You are on page 1of 485

‫ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺠﺒﺮ‬

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ‪٢٠٢١ - ١٤٤٣‬‬


‫القانون التجاري السعودي‬

‫معالي الدكتور محمد بن حسن الجبر‬

‫قام بتحديث وتنقيح الكتاب‬


‫الدكتور أحمد بن سعيد الخبتي‬
‫وكيل كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫للشؤون التعليمية واألكاديمية‬
‫جامعة الملك سعود‬

‫الطبعة السادسة‬

‫الرياض‬

‫‪٢٠٢١/١٤٤٣‬‬

‫‪www.kcorp.net‬‬
‫مقدمة معالي الدكتور عصام بن سعد بن سعيد‬
‫سابقا‬
‫ً‬ ‫حاليا – رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء‬
‫وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ًّ‬

‫قبــل مــا يقــارب أربعــة عقــود‪ ،‬كنــت ممــن درس هــذا الكتــاب (القانــون التجــاري الســعودي)‬
‫علــى يــد مؤلفــه أســتاذي معالــي الدكتــور محمــد بــن حســن الجبــر رحمــه اللــه تعالــى‪ ،‬وقــد‬
‫موفقــا فــي مســيرة حياتــه الحافلــة فــي حســن تدريســه وتعليمــه لطلبتــه‪ ،‬وفــي إنجــاز‬
‫ً‬ ‫كان‬
‫مــا كُ لــف بــه مــن مهمــات أكاديميــة وبحثيــة ومهنيــة واستشــارية‪ ،‬وفيمــا تســنّ مه مــن‬
‫مهمــات قياديــة‪ ،‬فــكان ضمــن رجــاالت الدولــة الموفقيــن‪ ،‬وهــذا فــي مجملــه معــروف‬
‫لــدى مــن تتلمــذ علــى يديــه أو عمــل معــه فــي مواقــع مختلفــة‪ ،‬وهنــاك جانــب آخــر ربمــا‬
‫لــم يطلــع عليــه إال المقربــون‪ ،‬وهــو جانــب البــذل والعطــاء والمســارعة إلــى كل خير وفضل‬
‫وداعيــا‬
‫ً‬ ‫ـاال لصاحبهــا‬
‫وبــر فــي مواقــف جليلــة نبيلــة‪ ،‬ال يملــك المــرء إال أن يقــف أمامهــا إجـ ً‬
‫لــه بالرحمــة والمغفــرة ورفعــة المنزلــة‪.‬‬

‫وهــذا الكتــاب علــى منــوال كتابــه اآلخــر (العقــود التجاريــة وعمليــات البنــوك فــي المملكــة‬
‫العربيــة الســعودية) فــي حســن تبويبــه وتقســيمه واســتيعابه لمــا يشــمله موضــوع‬
‫الكتــاب‪ ،‬وقــد كتبــه بقلــم العالــم المحقــق والخبيــر الممارس‪ ،‬وزاده حســنً ا وجودة مراجعة‬
‫ســعادة وكيــل كليــة الحقــوق والعلــوم السياســية للشــؤون التعليميــة واألكاديميــة فــي‬
‫جامعــة الملــك ســعود أخــي الدكتــور أحمــد بــن ســعيد الخبتــي لــه‪ ،‬وتحديثــه لمــا يحتــاج‬
‫إلــى تحديــث ممــا ورد فــي ثنايــا الكتــاب مــن نصــوص نظاميــة وقوانيــن صــدرت بعــد مضــي‬
‫ـنوات طويلــة مــن صــدوره‪ ،‬فأحســن أيمــا إحســان‪ ،‬وهــو جهــد كبيــر كمــا ال يخفــى علــى‬ ‫سـ ٍ‬
‫عــارف بمســتجدات هــذا المجــال خــال هــذه المــدة مــن الزمــن‪ ،‬فلــه وافــر الشــكر‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫وجزيــل الثنــاء‪.‬‬

‫وكتــاب (القانــون التجــاري الســعودي)‪ ،‬مــن أشــهر الكتــب المؤلفــة فــي هــذا‬
‫وتــداوال‪ ،‬ويشــتمل علــى مقدمــة‪ ،‬وقســمين‪ :‬نظريــة األعمــال‬
‫ً‬ ‫جــودة‬
‫ً‬ ‫المجــال وأكثرهــا‬
‫التجاريــة والتاجــر والمحــل التجــاري‪ ،‬والشــركات التجاريــة‪ ،‬فتنــاول فــي مقدمتــه‪ :‬التعريــف‬
‫بالقانــون التجــاري‪ ،‬وبدايــات ظهــوره وتطــوره‪ ،‬ومصــادره‪.‬‬

‫واشــتمل القســم األول مــن الكتــاب علــى ثاثــة أبــواب‪ :‬نظريــة األعمــال التجاريــة‪،‬‬
‫تنــاول فيــه‪ :‬أهميــة التفرقــة بيــن العمــل التجــاري والعمــل المدنــي وضوابطهــا‪ ،‬واألعمــال‬
‫التجاريــة األصليــة (المنفــردة‪ ،‬وبطــرق المقاولــة) واألعمــال التجاريــة بالتبعيــة وأساســها‬
‫ونطاقهــا‪ ،‬واألعمــال المختلطــة‪ .‬وتنــاول فــي البــاب الثانــي‪ :‬التاجــر‪ :‬شــروط اكتســاب صفــة‬

‫‪4‬‬
‫التاجــر‪ ،‬والتزاماتــه (مســك الدفاتــر التجاريــة والســجل التجــاري والقيــد فــي الغرفــة التجاريــة‬
‫الصناعيــة‪ ،‬واإللتــزام بــآداب المهنــة وعــدم المنافســة غيــر المشــروعة)‪ .‬وتنــاول فــي البــاب‬
‫الثالــث‪ :‬المحــل التجــاري‪ :‬التعريــف بــه وخصائصــه وبيــان الطبيعــة القانونيــة لــه العناصــر‬
‫المكونــة لــه‪ ،‬والحمايــة القانونيــة للمحــل التجــاري‪ ،‬وأهــم التصرفــات التــي تــرد عليــه (بيــع‬
‫المحــل ورهنــه)‪.‬‬

‫واشــتمل القســم الثانــي علــى خمســة أبــواب‪ ،‬واســتعرض تاريــخ الشــركات وتشــريعها فــي‬
‫المملكــة‪ ،‬ثــم تنــاول فــي البــاب األول‪ :‬النظريــة العامة للشــركة‪ :‬طبيعة الشــركة وأنواعها‪،‬‬
‫وعقدهــا‪ ،‬والشــخصية المعنويــة للشــركة وأنواعهــا‪ ،‬وانقضاءهــا‪ .‬وتناول فــي الباب الثاني‪:‬‬
‫شــركات األشــخاص‪ :‬شــركة التضامــن‪ ،‬وشــركة التوصيــة البســيطة‪ ،‬وشــركة المحاصصــة‪.‬‬
‫فيمــا تنــاول فــي البــاب الثالــث‪ :‬شــركات األمــوال (شــركة المســاهمة) ‪ :‬خصائــص شــركة‬
‫المســاهمة‪ ،‬وتأسيســها‪ ،‬والصكــوك التــي تصدرهــا‪ ،‬ونشــاطها‪ ،‬وانقضاءهــا‪ .‬أمــا البــاب‬
‫الرابــع‪ :‬الشــركات المختلطــة‪ ،‬فــدرس فيــه‪ :‬شــركة التوصيــة باألســهم‪ ،‬والشــركة ذات‬
‫المســؤولية المحــدودة‪ .‬وتنــاول فــي البــاب الخامــس‪ :‬أنــواع خاصــة للشــركات (شــركة‬
‫الشــخص الواحــد والشــركة القابضــة)‪.‬‬

‫وفــي كل هــذا‪ ،‬كان الكتــاب يــوازن بيــن إيــراد المعلومــة بصــورة مفصلــة مســتوفاة‬
‫وعرضهــا بساســة ووضــوح‪ ،‬وهــي ميــزة تتأكــد أهميتهــا ومــدى الحاجــة إليهــا إذا كان‬
‫متشــعبا فــي مســائله التــي يتناولهــا وقضايــاه التــي يدرســها‪.‬‬
‫ً‬ ‫موضــوع الكتــاب‬

‫عامــا مــن‬
‫وهــا هــو الكتــاب يخــرج بطبعتــه الجديــدة التــي تُ نشــر بعــد مــرور أربعيــن ً‬
‫طبعتــه األولــى‪ ،‬وأرجــو أن يكــون لــه مــن اإلفــادة أوفــر الحــظ والنصيــب لــدى قارئيــه مــن‬
‫وقديمــا قيــل‪« :‬العلــم رحـ ٌـم بيــن أهلــه»‪.‬‬
‫ً‬ ‫األكاديمييــن والمحاميــن والباحثيــن والمهتميــن‪،‬‬

‫رحــم اللــه المؤلــف وجعــل مــا قدمــه مــن علــم وعمــل ممــا يجــري أجــره ويتصــل ثوابــه‪،‬‬
‫ويعــم علــى كل مــن أســهم فيــه بجهــد أو رأي ومشــورة‪ ،‬ووفــق الجميــع لــكل خيــر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬
‫أوال‪ :‬التعريف بالقانون التجاري‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -١‬تعريف القانون التجاري‪:‬‬

‫جــرى الفقــه عــىل تعريــف القانــون التجــاري بأنــه ذلــك الجــزء مــن القانــون الخــاص الــذي يحكــم األعــامل‬
‫التجاريــة‪ ،‬ونشــاط التجــار يف مامرســة تجارتهــم)‪.(١‬‬

‫وطبق ـاً للتقســيم التقليــدي للقانــون إىل قانــون عــام وقانــون خــاص فــإن القانــون التجــاري يأخــذ مكانــه‬
‫بــني فــروع القانــون الخــاص‪ ،‬والقانــون التجــاري بهــذا التعريــف ال ينظــم إال فئــة معينــة مــن األعــامل هــي‬
‫األعــامل التجاريــة وال ينطبــق إال عــىل طائفــة معينــة مــن األشــخاص هــم التجــار‪ ،‬وهــو لذلــك أضيــق نطاقـاً‬
‫مــن القانــون املــدين الــذي يعتــرب مبثابــة الرشيعــة العامــة ‪ droit commun‬واملتضمــن للقواعــد القانونيــة‬
‫التــي تحكــم بحســب األصــل الروابــط القانونيــة مــا بــني األف ـراد بــرصف النظــر عــن صفاتهــم وطبيعــة‬
‫أعاملهــم‪.‬‬

‫ومصطلــح قانــون تجــاري ‪ Droit Commercial‬مشــتق يف األصــل مــن كلمــة تجــارة ‪ Commerce‬إال أن‬
‫لهــذه الكلمــة يف املفهــوم القانــوين معنــى يختلــف عــن معناهــا يف املفهــوم االقتصــادي‪ ،‬إذ هــي ال تشــمل يف‬
‫هــذا املفهــوم األخــري ســوى العمليــات املتعلقــة بتــداول الــرثوات وتوزيعهــا يف حــني أنهــا تشــمل يف املفهــوم‬
‫األول زيــادة عــىل ذلــك العمليــات املتعلقــة بالصناعــة)‪ (٢‬ومفــاد ذلــك أن للتجــارة يف مفهــوم القانــون معنــى‬
‫أوســع وأشــمل مــن معناهــا لــدى علــامء االقتصــاد إذ أنــه ال يُفــرق‪ -‬عــىل عكــس هــؤالء‪ -‬بــني التجــارة‬
‫والصناعــة‪ ،‬فــكل رب صناعــة هــو تاجــر قانونـاً‪.‬‬

‫)‪ (١‬انظر يف تعريف القانون التجاري بالفرنسية‪:‬‬


‫‪Michel de juglart et Benjamin Ippolito, .١ .No ,١٩٣٤ ,Jesn Escarra, Edouard Escarra et jean Rault Principes de droit commercial. Siery‬‬
‫‪٤ .No ,١٩٧٥ ,Droit Commercial T.I.V.I, Ed. Montchrestien‬‬
‫‪,et des Cours de droit commercial. Libraiirie de Journal des notaires ,Jean Guyemot‬‬
‫‪١.No ,١٩٧٠ ,Rene Rodiere et Roger Houin, Precis de droit commercial, Dollaz‬‬
‫‪.١ .No ,١٩٧٧ .Alfred Jauffret, Manuel de droit commercial L, G.D.J‬‬
‫‪.٣ No ,١٩٥٤,Joseph Hamel et Gaston Lagarede,Traite de Droit Commercial, Dallosz‬‬
‫‪.No ,١٩٦٨ .Georges Ripert Rene Roblot, Traite elemenaire de droit Commercial L.G.D.J‬‬
‫‪٢ No. S. L et ,١٩٧٤ .G. Bruliare et d, Larouche, Precis de droit Commercial. P.U.F‬‬
‫وانظر يف املراجع العربية بصفة عامة‪:‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أكثم أمني الخويل‪ -‬الوجر يف القانون التجاري‪ ،‬مكتبة سيد عبد ﷲ وهبة بالقاهرة‪» ،١٩٧٠ ،‬دروس يف القانون التجاري السعودي«‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‬
‫بالرياض ‪.١٩٧٣‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سميحة القليويب »القانون التجاري«‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.١٩٧٥‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عيل البارودي »القانون التجاري«‪ ،‬منشآت املعارف باإلسكندرية ‪.١٩٧٥‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عيل جامل الدين عوض »الوجيز يف القانون التجاري« ج األول‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.١٩٧٥‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محسن شفيق »الوجيز يف القانون التجاري« ج األول‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.١٩٦٧ ،٦٦‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمود سمري الرشقاوي‪» ،‬القانون التجاري«‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النهضة العربية ‪١٩٧٨‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪» ،‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية ‪١٩٧٤‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد حسني عباس‪ ،‬ود‪ .‬عيل جامل الدين عوض‪» ،‬القانون التجاري« القاهرة ‪١٩٦٣‬‬
‫)‪ (٢‬انظر ريبري وربلور نبذة رقم ‪ ،٢‬وجبينو نبذة رقم ‪١٧‬‬
‫‪6‬‬
‫ولكــن ليــس معنــى ذلــك أن القانــون التجــاري هــو قانــون النشــاط االقتصــادي فســرنى فيــام بعــد أن‬
‫بعــض أوجــه النشــاط االقتصــادي ال تـزال مبنــأى عــن القانــون التجــاري‪ ،‬وال ميتــد إليهــا حكمــه كالعمليــات‬
‫املتعلقــة بالعقــارات والصناعــات االســتخراجية والزراعيــة واملهــن الحــرة والحــرف اليدويــة)‪.(٣‬‬

‫وســرنى –أيضـاً وعــىل العكــس مــن ذلــك‪ -‬أن بعــض املعامــالت تخضــع للقانــون التجــاري دون أن يكــون لها‬
‫أدىن عالقــة باملفهــوم الســابق تحديــده لكلمــة »تجــارة« ولعــل خــري مثــال عــىل ذلــك هــو ســند الحوالــة أي‬
‫الكمبيالــة والتــي يعتربهــا نظــام املحكمــة التجاريــة يف اململكــة العربيــة الســعودية الصــادر ســنة ‪١٣٥٠‬هـــ‪،‬‬
‫مــن قبيــل األعــامل التجاريــة يف جميــع األحــوال‪.‬‬

‫‪ -٢‬أسباب وجود القانون التجاري‪:‬‬

‫ُميكــن تربيــر وجــود قانــون خــاص بالتجــارة ومســتقل عــن القانــون املــدين مبــا ينطــوي عليــه هــذا القانــون‬
‫مــن قواعــد تيــرس رسعــة إبـرام الصفقــات التجاريــة وتدعــم االئتــامن وتقــوي ضامناتــه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬السرعة‪:‬‬
‫ً‬
‫الرسعــة هــي روح التجــارة‪ ،‬إذ بخــالف الشــخص غــري التاجــر الــذي يشــرتي البضاعــة ليســتهلكها أو ليحتفــظ‬
‫بهــا‪ ،‬وبالتــايل ال يقــدم عــىل التــرصف إال بعــد تــرٍو وتبــرص ووزن لألمــور مــن كافــة الوجــوه‪ ،‬فــإن التاجــر‬
‫ســعياً وراء تحقيــق الكســب واالســتفادة مــن تقلبــات األســعار وتفاديـاً لتلــف البضائــع يقــوم يف كل يــوم‬
‫بإبـرام العديــد مــن العمليــات التجاريــة‪ ،‬مــن هنــا كانــت حاجتــه إىل قواعــد تتفــق وطبيعــة النشــاط الــذي‬
‫ميارســه أي إىل قواعــد أكــرث مرونــة وأقــل شــكلية مــن قواعــد القانــون املــدين وذلــك ســواء فيــام يتعلــق‬
‫بإب ـرام الترصفــات القانونيــة وإثباتهــا وحــل مــا قــد ينشــأ عنهــا مــن خالفــات أو فيــام يتعلــق بتــداول‬
‫الحقــوق التجاريــة‪.‬‬

‫لذلــك كان مــن بــني أهــم قواعــد القانــون التجــاري تلــك القاعــدة التــي تقــيض بحريــة اإلثبــات يف املــواد‬
‫التجاريــة‪ ،‬وطبقـاً لهــذه القاعــدة يجــوز إثبــات الترصفــات القانونيــة بكافــة الوســائل مبــا يف ذلــك الكتابــة‬
‫وشــهادة الشــهود والقرائــن والدفاتــر التجاريــة واملراســالت والفواتــري)‪ .(٤‬وحريــة اإلثبــات يف املــواد التجاريــة‬
‫مبــدأ ُمســلم بــه حتــى يف الــدول التــي تســتلزم قوانينهــا لإلثبــات يف املــواد املدنيــة كتابــة التــرصف القانــوين‬
‫متــى تجــاوز نصابـاً معينـاً أو كان غــري محــدد القيمــة)‪.(٥‬‬

‫)‪ (٣‬انظر الحقاً نبذة رقم ‪٣٧ -٣٤‬‬


‫)‪ (٤‬إذ نصت الفقرة الثانية من املادة الثامنة والثالثون من نظام املحاكم التجارية الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ٩٣/‬وتاريخ ‪١٤٤١-٠٨-١٥‬هـ عىل‪ «:‬ال يلزم إلثبات‬
‫االلتزام شكل خاص‪ ،‬مامل يتفق األطراف عىل غري ذلك«‪.‬‬
‫)‪ (٥‬وقد حدد القانون الفرنيس هذا النصاب بخمسني فرنكاً فرنسياً وذلك يف املادة ‪ ١٣٤‬من املجموعة املدنية‪ ،‬أما القانون املرصي فقد حدده مببلغ عرشين جنيهاً‬
‫مرصياً وذلك يف املادة ‪ ٦٠‬من قانون اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية رقم ‪ ٢٥‬لسنة ‪ ،١٩٦٨‬ومن املعروف أن الرشيعة اإلسالمية قد سبقت القوانني الوضعية‬
‫‪7‬‬
‫ويرتتــب عــىل حريــة اإلثبــات هــذه يف املــواد التجاريــة نتيجــة بالغــة األهميــة بالنســبة للتجــار أال وهــي‬
‫جــواز إب ـرام الصفقــات التجاريــة عــن طريــق االتفاقــات الشــفهية والتلفــون والــربق والتلكــس‪.‬‬

‫ولقــد ذهــب نظــام املحاكــم التجاريــة اىل ابعــد مــن ذلــك‪ ،‬إذ أجــاز اتفــاق األط ـراف عــىل نقــل عــبء‬
‫اإلثبــات فيــام مل يــرد فيــه نــص خــاص)‪.(٦‬‬

‫كذلــك تهتــم قواعــد القانــون التجــاري بإنهــاء الخالفــات املرتتبــة عــىل التجــارة برسعــة وبواســطة أشــخاص‬
‫يتوافــر لديهــم اإلملــام بالبيئــة التجاريــة وبقوانينهــا‪ ،‬لذلــك تشــجع معظــم الترشيعــات التجاريــة اللجــوء إىل‬
‫التحكيــم وتعنــى يف نفــس الوقــت بتنظيــم قضــاء يتخصــص يف املــواد التجاريــة‪.‬‬

‫وعليــه فليــس غريبــاً أن يحمــل أول مــرشوع نظــام تجــاري أُعــد يف بالدنــا ســنة ‪١٣٤٥‬هـــ اســم نظــام‬
‫املجلــس التجــاري وأن يقــيض بإنشــاء محكمــة خاصــة باملــواد التجاريــة‪ .‬وســرنى فيــام بعــد أن الترشيــع‬
‫التجــاري الســعودي الحــايل يتمثــل بصفــة أساســية فيــام يُعــرف باســم نظــام املحكمــة التجاريــة الصــادر‬
‫باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٣٢‬يف ‪ ١٥‬محــرم عــام ‪١٣٥٠‬هـــ‪ ،‬ويالحــظ مــن ناحيــة أخرى أن نظــام الغــرف التجارية‬
‫والصناعيــة ينــص رصاحــة عــىل اعتبــار الغــرف املذكــورة »حكـامً يف حســم الدعــاوي والخالفــات التجاريــة‬
‫التــي تقــع بــني تاجريــن أو أكــرث بنــا ًء عــىل اتفــاق وتكليــف مــن الطرفــني«)‪.(٧‬‬

‫ومــن مظاهــر اهتــامم القانــون التجــاري بالرسعــة اهتاممــه بتبســيط إج ـراءات تــداول الحقــوق الثابتــة‬
‫يف الصكــوك التجاريــة وهــي الكمبيالــة والســند اإلذين والشــيك فهــو يقــيض بانتقــال الحقــوق الثابتــة يف‬
‫هــذه الصكــوك بالتســليم إذا كانــت لحاملهــا‪ ،‬وبالتظهــري إذا كانــت إذنيــة‪ ،‬وذلــك خالفـاً لحوالــة الحقــوق‬
‫الشــخصية التــي تســتلزم يف القانــون املــدين اتبــاع إج ـراءات معينــة‪.‬‬

‫ولكــن ليــس معنــى ذلــك أن القانــون التجــاري خــاٍل مــن الشــكلية فالــرشكات التجاريــة واألوراق التجاريــة‬
‫مث ـالً تخضــع لقواعــد شــكلية خاصــة‪ ،‬ومــع ذلــك فالــرأي متفــق لــدى رشاح القانــون التجــاري عــىل أن‬
‫الشــكلية يف القانــون التجــاري ال تعــدو أن تكــون مظهـرا ً مــن مظاهــر التبســيط والرسعــة التــي يكفلهــا هذا‬

‫يف إعفاء الديون التجارية من الكتابة‪ ،‬فبعد أن قيض ﷲ‪ -‬سبحانه وتعاىل‪ -‬بوجوب كتابة الدين وبني كيفية الكتابة واإلمالء والشهادة‪ ،‬أعفي القرآن الكريم املواد‬
‫التجارية من الكتابة ملا تقتضيه من رسعة التداول‪ ،‬قال تعاىل‪} :‬يَا أَيُّ َها ال َِّذي َن َآ َم ُنوا إِذَا تَدَايَ ْنتُ ْم ِب َديٍْن إِ َىل أَ َجٍل ُم َسٍّمى فَاكْتُبُو ُه َولْيَ ْكتُ ْب بَيْ َن ُك ْم كَاتِ ٌب بِالْ َع ْد ِل َو َال يَأْ َب‬
‫ﷲ َربَّ ُه َوالَ يَ ْبخ َْس ِم ْن ُه شَ ْيئًا فَ ِإ ْن كَا َن ال َِّذي َعلَ ْي ِه الْ َح ُّق َس ِفي ًها أَ ْو ضَ ِعيفًا أَ ْو الَ يَ ْستَ ِطي ُع أَ ْن‬ ‫ﷲ فَلْ َي ْكتُ ْب َولْ ُي ْملِلِ ال َِّذي َعلَ ْي ِه الْ َح ُّق َولْ َيتَّقِ َّ َ‬
‫كَاتِ ٌب أَ ْن يَ ْكتُ َب ك ََام َعلَّ َم ُه َّ ُ‬
‫ُمي َِّل ُه َو فَلْيُ ْملِ ْل َولِيُّ ُه بِالْ َع ْد ِل َو ْاستَشْ ِهدُوا شَ هِي َديْنِ ِم ْن ِر َجالِ ُك ْم فَ ِإ ْن لَ ْم يَكُونَا َر ُجل ْ َِني فَ َر ُج ٌل َوا ْم َرأَتَانِ ِم َّم ْن تَ ْرضَ ْو َن ِم َن الشُّ َهدَا ِء أَ ْن ت َِض َّل إِ ْحدَاه َُام فَتُ َذكِّ َر إِ ْحدَاه َُام‬
‫ا ُألْ ْخ َرى َوالَ يَأْ َب الشُّ َهدَا ُء إِذَا َما ُد ُعوا َوالَ ت َْسأَ ُموا أَ ْن ت َ ْكتُ ُبو ُه َص ِغ ًريا أَ ْو كَب ًِريا إِ َىل أَ َجلِ ِه َذلِ ُك ْم أَق َْس ُط ِع ْن َد َِّﷲ َوأَقْ َو ُم لِلشَّ َها َد ِة َوأَد َْىن أَالَّ تَ ْرتَابُوا إِالَّ أَ ْن تَكُو َن تِ َجا َر ًة‬
‫ﷲ َو َّ ُ‬
‫ﷲ‬ ‫ﷲ َويُ َعلِّ ُم ُك ُم َّ ُ‬ ‫وق ِب ُك ْم َواتَّقُوا َّ َ‬ ‫اح أَالَّ ت َ ْكتُبُوهَا َوأَشْ ِهدُوا إِذَا تَبَايَ ْعتُ ْم َوالَ يُضَ ا َّر كَاتِ ٌب َوالَ شَ هِي ٌد َوإِ ْن ت َ ْف َعلُوا فَ ِإنَّ ُه ف ُُس ٌ‬ ‫ارض ًة ت ُِدي ُرونَ َها بَيْ َن ُك ْم فَلَيْ َس َعلَيْ ُك ْم ُج َن ٌ‬
‫َح ِ َ‬
‫يشٍء َعلِي ٌم ‪ {٢٨٢‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪٢٨٢ :‬‬ ‫ِبك ُِّل َ ْ‬
‫)‪ (٦‬املادة الثامنة والثالثون فقرة ‪ ٥‬من نظام املحاكم التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٧‬املادة الثالثة فقرة ذ من نظام الغرفة التجارية والصناعية امللغي‪ ،‬وتنص املادة الخامسة فقرة ح من نظام الغرف التجارية والصناعية الجديد الصادر باملرسوم‬
‫املليك رقم ‪ ٦‬وتاريخ ‪ ١٤٠٠ /٤ /٣٠‬عىل أن من اختصاص الغرفة التجارية والصناعية »فض املنازعات التجارية والصناعية بطريق التحكيم إذا اتفق أطراف النزاع‬
‫عىل إحالتها إليها« وانظر املادة ‪ ٣ /٣٧‬من نفس النظام‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫القانــون إذ هــي تســمح مبجــرد االطــالع عــىل الشــكل الــذي يفــرغ فيــه التــرصف‪ ،‬مبعرفــة طبيعتــه وفحــواه‬
‫وبالتــايل باســتبعاد كل خــالف حــول تكويــن التــرصف وتفســريه ورشوطــه)‪.(٨‬‬

‫ثانياً ‪ :‬االئتمان‪:‬‬
‫يهتــم القانــون التجــاري باالئتــامن اهتامم ـاً بالغ ـاً ويتمثــل يف منــح املديــن أج ـالً للوفــاء‪ ،‬فالتاجــر غالب ـاً‬
‫مــا يحتــاج إىل فــرتة زمنيــة أي إىل أجــل للوفــاء ولتنفيــذ تعهداتــه‪ ،‬إذ هــو كث ـريا ً مــا يقــوم ب ـرشاء بضائــع‬
‫جديــدة قبــل أن يتمكــن مــن قبــض مثــن البضاعــة املبيعــة أو مــن ترصيفهــا بكاملهــا‪ ،‬ومــن هنــا تــأيت‬
‫أهميــة االئتــامن يف الحيــاة التجاريــة وبالتــايل أهميــة القانــون التجــاري‪ ،‬فهــو القانــون الــذي يحتــوي عــىل‬
‫مجموعــة القواعــد واألنظمــة التــي تعنــى بخلــق أدوات االئتــامن ومؤسســاته كنظــام األوراق التجاريــة‬
‫ونظــام البنــوك ونظــام الــرشكات ويف نفــس الوقــت بتدعيمــه وحاميتــه كنظــام اإلفــالس‪.‬‬

‫وهكــذا يتضــح أن الرسعــة واالئتــامن هــام أســاس ومــربر وجــود القانــون التجــاري وبالتــايل اســتقالله عــن‬
‫القانــون املــدين‪.‬‬

‫‪ -٣‬صلة القانون التجاري السعودي بالشريعة اإلسامية‪:‬‬

‫لعلــه مــن املفيــد أن نســارع إىل القــول بــأن اإلســالم‪ -‬عــىل عكــس الفلســفة الرومانيــة التــي كانــت تقلــل‬
‫مــن قيمــة التجــارة وتــرى فيهــا مهنــة العبيــد وصغــار القــوم‪ -‬قــد عنــى عناية خاصــة بالدعــوة إىل االشــتغال‬
‫بالتجــارة فــاهلل تعــاىل يقــول‪} :‬يَــا أَيُّ َهــا ال َِّذيـ َن َآ َم ُنــوا َال تَأْكُلُــوا أَ ْم َوالَ ُكـ ْم بَيْ َن ُكـ ْم بِالْبَ ِاطــلِ إِ َّال أَ ْن ت َ ُكــو َن تِ َجــا َر ًة‬
‫اض ِم ْن ُك ـ ْم{)‪ ،(٩‬ويقــول مشــجعاً التجــارة الخاليــة مــن الربــا‪َ } :‬وأَ َحـ َّـل ُ َّﷲ الْبَيْ ـ َع َو َح ـ َّر َم ال ِّربَــا{)‪،(١٠‬‬ ‫َع ـ ْن ت َ ـ َر ٍ‬
‫ﷲ قَ ْرضً ــا َح َسـ ًنا فَيُضَ ا ِع َفـ ُه لَـ ُه أَضْ َعافًــا‬ ‫ويدعــو إىل القــرض وبــني مــا فيــه مــن ثــواب } َمـ ْن ذَا الَّـ ِـذي يُ ْقـر ُِض َّ َ‬
‫ـض َويَبْ ُسـ ُط َوإِلَيْـ ِه ت ُ ْر َج ُعــونَ{)‪.(١١‬‬ ‫كَ ِثـ َري ًة َو َّ ُ‬
‫ﷲ يَ ْق ِبـ ُ‬
‫ـرسٍة َوأَ ْن ت ََص َّدقُــوا‬
‫ـرسٍة فَ َن ِظ ـ َر ٌة إِ َىل َم ْيـ َ َ‬
‫ويدعــو إىل إمهــال املديــن املعــرس إىل حــال اليســار } َوإِ ْن كَا َن ذُو ُعـ ْ َ‬
‫ـري لَ ُكـ ْم إِ ْن كُ ْنتُـ ْم تَ ْعلَ ُمــونَ{)‪ ،(١٢‬وخشــية الوقــوع يف الظلــم مــن غــري قصــد ومنعـاً للــرضر والـرضار يأمرنــا‪-‬‬ ‫َخـ ْ ٌ‬
‫ـل ُم َسـٍّـمى فَاكْتُ ُبــو ُه‬ ‫ـن إِ َىل أَ َجـٍ‬
‫ســبحانه وتعــاىل‪ -‬بكتابــة الديــون } يَــا أَيُّ َهــا ال َِّذي ـ َن َآ َم ُنــوا إِذَا تَ َدايَ ْنتُ ـ ْم ِب َديْـٍ‬
‫ـب َولْ ُي ْملِــلِ الَّـ ِـذي َعلَ ْي ـ ِه‬
‫ﷲ فَلْ َي ْكتُـ ْ‬ ‫ـب كَـ َـام َعلَّ َم ـ ُه َّ ُ‬
‫ـب أَ ْن يَ ْكتُـ َ‬‫ـب بِالْ َع ـ ْد ِل َوالَ يَـأْ َب كَاتِـ ٌ‬ ‫ـب بَ ْي َن ُك ـ ْم كَاتِـ ٌ‬ ‫َولْ َي ْكتُـ ْ‬
‫ـس ِم ْن ـ ُه شَ ـ ْيئًا{ ‪.‬‬
‫)‪(١٣‬‬
‫الْ َحـ ُّـق َولْ َيتَّــقِ َّ َ‬
‫ﷲ َربَّـ ُه َوالَ يَ ْب َخـ ْ‬

‫)‪ (٨‬دي جيجالر وايبوليتو يف كتابهام السابق اإلشارة إليهام نبذة رقم ‪ ،٢٠‬ومصطفى طه نبذة رقم ‪.١‬‬
‫)‪ (٩‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪٢٩ :‬‬
‫)‪ (١٠‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪٢٧٥ :‬‬
‫)‪ (١١‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪٢٤٥ :‬‬
‫)‪ (١٢‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪٢٨٠ :‬‬
‫)‪ (١٣‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪٢٨٢ :‬‬
‫‪9‬‬
‫ال غرابــة بعــد ذلــك أن نجــد كبــار الصحابــة وعــىل رأســهم أبــو بكــر وعثــامن ريض ﷲ عنهــم جميع ـاً‪،‬‬
‫يعملــون يف ميــدان التجــارة‪ ،‬وال عجــب أيض ـاً أن نجــد فقهــاء الرشيعــة الغ ـراء وقــد عكفــوا عــىل رشح‬
‫قواعــد املعامــالت بــل إننــا نجــد أنهــم قــد أولــوا الــرشكات عنايــة خاصــة فبينــوا أنواعهــا وكيفيــة تكوينهــا‬
‫وأحــكام كل منهــا)‪ .(١٤‬وســرنى فيــام بعــد أن مؤلفــات بعضهــم قــد عالجــت الكثــري مــن األنظمــة التجاريــة‬
‫املعروفــة كنظــام الدفاتــر التجاريــة واالحتجــاج بهــا ونظــام الكمبيالــة والــرصف واإلفــالس)‪.(١٥‬‬

‫ومــع ذلــك فالثابــت أن الرشيعــة اإلســالمية شــأنها يف ذلــك شــأن الرشائــع الســابقة والكثــري مــن القوانــني‬
‫الوضعيــة املعــارصة مل تأخــذ بالتفرقــة بــني املعامــالت التجاريــة واملعامــالت املدنيــة وبالتــايل بالتفرقــة بــني‬
‫التاجــر وغــري التاجــر)‪ ،(١٦‬فاألعــامل الواحــدة وفقـاً ألحكامهــا تخضــع لنفــس القواعــد ســواء كان مــن قــام بها‬
‫تاجـرا ً أو غــري تاجــر‪ ،‬وذلــك ألن الفقــه اإلســالمي قــد عالــج املســائل الخاصــة باملعامــالت بوجـٍه عــام دون‬
‫نظــر إىل طبيعتهــا أو إىل صفــة القائــم بهــا)‪.(١٧‬‬

‫وبالرغــم مــن ذلــك فليــس مثــة مــا مينــع‪ -‬يف ظــل دولــة تأخــذ بحكــم اإلســالم‪ -‬مــن اقتبــاس بعــض األنظمــة‬
‫الحديثــة املعمــول بهــا يف الــدول األخــرى والتــي ليســت إال تقنين ـاً للقواعــد ولألع ـراف التــي درج عليهــا‬
‫التجــار يف معامالتهــم والتــي توافــق البيئــة التجاريــة أكــرث مــن غريهــا وذلــك بــرشط أن يتــم اســتبعاد كل ما‬
‫ال يتفــق ومبــادئ وتعاليــم الــرشع الحنيــف مــن هــذه األنظمــة)‪ ،(١٨‬حيــث أن مــن أوســع أبــواب السياســة‬
‫الرشعيــة ســن مــا تحتــاج إليــه األمــة مــن ترشيعــات تنفيذيــة وتنظيميــة‪ ،‬تســتكمل بهــا الهيــكل الترشيعــي‬
‫الــذي ينظــم شــئون حياتهــا ويضــع لهــا الدقائــق والتفاصيــل القانونيــة عــىل أســاس مــن قواعــد الرشيعــة‬
‫ومبادئهــا الكليــة وروحهــا العامــة‪ ،‬وتكــون هــذه الترشيعــات فيــام ســكتت عنــه الرشيعــة ومل يــرد فيــه‬
‫نــص ملــزم‪ ،‬فيســتطيع أولــو األمــر أن يضعــوا مــن القوانــني أو األنظمــة مــا يحقــق املقاصــد الرشعيــة عــن‬
‫طريــق القيــاس أو االستحســان أو اعتبــار املصلحــة املرســلة أو العــرف أو غــري ذلــك مــن طــرق االســتدالل‬
‫مراعــني يف ذلــك مــا يليــق ببيئتهــم وعرصهــم وأوضــاع حياتهــم)‪ (١٩‬وقــد قامــت الدولــة بالفعــل يف اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية بوضــع وتبنــي العديــد مــن األنظمــة الحديثــة التــي ال تخــرج يف جملتهــا عــىل أحــكام‬
‫الرشيعــة الغـراء‪ ،‬ومــن أمثلــة هــذه األنظمــة يف امليــدان التجــاري نظــام املحكمــة التجاريــة الصــادر ســنة‬
‫‪١٣٥٠‬هـــ ونظــام تســجيل العالمــات الفارقــة الصــادر ســنة ‪١٣٥٨‬هـــ ونظــام الغــرف التجاريــة والصناعيــة‬

‫)‪ (١٤‬انظر رسالة الدكتور عبد العزيز عزت الخياط يف »الرشكات يف الرشيعة اإلسالمية والقانون الوضعي«‪ ،‬عامن ‪١٣٩٠‬ه‪.١٩٧١ ،‬‬
‫)‪ (١٥‬انظر الدكتور محمد يوسف موىس‪» ،‬املدخل لدراسة الفقه اإلسالمي« القاهرة ‪١٩٦١‬م‪ ،‬نبذة رقم ‪ ١٧٠‬الدكتور غريب الجامل »النشاط االقتصادي يف ضوء‬
‫الرشيعة اإلسالمية« القاهرة ‪١٩٧٦‬م‪ ،‬نبذة رقم ‪ ٧ -٥‬و ‪٤٥‬‬
‫)‪ (١٦‬ومن امثلة القوانني املعارصة القانون السويرسي واإلنجليزي واإليطايل‬
‫)‪ (١٧‬انظر يف هذا املعنى الدكتور غريب الجامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٣‬وقارن الدكتور محمد عبد الحليم »إعجاز القرآن الكريم وصدق السنة« ‪-١٣٩٩‬‬
‫‪ ،١٩٧٩‬ص ‪ ١٣٨‬وما يليها‪.‬‬
‫)‪ (١٨‬الدكتور غريب الجامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٥٥ ،٥٤ ،٥٣‬وانظر يف مدى إقرار فقهاء »الرشيعة اإلسالمية لبعض األنظمة التجارية التي ال تتناىف وأحكام‬
‫الرشيعة الغراء« الدكتور نوري الطالباين »القانون التجاري العراقي«‪ ،‬بغداد ‪ ١٩٧٢‬نبذة رقم ‪١٥‬‬
‫)‪ (١٩‬انظر املرحوم عبد القادر عودة »اإلسالم وأوضاعنا القانونية« بريوت ‪ ١٩٧٧‬ص ‪ ،٦١‬يوسف القرضاوي »رشيعة اإلسالم« بريوت ‪ ١٣٩٧‬ص ‪.٤١‬‬
‫‪١0‬‬
‫الصــادر ســنة ‪١٣٦٥‬هـــ)‪ (٢٠‬ونظــام الســجل التجــاري الصــادر ســنة ‪١٣٧٥‬هـــ)‪ (٢١‬وغــري ذلــك مــن األنظمــة‪.‬‬

‫وال يقتــرص دور الرشيعــة اإلســالمية عــىل مجــرد اســتبعاد كل مــا يتعــارض وتعاليمهــا مــن نطــاق أنظمتنــا‬
‫التجاريــة‪ ،‬وبالتــايل مــن نطــاق قانوننــا التجــاري إذ أنهــا تقــوم – فضـالً عــن ذلــك – بــدور إيجــايب يتمثــل‬
‫يف إكــامل أحــكام هــذا القانــون عنــد غيــاب النــص فيــه‪ ،‬فالقانــون التجــاري ليــس إال رشيعــة خاصــة بفئــة‬
‫معينــة مــن األعــامل وبطائفــة معينــة مــن األشــخاص يقــوم إىل جــوار الرشيعــة العامــة التــي تنطبــق‬
‫بحســب األصــل عــىل جميــع األعــامل أي ـاً كانــت طبيعتهــا وعــىل جميــع األف ـراد أي ـاً كانــت صفتهــم أو‬
‫مهنتهــم والتــي يشــكلها القانــون املــدين يف الــدول األخــرى والرشيعــة اإلســالمية يف بالدنــا‪ ،‬لذلــك ينبغــي‬
‫الرجــوع إىل أحــكام الرشيعــة اإلســالمية يف املعامــالت كلــام انعدمــت النصــوص التجاريــة‪.‬‬

‫وهكذا يتضح مدى العالقة الوثيقة بني القانون التجاري السعودي والرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد نطاق القانون التجاري‪:‬‬


‫يُقصــد بتحديــد نطــاق القانــون التجــاري تحديــد دائــرة ومجــال تطبيقــه‪ ،‬فالقانــون التجــاري ليــس إال‬
‫رشيعــة خاصــة تقــوم إىل جــوار الرشيعــة العامــة‪ ،‬لــذا لــزم أن يرســم بدقــة ووضــوح مجــال تطبيقــه‪.‬‬

‫وإذا نحــن نظرنــا إىل الترشيعــات التجاريــة يف الــدول األخــرى نجــد أنهــا تــرتدد – عنــد تحديدهــا لدائــرة‬
‫القانــون التجــاري – بــني نظريتــني‪ :‬تعرف األوىل باســم النظريــة الذاتيــة أو الشــخصية ‪Theorie subjective‬‬
‫والثانيــة باســم النظريــة املوضوعيــة أو املاديــة ‪ Theorie objective‬ويحســن بنــا قبــل أن نبــني موقــف‬
‫القانــون التجــاري الســعودي أن نعــرف بإيجــاز هاتــني النظريتــني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظرية الذاتية أو الشخصية‪:‬‬


‫‪ً -5‬‬

‫تتخــذ هــذه النظريــة مــن صفــة القائــم بالعمــل أساســاً لتحديــد نطــاق القانــون التجــاري‪ ،‬فالقانــون‬
‫التجــاري وفقــاً لهــذه النظريــة هــو القانــون الــذي يحكــم التجــار عنــد مامرســة مهنتهــم أو حرفتهــم‬
‫التجاريــة‪ ،‬لذلــك تعنــى هــذه النظريــة بتعريــف التاجــر ويف نفــس الوقــت بتحديــد املهــن أو الحــرف‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫أمــا غــري التجــار فــال شــأن للقانــون التجــاري بهــم حتــى ولو قامــوا ببعــض األعــامل أو الحــرف التــي يعتربها‬
‫القانــون تجاريــة طاملــا أن مبارشتهــم لهــا مل تصــل إىل درجــة االحـرتاف‪ .‬فمــن يقــوم بـرشاء بضاعــة ألجــل‬
‫بيعهــا وتحقيــق الربــح ال يعتــرب تاجـرا ً وال يخضــع ألحــكام القانــون التجــاري وذلــك طاملــا أنــه مل يتخــذ مــن‬

‫)‪ (٢٠‬وقد صدر نظام جديد للغرف التجارية والصناعية باملرسوم املليك رقم ‪ ٦‬وتاريخ ‪ ١٤٠٠ /٤ /٣٠‬هـ‬
‫)‪ (٢١‬صدر نظام جديد للسجل التجاري باملرسوم املليك رقم م‪ ١ /‬وتاريخ ‪ ١٤١٦ /٢ ٢١‬هـ‬
‫‪١١‬‬
‫رشاء الســلع وإعــادة بيعهــا بقصــد الربــح حرفــة لــه‪ ،‬فمثــل هــذا الشــخص يظــل خاضعـاً ألحــكام الرشيعــة‬
‫العامــة أي ألحــكام القانــون املــدين‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذه النظريــة أنهــا تســتلزم حـرصا ً للحــرف التجاريــة أو عــىل األقــل تصنيفـاً قانونيـاً لهــا األمــر‬
‫الــذي ليــس باليســري إذ يتطلــب ذلــك الرجــوع إىل عــادات غــري مســتقرة وغري واضحــة)‪.(٢٢‬‬

‫كــام يُعــاب عليهــا أنهــا تــؤدي إىل حرمــان األشــخاص الذيــن ال يحرتفــون التجــارة مــن أن يســتخدموا قواعــد‬
‫القانــون التجــاري وأن يســتفيدوا مــن مزايــاه‪ ،‬أمــا مــا قيــل مــن أن هــذه النظريــة تــؤدي إىل اســتغراق‬
‫الحرفــة لحيــاة التاجــر‪ ،‬مــع أن للتاجــر –كســائر األف ـراد– حياتــه املدنيــة وال محــل ألن تخضــع أعاملــه‬
‫الغريبــة عــىل التجــارة ألحــكام القانــون التجــاري)‪ ،(٢٣‬فإننــا نالحــظ أن منطــق النظريــة مل يقــض بتطبيــق‬
‫أحــكام القانــون التجــاري عــىل جميــع أعــامل التاجــر وترصفاتــه بــل يقــرص هــذا التطبيــق عــىل النشــاط‬
‫املهنــي ملــن يحــرتف التجــارة)‪.(٢٤‬‬

‫وقــد كانــت النظريــة الشــخصية أو الذاتيــة أســاس القانــون التجــاري عنــد ميــالده ويف بدايــة حياتــه‪ ،‬فقــد‬
‫ولــد هــذا القانــون يف القــرون الوســطى كقانــون خــاص بطبقــة التجــار ومقصــور عليهــا‪ ،‬ويأخــذ بهــذه‬
‫النظريــة يف الوقــت الحــارض القانــون األملــاين والقانــون الســويرسي والقانــون اإليطــايل‪.‬‬

‫‪ -6‬ثانياً ‪ :‬النظرية الموضوعية أو المادية‪:‬‬

‫عــىل عكــس النظريــة الشــخصية تتخــذ النظريــة املوضوعيــة مــن طبيعــة العمــل أساس ـاً لتحديــد نطــاق‬
‫القانــون التجــاري‪ .‬فالقانــون التجــاري طبقــاً لهــذه النظريــة هــو قانــون األعــامل التجاريــة‪ ،‬أي تلــك‬
‫املجموعــة مــن األعــامل التــي ينــص القانــون عــىل اعتبارهــا تجاريــة بــرصف النظــر عــن صفــة أو حرفــة‬
‫القائــم بهــا‪ .‬فـرشاء بضاعــة معينــة بقصــد إعــادة بيعهــا وتحقيــق الربــح مــن فــروق األســعار يعتــرب طبقـاً‬
‫لهــذه النظريــة عم ـالً تجاري ـاً ســواء كان القائــم بالعمــل شــخصاً يحــرتف هــذا النــوع مــن األعــامل أم ال‪.‬‬

‫ومعنــى ذلــك أن هــذه النظريــة يف تحديدهــا لدائــرة القانــون التجــاري ال تنظــر إىل مهنــة أو صفــة القائــم‬
‫بالعمــل بــل إىل العمــل ذاتــه ومــا إذا كان مــن بــني األعــامل التــي ينــص القانــون عــىل اعتبارهــا تجاريــة‪.‬‬
‫وكثـريا ً مــا يهتــدي القانــون يف تحديــده لألعــامل التجاريــة بالهــدف مــن هــذه األعــامل كالـرشاء ألجــل البيــع‬
‫أو مبوضوعهــا كعمليــات البنــوك أو بشــكلها كالكمبيالــة)‪.(٢٥‬‬

‫)‪ (٢٢‬انظر ريبري وروبلو نبذة رقم ‪٦‬‬


‫)‪ (٢٣‬انظر مصطفى طه‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٢٠‬وعيل البارودي‪ ،‬نبذة رقم ‪٦‬‬
‫)‪ (٢٤‬انظر أكثم الخويل‪ ،‬نبذة رقم ‪٤‬‬
‫)‪ (٢٥‬انظر روديري‪ ،‬هوان نبذة رقم ‪١٧‬‬
‫‪١٢‬‬
‫والتاجــر طبقـاً لهــذه النظريــة هــو الشــخص الــذي يحــرتف القيــام باألعــامل التجاريــة وهــي ال تعتــد بصفــة‬
‫التاجــر إال لــيك تخضــع مــن يكتســبها لبعــض األحــكام الخاصــة كإمســاك الدفاتــر التجاريــة والقيــد يف‬
‫الســجل التجــاري والخضــوع لنظــام اإلفــالس وإشــهار النظــام املــايل للــزواج‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذه النظريــة أنهــا تتطلــب حــرص األعــامل التجاريــة وتعدادهــا وهــذا أمــر عســري إن مل‬
‫يكــن مســتحيالً يف مجــال متغــري ومتطــور كمجــال التجــارة‪ .‬صحيــح أن هــذا املأخــذ ميكــن توجيهــه أيضـاً‬
‫إىل النظريــة الشــخصية التــي تتطلــب بدورهــا الحــرص والتعــداد للحــرف التجاريــة‪ ،‬إال أنــه مــن الثابــت‬
‫اليــوم أن حــرص الحــرف التجاريــة أســهل وأيــرس مــن حــرص األعــامل التجاريــة)‪ .(٢٦‬وباملقابــل فإنهــا متتــاز‬
‫بتوســيعها لدائــرة تطبيــق أحــكام القانــون التجــاري وإن كان القضــاء قــد حــد مــن هــذه املي ـزات وذلــك‬
‫بتوســعه يف تطبيــق نظريــة االعــامل املدنيــة بالتبعيــة أي تلــك النظريــة التــي تــؤدي إىل فقــدان العمــل‬
‫الصفــة التجاريــة متــى كان رضوري ـاً ملامرســة املهنــة املدنيــة)‪.(٢٧‬‬

‫ويأخــذ بالنظريــة املوضوعيــة التقنــني التجــاري الفرنــيس الصــادر عــام ‪١٨٠٧‬م)‪،(٢٨‬وكذلــك الترشيعــات‬
‫املتأثــرة بــه كالترشيــع البلجيــيك والترشيــع املــرصي‪ ،‬ويرجــع تبنــي الترشيــع الفرنــيس لهــذه النظريــة إىل‬
‫أســباب تاريخيــة‪ ،‬فاملجموعــة التجاريــة الفرنســية قــد وضعــت يف أعقــاب الثــورة الفرنســية التــي ســبق‬
‫وأن أعلنــت مبــدأ حريــة التجــارة والصناعــة ومبــدأ مســاواة الجميــع أمــام القانــون مــام اقتــىض إلغــاء‬
‫نظــام الطوائــف ومــا ميثلــه مــن امتيــازات‪ ،‬لذلــك حرصــت اللجنــة التــي شــكلت آنــذاك لوضــع املجموعــة‬
‫التجاريــة الجديــدة عــىل البعــد بهــا عــن الطابــع الطائفــي وبالتــايل عــن النظريــة الشــخصية التــي طبعــت‬
‫القانــون التجــاري منــذ نشــأته يف الجمهوريــات اإليطاليــة يف القــرون الوســطى لذلــك جــاءت املجموعــة‬
‫الحاليــة وقــد اعتمــدت بصفــة أساســية عــىل النظريــة املاديــة كأســاس لتطبيــق أحكامهــا‪ ،‬ويالحــظ مــع ذلك‬
‫أن املجموعــة املذكــورة مل تتخلــص نهائيـاً مــن النظريــة الشــخصية بــل احتفظــت لهــا ببعــض األهميــة)‪.(٢٩‬‬

‫‪ -7‬موقف القانون التجاري السعودي من النظرية الشخصية والمادية‪:‬‬


‫حرصــت املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة الصــادر عــام ‪١٣٥٠‬هـــ عــىل تعــداد األعــامل التــي‬
‫تعتــرب مــن قبيــل األعــامل التجاريــة يف نظــر النظــام التجــاري الســعودي وهــي‪ :‬رشاء املنقــول ألجــل البيــع‬
‫واألعــامل املتعلقــة بالكمبيالــة والرصافــة والســمرسة والتجــارة البحريــة‪ .‬واملــادة الســابقة تعتــرب هــذه‬
‫األعــامل تجاريــة يف جميــع األحــوال حتــى ولــو كان مــن بارشهــا ال يحــرتف القيــام بهــا‪ .‬وهــو مــا يعنــي أن‬
‫القانــون التجــاري الســعودي ال ينظــر عنــد تحديــده لدائــرة تطبيقــه إىل صفــة الشــخص القائــم بالعمــل‬

‫)‪ (٢٦‬انظر أكثم الخويل‪ ،‬املوجز‪ ،‬نبذة رقم ‪٥‬‬


‫)‪ (٢٧‬كالطبيب الذي يقوم عند عدم وجود صيدلية يف بلدته برشاء األدوية وبيعها لزبائنه‪ .‬انظر يف هذا الخصوص‪ ،‬الفريد حوفرية‪ ،‬نبذة رقم ‪٣٧ ،٢١‬‬
‫)‪ (٢٨‬قارن بريليارد والروش فقرة ‪ ،١٧‬ريبري وروبلو نبذة ‪ ،٨‬بول ديديية ص ‪٤ -١‬‬
‫)‪ (٢٩‬روديري وهوان‪ ،‬نبذة رقم ‪١٨‬‬
‫‪١٣‬‬
‫وكونــه تاجـرا ً بــل إىل العمــل يف ذاتــه‪ ،‬مــن هنــا ميكــن القــول بــأن القانــون التجــاري الســعودي قــد أخــذ‬
‫بالنظريــة املاديــة وبالتــايل فهــو يعتــرب كالقانــون الفرنــيس والقوانــني املتأثــرة بــه قانــون األعــامل التجاريــة‪.‬‬
‫ومــع ذلــك نعتقــد أن القانــون التجــاري الســعودي ال يقتــرص عــىل األخــذ بالنظريــة املاديــة كــام يبــدو ذلــك‬
‫مــن كتابــات البعــض بــل أخــذ بنصيــب مــن النظريــة الشــخصية)‪ ،(٣٠‬فاملــادة األوىل مــن نظــام املحكمــة‬
‫التجاريــة تنــص عــىل أن التاجــر هــو كل مــن اشــتغل باملعامــالت التجاريــة واتخذهــا مهنــة لــه‪ ،‬فهــذا‬
‫النــص يحتمــل متامـاً تقريــر النظريــة الشــخصية)‪ ،(٣١‬كــام أن هــذا القانــون يتضمــن بعــض األحــكام الخاصــة‬
‫بالتجــار مثــل إمســاك الدفاتــر التجاريــة والخضــوع لإلفــالس والقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك‬
‫أن املــادة الثانيــة اآلنفــة الذكــر تشــرتط إلضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل بعــض األعــامل أن يكــون الشــخص‬
‫الــذي يبارشهــا تاجـرا ً‪ ،‬وهــذه األعــامل هــي األعــامل املتعلقــة بالصناعــة والوكالــة والعمولــة والنقــل والبيــع‬
‫باملـزاد ومقاولــة محــالت ومكاتــب األعــامل ومقاولــة إنشــاء املبــاين‪ .‬فــكل هــذه األعــامل ال تكــون تجاريــة‬
‫إال إذا تــم مبارشتهــا عــىل وجــه املقاولــة‪ ،‬وهــو مــا يقتــيض أن يكــون القائــم بهــا محرتفـاً أي تاجـرا ً)‪.(٣٢‬‬

‫ولعــل خــري دليــل عــىل أخــذ القانــون التجــاري الســعودي بالنظريــة الشــخصية نــص الفقــرة د مــن املــادة‬
‫الثانيــة واملقــرر لنظريــة االعــامل التجاريــة بالتبعيــة إذ هــو يقــيض بتجاريــة »جميــع العقــود والتعهــدات‬
‫الحاصلــة بــني التجــار واملتســببني والســامرسة والصيــارف والــوكالء بأنواعهــم« فكــام هــو واضــح فــإن‬
‫تجاريــة هــذه األعــامل ال ترجــع إىل طبيعتهــا وإمنــا إىل صفــة القامئــني بهــا وكونهــم تجــارا ً قامــوا بهــذه‬
‫األعــامل ألغ ـراض تجارتهــم‪.‬‬

‫خالصــة القــول أن القانــون التجــاري الســعودي قــد أخــذ بالنظريــة املاديــة كأســاس لتطبيــق أحكامــه مــع‬
‫تطعيمهــا يف نفــس الوقــت ببعــض أحــكام النظريــة الشــخصية‬

‫‪.‬ثانياً ‪ :‬ظهور وتطور القانون التجاري‪:‬‬

‫‪ -٨‬ليــس مــن اليســري التعــرف بدقــة عــىل كيفيــة ظهــور وتطــور القانــون التجــاري‪ ،‬ولعــل ذلــك يرجــع‬
‫إىل النشــأة العرفيــة والدوليــة لقواعــد هــذا القانــون‪ .‬ومــع ذلــك فقــد درج ال ـرشاح عــىل التمييــز – فيــام‬
‫يتعلــق بتاريــخ القانــون التجــاري‪ -‬بــني ثالثــة عصــور‪ :‬العصــور القدميــة‪ ،‬والعصــور الوســطى‪ ،‬والعصــور‬
‫الحديثــة‪.‬‬

‫)‪ (٣٠‬انظر الدكتور أكثم الخويل‪ ،‬دروس نبذة رقم ‪ ،٣‬والدكتور سعيد يحيي‪ ،‬نبذة رقم ‪٤‬‬
‫)‪ (٣١‬انظر يف هذا املعنى ريبري وروبل نبذة رقم ‪٨‬‬
‫)‪ (٣٢‬جوفريه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪٢١‬‬
‫‪١4‬‬
‫‪ -9‬العصور القديمة‪:‬‬

‫لقــد ازدهــرت التجــارة يف عهــد البابليــني الذيــن ســكنوا بــالد وادي الرافديــن حــوايل القــرن العرشيــن‬
‫قبــل امليــالد وبلغــت شــأناً عظيــامً‪ ،‬األمــر الــذي حــدا بامللــك حمــورايب إىل تدويــن بعــض أحكامهــا يف‬
‫مجموعتــه املشــهورة »مجموعــة حمــورايب ‪ ،Code d’ Hammourabi‬والتــي تعتــرب مــن أهــم وأقــدم‬
‫الوثائــق الترشيعيــة‪ .‬ولقــد بلــغ مــن أهميــة هــذه األحــكام أنهــا احتلــت ‪ ٤٤‬مــادة مــن مجموعتــه املكونــة‬
‫مــن ‪ ٢٨٢‬مــادة‪.‬‬

‫ويالحــظ أن األحــكام املتعلقــة بالتجــارة الــواردة مبجموعــة حمــورايب ليســت إال تقنين ـاً لألع ـراف التــي‬
‫كانــت ســائدة آنــذاك وهــي تتعلــق بصفــة عامــة بالعقــود كعقــد القــرض بفائــدة وعقــد الوديعــة وعقــد‬
‫الرشكــة وعقــد الوكالــة بالعمولــة‪ ،‬وببعــض املشــاكل القانونيــة الخاصــة باملالحــة يف نهــري دجلــة والفـرات‪.‬‬

‫واشــتغل الفينيقيــون بالتجــارة خاصــة البحريــة منهــا‪ ،‬ولقــد تــرك الفينيقيــون نظامـاً قانونيـاً أصيـالً ال يـزال‬
‫معمــوالً بــه حتــى يومنــا هــذا يف القانــون البحــري‪ ،‬وهــذا النظــام هــو نظــام الخســارة املشــرتكة أو العــوار‬
‫املشــرتكة ‪ L’ avarie Commune‬فــإذا ألقيــت بضاعــة أحــد الشــاحنني يف البحــر بقصــد تخفيــف حمولــة‬
‫الســفينة وإنقاذهــا مــن الغــرق‪ ،‬التــزم صاحــب الســفينة ومــالك البضائــع التــي وصلــت ســاملة بتعويــض‬
‫صاحــب البضاعــة التــي ألقيــت يف البحــر‪.‬‬

‫واهتــم األغريــق بالتجــارة البحريــة وبتطويــر أنظمتهــا فابتدعــوا مــا يعــرف اليــوم يف القانــون البحــري‬
‫باســم قــرض املخاطــر الجســيمة ‪ Pret a la grosse avanture‬ومبقتضــاه يقــرتض ربــان الســفينة مــن أحــد‬
‫األشــخاص املورسيــن مبلغ ـاً مــن املــال لتجهيــز الســفينة ورشاء البضائــع الالزمــة‪ ،‬فــإذا عــادت الســفينة‬
‫ســاملة إىل املينــاء اســتوىف املقــرض مبلــغ القــرض مــع فوائــد مرتفعــة‪ ،‬أمــا اذا هلكــت الســفينة فــإن املقــرض‬
‫ال يســرتد شــيئاً متحم ـالً بذلــك مخاطــر الرحلــة‪ ،‬ومــن قــرض املخاطــر الجســيمة اســتمدت فكــرة التأمــني‬
‫الحديــث)‪.(٣٣‬‬

‫وقــد اشــتهر قدمــاء الرومــان برتفعهــم عــن التجــارة باعتبارهــا مــن املهــن التــي ال تليــق بهــم‪ ،‬فامرســها‬
‫األرقــاء والعتقــاء‪ ،‬وملــا كــرثت الفتوحــات العســكرية واتســعت رقعــة اإلمرباطوريــة ازدهــرت التجــارة وقــام‬
‫بهــا األجانــب كــام قــام بهــا الرومــان وإن كان ذلــك بطريــق غــري مبــارش أي عــن طريــق األبنــاء واألرقــاء‪،‬‬
‫وملــا كان القانــون املــدين الرومــاين القائــم عــىل الشــكلية يعتــرب مبثابــة االمتيــاز الخــاص باملواطنــني الرومــان‪،‬‬
‫فقــد طبــق عــىل األجانــب يف رومــا مــا يعــرف باســم قانــون الشــعوب »قانــون األجانــب« وذلــك ســواء يف‬

‫)‪ (٣٣‬انظر د‪ .‬مصطفى طه‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٧‬ود‪ .‬نوري طالباين نبذة رقم ‪١٤‬‬
‫‪١5‬‬
‫عالقاتهــم ببعضهــم البعــض أو يف عالقتهــم بالرومــان‪ ،‬وقــد امتــاز قانــون الشــعوب مبرونتــه وببعــده عــن‬
‫الشــكليات األمــر الــذي جعلــه أكــرث اســتجابة ومالمئــة ملقتضيــات التجــارة‪ ،‬وقــد اشــتمل هــذا القانــون‬
‫بالفعــل عــىل معظــم القواعــد واألحــكام التجاريــة التــي عرفهــا الرومــان‪ .‬وعندمــا زالــت التفرقــة يف‬
‫املعاملــة بــني الرومــان وغريهــم اســتقبل القانــون املــدين ‪ -‬كجــزء منــه‪ -‬قانــون الشــعوب مبــا ينطــوي عليــه‬
‫مــن أنظمــة وأحــكام وأصبــح عنــد الرومــان قانــون مــدين موحــد تــرسي أحكامــه عــىل جميــع الترصفــات‬
‫القانونيــة وعــىل جميــع األفـراد تجــارا ً كانــوا أم غــري تجــار)‪ ،(٣٤‬ومــن أهــم األنظمــة التجاريــة التــي عرفهــا‬
‫الرومــان نظــام الخســارة املشــرتكة ونظــام القــرض البحــري املأخوذيــن مــن الفينيقيــني واإلغريــق ونظــام‬
‫اإلفــالس واملحاســبة فض ـالً عــن نظريــة النيابــة يف الترصفــات القانونيــة التــي عرفهــا قانــون الشــعوب)‪.(٣٥‬‬

‫أمــا العــرب فقــد اشــتغلوا بالتجــارة منــذ القــدم حيــث كانــت قوافلهــم تذهــب إىل الشــام ومــرص لتبــادل‬
‫العــروض التجاريــة‪ ،‬كــام ثبــت أنهــم كانــوا يقومــون برحلتــني يف العــام رحلــة الشــتاء إىل اليمــن ورحلــة‬
‫الصيــف إىل الشــام والــواردة أخبارهــام يف القــرآن الكريــم)‪.(٣٦‬‬

‫وقــد كان للعــرب فضــل يف تطويــر أحــكام القانــون التجــاري وخــري دليــل عــىل ذلــك وجــود املصطلحــات‬
‫األجنبيــة ذات األصــل العــريب والتــي ال زالــت مســتعملة حتــى يومنــا هــذا مثــل كلمــة ‪ Avarie‬وأصلهــا‬
‫عــوار‪ ،‬وكلمــة ‪ Magasin‬وأصلهــا مخــزن‪ ،‬وكلمــة ‪ Quirat‬وأصلهــا ق ـرياط‪ ،‬وكلمــة ‪ Cable‬وأصلهــا حبــل‪،‬‬
‫وكلمــة ‪ Tare‬وأصلهــا عيــار‪ ...‬إلــخ)‪.(٣٧‬‬

‫وجــاء اإلســالم مببادئــه الخالــدة فأقــر مبــدأ حريــة التجــارة وحــث املســلمني عــىل االشــتغال بهــا باعتبارهــا‬
‫مــن أهــم مــوارد الــرزق والكســب املــرشوع واهتــم الفقــه اإلســالمي بالتجــارة وأنظمتهــا ووضــع لهــا مــن‬
‫الضامنــات والقواعــد مــا يكفــل اســتقرار التعامــل بهــا ويــؤدي إىل ازدهارهــا‪ .‬وقــد كان للفقــه اإلســالمي‬
‫فضــل الســبق يف تحليــل وتأصيــل الكثــري مــن القواعــد التــي تقــوم عليهــا أنظمــة اليــوم كنظــام الحوالــة‬
‫والكمبيالــة والــرصف واإلفــالس والــرشكات والدفاتــر التجاريــة)‪.(٣٨‬‬

‫ومــع هــذا ينبغــي أال يغيــب عــن البــال مــا ســبق قولــه وهــو أن القواعــد واألنظمــة التــي جــاءت بهــا‬
‫الرشيعــة اإلســالمية تــرسي عــىل جميــع األف ـراد تجــارا ً كانــوا أم غــري تجــار)‪.(٣٩‬‬

‫وعليه ميكن القول بأن القانون التجاري مل يعرف يف العصور القدمية كقانون مستقل بذاته‪.‬‬

‫)‪ (٣٤‬د‪ .‬ثروت أنيس األسيوطي »الرصاع الطبقي وقانون التجار« القاهرة ‪ ١٩٦٥‬ص ‪٢٠ -١٧‬‬
‫)‪ (٣٥‬ومع ذلك فال ميكن اعتبار قانون الشعوب مبثابة القانون التجاري الروماين إذ أن هذا القانون يحكم عالقات األجانب فيام بينهم أو فيام بينهم وبني الرومان‬
‫سواء أكانوا تجارا ً أم غري تجار وسواء نشأت العالقة مبناسبة عمل تجاري أو عمل مدين‪ ،‬انظر روديري وهوان موجز دالوز نبذة رقم ‪٣‬‬
‫)‪ (٣٦‬د‪ .‬صويف أبو طالب »بني الرشيعة اإلسالمية والقانون الروماين«‬
‫)‪ (٣٧‬انظر اسكارا ورو نبذة رقم ‪ ،٧‬ود‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬املوجز‪ ،‬نبذة رقم ‪١٣‬‬
‫)‪ (٣٨‬انظر د‪ .‬غريب الجامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪٣‬و ‪ ،٤‬د‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬املوجز‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،١٣‬د‪ .‬نوري طالباين نبذة رقم ‪ ١٥‬ود‪ .‬صبحي الصالح »النظم‬
‫اإلسالمية« بريوت ‪ ١٩٦٨‬ص ‪ ،٣٩٣‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٣٩‬انظر ما سبق نبذة رقم ‪٣‬‬
‫‪١6‬‬
‫‪ -١0‬العصور الوسطى‪:‬‬

‫تضافــرت عــدة عوامــل خــالل هــذه الحقبــة مــن الزمــن إلبـراز القانــون التجــاري كقانــون مســتقل ومتميــز‬
‫عــن القانــون املــدين‪.‬‬

‫فقــد صاحــب انتعــاش التجــارة يف القــرن الحــادي عــرش بعــد الركــود الــذي أصيبــت بــه عــىل أثــر ســقوط‬
‫اإلمرباطوريــة الرومانيــة يف القــرن الخامــس امليــالدي‪ ،‬ســيطرة التجــار عــىل املــدن اإليطاليــة الواقعــة عــىل‬
‫حــوض البحــر األبيــض املتوســط واملشــهورة باســم الجمهوريــات اإليطاليــة كجنــوة والبندقيــة وفلورنســا‬
‫وبيــزا وأمالفــي‪ ،‬وقــد قــام تجــار هــذه املــدن باالنتظــام يف نقابــات قويــة اســتطاعت الســيطرة عــىل‬
‫الســلطة السياســية‪ ،‬كــام أنشــأت هــذه النقابــات أو الطوائــف محاكــم خاصــة بهــا عرفــت باســم املحاكــم‬
‫القنصليــة‪ ،‬إذ كانــت كل طائفــة مــن التجــار تقــوم بانتخــاب رئيــس لهــا يســمى »القنصــل« يتــوىل مبســاعدة‬
‫أحــد الفقهــاء أو اثنــني مــن التجــار الفصــل يف املنازعــات التــي تقــوم بــني أعضــاء الطائفــة وذلــك طبق ـاً‬
‫للعــادات التــي درج التجــار عــىل اتباعهــا فيــام بينهــم‪ .‬ومــا لبثــت هــذه املحاكــم حتــى بــدأت توســع‬
‫مــن اختصاصاتهــا فلــم تعــد تقتــرص عــىل نظــر املنازعــات التــي تقــوم بــني التجــار بــل عمــدت إىل نظــر‬
‫املنازعــات املتعلقــة بالعمليــات التجاريــة حتــى ولــو كان أطرافهــا غــري تجــار ومــن هنــا ظهــرت نظريــة‬
‫االعــامل التجاريــة املعروفــة اليــوم فض ـالً عــن نظــام القضــاء التجــاري‪.‬‬

‫كــام كان للحــروب الصليبيــة أثرهــا يف تنشــيط حركــة التبــادل التجــاري بــني املوانــئ اإليطاليــة واملرافــئ‬
‫اإلســالمية الواقعــة يف حــوض البحــر األبيــض املتوســط‪ ،‬وبالتــايل يف اتصــال الغــرب بالــرشق وبعاداتــه وأعرافه‬
‫التجاريــة‪ .‬ويرجــع الكثــري مــن الفضــل يف بعــد القانــون التجــاري عــن التعقيــدات الشــكلية إىل الرشيعــة‬
‫اإلســالمية وتأثــر الغــرب آنــذاك بطابعهــا الرضــايئ)‪.(٤٠‬‬

‫وســاهمت األســواق املوســمية ‪ Foires‬مثــل أســواق شــامباين وليــون يف فرنســا وليبــزج وفرانكفــورت يف‬
‫أملانيــا والتــي كانــت تعقــد بــني مختلــف التجــار يف خلــق مــا يعــرف بقانــون األســواق وهــو عبــارة عــن‬
‫مجموعــة القواعــد العرفيــة التــي درج عليهــا التجــار والتــي تهــدف إىل تســهيل التبــادل التجــاري ودعــم‬
‫الثقــة واالئتــامن فيــام بينهــم كقواعــد الكمبيالــة واإلفــالس وقــد كان لهــذه األســواق قضــاء خــاص بهــا‬
‫يتــواله التجــار ويفصــل يف املنازعــات التجاريــة طبقـاً للقواعــد العرفيــة التــي اســتقر العمــل بهــا يف الســوق‪.‬‬
‫وقــد كان للكنيســة أثرهــا يف تطويــر أحــكام القانــون التجــاري‪ ،‬فمــن املعلــوم أن الكنيســة قــد حظــرت‬
‫خــالل القــرون الوســطى القــرض بفائــدة‪ ،‬ولكــن الحظــر مل يكــن مطلق ـاً إذ كانــت تجيــز القــرض بفائــدة‬
‫متــى انطــوى القــرض عــىل بعــض املخاطــر الجســيمة‪.‬‬

‫)‪ (٤٠‬انظر د‪ .‬عيل البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٩‬د‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬املوجز نبذة رقم ‪١٣‬‬
‫‪١7‬‬
‫وقــد أدى ذلــك ‪-‬فض ـالً عــن احتــكار اليهــود واللومبارديــني لتجــارة النقــود‪ -‬إىل ابتــداع بعــض األنظمــة‬
‫الجديــدة كنظــام رشكــة التصفيــة وعقــد الــرصف‪.‬‬

‫هكــذا ظهــرت األنظمــة الرئيســية للقانــون التجــاري وبــرزت معاملــه كقانــون مســتقل عــن القانــون املــدين‬
‫متميــز بكونــه قانونــاً عرفيــاً نابعــاً مــن البيئــة التجاريــة نبوعــاً ذاتيــاً وقانونــاً دوليــاً يحكــم العالقــات‬
‫التجاريــة أيـاً كانــت جنســية أطرافهــا وقانونـاً شــخصياً أو طائفيـاً نظـرا ً ألنــه خــاص بطوائــف التجــار التــي‬
‫احتكــرت مزاولــة املهنــة التجاريــة)‪.(٤١‬‬

‫‪ -١١‬العصور الحديثة‪:‬‬

‫ترتــب عــىل اكتشــاف أمريــكا وطريــق رأس الرجــاء الصالــح يف أواخــر القــرن الخامــس عــرش انتقــال مركــز‬
‫التجــارة مــن املــدن اإليطاليــة الواقعــة عــىل البحــر األبيــض إىل املــدن املطلــة عــىل املحيــط األطلــيس يف كل‬
‫مــن إنجل ـرتا وفرنســا وهولنــدا وإســبانيا والربتغــال‪ ،‬كــام ترتــب عليــه أيض ـاً ظهــور الــرشكات االســتعامرية‬
‫الكــربى كرشكــة الهنــد الرشقيــة ورشكــة خليــج هدســن والتــي تعتــرب بحــق مبثابــة األصــل التاريخــي لــرشكات‬
‫املســاهمة املعروفــة اليــوم)‪ ،(٤٢‬كــام كان الكتشــاف العــامل الجديــد أثــره يف تدفــق املعــادن الثمينــة إىل‬
‫األســواق األوروبيــة ويف إقبــال النــاس عــىل اســتثامر أموالهــم بــدالً مــن اكتنازهــا األمــر الــذي أدى يف النهايــة‬
‫إىل االهتــامم بالبنــوك وبتطويــر أعاملهــا‪.‬‬

‫ومتيــزت هــذه العصــور ‪-‬بصفــة خاصــة القــرن الســابع عــرش‪ -‬بظهــور ســلطات مركزيــة قويــة أخــذت عــىل‬
‫عاتقهــا مهمــة الترشيــع والقضــاء بعــد أن كانــت تحتكــر هــذه املهمــة يف امليــدان التجــاري نقابــات التجــار‬
‫طيلــة العصــور الوســطى‪ ،‬وقــد كان ذلــك إيذانـاً بانتهــاء الطابــع الــدويل والعــريف للقانــون التجــاري وفاتحــة‬
‫عــرص التقنيــات وظهــور القوانــني التجاريــة املحلية‪.‬وقــد ظهــر يف فرنســا أول تقنــني تجــاري‪ ،‬وكان ذلــك‬
‫يف عهــد امللــك لويــس الرابــع عــرش الــذي أراد بتشــجيع مــن وزيــره ‪ Coblert‬أن يجمــع القواعــد العرفيــة‬
‫الخاصــة بالتجــارة يف مجموعــة مســتقلة‪ ،‬فأصــدر بذلــك أمريــن ملكيــني‪ ،‬كان األول يف مــارس ‪١٦٧٣‬م متعلقـاً‬
‫بالتجــارة الربيــة كالــرشكات التجاريــة واألوراق التجاريــة واإلفــالس‪ ،‬أمــا الثــاين فقــد صــدر يف أغســطس‬
‫‪١٦٨١‬م خاص ـاً بالتجــارة البحريــة‪ ،‬وقــد ظــل هــذان األم ـران ســاريان املفعــول حتــى صــدرت املجموعــة‬
‫التجاريــة الفرنســية يف عهــد نابليــون بونابــرت عــام ‪١٨٠٧‬م)‪.(٤٣‬‬

‫)‪ (٤١‬د‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬املوجز‪ ،‬نبذة رقم ‪١٤‬‬


‫)‪ (٤٢‬اسكارا ورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٢‬‬
‫)‪ (٤٣‬انظر فيام يتعلق مبالبسات وضع املجموعة التجارية الفرنسية‪ ،‬ما سبق‪ ،‬نبذة رقم ‪٦‬‬
‫‪١8‬‬
‫‪ -١٢‬ظهور وتطور القانون التجاري السعودي‪:‬‬

‫ســبق أن أوضحنــا أن املعامــالت تخضــع يف الرشيعــة اإلســالمية لنفــس األحــكام أي ـاً كانــت صفــة القائــم‬
‫بهــا‪ ،‬وهــو مــا يعنــي بعبــارة أخــرى أن الرشيعــة اإلســالمية ال تعــرف التفرقــة بــني املعامــالت التجاريــة‬
‫واملعامــالت املدنيــة‪ ،‬وبالتــايل التفرقــة بــني التاجــر وغــري التاجــر‪ ،‬وقــد رأينــا أيض ـاً أن موقــف الرشيعــة‬
‫اإلســالمية يف هــذا الصــدد يتفــق مــع موقــف الكثــري مــن الرشائــع القدميــة والحديثــة عــىل حــد ســواء)‪.(٤٤‬‬

‫ومــع ذلــك فقــد قلنــا أنــه ليــس مثــة مــا مينــع ‪-‬مــن وجهــة نظــر الرشيعــة اإلســالمية‪ -‬مــن أن يقــوم ويل‬
‫األمــر بوضــع نظــم خاصــة بالتجــارة والتجــار طاملــا كان الهــدف مــن هــذه النظــم رعايــة مصالــح املجتمــع‬
‫يف شــئون معاشــه وحياتــه وطاملــا كانــت طبيعــة هــذه النظــم تتفــق مــع املبــادئ والقواعــد املقــررة ملزاولــة‬
‫التجــارة يف الرشيعــة اإلســالمية ولعــل هــذا هــو مــا دفــع مبجلــس التجــارة بجــدة إىل أن يأخــذ بزمــام‬
‫املبــادرة ويقــوم يف عــام ‪١٣٥٤‬هـــ بإعــداد مــرشوع نظــام خــاص بالتجــارة وبالقضــاء التجــاري عــرف باســم‬
‫»نظــام املجلــس التجــاري«‪ .‬وقــد قامــت النيابــة العامــة بإحالــة مــرشوع نظــام املجلــس التجــاري إىل‬
‫مجلــس الشــورى الــذي قــام بدراســته وتعديلــه مبــا يحقــق الهــدف مــن وجــوده ويجعلــه أكــرث انســجاماً‬
‫مــع األنظمــة يف الــدول األخــرى نظـرا ً ألن »أمــور التجــارة‪ -‬كــام يقــول مجلــس الشــورى يف مذكرتــه‪ -‬أمــور‬
‫مشــرتكة بــني عمــوم الحكومــات«‪.‬‬

‫والحقيقــة أن نظــام املجلــس التجــاري كــام أعــده مجلــس التجــارة بجــدة مقتبــس مــن القوانــني العثامنيــة‬
‫املأخــوذة بدورهــا عــن قانــون التجــارة الفرنــيس ويف ذلــك يقــول مجلــس الشــوري يف مذكرتــه الخاصــة‬
‫باملجلــس التجــاري أنــه »بعــد الفحــص والتدقيــق لنظــام املجلــس التجــاري كــام وضعــه مجلــس التجــارة‬
‫بجــدة ظهــر لــه أنــه مجموعــة مــن أربعــة أنظمــة‪ ،‬قانــون التجــارة وذيــل قانــون التجــارة وقانــون أصــول‬
‫املحاكــامت التجاريــة وقانــون رســوم املحاكــم‪ ،‬ومل يســتوعب كل مــا هــو الزم للمجلــس مــام احتوتــه تلــك‬
‫القوانــني‪ ،‬وفيــه يشء مــن رشوح القوانــني املذكــورة ورشح مجلــة األحــكام الرشعيــة)‪ .(٤٥‬فــرأى املجلــس أي‬
‫مجلــس الشــورى أن يضــم إىل هــذا بعــض تعديــالت يحتــاج إليهــا املجلــس التجــاري«‪.‬‬

‫ويتكــون نظــام املجلــس التجــاري كــام أقــره مجلــس الشــورى يف ‪ ١٣‬ذي القعــدة ‪١٣٤٥‬هـــ مــن أربعــة‬
‫أبــواب‪ :‬خصــص األول لنظــام املجلــس التجــاري ‪ ٣٠‬مــادة‪ ،‬والثــاين لنظــام التجــارة الربيــة والبحريــة ‪٨٧‬‬
‫مــادة‪ ،‬والثالــث لنظــام أصــول املحاكــامت التجاريــة ‪ ١٢٨‬مــادة‪ ،‬والرابــع لنظــام تعرفــة الخــرج ‪ ٤٦‬مــادة‪.‬‬
‫وقــد أحيــل نظــام املجلــس التجــاري بعــد موافقــة مجلــس الشــورى عليــه ملقــام النائــب العــام لجاللــة‬
‫امللــك برقــم ‪ ١٢٣‬وتاريــخ ‪ ١٧‬ذو القعــدة ‪١٣٤٥‬هـــ‪ .‬وملــا كانــت مقــررات املجلــس الشــورى ال توضــع موضع‬

‫)‪ (٤٤‬ما سبق نبذة رقم ‪٣‬‬


‫)‪ (٤٥‬واملقصود مبجلة األحكام الرشعية مجلة األحكام العدلية التي وضعتها الخالفة العثامنية تقنيناً لفقه املذهب الحنفي يف املعامالت‪.‬‬
‫‪١9‬‬
‫التطبيــق طبقـاً لنــص املــادة ‪ ٣١‬مــن التعليــامت األساســية للمملكــة الحجازيــة والصــادر بهــا األمــر امللــيك‬
‫املــؤرخ ‪ ٢١‬صفــر ‪١٣٤٥‬هـــ إال بعــد عرضهــا مــن قبــل النيابــة العامــة عــىل جاللــة امللــك واقرتانهــا بالتصديــق‬
‫العــايل‪ ،‬ونظـرا ً ألننــا مل نجــد حتــى اآلن مــا يــدل عــىل اعتــامد جاللــة املغفــور لــه امللــك عبــد العزيــز لنظــام‬
‫املجلــس التجــاري‪ ،‬فإنــه يصعــب علينــا عــىل األقــل يف الحالــة الراهنــة للبحــث‪ ،‬القــول بدخــول هــذا النظــام‬
‫مرحلــة التنفيــذ)‪.(٤٦‬‬

‫وبعــد ذلــك بخمــس ســنوات صــدر مــا يعــرف اليــوم باســم نظــام املحكمــة التجاريــة‪ ،‬والــذي متــت‬
‫املوافقــة عليــه باألمــر الســامي رقــم ‪ ٣٢‬وتاريــخ ‪ ١٥‬محــرم ســنة ‪١٣٥٠‬هـــ وبالرغــم مــن الصياغــة الركيكــة‬
‫لهــذا النظــام ومــن قدمــه فإنــه ميتــاز بشــموله وغزارتــه فهــو يحتــوي عــىل ‪ ٦٣٣‬مــادة‪ .‬موزعــة بــني أربعــة‬
‫أبــواب رئيســية‪ :‬أولهــا يف التجــارة الربيــة وينقســم إىل إحــدى عــرش فص ـالً‪ ،‬وثانيهــام يف التجــارة البحريــة‬
‫ويضــم أربعــة عــرش فص ـالً‪ ،‬وثالثهــام يف املجلــس التجــاري ويتكــون مــن اثنــي عــرش فص ـالً‪ ،‬ورابعهــام يف‬
‫تعرفــة الخــرج ويشــمل عــىل ســبعة عــرش فص ـالً‪.‬‬

‫وملــا كان نظــام املحكمــة التجاريــة اآلنــف الذكــر مل ينظــم األوراق التجاريــة ســوى الكمبيالــة وبطريقــة‬
‫مقتضبــة‪ ،‬فقــد ظهــرت الحاجــة فيــام بعــد إىل وضــع نظــام يحكــم األوراق التجاريــة بكافــة أنواعهــا وينظــم‬
‫طريقــة التعامــل بهــا بالشــكل الــذي يتفــق مــع حاجــات البــالد وتقاليدهــا ورشيعتهــا‪ ،‬فصــدر بذلــك نظــام‬
‫األوراق التجاريــة والــذي وافــق عليــه مجلــس الــوزراء بق ـراره رقــم ‪ ٦٩٢‬بتاريــخ ‪١٣٨٣/٩/٢٦‬هـــ وجاللــة‬
‫امللــك مبرســومه رقــم ‪ ٣٧‬يف ‪١٣٨٣/١٠/١١‬هـــ)‪ .(٤٧‬وقــد اســتمد هــذا النظــام مــن أحــكام التنظيــم املوحــد‬
‫الــذي أقــره مؤمتـرا جنيــف املنعقــدان يف عــام ‪١٩٣٠‬م ‪١٩٣١،‬م فيــام عــدا بعــض األحــكام التــي تصطــدم مــع‬
‫أحــكام الــرشع الحنيــف أو كانــت محــل خــالف‪.‬‬

‫ولقــد كان للنهضــة الحديثــة التــي أخــذت اململكــة بأســبابها وشــملت كافــة نواحــي الحيــاة أثرهــا يف‬
‫ازدهــار التجــارة وازديــاد املرشوعــات العمرانيــة الكبــرية وبالتــايل يف إقبــال األفـراد عــىل تأســيس الــرشكات‬
‫ويف ارتفــاع عددهــا يف بضــع ســنوات مــن بضــع ع ـرشات إىل بضــع مئــات‪ ،‬وملــا كانــت األحــكام الخاصــة‬
‫بالــرشكات والــواردة يف نظــام املحكمــة التجاريــة ال تزيــد عــىل بضــع مــواد‪ ،‬فإنهــا مل تكــن كافيــة ملواجهــة‬
‫كافــة املســائل املتعلقــة بالــرشكات مــام حمــل األف ـراد عنــد تأســيس رشكاتهــم ومعالجــة أمورهــا عــىل‬
‫اقتبــاس القواعــد املعمــول بهــا يف الــدول األخــرى وقــد نتــج عــن ذلــك اختــالط األمــور يف كثــري مــن األحــوال‬

‫)‪ (٤٦‬قارن د‪ .‬محمد عبد الجواد محمد يف كتابه »التطور الترشيعي يف اململكة العربية السعودية«‪ ،‬دار املعارف باإلسكندرية ‪ ،١٩٧٧‬نبذة رقم ‪ ١١٠‬والذي‬
‫يتحدث عن نظام املجلس التجاري‪ ،‬وكأنه قد أصبح من األنظمة السارية آنذاك‪ .‬وقارن أيضاً الدكتور‪ /‬سليامن السليم يف محارضاته املعنونة »التنظيم القضايئ‬
‫يف اململكة العربية السعودية« مطبوعات معهد اإلدارة ‪ ١٣٩١‬ه‪١٩٧١ -‬م حيث يرى أن املجلس التجاري قد شكل بالفعل يف جدة عام ‪١٩٢٦‬م ‪١٣٤٥‬ه مع أن‬
‫نظامه مل يصدر إال عام ‪١٩٣١‬م ‪١٣٥٠‬ه صفحة ‪ ،٤٤‬املحارضات املشار إليها‪.‬‬
‫)‪ (٤٧‬عدل نظام األوراق التجارية باملرسوم املليك رقم م‪ ٤٥ /‬وتاريخ ‪ ١٤٠٩ /٩ /١٢‬ه‬
‫‪٢0‬‬
‫اختالطاً جعل مهمة وزارة التجارة يف مراقبتها واإلرشاف عليها مهمة عسرية)‪.(٤٨‬‬

‫ومــن هنــا بــدأت الحاجــة ملحــة إىل وضــع نظــام شــامل للــرشكات‪ ،‬يوضــح األحــكام الواجبــة االتبــاع يف‬
‫تأسيســها ويف مزاولتهــا لنشــاطها وعنــد انقضائهــا وتصفيتهــا‪ ،‬ويبــني مــدى صالحيــات الــوزارة يف مراقبتهــا‬
‫واإلرشاف عليهــا حفظ ـاً للصالــح العــام ومحافظــة عــىل مــا تحــت يــد تلــك الــرشكات مــن أمــوال األف ـراد‬
‫وبفــرض الجــزاءات عــىل مخالفــة تلــك األحــكام‪ ،‬وعليــه فقــد صــدر نظــام الــرشكات الحــايل مبوجــب‬
‫ق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ١٨٥‬يف ‪١٣٨٥/٣/١٧‬هـــ واملصــادق عليــه باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٦/‬وتاريــخ‬
‫‪١٣٨٥/٣/٢٢‬هـــ)‪ ،(٤٩‬وحــل محلــه نظــام الــرشكات الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٣/‬بتاريــخ ‪١٤٣٧/١/٢٨‬هـ‪.‬‬

‫باملثــل فــإن نظــام املحكمــة التجاريــة رغــم شــموله للتجــارة الربيــة والبحريــة وللقضــاء التجــاري فإنــه‬
‫مل يُ ِحــط بجميــع أوجــه التجــارة والنشــاط االقتصــادي يف البــالد‪ ،‬األمــر الــذي أدى بالدولــة فيــام بعــد‬
‫إلكــامل النقــص وســد الثغـرات بترشيعــات مســتقلة‪ ،‬كنظــام الســجل التجــاري الصادر عــام ‪١٤١٦‬هـــ ونظام‬
‫العالمــات التجاريــة الصــادر عــام ‪١٤٢٣‬هـــ ونظــام مكافحــة الغــش التجــاري الصــادر عــام ‪١٤٢٩‬هـــ ونظــام‬
‫املحاكــم التجاريــة الصــادر عــام ‪١٤٤١‬هـــ وغــريه مــن األنظمــة ذات الصلــة‪.‬‬

‫هــذا وبالرغــم مــن تبنــي الحكومــة ملبــدأ حريــة التجــارة وتشــجيعها للمبــادرات الفرديــة وفتحهــا البــاب‬
‫واســعاً أمــام القطــاع الخــاص فاملالحــظ أنهــا كانــت يف الســابق كث ـريا ً مــا تتدخــل بقصــد مقاومــة جشــع‬
‫بعــض التجــار فتفــرض عليهــم األســعار الجربيــة وتحــدد نســبة أرباحهــم وتخضعهــم لعقوبــات صارمــة يف‬
‫حالــة مخالفتهــم لقراراتهــا)‪ .(٥٠‬كــام يالحــظ مــن ناحيــة أخــرى وجــود قطــاع عــام يف اململكــة عــىل قــدر‬
‫كبــري مــن األهميــة‪ ،‬وهــذا القطــاع يحظــى بتنظيــم ترشيعــي ال يختلــف كثـريا ً عــن مثيلــه يف الــدول األخــرى‬
‫وإن كان يف حاجــة إىل إصــالح)‪.(٥١‬‬

‫وهكــذا يتضــح ان النصــوص القانونيــة التجاريــة موزعــة اليــوم يف اململكــة بــني نظــام املحكمــة التجاريــة‬
‫وبــني العديــد مــن الترشيعــات املســتقلة‪ ،‬وفض ـالً عــن الصعوبــات العمليــة التــي تنتــج عــن مثــل هــذا‬
‫التعــدد والتشــتت للترشيعــات التجاريــة‪ ،‬فاملعــروف أن نظــام املحكمــة التجاريــة مأخــوذ عــن قانــون‬

‫)‪ (٤٨‬انظر املذكرة التفسريية لنظام الرشكات السعودي‬


‫)‪ (٤٩‬وتنص املادة ‪ ٢٣٣‬من هذا النظام عىل إلغاء جميع األحكام التي تتعارض مع أحكامه‪ .‬وقد جرى تعديل هذا النظام باملرسوم املليك رقم م‪ ٥ /‬وتاريخ ‪/١٢‬‬
‫‪١٣٨٧ /٢‬ه‪ ،‬واملرسوم املليك رقم م‪ ٢٣ /‬وتاريخ ‪ ١٤٠٢ /٦ /٢٨‬ه‪ ،‬واملرسوم املليك رقم م‪ ٤٦ /‬وتاريخ ‪١٤٠٥ /٧ /٤‬ه‪ ،‬واملرسوم املليك رقم م‪ ٦٣ /‬وتاريخ ‪/١١ /٢٦‬‬
‫‪١٤٠٧‬ه‪ ،‬واملرسوم املليك رقم م‪ ٢٢ /‬وتاريخ ‪١٤١٢ /٧ /٣٠‬ه‪.‬‬
‫)‪ (٥٠‬انظر قرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٢٢‬يف ‪ ١٣٨٣ /١ /٧‬ه وقرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٦٠‬يف ‪ ١٣٩٣ /١ /٢٥‬ه‪ ،‬وقرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٧٨٧‬يف ‪١٣٩٦ /٥ /١٢‬ه‬
‫وقرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٨٥٥‬يف ‪ ١٣٩٦ /٥ /٢٦‬ه وانظر الدكتور أكثم الخويل‪» ،‬دروس‪ «..‬املشار إليه سابقاً نبذة رقم ‪٨‬‬
‫)‪ (٥١‬انظر رسالتنا بالفرنسية‪:‬‬
‫‪Contribution à l étude de‬‬
‫‪.entreprise publique dens les pays en voie de développement a travers l’ exemple égyptien ١‬‬
‫‪.٣ et ٢ .pp ,١٩٧٨ Thesé d’ Etat, Universite de Montpellier‬‬
‫‪٢١‬‬
‫التجــارة العثــامين املســتمد بــدوره مــن املجموعــة التجاريــة الفرنســية الصــادر عــام ‪١٨٠٧‬م ولــو تذكرنــا‬
‫أن املجموعــة الفرنســية مســتمدة أساســاً مــن أحــكام القانونــني الصادريــن يف عامــي ‪١٦٧٣‬م و ‪١٦٨١‬م‬
‫ألدركنــا أن نظــام املحكمــة التجاريــة املعمــول بــه اليــوم يف اململكــة العربيــة الســعودية قــد وضعــت‬
‫معظــم أحكامــه يف أواخــر القــرن الســابع عــرش امليــالدي‪ ،‬أي قبــل ظهــور التطــورات االقتصاديــة الكــربى‬
‫والتــي بــرزت عــىل وجــه الخصــوص يف القــرن التاســع عــرش والقــرن العرشيــن كاســتخدام البخــار والكهربــاء‬
‫والــذرة يف الصناعــة وتقــدم وســائل النقــل الــربي والبحــري والجــوي وتركــز رؤوس األمــوال وانتشــار الرشكات‬
‫املســاهمة وهيئــات االئتــامن وازديــاد القيــم املنقولــة واملضاربــات عــىل األوراق املاليــة وتدخــل الدولــة‬
‫املســتمر يف النشــاط االقتصــادي‪ .‬خالصــة القــول أن نظــام املحكمــة التجاريــة مل يعــد صالحـاً لحكــم الحيــاة‬
‫التجاريــة يف القــرن العرشيــن‪ .‬صحيــح أن املصــدر التاريخــي لهــذا النظــام‪ ،‬ونقصــد بذلــك التقنــني التجــاري‬
‫الفرنــيس‪ ،‬ال يـزال قامئـاً ولكــن يالحــظ أن هــذا التقنــني كان طيلــة الفــرتة املاضيــة محـالً للتطويــر والتجديــد‬
‫لدرجــة ميكــن القــول معهــا أن الغالبيــة العظمــى مــن نصوصــه املوضوعــة عــام ‪١٨٠٧‬م قــد تغــريت‪ .‬أمــا‬
‫نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل الحالــة التــي وضــع بهــا دون تطويــر أو إصــالح شــامل‪.‬‬

‫لذلــك فإننــا نعتقــد أنــه مــن املصلحــة اليــوم‪ ،‬بعــد أن أصبحــت التجــارة تقــوم بــدور هــام يف اقتصــاد البــالد‬
‫ويف مجــال العالقــات مــع الــدول األخــرى‪ ،‬إعــادة النظــر يف الكثــري مــن الترشيعــات التجاريــة القامئــة ووضــع‬
‫تقنــني تجــاري جديــد وشــامل يســتجيب ملتطلبــات العــرص ويفــي بحاجــات البــالد ومــا تتطلبــه نهضتنــا‬
‫االقتصاديــة‪ ،‬وقدأُســتجيب لهــذه الدعــوة بالفعــل وتــم تحديــث العديــد مــن األنظمــة التجاريــة كنظــام‬
‫املعــادن الثمينــة واألحجــار الكرميــة ونظــام العالمــات التجاريــة ونظــام مكافحــة الغــش التجــاري ونظــام‬
‫الدفاتــر التجاريــة ونظــام الســجل التجــاري وغريهــم مــن األنظمــة ذات الصلــة‪ ،‬كــام قامــت األمانــة العامــة‬
‫ملجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة بإعــداد قانــون التجــارة املوحــد لــدول املجلــس ومتــت موافقــة‬
‫لجنــة التعــاون التجــاري عــىل هــذا القانــون كقانــون اسرتشــادي ملــدة ثــالث ســنوات يتــم بعدهــا تقييمــه يف‬
‫ضــوء التجربــة وينظــر يف رفعــه إىل املجلــس األعــىل إلقـراره كقانــون تجــارة موحــد يف جميــع دول املجلــس‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مصادر القانون التجاري‬

‫‪ -١٣‬يتحتــم عنــد الفصــل يف املنازعــات التجاريــة الرجــوع إىل النصــوص الــواردة يف األنظمــة التجاريــة‪ ،‬فــإذا‬
‫خلــت هــذه األنظمــة مــن الحلــول وجــب الرجــوع إىل أحــكام الرشيعــة اإلســالمية يف املعامــالت والتــي‬
‫تعتــرب يف اململكــة مبثابــة الرشيعــة العامــة التــي تنظــم جميــع الروابــط القانونيــة أي ـاً كانــت طبيعتهــا‬
‫أو صفــة القامئــني بهــا‪ ،‬وكذلــك إىل أحــكام العــرف التجــاري والعــادات التجاريــة‪ .‬وإىل جانــب ذلــك يقــوم‬
‫القضــاء والفقــه التجاريــان بــدور هــام يف تفســري املصــادر الســابقة وتحديــد مفاهيمهــا مــام يســاعد عــىل‬
‫تطبيقهــا‪.‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫وعــىل ذلــك ميكــن القــول بــأن للقانــون التجــاري أربعــة مصــادر هــي الترشيــع التجــاري‪ ،‬والرشيعــة العامة‪،‬‬
‫والعــرف التجــاري والعــادات التجاريــة‪ ،‬والقضــاء والفقه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التشريع التجاري‪:‬‬


‫‪ً -١4‬‬

‫يعتــرب الترشيــع املصــدر الرئيــيس األول للقانــون التجــاري الســعودي‪ ،‬مبعنــى الترشيــع يحتــل املرتبــة األوىل‬
‫بــني مصــادر هــذا القانــون وعليــه فإنــه يتحتــم عــىل القــايض عندمــا يُعــرض عليــه الن ـزاع التجــاري أن‬
‫يبحــث عــن حــل لــه يف النصــوص التجاريــة وال يلجــأ إىل أي مــن املصــادر إال إذا مل يجــد نص ـاً ترشيعي ـاً‬
‫يحكــم الن ـزاع املعــروض‪ .‬ويتمثــل الترشيــع التجــاري يف اململكــة العربيــة الســعودية بصفــة أساســية يف‬
‫نظــام املحكمــة التجاريــة الصــادر يف ‪١٣٥٠/١/١٥‬هـــ والــذي يعتــرب بحــق مبثابــة التقنــني التجــاري فهــو‬
‫يضــم ‪ ٦٣٣‬مــادة تنظــم فض ـالً عــن التجــارة الربيــة والتجــارة البحريــة األعــامل التجاريــة)‪ ،(٥٢‬كــام يتمثــل‬
‫الترشيــع التجــاري أيض ـاً يف العديــد مــن األنظمــة التــي صــدرت مكملــة أو معدلــة لهــذا النظــام والتــي‬
‫مــن أهمهــا نظــام األوراق التجاريــة الصــادر بق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ٦٩٢‬وتاريخــه ‪١٣٨٣/٩/٢٦‬هـــ‪،‬‬
‫واملتــوج باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٣٧‬يف ‪١٣٨٣/١٠/١١‬هـــ)‪ (٥٣‬ونظــام الــرشكات الصــادر بقـرار مجلــس الــوزراء‬
‫م‪ ٣/‬وتاريــخ ‪١٤٣٧/١/٢٨‬هـــ وتعديالتــه ونظــام الســجل التجــاري الصــادر باألمــر امللــيك رقــم ‪٤٤٧٠/١/٢١‬‬
‫يف ‪١٣٧٥/١١/٩‬هـــ)‪ (٥٤‬ونظــام العالمــات الفارقــة الصــادر باألمــر الســامي رقــم ‪ ٧٧٦٢‬يف ‪١٣٥٨/٧/٢٨‬هـــ)‪،(٥٥‬‬
‫ونظــام مكافحــة الغــش التجــاري الصــادر بقـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ٦٠١‬بتاريــخ ‪١٣٨١/٨/٦‬هـــ واملتــوج‬
‫باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٤٥‬يف ‪١٣٨١/٨/١٤‬هـــ)‪ ،(٥٦‬ونظــام الــوكاالت التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك رقم ‪١١‬‬
‫وتاريــخ ‪١٣٨٣/٢/٢٠‬هـــ)‪ ،(٥٧‬ونظــام املعايــرة واملقاييــس الصــادر بق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ٦٢٧‬وتاريــخ‬
‫‪١٣٨٣/٩/٢‬هـــ املتــوج باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٢٩‬يف ‪١٣٨٣/٩/١٣‬هـــ)‪ ،(٥٨‬ونظــام مراقبــة البنــوك الصــادر بقـرار‬
‫مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ١٧٩‬بتاريــخ ‪١٣٨٦/٢/٥‬هـــ واملتــوج باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٥/‬يف ‪١٣٨٦/٢/٢٢‬هـــ‪،‬‬
‫ونظــام مؤسســة النقــد العــريب الســعودي الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ١٠٤٦/١/٤/٣٠‬وتاريــخ‬
‫‪١٣٧١/٧/٢٥‬هـــ‪ ،‬واملعــدل باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٢٣‬وتاريــخ ‪١٣٧٧/٥/٢٣‬هـــ)‪ ،(٥٩‬ونظــام الغــرف التجاريــة‬
‫الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٦/‬وتاريــخ ‪١٤٠٠/٧/٣٠‬هـــ)‪ ،(٦٠‬ونظــام حاميــة وتشــجيع الصناعــات الوطنيــة‬
‫الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٥٠‬وتاريــخ ‪١٣٨١/١٢/٢٣‬هـــ‪ ،‬ونظــام اســتثامر رأس املــال األجنبــي الصــادر‬

‫)‪ (٥٢‬وبصدور العديد من األنظمة مل يتبقى من مواد نظام املحكمة التجارية محل التنفيذ سوى ‪ ٣٠‬ماده‪ .‬انظر يف ذلك الدكتور يحيى بن حسني الرشيف‪،‬‬
‫املدخل اىل القانون التجاري السعودي‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪١٤٤٢ ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.٤٧‬‬
‫)‪ (٥٣‬عدل نظام األوراق التجارية باملرسوم املليك رقم م‪ ٤٥ /‬وتاريخ ‪١٤٠٩ /٩ /١٢‬ه‪.‬‬
‫)‪ (٥٤‬صدر نظام السجل التجاري الجديد باملرسوم املليك رقم م‪ ١ /‬وتاريخ ‪١٤١٦ /٢ /٢١‬ه‬
‫)‪ (٥٥‬صدر النظام الجديد للعالمات التجارية باملرسوم املليك رقم م‪ ٢١ /‬وتاريخ ‪١٤٢٣ /٥ /٢٨‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٥٦‬وقد صدر النظام الجديد ملكافحة الغش التجاري باملرسوم املليك رقم م‪ ١١ /‬وتاريخ ‪١٤٠٤ /٥ /٢٩‬ه‪.‬‬
‫)‪ (٥٧‬عدل نظام الوكاالت التجارية باملرسوم املليك رقم م‪ ٥ /‬وتاريخ ‪١٣٨٩ /٦ /١١‬ه‪ ،‬واملرسوم املليك رقم م‪ ٣٢ /‬وتاريخ ‪١٤٠٠ /٨ /١٠‬ه‬
‫)‪ُ (٥٨‬ع ِدل نظام القياس واملعايرة باملرسوم املليك رقم م‪ ٥١ /‬وتاريخ ‪١٤٣٤ /١١ /١٣‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٥٩‬صدر النظام الجديد للبنك املركزي باملرسوم املليك رقمم‪ ٣٦/‬وتاريخ ‪١٤٤٢/٤/١١‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٦٠‬وقد صدر النظام الجديد للغرف التجارية باملرسوم املليك رقم م‪ ٣٧/‬وتاريخ ‪١٤٤٢ /٤ /٢٢‬هـ‪.‬‬
‫‪٢٣‬‬
‫باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٤/‬وتاريــخ ‪ ١٣٩٩/٢/٢‬هـــ)‪ ،(٦١‬ونظــام املعــادن الثمينــة واألحجــار الكرميــة الصــادر‬
‫باملرســوم امللكريقمــم‪ ٤٢/‬وتاريــخ ‪١٤٩٧/٧/١٠‬هـــ)‪ ،(٦٢‬ونظــام الدفاتــر التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك‬
‫رقــم م‪ ٦١/‬وتاريــخ ‪١٤٠٩/١٢/١٧‬هـــ‪.‬‬

‫‪ -١5‬ثانياً ‪ :‬الشريعة العامة‪:‬‬

‫ســبق القــول أن الرشيعــة اإلســالمية تعتــرب يف بالدنــا الرشيعــة العامــة التــي تنظــم الروابــط القانونيــة عــىل‬
‫اختــالف أوصافهــا ويخضــع لهــا جميــع األشــخاص تجــارا ً كانــوا أم غــري تجــار‪ ،‬وأن القانــون التجــاري ال‬
‫يتضمــن ســوى مجموعــة مــن األحــكام الخاصــة ببعــض املســائل التــي قُــدر نظـرا ً لطبيعتهــا الخاصــة رضورة‬
‫إفرادهــا بتنظيــم معــني‪ .‬ويرتتــب عــىل ذلــك أنــه إذا مل تــرد يف الترشيعــات التجاريــة نصــوص خاصــة بعالقــة‬
‫قانونيــة معينــة‪ ،‬فإنــه يتعــني الرجــوع إىل أحــكام الرشيعــة اإلســالمية يف املعامــالت والبحــث فيهــا عــن الحل‬
‫املطلــوب‪ ،‬ويالحــظ أن الرجــوع يف هــذه الحالــة إىل أحــكام الرشيعــة اإلســالمية أمــر الزم قبــل اللجــوء إىل‬
‫مصــادر القانــون التجــاري األخــرى‪ ،‬كــام أنــه ال يكــون إال عنــد ســكوت النصــوص التجاريــة‪.‬‬

‫ولكن ما الحكم عند تعارض نصوص الرشيعة الخاصة مع أحكام الرشيعة العامة؟‬

‫آثــار هــذا التســاؤل بعــض الصعوبــات يف الــدول ذات القوانــني الوضعيــة والتــي يشــكل فيهــا القانــون‬
‫املــدين الرشيعــة العامــة‪ .‬وقــد اســتقر الــرأي يف حالــة قيــام تعــارض بــني نــص تجــاري ونــص مــدين عــىل أنــه‬
‫يجــب دامئ ـاً تغليــب النــص التجــاري حتــى ولــو كان النــص املــدين الحق ـاً مــن حيــث التاريــخ طاملــا كان‬
‫النصــان مــن درجــة واحــدة بــأن كان كل منهــام آمـرا ً أو مفـرسا ً‪ ،‬أمــا إن اختلفــت قوتهــام بــأن كان أحدهــام‬
‫آمـرا ً واآلخــر مفـرسا ً فيلــزم األخــذ بالنــص اآلمــر ولــو كان واردا ً يف الترشيــع املــدين)‪.(٦٣‬‬

‫والواقــع أن مثــل هــذه الصعوبــات ال يتصــور قيامهــا يف ظــل دولــة تأخــذ بحكــم اإلســالم إذ أنــه يشــرتط‬
‫لصحــة الترشيــع يف هــذه الدولــة أال تتعــارض املصالــح التــي ينظمهــا مــع مبــدأ أو حكــم رشعــي بنــي عــىل‬
‫نــص أو إجــامع‪ ،‬فالتعــارض بــني الترشيعــات الخاصــة وأحــكام الرشيعــة اإلســالمية غــري وارد إذن يف ظــل‬
‫دولــة اإلســالم)‪.(٦٤‬‬

‫)‪ (٦١‬وقد صدر نظام االستثامر األجنبي الجديد باملرسوم املليك رقم م‪ ١/‬وتاريخ ‪١٤٢١/١/٥‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٦٢‬وقد صدر نظام املعادن الثمينة واألحجار الكرمية الجديد باملرسوم املليك رقم م‪ ٤٢/‬وتاريخ ‪١٤٠٣/٦/١٤‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٦٣‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١‬وقارن جيجالر وايبوليتو املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪٣٠‬‬
‫)‪ (٦٤‬انظر ما سبق‪ ،‬نبذة رقم ‪٣‬‬
‫‪٢4‬‬
‫‪ -١6‬ثالثاً ‪ :‬العرف التجاري والعادات التجارية‪:‬‬

‫‪Coutume et usages commerciaux:‬‬

‫يُقصــد بالعــرف كمصــدر مــن مصــادر القانــون مجموعــة القواعــد غــري املكتوبــة التــي تنشــأ مــن اط ـراد‬
‫ســلوك األفـراد يف مســألة معينــة عــىل وجــه معــني مــع اعتقادهــم يف إلزامهــا ورضورة احرتامها‪.‬وعليــه فــإن‬
‫العــرف التجــاري ليــس إال مجموعــة القواعــد التــي تعــارف عليهــا التجــار يف تنظيــم معامالتهــم التجاريــة‬
‫مــع شــعورهم بإلزامهــا ورضورة اتبــاع أحكامهــا‪ .‬وللعــرف أهميــة خاصــة يف املعامــالت التجاريــة‪ ،‬فقــد رأينــا‬
‫أن الغالبيــة الســاحقة مــن قواعــد القانــون التجــاري نشــأت كعــادات وأعـراف درج عليهــا التجــار قبــل أن‬
‫تصبــح نصوصـاً مكتوبــة‪.‬‬

‫وعــىل الرغــم مــن دخــول القانــون التجــاري مرحلــة التقنــني ووفــرة النصــوص الترشيعيــة يف العــرص‬
‫الحديــث‪ ،‬فــال يـزال العــرف يقــوم بــدور ال ميكــن إغفالــه يف تكويــن القانــون التجــاري وتطويــر أحكامــه‪،‬‬
‫بــل إن بعــض النظــم التجاريــة كالبيــوع البحريــة والحســابات الجاريــة واالعتــامدات املســتندية ال ت ـزال‬
‫محكومــة بقواعــد عرفيــة بحتــه)‪ ،(٦٥‬كــام أن هنــاك العديــد مــن القواعــد العرفيــة التجاريــة مل تــدون بعــد‬
‫يف نصــوص ترشيعيــة ومــن أمثلتهــا افـرتاض التضامــن بــني املدينــني بديــن تجــاري يف حالــة تعددهــم وذلــك‬
‫خالفـاً للقاعــدة املدنيــة التــي تقــيض بعــدم افـرتاض التضامــن‪ ،‬واالكتفــاء يف البيــع التجــاري بانقــاص الثمــن‬
‫دون الفســخ إذا مــا قــدم البائــع للمشــرتي بضاعــة أقــل جــودة مــن الصنــف املتفــق عليــه‪.‬‬

‫والعــرف قــد يكــون خاص ـاً مبــكان معــني أو بتجــارة معينــة وقــد يكــون عام ـاً متبع ـاً يف الدولــة بأرسهــا‬
‫وســائدا ً يف جميــع املعامــالت التجاريــة‪ ،‬والعــرف الخــاص يغلــب عــىل العــرف العــام‪ .‬وكث ـريا ً مــا يكــون‬
‫العــرف التجــاري دولي ـاً كــام هــو الشــأن يف املســائل البحريــة‪.‬‬

‫ويف حالــة قيــام تعــارض بــني النصــوص التجاريــة والعــرف التجــاري‪ ،‬فــال صعوبــة يف األمــر إذ يجــب دامئـاً‬
‫تغليــب النصــوص التجاريــة اآلمــرة عــىل العــرف‪ ،‬وهــذا األخــري عــىل النصــوص التجاريــة املفــرسة‪.‬‬

‫أمــا إذا وقــع التعــارض بــني النصــوص املدنيــة والعــرف التجــاري‪ ،‬فنالحــظ أنــه ال خــالف أيضـاً بــني الـرشاح‬
‫عــىل رضورة النــزول عنــد حكــم العــرف طاملــا كانــت النصــوص املدنيــة مــن طبيعــة مفــرسة‪ .‬أمــا إذا‬
‫كانــت النصــوص املدنيــة مــن طبيعــة آمــره فقــد اختلــف الــرأي‪ ،‬فنــادى البعــض بــرضورة تغليــب العــرف‬
‫التجــاري يف مثــل هــذه الحالــة بحجــة أن النصــوص املدنيــة ‪-‬آمــره كانــت أو مفــرسة‪ -‬ال تطبــق يف نطــاق‬
‫القانــون التجــاري إال إذا مل يوجــد حكــم خــاص يف القانــون التجــاري‪ ،‬ووجــود عــرف تجــاري معنــاه وجــود‬

‫)‪ (٦٥‬دكتور كامل طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪١٣‬‬


‫‪٢5‬‬
‫قاعــدة قانونيــة تجاريــة خاصــة فــال حاجــة مــع وجودهــا إىل تطبيــق القواعــد املدنيــة العامــة)‪ ،(٦٦‬بينــام‬
‫قــال البعــض اآلخــر بــرضورة تغليــب النصــوص املدنيــة اآلمــرة عــىل العــرف التجــاري ألن هــذه النصــوص‬
‫تتعلــق بالنظــام العــام)‪.(٦٧‬‬

‫عــىل أن هــذا الخــالف ال أهميــة لــه يف الــدول التــي تســتمد قانونهــا املــدين ورشيعتهــا العامــة مــن أحــكام‬
‫الرشيعــة اإلســالمية الغـراء إذ أنــه يشــرتط رشعـاً العتبــار العــرف يف هــذه البــالد أال يكــون معارضـاً ألصــل‬
‫رشعــي قطعــي أو معطـالً لنــص رشعــي)‪.(٦٨‬‬

‫والعــرف التجــاري بهــذا املعنــى يختلــف عــن العــادة التجاريــة التــي هــي عبــارة عــن القاعــدة التــي‬
‫شــاعت واســتقرت يف املعامــالت التجاريــة نتيجــة اعتيــاد األفـراد األخــذ بهــا يف عقودهــم إىل درجــة ميكــن‬
‫القــول معهــا باتجــاه إرادة املتعاقديــن ضمن ـاً إىل اتبــاع حكمهــا دون حاجــة إىل النــص عليهــا‪ ،‬فالعــادة‬
‫التجاريــة تســتمد قوتهــا امللزمــة مــن اف ـرتاض ان ـرصاف نيــة األف ـراد إىل قبولهــا رصاحــة أو ضمن ـاً‪ ،‬لذلــك‬
‫غالبـاً مــا تســمى العــادات التجاريــة باســم العــادات االتفاقيــة‪ .‬وعليــه فإنــه إذا مــا ثبــت عــدم رضــاء أحــد‬
‫املتعاقديــن بالعــادة أو عــدم علمــه بهــا وجــب اســتبعاد حكمهــا‪.‬‬

‫ومــن أمثلــة العــادات االتفاقيــة جريــان العمــل عــىل مســلك معــني يف حــزم البضائــع أو تقديرهــا وزنـاً أو‬
‫عــددا ً أو قياسـاً‪ ،‬أو تحديــد مــدة معينــة لفحــص البضائــع يف بعــض البيــوع التجاريــة أو تحديــد مــدة قصوى‬
‫للرجــوع بضــامن العيــوب الخفيــة إىل غــري ذلك)‪.(٦٩‬ويالحــظ يف النهايــة مــا بــني العــرف والعــادة االتفاقيــة‬
‫مــن فــارق أســايس مــن حيــث القــوة امللزمــة‪ ،‬فالعــرف ملــزم دامئـاً مــا مل يتفــق األطـراف عــىل اســتبعاده‬
‫رصاحــة ولذلــك فإنــه ينطبــق حتــى ولــو ثبــت عــدم علــم األطـراف بــه‪ ،‬أمــا العــادة االتفاقيــة فــال تطبــق‬
‫إال إذا اتجهــت إرادة األطـراف الرصيحــة أو الضمنيــة إىل األخــذ بهــا‪ ،‬وعــىل مــن يحتــج بهــا أن يثبــت قيامهــا‬
‫وأخــذ الطرفــني بهــا‪.‬‬

‫ومــرد ذلــك إىل أن العــرف قانــون ولذلــك يفــرتض علــم الكافــة والقــايض بأحكامــه كــام يفــرتض علمهــم‬
‫بالترشيــع ســواء بســواء ولهــذا قــال البعــض أنــه يتعــني عــىل القــايض أن يطبــق العــرف مــن تلقــاء نفســه‬
‫دون أن يكلــف الخصــوم بإثباتــه‪ ،‬فاملتقاضــون ال يكلفــون بإثبــات القواعــد القانونيــة الواجبــة التطبيــق)‪.(٧٠‬‬

‫)‪ (٦٦‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٥١‬وانظر أيضاً جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٣٢‬د‪ .‬مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪١٣‬‬
‫)‪ (٦٧‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٢١‬د‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬املوجز‪ ،‬نبذة رقم ‪٥٤‬‬
‫)‪ (٦٨‬د‪ .‬سعيد عبد املنعم الحكيم‪ ،‬يف رسالته للدكتوراه بعنوان »الرقابة عىل أعامل اإلدارة يف الرشيعة اإلسالمية والنظم املعارصة«‪ ،‬القاهرة ‪ ،١٩٧٦‬ص ‪ ،١٣٩‬د‪.‬‬
‫بدران أبو العينني بدران‪» ،‬أصول الفقه« اإلسكندرية‪ ،١٩٦٥ ،‬ص ‪٣٢٠‬‬
‫)‪ (٦٩‬د‪ .‬أكثم الخويل‪ ،‬دروس‪ ،‬نبذة رقم ‪١٠‬‬
‫)‪ (٧٠‬ريبري وريلو‪ ،‬املرجع السابق نبذة رقم ‪ ،٥١‬اسكاراورو املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪٤٦‬‬
‫قارن هامل والجارد‪ .‬نبذة رقم ‪ ،٤٦‬د‪ .‬أكثم الخويل‪» ،‬املوجز‪ «...‬نبذة رقم ‪ ،٥٢‬د‪ .‬محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬واملرجع السابق نبذة رقم ‪٢٢‬‬
‫‪٢6‬‬
‫هــذا وقــد جــرى العمــل عــىل إثبــات العــرف التجــاري بواســطة شــهادة تســمى ‪ Parere‬تســتخرج مــن‬
‫الغرفــة التجاريــة‪ ،‬ونعتقــد أن نظــام الغــرف التجاريــة يف اململكــة العربيــة الســعودية يســمح للغــرف‬
‫التجاريــة بإصــدار مثــل هــذه الشــهادات‪ ،‬إذ هــو ينــص – فض ـالً عــن أن مــن بــني مهــام الغرفــة تزويــد‬
‫الحكومــة والدوائــر باملعلومــات التــي تطلبهــا منهــا فيــام يختــص بالشــئون التجاريــة واملاليــة والصناعيــة‪-‬‬
‫عــىل أن الشــهادات التــي تصــدر مــن الغرفــة بنــا ًء عــىل طلــب املحكمــة أو دائــرة مــن دوائــر الحكومــة‬
‫تكــون معتــربة)‪.(٧١‬‬

‫ومــع ذلــك فليــس للشــهادات التــي تصدرهــا الغرفــة التجاريــة إال حجيــة نســبية أمــام القضــاء‪ ،‬فللمحاكــم‬
‫أن تهملهــا وتكــون اقتناعهــا بوجــود أو بعــدم وجــود العــرف باالســتناد إىل رأي خبــري أو باستشــارة هيئــات‬
‫موثــوق بهــا‪.‬‬

‫هذا ويالحظ يف النهاية أن العادة التجارية ال ميكن أن تخالف عرفاً تجارياً خاصاً كان أو عاماً‪.‬‬

‫‪ -١7.‬رابعاً ‪ :‬القضاء والفقه‪:‬‬

‫بخــالف املصــادر الســابق دراســتها والتــي تعتــرب مصــادر رســمية للقانــون التجــاري يلتــزم القــايض بالرجــوع‬
‫إليهــا لحــل مــا يعــرض عليــه مــن منازعــات تجاريــة‪ .‬يعتــرب القضــاء والفقــه مــن املصــادر التفســريية التــي‬
‫يســتعني بهــا القــايض عــىل اســتخالص القواعــد مــن املصــادر الرســمية امللزمــة وعــىل تقــيص مفهــوم تلــك‬
‫القواعــد عنــد الفصــل يف املنازعــات التــي تعــرض عليــه‪ ،‬وعــىل الرغــم مــن عــدم الت ـزام القــايض عموم ـاً‬
‫باتبــاع مــا تقــض بــه املصــادر التفســريية‪ ،‬فــإن لهــذه املصــادر أهميــة خاصــة يف نطــاق القانــون التجــاري‪.‬‬

‫وتظهــر أهميــة القضــاء فيــام يقــوم بــه مــن ســد النقــص يف الترشيــع ليــس عــن طريــق وضــع قواعــد‬
‫قانونيــة جديــدة ‪-‬فهــو ال ميلــك ســلطة الترشيــع‪ -‬وإمنــا عــن طريــق تفســري النصــوص والتوفيــق بينهــا‬
‫بطريقــة متكنهــا مــن مالحقــة التطــور يف الحيــاة التجاريــة ومــن حكــم املســائل التــي مل يــرد حكمهــا‬
‫يف املصــادر الرســمية‪ .‬ومــن املعلــوم أن تكــرار نفــس الحلــول يف نفــس القضايــا يــؤدي إىل اســتخالص‬
‫املبــادئ التــي يقــوم عليهــا القانــون والتــي يصعــب عــىل القــايض الخــروج عليهــا‪ ،‬ولعــل مــن أهــم املبــادئ‬
‫والنظريــات التــي اســتخلصها القضــاء الفرنــيس نظريــة املنافســة غــري املرشوعــة ونظريــة الرشكــة الفعليــة‬
‫واملبــادئ التــي تحكــم الحســاب الجــاري)‪.(٧٢‬‬

‫)‪ (٧١‬مادة ‪ /٣‬ن ومادة ‪ ٢٦‬من النظام القديم‪ ،‬وقارن املادة ‪ /٥‬ج ومادة ‪ ٨‬من النظام الجديد‪.‬‬
‫د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٢٠‬اسكاراورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٣٤‬أما العرف املستقر يف الخارج فقد جرت العادة عىل إثباته بواسطة‬
‫شهادة تصدرها قنصلية الدولة ذات الشأن‪.‬‬
‫)‪ (٧٢‬انظر جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪٣٦‬‬
‫‪٢7‬‬
‫ومــام ســاعد القضــاء الفرنــيس عــىل الوصــول إىل هــذه الحلــول‪ ،‬وجــود قضــاء خــاص للمــواد التجاريــة هــو‬
‫القضــاء التجــاري‪ ،‬ونــرش أحــكام هــذا القضــاء عــىل نطــاق واســع ســواء كان ذلــك يف املجموعــات القضائيــة‬
‫أو يف املجــالت املتخصصة‪.‬وســرنى فيــام بعــد أن االختصــاص بنظــر املنازعــات التجاريــة يف اململكــة كانــت‬
‫تتقاســمه بصفــة أساســية هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة ولجــان األوراق التجاريــة حتــى صــدور نظــام‬
‫املحاكــم التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٩٣/‬وتاريــخ ‪١٤٤١/٠٨/١٥‬هـــ‪.‬‬

‫وللحقيقــة نقــول أن االطــالع عــىل ق ـرارات هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة وأحــكام املحاكــم مل يكــن‬
‫باألمــر اليســري بــل كان متعــذرا ً‪ .‬ولهــذا ســبق أن قلنــا أن حجــب هــذه القـرارات عــن الدارســني واملهتمــني‬
‫بالشــئون التجاريــة والقانونيــة ال يخــدم املصلحــة العامــة بــيشء‪ ،‬فهــو لــن يســاعد عــىل كشــف مــا قــد‬
‫يعــرتي األنظمــة التجاريــة مــن نقــص أو عيــوب وبالتــايل لــن يســمح مبعرفــة الحلــول التــي جــرى عليهــا‬
‫قضــاء الهيئــات املذكــورة يف معالجــة مثالــب تلــك األنظمــة‪ ،‬بعبــارة أخــرى نعتقــد أن تنــاول قــرارات‬
‫هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة واألحــكام القضائيــة بالــدرس والتحليــل مــن قبــل فقهــاء الرشيعــة‬
‫ورشاح القانــون عــىل حــد ســواء سيســاعد كثـريا ً عــىل تطويــر تلــك األنظمــة مبــا يلبــي حاجــات مجتمعنــا‬
‫املتجــددة ويتفــق وروح رشيعتنــا الســمحاء‪ .‬وهــذا أمــر لــن يتســنى إال بعــد الســامح بنــرش قـرارات تلــك‬
‫الهيئــات واملحاكــم أو عــىل األقــل باالطــالع عليهــا)‪.(٧٣‬‬

‫ولقــد عالجــت املــادة التاســعة والســبعون بعــد املائتــني مــن نظــام املحكمــة التجاريــة هــذه املشــكلة‬
‫وذلــك بنصهــا عــىل‪» :‬تنــرش جميــع األحــكام النهائية الصــادرة مــن الدوائــر التجاريــة االبتدائية واالســتئنافية‬
‫والدائــرة التجاريــة يف املحكمــة العليــا‪ ،‬ويتــاح االطــالع عليهــا للعمــوم«‪.‬‬

‫وتظهــر أهميــة الفقــه فيــام يقــوم بــه مــن نقــد وتقويــم للنصــوص القانونيــة والحلــول القضائيــة‪ ،‬بالتــايل‬
‫إب ـراز مــا تنطــوي عليــه مــن مزايــا وعيــوب ومــا يكتنفهــا مــن تعــارض وغمــوض‪ .‬ولقــد ســاعد الفقــه‬
‫بالفعــل يف الــدول األخــرى عــىل تطويــر قواعــد القانــون التجــاري وتوحيــد أحــكام القضــاء يف املســائل‬
‫التجاريــة‪ .‬لذلــك غالبــاً مــا يلجــأ القــايض إىل مؤلفــات وتعليقــات رشاح القانــون للتعــرف عــىل آرائهــم‬
‫وتفس ـرياتهم ألحــكام القانــون واتجاهــات القضــاء دون الت ـزام مــن جانبــه باتباعهــا بــل كث ـريا ً مــا يكــون‬
‫الفقــه هادي ـاً ومرشــدا ً للمــرشع ذاتــه)‪.(٧٤‬‬

‫وحتــى اآلن ال يوجــد لدينــا يف اململكــة فقــه تجــاري باملعنــى الصحيــح ســوى مذك ـرات أســتاذنا الدكتــور‬
‫أكثــم أمــني الخــويل التــي ألقاهــا عــىل داريس الــدورة الثانيــة بقســم دراســات األنظمــة مبعهــد اإلدارة العامة‬
‫عــام ‪١٣٩٣‬هـــ‪١٩٧٣ /‬م‪ ،‬باإلضافــة إىل بعــض املؤلفــات يف القانــون التجــاري التــي ظهــرت يف اآلونــة األخــرية‪.‬‬

‫)‪ (٧٣‬ومن املعروف أن وزارة العدل قد قامت بالفعل بنرش أحكامها‪.‬‬


‫)‪ (٧٤‬د‪ .‬مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪١٦‬‬
‫‪٢8‬‬
‫إال أنــه نظ ـرا ً للطابــع الــدويل ملعظــم أحــكام القانــون التجــاري‪ ،‬فإنــه ميكــن ســد النقــص يف هــذا املجــال‬
‫مــن جانــب املختصــني بالرجــوع إىل املؤلفــات العربيــة واملطــوالت األجنبيــة يف القانــون التجــاري املشــار‬
‫إليــه يف هــذا املؤلــف‪.‬‬

‫‪ -١8‬خطة الدراسة‪:‬‬

‫بعــد أن فرغنــا مــن دراســة هــذه املقدمــة العامــة والتــي قمنــا فيهــا بتعريــف القانــون التجــاري وتحديــد‬
‫نطاقــه وبيــان مصــادره‪ ،‬نقســم هــذا املؤلــف إىل قســمني كبرييــن نتنــاول يف األول نظريــة األعــامل التجاريــة‬
‫والتاجــر واملحــل التجارياملتجــر‪ ،‬ونــدرس يف الثــاين الــرشكات التجاريــة‪.‬‬

‫‪٢9‬‬
‫القسم األول‬

‫نظرية األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري‬


‫مقدمة‬

‫‪ -١٩‬لجــأ نظــام املحكمــة التجاريــة – شــأنه يف ذلــك شــأن القانــون التجــاري الفرنــيس والقوانــني التــي‬
‫تأثــرت بــه‪ -‬إىل تحديــد األعــامل التجاريــة بطريــق الــرسد‪ ،‬فــأورد يف مادتــه الثانيــة تعــدادا ً طويـالً لألعــامل‬
‫التــي تعتــرب يف نظــره تجاريــة‪ ،‬كــام أورد يف نفــس املــادة نصـاً يقــيض بتجاريــة جميــع العقــود والتعهــدات‬
‫الحاصلــة بــني التجــار واملتســببني والســامرسة والصيــارف والــوكالء بأنواعهــم‪.‬‬

‫ومفــاد ذلــك أن نظــام املحكمــة التجاريــة يعــرف نوعــني مــن األعــامل التجاريــة‪ :‬أعــامل تجاريــة أصليــة‬
‫بطبيعتهــا أو لذاتهــا وهــي األعــامل التــي ذكرتهــا املــادة الثانيــة بالنــص الرصيــح)‪ ،(٧٥‬وأعــامل تجاريــة‬
‫بالتبعيــة أو النســبية وهــي األعــامل التــي ال تكتســب الصفــة التجاريــة إال لصدورهــا مــن تاجــر مبناســبة‬
‫مبارشتــه ألعــامل تجارتــه‪ ،‬لذلــك غالبـاً مــا يطلــق عــىل هــذه األعــامل أيضـاً اســم األعــامل التجاريــة الذاتيــة‬
‫أو الشــخصية‪.‬‬

‫وقــد تقــع األعــامل التجاريــة بــني تاجــر وغــري تاجــر‪ ،‬فتكــون تجاريــة بالنســبة إىل طــرف ومدنيــة بالنســبة‬
‫إىل الطــرف اآلخــر‪ ،‬وهــذا يعنــي أن هــذه األعــامل ذات طبيعــة مختلطــة‪ ،‬وســرنى فيــام بعــد أن األعــامل‬
‫املختلطــة ال تشــكل نوعـاً ثالثـاً مــن األعــامل التجاريــة يقــوم إىل جــوار النوعــني الســابقني‪ ،‬والتاجــر يـزاول‬
‫اعاملــه التجاريــة مــن خــالل محــل تجــاري‪.‬‬

‫وعليــه فإننــا ســندرس يف هــذا القســم األول ثالثــة ابــواب البــاب األول نخصصــه لدراســة االعــامل التجاريــة‬
‫وأمــا البــاب الثــاين فســيكون موضوعــه التاجــر ويف البــاب الثالــث نــدرس املحــل التجــاري‪.‬‬

