طمب التعكيض عف األضرار التي لحقت بيـ جراء ىذا الق ارر
كما أشرنا سابقا أف أفضؿ سبيؿ إلزالة األضرار الناتجة عف القرار التعسفي ىك
لكف اعتبار القرار الصادر عف األغمبية باطال،كىذا البطالف يعتبر بمثابة تعكيض عيني
ىذا التعكيض قد ال يككف ممكنا،لذا البد مف المجكء إلى التعكيض بمقابؿ أم التعكيض
البديؿ حيث أف القاضي لو أف يجبر كامؿ الضرر كفؽ الطريقة التي يراىا أكثر مالئمة،
أصدرت القرار التعسفي ىي التي تتحمؿ تبعات ىذا القرار كبالتالي كاألغمبية التي
التعكيض كليست الشركة،كتفسير ذلؾ إذا كانت الشركة تتحمؿ تبعات الق اررات التي تتخذىا
أجيزتيا القانكنية،إال أف ذلؾ مشركط بأف تككف ق ارراتيا صحيحة فيذه األغمبية تعبر عف
إرادة الشركة باتخاذىا ق اررات تتكافؽ كمصمحة الشركة،فعندما يككف القرار مخالفا ليذه
المصمحة تككف قد خرجت األغمبية عف ميمتيا،كبالتالي ىي التي تتحمؿ المسؤكلية كليس
التعسؼ2 الشركة ،ىذه األخيرة ىي ضحية التعسؼ كليست مرتكبة
إف تعسؼ األقمية ليك مف المفاىيـ الحديثة مقارنة بتعسؼ األغمبية ،ككذلؾ فيك
مفيكـ لـ تتناكلو ،أكلـ تنص عميو النصكص القانكنية يعرؼ تعسؼ األقمية لغكيا بأقمية
1
فاركؽ إبراىيـ جاسـ ،المرجع السابؽ،ص .266
2
كجدم سميماف حاطكـ ،المرجع السابؽ ،ص428
240
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
األشخاص الذيف يمثمكف العدد األقؿ بالنسبة لمعدد اإلجمالي ،أم ىي الفارؽ بيف األغمبية
كالمجمكع .أما مف الناحية القانكنية في شركات األمكاؿ ،تتحدد األقمية بالنسبة إلى رأس
الماؿ الشركة ،ك عندئذ يقصد باألقمية مجمكعة مف المساىميف الذيف يمتمككف القدر األقؿ
في رأس الماؿ بالنظر إلى المفيكـ المادم لمفيكـ األقمية ،قد تتجدد األقمية بالنظر إلى عدد
الشركاء ،كعندئذ يقصد باألقمية الشركاء األقؿ عددا بالمقارنة مع األغمبية ك ىذا ىك المفيكـ
الشخصي لألقمية ، 1بحكـ أنو يتحدد بالنظر إلى عدد الشركاء ،غير أف معنى األقمية في
الجمعية العامة لممساىميف ليس لو ىذا المعنى السابؽ المادم أك الشخصي فاألقمية تتحدد
بالنظر إلى عدد الشركاء الحاضريف في اجتماعات الجمعية العامة ،أك باألدؽ بالنظر إلى
فاألقمية إذف ىي مجمكعة المساىميف الذيف تفرض عمييـ ق اررات األغمبية الحاضرة
أك الممثمة في اجتماع الجمعية العامة ،كعمى ذلؾ إف أىمية األقمية ال تعتمد عمى قدر
مساىمتيا في رأس الماؿ الكمي،بؿ تعتمد عمى ما تمثمو مساىمة المساىميف الذيف حضركا
اجتماع الجمعية العامة،ك يالحظ أنو في الشركات التي تتككف مف عدد قميؿ مف
المساىميف ،تبدك األقمية باعتبارىا مجمكعة مف المساىميف الذيف يساىمكف في تككف رأس
ماؿ الشركة،بقدر أقؿ بالمقارنة مع مجمكعة المساىميف الذيف يشكمكف الغالبية ،كىذا الفرؽ
يقترب مف معنى األقمية في الجمعية العامة مف معناه المغكم ك المنطقي المادم أك
الشخصي.
1
كجدم سميماف حاطكـ ,المرجع السابؽ ,ص 438
241
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
لمجزء األقؿ مف رأس الماؿ ك أقمية المساىميف مف حيث العدد ،بحيث يبدك التناقض حاد
بيف أغمبية ك أقمية الجمعية العامة .مما تقدـ نجد أف محكمة النقض الفرنسية اعتمدت في
تعريفيا نفس مفيكـ تعسؼ األغمبية مع فرؽ بسيط يتعمؽ بالحالة التي يككف فييا تصكيت
األقمية مخالؼ لمصمحة الشركة ،كيؤدم بالتالي إلى منع إنجاز عممية ميمة لمشركة .
كتعسؼ األغمبية فإف لتعسؼ األقمية شركطا يجب تكفرىا مجتمعة لمحكـ بكجكد
التعسؼ ،يتطمب القضاء الفرنسي أف يككف مكقؼ األقمية المعطؿ مخالفا لممصمحة
االجتماعية لمشركة( (Contraire à intérêt socialكما ىك الحاؿ في قرار األغمبية
التعسفي الذم يقتضي ىك األخر أف يككف مخالفا لمصمحة الشركة 1ىذا مف جية ،يجب
أف تككف عرقمة األقمية لمقرار ىي ضد مصمحة الشركة ك أف تيدؼ ىذه العرقمة إلى تحقيؽ
2 مصالح أك أغراض شخصية
كمف تطبيقات تعسؼ األقمية داخؿ الجمعيات ىي سمطة تعطيؿ الق اررات (
)Pouvoir de blocageمتى ارتأت أف ىذه الق اررات مخالفة لممصمحة الشركة ،3كمخمة
بمبدأ المساكاة بيف المساىميف ،فعندما يتطمب المشرع لصحة بعض الق اررات في الجمعية
العامة عدد معيف مف األصكات تمثؿ نسبة محددة ال يصح القرار دكف ىذه النسبة ،ىنا
تأخذ سمطة التعطيؿ( ) blocageلألقمية دك ار بارزا،فالمشرع فرض نسبة معينة مف رأس
الماؿ التخاذ بعض الق اررات التي تمثؿ خط ار ما عمى مصالح الشركة كمصالح الشركاء فييا
،األمر الذم يدفع األقمية إلى تعزيز كتشديد رقابتيا عمى األغمبية في إدارة الشركة ،كيسيؿ
عمييا ممارسة سمطتيا بامتناعيا عف التصكيت معطمة أخذ قرار اقترحتو األغمبية في
1
كجدم سميماف حاطكـ ,المرجع السابؽ ,ص 466
2
خمفاكم عبد الباقي ,المرجع السابؽ ,ص 225
3
كجدم سميماف حاطكـ ,المرجع أعاله ,ص 451
242
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
الجمعية العامة لممساىميف ،دفاعا عف مصالح الشركة التي تشمؿ مصالحيا بطبيعة
( (blocage Minoritéباإلضافة الحاؿ،كعندىا يطمؽ عمى األقمية اسـ األقمية المعطمة
إلى ذلؾ بإمكاف األقمية ممارسة الدعكل الجماعية بصكرة انفرادية ضد المديريف عمى
األعماؿ التي اقترفكىا ،مسببيف الضرر لمشركة ،كما ليـ مباشرة دعكل بطالف الق اررات
الجماعية 1التعسفية ،كليـ أيضا مباشرة تقديـ طمب تعييف خبير إدارم كمؤقت
.ىذه السمطات لألقمية كغيرىا،أدل بالبعض إلى اعتبار أف األقمية تشكؿ جيا از
احتياطيا مف أجيزة الشركة تمارس صالحيات الدفاع عف مصمحة الشركة كمصمحتيـ ،غير
أنو يمكف أف تنقمب ىذه السمطات مف سالح لمدفاع عف مصالحيـ إلى سالح لمتعسؼ ضد
مصمحة الشركة .فقد دعـ المشرع األقمية ىذه السمطات كالحقكؽ ،كما قمنا أف اليدؼ مف
كراء ذلؾ ىك كشؼ كايقاؼ كؿ تجاكز أك تصرؼ يضر بالشركة ،كاعطاء األقمية ىذه
استعماؿ سمطتيا في اتخاذ الق اررات الحقكؽ يعكد إلى الخكؼ مف تعسؼ األغمبية عند
المتعمقة بنشاط الشركة .
كؿىذا فإف حماية حقكؽ كمصالح األقمية إنما ىي حماية رأسماؿ الشركة ،فكضعيـ
المادم ال يسمح ليـ باالكتتاب باألسيـ الجديدة ،باعتبار أف ليـ حؽ األفضمية في ىذا
االكتتاب ،كعميو فإنيـ كبرفضيـ ليذه الزيادة إنما يتجنبكف المساس بمصالحيـ المادية في
الشركة كالذم يمكف أف يككف بدخكؿ مساىميف جدد ،كما قد ينتج عنو مف انخفاض في
قيمة السيـ الحقيقية ،ك انخفاض في قيمة األرباح التي ترجع لكؿ مساىـ ماداـ أف عدد
المساىميف قد ارتفع،بينما األغمبية فإف مف مصمحتيا زيادة رأس الماؿ ألف بإمكانيا
1
شرل خالد تركي المكلى ،التزامات المساىم في شركة المساىمة،دار الحامد،الطبعة األكلى ،عماف .2010ص 121
243
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
االكتتاب باألسيـ الجديدة ،كىك ما سيدعـ قكاىا ،كسيطرتيا أكثر،كاألقمية ستزداد ضعفا
إف اإلشكاؿ الحساس في مكضكع تعسؼ األقمية ىك ذلؾ المتعمؽ بالعقكبة المقررة
ليا،فعندما نككف بصدد 2تعسؼ األغمبية،فإف إلغاء ك إبطاؿ المداكلة كالقرار المعيب ىي
الطريقة الصحيحة لعقاب األغمبية ،غير أف األمر عكس ذلؾ بالنسبة لتعسؼ األقمية حيث
3إنما يتككف مف تعطيؿ أنو ال تكجد مداكلة مصكت عمييا،كال قرار لو كجكد في الكاقع،
اتخاذ قرار كابقاء الحالة عمى ما ىي عميو ،فإف القضاء في ىذه الحالة يحكـ عادة
بالتعكيض عف الخسائر التي لحقت بالشركة مف جراء عدـ اتخاذ اإلجراءات الالزمة في
الكقت المناسب،كالتي قد تضيع عمى الشركة الكثير مف الفرص،إف ىذه العقكبة ال تحمي
مصمحة الشركة كال مصمحة باقي المساىميف فييا،فميما بمغ التعكيض المقرر مف قيمة،فإنو
.كتعسؼ مف الصعب التخمص مف األخطار كاألضرار التي قد يسببيا تعسؼ األقمية
المعترض 4 األقمية يمكف معاقبتو بجزاءات متعددة تتراكح بيف التعكيض كاقصاء المساىـ
أ -التعويض
تكمف معاقبة تعسؼ األقمية في إدانتيا بدفع العطؿ كالضرر أم مطالبتيا بالتعكيض
،كالذم يككف أحيانا جزاء ثقيؿ كقد تـ تطبيقو في المحاكـ في الكثير مف الحاالت،إذ يرل
رجاؿ القانكف الفرنسي أنو جزاء مقبكؿ ال بؿ األنسب في بعض األحياف،كلكف شريطة إثبات
كقكع الضرر مف جراء االعتراض ،كالتعكيض يمنح لمف أصابو ضرر شخصي،فقد تككف
1
خمفاكم عبد الباقي ,المرجع السابؽ ,ص 226
2
خمفاكم عبد الباقي ،المرجع السابؽ ،ص. -..229
3
كجدم سميماف حاطكـ ،المرجع السابؽ،ص 503
4
خمفاكم عبد الباقي،المرجع السابؽ،ص229
244
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
األغمبية ،كاما الشركة،كاما االثنيف معا 1لكف ىذا الجزاء ليس فعاال في كؿ الحاالت كغير
مناسب كلك كاف مبمغ التعكيض مرتفعا ،كبالفعؿ فإف القرار الضركرم لبقاء الشركة يبقى
دكف التصكيت عميو مف الجمعية العامة بعد إدانة القضاء لألقمية بالتعكيض ،كقد يصؿ
األمر إلى طريؽ مسدكد ،لذلؾ نقضت محكمة التمييز بقرار( ) Vitamaفي 14جانفي
1992حكـ محكمة االستئناؼ التي اعتبرت أف تعسؼ األقمية ال يمكف معاقبتو إال بالمجكء
إلى التعكيض النقدم ،ما دفع محكمة التمييز أف نقضت ىذا الحكـ معتبرة أنو إلى جانب
جزاء التعكيض عف التعسؼ ىناؾ حمكؿ أخرل
إف التعسؼ الصادر مف األقمية يؤثر بطبيعة الحاؿ عمى سير عمؿ الشركة،مما
يؤدم إلى انقضاء الشركة كزكاليا بالنسبة لجميع الشركاء ،إذا كاف ىذا يرضي األقمية
كيحقؽ مصالحيا في ذلؾ،غير أنو في الكثير مف األحياف يسعى المساىمكف اآلخركف
لمحفاظ عمى الشركة،فيبحثكف عف كسائؿ ناجعة لمتخمص مف ىذا المأزؽ ،غير أننا نتساءؿ
عف إمكانية الطمب األغمبية أك ممثؿ الشركة مف القضاء فصؿ الشريؾ المعترض،عمى أف
تبقى الشركة قائمة بعد فصمو؟ 2إف الفقو كالقضاء يعترفاف منذ زمف بعيد لمشريؾ بحؽ البقاء
في الشركة كعدـ استبعاده منيا دكف إرادتو ،كقد استقر الرأم عمى أنو ال يجكز فصؿ
الشريؾ إال إذا ك جد نص قانكني أك نظامي يسمح بذلؾ.
