You are on page 1of 145

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬

‫جامعة أحمد دراية ‪.‬أدرار – الجزائر‪-‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫عق ـ ـد التسيير الحـ ـ ـ ـر‬


‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في قانون األعمال‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫بحمـــــاوي شريــــف‬ ‫جــــــالب علـــــي‬

‫أعضاء لجنـة المنـاقشة ‪:‬‬


‫الدكتور ‪ /‬مسعودي يوســــــف‪ ،‬أستاذ محاضر(أ)‪ ،‬جـامعــة أدرار‪ ،‬رئيســــــــــا‬
‫الدكتور ‪ /‬بحمــاوي شريـــــف‪ ،‬أستاذ محاضر (أ)‪،‬جامعة أدرار‪ ،‬مشرفا ومقررا‬
‫الدكتور‪ /‬عبد الوافي عز الدين‪ ،‬أستاذ مساعد (أ)‪،‬جـامعة أدرار‪ ،‬عضـوا مناقشـا‬

‫السنة الجامعية ‪2017/2016‬‬


‫شكـــــر و تقديــــر‬
‫أتقدم بجزٌل الشكر والتقدٌر ألستاذي الفاضل الدكتور بحماوي شرٌف لقبوله‬
‫اإلشراف على هذه المذكرة‪ ،‬و الذي لم ٌبخل علً بتوجٌهاته و نصائحه القٌمة التً‬
‫ساهمت فً إثراء هذا البحث ‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر إلى أعضاء اللجنة المناقشة الموقرٌن لما سٌبدونه من‬
‫مقترحات قٌمة تهدف إلى تصوٌبها و اإلرتقاء بها إلى مستوى البحث العلمً‪.‬‬

‫والشكر الجزٌل إلى جمٌع أساتذة كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة جامعة أحمد‬
‫دراٌة أدرار وخاصة أساتذتً فً فرع قانون األعمال الذٌن بذلوا كل الجهد فً سبٌل‬
‫رفع وترقٌة مستوى التحصٌل العلمً ‪.‬‬

‫وكما ال ٌفوتنً أن أتقدم بالشكر والتقدٌر إلى عمال مكتبة الحقوق فً‬
‫التسهٌالت التً قدموها لنا باإلطالع على رصٌد من المراجع ‪.‬‬

‫جــــالب علـــً‬
‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬

‫إلـى والـدتي التـي أنـارت أمـام عينـي شمـوع األمـل ‪.‬‬


‫إلـى والـدي الـذي ال يـزال قـدوتي ‪.‬‬
‫إلـى زوجتي التـي شجعتني وكانت سنـدا لـي‪ ،‬من خـالل‬
‫تهيئتهـا األجـواء المناسبـة للـدراسـة‪.‬‬
‫إلـى أعـز ما أملك في حيـاتي وقـرة عيني إبني ‪ :‬آدم عبـد‬
‫الرحمـان ‪.‬‬
‫إلى كل من يدافع عن القـانون وسيادته‪.‬‬

‫جــــالب علــــً‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ القانوف المدني الجزائري‬:‫ج‬.‫ـ‬.‫ؽ‬


‫ القانوف التجاري الجزائري‬: ‫ج‬.‫ت‬. ‫ؽ‬
‫ القانوف التجاري الفرنسي‬:‫ ت ؼ‬.‫ؽ‬
‫ القانوف التجارة المصري‬:‫ـ‬.‫ت‬.‫ؽ‬
‫ قرار الغرفة التجارية والبحرية لممحكمة العميا‬:‫ب‬.‫ ت‬.‫غ‬.‫ؽ‬
‫ جريدة رسمية‬: ‫ر‬.‫ج‬
‫عدد‬:‫ع‬
‫ صفحة‬: ‫ص‬
‫ مجمة قضائية‬:‫ؽ‬.‫ـ‬
liste des abréviations
- L. : loi
- Ord. : Ordonnance
- AL : alinéa
- Art. : article
- Cass. : cassation
- Civ. : civile
- Com. : commerciale
- C.A. : cour d’appel
- D. : Recueil Dalloz
- éd. : édition
- L.G.D.J. : Librairie générale de droit et de jurisprudence
- N° : numéro
- Op. cit. : oeuvre précitée
- P. : page
‫مقدمة‬
‫إف فكرة المحؿ التجاري لـ تكف معروفة رغـ أف التجارة لـ تكف مجيولة عند‬
‫الكثير مف الشعوب القديمة التي عرفت التاجر الذي كاف يعرض سمعتو في مكاف معيف‬
‫مستخدما بعض اآلالت والمعدات التي يحتاجيا في ممارسة نشاطو‪ ،1‬حيث يرجع ذلؾ‬
‫السبب في إعتماد التاجر عمى العناصر المادية فقط ألف التجارة كانت تباشر في‬
‫الساحات العمومية وبجوار المساكف ولذلؾ لـ يكف لممحؿ دور لدى التجار‪ ،‬بؿ كاف‬
‫اإلعتقاد السائد بيف التجار أف المحؿ التجاري مرتبط بشخصية التاجر مف خالؿ ما‬
‫يتمتع بو مف معاممة مع زبائنو وعالقتو الوطيدة بيـ‪.‬‬
‫ولكف في القرف التاسع عشر ونتيجة لمثورة الصناعية وما ترتب عمييا مف غ ازرة‬
‫في اإلنتاج الصناعي بدأ التجار يمارسوف نشاطيـ التجاري في محالت قارة باإلضافة‬
‫إلى بروز عناصر معنوية ميمة لصيقة باإلستغالؿ التجاري لـ يكف ليا وجود في‬
‫الماضي‪ ،‬كاإلسـ التجاري الذي يميز التاجر عف غيره مف التجار والعالمة التجارية‬
‫التي تميز بضاعة التاجر عف غيرىا مف البضائع المماثمة ‪ ،‬كما ظيرت براءة اإلختراع‬
‫والرسوـ والنماذج الصناعية وغيرىا‪.2‬‬
‫ف ػإف تطػػور الممارسػػات التجاريػػة فػػي القػػرف التاسػػع عشػػر ىػػي التػػي مكنػػت المحػػؿ‬
‫التجاري مف الظيور ولعب دور فعاؿ وميـ في الحياة اإلقتصادية والقانونية‪.3‬‬
‫واألص ػ ػػؿ أف نطػ ػ ػػاؽ التج ػ ػػارة يقتصػ ػ ػػر عم ػ ػػى موضػ ػ ػػوع المنقػ ػ ػوالت دوف العقػ ػ ػػارات‬
‫والمنق ػوالت التػػي يتعمػػؽ بيػػا النشػػاط التجػػاري عمػػى نػػوعيف ب نيػػا مجموعػػة مػػف األم ػواؿ‬

‫‪ 1‬نادية فوضيؿ‪ ،‬النظاـ القانوني لممحؿ التجاري (الجزء االوؿ والثاني المحؿ التجاري والعمميات‬
‫الوارد عميو)‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪ 2‬عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحؿ التجاري في القانوف الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدوف سنة‬
‫نشر‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪3‬خالد زايدي‪ ،‬المحل التجاري والتصرفات الوارد عليه (إيجاره وبيعه ورهنه)‪ ،‬منشورات دار‬
‫الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،6116 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫المنقولػػة ماديػػة ومعنويػػة تآلفػػت معػػا ورتبػػت بيػػدؼ إسػػتغالؿ مشػػروع تجػػاري والحصػػوؿ‬
‫عمى العمالء لتحقيؽ الربح‪.1‬‬
‫والمشرع الجزائري فإنو نظـ المحؿ التجاري والعمميات الواردة عميو بموجب األمر‬
‫رقـ ‪ 59/75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬المتعمؽ بالقانوف التجاري في الكتاب الثاني‬
‫تحت عنواف المحؿ التجاري‪ ،‬إال أنو لـ يتضمف تعريؼ لممحؿ التجاري غير أنو إقتصر‬
‫عمى ذكر العناصر المادية والمعنوية لممحؿ في المادة ‪ 278‬منو التي تنص عمى أنو‬
‫" يشمؿ المحؿ التجاري إلزاميا عمالءه و شيرتو كما يشمؿ أيضا سائر األمواؿ األخرى‬
‫الالزمة الستغالؿ المحؿ التجاري كعنواف المحؿ واإلسـ التجاري والحؽ في اإليجار‬
‫والمعدات واآلالت والبضائع وحؽ الممكية الصناعية والتجارية ‪ .‬كؿ ذلؾ ما لـ ينص‬
‫عمى خالؼ ذلؾ" ‪.‬‬
‫وبذلؾ يكوف المشرع الجزائري أفصح عف العناصر المختمفة في تكويف المحؿ‬
‫التجاري ومف ثـ فيو يشمؿ العناصر المادية والمعنوية معا‪ ،‬وبالت كيد عمى عنصر‬
‫اإلتصاؿ بالعمالء واعتبر إلزاميا وجوىريا‪ ،‬بما لو مف قيمة إقتصادية في وجود‬
‫واستمرار المحؿ التجاري وإلرتب اطو بالعناصر األخرى‪ ،‬ألف تجريد المحؿ التجاري مف‬
‫عناصره الجوىرية و األساسية يفقد الوصؼ القانوني لممحؿ التجاري‪.3‬‬
‫وعمى الرغـ مف تنظيـ المحؿ التجاري بموجب أحكاـ قانونية خاصة‪ ،‬إال أف‬
‫مفيومو ال يزاؿ غامضا ومبيـ‪ ،‬وعمى الرغـ مف دراسات الفقو وكثرة األحكاـ القضائية‬
‫في ىذا المجاؿ‪ ،‬تـ التوصؿ إلى إجماع الوحيد في ىذا الموضوع بإعتبار عنصر‬
‫اإلتصاؿ بالعمالء ىو ركف جوىري المكوف لممحؿ التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد زايدي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 78‬مف األمر رقـ ‪ 59/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمف القانوف التجاري‬
‫‪.2015‬‬ ‫المعدؿ والمتمـ‪ ،‬بموجب القانوف رقـ ‪ 20/15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ 3‬خالد زايدي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫فالمحؿ التجاري بوصفو سمة مف سمات الحياة اإلقتصادية ومحو ار لمتصرفات‬
‫القانونية كالبيع والرىف‪ ،‬لـ يعرؼ صورة أخرى مف صور التصرفات القانونية إال في‬
‫وقت مت خر‪ ،‬ىذه الصورة ىي ت جير ىذا المحؿ مف أجؿ إستغاللو مف قبؿ شخص مف‬
‫الغير يدعى المست جر أو المدير الحر أو المست جر المسير‪.1‬‬
‫ولقد نظـ المشرع الفرنسي أحكاـ عقد تسيير المحؿ التجاري بالقانوف رقـ ‪-56‬‬
‫‪ 277‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ ، 21956‬بموجبو ألغى القرار ‪ 22‬سبتمبر ‪1953‬‬
‫الذي يعتبر أوؿ نص تشريعي نظـ أحكاـ عقد التسيير الحر ‪.‬‬
‫أما عف المشرع الجزائري‪ ،‬فقد نظـ أحكاـ عقد التسيير الحر‪ -‬ت جير التسيير في‬
‫المواد مف ‪ 203‬إلى ‪ 214‬مف األمر رقـ ‪ 59- 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪1975‬‬
‫المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬مع العمـ أف ىذا العقد يخضع لألحكاـ العامة الواردة في‬
‫القانوف المدني المتعمقة بصحة العقود مف جية وبعقد إيجار األشياء مف جية أخرى‪. 3‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف إيجار التسيير الحر عقد حديثا نسبيا يرجع سبب ظيوره‬
‫إلى وجود فكرة ممكية المحؿ التجاري المتميزة عف إستغاللو‪ ،‬ويالقي ىذا العقد إنتشا ار‬
‫يتوقع لو التزايد في ظؿ تزايد اإلتجاه إلى النظاـ اإلقتصادي الحر‪ ،4‬وعادة ما يقوـ‬
‫مالؾ المحؿ التجاري بإستثماره و إدارتو بنفسو‪ ،‬و لكف تحوؿ أسباب كثيرة دوف ذلؾ‬
‫منيا مرضو أو عجزه عف العمؿ أو إنتقاؿ المحؿ التجاري إلى شخص قاصر عف‬
‫طريؽ الميراث أو الوصية أو اليبة دوف أف يمتمؾ الخبرة الكافية إلستثمار ىذا المحؿ‬

‫‪ 1‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬ت جير المحؿ التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الراية لمنشر والتوزيع‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.16 - 15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪LOI N°56-277 DU 20 MARS 1956 RELATIVE A LA LOCATION-GERANCE DES‬‬
‫‪FONDS DE COMMERCE ET DES ETABLISSEMENTS ARTISANAUX,‬‬
‫‪ 3‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪4‬‬
‫المعتصـ باهلل الغرياني‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2005 ،‬ص‬
‫ص‪.287- 286‬‬
‫‪3‬‬
‫ومف األسباب أيضا أف يكوف لممالؾ لديو أكثر مف فرع لمحمو التجاري وال يممؾ الوقت‬
‫الكافي إلدارتيا واستثمارىا جميعا بنفسو إلى غير ذلؾ مف األسباب‪. 1‬‬
‫كمػػا إف إختيػػاري لموضػػوع عقػػد التسػػيير الحػػر مبنػػي عمػػى عػػدة دوافػػع منيػػا ذاتيػػة‬
‫تكمػف فػي الفضػوؿ ومعرفػة جزئيػات ىػذا العقػد‪ ،‬و الميػؿ الشخصػي لنػوع الد ارسػة التػي‬
‫حسب إطالعي أنيا لـ ت خذ حقيا في البحث العممي‪.‬‬
‫ومنيا موضوعي بناء عمى التطور التشريعي الذي شيده ىػذا العقػد فػي فرنسػا مػف‬
‫خػالؿ التعػديؿ األخيػر لمقػانوف التجػاري سػنة ‪ ،2004‬وكػذا التعػديؿ األخيػر الػذي قػاـ بػو‬
‫المشػػرع الج ازئػػري بإصػػدار قػػانوف جديػػد رقػػـ ‪ 05/07‬المػػؤرخ فػػي ‪ 2007/05/13‬عػػدؿ‬
‫بموجب ػػو أحك ػػاـ األم ػػر رق ػػـ ‪ 58/75‬المتض ػػمف الق ػػانوف الم ػػدني‪ ،‬و ذل ػػؾ أف ج ػػؿ المػ ػواد‬
‫المتعمقػػة باإليجػػار‪ ،‬إف لػػـ نقػػؿ كميػػا‪ ،‬قػػد لحقيػػا التعػػديؿ أو اإللغػػاء‪ 2‬وىػػو القػػانوف الػػذي‬
‫ركػػزت عميػػو فػػي بحثػػي‪ ،‬و ذلػػؾ فػػي حالػػة عػػدـ وجػػود نػػص خػػاص فػػي القػػانوف التجػػاري‬
‫المنظـ لعقد التسيير الحر ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إلغاء المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 41 -97‬المؤرخ في ‪ 18‬جانفي‬
‫‪ 1997‬المتعمؽ بشروط القيد في السجؿ التجاري بصدور المرسوـ التنفيذي رقـ ‪-15‬‬
‫‪ 111‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ 2015‬المتعمؽ بالقيد وتعديؿ والشطب في السجؿ التجاري‬
‫الذي نص عمى كيفية القيد و التعديؿ والشطب في السجؿ التجاري بالنسبة لطرفي عقد‬
‫تسيير الحر (المؤجر و المست جر المسير) وىذا المرسوـ تطرقت إليو بالتفصيؿ فيما‬
‫يخص شير عقد التسيير الحر‪.‬‬

‫‪ 1‬حمو أبو الحمو‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬النشرة العربية المتحدة لمتسويؽ والتوريدات بالتعاوف مع جامعة‬
‫القدس المفتوحة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.231- 230‬‬
‫‪2‬‬
‫لـ يبقى لممشرع سوى ‪ 08‬مواد مف أصؿ ‪ 68‬مادة لـ يمحقيا التعديؿ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وكذلؾ التطور الذي تشيده الجزائر مف خالؿ تبنييا نظاـ اإلقتصاد السوؽ‬
‫وتحضي ار إلنضماميا لممنظمة لمعالمية لمتجارة‪ ،‬مما يقتضي تعديؿ القانوف التجاري‬
‫وخاصة المواد التي تنظـ عقد التسيير الحر بما يتماشى والظروؼ اإلقتصادية الراىنة‪.‬‬
‫وبالرغـ مف األىمية البالغة التي يكتسييا الموضوع عقد التسيير الحر عمى‬
‫المستوييف النظري والتطبيقي‪،‬ألنو لـ ي تي مف العدـ بؿ إف ىناؾ أسباب وفوائد تنتج‬
‫عف األخذ بيذا العقد في الحياة التجارية بالنسبة لمالؾ المحؿ التجاري أو بالنسبة‬
‫لمست جره‪ ،‬إال أنو لـ يحضا بالدراسة الوافية وذلؾ لندرة الدراسات العممية المتخصصة‬
‫في ىذا الموضوع خاصة في الفقو العربي ما عدا بعض الدراسات األكاديمية التي‬
‫تناولت ىذا العقد‪.1‬‬
‫أما الصعوبات التي واجيتني تتمثؿ بالدرجة األولى في قمة المراجع العممية‬
‫الجزائرية في ىذا المجاؿ فمـ نجد كتبا متخصصة في ىذا الموضوع‪ ،‬كما أف األحكاـ‬
‫القضائية في الجزائر التي تناولت عقد التسيير الحر قميمة جدا‪ ،‬راجع ذلؾ حسب رأي‬
‫في قمة إبراـ ىذا العقد‪ ،‬ويترتب عميو قمة المنازعات التجارية‪.‬‬
‫إف البحث عف مكانة عقد التسيير الحر ييدؼ في النياية إلى تحقيؽ أىداؼ‬
‫عممية وعممية‪ ،‬فعف األىداؼ العممية تتمثؿ في المساىمة في فتح مجاؿ لمغير مف‬
‫الدارسيف والباحثيف في ىذا الموضوع‪ ،‬أما األىداؼ العممية تتمثؿ في إجراء تحميؿ‬
‫قانوني لمنصوص المنظمة لعقد التسيير الحر في القانوف التجاري والقواعد العامة‬
‫لمقانوف المدني في عقد اإليجار‪ ،‬لموصوؿ إلى نتائج منطقية‪ ،‬يتـ مف خالليا تقديـ‬
‫توصيات التي يمكف تطبيقيا عمميا‪ ،‬حتى يتـ تشجيع التجار عمى إبراـ ىذا العقد‪.‬‬
‫وليذه األسباب وتمؾ إرت يت إختياره ليكوف موضوع بحثي الذي س حاوؿ دراسة‬
‫المسائؿ المتصمة بو والبحث عف اإلجابة عمى اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 407‬إلى غاية ص ‪ ،606‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 15‬وما يمييا‪ ،‬نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 127‬الى غاية ص ‪.156‬‬
‫‪5‬‬
‫ماىي األحكاـ القانونية التي يخضع ليا عقد التسيير الحر؟ ىؿ كاف المشرع‬
‫الجزائري مف خالؿ النص عمى عقد التسيير الحر في األمر رقـ ‪ 59/75‬المؤرخ في‬
‫‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ كافية لبموغ اليدؼ‬
‫المنشود في ىذا العقد الذي يتمثؿ في إيجار تسيير المحالت التجارية و المؤسسات‬
‫الحرفية‪ ،‬أـ أنو ال يزاؿ يتعيف عمى المشرع الجزائري إعادة النظر فيو ؟ ‪.‬‬
‫ويندرج تحت ىذه اإلشكالية عددا مف التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫ما مفيوـ عقد التسيير الحر؟‬
‫ماىي شروط تكويف عقد التسيير الحر؟ فيؿ يكفي توافر الشروط التي تتطمبيا‬
‫معظـ العقود أـ البد مف توافر شروط خاصة في القانوف التجاري وما جزاء تخمؼ ىذه‬
‫الشروط؟‬
‫إذا قاـ عقد التسيير الحر وتوافرت لو الشروط الموضوعية والشكمية حتما سيرتب‬
‫آثار قانونية بيف طرفيو مف جية وتجاه الغير مف جية أخرى فما ىي آثاره؟‪.‬‬
‫في حالة ت جير تسيير المحؿ التجاري‪ ،‬مف يكوف المسئوؿ عما ينش عف‬
‫إستغالؿ المحؿ مف ديونو ؟‬
‫كيؼ يقوـ المست جر المسير بإستغالؿ المحؿ التجاري في حالة بيعو مف طرؼ‬
‫المؤجر بالتسيير (مالؾ المحؿ)؟‬
‫إف كؿ عقد لو أسباب تؤدي إلى إنتيائو‪ ،‬فيؿ ينتيي عقد التسيير الحر بنفس‬
‫أسباب إنقضاء عقد اإليجار وفؽ القواعد العامة أـ ىناؾ أسباب خاصة تؤدي إلى‬
‫إنقضائو؟ و ماىي اآلثار المترتبة عمى إنتيائو؟‬
‫لإلجابة عف ىذه اإلشكالية و التساؤالت أعتمدت عمى المنيج التحميمي بدراسة‬
‫تحميمية لمنصوص القانوف التجاري المنظمة لعقد التسيير الحر مدعما ذلؾ بالق اررات‬
‫الصادرة عف المحكمة العميا (الغرفة التجارية والبحرية) التي تناولت ىذا الموضوع‪ ،‬و‬

‫‪6‬‬
‫إستعنت ببعض المراجع بالمغة العربية‪ ،‬منيا ما يتعمؽ بالموضوع مباشرة ومنيا ما‬
‫يتعمؽ بالقواعد العامة‪ ،‬وببعض المراجع بالمغة الفرنسية التي تخدـ الموضوع‪.‬‬
‫وكما أستعنت بالمنيج المقارف لممقارنة بالتشريعات المقارنة وخاصة بيف التشريع‬
‫الجزائري والتشريع الفرنسي لموقوؼ عمى مجاؿ اإلتفاؽ واإلختالؼ حوؿ موضوع‬
‫البحث‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ أف يكوف البحث كامال في كافة جوانبو‪.‬‬
‫وقد إقتضت دراسة ىذا الموضوع أف تكوف خطة ىذا البحث مقسمة إلى ثالث‬
‫فصوؿ‪ ،‬وكؿ فصؿ قسمتو إلى مبحثيف أساسيف‪ ،‬مراعيا في ذلؾ التوازف الييكمي‬
‫والترتيب المنيجي لمخطة‪.‬‬
‫الفصؿ األوؿ تناولت فيو تكويف عقد التسيير الحر المقسـ إلى مبحثيف‬
‫خصصت المبحث األوؿ لدراسة أحكاـ عقد التسيير الحر‪ ،‬ثـ المبحث الثاني شروط‬
‫تكويف عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫الفصؿ الثاني تطرقت فيو إلى آثار عقد التسيير الحر الذي يندرج في مبحثيف‬
‫المبحث األوؿ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة لألطراؼ المتعاقدة‪ ،‬المبحث الثاني آثار‬
‫عقد التسيير الحر بالنسبة لمغير‪.‬‬
‫وفي الفصؿ الثالث تعرضت إلى إنتياء عقد التسيير الحر تـ تقسيمو‬
‫إلى مبحثيف‪ ،‬المبحث األوؿ أسباب إنقضاء عقد التسيير الحر أما المبحث الثاني‬
‫ندرس فيو آثار إنقضاء عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫وانتييت في الخاتمة إلى عرض بعض النتائج المتوصؿ إلييا حوؿ الموضوع‬
‫بصفة عامة‪ ،‬عارضا عمى المشرع بعض التوصيات التي يستحسف إدخاليا عمى الباب‬
‫الثاني مف الكتاب الثاني في القانوف التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬
‫تكوين عقد التسيير الحر‬
‫يعتبر المحؿ التجاري ممكية غير مادية وقيمتو متعمقة ب ىمية الزبائف المتعامميف‬
‫معو وأف عمالئو مرتبطيف خاصة بالميزات الشخصية لمتاجر وبعناصر أخرى ليس ليا‬
‫أية عالقة شخصية ومما الشؾ فيو أف قيمة المحؿ تتعمؽ في بعض األحياف بالمكاف‬
‫المختار كمحالت البيع بالتجزئة‪ ،‬أو بعنواف المحؿ الذي يشيد إليو الجميور أو كذلؾ‬
‫بكيفية وأىمية األجيزة المستعممة وىذا ما يؤدي بالقوؿ ب ف المحؿ التجاري لو قيمة‬
‫ذاتية ألنو قابؿ فصمو عف الشخص الذي يستغمو‪.1‬‬
‫يمج مالؾ المتجر في بعض األحياف إلى ت جير إستغالؿ متجره كمية إلى مدير‬
‫يستغؿ بإدارتو بإسـ ولحساب ىذا األخير مقابؿ عائد متفؽ عميو ويتـ ت جير إستغالؿ‬
‫بعقد يطمؽ عميو اإلدارة الحرة لممتجر أو ت جير إستغالؿ المتجر‪. 2‬‬
‫إف البحث في عقد التسيير الحر يستوجب عمينا أف نحدد مفيوـ ىذا العقد وبياف‬
‫طبيعتو القانونية ثـ نتطرؽ إلى شروط تكوينو وليذا تـ تقسيـ الفصؿ األوؿ إلى مبحثيف‬
‫نتناوؿ في المبحث األوؿ أحكاـ عقد التسيير الحر والمبحث الثاني شروط تكويف عقد‬
‫التسيير الحر‪.‬‬

‫‪ 1‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامؿ في القانوف التجاري – المحؿ التجاري والحقوؽ الفكرية ) القسـ األوؿ‬
‫المحؿ التجاري عناصره‪ ،‬طبيعتو القانونية والعمميات الواردة عميو(‪ ،‬نشر وتوزيع إبف خمدوف‬
‫الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.413 - 412‬‬
‫‪8‬‬
‫المبحث األول‬
‫أحكام عقد التسيير الحر‬
‫لقد خص المشرع الجزائري عقد التسيير الحر ب حكاـ خاصة في القانوف‬
‫التجاري‪ ،‬إال أنو لـ ينظـ جميع األحكاـ المرتبطة بيذا العقد‪ ،‬مما يقتضي الرجوع‬
‫بش نيا إلى القواعد العامة في القانوف المدني‪ ،‬األمر الذي يفرض عمينا تحديد مفيوـ‬
‫عقد التسيير الحر في المطمب األوؿ والطبيعة القانونية وتمييزه عف باقي العقود‬
‫المشابية لو في المطمب الثاني ‪.‬‬
‫المطمب األول‬
‫مفيوم عقد التسيير الحر‬
‫إف مفيوـ عقد التسيير الحر يقتضي البحث عف تعريفو (الفرع األوؿ) و‬
‫خصائصو (الفرع الثاني) ثـ مجاالت تطبيقاتو (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف عقد التسيير الحر‬
‫عرفو المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 203‬مف التقنيف التجاري ب نو " كؿ عقد‬
‫أو إتفاؽ يتنازؿ بواسطتيما المالؾ أو المستغؿ لمحؿ تجاري عف كؿ أو جزء مف‬
‫الت جير لمسير بقصد إستغاللو عمى عيدتو"‪.1‬‬
‫مف خالؿ التعريؼ يتضح لنا أف عقد التسيير الحر أي ت جير التسيير عقد‬
‫إجارة أشياء (‪ ،)contrat de louage de choses‬فيو يعتبر إيجار حقيقي‪ ،‬وليذا‬
‫يسمى بعقد اإلدارة الحرة أو عقد التسيير الحر حيث يقوـ المست جر بإدارة المحؿ‬
‫التجاري ألجؿ إستثماره لحسابو الخاص وباسمو الشخصي وتبعا ليذا يتحمؿ أعباء ىذا‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 203‬مف القانوف التجاري المعدؿ و المتمـ‬
‫‪9‬‬
‫التسيير وتسمى ىذه اإلدارة الحرة ألف لممست جر المسير حرية تامة في التسيير‪ ،‬فال‬
‫يخضع لرقابة مالؾ المحؿ التجاري و ال إلشرافو‪.1‬‬
‫و ال ييػػـ أف يػػرد تػ جير التسػػيير عمػػى المحػػؿ بكاممػػو أو عمػػى جػػزء منػػو‪ ،‬كمػػا إذا‬
‫قػاـ مالػػؾ مصػنع بتػ جير إحػػدى الورشػات ‪ ،ATELIERS‬أو قػػاـ صػاحب محػػؿ بتػ جير‬
‫أحد أقسامو‪. 2‬‬
‫ونظـ المشرع الفرنسي عقد التسيير الحر في القانوف رقـ ‪ 277/56‬المؤرخ في‬
‫‪ 20‬مارس ‪ 1956‬المتضمف ت جير المحالت التجارية و المؤسسات الحرفية الذي‬
‫أصبحت تحكمو اآلف المواد مف ‪ 1-144‬إلى ‪ 13-144‬مف القانوف التجاري الفرنسي‬
‫وتـ تعريؼ ىذا العقد مف خالؿ المادة األولى مف القانوف ‪ 20‬مارس ‪ 1956‬التي‬
‫تقابميا المادة ‪ 1-144‬مف القانوف التجاري الفرنسي" عمى أنو العقد الذي بواسطتو‬
‫يتنازؿ مالؾ أو مستغؿ المحؿ أو المنشاة الحرفية بصفة كمية أو جزئية قصد ت جير‬
‫لمسير يقوـ باستغاللو وباسمو ولحسابو"‪.3‬‬
‫ونستشؼ مف ىذه المادة أف المشرع الفرنسي نص صراحة عمى ت جير‬
‫المؤسسات الحرفية إلى جانب المحالت التجارية خالفا لممشرع الجزائري في المادة‬
‫‪ 203‬مف القانوف التجاري لـ يشير إلى المؤسسات ذات طابع حرفي إال مف خالؿ‬
‫الفقرة الثانية مف المادة ‪ 203‬مف نفس القانوف لما نص عمى إكتساب المست جر المسير‬
‫صفة التاجر أو الحرفي إذا كاف األمر يتعمؽ بمؤسسة ذات طابع حرفي‪.‬‬
‫وأما القضاء الجزائري لـ يتطرؽ إلى تعريؼ عقد التسيير الحر وانما استعمؿ‬
‫في مختمؼ ق ارراتو مف خالؿ القضايا التي عرضت عميو بإطالؽ إسـ عمى ىذا العقد‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪285‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪132 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪L144-1 “ LE CONTRAT PAR LEQUEL LE PROPRIETAIRE OU L’EXPLOITANT‬‬
‫‪D’UN FONDS DE COMMERCE OU D’UN ETABLISSEMENT ARTISANAL EN‬‬
‫‪CONCEDE TOTALEMENT OU PARTIELLEMENT LA LOCATION A UN‬‬
‫» ‪GERANT A SES RISQUES ET PERILS‬‬

‫‪11‬‬
‫باعتباره األصؿ التجاري أو عقد ت جير التسيير أو عقد التسيير الحر التي تتضمف نوع‬
‫ىذا العقد ىو إيجار القاعد التجارية وأغمب ق ارراتو يستعمؿ عقد التسيير الحر‪.1‬‬
‫يتضح مما سبؽ ذكره يمكف تعريؼ عقد التسيير الحر ىو ذلؾ العقد الذي‬
‫بمقتضاه أف يتنازؿ مالؾ المحؿ التجاري بصفتو مؤجر عف حقو في إستغالؿ محمو‬
‫التجاري كميا أو جزئيا المست جر المسير‪ ،‬مع إحتفاضو بحؽ الممكية خالؿ مدة محددة‬
‫مقابؿ بدؿ اإليجار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫خصائص عقد التسيير الحر‬
‫يتميز عقد التسيير الحر بمجموعة مف الخصائص التي تميزه عف باقي العقود‬
‫أىميا أنو مف العقود الشكمية (أوال) و مف العقود التجارية (ثانيا) أنو يقوـ عمى اإلعتبار‬
‫الشخصي في جانب المسير (ثالثا) و أنو يرد عمى محؿ تجاري (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد التسيير الحر من العقود الشكمية‬
‫المشرع ال ّشكمية في العقود ىو حالة إستثنائية‪ ،2‬و إف األصؿ في‬
‫ّ‬ ‫إف اشتراط‬
‫ّ‬
‫العقود مبدأ الرضائية‪ ،‬وأف الشكمية ماىي إال استثناء بمقتضى نص مف القانوف يوجب‬
‫إستعماليا فالشكمية ال تغني عف اإلرادة أي ال تنفي عف العقد صفة الرضائية بؿ‬
‫الغرض منيا إفراغ ىذا التراضي بعد استيفائو في شكؿ كتابي رسم ػي لحماية المتعاقد‬

‫‪1‬‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬ؽ‪.‬غ ‪.‬ت‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1985/06/29‬ممؼ رقـ ‪ ،36164‬ـ‪ .‬ؽ‪1989 ،‬‬
‫ع ‪ ، 3‬ص ‪ ،116‬المحكمة العميا‪ ،‬ؽ ‪.‬غ‪ .‬ت‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1993/05/14‬ممؼ رقـ ‪57842‬‬
‫ـ‪ .‬ؽ‪،1993 ،‬ع ‪ ،1‬ص‪ ، 82‬المحكمة العميا‪،‬ؽ ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1989/02/19‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ،55622‬ـ‪ .‬ؽ‪، 1990،‬ع ‪ ،3‬ص‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫‪NEBILA MEZGHANI, DROIT COMMERCIALE, ACTES DE COMMERCES,‬‬
‫‪COMMERÇANTS FONDS DE COMMERCE , 2EME ED, C.P.U, 2006, P.252.‬‬

‫‪11‬‬
‫وتنبييو إلى خطورة التصرؼ الذي يجريو ‪ ،‬وكذا إعالـ الغير بحصوؿ العقد‪ ،1‬لذلؾ‬
‫فرض المشرع الجزائري إفراغ عقد التسيير الحر في شكؿ رسمي في نص المادة ‪203‬‬
‫مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج"‪...‬يحرر كؿ عقد تسيير في شكؿ رسمي ‪ ،" ..‬أي يجب أف يكوف العقد‬
‫محر ار في شكؿ رسمي ‪.‬‬
‫وعميو فإف العقد الشكمي يجب أف يكوف مكتوبا‪ ،‬واال كاف باطال بطالنا مطمقا‬
‫وال يقبؿ في إثباتو بيف طرفيو غير الكتابة الرسمية فال يجوز ليما اإلتفاؽ عمى غير‬
‫ذلؾ‪ ، 2‬ىذا ما أكده المشرع الجزائري في نفس القاعدة في المادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬مف‬
‫ؽ‪.‬ـ‪.‬ج التي تنص عمى أنو " يجب تحت طائمة البطالف تحرير العقود التي تتضمف‬
‫نقؿ ممكية عقار أو حقوؽ عقارية أو محال تجارية ‪.....‬أو عقود تسيير محالت تجارية‬
‫في شكؿ رسمي"‪. 3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عقد تسيير الحر من العقود التجارية‬
‫األصػؿ في عقد التسيير الحر أنو تجاري بالتبعية إال أنو يكوف عمال تجاريا‬
‫بالطبيعة بالنسبة لممسير الحر و مستغػ ػؿ المحؿ التجاري (األصؿ التجاري)‪ ،‬كم ػا يكوف‬
‫عمال مدنيا بالنسبة لممؤجر الذي ال يعتبر تاج ار ولـ يسبؽ لو أف إستغؿ األصؿ‬
‫التجاري و إنما إنتقؿ إليو عف طريؽ اإلرث‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫العربي بمحاج‪ ،‬نظرية العقد في القانوف المدني الجزائري‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬مف القانوف المدني أضيفت بموجب القانوف رقـ ‪ 14-88‬المؤرخ في ‪03‬‬
‫ماي ‪(،1988‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع‪ ،18.‬ص ‪ ،)749‬المعدؿ والمتمـ لألمر رقـ ‪ 58/75‬المتضمف القانوف‬
‫المدني المعدؿ والمتمـ ‪.‬‬
‫‪ 4‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬التشريعات التجارية‪ ،‬دار اإلعصار العممي لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‬
‫األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪16‬‬
‫يطبؽ بش ف تجارية عقد ت جير استغالؿ المتجر األحكاـ العامة في نظرية‬
‫األعماؿ التجارية فبالنسبة لممست جر االستغالؿ يعد العقد تجاريا دائما مف جانبو سواء‬
‫بناء عمى نظرية األعماؿ التجارية بطريؽ االحتراؼ ألنو استئجار بقصد احتراؼ‬
‫التجارة باإلضافة إلى تجارة العقد بالنسبة إليو ألف إستغالؿ المتجر باسمو ولحسابو‬
‫يكسب صفة التاجر‪. 1‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد تسيير الحر من العقود المؤسسة عمى اإلعتبار الشخصي‬
‫إف إعتبار عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري مف العقود القائمة عمى اإلعتبار‬
‫الشخصي والذي يكوف فيو المست جر شخصا معينا بذاتو يتعاقد معو مالؾ المحؿ‬
‫التجاري آخذا بعيف اإلعتبار نشاطو الشخصي وكفاءتو المينية يخضع لألحكاـ خاصة‬
‫تختمؼ عف تمؾ التي يخضع ليا عقد اإليجار العادي‪ ،2‬وتعتبر ىذه الخاصية أساسية‬
‫بالنسبة لعقد التسيير الحر ومف مظاىر خصوصية عمى أنيا مقصورة عمى إعتبار‬
‫الشخصي المسير الحر التي تقوـ بدور بارز في ىذا العقد وىي محؿ إعتبار فيو عمى‬
‫خالؼ مالؾ المحؿ التجاري الذي ال محؿ لإلعتبار الشخصي بالنسبة لو كقاعدة عامة‬
‫ألف العقد سيستمر في حالة وفاتو أو إنتقاؿ ممكية المحؿ التجاري لمغير بالبيع أو‬
‫بسبب مف أسباب إنتقاؿ الممكية‪.3‬‬
‫رابعا‪:‬عقد التسيير الحر يرد عمى المحل التجاري‬
‫إف ممكية المحؿ التجاري تبقى لممؤجر ألنو ىو الذي أنشا المحؿ كماؿ منقوؿ‬
‫معنوي عمى خالؼ التاجر المست جر لعقار في عالقتو بمؤجر العقار والخالؼ بينيما‬
‫في العيف المؤجرة ففي الوقت الذي نجد العيف المؤجرة في التسيير الحر ىي المحؿ‬

‫‪ 1‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.464 – 463‬‬


‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪89‬‬
‫‪3‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪84‬‬
‫‪13‬‬
‫التجاري بعناصره المعنوية والمادية‪ ،‬نجد في اإليجارات األخرى العيف المؤجرة ىي‬
‫العقار ‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫مجاالت تطبيق عقد التسيير الحر‬
‫لكوف عقد ا لتسيير الحر وما كاف ليظير إال بعد وجود فكرة ممكية المحؿ‬
‫التجاري المتميزة عف إستغاللو‪ ،‬ومف بيف حاالت ظيور ىذا العقد نخمصيا فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حالة تعدد المحالت التجارية‬
‫قد يممؾ التاجر محالت تجارية متعددة ومختمفة النشاط التجاري‪ ،‬ولكي ال‬
‫يختمط عميو األمر في إدارتيا و إستغالليا حسنا مع إبقاء كؿ ىذه المحالت قائمة‬
‫ومحافظة عمى جميع عناصرىا‪ ،2‬لكف ال يريد التاجر إغالؽ محمو التجاري نيائيا حتى‬
‫ال تنخفض قيمتو والقرار الم خوذ في ىذه الحالة ىو القياـ بعممية ت جير المحؿ التجاري‬
‫أي يمج إلى الغير مف أجؿ القياـ بيذا اإلستثمار‪. 3‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة ممكية المحل التجاري عمى الشيوع‬
‫قد يتوفى مالؾ المحؿ التجاري تاركا مجموعة مف الورثة‪ ،‬ونتيجة لعدـ إمكانية‬
‫تقسيمو عينا بيف الورثة بوصفو ماؿ منقوؿ معنوي غير قابؿ لتجزئة مف الناحية العممية‬
‫باإلمكاف تنازؿ جميع الورثة لصالح أحد الشركاء‪.4‬‬

‫‪ 1‬عمي بف غانـ‪ ،‬الوجيز في القانوف التجاري وقانوف األعماؿ‪ ،‬موفـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2002‬ص ‪. 206‬‬
‫‪ 2‬حمدي باشا عمر‪ ،‬القضاء التجاري‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر التوزيع‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬‬
‫ص ‪.151‬‬
‫‪3‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ 4‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬
‫‪14‬‬
‫وكذلؾ بسبب إنتقاؿ المحؿ التجاري إلى الورثة القصر حيث يتعذر عمييـ‬
‫إستغالؿ المتجر ب نفسيـ فيضطر صاحب المحؿ أف يمج إلى غيره مف أجؿ القياـ‬
‫بيذا اإلستغالؿ مقابؿ بدؿ اإليجار متفؽ عميو دوف أف تخرج ممكية المحؿ مف مالكيا‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة إفالس التاجر‬
‫لقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 277‬مف ؽ‪.‬ت الفقرة ‪ 02‬التي تنص عمى‬
‫أنو " في حالة اإلفالس‪ ،‬إذا ارت ى وكيؿ التفميسة إستغالؿ المحؿ التجاري ال يكوف لو‬
‫بعد إذف المحكمة بناءا عمى تقرير القاضي المنتدب بإثبات أف المصمحة العامة أو‬
‫مصمحة الدائنيف تقتضي الضرورة ذلؾ"‪ ،2‬يفيـ مف ىذا النص أنو قد يجوز لموكيؿ‬
‫المتصرؼ القضائي أف يستمر في إستغالؿ المحؿ التجاري شريطة أف يحصؿ عمى‬
‫إذف مف المحكمة بناءا عمى تقرير مف القاضي المنتدب وأيضا شريطة أف تتوافر‬
‫المصمحة العامة أو مصمحة الدائنيف في ىذا اإلستمرار‪.3‬‬
‫و لكي ال يستعمؿ ىذا اإلجراء لعرقمة إجراءات اإلفالس واإلضرار بجماعة الدائنيف‬
‫وذلؾ بت كيد الجية القضائية مف وجود مصمحة في الت جير ألنو مف دونيا يعتبر‬
‫اإليجار غير نافذ وخارجا عف صالحيات الوكيؿ القضائي ‪.4‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫الطبيعة القانونية لعقد التسيير الحر وتمييزه عن باقي العقود المشابية‬
‫مف خالؿ تحديد مفيوـ عقد التسيير الحر مف حيث تعريفو وتحديد خصائصو‬
‫يجب بياف طبيعتو القانونية في الفرع األوؿ وتمييزه عف باقي العقود المشابية لو في‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار عمورة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 277‬مف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ 3‬نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ 4‬حمدي بشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.152‬‬

