You are on page 1of 76

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫جامعة أحمد دراية ادرار‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫شعبة الحقوق تخصص قانون األعمال‬

‫الحصة غير النقدية في الشركة التجارية‬

‫تحت اشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬

‫بن الشريف سليمان‬ ‫‪ ‬زيادة حورية‬


‫‪ ‬لحرش حنان‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫رئيساً‬ ‫جامعة أحمد دراية ادرار‬ ‫د‪/‬بن عومر محمد الصالح‬


‫مشرفاً‬ ‫جامعة أحمد دراية ادرار‬ ‫د‪ /‬بن الشريف سليمان‬
‫مناقشاً‬ ‫جامعة أحمد دراية ادرار‬ ‫د‪/‬الصادق عبد القادر‬

‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬


‫‪7‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫شكر وتقدير‬
‫اللهم أنت ربي ال إله إال أنت خلقتني وأنا عبدك و أنا على عهدك‬
‫ووعدك ما استطعت أعوذ بك‬
‫من شر ما صنعت ‪،‬أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي‬
‫فأغفر لي فإنه ال يغفر الذنب إال أنت‪.‬‬
‫الحمد والشكر هلل عز وجل على نعمته التي أنعم علي ووفقني إلنجاز‬
‫هذا العمل نتقدم بالشكر الخاص لألستاذ المشرف "بن الشريف‬
‫سليمان" على نصائحه و توجيهاته القيمة حيث تفضل بقبول اإلشراف‬
‫على هذه المذكرة و ساهم في إضفاء النور عليها فجزاه هللا خير الجزاء‬
‫و نتوجه بالشكر لكافة أساتذة كلية الحقوق بجامعة أحمد دارية الذين لم‬
‫يبخلوا علينا بالتوجيهات و النصح‬
‫وعرفانا بالجميل نوجه شكرنا إلى كل من كان له الفضل و المساهمة‬
‫من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل‬
‫وفقنا هللا و إياكم إلى ما يحبه و يرضاه و رفعني و إياكم ألعلى‬
‫‪.‬‬ ‫درجات العلم إن شاء هللا‬

‫‪1‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫المقدمة‬

‫‪2‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫مقدمة‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫يرتكز اقتصاد أي بلد وتنميته على شبكة من المؤسسات من كل حجم وشكل‬


‫وهذه المؤسسات منظمة في شكل شركات تجارية أو مدنية وهي التي تنتﺞ ﺛروات‬
‫وتقوم بتوزيعها لفائدة أكبر عدد ممكن من المستهلكين والمستعملين‪.‬‬

‫وفكرة الشركة ليست وليدة العصر الحديث حيث عرفت حتى في الشرائع القديمة‬
‫‪،‬وبالخصوص القانون الروماني وازدادت الحاجة إلى الشركات التجارية أمام عجز‬
‫األفارد عن القيام بمشاريع اقتصادية بصفة فردية بسبب امكانياتهم المحدودة ‪،‬لهذا‬
‫السبب أصبحت الشركات التجارية بمختلف أنواعها تلعب دوار هاما في الحياة‬
‫االقتصادية للمجتمعات الحديﺛة إضافة إلى ذلك فهي أداة مﺛلى للنهوض االاقتصادي‬
‫لجميع الدول‪.‬‬

‫ونظ ار لعظمة الدور االقتصادي واالجتماعي الذي أصبحت تلعبه الشركات التجارية‬
‫في اقتصاديات الدول الحديثة جعل المشرع يوليها عناية خاصة فهناك من جعل لها‬
‫قانون خاصا مستقال عن القانون التجاري كما هو الشأن بالنسبة للمشرعين الفرنسي و‬
‫المغربي ‪،‬و لقد تأﺛر المشرع الجزائري عند تنظيمه لموضوع الشركات التجارية بقانون‬
‫الشركات الفرنسي الصادر سنة ‪ 1966‬المعدل والمتمم حيث أولها الحيز األكبر ضمن‬
‫نصوص القانون التجاري الصادر باألمر ‪ 59-75‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ولقد عرف المشرع الجزائري الشركة في المادة ‪ 416‬من القانون المدني على أنها‬
‫"الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريين أو أكﺛر على المساهمة‬
‫في نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي قد‬
‫ينتﺞ أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة ‪،‬كما يتحملون‬
‫الخسائر التي قد تنجر عن ذلك ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫مقدمة‬

‫إردتين‬
‫ويتضح من خالل هذه المادة أن عقد الشركة كباقي العقود يقوم على توفر ا‬
‫أو أكﺛر إلحداث أﺛر قانوني‪.‬‬

‫إضافة لذلك فإن عقد الشركة يشترط لقيامه توفر مجموعة من األركان أركان‬
‫موضوعية وأخرى شكلية ‪،‬وتتمﺛل األركان الموضوعية العامة في األهلية ‪،‬الرضا‬
‫‪،‬المحل والسبب ‪،‬أما بالنسبة لألركان الموضوعية الخاصة فتتمﺛل في تعدد الشركاء‬
‫شترك أي النية في التعاقد‬
‫‪،‬وتقديم الحصص ‪،‬و األرباح والخسائر ‪،‬إضافة إلى نية اال ا‬
‫لتحقيق أغراض الشركة‬

‫ويعتبر ركن تقديم الحصص أهم هذه األركان فبدونها ال تستطيع الشركة‬
‫النهوض بأعبائها وممارسة عملها ‪،‬ومجموع هذه الحصص تساهم في تكوين رأسمال‬
‫الشركة باعتباره ضروري لقيامها وتطوير نشاطها‪،‬كما تمﺛل أيضا ضمان عام لدائني‬
‫ظر لقابلية التنفيذ عليها من قبل الدائنين‪.‬‬
‫الشركة ‪،‬ن ا‬

‫ويشتمل تقديم الحصص في الشركات التجارية ﺛالﺛة أنواع أولها الحصة النقدية‬
‫وهي األكﺛر شيوعا ﺛم ظهرت فكرة الحصة العينية في شكل منقول أو عقار وقد تكون‬
‫عينية أو في شكل حصة عمل ‪.‬‬

‫ولكن بعد تطور الصناعة ظهرت أنواع جديدة من األموال وهي األموال المعنوية‬
‫المتمﺛلة في براءة االخت ارع ‪،‬عالمات تجارية ‪،‬رسوم ونماذج صناعية ‪،‬كل هذه األموال‬
‫تدخل في الحصة العينية‪.‬‬

‫تقديم حصة بالعمل في الشركات التجارية كانت محل الجدل و النقاش بين الفقهاء‬
‫و الباحثين و يعتبر المشرع الجزائري من المشرعين الذين اعترفوا بإمكانية تقديم حصة‬
‫بعمل في بعض الشركات التجارية ‪،‬و بمناسبة تعديل القانون التجاري بموجب األمر‬

‫‪4‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫مقدمة‬

‫‪ 20/15‬إذ أقرت المادة ‪ 567‬مكرر تقديم حصة عمل الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة بعدما كانت الحصص في هذه األخيرة تقتصر على الحصص العينية و‬
‫النقدية فقط‪.‬‬

‫و تبرز أهمية دراستنا في أنه مهما كان نوع الشركة لتجارية في تحتاج إلى رأس‬
‫مال الذي تستطيع من خالله أن تحقق أهدافها الي أنشأت من أجلها ‪،‬و برأس المال‬
‫تدور عجلة التنمية و يتحقق التوازن االقتصادي في المجتمع و من هنا تبرز أهمية‬
‫رأس المال في الشركات التجارية‪.‬‬

‫تعود أسباب اختيارنا لهذا الموضوع لدافعين أولهما شخصي يتمثل في ميولنا‬
‫للبحث في المواضيع الخاصة بالشركات التجارية كونها تمثل مستقبل الحياة‬
‫االقتصادية في الدول‪.‬‬

‫و بناء على ما تقدم و اعتمادا على المعطيات السالفة الذكر نطرح اإلشكالية‬
‫التالية ‪ :‬ما هو النظام القانوني للحصة غير النقدية في الشركة التجارية ؟‬

‫و من أجل دراسة هذه اإلشكالية اعتمدنا المنهﺞ التحليلي و الوصفي من خالل‬


‫إبراز أهم المفاهيم الخاصة بالحصة غير النقدية و التصرفات الواردة عليها باإلضافة‬
‫إلى دراسة و تحليل النصوص القانونية المختلفة من القانون المدني و القانون التجاري‬
‫و قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫و لإلجابة على اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم موضوعنا إلى فصلين يتضمن‬
‫الفصل األول ماهية الحصة غير النقدية و خصصنا الفصل الثاني لنظام القانوني‬
‫لحصة غير النقدية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫قائمة المختصرات‬

‫ج ‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج ‪ .‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫ص ‪.‬الصفحة‬

‫ق ‪ .‬إ‪ .‬م‪.‬إ قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫ق ‪ .‬ت‪ .‬ج ‪ .‬القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫ق ‪ .‬م‪ .‬ج ‪.‬القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الفصل األول ‪:‬ماهية‬


‫الحصة غير النقدية‬
‫المبحث األول ‪:‬مفهوم الحصة العينة في الشركة‬

‫المبحث الثاني ‪:‬مفهوم الحصة بالعمل في الشركة‬

‫‪7‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الفصل األول ‪:‬ماهية الحصة غير النقدية‬

‫ال يمكن لشركة أن تمارس أعمالها ما لم تكن تملك رأسمال يمكنها من تحقيق‬
‫الغرض الذي أنشأت من أجله فالشركة مشروع اقتصادي ال يتصور قيامه دون توفر‬
‫عنصرين أساسين و هما رأسمال و العمل و يتكون رأسمال الشركة التجارية من‬
‫الحصص التي يلتزم الشركاء بتقديمها للشركة و التي تبرر حقهم في اقتسام أرباح‬
‫الشركة و تحملهم للخسائر التي تمنى بها و ال تقتصر الحصص المقدمة على‬
‫الحصص النقدية فحسب بل من الممكن للشريك تقديم كل ما يمكن تقديمه بالمال إذ قد‬
‫تكون الحصص نقدية أو عينية أو حصص بالعمل غير أنه ينبغي أن تكون حصة من‬
‫الحصص المقدمة على األقل ماال إذ ال يتصور أن تكون جميع الحصص عمال ألنه‬
‫البد أن تكون في ذمة الشركة قيمة مالية معينة مثل الضمان العام لدائنيها‪.‬‬

‫و األصل أن تقدم الحصص على دفعة واحدة وقت تكوين الشركة ما لم يتفق‬
‫الشركاء أو يقضي القانون بخالف ذلك كما يشترط وفقا للقواعد العامة و تحت طائلة‬
‫البطالن عقد الشركة أن تكون الحصص المقدمة مشروعة غير مخالفة للنظام العام‬
‫واآلداب و حقيقية ال صورية و ال يشترط أن تكون حصص الشركاء متساوية القيمة‬
‫غير أن هناك قرينة بسيطة على تساوي قيمة الحصص ما لم يتضمن عقد الشركة‬
‫بيان مقدار حصة كل شريك أو ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫المبحث األول ‪:‬مفهوم الحصة العينية‬

‫تكتسي الحصة العينية أهمية بالغة في حياة الشركة فهي أساس قيامها و‬
‫استمرارها إلى جانب الحصة النقدية و تساهم بشكل فعال في ممارسة الشركة لنشاطها‬
‫االقتصادي و الحصة العينية تتمثل عادة في أموال مادية كالعقارات و المنقوالت أو‬
‫معنوية كبراءة االختراع ‪،‬ومن خالل هذا المبحث ستعرف على الحصة العينة و أنواعها‬
‫و كذا الشروط الواجب توافرها في الحصة العينية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف الحصة العينية و أنواعها‬

‫في هذا المطلب سنتطرق إلى تعريف الحصة العينية و تبيان أنواعها‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الحصة العينية‬

‫قد ال تتمثل حصة الشريك في الشركة في مجرد مبلغ نقدي و إنما تتخذ‬
‫شكال عيني فقد تكون عبارة عن عقار أو منقول يساهم به الشريك في رأسمال الشركة‬
‫و من أمثلة الحصة العينية التي تتخذ كل العقارات أن يقدم الشريك لشركة قطعة أرض‬
‫لزراعتها إذا كانت غرض الشركة االستغالل الزراعي أو إقامة مصانع أو مخازن و قد‬
‫يكون العقار عبارة عن مبنى تستخدم الشركة كمقر إلدارتها أو مخزن لمواردها األولية‬
‫أو معرض لتوزيع منتجاتها‪.1‬‬

‫ومن أمثلة الحصة العينية التي تتخذ شكل منقول يشارك به الشريك‬
‫كرأسمال قد يكون هذا المنقول إما منقوال ماديا أو منقوال معنوي ‪،‬المنقول المادي يتمثل‬

‫‪1‬‬
‫رويدة موسى عبد العزيز محمد ‪،‬التعهد بتقديم حصة العمل في الشركة التجارية دراسة فقهية‬
‫مقارنة ‪،‬كلية بريدة االهلية العربية السعودية ‪ ،‬السعودية ‪،‬دون سنة نشر‪،‬ص ‪294‬‬
‫‪9‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫في اآلالت و األدوات و المركبات اما المنقول المعنوي يتمثل في براءة االختراع و حق‬
‫االيجار و العالمات التجارية و الرسم و النماذج الصناعية ‪.....‬إلخ‪.‬‬

‫وهذا ما تبينه المادة ‪ 422‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه "إذا كانت الحصة الشريك حق‬
‫ملكية أو حق منفعة أو أي حق عيني آخر فإن أحكام البيع هي التي تسري فيما‬
‫يخص ضمان الحصة إذا هلكت أو استحقت أو ظهر فيها عيب أو نقص أما إذا كانت‬
‫الحصة مجرد انتفاع فإن أحكام االيجار هي تسري في ذلك "‪.1‬‬

‫و قد يقدم الشريك حصته ديونا له في ذمة الغير وقد فرض المشرع الجزائري‬
‫الضمان على تسديد هذه الديون ودخولها ذمة الشركة على عاتق الشريك حتى يستطيع‬
‫الشركة أن تباشر نشاطها‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن تعريف الحصة العينية على أنها كل مال غير النقود‬
‫و قد تكون عقا ار كأن تكون قطعة أرض يقدمها الشريك إلقامة مقر الشركة عليها و قد‬
‫تكون منقوال ماديا مثل المعدات و البضائع أو منقوال معنويا مثل العالمات التجاري و‬
‫براءات االختراع‪.‬‬

‫إن خصوصية الحصة العينية التي تميزها عما يقاربها من تصرفات هو الطابع‬
‫العيني الذي يميزها عن المساهمة بالعمل والمساهمة بالنقد أما طبيعة المقابل فيتمثل‬
‫في دفع قيمة الحصة بدال من دفع الثمن في البيع أو بدل االيجار‪.‬‬

‫تشبه الحصة في هذه الحالة البيع فيعد الشريك في مركز المشتري فالعالقة‬
‫بينهما تخضع ألحكام عقد البيع حيث تظل ملكية حصة الشريك لدى الشركة ‪،‬كما‬

‫المادة ‪، 422‬االمر ‪ 75.58:‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪، 1975‬المتضمن القانون المدني‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائري ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬عدد ‪، 78‬المعل و المتمم‬


‫‪10‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫يلتزم الشريك بضمان التعرض الصادر منه أو غيره و ضمان جميع ما يوجد في‬
‫الحصة من عيوب خفية‪.‬‬

‫تعتبر المساهمة العينية وسيلة إلعادة هيكلة المنشآت االقتصادية سواء كان‬
‫ذلك تحو التوسع عن طريق االنقسام أو نحو التركيز من خالل االندماج فكلتا‬
‫العمليتين تعتبران شكل ما مساهمة بالعين‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬أنواع الحصة العينية‬

‫تنقسم الحصة العينة إلى نوعين و المتمثلة في العقارات و المنقوالت المادية‬


‫و المعنوية وهذا ما سنشرحه في هذا الفرع‬

‫أوال ‪:‬العقارات ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 683‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه " كل شيء مستقر بحيزه و ﺛابت فيه و‬
‫ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار و كل ماعدا ذلك من شيء فهو منقول‪.‬‬

‫غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه رصد على خدمة هذا‬
‫‪1‬‬
‫العقار أو استغالل يعتبر عقا ار بالتخصيص"‬

‫و العقارات أنواع نلخصها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫العقارات بطبيعتها ‪ :‬حسب نص الماد ‪ 683‬ق‪.‬م‪.‬ج يكون كل شيء ﺛابت ي مكانه و‬


‫يشغل حي از معينا ال يتغير فيه فهو عقار بطبيعته‪.‬‬

‫المادة ‪، 683‬االمر ‪ 75-58:‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫وهي كل األشياء المادية التي تكون بالنظر إلى كيانها موقع ﺛابت غير‬
‫منتقل فتشمل بذلك األرض و ما يتصل بها على وجه االستقرار من مباني و نباتات و‬
‫أشجار‪.1‬‬

‫و يمكن القول أن العقارات بطبيعتها ي عقارات ذات المستقر الدائم‬


‫كاألراضي و األشجار المتأصلة في األرض لم تنفصل عنها إذا العقارات بطبيعتها‬
‫‪2‬‬
‫تشمل العناصر التالية ‪:‬‬

‫األراضي ‪:‬هي عقارات تشمل سطح األرض و باطنه فكل هذه األراضي و ما يتصل‬
‫بها و له صفة الستقرار كلها عقارات بطبيعتها سواء إذا كانت تلك العقارات مملوكة‬
‫للدولة ملكية خاصة أو عامة أو تكون مملوكة لألفراد‪.‬‬

‫المباني تشتمل كل بناء أو تشيد على ألرض مادام مثبت فيها يعتبر عقا ار بطبيعتها أيا‬
‫كانت طبيعته ‪.....‬في األرض و أيا كان مالكه ما دام التعامل فيه بنية اإلبقاء على‬
‫االستقرار‪.‬‬

‫األشجار و النباتات ‪:‬المستقرة بواسطة جذورها العميقة في األرض تأخذ حكم العقار‬
‫بطبيعتها أيا كان نوعها و قيمتها‪.3‬‬