غير أف الفقو الفرنسي يرل أف إقصاء الشريؾ ىك الحؿ األمثؿ في حالة كاف االعتراض
الصادر مف المساىـ ىك حقا اعتراض تعسفي عمى الكجو الذم شرحناه سابقا،عمى أف
ينص نظاـ الشركة عمى بند يجيز اإلقصاء ،كلـ تعد مشركعية ىذا البند محؿ شؾ لدل
1
كجدم حاطكـ سميماف،المرجع السابؽ،ص 506
2
كجدم سميماف حاطكـ ,نفس المرجع ،ص507
245
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
المبعديف ،كىذا الحؿ األفضؿ بالنسبة لمشركة حيث ال يعرضيا لخطر الزكاؿ ،كاألفضؿ
لألغمبية الذيف يسعكف إلى إزالة التعطيؿ ، 1كاألفضؿ لألقمية بعدـ تعرضيا لدفع مبمغ مف
التعكيض
يعد الحصكؿ عمى نصيب عادؿ مف أرباح الشركة مف أىـ الحقكؽ األساسية
لممساىـ لكف في بعض األحياف قد تقرر الشركة بعد التصديؽ عمى األرباح في الجمعية
العامة استقطاع قسـ مف تمؾ األرباح كاالحتفاظ بيا لتككيف احتياطي لتكسيع مشركعات
الشركة كتطكيرىا أك تحسيف ظركؼ العمؿ كالعماؿ فييا أك تأسيس المشركعات ذات الصمة
بنشاط الشركة أك المشاركة فييا أك استخدامو في إطفاء خسائر الشركة بما ال يتجاكز
%50منو كمف ثـ تكزيع بقية األرباح عمى المساىميف
ىناؾ عدة أنكاع مف احتياطي رأس الماؿ يتـ تككينيا مف استقطاع نسبة مف األرباح
السنكية لمشركة
- 1االحتياطي اإللزامي :تشػير عمميػة االقتطػاع مػف األربػاح الصػافية مشػكمة عمػى
جانػب كبػير مػف الدقػة خاصػة باألربػاح المرحمػة مػف سػنكات ماليػة سػابقة،فمف
المعػركؼ أف عمميػة االقتطػاع تػتـ بالنسػبة لكػؿ سػنة ماليػة عمػى حػدة مػف األربػاح
الػتي تحققػت فييا،كلكف قد يدخؿ في األرباح أرباح مرحمة مف سنكات سابقة خضعت
1
كجدم سميماف حاطكـ,نفس المرجع ،ص509
246
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بالفعؿ لعممية االقتطاع .فيمػزـ المشػرع شػركة المسػاىمة بتكػكيف مػاؿ احتياطي،كذلػؾ
بػإلزاـ مجمػس اإلدارة بتجنيػب جػزء مػف األربػاح الصػافية لتكػػكيف مػػاؿ احتيػػاطي
قػػانكني ،كيجػػكز لمجمعيػػة العامػػة بنػػاء عمػػى تقريػػر م ارقػػب الحسػػابات كقػػؼ تجنيػػب
ىػػذا االحتياطي إذا بمغ ما يساكم نصؼ رأس الماؿ المصدر.
كاالحتياطي القانكني ىك ضماف إضافي لدائني الشركة يأخذ حكـ رأس الماؿ،ألنػو
مخصػص أساسػا لتكممػة رأس المػاؿ كجػبره إذا أصػيبت بسػبب الخسػائر،كمف ثـ كجػب
إعػادة تكػكيف إذا نقػص بسػبب الخسػائر كال يجكز لمشػركة التصػرؼ فيو أك تكزيعو عمى
المساىميف،كلكف يجكز إدماجو في رأس الماؿ بإجراءات تعديؿ نظاـ الشركة.
عمى الشركة تككيف احتياطي إلزامي لرأس الماؿ مف 1 فرضت العديد مف التشريعات
خالؿ استقطاع نسبة سنكية ال تقؿ عف %5مف الربح الصافي لمشركة كيستمر ىذا
2 االستقطاع لحيف بمكغ االحتياطي اإللزامي %50مف رأس ماؿ الشركة المدفكع
- 2االحتياطي النظامي :بالنسبة لالحتياطي النظامي فإف عقػد الشػركة أك نظاميػا
األساسػي قػد يتضػمف نصػا يقضػي بتكػكيف احتيػاطي يخصػص لمكاجيػة األغػراض
الػتي يحػددىا النظاـ ،كيسػػمى ىػذا االحتيػاطي باالحتيػاطي النظػامي ،نظ ار لنظػاـ
. الشػػركة الذم يقضي بو عمى خالؼ االحتياطي القانكني الذم يقرره القانكف
كاالحتياطي النظامي ىك عبارة عف ادخار يفرضػو نظػاـ الشػركة لمكاجيػة
االضػطرابات الماليػة المسػتقبمية،أك األغراض التي يحددىا ىذا النظػاـ ،كاذا لـ يكػف
ىػذا االحتيػاطي مخصصػا ألغػراض معينػة جػاز لمجمعيػة العامػة بنػاءا عمى اقتراح
مجمس اإلدارة مشفكعا بتقرير مف مراقب الحسابات أف تقرر استخدامو فيما يعكد
المادة ( )40من قانون الشركات المصري ,المادة ( )186من قانون الشركات األردنً ,المادة ( )178من قانون
1الشركات الفرنسً
2أحمد محمد محرز ,المرجع السابق ,ص 489
247
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بػالنفع عمػى الشػركة أك عمى المساىميف كال يجكز التصرؼ في االحتياطات في غير
اإلدارة تكػػكيف احتياطػػات أخػػرل اختياريػػة ،كاالحتيػػاطي االختيػارم يختمػؼ عػف كػؿ
مػف االحتيػاطي القػانكني كاالحتيػاطي النظػامي،في أف لمجمعيػة العامػة العاديػة مطمؽ
الحريػة في التصػرؼ فيػو كفي تكزيعػو في صػكرة أربػاح عمػى المسػاىميف إذا انتفػت
الحاجػة إليػو ،أك إذا لـ يسػفر االسػتغالؿ عػف أربػاح في إحػدل السػنكات،كليس
لػدائنيف كجػو لتضػرر مػف ذلػؾ ألف ىػذا االحتيػاطي ال يمحػؽ بػرأس المػاؿ كلػذلؾ
يسمى أيضا باالحتياطي الحر .كيالحظ أف حؽ الجمعيػة العامػة في إنشػاء احتيػاطي
حدكد ما يقتضيو اختيػارم لػيس مطمقا،بػؿ يجػب أف يكػكف ىنػاؾ داع لتككينػو في
الحرص العادم كحسف التبصر كمكاجية نفقات غير منظكرة فػال يجػكز لمجمعيػة
العامػة تخصػيص جػزء مػف األربػاح لتكػكيف احتيػاطي اختيػارم دكف مػبرر أك ضػركرة
إف الغرض مف الشركة تحقيؽ األرباح ك تكزيعيا عمى المساىميف ك غيرىـ مف ذكم
الحقكؽ ،كاألرباح التي يتـ تكزيعيا ىي األرباح الصافية،كىي األرباح الناتجة عف العمميات
التي باشرتيا الشركة خالؿ السنة المالية بعد خصـ التكػاليؼ الالزمػة لتحقيػؽ األربػاح كبعػد
حسػاب كتجنيػب كافػة االستيالكيات كالمخصصػات،التي تقضػي األصػكؿ المحاسبية
1
سمٌحة القلٌوبً،الشركات التجارية،د.ط ، 1دار النهضة العربٌة،القاهرة،1993،ص542
2
مصطفى كمال طه ووائل بندق،أصول القانون التجاري،دار الفكر اإلسكندرٌة ,2007ص 507
248
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
بحسابيا كتجنيبيا .1عمػى أف األربػاح الصػافية ال تػكزع بأسػرىا،بؿ يجنػب جػزء منيػا سػنكيا
كيقتضػي مبػدأ ثبػػات رأس المػػاؿ لضػػماف حقػػكؽ دائػػني الشػػركة عػػدـ تكزيعػػو في
الحقكؽ فاألربػاح الػتي تحققيػا الشػركة صػػكرة أربػػاح عمػػى المسػػاىميف كغػػيرىـ مػػف ذكم
عمػى نػكعيف :أربػاح إجماليػة كىػي قيمػة ما تحصػؿ عميػو الشػركة مػف العمميػات الػتي تقكـ
بيا،كتتحدد ىذه القيمة بعد طرح األرصدة المدينة مف األرصػدة الدائنػة في حسػاب
المتاجرة،كأربػاح صػافية كىػي عب ػػارة ع ػػف األرب ػػاح اإلجمالي ػػة مخص ػػكما مني ػػا المص ػػركفات
ال ػػتي أنفقتي ػػا الش ػػركة في س ػػبؿ االس ػػتغالؿ كالتك ػػاليؼ األخرل،كاألربػاح الصػافية الػتي
تحققيػا الشػركة تكػكف قابمػة لمتكزيػع عمػى المسػاىميف كتتحػدد ىػذه األربػاح كمػا تقػدـ عمػػى
ضػػكء المركػػز المػػالي لشػػركة،الذم تحػػدده ميزانيتيػػا أم مػػف قيمػػة الزيػػادة الحاصػػمة في
مكجػػكدات الشػػركة عمػػى خصكميا بعد خصـ المصاريؼ كاالستيالكات كاالحتياطي .
كمف حؽ مجمس اإلدارة أف يقترح في تقريره السنكم الذم يعرض عمى الجمعية
العامػة لممسػاىميف في اجتماعيػا السػنكم تحديد نسػبة األربػاح الصػافية الػتي تػكزع عمػى
المسػاىميف،كمف سػمطة ىػذه الييئػة إقػرار النسػبة المقترحػة أك التعػديؿ فييػا بالزيادة أك
النقصاف،عمى أف ال تقؿ عف النسبة المحددة في نظاـ الشركة فإذا صػدر قػرار الجمعيػة
بتكزيػع األربػاح كتـ اإلعػالف عنػو كفقػا ألحكػاـ القانكف،فػإف ىػذه األربػاح تصػبح حقػا مكتسػػبا
2كيعد كيخضػػع تكزيػػع األربػػاح عمػػى المسػػاىميف لمكثػػير مػػف األحكػػاـ العامػػة
االحتياطي اإللزامي ضمانة لمشركة كلدائنييا إلى جكار رأس الماؿ ألنو يستخدـ إما لسد
النقص الذم يط أر عمى رأس ماؿ الشركة نتيجة الخسائر التي تمنى بيا الشركة أك لزيادة
رأس ماؿ الشركة عندما تقرر الجمعية العامة لمشركة ذلؾ كحيث أف الشركة ممزمة بتككينو
لذا ال يمكف تصكر التعسؼ في تككينو كال تعد الشركة متعسفة في قرارىا باستقطاع نسبة
مف األرباح لتككيف االحتياطي اإللزامي ألنيا ممزمة قانكنا بتككينو بكصفو مف النظاـ العاـ
ككذلؾ الحاؿ بالنسبة لتككيف االحتياطي النظامي المنصكص عميو في النظاـ األساسي
لشركة باتفاؽ الشركاء المؤسسيف فيعد ممزما ألعضاء الشركة إذا نص عميو في نظاـ
الشركة .
جكاز االستقطاع لتككينو حتى 1 أما بالنسبة لالحتياطي االختيارم فيرل بعض الفقو
في حالة عدـ نص التشريع عميو بؿ كيعده مف كاجبات الجمعية العامة لمكاجية السنكات
إف مكقؼ األغمبية 2 التي ال تنتج فييا أعماؿ الشركة ربحا في حيف يرل البعض اآلخر
المساىميف في تقرير االحتياطي االختيارم قد يشكبو نكع مف إساءة استعماؿ الحؽ فقد
تحدك ىذه األغمبية مجرد الرغبة في حرماف األقمية مف األرباح السنكية أكثر مف حاجتيا
لتككيف ىذا االحتياطي
لكف إجازة المشرع بصفة عامة لتككيف االحتياطي االختيارم كاف كانت تمنح كبار
المساىميف سمطة تقديرية في تقرير االستقطاع كنسبتو لتككيف االحتياطي االختيارم إال أف
ذلؾ ال يعني إطالؽ الحرية ليـ مف دكف قيد أك شرط الف استقطاع نسبة مف صافي
األرباح لتككيف االحتياطي االختيارم كمف ثـ تككيف االحتياطي الخاص ال يبدك كافيا
لحماية بقية المساىميف مف استيفاء حقيـ في اقتساـ األرباح كانما ىك يأتي فقط لتكفير
غطاء مف المشركعية ليذا القرار الذم تكفي لصدكره أغمبية بسيطة ففي الكقت الذم ينتظر
فيو صغار المساىميف تكزيع األرباح السنكية عمييـ يككف كبار المساىميف قد اعدكا العدة
1
لطٌف جبر كومانً ,المرجع السابق ,ص 216
2
أبو زٌد رضوان ,المرجع السابق ,ص 282
250
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
متسمحيف بأغمبية األصكات لتدكير القسـ األكبر مف تمؾ األرباح لمسنة المالية التالية بذريعة
قد يؤدم تعسؼ الشركة القابضة في إدارة الشركة التابعة بكصفيا احد أعضاء
الجمعية العامة لمشركة التابعة أك عضك مجمس إدارتيا أك مديرىا إلى إلحاؽ الضرر
بالشركة التابعة أك ببقية المساىميف في الشركة التابعة فيترتب لمشركة التابعة الحؽ في رفع
الدعكل ضد الشركة القابضة كمطالبتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سبتو ليا كلقد أقرت
المدنية 1 معظـ التشريعات حؽ الشركة في مقاضاة إدارتيا كفؽ قكاعد المسؤكلية
األحياف قد يؤدم سمكؾ الشركة القابضة إلى ضرر يصيب بعض المساىميف في الشركة
التابعة دكف البعض اآلخر كلككنيـ يعدكف أقمية فأنيـ قد ال يتمكنكف مف استصدار قرار مف
الجمعية العامة بمطالبة أعضاء مجمس اإلدارة أك المديريف بالتعكيضات أك بمقاضاتيـ مما
1المادة ( )3-102من قانون الشركات المصري و المادة ( )160من قانون الشركات األردنً
251
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يطرح التساؤؿ حكؿ مدل أحقية أقمية المساىميف في رفع دعكل الشركة التابعة ك مطالبة
المشاركة لدل بقية المساىميف كتغيبيـ عف حضكر اجتماعات الجمعية العامة كمنحيـ
اإلنابة لغيرىـ في الحضكر كالتصكيت كاف ق اررات مف ىذا النكع يمكف عدىا تجاك از عمى
حؽ المساىـ في ضماف احتراـ الييئات اإلدارية لمصمحة الشركة فتككف الشركة القابضة قد
تعسفت في استعماؿ حقيا كسمطتيا كمف ثـ فاف ق ارراتيا تككف عرضة لمطعف فييا بالبطالف
ففي القانكف التجارم الجزائرم فاف الجمعية العامة العادية تتمتع بسمطات كاسعة,
فيحؽ ليا اتخاذ جميع الق اررات التي تتعمؽ بإدارة الشركة باستثناء صالحية تعديؿ القانكف
األساسي ,إذ ىك مف اختصاص الجمعية العامة غير العادية
كىذه األخيرة ليا صالحية تعديؿ القانكف األساسي حيث تختص كحدىا بصالحية
تعديؿ القانكف األساسي في كؿ أحكامو ,كيعتبر كؿ شرط مخالؼ لذلؾ كأف لـ يكف.حسب
نص المادة ( 674تجارم ) .غير أف حؽ الجمعية العامة غير العادية في تعديؿ القانكف
األساسي ليس مطمقا ,بؿ يرد عميو استثناءاف كىما:
252
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-كال يجكز لمجمعية العامة غير العادية تغيير غرض الشركة األصمي ألف ىذا
التعديؿ يعد بمثابة خمؽ شركة جديدة.