‫)‪ (٧٥‬وسرنى فيام بعد أن هناك طائفة من األعامل التجارية األصلية مل يرد النص عليها ولكنها اعتربت كذلك بطريق القياس‪.‬‬
‫الباب األول‬

‫االعمال التجارية‬

‫سيتم تقسيم الدراسة في الباب االول الى أربعة فصول وهي‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني وضوابطها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األعمال التجارية األصلية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األعمال التجارية بالتبعية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬األعمال المختلطة‪.‬‬
‫الباب األول‬

‫الفصل األول‬

‫أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني وضوابطها‬

‫‪ -٢٠‬سنقســم هــذا الفصــل بــدوره إىل مبحثــني‪ :‬نتحــدث يف األول عــن أهميــة التفرقــة بــني العمــل التجــاري‬
‫والعمــل املــدين‪ ،‬ونعــرض يف الثــاين اآلراء التــي قــال بهــا الفقــه لتمييــز العمــل التجــاري عــن العمــل املــدين‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أهمية التفرقة بين العمل التجاري‬


‫والعمــل املــدين‪ -٢١‬ترجــع أهميــة التفرقــة بــني العمــل التجــاري والعمــل املــدين إىل أن القانــون قــد خــص‬
‫العمــل التجــاري –يف ذاتــه وبــرصف النظــر عــن صفــة القائــم بــه‪ -‬ببعــض األحــكام التــي تختلــف ســواء‬
‫مــن حيــث قواعــد االختصــاص القضــايئ وقواعــد اإلثبــات أم مــن حيــث القواعــد املوضوعيــة املتعلقــة‬
‫بااللتزامــات عــن القواعــد التــي تحكــم العمــل املــدين‪ .‬وتعــرف هــذه األحــكام عــادة باســم النظــام القانــوين‬
‫لألعــامل التجاريــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص القضائي‪:‬‬


‫‪ً -٢٢‬‬

‫أرشنــا فيــام ســبق إىل انــه يوجــد يف بعــض البــالد كفرنســا قضــاء خــاص باملنازعــات املتعلقــة باألعــامل‬
‫التجاريــة يعــرف باســم القضــاء التجــاري‪ ،‬ويشــرتك يف هــذا القضــاء أعضــاء مــن التجــار تنتخبهــم الغرفــة‬
‫التجاريــة‪ .‬وال شــك يف أن متثيــل التجــار يف القضــاء التجــاري قصــد منــه ربــط هــذا القضــاء بالواقــع العلمــي‪،‬‬
‫فالتجــار أدرى مــن غريهــم بأعـراف التجــارة ومقتضياتهــا‪ ،‬وليــس أدل عــىل نجــاح هــذا النــوع مــن القضــاء‬
‫يف فرنســا مــن انتشــاره يف جميــع أرجــاء البــالد وتقــدر املحاكــم التجاريــة حالي ـاً بنحــو مائتــني وثالثــني‬
‫محكمــة)‪.(٧٦‬‬

‫وقــد أخــذ نظــام املحكمــة التجاريــة يف اململكــة العربيــة الســعودية ومــن قبلــه نظــام املجلــس التجــاري‬
‫املعــد عــام ‪١٣٤٥‬هـــ بنظــام القضــاء التجــاري‪ ،‬إذ قضــت املــادة ‪ ٤٣٢‬مــن نظــام املحكمــة بإنشــاء محكمــة‬
‫تجاريــة تؤلــف مــن رئيــس وســتة أعضــاء‪ :‬ثالثــة فخريــني وثالثــة دامئــني برواتــب ينتخبــون مــن األشــخاص‬
‫الذيــن لهــم خــربة تامــة بالشــئون التجاريــة واملشــهورين بالديانــة والــرشف واالســتقامة وعضــو رشعــي‬
‫ســابع‪ ..‬كــام حــددت املــادة ‪ ٤٤٣‬اختصاصــات املحكمــة يف املســائل التجاريــة‪ .‬أمــا املــادة ‪ ٤٤٥‬مــن نفــس‬
‫النظــام فقــد نصــت عــىل ان الصكــوك التــي تصدرهــا املحكمــة تكــون معتــربة متــى اكتســبت صفــة الحكــم‬
‫القطعــي‪.‬‬

‫)‪ (٧٦‬انظر روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق نبذة رقم ‪٢٨٨‬‬


‫‪٣4‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫وقــد قامــت بالفعــل أول محكمــة تجاريــة يف جــدة‪ ،‬ولكــن هــذه املحكمــة مل يكتــب لهــا البقــاء إذ مــا‬
‫لبثــت أن ألغيــت بق ـرار رئيــس الــوزراء رقــم ‪ ١٤٢‬بتاريــخ ‪١٣٧٤/١٠/٢٧‬هـــ‪.‬‬

‫وقــد ترتــب عــىل إلغــاء املحكمــة التجاريــة قيــام بعــض الصعوبــات فيــام يتعلــق مبحاكمــة املخالفــني‬
‫لبعــض األنظمــة التجاريــة األمــر الــذي كان يهــدد بتعطيــل تلــك األنظمــة‪ .‬لذلــك فقــد عهــد مجلــس‬
‫الــوزراء بقـراره رقــم ‪ ٢٢٨‬يف ‪١٣٨٠/٦/٢‬هـــ إىل وزارة التجــارة بتــويل اختصاصــات املحكمــة التجاريــة وتطبيق‬
‫العقوبــات املنصــوص عليهــا يف نظــام املحكمــة التجاريــة واألنظمــة التجاريــة األخــرى‪.‬‬

‫واســتنادا ً إىل قـرار مجلــس الــوزراء املذكــور قــام وزيــر التجــارة بإصــدار قـراره رقــم ‪ ٢٢٧‬يف ‪١٣٨٢/٢١/٢٥‬هـــ‬
‫والــذي يقــيض بإنشــاء هيئــة تســمى »هيئــة فــض املنازعــات التجاريــة« وتتكــون هــذه الهيئــة مــن رئيــس‬
‫وعضويــن أحدهــام مستشــار قانــوين والثــاين تاجــر ترشــحه الغرفــة التجاريــة‪ .‬وهــذه الهيئــة عــىل درجتــني‬
‫ابتدائيــة واســتئنافية وتتبــع يف أعاملهــا اإلجـراءات املنصــوص عليهــا يف نظــام املحكمــة التجاريــة كــام أنهــا‬
‫متــارس جميــع اختصاصــات املحكمــة امللغــاة مبــا يف ذلــك الحكــم بعقوبــة الحبــس املنصــوص عليهــا يف‬
‫النظــام املذكــور والتــي قــد تصــل يف بعــض األحيــان إىل خمــس ســنوات)‪.(٧٧‬‬

‫وعــىل أثــر صــدور نظــام األوراق التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم ‪٣٧‬وتاريــخ ‪١٣٨٣/٩/٢٦‬هـــ قــام‬
‫وزيــر التجــارة بإصــدار الق ـرار الــوزاري رقــم ‪ ٢٦٢‬يف ‪١٣٨٤/١١/٢٦‬هـــ ليحــل محــل الق ـرار الــوزاري رقــم‬
‫‪ ٢٢٧‬وتاريــخ ‪١٣٨٢/١/٢٥‬هـــ‪ ،‬ويقــيض القـرار الجديــد بتشــكيل هيئــة بــوزارة التجــارة تســمى »هيئــة فــض‬
‫املنازعــات التجاريــة« وتختــص بفــض املنازعــات التجاريــة والفصــل يف القضايــا التــي تعهــد إليهــا األنظمــة‬
‫والقـرارات أو األوامــر بالنظــر فيهــا‪ ،‬كــام تختــص بفــرض العقوبــات املنصــوص عليهــا يف نظامــي العالمــات‬
‫الفارقــة واألوراق التجاريــة املــادة ‪ ،١‬وتشــكل الهيئــة يف كل مــن الريــاض وجــدة والدمــام مــن رئيــس‬
‫وعضويــن ويكــون الرئيــس موظف ـاً مــن وزارة التجــارة برتبــة مديــر عــىل األقــل‪ ،‬أمــا العضــوان اآلخ ـران‬
‫فيكــون أحدهــام مستشــارا ً نظامي ـاً والثــاين تاج ـرا ً ترشــحه الغرفــة التجاريــة التــي يقــع الن ـزاع يف دائرتهــا‬
‫املــادة ‪ ،٢‬وتتبــع الهيئــة يف إجراءاتهــا واجتامعاتهــا وإصــدار قراراتهــا األصــول املنصــوص عليهــا يف نظــام‬
‫املحكمــة التجاريــة املــادة ‪.٥‬‬

‫هــذا وكانــت هيئــة فــض املنازعــات التجاريــة تختــص فض ـالً عــن ذلــك بنظــر املنازعــات الناشــئة بــني‬
‫رشكات الكهربــاء واملســتهلكني والتــي عهــد بهــا إليهــا ق ـرار نائــب رئيــس مجلــس الــوزراء رقــم ‪٢١٧٧٦‬‬
‫وتاريــخ ‪١٣٨٣/٣/٢٤‬هـــ‪ ،‬وبنظــر قضايــا الدخــان والراديوهــات واملســجالت واالســطوانات وآالت الطــرب وما‬
‫أشــبه ذلــك مــام تجــد املحاكــم الرشعيــة غضاضــة يف النظــر فيــه والــذي أســند إليهــا االختصــاص بــه األمــر‬
‫الســامي رقــم ‪ ١٦٤٥٨‬وتاريــخ ‪١٣٨٦/٧/١٥‬هـــ‪.‬‬

‫)‪ (٧٧‬انظر املادة ‪ ١٣٦‬من نظام املحكمة التجارية‪.‬‬


‫‪٣5‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وبعــد صــدور نظــام الــرشكات باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٦/‬وتاريــخ ‪١٣٨٥/٣/٢٢‬هـــ الــذي نــص يف املــادة ‪٢٣٢‬‬
‫عــىل إنشــاء هيئــة حســم منازعــات الــرشكات التجاريــة تختــص بحســم املنازعــات املتفرعــة عــن تطبيــق‬
‫النظــام املذكــور وتطبيــق العقوبــات املنصــوص عليهــا فيــه‪ ،‬رأت وزارة التجــارة أن إنشــاء مثــل هــذه الهيئــة‬
‫إىل جانــب هيئــة »فــض املنازعــات التجاريــة« ســيؤدي إىل وجــود هيئتــني »قضائيتــني« تابعتــني ملرجــع‬
‫واحــد مــام قــد ينشــأ عنــه تداخــل يف االختصــاص وتعــارض يف مزاولــة األعــامل‪ ،‬فاقرتحــت دمــج الهيئتــني يف‬
‫هيئــة واحــدة تســمى هيئــة حســم املنازعــات التجاريــة وتشــكيل هيئــة عليــا لتمييــز قراراتهــا)‪.(٧٨‬‬

‫وبنــا ًء عــىل ذلــك فقــد صــدر قـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ١٨٦‬يف ‪١٣٨٧/٢/٥‬هـــ الــذي أخــذ باقـرتاح وزارة‬
‫التجــارة فقــىض »بدمــج« هيئــة فــض املنازعــات التجاريــة وهيئــة حســم املنازعــات التجاريــة يف هيئــة‬
‫واحــدة تســمية »هيئــة حســم املنازعــات التجاريــة« وبتشــكيل الهيئــة الجديــدة وفق ـاً لنــص املــادة ‪٢٣٢‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات يف كل مــن الريــاض وجــدة والدمــام‪ .‬كــام قــىض نفــس الق ـرار بتشــكيل هيئــة متييــز‬
‫تجاريــة برئاســة وكيــل وزارة التجــارة أو مــن ينــوب عنــه وعضويــة مستشــارين قانونيــني ممــن مل يســبق‬
‫لهــم االشـرتاك يف نظــر القضيــة تختــص بالتصديــق عــىل القـرارات االبتدائيــة مــا دامــت مطابقــة للرشيعــة‬
‫الســمحة واألنظمــة الســارية ومبــادئ العدالــة وبذلــك يكــون قـرارا ً نهائيـاً‪ ،‬أو تقــيض بإعــادة نظــر املوضــوع‬
‫إذا وجــدت أن التظلــم ذو اعتباريــة‪.‬‬

‫وعليــه ميكــن القــول بــأن هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة يف كل مــن الريــاض وجــدة والدمــام قــد‬
‫أصبحــت عــىل أثــر صــدور ق ـرار مجلــس الــوزراء اآلنــف الذكــر صاحبــة الواليــة العامــة بنظــر املنازعــات‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫ومــع ذلــك فقــد مــرت هيئــة حســم املنازعــات التجاريــة منــذ ذلــك التاريــخ بتطــور قانــوين رسيــع ومتالحق‬
‫أقــل مــا يقــال عنــه أنــه يــدل عــىل الــرتدد أكــرث مــا يــدل عــىل االســتقرار ووضــوح الرؤيــة يف هــذا الخصوص‪،‬‬
‫وبالرغــم مــن أننــا مل نتمكــن حتــى اآلن مــن الوقــوف عــىل كل التفاصيــل يف هــذا الشــأن‪ ،‬فإننــا نســتطيع أن‬
‫نالحــظ أن التطــور قــد لحــق بثالثــة أمــور رئيســية مــن أمــور هيئــة حســم املنازعــات التجارية‪:‬‬

‫األمــر األول‪ :‬يتعلــق بتشــكيلها‪ ،‬فقــد رأينــا أن هيئــة فــض املنازعــات التجاريــة كانــت تشــكل مــن موظــف‬
‫بــوزارة التجــارة والصناعــة برتبــة مديــر رئيسـاً وعضويــن أحدهــام مستشــار قانــوين واآلخــر تاجــر ترشــحه‬
‫الغرفــة التجاريــة‪ .‬أمــا هيئــة حســم املنازعــات التجاريــة فقــد قــىض ق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪١٢٢١‬‬
‫وتاريــخ ‪١٣٨٨/٩/٨-٧‬هـــ بتشــكيلها يف بــادئ األمــر مــن عضويــن رشعيــني وآخريــن مــن وزارة التجــارة‬
‫والصناعــة يف كل مــن الريــاض وجــدة والدمــام‪ .‬ثــم أعيــد النظــر يف هــذا التشــكيل بحيــث اقتــرص عــىل‬

‫)‪ (٧٨‬انظر خطاب وزير التجارة والصناعة املوجه إىل جاللة امللك تحت رقم ‪ /١٠٢‬ه وتاريخ ‪ ١٣٨٨ /٢ /٢٢‬ه‪.‬‬
‫‪٣6‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫عضويــن رشعيــني لــكل هيئــة وعضــو احتياطــي رشعــي)‪ ،(٧٩‬وأخـريا ً اســتقر األمــر عــىل تشــكيل كل هيئــة مــن‬
‫عضويــن رشعيــني يرشــحهام وزيــر العــدل ومستشــار قانــوين يرشــحه وزيــر التجــارة)‪.(٨٠‬‬

‫األمــر الثانــي‪ :‬يتعلــق بحجيــة قراراتهــا‪ ،‬فقــد رأينــا أن ق ـرارات هيئــة حســم املنازعــات مل تكــن يف األصــل‬
‫نهائيــة إذ يجــب التصديــق عليهــا مــن هيئــة التمييــز التــي نــص عليهــا ق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪١٨٦‬‬
‫وتاريــخ ‪١٣٨٧/٢/٥‬هـــ‪ ،‬إال أنــه يبــدو أن بعــض الصعوبــات قــد قامــت أمــام هيئــة التمييــز هــذه‪ ،‬مــام‬
‫حــدا بوزيــر التجــارة إىل أن يعــرض األمــر عــىل املقــام الســامي وأن يطلــب اعتبــار القـرارات الصــادرة مــن‬
‫هيئــات حســم املنازعــات نهائيــة‪ ،‬األمــر الــذي تــم بالفعــل مبوجــب ق ـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪١٢٢١‬‬
‫اآلنــف الذكــر)‪.(٨١‬‬

‫األمــر الثالــث‪ :‬يتعلــق باختصاصهــا‪ ،‬فقــد ذكرنــا لتونــا أنــه قــد ترتــب عــىل ق ـرار الدمــج الســابق اإلشــارة‬
‫إليــه أن أصبحــت هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة صاحبــة الواليــة العامــة بنظــر املنازعــات التجاريــة‪.‬‬
‫ومــع ذلــك فلــم ميــض عــام واحــد عــىل هــذا الق ـرار حتــى قــام وزيــر التجــارة بنــا ًء عــىل الصالحيــات‬
‫املخولــة لــه مبوجــب »أحــكام نظــام األوراق التجاريــة«‪ ،‬وبنــا ًء عــىل مقتضيــات املصلحــة العامــة بإنشــاء‬
‫ثــالث لجــان تجاريــة تســمى لجــان األوراق التجاريــة يف كل مــن الريــاض وجــدة والدمــام‪ ،‬وتختــص هــذه‬
‫اللجــان بالنظــر يف املنازعــات الناشــئة عــن تطبيــق نظــام األوراق التجاريــة وتشــكل كل لجنــة مــن ثالثــة‬
‫مستشــارين قانونيــني)‪ (٨٢‬وتطبــق هــذه اللجــان يف أعاملهــا اإلجـراءات واألصــول املنصــوص عليهــا يف الفصــل‬
‫الســادس حتــى الفصــل التاســع وكذلــك يف الفصــل الثــاين عــرش مــن البــاب الثالــث مــن نظــام املحكمــة‬
‫التجاريــة‪ .‬ويجــوز التظلــم مــن قـرارات هــذه اللجــان أمــام وزيــر التجــارة رشيطــة أن يقــدم التظلــم خــالل‬
‫الثالثــني يوم ـاً التاليــة لتبليغــه الق ـرار)‪.(٨٣‬‬

‫هــذا وملــا كان املرســوم امللــيك رقــم م‪ ٥/‬وتاريــخ ‪١٣٨٩/٦/١١‬هـــ قــد قــىض مــن ناحيتــه بتشــكيل هيئــة‬
‫بــوزارة التجــارة مــن ثالثــة أعضــاء لتطبيــق العقوبــات الــواردة يف نظامــي الــوكاالت التجاريــة واملعايــرة‬
‫واملقاييــس فقــد عهــد وزيــر التجــارة بقـراره رقــم ‪ ١٢٨٥‬وتاريــخ ‪١٣٨٩/٦/٢٨‬هـــ إىل لجنــة األوراق التجاريــة‬
‫بالريــاض مبهمــة تطبيــق العقوبــات املذكــورة)‪.(٨٤‬‬

‫)‪ (٧٩‬انظر خطاب وزير التجارة والصناعة املوجه إىل وزير العدل برقم ‪ ١٠١٢‬م يف ‪١٣٩٠ /١١ /٢٢‬ه‬
‫)‪ (٨٠‬انظر خطاب رئيس مجلس الوزراء املوجه إىل وزير التجارة والصناعة برقم ‪ ٢٤٧٥٣‬يف ‪١٣٩٢ /١٢ /١٨‬ه‬
‫)‪ (٨١‬وقد تأكدت نهائية قرارات الهيئة املذكورة مبوجب قرار رئيس مجلس الوزراء املوجه لوزير الداخلية برقم ‪ ١٠١٨‬وتاريخ ‪ ١٣٩٠ /١ /١٨‬ه ردا ً عىل استفسار‬
‫األخري حول ما يجب اتخاذه حيال من يقوم باللجوء إىل املحاكم الرشعية عندما يرى أن الهيئة ستصدر قرارها يف غري صالحه‬
‫)‪ (٨٢‬انظر قرارات وزير التجارة والصناعة أرقام ‪ ٣٥٣‬و ‪ ٣٥٤‬يف ‪ ١٣٨٨ /٥ /١١‬ه و ‪ ٣٥٨‬يف ‪ ١٣٨٨ /٥ /١٦‬ه‬
‫)‪ (٨٣‬انظر قرار وزير التجارة رقم ‪ ٧٢٩‬يف ‪ ١٣٨٨ /١١ /٧‬ه‬
‫)‪ (٨٤‬إنه ملن امللفت للنظر حقاً ما ينص عليه هذا القانون من جواز التظلم من قرارات لجنة األوراق التجارية أمام وزير التجارة والصناعة خالل خمسة عرش‬
‫يوماً من إبالغها للمتظلم وإال أصبحت نهائية مبيض املدة املذكورة وتصديق وزير التجارة والصناعة عليها يف حني أن قرار وزير التجارة رقم ‪ ٧٢٩‬يف ‪١٣٨٨ /١١ /٧‬‬
‫ه قد حدد مدة التظلم من قرارات لجان األوراق التجارية بثالثني يوماً‬
‫‪٣7‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وهكــذا ميكــن القــول بــأن االختصــاص بنظــر املنازعــات التجاريــة آن ذاك كانــت تتقاســمه بصفة أساســية يف‬
‫اململكــة هيئــات حســم املنازعــات التجاريــة ولجــان األوراق التجاريــة)‪ (٨٥‬فتختــص األوىل بحســم املنازعــات‬
‫الناشــئة عــن تطبيــق نظــام الــرشكات ونظــام العالمــات الفارقــة ونظــام املحكمــة التجاريــة وذلــك فض ـالً‬
‫عــن املنازعــات التجاريــة التــي تحــدث بــني رشكات الكهربــاء واملســتهلكني وقضايــا الدخــان والراديوهــات‬
‫واملســجالت وآالت الطــرب ومــا أشــبه ذلــك مــام تجــد املحاكــم الرشعيــة غضاضــة يف النظــر فيــه‪ .‬وتختــص‬
‫الثانيــة بنظــر املنازعــات الناشــئة عــن تطبيــق نظــام األوراق التجاريــة‪ ،‬ونظــام الــوكاالت التجاريــة ونظــام‬
‫املعايــرة واملقاييس‪.‬وقــد بلــغ عــدد لجــان ومكاتــب الفصــل يف منازعــات األوراق التجاريــة باململكــة ســبعة‪،‬‬
‫كــام أنشــأت مبقتــىض قـرار وزيــر التجــارة رقــم ‪ ٩١٨‬وتاريــخ ‪١٤٠٣/٣/٢٥‬هـــ لجنــة قانونيــة تختــص بالفصــل‬
‫يف التظلــامت املقدمــة ضــد القــرارات الصــادرة يف قضايــا األوراق التجاريــة‪ ،‬ويكــون قرارهــا الصــادر يف‬
‫هــذه الحالــة نهائيـاً بعــد التصديــق عليــه مــن وزيــر التجــارة املــادة ‪ ٥‬مــن القـرار الــوزاري ســالف الذكــر‬
‫فض ـالً عــن مكاتــب االحتجــاج التــي تــم إنشــائها يف بــادئ األمــر مبقــر وزارة التجــارة بالريــاض ويف كل‬
‫فــرع مــن فروعهــا باململكــة وذلــك مبقتــىض قـرار وزيــر التجــارة رقــم ‪ ١٣٤‬وتاريــخ ‪١٣٨٤/٩/١٩‬هـــ لتلقــي‬
‫احتجــاج عــدم قبــول وعــدم وفــاء الكمبيالــة وغريهــا مــن األوراق التجاريــة وتســجيلها قــد ألغيــت‪ ،‬إذ أن‬
‫الــوزارة رأت تكليــف الغــرف التجاريــة والصناعيــة بهــذه املهمــة ليتســنى لهــا التوســط بــني أطـراف الورقــة‬
‫التجاريــة لعــرض حــل الن ـزاع ودي ـاً‪ ،‬وذلــك بهــدف الحــد مــن عــدد القضايــا التــي تعــرض عــىل لجــان‬
‫ومكاتــب األوراق التجاريــة‪ ،‬وحــث املديــن عــىل الوفــاء حفاظـاً عــىل ســمعته يف الوســط التجــاري‪ ،‬وبنــا ًء‬
‫عــىل ذلــك صــدر قـرار وزيــر التجــارة رقــم ‪ ٤٨٧‬وتاريــخ ‪١٤١١/٦/٩‬هـــ بإنشــاء مكاتــب احتجــاج بالغــرف‬
‫التجاريــة والصناعيــة بالريــاض وجــدة والدمــام واملدينــة املنــورة وبريــدة واألحســاء‪ ،‬عــىل أن تتــوىل هــذه‬
‫املكاتــب تســوية الن ـزاع ودي ـاً‪ ،‬ويف حالــة عــدم التوصــل إىل تســوية وديــة يقــوم املكتــب بتســليم الدائــن‬
‫مــا يثبــت امتنــاع املديــن عــن القبــول أو عــن الوفــاء مــع صــورة مــن ورقــة االحتجــاج بالنســبة لــألوراق‬
‫املحــرر عنهــا احتجــاج املــادة ‪ ٣‬مــن القــرار الــوزاري املشــار إليــه وقــد بلــغ عــدد مكاتــب االحتجــاج‬
‫امل ِنشــأة باململكــة أحــد عــرش مكتبـاً‪.‬‬

‫ويف عــام ‪ ١٤٠٧‬هـــ صــدر قـرار مجلــس الــوزراء رقــم ‪ ٢٤١‬وتاريــخ ‪١٤٠٧/١٠/٢٦‬هـــ وقــىض بإلغــاء هيئــات‬
‫حســم املنازعــات التجاريــة ونقــل اختصاصهــا إىل ديــوان املظــامل‪ ،‬وعــىل ذلــك يدخــل يف اختصــاص الديــوان‬
‫الفصــل يف ســائر املنازعــات التجاريــة التــي كانــت تدخــل أص ـالً يف اختصــاص هيئــات حســم املنازعــات‬
‫التجاريــة‪ ،‬وقــد نصــت املــادة ‪ ٣‬مــن قـرار رئيــس ديــوان املظــامل رقــم ‪ ٦‬لعــام ‪١٤٠٨‬هـــ عــىل أن »تختــص‬
‫الدوائــر التجاريــة باالختصاصــات التــي كانــت منوطــة مبوجــب االنظمــة والقــرارات بهيئــات حســم‬
‫املنازعــات التجاريــة مبــا فيهــا املنازعــات املتفرعــة عــن تطبيــق نظــام الــرشكات‪«.‬‬

‫)‪ (٨٥‬صدر قرار وزير التجارة رقم ‪ ٢٠٩٣‬وتاريخ ‪ ١٤٠١ /٦ /١٨‬ه بشأن إجراءات لجان األوراق التجارية‪ ،‬وعدل بالقرار الوزاري رقم ‪ ٨٥٩‬وتاريخ ‪١٤٠٣ /٣ /١٣‬ه‬
‫والقرار رقم ‪ ٥٤٦‬وتاريخ ‪١٤١٣ /٥ /١٣‬ه‬
‫‪٣8‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫وقــد أصــدر معــايل رئيــس الديــوان بالنيابــة ق ـراره رقــم ‪ ١٥‬وتاريــخ ‪١٤١١/٥/١٦‬هـــ بتعديــل املــادة ‪٣‬‬
‫ســالفة الذكــر بإضافــة عبــارة »وكذلــك بكافــة املنازعــات املتفرعــة عــن تطبيــق العالمــات التجاريــة مبــا فيهــا‬
‫الطعــن يف الق ـرارات الصــادرة بشــأنها مــن الجهــة املختصــة«‪.‬‬

‫كــام أنشــأت لجنــة للفصــل يف املخالفــات لنظــام املعــادن الثمينــة واألحجــار الكرميــة الصــادر باملرســوم‬
‫امللــيك رقــم م‪ ٤٢/‬وتاريــخ ‪١٤٠٣/٧/١٠‬هـــ طبقـاً ملــا نصــت عليــه املــادة ‪ ٢٠‬مــن هــذا النظــام‪ ،‬والتــي أجازت‬
‫للمحكــوم عليــه التظلــم مــن قـرارات هــذه اللجنــة أمــام ديــوان املظــامل خــالل مــدة ال تتجــاوز ســتني يومـاً‬
‫مــن تاريــخ إبالغــه بقـرار العقوبــة‪.‬‬

‫كــام صــدر يف عــام ‪١٤٠٧‬هـــ كذلــك األمــر الســامي رقــم ‪ ٨ /٧٨٩‬وتاريــخ ‪١٤٠٧/٧/١٠‬هـ الذي قىض بتشــكيل‬
‫لجنــة يف مؤسســة النقــد العــريب الســعودي مــن ثالثــة أشــخاص مــن ذوي التخصــص لدراســة القضايــا‬
‫املرفوعــة مــن البنــوك وعمالئهــا مــن أجــل تســوية الخالفــات وإيجــاد الحلــول املناســبة مــن الطرفــني طبقـاً‬
‫لالتفاقيــات املوقعــة بينهــام)‪.(٨٦‬‬

‫ويف عــام ‪١٤٤١‬هـــ هـــ صــدر قرار مجلــس الوزراء رقــم ‪ ٥٢٢‬وتاريخ ‪١٤٤١/٨/١٤‬هـ بإنشــاء املحاكــم التجارية‬
‫والتــي تكــون كل محكمــة مــن دوائــر اســتئناف ودوائــر ابتدائيــة)‪ ،(٨٧‬والتــي يكــون لهــا االختصــاص يف نظــر‬
‫املنازعــات التــي تنشــأ بــني التجــار بســبب أعاملهــم التجاريــة األصليــة والتبعيــة‪ ،‬وكذلــك الدعــاوى املقامــة‬
‫عــىل التاجــر يف منازعــات العقــود التجاريــة‪ ،‬متــى مــا كانــت قيمــة املطالبــة األصليــة يف الدعــوى تزيــد‬
‫عــىل خمســامئة ألــف ريــال‪ ،‬فــإن االختصــاص ينعقــد للمحاكــم التجاريــة)‪ ،(٨٨‬وكذلــك منازعــات الــرشكاء‬
‫يف رشكــة املضاربــة‪ ،‬باإلضافــة اىل الدعــاوى واملخالفــات التــي تنشــئ مــن تطبيــق نظــام الرشكات‪/‬اإلفــالس‪/‬‬
‫أنظمــة امللكيــة الفكريــة وغريهــا مــن األنظمــة التجاريــة)‪.(٨٩‬‬

‫)‪(٨٦‬تم تعديل مسمى مؤسسة النقد العريب السعودي اىل البنك املركزي السعودي مبوجب املرسوم املليك رقم م‪ ٣٦/‬وتاريخ ‪١٤٤٢/٤/١١‬هـ‪.‬‬
‫)‪(٨٧‬املادة الثالثة فقرة ‪ ٢‬من نظام املحاكم التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٨٨‬املادة الحادية والثالثون من الالئحة التنفيذية لنظام املحاكم التجارية‬
‫)‪(٨٩‬انظر يف اختصاصات املحاكم التجارية املادة السادسة عرشة من نظام املحاكم التجارية‪.‬‬
‫‪٣9‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫‪ -٢٣‬ثانياً ‪ :‬قواعد إثبات االلتزام التجاري‪:‬‬

‫تخضــع معظــم الترشيعــات األجنبيــة اإلثبــات يف املــواد املدنيــة لبعــض القيــود‪ ،‬كاشـرتاط الكتابــة إلثبــات‬
‫التــرصف القانــوين متــى تجــاوزت قيمتــه مبلغــاً معينــاً أو كان غــري محــدد القيمــة أو متــى كان ثابتــاً‬
‫بالكتابــة)‪.(٩٠‬‬

‫أمــا يف املــواد التجاريــة فتحــرص نفــس الترشيعــات عــىل تأكيــد مبــدأ حريــة اإلثبــات ومــن ثــم فهــي تجيــز‬
‫إثبــات التــرصف القانــوين التجــاري مهــام بلغــت قيمتــه بشــهادة الشــهود والقرائــن والدفاتــر التجاريــة‬
‫واملراســالت وغــري ذلــك مــن وســائل اإلثبــات‪ .‬كــام أنهــا تجيــز أيضـاً إثبــات عكــس مــا ثبــت بالكتابــة بغــري‬
‫الكتابــة‪.‬‬

‫ويســتند مبــدأ حريــة اإلثبــات يف املــواد التجاريــة إىل مــا تقتضيــه التجــارة مــن رسعــة وائتــامن‪ ،‬كــام يالحــظ‬
‫مــن ناحيــة أخــرى أن التجــار ملزمــون قانون ـاً بإمســاك دفاتــر تجاريــة لقيــد جميــع معامالتهــم التجاريــة‬
‫مــام ييــرس إثبــات هــذه املعامــالت ويخفــف بالتــايل مــن عيــوب مبــدأ حريــة اإلثبــات‪.‬‬

‫وال نســتطيع يف هــذا املقــام إال أن نســجل باعتـزاز ســبق الرشيعــة اإلســالمية يف هــذا املضــامر إذ أن مبــدأ‬
‫حريــة اإلثبــات يف املســائل التجاريــة الــذي أقرتــه الترشيعــات الوضعيــة الحديثــة ليــس إال تطبيقـاً لنظريــة‬
‫إثبــات الديــن التجــاري التــي جــاءت بهــا الرشيعــة الغـراء منــذ حــوايل أربعــة عــرش قرنـاً فبعــد أن فرضــت‬
‫الرشيعــة الكتابــة كوســيلة إلثبــات الديــن املؤجــل ســواء كــربت قيمتــه او صغــرت لقولــه تعــاىل‪} :‬يَــا أَيُّ َهــا‬
‫ـل ُم َسـٍّـمى فَاكْتُ ُبــو ُه{ وقولــه‪َ }:‬والَ ت َْسـأَ ُموا أَ ْن ت َ ْكتُ ُبــو ُه َص ِغـ ًريا أَ ْو كَ ِبـ ًريا{‬ ‫ـن إِ َىل أَ َجـٍ‬
‫ال َِّذيـ َن َآ َم ُنــوا إِذَا ت َ َدايَ ْنتُـ ْم ِب َديْـٍ‬
‫اســتثنت مــن هــذا املبــدأ العــام الديــن التجــاري وأباحــت إثباتــه بغــري الكتابــة مــن طــرق اإلثبــات وذلــك‬
‫ـاح أَالَّ تَ ْكتُبُو َهــا{)‪.(٩١‬‬‫ـس َعلَيْ ُكـ ْم ُج َنـ ٌ‬ ‫لقولــه تعــاىل‪} :‬إِالَّ أَ ْن تَ ُكــو َن تِ َجــا َر ًة َحـ ِ َ‬
‫ـارض ًة ت ُِدي ُرونَ َهــا بَيْ َن ُكـ ْم فَلَيْـ َ‬
‫ومــع ذلــك تــورد معظــم الترشيعــات التجاريــة بعــض االســتثناءات عــىل مبــدأ حريــة اإلثبــات يف املســائل‬
‫التجاريــة‪ .‬ومــن امثلــة ذلــك يف النظــام التجــاري الســعودي نــص املــادة ‪ ١٢‬مــن نظــام الــرشكات والتــي‬
‫تشــرتط رصاحــة الكتابــة لثبــوت عقــد الرشكــة‪ .‬كــام أن هنــاك بعــض األعــامل التجاريــة التــي ال تقــع‬
‫بطبيعتهــا إال يف شــكل محــررات كالكمبيالــة والشــيك والســند األذين وعمليــات البنــوك‪.‬‬

‫هــذا ويالحــظ أن قواعــد اإلثبــات ال تتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم فإنــه يجــوز االتفــاق عــىل ان يكــون‬
‫اإلثبــات يف املــواد التجاريــة بالكتابــة‪ ،‬وعندئــذ يجــب التقيــد باالتفــاق وبالتــايل فإنــه ال يجــوز ألحــد‬
‫األط ـراف أن يتمســك مببــدأ حريــة اإلثبــات يف املســائل التجاريــة)‪.(٩٢‬‬

‫)‪ (٩٠‬ومن ذلك أيضاً عدم جواز االحتجاج بتاريخ املحررات العرفية عىل غري املتعاقد‬
‫)‪ (٩١‬انظر يف ذلك عبد القادر عودة »الترشيع الجنايئ اإلسالمي« الجزء األول‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت بند رقم ‪ ٣٣‬و ‪٣٤‬‬
‫)‪ (٩٢‬املادة الثامنة والثالثون من نظام املحاكم التجارية ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫‪ -٢4‬ثالثاً ‪ :‬القواعد الخاصة بااللتزامات التجارية‪:‬‬

‫حرصـاً عــىل دعــم االئتــامن التجــاري وتقويتــه وضــع القانــون التجــاري قواعــد خاصــة بااللتزامــات التجاريــة‬
‫تختلــف عــن تلــك التــي تخضــع لهــا االلتزامــات املدنيــة ومــن أهــم هــذه القواعــد مــا يــأيت‪:‬‬

‫‪ .١‬افتراض التضامن‪:‬‬
‫تقــيض القواعــد العامــة بــأن التضامــن ال يتقــرر يف املســائل املدنيــة إال بنــص القانــون أو باتفــاق املتعاقدين‪،‬‬
‫ومعنــى ذلــك أن التضامــن ال يفــرتض بــني املدينــني بديــن مــدين عنــد تعددهــم‪ .‬امــا يف املســائل التجاريــة‬
‫فقــد جــرى العــرف التجــاري بخــالف ذلــك‪ ،‬أي بافـرتاض التضامــن بــني املدينــني يف حالــة تعددهــم‪ ،‬وعليــه‬
‫فــال بــد مــن االتفــاق الرصيــح أو النــص القانــوين لنفــي التضامن‪.‬وواضــح أن الهــدف مــن هــذه القاعــدة‬
‫هــو دعــم االئتــامن التجــاري إذ أن التضامــن ســيمكن الدائــن يف املــواد التجاريــة مــن أن يطالــب بالديــن‬
‫كلــه مــن شــاء مــن املدينــني املتضامنــني أو أن يطالبهــم بــه مجتمعــني‪ ،‬وســرنى فيــام بعــد أن املديــن‬
‫املتضامــن ليــس مــن حقــه أن يدفــع يف مواجهــة الدائــن بالتقســيم وال بالتجريــد‪.‬‬

‫‪ .٢‬تحريم نظرة الميسرة أو المهلة القضائية للمدين‪:‬‬


‫تجيــز القواعــد العامــة للقــايض أن مينــح املديــن بديــن مــدين مهلــة لتنفيــذ التزامــه إذا اســتدعت حالتــه‬
‫ذلــك ومل يلحــق الدائــن مــن هــذا التأجيــل رضر جســيم‪ ،‬أمــا املديــن بديــن تجــاري فالقاعــدة هــي التشــدد‬
‫معــه وعــدم الرأفــة بــه وتطبيقـاً لذلــك نصــت املــادة ‪ ٦٣‬مــن نظــام األوراق التجاريــة الســعودي عــىل أنــه‬
‫»ال يجــوز منــح مهــل للوفــاء بقيمــة الكمبيالــة«)‪.(٩٣‬‬

‫كــام نصــت املــادة ‪ ٥٤١‬مــن قانــون التجــارة املوحــد لــدول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة عــىل‬
‫أنــه »ال يجــوز للمحاكــم أن متنــح مهـالً للوفــاء بقيمــة الكمبيالــة أو القيــام بــأي إجـراء متعلــق بهــا«‪.‬‬

‫)‪ (٩٣‬تم إلغاء املادة مبوجوب املرسوم املليك رقم م‪ ١/‬وتاريخ ‪١٤٣٥/١/٢٢‬هـ‪.‬‬
‫‪4١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫يالحــظ أن النصــوص املتقدمــة قــد وردت بخصــوص الكمبيالــة فهــل يطبــق حكمهــا يف جميــع االلتزامــات‬
‫التجاريــة؟‬

‫ال خــالف بــني رشاح القانــون عــىل أن الحكــم املشــار إليــه يطبــق عــىل جميــع األوراق التجاريــة‪ ،‬وعليــه‬
‫فيجــب تطبيقــه عــىل الســند األذين والشــيك متــى اكتســبا الصفــة التجاريــة)‪.(٩٤‬‬

‫أمــا فيــام وراء ذلــك مــن االلتزامــات التجاريــة فاملــادة ‪ ٥١٧‬امللغــاة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة تعــرتف‬
‫للقــايض رصاحــة بحــق منــح املديــن مهلــة متــى ثبــت أنــه »قــد لحقــه رضر يف أشــغاله التجاريــة وأنــه يف‬
‫الحقيقــة بحالــة املضايقــة«‪ .‬ولقــد أكــدت عــىل حــق القــايض مبنــح مهلــة وفــاء املــادة السادســة بفقرتهــا‬
‫الخامســة مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام التنفيــذ وذلــك بنصهــا‪ «:‬إذا أمهل قــايض التنفيذ املدين يف الســداد‪،‬‬
‫أو قــرر االمتنــاع عــن التنفيــذ‪ ،‬أو توقــف عنــه‪ ،‬أو أجلــه‪ ،‬أو قســط املبلــغ‪ ،‬فيكــون ق ـراره خاضع ـاً لطــرق‬
‫االع ـرتاض –وفق ـاً ألحــكام القضــاء املســتعجل«‪ .‬ومــع ذلــك ينــدر مــن الناحيــة العمليــة أن مينــح القــايض‬
‫املديــن بديــن تجــاري نظــرة امليــرسة وذلــك ألهميــة الوفــاء يف امليعــاد يف ســائر املعامــالت التجاريــة)‪.(٩٥‬‬

‫‪ .٣‬اإلعذار‪:‬‬
‫القاعــدة العامــة هــي أن اإلخــالل بااللتزامــات التعاقديــة ال يثبــت إال بعــد أن يقــوم الدائــن بإعــذار املديــن‬
‫بــرضورة تنفيــذ التزاماتــه‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن مجــرد حلــول أجــل الديــن وعــدم قيــام املديــن بتنفيــذ التزامــه‬
‫ال يكفــي العتبــاره مقـرصا ً مخـالً بالتزاماتــه بحيــث يســتطيع الدائــن املطالبــة بفســخ العقــد وتعويضــه عــام‬
‫لحقــه مــن رضر‪ ،‬فاإلعــذار إذن هــو وضــع املديــن موضــع املتأخــر يف تنفيــذ التزامــه‪ .‬وهــو يتــم عــادة‬
‫بواســطة ورقــة رســمية عــىل يــد أحــد رجــال الســلطة العامــة‪.‬‬

‫أمــا يف املســائل التجاريــة فقــد جــرى العــرف عــىل أن اإلعــذار ميكــن أن يتــم بجميــع الوســائل وهــو غالبـاً‬
‫مــا يتــم عم ـالً بواســطة خطــاب مســجل مصحــوب بعلــم الوصــول أو برقيــة أو تلكــس كــام أنــه ميكــن‬
‫ألطــراف العقــد أن يعتــربوا مجــرد حلــول أجــل الوفــاء إعــذارا ً يف ذاتــه)‪ .(٩٦‬إال أن املــادة ‪ ١٩‬مــن نظــام‬
‫املحاكــم التجاريــة نصــت عــىل‪ «:‬يجــب يف الدعــاوى التــي تحددهــا الالئحــة أن يخطــر املدعــي املدعــى‬
‫عليــه كتابــة بــأداء الحــق املدعــى بــه قبــل خمســة عــرش يومـاً عــىل األقــل مــن إقامــة الدعــوى«‪ .‬واســتثنت‬
‫املــادة ‪ ٦٩‬مــن الئحــة النظــام نفســه الدعــاوى املتصلــة بالعقوبــات املنصــوص عليهــا يف األنظمــة التجاريــة‪،‬‬
‫الدعــاوى التــي تكــون جهــة اإلدارة طرفــاً فيهــا‪ ،‬الدعــاوى املحــددة إجــراءات رفعهــا مبوجــب نصــوص‬
‫نظاميــة خاصــة‪ ،‬الدعــاوى اليســرية والطلبــات املســتعجلة‪.‬‬

‫)‪ (٩٤‬د‪ .‬اكثم الخويل »دروس‪ «...‬نبذة رقم ‪ ،١٦‬د‪ .‬مصطفى طه نبذة رقم ‪ ،٨٩‬قارن د‪ .‬سميحة القليويب‪ ،‬بند رقم ‪.٧٨‬‬
‫)‪ (٩٥‬انظر عيل البارودي املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧١‬وقارن د‪ .‬محسن شفيق املرجع السابق بند رقم ‪.١٤‬‬
‫)‪ (٩٦‬انظر جيبو املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٥‬بريار وال روش‪ ،‬املرجع السابق رقم ‪.٢٠‬‬
‫‪4٢‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ولقــد بينــت املــادة ‪ ٢٣٧‬مــن الئحــة النظــام املشــار اليــه‪ ،‬املـراد بالدعــاوى اليســرية‪ :‬بالدعــاوى التــي تنشــأ‬
‫بــني التجــار بســبب أعاملهــم التجاريــة األصليــة والتبعيــة‪ ،‬الدعــاوى املقامــة عــىل التاجــر متــى مــا كانــت‬
‫قيمــة املطالبــة األصليــة يف الدعــوى ال تزيــد عــىل مليــون ريــال‪ ،‬وللمجلــس عنــد االقتضــاء زيــادة القيمــة‬
‫عــدا الدعــاوى الناشــئة عــن مقــاوالت االنشــاء‪ ،‬وكذلــك الدعــاوى والطلبــات املتعلقــة بالحــارس القضــايئ‬
‫واألمــني واملصفــي والخبــري املعينــني ونحوهــم وكذلــك دعــاوى التعويــض التــي ســبق للمحكمــة نظرهــا أيـاً‬
‫كانــت قيمــة املطالبــة فيهــا متــى مــا كان النـزاع بــني تاجريــني أو مقامــة ضــد تاجــر يف منازعــات العقــود‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫‪ .4‬اإلفاس‪:‬‬

‫كان اإلفــالس يخضــع لنظــام املحكمــة التجاريــة والــذي خصــص فصـالً بكاملــه لنظــام اإلفــالس وهــو الفصــل‬
‫العــارش مــن البــاب األول املــواد ‪ ١٠٣‬إىل ‪ ،١٣٧‬كــام خصــص لــه نظــام التجــارة املوحــد لــدول مجلــس‬
‫التعــاون لــدول الخليــج العربيــة الكتــاب الرابــع منــه املــواد ‪ ٦١٢‬إىل ‪.٨٦٥‬‬

‫اإلفــالس يف الســابق كان نظــام خــاص بالتجــارة وضــع لحــث التجــار عــىل الوفــاء بالتزاماتهــم التجاريــة‬
‫يف املواعيــد املحــددة لهــا وبالتــايل دعــم االئتــامن التجــاري‪ .‬واإلفــالس ال يجــوز الحكــم بــه إال إذا توقــف‬
‫التاجــر عــن دفــع ديونــه التجاريــة ال املدنيــة‪ .‬هــذا ويالحــظ أن للدائــن بديــن مــدين أن يطلــب إشــهار‬
‫إفــالس التاجــر رشيطــة أن يثبــت توقفــه عــن دفــع ديــن تجــاري‪.‬‬

‫إال انــه حــني صــدر نظــام اإلفــالس الجديــد باملرســوم امللــيك رقمــم‪ ٥٠/‬وتاريــخ ‪١٤٣٩/٥/٢٨‬هـــ‪ ،‬فقــد تــم‬
‫مبوجبــه الغــاء املــواد ‪ ١٠٣‬اىل ‪ ١٣٧‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة واملتعلقــة باإلفــالس‪.‬‬

‫ويُعــرف اإلفــالس بأنــه مجموعــة القواعــد القانونيــة التــي تطبــق عــىل كل شــخص طبيعــي أو اعتبــاري أو‬
‫ـامال تهــدف اىل تحقيــق الربــح‪ ،‬مدينـاً واســتغرقت‬
‫ـامال تجاريــة أو مهنيــة أو أعـ ً‬
‫كيــان منظــم)‪ُ ،(٩٧‬ميــارس أعـ ً‬
‫ديونــه جميــع أصولــه )‪ .(٩٨‬وبذلــك اتســع نطــاق تطبيــق نظــام اإلفــالس ليطبــق عــىل التاجــر واملهنــي وكل‬
‫مــن مــارس عمـالً تجاريـاً بقصــد الربــح‪.‬‬

‫)‪ (٩٧‬عرف نظام اإلفالس مبادته األوىل الكيان املنظم بأنه كل شخص مرخص له مبامرسة نشاط مايل أو يدير مرفقاً عاماً‪ ،‬وجاءت الفقرة األوىل من املادة الثالثة‬
‫من ذات النظام بتعداد ما يعد كياناً منظامً إذ نصت عىل‪ -١ «:‬يعد ما يأيت كياناً منظامً يف تطبيق أحكام النظام‪ :‬أ‪ -‬الرشكات املرصفية ورشكات التمويل ورشكات‬
‫التأمني ورشكات الصريفة‪ ،‬ب‪ -‬األشخاص املرخص لهم مبامرسة أعامل األوراق املالية‪ ،‬ج‪ -‬السوق املالية ورشكات التسوية واملقاصة والحفظ املالية‪ ،‬د‪ -‬رشكات‬
‫التصنيف االئتامين‪ ،‬هـ‪ -‬رشكات املعلومات والسجالت االئتامنية‪ ،‬و‪ -‬رشكات االتصاالت واملياه والكهرباء والغاز‪ ،‬ز‪ -‬رشكات التنقيب عن مصادر الطاقة واملعادن‪،‬‬
‫ح‪ -‬الرشكات املشغلة لألنشطة الرئيسة يف املطارات والقطارات واملوانئ وما يف حكمها وفقاً ملا تحدده الالئحة‪ ،‬ط‪ -‬املنشآت ذات األغراض الخاصة‪ ،‬ي‪ -‬أي شخص‬
‫آخر تنص عليه الالئحة«‪.‬‬
‫)‪ (٩٨‬انظر يف ذلك الدكتورة إميان مأمون سليامن‪ ،‬األوراق التجارية واإلفالس‪ ،‬دار االجادة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،١٤٤٠ ،‬ص ‪.٣٠٠‬‬
‫‪4٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫المبحث الثاني‬

‫ضوابط التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني‬

‫‪ -٢٥‬مل يضــع التقنــني التجــاري الفرنــيس‪ ،‬وتبعــه يف ذلــك نظــام املحكمــة التجاريــة يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬تعريف ـاً للعمــل التجــاري‪ ،‬بــل لجــأ إىل تعــداد األعــامل التجاريــة بطريــق الــرسد‪ .‬وقــد أثــار‬
‫موقــف املــرشع الفرنــيس هــذا التســاؤل يف الفقــه حــول طبيعــة هــذا الــرسد والتعــداد لألعــامل التجاريــة‬
‫ومــا إذا كان واردا ً عــىل ســبيل الحــرص بحيــث ال يجــوز إضافــة أعــامل أخــرى إليهــا‪ ،‬أم أنــه جــاء عــىل ســبيل‬
‫املثــال‪.‬‬

‫ويذهــب الــرأي الراجــح يف الفقــه إىل اعتبــار أن هــذا التعــداد لألعــامل التجاريــة قــد ذُكــر عــىل ســبيل‬
‫املثــال ال الحــرص)‪ .(٩٩‬ويســتند هــذا الــرأي إىل حجتــني‪ ،‬األوىل‪ :‬أن املــرشع مل يكــن يف مقــدوره وهــو يــرسد‬
‫هــذه األعــامل أن يحيــط بــكل مــا يعتــرب يف عــرصه عمـالً تجاريـاً‪ ،‬وليــس أدل عــىل ذلــك مــن أنــه قــد ذكــر‬
‫ال ـرشاء ألجــل البيــع وفاتــه ذكــر البيــع ذاتــه‪ ،‬الثانيــة‪ :‬أن املــرشع مل يكــن يف اســتطاعته‪ ،‬وهــو يف بدايــة‬
‫القــرن التاســع عــرش‪ ،‬قـراءة املســتقبل والتنبــؤ مبــا ســيحدث يف ميــدان التجــارة مــن أعــامل فيذكرهــا‪ ،‬فــإذا‬
‫كان قــد ذكــر مــن بــني األعــامل التجاريــة النقــل الــربي والبحــري‪ ،‬فإنــه مل يذكــر النقــل الجــوي ألنــه يجهلــه‬
‫يف ذلــك الوقــت‪ ،‬كذلــك ‪-‬ولنفــس الســبب– فإنــه مل يذكــر عمليــات التأمــني الــربي والجــوي وأعــامل النــرش‬
‫والفنــادق واإلعالنــات مــن ضمــن األعــامل التجاريــة‪.‬‬

‫هــذا ومييــل القضــاء يف فرنســا إىل التوســع يف مفهــوم العمــل التجــاري‪ ،‬وبالتــايل يف مجــال تطبيــق القانــون‬
‫التجــاري ســواء كان ذلــك بقصــد تعميــم قواعــده الســهلة وامليــرسة أو بقصــد إخضــاع املدينــني لقواعــده‬
‫الصارمــة وعــىل األخــص قواعــد اإلفــالس‪.‬‬

‫كــام عمــد املــرشع الفرنــيس نفســه إىل التوســع يف مجــال تطبيــق القانــون التجــاري فأخضــع ألحكامــه‬
‫عمليــات اســتغالل املناجــم‪ ،‬وحديثـاً عمليــات رشاء العقــارات بقصــد إعــادة بيعهــا والوســاطة يف رشاء وبيــع‬
‫العقــارات ورشكات األســهم وذات املســئولية املحــدودة والتضامــن والتوصيــة البســيطة حتــى ولــو كان‬
‫موضــوع هــذه الــرشكات مدني ـاً‪.‬‬

‫)‪ (٩٩‬جيجالروا يبوليتو‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،١٥٩‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نبذة رقم ‪ ،٢١‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪ ،١٤٦‬قارن الفريد جوفريه‬
‫املرجع= السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٢‬اسكاراورو نبذة رقم ‪ ،٩٩‬ويف الفقه العريب‪ ،‬انظر محسن شفيق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٨‬ومصطفى طه‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٢‬سميحة القليويب‪ ،‬املرجع‬
‫السابق بند رقم ‪.٥٩‬‬
‫‪44‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫وقــد ســاير قانــون التجــارة املوحــد هــذا االتجــاه فاعتــرب أعــامالً تجاريــة رشاء العقــار بقصــد إعــادة بيعــه أو‬
‫تأجــريه‪ ،‬كــام أعتــرب اســتئجار العقــار بقصــد تأجــريه وتأســيس الــرشكات والتعامــل بــاألوراق املاليــة كذلــك‬
‫عمـالً تجاريـاً املــادة ‪.٥ ،٤ ،٣ /٤‬‬

‫ولكــن مــا هــو املعيــار الــذي يسرتشــد بــه القــايض للكشــف عــن تجاريــة بعــض األعــامل االقتصاديــة التــي‬
‫مل ينــص عليهــا القانــون؟‬

‫اختلــف الفقهــاء حــول تحديــد هــذا املعيــار‪ ،‬فأسســه البعــض عــىل اعتبــارات اقتصاديــة بينــام أرجعــه‬
‫البعــض اآلخــر إىل أســس قانونيــة‪ ،‬وأهــم املعايــري االقتصاديــة نظريــة املضاربــة ونظريــة التــداول‪ ،‬وأهــم‬
‫املعايــري القانونيــة نظريــة الحرفــة ونظريــة املــرشوع أو املقاولــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعايير االقتصادية‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ .١‬نظرية المضاربة‪:‬‬
‫‪ -٢٦‬تعتمــد هــذه النظريــة يف تحديدهــا ملاهيــة العمــل التجــاري عــىل فكــرة املضاربــة أي الســعي إىل‬
‫تحقيــق الربــح املــادي فاملضاربــة مــن ســامت التجــارة التــي تســمح بتمييزهــا عــن املهنــة املدنيــة‪.‬‬
‫واملضاربــة تشــمل حســب هــذه النظريــة كل مــا مــن شــأنه تحقيــق منفعــة ماديــة وال تقتــرص عــىل‬
‫األعــامل التــي تنطــوي عــىل الصدفــة واملخاطــرة وحدهــا)‪.(١٠٠‬‬

‫وقــد أخــذ القضــاء الفرنــيس بهــذه النظريــة يف العديــد مــن أحكامــه كــام طبقهــا املــرشع نفســه حينــام‬
‫حــاول متييــز الــرشكات التجاريــة عــن الجمعيــات)‪ ،(١٠١‬وهــو مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد لــدول‬
‫مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة إذ نــص يف املــادة ‪ ٣‬عــىل أن »األعــامل التجاريــة هــي األعــامل‬
‫التــي يقــوم بهــا الشــخص بقصــد املضاربــة ولــو كان غــري تاجــر«‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذه النظريــة أن املضاربــة ال تقتــرص عــىل العمــل التجــاري وحــده بــل تكــون مالزمــة لــكل‬
‫عمــل إنســاين‪ ،‬فأصحــاب املهــن الحــرة كالطبيــب واملهنــدس واملحامــي يســعون إىل تحقيــق ربــح مــادي‪،‬‬
‫كــام أن املـزارع يســعى أيضـاً إىل الحصــول عــىل كســب مــادي‪ ،‬وبالتــايل فــإن األخــذ بهــذه النظريــة ســيؤدي‬
‫إىل إضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل أعــامل مدنيــة بحتــة‪.‬‬

‫)‪ (١٠٠‬انظر يف عرض هذه النظرية‪ ،‬ريبري وروبلو بند ‪ ،٣٠٠‬اسكارا ورو بند رقم ‪١٠٠‬‬
‫)‪ (١٠١‬جيجالر وايبوليتو املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٥‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪.٢١‬‬
‫‪45‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫كــام يُعــاب عــىل هــذه النظريــة عجزهــا عــن تفســري بعــض األعــامل التــي يعتربهــا القانــون تجاريــة رغــم‬
‫عــدم توافــر قصــد املضاربــة فيهــا كســحب الكمبيــاالت أو تظهريهــا أو ضــامن أحــد املوقعــني عليهــا ولــو مل‬
‫يكــن الهــدف منــه جلــب منفعــة ماديــة‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك أنهــا ال تفــرس احتفــاظ عمــل التاجــر بتجاريتــه‬
‫رغــم بيــع البضاعــة بســعر التكلفــة أو بخســارة‪.‬وهكذا يتضــح أنــه ال ميكــن األخــذ بنظريــة املضاربــة‬
‫وحدهــا كأســاس للتفرقــة بــني العمــل املــدين والعمــل التجــاري فهــي واســعة مــن ناحيــة وضيقــة مــن‬
‫ناحيــة أخــرى‪.‬‬

‫‪ .٢‬نظرية التداول‪:‬‬
‫‪ -٢٧‬تذهــب هــذه النظريــة إىل القــول بــأن التجــارة تكمــن يف الوســاطة يف تــداول الســلع والنقــود والصكوك‬
‫يف الزمــان الواحــد‪ ،‬وبــأن العمــل التجــاري هــو العمــل الــذي يســعى إىل تســهيل تــداول هــذه الــرثوات مــن‬
‫وقــت خروجهــا مــن يــد املنتــج إىل حــني اســتقرارها يف يــد املســتهلك‪.‬‬

‫وتطبيقــاً لذلــك يعتــرب عمــالً تجاريــاً رشاء صاحــب املصنــع املــواد األوليــة ليحولهــا إىل ســلع صالحــة‬
‫لالســتهالك‪ .‬وعمــل الناقــل الــذي يتــوىل نقــل الســلع مــن مــكان آلخــر‪ ،‬وعمــل تاجــر الجملــة الــذي يشــرتي‬
‫الســلع ليبيعهــا لتاجــر التجزئــة‪ ،‬وبيعهــا مــن قبــل هــذا األخــري للمســتهلك وكذلــك عمليــات الســمرسة‬
‫والوكالــة بالعمولــة والتأمــني والبنــوك واألوراق التجاريــة)‪.(١٠٢‬‬

‫وعــىل العكــس مــن ذلــك ال يعتــرب عمـالً تجاريـاً وفقـاً لهــذه النظريــة العمــل الــذي يتنــاول هــذه الــرثوات‬
‫وهــي يف حالــة ركــود واســتقرار كعمــل املنتــج األول للســلعة مــن مصدرهــا الطبيعــي ورشاء املســتهلك لهــا‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذه النظريــة أن الوســاطة يف التــداول إذا مل تقــرتن بقصــد املضاربــة وتحقيــق الربــح فإنهــا‬
‫تخــرج مــن نطــاق القانــون التجــاري‪ ،‬فنشــاط الجمعيــات التعاونيــة ال يعتــرب عمـالً تجاريـاً متــى اقتــرصت‬
‫هــذه الجمعيــات عــىل البيــع ألعضائهــا بســعر التكلفــة‪.‬‬

‫كــام يعــاب عــىل هــذه النظريــة أنهــا ال تتفــق واالتجــاه الحديــث يف القانــون التجــاري‪ ،‬فالصناعــات‬
‫االســتخراجية والعمليــات املتعلقــة بالعقــارات تعتــرب وفقـاً ملنطــوق هــذه النظريــة أعــامالً مدنيــة‪ ،‬مــع أن‬
‫معظــم الترشيعــات اليــوم متيــل إىل إضفــاء الصفــة التجاريــة عليهــا)‪.(١٠٣‬‬

‫)‪ (١٠٢‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪ ،٣٠٠‬جيجالر وايبوليتو املرجع السابق‪ ،‬بند ‪ ،٧٦‬اسكاراورو املرجع السابق بند ‪ ،١٠١‬نوري طالباين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند‬
‫رقم ‪.٦٧‬‬
‫أعامال تجارية قانون ‪ ٩‬سبتمرب ‪ ،١٩١٩‬كام أعترب حديثاً عمليات رشاء العقارات بقصد إعادة بيعها‬
‫)‪ (١٠٣‬فالقانون الفرنيس يعترب جميع األعامل املتعلقة باملناجم ً‬
‫والوساطة يف رشاء وبيع العقارات أعامالً تجارية قانون ‪ ١٣‬يوليو ‪١٩٦٧‬‬
‫‪46‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ثانياً ‪ :‬المعايير القانونية‪:‬‬

‫‪ .١‬نظرية الحرفة‪:‬‬
‫‪ -٢٨‬يذهــب الفقــه الحديــث إىل أنــه يجــب طــرح املعايــري االقتصاديــة جانبـاً والبحــث عــن معيــار قانــوين‬
‫ميكــن بواســطته كشــف صفــة التجاريــة يف أحــد عنــارص العمــل القانــوين ذاتــه‪.‬‬

‫ويــرى هــذا الفقــه يف فكــرة الحرفــة أساس ـاً قانوني ـاً صالح ـاً لتمييــز العمــل التجــاري عــن العمــل املــدين‪،‬‬
‫فالعمــل يعتــرب تجاريـاً متــى كان متعلقـاً مبزاولــة حرفــة تجاريــة ومدنيـاً إذا مل يكــن متعلقـاً مبزاولــة الحرفــة‬
‫التجاريــة حتــى ولــو كان القائــم بــه تاجـرا ً)‪.(١٠٤‬‬

‫ويرتتــب عــىل هــذه النظريــة أن تصبــح التفرقــة بــني األعــامل التجاريــة بطبيعتهــا واألعــامل التجاريــة‬
‫بالتبعيــة عدميــة الفائــدة ألن األعــامل التجاريــة حســب منطــوق هــذه النظريــة هــي جميــع األعــامل التــي‬
‫تقــع مبناســبة الحرفــة التجاريــة‪ ،‬فــال توجــد إذن أعــامل تجاريــة بطبيعتهــا وأخــرى بالتبعيــة فالـرشاء ألجــل‬
‫البيــع والــذي يعتــرب يف الترشيعــات التجاريــة القامئــة مــن األعــامل التجاريــة بطبيعتهــا‪ ،‬يعتــرب عمـالً مدنيـاً‬
‫متــى وقــع مبناســبة مهنــة مدنيــة‪ ،‬ومثــال ذلــك قيــام صاحــب املدرســة بـرشاء أغذيــة بقصــد إعــادة بيعهــا‬
‫لتالميــذه فالـرشاء هنــا يعتــرب عمـالً مدنيـاً ألنــه مل يقــع مبناســبة حرفــة تجاريــة‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذه النظريــة أنهــا تتطلــب حـرصا ً للحــرف التجاريــة أو عــىل األقــل وضــع ضابــط للتفرقــة‬
‫بــني الحرفــة التجاريــة والحرفــة املدنيــة‪ ،‬فهــي والحــال كذلــك تصلــح كأســاس لترشيــع مســتقبيل ولكنهــا ال‬
‫تفيدنــا كثـريا ً يف مجــال التفرقــة بــني العمــل التجــاري والعمــل املــدين طبقـاً للترشيــع القائــم والــذي يأخــذ‬
‫بفكــرة العمــل التجــاري املنفــرد كال ـرشاء ألجــل البيــع والتعامــل بــاألوراق التجاريــة والســمرسة وأعــامل‬
‫البنــوك والتجــارة البحريــة‪.‬‬

‫‪ .٢‬نظرية المقاولة أو المشروع‪:‬‬


‫‪ -٢٩‬وتتخــذ هــذه النظريــة مــن الحرفــة أساسـاً لهــا‪ ،‬ولكنهــا تــرى أن العنــرص املميــز والــدال عــىل وجــود‬
‫الحرفــة هــو عنــرص املــرشوع أو املقاولــة‪ .‬أي تك ـرار القيــام بالعمــل ومامرســته بصــورة معتــادة)‪.(١٠٥‬‬

‫وتــرى هــذه النظريــة أنــه مــن اليســري التعــرف عــىل وجــود املــرشوع إذ هــو غالب ـاً مــا يتميــز ببعــض‬
‫املظاهــر الخارجيــة التــي تنبــئ عنــه‪ ،‬كفتــح مكتــب أو محــل تجــاري أو إعــداد أدوات وآالت ملامرســته أو‬
‫االســتعانة ببعــض العــامل واملســتخدمني إىل غــري ذلــك‪ ،‬أي أنــه يتميــز بوجــود تنظيــم ســابق‪.‬‬

‫)‪ (١٠٤‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٠٦‬‬


‫)‪ (١٠٥‬انظر اسكارا ورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٠٤ ،١٠٣ ،١٠٢‬‬
‫‪47‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫ولهــذه النظريــة يف الحقيقــة أســاس مــن القانــون فبعــض األعــامل ال تعتــرب تجاريــة قانونــاً إال إذا تــم‬
‫مبارشتهــا يف شــكل مــرشوع أو مقاولــة ومثــال ذلــك أعــامل التوريــد والنقــل والوكالــة بالعمولــة‪.‬‬

‫كــام يالحــظ اتجــاه املــرشع والقضــاء يف فرنســا يف الوقــت الحــارض إىل االسرتشــاد بهــذه النظريــة يف إضفــاء‬
‫الصفــة التجاريــة عــىل بعــض األعــامل)‪.(١٠٦‬‬

‫ومــع ذلــك يؤخــذ عــىل هــذه النظريــة عــدم وضوحهــا فهــي مل تبــني لنــا متــى يصبــح املــرشوع تجاريـاً أي ما‬
‫هــي درجــة التنظيــم التــي تســمح بإضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل املــرشوع‪ ،‬كــام يعــاب عليهــا مــن ناحيــة‬
‫أخــرى أن هنــاك بعــض املرشوعــات التــي تتمتــع بتنظيــم دقيــق بالرغــم مــن مامرســتها ألعــامل مدنيــة‬
‫بحتــة‪ ،‬وخــري مثــال عــىل ذلــك املرشوعــات الزراعيــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي أن أســلوب مامرســة النشــاط والــذي‬
‫تقــوم عليــه هــذه النظريــة ال يغنــي أحيانـاً عــن النظــر إىل موضــوع النشــاط ذاتــه ملعرفــة طبيعته‪.‬وهكــذا‬
‫يتضــح أنــه مــن الصعــب طبق ـاً للترشيــع القائــم االعتــامد عــىل نظريــة واحــدة لتمييــز العمــل التجــاري‬
‫عــن العمــل املــدين والســبب يف ذلــك يرجــع إىل أن األعــامل التجاريــة التــي ذكرهــا هــذا الترشيــع مل تكــن‬
‫مؤسســة عــىل فكــرة موحــدة إذ أن بعضهــا يعتــرب تجاريـاً ولــو وقــع منفــردا ً وأيـاً كانــت صفــة القائــم بــه‬
‫تاجـرا ً أم غــري تاجــر‪ ،‬يف حــني أن بعضهــا اآلخــر ال يعتــرب كذلــك إال إذا وقــع عــىل ســبيل االحـرتاف‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يــرى بعــض الـرشاح أن نظريــة املــرشوع مــن املمكــن أن تكــون معيــارا ً صالحـاً لتحديــد العمــل‬
‫التجــاري وذلــك عندمــا يتبنــى املــرشع مفهومــاً للعمــل التجــاري بحيــث يشــمل فضــالً عــن عمليــات‬
‫املضاربــات العقاريــة املرشوعــات الزراعيــة وهــو مــا فعلــه املــرشع اإليطــايل)‪.(١٠٧‬‬

‫)‪ (١٠٦‬انظر جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٧‬اسكارواورو املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٠٤‬‬
‫)‪ (١٠٧‬جيجالز وأيبوليتو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٧٨‬‬
‫‪48‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفصل الثاني‬

‫األعمال التجارية األصلية‬

‫‪ -٣٠‬يقصــد باألعــامل التجاريــة األصليــة تلــك األعــامل التــي نــص نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل تجاريتهــا‬
‫رصاحــة أو اعتــربت كذلــك بطريــق القيــاس وهــي تنقســم إىل قســمني‪ :‬اعــامل تجاريــة منفــردة وهــي تلــك‬
‫األعــامل التــي تعتــرب تجاريــة ولــو وقعــت منفــردة ومــن شــخص ال يحــرتف القيــام بهــا‪ ،‬وأعــامل تجاريــة‬
‫بطريــق املقاولــة وهــي تلــك األعــامل التــي ال تعتــرب تجاريــة إال إذا بــورشت عــىل ســبيل االحــرتاف أو‬
‫املقاولــة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫األعمال التجارية المنفردة‬

‫‪ -٣١‬تُضفــي املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة الصفــة التجاريــة عــىل مجموعــة مــن األعــامل ولو‬
‫وقعــت ملــرة واحــدة وبــرصف النظــر عــن صفــة القائــم بهــا تاجـرا ً أم غــري تاجــر‪ .‬وهــذه املجموعــة تشــمل‬
‫الـرشاء ألجــل البيــع واألوراق التجاريــة وأعــامل الــرصف والبنــوك والســمرسة وأعــامل التجــارة البحريــة)‪.(١٠٨‬‬

‫)‪ (١٠٨‬ولقد توسع مرشوع نظام املعامالت التجارية فيام يعترب من األعامل التجارية املنفردة‪ ،‬إذ نصت املادة الخامسة عىل‪ «:‬تعد األعامل اآلتية تجارية وإن مل‬
‫تزاول عىل سبيل االحرتاف‪ :‬أ‪ -‬رشاء املنقوالت بقصد إعادة بيعها أو تأجريها بربح‪ ،‬سواء بحالتها أو بعد تحويلها أو صنعها‪ ،‬أو استئجارها بقصد إعادة تأجريها‪،‬‬
‫ب‪ -‬الوكاالت التجارية بأنواعها‪ ،‬والتمثيل التجاري‪ ،‬ج‪ -‬املعامالت املتعلقة باألوراق التجارية أياً كانت صفة ذوي الشأن فيها وأياً كانت طبيعة الحق الذي أجريت‬
‫من أجله‪ ،‬د‪ -‬أعامل البنوك‪ ،‬ومنح التمويل والتسهيالت االئتامنية بأنواعها‪ ،‬وتلقي الودائع‪ ،‬وأعامل الرصافة وخدمات الحواالت املالية‪ ،‬هـ‪ -‬التأمني بأنواعه‬
‫املختلفة‪ ،‬و‪ -‬األعامل املتعلقة باملالحة البحرية والجوية مبا يف ذلك‪ :‬بناء السفن والطائرات وبيعها ورشاؤها وتأجريها واستئجارها وإصالحها وصيانتها‪ ،‬واإلرساليات‬
‫البحرية والجوية مبا يف ذلك النقل البحري والجوي املنتظم‪ ،‬وبيع أو رشاء مهامت أو أدوات أو مواد السفن أو الطائرات أو متوينها‪ ،‬وأعامل الشحن والتفريغ‪،‬‬
‫والخدمات املالحية املساندة‪ ،‬والقطر واإلرشاد واإلنقاذ البحري‪ ،‬ز‪ -‬السكك الحديدية‪ ،‬واملطارات واملوانئ واستثامر الطرق والخدمات األرضية يف املطارات‬
‫واملوانئ‪ ،‬ح‪ -‬النقل باألنابيب‪ ،‬ط‪ -‬خدمات االتصاالت بأنواعها واالنرتنت والخدمات املساندة والبنية التحتية لها‪ ،‬ي‪ -‬خدمات عرض الفواتري ودفعها إلكرتونياً‬
‫خدمات السداد االلكرتوين‪ ،‬ك‪ -‬أعامل الفنادق واملطاعم وأماكن الرتفيه واأللعاب‪ ،‬ل‪ -‬إًصدار الصحف واملجالت إذا كان الغرض من إصدارها تحقيق الربح عن‬
‫طريق نرش اإلعالنات واألخبار واملقاالت‪ ،‬م‪ -‬تأجري قاعات املعارض واملؤمترات واملناسبات‪ ،‬ن‪ -‬أعامل الربيد‪ ،‬س‪ -‬أعامل اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ع‪ -‬أعامل املخازن‬
‫العامة‪ ،‬ف‪ -‬أعامل محطات توليد الطاقة والقوى املحرزة واملياه ‪-‬بأي طريقة‪ -‬بقصد بيعها وتوريد الطاقة واملياه املنتجة‪ ،‬ص‪ -‬تكرير النفط وتسسيل الغاز‬
‫ومعالجة املشتقات البرتولية‪ ،‬ق‪ -‬توزيع الطاقة أو نقلها أو إيصالها أو تخزينها أو إدارتها بقصد الربح‪ ،‬ر‪ -‬الصناعات االستخراجية ملوارد الرثوة الطبيعية‪ ،‬وأعامل‬
‫التعدين واملناجم واملالحات واملحاجر«‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفرع األول‬

‫الشراء ألجل البيع‬

‫‪ -٣٢‬تضــع املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة الـرشاء ألجــل البيــع يف مقدمــة األعــامل التجاريــة‬
‫املنفــردة‪ ،‬فتنــص الفقــرة »أ« عــىل أنــه يعتــرب عمــالً تجاريــاً »كل رشاء بضاعــة أو غــالل مــن مأكــوالت‬
‫وغريهــا ألجــل بيعهــا بحالهــا أو بعــد صناعــة وعمــل فيهــا«‪.‬‬

‫وباســتقراء هــذا النــص يتضــح أن هنــاك ثالثــة رشوط ينبغــي توافرهــا لــيك يعتــرب الـرشاء ألجــل البيــع عمـالً‬
‫تجاريـاً وهــي‪ :‬أن يكــون هنــاك رشاء‪ ،‬وأن يكــون محــل الـرشاء منقــوالً‪ ،‬وأن يكــون هــذا الـرشاء مــن أجــل‬
‫إعــادة البيــع لتحقيــق الربــح‪.‬‬

‫الشرط األول‪ :‬الشراء‪:‬‬

‫‪ -٣٣‬يقصــد بالـرشاء هنــا املعنــى الواســع بحيــث يشــمل كل كســب ملكيــة يشء مبقابــل‪ ،‬ســواء كان هــذا‬
‫املقابــل نقديـاً كــام يف عقــد البيــع أو عينيـاً كــام يف عقــد املقايضــة‪.‬‬

‫وعليــه فمــن يبيــع شــيئاً مل يســبق لــه رشاؤه وإمنــا اكتســب ملكيتــه عــن طريــق اإلرث أو الهبــة أو الوصيــة‬
‫يعتــرب عملــه مدنيـاً‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل رشط الــرشاء اســتبعاد بعــض األنشــطة الهامــة مــن نطــاق القانــون التجــاري كالنشــاط‬
‫الزراعــي)‪ ،(١٠٩‬والصناعــات االســتخراجية)‪ ،(١١٠‬واإلنتــاج الذهنــي)‪.(١١١‬‬

‫‪ .١‬النشاط الزراعي‪:‬‬
‫‪ -٣٤‬تنــص معظــم الترشيعــات عــىل اســتبعاد النشــاط الزراعــي مــن نطــاق القانــون التجــاري ولعل الســبب‬
‫يف ذلــك يرجــع إىل أن الزراعــة ســابقة تاريخيـاً يف ظهورهــا عــىل التجــارة‪ ،‬وإىل أن القانــون املــدين قــد تكــون‬
‫مــن أجلهــا فــال ميكــن أن تنتــزع مــن نطاقــه‪ ،‬هــذا فض ـالً عــن أن املزارعــني يكونــون طبقــة اجتامعيــة‬
‫منفصلــة متامـاً يف عاداتهــا وتقاليدهــا عــن طبقــة التجــار)‪.(١١٢‬‬

‫عمال تجارياً‪ ،‬مبا يف ذلك بيع املزارع‬


‫)‪ (١٠٩‬ولقد نصت املادة التاسعة فقرة دمن رشوع نظام املعامالت التجارية عىل‪” :‬عدم اعتبار أعامل الزراعة والبستنة ً‬
‫ملحاصيل وغالل األرض التي ميلكها أو يزرعها‪ ،‬حتى ولو تم تحويل املحاصيل أو معالجتها بالوسائط التي يستعملها املزارعون عادة‪ ،‬مامل يتم ذلك من خالل متجر‬
‫أو مصنع يخصص بصفة دامئة لذلك«‪.‬‬
‫)‪ (١١٠‬إال أن مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته الخامسة فقرة ر نص عىل اعتبار الصناعات االستخراجية ملوارد الرثوة الطبيعية وأعامل التعدين واملناجم‬
‫واملالحات واملحاجر أعامالً تجارية وإن مل تزاول عىل سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫)‪(١١١‬أكدت عىل ذلك املادة التاسعة فقرة أ من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (١١٢‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٧٧‬‬
‫‪50‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫وتطبيق ـاً لذلــك تنــص املــادة ‪ ٣‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل أنــه »إذا بــاع مالــك األرض أو امل ـزارع‬
‫فيهــا غلتهــا مبعرفتــه‪ ..‬فــال يعــد يشء مــن ذلــك عمـالً تجاريـاً«‪.‬‬

‫كــام نصــت املــادة ‪ ١١‬مــن قانــون التجــارة املوحــد عــىل أن »ال تعتــرب عمـالً تجاريـاً بيــع املـزارع منتجــات‬
‫األرض التــي يقــوم بزراعتهــا ســواء كان مالــكاً لهــا أو مجــرد منتفــع بهــا‪ .‬وال يغــري مــن ذلــك بيــع هــذه‬
‫املنتجــات بحالتهــا أو بعــد تحويلهــا«‪.‬‬

‫وال تقتــرص الصفــة املدنيــة للزراعــة عــىل بيــع املحصــوالت كــام توحــي بذلــك عبــارة النــص‪ ،‬بــل أنهــا متتــد‬
‫إىل جميــع األعــامل املرتبطــة بهــا كاســتئجار األرض الزراعيــة ورشاء البــذور والســامد أو اســتئجار اآلالت‬
‫الزراعيــة وعقــود العمــل مــع العــامل الزراعيــني‪.‬‬

‫وإذا قــام املـزارع برتبيــة بعــض املــوايش عــىل األرض التــي يزرعهــا وبيعهــا أو بيــع الناتــج منهــا فــال يعتــرب‬
‫عملــه تجاريـاً متــى كان قيامــه بذلــك تابعـاً لالســتغالل الزراعــي)‪ ،(١١٣‬أمــا إذا كان ال ـرشاء وتربيــة املــوايش‬
‫غــري تابــع لالســتغالل الزراعــي بــل كان بقصــد تســمينها وإعــادة بيعهــا مــع رشاء األعــالف مــن الغــري فــإن‬
‫عملــه يكــون عندئــذ تجاري ـاً )‪.(١١٤‬‬

‫باملثــل يعتــرب عمــل املـزارع مدنيـاً حتــى ولــو قــام بتحويلــه إىل هيئــة أخــرى كقيــام املـزارع بطحــن القمــح‬
‫وتحويلــه إىل دقيــق قبــل بيعــه أو بتحويــل الحليــب الــذي تنتجــه املــوايش التــي يقــوم برتبيتهــا يف مزرعتــه‬
‫إىل جــنب أو زبــد‪ .‬ولكــن عمليــة التحويــل هــذه تكتســب الصفــة التجاريــة متــى كانــت متثــل النشــاط‬
‫الرئيــيس لصاحــب الشــأن كقيــام مصنــع صاحــب الســكر بزراعــة مســاحات واســعة مــن البنجــر وقيــام‬
‫صاحــب مصنــع األلبــان بـرشاء كميــات مــن الحليــب وإضافتــه إىل الحليــب الــذي تنتجــه مــوايش مزرعتــه‬
‫بغيــة صناعــة وبيــع الجــنب عــىل نطــاق واســع)‪.(١١٥‬‬

‫‪ .٢‬الصناعات االستخراجية‪:‬‬
‫‪ -٣٥‬ويقصــد بالصناعــات االســتخراجية اســتخراج املــواد األوليــة مبــارشة مــن باطــن األرض أو قــاع البحــر‪،‬‬
‫ومثالهــا اســتخراج البــرتول مــن اآلبــار واملعــادن مــن املناجــم وقطــع األحجــار واســتغالل العيــون املعدنيــة‬
‫وصيــد األســامك والآللــئ‪ ..‬وغــري ذلــك‪.‬‬

‫)‪ (١١٣‬إذ نصت املادة التاسعة فقرة هـ عىل عدم تجارية تربية املاشية والحيوانات وصيد األسامك املعتمد عىل استغالل العنرص البدين للمريب أو الصياد‪.‬‬

‫)‪ (١١٤‬انظر جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٧٢‬واألحكام املشار إليها يف الهامش بند رقم ‪.٢‬‬

‫)‪ (١١٥‬أكدت عىل ذلك املادة التاسعة فقرة د من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬وذلك بعدم تجارية تحويل املحاصيل أو معالجتها بالوسائط التي يستعملها‬
‫املزارعون عادة‪ ،‬مامل يتم ذلك من خالل متجر أو مصنع يخصص بصفة دامئة لذلك‪.‬‬
‫‪5١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وتعتــرب الصناعــات االســتخراجية مــن األعــامل املدنيــة التــي ال ميتــد إليهــا حكــم القانــون التجــاري بحجــة‬
‫أنهــا أعــامل مل يســبقها رشاء‪ ،‬وأنهــا ال تعــدو أن تكــون نوعـاً مــن االســتغالل العقــاري‪ ،‬ولكــن هــذه الحجــة‬
‫غــري مقنعــة ألن الصناعــة االســتخراجية تنطــوي عــىل بيــع ملنقــوالت‪ ،‬وقــد رأينــا أن القانــون يعتــرب الصناعــة‬
‫نوعـاً مــن التجــارة‪ ،‬ولذلــك فإنــه ليــس هنــاك مــا يــربر إقصــاء الصناعــة االســتخراجية مــن نطــاق القانــون‬
‫التجاري)‪.(١١٦‬‬

‫ولذلــك فقــد عــدل املــرشع الفرنــيس عــن موقفــه وإن كان ذلــك جزئيـاً حينــام قــام بإضفــاء الصفــة التجارية‬
‫عــىل عمليــات اســتغالل املناجــم مبقتــىض قانــون ‪ ٩‬ســبتمرب ‪١٩١٩‬م‪ ،‬كــام متيــل الترشيعــات الحديثــة إىل‬
‫إضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل جميــع العمليــات املتعلقــة بالصناعــات االســتخراجية‪ ،‬وهــو ما أخذ بــه قانون‬
‫التجــارة املــوح‪،‬د إذ طبق ـاً لنــص البنــد رقــم ‪ ٥‬مــن املــادة ‪ ٥‬منــه تعتــرب العمليــات االســتخراجية ملــوارد‬
‫الــرثوة الطبيعيــة كاملناجــم واملحاجــر والنفــط وغريهــا أعــامالً تجاريــة إذا متــت عــىل وجــه االحـرتاف)‪.(١١٧‬‬

‫ويــربز إضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل الصناعــات االســتخراجية يف الــدول اآلخــذة يف النمــو بوجــه خــاص مــا‬
‫لهــذه الصناعــات مــن أهميــة كمصــدر مــن مصــادر الدخــل القومــي ومــا يحتاجــه اســتغاللها مــن تنظيــم‬
‫فنــي وعلمــي ومــن رؤوس أمــوال كبــرية‪ ،‬فض ـالً عــام يرتبــط بهــا عــادة مــن صناعــات تحويليــة كتكريــر‬
‫النفــط الخــام واســتخالص الحديــد واملعــادن مــن األحجــار املختلطــة بهــا‪ .‬ومــا تــؤدي إليــه مــن قيــام بعــض‬
‫صناعــات البرتوكيامويــات والســامد واملعــادن)‪.(١١٨‬‬

‫‪ .٣‬اإلنتاج الفكري والمهن الحرة‪:‬‬


‫‪ -٣٦‬ال يعتــرب اســتغالل مثــار الفكــر ومــا تجــود بــه القريحــة مــن قبيــل األعــامل التجاريــة‪ .‬فقيــام املؤلــف‬
‫ببيــع مؤلفــه واملخــرتع باســتغالل اخرتاعــه والفنــان ملحنـاً كان أو مغنيـاً أو رســاماً أو نحاتـاً ببيــع مقطوعتــه‬
‫املوســيقية أو لوحتــه الفنيــة أو متثالــه يعتــرب عم ـالً مدني ـاً ســواء قامــوا بهــذا العمــل بأنفســهم أم عهــدوا‬
‫ـامال‬
‫بــه إىل الغري)‪.(١١٩‬وقــد أخــذ بذلــك قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف املــادة ‪ ١٠‬منــه عــىل أنــه ال تعتــرب أعـ ً‬
‫تجاريــة »األعــامل الفنيــة والفكريــة بالنســبة للفنــان واملفكــر واملؤلــف ومــن يف حكمهــم«‪.‬‬

‫وعــىل العكــس مــن ذلــك يعتــرب عمــل الوســيط الــذي يقــدم عمــل املؤلــف أو املخــرتع أو الفنــان إىل‬
‫الجمهــور عمـالً تجاريـاً ألنــه يهــدف إىل املضاربــة مــن وراء قيامــه بالعمــل)‪ ،(١٢٠‬فالنــارش مثـ ًـال يعتــرب عملــه‬

‫)‪ (١١٦‬انظر جورج ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٨١‬‬
‫أعامال‬
‫)‪ (١١٧‬ولقد أخذ مرشوع نظام املعامالت التجارية باعتبار الصناعات االستخراجية ملوارد الرثوة الطبيعية وأعامل التعدين واملناجم واملالحات واملحاجر‪ً ،‬‬
‫تجارية وان مل تزاول عىل سبيل االحرتاف‪ ،‬انظر املادة الخامسة فقرة ر‪.‬‬
‫)‪ (١١٨‬د‪ .‬ثروت عيل عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٦٥‬‬
‫)‪(١١٩‬املادة التاسعة فقرة أ مرشوع نظام املعامالت التجارية ‪.‬‬

‫عمال تجارياً إذا كانت مزاولتها عىل سبيل االحرتاف‪ .‬املادة السادسة فقرة‬
‫)‪ (١٢٠‬إذ تعترب أعامل الطباعة والنرش والتصوير والتسجيل السمعي ‪-‬الصويت‪ -‬واإلعالن‪ً ،‬‬
‫‪5٢‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫تجاري ـاً ألنــه يشــرتي حــق التأليــف بقصــد البيــع وتحقيــق الربــح‪ ،‬ويؤخــذ بنفــس الحــل فيــام يتعلــق‬
‫بأنــواع اإلنتــاج الفكــري األخــرى فقيــام املغنــي أو امللحــن أو املصــور أو الرســام أو النحــات ببيــع مثــار عملــه‬
‫بنفســه أو بواســطة الغــري يعتــرب عمـالً مدنيـاً حتــى ولــو قــام باالســتعانة بخدمــات عــدد قليــل مــن العــامل‬
‫أو اســتخدم بعــض اآلالت الرضوريــة لعملــه‪ ،‬أمــا مــن يقــوم بنــرش هــذه األعــامل الفنيــة فيعتــرب عملــه‬
‫تجاري ـاً ألنــه يشــرتي مثــار إنتــاج الفنــان لنــرشه وبيعــه بقصــد تحقيــق الربــح)‪.(١٢١‬‬

‫كذلــك ال تعتــرب مامرســة األعــامل الحــرة مــن قبيــل األعــامل التجاريــة)‪ ،(١٢٢‬ألن أصحابهــا إمنــا يســتغلون‬
‫ملكاتهــم الفكريــة ومــا حصلــوا عليــه مــن علــم وفــن وخــربة‪ ،‬فض ـالً عــن قيــام هــذه املهــن عــىل الثقــة‬
‫الشــخصية التــي يضعهــا العمــالء يف شــخص مــن ميــارس هــذه املهنــة‪ ،‬كــام أن الخدمــات التــي يقدمهــا‬
‫أصحــاب هــذه الفئــة مــن املهــن ال تنطــوي عــىل رشاء ســابق‪.‬‬

‫ويدخــل يف نطــاق املهــن الحــرة املحامــاة والطــب والهندســة واملحاســبة والتعليــم وغــري ذلــك مــام يســتقر‬
‫عليــه العــرف‪ ،‬ويالحــظ أن أصحــاب املهــن الحــرة ال يحصلــون عــىل أربــاح ‪ Benefices‬بــل عــىل مقابــل‬
‫أتعــاب ‪ Honoraires‬للخدمــات التــي يقدمونها‪.‬وقــد أخــذ قانــون التجــارة املوحــد بهــذا فنــص يف املــادة ‪١٠‬‬
‫عــىل أنــه ال تعتــرب أعــامالً تجاريــة »مامرســة أصحــاب املهــن الحــرة ملهنهــم كالطبيــب واملهنــدس واملحامــي‬
‫ومــن يف حكمهــم«‪.‬‬

‫وإذا اقرتنــت مامرســة املهنــة الحــرة بالقيــام ببعــض األعــامل التجاريــة كالـرشاء ألجــل البيــع فيجــب األخــذ‬
‫مبعيــار النشــاط الرئيــيس‪ ،‬وتطبيق ـاً لذلــك فقــد اســتقر القضــاء الفرنــيس عــىل القــول بــأن قيــام الطبيــب‬
‫ب ـرشاء وبيــع االدويــة ملرضــاه يف األماكــن النائيــة التــي ال يوجــد بهــا صيدليــات ال يعتــرب عم ـالً تجاري ـاً‪،‬‬
‫وكذلــك الحــال بالنســبة لطبيــب األســنان الــذي يبيــع ملرضــاه األشــياء الالزمــة للعــالج كاألســنان الصناعيــة‪.‬‬

‫ومــام تجــدر مالحظتــه فيــام يتعلــق بــرشط ال ـرشاء‪ ،‬أن ال ـرشاء ال يلــزم أن يكــون ســابقاً عــىل البيــع‪ ،‬بــل‬
‫يجــوز أن يكــون ال ـرشاء الحق ـاً عــىل البيــع‪ ،‬وهــو وضــع مألــوف يف التجــارة)‪.(١٢٣‬‬

‫هــذا وقــد أخــرج قانــون التجــارة املوحــد مــن نطــاق األعــامل التجاريــة مامرســة أصحــاب الحــرف لحرفهــم‬
‫مــا دامــوا يعتمــدون يف عملهــم عــىل جهدهــم الشــخيص كالحــداد والنجــار والخيــاط ومــن يف حكمهــم‬
‫املــادة ‪ ١٠‬آنفــة الذكــر‪.‬‬

‫ل من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬


‫)‪ (١٢١‬انظر دكتور نوري طالباين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٧٩‬‬
‫)‪ (١٢٢‬أكدت عىل ذلك املادة التاسعة فقرة جمن مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬وذلك بعدم اكتساب أعامل املهن الحرة الصفة التجارية وعدم اكتساب صفة‬
‫التاجر وذلك بحق األطباء واملحامني واملحاسبني وغريهم من أصحاب املهن التي تقوم عىل استغالل املعارف واملهارات الذهنية‪.‬‬
‫)‪ (١٢٣‬انظر دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٠‬دكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪٢٣‬‬
‫‪5٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫منقوال‪:‬‬
‫ً‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون محل الشراء‬

‫‪ -٣٧‬تتطلــب الفقــرة األوىل مــن املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة أن يكــون محــل الــرشاء‬
‫»بضاعــة أو أغــالالً مــن مأكــوالت وغريهــا«‪ .‬وواضــح أن هــذه الفقــرة تشــري إىل املنقــوالت املاديــة‪ ،‬ومــع‬
‫ذلــك فالــرأي مســتقر لــدى ال ـرشاح يف الــدول األخــرى عــىل أنــه يجــب تفســري مثــل هــذا النــص تفس ـريا ً‬
‫واســعاً بحيــث يشــمل إىل جانــب املنقــوالت املاديــة املنقــوالت املعنويــة كاألوراق املالية األســهم والســندات‬
‫وحقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة والعالمــات التجاريــة وبـراءات االخـرتاع واملحــل التجــاري‪ ،‬بــل أكــرث مــن‬
‫ذلــك يفــرس مثــل هــذا النــص عــىل أنــه يشــمل مــا يســمى باملنقــوالت بحســب املــآل فيعتــرب تجاريـاً رشاء‬
‫منــزل بقصــد هدمــه وبيــع أنقاضــه وكذلــك األشــجار بقصــد قطعهــا وبيعهــا أخشــاباً‪ ،‬وهــو مــا أخــذ بــه‬
‫قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف البنديــن رقمــي ‪ ٥،١‬مــن املــادة ‪ ٤‬منــه عــىل أن يعتــرب عم ـالً تجاري ـاً‪:‬‬

‫‪» .١‬رشاء املنقــوالت املاديــة وغــري املاديــة بقصــد بيعهــا أو تأجريهــا ســواء بحالتهــا أو بعــد تهيئتهــا بصــورة‬
‫أخرى«‪.‬‬

‫‪ .٢‬تأسيس الرشكات والتعامل باألوراق املالية«‪.‬‬

‫ويــؤدي هــذا الــرشط إىل اســتبعاد العقــار والعمليــات املتعلقــة بــه مــن نطــاق القانــون التجــاري‪ ،‬وقــد أكــد‬
‫هــذا االســتبعاد نــص املــادة الثالثــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة حيــث تقــيض بــأن »دعــاوى العقــارات‬
‫وإيجاراتهــا ال تعــد مــن األعــامل التجاريــة«‪.‬‬

‫واســتبعاد املعامــالت الــواردة عــىل العقــارات مبختلــف صورهــا هــو يف الحقيقــة قاعــدة قدميــة تعتــرب مــن‬
‫مســلامت القانــون التجــاري التقليــدي حتــى ليُقــال أن القانــون التجــاري قانــون املنقــوالت والقانــون املــدين‬
‫قانــون العقــارات)‪.(١٢٤‬‬

‫غــري أن هــذه القاعــدة بــدأت تفقــد قيمتهــا يف العــرص الحديــث إذ ظهــرت مضاربــات عقاريــة واســعة‬
‫النطــاق ووجــد أشــخاص ورشكات يســتثمرون أمــواالً طائلــة يف رشاء األرايض وبيعهــا وبنــاء العــامرات بقصــد‬
‫بيعهــا‪ ،‬مــام حــدا بالكثــري مــن الترشيعــات التجاريــة إىل إعــادة النظــر يف موقفهــا مــن هــذه القاعــدة)‪.(١٢٥‬‬

‫)‪ (١٢٤‬اسكارا ورو بند رقم ‪ ١١٨‬وما يليه‪ ،‬دروس ‪ ..‬بند رقم ‪٢٢‬‬
‫)‪ (١٢٥‬ولقد أخذ بذلك مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬إذ نصت املادة السادسة الفقرة أ عىل اعتبار تجارية رشاء العقارات بقصد إعادة بيعها أو تأجريها‬
‫بربح‪ ،‬سواء بحالتها األصلية أو بعد تحويلها أو تجزئتها‪ ،‬أو استئجارها بقصد إعادة تأجريها‪ ،‬متى ما كانت مزاولتها عىل سبيل االحرتاف‪ .‬وباملقابل‪ ،‬ال يعترب تجارياً‬
‫رشاء التاجر عقار أو منقول من الغري بقصد االستعامل العادي ال بقصد إعادة بيعه أو إجارته‪ ،‬وبيع املالك كذلك لعقاره أو أي منقول ميلكه يف معرض الترصف‬
‫االعتيادي ال يعد عمالً تجارياً‪ ،‬انظر يف ذلك املادة التاسعة الفقرة و من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ويف هــذا الخصــوص نــص البنــد رقــم ‪ ٣‬مــن املــادة ‪ ٤‬مــن قانــون التجــارة املوحــد عــىل أن تعتــرب أعــامالً‬
‫تجاريــة »رشاء العقــار بقصــد بيعــه أو تأجــريه بحالتــه األصليــة أو بعــد تجزئته«‪.‬وقــد أخــذ بنفــس القاعــدة‬
‫الترشيــع التجــاري الفرنــيس وذلــك يف قانــون ‪ ١٣‬يوليــو ‪١٩٦٧‬م حيــث نــص عــىل أن رشاء العقــارات بقصــد‬
‫إعــادة بيعهــا يعتــرب عمـالً تجاريـاً حتــى ولــو وقــع مفــردا ً أي حتــى ولــو مل يكــن القائــم بــه محرتفـاً‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬قصد إعادة البيع أو التأجير لتحقيق الربح‪:‬‬

‫‪ -٣٨‬يجــب العتبــار رشاء املنقــول عم ـالً تجاري ـاً أن يكــون قــد تــم بقصــد إعــادة البيــع ويجــب أن تكــون‬
‫نيــة البيــع معــارصة لعمليــة ال ـرشاء‪ ،‬وعليــه فــإن مــن يشــرتي منقــوالً بقصــد اســتعامله أو االحتفــاظ بــه‬
‫ثــم يعــدل عــن رأيــه فيقــوم ببيعــه فــإن عملــه يعتــرب مدنيـاً حتــى ولــو حقــق ربحـاً وذلــك النتفــاء نيــة‬
‫البيــع وقــت ال ـرشاء‪.‬‬

‫وعــىل العكــس مــن ذلــك يعتــرب رشاء املنقــول تجاري ـاً متــى تــم بقصــد إعــادة البيــع حتــى ولــو عــدل‬
‫الشــخص بعــد ذلــك عــن موقفــه فقــام باســتهالكه أو باالحتفــاظ بــه لنفســه‪.‬‬

‫وال يشــرتط أن يبــاع املنقــول بحالتــه وقــت الـرشاء إذ مــن الجائــز أن يقــع البيــع عــىل املنقــول بعــد تحويلــه‬
‫أو صنعــه ك ـرشاء الحبــوب وتحويلهــا إىل دقيــق ورشاء األقطــان وغزلهــا ونســجها‪ ،‬واملــادة الثانيــة فقــرة‬
‫»أ« مــن نظــام اململكــة التجاريــة رصيحــة يف أن رشاء املنقــوالت ألجــل بيعهــا يعتــرب عم ـالً تجاري ـاً ســواء‬
‫ورد عليهــا »بحالهــا أو بعــد صناعــة وعمــل فيهــا« وبذلــك تدخــل الصناعــة التحويليــة ضمــن األعــامل‬
‫التجاريــة)‪.(١٢٦‬‬

‫كــام أنــه ال يشــرتط مــن ناحيــة أخــرى ســبق ال ـرشاء عــىل البيــع إذ يجــوز ان يقــع البيــع أوالً ثــم يليــه‬
‫ال ـرشاء بــل إن هــذا وضــع مألــوف يف التجــارة وبخاصــة يف عمليــات البورصــة)‪.(١٢٧‬‬

‫وقصــد إعــادة البيــع مســألة وقائــع يســتقل بتقديرهــا قــايض املوضــوع ويقــع عــبء إثبــات هــذا القصــد‬
‫عــىل مــن يدعــي تجاريــة الــرشاء أو البيــع‪ ،‬وميكــن إثباتــه بكافــة وســائل اإلثبــات مبــا يف ذلــك البينــة‬
‫والقرائــن‪ ،‬وال شــك أن مــن أهــم القرائــن يف هــذا الشــأن نــوع البضاعــة املشـرتاة وكميتهــا والتعامــل الســابق‬
‫بينهــام وكذلــك اح ـرتاف املشــرتي للتجــارة‪.‬‬

‫)‪ (١٢٦‬انظر ريبري وهوان‪ ،‬موج‪ ،‬دالوز‪ ،‬بند رقم ‪ ٢٣‬مصطفى طه‪ ،‬بند رقم ‪٤٠‬‬
‫)‪ (١٢٧‬انظر ثروت عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٨٧‬‬
‫‪55‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫ويالحــظ أن املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة مل تتكلــم إال عــن الـرشاء بقصــد البيــع ومل تتحــدث‬
‫عــن الـرشاء بقصــد التأجــري أو اســتئجار املنقــول بقصد إعــادة تأجــريه)‪.(١٢٨‬‬

‫ومــع ذلــك نعتقــد أن نظــام املحكمــة مل يقصــد بعــدم ذكــر الــرشاء بقصــد التأجــري مخالفــة القانــون‬
‫الفرنــيس الــذي يعتــرب مثــل ذلــك عم ـالً تجاري ـاً‪ ،‬كــام يســتفاد مــن هــذا الحكــم ايض ـاً مــن نــص املــادة‬
‫الثالثــة التــي تقــيض بأنــه إذا اشــرتى أحــد عقــارا ً أو أي يشء ال لبيعــه وال إجارتــه بــل لالســتعامل فــال يعــد‬
‫يشء مــن ذلــك عمـالً تجاريـاً‪ ،‬عــىل حــني نــص نظــام التجــارة املوحــد رصاحــة يف البنــود ‪ ٣ ،١‬مــن املــادة ‪٣‬‬
‫ســالفة الذكــر عــىل اعتبــار ال ـرشاء بقصــد التأجــري عم ـالً تجاري ـاً‪.‬‬

‫وقــد اســتقر الفقــه والقضــاء يف فرنســا ومــرص ‪-‬رغــم عــدم وجــود النــص‪ -‬عــىل إضفــاء الصفــة التجاريــة‬
‫عــىل االســتئجار بقصــد إعــادة التأجــري باعتبــاره مــن قبيــل رشاء املنفعــة لبيعهــا وتحقيــق الربــح)‪ ،(١٢٩‬وهــو‬
‫مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف البنديــن ‪ ٤ ،٢‬مــن املــادة ‪ ٤‬منــه عــىل أن يعتــرب عمـالً تجاريـاً‬
‫»‪ .٢‬اســتئجار املنقــوالت املاديــة وغــري املاديــة بقصــد تأجريهــا مــن الباطــن‪ .٤ .‬اســتئجار العقــار بقصــد‬
‫تأجــريه«‪.‬‬

‫ومل يشــرتط نظــام املحكمــة التجاريــة أن يكــون القصــد مــن الـرشاء وإعــادة البيــع تحقيــق الربــح‪ ،‬ولكــن‬
‫الــرأي مســتقر يف الفقــه والقضــاء الفرنــيس واملــرصي عــىل حــد ســواء ‪-‬وبالرغــم مــن عــدم وجــود نــص بهــذا‬
‫الشــأن‪ -‬عــىل أن الـرشاء والبيــع ال يكتســبان الصفــة التجاريــة مــا مل يكــن الهــدف مــن العمليــة املضاربــة‬
‫وتحقيــق الربــح)‪ ،(١٣٠‬وهــو مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد الــذي اشــرتط رصاحــة يف املــادة ‪ ٤‬منــه‬
‫العتبــار العمــل تجاريـاً أن يقــوم بــه الشــخص بقصــد الربــح‪.‬‬

‫ويُالحــظ أن العــربة بالنيــة وليــس بالنتيجــة‪ ،‬وعليــه فــإذا اشــرتى أحــد األشــخاص بضاعــة بنيــة بيعهــا‬
‫وتحقيــق الربــح فــإن عملــه يعتــرب تجاريـاً حتــى ولــو باعهــا بخســارة‪ ،‬كــام يعتــرب الـرشاء عمـالً تجاريـاً ولــو‬
‫اتجهــت نيــة املشــرتي لحظــة الـرشاء إىل البيــع بســعر التكلفــة أو حتــى بخســارة مــا دام قصــده مــن ذلــك‬
‫تحقيــق الربــح عــىل املــدى البعيــد كإعــالن واجتــذاب العمــالء أو القضــاء عــىل منافــس واحتــكار الســوق‪.‬‬

‫)‪ (١٢٨‬إذ نصت املادة الخامسة الفقرة أ عىل تجارية رشاء املنقول بقصد إعادة بيعه أو تأجريه بربح أو استئجاره بقصد إعادة تأجريه‪.‬‬
‫)‪ (١٢٩‬انظر عىل البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٨‬‬
‫)‪ (١٣٠‬انظر جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٧٢‬روديري وهوان موجز دالوز بند رقم ‪ ،٢٣‬ومصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤١‬د‪ .‬أكثم الخويل‬
‫»دروس‪ «..‬بند رقم ‪ ،٢٤‬د‪ .‬محسن شفيق املرجع السابق بند رقم ‪ ٦١‬جيبنو املرجع السابق بند ‪.٧٩‬‬
‫‪56‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫أمــا إذا انتفــت نيــة الربــح فــال يُعتــرب الـرشاء تجاريـاً‪ ،‬وتطبيقـاً لذلــك ال يعتــرب الـرشاء والبيــع الــذي يتــم‬
‫بواســطة الجمعيــات التعاونيــة التــي تقتــرص عــىل البيــع ألعضائهــا بســعر التكلفــة مــن قبيــل األعــامل‬
‫التجاريــة‪ ،‬ولكــن إذا قامــت هــذه الجمعيــات بالبيــع للجمهــور وبســعر الســوق فــإن أعاملهــا عندئـٍـذ تعتــرب‬
‫أعــامالً تجاريــة)‪ ،(١٣١‬وباملثــل ال يعتــرب عمـ ًـال تجاريـاً رشاء وبيــع املــواد الغذائيــة بواســطة املستشــفيات ودور‬
‫النقاهــة واملؤسســات التعليميــة‪ ،‬طاملــا كان ذلــك تابعـاً ملامرســة املهنــة املدنيــة وهــي الطــب والتعليــم ومل‬
‫يكــن مقصــودا ً لذاتــه)‪.(١٣٢‬‬

‫)‪ (١٣١‬قارن اسكاراورو بند رقم ‪١١٦‬‬


‫)‪ (١٣٢‬ججيجالرو ايبوليتو بند رقم ‪٧٢‬‬
‫‪57‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفرع الثاني‬

‫األوراق التجارية‬

‫‪ -٣٩‬ميكــن تعريــف األوراق التجاريــة طبقـاً ملــا جــاء باملذكــرة التفســريية لنظــام األوراق التجارية الســعودي‬
‫بأنهــا محــررات شــكلية تتطلــب لصحتهــا بيانــات معينــة حددهــا القانــون قابلــة للتــداول بالطــرق التجارية‪،‬‬
‫متثــل حق ـاً شــخصياً موضوعــه مبلــغ معــني مــن النقــود واجــب الدفــع يف وقــت معــني أو قابــل للتعيــني‪،‬‬
‫ويســهل تحويلهــا فــورا ً إىل نقــود بخصمهــا لــدى البنــوك وباســتعاملها يف تســوية الديــون)‪.(١٣٣‬‬

‫واألوراق التجارية يف القانون التجاري السعودي هي الكمبيالة والسند ألمر والشيك‪.‬‬

‫‪ .١‬الكمبيالة‪:‬‬

‫الكمبيالــة صــك مكتــوب وفــق شــكل حــدده القانــون‪ ،‬يتضمــن أمــر مــن شــخص يســمى الســاحب وهــو‬
‫الدائــن إىل شــخص آخــر يســمى املســحوب عليــه وهــو املديــن بــأن يدفــع مبلغ ـاً معين ـاً مــن النقــود يف‬
‫تاريــخ معــني أو قابــل للتعيــني لشــخص ثالــث أو ألمــر هــذا الشــخص الــذي يســمى باملســتفيد‪.‬‬

‫وصورة الكمبيالة كاآليت‪:‬‬

‫(كمبيالة)‬
‫الريــاض يف أول محــرم ‪١٤٠١‬هـــ مبلــغ = ‪ ٣٠٠٠‬ريــال = ســعودي إىل زيــد »وهــو املســحوب عليــه« ‪١٥‬‬
‫شــارع املطــار‪ -‬الريــاض ادفعــوا إىل عثــامن أو ألمــر عثــامن »وهــو املســتفيد« املبلــغ املوضــح أعــاله وقــدره‪:‬‬
‫ثالثــة آالف ريــال ســعودي يف أول رمضــان ‪١٤٠١‬هـــ‬

‫توقيع »الساحب«‬

‫عيل‬

‫)‪ (١٣٣‬انظر املذكرة التفسريية لنظام األوراق التجارية الصادر باملرسوم املليك رقم ‪ ٣٧‬يف ‪ ١٣٨٣ /١٠ /١١‬ه‪ ،‬وانظر يف صعوبة تعريف األوراق التجارية ويف‬
‫خصائصها‬
‫‪.٤ ٣et res ,١٩٧٥ ,Rene roblot, Les effets de commerce, Paris, Sirey‬‬
‫‪.١٩٧٧ ,.Jean Guyenot, Cours de droit commercial, Paris, L. G. D. J‬‬
‫‪.ets ١٣٢٧ nos ,١٩٦٦ ,Hamel, Lagard et Jaufret, Traite de droit commercial, Paris, Dalloz‬‬
‫‪58‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ويُطلــق نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل الكمبيالــة اســم ســند الحوالــة وأحيانـاً الســفتجة‪ ،‬ويقــيض يف الفقــرة‬
‫ج مــن املــادة الثانيــة بتجاريــة »كل مــا يتعلــق بســندات الحوالــة بأنواعهــا«‪.‬‬

‫وهــذا النــص كــام هــو واضــح يُضفــي الصفــة التجاريــة عــىل جميــع األعــامل املتعلقــة بالكمبيالــة كســحبها‬
‫وتظهريهــا وضامنهــا ضامنـاً احتياطيـاً وقبولهــا‪ .‬كــام أن هــذه الصفــة تلحــق بالكمبيالــة حتــى ولــو حــررت‬
‫مبناســبة عمــل مــدين ومــن جانــب شــخص غــري تاجــر‪ ،‬كالكمبيالــة التــي يحررهــا بائــع العقــار عىل املشــرتي‬
‫بالثمــن‪ ،‬أو املؤجــر عــىل املســتأجر مببلــغ األجــرة‪ ،‬ولذلــك يقــال إن الكمبيالــة ورقــة تجاريــة مطلقــة‪ ،‬وهــو‬
‫مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف املــادة ‪ ٦‬منــه عــىل أن »تعتــرب أعــامالً تجاريــة جميــع األعــامل‬
‫املتعلقــة بالكمبيــاالت وأيـاً كان أويل الشــأن فيهــا وأيـاً كانــت طبيعــة العمليــة التــي حــررت بشــأنها«‪.‬‬

‫‪ .٢‬السند ألمر‪:‬‬

‫الســند ألمــر أو الســند اإلذين صــك مكتــوب وفــق شــكل حــدده القانــون يتضمــن تعهــد شــخص يســمى‬
‫املحــرر وهــو املديــن بــأن يدفــع مبلغـاً معينـاً مــن النقــود يف تاريــخ معــني أو قابــل للتعيــني لشــخص آخــر‬
‫أو ألمــر هــذا الشــخص الــذي يســمى املســتفيد وهــو الدائــن‪.‬‬

‫وصورة سند األمر كاآليت‪:‬‬

‫(سند أمر)‬
‫الرياض يف أول محرم ‪١٤٠١‬هـ مبلغ = ‪ = ٤٠٠٠‬ريال سعودي‬

‫أتعهــد بــأن أدفــع إىل زيــد أو ألمــر زيــد »وهــو املســتفيد« مبلــغ أربعــة آالف ريــال ســعودي يف أول رمضــان‬
‫‪١٤٠١‬هـ‪.‬‬

‫توقيع املحرر‬

‫عيل‬

‫ومل ينــص نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل حكــم الســند ألمــر ومتــى يعتــرب تجاري ـاً‪ ،‬كــام أنــه ال يتمتــع‬
‫بالتجاريــة املطلقــة يف مختلــف الترشيعــات‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب األول‬

‫ويذهب البعض إىل القول بأن السند ألمر يكتسب الصفة التجارية يف حالتني‪:‬‬

‫األولــى‪ :‬إذا كان محــرره تاج ـرا ً حتــى ولــو كان قــد حــرر عــن عمــل مــدين‪ ،‬والثانيــة‪ :‬إذا كان قــد حــرر‬
‫لعمــل تجــاري ســواء كان محــرره تاج ـرا ً أو غــري تاجــر)‪.(١٣٤‬‬

‫ومــع ذلــك فنحــن منيــل إىل القــول مــع البعــض بــأن الســند ألمــر ال يكتســب الصفــة التجاريــة إال يف حالــة‬
‫واحــدة فقــط وهــي أن يكــون تحريــره ناشــئاً عــن عمــل تجــاري‪ .‬أمــا تحريــره مــن قبــل تاجــر فليــس مــن‬
‫شــأن ذلــك ســوى إقامــة قرينــة بســيطة عــىل تحريــر الســند مبناســبة عمــل مــدين)‪.(١٣٥‬‬

‫ويف هــذا الشــأن قضــت املــادة ‪ ٦‬مــن قانــون التجــارة املوحــد بــأن تعتــرب الســندات أعــامالً تجاريــة إذا‬
‫حــررت مبناســبة عمليــة تجاريــة أو وقــع عليهــا تاجــر مبناســبة أعــامل تجاريــة)‪.(١٣٦‬‬

‫‪ .٣‬الشيك‪:‬‬

‫الشــيك صــك مكتــوب وفــق شــكل حــدده القانــون‪ ،‬يتضمــن أمـرا ً مــن شــخص يســمى الســاحب أو املحــرر‬
‫إىل شــخص آخــر يســمى املســحوب عليــه »بنــك« بــأن يدفــع مبلغ ـاً معين ـاً مــن النقــود مبجــرد االطــالع‬
‫لشــخص ثالــث أو ألمــر هــذا الشــخص أو لحامــل الصــك أو ألمــر الســاحب نفســه‪.‬‬

‫وصورة الشيك كاآليت‪:‬‬

‫(شيك)‬
‫شيك رقم املبلغ = ‪ = ٥٠٠٠‬ريال سعودي‬
‫الرياض يف غرة محرم ‪١٤٠١‬هـ‬
‫بنك الرياض‬
‫أو لحامله‬ ‫ادفعوا مبوجب هذا الشيك ألمر‪.../‬‬
‫مبلغ خمسة آالف ريال‬
‫توقيع الساحب‬

‫عيل‬

‫)‪ (١٣٤‬انظر د‪ .‬مصطفى طه‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٣‬د‪ .‬عيل البارودي بند رقم ‪ ،٣١‬د‪ .‬سعيد يحيي‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٩‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬بند رقم ‪٦٤‬‬
‫)‪ (١٣٥‬انظر حسني محمد السيد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الرياض ‪ ١٣٩٠‬ه‪ ،‬ص ‪ ،٦‬د‪ .‬أكثم الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪٢٨‬‬
‫)‪ (١٣٦‬إال أن املادة الخامسة الفقرة ج من مرشوع نظام املعامالت التجارية قضت بتجارية جميع املعامالت املتعلقة باألوراق التجارية أياً كانت صفة ذوي‬
‫الشأن فيها وأياً كانت طبيعة الحق الذي أجريت من أجله‪ ،‬وأن مل تزاول عىل سبيل اإلحرتاف‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ومل يتعــرض كذلــك نظــام املحكمــة التجاريــة لحكــم الشــيك‪ ،‬وتذهــب بعــض الترشيعــات إىل إضفــاء الصفــة‬
‫التجاريــة عــىل الشــيك بصــور مطلقــة‪ ،‬أي ســواء كان محــرره تاج ـرا ً أو غــري تاجــر وســواء حــرر مبناســبة‬
‫عمــل مــدين أو عمــل تجــاري‪.‬‬

‫وإزاء عــدم النــص يذهــب الــرأي الراجــح إىل أن الشــيك يأخــذ حكــم الســند ألمــر فــال يكتســب الصفــة‬
‫التجاريــة إال حينــام يكــون تحريــره مبناســبة عمــل تجــاري ســواء كان محــرره تاجــر أو غــري تاجــر‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يالحــظ أن تحريــر الشــيك مــن قبــل تاجــر مــن شــأنه كــام يف حالــة الســند ألمــر أن يقيــم‬
‫قرينــة قابلــة إلثبــات العكــس عــىل أنــه قــد حــرر مبناســبة عمــل تجــاري‪ ،‬هــذا وطبقـاً لنــص املــادة ‪ ٦‬مــن‬
‫قانــون التجــارة املوحــد يعتــرب الشــيك عمـالً تجاريـاً إذا حــرر مبناســبة عمليــة تجاريــة‪ ،‬أو وقــع عليــه تاجــر‬
‫مبناســبة أعــامل تجاريــة)‪.(١٣٧‬‬

‫)‪ (١٣٧‬وكذلك نصت املادة الخامسة الفقرة ج من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل تجارية جميع املعامالت املتعلقة باألوراق التجارية أياً كانت صفة ذوي‬
‫الشأن فيها وأياً كانت طبيعة الحق الذي أجريت من أجله‪ ،‬وأن مل تزاول عىل سبيل اإلحرتاف‪.‬‬
‫‪6١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفرع الثالث‬

‫أعمال الصرف والبنوك‬

‫‪ -٤٠‬الــرصف هــو مبادلــة عملــة دولــة معينــة بعملــة دولــة أخــرى نظــري عمولــة يتقاضاهــا الصــرييف‪ ،‬وهــو‬
‫غالبـاً مــا يســتفيد مــن فــروق األســعار يف الزمــان واملــكان‪.‬‬

‫والــرصف قــد يكــون يدويـاً وقــد يكــون مســحوباً‪ ،‬والــرصف يكــون يدويـاً عندمــا تتــم مبادلــة العملتــني يف‬
‫نفــس املــكان‪ ،‬وهــو يكــون مســحوباً عندمــا تتــم مبادلــة العملتــني يف بلديــن مختلفتــني وقــد كانــت أداتــه‬
‫املثــىل يف هــذه الحالــة الكمبيالــة‪.‬‬

‫وتعتــرب البنــوك مــن أهــم مقومــات النشــاط االقتصــادي يف العــرص الحديــث نظـرا ً ملــا تقــوم بــه مــن دور يف‬
‫عمليــة التوســط بــني االدخــار واالســتثامر والــذي يتمثــل يف قبــول الودائــع ومنــح القــروض وفتح الحســابات‬
‫الجاريــة وفتــح االعتــامدات العاديــة واملســتندية وخصــم األوراق التجاريــة‪ .‬كــام تقــوم البنــوك فضـالً عــن‬
‫ذلــك بتأجــري الخزائــن الحديديــة وبطــرح أســهم الــرشكات والســندات لالكتتــاب العــام وبتحصيــل أرباحهــا‬
‫وفوائدهــا لحســاب أصحابهــا وغــري ذلــك مــن الخدمــات‪.‬‬

‫وقــد نصــت الفقــرة ج مــن املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة رصاحــة عــىل تجاريــة أعــامل‬
‫الرصافــة‪ ،‬ومل تذكــر شــيئاً عــن أعــامل البنــوك وذلــك حينــام قــررت »تجاريــة كل مــا يتعلــق بســندات‬
‫الحوالــة بأنواعهــا وبالرصافــة والداللــة الســمرسة«‪.‬‬

‫‪6٢‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ومــع ذلــك فإننــا نعتقــد أن الفقــرة ج مــن املــادة الثانيــة ليســت إال ترجمــة خاطئــة للفقــرة الخامســة مــن‬
‫املــادة ‪ ٦٣٢‬مــن املجموعــة الفرنســية والتــي تنــص‪:‬‬

‫‪La loi reputr actes de commerce‬‬

‫‪Toute operation de change, banque et courtage.‬‬

‫يعترب من األعامل التجارية بحكم القانون جميع أعامل الرصافة والبنك والسمرسة‪.‬‬

‫وهكــذا يتضــح ان عبــارة أعــامل الرصافــة ‪ Operation de change‬قــد تُرجمــت بســند الحوالــة‪ ،‬وعبــارة‬
‫أعــامل البنــك ‪ Operation de banque‬قــد ترجمــت بأعــامل الرصافــة )‪:(١٣٨‬‬

‫وهــذا يعنــي بعبــارة أخــرى أن عبــارة أعــامل »الرصافــة« الــواردة يف الفقــرة ج مــن املــادة الثانيــة يجــب‬
‫أن تفــرس عــىل أســاس أنهــا تشــمل أعــامل البنــوك‪ ،‬وعليــه فــإن أعــامل البنــوك تعتــرب يف اململكــة أعــامالً‬
‫تجاريــة بحكــم النــص املذكــور)‪.(١٣٩‬‬

‫هــذا وطبقـاً لنــص البنديــن رقــم ‪ ٢ ،١‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد تعتــرب عمليــات املصــارف‬
‫البنــوك‪ ،‬الصريفــة أعــامالً تجاريــة متــى متــت مزاولتهــا عــىل وجــه االحـرتاف‪.‬‬

‫ويالحــظ يف النهايــة أن أعــامل البنــك ال تعتــرب تجاريــة دامئـاً إال بالنســبة للبنــك‪ ،‬أمــا بالنســبة للعميــل فهــي‬
‫ال تكتســب الصفــة التجاريــة إال إذا توافــرت يف العمــل رشوط العمــل التجــاري بالتبعيــة‪ ،‬وهــو مــا يقتــيض‬
‫أن يكــون العميــل تاجـرا ً قــام بالعمــل لخدمــة تجارتــه‪.‬‬

‫ومــع ذلــك هنــاك مــن يُنكــر عــىل البنــوك الصفــة التجاريــة متــى قامــت بالعمــل دون الحصــول عــىل أيــة‬
‫فائــدة وكان هــذا هــو األصــل يف أعاملهــا ومقصــودا ً لذاتــه‪ ،‬كــام هــو الحــال بالنســبة لبنــوك التســليف‬
‫الزراعــي والعقــاري والصناعــي‪ ،‬حيــث يقــوم كل منهــا بإق ـراض طوائــف معينــة دون مقابــل )‪.(١٤٠‬‬

‫)‪ (١٣٨‬وقد وقع املرشع املرصي يف نفس الخطأ حينام قام برتجمة النص الفرنيس املذكور‪ ،‬انظر يف هذا الصدد الدكتور محمد سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند‬
‫رقم ‪٤٤‬‬
‫)‪ (١٣٩‬ولقد عالج مرشوع نظام املعامالت التجارية هذا النقص‪ ،‬اذ نصت املادة الخامسة فقرة د عىل تجارية أعامل البنوك‪ ،‬ومنح التمويل والتسهيالت االئتامنية‬
‫بأنواعها‪ ،‬وتلقي الودائع‪ ،‬وأعامل الرصافة وخدمات الحواالت املالية‪ ،‬وإن مل متارس عىل سبيل اإلحرتاف‪ .‬إال أن طبيعة أعامل البنوك تقتيض االحرتاف واالستمرارية‪.‬‬
‫)‪ (١٤٠‬يف هذا املعنى دكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪ ،٢٥‬دكتور سعيد يحيي املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ٤٣‬هامش رقم ‪ ،١‬دكتور مصطفى طه املرجع السابق‬
‫بند رقم ‪٤٧‬‬
‫‪6٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫والحقيقــة أنــه يصعــب التســليم مبثــل هــذا الــرأي نظ ـرا ً ملــا يــؤدي إليــه يف النهايــة مــن إنــكار الصفــة‬
‫التجاريــة عــىل جميــع املرشوعــات العامــة التــي ال تســتهدف تحقيــق األربــاح وإمنــا تقديــم خدمــات‬
‫للجمهــور نظــري مقابــل يقــل عــن ســعر التكلفــة‪ ،‬ومثــال ذلــك)‪ (١٤١‬مرشوعــات النقــل الجــوي الداخــيل‬
‫والنقــل بالســكك الحديديــة ومرشوعــات الخدمــات الربيديــة والربقيــة والهاتفيــة‪ ..‬الــخ‪ ،‬واملعــروف أن مثــل‬
‫هــذه املرشوعــات تديــر مرافــق عامــة ثبتــت لهــا الصفــة التجاريــة بنــص القانــون وبإجــامع الفقــه والقضــاء‬
‫)‪.(١٤٢‬‬

‫)‪ (١٤١‬انظر فيام يتعلق بالصفة التجارية لبعض املرافق العامة رسالة‪:‬‬
‫‪pp ١٩٣٩ ,C. Chavanon Essai sur la notion et le regime junidique du service public industriel et commercial These, Bordeaux, Sirey‬‬
‫‪.ets ٨٦١‬‬
‫وانظر يف آثار املرفق العام واملصلحة العامة عىل املرشوعات العامة من الناحية املالية‪ ،‬رسالتنا بالفرنسية السابقة اإلشارة‪ ،‬وعىل األخص صفحة ‪ ٣٤٢‬وما يليها‬
‫)‪ (١٤٢‬انظر عىل سبيل املثال مرشوع نظام املعامالت التجارية املادة الخامسة فقرة و‪ ،‬ز‪،‬ط‪،‬ن‪ ،‬س‪،‬ع‪ ،‬ف‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع الرابع‬

‫السمسرة الداللة‬

‫‪ -٤١‬الســمرسة هــي الوســاطة يف إبـرام العقــود ويطلــق نفــس اللفــظ كذلــك عــىل العمولــة التــي يتقاضاهــا‬
‫الوســيط والــذي يُســمى سمســارا ً)‪ ،(١٤٣‬ومهمــة السمســار هــي التقريــب بــني طــريف التعاقــد نظــري عمولــة‬
‫تكــون عــادة نســبة مئويــة مــن قيمــة الصفقــة‪ ،‬وهــو يســتحق العمولــة متــى تــم إبـرام العقــد بنــا ًء عــىل‬
‫وســاطته‪.‬‬

‫والسمســار ليــس وكيــالً عــن طــرف أو آخــر مــن أطــراف التعاقــد‪ ،‬بــل هــو وســيط ينحــرص دوره يف‬
‫التقريــب بــني وجهتــي نظــر طــريف العقــد والتوفيــق بينهــام بغيــة تســهيل إب ـرام العقــد دون أن يكــون‬
‫طرف ـاً فيــه‪ .‬فهــو يتوســط ويقــرب بــني البائــع واملشــرتي يف عقــد البيــع‪ ،‬وبــني الناقــل والشــاحن يف عقــد‬
‫النقــل‪ ،‬وبــني العامــل ورب العمــل يف عقــد العمــل‪.‬‬

‫وتنــص الفقــرة ج مــن املــادة الثانيــة عــىل أنــه يعتــرب عمـالً تجاريـاً »كل مــا يتعلــق بالداللــة الســمرسة«‪،‬‬
‫وهــو مــا يعنــي بعبــارة أخــرى أن الســمرسة تعتــرب يف اململكــة عمـالً تجاريـاً ســواء أكان السمســار محرتفـاً‬
‫أم غــري محــرتف وســواء أكانــت الصفقــة التــي يتوســط يف إبرامهــا مدنيــة أم تجاريــة)‪.(١٤٤‬‬

‫وتطبيقـاً لذلــك تعتــرب الســمرسة املتعلقــة بالعقــارات أو الــزواج‪ ،‬وهــي أعــامل مدنيــة‪ ،‬تجاريــة شــأنها يف‬
‫ذلــك شــأن الســمرسة املتعلقــة بـرشاء وبيــع البضائــع والصكــوك‪.‬‬

‫وطبقـاً لنــص البنــد رقــم ‪ ٣‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد فــإن الســمرسة ال تعتــرب عمـالً تجاريـاً‬
‫إال إذا متــت عــىل وجــه االحـرتاف‪.‬‬

‫إال أن القضــاء الســعودي يشــرتط اإلحــرتاف الكتســاب عمــل الســمرسة الصفــة التجاريــة‪ ،‬وعــىل ذلــك‬
‫كال مــن‬
‫يكــون اختصــاص املحاكــم التجاريــة )‪ ،(١٤٥‬بدعــاوى الســمرسة الناشــئة عــن معاملــة عقــار إذا كان ً‬
‫املتداعيــني ممــن ميتهــن الســمرسة‪ ،‬وإذا كان املدعــى عليــه هــو السمســار الــذي اتخذهــا مهنــة لــه‪ ،‬أو‬
‫كانــت الدعــوى مرفوعــة مــن قبــل السمســار وإن كان ليــس محرتفـاً الســمرسة وكان املدعــى عليــه تاجـرا ً‬
‫وكان محــل العقــد عم ـالً تجاري ـاً أصلي ـاً أو بالتبعيــة‪ ،‬ويخــرج مــن اختصــاص املحاكــم التجاريــة دعــاوى‬
‫الســمرسة متــى مــا كان املدعــى عليــه ليــس بتاجــر أو كان تاج ـرا ً ولكــن العمــل محــل العقــد ال يتعلــق‬

‫)‪ (١٤٣‬دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٥‬‬
‫)‪ (١٤٤‬إال أن مرشوع نظام املعامالت التجارية نص يف مادته السادسة فقرة د عىل تجارية أعامل الوساطة متى كانت مزاولتها عىل سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫)‪ (١٤٥‬محرض اجتامع اللجنة تعميم رقم‪/٩٧٩ :‬ت وتاريخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـ‬
‫‪65‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫بأعاملــه التجاريــة األصليــة أو التبعيــة)‪.(١٤٦‬‬

‫وتعتــرب أعــامل الســمرسة تجاريــة بالنســبة للسمســار وحــده‪ ،‬أمــا فيــام يتعلــق بعميــل السمســار وهــو‬
‫الشــخص الــذي وســطه يف إبـرام العقــد فــإن األمــر يتوقــف عــىل صفــة هــذا الشــخص ومــا إذا كان تاجـرا ً‬
‫أو غــري تاجــر وعــىل طبيعــة الصفقــة املـراد إبرامهــا)‪ .(١٤٧‬فــإذا كانــت هــذه الصفقــة مدنيــة كبيــع أو رشاء‬
‫العقــار‪ ،‬اعتــرب عقــد الســمرسة مدني ـاً بالنســبة لهــذا العميــل )‪.(١٤٨‬‬

‫)‪ (١٤٦‬املرجع السابق‬


‫)‪ (١٤٧‬انظر يف تفاصيل تجارية عقد السمرسة‪ ،‬حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ٨‬ديسمرب ‪ ،١٩٦٠‬املنشور يف مجموعة أحكام النقض املدين‪ ،‬السنة ‪ ،١١‬ص ‪٦٣٥‬‬
‫)‪ (١٤٨‬إال أنه ووفقاً لنص املادة السادسة فقرة أ من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ ،‬فإن رشاء العقارات بقصد بيعها أو تأجريها بربح‪ً ..‬‬
‫أعامال تجارية إذا كانت‬
‫مزاولتها عىل سبيل االحرتاف‪ ،‬وعىل ذلك فإذا توسط السمسار للعميل يف رشاء عقارات بقصد بيعها أو تأجريها بربح فإن العمل يعترب تجارياً بالنسبة للعميل يف‬
‫هذه الحالة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع الخامس‬

‫أعمال التجارة البحرية‬

‫‪ -٤٢‬تعتــرب جميــع األعــامل املتعلقــة بالتجــارة البحريــة تجاريــة وذلــك بنــص الفقــرة األخــرية مــن املــادة‬
‫الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة)‪.(١٤٩‬‬

‫ولقــد تضمنــت هــذه الفقــرة تعــدادا ً لبعــض هــذه األعــامل‪ ،‬ولكــن هــذا التعــداد قــد ورد عــىل ســبيل‬
‫املثــال بدليــل النــص يف هــذه الفقــرة عــىل تجاريــة »جميــع املقــاوالت املتعلقــة بســائر أمــور التجــارة‬
‫البحريــة«‪.‬‬

‫ويــأيت يف مقدمــة األعــامل التجاريــة البحريــة التــي ذكرهــا النــص إنشــاء الســفن او إصالحهــا أو رشاءهــا أو‬
‫بيعهــا أو اســتئجارها أو تأجريهــا‪ ،‬وبيــع أو رشاء آالت وأدوات ولــوازم الســفن‪ ،‬وعقــد اســتخدام املالحــني‪،‬‬
‫وعقــد القــرض البحــري‪ ،‬وعقــد الرهــن البحــري‪ ،‬وكذلــك يعتــرب مــن أعــامل التجــارة البحريــة‪ ،‬رغــم عــدم‬
‫النــص الرصيــح عليهــا‪ ،‬عقــود التأمــني البحــري عــىل الســفن والبضائــع والتــي كــرس لهــا املــرشع الفصــل‬
‫الســابع مــن النظــام البحــري التجــاري)‪.(١٥٠‬‬