‫العقارات بحسب موضوعها ‪ :‬عرفتها المادة ‪ 648‬ق‪.‬م‪.‬ج يعتبر ماال منقوال كل حق‬
‫عيني على عقار بما في دلك حق الملكية و كذلك كل دعوى تتعلق بحق حيني على‬

‫ديدان مولود‪،‬النشاط العقاري ‪،‬دار بلقيس ‪ ،‬الجزائر ‪، 200،‬ص ‪99‬‬ ‫‪1‬‬

‫يكن زهدي ‪،‬شرح مفصل لقانون الملكية العقارية و الحقوق العينة الغير منقولة ‪،‬دار النهضة‬ ‫‪2‬‬

‫العربية للطباعة و النشر ‪،‬بيروت لبنان ‪، 1974،‬ص‪25‬‬


‫‪3‬‬
‫يكن زهدي ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪25‬‬
‫‪12‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫عقار فالحقوق العينة األصلية هي التي ال تستند في وجودها على حقوق أخرى كحق‬
‫الملكية و حق االنتقاء حق االرتفاق حق االستعمال حق السكن‪.‬‬

‫بينما الحقوق العينية التبعية هي التي تستند في وجودها إلى حق شخصي‬


‫لضمان الوفاء بها كالرهن الرسمي و الرهن الحيازي و حق التخصيص و حقوق‬
‫االمتياز تعتبر عقا ار إذا كان موضوعها عقا ار غير أنها تعتبر منقوال إذا كان موضوعها‬
‫منقوال‪.1‬‬

‫العقارات بالتخصيص ‪ :‬حسب نص المادة ‪2 2/683‬ق‪.‬م‪.‬ج فإذا كان العقار بطبيعته‬


‫هو كل شيء ﺛابث في مكانه ال يمكن نقله دون تلف فإن العقار بالتخصيص من حيث‬
‫طبيعته المادية يمكن نقله من مكان إلى آخر و لكن القانون يعتبر تلك المنقوالت من‬
‫العقارات إذا رصدت لخدمة عقار أو استغالله و لكن لغاية ن و جود هذا النوع من‬
‫العقارات هو المحافظة على الوحدة االقتصادية التي نشأت بين العقار و المنقول‬
‫فتخصيص المنقول لخدمة العقار يترتب عليه حسن استقالل هذا العقار و المحافظة‬
‫على قيمته‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬المنقوالت‬

‫حسب الفقرة األولى من نص المادة ‪ 683‬ق‪.‬م‪.‬ج بأن الشيء الذي ال تتوفر فيه‬
‫شروط العقار يعد منقوال و المنقول أنواع‪:‬‬

‫المنقول بطبيعته ‪ :‬المشرع الجزائري لم يعرف المنقول بطريقة مباشرة وصريحة كما‬
‫عرف العقار بل اعتبر منقوال كل شيء ال يعد عقا ار وذلك بالنظر إلى التعريف الذي‬

‫‪1‬‬
‫يكن زهدي ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 2/683‬االمر رقم ‪ 75/58:‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬
‫‪13‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫أورده بشأن العقار و طالما أن المشرع عرف العقار على أنه كل شيء ﺛابت ال يمكن‬
‫تحويله من مكان إلى آخر دون تلف يكون بالمقابل تعريف المنقول على انه كل شيء‬
‫قابل لتحويل دون تلف‪.‬‬

‫ومن بين أهم المنقوالت نجد السفن و الطائرات فيها و إن كانت منقوالت‬
‫تتحرك من مكان إلى آخر دون تلف إال إنها أضخم و أعى قيمة من كثير من‬
‫العقارات و المهم فيها أنه يمكن تعين مكان ﺛابت ال يتغير يقيد فيه السفينة أو الطائرة‬
‫‪1‬‬
‫كما تقيد التصرفات الواردة على أي منها‬

‫المنقول بحسب المال ‪ :‬يوجد إلى جانب المنقول بطبيعته المنقول بحسب المآل غير‬
‫أن المشرع لم يتعرض لهذا النوع الثاني من المنقوالت في النصوص القانونية المتعلقة‬
‫بتقسيم األشياء بل الفقه هو الذي استخلص مفهوم المنقول بالمآل استنادا إلى بعض‬
‫األحكام الخاصة منها على سبيل المثال المادة ‪ 654‬ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬ج التي مفادها انه "يجوز‬
‫لمؤجر األراضي الزراعية و الحقول أو البساتين أن يحجز تخفيضا على المزروعات و‬
‫الثمار الموجودة في تلك االراضي وفاء ألجرة المستحقة عن انجازها‪ 2‬ويتبن من مكان‬
‫النص أن المشرع اعتبر المزروعات و الثمار من المنقوالت علما أنها متصلة باألرض‬
‫و تقضي بدورها المادة ‪ 692‬ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬ج من الفقرة ‪ 1‬و ‪" 4‬يجوز الحجز على الثمار‬
‫المتصلة و المزروعات القائمة قبل نضجها‪ ....‬كما يجوز بيع الثمار أو المزروعات‬
‫وهي قائمة في أرضها إذا كان ذلك يحقق نفعا أوفر لإلجراء المنصوص عليه في الفقرة‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد حق الملكية ‪،‬الجزء ‪8‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة ‪، 3‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪، 2009،‬ص ‪67‬‬


‫قانون ‪ 08-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪، 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪،‬ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ر‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬العدد ‪21‬‬


‫‪14‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫أعاله"‪ 1‬يظهر من هذا النص الموجود ضمن الفصل الرابع في الحجز التنفيذي على‬
‫المنقول على أن المشرع يصنف الثمار المتصلة أي تلك التي ال تزال عالقة باألشجار‬
‫فلم تقطف بعد و المزروعات القائمة أي تلك التي ال تزال مغروسة باألرض و لم يتم‬
‫جنيها ضمن المنقوالت و ومرد تكيف الثمار المتصلة و المزروعات القائمة على أنها‬
‫منقوالت من حيث أنها عقارات بطبيعتها و هو مآلها الطبيعي و بعبارة أخرى تعتبر‬
‫هذه الثمار و المزروعات منقوال بالنظر إلى مصيرها إال وهو جنيها فتنفصل نهائيا عن‬
‫األشجار أو األرض و سميت منقوال بالمآل‪.2‬‬

‫فقد يعامل القانون العقار بطبيعته في بعض االحيان معاملة المنقول إذا من‬
‫المتوقع أن يصير العقار منقوال و لذا يسمى العقار في هذه الحالة منقوال بحسب المآل‬
‫فالمشرع يفترض أن الشيء المنقول مع أنه عقار بطبيعته لكي يتوصل أل تطبيق‬
‫أحكام المنقول بالنسبة له و بالتالي يخفف من قيود التصرف في العقار مثل ذلك‬
‫المباني المبيعة أنقاضا فالمباني عقارات بطبيعتها و مع ذلك بيعت بقد هدمها فإن البيع‬
‫يعتبر اردا على منقول بحسب اآلل و تسري عليه أحكام بيع المنقول و حتى يستطيع‬
‫الشريك تقديم المنقول بحسب المآل كحة في الشركة يجب توفر شرطين حيث يجب أن‬
‫يكون التعامل في العقار في الوقت الذي الزال على حالته األصلية أي قبل أن يصبح‬
‫منقوال ما يشترط أن يكون مصير هذا الشيء المتحقق في نظر المتعاقدين هو تحوله‬
‫إلى منقول في وقت قريب وال يكفي أن يكون هناك مجرد احتمال التحول إلى منقول بل‬
‫يجب أن يكون هذا التحول وشيك الوقوع‪.‬‬

‫المادة ‪ 1/692‬و ‪ 4‬القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون االجراءات المدنية و االدارية‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫علي الفياللي ‪،‬نظرية الحق ‪،‬موفم للنشر ‪،‬الجزائر ‪، 2001،‬ص ‪361-360‬‬
‫‪15‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫المنقوالت المعنوية ‪ :‬قد تكون حصة الشريك في الشركة منقوال معنويا كدين للشريك‬
‫قبل الغير أو أوراق تجارية أو براءة االختراع أو عالمة تجارية أو محل تجاري أو رسوم‬
‫أو نماذج صناعية أو حقوق الملكية الصناعية االدبية أو الفنية أو اسم تجاري ‪،‬وتدخل‬
‫في نطاق المنقوالت المعنوية الدين الذي ال يكون إال للغير حيي يجوز للشريك أن‬
‫يساهم بحصة تمثل دين في ذمة الغير غير أن هذه الحالة الشريك ال يضمن وفاء‬
‫المدين عند تاريخ االستحقاق و بالتالي فيكون الشريك في هذا النوع من الحصص‬
‫مسؤال عن تعويض الضرر الذي لحق الشركة في حالة عدم وفاء المدين بالدين عند‬
‫حلول أجل االستحقاق‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬شروط الحصة العينية‬

‫ال يمكن أن تساهم الحصة العينية في تكوين ضمان يمكن االعتماد عليه من‬
‫قبل الغير إال إذا كانت موجودة و قابلة للتقييم النقدي و خالية من أي أعباء قد تنقص‬
‫من قيمتها و أن تكون ملك لشريك و ال تكون مخالفة للنظام العام‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬أن تكون العين المساهم فيها موجودة‬

‫يجب أن تكون المساهمة العينية للشريك موجودة و لم تتعرض للهالك و لم‬


‫يتم التصرف فيها ألنه في هذه الحالة يكون مصير الشركة التجارية هو االبطال لكون‬
‫الحصة العينية تمثل جزء من رأس المال كما ال يجب أن تكون التقييم على سبيل‬

‫بلعيساوي محمد الطاهر الشركات التجارية و شركات االشخاص ‪،‬الجزء األول ‪،‬دار العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪، 2014،‬ص ‪29‬‬


‫‪16‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الحتيال كأن تكون المساهمة بغرض تهريب األموال من دائني الشريك الذين يبقى‬
‫بإمكانهم الرجوع على دائنيهم و مطالبته بإخراج الحصة من رأس مال الشركة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬أن التكون العين المساهم بها ذات قيمة‬

‫يشترط في المساهمة أن تكون جدية ذات قيمة نقدية حقيقية تؤدي إلى إﺛراء‬
‫الذمة المالية للشركة لكونها تدخل في الضمان العام للدائنين فلو انتفت القيمة المادية‬
‫للمال المساهم به فأنه ال يمكن للشركة االستفادة منه كما هو الشأن إذا ما كانت‬
‫المساهمة عبارة عن براءة اختراع ملغاة أو غير مسجلة من األساس والتي ال يمكن‬
‫تقييمها الفتقارها للحماية القانونية ‪.2‬‬

‫إن اإلشكال المطروح بالنسبة للحصة العينية التي يساهم بها الشريك هو‬
‫امكانية التقدير نقدا بحيث يستوجب تقيمها بصفة دقيقة و محدودة و ذلك بهدف حماية‬
‫مصالح الشركاء من جهة و مصالح الغير من جهة أخرى‪.‬‬

‫وتكمن أهمية هذا الشرط في أن قيمة الحصة العينية سوف تسمح بتحديد‬
‫حقوق الشريك المساهم في الشركة سواء من حيث نسبة أرباحه و كذا الخسائر التي‬
‫يتحملها‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫محمدي سماح ‪،‬المساهمات العينية في الشركات التجارية ‪ ،‬مجلة الباحث لدراسات االكاديمية‬
‫‪،‬جامعة باتنة ‪،‬الجزائر ‪، 2017،‬ص‪275‬‬
‫‪2‬‬
‫محمدي سماح ‪،‬نفس المرجع ص ‪275‬‬
‫بلعيساوي ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪29‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الفرع الثالث ‪:‬خلو العين من األعباء‬

‫إضـافة إلى قيمتها المادية يشــترط في العين التي تقدم كمسـاهمة في الشــركة‬
‫التجارية أن تكون خالية من األعباء التي قد تنقص من قيمتها كالمساهمة بمال مثقل‬
‫بالديون أو بمال مرهون ‪،‬ففي هذه الحالة يؤخذ هذا الرهن بعين االعتبار لدى تقييم‬
‫الحصـة العينية ألن من شـأنه االنتقاص من قيمتها فإذا كانت قيمة الدين أكبر من‬
‫قيمة العين تكون المســاهمة في هذه الحالة وهمية ويمكن إبطالها متى تأكد القاضــي‬
‫من ذلك ‪ ،‬أما إذا كانت قيمة العين أكبر من قيمة الدين فإن مقدار المساهمة يكون في‬
‫حدود الفارق بين القيمتين ‪،‬ألن تحصـيل الدين فيما بعد ال يؤﺛر في هذه الحالة على‬
‫‪1‬‬
‫المركز المالي للشركة‪.‬‬

‫ويشترط في الحصة العينية أن ال تكون مخالفة للنظام العام بالمفهوم الواسع و‬


‫هو مخالفة أحكام الشريعة االسالمية و النظام القانوني أي ال يكون من المال الحرام‬
‫مثل مال المتاجرة بالمخدرات و أن ال يكون من متحصالت جريمة غسيل األموال‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم الحصة بالعمل في الشركة‬

‫منح المشرع الجزائري المساهم امكانية تقديم حصة بالعمل عوض المساهمة‬
‫بالحصص النقدية او العينية ‪،‬و الذي مفادها تقديم عمل معين لحساب الشركة و الذي‬
‫يعود عليها بالفائدة ‪،‬ويمكن ان يتحقق هذا عمل في شركة االشخاص مثل شركة‬
‫التضامن لكونها تقوم على االعتبار الشخصي ‪،‬فال يهم نوع الحصة المقدمة في‬

‫محمدي سماح ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪276‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الشركة سواء اكانت الحصة عينية أو النقدية ‪،‬ألن العبرة بتواجد عدد الشركاء‬
‫‪.1‬‬ ‫‪،‬وباإلضافة الى مسؤوليتهم الشخصية والتضامنية‬

‫إال أن هذا القبول في شركة األشخاص ليس مطلقا بل مشروط بأن ال يكون‬
‫مقدم هذه الحصة شريك موصى ‪،‬و الذي يمكن أن تكون حصته نقدية او عينية وال‬
‫يجوز ان تكون حصته عمل وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 563‬مكرر‪" :‬يسري الشركاء‬
‫المتضامنين ‪ ...‬يلتزم الشركاء الموصون بديون الشركة فقط في حدود قيمة حصصهم‬
‫التي ال يمكن تكون على شكل تقديم عمل"‪.2‬‬

‫وهدا المنع ينصب في اعمال اإلدارة الخارجية ‪،‬إال انه يجوز لشريك ان يقوم‬
‫بأعمال اإلدارة الداخلية كاإلشراف الفني على المصانع مثال ‪،‬وبهذا يمكنه أن يساهم‬
‫بتقديم عمل كحصة في الشركة بشرط ان يكون عملة من أعمال اإلدارة الداخلية ‪.‬‬

‫اما فيما يخص الشركة األموال كشركة المساهمة فهي مستبعد تماما لكونها ان‬
‫رأسمالها هو الضمان الوحيد لدائينيها ‪،‬إضافة إلى مسؤولية الشركاء فيها محدود بقدر‬
‫حصصهم والتي ال يمكن تكون إال حصة نقدية والعينية ‪،‬إال أن المشرع الجزائري بعد‬
‫تعديل قانون التجاري بالقانون ‪ 20/15‬خرج عن هدا المنع وجاز امكانية تقديم الحصة‬
‫بالعمل في الشركة ذات المسؤولية المحدودة بعدما كانت تقتصر عل الحصة العينة‬
‫والنقدية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 567‬مكرر ‪ ": 1‬يمكن ان تكون المساهمة في‬

‫‪ 1‬فتيحة شاكر ‪،‬التأطير القانوني لمساهمة الشريك بحصة بالعمل في الشركات التجارية ‪،‬مجلة‬
‫المتوسطية للقانون و االقتصاد ‪،‬العدد ‪، 02‬جامعة ابي بكر بلقايد‪،‬تلمسان ‪،‬الجزائر ‪، 2020،‬ص‬
‫‪117‬‬
‫‪ 2‬االمر ‪ 59/75:‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪،1975‬المتضمن القانون التجاري الجزائري ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫‪،‬عدد ‪، 101‬المعل و المتمم‬

‫‪19‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة تقديم عمل تحدد كيفيات تقدير قيمته وما يخوله من‬
‫‪1‬‬
‫ارباح ضمن القانون االساسي للشركة وال يدخل في رأسمال الشركة"‬

‫المطلب األول تعريف الحصة بالعمل وخصائصها‬

‫سنتطرق في هدا المطلب الى تعريف الحصة بالعمل وفيما تتمثل إضافة الى‬
‫اهم الخصائص التي تميزها ‪،‬و نمن تم تميز الحصة بالعمل عما يختلط به من‬
‫مصطلحات متشابهة ‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬تعريف الحصة بالعمل‬

‫حصة العمل هي تلك الحصة التي يقدمها الشخص الطبيعي أو المعنوي غلى‬
‫جانب الحصص العيية و النقدية المقررة في المادة ‪ 419‬من ق‪.‬م‪ .‬ج التي تنص على‬
‫" الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في‬
‫نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي ينتﺞ أو‬
‫بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة ‪،‬كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن‬
‫ذلك "‬

‫إنه و بالرغم من إقرار المشرع الجزائري للحصة بالعم إال إننا ال نجد تعريفا لها‬
‫سواء في لقانون المدني أو القانون التجاري فهي تعتبر عنص ار ذو أهمية كبيرة للشركات‬
‫كونه يتمثل في المعارف التقنية و المهنية ‪،‬لنشاط ‪،‬التحكم في الخبرة ‪...‬إلخ‬

‫يجوز أن يقدم الشريك حصة من العمل بمعنى أن الشريك في هذه الحالة ال يقدم‬
‫مبلغا ماليا أو حصة عينية و إنما يقوم بعمل معين لحساب الشركة تنتفع به و يعود‬

‫القانون ‪ 20/15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪، 2015‬يعدل ويتمم األمر ‪ 59/75‬المؤرخ في ‪26‬‬ ‫‪1‬‬