إذ حظر عمى الجمعية العامة غير العادية تعديؿ 1 كذلؾ فعؿ المشرع المصرم
نظاـ الشركة بما يزيد مف التزامات المساىميف كما عد باطال كؿ قرار يصدر عنيا مف
2 شأنو المساس بحقكؽ المساىـ األساسية التي يستمدىا بصفتو شريكا كقد منح المشرع
األقمية المتضررة مف تمؾ الق اررات حؽ طمب كقؼ الق اررات التعسفية سكاء كانت تمؾ
الق اررات قد صدرت لصالح فئة مف المساىميف أـ بقصد اإلضرار بفئة منيـ أـ لجر مغنـ
لكف ينبغي المالحظة أف دعكل المساىميف ال تقتصر فقط عمى طمب الحكـ بإبطاؿ
الق اررات التعسفية كانما ىي تشمؿ أيضا المطالبة بالتعكيض عف الضرر الذم لحؽ بيـ
كتتكجو الخصكمة ضد الشركة القابضة كضد أم مف األعضاء اآلخريف الذيف صكتكا مع
تمؾ الق اررات أك لـ يثبتكا اعتراضيـ عمييا أك تغيبكا عف االجتماع الذم صدرت عنو
الق اررات دكف عذر مشركع
الشركة الحؽ في رفع الدعكل كمطالبة أعضاء مجمس 3 منحت معظـ التشريعات
إدارتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سببكه ليا لكف في بعض األحياف قد تحجـ الشركة أك
تتقاعس عف مخاصمة أعضاء مجمس إدارتيا أك مديرىا المفكض أك مديرىا العاـ كرفع
الدعكل ضدىـ ألسباب شتى كحيث أف الضرر الذم يصيب الشركة يمتد بالنتيجة إلى
مساىمييا فاف معالجة ذلؾ يتطمب اإلقرار بحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة كمطالبة
أعضاء مجمس إدارتيا بالتعكيض عف الضرر الذم سببكه لمشركة كالكاقع أف حؽ المساىـ
1 في رفع دعكل الشركة ىك محؿ خالؼ فقيي بيف مؤيد لو كمنكر
حيث يبرر جانب مف الفقو في إنكاره لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد
مديرىا إذا ما تسببكا بخطئيـ في إلحاؽ الضرر بالشركة كاف المساىـ ليس نائبا عف الشركة
كاف الشركة لـ تخكلو صراحة أك ضمنا رفع ىذه الدعكل كبالتالي فميس لو صفة في الدعكل
كليس ىناؾ صمة مباشرة قائمة بيف المساىـ كمديرم الشركة يمكف االستناد إلييا في رفع
الدعكل ذلؾ أف عضك مجمس اإلدارة ىك نائب عف الشركة كليس عف المساىميف فييا
كبالتالي فميس لدل المساىـ سند قانكني الختصامو كذلؾ أف الذمة المالية لمشركة مستقمة
كمنفصمة عف الذمة المالية لممساىميف فييا كبالتالي فاف الضرر الذم تسبب بو عضك
مجمس اإلدارة كلحؽ بالشركة ال صمة لو بالمساىـ
الذم يقر بحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد 2 أما الجانب اآلخر مف الفقو
مديرم الشركة إذا ما تسببكا بخطئيـ في إلحاؽ الضرر بالشركة كقد احتج أنصار ىذا الرأم
باف استقالؿ الشركة –باعتبارىا شخصا معنكيا -عف أشخاص مساىمييا ال يعني إقصاء
المساىميف فييا كانكار كجكدىـ السيما كاف الضرر الذم يصيب الشركة يمتد أثره إلى
المساىميف عاجال أـ آجال كبالتالي فاف إىماؿ الشركة الدفاع عف مصمحتيا يجيز لممساىـ
المبادرة إلى رفع الدعكل باسميا الف المساىـ مف خالؿ دفاعو عف مصمحة الشركة إنما
يدافع عف مصمحتو
1
عماد محمد أمٌن السٌد رمضان ,المرجع السابق ,ص 881
2
جاك حكٌم ,المرجع السابق ,ص 461
254
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
ىذا الخالؼ الفقيي فنصت عمى حؽ المساىـ 1 كلقد حسمت العديد مف التشريعات
في رفع دعكل الشركة ضد مديرم الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا إذا ما تسببكا بخطئيـ في
إلحاؽ الضرر بالشركة
كاختمؼ الفقو في تحديد األساس القانكني لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة ضد
2 أعضاء مجمس إدارة الشركة كمديرييا كقد انقسـ الفقياء في ذلؾ بيف رأييف فأما األكؿ
ينظر نظرة مزدكجة إلى فكرة الشخصية المعنكية لمشركة إذ يرل أنصار ىذا الرأم أف
الشخصية المعنكية لمشركة ال تظير االلتزاـ في مكاجية الغير أما في عالقة الشركة مع
المساىميف فال كجكد لمشخصية المعنكية لمشركة باعتبار أف ىذه الشخصية كجدت لمصمحة
المساىميف فال يجكز أف تنقمب ضدىـ كبالتالي فاف الشخصية المعنكية لمشركة ال تمنع
المساىـ مف رفع دعكل الشركة كيرل أنصار ىذا الرأم أف المساىـ يستند في رفع دعكل
الشركة إلى حؽ شخصي مصدره ككالة مفترضة بينو كبيف مجمس إدارة الشركة كباعتبار أف
أعضاء مجمس اإلدارة قد اخمكا بااللتزامات التي تفرضيا عمييـ تمؾ الككالة
لكف ىذا الرأم يبدك محؿ نظر ذلؾ أف الشخصية المعنكية لمشركة ىي كاحدة ال
تقبؿ االنقساـ أك االزدكاج كبالتالي فإذا ما كانت الشركة تتمتع بالشخصية المعنكية فإنيا
تظير بذات الشخصية في مكاجية الكافة دكف تمييز بيف المساىـ كالغير كمف ناحية أخرل
فإذا ما كاف عضك مجمس اإلدارة يعد ككيال فاف ككالتو ىي عف الشركة كليس عف
ينطمؽ مف المركز القانكني لممساىـ في شركة المساىمة حيث 3 أما الرأم الثاني
يرل أنصار ىذا الرأم أف المساىـ ىك دائف لمشركة بالحصص المقدمة منو لممشاركة في
1المادة ( )3-102من قانون الشركات المصري والمادة ( )160من قانون الشركات األردنً
2عماد محمد أمٌن السٌد رمضان ,المرجع السابق ,ص 881
3اكرم ٌاملكً ,المرجع السابق ,ص 299
255
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
رأس ماليا كبالتالي فإذا ما تقاعست الشركة عف المطالبة بحقكقيا تجاه أعضاء مجمس
اإلدارة فاف لممساىـ الحؽ في رفع دعكل الشركة باالستناد إلى فكرة الدعكل غير المباشرة
كيقصد بيا الدعكل التي يرفعيا الدائف باسـ مدينو عمى مديف مدينو الستعماؿ الحقكؽ التي
أىمؿ مدينو المطالبة بيا إذا كاف مف شأف ذلؾ اإلىماؿ أف يسبب إعسار المديف ا كاف يزيد
في إعساره كتستيدؼ ىذه الدعكل التكصؿ إلى إدخاؿ تمؾ الحقكؽ في ذمة المديف التي تعد
أف ىذه الدعكل تستند إلى فكرتيف قانكنيتيف 1 الضماف العاـ لمدائف كيرل بعض الفقو
الفكرة األكلى ىي فكرة الضماف العاـ لمدائنيف كتنطمؽ ىذه الفكرة مف أف استعماؿ
الدائف حقكؽ مدينو لدل الغير –مديف المديف -كمطالبتو بيا تستيدؼ المحافظة عمى ىذا
الضماف العاـ الف جميع أمكاؿ المديف تككف ضامنة لمكفاء بديكنو
كالفكرة الثانية ىي فكرة النيابة ك يقصد بيا نيابة الدائف عف مدينو عند استعماؿ
الدائف حقكؽ مدينو لدل الغير كىذه النيابة ىي نيابة قانكنية مقررة بنص القانكف لكنيا نيابة
مف نكع خاص ألنيا مقررة لمصمحة النائب في حيف أف المبدأ العاـ في النيابة أنيا مقررة
لمصمحة األصيؿ
لكف يبدك ىذا الرأم محؿ نظر لككنو يشتمؿ عمى خمط في تحديد المركز القانكني
لممساىـ في الشركة ذلؾ أف المساىـ يعد شريكا في الشركة كليس دائنا ليا كبالتالي فاف
مركزه القانكني يختمؼ تماما عف حامؿ السند - 2مثال -كالذم يعتبر دائنا لمشركة كعميو
فميس لممساىـ المطالبة باسترداد قيمة أسيمو مادامت الشركة قائمة كمداـ األمر كذلؾ فميس
1عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 969
2قد تلجأ الشركة لتموٌل مشارٌعها إلى االقتراض عن طرٌق إصدار سندات تمثل دٌن طوٌل األجل ٌعقد عن طرٌق
االكتتاب العام وتنتظم السندات بدفاتر ذات قوائم تحمل أرقاما متسلسلة مختومة بختم الشركة ومذٌلة بتوقٌع اثنٌن من
أعضاء مجلس إدارتها وبموجب تلك السندات ٌعد حامل السند دائنا للشركة وله الحق فً فائدة سنوٌة ثابتة كما أن له
الحق فً استٌفاء قٌمة سنده فً الموعد المتفق علٌه فتنقطع صلته بالشركة ,أحمد محمد محرز ,المرجع السابق ,ص
430
256
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
باإلمكاف تبني فكرة الدعكل الغير مباشرة كأساس لحؽ المساىـ في رفع دعكل الشركة لعدـ
انطباؽ شركطيا
كالكاقع أف كال الرأييف لـ يقدـ تفسي ار مناسبا لألساس القانكني لحؽ المساىـ في رفع
دعكل الشركة ضد أعضاء مجمس إدارة الشركة كمديرييا كلعؿ التفسير األقرب لمقانكف أف
ىذا الحؽ يجد أساسو القانكني في إرادة المشرع المتجسدة في نص القانكف الذم منح
المساىـ صفة نائب قانكني عف الشركة ألغراض رفع الدعكل في حالة تقاعس الشركة عف
رفع دعكاىا
الكاقع أف إفالس الشركات عمكما ال ينتج مف فراغ كىك ليس كليد الصدفة المحضة
كانما يككف في الغالب نتيجة حتمية لسكء اإلدارة الذم يصؿ بالشركة إلى أف تصبح عاجزة
عف اإليفاء بالتزاماتيا األمر الذم يرتب قياـ المسؤكلية بحؽ مف يتكلى مياـ إدارتيا يعد
بعض الفقو 1نظاـ اإلفالس مف أىـ النظـ كالكسائؿ الداعمة لالئتماف التجارم ييدؼ إلى
تحذير التاجر مف مغبة التأخر عف اإليفاء بالتزاماتو التجارية كيستيدؼ رسـ صكرة مريبة
حكؿ مف يحاكؿ الطعف في االئتماف التجارم كتنبع أىمية نظاـ اإلفالس مف أف التجار
يعتمدكف عادة في تعامميـ عمى اآلجاؿ كاف احتراـ آجاؿ الديكف ككفائيا في مكاعيدىا
المقررة يعد ضمانة لحسف سير العممية التجارية في حيف أف تكقؼ التاجر عف تسديد ديكنو
التجارية مف شأنو أف يؤدم إلى سمسمة مف عمميات التأخر عف الدفع كمف ثـ إرباؾ الحياة
التجارية كاضطرابيا
نسيبة إبراىيـ حمك,حماية االئتمان التجاري بين اإلعسار المدني واإلفالس التجاري ,بحث منشكر في مجمة الرافديف
1لمحقكؽ ,المجمد 10العدد ,38السنة , 2008كمية الحقكؽ جامعة المكصؿ ,ص 1
257
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
نظـ المشرع الجزائرم نظاـ اإلفالس كالتسكية القضائية مف خالؿ األمر الصادر
215إلى المادة 388 بتاريخ 1975 /09/26حيث أفرد لو الكتاب الثالث مف المادة
تجارم.