‫وتُعتــرب أعــامل التجــارة البحريــة أعــامالً تجاريــة منفــردة‪ ،‬أي أنهــا تخضــع ألحــكام القانــون التجــاري ولــو‬
‫قــام بهــا الشــخص مــرة واحــدة وأيـاً كانــت صفــة هــذا الشــخص تاجـرا ً أو غــري تاجــر‪ ،‬غــري أنــه يالحــظ أن‬
‫هــذه األعــامل تعتــرب تجاريــة بالنســبة لصاحــب الســفينة أو مجهزهــا‪ ،‬أمــا بالنســبة للطــرف اآلخــر فــإن‬
‫األمــر يتوقــف عــىل صفتــه تاجـرا ً أو غــري تاجــر وعــىل طبيعــة العمــل بالنســبة لــه‪.‬‬

‫هــذا وطبق ـاً لنــص البنــود أرقــام ‪ ١٩ ،١٨ ،١٧‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد تعتــرب عمليــات‬
‫النقــل البحــري مبقابــل ومــا يرتبــط بهــا مــن أعــامل‪ ،‬ورشاء أو بيــع أو تأجــري أو اســتئجار الســفن وإصالحهــا‬
‫والعقــود والعمليــات املتعلقــة بهــا وأعــامل الشــحن والتفريــغ والتغليــف بأنواعهــا املختلفــة أعــامالً تجاريــة‬
‫متــى متــت عــىل ســبيل االحـرتاف‪.‬‬

‫)‪ (١٤٩‬ولقد أكدت عىل ذلك املادة الخامسة فقرة و من مرشوع نظام املعامالت التجارية ‪.‬‬
‫)‪ (١٥٠‬النظام البحري التجاري الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ٣٣/‬وتاريخ ‪١٤٤٠/٠٤/٠٥‬هـ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وتجــدر اإلشــارة يف النهايــة إىل أن األعــامل املتعلقــة بســفن النزهــة ال تعتــرب مــن األعــامل التجاريــة وذلــك‬
‫نظ ـرا ً النتفــاء قصــد املضاربــة وتحقيــق الربــح‪ ،‬وعليــه فإنــه يخــرج مــن نطــاق القانــون التجــاري جميــع‬
‫األعــامل املتعلقــة بهــذه الســفن مــن رشاء وبيــع واســتئجار‪ ..‬الــخ‪ ،‬غــري أن ذلــك ال يعفــي هــذه الســفن‬
‫مــن الخضــوع لقواعــد القانــون البحــري التــي تــرسي عــىل املالحــة بوجــه عــام أي ـاً كان نوعهــا والغــرض‬
‫منهــا)‪.(١٥١‬‬

‫)‪ (١٥١‬انظر دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥١‬ودكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٥٠‬و ‪٥١‬‬
‫‪68‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫المبحث الثاني‬

‫األعمال التجارية بطريق المقاولة‬

‫‪ -٤٣‬إىل جانــب األعــامل التــي تعتــرب تجاريــة ولــو وقعــت منفــردة‪ ،‬وأيـاً كانــت صفــة القائــم بهــا تاجـرا ً أو‬
‫غــري تاجــر‪ ،‬تنــص املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل مجموعــة أخــرى مــن األعــامل التــي ال‬
‫تعتــرب تجاريــة إال إذا وقعــت عــىل وجــه املقاولــة‪.‬‬

‫وكلمة »املقاولة« الواردة بهذه املادة هي ترجمة للكلمة الفرنسية ‪ Entreprise‬أي »املرشوع«‪.‬‬

‫ومل يضــع القانــون الفرنــيس وال القوانــني التــي نقلــت عنــه تعريفـاً »للمقاولــة« أو املــرشوع)‪ ،(١٥٢‬لذلــك قــام‬
‫الفقــه والقضــاء مبحاولــة تحديــد هــذه الفكــرة وبيــان أبعادهــا وقــد اســتقر الــرأي عــىل أن املــرشوع أو‬
‫املقاولــة يفــرتض مــن ناحيــة تكـرار القيــام بالعمــل عــىل نحــو متصــل ومعتــاد‪.‬‬

‫‪.La repetition d’ une serie d’ actes de facon reguliere‬ومــن ناحيــة أخــرى أن يتــم هــذا التكـرار يف‬
‫إطــار تنظيــم ســابق ‪ Une organization preetablie‬يتمثــل يف مجموعــة مــن الوســائل املاديــة والقانونيــة‬
‫الالزمــة لتحقيــق الغــرض املقصــود كاســتخدام العــامل وجمــع مــواد اإلنتــاج واالســتقرار يف مــكان معــني‬
‫للقيــام بالتكـرار املعتــاد للعمــل)‪.(١٥٣‬‬

‫وعليــه فــإن فكــرة املــرشوع أو املقاولــة تفــرتض مامرســة مهنــة ‪ L’exercice d’ une profession‬وهــي‬
‫بذلــك تحقــق نوعـاً مــن التوفيــق يف نطــاق القانــون التجــاري بــني النظريــة املوضوعيــة والنظريــة الذاتيــة‪،‬‬
‫فالقانــون الفرنــيس والقوانــني التــي أخــذت عنــه ومنهــا القانــون الســعودي‪ ،‬وقــد أخــذ بالنظريــة األوىل‬
‫التــي تقــوم عــىل فكــرة العمــل التجــاري يف ذاتــه بــرصف النظــر عــن صفــة القائــم بــه‪ ،‬مل يســتطع تجاهــل‬
‫النظريــة الثــاين التــي تقــوم عــىل فكــرة التاجــر‪ ،‬فاعــرتف بالصفــة التجاريــة لعــدد كبــري مــن األعــامل متــى‬
‫بــورش يف شــكل مقاولــة أي عندمــا يبــارش بواســطة تجــار محرتفــني)‪.(١٥٤‬‬

‫)‪ (١٥٢‬انظر حيييو‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪ ٨١‬اسكاراورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٥‬جورج هيربكت »القانون التجاري« ص ‪١٥‬‬
‫)‪ (١٥٣‬انظر اسكارواورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٣‬جيجالر‪ ،‬وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٤‬د‪ .‬أكثم الخويل‪» ،‬باملوجز يف القانون التجاري« بند رقم‬
‫‪٩٧ ،٩٦‬‬
‫)‪ (١٥٤‬انظر اسكاراورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٣‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٢‬وانظر فيام يتعلق بالقانون التجاري السعودي ما‬
‫ذكرناه سابقاً بند رقم ‪٧‬‬
‫‪69‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫هــذا وقــد عــدد نظــام املحكمــة التجاريــة املقــاوالت التــي تعتــرب تجاريــة يف الفقرتــني »ب« و »د« مــن‬
‫املــادة الثانيــة‪ ،‬فذكــرت الفقــرة »ب« مقاولــة التوريــد‪ ،‬ومقاولــة الوكالــة بالعمولــة)‪ ،(١٥٥‬ومقاولــة النقــل‪،‬‬
‫ومقاولــة محــالت ومكاتــب األعــامل‪ ،‬ومقاولــة البيــع باملـزاد‪ ،‬أمــا الفقــرة »د« فقــد نصــت عىل مقاولةإنشــاء‬
‫املبــاين)‪.(١٥٦‬‬

‫ويؤخــذ عــىل نصــوص الفقــرة »ب« مــن ناحيــة أنهــا مل تذكــر مقاولــة الصناعــة بــني املقــاوالت التجاريــة‪،‬‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى أنهــا مل تعــرب عــن املقاولــة بلفــظ واحــد بــل عــربت عنهــا عــىل التعاقــب بكلمــة‬
‫»مقاولــة« و«توريــد« و«عمــل« فهــل معنــى ذلــك أن نظــام املحكمــة التجاريــة أراد مخالفــة القانــون‬
‫الفرنــيس الــذي يذكــر الصناعــة بــني املقــاوالت التجاريــة وعــرب عــن املقاولــة دامئــاً بلفــظ واحــد هــو‬
‫)‪.Entrepreise(١٥٧‬‬

‫بعبــارة أخــرى هــل أراد نظــام املحكمــة التجاريــة اســتبعاد مقاولــة الصناعــة مــن نطــاق األعــامل التجاريــة‬
‫ويف الوقــت نفســه إضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل األعــامل الــواردة يف الفقــرة »ب« ولــو وقعــت منفــردة‪،‬‬
‫وذلــك لذكــره عبــارة عمــل إىل جانــب كلمــة »مقاولــة«؟‬

‫ال نعتقــد أن نظــام املحكمــة التجاريــة قــد أراد مخالفــة القانــون الفرنــيس الــذي أخــذ عنــه‪ ،‬ولكــن املــرشع‬
‫الحــظ أنــه ذكــر الصناعــة مــن بــني األعــامل التجاريــة املنفــردة حــني تحــدث عــن ال ـرشاء ألجــل البيــع‬
‫املــادة ‪/٢‬أ‪ ،‬فظــن خطــأ أنــه ليــس بحاجــة إىل إعــادة ذكرهــا بــني املقــاوالت التجاريــة‪ ،‬كــام الحظ مــن ناحية‬
‫أخــرى غمــوض معنــى املقاولــة‪ ،‬فــأراد إيضاحــه بإضافــة عبــارة »توريــد« و«عمــل« فأحــدث االضطـراب يف‬
‫نــص الفقــرة ب مــن املــادة الثانيــة‪ .‬بعبــارة أخــرى لــو أن املــرشع أراد مخالفــة القانــون الفرنــيس واعتبــار‬
‫األعــامل املنصــوص عليهــا يف الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة أعــامالً تجاريــة منفــردة ملــا كان بحاجــة إىل‬
‫اســتهالل هــذه الفقــرة بكلمــة »مقاولــة«‪.‬‬

‫خالصــة القــول أن املقــاوالت التجاريــة طبقـاً للنظــام الســعودي ســبع هــي الصناعــة)‪ ،(١٥٨‬والتوريــد والوكالــة‬
‫بالعمولــة‪ ،‬والنقــل‪ ،‬والبيــع باملـزاد‪ ،‬ومحــالت ومكاتــب األعــامل‪ ،‬وإنشــاء املبــاين‪ ،‬وسندرســها عــىل التــوايل‪:‬‬

‫عمال تجارياً منفردا ً وإن مل تزاول عىل سبيل االحرتاف وذلك وفقاً لنص املادة الخامسة فقرة ب‬
‫)‪ (١٥٥‬تعترب الوكاالت التجارية بأنواعها وكذلك التمثيل التجاري ً‬
‫من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪ (١٥٦‬أضاف مرشوع نظام املعامالت التجارية يف مادته السادسة العديد من األعامل والتي تعترب تجارية متى تم مزاولتها عىل سبيل االحرتاف‪ ،‬وتلك األعامل‬
‫هي‪ :‬الفقرة أ رشاء العقارات بقصد إعادة بيعها أو تأجريها بربح‪ ،‬سواء تم البيع بحالتها األصلية أو بعد تحويلها أو تجزئتها أو استئجارها بقصد إعادة تأجريها‪،‬‬
‫وكذلك الفقرة ب معامالت أسواق املال والصناديق االستثامرية‪ ،‬الفقرة و تأجري املرافق والعقارات‪ ،‬الفقرة ي أعامل التصدير واالسترياد والتخليص الجمريك‪،‬‬
‫الفقرة م التسويق‪ ،‬الفقرة ن صيانة اآلالت واألدوات واملباين‪ ،‬الفقرة س تأجري املنقوالت‪ ،‬الفقرة ع خدمات إدارة العقارات واملرشوعات‪ ،‬الفقرة ف أعامل برمجة‬
‫الحاسب اآليل وتصميم املواقع اإللكرتونية‪.‬‬
‫)‪ (١٥٧‬انظر فيام يتعلق بالقانون املرصي يف هذا الخصوص دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٥‬‬
‫)‪ (١٥٨‬ولقد أكدت املادة السادسة الفقرة ج من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل تجارية أعامل الصناعة متى ما بورشت عىل سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع األول‬

‫مقاولة الصناعة‬

‫‪ -٤٤‬الصناعــة هــي تحويــل املــواد األوليــة إىل مــواد نصــف مصنوعــة كتحويــل القطــن إىل خيــوط‪ ،‬أو تحويل‬
‫املــواد األوليــة واملنتجــات نصــف املصنوعــة إىل ســلع صالحــة إلشــباع الحاجــات اإلنســانية كصناعــة الســكر‬
‫والنســيج والحديــد وتكريــر البــرتول‪.‬‬

‫وقــد كانــت الصناعــة تعتمــد‪ ،‬وقــت وضــع املجموعــة التجاريــة الفرنســية‪ ،‬عــىل حالــة قيــام الصانــع بـرشاء‬
‫املــواد األوليــة وتحويلهــا ثــم بيعهــا للجمهــور‪ ،‬فلــم تكــن الصناعــة آنــذاك ســوى نــوع خــاص مــن الـرشاء‬
‫ألجــل البيــع)‪ ،(١٥٩‬لذلــك فقــد اقتــرص نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل النــص عــىل هــذه الصــورة وحدهــا مــن‬
‫الصناعــة حــني قــرر تجاريــة كل رشاء منقــوالت ألجــل بيعهــا بحالهــا أو بعــد صناعــة وعمــل فيهــا الفقــرة‬
‫»أ« مــن املــادة الثانيــة‪ ،‬وقــد رأينــا أن هــذه الصــورة مــن الصناعــة التحويليــة تعتــرب بنــص الفقــرة املذكــورة‬
‫عمـالً تجاريـاً حتــى ولــو وقعــت ملــرة واحــدة)‪.(١٦٠‬‬

‫ولكــن القضــاء الفرنــيس أخــذ يتوســع تدريجيـاً يف مفهــوم الصناعــة بحيــث جعلهــا تشــمل فضـالً عــن ذلــك‬
‫الحــاالت التــي يقــوم فيهــا الصانــع بتحويــل املــواد األوليــة اململوكــة للغــري إىل مــواد مصنوعــة‪ ،‬ومثــال ذلــك‬
‫قيــام صاحــب مصنــع النســيج بتلقــي القطــن أو خيــوط الغــزل لنســجها لحســاب الغــري‪ ،‬وقيــام صاحــب‬
‫الطاحونــة بطحــن حبــوب الغــري‪ ،‬وقيــام صاحــب املطبعــة بطبــع مؤلفــات الغــري‪ ،‬كــام جعلهــا تشــمل أيضـاً‬
‫قيــام الصانــع بتحويــل منتجاتــه هــو إىل مــواد مصنوعــة‪ ،‬ومثــال ذلــك قيــام صاحــب مزرعــة قصــب الســكر‬
‫بإقامــة مصنــع لتحويــل محصولــه مــن القصــب إىل ســكر)‪.(١٦١‬‬

‫كــام توســع الفقــه والقضــاء أيضـاً يف تفســري مفهــوم الصناعــة إىل مــا يتجــاوز مفهومهــا االقتصــادي باعتبارها‬
‫تحويــل املــواد األوليــة أو نصــف املصنوعــة إىل ســلع تشــبع الحاجــات اإلنســانية‪ ،‬فأدخــل يف نطاقهــا كل‬
‫نشــاط يهــدف إىل تعديــل وتحســني األشــياء بحيــث يزيــد مــن قيمتهــا أو يجعلهــا تخلــق منفعــة جديــدة‪،‬‬
‫كإصــالح ويك وتنظيــف الثيــاب وإصــالح الســيارات والســاعات واملــواد الكهربائيــة وغريهــا)‪ ،(١٦٢‬عــىل أســاس‬
‫أن القيــام بهــذه األعــامل ينطــوي عــىل املضاربــة عــىل عمــل الغــري وعــىل أســعار املــواد األوليــة وقطــع‬
‫الغيــار املســتخدمة يف التعديــل أو التحســني أو اإلصــالح)‪.(١٦٣‬‬

‫)‪ (١٥٩‬انظر روديري وهوان‪ ،‬موجز دالوز‪ ،‬بند رقم ‪٢٥‬‬


‫)‪ (١٦٠‬انظر ما سبق بند رقم ‪ ٣٤‬و ‪٣٨‬‬
‫)‪ (١٦١‬انظر جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٨١‬‬
‫)‪ (١٦٢‬أكدت عىل ذلك املادة السادسة فقرة ن عىل تجارية صيانة املنقوالت واألدوات واملباين متى ما بورشت عىل سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫)‪ (١٦٣‬انظر د‪ .‬ثروت عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٧٠‬‬
‫‪7١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫ويالحــظ أن القانــون الفرنــيس ال يعتــرب عمــل الصانــع تجاري ـاً يف الحــاالت التــي ال يشــرتي فيهــا املــواد‬
‫األوليــة إال إذا وقــع عــىل وجــه املقاولــة باملعنــى الســابق تحديــده‪ ،‬وينبغــي األخــذ بنفــس الحكــم يف‬
‫اململكــة رغــم عــدم النــص يف نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل مقاولــة الصناعــة كــام ســبق القــول)‪.(١٦٤‬‬

‫وعليــه فــإن مقاولــة الصناعــة تتطلــب ‪-‬ككل مقاولــة‪ -‬تكـرار القيــام بالعمــل يف إطــار تنظيــم ســابق عــىل‬
‫قــدر مــن األهميــة بحيــث ميكــن القــول معــه بوجــود مضاربــة عــىل اآلالت وعمــل العــامل)‪ ،(١٦٥‬فــإذا‬
‫انتفــت هــذه الــرشوط فــإن القائــم بالعمــل ال يكــون عندئــذ ســوى حــريف ميــارس مهنــة مدنيــة وليــس‬
‫عم ـالً تجاري ـاً‪ ،‬ومثالــه الخيــاط والنجــار والحــداد والكهربــايئ والســباك )‪.(١٦٦‬‬

‫وقــد أخــذ بذلــك قانــون التجــارة املوحــد إذ طبقـاً لنــص البنــد رقــم ‪ ١٢‬مــن املــادة ‪ ٥‬منــه تعتــرب عمليــات‬
‫التصنيــع ومــا يرتبــط بهــا مــن أعــامل الزمــة أعــامالً تجاريــة إذا متــت عــىل ســبيل االحـرتاف‪.‬‬

‫)‪ (١٦٤‬انظر ما سبق‪ ،‬بند رقم ‪٤٣‬‬


‫)‪ (١٦٥‬وطبقاً ملا استقر عليه القضاء يف فرنسا فإن الحريف يتميز عن الصانع بكونه يستمد دخله بصفة أساسية من ناتج عمله اليدوي وعمل أفراد أرسته‪ ،‬ويرى‬
‫أن قيام الحريف برشاء املواد األولية واالستعانة ببعض اآلالت والعامل والصبية‪ ،‬بل وبفتح متجر واتخاذ عنوان له‪ ،‬ال يفقده هذه الصفة طاملا أنه ال يضارب عىل‬
‫عمل الغري وأسعار املواد األولية واملنتجات‪.‬‬
‫انظر يف ذلك‪ ..‬هون وبوالك‪» ،‬األحكام الكربى يف القضاء التجاري« السابق اإلشارة إليها ص ‪ ٥٩‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (١٦٦‬ولقد نصت املادة التاسعة فقرة ب من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل عدم تجارية أعامل الحرف اليدوية التي يقوم عىل استغالل عنرص الجهد‬
‫البدين بصورة رئيسية‪.‬‬
‫‪7٢‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع الثاني‬

‫مقاولة التوريد‬

‫‪ -٤٥‬التوريــد عقــد يتعهــد مبقتضــاه شــخص بــأن يســلم بضائــع معينــة بصفــة دوريــة أو منتظمــة خــالل‬
‫فــرتة معينــة لشــخص آخــر نظــري مبلــغ معــني‪ ،‬والتعهــد بالتوريــد يعتــرب مــن األعــامل التجاريــة بطريــق‬
‫املقاولــة تطبيق ـاً لنــص الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة التــي تقــيض رصاحــة بتجاريــة »كل مقاولــة أو‬
‫تعهــد بتوريــد أشــياء« ومــن أمثلــة التوريــد توريــد األغذيــة للمــدارس واملستشــفيات‪ ،‬وتوريــد املالبــس‬
‫للجيــش‪ ،‬وتوريــد الفحــم للمصانــع‪.‬‬

‫هــذا وطبق ـاً لنــص البنــد ‪ ٦‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد تعتــرب أعــامل التوريــد تجاريــة إذا‬
‫متــت عــىل وجــه االح ـرتاف‪.‬‬

‫ويعتــرب توريــد الخدمــات مــن أهــم تطبيقــات مقاولــة التوريــد يف الوقــت الحــارض)‪ ،(١٦٧‬ومثــال ذلــك‬
‫توريــد الكهربــاء والغــاز وامليــاه‪ ،‬وتوريــد الصحــف واملجــالت والعــامل والتعهــد بنظافــة وصيانــة املــدارس‬
‫واملستشــفيات‪ ...‬الــخ‪.‬‬

‫هــذا ويــرى البعــض أن التوريــد ال يكتســب الصفــة التجاريــة إال إذا قــام املتعهــد ب ـرشاء األشــياء التــي‬
‫يتعهــد بتوريدهــا‪ ،‬أمــا إذا اقتــرص عــىل توريــد مــا ينتجــه كــام هــو الشــأن بالنســبة للمـزارع الــذي يتعهــد‬
‫بتوريــد محصوالتــه الزراعيــة فــال يعتــرب عملــه تجاريـاً)‪ ،(١٦٨‬ويؤيــد األخــذ بهــذا الــرأي يف اململكــة ظاهــر نص‬
‫املــادة الثالثــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة التــي تقــيض بأنــه »إذا بــاع مالــك األرض أو املـزارع فيهــا غلتهــا‬
‫مبعرفتــه‪ ..‬فــال يعــد عملــه مــن األعــامل التجاريــة«‪.‬‬

‫غــري أن الــرأي الراجــح يــرى أن مقاولــة التوريــد تعتــرب تجاريــة حتــى ولــو مل تكــن مســبوقة بـرشاء إذ لــو أن‬
‫املــرشع أراد قــرص تجاريتهــا عــىل الحالــة التــي تكــون فيهــا مســبوقة بـرشاء ألصبــح نــص الفقــرة ب اآلنفــة‬
‫الذكــر عــىل التوريــد لغــوا ً‪ ،‬إذ طاملــا أن الـرشاء ألجــل البيــع مــن األعــامل التجاريــة املنفــردة بنــص الفقــرة‬
‫أ مــن نفــس املــادة‪ ،‬فــإن مقاولــة الـرشاء ألجــل البيــع تكــون تجاريــة مــن بــاب أوىل‪.‬‬

‫بعبــارة أخــرى يــرى الــرأي الراجــح أن فائــدة النــص عــىل تجاريــة مقاولــة التوريــد ال تظهــر إال بالنســبة‬
‫للحــاالت التــي ال يكــون فيهــا البيــع مســبوقاً بـرشاء كتوريــد املحصــوالت الزراعيــة بواســطة املـزارع وتوريــد‬

‫)‪ (١٦٧‬يف هذا املعنى كلود ديبوي »موجز القانون التجاري« الجزء األول‪ ،‬ص ‪٤٦‬‬
‫)‪ (١٦٨‬انظر دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٢‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٥٨‬‬
‫‪7٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫األســامك بوســاطة الصيــاد‪ ،‬وتوريــد كل مســتخرجات األرض والطبيعــة بواســطة املنتــج األول إذ أن جميــع‬
‫هــذه األعــامل تعتــرب مدنيــة إذا وقعــت منفــردة وتجاريــة إذا اتخــذت شــكل مقاولــة التوريــد‪ ،‬ولعــل‬
‫الســبب يف ذلــك يرجــع إىل أن التوريــد يتضمــن معنــى املضاربــة واملجازفــة وتعــرض املنتجــات لتقلبــات‬
‫األســعار‪.‬‬

‫ويكــون للمحاكــم التجاريــة االختصــاص يف نظــر الدعــاوى الناشــئة عــن عقــود التوريــد متــى مــا كان طــريف‬
‫النـزاع مورديــن‪ ،‬أو كان املدعــى عليــه مــورد‪ ،‬وأخـريا ً تختــص املحاكــم التجاريــة بنظــر دعــوى التوريــد متــى‬
‫مــا كان املتعاقــد مــع املــورد تاجـرا ً وأبــرم عقــد التوريــد ألعاملــه التجاريــة األصليــة او التبعيــة‪ ،‬وال يؤثــر يف‬
‫ذلــك كــون محــل التوريــد عقــار أو أن أحــد الطرفــني ميلــك العقــار)‪.(١٦٩‬‬

‫)‪ (١٦٩‬تعميم مجلس القضاء األعىل رقم ‪/٩٧٩‬ت وتاريخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـ‪.‬‬


‫‪74‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع الثالث‬

‫مقاولة الوكالة بالعمولة‬

‫‪ -٤٦‬الوكالــة بالعمولــة هــي عقــد يلتــزم مبقتضــاه شــخص‪ ،‬يســمى الوكيــل بالعمولــة بــأن يقــوم بعمــل‬
‫قانــوين باســمه الخــاص لحســاب موكلــه نظــري أجــر يســمى بالعمولــة‪ ،‬كالوكيــل الــذي يتــوىل رشاء الســلع‬
‫باســمه الخــاص مــن املنتــج لحســاب تاجــر الجملــة أو مــن هــذا األخــري لحســاب تاجــر التجزئــة‪ ،‬وكالوكيــل‬
‫الــذي يقــوم ببيــع األوراق املاليــة يف البورصــة باســمه لحســاب عمالئــه)‪.(١٧٠‬‬

‫وقــد نصــت الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل تجاريــة الوكالــة بالعمولــة‬
‫وســمتها »التجــارة« بالعمولة)‪.(١٧١‬‬

‫ويختلــف الوكيــل بالعمولــة عــن الوكيــل العــادي يف أن هــذا األخــري يعمــل باســم موكلــه ولحســاب موكلــه‪،‬‬
‫فــال يظهــر اســمه يف العقــد إال بوصفــه وكيـالً‪ ،‬ولذلــك فــإن مــا ينشــأ عــن العقــد مــن حقــوق والتزامــات‬
‫ينــرصف مبــارشة إىل املــوكل‪ ،‬أمــا الوكيــل بالعمولــة فيعمــل باســمه وبالتــايل فإنــه يخفــي اســم املــوكل بــل‬
‫ويخفــي صفتــه كوكيــل‪ ،‬ويصبــح طرف ـاً يف العقــد الــذي يربمــه مــع الغــري فيكتســب الحقــوق ويتحمــل‬
‫االلتزامــات الناشــئة عنــه عــىل أن ينقلهــا بعــد ذلــك إىل ذمــة موكلــه‪.‬‬

‫ويختلــف الوكيــل بالعمولــة عــن السمســار يف أن عمــل هــذا األخــري يقتــرص عــىل مجــرد تعريــف طــريف‬
‫العقــد كل منهــام باآلخــر‪ ،‬والتقريــب والتوفيــق بينهــام بغيــة إبـرام العقــد‪ ،‬وهــو غــري مســئول عــن تنفيــذ‬
‫الحقــوق وااللتزامــات التــي تنشــأ عــن العقــد الــذي توســط يف إبرامــه‪ ،‬أمــا الوكيــل بالعمولــة فإنــه يكــون‬
‫مســئوالً عــن تنفيــذ العقــد الــذي يربمــه ألنــه طــرف فيــه‪.‬‬

‫وقــد رأينــا أن الســمرسة تُعتــرب عم ـالً تجاري ـاً ولــو وقعــت منفــردة)‪ ،(١٧٢‬أمــا الوكالــة بالعمولــة فــال تعتــرب‬
‫عم ـالً تجاري ـاً إال إذا بــورشت عــىل وجــه املقاولــة‪ ،‬وهــو مــا يقتــيض أن يكــون الوكيــل بالعمولــة محرتف ـاً‪.‬‬

‫وهــو مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد الــذي اشــرتط العتبــار الــوكاالت التجاريــة أعــامالً تجاريــة أن‬
‫تبــارش عــىل ســبيل االحــرتاف البنــد رقــم ‪ ٣‬مــن املــادة ‪ ٥‬منــه‪ ،‬غــري أن الوكالــة بالعمولــة تتفــق مــع‬

‫)‪ (١٧٠‬انظر‪ ،‬جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٨٨‬‬


‫)‪ (١٧١‬تتنوع الوكاالت التجارية بنوع الدور الذي يقوم به الوكيل يف إبرام العقود وميكن التمييز يف هذا الصدد بني الوكالة بالعمولة وهي التي يقوم فيها الوكيل‬
‫بالعمولة بترصف قانوين باسمه لحساب موكله‪ ،‬ووكالة العقود هي التي يقوم فيها الوكيل التجاري بترصف قانوين باسمه ولحساب موكله وملزيد من التفاصيل‬
‫يراجع مؤلفنا عن العقود التجارية وعمليات البنوك ص ‪ ٦٨‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (١٧٢‬وكام أرشنا سابقاً اىل أن القضاء السعودي يشرتط مزاولة السمرسة عىل سبيل االحرتاف الكتساب العمل الصفة التجارية‪ ،‬انظر يف ذلك محرض اجتامع‬
‫اللجنة تعميم رقم‪/٩٧٩ :‬ت وتاريخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـ‬
‫‪75‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الســمرسة يف أن كالً منهــام يكتســب الصفــة التجاريــة بــرصف النظــر عــن طبيعــة العمليــة محــل العقــد‪،‬‬
‫أي حتــى ولــو كانــت العمليــة التــي يتوســط فيهــا السمســار أو الوكيــل بالعمولــة عمليــة مدنيــة محضــة‪.‬‬
‫ومعنــى ذلــك أن الصفــة التجاريــة هنــا تســتمد مــن عمليــة التوســط ذاتهــا وليــس مــن طبيعــة العمليــة‬
‫املتوســط فيهــا)‪.(١٧٣‬‬

‫)‪ (١٧٣‬انظر روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨‬دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٧١‬‬
‫‪76‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع الرابع‬

‫مقاولة النقل‬

‫‪ -٤٧‬تنــص الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة عــىل تجاريــة »كل مقاولــة أو عمــل يتعلــق بالنقــل بـرا ً أو بحـرا ً«‬
‫وبالرغــم مــن ذكــر عبــارة عمــل إىل جانــب كلمــة مقاولــة يف هــذه الفقــرة‪ ،‬فالثابــت أن نقــل األشــخاص‬
‫والبضائــع ال يكــون تجاريـاً إال إذا وقــع عــىل وجــه املقاولــة باملعنــى الســابق تحديــده)‪.(١٧٤‬‬

‫كــام يالحــظ عــىل هــذه الفقــرة مــن ناحيــة أخــرى أنهــا اقتــرصت عــىل النــص عــىل النقــل الــربي والبحــري‬
‫ومل تذكــر النقــل الجــوي‪ ،‬ومــع ذلــك فمــن املســتقر عليــه قيــاس النقــل الجــوي عــىل أنــواع النقــل األخــرى‬
‫نظــرا ً ألن ســبب إغفــال هــذا األخــري يعــود إىل كونــه غــري معــروف وقــت وضــع املجموعــة الفرنســية‬
‫املأخــوذ عنهــا نظــام املحكمــة التجاريــة‪.‬‬

‫ومقاولــة النقــل تعتــرب تجاريــة أيـاً كانــت وســيلة النقــل‪ :‬ســيارة أو ســفينة أو مركبـاً أو طائــرة وأيـاً كانــت‬
‫صفــة القائــم بالعمــل فــردا ً أو رشكــة خاصــة أو مؤسســة عامــة‪ ،‬فالنقــل الجــوي والنقــل بالســكك الحديديــة‬
‫تتــواله يف اململكــة مؤسســات عامــة وخاصــة‪ ،‬وبالتــايل فــإن هــذه املؤسســات العامــة تقــوم بعمــل تجــاري‬
‫وتخضــع ألحــكام القانــون التجــاري‪.‬‬

‫وقــد أخــذ بذلــك قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف البنــد رقــم ‪ ١٧‬مــن املــادة ‪ ٥‬منــه عــىل أن »عمليــات‬
‫النقــل مبقابــل أيـاً كان نوعهــا ووســائلها ومــا يرتبــط بهــا مــن أعــامل تعتــرب أعــامالً تجاريــة إذا متــت عــىل‬
‫وجــه االح ـرتاف«‪.‬‬

‫هــذا وقــد قــررت محكمــة النقــض املرصيــة)‪ (١٧٥‬أن هيئــة الربيــد ‪-‬هــي هيئــة عامــة‪ -‬تعتــرب عنــد قيامهــا‬
‫بنقــل الرســائل والطــرود أمينـاً للنقــل ويعتــرب عملهــا عمـالً تجاريـاً محكومـاً بقواعــد القانــون التجــاري )‪.(١٧٦‬‬

‫)‪ (١٧٤‬يرتب الرشاح عىل ذلك أن الناقل الذي يستخدم قوته البدنية كمن يقوم بنقل البضائع واألثاث بنفسه أو يستخدم أداة بسيطة كعربة تجرها الدواب ال‬
‫تتوافر فيه رشوط املقاولة وما تنطوي عليه من معنى املضاربة عىل عمل الغري‪ ،‬فالناقل يف مثل هذه الحاالت ال يكون سوى حريف‪ .‬د‪ .‬عيل جامل الدين عوض‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٦٥‬‬
‫)‪ (١٧٥‬انظر نقض مدين يف ‪ ،١٩٦٧ /٦ /٢٩‬مجموعة احكام محكمة النقض س ‪ ١٨‬ص ‪ ،١٤٠٣‬وقارن اسكاراورو‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪٣٧٨‬‬
‫)‪ (١٧٦‬ولقد نص مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته الخامسة الفقرة ن تجارية أعامل الربيد وإن مل تزاول عىل سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفرع الخامس‬

‫مقاولة المحات والمكاتب التجارية‬

‫‪ -٤٨‬وقــد نصــت عــىل تجاريــة مقاولــة »املحــالت واملكاتــب التجاريــة« الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة‬
‫مــن نظــام املحكمــة التجاريــة‪.‬‬

‫والحقيقــة أنــه ليــس مــن اليســري تحديــد مدلــول هــذه املقاولــة‪ ،‬وبالرجــوع إىل النــص الفرنــيس نجــد أنــه‬
‫يتكلــم عــن تجاريــة »كل مقاولــة« أو مــرشوع يتعلــق بوكالــة ومكاتــب األعــامل‪.‬‬

‫”‪“Toute enterprise d’ agence et bureaux d’ affaires‬‬

‫والفقــه مســتقر يف فرنســا عــىل أن هــذا النــص يســمح بــأن يدخــل يف مدلــول هــذه املقاولــة الكثــري مــن‬
‫أوجــه النشــاط الحديــث‪.‬‬

‫ولذلــك فإنــه يعتــرب أن جميــع املكاتــب التــي تحــرتف تقديــم الخدمــات للجمهــور نظــري أجــر تعــد مكاتــب‬
‫أعــامل وبالتــايل تدخــل تحــت مدلــول النــص املذكــور)‪ ،(١٧٧‬ومــن أمثلــة ذلــك املكاتــب التــي تقــوم بــإدارة‬
‫أمــالك الغــري وتحصيــل الديــون للغــري واســتخراج الرخــص والتخليــص الجمــريك‪ ،‬وكذلــك مكاتــب التوظيــف‬
‫والتخديــم ومكاتــب الســياحة واالســتقدام)‪ ،(١٧٨‬ومكاتــب اإلعالنــات ومكاتــب الــزواج ووكاالت التأمــني‬
‫ووكاالت األنبــاء‪ ،‬وعمومـاً جميــع املكاتــب التــي تقــوم برعايــة مصالــح الغــري أو بتقديــم املشــورة وبتمثيــل‬
‫الغــري مبناســبة إبـرام العقــود وتحضريهــا واإلعــداد لهــا)‪.(١٧٩‬‬

‫وتعتــرب أعــامل هــذه املكاتــب تجاريــة أيـاً كانــت طبيعــة العمــل أو الخدمــة التــي تقدمهــا‪ ،‬وتطبيقـاً لذلــك‬
‫فــإن أعــامل هــذه املكاتــب تعــد تجاريــة ولــو كانــت متعلقــة بــإدارة أو بيــع وتأجــري العقــارات‪ ،‬ومعنــى‬
‫ذلــك أن هــذه املكاتــب ال تســتمد صفتهــا التجاريــة مــن األعــامل التــي تقــوم بهــا‪ ،‬وإمنــا مــن احـرتاف هــذه‬
‫األعــامل‪ ،‬فالحرفــة ذاتهــا هــي التجاريــة)‪.(١٨٠‬‬

‫)‪ (١٧٧‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٢‬اسكارا ورو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٤٥‬ويرى البعض أن »وكالة ومكتب« ليسا يف هذا املقام سوى تعبريين‬
‫مرتادفني‪ ،‬انظر جيبيو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٩‬‬
‫)‪ (١٧٨‬إال أن القضاء التجاري السعودي استقر عىل عدم تجارية أعامل مكاتب االستقدام‪ ،‬انظر يف ذلك تعميم مجلس القضاء األعىل رقم ‪/١٠٧٧‬ت وتاريخ‬
‫‪١٤٣٩/٨/١٠‬هـ‪ .‬باملقابل‪ ،‬نصت املادة السادسة الفقرة ك من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل تجارية مكاتب الخدمات واالستقدام‪ ،‬متى تم مبارشتها عىل‬
‫سبيل االحرتاف‪.‬‬
‫)‪ (١٧٩‬إذ نص مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته املادة السادسة الفقرة ع عىل تجارية خدمات إدارة العقارات واملرشوعات متى ما بورشت عىل سبيل‬
‫االحرتاف‪ ،‬وكذلك الفقرة ي نصت عىل تجارية أعامل التخليص الجمريك متى ما بورشت عىل سبيل االحرتاف‪ ،‬وكذلك الفقرةط عىل تجارية أعامل السياحة‬
‫والسفريات متى ما بورشت عىل سبيل االحرتاف‪،‬‬
‫)‪ (١٨٠‬جوفريه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٠‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٩‬جيجالر وايبوليتو‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٧٤‬‬
‫‪78‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫ولعــل الســبب يف تجاريــة هــذه املكاتــب والــوكاالت يرجــع إىل رغبــة املــرشع يف حاميــة الجمهــور مــن عبث‬
‫وتالعــب أصحــاب هــذه املكاتــب وذلــك بإخضــاع هــؤالء للنظــام القانــوين الــذي يخضــع لــه التجــار وخاصــة‬
‫إشــهار إفالســهم متــى توقفــوا عــن دفــع ديونهــم‪.‬‬

‫هــذا وطبقـاً لنــص البنديــن رقمــي ‪ ١١ ،١٠‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد فــإن مكاتــب األعــامل‬
‫أو الســياحة أو التصديــر ومــا يف حكمهــا‪ ،‬وعمليــات الطباعــة والنــرش والصحافــة واإلذاعــة والتليفزيــون‬
‫ونقــل األخبــار أو الصــور واإلعــالن متــى متــت بقصــد الربــح‪ ،‬ومورســت عــىل ســبيل االحـرتاف فإنهــا تعتــرب‬
‫أعــامالً تجاريــة‪.‬‬

‫هــذا ويالحــظ أن اصطــالح مكاتــب ووكاالت األعــامل ال يشــمل مكاتــب املحاميــني واملحاســبني واملهندســني‬
‫وعيــادات األطبــاء ألن أصحــاب هــذه املكاتــب إمنــا ميارســون ‪-‬كــام تقــدم القــول‪ -‬مهنـاً حــرة غــري تجاريــة‬
‫وخاضعــة لتنظيــم قانــوين خــاص بهــا)‪.(١٨١‬‬

‫)‪ (١٨١‬جوفريه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٠‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٩‬جيجالر وايبوليتو‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٧٤‬‬
‫‪79‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفرع السادس‬

‫مقاولة البيع بالمزاد‬

‫‪ -٤٩‬نصــت الفقــرة »ب« مــن املــادة الثانيــة عــىل تجاريــة »كل مــا يتعلــق مبحــالت البيــع باملزايــدة يعنــي‬
‫الحـراج« وهــذه املحــالت هــي التــي يجــري فيهــا بيــع املنقــوالت الجديــدة أو املســتعملة اململوكــة للغــري‬
‫للجمهــور بامل ـزاد العلنــي مقابــل أجــر يكــون يف العــادة نســبة مئويــة مــن مثــن املبيــع‪ ،‬ويتــم البيــع ملــن‬
‫يدفــع أعــىل مثــن‪.‬‬

‫والواقــع أن محــالت البيــع باملـزاد العلنــي ليســت إال نوعـاً مــن أنــواع املحــالت واملكاتــب التجاريــة الســابق‬
‫دراســتها‪ ،‬وبالتــايل فإنــه يشــرتط لتجاريتهــا االحـرتاف)‪ ،(١٨٢‬فــإذا وقعــت عمليــة البيــع باملـزاد منفــردة‪ ،‬فــال‬
‫تعتــرب تجاريــة)‪.(١٨٣‬‬

‫هــذا وقــد جــرى القضــاء يف فرنســا عــىل التوســع يف مفهــوم هــذه املقاولــة وقــام بإضفــاء الصفــة التجاريــة‬
‫عــىل أعــامل محــال االســتيداع كاملخــازن العموميــة ومخــازن حفــظ األثــاث واملســتودعات والجراجــات)‪.(١٨٤‬‬

‫)‪ (١٨٢‬أكدت عىل ذلك املادة السادسة الفقرة ك من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪ (١٨٣‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٧٥‬‬
‫)‪ (١٨٤‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٤‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٩‬‬
‫‪80‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفرع السابع‬

‫مقاولة إنشاء المباني‬

‫‪ -٥٠‬تنــص الفقــرة »د« مــن املــادة الثانيــة عــىل أنــه يعتــرب مــن األعــامل التجاريــة »جميــع املقــاوالت‬
‫ـان ونحوهــا«)‪ ،(١٨٥‬متفق ـاً بذلــك مــع القضــاء الفرنــيس واملــرصي يف اعتبــار املقاولــة‬
‫املتعلقــة بإنشــاء مبـ ٍ‬
‫تجاريــة ولــو اقتــرص املقــاول عــىل تقديــم األيــدي العاملــة وذلــك ألن العمــل ميكــن أن يكــون كالســلع‬
‫محــالً للمضاربــة)‪.(١٨٦‬‬

‫وبالرغــم مــن أن النــص قــد اقتــرص عــىل ذكــر مقــاوالت »إنشــاء املبــاين ونحوهــا« فالــرأي مســتقر عــىل‬
‫شــموله لجميــع املقــاوالت التــي تعــدل مــن حالــة العقــارات‪ ،‬وبذلــك ينطبــق حكمــه عــىل مقــاوالت الهــدم‬
‫والرتميــم ومقــاوالت إنشــاء الطــرق والجســور وحفــر القنــوات واملصــارف ومــد خطــوط الســكك الحديديــة‬
‫ومــد أنابيــب امليــاه وأســالك التليفــون والكهربــاء وفتــح األنفــاق وحفــر اآلبــار)‪.(١٨٧‬‬

‫غــري أنــه يالحــظ أنــه إذا اقتــرص عمــل املقاولــة عــىل إدارة العمــل فقــط دون تقديــم املــواد األوليــة أو‬
‫العــامل‪ ،‬فــإن املقاولــة تكــون عندئـٍـذ مدنيــة وكذلــك يعتــرب مدنيـاً عمــل املكاتــب الهندســية التــي تقتــرص‬
‫عــىل وضــع الرســوم املعامريــة دون أن تتــوىل تنفيذهــا)‪.(١٨٨‬‬

‫وطبق ـاً لنــص البنــد رقــم ‪ ١٤‬مــن املــادة ‪ ٥‬مــن قانــون التجــارة املوحــد فــإن األعــامل املتعلقــة مبقــاوالت‬
‫التشــييد واإلنشــاءات وتعديلهــا وترميمهــا وهدمهــا وغريهــا تعتــرب أعــامالً تجاريــة إذا مورســت عــىل ســبيل‬
‫االحـرتاف‪.‬‬

‫ويكــون للمحاكــم التجاريــة االختصــاص بدعــاوى مقــاوالت إنشــاء املبــاين إذا كان طرفــا الن ـزاع مقاولــني‪،‬‬
‫أو إذا كان املدعــى عليــه هــو املقــال‪ ،‬أو إذا كان الطــرف الثــاين املتعاقــد مــع املقــاول تاجـرا ً وأبــرم العقــد‬
‫ألعاملــه التجاريــة األصليــة أو التبعيــة‪ ،‬ســواء كان مالــكاً للعقــار أو ال‪ ،‬ودون النظــر يف هــذه الحالــة لصفــة‬
‫املدعــي)‪.(١٨٩‬‬

‫)‪ (١٨٥‬تم إلغاء عبارة »متى كان املقاول متعهدا ً بتوريد املؤن واألدوات الالزمة لها« مبوجب املرسوم املليك رقم م‪ ١/‬وتاريخ ‪١٤٣٥/١/٢٢‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (١٨٦‬انظر يف القضاء الفرنيس نقض فرنيس يف ‪ ،١٩٠٨ /١٠ /٢٠‬دالوز ‪ ،٢٤٦ -١ -١٩٠٩‬وانظر يف القضاء املرصي‪ ،‬حكم محكمة طنطا االبتدائية يف ‪١٩٣٠ /١١ /٤‬م‬
‫املحاماة ‪ ٢٠‬ص ‪٤٩٦‬‬
‫)‪ (١٨٧‬انظر نوري طالباين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١١٤‬دكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٧٣‬‬
‫)‪ (١٨٨‬انظر دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٣‬دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٦٤‬‬
‫)‪ (١٨٩‬تعميم مجلس القضاء األعىل رقم ‪/٩٧٩‬ت وتاريخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـ‪.‬‬
‫‪8١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫الفصل الثالث‬

‫األعمال التجارية بالتبعية‬

‫‪ -٥١‬إىل جانــب األعــامل التجاريــة األصليــة التــي ســبق الحديــث عنهــا‪ ،‬اســتقر الفقــه والقضــاء عــىل إضفــاء‬
‫الصفــة التجاريــة عــىل نــوع آخــر مــن األعــامل عــرف باســم األعــامل التجاريــة بالتبعيــة أو األعــامل التجارية‬
‫الشــخصية أو الذاتيــة‪ ،‬ويتميــز هــذا النــوع مــن األعــامل بكونــه مدنيـاً بطبيعتــه ولكنــه يكتســب الصفــة‬
‫التجاريــة ويخضــع بالتــايل للنظــام القانــوين لألعــامل التجاريــة لصــدوره مــن تاجــر لحاجــات تجارتــه)‪.(١٩٠‬‬

‫فمصــدر تجاريــة هــذا النــوع مــن األعــامل هــو مهنــة القائــم بهــا‪ :‬أي أن املهنــة أو الحرفــة هنــا تؤثــر يف‬
‫األعــامل التابعــة لهــا وتكســبها صفتهــا تطبيقـاً لقاعــدة »الفــرع يتبــع األصــل« فقيــام تاجــر بـرشاء ســيارة‬
‫لنقــل وتوزيــع البضائــع‪ ،‬هــو عمــل مــدين يف ذاتــه ولكنــه يصبــح عم ـالً تجاري ـاً تطبيق ـاً لنظريــة التبعيــة‬
‫لصــدوره مــن تاجــر قــام بــه لحاجــة تجارتــه‪.‬‬

‫واألخــذ بنظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة هــو دليــل عــىل اعتــداد القانــون التجــاري الســعودي بالنظريــة‬
‫الشــخصية إىل جانــب النظريــة املوضوعيــة إذ أن التجاريــة تنتقــل مــن العمــل إىل الشــخص األعــامل‬
‫التجاريــة األصليــة ثــم تنتقــل مــن الشــخص إىل العمــل األعــامل التجاريــة بالتبعيــة‪.‬‬

‫وقــد أخــذ قانــون التجــارة املوحــد بتلــك النظريــة فنــص يف املــادة ‪ ٨‬منــه عــىل أن »جميــع األعــامل التــي‬
‫يقــوم بهــا التاجــر بســبب يتعلــق بتجارتــه تعتــرب أعــامالً تجاريــة«‪.‬‬

‫ويقابــل نظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة يف مجــال القانــون املــدين‪ ،‬نظريــة األعــامل املدنيــة بالتبعيــة‬
‫ومؤداهــا أن تصبــح األعــامل التجاريــة األصليــة أو بطبيعتهــا أعــامالً مدنيــة لكــون القائــم بهــا شــخصاً غــري‬
‫تاجــر بارشهــا لحاجــة حرفتــه املدنيــة‪ .‬ومعنــى ذلــك أن األعــامل التجاريــة تفقــد صفتهــا األصليــة وتصبــح‬
‫أعــامالً مدنيــة متــى كانــت تابعــة ملهنــة مدنيــة‪ ،‬ومثــال ذلــك حالــة الطبيــب الــذي يقــوم ب ـرشاء وبيــع‬
‫األدويــة لعمالئــه يف األماكــن النائيــة التــي ال توجــد بهــا صيدليــات‪ ،‬ورشاء صاحــب املدرســة الداخليــة‬
‫لألغذيــة وتقدميهــا لتالميــذه‪ ،‬فالـرشاء ألجــل البيــع يف املثالــني الســابقني هــو عمــل تجــاري بطبيعتــه ولكنــه‬
‫يفقــد صفتــه هــذه لكونــه تابعـاً ملهنــة مدنيــة أصليــة هــي‪ :‬الطــب والتعليــم فيصبــح عمـالً مدنيـاً بالتبعية‪.‬‬

‫وسندرس بإيجاز يف مبحثني متتاليني أساس نظرية األعامل التجارية بالتبعية ومجال تطبيقها‪.‬‬

‫)‪ (١٩٠‬أكد عىل تجارية هذا النوع من األعامل‪ ،‬املادة الثامنة من مرشوع نظام املعامالت التجارية ‪.‬‬
‫‪8٢‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫المبحث األول‬

‫أساس نظرية األعمال التجارية بالتبعية‬

‫‪ -٥٢‬تقــوم نظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة عــىل أســس مــن املنطــق والقانــون وقــد ســاهم القضــاء‬
‫مســاهمة كــربى يف تأصيــل وتحديــد أبعــاد هــذه النظريــة‪ ،‬بــل إن مــن الفقــه مــن يذهــب إىل القــول‬
‫بــأن نظريــة التبعيــة هــي مــن النظريــات القضائيــة ألن القضــاء قــد ابتدعهــا دون أســاس قــوي مــن‬
‫النصــوص)‪.(١٩١‬‬

‫وقــد اســتعان القضــاء بهــذه النظريــة للتخفيــف مــن عيــوب الخطــة التــي ســلكها املــرشع بتحديــده‬
‫األعــامل التجاريــة بطريــق الــرسد‪ ،‬إذ عــن طريقهــا متكــن القضــاء مــن توحيــد النظــام القانــوين لجميــع‬
‫األعــامل التــي تقــع مبناســبة الحرفــة التجاريــة‪.‬‬

‫وتســتند هــذه النظريــة مــن الناحيــة القانونيــة يف الترشيــع الســعودي إىل نــص الفقــرة د مــن املــادة الثانيــة‬
‫التــي تعتــرب تجاريـاً »جميــع العقــود والتعهــدات الحاصلــة بــني التجــار واملتســببني والســامرسة والصيارفــة‬
‫والــوكالء بأنواعهــم« فهــذا النــص يضفــي الصفــة التجاريــة عــىل جميــع األعــامل التــي تقــع بــني التجــار ولــو‬
‫مل تكــن مــن األعــامل التجاريــة التــي ذكرتهــا النصــوص‪.‬‬

‫وهــذا النــص هــو دون شــك نــص معيــب‪ ،‬إذ أن عبارتــه تشــرتط العتبــار العقــود والتعهــدات تجاريــة أن‬
‫تكــون قــد وقعــت بــني تجــار أي أن يكــون أط ـراف العمليــة تجــارا ً‪ ،‬لذلــك فقــد اســتقر الــرأي يف الفقــه‬
‫والقضــاء عــىل التوســع يف تفســري هــذا النــص واالكتفــاء بــأن يكــون أحــد أط ـراف العمــل تاج ـرا ً حتــى‬
‫يعتــرب تجاريـاً بالنســبة إليــه‪ ،‬فــإذا اشــرتى تاجــر ســيارة مســتعملة مــن شــخص غــري تاجــر وخصصهــا لنقــل‬
‫وتوزيــع بضائعــه‪ ،‬فهــذا الــرشاء يعتــرب تجاريــاً بالنســبة إىل التاجــر ألنــه يتعلــق بتجارتــه أمــا بالنســبة‬
‫للشــخص غــري التاجــر فيظــل العمــل مدني ـاً)‪.(١٩٢‬‬

‫هــذا وال تنطبــق نظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة إال عــىل األعــامل التــي يقــوم بهــا التاجــر لخدمــة‬
‫تجارتــه‪ ،‬فــإذا مل تكــن لهــا عالقــة بتجارتــه فإنهــا تظــل محتفظــة بطابعهــا املــدين‪ ،‬فقيــام التاجــر ب ـرشاء‬
‫ســيارة لخدمــة عائلتــه أو رشاء أثــاث ملنزلــه يعتــرب عمـالً مدنيـاً وال يكتســب الصفــة التجاريــة‪ ،‬وباملثــل فــإن‬
‫جميــع أعــامل التاجــر املتعلقــة بالــزواج والطــالق والهبــة واإلرث والوصيــة وعالقــات األرسة بصفــة عامــة‬
‫تعتــرب أعــامالً مدنيــة‪.‬‬

‫)‪ (١٩١‬انظر الدكتور أكثم الخويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٥‬‬
‫)‪ (١٩٢‬انظر جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١١٠‬الفريد جوفريه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٤‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٨١‬‬
‫‪8٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وتفادي ـاً للصعوبــات التــي يثريهــا البحــث يف معرفــة مــا إذا كان العمــل الــذي يقــوم بــه التاجــر متعلق ـاً‬
‫بتجارتــه أو ال‪ ،‬أقــام القضــاء قرينــة التجاريــة والتــي تقــيض بــأن جميــع أعــامل التجــار مفــروض فيهــا أنهــا‬
‫تتعلــق بتجارتــه إال إذا أثبــت التاجــر العكــس بــأي وســيلة مــن وســائل اإلثبــات‪.‬‬

‫وبذلــك أخــذ قانــون التجــارة املوحــد فنــص يف املــادة ‪ ٩‬منــه عــىل أن »تعتــرب جميــع عقــود والتزامــات‬
‫التاجــر أعــامالً تجاريــة مــا مل يثبــت خــالف ذلــك«‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫المبحث الثاني‬

‫نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية‬

‫‪ -٥٣‬عمــد القضــاء إىل التوســع يف مجــال تطبيــق نظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة لتشــمل جميــع األعامل‬
‫التــي يقــوم بهــا التاجــر لحاجــات تجارتــه‪ ،‬فلــم يقرصهــا عــىل االلتزامــات التعاقديــة بــل بســطها لتشــمل‬
‫أيضـاً االلتزامــات غــري التعاقديــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزامات التعاقدية‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ -٥٤‬املبــدأ العــام هــو أن جميــع العقــود التــي يعقدهــا التاجــر لحاجــات تجاريــة تعتــرب أعــامالً تجاريــة‬
‫بالتبعيــة‪ ،‬ومثــال ذلــك رشاء الوقــود واآلالت والدفاتــر واألثــاث واملكاتــب الالزمــة ملامرســة النشــاط التجاري‪،‬‬
‫وعقــود توريــد املــاء والكهربــاء للمحــل التجــاري‪ ،‬وعقــود العمــل‪ ،‬وعقــود النقــل والتأمــني عــىل املتجــر‬
‫وعــىل البضائــع وعــىل املســئولية عــن إصابــات العمــل‪ ،‬وإيــداع البضائــع يف املخــازن العامــة واإلعــالن عنهــا‬
‫يف الصحــف‪ ،‬وعقــد القــرض متــى كان مخصصـاً للتجــارة)‪.(١٩٣‬‬

‫ومع ذلك فهناك بعض العقود التي تثري صعوبات خاصة ومنها االيت‪:‬‬

‫عقد الكفالة‪:‬‬
‫الكفالــة يف األصــل عمــل مــن أعــامل التــربع وبالتــايل فهــي تخــرج مــن نطــاق القانــون التجــاري‪ ،‬ومــع ذلــك‬
‫تــرد عــىل هــذا األصــل اســتثناءات ثالثــة تكــون فيهــا الكفالــة تجاريــة وهــي‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا كان الكفيــل بنــكاً ألن جميــع أعــامل البنــوك أعــامل تجاريــة املــادة ‪/٢‬ج مــن نظــام املحكمــة‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫‪ .٢‬إذا قــام الكفيــل بكفالــة أحــد املوقعــني عــىل ورقــة تجاريــة وهــو مــا يعــرف باســم الضــامن االحتياطــي‬
‫املــادة ‪/٢‬ج مــن نظــام املحكمــة التجاريــة‪.‬‬

‫‪ .٣‬إذا كان الكفيــل تاجـرا ً وقــام بالكفالــة بهــدف خدمــة تجارتــه‪ ،‬كاملحافظــة عــىل عميــل هــام قــد يفقــده‬
‫التاجــر إذا مل يكفلــه أو إنقــاذ مثــل هــذا العميــل مــن اإلفــالس‪ ،‬أو أن يكــون الشــخص املكفــول رشيــكاً‬
‫للتاجــر الكفيــل يف تجــارة أخــرى‪ ،‬فالكفيــل يف مثــل هــذه الصــور يتقــدم للكفالــة ملصلحــة تجارتــه ال‬

‫)‪ (١٩٣‬انظر جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٨٣‬‬


‫‪85‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫ملجردالتــربع للمديــن املكفــول‪ ،‬فتعتــرب كفالتــه عم ـالً تجاري ـاً بالتبعيــة)‪.(١٩٤‬‬

‫شراء وبيع المحل التجاري‪:‬‬


‫رشاء املحــل التجــاري بقصــد إعــادة بيعــه أو تأجــريه يعتــرب عمـالً تجاريـاً أصليـاً طبقـاً لحكــم املــادة الثانيــة‬
‫مــن نظــام املحكمــة التجاريــة‪ ،‬أمــا رشاء التاجــر ملحــل تجــاري بقصــد مبــارشة تجارتــه فيعتــرب عمـالً تجاريـاً‬
‫بالتبعية‪.‬‬

‫ولكن رشاء غري التاجر ملحل تجاري بقصد مبارشة التجارة هل يعترب عمالً تجارياً بالتبعية؟‬

‫ذهــب الفقــه والقضــاء يف بــادئ األمــر إىل القــول بــأن العمــل ال يعتــرب يف هــذه الحالــة تجاريـاً بالتبعيــة ألن‬
‫العمــل التجــاري بالتبعيــة هــو العمــل الــذي يصــدر مــن تاجــر لحاجــات تجارتــه واملشــرتي يف هــذا الفــرض‬
‫مل يكتســب صفــة التاجــر وقــت الـرشاء كــام أن البائــع قــد فقــد هــذه الصفــة وقــت البيــع‪.‬‬

‫ولكــن القضــاء مــا لبــث أن عــدل عــن موقفــه هــذا واســتقر عــىل أن رشاء املحــل التجــاري بقصــد احـرتاف‬
‫التجــارة يعتــرب عمـالً تجاريـاً بالتبعيــة نظـرا ً لكونــه أول عمــل مــن أعــامل الحرفــة بالنســبة لــه)‪.(١٩٥‬‬

‫وباملقابل‪ ،‬بيع التاجر ملحله التجاري يعترب كذلك عمالً تجارياً بالتبعية كونه آخر عمل يف تجارته)‪.(١٩٦‬‬

‫ويالحــظ أنــه إذا كان البائــع غــري تاجــر وإمنــا اكتســب ملكيــة املحــل التجــاري بطريــق املـرياث أو الهبــة أو‬
‫الوصيــة ال الـرشاء فــإن البيــع يعتــرب مدنيـاً‪.‬‬

‫العقود المتعلقة بالعقار‪:‬‬


‫رأينــا فيــام ســبق أن بعــض الترشيعــات التجاريــة ومــن بينهــا الترشيع التجــاري الســعودي ت ُخــرج العمليات‬
‫املتعلقــة بالعقــار مــن نطــاق القانــون التجــاري‪ ،‬وعليــه فــإن قيــام التاجــر بـرشاء عقــار ليــامرس فيــه تجارته‬
‫يعتــرب عمـالً مدنيــا ً)‪ ،(١٩٧‬بينــام بنــاء أو إنشــاء عقــار ليــامرس فيــه تجارتــه فإنــه عمـ ًـال تجاريــة بالتبعيــة)‪.(١٩٨‬‬

‫ومــع ذلــك مييــل الفقــه والقضــاء الحديــث إىل التفرقــة فيــام يتعلــق بالعقــود التــي تتعلــق بالعقــارات ‪-‬بــني‬
‫تلــك التــي تنصــب عــىل ملكيــة العقــار كالـرشاء أو البنــاء وهــي تظــل مدنيــة دامئـاً وبــني تلــك العقــود التي‬

‫)‪ (١٩٤‬انظر األحكام املشار إليها يف املرجع السابق ص ‪ ٩٨٣‬هامش رقم ‪٩‬‬
‫)‪ (١٩٥‬انظر اسكارا ورو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٣‬جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١١٣‬‬
‫)‪ (١٩٦‬الدكتور يحيى بن حسني الرشيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪١٩٤‬‬
‫)‪ (١٩٧‬املادة الحادية والثالثون الفقرة أ من نظم املرافعات الرشعية‬
‫)‪ (١٩٨‬تعميم مجلس القضاء األعىل رقم ‪/٩٧٩‬ت وتاريخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـ‬
‫‪86‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫تقتــرص عــىل مجــرد إنشــاء التزامــات يكــون العقــار محـالً لهــا كاســتئجار التاجــر للعقــار الــذي ميــارس فيــه‬
‫تجارتــه والتأمــني ضــد مخاطــر الحريــق عــىل العقــار الــذي يوجــد بــه املحــل التجــاري والتعاقــد مــع مقــاول‬
‫عــىل ترميــم أو توســيع العقــار وهــي تكتســب الصفــة التجاريــة بالتبعيــة)‪.(١٩٩‬‬

‫ثانياً ‪ :‬االلتزامات غير التعاقدية‪:‬‬

‫‪ -٥٥‬اقتــرص القضــاء يف البدايــة عــىل تطبيــق نظريــة األعــامل التجاريــة بالتبعيــة عــىل االلتزامــات التعاقديــة‬
‫وحدهــا‪ ،‬إال أنــه مــا لبــث أن عمــم تطبيــق هــذه النظريــة بحيــث جعلهــا تشــمل فضــالً عــن ذلــك‬
‫االلتزامــات غــري التعاقديــة للتاجــر‪ ،‬ويُقصــد بااللتزامــات غــري التعاقديــة هنــا االلتزامــات التــي تنشــأ ال‬
‫لحاجــة التجــارة إليهــا وإمنــا مبناســبة مبارشتهــا)‪.(٢٠٠‬‬

‫ويف الفقــه املقــارن وكذلــك يف النظــام الســعودي قبــل صــدور نظــام املحاكــم التجاريــة‪ ،‬يعتــرب تجاري ـاً‬
‫بالتبعيــة التــزام التاجــر بالتعويــض اســتنادا ً إىل املســئولية غــري العقديــة عــن األخطــاء العمديــة التــي‬
‫يرتكبهــا مبناســبة مبــارشة تجارتــه كالتزامــه بالتعويــض عــن أعــامل املنافســة غــري املرشوعــة كاغتصــاب اســم‬
‫تجــاري يعــود للغــري أو تقليــد عالمــة تجاريــة مملوكــة للغــري‪.‬‬

‫وباملثــل يُعتــرب تجاريــاً بالتبعيــة التــزام التاجــر بالتعويــض عــن األخطــاء غــري العمديــة ســواء كانــت‬
‫املســئولية عــن فعلــه الشــخيص أو عــن فعــل التابعــني أو عــن فعــل الحيوانــات أو عــن فعــل األشــياء‪ ،‬كــام‬
‫يســتوي يف هــذا الشــأن أن تكــون األرضار ماديــة أو بدنيــة أو معنويــة‪ ،‬وعــىل ذلــك إذا اصطدمــت ســيارة‬
‫أمــني النقــل أو ســيارة التاجــر املخصصــة لتوزيــع البضائــع بأحــد املــارة أو بســيارة أخــرى فــإن مســئولية‬
‫التاجــر عــن التعويــض تعــد تجاريــة بالتبعيــة‪.‬‬

‫كذلــك يعتــرب تجاريـاً بالتبعيــة التـزام التاجــر الــذي يكــون مصــدره اإلثـراء بــال ســبب أو الفضالــة كالتـزام‬
‫التاجــر بــرد مــا أخــذه زائــدا ً عــن الســعر املحــدد للســلعة وكالت ـزام الناقــل بــرد مــا أخــذه زائــدا ً عــن‬
‫تعريفــة النقــل‪ ،‬وكذلــك الحــال بالنســبة للبنــك الــذي قــام لحســاب عميلــه دون تفويــض بعمليــة نافعــة‬
‫عــىل األوراق املاليــة املودعــة عنــده)‪ .(٢٠١‬وهكــذا يتضــح مــدى اتســاع نطــاق نظريــة األعــامل التجاريــة‬
‫بالتبعيــة لدرجــة ميكــن القــول معهــا بأنهــا أصبحــت اليــوم تســتوعب جميــع األعــامل التــي تصــدر مــن‬
‫التاجــر وترتبــط بتجارتــه‪.‬‬

‫)‪ (١٩٩‬اسكارا ورو املرجع السابق رقم ‪ ،١٦٤٥‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٣‬مصطفى طه بند رقم ‪ ،٧٠‬عيل البارودي‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪٦٣‬‬
‫)‪ (٢٠٠‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٨٤‬‬
‫)‪ (٢٠١‬انظر أكثم الخويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٧‬بند رقم ‪ ،١٣٧‬جيينو‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪. ١١٧ ،١١٦‬‬
‫‪87‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وبعــد صــدور نظــام املحاكــم التجاريــة‪ ،‬تــم تضييــق نطــاق النظريــة‪ ،‬إذ انحــرس اختصــاص املحاكــم التجارية‬
‫بنظــر دعــاوى التعويــض عــىل أســاس املســئولية التقصرييــة الناتجــة عــن األخطــاء التــي يرتكبهــا التاجــر‬
‫أو احــد تابعيــه أثنــاء مبــارشة أحــد األعــامل التجاريــة األصليــة أو التبعيــة وكان طرفــا النـزاع تجاريــن)‪.(٢٠٢‬‬
‫وباملقابــل‪ ،‬متــى كان املدعــي مدنيـاً أو تاجـرا ً ولكــن ال يتعلــق موضــوع دعــوى التعويــض بأعاملــه التجاريــة‬
‫األصليــة أو التبعيــة‪ ،‬فــإن االختصــاص ينعقــد يف هــذه الحالــة للمحاكــم العامــة)‪.(٢٠٣‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬ينعقــد اختصــاص املحاكــم العامــة يف نظــر الدعــاوى املتعلقــة بالعقــار او تلــك الناشــئة‬
‫عــن حــوادث الســري ولــو كان أطـراف النـزاع تجــارا ً)‪.(٢٠٤‬‬

‫)‪ (٢٠٢‬انظر يف ذلك الدكتور يحيى بن حسني الرشيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.١٩٧‬‬
‫)‪ (٢٠٣‬املرجع السابق‬
‫)‪ (٢٠٤‬املادة الحادية والثالثون من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫األعمال التجارية‬

‫الفصل الرابع‬

‫األعمال المختلطة‬

‫‪ -٥٦‬يقــع التــرصف القانــوين عــادة بــني شــخصني‪ ،‬فــإذا كان تجاريـاً بالنســبة إىل كل منهــام فــال صعوبــة يف‬
‫األمــر إذا تطبــق بشــأنه أحــكام القانــون التجــاري بالنســبة للطرفــني‪ ،‬ومثــال ذلــك قيــام تاجــر الجملــة ببيــع‬
‫بضاعتــه لتاجــر التجزئــة وكذلــك قيــام أحــد التجــار بـرشاء ســيارة لخدمــة تجارتــه مــن تاجــر آخــر‪ ،‬أمــا إذا‬
‫كان التــرصف القانــوين مدنيـاً بالنســبة للطرفــني فتطبــق بشــأنه كذلــك أحــكام القانــون املــدين بالنســبة إىل‬
‫كل منهــام‪ ،‬ومثــال ذلــك قيــام أحــد األشــخاص باســتئجار منــزل بقصــد الســكن أو بـرشاء كميــة مــن الخضــار‬
‫أو الفواكــه مــن أحــد املزارعــني بقصــد اســتهالكها‪.‬‬

‫غــري أنــه كث ـريا ً مــا يكــون التــرصف القانــوين الواحــد تجاري ـاً بالنســبة إىل أحــد الطرفــني ومدني ـاً بالنســبة‬
‫إىل الطــرف اآلخــر‪ ،‬فيكــون التــرصف عندئـٍـذ ذا طبيعــة مختلطــة‪ ،‬ومثــال ذلــك بيــع تاجــر التجزئــة ســلعاً‬
‫للمســتهلكني‪ ،‬وبيــع املــزارع محصوالتــه ألحــد التجــار‪ ،‬وتعاقــد املســافر مــع الناقــل‪ ،‬وتعاقــد صاحــب‬
‫املصنــع مــع العــامل واملســتخدمني‪ ،‬وبيــع املؤلــف حقــوق الطبــع والنــرش للنــارش‪ ..‬إلــخ‪ ،‬فالتــرصف يُعتــرب‬
‫يف جميــع هــذه الحــاالت مدنيـاً بالنســبة إىل طــرف وهــو املســتهلك واملـزارع واملســافر والعامــل واملؤلــف‪،‬‬
‫وتجاري ـاً بالنســبة إىل الطــرف اآلخــر وهــو التاجــر والناقــل ورب العمــل والنــارش‪.‬‬

‫واألعــامل املختلطــة ال ت ُكــون طائفــة خاصــة أو نوعـاً ثالثـاً مــن األعــامل التجاريــة يقــوم إىل جــوار األعــامل‬
‫التجاريــة األصليــة واألعــامل التجاريــة بالتبعيــة ألنهــا ال تعــدو أن تكــون إمــا أعــامالً تجاريــة أصليــة أو‬
‫أعــامالً تجاريــة بالتبعيــة بالنســبة ألحــد الطرفــني‪ ،‬وأعــامالً مدنيــة بالنســبة للطــرف اآلخــر‪ .‬والعــربة دامئ ـاً‬
‫بصفــة العمــل ال القائــم بــه‪ ،‬إذ ال يشــرتط أن يكــون أحــد طــريف العمــل املختلــط تاجـرا ً)‪ ،(٢٠٥‬إذ قــد يكــون‬
‫أط ـراف العقــد مدنيــني‪ ،‬كأن يشــرتي مــدين ســيارة مــن غــري تاجــر بقصــد إعــادة بيعهــا وتحقيــق الربــح‪،‬‬
‫فهنــا يكــون عمــل تجــاري مختلــط‪.‬‬

‫‪ -٥٧‬مل تعالــج املجموعــة التجاريــة الفرنســية‪ ،‬وتبعتهــا يف ذلــك القوانــني املأخــوذة عنهــا ومنهــا نظــام‬
‫املحكمــة التجاريــة‪ ،‬األعــامل املختلطــة‪ ،‬لذلــك فقــد قــام الفقــه والقضــاء ببنــاء وتأصيــل مــا يعــرف اليــوم‬
‫باســم »نظريــة األعــامل املختلطــة« والتــي تهــدف أساسـاً إىل حــل مــا تثــريه هــذه األعــامل مــن صعوبــات‬
‫عمليــة مــن حيــث تحديــد املحكمــة املختصــة بنظــر املنازعــات الناشــئة عنهــا والقانــون الواجــب التطبيــق‬
‫عليهــا‪.‬‬

‫)‪ (٢٠٥‬انظر دكتور نوري طالباين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٢٧‬‬
‫‪89‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب األول‬

‫وفيــام يتعلــق بتحديــد املحكمــة املختصــة بنظــر الن ـزاع ذي الطبيعــة املختلطــة اســتقر الــرأي عــىل أن‬
‫ينظــر إىل طبيعــة العمــل بالنســبة للمدعــي واملدعــى عليــه‪ ،‬فــإذا كان العمــل بالنســبة للمدعــي تجاري ـاً‬
‫وبالنســبة للمدعــى عليــه مدنيـاً وجــب رفــع الدعــوى أمــام املحكمــة املدنيــة‪ ،‬أمــا اذا كان العمــل بالنســبة‬
‫للمدعــي مدنيـاً وبالنســبة للمدعــى عليــه تجاريـاً يف منازعــات العقــود‪ ،‬وكانــت قيمــة املطالبــة األصليــة يف‬
‫الدعــوى تزيــد عــىل خمســامئة ألــف ريــال‪ ،‬فــإن االختصــاص ينعقــد للمحاكــم التجاريــة)‪.(٢٠٦‬‬

‫أمــا فيــام يتعلــق بالقانــون الواجــب التطبيــق عــىل العمــل املختلــط يف الفقــه املقــارن‪ ،‬فالــرأي متفــق عــىل‬
‫رضورة النظــر إىل طبيعــة الن ـزاع وليــس إىل املحكمــة التــي يرفــع أمامهــا الن ـزاع‪ ،‬أي أنــه يجــب أن تطبــق‬
‫قواعــد القانــون التجــاري عــىل الجانــب التجــاري مــن العمليــة وقواعــد القانــون املــدين عــىل الجانــب‬
‫املــدين وســواء يف ذلــك أكانــت الدعــوى مرفوعــة أمــام القضــاء التجــاري أم أمــام القضــاء املــدين‪ .‬وتطبيقـاً‬
‫لذلــك فــإن الطــرف املــدين‪ ،‬أي مــن يكــون العمــل مدني ـاً بالنســبة لــه يســتطيع اإلثبــات ضــد الطــرف‬
‫التجــاري بكافــة الوســائل يف حــني أن الطــرف التجــاري ال يســتطيع اإلثبــات ضــد الطــرف املــدين إال طبقـاً‬
‫للقواعــد العامــة‪ ،‬وباملثــل فــإن شــكل اإلعــذار وقواعــد التضامــن تختلــف بالنســبة للطرفــني حســب طبيعــة‬
‫العمــل بالنســبة لــكل منهــام)‪.(٢٠٧‬‬

‫والواقــع أنــه كثـريا ً مــا يصعــب تجزئــه العمــل الواحــد وإخضــاع جانــب منــه للقانــون التجــاري والجانــب‬
‫اآلخــر للقانــون املــدين نظـرا ً ألن اآلثــار املرتتبــة عــىل العمــل املختلــط تنشــأ مــن مصــدر واحــد)‪ ،(٢٠٨‬ولذلــك‬
‫تأخــذ معظــم الترشيعــات اليــوم كالترشيــع األملــاين والترشيــع اإلســباين والترشيــع البلجيــيك مببــدأ وحــدة‬
‫العمــل القانــوين ومــن ثــم فهــي تخضــع العمــل املختلــط بشــقيه املــدين والتجــاري ألحــكام القانــون‬
‫التجــاري‪ .‬ويأخــذ بنفــس الحــل األخــري ‪-‬تجنبـاً للتعقيــدات الناشــئة عــن األخــذ بالنظــام املــزدوج‪ -‬قانــون‬
‫التجــارة املوحــد)‪.(٢٠٩‬‬

‫)‪ (٢٠٦‬املادة الحادية والثالثون من الالئحة التنفيذية لنظام املحاكم التجارية‬


‫)‪ (٢٠٧‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٣‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.١٩٤‬‬
‫)‪ (٢٠٨‬وليس أدل عىل ذلك من إخضاع العمل املختلط يف القانون الفرنيس نفسه لنظام قانوين موحد يف بعض األحوال فاملادة ‪ ٩١‬من التقنني التجاري تقرر‬
‫رصاحة أن الرهن الذي يعقد ضامناً لدين تجاري يعترب تجارياً ويخضع ألحكام القانون التجاري وذلك أياً كانت صفة الدائن املرتهن واملدين الراهن‪ .‬كام استقر‬
‫القضاء من ناحية عىل تطبيق أحكام استبعاد رشط التحكيم من نطاق األعامل التجارية املختلطة‪ .‬انظر يف هذا القضاء عىل التوايل نقض تجاري يف ‪/١٠ /١٢‬‬
‫‪ ١٩٦٥‬دالوز ‪ ،٨٤٣ /٢ -١٩٦‬ونقض تجاري يف ‪ ١٩٦٤ /١١ /٢‬جي‪ .‬يس‪ .‬يب ‪.١٠٤١ /٢ /١٩٦٥‬‬
‫)‪ (٢٠٩‬تنص املادة ‪ ١٢‬من قانون التجارة املوحد عىل أنه »إذا كان العقد تجارياً بالنسبة إىل أحد العاقدين دون اآلخر رست أحكام قانون نظام التجارة عىل‬
‫التزامات العاقد اآلخر الناشئة من هذا العقد ما مل يوجد نص يقيض بتغيري ذلك«‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫الباب الثاني‬

‫التاجر‬

‫ستنقسم الدراسة في هذا الباب الى فصلين وهما‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬شروط اكتساب صفة التاجر‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االلتزامات المترتبة على اكتساب صفة التاجر‪.‬‬
‫الباب الثاني‬

‫مقدمة‬

‫‪ -٥٨‬التاجــر هــو عــامد النشــاط التجــاري‪ ،‬لذلــك فــإن نظــام املحكمــة التجاريــة وإن كان قــد أقــام القانــون‬
‫التجــاري عــىل النظريــة املوضوعيــة‪ ،‬أي عــىل فكــرة العمــل التجــاري‪ ،‬فإنــه مل يســتبعد النظريــة الشــخصية‪،‬‬
‫بــل أخــذ بنصيــب منهــا ووضــع أحكام ـاً ال تنطبــق إال عــىل مــن تثبــت لــه صفــة التاجــر مــن األشــخاص‬
‫الطبيعيــني أو األشــخاص االعتباريــني)‪.(٢١٠‬‬

‫وتهــدف هــذه األحــكام يف الحقيقــة إىل تنظيــم الحرفــة التجاريــة تنظيـامً يصــون مصلحــة التاجــر ويضمــن‬
‫يف نفــس الوقــت حقــوق ســائر املتعاملــني معــه‪.‬‬

‫وســوف نتنــاول يف الفصــل األول مــن هــذا البــاب رشوط اكتســاب صفــة التاجــر‪ ،‬أمــا الفصــل الثــاين‬
‫فسنكرســه لدراســة االلتزامــات املرتتبــة عــىل اكتســاب صفــة التاجــر‪.‬‬

‫)‪ (٢١٠‬انظر ما سبق ذكره بخصوص موقف القانون التجاري السعودي من النظرية املوضوعية والنظرية الشخصية‪ ،‬بند رقم ‪.٧‬‬
‫‪94‬‬
‫التاجر‬

‫الفصل األول‬

‫شروط اكتساب صفة التاجر‬

‫‪ -59‬تعريف التاجر‪:‬‬
‫طبقـاً للــامدة األوىل مــن نظــام املحكمــة التجاريــة فالتاجــر هــو‪ » :‬كل مــن اشــتغل باملعامــالت التجاريــة‬
‫واتخذهــا مهنــة لــه«‪.‬‬

‫ويتضــح مــن هــذا النــص أن هنــاك رشطــني أساســيني الكتســاب صفــة التاجــر‪ :‬األول هــو مبــارشة األعــامل‬
‫التجاريــة‪ ،‬والثــاين هــو اح ـرتاف مامرســة هــذه األعــامل‪ ،‬ومــع ذلــك فالفقــه يضيــف رشط ـاً ثالثًــا مل ينــص‬
‫عليــه رصاحــ ًة وهــو أن ميــارس الشــخص األعــامل التجاريــة باســمه ولحســابه الخــاص‪ ،‬كــام أن املــادة‬
‫الرابعــة مــن النظــام تتطلــب رشطـاً رابعـاً وهــو رضورة متتــع الشــخص باألهليــة الالزمــة الحـرتاف التجــارة‪،‬‬
‫وهــو مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد إذ عرفــت املــادة ‪ ١٣‬التاجــر بأنــه »كل مــن اشــتغل باســمه‬
‫ولحســابه بعمــل تجــاري عــىل ســبيل االح ـرتاف وكان حائ ـزا ً لألهليــة الواجبــة«‪.‬‬

‫وسوف نتكلم عن هذه الرشوط األربعة‪ ،‬كل يف مبحث مستقل‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫المبحث األول‬

‫مباشرة األعمال التجارية‬

‫‪ -٦٠‬ويقصــد باألعــامل التجاريــة يف هــذا املقــام األعــامل التجاريــة األصليــة التــي نصــت عليهــا املــادة‬
‫الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة أو اعتــربت كذلــك بطريــق القيــاس‪ ،‬أمــا األعــامل التجاريــة بالتبعيــة‬
‫فهــي كــام رأينــا أعــامل مدنيــة بطبيعتهــا تكتســب الصفــة التجاريــة لصدورهــا مــن تاجــر‪ ،‬فهــي تتطلــب‬
‫إذن اكتســاب صفــة التاجــر ابتــدا ًء‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يُالحــظ أن مبــارشة األعــامل التجاريــة األصليــة وهــي األعــامل املتعلقــة بــاألوراق التجاريــة ال‬
‫تــؤدي إىل اكتســاب صفــة التاجــر‪ ،‬إذ ال يتصــور أن يحــرتف الشــخص ســحب الكمبيــاالت أو الشــيكات أو‬
‫تحريــر الســندات ألمــر ألن هــذه األعــامل تابعــة بطبيعتهــا لنشــاط رئيــيس آخــر‪ ،‬وهــذا النشــاط قــد يكــون‬
‫مدنيـاً وقــد يكــون تجاريـاً‪ ،‬فاملــك العقــار الــذي يســحب كمبيــاالت باألجــرة عــىل مســتأجريه ليــس تاجـرا ً‬
‫ألنــه ال يحــرتف ســحب الكمبيــاالت بــل تأجــري العقــار)‪.(٢١١‬‬

‫ولكن هل يُشرتط يف العمل التجاري الذي ميارسه الشخص عىل سبيل االحرتاف أن يكون مرشوعاً؟‬

‫ذهــب البعــض إىل أن القانــون ال يشــرتط العتبــار الشــخص تاج ـرا ً أن يكــون نشــاطه مرشوع ـاً وذلــك ألن‬
‫صفــة التاجــر تتقــرر حاميــة للغــري الــذي يفيــد مــن الضامنــات املقــررة ملــن يتعامــل مــع تاجــر‪ ،‬وكــون‬
‫نشــاط الشــخص غــري مــرشوع ينبغــي أال يحــرم الغــري مــن هــذه الضامنــات)‪ ،(٢١٢‬ولكــن الــرأي الراجــح يف‬
‫الفقــه والقضــاء يــرى أن مرشوعيــة العمــل التجــاري رشط الزم الكتســاب صفــة التاجــر وذلــك ألن اكتســاب‬
‫هــذه الصفــة القانونيــة مــن األمــور املتعلقــة بالنظــام العــام وتــؤدي إىل وضــع الشــخص يف مركــز قانــوين‬
‫خــاص ال يجــوز أن يوضــع فيــه مــن ميــارس أعــامالً غــري مرشوعــة‪ ،‬ويضيــف أنصــار هــذا الــرأي أنــه إذا كان‬
‫يف ذلــك مســاس بالغــري الــذي تتحقــق مصلحتــه بتطبيــق األحــكام الخاصــة بالتجــار كشــهر اإلفــالس‪ ،‬فــإن‬
‫حاميــة الغــري ال يجــوز أن تكــون عــىل حســاب القانــون‪ ،‬ويف القواعــد العامــة املقــررة لحاميــة الدائنــني ويف‬
‫أحــكام قانــون العقوبــات مــا يكفــل حاميتهــم)‪.(٢١٣‬‬

‫)‪ (٢١١‬انظر دكتور أكثم الخويل »املوجز‪ «..‬بند رقم ‪ ،١٥٨‬انظر يف نفس املعنى أيضاً روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٤٨‬‬
‫)‪ (٢١٢‬انظر دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٩‬وانظر يف نفس االتجاه اسكارا ورو املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١٧١‬‬
‫)‪ (٢١٣‬انظر دكتور ثروت عيل عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٧٧‬دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧١‬عكس ذلك د‪ .‬أكثم‬
‫الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪ ،٩١‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٤٩‬‬
‫‪96‬‬
‫التاجر‬

‫المبحث الثاني‬

‫احتراف التجارة‬

‫‪ -٦١‬تشــرتط املــادة األوىل مــن نظــام املحكمــة التجاريــة الكتســاب صفــة التاجــر أن يتخــذ الشــخص مــن‬
‫»املعامــالت التجاريــة مهنــة لــه« وكلمــة مهنــة هنا مرادفــة لكلمة حرفــة‪ ،‬ويقابلهــا بالفرنســية ‪.Profession‬‬

‫ويعــرف الفقــه االحـرتاف عــادة بأنــه توجيــه النشــاط بشــكل رئيــيس معتــاد إىل القيــام بعمــل معــني بقصــد‬
‫الربــح)‪ ،(٢١٤‬أو بأنــه مبــارشة نشــاط يتخــذ وســيلة لتعيــش صاحبه وإشــباع حاجاتــه)‪.(٢١٥‬‬

‫وعــىل ذلــك فاحـرتاف التجــارة ال يعــدو أن يكــون مبــارشة األعــامل بصــورة رئيســية معتــادة بغيــة الكســب‬
‫واالرتزاق‪.‬‬

‫واالح ـرتاف بهــذا املعنــى يقتــيض بالــرضورة تك ـرار القيــام بالعمــل واالعتيــاد عــىل مامرســته‪ ،‬وعليــه فــإن‬
‫قيــام الشــخص ببعــض األعــامل التجاريــة املتفرقــة بصــورة عارضــة ال يكفــي للقــول بتوافــر ركــن االحـرتاف‬
‫واكتســاب صفــة التاجــر‪ ،‬كــام يقــوم االح ـرتاف مــن ناحيــة أخــرى عــىل فكــرة االرت ـزاق والحصــول عــىل‬
‫كســب مــايل‪ ،‬وهــو مــا يقتــيض أن يقــوم الشــخص باألعــامل التجاريــة بهــدف الربــح واإلفــادة منهــا‪ .‬ولــذا‬
‫فــإن مــن يعتــاد تحصيــل حقوقــه أو وفــاء ديونــه عــن طريــق الكمبيــاالت أو الســندات ألمــر أو الشــيكات‬
‫ال يعتــرب تاجــرا ً‪ ،‬إذ أن التعامــل بــاألوراق التجاريــة ال يعتــرب عمــالً مربحــاً يف ذاتــه ولهــذا ال يتصــور أن‬
‫يــؤدي اعتيــاد التعامــل بهــا إىل احرتافهــا‪ .‬ومــن هنــا نســتطيع أن نلمــس الفــارق األســايس بــني االح ـرتاف‬
‫واالعتيــاد‪ ،‬فــإذا كان االح ـرتاف يقتــيض اعتيــاد القيــام بأعــامل معينــة‪ ،‬فــإن العكــس غــري صحيــح)‪.(٢١٦‬وال‬
‫يشــرتط أن يكــون احـرتاف التجــارة هــو النشــاط الوحيــد أو الرئيــيس للشــخص حتــى يعتــرب تاجـرا ً‪ ،‬فيجــوز‬
‫أن يكــون للشــخص أكــرث مــن حرفــة ميارســها ويحصــل منهــا عــىل مــورد رزقــه وقــد تكــون إحــدى هــذه‬
‫الحــرف تجاريــة فيكتســب عندئــذ صفــة التاجــر بســبب هــذه الحرفــة‪ ،‬وعليــه يجــوز أن يكــون الشــخص‬
‫تاج ـرا ً ومحاســباً أو تاج ـرا ً وطبيب ـاً أو تاج ـرا ً ومزارع ـاً‪ ،‬ويخضــع مثــل هــذا الشــخص للقانــون املــدين فيــام‬
‫يتعلــق باملهنــة املدنيــة وللقانــون التجــاري فيــام يتعلــق باملهنــة التجاريــة‪ ،‬ولكــن إذا توقــف عــن دفــع‬
‫ديونــه التجاريــة‪ ،‬فــإن إفالســه يشــهر وتضمــن كافــة أموالــه ديونــه التجاريــة تطبيقـاً ملبــدأ وحــدة الذمــة‬
‫الــذي تأخــذ بــه الرشيعــة اإلســالمية والقوانــني الالتينيــة‪.‬‬

‫)‪ (٢١٤‬انظر ريبري ورويلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٦‬‬


‫)‪ (٢١٥‬انظر هامل والحارد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٣٦‬‬
‫)‪ (٢١٦‬انظر ريبري ورويلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٦‬‬
‫‪97‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫وإذا احــرتف شــخص التجــارة وهــو ممنــوع عنهــا كاملوظفــني‪ ،‬فإنــه يكتســب مــع ذلــك صفــة التاجــر‬
‫وتــرسي عليــه األحــكام الخاصــة بهــذه الصفــة كشــهر اإلفــالس وااللت ـزام بإمســاك الدفاتــر التجاريــة)‪،(٢١٧‬‬
‫وليــس للحظــر مــن أثــر ســوى وقــوع املخالــف تحــت طائلــة الج ـزاءات اإلداريــة )‪.(٢١٨‬‬

‫وقــد أخــذ بذلــك قانــون التجــارة املوحــد فقضــت املــادة ‪ ٣/١٤‬بأنــه »إذا زاول التجــارة أحــد األشــخاص‬
‫املحظــور عليهــم التجــارة مبوجــب قوانــني أو أنظمــة خاصــة ُعــد تاجـرا ً ورست عليــه أحــكام هــذا القانــون‬
‫النظــام«‪.‬‬

‫وال عــربة فيــام يتعلــق باكتســاب صفــة التاجــر مبقــدار رأس مــال الشــخص الــذي يحــرتف القيــام باألعــامل‬
‫التجاريــة‪ ،‬فالترشيــع التجــاري الســعودي مثــل الكثــري مــن الترشيعــات ال يعــرف التفرقــة بــني كبــار التجــار‬
‫وصغارهــم وإن كان قــد أعفــى هــؤالء األخرييــن مــن بعــض التزامــات التجــار كمســك الدفاتــر التجاريــة‪.‬‬

‫ويالحــظ يف النهايــة أن فكــرة االحـرتاف خاصــة بالشــخص الطبيعــي وال متتــد إىل الشــخص املعنــوي‪ ،‬لذلــك‬
‫كان مــن األدق القــول بــأن الرشكــة تكتســب صفــة التاجــر إذا كان محلهــا القيــام بأعــامل تجاريــة)‪،(٢١٩‬‬
‫فالرشكــة لهــا محــل أو موضــوع وليســت لهــا حرفــة )‪.(٢٢٠‬‬

‫ويصــدق ذلــك عــىل الــرشكات التــي يؤسســها القطــاع الخــاص‪ ،‬كــام يصــدق أيض ـاً عــىل الــرشكات التــي‬
‫تؤسســها أو تتملكهــا الدولــة مبفردهــا أو باالش ـرتاك مــع القطــاع الخــاص)‪ ،(٢٢١‬وهــو مــا أخــذ بــه قانــون‬
‫التجــارة املوحــد الــذي قــىض يف املــادة ‪ ٢/١٥‬منــه عــىل أن »تثبــت صفــة التاجــر للــرشكات التــي متتلكهــا‬
‫الدولــة بالكامــل أو إحــدى هيئاتهــا أو مؤسســاتها العامــة التــي تقــوم بصفــة أساســية بنشــاط تجــاري‬
‫وتــرسي عليهــا األحــكام التــي ترتتــب عــىل هــذه الصفــة مــا عــدا أحــكام اإلفــالس«‪ ،‬وإن كانــت املــادة ‪٢/١٣‬‬
‫مــن هــذا القانــون قــد نصــت عــىل أنــه »مــا عــدا رشكــة املحاصــة‪ ،‬يعتــرب تاج ـرا ً كل رشكــة تتخــذ أحــد‬
‫األشــكال املنصــوص عليهــا يف قانــون الــرشكات ولــو كانــت ت ـزاول أعــامالً غــري تجاريــة«‪.‬‬

‫ويؤخــذ بنفــس الحــل فيــام يتعلــق بأشــخاص القانــون العــام املرفقيــة‪ ،‬فاملؤسســات العامــة التــي يكــون‬
‫موضوعهــا القيــام بأعــامل تجاريــة كاملؤسســة العامــة لخطــوط الحديديــة ومؤسســة الخطــوط الجويــة‬

‫)‪ (٢١٧‬انظر يف ذلك الدكتور يحيى بن حسني الرشيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪٢٢٥،٢٢٦‬‬
‫)‪ (٢١٨‬ولقد أكد عىل ذلك مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته السادسة عرشة عىل خضوع األعامل التجارية التي يجريها املمنوع من مزاولة التجارة ألحكام‬
‫النظام وليس له االحتجاج باالمتناع عن الوفاء بااللتزامات الناشئة عن هذه األعامل‪ .‬ولقد ذهب مرشوع النظام اىل ابعد من ذلك‪ ،‬إذ نص مبادته السابعة عرشة‬
‫عىل أن ملن تعامل مع املمنوع من مامرسة التجارة بحسن نية وال يعلم منعه من مامرسة التجارة‪ ،‬أن يطلب من املحكمة املختصة فسخ أي عقود قد أبرمها معه‬
‫أو فسخ الجزء غري املنفد منها‪ ،‬واألصل حسن النية وللمنوع من مامرسة التجارةاثبات عكس ذلك‪.‬‬
‫)‪ (٢١٩‬انظر الدكتور أكثم الخويل‪» ،‬دروس‪ «...‬بند رقم ‪١٠٩‬‬
‫)‪(٢٢٠‬ولقد عالج مرشوع نظام املعامالت التجارية هذا العيب‪ ،‬إذ نص مبادته العارشة الفقرة ب عىل اكتساب الرشكة التي تؤسس وفقاً ألحكام نظام الرشكات أياً‬
‫كان غرضها صفة التاجر‪ ،‬مبا يف ذلك الرشكات التي تؤسسها أو تشارك فيها الدولة أو غريها من األشخاص االعتبارية العامة‬
‫)‪ (٢٢١‬انظر رسالتنا املشار إليها آنفاً ص ‪ ٢٥٧‬وما بعدها‬
‫‪98‬‬
‫التاجر‬

‫الســعودية‪ ،‬تكتســب صفــة التاجــر ويجــب أن تخضــع لاللتزامــات املرتتبــة عــىل هــذه الصفــة‪.‬‬

‫أمــا أشــخاص القانــون العــام اإلقليميــة كالدولــة واملقاطعــات فقــد كان الــرأي الســائد حتــى عهــد قريــب‬
‫أن أعاملهــا يف ميــدان التجــارة ليســت ســوى أعــامل تابعــة لنشــاطها الرئيــيس وهــو خدمــة الجمهــور‬
‫وتحقيــق املصلحــة العامــة‪ ،‬وبالتــايل فــإن هــذه األشــخاص طبقـاً لهــذا الــرأي ال تكتســب صفــة التاجــر وال‬
‫تخضــع ألحــكام القانــون التجــاري‪ ،‬إال أن االتجــاه الحديــث يــرى أن هــذه األشــخاص وإن كانــت ال تكتســب‬
‫صفــة التاجــر فإنهــا تخضــع يف كل مــا يتعلــق بنشــاطها التجــاري ألحــكام القانــون التجــاري وذلــك نظ ـرا ً‬
‫ملــا ينطــوي عليــه مــن قواعــد تكفــل مرونــة االســتغالل وحاميــة العمــالء)‪ ،(٢٢٢‬وبهــذا أخــذ قانــون التجــارة‬
‫املوحــد إذا قضــت املــادة ‪ ١/١٥‬منــه بأنــه ال تثبــت صفــة التاجــر للدولــة وغريهــا مــن أشــخاص القانــون‬
‫العــام‪ ،‬وإن كان هــذا القانــون قــد طبــق ذات الحكــم عــىل املؤسســات والهيئــات العامــة والجمعيــات ذات‬
‫النفــع العــام والنــوادي بحيــث ال تثبــت ألي منهــا صفــة التاجــر‪ ،‬ومــع ذلــك فقــد نصــت هــذه املــادة عــىل‬
‫رسيــان أحــكام قانــون التجــارة عــىل األعــامل التجاريــة التــي تزاولهــا تلــك الجهــات إال مــا اســتثنى بنــص‬
‫خــاص)‪.(٢٢٣‬‬

‫وملــا كان األصــل أن الشــخص غــري تاجــر فــإن صفــة التاجــر ال تفــرتض وعــىل مــن يدعــي هــذه الصفــة‬
‫إثباتهــا‪ ،‬ولــه أن يســلك يف ذلــك كافــة طــرق اإلثبــات مبــا فيهــا البينــة والقرائــن‪ ،‬إمنــا ال يكفــي إلثبــات هــذه‬
‫الصفــة القيــد يف الســجل التجــاري أو إمســاك دفاتــر تجاريــة وإن كان القيــد يف الســجل أو إمســاك الدفاتــر‬
‫يعــد قرينــة عــىل قيــام هــذه الصفــة‪ ،‬ولكنهــا قرينــة بســيطة قابلــة إلثبــات العكــس‪.‬‬

‫كذلــك ال يكفــي أن يصــف الشــخص نفســه بأنــه تاجــر حتــى تثبــت لــه هــذه الصفــة‪ ،‬ألنهــا صفــة قانونيــة‬
‫ال تكتســب بــإرادة الشــخص‪ ،‬وإمنــا بتوافــر رشوطهــا القانونيــة)‪ ،(٢٢٤‬ومــع ذلــك يكــون انتحــال الصفــة قرينــة‬
‫ضــد مــن انتحلهــا ويقــع عليــه عــبء تقويضهــا )‪.(٢٢٥‬وعــىل العكــس مــن ذلــك فــإن عــدم قيــام التاجــر‬
‫بالتزاماتــه املهنيــة كإهــامل القيــد يف الســجل التجــاري أو مســك الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬ال يخلــع عنــه هــذه‬
‫الصفــة مــا دام يُبــارش التجــارة بالفعــل)‪.(٢٢٦‬‬

‫)‪ (٢٢٢‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨٣‬جيينو‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،١٥٤‬وما بعدها‪ ،‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥١‬‬
‫وانظر يف القانون املرصي‪ ،‬د‪ .‬أكثم الخويل »دراسات يف قانون النشاط التجاري الحديث للدولة« القاهرة ‪ ١٩٦١‬بند رقم ‪٦١‬‬
‫)‪ (٢٢٣‬أكدت عىل ذلك املادة الثانية عرشة من مرشوع نظام املعامالت التجارية وذلك بنصها‪ «:‬ال تثبت صفة التاجر للدولة وغريها من األشخاص االعتبارية‬
‫العامة واملؤسسات والجمعيات ذات النفع العام‪ ،‬مع مراعاة خضوع ما تزاوله من أعامل تجارية ألحكام هذا النظام مامل تنص األنظمة السارية عليها عىل خالف‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫)‪ (٢٢٤‬انظر دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪٩٥‬‬
‫حكام كل من أعلن بأي طريقة عن متجر أسسه‬ ‫)‪ (٢٢٥‬إال أنه وحامية للغري فلقد اعترب مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته الحادية عرشة الفقرة أ تاجرا ً ً‬
‫للتجارة وإن مل يتخذ التجارة حرفة له‪ ،‬ويظل مكتسباً لصفة التاجر حتى زوال آثار اإلعالن وانقضاء آثار املعامالت التي أبرمها نتيجة ذلك‪.‬‬
‫)‪ (٢٢٦‬انظر األحكام املشار إليها يف مؤلف د‪ .‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪١١١‬‬
‫‪99‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثالث‬

‫ممارسة التجارة باسم التاجر ولحسابه‬

‫‪ -٦٢‬مل يشــرتط رصاحــة نظــام املحكمــة التجاريــة ‪-‬شــأنه يف ذلــك شــأن القانــون الفرنــيس والقانــون املــرصي‪-‬‬
‫الكتســاب صفــة التاجــر رضورة قيــام الشــخص مببــارشة األعــامل التجاريــة باســمه ولحســابه الخــاص‪ ،‬غــري‬
‫أن الفقــه والقضــاء مســتقران يف البلديــن عــىل اشـرتاط االســتقالل يف مامرســة الحرفــة التجاريــة)‪ ،(٢٢٧‬وهــو‬
‫مــا أخــذ بــه قانــون التجــارة املوحــد)‪.(٢٢٨‬‬

‫وهــو مــا يقتــيض بعبــارة أخــرى‪ ،‬أن الشــخص ال يعتــرب تاجـرا ً إال إذا قــام بالتجــارة باســمه ولحســابه الخــاص‬
‫متحم ـالً بذلــك مخاطرهــا‪ ،‬ذلــك أن التجــارة تقــوم عــىل االئتــامن‪ ،‬واالئتــامن شــخيص بطبيعتــه ويقتــيض‬
‫تحمــل التبعــة واملســئولية‪.‬‬

‫وتفريع ـاً عــىل ذلــك فــإن مســتخدمي املتاجــر التجاريــة‪ ،‬ومديــري الــرشكات التجاريــة‪ ،‬وأعضــاء مجالــس‬
‫إداراتهــا‪ ،‬ومديــر الفــروع‪ ،‬وربابنــة الســفن‪ ،‬وإن كانــوا يقومــون بالفعــل بأعــامل تجاريــة فإنهــم ال يعتــربون‬
‫تجــارا ً‪ ،‬ألنهــم ال يبــارشون هــذه األعــامل باســمهم ولحســابهم الخــاص‪ ،‬بــل باســم رب العمــل ولحســابه‬
‫والــذي يربطهــم بــه عقــد عمــل يخضعــون مبقتضــاه إلرادتــه وتوجيهاتــه‪.‬‬

‫باملثــل ال يعتــرب تاج ـرا ً الــويل أو الــويص أو القيــم الــذي ميــارس التجــارة نيابــة عــن القــارص أو املحجــور‬
‫عليــه‪ ،‬ألنــه يعمــل باســم ولحســاب هــذا األخــري‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يُعتــرب الوكيــل بالعمولــة الــذي يتعاقــد باســمه ولحســاب املــوكل تاج ـرا ً‪ ،‬وليــس مرجــع ذلــك‬
‫األعــامل التــي يقــوم بهــا لحســاب غــريه‪ ،‬فهــذه ال تكفــي العتبــاره تاجـرا ً ألنهــا ليســت لحســابه وإمنــا ألن‬
‫نظــام املحكمــة التجاريــة كــام رأينــا ســابقاً‪ ،‬اعتــرب عملــه كممثــل لغــريه ضمــن األعــامل التجاريــة األصليــة‪،‬‬
‫وذلــك بــرصف النظــر عــن طبيعــة األعــامل التــي يربمهــا لحســاب الغــري‪ ،‬ولهــذا يعــد الوكيــل بالعمولــة‬
‫تاج ـرا ً ولــو كانــت األعــامل التــي يقــوم بهــا لحســاب موكلــه مدنيــه)‪.(٢٢٩‬‬

‫)‪ (٢٢٧‬انظر روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٢‬جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،١٥١‬وانظر حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ١٩٦٢ /٤ /٢٨‬مجموعة أحكام‬
‫النقض س ‪ ١٣‬ص ‪٥٢٨‬‬
‫)‪ (٢٢٨‬ولقد أكد عىل ذلك مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته العارشة الفقرة أ وذلك بنصها عىل أنه يعد تاجرا ً مام يأيت‪ «:‬الشخص ذي الصفة الطبيعية‬
‫والشخص االعتباري الخاص الذي يحرتف مزاولة واحد أو أكرث من األعامل التجارية باسمه ولحسابه الخاص«‪.‬‬
‫)‪ (٢٢٩‬انظر دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ٨٤‬هامش ‪ ١‬ويأخذ السمسار حكم الوكيل بالعمولة‪ ،‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ،٩٣‬دكتورة سميحة القليويب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٦‬‬
‫‪١00‬‬
‫التاجر‬

‫وملــا كانــت التجــارة تقــوم عــىل املضاربــة واملخاطــرة‪ ،‬فــإن الــرشكاء يف الــرشكات ذات املســئولية املحــدودة‪،‬‬
‫والــرشكاء املســاهمني يف رشكات املســاهمة ورشكات التوصيــة باألســهم‪ ،‬والــرشكاء املوصــني يف رشكات التوصية‬
‫البســيطة والرشيــك غــري املديــر يف رشكــة املحاصــة التجاريــة ال يعتــربون تجــارا ً نظـرا ً لتحديــد مســئولية كل‬
‫منهــم عــن ديــون الرشكــة مبقــدار قيمــة الحصــة التــي يقدمهــا أو األســهم التــي يكتتــب فيهــا‪.‬‬

‫أمــا الــرشكاء املتضامنــون يف رشكات التضامــن ورشكات التوصيــة البســيطة ورشكات التوصيــة باألســهم‪ ،‬فإنهــم‬
‫يتحملــون مخاطــر االســتغالل التجــاري ويســألون عــن ديــون الرشكــة يف كل أموالهــم الخاصــة‪ ،‬لذلــك فإنهــم‬
‫يعتــربون جميعهــم تجــارا ً‪ ،‬ســواء اشــرتكوا يف اإلدارة أو مل يشــرتكوا‪ ،‬وســواء ظهــرت أســامءهم يف عنــوان‬
‫الرشكــة أو مل تظهــر‪.‬‬

‫وقــد ميــارس الشــخص التجــارة مســترتا ً وراء شــخص آخــر‪ ،‬ويظهــر هــذا األخــري أمــام الغــري كــام لــو كان‬
‫التاجــر الحقيقــي‪ ،‬ويحــدث ذلــك عندمــا يكــون الشــخص محظــورا ً عليــه مامرســة التجــارة مبوجــب نظــام‬
‫أو الئحــة‪ ،‬كــام هــو الحــال بالنســبة للموظفــني واملحامــني‪ ،‬وقــد ثــار الخــالف حــول مــن يكتســب صفــة‬
‫التاجــر منهــام‪ ،‬ومييــل الــرأي الراجــح يف الفقــه والقضــاء إىل اعتبــار كل مــن الشــخص املســترت والظاهــر‬
‫تاجــرا ً)‪ ،(٢٣٠‬أمــا األول فهــو وإن كان ال ميــارس العمــل بأســمه‪ ،‬إال أن االتجــار يتــم لحســابه وهــو الــذي‬
‫يجنــي مثــاره‪ ،‬فمــن غــري املقبــول أن يفلــت مــن اآلثــار املرتتبــة عــىل صفــة التاجــر‪ ،‬خاصــة شــهر اإلفــالس إذا‬
‫توقــف عــن دفــع ديونــه‪ ،‬أمــا الثــاين فإنــه وإن كان ال يقــوم بالعمــل لحســابه‪ ،‬إال أنــه ظهــر مبظهــر التاجــر‬
‫وتعامــل مــع الغــري عــىل هــذا األســاس‪ ،‬فيجــب أن يعتــرب كذلــك تطبيق ـاً لنظريــة الظاهــر ’‪Theorie de l‬‬
‫‪ appearance‬وحاميــة لثقــة الغــري املرشوعــة)‪.(٢٣١‬‬

‫وقــد ُميــارس الشــخص التجــارة أيضــاً باســم مســتعار ‪ Prete- nom‬وال صعوبــة يف األمــر إذا كان االســم‬
‫املســتعار لشــخص ال وجــود لــه‪ ،‬إذ يقتــرص اكتســاب صفــة التاجــر عــىل هــذا الشــخص الــذي مــارس التجارة‬
‫متحم ـالً مخاطرهــا‪ ،‬امــا إذا كان االســم املســتعار لشــخص موجــود‪ ،‬وكان هــذا األخــري يعلــم أن التجــارة‬
‫متــارس باســمه فإنــه يعتــرب تاج ـرا ً أيض ـاً إعــامالً لنظريــة الظاهــر‪ ،‬وبذلــك أخــذ قانــون التجــارة املوحــد‬
‫فنصــت املــادة ‪ ١/١٤‬منــه عــىل أن »وتثبــت صفــة التاجــر لــكل مــن احــرتف التجــارة باســم وهمــي أو‬
‫مســتعار أو مســترتا ً وراء شــخص آخــر‪ ،‬فض ـالً عــن ثبوتهــا للشــخص الظاهــر«‪.‬‬

‫)‪ (٢٣٠‬أكد عىل ذلك مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته الحادية عرشة الفقرة ب عىل اعتبار التاجر الظاهر واملسترت املنتفع من العمل التجاري تجارا ً ً‬
‫حكام‪.‬‬
‫)‪ (٢٣١‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١٥‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٩٩‬دكتور عيل البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٨‬وقارن‬
‫دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٧‬دكتور عيل يونس‪ ،‬املرجع السابق بند ‪ ،١٤٠‬حيث يريان أن الشخص الظاهر فقط هو الذي‬
‫يكتسب صفة التاجر‪.‬‬
‫‪١0١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الرابع‬

‫األهلية التجارية‬

‫‪ -٦٣‬ال يكفــي الكتســاب صفــة التاجــر أن يحــرتف الشــخص األعــامل التجاريــة باســمه ولحســابه وإمنــا ال بــد‬
‫أن تتوافــر فيــه أيضـاً أهليــة احـرتاف التجــارة‪.‬‬

‫وتختلــف أحــكام األهليــة باختــالف مــا إذا كان الشــخص الــذي يبــارش األعــامل التجاريــة ســعودياً أو أجنبيـاً‪،‬‬
‫ونظـرا ً لســبق دراســة قواعــد األهليــة ضمــن مقــرر مبــادئ العلــوم القانونيــة‪ ،‬فإننــا ســنتكلم بإيجــاز عــن‬
‫أحــكام األهليــة التجاريــة لــكل مــن الســعوديني واألجانــب‪.‬‬

‫‪١0٢‬‬
‫التاجر‬

‫الفرع األول‬

‫أهلية السعوديين‬

‫‪ -٦٤‬تقــيض املــادة الرابعــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة بــأن »كل مــن كان رشــيدا ً أو بلــغ ســن الرشــد فلــه‬
‫الحــق أن يتعاطــى مهنــة التجــارة بأنواعها«‪.‬‬

‫وقــد تحــدد ســن الرشــد يف اململكــة مبوجــب ق ـرار مجلــس الشــورى رقــم ‪ ١١٤‬وتاريــخ ‪١٣٧٤/١١/٥‬هـــ‬
‫بثــامين عــرشة ســنة هجريــة‪ ،‬وهــذه الســن هــي ســن الرشــد املــدين والتجــاري عــىل حــد ســواء)‪.(٢٣٢‬‬

‫غــري أنــه يُالحــظ أن نــص املــادة الرابعــة اآلنفــة الذكــر يُفــرق بــني الرشــيد ومــن بلــغ ســن الرشــد وإن كان‬
‫يعــرتف لــكل منهــام باألهليــة التجاريــة‪ ،‬ورفعـاً لهــذا التناقــض يــرى البعــض أن الرشــيد هــو مــن اكتملــت‬
‫أهليتــه طبقـاً ألحــكام الرشيعــة اإلســالمية‪ ،‬أمــا مــن بلــغ ســن الرشــد فهــو كل مــن بلــغ مــن العمــر مثانيــة‬
‫عــرش عامـاً حتــى ولــو مل يبلــغ الحلــم)‪.(٢٣٣‬‬

‫ومــع ذلــك يصعــب التســليم بهــذا الــرأي وذلــك لســببني‪ :‬األول أن مجلــس الشــوري قــد حــدد ســن الرشــد‬
‫بثــامين عــرشة ســنة هجريــة طبق ـاً للــرأي الراجــح يف الرشيعــة اإلســالمية)‪ ،(٢٣٤‬والثــاين أنــه ليــس كل مــن‬
‫بلــغ ســن الرشــد ‪ ١٨‬ســنة هــو بالــرضورة رشــيدا ً‪ ،‬إذ قــد يحــدث أن يبلــغ الشــخص ســن الرشــد وهــو غــري‬
‫رشــيد أي مصــاب بعــارض مــن عــوارض األهليــة كالجنــون أو العتــه أو الســفه أو الغفلــة أو العاهــة)‪.(٢٣٥‬‬

‫لــذا فإننــا نعتقــد أن نظــام املحكمــة التجاريــة مل يقصــد التفرقــة بــني الرشــيد ومــن بلــغ ســن الرشــد‪ ،‬وأن‬
‫املــادة الرابعــة ليســت ســوى صياغــة معيبــة للــامدة األوىل مــن نظــام املجلــس التجــاري‪ ،‬والتــي كانــت‬
‫تنــص رصاحــة عــىل أن كل مــن بلــغ ســن الرشــد وكان رشــيدا ً فلــه الحــق يف تعاطــي مهنــة التجــارة)‪.(٢٣٦‬‬

‫خالصــة القــول‪ :‬أن كل مــن بلــغ الثامنــة عــرشة رشــيدا ً غــري مصــاب بعــارض مــن عــوارض األهليــة‪ ،‬يكــون‬
‫)‪(٢٣٧‬‬
‫أهـالً لالتجــار‪ ،‬ســواء كان رجـالً أو امــرأة‪ ،‬وســواء كانــت هــذه األخــرية متزوجــة أو غــري متزوجــة‬

‫)‪ (٢٣٢‬وعىل مثل ذلك نصت املادة الثالثة عرشة فقرة ب من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٢٣٣‬انظر أستاذنا الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪٩٣‬‬
‫)‪ (٢٣٤‬ويرى األستاذ الجليل مصطفى الزرقاء أن الرشيعة اإلسالمية قد تركت تحديد سن الرشد لوالة األمر بحسب مقتضيات الزمن والسياسة الرشعية يف املصالح‬
‫املرسلة »الفقه اإلسالمي يف ثوبه الجديد املدخل الفقهي العام إىل الحقوق املدنية« دمشق ‪ ،١٩٥٨‬الجزء األول من املجلد الثاين بند رقم ‪٤٧٤ ،٤٥٢‬‬
‫)‪ (٢٣٥‬انظر فيام يتعلق بعوارض األهلية الدكتور عبد الودود يحيي »املدخل لدراسة القانون«‪ -‬نظرية الحق‪ -‬معهد اإلدارة العامة ‪ ١٣٩٢ -١٣٩١‬ه ص ‪ ٧٠‬وما‬
‫بعدها‬
‫)‪ (٢٣٦‬انظر الفصل األول الخاص بتعريف التاجر‪ ،‬والواقع تحت عنوان نظام التجارة‪.‬‬
‫)‪ (٢٣٧‬ولقد بني مرشوع نظام املعامالت التجارية أحكام األهلية التجارية‪ ،‬إذ نص مبادته الثالثة عرشة عىل عدم اكتساب صفة التاجر ملن ال يتمتع باألهلية‬
‫الالزمة إلجراء الترصفات‪ ،‬وكذلك من مل يبلغ الثامنية عرشة من عمره إال إذا كان مأذوناً له يف مزاولة العمل التجاري وفقاً لحكم املادة الرابعة عرشة من هذا‬
‫النظام‪ ،‬وكذلك املمنوع من مامرسة التجارة مبوجب نظام أو حكم قضايئ أو نتيجة لعقوبة أصلية أو تبعية‪ .‬وللقارص الذي أتم سن الخامسة عرشة مبوجب نص‬
‫‪١0٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫‪ ،‬ويف هــذا نصــت املــادة ‪ ١٦‬مــن قانــون التجــارة املوحــد عــىل أن »كل مــن بلــغ الســن القانونيــة للمامرســة‬
‫التجــارة يف الدولــة دون أن يعرتيــه عــارض مــن عــوارض األهليــة يكــون أهـالً لالشــتغال بالتجــارة«‪.‬‬

‫أمــا إذا بلــغ الشــخص ســن الرشــد وهــو مصــاب بعــارض مــن عــوارض األهليــة‪ ،‬فإنــه ال يكــون أهـالً لإلتجــار‬
‫ويســتمر الحجر عليــه)‪.(٢٣٨‬‬

‫هــذا وإذا أُصيــب الشــخص بعــارض مــن عــوارض األهليــة بعــد بلوغــه ســن الرشــد فيحجــر عليــه أيض ـاً‪،‬‬
‫ويعــني لــه شــخص يتــوىل إدارة أموالــه نيابــة عنــه يســمى قيـامً‪ ،‬وليــس للقيــم أن ينشــئ تجــارة لحســاب‬
‫املحجــور عليــه‪ ،‬ولكــن إذا كان للمحجــور عليــه تجــارة قامئــة وقــت الحجــر أو آلــت إليــه تجــارة بعــد‬
‫الحجــر عليــه‪ ،‬جــاز للقيــم االســتمرار يف هــذه التجــارة بــرشط الحصــول عــىل إذن القــايض)‪.(٢٣٩‬‬

‫ويجــوز للممثــل الرشعــي للقــارص طبق ـاً ألحــكام الرشيعــة اإلســالمية أن يــأذن لــه باإلتجــار‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫اإلذن مطلق ـاً يتســع لكافــة األعــامل التجاريــة ويشــكل كل أمــوال القــارص‪ ،‬كــام قــد يكــون مقيــدا ً بعمــل‬
‫تجــاري مفــرد أو بنــوع معــني مــن التجــارة أو بقــدر معــني مــن أمــوال القــارص)‪.(٢٤٠‬‬

‫ويعتــرب القــارص املــأذون لــه باإلتجــار كامــل األهليــة فيــام أذن لــه فيــه ويف التقــايض فيــه‪ ،‬ويكتســب صفــة‬
‫التاجــر ويلتــزم باآلثــار املرتتبــة عــىل ذلــك كالقيــد يف الســجل التجــاري وإمســاك الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬ويجــوز‬
‫شــهر إفالســه إذا توقــف عــن دفــع ديونــه التجاريــة‪ ،‬غــري أن مســئوليته عــن هــذه الديــون يجــب أال‬
‫تتعــدى دائــرة األمــوال التــي حددهــا اإلذن إذا كان مقيــدا ً‪ ،‬وذلــك اســتثناءا ً مــن مبــدأ وحــدة الذمــة الــذي‬
‫هــو األصــل يف الرشيعــة اإلســالمية والقوانــني الالتينيــة)‪.(٢٤١‬‬

‫أمــا إذا مل يــؤذن للقــارص باإلتجــار ومــارس التجــارة مــع ذلــك فإنــه ال يكتســب صفــة التاجــر وال يجــوز شــهر‬
‫إفالســه‪ ،‬وتعتــرب األعــامل التجاريــة التــي يقــوم بهــا باطلــة بطالنـاً نســبياً ملصلحته‪.‬‬

‫املادة الرابعة عرشة من املرشوع‪ ،‬مزاولة األعامل التجارية إذا أذن له وليه الرشعي أو املحكمة املختصة »إذن مطلق أو مقيد بعمل تجاري معني«‪ ،‬ويف هذه‬
‫الحالة يعامل معاملة التاجر كامل األهلية فيام أذن له يف‪ ،‬إال انه يكون ضامن وفيام يتعلق بإفالسه يف حدود املال املستثمر يف التجارة املأذون له فيها ودون أن‬
‫يحكم عليه بعقوبة جزائية متعلقة يف نظام اإلفالس‪ .‬ونصت املادة الخامسة عرشة من ذات املرشوع‪ ،‬عىل أن للمحكمة املختصة أن تأمر بتصفية مال القارص أو‬
‫املحجور عليه املستثمر يف التجارة واخراجه من التجارة يف أو وقت أو أن تأذن له باستمراره فيها متى ما كان يف ذلك مصلحة له‪ ،‬كام لها أن تأمر بسحب اإلذن‬
‫أو تقييده متى ما كان مطلقاً‪ ،‬ومتى ما أذنت املحكمة باستمرار القارص او املحجور عليه يف مامرسة التجارة‪ ،‬فلها أن متنح النائب تفويضاً عاماً أو مقيدا ً للقيام‬
‫بجميع األعامل الالزمة لذلك‪.‬‬
‫)‪ (٢٣٨‬ويف هذا ال يختلف حكم الرشيعة اإلسالمية عن حكم القانون الوضعي‪ ،‬انظر يف التفاصيل »بداية املجتهد ونهاية املقتصد« لإلمام القايض أبو الوليد‬
‫محمد بن أحمد القرطبي األندليس‪ .‬دار الفكر ص ‪» ،٢١٠‬املحيل« البن حزم‪ .‬املجلد الخامس‪ ،‬ص ‪ ٢٧٨‬وما بعدها‪ ،‬انظر يف القانون الوضعي دكتور سليامن مرقس‬
‫»املدخل للعلوم القانونية« القاهرة ‪١٩٦٧‬م‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣١٥‬دكتور عبد الودود يحيي‪ ،‬املرجع السابق ص ‪٨٠‬‬
‫)‪ (٢٣٩‬وقد نص عىل ذلك رصاحة قانون الوالية عىل املال الصادر يف مرص عام ‪ ١٩٥٢‬ويرى أبو حنيفة خالفاً للجمهور أنه ال يحجر عىل أحد لسفه أو غفلة انظر‬
‫»املحيل« املجلد الخامس ص ‪٢٨٠‬‬
‫)‪ (٢٤٠‬وقابلية اإلذن بالتجارة للتخصيص أمر متفق عليه من جمهور الفقهاء أما فقهاء االحناف فريون عدم قابلية اإلذن للتخصيص وحجتهم أنه رفع وإسقاط‬
‫لقيد الحجر األصيل واإلسقاط يف نظرهم ال يقبل التقييد‪ ،‬يف حني يرى الجمهور أن اإلذن كالتوكيل والتوكيل يقبل التقييد فيتقيد الوكيل مبا يقيده به املوكل‪ ،‬ألن‬
‫سلطة الوكيل مستمدة منه‪ ،‬انظر يف تفاصيل ذلك األستاذ الخليل مصطفى الزرقاء‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪٤٣٩‬‬
‫)‪ (٢٤١‬انظر دكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬بند رقم ‪٩٤‬‬
‫‪١04‬‬
‫التاجر‬

‫وليــس للممثــل الرشعــي للقــارص أو للــويل أو الــويص أن ينشــئ للقــارص تجــارة جديــدة)‪ ،(٢٤٢‬أمــا إذا آلــت‬
‫إليــه تجــارة قامئــة جــاز للــويل أو الــويص االســتمرار فيهــا‪ ،‬ومثــال ذلــك مــا ينــص عليــه نظــام الــرشكات‬
‫الســعودي يف املادة‪٣٧‬والتــي تقــيض بأنــه »ومــع ذلــك يجــوز النــص يف عقــد تأســيس الرشكــة عــىل أنــه يف‬
‫حالــة وفــاة أحــد الــرشكاء تســتمر الرشكــة مــع مــن يرغــب مــن ورثــة املتــوىف‪.«...‬‬

‫واملعروف أن جميع الرشكاء يف رشكات التضامن تجار فمن يكتسب صفة التاجر يف مثل هذه الحالة؟‬

‫هل هو الويل أو الويص أو القارص؟‬

‫إن الــويل أو الــويص ال ميكــن أن يكتســب صفــة التاجــر ألنــه ال يحــرتف التجــارة لحســابه الخــاص وإمنــا‬
‫لحســاب القــارص‪ ،‬كــام أن القــارص ال ميكــن أن يكتســب صفــة التاجــر لنقــص أهليتــه‪.‬‬

‫اســتقر الــرأي الراجــح عــىل أنــه يف جميــع الحــاالت التــي تــؤول فيهــا تجــارة قامئــة لقــارص يجــب أن يعتــرب‬
‫القــارص نفســه تاجـرا ً وأن يشــهر إفالســه متــى توقــف عــن دفــع ديونــه التجاريــة ألن التجــارة تتــم باســمه‬
‫ولحســابه‪ ،‬غــري أن آثــار اإلفــالس ينبغــي أن تقتــرص عــىل أمــوال القــارص دون شــخصه‪ ،‬وعــىل أال متتــد إال إىل‬
‫أموالــه املخصصــة للتجــارة دون غريهــا مــن األمــوال)‪.(٢٤٣‬‬

‫)‪ (٢٤٢‬قارن األستاذ مصطفى الزرقاء‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٤٧١‬‬
‫)‪ (٢٤٣‬انظر دكتور عيل البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٣‬دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٠‬دكتور مصطفى طه املرجع السابق‪،‬‬
‫بند رقم ‪ ،١٥٧‬حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ١٩‬يناير ‪ ١٩٦٧‬مجموعة أحكام النقض املدنية‪ ،‬ص ‪ ٢٨‬ص ‪١٥٦‬‬
‫‪١05‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثاني‬

‫أهلية األجانب‬

‫‪ -٦٥‬مل يتعــرض نظــام املحكمــة التجاريــة لحكــم أهليــة األجنبــي وتقــيض القواعــد العامــة يف القانــون‬
‫الــدويل الخــاص بــرضورة الرجــوع فيــام يتعلــق بتحديــد أهليــة األجنبــي إىل قانــون جنســيته‪.‬‬

‫غــري أنــه ال يخفــى أن األخــذ بهــذه القواعــد بتحديــد األهليــة التجاريــة يــؤدي إىل تهديــد اســتقرار املعامالت‬
‫التــي تتــم بــني األجانــب واملواطنــني الذيــن قــد ال يتســنى لهــم الرجــوع إىل قانــون جنســية األجنبــي‬
‫قبــل كل تعامــل معــه والتحقــق مــن توافــر أهليتــه وفق ـاً ألحــكام هــذا القانــون‪ .‬ولذلــك تنــص معظــم‬
‫الترشيعــات رصاحــة عــىل صحــة العقــد املــربم مــع األجنبــي ناقــص األهليــة طاملــا كان نقــص األهليــة يرجــع‬
‫إىل ســبب فيــه خفــاء ال يســهل عــىل الطــرف اآلخــر تبينــه)‪.(٢٤٤‬‬

‫ويُنــادي الفقــه الفرنــيس بــرضورة التخــيل فيــام يتعلــق بتحديــد األهليــة التجاريــة عــن قانــون الوطــن‬
‫لصالــح قانــون املوطــن‪ ،‬وتبعـاً لذلــك يــرى أن أهليــة األجنبــي الحـرتاف التجــارة يف فرنســا يحددهــا القانــون‬
‫الفرنــيس وليــس قانــون جنســيته ألن األمــر يتعلــق بــرشوط مامرســة مهنــة يف فرنســا)‪ (٢٤٥‬والواقــع أن‬
‫األجنبــي ال ميكنــه مامرســة التجــارة يف فرنســا إال بعــد الحصــول عــىل الرتخيــص الخــاص بالتجــار األجانــب‬
‫‪ Carte de commercant etranger‬وهــو ال مينــح هــذا الرتخيــص إال بعــد التأكــد مــن توافــر أهليتــه‬
‫التجاريــة وفق ـاً ألحــكام القانــون الفرنــيس)‪.(٢٤٦‬‬

‫وال شــك أن املصلحــة يف اململكــة تحديــد أهليــة األجنبــي لالتجــار وفقـاً ألحــكام القانــون الســعودي وليــس‬
‫وفقـاً ألحــكام قانــون جنســيته‪ ،‬والقــول بغــري ذلــك ســيؤدي إىل اضطـراب املعامــالت التجاريــة‪ ،‬خاصــة إذا‬
‫الحظنــا أن ترشيعــات معظــم الــدول تحــدد ســن الرشــد بإحــدى وعرشيــن ســنة وتعتــرب مــن أكمــل الثامنــة‬
‫عــرش مــن عمــره قــارصا ً‪ ،‬ال يجــوز لــه احـرتاف التجــارة إال بــرشوط معينــة)‪.(٢٤٧‬‬

‫كــام أن فكــرة قانــون املوطــن ليســت بجديــدة يف اململكــة حيــث ســبق وأن أخــذ بهــا نظــام األوراق‬
‫التجاريــة الصــادر عــام ‪١٣٨٣‬هـــ لتحديــد أهليــة االلتــزام يف هــذه األوراق املــواد ‪ ٧‬و‪ ٨٩‬و‪.١١٧‬‬

‫هــذا ويعطــي نظــام الــرشكات الســعودي لألجانــب الحــق يف الدخــول كــرشكاء يف الــرشكات الســعودية عــىل‬

‫)‪ (٢٤٤‬انظر املادة ‪ ١١‬من القانون املدين املرصي‪ ،‬واملادة ‪ ٣٣‬من القانون الكويتي رقم ‪ ٥‬لسنة ‪١٩٦١‬‬
‫)‪ (٢٤٥‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٤٩‬‬
‫)‪ (٢٤٦‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٥٧‬‬
‫)‪ (٢٤٧‬يحدد القانون املرصي سن الرشد املدين والتجاري بإحدى وعرشين سنة‪.‬‬
‫‪١06‬‬
‫التاجر‬

‫اختــالف أنواعهــا ال فــرق يف ذلــك بــني رشكات األمــوال ورشكات األشــخاص‪ ،‬وســرنى أن الــرشكاء املتضامنــني‬
‫يف هــذا النــوع األخــري مــن الــرشكات يعتــربون تجــارا ً بحكــم القانــون‪ ،‬كــام يعطــي نفــس النظــام الــرشكات‬
‫األجنبيــة الحــق يف أن تنشــئ لهــا فروعـاً أو وكاالت أو مكاتــب يف اململكــة بعــد الحصــول عــىل ترخيــص مــن‬
‫الهيئــة العامــة لالســتثامر والجهــة املختصــة بالتنظيــم واإلرشاف عــىل نــوع النشــاط أو األعــامل التــي تزاولهــا‬
‫داخــل اململكــة املــادة ‪.١٩٥‬‬

‫ويشــجع نظــام االســتثامر األجنبــي‪ ،‬الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ١/‬وتاريــخ ‪١٤٢١/١/٥‬هـــ األجانــب‬
‫عــىل االســتثامر يف مرشوعــات التنميــة االقتصاديــة التــي يقتــيض القيــام بهــا خـربات فنيــة أجنبيــة‪ ،‬والتــي‬
‫يختــص مجلــس الــوزراء بإصــدار قامئــة بأنــواع النشــاطات املســتثناة مــن االســتثامر األجنبــي)‪ ،(٢٤٨‬ويخضــع‬
‫نفــس النظــام اســتثامر رأس املــال األجنبــي لــرشط الحصــول عــىل ترخيــص يصــدر مــن الهيئــة العامــة‬
‫لالســتثامر)‪.(٢٤٩‬‬

‫)‪ (٢٤٨‬مبوجب قرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٢٦٤‬وتاريخ ‪١٤٤٠/٥/١٦‬هـ‬


‫)‪ (٢٤٩‬ويقصد برأس املال األجنبي طبقاً ملا جاء باملادة األوىل من هذا النظام عىل سبيل املثال ال الحرص ”النقود واألوراق املالية والتجارية وأرباح االستثامر‬
‫األجنبي إذا تم توظيفها يف زيادة رأس املال او توسعة مشاريع قامئة أو إقامة مشاريع جديدة‪ ،‬واآلالت واملعدات والتجهيزات وقطع الغيار ووسائل النقل‬
‫ومستلزمات اإلنتاج ذات الصلة باالستثامر‪ ،‬والحقوق املعنوية كالرتاخيص وحقوق امللكية الفكرية واملعرفة الفنية واملهارات اإلدارية وأساليب اإلنتاج‪.‬‬
‫‪١07‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫التزامات التاجر‬

‫‪ -٦٦‬يرتتــب عــىل اكتســاب الشــخص صفــة التاجــر خضوعــه لعــدد مــن االلتزامــات القانونيــة التــي تهــدف‬
‫إىل تنظيــم الحيــاة التجاريــة وتقويــة االئتــامن ودعــم الثقــة بــني املتعاملــني‪ ،‬وقــد روعــي يف بعــض هــذه‬
‫االلتزامــات مصلحــة الغــري ويف بعضهــا اآلخــر مصلحــة التاجــر نفســه‪.‬‬