‫سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬العدد ‪71‬‬


‫‪20‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫عليها بالفائدة وغالبا ما يكون الشريك في هذه الحالة ممن يتمتع بخبرة معينة مثل‬
‫المهندس و المدير الفنين أو المتخصص في اإلدارة أو في عمليات االستيراد‬
‫والتصدير‪.‬‬

‫يقع على عاتق الشريك بحصة بعمل أن يقوم بالخدمات التي تعهد بها و أن‬
‫يكرس لشركة كل نشاط طبقا للمادة ‪ 1/423‬ق‪.‬م‪.‬ج يمتنع عليه ممارسة في العمل‬
‫لحسابه الخاص أو للغير و لذلك يشترط القانون أن يقدم هذا الشريك حسابا لشركة عما‬
‫يكون قد كسبه من وقت قيام الشركة في مزاولته العمل الذي قدمه كحصة لها ‪.‬‬

‫ويقصد بالعمل كحصة في الشركة ‪،‬ذلك المجهود االرادي الذي يستطيع ان يقوم‬
‫به الشريك ويمكن ان تنتفع به الشركة في ممارسة نشاطها مثل العمل الفني كالخبرة‬
‫التجارية في اساليب البيع والشراء او خبرة فنية في مجال االدارة وتخطيط المشروعات‬
‫الهندسية كتلك التي تساهم في تصميم وصيانة المنشآت الصناعية‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الحصة بالعمل‬

‫تتمثل خصائص الحصة بالعمل في كونها ال تدخل في رأسمال الشركة‬


‫باعتباره ال ضمان الوحيد لدائنها و هذا بسبب طبيعتها التي تتمثل في أدائها المستقبلي‬
‫فال تكون حالة األداء فضال عن التتبع في أدائها ‪،‬لذلك يتعذر تقويمها هي غير قابلة‬
‫للحجز عليها ‪،‬أي ال يمكن التنفيذ عليها من قبل الدائنين و لهذا حظر المشرع تقديمها‬
‫في شركة األموال‪.‬‬

‫أحمد محمد محرز ‪،‬الوسيط في الشركات التجارية ‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬بدون دار نشر ‪،‬مصر‬ ‫‪1‬‬

‫‪، 2004،‬ص ‪128‬‬


‫‪21‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫وعلى ذ لك ال يصلح كأصل عام جميع حصص الشركاء عبارة عن عمل‬


‫االفتقار هذا االخير الذمة المالية التي تكون قابلة للتنفيذ الجبري ‪،‬إال ان المشرع اجاز‬
‫امكانية القيام بها في الشركة المحاصة ‪،‬والتي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وبالتالي‬
‫ليس لها ذمة مالية‪ 1‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 1/795‬مكرر ‪ 2‬من قانون التجاري‬
‫على انه ‪ ":‬ال تكون شركة المحاصة اال في العالقات الموجودة بين الشركاء وال تكشف‬
‫للغير ‪ ،‬فهي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال تخضع لإلشهار ‪،‬ويمكن اﺛباتها بكل‬
‫‪2‬‬
‫الوسائل ‪".‬‬

‫كما انها غير قابلة لتداول بخالف حصص رأسمال القابلة لتداول ‪،‬باإلضافة الى‬
‫الخاصية المتتابع ‪،‬يحول دون تقديمها في كافة الشركات التي تتطلب السداد الفوري‬
‫وكامل للحصص الشركاء ‪،‬لذلك ان الشريك بحصة بالعمل ال يستطيع أن يوفر للشركة‬
‫بمجرد تقديم حصته كافة الخدمات الموجودة في هذه الحصة دفعة واحدة‪. 3‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تمييز الحصة بالعمل عما سواها‬

‫تتميز الحصة بالعمل عن بعض النظم القانونية التي تشبهها أو تختلط بها‬
‫فالحصة بعمل تدخل ضمن الضوابط القانونية الخاصة بالحصة حيث نشير في هذا‬
‫‪ opport en industrie‬المتداولة‬ ‫المقام إلى أن هناك فرق بين تقديم حصة وعبارة‬
‫في القانون التجاري الفرنسي فعبارة تقديم حصة تعني عملية تقديم الحصة كتصرف‬
‫‪opport en‬‬ ‫قانوني فقط أما الحصة فيقصد بها المال محل الحصة أو عبارة‬

‫‪1‬‬
‫بن عومر محمد الصالح ‪،‬المركز القانوني لشريك بحصة بالعمل في شركة التضامن في التشريع‬
‫الجزائري ‪،‬مجلة العلوم القانونية و االجتماعية ‪،‬جامعة زيان عاشور ‪،‬الجلفة ‪،‬الجزائر نعدد ‪11‬‬
‫‪، 2018،‬ص ‪446‬‬
‫المادة ‪ 1/795‬مكرر ‪ 2‬من األمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫احمد محمد محرز ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪127‬‬
‫‪22‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫‪ societe‬فهي لها معنيين مختلفين فيقصد بها أوال تقديم الحصة كتصرف قانوني و‬
‫قصد بها ﺛانيا المال موضوع الحصة المقدمة‪.‬‬

‫البند االول ‪ :‬تمييز الحصة بالعمل وعمل االجير‬

‫بالرغم من وجود تشابه بينهما من حيث موضوع االلتزام و المتمثل في تقديم‬


‫عمل ‪،‬إال أنه يوجد اختالف من حيث طبيعة العمل ذاته ‪،‬فالعمل الذي يجب تقديمه‬
‫في الحصة يجب أن يكون ذا أهمية و فائدة في نجاح مشروع الشركة عكس عمل‬
‫األجير الذي يكون عمال يدويا‪.‬‬

‫من حيث طبيعة المقابل فصاحب الحصة بالعمل يكون القابل جزء من الربح‬
‫الذي تحققه الشركة ‪،‬فإذا لم تحقق ربح سقط مقابل العمل في حين األجير له مقابل‬
‫‪1‬‬
‫ﺛابت يستحقه متى أدى االلتزام المطلوب منه بغض النظر عن الوضع المالي لشركة‪.‬‬

‫من حيث العالقة الي تربطهما بالشركة ‪،‬فعالقة االجير بالشركة هي عالقة تبعية‬
‫اي يكون تحت توجيهات ورقابة و اإلشراف من هيئة المستخدمة ‪،‬في حين صاحب‬
‫الحصة بالعمل تختفي هذه التبعية من حيث العالقة التي تسوده بين الشركاء اتجاه‬
‫الشركة ويحل محلها المساواة في الحقوق والوجبات وهذا ما يعبر عنه بنية المشاركة‬
‫‪،‬إال أن األمر ال يخلو من اإلشراف او الرقابة عن باقي الشركاء ‪،‬ولكن يدخل ضمن‬

‫‪1‬‬
‫حميطوش حفيظة – مسعودان احالم ‪،‬حصة بالعمل في الشركات التجارية ‪،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة الماستر ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ‪،‬بجاية ‪،‬الجزائر ‪2019،‬‬
‫‪،‬ص ‪18‬‬
‫‪23‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫اإلشراف العام والمراقبة على سير أمور الشركة التجارية فإذا كان هناك إهمال أو‬
‫تقصير من صاحب الحصة بالعمل تقوم مسؤوليته ويلتزم بتعويض الشركة‪.1‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬تمييز الحصة بالعمل عن حصص باألخرى‬

‫أوال ‪:‬تمييز الحصة بالعمل عن حصص تأسيس ‪:‬‬

‫تعرف حصة تأسيس على أنها عبارة عن سندات قابلة لتداول تصدرها شركة‬
‫المساهمة بغير قيمة اسمية ‪،‬وتمنح أصحابها نصيبا من ارباح الشركة مقابل ما قدموه‬
‫من خدمات أﺛناء تأسيس الشركة‪.2‬‬

‫وتتميز هذه الحصص في كونها ال تدخل في تكوين رأسمال الشركة عند حلها ‪،‬ال‬
‫يتسلم أصحاب هذه الحصص نصيب من موجودات الشركة بعد التصفية ‪،‬ألنهم في‬
‫األصل لم يساهموا في تكوين رأسمال الشركة ‪،‬و بهذا الجانب تتقرب هذه الحصة عن‬
‫الحصة بالعمل أي أن كالهما ال يدخل في تكوين رأسمال الشركة‪.3‬‬

‫إال أن االختالف بينهما من حيث من له حق االشتراك في إدارة الشركة فصاحب‬


‫الحصة التأسيسية ليس له هذا الحق إال إذا كان مالك ألسهم في رأسمال الشركة فحينئذ‬
‫يشارك في اإلدارة باعتباره مساهم في الشركة و ليس صاحب الحصة التأسيسية ‪،‬عكس‬
‫صاحب الحصة بالعمل فله هذا الحق في اإلدارة و غالبا ما يكون هو مدير الشركة‬

‫فتات فوزي ‪،‬الضوابط القانونية للوفاء بالحصص و التصرف فيها في الشركات التجارية في‬ ‫‪1‬‬

‫القانون الجزائري ‪، 2007،‬ص ‪85‬‬


‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه ‪،‬ص ‪86‬‬
‫‪3‬‬
‫رويد موسى – عبد العزيز محمد ‪،‬التعهد بتقديم حصة بالعمل في الشركة لتجارية "دراسة فقهية‬
‫مقارنة ‪،‬مجلة الدراية ‪،‬جامعة األزهر ‪،‬المملكة العربية السعودية ‪،‬العدد ‪، 2013، 19‬ص ‪323‬‬
‫‪24‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫‪،‬كما يساهم في أرباح الشركة و خسائرها في حين صاحب الحصة التأسيسية فهو‬
‫يستفيد من أرباح الشركة فقط و ال يتحمل خسارة‪.1‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬تمييز الحصة بالعمل عن اسهم التمتع‬

‫هي اسهم التي يتسلمها المساهم عند استهالك اسهمه برد القيمة االسمية إليه‬
‫اﺛناء قيام الشركة ‪،‬وتلجأ الشركة إلى استهالك اسهمها اذا كانت موجوداتها مما يستهلك‬
‫مع مرور الزمن كالمناجم إال أنه يبقى مساهم محتفظا باسمه كمساهم وال تنقطع عالقته‬
‫بالشركة‪. 2‬‬

‫وتتفق الحصة بالعمل واألسهم التمتع من حيث الحقوق التي يتمتعان بها‬
‫‪،‬كالحق في االشتراك في الجمعية العامة للمساهمين ‪،‬وكذلك نصيب من ارباح وجزء‬
‫من فائض التصفية‪.‬‬

‫إال أنهما يختلفان من حيث توزيع األرباح فالحامل ألسهم التمتع ليست له‬
‫األولوية في نصيبه من ارباح إال بعد توزيعها على اصحاب األسهم األخرى ‪،‬عكس‬
‫صاحب الحصة بالعمل فهو له األولوية مثل أصحاب الحصص المالية‪.3‬‬

‫كذلك أن السهم يجوز التصرف فيه فهو بطبيعته قابل للتداول أي يجوز بيعه أو‬
‫التنازل عنه إما ألحد المساهمين أو الغير ‪،‬عكس الحصة بالعمل فهي بطبيعتها غير‬

‫‪1‬‬
‫رويد موسى – عبد العزيزمحمد ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪324‬‬
‫فتاحي محمد ‪،‬الشركات لتجارية ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة ادرار ‪،‬الجزائر ‪2014،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬ص ‪94‬‬
‫أبو زيد رضوان ‪،‬الشركات التجارية في القانون المصري المقارن ‪،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪3‬‬

‫‪،‬ص ‪560‬‬
‫‪25‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫قابل للتداول ‪،‬فهي مجهود ارادي لشخص أي لصيق به فال يمكنه التنازل عنها او نقلها‬
‫ألي كان‪.‬‬

‫المطلب الثاني شروط الحصة بالعمل‬

‫يشترط في الحصة بالعمل التي يقدمها الشريك كحصة في شركة مجموعة من‬
‫شروط تمييزها عن غيرها من الحصص االخرى‬

‫الفرع األول ‪ :‬أن يكون العمل ذا شان جدي‬

‫يشترط في العمل الذي يتعهد الشريك بتقديمه لشركة ‪،‬حتى يمكن اعتباره كحصة‬
‫فيها يجب أن يكون ذا شأن جدي في نجاح مشروع الشركة ‪،‬ألن العبرة ليست بطبيعة‬
‫العمل وإنما بمدى أهميته بالنسبة لنشاط الشركة ‪،‬وتأسيس على ذلك يقبل كحصة في‬
‫الشركة كل من عمل المهندس والمحاسب او عمل متعلق بإدارة الشركة‪.1‬‬

‫ويتوجب على الشريك المقدم عمله كحصة في الشركة أن يشمل عمله العناية‬
‫الالزمة واألصل أن يكرس كل نشاطه لخدمة الشركة ‪،‬وبالتالي ال يزاول نفس العمل‬
‫لحسابه أو لحساب شخص آخرى لما ينطوي ذلك من منافسة على الشركة‪.‬‬

‫فإذا باشر هذا الشريك عمال من نفس األعمال التي تعهد بها وحقق منه أرباحا‬
‫‪،‬كانت هذه األرباح حقا خالصا للشركة ‪،‬ولكن ال تشمل الحصة بالعمل بحسب األصل‬
‫ما يكون قد حصل عليه من حق االختراع إال إذا وجد اتفاق يقضي بغير ذلك‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫بن عومر محمد الصالح ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪447‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪،‬الشركات التجارية ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪،‬االسكندرية‬
‫‪، 2009،‬ص ‪32‬‬
‫‪26‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫كما يجوز لشريك بالعمل أن يزاول عمال مستقال و إيجابيا عن غرض الشركة‬
‫‪،‬وحينئذ يجوز له أن يحتفظ لنفسه باألرباح هدا العمل وال يلزم بتقديمها للشركة بشرط‬
‫ان ال يكون قيامه بنشاطه الشخصي متعارضا مع قيامه بالخدمات التي تعهد بها‬
‫للشركة‪.‬‬

‫كما يلزم الشريك مقدم هده الحصة بالنشاطات وخدمات التي تعاهد بها‪، 1‬وهذا‬
‫ما اقرته المادة ‪ 1/423‬من القانون المدني والتي تنص على مايلي ‪" :‬إذا كانت حصة‬
‫الشريك عمل يقدمه للشركة وجب عليه أن يقوم بالخدمات التي تعهد بها ‪ ،‬وأن يقدم‬
‫حسابا كما يكون قد كسبه من وقيام الشركة بمزاولته العمل الذي قدم كحصة لها"‪.2‬‬

‫اذن متى قدم الشريك عمال معين وجب عليه أن يقوم بالعمل الذي تعهد به وأن‬
‫يبدل عناية في تنفيذه وإال كان ملزم بالتعويض الشركة عن أي ضرر أصابها منه‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطابع المستمرة للحصة بالعمل‬

‫يعتبر التزام الشريك الذي قدم حصة بالعمل من قبيل االلتزامات المستمرة وال تقدم‬
‫للشركة إال على دفعات متتابعة ومتعاقبة تنفذ يوما بيوم وتستمر طول حياة الشركة‬
‫والحصة بالعمل كأي التزام مستمر يعتبر الزمن عنصر جوهريا في تحديدها ‪،‬والزمن‬
‫هو مدة بقاء الشركة على قيد الحياة سواء كانت محددة بعقد الشركة ‪،‬أو كانت محدد‬
‫بواسطة العمل الذي ستقوم الشركة بانجازه‪.‬‬

‫عزيز العكلي ‪،‬شرح القانون التجاري في الشركات التجارية ‪،‬الجزء الرابع ‪،‬بدون طبعة ‪،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪، 2002،‬ص ‪24‬‬


‫المادة‪ 1/423‬من األمر ‪ 75/58‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫وبالتالي فإذا مرض أو أصيب بعاهة جعلته يمتنع عن أداء عمله كأن يصبح‬
‫عاجز كليا عن تأدية عمله اﺛناء قيام الشركة ‪،‬إذن تبعة الهالك تقع عليه وفي هذه‬
‫الحالة اعتبر متخلفا عن أداء حصته ومن ﺛم يقصى من الشركة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬يجب أن ال تكون الحصة عبارة عن نفوذ سياسي أو مالي‬

‫وال يجوز وفق لنص المادة ‪ 420‬من القانون المدني والتي تنص على ‪" :‬ال‬
‫يجوز ان تقتصر حصة الشريك على ما يكون له من نفوذ سياسي يتمتع به أو على ما‬
‫يتمتع به من ﺛقة مالية "‪.2‬‬

‫وما يفهم من نص المادة ان المشرع منع بأن تكون هذه الحصة عبارة عن نفوذ‬
‫سياسي أو اجتماعي ‪،‬أو سمعة مالية اذ يعد ذلك استغالل للنفوذ والسمعة المالية على‬
‫نحو غير مشروع ‪،‬بل يجب أن يكون العمل الذي يقوم به الشريك على درجة من‬
‫األهمية بالنسبة لنشاط الشركة ‪،‬أما إذا كان عمل تافه فال يعتد به كحصة في الشركة‬
‫‪،‬وإنما يعتبر من يقدمه األجير يحصل على األجرة في جزء من االرباح‪. 3‬‬

‫وكذلك الثقة المالية التي يتمتع بها الشخص أال تعتبر حصة إال إذا انضم إليها‬
‫مجهود الشخص و نشاطه ومع ذلك يجوز أن تكون السمعة التجارية للشريك حصة في‬
‫الشركة إذا اقترنت بعمل جدي يقوم به من يتمتع بما يعود بنفع على الشركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رويد موسى – عبد العزيز محمد ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪205‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 420‬من األمر ‪ 75/58‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬
‫‪3‬عباس مصطفى المصري ‪،‬تنظيم الشركات التجارية "شركات األشخاص‪-‬شركات األموال " ‪،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر ‪،‬مصر ‪، 2002،‬ص ‪31‬‬
‫‪28‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الفصل الثاني ‪:‬النظام الق انوني‬


‫للحصة غير النقدية‬
‫المبحث األول ‪:‬النظام القانوني للحصة العينية‬

‫المبحث الثاني ‪:‬النظام القانوني للحصة بالعمل‬

‫المبحث الثالث ‪:‬مصير الحصة غير النقدية عند حل الشركة‬

‫‪29‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬النظام القانوني لحصة غير النقدية في الشركة‬