بصرؼ النظر عما إذا كاف المديف مكس ار أك معسرا ،يعمف عنو بمقتضى حكـ؛ كالتاجر
المفمس تغؿ يده عف إدارة ذمتو المالية كتنزع عنو بعض الحقكؽ .كاإلفالس إجراء تنفيذم
يؤدم إلى المكت التجارم لممفمس كتصفية مؤسستو كبيع كؿ أمكالو األخرل.
أما التسكية القضائية فتيدؼ إلى إعادة المديف عمى رأس أعمالو بعد اتخاذ بعض
االحتياطات الكاجبة
إف اضطراب األعماؿ الذم يفضى إلى إفالس التاجر ينشأ مف أسباب عديدة ال
بعضيا تشغؿ كميا مسئكليتو بدرجة كاحدة لكف المألكؼ أف يرتكب التاجر بعض األخطاء
ليا جانب قانكني ،فغالبا ما يككف شكؿ الشركة ال يتناسب مع حجميا ،فمبدئيا الشركات
ذات المسئكلية المحدكدة تتناسب مع الشركات الصغيرة كالمتكسطة الحجـ كالشركات
المجيكلة ذات التجارة الكبيرة .كما أف اإلحصائيات تثبت أف بعض أشكاؿ الشركات أكثر
تعرضا لإلفالس كالشركات ذات المسئكلية المحدكدة.أك سكء التسيير ،فبعض العكامؿ تؤدم
إلى إنقاص أك ىالؾ المركدية ،كأف تككف البضائع المخزنة أكثر بكثير مف رأس األعماؿ،
أك ارتفاع التكاليؼ ،كقد يخطئ التاجر في احتساب نفقة إنتاجو أك ثمف التكمفة كقد يبالغ
في مصاريفو العامة ككثرة العماؿ أك تقاضييـ ركاتب أكثر بكثير مما يتمقاه العماؿ في
المؤسسات األخرل ،أك كأف تككف الشركة تحتؿ أماكف كبيرة جدا أك مضيئة جدا .كما أف
سكء التسيير يمكف أف ماؿ أك المخزنة أكثر بكثير مف رأس األعماؿ ،أك ارتفاع التكاليؼ
258
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يأخذ شكؿ مالي ،فكثير مف الشركات يمتجئكف إلى قركض تجارية لمحصكؿ عمى العتاد ك
حتى العقارات ألف رؤكس أمكاليـ غير كافية لذلؾ فتصبح الشركة بذلؾ ضعيفة جدا ألنيا
ال تحتكم عمى االحتياطات الالزمة.كذلؾ ىناؾ أسباب إنسانية كعدـ التفاىـ بيف الشركاء،
اآلفات االجتماعية أك عدـ معايشة التاجر لمتقدـ.
ك ىناؾ أسباب خارجية فقد تيمؾ أك تيبط قيمة مكجكدات التاجر التي يعتمد عمييا
في دفع ما عمييا مف ديكف مف جراء ارتفاع سعر البتركؿ أك انخفاض العممة مثال؛ كقد
يتعذر عميو أحيانا تحكيؿ ما لديو مف عركض كأكراؽ مالية إلى نقكد؛ كقد يفقد سكقا اعتمد
عميو لبيع سمعو؛ كقد يقكـ في كجيو منافس فتكسد أعمالو ،كقد ال يستطيع خصـ أكراقو
التجارية .فإذا كقع شيء مف ىذا القبيؿ اضطربت أعماؿ التاجر دكف إمكاف نسبة أم خطأ
أك تقصير إليو.
اإلفالس بأنو نظاـ ييدؼ إلى تنظيـ التنفيذ الجماعي عمى 1 يعرؼ بعض الفقو
أمكاؿ المديف التاجر الذم يتكقؼ عف دفع ديكنو التجارية في مكاعيد استحقاقيا في حيف
يعرفيا البعض اآلخر 2بأنو طريقة لمتنفيذ عمى ماؿ المديف التاجر الذم يتكقؼ عف دفع
ديكنو التجارية كييدؼ إلى تنشيط االئتماف كدعـ الثقة في المعامالت التجارية كيطبؽ مف
خالؿ سمسمة مف اإلجراءات كالقكاعد التي تيدؼ إلى حماية مصالح الدائنيف كصكف
حقكقيـ بتمكينيـ مف الحجز عمى ما تبقى مف أمكاؿ المديف ككضعيا تحت يد القضاء
عزيز العكيمي ,الوجيز في شرح قانون التجارة الجديد,أحكام اإلفالس ,طبعة , 1مطبعة دار السالـ ,بغداد , 1973ص
71
2
أسامة نائؿ المحيسف ,الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ,طبعة ,1دار الثقافة ,عماف ,2009ص245
259
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
يرل أف النظرة إلى نظاـ اإلفالس تغيرت عما كاف عميو في 1 لكف ىناؾ رأم
الماضي فإذا كاف نظاـ اإلفالس في الماضي يعد حال لمدائف عمى كجو الخصكص فانو في
الكقت الحاضر كحتى كاف كاف ال يزاؿ كذلؾ إال أنو أصبح أيضا حال لممديف إذ يقيو مف
إجراءات التنفيذ الفردية مف دائنيو كيأخذ بو في طريؽ البحث عف الحؿ كالتسكية المناسبة
التي تكفؿ لو االستمرار في تجارتو
كلقد عدت بعض التشريعات إفالس الشركة قرينة عمى خطأ مديرىا سكاء كانكا
أعضاء مجمس اإلدارة أـ المدير المفكض أك المدير العاـ أك المدير التنفيذم أك غيره كسكاء
كاف المدراء مف األشخاص الطبيعييف أك مف الشركات كبعبارة أخرل فإذا ما كاف اإلفالس
يعد نتيجة الرتباؾ الكضع المالي لمشركة كضعؼ ائتمانيا فانو في الكقت ذاتو يكشؼ عف
إىماؿ كتقصير في إدارة الشركة
إف مباشرة مديرم الشركة مياـ إدارة شركتيـ ترتب عمييـ مجمكعة مف االلتزامات
التي تستيدؼ التسيير الحسف لمشركة لذا فمتى ما ارتبكت األكضاع المالية لمشركة كتزعزع
ائتمانيا كتردت في ىكية اإلفالس كاف ذلؾ دليال عمى سكء اإلدارة لذا فقد رتبت بعض
التشريعات عمى أعضاء مجمس اإلدارة كالمديريف المسؤكلية عف إفالس شركاتيـ بكصفيـ
ارتكبكا أخطاء أدت إلى إفالسيا رغبة مف تمؾ التشريعات في دفع أعضاء مجمس اإلدارة
كالمديريف إلى مزيد مف الحرص كالحذر كالدقة في إدارتيـ لمشركة كلقد قررت ترتيب
المسؤكلية بحؽ أعضاء مجمس إدارة الشركة كبحؽ مديرىا تبعا إلفالس شركتيـ خالفا
لمقاعدة العامة في ىذا الشأف .
1
New Robert .William D warren and Steven D wall (2000) commercial law .Jordan York.
Foundation press p 508
260
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كمف ثـ فإذا ما كانت الشركة القابضة تشارؾ في إدارة الشركة التابعة المفمسة فإنيا
تتحمؿ المسؤكلية عف إفالس الشركة التابعة متى ما كاف اإلفالس نتيجة سكء إدارة الشركة
القابضة ليا كتجد ىذه المسؤكلية سندىا القانكني في األحكاـ العامة لممسؤكلية المدنية كما
تجد أساسيا في التشريعات التجارية التي تأتي في مقدمتيا قكانيف التجارة كقكانيف الشركات
المتعارؼ عميو أف أعضاء مجمس إدارة شركة المساىمة كالشركة المحدكدة كمديركىا
ال يكتسبكف صفة التاجر ألنيـ ال يمارسكف العمؿ التجارم باسميـ كلحسابيـ الخاص كانما
باسـ الشركة كلحسابيا لذا فاف القاعدة العامة تقضي بعدـ مد آثار إفالس شركة المساىمة
كالشركة ذات المسؤكلية المحدكدة إلى ىؤالء فال يشير إفالس أعضاء مجمس اإلدارة
لكف باالستناد إلى 1 كالمديريف تبعا إلفالس شركاتيـ كال تمتد إلييـ آثار إفالس شركاتيـ
نص المادة 799مكرر 1مف المرسـ التشريعي رقـ 96-08المؤرخ في 25أفريؿ 1996
فاف أعضاء التجمع ممزمكف بتسديد ديكنو كذلؾ مف ثركتيـ الخاصة كىـ متضامنكف إال إذا
كجد اتفاؽ مخالؼ مع المتعاقديف اآلخريف
المحكمة التجارية في حالة عدـ كفاية مكجكدات الشركة 2 كما خكؿ المشرع الفرنسي
لمكفاء بديكنيا أك بجزء منيا أف تحمؿ أعضاء مجمس اإلدارة أك قسما منيـ متحديف أك
منفرديف كؿ الديكف أك قسما منيا بناءا عمى طمب المصفي
ياسر باسـ ذنكف السبعاكم ,أجياد ثامر نايؼ الديممي ,بحكث كدراسات في القانكف الخاص ,طبعة , 1مكتبة الجيؿ
1العربي ,المكصؿ 2009
2
المادة 54مف قانكف الشركات الفرنسي
261
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كبالمقارنة بيف مكقؼ المشرعيف الجزائرم كالفرنسي فاف المشرع الجزائرم ألزـ كؿ
أعضاء التجمع بتسديد ديكنو كبالتالي فانو حمميـ مسؤكلية إفالس الشركة عمى أساس
التقصير في إدارة المجمع لذلؾ ك في حالة تصفية الشركة كعدـ كفاية المكجكدات لسد
ديكنيا أعضاء التجمع ممزمكف بتسديد ديكنو كذلؾ مف ثركتيـ الخاصة كىـ متضامنكف
ال سيما إذا ما أخذنا باالعتبار أف تصفية الشركة ىي عممية مالزمة النقضاء الشركة كأنيا
ال تنحصر فقط بإفالس الشركة كانما تشمؿ كؿ أحكاؿ انقضاء الشركة
في حيف أف المشرع الفرنسي كاف دقيقا نكعا ما في ما يتعمؽ بعممية تسديد ديكف
الشركة التابعة عندما نص انو في حالة عدـ كفاية مكجكدات الشركة لمكفاء بالديكف يتحمؿ
أعضاء مجمس اإلدارة أك قسما منيـ ,متحديف أك منفرديف ,بكؿ الديكف أك بقسـ منيا ,بناءا
عمى طمب المصفي كىنا يطرح التساؤؿ ,ىؿ تعني كفاية مكجكدات الشركة التابعة لكفاء
ديكنيا عدـ مسؤكلية الشركة القابضة عف إفالس الشركة التابعة ؟
كالجكاب عمى ذلؾ أف مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة كالمديريف عف إفالس الشركة
إذا تبيف أف مكجكدات الشركة المفمسة ال تكفي لكفاء جزء مف ديكنيا فاف مسؤكلية الشركة
القابضة يمكف أف تترتب كفقا لمقكاعد العامة لممسؤكلية المدنية عف أم ضرر تمحقو بشركتيا
التابعة
262
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
باإلدارة باسمو الخاص ) يالحظ عمى المادة المذككرة أنيا تطرقت إلى تعييف شخص أك
أكثر مف أجؿ تسيير المجمع كقيامو باألعماؿ التجارية باسـ الشركة كتصرؼ الشخص في
أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة
تبدك الحكمة مف مد إفالس الشركة ليشمؿ مف قاـ بأعماؿ تجارية باسـ الشركة
لحسابو الخاص في أف ىذا التصرؼ يكشؼ عف استغالؿ الشخص السـ الشركة كسمعتيا
كمركزىا المالي كاالئتماني في إبراـ صفقة لحسابو الخاص كلعؿ ىكذا فرصة قد ال تتاح
ألم كاف كانما يغمب فييا أف تقتصر عمى مف يشغؿ في الشركة منصبا يييئ لو التحدث
كالتفاكض كالتعاقد باسميا لجمب مصمحة لنفسو بدال مف أف يستيدؼ مصمحة الشركة
فيككف قد فكت عمى الشركة فرصة مف فرص الكسب إف لـ يكف قد أساء لسمعتيا كمركزىا
االئتماني بما يضعؼ مركزىا المالي كقد أكرد المشرع المصرم نص مماثال عالج الحالة
المذككرة في حالة إفالس الشركة التابعة المادة -1( : 704إذا طمب شير إفالس الشركة
جاز لممحكمة أن تقضي أيضا بشير إفالس كل شخص قام تحت ستار ىذه الشركة
بأعمال تجارية لحسابو الخاص وتصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموالو الخاصة )
كلعؿ المصطمح الذم اعتمده المشرع المصرم يبدك أكسع نطاقا مف تعبير المشرع 1
الجزائرم الف ما يقكـ بو الشخص مف عمؿ تجارم باسـ الشركة يعد صكرة مف التصرفات
التي يمكف مف خالليا كتحت ستار الشركة إلبراـ تصرفات تخدـ مصمحتو الشخصية كلعؿ
مف الكاضح أف أمكاؿ الشركة ممؾ خالص ليا فال ينبغي استعماليا إال فيما يحقؽ مصمحتيا
ككفؽ ما ينص عميو نظاميا األساسي كعقد تأسيسيا ككفؽ ق اررات الييئات اإلدارية لمشركة
كمف ثـ فاف تصرؼ الشخص في أمكاؿ الشركة كما لك كانت أمكالو الخاصة ينطكم عمى
معنى إساءة االئتماف لككنو يشتمؿ عمى إىدار لماؿ الشركة كخركج بو عف الغرض الذم
1
قانكف التجارة المصرم رقـ القانكف 17لسنة 1999تـ نشره بالجريدة الرسمية العدد ( )19مكر ار الصادر في
1999/5/17
263
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
خصص ألجمو كبما يسيء إلى المركز المالي لمشركة األمر الذم يسكغ مد إفالس الشركة
101 ,99مف القانكف كقد قرر المشرع الفرنسي حكما مماثال لذلؾ في المكاد
الصادر سنة 1967إذ جعؿ إفالس الشركة يمتد إلى إفالس مديرىا إذا استعمؿ أمكاؿ
1 الشركة كأمكالو الخاصة أك لمصمحة شركة أخرل
لكف الكاقع انو ليس مف المتيسر ألم شخص كاف أف يقكـ بأعماؿ تجارية باسـ
الشركة ك يتصرؼ بأمكاليا كلك كانت أمكالو الخاصة إال إذا كانت لو صمة بالشركة تييئ لو
أك تمكنو مف ذلؾ أك تخمؽ كضعا ظاى ار يمكف أف يكىـ الغير بكجكد تمؾ الصمة كلعؿ
الغالب في مف يقكـ بيذه التصرفات أف يككف مدي ار عاما لمشركة أك رئيس مجمس اإلدارة أك
احد أعضائو إذ تنعكس اآلثار السمبية لتصرفاتو عمى الشركة السيما كاف مف يشغؿ ىذه
المناصب يككف مخكال بالصالحيات الكاممة في إدارة الشركة كتعد التصرفات كاألعماؿ التي
يقكـ بيا كيمارسيا باسميا ممزمة ليا في مكاجية الغير الذم يتعامؿ مع الشركة بحسف نية
فعمى سبيؿ المثاؿ عد المشرع المصرم 2أم عمؿ أك تصرؼ يصدر مف الييئة العامة أك
مجمس اإلدارة أك إحدل لجانو أك مف ينكب عنو مف أعضائو في اإلدارة أثناء ممارستو
ألعماؿ اإلدارة عمى الكجو المعتاد ممزما لمشركة كيككف لمغير حسف النية أف يحتج بذلؾ في
مكاجية الشركة كلك كاف التصرؼ صادر بالتجاكز لسمطة مصدره أك لـ تتبع بشأنو
اإلجراءات المقررة قانكنا كفي جميع األحكاؿ ال يجكز لمشركة أف تدفع مسؤكليتيا عف أية
أعماؿ أك أكجو نشاط تمارسيا بالفعؿ بذريعة أف نظاـ الشركة لـ يصرح ليا بالقياـ بمثؿ تمؾ
األعماؿ أك أكجو النشاط
1
حسف محمد ىند ,المرجع السابؽ ,ص 82
2
المادة 55مف قانكف التجارة المصرم رقـ القانكف 17لسنة 1999تـ نشره بالجريدة الرسمية العدد ( )19مكر ار
الصادر في 1999/5/17
264
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
إذا القاعدة العامة ىي تمتع الشركة األـ بالحماية مف المسؤكلية عف التزامات الشركة
التابعة بفضؿ استقالؿ الشخصية القانكنية لكؿ منيما .فال يكجد مبدأ قانكني عاـ يقرر
مسؤكلية الشركة األـ عف أعماؿ الشركة التابعة كالتزاماتيا إال في حدكد مسؤكليتيا كمساىـ
في شركة ذات مسؤكلية محدكدة .لذلؾ فإف تحميؿ الشركة األـ مسؤكلية عف أعماؿ الشركة
التابعة يتكقؼ عمى إثبات كقائع استثنائية.