‫وقــد نــص نظــام املحكمــة التجاريــة عــىل أول التــزام للتجــار‪ ،‬وهــو االلتــزام مبســك الدفاتــر التجاريــة‬
‫كــام نــص عليــه نظــام الدفاتــر التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٦١/‬وتاريــخ ‪١٤٠٩/١٢/١٧‬هـــ‪،‬‬
‫امــا االلتـزام الثــاين وهــو االلتـزام بالقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬فقــد نُظــم بترشيــع مســتقل صــدر يف عــام‬
‫‪١٣٧٥‬هـــ وقــد ألغــي هــذا النظــام بصــدور نظــام الســجل التجــاري الجديــد باملرســوم امللــيك رقــم م‪١/‬‬
‫وتاريــخ ‪١٤١٦/٢/٢١‬هـــ‪ ،‬وهنــاك التـزام ثالــث هــو القيــد يف الغرفــة التجاريــة والصناعيــة وقــد نــص عــىل‬
‫هــذا االلت ـزام نظــام الغــرف التجاريــة الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٧٣/‬وتاريــخ ‪١٤٤٢/٤/٢٢‬هـــ‪ ،‬وإىل‬
‫جانــب ذلــك يوجــد الت ـزام رابــع للتاجــر مل تــرد بشــأنه نصــوص خاصــة‪ ،‬إال أننــا نجــد لــه تطبيقــات يف‬
‫بعــض الترشيعــات الســعودية)‪ (٢٥٠‬وهــذا االلت ـزام هــو االلت ـزام بــآداب املهنــة ومــا تقتضيــه مــن االمتنــاع‬
‫عــن املنافســة غــري املرشوعــة)‪.(٢٥١‬‬

‫ويالحظ أن هذه االلتزامات مفروضة عىل جميع التجار‪ ،‬أفرادا ً كانوا أو رشكات‪ ،‬وطنيني أو أجانب‪.‬‬

‫وســوف نتنــاول يف هــذا الفصــل هــذه االلتزامــات عــىل الرتتيــب‪ ،‬االلتـزام مبســك الدفاتــر التجاريــة والقيــد‬
‫يف الســجل التجــاري والقيــد يف الغرفــة التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬وااللتـزام بــآداب املهنــة وعــدم املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة‪ ،‬وســنتكلم عــن كل منهــام يف مبحــث مســتقل‪.‬‬

‫)‪ (٢٥٠‬انظر نظام العالمات التجارية الصادر يف ‪١٤٢٣ /٥ /٢٨‬هـ ‪.‬‬


‫)‪ (٢٥١‬تنص بعض الترشيعات عىل التزام رابع للتاجر وهو االلتزام بشهر النظام املايل للزواج‪ ،‬وهل تم وفقاً لنظام اختالط أموال الزوجني أم انفصال هذه األموال‬
‫أم نظام الدوطة‪ ،‬وملا كانت الرشيعة اإلسالمية ال تعرف من هذه األنظمة سوى نظام انفصال األموال‪ ،‬فإن الترشيع السعودي مل يتطلب من التاجر إشهار نظام‬
‫زواجه من الناحية املالية‪ ،‬ولكن ملا كان من حق األجنبي مامرسة التجارة يف اململكة فنعتقد أنه كان من الالزم النص عىل رضورة قيام محرتيف التجارة من‬
‫األجانب بإشهار نظام زواجهم املايل نظرا ً لتعلق األمر بضامن الدائنني‪.‬‬
‫‪١08‬‬
‫التاجر‬

‫المبحث األول‬

‫مسك الدفاتر التجارية‬

‫‪ -٦٧‬نظـرا ً ألهميــة املحاســبة يف الحيــاة التجاريــة‪ ،‬فقــد ألــزم نظــام املحكمــة التجاريــة‪ ،‬ومــن بعــده نظــام‬
‫الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬التجــار مبســك دفاتــر معينــة يقيــدون فيهــا مــا لهــم مــن حقــوق ومــا عليهــم مــن ديــون‬
‫ويدونــون فيهــا جميــع العمليــات التجاريــة التــي يقومــون بهــا‪.‬‬

‫وال شــك أن هــذا االلتـزام قــد روعــي فيــه مصلحــة التاجــر ذاتــه‪ ،‬إذ يســتطيع بالرجــوع إليهــا متــى كانــت‬
‫منتظمــة أن يتبــني حقيقــة مركــزه املــايل ومــا بلغتــه تجارتــه مــن التوفيــق أو اإلخفــاق‪ ،‬فالدفاتــر التجاريــة‬
‫تعتــرب بالنســبة للتاجــر مبثابــة املــرآة الصادقــة لحركــة تجارتــه‪ ،‬منهــا يســتخلص الــدروس وعــىل ضوئهــا‬
‫يكــون التخطيــط للمســتقبل‪.‬‬

‫وللدفاتــر التجاريــة إىل جانــب ذلــك دور هــام يف اإلثبــات إذ يســتطيع دائــن التاجــر التمســك بهــا‪ ،‬كــام‬
‫يســتطيع التاجــر نفســه يف بعــض الحــاالت االســتناد إليهــا‪.‬‬

‫ويف حالــة اإلفــالس تيــرس الدفاتــر املنتظمــة مهمــة الســنديك الــذي يتــوىل حــرص مــا للتاجــر مــن حقــوق‬
‫ومــا عليــه مــن التزامــات متهيــدا ً لتصفيتهــا‪ ،‬كــام يســتطيع التاجــر يف هــذه الحالــة التمســك بهــا كدليــل‬
‫عــىل انتفــاء التدليــس والتقصــري مــن جانبــه للحصــول عــىل ميــزة الصلــح الواقــي مــن اإلفــالس‪.‬‬

‫كــام تفيــد الدفاتــر التجاريــة مــن الناحيــة الرضيبيــة‪ ،‬إذ تســتطيع الهيئــة العامــة للــزكاة والدخــل متــى‬
‫اطأمنــت إىل ســالمتها وحســن انتظامهــا‪ ،‬أن تعتمــد عليهــا يف تقديــر الرضيبــة بــدالً مــن اللجــوء إىل التقديــر‬
‫الجـزايف الــذي كثـريا ً مــا ال يكــون يف مصلحــة التاجــر‪ ،‬ومثــارا ً للنـزاع أمــام القضــاء‪.‬‬

‫هــذا وبالرغــم مــن أن نظــام املحكمــة التجاريــة مل يتحــدث عــن دور الدفاتــر التجاريــة يف اإلثبــات فــإن‬
‫نظــام الدفاتــر التجاريــة قــد تنــاول ذلــك‪ ،‬فإننــا ســنحاول بعــد دراســة تنظيــم الدفاتــر التجاريــة يف فــرع‬
‫أول أن نلقــي الضــوء عــىل حجيــة هــذه الدفاتــر يف اإلثبــات طبقـاً للقواعــد العامــة ونظــام الدفاتــر التجارية‬
‫ومــا اســتقر عليــه العمــل يف الــدول األخــرى وذلــك يف الفــرع الثــاين مــن هــذا املبحــث‪.‬‬

‫‪١09‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫الفرع األول‬

‫تنظيم الدفاتر التجارية‬

‫‪ -68‬الملتزمون بمسك الدفاتر التجارية‪:‬‬


‫كل شــخص يكتســب صفــة التاجــر شــخصاً طبيعيـاً كان أو شــخصاً معنويـاً ملتــزم مبســك الدفاتــر التجاريــة‬
‫التــي نــص عليهــا نظــام الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬حتــى ولــو كان هــذا الشــخص أميـاً‪ ،‬إذ يســتطيع يف هــذه الحالــة‬
‫االســتعانة ببعــض املســتخدمني‪ ،‬ويفــرتض عندئـٍـذ علــم التاجــر بالقيــود الــواردة يف دفاتــره إىل أن يقيــم‬
‫الدليــل العكــيس‪.‬‬

‫وال يقتــرص الت ـزام مســك الدفاتــر التجاريــة عــىل التجــار الســعوديني وحدهــم وإمنــا يشــمل أيض ـاً التجــار‬
‫األجانــب يف اململكــة‪ ،‬إذ أن هــذا االلت ـزام يفرضــه هنــا تنظيــم الحرفــة التجاريــة مــن الناحيــة القانونيــة‪.‬‬

‫وال يفــرق نظــام املحكمــة التجاريــة)‪ (٢٥٢‬فيــام يتعلــق بهــذا االلت ـزام بــني صغــار التجــار وكبارهــم‪ ،‬خالف ـاً‬
‫ملــا جــرى بــه العــرف يف الــدول األخــرى متشــياً مــع الــذوق الســليم مــن إعفــاء صغــار التجــار مــن مســك‬
‫الدفاتــر التجاريــة)‪ (٢٥٣‬ولذلــك كانــت دعوتنــا قبــل صــدور نظــام الدفاتــر التجاريــة إىل األخــذ بهــذه القاعــدة‬
‫العرفيــة يف اململكــة‪ ،‬وقــد صــدر نظــام الدفاتــر التجاريــة مســتجيباً لتلــك الدعــوة وأعفــى مــن اإلمســاك‬
‫بهــذه الدفاتــر التاجــر الــذي ال يزيــد رأس مالــه عــن مائــة ألــف ريــال املــادة ‪ ١‬مــن النظــام واملــادة ‪ ٢‬مــن‬
‫الالئحــة التنفيذيــة‪.‬‬

‫ويذهــب البعــض إىل ان الــرشكاء املتضامنــني يف رشكات التضامــن ورشكات التوصيــة البســيطة ورشكات‬
‫التوصيــة باألســهم ملتزمــون مبســك الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬أو عــىل األقــل مبســك دفاتــر مســتقلة عــن دفاتــر‬
‫الرشكــة ليقيــدوا فيهــا مصاريفهــا ومســحوباتهم وقــدر األربــاح التــي يحصلــون عليهــا ألنهــم يكتســبون‬
‫صفــة التاجــر)‪ ،(٢٥٤‬ومــع ذلــك فقــد جــرى العــرف عــىل عــدم إلزامهــم مبســك مثــل هــذه الدفاتــر)‪.(٢٥٥‬‬

‫)‪ (٢٥٢‬ألغيت املواد ‪ ١٠ ،٩ ،٧ ،٦‬من نظام املحكمة التجارية الخاصة بالدفاتر التجارية مبقتىض املادة ‪ ١٤‬من نظام الدفاتر التجارية الصادر باملرسوم املليك رقم‬
‫م‪ ٦١ /‬وتاريخ ‪١٤٠٩ /١٢ /١٧‬ه‬
‫)‪ (٢٥٣‬وقد تبنى املرشع املرصي هذه القاعدة العرفية يف القانون رقم ‪ ٣٨٨‬لسنة ‪ ١٩٥٣‬واملعدل بالقانون رقم ‪ ٥٨‬لسنة ‪ ،١٩٥٤‬وقيض بإعفاء كل من ال يزيد رأس‬
‫ماله عن ألف جنيه من مسك الدفاتر لتحيزيه‪.‬‬
‫)‪ (٢٥٤‬انظر د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣١٣‬د‪ .‬أكثم الخويل »دروس‪ «..‬بند رقم ‪١٠٣‬‬
‫)‪ (٢٥٥‬انظر الدكتور عيل البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٩‬الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض »القانون التجاري‪ -‬الرشكات‬
‫التجارية« القاهرة ‪ -١٩٦٣‬بند رقم ‪١٤٦‬‬
‫‪١١0‬‬
‫التاجر‬

‫‪ -69‬أنواع الدفاتر التجارية‪:‬‬


‫طبقـاً لنــص املــادة السادســة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة‪ ،‬يجــب عــىل التاجــر مســك أربعــة دفاتــر هــي‬
‫دفــرت اليوميــة‪ ،‬ودفــرت الكوبيــه‪ ،‬ودفــرت الجــرد‪ ،‬ودفــرت التوثيــق‪ ،‬بيــد أن هــذه الدفاتــر قــد أصبحــت اليــوم‬
‫عاجــزة عــن أن تفــي مبتطلبــات املحاســبة الحديثــة‪ ،‬ومــا يقتضيــه إدارة املرشوعــات التجاريــة الكبــرية‪ ،‬كــام‬
‫أن فيهــا إرهاقـاً للمرشوعــات التجاريــة الصغــرية‪.‬‬

‫لذلــك نجــد ان معظــم الترشيعــات التجاريــة الحديثــة تكتفــي بإل ـزام التاجــر مبســك الدفاتــر التجاريــة‬
‫التــي تســتلزمها طبيعــة تجارتــه وأهميتهــا بطريقــة تكفــل بيــان مركــزه املــايل بالدقــة وبيــان مــا لــه ومــا‬
‫عليــه مــن الديــون املتعلقــة بتجارتــه رشيطــة أال تقــل هــذه الدفاتــر عــن اثنــني وهــام دفــرت اليوميــة‬
‫األصــيل ودفــرت الجــرد)‪.(٢٥٦‬‬

‫واســتجابة لذلــك صــدر نظــام الدفاتــر التجاريــة وحــدد الدفاتــر التــي يلتــزم التاجــر باإلمســاك بهــا يف ثالثــة‬
‫دفاتــر هــي دفــرت اليوميــة األصــيل ودفــرت الجــرد ودفــرت األســتاذ العــام املــادةاالوىل‪.‬‬

‫وال شــك أنــه ليــس مثــة مــا مينــع املرشوعــات التجاريــة الكبــرية يف اململكــة مــن أن تضيــف إىل الدفاتــر التــي‬
‫نصــت عليهــا املــادة ‪ ١‬اآلنفــة الذكــر‪ ،‬دفاتــر أخــرى تقــدر أهميتهــا للتعــرف عــىل مركزهــا املــايل‪ ،‬وعليــه‬
‫ميكــن القــول أن الدفاتــر التجاريــة تنقســم إىل نوعــني‪ ،‬دفاتــر تجاريــة إلزاميــة‪ ،‬ودفاتــر تجاريــة اختياريــة‪.‬‬

‫والدفاتــر التجاريــة اإللزاميــة هــي الدفاتــر التــي ذكرتهــا املــادة ‪ ١‬الســابقة الذكــر‪ ،‬وهــي دفــرت اليوميــة‬
‫األصــيل ودفــرت الجــرد ودفــرت األســتاذ‪.‬‬

‫ودفــرت اليوميــة هــو الدفــرت املشــتمل عــىل بيــان جميــع مــا للتاجــر ومــا عليــه مــن الديــون‪ ،‬وتقيــد فيــه‬
‫جميــع العمليــات املاليــة التــي يقــوم بهــا التاجــر ومســحوباته الشــخصية ويتــم هــذا القيــد يوم ـاً بيــوم‬
‫باســتثناء املســحوبات الشــخصية التــي ميكــن أن تقيــد إجــامالً شــهرا ً بشــهر املــادة ‪.٣‬‬

‫وعــىل ذلــك يتضــح أن دفــرت اليوميــة يجــب أن يقيــد فيــه فضــالً عــن العمليــات املتعلقــة بتجارتــه‬
‫مســحوباته الشــخصية‪ ،‬وإن كان يكتفــي فيــام يتعلــق باملســحوبات الشــخصية بذكرهــا إجــامالً حتــى ال‬
‫يتــأذى التاجــر مــن إطــالع الغــري عــىل شــئونه الخاصــة ومعرفــة أرساره الشــخصية‪ ،‬وتظهــر أهميــة قيــد‬
‫املســحوبات الشــخصية يف حالــة اإلفــالس‪ ،‬إذ يعتــرب مفلسـاً بالتقصــري متــى ثبــت إرسافــه يف اإلنفــاق عــىل‬
‫منزلــه وحاجاتــه الخاصــة رغــم علمــه باختــالل مركــزه املــايل وتدهــور تجارتــه‪.‬‬

‫)‪ (٢٥٦‬انظر يف القانون املرصي‪ ،‬القانون رقم ‪ ٣٨٨‬لسنة ‪١٩٥٣‬م‬


‫‪١١١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫هــذا ويجــوز للتاجــر طبقـاً لنــص املــادة ‪ ١‬ســالفة الذكــر أن ميســك إىل جانــب دفــرت اليوميــة األصــيل دفاتــر‬
‫يوميــة مســاعدة إلثبــات تفاصيــل األنــواع املختلفــة مــن العمليــات التــي يقــوم بهــا وتتعــدد هــذه الدفاتــر‬
‫تبع ـاً لطبيعــة النشــاط التجــاري وحجــم املــرشوع‪ ،‬كأن يكــون هنــاك دفــرت يوميــة مســاعد للمشــرتيات‬
‫وآخــر للمبيعــات وثالــث للصنــدوق ورابــع ألوراق القبــض وخامــس ألوراق الدفــع‪ ،‬ويف هــذه الحالــة ال‬
‫يكــون هنــاك حاجــة لقيــد العمليــات التجاريــة بالتفصيــل يف دفــرت اليوميــة األصــيل بــل يكتفــى بقيــد‬
‫إجــاميل لهــذه العمليــات يف دفــرت اليوميــة األصــيل يف فـرتات منتظمــة مــن واقــع هــذه الدفاتــر)‪ ،(٢٥٧‬فــإذا مل‬
‫يتبــع هــذا اإلج ـراء اعتــرب كل دفــرت مســاعد دف ـرتا ً أصلي ـاً املــادة ‪.٣‬‬

‫أمــا دفــرت الجــرد فهــو الدفــرت الــذي يقيــد فيــه تفاصيــل البضاعــة املوجــودة لــدى التاجــر يف آخــر ســنته‬
‫املاليــة أو بيــان إجــاميل عنهــا إذا كانــت تفاصيلهــا واردة بدفاتــر أو قوائــم مســتقلة‪ ،‬ويف هــذه الحالــة تعتــرب‬
‫الدفاتــر والقوائــم جــزءا ً متمـامً للدفــرت املذكــور‪ ،‬كــام تقيــد يف دفــرت الجــرد صــورة مــن قامئــة املركــز املــايل‬
‫للتاجــر يف كل ســنة إذا مل تقيــد يف دفــرت آخــر املــادة ‪.٤‬‬

‫وتبعـاً لهــذا النــص فإنــه يجــب عــىل كل تاجــر أن يحــدد لــه ســنة ماليــة يقــوم يف نهايتهــا بحــرص البضاعــة‬
‫املوجــودة لديــه‪ ،‬ويقيــد تفاصيلهــا يف دفــرت الجــرد كــام يثبــت يف نفــس الوقــت‪ ،‬ويف نفــس الدفــرت الحقــوق‬
‫التــي لــه والديــون التــي عليــه‪.‬‬

‫ويجــب عــدم الخلــط بــني الجــرد وامليزانيــة‪ ،‬فالجــرد بيــان مفصــل عــن البضاعــة املوجــودة يف املحــل يف‬
‫نهايــة الســنة املاليــة‪ ،‬أمــا امليزانيــة فهــي قامئــة تتألــف مــن جانبــني أحدهــام ملفــردات األصــول وهــي مــا‬
‫للتاجــر مــن أمــوال ثابتــة ومنقولــة وحقــوق لــدى الغــري واآلخــر ملفــردات الخصــوم وهــي الديــون التــي‬
‫يف ذمــة التاجــر للغــري‪ ،‬وال يلــزم بعمــل ميزانيــة إذا أفــرد لهــا دفــرت خاص ـاً بهــا)‪ .(٢٥٨‬وذلــك عــىل خــالف‬
‫الترشيعــات الحديثــة التــي تلــزم التاجــر بعمــل ميزانيــة ســنوية تظهــر يف دفــرت الجــرد إذا مل تقيــد يف دفــرت‬
‫آخر)‪.(٢٥٩‬‬

‫ويعتــرب دفــرت األســتاذ أهــم الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬فهــو الدفــرت الرئيــيس الــذي ترحــل إليــه جميــع العمليــات‬
‫املدونــة يف الدفاتــر األخــرى‪ ،‬وتظهــر فيــه النتائــج النهائيــة لتحــركات عنــارص املــرشوع التجاريــة كــام‬
‫تبينهــا هــذه الدفاتــر‪ ،‬وميســك طبقـاً لقواعــد املحاســبة التجاريــة ويســتخرج التاجــر مــن واقعــه ميزانيتــه‬
‫الســنوية)‪ ،(٢٦٠‬وقــد حــددت املــادة ‪ ٥‬مــن نظــام الدفاتــر التجاريــة وظيفــة هــذا الدفــرت فنصــت عــىل أن‬

‫)‪ (٢٥٧‬انظر دكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٤‬‬
‫)‪ (٢٥٨‬الدكتور يحيى بن حسني الرشيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. ٢٣٧‬‬
‫)‪ (٢٥٩‬انظر د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١١٢‬دكتور أكثم الخويل »دروس‪ ،«..‬مرجع سابق بند رقم ‪.١٠٦‬‬
‫)‪ (٢٦٠‬انظر دكتور أكثم الخويل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٨‬‬
‫‪١١٢‬‬
‫التاجر‬

‫»ترحــل إىل دفــرت األســتاذ العمليــات املاليــة ذات الطبيعــة الواحــدة مــن دفــرت اليوميــة بحيــث ميكــن‬
‫اســتخالص نتيجــة كل حســاب عــىل حــده بســهولة يف أي وقــت«‪.‬‬

‫والدفاتــر التجاريــة االختياريــة التــي درج التجــار عــىل إمســاكها هــي دفــرت التســويدة‪ ،‬ودفــرت الخزانــة‪،‬‬
‫ودفــرت املخــزن‪ ،‬ودفــرت األوراق التجاريــة‪.‬‬

‫ودفــرت التســويدة هــو مســودة لدفــرت اليوميــة حيــث يســجل فيــه التاجــر جميــع معامالتــه التجاريــة‬
‫اليوميــة بصــورة مســتعجلة‪ ،‬وينقلهــا يف نهايــة اليــوم إىل دفــرت اليوميــة‪.‬‬

‫ويقيــد يف دفــرت الخزانــة مــا يدخــل صنــدوق التاجــر أو يخــرج منــه مــن نقــود‪ ،‬ويســتعمل هــذا الدفــرت‬
‫بصفــة خاصــة يف البنــوك واملؤسســات املاليــة حيــث تكــرث فيهــا حركــة القبــض والدفــع‪.‬‬

‫ويقيــد يف دفــرت املخــزن البضائــع التــي تــرد إىل التاجــر وتلــك التــي تخــرج مــن مخزنــه‪ ،‬ويســجل يف دفــرت‬
‫األوراق التجاريــة‪ ،‬الــذي يســمى أحيانـاً بدفــرت أوراق القبــض والدفــع‪ ،‬األوراق التجاريــة التــي يكــون فيهــا‬
‫التاجــر دائنـاً أو مدينـاً وتواريــخ اســتحقاقها‪.‬‬

‫‪ -70‬انتظام الدفاتر التجارية‪:‬‬


‫مل يقتــرص نظــام الدفاتــر التجاريــة عــىل مجــرد إلـزام التاجــر مبســك الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬بــل اشــرتط فضـالً‬
‫عــن ذلــك أن تكــون هــذه الدفاتــر منتظمــة‪ ،‬ويف هــذا تقــول املــادة ‪ ١‬أنــه »يجــب عــىل كل تاجــر أن ميســك‬
‫الدفاتــر التجاريــة التــي تســتلزمها طبيعــة تجارتــه وأهميتهــا بطريقــة تكفــل بيــان مركــزه املــايل بدقــة‬
‫وبيــان مــا لــه مــن حقــوق ومــا عليــه مــن التزامــات متعلقــة بتجارتــه ويجــب أن تكــون هــذه الدفاتــر‬
‫منتظمــة وباللغــة العربيــة‪«...‬‬

‫كــام تنــص املــادة ‪ ٦‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الدفاتــر التجاريــة الصــادرة بقـرار وزيــر التجــارة رقــم‬
‫‪ ٦٩٩‬وتاريــخ ‪١٤٤٠/٧/٢٩‬هـــ عــىل أن »يجــب أن تكــون الدفاتــر التجاريــة خاليــة مــن أي فـراغ أو كتابــة يف‬
‫الهوامــش أو كشــط أو تحشــري فيــام ُد َّون بهــا‪ ،‬ويف حالــة وقــوع خطــأ يف قيــد أحــد البيانــات يتــم تصحيــح‬
‫هــذا الخطــأ بقيــد آخــر يف تاريــخ اكتشــافه«‪.‬‬

‫وتســتلزم املــادة ‪ ٧‬أن تكــون هــذه الدفاتــر وفقــاً للنمــوذج الــذي تحــدده وزارة التجــارة‪ ،‬وأن تكــون‬
‫هــذه الدفاتــر مرقمــة‪ ،‬كــام نصــت املــادة ‪ ٤‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الدفاتــر التجاريــة عــىل أن‬
‫»يجــب قبــل اســتعامل الدفاتــر التجاريــة أن ترقــم كل صفحــة مــن صفحاتهــا وأن تقــدم للغرفــة التجاريــة‬
‫الصناعيــة الواقــع يف دائرتهــا محــل نشــاط التاجــر العتامدهــا بتوقيــع املوظــف املختــص عــىل الصفحتــني‬
‫األوىل واألخــرية مــن كل دفــرت وختمهــا بعــد التحقــق مــن تسلســل الرتقيــم«‪ .‬كــام نصــت املــادة ‪ ٥‬مــن هــذه‬
‫‪١١٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫الالئحــة عــىل أن »يخصــص يف كل غرفــة تجاريــة ســجل خــاص يقيــد بــه عــدد الدفاتــر التجاريــة التــي تــم‬
‫اعتامدهــا لــكل تاجــر وأنواعهــا وتاريــخ اعتامدهــا‪ ،‬وبيــان أســامء مرشوعــات التاجــر التــي ســتخصص لهــا‬
‫تلــك الدفاتــر«‪ ،‬والغــرض مــن ذلــك هــو منــع إتــالف بعــض الصفحــات أو تغيريهــا أو تحشــري صفحــات يف‬
‫الدفــرت أو تبديــل الدفــرت‪.‬‬

‫غــري أنــه يالحــظ أن هــذه القواعــد التــي نــص عليهــا نظــام الدفاتــر التجاريــة بهدف منــع التالعــب مبضمون‬
‫الدفاتــر التجاريــة تنطبــق عــىل دفاتــر الجــرد واليوميــة واألســتاذ والدفاتــر االختيارية‪.‬‬

‫إمنــا ال يشــرتط أن تحصــل الكتابــة يف الدفــرت بخــط يــد التاجــر ذاتــه فقــد تكــون بخــط أحــد مســتخدميه‪،‬‬
‫وهــو مســئول عــن أعاملــه وأعــامل تابعيــه وانتظــام دفاتــره‪ ،‬ألن املفــروض أن كل مــا يثبــت بالدفاتــر يكــون‬
‫بعلمــه وتحــت إرشافــه‪ ،‬ولذلــك نصــت املــادة ‪ ٩‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الدفاتــر التجاريــة عــىل أن‬
‫»يفــرتض أن جميــع القيــود املدونــة يف دفاتــر التاجــر قــد دونــت بعلمــه ورضــاه مــا مل يقــم دليــل عــىل‬
‫عكــس ذلــك«‪.‬‬

‫‪ 7١‬مكرر‪ -‬استخدام الحاسب اآللي في تدوين البيانات الخاصة بالدفاتر التجارية‪:‬‬


‫بعــد اتســاع مجــاالت النشــاط التجــاري وتطــور التقنيــة الحديثــة وظهــور الحاســب اآليل ومــا يحققــه مــن‬
‫رسعــة يف تســجيل العمليــات املاليــة وتبويبهــا والرتحيــل وإعــداد الحســابات الختاميــة‪ ،‬إضافــة إىل تخفيــض‬
‫تكاليــف العمــل املحاســبي وتحقيــق رقابــة وضبــط داخــيل أفضــل مــن األعــامل املحاســبية‪ ،‬ظهــرت الحاجــة‬
‫إىل اســتخدام الحاســب اآليل يف مجــال تدويــن البيانــات الخاصــة بالدفاتــر التجاريــة‪ ،‬وقــد كانــت اململكــة‬
‫ســباقة يف تقنــني إدخــال الحاســب اآليل يف هــذا املجــال فنصــت املــادة ‪ ٢‬مــن نظــام الدفاتــر التجاريــة عــىل‬
‫أنــه »يجــوز أن تــدون البيانــات الخاصــة بالدفاتــر التجاريــة عــن طريــق الحاســب اآليل وذلــك بالنســبة‬
‫للمؤسســات والــرشكات التــي تســتخدم الحاســب اآليل يف حســاباتها وتحــدد الالئحــة التنفيذيــة اإلجـراءات‬
‫والقواعــد التــي تكفــل صحــة وســالمة البيانــات التــي يثبتهــا الحاســب اآليل« وتنفيــذا ً لذلــك صــدر القـرار‬
‫الــوزاري رقــم ‪ ١١١٠‬وتاريــخ ‪١٤١٠/١٢/٢٤‬هـــ بتعديــل املــادة الثالثــة مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الدفاتر‬
‫التجاريــة‪ ،‬وحــدد القواعــد املنظمــة الســتخدام الحاســب اآليل يف تدويــن البيانــات الخاصــة بالدفاتــر‬
‫التجاريــة وهــي‪:‬‬

‫‪١١4‬‬
‫التاجر‬

‫‪ -١‬يجب أن يتصف نظام الحاسب اآليل مبا ييل‪:‬‬

‫أن يســمح النظــام املتبــع يف معالجــة املعلومــات التــي تــدون عــىل الحاســب اآليل بالتفتيــش عــىل هــذه‬
‫املعلومــات يف أي وقــت‪.‬‬

‫يجــب اســتخراج بيانــات مطبوعــة مــن الحاســب اآليل »مخرجــات« بشــكل دوري منتظــم »أســبوعي‪،‬‬
‫شــهري‪ ،‬وربــع ســنوي‪ ...‬الــخ« وتكــون هــذه املخرجــات مرقمــة الصفحــات ومؤرخــة وتتضمــن جميــع‬
‫املعلومــات املدخلــة يف الحاســب اآليل لتكــون مســتندا ً ميكــن الرجــوع إليــه لتحديــد أي إضافــات أو حــذف‬
‫مــن املعلومــات املدونــة عــىل تلــك املخرجــات بحيــث ميكــن ربــط ومقارنــة البنــود الظاهــرة يف املخرجــات‬
‫مبفــردات املدخــالت مفــردة مفــردة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكــون كل بنــد مــن البنــود الظاهــرة يف املخرجــات مؤيــدا ً مبســتند مكتــوب ويف حالــة غيــاب ذلــك‬
‫بســبب إدخــال املعلومــات مبــارشة يف الحاســب اآليل يجــب أن يعــزز البنــد بإيضــاح مكتــوب‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتوفر إمكانية استخراج وإعادة استخراج املخرجات املذكورة يف أي وقت‪.‬‬

‫‪ -‬أن توثــق املنشــأة نظــام إدخــال وتوجيــه املعلومــات »القيــود املحاســبية« يف الحاســب اآليل »برامــج‬
‫الحاســب اآليل إذا كانــت تعدهــا املنشــأة بنفســها« التعليــامت املتعلقــة بتشــغيل الحاســب اآليل ووظائــف‬
‫واختصاصــات األف ـراد الذيــن يقومــون بتشــغيله وذلــك للرجــوع إليهــا عنــد الحاجــة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتوفــر لــدى املنشــأة وســائل األمــان الكافيــة التــي تكفــل الحفــاظ عــىل أمــن وســالمة أجهــزة الحاســب‬
‫اآليل وبرامجــه وأن يكــون لديهــا ضوابــط رقابيــة كافيــة تحــول دون التالعــب يف الربامــج واملعلومــات املثبتــة‬
‫عــىل الحاســب اآليل »املدخــالت واملخرجــات« وأنــه ميكــن فحــص ومراجعــة الوســائل والضوابــط‪ -٢.‬تكــون‬
‫املنشــآت التجاريــة التــي تســتخدم الحاســب اآليل لدفاترهــا التجاريــة مســئولة مســئولية مبــارشة عــن‬
‫صحــة البيانــات املحاســبية املدونــة يف الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬ومبــا يطابــق فع ـالً مــا تــم االحتفــاظ بــه لتلــك‬
‫البيانــات واملســتندات واملعلومــات املحفوظــة بامللفــات‪ ،‬ويف حالــة حــدوث مــا يخالــف ذلــك تطبــق عــىل‬
‫املنشــأة وكل مــن تســبب يف ذلــك مــا تقــيض بــه األنظمــة والتعليــامت املعتمــدة‪ -٣.‬يجــب عــىل املحاســب‬
‫القانــوين املرخــص لــه مبزاولــة املهنــة أن يُضمــن تقريــره عــن املنشــآت التــي يراجــع حســاباتها مــا يفيــد‬
‫أن املنشــأة تــدون البيانــات الخاصــة بالدفاتــر التجاريــة عــىل الحاســب اآليل حســب النظــام وأن القوائــم‬
‫املاليــة مطابقــة ملــا هــو مــدون عــىل الحاســب اآليل‪.‬وأخـريا ً‪ ،‬يســتلزم القــول بــأن التاجــر ملتــزم باالحتفــاظ‬
‫بصــورة طبــق األصــل بجميــع املراســالت والوثائــق املتعلقــة بتجارتــه ســواء كانــت هــذه املراســالت او‬
‫الوثائــق كانــت صــادرة منــه او واردة اليــه‪ ،‬وان يكــون الحفــظ بطريقــة منتظمــة تســهل مراجعــة القيــود‬

‫‪١١5‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫الحســابية الــواردة بالدفاتــر التجاريــة وتســاهم يف التحقــق ومعرفــة األربــاح والخســائر)‪.(٢٦١‬‬

‫وعــىل أي حــال‪ ،‬يتوجــب عــىل التاجــر أو ورثتــه عنــد توقــف نشــاط املــرشوع التجــاري‪ ،‬تقديــم الدفاتــر‬
‫التجاريــة الخاصــة باملــرشوع اىل املوظــف املختــص بالغرفــة التجاريــة والصناعيــة للتأشــري عليهــا مبــا يفيــد‬
‫ذلــك)‪ .(٢٦٢‬ويجــب عــىل التاجــر او ورثتــه االحتفــاظ بالدفاتــر التجاريــة اإللزاميــة وكذلــك املراســالت‬
‫واملســتندات الســابق اإلشــارة اليهــا مــدة ال تقــل عــن عــرش ســنوات)‪ .(٢٦٣‬ومل يحــدد النظــام تاريــخ بدايــة‬
‫حســاب مــدة العــرش ســنوات‪ ،‬إال اننــا نــرى أنــه يجــب التفريــق بــني الدفاتــر التجاريــة وبــني الوثائــق‬
‫واملراســالت‪ .‬إذ بالنســبة للدفاتــر التجاريــة فــإن مــدة العــرش ســنوات تبــدأ مــن تاريــخ التوقيــع عــىل‬
‫الصفحــة األخــرية‪ ،‬بينــام بالنســبة للوثائــق والســجالت فإنهــا تبــدأ مــن تاريــخ تصديرهــا أو ورودهــا)‪.(٢٦٤‬‬

‫‪ -7٢‬الجزاءات المترتبة على مخالفة األحكام الخاصة بالدفاتر التجارية‪:‬‬


‫يجــب التفرقــة يف هــذا الصــدد بــني حالــة عــدم انتظــام الدفاتــر التجاريــة وعــدم مســك الدفاتــر التجاريــة‬
‫أصـالً‪.‬‬

‫إذ يرتتــب عــىل عــدم انتظــام الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬عــدم جــواز االحتجــاج بهــا أمــام القضــاء‪ ،‬وقــد نصــت عــىل‬
‫ذلــك رصاحــة املــادة ‪ ٩‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة »امللغــي« بقولهــا‪ «:‬كل دفــرت غــري مسـ ٍ‬
‫ـتوف للــرشوط‬
‫الســالف ذكرهــا ال يكــون حجــة امــام املحكمــة التجاريــة يف املرافعــات«‪ ،‬ومفــاد ذلــك إذا تــرك يف الدفاتــر‬
‫التجاريــة فـراغ أو بيــاض أو كتــب يف حواشــيه أو وجــد فيــه مســح أو حــك أو إذا مل ترقــم صفحــات أحــد‬
‫هــذه الدفاتــر أو مل يســجل يف الغرفــة التجاريــة الصناعيــة فــال يســتطيع التاجــر االســتناد إليــه يف االثبــات‪.‬‬

‫وكانــت نصــوص نظــام املحكمــة التجاريــة ترتــب عــىل عــدم مســك الدفاتــر التجاريــة جـزاء هــام يف حالــة‬
‫اإلفــالس إذ قــد يكــون ذلــك ســبباً العتبــاره مفلس ـاً بالتدليــس أو بالتقصــري‪ ،‬إذ أن وجــود دفاتــر منتظمــة‬
‫رشط الزم العتبــار التاجــر مفلسـاً حقيقيـاً املــادة ‪ ١٠٥‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة امللغــاة‪ ،‬غــري أن وجــود‬
‫دفاتــر منتظمــة ال يحــول طبق ـاً لنــص املــادة ‪ ١٠٦‬امللغــي دون اعتبــار التاجــر مفلس ـاً بالتقصــري إذا كان‬
‫مبــذرا ً يف مصاريفــه وكتــم عجــزه عــن دائنيــه‪ ،‬أمــا اإلفــالس بالتدليــس فهــو غــري متصــور طاملــا كان لــدى‬
‫التاجــر دفاتــر منتظمــة)‪ ،(٢٦٥‬ونعتقــد أن الحكــم مل يتغــري بعــد صــدور نظــام الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬ذلــك أنــه‬
‫وألن كان هــذا النظــام مل يتضمــن نص ـاً مامث ـالً لنــص املــادة ‪ ٩‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة امللغــي إال‬
‫أن نظــام الدفاتــر التجاريــة قــد أخضــع اإلمســاك بالدفاتــر التجاريــة لجملــة رشوط وضوابــط إلزاميــة‪ ،‬مبــا‬

‫)‪ (٢٦١‬املادة السادسة من نظام الدفاتر التجارية‬


‫)‪ (٢٦٢‬املادة الثامنة من الالئحة التنفيذية لنظام الدفاتر التجارية‬
‫)‪ (٢٦٣‬املادة الثامنة من نظام الدفاتر التجارية‬
‫)‪ (٢٦٤‬الدكتور النوري الطالباين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪. ٢٤٩‬‬
‫)‪ (٢٦٥‬إذ يشرتط طبقاً لنص املادة ‪ ١٠٧‬من نظام املحكمة التجارية العتبار التاجر مفلساً بالتدليس أال تكون له دفاتر أو أن تكون دفاتره غري منتظمة‪.‬‬
‫‪١١6‬‬
‫التاجر‬

‫ميكــن معــه القــول أن قبــول القضــاء لهــذه الدفاتــر رهــن باســتيفائها للــرشوط املقــررة نظامـاً‪ ،‬ومــن بينهــا‬
‫وجــوب أن تكــون هــذه الدفاتــر منتظمــة وهــو الــرشط املقــرر بنــص املــادة ‪ ١‬مــن نظــام الدفاتــر التجاريــة‪،‬‬
‫كــام يشــرتط أن يكــون اإلمســاك بالدفاتــر التجاريــة وإثبــات القيــود فيهــا عــىل الوجــه الــذي حــدده النظــام‪،‬‬
‫ناهيــك عــن أن املــادة ‪ ١٠‬مــن هــذا النظــام مل تجعــل االلتجــاء إىل الدفاتــر ملزم ـاً للقــايض‪ ،‬فض ـالً عــن‬
‫ذلــك فقــد رتــب نظــام الدفاتــر التجاريــة عــىل عــدم االلتـزام باألحــكام التــي تضمنهــا جـزا ًء جنائيـاً جزائيـاً‬
‫فنصــت املــادة ‪ ١٢‬منــه عــىل أن »كل مخالفــة ألحــكام هــذا النظــام أو اللوائــح والقـرارات الصــادرة تنفيــذا ً‬
‫لــه يعاقــب مرتكبهــا بغرامــة ال تقــل عــن خمســة آالف ريــال وال تزيــد عــىل خمســني ألــف ريــال«)‪.(٢٦٦‬‬

‫كــام يرتتــب عــىل عــدم انتظــام الدفاتــر التجاريــة أو عــدم مســكها لجــوء الهيئــة العامــة للــزكاة والدخــل‬
‫إىل طريقــة التقديــر الج ـزايف يف ربــط الرضيبــة عــىل التاجــر‪ ،‬وهــذه الطريقــة غالب ـاً مــا تكــون يف غــري‬
‫صالحــه)‪.(٢٦٧‬‬

‫)‪ (٢٦٦‬ويف سبيل ضامن تطبيق أحكام النظام‪ ،‬نصت املادة السابعة والخمسون الفقرة أ من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل أن عقوبة من يخالف أحكام‬
‫مسك السجالت املحاسبية غرامة ال تتجاوز خمسامئة ألف ريال‪.‬‬
‫)‪ (٢٦٧‬املادة الثالثة والستون الفقرة ب من نظام رضيبة الدخل الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ١/‬وتاريخ ‪١٤٢٤/١١/٢٠‬هـ ‪.‬‬
‫‪١١7‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثاني‬

‫دور الدفاتر التجارية في اإلثبات‬

‫‪ -٧٣‬ملــا كان مــن أهــم املبــادئ التــي يقــوم عليهــا القانــون التجــاري‪ ،‬مبــدأ حريــة اإلثبــات يف املــواد‬
‫التجاريــة‪ ،‬فــإن الدفاتــر التجاريــة تقــوم بــدور هــام يف اإلثبــات‪ ،‬ولهــذا نجــد معظــم الترشيعــات تحــرص‬
‫عــىل بيــان دور هــذه الدفاتــر يف اإلثبــات‪.‬‬

‫ومل يبــني نظــام املحكمــة التجاريــة دور الدفاتــر التجاريــة يف اإلثبــات واكتفــى فقــط بالنــص يف املــادة‬
‫‪ ٤٩١‬امللغــاة عــىل أن مراجعــة الدفاتــر يف الدعــاوى الغامضــة أو املشوشــة تكــون بواســطة لجنــة يختارهــا‬
‫الطرفــان أو املحكمــة برئاســة أحــد أعضائهــا‪ ،‬عــىل أن تقــدم هــذه اللجنــة تقريــرا ً إىل املحكمــة يقــرأ‬
‫بحضــور الطرفــني)‪ ،(٢٦٨‬إال أن نظــام الدفاتــر التجاريــة قــد حــدد هــذا الــدور فنصــت املــادة ‪ ١٠‬منــه عــىل‬
‫أن »للجهــة القضائيــة املختصــة عنــد نظــر الدعــوى أن تقــرر مــن تلقــاء نفســها أو بنــا ًء عــىل طلــب أحــد‬
‫الخصــوم تقديــم الدفاتــر التجاريــة لفحــص القيــود املتعلقــة باملوضــوع املتنــازع فيــه واســتخالص مــا تــرى‬
‫اســتخالصه منهــا‪ .‬وللجهــة القضائيــة املختصــة عنــد امتنــاع التاجــر عــن تقديــم دفاتــره أن تعتــرب امتناعــه‬
‫مبثابــة قرينــة عــىل صحــة الوقائــع امل ـراد إثباتهــا بالدفاتــر«‪.‬‬

‫هذا ويجدر بنا إعطاء فكرة رسيعة عام استقر عليه العمل يف الدول األخرى يف هذا الصدد‪.‬‬

‫ويالحــظ بــادئ ذي بــدء مــن ناحيــة أن القضــاء يف مختلــف الترشيعــات غــري ملــزم بااللتجــاء إىل الدفاتــر‬
‫التجاريــة ولــو كانــت منتظمــة‪ ،‬ويف هــذا تقــول محكمــة النقــض املرصيــة‪» :‬أن االســتدالل عــىل التاجــر‬
‫بدفاتــره ليــس حق ـاً مقــررا ً لخصــم التاجــر واجب ـاً عــىل املحكمــة أنالتــه إيــاه متــى طلبــه بــل إن الشــأن‬
‫فيــه أنــه أمــر جــوازي للمحكمــة إن شــاءت أجابتــه وإن شــاءت أطرحتــه‪ ..‬وكل أمــر يجعــل فيــه القانــون‬
‫للقــايض خيــار األخــذ والــرتك فــال حــرج عليــه إن مــال لجانــب دون اآلخــر مــن جانبــي الخيــار وال ميكــن‬
‫االدعــاء يف هــذا مبخالفــة القانــون)‪.«(٢٦٩‬‬

‫كــام يالحــظ مــن ناحيــة أخــرى أن الدليــل املســتخلص مــن الدفاتــر التجاريــة ‪-‬متــى قبلــت‪ -‬ال يعتــرب‬
‫دليـالً مطلقـاً ولــو كانــت هــذه الدفاتــر منتظمــة‪ ،‬وبالتــايل فإنــه يجــوز لــكل ذي مصلحــة أن يثبــت عكــس‬
‫الثابــت يف الدفاتــر التجاريــة بكافــة وســائل اإلثبــات مبــا فيهــا البينــة والقرائــن‪ ،‬وتختلــف حجيــة الدفاتــر‬
‫التجاريــة يف اإلثبــات تبع ـاً ملــا إذا كان اإلثبــات يتــم ملصلحــة التاجــر صاحبهــا أو ضــده‪.‬‬

‫)‪ (٢٦٨‬إال أن مرشوع نظام املعامالت التجارية مبادته الرابعة والخمسون الفقرة ‪ ٣‬عىل أن للمحكمة إهامل جميع البيانات الواردة يف السجالت املحاسبية متى ما‬
‫كانت متناقضة أو ال ميكن التوفيق بينها مامل يكن هناك دليل إضايف قاطع أو واقعة مادية ثابتة للرتجيح بينها أو توجيه اليمني املتممة‪.‬‬
‫)‪ (٢٦٩‬انظر حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ٩‬مارس ‪ ١٩٦١‬مجموعة النقض ص ‪ ١٢‬ص ‪ ،٢١٢‬وكذلك حكم محكمة النقض يف ‪ ١٦‬مايو ‪١٩٣٥‬م‪ ،‬محاماه س ‪١٦‬‬
‫ص ‪.١٠‬‬
‫‪١١8‬‬
‫التاجر‬

‫‪ -74‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصلحة التاجر‪:‬‬


‫خروج ـاً عــىل القاعــدة التــي تقــيض بأنــه ال يجــوز لشــخص أن يســتند إىل دليــل يضعــه بنفســه‪ ،‬يجــوز‬
‫للتاجــر أن يســتند إىل دفاتــره إلثبــات حقــه‪ ،‬ويف هــذه الحالــة تختلــف حجيــة هــذه الدفاتــر بحســب مــا‬
‫إذا كان اإلثبــات ضــد تاجــر أو غــري تاجر‪.‬فــإذا كان اإلثبــات يتــم ملصلحــة تاجــر ضــد تاجــر آخــر مبناســبة‬
‫ن ـزاع متعلــق بعمــل تجــاري بالنســبة إىل الطرفــني‪ ،‬فــال صعوبــة يف األمــر‪ ،‬إذا العمليــة ســتكون مثبتــة يف‬
‫دفاتــر التاجريــن‪ ،‬باعتبارهــا حق ـاً ألحدهــام ودين ـاً عــىل اآلخــر‪ ،‬ويقــع عــىل املحكمــة يف هــذه الحالــة‬
‫مهمــة املضاهــاة واملقارنــة والرتجيــح بــني دفاتــر كل مــن التاجريــن‪ ،‬والغالــب أن ترجــح املحكمــة الدفاتــر‬
‫املنتظمــة عــىل الدفاتــر غــري املنتظمــة)‪.(٢٧٠‬‬

‫أمــا إذا كان اإلثبــات يتــم ملصلحــة التاجــر ضــد شــخص غــري تاجــر‪ ،‬فاألصــل أن دفاتــر التجــار ال تكــون لهــا‬
‫حجيــة يف اإلثبــات‪ ،‬ألن خصمــه ال ميســك دفاتــر تجاريــة حتــى يدفــع مبــا دون فيهــا دعــوى التاجــر)‪،(٢٧١‬‬
‫ومــع ذلــك تجيــز معظــم الترشيعــات للقــايض االســتناد إىل مــا ورد بدفاتــر التاجــر متــى توافــرت رشوط‬
‫معينــة مــع توجيــه اليمــني املتممــة إىل أي مــن الطرفــني )‪.(٢٧٢‬‬

‫‪ -75‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ضد التاجر‪:‬‬


‫خروجـاً عــىل القاعــدة التــي تقــيض بــأن الشــخص ال يجــرب عــىل تقديــم دليــل ضــد نفســه‪ ،‬يجــوز أن تكــون‬
‫البيانــات الــواردة بدفاتــر التاجــر حجــة ضــده‪ ،‬وذلــك ألن هــذه البيانــات قــد أجراهــا التاجــر بنفســه أو‬
‫عــىل األقــل قيــدت بعلمــه وتحــت إرشافــه‪ ،‬ومــن ثــم فهــي تعتــرب مبثابــة اإلق ـرار الكتــايب الصــادر مــن‬
‫جانبــه)‪.(٢٧٣‬‬

‫وال يشــرتط العتبــار دفاتــر التاجــر دليـالً ضــده أن تكــون هــذه الدفاتــر منتظمــة‪ ،‬فالدفاتــر التجاريــة غــري‬
‫املنتظمــة تكــون حجــة ضــد صاحبهــا‪ ،‬والقــول بغــري ذلــك يــؤدي إىل إفــادة املهمــل مــن إهاملــه واملقــرص‬
‫مــن تقصــريه)‪.(٢٧٤‬‬

‫)‪ (٢٧٠‬نصت املادة الرابعة والخمسون الفقرة ‪/١‬أ عىل ان السجالت املحاسبية حجة لصاحبها التاجر ضد خصمه التاجر متى ما كانت متعلقة بعمل تجاري‬
‫وكانت منتظمة‪ ،‬ويجوز إثبات ما جاء بها بدليل عكيس‪ ،‬كام أجازت املادة اثبات عكس ما جاء بها من سجالت الخصم املنتظمة‬
‫)‪ (٢٧١‬انظر فيام يتعلق بالقانون الفرنيس جيينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،٢٢٨‬روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٧‬ويف القانون املرصي دكتورة سميحة‬
‫القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫)‪ (٢٧٢‬ولقد نصت املادة الرابعة والخمسون من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل عدم اعتبار سجالت التجار املحاسبية حجة عىل غري التاجر‪ ،‬وللمحكمة‬
‫املختصة األخذ بالبيانات املثبتة يف السجالت وتوجيه اليمني املتممة إىل أي من املتخاصمني‬
‫)‪ (٢٧٣‬أكدت عىل ذلك املادة الرابعة والخمسون الفقرة ‪ ٤/٢‬وذلك باعتبار جميع القيود الواردة يف سجالت التاجر املحاسبية اإللزامية مدونة بعلمه ورضاه‪،‬‬
‫ويجوز اثبات عكس ذلك‪.‬‬
‫)‪ (٢٧٤‬ولقد أكدت عىل ذلك املادة الرابعة والخمسون الفقرة ‪/٢‬ب بأن السجالت املحاسبية املنتظمة وغري املنتظمة حجة عىل صاحبها التاجر‪ ،‬وحجة له أيضاً‬
‫متى ما استند اليها خصمه‪.‬‬
‫‪١١9‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫غــري أنــه ملــا كان أســاس إلـزام التاجــر مبــا ورد يف دفاتــره التجاريــة يف مثــل هــذه الحالــة يقــوم عــىل افـرتاض‬
‫صــدور إقـرار مــن جانبــه بوقــوع العمليــة‪ ،‬فإنــه ينبغــي تطبيــق قاعــدة عــدم جــواز تجزئــه اإلقـرار متــى‬
‫كانــت هــذه الدفاتــر منتظمــة‪ ،‬وعليــه فــال يجــوز لخصــم التاجــر أن يجــزئ مــا ورد فيهــا فيتمســك مبــا‬
‫يفيــده ويســتبعد مــا يــرضه‪ .‬ويف ذلــك نصــت الفقــرة ‪ ٣‬مــن املــادة الرابعــة والخمســون مــن مــرشوع نظــام‬
‫املعامــالت التجاريــة عــىل‪ «:‬ليــس ملــن ترتبــت لــه صالحيــة اإلثبــات بقيــد يف ســجل محاســبي أن يجتــزئ‬
‫منــه مــا كان ملصلحتــه أو أن يســتبعد منــع مــا كان يف غــري مصلحتــه أو مناقضـاً لدعــواه«‪.‬‬

‫ويكــون لخصــم التاجــر أن يطلــب مــن املحكمــة أن تأمــر التاجــر بتســليم دفاتــره إىل املحكمــة لتقــوم‬
‫مبراجعتهــا بذاتهــا‪ ،‬وهــو مــا يطلــق عليــه اســم »التقديــم«‪ ،‬أو تأمــره بتســليم هــذه الدفاتــر للخصــم نفســه‬
‫ليقــوم بفحصهــا‪ ،‬وهــو مــا يطلــق عليــه اســم »االطــالع«‪ ،‬وللمحكمــة أن تجيــب هــذا الطلــب أو ترفضــه‬
‫حســب تقديرهــا كــام لهــا أن تأمــر التاجــر بعــرض دفاتــره مــن تلقــاء نفســها )‪ ،(٢٧٥‬هــذا وطبقـاً لنــص املــادة‬
‫‪ ١٠‬مــن نظــام الدفاتــر التجاريــة يكــون للمحكمــة أن تقــرر مــن تلقــاء نفســها أو بنــا ًء عــىل طلــب الخصــم‬
‫إل ـزام التاجــر بتقديــم الدفاتــر التجاريــة لفحــص القيــود املتعلقــة مبوضــوع الن ـزاع واســتخالص مــا ت ـراه‬
‫منهــا‪ ،‬وإذا رفــض التاجــر االســتجابة ألمــر املحكمــة فلهــا أن تســتخلص مــن هــذا الرفــض مــا تشــاء مــن‬
‫قرائــن‪ ،‬فقــد تعتــربه مثـالً إقـرارا ً بدعــوى الخصــم)‪ ،(٢٧٦‬وبهــذا قضــت املــادة ‪ ١٠‬ســالفة الذكــر فنصــت عــىل‬
‫أن »للجهــة القضائيــة املختصــة عنــد امتنــاع التاجــر عــن تقديــم دفاتــره أن تعتــرب امتناعــه مبثابــة قرينــة‬
‫عــىل صحــة الوقائــع املـراد إثباتهــا بالدفاتــر«‪.‬‬

‫هــذا وقــد ســبق أن عالــج فقهــاء الرشيعــة اإلســالمية يف مؤلفاتهــم مســألة االحتجــاج بالدفاتــر التجاريــة‬
‫وخلصــوا إىل نفــس املبــادئ الســابقة‪ ،‬ويف ذلــك يقــول ابــن عابديــن‪ «:‬إن مــا يوجــد يف دفاتــر التجــار يف‬
‫زماننــا إذا مــات أحدهــم‪ ،‬وقــد حــرر بخطــه يف دفــرته الــذي يقــرب مــن اليقــني أنــه ال يكتــب فيــه عــىل‬
‫ســبيل التجربــة والهــزل‪ ،‬يعمــل بــه والعــرف جــار بينهــم بذلــك‪ ،‬فلــو مل يعمــل بــه لــزم ضيــاع أمــوال النــاس‬
‫إذ غالــب بياعاتهــم بــال شــهود‪ ..‬أمــا فيــام لــه عــىل النــاس فــال ينبغــي القــول بــه‪ ،‬فلــو أدعــى مبــال عــىل‬
‫آخــر مســتندا ً لدفــرت نفســه ال يقبــل لقــوة التهمــة«)‪.(٢٧٧‬‬

‫)‪ (٢٧٥‬ومن اإلعتبارات التي ينبغي عىل القايض أخذها يف االعتبار ما نصت عليه املادة السابعة واألربعون من الالئحة التنفيذية لنظام املحاكم التجارية‪ -١«:‬عىل‬
‫من يتمسك برسية املستند وفق أحكام الفقرة ‪/١‬ج من املادة السادسة واألربعني من النظام أن يبني وجه الرسية‪ -٢ .‬يرجع تقدير رسية املستند – يف حال‬
‫التمسك بها – اىل املحكمة‪ ،‬وتراعي يف ذلك اآليت‪ :‬أ‪ -‬ما إذا كانت الرسية متقررة مبوجب نظام‪ ،‬أو قرار من الجهة املختصة‪ .‬ب‪ -‬ما إذا تضمن االتفاق بني الطرفني‬
‫رسية املستند أو عدم رسيته‪ .‬ج‪ -‬ما إذا كان من شأن االطالع عىل املستند انتهاك أي حق يف الرس التجاري أو حقوق متصلة به«‪.‬‬
‫)‪ (٢٧٦‬انظر دكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪.١١٩‬‬
‫)‪ (٢٧٧‬انظر »رد املحتار عىل الدار املختار« ص ‪ ،٧٨‬مجيد السامكية‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،١٤٢‬انظر أيضاً الدكتور غريب الجامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪،٤٥‬‬
‫الدكتور أكثم الخويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ٢٢٦‬هامش ‪.١‬‬
‫‪١٢0‬‬
‫التاجر‬

‫المبحث الثاني‬

‫السجل التجاري‬

‫‪ -٧٦‬تقــوم التجــارة عــىل االئتــامن ويقتــيض دعــم االئتــامن شــهر املركــز القانــوين للتاجــر وأهــم العنــارص‬
‫التــي يقــوم عليهــا نشــاطه التجــاري‪ ،‬وذلــك حتــى يتمكــن الغــري مــن التعــرف عــىل حقيقــة مركــز التاجــر‬
‫قبــل التعامــل معــه‪ ،‬كــام يهــم الدولــة معرفــة الوســط التجــاري وإحصــاء القامئــني بالتجــارة ومراقبــة‬
‫نشــاطهم‪ ،‬وال شــك أن وجــود ســجل خــاص بالتجــارة يعــد مــن أنجــح الوســائل لتحقيــق هــذه األغ ـراض‪.‬‬

‫وترجــع الجــذور التاريخيــة لنظــام الســجل التجــاري إىل نظــام الطوائــف الــذي كان ســائدا ً يف فرنســا قبــل‬
‫الثــورة‪ ،‬حــني كانــت طوائــف التجــار تحتفــظ بســجل خــاص يقيــد فيــه أســامء التجــار أعضــاء الطائفــة‬
‫الذيــن يحتكــرون مامرســة التجــارة‪ .‬وقــد اختفــى هــذا النظــام يف فرنســا باختفــاء نظــام الطوائــف يف أواخــر‬
‫القــرن الثامــن عــرش‪ ،‬إال أنــه عــاد إىل الظهــور فيهــا مــرة أخــرى يف أعقــاب الحــرب العامليــة األوىل‪ ،‬وكان‬
‫ذلــك بســبب رغبــة الدولــة يف إحصــاء املرشوعــات ومعرفــة جنســية أصحابهــا)‪.(٢٧٨‬‬

‫وتأخــذ معظــم الترشيعــات الحديثــة بنظــام الســجل التجــاري‪ ،‬وإن كانــت هــذه الترشيعــات تتفــاوت فيــام‬
‫بينهــا فيــام يتعلــق بوظيفــة الســجل التجــاري والجهــة التــي يعهــد بــه إليهــا‪ ،‬فالترشيــع األملــاين يعهــد بــه‬
‫إىل الســلطة القضائيــة ويرتــب عــىل القيــد فيــه آثــار قانونيــة بالغــة األهميــة‪ ،‬فالبيانــات املدونــة يف الســجل‬
‫يفــرتض صحتهــا ومطابقتهــا للحقيقــة حتــى يقــوم الدليــل عــىل خالفهــا‪ ،‬كــام تعتــرب حجــة عــىل الغــري ولــو مل‬
‫يعلــم بهــا‪ ،‬وعــىل العكــس مــن ذلــك فــإن البيانــات واجبــة القيــد يف الســجل التجــاري ال تكــون حجــة عــىل‬
‫الغــري ولــو ثبــت علمــه بوجودهــا عــن طريــق آخــر‪ ،‬بــل إن للقيــد يف الســجل التجــاري أثــر مطلــق فيــام‬
‫يتعلــق باكتســاب صفــة التاجــر‪ ،‬فالقيــد يف الســجل يضفــي عــىل الشــخص هــذه الصفــة‪ ،‬وال يعتــرب مجــرد‬
‫قرينــة عــىل اكتســاب تلــك الصفــة قابلــة إلثبــات العكــس كــام هــو الحــال يف الترشيعــات العربيــة)‪.(٢٧٩‬‬

‫أمــا الترشيــع الفرنــيس فــكان يعهــد يف األصــل بالســجل التجــاري إىل جهــة إداريــة وكان ال يرتتــب عــىل القيد‬
‫يف الســجل أيــة آثــار قانونيــة وكانــت وظيفتــه هــي مجــرد وظيفــة إحصائيــة بحتــة‪ ،‬إال أن هــذا الترشيــع‬
‫قــد انتهــى‪ ،‬بعــد محــاوالت عديــدة مــن التطويــر واإلصــالح‪ ،‬باالع ـرتاف ببعــض اآلثــار القانونيــة الهامــة‬
‫للقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬فالــرشكات التجاريــة ال تكتســب الشــخصية املعنويــة إال مــن تاريــخ قيدهــا‬
‫يف الســجل التجــاري‪ ،‬كــام أن البيانــات الواجبــة القيــد ال تكــون حجــة عــىل الغــري إال بعــد تســجيلها‪ ،‬وإن‬
‫كان مــن حــق الغــري أن يتمســك بالبيانــات والوقائــع التــي مل تقيــد متــى كانــت لــه مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬ومــع‬

‫)‪ (٢٧٨‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٢٠‬اسكارا ورو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٥٧‬‬
‫)‪ (٢٧٩‬انظر دكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ١٩١‬واملراجع التي أشار إليها يف الهامش رقم ‪ ٨٠‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪.١٠٤‬‬
‫‪١٢١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫ذلــك فــإن هــذا الترشيــع ال يعتــرب القيــد يف الســجل التجــاري ســوى قرينــة قانونيــة بســيطة عــىل اكتســاب‬
‫صفــة التاجــر‪ ،‬كــام أنــه مل يجعــل مــن الســجل التجــاري األداة الوحيــدة للشــهر يف املســائل التجاريــة)‪.(٢٨٠‬‬

‫وقــد أخــذ يف اململكــة بنظــام الســجل التجــاري ألول مــرة مبوجــب األمــر الســامي رقــم ‪ ٤٤٧٠/١/٢١‬والصادر‬
‫يف ‪١٣٧٥/١١/٩‬هـــ‪ ،‬وقــد أخــذ هــذا األمــر الســامي باتجــاه القانــون الفرنــيس القديــم‪ ،‬فلــم يرتتــب عــىل‬
‫القيــد يف الســجل التجــاري آثــارا ً قانونيــة يعتــد بهــا‪.‬‬

‫ثــم صــدر نظــام الســجل التجــاري الجديــد باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ١/‬وتاريــخ ‪١٤١٦/٢/٢١‬هـــ وأخــذ‬
‫باالتجاهــات الحديثــة التــي ال تعتــرب الســجل التجــاري أداة لإلحصــاء واالســتعالم عــن حالــة التجــار فحســب‬
‫وإمنــا أداة للشــهر القانــوين بالنســبة ملــن يشــملهم النظــام)‪ ،(٢٨١‬فاعتــربت املــادة ‪ ١٣‬مــن هــذا النظــام‬
‫البيانــات املقيــدة يف الســجل التجــاري حجــة للتاجــر أو ضــده مــن تاريــخ قيدهــا‪ ،‬ومل تجــز االحتجــاج عــىل‬
‫أي شــخص آخــر بــأي بيــان واجــب القيــد أو التأشــري بــه يف الســجل التجــاري مــا مل يتــم هــذا اإلجـراء‪ ،‬مــع‬
‫ذلــك أجــازت املــادة ســالفة الذكــر لهــذا الشــخص االحتجــاج بهــذا البيــان يف مواجهــة التاجــر أو الرشكــة‬
‫متــى كانــت لــه مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬كــام قضــت املــادة ‪ ١٤‬مــن نظــام الســجل التجــاري الجديــد بــأن كل مــن‬
‫يتقــدم إىل الجهــة الرســمية بطلــب بصفتــه تاجـرا ً ال يقبــل طلبــه بهــذه الصفــة مــا مل يكــن مقيدا ً يف الســجل‬
‫التجــاري إىل غــري ذلــك مــن األحــكام التــي ســنوردها تفصيـالً فيــام بعــد‪.‬‬

‫وســوف نتحــدث يف الفــرع األول مــن هــذا املبحــث عــن القيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬ويف الفــرع الثــاين عــن‬
‫آثــار هــذا القيــد‪.‬‬

‫)‪ (٢٨٠‬انظر فيام يتعلق بتطور نظام السجل التجاري الفرنيس‪ ،‬جيينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ١٨٩‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٢٨١‬انظر املذكرة اإليضاحية لنظام السجل التجاري‪.‬‬
‫‪١٢٢‬‬
‫التاجر‬

‫الفرع األول‬

‫القيد في السجل التجاري‬

‫‪ -77‬الملتزمون بالقيد في السجل التجاري‪:‬‬


‫تنــص املــادة ‪ ١‬مــن نظــام الســجل التجــاري عــىل أن »تُعــد وزارة التجــارة ســجالً يف املــدن التــي يصــدر‬
‫بتحديدهــا قـرار مــن وزيــر التجــارة يشــمل جميــع مناطــق اململكــة تقيــد فيــه أســامء التجــار والــرشكات‬
‫وتــدون فيــه جميــع البيانــات املنصــوص عليهــا يف هــذا النظــام«‪.‬‬

‫ويؤخــذ مــن هــذا النــص أن واجــب القيــد يف الســجل التجــاري يقــع عــىل التجــار األفــراد والــرشكات‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التجار األفراد‪:‬‬


‫ً‬

‫وفق ـاً للنظــام الســعودي يلتــزم الفــرد بالقيــد يف الســجل التجــاري متــى توافــرت فيــه الــرشوط الثالثــة‬
‫التاليــة‪:‬‬

‫‪ .١‬أن تتوافــر فيــه رشوط اكتســاب صفــة التاجــر كــام حددتهــا األنظمــة يف اململكــة‪ ،‬وقــد كانــت املــادة‬
‫الثالثــة عــرش مــن نظــام الســجل التجــاري امللغــي تضــع تعريفـاً للتاجــر ال يخــرج عــن التعريــف القانــوين‬
‫الســابق دراســته إذ كانــت تنــص عــىل أنــه »يعتــرب تاج ـرا ً فيــام يتعلــق بهــذا النظــام كل شــخص ميتهــن‬
‫رشاء املنقــوالت بقصــد بيعهــا أو تأجريهــا واملقاولــون أيــاً كانــوا والســامرسة واملســتوردون واملصــدرون‬
‫واملشــتغلون بأعــامل البنــوك والنقــل البحــري أو الــربي أو الجــوي‪ ،‬وعــىل العمــوم كل مــن احــرتف أحــد‬
‫األعــامل التجاريــة أو نصــت أنظمــة اململكــة عــىل اعتبــاره تاج ـرا ً«‪ ،‬وقــد صــدر نظــام الســجل التجــاري‬
‫الحــايل خلــوا ً مــن مثــل هــذا النــص مــام يتعــني معــه الرجــوع يف تعريــف التاجــر إىل نــص املــادة األوىل‬
‫مــن نظــام املحكمــة التجاريــة والتــي حــددت املقصــود بالتاجــر بأنــه مــن اشــتغل باملعامــالت التجاريــة‬
‫واتخذهــا مهنــة لــه عــىل نحــو مــا ســبق بيانــه تفصي ـالً بالفصــل األول مــن هــذا البــاب)‪.(٢٨٢‬‬

‫)‪ (٢٨٢‬يراجع ص ‪ ٨٩‬وما بعدها من هذا املؤلف‪.‬‬


‫‪١٢٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫‪ .٢‬أن يكــون للتاجــر محــل ثابــت أو فــرع أو وكالــة يف اململكــة أمــا إذا مل يكــن لــه محــل ثابــت يبــارش فيــه‬
‫مهنتــه‪ ،‬فإنــه ال يلتــزم بالقيــد يف الســجل التجــاري‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك نصــت املــادة الثانيــة مــن نظــام الســجل التجــاري بعــد التعديــل عــىل‪ «:‬يجــب عــىل كل تاجــر‬
‫أن يتقــدم بطلــب لقيــد اســمه يف الســجل التجــاري الــذي يقــع يف دائرتــه محلــه التجــاري ســواء أكان مركـزا ً‬
‫رئيسـاً أم فرعـاً أم وكالــة«‪.‬‬

‫والجديــر بيانــه أنــه تــم تعديــل املــادة الثانيــة مــن النظــام وعليــه يجــب عــىل كل تاجــر لــه محــل ثابــت‬
‫أو فــرع أو وكالــة القيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬ومل يعــد التاجــر الــذي مل يبلــغ رأس مالــه مائــة الــف ريــال‬
‫معفــي مــن القيــد يف الســجل التجــاري )‪.(٢٨٣‬‬

‫‪ .٣‬اإلشـرتاك يف الغرفــة التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬ولذلــك ألزمــت املــادة ‪ ٤‬مــن نظــام الســجل التجــاري كل مــن‬
‫يتــم قيــده يف الســجل التجــاري أن يــودع لــدى مكتــب الســجل املختــص خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ‬
‫القيــد شــهادة االشـرتاك يف الغرفــة التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬وقــد أىت هــذا النــص مواكبـاً لحكــم املــادة ‪ ٢٩‬مــن‬
‫نظــام الغــرف التجاريــة والصناعيــة وضامنـاً للوفــاء بااللتـزام الناشــئ عنــه‪ ،‬فقــد أوجــب هــذا النــص عــىل‬
‫كل منشــأة مقيــدة يف الســجل التجــاري االش ـرتاك يف الغرفــة التــي يقــع يف دائرتهــا محلــه الرئيــيس‪ ،‬كــام‬
‫يســقط االشـرتاك يف الغرفــة بشــطب الســجل التجــاري‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الشركات‪:‬‬

‫تقــيض املــادة ‪ ٣‬مــن نظــام الســجل بإل ـزام الــرشكات التجاريــة التــي يتــم تأسيســها يف اململكــة أو التــي‬
‫يكــون لهــا فيهــا فــرع بالقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬وتقــيض املــادة ‪ ٦‬مــن هــذا النظــام بإل ـزام الــرشكات‬
‫األجنبيــة التــي يرخــص لهــا بافتتــاح فــرع أو مكتــب يف اململكــة بالقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬وعليــه فــإن‬
‫الــرشكات التــي تقــوم بأعــامل مدنيــة كالــرشكات العقاريــة والــرشكات الزراعيــة تكــون ملزمــة بالقيــد يف‬
‫الســجل التجــاري غــري أن ذلــك ال يــؤدي إىل إســباغ صفــة التاجــر عليهــا مــع مــا يرتتــب عــىل هــذه الصفــة‬
‫مــن آثــار)‪.(٢٨٤‬‬

‫ويتفــق حكــم الترشيــع الســعودي يف هــذا الصــدد مــع االتجــاه الحديــث يف الــدول األخــرى‪ ،‬والــذي يقــيض‬
‫بقيــد جميــع الــرشكات وأيـاً كانــت طبيعــة أعاملهــا يف الســجل التجــاري)‪.(٢٨٥‬‬

‫)‪(٢٨٣‬إال ان املادة السادسة عرشة من الالئحة التنفيذية للنظام تنص عىل‪ «:‬يجب عىل موظفي السجل التجاري يف حالة عدم تسجيل املتجر رغم بلوغ رأس ماله‬
‫مائة ألف ريال تحرير محرض بالواقعة‪«...‬‬
‫)‪ (٢٨٤‬انظر دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪ ،١٣٠‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٨‬‬
‫)‪ (٢٨٥‬انظر يف القانون الفرنيس روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٤‬ويف القانون التجاري املرصي دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند‬
‫‪١٢4‬‬
‫التاجر‬

‫‪ -78‬البيانات الواجب قيدها في السجل التجاري‪:‬‬


‫بعــد تعديــل نــص املــادة الثانيــة والثالثــة مــن نظــام الســجل التجــاري)‪ ،(٢٨٦‬مل تعــد تختلــف البيانــات‬
‫الواجــب قيدهــا يف الســجل التجــاري تبعــاً ملــا إذا كان طالــب القيــد تاجــرا ً فــردا ً أو رشكــة‪.‬‬

‫ألزمــت املــادة ‪ ٥‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الســجل التجــاري أن يُبــني يف طلبــات تســجيل املؤسســات‬
‫الفرديــة والــرشكات وفروعهــا ســلطات املديــر يف اإلدارة أو التوقيــع وعــىل وجــه الخصــوص الترصفــات‬
‫والعقــود والصالحيــات املخولــة للمديــر أو األشــخاص الذيــن لهــم حــق التوقيــع ســواء مــن حيــث نــوع‬
‫العقــود والترصفــات والصالحيــات أو مــن حيــث قيمتهــا باإلضافــة اىل العقــود والترصفــات املحظــور عليهــم‬
‫مبارشتهــا إن وجــدت‪.‬‬

‫‪ -79‬الجهة المختصة بالقيد وإجراءاته‪:‬‬


‫عهــد بالســجل التجــاري يف اململكــة إىل جهــة إداريــة‪ ،‬وهــي مكاتــب الســجل التجــاري التابعــة لــوزارة‬
‫التجــارة واملنتــرشة يف املــدن الرئيســية للمملكــة‪ .‬ولقــد أصبــح القيــد يف الســجل التجــاري يف اململكــة يتــم‬
‫مــن خــالل موقــع الــوزارة اإللكــرتوين)‪.(٢٨٧‬‬

‫واألصــل تقديــم طلبــات القيــد يف الســجل التجــاري أو التعديــل فيــه أو شــطب الســجل مــن قبــل األشــخاص‬
‫املكلفــني بتقدميهــا)‪ ،(٢٨٨‬إال أنــه يجــوز لهــم توكيــل غريهــم للقيــام بذلــك بتوكيــل رســمي خــاص أو عــام‬
‫ينــص فيــه رصاحــة عــىل ســلطة الوكيــل يف تقديــم الطلبــات الســابق اإلشــارة اليهــا‪ ،‬ويتــم حفــظ اصــل‬
‫التوكيــل أو صــورة منــه مــع أصــل الطلــب مبكتــب الســجل التجــاري)‪.(٢٨٩‬‬

‫ويقــدم طلــب القيــد أو التعديــل إىل مكتــب الســجل التجــاري الــذي يقــع يف دائرتــه املحــل أو املركــز‬
‫الرئيــيس أو الفــرع أو الوكالــة مــن أصــل وصــورة‪ ،‬وعــىل مكتــب الســجل طبقـاً لنــص املــادة ‪» ٨‬أن يتحقــق‬
‫مــن وجــود الــرشوط الالزمــة للقيــد أو التأشــري أو الشــطب ولــه أن يكلف مقــدم الطلب بتقديم املســتندات‬

‫رقم ‪١٣٠‬‬
‫)‪ (٢٨٦‬ولقد كانت املادة ‪ ٢‬من النظام قبل تعديلها تستلزم أن يشتمل الطلب عىل البيانات التالية‪ .١ :‬اسم التاجر بالكامل ولقبه ومكان ميالده وتاريخه‬
‫وجنسيته وصورة من توقيعه ومن توقيع من ينوب عنه »إن وجد«‪ .٢ ،‬االسم التجاري »إن وجد«‪ .٣ ،‬نوع النشاط التجاري الذي يبارشه التاجر وتاريخ بدئه‪،‬‬
‫‪ .٤‬رأس مال التاجر‪ .٥ ،‬اسم املدير ومكان ميالده وتاريخه وجنسيته‪ ،‬ومحل إقامته باململكة وحدود سلطته‪ .٦ .‬اسم املركز الرئييس للتاجر وعنوانه ورقم قيده‬
‫والفروع والوكاالت التابعة له سواء أكانت داخل اململكة أم يف خارجها والنشاط التجاري لكل منها‪.‬‬
‫وبالنسبة للبيانات التي يجب أن يشتمل عليها طلب قيد الرشكة يف السجل التجاري وفقاً لنص املادة ‪ .١ :٣‬نوع الرشكة واسمها التجار‪ .٢ ،‬النشاط الذي تبارشه‬
‫الرشكة‪ .٣ ،‬رأس مال الرشكة‪ .٤ ،‬تاريخ ابتداء الرشكة وتاريخ انتهائها‪ .٥ ،‬أسامء الرشكاء املتضامنني يف رشكات التضامن أو التوصية ومكان ميالد كل منهم وتاريخه‬
‫وعنوانه وجنسيته‪ .٦ ،‬أسامء مديري الرشكة واألشخاص الذين لهم حق التوقيع باسمها ومكان ميالد كل منهم وتاريخه وجنسيته وصورة من توقيعه‪،‬‬
‫مع بيان مدى سلطاتهم يف اإلدارة والتوقيع‪ ،‬وتحديد الترصفات املحظور عليهم مبارشتها إن وجدت‪ .٧ ،‬عنوان املركز الرئييس للرشكة والفروع والوكالء‬
‫سواء أكانت داخل اململكة أو خارجها‪.‬‬
‫)‪ (٢٨٧‬األستاذ الدكتور زياد أحمد القريش والدكتور عيل صالح الزهراين‪ ،‬القانون التجاري يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الرياض‪ ،١٤٤٠ ،‬ص ‪. ١٢٥‬‬
‫)‪ (٢٨٨‬املادة ‪ ٣‬الالئحة التنفيذية نظام السجل التجاري‪.‬‬
‫)‪(٢٨٩‬املادة ‪ ٣‬الالئحة التنفيذية لنظام السجل التجاري‪.‬‬
‫‪١٢5‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫املؤيــدة لصحــة البيانــات الــواردة يف طلبــه‪ .‬ويجــوز ملكتــب الســجل أن يرفــض الطلــب بقـرار مســبب خــالل‬
‫الثالثــني يومـاً مــن تاريــخ تقدميــه«‪ .‬وقــد اســتهدف هــذا النــص تحقيــق ثقــة الغــري واطمئنانــه إىل صحــة‬
‫البيانــات املدونــة يف الســجل التجــاري‪ ،‬ولذلــك ألقــي عــىل مكتــب الســجل التجــاري التزامـاً بالتحقــق مــن‬
‫توافــر الــرشوط الالزمــة لقيــد البيانــات أو التأشــري بهــا أو شــطبها‪ ،‬ومتكينـاً للمكتــب مــن القيــام بذلــك فقــد‬
‫خولــه هــذا النــص ســلطة تكليــف طالــب القيــد أو التأشــري أو الشــطب بتقديــم املســتندات املؤيــدة لصحــة‬
‫البيانــات املطلــوب قيدهــا وإال جــاز للمكتــب بق ـرار مســبب رفــض الطلــب)‪ .(٢٩٠‬وبذلــك يكــون النــص‬
‫املشــار إليــه قــد تــالىف االنتقــادات التــي أثارهــا نــص املــادة ‪ ٨‬مــن النظــام امللغــي‪ ،‬والــذي كان يــرى البعــض‬
‫أنــه ال يلقــي عــىل مكتــب الســجل التجــاري االلتــزام بالتحقــق مــن صحــة البيانــات املطلــوب قيدهــا‬
‫وأن أثــره يقتــرص عــىل التحقــق مــن رشوط القيــد املوضوعيــة والشــكلية كالتحقــق مــن أن طالــب القيــد‬
‫تاجــر لــه محــل أو فــرع وكالــة يف اململكــة)‪ ،(٢٩١‬فمــام ال شــك فيــه ان النــص عــىل الت ـزام مكتــب الســجل‬
‫التجــاري بالتحقــق مــن وجــود الــرشوط الالزمــة للقيــد أو التأشــري أو الشــطب كــام ورد بنــص املــادة ‪ ٨‬مــن‬
‫النظــام الجديــد للســجل التجــاري ســوف يــؤدي إىل اطمئنــان الغــري إىل صحــة البيانــات املدونــة يف الســجل‬
‫التجــاري‪ ،‬وهــو مــا ســبق أن ارتأينــاه يف ظــل العمــل بالنظــام الســابق للســجل التجــاري‪.‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬يحتفــظ املوظــف املختــص بعــد ذلــك بأصــل الطلــب مبكتــب الســجل التجــاري)‪ ،(٢٩٢‬ومــن‬
‫ثــم اصــدار شــهادة التســجيل مــن أصــل وصــورة ويتــم تســليم األصــل لصاحــب الشــأن واالحتفــاظ بالصــورة‬
‫يف مكتــب الســجل التجــاري)‪ .(٢٩٣‬ومــن ثــم تحصيــل الرســوم املســتحقة مــن صاحــب الطلــب بعــد قبولــه‬
‫وإثبــات رقــم إيصــال الدفــع بشــهادة التســجيل وتكــون املــدة املســتحق عنهــا الرســم هــي مــدة صالحيــة‬
‫الشهادة)‪.(٢٩٤‬‬

‫ولقــد ألــزم النظــام يف املــادة ‪ ٣‬تقديــم طلــب قيــد أي فــرع للرشكــة خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ إنشــائه‬
‫مرفق ـاً مــع الطلــب صــورة مــن عقــد التأســيس ونظــام الرشكــة األســاس إن وجــد‪ ،‬وبالنســبة للــرشكات‬
‫األجنبيــة التــي يرخــص لهــا بافتتــاح فــروع أو مكاتــب لهــا يف اململكــة‪ ،‬التقــدم بطلــب القيــد يف الســجل‬
‫التجــاري‪ ،‬مرفق ـاً مــع الطلــب عقــد تأســيس الرشكــة ونظامهــا األســاس ان وجــد وكذلــك االســم التجــاري‬
‫للفــرع أو املكتــب وعنوانــه والنشــاط الــذي يزاولــه وتاريــخ افتتاحــه وكذلــك اســم املديــر وحــدود ســلطاته‬
‫املــادة الرابعــة مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الســجل التجــاري‪.‬‬

‫عــالوة عــىل البيانــات الســابق اإلشــارة اليهــا‪ ،‬فإنــه بالنســبة لطلبــات القيــد يف الســجل التجــاري بحــق‬
‫املؤسســات الفرديــة والــرشكات وفروعهــا‪ ،‬فإنــه يجــب أن يبــني يف الطلــب ســلطات املديــر يف اإلدارة أو‬

‫)‪ (٢٩٠‬تراجع املذكرة اإليضاحية لنظام السجل التجاري الجديد‪.‬‬


‫)‪ (٢٩١‬انظر دكتور أكثم الخويل مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٧‬‬
‫)‪ (٢٩٢‬املادة ‪ ٦‬الالئحة التنفيذية نظام السجل التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٢٩٣‬املادة ‪ ٧‬الالئحة التنفيذية نظام السجل التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٢٩٤‬املادة ‪ ٩‬الالئحة التنفيذية نظام السجل التجاري‪.‬‬
‫‪١٢6‬‬
‫التاجر‬

‫التوقيــع واألشــخاص الذيــن يحــق لهــم التوقيــع وكذلــك العقــود املحظــور عليهــم القيــام بهــا ان وجــدت‬
‫كــام ســبق بيــان ذلــك‪.‬‬

‫‪ -80‬تعديل ومحو القيد من السجل التجاري‪:‬‬


‫بعــد القيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬قــد تســتجد بيانــات ووقائــع قانونيــة أو أحــكام قضائيــة يجــب إضافتهــا‬
‫للســجل التجــاري‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك‪ ،‬ألزمــت املــادة ‪ ٤‬مــن النظــام التاجــر أو مديــر الرشكــة أو املصفــي بالتأشــري يف الســجل التجــاري‬
‫بــكل تعديــل يف البيانــات الســابق قيدهــا فيــه‪ ،‬خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ حــدوث هــذا التعديل‪.‬‬

‫كــام ألزمــت املــادة ‪ ١٠‬الجهــات القضائيــة التــي يصــدر منهــا حكــم أو أمــر نهــايئ يغــري مــن مركــز التاجــر‬
‫أن تخطــر مكتــب الســجل التجــاري املختــص خــالل ثالثــني يومـاً باألحــكام الخاصــة بشــهر إفــالس التاجــر‪،‬‬
‫وكذلــك األحــكام التــي تؤثــر عــىل مركــز التاجــر أيض ـاً والتــي تتعلــق بأهليتــه وهــي األحــكام الصــادرة‬
‫بســحب اإلذن باإلتجــار أو بتقييــده للقــارص واملحجــور عليــه‪ ،‬وكذلــك الحــال بالنســبة ألحكام فصــل الرشكاء‬
‫أو عــزل املديريــن‪ ،‬أو أحــكام حــل الرشكــة أو بطالنهــا وتعيــني املصفــني أو عزلهــم‪ ،‬واألحــكام الصــادرة‬
‫بالتصديــق عــىل الصلــح القضــايئ أو بفســخه أو إبطالــه‪ ،‬واألمــر الصــادر بافتتــاح إجـراءات الصلــح الواقــي‬
‫مــن اإلفــالس واألحــكام الصــادرة بالتصديــق عليــه أو بفســخه أو إبطالــه‪ ،‬واألحــكام الصــادرة باإلدانــة يف‬
‫قضايــا التزويــر والتزييــف والرشــوة‪.‬‬

‫وقــد ألزمــت املــادة ‪ ١٠‬ســالفة الذكــر مكتــب الســجل التجــاري املختــص بالتأشــري باألحــكام واألوامــر‬
‫املشــار إليهــا مبجــرد إخطــاره بهــا‪.‬‬

‫وفق ـاً ملــا تقــيض بــه املــادة ‪ ٧‬مــن نظــام الســجل التجــاري يجــب عــىل التاجــر يف حالــة اعتزالــه التجــارة‪،‬‬
‫وعــىل ورثتــه أو أوليــه أو الــويص يف حالــة وفاتــه‪ ،‬وعــىل املصفــني يف حالــة تصفيــة الرشكــة أن يطلبــوا‬
‫شــطب التســجيل يف األحــوال اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬ترك التاجر لتجارته بصفة نهائية‪.‬‬

‫‪ .٢‬وفاة التاجر‪.‬‬

‫‪ .٣‬انتهاء تصفية الرشكة‪.‬‬

‫‪١٢7‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫ويجــب أن يقــدم طلــب املحــو خــالل تســعني يوم ـاً مــن تاريــخ الواقعــة التــي اســتوجبته‪ ،‬فــإذا مل يقــدم‬
‫الطلــب خــالل هــذه الفــرتة يقــوم مكتــب الســجل التجــاري بعــد التحقــق مــن الواقعــة املوجبــة للشــطب‬
‫وبعــد إخطــار أصحــاب الشــأن بخطــاب مســجل‪ ،‬بشــطب القيــد مــن تلقــاء نفســه بعــد ثالثــني يومـاً مــن‬
‫تاريــخ اإلخطــار‪ ،‬مــا مل يتســلم مــن صاحــب الشــأن خــالل هــذه املــدة مــا ينفــي هــذه الواقعــة‪.‬‬

‫ويف حالــة صــدور حكــم أو ق ـرار نهــايئ بشــطب الســجل تطبيق ـاً لألنظمــة املعمــول بهــا يقــوم مكتــب‬
‫الســجل التجــاري املختــص بالشــطب مبجــرد إخطــاره بالحكــم أو القــرار‪.‬‬

‫‪ -8١‬الحصول على مستخرج من السجل‪:‬‬


‫متكين ـاً للغــري مــن معرفــة حالــة التاجــر أو الرشكــة‪ ،‬أجــازت املــادة ‪ ١١‬مــن نظــام الســجل التجــاري ألي‬
‫شــخص أن يحصــل مــن مكتــب الســجل التجــاري عــىل صــورة مســتخرجة مــن الســجل التجــاري عــن أي‬
‫تاجــر أو رشكــة‪ .‬ويف حالــة عــدم وجــود تســجيل يعطــي مكتــب الســجل الطالــب شــهادة بذلــك‪.‬‬

‫غــري أن الصــورة املســتخرجة ال يجــوز أن تشــتمل عــىل أحــكام إشــهار اإلفــالس إذا ُرد اعتبــار التاجــر وال‬
‫أحــكام الحجــر أو الحجــز إذا مــا رفعــا‪ .‬والحكمــة مــن هــذا الحظــر واضحــة إذ ال معنــى للكشــف عــن‬
‫بيانــات تــرض بســمعة التاجــر دون أن تفيــد الغــري‪.‬‬

‫وتســهيالً ملهمــة الغــري يف االطــالع عــىل البيانــات املدونــة يف الســجل التجــاري تلــزم املــادة ‪ ٩‬كل تاجــر‬
‫أو رشكــة أن يذكــر يف جميــع مراســالته ومطبوعاتــه وأختامــه ولوحاتــه باإلضافــة إىل اســمه رقــم قيــده يف‬
‫الســجل التجــاري واســم املدينــة املقيــد بهــا عــىل أن تكــون جميــع هــذه البيانــات مكتوبــة باللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪١٢8‬‬
‫التاجر‬

‫الفرع الثاني‬

‫آثار القيد في السجل التجاري‬

‫‪ -٨٢‬مل يكــن نظــام الســجل التجــاري امللغــي يرتــب عــىل القيــد يف الســجل التجــاري آثــارا ً قانونيــة مدنيــة‪،‬‬
‫واقتــرص عــىل تقريــر بعــض الجـزاءات الجنائيــة التــي قــدر رضورتهــا لغــرض احرتامــه والتقيــد بأحكامــه‪.‬‬

‫وأخــذا ً باالتجــاه الحديــث يف ترتيــب بعــض اآلثــار النظاميــة عــىل القيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬أخــذت املــادة‬
‫‪ ١٣‬مــن نظــام الســجل التجــاري بفكــرة حجيــة البيانــات املقيــدة يف الســجل التجــاري مــن تاريــخ قيدهــا‪،‬‬
‫ومــع ذلــك أجــازت هــذه املــادة ألي شــخص آخــر االحتجــاج بالبيــان واجــب القيــد أو التأشــري بــه‪ ،‬ولــو مل‬
‫يتــم قيــده أو التأشــري بــه متــى كان لهــذا الشــخص مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬فنصــت عــىل أن »تعتــرب البيانــات‬
‫املقيــدة يف الســجل التجــاري حجــة للتاجــر أو ضــده مــن تاريــخ قيدهــا‪ ،‬وال يجــوز االحتجــاج عــىل أي‬
‫شــخص آخــر بــأي بيــان واجــب القيــد أو التأشــري بــه مــا مل يتــم هــذا اإلج ـراء‪ .‬ومــع ذلــك يجــوز لهــذا‬
‫الشــخص االحتجــاج بهــذا البيــان يف مواجهــة التاجــر أو الرشكــة متــى كان لهــذا الشــخص مصلحــة يف ذلــك«‪.‬‬

‫وتطبيق ـاً لذلــك فإنــه إذا قــام تاجــر أو رشكــة مــا بقيــد اســم املديــر يف الســجل التجــاري وحــدد ســلطاته‬
‫بــأن أجــاز لــه إبـرام العقــود التــي قيمتهــا مليــون ريــال‪ ،‬فــإن جميــع العقــود التــي يربمهــا هــذا املديــر يف‬
‫حــدود ســلطاته تكــون ملزمــة للتاجــر أو الرشكــة‪ ،‬طاملــا مل يــؤرش يف الســجل بتغــري اســم هــذا املديــر أو‬
‫بتعديــل ســلطاته‪ .‬ويف املقابــل فإنــه إذا قــام هــذا التاجــر أو الرشكــة بتعيــني مديــر جديــد دون أن يقيــد‬
‫اســمه يف الســجل التجــاري‪ ،‬وأبــرم هــذا املديــر بصفتــه هــذه عقــدا ً مــع شــخص آخــر باســم التاجــر أو‬
‫الرشكــة‪ ،‬وكان هــذا الشــخص اآلخــر عــىل علــم بصفــة املديــر وحــدود ســلطاته‪ ،‬فإنــه يكــون لهــذا الشــخص‬
‫متــى كان لــه مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬التمســك بتنفيــذ هــذا العقــد‪ ،‬باعتبــار أن هــذا املديــر ‪-‬رغــم عــدم قيــد‬
‫اســمه يف الســجل التجــاري‪ -‬هــو املمثــل النظامــي لهــذا التاجــر أو الرشكــة)‪.(٢٩٥‬‬

‫وحث ـاً للتجــار عــىل القيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬فــإن املــادة ‪ ١٤‬مــن نظــام الســجل التجــاري الحــايل قــد‬
‫اشــرتطت لتمســك الشــخص بصفــة التاجــر يف تعاملــه مــع الجهــات الرســمية أن يكــون مقيــدا ً يف الســجل‬
‫التجــاري‪.‬‬

‫وإذا كان نظــام الســجل التجــاري امللغــي قــد قــرر جـزاءات جنائيــة عــىل مخالفــة أحكامــه‪ ،‬وهــي الغرامــة‬
‫التــي مل تجــاوز قيمتهــا خمســامئة ريــال املــادة ‪ ١٧‬مــن النظــام امللغــي‪ ،‬فــإن نظــام الســجل التجــاري‬
‫الحــايل رغبــة يف حــث التجــار عــىل القيــد يف الســجل التجــاري وعــدم الرتاخــي يف ذلــك وحتــى ال يقومــوا‬

‫)‪ (٢٩٥‬تراجع املذكرة اإليضاحية لنظام السجل التجاري‪.‬‬


‫‪١٢9‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫بتقديــم بيانــات غــري صحيحــة‪ ،‬فقــد أعــاد النظــر يف تلــك الجـزاءات وذلــك بتشــديد عقوبــة الغرامــة لتصــل‬
‫إىل خمســني ألــف ريــال‪ ،‬وذلــك متشــياً مــع العقوبــات املقــرر بنظــام الدفاتــر التجاريــة‪ ،‬ونظــام الــوكاالت‬
‫التجاريــة‪ ،‬التــي تصــل العقوبــة ملخالفــة أحكامــه إىل خمســني ألــف ريــال‪ ،‬وهــو مــا ســبق أن دعونــا إليــه‬
‫يف ظــل العمــل بالنظــام الســابق للســجل التجــاري‪.‬‬

‫وقــد عهــدت املــادة ‪ ١٢‬إىل وزيــر التجــارة تســمية املوظفــني الذيــن يتولــون التحقــق مــن تنفيــذ أحــكام‬
‫نظــام الســجل التجــاري والق ـرارات الصــادرة تنفيــذا ً لــه‪ ،‬وضبــط كل مخالفــة ألحكامــه وتحريــر املحــارض‬
‫الالزمــة‪.‬‬

‫وإذا كان نظــام الســجل التجــاري امللغــي قــد عهــد بتوقيــع العقوبــات املقــررة بــه إىل مديــر عــام التجــارة‬
‫الداخليــة‪ ،‬فقــد عهــدت املــادة ‪ ١٢‬مــن النظــام الحــايل بتطبيــق العقوبــات املنصــوص عليهــا فيــه إىل لجنــة‬
‫تشــكل بقـرار مــن وزيــر التجــارة مــن ثالثــة أعضــاء‪ ،‬يكــون أحدهــم عــىل األقــل مستشــارا ً قانونيـاً وذلــك‬
‫تحقيقـاً للحيــدة الالزمــة‪ .‬وقــد منحــت املــادة ‪ ١٨‬ذوي الشــأن حــق االعـرتاض عــىل قـرارات مكتــب الســجل‬
‫التجــاري وق ـرار اللجنــة املشــار إليهــا إىل وزيــر التجــارة‪ ،‬وذلــك خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ إبالغهــم‬
‫بالق ـرار واعتــربت يف حكــم الق ـرار رفــض مكتــب الســجل التجــاري أو امتناعــه عــن اتخــاذ ق ـرار كان مــن‬
‫الواجــب عليــه اتخــاذه طبقـاً لألنظمــة واللوائــح‪ ،‬وأجــازت هــذه املــادة لــذوي الشــأن التظلــم أمــام ديــوان‬
‫املظــامل مــن ق ـرارات وزيــر التجــارة الصــادرة بشــأن اعرتاضاتهــم وذلــك خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ‬
‫إبالغهــم بق ـرار الوزيــر‪ ،‬ويف حالــة عــدم صــدور ق ـرار مــن الوزيــر بشــأن االع ـرتاض املقــدم لــه يف مــدة‬
‫أقصاهــا ســتون يوم ـاً مــن تاريــخ تقدميــه أجــازت تلــك املــادة لصاحــب االع ـرتاض التظلــم أمــام ديــوان‬
‫املظــامل مــن ق ـرار مكتــب الســجل التجــاري أو ق ـرار اللجنــة املختصــة بتوقيــع العقوبــات وذلــك خــالل‬
‫ثالثــني يوم ـاً مــن انقضــاء املــدة املحــددة لصــدور ق ـرار الوزيــر‪ ،‬وقــد ســبق أن دعونــا يف ظــل العمــل‬
‫بالنظــام امللغــي إىل أن يعهــد بتطبيــق الجــزاءات املقــررة ملخالفــة أحــكام نظــام الســجل التجــاري إىل‬
‫الهيئــة القضائيــة املختصــة بنظــر املنازعــات التجاريــة‪ ،‬وهــو مــا أخــذ بــه النظــام الجديــد للســجل التجــاري‬
‫الــذي عهــد لديــوان املظــامل االختصــاص بالفصــل يف الطعــون عــىل ق ـرارات وزيــر التجــارة عــىل النحــو‬
‫املتقــدم بيانــه‪.‬‬

‫‪١٣0‬‬
‫التاجر‬

‫المبحث الثالث‬

‫القيد في الغرفة التجارية والصناعية‬

‫‪ -٨٣‬صــدر أول نظــام للغــرف التجاريــة والصناعيــة باألمــر الســامي رقــم أ‪ ٦٦٦/‬وتاريــخ ‪١٣٦٨/١/١٧‬هـــ‬
‫املعــدل باألمــر الســامي رقــم أ‪ ٢٨٢٩/‬وتاريــخ ‪١٣٦٨/٨/١٣‬هـــ‪ ،‬ومــن ثــم ألغــي هــذا النظــام باملرســوم‬
‫امللــيك رقــم م‪ ٦/‬وتاريــخ ‪١٤٠٠/٧/٣٠‬هـــ وذلــك بإصــدار نظــام الغــرف التجاريــة والصناعيــة وصــدرت‬
‫الالئحــة التنفيذيــة لهــذا النظــام بالقـرار الــوزاري رقــم ‪ ١٨٧١‬وتاريــخ ‪١٤٠١/٥/٢٢‬هـــ املعــدل بالقـرار رقــم‬
‫‪ ١٠٢٤‬وتاريــخ ‪١٤٠٦/٦/١٧‬هـــ‪ ،‬والقـرار رقــم ‪ ١٦٢١‬وتاريــخ ‪١٤١٣/١٢/١٦‬هـــ‪ .‬وأخـريا ً‪ ،‬بصــدور نظــام الغرف‬
‫التجاريــة باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٣٧/‬وتاريــخ ‪١٤٤٢/٤/٢٢‬هـــ والئحتــه التنفيذيــة الصــادرة ســنة ‪١٤٤٣‬هـــ‪،‬‬
‫وتضمنــت جميعهــا األحــكام الخاصــة بالغــرف التجاريــة والصناعيــة والتــي ســنعرض لهــا فيــام يــيل‪:‬‬

‫‪ -84‬تعريــف الغرفــة)‪ :(٢٩٦‬بعــد اتســاع مجــاالت النشــاط التجــاري والصناعــي يف ظــل النهضــة الشــاملة التــي‬
‫تشــهدها اململكــة يف مختلــف املجــاالت ظهــرت الحاجــة إىل تجميــع التجــار والصنــاع يف هيئــات متثلهــم‬
‫أمــام الســلطات العامــة وترعــى مصالحهــم‪ ،‬وتحقيق ـاً لتلــك الغايــة أنشــأت الغــرف التجاريــة والصناعيــة‬
‫التــي عرفتهــا املــادة ‪ ٢‬مــن نظــام الغــرف التجاريــة بأنهــا »كيــان غــري ربحــي‪ ،‬يســتهدف تنميــة األنشــطة‬
‫التجاريــة عــىل مســتوى القطاعــات التجاريــة‪ ،‬ومتثيلهــا لــدى الــوزارات والهيئــات واملؤسســات العامــة‪،‬‬
‫والعمــل عــىل حاميتهــا وتطويرهــا‪ ،‬يف نطــاق اختصــاص مــكاين محــدد«‪.‬‬

‫وتتمتــع تلــك الغــرف طبق ـاً لنــص املــادة ‪ ٣‬مــن النظــام بالشــخصية االعتباريــة وميثلهــا رئيــس مجلــس‬
‫إدارتهــا أمــام القضــاء والغــري‪.‬‬

‫‪ -85‬إنشــاء الغــرف‪ :‬حــدد نظــام الغــرف التجاريــة والصناعيــة القواعــد واإلج ـراءات التــي تتبــع يف إنشــاء‬
‫الغــرف فنصــت املــادة ‪ ٣‬مــن النظــام عــىل أنــه تنشــأ الغرفــة بق ـرار مــن وزيــر التجــارة‪ ،‬ويكــون لــكل‬
‫منطقــة إداريــة غرفــة واحــدة‪ ،‬ويحــدد فيــه مقــر الغرفــة ومجــال اختصاصهــا املــكاين‪ ،‬كــام أن للوزيــر بنــاء‬
‫عــىل معايــري تصــدر بق ـرار منــه وبنــاء عــىل توصيــة مــن اتحــاد الغــرف املوافقــة عــىل إنشــاء أكــرث مــن‬
‫غرفــة يف املنطقــة اإلداريــة الواحــدة‪ .‬كــام أن للغرفــة أن تنشــئ بقـرار مــن مجلــس إدارتهــا فروعـاً لهــا يف‬
‫املحافظــات التابعــة إداريـاً إلمــارة املنطقــة‪ ،‬أو مكاتــب فرعيــة يف املراكــز اإلداريــة التــي تقــع ضمــن نطــاق‬
‫اختصاصهــا املــكاين‪.‬‬

‫)‪ (٢٩٦‬الطبيعة القانونية للغرف التجارية والصناعية‪ :‬اختلفت اآلراء حول تحديد الطبيعة النظامية للغرف التجارية والصناعية فعىل حني ذهب الدكتور‪/‬‬
‫محمد سمري القباين إىل أنها تعترب من املؤسسات العامة لكونها تبارش نشاطاً مرفقياً يتعلق بالتنظيم املعني والتوجيه االقتصادي وتديرها منظامت عامة تتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية وتستمد هذه املنظامت عموميتها من أصل نشأتها ومواردها وطبيعة نشاطها وغايتها ومقدار الرقابة اإلدارية املفروضة عليها‪ ،‬إال أن هناك‬
‫رأي آخر قال به د‪ .‬وحيد رأفت وهو ما نرجحه ويذهب إىل أن الغرف التجارية والصناعية ال تعترب من املؤسسات العامة إذ لو اعتربناها كذلك لقلنا أن موظفيها‬
‫موظفون عموميون ومجلس إدارتها هيئة إدارية وقراراتها قرارات إدارية وأشغالها تعترب من األشغال العامة وأمالكها املخصصة إلدارتها من األمالك العامة‬
‫ونقودها نقود عامة وهي كلها نتائج ال نعتقد أن الشارع قصد إليها يراجع نظرية املؤسسات العامة يف القانون اإلداري د‪ .‬محمد القباين طبعة ‪٢٨٥ /٥ ١٩٦٢‬‬
‫القانون اإلداري ‪ ١٩٣٩ /١٩٣٨‬د‪ .‬وحيد رأفت ص ‪.١٤١‬‬
‫‪١٣١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫وألزمــت الفقــرة ‪ ١‬مــن املــادة الحاديــة واألربعــون مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة عــىل‬
‫أن ينشــأ بالــوزارة قاعــدة بيانــات لــكل غرفــة‪ ،‬عــىل أن تتضمــن مــن بــني البيانــات اســم الغرفــة والق ـرار‬
‫الــوزاري الصــادر بإنشــائها ومقرهــا ودائــرة اختصاصهــا وفروعهــا وعــدد املشــرتكني بنهايــة كل ســنة ماليــة‬
‫وأي بيانــات أخــرى تــرى الــوزارة إضافتهــا‪.‬‬

‫كــام ينشــأ بــكل غرفــة قاعــدة بيانــات لتســجيل بيانــات األعضــاء املشــرتكني فيهــا ورقــم الســجل التجــاري‪،‬‬
‫وكذلــك تخصيــص ســجل لحفــظ محــارض مجلــس إدارتهــا وجمعيتهــا العموميــة ودفاتــر أخــرى لقيــد‬
‫إيـرادات الغرفــة ومرصوفاتهــا والشــهادات واملحــررات واملســتندات التــي تصــدر عنهــا‪ ،‬واملعامــالت الصادرة‬
‫والــواردة)‪.(٢٩٧‬‬

‫‪ -86‬عضوية الغرفة التجارية‪:‬‬


‫يعتــرب االش ـرتاك يف الغرفــة التزام ـاً قانوني ـاً عــىل عاتــق كل تاجــر أو صانــع مقيــد بالســجل التجــاري وهــو‬
‫مــا حــرص نظــام الغــرف التجاريــة والصناعيــة ونظــام الســجل التجــاري عــىل تأكيــده‪ ،‬فألزمــت املــادة ‪٢٩‬‬
‫مــن نظــام الغــرف التجاريــة كل منشــأة مقيــدة يف الســجل التجــاري االش ـرتاك يف الغرفــة التــي يقــع يف‬
‫دائرتهــا محلــه الرئيــيس‪ .‬كــام أن للوزيــر وفقـاً لنــص املــادة املشــار اليهــا آنفـاً وبعــد التنســيق مــع الجهــات‬
‫املختصــة الســامح ملـزاويل نشــاط مرخــص بــه نظامـاً وغــري ملزمــني بالقيــد يف الســجل التجــاري اإلشـرتاك يف‬
‫الغرفــة دون أن يكــون لهــم الحــق يف التصويــت أو الرتشــح أو اإلنتخــاب‪.‬‬

‫ورتــب النظــام عــىل شــطب الســجل التجــاري أو انتهــاء الرتخيــص املمنــوح لــه مبزاولــة النشــاط أو إلغائــه‬
‫وذلــك بالنســبة للنشــاط الــذي ال تتطلــب مامرســته القيــد يف الســجل التجــاري إلغــاء االشـرتاك يف الغرفــة‪،‬‬
‫ويجــوز إعــادة القيــد يف حالــة زوال املانــع‪ .‬كــام ألزمــت املــادة ‪ ٥‬مــن نظــام الســجل التجــاري عــىل كل مــن‬
‫يتــم قيــده يف الســجل التجــاري أن يــودع لــدى مكتــب الســجل التجــاري خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ‬
‫القيــد شــهادة باالشـرتاك يف الغرفــة‪.‬‬

‫ويُقــدم طلــب االشـرتاك يف الغرفــة وفــق منــوذج ت ُعــده الغرفــة ويشــتمل عــىل االســم التجــاري للمشــرتك‬
‫ونــوع النشــاط ورقــم وتاريــخ ســجله والعنــوان الوطنــي والربيــد االلكــرتوين وفئــة االشـرتاك املــادة ‪ ٣٩‬مــن‬
‫الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة‪ ،‬ويشــرتط للقيــد يف الغرفــة التجاريــة أن يكــون املركــز الرئيــيس‬
‫لنشــاط التاجــر أو الصانــع أو أحــد فروعــه واقــع يف دائــرة اختصــاص الغرفــة‪ ،‬وإذا كان للمنشــأة أكــرث مــن‬
‫فــرع فــال تتعــدد اإلشـرتاكات يف الغرفــة إال يف حــال كان الفــرع يقــع خــارج اختصــاص الغرفــة املــكاين أو يف‬
‫حالــة اختــالف االســم التجــاري املــادة ‪ ٣٨‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة‪.‬‬

‫)‪ (٢٩٧‬املادة الحادية واألربعون الفقرة ‪ ١‬من الئحة نظام الغرف التجارية‪.‬‬
‫‪١٣٢‬‬
‫التاجر‬

‫وقــد حظــرت الالئحــة يف مادتهــا الثانيــة واألربعــون عــىل الغــرف التصديــق عــىل الشــهادات واملحــررات‬
‫ومضمــون ترجمتهــا الصــادرة عــن الجهــات الحكوميــة والقضائيــة‪ ،‬وال عــىل الشــهادات واملحــررات التــي‬
‫تخــص غــري املشــرتكني يف الغرفــة‪ ،‬وكذلــك عــدم جــواز املصادقــة عــىل الشــهادات واملحــررات التــي يصــدر‬
‫بشــأنها تعليــامت مــن الجهــات املعنيــة تقتــيض بعــدم التصديــق عليهــا مــن قبــل الغرفــة‪ ،‬وال تحريــر‬
‫الشــهادات واملحــررات واملســتندات التــي يطلبهــا التاجــر أو الصانــع أو التصديــق عــىل صحــة التواقيــع‬
‫فيهــا مــا مل يكــن مســجالً بهــا وقامئ ـاً بســداد االش ـرتاكات‪.‬‬

‫هــذا ويف خصــوص تحديــد رســم االشـرتاك يف الغرفــة فقــد قســمت املــادة األربعــون مــن الالئحــة التنفيذيــة‬
‫لنظــام الغــرف التجاريــة‪ ،‬التجــار إىل ســت فئــات)‪:(٢٩٨‬‬

‫األولى‪ :‬الفئة الممتازة‪:‬‬


‫وتشــمل الــرشكات املســاهمة املدرجــة يف الســوق املاليــة أو منشــآت النفــع العــام أو املنشــآت التــي يزيــد‬
‫رأس مالهــا عــىل مليــون ريــال‪ ،‬أو كان عــدد موظفيهــا مائتــني وخمســني موظــف فأكــرث‪ ،‬ويســتحق عليهــا‬
‫قيمــة اشـرتاك قــدره ‪ ٥٠٠٠‬ريــال‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الفئة األولى‪:‬‬


‫وتشــمل املنشــآت التــي رأس مالهــا مــن ثــالث مائــة وخمســة وســبعون ألــف ريــال إىل مليــون ريــال‪ ،‬أو‬
‫عــدد موظفيهــا مــن خمســني اىل مائتــني وتســعة وأربعــني موظف ـاً وذلــك بإســتثناء الــرشكات املســاهمة‬
‫املدرجــة يف الســوق املاليــة ومنشــآت النفــع العــام‪ ،‬ويســتحق عليهــا رســم قــدره ‪ ٢٠٠٠‬ريــال‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الفئة الثانية‪:‬‬


‫املنشــآت التــي يكــون رأس مالهــا أقــل مــن ثــالث مئــة وخمســة وســبعون ألــف ريــال وعــدد موظفيهــا مــن‬
‫ســتة اىل تســعة وأربعــني موظفـاً وذلــك بإســتثناء الــرشكات املســاهمة املدرجــة يف الســوق املاليــة ومنشــآت‬
‫النفــع العــام‪ ،‬ويســتحق عليهــا رســم اشـرتاك قــدره ‪ ١٠٠٠‬ريــال‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬الفئة الثالثة‪:‬‬


‫املنشــآت التــي يكــون رأس مالهــا أقــل مــن ثــالث مئــة وخمســة وســبعون ألــف ريــال ومــىض عىل تأسيســها‬
‫أكــرث مــن خمســة ســنوات وال يزيــد عــدد موظفيهــا عــىل خمســة وذلــك بإســتثناء الــرشكات املســاهمة‬
‫املدرجــة يف الســوق املاليــة ومنشــآت النفــع العــام‪ ،‬ويســتحق عليهــا رســم قــدره ‪ ٧٠٠‬ريــال‪.‬‬

‫)‪ - (٢٩٨‬يالحظ ان رسوم االشرتاك يف الغرفة التجارية‪ ،‬يف ظل الئحة النظام السابق للغرف التجارية والصناعية واملعدلة يف عام ‪ ١٤٤٠‬ه‪ ،‬كانت عرشة االف‬
‫ريال للفئة املمتازة وخمسة االف ريال للفئة األوىل والفني ريال للفئة الثانية و‪ ٨٠٠‬ريال للفئة الثالثة و‪ ٣٠٠‬ريال للفئة الرابعة وهي تشمل باقي املشرتكني غري‬
‫املشمولني يف الفئات السابقة للفئة الرابعة‪ ،‬انظر املادة ‪ ١٤‬من الالئحة التنفيذية املعدلة لنظام الغرف التجارية والصناعية ‪١٤٤٠‬ه‪.‬‬
‫‪١٣٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫الخامسة‪ :‬الفئة الرابعة‪:‬‬


‫املنشــآت التــي يكــون رأس مالهــا أقــل مــن ثــالث مئــة وخمســة وســبعون ألــف ريــال ومل ميــيض عــىل‬
‫تأسيســها خمــس ســنوات‪ ،‬وال يزيــد عــدد موظفيهــا عــىل خمســة وذلــك وذلــك بإســتثناء الرشكات ومنشــآت‬
‫النفــع العــام‪ ،‬ويســتحق عليهــا رســم قــدره ‪ ٥٠٠‬ريــال‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬الفئة الخامسة‪:‬‬


‫الــرشكات التــي يكــون رأس مالهــا أقــل مــن ثــالث مئــة وخمســة وســبعون ألــف ريــال ومل ميــيض عــىل‬
‫تأسيســها خمــس ســنوات وال يزيــد عــدد موظفيهــا عــىل خمســة وذلــك باســتثناء الــرشكات املســاهمة‬
‫املدرجــة يف الســوق املاليــة ومنشــآت النفــع العــام‪ ،‬ويســتحق عليهــا رســم قــدره ‪ ٢٠٠‬ريــال‪ .‬ويتعــدد‬
‫االشـرتاك بتعــدد الفــروع واملؤسســات املســجلة بالغرفــة‪ ،‬ويســدد رســم االشـرتاك خــالل العــام املــايل للغرفة‬
‫ويعتــرب الجــزء مــن الســنة كســنة كاملــة ويجــوز ســداد املقابــل املــايل لعــدة ســنوات‪.‬‬

‫‪ -87‬اختصاصات الغرفة التجارية‪:‬‬


‫تختص الغرفة التجارية بنص املادة الخامسة من النظام باألمور التالية‪:‬‬

‫‪” .١‬إعــداد الدراســات والبحــوث والتقاريــر التــي تعنــى بتقويــم أداء مختلــف القطاعــات التجاريــة‬
‫وتطويرهــا مبــا يتناســب مــع امليــزة النســبية والتنافســية للمنطقــة التــي تقــع فيهــا الغرفــة وتشــخيص‬
‫املشــكالت والتحديــات‪ ،‬وبنــاء الـرشاكات االسـرتاتيجية مــع الجامعــات واملراكــز البحثيــة لتطويــر القطاعــات‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫‪ .٢‬تزويــد املشــرتكني مبــا يصــدر مــن أنظمــة ولوائــح وق ـرارات وإحصــاءات وتعليــامت تتعلــق باألنشــطة‬
‫التجاريــة‪ ،‬وتصنيفهــا ونرشهــا‪.‬‬

‫‪ .٣‬تزويــد الــوزارات والهيئــات واملؤسســات العامــة ذات العالقــة بالبيانــات‪ ،‬واملعلومــات‪ ،‬والدراســات ذات‬
‫الصلــة باألنشــطة التجاريــة‪ ،‬عنــد طلبهــا‪.‬‬

‫‪ .٤‬إصدار الشهادات‪ ،‬واملحررات‪.‬‬

‫‪ .٥‬التصديق عىل صحة توقيعات املشرتكني فيها‪.‬‬

‫‪ .٦‬اإلســهام يف كل مــا مــن شــأنه تطويــر املنشــآت التــي ت ـزاول األنشــطة التجاريــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك تقديــم‬
‫املشــورة للمشــرتكني فيهــا يف شــأن االســترياد والتصديــر وطــرق التمويــل وتنميــة الصــادرات‪ ،‬وبخاصــة‬
‫املنشــآت الناشــئة والصغــرية واملتوســطة‪ ،‬مبــا ميكنهــا مــن تطويــر أدائهــا‪ ،‬والتغلــب عــىل مــا قــد يواجههــا‬
‫مــن صعوبــات يف اإلدارة والتمويــل واالســتثامر وغريهــا‪ ،‬وتعزيــز قدراتهــا التنافســية‪.‬‬
‫‪١٣4‬‬
‫التاجر‬

‫‪ .٧‬توعيــة املشــرتكني فيهــا‪ ،‬وحثهــم عــىل االســتفادة مــن بيــوت الخــربة املحليــة واألجنبيــة‪ ،‬وتشــجيع‬
‫االســتثامرات يف املرشوعــات اإلنتاجيــة املشــرتكة لإلســهام يف اقـرتاح تحقيــق أهــداف التنمية واالسـرتاتيجيات‬
‫والخطــط الوطنيــة‪ ،‬واإلرشــاد إىل فــرص االســتثامر الجديــدة‪.‬‬

‫‪ .٨‬تنظيم املحارضات والدورات والندوات وورش العمل‪ ،‬يف نطاق اختصاص الغرفة املكاين‪.‬‬

‫‪ .٩‬إقامــة املؤمتـرات واملعــارض للصناعــات واملنتجــات الوطنيــة وإدارتهــا‪ ،‬واالشـرتاك يف املعــارض واألســواق‬
‫املوســمية‪ ،‬بعــد التنســيق مــع الــوزارة واتحــاد الغــرف‪ ،‬وإشــعارها بالنتائــج املرتتبــة عــىل ذلــك‪.‬‬

‫‪ .١٠‬التقــدم إىل الجهــات املختصــة بــآراء ومقرتحــات حــول كل مــا يتعلــق باألنشــطة التجاريــة‪ ،‬مــع إشــعار‬
‫الــوزارة واتحــاد الغــرف بتلــك اآلراء واملقرتحــات والنتائــج املرتتبــة عليهــا‪.‬‬

‫‪ .١١‬تقديــم املقرتحــات –بالتنســيق مــع اتحــاد الغــرف‪ -‬يف شــأن أحــكام األنظمــة واللوائــح والقـرارات ذات‬
‫الصلــة‪ ،‬وانعكاســاتها عــىل تعزيــز البيئــة االســتثامرية‪ ،‬وقيــاس أثرهــا االقتصــادي‪.‬‬

‫‪ .١٢‬حــل املنازعــات املتصلــة باألنشــطة التجاريــة بالصلــح‪ ،‬أو التحكيــم ‪-‬بعــد الحصــول عــىل الرتخيــص الالزم‬
‫أو بــأي مــن الوســائل البديلــة‪ -‬لتســوية املنازعــات‪ ،‬وذلــك إذا اتفــق أطـراف النـزاع عــىل إحالتهــا إليهــا‪.‬‬

‫‪ .١٣‬إصــدار املجــالت والنـرشات الدوريــة واألدلــة وغريهــا من املطبوعــات ذات العالقــة باألنشــطة التجارية‪،‬‬
‫ونرشهــا بجميــع وســائل النــرش مبــا فيهــا وســائل النــرش اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪ .١٤‬إقامــة منشــآت للتدريــب يف املجــاالت التــي تتفــق مــع مهامتهــا مبــا يضمــن عــدم منافســة القطــاع‬
‫الخــاص وذلــك بعــد الحصــول عــىل موافقــة الــوزارة واســتيفاء املتطلبــات النظاميــة للرتخيــص‪.‬‬

‫‪ .١٥‬إرســال الوفــود التجاريــة إىل خــارج اململكــة بعــد االتفــاق مــع الــوزارة والجهــات ذات العالقــة واتحــاد‬
‫الغــرف‪ ،‬واســتقبال الوفــود التجاريــة األجنبيــة‪ ،‬وتقديــم تقريــر إىل كل مــن الــوزارة والجهــات ذات العالقــة‬
‫واتحــاد الغــرف بالنتائــج التــي يتــم التوصــل إليهــا‪.‬‬

‫‪ .١٦‬العمل مع الجهات ذات العالقة‪ ،‬لتحقيق أهدافها يف حدود الصالحيات املمنوحة لها‪.‬‬

‫‪ .١٧‬العمــل مــع الجهــات ذات العالقــة‪ ،‬لتطويــر الفــرص االســتثامرية داخــل اململكــة‪ ،‬وتقديــم الدعــم‬
‫الــالزم لتلــك الفــرص وتوعيــة قطــاع األعــامل بهــا‪ ،‬والعمــل مــع تلــك الجهــات لالســتفادة مــن الفــرص‬
‫االســتثامرية خــارج اململكــة واقــرتاح املمكنــات الالزمــة لذلــك‪.‬‬

‫‪١٣5‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫‪ .١٨‬توجيــه الدعــوات للمشــرتكني يف الغرفــة‪ ،‬لحثهــم عــىل املشــاركة يف املؤمتـرات وورش العمــل والنــدوات‬
‫والــدورات ذات العالقــة‪ ،‬التــي تقيمهــا الجهــات الحكوميــة وغــري الحكوميــة‪ ،‬وتزويدهــم بنتائجهــا ومــا تــم‬
‫فيها ‪.‬‬

‫‪ .١٩‬تقديم تقرير سنوي عن أداء الغرفة إىل اتحاد الغرف‪ ،‬وتزويد الوزارة بنسخة منه«‪.‬‬

‫‪ -88‬إدارة الغرفة التجارية‪:‬‬


‫يقوم بإدارة الغرفة التجارية جمعية عمومية ومجلس إدارة واألمانة العامة‪.‬‬

‫‪-89‬الجمعية العمومية‪:‬‬
‫تتألف الجمعية من جميع املشرتكني يف الغرفة املادة ‪ ٧‬من النظام وتختص الجمعية مبا ييل‪:‬‬

‫‪ .١‬انتخــاب ثلثــي أعضــاء مجلــس اإلدارة‪ ،‬وللوزيــر املوافقــة عــىل انتخــاب نصــف أعضــاء مجلــس اإلدارة يف‬
‫الحــاالت التــي يقدرهــا‪.‬‬

‫‪ .٢‬مناقشــة التقريــر الســنوي لنشــاط الغرفــة‪ ،‬ومركزهــا املــايل‪ ،‬ومــرشوع املوازنــة التقديريــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫الحســاب الختامــي للســنة املاليــة املنتهيــة واعتامدهــا ومــن ثــم تزويــد الــوزارة بنســخة منهــا‪.‬‬

‫‪ .٣‬مناقشة مقرتحات املشرتكني ذات العالقة بالغرفة‪.‬‬

‫‪ .٤‬اعتــامد لوائــح الغرفــة الداخليــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك اللوائــح اإلداريــة واملاليــة‪ ،‬وكذلــك اللوائــح الخاصــة‬
‫بالعاملــني يف الغرفــة‪ ،‬والئحــة الحوكمــة‪ ،‬ولوائــح التدريــب واالبتعــاث وذلــك مبــا يتفــق واألحــكام النظاميــة‬
‫ذات العالقــة‪.‬‬

‫وتجتمــع الجمعيــة مــرة عــىل األقــل كل ســنة خــالل تســعني يوم ـاً التاليــة النتهــاء الســنة املاليــة وذلــك‬
‫بدعــوة مــن رئيــس الغرفــة ويجــوز دعوتهــا لالنعقــاد بنــا ًء عــىل طلــب مجلــس اإلدارة أو ‪ ٪٥‬مــن عــدد‬
‫املشــرتكني يف الغرفــة بطلــب يقــدم اىل رئيــس الغرفــة والــذي يلتــزم بدعــوة الجمعيــة لالنعقــاد خــالل مــدة‬
‫ال تتجــاوز ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ تقديــم الطلــب‪.‬‬

‫‪١٣6‬‬
‫التاجر‬

‫‪ -90‬مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫يُشــكل مجلــس اإلدارة مــن عــدد ال يتجــاوز مثانيــة عــرش عضــوا ً‪ ،‬ويعــني وزيــر التجــارة ثلــث األعضــاء مــامل‬
‫تنتخــب الجمعيــة العموميــة أكــرث مــن ثلثــي األعضــاء بقـرار يصــدر مــن الوزيــر وفقـاً لنــص املــادة الحاديــة‬
‫عــرشة الفقــرة ‪.٣‬‬

‫ويُشرتط يف عضو مجلس اإلدارة طبقاً لنص املادة ‪ ٢١‬من النظام الرشوط التالية‪:‬‬

‫‪ .١‬أن تكــون خــربة املرشــح ال تقــل عــن عــرشة ســنوات‪ ،‬وال تقــل عــن خمســة ســنوات متــى مــا كان حاصـالً‬
‫عــىل شــهادة البكالوريــوس أو مــا يعادلهــا‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يكــون مشــرتكاً يف الغرفــة التجاريــة عــىل األقــل للســنوات الثــالث األخــرية الســابقة لرتشــحه أو تعيينــه‪،‬‬
‫ومســددا ً اشـرتاكه الســنوي فيها‪.‬‬

‫‪ .٣‬أال يكون قد صدر بحقه حكم يف جرمية مخلة بالرشف أو األمانة مامل يرد إليه اعتباره‪.‬‬

‫‪ .٤‬أال يكون عضوا ً يف مجلس إدارة غرفة أخرى‪.‬‬

‫‪ .٥‬أال يكــون مــن بــني املرتشــحني أحــد أقاربــه وفقـاً ملــا تحــدده الالئحــة وآليــة تحديــد األولويــة للمرتشــحني‬
‫األقارب‪.‬‬

‫‪ .٦‬أن يقــدم اقـرارا ً بااللتـزام بأهــداف العضويــة ومقاصدهــا‪ ،‬وأال يرتكــب جرائــم أو مخالفــات نظاميــة تخل‬
‫بأهليتــه للعضويــة‪ ،‬وأال يغلــب مصلحتــه الشــخصية عــىل املصلحــة العامــة‪ ،‬وأال يثــري مشــكالت تــؤدي اىل‬
‫تعطيــل العمــل املؤســيس ملجلــس اإلدارة‪.‬‬

‫ويتــم اختيــار أعضــاء مجلــس اإلدارة بطريــق االنتخــاب‪ ،‬وقــد حــددت املــواد مــن ‪ ١١‬إىل ‪ ٣٣‬مــن الالئحــة‬
‫التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة اإلجـراءات الواجبــة االتبــاع يف هــذا الشــأن‪.‬‬

‫مــدة عضويــة مجلــس اإلدارة أربــع ســنوات ويجــوز إعــادة تعيــني مــن انتهــت عضويتهــم ملــدة أو ملــدد‬
‫أخــرى يف حــاالت محــددة املــادة الحاديــة عــرشة‪ ٢/‬مــن النظــام وتبــدأ مــدة العضويــة مــن تاريــخ صــدور‬
‫ق ـرار وزيــر التجــارة بتشــكيل مجلــس اإلدارة مــن األعضــاء املنتخبــني واملعينــني املــادة ‪ ٣٢‬مــن الالئحــة‬
‫التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة‪ ،‬فــإذا خــال محــل عضــو يف املجلــس بالوفــاة أو االســتقالة أو بفقــد‬
‫رشط مــن رشوط العضويــة حــل محلــه بق ـرار مــن الوزيــر مــن حــاز عــىل أكــرب األصــوات بعــدد األعضــاء‬
‫املنتخبــني‪ ،‬فــإذا مل يوجــد أو كان املحــل الــذي خــال لعضــو معــني بق ـرار مــن الوزيــر جــاز للوزيــر تعيــني‬
‫‪١٣7‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫آخــر بــدالً منــه مــن املشــرتكني يف الغرفــة ممــن تتوافــر فيــه رشوط العضويــة املنصــوص عليهــا يف املــادة‬
‫السادســة عــرشة مــن النظــام‪ ،‬وتكــون العضويــة يف هــذه الحــاالت لنهايــة مــدة الســلف املــادة ‪ ١٨‬مــن‬
‫النظــام‪ ،‬ويختــار مجلــس اإلدارة يف أول اجتــامع لــه الرئيــس ونائبــني لــه املــادة ‪ ١٤‬مــن النظــام‪ ،‬ويقــوم‬
‫رئيــس مجلــس إدارة الغرفــة بتمثيلهــا أمــام القضــاء والغــري ويجــوز لــه أن يفــوض عنــه غــريه يف القيــام‬
‫مبهــام محــددة املــادة ‪ ٤١‬مــن النظــام واملــادة ‪ ٣٤‬مــن الالئحــة التنفيذيــة لنظــام الغــرف التجاريــة‪.‬‬

‫‪ -9١‬اختصاصات مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يقــوم مجلــس اإلدارة بترصيــف شــئون الغرفــة ولــه كافــة الصالحيــات لتحقيــق أهدافهــا‪ ،‬ولــه يف ذلــك‬
‫إقــرار السياســات العامــة للغرفــة والخطــط والربامــج واملرشوعــات الالزمــة ألداء مهامتهــا‪ ،‬ولــه أيضــاً‬
‫االختصــاص بدراســة مرشوعــات لوائــح الغرفــة الداخليــة مبــا يف ذلــك اللوائــح اإلداريــة واملاليــة واللوائــح‬
‫الخاصــة بالعاملــني يف الغرفــة والئحــة الحوكمــة والتدريــب واالبتعــاث لعرضهــا عــىل الجمعيــة العموميــة‬
‫العتامدهــا‪ .‬ويختــص املجلــس بإصــدار القــرارات والتعليــامت الالزمــة ملامرســة الغرفــة مهامتهــا‪ .‬ومــن‬
‫أهــم اختصاصــات مجلــس إدارة الغرفــة القيــام نيابــة عــن الغرفــة بالبيــع والتأجــري واالســتئجار والتقــايض‬
‫واالق ـرتاض وقبــول الهبــات وقبــول االف ـراغ والرهــن وغــري ذلــك مــن األعــامل والترصفــات يف حــدود مهــام‬
‫الغرفــة‪ .‬ويختــص املجلــس كذلــك مبناقشــة التقريــر الســنوي عــن نشــاط الغرفــة والحســاب الختامــي‬
‫ومــرشوع املوازنــة التقديريــة للموافقــة عليهــا وعرضهــا عــىل الجمعيــة العموميــة لإلعتــامد ويرســل الــوزارة‬
‫نخســة مــن التقريــر الســنوي ومــرشوع املوازنــة التقديريــة والحســاب الختامــي‪ ،‬ولــه أيض ـاً االختصــاص‬
‫بتعيــني األمــني العــام للغرفــة وإنهــاء خدماتــه وتشــكيل اللجــان القطاعيــة واللجــان الداخليــة وتفويضهــا‬
‫مبــا ي ـراه مناســباً)‪.(٢٩٩‬‬

‫‪ -9٢‬اجتماعات مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يجتمــع مجلــس اإلدارة يف مقــر الغرفــة مــرة كل ســتني يوم ـاً عــىل األقــل ويكــون االجتــامع بدعــوة مــن‬
‫رئيســه‪ ،‬كــام يجــب دعــوة املجلــس الجتــامع طــارئ متــى رأى رضورة ذلــك‪ ،‬أو بنــا ًء عــىل طلــب كتــايب مــن‬
‫ثلــث أعضــاء املجلــس وعــىل أن يوجــه الدعــوة يف هــذه الحالــة خــالل خمســة عــرشة يوم ـاً التاليــة مــن‬
‫تلقــي الطلــب وإال كان التحــاد الغــرف توجيــه الدعــوة وفقـاً لإلجـراءات التــي تنــص عليهــا الالئحــة املــادة‬
‫‪ ٢١‬مــن النظــام‪ ،‬ويشــرتط لصحــة اجتامعــات املجلــس حضــور أكــرث مــن نصــف عــدد األعضــاء عــىل أن‬
‫يكــون مــن بينهــم رئيــس الغرفــة أو أحــد نائبيــه‪ ،‬فــإذا مل يكتمــل العــدد يف االجتــامع األول يدعــى الجتــامع‬
‫ـان ويكــون هــذا االجتــامع صحيحـاً إذا حــرضه عــدد مــن األعضــاء ال يقــل عــن ثلــث أعضــاء املجلــس عــىل‬ ‫ثـ ٍ‬
‫أن يكــون مــن بينهــم الرئيــس او أحــد نائبيــه املــادة ‪ ٢٣‬مــن النظــام ويف حــال مل يكتمــل النصــاب يكــون‬

‫)‪ (٢٩٩‬املادة التاسعة عرشة من نظام الغرف التجارية‪ ،‬الصادر يف عام ‪١٤٤٢‬ه‪.‬‬
‫‪١٣8‬‬
‫التاجر‬

‫االجتــامع صحيحـاً مبــن حــرض وعــىل أن يكــون مــن بينهــم رئيــس الغرفــة أو أحــد نائبيــه وبحضــور منــدوب‬
‫مــن الــوزارة ويف حــال عــدم انعقــاد االجتــامع يُضمــن منــدوب الــوزارة ذلــك يف تقريــره وتتخــذ الــوزارة مــا‬
‫تـراه مناســب‪.‬‬