‫بعدما تطرقنا في الفصل األول إلى المفاهيم األساسية المتعلقة لكلتا الحصتين في‬
‫الشركة التجارية إضافة إلى تبيان و شرح أهم نقاط التي تميز هذه الحصص سنقوم‬
‫بتخصيص هذا الفصل إلى أهم عمليات التي يقوم عليها و ذلك من خالل دراسة كيفية‬
‫تقديم و تقيم هذه الحصص في الشركات التجارية ‪،‬تختلف طريقة تقديم حسب نوع‬
‫الحصة المقدمة فقد تكون حصة عينية أو حصة بالعمل ‪،‬أما تقديم هذه الحصص‬
‫فيخالف حسب نوع الشركة و يتم تقديرها نقدا حتى نعرف نصيب المساهم ﺛم تطرقنا‬
‫إلى أهم التصرفات التي ترد على هذه الحصص ‪،‬و من خالله بينا كيف يتم اإلحالة‬
‫في هذه الحصة كما أشرنا إلى مصير الحصة الغير نقدية بعد حل الشركة التجارية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصةفي‬
‫غير‬
‫غير‬ ‫ماهية النقدية‬
‫الحصة‬ ‫غير‬
‫النظام القانوني للحصةماهية‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظام القانوني لحصة بالعمل‬

‫سنبين في هذا المبحث معيار الذي يتم على اساسه تقدير الحصة بالعمل هل‬
‫هي على اساس مشروع الشركة أما إنه لقاضي السلطة في تقدير‪ ،‬وباإلضافة إلى أهم‬
‫الفروض التي يجب أن يتم تقديمها للشركة ‪،‬وسوف نخصص المطلب األول إلى تقديم‬
‫هذه الحصة ومدى اعتمد المشرع على تقييمها ﺛم ندرس في المطلب الثاني على كيفية‬
‫تقديم الحصة بالعمل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقدير الحصة بالعمل‬

‫في هذا المطلب سندرس معيار التقدير الذي تخضع له الحصة بالعمل في‬
‫الشركة التجارية وعلى إي أساس تقدر قيمتها بالنسبة للمساهم بهده الحصة وكذا فيما‬
‫يخص حقه في االرباح الشركة‪.‬‬

‫تقوم عادة الحصة بالعمل في العقد التأسيسي للشركة ‪،‬ويتحدد على هذا األساس‬
‫نصيبه في ارباح فإذا لم تقوم هده الحصة يتحدد نصيبه في االرباح بمدى المنفعة التي‬
‫تعود على الشركة من هدا العمل ‪،‬وفي هدا الصدد نصت المادة ‪ 3/ 425‬من قانون‬
‫المدني الجزائري على أنه إذا سكت في عقد عن تحديد نصيب العمل من االرباح ‪،‬قدر‬
‫‪1‬‬
‫القاضي نصيب هذ ه الحصة بمقدار ما يعود على الشركة من فائدة منها‪.‬‬
‫ما يفهم من نص المادة ‪ 3/425‬أن معيار تقدير حصة هذا الشريك من االرباح‬

‫المادة ‪ 3/425‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫الشركة هو بمدى المنفعة التي قدمها لهذه الشركة ومدى مساهمتها في نجاح مشروع‬
‫الشركة‪. 1‬‬

‫أي أن المشرع اعتمد على معيار موضوعي من أجل تقويم الحصة بالعمل في‬
‫الشركة التجارية ‪.‬‬
‫كما منح المشرع لمقدم الحصة بالعمل أن يقدم إلى جانب حصته حصص أخرى‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 3/425‬من قانون المدني ‪ ":‬اذا كانت حصة احد الشركاء‬
‫مقصورة على عمله وجب ان يقدر نصيبه في االرباح والخسارة حسب ما تقيده الشركة‬
‫من هذا العمل فإذا كان قدم فوق عمله شيء آخر كان له نصيب عن العمل و الشيء‬
‫‪2‬‬
‫اآلخر عما قدمه ‪".‬‬

‫ما يفهم من نص المادة ‪ 3/425‬أنه أجاز المشرع لشريك صاحب الحصة بالعمل‬
‫إمكانية تقديم حصة أخرى سواء حصة نقدية أو عينية إلى جانب حصته بالعمل‬
‫وبالتالي يتلقى نصبين من األرباح فاألول عن حصة بالعمل والثاني عما قدمه فوق‬
‫عمله‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقديم الحصة بالعمل‬

‫من خالل هذا المطلب سنين الحاالت التي يمكن لشخص أن يساهم في العمل‬
‫بدل من أن يدفع أمواله ‪،‬و من تم كيفية تقديم الحصة بالعمل في الشركة التجارية وما‬

‫عزيز العكيلي‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية "دراسة فقهية قضائية في االحكام العامة والخاصة‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬طبعة ‪، 3‬دار ﺛقافة لنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪ ، 2012،‬ص‪.40‬‬


‫‪ 2/ 425 2‬من االمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الشركة‬ ‫الحصة في‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫هي هذه الحاالت التي يصبح شخص شريك في شركة دون أن يساهم مساهمة نقدية‬
‫أو عينة ‪.‬‬

‫تقدم الحصة بالعمل عادة في حالة عدم توافر رأسمال نقدي أو عيني عند هذا‬
‫الشريك ورغم ذلك رغبته في مشاركة في هدا الشركة ‪،‬فيقوم بتقديم عمال أو خبرته في‬
‫مجال معين عوضا مساهم في رأسمال المطلوب منه ‪،‬أو أن هذا الشريك يكون متميز‬
‫في إحدى تخصصات بالخبرة عملية او علمية ‪،‬ويرغب الشركاء بأن يستفيدوا منه‬
‫فيشجعونه االنضمام معهم في الشركة لقاء تقديم عمال أي خبرته ‪،‬كما لو كان هذا‬
‫الشريك مدير مشهور في إحدى اإلدارات وترغب الشركة من االستفادة منه ‪،‬وبهذا في‬
‫تعزز الثقة المتعاملين معها وبالتالي تستقطب عديد من المستثمرين وهذا ما يساهم في‬
‫نجاح مشروعها‪. 1‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬التصرفات القانونية الواردة على الحصة بالعمل‬

‫كما سبق واشرنا إلى أن الحصة بالعمل تقدم إال في شركتين هما الشركة‬
‫التضامن والشركة و الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪ ،‬أما باقي الشركات فال يمكن‬
‫تقديم مثل هذا نوع من هذه الحصص كونها ال تدخل في تكوين رأسمال الشركة وكذلك‬
‫نظر أنها ال تقوم بالمال ‪ ،‬وسوف نبين في هذا المطلب هل يمكن‬
‫ا‬ ‫يصعب تقديرها‬
‫لشريك صاحب الحصة بالعمل أن يتصرف في حصته ‪ ،‬أي أن يستطيع أن ينقل‬
‫مجهوده إلى ورﺛته أم أنها لصيقة بالشريك ؟‬

‫ففي الشركة ذات المسؤولية المحدودة نجد أن المشرع الجزائري فيما يخص‬
‫أحكام التنازل واالنتقال التي نصت عليهما في المادتين ‪ 570‬و ‪ 571‬من قانون‬

‫‪1‬‬
‫حميطوش حفيظة ومسعودان احالم ‪،‬حصة بالعمل في الشركات التجارية ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪50‬‬
‫‪33‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫التجاري الجزائري ال يطبقان إال على الحصص العينية والنقدية أما الحصة بالعمل فال‬
‫يطبق عليها ‪ ،‬ألن هذا الحصة ال تدخل في رأسمال الشركة وهذا ما أقره المشرع في‬
‫تعديله الجديد للقانون التجاري الجزائري عندما سمح بتقديم الحصة بالعمل في الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة وأنها ال تدخل في تكوين رأسمال الشركة‪ 1‬وهذا ما اقرته المادة‬
‫‪ 567‬مكرر‪ 1‬من األمر ‪ 20/15‬التي تنص على أنه ‪ " :‬يمكن أن تكون المساهمة‬
‫في الشركة ذ ات المسؤولية المحدودة تقديم العمل تحدد كيفيات تقدير قيمته وما يخوله‬
‫من ارباح ضمن القانون االساسي للشركة وال يدخل في رأسمال الشركة "‪.2‬‬

‫ما يمكن استنتاجه من خالل الشركتين التضامن والشركة ذات المسؤولية‬


‫المحدودة أن المشرع وضع قواعد العامة التي تحكم هذه الشركتين من ناحية التصرفات‬
‫القانونية التي قد ترد عليهما ‪،‬إال أن هذه القواعد تخص فقط الحصص العينية والنقدية‬
‫نظر لكون هذه الحصة ال‬
‫فقط ‪،‬فال يمكن أن يتم تطبيقها على صاحب الحصة بالعمل ا‬
‫يمكن تدخل في رأسمال الشركة ‪،‬أي أنه ال يمكن أن تستمر مع الورﺛة ومن ﺛم ال يكون‬
‫لهم نصيب في رأس مال الشركة‪.3‬‬

‫وبالرغم من تعديل القانون التجاري خصوص فيما يتعلق بتقديم الحصة بالعمل‬
‫في الشركة ذات المسؤولية المحدودة عندما عدل نص المادة ‪ 567‬التي كانت تقتصر‬
‫على تقديم الحصص العينية والنقدية فقط ‪،‬وأصبح بإمكان تقديم حصة بالعمل وهذا ما‬

‫‪1‬‬
‫فتحة شاكر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫المادة ‪ 567‬مكرر‪ 1‬من األمر ‪ 20/15‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫عوماري نورة ‪ ،‬الحصة بالعمل في الشركات التجارية في التشريع الجزائري ‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪3‬‬

‫الماستر في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة احمد دراية –ادرار‪-‬الجزائر ‪، 2016،‬‬
‫ص ‪50‬‬
‫‪34‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫اشارت إليه مادة ‪ 567‬مكرر ‪، 1‬ولكنه أغفل عن كيفية إحالة هذه الحصة وكيفية‬
‫انتقالها إلى الورﺛة ‪.‬‬

‫وكذلك بالنسبة لشركة التضامن ترك المشرع مجرد قواعد العامة بالنسبة لتصرفات‬
‫التي ترد عليها ‪،‬حيث حسب ما تطرقت اليه المادة ‪ 560‬عن إحالة الحصص لم تحدد‬
‫نوع الحصص التي يمكن أن يتنازل عنها الشريك‪.‬‬

‫وبالتالي حسب رأينا أن على المشرع الجزائري ضرورة وضع قواعد الخاصة‬
‫تحكم الحصة بالعمل في القانون الجزائري و إال يقتصر تقديم الحصص في الشركات‬
‫التجارية على حصص النقدية والعينية فقط ‪.‬‬

‫المبحث الثاني النظام القانوني للحصة العينية‬

‫سندرس في هذ ا المبحث كيفية تقديم وتقدير المساهمات العينية والمتمثل في‬


‫عقارات أو منقوالت بنوعيها باإلضافة إلى شخص المسؤول عن تقدير قيمتها ‪،‬حيث‬
‫خصصنا المطلب األول إلى تقديم الحصة العينية بنوعيها فإما يتخلى عنها مالكها أو‬
‫يبقى ملك لها ويعطي لشركة مجرد الحق الشخصي فقط وهذا ما سنبينه في المطلبين‬
‫التالين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقديم الحصة العينية‬

‫يتم تقديم الحصة العينية على طريقتين إما تقدم على سبيل التمليك وبذلك تخرج‬
‫ملكيتها من صاحبها وتصبح ملكا لشركة أي جزء من ذمة مالية لها أو يبقى مالك لها‬
‫ويخول لشركة حق االنتفاع بها فقط وهذا ما سنبينه من خالل الفرعين التالين‬

‫‪35‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫الفرع األول تقديم الحصة على سبيل التمليك‬

‫فإذا كانت الحصة مقدمة على سبيل التمليك ‪،‬فإن ملكيتها الحصة تنتقل من‬
‫ملكيتها من ذمة المالية لشريك إلى ذمة المالية لشركة ‪،‬إي تصبح جزء من الضمان‬
‫العام المقرر لدائينيها يجوز لهم الحجز عليه ‪ ،‬كما يحق لشركة التصرف فيه ‪.‬‬

‫ومتي كانت حصة مقدمة لشركة على سبيل التمليك ‪،‬فإن أحكام عقد البيع هي‬
‫التي تسري عليها وال سيما تلك الخاصة بإجراءات نقل لملكية وتبعة الهالك وضمان‬
‫االستحقاق والعيوب الخفية‪.1‬‬

‫فإذا كانت الحصة مقدمة عقار فالبد من اتباع إجراءات التسجيل المطلوبة قانونا‬
‫بنقل ملكية العقار ‪،‬أما إذا كانت منقول مادي وجب التفريق بحسب إذا كان منقول‬
‫معين بذاته فتنقل ملكيته إلى الشركة بمجرد تمام العقد ‪،‬أما المنقول معينا بنوعه ال‬
‫بذاته كبيع االشياء من المثليات والتي يقوم بعضها مقام بعض فال تنتقل ملكيتها إال‬
‫بعد الفرز ‪ ،‬أما إذا كانت الحصة عبارة عن منقول معنوي كالعالمات تجارية والتي‬
‫نظمها المشرع الجزائري بموجب األمر ‪ 06/03‬أو كانت براءة االختراع والمنظمة‬
‫بموجب االمر ‪ 07/03‬أو رسوم و نماذج صناعية والمنصوص عليها بموجب األمر‬
‫‪ 86/66‬فإنه يجب قيدها لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪.2‬‬

‫محمد فريد العريني ‪،‬قانون االعمال "دراسة في النشاط التجاري والياته ‪،‬بدون طبعة ‪،‬دار الجامعة‬ ‫‪1‬‬

‫الجديد للنشر والتوزيع ‪،‬مصر ‪، 1996،‬ص ‪. 185‬‬


‫‪2‬‬
‫يوسفي سوسن ‪،‬النظام القانوني لتقديم الحصة العينية في شركات االموال ‪،‬مجلة البحوث‬
‫والدراسات القانونية والسياسية ‪،‬جامعة البليدة ‪،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪، 2019، 14‬ص‪245‬‬
‫‪36‬‬
‫الشركة‬ ‫الحصة في‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫فإذا هلكت الحصة العينية قبل تسليما لشركة فإن تبعة هالك تقع على الشريك‬
‫وبالتالي يلتزم بتقديم حصة أخرى و إال تم اقصائه من الشركة ‪،‬أما إذا حصل هالك‬
‫بعد التسليم فإ ن تبعة هالك تتحملها الشركة ويبقى حق الشريك قائما في االرباح كما لو‬
‫كانت حصته لم تهلك ‪،‬ويترتب على انتقال الملكية الحصة العينية لشركة أن الشريك‬
‫في حالة انقضاء الشركة وتصفيتها ال يستطيع الشريك استرداد حصته وال التصرف‬
‫فيها ألنها ملك لشركة‪. 1‬‬

‫وما تجدر االشارة إليه أن المشرع نص على تطبيق أحكام عقد البيع على‬
‫الحصة العينية المقدم على سبيل التمليك إال أنه ال يعتبر بيع بمعناه الحقيق نفترض‬
‫أن في البيع إن ننقل ملكية مقابل ﺛمن في حين الحصة العينة تنقل ملكية لشركة مقابل‬
‫حق احتمالي في االرباح ونصيب في الموجودات عند التصفية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬تقديم الحصة العينية على سبيل االنتفاع‬

‫األصل أن تقديم الحصة العينية على سبيل التمليك ما لم يوجد اتفاق يقضي‬
‫بغير ذ لك فيتم تقديمها على سبيل االنتفاع فهنا ال يتخلى الشريك عن ملكية حصته‬
‫لشركة بل يظل مالكا لها ويخول لشركة مجرد حق شخصي على هذه الحصة أي‬
‫مجرد االنتفاع بها وبالتالي ال يمكنها التصرف فيها‪.‬‬

‫عمارة عمورة ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ‪،‬دون طبعة ‪،‬دار المعرفة لنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪. 154، 2009،‬‬


‫‪2‬‬
‫عزيز العكيلي ‪،‬الوسيط في الشركات التجارية "دراسة فقهية قضائية ومقارنة في االحكام العامة‬
‫والخاصة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪39‬‬
‫‪37‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وتسري أ حكام عقد االيجار على الحصة المقدمة على سبيل االنتفاع أي أن‬
‫الشركة مؤجر والشريك هو المستأجر ‪،‬ويلتزم هذا االخير بضمان عدم التعرض سواء‬
‫كان منه أو من الغير باإلضافة إلى تمكين الشركة من االنتفاع بالحصة أي ضمان‬
‫‪1‬‬
‫االنتفاع بها‬ ‫العيوب الخفية والتي تحول دون إمكانية االستغالل أو‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 422‬من القانون المدني الجزائري على أنه ‪ ..." :‬أما‬
‫إذا كانت الحصة مجرد االنتفاع بالمال فإن االحكام عقد االيجار هي التي تسري في‬
‫‪2‬‬
‫ذلك "‪.‬‬

‫فإذ ا هلكت الحصة المقدمة بفعل ال يد لشركة فيه كان هالك على الشريك وعليه‬
‫فإن شريك ملزم بهده الحالة أن يقدم حصة أخرى و إال يقصى من الشركة ‪.‬‬
‫أما إذا هلكت الحصة المقدمة جزئيا أ و اصبحت ال تصلح النتفاع بها ولم يكن دلك‬
‫بفعل الشركة جاز لشركة أن تطلب من شريك اعادة الحصة إلى حالة التي كانت‬
‫عليها من قبل فإذا امتنع من تنفيذ التزامه جاز لشركة إما تقوم هي بهذا االلتزام على‬
‫نفقة الشريك او تطلب فسخ العقد‪.3‬‬

‫أما إذ ا كانت الحصة المقدمة من الشريك مما يهلك باالستعمال كالمواد االولية‬
‫أو البضائع فإن حق الشركة استعمال والتصرف فيها كليا وفي مقابل تلتزم برد ما‬
‫يقابله عند االنتهاء مدة االنتفاع ‪.‬‬