‫‪15‬‬
‫الفرع األول‬
‫الطبيعة القانونية لعقد التسيير الحر‬
‫يعتبر التسيير الحر عقد إجارة األشياء يتميز بطابع خاص خاصيتو يشار إلييا‬
‫أنو ال يمكف اعتباره إيجار مف الباطف أي إيجار فرعي‪. 1‬‬
‫وفي ىذا السياؽ قضى مجمس األعمى في قرار رقـ ‪ 36596‬بتاريخ‬
‫‪ " 1985/07/13‬حيث أف قضاة الموضوع بماليـ مف سمطة في تقدير التعرؼ عمى‬
‫القصد المشترؾ الذي انصرفت إليو نية المتعاقديف وقت إبراـ االتفاؽ اعتبر أف األمر‬
‫يتعمؽ بإيجار تسيير حر ثابت بموجب عقد توثيقي منشور في جريدة اإلعالنات‬
‫الرسمية وليس بإيجار مف الباطف كما كيفو قاضي محكمة الدرجة األولى وكذلؾ قضاة‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫االستئناؼ‬
‫وأف الطبيعة القانونية إليجار التسيير أنيا عقد إيجار ماؿ منقوؿ معنوي‬
‫بمقتضاه يتنازؿ صاحب المحؿ التجاري كميا وجزئيا عف إستغالؿ المحؿ لفائدة‬
‫المست جر المسير الذي يستغؿ المحؿ التجاري بإعتباره تاجر لحسابو كما يتحمؿ‬
‫أخطار ونتائج اإلستغالؿ مع دفع مقابؿ لممؤجر مالؾ المحؿ التجاري‪.3‬‬
‫يستفاد مما تقدـ أنو يجب التمييز بيف تسيير المحؿ واستغاللو وممكيتو‪ ،‬حيث‬
‫جاء المشرع الجزائري بعبارة إيجار التسيير الحر بيدؼ تمييزىا عف عبارة التسيير‬
‫العادي‪ ،‬بما تحممو مف إستقاللية التاجر المست جر لمتسيير الحر وعدـ تبعيتو لمتاجر‬
‫المؤجر لمتسيير الحر‪.4‬‬

‫‪ 1‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.268‬‬


‫‪ 2‬المجمس األعمى‪ ،‬ؽ‪.‬غ‪ .‬ت‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1985/07/13‬ممؼ رقـ‪،36596‬ـ‪ .‬ؽ ‪،1989‬ع‪03.‬‬
‫ص‪. 90‬‬
‫‪3‬‬
‫عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪.205‬‬
‫‪ 4‬خالد زايدي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪16‬‬
‫فينبغي التذكير ب ف عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري يعد عمال تجاريا بحسب‬
‫الشكؿ حيث تسري عميو المادة ‪ 03‬مف القانوف التجاري‪ 1‬التي تمنح الطابع التجاري‬
‫بحسب الشكؿ لكافة العمميات الواردة عمى المحاؿ التجارية‪.2‬‬
‫ونظ ار ألىمية وخصوصية ىذا العقد فإف المشرع لـ يترؾ تنظيمو ألحكاـ القواعد‬
‫العامة‪ ،‬وألحكاـ إيجار العقارات مف أجؿ النشاط التجاري وانما نظمو ب حكاـ خاصة‬
‫جاءت في الباب الثاني مف الكتاب الثاني مف القانوف التجاري الجزائري تحت عنواف‬
‫" التسيير الحر أو ت جير التسيير" وخصص لو المشرع الجزائري في ىذا الباب المواد‬
‫مف ‪ 203‬إلى ‪. 3214‬‬
‫وى ػ ػ ػػذا م ػ ػ ػػا أكدت ػ ػ ػػو المحكم ػ ػ ػػة العمي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي قرارى ػ ػ ػػا رق ػ ػ ػػـ ‪ 148497‬م ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي‬
‫‪ 41997/03/18‬حيث قضت ب نو " مف المقػرر قانونػا أف التنبيػو بػاإلخالء ال يكػوف إال‬
‫ف ػػي عق ػػد اإليج ػػار التج ػػاري ولم ػػا ك ػػاف م ػػف ثابت ػػا – ف ػػي قض ػػية الح ػػاؿ – أف المطع ػػوف‬
‫ضػدىا أجػرت المحػػؿ التجػاري ألخييػػا‪ ،‬ولمػا أخػؿ بالتزاماتػػو شػطب التسػػجيؿ مػف السػػجؿ‬
‫التجاري بمعنى أف النشاط التجاري كاف بإسميا – فقدر قضاة المجمس بموجب سػمطتيـ‬
‫التقديريػػة ب ػ ف العالقػػة ىػػي عالقػػة تسػػيير الحػػر وليسػػت عالقػػة إيجػػار مسػػتبعديف بػػذلؾ‬
‫تطبيػػؽ المػػادة ‪ 173‬مػػف القػػانوف التجػػاري‪ ،‬وعميػػو فػػإف طمػػب إخػػالء المحػػؿ ال يسػػتوجب‬
‫تنبييا باإلخالء"‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 03‬مف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ 3‬عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪4‬‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬ؽ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1997/03/18‬ممؼ رقـ ‪ ،148497‬مجمة االجتياد‬
‫القضائي‪ ،‬عدد خاص ‪ ،‬ص ‪ ،120‬نقال عف حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪17‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تمييز عقد التسيير الحر عن بعض العقود المشابية لو‬
‫إف تمييز عقد التسيير الحر عف باقي العقود وخاصة التي تثار منازعات أماـ‬
‫القضاء في تكييؼ العقد الواجب التطبيؽ‪ ،‬مف الواجب عمى القضاة تفسير العقد حسب‬
‫اتفاؽ األطراؼ وىذا ما جاءت بو المحكمة العميا في قرارىا رقـ ‪ 80816‬مؤرخ في‬
‫‪ ،11991/06/16‬حيث قضت "مف المقرر قانونا أنو ال يجوز لمقاضي أف يفسر نوعية‬
‫العقد بصفة مختمفة التي أعطى لو مف طرؼ المتعاقديف "وعميو سنتناوؿ التمييز بيف‬
‫عقد التسيير الحر وعقد اإليجار التجاري (أوال) وعقد اإليجار مف الباطف (ثانيا)‪ ،‬ثـ‬
‫عقد التسيير في القانوف المدني(ثالث)‪.‬‬
‫الحر عن اإليجار التّجاري‬
‫أوال‪ :‬تمييز عقد التّسيير ّ‬
‫عقد اإليجار التجاري ىو العقد الذي يتفؽ فيو صاحب العقار أي المؤجر عمى‬
‫منح إنتفاع ىذا العقار لصاحب المحؿ التجاري بصفتو مست جر ليذه األماكف مقابؿ‬
‫دفع ثمف معيف يسمى بدؿ اإليجار‪ ،2‬وذلؾ يمكف القوؿ أف اإليجار التجاري عقد يتعمؽ‬
‫‪3‬‬
‫بالمحالت أو العما ارت و ينصب مضمونو عمى نشاط تجاري أو حرفي أو صناعي‬
‫المادة ‪ 4169‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬أما عقد التسيير الحر ىو عقد إيجار حقيقي‬
‫وفؽ ما قضت بو ّ‬
‫وارد عمى منقوؿ معنوي‪.1‬‬

‫‪ 1‬المحكمة العميا‪ ،‬ؽ غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1991/06/16‬ممؼ رقـ ‪،80816‬ـ ‪ .‬ؽ‪1993 ،‬‬
‫ع ‪ ، 4‬ص ‪. 151‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪3‬‬
‫نسريف شريفي‪ (،‬األعماؿ التجارية ‪ -‬التاجر ‪ -‬المحؿ التجاري )‪ ،‬دار بمقيس لمنشر دار البيضاء‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2013 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪4‬‬
‫تطبؽ األحكاـ التّالية‬
‫النحو اآلتي‪ّ ":‬‬
‫المادة ‪ 169‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج مف قانوف رقـ‪ 02-05‬عمى ّ‬ ‫يجري نص ّ‬
‫المحالت التّي يستغ ّؿ فييا مح ّؿ تجاري سواء كاف ىذا األخير ممموكا‬
‫ّ‬ ‫عمى إيجار العمارات أو‬
‫‪18‬‬
‫ويعتبر عنصر اإلتصاؿ بالعمالء جزءا مف محؿ عقد ت جير تسيير محؿ تجاري‬
‫عمى خالؼ عقد اإليجار التجاري فإف محؿ العقد عمى العقار دوف أف يشتمؿ عمى‬
‫عنصر اإلتصاؿ بالعمالء‪ ، 2‬فإذا إنعدـ عنصر الزبائف فإف العقد ال يصح وألف ىذا‬
‫الشرط يعد جوىريا ومف خاللو يمكف التفرقة بيف إيجار التسيير الحر واإليجار التجاري‬
‫(إيجار األمكنة لممارسة التجارة)‪. 3‬‬
‫الحر و اإليجار من الباطن ‪sous-location‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز عقد التّسيير ّ‬
‫اإليجار مف الباطف يعني إقداـ المؤجر األصمي – التاجر‪ -‬والذي يستغؿ محال‬
‫‪4‬‬
‫ألغراضو التجارية إلى التخمي عنو كميا أو جزئيا لفائدة مست جر فرعي أو مف الباطف‬
‫وأف التنازؿ يكمف في اإلنتفاع بالعقار دوف أف يتعمؽ األمر بالمحؿ التجاري‪ ،‬وحسب‬
‫المادة ‪ 188‬مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج ال يقع صحيحا ما لـ يوافؽ المؤجر عمى التوليو صراحة أو‬
‫إشترط خالؼ لذلؾ‪ ،‬أما في التسيير الحر فبإمكاف مالؾ المحؿ إيجاره لمغير الذي‬
‫ينتقؿ إليو المحؿ عمى سبيؿ اإلدارة و المنفعة‪. 5‬‬
‫واذا تضمف عقد اإليجار التجاري شرطا يمنع المست جر مف ت جير العقار‬
‫المخصص لمتجارة مف الباطف‪ ،‬فإف ىذا الشرط ال يمس عقد ت جير تسيير المحؿ‬

‫سجؿ‬
‫السجؿ التجاري أوفي ّ‬
‫مقيديف قانونا في ّ‬
‫لتاجر أو لصناعي أو لحرفي أو لمؤسسة حرفية ّ‬
‫الصناعات التقميدية حسب الحالة"‪.‬‬
‫الحرؼ و ّ‬
‫‪ 1‬سمماف بوذياب‪ ،‬مبادئ القانوف التجاري (التجارة والتاجر – المؤسسة التجارية – النظرية العامة‬
‫لمشركات)‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة االولى‪2003 ،‬‬
‫ص ‪.205‬‬
‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ 3‬محمد معاصمي‪ ،‬الجوانب العقابية لعقد الت جير ت جير التسيير و التسيير الحر و آثاره القانونية‬
‫(الجزء الثاني) ‪ ،‬مجمة الموثؽ ‪ ،‬ع ‪ ، 1998 ، 02‬ص ‪.17‬‬
‫‪4‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪5‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬الصفحة نفسيا‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫التجاري‪ ،‬أي أف لمست جر العقار أف يقوـ بت جير محمو التجاري‪ ،‬إال إذا إشترط مالؾ‬
‫العقار في عقد اإليجار التجاري عمى المست جر عدـ إستعماؿ عقاره مف قبؿ شخص‬
‫اخر – ىنا تؤخذ شخصية المست جر بعيف اإلعتبار – ففي ىذه الحالة فقط يمنع عميو‬
‫ت جير تسيير محمو التجاري‪.1‬‬
‫الحر عن عقد التّسيير في القانون المدني‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز عقد التّسيير ّ‬
‫عقد التّسيير في القانوف المدني الجزائري عرفتو المادة ‪ 01‬مف الفصؿ األوؿ‬
‫‪2‬‬
‫مسي ار‬
‫يسمى ّ‬
‫مكرر ‪ 1‬ىو العقد الذي يمتزـ بموجبو متعامؿ يتمتع بشيرة معترؼ بيا ّ‬
‫إقتصادية أو شركة مختمطة اإلقتصاد بتسيير كؿ أمالكيا أو‬
‫ّ‬ ‫عمومية أو‬
‫ّ‬ ‫مؤسسة‬
‫تجاه ّ‬
‫بعضيا بإسميا ولحسابيا مقابؿ أجر فيضفي عمييا عالمتو حسب مقاييسو ومعاييره بما‬
‫الحر المست جر المسير‬
‫يجعؿ عالمتو تساىـ في البيع والترويج عمى عكس التّسيير ّ‬
‫الذي يتعمّؽ أساسا بت جير إستغالؿ المح ّؿ التّجاري ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫شروط تكوين عقد التسيير الحر‬
‫أف أي عقد مف العقود التجارية قبؿ أف يكتمؿ مف حيث أركانو يرتب حقوقا‬
‫ويفرض إلتزامات البد مف أف تتوافر فيو كؿ الشروط الالزمة إلنعقاده‪ ،‬ىذه الشروط ىي‬
‫المحددة قانونا في القواعد العامة مف جية بإعتبار قواعده ىي الشريعة العامة المجوء‬
‫إ لييا عند عدـ وجود نص‪ ،‬وفي القانوف التجاري خاصة‪ ،‬فضال عمى الشروط الشكمية‬

‫‪1‬‬
‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪2‬‬
‫مكرر ‪ 1‬في القسـ‬
‫ّ‬ ‫األوؿ‬
‫المادة األولى مف الفصؿ ّ‬
‫تنص عمى عقد التّسيير في القانوف المدني ّ‬
‫األوؿ مف القانوف رقـ ‪ 01-89‬المؤرخ في ‪ 1989/02/07‬يتمـ األمر رقـ ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫ّ‬
‫سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمف القانوف المدني‪ (،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع ‪. )06‬‬
‫‪61‬‬
‫المتمثمة في الرسمية واجراءات النشر التي تمعب كما قمنا دو ار أساسيا في حماية حقوؽ‬
‫ذوي الش ف في ىذا العقد‪.1‬‬
‫المطمب األول‬
‫الشروط الموضوعية إلبرام عقد التسيير الحر‬
‫فإف عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري يخضع لشروط موضوعية عامة جاء بيا‬
‫القانوف المدني كونو يعتبر مف عقود إجارة األشياء و إلى شروط موضوعية خاصة‬
‫جاء بيا القانوف التجاري كوف المحؿ التجاري ماؿ منقوؿ معنوي ذات طبيعة تجارية‪.2‬‬
‫الفرع األول‬
‫الشروط الموضوعية العامة إلبرام عقد التسيير الحر‬
‫يخضع عقد التسيير الحر لألحكاـ العامة في القانوف المدني المتعمقة بصحة‬
‫العقود وليذا س تناوؿ إلى شرط الرضا في طرفي عقد التسيير الحر (أوال) ثـ محؿ‬
‫العقد (ثانيا) و السبب البراـ العقد (ثالثا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شرط الرضا في طرفي عقد التسيير الحر‬
‫التراضي ىو ركف جوىري لقياـ العقد صحيحا و مف ثـ‪ ،‬يشترط النعقاد العقد‬
‫أف يتوافر رضاء المتعاقديف بو وسالمة الرضا مف العيوب‪ ،3‬حسب نص المادة ‪54‬‬
‫مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج المعدلة التي تنص عمى أنو " العقد إتفاؽ يمتزـ بموجبو شخص أو عدة‬
‫أشخاص آخريف بمنح أو فعؿ أو عدـ فعؿ شيء ما "‪. 4‬‬

‫‪ 1‬عمار عمورة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫‪ 2‬مقدـ مبروؾ ‪ ،‬المحؿ التجاري‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 3‬العربي بمحاج ‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 54‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جواف‬
‫‪( ،2005‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع‪ ، 44.‬ص‪.)21‬‬
‫‪61‬‬
‫وقد أشرنا سالفا أف عقد التسيير الحر يخضع لمقواعد العامة لمقانوف المدني فيما‬
‫يخص التراضي أي بتبادؿ إرادتي المؤجر والمست جر وتطابقيما‪ ،‬وتوافر سالمة الرضا‬
‫مف العيوب التي قد تشوب اإلرادة اإلكراه‪ ،‬والغمط واالستغالؿ والتدليس وتمتع‬
‫المتعاقديف مف أىمية إلبراـ إيجار التسيير ‪.‬‬
‫‪ -01‬أىمية طرفي العقد التسيير الحر‬
‫يشترط إلكتساب صفة التاجر التمتع باألىمية التجارة لممارسة األعماؿ التجارية‬
‫ويقصد باألىمية التجارية قدرة الشخص عمى مباشرة التصرفات القانونية‪ ،‬وقد نظميا‬
‫المشرع الجزائري في قواعد خاصة في القانوف التجاري باإلضافة إلى القواعد العامة في‬
‫القانوف المدني‪.1‬‬
‫لـ يتضمف القانوف التجاري حكما خاصا بسف الرشد التجاري‪ ،‬و بالرجوع إلى‬
‫القواعد العامة نجد أف المادة ‪ 40‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج حددت سف الرشد بتسعة عشر سنة‬
‫كاممة‪ ، 2‬ومف ثـ أف القاصر البالغ مف العمر ثماني عشرة سنة والم ذوف لو بالتجارة‬
‫يستطيع مباشرة كافة األعماؿ التي تدخؿ في حدود اإلذف المرخص لو باإليجار منيا‬
‫ت جير بالتسيير‪ ،3‬وعميو س تناوؿ أىمية مالؾ المحؿ التجاري ثـ أىمية المسير الحر ‪.‬‬
‫أ‪ -‬أىمية مالك المحل التجاري‬
‫إف إيجار المحؿ التجاري ال يعد عمال مف أعماؿ التصرؼ بالنسبة لممسير بؿ‬
‫مجرد عمؿ مف أعماؿ اإلدارة‪ ،‬وذلؾ ألف عقد التسيير الحر ال يترتب عنو إخراج‬

‫‪ 1‬نسريف شريفي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪ 2‬عبد القادر البقيرات‪ ،‬مبادئ القانوف التجاري (األعماؿ التجاري‪ -‬نظرية التاجر– المحؿ التجاري‬
‫الشركات التجارية)‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪66‬‬
‫ممكيتو مف المحؿ التجاري عف ذمة مالؾ‪ ،‬بؿ يترتب عنو مجرد اإلنتفاع بالمحؿ مف‬
‫طرؼ المسير الحر‪. 1‬‬
‫فالمؤجر يتحمؿ سوء استغالؿ المست جر الذي قد يؤدي بالمتجر كميو ىذا‬
‫باإلضافة إلى إف أىـ اآلثار التي ترتب عمى عقد ت جير تسيير استغالؿ المتجر‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية عف ديوف المتجر سواء السابقة عمة عقد الت جير االستغالؿ أو الالحقة لو‬
‫لذا يحؽ لدائني المؤجر رفع دعوى لممطالبة باستيفاء حقوقيـ خالؿ‪ 03‬أشير ابتداءا‬
‫مف تاريخ نشر عقد ت جير التسيير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية واال سقط‬
‫حقيـ ولممحكمة قبوؿ الدعوى إذا رأت ف عممية ت جير تسيير خطيرة عمى حقوقيـ‪.3‬‬
‫نخمص مف ذلؾ أف مؤجر المتجر يجب أف يكػوف متمتعػا ب ىميػة التصػرؼ ولػيس‬
‫فقػػط أىميػػة اإلدارة واال كػػاف عقػػد قابػػؿ لإلبطػػاؿ لصػػالحو وجػػب عمػػى الوصػػي أو القػػيـ‬
‫الحصوؿ عمى إذف مف المحكمػة إذا مػا رغػب تػ جير إسػتغالؿ المتجػر المممػوؾ لمقاصػر‬
‫أو المحجور عميو‪.4‬‬
‫ب‪ -‬أىمية المسير الحر‬
‫لما كاف إستئجار إستغالؿ المحؿ التجاري مف التصرفات التجارية التي تتـ‬
‫بقصد المضاربة كمف يشتري متج ار بقصد إستغاللو‪ ،‬وتكسب القائـ باإلستغالؿ (المدير‬
‫الحر) صفة التاجر لمباشرتو األعماؿ التجارية بإسمو ولحسابو الخاص‪ ،‬فإف إستئجار‬
‫المتجر مف أعماؿ التصرؼ التي تقضي أىمية مباشرة التجارة تطبيقا لمقواعد العامة‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.481‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪4‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪5‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.485‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -02‬عيوب الرضا‬
‫لكي يعتد بإرادة األطراؼ المتعاقدة ويقوـ العقد صحيحا‪ ،‬يجب أف تكوف ىذه‬
‫اإلرادة حرة وسميمة وغير مشوبة ب ي عيب مف عيوب الرضا التي نص عمييا‪ ،1‬و‬
‫يخضع عقد التسيير الحر لممحؿ التجاري لألحكاـ العامة المتعمقة بصحة العقود أي‬
‫الرضا والمحؿ والسبب وعمى ذلؾ ال يكوف الرضا صحيحا إال إذا كاف خاليا مف‬
‫العيوب المنصوص عمييا في الشريعة العامة أي الغمط والتدليس واإلكراه‪ ،2‬لقد نص‬
‫عمييا المشرع في المواد مف ‪ 81‬إلى غاية المادة ‪ 91‬مف ؽ ـ ج‪ ،‬فإف ىذه العيوب ال‬
‫تؤثر في وجود العقد‪ ،‬ولكنيا تؤثر في صحتو القانونية‪ ،‬ذلؾ أف اإلرادة موجودة لكنيا‬
‫أصيبت بعيب أثر عمى سالمتيا‪. 3‬‬
‫ومف العيوب التي يمكف تصوره في عقد التسيير الحر الغمط الذي ىو وىـ يقوـ‬
‫في ذىف المتعاقد فيحممو عمى االعتقاد بصحة أمر عمى خالؼ الواقع فيدفعو إلى‬
‫التعاقد‪ ،‬نتيجة ليذا التصور الخاطئ بخالؼ الحقيق ة‪ ، 4‬ك ف يعتقد مؤجر المحؿ‬
‫التجاري ب ف المسير ال حر مست جر المحؿ التجاري يتميز بالكفاءة وحسف التسيير في‬
‫حيف أف الواقعة تثبت عكس ذلؾ ب ف المسير ال يممؾ أي دراية في مجاؿ التسيير‬
‫ويفتقد لمسمعة مما يؤدي إلى انفضاض العمالء مف حولو ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعيب التدليس المجوء إلى الحيمة أو الخداع بقصد إيياـ المتعاقد‬
‫ب مر يخالؼ الحقيقة وجره بذلؾ إلى التعاقد‪ ،‬فقوامو التضميؿ والتمويو فالتدليس ىو نوع‬
‫مف الغمط غير أنو يقوـ عمى شروط معينة‪ ،‬والتدليس أف عاب الرضاء فيو ال يفعؿ‬
‫شيئا أكثر مف أف يجعمو مشوبا بالغمط إال أف الفرؽ بينيما ىو أف الغمط يقع مف تمقاء‬

‫‪ 1‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ 2‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪3‬‬
‫العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪64‬‬
‫نفسو‪ ،‬أما التدليس فالمتعاقد اآلخر يمجا إلى وسائؿ التمويو والغش ليدفعؾ لمغمط‬
‫وبالتالي إلى التعاقد‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬محل العقد‬
‫محؿ العقد فيو العممية القانونية التي تراضى الطرفاف عمى تحقيقيا‪ ،2‬وفي عقد‬
‫التسيير الحر محؿ العقد ىو المتجر واألجرة‪ ،‬ويخضع محؿ عقد اإليجار في ىذا‬
‫الخصوص إلى القواعد العامة‪ ،‬شرط أف يكوف معينا و قابال لمتعييف وأف يكوف موجودا‬
‫أو قابال لموجود ويضاؼ إلى ىذه الشروط شرط أخر تستمزمو طبيعة عقد اإليجار ىو‬
‫أف يكوف الشيء محؿ اإل يجار غير قابؿ لالستيالؾ حتى يمكف رده بذاتو حيث يمزـ‬
‫المست جر برد ذات الشيء المؤجر في نياية عقد اإليجار‪. 3‬‬
‫‪-1‬أن يكون المحل موجودا أو قابال لموجود‬
‫تنص المادة ‪ 93‬مف ؽ ـ ج " إذا كاف محؿ اإللتزـ مستحيال في ذاتو كاف العقد‬
‫باطال بطالنا مطمقا "‪ 4‬إذ يشترط أف يكوف المحؿ التجاري موجودا وقت إبراـ عقد‬
‫التسيير الحر ويترتب عمى تخمؼ ىذا الشرط البطالف المطمؽ لمعقد ويثور التساؤؿ عف‬
‫العناصر التي يتكوف منيا المحؿ بإعتباره ماؿ منقوؿ معنوي‪ ،‬حيث نتناوؿ العناصر‬
‫اإللزامية المكونة لممحؿ التجاري‪.‬‬
‫أ‪ -‬العناصر اإل لزامية لممحل التجاري‬
‫حسب نص المادة ‪ 78‬مف ؽ ت ج يشمؿ المحؿ التجاري العناصر المادية‬
‫والمعنوية وذلؾ باعتباره ماؿ منقوؿ معنوي لما نالحظ إف الفقرة الثانية مف نفس المادة‬
‫التي تنص ويشمؿ إلزاميا عمالئو وشيرتو ‪.‬‬

‫‪ 1‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫‪ 2‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ 3‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 93‬مف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫وأف التاجر الذي يقيـ تجارة ما‪ ،‬إنو بمرور الوقت يكسب زبائف وشيرة ترتبط‬
‫بتجارتو و قد يكمفو خسارة كبيرة في البداية حتى يكسب الزبائف والمتعامميف الذيف‬
‫يصبحوف يترددوف عمى محمو‪ ،‬لكونو أصبح يتمتع بالشيرة الالئقة بو ‪.1‬‬
‫يرى بعض الفقو‪ 2‬مف جية أف عنصر الزبائف و اإلتصاؿ ىو أىـ عناصر‬
‫المتجر بالنسبة لكافة المحالت التجارية وعمى إختالؼ أنواعيا ونشاطيا وتعتبر‬
‫العناصر األخرى مادية ومعنوية مجرد وسائؿ لوجود ذلؾ العنصر ألف قيمة المتجر‬
‫تتحدد بحجـ المتعامميف معو ودرجة اإلتصاؿ بيـ مع عدـ التقميؿ مف أىمية العناصر‬
‫األخرى وتتجو تآلؼ عناصر المتجر المختمفة المادية والمعنوية تؤدي إلى خمؽ شيرة‬
‫لممحؿ‪.‬‬
‫ومف جية أخرى يرى بعض الفقو‪ 3‬قد تجتمع ىذه العناصر كميا في صاحب‬
‫المتجر وقد يجتمعيا بعضيا فقط وذلؾ لنوع وطبيعة نشاط صاحب المتجر كما في‬
‫حقوؽ الممكية الصناعية ىذه حقوؽ قد توجد كميا أو بعضيا ضمف عناصر المتجر أو‬
‫المصنع وقد تمثؿ جانبا رئيسيا في أوجو النشاط التجاري والصناعي بو‪ ،‬كما إذا كاف‬
‫المصنع قائما عمى براءة اإلختراع أو تصميـ أو نموذج صناعي معيف‪ ،‬وقد ال تمثؿ‬
‫ىذا القدر مف األىمية ألنواع أخرى مف النشاط التجاري كما ىو الحاؿ في تجارة‬
‫األقمشة واألغالؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬السعيد بختاوي‪ ،‬اإلمتداد القانوني لعقود اإليجار التجارية ومفيوـ القاعدة التجارية‪ ،‬مجمة الموثؽ‬
‫ع‪ ،1997،01.‬ص‪.33‬‬
‫‪ 2‬عمياف الشريؼ ‪ ،‬مصطفى حسيف سميماف‪ ،‬رشاد العصار‪ ،‬القانوف التجاري (مبادئ ومفاىيـ) دار‬
‫المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف ‪،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2000‬ص ص ‪64 - 63‬‬
‫‪ 3‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.315 – 314‬‬
‫‪66‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون نشاط المحل تجاري‬
‫يختمؼ القانوف الجزائري عف القانوف الفرنسي في كونو يحصر اإليجار الحر في‬
‫المحاؿ التجارية فقط‪ ،‬في حيف مدد القانوف الفرنسي ذلؾ إلى المحاؿ الحرفية كما جاء‬
‫في المادة األولى مف القانوف ‪ 20‬مارس ‪1956‬المنظـ لمتسيير الحر لممحالت التجارية‬
‫والمقاوالت الحرفي‪ ،‬أما القانوف الجزائري فاشترط في المحالت الحرفية أف تكوف مقيدة‬
‫في السجؿ التجاري أي تكوف ليا صفة المقاولة الحرفية التجارية حتى يمكف أف تكوف‬
‫موضوع تسيير الحر‪ ،‬مما يستنتج منو أف الصفة التجارية ليذا المقاولة ىي التي‬
‫أجازت إيجارىا في إطار التسيير الحر‪. 1‬‬
‫ويشترط أف تكوف عناصر المحؿ التجاري مخصصة لمزاولة حرفة تجارية ال‬
‫حرفة يدوية أو مينة مف الميف الحرة وعميو فإف ت جير إستغالؿ مكتب محاـ ال يعتد‬
‫ت جير لمحؿ التجاري و ال تسري عميو أحكامو‪.2‬‬

‫‪ 02‬أن يكون المحل معينا و‪/‬أو قابال لتعيين‬


‫وىو ما نصت عميو المادة ‪ 94‬مف ؽ ـ ج عمى أنو " إذا لـ يكف محؿ اإللتزاـ‬
‫معيف بالذات وجب أف يكوف معيف بنوعو ومقداره واال كاف العقد باطال "‪ 3‬أف يكوف‬
‫المؤجر يمممؾ عدة محالت تجارية يجب عمى المؤجر تعيف المحؿ التجاري محؿ‬
‫ت جير التسيير بتحديد مكاف وجوده وطبيعة نشاطو وتحديد العناصر المادية كالسمع‬
‫والبضائع والمعدات واآلالت والعناصر المعنوية كاإلسـ التجاري وخاصة العمالء‬
‫والشيرة حسب نص المادة ‪ 78‬الفقرة ‪ 02‬مف ؽ ت ج المشار إلى مضمونيا سابقا‪.‬‬

‫‪ 1‬عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.208‬‬


‫‪2‬‬
‫المعتصـ باهلل الغربالي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 94‬مف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -3‬أن يكون المحل مشروعا و قابل لمتعامل‬
‫تنص المادة ‪ 96‬مف ؽ ـ ج عمى أنو " إذا كاف اإللتزاـ مخالؼ لمنظاـ العاـ‬
‫واآلداب العامة كاف العقد باطال"‪ ،1‬بمعنى أف يكوف محؿ النشاط التجاري مشروعا‬
‫أي ال تسري أ حكاـ عقد التسيير الحر عمى محؿ غير مشروع ك ف ينصب محؿ‬
‫تجاري معد لبيع المخدرات ونوادي القمار ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون المحل غير قابل لالستيالك‬
‫إضافة إلى الشروط شرط أخر تستمزمو طبيعة عقد اإليجار ىو أف يكوف الشيء‬
‫محؿ اإليجار غير قابؿ لإلستيالؾ حتى يمكف رده بذاتو حيث يمزـ المست جر برد ذات‬
‫الشيء المؤجر في نياية عقد اإليجار‪.2‬‬
‫ثالثا ‪:‬السبب في عقد التسيير الحر‬
‫تنص المادة ‪ 98‬مف ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج عمى أنو" كؿ إلتزاـ مفترض أف لو سببا مشروعا‬
‫ما لـ يقـ دليؿ عمى غير ذلؾ ويعتبر السبب المذكور في العقد ىو السبب الحقيقي‬
‫حتى يقوـ الدليؿ عمى ما يخالؼ ذلؾ فإذا قاـ الدليؿ عمى صورية السبب فعمى مف‬
‫يدعي أف اإللتزاـ سبب أخر مشروع أف يثبت ما يدعيو" ‪.‬‬
‫يستفاد مف نص المادة أنو يشترط وجوب السبب ومشروعيتو فإذا كاف إلتزاـ أحد‬
‫المتعاقديف في عقد ت جير التسيير ليس سببا أعتبر العقد باطال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الشروط الموضوعية الخاصة إلبرام عقد التسيير الحر‬
‫باإلضافة إلى الشروط الموضوعية العامة التي يخضع ليا عقد التسيير الحر‬
‫كسائر العقود ىناؾ شروط خاصة تضمنيا القانوف التجاري ذلؾ إلعتبار المحؿ‬
‫التجاري ىو ماؿ منقوؿ معنوي ذو طبيعة خاصة ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 96‬مف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ‪.‬‬


‫‪ 2‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪68‬‬
‫أوال‪:‬الشروط الخاصة بالمؤجر‬
‫لقد نص المشرع الفرنسي في المادة ‪ 04‬مف القانوف رقـ ‪ 277/56‬المؤرخ في‬
‫‪ 20‬مارس‪ 1956‬المنظـ لعقد ت جير المحالت التجارية والحرفية عمى شرط اإلحتراؼ‬
‫لمدة سبع سنوات أو عمؿ بنفس المدة في وظيفة مسير أو مدير تقني أو تجاري‪ ،‬و‬
‫ىي المادة ‪ 3-144‬مف ؽ‪.‬ت‪.‬ؼ قبؿ إجراء التعديؿ عمييا سنة ‪.2004‬‬
‫وأما عف المشرع الجزائري نص في المادة مف ‪ 205‬مف ؽ ت عمى أنو "يجب‬
‫عمى األشخاص الطبيعييف أو المعنوييف الذيف يمنحوف إيجار التسيير‪ ،‬أف يكونوا قد‬
‫مارسوا التجارة أو إمتينوا الحرفة لمدة خمس سنوات أو مارسوا لنفس المدة أعماؿ‬
‫مسير أو مدير تجاري أو تقني واستغموا لمدة سنتيف عمى األقؿ المتجر الخاص‬
‫بالتسيير" ‪.‬‬
‫يفيـ مف ىذه المادة أف المشرع الجزائري إشترط في المؤجر لقياـ بعقد التسيير‬
‫الحر شرط ممارسة التجارة أو ممارسة المينة لمدة خمس سنوات باإلضافة إلى‬
‫شرط إستغالؿ المحؿ التجاري الخاص لمدة سنتيف‪.‬‬
‫ونجػػد المشػػرع الفرنسػػي بقػػي عمػػى شػػرط سػػبع سػػنوات كػػإحتراؼ التجػػارة الػػى غايػػة‬
‫ص ػػدور المرسػ ػػوـ رق ػػـ ‪ 274/2004‬المػ ػػؤرخ فػ ػػي ‪ 25‬م ػػارس ‪ 2004‬المتضػ ػػمف تعػ ػػديؿ‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 3-144‬مف القانوف التجاري الفرنسػي بإلغػاء شػرط اإلحتػراؼ التجػارة لمػدة سػبع‬
‫س ػػنوات أو عم ػػؿ ب ػػنفس الم ػػدة ف ػػي وظيف ػػة مس ػػير أو م ػػدير تقن ػػي أو تج ػػاري‪ ،‬لتتماش ػػى‬
‫النصوص القانونية مع التطورات اإلقتصادية والمستجدات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L. 144-3. – (Ord. n° 2004-274 du 25 mars 2004) Les personnes physiques ou morales‬‬
‫‪qui concèdent une location-gérance doivent avoir exploité pendant deux années au‬‬
‫‪moins le fonds ou l'établissement artisanal mis en gérance‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -01‬شرط ممارسة التجارة أو ممارسة المينة لمدة خمس سنوات‬
‫يتكوف ىذا الشرط مف حالتيف األولى ممارسة التجارة لمدة خمس سنوات والثانية‬
‫ممارسة مينة المسير أو مدير تجاري أو تقني بنفس المدة حتى يتمكف المؤجر مف‬
‫إبراـ عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬شرط مزاولة التجارة أو الحرفة لمدة خمس سنوات‬
‫وقصد المشرع مف ىذا الشرط قصر ت جير المحالت التجارية عمى طائفة معينة‬
‫ممف ليـ الخبرة في ىذا المجاؿ دوف غيرىـ ممف يقصدوف مجرد مضاربات‪ ،‬وال يشترط‬
‫القانوف أف تكوف مدة خمس سنوات متتالية أو سابقة عمى ت جير اإلستغالؿ مباشرة‬
‫كما ال يشترط أف تكوف صفة المؤجر تاج ار فقط أو حرفيا فقط (حيث يجوز ألصحاب‬
‫الحرؼ ت جير محاليـ أسوة بالتجار وفقا ليذا القانوف)‪ ،‬كما كاف يثير الشؾ حوؿ‬
‫إشتراط قياـ المؤجر بإستغاللو المتجر مدة خمس سنوات شخصيا أـ يكفي إستغاللو‬
‫بواسطة مدير م جور أو مدير موكؿ ‪.1‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬شرط ممارسة أعمال مسير أومدير تجاري أو تقني لمدة خمس سنوات‬
‫كمػػا ال يفػػرؽ القػػانوف المشػػار إليػػو بػػيف مػػدير الشػػركة ومػػدير الفػػرع أو بػػيف المػػدير‬
‫الحر(مسػ ػػت جر اإلسػ ػػتغالؿ) أو المػ ػػدير الم ػ ػ جور أو المػ ػػدير الموكػ ػػؿ‪ ،‬ويسػ ػػتوي بالنسػ ػػبة‬
‫لمشركات المساىمة أف يكوف الشخص عمؿ مدي ار أو في وظيفة الرئيس المدير العاـ‪.2‬‬
‫وعميو إذا تعمؽ األمر بشخص معنوي كشركة مثال يشترط أف تتوفر الشروط‬
‫السالفة الذكر في الشركة نفسيا ال في مديرىا أو في الشركاء‪ ،‬فيشترط أف تمارس ىذه‬
‫الشركة نشاطا تجاريا لمدة خمس سنوات‪.3‬‬

‫‪ 1‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.467‬‬


‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.476‬‬
‫‪ 3‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -02‬شرط استغالل المحل الخاص بالتسيير لمدة سنتين عمى األقل‬
‫ىذا الشرط الذي ألزمتو المادة ‪ 205‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى أنو " يجب‬
‫عمى األشخاص الطبيعييف أو المعنوييف الذيف يمنحوف إيجار تسيير أف يكونوا ‪....‬‬
‫‪..‬إستغموا لمدة سنتيف عمى األقؿ المتجر الخاص بالتسيير"‪.‬‬
‫يستفاد مف ىذا النص فإنو يجب أف يكوف المحؿ التجاري مستغال شخصيا مف‬
‫المؤجر وذلؾ تحت سمطتو ومسؤوليتو‪ ،1‬لمدة سنتيف عمى األقؿ‪.‬‬
‫وتعود لممحكمة الموضوع سمطة تقدير الحاالت التي تعتبر سببا مبر ار لعدـ‬
‫إستغالؿ المحؿ شخصيا كإصابة صاحب المحؿ بمرض خطير‪.2‬‬
‫بعد دراسة ىذيف الشرطيف وبما أف النص جاء عاما ولـ يحدد أي الميمتيف‬
‫يمكف تخفيضيا‪ ،‬إذف يطبؽ الحكـ عمى الميمتيف معا (السنتيف و الخمس السنوات)‬
‫وعدـ التحديد يعود لكوف المشرع الجزائري قد نقؿ عف نظيره الفرنسي الذي أعاد تنظيـ‬
‫ىذا العقد قصد القضاء عمى المضاربات التي إنتشرت في ت جير المحالت التجارية‬
‫وما أعقب ذلؾ مف أضرار عمى إقتصاد البالد‪ ، 3‬إال أنػػو لـ يوضح ىو اآلخر أي‬
‫الميمتيف يمكف حسب الظروؼ إلغائيا أو تخفيضيا‪ ،‬مما جعؿ الفقو الفرنسي‪ 4‬يعتقد أف‬
‫الحكـ ينطبؽ عمى الميمتيف معا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪F.LEMEUNIER ,FONDS DE COMMERCE , ACHAT ET VENTE ,‬‬
‫‪EXPLOITATION ET GERANCE DELMAS, 14 édition 2001 , P143.‬‬
‫‪ -‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪477‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ALFRED JAUFFRET , MANUAEL DE DRIOT COMMERCIAL , 22 édition ,‬‬
‫‪L.G.DJ.DELTA 1995 p309.‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪4‬‬
‫‪LE DELAIS PEUVENT PAR AILLEURS ETRE REDUITS OU MEME‬‬
‫‪SUPPRIMES PAR ORDONNANCE DU PRESIDENT TRIBUNAL DE GRANDE‬‬
‫‪INSTANCE SI LE PROPRIETAIRE DU FONDS JUSTIFIE QU’IL EST DANS‬‬
‫‪L’IMPOSSIBILITE D’EXPLOITES PERSONNELLEMENT». ALFRED JAUFFRET ,‬‬
‫‪OP, CIT , P369‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -03‬شرط أن ال يكون ممنوعا من مباشرة التجارة بنص قانوني‬
‫أال يكوف المؤجر ممنوعا مف مباشرة التجارة بنص قانوني وىي حاالت المنع‬
‫المنصوص عمييا بقانوف رقـ ‪ 08/04‬المؤرخ في ‪ 12004 /08/14‬المتعمؽ بشروط‬
‫ممارسة األنشطة كالمحكوـ عمييـ في جرائـ مخمة بالشرؼ كالسرقة والنصب‬
‫واإلفالس‪.‬‬
‫‪ -04‬اإلستثناء عمى قاعدة ضرورة توافر شروط في شخص المؤجر‬