إال أف الفقو لـ يحدد طبيعة األخطاء كما إذا كانت تقتصر عمى أخطاء إلدارة أـ
أنيا تشمؿ مخالفة القكانيف كالنظاـ األساسي لمشركة كعقد تأسيسيا كاكتفى بكصؼ األخطاء
بالجسيمة في حيف أف المبدأ العاـ في المسؤكلية المدنية أف العبرة ليست في جسامة الخطأ
فقد تؤدم األخطاء العادية إلى أضرار جسيمة كقد ال ترتب األخطاء الجسيمة أض ار ار
كما أف الفقو تناكؿ صكرتيف مف الضرر الذم يمكف أف يمحؽ بالشركة نتيجة
األخطاء الجسيمة ألعضاء مجمس إدارة الشركة ىما :اضطراب أعماؿ الشركة ك تكقؼ
الشركة عف دفع ديكنيا
265
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كلقد حددت بعض التشريعات مدة لسقكط الدعكل المدنية ضد أعضاء مجمس إدارة
الذم قرر 1 الشركة بسبب أخطائيـ في تنفيذ مياميـ كمف ذلؾ مكقؼ المشرع المصرم
سقكط الدعكل بمضي مدة سنة مف تاريخ صدكر القرار مف الجمعية العامة بالمصادقة عمى
تقرير مجمس اإلدارة إال إذا كاف الفعؿ المنسكب إلييـ يعد جناية أك جنحة ففي ىذه الحالة
قرر 2 ال تسقط الدعكل المدنية إال بسقكط الدعكل العمكمية في حيف أف المشرع األردني
عدـ سماع الدعكل بيذه المسؤكلية بعد مركر خمس سنكات عمى اجتماع الجمعية العامة
الذم تمت فيو المصادقة عمى الميزانية السنكية كالحسابات الختامية لمشركة
كلعؿ تحديد المشرع ليذه المدة يأتي بدافع إتاحة الفرصة أماـ المتضرر مف خطأ
مدراء الشركة كأعضاء مجمس إدارتيا لممطالبة بالتعكيض ىذا مف ناحية كمف ناحية أخرل
فقد حدد المشرع ىذه المدة لكضع حد أقصى تنتيي عنده مسؤكلية أعضاء مجمس اإلدارة
بحيث ال يبقكف تحت رحمة الدائنيف كالمتضرريف ألمد غير محدكد
لكف التساؤؿ يطرح حكؿ مصير دعكل المسؤكلية في ظؿ التشريعات التي لـ تحدد
مدة لسقكطيا ,ىؿ تبقى الدعكل قائمة ؟ أـ أنيا تخضع لمقكاعد العامة لسقكط دعكل
المسؤكلية ؟ الكاقع أف النصكص التي أكردتيا التشريعات المتقدـ ذكرىا جاءت بأحكاـ
خاصة كتعد استثناء مف القكاعد العامة لسقكط دعكل المسؤكلية كبالتالي ففي حالة عدـ
النص عمى أحكاـ خاصة لسقكط دعكل المسؤكلية ضد مديرم الشركة كأعضاء مجمس
إدارتيا فاف أحكاـ القكاعد العامة ىي التي تسرم بحؽ ىؤالء سكاء عدت مسؤكليتيـ عقدية
أـ مسؤكلية عف الفعؿ غير المشركع
أحيانا قد يستيدؼ اإلبراء الذم يصدر عف الجمعية العامة حماية أعضاء مجمس
إدارة الشركة مف المالحقة القانكنية عف أخطاء صدرت عنيـ أثناء إدارتيـ لمشركة كقد
أف مكافقة الجمعية العامة 3 احتاطت بعض التشريعات ليذا األمر فقرر المشرع األردني
عمى إبراء ذمة مجمس اإلدارة ال تحكؿ دكف المالحقة القانكنية لرئيس كأعضاء المجمس كما
1عبد الرزاق السنهوري ,الوسٌط فً شرح القانون المدنً ,المرجع السابق ,ص 829
2المادة (-217ثالثا) من القانون المدنً المصري ,المادة ( )102من قانون الشركات المصري
3المادة (-157أ) من قانون الشركات األردنً
267
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
قرر المشرع الفرنسي 1أف أم قرار يصدر مف الجمعية العامة لمشركة ال يترتب عميو سقكط
دعكل المسؤكلية ضد مديرم الشركة بسبب األخطاء التي يرتكبكنيا أثناء تنفيذ ككالتيـ
أما المشرع الجزائرم فمـ يتعرض صراحة إلى مسؤكلية أعضاء مجمس إدارة الشركة
القابضة أك مجمس المديريف إال انو يمكف تطبيؽ ما تـ ذكره في شركة المساىمة حيث أف
األصؿ أف المسؤكلية المدنية تترتب عمى أعضاء مجمس اإلدارة بسبب الضرر الذم يصيب
المساىميف أك الغير نتيجة المخالفات التي يرتكبكنيا ،غير أف المشرع رتب إلى جانب
المسؤكلية المدنية مسؤكلية جزائية عمى أعضاء مجمس اإلدارة.
يسأؿ رئيس كأعضاء مجمس اإلدارة تجاه الشركة ،كتجاه الغير ككذلؾ تجاه
ك ىناؾ ثالثة حاالت لقياـ المسؤكلية المدنية تتمثؿ إما في مخالفة األحكاـ التشريعية أك
التنظيمية ،أك خرؽ القانكف األساسي ،أك نتيجة األخطاء التي يرتكبيا أعضاء مجمس
اإلدارة في إدارة شركة المساىمة ،فمتى تحققت أحد ىذه األسباب تقكـ المسؤكلية المدنية
،2ىذا ما أكده نص المادة 715مكرر 23مف القانكف ألعضاء مجمس اإلدارة
التجارم الجزائرم
ىاتو المسؤكلية التي ال تقكـ إال عف األفعاؿ التي ارتكبت أثناء العضكية بالمجمس،
أما إذ كقع الضرر بعد ترؾ العضكية ففي ىاتو الحالة ال تترتب أم مسؤكلية إال إذا كاف
الضرر راجع إلى أفعاؿ ارتكبت أثناء الكالية بالمجمس.
ك يجكز لكؿ مف لحقو ضرر بسبب قرار مجمس اإلدارة الخاطئ رفع دعكل المسؤكلية
ك تستطيع الشركة باعتبارىا شخصا قانكنيا ،مباشرة دعكل المسؤكلية المدنية في
مكاجية أعضاء مجمس اإلدارة عف التصرفات كالق اررات الضارة التي ارتكبكىا .كمف
المفركض أف تمارس ىذه الدعكل مف قبؿ الممثؿ الشرعي لمشركة كىك رئيس مجمس اإلدارة
أك المدير العاـ ،2طبقا لما أقرتو المادة 638مف القانكف التجارم الجزائرم لكف الشركة
ال تستطيع تحريؾ دعكل المسؤكلية إال إذا أثبتت الخطأ الذم ارتكبو أعضاء مجمس اإلدارة،
كالضرر الذم لحقيا مف جراء ىذا الخطأ كالعالقة السببية بينيما .كمف بيف األمثمة عف ىذه
األخطاء ،اإلىماؿ الجسيـ كالتياكف في إدارة الشركة ،كاإلساءة إلى سمعتيا المالية أك السمع
التي تنتجيا أك تفكيت كسب مؤكد لمشركة
أما الدعكل التي يرفعيا المساىـ فإذا كاف يجكز رفع دعكل المسؤكلية المدنية مف
الشركة كقاعدة عامة ،فإف القانكف التجارم الجزائرم يقرر أيضا ىذا الحؽ لممساىـ ،حيث
يجكز لممساىـ منفردا أك لعدة مساىميف أف يقيمكا الدعكل عمى أعضاء مجمس اإلدارة إذا
أىممت الشركة نفسيا رفعيا ،ألف الضرر الذم لحؽ الشركة مف التصرفات الخاطئة
لممسيريف قد انعكس بطريقة غير مباشرة عمى المساىميف .3كفي حالة نجاح الدعكل التي
يمارسيا المساىـ أك عدة مساىميف ،فإف التعكيض يعكد عمى كؿ المتضرريف بما فييـ
فايز نعيـ رضكاف ،الشركات التجارية ،الطبعة األكلى ،دار النيضة العربية،القاىرة ، 1994 ،ص508 2
269
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
.1كفي جميع األحكاؿ ،ال يجكز حرماف المساىـ أك المساىميف مف حقيـ في
مباشرة ىذه الدعكل ،سكاء بشرط في القانكف األساسي لمشركة أك بقرار مف الجمعية العامة.
الشركة2 كال يجكز حتى تعميؽ مباشرة ىذه الدعكل عمى إذف مسبؽ مف أجيزة إدارة
الفردية التي يرفعيا المساىـ فمف حقو أف يباشر دعكل أما ما يتعمؽ بالدعكل
المسؤكلية المدنية في مكاجية أعضاء مجمس اإلدارة ،إذا ثبت أف الضرر قد لحؽ بو
شخصيا ىذا ما أكدتو المادة 725مكرر 24مف القانكف التجارم الجزائرم ،نتيجة لتصرؼ
أك قرار خاطئ مف أعضاء المجمس ،كأنو يكجد عالقة سببية بيف خطأ أعضاء مجمس
اإلدارة كما لحقو مف ضرر.
ىذه الدعكل ىي دعكل فردية تتعمؽ بالضرر الشخصي الذم لحؽ المساىـ في ذمتو
الخاصة ،ألنو يختمؼ عف الضرر الذم يمس الذمة المالية لمشركة .كال يجكز بأم حاؿ مف
األحكاؿ حرماف المساىـ مف مباشرة ىذه الدعكل متى تكافرت شركطيا ،كال يمكف إيقافيا مف
طرؼ الجمعية العامة ،فيي حؽ مف حقكقو ال يمكف اإلنقاص منيا ،4طبقا لممادة 715
270
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كما يسأؿ أعضاء إدارة الشركة تجاه الغير ،أم اتجاه أشخاص غير مساىميف في
الشركة كىـ أساسا دائنكا الشركة ،كىذا ما قضت بو المادة 715مكرر 23مف القانكف
التجارم الجزائرم في فقرتيا األكلى ،فكمما سبب سكء التسيير ضر ار لمشركة كأدل إلى
اإلنقاص في مكجكداتيا التي تمثؿ الضماف العاـ لمدائنيف ، 1فإف الغير مف حقو أف يقيـ
دعكل ضد أعضاء مجمس اإلدارة الذيف تسببكا في حدكث تمؾ األضرار كمف أمثمة ذلؾ:
-تبديد األمكاؿ المسممة إلييـ مف الغير لحساب الشركة أك تقديـ ميزانية غير صحيحة
تخفي سكء حالة الشركة إلى أحد البنكؾ فيقدـ إلييا البنؾ ائتمانو كيصيبو الضرر.