‫‪ 1‬محمدي سماح ‪،‬المساهمات العينية في الشركات التجارية ‪ ،‬مجلة الباحث لدراسات االكاديمية‬
‫‪،‬جامعة باتنة ‪،‬الجزائر ‪، 2017،‬ص‪277‬‬
‫المادة‪ 422‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عمورة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪155‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وفي حالة انحالل الشركة ألي سبب من اسباب كان وإخضاعها لتصفية فان‬
‫الحصة العينية المقدمة على سبيل االنتفاع تؤول لشريك الذي قدمها وال يمكن ألي‬
‫حال من االحوال أن تخضع للتنفيذ الجبري عليها من طرف دائني الشركة‪. 1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقدير الحصة العينية في الشركات التجارية‬

‫سنتطرق في هذ ا المطلب علي كيفية تقدير المساهمات العينية من خالل معرفة‬


‫من الشخص الذي يقدرها ومن الذي يعينه وكذا مسؤوليات المترتب عليها في حالة إذا‬
‫غش في تقيمها وهدا يختلف بحسب نوع الشركة وهذا ما سنبينه في ها المطلب ‪.‬‬

‫نظم تقدير قيمة الحصص العينية بكيفية دقيقة ‪،‬بحيث ينبغي أن يتم هذا التقدير‬
‫من قبل مندوب مختص بالحصص يعين بأمر من المحكمة من بين الخبراء‬
‫المعتمدين‪.‬‬

‫ولو أن قانون ال يوضح ذلك ‪،‬إال أن طبيعة االمر تقتضي ان يعين مندوب‬
‫الحصص قبل توقيع على القانون االساسي ‪،‬دلك يجب أن يتضمن هدا القانون ذكر‬
‫قيمة الحصص العينية المقدمة‪. 2‬‬

‫وبمكن أن يؤدي تقدير قيمة الحصص الذي لم يكن عادال إلى نزعات ويحول‬
‫دون تحرير الرأسمال ‪،‬مع كل اآلﺛار السليبة التي يمكن أن تترتب على ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يوسف سوسن ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪249‬‬
‫الطيب بلوله ‪،‬قانون الشركات ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬برتي للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪، 2008،‬ص‪121‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫لذ لك يراهن الشركاء ومندوب الحسابات مسؤولياتهم تجاه الغير عن قيمة المقدرة‬
‫للحصص العينية التي قدموها عند تأسيس الشركة‪. 1‬‬

‫يقصد بالتقدير هو تحديد النقدي القيمة المال المساهم به ‪،‬وهذا األمر ضروري‬
‫في المساهمة بالعين ‪،‬حتى يتمكن المساهم من معرفة نصيبه في رأسمال الشركة ‪،‬ألن‬
‫هذ ه النسبة هي التي تحدد مقدار ما يستحقه من ارباح ومقدار ما يتحمل من الخسارة ‪.‬‬
‫كما هذه الحصة هي التي تمثل جزء كبير راس مال الشركة ‪،‬وهي تتشكل من ذمة‬
‫الشركة وضمان الدائنين ‪.‬‬

‫فإذا قدرت هذه الحصة العينية أكبر من قيمتها فهذا يشكل خطر على الدائنين‬
‫‪2.‬‬ ‫الشركة في استيفاء حقوقهم باعتباره الضمان العام لهم‬

‫لذلك ال بد أن يتم تقويم هذه الحصة تقويم حقيقة وطرقة تقديرها تختلف‬
‫باالختالف نوع الشركة‪ ،‬ففي شركة االشخاص ترك المشرع تقويم هده الحصة االتفاق‬
‫الشركاء‪،‬باعتبار هده شركات تقوم على االعتبار الشخصي وعلى ﺛقة المتبادلة بينهم‪.‬‬

‫وبالتالي مسؤوليتهم غير محدود فال يتضرر جماعة الدائنين و حتى إن تم‬
‫تقديرها بثمن أكبر من قيمتها فإن ال ضمان العام لهؤالء الدائنين ال يقتصر على الذمة‬
‫المالية لشركة بل يتعدد ليشمل أموالهم الخاصة‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫مرجع نفسه ‪ ،‬ص‪121‬‬
‫سماح محمدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪279‬‬ ‫‪2‬‬

‫عزيز العكيلي ‪ ،‬شرح القانون التجاري ن الجزء الرابع "في الشركات التجارية ‪ ،‬مرجع‬ ‫‪3‬‬

‫سابق‪،‬ص‪33‬‬
‫‪40‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫وهذا ما نصت عليه مادة ‪ 551‬من القانون التجاري الجزائري على أنه ‪":‬‬
‫للشركاء بالتضامن صفة تجارية وهم مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون‬
‫‪1‬‬
‫الشركة"‪.‬‬

‫أما في شركة األموال السيما شركة المساهمة تدخل المشرع بنصوص االمر في‬
‫كيفية تقويم الحصص العينية وهذا من أجل منع الغش من جهة وحماية مصلحة‬
‫الشركاء والغير أي دائني الشركة من جهة أخرى ‪،‬فإنها ال تخضع التفاق الشركاء بل‬
‫يتم تقديرها بواسطة مندوب للحصص أي خبير بهذه الحصص ويتم تقديرها تحت‬
‫مسؤوليته وعليه أن يضع تقري ار بذلك ويلحقه بالقانون األساسي للشركة وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 607‬من القانون التجاري على أنه ‪ ":‬يشمل القانون األساسي على تقدير‬
‫الحصص العينية ‪،‬ويتم تقديرها بناء على تقرير ملحق بالقانون األساسي يعده مندوب‬
‫الحصص تحت مسؤولياته "‪،‬على أن يوضع تقرير مندوب الحصص العينة تحت‬
‫تصرف المساهمين الذين ساهموا مستقبل في الشركة حتى يتمكنوا من حصول على‬
‫نسخة منه كما يجب عليهم أن يوقعوا على القانون االساسي لشركة وهذا ما أشارت‬
‫إليه المادة ‪ 608‬من القانون التجاري على أنه ‪ ":‬يوقع المساهمون القانون األساسي‬
‫‪،‬إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل مزود بتفويض خاص ‪،‬بعد التصريح بالدفعات وبعد‬
‫وضع التقرير المشار اليه في المادة السابقة تحت تصرف المساهمين حسب الشروط‬
‫‪2‬‬
‫واآلجال المحدد عن طريق التنظيم "‪.‬‬

‫المادة ‪ 551‬من األمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫نادية فوضيل ‪ ،‬شركات االموال في القانون الجزائري ‪،‬طبعة ‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر ‪، 2008 ،‬ص ‪.154‬‬


‫‪41‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫أما بالنسبة لشركة ذات المسؤولية المحدود فأوجب المشرع أن يتم تقديمها الحصة‬
‫العينية كاملة عند تأسيس الشركة مثل ما هو الحال عليه بالنسبة لحصة النقدية حيث‬
‫نصت المادة ‪ 567‬من قانون التجاري على إنه ‪ ":‬يجب أن يتم االكتتاب بجميع‬
‫الحصص من طرف الشركاء وأن تدفع قيمتها كاملة سواء اكانت الحصة النقدية أو‬
‫ويتم تقديرها الحصة العينة من طرف خبير مختص والمعين بأمر من‬ ‫‪1‬‬
‫عينية ‪"...‬‬
‫رئيس المحكمة من قائمة الخبراء المعتمدين لديها على أن تذكر قيمة الحصة في تقرير‬
‫ملحق بالقانون األساسي يحرر تحت مسؤوليته الخبير"‪.2‬‬

‫اذ ن العبرة في تقويم قيمة الحصة العينية هي وقت العقد وال تأﺛير انخفاض أو‬
‫زيادة قيمتها الحقا ‪،‬أما إذا تبين أن هناك غش أو مبالغة في تقدير قيمتها قامت‬
‫مسؤولية الشركاء التضامنية ونصت المادة ‪ 2/568‬من القانون التجاري والتي جاء‬
‫نصها كاآلتي ‪ ":‬ويكون الشركاء مسؤولين بالتضامن مدة خمس سنوات اتجاه الغير‬
‫عن القيمة المقدرة للحصص العينية والتي قدروها عند تأسيس الشركة"‪.‬‬

‫ويترتب على الغش في القيمة الحصة العينية عقوبة وهذا ما اشارت إليه المادة‬
‫‪ 800‬من القانون التجاري على أنه ‪ ":‬يعاقب بالسجن من سنة إلى ‪ 5‬سنوات وبالغرامة‬
‫من‪ 20.000‬الى ‪ 200.000‬دج أو بإحدى هاتين العقوبات‪.3‬‬

‫ما يفهم من نص المادة أن المشرع شدد العقوبة على كل من زاد عن قيمة‬


‫الحصص العينية قيمة تفوق من قيمتها الحقيقية عن طريق الغش ‪.‬‬

‫المادة ‪ 567‬من األمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫عباس مصطفى المصري ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪191‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫نادية فضيل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.41‬‬
‫‪42‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التصرفات القانونية الواردة على الحصة العينية‬

‫اعطى المشرع في الشركات التجارية حق التصرف في حصته من رهن وانتقال‬


‫وتنازل إال إن هذه التصرفات تتصف بالقيد في الشركات االشخاص وشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة بينما تتصف هذه التصرفات في شركات األموال باليسر والسهولة‬
‫وحرية قيام بها وهذا ما سوف نبينه في الفروع التالية ‪:‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬انتقال الحصة العينية‬

‫فبالنسبة لشركات االشخاص بالصفة عامة كشركة التوصية البسيطة وشركة‬


‫التضامن ال يجوز انتقال الحصص الشركاء إلى الورﺛة على أساس أن شخصية‬
‫الشريك محل االعتبار وبصفة خاصة شركة التضامن إنه في حالة إذا توفي الشريك‬
‫يؤدي إ لى انقضاء الشركة وترتب على انقضاء دخول الشركة في مرحلة التصفية‬
‫وتقسيم موجوداتها ليحصل الورﺛة على نصيبهم من هذه الموجودات ‪،‬إال إن تطبيق هذه‬
‫القاعدة يؤدي إلى اغالق عديد من الشركات وهذا ما يؤﺛر سلباً سواء على اقتصاد‬
‫الوطني‪.1‬‬

‫ولذلك نجد معظم التشريعات ومنها المشرع الجزائري تخل عن هذه القاعدة و‬
‫اعطى حق الشركاء في اتفاق على استمرار الشركة فيما بينهم أو ادخال ورﺛة وهذا ما‬
‫جاء في نص المادة ‪ 562‬من القانون التجاري الجزائري على أنه ‪ ":‬تنتهي الشركة‬
‫بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن هناك شرط مخالف في القانون األساسي "‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫بن عومر محمد الصالح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪554‬‬
‫المادة ‪ 562‬من األمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وفي حالة اتفاق على استمرار الشركة فيما بينهم فى حالة وفاة أحدهم ‪،‬ويكون‬
‫هذ ا االتفاق صحيح بشرط إال يقل عدد الشركاء عن الحد األدنى المنصوص عليه‬
‫قانون في تأسيس عقد الشركة التضامن ‪،‬وحالة استمرار الشركة نصت المادة ‪3/439‬‬
‫من القانون المدني الجزائري ‪ ... ":‬ويجوز أيضا اتفاق على أنه اذا مات أحد الشركاء‬
‫أو حجر عليه أو أفلس أو انسحب من الشركة وفق لمادة ‪ 440‬أن تستمر الشركة بين‬
‫الشركاء الباقين وفي هذه الحالة ال يكون لهذا الشريك أو لورﺛته إال نصيبه في أموال‬
‫الشركة ‪،‬ويقدر هذا النصيب يوم وقوع الحادث الذي ادى إلى خروجه من الشركة ويدفع‬
‫له نقد ‪،‬وال يكون له نصيب فيما يستجد بعد ذلك من حقوق االخر إال بقدر الحقوق‬
‫الناتجة عن أعمال سابقة على ذلك الحدث"‪.1‬‬

‫ويترتب االتفاق على استمرار الشركة مع باقي الشركاء على قيد الحياة وجب‬
‫تعويض الورﺛة و اعطائهم نصيب مورﺛتهم عن طريق التصفية النظرية لشركة ويقدر‬
‫هذا نصيب الورﺛة يوم الوفاة ويدفع لهم نقد ‪ ،‬وال يكون لورﺛة نصيب آخر من الحقوق‬
‫المستجدة بعد ذلك إال إذا كانت حقوق الناتجة من االعمال السابقة على الوفاة‪.2‬‬

‫كما اشارت كلتا المادتين ‪ 2/439‬و‪ 2/562‬إنه يجوز اتفاق على استمرار‬
‫الشركة مع الورﺛة ولو كانوا قصر كما إنه جعل مسؤوليتهم محدودة إال بقدر حصة‬
‫مورﺛهم ‪ ،‬ومن خالل نص المادتين نجد إننا أمام نوعين من الشركاء ‪،‬فالشركاء‬
‫مسؤولون بصفة شخصية والتضامنية وشركاء مسؤولون بصفة محدودة طيلة مدة‬

‫محمد ﺛامر جهارة ‪ ،‬النظام القانوني لشركة االموال ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪1‬‬

‫والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪،‬الجزائر ‪. 43، 2018،‬‬


‫فتات فوزي ‪،‬احكام تنازل عن الحصص وانتقالها في الشركة التضامن في القانون الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬جامعة سيد بلعباس ‪،‬الجزائر ‪.145،‬‬
‫‪44‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫قصورهم ‪ ،‬أي أن شركة التضامن تتحول إلى شركة التوصية البسيطة كونها فيها ورﺛة‬
‫قصر أي شركاء موصون‪.1‬‬

‫وطبق لقواعد العامة لهذه الشركة والتي تقضي بالمسؤولية المحدودة للشريك‬
‫الموصي في حدود حصته وال تمتد إلى أمواله الخاص ‪،‬وبذلك ال يتطلب في الورﺛة‬
‫القصر التي تستمر معهم الشركة اكتساب األهلية التجارية وهذا ما اشارت إليه المادة‬
‫‪ 240‬من قانون المدني الجزائري وبعبارة أخرى فإن المشرع الجزائري نظر إليهم نظرة‬
‫الميسر للورﺛة القصر و اعفاهم من مسؤولية الشخصية والتضامنية طيلة مدة‬
‫قصورهم‪.3‬‬

‫أما بالنسبة شركة ذات المسؤولية المحدودة إذا كان المبدأ هو عدم قابلية التداول‬
‫إال إن القانون قد اجاز التنازل عن الحصة إلى الغير أو انتقالها إلى الورﺛة ‪ ،‬ويمكن‬
‫ايضا احالتها بكل حرية بين األزواج واألصول والفروع و ايضا احالتها إلى الشركاء ‪،‬‬
‫وهدا ما نصت عليه المادة ‪ 1/570‬من القانون التجاري الجزائري على إنه ‪ ":‬يمكن‬
‫انتقال الح صص عن طريق االرث ‪ ،‬كما يجوز التنازل عنها بكل الحرية بين األزواج‬
‫واألصول والفروع ما لم يكن هناك شرط من قانون األساسي يخالف ذلك "‪.4‬‬

‫فوزي محمد سامي ‪،‬الشركات التجارية االحكام العامة والخاصة ‪،‬بدون طبعة ‪،‬دار ﺛقافة لنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع عمان ‪، 2010،‬ص‪. 37‬‬


‫انظر المادة ‪ 40‬من االمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫فتات فوزي ‪ ،‬أحكام التنازل عن الحصص و انتقالها في شركات التضامن في القانون الجزائري‬ ‫‪3‬‬

‫‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪147‬‬


‫المادة ‪ 1/570‬من االمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪4‬‬

‫‪45‬‬
‫الشركة‬ ‫الحصة في‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وعلى هذا األساس ‪ ،‬يكون كل من األزواج واألصول و الفروع المراد التنازل لهم‬
‫عن الحصة مماﺛال لمركز األجانب ‪،‬وهذا ما تضمنته المادة صراحة ‪ 2/570‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري بنصها ‪ ":‬غير أنه يمكن أن يشترط في القانون األساسي إنه‬
‫ال يجوز ال يجوز أن يصبح الزوج أو أحد الورﺛة أو األصل أو الفرع شريكا إال بعد‬
‫قبول ضمن الشروط المنصوص عليها إن اجال الممنوحة لقبول ال يجوز أن تكون‬
‫أكثر من التي نصت عليها المادة ‪ 571‬واألغلبية المشترطة ال تكون اقوى من األغلبية‬
‫المطلوبة في المادة المذكورة ‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن الشرط المذكور ‪ ،‬ويجرى‬
‫عند الرفض القبول تطبيق أحكام الفقرتين ‪3‬و‪ 4‬من المادة ‪ 571‬ويعتبر القبول مكتسبا‬
‫إذ ا لم يحصل حل من الحلول المنصوص عليها في هاتين الفقرتين في اآلجال‬
‫المقررة"‪.1‬‬

‫وما تجدر مالحظته هنا هو أنه في حالة دخول الوارث كشريك بحصص مورﺛهم‬
‫يبدأ حساب المدة الممنوحة للشركة للفصل في القبول والتي تتمثل في ﺛالﺛة أشهر من‬
‫تاريخ وفاة الشريك المورث ‪،‬بينما في الحاالت األخرى ‪،‬أي التنازل عن الحصة للزوج‬
‫أو األصل أو الفرع فمن تاريخ تبليغ بمشروع اإلحالة ‪.‬‬

‫كما أن األغلبية المشترطة ال يمكن أن تكون أقوى من األغلبية المطلوبة في‬


‫التنازل عن الحصة إلى الغير ‪ ،‬والتي تتمثل في األغلبية العددية التي تملك ¾ أرسمال‬
‫كما إن تطبق أحكام المادة‪3/571‬و‪ 4‬من القانون التجاري الجزائري التي تنص على‬
‫مايلي ‪ ... ":‬فإذا امتنعت الشركة عن قبول اإلحالة ‪ ،‬يتحتم على الشركاء في آجل ‪3‬‬
‫أشهر اعتبار عن االمتناع أن يشتروا أو يعملوا على شراء الحصص بالثمن الذي قدره‬