‫وتصــدر قـرارات املجلــس بأغلبيــة األعضــاء الحارضيــن فــإذا تســاوت األصــوات يرجــح الجانــب الــذي فيــه‬
‫الرئيــس املــادة ‪ ٢٣‬مــن النظــام‪ ،‬وتحقيق ـاً للحيــدة حظــر النظــام عــىل عضــو املجلــس أو أحــد نائبيــه أو‬
‫أحــد أعضــاء املجلــس أو األمــني العــام للغرفــة االش ـرتاك يف املداولــة يف املوضوعــات التــي يكــون لــه فيهــا‬
‫مصلحــة فرديــة مبــارشة املــادة ‪ ٢٣‬مــن النظــام‪ ،‬وال يــرصف لــه بــدل انتقــال أو بــدل ســفر أو بــدل حضــور‬
‫جلســات املــادة ‪ ١٢‬مــن النظــام‪ ،‬ورغبــة يف حــث أعضــاء مجلــس اإلدارة عــىل االنتظــام يف حضــور الجلســات‬
‫قضــت املــادة ‪ ١٧‬مــن النظــام بــأن يعتــرب مســتقيالً كل عضــو يتخلــف عــن الحضــور ثــالث جلســات متواليــة‬
‫أو ســتة اجتامعــات متفرقــة دون عــذر يقبلــه رئيــس الغرفــة‪.‬‬

‫‪ -9٣‬األمانة العامة للغرفة التجارية‪:‬‬


‫يعــني أمــني عــام الغرفــة بقـرار مــن مجلــس إدارتهــا ويكــون مســئوالً عــن ســري أعاملهــا اإلداريــة واملاليــة‪،‬‬
‫ولــه حــق حضــور اجتامعــات مجلــس اإلدارة ‪-‬عــدا املغلقــة‪ -‬دون أن يكــون لــه صــوت معــدود يف املــداوالت‬
‫املــادة ‪ ٢٧‬مــن النظــام ويختــص أمــني عــام الغرفــة مبــا يــيل‪:‬‬

‫‪ .١‬تنفيذ قرارات مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ .٢‬اإلرشاف عىل األعامل التنفيذية يف الغرفة ومتابعتها‪.‬‬

‫‪ .٣‬إعــداد مرشوعــات لوائــح الغرفــة الداخليــة وعرضهــا عــىل مجلــس اإلدارة لدراســتها‪ ،‬ومــن ثــم رفعهــا اىل‬
‫الجمعيــة العموميــة للغرفــة العتامدهــا‪.‬‬

‫‪ .٤‬إعــداد مــرشوع املوازنــة التقديريــة‪ ،‬وعرضــه عــىل مجلــس إدارة الغرفــة قبــل بدايــة الســنة املاليــة‬
‫بســتني يوم ـاً عــىل أقــل تقديــر‪.‬‬

‫‪ .٥‬إعــداد التقريــر الســنوي والحســاب الختامــي وتقدميهــا اىل مجلــس إدارة الغرفــة خــالل ســتني يومـاً مــن‬
‫بدايــة الســنة املاليــة الجديــدة‪.‬‬

‫‪ .٦‬إعداد سياسات الغرفة العامة والخطط والربامج واملرشوعات الالزمة ألداء مهامتها‪.‬‬

‫‪١٣9‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثاني‬

‫‪ .٧‬اتخــاذ الرتتيبــات الالزمــة لعقــد الجمعيــة العموميــة للغرفــة واجتامعــات مجلــس ادارتهــا واجتامعــات‬
‫اللجــان والنــدوات واملؤمت ـرات‪.‬‬

‫‪ .٨‬إعــداد تقريــر ربــع ســنوي عــن أداء الغرفــة يبــني فيــه مــؤرشات األداء وقياســها وتقدميــه اىل مجلــس‬
‫إدارة الغرفــة‪.‬‬

‫‪ .٩‬تعيني العاملني يف الغرفة مراعياً ما تقيض به الئحة الحوكمة يف شأن تعيني األقارب‪.‬‬

‫‪ .١٠‬ترشــيح نــواب األمــني العــام للغرفــة ومتابعــة أدائهــم والعمــل عــىل رفــع كفايتهــم اإلنتاجيــة‪ -٩٤.‬ماليــة‬
‫الغرفــة التجارية‪:‬‬

‫تكــون الســنة املاليــة للغرفــة التجاريــة هــي الســنة املاليــة للدولــة املــادة ‪ ٣٤‬مــن النظــام‪ ،‬وتتكــون مــوارد‬
‫الغرفــة التجاريــة وفقـاً لنــص املــادة الثالثــة والثالثــون مــن النظــام مــام يــيل‪:‬‬
‫‪ .١‬املقابل املايل لالشرتاكات‪.‬‬
‫‪ .٢‬رسوم اإلصدار والتصديق عىل الشهادات واملحررات واملستندات‪.‬‬
‫‪ .٣‬عوائد استثامرات األصول وأموالها‪.‬‬
‫‪ .٤‬التربعات والهبات واإلعانات األهلية والحكومية التي يقبلها مجلس االدارة‪.‬‬
‫‪ .٥‬املقابل املايل للمطبوعات والتدريب‪.‬‬
‫‪ .٦‬املقابل املايل لخدمات الصلح والتحكيم‪.‬‬

‫‪ .٧‬املقابل املايل ألي خدمة أخرى تقدمها الغرفة للمشرتكني‪ ،‬بحسب ما يقرره مجلس إدارة الغرفة‪.‬‬

‫غــري أن النظــام قــد حظــر عليهــا االشــتغال بذاتهــا أو بالواســطة يف األنشــطة التجاريــة املــادة الرابعــة مــن‬
‫النظــام‬

‫ويتــوىل مراجــع حســابات أو أكــرث مــن املرخــص لهــم‪ ،‬والــذي يتــم تعيينــه مــن قبــل الجمعيــة العموميــة‬
‫ســنوياً مــن بــني ثالثــة عــىل األقــل يرشــحهم مجلــس ادارتهــا‪ ،‬وتعتمــد الجمعيــة العموميــة أتعابــه‪ ،‬ولهــا‬
‫إعــادة تعيينــه ملــدة أو مــدد ال تزيــد يف مجموعهــا عــىل أربــع ســنوات متتاليــة املــادة ‪ ٣٧‬مــن النظــام‪.‬‬

‫وتتوىل الجمعية العمومية التصديق عىل امليزانية والحساب الختامي للغرفة املادة ‪ ٩‬من النظام‪.‬‬
‫‪١40‬‬
‫التاجر‬

‫المبحث الرابع‬

‫االلتزام بآداب المهنة وعدم المنافسة غير المشروعة‬

‫التـزام التاجــر مبراعــاة احــكام الديــن والــرشف وآداب املهنــة واألنظمــة القانونيــة ذات العالقــة التـزام عــام‬
‫يتحتــم عــىل التاجــر والصانــع مراعاتــه يف جميــع اعاملــه التجاريــة‪ .‬ويعتــرب هــذا االلت ـزام الت ـزام أخالقــي‬
‫مصــدره الرشيعــة اإلســالمية قبــل ان تنــص عليــه أنظمــة الدولــة املختلفــة‪ .‬وعــىل ذلــك ســوف نتحــدث عن‬
‫التـزام التاجــر مــن الناحيــة الرشيعــة ومــن ثــم مــن الناحيــة النظاميــة عــىل التــوايل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزام التاجر بمراعاة احكام الشريعة اإلسامية في تجارته‪:‬‬


‫‪ً -95‬‬

‫هنــاك العديــد مــن النصــوص اإلســالمية التــي تحكــم عمــل التاجــر يف أثنــاء مامرســته التجــارة‪ ،‬حاميــة لــه‬
‫وللغــري‪ .‬منهــا التـزام التاجــر بالصــدق مــع العميــل بوصــف الســلعة وحالهــا‪ .‬قــال رســول ﷲ صــىل ﷲ عليــه‬
‫وســلم‪ «:‬اﻟْ َﺒﱢﻴ َﻌــﺎنِ ﺑِﺎﻟْ ِﺨ َﻴــﺎ ِر ﻣــﺎ مل ﻳَ َﺘ َﻔ ﱠﺮ َﻗــﺎ أو ﻗــﺎل ﺣﺘــﻰ ﻳَ َﺘ َﻔ ﱠﺮ َﻗــﺎ َﻓـﺈِنْ َﺻﺪَ َﻗــﺎ َوﺑَ ﱠﻴ َﻨــﺎ ﺑُــﻮرِكَ ﻟَ ُﻬـ َـام ﰲ ﺑَ ْﻴ ِﻌ ِﻬـ َـام َوإِنْ‬
‫ـﺖ َﺑ َﺮﻛَـ ُﺔ َﺑ ْﻴ ِﻌ ِﻬـ َـام«)‪.(٣٠٠‬‬ ‫ﻛَ َﺘـ َـام َوﻛَ َﺬ َﺑــﺎ ُﻣ ِﺤ َﻘـ ْ‬

‫وﻛﺬﻟــﻚ اﻟﺘـﺰام اﻟﺘﺎﺟــﺮ ﺑﺒﻴــﺎن ﻋﻴــﺐ اﻟﺴــﻠﻌﺔ إن وﺟــﺪ‪ ،‬ﻓﻌــﻦ أيب ُﻫ َﺮ ْﻳـ َﺮ َة رﴈ اﻟﻠــﻪ ﻋﻨــﻪ أَنﱠ َر ُﺳـ َ‬
‫ـﻮل اﻟﻠﱠ ِﻪ ﺻﲆ‬
‫ـﺖ أَ َﺻﺎ ِﺑ ُﻌــﻪُ ﺑَﻠَ ـﻼً ﻓﻘــﺎل‪ :‬ﻣــﺎ ﻫــﺬا ﻳــﺎ َﺻﺎ ِﺣـ َ‬
‫ـﺐ‬ ‫ـﺎم َﻓﺄَ ْد َﺧـ َـﻞ ﻳَــﺪَ ُه ﻓﻴﻬــﺎ‪َ ،‬ﻓ َﻨﺎﻟَـ ْ‬
‫ـﱪ ِة ﻃَ َﻌـ ٍ‬
‫اﻟﻠــﻪ ﻋﻠﻴﻪ‪َ :‬ﻣ ـ ﱠﺮ ﻋــﲆ ُﺻـ ْ َ‬
‫ـﻮل اﻟﻠﱠـ ِﻪ! ﻗــﺎل‪ :‬أَ َﻓــﻼ َﺟ َﻌﻠْ َﺘــﻪُ َﻓـ ْﻮ َق اﻟﻄﱠ َﻌـ ِ‬
‫ـﺎم َ ْ‬
‫يك َﻳـ َﺮا ُه اﻟﻨــﺎس؟! ﻣــﻦ‬ ‫ـﺎم؟! ﻗــﺎل‪ :‬أَ َﺻﺎ َﺑ ْﺘــﻪُ ﱠ‬
‫اﻟﺴـ َـام ُء‪ ،‬ﻳــﺎ َر ُﺳـ َ‬ ‫اﻟﻄﱠ َﻌـ ِ‬
‫ـﺲ ِﻣﱢﻨــﻲ“)‪.(٣٠١‬‬
‫ـﺶ َﻓﻠَ ْﻴـ َ‬ ‫َﻏـ ﱠ‬

‫إﺿﺎﻓــﺔ اﱃ ذﻟــﻚ‪ ،‬إﻟﺘـﺰام اﻟﺘﺎﺟــﺮ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧــﺔ ﰲ اﻟﻜﻴــﻞ واﳌﻴـﺰان دون ﺑﺨــﺲ اﻟﻨــﺎس ﺣﻘﻬــﻢ اﻟــﺬي دﻓﻌــﻮا مثﻨــﻪ‪،‬‬
‫ـﻢ أَو ﱠو َزﻧُﻮ ُﻫـ ْ‬
‫ـﻢ‬ ‫ﻗــﺎل اﻟﻠــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ } َويْـ ٌـلﻟـﱢﻠْ ُﻤﻄَﱢﻔ ِﻔ ـ َني‪ .‬اﻟﱠ ِﺬﻳ ـ َﻦ إِ َذا اﻛْ َﺘﺎﻟُــﻮاْ َﻋـ َـﲆ اﻟ ﱠﻨـ ِ‬
‫ـﺎس َﻳ ْﺴ ـ َﺘ ْﻮﻓُﻮنَ َوإِ َذا ﻛَﺎﻟُﻮ ُﻫـ ْ‬
‫ﻳُ ْﺨـ ِ ُ‬
‫ـﴪونَ {)‪.(٣٠٢‬‬

‫وأﺧـرياً‪ ،‬إﻟﺘـﺰام اﻟﺘﺎﺟــﺮ ﺑﺘﺠﻨــﺐ اﻻﺣﺘــﻜﺎر ﺑﺠﻤﻴــﻊ ﺻــﻮره ﺳــﻮاء ﻛﺎن ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟــﺔ دون ﺑﻴــﻊ اﻵﺧﺮﻳــﻦ اﻟﺴــﻠﻊ‬
‫اﻟﺘــﻲ ﻳﺒﺘﺎﻋﻬــﺎ أو ﺗﺨﺰﻳــﻦ اﻟﺒﻀﺎﻋــﺔ ﻟﺤــني ارﺗﻔــﺎع مثﻨﻬــﺎ‪ .‬ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﻟﻠــﻪ ﺻــﲆ اﻟﻠــﻪ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ‪” :‬ﻣــﻦ‬
‫اﺣﺘﻜــﺮ ﻓﻬــﻮ ﺧﺎﻃــﺊ“)‪.(٣٠٣‬‬

‫)‪(٣٠٠‬ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ‪ ،٧٣٢/٢‬رﻗﻢ‪ ،١٩٧٣‬ﺑَﺎب إذا ﺑَ ﱠَني اﻟْ َﺒﱢﻴ َﻌﺎنِ ومل ﻳَﻜْﺘ َُام َوﻧ ََﺼ َﺤﺎ‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،١١٦٤/٣‬رﻗﻢ‪ ،١٥٣٢‬ﺑَﺎب ﱢ‬
‫اﻟﺼﺪْ قِ ﰲ اﻟْ َﺒ ْﻴﻊِ َواﻟْ َﺒ َﻴﺎنِ ‪.‬‬
‫)‪ (٣٠١‬ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،٩٩/١‬رﻗﻢ ‪َ ،١٠٢‬ﺑﺎب َﻗ ْﻮلِ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ آﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻏَﺸﱠ َﻨﺎ َﻓﻠَ ْﻴ َﺲ ِﻣ ﱠﻨﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٣٠٢‬سورة املنافقون ايه ‪.١،٢،٣‬‬
‫ِﻳﻢ ِاﻻ ْﺣ ِﺘﻜَﺎ ِر ﰲ َْاﻷ ْﻗ َﻮ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫)‪ (٣٠٣‬ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ‪ ،١٢٢٧/٣‬رﻗﻢ‪َ ،١٦٠٥‬ﺑﺎب ﺗَ ْﺤﺮ ِ‬
‫‪١4١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثاني‬

‫‪ -96‬ثانياً ‪ :‬التزام التاجر بمراعاة األنظمة القانونية‪:‬‬

‫هنــاك العديــد مــن االلتزامــات القانونيــة عــىل التاجــر االلتـزام بهــا‪ ،‬وأســاس هــذه االلتزامــات نــص املــادة‬
‫‪ ٥‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة ونصــه‪ «:‬يجــب عــىل كل تاجــر ان يســلك يف كل أعاملــه التجاريــة بديــن‬
‫ورشف‪ ،‬فــال يرتكــب غشـاً وال تدليسـاً وال احتيــاالً وال غبنـاً وال غــررا ً وال نكثـاً وال شــيئاً مــام يخالــف الديــن‬
‫والــرشف بوجــه مــن الوجــوه‪ ،‬وإذا فعــل ذلــك اســتحق الجـزاء الـرادع مبقتــىض قانــون العقوبــات املنــدرج‬
‫يف هــذا النظــام«‪.‬‬

‫ومــن األمثلــة عــىل ذلــك معاقبــة الــدالل الــذي يدخــل فســادا ً أو غش ـاً أو تغري ـرا ً يف بيــع ورشاء البضائــع‬
‫أو يخفــي األمثــان الحقيقيــة بالزيــادة أو التنقيــص يعــد خائن ـاً وعقوبتــه الحبــس شــهرا ً أو غرامــة ماليــة‬
‫مــن خمــس جنيهــات اىل عــرشة جنيهــات‪ ،‬وعنــد تكـرار املخالفــة فــإن جـزاءه الحرمــان مــن مهنــة الداللــة‬
‫والحبــس مــدة تصــل اىل ســنة)‪.(٣٠٤‬‬

‫أمــا فيــام يتعلــق بالغــش التجــاري‪ ،‬فــرنى نظــام مكافحــة الغــش التجــاري حظــر الخــداع أو الــرشوع يف‬
‫الخــداع بــأي طريقــة مــن الطــرق فيــام يتعلــق بذاتيــة املنتــج أو طبيعتــه أو صفاتــه أو مصــدره أو وزنــه‪.‬‬
‫كــام ان النظــام مينــع التاجــر املــوزع لهــذه الســلعة مــن بيعهــا أو عرضهــا)‪.(٣٠٥‬‬

‫ويف ســبيل حاميــة املســتهلك مــن املنافســة غــري املرشوعــة والتــي يعــود رضرهــا عــىل تطــور االقتصــاد‬
‫واإلنتــاج املحــيل‪ .‬إذ املنافســة غــري املرشوعــة عائــق أمــام اهتــامم التاجــر بجــودة منتجــة وتطويــره يف ســبيل‬
‫املحافظــة عــىل عمالئــه‪ .‬لــذا نــرى نظــام املنافســة الحديــث يف نشــأته يهــدف اىل حاميــة املنافســة العادلــة‬
‫وتشــجيعها‪ ،‬ومكافحــة املامرســات االحتكاريــة التــي تؤثــر عــىل املنافســة املرشوعــة أو عــىل مصلحــة‬
‫املســتهلك مبــا يــؤدي اىل تحســني بيئــة الســوق وتنميــة االقتصــاد)‪.(٣٠٦‬‬

‫مــن أمثلــة املنافســة غــري املرشوعــة عــىل ســبيل املثــال االتفاقيــات أو العقــود بــني املنشــآت‪ ،‬املكتوبــة أو‬
‫الشــفهية‪ ،‬الرصيحــة أو الضمنيــة‪ ،‬الهادفــة اىل اخــالل املنافســة فيــام بــني التجــار كتحديــد الســعر أو الحجــم‬
‫أو الحــد مــن حريــة تدفــق الســلع والخدمــات أو تخزينهــا أو اخفائهــا)‪.(٣٠٧‬‬

‫ومــن األمثلــة أيض ـاً‪ ،‬بيــع الســلعة أو الخدمــة بســعر أقــل مــن التكلفــة بغــرض اخ ـراج أحــد املنافســني‬
‫مــن الســوق‪ ،‬أو تقليــل ضــخ املنتــج يف ســبيل رفــع ســعر املنتــج‪ ،‬أو االش ـرتاط عــىل منشــأة اإلمتنــاع مــن‬
‫التعامــل مــع منشــأة أخــرى)‪.(٣٠٨‬‬

‫)‪ (٣٠٤‬املادة املائة والثالث واألربعون من نظام املحكمة التجارية‪.‬‬


‫)‪ (٣٠٥‬املادة الثانية من نظام مكافحة الغش التجاري الصادر باملرسوم مليك رقم م‪ ١٩/‬بتاريخ ‪١٤٢٩/٤/٢٣‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٣٠٦‬املادة الثانية من نظام املنافسة‪ ،‬الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ٧٥/‬وتاريخ ‪١٤٤٠/٦/٢٩‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٣٠٧‬املادة الخامسة من نظام املنافسة‪.‬‬
‫)‪ (٣٠٨‬املادة السادسة من نظام املنافسة‪.‬‬
‫‪١4٢‬‬
‫التاجر‬

‫ومــن أمثلــة املنافســة غــري املرشوعــة كذلــك رسقــة االســم التجــاري أو تقليــد العالمــة التجاريــة‪ .‬فعــىل‬
‫ســبيل املثــال‪ ،‬ليــس للتاجــر اســتخدام اســم غــريه دون ترخيــص منــه بذلــك أو وضــع عالمــة منتــج آخــر‬
‫عــىل منتجاتــه لتضليــل املســتهلك وحملــه عــىل اإلعتقــاد عــىل أنهــا املنتــج األصــيل‪ .‬وســوف نتنــاول دعــوى‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة بــيشء مــن التفصيــل عنــد الحديــث عــن املحــل التجــاري‪.‬‬

‫‪١4٣‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المحل التجاري‬

‫المتجر‬

‫تنقسم الدراسة في هذا الباب الى أربعة فصول وهي‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬التعريف بالمحل التجاري‬
‫وبيان خصائصه والطبيعة القانونية له‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العناصر المكونة للمحل التجاري‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الحماية القانونية للمحل التجاري‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أهم التصرفات التي ترد على المحل التجاري‪.‬‬
‫الباب الثالث‬

‫مقدمة‬

‫‪ -٩٧‬يف الســابق كانــت حاجــة التاجــر والصانــع اىل مــكان ُميــارس فيــه التاجــر تجارتــه والصانــع صناعتــه‬
‫واحتفاظــه ببضاعتــه ومعداتــه وآالتــه ومقابلــة عمالئــه فيــه‪ ،‬وبهــذا يُ ِتــم نشــاطه التجــاري أو الصناعــي‪.‬‬
‫ومــع التطــور التجــاري والصناعــي ظهــرت فكــرة األمــوال التجاريــة كجــزء مــن مــرشوع التاجــر بــل تكــون‬
‫يف الغالــب أكــرث أهميــة وقيمــة مــن العنــرص املــادي البضائــع واألدوات واملهــامت‪ ،‬كالحاجــة اىل ابتــكار‬
‫اســم تجــاري جــذاب وعالمــة تجاريــة متيــز منتجــات التاجــر عــن منافســيه‪ ،‬فضـالً عــن الســمعة التجاريــة‬
‫ودورهــا الهــام يف جــذب العمــالء‪ ،‬وعنــرص االتصــال بالعمــالء الــذي يهــدف اىل إقبــال العمــالء عــىل محلــه‬
‫التجــاري واملحافظــة عليهــم طيلــة مامرســة النشــاط التجــاري‪.‬‬

‫لــذا ظهــرت فكــرة املحــل التجــاري وتطــورت وأصبــح املحــل التجــاري ليــس املــكان الــذي يُبــارش التاجــر أو‬
‫الصانــع نشــاطه فيــه‪ ،‬بــل مجموعــة مــن األمــوال املنقولــة املاديــة واملعنويــة املكونــة ملــا يعــرف باملحــل‬
‫التجــاري أو املصنــع‪ ،‬ال الحيــز املــكاين الــذي يُبــارش التاجــر او الصنــاع فيــه نشــاطه‪.‬‬

‫وتظهــر أهميــة دراســة أحــكام املحــل التجــاري يف أن مســألة تنظيــم القانــون لألمــوال التجاريــة التــي‬
‫يتكــون منهــا املحــل التجــاري ونظرتــه لهــا تختلــف كونهــا مســتقلة أم كانــت مجتمعــة يف كيــان واحــد‬
‫والــذي يســمى باملحــل التجــاري‪.‬‬

‫كــام أن تنظيــم املحــل التجــاري يف النظــام الســعودي غــري موجــودة يف نظــام مســتقل بــل نجــده منظـامً‬
‫لبعــض جوانــب املحــل التجــاري تنظي ـامً منت ـرشا ً يف عــدد مــن األنظمــة القانونيــة عــىل مــا ســيأيت بيانــه‪،‬‬
‫وتعمــل وزارة التجــارة حاليـاً عــىل إعــداد مــرشوع نظــام املعامــالت التجاريــة والــذي مــن بــني موضوعاتــه‬
‫املحــل التجــاري والــذي يُســميه املنظــم الســعودي باملتجــر‪.‬‬

‫وســوف تكــون دراســتنا للمحــل التجــاري مبنيــة عــىل القواعــد العامــة واملقارنــة باألنظمــة القانونيــة عنــد‬
‫عــدم وجــود نــص يف النظــام الســعودي يحكــم املســألة محــل الدراســة‪ ،‬باإلضافــة اىل التعريــج عــىل مــرشوع‬
‫نظــام املعامــالت التجاريــة‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك‪ ،‬قســمنا هــذا البــاب اىل أربعــة فصــول‪ .‬نتنــاول يف الفصــل األول التعريــف باملحــل التجــاري‬
‫وبيــان خصائصــه والطبيعــة القانونيــة لــه‪ .‬ويف الفصــل الثــاين بيــان العنــارص املكونــة للمحــل التجــاري‪.‬‬
‫ويتنــاول الفصــل الثالــث الحاميــة القانونيــة للمحــل التجــاري‪ ،‬ونختــم يف الفصــل الرابــع ببيــان أهــم‬
‫الترصفــات التــي تــرد عــىل املحــل التجــاري بيع ـاً أو رهن ـاً‪.‬‬

‫‪١46‬‬
‫المحل التجاري‬

‫الفصل األول‬

‫التعريف بالمحل التجاري وبيان خصائصه والطبيعة القانونية له‬

‫تقتــيض دراســتنا للمحــل التجــاري البــدء بالتعريــف بــه وبيــان خصائصــه‪ ،‬ونختــم الحديــث ببيــان الطبيعــة‬
‫القانونيــة للمحــل التجــاري‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫تعريف المحل التجاري‬

‫‪ -٩٨‬تُعتــرب فكــرة املحــل التجــاري حديثــة النشــأة نســبياً إذ يعــود أول تنظيــم قانــوين للمحــل التجــاري اىل‬
‫ســنة ‪١٩٠٩‬م‪ ،‬وذلــك بتنظيــم الترشيــع الفرنــيس لــه‪ .‬وإزاء ذلــك نــرى اختــالف الفقهــاء والنظــم القانونيــة‬
‫يف وضــع تعريــف جامــع مانــع للمحــل التجــاري‪ ،‬ومنشــأ الخــالف هــو االختــالف يف العنــارص الداخلــة فيــه‬
‫والغايــة منــه‪ ،‬وعــىل ذلــك نــرى تعريفــات عــدة للمحــل التجــاري نــورد البعــض منهــا‪.‬‬

‫يعــرف البعــض املحــل التجــاري بأنــه »مجمــوع أمــوال ماديــة ومعنويــة تخصــص ملزاولــة مهنــة تجاريــة«‪.‬‬
‫ويعرفــه البعــض بأنــه »مجموعــة أمــوال منقولــة ماديــة ومعنويــة تآلفــت مع ـاً ورتبــت بقصــد اســتغالل‬
‫مــرشوع تجــاري والحصــول عــىل عمــالءه«‪ .‬وهنــاك مــن البعــض مــن يجعــل عنــرص االتصــال بالعمــالء‬
‫الهــدف مــن تجمــع العنــارص األخــرى املكونــة للمحــل التجــاري فيعرفــه بأنــه‪ «:‬مــال منقــول معنــوي‬
‫يشــمل اتصــال التاجــر بعمالئــه واعتيادهــم الــرتدد عــىل املحــل التجــاري نتيجــة عنــارص االســتغالل‬
‫األخــرى«‪ ،‬ويعرفــه الدكتــور محســن شــفيق بتعريــف عــام وأشــمل مــن الســابقة وذلــك بأنــه »مجموعــة‬
‫مــن األمــوال املنقولــة تخصــص ملامرســة مهنــة تجاريــة‪ ،‬وتتضمــن عــىل وجــه الخصــوص مقومــات معنويــة‬
‫وقــد تتضمــن مقومــات أخــرى ماديــة«)‪.(٣٠٩‬‬

‫وجميــع هــذه التعاريــف اتفقــت عــىل أن املحــل التجــاري عبــارة عــن منقــول معنــوي‪ ،‬يتكــون مــن عنــارص‬
‫ماديــة وأخــرى معنويــة‪ ،‬كــام أن هــذه التعاريــف باســتثناء األول منهــا‪ ،‬تجعــل مــن العنــارص املعنويــة‬
‫العنــرص األســاس يف املحــل التجــاري وإن غــاب العنــرص املــادي مــن تكويــن املحــل التجــاري فهــذا ال يؤثــر‬
‫عــىل وصفــه باملحــل التجــاري‪ .‬واإلجــامع عــىل القــول بــأن عنــرص االتصــال بالعمــالء عنــرص جوهــري يف‬
‫تعريــف املحــل التجــاري ‪ ،‬يرتتــب عليــه أثــار قانونيــة هامــة منهــا)‪:(٣١٠‬‬

‫)‪ (٣٠٩‬انظر يف هذه التعريفات ثروت عبد الرحيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٢٨‬‬
‫)‪ (٣١٠‬فاروق احمد زاهر‪ ،‬القانون التجاري املرصي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،٢٠٠٥ ،‬بند ‪.٣٢٢‬‬
‫‪١47‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ .١‬التــرصف بالعنــارص املاديــة أو املعنويــة باســتثناء عنــرص االتصــال بالعمــالء‪ ،‬ال يُعتــرب تــرصف باملحــل‬
‫التجــاري)‪ ،(٣١١‬بينــام متــى مــا ورد التــرصف عــىل عنــرص االتصــال بالعمــالء ‪-‬والــذي يُعتــرب هــو املحــل ومــا‬
‫العنــارص األخــرى ســوى مســاهمة يف ســبيل الحصــول عــىل العمــالء‪ -‬تــرصف ينســحب عــىل املحــل التجــاري‬
‫)‪.(٣١٢‬‬

‫‪ .٢‬ينشــأ املحــل التجــاري متــى مــا وجــد عنــرص االتصــال بالعمــالء‪ ،‬عــالوة عــىل ذلــك‪ ،‬فــإن انعــدام أو زوال‬
‫عنــرص االتصــال بالعمــالء أمــر يــزول معــه وجــود املحــل التجــاري‪ ،‬فيرتتــب عــىل فقدانــه لهــذا العنــرص‬
‫عــدم وجــود املحــل التجــاري مــن الناحيــة القانونيــة‪ ،‬وإمنــا مجموعــة مــن املنقــوالت املاديــة واملعنويــة ال‬
‫رابــط بينهــا)‪.(٣١٣‬‬

‫وعــىل ذلــك ميكننــا تعريــف املحــل التجــاري مــن الناحيــة القانونيــة بأنــه مــال منقــول معنــوي‪ ،‬يتكــون‬
‫مــن مجموعــة مــن العنــارص املعنويــة واملاديــة يرتبهــا ويخصصهــا وينظمهــا التاجــر ملزاولــة مهنــة تجاريــة‪.‬‬
‫ويتضــح مــن هــذا التعريــف أنــه يجــب أن يكــون هنــاك عنــرص معنــوي عــىل أقــل تقديــر وهــو عنــرص‬
‫العمــالء)‪ ،(٣١٤‬وباملقابــل ال يُشــرتط توافــر عنــارص ماديــة للقــول بوجــود املحــل التجــاري كــام هــو الحــال‬
‫مبكاتــب الســمرسة عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬فقــد ال يوجــد يف املحــل التجــاري ســوى عنــرص االتصــال بالعمــالء‬
‫»الزبائــن«‪.‬‬

‫)‪(٣١١‬إذ أكدت عىل ذلك املادة الخامسة والعرشون من مرشوع املعامالت املالية عىل أن الترصف عىل حدة يف أي من عنارص املحل التجاري أو الفرع ترصفاً يف‬
‫املحل التجاري أو الفرع‪.‬‬
‫)‪ (٣١٢‬فاروق أحمد زاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪٣٥٥‬‬
‫)‪ (٣١٣‬أ‪.‬د زياد القريش‪ ،‬د‪ .‬عيل صالح الزهراين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪١٥٧‬‬
‫)‪ (٣١٤‬ويف مثل ذلك أكدت املادة التاسعة عرشة من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل أنه يلزم لنشوء املتجر توافر عنرص معنوي واحد عىل األقل إذا كان‬
‫ذلك كافياً بالنظر إىل طبيعة العمل التجاري‪.‬‬
‫‪١48‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المبحث الثاني‬

‫خصائص المحل التجاري‬

‫رأينــا عنــد تعريــف املحــل التجــاري بأنــه مــال منقــول معنــوي مخصــص ملامرســة مهنــة تجاريــة‪ ،‬وعــىل‬
‫ذلــك ميكننــا القــول بــأن خصائــص املحــل التجــاري أربعــة‪ ،‬وذلــك بأنــه مــال منقــول‪ ،‬ومــال منقــول معنــوي‪،‬‬
‫ال يتمتــع بذمــة ماليــة مســتقلة‪ ،‬ذو طبيعــة تجاريــة‪.‬‬

‫‪ -١ -99‬المحل التجاري مال منقول‪:‬‬

‫تعتــرب املنقــوالت املاديــة واملعنويــة مــن مكونــات املحــل التجــاري دون أن يكــون العقــار مــن عنــارص‬
‫املحــل التجــاري والســبب يف ذلــك كــون العقــار خــارج عــن نطــاق القانــون التجــاري)‪ .(٣١٥‬ومــن أمثلــة‬
‫املنقــوالت املاديــة البضائــع واملهــامت‪ ،‬ومــن أمثلــة املنقــوالت املعنويــة االســم التجــاري والعالمــة التجاريــة‬
‫وعنــرص االتصــال بالعمــالء‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل اعتبــار املحــل التجــاري مــال منقــول تطبيــق أحــكام املنقــوالت عليــه‪ ،‬وعــىل ذلــك ال يخضــع‬
‫لدعــوى الحاميــة املقــررة للعقــار‪ ،‬كــام أن قيــام شــخص بهبــة جميــع أموالــه املنقولــة لشــخص اخــر وكان‬
‫مالــكاً ملحــل تجــاري فــإن املحــل التجــاري يكــون مــن بينهــا بوصفــه مــاالً منقــوالً ال عقــارا ً)‪.(٣١٦‬‬

‫‪ -٢ -١00‬المحل التجاري مال منقول معنوي‪:‬‬

‫املحــل التجــاري باملفهــوم الحديــث عبــارة عــن مجموعة مــن العنــارص املعنويــة‪ ،‬وإن كان يدخــل يف تكوينه‬
‫منقــوالت ماديــة‪ ،‬فوجــود املحــل التجــاري مــن الناحيــة القانونيــة يتمثــل بوجــود العنــارص املعنويــة ولــو‬
‫عنــرص واحــد فقــط منهــا كعنــرص االتصــال بالعمــالء‪ ،‬دون الحاجــة لوجــود عنــارص ماديــة)‪.(٣١٧‬‬

‫ويرتتــب عــىل اعتبــار املحــل التجــاري منقــوالً معنويـاً اســتحالة تطبيــق قاعــدة الحيــازة ســند للملكيــة إلن‬
‫املحــل التجــاري منقــول معنــوي وليــس مــادي‪ ،‬وهــذه القاعــدة مقــررة بحــق املنقــوالت املاديــة)‪ .(٣١٨‬ومثــال‬
‫ذلــك‪ ،‬لــو بــاع شــخص محلــه التجــاري لشــخصني‪ ،‬تســلم أحدهــام املحــل التجــاري أوالً وســبقه الثــاين يف‬
‫الـرشاء‪ ،‬فــإن ملكيــة املحــل تكــون للثــاين حســن النيــة‪ ،‬وإن كان للحائــز حســن النيــة كســب ملكيــة‬

‫العنارص املادية املوجودة يف املحل التجاري املباع من مواد واآلالت وبضائع)‪.(٣١٩‬‬

‫)‪ (٣١٥‬نصت املادة الثامنة عرشة من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل‪ «:‬ويف جميع األحوال ال يدخل ضمن عنارص املتجر ملكية العقار الذي يزاول التاجر‬
‫فيه نشاطه التجاري«‪.‬‬
‫)‪ (٣١٦‬محمد توفيق سعودي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،١٩٩٣ ،‬بند ‪.١٨٤‬‬
‫)‪ (٣١٧‬محمد السيد الفقي‪ ،‬دروس يف القانون التجاري الجديد‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬أسكندرية‪ ،٢٠٠٠ ،‬بند ‪.١٠٨‬‬
‫)‪ (٣١٨‬محمد توفيق سعودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٨٤‬‬
‫)‪ (٣١٩‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٠٨‬‬
‫‪١49‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ -٣ -١0١‬المحل التجاري كيان قائم بذاته ال يتمتع بذمة مالية مستقلة‪:‬‬

‫ابتــداء يُعتــرب املحــل التجــاري وحــدة قامئــة بذاتــه مكــون مــن مجمــوع العنــارص املاديــة واملعنويــة مســتقالً‬
‫عنهــا‪ ،‬لــذا يُعتــرب منقــوالً معنوي ـاً مســتقالً عــن العنــارص املكونــة لــه‪ ،‬ويرتتــب عــىل ذلــك عــدة أحــكام‪،‬‬
‫األمــر األول خضــوع املحــل التجــاري لقواعــد وأحــكام تختلــف عــن القواعــد التــي تخضــع لهــا العنــارص‬
‫املكونــة لــه‪ .‬األمــر الثــاين‪ ،‬التــرصف بأحــد عنــارص املحــل التجــاري املاديــة واملعنويــة »بإســتثناء عنــرص‬
‫اإلتصــال بالعمــالء« ال يعتــرب ترصفـاً يف املحــل التجــاري)‪ ،(٣٢٠‬كــام أن العقــار الــذي فيــه املحــل التجــاري ليــس‬
‫عن ـرصا ً مــن عنــارص تكوينــه ولــو اتفــق األط ـراف عــىل ذلــك‪ .‬كــام أن اعتبــاره وحــدة بذاتــه امــر يجعــل‬
‫ملكيــة املحــل التجــاري وان تعــدد املــالك‪ ،‬ملكيــة متتــد اىل كافــة العنــارص املكونــة لــه‪ .‬فيكــون املــالك‬
‫جميعهــم مالكــني لعنــارصه مــن اســم تجــاري وعالمــة تجاريــة وغريهــا مــن العنــارص)‪.(٣٢١‬‬

‫واعتبــار املحــل التجــاري منقــوالً معنويـاً ووحــدة قامئــة بذاتهــا أمــر ال يجعــل منــه كيــان لــه ذمــة مســتقلة‬
‫عــن مالكــه‪ ،‬بــل عنــرص مكــون للذمــة املاليــة ملالكــه‪ ،‬وفقـاً ملبــدأ وحــدة الذمــة املاليــة)‪.(٣٢٢‬‬

‫‪ -4 -١0٢‬المحل التجاري ذو طبيعة تجارية‪:‬‬

‫املحــل التجــاري عبــارة عــن مجوعــة أمــوال منقولــة تجتمــع ملامرســة نشــاط‪ ،‬محلــه أحــد األعــامل التجاريــة‬
‫الســابق دراســتها يف الفصــل الثــاين مــن هــذا الكتــاب‪ ،‬وعــىل ذلــك يكتســب مالكــه صفــة التاجــر)‪.(٣٢٣‬‬

‫وبذلــك تخــرج مكاتــب أصحــاب املهــن الحــرة وإن توافــرت بهــا عنــارص املحــل التجــاري املاديــة أو املعنوية‬
‫مــن مفهــوم املحــل التجــاري‪ ،‬ومــن هــذه املكاتــب‪ ،‬مكاتــب األطبــاء واملهندســني واملحاســبني واملحامــني‪.‬‬

‫كــام تخــرج املؤسســات العامــة اململوكــة للدولــة وإن كان نشــاطها تجاري ـاً كخطــوط الســكك الحديديــة‬
‫ومرافــق النقــل العــام وغريهــا مــن مفهــوم املحــل التجــاري‪ ،‬إذ ال تكتســب الدولــة صفــة التاجــر كــام أن‬
‫نشــاطها ليــس مــن قبيــل اإلســتغالل التجــاري)‪ ،(٣٢٤‬والســبب يف ذلــك يرجــع اىل اختــالف طبيعــة النشــاط‬
‫التجــاري عــن النشــاط املــدين واختــالف عنــرص اإلتصــال بالعمــالء‪ ،‬فعنــرص اإلتصــال بالعمــالء يف املحــل‬
‫التجــاري قوامــه وأساســه االســتغالل التجــاري أكــرث مــن شــخص التاجــر وداللــة ذلــك إمكانيــة انفصــال‬
‫املحــل التجــاري عــن شــخص التاجــر املالــك لــه ســابقاً بالبيــع عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬دون أن يؤثــر ذلــك‬

‫)‪ (٣٢٠‬انظر املادة الخامسة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬


‫)‪ (٣٢١‬محمد توفيق سعودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٨٤‬‬
‫)‪ (٣٢٢‬ولقد أكدت عىل ذلك املادة العرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية وذلك بنصها عىل‪ «:‬ليس للمتجر شخصية مستقلة عن شخصية التاجر وال ذمة‬
‫مستقلة عن ذمته‪ ،‬وال يحول وجوده دون دخول عنارص ذمة التاجر الشخصية غري التجارية يف ضامن التزاماته التجارية«‪.‬‬
‫)‪ (٣٢٣‬فاروق احمد زاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪ ،٣٢٤‬هاين دويدار ص ‪.٢٢٩‬‬
‫)‪ (٣٢٤‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٦‬فاروق احمد زاهر‪ ،‬بند ‪.٣٢٤‬‬
‫‪١50‬‬
‫المحل التجاري‬

‫بشــكل كبــري عــىل نشــاط املحــل التجــاري ‪ ،‬بينــام ال يتصــور انفصــال املكتــب املهنــي عــن الشــخص املــامرس‬
‫للمهنــة فيــه‪ ،‬إذ ان عنــرص االتصــال مرتبــط بالشــخص ال باملكتــب األمــر الــذي ال ميكــن القــول معــه بعــدم‬
‫تأثــر املكتــب املهنــي ببيعــه وانفصــال الشــخص القائــم بــه عنــه)‪.(٣٢٥‬‬

‫فعــىل ســبيل املثــال اذا كانــت هنــاك عيــادة طبيــة يرتادهــا املــرىض لتميــز الطبيــب املالــك لهــا‪ ،‬فــإن بيعهــا‬
‫لطبيــب آخــر ال يعنــي اســتمرار املراجعــني مــع املالــك الجديــد‪ ،‬بــل ســينتقلون للعيــادة الجديــدة للطبيــب‬
‫الســابق أو اىل عيــادة أخــرى لفقــد الثقــة بالطبيــب الجديــد وعــدم معرفتــه‪.‬‬

‫)‪ (٣٢٥‬هاين دويدار‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنرش‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،٢٠٠١ ،‬ص ‪٢٢٩‬‬
‫‪١5١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المبحث الثالث‬

‫الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬

‫إن الحديــث عــن الطبيعــة القانونيــة للمحــل التجــاري أمــر رضوري ملعرفــة األحــكام التــي يخضــع لهــا‬
‫املحــل التجــاري‪ .‬وأســاس االختــالف ناشــئ عــن كــون املحــل التجــاري عبــارة عــن كيــان خــاص تشــكل‬
‫وتآلــف مــن مجمــوع العنــارص املاديــة واملعنويــة‪ ،‬إال أن هــذا الكيــان يخضــع ألحــكام غــري تلــك التــي‬
‫تخضــع لهــا تلــك العنــارص منفــردة املاديــة واملعنويــة‪.‬‬

‫كــام أنــه يثــور التســاؤل يف شــخصية املحــل التجــاري وهــل هــو شــخص اعتبــاري يتمتــع بذمــة ماليــة‬
‫مســتقلة عــن ذمــة مالكــه‪ .‬لــذا ظهــرت نظريــات ثــالث يف تحديــد الطبيعــة القانونيــة للمحــل التجــاري‪،‬‬
‫عــىل التفصيــل التــايل‪:‬‬

‫‪ -١ -١0٣‬نظرية المجموع القانوني أو الذمة المالية المستقلة‪:‬‬


‫أســاس هــذه النظريــة النظــام األملــاين الــذي يأخــذ مببــدأ تخصيــص الذمــة املاليــة‪ ،‬والتــي تعنــي جــواز‬
‫تخصيــص الشــخص ذمــة ماليــة لنشــاط معــني‪ ،‬فيكــون هنــاك ذمــة ماليــة لنشــاط تجــاري وأخــرى لنشــاط‬
‫مــدين‪ ،‬وكل ذمــة ماليــة مســتقلة عــن األخــرى)‪.(٣٢٦‬‬

‫ووفق ـاً لهــذا املبــدأ والنظريــة القامئــة عليــه‪ ،‬يعتــرب املحــل التجــاري كيــان مكــون مــن عنــارص ماديــة‬
‫وأخــرى معنويــة‪ ،‬اجتمعــت فأصبحــت مســتقلة مبجموعهــا بحقوقــه وإلتزاماتــه‪ .‬وعــىل ذلــك يعتــرب املحــل‬
‫التجــاري منقــول معنــوي لــه ذمــة ماليــة مســتقلة عــن ذمــة صاحبــه‪ ،‬فــال يســأل املحــل التجــاري إال عــن‬
‫ديونــه وليــس لــه إال الحقــوق الناشــئة منــه‪ ،‬فــال يســتطيع مــن لــه ديــن ال عالقــة لــه املحــل التجــاري مــن‬
‫التنفيــذ عــىل املحــل التجــاري‪ ،‬بــل يتزاحــم دائنــي املحــل التجــاري وحدهــم عليــه دون غريهــم‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل تخصيــص الذمــة‪ ،‬انتقــال حقــوق وديــون املحــل التجــاري للمتنــازل اليــه وتدخــل يف‬
‫تكوينــه)‪.(٣٢٧‬‬

‫إال أن األخــذ بهــذه النظريــة يتعــارض مــع النظــم القانونيــة التــي تأخــذ مببــدأ وحــدة الذمــة املاليــة ومنهــا‬
‫النظــام الســعودي كــام ســبق بيانــه آنف ـاً‪ ،‬إذ ال يوجــد نــص نظامــي مينــح املحــل التجــاري ذمــة ماليــة‬

‫)‪ (٣٢٦‬فاروق احمد زاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٣٢٧‬‬


‫)‪ (٣٢٧‬وهذا يتعارض مع نص املادة الثامنة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية والتي تنص عىل‪ «:‬مع مراعاة املادة السابعة والعرشون من هذا‬
‫النظام‪ ،‬يجوز ألي من دائني التاجر الذي ترصف يف املتجر أن يرفع دعواه يف مواجهة التاجر السلف أو التاجر الخلف لتحصيل ديونه أو حامية للضامن العام‬
‫املقرر للدائنني‪«...‬‬
‫‪١5٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫مســتقلة كــام هــو الحــال مــع رشكات الشــخص الواحــد‪ ،‬بــل إن جميــع أمــوال املديــن مبــا فيهــا املحــل‬
‫التجــاري ضامنــة لديونــه ســواء تلــك الناشــئة عــن محلــه التجــاري أو حتــى لديــن مــدين‪ ،‬وأث ـرا ً لذلــك‪،‬‬
‫فــإن ديــون املحــل التجــاري عنــد بيعــه ال تنتقــل اىل املشــرتي)‪ (٣٢٨‬مــامل يتفــق عــىل خــالف ذلــك)‪ .(٣٢٩‬وحتــى‬
‫عنــد االتفــاق‪ ،‬فــإن الديــون التــي تحملهــا املشــرتي ال تدخــل يف عنــارص املحــل التجــاري‪ ،‬بــل تشــغل‬
‫ذمــة املشــرتي مــع غريهــا مــن الديــون)‪ .(٣٣٠‬ولتوضيــح ذلــك فــان دائنــي املشــرتي يســتطيعون التنفيــذ‬
‫عــىل املحــل الجديــد ولــو كان ديــن ال عالقــة لــه باملحــل التجــاري وذلــك إلن املحــل التجــاري عنــرص مــن‬
‫العنــارص املكونــة لذمــة التاجــر املاليــة فتكــون جميــع أموالــه ضامنــة للوفــاء بديونــه مبــا يف ذلــك املحــل‬
‫التجــاري‪.‬‬

‫‪ -٢ -١04‬نظرية المجموع الواقعي أو الفعلي‪:‬‬


‫إزاء النقــد الــذي تعرضــت لــه نظريــة املجمــوع القانــوين وعــدم صالحيتهــا مــع النظــم التــي تأخــذ مببــدأ‬
‫وحــدة الذمــة املاليــة‪ ،‬ظهــرت نظريــة املجمــوع الواقعــي‪ ،‬والتــي ال عالقــة لهــا بالترشيــع أو تطبيقــات‬
‫القضــاء‪ ،‬وإمنــا محاولــة لتفســري طبيعــة املحــل التجــاري‪.‬‬

‫إذ أن املحــل التجــاري وفقـاً لهــذه النظريــة عبــارة عــن مجموعــة مــن العنــارص املاديــة واملعنويــة املســتقلة‬
‫عــن بعضهــا البعــض‪ ،‬اجتمعــت ونظمــت فكونــت مبجموعهــا كيانـاً مســتقالً ملامرســة نشــاط تجــاري معــني‬
‫دون أن يكــون لــه ذمــة ماليــة مســتقلة‪.‬‬

‫ووفقـاً لهــذه النظريــة‪ ،‬فــإن ديــون املحــل التجــاري ال تنتقــل مــع املشــرتي الجديــد مــامل يتفــق عــىل خــالف‬
‫ذلــك‪ ،‬كــام أن اعتبــار النظريــة املحــل التجــاري كيانـاً مســتقالً عــن العنــارص املاديــة واملعنويــة أمــر يفــرس‬
‫لنــا اعتبــاره منقــوالً معنويـاً بالرغــم مــن وجــود عنــارص ماديــة داخلــة يف تكوينــه‪ ،‬إال أن اســتقالله عــن هذه‬
‫العنــارص يُــربر اعتبــاره منقــوالً معنويـاً)‪.(٣٣١‬‬

‫‪ -٣ -١05‬نظرية الملكية المعنوية‪:‬‬


‫بعــد إخفــاق نظريــة املجمــوع القانــوين بتفســري طبيعــة املحــل التجــاري يف النظــم التــي تأخــذ مببــدأ‬
‫وحــدة الذمــة املاليــة‪ ،‬وانتفــاء عالقــة نظريــة املجمــوع الواقعــي عنــد تفســري طبيعــة املحــل التجــاري‬
‫بالترشيــع والقضــاء‪ ،‬ظهــرت نظريــة امللكيــة املعنويــة والتــي هــي أقــرب للصحــة يف تفســري الطبيعــة‬

‫)‪ (٣٢٨‬مصطفى كمامل طه‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،١٩٧٩ ،‬بند ‪١٦١‬‬
‫مسؤوال عن تحمل االلتزامات‬
‫ً‬ ‫)‪ (٣٢٩‬إال أن مرشوع نظام املعامالت التجارية أىت بخالف ذلك‪ ،‬إذ نصت املادة السابعة والعرشون الفقرة ‪ ٢‬عىل‪ «:‬ال يكون املشرتي‬
‫القامئة عىل املتجر وقت البيع سوا ًء أكانت حالة أم مرشوطة أو مستقبلية‪ ،‬مامل يشمل البيع االسم التجاري للبائع‪ ،‬ومع ذلك يجوز يف هذه الحالة أن ينص عقد‬
‫البيع عىل اعفاء املشرتي من املسئولية عن تحمل هذه االلتزامات‪«..‬‬
‫)‪ (٣٣٠‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الجزء األول‪ ،٢٠٠٧ ،‬بند ‪.٢١٢‬‬
‫)‪ (٣٣١‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢١٤‬‬
‫‪١5٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫القانونيــة للمحــل التجــاري مــن وجهــة نظرنــا‪.‬‬

‫ووفقـاً لهــذه النظريــة فــإن املحــل التجــاري عبــارة عــن اجتــامع عنــارص ماديــة وأخــرى معنويــة ملامرســة‬
‫نشــاط تجــاري‪ ،‬ومبجموعهــا نشــأ مــال منقــول معنــوي مســتقل »املحــل التجــاري«‪ .‬ويكــون لصاحــب املحل‬
‫التجــاري حــق ملكيــة معنويــة تــرد عــىل مــال منقــول معنــوي والتــي يطلــق عليهــا امللكيــة التجاريــة‪.‬‬

‫وبهــا يكــون لصاحــب املحــل التجــاري الحــق يف احتــكار اســتغالل املحــل وحاميتــه مــن مامرســات اآلخريــن‬
‫غــري املرشوعــة عــن طريــق دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪ ،‬كرسقــة االســم التجــاري أو تقليــد العالمــة‬
‫التجاريــة عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬ويقابــل امللكيــة التجاريــة التــي تكــون للتاجــر يف محلــه التجــاري امللكيــة‬
‫املدنيــة والتــي يحميهــا القانــون عــن طريــق دعــوى االســتحقاق)‪.(٣٣٢‬‬

‫)‪ (٣٣٢‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٢١٥‬‬


‫‪١54‬‬
‫المحل التجاري‬

‫الفصل الثاني‬

‫العناصر المكونة للمحل التجاري‬

‫مــن تعريــف املحــل التجــاري الســابق يتبــني لنــا أنــه عبــارة عــن تجمــع ألمــوال منقولــة ‪-‬ماديــة ومعنويــة‪-‬‬
‫ينظمهــا صاحــب املحــل التجــاري يف ســبيل مامرســة نشــاط تجــاري‪ ،‬إال أن اجتــامع العنــارص املاديــة‬
‫واملعنويــة معــاً ليــس باألمــر الــرضوري قانونــاً للقــول بوجــود املحــل التجــاري‪ ،‬إذ ان وجــود العنــارص‬
‫املعنويــة دون املاديــة كاف للقــول بوجــود املحــل التجــاري مــن الناحيــة القانونيــة كــام ســبق ان أرشنــا‪.‬‬

‫والعنــارص املاديــة واملعنويــة ال حــرص لهــا كونهــا عنــارص مســتجدة متغــرية بتطــور التجــارة والصناعــة‪ ،‬إال‬
‫أن أهــم العنــارص املاديــة‪ :‬البضائــع واألدوات واملهــامت‪ ،‬وأبــرز العنــارص املعنويــة‪ :‬الرخــص والرتاخيــص‪،‬‬
‫االســم التجــاري‪ ،‬العالمــات التجاريــة‪ ،‬حقــوق امللكيــة الصناعيــة بـراءة االخـرتاع‪ ،‬التصميــامت التخطيطيــة‬
‫للــدارات املتكاملــة‪ ،‬الرســوم والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬حقــوق امللكيــة األدبيــة والفكريــة‪ ،‬حــق اإلجــارة‪ ،‬وأخـريا ً‬
‫عنــرص االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك ســوف نخصــص هــذا الفصــل للحديــث عــن العنــارص املاديــة يف املبحــث األول‪ ،‬عــىل ان نتنــاول‬
‫العنــارص املعنويــة يف املبحــث الثاين‪.‬‬

‫‪١55‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المبحث األول‬

‫العناصر المادية‬

‫الحديــث عــن العنــارص املاديــة يتطلــب دراســة العنــارص املاديــة الداخلــة يف تكويــن املحــل التجــاري‬
‫إبتــدا ًء‪ ،‬ومــن ثــم بيــان العنــارص املاديــة املســتثناة مــن عنــارص تكويــن املحــل التجــاري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العناصر المادية الداخلة في تكوين المحل التجاري‪:‬‬


‫‪ً -١06‬‬

‫‪ -١‬البضائع‪:‬‬
‫تعــرف البضائــع كأحــد مكونــات العنــارص املاديــة للمحــل التجــاري بأنهــا منقــوالت ماديــة معــدة للبيــع‬
‫كالســلع‪ ،‬ســواء كانــت مــواد تامــة الصنــع أم نصــف مصنوعــة أم مــا زالــت مــواد أوليــة معــدة للتصنيــع‪،‬‬
‫معروضــة باملحــل التجــاري أو باملخــازن التابعــة لــه)‪.(٣٣٣‬‬

‫وباعتبــار البضائــع عنــرص مــن عنــارص املحــل التجــاري‪ ،‬فإنهــا تنتقــل اىل املشــرتي مــامل يتــم االتفــاق عــىل‬
‫خالف ذلــك)‪.(٣٣٤‬‬

‫وتختلــف أهميــة البضائــع بالنســبة للمحــل التجــاري بحســب طبيعــة نشــاطه التجــاري‪ .‬فتــزداد أهميتــه‬
‫بالنســبة ملحــل األقمشــة عــىل ســبيل املثــال وتنقــص ملحــال البيــع بامل ـزاد العلنــي أو الســمرسة)‪.(٣٣٥‬‬

‫ونتيجــة لذلــك‪ ،‬نــرى ان العنــرص املــادي ليــس مــن العنــارص الواجــب توافرهــا للقــول بالوجــود القانــوين‬
‫للمحــل التجــاري‪ ،‬والســبب يف ذلــك قابليــة انعــدام العنــرص املــادي‪ ،‬بــل يجــوز ان ال يكــون موجــودا ُ ابتــدا ًء‪،‬‬
‫كــام أن البضائــع وإن كانــت ذات أهميــة كــام بالنســبة ملحــل األقمشــة‪ ،‬إال انهــا عنــرص متغــري عــىل صعيــد‬
‫مثنهــا أو حجمهــا أو كميتهــا‪ ،‬ووجودهــا باملتجــر يعتمــد عــىل العــرض والطلــب)‪.(٣٣٦‬‬

‫‪ -٢‬األدوات والمعدات‪:‬‬
‫تعتــرب األدوات واملعــدات منقــوالت ماديــة تســتخدم يف تحقيــق غــرض املحــل التجــاري واســتغالله دون أن‬
‫تكــون مخصصــة للبيــع‪ .‬كاألثــاث واآلالت واألجهــزة الحاســوبية املخصصــة لخدمــة املحــل التجــاري‪ ،‬فهــذه‬
‫منقــوالت يُعتمــد عليهــا يف اســتغالل املحــل التجــاري دون أن تُعــرض للبيــع‪.‬‬

‫)‪ ، (٣٣٣‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٨٥‬‬
‫)‪ (٣٣٤‬املادة الثانية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٣٣٥‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٨٥‬‬
‫)‪ (٣٣٦‬محمد السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪٩٩‬‬
‫‪١56‬‬
‫المحل التجاري‬

‫وهــذه األدوات واملعــدات قــد تكــون يف بعــض األحيــان بضائــع ويف نفــس الوقــت مــن األدوات واملهــامت‬
‫واملعــدات‪ ،‬فعــىل ســبيل املثــال اآللــة الكاتبــة قــد تكــون بضاعــة معــدة للبيــع‪ ،‬وقــد تكــون يف نفــس‬
‫الوقــت مــن األدوات التــي يســتخدمها املحــل التجــاري‪ ،‬والســيارة تعتــرب مــن البضائــع لــدى محــل معروضــة‬
‫للبيــع‪ ،‬ويف نفــس الوقــت تعتــرب مــن األدوات التــي يســتخدمها صاحــب املحــل التجــاري لنقــل بضاعتــه‪.‬‬
‫وكذلــك الزيــت الــذي قــد يكــون بضاعــة معروضــة يف املحــل التجــاري‪ ،‬بينــام يســتخدمها املحــل التجــاري‬
‫أو محــل تجــاري آخــر لصيانــة آاللتــه الصناعيــة)‪.(٣٣٧‬‬

‫واألدوات واملهــامت تعتــرب دامئ ـاً عن ـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري وبالتــايل تنتقــل اىل املشــرتي عنــد‬
‫البيــع‪ ،‬إال أن صفــة هــذه األدوات واملعــدات تختلــف بإختــالف ملكيــة صاحــب املحــل التجــاري للعقــار‬
‫الــذي ُميــارس فيــه نشــاطه‪ ،‬فــإذا كان مالــكاً للعقــار وهــذه األدوات واملعــدات مخصصــة ملامرســة النشــاط‬
‫التجــاري فإنهــا تعتــرب عقــار بالتخصيــص‪ ،‬بينــام لــو كان مســتئجرا ً للعقــار فــإن األدوات واملعــدات تعتــرب‬
‫منقــوالً ماديـاً فتدخــل يف عنــارص املحــل التجــاري )‪ ،(٣٣٨‬مــع التأكيــد عــىل انتقالهــا اىل الغــري عنــد التــرصف‬
‫يف املحــل التجــاري يف كال الوصفــني مــامل يُتفــق عــيل خــالف ذلــك‪.‬‬

‫‪ -١07‬ثانياً ‪ :‬العناصر المادية التي تخرج من تكوين المحل التجاري‪:‬‬

‫‪ -١‬العقارات‪:‬‬
‫مامرســة صاحــب املحــل التجــاري لنشــاطه إمــا أن يكــون بعقــار ميلكــه‪ ،‬أو مجــرد مســتأجر لــه وهــذا‬
‫الغالــب ومــن ثــم يعتــرب االســتئجار يف الفــرض األخــري عنــرص مــن العنــارص املعنويــة للمحــل التجــاري عــىل‬
‫مــا ســيأيت بيانــه)‪ .(٣٣٩‬أمــا إذا كان صاحــب املحــل التجــاري مالــكاً للعقــار الــذي يقــع فيــه املحــل التجــاري‬
‫‪ ،‬فــإن العقــار يف هــذه الحالــة ال يعتــرب مــن عنــارص املحــل التجــاري ولــو اتفــق األط ـراف عــىل خــالف‬
‫ذلك)‪.(٣٤٠‬‬

‫وعنــد التــرصف بالعقــار واملحــل التجــاري مع ـاً فإننــا نكــون بصــدد عقديــن مســتقلني‪ ،‬عقــد رشاء محــل‬
‫تجــاري كمنقــول‪ ،‬وعقــد اســتئجار أو بيــع عقــار‪ ،‬مــع اختــالف األحــكام والجهــة القضائيــة صاحبــة‬
‫االختصــاص‪ .‬إذ ان عقــد اســتئجار أو بيــع العقــار مــن اختصــاص القضــاء العــام‪ ،‬بينــام عقــد بيــع املحــل‬
‫التجــاري مــن اختصــاص املحاكــم التجاريــة‪.‬‬

‫)‪ (٣٣٧‬أمرية صدقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،١٩٧٨ ،‬ص ‪.١٢١‬‬
‫)‪ (٣٣٨‬محمد السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٠٠‬‬
‫)‪ (٣٣٩‬مصطفى كامل طه‪ ،‬املرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٥٦‬‬
‫)‪ (٣٤٠‬انظر املادة الثامنة عرشة من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪١57‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫ومــا يجــدر التنويــه اليــه‪ ،‬هــو أن املحــل التجــاري قــد يكــون نشــاطه إدارة أو بيــع وتأجــري العقــارات‪ ،‬وعــىل‬
‫ذلــك فــإن العقــارات التــي ميلكهــا املحــل التجــاري يف هــذه الحالــة تعتــرب مــن عنــارص املحــل التجــاري‬
‫املاديــة التــي تنتقــل اىل املشــرتي عنــد البيــع)‪.(٣٤١‬‬

‫‪ -٢‬الدفاتر التجارية والمراسات‪:‬‬


‫رأينــا ســابقاً أنــه يقــع عــىل عاتــق التاجــر الــذي يزيــد رأس مــال مرشوعــة عــىل مائــة الــف ريــال ولــه‬
‫محــل تجــاري‪ ،‬ملــزم مبســك الدفاتــر التجاريــة واالحتفــاظ باملراســالت والفواتــري عــىل مــا ســبق بيانــه)‪.(٣٤٢‬‬
‫والســؤال الــذي يثــار يف هــذا املوضــع مــدى اعتبــار هــذه املســتندات مــن عنــارص املحــل التجــاري‪.‬‬

‫بــال خــالف فــان هــذه الدفاتــر ال تعتــرب مــن عنــارص املحــل التجــاري ألســباب عــدة‪ ،‬أولهــا انهــا تتضمــن‬
‫بيانــات وارسار شــخصية خاصــة بالتاجــر فــال مجال لتســليمها للمشــرتي‪ .‬ثانياً‪ ،‬ان هــذه الدفاتر واملســتندات‬
‫ال قيمــة ماديــة لهــا‪ ،‬وبالتــايل فإنــه ليــس مــن املفيــد تســليمها للمشــرتي‪ .‬وأخ ـريا ً‪ ،‬ألــزم املــرشع التاجــر‬
‫االحتفــاظ بهــذه الدفاتــر مــدة عــرش ســنوات‪ ،‬وبالتــايل فــال ســبيل لاللتـزام بذلــك متــى مــا ُم ِكـ َن البائــع‬
‫وسـ ِم َح لــه بتســليمها اىل املشــرتي‪.‬‬
‫مــن التهــرب مــن هــذا االلتـزام ُ‬

‫إال ان هــذا ال يتعــارض مــع الت ـزام البائــع بتمكــني املشــرتي مــن بيانــات وطــرق التواصــل مــع العمــالء‪،‬‬
‫إذ انــه وكــام ســيأيت بيانــه‪ ،‬أن عنــرص االتصــال بالعمــالء أهــم عنــرص يف املحــل التجــاري‪ ،‬ومــن الوســائل‬
‫الالزمــة للمحافظــة عليــه متكــني املشــرتي مــن معرفــة طــرق التواصــل معهــم‪ ،‬مــامل يقــض تفــاق أو نظــام‬
‫عــىل املحافظــة عــىل خصوصيتهــم‪.‬‬

‫)‪ (٣٤١‬انظر يف ذلك البند ‪ ٤٨‬من هذا الكتاب‪.‬‬


‫)‪ (٣٤٢‬انظر يف ذلك البند ‪ ٦٨‬من هذا الكتاب‬
‫‪١58‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المبحث الثاني‬

‫العناصر المعنوية‬

‫بجانــب العنــارص املاديــة الســابق دراســتها‪ ،‬هنــاك عنــارص معنويــة يتكــون مــن تجمعهــا املحــل التجــاري‪.‬‬
‫والعنــارص املعنويــة تختلــف مــن محــل تجــاري آلخــر‪ .‬ومــن العنــارص املعنويــة عــىل ســبيل املثــال ال‬
‫الحــرص‪ :‬الرخــص والرتاخيــص‪ ،‬االســم التجــاري‪ ،‬العالمــات التجاريــة‪ ،‬حقــوق امللكيــة الصناعيــة بــراءة‬
‫االخــرتاع‪ ،‬التصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة‪ ،‬الرســوم والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬حقــوق امللكيــة‬
‫األدبيــة والفكريــة‪ ،‬حــق اإلجــارة‪ ،‬وأخ ـريا ً عنــرص االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة‪.‬‬

‫ويف حقيقــة األمــر‪ ،‬فــإن ال وجــود قانــوين للمحــل التجــاري دون العنــارص املعنويــة وعــىل وجــه الخصــوص‬
‫عنــرص االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة‪ .‬وعلــة ذلــك أن العنــارص املاديــة منقــوالت ماديــة متغــرية‪،‬‬
‫تزيــد وتنقــص ومحــل للتعامــل والتبديــل املســتمر ومــا الغايــة منهــا إال إيجــاد العنــارص املعنويــة وخدمتهــا‬
‫واملحافظــة عليهــا وعــىل وجــه الخصــوص عنــرص االتصــال بالعمــالء‪.‬‬

‫ولتقريــب الفكــرة‪ ،‬نقــول بــأن العنــارص املاديــة كالبضائــع عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬محــل للتعامــل شــبه اليومــي‪،‬‬
‫فتنتقــل مــن ملكيــة صاحــب املحــل التجــاري آلخريــن‪ ،‬ويحــل محلهــا ســلع أخــرى‪ .‬بينــام العنــارص املعنوية‬
‫كعنــرص االتصــال بالعمــالء أو الســمعة التجاريــة واالســم التجــاري‪ ،‬عنــارص معنويــة ليســت محــل للتعامــل‬
‫التجــاري اال نــادرا ً‪ ،‬ومــع التــرصف القانــوين بهــا تــزول فكــرة املحــل التجــاري كمنقــول معنــوي‪.‬‬

‫وأخ ـريا ً‪ ،‬يجــب التذكــري بــأن وجــود العنــارص املعنويــة مجتمعــة أمــر غــري الزم باســتثناء وجــود عنــرص‬
‫االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة‪ .‬فاألمــر متوقــف عــىل حجــم املحــل التجــاري وطبيعــة نشــاطه‬
‫وظــروف أخــرى‪ ،‬فعــىل ســبيل املثــال عنــرص الحــق يف اإلجــارة كأحــد العنــارص املعنويــة عنــرص ال ميكــن‬
‫تصــوره يف محــل تجــاري يقــع يف عقــار ميلكــه صاحــب املحــل التجــاري‪.‬‬

‫أمــا تحديــد أكــرث العنــارص املعنويــة أهميــة فإنــه أمــر باإلمــكان تحديــده بالنظــر اىل ســبب وجــود عنــرص‬
‫االتصــال بالعمــالء‪ ،‬فنســأل عــن ســبب تــردد العمــالء عــىل دار الســينام مثـالً‪ ،‬هــل هــو موقــع دار الســينام؟‬
‫أم اســمها التجــاري؟ فــاذا كانــت اإلجابــة هــي املوقــع‪ ،‬فالعنــرص املعنــوي الجوهــري يف هــذه الحالــة الحــق‬
‫يف اإلجــارة‪ .‬أمــا ان كانــت اإلجابــة اســمها التجــاري ‪ ،‬فــإن العنــرص املعنــوي الجوهــري يف هــذه الحالــة هــو‬
‫االســم التجــاري وهــو احــد حقــوق امللكيــة الفكريــة)‪ .(٣٤٣‬ودراســتنا لهــذه العنــارص ســوف تكــون عــىل‬
‫أولويــة نشــأتها‪.‬‬

‫)‪ (٣٤٣‬مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٤٩‬‬


‫‪١59‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫أوال‪ :‬العناصر المعنوية الداخلة في تكوين المحل التجاري‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ -١08‬أ‪ -‬الرخص والتراخيص‪:‬‬


‫والحديــث عــن الرتاخيــص كعنــرص معنــوي يشــتمل عــىل »الرخــص« التــي متنــح مــن جهــة اإلدارة ملبــارشة‬
‫مــرشوع تجــاري أو صناعــي‪ ،‬وكذلــك الرتاخيــص باســتغالل صناعــي يصــدر مــن مالــك الـرباءة أو التصميــم أو‬
‫العالمــة التجاريــة‪ ،‬وهــذه الرتاخيــص قــد تكــون عنـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري عــىل التفصيــل التــايل‪:‬‬

‫الرخــص التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬والتــي تعــرف بتصاريــح تصــدر مــن الجهــة اإلداريــة ملزاولــة نشــاط تجــاري‬
‫أو صناعــي‪ .‬فعــىل ســبيل املثــال املقاهــي والفنــادق تتطلــب الحصــول عــىل رخصــة تجاريــة ملامرســة‬
‫هــذا النــوع مــن النشــاط‪ .‬وكذلــك الرخــص الصناعيــة والتــي يجــب عــىل املالــك الحصــول عــىل الرخصــة‬
‫الصناعيــة وتحقيــق كافــة االش ـرتاطات الصناعيــة والصحيــة والصحــة والســالمة وغريهــا مــن االش ـرتاطات‬
‫قبــل بــدء عمليــة التصنيــع‪ .‬فهــذه الرخــص تعتــرب عن ـرصا ً مــن عنــارص املتجــر وتنتقــل اىل املشــرتي عنــد‬
‫التــرصف يف املــرشوع التجــاري‪ .‬وعــىل ذلــك‪ ،‬ال يتطلــب مــن مشــرتي الفنــدق الحصــول عــىل الرخصــة مــن‬
‫جديــد وإمنــا يكتفــى مبراجعــة الجهــة املصــدرة لهــا وتحديــث البيانــات‪ .‬ومــن هنــا‪ ،‬نــرى أهميــة الرخصــة‬
‫التجاريــة وأنهــا تصبــح فيــام بعــد ذات قيمــة ماليــة يســعى املشــرتي للحصــول عليهــا ليتجنــب األعبــاء‬
‫اإلداريــة واالشـرتاطات النظاميــة يف ســبيل الحصــول عليهــا‪ ،‬وقيمتهــا هنــا تجعــل منهــا عنـرصا ً مــن عنــارص‬
‫تكويــن املحــل التجــاري‪.‬‬

‫إال أنــه يســتثنى مــن ذلــك الرخــص التجاريــة أو الصناعيــة التــي تصــدر بصفــة شــخصية ملالكهــا‪ ،‬إذ مــن‬
‫البداهــة اســتثناء هــذا النــوع مــن الرخــص مــن عنــارص املحــل التجــاري‪ ،‬وحظــر تداولهــا وانتقالهــا مــن‬
‫شــخص اىل آخــر‪ ،‬ومثــال ذلــك الرخصــة التــي يحصــل عليهــا الصيــديل لفتــح صيدليــة‪ ،‬فهنــا ال يتصــور‬
‫انتقالهــا اىل املشــرتي ممــن ال يحمــل شــهادة معتمــدة يف الصيدلــة ومــن ثــم الســامح لــه بتصنيــع األدويــة‪.‬‬

‫وباملقابــل‪ ،‬هنــاك الرتاخيــص التجاريــة أو الصناعيــة والتــي متُ نــح لصاحــب املنشــأة مــن قبــل مالــك الـرباءة‬
‫أو العالمــة التجاريــة‪ ،‬والغايــة منهــا توســيع نشــاط مانــح الرتخيــص وشــهرته مبــا يعــود عليــه بالفائــدة‬
‫املاليــة‪ ،‬إال انــه يجــب التنويــه إال أن هــذه الرتاخيــص تكــون عنـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري ويجــوز‬
‫ان تنتقــل اىل مشــرتي املحــل التجــاري أو املصنــع متــى كان منحهــا اىل الســلف دون قيــد يحظــر التــرصف‬
‫بهــا أو ملــدة قانونيــة تنتهــي وقــت التــرصف يف املنشــأة التجاريــة أو الصناعيــة)‪.(٣٤٤‬‬

‫)‪ (٣٤٤‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٠٢‬‬
‫‪١60‬‬
‫المحل التجاري‬

‫‪ -١09‬ب‪ -‬عنصر حقوق الملكية الصناعية‪:‬‬


‫وتُعــرف امللكيــة الصناعيــة بأنهــا حقــوق ذات طابــع معنــوي متُ نــح نتيجــة ابتــكار جديــد ت ُخــول صاحبهــا‬
‫حــق اســتغالله كــام يف بـراءة االخـرتاع والنــامذج والرســوم أو اســتعاملها لغــرض التمييــز او التخصيــص كــام‬
‫يف العالمــات التجاريــة واألســامء التجاريــة)‪.(٣٤٥‬‬

‫ويدخــل يف امللكيــة الصناعيــة عنــارص عــدة‪ ،‬قــد توجــد مجتمعــة وقــد يوجــد البعــض منهــا وذلــك حســب‬
‫نشــاط املحــل التجــاري‪ ،‬وقــد تنعــدم كــام هــو الحــال مــع مكاتــب الســمرسة عــىل ســبيل املثــال‪.‬‬

‫وتشــكل حقــوق امللكيــة الصناعيــة االســم التجــاري والتســمية املبتكــرة »العنــوان التجــاري«‪ ،‬العالمــات‬
‫التجاريــة‪ ،‬بــراءة االخــرتاع‪ ،‬الرســوم والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬التصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة‪.‬‬
‫وجميــع حقــوق امللكيــة الصناعيــة تعتــرب مــن األمــوال املنقولــة ذات الطابــع املعنــوي‪ ،‬ولهــا قيمــة ماليــة‬
‫وتعتــرب عنـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري وقابلــة للتــرصف بهــا مــع أو بــدون املحــل التجــاري )‪ ،(٣٤٦‬وذلــك‬
‫باســتثناء االســم التجــاري عــىل مــا ســيأيت بيانــه‪.‬‬

‫ومــا يجــدر التنبيــه اليــه‪ ،‬أن حقــوق امللكيــة الصناعيــة الســابق اإلشــارة لهــا حقــوق مؤقتــه‪ ،‬أي انهــا تتمتــع‬
‫بحاميــة قانونيــة متكــن صاحبهــا مــن اســتغاللها واســتعاملها خــالل مــدة الحاميــة القانونيــة املحــددة نظامـاً‬
‫وبعــد انتهاءهــا تفقــد الحاميــة القانونيــة وتكــون متاحــة للجميــع‪ ،‬وتخــرج مــن مكونــات املحــل التجــاري‬
‫بفقــد الحاميــة القانونيــة لهــا وفقـاً ألحــكام النظــام الحاكــم لهــا‪.‬‬

‫كــام انــه حــري بنــا التنبيــه اىل أن التــرصف بــأي عنــرص مــن عنــارص امللكيــة الصناعيــة يتطلــب إجـراءات‬
‫نظاميــة مختلفــة عــن تلــك املتطلبــة لنقــل ملكيــة املحــل التجــاري‪ .‬وعــىل ذلــك ســوف نفصــل الحديــث‬
‫عــن هــذه العنــارص عــىل الرتتيــب التــايل‪:‬‬

‫‪ -١ -١١0‬االسم التجاري‪:‬‬
‫ألــزم نظــام األســامء التجاريــة كل تاجــر أن يتخــذ لــه اسـامً تجاريـاً يقيــده يف الســجل التجــاري ‪ .‬واالســم‬
‫)‪(٣٤٧‬‬

‫التجــاري إمــا ان يتكــون مــن االســم املــدين للتاجــر أو أن يكــون تســمية مبتكــرة‪ ،‬وعــىل ذلــك‪ ،‬فكثـريا ً مــا‬
‫يقــع اللبــس مــا بــني االســم التجــاري ومــا بــني العنــوان التجــاري‪ ،‬إذ ان األخــري يـراد بــه التســمية املبتكــرة‬
‫أو املتميــزة)‪.(٣٤٨‬‬

‫)‪ (٣٤٥‬طالب موىس‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٧٦ ،‬ص ‪ ،٢١٤‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫بند ‪.١٩٥‬‬
‫)‪ (٣٤٦‬انظر املادة الثانية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية والذي نصت عىل‪” :‬ويكون الترصف ً‬
‫شامال كل عنارص املتجر‪.«..‬‬
‫)‪ (٣٤٧‬المادة األوىل من نظام األسامء التجارية مرسوم مليك رقم م‪ ١٥/‬بتاريخ ‪.١٤٢٠/٨/١٢‬‬
‫)‪ (٣٤٨‬هاين دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. ٢١٧‬‬
‫‪١6١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫ويعــرف االســم التجــاري بأنــه االســم املــدين الــذي يتخــذه مالــك املحــل التجــاري لتمييــزه عــن املحــال‬
‫التجاريــة املامثلــة لــه)‪.(٣٤٩‬‬

‫باملقابــل‪ ،‬قــد يتخــذ التاجــر عنوان ـاً تجاري ـاً لــه‪ ،‬والــذي يُعــرف بأنــه تســمية مبتكــرة ذي ســمة جاذبــة‬
‫يتخذهــا التاجــر لتمييــز محلــه التجــاري عــن املحــال التجاريــة املتامثلــة)‪ ،(٣٥٠‬إذ نصــت املــادة ‪ ٧‬مــن نظــام‬
‫األســامء التجاريــة عــىل‪ «:‬يجــب عــىل التاجــر فــردا ً كان أو رشكــة ‪-‬أن يكتــب اســمه التجــاري بشــكل واضــح‬
‫عــىل واجهــة متجــره التجــاري‪ ،‬وجميــع مطبوعاتــه‪ ،‬عــىل أن يراعــى يف حالــة اختــالف االســم التجــاري‬
‫للتاجــر الفــرد عــن االســم املســجل يف الســجل املــدين ذكــر اســمه املســجل يف الســجل املــدين كام ـالً يف‬
‫جميــع مطبوعاتــه‪ ،‬وأن يتــم التوقيــع بــه عــىل جميــع معامالتــه التجاريــة«)‪ ،(٣٥١‬وهــذا دليــل عــىل ان االســم‬
‫التجــاري متخــذ مــن االســم املــدين خالف ـاً للعنــوان التجــاري والــذي هــو االســم املبتكــر)‪.(٣٥٢‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬متــى مــا كان االســم التجــاري للمحــل التجــاري مســجل ومشــهر وفق ـاً ألحــكام نظــام‬
‫األســامء التجاريــة‪ ،‬فإنــه يتمتــع بالحاميــة القانونيــة ويكــون عن ـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري تتــم‬
‫حاميتــه مــن خــالل دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة)‪ .(٣٥٣‬وبإعتبــاره عن ـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري‬
‫فإنــه يدخــل يف مكونــات املحــل التجــاري عنــد التــرصف فيــه)‪.(٣٥٤‬‬

‫إال أنــه يجــب التنويــه اىل أن التــرصف باالســم التجــاري أمــر خطــري يرتتــب عليــه مســؤولية قانونيــة ملــا مــن‬
‫شــأنه احــداث اللبــس لــدى الغــري‪ ،‬لــذا حظــر نظــام األســامء التجاريــة باملــادة ‪ ٨‬التــرصف باالســم التجــاري‬
‫دون التــرصف باملحــل التجــاري‪ .‬بــل يجــب انتقــال املحــل التجــاري مــع االســم التجــاري عنــد التــرصف‬
‫باألخــري‪ .‬وباملقابــل‪ ،‬يجــوز التــرصف باملحــل التجــاري منفــردا ً‪ ،‬ومتــى مــا تــم التــرصف باملحــل التجــاري يف‬
‫هــذه الحالــة‪ ،‬فــإن ذلــك ال يشــمل االســم التجــاري إال إذا اتفــق األطـراف عــىل ذلــك‪.‬‬

‫باإلضافــة اىل أن رهــن االســم التجــاري أمــر غــري ممكــن يف النظــام الســعودي دون رهــن املحــل التجــاري‪ .‬إذ‬
‫حظــر نظــام األســامء التجاريــة باملــادة ‪ ٨‬التــرصف يف االســم التجــاري ترصفـاً مســتقال عــن املحــل التجــاري‪.‬‬
‫وعــىل ذلــك نــرى أن رهــن االســم التجــاري يجــب يف جميــع األحــوال ان يكــون مقرتن ـاً مــع رهــن املحــل‬
‫التجــاري ال مســتقالً عنــه‪ ،‬إذ أن التنفيــذ عــىل االســم التجــاري ســوف يــؤدي لبيعــه‪ ،‬وهنــا نقــع يف محظــور‬

‫)‪ (٣٤٩‬فاروق أحمد زاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٣٤٣‬‬


‫)‪ (٣٥٠‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٩٧‬‬
‫)‪ (٣٥١‬نظام األسامء التجارية مرسوم مليك رقم م‪ ١٥/‬بتاريخ ‪.١٤٢٠/٨/١٢‬‬
‫)‪ (٣٥٢‬ويف ذلك تقول الدكتورة سميحة القيلويب‪ «:‬وأن يكون االسم الشخيص للتاجر أي االسم املدين له«‪ ،‬ثم تقول‪ «:‬فالتاجر غري ملزم باتخاذ تسمية مبتكرة‬
‫ملتجره يف حني انه ملزم باتخاذ اسم تجاري بنص القانون‪ .‬كام وان التسمية املبتكرة ال تتخذ من االسم الشخيص للتاجر«‪ .‬سميحة القيلويب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند‬
‫‪.١٩٧ ،١٩٦‬‬
‫)‪ (٣٥٣‬انظر يف ذلك الدكتور عبد الرزاق شيخ نجيب‪ ،‬أحكام امللكية الفكرية والتجارية يف النظام السعودي‪ ،‬دار اإلجادة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثالثة‪١٤٤١ ،‬هـ‪ ،‬ص‬
‫‪.٣٤٣‬‬
‫)‪ (٣٥٤‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪١6٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫املــادة التــي حظــرت التــرصف يف االســم التجــاري دون املحــل التجــاري‪.‬‬

‫وحرص ـاً مــن املنظــم عــىل حاميــة الغــري‪ ،‬فإنــه الــزم مــن آل اليــه املحــل التجــاري عــىل إضافــة مــا يــدل‬
‫عــىل انتقــال امللكيــة اليــه)‪ ،(٣٥٥‬مثــل »ســلف« »خلفــاء« وغــري ذلــك مــام يفيــد انتقــال امللكيــة‪ ،‬ومتــى مــا‬
‫اتفــق األطـراف عــىل اســتخدام االســم التجــاري دون إضافــة مــا يــدل عــىل انتقــال امللكيــة‪ ،‬فــإن الســلف‬
‫»املالــك الســابق« يكــون مســئوالً عــن التزامــات الخلــف »املالــك الجديــد« متــى مــا عجــز األخــري عــن‬
‫الوفــاء بهــا)‪.(٣٥٦‬‬

‫وهنــاك مســألة أخــرى تتعلــق بالحقــوق وااللتزامــات الســابقة عــىل البيــع والتــي ترتبــت تحــت هــذا االســم‬
‫التجــاري‪ ،‬إذ يف هــذه الحالــة فاألصــل أن مــن آل اليــه االســم التجــاري تبعــا للمحــل التجــاري يخلــف ســلفه‬
‫يف الحقــوق وااللتزامــات التــي ســبق أن ترتبــت تحــت هــذا االســم ومــع ذلــك يبقــى الســلف مســئوال‬
‫بالتضامــن مــع الخلــف عــن تنفيــذ هــذه االلتزامــات وال يــرسي أي اتفــاق مخالــف يف حــق الغــري إال إذا‬
‫قُيــد يف الســجل التجــاري وأُخطــر بــه الغــري بخطــاب مســجل‪ ،‬ونُــرش هــذا االتفــاق يف الجريــدة الرســمية‬
‫وجريــدة ســعودية أخــرى ودون أن يعــرتض عليــه احــد خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ تســلم االخطــار أو‬
‫النــرش يف الجريــدة الرســمية أيهــام أســبق)‪ ،(٣٥٧‬وعــىل كل حــال ال تســمع دعــوى مســؤولية املالــك الســابق‬
‫اللتزامــات مــن ال اليــه املحــل التجــاري بعــد مــيض خمــس ســنوات مــن تاريــخ انتقــال ملكيــة املتجــر)‪.(٣٥٨‬‬

‫‪ -٢ -١١١‬العامات التجارية‪:‬‬
‫ت ُعــرف العالمــات التجاريــة أو الصناعيــة بأنهــا شــكل مميــز يتخــذه التاجــر أو الصانــع اختياري ـاً‪ ،‬والــذي‬
‫يتكــون مــن إشــارة أو رمــز أو إمضــاء أو كلمــة أو حــرف أو رســم يُتخــذ لتمييــز املنتــج عــام مياثلــه‪ .‬وعرفهــا‬
‫نظــام العالمــات التجاريــة لــدول مجلــس التعــاون يف مادتــه الثانيــة بأنهــا‪ «:‬كل مــا يأخــذ شــكالً مميـزا ً مــن‬
‫أســامء أو كلــامت أو إمضــاءات أو حــروف أو رمــوز أو أرقــام أو عناويــن أو اختــام أو رســوم أو صــور أو‬
‫نقــوش أو تغليــف أو عنــارص تصويريــة أو أشــكال أو مجموعــات ألــوان أو مزيــج مــن ذلــك أو أيــة إشــارة‬
‫أو مجموعــة إشــارات قابلــة لــإلدراك بالنظــر إذا كانــت تســتخدم أو يُ ـراد اســتخدامها يف متييــز ســلع أو‬
‫خدمــات منشــأة مــا عــن ســلع أو خدمــات املنشــآت األخــرى أو للداللــة عــىل تأديــة خدمــة مــن الخدمــات‪،‬‬
‫أو عــىل اج ـراء املراقبــة أو الفحــص للســلع أو الخدمــات‪ .‬ويجــوز اعتبــار العالمــة الخاصــة بالصــوت أو‬
‫الرائحــة عالمــة تجاريــة«)‪.(٣٥٩‬‬

‫)‪ (٣٥٥‬املادة ‪ ٨‬نظام األسامء التجارية‪.‬‬


‫)‪ (٣٥٦‬املادة ‪ ٨‬نظام األسامء التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٣٥٧‬املرجع السابق‪ ،‬املادة السابعة والعرشون الفقرة ‪.٢‬‬
‫)‪ (٣٥٨‬املادة ‪ ٩‬نظام األسامء التجارية‪ ،‬وأكد عىل ذلك املادة ‪ ٢٧‬فقرة‪/٣‬ب من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٥٩‬نظام العالمات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ‪ ١٤٢٧‬واملصادق عليه باملرسوم املليك رقم م‪ ٩٤/‬وتاريخ ‪.١٤٢٨/١١/٢٣‬‬
‫‪١6٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫وقــد يقــع اللبــس مــا بــني االســم التجــاري ومــا بــني العالمــة التجاريــة‪ ،‬إال انــه ُميكــن التمييــز بينهــام عــىل‬
‫أســاس ان االســم التجــاري يُســتخدم لتمييــز املحــل التجــاري عــن غــريه مــن املحــال التجاريــة‪ ،‬بينــام‬
‫العالمــة التجاريــة تهــدف اىل متييــز املنتــج أو الخدمــة نفســها عــن غريهــا مــن املنتجــات أو الخدمــات‪.‬‬

‫ومتــى مــا اكتســبت العالمــة التجاريــة الحاميــة القانونيــة بعــد اســتيفاء املتطلبــات النظاميــة فإنهــا تصبــح‬
‫عنـرصا ً مــن عنــارص املحــل التجــاري ويجــوز التــرصف فيهــا بــأي تــرصف ناقــل للملكيــة)‪ .(٣٦٠‬إذ يجــوز نقــل‬
‫ملكيــة العالمــة التجاريــة بعــوض أو بغــري عــوض أو رهنــا أو الحجــز عليهــا مــع املحــل التجــاري أو مــرشوع‬
‫االســتغالل الــذي تســتخدم العالمــة‪ ،‬مــامل يتفــق األطـراف عــىل خــالف ذلــك)‪.(٣٦١‬‬

‫واألصــل هــو انتقــال العالمــة التجاريــة مــع املحــل التجــاري عنــد التــرصف باملحــل التجــاري مــا مل يتفــق‬
‫عــىل خــالف ذلــك)‪ .(٣٦٢‬ويشــرتط لالحتجــاج بانتقــال ملكيــة العالمــة التجاريــة أو رهنهــا أو الحجــز عليهــا يف‬
‫مواجهــة الغــري‪ ،‬أن يكــون كتابــة‪ ،‬وأن يُقيــد التــرصف يف ســجل العالمــات التجاريــة وأن يُشــهر يف الجريــدة‬
‫الرســمية)‪.(٣٦٣‬‬

‫وقــد يتفــق األط ـراف عــىل انتقــال املحــل التجــاري دون انتقــال ملكيــة العالمــة التجاريــة)‪ ،(٣٦٤‬ويف هــذه‬
‫الحالــة يجــوز لصاحــب العالمــة التجاريــة االســتمرار يف اســتغالل العالمــة التجاريــة وذلــك باالســتمرار يف‬
‫صناعــة ذات الســلع أو تقديــم ذات الخدمــات التــي ســجلت العالمــة مــن اجلهــا او االتجــار فيهــا يف محــل‬
‫تجــاري آخــر‪ ،‬وذلــك مــا مل يتفــق األطـراف عــىل خــالف ذلــك)‪.(٣٦٥‬‬

‫‪ -٣ -١١٢‬براءة االختراع‪:‬‬
‫يُـراد بـرباءة االخـرتاع الشــهادة التــي متنحهــا الدولــة لصاحــب االخـرتاع والتــي تعطيــه الحــق يف اســتغالله‬
‫واالســتفادة منــه ملــدة معينــة ورشوط يحددهــا القانــون‪ ،‬وال ـرباءة تعنــي الصــك الــذي يُعطــي املخــرتع‬
‫الحــق عــىل االخـرتاع باســتغالله واالســتفادة منــه)‪ .(٣٦٦‬بينــام يـراد باالخـرتاع كل فكــرة جديــدة يتوصــل اليهــا‬
‫املخــرتع‪ ،‬قابلــة لالســتغالل الصناعــي ســواء تعلــق ذلــك مبنتجــات جديــدة أو بطــرق ووســائل صناعيــة‬
‫مســتحدثة)‪.(٣٦٧‬‬

‫)‪(٣٦٠‬عبد ﷲ الغرايب‪ ،‬دليلك القانوين يف النظام السعودي‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،٢٠١٨-١٤٣٩‬الرياض‪ ،‬ص ‪.١٨١‬‬
‫)‪ (٣٦١‬املادة الثامنة والعرشون الفقرة ‪ ١‬من نظام العالمات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫)‪ (٣٦٢‬عبد الرزاق نجيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٧‬‬
‫)‪ (٣٦٣‬املادة الثامنة والعرشون الفقرة ‪ ٣‬من نظام العالمات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫)‪ (٣٦٤‬املادة الثانية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٦٥‬انظر يف ذلك عبد ﷲ الغرايب‪ ،‬مرجع سابق‪.١٨١ ،‬‬
‫)‪ (٣٦٦‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٥٣‬‬
‫)‪ (٣٦٧‬فاروق أحمد زاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٣٤٨‬‬
‫‪١64‬‬
‫المحل التجاري‬

‫وبتســجيل بــراءة االخــرتاع تُصبــح الــرباءة مــال منقــول معنــوي يكــون لصحابهــا الحــق يف اســتعاملها‬
‫واســتغاللها و التــرصف فيهــا بكافــة أســباب نقــل امللكيــة‪ ،‬بعــوض أو بغــري عــوض)‪ ،(٣٦٨‬كليـاً أو جزئيـاً‪ ،‬ســواء‬
‫ببيعهــا أو رهنــا‪ ،‬وهــي بذلــك تدخــل يف عنــارص املحــل التجــاري متــى وجــدت‪ ،‬وتنتقــل بـراءة االخـرتاع اىل‬
‫مــن آل اليــه املحــل التجــاري‪ ،‬مــامل يتفــق األطـراف عــىل خــالف ذلــك)‪.(٣٦٩‬‬

‫ويــرى البعــض أنــه يف حالــة التــرصف يف املحــل التجــاري وســكوت األطــراف عــن نقــل ملكيــة بــراءة‬
‫االخـرتاع املتعلقــة باملحــل‪ ،‬فــإن بـراءة االخـرتاع ال تنتقــل عنــد التــرصف باملحــل التجــاري متــى مــا ثبــت أن‬
‫ب ـراءة االخ ـرتاع مســتقلة وغــري أساســية يف نشــاط املحــل التجــاري )‪ ،(٣٧٠‬وهــذا خــالف مــا أىت بــه مــرشوع‬
‫نظــام املعامــالت التجاريــة باملــادة ‪ ،٢٧‬كــام أن بـراءة االخـرتاع تنتقــل بــاإلرث)‪ ،(٣٧١‬أو عــن طريــق الوصيــة‬
‫رشيطــة قبــول املــويص لــه)‪.(٣٧٢‬‬

‫ومتــى مــا تــم التــرصف يف ب ـراءة االخ ـرتاع‪ ،‬فــإن التــرصف ال يكــون نافــذا ً يف مواجهــة الغــري إال بالكتابــة‬
‫وتســجيل ذلــك يف ســجل الــرباءة وشــهر التــرصف وذلــك بنــرشه يف ســجل الــرباءات الــذي يصــدر عــن‬
‫مكتــب الــرباءات الســعودي)‪.(٣٧٣‬‬

‫‪ -4 -١١٣‬التصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة‪:‬‬


‫تعتــرب التصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة أحــد موضوعــات امللكيــة الصناعيــة ونتــاج العقــل‬
‫البــرشي‪ ،‬كــام ت ُعتــرب مــن أحــدث موضوعــات امللكيــة الصناعيــة إذ إن أول تنظيــم ألحكامهــا وحاميتهــا‬
‫تعــود اىل ســنة ‪١٩٨٤‬م وذلــك بتنظيــم القانــون األمريــيك لهــا‪ .‬كــام أن أول تنظيــم دويل كان باتفاقيــة‬
‫الرتبــس عــام ‪١٩٩٤‬م)‪.(٣٧٤‬‬

‫ولقــد عــرف النظــام الــدارة املتكاملــة بأنهــا‪ «:‬منتــج يكــون الغــرض منــه أداء وظيفــة إلكرتونيــة‪ ،‬تشــكل‬
‫فيــه العنــارص ‪-‬يكــون أحدهــا عــىل األقــل نشــطاً‪ -‬وجميــع الوصــالت‪ ،‬أو بعضهــا شــكالً متكامـالً يف قطعــة‬
‫مــن املــادة أو عليهــا‪ ،‬ســواء يف شــكله النهــايئ أو الوســيط«)‪.(٣٧٥‬‬

‫بينــام عرفــت التصميــامت التخطيطيــة بأنهــا‪ «:‬الرتتيــب الثــاليث األبعــاد لعنــارص دارة متكاملــة –عــىل أن‬
‫يكــون أحــد تلــك العنــارص عــىل األقــل نشــطاً‪ ،-‬ولجميــع الوصــالت‪ ،‬أو بعضهــا‪ ،‬أو الرتتيــب الثــاليث األبعــاد‬

‫)‪ (٣٦٨‬املادة الخامسة فقرة أ من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية الصادر باملرسوم املليك‬
‫رقم م‪ ٢٧/‬وتاريخ ‪١٤٢٥/٥/٢٩‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٣٦٩‬املادة السابعة والعرشون مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪(٣٧٠‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بند ‪.١٤٣‬‬
‫)‪ (٣٧١‬املادة الخامسة الفقرة أ من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫)‪ (٣٧٢‬صالح العتيبي‪ ،‬استثامر براءة االخرتاع يف النظام القانوين السعودي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،٢٠١٦-١٤٣٧ ،‬مركز الدراسات العربية‪ ،‬الجيزة‪ .‬ص ‪.٢٠٥‬‬
‫)‪ (٣٧٣‬املادة السادسة عرشة من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‬
‫)‪ (٣٧٤‬وائل إبراهيم عيل‪ ،‬الحامية القانونية للتصميامت التخطيطية للدوائر املتكاملة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية‪ ،‬العدد الرابع‬
‫عرش‪ ،‬املجلد الثاين‪ ،٢٠١٨ ،‬ص ‪.٨٣‬‬
‫)‪ (٣٧٥‬املادة ‪ ٢‬نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫‪١65‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫املعــد لــدارة متكاملــة بغــرض التصنيــع«)‪.(٣٧٦‬‬

‫إال انــه يجــب التنويــه اىل عــدم الخلــط بــني حاميــة التصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة وبــني براءة‬
‫االخ ـرتاع والتــي ينظمهــا نظــام ب ـراءات االخ ـرتاع والتصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة واألصنــاف‬
‫النباتيــة والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬إذ أن لــكل منهــام احــكام خاصــة ولهــام أحــكام مشــرتكة‪.‬‬

‫إذ أن »التصميــامت التخطيطيــة« هــي محــل الحاميــة القانونيــة وتخضــع ألحــكام خاصــة بهــا ومشــرتكة‬
‫مــع بـراءة االخـرتاع‪ ،‬بينــام الــدارات املتكاملــة التــي تــم ابتكارهــا مســتخدمة »التصميــامت التخطيطيــة«‬
‫فإنهــا تعتــرب ب ـراءة اخ ـرتاع وتخضــع ألحــكام ب ـراءة االخرتاع)‪،(٣٧٧‬ولعــل أهميــة التفرقــة تــربز عــىل ســبيل‬
‫املثــال بــأن التصميــامت التخطيطيــة تتمتــع مبــدة حاميــة تصــل اىل عــرش ســنوات‪ ،‬بينــام ب ـراءة االخ ـرتاع‬
‫والتــي منهــا »الــدارات املتكاملــة« تتمتــع بحاميــة ملــدة عرشيــن ســنة‪ .‬وســبب عــدم اعتبــار التصميــامت‬
‫التخطيطيــة مــن ب ـراءة االخ ـرتاع هــو عــدم تلبيتهــا ملعايــري ب ـراءة االخ ـرتاع‪.‬‬

‫ومتــى مــا وجــدت التصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة فإنهــا تعتــرب مــال منقــول معنــوي لــه قيمــة‬
‫ماليــة‪ ،‬وعــىل ذلــك فإنهــا تعتــرب عنــرص مــن عنــارص املحــل التجــاري وتنتقــل معــه عنــد التــرصف بــه‪ ،‬مــامل‬
‫يتفــق األطـراف عــىل خالف ذلــك)‪.(٣٧٨‬‬

‫‪ -5 -١١4‬الرسوم والنماذج الصناعية‪:‬‬


‫يف ســبيل املنافســة الصناعيــة والتجاريــة يلجــأ الصانــع والتاجــر اىل ابتــكار رســوم وأشــكال لجــذب املســتهلك‬
‫وتجميــل املظهــر الخارجي للمنتــج)‪.(٣٧٩‬‬

‫ولقــد عــرف النظــام الســعودي الرســم والنمــوذج الصناعــي بأنــه‪ «:‬تجميــع للخطــوط أو األلــوان ثنــايئ‬
‫األبعــاد‪ ،‬أو شــكل ثــاليث األبعــاد يُضفــي عــىل أي منتــج صناعــي أو منتــج مــن الحــرف التقليديــة مظه ـ ًرا‬
‫خاص ـاً‪ ،‬بــرشط أال يكــون ملجــرد غــرض وظيفــي أو تقنــي‪ ،‬ويدخــل يف ذلــك تصميــامت املنســوجات«)‪.(٣٨٠‬‬

‫وتعريــف النظــام الســعودي يف حقيقــة األمــر مــزج ومل يفــرق بــني »الرســم أو التصميــم« ومــا بــني‬
‫»النمــوذج الصناعــي«‪ .‬إذ أن الرســم أو التصميــم يـراد بــه تجميــع أو تركيــب خطــوط أو ألــوان أو نقــوش‬
‫توضــع عــىل الســلع واملنتجــات الصناعيــة‪ ،‬بينــام النمــوذج الصناعــي هــو الشــكل أو القالــب الــذي تخــرج‬

‫)‪ (٣٧٦‬املادة ‪ ٢‬نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫)‪ (٣٧٧‬رشا مجيد حميد‪ ،‬الحامية القانونية املدنية لتصاميم الدوائر املتكاملة‪ ،‬مجلة جامعة االنبار للعلوم القانونية والسياسية‪ .‬العدد الثاين عرش‪ ،‬املجلد األول‪،‬‬
‫‪ ،٢٠١٧‬ص ‪.١٠١‬‬
‫)‪ (٣٧٨‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٧٩‬راضية مرشي‪ ،‬الحامية الجزائية للرسوم والنامذج الصناعية من خطر التقليد‪ .‬مجلة افاق العلمية‪ ،‬املجلد ‪ ١١‬العدد ‪ ،٢ ،٢٠١٩ ،٢‬ص ‪.١٥٩‬‬
‫)‪ (٣٨٠‬املادة ‪ ٢‬نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫‪١66‬‬
‫المحل التجاري‬

‫فيــه الســلعة‪ ،‬ومثالهــا الرســم والزخــارف والرســومات التــي توضــع عــىل املنتجــات‪ ،‬بينــام مثــال النمــوذج‬
‫الصناعــي هيــاكل الســيارات واألثــاث واألجهــزة واملعلبــات‪.‬‬

‫وقــد يحــدث اللبــس بــني الرســم أو التصميــم ومــا بــني العالمــة التجاريــة مبــا أنهــام عنــارص توضــع عــىل‬
‫الشــكل الخارجــي للمنتــج‪ .‬وإلزالــة اللبــس يجــب إعــادة تعريــف العالمــة التجاريــة والتــي تعنــي شــكل‬
‫مميــز اختيــاري يتكــون مــن إشــارة أو رمــز أو إمضــاء أو كلمــة أو حــرف أو رســم تتخــذ لتمييــز املنتــج‬
‫عــام مياثلــه‪ .‬وهنــا نــرى الفــرق بالغايــة مــن كل منهــام‪ ،‬فالغايــة مــن العالمــة التجاريــة هــي متييــز املنتــج‬
‫عــن مــا مياثلــه‪ ،‬بينــام الرســم أو التصميــم فـرياد منــه إضفــاء صفــة جامليــة للمنتــج وعنــرص جــذب عــىل‬
‫شــكله الخارجــي)‪.(٣٨١‬‬

‫وتعتــرب الرســوم والتصاميــم والنــامذج الصناعيــة مــال منقــول معنــوي لــه قيمــة ماليــة متــى ما تم تســجيلها‬
‫وفقـاً ألحــكام النظــام ومتتعــت بالحاميــة القانونيــة)‪ .(٣٨٢‬فيكــون لصاحبهــا اســتغاللها والتــرصف فيهــا ومنــع‬
‫الغــري مــن التعــدي عليهــا بــأي شــكل مــن االشــكال‪ ،‬وعــىل ذلــك تعتــرب مــن عنــارص املحــل التجــاري متــى‬
‫وجــدت‪ ،‬وتنتقــل مــع املحــل التجــاري عنــد بيعــه مــامل يتفــق األطـراف عــىل خــالف ذلــك)‪ .(٣٨٣‬كــام يجــوز‬
‫التــرصف بهــذا العنــرص دون املحــل التجــاري )‪.(٣٨٤‬‬

‫‪ -6 -١١5‬حقوق الملكية األدبية والفنية‪:‬‬


‫رأينــا ســابقاً أن اإلنتــاج الذهنــي يخــرج مــن دائــرة القانــون التجــاري‪ ،‬ولكــن التوســط يف بيعــه أو تداولــه‬
‫يُعتــرب عمـالً تجاريـاً‪ ،‬وعــىل ذلــك فقــد يكــون نشــاط املحــل التجــاري التوســط يف تــداول حقــوق امللكيــة‬
‫األدبيــة والفنيــة‪ .‬ويُ ـراد بحقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة باعتبارهــا القســم الثــاين مــن حقــوق امللكيــة‬
‫الفكريــة حقــوق املؤلــف يف انتاجــه األديب والفنــي)‪.(٣٨٥‬‬

‫وعــىل ذلــك تُعتــرب حقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة أحــد العنــارص املعنويــة للمحــل التجــاري بــل قــد ت ُعتــرب‬
‫يف كثــري مــن األحيــان مــن أهــم العنــارص املعنويــة وذلــك يف حالــة حقــوق دار نــرش أو االنتــاج الســيناميئ‬
‫‪ ،‬وعــىل ذلــك يكــون محـالً للتــرصف بعــوض أو بــدون عــوض كــام ينتقــل اىل مــن آل اليــه املحــل التجــاري‬
‫عنــد التــرصف فيــه مــامل يتفــق األطـراف عــىل خــالف ذلــك)‪.(٣٨٦‬‬

‫)‪ (٣٨١‬راضية مرشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٦٠‬‬


‫)‪ (٣٨٢‬املادة التاسعة والخمسون واملادة الستون من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدارات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫)‪ (٣٨٣‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٨٤‬املادة الخامسة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٨٥‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٦‬‬
‫)‪ (٣٨٦‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪١67‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ - 7 -١١6‬عنصر الحق في اإلجارة‪:‬‬


‫وجــود املحــل التجــاري يف عقــار‪ ،‬يعنــي انــه إمــا ان يكــون مملــوكاً لصاحــب العقــار أو أن يكــون مســتأجرا ً‬
‫منــه‪ .‬وعــىل ذلــك‪ ،‬فــإن امكانيــة وجــود املحــل التجــاري بعقــار ميلكــه صاحبــه أمــر يجعــل مــن البديهــي‬
‫عــدم اعتبــار هــذا العنــرص »الحــق يف اإلجــارة« مــن عنــارص املحــل التجــاري‪ ،‬إذ لــو كان مــن العنــارص‬
‫األساســية كعنــرص االتصــال بالعمــالء‪ ،‬فــإن املحــل التجــاري املوجــود يف عقــار ميلكــه صاحــب املحــل ال‬
‫يعتــرب مح ـالُ تجاري ـاً باملعنــى القانــوين وهــذا أمــر غــري صحيــح‪.‬‬

‫وملكيــة صاحــب املتجــر للعقــار الــذي يقــع فيــه‪ ،‬يثــري التســاؤل عــن حكــم بيــع املحــل التجــاري‪ ،‬فهنــا‬
‫نكــون أمــام عــدة فرضيــات‪:‬‬

‫‪ .١‬أن يكــون رشاء املحــل التجــاري ليــس بغــرض االســتفادة مــن حــق اإلجــارة بــل بغــرض االســتفادة ببقيــة‬
‫العنــارص املاديــة واملعنويــة مــن بضائــع وأدوات وعالمــة تجاريــة واســم تجــاري دون اســتمرار املشــرتي يف‬
‫البقــاء يف العقــار اململــوك للبائــع‪ ،‬فيتــم االحتفــاظ باملنقــوالت املاديــة واملعنويــة دون بقــاءه يف العقــار‪ ،‬فقد‬
‫يتــرصف بهــذه املنقــوالت بشــكل أو بآخــر أو أن ينتقــل اىل عقــار آخــر‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يكــون الغــرض مــن رشاء املحــل التجــاري االســتمرار بالبقــاء يف العقــار‪ ،‬وهنــا نكــون أمــام تــرصف‬
‫قانــوين مركــب كل منهــام مســتقالً عــن اآلخــر‪ ،‬موضوعــه التــرصف يف عقــار والتــرصف يف منقــول وبالتــايل‬
‫وجــب اخضــاع كل منهــام لألحــكام الخاصــة بــه)‪.(٣٨٧‬‬

‫وال يجــوز لألطـراف االتفــاق عــىل أن يكــون العقــار مــن عنــارص املحــل التجــاري ألن تقســيم األمــوال اىل‬
‫عقــار ومنقــول أمــر يتعلــق بالنظــام العــام ال يجــوز االتفــاق عــىل مخالفتــه)‪ .(٣٨٨‬وعــىل ذلــك فــان اتفــاق‬
‫األط ـراف عــىل التــرصف يف املحــل التجــاري مــع العقــار يعتــرب عمليــة مركبــة محلهــا عقــد بيــع محــل‬
‫تجــاري وعقــد متكــني املشــرتي مــن العقــار إمــا برشائــه أو اســتئجاره وكل عقــد يخضــع لألحــكام الخاصــة‬
‫بــه‪.‬‬

‫‪ .٣‬أن يكــون مالــك املحــل التجــاري مســتأجرا ً للعقــار‪ ،‬وهنــا يعتــرب الحــق يف اإلجــارة عنـرصا ً معنويـاً مــن‬
‫عنــارص املحــل التجــاري والــذي ينتقــل للمتــرصف اليــه عنــد التــرصف يف املحــل التجــاري‪ ،‬ويجــوز التــرصف‬
‫يف املحــل التجــاري واالتفــاق عــىل عــدم انتقــال الحــق يف اإلجــارة)‪.(٣٨٩‬‬

‫)‪ (٣٨٧‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٩٤‬‬


‫)‪ (٣٨٨‬مصطفى كامل طه‪ ،‬املرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٥٢‬‬
‫)‪ (٣٨٩‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪١68‬‬
‫المحل التجاري‬

‫وعىل ذلك ميكننا تعريف الحق يف اإلجارة بأنه‪ ،‬حق املستأجر يف االنتفاع بالعقار املؤجر)‪.(٣٩٠‬‬

‫وهــذا الحــق كعنــرص يف املحــل التجــاري لــه أهميتــه وقيمتــه والتــي تزيــد وتنقــص حســب موقــع العقــار‬
‫ودوره يف جــذب العمــالء‪ ،‬ومثــال ذلــك قيمــة محــل التموينيــات املوجــود داخــل حــي ســكني تكــون أقــل‬
‫مــن قيمــة محــل التموينيــات املوجــود عــىل الطريــق العــام‪.‬‬

‫وباعتبــار الحــق يف اإلجــارة مــن عنــارص املحــل التجــاري فــإن الحــق يف اإلجــارة ينتقــل ملــن آل اليــه املحــل‬
‫التجــاري)‪ ،(٣٩١‬ولكــن هنــاك ضوابــط الســتخدام هــذا الحــق‪ .‬وهــي أال يكــون هنــاك رشط يف عقــد اإليجــار‬
‫مينــع املســتأجر مــن إعــادة التأجــري للغــري أو التأجــري مــن الباطــن‪ ،‬وأن يكــون انتفــاع الغــري بالعقــار عنــد‬
‫بيــع املتجــر ال يتعــدى مــدة اإليجــار األصــيل للعقــار‪.‬‬

‫‪ -١١7‬د‪ -‬عنصر الحق في االتصال بالعماء والسمعة التجارية‪:‬‬


‫بعــد اســتخراج الرخــص الالزمــة ومامرســة النشــاط التجــاري أو الصناعــي وبجهــود مــن العنــارص املاديــة‬
‫واملعنويــة الســابق اإلشــارة لهــا ينشــأ عنــرصي االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة‪ ،‬ومــا هــذان العنرصان‬
‫ســوى وجهــان لعملــة واحــدة يقــوم األول عــىل االعتبــار الشــخيص للتاجــر واألخــري عــىل الطابــع العينــي‬
‫للمحــل التجــاري )‪.(٣٩٢‬‬

‫فـرياد بعنــرص االتصــال بالعمــالء مجمــوع األشــخاص الذيــن يتعاملــون مــع املحــل التجــاري بصفــة دامئــة أو‬
‫عابــرة للحصــول عــىل ســلع أو خدمــات)‪ ،(٣٩٣‬لصفــات شــخصية بالتاجــر مــن أمانــة بــه أو جــودة مبنتجاتــه‬
‫أو التزامـاً مبواعيــده)‪ .(٣٩٤‬بينــام يـراد بالســمعة التجاريــة قــدرة املحــل التجــاري عــىل جــذب العمــالء لطابــع‬
‫عينــي للمتجــر مــن حســن موقعــه أو جــامل مظهــره الخارجــي وتنظيمــه مــن الداخــل)‪.(٣٩٥‬‬

‫إال انــه يجــب التنويــه اىل أن حــق صاحــب املحــل التجــاري باالتصــال بالعمــالء ال يعنــي مطلقـاً إجبارهــم‬
‫عــىل العــودة والتعامــل معــه‪ ،‬إذ أن هــذا أمــر متوقــف عــىل املنافســة املرشوعــة للمحافظــة عليهــم وضامن‬
‫عودتهــم ملحلــه التجــاري باملســتقبل وذلــك عــىل ســبيل املثــال لحســن عالقتــه مــع عمالئــه والتواصــل‬
‫املســتمر وتقديــم العــروض واملميـزات ومــا مــن شــأنه املحافظــة عليهــم دون إجبــار‪ ،‬ومــا لصاحــب املحــل‬
‫التجــاري مبوجــب هــذا الحــق ســوى حاميــة هــذا الحــق مــن خــالل دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‬

‫)‪ (٣٩٠‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪١٢‬‬


‫)‪ (٣٩١‬عموم املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٣٩٢‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٩٣‬‬
‫)‪ (٣٩٣‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٢‬‬
‫)‪ (٣٩٤‬محمد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٩٤‬‬
‫)‪ (٣٩٥‬مصطفى كامل طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٥٤‬‬
‫‪١69‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫يف حالــة تعــدي الغــري ‪-‬املنافــس لــه‪ -‬عــىل عمالئــه بقصــد تحويلهــم عــن محلــه التجــاري)‪ ،(٣٩٦‬كنــرش‬
‫معلومــات مغلوطــة عــن منتجاتــه أو عاملتــه بقصــد تشــويه ســمعة محلــه التجــاري ورصف العمــالء عنــه‪.‬‬

‫ويف حقيقــة األمــر ليــس هنــاك أهميــة قانونيــة أو عمليــة للتفريــق بــني عنــرص االتصــال بالعمــالء ومــا بــني‬
‫عنــرص الســمعة التجاريــة)‪ ،(٣٩٧‬فهــام ميثــالن العن ـرصان األكــرث أهميــة يف املحــل التجــاري ‪ ،‬وبهــام تتحــدد‬
‫قيمــة املحــل التجــاري )‪ ،(٣٩٨‬ومــا العنــارص األخــرى املاديــة واملعنويــة مــن ســلع أو اســم تجــاري أو بـراءة‬
‫اخــرتاع إال عنــارص تســعى اىل اكتســاب ســمعة تجاريــة ومنــو عنــرص االتصــال بالعمــالء بزيــادة عــدد‬
‫العمــالء واملحافظــة عليهــم‪ .‬إذ أن البضائــع والعالمــة التجاريــة ال تزيــد مــن قيمــة املحــل التجــاري بــل قــد‬
‫ال يكــون لهــن قيمــة دون وجــود عمــالء‪ ،‬فــام يزيــد مــن قيمــة املحــل التجــاري هــو الســمعة التجاريــة‬
‫واالتصــال بالعمــالء‪.‬‬

‫ولبيــان أهميــة عنــرص االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة نوضــح كيــف أن وجــود وانعــدام املحــل‬
‫التجــاري مرتبــط بوجودهــام‪ ،‬مــن خــالل هــذا املثــال‪ :‬لــو كانــت هنــاك صيدليــة ليــس لهــا عالمــة تجاريــة‬
‫عامليــة‪ ،‬وأخــرى صاحبــة عالمــة تجاريــة عامليــة‪ .‬ولكــن زبائــن الصيدليــة التــي ليــس لهــا عالمــة تجاريــة‬
‫عامليــة أكــرث بكثــري مــن زبائــن الصيدليــة صاحبــة العالمــة التجاريــة العامليــة املشــهورة‪ ،‬والســؤال اآلن عنــد‬
‫بيــع الصيدليتــني‪ ،‬مــن ســيحصل عــىل قيمــة أعــىل‪ :‬بــال شــك الصيدليــة التــي ليــس لهــا عالمــة تجاريــة‬
‫عامليــة وهنــا نــرى عنــرص االتصــال بالعمــالء لعــب دورا ً أكــرب مــن العالمــة التجاريــة يف تحديــد قيمــة املحــل‬
‫التجــاري‪.‬‬

‫وباعتبــار الســمعة التجاريــة وعنــرص االتصــال بالعمــالء أهــم عنــارص وجــود املحــل التجــاري‪ ،(٣٩٩) .‬فإنــه‬
‫ال يتصــور بيــع املحــل التجــاري‪ ،‬مــع احتفــاظ البائــع بحــق االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة)‪.(٤٠٠‬‬
‫وكذلــك الحكــم نفســه عنــد ســكوت األط ـراف عــن بيــان عنــارص املحــل التجــاري عنــد التــرصف فيــه‬
‫بالبيــع‪ ،‬يفــرتض معــه تنــازل صاحبــه عــن عمالئــه للمشــرتي)‪ .(٤٠١‬بينــام لــو تــم التــرصف بأحــد العنــارص‬
‫املاديــة أو املعنويــة دون املســاس بحــق االتصــال بالعمــالء والســمعة التجاريــة فــام ذلــك اال تــرصف مبنقــول‬
‫مــادي أو معنــوي تحكمــه أحــكام نظــام محــل التعاقــد)‪ ،(٤٠٢‬ومثــال ذلــك تطبيــق أحــكام نظــام العالمــات‬
‫التجاريــة لــو كان التــرصف بالعالمــة التجاريــة للمتجــر‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬

‫)‪ (٣٩٦‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٥٣‬‬


‫)‪(٣٩٧‬محمد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٩٤‬‬
‫)‪ (٣٩٨‬هاين دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢١٣‬‬
‫)‪ (٣٩٩‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٨٩‬‬
‫)‪ (٤٠٠‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٥‬‬
‫)‪ (٤٠١‬انظر عىل سبيل املثال املادة ‪ ٣٥‬من قانون التجارة املرصي والتي تنص عىل‪ «:‬إذا مل يبني املتعاقد العنارص التي يتألف منها املتجر محل العقد اشتمل‬
‫املتجر فضالً عن االتصال بالعمالء والسمعة التجارية عن كل عنرص معنوي أو مادي يكون الزماً الستغالل املتجر عىل الوجه الذي قصده املتعاقدان«‪ .‬وكذلك‬
‫املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية السعودي‬
‫)‪ (٤٠٢‬أ‪.‬د زياد القريش والدكتور عيل الزهراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٥٧‬‬
‫‪١70‬‬
‫المحل التجاري‬

‫‪ -١١8‬ثانياً ‪ :‬العناصر المعنوية التي ال تدخل في تكوين المحل التجاري‪:‬‬


‫رأينــا ســابقاً أنــه عنــد التــرصف باملحــل التجــاري‪ ،‬فــإن املشــرتي يحــل محــل البائــع يف ملكيــة الحقــوق التــي‬
‫تكــون مســتحقة للمحــل التجــاري يف ذمــة الغــري وذلــك مــامل يتفــق األط ـراف عــىل خــالف ذلــك‪ .‬وعــىل‬
‫العكــس مــن ذلــك‪ ،‬عنــد التــرصف باملحــل التجــاري‪ ،‬فــإن املشــرتي ال يكــون مســئوالً عــن االلتزامــات القامئة‬
‫عــىل املحــل التجــاري‪ ،‬وقــت البيــع ســواء تلــك الحالــة أم املرشوطــة أم املســتقبلية‪ ،‬مــامل يشــمل البيع االســم‬
‫التجــاري للبائــع‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يجــوز االتفــاق عــىل عــدم مســئولية املشــرتي عــن التزامــات املحــل‬
‫التجــاري‪ ،‬رشيطــة قيــد التــرصف يف الســجل التجــاري وإبــالغ الدائنــني وأصحــاب الشــأن عــرب الوســائل التــي‬
‫تحددهــا وزارة التجــارة)‪.(٤٠٣‬‬

‫ومتــى مــا كان املشــرتي مســئوالً عــن التزامــات املحــل التجــاري‪ ،‬فــإن البائــع يكــون متضامنـاً مــع املشــرتي‬
‫يف الوفــاء بالتزامــات املحــل التجــاري‪ ،‬وال تســمع أي دعــوى يف مواجهــة املشــرتي بعــد مــيض خمــس‬
‫ســنوات مــن تاريــخ البيــع)‪.(٤٠٤‬‬

‫ومتــى مــا كان التــرصف يف أحــد فــروع املحــل التجــاري املســتقلة‪ ،‬فــإن الحقــوق وااللتزامــات تنحــرص يف‬
‫ـئوال عــن االلتزامــات التــي ترتتــب عــىل‬
‫الفــرع محــل التعاقــد)‪ .(٤٠٥‬وعــىل كل حــال‪ ،‬ال يكــون املشــرتي مسـ ً‬
‫املحــل التجــاري لســبب غــري تعاقــدي)‪.(٤٠٦‬‬

‫وأخ ـريا ً‪ ،‬وحاميــة للغــري‪ ،‬فإنــه يكــون ألي مــن دائنــي البائــع عنــد التــرصف يف املحــل التجــاري‪ ،‬الحــق يف‬
‫رفــع دعــوى يف مواجهــة البائــع أو املشــرتي للحصــول عــىل دينــه أو حاميــة الضــامن العــام املقــرر للدائنــني‪،‬‬
‫وللمحكمــة متــى مــا ثبــت لهــا قصــد اإلرضار بحقــوق الدائنــني أن تقــيض بــأي اج ـراء تحفظــي أو تحكــم‬
‫بصوريــة التــرصف أو بعــدم رسيانــه يف مواجهــة الدائنــني)‪.(٤٠٧‬‬

‫ويف بعــض الحــاالت قــد يرغــب املشــرتي يف االســتفادة مــن موقــع املحــل التجــاري املتميــز أو شــهرته‬
‫أو رغبــة يف أي عنــرص مــادي او معنــوي آخــر‪ ،‬مقابــل تحمــل املشــرتي لاللتزامــات التــي نشــأت نتيجــة‬
‫مامرســة املحــل التجــاري لنشــاطه‪ ،‬ومثــل هــذا االتفــاق يكــون صحيح ـاً ولكــن البائــع يكــون مســئوالً يف‬
‫مواجهــة الغــري‪ ،‬ومــن ثــم للبائــع الرجــوع عــىل املشــرتي مبــا وفــاه للغــري‪ ،‬ومــن األمثلــة عــىل ذلــك أيضـاً مــا‬
‫نــص عليــه نظــام العمــل الســعودي مــن جــواز اتفــاق البائــع واملشــرتي عــىل انتقــال جميــع حقــوق العــامل‬
‫الســابقة اىل الخلــف‪ ،‬ولكــن يشــرتط يف هــذه الحالــة موافقــة العامــل الخطيــة‪ ،‬وإال ظــل الســلف مســئوالً‬
‫عــن هــذه االلتزامــات)‪.(٤٠٨‬‬

‫)‪ (٤٠٣‬املادة السابعة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬


‫)‪ (٤٠٤‬املادة السابعة والعرشون الفقرة ‪ ٣‬من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٤٠٥‬املادة السابعة والعرشون الفقرة ‪ ٤‬من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٤٠٦‬املادة السابعة والعرشون الفقرة ‪/٣‬أ من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٤٠٧‬املادة الثامنة والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٤٠٨‬املادة الثامنة عرشة من نظام العمل السعودي‪ ،‬الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ١٤/‬وتاريخ ‪.١٤٤٠/٢/٢٢‬‬
‫‪١7١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫الفصل الثالث‬

‫الحماية القانونية للمحل التجاري‬

‫(دعوى المنافسة غير المشروعة)‬

‫‪ -١١٩‬باجتــامع العنــارص املاديــة واملعنويــة يتكــون وينشــأ املحــل التجــاري كمنقــول معنــوي مســتقل عــن‬
‫مجمــوع العنــارص املكونــة لــه‪ ،‬ويبــدأ مبــارشة النشــاط الــذي أنشــئ مــن أجلــه‪ .‬ومــن مســلامت الحيــاة‬
‫التجاريــة تعــرض املحــل التجــاري أو املصنــع ملنافســة مــن قبــل الغــري‪ ،‬منافســة قــد تؤثــر عــىل نشــاطه‬
‫وانخفــاض أرباحــه وان ـرصاف عمالئــه عنــه‪ .‬ومتــى مــا كانــت هــذه املنافســة تتــم بصــورة مرشوعــة دون‬
‫مخالفــة قانونيــة وذلــك بعــدم ارتــكاب فعــل يحظــره القانــون فــإن هــذه مامرســة مرشوعــة قانونـاً‪ ،‬ولــو‬
‫ترتــب عــىل تلــك املنافســة رضر للغــري)‪.(٤٠٩‬‬

‫بــل يف حقيقــة األمــر أن املنافســة املرشوعــة أمــر مســتحب وحميــد وأساســه مبــدأ حريــة التجــارة‪ ،‬ملــا‬
‫فيــه فائــدة القتصــاد الدولــة وللمســتهلك يف نفــس الوقــت‪ .‬حيــث تــؤدي املنافســة املرشوعــة اىل رفــع‬
‫جــودة املنتــج أو الخدمــة‪ ،‬وتعمــل عــىل ضــامن األســعار العادلــة دون ارتفــاع غــري مــربر أو انخفــاض‬
‫مــرض بالتجــارة وتطورهــا‪ .‬وخــري مثــال للمنافســة املرشوعــة‪ ،‬العــروض والتخفيضــات وإن أدت اىل انخفــاض‬
‫مبيعــات التاجــر املنافــس‪.‬‬

‫‪ -١٢٠‬ولكــن باملقابــل‪ ،‬قــد تأخــذ املنافســة بــني التجــار اتجــاه غــري محمــود فتــؤدي اىل نتائــج عكســية عــىل‬
‫التجــار ومــن ثــم تــرضر االقتصــاد ورضر يلحــق باملســتهلك يف نهايــة األمــر‪ .‬واملنافســة يف هــذه الحالــة‬
‫تعتــرب غــري مرشوعــة وذلــك الرتــكاب فعــل يحظــره القانــون‪ ،‬وهــذا الخطــأ أو االعتــداء قــد يكــون عــىل‬
‫شــكلني‪:‬‬

‫‪ -١‬أن يكــون اعتــداء عــىل أحــد العنــارص املاديــة أو املعنويــة‪ ،‬وهنــا تكــون حاميــة العنــرص وفقـاً للقانــون‬
‫الــذي ينظمهــا عــىل مــا ســبق بيانــه عنــد دراســة العنــارص املاديــة واملعنويــة للمحــل التجــاري‪ .‬فعــىل‬
‫ســبيل املثــال‪ ،‬قــد يكــون االعتــداء عــىل عالمــة تجاريــة أو بـراءة اخـرتاع‪ ،‬فهنــا حاميتهــا بتطبيــق القانــون‬
‫الــذي ينظــم العالمــة التجاريــة أو ب ـراءة االخ ـرتاع‪ ،‬والتــي تعتــرب دعــوى مدنيــة وقــد تكــون جزائيــة)‪،(٤١٠‬‬
‫واذا كان التعــدي عــىل احــد العنــارص املاديــة للمحــل التجــاري كالبضائــع‪ ،‬فــإن حاميتــه تكــون عــن طريــق‬
‫دعــوى االســتحقاق‪.‬‬

‫)‪ (٤٠٩‬عثامن طالبي‪ ،‬الوجيز يف مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،٢٠١٧-١٤٣٨ ،‬دار االجادة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.٢١٨‬‬
‫)‪ (٤١٠‬عبد الرزاق نجيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٨٩‬‬
‫‪١7٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫‪ -٢‬قــد يكــون االعتــداء عــىل املحــل التجــاري ككيــان مســتقل مــع أو دون االعتــداء عــىل العنــارص املاديــة‬
‫أو املعنويــة‪ .‬فعــىل ســبيل املثــال‪ ،‬الرتويــج إلعالنــات غــري حقيقــة عــن املحــل التجــاري‪ ،‬والــذي يعتــرب فعــل‬
‫يهــدف اىل تحويــل عمــالء املحــل التجــاري بطريقــة غــري مرشوعــة اىل محــل آخــر‪ ،‬وهنــا قــد ال يوجــد نــص‬
‫نظامــي يحمــي هــذا العنــرص »عنــرص الزبائــن والســمعة التجاريــة« مــن املنافســة غــري املرشوعــة)‪.(٤١١‬‬
‫وعــىل ذلــك أوجــد الفقــه والقضــاء مــا يســمى بدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة والتــي تقــوم عــىل قواعــد‬
‫املســؤولية التقصرييــة‪ ،‬والتــي هــي دعــوى مدنيــة)‪.(٤١٢‬‬

‫وعــىل ذلــك خصصنــا هــذا الفصــل للتعريــف باملنافســة غــري املرشوعــة يف املبحــث األول‪ .‬عــىل ان نتنــاول‬
‫الطبيعــة القانونيــة لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة وأساســها القانــوين يف املبحــث الثــاين‪ ،‬ونبــني صــور‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة يف املبحــث الثالــث‪ ،‬ونختــم يف املبحــث الرابــع بالحديــث عــن رشوط دعــوى‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة وآثــار دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫التعريف بالمنافسة غير المشروعة‬

‫قبــل البــدء يف دراســة أحــكام املنافســة غــري املرشوعــة‪ ،‬مــن الــالزم التعريــف بهــا ومتييزهــا عــن غريهــا مــن‬
‫أنــواع املنافســة التــي قــد تتشــابه معهــا‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك ســوف نبــدأ بالتعريــف بهــا ومــن ثــم متييــز املنافســة غــري املرشوعــة عــن غريهــا مــن أنــواع‬
‫املنافســة مبطلبــني مســتقلني عــىل التــوايل‪.‬‬

‫)‪ (٤١١‬تعمل وزارة التجارة عىل تنظيم أحكام املنافسة غري املرشوع من خالل مرشوع نظام املعامالت التجارية‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬نصت املادة الثانية والثالثون‬
‫من مرشوع النظام عىل‪ «:‬عىل كل تاجر أن يزاول أعامله التجارية بنزاهة متجنباً كل منافسة غري مرشوعة تلحق الرضر بغريه من املنافسني‪ ،‬وعليه عىل وجه‬
‫الخصوص اجتناب ما يأيت‪ :‬أ‪ .‬األعامل التي تحدث لبساً مع منتجات أحد املنافسني أو عمله التجاري‪ ،‬ب‪ .‬االدعاءات الزائفة املضللة للجمهور فيام يتصل بطبيعة‬
‫السلع أو طريقة تصنيعها أو خصائصها وكميتها«‪ .‬كام نصت املادة الثالثة والثالثون عىل‪ «:‬للمترضر من أعامل املنافسة غري املرشوعة أن يطلب من املحكمة‬
‫املختصة وقف هذه األعامل أو توقي الوشيك منها‪ ،‬وللمحكمة عند ثبوت وقوع أعامل منافسة غري مرشوعة الحكم عىل املخالف بواحد أو أكرث مام يأيت‪ :‬أ‪ .‬إزالة‬
‫الرضر‪ ،‬ب‪ .‬مصادرة البضائع واملنتجات واألدوات واملواد املستخدمة يف إلحاق الرضر‪ ،‬ج‪ .‬التعويض عن الرضر«‪.‬‬
‫)‪ (٤١٢‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح القانون املرصي الجديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٤١٨‬‬
‫‪١7٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ -١٢١‬ابتعــدت الترشيعــات املقارنــة عــن تعريــف املنافســة غــري املرشوعــة وذلــك لصعوبــة تحديــد معايــري‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة ووســائلها الســيام مــع التطــور الرسيــع يف املجــال التجــاري والصناعــي‪ ،‬لــذا لعــب‬
‫الفقــه دورا ً رئيسـاً يف تعريــف املنافســة غــري املرشوعــة وبيــان صورهــا‪.‬‬