كتسمى دعكل الغير بالدعكل الفردية ألف مف يباشرىا قد أصيب بضرر شخصي ،فيي
ىذا كتتقادـ دعكل المسؤكلية ضد القائميف باإلدارة فردية كانت أك مشتركة بمركر
ثالث سنكات مف كقت ارتكاب العمؿ الضار أك مف كقت العمـ بو إف كاف قد أخفي ،غير
أف الفعؿ المرتكب إذا كاف جناية ،فإف الدعكل في ىذه الحالة تتقادـ بمركر عشر سنكات 3
،طبقا لما نصت عميو المادة 715مكرر 26مف القانكف التجارم الجزائرم
أما ما يتعمؽ بنظاـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف فمقد كضع المشرع أحكاما
خاصة فيما يتعمؽ بمسؤكلية أعضاء مجمس المديريف كذلؾ بالنسبة لألخطاء التي قد
يرتكبكنيا أثناء تأدية مياميـ ،أك في حالة قياميـ بأعماؿ مخالفة لمقانكف .كىناؾ نكعيف مف
المسؤكلية التي يتحمميا أعضاء مجمس المديريف مسؤكلية مدنية كمسؤكلية جزائية
271
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
كما ييمنا في ىذه الحالة ىي المسؤكلية المدنية ألعضاء مجمس المديريف حيث تعد
المسؤكلية المدنية مف المحاكر األساسية لمقانكف المدني باعتبارىا العمكد الفقرم لكؿ
المعامالت المدنية ،خصكصا ك أنيا ترتكز عمى فكرة تعكيض الضرر الناجـ عف أم
تصرؼ يمحؽ ضر ار بالغير1ك تقكـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف المدنية مثؿ ما ىك
الحاؿ عميو بالنسبة ألعضاء مجمس اإلدارة ،فقد تككف مسؤكلية شخصية أك تضامنية حسب
األحكاؿ ،كفي حالة اإلفالس يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة
كيخضعكف لممكانع كسقكط الحؽ .2
ىذا ما قضت بو صراحة المادة 715مكرر 18مف القانكف التجارم الجزائرم عمى
ما يمي " :عندما تككف الشركة خاضعة ألحكاـ المكاد مف 644إلى 672أم عندما تككف
شركة المساىمة خاضعة في إدارتيا لمنظاـ الحديث ألحكاـ القسـ الفرعي الثاني المتضمف
المكاد مف 642إلى 673الذم أضيؼ بمكجب المرسكـ التشريعي رقـ 08/93فإف
أعضاء مجمس المديريف يخضعكف لنفس مسؤكلية القائميف باإلدارة كفي حالة اإلفالس أك
التسكية القضائية يمكف أف يتحمؿ أعضاء مجمس المديريف المسؤكلية عف ديكف الشركة
كيخضعكف لممكانع كسقكط الحؽ المنصكص عمييا في المكضكع".
كتتمثؿ شركط قياـ المسؤكلية المدنية ألعضاء مجمس المديريف باعتبارىـ مسيريف
لمشركة طبقا لنص المادة 100مف القانكف التجارم فيما يمي:
-تكفر صفة القائـ باإلدارة كقد تـ النص عمييا في المادة 715مكرر 18مف القانكف
التجارم الجزائرم
1المادة 124مف القانكف رقـ ، 58-75المؤرخ في 26سبتمبر ، 1975المتضمف القانكف المدني ،المعدؿ كالمتمـ
بالقانكف رقـ 10-05المؤرخ في 20جكاف ,2005الجريدة الرسمية عدد 44ص 23
نادية فضيؿ ،المرجع السابؽ ،ص 263 2
272
الباب الثاني :الطبيعة القانىنية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وتطبيقاتها
-كقكع خطأ في اإلدارة ،كىذا الخطأ في اإلدارة يقتصر عمى بعض المخالفات اإلدارية
التي ال تتعارض مع نصكص القانكف ،كنظاـ الشركة كأف يقصر المديريف في أداء المياـ
1 المككمة إلييـ
إال أف ما سبؽ ذكره مف شركط ال يكفي لقياـ مسؤكلية أعضاء مجمس المديريف ما لـ يكجد
معيا شرط آخر يتمثؿ في عجز مكجكدات الشركة لمكفاء بالديكف ،كىذا يعني أف ركف
الضرر يعد شرطا الزما لمحديث عف التعكيض ،ألنو ال تعكيض إال عف ضرر كاقع.
كبتكفر ىذه الشركط يحؽ لممتضرر سكاء كاف مف المساىميف أك الغير أك الشركة
رفع دعكل المسؤكلية عمى مجمس اإلدارة أك مجمس المديريف لمتعكيض عمى ما أصابو مف
طبقا لنفس اإلجراءات التي تـ التطرؽ إلييا في ما ، 2 ضرر نتيجة لخطأ القائميف باإلدارة
يتعمؽ بمجمس اإلدارة .كتجدر اإلشارة إلى أف النصكص المنظمة لييئة التسيير الحديثة
كالمتمثمة في مجمس المديريف لـ تتضمف أم نص قانكني يكجب عمى مجمس المديريف
ممكية أسيـ الضماف ،كالتي تخصص لضماف أعماؿ التسيير ،كمف ثمة كاف عمى المشرع
الجزائرم أف يشترط مثؿ ىذا الشرط في مجمس المديريف كما فعؿ مع مجمس اإلدارة
كمجمس المراقبة .3
274
الخاتمة
الخاتمة
تعريفيا وال من حيث تنظيميا .إال أن ىذه اليياكل أضحت واقعا اقتصاديا ال جدال ﻓيو،
ذلك أن ىذه الكيانات تشكمت نتيجة عمميات التركيز التي شيدتيا شركات األسيم مطمع
القرن الماضي بغرض إحكام سيطرتيا اقتصاديا وبغرض تذليل مختمف المخاطر التي
تصاحب عادة عمميات انجاز وتنفيذ مشاريعيا ،وكذا بغرض تجنب المناﻓسة إذا تعمق
األمر بإنتاج وتسويق منتوجات متماثمة .
ولقد أدى ذلك إلى القول بأن مجمعات الشركات ليا مفيوم اقتصادي أكثر منو
قانوني ،وىو ما يفسر عدم اىتمام مختمف ﻓروع القانون وأىميا التشريع التجاري بتنظيم ىذه
اليياكل الجديدة ،ولعل ُّد
مرد ذلك طبيعة المجمعات ذاتيا التي تتصف بالمرونة سواء من
حيث تشكيميا أو تسييرىا ،بما يتفق مع متطمبات عالم األعمال والحياة االقتصادية
ولعل الميزة الرئيسية التي تقدميا الدراسة المقارنة أنيا تعرض أنماطا شتى من
الحمول المتباينة لمشكمة البحث ومن ثم ﻓان البحث ﻓي موضوع مجمع الشركات والشركة
القابضة والشركات التابعة بصفة عامة وبيان مسؤولية كل واحدة منيم ت
اتجاه بقية الشركاء واتجاه الغير وتم التوصل إلى النتائج التالية :
إن الخاصية األساسية التي تميز مجمع الشركات تتمثل ﻓي تمتع كل الشركات المكونة
لممجمع بشخصية معنوية خاصة بيا من الناحية القانونية ،أما من الناحية الميدانية ﻓشركات
المجمع تشكل ﻓيما بينيا وحدة اقتصادية
من دراستنا لمنصوص القانونية لمتجميع ﻓي الدول األخرى وجدنا أنيا بينت عممية التجميع
من كل جوانبيا ،إذ عالجت ىذه العممية عبر كم ىائل من النصوص بمختمف مراحميا :
274
الخاتمة
أىداف الكيفية ،أساليب التجميع... ،وبالتالي ﻓيي لم تترك أي صغيرة وال كبيرة إال سطرتيا
إلتمام عممية التجميع ،أما ﻓي الجزائر ﻓتقنية التجميع ىي تقنية جديدة ،إذ التمسنا ضعف
ﻓي النصوص التشريعية ووجود سوى أمر واحد يحدد كيفيات إعداد الحسابات المجمعة وال
يعطي جميع مراحل التجميع بطريقة واضحة وشاممة ،وأمر آخر يسرد الحسابات التي
تستخدميا الشركات المجمعة.
مثل ىذه الشركات أو المشاركة ﻓي إدارة الشركات التي تمتمك ﻓييا أسيما أو حصصا من
دون مباشرة النشاط االقتصادي الصناعي أو التجاري بنفسيا
يتيح تممك الشركة القابضة حصصا ﻓي شركات محدودة المسؤولية ا واسيما ﻓي
شركات المساىمة ليا التحكم ﻓي تعيين أعضاء مجمس إدارة تمك الشركات واقالتيم بسبب
استئثار الشركة القابضة بأغمبية مؤثرة من األصوات ﻓي الجمعية العامة لمشركة التابعة لكن
ىذه السمطات والصالحيات التي تتمتع بيا الشركة القابضة ﻓي مواجية الشركة التابعة
تقابميا مسؤوليات تترتب عمى الشركة القابضة ﻓي حالة ارتكابيا أخطاء اإلدارة أو مخالفتيا
لمقانون أو مخالفتيا لعقد الشركة التابعة أو نظاميا األساسي أو ارتكابيا أعمال غش أو
275
الخاتمة
إضرارىا بمصمحة الشركة التابعة أو مساىمييا أو الغير ممن لو تعامل مع الشركة التابعة
مما يرتب مسؤوليتيا عنيا
27-96 لم يتناول المشرع التجاري الجزائري الشركة القابضة إال ﻓي األمر رقم
المؤرخ ﻓي 09ديسمبر 1996وبصفة موجزة وﻓي ظل غياب تنظيم قانوني محكم لمشركة
القابضة ﻓي التشريع الجزائري يمكن القول بان الواقع التشريعي الحالي يتمثل ﻓي إمكانية
قيام أية شركة كانت جزائرية أو أجنبية بتممك أغمبية أسيم رأسمال شركة أخرى سواء كانت
شركة مساىمة أو محدودة أو غيرىا بوصفيا وسيمة لمسيطرة عمييا من دون تحديد لعدد
الشركات التي تشارك ﻓي رأس ماليا
إن الشركة القابضة التي تمارس نشاطيا ﻓي الجزائر ليست ممزمة باإلﻓصاح عن
حقيقة كونيا شركة قابضة ﻓي عقودىا ومخاطباتيا ومراسالتيا واعالناتيا وذلك نظ ار لغياب
النص القانوني الذي يمزميا باإلﻓصاح عن غرضيا كشركة قابضة وىذا يفقد المتعاممين مع
الشركة عنصر اإلﻓصاح والشفاﻓية الذي يعد من أىم الضمانات القانونية لحمايتيم ﻓي
إن الشركة القابضة ﻓي الجزائر ليا الخيار ﻓي اتخاذ الشكل القانوني ألي من
الشركات التي أخذ بيا المشرع الجزائري السيما ﻓي ظل غياب تشريع يمزم الشركة القابضة
باتخاذ شكل قانوني محدد ليا من بين األشكال القانونية لمشركات
ال يمكن بأي حال من األحوال نفي الصفة العقدية عن عالقة أعضاء مجمس اإلدارة
بالشركة عمى الرغم من تدخل المشرع بنصوصو ﻓي المجمل والتفصيل من أحكام الشركات
وعمى الرغم من محاوالت بعض الفقو تغميب الصفة التنظيمية عمى الصفة العقدية ﻓي عقد
276
الخاتمة
الشركة لكن من المتعذر تكييف الميام التي يضطمع بيا أعضاء مجمس اإلدارة وقابميتيم
لمعزل إال ﻓي ضوء أحكام الوكالة
تم التوصل إلى بعض المقترحات التي من شأنيا أن تساىم ﻓي صياغة مواد قانونية
ﻓيما يتعمق بالشركة القابضة
المادة :1الشركة القابضة ىي شركة مساىمة تقوم بالسيطرة المالية واإلدارية عمى شركة أو
شركات أخرى تسمى بعد السيطرة بالشركات التابعة
المادة :2لمشركة القابضة السيطرة عمى الشركات األخرى بأي طريقة مشروعة قانونا وال
تخالف نص قانوني أو نظام داخمي لمشركات ينص عميو القانون
المادة :3يمكن لمشركة القابضة السيطرة عمى الشركات األخرى وﻓقا لما يمي:
أ -امتالك أكثر من نصف رأسمال الشركة عن طريق شراء األسيم وتسمى ىذه
الطريقة بالسيطرة المباشرة
ج -سيطرة الشركة القابضة عمى الشركة أو الشركات عن طريق االندماج وﻓق :
-اندماج شركة تابعة مع شركة أخرى ﻓيمكن عد الشركة الناتجة عن االندماج بأنيا
شركة تابعة لمشركة القابضة إذا ما ﻓرضت الشركة التابعة المندمجة سيطرتيا عمى
مجمس إدارة الشركة الناتجة عن االندماج
277
الخاتمة
-اندماج شركة بشركة أخرى عن طريق االندماج بالضم وكون الشركة الدامجة شركة
تابعة لمشركة القابضة بشرط أن يكون لمشركة الدامجة السيطرة عمى الشركة