‫جاب نعيمة‪ ،‬القواعد المطبقة على راس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫الماستر ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة الطاهر موالي سعيدة ‪ ،‬الجزائر ‪، 206،‬ص ‪.21‬‬
‫‪46‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬‫النظام القانوني للحصةماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫خبير المعتمد إما من قبل االطراف وإما عند عدم حصول على االتفاق فيما بينهم ‪،‬‬
‫بأمر من رئيس المحكمة بناء على الطرف الذي يعنيه التعجيل ‪،‬ويمكن أن يطلب من‬
‫المدير تمديد اآلجل مرة واحدة بقرار قضائي دون أن يتجاوز هذا التمديد ستة أشهر‪.1‬‬

‫يجوز ايضا لشركة برضا الشريك المحيل ان تقرر في نفس االجل تخفيض‬
‫رأسمالها بمبلغ قيمة حصص هدا الشريك وشرائها من جديد الحصص بالثمن المعين‬
‫حسب الشروط الواردة أعاله ‪،‬ويمكن بأمر من القضاء اجال للدفع ال يتجاوز سنة واحدة‬
‫بعد اإلدالء بما يبرر ذلك"‪.‬‬

‫ما يفهم من نص المادة ‪ 571‬الفقرتين ‪3‬و‪ 4‬من ق‪.‬ت‪.‬ج أنه في حالة رفض‬
‫الشركة متنازل إليه وجب على شركة خالل ‪ 3‬أشهر أن يقوم أحد الشركاء بالشراء‬
‫الحصص أو البحث عن متنازل له من الغير أو الشركة وذلك باختيارهم ‪ ،‬وإال تقوم‬
‫الشركة بشراء الحصة وبالتالي وجب تخفيض رأسمال الشركة إلى قيمة الحصة متنازل‬
‫عليها ‪ ،‬وشرائها من جديد من طرف الشركة ‪ ،‬أما في حالة عدم اتفاق األطراف على‬
‫قيمة الحصة وضع المشرع حل هو لجوء إلى المحكمة مختصة لتحديد هذا الثمن‪.‬‬
‫مع المالحظة اجاز المشرع تمديد األجل مرة واحدة بقرار قضائي دون أن يتجاوز ستة‬
‫أشهر بناء على طلب من يهمه التعجيل‪. 2‬‬

‫أما في شركة األموال كشركة المساهمة قابلة لتدول بكل الحرية وهذا ما تضمنته‬
‫المادة ‪ 715‬مكرر‪ ": 40‬السهم هو سند قابلة لتداول تصدره شركة المساهم كتمثيل‬
‫لجزء من رأسمالها " إال ان فيما يخص األسهم العينية هو أن المشرع قيدها بفترة زمنية‬

‫المادة ‪3/571‬و‪ 4‬من األمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫فتيحة يوسف المولودة عماري‪ ،‬احكام الشركات التجارية ‪،‬الطبعة ‪ ،2‬دار الغرب للنشر والتوزيع‬
‫‪،‬الجزائر ‪، 2007،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪47‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫أي قبل تعديل قانون التجاري الجزائري بالمرسوم التشريعي ‪ 93-08‬حيث كان يمنع‬
‫تداول األسهم العينية في نص المادة ‪ 709‬على منع تداول األسهم العينية ولمدة سنتين‬
‫التاليتين من تاريخ تقديمها وسبب ذلك عدم مبالغة في تقدير المقدمات العينية ‪،‬بحيث‬
‫تكون قيمتها أكبر من قيمتها الحقيقية ‪،‬وحصول المساهم على أسهم بقيمتها المقدرة‬
‫أكبر من قيمتها الحقيقية ‪،‬ﺛم يقوم بعد ذلك ببيعها وخروجه من الشركة قبل افتضاح‬
‫أمره ‪،‬وهذا على حساب الغير ودون وجه الحق‪، 1‬وتعتبر هذه القاعدة منع التداول‬
‫خالل مدة معينة من نظام العام ‪،‬فإذا حصل اإلخالل بها ‪،‬كان يقوم صاحب األسهم‬
‫ببيعها إلى الغير يعتبر هذا البيع باطال حتى ولو كان بمعرفة اإلدارة أو كان هذا‬
‫المشتري حسن النية ‪،‬فهنا يكون واجبا االبطال ألنه يضر الشركة والغير‪. 2‬‬

‫إال أن المشرع قد ألغى هذا الحظر وسمح بتداول األسهم العينية من لحظة‬
‫اصدارها مثلها مثل األسهم النقدية ‪ ،‬إال أن الغريب في األمر هو أن المشرع بالرغم‬
‫من إلغاء هذا القيد إال أنه لم يلغي العقوبة المترتبة على مخالفة هذا الحظر والذي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 2/ 808‬من األمر ‪ 59/75‬على أنه ‪ ":‬فيعاقب بالحبس من ‪3‬‬
‫أشهر إلى سنة وبغرامة ‪20.000‬دج إلى ‪200.000‬دج أو إحدى العقوبتين فقط‪،‬‬
‫للشركة المؤسسة المساهمة ورئيس مجلس االدارة والقائمون بإدارتها وكذلك أصحاب‬
‫‪ ...‬في أسهم عينية ال يجوز التداول‬ ‫األسهم أو حاملوها الذين تعاملوا عمدا في ‪:‬‬
‫فيها قبل انقضاء االجل ‪.3"...‬‬

‫‪1‬‬
‫حمزة بن الديب ‪،‬القيود الواردة على تداول االسهم ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر االكاديمي‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد بوضياف ‪،‬المسيلة ‪، 2018،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪2‬‬
‫حمزة بن الديب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪3‬‬
‫حمزة بن الديب ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪48‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫ما يمكن أن نستنجه من هذا بما أن القاعدة قد الغيت فترتب عليها العقوبة تلغى‬
‫تبعا لها ألن ال عقوبة بدون نص ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التنازل عن الحصة العينية‬

‫يترتب على توافر االعتبار الشخصي في شركات األشخاص بوجه عام كشركة‬
‫التضامن هو عدم قابلية الحصص الشريك المتضامن لتنازل سواء اكان ذلك بعوض‬
‫أو بدون عوض وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 560‬من القانون التجاري على أنه ‪":‬ال‬
‫يجوز أن تكون حصص الشركاء ممثلة في سندات قابلة للتداول وال يمكن احالتها إال‬
‫برضا جميع الشركاء ويعتبر كل شرط مخالف كان لم يكن "‪.1‬‬

‫وعدم قابلية الحصص لتنازل عنها هو أن هذه الشركات تقوم بين جماعات‬
‫صغيرة تربط بينهم روابط وﺛيقة وﺛقة متبادلة ‪ ،‬فال يمكن اجبارهم على قبول شريك‬
‫جديد معهم عن طريق شراء هذا االخير حصة أحد الشركاء‪ ،‬لن هذا سيهدر حتما‬
‫االعتبار الذي على أساسه تقوم هذه الشركة ‪ ،‬وذلك بإدخال االشخاص غرباء وهو‬
‫األمر الذي لم تتجه إليه اإلرادة الشركاء عند تكوين الشركة‪.2‬‬

‫إال أن هذه القاعدة عدم جواز تنازل الحصة الشريك إلى الغير ليست من نظام‬
‫العام ومن ﺛم يجوز االتفاق في عقد الشركة على حق كل شريك في التنازل عن‬
‫حصته إلى غير وفي هذه الحالة يجوز أن يشترط األغلبية معينة من الشركاء للموافقة‬

‫المادة‪ 560‬من االمر ‪ 95/75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫اكمون عبد الحليم ‪،‬الوجيز في شرح القانون التجاري ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البليدة ‪ ،‬الجزائر ‪2006 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪. 163‬‬
‫‪49‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫على تنازل ‪ ،‬إذ أنه ال يجوز في شركة التضامن على حق شريك مطلق على تنازل بل‬
‫ال بد من وضع قيود تؤكد الحفاظ على االعتبار الشخصي للشركة‪. 1‬‬

‫وبالتالي ما يفهم هو ان تنازل الشريك عن حصته ال يتعلق بالنظام العام ومن ﺛم‬
‫يستطيع الشريك خروج من الشركة بإرادته المنفردة ‪،‬ولكن ما يتعلق بالنظام العام هو‬
‫الموافقة الجماعية من طرف الشركاء سواء اوقع تنازل لغير أو إلى إلحد الشركاء‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه أنه يجوز لشريك تنازل عن حصته دون موافقة باقي الشركاء‬
‫على أن يشارك معه في حصته شخصا آخر يقتسم معه االرباح والخسائر الناتجة‬
‫ويسمى باالتفاق الرديف‪. 2‬‬

‫وبمقتضى هذ ا االتفاق يحصل الشريك الرديف على نصيب من االرباح كما‬


‫يتحمل جزء من خسائر وفق الشروط االتفاق المبرم بينه وبين الشريك في الشركة‬
‫إال أن هذا التصرف ال يسري في حق الشركاء أو الشركة ‪ ،‬بل يسري في حق كل من‬
‫الشريك المتنازل والغير المتنازل إليه ‪ ،‬أي ال توجد أي عالقة بين الرديف والشركة‬
‫ويبقى االجنبي عنها‪. 3‬‬

‫ومن ﺛم ال يجوز له أن يطالب الشركة بنصبيه من ارباح الحصة التي اشترك‬


‫فيها ‪،‬وال يجوز له ايضا أن يمارس حق من حقوق الشركة ‪ ،‬ولكن الرديف عن طريق‬
‫دعوى غير مباشرة ان يطالب الشركة بمقدار نصيبه من حصة الشريك األصلي في‬
‫ارباح الشركة ‪.‬‬

‫محمد فوزي سامي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 92‬‬ ‫‪1‬‬

‫اسامة نائل المحيسن ‪،‬الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع عمان ‪، 2009،‬ص ‪.94‬‬


‫‪3‬‬
‫مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪50‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وإذا تم تنازل عن الحصة بموافقة جميع الشركاء بالشراء أو وفق شروط المتفق‬
‫عليها ‪ ،‬فإن هذا تنازل يسري في مواجهة الشركة مند حدوﺛه ‪ ،‬كما يجب أن يشهر هذا‬
‫تنازل وفق اإلجراءات الشهر المتبعة في إشهار العقد التأسيسي للشركة حتى يستطيع‬
‫االحتجاج به في مواجهة الغير‪.1‬‬

‫حيث يعتبر هذا التنازل بمثابة تعديل في عقد الشركة الذي يجب أن تتبع فيه‬
‫نفس وسائل الشهر المنصوص عليها في القانون و هذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪1/560‬و‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه ‪ ":‬يجب اإلﺛبات إحالة الحصص الخاصة بالشركة‬
‫بموجب عقد رسمي ويكون االحتجاج بها على الشركة بعد تبليغها للشركة أو بعد قبولها‬
‫إلحالة بعقد رسمي‪ ،‬وال يجوز االحتجاج بها على الغير إال بعد اتمام هذه االجراءات‬
‫وكذلك بعد النشر في السجل التجاري "‪.‬‬

‫ويترتب على صحة تنازل الشريك عن حصته هو حلول المتنازل إليه محل هذا‬
‫لشريك في جميع حقوقه في الشركة ‪ ،‬حيث يستطيع ان يتدخل في توجيه توصيات‬
‫ورقابة اإلدارة الشركة كما يكون له حق في االقتضاء نصيبه من االرباح حسب ما كان‬
‫منصوص عليه لشريك المتنازل ‪ ،‬وايضا يكون له نصيبه من موجودات الشركة إذا ما‬
‫انتهت ودخلت في مرحلة التصفية وذلك بعالقته مع باقي الشركاء‪.2‬‬

‫أي في العالقة بين المتنازل إليه والغير يظل الشريك القديم المنسحب مسؤول‬
‫عن ديون الشركة وتعهداتها عن المدة السابقة على خروجه منها ‪ ،‬ويتحدد تاريخ‬
‫خروج المتنازل عن الشركة بإتمام إجراءات شهر التنازل ‪ ،‬أما الشريك الجديد أو‬

‫‪1‬‬
‫فتاحي محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫فتات فوزي ‪،‬أحكام التنازل عن الحصص و انتقالها في شركة التضامن في القانون الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪142‬‬


‫‪51‬‬
‫الشركة‬ ‫في‬
‫النقديةغير‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة‬
‫الحصة‬ ‫غير‬
‫للحصةهية‬
‫النظام القانوني ما‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫المتنازل إليه فيصبح مسؤول عن ديون الشركة مسؤولية شخصية التالية لدخوله‬
‫باإلضافة إلى الديون المستحقة وقت تنازل ما لم يشترط األطراف في عقد التنازل على‬
‫خالف ذلك‪.1‬‬

‫اذن ما ورد في نص المادة ‪ 2560‬من ق‪.‬ت‪.‬ج هو القيد العام أي أن المشرع لم‬


‫يحدد صفة المتنازل إليه هل هو من الشركاء أو أجنبي عن الشركة التضامن ‪ ،‬فإذا‬
‫كان المتنازل إليه شريك في الشركة يمكن أن يتم التنازل إليه دون قيد نظر أنه لم يمس‬
‫االعتباري الشخصي الذي تقوم عليه الشركة هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه ال‬
‫يدخل أي شخص غريب معهم وطالما أن هذا الشريك المتنازل إليه معهم مند بداية‬
‫تأسيس الشركة فال يشترط أي موافقة جماعية من الشركاء ‪.‬‬

‫وبالتالي كان على المشرع أن يقوم بتعديل نص المادة ‪ 560‬من قانون التجاري‬
‫وذلك بتحديد صفة المتنازل إليه أو يقتصر هذا القيد على األجنبي عن الشركة وتجدر‬
‫اشارة إلى نوعين من الشركات هي الشركة التوصية البسيط والشركة التوصية باألسهم‬
‫فالنسبة لتنازل عن حصص لشركاء الموصون في كلتا الشركتين تكون بكل الحرية‬
‫بين الشركاء وهدا خالف لشركاء المتضامنين وهذا ما تضمنته صراحة المادة ‪563‬‬
‫مكرر ‪ 7‬من القانون التجاري الجزائري على أنه ‪" :‬ال يجوز تنازل عن حصص‬
‫الشركاء إال بموافقة كل الشركاء "‪ ،‬أما إذا كان تنازل عن حصصهم إلى الغير‬
‫فيتطلب موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصون الممثلين األغلبية‬
‫رأسمال‪.3‬‬

‫اكمون عبد الحليم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪164‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪1/560‬و‪ 2‬من االمر ‪ 59/75‬المتضمن القانون التجاري‬ ‫‪2‬‬

‫فتيحة يوسف المولودة عماري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 21‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصةفي‬
‫غير‬
‫غير‬ ‫ماهية النقدية‬
‫الحصة‬ ‫غير‬
‫النظام القانوني للحصةماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫ما يفهم من نص المادة ‪ 563‬مكرر ‪ 7‬هو أن المشرع في هذه الشركتين اخد‬


‫بمبدأ العام هو حرية التداول أي يستطيع الشريك الموصي تنازل عن حصته بكل‬
‫الحرية بين الشركاء ويترك الشركة ولكن المشرع لم يترك هذا المبدأ بشكل مطلق بال‬
‫اشترط أن يتم هذا التنازل بين الشركاء أي فيما بينهم ‪ ،‬أما إذا كان للغير فإن يجب أن‬
‫يتم موافقة االجمالية من قبل الشركاء المتضامنون والموصون‪.‬‬

‫المشرع الحرية لشركاء‬ ‫ما يمكن أ ن نستنتجه من خالل ما سبق هو ترك‬


‫الموصون في التنازل عن الحصص فيما بينهم ويرجع سبب هذا مسؤولية محدودة‬
‫لهؤالء الشركاء وكذا أنهم ال يدرج أسمهم في الشركة وال يشاركون في اإلدارة الداخلية‬
‫للشركة ‪ ،‬وهذا خالف لشركاء المتضامنون الذين ال يتمتعون بهذه الحرية نظر مسؤولية‬
‫غير محدودة عليهم وبالتالي إذا كان تنازلهم عن الحصة لغير أو ألحد من الشركاء‬
‫فيشترط الموافقة كلية لشركاء ‪.‬‬

‫أما في شركة ذات المسؤولية المحدودة ال يجوز ان تكون حصص الشركاء ممثلة‬
‫في سندات قابلة لتداول وهذا ما نصت علية المادة ‪ 569‬من القانون التجاري على‬
‫أنه‪ ":‬يجب أن تكون حصص الشركاء االسمية وال يمكن أن تكون ممثلة في سندات‬
‫قابلة لتداول"‪.1‬‬

‫قصد المشرع من هذا الحظر احتفاظ الشركة ذات المسؤولية المحدودة بالطابع‬
‫شخصي وعدم ادخال شركاء جدد ال تربطهم بمؤسس الشركة اية رابطة ‪ ،‬إال أن هذا‬
‫الحظر ال يصل إلى منع كليا الشريك أن يتنازل عن حصته ‪ ،‬فإن المشرع يجيز‬

‫المادة ‪ 569‬من األمر ‪ 75/59‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫الشركة‬ ‫الحصة في‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫للشريك في هذ ه الشركة عن حصته للغير بقيود معينة للحفاظ على طابع الشخصي أن‬
‫لم يتفق األطراف على منع الشريك من تنازل‪. 1‬‬

‫فيجوز لشريك أن يتنازل عن حصته إلى أحد من شركاء ويعتبر من قبيل‬


‫التوزيع الداخلي والذي يتطلب تعديل لقانون االساسي للشركة ‪ ،‬وبالتالي فان تنازل عن‬
‫حصته إلى غيره من شركاء تتم بكل حرية مع امكانية أن يشترط الشركاء في القانون‬
‫األساسي للشركة األغلبية المشترطة والتي ال يجب أن تكون اقوى من األغلبية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2571‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫أما إذا كان التنازل عن شخص األجنبي عن شركة ‪ ،‬فال يجوز إحالة الحصص‬
‫إلى الغير إال بموافقة األغلبية التي تمثل ¾ رأسمال الشركة على االقل وهذا ما نصت‬
‫‪3‬‬
‫عليه المادة ‪ 571‬من قانون التجاري على أنه ‪ " :‬ال يجوز االحالة الحصص الشركاء‬
‫إلى األجانب عن الشركة إال بموافقة أغلبية الشركاء والتي تمثل ¾ رأسمال الشركة‬
‫على األقل "‪.‬‬