‫لقد إستبعد المشرع الجزائري حسب نص المادة ‪ 207‬مف ؽ ت ج بعض‬


‫األ شخاص والمؤسسات لخضوعيا لمميمتيف التي جاءت بيا المادة مف ت جير تسيير مف‬
‫جية كما منح مف جية أخرى الجيات القضائية السمطة التقديرية في تخفيؼ الشرطيف‬
‫األوؿ والثاني أو اإلستغناء عف ىذه الشروط ‪.‬‬
‫أ‪ -‬االستثناءات القانونية‬
‫إستثنت المادة ‪ 207‬مف ؽ ت ج و المادة ‪ 210‬مف نفس القانوف بعض‬
‫األشخاص مف قاعدة توافر شرط االحتراؼ التجارة أو الحرفة واستغالؿ المحؿ الخاص‬
‫بالتجارة‪ ،‬ومف خالؿ ىذيف النصيف يمكننا تقسيـ ىؤالء األشخاص إلى ثالث فئات‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬تشمؿ ىذه الفئة الدولة والجماعات المحمية كالواليات والبمديات‬
‫والمؤسسات التابعة ليا معنى ذلؾ ال يمكف لمدولة وال المؤسسات التابعة ليا إكتساب‬
‫الصفة التاجر ذلؾ ألف الدولة ومؤسساتيا عندما تمارس العمؿ التجاري ال تيدؼ إلى‬

‫‪1‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 08/04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬المتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجاري‬
‫ج‪ .‬ر‪ ،‬ع ‪. 2003 ،44‬‬
‫‪36‬‬
‫‪1‬‬
‫تحقيؽ الربح بؿ بيدؼ إلى خدمة المجتمع وىذه الخدمة ىي لتحقيؽ المصمحة العامة‬
‫وليذا تـ إعفاؤىـ مف شرط الخبرة في األعماؿ التجاري ‪.‬‬
‫وكذا المؤسسات المالية التي تمنح قروضا طويمة أو قصيرة األجؿ لممنشآت‬
‫التجارية والصناعي ة‪ ، 2‬نجد اف المشرع الجزائري أنش عقد اإلعتماد اإليجاري وىو‬
‫أسموب حديث لتمويؿ االستثمار تـ إستحداثو بموجبو األمر رقـ‪ 3 09-96‬مؤرخ في‬
‫‪ 1996/01/10‬المتعمؽ باإلعتماد اإليجاري‪ ،‬يقوـ بموجبو البنؾ أو المؤسسة المالية‬
‫المتخصصة في ىذا النوع مف العمميات (شركة الت جير) لك ارء العتاد أو العقار وت جيره‬
‫إلى عميميا بموجب عقد‪. 4‬‬
‫وكذلؾ إستثنى المحروميف مف مزاولة التجارة بسبب وظائفيـ والمحجور عمييـ‬
‫لجنوف أو لعتو ومف في حكميـ والورثة والموصي ليـ (وبذلؾ أوضح ىذا االستثناء‬
‫القصر ورثة التاجر)‪ ،5‬مف تاجر أو مف حرفي متوفي والمستفيديف أيضا مف القسمة‬
‫وذلؾ ما يتعمؽ بالمحؿ التجاري المنتقؿ لييـ حسب نص المادة ‪ 207‬فقرة ‪ 05‬مف‬
‫نفس القانوف ‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬حيث أعفت الفقرة السادسة مف نفس المادة مؤجر المحؿ التجاري مف‬
‫ىذا الشرط إذا كاف اليدؼ مف التسيير ضماف تصريؼ المنتجات المجزأة المصنعة أو‬
‫الموزعة مف طرفو بموجب عقد إحتكار‪. 6‬‬

‫‪ 1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬شرح القانوف التجاري الجزء االوؿ ( مصادر القانوف التجاري – األعماؿ‬
‫التجارية –التاجر‪ -‬المتجر‪ -‬العقود التجارية‪ -‬التجارة االلكترونية)‪ ،‬دار الثقافة والنشر والتوزيع‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ، 2009،‬ص ‪.105‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪. 480‬‬
‫‪3‬‬
‫االمر ‪ 09- 96‬المؤرخ في ‪ 1996/01/10‬المتعمؽ باالعتماد االيجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع ‪1996 ،4‬‬
‫‪ 4‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪5‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪. 480‬‬
‫‪ 6‬عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪33‬‬
‫وفي ىذا الصدد رفضت محكمة النقض الفرنسية في ق ارراىا صادر بتاريخ ‪19‬‬
‫جانفي ‪ 1988‬إضفاء وصؼ التسيير الحر إليجار مطعـ مف طرؼ جمعية ليست‬
‫بتاجر‪. 1‬‬
‫وكذلؾ قضت محكمة النقض الفرنسية في قرارىا الصادر بتاريخ ‪ 27‬فبراير‬
‫‪ 1973‬مؤكدة ما جرى عميو القضاء الفرنسي بإعتبار الت جير الوارد عمى المحؿ قبؿ‬
‫تشغيمو واستغاللو ىو عقد التسيير الحر لتوافر كافة العناصر المادية والمعنوية بما فييا‬
‫عنصر االتصاؿ بالعمالء الذي يعد وجوده ضروريا كما جرى القضاء الفرنسي عمى‬
‫إعتبار عقد اإليجار الوارد عمى محطات البنزيف وخدمة السيارات مف قبيؿ عقود‬
‫التسيير‪. 2‬‬
‫وىذا ما أكده المشرع الجزائري وفقا لمرسوـ التنفيذي رقـ ‪435-79‬المؤرخ في‬
‫‪ 1997/11/17‬المتعمؽ بتخزيف المواد البترولية وتوزيعيا وذلؾ بالنسبة لمؤسسة نفطاؿ‬
‫تستغؿ بموجب عقد تسيير الحر‪ ،‬الذي تـ إلغاؤه بموجب مرسوـ تنفيذي رقـ ‪57 -15‬‬
‫‪3‬‬
‫الذي يحدد شروط وكيفيات ممارسة نشاطات التخزيف‬ ‫المؤرخ في ‪ 08‬فيفري ‪2015‬‬
‫و‪/‬أو توزيع المنتجات البترولية بإستثناء األحكاـ المتعمقة بنشاط التحويؿ وتوزيع الزفت‪.‬‬

‫الفئة الثالثة‪:‬يجوز لموكيؿ المتصرؼ القضائي أف يستمر في إستغالؿ المحؿ التجاري‬


‫شريطة أف يحصؿ عمى إذف مف المحكمة بناء عمى تقرير القاضي المنتدب وأيضا‬

‫‪1‬‬
‫قرار صادر عف محكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ 19‬جانفي ‪ ،1988‬تـ اإلشارة إلى ىذا القرار‬
‫عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار محكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪ 1973‬تـ اإلشارة إلى ىذا القرار‪ ،‬نادية فوضيؿ‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 57-15‬المؤرخ في ‪ 08‬فبراير‪ 2015‬المتضمف تحديد شروط و كيفيات‬
‫ممارسة نشاطات التخزيف و‪/‬أو توزيع المنتجات البترولية‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪،‬ع‪ ،08 .‬المؤرخة في ‪ 15‬فبراير‬
‫‪. 2015‬‬
‫‪34‬‬
‫شريطة أف تتوافر المصمحة العامة أو مصمحة الدائنيف في ىذا اإلستمرار‪ ،1‬وىذا ما‬
‫أكده المشرع الجزائري في المادة ‪ 2/277‬مف ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج التي تنص عمى أنو" وفي‬
‫حالة اإلفالس ‪ ،‬إذا إرت ى وكيؿ التفميسة إستغالؿ المحؿ التجاري‪ ،‬ال يكوف لو ىذا إال‬
‫بعد إذف المحكمة بناء عمى تقرير القاضي المنتدب بإثبات أف المصمحة العامة أو‬
‫مصمحة الدائنيف تقتضي ضرورة ذلؾ"‪.‬‬
‫ب‪ -‬السمطة القضاء في تقدير توافر الشروط لتخفيف أو اإلستغناء عنيا‬
‫أعطى المشرع الفرنسي لمقضاء سمطة كبيرة لمتخفيؼ مف الشرطيف األوؿ‬
‫والثاني كما منحو سمطة تقديرية لإلستغناء عف ىذه الشروط كمية إذا إقتضت الضرورة‬
‫ذلؾ‪ 2‬وىذا ما أتبعو المشرع الجزائري في المادة ‪ 206‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى‬
‫أ نو " يجوز أف تمغى أو تخفض الميمة المنصوص عمييا في المادة ‪ 205‬بموجب أمر‬
‫مف رئيس المحكمة‪ ،‬بناء عمى مجرد طمب مف المعني باألمر وبعد اإلستماع إلى‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وخاصة إذا أثبت ىذا األخير‪ ،‬ب نو يتعذر عميو أف يستغؿ متجره‬
‫شخصيا أو بواسطة مندوبيف عنو"‬
‫وتعود لمحكمة الموضوع سمطة تقدير الحاالت التي تعتبر سببا مبر ار لعدـ‬
‫إستغالؿ المحؿ شخصيا كإصابة صاحب المحؿ بمرض خطير أو كما لو لـ يتمكف‬
‫مف بيعو أو مف إيجاد مسير‪. 3‬‬
‫وبصفة عامة يقع ىذا اإلعفاء عندما يبرر المالؾ المصمحة الشرعية و إنتفاء‬
‫القصد غير المشروع‪ ،‬ويخضع تقدير ىذه األسباب المعفية إلى السمطة التقديرية‬
‫لمقاضي المختص‪ ،4‬و ع ميو عمى مف يرغب في ت جير محمو التجاري دوف أف تتوافر‬

‫‪ 1‬نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.255‬‬


‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.479- 478‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 137‬‬
‫‪4‬‬
‫حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪35‬‬
‫الشروط المتعمقة بالمدة الحصوؿ عمى ترخيص مف القاضي إما باإللغاء أو بالتقميص‬
‫قبؿ إبراـ العقد و إال كاف ىذا األخير باطال ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعمقة بالمستأجر‬
‫يجب أف يكوف المست جر تاج ار أي أف يمارس األعماؿ التجارية ويتخذىا مينة‬
‫‪2‬‬
‫معتادة لو‪ ،‬وأف تتوفر فيو األىمية لممارسة التجارة‪ ،‬وأف يقيد نفسو في السجؿ التجاري‬
‫كما يتعيف عمى المست جر المسير طبقا لممادة ‪ 204‬مف ؽ ‪.‬ت ج أف يشير في عناويف‬
‫فواتيره ورسائمو وطمبات البضاعة والوثائؽ المصرفية و التعريفات أو النشرات وكذلؾ‬
‫في عناويف جميع األوراؽ الموقعة مف طرفو أو بإسمو رقـ تسجيمو في السجؿ التجاري‬
‫ومقر المحكمة التي سجؿ لدييا وصفتو كمست جر مسير لممحؿ التجاري زيادة عمى‬
‫اإلسـ والصفة والعنواف ورقـ التسجيؿ التجاري لمؤجر المحؿ التجاري‪. 3‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫جزاء تخمف الشروط الموضوعية لعقد تأجير التسيير‬
‫المادة ‪ 212‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج عمى ما يمي‪" :‬يعد باطال كؿ عقد ت جير التّسيير أو‬
‫تنص ّ‬
‫يتضمف شروط مماثمة وافؽ عمييا المالؾ أو المستغ ّؿ التّجاري دوف أف‬
‫ّ‬ ‫إتفاؽ آخر‬
‫مسؾ بيذا‬
‫تتوفّر فيو ال ّشروط المنصوص عمييا أعاله‪ ،‬غير ّأنو ال يجوز لممتعاقديف التّ ّ‬
‫البطالف تجاه الغير"‪.4‬‬
‫فإف عقد التسيير الحر يخضع لألحكاـ العامة بالنسبة لشروط الموضوعية‬
‫العامة مف خالؿ أركاف العقد رضا والمحؿ والسبب فإذا تخمؼ أحد أركانو يكوف باطال‬
‫بطالنا مطمقا‪ ،‬أما إذا شاب إرادة أحد الطرفيف عيب مف عيوب الرضا كالغمط أو‬

‫‪1‬‬
‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 2‬عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ 3‬نسريف شريفي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 212‬مف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫التدليس أو االستغالؿ أو اإلكراه فيكوف العقد قابال لإلبطاؿ‪ ،‬والعقد الباطؿ بطالنا نسبيا‬
‫ي خذ حكـ العقد الصحيح‪ ،‬وتترتب عميو كافة أثار القانونية‪ ،‬حتى يتمسؾ بالبطالف مف‬
‫شرع ىذا البطالف لمصمحتو‪. 1‬‬
‫تجدر المالحظة أنو يبطؿ كؿ عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري إذا لـ تتوافر‬
‫فيو الشروط الخاصة المنصوص عمييا في المادة ‪ 205‬السالفة الذكر وال يرمي ىذا‬
‫البطالف إلى حماية التاجر وانما يرمي إلى تطيير التجارة وحماية المستيمكيف ضد‬
‫إخطار تكاثر عمميات التسيير الحر ألنيا تؤدي إلى إرتفاع تكاليؼ المعيشة وليذا‬
‫السبب يعتبر ىذا البطالف بطالنا مطمقا‪ ،‬غير أنو ال يجوز المتعاقديف التمسؾ بيذا‬
‫‪2‬‬
‫أف الحكمة مف‬
‫البطالف بينما يجوز لمغير التمسؾ بو إزاء المتعاقديف دوف تمييز ‪ ،‬و ّ‬
‫التمسؾ بيذا البطالف تجاه الغير لعدـ توفر ال ّشروط ىي عدـ‬
‫ّ‬ ‫حرماف المتعاقديف‬
‫إستفادة ىؤالء مف إىماليـ ليتحمّموا مف اإللتزامات تجاه الغير نتيجة إستغالؿ المح ّؿ‬
‫المشرع بنقيض مقصودىـ ليتحمموا نتيجة أخطائيـ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فيعامميـ‬
‫وقضت بعض المحاكـ الفرنسي ة‪ 3‬بعدـ جواز إحتجاج أطراؼ عقد ت جير‬
‫إستغالؿ المتجر ببطالنو في مواجية الغير‪.‬‬
‫وأضاؼ المشرع الفرنسي جزاءا آخر غاية في األىمية بالنسبة لمؤجر المتجر‬
‫ىو حرمانو مف حؽ تجديد عقد اإليجار المكاف القائـ عميو المتجر ىو حرمانو مف حؽ‬
‫التجديد اإليجار المكاف القائـ عميو المتجر وىو ما يطمؽ عميو الممكية التجارية‪ .4‬وىذا‬
‫ما أكده المشرع الجزائري في المادة ‪ 2/212‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى أنو " ‪...‬‬

‫‪ 1‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.328‬‬


‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ 3‬محكمة أكس جمسة ‪ 28‬سبتمبر ‪ – 1963‬دالوز ‪ ، 1963‬نقض تجاري ‪ 13‬يناير ‪– 1981‬‬
‫دالوز سيرى ‪ 29 ، 223- 1981‬مارس‪ – 1989‬بمتاف جولي ‪ ،1989‬نقال عف سميحة القميوبي‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 482‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.482‬‬
‫‪37‬‬
‫ويترتب عمى البطالف المنصوص عميو في الفقرة السابقة بالنسبة لممتعاقديف سقوط‬
‫الحؽ الذي قد يحصموف عميو مف جراء األحكاـ المتعمقة باإليجارات التجارية المحددة‬
‫لمعالقات التي تقوـ بيف المؤجريف والمست جريف وذلؾ فيما يتعمؽ بتجديد إيجارات‬
‫العقارات أو األماكف ذات اإلستعماؿ التجاري أو الصناعي أو الحرفي"‪.‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫الشروط الشكمية لعقد تسيير الحر‬
‫سبقت اإلشارة إلى كوف عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري يستمزـ إلبرامو‬
‫باإلضافة إلى توافر الشروط العامة في جميع العقود توافر الشروط خاصة‪ ،‬و قد‬
‫أعطى المشرع الجزائري ليذا العقد أىمية كبيرة وخاصة الشروط الشكمية بحيث رتب‬
‫عدـ احتراميا البطالف وبذلؾ يكوف المشرع الجزائري قد أعطى حماية كافية لمغير‬
‫المتعامميف مع المسير ومالؾ المحؿ التجاري ‪ ،1‬و عميو سنتناوؿ في ىذا المطمب كؿ‬
‫مف الكتابة الرسمية في الفرع األوؿ وشير عقد التسيير الحر في الفرع الثاني وجزاء‬
‫مخالفة الشروط الشكمية في الفرع الثالث ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الكتابة الرسمية‬
‫ذكرنا سابقا إف العقد الشكمي ىو ما ال يكفي التراضي النعقاده‪ ،‬بؿ البد إلى‬
‫جانب التراضي مف مراعاة شكؿ معيف يوجبو القانوف‪ ،‬أي البد مف توافر شكؿ معيف‬
‫بحيث ال يت ـ العقد إال باستكماؿ ىذا الشرط ‪ ،‬وىذا العتبارات المصمحة العامة‪ ،‬وكذا‬
‫لتنبيو المتعاقد إلى خطورة التصرؼ‪ ،‬ولحماية الغير حسف النية‪ ،‬كتحرير العقد في ورقة‬

‫‪ 1‬عمار عمورة‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.244‬‬


‫‪38‬‬
‫رسمية أماـ موظؼ مختص وىذا ىو ما يعرؼ بالكتابة الرسمية أو العقد الرسمي‪ ،‬الذي‬
‫ىو نوع مف أنواع الشكمية الرسمية‪.1‬‬
‫حسب المادة ‪ 324‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج المعدلة التي تنص عمى أنو " العقد الرسمي عقد‬
‫يثبت فيو موظؼ أو ضابط عمومي أو شخص مكمؼ بخدمة عامة‪ ،‬ما تـ لديو أو ما‬
‫‪2‬‬
‫تمقاه مف ذوي الش ف‪ ،‬وذلؾ طبقا لألشكاؿ القانونية و في حدود سمطتو و إختصاصو"‬
‫وىذا ما أدى المشرع الجزائري إلى فرض كتابة عقد التسيير الحر في شكؿ رسمي‬
‫وىذا ما نستشفو مف خالؿ المادة ‪ 4/ 203‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى انو" يحرر‬
‫كؿ عقد تسيير في شكؿ رسمي‪"..‬‬
‫بؿ أف المشرع الجزائري أكد عمى ىذه الشكمية في المادة ‪ 324‬مكرر‪1‬مف ؽ ـ‬
‫ج التي تنص عمى أنو " يجب تحت طائمة البطالف تحرير العقود التي تتضمف نقؿ‬
‫ممكية العقار أو حقوؽ عقارية أو محالت تجارية ‪........‬أو عقود تسيير محالت‬
‫تجارية في شكؿ رسمي"‪ ،3‬مع العمـ أف نص ىذه المادة ما ىو إال نص المادة ‪ 12‬مف‬
‫األمر رقـ ‪ 91-70‬المؤرخ في ‪ 15‬كانوف األوؿ ‪ 1970‬المتضمف تنظيـ التوثيقي‬
‫الممغي بموجب القانوف رقـ ‪ 02/06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬المتضمف تنظيـ‬
‫مينة التوثيؽ ‪.4‬‬
‫وأف ىذه الشكمية شرعت لالنعقاد وليست لإلثبات استنادا إلى المادة ‪ 3‬مف ؽ‬
‫ت ج التي تقضي ب ف جميع العمميات الواردة عمى المحؿ التجاري تعد مف ضمف‬
‫األعماؿ الشكمية فضال عف كوف المادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬مف ؽ ـ ج التي سوت بيف نقؿ‬

‫‪ 1‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.317‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 324‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب قانوف رقـ ‪ 14-88‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪1988‬‬
‫(ج‪.‬ر‪،‬ع‪ ، 18.‬ص‪.)749‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 324‬مكرر‪ 1‬القانوف المدني أضيفت بموجب قانوف رقـ ‪ 14-88‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي‬
‫‪( 1988‬ج‪.‬ر ‪ ،‬ع‪، 18.‬ص‪.)749‬‬
‫‪ 4‬القانوف رقـ ‪ 02/06‬المؤرخ في‪ 20‬فبراير‪ 2006‬المتضمف تنظيـ مينة التوثيؽ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪14.‬‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪39‬‬
‫ممكية العقار والحقوؽ الواردة عميو بالمحالت التجارية وما يرد عميو لكوف المحؿ‬
‫التجاري يعد مف األمواؿ ذات األىمية الكبرى في المجاؿ التجاري األمر الذي يثير‬
‫بش نيا العديد مف اإلشكاالت والنزاعات بيف أطراؼ التصرؼ‪ ،‬فتجنبا لذلؾ اخضع‬
‫المشرع إيجار التسيير لمشكمية الرسمية شانو في ذلؾ شاف بقية التصرفات الواردة عمى‬
‫المحؿ التجاري‪.1‬‬
‫وى ػ ػ ػػو م ػ ػ ػػا تبنت ػ ػ ػػو المحكم ػ ػ ػػة العمي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي القػ ػ ػ ػرار رق ػ ػ ػػـ ‪ 142105‬الم ػ ػ ػػؤرخ ف ػ ػ ػػي‬
‫‪" 21996/09/24‬إف العقػ ػػد العرفػ ػػي الموقػ ػػع مػ ػػف قبػ ػػؿ األط ػ ػراؼ ال يمكنػ ػػو أخػ ػػذه بعػ ػػيف‬
‫اإلعتبػػار إلثبػػات إيجػػار التسػػيير الحػػر الػػذي يتمسػػؾ بػػو المػػؤجر طبقػػا لمقتضػػيات المػػادة‬
‫‪ 203‬وما بعدىا مف القانوف التجاري وبالتالي فال اثر ينجـ عنو عقد باطؿ" ‪.‬‬
‫كما ورد أيضا في نص المادة ‪ 63‬مف القانوف رقـ ‪ 25/91‬المؤرخ في‬
‫‪ 31991 /12/16‬المتضمف قانوف المالية ‪ " 1992‬يمنع عمى مفتشي التسجيؿ مف‬
‫القياـ بإجراء تسجيؿ العقود العرفية المتضمنة ‪.....‬اإليجارات التجارية ‪ ،‬إدارة المحالت‬
‫التجارية أو المؤسسات الصناعية‪"...‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫شير عقد التسيير الحر‬
‫وفيما يخص اإلجراءات المتعمقة بشير عممية ت جير تسيير المتجر‪ ،‬فيي ترمي‬
‫إلى إعالف الغير إف ىذا المحؿ ليس ممكا لممست جر المسير‪ ،‬ولتحقيؽ ىذا الغرض‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪138‬‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬ؽ ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬ممؼ رقـ ‪ ، 142105‬بتاريخ‪ 24‬سبتمبر ‪ ،1996‬ف‪ .‬ؽ‬
‫‪ ،1999‬ع ‪ ،55‬ص ‪ ،220‬نقال عف حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ 3‬القانوف رقـ ‪ 25/91‬المؤرخ في ‪ 1991/12/16‬المتضمف القانوف المالية ‪. 1992‬‬
‫‪41‬‬
‫نظـ المشرع عمى وجو الدقة اإلجراءات الالزمة‪ ، 1‬وليذا المشرع الجزائري ألزـ لقياـ‬
‫بإجراء شير عقد التسيير الحر واجراء شير أطرافو‪.‬‬
‫‪ -01‬شير طرفي عقد التسيير الحر‬
‫يتمثؿ ىذا اإلجراء في قيد المست جر المسير في السجؿ التجاري و إجراء قيد‬
‫المؤجر في السجؿ التجاري وتعديؿ قيده ‪.‬‬
‫أ‪ -‬قيد المستأجر المسير في السجل التجاري‬
‫ألزـ المشرع الجزائري في المادة ‪ 11‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪111-15‬‬
‫‪2‬‬
‫المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ 2015‬المتعمؽ بالقيد والتعديؿ والشطب في السجؿ التجاري‬
‫المست جر المسير إجراءات القيد عمى أساس طمب ممضي ومحرر عمى إستمارات‬
‫يقدميا المركز الوطني لمسجؿ التجاري مرفقا بوثائؽ المطموبة المتمثمة في نسخة مف‬
‫القانوف األساسي لممست جر المسير الشخص المعنوي و نسخة مف عقد التوثيقي‬
‫المتضمف ت جير تسيير المحؿ التجاري وكذا نسخة مف العقد إعالف نشر العقد التوثيقي‬
‫المتضمف ت جير التسيير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية باإلضافة إلى نسخة‬
‫مف مستخرج السجؿ التجاري لمالؾ المحؿ التجاري تحمؿ عبارة تبيف ت جير التسيير‬
‫المحؿ التجاري وكذا إسـ والمقب وعنواف الشخص المست جر المسير حتى تسمـ لو‬
‫بطاقة السجؿ التجاري‪.‬‬
‫وكذلؾ حسب في المادة ‪ 2/203‬مف ؽ ت ج عمى أنو بمجرد إبراـ عقد‬
‫التسيير الحر يكتسب مست جر المسير صفة التاجر أو حرفي إذا تعمؽ بمؤسسة ذات‬
‫طابع حرفي‪ ،‬ويخضع لقانوف المتعمؽ بالسجؿ التجاري‪ ،‬وىذا ما ألزمتو المادتيف ‪ 19‬و‬

‫‪1‬‬
‫فرحة الزراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪ 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 111-15‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ 2015‬المتعمؽ بالقيد والتعديؿ والشطب في‬
‫السجؿ التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع ‪ ،24‬المؤرخة في ‪ 13‬ماي‪.2015‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ 20‬مف ؽ ت ج بإلزاـ كؿ األشخاص الذيف لدييـ صفة تاجر التسجيؿ في السجؿ‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫ف مف آثار عدـ القيد في السجؿ التجاري إف كؿ مف يزاوؿ النشاط التجاري في‬
‫خالؿ شيريف مف تاريخ بدء نشاطو يمتزـ بالقيد‪،‬فاف لـ يفعؿ خالؿ ىذه الفترة يحظر‬
‫مف التمسؾ بصفتو كتاجر في مواجية الغير‪ ،‬أي تسقط عنو الحقوؽ التي يتمتع بيا‬
‫التجار‪ ،‬بينما المسؤوليات والواجبات المالزمة ليذه الصفة يتحمميا التاجر وىذا جزاءا‬
‫إلخاللو بالتزاـ لمقيد في السجؿ التجاري أي بمعنى(يتحمؿ األعباء وال يستفيد مف‬
‫المزايا)‪.1‬‬
‫ب‪ -‬قيد المؤجر في السجل التجاري وتعديل قيده‬
‫اإللتزاـ بالقيد في السجؿ التجاري ال يقتصر عمى المست جر بالتسيير فحسب‬
‫بؿ ضرورة القيد تمقي أيضا عمى المؤجر بالتسيير واذا كاف قد سبؽ لو التسجيؿ‪ ،‬في‬
‫ىذه الحالة عميو أف يغير صفتو في السجؿ التجاري وتبياف صفتو كمؤجر بالتسيير‬
‫فإذا لـ يقـ بما يفيد وقؼ مزاولتو األعماؿ التجارية المتعمقة بمحمو خالؿ فترة ت جيره‬
‫وأعتقد الغير الحسف النية بإستمرار إستغاللو لممحؿ لحسابو الشخصي‪ ،‬قامت مسؤوليتو‬
‫عف الديوف التي تنش نتيجة استغالؿ المحؿ بعد ت جير تسييره لمغير‪ 2‬وىو ما أكدتو‬
‫المادة ‪ 4/203‬مف ؽ‪ .‬ت‪.‬ج" ويتعيف عمى المؤجر إما تسجيؿ نفسو في السجؿ‬
‫التجاري أو تعديؿ قيده الخاص مع البياف صراحة بت جير التسيير "‪.3‬‬
‫وعمى ذلؾ يقوـ مالؾ المحؿ التجاري المؤجر عمى وجو التسيير الحر‬
‫بإجراءات التعديؿ الضرورية لدى ممحقة المركز الوطني لمسجؿ التجاري المختصة‬

‫‪1‬‬
‫المتمـ ‪.‬‬ ‫المادة ‪ 22‬مف القانوف التجاري المعدؿ‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 4/203‬مف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫إقميميا‪ ،‬ويجب أف يحمؿ السجؿ التجاري إلزاميا عبارة إيجار تسيير ويبيف بدقة لقب‬
‫‪1‬‬
‫المست جر المسير واسمو وعنوانو‬
‫كما أشترطت المادة ‪ 17‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 111-15‬المؤرخ في‬
‫‪ 03‬ماي ‪ 2015‬المتعمؽ بالقيد والتعديؿ والشطب في السجؿ التجاري لقياـ تعديؿ القيد‬
‫في السجؿ التجاري باإلضافة إلى طمب يجب أف يكوف مرفوقا بالعقد التوثيقي‬
‫المتضمف إيجار تسيير المحؿ التجاري و إعالف نشر العقد التوثيقي المتضمف إيجار‬
‫تسيير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية ‪.‬‬
‫واذا لـ يكف مالؾ المتجر تاج ار‪ ،‬كما إذا تمقى المتجر بطريؽ اإلرث أو الوصية‬
‫واليبة ورغب في ت جير إستغاللو‪ ،‬فإنو رغـ عدـ إلتزامو بالقيد بالسجؿ التجاري بوصفو‬
‫تاج ار فإنو ممزـ كوارث (أو موصي إليو أو موىوب لو) بالت شير ما يفيد وقؼ النشاط‬
‫التجاري لمف تمقى عنو المتجر وانتقاؿ ممكيتو إليو (المادة ‪ 21‬مف المرسوـ رقـ ‪-15‬‬
‫‪ 111‬المتعمؽ بالقيد والتعديؿ في السجؿ التجاري ) كما يمزـ في ىذا القيد بتحديد مركزه‬
‫القانوني بتحديد مركزه القانوني‪ ،‬بعد إستئجار إستغالؿ المتجر‪ ،‬بوصفو مالؾ غير‬
‫مستغؿ ‪.2‬‬
‫‪ -02‬الشير المتعمق بالعقد نفسو‬
‫باإلضافة إلى إلزاـ طرفي عقد التسيير الحر في التسجيؿ التجاري‪ ،‬سنتناوؿ‬
‫إجراء شير عقد التسيير الحر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية ثـ نشره في‬
‫جريدة يومية مؤىمة لتمقي اإلعالنات القانونية ‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد زايدي‪ ،‬التزامات التاجر القانونية (الصفة التجارية – السجؿ التجاري – الدفاتر التجارية‬
‫اإللتزامات األخرى)‪ ،‬منشورات دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪489‬‬
‫‪43‬‬
‫أ‪ -‬إ جراء الشير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫إستنادا لنص المادة ‪ 3/203‬مف ؽ ت ج يجب نشر العقد خالؿ ‪ 15‬يوما‬
‫ابتدءا مف تاريخ إبرامو عمى شكؿ مستخرج أو إعالف في النشرة الرسمية لإلعالنات‬
‫القانونية‪ ،‬ويكمؼ المركز الوطني لمسجؿ التجاري بإعداد نشرة رسمية لإلعالنات‬
‫القانونية و نشرىا وفقا لنص المادة ‪ 01‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 70/92‬المؤرخ في‬
‫‪ 18‬فبراير ‪ 1992‬المتعمؽ بالنشرة الرسمية لإلعالنات القانونية ‪ ،‬و أضافت المادة ‪03‬‬
‫مف نفس المرسوـ التي تنص عمى أنو " تحتوي النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫عمى المجموعات األربع التالية‪ :‬المجموعة األولى التي تتناوؿ حالة القانونية لمتجار‬
‫والمحاؿ التجارية ‪.....‬فيما يخص األشخاص الطبيعية كؿ معمومات خاصة ب ىمية‬
‫التاجر وموطف المحؿ التجاري وممكيتو ‪ ،‬عمميات الرىف الحيازي وت جير تسيير و بيع‬
‫المحؿ التجاري ‪. 1"...‬‬
‫ويستفاد مف ذلؾ أف اإلشيار القانوني في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫وفي جريدة الوطنية‪ ،‬ىو إجراء إجباري بالنسبة لكؿ شخص طبيعي تاجر كما ىو‬
‫التاجر‬ ‫الحاؿ بالنسبة لمشخص المعنوي‪ ،‬وذلؾ بنشر المعمومات الخاصة ب ىمية‬
‫الطبيعي‪ ،‬وعنواف المحؿ التجاري وممكيتو‪ ،‬وعمميات الرىف الحيازي وت جير التسيير‬
‫‪2‬‬
‫وبيع المحؿ التجاري‪.‬‬
‫ويالحظ في ىذا الصدد‪ ،‬أنو ال يوجد أي نص يحدد مضموف ىذا اإلعالف في‬
‫النشرة الرسمية خالفا لما ىو وارد بالنسبة لعقد بيع المحؿ التجاري والذي يشمؿ تحت‬
‫طائمة البطالف‪ -‬عمى تواريخ ومقادير التحصيؿ ورقمو‪ ،‬وفي حالة التصريح البسيط‬
‫عمى تاريخ رقـ اإلتصاؿ الخاص‪ ،‬واإلشارة في الحالتيف إلى المكتب الذي تمت فيو ىذه‬

‫‪1‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 70/92‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1992‬المتعمؽ بالنشرة الرسمية باإلعالنات‬
‫القانونية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪.1992 ،14‬‬
‫‪ 2‬خالد زايدى‪ ،‬التزامات التاجر القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪44‬‬
‫العمميات‪ ،‬ويذكر باإلضافة إلى ذكر إسـ كؿ مف المالؾ الجديد والمالؾ السابؽ ولقبيما‬
‫وعنوانيما ونوع المحؿ التجاري ومركزه والثمف والشروط والتكاليؼ والتقديرات المستعممة‬
‫كقاعدة إلستيفاء حقوؽ التسجيؿ‪ ،‬وبياف الميمة المحددة فيما بعد لممعارضات و إختيار‬
‫‪1‬‬
‫الموطف في دائرة االختصاص محكمة إستغالؿ السجؿ التجاري (المادة ‪ 83‬ؽ ‪.‬ت)"‬
‫ب‪ -‬شير العقد في جريدة يومية وطنية مؤىمة لتمقي اإلعالنات القانونية‬
‫إضافة إلى الشير عقد التسيير الحر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫خالؿ خمسة عشرة يوما مف تاريخو ألزـ المشرع في المادة ‪ 3/203‬مف نفس القانوف‬
‫أف ينشر في جريدة مختصة باإلعالنات القانونية خالؿ نفس المدة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أف الدور الذي تقوـ بو الصحافة كوسيمة إعالمية‬ ‫يرى بعض الفقو‬
‫لمتصرفات القانونية التي تتعمؽ بالتجارة والتجار وجب إلزاـ مؤجر المتجر ومست جره‬
‫بإتخاذ اإلجراءات الالزمة لنشر ما يفيد ت جير ت جير إستغالؿ المتجر في الصحؼ‬
‫الخاصة منيا اإلعالنات القانونية كما يجب ترتيب ذلؾ األثر القانوني السابؽ ذكره في‬
‫حالة تخمؼ القياـ بيذا النشر‪.‬‬
‫ويرى البعض اآلخر‪ 3‬أنو فيما يتعمؽ باالشيار في الجرائد الوطنية‪ ،‬أثبتت‬
‫الممارسات الميدانية أف ىناؾ مف التجار مف يعمد لمقياـ بعممية اإلشيار في جرائد‬
‫غير مقروءة أو محدودة اإلنتشار‪ ،‬حتى ال يتمكف كؿ ذي مصمحة مف اإلعتراض‬
‫وليذا كاف أجدر بالمشرع الجزائري تحديد شروط لمجرائد التي تكوف محؿ القياـ‬
‫بعمميات اإلشيار القانوني‪ ،‬وكذا ت سيس مجمة مختصة باإلعالنات التجارية كما ىو‬
‫الحاؿ في الدوؿ المتقدمة‪.‬‬

‫‪ 1‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.153‬‬


‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.498 – 497‬‬
‫‪ 3‬خالد زايدي‪ ،‬التزامات التاجر القانونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -03‬إلتزام المستأجر بإظيار صفتو عمى أوراقو المتعمقة بتجارتو‬

‫تناوؿ المشرع الجزائري عمى ىذا اإلجراء في المادة ‪ 204‬مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج ‪ 1‬التي‬
‫فرضت عمى المست جر المسير أف يشير في عناويف فواتيره ورسائمو وطمبات البضاعة‬
‫نفسو في السجؿ التجاري‪ ،‬وأف يذكر في جميع وثائقو مف مراسالت وفواتير أو سجالت‬
‫ب نو يمارس التجارة في شكؿ تسيير الحر‪ ،‬ويترتب عمى مخالفة ىذه األحكاـ معاقبة‬
‫المعني باألمر بغرامة ضئيمة وبما أف ىذا النص قديـ يحتاج إلى التعديؿ لرفع الغرامة‬
‫حتى تؤدي دورىا كجزاء ‪.‬‬
‫كما يمتزـ المست جر المسير‪ ،‬عمى غرار مشتري المتجر بالتصريح عف‬
‫وضعيتو لدى إدارة الضرائب لكونو خاضعا لواجب دفع الضريبة وفقا لقانوف الضرائب‬
‫المباشرة والرسوـ المماثمة‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫جزاء مخالفة الشروط الشكمية في عقد التسيير الحر‬
‫يتضح مف نص المادة ‪ 212‬ؽ ت ج‪ .‬أف المشرع الجزائري رتب البطالف‬
‫لمخالفة الشروط عقد التسيير الحر بما فييا الشروط الشكمية‪ ،‬و البطالف ىو الجزاء‬
‫الذي فرضو القانوف عمى عدـ توافر ركف مف أركاف العقد أو شرط مف شروط صحتو‬
‫وىو عبارة عف إنعداـ أثر العقد بالنسبة لممتعاقديف وكذا بالنسبة إلى الغير‪ ،3‬وعميو يتـ‬
‫تناوؿ آثار عدـ إستيفاء إجراءات الشير (أوال) ثـ الجزاء المترتب عمى الرسمية (ثانيا)‬
‫أوال‪ :‬آثار عدم إستيفاء إجراءات الشير‬
‫القياـ بإجراءات ال ّشير في القانوف المدني يترتّب عميو البطالف في‬
‫عدـ ّ‬
‫العمميات الواردة عمى العقّارات وال يمكف اإلحتجاج بو في مواجية الغير‪ ،‬فكذلؾ األمر‬
‫ّ‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 204‬مف القانوف التجاري المعدؿ والمتمـ‪.‬‬


‫‪ 2‬عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ 3‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪46‬‬
‫المادة ‪ 212‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج عمى ّأنو‪ ":‬يعد باطال كؿ‬
‫نصت ّ‬ ‫الحر حيث ّ‬
‫بالنسبة لعقد التّسيير ّ‬
‫ّ‬
‫المواد المذكورة‬
‫عقد ت جير التّسيير الذي ال تتوفر فييا الشروط المنصوص عمييا في ّ‬
‫أعاله"‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى ّأنو ال يترتّب عمى عدـ استيفاء إجراءات اإلعالف‬
‫البطالف‪.1‬‬
‫فمف الخط اإلعتقاد ب ف عدـ إستيفاء إجراءات اإلعالف يؤدي إلى بطالف عقد‬
‫التسيير الحر‪ ، 2‬ذلؾ أف المشرع الجزائري رتب حسب نص المادة ‪ 209‬مف ؽ‪.‬ت‬
‫المسؤولية التضامنية لمؤجر المحؿ التجاري مع المست جر المسير عف الديوف التي‬
‫يعقدىا ىذا األخير بمناسبة إستغالؿ المتجر وذلؾ لغاية نشر عقد ت جير التسيير وطيمة‬
‫مدة ‪ 6‬أشير مف تاريخ النشر‪.‬‬
‫ويترتب عمى اإلعالف المت خر‪ ،‬أي الذي يتـ بعد خمسة عشر يوما مف تاريخ‬
‫إبراـ العقد ال يترتب عميو البطالف العقد‪ ،‬بؿ ت جيؿ سرياف مدة ستة أشير التي يظؿ‬
‫خالليا المؤجر مسئوال عف ديوف المتجر الالحقة إلبراـ العقد"‪.3‬‬
‫وقرر المشرع الجزائري في القانوف رقـ ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪2004‬‬
‫المتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ، 4‬في حالة عدـ إستيفاء إجراءات ال ّشير ال‬
‫المادة ‪ 35‬منو تعاقب عمى عدـ شير‬
‫ّ‬ ‫يقضى بالبطالف إنما رتب غرامات مالية فنجد‬
‫القانونية المنصوص عمييا في المواد ‪ 11،12‬و‪ 14‬مف ىذا القانوف‪ ،‬بغرامة‬
‫ّ‬ ‫البيانات‬
‫المادة ‪ 36‬مف نفس القانوف أيضا‬
‫تتراوح بيف ‪ 30.000‬د‪.‬ج إلى ‪ 300.000‬د‪.‬ج و ّ‬
‫تعاقب بغرامة بيف ‪ 10.000‬د‪.‬ج إلى ‪ 30.000‬د‪.‬ج نتيجة عدـ إشيار البيانات‬