‫فلقــد عرفهــا البعــض بأنهــا‪» :‬لجــوء التاجــر بغيــة النجــاح يف معــرتك املنافســة اىل طُــرق غــري رشيفــة تتنــاىف‬
‫والنزاهــة وتتعــارض وطــرق التعامــل التجــاري كــام يعتمدهــا العــرف«)‪.(٤١٣‬‬

‫وعرفهــا البعــض بأنهــا‪ «:‬اســتخدام التاجــر لوســائل منافيــة ملبادئ الــرشف واالســتقامة التجاريــة يف مزاحمته‬
‫لغــريه مــن التجــار عــىل اجتــذاب الزبائــن عىل نحــو يــؤدي اىل إلحــاق رضر بأحدهــم أو ببعضهــم«)‪.(٤١٤‬‬

‫وعرفتهــا اتفاقيــة الرتبــس بأنهــا‪ «:‬كل فعــل منافســة مخالــف للعــادات الرشيفــة يف الصناعــة أو التجــارة‬
‫يؤلــف منافســة غــري مرشوعــة«)‪.(٤١٥‬‬

‫بينــام عــرف القضــاء املــرصي املنافســة غــري املرشوعــة بأنهــا‪ «:‬ارتــكاب أعــامل مخالفــة للقانــون أو العادات‬
‫أو اســتخدام وســائل منافيــة ملبــادئ الــرشف واألمانــة يف املعامــالت إذا قصــد بــه إحــداث اضط ـراب بــني‬
‫منشــأتني تجاريتــني أو إيجــاد اضطــراب بإحداهــام متــى كان مــن شــأن ذلــك اجتــذاب عمــالء إحــدى‬
‫املنشــأتني لألخــرى أو رصف عمــالء املنشــأة عنهــا«)‪.(٤١٦‬‬

‫مــن التعريفــات الســابقة يتبــني لنــا أن عنــارص تعريــف املنافســة غــري املرشوعــة تتمثــل يف ثالثــة عنــارص‪:‬‬
‫األول‪ ،‬الفعــل الــذي يجرمــه الــرشع أو القانــون او العــرف التجــاري‪ ،‬والثــاين الغايــة مــن الفعــل والتــي يجب‬
‫ان تكــون الغايــة منــه التأثــري عــىل عمــالء املنافــس وكســبهم‪ ،‬والعنــرص األخــري الحــاق الــرضر باملنافــس‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك ميكننــا تعريــف املنافســة غــري املرشوعــة بأنهــا ارتــكاب التاجــر أو الصانــع لفعــل يجرمــه‬
‫القانــون بهــدف الحــاق الــرضر بالتاجــر املنافــس وجــذب عمالئــه اليــه‪.‬‬

‫)‪ (٤١٣‬أكثم الخويل‪ ،‬قانون التجارة اللبناين املقارن‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،١٩٦٧ ،‬ص ‪.٤٧٦‬‬
‫)‪(٤١٤‬فؤاد معلول ص ‪ ،٢٤٦‬مشار اليه يف كتاب أ‪.‬د زياد القريش والدكتور عيل الزهراين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢١٥‬‬
‫)‪(٤١٥‬مشار اليها بكتاب الدكتور يحيى بن حسني الرشيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٢٢‬‬
‫)‪ (٤١٦‬الطعن رقم ‪ ٢٢٧٤‬لسنة ‪ ٥٥‬القضائية تاريخ ‪ ٢٢‬كانون األول سنة ‪.١٩٨٦‬‬
‫‪١74‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب الثاني‬

‫التمييز بين المنافسة غير المشروعة والمنافسة الممنوعة‬

‫‪ -١٢٢‬قــد يثــور اللبــس ويقــع الخلــط بــني املنافســة غــري املرشوعــة ومــا بــني املنافســة املمنوعــة‪ .‬إذ أن‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة منافســة تصــدر مــن تاجــر أو صانــع لــه مامرســة التجــارة أو الصناعــة وأثنــاء‬
‫مامرســته لهــا‪ .‬وباملقابــل‪ ،‬تعــرف املنافســة املمنوعــة بعــدم جــواز مامرســة نشــاط تجــاري أو صناعــي مــا‬
‫مبوجــب نــص بالقانــون أو مبقتــىض عقــد‪ .‬ومــن صــور املنافســة املمنوعــة بنــص القانــون عــىل ســبيل املثــال‬
‫ان يشــرتط النظــام الحصــول عــىل شــهادة معينــة لفتــح صيدليــة ويقــوم شــخص مل يحصــل عــىل هــذه‬
‫الشــهادة بفتــح صيدليــة‪ ،‬ومــن صــور املنافســة املمنوعــة باتفــاق األطـراف‪ ،‬أن يتفــق املســتأجر مــع مالــك‬
‫العقــار بعــدم منافســته أو التأجــري للغــري بنفــس النشــاط فيخالــف ذلــك‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك فاملنافســة املمنوعــة قــد يكــون منشــأها القانــون أو االتفــاق‪ ،‬فــاذا كان منشــأها االتفــاق‬
‫فتكــون املســؤولية يف هــذه الحالــة مســؤولية عقديــة ال مســؤولية تقصرييــة‪ ،‬ونوضــح ذلــك باملثــال التــايل‪.‬‬
‫قــد يحظــر القانــون عــىل الشــخص مامرســة مهنــة الصيدلــة دون الحصــول عــىل شــهادة علميــة معينــة‪.‬‬
‫وعــىل ذلــك تعتــرب مامرســة الصيدلــة دون الحصــول عــىل الشــهادة املطلوبــة منافســة ممنوعــة‪ .‬عــالوة عــىل‬
‫ذلــك‪ ،‬ان كان الشــخص حاصـالً عــىل الشــهادة املطلوبــة وقــام بـرشاء صيدليــة فــإن ذلــك قــد يعتــرب ممنوعـاً‬
‫كذلــك متــى مــا كان هنــاك اتفــاق مكتــوب بــني رب العمــل مالــك الصيدليــة التــي يعمــل بهــا مــن يرغــب‬
‫بافتتــاح صيدليــة جديــدة فينــص عــىل عــدم منافســة العامــل لــه ملــدة ســنتني يف مجــال الصيدلــة)‪ ،(٤١٧‬ويف‬
‫هــذه الحالــة تكــون املنافســة ممنوعــة واملســؤولية يف هــذه الحالــة عقديــة ال مســؤولية تقصرييــة كــام هــو‬
‫الحــال يف دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة)‪ .(٤١٨‬ولكــن لــو كان حاصـ ًـال عــىل الشــهادة املطلوبــة وال يوجــد‬
‫اتفــاق عقــدي بينهــام‪ ،‬فــإن نشــاطه قــد يكــون غــري مرشوع ـاً ال ممنوع ـاً متــى مــا قــام بأعــامل تخالــف‬
‫القانــون واألعـراف التجاريــة كالبيــع بأقــل مــن ســعر التكلفــة لــإلرضار بالصيدليــة املنافســة لــه)‪.(٤١٩‬‬

‫وعــىل ذلــك يتضــح أن التمييــز بــني املنافســة غــري املرشوعــة واملنافســة املمنوعــة مــرده أن األوىل أمــر‬
‫مــرشوع يف أصلــه ولكــن مبامرســات خاطئــة أصبحــت منافســه غــري مرشوعــة‪ ،‬بينــام املنافســة املمنوعــة‬
‫فــإن مامرســة النشــاط التجــاري ممنــوع بنــص القانــون أو باتفــاق األطـراف حتــى وان التــزم التاجــر بأفضــل‬
‫املامرســات التجاريــة‪.‬‬

‫)‪ (٤١٧‬نظام العمل السعودي املادة ‪ ٨٣‬املعدلة باملرسوم املليك رقم م‪ ٤٧/‬وتاريخ ‪.١٣٣٦/٦/٥‬‬
‫)‪ (٤١٨‬رشح نظامي العمل والتأمينات االجتامعية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬محمد عبد الستار عبد الوهاب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،٢٠١٩-١٤٤٠‬مكتبة املتنبي للنرش‬
‫والتوزيع‪ ،‬الدما‪ ،‬ص ‪.١٠٧‬‬
‫)‪ (٤١٩‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٩٣‬‬
‫‪١75‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫ومــن أوجــه االختــالف أيضـاً أن يف دعــوى املنافســة املمنوعــة فــإن القــايض يحكــم لصالــح املتــرضر مبجــرد‬
‫وقــوع الــرضر وإن كانــت بوســائل مرشوعــة ويكــون ألي تاجــر منافــس رفــع دعــوى املنافســة املمنوعــة‪،‬‬
‫خالفـاً لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة التــي تســتلزم اثبــات وجــود أعــامل وترصفــات غــري مرشوعــة وملــن‬
‫تــرضر وحــده رفــع دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة)‪.(٤٢٠‬‬

‫)‪ (٤٢٠‬زهري عباس‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،١٩٩٥ ،‬ص ‪.٢٣٠‬‬
‫‪١76‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المبحث الثاني‬

‫الطبيعة القانونية لدعوى المنافسة غير المشروعة وأساسها القانوني‬

‫مــن األهميــة مبــكان معرفــة الطبيعــة القانونيــة لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة يف الفقــه املقــارن‪ ،‬وكذلــك‬
‫معرفــة أساســها القانــوين يف النظــام الســعودي‪ .‬وعــىل ذلــك ســوف نخصــص هــذا املبحــث للحديــث عــن‬
‫الطبيعــة القانونيــة لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة يف املطلــب األول‪ ،‬ومــن ثــم بيــان األســاس القانــوين لهــا‬
‫يف النظــام الســعودي يف املطلــب الثــاين‪.‬‬

‫‪١77‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المطلب األول‬

‫الطبيعة القانونية لدعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ -١٢٣‬أمــام النقــص الترشيعــي كان لزام ـاً عــىل القضــاء حاميــة املحــل التجــاري متــى مــا تعــرض ملنافســة‬
‫غــري مرشوعــة‪ .‬لــذا أخــذ القضــاء والــرأي الراجــح مــن الفقــه بدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة والتــي‬
‫تقــوم عــىل أســاس املســؤولية غــري التعاقديــة »املســؤولية التقصرييــة«)‪ .(٤٢١‬ومبوجــب دعــوى املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة لقــايض املوضــوع أن يحكــم بالتعويــض لجــرب الــرضر ولــه يف ذلــك وقــف االعتــداء وعــدم وقوعــه‬
‫يف املســتقبل)‪ .(٤٢٢‬إال أن الفقــه اختلــف مــع القضــاء يف الطبيعــة القانونيــة لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‬
‫عــىل عــدة أراء‪.‬‬

‫الــرأي األول يــرى بــأن دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة ال يصــح تأسيســها عــىل دعــوى املســؤولية التقصرييــة‬
‫بــل هــي أقــرب اىل دعــاوى امللكيــة كدعــوى االســتحقاق أو االســرتداد أو الحيــازة)‪ .(٤٢٣‬إذ أن دعــوى املنافســة‬
‫غــري املرشوعــة ال تهــدف فقــط اىل جــرب الــرضر‪ ،‬بــل اىل إزالــة الــرضر والكــف عــن أفعــال املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة يف املســتقبل)‪ .(٤٢٤‬إال أن هــذا الــرأي تعــرض للنقــد‪ ،‬وذلــك ألن دعــاوى امللكيــة تهــدف اىل‬
‫حاميــة امللكيــة املاديــة بينــام دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة تهــدف اىل حاميــة املحــل التجــاري كمنقــول‬
‫معنــوي)‪.(٤٢٥‬‬

‫بينــام يذهــب فريــق ثــان مــن الفقهــاء اىل أن دعــوى املنافســة غــري املرشوعيــة مــن تطبيقــات نظريــة‬
‫التعســف يف اســتعامل الحــق‪ .‬إال أن هــذا الــرأي مل يســلم مــن النقــد هــو اآلخــر‪ .‬وذلــك ألن التعســف‬
‫يف اســتعامل الحــق يقــوم عــىل عنــرص التعــدي وقصــد اإلرضار بالغــري‪ .‬وهــذا املعيــار يوجــد يف املنافســة‬
‫املرشوعــة والغــري مرشوعــة فيــام بــني التجــار‪ .‬مبعنــى آخــر‪ ،‬إن اســتخدام التاجــر ألســاليب وطــرق مرشوعــة‬
‫يف املنافســة كالتخفيضــات مــا هــو إال إرضار باملحــل التجــاري املنافــس واالســتيالء عــىل عمالئــه‪ ،‬وأن هــذا‬
‫التــرصف وإن كان مرشوع ـاً إال انــه فيــه قصــد اإلرضار وال ميكــن القــول بــأن هــذا تعســف يف اســتعامل‬
‫الحــق)‪ .(٤٢٦‬وأبعــد مــن ذلــك أن دعــوى املنافســة املرشوعــة عــىل مــا ســيأيت بيانــه ال تشــرتط قصــد االرضار‬
‫بالغــري بــل مجــرد الفعــل غــري املــرشوع والــرضر والعالقــة الســببية‪.‬‬

‫)‪ (٤٢١‬محمد توفيق سعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٠٤‬‬


‫)‪ (٤٢٢‬أكدت عىل ذلك املادة الثالثة والثالثون الفقرة ج من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬
‫)‪(٤٢٣‬فاروق أحمد زاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٣١٢‬‬
‫)‪ (٤٢٤‬فاروق أحمد زاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٣١٢‬‬
‫)‪ (٤٢٥‬حسني املرصي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة النهضة املرصية‪،‬القاهرة الطبعة األوىل‪ ،١٩٨٦ ،‬بند ‪.١٥٤‬‬
‫)‪ (٤٢٦‬أكثم الخويل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٣٩٨‬‬
‫‪١78‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب الثاني‬

‫األساس القانوني لدعوى المنافسة غير المشروعة في النظام السعودي‬

‫‪ -١٢٤‬رأينــا ســابقاً أن النظــام الســعودي مل ينظــم املحــل التجــاري ككيــان قانــوين مســتقل‪ .‬إال أنــه باإلمــكان‬
‫القــول بــأن األســاس القانــوين لدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة تجــد ســندها القانــوين يف املــادة ‪ ٥‬مــن نظــام‬
‫املحكمــة التجاريــة وذلــك بنصهــا عــىل‪ «:‬يجــب عــىل كل تاجــر أن يســلك يف كل أعاملــه التجاريــة بديــن‬
‫ورشف فــال يرتكــب غشـاً وال تدليسـاً وال احتيــاالً وال غبنـاً وال غــررا ً وال نكثـاً وال شــيئاً مــام يخالــف الديــن‬
‫والــرشف بوجــه مــن الوجــوه وإذا فعــل ذلــك اســتحق الجـزاء الـرادع‪.(٤٢٧)«...‬‬

‫ومــن هــذا النــص ميكنــا القــول بــأن عــدم الت ـزام التاجــر بأحــكام الديــن والــرشف تعتــرب مــن املنافســة‬
‫التجاريــة غــري املرشوعــة)‪.(٤٢٨‬‬

‫عــالوة عــىل ذلــك‪ ،‬هنــاك حاميــة قانونيــة لبعــض العنــارص املعنويــة للمتجــر وذلــك مــن خــالل أنظمــة‬
‫قانونيــة مســتقلة ومتفرقــة تنظــم وتحكــم كل عنــرص مــن العنــارص املعنويــة‪ ،‬وتحميــه مــن املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة عــىل مــا ســيأيت بيانــه‪.‬‬

‫كــام أننــا نــرى أن نظــام املنافســة الســعودي قــام بتنظيــم املنافســة التجاريــة املرشوعــة ونهــى عــن التالعب‬
‫باألســعار واالحتــكار واإلغ ـراق‪ .‬وهــذه األحــكام يف نهايــة األمــر حاميــة للتجــار واملســتهلك مــن املنافســة‬
‫غــري املرشوعــة‪ .‬ويكــون لــكل تاجــر تــرضر مــن املامرســات الخاطئــة التــي حظرهــا النظــام رفــع دعــوى‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة‪.‬‬

‫)‪ (٤٢٧‬املادة ‪ ٥‬نظام املحكمة التجارية‪.‬‬


‫)‪ (٤٢٨‬كام أرشنا سابقاً‪ ،‬اىل حرص وزارة التجارة عىل تنظيم احكام املنافسة غري املرشوعة‪ ،‬انظر عىل سبيل املثال املادة الثانية والثالثون والتي تنص عىل‪ «:‬عىل‬
‫كل تاجر أن يزاول أعامله التجارية بنزاهة متجنبا كل منافسة غري مرشوعة تلحق الرضر بغريه من املنافسني‪ ،«..‬وكذلك املادة الرابعة والثالثون والتي تنص عىل‪«:‬‬
‫يجب عىل كل تاجر الحفاظ عىل األرسار التجارية التي تخص غريه وفق أحكام هذا النظام والتعهدات التي تصدر عنه«‪.‬‬
‫‪١79‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المبحث الثالث‬

‫صور المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ -١٢٥‬قــد يأخــذ االعتــداء عــىل املحــل التجــاري أحــد شــكلني‪ ،‬األول ان يكــون االعتــداء عــىل كل أو بعــض‬
‫العنــارص املعنويــة املقننــة بأنظمــة مســتقلة بهــا‪ ،‬والوجــه اآلخــر أن يكــون االعتــداء عــىل املحــل التجــاري‬
‫ككيــان معنــوي مســتقل وذلــك بالتعــدي عــىل عنــرص الزبائــن والســمعة التجاريــة‪ .‬وســوف نتنــاول يف هــذا‬
‫املبحــث صــور املنافســة غــري املرشوعــة عــىل الرتتيــب الســابق‪.‬‬

‫‪١80‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب األول‬

‫صور االعتداء على العناصر المعنوية المقننة‬

‫تنظيــم الكثــري مــن العنــارص املعنويــة نجــده يف أنظمــة قانونيــة متفرقــة كل منهــا ينظــم ويحكــم ويحمــي‬
‫عنــرص مــن العنــارص املعنويــة‪ .‬فعــىل ســبيل املثــال ال الحــرص نظــام العالمــات التجاريــة لــدول مجلــس‬
‫التعــاون الخليجــي العربيــة ينظــم ويحمــي العالمــات التجاريــة مــن االعتــداء عليهــا وهنــاك كذلــك نظــام‬
‫األســامء التجاريــة الســعودي املنظــم ألحــكام االســم التجــاري‪ ،‬وهــذا مــا ســنوضحه فيــام يــيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العامات التجارية‪:‬‬


‫‪ً -١٢6‬‬

‫تتمتــع العالمــات التجاريــة بحاميــة قانونيــة تحميهــا مــن االعتــداء عليهــا متــى مــا اكتســبت العالمــة‬
‫التجاريــة الحاميــة القانونيــة بعــد اســتيفاء املتطلبــات النظاميــة‪ ،‬ملــدة عــرش ســنوات مــامل يتــم‬
‫تجديدهــا)‪ .(٤٢٩‬ومــن صــور االعتــداء عــىل العالمــة التجاريــة عــىل ســبيل املثــال تزويــر العالمــة التجاريــة أو‬
‫اســتخدامها دون ترخيــص مــن مالكهــا‪ .‬ويف ســبيل حاميــة العالمــة التجاريــة مــن التعــدي‪ ،‬قضــت املــادة‬
‫‪٤٠‬مــن نظــام العالمــات التجاريــة لــدول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة أن لصاحــب الحــق الــذي‬
‫لحقــه رضر مبــارش نتيجــة للتعــدي عــىل العالمــة التجاريــة املحميــة‪ ،‬رفــع دعــوى أمــام املحكمــة املختصــة‬
‫مطالب ـاً بالتعويــض عــن الــرضر الــذي لحــق بــه‪ ،‬مبــا يف ذلــك األربــاح التــي جناهــا املدعــى عليــه نتيجــة‬
‫اســتخدام العالمــة التجاريــة)‪ .(٤٣٠‬والتعويــض هنــا يكــون بفــرق ســعر املنتــج قبــل وبعــد اســتخدام العالمــة‬
‫التجاريــة)‪.(٤٣١‬‬

‫‪ -١٢7‬ثانيــاً ‪ :‬بــراءة االختــراع والتصميمــات التخطيطيــة للــدارات المتكاملــة والنمــاذج‬


‫الصناعيــة‪:‬‬

‫أعطــى النظــام حاميــة قانونيــة لــكل مــن ب ـراءة االخ ـرتاع والتصميــامت التخطيطيــة للــدارات املتكاملــة‬
‫والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬إال ان مــدد الحاميــة املقــررة لهــذه الحقــوق مختلفــة‪ .‬إذ أن مــدة الحاميــة القانونيــة‬
‫املقــررة لــرباءة االخــرتاع عــرشون ســنة بعدهــا يُصبــح ملــكاً عامــاً)‪ ،(٤٣٢‬بينــام التصميــامت التخطيطيــة‬
‫والنــامذج الصناعيــة فــإن حاميتهــا عــرش ســنوات وال تتجــاوز خمــس عــرشة ســنة مــن تاريــخ التوصــل اىل‬
‫التصميــم)‪.(٤٣٣‬‬

‫)‪ (٤٢٩‬املادة العرشون نظام العالمات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫)‪ (٤٣٠‬املادة األربعون نظام العالمات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫)‪ (٤٣١‬عبد الرزاق نجيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٩٩‬‬
‫)‪ (٤٣٢‬عبد الرزاق شيخ نجيب‪ ،‬املرجع السابق‪٢٨٣ ،‬‬
‫)‪(٤٣٣‬انظر املادة التاسعة عرشة الفقرة ب‪ ،‬ج من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدرات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‬
‫‪١8١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫وخــالل مــدة الحاميــة‪ ،‬فــإن هــذه الحقــوق تتمتــع بحاميــة مدنيــة وجزائيــة‪ .‬وتكــون الدعــوى املدنيــة مــن‬
‫خــالل رفــع دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪ .‬إذ نصــت املــادة ‪ ٣٤‬مــن نظــام بـراءات االخـرتاع والتصميــامت‬
‫التخطيطيــة للــدرات املتكاملــة واألصنــاف النباتيــة والنــامذج الصناعيــة عــىل‪ «:‬يُعــد تعديـاً عــىل موضــوع‬
‫الحاميــة القيــام بــأي عمــل مــن أعــامل االســتغالل املنصــوص عليهــا يف األحــكام الخاصــة لــكل موضــوع‬
‫مــن موضوعــات الحاميــة‪ ،‬يقــوم بــه أي شــخص يف اململكــة دون موافقــة كتابيــة مســجلة يف اإلدارة مــن‬
‫قبــل مالــك وثيقــة الحاميــة«)‪ .(٤٣٤‬ويكــون االختصــاص بالفصــل باملنازعــات للمحاكــم التجاريــة)‪ .(٤٣٥‬ولقــايض‬
‫املوضــوع أن يحكــم مبنــع التعــدي أو اســتمراره ولــه كذلــك أن يحكــم بالتعويــض الــالزم‪.‬‬

‫‪ -١٢8‬ثالثاً ‪ :‬حقوق الملكية األدبية والفنية‪:‬‬

‫تتمتــع حقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة بحاميــة قانونيــة يحكمهــا نظــام حاميــة حقــوق املؤلــف الســعودي‪،‬‬
‫وتكــون مــدة الحاميــة كقاعــدة عامــة مــدى حيــاة املؤلــف وخمســون ســنة بعــد وفاتــه أو بوفــاة آخــر‬
‫مؤلِــف مشــرتك)‪ .(٤٣٦‬بينــام تكــون حاميــة املصنفــات الســمعية والبرصيــة واألفــالم واملصنفــات الجامعيــة‬
‫وبرمجيــات الحاســب اآليل خمســون ســنة مــن تاريــخ عــرض أو نــرش للمصنــف)‪ .(٤٣٧‬وخــالل هــذه املــدة‬
‫فــإن الحقــوق املاديــة واألدبيــة تخضــع لحاميــة قانونيــة تحميهــا مــن كافــة أنــواع االعتــداء املــادي أو‬
‫القانــوين)‪ .(٤٣٨‬ومــا يجــدر التنبيــه اليــه أن االختصــاص بنظــر املنازعــات الناشــئة عــن مخالفــة نظــام حاميــة‬
‫حقــوق املؤلــف واالعتــداء عــىل الحــق األديب واملــايل تــم نقلــه اىل املحاكــم التجاريــة وإن كان ذو طبيعــة‬
‫مدنيــة)‪.(٤٣٩‬‬

‫ويكــون لصاحــب الحــق األديب واملــايل حاميــة مؤلفــه مــن أي اعتــداء‪ ،‬وذلــك بدعــوى مدنيــة يكــون لــه بهــا‬
‫دفــع الــرضر وذلــك مبصــادرة جميــع النســخ واملــواد املخصصــة أو املســتخدمة يف ارتــكاب فعــل التعــدي‬
‫عــىل حــق املؤلــف)‪ .(٤٤٠‬باإلضافــة اىل ذلــك‪ ،‬يكــون للمعتــدى عليــه املطالبــة بالتعويــض الــذي يجــرب الــرضر‬
‫الــذي لحق بــه)‪.(٤٤١‬‬

‫)‪ (٤٣٤‬المادة الرابعة والثالثون‪ ،‬من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدرات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫)‪ (٤٣٥‬املادة السادسة عرشة الفقرة ‪ ٦‬من نظام املحاكم التجارية‬
‫)‪ (٤٣٦‬املادة ‪ ٢ ،١/١٩‬نظام حامية املؤلف‪،‬‬
‫)‪ (٤٣٧‬املادة ‪ ٥/١٩‬نظام حامية املؤلف‪.‬‬
‫)‪ (٤٣٨‬انظر يف ذلك عبد الرزاق نجيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢٠٨‬‬
‫)‪ (٤٣٩‬املادة السادسة عرشة الفقرة ‪ ٦‬من نظام املحاكم التجارية‬
‫)‪ (٤٤٠‬املادة الثانية والعرشون الفقرة ‪ ٤/١‬من نظام حامية حقوق املؤلف‪.‬‬
‫)‪ (٤٤١‬املادة الثانية والعرشون الفقرة ‪ ٤‬من نظام حامية حقوق املؤلف‪.‬‬
‫‪١8٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب الثاني‬

‫االعتداء على المحل التجاري ككيان مستقل وعلى مالكه‬

‫‪ -١٢٩‬الســتحالة تعــداد صــور املنافســة غــري املرشوعــة نتيجــة لتطــور األســاليب واالبتــكار مــع تطــور التجارة‬
‫والصناعــة‪ ،‬نــرى أن األنظمــة القانونيــة تقــوم عــىل وضــع معيــار موضوعــي عــام يبــني صــور املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة‪ .‬فــرنى عــىل ســبيل املثــال املــادة ‪ ٥‬مــن نظــام املحكمــة التجاريــة والــذي نصــت عــىل الت ـزام‬
‫التاجــر بأحــكام الديــن والــرشف‪.‬‬

‫بينــام نــرى البعــض اآلخــر ومنهــا النظــام املــرصي عــىل ســبيل املثــال نــص رصاحــة عــىل‪ «:‬يعتــرب منافســة‬
‫غــري مرشوعــة كل فعــل يخالــف العــادات واألصــول املرعيــة يف املعامــالت التجاريــة)‪.«(٤٤٢‬‬

‫ولعــدم القــدرة عــىل تعــداد صــور املنافســة غــري املرشوعــة نصــت املــادة نفســها عــىل‪ «:‬ويدخــل يف ذلــك‬
‫عــىل وجــه الخصــوص‪ ..‬تحريــض العاملــني يف متجــره عــىل إذاعــة أرساره أو تــرك العمــل عنــده وكذلــك كل‬
‫فعــل أو ادعــاء يكــون مــن شــأنه إحــداث اللبــس يف املتجــر أو منتجاتــه أو إضعــاف الثقــة يف مالكــه أو‬
‫يف القامئــني عــىل إدارتــه أو يف منتجاتــه«)‪ ،(٤٤٣‬أي أنــه لجــأ اىل التعــداد وعــىل ســبيل املثــال لصعوبــة حــرص‬
‫أســاليب التعــدي‪.‬‬

‫ويف مثــل ذلــك نصــت املــادة ‪ ٣٢‬مــن مــرشوع نظــام املعامــالت التجاريــة عــىل‪ «:‬كل تاجــر أن يـزاول أعاملــه‬
‫التجاريــة بنزاهــة متجنب ـاً كل منافســة غــري مرشوعــة تلحــق الــرضر بغــريه مــن املنافســني‪ ،‬وعــىل وجــه‬
‫الخصــوص اجتنــاب مــا يــأيت‪:‬‬

‫أ‪ .‬األعــامل التــي تحــدث لبس ـاً مــع منتجــات أحــد املنافســني أو عملــه التجــاري‪ ،‬ب‪ .‬اإلدعــاءات الزائفــة‬
‫التــي قــد تنــزع الثقــة عــن منتجــات أحــد املنافســني أو عملــه التجــاري‪ ،‬ج‪ .‬البيانــات واإلدعــاءات الزائفــة‬
‫املضللــة للجمهــور فيــام يتصــل بطبيعــة الســلع أو طريقــة تصنيعهــا أو خصائصهــا وكميتهــا«‪ .‬وبالنظــر اىل‬
‫تلــك النصــوص ميكننــا تعــداد صــور املنافســة غــري املرشوعــة بالتــايل‪.‬‬

‫)‪ (٤٤٢‬املادة السادسة والستون الفقرة ‪ ١‬من قانون التجارة املرصي‪.‬‬


‫)‪ (٤٤٣‬املادة السادسة والستون الفقرة ‪ ١‬من قانون التجارة املرصي‪.‬‬
‫‪١8٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ -١‬تشويه سمعة التاجر المنافس وبث ادعاءات باطلة‪:‬‬


‫‪ -١٣٠‬تعتــرب هــذه املامرســة أخطــر صــور االعتــداء والتــي قــد يكــون لهــا تبعــات مدنيــة وجنائيــة‪ ،‬وعــىل‬
‫ذلــك كان مــن الــالزم أن يكــون موضــوع دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة أن يكــون االعتــداء متعلقــاً‬
‫بالنشــاط التجــاري لقيــام املســؤولية املدنيــة‪ .‬ومثــال ذلــك أن ينــرش أحــد التجــار اخبــار اضطـراب األوضــاع‬
‫املاليــة لتاجــر مــا أو عــدم مرشوعيــة مصــدر أموالــه‪ ،‬األمــر الــذي يؤثــر ســلباً عــىل تدفــق املنتجــات مــن‬
‫قبــل املنتجــني أو انتقــال الوكالــة الحرصيــة عــن هــذا التاجــر اىل ُمصــدر االخبــار الكاذبــة‪ ،‬فضــالً عــن‬
‫تحــول العمــالء‪ .‬بينــام لــو كانــت املعلومــات املغلوطــة متــس أخــالق التاجــر ودينــه‪ ،‬فهنــا تكــون املســؤولية‬
‫جزائيــة »جرميــة قــذف«‪.‬‬

‫‪ -٢‬الحط من قيمة منتجات التاجر المنافس‪:‬‬


‫‪ -١٣١‬ويكــون ذلــك إمــا بنــرش معلومــات غــري صحيحــة عــن مكونــات املنتــج مــام يــؤدي اىل تحــول العمــالء‬
‫اىل منتجــات مصــدر الشــائعة‪ .‬أو أن يدعــي التاجــر املنافــس بأنــه املصــدر الوحيــد ملنتــج معــني‪ .‬أو االدعــاء‬
‫زورا ً بأنــه مــورد ملنتــج معــني لجــذب عمــالء املــورد الحقيقــي‪ .‬وأخـريا ً مــن األمثلــة كذلــك االدعــاء كذبـاً بــأن‬
‫بضاعتــه منتــج أمريــيك مثـالً لتحويــل العمــالء عــن املنتجــني املحليــني)‪.(٤٤٤‬‬

‫‪ -٣‬إحداث اضطراب في السوق‪:‬‬


‫‪ -١٣٢‬قــد يقــوم التاجــر بإغـراق الســوق مبنتجاتــه أو تخفيــض ســعر املنتــج بأقــل مــن قيمــة التكلفــة مــام‬
‫يــؤدي اىل إبعــاد التجــار اآلخريــن مــن الســوق األمــر الــذي يــؤدي اىل احتــكاره لبيــع املنتــج)‪ .(٤٤٥‬وإن كان‬
‫مــن شــأن اســتخدام هــذه األســاليب االرضار بالســوق بشــكل عــام‪ ،‬واألثــر الســلبي عــىل املســتهلك الحقـاً‬
‫إمــا بتقديــم منتــج رديء أو منتــج بســعر مرتفــع‪ ،‬ومــن صــور إحــداث اضطـراب يف الســوق أيضـاً التحكــم‬
‫يف األســعار‪ ،‬تقاســم األســواق‪ ،‬االندمــاج واالســتحواذ مــن أجــل الهيمنــة عــىل الســوق بنســبة اســتحواذ‬
‫تتجــاوز ‪ ٪٤٠‬مــن حصــة الســوق‪ ،‬االحتــكار واإلغـراق وغريهــا مــن األســاليب)‪ .(٤٤٦‬األمــر الــذي يعطــي لــكل‬
‫تاجــر منافــس تــرضر مــن مثــل هــذه املامرســات أن يتقــدم بدعــوى املنافســة غــري املرشوعــة)‪.(٤٤٧‬‬

‫)‪ (٤٤٤‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشمرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٤٢٣‬‬


‫)‪ (٤٤٥‬انظر يف هذه املامرسات املادة الخامسة والسادسة من نظام املنافسة السعودي‪.‬‬
‫)‪ (٤٤٦‬انظر يف ذلك عبد امللك التويجري‪ ،‬تجريم املنافسة التجارية غري املرشوعة‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،١٤٢٨،٢٠٠٧ ،‬ص ‪ ٦٥‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٤٤٧‬هاين دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢٥٣‬‬
‫‪١84‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المبحث الرابع‬

‫شروط دعوى المنافسة غير المشروعة وآثارها‬

‫باعتبــار دعــوى املســؤولية التقصرييــة هــي األســاس الــذي تقــوم عليــه دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪،‬‬
‫وجــب توافــر ذات رشوط دعــوى املســؤولية التقصرييــة‪ .‬وهــذه الــرشوط ثــالث‪ ،‬خطــأ ورضر وعالقــة ســببية‬
‫مــا بــني الخطــأ والــرضر‪.‬‬

‫وبتوافــر هــذه الــرشوط فــإن آثــار الدعــوى تتنــوع مــا بــني حــق خــاص ومــا بــني حــق خــاص وعــام‪ .‬وعــىل‬
‫ذلــك ســوف نتنــاول يف املطلــب األول رشوط دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪ ،‬عــىل أن نختــم بالحديــث‬
‫عــن آثــار دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪.‬‬

‫‪١85‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المطلب األول‬

‫شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫ســوف نتنــاول هــذه الــرشوط بــيشء مــن اإليجــاز وفقـاً لطبيعــة دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪ ،‬واإلحالــة‬
‫اىل احــكام املســؤولية التقصرييــة)‪.(٤٤٨‬‬

‫الفرع األول‬

‫الخطأ‬

‫‪ -١٣٣‬يُعــرف الخطــأ بأنــه انح ـراف عــن الســلوك املألــوف للشــخص العــادي مــع ادراك ذلــك‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يســمى بالفعــل الضــار بالفقــه اإلســالمي)‪ .(٤٤٩‬ويتمثــل الخطــأ يف دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة باســتخدام‬
‫أســاليب ومخالفــات حظرهــا القانــون والتــي كــام رأينــا ســابقاً ال حــرص لهــا‪ .‬إال أن مــن صــور الخطــأ‪،‬‬
‫االعتــداء عــىل العنــارص املعنويــة للمحــل التجــاري‪ .‬وهــذا االعتــداء كــام رأينــا إمــا أن يكــون اعتــداء عــىل‬
‫عالمــة تجاريــة‪ ،‬اســم تجــاري‪ ،‬ب ـراءة اخ ـرتاع‪ .‬ومــن صــور الخطــأ غــري املقننــة يف النظــام الســعودي بــث‬
‫مــا فيــه تشــويه لســمعة التاجــر وذلــك بادعــاءات باطلــة‪ ،‬أو الحــط مــن قيمــة منتجــات التاجــر املنافــس‬
‫وأخ ـريا ً القيــام بأعــامل ومامرســات مــن شــأنها احــداث اضط ـراب يف الســوق‪.‬‬

‫ويشــرتط يف الخطــأ‪ ،‬أن يصــدر مــن تاجــر اىل آخــر منافــس لــه يف ذات النشــاط)‪ .(٤٥٠‬ومثــال ذلــك‪ ،‬منافســة‬
‫غــري مرشوعــة مــن تاجــر جملــة مــواد غذائيــة ضــد تاجــر جملــة مــواد غذائيــة‪ .‬فــال يتصــور وجــود منافســة‬
‫غــري مرشوعــة بــني تاجــر جملــة مــواد غذائيــة وتاجــر ألعــاب أطفــال‪ .‬والســبب يف ذلــك أن الغايــة مــن‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة هــو الحصــول عــىل عمــالء التاجــر اآلخــر وهــذا مــا ال يتصــور إال بتامثــل النشــاط‬
‫التجــاري)‪.(٤٥١‬‬

‫ولكــن قــد يقــع اللبــس ويصعــب التمييــز متــى مــا كان التنافــس بــني تاجــر ملــادة أوليــة للســلعة وبــني‬
‫تاجــر لســلعة نهائيــة الصنــع‪ ،‬كتاجــر جلــود‪ ،‬وتاجــر لبيــع األحذيــة‪ ،‬إذ قــد تحــدث بينهــم املنافســة يف‬
‫حالــة كــون بائــع األحذيــة مســيطر عــىل الســوق مبنتجاتــه التــي ال تحتــوي عــىل ُم َنتَــج تاجــر املــادة األوليــة‬
‫الــذي قــام باالعتــداء‪ ،‬إال أن اعتبــار هــذا الفعــل مــن قبيــل املنافســة غــري املرشوعــة مــرتوك لتقديــر قــايض‬
‫املوضــوع)‪.(٤٥٢‬‬

‫)‪ (٤٤٨‬انظر يف تفصيل الرشوط عثامن طالبي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ٢١٤‬وما بعدها‬
‫)‪ (٤٤٩‬عثامن طالبي ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ٢١٤‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٤٥٠‬عادل املقدادي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الدار العلمية الدولية ودار الثقافة‪ ،‬عامن‪ ،٢٠٠٣ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص ‪.١٦٩‬‬
‫)‪(٤٥١‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.١٦٩‬‬
‫)‪ (٤٥٢‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٤١٥‬‬
‫‪١86‬‬
‫المحل التجاري‬

‫ويجــب التأكيــد عــىل أن االعتــداء عــىل التاجــر غــري املنافــس يف النشــاط املامثــل ال يعنــي عــدم املســؤولية‪.‬‬
‫إذ أن ذلــك يعتــرب فعــل ضــار موجــب للمســؤولية املدنيــة والجنائيــة وذلــك بالنظــر اىل طبيعــة االعتــداء‪،‬‬
‫فــإذا كان االعتــداء عــىل ســبيل املثــال يف رشف التاجــر فإنهــا تكــون مســؤولية جنائيــة وقــد تكــون مســؤولية‬
‫مدنيــة متــى مــا ألحقــت الــرضر بتجارتــه‪ ،‬مثــل االعتــداء عــىل ُم َنتَــج التاجــر غــري املنافــس يف النشــاط‬
‫لدوافــع شــخصية فإنهــا مســؤولية مدنيــة موجبــة للتعويــض متــى مــا كان هنــاك رضر‪.‬‬

‫وأخ ـريا ً‪ ،‬إن ســوء النيــة أو تعمــد اإلرضار ال يشــرتط توافــره لقيــام دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‪ ،‬إذ أن‬
‫العــربة بوجــود الــرضر نتيجــة للخطــأ أو الفعــل الضــار الــذي صــدر مــن التاجــر املنافــس)‪.(٤٥٣‬‬

‫بعبــارة أخــرى إن أفعــال املنافســة بــني التجــار يتوفــر بهــا أصـالً ســوء النيــة واإلرضار بالتاجــر املنافــس ســواء‬
‫كانــت منافســة مرشوعــة أو غــري مرشوعــة‪ ،‬لــذا اســتقر القضــاء عــىل أن مجــرد صــدور الخطــأأي مخالفــة‬
‫أحــكام القانــون واألعـراف التجاريــة وأخالقيــات الديــن والرشفـ ٍ‬
‫ـكاف لقيــام دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة‬
‫متــى مــا ُو ِجــد رضر وعالقــة ســببية بينهــام)‪.(٤٥٤‬‬

‫)‪ (٤٥٣‬عثامن طالبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢١٦‬‬


‫)‪ (٤٥٤‬زهري كريم‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،١٩٩٥،‬ص ‪.٢٣٢‬‬
‫‪١87‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫الفرع الثاني‬

‫الضرر‬

‫‪ -١٣٤‬يُعــرف الــرضر بأنــه »كل أذى يصيــب االنســان فيســبب لــه خســارة ســواء كانــت يف املــال أو الجســم‬
‫أو الــرشف أو الســمعة«)‪ .(٤٥٥‬والــرضر إمــا ان يكــون مــادي أو معنــوي‪ .‬فالــرضر املــادي يتمثــل باإلخــالل‬
‫بقيمــة ماليــة«)‪ .(٤٥٦‬بينــام الــرضر املعنــوي ي ـراد بــه »كل أذى يصيــب اإلنســان يف عرضــه أو عاطفتــه أو‬
‫شــعوره«)‪ ،(٤٥٧‬ســواء كان بقــول أو فعــل‪ ،‬كنــرش األكاذيــب والشــائعات املغلوطــة عــن التاجــر أو بضاعتــه‪.‬‬
‫ويقــع عــبء اثبــات الــرضر ومقــداره يف كال الحالتــني عــىل التاجــر املــرضور مــن خطــأ التاجــر املنافــس لــه‪،‬‬
‫ولــه اثبــات الــرضر بكافــة طــرق االثبــات)‪.(٤٥٨‬‬

‫والتعويــض عــن الــرضر املــادي يجــب أن يكــون عــن رضر قــد وقــع فعـالً ال احتــامالً‪ ،‬إذ ال يتــم التعويــض‬
‫عــن الــرضر املحتمــل وقوعــه يف الرشيعــة اإلســالمية)‪ .(٤٥٩‬بينــام التعويــض عــن الــرضر املعنــوي كــام اســتقر‬
‫عليــه القضــاء الســعودي يجــب ان يصاحبــه رضر مــادي)‪ .(٤٦٠‬ويف هــذه الحالــة يســمى رضر معنــوي غــري‬
‫محــض)‪.(٤٦١‬‬

‫ويف حقيقــة األمــر يجــب القــول بــأن اثبــات الــرضر يف دعــوى املنافســة غــري املرشوعــة أمــر ليــس بالهــني‬
‫باملقارنــة باثبــات الــرضر يف دعــوى املســؤولية التقصرييــة‪ .‬والســبب يف ذلــك أن دعــوى املنافســة غــري‬
‫املرشوعــة يف غالــب األمــر محلهــا اإلســاءة اىل املحــل التجــاري أو صاحبــه أو منتجاتــه‪ ،‬األمــر الــذي يــؤدي‬
‫اىل انـرصاف العمــالء عنــه‪ .‬وكــام قلنــا ســابقاً ان عنــرص العمــالء يعنــي عمــالء املحــل التجــاري يف الحــارض‬
‫واملســتقبل‪ ،‬وإن هــذا العنــرص ال يعنــي الزامهــم عــىل البقــاء معــه‪ ،‬فقــد يســتمرون وقــد يتحولــون اىل غــريه‬
‫ألي ســبب كان‪ ،‬وبالتــايل مــن الصعــب قيــاس نســبة تحــول الزبائــن كنتيجــة فعــل للمنافســة غــري املرشوعــة‬
‫مــن قبــل التاجــر املنافــس‪ .‬ويف هــذه الحالــة فــإن قــايض املوضــوع يقــوم بالرجــوع اىل قوائــم تعامــالت‬
‫التاجــر املتــرضر ودفاتــره التجاريــة ويحكــم بالتعويــض الجـزايف للــرضر الــذي لحــق بالتاجــر متــى مــا ثبتــت‬
‫عالقــة الســببية مــا بــني الخطــأ والــرضر‪.‬‬

‫)‪ (٤٥٥‬عثامن طالبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢١٩‬‬


‫)‪ (٤٥٦‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢١٩‬‬
‫)‪ (٤٥٧‬عبد العزيز السالمة‪ ،‬التعويض عن الرضر املعنوي‪ ،‬مجلة العدل‪ ،‬ص ‪١٩٣‬‬
‫)‪ (٤٥٨‬احمد بن ضيف ﷲ الغامدي‪ ،‬التعويض عن الرضر املعنوي يف قضاء ديوان املظامل‪ ،‬ورقة عمل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،١٤٣١ ،‬ص ‪.١٤‬‬
‫)‪ (٤٥٩‬انظر يف ذلك عثامن طالبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢١٨‬‬
‫)‪ (٤٦٠‬احمد بن ضيف ﷲ الغامدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٦‬‬
‫)‪ (٤٦١‬عبد العزيز السالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٩٦‬‬
‫‪١88‬‬
‫المحل التجاري‬

‫الفرع الثالث‬

‫عاقة السببية‬

‫‪ -١٣٥‬يُـراد بعالقــة الســببية أو مــا يســميها البعــض بــرشط حــدوث الــرضر نتيجــة للخطــأ‪ ،‬أن يكــون الــرضر‬
‫وقــع نتيجــة للفعــل غــري املــرشوع وليــس نتيجــة ألســباب أخــرى‪ .‬ومثــال ذلــك لــو أســاء أحــد التجــار اىل‬
‫تاجــر آخــر فلــم يعــد يرتــاد متجــره أحــد‪ ،‬فهنــا نقــول بوجــود عالقــة ســببية‪ ،‬ولكــن لــو كان جميــع األســواق‬
‫قــد أصابهــا ركــود فإنــه ليــس باإلمــكان القــول بــأن مــا تعــرض لــه التاجــر نتيجــة للفعــل غــري املــرشوع‬
‫الــذي صــدر مــن تاجــر منافــس لــه‪.‬‬

‫‪١89‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المطلب الثاني‬

‫آثار دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ -١٣٦‬بتحقــق الــرشوط الســابق ذكرهــا مــن خطــأ ورضر وعالقــة ســببية‪ ،‬فإنــه تتوافــر رشوط قبــول دعــوى‬
‫املنافســة غــري املرشوعــة‪ .‬ويكــون للتاجــر الــذي أصابــه رضرا ً ماديـاً أو معنويـاً الحــق بالتعويــض وفقـاً ملــا‬
‫أوضحنــا ســابقاً‪ ،‬وللقــايض عــالوة عــىل ذلــك أن يحكــم مبــا فيــه منــع حــدوث رضر مســتقبيل أو اســتمرار‬
‫حــدوث الــرضر‪ ،‬ومثــال ذلــك لــو كان هنــاك إعــالن ينطــوي عــىل إســاءة لتاجــر آخــر أو معلومــات غــري‬
‫صحيحــة عنــه أو عــن منتجاتــه أو محلــه التجــاري‪ ،‬فــإن لقــايض املوضــوع أن يحكــم بالتعويــض عــن الــرضر‬
‫الــذي لحــق بالتاجــر املتــرضر‪ ،‬وملنــع الــرضر املســتقبيل بــه‪ ،‬لــه أن يحكــم بنــرش إعــالن يتضمــن اعتــذار‬
‫التاجــر املعتــدي أو تصحيحــه للمعلومــات غــري الصحيحــة ويف هــذا ضــامن عــدم وقــوع الــرضر الحق ـاً‬
‫بالتاجــر املتــرضر‪.‬‬

‫عــالوة عــىل ذلــك‪ ،‬قــد يتضمــن جـزاء املنافســة غــري املرشوعــة عقوبــات جنائيــة للحــق العــام إضافــة اىل‬
‫تعويــض التاجــر املتــرضر‪ ،‬وعقوبــات الحــق العــام قــد نجدهــا مثـالً بتعزيــر التاجــر املنافــس نتيجــة قيامــه‬
‫مبنافســة غــري مرشوعــة بقــذف أو تشــويه ســمعة التاجــر اآلخــر‪ .‬وقــد نجدهــا ايضـاً يف أحــد األنظمــة التــي‬
‫تحمــي أحــد العنــارص التــي تــم التعــدي عليهــا‪ ،‬ومثــال ذلــك لــو كان التعــدي عــىل عالمــة تجاريــة‪ .‬فنجــد‬
‫املــادة ‪ ٤٢‬مــن نظــام العالمــات التجاريــة لــدول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة نصــت عــىل‪ «:‬مــع‬
‫عــدم االخــالل بــأي عقوبــة أشــد منصــوص عليهــا يف قانــون آخــر يعاقــب بالحبــس مــدة ال تقــل عــن شــهر‬
‫وال تزيــد عــىل ثــالث ســنوات وبغرامــة ال تقــل عــن خمســة االلــف ريــال ســعودي أو مــا يعادلهــا بعمــالت‬
‫دول املجلــس وال تزيــد عــىل مليــون ريــال أو بإحــدى هاتــني العقوبتني‪...‬الــخ«‪.‬‬

‫‪١90‬‬
‫المحل التجاري‬

‫الفصل الرابع‬

‫أهم التصرفات التي ترد على المحل التجاري‬

‫تمهيد‬

‫‪ -١٣٧‬باعتبــار املحــل التجــاري منقــوالً معنوي ـاً‪ ،‬فإنــه يكــون مح ـالً لكافــة الترصفــات القانونيــة التــي تــرد‬
‫عــىل األمــوال مــن بيــع أو ايجــار او رهــن أو هبــة أو وصيــة وينتقــل عــن طريــق اإلرث ويظــل متمتعــا‬
‫بكافــة صــور الحاميــة الســابق دراســتها)‪ ،(٤٦٢‬ال ســيام مــع صــور الحاميــة االتفاقيــة التــي تقــيض بعــدم‬
‫املنافســة‪ ،‬إذ يظــل للخلــف التمســك بعــدم املنافســة املــربم مــع الســلف‪.‬‬

‫إال أن النظــام الســعودي مل يتنــاول تنظيــم املحــل التجــاري تنظيــام مســتقالً بنظــام كغــريه مــن األنظمــة‬
‫املقارنــة‪ ،‬وبالتــايل فــإن ليــس هنــاك مثــة مصــدر قانــوين يُبــني ويُنظــم عمليــة بيــع أو رهــن املحــل التجــاري‬
‫باعتبارهــا أهــم الترصفــات التــي تــرد عــىل املحــل التجــاري وأكرثهــا شــيوعاً وإشــكاالً كــام يف األنظمــة‬
‫املقارنــة‪ .‬لــذا‪ ،‬فــإن مــن الــرضوري الرجــوع للقواعــد العامــة التــي تنظــم أحــكام البيــع والرهــن التجــاري‪.‬‬
‫وإن كان بيــع ورهــن املحــل التجــاري ال يختلــف بشــكل كبــري عــن أحــكام بيــع ورهــن املنقــوالت‪ ،‬إال أنــه‬
‫مــن الــرضوري بيــان األحــكام الخاصــة ببيــع ورهــن املحــل التجــاري وعنــارصه‪ ،‬واإلحالــة ألحــكام رهــن‬
‫املنقــوالت يف النظــام الســعودي والقواعــد العامــة‪.‬‬

‫ولقــد قســمنا هــذه الفصــل اىل مبحثــني‪ ،‬نتنــاول أحــكام بيــع املحــل التجــاري يف املبحــث األول‪ ،‬عــىل أن‬
‫نبــني أحــكام رهــن املحــل التجــاري يف املبحــث الثــاين‪.‬‬

‫)‪ (٤٦٢‬نصت املادة الثانية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية عىل‪ «:‬يجوز الترصف يف املتجر بأي شكل من أشكال الترصف‪ ،‬كالبيع والتنازل وغري‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫‪١9١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المبحث األول‬

‫بيع المحل التجاري‬

‫‪ -١٣٨‬عنــد مامرســة التاجــر لنشــاطه التجــاري قــد تظهــر أســباب تدفــع التاجــر اىل بيــع محلــه التجــاري‪.‬‬
‫وهــذه األســباب منهــا مــا يرجــع لحاجــة التاجــر اىل مــال فيلجــأ اىل بيــع محلــه التجــاري‪ ،‬أو رغبــة منــه يف‬
‫اعت ـزال النشــاط التجــاري ألي ســبب خــاص بــه‪ .‬وهنــاك مــن األســباب مــا ترجــع اىل املشــرتي كرغبتــه يف‬
‫رشاء املحــل التجــاري لعالمتــه التجاريــة املتميــزة أو ســعياً منــه لتوســيع وتطويــر منتجــات املحــل التجــاري‬
‫واالســتفادة مــن انتشــاره‪ ،‬وغــري ذلــك مــن األســباب‪.‬‬

‫وعنــد البيــع هنــاك أمــور يجــب بيانهــا وهــي‪ ،‬تجاريــة عقــد البيــع‪ ،‬وكذلــك محــل البيــع والــذي يعتــرب‬
‫مــن أكــرث املســائل أهميــة وتعقيــدا ً واختالفـاً بــني النظــم القانونيــة املقارنــة‪ ،‬وكذلــك انعقــاد البيــع واركانــه‬
‫واثباتــه‪ ،‬واالثــار املرتتبــة عــىل عقــد البيــع والتــي تتمثــل بالتزامــات البائــع واملشــرتي‪ ،‬وأخ ـريا ً ضامنــات‬
‫البائــع‪ .‬ولقــد خصــص هــذا املبحــث لإلجابــة عــن هــذه التســاؤالت عــىل التفصيــل التــايل‪.‬‬

‫‪١9٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب األول‬

‫تجارية عقد بيع المحل التجاري‬

‫‪ -١٣٩‬يحكــم مســألة تجاريــة عقــد بيــع املحــل التجــاري نظريــة األعــامل التجاريــة األصليــة ونظريــة‬
‫األعــامل التجاريــة بالتبعيــة‪ .‬فيكــون رشاء املحــل التجــاري مــن أجــل إعــادة بيعــه أو تأجــريه عمـالً تجاريـاً‬
‫أصليـاً بنــص املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة‪ ،‬وذلــك كونــه رشاء منقــول بقصــد إعــادة بيعــه‬
‫والحصــول عــىل الربــح مــن ذلــك‪ .‬ومــا عــدا ذلــك يكــون عم ـالً تجاري ـاً بالتبعيــة‪.‬‬

‫فيكــون رشاء املحــل التجــاري مــن قبــل التاجــر عم ـالً تجاري ـاً بالتبعيــة متــى مــا كان الغــرض مــن ذلــك‬
‫مبــارشة التجــارة فيــه إذ أن رشاء املحــل التجــاري يف هــذه الحالــة صــادر مــن تاجــر ولخدمــة تجارتــه‪ ،‬ويعترب‬
‫أول مرحلــة ملامرســة التجــارة‪ ،‬وبالنســبة للبائــع التاجــر فإنــه يكــون تجاريـاً كونــه أخــر نشــاط تجــاري لــه‪.‬‬
‫أمــا إعــادة بيــع املحــل التجــاري املكتســب عــن طريــق اإلرث أو الهبــة فــإن العمــل يعتــرب مدنيـاً يف هــذه‬
‫الحالــة وإن كان البائــع مكتســباً للصفــة التجاريــة)‪.(٤٦٣‬‬

‫)‪(٤٦٣‬انظر البند‪ ٥٤ ،٥٣ ،‬من هذا الكتاب‪ ،‬وكذلك انظر يف ذلك مصطفى كامل طه بند ‪.٦٦‬‬
‫‪١9٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المطلب الثاني‬

‫انعقاد البيع‬

‫‪ -١٤٠‬يُعتــرب عقــد بيــع املحــل التجــاري مــن العقــود الرضائيــة التــي يكفــي لصحــة انعقادهــا توافــر‬
‫االيجــاب والقبــول دون الحاجــة اىل الكتابــة)‪ ،(٤٦٤‬ويجــب التقــاء اإليجــاب والقبــول عــىل ماهيــة العقــد‬
‫واملبيــع والثمــن)‪ .(٤٦٥‬وبجانــب الرضــا يجــب ان يكــون صــادرا ً ممــن يتمتــع باألهليــة التجاريــة وفق ـاً ملــا‬
‫ســبق دراســته عنــد الحديــث عــن أهليــة مامرســة التجــارة‪.‬‬

‫فالرضــا ابتــدا ًء يجــب أن يكــون ســليامً خاليـاً مــن عيــوب اإلرادة مــن غلــط أو أكـراه أو تدليــس‪ ،‬واال كان‬
‫البيــع باطـالً أو قابـالً لإلبطــال‪ .‬فالغلــط املبطــل لعقــد البيــع يجــب ان يكــون جســيامً يتعــذر معــه إمتــام‬
‫البيــع لــو تبــني ألطرافــه الحقيقــة‪ .‬والخطــأ الجســيم يف هــذه الحالــة كأن يقــع املشــرتي بغلــط جوهــري يف‬
‫محــل البيــع‪ ،‬كأن يقصــد متجـرا ً معينـاً بينــام البائــع نيتــه متجـرا ً آخــر‪ .‬أو أن يعتقــد املشــرتي وجــود حــق‬
‫اإلجــارة ومــن ثــم يتبــني انتهــاء مــدة عقــد اجــارة املحــل التجــاري )‪ .(٤٦٦‬وقــد يكــون املشــرتي ُمكرهـاً عــىل‬
‫رشاء املحــل التجــاري فيبطــل العقــد‪ .‬وقــد يقــع املشــرتي يف التدليــس مــن قبــل البائــع كأن يكــون أخفــى‬
‫قـرارا ً إداريـاً يقــىض بإغــالق املحــل التجــاري‪ ،‬فهنــا يكــون العقــد قابـالً لإلبطــال)‪.(٤٦٧‬‬

‫ويجــب أن يصــدر الرضــا ممــن يتمتــع باألهليــة القانونيــة‪ .‬واألهليــة القانونيــة يف النظــام الســعودي هــي‬
‫ملــن بلــغ مــن الســن مثانيــة عــرش ســنة وكان رشــيدا ً خاليـاً مــن عيــوب اإلرادة مــن جنــون وعتــه وســفه‪.‬‬
‫وكــام ذكرنــا ســابقاً عنــد الحديــث عــن أحــكام األهليــة‪ ،‬فاألهليــة املطلوبــة هنــا هــي أهليــة مبــارشة‬
‫التجــارة‪ .‬إذ أن عــدم توافــر هــذه االهليــة يــؤدي اىل بطــالن التــرصف بطالنـاً مطلقـاً أو نســبياً عــىل مــا ســبق‬
‫تفصيلــه‪ ،‬بينــام عــدم أهليــة مبــارشة التجــارة بنــص القانــون كــام يف حــق املوظــف فــإن التــرصف يعتــرب‬
‫صحيح ـاً‪ ،‬مــع تطبيــق العقوبــات التــي تنــص عليهــا األنظمــة ذات العالقــة‪.‬‬

‫ويجــب أن يكــون املحــل موجــودا ً محــددا ً‪ ،‬أي تحديــد املحــل مــن بــني غــريه مــن املحــال التجاريــة التــي‬
‫ميلكهــا البائــع‪ ،‬ال املـراد تحديــد عنــارص املحــل »العنــارص املاديــة واملعنويــة« التــي يشــملها عقــد البيــع‪.‬‬

‫وهنــا تظهــر مســألة عــدم تحديــد عنــارص املحــل التجــاري التــي يشــملها البيــع عنــد ســكوت أط ـراف‬
‫العقــد‪ .‬بعبــارة أخــرى‪ ،‬هــل يشــمل البيــع جميــع العنــارص املاديــة واملعنويــة حتــى وإن ســكت األطـراف‬
‫عــن تحديدهــا؟‬

‫)‪ (٤٦٤‬إال أن مرشوع نظام املعامالت التجارية نص يف املادة الثالثة والعرشون عىل وجوب توثيق الترصف يف املتجر كتابة‪.‬‬
‫)‪ (٤٦٥‬محمود الرشقاوي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،١٩٧٨ ،‬القاهرة‪ .‬بند ‪.١١٠‬‬
‫)‪ (٤٦٦‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٢١‬‬
‫)‪ (٤٦٧‬محمود الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١١٠‬‬
‫‪١94‬‬
‫المحل التجاري‬

‫نقــول بــأن عقــد البيــع يشــمل العنــرص األســايس الــذي يقــوم عليــه نشــاط املحــل التجــاري‪ ،‬أي لــو كان‬
‫محــل نشــاط املحــل التجــاري اســتثامر بــراءة اخــرتاع‪ ،‬فإنهــا تنتقــل عنــد التــرصف يف املحــل التجــاري‬
‫)‪ ،(٤٦٨‬وتحديــد مــا اذا كان العنــرص أساســياً يف املحــل التجــاري مــن عدمــه يُعــد ســلطة تقديريــة لقــايض‬
‫املوضــوع)‪.(٤٦٩‬‬

‫ويالحــظ أن مــرشوع نظــام املعامــالت التجاريــة قــرر يف املــادة ‪ ٢٢‬االيت‪ «:‬ويكــون التــرصف شــامالً كل‬
‫عنــارص املتجــر وفروعــه‪ ،‬مــامل يتفــق األط ـراف عــىل خــالف ذلــك«‪.‬‬

‫وأخريا ً‪ ،‬ماذا لو اتفق األطراف رصاحة عىل عدم انتقال عنرص االتصال بالعمالء؟‬

‫واإلجابــة كــام ذكرنــا ســابقاً أن رشاء املحــل التجــاري يجــب أن يتضمــن عنــرص االتصــال بالعمــالء وكل مــا‬
‫يشــكل عنـرصا ً أساســياً باملحــل التجــاري ‪ ،‬لــيك نكــون بصــدد الحديــث عــن بيــع محــل تجــاري ال منقــوالت‬
‫ماديــة ومعنويــة)‪.(٤٧٠‬‬

‫)‪ (٤٦٨‬محمود الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١١١‬‬


‫)‪(٤٦٩‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١١٦‬‬
‫)‪ (٤٧٠‬أ‪.‬د زياد القريش والدكتور عيل الزهراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪١٥٧‬‬
‫‪١95‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المطلب الثالث‬

‫آثار عقد البيع‬

‫يرتتــب عــىل صحــة انعقــاد البيــع آثــار جوهريــة لــكل مــن البائــع واملشــرتي‪ ،‬وهــذه اآلثــار يف حقيقــة‬
‫األمــر تكمــن يف كونهــا التزامــات عــىل عاتــق البائــع والتــي تصبــح حقوقـاً للمشــرتي‪ ،‬والتزامــات عــىل عاتــق‬
‫املشــرتي والتــي تكــون حقوقـاً للبائــع أيضـاً‪ .‬والتزامــات البائــع هــي االلتـزام بنقــل امللكيــة‪ ،‬تســليم املحــل‬
‫التجــاري‪ ،‬االلت ـزام بضــامن االســتحقاق والعيــوب الخفيــة وآخرهــا االلت ـزام بضــامن عــدم املنافســة‪ .‬بينــام‬
‫التزامــات املشــرتي تتمثــل بااللتـزام بدفــع الثمــن واســتالم املبيــع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزامات البائع‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ -١4١‬أ‪ -‬االلتــزام بنقــل الملكيــة‪ :‬باعتبــار عقــد بيــع املحــل التجــاري مــن العقــود الرضائيــة وأن املحــل‬
‫التجــاري مــاالً منقــوالً معنويـاً فــإن ملكيــة املحــل التجــاري تنتقــل بإمتــام انعقــاد العقــد دون الحاجــة اىل‬
‫الكتابــة أو شــهر عقــد البيــع)‪ .(٤٧١‬ويرتتــب عــىل ذلــك عــدم رسيــان قاعــدة حيــازة املنقــول ســند للملكيــة يف‬
‫بيــع املحــل التجــاري كونــه منقــول معنــوي ال مــادي‪ ،‬وهــذه القاعــدة تنطبــق عــىل املنقــوالت املاديــة)‪.(٤٧٢‬‬

‫إال أن مــرشوع نظــام املعامــالت التجاريــة يف مادتــه ‪ ٢٦‬قــىض بعــدم نفــاذ التــرصف يف املتجــر يف مواجهــة‬
‫الغــري إال بعــد قيــد التــرصف يف الســجل التجــاري ونــرش ملخــص واف عنــه يف الوســائل التــي تحددهــا وزارة‬
‫التجــارة‪ .‬باإلضافــة اىل وجــوب قيــد انتقــال ملكيــة العنــارص املعنويــة بالســجالت املخصصــة لــكل عنــرص‬
‫معنــوي لتكــون نافــذة يف مواجهــة الغــري)‪.(٤٧٣‬‬

‫‪ -١4٢‬ب‪ -‬االلتــزام بتســليم المحــل التجــاري‪ :‬نقــل ملكيــة املبيــع »املحــل التجــاري« أمــر غــري كاف لتمكــني‬
‫املشــرتي مــن االنتفــاع باملحــل التجــاري‪ ،‬بــل ال بــد مــن متكني املشــرتي مــن االنتفاع الكامــل وذلك بتســليمه‬
‫املحــل التجــاري وعنــارص محــل البيــع‪ .‬ويفــرتض تســليم املحــل التجــاري تســليم مفتاحــه واملســتودعات‬
‫التابعــة لــه متــى كانــت مــن ضمــن االتفــاق‪ ،‬وكذلــك تســليم املشــرتي للعنــارص املاديــة مــن بضائــع واآلالت‬
‫متــى اتفــق األطـراف عــىل ذلــك‪ ،‬وكذلــك الحكــم نفســه للعنــارص املعنويــة مــن تســليم الصكــوك واألرسار‬
‫املتعلقــة بهــا‪ .‬بينــام عنــرص العمــالء فــإن التســليم يف هــذه الحالــة يكــون بتســليم املشــرتي قامئــة بأرقــام‬
‫العمــالء مــامل يوجــد اتفاقيــة تلــزم البائــع باملحافظــة عــىل خصوصيــة العمــالء‪ ،‬واالعــالن بالصحــف عــن‬
‫انتقــال امللكيــة متــى مــا اتفــق عــىل ذلــك)‪.(٤٧٤‬‬

‫)‪ (٤٧١‬سعودي بند ‪.٢١٨‬‬


‫)‪(٤٧٢‬عيل يونس‪ ،‬املحل التجاري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٣٤‬‬
‫)‪ (٤٧٣‬انظر عىل سبيل املثال املادة السادسة عرشة من نظام براءات االخرتاع والتصميامت التخطيطية للدرات املتكاملة واألصناف النباتية والنامذج الصناعية‪.‬‬
‫)‪ (٤٧٤‬حسني املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.١٧٦‬‬
‫‪١96‬‬
‫المحل التجاري‬

‫ويعتــرب التــرصف يف املحــل التجــاري شــامالً فروعــه ‪-‬مــامل يتفــق عــىل خــالف ذلــك)‪ -(٤٧٥‬مــامل يكــن الفــرع‬
‫مســتقالً عــن املقــر الرئيــيس للمحــل جغرافي ـاً ولــه اســم تجــاري خــاص بــه ولــه إدارة وجهــاز محاســبي‬
‫وسياســة تجاريــة مســتقلة)‪.(٤٧٦‬‬

‫‪ -١4٣‬ج‪ -‬االلتــزام بضمــان االســتحقاق‪ :‬نقــل ملكيــة املحــل التجــاري وتســليمه للمشــرتي أمــر غــري كاف‬
‫لتمكــني املشــرتي مــن االنتفــاع باملحــل التجــاري وتحقيــق الغــرض مــن الـرشاء‪ ،‬بــل يلتــزم البائــع بضــامن‬
‫اســتحقاق املبيــع‪ ،‬إذ أن البائــع ملتــزم بضــامن اســتحقاق املبيــع ورد كل تعــرض قانــوين ومــادي صــادر منــه‬
‫أو تعــرض قانــوين صــادر مــن الغــري لســبب يرجــع اليــه‪.‬‬

‫فبموجــب هــذا االلت ـزام‪ ،‬يكــون البائــع ملتزم ـاً بالــرد عــىل كل ادعــاء مــن قبــل الغــري باســتحقاق املحــل‬
‫التجــاري كليـاً أو جزئيـاً)‪ .(٤٧٧‬واســتحقاق املحــل التجــاري قــد يكــون كليـاً وذلــك بادعــاء الغــري ملكيــة املحــل‬
‫التجــاري‪ ،‬وهنــا يجــب عــىل البائــع دحــض هــذا االدعــاء واال كان للمشــرتي طلــب فســخ العقــد‪ .‬وقــد‬
‫يكــون اســتحقاق املبيــع جــزيئ‪ ،‬كان ينصــب االدعــاء عــىل احــد عنــارص املحــل التجــاري غــري الجوهريــة‬
‫كالعنــوان التجــاري‪ ،‬واذا عجــز البائــع عــن دحــض هــذا االدعــاء وجــب عليــه التعويــض أو فســخ العقــد‬
‫متــى مــا كان العنــرص جوهــري ومؤثــر عــىل نشــاط املتجــر)‪.(٤٧٨‬‬

‫‪ -١44‬د‪ -‬ضمــان العيــوب الخفيــة‪ :‬ويف ســبيل تحقــق املنفعــة الكاملــة مــن املحــل التجــاري والغــرض مــن‬
‫الـرشاء‪ ،‬فــإن البائــع يلتــزم بضــامن العيــوب الخفيــة املؤثــرة عــىل اســتغالل املحــل التجــاري‪ .‬ومــن أمثلــة‬
‫ـحب‪ ،‬أو صــدر‬ ‫العيــوب الخفيــة تلــك العيــوب املوجــودة يف البضائــع أو أن ترخيــص املحــل التجــاري قــد ُسـ ِ‬
‫قـرار بنقــل املحــل التجــاري خــارج املدينــة وغريهــا مــن العيــوب التــي تعطــل املنفعــة املرجــوة مــن رشاء‬
‫املحــل التجــاري‪ ،‬وتقديــر مــدى اعتبــار العيــب مؤثـرا ً يف نشــاط املحــل التجــاري مــن عدمــه ت ُعــد ســلطة‬
‫تقديريــة لقــايض املوضــوع)‪.(٤٧٩‬‬

‫)‪ (٤٧٥‬املادة الثانية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‪.‬‬


‫)‪ (٤٧٦‬املادة الحادية والعرشون من مرشوع نظام املعامالت التجارية‬
‫)‪ (٤٧٧‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٣٤‬‬
‫)‪(٤٧٨‬حسني املرصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٧٧‬‬
‫)‪ (٤٧٩‬سميحة القليويب‪ ،‬الوسيط يف رشح قانون التجارة املرصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٢٣٤‬‬
‫‪١97‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ -١45‬هـــ‪ -‬االلتــزام بضمــان عــدم المنافســة‪ :‬باعتبــار عنــرص العمــالء العنــرص الرئيــس يف املحــل التجــاري‪،‬‬
‫فإنــه يحظــر عــىل البائــع منافســة املشــرتي يف نشــاطه‪ ،‬وإال ترتــب عــىل ذلــك تحويــل عمــالء املحــل‬
‫التجــاري امل ُبــاع اىل محــل البائــع الجديــد‪ .‬وهــذا االلت ـزام إمــا ان يكــون منصــوص عليــه يف العقــد‪ ،‬وقــد‬
‫يغفــل األطـراف عــن تنظيــم هــذه املســألة‪ .‬فــإذا تــم االتفــاق عــىل عــدم املنافســة‪ ،‬فــإن االتفــاق يجــب أن‬
‫يكــون محــدد الزمــان واملــكان وإال كان اتفــاق باطــل لتعارضــه مــع حريــة التجــارة)‪ .(٤٨٠‬وإذا غفــل األطـراف‬
‫عــن مســألة املنافســة‪ ،‬فــإن االلتـزام بعــدم املنافســة يظــل قامئـاً)‪ ،(٤٨١‬وتقديــر املــدة يف هــذه الحالــة ســلطة‬
‫تقديريــة لقــايض املوضــع وذلــك بالنظــر اىل كفايــة الزمــان للمحافظــة عــىل عمــالء البائــع واســتقرار نشــاط‬
‫املشــرتي‪ .‬ثانيـاً‪ :‬التزامــات املشــرتي‪:‬‬

‫‪ -١46‬أ‪ -‬االلتــزام باســتام المحــل التجــاري‪ :‬بانعقــاد العقــد صحيحـاً‪ ،‬يلتزم املشــرتي باســتالم املحــل التجاري‬
‫باملوعــد املتفــق عليــه‪ .‬وإذا غفــل األطـراف عــن تحديــد موعــد اســتالم املحــل التجــاري‪ ،‬فإنــه يتبــع يف ذلــك‬
‫ظــروف الحــال والعــرف التجــاري‪ .‬واســتالم املحــل التجــاري يكــون باســتالم مفاتيحــه‪ ،‬والعنــارص املاديــة‬
‫البضائــع واملهــامت‪ ،‬وذلــك باالســتالم املــادي لهــا‪ ،‬بينــام يتــم اســتالم العنــارص املعنويــة بانهــاء اإلجـراءات‬
‫النظاميــة بنقــل ملكيتهــا والتــي نــص القانــون الخــاص بالعنــرص عليهــا‪.‬‬

‫‪ -١47‬ب‪ -‬دفــع الثمــن‪ :‬للطبيعــة الخاصــة باملحــل التجــاري والعنــارص املكونــة لــه‪ ،‬فــإن مثــن املحــل التجاري‬
‫قــد يكــون باهظـاً‪ ،‬فيتفــق األطـراف عــىل أن يكــون دفــع الثمــن فوريـاً‪ ،‬وقــد يتفــق األطـراف عــىل دفعــه‬
‫الحقـاً أو بأقســاط دوريــة‪ .‬وعنــد عــدم االتفــاق عــىل ميعــاد دفــع الثمــن فــإن األصــل يكــون الوفــاء مبجــرد‬
‫إمتــام انعقــاد العقــد‪ .‬ووفق ـاً للقواعــد العامــة‪ ،‬فــإن للبائــع فســخ عقــد البيــع عنــد عــدم الت ـزام املشــرتي‬
‫بدفــع الثمــن‪.‬‬

‫)‪ (٤٨٠‬حسني املرصي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.١٧٨‬‬


‫)‪ (٤٨١‬عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٢٢٥‬‬
‫‪١98‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المبحث الثاني‬

‫رهن المحل التجاري‬

‫‪ -١٤٨‬أثنــاء حيــاة املحــل التجــاري‪ ،‬قــد يحتــاج املالــك لبعــض املــال إمــا ملواجهــة أزمــة اقتصاديــة متــر بهــا‬
‫تجارتــه أو للتوســع يف النشــاط التجــاري‪ ،‬أو ضامنـاً لديــن عــىل الغــري‪ ،‬فيلجــأ لرهــن املحــل التجــاري كلــه‬
‫أو عنـرصا ً أو أكــرث مــن عنــارصه املاديــة أو املعنويــة‪.‬‬

‫وإذا كان املحــل التجــاري منقــوالً معنويـاً يجــوز رهنــه‪ ،‬إال أن الطبيعــة الخاصــة بــه تجعــل مــن االســتحالة‬
‫تطبيــق ذات احــكام رهــن املنقــوالت‪ .‬إذ أن املنقــوالت يتــم رهنهــا رهن ـاً حيازي ـاً أي بحيــازة الدائــن لهــا‪،‬‬
‫بينــام تطبيــق ذات القاعــدة عــىل املحــل التجــاري غــري ممكــن ملــا يرتتــب عــىل ذلــك مــن تعطيــل اســتثامره‬
‫وتفويــت كســب األمــوال عــىل املالــك‪ ،‬مــام يرتتــب عــىل ذلــك عــدم القــدرة عــىل ســداد الديــن‪ .‬ونتيجــة‬
‫لذلــك‪ ،‬متتــع املحــل التجــاري وعنــارصه بأحــكام رهــن خاصــة‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك ســوف نتنــاول يف هــذا املبحــث احــكام رهــن املحــل التجــاري وفق ـاً لنظــام الرهــن التجــاري‬
‫مرســوم ملــيك م‪ ٨٦/‬وتاريــخ ‪ ١٤٣٩/٨/٨‬هـــ ونظــام ضــامن الحقــوق باألمــوال املنقولــة الصــادر باملرســوم‬
‫امللــيك رقــم م‪ ٩٤/‬وتاريــخ ‪١٤٤١/٤/١٥‬هـــ وذلــك يف خمســة مطالــب‪ ،‬يف املطلــب األول التعريــف بالرهــن‬
‫التجــاري وبيــان خصائصــه‪ ،‬ويف الثــاين محــل الرهــن‪ ،‬وموضــوع املطلــب الثالــث إنشــاء الرهــن‪ ،‬وآثــاره يف‬
‫املطلــب الرابــع عــىل أن نختــم بالحديــث عــن التنفيــذ عــىل املتجــر وانقضــاء الرهــن يف املطلــب الخامــس‪.‬‬

‫‪١99‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المطلب األول‬

‫التعريف برهن المحل التجاري وبيان خصائصه‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالرهن التجاري‪:‬‬


‫‪ً -١49‬‬

‫عــرف نظــام الرهــن التجــاري الرهــن بأنــه عقــد يلتــزم مبوجبــه املديــن أو كفيلــه بتخصيــص مــاالً منقــوالً‬
‫ضامنـاً لديــن عليــه أو عــىل غــريه ويشــمل ذلــك تعديلــه أو اإلضافــة إليــه)‪ .(٤٨٢‬ويكــون رهــن املحــل التجاري‬
‫يف هــذه الحالــة بعقــد يلتــزم مبوجبــه صاحــب املحــل التجــاري مــع دائنــه أو دائــن غــريه‪ ،‬برهــن املحــل‬
‫التجــاري أو عنــرص أو أكــرث مــن عنــارصه املاديــة أو املعنويــة‪ ،‬ضامنـاً لديــن عليــه أو عــىل غــريه‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬خصائص رهن المحل التجاري‪:‬‬

‫‪ -١50‬أ‪ -‬الصفة التجارية لرهن المحل التجاري‪:‬‬


‫يأخــذ النظــام الســعودي باملعيــار املوضوعــي بصفــة أساســية لتحديــد مــدى تجاريــة العمــل‪ ،‬وإذا تــم‬
‫تطبيــق ذلــك عــىل ديــون التاجــر‪ ،‬فالبــد مــن النظــر اىل طبيعــة الديــن ال صفــة األشــخاص‪ .‬ويف ذلــك نصــت‬
‫املــادة ‪ ٢‬مــن نظــام الرهــن التجــاري بقولهــا‪ «:‬تــرسي احــكام النظــام عــىل عقــد الرهــن املكتــوب الواقــع‬
‫عــىل مــال منقــول ضامنـاً لديــن اقتصــادي‪«.‬‬

‫فيكــون الديــن اقتصاديــاً إذا نشــأ نتيجــة عمــل مــن األعــامل التجاريــة األصليــة أو كان املديــن تاجــرا ً‬
‫ولخدمــة تجارتــه‪ ،‬ومتــى مــا اصبــح الديــن تجاريـاً فإنــه يكــون تجاريـاً بحــق جميــع األطـراف)‪ .(٤٨٣‬وباملقابل‪،‬‬
‫ال يعتــرب الرهــن تجاريـاً إذا كان ســبب الديــن مدنيـاً‪ ،‬وفــاء لديــن شــخيص أو لـرشاء منــزل للســكنى‪.‬‬

‫‪ -١5١‬ب‪ -‬الرهن يتقرر على المنقوالت دون العقارات‪:‬‬


‫كــام رأينــا ســابقاً بــأن فكــرة املحــل التجــاري تعنــي مجمــوع العنــارص املاديــة واملعنويــة دون العقــار‬
‫الــذي يقــع فيــه ولــو كان ملــكاً لصاحــب املحــل التجــاري‪ .‬وعــىل ذلــك‪ ،‬فــإن الرهــن التجــاري ينصــب فقــط‬
‫عــىل املنقــوالت دون العقــار الــذي يقــع فيــه املحــل التجــاري‪ ،‬إذ أن رهــن العقــار يحكمــه نظــام الرهــن‬
‫العقــاري‪.‬‬

‫)‪ (٤٨٢‬املادة األوىل من نظام الرهن التجاري‪.‬‬


‫)‪ (٤٨٣‬عبد الرحمن قرمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪.٢١١،٢١٢‬‬
‫‪٢00‬‬
‫المحل التجاري‬

‫‪ -١5٢‬ج‪ -‬الرهن التجاري من العقود الشكلية‪:‬‬


‫ال يكفــي النعقــاد الرهــن التجــاري ونفــاذه يف حــق اآلخريــن مجــرد اإليجــاب والقبــول‪ ،‬إذ مل يعــد عقــد‬
‫الرهــن مــن العقــود الرضائيــة بــل يجــب أن يكــون مكتوبـاً ومســجالً‪ ،‬لالحتجــاج بــه يف مواجهــة الغــري عــىل‬
‫مــا ســيأيت بيانــه‪.‬‬

‫‪ -١5٣‬د‪ -‬رهن المحل التجاري رهن طليق(‪:)484‬‬


‫األصــل يف رهــن املنقــوالت أن يتــم رهنهــا حيازي ـاً‪ ،‬أي تنتقــل حيــازة املــال املرهــون اىل الدائــن أو طــرف‬
‫ثالــث يتفــق عليــه طــريف عقــد الرهــن‪ .‬ولكــن املحــل التجــاري مــن األمــوال املُــدرة للــامل‪ ،‬ومتــى مــا‬
‫انتقلــت الحيــازة مــن املديــن الراهــن اىل الدائــن املرتهــن‪ ،‬فــإن اســتثامر املحــل التجــاري قــد يتوقــف ومــن‬
‫ثــم قــد يتعــذر عــىل صاحــب املحــل التجــاري وفــاء الديــن‪ ،‬ولذلــك يكــون املناســب لرهــن املحــل التجــاري‬
‫مــا يعــرف بالرهــن الطليــق أو الرســمي‪ ،‬حيــث يكــون تســجيل الرهــن يف الســجالت الخاصــة بذلــك كاف‬
‫إلعــالم الغــري بوجــود الرهــن‪ ،‬كــام أن نقــل حيــازة املحــل التجــاري وعنــارصه اىل الغــري مــن خــالل الرهــن‬
‫الحيــازي يجعــل مــن االســتحالة ترتيــب رهــن جديــد عليــه‪.‬‬

‫واألســاس القانــوين يف النظــام الســعودي نــص املــادة الرابعــة مــن نظــام الرهــن التجــاري والتــي تقــرر‪«:‬‬
‫يُعــد عقــد الرهــن نافــذا ً يف مواجهــة الغــري بالتســجيل أو بانتقــال حيــازة املــال املرهــون اىل املرتهــن أو‬
‫العــدل)‪ .(٤٨٥‬وهــذا يــدل عــىل أنــه يكفــي يف رهــن املحــل التجــاري وعنــارصه التســجيل دون الحيــازة‪.‬‬

‫)‪ (٤٨٤‬محمد إسامعيل‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الوراق للنرش والتوزيع‪٢٠٠٣ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢٦٦‬‬
‫)‪ (٤٨٥‬املادة الرابعة نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫‪٢0١‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المطلب الثاني‬

‫محل الرهن‬

‫‪ -١٥٤‬ثــار الخــالف بــني رشاح القانــون التجــاري الســعودي يف محــل الرهــن عنــد ســكوت األط ـراف عــن‬
‫بيــان محــل الرهــن‪ ،‬فذهــب البعــض اىل أن محــل الرهــن التجــاري عنــد عــدم االتفــاق عــىل تفاصيــل‬
‫العنــارص الداخلــة بالرهــن يجــب أن يشــمل عنــرص االتصــال بالعمالء والســمعة التجاريــة دون البضائــع)‪،(٤٨٦‬‬
‫بينــام يــرى البعــض)‪- (٤٨٧‬وهــو األقــرب للصحــة‪ -‬أن محــل الرهــن يشــمل جميــع العنــارص املعنويــة للمحــل‬
‫التجــاري مــامل يتــم االتفــاق عــىل خــالف ذلــك‪ ،‬وهــذا مــا أكــده النظــام الســعودي)‪.(٤٨٨‬‬

‫وعــىل ذلــك نقــول بــأن رهــن املحــل التجــاري يشــمل مــن العنــارص املاديــة املنقــوالت واملهــامت واألدوات‬
‫مــامل يتفــق عــىل ذلــك رصاحــة عــىل خــالف ذلــك‪ ،‬ويشــمل مــن العنــارص املعنويــة جميــع العنــارص املعنوية‬
‫مــامل يتفــق رصاحــة عــىل اســتبعاد بعــض هــذه العنــارص)‪.(٤٨٩‬‬

‫وبذلــك يشــمل الرهــن حقــوق الرشكــة والعالمــة التجاريــة‪ ،‬االســم التجــاري‪ ،‬ب ـراءة االخ ـرتاع‪ ،‬الرتاخيــص‪،‬‬
‫حــق االجــارة‪ ،‬عنــرص العمــالء والســمعة التجاريــة‪ ،‬الرســوم والنــامذج الصناعيــة‪ ،‬التصميــامت التخطيطيــة‬
‫للــدارات املتكاملــة وأخـريا ً حقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة‪.‬‬

‫)‪ (٤٨٦‬أ‪.‬د زياد القريش والدكتور عيل الزهراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢٠١‬‬
‫)‪ (٤٨٧‬الدكتور عبد الرحمن قرمان مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٣٨‬‬
‫)‪(٤٨٨‬املادة الثالثة والثالثون من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٤٨٩‬المادة الثالثة والثالثون من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫‪٢0٢‬‬
‫المحل التجاري‬

‫المطلب الثالث‬

‫إنشاء الرهن‬

‫‪ -١٥٥‬خالفـاً لنظــام الرهــن التجــاري القديــم)‪ ،(٤٩٠‬أجــاز املنظــم يف النظــام الجديــد أن يكــون الرهــن ضامنـاً‬
‫لديــن غــري ثابــت يف ذمــة املديــن‪ ،‬كــام أنــه يجــوز أن يكــون الديــن معلقـاً عــىل رشط أو ديــن احتــاميل)‪.(٤٩١‬‬
‫إال أنــه يجــب يف الديــن املســتقبيل تحديــد قيمتــه التقريبيــة وتاريــخ اســتحقاقه)‪.(٤٩٢‬‬

‫كــام أنــه يُشــرتط يف رهــن املحــل التجــاري أن يكــون املحــل مملــوكاً للراهــن عنــد ابـرام عقــد الرهــن وأهـالً‬
‫للتــرصف فيــه‪ ،‬وإال كان للدائــن املرتهــن حســن النيــة التمســك بحقــه يف رهــن بديــل عــن املــال املرهــون‬
‫بعقــد جديــد أو ســقوط أجــل الديــن املضمــون ويكــون الديــن حــال األداء)‪.(٤٩٣‬‬

‫ولقــد أحســن املنظــم يف الجـزاء املرتتــب عــىل رهــن املحــل التجــاري مــن قبــل غــري مالكــه‪ ،‬إذ كان الجـزاء‬
‫يف النظــام القديــم تقديــم رهــن بديــل أو فســخ العقــد)‪ ،(٤٩٤‬فــرنى حــرص املنظــم عــىل اســتقرار املعامــالت‬
‫وضــامن الوفــاء بهــا وجعــل الجـزاء تقديــم رهــن بديــل أو أن يســقط أجــل الديــن فيكــون حــاالً)‪.(٤٩٥‬‬

‫ومــا يجــدر التنبيــه اليــه أن مــن أركان عقــد رهــن املحــل التجــاري الكتابــة)‪ .(٤٩٦‬إذ اخــذ نظــام الرهــن‬
‫التجــاري الجديــد بــأن الكتابــة ركــن مــن أركان العقــد ومل تعــد رشط نفــاذ‪ ،‬وكذلــك وجــوب كتابــة أي‬
‫تعديــل يطــرأ عليــه)‪ ،(٤٩٧‬ويرتتــب عــىل عــدم الكتابــة أن عقــد رهــن املحــل التجــاري يكــون باطـ ًـال‪ ،‬إذ ال‬
‫يجــوز االحتجــاج بوجــود الرهــن إال بالكتابــة)‪.(٤٩٨‬‬

‫إضافــة اىل ذلــك‪ ،‬فــإن الكتابــة وحدهــا أمــر غــري كاف لالحتجــاج بعقــد الرهــن يف مواجهــة الغــري‪ ،‬بــل يجــب‬
‫قيــد رهــن املحــل التجــاري يف الســجل املوحــد للرهــون التجاريــة‪ ،‬وكذلــك قيــد رهــن العنــارص املعنويــة‬
‫يف الســجالت الخاصــة بالعنــارص املرهونــة‪ ،‬كقيــد رهــن االســم التجــاري يف الســجل التجــاري‪ ،‬وقيــد رهــن‬
‫العالمــات التجاريــة يف ســجل العالمــات التجاريــة وغريهــا مــن الســجالت الســابق بيانهــا‪.‬‬

‫)‪ (٤٩٠‬إذ نصت املادة الثالثة من نظام الرهن التجاري القديم الصادر باملرسوم املليك م‪ ٧٥/‬وتاريخ ‪ ١٤٢٤/١١/٢١‬هـ عىل‪ «:‬يرتتب الرهن ضامناً لدين ثابت يف‬
‫الذمة‪ ،‬أو مآله اىل الثبوت«‪.‬‬
‫)‪ (٤٩١‬املادة الثالثة من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٢‬املادة الخامسة والثالثون الفقرة ‪ ١‬من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٣‬املادة الثامنة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٤‬املادة الرابعة من نظام الرهن التجاري القديم‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٥‬املادة الثامنة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرهن التجاري‬
‫)‪ (٤٩٦‬ولقد نصت املادة الثانية من نظام الرهن التجاري عىل الحد األدىن من البيانات الواجب توافرها كتابة وهي‪ «:‬أ‪ -‬اسم الراهن‪ ،‬واملرتهن‪ ،‬واملدين إذا‬
‫عينيا‪ ،‬والعدل إن وجد‪ ،‬وتحديد الحائز منهم‪ ،‬وعناوينهم ووسائل التواصل معهم‪ .‬ب‪ -‬وصف املال املرهون وحالته وقيمته يف تاريخ التعاقد‪،‬‬ ‫كان الراهن كفيالً ٍّ‬
‫وبالنسبة إىل املال املستقبيل تحديد أوصافه املتوقعة والتاريخ التقريبي لوجوده‪ ،‬وقيمته التقريبية‪ .‬ج‪ -‬الوصف العام للدين املضمون‪ ،‬أو مقداره‪ ،‬أو الحد األقىص‬
‫الذي ينتهي إليه‪ ،‬بحسب األحوال‪ .‬د‪ -‬تاريخ عقد الرهن‪ .‬هـ‪ -‬ميعاد استحقاق الدين املضمون‪ ،‬أو امليعاد املتوقع الستحقاق الدين غري الثابت يف ذمة املدين«‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٧‬املادة الثانية الفقرة ‪ ١/٤‬من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫)‪ (٤٩٨‬عبد الرحمن قرمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٢٠‬‬
‫‪٢0٣‬‬ ‫القسم األول‬
‫الباب الثالث‬

‫المطلب الرابع‬

‫آثار الرهن‬

‫يرتتــب عــىل عقــد رهــن املحــل التجــاري وانعقــاده انعقــادا ً صحيح ـاً برشوطــه مكتوب ـاً ومســجالً وفق ـاً‬
‫لإلجـراءات التــي نــص عليهــا نظــام الرهــن التجــاري‪ ،‬آثــارا ً قانونيــة هامــة للمديــن الراهــن والدائــن املرتهــن‬
‫والغــري مــن الدائنــني‪ ،‬عــىل التفصيــل االيت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اثار عقد رهن المحل التجاري بالنسبة للمدين الراهن‪:‬‬


‫‪ً -١56‬‬

‫للطبيعــة الخاصــة للمحــل التجــاري‪ ،‬فــإن رهــن املحــل التجــاري يفــرتض عــدم وجــود عــدل »طــرف اخــر«‬
‫تنتقــل حيــازة املحــل التجــاري اليــه واملحافظــة عليــه لحــني انقضــاء الرهــن‪ ،‬لعــدم تعطيــل االنتفــاع مــن‬
‫املحــل التجــاري أو العنــرص املرهــون‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك‪ ،‬يجــب عــىل املديــن الراهــن مالــك املحــل التجــاري املحافظــة عــىل املحــل التجــاري وبــذل‬
‫عنايــة الرجــل املعتــاد)‪ .(٤٩٩‬والعنايــة باملحــل التجــاري وعنــارصه تختلــف باختــالف العنــرص‪ .‬فعــىل ســبيل‬
‫املثــال‪ :‬عنــرص العمــالء يفــرتض االســتمرار باملحافظــة عليهــم وعــدم التفريــط فيهــم‪ ،‬واالســتمرار يف اســتثامر‬
‫املحــل التجــاري مبــا يحفــظ قيمتــه املاليــة واملعنويــة‪ ،‬وحاميــة العالمــة التجاريــة يفــرتض اســتعاملها‬
‫وتجديــد تســجيلها‪ ،‬والعنــرص املــادي متــى مــا كان مــن ضمــن الرهــن‪ ،‬فــإن املحافظــة عليــه تكــون بعــدم‬
‫تعريضــه للرسقــة أو للشــمس متــى مــا كان ذلــك يعرضــه للتلــف‪ ،‬أو وضعــه بأجهــزة التربيــد متــى مــا‬
‫كانــت طبيعتــه تســتلزم ذلــك‪ .‬وإال كان الراهــن مســئوالً عــن هــالك املــال املرهــون بتعـٍـد أو تفريــط منــه‬
‫ويرتتــب عــىل ذلــك حلــول الديــن املضمــون وســقوط األجــل مــع بقــاء حــق الدائــن املرتهــن يف التنفيــذ‬
‫عــىل الباقــي مــن املــال املرهــون إن وجــد)‪.(٥٠٠‬‬

‫‪ -١57‬ثانياً ‪ :‬اثار عقد رهن المحل التجاري بالنسبة للدائن المرتهن‪:‬‬

‫مــع بقــاء حيــازة املديــن الراهــن للمحــل التجــاري‪ ،‬إال انــه يكــون للدائــن املرتهــن حــق عينــي عــىل املحــل‬
‫التجــاري فيكــون لــه حــق التتبــع والتقــدم‪ .‬ويف ذلــك نصــت املــادة التاســعة عــرشة الفقــرة ‪ ٢‬مــن نظــام‬
‫ضــامن الحقــوق باألمــوال املنقولــة عــىل‪ «:‬ترتــب األولويــة حق ـاً للمضمــون لــه بالتقــدم عــىل غــريه مــن‬
‫الدائنــني يف اســتيفاء االلتـزام املضمــون منــه الضامنــة‪ ،‬وتكــون األولويــة بــني املضمــون لهــم وفقـاً لــآليت‪:‬‬

‫)‪ (٤٩٩‬عبدا لرخمن قرمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٢٦٦‬‬


‫)‪ (٥٠٠‬املادة الرابعة والعرشون من نظام الرهن التجاري‪.‬‬
‫‪٢04‬‬
‫المحل التجاري‬

‫أ‪ -‬يكون لحق الضامن النافذ يف مواجهة الغري أولوية عىل غريه من حقوق الضامن‪.‬‬

‫ب‪ -‬يكــون لحــق الضــامن النافــذ يف مواجهــة الغــري باإلشــهار أولويــة عــىل غــريه مــن حقــوق الضــامن‬
‫النافــذة األخــرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا وجــد أكــرث مــن حــق ضــامن نافــذ باإلشــهار‪ ،‬فتكــون األولويــة يف اســتيفاء الحــق املضمــون لــه‬
‫األســبق يف تاريــخ اإلشــهار ووقتــه‪.‬‬

‫د‪ -‬إذا وجــد أكــرث مــن حــق ضــامن نافــذ بانتقــال الحيــازة‪ ،‬فتكــون األولويــة يف اســتيفاء الحــق املضمــون‬
‫لــه األســبق يف تاريــخ الحيــازة ووقتهــا‪.‬‬

‫هـــ‪ -‬إذا وجــد أكــرث مــن حــق ضــامن غــري نافــذ يف مواجهــة الغــري‪ ،‬فتكــون األولويــة يف اســتيفاء الحــق‬
‫للمضمــون لــه األســبق يف تاريــخ انشــاء حــق الضــامن ووقتــه«‪.‬‬

‫إذ أن احتفــاظ املديــن الراهــن بحيــازة املــال املنقــول قــد تجعــل مــن الســهل التــرصف باملحــل التجــاري‬
‫أو أحــد عنــارصه وذلــك بالبيــع‪ .‬لــذا حظــرت املــادة ‪ ٢٢‬مــن نظــام ضــامن الحقــوق باألمــوال املنقولــة نقــل‬
‫ملكيــة الضامنــة دون الحصــول عــىل موافقــة مــن املضمــون لــه‪ ،‬ومتــى مــا تــرصف الراهــن باملــال املرهــون‬
‫النافــذ دون موافقــة الدائــن املرتهــن‪ ،‬فــإن للدائــن املرتهــن الحــق يف تتبــع الضامنــة يف أي يــد الســتيفاء‬
‫حقــه‪.‬‬

‫وأخـريا ً‪ ،‬مــن الــالزم اإلشــارة اىل تــرضر الدائنــني العاديــني الســابقني بالديــن عــن الدائــن املرتهــن‪ ،‬إذ بإنشــاء‬
‫رهــن عــىل املحــل التجــاري واعطائــه األولويــة يف التنفيــذ واقتضــاء قيمــة الديــن منــه‪ ،‬فيــه رضر عــىل‬
‫الدائــن العــادي الســابق بتاريــخ اإلقـراض‪ .‬ونقــول‪ ،‬كان مــن الــالزم حاميــة النظــام لهــؤالء وإقـرار ســقوط‬
‫اجــل الديــن متــى مــا وجــد رضر مــن قيــد الرهــن التجــاري‪ ،‬ولكــن يشــرتط يف هــذه الحالــة أن يكــون‬
‫ســبب الديــن العــادي مرتبــط باســتغالل املحــل التجــاري الــذي عليــه الرهــن‪.‬‬

‫‪٢05‬‬ ‫القسم األول‬


‫الباب الثالث‬

‫المطلب الخامس‬

‫التنفيذ على المحل التجاري وانقضاء الرهن‬

‫‪ -١٥٨‬ابتــدا ًء‪ ،‬يكــون التنفيــذ عــىل املحــل التجــاري أو أحــد عنــارصه متــى كان مســجالً مــن اختصــاص‬
‫قضــاء التنفيــذ باعتبــاره ســند تنفيــذي‪ .‬وللراهــن واملرتهــن االتفــاق يف عقــد الرهــن عــىل أن يتــوىل املرتهــن‬
‫التنفيــذ عــىل املــال املرهــون بنفســه ولكــن يشــرتط يف هــذه الحالــة أن يكــون االتفــاق مكتوب ـاً وقبــل‬
‫حصــول اخــالل بااللتـزام املضمــون‪ ،‬والتنفيــذ يف هــذه الحالــة يكــون ببيــع املــال املرهــون باملـزاد العلنــي أو‬
‫بيعـاً مبــارشا ً أو متلكــه الســتيفاء حقــه املضمــون بــه)‪.(٥٠١‬‬

‫ولكــن يقــع عــىل عاتــق الدائــن املرتهــن قبــل التنفيــذ عــىل املــال املرهــون إنــذار الضامــن بوقــوع اخــالل‬
‫بالوفــاء بااللتـزام‪ ،‬وأن يتــم البيــع بســعر عــادل)‪.(٥٠٢‬‬

‫ومــن ثــم يحصــل الدائــن املرتهــن عــىل قيمــة الديــن مــن قيمــة بيــع املحــل التجــاري وفق ـاً لألولويــات‬
‫الــواردة يف املــادة السادســة والعــرشون مــن نظــام ضــامن الحقــوق باألمــوال املنقولــة‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫‪ .١‬نفقات اتخاذ اإلجراءات الالزمة إلصالح الضامنة وتحسنها واعدادها للبيع‪،‬‬


‫‪ .٢‬نفقات التنفيذ عىل الضامنة‪،‬‬
‫‪ .٣‬ما يرتتب ألصحاب حقوق الضامن بحسب األولويات وفقاً ألحكام النظام‪.‬‬
‫ولقــد بينــت املــادة ‪ ٤٠‬مــن نظــام الرهــن التجــاري الوقائــع القانونيــة واملاديــة التــي تــؤدي اىل انقضــاء‬
‫الرهــن‪ ،‬عــىل النحــو التــايل‪:‬‬

‫‪ .١‬انقضــاء الديــن املضمــون بتاممــه بالوفــاء أو اإلب ـراء أو بغــري ذلــك مــام ينقــيض بــه الديــن‪ ،‬إال أنــه ال‬
‫ينقــيض الرهــن بإعــادة جدولــة الديــن املضمــون بــه أو تجديــده‪.‬‬

‫‪ .٢‬هــالك املــال املرهــون‪ ،‬مــامل يتفــق الراهــن واملرتهــن عــىل أن يحــل محلــه مــال آخــر‪ .‬ووفقـاً لنــص املــادة‬
‫الرابعــة والعــرشون مــن نظــام الرهــن التجــاري‪ ،‬إذ هلــك املــال املرهــون بتعـ ِّدأو تفريــط مــن الراهــن‪ ،‬فــإن‬
‫للمرتهــن الحــق يف التنفيــذ عــىل الباقــي مــن املــال املرهــون إن وجــد مــامل يســتبدل املــال املرهــون‪ ،‬وإذا‬
‫ترتــب عــىل هــالك املــال املرهــون تعويــض‪ ،‬انتقــل الرهــن اىل التعويــض مــامل يتفــق الراهــن واملرتهــن عــىل‬
‫خــالف ذلــك‪.‬‬
‫‪ .٣‬اتفاق الراهن واملرتهن عىل إنهاء عقد الرهن‪.‬‬
‫‪ .٤‬تنازل املرتهن عن الرهن‪.‬‬

‫)‪ (٥٠١‬المادة الثالثة والعرشون من نظام ضامن الحقوق باألموال املنقولة‪.‬‬


‫)‪ (٥٠٢‬املادة الرابعة من الالئحة التنفيذية لنظام ضامن الحقوق باألموال املنقولة‬
‫‪٢06‬‬
‫القسم الثاني‬

‫الشركات التجارية‬

‫الباب األول‪ :‬النظرية العامة للشركة‪.‬‬


‫الباب الثاني‪ :‬شركات األشخاص‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬شركات األموال‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬الشركات المختلطة‪.‬‬
‫الباب الخامس‪ :‬أنواع خاصة للشركات‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -١59‬نبذة عامة في تاريخ الشركات‪:‬‬

‫تقــوم الــرشكات عــىل فكــرة االشـرتاك بــني شــخصني أو أكــرث بغيــة تكتيــل الجهــود وتجميــع األمــوال الالزمــة‬
‫للنهــوض باملرشوعــات االقتصاديــة الكــربى والتــي يتعــذر عــىل األشــخاص مهــام كانــت قدرتهــم وعظمــت‬
‫ثروتهــم القيــام بهــا فـرادى‪.‬‬

‫والرشكــة بهــذا املعنــى ليســت فكــرة حديثــة‪ ،‬بــل هــي قدميــة قــدم هــذا العــامل وإن اختلــف تنظيمهــا‬
‫باختــالف العصــور‪ ،‬فقــد وردت بعــض األحــكام الخاصــة بعقــد الرشكــة يف »قانــون حمــورايب« الــذي وضعت‬
‫أحكامــه قبــل خــروج املســيح مبــا يقــرب مــن ألفــي ســنة)‪ ،(٥٠٣‬وقــد كان لــدى اإلغريــق تصــور معــني عــن‬
‫الرشكــة خاصــة يف التجــارة البحريــة‪ ،‬إذ كان الرأســاميل يقــدم األمــوال إىل مجهــز الســفينة يف شــكل قــرض‬
‫عــرف باســم »قــرض املخاطــرة الجســيمة« مقابــل اقتضــاء فائــدة كبــرية متــى عــادت الســفينة ســاملة)‪.(٥٠٤‬‬

‫وبالرغــم مــن ترفــع الرومــان عــن التجــارة‪ ،‬فقــد عــرف القانــون الرومــاين أنواع ـاً معينــة مــن الــرشكات‬
‫أهمهــا »رشكــة تغطيــة الرضائــب« التــي كانــت تنشــأ بــني امللتزمــني بدفــع الرضائــب والتــي كانــت تتمتــع‬
‫بشــخصية معنويــة وبذمــة ماليــة مســتقلة عــن ذمــم الــرشكاء فيهــا)‪.(٥٠٥‬‬

‫ولقــد عــرف العــرب الرشكــة قبــل ظهــور اإلســالم نظ ـرا ً لحاجتهــم إليهــا ملــا كان لهــم مــن نشــاط تجــاري‬
‫ملحــوظ وملــا اقتضتــه طبيعــة الحيــاة التجاريــة والحاجــة إىل التعــاون لتنميــة املــال واســتثامره بــني‬
‫األشــخاص)‪.(٥٠٦‬‬

‫وقــد أقــرت الرشيعــة الســمحاء مرشوعيــة الرشكــة‪ ،‬وجــرى التعامــل بهــا منــذ صــدر اإلســالم دون أن يكــون‬
‫هنــاك تفصيــل يف بيــان أحكامهــا‪ ،‬وملــا اتســعت الفتوحــات وانتــرشت التجــارة يف رقعــة العــامل اإلســالمي كــرث‬
‫جينئـٍـذ اســتنباط األحــكام الرشعيــة للمســائل املتجــددة‪ ،‬وفصــل الفقهــاء يف أحــكام الــرشكات وميــزوا بينهــا‬
‫وقســموها إىل عــدة أقســام وفــروع تختلــف باختــالف مذاهبهــم)‪ .(٥٠٧‬هــذا وقــد جــرت عــادة الـرشاح عــىل‬
‫تقســيم الــرشكات يف الرشيعــة اإلســالمية إىل قســمني كبرييــن وهــام‪ :‬رشكــة امللــك ورشكــة العقــد‪ .‬وصــورة‬
‫رشكــة امللــك هــي أن ميلــك اثنــان أو أكــرث شــيئاً بســبب مــن أســباب امللكيــة‪ ،‬وهــي إمــا أن تكــون اختياريــة‬

‫)‪ (٥٠٣‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪.١٥‬‬


‫)‪ (٥٠٤‬انظر ما سبق بند رقم ‪.٩‬‬
‫)‪ (٥٠٥‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪.١٥‬‬
‫)‪ (٥٠٦‬انظر األستاذ الشيخ عيل الخفيف »الرشكات يف الفقه اإلسالمي« القاهرة ‪ .١٩٦٢‬وانظر رسالة الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬ج‪ ،١‬ص ‪.٢٨‬‬
‫)‪ (٥٠٧‬انظر رسالة الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪ ،٢٨‬ج ‪ ،٢‬ص ‪ ،٢١‬وما بعدها‬
‫‪٢١0‬‬
‫كرشائهــم عينـاً أو قبولهــم هبــة أو وصيــة عــىل الشــيوع‪ ،‬وإمــا أن تكــون إجباريــة كاشـرتاك الورثــة يف املــال‬
‫املــورث‪ ،‬أمــا رشكــة العقــد فهــي عبــارة عــن تعاقــد اثنــني أو أكــرث عــىل العمــل للكســب بواســطة األعــامل أو‬
‫األمــوال أو الوجاهــة ليكــون الغنــم والغــرم بينهــام حســب االتفــاق املــرشوع ورشكــة العقــد إمــا أن تكــون‬
‫رشكــة عنــان أو رشكــة مفاوضــة)‪.(٥٠٨‬‬

‫ومــع ذلــك فالثابــت أن الــرشكات يف الرشيعــة اإلســالمية هــي رشكات أشــخاص ال تتمتــع بشــخصية اعتباريــة‬
‫وال بذمــة مالية مســتقلة)‪.(٥٠٩‬‬

‫وقــد ترتــب عــىل انتعــاش التجــارة الربيــة والبحريــة يف الجمهوريــات اإليطاليــة ابتــدا ًء مــن القــرن الثــاين‬
‫عــرش امليــالدي ظهــور بعــض الــرشكات التــي كانــت تقــرتب كث ـريا ً مــن رشكات التضامــن املعروفــة اليــوم‬
‫وذلــك نظ ـرا ً ملســئولية الــرشكاء فيهــا مســئولية تضامنيــة ومطلقــة عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬صحيــح أن هــذه‬
‫الــرشكات مل تكــن تتمتــع بالشــخصية املعنويــة إال أن فكــرة املصلحــة املشــرتكة التــي كانــت تربــط بــني‬
‫الــرشكاء كانــت تعطــي لهــذه الرشكــة نوع ـاً مــن الوحــدة ال يقــل يف أهميتــه عــن الوحــدة التــي تحققهــا‬
‫الشــخصية املعنويــة)‪.(٥١٠‬‬

‫وقــد كان لحظــر الربــا مــن جانــب الكنيســة خــالل القــرون الوســطى أثره يف ظهــور رشكــة التوصيــة الحالية‪،‬‬
‫إذ اضطــر الرأســاميل آنــذاك تفادي ـاً لهــذا الحظــر إىل إب ـرام عقــد توصيــة ‪ Contrat de commande‬مــع‬
‫تاجــر مبقتصــاه تقــدم األمــوال لهــذا األخــري ليقــوم باســتغاللها تحــت رقابــة وإرشاف مقــدم املــال الــذي ال‬
‫يظهــر أمــام الغــري‪ ،‬وال يســأل عــن الخســارة إال يف حــدود املــال الــذي قدمــه‪ ،‬أمــا يف حالــة الربــح فالغالــب‬
‫أن يســتحوذ عــىل ثالثــة أرباعــه تــاركاً الربــع فقــط ملــن قــام بالعمــل)‪ ،(٥١١‬كذلــك فقــد ازدهــرت رشكــة‬
‫التوصيــة يف خــالل هــذه الحقبــة أيض ـاً نتيجــة إقبــال طبقــة النبــالء ورجــال الديــن عليهــا للتحايــل عــىل‬
‫منعهــم مــن مامرســة التجــارة‪.‬‬

‫ويف خــالل القــرون الوســطى تأكــدت الشــخصية املعنويــة للــرشكات فاعتــربت الرشكــة مالكــه للحصــص التي‬
‫يقدمهــا الــرشكاء وأصبــح لهــا عنــوان يتكــون مــن اســم رشيــك أو أكــرث مــن الــرشكاء املســئولني مســئولية‬
‫مطلقــة عــن ديــون الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٥٠٨‬انظر األستاذ أحمد أبو الفتوح »املعامالت يف الرشيعة اإلسالمية ويف القوانني املرصية«‪ ،‬ج ‪ ،٢‬ص ‪ ٤٦٦‬وما بعدها‪ ،‬وانظر أيضاً الدكتور عيىس عبده »العقود‬
‫الرشعية‪ ،‬القاهرة ‪ ،١٩٧٧‬ص ‪ ٤٨‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٥٠٩‬انظر رسالة الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪.٢٩‬‬
‫)‪ (٥١٠‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪.١٦‬‬
‫)‪ (٥١١‬انظر دكتور ثروت أنيس األسيوطي »الرصاع الطبقي وقانون التجار« ص ‪.١٠٣‬‬
‫‪٢١١‬‬
‫وقــد اقتــرص األمــر امللــيك الصــادر عــام ‪١٦٧٣‬م يف عهــد لويــس الرابــع عــرش والخــاص بتقنــني قواعــد‬
‫التجــارة الربيــة عــىل تنظيــم رشكــة التضامــن ورشكــة التوصيــة‪ ،‬تنظيـامً يــكاد يقــرتب مــن التنظيــم املعــارص‪.‬‬

‫ويف القــرن الثامــن عــرش ظهــرت الــرشكات االســتعامرية الكــربى كرشكــة الهنــد الرشقيــة ورشكــة الهنــد‬
‫الغربيــة يف صــورة رشكات مســاهمة‪ ،‬وقــد منحــت هــذه الــرشكات امتيــازات وســلطات كبــرية مــن قبــل‬
‫الــدول املســتعمرة مثــل حقهــا يف أن يكــون لهــا أســطولها الخــاص‪ .‬وقوتهــا املســلحة الخاصــة كــام اعــرتف‬
‫لهــا يف بعــض األحيــان بحــق ســك النقــود‪ ،‬وقــد كانــت الــدول االســتعامرية تشــارك األفـراد تأســيس أمثــال‬
‫تلــك الــرشكات واقتســام مــا تــدره مــن أربــاح‪ ،‬لذلــك نظــر البعــض إىل هــذه الــرشكات باعتبارهــا أول‬
‫تطبيــق لفكــرة االقتصــاد املختلــط)‪.(٥١٢‬‬

‫ولقــد تطــورت رشكات املســاهمة بتطــور النظــام الرأســاميل حتــى اعتــربت مبثابــة التعبــري القانــوين عــن‬
‫هــذا النظــام‪ ،‬إذ وجــدت الرأســاملية الحديثــة يف رشكات املســاهمة األداة القانونيــة الرائعــة التــي مكنتهــا‬
‫مــن تجميــع املدخـرات وتوظيفهــا يف املرشوعــات اإلنتاجيــة الكــربى‪ ،‬وبالتــايل مــن التوســع واالنتشــار عــىل‬
‫الصعيــد الداخــيل والخارجــي عــىل حــد ســواء)‪.(٥١٣‬‬

‫ونتيجــة لتحايــل التجــار وتأســيس رشكات صوريــة‪ ،‬لجــأ املرشوعــون اىل ابتــكار رشكــة الشــخص الواحــد ذات‬
‫املســئولية املحــدودة‪ ،‬والتــي يعــود أول تنظيــم لهــا يف الترشيــع األملــاين ســنة ‪١٩٨٠‬م)‪.(٥١٤‬‬

‫‪ -١60‬تشريع الشركات في المملكة‪:‬‬

‫خصــص الفصــل الثــاين مــن البــاب األول مــن نظــام املحكمــة التجاريــة الصــادر يف ‪ ١٥‬محــرم ‪١٣٥٠‬هـــ‬
‫للــرشكات‪ ،‬والواقــع أن هــذا الفصــل مل يتضمــن ســوى إشــارة رسيعــة لبعــض الــرشكات املعروفــة يف الرشيعــة‬
‫اإلســالمية‪ :‬وهــي رشكــة املفاوضــة املعــرب عنهــا بالتضامــن ورشكــة العنــان ومــن صورهــا رشكــة املســاهمة‬
‫ورشكــة املضاربــة‪.‬‬

‫وقــد قــررت املــادة السادســة مــن النظــام أنــه »مــا عــدا الــرشكات املذكــورة آنف ـاً توجــد رشكات أخــرى‬
‫متعارفــة بــني التجــار تجــري فيهــا مقتضياتهــا«‪.‬‬

‫وقــد كان هنــاك العديــد مــن رشكات األشــخاص التــي تقــوم ببعــض أوجــه النشــاط االقتصــادي يف اململكــة‬
‫وكان ينظمهــا عــرف مســتمد مــن قوانــني بعــض الــدول العربيــة واألجنبيــة‪ ،‬وقــد أدى ذلــك إىل اختــالف‬

‫)‪ (٥١٢‬انظر جيجالر وايبوليتو يف الرشكات‪ ،‬ص ‪.١٦‬‬


‫)‪ (٥١٣‬انظر جورج ريبري »املظاهر القانونية للرأساملية الحديثة« باريس ‪ ١٩٥١‬وخاصة ص ‪ ١٠٩‬وما يليها‬
‫)‪ (٥١٤‬فؤاد معالل‪ ،‬رشح القانون التجاري املغريب الجديد‪ ،‬دار األفق املغربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرباط‪ ،٢٠٠٩ ،‬نبذة ‪ ٣‬ص ‪. ٩٤‬‬
‫‪٢١٢‬‬
‫الســبل واختــالط األمــور ‪-‬كــام جــاء يف املذكــرة التفســريية لنظــام الــرشكات‪ -‬اختالطـاً جعــل مهمــة الدولــة‬
‫يف مراقبتهــا واإلرشاف عليهــا مهمــة عســرية‪.‬‬

‫ومــن هنــا بــدت الحاجــة إىل وضــع نظــام شــامل للــرشكات‪ ،‬يوضــح األحــكام الواجبــة االتبــاع يف تأسيســها‬
‫ويف مزاولهــا لنشــاطاتها وعنــد انقضائهــا وتصفيتهــا‪ ،‬ويبــني مــدى صالحيــة الــوزارة يف مراقبتهــا واإلرشاف‬
‫عليهــا حفظ ـاً للصالــح العــام ومحافظــة عــىل مــا تحــت يــد تلــك الــرشكات مــن أمــوال األف ـراد‪ ،‬وبفــرض‬
‫الج ـزاءات عــىل مخالفــة تلــك األحــكام‪.‬‬

‫وعليــه فقــد صــدر نظــام الــرشكات املصــادق عليــه باملرســوم امللــيك رقــم ‪ ٦/٢‬وتاريــخ ‪١٣٨٥/٣/٢٣‬هـــ‪،‬‬
‫ويحتــوي هــذا النظــام عــىل ‪ ٢٣٣‬مــادة موزعــة بــني خمســة عــرش باب ـاً‪.‬‬

‫وقــد حرصــت املذكــرة التفســريية عــىل تأكيــد مرشوعيــة الــرشكات التــي جــاء بهــا النظــام‪ ،‬واســتدلت‬
‫بالســنة واإلجــامع‪.‬‬

‫أمــا الســنة‪ :‬فــام روي يف الحديــث القــديس وهــو‪ :‬يقــول ﷲ تعــاىل أنــا ثالــث الرشيكــني مــا مل يخــن أحدهــام‬
‫صاحبــه‪ ،‬فــإن خانــه خرجــت مــن بينهــام‪ .‬ومــا روي عــن أســامة بــن رشيــك أنــه جــاء إىل رســول ﷲ ﷺ‬
‫فقــال‪ :‬أتعرفنــي‪ :‬فقــال عليــه الســالم‪ :‬كيــف ال أعرفــك وكنــت رشيــيك‪ ،‬ونعــم الرشيــك ال تــداري وال متــاري‪.‬‬
‫وقــد بعــث ﷺ والنــاس يتعاملــون بهــذه الرشكــة فأقرهــم عليهــا حيــث مل ينههــم ومل ينكــر عليهــم‬
‫والتقريــر أحــد وجــوه الســنة‪.‬‬

‫وأما اإلجامع‪ :‬فام نراه من اشرتاك املسلمني يف التجارة من صدر اإلسالم حتى اآلن بدون نكري‪.‬‬

‫كــام حرصــت املذكــرة التفســريية أيضـاً عــىل إيضــاح أن النظــام مســتمد مــن القواعــد العرفيــة التــي جــرى‬
‫عليهــا التعامــل بــني النــاس وثبتــت صالحيتهــا مــع األخــذ بالصالــح مــن أنظمــة الــدول األخــرى‪ ،‬تحقيق ـاً‬
‫للتقــارب الــذي تفرضــه الصفــة الدوليــة للتجــارة التــي دعــت وال تـزال تدعــو إىل توحيــد األنظمــة التجاريــة‬
‫كوســيلة مــن وســائل تحقيــق الرخــاء للجميــع وذلــك بعــد اســتبعاد مــا ميكــن أن يتعــارض مــع هــذه‬
‫األحــكام وتلــك القواعــد مــع الــرشع الحنيــف‪.‬‬

‫كــام أكــدت املذكــرة التفســريية أن األشــكال الحديثــة التــي جــاء بهــا النظــام ال تختلــف عــن الــرشكات‬
‫التــي كانــت معروفــة يف املــايض إال يف بعــض التفاصيــل الجزئيــة التــي ال متــس األســس العامــة يف املعامــالت‬
‫املرشوعــة ودون أن تحلــل حرام ـاً أو تحــرم حــالالً‪ ،‬أو تعــارض نص ـاً أو ســنة أو إجامع ـاً‪.‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫وقــد نصــت املــادة الثانيــة مــن نظــام الــرشكات عــىل أن أحكامــه ال متــس الــرشكات املعــرتف بهــا يف‬
‫الرشيعــة اإلســالمية)‪.(٥١٥‬‬

‫وهكذا يتضح أن نظام الرشكات يف اململكة ال يتعارض وال يصطدم بأحكام الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ويالحــظ أن نصــوص نظــام الــرشكات يف اململكــة ذات طابــع آمــر باســتثناء مــا ينــص النظــام نفســه عــىل‬
‫جــواز مخالفتــه منهــا‪ ،‬وقــد أكــدت هــذا الحكــم املــادة الثانيــة التــي تقــيض برسيــان أحــكام هــذا النظــام‬
‫ومــا ال يتعــارض معهــا مــن رشوط الــرشكاء وقواعــد العــرف عــىل الــرشكات املنصــوص عليهــا يف هــذه املــادة‪.‬‬
‫ومعنــى ذلــك أنــه ال قيمــة لــرشوط الــرشكاء وال لقواعــد العــرف وال يؤخــذ بهــا مــا دامــت تخالــف أحــكام‬
‫النظــام)‪.(٥١٦‬‬

‫وقــد جــرى تعديــل هــذا النظــام باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٥/‬وتاريــخ ‪١٣٨٧ /٢ /١٢‬هـــ واملرســوم امللــيك رقــم‬
‫م‪ ٢٣/‬وتاريــخ ‪١٤٠٢/٦/٢٨‬هـــ واملرســوم امللــيك رقــم م‪٤٦/‬وتاريــخ ‪١٤٠٥ /٧/٤‬هـــ واملرســوم امللــيك رقــم‬
‫م‪٦٣/‬وتاريــخ ‪١٤٠٧/١١/٢٦‬هـــ‪ ،‬واملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٢٢/‬وتاريــخ ‪١٤١٢ /٢٢ /٣٠‬هـــ‪.‬‬

‫وســعياً يف توفــري بيئــة نظاميــة حاضنــة ومحفــزة لالســتثامر‪ ،‬ومواكبــة التطــور الترشيعــي املقــارن وارتفــاع‬
‫عــدد الــرشكات املســجلة يف اململكــة‪ ،‬وإكــامالً للنقــص يف نظــام الــرشكات الســابق‪ ،‬صــدر نظــام الــرشكات‬
‫الحــايل باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ٣/‬وتاريــخ ‪١٤٣٧/١/٢٨‬هـــ‪ ،‬وقــد جــرى تعليــق العمــل ببعــض مــواد هــذا‬
‫النظــام مبوجــب األمــر امللــيك رقــم ‪ ١٥٠١٦‬وتاريــخ ‪١٤٤٢/٠٣/١٦‬هـــ عــىل مــا ســيأيت بيانــه‪.‬‬

‫وتحقيقـاً لرؤيــة اململكــة ‪ ،٢٠٣٠‬وتعزيـزا ً لقيمــة الــرشكات وتنميــة نشــاطها وإســهامها يف خدمــة االقتصــاد‬
‫الوطنــي وتشــجيعاً لنمــو اســتثامرات رواد األعــامل واملنشــآت الصغــرية واملتوســطة‪ ،‬تعمــل وزارة التجــارة‬
‫حاليـاً عــىل مــرشوع نظــام الــرشكات والــذي يهــدف اىل تيســيري اإلجـراءات واملتطلبــات النظاميــة لتحفيــز‬
‫بيئــة األعــامل ودعــم االســتثامر وتســهيل جــذب املزيــد مــن رؤوس األمــوال)‪.(٥١٧‬‬

‫)‪ (٥١٥‬إال أن ظاهر نص املادة الثالثة الفقرة ‪ ٢‬والتي تنص عىل‪ «:‬تكون باطلة كل رشكة ال تتخذ أحد األشكال املذكورة يف الفقرة ‪ ،«..١‬وكأنه أخرج الرشكات التي‬
‫تؤسس وفق أحكام الرشيعة اإلسالمية وال تخضع ألحكام النظام‪ ،‬ويكون األشخاص الذين تعاقدوا باسمها مسؤولني شخصياً وبالتضامن عن االلتزامات الناشئة عن‬
‫األعامل التي تقوم بها‪.‬‬
‫)‪ (٥١٦‬ويرى أستاذنا الدكتور أكثم الخويل أن موقف النظام السعودي يف هذا الصدد وإن كان يتمىش مع االتجاه الحديث نحو تضييق نطاق الحرية التعاقدية‬
‫يف مجال الرشكات وإخضاعها لقواعد قانونية آمره‪ ،‬غري أن هذا املسلك الترشيعي يتطلب الحرص الشديد من جانب املرشع حتى يرد النص عىل مخالفة الحكم‬
‫يف كافة املواطن التي ال يكون فيها هذا الحكم متعلقاً بالنظام العام حتى ال يضيق القانون عىل املتعاملني دون مربر اجتامعي حقيقي‪.‬انظر‪» :‬دروس‪«...‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٧‬‬
‫)‪(٥١٧‬انظر الوثيقة التعريفية ملرشوع نظام الرشكات الجديد‪ ،‬وزارة التجارة‪.file:///Users/rihoahmed/Downloads ،‬‬
‫‪٢١4‬‬
‫‪ -١6١‬تقسيم‪:‬‬

‫تنقسم دراستنا للرشكات إىل خمسة أبواب وهي عىل النحو التايل‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬النظرية العامة للرشكة‪.‬‬

‫الباب الثاين‪ :‬رشكات األشخاص‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬رشكات األموال‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬الرشكات املختلطة‪.‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬أنواع خاصة للرشكات‪.‬‬

‫‪٢١5‬‬
‫الباب األول‬
‫النظرية العامة للشركة‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الطبيعة القانونية للشركة وأنواعها‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقد الشركة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الشخصية المعنوية للشركة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬انقضاء الشركة‬
‫الباب األول‬

‫الباب األول‬

‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ -١٦٢‬سنقســم دراســتنا يف هــذا البــاب إىل أربعــة فصــول‪ ،‬نتكلــم يف األول منهــا عــن الطبيعــة القانونيــة‬
‫للرشكــة وأنواعهــا‪ ،‬ويف الثــاين عــن عقــد الرشكــة ويف الثالــث عــن الشــخصية املعنويــة للرشكــة‪ ،‬ويف الرابــع‬
‫عــن انقضــاء الرشكــة‪ ،‬وذلــك عــىل النحــو التــايل‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الطبيعة القانونية للرشكة وأنواعها‬

‫الفصل الثاين‪ :‬عقد الرشكة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الشخصية املعنوية للرشكة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬انقضاء الرشكة‬

‫الفصل األول‬
‫طبيعة الشركة وأنواعها‬

‫‪ -١٦٣‬تنقســم الدراســة يف هــذا الفصــل بــدوره إىل مبحثــني‪ :‬نناقــش يف األول الخــالف حــول طبيعــة الرشكــة‬
‫ونبــني يف الثــاين أنــواع الــرشكات‪.‬‬

‫‪٢١8‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫المبحث األول‬

‫طبيعة الشركة‬

‫‪ -١٦٤‬تنــص املــادة الثانيــة مــن نظــام الــرشكات الســعودي عــىل أن »الرشكــة عقــد يلتــزم مبقتضــاه شــخصان‬
‫أو أكــرث بــأن يســاهم كل منهــم يف مــرشوع يســتهدف الربــح بتقديــم حصــة مــن مــال أو عمــل أو منهــام‬
‫معـاً‪ ،‬القتســام مــا قــد ينشــأ مــن هــذا املــرشوع مــن ربــح أو خســارة«)‪.(٥١٨‬‬

‫وهــذا التعريــف مأخــوذ يف الحقيقــة مــن املــادة ‪ ٥٠٥‬مــن القانــون املــدين املــرصي‪ ،‬والتــي تقــيض بــأن‬
‫»الرشكــة عقــد مبقتضــاه يلتــزم شــخصان أو أكــرث بــأن يســاهم كل منهــم يف مــرشوع مــايل‪ ،‬بتقديــم حصــة‬
‫مــن مــال أو عمــل القتســام مــا قــد ينشــأ عــن هــذا املــرشوع مــن ربــح أو خســارة« وهــذه املــادة مســتمدة‬
‫بدورهــا مــن املــادة ‪ ١٨٣٢‬مــن التقنــني املــدين الفرنــيس‪.‬‬

‫ويقــيض اعتبــار الرشكــة عقــدا ً بــرضورة خضــوع هــذا العقــد للقواعــد العامــة يف العقــود وبالتــايل االعـرتاف‬
‫بحريــة املتعاقديــن يف تنظيــم وتحديــد مــا ينشــأ عنــه مــن حقــوق والتزامــات‪.‬‬

‫غــري أن هــذا املفهــوم للرشكــة واعتبارهــا عقــدا ً وإن كان مقبــوالً يف القــرن التاســع عــرش حيــث ســاد مبــدأ‬
‫ســلطان اإلرادة‪ ،‬إال أنــه مل يعــد مقبــوالً يف القــرن العرشيــن بعــد تقهقــر هــذا املبــدأ وظهــور الفــوارق‬
‫الكبــرية بــني قواعــد قانــون الــرشكات والقواعــد التــي تقــوم عليهــا العقــود بصفــة عامــة والتــي ميكــن‬
‫إيجازهــا فيــام يــأيت‪:‬‬

‫‪ .١‬يتميــز عقــد الرشكــة عــن غــريه مــن العقــود بأنــه ال يقتــرص عــىل تقريــر بعــض الحقــوق وإنشــاء بعــض‬
‫االلتزامــات التــي تنتهــي مبجــرد تنفيذهــا‪ ،‬بــل يرتتــب عليــه إنشــاء شــخص معنــوي »الرشكــة« يســتقل‬
‫بإرادتــه عــن إرادة الــرشكاء‪ ،‬فيكتســب الحقــوق ويتحمــل االلتزامــات‪.‬‬

‫‪ .٢‬يتميــز عقــد الرشكــة بأنــه يجــوز تعديلــه مبوافقــة األغلبيــة بينــام تقتــيض القواعــد العامــة يف العقــود‬
‫موافقــة جميــع أط ـراف العقــد عــىل تعديلــه‪ ،‬لهــذا قيــل بحــق أن الشــخص املعنــوي »الرشكــة« يســيطر‬
‫بقــوة عــىل اإلرادات الفرديــة التــي شــاركت يف إنشــائه)‪.(٥١٩‬‬

‫)‪ (٥١٨‬أجاز مرشوع نظام الرشكات مبادته الثانية تأسيس رشكة غري ربحية تتخذ شكل رشكة املساهمة والرشكة ذات املسؤولية املحدودة وتخضع لألحكام التي‬
‫تنظم الشكل املتخذ‪ ،‬وذلك فيام مل يرد بشأنه نص خاص لتنظيم الرشكة غري الربحية‪.‬‬
‫)‪ (٥١٩‬ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق بند رقم ‪.٦٧٦‬‬
‫‪٢١9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫‪ .٣‬تقــوم العقــود عــادة عــىل التوفيــق بــني مصالــح متعارضــة ألطرافهــا كــام هــو الحــال يف معظــم عقــود‬
‫املعاوضــة كعقــد البيــع وعقــد اإليجــار‪ ،‬بينــام ينتفــي هــذا التعــارض يف الرشكــة التــي يســعى الــرشكاء فيهــا‬
‫إىل تحقيــق هــدف مشــرتك هــو الحصــول عــىل الربــح)‪.(٥٢٠‬‬

‫‪ .٤‬ويظهــر ضعــف املفهــوم التعاقــدي للرشكــة يف رشكات املســاهمة بصفــة خاصــة إذ يصعــب القــول بوجود‬
‫عقــد بــني أشــخاص ال يعــرف بعضهــم بعض ـاً‪ ،‬وال يســتطيعون مناقشــة الــرشوط التــي يتــم عــىل أساســها‬
‫مســاهمتهم يف املــرشوع‪ ،‬بــل وغالب ـاً مــا يجهــل املســاهمون يف هــذه الــرشكات طبيعــة املــرشوع الــذي‬
‫يســاهمون فيــه)‪ ،(٥٢١‬ولعلــه مــن غــري املعقــول أن ينظــر إىل الشــخص الــذي يشــرتي ســهامً يف البورصــة‬
‫ليعيــد بيعــه بعــد أســابيع قليلــة كرشيــك يتعاقــد مــع بقيــة الــرشكاء)‪.(٥٢٢‬‬