‫وال يمكن اإلحالة الحصص الشركاء إال بموجب عقد رسمي وهذا من أجل أن‬
‫يعلم الغير بهذا التنازل وفق ما ورد في نص المادة ‪ 572‬من القانون التجاري على أنه‬
‫‪ ":‬ال يمكن اﺛبات إحالة الحصص إال بموجب عقد رسمي ‪ ،‬وال يسوغ االحتجاج على‬
‫الشركة أو الغير بها إال بعد إعالم الشركة بها كونها أو قبولها لإلحالة بعقد رسمي "‪.‬‬

‫محمد فوزي سامي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪1‬‬

‫صحراوي محمد ‪ ،‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة بين االعتبار الشخصي واالعتباري المالي ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة موالي الطاهر ‪،‬سعيدة‬
‫الجزائر ‪ ، 2015 ،‬ص ‪52‬‬
‫‪3‬‬
‫فتاحي محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪54‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مصير الحصة غير النقدية عند حل الشركة‬

‫حرص المشرع الجزائري على حماية مصلحة الشركة و دائني الشركة لذلك أبقى‬
‫على شخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية التي تكون نتيجة حل الشركة ألي سبب‬
‫من أسباب االنقضاء سواء األسباب العامة التي تنتهي بها كل العقود أو األسباب‬
‫الخ اصة بالشركة التجارية ‪،‬حيث يتولى المصفي القيام بكافة اإلجراءات الضرورية‬
‫للتصفية من استيفاء لحقوق الشركة و الوفاء بديونها و تحديد صافي أموال الشركة‬
‫تمهيدا لقسمتها بين الشركاء‪.‬‬

‫و القسمة هي ايصال كل شريك إلى حقه في أموال الشركة المنحلة و يتفق‬


‫الشركاء على من يتولها غالبا ما يندبون لذلك المصفي نفه و في هذه الحالة يعتبر‬
‫المصفي وكيال عن الشركاء ال ممثال للشركة‪، 1‬نظ ار ألنها زالت من الوجود كشخص‬
‫معنوي بعد انتهاء عملية التصفية تدخل الشركة في مرحلة قسمة موجوداتها بعد‬
‫تحويلها إلى مبالغ نقدية و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 447‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ 2‬ال تتم هذه‬
‫العملية إال بعد استيفاء الدائنين لحقوقهم و الوفاء بالديون اآلجلة و الديون المتنازع‬
‫فيها‪.‬‬

‫ويمكن للشركاء أن يقوموا بعملية القسمة بأنفسهم ‪،‬أما في حالة ما إذا كان هناك‬
‫خالف جاز للشركاء أو أحد دائني الشركة اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالقسمة فتكون‬
‫بذلك قسمة قضائية حسب نص المادة ‪ 445‬الفقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن عفان خالد‪،‬النظام القانوني لتصفية الشركات التجارية في الجزائر دراسة مقارنة ‪،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه في القانون الخاص ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة الجياللي إلياس سيدي‬
‫بلعباس ‪،‬الجزائر ‪، 2016/2015،‬ص ‪232‬‬
‫المادة ‪ 447‬من األمر ‪ 75/58‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫وعليه سنقوم من خالل هذا المبحث بعرض مصير الحصة غير النقدية عند حل‬
‫الشركة بقسمة أصول وموجودات الشركة في حالة كفاية أموال الشركة في المطلب‬
‫األول و من ﺛم في حالة عدم كفاية أموال الشركة من خالل المطلب الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬عند كفاية أموال الشركة‬

‫تقسم أصول الشركة و موجوداتها عند كفايتها بين الشركاء جميعا سواء بطريقة‬
‫ودية أو قضائية بعد استيفاء الدائنين لحقوقهم وكذا تنزيل المبالغ الالزمة للوفاء بالديون‬
‫غير حالة أو متنازع فيها ‪،‬ليقسم بعد ذلك ما تبقى من صافي أموال الشركة بين‬
‫الشركاء فيأخذ كل شريك نصيبه من هذه األموال بما يعادل قيمة الحصة التي قدمها‬
‫عند تأسيس الشركة و التي تكون رأسمالها و هذا ما قضت به المادة ‪ 447‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫غالبا ما تكون حصة كل شريك مبينة في العقد التأسيسي ‪،‬في هذه الحالة يختص كل‬
‫شريك من صافي مال الشركة ما يعادل قيمة حصته الواردة في العقد و إذا لم بنص‬
‫العقد على ذلك يتم تحديدها وفق ما يعادل مستندين في تحديدها على أوراق الشركة‬
‫مستنداتها ‪،‬دفاترها وكذا على رأي الخبراء و شهادة الشهود عند االقتضاء‪.1‬‬

‫و قد يتفق الشركاء على تحويل صافي موجودات الشركة إلى نقود ﺛم قسمتها‬
‫بينهم كل بنسبة حصته في رأسمالها فإذا تحولت موجودات الشركة الصافية إلى نقود و‬
‫كانت حصة الشريك نقدية أخذ المبلغ ذاته ‪،‬أما إذا كانت عينية تم تقييمها حسب‬
‫‪2‬‬
‫قيمتها يوم تسليمها للشركة‪.‬‬

‫‪1‬إلياس ناصيف ‪،‬موسوعة الشركات التجارية تصنيف الشركات التجارية و قسمتها ‪،‬ص ‪223‬‬
‫‪2‬‬
‫عزيز العكيلي ‪،‬الوسيط في الشركات التجارية ‪،‬المرجع سابق ‪،‬ص ‪157‬‬
‫‪56‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫أما إذا قدم الشريك حصته على سبيل االنتفاع فإنه يستردها قبل القسمة ‪،‬و في‬
‫حالة هالك الشيء وجب رد قيمتها إليه وقت العالك من صافي أموال الشركة قبل‬
‫قسمتها ‪،‬إذا ما ارتفعت قيمة الحصة طوال مدة عمل الشركة تدخل القيمة الزائدة في‬
‫‪1‬‬
‫فائض الموجودات بعد استيفاء الشركاء لحصصهم‪.‬‬

‫و إذا كانت لحصة المقدمة من الشريك شيئا معينا بالذات و قدمها على سبيل‬
‫التمليك كالعقار مثال ‪،‬ففي هذه الحالة تعود ملكية هذا العقار إلى الشريك الذي ساهم‬
‫به إذا كان هناك اتفاق أو نص في العقد التأسيسي ‪،‬أما إذا انعدم نص القانون‬
‫التأسيسي للشركة يقضي باسترداد الشريك لهذا الشيء إن كان موجودا و لم يوجد اتفاق‬
‫بين الشركاء على ذلك ‪،‬يقتضي األمر رفض إعادة المقدمات عينا وقت التصفية أن‬
‫ملكيتها انتقلت للشركة‪، 2‬فيترتب على القسمة نقل لكية هذا العقار إلى الشريك الذي‬
‫آلت إليه بحسب نصيبه فيها ‪،‬أما إذا كانت غير مسجلة باسمها فيقع على المصفي‬
‫عبئ القيا م بتسجيلها حتى تسجل ملكيتها باسم الشركة حتى تتمن من بيعها للغير إذا‬
‫تطلب أعمال التصفية ذلك أو في حالة القسمة إذا آلت هذه الحصة إلى الشريك بعد‬
‫الفرز انتقلت إليه ملكية هذا العقار‪.‬‬

‫أما الشريك الذي اقتصر على تقديم حصة بعمل فنصت المادة ‪ 447‬الفقرة من‬
‫‪ 2‬ق ‪.‬م ‪.‬ج على أنه " يسترد كل واحد من الشركاء مبلغا يعادل قيمة الحصة التي‬
‫قدمها في رأس المال كما هي مبينة في العقد أو يعادل قيمة هذه الحصة وقت تسليمها‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القليوبيّ ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪65‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القليوبي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪65‬‬
‫‪57‬‬
‫غيرالشركة‬
‫النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة في‬
‫غير‬ ‫النقدية‬
‫غيرالحصة‬ ‫النظام القانوني للحصة‬
‫ماهية‬
‫ماهية‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫إذا لم تبين تلك القيمة في العقد ما لم يكن الشريك قد اقتصر على تقديم عمله أو‬
‫اقتصر فيما قدمه من شيء على حق المنفعة فيه أو على مجرد االنتفاع به"‪.1‬‬

‫من خالل هذه المادة نستنتﺞ أنه إذا كانت الحصة عبارة عن عمل ففي حالة‬
‫تصفية الشركة فإن الشريك بحصة بعمل ليس له دين عليها و بالتالي ال يشترك مع‬
‫باقي الشركاء في توزيع موجودتها‪.‬‬

‫فالشريك بحصة بعمل ال يستفيد من توزيع رأسمال ‪،‬ال أنه لم يساهم بأمواله في‬
‫رأسمال الشركة ألن القول بغير ذلك يؤدي إلى اعتبار ما يتحصل عليه من أموال‬
‫بمثابة تعويض له عن العمل الذي قام به لدى الشركة ‪،‬على أن هذا العمل حق تستأﺛر‬
‫به الشركة مقابل ذلك يكون للشريك مقدم حصة العمل الحق في التخلص من التزامه و‬
‫هو ما يسمح له أن يوجه نشاطه على جهة أخرى‪.‬‬

‫أما إذا قدم حصة إلى جانب حصة إلى جانب حصة العمل حصة نقدية أو‬
‫عينية فعند توزيع رأسمال الشركة له أن يسترجع ما قدمه فوق حصة العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬عند عدم كفاية أموال الشركة‬

‫عند عدم كفاية اصول الشركة و موجوداتها للوفاء بحقوق الدائنين فلن تكون‬
‫هناك أموال تقسم بين الشركاء بل ان هؤالء يتحملون باقي الديون في ذمتهم الشخصية‬
‫بمعنى أن الشركة في حالة خسارة في هذه الحالة توزع الخسارة على الشركاء حسب‬
‫ا لنسب المتفق عليها في توزيع الخسارة عمال بمقتضيات المادة ‪ 447‬الفقرة ‪ 4‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص على أنه " و إذا لم يف رأس المال الصافي للوفاء بحصص‬
‫الشركاء فإن الخسارة توزع على الشركاء جميعا بحسب النسبة المتفق عليها في توزيع‬

‫المادة‪ 2/447‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫الخسائر و إال كان ذلك حسب أحكام المادة ‪ 1" 425‬بشرط أن ال يكون هناك شرط‬
‫من شروط األسد الذي يقضي بحرمان الشريك من الخسارة و استفادته فقط من‬
‫االرباح‪.‬‬

‫و المعنى أن المشرع ترك مسألة تقسيم الخسائر التفاق الشركاء و لم يمنع على‬
‫حريتهم في ذلك إال قيدا واحدا و هو أن ال يترتب على اتفاقهم إعفاء أحد من الشركاء‬
‫من تحمل نصيب من الخسارة ‪،‬أما إذا لم يتفق الشركاء على الطريقة توزيع الخسائر‬
‫يجب في هذه الحلة اللجوء إلى القواعد القانونية التي تتضمنها المادة ‪ 425‬من‬
‫ق‪.‬زم‪.‬ج وفقا لهذا النص إذا لم يبين عقد الشركة نصيب كل من الشركاء في الخسائر‬
‫كان نصيب كل منهم في ذلك نسبة حصت ه في رأسمال و إذا اقتصر العقد على تعين‬
‫نصيب الشريك في الربح فقط وجب اعتبار هذا النصيب من الخسارة ايضا‪.2‬‬

‫وطبقا ألحكام المادة ‪ 2/426‬فالشريك الذي اقتصر على تقديم عمله يعفى من‬
‫كل مساهمة في الخسائر إذا لم يتم تحديد أجرة مقابل عمله ‪ ،‬ألن الشريك الذي يقدم‬
‫حصته عمل ل يتقاضى مقابل عنه سوى نصيبه في الربح فإن تم إعفائه من الخسارة‬
‫وخسرت الشركة في حقيقة األمر قد خسر مقابل ما قدمه من جهد على األقل دون‬
‫أجر‪. 3‬‬

‫إذن الشريك بالعمل ل يساهم مع بقية الشركاء في الخسارة حيث أن رأس المال‬
‫هو الذي ينبغي أن يتحملها وليس المعنى من ذلك أـن هذا الشريك يعفى من الخسائر‬

‫المادة ‪ 4/447‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫فتات فوزي ‪،‬قواعد توزيع األرباح و تحمل الخسائر في الشركات التجارية في القانون الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬مجلة الحقيقة ‪،‬العدد الثامن ‪،‬سنة ‪،2006‬ص ‪65‬‬


‫بلعيساوي محمد الطاهر ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪152‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪59‬‬
‫الشركة‬
‫النقدية‬ ‫النقدية في‬
‫غير النقدية‬
‫غير‬ ‫غيرالحصة‬
‫الحصة‬ ‫للحصةهية‬
‫ما‬
‫ماهية‬ ‫النظام القانوني‬ ‫الثاني‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫بل هو يتحمل منها ما يتفق وطبية حصته فيتحمل نتائجها التي تتمثل بالنسبة إليه في‬
‫فقد النصيب المرتقب من الربح وهو ما يقابل عمل جهده فالشركاء أصحاب الحصص‬
‫المالية تنقص حصصهم بقدر الخسارة التي وقعت أما الشريك بالعمل يتحمل نتيجة لك‬
‫فقد مقابل عمله الذي كان يأمل فيه‪.1‬‬

‫أن القانون التجاري الجزائري أجاز إعفاء الشريك الذي يقدم عمله من المساهمة‬
‫في الخسائر وفي هذا الوضع ينحصر ما يتحمله هذا الشريك في عدم حصوله على‬
‫مقابل لما قدمه لفائدة الشركاء من عمل وفي هذا اإلطار يرى بعض الفقهاء بأن‬
‫القانون ال يرى تعارضا بين وضع الشريك بالعمل وبين تحديد مساهمته في الخسائر‬
‫ع لى هذا النحو إذا كان الشريك بالعمل شريكا متضامنا وتحددت مساهمته في الخسائر‬
‫في عدم حصوله على نصيبه من األرباح فإن ذلك ال يمنع دائنين شركة التضامن من‬
‫‪2‬‬
‫مطالبة هذا الشريك بديون الشركة‬

‫فتات فوزي ‪ ،‬قواعد توزيع األرباح و تحمل الخسائر في الشركات التجارية في القانون الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع السابق‪،‬ص ‪66‬‬


‫فتات فوزي ‪ ،‬قواعد توزيع األرباح و تحمل الخسائر في الشركات التجارية في القانون الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪67‬‬


‫‪60‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الخ ات مة‬

‫‪61‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الخاتمةاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫من خالل دراستنا للحصة غير النقدية في الشركة التجارية ‪،‬توصلنا إلى أن‬
‫الحصص التي يلتزم الشركاء بتقديمها قد تكون عينية أو حصة بالعمل إضافة إلى‬
‫الحصة النقدية و ليس بالضروري أن تكون الحصة المقدمة من طبيعة واحدة ‪،‬و من‬
‫أجل احتساب رأسمال الشركة يؤخذ بعين االعتبار الحصة النقدية و الحصة العينية‬
‫التي يلتزم بها الشريك إما أن تكون من األموال المنقولة مادية كانت كاآلالت و‬
‫البضائع أو معنوية كبراءة االختراع أو العالمات التجارية و إما أن تكون من األموال‬
‫غير المنقولة كالعقارات‪.‬‬

‫تدخل الحصة العينية في تكوين رأسمال الشركة الذي يعتبر من أهم الضمانات‬
‫بالنسبة للمتعاملين مع الشركة و تقديم الحصة العينية يكون إما على سبيل التمليك و‬
‫هنا نطبق عليه أحكام عقد البيع فيما يتعلق بنقل ملكيتها أو هالكها أو تعينها ‪.....‬ألخ‬
‫‪،‬و بالتالي إذا كانت الحصة العينية من االعيان التي يتطلب نقل ملكيتها بشكلية معينة‬
‫فإنه البد من اتباع الشكلية لنقل ملكية الحصة من الشريك إلى الشركة و كذلك قد‬
‫يكون تقديم الحصة العينية على سبيل االنتفاع ‪،‬و هنا نفرق بين حالتين إذا كان بهدف‬
‫تقرير حق عيني للشركة عليها أو إذا كان بهدف تقرير حق شخصي ‪،‬ففي هذه الحالة‬
‫األولى نطبق عليها أحكام عقد البيع أما الحالة الثانية نطبق عليها أحكام اإليجار‪.‬‬

‫أما عن تقويم الحصة العينية فلقد أضفى المشرع الجزائري الصرامة والدقة في‬
‫تقدير قيمة الحصة العينية عند تقديمها ‪،‬و أن تذكر القيمة المقدرة في عقد الشركة‪.‬‬

‫أما عن الوفاء بهذه الحصة العينية و ذلك بعد بتسليمها للشركة إذا كانت على‬
‫سبيل االنتفاع بهدف تقرير حق عيني للشركة عليها ‪،‬أو بنقل ملكيتها إذا كانت مقدمة‬
‫على سبيل التمليك أو في حالة عدم القيام بالوفاء بالحصة العينية على هذا النحو‬

‫‪62‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الخاتمة‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الحصة العينية و الحصة النقدية و الحصة بالعمل مكملة لبعضها البعض‬


‫فاألولى تحتاج إلى المال و الثانية تحتاج إلى الخبرة و المهارات الفنية ‪.‬‬

‫إال أن الحصة بالعمل ال تدخل في رأسمال الشركة فهي تقدم في حال عدم توفر‬
‫الحصة النقدية أو الحصة العينية لدى الشريك ‪،‬فيقوم بتقديم عمال أو خبرة في مجال‬
‫معين عوضا عن المساهمة في رأسمال المطلوب منه‪.‬‬