‫‪1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.209.‬‬‫عمي بف غانـ‪ ،‬المرجع ّ‬
‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ 3‬سميحة القميوبي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪503‬‬
‫‪ 4‬القانوف رقـ ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬المتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬
‫ج ‪ .‬ر‪،‬ع ‪. 2004 ،52‬‬
‫‪47‬‬
‫المادة ‪ 15‬مف القانوف ‪ ،08-04‬كوف ىذه اإلجراءات تعد‬
‫ّ‬ ‫المنصوص عمييا في‬
‫جوىرّية بغية إعالـ المتعامؿ مع مالؾ المح ّؿ التّجاري ‪.‬‬
‫ولذلؾ يتعيف عمى المشرع الجزائري إعادة النظر في المادة ‪ 212‬مف ؽ ت في‬
‫صياغتيا بطريقة حتى ال تدع لمبس‪ ،‬بحيث ال يترتب عمى عدـ إستيفاء إجراءات‬
‫النشر بطالف عقد التسيير الحر‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الجزاء المترتب عمى الرسمية‬
‫المادة ‪ 212‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج تقرر بطالف عف تخمؼ لجميع شروط‬
‫و أف إعتبار نص ّ‬
‫النوع مف العقود‬
‫مكرر‪ 1‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج تخضع ىذا ّ‬
‫المادة ‪ّ 324‬‬
‫ّ‬ ‫فإف‬
‫عقد التسيير الحر‪ّ ،‬‬
‫الرسمي تحت طائمة البطالف "‪...‬يجب تحت طائمة البطالف تحرير‬
‫إلى ال ّشكؿ ّ‬
‫العقود‪...‬أو عقود تسيير محالت تجارية أو مؤسسات صناعية في شكؿ رسمي‪."...‬‬
‫ولذلؾ نص المشرع الجزائري عمى وجوب كتابة عقد التسيير الحر واال عد‬
‫باطال‪ ،‬نظ ار لخطورة ىذا العقد بسبب القيمة المالية العالية التي يتمتع بيا المحؿ‬
‫التجاري‪ ،‬ولذلؾ كاف مف الالزـ األخذ ببعض اإلحتياطات لمحفاظ عميو ومف أىميا‬
‫جعؿ عقد ت جير تسيير المحؿ شكميا يؤدي إنعداـ الكتابة فيو إلى بطالنو ‪. 1‬‬

‫‪. 135‬‬ ‫‪ 1‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪- 134‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آثار عقد التسيير الحر‬
‫إف عقد الت جير التسيير ىو – كما سبؽ الذكر‪ -‬العقد الذي بموجبو يست جر‬
‫شخص ما المحؿ التجاري ألجؿ إستغاللو لحسابو الخاص ولتحمؿ األعباء الناشئة عف‬
‫ىذا االستثمار‪"،‬و عمى ىذا األساس يخضع لألحكاـ المتعمقة بعقد اإليجار األشياء‬
‫ويترتب عمى تطبيؽ األحكاـ العامة الواردة في القانوف المدني واألحكاـ الخاصة الواردة‬
‫في القانوف التجاري أثار إزاء األطراؼ المتعاقدة مف جية و أثار إزاء الغير مف جية‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أخرى"‬
‫فمف جية يرتب عقد التسيير الحر إلتزامات متبادلة بيف أطرافو بإعتباره عقدا‬
‫ممزما لمجانبيف‪ ،‬فيتحمؿ المؤجر إلتزامات ويتمتع بحقوؽ‪ ،‬وتكوف ىذه األخيرة ىي‬
‫إلتزامات تقع عمى عاتؽ المست جر‪ ،‬ومف جية أخرى يرتب عقد التسيير الحر آثا ار‬
‫بالنسبة لمغير سواء أكانوا دائني المؤجر أو دائني المست جر أو مالؾ العقار المست جر‬
‫الذي يستغؿ فيو النشاط التجاري لممحؿ أو مشتري المحؿ التجاري‪.2‬‬
‫وعمى ىذا األساس سنتناوؿ في ىذا الفصؿ آثار عقد التسيير الحر تجاه‬
‫األطراؼ المتعاقدة (المبحث األوؿ ) ثـ آثار عقد التسيير الحر تجاه الغير (المبحث‬
‫الثاني) ‪.‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.294‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪49‬‬
‫المبحث األول‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه األطراف المتعاقدة‬
‫إف التنازؿ االتفاقي ىو نقؿ مركز أحد المتعاقديف في العقد مع ما يتضمنو مف‬
‫حقوؽ والتزامات إلى المتنازؿ لو‪ ،‬فاليدؼ مف التنازؿ ىو إحالؿ متعاقد آخر متنازؿ لو‬
‫محؿ العقد المتنازؿ في مركزه العقدي‪ ،‬وبذلؾ كؿ عقد أو إتفاؽ يتنازؿ بمقتضاه المالؾ‬
‫أو المستغؿ لمحؿ تجاري عف كؿ جزء مف الت جير لمسير حر بقصد إستغاللو عمى‬
‫عيدتو يسمى عقد التسيير الحر‪. 1‬‬
‫ويشكؿ المحؿ التجاري مورد رزؽ لطرفي العقد التسيير الحر بحيث أف كؿ‬
‫طرؼ منيما يطمح إلى تحقيؽ غاية معينة باإلستفادة منو في نطاؽ ضمانات متقابمة‬
‫فالمسير الحر يسعى إلى تحقيؽ أرباح ىامة‪ ،‬في حيف يحرص مالؾ المحؿ التجاري‬
‫عمى نماءه وعدـ تردي قيمتو االقتصادية والتجارية أثناء مدة العقد ‪ ،‬ومف ثمة يتبيف أف‬
‫عقد التسيير الحر مف العقود المتبادلة ‪.2‬‬
‫والبد مف الرجوع إلى القواعد العامة لدراسة آثار عقد التسيير الحر طالما المشرع‬
‫لـ يحدد اإللتزامات والحقوؽ ضمف نصوص خاصة بيذا العقد‪. 3‬‬
‫فإف اآلثار الناجمة عف عقد ت جير التسيير ىي آثار أي عقد بت جير لكف العقد‬
‫يتضمف في مطمؽ األحواؿ شروطا تحدد بصفة دقيقة أثاره الخاصة‪ ،‬األمر الذي يجعمنا‬
‫نميز آثار عقد ت جير التسيير إزاء المست جر المسير عف آثاره إزاء المؤجر‪ 4‬ويالحظ‬
‫أف عقد اإليجار المحؿ التجاري يتميز بطابع شخصي‪ ،‬ذلؾ أف المحافظة عمى مختمؼ‬
‫العناصر الداخمة في تكوينو تجعؿ شخصية المست جر محؿ إعتبار في نظر المؤجر‪،‬‬

‫‪ 1‬خالد زايدي‪ ،‬المحؿ التجاري والتصرفات الواردة عميو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ 3‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪4‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪51‬‬
‫لذلؾ يجرى العمؿ عمى منع المست جر مف التنازؿ عف إيجار المحؿ التجاري أو ت جيره‬
‫مف الباطف ‪.1‬‬
‫بما أف عقد التسيير الحر مف العقود الممزمة لجانبيف فإنو ينش عدة إلتزامات‬
‫الحر‬
‫الناشئة عف عقد التّسيير ّ‬
‫متبادلة في ذمة طرفي العقد يمكف دراسة اإللتزامات ّ‬
‫بالنسبة لممتعاقديف في المطمب األوؿ آثار عقد التسيير الحر بالنسبة مالؾ المحؿ‬
‫ّ‬
‫التجاري ثـ وفي المطمب الثاني آثار عقد التسيير الحر بالمست جر المسير ‪.‬‬
‫المطمب األول‬
‫آثار العقد بالنسبة لممالك المحل التجاري‬
‫وبالرجوع إلى القواعد العامة المتعمقة بعقود اإليجار‪ ،‬نجد أف أىـ اإللتزامات التي‬
‫تقع عمى عاتؽ المؤجر ىي ثالثة‪ ،‬أوليا االلتزاـ بالتسميـ وثانييا اإللتزاـ بالصيانة‬
‫وثالثيما اإللتزاـ بالضماف‪ ،‬أي تمؾ اإللتزامات بالضماف‪ ،‬أي تمؾ اإللتزامات التي تشكؿ‬
‫في الواقع إلتزاما واحدا ‪ ،‬وىو تمكيف المست جر مف اإلنتفاع بالعيف المؤجرة‪. 2‬‬
‫ويترتب عمى مؤجر المحؿ التجاري عدة إلتزامات وحقوؽ تجاه المست جر المسير‬
‫نتيجة عقد التسيير الحر‪ ،‬سبؽ أف أوضحنا أف مؤجر المتجر ال يكتسب صفة التاجر‬
‫لمجرد إنعقاد عقد ت جير إستغالؿ المتجر‪ ،‬ورغـ ذلؾ يمزـ بالقيد بالسجؿ التجاري سواء‬
‫بتغيير صفتو إذا كاف تاج ار وىو الغالب إليضاح مركزه كمؤجر مالؾ دوف اإلستغالؿ‬
‫أو بتعديؿ البيانات السابؽ تدوينيا بالسجؿ التجاري عمف تمقى عنو المتجر وايضاح‬
‫عالقتو بمست جر اإلستغالؿ‪ ،3‬لتجنب التكرار ىذا اإللتزاـ سبؽ أف أشارنا إليو في شير‬
‫عقد التسيير الحر‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪2‬‬
‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.507 – 506‬‬
‫‪4‬‬
‫شير طرفي عقد التسيير الحر‪ ،‬ص ص ‪. 45 - 44‬‬
‫‪51‬‬
‫و عميو سنتناوؿ إلتزامات مؤجر المحؿ التجاري إلتزاـ المؤجر بتسميـ المحؿ‬
‫التجاري (الفرع األوؿ)‪ ،‬إلتزاـ المؤجر بصيانة المحؿ التجاري (الفرع الثاني)‪ ،‬إلتزاـ‬
‫المؤجر بعدـ منافسة المست جر(الفرع الثالث) ثـ إلتزاـ المؤجر بضماف اإلستحقاؽ‬
‫والعيوب الخفية (الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫إلتزام المؤجر بتسميم المحل التجاري‬
‫يخضع االلتزاـ بتسميـ المتجر محؿ العقد لمقواعد العامة في القانوف المدني‬
‫والتجاري كقاعدة عامة عمى أف طبيعتو المتجر الخاصة وكونو ماال منقوال معنويا‬
‫متضمنا عدة عناصر متباينة‪ ،1‬تخضع أحكاـ تسميـ العيف المؤجرة ألحكاـ تسميـ المبيع‬
‫إستنادا لنص المادة ‪ 478‬مف ؽ ‪.‬ـ‪.‬ج المعدلة التي تنص عمى أنو "يسري عمى‬
‫االلتزاـ بتسميـ العيف المؤجرة ما يسري عمى التزاـ المبيع مف أحكاـ ما تعمؽ منيا مف‬
‫تاريخ ومكاف تسميـ الشي المؤجر"‪ ،2‬ولذا يمتزـ المؤجر بوضع المحؿ التجاري تحت‬
‫تصرؼ المست جر المسير وذلؾ بإعتبار المحؿ التجاري ماؿ منقوؿ معنوي ‪.‬‬
‫فمكي يعتبر المؤجر قد قاـ بتنفيذ إلتزامو كامال‪ ،‬فيجب عميو أف يضع ىذا الماؿ‬
‫المعنوي تحت تصرؼ الطرؼ اآلخر‪ ،‬فال تقتصر عمى تسميـ المكاف القائـ عميو المحؿ‬
‫التجاري ومفاتيحو وانما عميو تسميـ عناصره كؿ ما يتفؽ وطبيعتو‪ ،3‬غير أف الطبيعة‬
‫الخاصة لممحؿ التجاري بإعتباره ماال منقوال معنويا تجعؿ ىذا اإللتزاـ يكتسي الصبغة‬
‫خاصة فال يقتصر عمى تسميـ المحؿ وانما عمى العناصر التي تثبت وجود ىذا‬

‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.506‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 478‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي‬ ‫‪2‬‬

‫‪( ، 2007‬ج‪ .‬ر ‪ ،‬ع ‪ ، 31‬ص ‪.)4‬‬


‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.506‬‬
‫‪3‬‬

‫‪56‬‬
‫األصؿ‪ ، 1‬وعمى أف مجموع األشخاص الذيف يتعامموف مع قاعدة تجارية‪ ،‬يعتبروف‬
‫العنصر األىـ في تكوينيا‪ ،‬بؿ و إف القاعدة التجارية ما ىي إال حؽ اإلتصاؿ بالعمالء‬
‫(زبائف) و إنما العناصر األخرى تبقى ثانوية في تكويف القاعدة التجارية ‪ ،2‬فال تستعمؿ‬
‫إال لتقوية عنصر اإلتصاؿ بالعمالء‪ ،‬وعميو ال يتحقؽ تسميـ المحؿ التجاري إال بتسميـ‬
‫عنصر اإلتصاؿ بالعمالء وباقي عناصر المحؿ التجاري وليذا نتناوؿ كيفية تسميـ‬
‫عنصر اإلتصاؿ بالعمالء (أوال) ثـ تسميـ باقي عناصر المحؿ التجاري (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪:‬تسميم عنصر االتصال بالعمالء‬
‫فيجب عمى المؤجر أف يمكف المست جر بالتسيير مف اإلطالع عمى جميع‬
‫المستندات والمراسالت المتعمقة بالعمالء حتى يسيؿ عميو التعرؼ عمييـ واإلتصاؿ‬
‫‪3‬‬
‫بيـ‪ ،‬ويوضح لو يتميز بو المحؿ مف خدمة لمعمالء والتسييالت التي يوفرىا ليـ‬
‫فعميو أف يظير لممست جر المراسالت مع زبائنو وطمباتيـ ويبيف لو ما تعودوف مف‬
‫خدمة يتميز بيا ىذا المحؿ أو تسييالت الدفع التي إشتير بيا المحؿ المذكور‪ ،‬و‬
‫طريقة الدفع لممورديف وساعات فتح وغمؽ المحؿ وقائمة ب سماء العمالء والمورديف و‬
‫ال مانع مف إطالع المست جر عمى الدفاتر التجارية دوف تسميمو إياىا بحالة بيع‬
‫المتجر‪ ،4‬كما أف يسممو دفاتر المحاسبة ‪les livres de comptabilite de fonds‬‬
‫وكذلؾ الفواتير التي تتعمؽ بصفقات لـ يتـ تسميميا لممحؿ أو يتـ تسميميا عمى دفعات‬
‫متتالية بعد العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪2‬‬
‫أنيسة حمادوش‪ ،‬المركز القانوني لإلتصاؿ بالعمالء كعنصر جوىري في القاعدة التجارية (دراسة‬
‫مقارنة) ‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه تخصص القانوف‪ ،‬جامعة مولودي معمر‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ‪.2012 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.142 – 141‬‬
‫‪4‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ص ص ‪.507 – 506‬‬
‫‪53‬‬
‫و ال يصؿ اإللتزاـ إلى حد تزكية المست جر شخصيا لدى العمالء ما لـ يتفؽ‬
‫عمى ذلؾ صراحة بالعقد ويقصد بالتزكية المست جر ما يجري عميو العرؼ مثؿ قياـ كؿ‬
‫مف المؤجر والمست جر الجديد بطبع نشرات لمدعاية توزع عمى العمالء بما يفيد ت جير‬
‫إستغالؿ المحؿ إلى المست جر الجديد مع تزكية المؤجر لشخصو واظيار مزاياه‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تسميم باقي عناصر المحل التجاري‬
‫إذا تضمف عقد ت جير استغالؿ المحؿ التجاري براءة االختراع التي يتوقؼ عمييا‬
‫إنتاج السمعة موضوع اإلستغالؿ‪ ،‬يجب عمى المؤجر أف يترؾ أسرار ىذا اإلختراع‬
‫تحت تصرؼ المست جر حتى يعتبر التسميـ كامال ومتفقا مع طبيعة المتجر‪ ،‬ولكنو‬
‫ليس ممزما بتسميمو صؾ البراءة المثبت ليا حيث يظؿ ىو المالؾ دائما‪ ، 2‬ويكوف‬
‫التسميـ في العناصر المادية بمناولتيا لممسير الحر أو بوضعيا تحت يده " المعدات‬
‫واألدوات" وفقا لمحالة التي كانت عمييا وقت التعاقد بعد تعيينيما في العقد‪ ،‬أما‬
‫البضائع فيي ال تؤجر إليو وانما تنقؿ ممكيتيما إليو لقاء ثمف أو تعيد بترؾ كمية‬
‫مماثمة منيا عند إنتياء العقد ‪.3‬‬
‫وعمػػى مػػؤجر المتجػػر أف يسػػمـ المشػػتري أيضػػا الميمػػات التػػي شػػمميا عقػػد اإليجػػار‬
‫واثبػػات الحالػػة التػػي عمييػػا وصػػالحياتيا لالسػػتعماؿ و كػػذلؾ البضػػائع التػػي إتفػػؽ عمػػى‬
‫شرائيا سواء الموجودة بالمتجر أو المخازف أو البضائع التي إتفؽ عمى شرائيا أو لـ يػتـ‬
‫تسميميا بعد ‪.4‬‬
‫فإف تسميـ المحؿ التجاري يتـ وفقا القواعد العامة حسب المادة ‪ 476‬مف القانوف‬
‫المؤجر بتسميـ العيف المؤجرة لممست جر في حالة‬
‫ّ‬ ‫المدني التي تنص عمى أنو " يمزـ‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.508 – 507‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪3‬‬
‫م موف عبد العزبز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪4‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪54‬‬
‫المعد ليا تبعا إلتفاؽ الطرفيف"‪ ، 1‬يفيـ مف ىذا النص أف إرادة‬
‫ّ‬ ‫تصمح لإلستعماؿ‬
‫األطراؼ ليا دور في اإلتفاؽ عمى اإللتزاـ الموجر بالتسميـ المحؿ التجاري إلى‬
‫المست جر المسير وفقا لمقانوف‬
‫يمتزـ المؤجر بالتسيير أي مالؾ المحؿ التجاري بتسميـ المحؿ في الوقت الذي تـ‬
‫اإلتفاؽ عميو أو حسبما جرى عميو العرؼ‪ ،‬وال يكفي تسميـ المكاف القائـ عميو المحؿ‬
‫التجاري ومفاتيحو ذلؾ ألف المحؿ منقوؿ معنوي يتكوف مف عناصر مادية ومعنوية‬
‫األمر الذي يقتضي أف يقوـ المؤجر بالتسيير بتسميـ كؿ عنصر بما يتفؽ وطبيعتو‬
‫كما لو تضمف المحؿ عالمة تجارية أو براءة اختراع أو غير ذلؾ‪.2‬‬
‫وليس لممؤجر تسميـ المست جر عقد إيجاره المكاف القائـ عميو المتجر حيث ال‬
‫ينتقؿ ىذا الحؽ بت جير إستغالؿ المتجر إلى المست جر عمى خالؼ حالة بيع المتجر‪.3‬‬
‫وال يفوتنا أف نشير إلى أف تسميـ المحؿ التجاري يجب أف يتـ وفقا لميعاد محدد‬
‫لو في العقد و إال في يوـ توقيع العقد‪ ،‬فإف عدـ التسميـ يوجب حؽ المسير وفقا لمقواعد‬
‫العامة إما المطالبة بفسخ العقد‪ ،‬أو إرغاـ المالؾ بالتسميـ عف طريؽ القضاء أما إذا لـ‬
‫تتحقؽ عممية التسميـ ألسباب قاىرة أو حادث فجائي فإف المسير الحر ال يحؽ لو سوى‬
‫طمب فسخ العقد‪. 4‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة ‪ 476‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي‬
‫‪( ، 2007‬ج‪ .‬ر ‪ ،‬ع‪ 31 .‬ص‪.)4 .‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضبؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القميوبي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪4‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪55‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫إلتزام المؤجر بصيانة المحل التجاري‬

‫إف طبيعة المحؿ التجاري بإعتباره ماال منقوال معنويػا يجعػؿ ىػذا اإللتػزاـ بالصػيانة‬
‫يكتسي مفيومػا خاصػا يختمػؼ عػف مفيومػو العػادي فػي عقػود اإليجػارات األخػرى‪ ،‬حيػث‬
‫يصػػعب الحػػديث عػػف واجبػػو صػػيانة مػػاؿ معنػػوي ال يعتبػػر سػػوى فك ػرة مجػػردة لػػيس ليػػا‬
‫وجػػود مػػادي فػػي حػػد ذاتيػػا‪ ،‬فصػػيانة المحػػؿ التجػػاري ال يمكػػف أف يشػػمؿ إال العناصػػر‬
‫المادية‪ ،‬فالمؤجر مالؾ المحػؿ التجػاري يمتػزـ مبػدئيا بصػيانة العػيف المػؤجرة وفقػا لمقواعػد‬
‫العامػػة ويمتػػد ىػػذا اإللت ػزاـ إلػػى صػػيانة العقػػار الػػذي يسػػتغؿ فيػػو األصػػؿ التجػػاري مػػا لػػـ‬
‫يشترط الطرفاف غير ذلؾ‪.1‬‬
‫وليس لممؤجر إلزاـ المست جر بتغيير شروط اإلستغالؿ طالما لـ يتفؽ عمى ىذه‬
‫الشروط في عقد اإلستغالؿ األصمي لممؤجر‪ ،2‬و قضت محكمة النقض الفرنسية‪ 3‬في‬
‫ىذا الخصوص بمسؤولية إحدى الشركات البتروؿ المؤجرة البتروؿ المؤجرة إلستغالؿ‬
‫إحدى محطات البنزيف لما تبيف أف سبب فسخ العقد مف جانب المست جر ىو إشتراط‬
‫الشركة المؤجرة عمى مست جر اإلستغالؿ قيامو باإلستغالؿ ليال ونيا ار وىو ما لـ يرد‬
‫في عقد اإلستغالؿ األصمي لممؤجر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪.127‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار محكمة النقض الفرنسية ‪ ،‬جمسة ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1978‬منشور بالػ‪343-4-1978 J.C.P‬‬
‫تـ االشارة إلى ىذا القرار ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪56‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫إلتزام المؤجر بعدم منافسة المستأجر‬
‫يمتزـ المؤجر بعدـ التعرض لممست جر‪ ،‬وتطبيقا لذلؾ يكوف مؤجر المحؿ التجاري‬
‫ممتزما بعدـ منافسة المست جر‪ ،1‬إستنادا لمقواعد العامة تنص المادة ‪ 483‬المعدلة مف‬
‫القانوف المدني عمى ما يمي " عمى المؤجر أف يمتنع عف كؿ تعرض يحوؿ دوف إنتفاع‬
‫المست جر بالعيف المؤجرة وال يجوز أف يحدث ليا أو بممحقاتيا أي تغيير ينقص مف‬
‫ىذا اإلنتفاع‪.2".‬‬

‫مف أىـ إلتزامات المؤجر بالتسيير ىي عدـ منافسة المست جر بالتسيير‪ ،‬وىذا‬
‫اإللتزاـ ينش تمقائيا عف عقد التسيير الحر‪ ،‬فإذا قاـ المؤجر بالتسيير بإنشاء تجارة‬
‫مماثمة أدت إلى سحب العمالء بعد إبراـ عقد التسيير الحر‪ ،‬أعتبر ىذا تعرضا يمحؽ‬
‫بالمست جر بالتسيير ضر ار كبي ار ويحرمو مف تحقيؽ الغاية المنشودة مف ت جير المحؿ‬
‫وىي إستمرار تردد العمالء ويشبو كؿ مف الفقو والقضاء الفرنسياف إلتزاـ المؤجر في‬
‫ىذا الخصوص بإلتزاـ البائع بائع المحؿ بعدـ منافسة المشتري‪.3‬‬
‫وأيػ ػ ػ ػػدت المحكمػ ػ ػ ػػة الػ ػ ػ ػػنقض المص ػ ػ ػ ػرية ىػ ػ ػ ػػذا اإلتجػ ػ ػ ػػاه بحكميػ ػ ػ ػػا الصػ ػ ػ ػػادر فػ ػ ػ ػػي‬
‫‪ 1963/06/07‬وكػػاف األمػػر يتعمػػؽ ببيػػع المتج ػػر (ويقػػاس عميػػو عقػػد ت ػ جير اس ػػتغالؿ‬
‫المتج ػػر التح ػػاد الحكم ػػة م ػػف الش ػػرط وى ػػي احتف ػػاظ المس ػػتغؿ ب ػػالعمالء) ‪ :‬فق ػػررت ‪":‬إف‬
‫ضػػماف البػػائع المترتػػب عمػػى بيػػع المتجػػر يمػػزـ البػػائع بعػػد التعػػرض لممشػػتري فػػي انتفاعػػو‬
‫بمتجػػر باالمتنػػاع عػػف كػػؿ عمػػؿ يكػػوف مػػف شػػانو االنتقػػاص مػػف ىػػذا االنتفػػاع كمػػا تفػػرغ‬

‫‪1‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 483‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو‬
‫‪( ، 2007‬ج ‪.‬ر‪ ،‬ع ‪ ، 31‬ص ‪.)4‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪57‬‬
‫عنو أف االلتزاـ بعد المنافسة في شتى صورة ومنيػا حظػر التعامػؿ مػع العمػالء ال يكػوف‬
‫في ىذا الحالة مخالفا لمبدأ حرية التجارة وحرية العمؿ وىما مف النظاـ العاـ"‪.1‬‬
‫يثار التساؤؿ عما إذا كاف التزاـ المؤجر بعد المنافسة مست جر اإلستغالؿ‬
‫شخصيا يمتزـ بو وحده أـ يمتد إلى غيره مف األشخاص سواء أثناء حياتو فيمتزـ بو‬
‫أفراد أسرتو والخاضعيف لو أو بعد وفاتو فيمتزـ بو ورثتو‪ ،‬وترى األستاذة الدكتورة سميحة‬
‫القميوبي ونذىب إلى نفس الرأي في ىذا الش ف أنو و إف كاف اإللتزاـ المؤجر بعدـ‬
‫المنافسة مست جر اإلستغالؿ بإنشاء محؿ تجارة مماثمة ىو إلتزاـ شخصي يقع عمى‬
‫عاتؽ مؤجر المحؿ التجاري وحده‪ ،‬إال انو يمكف القوؿ بتوافر المنافسة والتعرض في‬
‫كؿ حالة يبيف منيا لمقاضي وجود تعرض مف أحد األشخاص التابعيف لممؤجر أو‬
‫الواقعيف تحت ت ثيره بقصد تحويؿ العمالء عف مست جر اإلستغالؿ والعمؿ عمى جذبيـ‬
‫لتجارة الجديدة‪.2‬‬
‫كما لو قاـ المؤجر بإنشاء تجارة مماثمة بإسـ زوجتو أو أحد أفراد أسرتو‪ ،‬كما‬
‫يعتبر تعرضا إذا قاـ ورثة المؤجر بعد وفاتو بإنشاء تجارة مماثمة تحمؿ نفس اإلسـ‬
‫التجاري لمورثيـ قاصديف بذلؾ منافسة المست جر بالتسيير وميما كاف األمر فإف سمطة‬
‫تقدير ذلؾ تعود لمقاضي ‪.3‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫إلتزام المؤجر بضمان اإلستحقاق والعيوب الخفية‬
‫ال ينتيي إلتزاـ المؤجر بمجرد إبراـ العقد و تسميـ محمو وانما تستمر إلى غاية‬
‫تحقيؽ النتائج المرجوة مف ىذا اإللتزاـ‪ ،‬فعمى مالؾ المحؿ التجاري أف يضمف لممسير‬

‫‪1‬‬
‫قرار محكمة النقض المصرية الصادر بتاريخ ‪ 1963/06/07‬تـ اإلشارة إلى ىذا القرار‪ ،‬سميحة‬
‫القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.515 – 514‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪58‬‬
‫الحر اإلستغالؿ اليادئ لممحؿ طواؿ سرياف العقد‪ ،‬و يضمف لممسير الحر تسيي ار عاديا‬
‫وفي م مف مف عراقيؿ أو مضايقات مف الغير‪ ،‬وأخي ار يمتزـ بضماف العيوب الخفية‬
‫لممحؿ التجاري‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬إلتزام بضمان التعرض واإلستحقاق‬
‫اإللتزاـ بضماف التعرض ىوأحد االلتزامات المؤدية إلى إنتفاع المست جر بالعيف‬
‫المؤجرة يمتزـ بعد تعرضو شخصيا لممست جر وىو إلتزاـ بإمتناع عف عمؿ ‪ ،‬ويمتزـ بعد‬
‫التعرض الغير لممست جر وىو إلتزاـ بعمؿ‪ ،2‬ترتب القواعد العامة عمى عاتؽ المؤجر‬
‫إلتزاما بضماف التعرض اإلستحقاؽ ‪ ،‬أي أنو يمتزـ في مواجية المست جر بعدـ التعرض‬
‫لو مف جانب الغير أو منو شخصيا أو مف أحد تابعيو وىذا ما قضت بو المادة‬
‫‪ 2/483‬مف ؽ‪ .‬ـ‪ .‬ج التي تنص عمى أنو " ال يقتصر ضماف المؤجر عمى األفعاؿ‬
‫التي تصدر منو أو تابعيو ‪ ،‬بؿ يمتد إلى كؿ ضرر أو تعرض قانوني صادر عف‬
‫مست جر أخر أو شخص تمقى الحؽ عف المؤجر"‪. 3‬‬
‫ويقصد بضماف التعرض واإلستحقاؽ في ىذا الخصوص أف يدفع المؤجر عف‬
‫مست جر المتجر كؿ تعرض ي تي مف جانب الغير يكوف مستمدا لسبب يرجع إليو‪ 4‬فإذا‬
‫ثبت أف ليذا األخير حؽ عمى كؿ المحؿ أو عمى أىـ عناصره كبراءة االختراع التي‬
‫يقوـ عمييا اإلستغالؿ الرئيسي‪ ،‬كاف لممست جر بالتسيير طمب الفسخ إما إذا كاف‬
‫اإلستحقاؽ واردا عمى جزء مف المحؿ وليست لو أىمية في إستغاللو كاف لو طمب‬
‫نقص المقابؿ المتفؽ عميو‪ ،‬و إال كاف لو الحؽ في التعويض ولكف ال يضمف المؤجر‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪129‬‬
‫‪2‬‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد االيجار‪ ،‬توزيع منشاة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية الطبعة ‪- 1997‬‬
‫‪ ، 1998‬ص ‪.156‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 483‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪2007‬‬
‫(ج‪ .‬ر ‪ ،‬ع ‪ ، 31.‬ص‪.)5‬‬
‫‪4‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪59‬‬
‫بالتسيير التعويض المادي الصادر مف الغير ك ف يتـ اإلعتداء عمى اإلسـ التجاري‬
‫لممحؿ التجاري أو العالمة التجارية أو سحب السمطات العامة الترخيص المتعمؽ‬
‫بمزاولة النشاط التجاري‪ ..‬الخ‪. 1‬‬
‫عمى أف المؤجر يمتزـ بمساعدة المست جر أماـ القضاء عند اإلعتداء عمى‬
‫العالمة التجارية أو االسـ التجاري وغير ذلؾ مف الحقوؽ المعنوية إذا طمب المست جر‬
‫كما ال يضمف صدور ق اررات جديدة ال تتوفر مع نشاط المتجر القائـ ‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلتزام بضمان العيوب الخفية‬
‫يكوف المؤجر ممزما بضماف ما ينش عف بيانات غير صحيحة تبعا لمقواعد‬
‫العامة بحسب المادة ‪ 488‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج المعدلة التي تنص عمى أنو "يضمف المؤجر‬
‫لممست جر‪ ،‬بإستثناء العيوب التي جرى العرؼ عمى التسامح فييا‪ ،‬كؿ ما يوجد مف‬
‫العيف المؤجرة مف عيوب تحوؿ دوف إستعماليا أو تنقص مف ىذا اإلستعماؿ نقصا مف‬
‫ما لـ يوجد إتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ‪.‬‬
‫ويكوف كذلؾ مسؤوال عف الصفة التي تعيد بيا صراحة غير أف المؤجر ال‬
‫‪3‬‬
‫يضمف العيوب التي أعمـ بيا المست جر أو كاف يعمـ بيا ىذا األخير وقت التعاقد"‬
‫المطمب الثاني‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه المسير الحر‬
‫يعطي عقد التسيير الحر لممسير الحر الحؽ في إستغالؿ المحؿ التجاري‬
‫لحسابو الخاص وبإستقالؿ عف المؤجر‪ ،‬بحيث تنصرؼ كافة أثار ذلؾ اإلستغالؿ إليو‬
‫مع بقاء ممكية المحؿ التجاري‪ ،‬ويمنع عمى المسير الحر أف يتصرؼ في المحؿ‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 488‬مف القانوف المدني المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪2007‬‬
‫( ج‪.‬ر‪،‬ع‪ ،31‬ص‪.) 5.‬‬
‫‪61‬‬
‫التجاري مف بيع أو رىف أو ت جيره مف الباطف دوف موافقة المؤجر‪ ،‬نظ ار إلعتبار‬
‫الشخصي الذي يقوـ عميو ىذا العقد ‪. 1‬‬
‫ولقد سبؽ وأف أشرنا إلى أف المست جر المسير يكتسب الصفة التجارية لكونو‬
‫يمارس التجارة بإسمو الشخصي ولحسابو الخاص وىذا يعني أنو يخضع لكافة‬
‫الواجبات المفروضة عمى التجار ولعؿ أىـ اإللتزامات التي يخضع ليا التاجر ضرورة‬
‫القيد في السجؿ التجاري ومسؾ الدفاتر التجارية وعالوة عمى ذلؾ فإنو يجوز شير‬
‫إفالسو متى توقؼ عف دفع ديونو التجارية‪. 2‬‬
‫ولعؿ أىـ االلتزامات األخرى التي تقع عمى عاتؽ مست جر اإلستغالؿ في‬
‫مواجية مالؾ المتجر ىي إلتزامو بإستغالؿ المتجر ومزاولة النشاط التجاري المتفؽ‬
‫عميو‪ ،‬ودفع األجرة المحددة بعقد اإليجار واحترامو لشروط العقد التي تحدد – مف‬
‫الناحية العممية ‪ -‬طبيعة التزاـ المست جر ومداه‪ ،‬كما يمزـ المست جر بتسميـ المتجر عند‬
‫نياية عقد اإليجار‪. 3‬‬
‫وعميو سنتناوؿ في المطمب إلتزاـ باإلستغالؿ المحؿ التجاري في الفرع األوؿ و‬
‫إلتزاـ المحافظة عمى المحؿ التجاري في الفرع الثاني و إلتزاـ مست جر المسير‬
‫بإستغالؿ النشاط األصمي في الفرع الثالث إلتزاـ بدفع بدؿ اإليجار في الفرع الرابع و‬
‫إلتزاـ مست جر إستغالؿ المحؿ التجاري بإحتراـ شروط العقد في الفرع الخامس و التزـ‬
‫مست جر االستغالؿ بتنفيذ عقود المؤجر عند االتفاؽ عمى ذلؾ في الفرع السادس ‪.‬‬

‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.136 – 135‬‬ ‫‪1‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.296‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.520‬‬


‫‪61‬‬
‫الفرع األول‬
‫إلتزام المستأجر المسير بإستغالل المحل التجاري‬
‫إف تسيير المحؿ التجاري واستغاللو ال يعد حقا فحسب لممست جر‪ ،‬بؿ واجبا يمتزـ‬
‫القياـ بو‪ ،‬ألف عدـ تسييره لممحؿ وعدـ إستغاللو لو مف ش نو القضاء عمى العمالء‬
‫‪1‬‬
‫الذيف أعتادوا التردد عميو‪ ،‬وبالتالي يؤدي ذلؾ إلى نقص قيمة المحؿ واإلضرار بمالكو‬
‫ويشترط غالبا المؤجر في سبيؿ الت كد مف تنفيذ المست جر إلتزامو باإلستغالؿ‬
‫حقو في بعض الرقابة ‪ ،‬ولكف ال يجب إعتبار الحؽ في الرقابة ىذا نوعا مف التبعية‬
‫واإلشراؼ كما سبؽ القوؿ‪ ،‬فالرقابة ىنا ليست عمى اإلستغالؿ بؿ نتائجو والمست جر‬
‫ممزـ بيذا اإلستغالؿ في الحدود التي تحفظ لممتجر عمالئو وسمعتو التجارية والنشاط‬
‫المخصص لو وفقا العادات والعرؼ التجاري ‪.2‬‬
‫وفي ىذا المعنى قضت محكمة اإلستئناؼ بالدار البيضاء بت ييد حكـ محكمة‬
‫إبتدائية بدار البيضاء الصادر بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ 1979‬حيث قررت ما يمي ‪":‬مف حيث‬
‫أف ت جير المحؿ التجاري يعتب مف العقود التي تقوـ عمى أساس اإلعتبار الشخصي‬
‫في جانب المست جر ألف مالكو ال يقدـ عادة عمى ىذا العمؿ سوى عمى عناصر المحؿ‬
‫المؤجر بسبب التصرؼ أو االستغالؿ "‪ ،3‬مف حيث انو انطالقا مف ىذا المنظور فقط‬
‫إرتبط طرؼ النزاع بعقد التسيير الحر ومع ذلؾ فإف المست جر (المست نؼ) أخؿ‬
‫بشروط العقد عندما قاـ بتفويت المحؿ التجاري إلى الغير ليمارس فيو نشاطا تجاريا‬

‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.144‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪3‬‬
‫ق ارر محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء الصادر بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ ،1979‬تـ اإلشارة إلى ىذا‬
‫القرار‪ ،‬م موف عبد العزيز إبرىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪66‬‬
‫مختمفا وىو اإلتجار في قطع الغيار السيارات حسب الثابت في المحضر المعاينة‬
‫‪1‬‬
‫عدد"‪ "3529‬المحرر مف طرؼ م مور اإليجار‪.‬‬
‫ولممدير الحر في سبيؿ تحقيؽ إلتزامو باإلستغالؿ‪ ،‬أف يستغؿ كافة العناصر‬
‫التي يتضمنيا المتجر في عقد اإلدارة الحرة فمست جر اإلستغالؿ لو حؽ بيع البضائع‬
‫الموجودة بالمتجر أو بالمخازف التي شمميا عقد اإليجار‪ ،‬بؿ ونرى أنو يمزـ ببذؿ الجيد‬
‫لمبيع ىذه البضائع ما لـ يكف ىناؾ سبب جوىري يمنعو مف ذلؾ كما إذا تبيف وجود‬
‫عيوب بيا لـ يكتشفيا إال بعد التسميـ‪ ،‬وعميو إخطار المؤجر بذلؾ في الوقت المناسب‬
‫وعميو إعادة شراء كميات أخرى إلستمرار نشاط المتجر محؿ العقد‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫اإللتزام بالمحافظة عمى المحل التجاري‬
‫تطبيقا لمقواعد العامة حسب المادة ‪ 495‬مف ؽ‪ .‬ـ‪.‬ج " يجب عمى المست جر أف‬
‫يعتني بالعيف المؤجرة وأف يحافظ عمييا مثمما يبذلو رجؿ المعتاد وىو مسؤوؿ عما يمحؽ‬
‫العيف أثناء إنتفاعو بيا مف فساد أو ىالؾ غير ناشئ عف إستعماليا إستعماال عاديا"‪.3‬‬
‫ويخمص مف ىذا النص فالمطموب مف المست جر أف يحافظ عمى الشيء المؤجر‬
‫فيكوف قد وفى بإلتزامو ىذا إذا بذؿ في تنفيذه مف العناية كؿ ما يبذلو الشخص العادي‬
‫فالمعيار ىنا موضوعي والمطموب مف المست جر ىو عناية الرجؿ المعتاد ال عنايتو في‬
‫شؤوف نفسو ‪ ،4‬ولكف اإللتزاـ بإستعماؿ العيف بعناية الرجؿ المعتاد‪ ،‬يكاد يختمط باإللتزاـ‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪3‬‬
‫والمتمـ ‪.‬‬ ‫المادة ‪ 495‬مف القانوف المدني المعدؿ‬
‫‪4‬‬
‫عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني‪ ،‬العقود الواردة عمى اإلنتفاع‬
‫بالشيء ( اإليجار والعارية)‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬المجمد األوؿ‪ ،‬دار أحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‬
‫لبناف‪ ،‬بدوف دار النشر‪ ،‬ص ‪.533‬‬
‫‪63‬‬
‫المحافظة عمى العيف ألف المحافظة عمى العيف تقتضي إستعماليا بعناية كما إستعماليا‬
‫بعناية يؤدي إلى المحافظة عمييا‪.1‬‬
‫عم ػػى مس ػػت جر اإلس ػػتغالؿ المحافظ ػػة عم ػػى المتج ػػر وعناصػ ػره الت ػػي تس ػػمميا مػ ػف‬
‫الم ػ ػػؤجر وفق ػ ػػا لطبيع ػ ػػة ك ػ ػػؿ عنص ػ ػػر حت ػ ػػى يس ػ ػػتطيع مباشػ ػ ػرة إس ػ ػػتغاللو لممتج ػ ػػر خي ػ ػػر‬
‫اإلستغالؿ‪ ،2‬وقد حكـ ب حقية مست جر اإلستغالؿ في الرجػوع مباشػرة ضػد مالػؾ العالمػة‬
‫التجاريػػة‪ ،‬الػػذي مػػنح المؤجر(مالػػؾ المتجػػر) حػػؽ إحتكػػار إسػػتغالليا وعمػػـ بعقػػد ت ػ جير‬
‫اإلستغالؿ الػذي شػمؿ كافػة عناصػر المتجػر ومػف بينيػا العالمػة التجاريػة دوف إعتػراض‬
‫منو‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫اإللتزام بإستغالل النشاط األصمي‬
‫فال يممؾ المست جر بالتسيير تغيير طبيعة النشاط التجاري الذي كاف يزاولو‬
‫المؤجر ألف مف ش نو ذلؾ تغيير العمالء و إنصرافيـ عف المحؿ‪ ،‬األمر الذي يحرص‬
‫عميو المؤجر نظ ار لتخصصو في ىذا النوع مف النشاط التجاري دوف غيره‪ ،‬بؿ أف‬
‫المست جر ال يممؾ تغيير نشاط المحؿ التجاري و لو لـ يترتب عمى ذلؾ ضرر‬
‫لممؤجر‪ ،‬كما ال يجوز لممست جر بالتسيير إنشاء أو إضافة فروع جديدة لمتجارة ما لـ‬
‫يتـ اإلتفاؽ عمى خالؼ ذلؾ ‪.4‬‬
‫إذ قد يترتب عمى إضافة تجارة جديدة أف تصبح التجارة األصمية – موضوع عقد‬
‫ت جير بالجدؾ‪ -‬تابعة أو ثانوية و في حالة اإلتفاؽ عمى إنشاء فروع جديدة‪ ،‬ينظـ‬