‫‪ .٥‬مل يعــد ينظــر إىل القامئــني عــىل إدارة الــرشكات مــن مديريــن وأعضــاء مجلــس إدارة عــىل اعتبــار أنهــم‬
‫وكالء عــن الــرشكاء‪ ،‬وهــو مــا تقتضيــه الفكــرة التعاقديــة للرشكــة‪ ،‬بــل عــىل أســاس أنهــم أعضــاء الرشكــة‬
‫وممثلوهــا القانونيــون)‪.(٥٢٣‬‬

‫لهــذه األســباب أنكــر جــزء مــن الفقــه الحديــث عــىل الرشكــة الصفــة التعاقديــة ورأى فيهــا نظامـاً قانونيـاً‬
‫‪ Institution‬يتعــارض متامــا مــع فكــرة العقــد ويقصــد بالنظــام تلــك املجموعــة مــن القواعــد القانونيــة‬
‫التــي تهــدف إىل غــرض مشــرتك ويقتــرص دور األفـراد عــىل اإلفصــاح عــن الرغبــة يف االنضــامم إليهــا)‪.(٥٢٤‬‬

‫ومــام يؤيــد األخــذ بالفكــرة التنظيميــة للرشكــة يف الوقــت الحــارض كــرثة تدخــل املــرشع‪ ،‬بغيــة تحقيــق‬
‫أهــداف اقتصاديــة واجتامعيــة معينــة‪ ،‬بنصــوص آمــره يف تنظيــم الــرشكات عمومــاً ورشكات املســاهمة‬
‫خصوص ـاً‪ ،‬إىل درجــة ميكــن القــول معهــا اليــوم بــأن إرادة األف ـراد تقتــرص عــىل مجــرد االنضــامم إىل تلــك‬
‫القواعــد القانونيــة اآلمــرة والتــي ال ميلــك األفـراد حــق مناقشــتها‪ ،‬وهكــذا ميكــن القــول أن تأســيس الرشكــة‬
‫قــد أصبــح اليــوم مبثابــة عمــل رشطــي يختلــف عــن العقــد التقليــدي وال تلعــب فيــه إرادة الــرشكاء دورا ً‬
‫يذكــر)‪.(٥٢٥‬‬

‫وبالرغــم مــن افتقــار الفكــرة التنظيميــة للرشكــة إىل التحديــد‪ ،‬فإنهــا تظــل الفكــرة الوحيــدة التــي تســمح‬
‫لنــا بتفســري جــواز تعديــل حقــوق الــرشكاء الــواردة يف عقــد تأســيس الرشكــة‪ ،‬إذا كانــت حيــاة أو نجــاح‬

‫)‪ (٥٢٠‬انظر روديري وهوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٣٣‬‬


‫)‪ (٥٢١‬انظر بريار وال روش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٨‬‬
‫)‪ (٥٢٢‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٦٧٦‬‬
‫)‪ (٥٢٣‬انظر رسالتنا املشار إليها سابقاً ص ‪ ١٥٥‬وما بعدها‪ :‬وانظر أيضاً الدكتور أبو زيد رضوان »الرشكات التجارية يف القانون الكويتي« القاهرة ‪ ١٩٧٨‬بند رقم‬
‫‪ ،١٣‬وانظر أيضاً يف الفرق بني النائب والعضو الدكتور محمد وحيد الدين سوار‪» ،‬النظرية العامة لاللتزامات«‪ ،‬دمشق ‪ ،١٩٧٨‬ج ‪ ،١‬بند رقم ‪٣٦٧‬‬
‫)‪ (٥٢٤‬انظر دكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٥‬وريبري وروبلو امرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٦٧٧‬‬
‫)‪ (٥٢٥‬انظر دكتور »أكثم الخويل‪ ،‬املوجز ‪ «..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٦٢‬‬
‫‪٢٢0‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الرشكــة تتطلــب ذلــك‪ ،‬كــام أنهــا الفكــرة التــي تفــرس لنــا عــدم اعتبــار أعضــاء مجلــس إدارة الرشكــة‬
‫ومديريهــا مجــرد وكالء عــن الــرشكاء وإمنــا هــم الســلطة املكلفــة بتحقيــق الغــرض املشــرتك الــذي قامــت‬
‫عليــه الرشكــة‪ ،‬كــام أنهــا الفكــرة التــي تــربر لنــا أخ ـريا ً تدخــل املــرشع املســتمر والــذي مــرده الرغبــة يف‬
‫رقابــة نشــاط الــرشكات يف الحيــاة االقتصاديــة وحاميــة أمــوال الجمهــور)‪.(٥٢٦‬‬

‫ومــع ذلــك ال تـزال بعــض الترشيعــات تحتفــظ للفكــرة العقديــة ببعــض األهميــة خاصــة يف نطــاق رشكات‬
‫األشــخاص‪ ،‬ومــن بــني هــذه الترشيعــات نظــام الــرشكات الســعودي الصــادر عــام ‪١٤٣٧‬هـــ‪..‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أنواع الشركات‬

‫‪ -١٦٥‬تنقســم الــرشكات مــن حيــث طبيعــة العمــل الــذي تقــوم بــه إىل رشكات مدنيــة ورشكات تجاريــة‪،‬‬
‫وتنقســم الــرشكات التجاريــة بدورهــا ومــن حيــث قيامهــا عــىل االعتبــار الشــخيص أو املــايل إىل رشكات‬
‫أشــخاص ورشكات أمــوال ورشكات ذات طبيعــة مختلطــة‪ .‬ومــن صــور الــرشكات املدنيــة‪ ،‬الــرشكات املهنيــة‪.‬‬
‫وهنــاك الــرشكات غــري الربحيــة‪.‬‬

‫لــذا فإننــا سنقســم هــذا املبحــث إىل ثالثــة فــروع‪ :‬نتحــدث يف األول منهــام عــن الــرشكات التجاريــة‬
‫والــرشكات املدنيــة ويف الثــاين عــن أشــكال الــرشكات التجاريــة‪ ،‬ونفــرد الفــرع الثالــث للحديــث عــن أحــكام‬
‫الــرشكات املهنيــة)‪ ،(٥٢٧‬عــىل أن نختــم هــذا الفــرع بالحديــث عــن الــرشكات غــري الربحيــة وفق ـاً ملــرشوع‬
‫نظــام الــرشكات الســعودي‪.‬‬

‫)‪ (٥٢٦‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦٧٧‬محمد كامل ملش‪» ،‬الرشكات« القاهرة‪ ،١٩٥٠ ،‬بند رقم ‪.٢٢‬‬
‫)‪ (٥٢٧‬والذي ينظم أحكامها نظام الرشكات املهنية الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ١٧/‬وتاريخ ‪١٤٤١/٠١/٢٦‬هـ‪.‬‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الفرع األول‬

‫الشركات التجارية والشركات المدنية‬

‫‪ -١٦٦‬ســبق أن ذكرنــا عنــد دراســتنا لــرشوط التاجــر أن الرشكــة تكتســب صفــة التاجــر وفقــاً للنظــام‬
‫التجــاري الســعودي متــى كان محلهــا أو موضعهــا القيــام بأعــامل تجاريــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي بعبــارة أخــرى‬
‫أن معيــار التمييــز بــني الرشكــة املدنيــة والرشكــة التجاريــة يف اململكــة‪ ،‬هــو نفــس املعيــار الــذي يســتعمل‬
‫للتفرقــة بــني التاجــر وغــري التاجــر مــن األفـراد‪ ،‬أي هــو طبيعــة العمــل الرئيــيس الــذي تقــوم بــه الرشكــة‪،‬‬
‫وتحديــد الصفــة املدنيــة أو التجاريــة للرشكــة ال يثــري يف الغالــب صعوبــة كبــرية‪ ،‬وذلــك نظ ـرا ً لتحديــد‬
‫طبيعــة نشــاط الرشكــة والغــرض منهــا يف عقدهــا التأســييس‪.‬‬

‫وعليــه فــإن الرشكــة التــي يكــون موضــع نشــاطها القيــام بأعــامل مدنيــة كاالســتغالل الزراعــي واملضاربــة يف‬
‫العقــارات تكــون رشكــة مدنيــة ولــو كان جميــع الــرشكاء فيهــا تجــارا ً‪ ،‬وعــىل العكــس مــن ذلــك فــإن الرشكــة‬
‫تعتــرب تجاريــة متــى كان الغــرض الرئيــيس منهــا مبــارشة واحــد أو أكــرث مــن األعــامل التجاريــة التــي نصــت‬
‫عليهــا املــادة الثانيــة مــن نظــام املحكمــة التجاريــة والتــي ســبق دراســتها‪.‬وإذا كانــت الرشكــة تبــارش أعــامالً‬
‫مدنيــة وأعــامالً تجاريــة يف نفــس الوقــت‪ ،‬فالعــربة دامئ ـاً بالنشــاط أو العمــل الرئيــيس‪ .‬فــإذا كان النشــاط‬
‫الرئيــيس مــن طبيعــة تجاريــة اعتــربت الرشكــة تجاريــة‪ ،‬أمــا إذا كان النشــاط املــدين هــو النشــاط الرئيــيس‬
‫والتجــاري هــو النشــاط الثانــوي أو التبعــي فــإن الرشكــة تعتــرب مدنيــة‪ .‬إال أنــه وفق ـاً لتعميــم املجلــس‬
‫األعــىل للقضــاء رقــم ‪/٩٧٩‬ت وتاريــخ ‪١٤٣٩/٢/١٢‬هـــ تــم منــح املحاكــم التجاريــة االختصــاص بنظــر النـزاع‬
‫املتعلــق بالنشــاط التجــاري‪.‬‬

‫والتمييــز بــني الــرشكات املدنيــة والــرشكات التجاريــة لــه أهميتــه‪ :‬فالــرشكات التجاريــة وحدهــا هــي التــي‬
‫تكســب صفــة التاجــر‪ ،‬وتتحمــل االلتزامــات املرتتبــة عــىل هــذه الصفــة وتخضــع لنظــام اإلفــالس متــى‬
‫توقفــت عــن دفــع ديونهــا التجاريــة‪.‬‬

‫أمــا الــرشكات املدنيــة فإنهــا تخضــع يف اململكــة ألحــكام الــرشكات املقــررة يف الرشيعــة اإلســالمية والتــي‬
‫تختلــف حســب نــوع الرشكــة)‪.(٥٢٨‬‬

‫)‪ (٥٢٨‬انظر فيام يتعلق بالرشكات يف الرشيعة اإلسالمية مؤلف الشيخ عيل الخفيف السابق اإلشارة اليه‪ ،‬وكذلك رسالة الدكتور عبد العزيز الخياط السابقة‬
‫اإلشارة اليها أيضاً‪.‬‬

‫‪٢٢٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ -١67‬الشركة المدنية ذات الشكل التجاري‪:‬‬


‫يجــوز للرشكــة املدنيــة أن تتخــذ أحــد األشــكال الخاصــة بالــرشكات التجاريــة كأن تنشــأ يف شــكل رشكــة‬
‫تضامــن أو رشكــة توصيــة بســيطة باألســهم أو رشكــة مســاهمة أو رشكــة ذات مســئولية محــدودة‪.‬‬

‫غــري أن اتخــاذ الرشكــة املدنيــة ألحــد األشــكال الخاصــة بالرشكــة التجاريــة ال يغــري مــن طبيعتهــا وال يكســبها‬
‫صفــة التاجــر‪ ،‬ألن العــربة يف تحديــد الصفــة التجاريــة وفق ـاً للترشيــع الســعودي هــي بطبيعــة نشــاط‬
‫الرشكــة ال بشــكلها‪ ،‬وبالتــايل فــإن الرشكــة املدنيــة التــي تتخــذ شــكالً تجاريـاً ال تخضــع اللتزامــات التجــار‬
‫وال لنظــام اإلفــالس‪.‬‬

‫ومــع ذلــك ينــص نظــام الــرشكات الســعودي يف مادتــه الثالثــة الفقــرة ‪ ٣‬عــىل رسيــان أحــكام هــذا النظــام‬
‫عــىل جميــع أشــكال الــرشكات التــي ينــص عليهــا وهــي خمســة دون تقيــد بطبيعــة نشــاط الرشكــة‪ ،‬أي‬
‫ولــو كان هــذا النشــاط مــن طبيعــة مدنيــة‪ ،‬وعــىل ذلــك تخضــع الرشكــة املدنيــة التــي تتخــذ األشــكال‬
‫املنصــوص عليهــا يف نظــام الــرشكات لألحــكام التــي تنظــم الشــكل املختــار‪ ،‬فــإذا اختــارت الرشكــة املدنيــة‬
‫شــكل رشكــة التضامــن وجــب عليهــا مراعــاة القواعــد الخاصــة بشــهر هــذا النــوع مــن الــرشكات والــواردة‬
‫يف نظــام الــرشكات‪ ،‬كــام يصبــح الــرشكاء مســئولون بالتضامــن عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬وإن كانــوا ال يكتســبون‬
‫صفــة التاجــر‪ ،‬وإذا اتخــذت الرشكــة املدنيــة شــكل رشكــة املســاهمة وجــب اتبــاع قواعــد التأســيس والشــهر‬
‫واإلدارة والرقابــة الخاصــة بهــذا النــوع مــن الــرشكات‪ ،‬كــام تحــدد مســئولية املســاهمني فيهــا عــن ديــون‬
‫الرشكــة مبقــدار مــا ميلكونــه مــن أســهم)‪.(٥٢٩‬‬

‫وقــد رأينــا فيــام ســبق أن الــرشكات املدنيــة ملزمــة وفق ـاً ألحــكام الســجل التجــاري الســعودي بالقيــد يف‬
‫الســجل التجــاري‪.‬‬

‫والواقــع أن التفرقــة القامئــة بــني الــرشكات عــىل أســاس مــن طبيعــة األعــامل التــي تقــوم بهــا‪ ،‬هــي تفرقــة‬
‫منتقــدة نظــرا ً ملــا أدت إليــه مــن مفارقــات عجيبــة‪ .‬فــرشكات البــرتول والتعديــن العمالقــة والــرشكات‬
‫الزراعيــة الكــربى يحــرم املتعاملــون معهــا مــن ضامنــات القانــون التجــاري ألن موضوعهــا وفقـاً للنصــوص‬
‫الحاليــة مــن طبيعــة مدنيــة يف حــني يعــرتف للشــخص الــذي يحــرتف رشاء وبيــع منتجــات هــذه الــرشكات‬
‫كبائــع الفاكهــة والغــاز وغريهــام مــن تجــار التجزئــة بصفــة التاجــر‪.‬‬

‫لــذا عملــت الترشيعــات الحديثــة إىل إضفــاء الصفــة التجاريــة عــىل جميــع الــرشكات التــي تتخــذ شــكالً‬
‫تجاريــاً مهــام كان موضوعهــا‪ ،‬فاملــادة األوىل مــن القانــون الفرنــيس الصــادر يف ‪ ٢٤‬يوليــو ‪١٩٦٦‬م تنــص‬

‫)‪ (٥٢٩‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١٢‬الدكتور أكثم الخويل‪» ،‬دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٩‬‬
‫‪٢٢٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫رصاحــة عــىل أن الطابــع التجــاري للرشكــة يتحــدد بشــكلها ال مبوضوعهــا‪ .‬وتعتــرب تجاريــة بســبب شــكلها‬
‫وأي ـاً كان موضوعهــا‪ ،‬رشكات التضامــن ورشكات التوصيــة البســيطة والــرشكات ذات املســئولية املحــدودة‬
‫ورشكات األســهم‪.‬‬

‫فــكل رشكــة تتخــذ أحــد األشــكال الســابقة تعتــرب يف فرنســا رشكــة تجاريــة ولــو كان موضوعهــا القيــام‬
‫بأعــامل مدنيــة كاملهــن الحــرة والزراعــة والصناعــة االســتخراجية‪.‬‬

‫وقــد أخــذ بنفــس االتجــاه قانــون التجــارة املوحــد فنصــت املــادة ‪ ٢/١٣‬منــه عــىل أن‪ «:‬عــدا رشكــة املحاصة‪،‬‬
‫يعتــرب تاجـرا ً كل رشكــة تتخــذ أحــد األشــكال املنصــوص عليهــا يف قانــون الــرشكات ولــو كانــت تـزاول أعــامالً‬
‫غري تجاريــة«)‪.(٥٣٠‬‬

‫وال شــك أنــه مــن األفضــل أن يســاير املــرشع الســعودي هــذا االتجــاه الحديــث ويقــيض بتجاريــة جميــع‬
‫الــرشكات ذات الشــكل التجــاري أي ـاً كان موضوعهــا وذلــك حتــى يفيــد الــرشكاء والدائنــون مــن أحــكام‬
‫وضامنــات القانــون التجــاري‪ .‬ولقــد أحســن مــرشوع نظــام املعامــالت التجاريــة صنعـاً عندمــا نــص يف مادته‬
‫العــارشة الفقــرة ب عــىل اكتســاب الرشكــة صفــة التاجــر أيـاً كان غرضهــا«‪.‬‬

‫)‪ (٥٣٠‬انظر القانون الكويتي‪ ،‬دكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٩‬والدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٦٩‬‬
‫‪٢٢4‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفرع الثاني‬

‫أشكال الشركات التجارية‬

‫‪ -١٦٨‬حــدد نظــام الــرشكات الســعودي األشــكال القانونيــة التــي ميكــن أن تتخذهــا الــرشكات يف اململكــة‬
‫يف خمســة اشــكال وهــي رشكــة التضامــن ورشكــة التوصيــة البســيطة ورشكــة املحاصــة ورشكــة املســاهمة‪،‬‬
‫والرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‪.‬‬

‫ويالحــظ أن هــذا التعــداد قــد ورد عــىل ســبيل الحــرص‪ :‬ويف هــذا تقــرر رصاحــة املــادة الثالثــة الفقــرة ‪٢‬‬
‫»تكــون باطلــة كل رشكــة ال تتخــذ أحــد األشــكال املذكــورة يف الفقــرة ‪ ١‬ويكــون األشــخاص الذيــن تعاقــدوا‬
‫باســمها مســؤولني شــخصياً وبالتضامــن عــن االلتزامــات الناشــئة مــن هــذا التعاقــد)‪.«(٥٣١‬‬

‫وجــرى الفقــه عــىل تقســيم الــرشكات التجاريــة إىل قســمني كبرييــن‪ :‬رشكات أشــخاص وتســمى أيضـاً رشكات‬
‫الحصــص ‪ Societes de personnes ou societies par interest‬ورشكات أمــوال ‪Societes de capitaux‬‬
‫وأســاس هــذا التقســيم هــو مــدى قيــام الرشكــة عــىل االعتبــار الشــخيص بــني الــرشكاء ومــدى مســئولية‬
‫الــرشكاء عــن ديــون الرشكــة يف مواجهــة الغــري)‪.(٥٣٢‬‬

‫وإذا كان هــذا التقســيم قــد أصبــح مــن األمــور التقليديــة بــني فقهــاء القانــون التجــاري‪ ،‬فــإن هنــاك‬
‫يف الواقــع رشكات يصعــب إدخالهــا يف القســمني الســابقني وذلــك لكونهــا تجمــع بــني خصائــص رشكات‬
‫األشــخاص ورشكات األمــوال‪ ،‬ولذلــك فقــد اصطلــح عــىل تســميتها بالــرشكات املختلطــة‪.‬‬

‫‪ -١69‬شركات األشخاص‪:‬‬
‫وهــي الــرشكات التــي تقــوم عــىل االعتبــار الشــخيص‪ ،‬وتتكــون أساس ـاً مــن عــدد قليــل مــن األشــخاص‬
‫تربطهــم صلــة معينــة كصلــة القرابــة أو الصداقــة أو املعرفــة‪ .‬ويثــق كل منهــم يف اآلخــر ويف قدرتــه‬
‫وكفاءتــه‪ ،‬وعــىل ذلــك فإنــه متــى مــا قــام مــا يهــدد الثقــة بــني الــرشكاء ويهــدم االعتبــار الشــخيص الــذي‬
‫تقــوم عليــه هــذه الــرشكات فــإن الرشكــة قــد تتعــرض للحــل‪ ،‬ولذلــك يرتتــب يف األصــل عــىل وفــاة أحــد‬
‫الــرشكاء يف رشكات األشــخاص أو الحجــر عليــه أو إفالســه أو إعســاره أو انســحابه مــن الرشكــة حــل الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٥٣١‬ويستثنى من البطالن حسب النص الرشكات املعرتف بها يف الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫)‪ (٥٣٢‬انظر يف تقسيم الرشكات التجارية جيبينو مرجع سابق ص ‪ ،٣٩٧‬جيجالرو ايبيوليتو‪» ،‬الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٤٧‬دكتور عيل جامل‬
‫الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٤٠٤‬وما يليه‪.‬‬
‫‪٢٢5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫وتشــمل رشكات األشــخاص يف الترشيــع الســعودي رشكــة التضامــن ورشكــة التوصيــة البســيطة ورشكــة‬
‫املحاصــة‪.‬‬

‫‪ .١‬شــركة التضامــن‪ :‬وهــي النمــوذج األمثــل لــرشكات األشــخاص حيــث يكــون كل رشيــك فيهــا مســئوالً‬
‫مســئولية تضامنيــة‪ ،‬ويف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة كــام يكتســب كل رشيــك فيهــا صفــة التاجــر‪.‬‬

‫‪ .٢‬شــركة التوصيــة البســيطة‪ :‬وتتكــون مــن فريقــني مــن الــرشكاء‪ :‬رشكاء متضامنــون يخضعــون لنفــس‬
‫النظــام القانــوين الــذي يخضــع لــه الــرشكاء يف رشكــة التضامــن‪ ،‬فيكونــون مســئولني مســئولية تضامنيــة‪،‬‬
‫وغــري محــددة عــن ديــون الرشكــة ويكتســبون صفــة التاجــر‪ ،‬ورشكاء موصــون ال يســألون عــن ديــون‬
‫الرشكــة إال يف حــدود حصصهــم وال يكتســبون صفــة التاجــر وال يشــاركون يف إدارة الرشكــة‪.‬‬

‫‪ .٣‬شــركة المحاصــة‪ :‬وهــي رشكــة مســترتة ال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة وال وجــود لهــا بالنســبة إىل الغــري‬
‫وتقتــرص آثارهــا عــىل الــرشكاء فيهــا‪.‬‬

‫‪ -١70‬شركات األموال‪:‬‬
‫وهــي الــرشكات التــي تقــوم أساسـاً عــىل االعتبــار املــايل وال يكــون لشــخصية الرشيــك أثــر فيهــا‪ ،‬فالعــربة يف‬
‫هــذه الــرشكات مبــا يقدمــه كل رشيــك مــن مــال‪ ،‬ولهــذا فــإن هــذه الــرشكات ال تتأثــر مبــا قــد يطــرأ عــىل‬
‫شــخص الرشيــك كوفاتــه أو إفالســه أو الحجــر عليــه‪.‬‬

‫ورشكات األمــوال ال تشــمل حســب الــرأي الــذي نرجحــه ســوى رشكات املســاهمة وهــي الــرشكات التــي‬
‫يقســم رأس املــال فيهــا إىل أســهم متســاوية القيمــة وقابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة‪ ،‬ويســمى الــرشكاء يف‬
‫هــذه الرشكــة باملســاهمني‪ ،‬وهــم ليســوا تجــارا ً وال يســألون عــن ديــون الرشكــة إال يف حــدود قيمــة األســهم‬
‫التــي ميتلكونهــا يف الرشكــة)‪.(٥٣٣‬‬

‫‪ -١7١‬الشركات المختلطة‪:‬‬
‫وهــي الــرشكات التــي تقــوم عــىل االعتبــار املــايل واالعتبــار الشــخيص يف نفــس الوقــت‪ ،‬وبالتــايل فهــي‬
‫تجمــع بــني خصائــص رشكات األمــوال ورشكات األشــخاص‪.‬‬

‫وتشمل الرشكات املختلطة رشكة التوصية باألسهم والرشكة ذات املسئولية املحدودة‪.‬‬

‫)‪ (٥٣٣‬يأخذ بنفس هذا التقسيم الدكتور أكثم الخويل‪» ،‬الوجيز‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪ ٣٥٩‬وما يليه‪ ،‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ١٨٨‬وما يليه‪ ،‬ويعالج معظم الرشاح الفرنسيني رشكة التوصية باألسهم ضمن رشكات األموال‪ ،‬انظر مثالً جيجالر وايبوليتو‪» ،‬الرشكات التجارية«‪ ،‬بند رقم ‪،٣٥٢‬‬
‫جيينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٣٩٧‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٤٧‬بريا روال روش مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٧‬‬
‫‪٢٢6‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ .١‬شركة التوصية باألسهم‪:‬‬


‫وهــي تشــبه رشكــة التوصيــة البســيطة مــن حيــث أنهــا تضــم فريقــني مــن الــرشكاء‪ :‬رشكاء متضامنــون‬
‫يخضعــون لنفــس النظــام القانــوين الــذي يخضــع لــه الــرشكاء املتضامنــون يف رشكــة التضامــن ورشكــة‬
‫التوصيــة البســيطة‪ ،‬وبالتــايل فــإن الرشكــة تعتــرب بالنســبة إليهــم رشكــة أشــخاص‪ ،‬إذ يكتســبون جميعهــم‬
‫صفــة التاجــر ويســألون مســئولية تضامنيــة وغــري محــددة عــن جميــع ديــون الرشكــة‪ ،‬ويف مقابــل ذلــك‬
‫يســتأثرون بــاإلدارة‪ ،‬ورشكاء موصــون ال يرتتــب عــىل دخولهــم يف الرشكــة صفــة التاجــر وال يســألون عــن‬
‫ديــون الرشكــة إال يف حــدود حصصهــم التــي تأخــذ شــكل األســهم القابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة‪،‬‬
‫وبالتــايل فــإن الرشكــة تعتــرب بالنســبة إليهــم رشكــة أمــوال‪ .‬إال أنــه خالفـاً لنظــام الــرشكات القديــم‪ ،‬مل يأخــذ‬
‫نظــام الــرشكات الحــايل الصــادر ســنة ‪١٤٣٧‬هـــ برشكــة التوصيــة باألســهم‪.‬‬

‫‪ .٢‬الشركة ذات المسئولية المحدودة‪:‬‬


‫وهــي الرشكــة التــي تتكــون بــني عــدد قليــل مــن الــرشكاء ال يجــوز أن يزيــد عــىل الخمســني رشيــكاً‪ ،‬وهــذه‬
‫الرشكــة تشــبه رشكات األشــخاص مــن حيــث قلــة عــدد الــرشكاء فيهــا وحظــر اللجــوء إىل اإلدخــار العــام عــن‬
‫طريــق االكتتــاب يف أســهم أو ســندات وتقييــد انتقــال حصــص الــرشكاء‪ ،‬وهــي تشــبه رشكات األمــوال مــن‬
‫حيــث تحديــد مســئولية كل رشيــك فيهــا عــن ديــون الرشكــة مبقــدار حصتــه‪ ،‬ومــن حيــث نظــام إدارتهــا‬
‫والرقابــة عليهــا‪.‬‬

‫ويالحــظ أن العــربة يف تحديــد شــكل الرشكــة ليســت بالوصــف الــذي يضفيــه الــرشكاء عــىل عقــد الرشكــة‪،‬‬
‫وإمنــا العــربة بتوافــر الــرشوط القانونيــة لشــكل الرشكــة‪ ،‬بحســب اإلرادة الحقيقــة للــرشكاء‪ ،‬فقــد يصــف‬
‫الــرشكاء الرشكــة بأنهــا رشكــة تضامــن يف حــني يتضــح مــن رشوط العقــد أنهــا رشكــة توصيــة بســيطة فيجــب‬
‫ٍ‬
‫عندئــذ تكييفهــا عــىل أســاس أنهــا رشكــة توصيــة بســيطة‪ ،‬إذ أن املنــاط يف تكييــف العقــود مبــا عنــاه‬
‫املتعاقــدون ال مبــا أطلقــوه مــن أوصــاف ‪.‬‬
‫)‪(٥٣٤‬‬

‫هــذا وقــد رأينــا أن نظــام الــرشكات الســعودي ال يقتــرص عــىل مجــرد األشــكال الخمســة الســابقة كإطــار‬
‫قانــوين للــرشكات يف اململكــة بــل إن املــادة الخامســة والخمســون واملــادة الرابعــة والخمســون بعــد املائــة‬
‫واملــادة الثانيــة والثامنــون بعــد املائــة تضيــف إىل ذلــك نوعــني للــرشكات وهــام رشكــة الشــخص الواحــد‬
‫ذات املســؤولية املحــدودة والرشكــة القابضــة‪.‬‬

‫والحقيقــة أن رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة والرشكــة القابضــة ال تشــكل أي منهــام‬
‫شــكالً جديــدا ً مــن الــرشكات تضــاف إىل األشــكال الخمســة الســابقة للــرشكات‪ ،‬فكالهــام ال يعــدو إال أن‬
‫يكــون نوع ـاً خاص ـاً لهــذه األشــكال‪.‬‬

‫)‪ (٥٣٤‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٧٨‬والدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٨‬‬
‫‪٢٢7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الفرع الثالث‬

‫الشركات المهنية‬

‫‪ -١٧٢‬تعــرف الرشكــة املهنيــة بأنهــا رشكــة مدنيــة مــن شــخص أو أكــرث مــن املرخــص لهــم نظامـاً مبامرســة‬
‫مهنــة حــرة واحــدة أو أكــرث‪ ،‬أو منهــم مــع غريهــم غــري املرخــص لهــم‪ ،‬تتمتــع بشــخصية اعتباريــة مســتقلة‬
‫غرضهــا مامرســة تلــك املهنــة واقتســام األتعــاب فيــام بينهــم)‪ (٥٣٥‬وال يكتســب الــرشكاء وال املســاهمني وال‬
‫الرشكــة صفــة التاجــر)‪.(٥٣٦‬‬

‫ويجــوز أن يكــون اســم الرشكــة مكــون مــن أحــد أســامء الــرشكاء أو املســاهمني أو بعضهــم أو أحدهــم مــن‬
‫املرخــص لهــم‪ ،‬أو أن تتخــذ اسـامً مبتكـرا ً‪ ،‬عــىل أن يتضمــن مــا يــدل عــىل كونهــا رشكــة مهنيــة)‪ ،(٥٣٧‬وتحديــد‬
‫الشــكل الــذي تتخــذه)‪ .(٥٣٨‬ويف حــال تغــري الــرشكاء أو املســاهمني بســبب وفاتــه أو انســحابه فإنــه يجــب‬
‫إزالــة اســم املتــوىف أو املنســحب مــامل تكــن هنــاك موافقــة كتابيــة مســبقة مــن املتــوىف أو ورثتــه)‪،(٥٣٩‬‬

‫وال تكتســب الرشكــة الشــخصية االعتباريــة اال بقيدهــا يف الســجل الخــاص بهــا يف وزارة التجــارة‪ ،‬صاحبــة‬
‫االختصــاص يف تأســيس الــرشكات املهنيــة)‪ .(٥٤٠‬كــام ال يجــوز االحتجــاج أمــام الغــري بعقــد التأســيس أو نظــام‬
‫الرشكــة األســاس أو أي تعديــل يطــرأ عليــه إال بعــد القيــد يف ســجل الــرشكات املهنيــة)‪.(٥٤١‬‬

‫وتتخــذ الرشكــة املهنيــة شــكل رشكــة التضامــن‪ ،‬رشكــة التوصيــة البســيطة‪ ،‬رشكــة املســاهمة‪ ،‬الرشكــة ذات‬
‫املســؤولية املحــدودة)‪ .(٥٤٢‬ويــرسي عــىل الرشكــة املهنيــة احــكام نظــام الــرشكات مــامل تتعــارض مــع طبيعتهــا‬
‫أو أحــكام نظــام الــرشكات املهنيــة)‪.(٥٤٣‬‬

‫وأجــاز النظــام مامرســة أكــرث مــن مهنــة يف الرشكــة الواحــدة)‪ .(٥٤٤‬إال أنــه يحظــر عــىل الرشيــك أو املســاهم‬
‫املرخــص لــه مبامرســة مهنــة حــرة الدخــول رشيــكاً أو مســاهامً يف رشكــة مهنيــة أخــرى متــارس ذات‬
‫املهنــة)‪ ،(٥٤٥‬لعــدم اإلرضار مبصالــح الرشكــة ومنافســتها‪.‬‬

‫)‪ (٥٣٥‬املادة الثانية من نظام الرشكات املهنية الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ١٧/‬وتاريخ ‪١٤٤١/٠١/٢٥‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٥٣٦‬املادة الرابعة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٣٧‬املادة الرابعة عرشة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٣٨‬املادة الثانية من الالئحة التنفيذية لنظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٣٩‬املادة الرابعة عرشة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٠‬املادة الثامنة من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬
‫)‪ (٥٤١‬املادة التاسعة الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٢‬املادة الثالثة من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٣‬املادة الرابعة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٤‬املادة الخامسة الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٥‬املادة السابعة من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬
‫‪٢٢8‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫ويجــوز أن يدخــل غــري املرخــص لــه رشيــكاً أو مســاهامً يف رشكــة مهنيــة‪ ،‬عــىل أن ال يكــون يف رشكــة‬
‫تضامــن أو أن يكــون رشيــكاً متضامن ـاً يف رشكــة توصيــة بســيطة)‪ .(٥٤٦‬كــام يجــب أال يتجــاوز نصيــب غــري‬
‫املرخــص لــه يف الرشكــة مــا نســبته ‪ ٪٣٠‬مــن رأس مــال الرشكــة‪ ،‬ولوزيــر التجــارة بعــد التنســيق مــع الجهــة‬
‫املختصــة تعديــل هــذه النســبة‪ ،‬كــام يجــب أن ال يكــون لــه ســيطرة مبــارشة أو غــري مبــارشة عــىل الرشكــة‬
‫وادارتهــا وأن ال يتدخــل أو يؤثــر عــىل اســتقاللية الــرشكاء أو املســاهمني املرخــص لهــم يف مامرســتهم‬
‫املهنــة)‪ ،(٥٤٧‬ومتــى مــا كانــت رشكــة ذات توصيــة بســيطة‪ ،‬فإنــه اليجــوز أن يتجــاوز عــدد الــرشكاء املوصــني‬
‫غــري املرخــص لهــم عــدد الــرشكاء املرخــص لهــم‪.‬‬

‫ومتــارس الرشكــة نشــاطها املرخــص لهــا مــن خاللهــا‪ ،‬وأن يكــون ذلــك من خــالل الــرشكاء واملســاهني املرخص‬
‫لهــم‪ ،‬ولهــا االســتعانة بأشــخاص مرخــص لهــم‪ ،‬عــىل أن يكــون ذلــك تحــت ارشاف الرشكــة ومســئوليتها)‪.(٥٤٨‬‬
‫ومنعـاً لتعــارض املصالــح‪ ،‬ال يجــوز للرشيــك أو املســاهم املرخــص لــه مامرســة املهنــة الحــرة إال مــن خــالل‬
‫الرشكــة‪ ،‬مــامل يحصــل عــىل مواقفــة كتابيــة مــن جميــع الــرشكاء أو موافقــة الجمعيــة العامــة‪ ،‬وإال كان مــا‬
‫حصــل عليــه مــن أتعــاب ومنافــع ماليــة حق ـاً للرشكــة)‪ .(٥٤٩‬وال يجــوز للرشكــة مامرســة األعــامل التجاريــة‬
‫أو تأســيس رشكات تجاريــة أو مهنيــة أخــرى‪ ،‬إال أن لهــا متلــك األصــول املاليــة والعقاريــة يف ســبيل تحقيــق‬
‫غــرض الرشكــة)‪.(٥٥٠‬‬

‫ويديــر الرشكــة واحــد أو أكــرث مــن الــرشكاء فيهــا‪ ،‬ويجــوز أن تكــون إدارة الرشكــة مــن قبــل الغــري متــى مــا‬
‫كانــت اإلدارة مــن أكــرث مــن شــخص رشيطــة أن يكــون النصــف مــن الــرشكاء املرخــص لهــم‪.‬‬

‫ومتــى مــا اتخــذت الرشكــة املهنيــة شــكل رشكــة مســاهمة‪ ،‬فإنــه تتــم إدارة الرشكــة مــن خــالل مجلــس‬
‫إدارة مكــون مــن عــدد مســاهميها أو مــن غريهــم‪ ،‬عــىل أن يكــون نصــف األعضــاء مــن املســاهمني املرخص‬
‫لهــم)‪ .(٥٥١‬وعــىل كل حــال‪ ،‬ال يجــوز أن يكــون مــن ضمــن صالحيــة املديــر أو مجلــس اإلدارة مــا يخــل‬
‫ـئوال شــخصياً ‪-‬ومتــى تعــدد‬
‫باســتقاللية الــرشكاء أو املســاهمني يف مامرســتهم املهنــة)‪ .(٥٥٢‬ويكــون املديــر مسـ ً‬
‫املــدراء تكــون املســئولية تضامنيــة فيــام بينهــم‪ -‬عــن تعويــض األرضار التــي تصيــب الرشكــة أو الــرشكاء‬
‫أو املســاهمني أو الغــري نتيجــة األخطــاء التــي ترتكــب أثنــاء مبــارشة أعــامل اإلدارة أو ملخالفــة النظــام أو‬
‫الالئحــة أو األنظمــة األخــرى ذات الصلــة أو بســبب مخالفــة احــكام عقــد تأســيس الرشكــة أو نظــام الرشكــة‬
‫األســاس)‪.(٥٥٣‬‬

‫)‪ (٥٤٦‬املادة الخامسة الفقرة ‪ ٤‬من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬


‫)‪ (٥٤٧‬املادة الخامسة الفقرة ‪ ٤‬من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٨‬املادة الخامسة عرشة من الالئحة التنفيذية لنظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٤٩‬املادة املادة الثالثة عرشة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬
‫)‪ (٥٥٠‬املادة الحادية عرشة من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬
‫)‪ (٥٥١‬املادة الخامسة عرشة من نظام الرشكات التجارية‪.‬‬
‫)‪ (٥٥٢‬املادة السادسة عرشة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٥٣‬املادة الثامنة عرشة من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫‪٢٢9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫ومســئولية الرشيــك أو املســاهم عــن األخطــاء املهنيــة التــي تقــع منــه تجــاه الرشكــة أو باقــي الــرشكاء أو‬
‫املســاهمني مســئولية شــخصية‪ ،‬وتكــون الرشكــة مســئولة عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب الغــري نتيجــة‬
‫األخطــاء التــي يرتكبهــا الــرشكاء أو املســاهمني)‪.(٥٥٤‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬ال يجــوز إنهــاء الرشكــة قبــل املــدة املتفــق عليهــا إال بعــد اإلعــالن عــن ذلــك وإبــالغ جميــع‬
‫عمالئهــا كتابــة وفــق اآلليــة التــي تحددهــا الالئحــة)‪ .(٥٥٥‬إال أن فقــدان الرشيــك أو املســاهم املرخــص لــه‬
‫الرتخيــص بصفــة مؤقتــة وكان بقيــة الــرشكاء أو املســاهمني غــري مرخــص لهــم‪ ،‬فــإن الرشكــة تتوقــف عــن‬
‫مبــارشة نشــاطها‪ ،‬ومتــى مــا فُقــد الرتخيــص بصفــة نهائيــة عــد منســحباً مــن الرشكــة مــامل ينــص عقــد‬
‫تأســيس الرشكــة أو نظامهــا األســاس عــىل خــالف ذلــك كأن يتحــول اىل رشيــك أو مســاهم غــري مرخــص لــه‬
‫وفقـاً لألحــكام الســابق اإلشــارة اليهــا‪.‬‬

‫كــام أنــه يرتتــب عــىل فقــدان الرتخيــص بصفــة نهائيــة للمرخــص الوحيــد لوفاتــه أو بانســحابه أو كانــت‬
‫مملوكــة لشــخص واحــد‪ ،‬وجــب عــىل الرشكــة التوقــف عــن مامرســة املهنــة‪ ،‬ومتنــح فــرتة ســتة أشــهر‬
‫لتصحيــح أوضاعهــا وفقـاً ألحــكام النظــام‪ ،‬وللوزيــر متديــد فــرتة تصحيــح األوضــاع لفــرتة مامثلــة متــى مــا‬
‫كان هنــاك مصلحــة يف ذلــك وإال انقضــت الرشكــة بقــوة النظــام)‪.(٥٥٦‬‬

‫)‪ (٥٥٤‬املادة السابعة عرشة من نظام الرشكات املهنية ‪.‬‬


‫)‪ (٥٥٥‬املادة التاسعة الفقرة ‪ ٣‬من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫)‪ (٥٥٦‬املادة عرشون من نظام الرشكات املهنية‪.‬‬
‫‪٢٣0‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفرع الرابع‬

‫الشركات غير الربحية‬

‫‪ -١٧٣‬نظــم مــرشوع نظــام الــرشكات الجديــد‪ ،‬الــرشكات غــري الربحيــة يف البــاب الثامــن منــه املــواد ‪-١٨٣‬‬
‫‪ .١٩٩‬وتعــرف الــرشكات غــري الربحيــة بأنهــا‪ «:‬رشكــة عامــة أو خاصــة ال تهــدف اىل تحقيــق ربــح يعــود اىل‬
‫الــرشكاء أو املســاهمني فيهــا«)‪.(٥٥٧‬‬

‫والــرشكات غــري الربحيــة قــد تكــون عامــة‪ ،‬أي يجــب أن تتخــذ شــكل رشكــة املســاهمة وينحــرص غرضهــا‬
‫حســبام نصــت عليــه املــادة ‪ ،١٨٤‬يف االيت‪:‬‬

‫‪ .١‬التعليم واألبحاث العلمية والعلوم‪،‬‬

‫‪ .٢‬الشؤون الصحية وعالج املرىض‪،‬‬

‫‪ .٣‬حامية البيئة والحياة الفطرية وتطويرها‪،‬‬

‫‪ .٤‬مكافحة الفقر‪،‬‬

‫‪ .٥‬األنشطة الرياضية‪،‬‬

‫‪ .٦‬املواطنة وتنمية املجتمع‪،‬‬

‫‪ .٧‬االداب والفنون والثقافة والرتاث‪،‬‬

‫‪ .٨‬حقوق االنسان ومبادرات الصلح والوحدة الوطنية واملساواة‪،‬‬

‫‪ .٩‬صيانة املنشأت واملرافق العامة‪،‬‬

‫‪.١٠‬أي أغراض أخرى تحددها الالئحة)‪.(٥٥٨‬‬

‫)‪ (٥٥٧‬املادة ‪ ١٨٣‬من مرشوع نظام الرشكات الجديد‪.‬‬


‫)‪ (٥٥٨‬املادة ‪ ١٨٤‬من مرشوع نظام الرشكات الجديد‪.‬‬
‫‪٢٣١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫وقــد تتخــذ الرشكــة غــري الربحيــة شــكل الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة أو املســاهمة ويف هــذه الحالــة‬
‫يجــوز أن يكــون غرضهــا مــا نصــت عليــه املــادة ‪ ١٨٤‬الســابق اإلشــارة إليهــا أو أي أغ ـراض أخــرى غــري‬
‫ربحيــة املــادة ‪ .١٨٣‬ويــرسي عــىل الرشكــة األحــكام الخاصــة بالشــكل الــذي تتخــذه فيــام مل يــرد بشــأنه نــص‬
‫خــاص يف الرشكــة غــري الربحيــة ومبــا ال يتعــارض مــع طبيعتهــا)‪.(٥٥٩‬‬

‫وأيـاً كان شــكل الرشكــة غــري الربحيــة‪ ،‬فــال يجــوز طــرح أســهمها أو حصصهــا لالكتــاب العــام‪ ،‬وعــىل ذلــك‬
‫ال يجــوز أن تصــدر صكــوك قابلــة للتــداول)‪.(٥٦٠‬‬

‫ويجــوز للجهــات الحكوميــة والهيئــات واملؤسســات العامــة والجامعــات تأســيس رشكات غــري ربحيــة‬
‫عامــة)‪ .(٥٦١‬كــام يجــوز للموظفــني الحكوميــني االش ـرتاك يف تأســيس رشكــة غــري ربحيــة »عامــة« عــىل أن‬
‫يحظــر عليهــم العمــل التنفيــذي بهــا)‪.(٥٦٢‬‬

‫وتقيــد الــرشكات غــري الربحيــة يف ســجل خــاص لــدى الــوزارة يســمى »ســجل الــرشكات غــري الربحيــة«)‪.(٥٦٣‬‬
‫عــىل أن تقيــد فيــه بيانــات األعضــاء وأي تعديــالت تطــرأ عليــه وذلــك خــالل ‪ ١٥‬يوم ـاً مــن تاريــخ قيــد‬
‫الرشكــة أو مــن تاريــخ التعديــل عليــه)‪.(٥٦٤‬‬

‫ومتــارس الرشكــة غــري الربحيــة نشــاطها وفقـاً لألغـراض املنصــوص عليهــا يف عقــد تأسيســها ووفقـاً لنظامهــا‬
‫االســاس‪ ،‬ولهــا مامرســة أي نشــاط تجــاري ميكنهــا مــن تحقيــق أغراضهــا)‪ ،(٥٦٥‬ولهــا مرشوعيــة الحصــول عــىل‬
‫عوائــد نقديــة أو عينيــة مقابــل أعاملهــا ومنتجاتهــا وخدماتهــا التــي تقدمهــا وأن تحقــق أرباح ـاً تنفقهــا‬
‫عــىل أغراضهــا )‪ ،(٥٦٦‬ويحظــر عــىل الرشكــة غــري الربحيــة أن تــوزع أي مــن ارباحهــا بشــكل مبــارش أو غــري‬
‫مبــارش عــىل أي مــن الــرشكاء أو املســاهمني أو األعضــاء أو املديريــن أو أعضــاء مجلــس اإلدارة أو املوظفــني‬
‫فيهــا مــامل يكــن مشــموالً بأغـراض الرشكــة املنصــوص عليهــا يف عقــد تأسيســها أو نظامهــا األســاس ولالئحــة‬
‫تحديــد الحــد األقــىص لنســبة األربــاح التــي ميكــن توزيعهــا)‪.(٥٦٧‬‬

‫كــام يجــوز للــرشكات غــري الربحيــة »العامــة«‪ ،‬قبــول الهبــات والوصايــا واألوقــاف النقديــة والعينيــة أو‬
‫إدارتهــا أو اســتثامرها متــى مــا نــص عــىل ذلــك يف النظــام األســاس‪ ،‬ووفقـاً لــرشوط الواهــب أو املــويص أو‬

‫)‪ (٥٥٩‬املادة ‪ ١٨٣‬الفقرة ‪ ٤‬من مرشوع نظام الرشكات الجديد‪.‬‬


‫)‪ (٥٦٠‬املادة ‪ ١٨٣‬الفقرة ‪ ٣‬من مرشوع نظام الرشكات الجديد‪.‬‬
‫)‪ (٥٦١‬املادة‪ ١٩٧‬من مرشوع نظام الرشكات الجديد‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٢‬املادة ‪ ١٩٨‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٣‬املادة ا‪ ١٨٦‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٤‬املادة ‪ ١٩١‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٥‬املادة ‪ ١٨٧‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٦‬املادة ‪ ١٩٥‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٥٦٧‬املادة ‪ ١٩٦‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٢٣٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الواقــف إن وجــدت‪ ،‬وال يجــوز التحلــل مــن هــذه الــرشوط اال مبوافقــة مقدمهــا أو املحكمــة املختصةمبــا‬
‫يحقــق املصلحــة العامــة وذلــك عنــد تعــذر الحصــول عــىل موافقتــه عنــد موتــه أو عجــزه أو غيابــه)‪.(٥٦٨‬‬

‫ويشــرتط يف مديــر الرشكــة أو عضــو مجلــس اإلدارة أن يكــون كامــل األهليــة وفقـاً للنظــام الســعودي‪ ،‬وأال‬
‫يجمــع بــني العمــل يف مراجعــة حســابات الرشكــة وإدارتهــا أو عضويــة مجلــس اإلدارة‪ ،‬كــام يشــرتط فيــه‬
‫عــدم فتــح أي مــن إجـراءات اإلفــالس تجاهــه‪ ،‬وأال يكــون قــد أديــن بجرميــة مخلــة باألمانــه مــامل يــرد اليــه‬
‫اعتبــاره وفقـاً لألنظمــة‪ ،‬كــام ال يجــوز أن يجمــع بــني منصــب رئيــس مجلــس اإلدارة وأي منصــب تنفيــذي‬
‫يف الرشكــة)‪.(٥٦٩‬‬

‫ويجــوز تحــول الرشكــة غــري الربحيــة »الخاصــة« اىل أي شــكل مــن أشــكال الــرشكات مــامل ينــص عقــد‬
‫تأسيســها أو نظامهــا األســاس عــىل خــالف ذلــك‪ ،‬عــىل أن يكــون رأس مالهــا هــو ذاتــه عنــد التأســيس‪،‬‬
‫ويــرصف مــا زاد مــن أربــاح أو احتياطــي عــىل أغراضهــا املنصــوص عليهــا)‪.(٥٧٠‬‬

‫)‪ (٥٦٨‬املادة ‪ ١٩٣‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬


‫)‪ (٥٦٩‬املادة ‪ ١٩٢‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٥٧٠‬املادة ‪ ٢٢٧‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٢٣٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الفصل الثاني‬

‫عقد الشركة‬

‫‪ -١٧٤‬أرشنــا فيــام ســبق إىل أن املــادة الثانيــة مــن نظــام الــرشكات الســعودي تعــرف الرشكــة بأنهــا‪ «:‬عقــد‬
‫يلتــزم مبقتضــاه شــخصان أو أكــرث بــأن يســاهم كل منهــم يف مــرشوع يســتهدف الربــح‪ ،‬بتقديــم حصــة مــن‬
‫مــال أو عمــل أو منهــام القتســام مــا ينشــأ مــن هــذا املــرشوع مــن ربــح أو خســارة«‪ ،‬إال أن املــادة الخامســة‬
‫والخمســون واملــادة الرابعــة والخمســون بعــد املائــة مــن نظــام الــرشكات الحــايل أجــازت تأســيس رشكــة‬
‫مــن شــخص واحــد بــرشوط واحــكام حددهــا النظــام)‪ .(٥٧١‬وعقــد الرشكــة يجــب أن يتوافــر فيــه ‪-‬فضـ ًـال‬
‫عــن األركان املوضوعيــة الخاصــة التــي حددهــا النــص‪ -‬األركان املوضوعيــة العامــة يف العقــود وهــي الرضــا‬
‫واملحــل والســبب واألهليــة وكذلــك بعــض األركان الشــكلية‪ ،‬ويرتتــب عــىل تخلــف أحــد هــذه األركان‬
‫تعــرض الرشكــة للبطــالن‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك نقســم دراســتنا يف هــذا الفصــل إىل أربعــة مباحــث‪ ،‬نتكلــم يف األول عــن األركان املوضوعيــة‬
‫العامــة لعقــد الرشكــة‪ ،‬ونــرشح يف الثــاين األركان املوضوعيــة الخاصــة‪ ،‬ونبــني يف الثالــث األركان الشــكلية‪،‬‬
‫ونبحــث يف الرابــع بطــالن الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٥٧١‬املادة ‪ ١٥٤ ،٥٥‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫‪٢٣4‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫المبحث األول‬

‫األركان الموضوعية العامة‬

‫‪ -١٧٥‬يخضــع عقــد الرشكــة للقواعــد العامــة يف العقــود‪ ،‬فيجــب أن يتوافــر فيــه الرضــا واملحــل والســبب‬
‫واألهليــة‪ ،‬ويرتتــب عــىل تخلــف أحــد هــذه األركان تعــرض الرشكــة للبطــالن‪.‬‬

‫‪ -١76‬الرضا‪:‬‬
‫وهــو التعبــري عــن إرادة املتعاقديــن التــي تصــاغ يف اإليجــاب والقبــول‪ ،‬وإذا انعــدم الرضــا ترتــب عــىل ذلــك‬
‫عــدم قيــام الرشكــة‪ ،‬ويكــون الرضــا معدوم ـاً إذا مل يتفــق الــرشكاء عــىل تقديــر الحصــص أو عــىل محــل‬
‫الرشكــة)‪ ،(٥٧٢‬أمــا إذا وجــد الرضــا فيجــب ان يكــون صحيحـاً خاليـاً مــن العيــوب كالغلــط واإلكـراه والتدليــس‬
‫وإال كان العقــد قاب ـالً لإلبطــال بنــا ًء عــىل طلــب مــن لحــق إرادتــه عيــب مــن هــذه العيــوب‪ ،‬واإلك ـراه‬
‫نــادر الوقــوع يف عقــد الرشكــة بخــالف التدليــس الــذي غالب ـاً مــا يلجــأ إليــه املؤسســون لحمــل غريهــم‬
‫عــىل االشـرتاك يف الرشكــة‪ ،‬ويجــوز إبطــال العقــد بســبب التدليــس متــى كان التدليــس قــد وقــع عــىل أحــد‬
‫الــرشكاء مــن بقيــة الــرشكاء مجتمعــني أو مــن نائبيهــم‪ ،‬أمــا التدليــس الــذي يقــع مــن شــخص غــري رشيــك‬
‫أو يقــع مــن رشيــك واحــد فــال يبطــل العقــد ويقتــرص أثــره عــىل الرجــوع عــىل املدلــس بالتعويــض)‪.(٥٧٣‬‬
‫والغلــط الــذي يجيــز طلــب البطــالن هــو الغلــط الجوهــري‪ ،‬كــام لــو وقــع الغلــط يف شــخصية الرشيــك يف‬
‫رشكــة مــن الــرشكات التــي تقــوم عــىل االعتبــار الشــخيص كرشكــة التضامــن مثـالً أو وقــع الغلــط يف نــوع‬
‫الرشكــة كــام إذا أراد الشــخص االنضــامم إىل رشكــة ذات مســئولية محــدودة وإذا بهــا رشكــة تضامــن‪.‬‬

‫‪ -١77‬المحل‪:‬‬
‫محــل عقــد الرشكــة هــو املــرشوع املــايل الــذي اســتهدف الــرشكاء تحقيقــه مــن وراء قيــام الرشكــة‪ ،‬أو هــو‬
‫النشــاط االقتصــادي الــذي تقــوم بــه الرشكــة ومحــل الرشكــة بهــذا املعنــى يختلــط بغــرض الرشكــة أو‬
‫بســبب وجودهــا)‪ ،(٥٧٤‬ويجــب أن يكــون محــل الرشكــة أو غرضهــا مرشوع ـاً وممكن ـاً وإال كانــت الرشكــة‬
‫باطلــة‪ ،‬فــإذا كان الغــرض مــن الرشكــة التعامــل بالربــا أو االتجــار يف املــواد املحرمــة رشع ـاً كالخمــور أو‬
‫املخــدرات أو لحــم الخنزيــر فــإن الرشكــة تكــون باطلــة بطالنـاً مطلقـاً يف اململكــة لعــدم مرشوعيــة محلهــا‪.‬‬

‫كذلــك يعتــرب محــل الرشكــة غــري ممكــن متــى كان الغــرض منهــا مبــارشة نشــاط جائــز يف األصــل ولكــن‬
‫النظــام يحظــره عــىل مثــل نوعهــا مــن الــرشكات‪ ،‬ومثــال ذلــك مــا تنــص عليــه املــادة ‪ ١/١٥٣‬مــن نظــام‬

‫)‪ (٥٧٢‬دكتور عيل يونس »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١‬‬
‫)‪ (٥٧٣‬دكتور أكثم الخويل »الوجيز‪ «..‬بند رقم ‪ ،٣٦٧‬دكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣١‬‬
‫)‪ (٥٧٤‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦١‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٧١‬‬
‫‪٢٣5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الــرشكات الســعودي مــن حظــر قيــام الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة بأعــامل التأمــني أو االدخــار أو‬
‫البنــوك أو التمويــل أو اســتثامر األمــوال لحســاب الغــري‪ ،‬وعليــه تعتــرب الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‬
‫باطلــة متــى كان القصــد منهــا مامرســة أحــد هــذه األعــامل‪.‬‬

‫‪ -١78‬السبب‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن الســبب يف عقــد الرشكــة يختلــط باملحــل‪ ،‬إذ أن ســبب الت ـزام الــرشكاء بتقديــم حصــة‬
‫يف رأس مــال الرشكــة هــو الرغبــة يف تحقيــق األربــاح واقتســامها عــن طريــق القيــام مبــرشوع اقتصــادي‬
‫معــني)‪ ،(٥٧٥‬بينــام يــرى البعــض اآلخــر أن الســبب ال يختلــط باملحــل وأن الســبب يف عقــد الرشكــة هــو دامئـاً‬
‫رغبــة كل رشيــك يف الحصــول عــىل الربــح وأن الســبب يكــون لذلــك مرشوع ـاً يف كل الصــور)‪.(٥٧٦‬‬

‫‪ -١79‬األهلية‪:‬‬
‫يجــب أن يكــون الرشيــك أهــالً للتعاقــد والدخــول يف الرشكــة وإال كان لــه أن يطلــب إبطــال الرشكــة‬
‫بالنســبة لــه‪.‬‬

‫ويختلــف رشاح القانــون املعــارص يف تحديــد األهليــة الالزمــة إلبــرام عقــد الرشكــة‪ ،‬فيذهــب البعــض‬
‫إىل القــول بــأن األهليــة الالزمــة هنــا هــي أهليــة التــرصف وااللت ـزام)‪ ،(٥٧٧‬بينــام يكتفــي البعــض اآلخــر‬
‫بــأن يتوافــر يف الرشيــك أهليــة الترصفــات الدائــرة بــني النفــع والــرضر ألن عقــد الرشكــة يعــد مــن هــذه‬
‫الترصفــات فهــو ال يعــدو إال أن يكــون عقــدا ً مــن عقــود املعاوضــة)‪ ،(٥٧٨‬ويتفــق هــذا الــرأي األخــري مــع مــا‬
‫هــو مقــرر يف الرشيعــة اإلســالمية‪ ،‬فالرشيعــة ال تجيــز للصبــي املميــز أن يــربم عقــد الرشكــة إال بــإذن وليــه‪،‬‬
‫ألن عقــد الرشكــة مــن العقــود التــي يحتمــل التــرصف فيهــا نفعـاً أو رضرا ً‪ ،‬وإن شــارك الصبــي املميــز مــن‬
‫غــري إذن وليــه كان العقــد موقوف ـاً عــىل إذن وليــه‪ ،‬فــإن أجــازه فــذاك وإال فــال‪ ،‬وإن كان الصبــي املميــز‬
‫يتيـامً فــال بــد مــن إذن القــايض املختــص‪ ،‬واملــدار يف ذلــك كلــه مصلحــة الصبــي‪ ،‬فــإن كان يف عقــد الرشكــة‬
‫مصلحــة واضحــة لــه أجــازه القــايض أو الــوايل وإال مل يجــزه)‪.(٥٧٩‬‬

‫وملــا كان الرشيــك املتضامــن يف رشكات التضامــن ورشكات التوصيــة البســيطة ورشكات التوصيــة باألســهم‬
‫يكتســب صفــة التاجــر مبجــرد انضاممــه إىل الرشكــة‪ ،‬فإنــه يلــزم أن تتوافــر فيــه أهليــة اإلتجــار عــىل‬
‫التفصيــل الســابق دراســته‪.‬‬

‫)‪ (٥٧٥‬هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٤٦‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٠‬دكتور سميحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٦٨‬دكتور أبو زيد‬
‫رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٣‬دكتور سعيد يحيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٩٥‬‬
‫)‪ (٥٧٦‬دكتور أكثم الخويل »دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٤٨‬دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١٥‬دكتور ثروت عبد الرحيم مرجع‬
‫سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٩٠‬‬
‫)‪ (٥٧٧‬انظر الدكتور عيل يونس »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.٢٢‬‬
‫)‪ (٥٧٨‬انظر الدكتور الخويل »املوجز‪ «..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٦٨‬دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٣‬‬
‫)‪ (٥٧٩‬انظر األستاذ مصطفى الزرقا »املدخل الفقهي العام«‪ ،‬دمشق ‪ ،١٩٦٥‬جط ص ‪ ،٧٥٨‬الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ١‬ص ‪.١٠٠‬‬
‫‪٢٣6‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫ويجــوز لــويل القــارص طبقـاً للــرأي الراجــح أن يســتثمر أمــوال القــارص باالكتتاب يف أســهم رشكات املســاهمة‬
‫أو التوصيــة باألســهم أو الدخــول رشيــكاً يف الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬وذلــك ألن هــذا االســتثامر‬
‫ال يــؤدي إىل اكتســاب القــارص صفــة التاجــر وال إىل تحمــل املســئولية التضامنيــة واملطلقــة عــن ديــون‬
‫الرشكــة فالقــارص يف هــذه الحالــة ال يســأل عــن ديــون الرشكــة إال يف حــدود قيمــة األســهم أو الحصــص‬
‫التــي ميتلكهــا)‪.(٥٨٠‬‬

‫)‪ (٥٨٠‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ :١٦٠‬وانظر عكس ذلك الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪ ٣٦‬و ‪.٣٧‬‬
‫‪٢٣7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫المبحث الثاني‬

‫األركان الموضوعية الخاصة‬

‫‪ -١٨٠‬يجــب أن يتوافــر يف عقــد الرشكــة إىل جانــب األركان املوضوعيــة العامــة أركان موضوعيــة خاصــة‬
‫حددتهــا املــادة الثانيــة مــن نظــام الــرشكات ‪ ،‬وهــذه األركان هــي تعــدد الــرشكاء‪ ،‬وتقديــم الحصــص‪ ،‬ونيــة‬
‫املشــاركة‪ ،‬واقتســام األربــاح والخســارة‪ ،‬وهــذه األركان األربعــة هــي التــي متيــز يف الحقيقــة عقــد الرشكــة‬
‫عــن غــريه مــن العقــود وتضفــي عليــه طابعــه الخــاص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعدد الشركاء‪:‬‬


‫‪ً -١8١‬‬
‫وتعــدد الــرشكاء أمــر تقتضيــه الفكــرة التعاقديــة للرشكــة‪ ،‬وهــي الفكــرة التــي أخــذ بهــا نظــام الــرشكات‬
‫الســعودي القديــم حــني قــرر يف مادتــه األوىل أن »الرشكــة عقــد يلتــزم مبقتضــاه شــخصان أو أكــرث‪«...‬‬
‫وموقــف نظــام الــرشكات الســعودي القديــم يتفــق مــع موقــف الرشيعــة اإلســالمية والقوانــني الالتينيــة‬
‫التــي تأخــذ مببــدأ وحــدة الذمــة‪ ،‬وبالتــايل ال تجيــز للشــخص أن يقتطــع جــزءا ً مــن ذمتــه ويخصصــه للقيــام‬
‫مبــرشوع معــني مــع تحديــد مســئوليته عــن هــذا املــرشوع مبــا خصــص لــه مــن أمــوال إذ تعتــرب جميــع‬
‫أمــوال املديــن ضامنــه للوفــاء بديونــه)‪ ،(٥٨١‬غــري أن هنــاك بعــض الترشيعــات كالترشيــع اإلنجليــزي واألملــاين‬
‫ونظــام الــرشكات الســعودي الحــايل ال تأخــذ مببــدأ وحــدة الذمــة وبالتــايل فهــي تجيــز للشــخص أن يقتطــع‬
‫جــزءا ً مــن ذمتــه ويخصصهــا للقيــام مبــرشوع معــني يتخــذ شــكل الرشكــة ويطلــق عــىل هــذا النــوع اســم‬
‫رشكــة الرجــل الواحــد ‪ One mas’s Company‬أو رشكــة الشــخص الواحــد‪.‬‬

‫يشــرتط إذن كقاعــدة عامــة لصحــة عقــد الرشكــة يف اململكــة وجــود رشيكــني عــىل األقــل وذلــك فيــام عــدا‬
‫رشكــة املســاهمة)‪ (٥٨٢‬وذات املســؤولية املحــدودة)‪ (٥٨٣‬إذ أجــاز النظــام تأسيســها مــن شــخص واحــد عــىل مــا‬
‫ســيأيت تفصيلــه الحقـاً‪.‬‬

‫وليــس هنــاك حــد أقــىص لعــدد الــرشكاء وذلــك باســتثناء الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‪ ،‬حيــث ينــص‬
‫النظــام رصاحــة عــىل أنــه ال يجــوز أن يزيــد عــدد الــرشكاء يف هــذه الرشكــة عــن خمســني رشيــكاً مــامل تكــن‬
‫الزيــادة ناتجــة مــن اإلرث أو الوصيــة املــادة ‪.١٥١‬‬

‫)‪ (٥٨١‬انظر الشيخ عيل الخفيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٦٣‬‬


‫)‪ (٥٨٢‬املادة الخامسة والخمسون من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٥٨٣‬املادة الرابعة والخمسون بعد املائة من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٢٣8‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ -١8٢‬ثانياً ‪ :‬تقديم الحصص‪:‬‬


‫يلتــزم كل رشيــك بتقديــم حصــة يف راس مــال الرشكــة‪ ،‬وإال انهــارت فكــرة الرشكــة‪ .‬والحصــص عــىل ثالثــة‬
‫أنــواع‪ :‬فقــد تكــون مبلغـاً مــن النقــود أي حصــة نقديــة‪ ،‬وقــد تكــون عينيــة أي حصــة عينيــة‪ ،‬وقــد تكــون‬
‫عمـالً أي حصــة بالعمــل‪.‬‬

‫‪ -١8٣‬الحصة النقدية‪:‬‬
‫الوضــع الغالــب يف الــرشكات هــو أن يلتــزم الرشيــك بتقديــم مبلــغ مــن النقــود يف حــدود املتفــق عليــه‪،‬‬
‫إذ قــد يتفــق الــرشكاء عــىل تقديــم الحصــص النقديــة يف شــكل دفعــات تدفــع يف مواعيــد محــددة‪ ،‬ومثــال‬
‫ذلــك أن يتفــق الــرشكاء عــىل تقديــم نصــف الحصــص النقديــة عنــد التأســيس عــىل أن يدفــع النصــف‬
‫اآلخــر بعــد مــيض ســنة أو ســنتني عــىل التأســيس‪ ،‬بإســتثناء الرشكــة املســاهمة والتــي يجــب تقديــم ربــع‬
‫رأس املــال املحــدد كحــد أدىن عنــد تأســيس الرشكــة املــادة ‪ ٥٤‬مــن نظــام الــرشكات‪ .‬فــإذا عجــز أحــد‬
‫الــرشكاء عــن الوفــاء بقيمــة حصتــه يف امليعــاد املتفــق عليــه‪ ،‬كان للرشكــة أن تطالبــه بــأداء التزامــه‪ .‬وتقــرر‬
‫املــادة الســابعة مــن نظــام الــرشكات قاعــدة ملصلحــة الرشكــة يف مواجهــة الرشيــك املتقاعــس عــن تنفيــذ‬
‫التزامــه وهــي مســئولية الرشيــك املتقاعــس يف مواجهــة الرشكــة عــن تعويــض الــرضر املرتتــب عــىل تأخــره‬
‫يف تقديــم الحصــة التــي تعهــد بهــا)‪.(٥٨٤‬‬

‫‪ -١84‬الحصة العينية‪:‬‬
‫والحصــة التــي يقدمهــا الرشيــك يف الرشكــة قــد تكــون عينــاً‪ ،‬أي مــاالً آخــر غــري النقــود عقــارا ً كان أو‬
‫منقــوالً‪ ،‬والعقــار الــذي يقدمــه الرشيــك قــد يكــون أرضـاً تقيــم عليهــا الرشكــة مصنعهــا أو مخازنهــا وقــد‬
‫يكــون مبنــى جاهـزا ً تتخــذه مقـرا ً مثـالً إلدارتهــا‪ ،‬واملنقــول قــد يكــون ماديـاً كاآلالت والبضائــع‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫معنويـاً كديــن للرشيــك لــدى الغــري أو أوراق ماليــة أو تجاريــة أو بـراءة اخـرتاع أو محــل تجــاري أو رســوم‬
‫أو منــاذج صناعيــة أو حقــوق امللكيــة األدبيــة والفنيــة)‪.(٥٨٥‬‬

‫هــذا ومتــى كانــت حصــة الرشيــك العينيــة عبــارة عــن ديــون لــه يف ذمــة الغــري‪ ،‬فــإن التزامــه قبــل الرشكــة‬
‫ال ينقــيض إال إذا اســتوفيت هــذه الديــون‪ ،‬وقــد نصــت عــىل ذلــك رصاحــة املــادة ‪ ٢/٦‬مــن نظــام الــرشكات‬
‫بقولهــا‪ «:‬إذا كانــت حصــة الرشيــك حق ـاً لــه لــدى الغــري فــال تــربأ ذمتــه قبــل الرشكــة إال بعــد تحصيلــه‬
‫هــذا الحــق ووضعــه تحــت تــرصف الرشكــة خــالل املــدة املحــددة لذلــك« ونعتقــد أن الرشيــك يكــون‬
‫مســئوالً عــن تعويــض الــرضر الناتــج عــن التأخــري يف الوفــاء بهــذه الحقــوق وذلــك قياسـاً عــىل مســئوليته‬

‫)‪ (٥٨٤‬قارن يف مفهوم ما تقرره هذه املادة الدكتور سعيد يحيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٩٩‬والدكتور الخويل »دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥١‬‬
‫)‪ (٥٨٥‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧٣٣‬ودكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٤‬وانظر يف موقف فقهاء الرشيعة اإلسالمية من الحصة‬
‫العينية الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪ ١٠٨‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪٢٣9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫عــن تعويــض الــرضر الناتــج عــن التأخــري يف الوفــاء بالحصــة النقديــة‪.‬‬

‫ويجــب تقديــم الحصــة العينيــة عنــد التأســيس أو باملواعيــد املتفــق عليهــا‪ ،‬بإســتثناء الرشكــة املســاهمة‬
‫والتــي ال يجــوز اصــدار األســهم التــي متثــل حصص ـاً عينيــة اال بعــد الوفــاء بقيمتهــا كاملــة ونقــل ملكيــة‬
‫الحصــص كاملــة اىل الرشكــة)‪.(٥٨٦‬‬

‫وتقديــم الحصــة العينيــة إىل الرشكــة قــد يكــون عــىل ســبيل التمليــك‪ ،‬وقــد يكــون عــىل ســبيل االنتفــاع‬
‫املــادة ‪.١/٦‬‬

‫فــإذا قدمــت الحصــة عــىل ســبيل التمليــك‪ ،‬فــإن العالقــة بــني الرشيــك والرشكــة تخضــع لقواعــد عقــد‬
‫البيــع‪ ،‬فيجــب اســتيفاء إج ـراءات نقــل امللكيــة واالحتجــاج بهــا عــىل الغــري‪ ،‬فــإذا كانــت الحصــة عالمــة‬
‫تجاريــة مثـالً‪ ،‬وجــب مراعــاة األحــكام التــي يقــيض بهــا نظــام تســجيل العالمــات التجاريــة يف مثــل هــذه‬
‫الحالــة‪ ،‬وإذا كانــت الحصــة عقــارا ً وجــب أيض ـاً القيــام باإلج ـراءات التــي يقتضيهــا نقــل امللكيــة ومتــى‬
‫انتقلــت ملكيــة الحصــة إىل الرشكــة ظــل الرشيــك مســئوالً وفقـاً ألحــكام عقــد البيــع عــن ضــامن الحصــة يف‬
‫حالــة الهــالك أو االســتحقاق أو ظهــور عيــب أو نقــص فيهــا املــادة ‪ ،١/٦‬وعــىل ذلــك فــإذا هلكــت الحصــة‬
‫بعــد انتقــال ملكيتهــا والتســليم فــإن الرشكــة هــي التــي تتحمــل تبعــة الهــالك فيظــل رشيــكاً ويبقــى حقــه‬
‫كامـالً يف اســتالم األربــاح‪ ،‬أمــا إذا هلكــت الحصــة قبــل التســليم أو ثبتــت مليكــة الغــري لهــا بعــد التســليم‪،‬‬
‫كان الرشيــك مســئوالً عــن ذلــك وتحتــم عليــه تقديــم حصــة أخــرى وإال أقــيص عــن الرشكــة)‪.(٥٨٧‬‬

‫أمــا إذا قدمــت الحصــة عــىل ســبيل االنتفــاع‪ ،‬فــإن العالقــة بــني الرشيــك والرشكــة تخضــع لقواعــد عقــد‬
‫اإليجــار املــادة‪ ،١ /٦‬ألن الرشيــك ال يلتــزم يف هــذه الحالــة بنقــل أي حــق عينــي للرشكــة بــل يكــون لهــا‬
‫فقــط حــق شــخيص يف االنتفــاع بالعــني املقدمــة‪ ،‬وعــىل ذلــك فــإذا هلكــت الحصــة املقدمــة بفعــل ال شــأن‬
‫للرشكــة فيــه‪ ،‬تحمــل الرشيــك تبعــة الهــالك ألن األصــل أن الــيشء يهلــك عــىل مالكــه‪ ،‬ويلتــزم الرشيــك‬
‫بتقديــم حصــة أخــرى وإال أخــرج مــن الرشكــة‪ ،‬كذلــك يضمــن الرشيــك التعــرض املــادي أو القانــوين الصــادر‬
‫منــه أو التعــرض القانــوين الصــادر مــن الغــري‪ ،‬كــام يضمــن جميــع مــا يوجــد يف العــني مــن عيــوب تحــول‬
‫دون االنتفــاع بهــا أو تنقــص منــه انتفاصـاً كبـريا ً)‪.(٥٨٨‬‬

‫)‪ (٥٨٦‬املادة ‪ ٣/١٠٦‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٥٨٧‬وترسي أحكام عقد البيع أيضاً يف العالقة بني الرشيك والرشكة طبقاً لنص املادة ‪ ١/٦‬من نظام الرشكات إذا كانت حصة الرشيك حق منفعة أو أي حق‬
‫عيني آخر‪.‬‬
‫)‪ (٥٨٨‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪١٦٧‬‬
‫‪٢40‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ -١85‬الحصة بالعمل‪:‬‬
‫يجــوز أن تكــون حصــة الرشيــك عمـالً يؤديــه للرشكــة‪ ،‬واملقصــود بالعمــل هنــا العمــل الفنــي الجــاد الــذي‬
‫يســهم يف نجــاح الرشكــة ويعــود عليهــا بالنفــع املــادي‪ ،‬كعمــل املهنــدس أو الرســام أو املحاســب أو املديــر‬
‫وغريهــم مــن أصحــاب الخــربة الفنيــة والتجاريــة‪ ،‬أمــا إذا كان العمــل تافهـاً فــال يعتــرب حصــة يف رأس مــال‬
‫الرشكــة‪ ،‬ويعتــرب الشــخص الــذي يقدمــه مجــرد أجــري لــدى الرشكــة)‪.(٥٨٩‬‬

‫كذلــك ال يجــوز أن تكــون حصــة الرشيــك بالعمــل مجــرد مــا لــه مــن نفــوذ ســيايس أو ســمعة تجاريــة‪ ،‬وإال‬
‫كان ذلــك اســتغالالً غــري مــرشوع للنفــوذ أو الســمعة‪ ،‬وقــد حرصــت املــادة الخامســة بفقرتهــا األوىل مــن‬
‫نظــام الــرشكات عــىل تأكيــد هــذا املبــدأ رصاحــة فقضــت بأنــه »يجــوز أن تكــون حصــة الرشيــك نقديــة أو‬
‫عينية‪ ،‬ويجــوز كذلــك أن تكــون عمـالً‪ ،‬ولكــن ال يجــوز أن تكــون مالــه مــن ســمعة أو نفــوذ«‪.‬‬

‫ويلتــزم الرشيــك بالعمــل بــأن يكــرس مجهــوده لخدمــة الرشكــة‪ ،‬وميتنــع عليــه أن يبــارش نفــس العمــل‬
‫الــذي تعهــد بتقدميــه للرشكــة لحســابه الخــاص أو لحســاب غــريه‪ ،‬نظـرا ً ملــا يف ذلــك مــن منافســة للرشكــة‪،‬‬
‫وإذا قــام بعمــل مــن هــذا النــوع‪ ،‬كان كل كســب ينتــج مــن هــذا العمــل مــن حــق الرشكــة‪ ،‬ولكــن ال‬
‫تشــمل الحصــة بالعمــل مــا يكــون قــد حصــل عليــه الرشيــك بالعمــل مــن بـراءة اخـرتاع إال إذا اتفــق عــىل‬
‫غــري ذلــك املــادة ‪.٣/٦‬‬

‫ويعتــرب التـزام الرشيــك بالعمــل مــن االلتزامــات املســتمرة التــي تنفــذ يومـاً فيومـاً‪ ،‬وعــىل ذلــك فهــو الــذي‬
‫يتحمــل تبعــة الهــالك‪ ،‬بحيــث إذا توقــف عــن العمــل نهائيـاً ألي ســبب كان اعتــرب متخلفـاً عــن أداء حصتــه‬
‫فتنحــل الرشكــة بالنســبة لــه وال يحــق لــه بعــد ذلــك املشــاركة يف األربــاح)‪.(٥٩٠‬‬

‫ويتــم يف العــادة تقويــم الحصــة بالعمــل باالتفــاق بــني الــرشكاء وقــت التعاقــد ويتحــدد نصيــب الرشيــك‬
‫بالعمــل يف األربــاح والخســارة عــىل أســاس هــذا التقويــم‪ ،‬أمــا إذا مل يتــم تقويــم الحصــة وقــت التعاقــد‪،‬‬
‫كان لــه أن يطلــب فيــام بعــد تقويــم عملــه فيكــون نصيبــه بنســبة حصتــه بحســب تقوميهــا عنــد تأســيس‬
‫الرشكــة‪ ،‬ويكــون هــذا التقويــم أساس ـاً لتحديــد حصتــه يف الربــح والخســارة‪ ،‬وإذا تعــدد الــرشكاء بالعمــل‬
‫دون تقويــم حصــة كل منهــم عــدت هــذه الحصــص متســاوية مــامل يثبــت العكــس‪ ،‬وإذا قــدم الرشيــك‬
‫حصــة بالعمــل وحصــة نقديــة أو عينيــة‪ ،‬كان لــه نصيــب يف الربــح عــن حصتــه بالعمــل ونصيــب يف الربــح‬
‫أو الخســارة عــن حصتــه النقديــة أو العينيــة)‪.(٥٩١‬‬

‫عمال فنياً فيجب أن يكون العمل‬


‫)‪ (٥٨٩‬نص البند رقم ‪ ٢‬من ثانياً من قرار مجلس الوزراء رقم ‪ ١٧‬وتاريخ ‪١٤٠٢ /١ /٢٠‬هـ عىل أنه – إذا كانت حصة الرشيك ً‬
‫غري يدوي«‪.‬‬
‫)‪ (٥٩٠‬وتطبيقاً لذلك نص البند رقم ‪ ١‬من ثانياً من قرار مجلس الوزراء رقم ‪ ١٧‬وتاريخ ‪ ١٤٠٢ /١ /٢٠‬هـ عىل أنه »إذا كانت حصة الرشيك يف الرشكة قارصة عىل‬
‫عمله وأصيب مبرض أو عاهة متنعه من أداء عمله بصورة دامئة فتعترب الرشكة منحلة بالنسبة له«‪.‬‬
‫)‪ (٥٩١‬املادة السادسة الفقرة ‪ ٣‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٢4١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫ونظ ـرا ً مــن ناحيــة ألن رأس مــال الرشكــة هــو الضــامن العــام لدائنيهــا ومــن ناحيــة أخــرى لعــدم قابليــة‬
‫الحصــة بالعمــل ألن تكــون مح ـالً للتنفيــذ الجــربي‪ ،‬فــإن الحصــة بالعمــل ال تدخــل يف تركيــب رأس مــال‬
‫الرشكــة‪ .‬كــام ال يجــوز وفق ـاً للــرأي الراجــح أن تكــون حصــص جميــع الــرشكاء حصص ـاً بالعمــل)‪ (٥٩٢‬وإال‬
‫انعــدم رأس املــال الضامــن لديــون الرشكــة‪ .‬وقياســيا عــىل ذلــك‪ ،‬ال يجــوز تقديــم حصــة بالعمــل إال يف رشكــة‬
‫التضامــن أو املحاصــة أو مــن قبــل الرشيــك املتضامــن يف رشكــة التوصيــة البســيطة‪.‬‬

‫‪ -١86‬التفرقة بين رأس مال الشركة وموجوداتها‪:‬‬


‫يجــب التمييــز بــني رأس مــال الرشكــة وموجوداتهــا‪ ،‬ورأس مــال الرشكــة هــو حســب مــا تقــيض بــه املــادة‬
‫الخامســة بفقرتهــا ‪ ٢‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬مجمــوع الحصــص النقديــة والحصــص العينيــة التــي قدمهــا‬
‫الــرشكاء عنــد إنشــاء الرشكــة أو هــو بعبــارة أخــرى القيمــة األســمية لألســهم وحصــص الــرشكاء)‪.(٥٩٣‬‬

‫ورأس مــال الرشكــة هــو الضــامن لدائنــي الرشكــة‪ ،‬ولــذا وجــب عــدم املســاس بــه طيلــة حيــاة الرشكــة‪،‬‬
‫وعليــه فإنــه ميتنــع عــىل الــرشكاء اســرتداد حصصهــم أثنــاء قيــام الرشكــة‪ ،‬كــام أنــه ال يجــوز توزيــع أربــاح‬
‫عــىل الــرشكاء تقتطــع مــن رأس املــال وإال اعتــربت أرباح ـاً صوريــة يكــون للدائنــني فيهــا حــق اســرتدادها‬
‫ولــو كان الــرشكاء حســني النيــة املــادة‪ .٢/١٠‬وهــذا هــو مــا يعــرب عنــه عــادة »بمبــدأ ثبــات رأس مــال‬
‫الشــركة«)‪.(٥٩٤‬‬

‫غــري أن مبــدأ ثبــات رأس مــال الرشكــة ال يحــول دون تعديــل رأس مــال الرشكــة بالزيــادة أو بالتخفيــض‬
‫متــى اقتضــت ظروفهــا املاليــة ذلــك‪ ،‬ويلــزم لصحــة تعديــل رأس املــال اتبــاع اإلج ـراءات الالزمــة لتعديــل‬
‫عقــد الرشكــة املــادة ‪ .٢/٥‬وإذا كان التعديــل بالتخفيــض فــال يحتــج بــه عــىل الدائنــني الذيــن نشــأت‬
‫حقوقهــم قبــل التعديــل‪.‬‬

‫ورأس مــال الرشكــة بهــذا املعنــى يعتــرب دين ـاً للــرشكاء عــىل الرشكــة‪ ،‬ألنــه ميثــل قيمــة حصصهــم ويتعــني‬
‫عنــد انقضــاء الرشكــة وتصفيتهــا إعــادة توزيعــه عليهــم كل بحســب نصيبــه فيــه‪ ،‬أي بحســب حصتــه وذلــك‬
‫بعــد ســداد كافــة ديــون الرشكــة‪ ،‬مــن هنــا نســتطيع أن نعــرف ملــاذا يــدرج رأس مــال الرشكــة دامئ ـاً يف‬
‫جانــب الخصــوم ‪ Passif‬مــن امليزانيــة‪.‬‬

‫ويختلــف رأس مــال الرشكــة بهــذا املعنــى عــن موجــودات الرشكــة ‪ Actif Social‬ألنــه إذا كان صحيحـاً أنــه‬
‫عنــد إنشــاء الرشكــة تكــون الخصــوم مســاوية لألصــول‪ ،‬وهــو مــا يعنــي مطابقــة رأس املــال للموجــودات‪،‬‬

‫)‪ (٥٩٢‬انظر يف تفاصيل ذلك الدكتور محمود سمري الرشقاوي »مرجع سابق« بند رقم ‪.٢٢٠‬‬
‫)‪ (٥٩٣‬انظر يف فرنسا القرار الصادر يف ‪ ٧‬أغسطس سنة ‪.١٩٥٨‬‬
‫)‪ (٥٩٤‬انظري ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٧٣٨‬‬
‫‪٢4٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫فــإن الرشكــة مــا أن تبــدأ يف العمــل حتــى تقــوم ب ـرشاء املهــامت واآلالت مــن رأس مالهــا‪ ،‬كــام تكتســب‬
‫الحقــوق وتتحمــل االلتزامــات وتحقــق األربــاح‪ ،‬األمــر الــذي يفيــد أن عنــارص املوجــودات تتغــري يف حــني أن‬
‫عنــارص رأس املــال تظــل ثابتــة ألنهــا متثــل قيمــة حصــص الــرشكاء‪.‬‬

‫وميثــل حســاب األربــاح والخســائر يف امليزانيــة الفــرق بــني األصــول والخصــوم‪ ،‬فــإذا أدرج حســاب األربــاح‬
‫والخســائر يف جانــب الخصــوم‪ ،‬كان معنــى ذلــك ارتفاعــاً يف قيمــة موجــودات الرشكــة بالنســبة لقيمــة‬
‫موجوداتهــا األصليــة‪ ،‬أي أن الرشكــة قــد حققــت أرباحـاً‪ ،‬أمــا إذا أدرج حســاب األربــاح والخســائر يف جانــب‬
‫األصــول مــن امليزانيــة كان معنــى ذلــك انخفاضـاً يف قيمــة موجــودات الرشكــة وإصابتهــا بخســائر)‪.(٥٩٥‬‬

‫‪ -١87‬ثالثاً ‪ :‬نية المشاركة‪:‬‬


‫مل تنــص املــادة األوىل مــن نظــام الــرشكات القديــم والتــي عرفــت عقــد الرشكــة عــىل هــذا الركــن‪ ،‬إال أن‬
‫املــادة الثانيــة مــن النظــام الجديــد نصــت عــىل نيــة املشــاركة والتــي بدونهــا ال يتصــور وجــود رشكــة أو‬
‫رشكاء)‪.(٥٩٦‬‬

‫ويعــرف الفقــه التقليــدي نيــة املشــاركة بأنهــا »انـرصاف نيــة الــرشكاء إىل التعــاون بطريقــة إيجابيــة وعــىل‬
‫قــدم املســاواة فيــام بينهــم بغيــة تحقيــق غــرض الرشكــة«)‪ .(٥٩٧‬ومــن مظاهــر التعــاون اإليجــايب وفقـاً لهــذا‬
‫الــرأي املشــاركة يف إدارة الرشكــة واإلرشاف عــىل مســريتها والرقابــة عــىل أعاملهــا‪.‬‬

‫ويؤخــذ عــىل هــذا التعريــف أن التعــاون اإليجــايب يصعــب تصــوره بالنســبة للــرشكاء الذيــن ال يشــاركون يف‬
‫اإلدارة وخاصــة بالنســبة للــرشكاء املســاهمني يف رشكات املســاهمة والتوصيــة باألســهم‪ ،‬كــام أن املســاواة ال‬
‫تتحقــق يف كثــري مــن الفــروض‪ ،‬فــال مســاواة بــني الرشيــك املتضامــن والرشيــك املــويص)‪.(٥٩٨‬‬

‫لــذا يذهــب االتجــاه الحديــث يف الفقــه إىل تعريــف نيــة املشــاركة بأنها‪«:‬الرغبــة يف االتحــاد وتحمــل‬
‫املخاطــر املشــرتكة«‪ ،‬فالرغبــة يف االتحــاد تفــرتض التنظيــم الجامعــي وتــوازي املصالــح ولكنهــا ال تقتــيض‬
‫بالــرضورة التعــاون اإليجــايب عــىل قــدم املســاواة بــني الــرشكاء)‪.(٥٩٩‬‬

‫)‪ (٥٩٥‬انظر جيجالر وايبوليتو‪» ،‬الرشكات التجارية«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٨١‬وانظر فيام يتعلق بحساب األرباح والخسائر‪ ،‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ٤٥٠‬و ‪.٤٥٥‬‬
‫)‪ (٥٩٦‬انظر يف ذلك هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٠٨‬بربار والروش‪ ،‬مرجع اسابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٤‬اسكاراورو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،٢‬بند رقم ‪ ،١٣٢‬روديري‬
‫وهوا مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٣٣٨‬وانظر فيام يتعلق بالقضاء األحكام املشار إليها يف مؤلف جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪٩٩‬‬
‫)‪ (٥٩٧‬انظر اسكارا ورو ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ٢‬بند رقم ‪ ،١٣٢‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات الخاصة« ص ‪ ،٩٧‬ويؤخذ بنفس هذا الرأي يف الفقه العريب للدكتور‬
‫مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٠‬دكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٢٦‬الدكتورة سميحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٤٨٥‬‬
‫)‪ (٥٩٨‬انظر يف هذا الصدد الدكتورة أمرية صدقي »دروس يف الرشكات التجارية« القاهرة‪ ،١٩٦٥ ،‬ص ‪ ،٢١‬دكتور محمد سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪٢٣٣‬‬
‫هامال والجارد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٠٩‬دكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٦‬‬
‫)‪ (٥٩٩‬انظر ً‬
‫‪٢4٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫وتظهــر أهميــة نيــة املشــاركة بوجــه خــاص يف كونهــا املعيــار الحقيقــي الــذي ميكــن أن يركــن إليــه لتمييــز‬
‫الرشكــة عــن غريهــا مــن األنظمــة والعقــود املشــابهة كنظــام الشــيوع وعقــد القــرض وعقــد العمــل متــى‬
‫تضمنــت هــذه العقــود اشـرتاكاً يف األربــاح‪.‬‬

‫‪-‬الشركة والشيوع‪:‬‬
‫يفــرتض الشــيوع تعــدد أشــخاص يف ملكيــة مــال مشــرتك هــو املــال الشــائع‪ ،‬ويكــون لــكل منهــم حصــة‬
‫غــري مفــرزة فيــه‪ ،‬ويتفــق املــالك املشــتاعون عــىل إدارة هــذا املــال لحســابهم جميعــاً‪ ،‬وعليــه فهنــاك‬
‫عنــارص مشــرتكة بــني الرشكــة والشــيوع‪ ،‬وتســمح نيــة املشــاركة يف الحقيقــة بالتمييــز بينهــام‪ ،‬فالرشكــة‬
‫تنشــأ دامئـاً عــن عمــل إيجــايب يتمثــل يف الرغبــة يف االتحــاد‪ ،‬وتحمــل مخاطــر مشــرتكة‪ ،‬يف حــني أن الشــيوع‬
‫حالــة ســلبية بــني املــالك املشــتاعني يغلــب أن تكــون مفروضــة عليهــم‪ ،‬وإذا كان الشــيوع اختياريـاً‪ ،‬فإنــه‬
‫يختلــف أيض ـاً عــن الرشكــة يف أنــه ال ينطــوي عــىل الرغبــة يف االتحــاد وتحمــل املخاطــر املشــرتكة بــني‬
‫الــرشكاء املشــتاعني‪ ،‬بــل يدافــع كل منهــم عــن مصالحــه الخاصــة‪ ،‬لهــذا تنظــم القوانــني الوضعيــة الشــيوع‬
‫وفــق أحــكام تختلــف عــن أحــكام الــرشكات)‪ ،(٦٠٠‬هــذا وتختلــف رشكات العقــود يف الرشيعــة اإلســالمية عــن‬
‫الشــيوع‪ .‬ويتخــذ فقهــاء الرشيعــة اإلســالمية مــن نيــة املشــاركة أيضـاً ضابطـاً للتمييــز بــني هــذه الــرشكات‬
‫ونظــام الشــيوع)‪.(٦٠١‬‬

‫‪-‬الشركة وعقد القرض مع االشتراك في األرباح‪:‬‬


‫قــد يشــرتط املقــرض عــىل املقــرتض الــذي يريــد اســتثامر مبلــغ القــرض يف مــرشوع اقتصــادي أن يحصــل‬
‫عــىل نســبة معينــة مــن األربــاح بــدالً مــن فائــدة ثابتــة‪ ،‬وقــد يصعــب يف هــذه الحالــة التمييــز بــني الرشكــة‬
‫وعقــد القــرض نظــرا ً لوجــود بعــض األركان التــي تقــوم عليهــا الرشكــة كتقديــم الحصــة واملشــاركة يف‬
‫األربــاح‪ ،‬ومــع ذلــك فالثابــت أن العقــد ال يعتــرب رشكــة يف هــذه الحالــة‪ ،‬وذلــك نظـرا ً ألن املقــرض ال يشــارك‬
‫يف املــرشوع مشــاركة إيجابيــة‪ ،‬فهــو يظــل مبعــزل عــن كيفيــة اســتثامر املــرشوع فضـالً عــن أنــه ال يســاهم‬
‫يف الخســائر‪ ،‬وهــو مــا يعنــي أن العقــد ال يعتــرب رشكــة يف هــذه الحالــة لتخلــف نيــة املشــاركة لــدى املقــرض‬
‫الــذي غالبـاً مــا يلجــأ إىل هــذا النــوع مــن العقــود للتهــرب مــن تحريــم الفوائــد الربويــة)‪.(٦٠٢‬‬

‫‪-‬الشركة وعقد العمل مع االشتراك في األرباح‪:‬‬


‫يلجــأ بعــض أربــاب العمــل بغيــة اســتنفاذ جهــود عاملهــم وحثهــم عــىل اإلخــالص وزيــادة اإلنتــاج إىل‬
‫تقريــر نســبة معينــة مــن األربــاح تــوزع عليهــم إىل جانــب أجورهــم الثابتــة‪ ،‬بــل يجــوز أن يقتــرص أجــر‬

‫)‪ (٦٠٠‬انظر الدكتور جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٢٧‬الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٤‬‬
‫)‪ (٦٠١‬انظر الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪.١٣١‬‬
‫)‪ (٦٠٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٨٢‬‬
‫‪٢44‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫العــامل عــىل مــا يقــرر لهــم مــن نصيــب يف األربــاح‪ ،‬وقــد تصعــب التفرقــة يف هــذه الحالــة بــني الرشكــة‬
‫وعقــد العمــل‪ ،‬إذ يقــال أن هنــاك حصــة بالعمــل ومشــاركة يف األربــاح‪ ،‬غــري أن نيــة املشــاركة ومــا تنطــوي‬
‫عليــه مــن الرغبــة يف االتحــاد وقبــول املخاطــر تتنــاىف مــع رابطــة التبعيــة التــي يقــوم عليهــا عقــد العمــل‬
‫ومــا تقتضيــه مــن خضــوع العامــل لــرب العمــل‪.‬‬

‫‪ -١88‬رابعاً ‪ :‬اقتسام األرباح والخسائر‪:‬‬


‫تقــوم الرشكــة طبقـاً ملــا جــاء باملــادة الثانيــة مــن نظــام الــرشكات عــىل »مــرشوع يســتهدف الربــح« فالربــح‬
‫هــو الهــدف الــذي يســعى الــرشكاء إىل تحقيقــه مــن وراء التزامهــم بتقديــم الحصــص وتكويــن الرشكــة‪.‬‬

‫ويقصــد بالربــح طبق ـاً ملــا اســتقر عليــه قضــاء محكمــة النقــض الفرنســية »كل كســب نقــدي أو كســب‬
‫مــادي يضــاف إىل ثــروة الــرشكاء« فــال يكفــي إذن للقــول بوجــود قصــد الربــح مجــرد الســعي إىل تجنــب‬
‫الخســارة أو تحقيــق بعــض الوفــر كالحصــول عــىل بعــض الســلع بأقــل مــن ســعر الســوق)‪.(٦٠٣‬‬

‫وهــدف تحقيــق الربــح هــو املعيــار الــذي يســمح بتمييــز الرشكــة عــن الجمعيــة‪ ،‬فالجمعيــة ال تهــدف إىل‬
‫تحقيــق الربــح بــل تســعى إىل تحقيــق غايــات دينيــة أو سياســية أو فكريــة أو اجتامعيــة‪.‬‬

‫وللتمييــز بــني الرشكــة والجمعيــة أهميتــه‪ ،‬فقواعــد وإج ـراءات تأســيس وشــهر الــرشكات يختلــف عــن‬
‫الجمعيــات‪ ،‬كــام يختلــف نظــام اإلدارة والرقابــة يف الــرشكات عنــه يف الجمعيــات‪ ،‬وباملثــل فــإن موجــودات‬
‫الرشكــة تقســم عنــد حلهــا بــني الــرشكاء يف حــني تــؤول أمــوال الجمعيــة املنحلــة بحســب األصــل إىل الجهــة‬
‫املحــددة يف نظــام الجمعيــة أو إىل أقــرب الجمعيــات إىل غرضهــا)‪.(٦٠٤‬‬

‫وال يكفــي لتكويــن الرشكــة أن يكــون غرضهــا هــو تحقيــق األربــاح بــل ال بــد مــن اشـرتاك جميــع الــرشكاء‬
‫يف توزيــع األربــاح‪ ،‬ويف حالــة فشــل الرشكــة يف تحقيــق غرضهــا وإصابتهــا بالخســائر‪ ،‬فــال بــد مــن اشـرتاك‬
‫جميــع الــرشكاء أيضــاً يف تحمــل الخســائر‪ ،‬وقــد نصــت عــىل ذلــك رصاحــة املــادة الثانيــة مــن نظــام‬
‫الــرشكات إذ بعــد أن ذكــرت هــذه املــادة أن الرشكــة عقــد يلتــزم مبقتضــاه الــرشكاء باملســاهمة يف مــرشوع‬
‫يســتهدف الربــح أوضحــت أن الهــدف النهــايئ مــن ذلــك هــو اقتســام مــا قــد ينشــأ عــن هــذا املــرشوع مــن‬
‫ربــح أو خســارة‪ ،‬وذلــك بإســتثناء الرشيــك مقــدم حصةالعمــل‪.‬‬

‫)‪ (٦٠٣‬حكم محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬دوائر مجتمعة‪ ،‬يف ‪ ١١‬مارس ‪ ،١٩١٤‬دالوز ‪ ،٢٥٧ -١ ،١٩١٤‬وانظر يف اتجاه القضاء واملرشع يف فرنسا‪ ،‬نحو التوسع يف‬
‫مفهوم الربح يف الوقت الحارض‪ ،‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪٩٣‬‬
‫)‪ (٦٠٤‬انظر فيام يتعلق بالجمعيات واملؤسسات األهلية يف اململكة املرسوم املليك رقم م‪ ٨/‬وتاريخ ‪١٤٣٧ /٢ /١٩‬هـ‪.‬‬
‫‪٢45‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫واألصــل أن يتــم توزيــع األربــاح والخســائر طبقـاً التفــاق الــرشكاء الــوارد يف عقــد الرشكــة‪ ،‬ويتمتــع الــرشكاء‬
‫بحريــة كبــرية يف هــذا الشــأن‪ ،‬إذ يجــوز لهــم أن يحــددوا نصيــب كل رشيــك منهــم يف الربــح والخســارة كــام‬
‫يحلــو لهــم‪ ،‬بــرشط أال يــؤدي ذلــك إىل حرمــان رشيــك مــن الربــح أو تحصــني رشيــك مــن الخســارة املــادة‬
‫‪ .١/٩‬وتســمى هــذه الــرشوط بــرشوط األســد كــام تســمى الرشكــة التــي تتضمــن مثل هــذه الــرشوط برشكة‬
‫األســد‪ ،‬ويعتــرب مــن قبيــل رشوط األســد الــرشط الــذي يقــيض بتخصيــص كل األربــاح لرشيــك واحــد أو أكــرث‬
‫دون اآلخريــن‪ ،‬والــرشط الــذي يحــدد مقدمـاً وبصــورة إجامليــة مقــدار مــا يحصــل عليــه أحــد الــرشكاء مــن‬
‫الربــح‪ ،‬والــرشط الــذي يقــيض بتحمــل واحــد مــن الــرشكاء كل الخســائر أو يحصــن أحدهــم مــن تحمــل أي‬
‫نصيــب فيهــا‪ ،‬أو أن يســرتد حصتــه ســاملة مــن أي خســارة بغــض النظــر عــن ظــروف الرشكــة املاليــة)‪.(٦٠٥‬‬

‫ويختلــف موقــف الترشيعــات مــن رشوط األســد‪ ،‬فبعضهــا يقــيض ببطــالن الرشكــة ذاتهــا متــى تضمنــت‬
‫رشطـاً أو أكــرث مــن رشوط األســد)‪ ،(٦٠٦‬وبعضهــا اآلخــر ال يقــرر ببطــالن رشط األســد وال بطــالن رشكــة األســد‪،‬‬
‫ويكتفــي بتقريــر حــق طلــب فســخ عقــد الرشكــة للرشيــك أو الــرشكاء الذيــن لحقهــم رضر مــن رشط‬
‫األسد)‪.(٦٠٧‬‬

‫أمــا نظــام الــرشكات الســعودي فقــد اخــذ باالتجــاه الحديــث يف هــذا الشــأن والــذي يقــيض بأنــه متــى‬
‫تضمنــت الرشكــة رشط ـاً مــن رشوط األســد بطــل الــرشط وحــده املــادة ‪.١/٩‬‬

‫ويف ذلــك تقــرر الفقــرة ‪ ١‬مــن املــادة التاســعة مــن النظــام »‪ ..‬يتقاســم جميــع الــرشكاء األربــاح والخســائر‪،‬‬
‫فــإن اتفــق عــىل حرمــان أحــد الــرشكاء مــن الربــح أو عــىل إعفائــه مــن الخســارة‪ُ ،‬عـ َّد هــذا الــرشط كأن مل‬
‫يكــن وتطبــق يف هــذه الحالــة أحــكام املــادة الحاديــة عــرشة مــن النظــام«‪.‬‬

‫ومــع ذلــك تجيــز الفقــرة الثانيــة مــن هــذه املــادة اعفــاء الرشيــك الــذي مل يقــدم غــري عملــه من املســاهمة‬
‫يف الخسارة‪.‬‬

‫ويــرى البعــض بحــق أن هــذا االســتثناء ظاهــري أكــرث منــه حقيقــي ألن الرشيــك بالعمــل الــذي ال يتقــاىض‬
‫أجـرا ً عنــه يكــون قــد تحمــل يف الخســارة ضيــاع وقتــه وجهــده بــال مقابــل)‪.(٦٠٨‬‬

‫)‪ (٦٠٥‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٢‬الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٦٧‬‬
‫)‪ (٦٠٦‬انظر املادة ‪ ١٨٥٥‬من املجموعة املدنية الفرنسية وقارن املادة ‪ ٣٦٠‬من قانون ‪ ٢٤‬يوليو ‪ ١٩٦٦‬معدلة مبرسوم ‪ ٢٠‬ديسمرب ‪ ،١٩٦٩‬انظر أيضاً املادة ‪ ٥١٥‬من‬
‫القانون املدين املرصي‬
‫)‪ (٦٠٧‬انظر املادة ‪ ٦٣٥‬من القانون املدين العراقي‪ ،‬واملادة ‪ ١٣‬من قانون الرشكات التجارية الكويتي‬
‫)‪ (٦٠٨‬انظر الدكتور مصطفى طه‪،‬مرجع سابق بند رقم ‪١٧٩.‬‬
‫‪٢46‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫إمنــا يالحــظ أنــه ال يشــرتط أن تــوزع األربــاح والخســائر بالتســاوي‪ ،‬أو أن يكــون نصيــب كل مــن الــرشكاء‬
‫يف األربــاح بنســبة حصتــه يف رأس املــال‪ ،‬بــل املهــم أن يكــون لــكل رشيــك نصيــب يف األربــاح ويف الخســائر‬
‫وفــق مــا تقــيض بــه الضوابــط الرشعيــة‪ ،‬بــرشط أال يصــل إىل حــد التفاهــة وإال اعتــرب مــن قبيــل رشط‬
‫األسد)‪.(٦٠٩‬‬

‫ويف ذلــك تقــول املــادة الحاديــة عــرشة بفقرتهــا األوىل مــن النظــام عــىل‪ «:‬يكــون نصيــب الرشيــك يف‬
‫األربــاح أو يف الخســائر بحســب حصتــه يف رأس املــال‪ ،‬ومــع ذلــك يجــوز يف عقــد تأســيس الرشكــة االتفــاق‬
‫عــىل تفــاوت نســب الــرشكاء وفــق مــا تقــيض بــه الضوابــط الرشعيــة«‪.‬‬

‫وإذا مل يتفــق الــرشكاء يف عقــد الرشكــة أو نظامهــا عــىل كيفيــة توزيــع األربــاح والخســائر‪ ،‬أو اتفقــوا ولكــن‬
‫حكــم ببطــالن اتفاقهــم النطوائــه عــىل رشط مــن رشوط األســد‪ ،‬تحتــم األخــذ بأحــكام التوزيــع القانــوين‬
‫الــذي نصــت عليــه املــادة الحاديــة عــرشة مــن نظــام الــرشكات والتــي قضــت بــأن يكــون األصــل يف نصيــب‬
‫كل رشيــك يف األربــاح والخســائر هــو بحســب نســبة حصتــه يف رأس املــال‪.‬‬

‫)‪ (٦٠٩‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٧٨٠‬‬


‫‪٢47‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫المبحث الثالث‬

‫األركان الشكلية‬

‫‪ -١89‬كتابة العقد‪:‬‬
‫اشــرتط نظــام الــرشكات كتابــة عقــد الرشكــة لالحتجــاج بهــا عــىل الغــري‪ ،‬ويف ذلــك تقــول املــادة الثانيــة‬
‫عــرشة)‪ «:(٦١٠‬باســتثناء رشكــة املحاصــة‪ ،‬يجــب أن يكــون عقــد تأســيس الرشكــة مكتوبـاً وكذلــك كل مــا يطــرأ‬
‫عليــه مــن تعديــل‪ ،‬وإال كان العقــد أو التعديــل باط ـالً«‪.‬‬

‫وال يجــوز للــرشكاء االحتجــاج عــىل الغــري بعــدم نفــاذ العقــد الــذي مل يثبــت عــىل النحــو املتقــدم‪ ،‬وإمنــا‬
‫يجــوز للغــري أن يحتــج بــه يف مواجهتهــم إذ ال يســتفيد املقــرص مــن تقصــريه‪.‬‬

‫باســتقراء مــا جــاء بهــذا النــص يتضــح أن نظــام الــرشكات يســتلزم كتابــة عقــد الرشكــة‪ .‬وال يكفــي بالكتابــة‬
‫العرفيــة‪ ،‬بــل يشــرتط الكتابــة الرســمية بتســجيل العقــد لــدى أحــد كتــاب العــدل يف اململكــة‪.‬‬

‫وتأخــذ معظــم الترشيعــات مببــدأ كتابــة عقــد الرشكــة‪ ،‬وترتــب عــىل عــدم كتابــة عقــد الرشكــة بطــالن‬
‫الرشكــة ذاتهــا وهــو مــا يعنــي أن هــذه الترشيعــات تعتــرب الكتابــة رشطـاً لصحــة عقــد الرشكــة وليــس رشط‬
‫إثبــات فقــط)‪.(٦١١‬‬

‫أمــا يف اململكــة فقــد رتــب النــص املتقــدم عــىل تخلــف الكتابــة جـزاء مــن طبيعــة خاصــة يختلــف بحســب‬
‫مــا إذا كان الشــخص املتمســك بعــدم كتابــة عقــد الرشكــة مــن الــرشكاء أو مــن الغــري‪.‬‬

‫ففــي العالقــة بــني الــرشكاء‪ ،‬ال يجــوز ألي رشيــك أن يتمســك يف مواجهــة الــرشكاء اآلخريــن بعــدم كتابــة‬
‫عقــد الرشكــة لــيك يتخلــص مــن تنفيــذ االلتزامــات التــي يفرضهــا عليــه العقــد إال مــن تاريــخ الحكــم‬
‫بالبطــالن‪ ،‬وعليــه فــإذا مــا طالبــه بقيــة الــرشكاء بتقديــم حصتــه يف رأس املــال‪ ،‬فــال يســتطيع أن ميتنــع عــن‬
‫تقدميهــا بحجــة عــدم كتابــة عقــد الرشكــة‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن عــدم الكتابــة ال يحتــج بــه فيــام بــني الــرشكاء‬
‫يف الرشكــة إال بعــد الحكــم بالبطــالن‪.‬‬

‫أمــا يف العالقــة بــني الــرشكاء والغــري‪ ،‬فإنــه ال يجــوز للــرشكاء أن يتمســكوا أيض ـاً بعــدم كتابــة العقــد يف‬
‫مواجهــة الغــري‪ ،‬ألن عــدم كتابــة العقــد راجــع لتقصريهــم‪ ،‬فــال يصــح لهــم أن يفيــدوا مــن هــذا التقصــري‪،‬‬

‫)‪ (٦١٠‬تم تعديل نص املادة الثانية عرشة من نظام الرشكات لتكون بالنص اآليت‪ «:‬باستثناء رشكة املحاصة‪ ،‬يجب أن يكون عقد تأسيس الرشكة مكتوباً وكذلك كل‬
‫ما يطرأ عليه من تعديل‪ ،‬وإال كان العقد أو التعديل باطالً‪ ،‬ويكون تأسيس الرشكة وتعديل عقد تأسيسها بعد استكامل ما يلزم من متطلبات وفق ما ينص عليه‬
‫يف هذا النظام او ما تحدده الوزارة«‪.‬‬
‫)‪ (٦١١‬من أمثلة هذه الترشيعات القانون املدين املرصي املادة ‪ ،٥٠٧‬والقانون العراقي املادة ‪ ٦٢٨‬وقانون الرشكات التجارية الكويتي‪ ،‬املادة ‪.٥‬‬
‫‪٢48‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫أمــا الغــري فــال ذنــب لــه‪ ،‬ومــن ثــم يجــوز لــه أن يتمســك بوجــود الرشكــة ولــه أن يســلك يف ســبيل ذلــك‬
‫كافــة طــرق اإلثبــات‪ ،‬كــام لــه أن يتمســك بعــدم قيــام الرشكــة متــى كانــت لــه مصلحــة يف ذلــك‪.‬‬

‫وهكذا يتضح ان الجزاء الذي نصت عليه املادة الثانية عرشة هو جزاء مقرر ملصلحة الغري وحده‪.‬‬

‫هــذا ويــرى بعــض الفقــه أن اشـرتاط الكتابــة يف عقــد الرشكــة إمنــا يــربره كــرثة التفصيــالت التــي ال تعيهــا‬
‫الذاكــرة ورغبــة املــرشع يف نفــس الوقــت يف حمــل الــرشكاء عــىل التفكــري قبــل اإلقــدام عــىل تكويــن رشكــة‬
‫ملــدة طويلــة)‪ ،(٦١٢‬بينــام يــرى البعــض اآلخــر األســاس الحقيقــي الش ـرتاط الكتابــة هــو أن عقــد الرشكــة‬
‫يرتتــب عليــه ميــالد شــخص معنــوي لــه وجــوده املســتقل عــن الــرشكاء ولــه حياتــه القانونيــة الخاصــة‪،‬‬
‫فيجــب أن يكــون دســتور هــذا الشــخص املســتقل مكتوب ـاً حتــى ميكــن أن يطلــع عليــه الغــري قبــل أن‬
‫يتعامــل مــع الرشكــة)‪.(٦١٣‬‬

‫ونعتقــد أن اش ـرتاط الكتابــة الرســمية يف عقــد الرشكــة أو نظامهــا إمنــا يــربره مــن ناحيــة تراجــع الفكــرة‬
‫العقديــة للرشكــة وتغلــب الفكــرة التنظيميــة لهــا يف العــرص الحديــث‪ ،‬ومــن ناحيــة أخــرى كونهــا الوســيلة‬
‫التــي ال غنــى عنهــا لتحقيــق الركــن الشــكيل الثــاين وهــو إشــهار الرشكــة)‪.(٦١٤‬‬

‫‪ -١90‬شهر العقد‪:‬‬
‫القاعــدة يف النظــام الســعودي هــي أن الرشكــة تكتســب الشــخصية املعنويــة بعــد قيدهــا يف الســجل‬
‫التجــاري املــادة ‪ .١/١٤‬وال يقتــرص الشــهر عــىل مجــرد عقــد الرشكــة عنــد التأســيس بــل يجــب أن يشــهر‬
‫كذلــك كل مــا يطــرأ عليــه مــن تعديــالت بعــد ذلــك حتــى ميكــن االحتجــاج بهــا عــىل الغــري‪.‬‬

‫إذ ال يجــوز االحتجــاج يف مواجهــة الغــري بعقــد التأســيس وبنظــام الرشكــة األســاس املشــهرة وفقـاً ألحــكام‬
‫النظــام إال بعــد قيــد الرشكــة يف الســجل التجــاري‪ ،‬وإذا اقتــرص عــدم الشــهر عــىل بيــان أو أكــرث‪ ،‬كانــت‬
‫هــذه البيانــات وحدهــا غــري نافــذة يف مواجهــة الغــري املــادة ‪ .٢/١٤‬ويكــون كل مــن تســبب يف عــدم شــهر‬
‫الوثائــق التــي نــص عليهــا نظــام الــرشكات مــن الــرشكاء أو مديــري الرشكــة أو أعضــاء مجلــس إدارتهــا‬
‫مســؤوالً بالتضامــن عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب الرشكــة أو الــرشكاء أو الغــري بســبب عــدم الشــهر‬
‫املــادة ‪.٣/١٣‬‬

‫)‪ (٦١٢‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪ ،٧٤٢‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪ ،٣٥٧‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٥‬دكتور مصطفى‬
‫طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٤‬دكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٤١٢‬‬
‫)‪ (٦١٣‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق بند رقم ‪ ،١٦٠‬دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٣١‬الدكتورة سميحة القليويب‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٩٣‬دكتورة أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.٢٩‬‬
‫)‪ (٦١٤‬انظر أيضاً الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٧١‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٣١‬‬
‫‪٢49‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫والحكمــة مــن تطلــب الشــهر هــي إعــالم الغــري بوجــود الرشكــة وبــرشوط تكوينهــا حتــى يكونــوا عــىل بينــة‬
‫مــن األمــر قبــل التعامــل معهــا‪ ،‬ويســتثنى مــن واجــب الشــهر رشكــة املحاصــة نظـرا ً لكونهــا رشكــة مســترتة‬
‫تقتــرص آثارهــا عــىل مجــرد الــرشكاء فيهــا وال وجــود لهــا بالنســبة للغــري وال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة‬
‫املــادة ‪.٤/١٣‬‬

‫وتختلــف إجـراءات الشــهر التــي تخضــع لهــا الرشكــة باختــالف نوعهــا‪ .‬لــذا فإننــا ســرنجئ الحديــث عنهــا‬
‫إىل حــني دراســة كل نــوع مــن أنــواع الــرشكات عــىل حــده‪.‬‬

‫‪٢50‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫المبحث الرابع‬

‫بطان الشركة وآثاره‬

‫‪ -١٩١‬يرتتــب كقاعــدة عامــة عــىل تخلــف أحــد األركان املوضوعيــة العامــة أو الخاصــة الســابق دراســتها‬
‫بطــالن الرشكــة‪ ،‬وبطــالن الرشكــة وإن كان يتفــق مــع القواعــد العامــة يف البطــالن مــن حيــث النــوع‪ ،‬إال‬
‫أنــه يختلــف عنــه مــن حيــث اآلثــار‪ ،‬ذلــك أنــه إذا كان األصــل أنــه يرتتــب عــىل بطــالن العقــود إعــادة‬
‫املتعاقديــن إىل الحالــة التــي كانــوا عليهــا قبــل التعاقــد أي أن يكــون للبطــالن أثــر رجعــي يرتــد إىل وقــت‬
‫انعقــاد العقــد‪ ،‬فــإن القضــاء –تقديـرا ً منــه للطبيعــة الخاصــة لعقــد الرشكــة ومــا يرتتــب عليــه مــن إنشــاء‬
‫شــخص معنــوي لــه كيانــه الخــاص ووجــوده املســتقل عــن الــرشكاء‪ -‬قــد عــدل أحــكام القواعــد العامــة‬
‫بحيــث قــرص أثــر بطــالن الرشكــة عــىل املســتقبل دون املــايض وذلــك نتيجــة تطبيقــه ملــا يعــرف اليــوم‬
‫باســم نظريــة الرشكــة الفعليــة‪.‬‬

‫وعليه فإننا سندرس عىل التوايل أنواع البطالن ثم نظرية الرشكة الفعلية‪.‬‬

‫‪٢5١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب األول‬

‫الفرع األول‬

‫أنواع البطان‬

‫‪ -١٩٢‬الجـزاء الــذي يرتتــب كقاعــدة عامــة عــىل تخلــف أحــد األركان املوضوعيــة هــو البطــالن‪ ،‬والبطــالن‬
‫كــام ذكرنــا آنفـاً قــد يكــون مطلقـاً وقــد يكــون نســبياً‪ ،‬وقــد يكــون بطــالن مــن نــوع خــاص‪.‬‬

‫‪ .١‬والبطــالن املطلــق هــو البطــالن الــذي يجــوز لــكل ذي مصلحــة التمســك بــه‪ ،‬كــام يكــون للمحكمــة‬
‫أن تقــيض بــه مــن تلقــاء نفســها وال تصححــه اإلجــازة‪ ،‬وتعتــرب الرشكــة باطلــة بطالن ـاً مطلق ـاً متــى ثبــت‬
‫انعــدام رضــا أحــد الــرشكاء أو انعــدام أهليتــه وقــت العقــد‪.‬‬

‫باملثــل تعتــرب الرشكــة باطلــة بطالنـاً مطلقـاً متــى ثبــت تخلــف بعــض األركان املوضوعيــة الخاصــة واملميــزة‬
‫لعقــد الرشكــة كعــدم تعــدد الــرشكاء ‪-‬بإســتثناء رشكــة الشــخص الواحد وفقـاً ألحكام املــادة ‪ ٥٥‬واملــادة ‪١٥٤‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات‪ -‬أو عــدم تقديــم حصــص أو انتفــاء نيــة املشــاركة‪ .‬أمــا إذا تضمــن عقــد الرشكــة رشطـاً‬
‫مــن رشوط األســد‪ ،‬فالرشكــة تظــل صحيحــة ويبطــل الــرشط وحــده وفقـاً لنظــام الــرشكات الســعودي)‪.(٦١٥‬‬

‫كذلــك تعتــرب الرشكــة باطلــة بطالنـاً مطلقـاً متــى كان محلهــا أو ســببها غــري مــرشوع عــىل التفصيــل الســابق‬
‫دراسته‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل الحكــم ببطــالن الرشكــة انهيــار عقــد الرشكــة برمتــه واعتبــار الرشكــة كأن مل تكــن‪ ،‬أي زوال‬
‫آثــار عقــد الرشكــة الشــخصية واملعنويــة الــذي متخــض عنــه هــذا العقــد بأثــر رجعــي)‪.(٦١٦‬‬

‫وعــىل هــذا ال محــل بعــد الحكــم بالبطــالن ملطالبــة الــرشكاء بتقديــم الحصــص بــل يجــب رد هــذه الحصص‬
‫إليهــم متــى كانــوا قــد قدموهــا)‪ ،(٦١٧‬وإذا كانــت الرشكــة قــد بــارشت أعاملهــا فأنتجــت أرباحـاً أو أصيبــت‬
‫بخســائر قبــل الحكــم بالبطــالن ظــل الوضــع كــام هــو عليــه‪ ،‬فــال يلــزم الــرشكاء بــرد مــا حصلــوا عليــه مــن‬
‫ربــح وال يكــون مــن حقهــم مطالبــة الرشيــك املديــر بــرد مــا تحملــوه مــن خســائر‪ ،‬أمــا إذا كانــت األربــاح‬
‫والخســائر مل تــوزع بعــد‪ ،‬فالراجــح أنــه يجــب أن يتــم التوزيــع ال وفقـاً للــرشوط الــواردة يف عقــد الرشكــة‬
‫الباطــل وإمنــا بنســبة الحصــص‪ ،‬أي عــىل أســاس التوزيــع القانــوين الــذي نصــت عليــه املــادة الحاديــة عــرشة‬
‫مــن نظــام الــرشكات)‪.(٦١٨‬‬

‫)‪ (٦١٥‬انظر ما سبق ذكره بخصوص موقف الترشيعات التجارية من رشط األسد‪.‬‬
‫)‪ (٦١٦‬انظر الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٨١‬‬
‫)‪ (٦١٧‬انظر الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية« بند رقم ‪ ،٤٥‬الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣١‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫بند رقم ‪ ،١٨٠‬وقارن هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٦٠‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٦٦‬‬
‫)‪ (٦١٨‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٠‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٣٥‬‬
‫‪٢5٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫وملــا كان البطــالن املطلــق يجــوز طبق ـاً للقواعــد العامــة التمســك بــه مــن كل ذي مصلحــة فقــد أثــري‬
‫التســاؤل عــام إذا كان للــرشكاء أن يتمســكوا بــه يف مواجهــة الغــري‪ ،‬وقــد اســتقر رأي معظــم الـرشاح عــىل‬
‫القــول بعــدم جــواز االحتجــاج بالبطــالن املطلــق يف مواجهــة الغــري حســن النيــة)‪ ،(٦١٩‬وعليــه فلــو تأسســت‬
‫رشكــة بقصــد االتجــار يف الخمــور وقامــت ب ـرشاء ســيارة مــن أحــد التجــار لتوزيــع هــذه املــواد املحرمــة‪،‬‬
‫فــال يجــوز للــرشكاء يف هــذه الرشكــة متــى انكشــف رسهــا وحكــم ببطالنهــا أن يدفعــوا يف مواجهــة التاجــر‬
‫بعــدم مرشوعيــة الرشكــة لــيك يتخلصــوا مــن دفــع الثمــن‪ ،‬متــى كان الثابــت أن تاجــر الســيارات يجهــل‬
‫عــدم مرشوعيــة الرشكــة‪.‬‬

‫‪ .٢‬أمــا البطــالن النســبي‪ ،‬فهــو البطــالن الــذي ال يجــوز التمســك بــه إال ملــن رشع ملصلحتــه‪ ،‬وال يجــوز‬
‫للمحكمــة أن تقــيض بــه مــن تلقــاء نفســها وتصححــه اإلجــازة الرصيحــة أو الضمنيــة‪.‬‬

‫وتعتــرب الرشكــة باطلــة بطالنـاً نســبياً متــى كان أحــد الــرشكاء فيهــا ناقــص األهليــة وقــت العقــد أو إعتــور‬
‫رضــاءه عيــب مــن عيــوب اإلرادة كغلــط أو إكـراه‪ ،‬أو تدليــس صــدر مــن جميــع الــرشكاء‪.‬‬

‫ومتــى حكــم ببطــالن الرشكــة بنــا ًء عــىل طلــب ناقــص األهليــة أو صاحــب اإلرادة املعيبــة‪ ،‬اقتــرص أثــر‬
‫البطــالن عــىل هــذا الرشيــك وحــدة دون باقــي الــرشكاء فتعتــرب الرشكــة باطلــة بالنســبة لــه منــذ نشــأتها‬
‫فتــزول عنــه صفــة الرشيــك‪ ،‬ويســرتد حصتــه كاملــة وال يتحمــل شــيئاً مــن الخســائر وال يحصــل عــىل‬
‫نصيــب مــن األربــاح‪.‬‬

‫وإذا كانــت الرشكــة مــن رشكات األشــخاص‪ ،‬فإنــه يرتتــب عــىل بطــالن الرشكــة بالنســبة ألحــد الــرشكاء‬
‫وخروجــه منهــا انهيــار االعتبــار الشــخيص الــذي يقــوم عليــه هــذا النــوع مــن الــرشكات‪ ،‬ومــن ثــم انهيــار‬
‫الرشكــة بالنســبة لجميــع الــرشكاء‪ ،‬غــري أن البطــالن يف مثــل هــذه الحالــة يقتــرص عــىل املســتقبل وال يرتــد‬
‫إىل املــايض‪ ،‬ومــن ثــم فــإن الرشكــة تعتــرب قامئــة فع ـالً يف الفــرتة الواقعــة بــني إنشــائها والحكــم ببطالنهــا‪،‬‬
‫هــذا مــامل يتفــق الــرشكاء الباقــني عــىل خــالف ذلــك‪.‬‬

‫وتأخــذ رشكــة التوصيــة باألســهم ‪-‬رغــم اننــا نعتربهــا مــن الــرشكات ذات الطبيعــة املختلطــة‪ -‬حكــم رشكات‬
‫األشــخاص متــى كان الرشيــك ناقــص األهليــة أو كان مــن تعيــب رضــاءه هــو أحــد الــرشكاء املتضامنــني‬
‫وذلــك نظـرا ً لوجــود االعتبــار الشــخيص يف هــذه الحالــة‪.‬‬

‫)‪ (٦١٩‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٢‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٣٥‬الدكتور عيل البارودي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣١‬الدكتورة أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٤‬‬
‫‪٢5٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫أمــا إذا كانــت الرشكــة مــن رشكات األمــوال أي رشكــة مســاهمة فإنــه ال يرتتــب عــىل بطــالن الرشكــة بالنســبة‬
‫ألحــد الــرشكاء وخروجــه منهــا انهيــار الرشكــة بالنســبة لبقيــة الــرشكاء‪ ،‬بــل تســتمر الرشكــة بالنســبة لهــؤالء‬
‫ويقتــرص األمــر عــىل مجــرد طــرح أســهم هــذا الرشيــك لالكتتــاب أو بيعهــا عــىل مســاهم آخــر‪.‬‬

‫وتأخــذ رشكــة التوصيــة باألســهم حكــم رشكــة املســاهمة متــى كان الرشيــك ناقــص األهليــة أو كان مــن‬
‫تعيبــت إرادتــه هــو أحــد الــرشكاء املســاهمني‪ ،‬وذلــك نظ ـرا ً ألن شــخص الرشيــك ليــس محــل اعتبــار يف‬
‫هــذا الحالــة)‪.(٦٢٠‬‬

‫‪ .٣‬أمــا البطــالن مــن نــوع خــاص‪ ،‬فهــو البطــالن الــذي يرتتــب نتيجــة عــدم كتابــة عقــد الرشكــة أو أي‬
‫تعديــل يطــرأ عليــه‪ .‬إذ ليــس للــرشكاء التمســك بــه يف مواجهــة الغــري‪ ،‬وللغــري الخيــار يف التمســك بالبطــالن‬
‫وبأثــر رجعــي أو التمســك بوجــود عقــد الرشكــة أو تعديلــه متــى كانــت لــه مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬وليــس‬
‫للــرشكاء التمســك بالبطــالن فيــام بينهــم قبــل الحكــم بــه ودون أن يرتتــب عــىل البطــالن أثــر رجعــي)‪.(٦٢١‬‬

‫)‪ (٦٢٠‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٧٨‬‬
‫)‪ (٦٢١‬انظر يف احكام بطالن عقد الرشكة لعدم الكتابة‪ ،‬الدكتور أحمد بن سعيد الخبتي‪ ،‬الدكتور هشام بن عيل السبت‪ ،‬الوجيز يف أحكام الرشكات يف النظام‬
‫السعودي‪ ،‬دار اإلجادة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،١٤٤١ ،‬ص‪٤٥‬‬
‫‪٢54‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفرع الثاني‬

‫نظرية الشركة الفعلية‬

‫‪ -١9٣‬مفهوم النظرية وأساسها‪:‬‬


‫األصــل أن الرشكــة ومــا تتمتــع بــه مــن شــخصية معنويــة مســتقلة ال تنشــأ إال عــن عقــد توافــرت فيــه كافــة‬
‫األركان املوضوعيــة والشــكلية الســابقة دراســتها‪ ،‬أمــا متــى أبطــل عقــد الرشكــة‪ ،‬ســواء كان البطــالن مطلقـاً‬
‫أو نســبياً‪ ،‬فــإن القواعــد العامــة تقــيض بإعــادة الــرشكاء إىل الحالــة التــي كانــوا عليهــا قبــل التعاقــد‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يعنــي أن للبطــالن بنوعيــه أثـرا ً رجعيـاً‪ ،‬ألنــه يقــيض عــىل كيــان العقــد ومــا ترتــب عليــه مــن آثــار ليــس‬
‫يف املســتقبل فحســب بــل يف املــايض أيضـاً‪.‬‬

‫غــري أن تطبيــق هــذه القواعــد العامــة عــىل عقــد الرشكــة ومــا تقتضيــه مــن رد الحالــة إىل مــا كانــت عليــه‬
‫قبــل التعاقــد‪ ،‬وإن كان ممكن ـاً قبــل مبــارشة الشــخص املعنــوي الناتــج عــن العقــد الرشكــة ألعاملــه أو‬
‫حتــى بعــد مبــارشة الشــخص املعنــوي ألعاملــه طاملــا أن ســبب بطــالن عقــد الرشكــة قــد تــرك عالماتــه‬
‫الواضحــة عــىل هــذا الشــخص املعنــوي بحيــث يــدرك الغــري فســاد أصلــه دون مشــقة)‪ ،(٦٢٢‬فإنــه يــؤدي يف‬
‫الحــاالت األخــرى إىل نتائــج غــري عادلــة وغــري مرغــوب فيهــا ســواء مــن الناحيــة العمليــة تجاهـالً وإنــكارا ً‬
‫لحقائــق وجــدت بالفعــل يف الفــرتة الســابقة عــىل الحكــم بالبطــالن وأهمهــا وجــود شــخص معنــوي لــه‬
‫كيانــه املســتقل دخــل يف معامــالت مــع الغــري فأصبــح مبوجبهــا دائنـاً ومدينـاً وحصــل عــىل أربــاح ومنــي‬
‫بخســائر كــام أنــه يــؤدي مــن الناحيــة االقتصاديــة إىل زعزعــة املراكــز القانونيــة املســتقرة وإىل إهــدار‬
‫حقــوق الغــري الــذي تعامــل مــع هــذا الشــخص املعنــوي الرشكــة وهــو يجهــل مــا يعتــور العقــد الــذي قــام‬
‫عــىل أساســه هــذا الشــخص املعنــوي مــن عيــوب عنــد تكوينــه‪ ،‬بعبــارة أخــرى أن إعــامل األثــر الرجعــي‬
‫للبطــالن ينطــوي يف مثــل هــذه الحــاالت عــىل مجافــاة للمنطــق الســليم وتنكــر للعدالــة‪.‬‬

‫ولذلــك اســتقر الــرأي عــىل أنــه متــى حكــم ببطــالن الرشكــة وجــب أن يقتــرص أثــر البطــالن عــىل املســتقبل‬
‫وحــده وال ميتــد إىل املــايض‪ ،‬بحيــث تعتــرب الرشكــة قامئــة ويعتــد بنشــاطها يف الفــرتة الواقعــة بــني تكوينهــا‬
‫والحكــم ببطالنهــا‪ ،‬غــري أن االع ـرتاف بالرشكــة خــالل هــذه الفــرتة ليــس ســوى اع ـرتاف بالوجــود الفعــيل‬
‫أو الواقعــي للرشكــة وال يرتكــز إىل القانــون ولذلــك تســمى هــذه الرشكــة بالرشكــة الفعليــة أو بالرشكــة‬
‫الواقعيــة ‪.Societe de fait‬‬

‫)‪ (٦٢٢‬انظر الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٤‬‬
‫‪٢55‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫وقــد اســتند القضــاء يف إقامــة نظريــة الرشكــة الفعليــة إىل فكــرة حاميــة األوضــاع الظاهــرة تحقيقاً الســتقرار‬
‫املراكــز القانونيــة‪ ،‬ذلــك أن الغــري قــد تعامــل مــع الرشكــة قبــل الحكــم ببطالنهــا عــىل اعتبــار أنهــا رشكــة‬
‫صحيحــة‪ ،‬فمــن العــدل أال يفاجــأ هــذا الشــخص الــذي اطــأمن إىل الوضــع الظاهــر ببطــالن الرشكــة لســبب‬
‫قــد يكــون خافيـاً عليــه)‪.(٦٢٣‬‬