المندمجة
المادة :4يجب عمى الشركة القابضة عند تأسيسيا أن تنص ﻓي جميع وثائقيا أنيا شركة
قابضة
عمى الشركة التابعة النص ﻓي جميع وثائقيا عمى أنيا شركة تابعة مع ذكر الشركة القابضة
المادة :5يكون من بين أغراض الشركة القابضة السيطرة عمى الشركات عمى أن ال تتجاوز
ىذه السيطرة المباشرة ثالث شركات وغير المباشرة خمس شركات
المادة :6ال يجوز لمشركة القابضة السيطرة عمى شركات ﻓي قطاع الطاقة والمراﻓق العامة
المادة :7الشركة التابعة ىي كل شركة تمتمك شركة أخرى نسبة %51من أسيميا وىذا
ﻓي حال السيطرة المباشرة ا وان تممك اقل من ىذه النسبة مع إمكانية تكوين مجمس إدارتيا
المادة :8تكون الشركة القابضة مسؤولة عن ديون الشركة التابعة ال بقدر مساىمتيا
ﻓحسب وانما تتعدى ىذه النسبة ﻓي حال عدم قدرة الشركة التابعة الوﻓاء
المادة :9يحظر عمى الشركة التابعة تممك أسيم أو حصص ﻓي الشركة القابضة ميما قمت
تمك النسبة
المادة :10يعاد تشكيل مجمس إدارة الشركة التابعة بعد سيطرة الشركة القابضة عمييا
278
الخاتمة
المادة :12يطبق عمى الشركة القابضة قانون الدولة التي توجد بيا ىاتو الشركة
المادة :13يجب عمى الشركة القابضة تنظيم قوائم موحدة لمحسابات إضاﻓة لمقوائم الخاصة
بالشركات التابعة يبين ﻓييا نشاطيا
المادة :14يحظر عمى الشركة القابضة السيطرة عمى الشركات التي تختمف عن نشاطيا
كميا
المادة :15أ -تنطبق أحكام شركات المساىمة عند تصفية الشركات القابضة
ب -ال يعد انقضاء الشركة القابضة سببا النقضاء شركاتيا التابعة ﻓي حال إمكانية الشركة
التابعة من مواصمة نشاطيا
ج -يجب إبالغ قرار التصفية لمشركة التابعة قبل ستة أشير من صدور ىذا القرار
د -عمى الشركة القابضة القيام بكل اإلجراءات التي من شأنيا ﻓصل نشاط الشركة التابعة
عنيا
ه -لممساىمين الذين يممكون نسبة كبيرة ﻓي الشركة التابعة االعتراض عمى قرار التصفية
وتقديم االعتراض إلى أي جية تكون مسؤولة عن الشركة
أ -قيام الشركة القابضة بتجاوز حدود السيطرة الممنوحة ليا وﻓق المادة 9و 14من
ىذا القانون
إضرار الشركة القابضة بالشركة التابعة ب -
ج -قيام الشركة القابضة بالتواطؤ مع الشركة التابعة عمى التيرب الضريبي
279
الخاتمة
د -إخفاء الشركة القابضة أي وثائق تخص نشاطيا ومن شأنيا اإلضرار بالشركات
المناﻓسة
المادة :17يجب تعيين مدير منتدب عن الشركة القابضة لإلشراف العام عمى نشاط
الشركات التابعة
280
قائمة المصادر و المراجع :
أوال :المصادر والمراجع بالمغة العربية
النصوص القانونية .I
- 1القانون 03-88المتعمق بصناديق المساىمة المؤرخ في 1988/01/12
- 2القانون 04-88المعدل والمتمم لألمر 59-75المتضمن القانون التجاري
- 3القانون 05-88المعدل والمتمم لمقانون رقم 17-48المتعمق بقوانين المالية المؤرخ في
1988/01/12
- 4القانون 06-88المعدل والمتمم لمقانون رقم 12-86المتعمق بنظام البنوك والقرض
المؤرخ في 1988/01/12
- 5القانون 01-88المتضمن القانون التوجييي لممؤسسات العمومية االقتصادية المؤرخ في
1988/01/12
- 6القانون 02-88المتعمق بالتخطيط المؤرخ في 1988/01/12
- 7قانون الشركات االنجميزي لسنة 1985الصادر في 11مارس 1985
- 8قانون اإلفالس اإلنجميزي لسنة 1986
- 9قانون الشركات الفرنسي لسنة 1985
- 10قانون الشركات السوري رقم 3لسنة 2008
- 11قانون الشركات االنجميزي لسنة 2006الصادر في 08نوفمبر 2006
- 12قانون شركات المساىمة وشركة التوصية باألسيم والشركة ذات المسؤولية المحدودة
المصري رقم 159لسنة 1981ومذكرتو اإليضاحية
- 13القانون رقم 89لسنة 1991المبناني المعدل لممرسوم االشتراعي لسنة 1983
- 14القانون المدني األردني رقم 43لسنة 1976
- 15قانون الشركات األردني رقم 22لسنة 1997
- 16القانون المدني المصري رقم 131لسنة 1948
280
- 17األمــر رقــم 59-75المــؤرخ في 20رمضــان عــام 1395الموافــق لـ 26سبتمبر
1975والــذي يتضــمن القانون التجاري المعدل والمتمم.
- 18األمر رقم 25-95المؤرخ في 30ربيع الثاني 1416ىـ الموافق لـ 25سبتمبر
1995والمتعمق بسير رؤوس األموال التجارية التابعة لمدولة.
- 19مرسوم 01-88المؤرخ في 1988/01/12والمتضمن القانون التوجييي لممؤسسات
العمومية االقتصادية.
- 20المرسوم االشتراعي رقم 45لسنة 1983نظام الشركات القابضة –ىولدنغ
- 21نظام الشركات األردني لسنة 2008
- 22اتفاقية STAND BYالموقعة بين الجزائر وصندوق النقد الدولي والمتعمقة بإعادة
جدولة الديون الخارجية
الكتب العامة .II
- 1أبو زيد رضوان ,شركات المساهمة ,طبعة , 1دار الفكر العربي القاىرة . 1983
- 2احمد محمود المساعدة ،العالقات القانونية لمشركة القابضة مع الشركات التابعة لها
(دراسة مقارنة) ،األكاديمية لمدراسات االجتماعية واإلنسانية ،قسم العموم االقتصادية
والقانونية،العدد،12جوان .2014
- 3أكرم ياممكي ,القانون التجاري –الشركات -دراسة مقارنة ,طبعة ,1دار الثقافة
,عمان .2008
- 4االتربي محمد صبحي ,مدخل إلى دراسة الشركات االحتكارية المتعددة الجنسية ,دار
الثورة لمصحافة والنشر ,بغداد .1977
- 5امجد محمد منصور ،النظرية العامة لاللتزامات ،مصادر االلتزام ،دار الثقافة لمنشر
والتوزيع ،عمان.2006 ،
- 6الطائي عادل احمد ,المسؤولية المدنية لمدولة عن أخطاء موظفيها ,دار الثقافة
لمنشر والتوزيع ,طبعة 1999
281
- 7العكيمي العزيز ،الوجيز في القانون التجاري ،د .ط ،الدار العممية لنشر والتوزيع ،األردن،
.2000
- 8العبيدي محمد يونس محمد ,مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة ,دراسة
مقارنة,دار الكتب القانونية دار شتات لمنشر و البرمجيات مصر ,اإلمارات 2016
,طبعة 1 - 9العكيمي عزيز ,الوجيز في شرح قانون التجارة الجديد,أحكام اإلفالس
,مطبعة دار السالم ,بغداد .1973
العنبكي حميد مجيد ,الشركات في القانون االنكميزي ,طبعة ,1مكتبة عدنان , - 10
بغداد ,2004
ا ،داروبي سميحة ،الشركات التجارية،د ،.دار النيضة العربية ،القاىرة .1993 - 11
المحاسنة محمد عبد الوىاب ,المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في - 12
شركة المساهمة العامة ,طبعة , 1دار جميس الزمان ,عمان 2010
المحيسن أسامة نائل ,الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ,طبعة ,1دار - 13
الثقافة ,عمان .2009
رأس المال االحتكاري ,طبعة , 1المطبعة بول أ باران و بول م سويزي , - 14
الثقافية ,مصر .1971
،دار التزامات المساهم في شركة المساهمة تركي خالد المولى بشرى، - 15
الحامد ،الطبعة األولى ،عمان2010.
طو مصطفى كمال ووائل بندق ،أصول القانون التجاري ،دار الفكر اإلسكندرية - 16
.2007
جاك يوسف حكيم ,الشركات التجارية ,طبعة ,1مطبعة جامعة دمشق , - 17
دمشق ,1992
جاسم فاروق إبراىيم ,الموجز في الشركات التجارية ,طبعة ,1المكتبة القانونية - 18
,بغداد 2007
282
حاطوم وجدي سممان ،دور المصمحة الجماعية في حماية الشركات التجارية - 19
،منشورات الحمبي الحقوقية،دون تاريخ نشر.
حسن محمد ىند ،النظام القانوني لمشركات متعددة الجنسيات ،مصر :دار - 20
الكتب القانونية.2009 ،
حسني المصري ,الجوانب القانونية الندماج شركات االستثمار في شركات - 21
مساهمة عادية ,الطبعة .1986 ,1
حسين عامر و عبد الرحمان عامر ,المسؤولية المدنية ,دار المعارف ,طبعة - 22
,2القاىرة .1979
أحمد محمد محرز ,الوجيز في الشركات التجارية ,طبعة ,1القاىرة 2003 - 23
النظام الجبائي الجزائري الحديث -جباية األشخاص خالصي رضا ، - 24
الطبيعية والمعنوية ،-الجزائر :الجزء األول ،دار ىومة.2005 ،
دريد محمود عمي ،الشركة المتعددة الجنسية آلية التكوين وأساليب النشاط ، - 25
لبنان :ط ، 1منشورات الحمبي الحقوقية.2009 ،
دويدار ىاني محمد ،نظرية احتكار المعرفة التكنولوجية بواسطة السري ـة ، - 26
دار الجماعـة الحديثة لمنشر ،اإلسكندرية،1996 ،
شريف محمد غانم ،اإلفالس الدولي لمجموعة الشركات المتعددة الجنسيات ، - 27
اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة لمنشر.2009 ،
صبري حمد خاطر ,فكرة المعيار في نظام المسؤولية العقدية ,طبعة ,1دار - 28
الشتات لمنشر والبرمجيات,مصر .2010
طو مصطفى كمال ،الشركات التجارية ،د.ط،دار الفكر الجامعي،اإلسكندرية، - 29
.2007
عبد الرزاق السنيوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء , 1مصادر - 30
االلتزام ,دار النيضة العربية القاىرة .1964
283
عبد الرزاق السنيوري ,الوسيط في شرح القانون المدني – المجمد األول – - 31
الجزء ,7العقود لواردة عمى العمل ,القاىرة ,طبعة ,1دار النيضة العربية.1964 ،
,ديوان عمي عمي سميمان ,مصادر االلتزام ,النظرية العامة لاللتزام - 32
المطبوعات الجامعية ,طبعة 1990
الشركات –شركة التضامن-شركة التوصية عبد الفضيل محمد احمد ، - 33
البسيطة –شركة المحاصة – شركة المساهمة-شركة التوصية باألسهم-الشركة
ذات المسؤولية المحدودة ،دار الفكر والقانون ،المنصورة 2011،
عماد محمد أمين السيد رمضان ,حماية المساهم في شركة المساهمة – - 34
دراسة مقارنة -طبعة ,1دار الكتب القانونية ,القاىرة 2008
غادة احمد عيسى ,االتفاقيات بين المساهمين في الشركات المساهمة ,طبعة - 35
,1المؤسسة الحديثة لمكتاب ,لبنان 2008
،منشورات فاروق إبراىيم جاسم ،حقوق المساهم في الشركة المساهمة - 36
الحمبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان .2008،
فايز نعيم رضوان ،الشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار النيضة العربية، - 37
القاىرة1994،
،ديوان المطبوعات فضيل نادية ،شركات األموال في القانون الجزائري - 38
الجامعية،الطبعة الثانية.