‫‪1‬‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.523‬‬
‫‪3‬‬
‫نقض تجاري فرنسي ‪ ،‬جمسة ‪ 4‬يوليو ‪ 1973‬تـ اإلشارة إليو‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.523‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.145 – 144‬‬
‫‪64‬‬
‫العقد بينو وبيف المؤجر مدى حؽ ىذا األخير فيما يدخمو مف فروع جديدة و يعد‬
‫المست جر مالكا ىذا النشاط الجديد‪.1‬‬
‫وأيدت محكمة النقض الفرنسية‪ 2‬حكـ محكمة االستئناؼ القاضي ب حقية مست جر‬
‫إستغالؿ متجر لبيع الخمور في التعويض مقابؿ أنواع النشاط التجاري الذي أضافيا‬
‫المست جر إلى النشاط األصمي واعتبار ىذا األخير مالكا وليا لعمالئيا وأف تركيا‬
‫لممؤجر يقابمو تعويض ‪.‬‬
‫وكاف موضوع القضية يتمخص في أف مالؾ احد المحاؿ لبيع الخمور قاـ بتاجيره‬
‫لزوجيف‪ ،‬ونص في عقد ت جير اإلستغالؿ عمى أف إضافة أي نشاط مف المست جريف‬
‫يرتبط بالنشاط األصمي يظؿ عمى ممؾ المؤجر مع إستثناء األنشطة المتميزة و التي‬
‫ليس ليا عالقة بالنشاط األصمي لممتجر كبيع الصحؼ والمجالت والجمود ولوازـ‬
‫التدخيف والحموى ‪ ،‬فإنيا تكوف ممكا لممست جريف يحؽ ليـ الحصوؿ عمييا عند نياية‬
‫العقد دوف حقيـ في البقاء بالمكاف القائـ عميو المتجر أو تحديد غيرىـ لمبقاء فيو‪.‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫إلتزام مستأجر اإلستغالل بتنفيذ عقود المؤجر المتفق عمييا‬
‫ال يس ؿ المست جر عف تنفيذ العقود التي أبرميا المؤجر بمناسبة إستغالؿ المتجر‬
‫إال إذا تعيد بذلؾ صراحة في عقد إستئجار المتجر‪ ،3‬وذلؾ تبعا لما تقضي بو القواعد‬
‫العامة في المادة ‪ 106‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪ ، 4‬وأساس عدـ إلتزاـ مست جر اإلستغالؿ بتنفيذ‬
‫عقود المؤجر أو الوفاء بإلتزاـ متعمؽ بإستغالؿ المتجر أنيا ليست ضمف عناصر‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.524- 523‬‬
‫‪2‬‬
‫نقض مدني‪ ،‬الدائرة الثالثة ‪ ،‬جمسة ‪ 23‬مايو ‪ 1968‬منشور بالػ ‪ ،J.C.P‬تـ اإلشارة إليو‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪3‬‬
‫محكمة النقض الفرنسية جمسة ‪ 17‬فبراير ‪ 1931‬نقال عف سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع نفسو‬
‫ص ‪.525‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 106‬مف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ‬
‫‪65‬‬
‫المحؿ التجاري كما سبؽ القوؿ ولما كاف يجوز اإلتفاؽ عمى إنتقاؿ ىذه اإللتزامات مع‬
‫المتجر‪ ،‬فإف مست جر اإلستغالؿ يضحى ممتزما بالوفاء لمدائنيف وممتزما بتنفيذ كؿ ما‬
‫وافؽ عمى نقمو إليو المتجر‪.‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫اإللتزام بدفع بدل اإليجار‬
‫المست جر ممزـ بدفع بدؿ اإليجار المحدد في العقد الذي أبرـ مع المؤجر صاحب‬
‫المتجر ويجوز إعادة النظر في بدؿ اإليجار كؿ ثالث سنوات‪ ،1‬ىذا ما تقضي بو‬
‫المادة ‪ 213‬مف القانوف التجاري‪ ،‬بؿ إف المادة ‪ 193‬مف نفس القانوف تقضي ب نو ال‬
‫يمكف إعادة النظر في بدؿ اإليجار إال بعد مرور ثالث سنوات عمى األقؿ مف‬
‫إستغالؿ لممحؿ أو مف تاريخ بدء اإليجار المجدد‪ ،‬كما يجوز تقديـ طمبات جديدة في‬
‫كؿ ثالث سنوات اعتبا ار مف اليوـ الذي يطبؽ فيو بدؿ اإليجار أف يبمغ الطرؼ االخر‬
‫بموجب عقد غير قضائي أو برسالة موصى عمييا مع طمب العمـ بالوصوؿ (المادة‬
‫‪ 214‬مف القانوف التجاري)‪.2‬‬

‫و الجدير بالذكر أف األجور تطمب و ال تحمؿ‪ ،‬وليذا يمزـ المؤجر بمطالبة‬


‫المست جر بدفع كراءه‪ ،‬وفي حالة الت خير يجوز لو إنذار المست جر المسير بإحتراـ‬
‫إلتزام و‪ ، 3‬و مف ثـ أعتبر المجمس األعمى في القرار رقـ ‪ 55622‬المؤرخ في‬
‫‪ " 41985/06/01‬أف المؤجر لـ يثبت أنو طمب كراءه وأف الطاعف رفض تسديده كما‬
‫قرر أنو ليس مف إختصاص قضاة االستعجاؿ الحكـ بفسخ عقد ت جير التسيير الذي‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.295‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪3‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 295‬‬
‫‪ 4‬المجمس األعمى ‪ ،‬ؽ ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪،‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪ ،1985‬ممؼ رقـ ‪ ،55622‬ـ‪ .‬ؽ ‪1989‬‬
‫ع ‪ ، 02.‬ص ‪. 122‬‬
‫‪66‬‬
‫يربط المست جر المسير بالمؤجر لعدـ تسديد بدؿ اإليجار فاألمر الصادر مف قاضي‬
‫االستعجاؿ يمس ب صؿ الحؽ الذي يخرج عف نطاؽ إختصاصو‪.‬‬
‫و ال يتمتع المؤجر بمناسبة ديف األجرة باإلمتياز الخاص بمؤجر المباني وما في‬
‫حكميا مف األماكف أو األراضي الزراعية‪ ،‬ألنو إمتياز خاص ب جرة النقؿ‪ ،‬وذلؾ غالبا‬
‫ما يشترط المؤجر عمى المست جر اإلستغالؿ تقديـ كفالة تضمف لو حسف إستغاللو‬
‫لكافة عناصر المتجر ودفع األجرة المتفؽ عمييا‪ ،1‬وىذه الكفالة يحتج بيا في مواجية‬
‫جماعة الدائنيف في حالة إفالس المؤجر أو المست جر ألنيا ممموكة لمف قدميا و ىو‬
‫المست جر‪.2‬‬
‫الفرع السادس‬
‫إلتزام مستأجر إستغالل المحل التجاري بإحترام شروط العقد‬
‫مف أىـ اإللتزامات التي تقع عمى عاتؽ المست جر بالتسيير والتي يثار جدال فقييا‬
‫بش نيا وتضاربيا في أحكاـ النقض إلى غاية اآلف ىي إلتزاـ المست جر بالتسيير بإحتراـ‬
‫بنود العقد التي يجري العمؿ عمى إدراجيا سواء في عقد التسيير الحر أو في عقد‬
‫ت جير العقار الكائف بو المحؿ التجاري‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬شرط منع مستأجر استغالل المحل التجاري من تأجير استغاللو لمغير‬
‫قد يرد في عقد التسيير الحر شرطا يقضي بعدـ ت جير تسيير المحؿ أو إستغاللو‬
‫مف الباطف لمغير ‪ ،contrat de sous gerance‬وىذا الشرط واجب إحترامو وال يثير‬
‫صعوبة نظرية أو عممية‪ ،‬بؿ أف المست جر بالتسيير ممزـ بذلؾ‪ ،‬ولو لـ يتضمف العقد‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.529‬‬
‫‪2‬‬
‫نقض مدني فرنسي جمسة ‪ 18‬يونيو ‪ - 1936‬سيري ‪ ،339-1- 1936‬تـ اإلشارة إليو‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.529‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪67‬‬
‫مثؿ ىذا الشرط وذلؾ عمى أساس أف ىذا العقد مف العقود القائمة عمى اإلعتبار‬
‫الشخصي بالنسبة لممست جر‪. 1‬‬
‫عمى أف حرماف مست جر اإلستغالؿ مف ت جير إستغاللو مف الباطف ال يمنعو مف‬
‫تعييف مدير م جور يقوـ بإدارة المتجر أو وكيؿ عنو يعمؿ بإسمو و لحسابو‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫المدير الم جور يقوـ باإلستغالؿ تحت إشراؼ ورقابة المست جر ولحساب ىذا األخير‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫في فرنسا مستقريف عمى إعتبار عقد اإلدارة الحرة (الت جير‬ ‫و يعتبر الفقو والقضاء‬
‫بالجدؾ) مف العقود القائمة عمى اإلعتبار الشخصي وعدـ جواز ت جير إستغالؿ المتجر‬
‫مف الباطف إال بموافقة مف المؤجر‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شرط عدم إقامة المستأجر تجارة مماثمة‬
‫واف كانت حرية التجارة مقيدة بقواعد قانونية‪ ،4‬فإف مست جر المحؿ التجاري مثمو‬
‫مثؿ مالكو (المؤجر) ممزـ بعدـ المنافسة غير المشروعة سواء أكاف ذلؾ بصورة مباشرة‬
‫أـ بصورة غير مباشرة‪ ،‬ويبقى ىذا اإللتزاـ عمى عاتؽ المست جر إلى أف ينتيي عقد‬
‫ت جير المحؿ التجاري‪. 5‬‬
‫و ترى األستاذة سميحة القميوبي ونشاطرىا في ذلؾ بيذا الرأي أف المست جر ممزـ‬
‫بعدـ منافسة المؤجر طواؿ مدة عقد ت جير اإلستغالؿ حتى دوف إتفاؽ عمى ذلؾ بعقد‬
‫ت جير اإلستغالؿ‪ ،‬فيمتنع عميو إستئجار أو تممؾ متجر منافس عف طريؽ إدارة م جورة‬
‫بواسطة الغير إذ مف ش نو ذلؾ جذب عمالء المؤجر إلتحاد نشاط اإلستغالؿ و لكف ال‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.530‬‬
‫‪3‬‬
‫كوىيف في مؤلفو رقـ ‪ ، 1098‬ص ‪ 567‬و حكـ محكمة مرسيميا جمسة ‪ 29‬يونيو ‪1949‬‬
‫تـ اإلشارة إلييـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪4‬‬
‫األمر رقـ ‪ 03/03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة‪،‬المعدؿ والمتمـ بموجب‬
‫القانوف رقـ ‪ 12/08‬المؤرخ في ‪ 28‬جواف ‪ ، 2008‬ج‪.‬ر ‪ ،‬ع‪36.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪. 197‬‬ ‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫يمزـ مست جر اإلستغالؿ بعدـ تممؾ تجارة غير منافسة إال إذا ترتب عمى ذلؾ إىمالو‬
‫المتجر محؿ اإلجارة إذ يس ؿ وفقا لمقواعد العامة‪ ،‬عف إىمالو القياـ بإلتزامو‬
‫باإلستغالؿ‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه الغير‬
‫ال تنحصر أثار العقد التسيير الحر لممحؿ التجاري بيف المتعاقديف فحسب بؿ‬
‫أنيا تمتد إلى الغير الذي قد تت ثر حقوقيـ مف جراء إبراـ التسيير الحر‪ ،‬وتنفيذ‬
‫مضامينو وذلؾ إستثناءا عف المبدأ القائؿ بنسبية العقود طبقا لمقواعد العامة حسب‬
‫المادة ‪ 106‬مف ؽ ـ ج‪ ، 2‬سنتناوؿ في ىذا المبحث أثار عقد التسيير الحر تجاه‬
‫الدائنيف في المطمب األوؿ ثـ نتعرض آثار عقد التسيير الحر تجاه مالؾ العقار في‬
‫المطمب الثاني ونختـ بمعالجة آثار عقد التسيير الحر تجاه مشتري المحؿ التجاري في‬
‫المطمب الثالث‪.‬‬
‫المطمب األول‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني طرفي العقد‬
‫لتناوؿ ىذا المطمب سنعرض في الفرع األوؿ آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني‬
‫مالؾ المحؿ التجاري ثـ في الفرع الثاني آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني المسير‬
‫الحر‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني مالك المحل التجاري‬
‫تقضي القاعدة العامة أف يمتزـ م الؾ المحؿ بكافة الديوف المتعمقة بإستغالؿ محمو‬
‫مسؤولية شخصية إلى غاية تاريخ إبراـ عقد اإليجار بالتسيير‪ ،‬واذا قاـ المؤجر‬

‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.532‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪69‬‬
‫باإللتزامات الممقاة عمى عاتقو مف قيد في السجؿ التجاري لبياف حقيقة مركزه القانوني‬
‫كمؤجر غير مسير لممحؿ و إتبع جميع إجراءات الشير واإلعالف التي فرضيا عميو‬
‫القانوف قامت قرينة بسيطة عمى صحة البيانات المقيدة وال يس ؿ عف الديوف التي‬
‫يرتبيا المست جر بالتسيير بعد إبراـ العقد ما لـ يثبت الغير خالؼ ذلؾ‪.1‬‬

‫فإذا لـ يقـ المؤجر بإجراءات القيد والنشر بما يفيد وقؼ مزاولتو األعماؿ التجارية‬
‫خالؿ ت جيره المتجر‪ ،‬ونش عف ذلؾ إعتقاد الغير حسف النية بإستمرار إستغاللو‬
‫المتجر لحسابو الشخصي‪ ،‬إنعقدت مسؤوليتو عف الديوف التي تنش نتيجة إستغالؿ‬
‫المتجر بعد عقد اإليجار بالجدؾ ‪ ،‬كذلؾ االمر اذا كاف القيد بالسجؿ مت خ ار أو‬
‫غامضا مما أوقع الغير في المبس واإلعتقاد ب ف المدير الحر أي مست جر الجدؾ مجرد‬
‫تابع وأساس ذلؾ أف المؤجر نتيجة خطئو خمؽ وضعا مف الظاىر مخالفا لمحقيقة يوقع‬
‫الغير في الخمط والمبس‪.2‬‬
‫واعتبار المست جر بالتسيير مجرد تابع أو مستخدـ‪ ،‬ولكف ال يمكف لممؤجر نفي‬
‫ىذه المسؤولية بإثبات عمـ الغير أو سوء نيتو وتواطئو مع المست جر بكافة طرؽ‬
‫اإلثبات‪ ،‬كما يجوز لممؤجر في حالة إلتزامو بالتعويض لمغير إف يعود عمى المست جر‬
‫بما دفعو مف مبالغ‪.3‬‬
‫يمكف اإلحتجاج بعممية ت جير تسيير المحؿ التجاري ضد دائني المؤجر ولو‬
‫كانوا مقيديف قانونا‪ ،‬وليذا قد يتعرض دائنو المؤجر لمخطر إذا أساء المست جر المسير‬
‫إستغالؿ المحؿ وفقد ىذا األخير عنص ار مف عناصره فإنيـ يتعرضوف في ىذه الحالة‬
‫إلى انخفاظ قيمة ضمانيـ األمر الذي إستمزـ حمايتيـ‪ ،‬وىذا ما فعؿ المشرع بمنحيـ‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪. 563 - 562‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.149 – 148‬‬
‫‪71‬‬
‫حؽ رفع الدعوى أماـ المحكمة – التي يوجد بدائرة إختصاصيا المحؿ التجاري –‬
‫طالبيف منيا الحكـ ب ف الديوف واجبة األداء فو ار ‪. 1‬‬
‫لذا يحؽ لدائني المؤجر رفع الدعوى لممطالبة بإستيفاء حقوقيـ وىذا في خالؿ‬
‫‪ 03‬أشير ابتداءا مف تاريخ نشر عقد ت جير التسيير في النشرة الرسمية لإلعالنات‬
‫القانونية و إال سقط حقيـ (المادة ‪ 208‬مف القانوف التجاري) و لممحكمة أما قبوؿ‬
‫الدعوى إذا رأت أف عممية ت جير التسيير خطيرة عمى حقوقيـ وأما رفضيا في حالة‬
‫‪2‬‬
‫العكس إذ لممحكمة سمطة تقديرية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني المستأجر المسير‬
‫يس ؿ المسير الحر لممحؿ التجاري‪ ،‬وفؽ لمقواعد العامة عف كافة الديوف التي‬
‫تترتب عمى ذمة تجاه الدائنيف مف تاريخ إبراـ العقد ويس ؿ شخصيا تجاه ىؤالء االغيار‬
‫شريطة أف تكوف الديوف قد أبرمت بإسمو ولحسابو الخاص وتيـ إستثمار األصؿ الذي‬
‫يقوـ بإدارتو الحرة‪ ،3‬إال أف بعض الفقياء إعتبروا مالؾ المحؿ التجاري مسؤوال عف‬
‫الديوف الناشئة عف اإلستغالؿ التجاري مستنديف في ىذا الرأي إلى عدة نظريات التي‬
‫تتمثؿ أساسا في نظرية اإلثراء بال سبب ونظرية الظاىر‪.‬‬
‫‪ -1‬نظرية اإلثراء بال سبب‬
‫يذىب البعض مف الفقياء إلى أف كثي ار ما يترتب عمى إستغالؿ المحؿ التجاري‬
‫أف يعود ذلؾ عمى مالكو بالفائدة‪ ،‬ذلؾ أف اإلستغالؿ يستوجب إجراء بعض‬
‫اإلصالحات وشراء الميمات وبالتالي يتعيف اإلقرار لمدائنيف الذيف نش ت حقوقيـ بسبب‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪3‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪71‬‬
‫إستغالؿ المحؿ التجاري أثناء مدة اإليجار بالرجوع عمى المالؾ بقدر ما عاد عميو مف‬
‫فائدة خصوصا أف إثراء المالؾ تحقؽ نتيجة إفتقار المست جر ‪. 1‬‬
‫إال أف ىذه النظرية تـ نقدىا وال يمكف األخذ بيا يرى في ذات السياؽ األستاذ‬
‫ىاني دويدار أف الفائدة تستند إلى عقد اإليجار فال تصمح نظرية اإلثراء بال سبب‬
‫أساسا وقانونا لرجوع الدائف عمى مالؾ المحؿ التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية الظاىر‬
‫إستند بعض الفقو إلى أف المست جر المحؿ التجاري يظير في إستغاللو لممحؿ‬
‫بمظير وكيؿ المالؾ‪ ،‬وخاصة أنو فرنسا يظؿ المحؿ التجاري مقيدا عمى إسـ المالؾ‬
‫في حالة ت جيره‪ ،‬ويترتب عمى ذلؾ أف الدائف ما كاف ليمنح إئتمانو لو أنو عمـ أف‬
‫المست جر إنما يعمؿ لحسابو الخاص في بعض األحواؿ مما يستتبع السماح لو بالرجوع‬
‫عمى مالؾ المحؿ التجاري‪ ، 2‬لقد أخذ المشرع الجزائري بيذه النظرية عمى أساس‬
‫المسؤولية التضامنية بيف مالؾ المحؿ التجاري والمست جر المسير تطبيقا لمادة ‪209‬‬
‫مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج التي تنص عمى أنو "يكوف المؤجر مالؾ المحؿ التجاري مسئوال بالتضامف‬
‫مع المست جر المسير التي يعقدىا ىذا األخير ذلؾ بمناسبة استغالؿ المتجر وذلؾ‬
‫لغاية نشر عقد التسيير وطيمة ‪ 6‬أشير مف تاريخ النشر" ‪.‬‬
‫ولقد تبنى المشرع الفرنسي ىذا اإلتجاه عند صدور القانوف الخاص بت جير‬
‫المحاؿ التجارية ‪ 20‬مارس ‪ 1956‬ونص في المادة الثامنة منو عمى أف يكوف مؤجر‬
‫المحؿ التجاري ومست جره مسئوليف بالتضامف عف الديوف الناشئة عف اإلستغالؿ‬
‫التجاري حتى إشيار عقد اإليجار في جريدة اإلعالنات القانونية وخالؿ الستة أشير‬
‫التالية عمى إجراء الشير‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪76‬‬
‫‪1‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع المصري فقد نصت المادة ‪ 40‬مف القانوف ‪ 17‬لسنة ‪1999‬‬
‫عمى أنو " تبقى ذمة المتصرؼ مشغولة يكوف تاريخ إنشائيا سابقا عمى شير التصرؼ‬
‫إال إذا أبرأه الدائنوف منيا "‪ ،‬وىكذا عمؽ المشرع انصراؼ الديوف إلى المؤجر بشير‬
‫التصرؼ‪ ،‬فيكوف مسئوال عف الديوف الناشئة عف استغالؿ المست جر لممتجر قبؿ شير‬
‫التصرؼ في حيف تنتفي مسؤولية مف تاريخ ىذا الشير‪ ،‬وذلؾ المشرع قد ابتعد عف‬
‫األسس ىذه النظرية لممسالة والتفت إلى االعتبار العممي المتمثؿ في التوقعات‬
‫المشروعة لممتعامميف مع التاجر‪.2‬‬
‫بعد تحميؿ مسؤولية التضامنية لممؤجر المحؿ التجاري نتولى دراسة مسؤولية ىذا‬
‫األخير عف الديوف واالستثناءات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مسؤولية التضامنية لممؤجر المحل التجاري عن ديون إستغالل المحل التجاري‬
‫سنتناوؿ ىذه المسؤولية مؤجر المحؿ التجاري عف ديوف في حاالت معينة منيا‪:‬‬
‫الحالة األولى‪:‬الديون الناشئة قبل القيام بإجراءات الشير‬
‫فال يمكف لمتاجر المقيد في السجؿ التجاري الذي يتنازؿ عف متجره أو يؤجر‬
‫إستغالؿ ت جير التسيير أف يحتج بإنياء نشاطو التجاري لمتيرب مف مسؤوليتو مف جراء‬
‫اإللتزامات التي تعيد بيا خمفو في إستغالؿ المتجر إال إبتداءا مف اليوـ الذي وقع فيو‬
‫إما شطب أو اإلشارة التي تتضمف وضع المتجر عمى وجو ت جير التسيير‪ ،3‬و ذلؾ‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 203‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى أنو " مع عدـ االخالؿ‬
‫التجاري بتطبيؽ المادة ‪ 209‬المتعمقة بت جير المتاجر عمى وجو التسيير الحر‪ ،‬فإنو ال‬
‫يمكف لمتاجر المسجؿ الذي يتنازؿ عف متجره أو يؤجر إستغالؿ ت جير التسيير أف‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 40‬مف القانوف التجارة المصري رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ 1999‬المتعمؽ ببيع ورىف المحالت‬
‫الجاري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المعتصـ باهلل الغرياني‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.297‬‬
‫‪3‬‬
‫خالد زايدي‪ ،‬المحؿ التجاري والتصرفات والواردة عميو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪73‬‬
‫يحتج بإنياء نشاطو التجاري لمتيرب مف القياـ بالمسؤولية التي ىي عميو مف جراء‬
‫اإللتزامات التي تعيد بيا خمفو في إستغالؿ المتجر إال إبتداءا مف اليوـ الذي وقع فيو‬
‫إما بالشطب و إما اإلشارة المطابقة و إما اإلشارة التي تتضمف وضع المتجر عمى‬
‫وجو التسيير"‪ ،‬وىذا ما أكدتو المحكمة العميا في قرارىا رقـ ‪ 119122‬المؤرخ في‬
‫‪ 1991/06/16‬عمى ضرورة قياـ مؤجر التسيير بتعديؿ قيده الخاص مع بياف صراحة‬
‫ب نو عمى وجو التسيير الحر‪.1‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬الديون الناشئة بعد القيام بإجراء الشير‬
‫فرؽ المشرع بيف نوعيف مف الدائني المست جر عند بداية مرحمة العقد ولمدة ستة‬
‫(‪ )06‬أشير مف تاريخ النشر ودائني المست جر بعد ىذه المدة‪.2‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬يكوف المؤجر المحؿ التجاري مسئوؿ بالتضامف مع المست جر المسير‬
‫عف الديوف التي يعقدىا ىذا األخير بمناسبة إستغالؿ المتجر وذلؾ لغاية نشر عقد‬
‫ت جير التسيير وطيمة مدة ‪ 06‬أشير مف تاريخ النشر (ـ ‪ ،)209‬أساس ىذا التضامف‬
‫ىو تمكيف المست جر مف الحصوؿ بسيولة عمى الثقة واإلئتماف في العالقات التي‬
‫يبرميا في بداية نشاطو ي خذ بعيف اإلعتبار تاريخ نش ة الديف و ليس تاريخ اإلستحقاؽ‬
‫يجوز أف المؤجر يبقى مقيدا بيذا التضامف بعد مضي فترة ‪ 6‬أشير‪. 3‬‬
‫األمر الذي يسمح بالقوؿ أف المشرع تبني نظرية الظاىر ( ‪la theirie de‬‬
‫‪ )L’apparence‬لكف قساوة األحكاـ القانونية خففت حيث ال يكوف المؤجر مسئوال‬

‫‪1‬‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬ؽ ‪.‬غ ‪.‬ت‪.‬ب ‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1994/03/21‬ممؼ رقـ ‪ ، 119122‬ـ‪.‬ؽ‪1994،‬‬
‫ع‪ ، 03 .‬ص ‪. 152‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدـ مبروؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ 3‬نور الديف شادلي‪ ،‬القانوف التجاري( مدخؿ لمقانوف التجاري – األعماؿ التجارية – التاجر و‬
‫المحؿ)‪ ،‬دار العموـ والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.170 – 169‬‬
‫‪74‬‬
‫عف ىذه الديوف إال لغاية نشر عقد ت جير التسيير وطيمة مدة ست (‪ )06‬أشير مف‬
‫تاريخ النشر فيو طواؿ ىذه المدة كفيال متضامنا (‪.1)caution solidare‬‬
‫بمعني أف بداية التضامف تتحدد مف يوـ نشر واعالف العقد في النشرة الرسمية‬
‫لإلعالنات القانونية‪ ،‬وعميو يترتب في حالة إىماؿ المؤجر إتباع إجراءات شير عقد‬
‫ت جير التسيير أو ت خره في ذلؾ ليس إال بطالنو‪ ،‬إنما إلى ت جيؿ بدء سرياف مدة الستة‬
‫أشير‪ ،‬ويظؿ خالليا المؤجر مسئوال لمدة غير محددة وبالتضامف مع المست جر المسير‬
‫عف ديوف المتجر الالحقة إلبراـ العقد ‪.2‬‬
‫كما ال يحؽ لممسير الحر ذاتو أف يتمسؾ بالمسؤولية التضامنية لممكري‪ ،‬التي لـ‬
‫يتـ إقرارىا مف المشرع إال لحماية الدائف وليس لحماية المسير الحر‪.3‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬الديون التي تنشا بعد إنقضاء مدة الستة أشير التي تمي تاريخ نشر‬
‫العقد‬
‫دائني مست جر المسير بعد نشر عقد ت جير التسيير أو إنتياء مدة (‪ )06‬أشير‬
‫المنصوص عمييا بالمادة ‪ 209‬ؽ ‪.‬ت فإنو يحؽ ليـ المطالبة بديونيـ مف المست جر‬
‫المسير المديف األصمي وفي حالة إنتياء عقد ت جير فإف ديونيـ تصبح واجبة األداء‬
‫فو ار وىذا ما أكدتو المادة ‪ 211‬مف قانوف تجاري‪ ، 4‬ألف عند إنياء عقد اإليجار‬
‫بالتسيير مف طرؼ المست جر قد يتعرض الدائنوف إلى الخطر إذا تبيف أنو ليس ليذا‬
‫‪5‬‬
‫األخير دخال تجاريا مما يجعؿ تسديد الديوف أم ار إحتماليا‪.‬‬

‫‪ 1‬فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.299‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Y .REINHARD. DROIT COMMERCIAL.5 EDITION .LITEC.1998. , P295‬‬
‫‪3‬‬
‫مالؾ مصطفى‪ ،‬المسؤولية التضامنية لمالؾ األصؿ التجاري و المسير الحر‪ ،‬مقاؿ نشر بمجمة‬
‫المحاكـ المغربية‪ ،‬و بمجمة سمسمة اإلجتياد القضائي‪ 19 ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬ص‪.5‬‬
‫‪ 4‬مقدـ مبروؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪5‬‬
‫نادية فضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪75‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلستثناءات من المسؤولية المؤجر عن ديون إستغالل المحل التجاري خالل‬
‫الستة أشير التالية إلجراءات الشير والعالنية‬
‫لقد نص المشرع الجزائري عمى استثناء طائفة معينة في المادة ‪ 210‬مف القانوف‬
‫التجاري عمى مايمي " ال تسري أحكاـ المواد ‪ 205‬و‪ 206‬و ‪ 209‬عمى عقود تاجير‬
‫التسيير المبرمة بيف الوكالء القضائييف المكمفيف تحت اي عنواف كاف بادارة المحؿ‬
‫التجاري‪ ،‬بشرط اف يرخص ليـ الغراض ىذه العقود مف السمطة التي أسندت ليـ‬
‫الوكالة‪ ،‬و أف يتمموا إجراءات النشر المقررة أعاله " يفيـ مف ىذا النص يعد إستثناء‬
‫الوكيؿ المتصرؼ القضائي مف المسؤولية التضامنية لتسييؿ ميمتو في تسيير المحؿ‬
‫التجاري لفائدة تاجر معرض اإلفالس ‪.‬‬
‫إضطر المشرع الفرنسي إلى إستثناء طائفة معينة مف المسؤولية التضامنية عف‬
‫ديوف المست جر المتعمقة بإستغالؿ المحؿ التجاري طواؿ ستة أشير التالية إلجراء‬
‫الشير والعالنية فنص المادة ‪ 20‬مارس‪ 1956‬عمى إستثناءات حاالت ت جير المتجر‬
‫بواسطة الوكيؿ القضائي بشرط قيامو بإجراءات الشير والعالنية التي يتطمبيا المشرع‬
‫في ىذه الحاالت‪. 1‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه مؤجر العقار ومشتري المحل التجاري‬
‫ال ينتج عقد ت جير تسيير المحؿ التجاري آثا ار إزاء دائني المؤجر ودائني‬
‫المست جر المسير فقط‪ ،‬بؿ ينتج كذلؾ آثا ار إزاء صاحب العقار إذا كاف مؤجر المحؿ‬
‫التجاري مست جر لألماكف التي يوجد فييا ىذا المحؿ‪ ،‬وازاء مشتري المتجر إذا قاـ‬
‫صاحبو ببيعو قبؿ إنتياء عقد ت جير التسيير‪.2‬‬

‫‪ 1‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ص ص ‪.579 – 578‬‬


‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪76‬‬
‫الفرع األول‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه مؤجر العقار‬
‫قد يكوف المؤجر بالتسيير غير مالؾ العقار الذي يستثمر فيو المحؿ التجاري‬
‫فنكوف في ىذه الحالة بصدد عالقتيف ‪ :‬عالقة تربط المؤجر بالتسيير بصاحب العقار‬
‫ومف ثـ فالعقد الذي يربطيما ىو عقد اإليجار بحيث يقوـ فيو صاحب المحؿ التجاري‬
‫بصفتو مست جر لمعقار بدفع بدؿ اإليجار لمالؾ العقار مقابؿ إستغاللو لألماكف‬
‫المست جرة أي العقار‪ ،‬وعالقتو ثانية تجمع المؤجر بالتسيير ‪le proprietaire du‬‬
‫‪ fonds commerce‬أي صاحب المحؿ التجاري بالمست جر بالتسيير ومف ثـ العقد‬
‫الذي يربطيما يعتبر عقد الت جير بالتسيير‪.1‬‬
‫وليذا يظير أنو ال توجد أية عالقة قانونية مباشرة بيف صاحب العقار والمست جر‬
‫المسير لممتجر‪ ،‬إذ يظؿ مؤجر العقار مرتبطا مع مؤجر المحؿ التجاري – بصفتو‬
‫مست جر لمعقار‪ -‬وىذا رغـ عقد ت جير التسيير‪ ،‬فما ىو مصير المست جر المسير في‬
‫حالة إنتياء عقد إيجار العقار قبؿ إنتياء عقد ت جير التسيير؟ ىؿ مف حقو أف يطمب‬
‫تجديده مباشرة مف مالؾ العقار أـ ال ؟‪ ،2‬إف المسير الحر ال يكوف ممزما بتبميغ مالؾ‬
‫العقار التسيير الحر أو الحصوؿ عمى قبولو في محرر ثابت التاريخ ‪ ،‬ألف الحؽ في‬
‫اإليجار لـ ينتقؿ إليو بموجب ىذا العقد الذي ىو مجرد كراء المحؿ التجاري‪ 3‬في‬
‫األصؿ أنو ال توجد عالقة قانونية بيف صاحب العقار والمست جر بالتسيير لذا فال يحؽ‬
‫ليذا األخير طمب تجديد اإليجار مف صاحب العقار ألنو ليس المستفيد الشخصي مف‬
‫ذلؾ العقد بؿ الذي يستطيع طمب التجديد ىو المؤجر ألنو يحظر إيجار العقار مف‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪3‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪77‬‬
‫الباطف بصفتو كمية أو جزئية إال إذا تـ إشتراط ذلؾ في عقد اإليجار أو بموافقة‬
‫المؤجر‪.1‬‬
‫غير المنطؽ والعدؿ يسمحاف لممست جر المسير عند إنقضاء عقد اإليجار طمب‬
‫تجديده وفقا لمشروط الواردة في العقد الذي إنتيت مدتو‪ ،‬وىكذا يبدو أنو يجوز‬
‫لممست جر المسير طمب تجديد ت جير العقار مف صاحبو الدعوى غير المباشرة‬
‫(‪ )l’action oblique‬وىذا في حدود حقوؽ المحؿ التجاري‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫آثار عقد التسيير الحر تجاه مشتري المحل التجاري‬
‫إف عقد ت جير إستغالؿ المتجر ال أثر لو عمى حؽ الممكية فمالؾ المتجر لو حؽ‬
‫بيعو ورىنو أو إجراء تصرؼ أخر ناقؿ لمممكية كالمقايضة أو اليبة أو تقديمو كحصة‬
‫في شركة عمى سبيؿ التمميؾ‪ ،‬كما يكوف لممالؾ نقؿ الممكية بالوصية‪ ،‬وقد ال يكوف‬
‫التصرؼ بالبيع بؿ بنقؿ حؽ عيني عمى المتجر كحؽ االنتفاع‪ ،‬ويعد عقد اإلنتفاع‬
‫أكثر األسباب شيوعا لنقؿ الممكية وذلؾ يتجو الذىف إليو عادة عند الكالـ في انتقاؿ‬
‫ممكية التاجر ويستوي إف يكوف البيع إختياريا كما ىو الغالب أو أف يكوف إجباريا كما‬
‫في حالة التنفيذ الجبري عمى المتجر‪. 3‬‬
‫ويطرح السؤاؿ حوؿ ما إذا كاف يجوز لممست جر اإلحتجاج بعقد اإليجار عمى‬
‫المشتري أو ا لراسي عميو المزاد أو غيره ممف إنتقمت إلييـ ممكية المحؿ التجاري ألي‬
‫سبب ناقؿ الممكية ‪ ،4‬لإلجابة عمى ىذا التساؤؿ يقتضي دراسة إحتماليتيف‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.581‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪78‬‬
‫أوال‪ :‬وجود إتفاق يحدد مدى سريان عقد اإليجار التجاري في حالة إنتقال الممكية‬
‫غالبا ما يتفؽ مؤجر المحؿ التجاري والمست جر المسير في العقد التسيير الحر‬
‫في حالة بيع المحؿ التجاري في مواجية المشتري لدراسة ىذا حالتيف‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬يتضمف عقد إستغالؿ المتجر (أو في إتفاؽ الحؽ) إما إنتياء عقد‬
‫ت جير اإلستغالؿ بمجرد نقؿ ممكية المتجر إلى آخر‪ ،‬ويعمؿ بيذا اإلتفاؽ‪ ،‬ولممشتري‬
‫الجديد التمسؾ بو رغـ أنو لـ يكف طرفا فيو إستنادا إلى أنو يستفيد مف الشرط الذي‬
‫إشترطو البائع لمصمحتو في عقد اإليجار بمقتضى قواعد اإلشتراط لمصمحة الغير‪.1‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أي حالة اإلتفاؽ بيف مالؾ المحؿ التجاري والمشتري فإنو يتضمف بدوره‬
‫إما إحتراـ المشتري لعقد التسيير الحر ويعمؿ بيذا اإلتفاؽ ولممسير الحر اإلستفادة منو‬
‫وفقا لقواعد اإلشتراط لمصمحة الغير‪ ،‬واما يتضمف إشتراط المشتري عمى البائع إفراغ‬
‫المسير الحر حتى ولو كاف يرتبط معو بعقد ثابت التاريخ وسابؽ عمى عقد البيع وال‬
‫يسري ىذا اإلتفاؽ عمى المسير الحر إلنو ليس طرفا في العقد البيع ولو البقاء حتى‬
‫النياية العقد التسيير الحر وليس المشتري سوى الرجوع عمى مالؾ المحؿ التجاري‬
‫بالتعويض‪.2‬‬
‫ثانيا ‪:‬عدم وجود اتفاق يحدد مدى سريان العقد تجاه المشتري‬
‫إذا لـ يتفؽ الطرفاف في عقد بيع المحؿ التجاري عمى وجوب احتراـ المشتري‬
‫لشروط عقد التسيير الحر القائـ وبالتالي الحموؿ محؿ المؤجر في كؿ الحقوؽ‬
‫وااللتزامات تجاه المسير الحر‪ ،‬فانو يتعيف الرجوع إلى القواعد العامة في القانوف‬
‫المادة‬
‫المدني والتي تنظـ مدى سرياف آثار العقد إلى الخمؼ الخاص‪ ،‬حسب نص في ّ‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.582‬‬
‫‪2‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.150 - 149‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ 469‬مكرر ‪ 3‬المضافة بالقانوف ‪ ": 05-07‬إذا إنتقمت ممكية العيف المؤجرة إراديا أو‬
‫حؽ مف إنتقمت إليو الممكية"‪. 1‬‬
‫جب ار يكوف اإليجار نافذا في ّ‬
‫وبناء عميو يكوف المست جر بالتسيير اإلحتجاج عمى المالؾ الجديد بعقد اإليجار‬
‫ولو لـ ي كف قد إستمـ المحؿ التجاري ولـ لـ يمارس إستغاللو بعد ولكف يشترط أف يكوف‬
‫اإليجار حاصال قبؿ وقوع التصرؼ الناقؿ لمممكية‪ ،‬فإذا حدث اإليجار بعد ذلؾ يكوف‬
‫قد ورد عمى ماؿ ممموؾ لمغير فال يحتج بو عمى مالكو لكف يكوف لممالؾ الجديد لممحؿ‬
‫التجاري الرجوع عمى المالؾ األصمي مف أجؿ ضماف األعباء التي لـ تكف محؿ‬
‫إعتبار لممتعاقديف وقت التعاقد ويكوف لممالؾ الجديد أف يطالب إما بانقاص القيمة واما‬
‫فسخ العقد‪.2‬‬
‫في بعض األحياف يتضمف عقد إيجار المحؿ التجاري نصا عمى فسخ العقد إذا‬
‫تـ بيع المحؿ التجاري ويعتبر اإليجار في ىذه الحالة معمؽ عمى شرط فاسخ ىو بيع‬
‫المحؿ التجاري ويكوف الشرط صحيحا ألنو ال يتوقؼ في تحققو عمى محض إرادة أخر‬
‫وىو قبوؿ المشتري لمبيع وال مجاؿ في ىذه الحالة لبحث مدى نفاذ االيجار في مواجية‬
‫المشتري ألنو إنفسخ بمجرد إبراـ عقد البيع‪ ،‬وانما يمكف إثارة مسؤولية المؤجر إذا إفتعؿ‬
‫عقد البيع لفسخ عقد اإليجار كما يمكف أف تثور مسؤولية المشتري إذا كاف متواطئا في‬
‫ذلؾ مع البائع‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة ‪ 469‬مكرر ‪ 3‬مف القانوف المدني التي أضيفت بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ‬
‫في ‪ 13‬ماي ‪( 2007‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪ ، 31.‬ص‪.)4‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪3‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.326 – 325‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫إنتياء عقد التسيير الحر‬
‫عقد اإليجار وفقا لمقواعد العامة ىو مف العقود المدة‪ ،‬إذ يكتسي الزمف دو ار ميما‬
‫في إنعقاده أو فيما يرتبو مف آثار‪ ،‬وكذلؾ يمعب الزمف دو ار حاسما في إنقضائو ذلؾ‬
‫أف إستنفاذ عقد اإليجار لممدة المحددة لو‪ ،‬يعد السبب الطبيعي إلنتيائو‪ ،‬ورغـ ذلؾ فاف‬
‫ىذا ليس الوحيد‪ ،‬وانما توجد أسباب أخرى ينتيي اإليجار مع غيره مف العقود فتوصؼ‬
‫ب نيا أسباب عامة‪ ،‬منيا ما أفرد بو المشرع عقد اإليجار دوف غيره مف العقود فيي‬
‫أسباب خاصة بالنسبة لعقد اإليجار‪.1‬‬
‫وينتيي عقد ت جير إستغالؿ المتجر ب سباب إنقضاء عقد اإليجار العادية‬
‫باإلضافة إلى األسباب الخاصة بشخص المست جر حيث عقد إيجار إستغالؿ المتجر‬
‫مف العقود المؤسسة عمى اإلعتبار الشخصي بالنسبة لمست جر اإلستغالؿ‪.2‬‬
‫فقد ينتيي عقد التسيير الحر بإنتياء المدة التي حدد ليا‪ ،‬وقد ينقضي قبؿ إنتياء‬
‫مدتو في حاالت إستثنائية كما إذا وضع المحؿ موضوع التسيير الحر تحت الحراسة‬
‫القضائية‪ ،‬كما قد ينتيي ألسباب أخرى مختمفة كيالؾ المحؿ التجاري ىالكا كميا كما‬
‫يستحيؿ معو االستمرار في االستغالؿ‪ ،‬أو بطالف العقد‪ ،‬أو انفساخو‪ ،‬غير إف إنتياء‬
‫عقد التسيير الحر ال يعني انتياء التزامات الطرفيف بصفة قطعية‪ ،‬و إنما يترتب عف‬
‫ذلؾ ظيور التزامات جديدة سواء بيف الطرفيف أو تجاه الغير‪. 3‬‬