‫إذ تتميز الحصة بالعمل بالخصوصية مقارنة بالحصص األخرى ‪،‬مما يؤدي إلى‬
‫خضوعها لنظام قانوني خاص ‪،‬ويشترط في هذا العمل أن يكون ايجابيا و فيدا و بذلك‬
‫ال يقبل العمل التافه فالشريك بهذه الحصة يجب أن يقدم عمال ذات أهمية مادية التي‬
‫يجب أن تعود بالربح و الفائدة على الشركة ‪،‬كما يشترط في الحصة بالعمل أن تكون‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫كما رأينا أن الحصة بالعمل تتميز بالطابع الشخصي فيقوم مقدم الحصة بوضع‬
‫نفسه و مهاراته وخبرته تحت تصرف الشركة ‪،‬فشخصيته تلب دو ار هاما في الشركة فال‬
‫يمكن التنازل عن الحصة بالعمل أو نقلها للغير‪.‬‬

‫في حال حل الشركة فإن الحصة غير النقدية تتعرض إلى القسمة بين الشركاء‬
‫بحيث تتحول موجودات الشركة إلى نقود وتقسم على الشركاء كل بحسب حصته ‪،‬و‬
‫هدا في حال كفاية موجودات و أصول الشركات أما في حال عدم كفايتها فأن الشركاء‬
‫يتقاسمون الخسائر حسب ما هو متفق عليه في العقد التأسيسي ‪،‬في حال لم يكن هناك‬
‫اتفاق فتتبع القواعد القانونية التي تتضمنها المادة ‪ 425‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق نقدم بعض االقتراحات ومن بينها ‪ :‬نجد المشرع من خالل‬
‫االحكام التي اوردها في نص المادة ‪ 568‬من قانون التجاري والتي تقرر المسؤولية‬

‫‪63‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الخاتمة‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫التضامنية لشركاء طيلة مدة ‪ 5‬سنوات اتجاه الغير عن القيمة المقدرة لحصة العينية‬
‫عند تأسيس الشركة ‪ ،‬ولكن دون تحديده لحاالت قيام هذه المسؤولية الشركاء ‪.‬‬

‫وبالرغم من تعديل القانون التجاري بموجب االمر ‪ 20/15‬خاصة فيما يتعلق‬


‫بالشركة ذات المسؤولية المحدودة والدي عدل فيها بعض االحكام من بينها سمح‬
‫بإمكانية تقديم الحصة بالعمل بعد ما كانت تقتصر على الحصص النقدية والعينة فقط‬
‫‪،‬إال انه اغفل عن هده المادة ولم يط أر عليها اي تعديل ‪ ،‬ولهذا نرى بضرورة اعادة‬
‫صياغة هده المادة من جديد ودلك من خالل ذكر الحاالت التي يكون فيها الشركاء‬
‫مسؤولون عن تقييم هذه الحصة العينية وهدا من اجل حماية الغير وكدا كدالك حماية‬
‫حقوق باقي الشركاء ألنه ينقص من نصيبهم في الشركة باعتبارها هده الحصة تدخل‬
‫في ذمة المالية لشركة كما ال حظنا بخصوص القيد الذي اورده المشرع في نص المادة‬
‫‪ 560‬المتعلق بالشركة التضامن والمتعلق بالموافقة االجمالية على تنازل عن حصة‬
‫الشريك المتضامن باعتباره قيد عام ‪،‬إال أنه لم يحدد لنا صفة متنازل إليه هل هو من‬
‫غير أو من بين الشركاء ‪،‬وعليه نرى على مشرع بضرورة اعادة نظر في نص المادة‬
‫‪ 560‬وذلك من خالل أن يكون هذا االجماع مقصور على غير فقط ألننا نرى ليس‬
‫بضرورة أن يشترط هذه موافقة إذا كان تنازل إلى أحد الشركاء على أساس أنه لم‬
‫يمس االعتبار الشخصي التي تقوم عليه الشركة أي أنه لم يدخل أي شخص غريب‬
‫معهم وطالما أنه شريك جديد من بينهم فليس من داعي اشتراط هذا القيد ‪.‬‬

‫كما نجد أن مشرع لم ينص على األحكام المتعلق بالتصرفات الواردة على‬
‫الحصة بالعمل في حالة إذا توفي الشريك صاحب حصة بالعمل ما مصير هذه‬
‫الحصة ‪ ،‬وطالما لم يبن فإنها تخضع لقواعد العام المنصوص عليها في الشركات‬
‫‪،‬ولهذا نرى أنه من غير معقول أن بتنازل الشخص عن جهده وإال عطائه لشخص‬

‫‪64‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الخاتمة‬
‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫االخرى فهو لصيق بالشخص أي أن هذه الحصة تنتهي بمجرد موت صاحبها‬
‫باعتبارها ال تدخل في تكوين رأسمال الشركة ‪.‬‬

‫وجود نقص كبير بخصوص األحكام المتعلق بتقدير المساهمات العينية وكذلك‬
‫عدم وضوح التصرفات الوردة على حصة بالعمل وخاصة عندما نقارنها بالقوانين‬
‫األخرى ‪،‬وبدلك يستلزم على مشرع ضرورة صياغة هذه نصوص من جديد وتنظيما في‬
‫قانون التجاري ‪،‬ألنه عند تحديد دقيق للحصة العينية على اساسها يتحدد نصبيه في‬
‫األرباح و الخسائر وهذا ما يضمن لنا حماية مساهمين الشركة وكذا تعزيز ﺛقة‬
‫المتعاملين مع الشركة ‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري لم يتعرض إلى كيفية تقسيم أموال الشركة األمر الذي‬
‫يتطلب الرجوع إلى تطبيق األحكام العامة المنصوص عليها في القانون المدني‬
‫الجزائري المادة ‪ 448‬التي تنص على تطبيق قسمة المال الشائع فيما يخص القسمة‬
‫بين الشركاء‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الم راج ع‬

‫‪66‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫المراجعاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫الكتب‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ -1‬أبو زيد رضوان ‪،‬الشركات التجارية في القانون المصري المقارن ‪،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪،‬القاهرة دون سنة نشر‬
‫‪ -2‬أحمد محمد محرز ‪،‬الوسيط في الشركات التجارية ‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬بدون دار‬
‫نشر ‪،‬مصر ‪. 2004،‬‬
‫‪ -3‬ا كمون عبد الحليم ‪،‬الوجيز في شرح القانون التجاري ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البليدة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪. 2006‬‬
‫‪ -4‬الطيب بلوله ‪،‬قانون الشركات ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬برتي للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪. 2008،‬‬
‫‪ -5‬اسامة نائل المحيسن ‪،‬الوجيز في الشركات التجارية واالفالس ‪،‬بدون طبعة ‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان ‪2009،‬‬
‫‪ -6‬بلعيساوي محمد الطاهر ‪،‬الشركات التجارية و شركات األشخاص ‪،‬الجزء‬
‫األول ‪،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪،‬الجزائر ‪2014،‬‬
‫‪ -7‬ديدان مولود‪ ،‬النشاط العقاري ‪،‬دار بلقيس ‪ ،‬الجزائر ‪. 2000،‬‬
‫زهدي ‪،‬شرح مفصل لقانون الملكية العقارية و الحقوق العينة الغير‬ ‫‪ -8‬يكن‬
‫منقولة ‪،‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪،‬بيروت لبنان ‪. 1974،‬‬
‫‪ -9‬محمد فريد العريني ‪،‬قانون االعمال "دراسة في النشاط التجاري والياته ‪،‬بدون‬
‫طبعة ‪،‬دار الجامعة الجديد للنشر والتوزيع ‪،‬مصر ‪. 1996،‬‬
‫‪ -10‬مصطفى كمال طه ‪،‬الشركات التجارية ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية االسكندرية ‪. 2009‬‬

‫‪67‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫المراجع‬
‫األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫‪ -11‬نادية فوضيل ‪ ،‬شركات االموال في القانون الجزائري ‪،‬طبعة ‪ ،3‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪2008 ،‬‬
‫‪ -12‬عباس مصطفى المصري ‪،‬تنظيم الشركات التجارية "شركات األشخاص‪-‬‬
‫شركات األموال " ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪،‬مصر ‪2002،‬‬
‫‪ -13‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد حق‬
‫الملكية ‪،‬الجزء ‪ ، 8‬الطبعة الثالثة ‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪2009،‬‬
‫‪ -14‬عزيز العكلي ‪،‬شرح القانون التجاري في الشركات التجارية ‪،‬الجزء الرابع‬
‫‪،‬بدون طبعة دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪2002،‬‬
‫‪ -15‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية "دراسة فقهية قضائية في‬
‫االحكام العامة والخاصة طبعة ‪، 3‬دار ﺛقافة لنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪2012،‬‬
‫‪ -16‬علي الفياللي ‪،‬نظرية الحق ‪،‬موفم للنشر ‪،‬الجزائر ‪2001،‬‬
‫‪ -17‬عمارة عمورة ‪،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ‪،‬دون طبعة ‪،‬دار‬
‫المعرفة لنشر والتوزيع الجزائر ‪. 2009،‬‬
‫‪ -18‬فوزي محمد سامي ‪،‬الشركات التجارية االحكام العامة والخاصة ‪،‬بدون طبعة‬
‫‪،‬دار ﺛقافة لنشر والتوزيع عمان ‪2010،‬‬
‫‪ -19‬فتات فوزي ‪،‬الظوابط القانونية للوفاء بالحصص و التصرف فيها في‬
‫الشركات التجارية في القانون الجزائري‬
‫‪ -20‬فتيحة يوسف المولودة عماري‪ ،‬احكام الشركات التجارية ‪،‬الطبعة ‪ ،2‬دار‬
‫الغرب للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪. 2007،‬‬

‫‪68‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫المراجع‬
‫األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬
‫المراجع‬

‫المذكرات‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ -1‬بن عفان خالد ‪،‬النظام القانوني لتصفية الشركات التجارية في الجزائر –دراسة‬
‫مقارنة ‪،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في القانون الخاص ‪،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪،‬جامعة الجياللي إلياس سيدي بلعباس ‪،‬الجزائر ‪2016/2015،‬‬
‫‪ -2‬جاب نعيمة‪ ،‬القواعد المطبقة على راس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪،‬‬
‫مدكرة لنيل شهادة الماستر ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة الطاهر‬
‫موالي سعيدة ‪ ،‬الجزائر ‪. 2016‬‬
‫‪ -3‬حمزة بن الديب ‪،‬القيود الواردة على تداول االسهم ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر االكاديمي ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫‪،‬المسيلة ‪.2018،‬‬
‫‪ -4‬حميطوش حفيظة –مسعودان احالم ‪،‬حصة بالعمل في الشركات التجارية‬
‫‪،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة ‪،‬بجاية ‪،‬الجزائر ‪. 2019،‬‬
‫لنيل شهادة‬ ‫‪ -5‬محمد ﺛامر جهارة ‪ ،‬النظام القانوني لشركة االموال ‪،‬مدكرة‬
‫الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪،‬الجزائر‬
‫‪. 2018،‬‬
‫‪ -6‬عوماري نورة ‪ ،‬الحصة بالعمل في الشركات التجارية في التشريع الجزائري‬
‫‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة‬
‫‪.‬‬ ‫احمد دراية –ادرار‪-‬الجزائر ‪2016،‬‬
‫‪ -7‬صحراوي محمد ‪ ،‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة بين االعتبار الشخصي‬
‫واالعتباري المالي ‪ ،‬مدكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة موالي الطاهر ‪،‬سعيدة الجزائر ‪. 2015 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫المراجعاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫‪ .III‬المقاالت‬
‫‪ -1‬بن عومر محمد الصالح ‪،‬المركز القانوني لشريك بحصة بالعمل في شركة‬
‫التضامن في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و االجتماعية ‪،‬جامعة‬
‫زيان عاشور ‪،‬الجلفة ‪،‬الجزائر نعدد ‪. 2018، 11‬‬
‫‪ -2‬يوسفي سوسن ‪،‬النظام القانوني لتقديم الحصة العينية في شركات االموال‬
‫‪،‬مجال البحوث والدراسات القانونية والسياسية ‪،‬جامعة البليدة ‪،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪. 2019، 14‬‬
‫‪ -3‬محمدي سماح ‪،‬المساهمات العينية في الشركات التجارية ‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫لدراسات االكاديمية ‪،‬جامعة باتنة ‪،‬الجزائر ‪، 2017،‬ص‪277‬‬
‫‪ -4‬فتات فوزي ‪،‬احكام تنازل عن الحصص وانتقالها في الشركة التضامن في‬
‫القانون الجزائري ‪،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ‪،‬‬
‫جامعة سيد بلعباس ‪،‬الجزائر ‪2008 ،‬‬
‫‪ -5‬فتيحة شاكر ‪،‬التأطير القانوني لمساهمة الشريك بحصة بالعمل في الشركات‬
‫التجارية ‪،‬مجلة المتوسطية للقانون و االقتصاد ‪،‬العدد ‪، 02‬جامعة ابي بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان الجزائر ‪.2020،‬‬
‫‪ -6‬رويد موسى – عبد العزيز محمد ‪،‬التعهد بتقديم الحصة بالعمل في الشركة‬
‫التجارية دراسة فقهية مقارنة ‪،‬مجلة الدراية ‪،‬جامعة األزهر ‪،‬السعودية ‪ ،‬العدد‬
‫‪2013، 19‬‬
‫النصوص القانونية‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير سنة ‪، 2008‬يتضمن قانون‬
‫االجراءات المدنية و اإلدارية ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪21‬‬
‫‪ -2‬األمر ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪، 1975‬يتضمن القانون المدني‬
‫‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬العدد ‪ ، 87‬المعدل و المتمم‬
‫‪ -3‬األمر ‪ 59/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪، 1975‬المتضمن القانون التجاري‬
‫الجزائري ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬العدد ‪، 101‬المعدل و المتمم‬
‫‪70‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫المراجعاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫‪ -4‬األمر ‪ 20/15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2015‬يعدل و يتمم األمر ‪ 59/75‬المؤرخ في‬


‫‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬العدد ‪71‬‬

‫‪71‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

‫الملخص‬

‫يعتر ركن تقديم الحصص بين الشركاء من بين أهم أركان الموضوعية الخاصة و التي‬
‫تختص بها الشركة التجارية وحدها بحيث ال تستطيع الشركات التجارية بنوعيها أن تقوم دون‬
‫فهو األساس من أجل تحقيق غرضها و يتكون رأسمال الشركة من مجموعة من الحصص‬، ‫رأسمال‬
‫فقد تكون حصة نقدية أو عينية سواء تمثلت في عقار أو منقول مادي أو معنوي؛يتم تقدير الحصة‬
‫العينية بمعرفة القضاء و ذلك من أجل حماية الغير و الشركاء من المبالغة في تقديرها عكس‬
‫الحصة بالعمل التي يصعب تقديرها كونها ال تدخل في رأسمال الشركة و بالتالي ال يمكن التنفيذ‬
‫الجبري عليها ألنه ال يمكن نقلها أو التنازل عنها للغير وهذه التصرفات تتميز بها الحصة النقدية و‬
.‫العينية‬

‫بعد حل الشركة تقسم أصول و موجودات الشركة بين الشركاء في حالة كفايتها سواء‬
‫و قد ال تكفي أموال الشركة ما يعني أن الشركة في حالة خسارة فتوزع الخسارة‬،‫باالتفاق أو بالقضاء‬
.‫بين الشركاء حسب النسب المتفق عليها في توزيع الخسارة‬

The cornerstone of providing shares between partners is among


the most important pillars of the special objectivity that the
commercial company specializes in alone, so that the commercial
companies of both kinds cannot exist without capital, as it is the basis
for achieving its purpose.
The company’s capital consists of a group of shares, it may be a
cash or in-kind share Whether it is a real estate or a movable material
or moral; the in-kind share is estimated by the judiciary in order to
protect others and partners from overestimating it, unlike the share at
work, which is difficult to estimate as it is not included in the
company’s capital and therefore cannot be enforced because it cannot
be transferred Or assign it to others, and these behaviors are
characterized by the cash and in-kind share.
After the company’s dissolution, the company’s assets and assets
are divided among the partners in the event of their sufficiency,
72
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬

whether by agreement or by court, and the company’s funds may not


be enough, which means that the company is in a state of loss, so the
loss is distributed among the partners according to the agreed ratios in
the distribution of loss.

73
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفهرس‬
‫األول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفصل‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫شكر و تقدير‬
‫‪03‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪08‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬ماهية الحصة غير النقدية في الشركة التجارية‬
‫‪09‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬مفهوم الحصة العينية في الشركة التجارية‬
‫‪09‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تعريف الحصة العينية‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحصة العينية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع الحصة العينية‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬شروط الحصة العينية‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬أن تكون العين المساهم بها موجودة‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬أن تكون العين المساهم بها ذات قيمة‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬خلو العين من األعباء‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬مفهوم الحصة بالعمل في الشركة التجارية‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬تعريف الحصة بالعمل في الشركة و خصائصها‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬تعريف الحصة بالعمل‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬خصائص الحصة بالعمل‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬تميز الحصة بالعمل‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬شروط الحصة بالعمل‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬أن يكون العمل ذا شأن جدي‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬الطابع المستمر للحصة بالعمل‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬يجب أن ال تكون الحصة عبارة عن نفوذ سياسي أو مالي‬
‫‪30‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬النظام القانوني للحصة غير النقدية‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬النظام القانوني للحصة بالعمل‬

‫‪74‬‬
‫غير النقدية‬
‫النقدية‬ ‫الحصة غير‬
‫ماهية الحصة‬
‫ماهية‬ ‫الفصلاألول‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الفهرس‬

‫‪31‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬تقدير الحصة بالعمل‬


‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬تقديم الحصة بالعمل‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬التصرفات الواردة عن الحصة بالعمل‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬النظام القانوني للحصة العينية‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬تقديم الحصة العينية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬تقديم الحصة العينية على سبيل التمليك‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬تقديم الحصة العينية على سبيل االنتفاع‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬تقدير الحصة العينية في الشركة التجارية‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬التصرفات القانونية الواردة على الحصة العينية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬انتقال الحصة العينية‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬التنازل عن الحصة العينية‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬مصير الحصة غير النقدية عند حل الشركة‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬عند كفاية أموال الشركة‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬عند عدم كفاية أموال الشركة‬
‫‪62‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪67‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪72‬‬ ‫الملخص‬
‫‪74‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪75‬‬

You might also like