(شركات فوضيل نادية ،أحكام الشركة طبقا لمقانون التجاري الجزائري - 39
األشخاص) ،دار ىومة – طبعة
فوزي محمد سامي ,الشركات التجارية ,األحكام العامة والخاصة ,الطبعة , 1 - 40
مكتبة دار الثقافة لمنشر و التوزيع ,عمان .1999
ىشام عمي صادق ,دروس في قانون العمل ,طبعة , 1الدار الجامعية - 41
لمطباعة والنشر ,بيروت .1982
284
عبد المجيد الحكيم ,الموجز في شرح القانون المدني ,مصادر االلتزام ,طبعة - 42
,5الجزء ,1المكتبة القانونية ,بغداد .2007
لطيف جبر كوماني ,الشركات التجارية ,طبعة ,1مطبع الجامعة المستنصرية - 43
,بغداد .2006
مبروك حسين ،القانون التجاري الجزائري والنصوص التطبيقية واالجتهاد - 44
القضائي،الجزائر :دار ىومة لمنشر والتوزيع.2004 ،
الشركة القابضة وعالقتها بشركاتها التابعة في محمد حسين إسماعيل، - 45
مشروع قانون الشركات األردني والتشريع المقارن ،طبعة ,1عمان :شركة شقير
وعكاشة لمطباعة.1990 ،
محمد شوقي شاىين ,الشركات المشتركة طبيعتها وأحكامها في القانون - 46
المصري المقارن ,بدون دار نشر ,بدون تاريخ
محمد عبد الوىاب المحاسنة ,المسؤولية المدنية ألعضاء مجمس اإلدارة في - 47
شركات المساهمة العامة ,طبعة ,1دار جميس الزمان,عمان 2010
مصطفى كمال طو ,الشركات التجارية ,طبعة ,1دار الفكر الجامعي , - 48
اإلسكندرية .2008
معوض عبد التواب ،المستحدث في القضاء التجاري أحكام النقض التجاري - 49
في خمسة عشر سنة 1990-1975م ،القاىرة .1990
مزيحم ماجد ،شركة الهولدينغ في جوانبها القانونية واالقتصادية والمالية ، - 50
بيروت :الجزء الثاني.1992 ،
ناصيف الياس ,موسوعة الشركات التجارية ,الجزء الثالث ,الشركات القابضة - 51
الطبعة ، 5 (هولدينغ) والشركات المحصور نشاطها خارج لبنان (أوف شور)،
مكتبة الحمبي بيروت لبنان. 2008،
285
وحي فاروق لقمان ,سمطات ومسؤوليات المديرين في الشركات التجارية , - 52
دار الفكر العربي ,القاىرة,بدون سنة طبع
ياسر باسم ذنون السبعاوي ,أجياد ثامر نايف الديممي ,بحوث ودراسات في - 53
القانون الخاص ,طبعة , 1مكتبة الجيل العربي ,الموصل .2009
يحيى عبد الرحمان رضا ,الجوانب القانونية لمجموعة الشركات عبر الوطنية, - 54
طبعة ,1دار النيضة العربية ,القاىرة ,1994
الرسائل الجامعية .III
ممارسة الشركات دولية النشاط في مجال التكنولوجيا - 1الشحات أحمد يوسف عبده،
وتطور االقتصاديات ،رسالة دكتوراه ،مقدمة إلى جامعة طنطا،سنة 1990م
- 2حسن محمد ىند ،مدى مسؤولية الشركة األم عن ديون شركتها الوليدة في مجموعة
الشركات مع إشارة خاصة إلى الشركة المتعددة القوميات ،رسالة دكتوراه ،جامعة عين
شمس1997 ،
،رسالة دكتوراه ،جامعة باجي النظام الجبائي لمجمع الشركات - 3رابح بن زارع،
مختار،عنابة.2010/2009 ،
،رسالة المركز القانوني لمشركات متعددة الجنسيات - 4طمعت جياد لجي الحديدي،
دكتوراه ،كمية القانون،جامعة الموصل.2005 ،
- 5لينا حسن زكي ،الممارسات المقيدة لممنافسة والوسائل القانونية الالزمة لمواجهتها ،
رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة حموان ،القاىرة.2004 ،
- 6اوماطة أمال فلاير ،تقنية تجميع الحسابات ،حالة الشركة القابضة سونطراك ،مذكرة
ماجستير ،جامعة الجزائر.2002 ،2001 ،
- 7بن مبارك ماية ،مسؤولية المدير عن شركة المساهمة المفمسة ،مذكرة ماجستير،كمية
الحقوق،جامعة اإلخوة منتوري ،قسنطينة .2008
286
- 8بومعزة بارة نبيية ،المسؤولية المدنية والجزائية لمسيري شركة المساهمة ،مذكرة لنيل
شيادة ماجستير،كمية الحقوق ،باجي مختار . ،عنابة . 2001
,رسالة مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن - 9بركات حسينة ,
ماجستير في القانون الخاص ,فرع قانون األعمال ,كمية الحقوق جامعة اإلخوة منتوري
,قسنطينة .2010/2009
بودىان صالح ,النظام القانوني لرأسمال شركة المساهمة في القانون الجزائري - 10
,مذكرة ماجستير قانون الشركات ,كمية الحقوق والعموم السياسية جامعة قاصدي مرباح,
ورقمة 2015/2014 ,
خمفاوي عبدالباقي ،حق المساهم في رقابة شركة المساهمة ،رسالة مقدمة لنيل - 11
شيادة الماجستير في القانون الخاص ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة منتوري،
قسنطينة. 2008،
،مذكرة سالمي منير ،القوائم المالية المجمعة عمى ضوء المعايير الدولية - 12
ماجستير،جامعة باتنة.2010 ،2009 ،
سعدون ليندة ,النظام القانوني الندماج الشركات في القانون الجزائري ,مذكرة - 13
بن عكنون 2007 -2006 , الماجستير ,كمية الحقوق,
كنزة زيتوني ،دراسة تحميمية لجباية مجمع الشركات ،دراسة حاالت الواليات - 14
المتحدة ،فرنسا،الجزائر ،رسالة ماجستير،كمية العموم االقتصادية،جامعة الجزائر،
.2005/2004
مقدمي احمد ،النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات،دراسة مجمع صيدال، - 15
مذكرة ماجستير،جامعة الجزائر.2006 ،2005 ،
مزوار فتحي ,حماية المساهم في شركة المساهمة دراسة في القانون المقارن - 16
,رسالة ماجستير ,فرع القانون الخاص ,كمية الحقوق ,جامعة أبي بكر بمقايد ,تممسان
2012-2011
287
مقدمي أحمد ,النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات دراسة حالة مجمع - 17
صيدال ,رسالة ماجستير ,قسم العموم االقتصادية والتسيير ,جامعة الجزائر
2006/2005,
،مذكرة مزوار فتحي ،حماية المساهم في شركة المساهمة،دراسة مقارنة - 18
الماجستير في القانون الخاص،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد،
تممسان 2011.
الدوريات و المقاالت العممية .IV
- 1أحمد عبد العزيز وآخرون ,الشركات المتعددة الجنسيات وأثرها عمى الدول النامية ,
مجمة اإلدارة واالقتصاد,العدد .2010 ، 85
- 2االبراىيم مروان بدري ،الجنسيات من جهة والشركات التابعة لكل منها من جهة أخرى ،
مجمة المنارة،المجمد ،13العدد السابع،األردن.2007 ،
- 3أحمد زايد وعبد اهلل الخشروم ,المسؤولية المدنية لمتعامل المحظور باسهم الشركات
– مجمة المساهمة العامة –دراسة مقارنة بين القانون األردني والقانون البريطاني
المنارة ,مجمد 13عدد 9لسنة 2007تصدر عن جامعة عمان العربية لمدراسات
العميا
- 4بن زارع رابح ،شروط تطبيق النظام الجبائي الخاص بمجمع الشركات في التشريع
الجزائري ،مجمة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون ،العدد، 38كمية الحقوق والعموم
السياسية ،جامعة باجي مختار،عنابة.2014 ،
- 5ج.ريبير –ر.روبمو ميشال جرمان ,المطول في القانون التجاري الجزء األول –المجمد
مجد المؤسسة الثاني ,الشركات التجارية ,ترجمة منصور القاضي وسميم حداد ,
الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ,الطبعة األولى 2008,بيروت لبنان
- 6عيسى حسام ،الشركات المتعددة الجنسيات ،مجمة العموم القانونية واالقتصادية،
جامعة عين شمس،يوليو،السنة الثامنة عشرة.1976 ،
288
الشركات المتعددة القوميات دراسة في األوجه القانونية - 7حسام الدين عيسى،
،كمية مجمة العموم القانونية واالقتصادية واالقتصادية لممركز الرأسمالي المعاصر،
الحقوق ،جامعة عين الشمس ،مصر ،العدد .1976 ،18
مدى مسؤولية الشركة األم عن ديون شركتها الوليدة - 8شريف محمد غنام،
،العدد األول ،السنة السابعة المصرية،مجمة الحقوق التي تصدرىا جامعة الكويت
والعشرون ،مارس 2003م،
,مجمة العموم - 9عمي كاظم وآخرون ,طبيعة عالقة الشركة القابضة بالشركات التابعة
القانونية ,جامعة بغداد ,المجمد ,22العدد األول 2007
محمد سمير الشرقاوي ،المشروع متعدد القوميات والشركة القابضة كوسيمة - 10
لقيامه ،مجمة مصر المعاصرة،المجمد ،66العدد، 362مصر،1975 ،
مروان بدري االبراىيم ,طبيعة العالقة القانونية بين الشركة القابضة والشركة - 11
,مجمة المنارة , المتعددة الجنسيات من جهة والشركات التابعة لها من جهة أخرى
جامعة آل البيت ,المجمد ,13العدد2007,
محمد سمير الشرقاوي ,المشروع المتعدد القوميات والشركة القابضة كوسيمة - 12
لقيامه ,مجمة القانون واالقتصاد. 1976 ،
ىارون أوروان ،المسؤولية البيئية لمجمع الشركات ،مجمة الباحث لمدراسات - 13
األكاديمية ،العدد الرابع،كمية الحقوق والعموم السياسية،جامعة الحاج لخضر ،باتنة،
.2014
المواقع االلكترونية .V
- 1أسامة مساعدة،محمد بشايرة،مدى مسؤولية الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة
من موقعdictaconsulting.com/corprateveil :
289
2017 تقرير بورصة الجزائر الشيري لشير نوفمبر- 2
االطالع تاريخWWW.SGBV.DZ/AR/?PAGE=RAPPORT&RAP=2
2017/12/06
A. Ouvrages et thèses
290
6- Christine Collette, Gestion Fiscale Entreprise, (France :
France, 1999,
291
14- isabelle le gallais fatout. la définition juridique des groupes
promotion 1997,1999,
Paris, 1993,
2013,
B. Articles
293
1- Anne -juliekerhuel .La cession de contrôle en droit
294
6- Michel menjucq. La filialisation internationale par apport
797.2002.
précitée.
295
3- Note, Texier et Lamulle, RJF, 5/1994, N532 et CONCL Martin,
D. La jurisprudence
n314.
F.1977-N39.COMM.1362.
296
5- Arrêt du Conseil d'Etat, 05/02/1975, Req, N90788 et 91255,
DF, 1957, N13, comm 472, et 1976 N43 comm, 1502 CONCL.
297
رقم الفهرس
الصفحة
20 الفصل األول :ماهية مجمع الشركات والتقنيات القانونية لقيامه ....................
20 المبحث األول :مفاهيم عامة حول مجمع الشركات هيكمه وتصنيفاته....................
298
35 الفرع الثاني :االستقاللية في مجمع الشركات.............................................
83 الفصل الثاني :مكونات مجمع الشركات وطبيعة العالقة القانونية بينهم.............
106 المبحث الثاني :طبيعة العالقة القانونية بين الشركة األم والشركة التابعة................
299
116 الفرع الثاني:أىداف رقابة شركات المجمع................................................
132 الفرع األول :أسباب قيام مسؤولية الشركة األم عن ديون الشركة التابعة..................
135 الفرع الثاني :أساس مسؤولية الشركة األم عن ديون الشركات التابعة.....................
140 المبحث الثالث :طبيعة العالقة القانونية بين الشركة القابضة والشركة التابعة...........
140 المطمب األول :نشوء العالقة بين الشركة القابضة والشركة التابعة.........................
المطمب الثاني :األساليب القانونية المتبعة لسيطرة الشركة القابضة عمى الشركات التابعة
141 لها.....................................................................
142 الفرع األول :مسؤولية الشركة القابضة باعتبارىا مدي اًر لمشركة التابعة.....................
144 الفرع الثاني :مسؤولية الشركة القابضة باعتبارىا مساىماً كبي اًر في الشركة التابعة........
151 الفصل األول :الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة .
المبحث األول :مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية العقدية
151 (نظرية المسؤولية العقدية ).......................................................
152 المطمب األول :المركز القانوني لمشركة القابضة وفق النظرية العقدية...............
300
152 الفرع األول :الشركة القابضة ىي وكيل عن الشركة التابعة........................
المطمب الثاني :األحكام المنظمة إلدارة الشركة القابضة لمشركة التابعة وفق النظرية
156 العقدية...........................................................................
المطمب الثالث :أركان مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية
160 العقدية...........................................................................
المبحث الثاني :مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية التنظيمية
المطمب األول :المركز القانوني لمشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية
167 التنظيمية........................................................................
167 الفرع األول :المركز التنظيمي وانكار المركز العقدي لعضو مجمس اإلدارة.........
الفرع الثاني :المركز التنظيمي لمشركة القابضة تطبيقا لنظرية إنكار المركز العقدي لعضو
المطمب الثاني :الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق النظرية
التنظيمية................................................................
170
301
170 الفرع األول :مسؤولية الشركة القابضة عن عمميا الشخصي.......................
الفرع الثاني :مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة وفق أحكام مسؤولية المتبوع عن
192 الفرع الثاني :امتالك الشركة القابضة حصصا في شركة التضامن أو شركة التوصية
205 الفصل الثاني :تطبيقات و أحكام مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة...
208 المطمب األول :األساس القانوني لمسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة....
208 الفرع األول :المركز القانوني لمشركة القابضة بوصفيا مؤسسا لمشركة التابعة.............
الفرع الثاني :الطبيعة القانونية لمسؤولية الشركة القابضة عن بطالن تأسيس الشركة
210 التابعة.................................................................................
215 المطمب الثاني :أحكام مسؤولية الشركة القابضة عن بطالن الشركة التابعة...............
221 الفرع الثاني :عدم جواز احتجاج الشركاء بالبطالن في مواجية الغير حسن النية...........
302
المبحث الثاني :مسؤولية الشركة القابضة عن التعسف في إدارة الشركة التابعة222 ..........
225 المطمب األول :تعسف الشركة القابضة في تداول أسهم الشركة التابعة....................
228 الفرع األول :تعسف الشركة القابضة في استعمال حق التصويت في الشركة التابعة........
المطمب الثاني :تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي رأسمال من أرباح الشركة
246 التابعة.................................................................
248 الفرع الثاني :كيفية تعسف الشركة القابضة في تكوين احتياطي رأس مال لمشركة التابعة...
251 المطمب الثالث :حماية أقمية المساهمين في الشركة التابعة من تعسف الشركة القابضة....
الفرع األول :حق أقمية المساىمين في الشركة التابعة في رفع دعواىم الشخصية ضد
252 الشركةالقابضة............................................................
253 الفرع الثاني :حق أقمية المساىمين في رفع دعوى الشركة التابعة ضد الشركة القابضة.....
261 المطمب الثاني :تطبيقات مسؤولية الشركة القابضة عن إفالس الشركة التابعة.............
الفرع األول :مسؤولية الشركة القابضة عن عدم كفاية موجودات الشركة التابعة
303
261 المفمسة لوفاء ديونيا......................................................
الفرع الثاني :مسؤولية الشركة القابضة عن التصرف باسم شركتيا التابعة المؤدي
262 إلفالسيا..................................................................
265 الفرع الثالث :مسؤولية الشركة القابضة عن أخطائيا الجسيمة اتجاه الشركة التابعة........
266 المطمب الثالث :انتهاء دعوى مسؤولية الشركة القابضة عن الشركة التابعة...............
304