‫‪ 1‬ىالؿ شعوة‪ ،‬الوجيز في شرح عقد اإليجار في القانوف المدني‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 2‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.590‬‬
‫‪ 3‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪81‬‬
‫ولإلحاطة بيذه األسباب وتمؾ‪ ،‬أرت ينا تقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف المبحث‬
‫األوؿ نتناوؿ فيو أسباب إنقضاء عقد التسيير الحر أما المبحث الثاني ندرس فيو آثار‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المبحث األول‬
‫أسباب إنقضاء عقد التسيير الحر‬
‫مبدئيا‪ ،‬يجب أف ينقضي عقد ت جير المحؿ التجاري وفقا ألسباب إنقضاء عقود‬
‫ت جير األشياء‪ ،‬ولكف نظ ار لمطابع الشخصي ليذا العقد وطبيعة العيف المؤجرة فإف‬
‫يمكف البحث في أسباب أخرى في اإلنقضاء ىذا العقد‪. 1‬‬
‫ويعتبر عقد التسيير الحر مف العقود الزمنية التي تكسب المسير الحر حقا‬
‫شخصيا ينقضي بانقضاء الفترة المحددة لو‪ ،‬فالمدة تعتبر ركنا مف أركاف ىذا العقد‬
‫إذف فالطريؽ األصمي النتياء العالقة التعاقدية الناشئة مف عقد التسيير الحر ىو‬
‫إنقضاء المدة غير أنو توجد أسباب أخرى تنتيي بيا تمؾ العالقة‪ ،‬ىي أسباب طارئة‬
‫عمى طبيعة العقد‪ ،‬بعضيا عاـ يشترؾ فيو عقد التسيير الحر مع غيره مف العقود‬
‫كبطالف العقد أو ىالؾ محمو‪ ،..‬والبعض األخر خاص بطبيعة ىذا العقد ترتبط بتحكـ‬
‫اإلعتبار الشخصي في جانب المسير الحر‪.2‬‬
‫وفي ىذه الحالة ال بد مف التمييز بيف نوعيف مف أسباب إنقضاء عقد التسيير‬
‫الحر سواء األسباب العادية و األسباب التي تتعمؽ بشخص المؤجر‪ ،‬ولدراسة أسباب‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر‪ ،‬وعميو قسمنا ىذا المبحث إلى مطمبيف سنتعرض إلى‬
‫المطمب األوؿ عف إنقضاء العقد ألسباب عادية‪ ،‬أما المطمب الثاني نعالج فيو إنقضاء‬
‫العقد ألسباب التي تتعمؽ بشخص المست جر‪.‬‬
‫المطمب األول‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر ألسباب عادية‬
‫ينقضي عقد التسيير الحر وفقا لمقواعد العامة كما ىو الحاؿ بإنتياء عقد اإليجار‬
‫وبناءا عميو سنتناوؿ إنقضاء العقد لحموؿ األجؿ المتفؽ عميو في الفرع األوؿ وبتحقؽ‬

‫‪ 1‬زىير جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.227‬‬


‫‪ 2‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪83‬‬
‫الشرط الفاسخ في الفرع الثاني ثـ بيالؾ المحؿ التجاري في الفرع الثالث وبانقضائو‬
‫بالفسخ أو البطالف في الفرع الرابع وانقضائو بإتحاد الذمة في الفرع الخامس‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫إنقضاء العقد لحمول األجل المتفق عميو‬
‫قد ينتيي العقد بإنتياء المدة المحددة ليا وقد يحدث أف ينتيي العقد ومع ذلؾ‬
‫يبقى المست جر واضعا يده عمى العيف المؤجرة منتفعا بيا فنكوف بيذا الحالة أماـ‬
‫التجديد الضمني لمعقد‪ ،1‬ولذلؾ سندرس حالتي إنتياء عقد التسيير الحر بتحديد األجؿ‬
‫في العقد (أوال) ثـ نتناوؿ عدـ تحديد األجؿ في العقد (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد األجل في العقد‬
‫تنص المادة ‪ 1/469‬مكرر‪ 1‬مف ؽ ـ ج " ينتيي اإليجار بإنقضاء المدة المتفؽ‬
‫عمييا دوف حاجة إلى تنبيو باإلخالء "‪.2‬‬
‫يتضح مف النص أف مجرد إنقضاء المدة المحدد لعقد اإليجار‪ ،‬يؤدي ال محالة‬
‫إلى انتيائو دوف دواعي لمقياـ ب ي إجراء إضافي آخر‪ ،‬بما في ذلؾ توجيو تنبيو‬
‫باالخالء‪.‬‬
‫وأف المدة في عقد ت جير المحؿ التجاري تعد مف العناصر الجوىرية لعقد‬
‫اإليجار‪ ،‬غير أف المشرع الجزائري لـ يشترط طبقا لمقواعد العامة تراضي الطرفيف‬
‫عمييا صراحة و إنما أوجب أال يختمفا بش ف تحديدىا‪.3‬‬

‫‪ 1‬مرواف كركوبي‪ ،‬العقود المسماة‪( -‬البيع‪ ،‬المقايضة ‪ ،‬االيجار الوكالة)‪ ،‬بدوف بمد النشر‪ ،‬طبعة‬
‫الثالثة‪ ،1993 ،‬ص‪.301‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 469‬مكرر‪ 1‬مف القانوف المدني أضيفت بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي‬
‫‪( ،2007‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪ ، 31 .‬ص‪.)4.‬‬
‫‪ 3‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪84‬‬
‫وينتيي عقد إيجار إستغالؿ المتجر بإنتياء المدة المتفؽ عمييا فشروط العقد‬
‫يجب إحتراميا مف طرفيو ومف بينيا المدة المحددة لعقد اإليجار‪ ،‬فال يكوف ألحد طرفيو‬
‫‪1‬‬
‫إنيائو بإرادة منفردة قبؿ إنقضاء المدة واال كاف مسئوال في مواجية الطرؼ اآلخر‬
‫وغالبا ما تكوف ىذه المدة قصيرة واف كاف ال يمنع مف أف تكوف مدة العقد طويمة دوف‬
‫حاجة إلى تنبيو باإلخالء‪. 2‬‬
‫وىذا ما أكدت إليو المحكمة العميا في قرار رقـ ‪ 187206‬مؤرخ في‬
‫‪ 1999/07/13‬حيث قضت ب نو " ال يمكف إعتبار عقد التسيير الحر بمثابة عقد‬
‫إيجار تجاري ميما طالب مدة بقاء المسير بالمحؿ التجاري وال يستوجب توجيو التنبيو‬
‫باإلخالء إذ ينتيي في أي وقت بمجرد إنذار مكتوب‪ ،‬ولما إعتبر قضاة الموضوع‬
‫المسير بمثابة مست جر بطريقة شفوية وطبقوا عميو أحكاـ اإليجار فإنيـ أخط وا في‬
‫تطبيؽ القانوف "‪.3‬‬
‫أما إذا كاف مدة العقد طويمة فينتيي عقد التسيير الحر عند حموؿ األجؿ دوف‬
‫حاجة إلى توجيو بالتنبيو باإلخالء‪.‬‬
‫وىذا ما ذىب إليو المحكمة العميا في قرارىا رقـ ‪ 55622‬مؤرخ في‬
‫‪ 1989/02/19‬حيث قضت ب نو" مف المقرر قانونا إف إنياء عقد التسيير الحر يتـ‬
‫بنشره عمى شكؿ مستخرج أو إعالـ في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية أو بجريدة‬
‫مختصة باإلعالنات القانونية‪ ،‬ولما كاف ممف الثابت – في قضية الحاؿ – وجود عقد‬
‫رسمي ينص عمى كراء متجر لمدة ست سنوات‪ ،‬فإف قضاة المجمس بمصادقتيـ عمى‬
‫الحكـ المست نؼ لدييـ‪ ،‬القاضي برفض الطمب المتعمؽ بصحة التنبيو باإلخالء والطرد‬

‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.590‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪ 3‬المحكمة العميا‪ ،‬ؽ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ‪ ،1999/07/13‬ممؼ رقـ ‪ ،87206‬ـ‪ .‬ؽ‪2001 ،‬‬
‫ع‪ ،01.‬ص ‪.209‬‬
‫‪85‬‬
‫مف المحؿ المتنازع عميو بناء عمى المادة ‪ 173‬مف ؽ‪ .‬ت أخط وا في تطبيؽ القانوف‬
‫وعرضوا قرارىـ لمنقض‪. 1‬‬
‫ما داـ لـ يحدد المشرع الجزائري الحد األقصى لمدة اإليجار‪ ،‬فال يجوز االتفاؽ‬
‫عمى أف يكوف اإليجار مؤبدا‪ ،‬فوفقا لممبادئ العامة ال يمكف أف يكوف اإللتزاـ الشخصي‬
‫مؤبدا‪ ،‬إذ يكوف ذلؾ قيدا أبديا عمى حؽ المالؾ في إدارة ممكو‪ ،‬كما أف توقيت اإليجار‬
‫أمر ضروري مرتبط بتنظيـ المشرع لمممكية وتحديده لسمطات المالؾ في اإلستغالؿ‬
‫وممكية الرقبة‪ ،‬فالت جير المؤبد يعادؿ التصرؼ في العيف وال تبقى أية أىمية لممكية‬
‫‪2‬‬
‫الرقبة وىذا ما يتناقض مع مفيوـ عقد اإليجار ذاتو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم تحديد األجل في العقد‬
‫إذا كاف عقد ت جير المحؿ التجاري قد إنعقد لمدة غير محددة‪ ،‬فإنو يمكف أف‬
‫يكوف محال لإلنياء باإلرادة المنفردة ألحد المتعاقديف‪ ،3‬فاألصؿ ىو عدـ جواز ذلؾ‬
‫ألف العقد ال يجوز نقضو وال تعديمو‪ ،‬إال بإرادة المتعاقديف معا (ـ ‪ 106‬ؽ‪ .‬ـ)‪ ،‬غير‬
‫أف المشرع أجاز ذلؾ في بعض العقود دوف اإلضرار بحقوؽ الغير و اإللغاء باإلرادة‬
‫‪4‬‬
‫المنفردة ال ينتج أثره القانوني إال بالنسبة لممستقبؿ ‪ ،‬وذلؾ تطبيقا لنص المادة ‪469‬‬

‫مكرر‪ 1‬مف ؽ ‪ .‬ـ‪.‬ج المشار إلى مضمونيا سابقا ‪.‬‬


‫والغالب في عقود إيجار المحالت التجارية إنعقادىا لمدة محددة‪ ،‬لذلؾ فقد يضع‬
‫الطرفاف حدا ليا بفوات مدتيا أـ يبقى المست جر واضعا يده عمى األصؿ التجاري دوف‬

‫‪1‬‬
‫المجمس األعمى‪ ،‬ؽ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ‪ ، 1985/06/29‬ممؼ رقـ ‪، 36164‬ـ‪ .‬ؽ‪1989 ،‬‬
‫ع ‪ ،03.‬ص ‪. 116‬‬
‫‪2‬‬
‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.229 – 228‬‬
‫‪3‬‬
‫‪M, ROBINAULT, la location GERANCE DU FONDS DE COMMERCE ,PREFACE‬‬
‫‪M.HOUIN.EDITION DALLOZ ,1954 , P247.‬‬
‫‪4‬‬
‫العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.504‬‬
‫‪86‬‬
‫ما إبداء أي إعتراض مف جية المكري‪ ،‬فتكوف النتيجة ىي أف يتجدد عقد إيجار المحؿ‬
‫التجاري تجددا ضمنيا‪.1‬‬
‫وال يجوز لممست جر المسير أف يتمسؾ بحؽ البقاء في األماكف‪ ،2‬فإذا إنقضت‬
‫المدة المحددة وانتيى عقد اإليجار بإنقضائيا عمى النحو المتقدـ وبقي المست جر مع‬
‫ذلؾ بالعيف المؤجرة دوف رضاء المؤجر فانو ال يعد مست ج ار بؿ مغتصبا ‪،‬إذ ال سند لو‬
‫في البقاء في العيف (‪ ،3)ocaupant sans titre‬فالمسير الحر بالرغـ مف كونو تاج ار‬
‫ال يكتسب حقا مباش ار لتجديد الكراء تجاه مالؾ العقار‪.4‬‬
‫ويثار التساؤؿ عف مدى إمكاف تجديد العقد بعد إنتياء المدة ضمنيا ببقاء‬
‫المست جر مستم ار في إستغالؿ المتجر دوف إعتراض المؤجر والواقع أنو في ىذه الحالة‬
‫يعتبر العقد مجددا ضمنيا‪ ، 5‬وينتيي العقد عند إنتياء المدة دوف حاجة إلى تنبيو‬
‫باإلخال ء‪ ، 6‬ولقد صدر قرار عف المجمس األعمى رقـ ‪ 36164‬مؤرخ في‬
‫‪ 1985/06/29‬يقضي بنقض وابطاؿ القرار المطعوف فيو الصادر عف مجمس قضاء‬
‫الشمؼ لرفضيـ إنياء عقد اإليجار بالتسيير استنادا إلى رسالة مضمونة الوصوؿ‬
‫وجيتيا المدعية إلى المست جر بالتسيير"‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى مالؾ‪ ،‬المقاؿ السابؽ‪ ،‬ص‪04‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.759‬‬
‫‪4‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪5‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.591‬‬
‫‪6‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪7‬‬
‫المجمس األعمى‪ ،‬ؽ‪.‬غ‪ .‬ت‪.‬ب‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1985/06/29‬ممؼ رقـ ‪ ،36164‬ـ‪ .‬ؽ‪1989 ،‬‬
‫ع‪ ،03.‬ص ‪.116‬‬
‫‪87‬‬
‫وجاء في قرار آخر صادر عف المحكمة العميا رقـ ‪ 139696‬مؤرخ في ‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫"‪.....‬عف الوجو األوؿ ‪ :‬الم خوذ مف إنعداـ األساس القانوني‪ ،‬بدعوى‬ ‫فبراير‪1996‬‬
‫أف عقد التسيير الحر الذي يربط الطرفيف أصبح غير محدد المدة بعد تجديده ويخضع‬
‫إلى المواد (‪ )474‬مف القانوف المدني و ‪ 173‬و‪ 176‬مف القانوف التجاري‪ ،‬وأف التنبيو‬
‫باإلخالء لـ يقتصر عمى رسالة عادية توجو المست جر وأف إنياء عقد التسيير الحر يتـ‬
‫بنفس اإلجراء الذي تـ بو مف قبؿ وىو النشر واإلشيار في النشرة الرسمية واإلعالنات‪.‬‬
‫حيث يتبف مف القرار المطعوف فيو أف قضاة اإلستئناؼ لما قضوا ب ف عقد‬
‫التسيير الحر لمقاعد التجارية ينتيي بموجب رسالة توجو إلى المالؾ المحؿ إلى المسير‬
‫ودوف تعويض اإلستحقاقي ‪ ،‬فإنيـ طبقوا القانوف تطبيقا سميما‪ ،‬ألف التنبيو باإلخالء‬
‫المؤسس عمى المادتيف ‪ 173‬و‪ 176‬مف القانوف التجاري ال يكوف ضروريا إال في‬
‫حالة وجود عقد اإليجار مبرـ وفقا لمقتضيات المادة ‪ 172‬ومايمييا مف القانوف‬
‫التجاري‪.‬‬
‫عم ى أنو غالبا ما يتضمف عقد اإلدارة الحرة غير المحدد المدة ‪ ،‬شرطا يحدد مدة‬
‫اإلخطار الواجب مراعاتيا مف جانب الطرفيف إلنياء العقد‪. 2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫إنتياء عقد التسيير الحر بتحقق الشرط الفاسخ‬
‫إذا ما تـ اإلتفاؽ مقدما بيف مالؾ المحؿ التجاري والمسير الحر عمى إنياء عقد‬
‫التسيير الحر بتحقؽ شرط معيف كبيع المحؿ التجاري مثال فإف ىذا العقد يعتبر‬
‫مفسوخا إذا تحقؽ الشرط المتفؽ عميو فتطبؽ نفس أحكاـ إنتياء مدة العقد مع األخذ‬

‫‪1‬‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬ؽ ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ‪ ، 1996/02/27‬ممؼ رقـ ‪ ، 139696‬مجمة اإلجتياد‬
‫القضائية لمغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬ع خاص ‪ ،‬ص ‪ ، 117‬نقال عف حمدي باشا عمر ‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪. 148‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.594‬‬
‫‪88‬‬
‫بعيف اإلعتبار طبيعة الشر(إف يكوف مشروعا) ووجوب كوف صيغتو قاطعة في الداللة‬
‫عمى وقوع الشرط حتما مف تمقاء نفسو بمحرد تحققو‪ ،‬وبذلؾ فإف الفسخ ىنا مقرر بقوة‬
‫اإلتفاؽ وال يحتاج تقريره مف لدف المحكمة التي عمييا أف تت كد مف واقعة تحقؽ الشرط‬
‫الفاسخ‪. 1‬‬
‫و يكوف الشرط صحيحا ألنو ال يتوقؼ في تحققو عمى محض إرادة المؤجر وانما‬
‫يمزـ توافر عنصر إرادي أخر وىو قبوؿ المشتري لمبيع وال مجاؿ في ىذه الحالة لبحث‬
‫مدى نفاذ اإليجار في مواجية المشتري ألنو إنفسخ بمجرد إبراـ عقد البيع‪ 2‬والشرط‬
‫الفاسخ في عقد اإليجار ال يكوف لو أثر رجعي كما ىو األمر بفسخ عقد اإليجار‬
‫ولنفس السبب فاإليجار عقد زمني ما نفذ منو ال يمكف الرجوع فيو‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر بسبب الفسخ والبطالن‬
‫الفسخ ىو إنحالؿ العقد وتالشيو بناء عمى طمب أحد طرفيو بسبب إخالؿ‬
‫الطرؼ األخر ببعض إلتزاماتو‪ ،‬وذلؾ بعدما نش العقد صحيحا‪ ،‬وىذا خالؼ لمعقد‬
‫الباطؿ‪ ،‬الذي ال يعتبر موجودا مف الناحية القانونية‪.4‬‬
‫التطرؽ‬
‫ّ‬ ‫يتعيف‬
‫و لدراسة الفسخ و البطالف كسبب إلنقضاء عقد التّسيير الح ّر‪ّ ،‬‬
‫لمفسخ (أوال)‪ ،‬ثـ البطالف (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الفسخ‬
‫ينقضي عقد ت جير التسيير بسبب الفسخ بإتفاؽ الطرفيف أو عف طريؽ القضاء‬
‫كما ينتيي العقد في حالة ما إذا لـ يقـ أحد الطرفيف بتنفيذ إلتزاماتو كعدـ دفع المست جر‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.155 - 154‬‬
‫‪2‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪. 755- 754‬‬
‫‪ 4‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪89‬‬
‫لبدؿ اإليجار‪ ،‬وغالبا ما ينص في العقد عمى إنقضائو في ىذه حالة بقوة القانوف أو‬
‫كحالة عدـ االستغالؿ الكافي مف طرؼ المست جر بحيث أدى ذلؾ إلى اختفاء عنصر‬
‫العمالء ‪.1‬‬
‫‪ -01‬شروط الفسخ‬
‫يتعيف لطمب الفسخ أف يكوف العقد ممزما لمجانبيف‪ ،‬و أف يكوف أحد المتعاقديف لـ‬
‫ينفذ إلتزامو العقدي (ب ف يكوف عد التنفيذ راجعا إلى المديف )‪ ،‬وأف يكوف المتعاقد‬
‫طالب الفسخ قد نفذ إلتزامو العقدي أو مستعدا لتنفيذه و مف ثـ ‪ ،‬يجب القياـ الحؽ في‬
‫الفسخ‪ 2‬وفقا لممادة ‪ 1/119‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج التي تنص عمى أنو " في العقود الممزمة‬
‫لجانبيف‪ ،‬إذا لـ يوؼ أحد المتعاقديف بإلتزامو جاز لممتعاقد اآلخر بعد إعذاره المديف أف‬
‫يطاب بتنفيذ العقد أو الفسخ ‪ ،‬مع التعويض في الحالتيف إذا إقتضى الحاؿ ذلؾ "‪.‬‬
‫‪ -02‬أنواع الفسخ‬
‫قد ينقضي عقد التسيير الحر بسبب الفسخ سواء بقوة القانوف أو عف طريؽ‬
‫القضاء أو بإتفاؽ الطرفيف ‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفسخ القانوني‬
‫فإف عقد التسيير الحر كغيره مف عقود اإليجار ينتيي بقوة القانوف بيالؾ العقار‬
‫المستغؿ في المحؿ التجاري كمية‪ ،‬و إذا كاف اليالؾ بسبب حريؽ أو ىدـ أو فيضاف‬
‫أو أية حالة يترتب عمييا حرماف اإلنتفاع مف الشيء محؿ اإليجار بسبب قوة قاىرة‪،‬‬
‫وحالة زواؿ العمالء بسبب ال يرجع إلى المؤجر أو إلى منافستو و إنقضاء السمعة‬
‫التجارية كعدـ قدرة المحؿ عمى إستقطاب العمالء وفقداف أحد العناصر المادية الالزمة‬
‫لبقاء و إستمرار نشاط المحؿ التجاري‪ ،3‬كؿ ىذا يعتبر مبر ار لفسخ عقد التسيير الحر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪2‬‬
‫العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.481‬‬
‫‪ 3‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪91‬‬
‫ب‪ -‬الفسخ القضائي‬
‫يقع الفسخ بحكـ القضاء في القانوف المدني الجزائري‪ ،‬ما داـ أف ليس ىناؾ‬
‫إتفاؽ بيف المتعاقديف في ىذا الش ف‪ ،‬ويجب عمى الدائف حتي يطالب بالفسخ أف يقوـ‬
‫بإعذار المديف‪ ،‬لوضعو المقصر‪ ،‬مطالبا أياه بالتنفيذ فو ار (ـ ‪ 1/119‬مف ؽ‪.‬ـ)‪ ،‬غير‬
‫أنو ال ضرورة لإلعذار إذا أصبح تنفيذ اإللتزاـ غير ممكف‪ ،‬أو غير مجد بفعؿ المديف‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وكذا إذا صرح المديف كتابة أنو ال يريد تنفيذ إلتزامو (ـ ‪ 1/181‬و ‪ 4‬مف ؽ‪.‬ـ)‬

‫و حسب نػص المػادة ‪ 2/119‬مػف ؽ‪.‬ـ التػي تػنص عمػى أنػو " يجػوز لمقاضػي أف‬
‫يمنح المديف أجال حسب الظروؼ‪ ،‬كما يجوز لو أف يرفض الفسخ‪ ،‬إذا كاف مػا لػـ يػوؼ‬
‫بػػو المػػديف قميػػؿ األىميػػة بالنسػػبة إلػػى كامػػؿ اإللت ازمػػات " و يتضػػح مػػف ىػػذا الػػنص أف‬
‫لمقاضػي سػمطة التقديريػة أف يقضػي بالفسػػخ أو بػرفض الفسػخ‪ ،‬أو أف يمػنح المػديف أجػػال‬
‫لمتنفيذ حسب الظروؼ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الفسخ اإل تّفاقي‬
‫تنص عميو المادة ‪ 120‬مف ؽ ‪ .‬ـ عمى أنو " يجوز االتفاؽ عمى أف يعتبر‬
‫العقد مفسوخا بحكـ القانوف عند عدـ الوفاء باإللتزامات الناشئة عنو ‪ ،‬بمجرد تحقيؽ‬
‫الشروط المتفؽ عمييا‪ ،‬وبدوف حاجة إلى حكـ قضائي‪ ،‬وىذا الشرط ال يعفي مف‬
‫اإلعذار‪ ،‬الذي يحدد حسب العرؼ عند عدـ تحديده مف طرؼ المتعاقديف "‬
‫و مف ىنا يتبيف أف المادة ‪ 119‬مف ؽ‪.‬ـ التي تنص عمى الفسخ القضائي‪ ،‬ال‬
‫تعتبر متعمقة بالنظاـ العاـ إذ يجوز إتفاؽ األفراد عمى الفسخ عند عدـ الوفاء باإللتزاـ‬
‫ب ف يكوف اإلتفاؽ بيف الطرفيف وبحسف النية (‪ )de bonne foi‬عمى أف يعتبر العقد‬
‫مفسوخا مف تمقاء نفسو ‪ ،‬دوف حاجة إلى حكـ قضائي ‪ ،‬عند عدـ الوفاء االلتزامات‬

‫‪ 1‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.485‬‬


‫‪91‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ك ف ينتيي العقد في حالة ما إذا لـ يقـ أحد الطرفيف بتنفيذ إلتزاماتو‬ ‫الناشئة عنو‬
‫كعدـ دفع المست جر بدؿ اإليجار‪. 2‬‬
‫‪ -03‬آثار الفسخ‬
‫يترتب عمى الفسخ سواء كاف قضائيا أو إتفاقيا وفقا لممادة ‪ 122‬مف ؽ‪.‬ـ إعادة‬
‫المتعاقديف إلى الحالة التي كانا عمييا قبؿ التعاقد فإف إستحاؿ ذلؾ جاز لممحكمة أف‬
‫تحكـ بالتّعويض وقد تمتّد ىذه اآلثار إلى الغير الذي يكوف قد تمقى حقا مف أحد‬
‫المتعاقديف‪.‬‬
‫أ‪ -1/‬أثر الفسخ فيما بين المتعاقدين‬
‫يترتب عمى فسخ العقد وفقا لممادة ‪ 122‬مف ؽ ‪ .‬ـ ‪.‬ج ‪ ،‬إعتباره ك ف لـ يكف‬
‫ولذا يجب إعادة المتعاقديف إلى الحالة التي كانا عمييا قبؿ التعاقد‪ ،‬وذلؾ ب ف يرد كؿ‬
‫منيما ما تسممو بموجب العقد‪.3‬‬
‫أجاز المشرع الجزائري لمقضاء الحكـ بالتعويض عندما تتعذر إعادة المتعاقديف‬
‫إلى ما كانا عميو مف قبؿ‪ ،‬فنص في المادة ‪ 122‬مف ؽ ـ ج عمى أنو " إذا فسخ العقد‬
‫أعيد المتعاقداف إلى الحالة التي كانا عميو قبؿ العقد‪ ،‬فإذا إستحاؿ ذلؾ لممحكمة أف‬
‫تحكمو بالتعويض " ويترتب عمى ىذا النص أنو إذا تـ الفسخ و لـ يستطيع المديف رد‬
‫األداء الذي قبضو مف الدائف عينا يتعيف عميو أف يرد منو تعويضا عادال‪. 4‬‬
‫فالفسخ في عقد اإليجار‪ ،‬ال يترتب عميو سوى إنياء العالقات الناشئة منذ وقوعو‬
‫و ال ينفسخ العقد إال بالنسبة إلى ما بقي بعد وقوع الفسخ ‪ ،‬ولذلؾ فالفسخ في عقود‬

‫‪1‬‬
‫العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪.487 ،‬‬
‫‪ 2‬نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ 3‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.489‬‬
‫‪ 4‬حسينة حمو‪ ،‬إنحالؿ العقد عف طريؽ الفسخ‪ ،‬مذكرة ماجستير في قانوف المسؤلية المينية‬
‫جامعة مولودي معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،2011،‬ص ‪.90‬‬
‫‪96‬‬
‫المدة أو العقود الزمنية‪ ،‬ال يحدث أثره القانوني إال مف وقت تقريره ‪ ،‬ألنو ال يمكف إلغاء‬
‫الزمف إعتبار ك ف لـ يؾ‪ ،‬وتترتب عمى ىذا نتيجة ىامة ىي أف ما سبؽ دفعو مف‬
‫األجرة‪ ،‬يعتبر أجرة وليس تعويضا عف اإلنتفاع وتترتب عميو كؿ االثار القانونية‬
‫لألجرة كإمتياز المؤجر أو غيرذلؾ ‪. 1‬‬
‫أ‪ -2/‬أثر الفسخ بال ّنسبة لمغير‬
‫وينفذ أثر الفسخ في مواجية الغير‪ ،‬فتسقط أية حقوؽ يكوف قد تمقاىا الغير مف‬
‫أحد طرفي العقد المفسوخ‪ ،‬مع مراعاة ما نص عميو القانوف المدني الجزائري مف‬
‫إستثناءات لحماية الغير حسف النية‪ ،‬والغير ال ترفع عميو دعوى الفسخ‪ ،‬ألنو لـ يكف‬
‫طرفا في العالقة العقدية‪ ،‬بؿ ترفع عميو دعوى اإلسترداد (ـ‪ 143‬مف ؽ‪.‬ـ) وال يمنع‬
‫األثر الرجعي لمفسخ بقاء حؽ الغير‪ ،‬إذا إستند عمى سبب قانوني لكسبو كالتقادـ‬
‫القصير المكسب (ـ‪ 827‬و‪ 828‬مف ؽ‪.‬ـ) أو الحيازة في المنقوؿ بحسف النية (ـ‪835‬‬
‫مف ؽ‪.‬ـ)‬
‫لممادتيف ‪ 15‬و‪ 216‬مف‬
‫وكذا إكتساب الغير بحسف النية حقا عقاريا وشيره طبقا ّ‬
‫السجؿ العقّاري‬
‫المتضمف مسح األراضي العاـ وت سيس ّ‬
‫ّ‬ ‫المرسوـ التّنفيذي ‪75-74‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،31975 /11/12‬والغير الذي كسب حقّا بموجب عقد مف عقود اإلدارة‬
‫ّ‬

‫‪ 1‬العربي بمحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.491‬‬


‫‪2‬‬
‫بالنسبة لمغير إالّ مف‬
‫مادة ‪ :15‬كؿ حؽ لمممكية و كؿ حؽ عيني آخر يتعمؽ بعقار ال وجود لو ّ‬ ‫ّ‬
‫تاريخ يوـ إشيارىما في مجموعة البطاقات العقّارية‪ ،‬غير أف نقؿ الممكية عف طريؽ الوفاة يسري‬
‫المادة ‪ : 16‬اف العقود اإلرادية و االتفاقات التّي ترمي‬
‫مفعولو مف يوـ وفاة أصحاب الحقوؽ العينية‪ّ .‬‬
‫إلى إنشاء أو نقؿ أو تصريح أوتعديؿ أوانقضاء حؽ عيني‪ ،‬ال يكوف ليا أثر حتى بيف األطراؼ إال‬
‫مف تاريخ نشرىا في مجموعة البطاقات العقّارية‪.‬‬
‫‪ 3‬األمر رقـ ‪ 74/75‬المؤرخ في‪ 12‬نوفمبر ‪ 1975‬المتضمف إعداد مسح األراضي العاـ و ت سيس‬
‫السجؿ العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع‪ ،92‬المؤرخة في ‪ 18‬نوفمبر ‪. 1975‬‬
‫‪93‬‬
‫الحسنة‪ ، 1‬كاإليجار الذي ال تزيد مدتو عف ثالث سنوات ما لـ يوجد نص يقضي‬
‫بخالؼ ذلؾ تطبيقا لنص المادة مف ‪ 468‬مف ؽ‪.‬ـ المعدلة بالقانوف رقـ ‪05/07‬‬
‫المؤرخ في ‪. 2007/05/13‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البطالن كسبب إلنقضاء عقد التسيير الحر‬
‫ينتيي عقد التسيير الحر إذا حكـ ببطالنو القضاء بناء عمى طمب أحد طرفيو‬
‫وبإنقضاء عقد اإليجار " إيجار العقار" الذي يستغؿ فيو المحؿ‪ ،‬ألف مالؾ المحؿ ال‬
‫يمكنو نقؿ حقوؽ إلى المست جر ال يممكيا ىو أصال‪ ،‬وال يممؾ المسير الحر حؽ‬
‫الرجوع عمى مالؾ العقار‪ ،‬لكف حؽ التعويض مف مالؾ المحؿ الذي يمزـ بضماف‬
‫إستغالؿ مدة العقد‪ ،2‬و ذلؾ وفقا لممادة ‪ 212‬مف ؽ ت ج التي تنص عمى أنو "يعد‬
‫باطال‪ ،‬كؿ عقد بت جير التسيير أو إتفاؽ آخر يتضمف شروطا مماثمة وافؽ عمييا‬
‫المالؾ أو المستغؿ لممحؿ التجاري دوف أف تتوفر فييا الشروط المنصوص عمييا في‬
‫المواد المشار إلييا أعاله‪ ،‬غير أنو ال يجوز لممتعاقديف التمسؾ بيذا البطالف تجاه‬
‫الغير"‬
‫وكذلؾ ينقضي عقد ت جير المحؿ التجاري في حالة ما إذا ظير سبب مف‬
‫األسباب التي تؤدي إلى بطالف عقد ت جير المحؿ التجاري‪ ،‬كما لو إحتوى العقد عمى‬
‫شرط غير مشروع أو مخالؼ لمنظاـ العاـ و اآلداب العامة أو تخمؼ ركف أساسي مف‬
‫‪3‬‬
‫أركاف عقد ت جير المحؿ التجاري ‪.‬‬
‫فالعقد الباطؿ ال أثر لو‪ ،‬ألنو وقد تقرر بطالنو‪ ،‬أصبح ىو و العدـ سواء بسواء‬
‫ومف ثـ فإذا كاف المؤجر قد قبض األجرة المعينة في العقد‪ ،‬وجب عميو ردىا‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 573‬ؼ ‪ 2‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ج التّي تنص عمى إعتبار اإليجار مف العقود اإلدارية إذا‬
‫أنظر نص ّ‬
‫لـ تتجاوز مدتو ‪ 03‬سنوات‪.‬‬
‫‪ 2‬م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ROBINAULT , op , cit , p251‬‬
‫‪94‬‬
‫لممست جر‪ ،‬وغنى عف البياف أنو قد تقع مقاصة‪ ،‬عمى نحو أو آخر‪ ،‬بيف إلتزاـ المؤجر‬
‫برد األجرة المقبوضة‪ ،‬و إلتزاـ المست جر ب داء التعويض المعادؿ لمنفعة العيف المؤجرة‬
‫وذلؾ إذا توافرت شروط المقاصة‪ ،‬كسبب إلنقضاء اإللتزاـ بما يعادؿ الوفاء‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر بيالك المحل التجاري‬
‫يتميز عقد التسيير الحر بإعتباره عقد اإليجار ب نو عقد مستمر يمتد في الزمف‬
‫وتتحدد بموجب ذلؾ إلتزامات الطرفيف بدليؿ إف المؤجر ممزـ بتمكيف المسير الحر مف‬
‫استغالؿ المحؿ التجاري طيمة مدة العقد وأف المسير الحر ممزـ بدفع األجرة خالؿ نفس‬
‫المدة‪ ،‬فإذا استحاؿ عمى المؤجر لسبب أجنبي توفير ىذا االنتفاع كاف يتعرض المحؿ‬
‫التجاري لنقص ممموس أو تضرر بسبب مف أسباب اليالؾ‪. 2‬‬
‫بيالؾ المتجر كمية‪ ،‬سواء كاف اليالؾ ماديا ‪ destruction materielle‬ىمؾ‬
‫المتجر بسبب حريؽ أو حرب أو صاعقة أو كاف اليالؾ قانونية ‪destruction‬‬

‫‪ Juridique‬كصدور قرار إداري بغمؽ المتجر أو االستيالء عميو أو نزع ممكيتو لممنفعة‬
‫العامة أو أية حالة يترتب عمييا حرماف االنتفاع مف الشيء محؿ اإليجار بسبب قوة‬
‫القاىرة ويمحؽ باليالؾ القانوني في حالة زواؿ عمالء المتجر بسبب ال يرجع إلى‬
‫المؤجر أو منافستو كما في حالة منع االتجار في نوع التجارة التي يقوـ المست جر‬
‫باستغالليا بصدور قرار أداري أو قضائي‪. 3‬‬
‫أما إذا كاف اليالؾ جزئيا أو أصبح المحؿ في حالة ال يصمح لالنتفاع الذي‬
‫أعد لو مف اجمو أو نقص ىذا االنتفاع نقصا كبي ار ولـ يكف لممست جر يد في ذلؾ كما‬

‫‪ 1‬عصاـ أنور سميـ‪ ،‬الوجيز في عقد اإليجار (األحكاـ العامة في اإليجار – خصائص إيجار‬
‫األماكف)‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص‪.490‬‬
‫‪2‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ 3‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.595‬‬
‫‪95‬‬
‫لو دمر المحؿ بسبب حادثة أو كارثة حمت أو صدور قرار إداري يمنع االتجار في‬
‫بعض األنشطة التجارية التي يشمميا المحؿ‪ ،‬فانو يجوز لممست جر تبعا لمظروؼ إما‬
‫إنقاص بدؿ اإليجار أو فسخ اإليجار ذاتو‪ ،‬كما لو أف يطالب بتعويضو إذا كاف القرار‬
‫اإلداري قد صدر بسبب يكوف المؤجر مسئوال عنو ما لـ يوجد اتفاؽ يقضي بخالؼ‬
‫ذلؾ‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير إلى أف جميع ىذه األحكاـ ماىي إال تطبيؽ لمقواعد‬
‫العامة‪ ،‬وبالتالي ال يكوف لممست جر الحؽ في مطالبة المؤجر بالتعويض طالما أف‬
‫اليالؾ كاف بسبب ال يد لممؤجر فيو‪.2‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر بإتحاد الذمة‬
‫تطبيقا لمقواعد العامة حسب نص المادة ‪ 304‬مف ؽ ـ ج عمى ما يمي" إذا‬
‫إجتمع في شخص صفتا الدائف والمديف بالنسبة لديف واحد إنقضى ىذا الديف بالقدر‬
‫الذي إتحدت فيو الذمة"‪ ، 3‬وىذا ما ينطبؽ عمى عقد التسيير الحر كشراء المست جر‬
‫المسير المحؿ التجاري مف المؤجر في ىذه الحالة ينقضي اإليجار قبؿ حموؿ األجؿ‬
‫بإتحاد الذمة‪.‬‬
‫غير أنو ال ينقضي اإليجار بإتحاد الذمة إال إذا توافرت شروط معينة أىميا أف‬
‫يكوف المؤجر مالكا لمعيف المؤجرة‪ ،‬وأف تكوف العيف المؤجرة ىي محؿ التصرؼ الناقؿ‬
‫لمممكية وليس غيرىا‪ ،‬وأف التصرؼ عمى كؿ العيف المؤجرة وليس عمى جزء منيا فقط‪،‬‬
‫فإف إشترى المست جر مثال جزءا مف العيف المؤجرة بقي اإليجار قائما عمى الجزء الذي‬

‫‪ 1‬ناية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.154‬‬


‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 304‬مف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ‬
‫‪96‬‬
‫لـ يدخؿ في ذمة المست جر‪ ،‬إذ يبقى المست جر مدينا باإللتزامات التي يرتبيا عقد‬
‫اإليجار بالنسبة ليذا الجزء‪.1‬‬
‫ذلؾ إف المست جر قد يكوف ىو نفسو الذي تنتقؿ إليو الممكية العيف المؤجرة كاف‬
‫يشترييا مثال مف المؤجر ففي ىذه الحالة ينتيي اإليجار بمجرد وقوع البيع‪ ،‬سواء كاف‬
‫اإليجار ثابت التاريخ أو غير ثابت‪ ،‬وسواء كاف التاريخ متقدما عمى تاريخ البيع أو‬
‫غير متقدـ‪ ،‬وذلؾ أل ف المست جر بشرائو العيف حؿ محؿ المؤجر فاجتمعت فيو صفتا‬
‫المست جر والمؤجر فينقضي االلتزاـ باتحاد الذمة وينتيي اإليجار‪. 2‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫إنقضاء عقد التسيير الحر ألسباب تتعمق بشخص المستأجر‬
‫باإلضافة إلى األسباب العادية النقضاء عقد التسيير الحر ىناؾ أسباب تتعمؽ‬
‫بشخصية المست جر المسير التي ليا محؿ إعتبار في ىذا العقد مما ينقضي بوفاة‬
‫المست جر المسير (الفرع األوؿ) و نقص أىمية المست جر المسير أو فقدانيا أو إفالسو‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫وفاة المستأجر المسير‬
‫خالؼ المشرع القاعدة العامة التي كانت مقررة بالنسبة لنصوص اإليجار‬
‫بمقتضى نص المادة ‪ 510‬مف القانوف المدني الممغاة بموجب القانوف رقـ ‪05/07‬‬
‫المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ ، 2007‬والتي كانت تقضي بعدـ إنتياء عقد اإليجار ال بموت‬
‫المست جر وال بموت المؤجر‪ ،‬وعميو فإف القاعدة العامة في عقد اإليجار وفؽ النصوص‬
‫الحالية ىي عدـ إنتقاؿ اإليجار إلى الورثة‪. 3‬‬

‫‪ 1‬ىالؿ شعوة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪232‬‬


‫‪ 2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪811‬‬
‫‪ 3‬ىالؿ شعوة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪236‬‬
‫‪97‬‬
‫ف ينتيي عقد ت جير إستغالؿ المتجر بوفاة المست جر‪ ،‬وأساس ذلؾ اإلرتباط ىذا‬
‫العقد بشخص المست جر‪ ،‬فيو مف العقود المؤسسة عمى اإلعتبار الشخصي‪ ،1‬وبناء‬
‫عميو فال يحؽ لورثة المست جر االستمرار في إستغالؿ وتسيير المحؿ التجاري‪.2‬‬
‫ومف جية أخرى فإف مالؾ المحؿ غالبا ما ال يرغب في أف يستمر ورثة المسير‬
‫الحر في إستغالؿ المحؿ الذي كاف يسيره اليالؾ‪ ،‬لكف قد يقبؿ المالؾ إستمرار التسيير‬
‫الحر مف أحد ورثة المسير اليالؾ وذلؾ بموجب عقد تسيير حر جديد وليس عف طريؽ‬
‫إمتداد لعقد األصمي‪ ،‬واذا كنا نسمـ ب ف عقد التسيير الحر ينبني عمى اإلعتبار‬
‫الشخصي في الغالب فإنو يمكف الخروج عف ىذه القاعدة بإتفاؽ صريح بيف المالؾ‬
‫والمسير الحر عمى إستمرار العقد لفائدة أحد ورثتو إذا كاف أىال لالستغالؿ التجاري‪.3‬‬
‫أف إنقضاء عقد اإليجار بوفاة المست جر يحيمنا إلى فرضيف‬
‫ومنو يمكف القوؿ ّ‬
‫النحو التّالي بيانو‪:‬‬
‫ىما عمى ّ‬
‫مدة اإليجار المتّفق عمييا في العقد‬
‫األول‪ :‬وفاة المستأجر قبل إنقضاء ّ‬
‫الفرض ّ‬
‫يتـ‬
‫تطرؽ الم ّشرع الجزائري في أحكاـ القانوف التّجاري ليذه الجزئية ّ‬
‫نظ ار لعدـ ّ‬
‫أف ورثة المست جر يؤوؿ‬
‫العامة حيث يبقى اإليجار قائما والقوؿ ىنا ّ‬
‫ّ‬ ‫المّجوء إلى القواعد‬
‫مدتو ‪.‬‬
‫ليـ واجب أداء األجرة في حدود التّركة واستمرار العقد إلى غاية إنتياء ّ‬
‫أف العقد‬
‫مدتو إذا أثبتوا ّ‬
‫يجوز لورثة المست جر طمب إنياء العقد قبؿ إنقضاء ّ‬
‫تتحمميا مواردىـ أو أصبح اإليجار مجاو از لحدود‬
‫ّ‬ ‫أصبحت أعباءه أثقؿ مف أف‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 469‬مكرر‪ 2‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج‪.‬‬
‫حاجتيـ ‪ ،‬وىذا وفؽ ّ‬

‫‪ 1‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪598- 597‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Olivier Barret , les contrats portants sur le fonds de commerce,l.g.d.j.2001, p 285‬‬
‫‪ 3‬م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪4‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني الجديد‪ ،‬العقود الواردة عمى اإلنتفاع‬
‫بالشيء‪ ،‬اإليجار والعارية‪ ،‬المجمد ‪، 02‬ط‪ ،03.‬ـ‪.‬ح‪.‬ح‪ ،‬بيروت‪،‬لبناف‪ 2000،‬ص‪.1050‬‬
‫‪98‬‬
‫المدة‬
‫الفرض الثّاني‪ :‬وفاة المستأجر بعد إنقضاء ّ‬
‫فال ينتقؿ ىذا العقد إلى ورثة المست جر ألف المؤجر قد ال يثؽ بيـ أو بقدراتيـ‬
‫عمى إدارة المحؿ التجاري لما قد يمحؽ بالمحؿ التجاري لما قد يمحؽ بالمحؿ مف ضرر‬
‫غير أنو ال يمنع إطالقا مف أف يصبح الورثة ىـ أنفسيـ مست جرو المحؿ التجاري ال‬
‫عمى أساس إنتقاؿ العقد إلييـ باإلرث و إنما بموجب عقد جديد يبرـ بينيـ وبيف مؤجر‬
‫ىذا المحؿ‪ ،2‬خالفا لما ىو الحاؿ بالنسبة لممؤجر فيستمر العقد مع ورثتو‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫إنقضاء التسيير الحر بنقص أىمية المستأجر المسير أو فقدانيا أو إفالسو‬
‫ينتيي عقد اإليجار بالتسيير أو التسيير الحر في حالة ما إذا أصيب المست جر‬
‫‪3‬‬
‫بفقد أو نقص في األىمية أو بصدور حكـ يقضي بشير إفالسو‪.‬‬
‫عمى انو مف جانب آخر‪ ،‬ال اثر لوفاة أو اإلفالس المؤجر أو ما يط أر عمى‬
‫أىميتو عمى عقد ت جير استغالؿ المتجر‪ ،‬ذلؾ أف االعتبارات الشخصية في العقد‬
‫بالنسبة لممؤجر تقؿ كثي ار عنيا بالنسبة لممست جر ‪ ،‬ويعد ىذا الحكـ مطابقا لحالة وفاة‬
‫مالؾ المتجر بالنسبة لعقد المدير الم جور‪.4‬‬
‫أوال‪ :‬إنقضاء التسيير الحر بسقوط األىمية التجارية لممسير‬
‫عالوة عمى إنتياء عقد التسيير الحر بوفاة المسير فإنو ينتيي أيضا بفقده أىميتو‬
‫أو نقصانيا‪ ،‬بخالؼ القواعد العامة في اإليجار‪ ،‬ألف المسير الحر في ىذه الحالة ال‬
‫يستطيع ممارسة التجارة بإسمو ولحسابو الخاص‪ ، 5‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 711‬مف‬

‫‪ 1‬تنص المادة ‪ 469‬مكرر ‪ 2‬مف القانوف المدني الجزائري " ينتيي بقوة القانوف اإليجار الصادر‬
‫مف المنتفع بإنقضاء اإلنتفاع"‬
‫‪2‬‬
‫‪ROBINAULT, op , cit , p 253‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪4‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.599- 598‬‬
‫‪ 5‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪99‬‬
‫مدونة التجارة المغربية التي تنص عمى أنو " يترتب عمى سقوط األىمية التجارية‬
‫منع اإلدارة أو التدبير أو المراقبة بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكؿ مقاولة تجارية أو‬
‫حرفية ولكؿ شركة ذات نشاط إقتصادي"‪. 1‬‬
‫الحر بسبب إفالس التاجر‬
‫ثانيا‪ :‬إنقضاء التّسيير ّ‬
‫طالما أف عقد ت جير المحؿ التجاري مف العقود المبنية عمػى اإلعتبػار الشخصػي‬
‫بالنسػػبة لممسػػت جر‪ ،‬فإنػػو ينقضػػي بػػإفالس ىػػذا األخيػػر‪ ،‬غيػػر أنػػو ال أثػػر إلفػػالس المػػؤجر‬
‫عمى عقد الت جير المحؿ التجػاري‪ ،‬إذ إف شخصػية المػؤجر ليسػت ذات إعتبػار شخصػي‬
‫في العقد‪ ،‬إضافة إلى أنو ال ضرر عمػى المػؤجر المفمػس وجماعػة الػدائنيف مػف إسػتمرار‬
‫عقد الت جير نظ ار لقياـ المست جر بدفع الثمف المتفؽ عميو وعدـ وجود ما يستدعي لفسػخ‬
‫عقد اإليجار‪.2‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫آثار انتياء عقد التسيير الحر‬
‫باإلضافة إلى األسباب التي أدت إلى انقضاء عقد التسيير الحر قد رتب آثار‬
‫منيا إلزاـ المشرع بإجراءات إنتيائو (المطمب األوؿ) ورتب إلتزامات تجاه األطراؼ‬
‫المتعاقدة والغير (المطمب الثاني) ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 711‬مف مدونة التجارة المغربية الصادرة في ‪ 01‬أوت ‪ ،1996‬ج ‪.‬ر‪ ،‬ع‪ ،4418‬المؤرخة‬
‫‪.‬‬ ‫في ‪ ،1996/10/13‬أشار إلية موقع و ازرة العدؿ المغربية‬
‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪111‬‬
‫المطمب األول‬
‫إجراءات انتياء عقد التسيير الحر‬
‫ينشر إنتياء عقد ت جير التسيير خالؿ الخمسة عشرة يوما مف تا ريخ اإلنقضاء‬
‫مف النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفي جريدة مختصة باإلعالنات القانونية‪، 1‬‬
‫حسب ما نص المشرع الجزائري في ـ ‪ 203‬مف ؽ ت في الفقرة األخيرة عمى ما‬
‫يمي"‪ ...‬ينتيي ت جير تسيير بنفس اإلجراءات التي بيا النشر" ولذا يتطمب منا دراسة‬
‫القيد في السجؿ التجاري ( الفرع األوؿ) ثـ شير في النشرة الرسمية في اإلعالنات‬
‫القانونية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫القيد في السجل التجاري‬
‫وىكذا يمتزـ كؿ مف المؤجر بالتسيير والمست جر بالتسيير مف شطب إسميما مف‬
‫السجؿ التجاري حتى يعمـ الغير أف المحؿ التجاري لـ يعد محال لإليجار بالتسيير‬
‫ويعمـ مف ىو المستغؿ الحقيقي لممحؿ التجاري‪.2‬‬
‫تطبيقا لممادة ‪ 203‬مف القانوف التجاري السالفة الذكر التي تقضي قياـ بنفس‬
‫اإلجراءات التي تـ نشرىا العقد‪ ،‬لـ يبيف المشرع التجاري المدة التي يجب القياـ بيا‬
‫بالتعديؿ القيد في السجؿ التجاري‪ ،‬ولكف مف خالؿ المادة ‪ 22‬مف القانوف التجاري التي‬
‫تنص عمى أ نو "ال يمكف األشخاص الطبيعييف أو المعنوييف الخاضعيف لمتسجيؿ‬
‫لمسجؿ التجاري الذيف لـ يبادروا بتسجيؿ أنفسيـ عند انقضاء ميمة شيريف أف يتمسكوا‬
‫بصفتيـ كتجار لدى الغير أو لدى اإلدارات العمومية إال بعد تسجيميـ "‬

‫‪ 1‬محمد معاصمي‪ ،‬الجوانب العممية لعقد الت جير والت جير الحر و آثاره القانونية (الجزء الثاني)‬
‫مجمة الموثؽ‪ ،‬ع‪ ،1998 ، 03.‬ص ‪.34‬‬
‫‪. 156‬‬ ‫‪ 2‬نادية فوضيؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‬
‫‪111‬‬
‫يتضح مف خالؿ ىذا النص أنو ألزـ المست جر المسير بالقيد في السجؿ‬
‫التجاري بصفتو كمست جر مسير خالؿ مدة شيريف‪ ،‬واستنادا إلى المادة ‪ 203‬مف الفقرة‬
‫األخيرة التي تقضي قياـ بنفس اإلجراءات في حالة انتياء العقد ولذا عمى المست جر‬
‫ميمة شيريف شطب في السجؿ التجاري إذا توقؼ عف مزاولة النشاط التجاري أو تعديؿ‬
‫قيده إذا كاف لو تجارة أخرى ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الشير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‬
‫لقد سبؽ القوؿ أف المشرع اشترط أف يتـ نشر عقد ت جير التسيير خالؿ خمسة‬
‫عشر يوما مف تاريخو تحت شكؿ مستخرج أو إعالف في النشرة الرسمية لإلعالنات‬
‫القانونية‪ ،‬وليذا يتوجب عمى التاجر إعالف انتياء اإلدارة الحرة باستكماؿ اإلجراءات‬
‫التي اتبعيا حيف إنشاء العقد ‪. 1‬‬
‫وقد بينت المحكمة العميا مسالة ىامة عمى الصعيد التطبيقي في القرار رقـ‬
‫‪ 187206‬الصادرة بتاريخ ‪ 1999/07/13‬الغير المنشور تتعمؽ بدعوى استرداد‬
‫المحؿ التجاري‪ ،‬التي يرفعيا مالؾ القاعدة التجارية ضد المست جر المسير دوف القياـ‬
‫بإجراءات اإلشيار والنشر المنصوص عمييا بالمادة ‪ 203‬مف القانوف التجاري‪.2‬‬
‫ف كدت في القرار المذكور ب ف ىذا المادة ‪ 203‬مف ؽ‪.‬ت لـ تنص عمى أف‬
‫المؤجر الذي ال ينشر وال يشير عقد التسيير الحر ليس لو الحؽ في استرداد المحؿ‬
‫التجاري مف المسير‪ ،‬وىذا لكوف إف ىذه اإلجراءات (النشر‪ -‬الشير) وضعت أساسا‬
‫حفاظا عمى ديوف الغير إزاء المسير الحر لممحؿ التجاري‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ 2‬المحكمة العميا‪ ،‬ؽ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪ ،‬بتاريخ‪ ،1999/07/13‬ممؼ رقـ ‪ ،187206‬غير منشور تـ‬
‫اإلشارة إلى ىذا القرار ‪ ،‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪116‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫آثار انتياء عقد التسيير الحر تجاه األطراف المتعاقدة والغير‬
‫باإلضافة إلى آثار إنتياء عقد التسيير القياـ بنفس إجراءات الشير التي يتطمبيا‬
‫بعد قيامو سنتطرؽ لدراسة إلتزامات المسير الحر عند إنتياء عقد التسيير الحر (الفرع‬
‫األوؿ) ثـ نعرض إلى إلتزامات مالؾ المحؿ التجاري عند إنقضاء عقد التسيير‬
‫الحر(الفرع الثاني) ثـ نتناوؿ آثار إنتياء العقد تجاه الغير(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫الحر تجاه طرفي العقد‬
‫آثار إنقضاء عقد التّسيير ّ‬
‫الحر أيضا إلى ك ّؿ مف المست جر بإعتباره‬
‫تنصرؼ آثار إنقضاء عقد التّسيير ّ‬
‫النحو الموالي‪:‬‬
‫المؤجر بإعتباره المالؾ عمى ّ‬
‫ّ‬ ‫المنتفع مف الت جير والى‬
‫أوال‪ :‬إلتزامات المسير الحر عند إنقضاء عقد التسيير الحر‬
‫ويمزـ المست جر المسير عند إنتياء العقد بإسترجاع المحؿ التجاري مع كافة‬
‫العناصر التي كاف يشمميا وقت إنشاء العقد‪ ، 1‬ذلؾ أف طبيعة ىذا العقد ليس نقؿ‬
‫الممكية المتجر أو إنشاء حؽ عيني عميو‪ ،2‬وعند عدـ إلتزامو بذلؾ يمكف طرده بموجب‬
‫حكـ إستعجالي فعميو إذا أف يرجع المحؿ التجاري بكافة عناصره التي كاف يحتوي‬
‫عمييا وقت إنشاء العقد‪ ،3‬وليذا سنتناوؿ إلتزاـ المسير الحر برد المحؿ التجاري ثـ‬
‫إلتزاـ المسير الحر بعدـ المنافسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.599‬‬
‫‪3‬‬
‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ -01‬إلتزام المسير الحر برد المحل التجاري‬
‫عقد اإليجار كما ىو معموـ مف العقود التي التي ترد عمى اإلنتفاع بالشيء ولما‬
‫كاف اإلنتفاع بالشيء بطبيعتو مؤقت بمدة زمنية معينة‪ ،‬وجب عمى المست جر أف يرد‬
‫لممؤجر الشيء المؤجر عند نياية عقد اإليجار وبكيفية صحيحة‪. 1‬‬
‫بالرجوع إلى القواعد العامة حسب المادة ‪ 503‬مف القانوف المدني المعدلة‬
‫بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬التي تنص عمى أنو " يجب عمى المست جر أف يرد العيف‬
‫المؤجرة بالحالة التي كاف عمييا وقت تسمميا ويحرر وجاىيا أو محضر أو بياف وصفي‬
‫لذلؾ" ‪.‬‬
‫واستنادا ليذا النص يجب التمييز بيف حالتيف أوليما أف يكوف المست جر قد تسمـ‬
‫العيف بمحضر يبيف حالتيا‪ ،‬فالعبرة عند الرد تكوف بذلؾ المحضر ويكوف دليال عمى‬
‫حالة العيف‪ ،‬وينظر فقط إلى مطابقتيا وقت ردىا مع حالتيا وقت التسميـ و ثانييما أف‬
‫تسمـ العيف دوف محضر معاينة‪ ،‬ففي ىذه الحالة يفترض أف المست جر قد تسمـ العيف‬
‫بحالة حسنة وىذا ما نصت عميو الفقرة الثانية مف المادة ‪ 503‬السابقة الذكر‪.2‬‬
‫لذلؾ يكوف المسير الحر ممزما عند إنتياء التعاقد بإعادة المحؿ لمؤجره و ذلؾ‬
‫بوضعو لجميع عناصره " المادية و المعنوية " تحت تصرؼ المؤجر فعال أو حكما بعد‬
‫انتياء العقد وتشمؿ ىذه اإلعادة جميع العناصر التي تسمميا المسير الحر عند إبراـ‬
‫العقد وكذا العناصر التي كونيا بمناسبة إستغاللو لممحؿ‪ ،3‬ذلؾ أف األصؿ أف عقد‬
‫اإليجار إنما يرد عمى محؿ غير قابؿ لالستيالؾ حتى يتسنى اإللتزاـ برده‪ ،4‬إال أف‬

‫‪ 1‬ىالؿ شعوة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪187‬‬


‫‪ 2‬زىيرة جياللي قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ 3‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪4‬‬
‫المعتصـ باهلل الغرياني‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪114‬‬
‫طبيعة المحؿ التجاري كوحدة مالية تدخؿ عناصر متعددة في تكوينو تتطمب تنظيما‬
‫خاصا لاللتزاـ بالرد‪.1‬‬
‫ويجب أف ينصرؼ اإلسترداد إلى جميع العناصر التي كانت تكوف المتجر يوـ‬
‫إبراـ عقد عقد إيجار التسيير‪ ،‬و إذا لـ يكف العقد ينص عمى ىذه العناصر بدقة‪ ،‬يجب‬
‫عمى المؤجر الذي يطمب إسترجاع إحداىا‪ ،‬أف يثبت أنو كاف مشموال بالعقد‪ ،‬ويمزـ‬
‫المؤجر ب خذ المخزوف الموجود إال إذا نص في العقد عمى خالؼ ذلؾ‪. 2‬‬
‫أ‪ -‬تسميم العناصر الجديدة التي ال تقبل االنفصال عن المتجر‬
‫يثار التساؤؿ عف مدى إلتزاـ المست جر بتسميـ المؤجر ما أضافو مف عناصر‬
‫جديدة أثناء فترة إستغاللو المتجر‪ ،‬والواقع أف عميو تسميميا إلى المؤجر إذا كانت ال‬
‫تقبؿ االنفصاؿ عف المتجر واال كاف لو استردادىا ما لـ يتفؽ عمى خالؼ ذلؾ ‪ ،3‬وقد‬
‫حكـ ب ف المدير الحر ال يعد مالكا لمعناصر الجديدة غير القابمة لإلنفصاؿ عف المتجر‬
‫مثؿ الالفتات المميزة ‪ l’enseigne‬التي يضعيا التاجر عمى واجية المحؿ مثؿ الفتة‬
‫إعالنية مضيئة ب لواف معينة أو نحوىا بقصد تمييز متجره عف غيره مف المتاجر‬
‫المشابية‪. 4‬‬
‫أما العناصر التي تقبؿ اإلنفصاؿ عف المحؿ كبراءة االختراع أو حقوؽ الممكية‬
‫الصناعية أو األدبية أو الفنية في ىذه الحالة يحتفظ بيا المست جر‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ ‪.320،‬‬
‫‪ 2‬محمد معاصمي‪ ،‬الجوانب العممية لعقد الت جير والت جير الحر و آثاره القانونية‪ ،‬المقاؿ السابؽ‬
‫ص ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.600‬‬
‫‪4‬‬
‫محكمة ليوف‪ 29 ،‬يناير ‪ 1951‬دالوز ‪ 1-1-1951‬تـ اإلشارة إلى ىذا الحكـ ‪ ،‬المرجع نفسو‬
‫ص‪.600‬‬
‫‪5‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪115‬‬
‫ب‪ -‬تسميم الميمات واآلالت‬
‫وبالنسبة إل لتزاـ المست جر بتسميـ الميمات أو اآلالت فانو يجب أف تكوف عند‬
‫التسميـ‪ ،‬في حالة صالحة لإلستعماؿ حيث يفترض أنو تسمميا بحالة جيدة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫بتسميميا عمى ذات الحاؿ و ال أىمية إلرتفاع قيمة ىذه المنقوالت عمى إلتزاـ المست جر‬
‫في مواجية المؤجر طالما أف ىذه الزيادة ال ترجع إلى فعؿ المدير الحر‪. 1‬‬
‫وعمى خالؼ الحاؿ إذا إنقضت قيمتيا ما لـ يثبت أف ىذا النقص ال يرجع إلى‬
‫‪9‬خطئو‪ ،‬واف ىذا النقص كاف نتيجة اإلستغالؿ الطبيعي ليذه الميمات‪ ،‬وفي حالة‬
‫اإلتالؼ يمتزـ المست جر بتعويض الضرر إلى المؤجر‪.2‬‬
‫ج‪ -‬تسميم البضائع والدفاتر المحاسبية‬
‫ج ‪-1.‬تسميم البضائع‬
‫وغني عف الذكر إف عنصر البضائع و السمع وكذلؾ بعض المواد األولية ال‬
‫يمكف أف يعيدىا المسير الحر لممؤجر عمى عاتؽ حالتيا بعد نياية العقد‪ ،‬لذلؾ فإف‬
‫تسميميا يخضع إلتفاؽ المبرـ بيف الطرفي ف‪ ، 3‬ويجري العمؿ في فرنسا عمى أف‬
‫المست جر يشتري البضائع الموجودة بالمحؿ التجاري مف المؤجر وبذلؾ يصبح مالكا‬
‫ليا ويجوز لو التصرؼ فييا ‪.4‬‬
‫يتجو القضاء الفرنسي ويؤيده الفق و‪ 5‬إلى إلزاـ المؤجر بشراء كمية البضائع‬
‫الموجودة بالمتجر عند نياية العقد طالما ال تفوؽ كميتيا بدرجة ممحوظة الكمية التي‬

‫‪1‬‬
‫سميحة القميوبي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. 247‬‬ ‫زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪3‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪4‬‬
‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ 5‬حكـ محكمة ‪ Dijon‬التجارية جمسة ‪30‬نوفمبر ‪ 1955‬دالوز ‪ 51- 1959‬وبالجازيت ‪ 16‬مارس‬
‫مارس ‪ 1956‬وتعميؽ جوفريو بالت ييد ليذا القضاء بالمجمة الفصمية ‪ 1956‬ص ‪ 241‬رقـ ‪ 12‬تـ‬
‫اإلشارة إلى ىذا الحكـ ‪ ،‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.602‬‬
‫‪116‬‬
‫اشتراىا المست جر عند بداية العقد‪ ،‬ويؤسس الفقو ذلؾ قياسا عمى العرؼ القائـ بالتزاـ‬
‫المست جر بشراء كمية البضائع الموجودة عند إبراـ العقد‪.‬‬
‫وفي حالة عدـ ترؾ المست جر أية بضائع في المحؿ‪ ،‬ففي ىذا الحاؿ انو يقع‬
‫عمى مست جر المحؿ التجاري اإللتزاـ برد مثؿ ىذه البضائع أو قيمتيا إلى المؤجر‪.1‬‬
‫ج‪ -2.‬تسميم الدفاتر المحاسبية‬
‫واذا كاف مالؾ المتجر قد سمـ المست جر الدفاتر المحاسبية فمو حؽ طمب ردىا‬
‫في نياية العقد‪ ،‬إما إذا كاف ىذا األخير قد أنشاىا وحده فيو ليس ممزما بتسميميا لمالؾ‬
‫المتجر و إنما عميو اطالعو عمييا ‪ ،‬والواقع انو مف األفضؿ االتفاؽ عمى ىذه المسائؿ‬
‫حيث تعد الدفاتر المحاسبية في مجموعيا وسيمة لمعرفة حالة العمالء الخاصة بالمتجر‬
‫ومدى نجاح النشاط اإلستغاللي ‪.2‬‬
‫د‪ -‬تسميم العناصر المعنوية المكونة لممحل التجاري‬
‫إذا كاف األصؿ أف ترد العناصر المادية عند إنقضاء عقد ت جير المحؿ التجاري‬
‫بالحالة التي كانت عمييا عند إبراـ العقد‪ ،‬فإف األمر عمى خالؼ ذلؾ بالنسبة لعناصر‬
‫المعنوية‪ ،‬إذ يشترط أف ترد العناصر عند إنتياء عقد التاجير بالحالة التي كانت عمييا‬
‫عند إنقضاء العقد ‪.3‬‬
‫المست جر فانو يمتزـ بإعادة العناصر المعنوية عمى الحالة التي توجد عمييا عند‬
‫إنتياء العقد‪ ،‬دوف أف يحؽ لو المطالبة بالتعويض عف الزيادة في قيمتيا أو التحسيف‬
‫والتطور الذيف طاليما ‪. 4‬‬

‫‪ 1‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.247‬‬


‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.603‬‬
‫‪ 3‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪4‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪117‬‬
‫إف المسير الحر يمتزـ بإعادة العناصر الجديدة التي يكوف قد أضافيا إلى المحؿ‬
‫التجاري أثناء االستغالؿ عمى أساس وحدة المحؿ التجاري بإعتباره مجموعة أمواؿ ذات‬
‫وحدة إجمالية تقتضي ذلؾ‪ ،‬ثـ إف إسترجاع المحؿ التجاري ىو في واقع األمر إرجاع‬
‫لمزبائف وبالتالي إسترجاع كؿ العناصر التي ليا عالقة بجمب الزبائف وربط تعامميـ مع‬
‫المحؿ التجاري‪. 1‬‬
‫كما ال يمتزـ بالتعويض في حالة نقص قيمة المتجر طالما كاف ذلؾ لظروؼ‬
‫اقتصادية أو قوة قاىرة أو قمة اإلقباؿ عمى نوع نشاط المتجر‪ ،‬أما إذا كاف نقص قيمة‬
‫المتجر أو فقد احد عناصره يرجع إلى خطا المست جر فانو يمزـ بالتعويض في مواجية‬
‫‪2‬‬
‫المؤجر‪ ،‬كما إذا تضمف المتجر براءة االختراع وأدى عدـ استغالليا إلى سقوطيا‬
‫‪3‬‬
‫استنادا لمقواعد العامة في المادة ‪ 503‬مف الفقرة األخيرة مف القانوف المدني الجزائري‬
‫المعدلة بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬التي تنص عمى أنو" المست جر مسئوؿ عما يمحؽ‬
‫العيف المؤجرة مف ىالؾ أو تمؼ ما لـ يثبت أنو ال ينسب إليو"‪.‬‬
‫إف القاعدة العامة تقتضي بوجوب رد جميع العناصر إلى مؤجر المحؿ التجاري‬
‫حتى تمؾ الجديدة التي ظيرت أثناء فترة إستغالؿ المحؿ التجاري ويفترض أنيا‬
‫ضرورية إلستغاللو‪ ،‬وما ىذا إال تطبيؽ لنظرية المجموع الواقعي أو القانوني لممحؿ‬
‫‪4‬‬
‫التجاري دوف إمكانية تممكو‬
‫أما العناصر التي كانت مجرد تطوير لعناصر موجودة مف قبؿ أو التي ال تقبؿ‬
‫االنفصاؿ عف المحؿ التجاري كالشعار واالسـ التجارييف حيث ترتبط بو إرتباطا وثيقا‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.604‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 503‬مف القانوف المدني المعدؿ بموجب القانوف ‪ 05/07‬مؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪2007‬‬
‫(ج‪ .‬ر‪ ،‬ع‪ ، 31.‬ص‪.)6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪G , AZEMA , LA GERANCE LIBRE DU FONDS DE COMMERCE 1ERE‬‬
‫‪EDITION , PARIS 1992 , P70.‬‬
‫‪118‬‬
‫ال يقبؿ التجزئة وليا أثر مباشر عمى الزبناء‪ ،‬فعمى المسير الحر تسميميا لممؤجر بعد‬
‫انتياء العقد ألف فصميا يعد بمثابة منافسة غير مشروعة أو نقؿ غير مشروع لمزبناء‬
‫لإليقاع بيـ في الغمط بيف المحؿ التجاري والمحؿ الجديد الذي يكوف مف المفترض أف‬
‫المسير الحر قد أفتتحو أو است جره‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير إلى أنو لـ يكف مف حؽ المست جر أف يطالب المؤجر‬
‫بتعويضو عف الزيادة في القيمة المترتبة عف إستغالؿ المحؿ التجاري‪ ،‬فإنو كذلؾ ال‬
‫يحؽ لممالؾ أف يطالب المست جر بتعويضو عف النقصاف في القيمة المترتب عف ىذا‬
‫اإلستغالؿ‪ ،‬إال إذا أثبت أف ىذا النقصاف كاف بسبب مخالفة المست جر لبنود العقد‬
‫المتعمقة بكيفية اإلستغالؿ المحؿ التجاري‪ ،‬فيكوف مسئوال عف التعويض عمى أساس‬
‫المسؤولية التعاقدية‪.2‬‬
‫‪ -02‬إلتزام المسير الحر بعدم المنافسة‬
‫المست جر المسير ال يفقد الصفة التجارية إال إذا توقؼ نيائيا عف ممارسة التجارة‬
‫لكف ال يمنع بعد انقضاء العقد مواصمة التجارة في محؿ تجاري أخر شريطة إف تحترـ‬
‫بنود عدـ المنافسة ‪.3‬‬
‫وتقتضي القواعد العامة أنو متى إسترد المالؾ محمو تجاري ‪ ،‬أصبح لممسير‬
‫ا لحر الحؽ في إقامة تجارة مماثمة‪ ،‬شريطة عدـ ارتكابو أي عمؿ يشكؿ منافسة غير‬
‫مشروعة تجاه المالؾ وذلؾ ما لـ يوجد بند خاص في العقد ‪ ،‬يتضمف التزاـ المسير‬
‫الحر بعدـ القياـ بذلؾ‪ ،‬ونظ ار الف ىذا الشرط يمس حرية التجارة وحرية العمؿ فانو‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ 2‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪3‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪119‬‬
‫يجب التنصيص عميو صراحة مع تحديد مداه المكاني والزمني ونوع النشاط المقصود‬
‫واال كاف الشرط باطال ‪.1‬‬
‫وينص عادة في عقد إيجار التسيير عمى شرط عدـ المنافسة‪ ،‬المحدد لحؽ‬
‫المست جر في أف يمارس نشاطا آخر بعد إنتياء عقد ت جير التسيير عمى نفس الكيفيات‬
‫التي ينص عمييا بيع المحؿ التجاري‪ ،‬وفي حالة عدـ التنصيص عمييا في العقد‪ ،‬فإف‬
‫المست جر المسير يستطيع أف يقيـ تجارة مشابية شريطة أف ال يعمد إلى ما مف ش نو‬
‫الخمط بيف المؤسسة الجديدة والمحؿ التجاري الذي كاف يسيره في السابؽ و إال وقع في‬
‫‪2‬‬
‫المنافسة غير المشروعة‬
‫عمى أنو يمكف أف يمتد اإللتزاـ بعدـ إقامة تجارة مماثمة ألحد أقرباء المدير الحر‬
‫ألي شخص آخر إذا كاف القصد مف ذلؾ إخفاء إقامة المدير الحر لتجارة منافسة‬
‫‪3‬‬
‫وحرماف المؤجر مف عمالئو‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التزامات مالك المحل التجاري عند انقضاء العقد‬
‫يمتزـ المؤجر عند انتياء عقد التسيير الحر بإرجاع مبمغ الكفالة التي دفعيا‬
‫المستجدة ثـ اإللتزاـ مؤجر‬
‫ّ‬ ‫المست جر‪ ،‬وااللتزاـ بالتّعويض عف اإلصالحات والعناصر‬
‫المحؿ التجاري بعقود التّي ابرميا المست جر ‪.‬‬
‫‪ -01‬إلتزام المؤجر بإرجاع مبمغ الكفالة‬
‫إف تنفيذ المسير الحر إللتزامو بإعادة المحؿ التجاري عند إنتياء عقد التسيير‬
‫الحر طبقا لممواصفات‪ ،‬وبكافة العناصر المحددة بمقتضى محضر اإلحصاء أو القائمة‬
‫المحررة عند تسميمو إليو مف طرؼ المالؾ يستتبع التزاـ المؤجر بإرجاع مبمغ الكفالة‬

‫‪1‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.169 – 168‬‬
‫‪ 2‬محمد معاصمي‪ ،‬الجوانب العممية لعقد الت جير والت جير الحر و آثاره القانونية‪ ،‬المقاؿ السابؽ‬
‫ص‪.34‬‬
‫‪ 3‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.606‬‬
‫‪111‬‬
‫الذي سبؽ أف تسممو مف المسير الحر لدى إبراـ العقد والذي ال يحؽ لو االحتفاظ بو‬
‫بدوف موجب قانوني أو سبب مشروع ما لـ يتفؽ عمى خالؼ ذلؾ‪.1‬‬
‫المستجدة‬
‫ّ‬ ‫‪ -02‬االلتزام بالتّعويض عن اإلصالحات والعناصر‬
‫ال يجوز لممست جر المسير أف يطمب التعويض مف المؤجر إال إذا كاف ىو مالؾ‬
‫المحؿ التجاري ومالؾ العقار في نفس الوقت‪ ،‬و يكوف ىذا األخير ممزما بدفع‬
‫التعويض لممست جر المسير إذا قاـ بتحسينات مادية زادت مف قيمة لمعقار ‪.‬‬
‫لكي يشترط طمب التعويض ضرورة إتفاؽ المست جر المسير مع مالؾ المحؿ‬
‫التجاري والعقار في نفس الوقت عمى إدخاؿ تحسينات مادية وفؽ لنص المادة ‪202‬‬
‫مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج التي تنص عمى أنو " إذا كاف المؤجر في نفس الوقت مالؾ لمعمارة‬
‫المؤجرة أو المحؿ التجاري المستغؿ وكاف اإليجار يشمؿ العمارة والمتجر في نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬فانو يجب عمى المؤجر أف يسدد لممست جر عند مغادرتو تعويضا يكوف مطابقا‬
‫لمفائدة التي يمكف أف يحصؿ عمييا مف زيادة القيمة الحاصمة سواء مف المتجر أو‬
‫القيمة اإليجارية لمعمارة بفضؿ تحسينات المادية التي قاـ بيا المست جر بإتفاؽ مع‬
‫‪2‬‬
‫المالؾ "‬
‫وىػ ػ ػ ػػذا مػ ػ ػ ػػا أكدتػ ػ ػ ػػو المحكمػ ػ ػ ػػة العميػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػػي قرارىػ ػ ػ ػػا رقػ ػ ػ ػػـ ‪ 119122‬مػ ػ ػ ػػؤرخ فػ ػ ػ ػػي‬
‫‪ 1994/03/21‬التػػي تقضػػي فيمػػا يمػػي " حيػػث أنػػو واذا كػػاف –عقػػد التسػػيير الحػػر – ال‬
‫يسػػتبعد صػراحة كػػؿ طمػػب التعػػويض ‪ ،‬فػػإف المسػػت جر يمكنػػو أف يطمػػب تعويضػػا مطابقػػا‬
‫لمقيمػػة المضػػافة المحدثػػة فػػي المحػػؿ التجػػاري طبقػػا لمقتضػػيات المػػادة ‪ 202‬مػػف القػػانوف‬
‫التجاري‪ ،‬وعميو فاف القانوف يمزـ المؤجر تسػديد تعػويض لفائػدة المسػت جر عنػد مغادرتػو‬
‫المحػػؿ التجػػاري يكػػوف مطابقػػا لمفائػػدة التػػي أف يحصػػؿ عمييػػا مػػف زيػػادة القيمػػة الحاصػػمة‬

‫‪ 1‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪.173‬‬


‫والمتمـ ‪.‬‬ ‫‪ 2‬المادة ‪ 202‬مف القانوف التجاري المعدؿ‬
‫‪111‬‬
‫سػواء فػػي المتجػػر أو القيمػػة اإليجاريػػة لمعمػػارة بفضػػؿ التحسػػينات الماديػػة التػػي قػػاـ بيػػا‬
‫المست جر باالتفاؽ مع المالؾ"‪.1‬‬
‫‪ -03‬اإللتزام مؤجر المحل التجاري بعقود التّي أبرميا المستأجر‬
‫إف العقود الجارية المبرمة مف طرؼ المسير الحر ال تنتقؿ بقوة القانوف الى‬
‫مؤجر المحؿ التجاري بانتياء عقد التسيير الحر‪ ،‬وذلؾ الف المبدأ إف اإللتزامات ال‬
‫تمزـ إال مف كاف طرفا فييا‪ ،‬ومع ذلؾ يمكف أف تنفذ ىذه العقود مف طرؼ المؤجر إذا‬
‫وافؽ عمى ذلؾ‪ ،‬ألجؿ ذلؾ جعؿ المشرع إنتياء عقد التسيير الحر سبب لمحموؿ الفوري‬
‫ألجؿ الديوف المبرمة مف طرؼ المسير الحر والمتعمقة باإلستغالؿ المحؿ التجاري‪.2‬‬
‫ويمزـ المؤجر بعقود االستخداـ التي أبرميا المست جر خالؿ فترة استغاللو المتجر‬
‫رغـ أنيا عقود مؤسسة عمى اإلعتبار الشخصي وذلؾ تطبيقا المادة ‪ 74‬مف القانوف‬
‫رقـ ‪ 11/90‬مؤرخ ‪ 21‬ابريؿ سنة ‪ 1990‬متعمؽ بعالقات العمؿ ‪.3‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع المغربي قد أعطى نوعا مف الحماية لعقود الشغؿ‬
‫حتى في حالة فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪ ،‬حيث ألزـ المحكمة بتطبيؽ‬
‫القواعد المنصوص عمييا في مدونة الشغؿ‪ ،‬إذا كانت الق اررات المصاحبة الستمرار‬
‫المقاولة أو التاجر تؤدي إلى فسخ عقود الشغؿ‪. 4‬‬
‫كما قررت محكمة نقض الفرنسية في جمسة ‪ 19‬يناير ‪ 1988‬إذا قاـ المؤجر‬
‫بفصؿ المستخدميف الذي عينيـ مست جر االستغالؿ التزـ المؤجر بتعويضيـ ‪.5‬‬

‫‪ 1‬المحكمة العميا‪،‬ؽ‪.‬غ ‪ .‬ت ‪ .‬ب‪،‬بتاريخ‪ ، 1994/03/21‬ممؼ رقـ ‪ ،119122‬ـ‪ .‬ؽ‪1996 ،‬‬


‫ع‪ ، 01.‬ص ‪. 150‬‬
‫‪2‬‬
‫م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.603‬‬
‫‪ 4‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 5‬سميحة القميوبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪602‬‬
‫‪116‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫آثار إنتياء عقد التسيير الحر تجاه الغير‬
‫الحر‬
‫ّ‬ ‫التطرؽ لدراسة آثار إنقضاء عقد التّسيير‬
‫ّ‬ ‫يقصد بمصطمح الغير في‬
‫بالضرورة في حالة إنقضاء ىذا األخير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالدائنيف فكما تنصرؼ إلييما آثار اإلنعقاد‬
‫ّ‬
‫الغير ىـ دائنوف المست جر أو الحرفي الذيف تعامموا معو خالؿ فترة استغاللو‬
‫لممحؿ التجاري أو المؤسسة الحرفية ‪.‬‬
‫الدائنيف تصبح معرضة‬
‫فإف حقوؽ ّ‬
‫في حالة عدـ تجديد العقد باإلتّفاؽ بيف طرفيو‪ّ ،‬‬
‫أف اإللتزامات المتولدة عف العقود التّي‬
‫لمخطر وغير محمية بصفة كافية‪ ،‬إضافة إلى ّ‬
‫حؽ‬
‫دائني المست جر ليس ليـ ّ‬
‫أف ّ‬ ‫المؤجر‪ ،‬ومعنى ذلؾ ّ‬
‫ّ‬ ‫الحر التنتقؿ إلى‬
‫أبرميا المسير ّ‬
‫الحرفي ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمى المح ّؿ التّجاري أو‬
‫فال يس ؿ مؤجر المحؿ التجاري تضامنيا و ال شخصيا عف الديوف التي تنش بعد‬
‫إنقضاء مدة الستة أشير التي تمي تاريخ نشر العقد بؿ يس ؿ عنيا المسير الحر بمفرده‬
‫ألف ىذه المدة تعتبر كافية لعمـ العمالء و الدائنيف بالوضعية الجديدة لممحؿ التجاري‬
‫وكذلؾ لممركز القانوني لممسير الحر ومالؾ المحؿ التجاري‪. 1‬‬
‫إف مف أىـ اآلثار القانونية التي تترتب عمى إنتياء التسيير الحر بقوة القانوف و‬
‫ال تحتاج إلى نطؽ حكـ بش نيا ىي سقوط آجاؿ الديوف المؤجمة التي إلتزـ بيا المسير‬
‫الحر بسبب إستغالؿ المحؿ التجاري‪ ،2‬تطبيقا لنص المادة‪ 211‬مف القانوف التجاري‬
‫إف إنتياء ت جير التّسيير يجعؿ الديوف التّي قاـ بعقدىا المست جر‬
‫التي تنص عمى أنو " ّ‬
‫الخاصة باستغالؿ المحؿ التجاري أو المؤسسة الحرفية حالة‬
‫ّ‬ ‫مدة التّسيير و‬
‫المسير طيمة ّ‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫األداء فورا" وىذا ما نصت عميو نفس المادة ‪ 9-144‬مف القانوف التجاري الفرنسي‬

‫‪1‬‬
‫عمار عمورة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ 2‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪3‬‬
‫‪L 144-9 “ LA FIN DE LA LOCATION-GERANCE REND IMMEDIATEMENT‬‬
‫‪EXIGIBLES LES DETTES AFFERENTES A L'EXPLOITATION DU FONDS OU DE‬‬
‫‪113‬‬
‫وكذلؾ نص المادة ‪ 157‬مف مدونة التجارة المغربية " يجعؿ إنتياء التسيير الحر‬
‫الديوف المتعمقة بإستغالؿ المحؿ التجاري والمبرمة مف طرؼ المسير الحر خالؿ مدة‬
‫التسيير الحر حالة فورا"‪.1‬‬
‫واليدؼ مف نص ىذه المادة ىو ضماف حقوؽ الدائنيف قبؿ إختفاء المحتمؿ‬
‫لموجودات المحؿ‪ ،‬وتفادي إختفاء المسير الحر قبؿ أداء جميع الديوف المترتبة عميو‬
‫إباف إستغاللو لممحؿ التجاري‪ ،‬فمجرد إنتياء مدة العقد يجعؿ الديوف حالة ‪.2‬‬
‫ولتفادي كؿ ضرر قد ينتج عف الت خير في إستحقاؽ الديوف لكثرة اإلجراءات‬
‫جعميا المشرع حالة فورا‪ ،‬وىكذا يكوف لممسير الحر إما الوفاء بيذه الديوف طوعا و إال‬
‫جب ار عف طريؽ القضاء دوف المساس بإلتزاماتو التعاقدية كإرتباطاتو بالغير بعقود‬
‫مستمرة كالتزويد بالخدمات وعقود الشغؿ بمعنى أف ىذه القاعدة مرتبطة فقط بالديوف‪.3‬‬
‫فسقوط أجاؿ الديوف يقع بقوة القانوف‪ ،‬دوف حاجة إعالف الدائنيف ذلؾ أماـ المحكمة‬
‫بخالؼ الحاؿ بالنسبة لدائف المؤجر عند إبراـ عقد ت جير التسيير‪. 4‬‬

‫‪L'ETABLISSEMENT ARTISANAL, CONTRACTEES PAR LE LOCATAIRE-‬‬


‫» ‪GERANT PENDANT LA DUREE DE LA GERANCE.‬‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 157‬مف مدونة التجارة المغربية الصادرة في ‪ 1‬أوت ‪ 1996‬الجريدة الرسمية المغربية عدد‬
‫‪،4418‬المؤرخ‪ ، 1996 ،‬أشار اليو موقع و ازرة العدؿ المغربية في ‪. 1996/10/13‬‬
‫‪ 2‬عمار عمورة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ 3‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪4‬‬
‫‪DEKEUWER-DEFOSSEZ ,Droit Commercial, 6eme édition, monthrestien 1999, P363‬‬
‫‪114‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫بعد دراسة ىذا الموضوع والغوص في حيثياتو تـ التوصؿ إلى بعض النتائج‬
‫والتوصيات وذلؾ فيما يمي ‪:‬‬
‫المشرع التجاري الجزائري إستعمؿ عبارة تسيير الحر– ت جير تسيير لتعبير عمى‬
‫ت جير تسيير المحؿ التجاري‪ ،‬وذلؾ ألف المست جر المسير ليس مستخدما أو وكيال‪،‬‬
‫وانما ىو مستثمر ومستغؿ لممحؿ التجاري دوف أية تبعية لتاجر المؤجر لمتسيير الحر‪،‬‬
‫بخالؼ المسير في عقد اإلدارة الم جورة أو في عقد اإلدارة بالوكالة ال يكتسب صفة‬
‫التاجر‪ ،‬ألنو ال يزاوؿ التجارة بإسمو‪ ،‬و إنما يستثمر بإسـ مالؾ المحؿ التجاري‬
‫ولحسابو‪ ،‬ألف ىذا األخير يظؿ تاجرا‪ ،‬ويكوف مسؤوال تجاه الغير عف أعماؿ المسير‪.‬‬

‫ويعد عنصر اإلتصاؿ بالعمالء عنص ار مف عناصر المحؿ التجاري يكتسي‬


‫طابعا إلزاميا‪ ،‬وذلؾ ال يمكف القوؿ بوجود المحؿ التجاري دوف وجود عنصر اإلتصاؿ‬
‫بالعمالء فيو يعد العمودي الفقري لممحؿ التجاري حسب ما جاء في نص المادة ‪78‬‬
‫مف القانوف التجاري الجزائري‪.‬‬
‫فإف عقد التسيير الحر يخضع لشروط موضوعية عامة جاء بيا القانوف المدني‬
‫كونو يعتبر مف عقود إجارة األشياء و إلى شروط موضوعية خاصة جاء بيا القانوف‬
‫التجاري كوف المحؿ التجاري ماؿ منقوؿ معنوي ذات طبيعة تجارية فضال عمى‬
‫الشروط الشكمية المتمثمة في الرسمية واجراءات النشر التي تمعب دو ار أساسيا في‬
‫حماية حقوؽ ذوي الش ف في ىذا العقد ‪ ،‬كما رتب المشرع الجزائري في المادة ‪212‬‬
‫مف ؽ‪.‬ت‪.‬ج لمخالفة ىذه الشروط بطالف العقد‪.‬‬
‫لقد إ ستثنى المشرع الجزائري بعض األشخاص مف الخضوع لشروط المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 205‬مف القانوف التجاري نجد الدولة والواليات والبمديات ال يمكنيا‬
‫مزاولة النشاط التجاري لمدة معينة‪ ،‬إذا قررت ت جير إستغالؿ محؿ تجاري لمغير فمف‬
‫يكوف ذلؾ مف أجؿ المضاربة بؿ لخدمة المصمحة العامة أي المجتمع‪ ،‬و في حالة‬
‫‪115‬‬
‫تممؾ بعض األشخاص لمحالت تجارية في الوقت الذي ال يجوز ليـ ممارسة التجارة‬
‫إما بسبب وظائفيـ أو أىميتيـ‪ ،‬و كذا مست جري المحالت التجارية لغرض ضماف‬
‫تصريؼ المنتجات فالمشرع أعفاىا مف الشروط السابؽ ذكرىا لطبيعة العقد الذي‬
‫تمارس مف خاللو النشاط التجاري وىو عقد اإلحتكار‪.‬‬
‫يرتب عقد التسيير الحر إلتزامات متبادلة بيف أطرافو بإعتباره عقدا ممزما‬
‫لمجانبيف‪ ،‬فيتحمؿ المؤجر إلتزامات ويتمتع بحقوؽ‪ ،‬وتكوف ىذه األخيرة ىي إلتزامات‬
‫تقع عمى عاتؽ المست جر‪ ،‬ومف جية أخرى يرتب عقد التسيير الحر آثا ار بالنسبة لمغير‬
‫سواء أكانوا دائني المؤجر أو دائني المست جر أو مالؾ العقار المست جر الذي يستغؿ‬
‫فيو النشاط التجاري لممحؿ أو مشتري المحؿ التجاري‪.‬‬
‫إف عقد التسيير الحر ال أثر لو عمى حؽ الممكية فمالؾ المتجر لو الحؽ في بيعو‬
‫ورىنو أو أي إجراء آخر ناقؿ لمممكية ‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 469‬مكرر ‪ 3‬مف القانوف‬
‫المدني رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 2007/05/13‬التي أعتبرت أف إنتقاؿ الممكية العيف‬
‫المؤجرة إراديا أو جب ار يكوف اإليجار نافذا في حؽ مف أنتقمت إليو الممكية ‪.‬‬
‫ف إف مصير عقد التسيير الحر يبقى مرتبط بمصير عقد إيجار العقار مف حيث‬
‫بطالنو أو فسخو أو تجديده‪ ،‬وسبب في ذلؾ أف عقد التسيير الحر يستمد وجوده مف‬
‫وجود المحؿ التجاري‪ ،‬والمحؿ التجاري مؤلؼ مف عناصر معنوية يدخؿ ضمف نطاقو‬
‫حؽ اإليجار وىو يستثمر في مكاف معد خصيصا لممارسة المشروع التجاري‪.‬‬
‫واف عقد التسيير الحر ينتيي ب سباب العامة التي ينقضي بيا عقود إيجار‬
‫األشياء وفؽ لمقواعد العامة باإلضافة إلى األسباب الخاصة بشخص المست جر حيث‬
‫أف عقد إيجار تسيير المتجر مف العقود المؤسسة عمى اإلعتبار الشخصي بالنسبة‬
‫لمست جر المسير‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أما عف التوصيات تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫يستحسف عمى المشرع وضع مادة قانونية تبيف تعريؼ لممحؿ التجاري لرفع‬
‫الغموض بي ف أذىاف الكثير مف التجار مف جية‪ ،‬ومف جية أخرى مفيوـ العقار الذي‬
‫يمارس فيو النشاط التجاري ‪.‬‬
‫فيتعيف عمى المشرع الجزائري تعديؿ نص المادة ‪ 205‬مف ؽ‪.‬ت التي تفرض‬
‫شرط االحتراؼ لممارسة التجارة أو إمتياف الحرفة لمدة خمسة سنوات أو ممارسة نفس‬
‫المدة م ينة مسير أو مدير تجاري أو تقني‪ ،‬حتى يمنح إيجار بالتسيير مع إبقاء شرط‬
‫إستغالؿ المحؿ الخاص لمدة سنتيف‪ ،‬و يقابميا نفس المادة ‪ 3-144‬مف ؽ ت ؼ قبؿ‬
‫أف يجري المشرع الفرنسي تعديؿ عمييا وفؽ لممرسوـ رقـ ‪ 2004/274‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫مارس ‪ 2004‬حيث تخمى نيائيا عمى شرط االحتراؼ لمدة سبع سنوات أو ممارسة‬
‫مينة مسير أو مدير تجاري أو تقني‪ ،‬باالعفاء ىذا الشرط ما لو مف فائدة في إقباؿ‬
‫التجار عمى ىذا العقد‪.‬‬
‫وعمى المشرع الجزائري تعديؿ نص الفقرة الثانية مف المادة ‪ 207‬مف ؽ ت فال‬
‫وجود حاليا بما يسمى المؤسسات اإلشتراكية في الجزائر‪ ،‬فقد ألغيت ىذه المؤسسات‬
‫بموجب الدستور ‪. 1989‬‬

‫يستحسف عمى المشرع الجزائري أف ي تي بنص يبيف فيو إخضاع تسميـ المحؿ‬
‫التجاري ألحكاـ معينة بذاتيا أو ألحكاـ تسميـ بيع المحؿ التجاري بدال مف إخضاع إلى‬
‫القواعد العامة وفؽ المادة ‪ 478‬مف ؽ ـ المعدلة بموجب القانوف ‪ 05/07‬المؤرخ ‪13‬‬
‫ماي ‪. 2007‬‬

‫إف المسؤولية التضامنية لممؤجر والمست جر خالؿ فترة الستة األشير التالية‬
‫لشير العقد يفقد عممية الشير أىميتيا‪ ،‬واليدؼ مف شير العقد ىو إعالـ الغير‬

‫‪117‬‬
‫بالوضع القانوني لمستغؿ المحؿ التجاري حتى يعمـ مع مف يتعامؿ ‪ ،‬واف تحمؿ‬
‫المؤجر المسؤولية عف ديوف لـ يكف سببا في نش تيا‪ ،‬األمر الذي يتحتـ عمى ىذا‬
‫األخير إلى عدـ ت جير إستغالؿ محمو التجاري عمى الرغـ مف الفوائد التي يجنييا‪،‬‬
‫وعميو يتعيف عمى المشرع الجزائري إعادة النظر في ـ ‪ 209‬مف ؽ ت حتى يتـ تشجيع‬
‫عمى إبراـ ىذا العقد‪.‬‬

‫ويتعيف عمى المشرع الجزائري إعادة النظر في المادة ‪ 212‬مف ؽ ت في‬


‫صياغتيا بطريقة حتى ال تدع لمبس‪ ،‬بحيث ال يترتب عمى عدـ إستيفاء إجراءات‬
‫أف اليدؼ منو فقط إعالـ الغير بوضعية‬
‫النشر بطالف عقد التسيير الحر‪ ،‬و ذلؾ ّ‬
‫المسير حيث يبقى‬
‫ّ‬ ‫القانونية لمتّاجر‪ ،‬وحماية لممتعامميف مع‬
‫ّ‬ ‫المتجر مف جية والحالة‬
‫الناتجة عف‬
‫الديوف ّ‬
‫المسير عف ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤجر المح ّؿ التّجاري مسئوال بالتّضامف مع المست جر‬
‫العقود التّي يبرميا ىذا األخير بمناسبة إستغالؿ المتجر وذلؾ لغاية نشر عقد ت جير‬
‫مدة ستة أشير مف تاريخ النشر‪.‬‬
‫التّسيير وطيمة ّ‬

‫‪118‬‬
‫المــــالحـــق‬

‫‪119‬‬
10 ‫ملحق رقم‬

Code de commerce Français


Articles L 144-1 à L 144-13

Art. L. 144-1. - Nonobstant toute clause contraire, tout contrat ou


convention par lequel le propriétaire ou l'exploitant d'un fonds de
commerce ou d'un établissement artisanal en concède totalement ou
partiellement la location à un gérant qui l'exploite à ses risques et périls est
régi par les dispositions du présent chapitre.

Art. L. 144-2. - Le locataire-gérant a la qualité de commerçant. Il est


soumis à toutes les obligations qui en découlent.
Lorsque le fonds est un établissement artisanal, le locataire-gérant est
immatriculé au répertoire des métiers et est soumis à toutes les obligations
qui en découlent.

Art. L. 144-3. – (Ord. n° 2004-274 du 25 mars 2004) Les personnes


physiques ou morales qui concèdent une location-gérance doivent avoir
exploité pendant deux années au moins le fonds ou l'établissement artisanal
mis en gérance.

Art. L. 144-4. - Le délai prévu par l'article L. 144-3 peut être


supprimé ou réduit par ordonnance du président du tribunal de grande
instance rendue sur simple requête de
l'intéressé, le ministère public entendu, notamment lorsque celui-ci justifie
qu'il est dans
l'impossibilité d'exploiter son fonds personnellement ou par l'intermédiaire
de préposés.

Art. L. 144-5. - (Ord. n° 2004-274 du 25 mars 2004) L'article L. 144-3


n'est pas applicable :
1° À l'État;
2° Aux collectivités territoriales;
3° Aux établissements de crédit;
4° Aux majeurs faisant l'objet d'une mesure de protection légale ou aux
personnes

161
hospitalisées en raison de troubles mentaux dans les conditions fixées par
les articles L. 3211-2
et L. 3212-1 à L. 3212-12 du Code de la santé publique, en ce qui concerne
le fonds dont ils
étaient propriétaires avant la mesure de protection légale ou avant la
survenance de
l'hospitalisation;
5° Aux héritiers ou légataires d'un commerçant ou d'un artisan décédé, ainsi
qu'aux
bénéficiaires d'un partage d'ascendant, en ce qui concerne le fonds recueilli;
6° À l'établissement public créé par l'article L. 325-1 du Code de
l'urbanisme.
7° Aux conjoint attributaire du fonds de commerce ou du fonds artisanal à
la suite de la
dissolution du régime matrimonial, lorsque ce conjoint a participé à son
exploitation pendant
au moins deux ans avant la dissolution du régime matrimonial ou son
partage ;
8° Au loueur de fonds de commerce, lorsque la location-gérance a pour
objet principal
d'assurer, sous contrat d'exclusivité, l'écoulement au détail des produits
fabriqués ou distribués
par lui même;
9° Aux loueurs de fonds de commerce de cinéma, théâtres et music-halls.

Art. L. 144-6. - Au moment de la location-gérance, les dettes du


loueur du fonds
afférentes à l'exploitation du fonds peuvent être déclarées immédiatement
exigibles par le tribunal de commerce de la situation du fonds, s'il estime
que la location-gérance met en péril leur recouvrement.
L'action doit être introduite, à peine de forclusion, dans le délai de trois
mois à dater de la publication du contrat de gérance dans un journal habilité
à recevoir les annonces légales.

Art. L. 144-7. - Jusqu'à la publication du contrat de location-gérance et


pendant un délai de six mois à compter de cette publication, le loueur du

161
fonds est solidairement responsable avec le locataire gérant des dettes
contractées par celui-ci à l'occasion de l'exploitation du fonds.

Art. L. 144-8. - Les dispositions des articles L. 144-3, L. 144-4 et L.


144-7 ne
s'appliquent pas aux contrats de location-gérance passés par des
mandataires de justice,
chargés, à quelque titre que ce soit, de l'administration d'un fonds de
commerce, à condition qu'ils aient été autorisés aux fins desdits contrats par
l'autorité de laquelle ils tiennent leur mandat et qu'ils aient satisfait aux
mesures de publicité prévues.

Art. L. 144-9. - La fin de la location-gérance rend immédiatement


exigibles les dettes afférentes à l'exploitation du fonds ou de l'établissement
artisanal, contractées par le locatairegérant pendant la durée de la gérance.

Art. L. 144-10. - Tout contrat de location-gérance ou toute autre


convention comportant des clauses analogues, consenti par le propriétaire
ou l'exploitant d'un fonds de commerce ne remplissant pas les conditions
prévues aux articles ci-dessus, est nul. Toutefois, les contractants ne
peuvent invoquer cette nullité à l'encontre des tiers.
La nullité prévue à l'alinéa précédent entraîne à l'égard des contractants
la déchéance des droits qu'ils pourraient éventuellement tenir des
dispositions du chapitre V du présent titre réglant les rapports entre
bailleurs et locataires en ce qui concerne le renouvellement des baux à
loyer d'immeubles ou de locaux à usage commercial, industriel ou artisanal.

Art. L. 144-11. - Si le contrat de location-gérance est assorti d'une


clause d'échelle
mobile, la révision du loyer peut, nonobstant toute convention contraire,
être demandée
chaque fois que, par le jeu de cette clause, ce loyer se trouve augmenté ou
diminué de plus du quart par rapport au prix précédemment fixé
contractuellement ou par décision judiciaire
Si l'un des éléments retenus pour le calcul de la clause d'échelle mobile
vient à disparaître,la révision ne peut être demandée et poursuivie que si les
conditions économiques se sont modifiées au point d'entraîner une variation
de plus du quart de la valeur locative du fonds.
166
Art. L. 144-12. - La partie qui veut demander la révision doit en faire
la notification à l'autre partie par lettre recommandée avec demande d'avis
de réception ou par acte
extrajudiciaire.
À défaut d'accord amiable, l'instance est introduite et jugée
conformément aux
dispositions prévues en matière de révision du prix des baux à loyer
d'immeubles ou de locaux
à usage commercial ou industriel.
Le juge doit, en tenant compte de tous les éléments d'appréciation,
adapter le jeu de
l'échelle mobile à la valeur locative équitable au jour de la notification. Le
nouveau prix est applicable à partir de cette même date, à moins que les
parties ne se soient mises d'accord avant ou pendant l'instance sur une date
plus ancienne ou plus récente.

Art. L. 144-13. - Les dispositions des articles L. 144-11 et L. 144-12


ne sont pas
applicables aux opérations de crédit-bail en matière de fonds de commerce
ou d'établissement
artisanal mentionnées au 3° de l' article 1er de la loi n° 66-455 du 2 juillet
1966 relative aux entreprises pratiquant le crédit-bail .
Les dispositions de l'article L. 144-9 ne sont pas applicables lorsque le
locataire-gérant qui a pris en location par un contrat de crédit-bail un fonds
de commerce ou un établissement artisanal lève l'option d'achat.

163
‫ممحق رقم ‪ - 02‬نموذج عقد التوثيقي لتأجير التسيير‪ -‬التسيير الحر‬

‫‪164‬‬
165
166
167
168
169
131
‫ملحق ‪ -40-‬نمىرج مستخرج السجل التجاري‬

‫‪131‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪:.I‬المراجع العامة‬
‫أوال ‪ :‬بالمغة العربية‬
‫‪ -01‬العربي بمحاج‪ ،‬نظرية العقد في القانوف المدني الجزائري‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ .‬الجزائر ‪2015 ،‬‬
‫‪ -02‬المعتصـ باهلل الغرياني‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر اإلسكندرية‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ -03‬ىاني محمد دويدار‪ ،‬التنظيـ القانوني لألعماؿ التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر اإلسكندرية‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -04‬ىالؿ شعوة‪ ،‬الوجيز في شرح عقد اإليجار في القانوف المدني‪ ،‬جسور لمنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ -05‬حمو أبو الحمو‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬النشرة العربية المتحدة لمتسويؽ و التوريدات‬
‫بالتعاوف مع جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -06‬حمدي باشا عمر‪ ،‬القضاء التجاري‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر التوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫‪. 2009‬‬
‫‪ -07‬م موف عبد العزيز إبراىيـ‪ ،‬التشريعات التجارية‪ ،‬دار اإلعصار العممي لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عماف األردف‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 2016 ،‬‬
‫‪ -08‬نور الديف شادلي‪ ،‬القانوف التجاري ( مدخؿ لمقانوف التجاري‪ ،‬األعماؿ التجارية‬
‫التاجر و المحؿ) ‪ ،‬دار العموـ والنشر والتوزيع ‪ ،‬عنابة ‪.2003 ،‬‬
‫‪ -09‬نسريف شريفي‪ ( ،‬األعماؿ التجارية التاجر المحؿ التجاري)‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2013 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -10‬سمماف بوذياب‪ ،‬مبادئ القانوف التجاري (التجارة والتاجر – المؤسسة التجارية‬
‫النظرية العامة لمشركات)‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‬
‫الطبعة األولى‪.2003،‬‬
‫‪ -11‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد االيجار‪ ،‬توزيع منشاة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية ‪1997‬‬
‫‪.1998-‬‬
‫‪ -12‬عبد القادر البقي ارت‪ ،‬مبادئ القانوف التجاري (األعماؿ التجاري‪ -‬نظرية التاجر –‬
‫المحؿ التجاري – الشركات التجارية)‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫الجزائر‪. 2015 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني‪ ،‬العقود الواردة عمى‬
‫اإلنتفاع بالشيء ( اإليجار والعارية)‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬المجمد األوؿ‪ ،‬دار أحياء التراث‬
‫العربي ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف ‪ ،‬بدوف سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني الجديد‪ ،‬العقود‬
‫بالشيء‪ ،‬اإليجار والعارية‪ ،‬المجمد ‪، 02‬ط‪ ،03.‬ـ‪.‬ح‪.‬ح‬ ‫الواردة عمى اإلنتفاع‬
‫بيروت‪،‬لبناف‪.2000،‬‬
‫‪ -15‬عمياف الشريؼ‪ ،‬مصطفى حسيف سميماف‪ ،‬رشاد العصار‪ ،‬القانوف التجاري‬
‫(مبادئ ومفاىيـ)‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2000 ،‬‬
‫‪ -16‬عمي بف غانـ‪ ،‬الوجيز في القانوف التجاري وقانوف األعماؿ‪ ،‬موفـ لمنشر والتوزيع‬
‫الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -17‬عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحؿ التجاري في القانوف الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‬
‫الجزائر‪ ،‬بدوف سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -18‬عصاـ أنور سميـ‪ ،‬الوجيز في عقد اإليجار (األحكاـ العامة في اإليجار –‬
‫خصائص إيجار األماكف)‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.2010 ،‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -19‬فوزي محمد سامي‪ ،‬شرح القانوف التجاري الجزء األوؿ( مصادر القانوف التجاري‬
‫األعماؿ التجارية –التاجر‪ -‬المتجر‪ -‬العقود التجارية‪ -‬التجارة االلكترونية)‪ ،‬دار الثقافة‬
‫والنشر والتوزيع عماف ‪،‬االردف‪. 2009،‬‬

‫‪ -20‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامؿ في القانوف التجاري ( المحؿ التجاري والحقوؽ‬


‫الفكرية – القسـ االوؿ المحؿ التجاري عناصره‪ ،‬طبيعتو القانونية والعمميات الواردة‬
‫عميو)‪ ،‬نشر وتوزيع ابف خمدوف‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -21‬خالد زايدي‪ ،‬التزامات التاجر القانونية ( الصفة التجارية – السجؿ التجاري‬
‫الدفاتر التجارية – االلتزامات األخرى)‪ ،‬منشورات دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪.2016،‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالمغة الفرنسية‬

‫‪40- ALFRED JAUFFRET , MANUAEL DE DRIOT COMMERCIAL , 22‬‬


‫‪ÉDITION , L.G.DJ.DELTA 1995‬‬
‫‪02-.DEKEUWER-DEFOSSEZ ,DROIT COMMERCIAL, 6EME‬‬
‫‪EDITION, MONTHRESTIEN 1999‬‬
‫‪03- NEBILA MEZGHANI, DROIT COMMERCIALE, ACTES DE‬‬
‫‪COMMERCES, COMMERÇANTS FONDS DE COMMERCE , 2EME‬‬
‫‪ED, C.P.U, 2006,‬‬
‫‪04- OLIVIER BARRET , LES CONTRATS PORTANTS SUR LE‬‬
‫‪FONDS DE COMMERCE ,L.G.D.J.2001‬‬
‫‪05- Y . REINHARD. DROIT COMMERCIAL.5 EDITION .LITEC.1998‬‬

‫‪.II‬المراجع المتخصصة‬
‫أوال‪ :‬بالمغة العربية‬
‫‪ -01‬زىيرة جياللي عبد القادر قيسي‪ ،‬ت جير المحالت التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار‬
‫الراية لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى‪.2011،‬‬
‫‪ -02‬مقدـ مبروؾ‪ ،‬المحؿ التجاري‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2011‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -03‬نادية فوضيؿ‪ ،‬النظاـ القانوني لممحؿ التجاري (الجزء االوؿ والثاني المحؿ‬
‫التجاري والعمميات الوارد عميو)‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر و التوزيع الجزائر‪.2011،‬‬
‫‪ -14‬سميحة القميوبي‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف التجاري المصري –(الجزء األوؿ نظرية‬
‫اإلعماؿ التجارية والتاجر بيع ورىف المحؿ التجاري وت جير استغاللو وحمايتو ) دار‬
‫‪.‬‬ ‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة السابعة‪2015 ،‬‬
‫‪ -05‬خالد زايدي‪ ،‬المحل التجاري والتصرفات الوارد عليه (إيجاره وبيعه ورهنه)‬
‫منشورات دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪. 6116 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالمغة الفرنسية‬

‫‪01- F.LEMEUNIER ,FONDS DE COMMERCE , ACHAT ET VENTE ,‬‬


‫‪EXPLOITATION ET GERANCE DELMAS, 14 édition 2001‬‬

‫‪02- G ,AZEMA , LA GERANCE LIBRE DU FONDS DE COMMERCE‬‬


‫‪1 ERE EDITION , PARIS , 1992‬‬
‫‪03- M , ROBINAULT, LA LOCATION GERANCE DU FONDS DE‬‬
‫‪COMMERCE, ,PREFACE M.HOUIN.EDITION DALLOZ ,1954‬‬

‫‪.III‬رسائل الدكتوراه و مذكرات الماجستير‬


‫‪ -01‬أنيسة حمادوش‪ ،‬المركز القانوني لإلتصاؿ بالعمالء كعنصر جوىري في القاعدة‬
‫التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه تخصص القانوف‪ ،‬جامعة مولودي‬
‫معمر‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كمية الحقوؽ‪.2012 ،‬‬
‫‪ -02‬حسينة حمو‪ ،‬إنحالؿ العقد عف طريؽ الفسخ‪ ،‬مذكرة الماجستير في قانوف‬
‫المسؤولية المينية‪ ،‬جامعة مولودي معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ‬
‫السياسية‪.2011 ،‬‬
‫‪: .IV‬المقاالت‬
‫‪ -10‬السعيذ بختاوي‪ ،‬اإلمتذاد القانىني لعقىد اإليجار التجاري ومفهىم القاعذة التجارية‬
‫مجلة المىثق ‪ ،‬عذد‪.0991، 10‬‬
‫‪ -10‬محمذ معاصمي‪ ،‬الجىانب العقابية لعقذ تأجير التسيير والتسيير الحر وآثاره‬
‫القانىنية (الجزء األول)‪ ،‬مجلة المىثق‪ ،‬عذد‪.0991،0‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -10‬محمذ معاصمي‪ ،‬الجىانب العملية لعقذ التأجير و التأجير الحر وآثاره القانىنية‬
‫(الجزء الثاني)‪ ،‬مجلة المىثق‪ ،‬عذد ‪. 0991،0‬‬
‫‪ –14‬مصطفى مالؾ‪ ،‬المسؤولية التضامنية لمالؾ األصؿ التجاري و المسير الحر‬
‫مقاؿ نشر بمجمة المحاكـ المغربية‪ ،‬و بمجمة سمسمة اإلجتياد القضائي‪ 19 ،‬أكتوبر‬
‫‪.6111‬‬
‫‪.V‬القرارات القضائية‬
‫‪ -01‬المجمس األعمى‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪ ،1985‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ،55622‬مجمة قضائية‪ ،1989 ،‬عدد ‪ ،02‬عدد ‪.03‬‬
‫‪ -02‬المجمس األعمى ‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ ‪29‬جواف ‪ ، 1985‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ، 36164‬مجمة قضائية ‪، 1989،‬عدد‪. 03‬‬
‫‪ -03‬المحكمة العميا‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ‪ 19‬فيفري‪ ، 1989‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ، 55622‬مجمة قضائية‪، 1990 ،‬عدد ‪03‬‬
‫‪-04‬المحكمة العميا‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ‪ 16‬جواف‪ ،1991‬ممؼ رقـ‬
‫‪ ، 80816‬مجمة قضائية‪ ،1993 ،‬عدد ‪.04‬‬
‫‪ -05‬المحكمة العميا‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ ،1993‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ،57842‬مجمة قضائية‪ ،1993 ،‬عدد ‪.01‬‬
‫‪ -06‬المحكمة العميا‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ ،1994‬ممؼ‬
‫رقـ ‪ ،119122‬مجمة قضائية‪ ،1994،‬عدد‪03 .‬‬
‫‪ -07‬المحكمة العميا‪ ،‬قرار الغرفة التجارية والبحرية‪ 13،‬جويمية ‪ ،1999‬ممؼ رقـ‬
‫‪ ،87206‬مجمة قضائية ‪ ،2001‬عدد ‪.01‬‬

‫‪.VI‬القوانين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوطنية‬
‫‪ -01‬األمر رقـ ‪ 156/66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬المتضمف قانوف العقوبات‬
‫المعدؿ والمتمـ ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -02‬األمر رقـ ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمف القانوف المدني‬
‫المعدؿ و المتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 05/07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ 2007‬جريدة‬
‫رسمية‪ ،‬عدد‪.31.‬‬
‫‪ -03‬األمر رقـ ‪ 59/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمف القانوف التجاري‬
‫المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 20/15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬جريدة‬
‫رسمية‪ ،‬عدد‪.71.‬‬
‫‪ -04‬األمر رقـ ‪ 74/75‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ 1975‬المتضمف إعداد مسح‬
‫األراضي العاـ و ت سيس السجؿ العقاري‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‪ ،92‬الصادرة في ‪18‬‬
‫نوفمبر ‪. 1975‬‬
‫قانوف رقـ ‪ 11/90‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريؿ ‪1990‬المتضمف عالقات العمؿ‬ ‫‪-05‬‬
‫المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ -08‬القانوف رقـ ‪ 25-91‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ 1991‬المتضمف قانوف المالية‬
‫‪،1992‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‪.31.‬‬
‫‪ -09‬األمر رقـ ‪ 69/96‬المؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪ ،1996‬المتعمؽ باإلعتماد اإليجاري‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬عدد‪.1996 ،3‬‬
‫‪ -10‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 70/92‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1992‬المتعمؽ بالنشرة‬
‫الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪.1992 ، 14‬‬
‫‪ -14‬األمر رقـ ‪ 03/03‬المؤرخ في ‪19‬جويمية ‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬المعدؿ‬
‫والمتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 12/08‬المؤرخ في ‪ 25‬جواف ‪ .2008‬جريدة الرسمية‬
‫عدد‪. 36‬‬
‫‪ -15‬القانوف رقـ ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬المتعمؽ بشروط ممارسة‬
‫األنشطة التجارية جريدة رسمية ‪،‬عدد‪2004 ،52 .‬‬
‫‪ -15‬القانوف رقـ ‪ 02/06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬المتضمف تنظيـ مينة التوثيؽ‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬عدد‪. 2006 ،14‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -16‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 111-15‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ 2015‬المتعمؽ بالقيد‬
‫والتعديؿ والشطب في السجؿ التجاري‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،24‬المؤرخة في‪ 13‬ماي‬
‫‪.2015‬‬
‫ثانيا ‪:‬األجنبية‬
‫‪ -01‬القانوف المصري رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ 1940‬المتعمؽ ببيع ورىف المحالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -02‬مدونة التجارة المغربية الصادر في ‪ 1‬أوت ‪ 1996‬الجريدة الرسمية المغربية‬
‫عدد ‪، 4418‬المؤرخ في ‪ ،1996/10/13‬أشار إليو موقع و ازرة العدؿ المغربية ‪.‬‬
‫‪ -03‬قانوف التجارة المصري رقـ ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫لمجميورية المصرية‪ ،‬عدد ‪.19‬مكرر‪ ،‬المؤرخة في ‪ 17‬ماي‪. 1999‬‬
‫‪40- Décr. n° 53-874 et 53-963, du 22 et 30 septembre 1953, relatifs à la‬‬
‫‪location-gérance des fonds de commerce, D.1953. 353 et 399.‬‬
‫‪05- Loi n°56-277 du 20 mars 1956 relative à la location-gérance des fonds‬‬
‫‪de commerce et des établissements artisanaux, (art. L 144-1 à L 144-13 de‬‬
‫‪nouveau Code de commerce Français) modifié par, L'ordonnance no 2004-‬‬
‫‪274 du 25 mars 2004 portant simplification du droit et des formalités des‬‬
‫‪entreprises, J.O.F.R 27 mars 2004, p.5871 .‬‬

‫‪138‬‬
‫الفيرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫مقدمة‪01.......................................................... ...............‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تكوين عقد التسيير الحر‪08.........................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام عقد التسيير الحر‪09 .......................................‬‬
‫المطمب األول‪:‬مفيوم عقد التسيير الحر‪09 ........................................‬‬
‫الفرع األوؿ ‪ :‬تعريؼ عقد التسيير الحر ‪09.........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقد التسيير الحر‪11........................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مجاالت عقد التسيير الحر‪14........................................‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد التسيير الحر وتمييزه عن باقي العقود‬
‫المشابية‪15......................................................................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد التسيير الحر‪16.................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز عقد التسيير الحر عف بعض العقود المشابية لو‪18.............‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شروط تكوين عقد التسيير الحر‪20................................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الشروط الموضوعية إلبرام لعقد التسيير الحر‪21...................‬‬
‫الفرع األوؿ ‪ :‬الشروط الموضوعية العامة إلبراـ لعقد التسيير الحر‪21...............‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الموضوعية الخاصة لعقد التسيير الحر‪28.....................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جزاء تخمؼ الشروط الموضوعية لعقد التسيير الحر ‪36................‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الشروط الشكمية لعقد تسيير الحر‪38..............................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬الكتابة الرسمية‪38.....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شير عقد التسيير الحر‪40............................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬جزاء مخالفة الشروط الشكمية لعقد التسيير الحر‪46....................‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬آثار عقد التسيير الحر‪49..........................................‬‬
‫المبحث األول‪:‬آثار عقد التسيير الحر تجاه األطراف المتعاقدة‪50...................‬‬
‫المطمب األول‪:‬آثار عقد تسيير الحر بالنسبة لممالك المحل التجاري‪50..............‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬االلتزاـ المؤجر بتسميـ المحؿ التجاري ‪52.............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزاـ المؤجر بصيانة المحؿ التجاري‪56..............................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزاـ بعدـ منافسة المسير الحر‪57...................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ .:‬االلتزاـ بضماف االستحقاؽ والعيوب الخفية‪58..........................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه المسير الحر‪60.......................‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬االلتزاـ باستغالؿ المحؿ التجاري‪62.....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزاـ بالمحافظة عمى المحؿ التجاري ‪63.............................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزاـ باستغالؿ النشاط األصمي‪64...................................‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬االلتزاـ مست جر االستغالؿ بتنفيذ عقود المؤجر المتفؽ عمييا‪65...........‬‬
‫الفرع الخامس‪:‬االلتزاـ بدفع بدؿ اإليجار‪66..........................................‬‬
‫الفرع السادس‪:‬التزاـ مست جر اإلستغالؿ باحتراـ شروط العقد‪66......................‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬آثار عقد تسيير الحر تجاه الغير‪69................................‬‬
‫المطمب االول‪:‬آثار عقد تسيير الحر تجاه دائني طرفي العقد‪69.....................‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬آثار عقد التسيير الحر تجاه دائني مالؾ المحؿ التجاري‪69...............‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬آثار عقد تسيير الحر تجاه دائني مست جر استغالؿ المحؿ التجاري‪71...‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه مؤجر العقار ومشتري المحل‬
‫التجاري‪76........................................................................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬آثار عقد التسيير الحر تجاه مؤجر العقار‪77...........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار عقد تسيير الحر تجاه مشتري المحؿ التجاري‪78...................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إنتياء عقد تسيير الحر‪81.........................................‬‬
‫‪141‬‬
‫المبحث االول‪ :‬أسباب انقضاء عقد تأجير تسيير‪83...............................‬‬
‫المطمب األول‪:‬إنقضاء عقد التسيير الحر ألسباب عادية‪83.........................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬إنقضاء العقد لحموؿ األجؿ المتفؽ عميو‪84............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إنتياء عقد تسيير الحر بتحقؽ الشرط الفاسخ‪88........................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إنقضاء عقد التسيير الحر بسبب الفسخ أو البطالف‪89................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬إنقضاء عقد تسيير الحر بيالؾ المحؿ التجاري‪95......................‬‬
‫الفرع الخامس‪:‬إنقضاء عقد التسيير الحر بإتحاد الذمة‪96............................‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬إنقضاء عقد التسيير الحر بسبب شخص المستأجر ‪97.............‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬وفاة المست جر المسير‪97...............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬نقص أىمية المست جر أو فقدانيا أو إفالسو ‪99..........................‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬آثار إنقضاء عقد التسيير الحر‪100................................‬‬
‫المطمب األول‪:‬إجراءات إنتياء عقد التسيير الحر‪101..............................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬القيد في السجؿ التجاري‪101..........................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشير في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪102.....................‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬آثار إنتياء العقد تجاه األطراف المتعاقدة والغير‪103..............‬‬
‫الفرع األوؿ‪:‬آثار إنتياء عقد التسيير الحر تجاه طرفي العقد‪103.....................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار إنتياء عقد التسيير الحر تجاه الغير‪113..........................‬‬
‫خاتمة‪115............................................................... ........:‬‬
‫المالحق‪119......................................................... .............‬‬
‫قائمة المراجع ‪132...............................................................‬‬

‫‪141‬‬

You might also like