‫وحــاول القضــاء إقامــة النظريــة عــىل أســس قانونيــة‪ ،‬فاعتــرب عقــد الرشكــة مــن قبيــل العقــود املســتمرة‬
‫التــي تنفــذ يومـاً فيومـاً‪ ،‬فــإذا حكــم بالبطــالن تنــاول البطــالن مســتقبل العقــد وحــده فيتعــني حــل الرشكة‪،‬‬
‫وتصفيتهــا‪ ،‬ولكنــه ال يتنــاول مــايض العقــد فتعتــرب الرشكــة قامئــة وموجــودة إىل أن يحكــم ببطالنهــا غــري أنــه‬
‫ليــس لهــذا الوجــود كيــان يف القانــون‪ ،‬ألن القانــون يجعــل للبطــالن أثـرا ً رجعيـاً‪ ،‬وإمنــا هــو وجــود فعــيل‬
‫واقعــي‪ ،‬مبعنــى أن الرشكــة تعتــرب يف الفــرتة بــني تكوينهــا وطلــب بطالنهــا موجــودة‪-‬ال قانونـاً‪ -‬وإمنــا فعـالً‬
‫وحكامً)‪.(٦٢٤‬‬

‫وقــد أقــر نظــام الــرشكات الســعودي نظريــة الرشكــة الفعليــة وعــرب عنهــا »بالرشكــة الواقعيــة« يف املــادة ‪٤٨‬‬
‫منــه وذلــك عنــد الــكالم عــن رشكــة املحاصــة‪.‬‬

‫‪ -١94‬نطاق النظرية‪:‬‬
‫يشــرتط بداهــة لتطبيــق نظريــة الرشكــة الفعليــة أن تكــون الرشكــة قــد بــارشت أعاملهــا بالفعــل قبــل‬
‫الحكــم ببطالنهــا‪ ،‬أمــا إذا صــدر الحكــم بالبطــالن قبــل أن تبــارش الرشكــة أعاملهــا فــال يتوافــر لهــا كيــان يف‬
‫الواقــع وال يــكاد هنــاك داٍع يف هــذه الحالــة الســتبعاد األثــر الرجعــي للبطــالن‪.‬‬

‫وال تطبــق نظريــة الرشكــة الفعليــة يف جميــع األحــوال التــي يحكــم فيهــا ببطــالن الرشكــة‪ ،‬وقــد رأينــا عنــد‬
‫دراســتنا ألنــواع البطــالن أن هنــاك حــاالت ال يجــوز معهــا االع ـرتاف بوجــود الرشكــة ال يف نطــاق القانــون‬
‫وال يف نطــاق الواقــع ويتعــني معهــا إعــامل القواعــد العامــة يف البطــالن كاملــة ودون تحويــر‪ ،‬وعــىل العكــس‬
‫مــن ذلــك رأينــا أنــه يوجــد حــاالت يجــوز معهــا االعـرتاف بوجــود الرشكــة فعـالً ال قانونـاً بحيــث يقتــرص‬
‫أثــر البطــالن عــىل مســتقبل الرشكــة وال ميتــد إىل ماضيهــا‪.‬‬

‫بعبــارة أخــرى ميكــن االهتــداء يف تحديــد مجــال ونطــاق نظريــة الرشكــة الفعليــة بطبيعــة البطــالن الــذي‬
‫لحــق بعقــد الرشكــة‪ ،‬فــإن كان البطــالن مطلق ـاً لتعلــق ســببه بالنظــام العــام انهــارت الرشكــة يف املــايض‬

‫)‪ (٦٢٣‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٨‬الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤١٧‬الدكتورة أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ ،٣٧‬الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٨٩‬‬
‫)‪ (٦٢٤‬اسكارا ورو »الرشكات« ج‪ ،١‬بند رقم ‪ ،١٧٥‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ ،٣٧‬ويرى البعض أن اعتبار عقد الرشكة من العقود املستمرة تعبري غري‬
‫دقيق الرشكة نفسه ليس من العقود املستمرة‪ ،‬ولكن الذي يستمر هو الشخص املعنوي الذي يتولد عنه‪ ،‬وال جدال يف أن نظرية الرشكة الفعلية ال يقصد بها إال‬
‫االعتداد بوجود الشخص املعنوي وباستمراره يف الواقع‪ ،‬انظر الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٠‬‬
‫‪٢56‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫واملســتقبل عــىل الســواء‪ ،‬ومــن ثــم ال يكــون هنــاك مجــال لتطبيــق نظريــة الرشكــة الفعليــة يف مثــل هــذه‬
‫الحالــة‪ .‬أمــا إذا كان البطــالن نســبياً أو مــن نــوع خــاص‪ ،‬فيقتــرص انهيــار الرشكــة عــىل املســتقبل دون‬
‫املــايض‪ ،‬ومــن ثــم يكــون هــذا هــو املجــال الطبيعــي ألعــامل نظريــة الرشكــة الفعليــة)‪.(٦٢٥‬‬

‫وعليه تعترب الرشكة فعلية يف الفرتة الواقعة بني نشوء سبب البطالن والحكم به يف الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ .١‬بطــالن الرشكــة بســبب نقــص أهليــة أحــد الــرشكاء متــى كانــت الرشكــة مــن رشكات األشــخاص وذلــك‬
‫بالنســبة لبقيــة الــرشكاء‪ ،‬أمــا بالنســبة للرشيــك ناقــص األهليــة فتعتــرب الرشكــة كأن مل تكــن حيــث تطبــق‬
‫فكــرة األثــر الرجعــي للبطــالن عــىل التفصيــل الســابق دراســته‪.‬‬

‫‪ .٢‬بطــالن الرشكــة بســبب عيــب اعتــور رضــاء أحــد الــرشكاء يف رشكات األشــخاص كغلــط أو إكـراه أو تدليس‬
‫وذلــك بالنســبة لبقيــة الــرشكاء‪ ،‬أمــا بالنســبة للرشيــك الــذي لحــق إرادتــه العيــب فيعتــرب يف نفــس مركــز‬
‫ناقــص األهليــة فــال تقــوم الرشكــة بالنســبة لــه ال يف املــايض وال يف املســتقبل‪.‬‬

‫‪ .٣‬بطــالن الرشكــة بســبب عــدم توفــر الــرشوط الخاصــة التــي يتطلبهــا القانــون يف بعــض أنــواع الــرشكات‬
‫كالــرشوط الخاصــة بعــدد الــرشكاء ومقــدار رأس املــال يف رشكات املســاهمة والــرشكات ذات املســئولية‬
‫املحــدودة‪.‬‬

‫‪ .٤‬الحكــم بالبطــالن لعــدم كتابــة عقــد الرشكــة أو عــدم القيــام بإجــراءات الشــهر والقيــد يف الســجل‬
‫التجــاري وذلــك بالنســبة للغــري متــى كان لــه مصلحــة يف ذلــك )‪.(٦٢٦‬‬

‫وعىل العكس من ذلك ال محل لالعرتاف بالوجود الفعيل للرشكة يف األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪ .١‬بطالن الرشكة بسبب انعدام أهلية أو رضاء أحد الرشكاء‪.‬‬

‫‪ .٢‬بطــالن الرشكــة بســبب عــدم توافــر األركان الخاصــة بعقــد الرشكــة مثــل عــدم تعــدد الــرشكاء أو عــدم‬
‫تقديــم حصــص أو انتفــاء نيــة املشــاركة)‪.(٦٢٧‬‬

‫‪ .٣‬بطــالن الرشكــة بســبب عــدم مرشوعيــة محــل أو ســبب الرشكــة ألن تطبيقهــا يف مثــل هــذا الفــرض‬
‫ينطــوي عــىل االعـرتاف بالغــرض غــري املــرشوع الــذي قامــت عليــه الرشكــة‪ ،‬وليــس للغــري يف هــذه الحالــة‬
‫ســوى الرجــوع عــىل الغــري وفق ـاً ألحــكام اإلث ـراء بــال ســبب‪.‬‬

‫)‪ (٦٢٥‬انظر الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٩١‬األحكام التي أشار إليها املؤلف يف الهامش رقم ‪.٢٢٧‬‬
‫)‪ (٦٢٦‬الدكتور احمد الخبتي والدكتور هشام السبت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٤٥‬‬
‫)‪ (٦٢٧‬انظر فيام يتعلق بالعنارص املكونة لعقد الرشكة حكم محكمة النقض الفرنسية يف ‪ ٢٥‬يوليو ‪١٩٤٩‬م‪» ،‬األحكام الكربى يف القضاء التجاري« ج‪ ،١‬ص ‪،١٥٧‬‬
‫ريبري وروبلو‪،‬امرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٧٢٤‬‬
‫‪٢57‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫‪ -١95‬آثار االعتراف بوجود الشركة الفعلية‪:‬‬


‫يرتتــب عــىل االع ـرتاف بالوجــود الفعــيل للرشكــة يف الفــرتة الواقعــة بــني إب ـرام العقــد والحكــم بالبطــالن‬
‫نتائــج بالغــة األهميــة ســواء بالنســبة للــرشكاء أو بالنســبة للغــري‪.‬‬

‫أمــا بالنســبة للــرشكاء فينبغــي تصفيــة العالقــة بينهــم كــام لــو كانــت الرشكــة صحيحــة قبــل الحكــم أي يف‬
‫املــايض وتعــني حلهــا وتصفيتهــا بعــد الحكــم أي يف املســتقبل‪ ،‬ويرتتــب عــىل هــذه النظريــة النتائــج اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬جواز إثبات الرشكة الفعلية بكافة طرق اإلثبات مبا يف ذلك البينة والقرائن)‪.(٦٢٨‬‬

‫‪ .٢‬تتمتــع الرشكــة الفعليــة بالشــخصية املعنويــة وتعتــرب ترصفاتهــا مبــا ترتبــه مــن حقــوق والتزامــات‬
‫صحيحــة منتجــة آلثارهــا ســواء فيــام بــني الــرشكاء أو يف مواجهــة الغــري‪.‬‬

‫‪ .٣‬تخضع الرشكة الفعلية للرضائب املقررة كام تستفيد من اإلعفاءات الرضيبية)‪.(٦٢٩‬‬

‫‪ .٤‬تخضــع تصفيــة الرشكــة الفعليــة لنفــس إجـراءات التصفيــة التــي تخضــع لهــا الــرشكات القانونيــة ومــن‬
‫ثــم فهــي تحتفــظ بشــخصيتها املعنويــة بالقــدر الــالزم للتصفيــة إىل أن تنتهــي التصفيــة املــادة ‪١/٢٠٣‬‬
‫وعليــه يجــوز شــهر إفــالس الرشكــة الفعليــة متــى توقفــت عــن دفــع ديونهــا التجاريــة ســواء نشــأت هــذه‬
‫الديــون قبــل الحكــم بالبطــالن أو أثنــاء عمليــة التصفيــة)‪ ،(٦٣٠‬كــام تــرى غالبيــة الفقــه أنــه ال مانــع مــن‬
‫اتبــاع الــرشوط الــواردة يف عقــد الرشكــة واملتعلقــة بكيفيــة تعيــني املصفــي وســلطاته وطريقــة توزيــع‬
‫األربــاح والخســائر وذلــك رغــم الحكــم ببطــالن هــذا العقــد)‪.(٦٣١‬‬

‫أمــا بالنســبة للغــري فمنهــم مــن يكــون لــه مصلحــة يف التمســك ببطــالن الرشكــة يف املــايض‪ ،‬أي بأثــر رجعــي‬
‫كدائــن الرشيــك الــذي يريــد التنفيــذ عــىل املــال الــذي قدمــه الرشيــك كحصــة يف الرشكــة‪ ،‬ومنهــم مــن‬
‫تكــون لــه عــىل العكــس مــن ذلــك مصلحــة يف التمســك ببقــاء الرشكــة يف املــايض كدائــن الرشكــة الــذي‬
‫يريــد التنفيــذ عــىل أموالهــا دون أن يتعــرض ملزاحمــة دائنــي الــرشكاء‪ ،‬ويعطــي الفقــه الغــري حــق الخيــار‬
‫بــني التمســك ببقــاء الرشكــة يف املــايض أو طلــب بطالنهــا بأثــر رجعــي حســبام تقتضيــه مصلحتــه‪ ،‬امــا إذا‬
‫تعارضــت مصالــح الغــري فتمســك البعــض ببقــاء الرشكــة ومتســك البعــض اآلخــر بالبطــالن فيجــب الحكــم‬
‫بالبطــالن ألنــه األصــل يف حالــة عــدم مراعــاة األوضــاع القانونيــة)‪.(٦٣٢‬‬

‫)‪ (٦٢٨‬انظر محكمة النقض املرصية يف ‪ ٢٧‬يناير ‪ ،١٩٦٦‬مجموعة النقض س ‪ ،١٧‬ص ‪.١٨٢‬‬
‫)‪ (٦٢٩‬انظر فيام يتعلق بالرضائب يف اململكة‪ ،‬رسالة الدكتور عبد العزيز العيل النعيم »نظام الرضائب يف اإلسالم ومدى تطبيقه يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬مع‬
‫املقارنة« القاهرة ‪ ،١٩٧٧‬ص ‪ ٥٠١‬و ما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٦٣٠‬انظر حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ١٠‬نوفمرب ‪ ،١٩٦٦‬مجموعة النقض س ‪ ،١٧‬ص ‪١٦٥٥‬‬
‫)‪ (٦٣١‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٨‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬بند رقم ‪ ،٢٤٤‬الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ، ،‬بند رقم ‪ ،١٣٦‬الدكتورة أمرية صدقي مرجع سابق ص ‪ ،٣٩‬الدكتور أكثم الخويل »الوجيز‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٨٧‬‬
‫)‪ (٦٣٢‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٩‬الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٦‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند‬
‫رقم ‪ ،١٦٧‬وقارن الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٠‬‬
‫‪٢58‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفصل الثالث‬

‫الشخصية المعنوية للشركة ونتائجها‬

‫‪ -١٩٦‬الشــخص يف لغــة الفلســفة واألخــالق هــو اإلنســان‪ ،‬أمــا الشــخص يف نظــر القانــون فهــو كائــن صالــح‬
‫ألن تكــون لــه حقــوق وعليــه واجبــات‪ ،‬فهــو يشــمل اإلنســان‪ ،‬ويقــال لــه الشــخص الطبيعــي‪ ،‬كــام يشــمل‬
‫جامعــة مــن األفـراد أو مجموعــة مــن األمــوال يســبغ عليهــا القانــون الشــخصية القانونيــة فتصبــح شــخصاً‬
‫اعتباريـاً أو معنويـاً ‪ Personne morale‬وعليــه فــإن الشــخص املعنــوي أو االعتبــاري ليــس ســوى »جامعــة‬
‫مــن األشــخاص يضمهــم تكويــن يرمــي إىل هــدف معــني أو مجموعــة مــن األمــوال ترصــد لتحقيــق غــرض‬
‫معــني يخلــع عليهــا القانــون الشــخصية‪ ،‬فتكــون شــخصاً مســتقالً ومتميـزا ً عــن األشــخاص الذيــن يســاهمون‬
‫يف نشــاطها أو يفيــدون منهــا‪ ،‬كالدولــة‪ ،‬والجمعيــة‪ ،‬والرشكــة واملؤسســة«)‪.(٦٣٣‬‬

‫وقــد اعــرتف نظــام الــرشكات الســعودي بالشــخصية املعنويــة لجميــع أنــواع الــرشكات التــي نظمها باســتثناء‬
‫رشكــة املحاصــة وذلــك نظـرا ً لكونهــا رشكــة مســترتة ال وجــود لهــا أمــام الغري‪.‬‬

‫وليــس مــن شــأننا هنــا أن ندخــل يف دراســة النظريــات التــي قــال بهــا الفقــه لتحديــد طبيعــة الشــخصية‬
‫املعنويــة وهــل هــي حقيقــة ‪ Realite‬أم خيــال ‪ ،Fiction‬إذ أن ذلــك يتجــاوز موضــوع دراســتنا ويدخــل‬
‫ضمــن موضوعــات مدخــل العلــوم القانونيــة)‪ ،(٦٣٤‬والــذي يهــم دراســتنا هــو فقــط كيفيــة اكتســاب الرشكــة‬
‫الشــخصية املعنويــة والنتائــج املرتتبــة عــىل اكتســاب الرشكــة لهــذه الشــخصية‪ ،‬هــذا هــو مــا ســنبحثه عــىل‬
‫التــوايل يف املبحثــني القادمــني‪.‬‬

‫)‪ (٦٣٣‬انظر الدكتور عبد املنعم فرج الصده »املبادئ العامة يف القانون«‪ ،‬القاهرة ‪ ،١٩٧٧‬بند رقم ‪ ١٧٤‬و ‪ ٢٢٠‬وما يليه‪.‬‬
‫)‪ (٦٣٤‬انظر يف عرض هذه النظريات يف الفقه الفرنيس‪:‬‬
‫‪.ets ٨٥ ,No ,١ .T ,١٩٦٧ .Jean Carbonnier Droit Civil Paris, P.U.F‬‬
‫ويف الفقه العريب‪ :‬الدكتور فتحي عبد الصبور »الشخصية املعنوية للمرشوع العام« القاهرة ‪ ١٩٧٣‬رقم ‪ ٢٢٤‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪٢59‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫المبحث األول‬

‫اكتساب الشخصية المعنوية وانقضاءها‬

‫‪ -١٩٧‬تكتســب الرشكــة الشــخصية املعنويــة كقاعــدة عامــة بعــد قيدهــا يف الســجل التجــاري‪ ،‬وقــد نصــت‬
‫عــىل ذلــك رصاحــة املــادة الرابعــة عــرشة بفقرتهــا األوىل مــن نظــام الــرشكات بقولهــا »باســتثناء رشكــة‬
‫املحاصــة‪ ،‬تكتســب الرشكــة الشــخصية االعتباريــة بعــد قيدهــا يف الســجل التجــاري«‪.‬‬

‫وموقــف نظــام الــرشكات الســعودي يتوافــق مــع الترشيعــات الحديثــة والتــي تجعــل مــن القيــد يف الســجل‬
‫التجــاري رشطـاً الكتســاب الرشكــة الشــخصية املعنويــة كالترشيــع الفرنــيس والترشيع األملــاين)‪.(٦٣٥‬‬

‫غــري أنــه ملــا كان الشــهر مقصــودا ً بــه إعــالم الغــري بوجــود الرشكــة ومــن ثــم رعايــة مصلحتــه‪ ،‬فإنــه يجــوز‬
‫للغــري أن يتمســك باآلثــار املرتتبــة عــىل الشــخصية املعنويــة للرشكــة ولــو مل تتــم إجـراءات الشــهر‪.‬‬

‫وتظــل الرشكــة محتفظــة بشــخصيتها املعنويــة طــوال فــرتة قيامهــا بنشــاطها وحتــى تنقــيض بــأي ســبب مــن‬
‫أســباب االنقضــاء التــي ســنتناولها بالدراســة يف الفصــل الرابــع مــن هــذا البــاب‪.‬‬

‫بيــد أن انقضــاء الرشكــة ال يعنــي زوال شــخصيتها يف الحــال‪ ،‬بــل تظــل الرشكــة طبقـاً ملــا تقــيض بــه املــادة‬
‫‪ ١/٢٠٣‬محتفظــة بشــخصيتها املعنويــة يف فــرتة التصفيــة‪ ،‬ومــن ثــم يكــون للرشكــة يف هــذه الفــرتة الحــق‬
‫يف اســتيفاء حقوقهــا لــدى الغــري‪ ،‬وعليهــا الوفــاء بالتزاماتهــا قبــل الغــري‪ ،‬كــام يجــوز إشــهار إفالســها متــى‬
‫توقفــت عــن دفــع ديونهــا التجاريــة‪ ،‬وســنعود إىل هــذا املوضــوع عنــد بحــث موضــوع التصفيــة‪.‬‬

‫ويالحــظ أنــه يجــوز للرشكــة أثنــاء حياتهــا أن تتحــول مــن شــكل إىل آخــر كأن تتحــول رشكــة تضامــن إىل‬
‫رشكــة توصيــة بســيطة أو أن تتحــول رشكــة توصيــة باألســهم إىل رشكــة مســاهمة‪ ،‬وعندئــذ يثــور التســاؤل‬
‫عــن مــدى أثــر هــذا التحــول عــىل الشــخصية املعنويــة‪ ،‬وهــل يرتتــب عليــه فنــاء الشــخصية املعنويــة‬
‫القدميــة للرشكــة واكتســاب شــخصية معنويــة جديــدة‪ ،‬أم أن الشــخصية املعنويــة تســتمر يف ظــل الشــكل‬
‫الجديــد‪ .‬وال شــك أن لهــذا التســاؤل مــا يــربره حيــث يتعلــق بــه مصــري التزامــات الرشكــة الســابقة عــىل‬
‫التحــول)‪.(٦٣٦‬‬

‫)‪ (٦٣٥‬ومع ذلك فهناك فارق بني الترشيعات العربية وترشيع الرشكات السعودي يتمثل يف أن رشكات املساهمة التي ال تطرح أسهمها لالكتتاب العام والرشكات‬
‫ذات املسئولية املحدودة ال تكتسب الشخصية املعنوية إال من تاريخ قيدها يف السجل التجاري‪ ،‬انظر قانون السجل التجاري املرصي الجديد رقم ‪ ٣٤‬لسنة ‪،١٩٧٦‬‬
‫وانظر املواد ‪ ٩٥‬و ‪ ١٩٥‬قانون التجارة الكويتي‪.‬‬
‫)‪ (٦٣٦‬انظر يف معنى تحول الرشكات‪ ،‬رسالتنا السابق اإلشارة اليها‪ ،‬ص ‪ ٢٣١‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪٢60‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫لقــد تباينــت الترشيعــات واختلــف الفقــه والقضــاء إزاء هــذه املســألة لذلــك فقــد أحســن نظــام الــرشكات‬
‫الســعودي حــني قــىض رصاحــة يف املــادة ‪ ١٨٨‬بأنــه »ال يرتتــب عــىل تحــول الرشكــة نشــوء شــخص اعتبــاري‬
‫جديــد‪ ،‬وتظــل الرشكــة محتفظــة بحقوقهــا والتزاماتهــا الســابقة للتحــول املذكــور«‪.‬‬

‫وحــني اســتخلص بالنــص الرصيــح النتيجــة املرتتبــة عــىل ذلــك فيــام يتعلــق بتحــول رشكــة التضامــن أو‬
‫التوصيــة إىل رشكــة أمــوال فقــرر أن التحــول يف مثــل هــذه الحالــة ال يــؤدي إىل إبــراء ذمــة الــرشكاء‬
‫املتضامنــني مــن مســئوليتهم عــن ديــون الرشكــة إال إذا قبــل ذلــك الدائنــون ذلــك رصاحــة أو إذا مل يعــرتض‬
‫أحدهــم عــىل ق ـرار التحــول خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ إخطــاره بخطــاب مســجل املــادة ‪١٨٩‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات‪ .‬وموقــف نظــام الــرشكات الســعودي هــذا يتفــق يف الحقيقــة مــع موقــف قانــون الــرشكات‬
‫الفرنــيس الجديــد الصــادر يف ‪ ٢٤‬يوليــو ‪١٩٦٦‬م والــذي تنــص الفقــرة األوىل مــن املــادة الخامســة منــه عــىل‬
‫أن »التحــول النظامــي للرشكــة ال يرتتــب عليــه إنشــاء شــخص معنــوي جديــد«‪.‬‬

‫ولكــن احتفــاظ الرشكــة بشــخصيتها املعنويــة رغــم تحولهــا ال يعنــي إعفــاء الرشكــة مــن القيــام بإجـراءات‬
‫التأســيس والشــهر املقــررة للشــكل الــذي تحولــت إليــه املــادة ‪ ،٣/١٨٧‬فــإذا تحولــت رشكــة تضامــن أو‬
‫رشكــة ذات مســئولية محــدودة إىل رشكــة مســاهمة فــال بــد مــن مراعــاة جميــع إجـراءات تأســيس رشكات‬
‫املســاهمة‪.‬‬

‫ومــن أمثلــة الــرشكات التــي تحولــت مــن رشكات ذات مســئولية محــدودة إىل رشكات مســاهمة رشكــة‬
‫الكابــالت الســعودية التــي ووفــق عــىل تحولهــا مبوجــب القـرار الــوزاري رقــم ‪ ٧٤‬وتاريــخ ‪١٤٠٩/١ /٢٢‬هـــ‪،‬‬
‫كــام ووفــق عــىل تحــول رشكــة بنــدة املتحــدة للتجــارة واألغذيــة مبوجــب القـرار الــوزاري رقــم ‪ ١٠٩‬وتاريــخ‬
‫‪١٤١٠/١/٢٩‬هـــ‪ ،‬ورشكــة أميانتيــت الســعودية التــي ووفــق عــىل تحولهــا مبوجــب القـرار الــوزاري رقــم ‪٨٨٦‬‬
‫وتاريــخ ‪١٤١٤/٨/٦‬هـ‪.‬‬

‫‪٢6١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب األول‬

‫المبحث الثاني‬

‫نتائج اكتساب الشركة للشخصية المعنوية‬

‫‪ -١٩٨‬يرتتــب عــىل االعــرتاف للرشكــة بالشــخصية املعنويــة متتعهــا بكافــة الحقــوق التــي يتمتــع بهــا‬
‫الشــخص الطبيعــي إال مــا كان منهــا مالزمـاً لصفــة اإلنســان الطبيعيــة كحقــوق األرسة مثـالً ومــن ثــم يكــون‬
‫للرشكــة ذمــة ماليــة مســتقلة‪ ،‬وأهليــة يف حــدود الغــرض الــذي أنشــئت مــن أجلــه‪ ،‬واســم وموطــن وممثــل‬
‫يعــرب عــن إرادتهــا‪ ،‬وجنســية تربطهــا بدولــة معينــة وســنتحدث عــن هــذه النتائــج كل عــىل حــده بــيشء‬
‫مــن التفصيــل فيــام يــيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ذمة الشركة‪:‬‬


‫‪ً -١99‬‬

‫للرشكــة باعتبارهــا شــخصاً معنوي ـاً ذمــة ماليــة مســتقلة عــن ذمــم الــرشكاء‪ ،‬تتكــون مــن مجمــوع مــا‬
‫للرشكــة ومــا عليهــا مــن حقــوق والتزامــات ماليــة‪ ،‬وترتكــب ذمــة الرشكــة يف جانبهــا اإليجــايب مــن مجمــوع‬
‫الحصــص التــي يقدمهــا الــرشكاء وكافــة األمــوال واملنقــوالت التــي تكتســبها نتيجــة مبارشتهــا لنشــاطها‪ ،‬ويف‬
‫جانبهــا الســلبي مــن الديــون الناشــئة عــن معامالتهــا)‪.(٦٣٧‬‬

‫ويرتتب عىل متتع الرشكة بالذمة املالية املستقلة النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪ .١‬انتقــال ملكيــة الحصــص إىل الرشكــة‪ :‬تخــرج الحصــص املقدمــة عــىل ســبيل التمليــك مــن ذمــم الــرشكاء‬
‫وتنتقــل إىل ذمــة الرشكــة‪ ،‬وال يكــون للــرشكاء بعــد ذلــك إال مجــرد نصيــب يف األربــاح االحتامليــة أو يف‬
‫األمــوال التــي تبقــى بعــد تصفيــة الرشكــة‪ ،‬وهــذا النصيــب ال يعــدو أن يكــون دينـاً يف ذمــة الرشكــة‪ ،‬وحــق‬
‫الرشيــك هــذا قبــل الرشكــة يعتــرب ككل ديــن مــن طبيعــة منقولــة ولــو كانــت الحصــة التــي قدمهــا الرشيــك‬
‫عقــارا ً‪ ،‬وعليــه فلــو أوىص شــخص بجميــع منقوالتــه لشــخص آخــر دخلــت حصــص املــويص يف الــرشكات‬
‫ضمــن الوصيــة)‪.(٦٣٨‬‬

‫‪ .٢‬ذمــة الرشكــة تشــكل الضــامن العــام لدائنــي الرشكــة وحدهــم دون دائنــي الــرشكاء الشــخصيني‪ ،‬ومــن ثم‬
‫فــال يجــوز لدائنــي الرشيــك أن يطالبــوا بالحجــز عــىل أمــوال الرشكــة أو عــىل الحصــة التــي قدمهــا الرشيــك‬
‫يف رأس املــال‪ ،‬ويقتــرص حقهــم فقــط وبعــد الحصــول عــىل حكــم قضــايئ عــىل الحجــز عــىل نصيــب ذلــك‬

‫)‪ (٦٣٧‬انظر الدكتور عيل يونس »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦٠‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٩‬الدكتور أبو زيد‬
‫رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٤٥‬الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٤٢‬‬
‫)‪ (٦٣٨‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٩٧‬محمد كامل ملش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٤١‬‬
‫‪٢6٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الرشيــك يف األربــاح وذلــك طاملــا أن الرشكــة قامئــة)‪ ،(٦٣٩‬أمــا إذا انقضــت الرشكــة ومتــت التصفيــة فتــزول‬
‫عندئـٍـذ شــخصيتها املعنويــة‪ ،‬وال يكــون لدائنــي الرشيــك ســوى الحجــز عــىل نصيــب ذلــك الرشيــك يف فائض‬
‫التصفيــة املــادة ‪ ١/٨‬وإذا كانــت حصــة الرشيــك ممثلــة يف أســهم فإنــه يجــوز لدائنــي الرشيــك فضـالً عــام‬
‫ســبق‪ ،‬أن يطالبــوا ببيــع هــذه األســهم ليتقاضــوا حقهــم مــن حصيلــة البيــع‪ ،‬عــىل أن يكــون للمســاهمني يف‬
‫رشكات املســاهمة غــري املدرجــة األولويــة يف رشاء تلــك األســهم املــادة ‪.٢ /٨‬‬

‫‪ .٣‬امتنــاع املقاصــة بــني ديــون الرشكــة وديــون الــرشكاء‪ ،‬فــال يجــوز ألحــد مدينــي الرشكــة أن ميتنــع عــن‬
‫الوفــاء بدينــه لهــا بحجــة أنــه أصبــح دائن ـاً ألحــد الــرشكاء‪ ،‬كــام ال يجــوز ملديــن أحــد الــرشكاء أن ميتنــع‬
‫عــن الوفــاء بدينــه لــه بحجــة أنــه أصبــح دائنـاً للرشكــة‪ ،‬وهــذا نتيجــة الســتقالل ذمــة الرشكــة عــن ذمــة‬
‫الــرشكاء فيهــا‪.‬‬

‫‪ .٤‬تعــدد واســتقالل التفليســات‪ :‬األصــل أن إفــالس الرشكــة ال يســتتبع إفــالس الــرشكاء‪ ،‬كــام أن إفــالس أحــد‬
‫الــرشكاء ال يســتتبع إفــالس الرشكــة‪ ،‬وذلــك الســتقالل الذمــم‪.‬‬

‫غــري أن إفــالس رشكــة التضامــن ورشكــة التوصيــة بنوعيهــا يســتتبع إفــالس الــرشكاء املتضامنــني يف الرشكــة‬
‫نظ ـرا ً ملســئوليتهم التضامنيــة واملطلقــة عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬وعندئـٍـذ تتعــدد التفليســات فتكــون هنــاك‬
‫تفليســة خاصــة بالرشكــة وتفليســة خاصــة بــكل رشيــك عــىل حــده‪.‬‬

‫‪ -٢00‬ثانياً ‪ :‬أهلية الشركة‪:‬‬

‫للرشكــة أهليــة قانونيــة كاملــة بالنســبة إىل الحقــوق املاليــة وذلــك يف الحــدود التــي يعينهــا ســند إنشــائها‬
‫أو التــي يقررهــا القانــون‪.‬‬

‫فأهليــة الرشكــة كشــخص معنــوي محــدودة بحــدود الغــرض الــذي قامــت مــن أجلــه كــام رســمه عقــد‬
‫الرشكــة أو نظامهــا‪ ،‬فــإذا نــص عقــد الرشكــة أو نظامهــا عــىل قيامهــا بنــوع معــني مــن التجــارة فــال يجــوز‬
‫لهــا مبــارشة نــوع آخــر إال بعــد تعديــل العقــد أو النظــام‪ ،‬أمــا داخــل حــدود الغــرض الــذي قامــت الرشكــة‬
‫لتحقيقــه فيكــون لهــا أن تــربم كافــة الترصفــات القانونيــة مــن بيــع ورشاء‪ ،‬وإيجــار واســتئجار‪ ،‬وقــرض‬
‫واســتقراض ورهــن وارتهــان‪ ،‬كــام يكــون لهــا أن تــوكل وتصالــح وتقــايض‪ ،‬وميثلهــا يف كل ذلــك مديرهــا أو‬
‫ممثلهــا القانــوين‪ ،‬كــام يجــوز للرشكــة أن تســاهم يف رشكــة أخــرى‪.‬‬

‫)‪ (٦٣٩‬ويالحظ مع ذلك أنه إذا كانت الحصة املقدمة من الرشيك عقارا ً مرهوناً رهناً رسمياً‪ ،‬فإن للدائن املرتهن للرشيك مبا له من حق تتبع عىل العقار‪ ،‬أن‬
‫يتخذ إجراءات التنفيذ الجربي عىل العقار املرهون ليستويف حقه من مثنه‪ ،‬الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦١‬الدكتور محمود سمري‬
‫الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٠‬‬
‫‪٢6٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫وإذا كان األصــل أن للرشكــة أهليــة مامرســة أي نــوع مــن أنــواع النشــاط مــادام مرشوع ـاً‪ ،‬فــإن القانــون‬
‫يحــد أحيان ـاً مــن أهليــة بعــض الــرشكات التــي تتخــذ شــكالً معين ـاً‪ ،‬ويعتربهــا »قــارصة« دون مامرســة‬
‫بعــض األنشــطة‪ .‬ومثــال ذلــك مــا نــص عليــه نظــام الــرشكات الســعودي يف املــادة ‪ ١/١٥٣‬الــذي يحظــر عــىل‬
‫الــرشكات ذات املســئولية املحــدودة القيــام بأعــامل البنــوك أو التمويــل أو االدخــار أو التأمــني أو اســتثامر‬
‫األمــوال لحســاب الغــري‪.‬‬

‫وال متتــد أهليــة الرشكــة كقاعــدة عامــة إىل التــربع‪ ،‬وذلــك نظـرا ً ملنافــاة ذلــك لغــرض الرشكــة وهــو الســعي‬
‫لتحقيــق األربــاح‪ ،‬ومــع ذلــك يجــوز للرشكــة أن تتــربع يف حــدود مــا يقــيض بــه العــرف والعــادة‪ ،‬لألعــامل‬
‫االجتامعيــة والخرييــة‪ ،‬وباملقابــل يجــوز للرشكــة قبــول التربعــات التــي ال تكــون مقرونــة بــرشوط تتنــاىف‬
‫مــع غرضهــا)‪.(٦٤٠‬‬

‫وتعتــرب الرشكــة مســئولة مدنيـاً عــن األفعــال الضــارة التــي تقــع مــن مديرهــا أو موظفيهــا أو الحيوانــات أو‬
‫األشــياء التــي يف حراســتها‪ ،‬كــام تعتــرب مســئولة بداهــة عــن تنفيــذ التزاماتهــا التعاقديــة‪.‬‬

‫وإذا كان غــرض الرشكــة القيــام باألعــامل التجاريــة‪ ،‬فإنهــا تكتســب صفــة التاجــر وتلتــزم بالتزامــات التجــار‬
‫كإمســاك الدفاتــر التجاريــة والقيــد يف الســجل التجــاري‪.‬‬

‫أمــا فيــام يتعلــق باملســئولية الجنائيــة‪ ،‬فقــد اســتقر الفقــه والقضــاء عــىل القــول بعــدم قيامهــا بالنســبة‬
‫للرشكــة واألشــخاص املعنويــة بوجــه عــام‪ .‬وذلــك ألن العقوبــة شــخصية ال توقــع إال عــىل الشــخص الــذي‬
‫ارتكــب الفعــل اإلجرامــي‪ ،‬كــام أنــه مــن غــري املمكــن عمـالً إيقــاع العقوبــات الجســامنية كالحبس والســجن‬
‫عــىل شــخص معنــوي ليــس لــه وجــود محســوس كالرشكــة‪ ،‬والــذي يســأل دامئـاً يف مثــل هــذا الغــرض هــو‬
‫مرتكــب الجرميــة نفســه مــن ممثــيل الرشكــة القانونيــني‪.‬‬

‫ومــع ذلــك يجــوز مســائلة الرشكــة عــن الجرائــم التــي ال تتعــدى عقوبتهــا الغرامــات املاليــة أو إغــالق‬
‫املنشــأة مؤقتــاً أو بصــورة نهائيــة‪ ،‬ألن الغرامــة عمومــاً ال تحمــل معنــى العقوبــة البحتــة بــل مبثابــة‬
‫التعويــض املــدين وإصــالح الــرضر الــذي لحــق بالخزانــة العامــة)‪ ،(٦٤١‬ومــن أمثلــة ذلــك الغرامــات التــي‬
‫تحكــم بهــا اللجــان الجمركيــة يف مــواد التهريــب‪ ،‬والغرامــات التــي تحكــم بهــا املحكمــة التجاريــة نتيجــة‬
‫مخالفــة نظــام الــرشكات‪ ،‬والغرامــات التــي يحكــم بهــا نتيجــة مخالفــة أحــكام نظــام الســجل التجــاري‪.‬‬

‫)‪ (٦٤٠‬انظر هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤١٧‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦٩٤‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠١‬الدكتور أكثم‬
‫الخويل‪» ،‬دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨١‬وانظر أيضاً فيام يتعلق بتربعات الرشكة املادة الثالثون من نظام الرشكات السعودي‪.‬‬
‫)‪ (٦٤١‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٩٧‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٤‬وقارن اسكارا ورو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،٢‬بند رقم‬
‫‪ ،٥٤٩‬هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤١٨‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٤١‬‬
‫‪٢64‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ -٢0١‬ثالثاً ‪ :‬اسم الشركة وموطنها‪:‬‬

‫اسم الشركة‪:‬‬
‫يجــب أن يكــون لــكل رشكــة اســم خــاص بهــا مييزهــا عــن غريهــا مــن الــرشكات ويتــم التوقيــع بــه عــىل‬
‫ســائر معامالتهــا والتزاماتهــا‪.‬‬

‫ويختلــف اســم الرشكــة باختــالف شــكل الرشكــة‪ ،‬ففــي رشكات التضامــن ورشكات التوصيــة بنوعيهــا‪ ،‬يســمى‬
‫االســم عنــوان الرشكــة ‪ Raison sociale‬وهــو يتكــون مــن أســامء الــرشكاء املتضامنــني والذيــن يســألون عــن‬
‫ديــون الرشكــة يف أموالهــم الخاصــة وغالب ـاً مــا يقتــرص عنــوان الرشكــة يف مثــل هــذه الــرشكات عــىل ذكــر‬
‫اســم أحــد الــرشكاء املتضامنــني مــع إضافــة عبــارة »ورشكاه« أمــا يف رشكات املســاهمة فليــس للرشكــة ســوى‬
‫اســم تجــاري ‪ Une denomination commerciale‬مســتمد كقاعــدة عامــة مــن الغــرض الــذي أنشــئت‬
‫مــن أجلــه الرشكــة)‪ .(٦٤٢‬وســرنى فيــام بعــد أن الــرشكات ذات املســئولية املحــدودة يجــوز أن يكــون لهــا‬
‫عنــوان أو اســم تجــاري حســب رغبــة الــرشكاء‪ ،‬وســوف نفصــل يف أحــكام اســم الرشكــة عنــد الحديــث عــن‬
‫كل نــوع مــن أنــواع الــرشكات التجاريــة‪.‬‬

‫الموطن‪:‬‬
‫لــكل رشكــة أيضـاً موطــن خــاص بهــا‪ ،‬ويقصــد مبوطــن الرشكــة املــكان الــذي يوجــد فيــه مركــز إدارة الرشكــة‬
‫الرئيــيس ‪ Siege social‬أي املــكان الــذي توجــد فيــه »أجهــزة اإلدارة والرقابــة« الخاصــة بالرشكــة)‪ (٦٤٣‬وهــو‬
‫بالنســبة إىل رشكات األشــخاص املــكان الــذي يبــارش فيــه املديــر عملــه‪ ،‬وبالنســبة إىل رشكات األمــوال املــكان‬
‫الــذي تعقــد فيــه اجتامعــات مجلــس اإلدارة والجمعيــة العموميــة‪.‬‬

‫وللرشكــة كامــل الحريــة يف تحديــد موطنهــا‪ ،‬فقــد تختــاره يف نفــس املــكان الــذي تبــارش فيــه نشــاطها‬
‫املــادي‪ ،‬أي يف مركــز االســتغالل‪ ،‬وقــد تختــاره يف مــكان آخــر وغالبـاً مــا تثبــت الــرشكات مراكــز إدارتهــا يف‬
‫العواصــم وتبــارش نشــاطها املــادي يف املناطــق النائيــة واألقاليــم‪.‬‬

‫ويعــني نظــام الرشكــة أو عقدهــا التأســييس موطــن الرشكــة‪ ،‬ولذلــك فــإن تغيــري موطــن الرشكــة يقتــيض‬
‫تعديــل عقــد الرشكــة أو نظامهــا وشــهر التعديــل بالطــرق املقــررة قانونــاً المــكان االحتجــاج بــه عــىل‬
‫الغــري)‪.(٦٤٤‬‬

‫اسام تجارياً ال عنواناً حتى ولو دخل يف تكوينه اسم شخص طبيعي يف الحاالت التي يجوز فيها ذلك‪ ،‬انظر جيجالر وايبوليتو‪،‬‬
‫)‪ (٦٤٢‬ويعترب اسم رشكة املساهمة ً‬
‫الرشكة التجارية‪ ،‬ص ‪١٢٩‬‬
‫)‪ (٦٤٣‬انظر حكم محكمة النقض الفرنسية يف ‪ ١٥‬يونيو ‪ ،١٩٥٧‬دالوز‪.٥٩٦ -١ -١٩٥٧ ،‬‬
‫)‪ (٦٤٤‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،١٣٠‬واملراجع املشار إليها يف الهامش‪.‬‬
‫‪٢65‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫ولتحديــد املوطــن بالنســبة للرشكــة أهميــة خاصــة‪ ،‬إذ ترفــع الدعــاوى عــىل الرشكــة ويطلــب شــهر إفالســها‬
‫أمــام املحكمــة التــي يقــع يف دائرتهــا هــذا املوطــن كــام تعلــن إليهــا فيــه جميــع األوراق القانونيــة‪ ،‬بــل ان‬
‫أهميــة املوطــن بالنســبة للرشكــة تفــوق أهميــة املوطــن بالنســبة للشــخص الطبيعــي‪ ،‬إذ تتحــدد جنســيتها‬
‫ونظامهــا القانــوين باملــكان الــذي يوجــد فيــه هــذا املوطــن‪.‬‬

‫‪ -٢0١‬رابعاً ‪ :‬تمثيل الشركة‪:‬‬

‫الرشكــة كشــخص معنــوي ال ميكنهــا أن تتعامــل بذاتهــا‪ ،‬ومــن ثــم كان ال بــد مــن وجــود شــخص طبيعــي‬
‫واحــد أو أكــرث لــيك يعــرب عــن إرادة الرشكــة ويديــر شــئونها وميثلهــا يف عالقتهــا مــع الغــري وأمــام القضــاء‪.‬‬

‫وميثــل رشكــة املســاهمة مجلــس اإلدارة ورئيســه وعضــوه املنتــدب‪ ،‬وميثــل الــرشكات األخــرى مديــر أو أكــرث‬
‫وذلــك وفق ـاً للقواعــد والتفاصيــل التــي ســيأيت ذكرهــا عنــد الحديــث عــن كل نــوع مــن أنــواع الــرشكات‬
‫التجاريــة‪.‬‬

‫ومــام تجــدر اإلشــارة إليــه هنــا هــو أن األشــخاص الطبيعــني الذيــن أنيــط بهــم التعبــري عــن إرادة الرشكــة‬
‫وإدارتهــا ال يعتــربون كــام يــرى الفقــه التقليــدي وكالء عــن الرشكــة أو الــرشكاء وذلــك نظــرا ً الختــالف‬
‫مركزهــم عــن مركــز الوكيــل كــام تنظمــه القواعــد العامــة يف الوكالــة‪ ،‬فهــم يعينــون مبوافقــة أغلبيــة الــرشكاء‬
‫يف حــني تقتــيض قواعــد الوكالــة اإلجــامع كــام أنهــم ميلكــون ســلطات خاصــة حددهــا القانــون ال ميلكهــا‬
‫الــرشكاء نفســهم‪ .‬لــذا يذهــب الفقــه الجديــد إىل اعتبــار هــؤالء األشــخاص مبثابــة أعضــاء يف جســم الرشكــة‬
‫وممثلــني قانونيــني عنهــا)‪.(٦٤٥‬‬

‫‪ -٢0٢‬خامساً ‪ :‬جنسية الشركة‪:‬‬

‫لــكل رشكــة بالــرضورة جنســية تثبــت انتســابها لدولــة معينــة فــال توجــد رشكــة »عدميــة« الجنســية أي‬
‫بــال جنســية‪ ،‬إذ متــى فقــدت الرشكــة جنســيتها دون أن تكتســب جنســية أخــرى تحتــم حلهــا وتصفيتهــا‪،‬‬
‫كــام أنــه ال توجــد رشكــة »مزدوجــة أو متعــددة« الجنســية أي تحمــل أكــرث مــن جنســية‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫هنــاك رشكات توصــف »بالدوليــة« أو »متعــددة الجنســيات« كــرشكات الطـريان واملالحــة البحريــة والبنــوك‬
‫والتأمــني‪ ،‬فــإن هــذا الوصــف يصــدق فقــط عــىل نشــاط هــذه الــرشكات مــن حيــث امتــداده إىل إقليــم‬
‫أكــرث مــن دولــة‪ ،‬وليــس عــىل جنســية هــذه الــرشكات)‪.(٦٤٦‬‬

‫)‪ (٦٤٥‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦٩٥‬وانظر رسالتنا السابق اإلشارة اليها‪ ،‬ص ‪.١٥٦‬‬
‫)‪ (٦٤٦‬قارن الدكتور عبد الرحمن عبد العزيز القاسم »القانون الدويل الخاص« القاهرة ‪ ،١٩٧٨‬حيث يذكر أن الجنسية قد تتعدد بالنسبة للشخص املعنوي‪ ،‬كام‬
‫قد يكون عديم الجنسية لتفاوت ترشيعات الدول يف هذا الشأن‪ ،‬غري أن الزميل مل يبني لنا املراجع التي اعتمد عليها للقول مبثل هذا الرأي حتى نستطيع الوقوف‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪٢66‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫وتظهــر أهميــة تحديــد جنســية الرشكــة يف نــوا ٍح كثــرية‪ ،‬منهــا معرفــة النظــام القانــوين الــذي تخضــع‬
‫لــه الرشكــة مــن حيــث تكوينهــا وإدارتهــا وحلهــا وتصفيتهــا ومنهــا معرفــة الدولــة التــي تتمتــع الرشكــة‬
‫بحاميتهــا يف املجــال الــدويل‪ ،‬ومنهــا معرفــة الحقــوق التــي تتمتــع بهــا الرشكــة‪ ،‬إذ أن كث ـريا ً مــن الــدول‬
‫تقــرر بعــض الحقــوق للــرشكات الوطنيــة دون األجنبيــة كحــق مامرســة التجــارة‪ ،‬وحــق التمتــع ببعــض‬
‫اإلعفــاءات الرضيبيــة وحــق الحصــول عــىل بعــض اإلعانــات املاليــة‪.‬‬

‫وقــد اختلفــت الترشيعــات وتباينــت آراء الفقــه إزاء املعيــار الــذي ينبغــي األخــذ بــه لتحديــد جنســية‬
‫ـان مبعيــار موطــن الرشكــة وأخــذ رأي ثالــث‬‫الرشكــة فنــادى رأي مبعيــار مــكان تأســيس الرشكــة‪ ،‬وقــال رأي ثـ ٍ‬
‫مبعيــار مــكان االســتغالل الرئيــيس وذهــب رأي رابــع إىل أن العــربة مبعيــار الرقابــة أو املصالــح املســيطرة عىل‬
‫الرشكــة والــذي يســتدل عليــه مــن جنســية الــرشكاء أو جنســية مديــري الرشكــة أو مــن مصــدر األمــوال‬
‫فيهــا)‪.(٦٤٧‬‬

‫أمــا نظــام الــرشكات الســعودي‪ ،‬فقــد نــص يف مادتــه الرابعــة عــىل أنــه »باســتثناء رشكــة املحاصــة‪ ،‬تعــد‬
‫الرشكــة التــي تؤســس وفق ـاً ألحــكام النظــام ســعودية الجنســية‪ ،‬ويجــب أن يكــون مركزهــا الرئيــس يف‬
‫اململكــة‪ ،‬وال يســتتبع هــذه الجنســية بالــرضورة متتــع الرشكــة بالحقــوق املقصــورة عــىل الســعوديني«‪.‬‬

‫واســتنادا ً إىل هــذا النــص يشــرتط لــيك تكتســب الرشكــة الجنســية الســعودية أن تؤســس وفق ـاً ألحــكام‬
‫نظــام الــرشكات الســعودي وأن تتخــذ مركــز إدارتهــا الرئيــيس يف اململكــة)‪ ،(٦٤٨‬والعــربة دامئ ـاً هــي باملركــز‬
‫الحقيقــي ال املركــز الصــوري‪.‬‬

‫ولكــن اكتســاب الرشكــة للجنســية الســعودية بســبب تأسيســها واتخــاذ مركــز إدارتهــا يف اململكــة ال يعنــي‬
‫االعــرتاف لهــا بكافــة الحقــوق املعــرتف بهــا للســعوديني‪ ،‬ولقــد أحســن املــرشع الســعودي حــني نــص‬
‫رصاحــة عــىل هــذا املبــدأ العــام يف املــادة الســابقة‪ ،‬والــذي تســلم بــه يف الواقــع جميــع الــدول)‪ ،(٦٤٩‬إذ ال‬
‫شــك أن مســألة متتــع الرشكــة بالحقــوق املعــرتف بهــا للوطنيــني مــن األفضــل أن تــرتك للمــرشع ينظمهــا‬
‫يف كل حالــة عــىل حــده حســب مقتضيــات املصلحــة العامــة وهدفــه مــن كل ترشيــع يصــدره‪ ،‬فقــد‬
‫تؤســس رشكــة وتتخــذ موطنهــا يف اململكــة ولكــن تكــون تحــت ســيطرة أجنبيــة‪ ،‬وحينـٍـذ تكــون جنســيتها‬
‫الســعودية مجــرد واجهــة وســتار تختفــي وراءه مصالــح أجنبيــة قــد تكــون معاديــة للمملكــة‪ ،‬ومــن ثــم‬

‫)‪ (٦٤٧‬انظر يف هذه املعايري جان ديرييبه »القانون الدويل الخاص« دالوز ‪ ١٩٧٣‬ص ‪ ،٣٨‬وانظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٦٩٢‬جيجالر وايبوليتو‬
‫»الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٤٠٥‬وانظر فيام يتعلق بجنسية األشخاص االعتبارية ومبركزها يف القانون الدويل الخاص‪ ،‬الدكتور عز الدين عبد ﷲ‬
‫»القانون الدويل الخاص« اإلسكندرية‪ ،١٩٥٥ ،‬بند رقم ‪ ٢١٧‬وما يليه‪.‬‬
‫)‪ (٦٤٨‬انظر الدكتور سعيد يحيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٨‬‬
‫)‪ (٦٤٩‬انظر يف القانون الفرنيس جيجالر وايبوليتو‪» ،‬الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٢ -٢٠٥‬و ‪ ،٤٠٦‬ويف القانون املرصي‪ ،‬الدكتور عيل حسن يونس‬
‫»الرشكات التجارية« مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٧‬ويف القانون الكويتي الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٢٢‬‬
‫‪٢67‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫يكــون مــن الطبيعــي أال تتمتــع مثــل هــذه الرشكــة بالحقــوق املقصــورة عــىل الســعوديني وحدهــم‪ ،‬أمــا‬
‫الرشكــة الســعودية الجنســية التــي تســيطر عليهــا مصالــح وطنيــة فــال بــأس مــن متتعهــا بهــذه الحقــوق)‪.(٦٥٠‬‬

‫ومــن األمثلــة البــارزة عــىل ذلــك مــا تقــيض بــه املــادة األوىل مــن الــوكاالت التجارية الصــادر باملرســوم املليك‬
‫رقــم ‪ ١١‬وتاريــخ ‪١٣٨٢/٢/٢٠‬هـــ مــن أن مامرســة أعــامل الــوكاالت التجاريــة مقصــورة عــىل الســعوديني وأن‬
‫الــرشكات الســعودية التــي تقــوم بهــذه األعــامل يجــب أن يكــون رأس مالهــا بالكامــل ســعودياً وأن يكــون‬
‫أعضــاء مجالــس إدارتهــا ومــن لهــم حــق التوقيــع باســمها ســعوديني)‪.(٦٥١‬‬

‫ففــي هــذا النظــام مل يكتــف املــرشع بكــون الرشكــة ســعودية الجنســية‪ ،‬بــل تطلــب فــوق ذلــك أن يكــون‬
‫جميــع رأس املــال ســعودياً وأن تكــون اإلدارة ســعودية‪.‬‬

‫هــذا ومــام تجــدر اإلشــارة إليــه أن نظــام االســتثامر األجنبــي الصــادر باملرســوم امللــيك رقــم م‪ ١/‬وتاريــخ‬
‫‪١٤٢١ /١ /٥‬هـــ يعتــرب األمــوال اململوكــة للرشكــة التــي ال يتمتــع فيهــا »جميــع مالــيك« حصــص رأس مالهــا‬
‫بجنســية اململكــة العربيــة الســعودية »مبثابــة رأس مــال أجنبــي« ال يتمتــع باملزايــا التــي يتمتــع بــه رأس‬
‫املــال الوطنــي مبوجــب نظــام حاميــة وتشــجيع الصناعــات الوطنيــة الصــادر بــه املرســوم امللــيك رقــم‬
‫‪ ٥٠‬وتاريــخ ‪١٣٨١/١٢/٢٣‬هـــ‪ ،‬ومــن ثــم فإنــه يجــب عــىل هــذه الرشكــة متــى كانــت تقــوم مبرشوعــات‬
‫صناعيــة وأرادت االســتفادة مــن مزايــا هــذا النظــام األخــري‪ ،‬أن تخضــع لإلجـراءات املنصــوص عليهــا يف نظــام‬
‫االســتثامر األجنبــي وأهمهــا الحصــول عــىل ترخيــص يصــدر مــن الهيئــة العامــة لالســتثامر‪.‬‬

‫وهكــذا يظهــر بوضــوح أن الــرشكات ذات الجنســية الســعودية تنقســم إىل فئتــني‪ :‬فئة تتمتع بكافــة الحقوق‬
‫املعــرتف بهــا للســعوديني نظـرا ً لتمثيلهــا ملصالــح وطنيــة بحتــة وفئــة ال تتمتــع بكافــة هــذه الحقــوق نظـرا ً‬
‫لتخلــف هــذا الــرشط‪ ،‬وهــذا يعنــي أن املــرشع الســعودي قــد أخــذ مبعيــار الرقابــة أو املصالــح املســيطرة‬
‫عــىل الرشكــة لتحديــد مــدى مــا تتمتــع بــه الرشكــة مــن الحقــوق املعــرتف بهــا للســعوديني‪.‬‬

‫)‪ (٦٥٠‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.١٨٤‬‬
‫)‪ (٦٥١‬والنص الكامل لهذه املادة هو اآليت‪» :‬ال يجوز لغري السعوديني بصفة أشخاص طبيعيني أو معنويني أن يكونوا وكالء تجاريني يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫عىل أن الرشكات السعودية التي تقوم بأعامل الوكاالت التجارية يجب أن يكون رأس مالها بالكامل سعودياً وأن يكون أعضاء مجالس إدارتها ومن لهم حق‬
‫التوقيع باسمها سعوديني‪.‬‬
‫‪٢68‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفصل الرابع‬

‫انقضاء الشركة‬

‫‪ -٢٠٣‬يقصــد بانقضــاء الرشكــة انحــالل الرابطــة القانونيــة التــي تجمــع بــني الــرشكاء‪ ،‬وقــد بــني نظــام‬
‫الــرشكات الســعودي أســباب انحــالل وانقضــاء الــرشكات‪ ،‬وهــي تنقســم إىل قســمني‪ :‬أســباب عامــة تنقــيض‬
‫بهــا الــرشكات أيـاً كان نوعهــا أو شــكلها‪ ،‬أي ســواء كانــت رشكات تجاريــة أو رشكات مدنيــة‪ ،‬وســواء كانــت‬
‫مــن رشكات األمــوال أو مــن رشكات األشــخاص أو مــن الــرشكات ذات الطبيعــة املختلطــة‪ ،‬وأســباب خاصــة‬
‫بالــرشكات التــي تقــوم عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة املتبادلــة‪ ،‬ومــن ثــم تنقــيض بهــا الــرشكات التــي‬
‫يتوافــر فيهــا هــذا االعتبــار الشــخيص دون الــرشكات التــي تقــوم عــىل االعتبــار املــايل وحــده‪.‬‬

‫ومتــى قــام أحــد أســباب انقضــاء الرشكــة‪ ،‬أيـاً كانــت طبيعــة هــذا الســبب‪ ،‬فــإن الرشكــة ال تنحــل مبجــرد‬
‫قيــام هــذا الســبب‪ ،‬بــل تدخــل يف دور التصفيــة وتحتفــظ بشــخصيتها املعنويــة بالقــدر الــالزم إلجـراء هــذه‬
‫التصفيــة والتــي تتــم بقســمة األمــوال التــي تبقــى بعــد ســداد ديــون الرشكــة‪ ،‬وميكــن تقســيم أســباب‬
‫انقضــاء الــرشكات عــىل االيت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب العامة النقضاء الشركات‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ .١‬انقضاء املدة املحددة للرشكة مامل متدد‪،‬‬

‫‪ .٢‬تحقق الغرض الذي أنشئت من أجله أو استحالة تحققه‪،‬‬

‫‪ .٣‬انتقال جميع الحصص أو جميع األسهم إىل رشيك واحد أو مساهم واحد‪،‬‬

‫‪ .٤‬اتفاق الرشكاء عىل حلها قبل انقضاء مدتها‪،‬‬

‫‪ .٥‬اندماجها يف رشكة أخرى‪،‬‬

‫‪ .٦‬صدور حكم قضايئ نهايئ بحلها أو بطالنها بناء عىل طلب أحد الرشكاء أو أي ذي مصلحة‪،‬‬

‫‪٢69‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب األول‬

‫ثانياً ‪ :‬األسباب الخاصة النقضاء الشركات‪:‬‬

‫‪ .١‬وفاة أحد الرشكاء‬

‫‪ .٢‬الحجر عليه‬

‫‪ .٣‬انسحابه‬

‫‪ .٤‬إخراج أحد الرشكاء‬

‫وعليه فإننا سنقسم دراستنا يف هذا الفصل إىل مبحثني‪:‬‬

‫نعــرض يف األول منهــا ألســباب انقضــاء الــرشكات عــىل اختالفهــا‪ ،‬ونبــني يف الثــاين منهــا أحــكام التصفيــة‬
‫والقســمة‪.‬‬

‫‪٢70‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫المبحث األول‬

‫أسباب انقضاء الشركات‬

‫‪ -٢٠٤‬يف الفــرع األول مــن هــذا املبحــث نتنــاول بالدراســة األســباب العامــة النقضــاء الــرشكات ويف الفــرع‬
‫الثــاين نتكلــم عــن أســباب االنقضــاء املبنيــة عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة املتبادلــة بــني الــرشكاء‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫األسباب العامة النقضاء الشركة‬

‫‪ -٢٠٥‬تقــيض املــادة ‪ ١٦‬مــن نظــام الــرشكات بأنــه »مــع مراعــاة أســباب االنقضــاء الخاصــة بــكل نــوع مــن‬
‫أنــواع الــرشكات‪ ،‬تنقــيض الرشكــة بأحــد األســباب اآلتيــة)‪:(٦٥٢‬‬

‫‪ .١‬انقضاء املدة املحددة للرشكة‪ ،‬مامل متدد وفقاً ألحكام النظام‪،‬‬

‫‪ .٢‬تحقق الغرض الذي تأسست من اجله الرشكة أو استحالة تحقيق الغرض املذكور‪،‬‬

‫‪ .٣‬انتقــال جميــع الحصــص أو جميــع األســهم إىل رشيــك واحــد‪ ،‬مــامل يرغــب الرشيــك أو املســاهم يف‬
‫اســتمرار الرشكــة وفقــاً ألحــكام النظــام‪،‬‬

‫‪ .٤‬اتفاق جميع الرشكاء عىل حل الرشكة قبل انقضاء مدتها‪ ،‬ما مل ينص عقد الرشكة عىل غري ذلك‪،‬‬

‫‪ .٥‬اندماج الرشكة يف رشكة أخرى‪،‬‬

‫‪ .٦‬صــدور حكــم قضــايئ نهــايئ بحلهــا أو بطالنهــا‪ ،‬بنــا ًء عــىل طلــب أحــد ذوي الشــأن وبــرشط وجــود‬
‫أســباب خطــرية تــربر ذلــك‪ ،‬ويبطــل كل رشط يقــيض بالحرمــان مــن اســتعامل هــذا الحــق‪.‬‬

‫باســتقراء هــذا النــص يتضــح أن هنــاك أســباباً تلقائيــة النقضــاء الرشكــة ويرتتــب عليهــا االنقضــاء بقــوة‬
‫القانــون‪ ،‬وذلــك لتخلــف أحــد العنــارص األساســية يف الرشكــة كانقضــاء املــدة املحــددة للرشكــة أو تحقيــق‬
‫غــرض الرشكــة أو اســتحالة تحقيقــه‪ ،‬أو انتقــال جميــع الحصــص أو األســهم إىل رشيــك واحــد وعــدم توفيــق‬

‫)‪ (٦٥٢‬قرص مرشوع نظام الرشكات األسباب العامة النقضاء الرشكة بأربعة أسباب‪:‬‬
‫‪ .١‬انقضاء املدة املحددة لها مامل متدد‪ .٢ ،‬اتفاق الرشكاء أو املساهمني عىل حلها قبل انقضاء مدتها‪ .٣ ،‬اندماجها يف رشكة أخرى‪ .٤ ،‬صدور حكم قضايئ نهايئ‬
‫بحلها أو بطالنها‪.‬‬
‫‪٢7١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫أوضــاع الرشكــة وفقـاً ألحــكام النظــام‪ ،‬أو هــالك جميــع مــال الرشكــة أو معظمــه‪ ،‬وأســباب إراديــة تتوقــف‬
‫عــىل رغبــة ومشــيئة الــرشكاء أنفســهم‪ ،‬كاتفاقهــم عــىل حلهــا قبــل انقضــاء مدتهــا أو عــىل اندماجهــا يف‬
‫رشكــة أخــرى‪ ،‬وأســباب تقدرهــا املحكمــة املختصــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب االنقضاء التلقائية بقوة القانون‪:‬‬


‫‪ً -٢06‬‬

‫‪ .١‬انقضاء المدة المحددة للشركة‪:‬‬


‫األصــل أنــه متــى كانــت الرشكــة محــددة املــدة فــإن الرشكــة تنحــل بقــوة القانــون مبجــرد انقضــاء هــذه‬
‫املــدة‪ ،‬ولــو مل تكــن قــد حققــت بعــد الغــرض أو العمــل الــذي مــن أجلــه تأسســت الرشكــة‪ ،‬ومــع ذلــك إذا‬
‫تبــني مــن الظــروف أن تحديــد هــذه املــدة كان عــىل وجــه التقريــب عــىل أســاس أن العمــل الــذي أنشــئت‬
‫مــن أجلــه الرشكــة ال يســتغرق وقتـاً أطــول‪ ،‬فــإن الرشكــة تســتمر وتظــل محتفظــة بشــخصيتها املعنويــة ألن‬
‫أجلهــا يكــون طبقـاً إلرادة الــرشكاء أبعــد األجلــني‪ :‬انقضــاء املــدة أو تحقيــق العمــل)‪.(٦٥٣‬‬

‫باملثــل تســتمر الرشكــة إذا اتفــق الــرشكاء قبــل انتهــاء مــدة الرشكــة عــىل اســتمرارها ومــد أجلهــا إىل وقــت‬
‫آخــر‪ ،‬واألصــل أن يتــم االتفــاق عــىل اســتمرار رشكات األشــخاص بإجــامع الــرشكاء‪ ،‬مــامل ينــص عقد التأســيس‬
‫عــىل خــالف ذلــك)‪ ،(٦٥٤‬ومتديــد مــدة الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة يتــم بقـرار مــن الجمعيــة العامــة‬
‫مــن عــدد الــرشكاء املالكــني لنصــف الحصــص املمثلــة لــرأس املــال أو مــن أغلبيــة الــرشكاء وللغــري اإلعـرتاض‬
‫عــىل مــد أجــل الرشكــة والتمســك بعــدم نفــاذه يف حقــه)‪ ،(٦٥٥‬ويف حالــة الرشكــة املســاهمة يكتفــى بأغلبيــة‬
‫ثالثــة أربــاع األســهم املمثلــة يف اجتــامع الجمعيــة العامــة غــري العاديــة)‪.(٦٥٦‬‬

‫أمــا إذا وقــع االتفــاق عــىل اســتمرار الرشكــة وامتدادهــا بعــد انقضــاء مدتهــا فــإن هــذا االتفــاق يعتــرب‬
‫مبثابــة إنشــاء لرشكــة جديــدة‪ ،‬ألن االنقضــاء هنــا يقــع كــام ســبق القــول بقــوة القانــون مبجــرد حلــول أجــل‬
‫الرشكــة وانتهــاء مدتهــا‪ ،‬وإذا اســتمرت الرشكــة بعــد انقضــاء مدتهــا يف مبــارشة النشــاط الــذي تأسســت مــن‬
‫أجلــه فــإن ذلــك يعتــرب مبثابــة اتفــاق ضمنــي مــن الــرشكاء عــىل مــد أجلهــا‪ ،‬ومــن ثــم تعتــرب الرشكــة كــام يف‬
‫حالــة االتفــاق الرصيــح رشكــة جديــدة قــد انعقــدت بــذات الــرشوط األصليــة‪ ،‬وتجعــل معظــم الترشيعــات‬
‫االمتــداد يف هــذه الحالــة ســنة فســنة‪ .‬إال أن النظــام نــص رصاحــة عــىل التمديــد الضمنــي ملــدة مامثلــة‬
‫وبالــرشوط ذاتهــا الــواردة بعقــد التأســيس‪ ،‬يف حــال اســتمرار الرشكــة يف مامرســة نشــاطها ودون صــدور‬
‫قـرار بالتمديــد)‪.(٦٥٧‬‬

‫)‪ (٦٥٣‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٧‬وقارن الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪.١٣١‬‬
‫)‪ (٦٥٤‬املادة السابعة والعرشون من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٦٥٥‬املادة الثامنون بعد املائة الفقرة ‪ ٤ ،١‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٦٥٦‬انظر املادة الرابعة والتسعون الفقرة ‪ ٤‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٦٥٧‬املادة الثامنون بعد املائة الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٢7٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫وســواء كان االتفــاق عــىل امتــداد الرشكــة رصيح ـاً أو ضمني ـاً فإنــه لدائنــي أحــد الــرشكاء االع ـرتاض عــىل‬
‫امتــداد الرشكــة ويرتتــب عــىل هــذا االعـرتاض وقــف أثــر االمتــداد يف حقهــم‪ ،‬ألنــه إذا كان دائنــوا الرشيــك‬
‫ال يســتطيعون التنفيــذ عــىل حصــة مدينهــم فيهــا أثنــاء قيــام الرشكــة‪ ،‬فــال أقــل مــن أن يســمح لهــم‬
‫باملعارضــة يف امتــداد الرشكــة حتــى يتمكنــوا مــن التنفيــذ عــىل حصــة مدينهــم فيهــا)‪ ،(٦٥٨‬ويف هــذه الحالــة‬
‫إمــا االتفــاق مــع الدائــن أو خــروج الرشيــك املديــن مــن الرشكــة)‪.(٦٥٩‬‬

‫‪ .٢‬تحقق الغرض الذي تأسست الشركة من أجله أو استحالة تحقيقه‪:‬‬


‫فــإذا تأسســت رشكــة للقيــام بعمــل معــني كبيــع محصــول أو إنشــاء طريــق أو حفــر قنــاة أو مــد خــط‬
‫حديــدي أو تشــييد مبنــي وانتهــى هــذا العمــل انقضــت الرشكــة‪ ،‬عــىل أنــه إذا اســتمرت الرشكــة بعــد‬
‫ذلــك تقــوم بعمــل مــن نــوع األعــامل التــي تأسســت لهــا‪ ،‬اعتــربت كــام يف الحالــة الســابقة رشكــة جديــدة‬
‫انعقــدت بــذات الــرشوط األصليــة‪.‬‬

‫كذلــك تنقــيض الرشكــة متــى ثبــت اســتحالة تحقيــق الغــرض الــذي تأسســت مــن أجلــه‪ ،‬فــإذا تأسســت‬
‫الرشكــة بقصــد القيــام بنــوع معــني مــن التجــارة ثــم صــدر قانــون بعــد ذلــك بحظــر هــذا العمــل عــىل‬
‫مثــل نــوع هــذه الرشكــة أو بقــرص القيــام بــه عــىل هيئــات معينــة‪ ،‬فإنــه يرتتــب عــىل ذلــك انقضــاء الرشكــة‬
‫بقــوة القانــون)‪.(٦٦٠‬‬

‫كذلــك تنقــيض الرشكــة بهــالك جميــع مالهــا أو معظمــة بحيــث يتعــذر اســتثامر الباقــي اســتثامرا ً مجديـاً‪،‬‬
‫وهــالك مــال الرشكــة قــد يكــون ماديـاً مثــل احـرتاق مصنــع الرشكــة أو غــرق بواخرهــا أو تحطيــم طائراتهــا‬
‫أو نضــوب املنجــم الــذي تســتغله‪ ،‬وقــد يكــون معنويـاً كــام لــو ســحب االمتيــاز املمنــوح للرشكــة متــى كان‬
‫نشــاطها يرتكــز أساسـاً عــىل اســتغالل هــذا االمتيــاز‪.‬‬

‫ويف حالــة اختــالف الــرشكاء حــول أهميــة الجــزء الهالــك ومــدى تأثــريه عــىل تحقيــق غــرض الرشكــة‪ ،‬فــإن‬
‫املحكمــة التجاريــة هــي التــي تقــدر مــدى أهميــة الهــالك الجــزيئ ومــدى تأثــريه عــىل مســتقبل الرشكــة‪،‬‬
‫والواقــع أنــه كثـريا ً مــا ينــص يف عقــد الرشكــة عــىل وجــوب حــل الرشكــة متــى بلغــت الخســائر حــدا ً معينـاً‬
‫كنصــف أو ثلــث رأس املــال‪.‬‬

‫ويالحــظ أن الهــالك ال يــؤدي إىل انقضــاء الرشكــة إال إذا ترتــب عليــه اســتحالة اســتمرار الرشكــة يف عملهــا‪،‬‬
‫ومــن ثــم فــإذا كان مؤمنـاً عــىل أمــوال الرشكــة وكان مبلــغ التأمــني كافيـاً لتعويــض األمــوال الهالكــة فــإن‬

‫)‪ (٦٥٨‬انظر الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٣٢‬و ‪.١٣٣‬‬
‫)‪ (٦٥٩‬املادة الثامنون بعد املائة الفقرة ‪ ٤‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٦٦٠‬ومن امثلة ذلك الرشكة العربية لالستثامرات الكيمياوية رشكة مساهمة سعودية حيث صدر قرار مجلس الوزراء رقم ‪ ٢٦‬وتاريخ ‪ ١٤١٤ /٢ /٢١‬ه بإلغاء‬
‫املرشوع الذي تقدمت به الرشكة إلنشاء صناعات برتو كياموية‪ ،‬وما تبع ذلك من انقضاء الرشكة ودخولها دور التصفية‪.‬‬
‫‪٢7٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الرشكــة ال تنقــيض‪ .‬وملــا كان الوضــع الغالــب يف الوقــت الحــارض أن تؤمــن الــرشكات عــىل موجوداتهــا ضــد‬
‫مخاطــر الهــالك باختــالف صورهــا‪ ،‬فمــن النــادر أن يقــع الحــل بســبب هــالك أمــوال الرشكــة)‪.(٦٦١‬‬

‫‪ .٣‬اجتماع الحصص أو األسهم في يد شخص واحد‪:‬‬


‫يرتتــب عــىل اجتــامع الحصــص أو األســهم يف يــد شــخص واحــد تخلــف ركــن جوهــري مــن األركان الخاصــة‬
‫بعقــد الرشكــة‪ ،‬وهــو ركــن تعــدد الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم تنقــيض الرشكــة يف هــذه الحالــة بقــوة القانــون‪ ،‬وذلــك‬
‫بإســتثناء رشكــة املســاهمة ورشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة عــىل مــا ســبق بيانــه‪.‬‬

‫هــذا وقــد نــص قانــون الــرشكات الفرنــيس الجديــد الصــادر يف ‪ ٢٤‬يوليــو ‪١٩٦٦‬م يف مادتــه التاســعة عــىل أن‬
‫اجتــامع جميــع الحصــص أو األســهم يف يــد شــخص واحــد ال يرتتــب عليــه انقضــاء الرشكــة بقــوة القانــون‪،‬‬
‫وأجــاز تصحيــح مثــل هــذا الوضــع خــالل مــدة ســنة مــن تاريــخ حدوثــه وإال كان لــكل ذي مصلحــة أن‬
‫يطلــب تقريــر حــل الرشكــة‪.‬‬

‫ويف ذلــك قــررت املــادة ‪ ١٤٩‬مــن نظــام الــرشكات االيت‪ «:‬إذا آلــت جميــع أســهم رشكــة املســاهمة إىل‬
‫مســاهم واحــد ال تتوافــر فيــه الــرشوط الــواردة يف املــادة الخامســة والخمســني مــن النظــام‪ ،‬تبقــى الرشكــة‬
‫وحدهــا مســؤولة عــن ديونهــا والتزاماتهــا‪ .‬ومــع ذلــك يجــب عــىل هــذا املســاهم توفيــق أوضــاع الرشكــة‬
‫مــع األحــكام الــواردة يف هــذا البــاب أو تحويلهــا إىل رشكــة ذات مســؤولية محــدودة مــن شــخص واحــد‬
‫خــالل مــدة ال تتجــاوز ســنة‪ ،‬وإال انقضــت الرشكــة بقــوة النظــام‪«.‬‬

‫‪ -٢07‬ثانياً ‪ :‬األسباب اإلدارية النقضاء الشركة‪:‬‬

‫‪ .١‬اتفاق الشركاء على حل الشركة‪:‬‬


‫وكــام يجــوز للــرشكاء االتفــاق عــىل مــد أجــل الرشكــة فإنــه يجــوز لهــم أيض ـاً االتفــاق عــىل حــل الرشكــة‬
‫قبــل انتهــاء املــدة املحــددة النقضائهــا‪ ،‬والنصــاب الــالزم لحــل الرشكــة يختلــف بإختــالف شــكل الرشكــة‪،‬‬
‫وهــي دامئ ـاً األغلبيــة الالزمــة لتعديــل عقــد الرشكــة‪ ،‬فق ـرار حــل رشكــة املســاهمة مث ـالً متلكــه الجمعيــة‬
‫العامــة غــري العاديــة ويتــم اتخــاذه وفقـاً لألغلبيــة املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪ ٤/٩٤‬مــن نظــام الــرشكات‪،‬‬
‫إمنــا يشــرتط يف جميــع األحــوال لصحــة حــل الرشكــة باتفــاق الــرشكاء أن تكــون الرشكــة مــورسة قــادرة عــىل‬
‫الوفــاء بالتزاماتهــا‪ ،‬ومــن ثــم فــال يعتــد بحــل الرشكــة باتفــاق الــرشكاء إذا كانــت الرشكــة يف حالــة توقــف‬
‫عــن الدفــع)‪ ،(٦٦٢‬ومتــى وقــع حــل الرشكــة صحيحـاً فإنــه ال يحتــج بــه عــىل الغــري إال بعــد شــهره بالطــرق‬
‫القانونيــة‪ ،‬ويرتتــب عليــه دخــول الرشكــة يف دور التصفيــة)‪.(٦٦٣‬‬

‫)‪ (٦٦١‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٠٥‬‬
‫)‪ (٦٦٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٢٦‬‬
‫)‪ (٦٦٣‬وقد أصدرت وزارة التجارة تعميمها رقم ‪ ٥٩١‬وتاريخ ‪ ١٤١٠ /١١ /١٨‬هـ ورد به أنه يشرتط لقبول قرار الرشكاء بحل الرشكة وتصفيتها والتصديق عليه‬
‫من وزارة التجارة أن تكون الرشكة قادرة عىل الوفاء بكافة ديونها وعليها أن تقدم مركزها املايل معتمد من محاسب قانوين مرخص له باململكة يثبت قدرتها عىل‬
‫‪٢74‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫‪ .٢‬االندماج‪:‬‬
‫االندمــاج هــو تالحــم رشكتــني قامئتــني‪ ،‬تالحـامً يقتــيض بالــرضورة فنــاء كل منهــام أو أحدهــام ليكونــا معـاً‬
‫رشكــة واحــدة‪ ،‬واندمــاج املرشوعــات يعتــرب ظاهــرة عامليــة يف الوقــت الحــارض وهــو يهــدف إىل تحقيــق‬
‫أهــداف اقتصاديــة متعــددة‪ ،‬منهــا البحــث عــن الحجــم األمثــل للمــرشوع‪ ،‬وتخفيــض نفقــات اإلنتــاج‪،‬‬
‫وإنشــاء املرشوعــات الكبــرية القــادرة عــىل املنافســة عــىل املســتوى اإلقليمــي والــدويل‪ ...‬الــخ)‪.(٦٦٤‬‬

‫ولاندمــاج صورتــان‪ :‬األوىل االندمــاج بطريقــة املــزج ‪ Par Combinaison‬والثانيــة االندمــاج بطريــق الضــم‬
‫أو االبتــالع ‪.Par annexion ou absorption‬‬

‫ويرتتــب عــىل االندمــاج بطريــق املــزج فنــاء شــخصية الرشكتــني ونشــوء رشكــة جديــدة‪ ،‬أمــا االندمــاج‬
‫بطريــق الضــم فــال يرتتــب عليــه ســوى فنــاء شــخصية الرشكــة املندمجــة يف شــخصية الرشكــة الدامجــة‪ .‬ويف‬
‫الصورتــني يجــب إجـراء تقويــم لجميــع أمــوال الرشكــة املندمجــة ويحــدد عقــد االندمــاج رشوطــه ويحــدد‬
‫بصفــة خاصــة طريقــة تقويــم ذمــة الرشكــة املندمجــة وعــدد الحصــص أو األســهم التــي تخصهــا يف رأس‬
‫مــال الرشكــة الدامجــة‪ ،‬أو حصــص أو أســهم الــرشكات املندمجــة يف الرشكــة الجديــدة الناشــئة عــن االندمــاج‬
‫املــادة ‪ ١،٢/١٩١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وال يكــون االندمــاج صحيحــاً إال إذا صــدر مــن كل رشكــة طــرف فيــه وفقــاً لألوضــاع املقــررة لتعديــل‬
‫عقــد الرشكــة أو نظامهــا‪ ،‬ويجــب أن يتــم شــهر قـرار االندمــاج بطــرق الشــهر املقــررة ملــا يطــرأ عــىل عقــد‬
‫الرشكــة املندمجــة أو نظامهــا االســاس مــن تعديــالت املــادة ‪ ٣/١٩١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫واألصــل أن جميــع حقــوق والتزامــات الرشكــة أو الــرشكات املندمجــة تنتقــل إىل الرشكــة الدامجــة أو الرشكــة‬
‫الجديــدة‪ ،‬وتعــد الرشكــة الدامجــة أو الناشــئة مــن اإلندمــاج خلفـاً للرشكــة املندمجــة يف حــدود مــا آل اليهــا‬
‫مــن أصــول إال إذا نــص عقــد االندمــاج عــىل خــالف ذلــك)‪ .(٦٦٥‬والغالــب أن يــؤدي االندمــاج إىل تقويــة‬
‫مركــز الرشكــة الدامجــة ثــم إىل تقويــة ضــامن الدائنــني‪ ،‬إال أنــه قــد يــرض أحيانـاً بدائنــي الرشكــة املندمجــة‪،‬‬
‫وذلــك يف حالــة مــا إذا كانــت خصــوم الرشكــة الدامجــة تزيــد عــن أصولهــا‪ ،‬وحاميــة لهــؤالء الدائنــني تقــرر‬
‫املــادة ‪ ١/١٩٣‬مــن نظــام الــرشكات أن قـرار االندمــاج ال ينفــذ إال بعــد مــيض ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ شــهره‪،‬‬
‫ويكــون لدائنــي الرشكــة املندمجــة خــالل امليعــاد املذكــور أن يعارضــوا يف االندمــاج بخطــاب مســجل إىل‬
‫الرشكــة‪ ،‬ويرتتــب عــىل اع ـرتاض الدائنــني وقــف االندمــاج اىل أن يتنــازل الدائــن عــن معارضتــه‪ ،‬أو تفــي‬

‫الوفاء بديونها يف تاريخ الحل والتصفية‪ ،‬ذلك أن الرشكة غري القادرة عىل الوفاء بالتزاماتها تجاه الغري بسبب تجاوز خسائرها رأس املال وفقدان الضامن الكايف‬
‫للدائنني تعترب مفلسة وميتنع عىل وزارة التجارة بالتايل التصديق عىل قرار حلها وتصفيتها‪ ،‬مع توجيه= =الرشكاء لطلب شهر إفالس الرشكة من ديوان املظامل وما‬
‫يرتتب عىل ذلك من تطبيق أحكام اإلفالس عليها‪.‬‬
‫)‪ (٦٦٤‬انظر رسالتنا السابقة اإلشارة ص ‪.٢٣٨‬‬
‫)‪ (٦٦٥‬املادة الثانية والتسعون بعد املائة من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٢75‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الرشكــة بالديــن إن كان حــاالً أو تقــدم ضامنـاً كافيـاً للوفــاء بــه إن كان آجـالً‪ ،‬ويف ذلــك تقرراملــادة ‪٢/١٩٣‬‬
‫التــايل‪ «:‬لدائنــي الرشكــة املندمجــة خــالل امليعــاد املذكــور أن يعرتضــوا عــىل االندمــاج بخطــاب مســجل إىل‬
‫الرشكــة‪ .‬ويف هــذه الحالــة يوقــف االندمــاج إىل أن يتنــازل الدائــن عــن معارضتــه‪ ،‬أو تفــي الرشكــة بالديــن‬
‫إن كان حــاالً‪ ،‬أو تقــدم ضامنـاً كافيـاً للوفــاء بــه إن كان آجـالً »‪.‬‬

‫وبالرغــم مــن اقتصــار املــادة ‪ ٢/١٩٣‬مــن نظــام الــرشكات عــىل االعــرتاف بحــق االعــرتاض عــىل قــرار‬
‫االندمــاج لدائنــي الرشكــة املندمجــة‪ ،‬فإنــه يجــب االعـرتاف بنفــس الحــق وبــذات الــرشوط لدائنــي الرشكــة‬
‫الدامجــة‪ ،‬وذلــك التحــاد العلــة يف الحالتــني وهــي حاميــة دائنــي الرشكــة مــن املزاحمــة)‪.(٦٦٦‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬حل الشركة بقرار من المحكمة المختصة‪:‬‬

‫‪ -٢٠٨‬يجــوز للمحكمــة التجاريــة حــل الرشكــة بنــا ًء عــىل طلــب أحــد ذوي الشــأن متــى وجــدت أســباب‬
‫خطــرية تــربر ذلــك‪.‬‬

‫واملقصــود بــذوي الشــأن يف هــذا املقــام الــرشكاء‪ ،‬وحــق الرشيــك يف طلــب الحــل لســبب خطــري حــق‬
‫شــخيص محــض فــال يجــوز لدائــن الرشكــة أو لدائــن الرشيــك أن يبــارش هــذا الحــق كــام أنــه حــق يتعلــق‬
‫بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم يقــع باط ـالً كل اتفــاق يحــرم الرشيــك منــه)‪.(٦٦٧‬‬

‫ومــن امثلــة األســباب الخطــرية التــي تــربر الحــل وقــوع أزمــة اقتصاديــة حــادة تــؤدي إىل اضطـراب أعــامل‬
‫الرشكــة أو تغيــري الظــروف االقتصاديــة بشــكل يجعــل مــن العســري عــىل الرشكــة االســتمرار يف نشــاطها‪ ،‬أو‬
‫مــرض الرشيــك الــذي قــدم حصتــه عم ـالً مرض ـاً يعجــزه عــن االســتمرار يف أداء عملــه‪ ،‬أو مــرض الرشيــك‬
‫املديــر غــري القابــل للعــزل أو إهاملــه‪ ،‬ومــن أمثلــة هــذه األســباب أيضـاً عــدم قيــام أحــد الــرشكاء بتنفيــذ‬
‫مــا تعهــد بــه كعــدم تقدميــه حصتــه يف رأس املــال يف امليعــاد املحــدد‪ ،‬أو قيامــه مبنافســة الرشكــة يف أعاملهــا‬
‫أو وقــوع نـزاع شــديد بــني الــرشكاء يعــوق أعــامل الرشكــة ويجعــل التعــاون والتفاهــم بينهــم مســتحيالً‪.‬‬

‫)‪ (٦٦٦‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٥٩٥‬وانظر يف تفاصيل االندماج وآثاره‪ ،‬رسالتنا السابق اإلشارة اليها‪ ،‬ص ‪.٢٤٧ -٢٣٨‬‬
‫)‪ (٦٦٧‬املادة السادسة عرشة الفقرة و من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٢76‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفرع الثاني‬

‫أسباب االنقضاء المبنية على االعتبار الشخصي‬

‫‪ -٢٠٩‬تقــوم بعــض الــرشكات كــام ســبق ان رأينــا عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة املتبادلــة بــني الــرشكاء‬
‫كــام يقــوم بعضهــا اآلخــر عــىل االعتبــار الشــخيص واالعتبــار املــايل يف نفــس الوقــت‪ ،‬ومــن ثــم تنحــل هــذه‬
‫الفئــة مــن الــرشكات متــى حــل بأحــد الــرشكاء الذيــن كانــت شــخصيتهم محــل اعتبــار عنــد قيــام الرشكــة‬
‫حــادث مــن شــأنه زوال االعتبــار الشــخيص‪ ،‬وأســباب االنقضــاء املبنيــة عــىل االعتبــار الشــخيص طبقـاً لنظــام‬
‫الــرشكات الســعودي هــي‪:‬‬

‫وفــاة أحــد الــرشكاء أو الحجــر عليــه أو إفالســه أو إعســاره‪ ،‬أو انســحابه مــن الرشكــة‪ ،‬أو إخراجــه‪ ،‬وهــذه‬
‫األســباب تنقــيض بهــا كــام ســرنى رشكــة التضامــن ورشكــة املحاصــة‪ ،‬وبالنســبة للرشيــك املتضامــن يف رشكــة‬
‫التوصيــة البســيطة)‪ ،(٦٦٨‬أمــا الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة فهــي وإن كان األصــل فيهــا أنهــا ال تنقــيض‬
‫بأحــد هــذه األســباب إال أنــه يجــوز للــرشكاء أن يتفقــوا يف عقــد الرشكــة عــىل انقضائهــا بســبب واحــد أو‬
‫أكــرث مــن هــذه األســباب‪.‬‬

‫‪ .١‬وفاة أحد الشركاء‪:‬‬


‫يرتتــب عــىل وفــاة أحــد الــرشكاء املتضامنــون يف رشكــة التضامــن أو التوصيــة البســيطة أو رشكــة املحاصــة‪:‬‬
‫انقضــاء الرشكــة ســواء كانــت مدتهــا معينــة أو غــري معينــة‪ ،‬فــال يحــل الورثــة محــل مورثهــم كــرشكاء يف‬
‫الرشكــة ألن الثقــة شــخصية‪ ،‬ومــن ثــم ال يجــوز إجبــار الــرشكاء عــىل االســتمرار يف الرشكــة مــع ورثــة قــد‬
‫ال يثقــون فيهــم‪.‬‬

‫وتنقــيض الرشكــة بقــوة القانــون مــن تاريــخ وفــاة الرشيــك غــري أن هــذه القاعــدة ال تتعلــق بالنظــام العــام‪،‬‬
‫ولهــذا يجــوز للــرشكاء أن يتفقــوا يف عقــد الرشكــة أو باتفــاق الحــق عــىل اســتمرار الرشكــة رغــم وفــاة أحــد‬
‫الــرشكاء‪ ،‬ويتخــذ هــذا االتفــاق يف العــادة صــورا ً متعــددة أهمهــا‪:‬‬

‫أ‪ .‬قــد ينــص يف عقــد الرشكــة عــىل أنــه إذا تــويف احــد الــرشكاء تســتمر الرشكــة مــع ورثتــه‪ ،‬وهــذا االتفــاق‬
‫كثــري الوقــوع يف العمــل‪ ،‬إذ يحــرص الــرشكاء يف العــادة عــىل إحــالل ورثتهــم محلهــم يف الرشكــة لإلفــادة مــن‬
‫أعاملهــا‪ ،‬ويثــري هــذا االتفــاق صعوبــة يف حالــة مــا إذا كان الرشيــك املتــويف متضامن ـاً وورثتــه ق ـرصا ً‪ ،‬ألن‬

‫)‪ (٦٦٨‬سعياً يف املحافظة عىل استمرارية رشكات األشخاص‪ ،‬تبنى مرشوع نظام الرشكات باملادة الخامسة واألربعون عدم انقضاء رشكة التضامن بوفاة أي من‬
‫الرشكاء أو بإخراجه أو انسحابه أو الحجر عليه أو افتتاح أي من إجراءات اإلفالس تجاهه‪ ،‬مامل ينص عقد تأسيس الرشكة عىل خالف ذلك‪ ،‬أو بقاء رشيك متضامن‬
‫واحد‪ ،‬ويف هذه الحالة يجب ادخال رشيك متضامن أو تحول إىل شكل اخر من أشكال الرشكات وفقاً ألحكام النظام وذلك خالل ‪ ٩٠‬يوماً من حدوث ذلك األمر‪.‬‬
‫‪٢77‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫الرشيــك املتضامــن تاجــر حتـامً والقــارص ال يكتســب هــذه الصفــة‪ ،‬كــام أن إحــالل القــارص محــل مورثــه‬
‫الرشيــك املتضامــن مــن شــأنه أن يجعلــه مســئوالً عــن ديــون الرشكــة مســئولية شــخصية وتضامنيــة ويف‬
‫هــذا رضر واضــح للقــارص‪ ،‬ومــع ذلــك تجيــز املــادة ‪ ١/٣٧‬مــن نظــام الــرشكات الســعودي االتفــاق عــىل‬
‫حلــول الورثــة محــل مورثهــم يف الرشكــة »ولــو كانــوا قـرصا ً« عــىل أن يتــم تحويــل الرشكــة إىل رشكــة توصيــة‬
‫بســيطة خــالل مــدة ال تتجــاوز ســنة مــن تاريــخ وفــاة مورثهــم ليصبــح القــارص رشيــكاً موصيـاً ال يكتســب‬
‫صفــة التاجــر وال يســأل عــن التزامــات الرشكــة إال يف حــدود الحصــة التــي ورثهــا‪.‬‬

‫ب‪ .‬قــد ينــص يف عقــد الرشكــة عــىل اســتمرار الرشكــة فيــام بــني الباقــني مــن الــرشكاء‪ ،‬ويف هــذه الحالــة‬
‫ال يكــون لورثــة الرشيــك املتــويف إال نصيبــه يف أمــوال الرشكــة‪ ،‬ويقــدر هــذا النصيــب وفقـاً لتقريــر خــاص‬
‫يعــد مــن مقــوم مرخــص لــه يبــني القيمــة العادلــة لنصيــب كل رشيــك يف تاريــخ تخــارج أي مــن الــرشكاء‪،‬‬
‫مــامل ينــص عقــد الرشكــة أو اتفــاق الــرشكاء عــىل طريقــة أخــرى للتقديــر‪ ،‬ويدفــع نصيــب الورثــة نقــدا ً وال‬
‫يكــون لهــم نصيــب فيــام يســتجد بعــد ذلــك مــن الحقــوق إال بقــدر مــا تكــون هــذه الحقــوق ناتجــة عــن‬
‫عمليــات ســابقة عــىل الوفــاة املــادة ‪ ٢ /٣٧‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪ .٢‬الحجر على أحد الشركاء أو إعساره أو إفاسه‪:‬‬


‫تنقــيض الرشكــة بقــوة القانــون بالحجــر عــىل أحــد الــرشكاء لســفه أو عتــه أو جنــون أو إعســار أو إفــالس‬
‫أحــد الــرشكاء املتضامنــني‪ ،‬إذ يرتتــب عــىل ذلــك زوال الثقــة يف هــذا الرشيــك الــذي فقــد أهليتــه أو مالءمتــه‬
‫وقدرتــه املاليــة‪.‬‬

‫غــري أن ســبب االنقضــاء يف هــذه الحالــة أيض ـاً ال يتعلــق بالنظــام العــام ومــن ثــم يجــوز النــص يف عقــد‬
‫الرشكــة عــىل أنــه إذا حجــر عــىل أحــد الــرشكاء أو أعــرس أو أفلــس تســتمر الرشكــة فيــام بــني الباقــني‪ ،‬ويف‬
‫هــذه الحالــة ال يكــون للرشيــك إال نصيبــه يف أمــوال الرشكــة ويقــدر هــذا النصيــب وفقـاً لألحــكام املوضحــة‬
‫أعــاله بشــأن الوفــاة)‪.(٦٦٩‬‬

‫‪ .٣‬انسحاب أحد الشركاء‪:‬‬


‫تنقــيض الرشكــة طبقـاً لنــص املــادة ‪ ١/٣٧‬مــن نظــام الــرشكات بانســحاب أحــد الــرشكاء متــى كانــت مدتهــا‬
‫غــري معينــة‪ ،‬وحــق الرشيــك يف االنســحاب مــن الــرشكات غــري محــددة املــدة يتعلــق بالنظــام العــام نظـرا ً‬
‫لتعلقــه بالحريــة الشــخصية‪ ،‬ومــن ثــم فــال يجــوز حرمــان الرشيــك منــه أو التنــازل عنــه‪.‬‬

‫حتام إىل انقضائها‪ ،‬ألن إفالس الرشكة قد ينتهي بالصلح مع الدائنني فتعود الرشكة إىل مزاولة نشاطها‪ ،‬انظر دكتور‬
‫)‪ (٦٦٩‬ويالحظ أن إفالس الرشكة ذاتها ال يؤدي ً‬
‫مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٦٥‬‬
‫‪٢78‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫ويشرتط لصحة انسحاب الرشيك يف هذه الحالة الرشطان التاليان‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن يعلــن الرشيــك رغبتــه يف االنســحاب إىل ســائر الــرشكاء قبــل حصولــه‪ .‬ولقــد أحســن مــرشوع‬
‫نظــام الــرشكات عندمــا نــص عــىل وجــوب اخطــار بقيــة الــرشكاء قبــل ســتة أشــهر عــىل األقــل مــن ق ـرار‬
‫االنســحاب مــامل ينــص عقــد التأســيس عــىل خــالف ذلــك‪ ،‬ويجــوز أن تقــل هــذه املــدة عــن ذلــك اذا كان‬
‫ق ـرار االنســحاب لســبب مــرشوع)‪.(٦٧٠‬‬

‫الثانــي‪ :‬أال يكــون انســحاب الرشيــك عــن غــش أو يف وقــت غــري الئــق‪ ،‬ويعتــرب الرشيــك يسء النيــة إذا‬
‫انســحب ليســتأثر بصفقــة كانــت الرشكــة بصــدد عقــد صفقــة تــدر عليهــا أرباحـاً كثــرية‪ ،‬أو يف خــالل أزمــة‬
‫اقتصاديــة عامــة‪.‬‬

‫وإذا مل يتوافــر يف االنســحاب هــذان الرشطــان كان االنســحاب غــري صحيــح‪ ،‬وتعــني عــىل املحكمــة املختصــة‬
‫أن تقــيض ببطــالن االنســحاب‪.‬‬

‫وإذا وقــع االنســحاب صحيح ـاً انقضــت الرشكــة‪ .‬غــري أنــه يجــوز االتفــاق يف عقــد الرشكــة عــىل أنــه إذا‬
‫أنســحب أحــد الــرشكاء املتضامنــون تســتمر الرشكــة فيــام بــني الباقــني‪ .‬ويف هــذه الحالــة ال يكــون للرشيــك‬
‫املنســحب إال نصيــب يف أمــوال الرشكــة‪ ،‬ويقــدر هــذا النصيــب وفقـاً لنفــس القواعــد التــي تتبــع يف حالــة‬
‫الوفــاة أو العجــز أو اإلعســار أو اإلفــالس‪.‬‬

‫هــذا وإذا كانــت الرشكــة محــددة املــدة‪ ،‬فاألصــل أنــه ال يجــوز للرشيــك االنســحاب قبــل حلــول األجــل‬
‫املتفــق عليــه‪ ،‬ومــع ذلــك تجيــز معظــم الترشيعــات للرشيــك أن يطلــب مــن القضــاء إخراجــه مــن الرشكــة‬
‫متــى اســتند يف ذلــك إىل أســباب معقولــة‪ ،‬ويف حالــة اقتنــاع القضــاء بوجاهــة األســباب التــي يثريهــا الرشيك‬
‫تنقــيض الرشكــة مــا مل يتفــق باقــي الــرشكاء عــىل اســتمرارها‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن االنســحاب يف حالــة الرشكــة‬
‫محــددة ال يقــع بــإرادة الرشيــك املنفــردة كــام يف حالــة الرشكــة الغــري محــددة املــدة وإمنــا بحكــم مــن‬
‫القضــاء‪.‬‬

‫وحــق الرشيــك يف االنســحاب مــن الرشكــة يف الحالتــني مــن الحقــوق الشــخصية البحتــة‪ ،‬فــال يجــوز لدائنــي‬
‫الرشيــك اســتعامل هــذا الحــق نيابــة عنــه)‪.(٦٧١‬‬

‫)‪ (٦٧٠‬املادة الرابعة واألربعون الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٦٧١‬انظر الدكتور حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٢٩‬‬
‫‪٢79‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫‪ .4‬إخراج أحد الشركاء‪:‬‬


‫أعطــى النظــام يف الفقــرة ‪ ٢‬مــن املــادة السادســة والثالثــون ألغلبيــة الــرشكاء يف رشكات األشــخاص أن تطلــب‬
‫مــن الجهــة القضائيــة املختصــة إخ ـراج رشيــك أو أكــرث مــن الرشكــة إذا كانــت هنــاك أســباب مرشوعــة‬
‫تدعــو إىل ذلــك‪ .‬ويف هــذه الحالــة‪ ،‬يجــوز للجهــة القضائيــة املختصــة أن تقــرر اســتمرار الرشكــة بعــد إخـراج‬
‫الرشيــك أو الــرشكاء إذا كان ذلــك ‪-‬بحســب تقديرهــا‪ -‬ســيؤدي إىل اســتمرار الرشكــة يف أعاملهــا بصــورة‬
‫طبيعيــة تحقــق مصلحــة الرشكــة والــرشكاء الباقــني فيهــا وتحفــظ حقــوق الغــري‪ .‬وإذا كان اســتمرار الرشكــة‬
‫أم ـرا ً غــري ممكــن بــني الــرشكاء بعــد فحــص الجهــة القضائيــة لطلــب إخ ـراج الرشيــك‪ ،‬كان لهــا أن تقــرر‬
‫حــل الرشكــة‪«.‬‬

‫وعــىل ذلــك يكــون الغلبيــة الــرشكاء التقــدم للمحكمــة املختصــة بطلــب إخـراج رشيــك متضامــن أو أكــرث‬
‫مــن الرشكــة متــى مــا كان هنــاك أســباب مرشوعــة تدعــو لذلــك)‪ .(٦٧٢‬والحكــم بإخــراج أحــد الــرشكاء‬
‫املتضامنــون يــؤدي اىل اختــالل االعتبــار الشــخيص يف الرشكــة وبالتــايل يــؤدي اىل انقضــاء الرشكــة‪ ،‬مــامل ينــص‬
‫عقــد الرشكــة عــىل خــالف ذلــك‪ .‬وللمحكمــة وفقـاً لســلطتها التقديريــة أن تقــرر اســتمرار الرشكــة متــى مــا‬
‫وصــل لقناعتهــا إمكانيــة اســتمرار الرشكــة يف أعاملهــا بصــورة طبيعيــة وتحقيــق غرضهــا ومصالــح الرشكــة‬
‫والــرشكاء وحفــظ حقــوق الغــري‪.‬‬

‫)‪ (٦٧٢‬ولقد أحسن مرشوع نظام الرشكات عندما أجاز النص يف نظام الرشكة عىل بيان كيفية إخراج الرشيك من الرشكة‪.‬‬
‫‪٢80‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫المبحث الثاني‬

‫أحكام التصفية والقسمة‬

‫‪ -٢١٠‬سنقســم دراســتنا لهــذا املبحــث إىل ثالثــة فــروع‪ ،‬نتكلــم يف األول منهــا عــن التصفيــة ويف الثــاين عــن‬
‫القســمة ونخصــص الثالــث لتقــادم الدعــاوى التــي تنشــأ عــن أعــامل الرشكــة املنحلــة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تصفية الشركة‬

‫‪ -٢١١‬بعــد حــل الرشكــة وانقضائهــا تدخــل يف دور التصفيــة‪ ،‬واملقصــود مــن التصفيــة إنهــاء عمليــات‬
‫الرشكــة وحــرص موجوداتهــا واســتيفاء حقوقهــا وســداد ديونهــا متهيــدا ً لوضــع األمــوال الصافيــة بــني يــدي‬
‫الــرشكاء القتســامها وتوزيعهــا إذا أرادوا‪ ،‬أو الســتمرار احتفاظهــم مبليكتهــا عــىل الشــيوع بعــد أن انتهــت‬
‫شــخصية الرشكــة بانتهــاء التصفيــة)‪.(٦٧٣‬‬

‫وينــص عقــد الرشكــة عــادة عــىل الطريقــة التــي تتــم بهــا تصفيــة أمــوال الرشكــة وقســمتها وإذا مل ينظــم‬
‫عقــد الرشكــة طريقــة التصفيــة وجــب اتبــاع األحــكام الــواردة يف البــاب العــارش مــن نظــام الــرشكات املــواد‬
‫‪ ٢٠٣‬إىل ‪.٢١٠‬‬

‫‪-‬احتفاظ الشركة بشخصيتها المعنوية في فترة التصفية‪:‬‬


‫األصــل أن الشــخصية املعنويــة للرشكــة تــزول مبجــرد انقضائهــا‪ ،‬غــري أن هــذا األصــل ال ميكــن األخــذ بــه‬
‫عــىل إطالقــه نظـرا ً ملــا يــؤدي إليــه مــن نتائــج تســتحيل معهــا التصفيــة‪ ،‬إذ ســيرتتب عليــه اعتبــار أمــوال‬
‫الرشكــة ملــكاً شــائعاً بــني الــرشكاء‪ ،‬وإلحــاق الــرضر بدائنــي الرشكــة نتيجــة ملزاحمــة دائنــي الــرشكاء‬
‫الشــخصيني لهــم‪ ،‬فض ـالً عــن اســتحالة التــرصف يف أمــوال الرشكــة أو إنهــاء األعــامل الجاريــة إال مبوافقــة‬
‫جميــع الــرشكاء‪ ،‬ولهــذا فقــد أجمــع الــرأي عــىل وجــوب احتفــاظ الرشكــة بالشــخصية املعنويــة طيلــة فــرتة‬
‫التصفيــة وهــو حــل أخــذ بــه رصاحــة نظــام الــرشكات الســعودي يف املــادة ‪ ١/٢٠٣‬منــه‪ ،‬وترتتــب عليــه‬
‫نتائــج بالغــة األهميــة نوجزهــا فيــام يــيل‪:‬‬

‫)‪ (٦٧٣‬انظر الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.١١٨‬‬

‫‪٢8١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب األول‬

‫‪ .١‬تظــل الرشكــة محتفظــة بذمتهــا املســتقلة عــن الــرشكاء‪ ،‬وتعتــرب أموالهــا ضامن ـاً عام ـاً لدائنــي الرشكــة‬
‫وحدهــم دون دائنــي الــرشكاء الشــخصيني‪.‬‬

‫‪ .٢‬تظــل الرشكــة محتفظــة مبوطنهــا القانــوين يف مركزهــا الرئيــيس‪ ،‬وترفــع الدعــاوى عــىل الرشكــة يف هــذا‬
‫املوطــن‪ ،‬كــام تعلــن إليهــا األوراق القضائيــة فيــه‪.‬‬

‫‪ .٣‬يعتــرب املصفــي ممثـالً قانونيـاً للرشكــة ينــوب عنهــا يف التقــايض ويطالــب بحقوقهــا ويتــرصف يف أموالهــا‬
‫يف حــدود ســلطته دون حاجــة إىل الحصــول عــىل موافقــة كل رشيــك عــىل حــدة‪.‬‬

‫‪ .٤‬يجوز شهر إفالس الرشكة متى توقفت عن دفع ديونها التجارية يف فرتة التصفية‪.‬‬

‫غــري أن الشــخصية املعنويــة ال تثبــت للرشكــة يف فــرتة التصفيــة إال بالقــدر الــالزم إلمتــام عمليــات التصفيــة‬
‫املــادة ‪ ١/٢٠٣‬فهــي والحــال كذلــك شــخصية غــري كاملــة محــدودة مبــا تقتضيــه التصفيــة مــن أعــامل‪،‬‬
‫ويرتتــب عــىل ذلــك أنــه ال يجــوز البــدء بأعــامل جديــدة لحســاب الرشكــة مــا مل تكــن هــذه األعــامل الزمــة‬
‫إلمتــام أعــامل ســابقة)‪.(٦٧٤‬‬

‫تعيين المصفي وعزله‪:‬‬


‫إذا مل ينــص عقــد الرشكــة عــىل طريقــة تعيــني املصفــي‪ ،‬قــام بالتصفيــة مصـ ٍ‬
‫ـف واحــد أو أكــرث مــن الــرشكاء‬
‫أو مــن غريهــم يعينهــم الــرشكاء أو الجمعيــة العموميــة إن وجــدت املــادة ‪.٢،١ /٢٠٥‬‬

‫وإذا مل يتفــق الــرشكاء عــىل تعيــني املصفــي وتحديــد ســلطاته وأتعابــه والقيــود املفروضــة عــىل ســلطاته‬
‫ومــدة التصفيــة‪ ،‬تقــوم املحكمــة املختصــة بتعيينــه بنــا ًء عــىل طلــب أحدهــم‪ ،‬كــام يتــم تعيــني املصفــني‬
‫وتحديــد ســلطاتهم ومكافأتهــم بواســطة املحكمــة املختصــة يف حالــة حكمهــا ببطــالن الرشكــة أو حلهــا‪.‬‬

‫وحتــى يتــم تعيــني املصفــي يعتــرب املديــرون أو أعضــاء مجلــس اإلدارة بالنســبة للغــري يف حكــم املصفــني‪،‬‬
‫وتبقــى جمعيــات الرشكــة قامئــة خــالل مــدة التصفيــة‪ ،‬عــىل أن يقتــرص دورهــا عــىل مامرســة اختصاصاتهــا‬
‫التــي ال تتعــارض مــع اختصاصــات املصفــي املــادة ‪.٣،٢/٢٠٣‬‬

‫ويتــم عــزل املصفــي بنفــس الطريقــة التــي تــم بهــا تعيينــه‪ ،‬ألن القاعــدة أن مــن ميلــك التعيــني ميلــك‬
‫العــزل‪ ،‬واســتثناء مــن هــذه القاعــدة يجــوز أن يطلــب أحــد الــرشكاء مــن املحكمــة املختصــة عــزل املصفــي‬

‫)‪ (٦٧٤‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣١٤‬وانظر املادة ‪ ٣/٢٠٧‬من نظام الرشكات السعودي‪.‬‬
‫‪٢8٢‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫املعني باالتفاق إذا قامت أسباب مرشوعة تربر ذلك)‪.(٦٧٥‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬يجــب أال تتجــاوز مــدة التصفيــة اإلختياريــة خمــس ســنوات‪ ،‬وال يجــوز متديدهــا ألكــرث‬
‫مــن ذلــك إال مبوجــب أمــر قضــايئ املــادة ‪ ٤/٢٠٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫سلطات المصفي وواجباته‪:‬‬


‫يعتــرب املصفــي ممثـالً عــن الرشكــة التــي تظــل قامئــة كــام رأينــا طــوال فــرتة التصفيــة‪ ،‬أيـاً كانــت طريقــة‬
‫تعيينــه‪ ،‬وال يعتــرب وكيـالً عــن الــرشكاء وال عــن دائنــي الرشكــة ونيابتــه محــدودة بحــدود الغــرض منهــا وهــو‬
‫تصفيــة الرشكــة)‪.(٦٧٦‬‬

‫والغالــب أن يحــدد عقــد الرشكــة أو قـرار تعيــني املصفــي الســلطات املمنوحــة لــه‪ ،‬وإال تتــم التصفيــة وفقـاً‬
‫ألحــكام النظــام املــادة ‪ .٢٠٤‬وعــىل املصفــي أن يعمــل يف حــدود الســلطات املحــددة لــه‪ ،‬وكل مــا يعملــه يف‬
‫هــذا النطــاق مــن أعــامل وترصفــات يقــع صحيحـاً وملزمـاً للرشكــة املــادة ‪ ،٤/٢٠٧‬أمــا األعــامل التــي تجــاوز‬
‫حــدود ســلطته فــال تلتــزم بهــا الرشكــة‪ ،‬ولذلــك يجــب عــىل الغــري أن يتأكــد مــن ســلطات املصفــي قبــل‬
‫التعامــل معــه‪ ،‬وإذا مل تحــدد ســلطات املصفــي كان لــه القيــام بجميــع األعــامل التــي تقتضيهــا التصفيــة‬
‫وأهــم هــذه األعــامل هــي‪:‬‬

‫‪ .١‬استيفاء حقوق الرشكة قبل الغري أو الرشكاء‪.‬‬

‫‪ .٢‬الوفــاء بديــون الرشكــة حســب األولويةالحاليــة واحتجــاز املبالــغ الالزمــة لســداد الديــون اآلجلــة أو‬
‫املتنــازع عليهــا‪ ،‬وتكــون للديــون الناشــئة مــن أعــامل التصفيــة أولويــة عــىل الديــون األخــرى املــادة ‪/٢٠٨‬‬
‫‪ ٣،٢،١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪ .٣‬تحويــل موجــودات الرشكــة إىل نقــود مبــا يف ذلــك بيــع املنقــوالت والعقــارات بامل ـزاد أو بــأي طريقــة‬
‫أخــرى تكفــل الحصــول عــىل أعــىل مثــن حــال املــادة ‪ ١/٢٠٧‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ولكــن ليــس للمصفــي أن يبيــع أمــوال الرشكــة جملــة وال يقــدم هــذه األمــوال كحصــة أخــرى يف رشكــة‬
‫أخــرى إال إذا رصحــت لــه بذلــك الجهــة التــي عينتــه املــادة ‪ ٢ /٢٠٧‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫)‪ (٦٧٥‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٠‬وقرار هيئة التدقيق رقم ‪/٢٢٤١٠٥‬ت‪١٤١٣ ٤/‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٦٧٦‬انظر الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٩٠‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٠٢‬قارن الدكتور أكثم الخويل حيث يرى أن‬
‫املصفى مجرد وكيل عن الرشكاء »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٠١‬‬
‫‪٢8٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب األول‬

‫كذلــك ليــس للمصفــي أن يبــدأ أعــامالً جديــدة للرشكــة إال أن تكــون الزمــة إلمتــام أعــامل ســابقة املــادة‬
‫‪ ٣ /٢٠٧‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وعــىل املصفــي أن يشــهر الق ـرار الصــادر بتعيينــه والقيــود املفروضــة عــىل ســلطاته وانتهــاء التصفيــة‬
‫بطــرق الشــهر املقــررة لتعديــل عقــد الرشكــة أو نظامهــا‪ ،‬وأن يجــري خــالل ثالثــة شــهور مــن مبارشتــه‬
‫عملــه وباالش ـرتاك مــع مراجــع حســابات الرشكــة جــردا ً لكافــة أصــول الرشكــة وخصومهــا وللجهــة التــي‬
‫عينتــه متديــد املــدة عنــد الحاجــة‪ ،‬كــام أن عليــه أن يعــد يف نهايــة كل ســنة ماليــة ميزانيــة وحســاب أربــاح‬
‫وخســائر وتقريـرا ً عــن أعــامل التصفيــة فضـالً عــن تقديــم حســاب ختامــي عنــد انتهــاء التصفيــة‪ ،‬وبيــان‬
‫ملحوظاتــه وتحفظاتــه عــىل أعــامل التصفيــة واألســباب التــي أدت اىل إعاقــة عملــه أو تأخــريه واقرتاحــه‬
‫متديــد مــدة التصفيــة‪ ،‬وتنتهــي التصفيــة بتصديــق الجهــة التــي عينتــه عــىل الحســاب الختامــي‪ ،‬ويجــب أن‬
‫يشــهر املصفــي انتهــاء التصفيــة بطــرق الشــهر املقــررة لتعديــل عقــد الرشكــة أو نظامهــا املــادة ‪.(٦٧٧) ٢٠٩‬‬

‫)‪ (٦٧٧‬ضامناً لحسن قيام املصفي باألعامل املنوطة به والتزامه بالسلطات التي منحت له وااللتزام بأحكام النظام‪ ،‬فلقد نص نظام الرشكات مبادته ‪/٢١٣‬ق عىل‬
‫إيقاع غرامة مالية ال تزيد عىل ‪ ٥٠٠،٠٠٠‬ريال عند عدم شهر قرار التصفية أو انتهاءها وفقاً ألحكام النظام‪ .‬كام نصت املادة ‪/٢١١‬أ‪ ،‬ب عىل يعاقب بالسجن‬
‫مدة ال تزيد عىل خمس سنوات وبغرامة مالية ال تزيد عىل ‪ ٥،٠٠٠،٠٠٠‬ريال كل مصف سجل بيانات كاذبة أو مضللة يف القوائم املالية أو فيام يعده من تقارير‬
‫للرشكاء أو للجمعية العامة أو أغفل تضمني القوائم أو التقارير وقائع جوهرية بقصد إخفاء املركز املايل للرشكة عن الرشكاء أو غريهم‪ ،‬وذات العقوبة يف حال‬
‫استعامل أموال الرشكة ضد مصالح الرشكة لتحقيق أغراض شخصية أو ملحابات رشكة أو شخص أو االنتفاع من مرشوع أو صفقة له فيها مصلحة مبارشة أو غري‬
‫مبارشة‪.‬‬
‫‪٢84‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫الفرع الثاني‬

‫قسمة أموال الشركة‬

‫‪ -٢١٢‬متــى متــت أعــامل التصفيــة وتحولــت موجــودات الرشكــة إىل نقــود انتهــت مهمــة املصفــي وزالــت‬
‫الشــخصية املعنويــة نهائي ـاً عــن الرشكــة‪ ،‬ومــن ثــم تحتــم إج ـراء القســمة‪ ،‬فالقســمة هــي العمليــة التــي‬
‫تــيل التصفيــة وهــي تجــري وفقـاً للقواعــد اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬يحصــل كل رشيــك عــىل مبلــغ يعــادل قيمــة الحصــة التــي قدمهــا للرشكــة عنــد تأسيســها‪ ،‬فــإذا كانــت‬
‫هــذه الحصــة نقديــة اســرتد الرشيــك املبلــغ الــذي دفعــه‪ ،‬وإذا كانــت الحصــة عينيــة حصــل الرشيــك عــىل‬
‫قيمتهــا التــي قومــت بهــا يف العقــد التأســييس‪ ،‬فــإذا مل تكــن مقومــة‪ ،‬وجــب تقوميهــا عنــد القســمة بحســب‬
‫قيمتهــا يــوم تســليمها للرشكــة‪.‬‬

‫أمــا الرشيــك بالعمــل فإنــه ال يســرتد شــيئاً مــن رأس املــال ألن حصتــه ال تدخــل يف تركيــب رأس املــال وإن‬
‫كان يســرتد حريتــه يف توجيــه نشــاطه ألعــامل أخــرى‪.‬‬

‫‪ .٢‬إذا بقــي بعــد اســرتداد قيمــة الحصــص يشء تحتــم قســمته بــني الــرشكاء وفقـاً لنصــوص عقــد الرشكــة‪،‬‬
‫فــإذا مل يتضمــن العقــد نصوصـاً يف هــذا الشــأن وزع الفائــض عــىل الــرشكاء بنســبة حصصهــم يف رأس املــال‬
‫املــادة ‪.٣/٢٠٨‬‬

‫‪ .٣‬إذا مل يكــف صــايف موجــودات الرشكــة للوفــاء بحصــص الــرشكاء وزعــت الخســارة بينهــم بحســب النســبة‬
‫املقــررة يف توزيــع الخســائر املــادة ‪.٤ /٢٠٨‬‬

‫‪٢85‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب األول‬

‫الفرع الثالث‬

‫تقادم الدعاوي الناشئة عن الشركة‬

‫‪ -٢١٣‬األصــل أن تصفيــة الرشكــة وزوال شــخصيتها املعنويــة ال يــربئ ذمــة الــرشكاء وورثتهــم قبــل دائنــي‬
‫الرشكــة‪ ،‬بــل تظــل مســئولية الــرشكاء قامئــة‪ ،‬ويكــون للدائنــني الذيــن مل يســتوفوا حقوقهــم أن يطالبــوا‬
‫الــرشكاء بهــا‪ ،‬غــري أن املــرشع قــد رأى رضورة الخــروج عــىل هــذا األصــل يف امليــدان التجــاري فقــرر ‪-‬بغيــة‬
‫حــث الدائنــني عــىل املطالبــة بحقوقهــم يف الوقــت املناســب وحاميــة الــرشكاء مــن الطلبــات املتأخــرة‪ -‬مــدة‬
‫معينــة ال تســمع بعدهــا الدعــاوى الناشــئة عــن أعــامل الرشكــة‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن املــرشع قــد أخــذ مببــدأ‬
‫التقــادم املانــع)‪.(٦٧٨‬‬

‫والفقــه اإلســالمي قــد قبــل قاعــدة التقــادم‪ ،‬ال عــىل أســاس أنــه مكســب للملكيــة بــل عــىل أنــه مانــع مــن‬
‫ســامع الدعــوى بالحــق الــذي مــر عليــه الزمــن املعــني‪ ،‬تدبـريا ً تنظيميـاً للقضــاء واجتنابـاً لعراقيــل اإلثبــات‬
‫ومشــكالته بعــد التقــادم وللشــك يف الحــق الــذي تقــادم عليــه الزمــن دون مطالبــة بــه‪ ،‬أمــا أصــل الحــق‪،‬‬
‫ـاق يف ذمــة اإلنســان لصاحبــه ويجــب وفــاؤه يف حكــم الديانــة‪ ،‬ولذلــك لــو أقــر الخصــم بالحــق‬ ‫إن كان فبـ ٍ‬
‫انهــدم مــرور الزمــن‪ ،‬لــزوال الشــك وظهــور الحــق بإق ـراره فتســمع الدعــوى وهــذا مــن أثــر التفريــق يف‬
‫الــرشع اإلســالمي بــني حكــم القضــاء والديانــة)‪.(٦٧٩‬‬

‫والتقــادم الــذي قــرره نظــام الــرشكات الســعودي هــو التقــادم الخــاميس لجميــع الدعــاوي الناشــئة عــن‬
‫أعــامل الرشكــة‪ ،‬ويف ذلــك تقــرر املــادة ‪ ٢١٠‬مــن نظــام الــرشكات االيت‪ «:‬فيــام عــدا حالتــي الغــش والتزويــر‪،‬‬
‫ال تســمع الدعــوى ضــد املصفــي بســبب أعــامل التصفيــة أو ضــد الــرشكاء بســبب أعــامل الرشكــة أو ضــد‬
‫مديــري الرشكــة أو أعضــاء مجلــس اإلدارة أو مراجــع الحســابات بســبب أعــامل وظائفهــم بعــد انقضــاء‬
‫خمــس ســنوات عــىل شــهر انتهــاء التصفيــة وفــق أحــكام املــادة التاســعة بعــد املائتــني مــن النظــام وشــطب‬
‫قيــد الرشكــة مــن الســجل التجــاري وفق ـاً لنظــام الســجل التجــاري‪ ،‬أو ثــالث ســنوات مــن انتهــاء عمــل‬
‫املصفــي؛ أيهــام أبعــد‪«.‬‬

‫ويشــرتط إلمــكان االحتجــاج بالتقــادم الخــاميس طبق ـاً لهــذا النــص أن تكــون التصفيــة قــد تــم شــهرها‬
‫بالطــرق املقــررة قانون ـاً لشــهر تعديــل عقــد الرشكــة أو نظامهــا‪ ،‬فالتقــادم ال يبــدأ إال مــن تاريــخ شــهر‬
‫انتهــاء التصفيــة والغايــة مــن ذلــك هــي متكــني الدائنــني مــن العلــم بانتهــاء تصفيــة الرشكــة وبــدء رسيــان‬

‫)‪ (٦٧٨‬يقصد بالتقادم ويسمى أيضاً – مرور الزمن‪ -‬انقضاء زمن معني عىل حق يف ذمة إنسان أو عىل عني لغريه يف يده دون أن يطالب بهام‪،‬وهو إما أن يعترب‬
‫مانعاً لسامع الدعوى= = بالحق أمام املحاكم‪ ،‬مع اعتبار امللكية أو الحق باقيني عىل حالهام السابق‪ ،‬وهذا هو التقادم املانع ألنه منع الدعوى‪ ،‬وإما أن يعترب‬
‫سبباً مللكية صاحب اليد وانقطاع صاحب الحق املهمل بتاتاً‪ ،‬وهذا هو التقادم املكسب‪ ،‬ألنه كسب اإلنسان ملكية شيي هو يف األصل لغريه‪ ،‬انظر األستاذ‬
‫مصطفى الزرقاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٢٢٢‬هامش رقم ‪١‬‬
‫)‪ (٦٧٩‬األستاذ مصطفى الزرقا‪ ،‬نفس مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٢‬‬
‫‪٢86‬‬
‫النظرية العامة للشركة‬

‫مــدة التقــادم يف مواجهتهــم‪.‬‬

‫وتخضــع لهــذا التقــادم جميــع الدعــاوى الناشــئة عــن نشــاط الرشكــة الســابق عــىل التصفيــة ومــن أمثلــة‬
‫هــذه الدعــاوى‪:‬‬

‫‪ .١‬الدعاوى التي يرفعها الرشكاء أو الغري ضد املصفني بسبب أعامل التصفية‪.‬‬

‫‪ .٢‬الدعاوى التي يرفعها الدائنون عىل الرشكاء ملطالبتهم بديون الرشكة)‪.(٦٨٠‬‬

‫‪ .٣‬الدعــاوى التــي يرفعهــا الــرشكاء أو الغــري عــىل مديــري الرشكــة أو أعضــاء مجلــس إدارتهــا أو مراجعــي‬
‫الحســابات بســبب أعــامل وظائفهــم‪.‬‬

‫ويالحــظ أن التقــادم ال يــرسي عــىل رشكات املحاصــة ألنهــا رشكات مســترتة ال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة‪،‬‬
‫وتبعـاً لذلــك فــإن الدعــاوى التــي يقيمهــا الدائــن عــىل مديــر املحاصــة إمنــا تقــام عليــه بصفتــه الشــخصية‬
‫ال باعتبــاره مديـرا ً لرشكــة وال بصفتــه مصفيـاً)‪.(٦٨١‬‬

‫)‪ (٦٨٠‬ومن أمثلة هذه الدعاوى‪ :‬الدعوى التي يرفعها الدائن عىل الرشيك املتضامن »أو عىل ورثته« ملطالبته بدينه‪ ،‬ولو جاوز الدين حصة الرشيك نظرا ً‬
‫ملسئوليته الشخصية‪ ،‬والدعوى املبارشة التي يرفعها الدائن عىل الرشيك املويص ملطالبته بتقديم الباقي من حصته‪ ،‬والدعوى التي يرفعها الدائن ملطالبته الرشكاء‬
‫برد األرباح الصورية‪ ،‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣١٩‬‬
‫)‪ (٦٨١‬انظر الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٧‬‬
‫‪٢87‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫شركات األشخاص‬

‫الفصل األول‪ :‬شركة التضامن‬


‫الفصل الثاني‪ :‬شركة التوصية البسيطة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬شركة المحاصة‬
‫الباب الثاني‬

‫مقدمة‬

‫‪ -٢١٤‬يقصــد بــرشكات األشــخاص ‪ Societes de personnes‬أو رشكات الحصــص ‪ Societes parinterets‬تلك‬


‫الــرشكات التــي تقــوم أساسـاً عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة املتبادلــة بــني الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم فهــي تتكــون‬
‫يف العــادة مــن عــدد قليــل مــن الــرشكاء يعــرف بعضهــم البعــض ويثــق فيــه بغيــة النهــوض باملرشوعــات‬
‫الصغــرية ومتوســطة الحجــم‪.‬‬

‫ورشكات األشــخاص ســابقة يف الظهــور تاريخيـاً عــىل بعــض أنــواع الــرشكات األخــرى‪ ،‬إذ ترجــع أصولهــا إىل‬
‫القانــون الرومــاين)‪ .(٦٨٢‬كــام أنهــا قــد عرفــت بأشــكالها الحاليــة منــذ القــرون الوســطى)‪.(٦٨٣‬‬

‫ولرشكــة األشــخاص يف النظــام الســعودي أشــكال ثالثــة هــي رشكــة التضامــن ورشكــة التوصيــة البســيطة‬
‫ورشكــة املحاصــة‪ ،‬وعليــه فإننــا سنقســم دراســتنا يف هــذا البــاب إىل ثالثــة فصــول نخصــص األول منهــا‬
‫لرشكــة التضامــن والثــاين لرشكــة التوصيــة البســيطة‪ ،‬والثالــث لرشكــة املحاصــة‪.‬‬

‫)‪ (٦٨٢‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٨٢٢‬‬


‫)‪ (٦٨٣‬انظر الفريد جوفريه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٠‬‬
‫‪٢90‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫الفصل األول‬

‫شركة التضامن‬

‫‪ -٢١٥‬تعــرف املــادة ‪ ١٧‬مــن نظــام الــرشكات الســعودي رشكــة التضامــن ‪Lasociete en nom collectif‬‬
‫بأنهــا‪» :‬رشكــة بــني أشــخاص مــن ذوي الصفــة الطبيعيــة يكونــون فيهــا مســؤولني شــخصياً يف جميــع أموالهم‬
‫وبالتضامــن عــن ديــون الرشكــة والتزاماتهــا‪ ،‬ويكتســب الرشيــك فيهــا صفــة التاجــر«‪ ،‬وهــذا النــص كــام هــو‬
‫واضــح يــربز أهــم خصائــص رشكــة التضامــن وهــي املســئولية التضامنيــة واملطلقــة للــرشكاء عــن ديــون‬
‫الرشكــة‪ ،‬واكتســاب الــرشكاء فيهــا صفــة التاجــر‪.‬‬

‫ويالحــظ أن رشكــة التضامــن ليســت هــي ذاتهــا رشكــة املفاوضــة املعــرتف بهــا يف الرشيعــة اإلســالمية‬
‫كــام يــرى البعــض)‪ ،(٦٨٤‬إذ هــي تقــوم يف الواقــع عــىل الجمــع بــني أحــكام رشكــة املفاوضــة وأحــكام رشكــة‬
‫العنــان)‪.(٦٨٥‬‬

‫كــام يالحــظ عــدم جــواز دخــول الشــخص االعتبــاري رشيــكاً يف رشكــة التضامــن‪ ،‬وقــرص صفــة الرشيــك عــىل‬
‫الشــخص الطبيعــي‪ .‬إال أن مــرشوع نظــام الــرشكات أجــاز دخــول األشــخاص اإلعتباريــة رشيــكاً يف رشكــة‬
‫التضامــن)‪.(٦٨٦‬‬

‫وســندرس يف هــذا الفصــل ويف ثالثــة مباحــث متتاليــة خصائــص رشكــة التضامــن‪ ،‬وإجــراءات تكوينهــا‬
‫وكيفيــة إدارتهــا‪ ،‬وقواعــد توزيــع األربــاح والخســائر املرتتبــة عــىل نشــاطها‪.‬‬

‫)‪ (٦٨٤‬انظر الدكتور محمود محمد بابيل »الرشكة التجارية«مرجع سابق‪ ،‬حلب‪ ،١٩٧٨ ،‬ص ‪.٧٩‬‬
‫)‪ (٦٨٥‬انظر الدكتور عبد العزيز الخياط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،٢‬ص ‪.١٣٥‬‬
‫)‪ (٦٨٦‬املادة الحادية والثالثون الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٢9١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث األول‬

‫خصائص شركة التضامن‬

‫‪ -٢١٦‬تتميــز رشكــة التضامــن فضـالً عــن املســئولية التضامنيــة واملطلقــة للــرشكاء بدخــول اســم رشيــك أو‬
‫أكــرث يف عنــوان الرشكــة‪ ،‬وبعــدم قابليــة حصــة الرشيــك للتــداول‪ ،‬وباكتســاب جميــع الــرشكاء لصفــة التاجــر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسئولية المطلقة والتضامنية عن ديون الشركة‪:‬‬


‫‪ً -٢١7‬‬

‫يســأل الرشيــك يف رشكــة التضامــن مســئولية شــخصية ومطلقــة عــن ديــون الرشكــة كــام لــو كانــت هــذه‬
‫الديــون ديونـاً خاصــة بــه‪ ،‬أي أنــه يســأل يف ذمتــه وبــرصف النظــر عــن مقــدار حصتــه يف رأس املــال عــن‬
‫ديــون الرشكــة‪ ،‬فمســئولية الرشيــك املتضامــن ال تحــدد إذن مبقــدار حصتــه يف رأس مــال الرشكــة وإمنــا‬
‫تتجــاوز ذلــك إىل جميــع أموالــه الخاصــة‪.‬‬

‫ويفــرس بعــض الفقــه املســئولية الشــخصية للرشيــك املتضامــن بــأن تعهــدات الرشكــة يتــم التوقيــع عليهــا‬
‫بعنــوان الرشكــة الــذي يحتــوي عــىل اســم الرشيــك املتضامــن رصاحــة أو ضمنـاً ومــن ثــم يعتــرب كل رشيــك‬
‫كأنــه قــد وقــع بنفســه عــىل هــذه التعهــدات فيســأل شــخصياً عــن الديــون الناشــئة عنهــا)‪ ،(٦٨٧‬بينــام يــرى‬
‫البعــض اآلخــر أن أســاس هــذه املســئولية هــو أن رشكــة التضامــن ترتكــب مــن عــدد مــن التجــار يعملــون‬
‫معـاً فــال ميكــن أن ينشــأ مــن ذلــك شــخص معنــوي تقــوم حواجــز بــني ذمتــه وذمــم الــرشكاء)‪.(٦٨٨‬‬

‫والواقــع أن املســئولية الشــخصية للرشيــك املتضامــن قــد تقــررت يف اململكــة بنــص قانــوين‪ ،‬هــو املــادة‬
‫‪ ١٧‬مــن نظــام الــرشكات الســابقة اإلشــارة اليهــا‪ ،‬وهــي تتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم يقــع باط ـالً يف‬
‫مواجهــة الغــري النــص يف عقــد الرشكــة عــىل تحديــد مســئولية أحــد الــرشكاء املتضامنــني مبقــدار حصتــه يف‬
‫رأس املــال)‪ ،(٦٨٩‬وإن كان مثــل هــذا النــص يظــل صحيح ـاً يف العالقــة فيــام بــني الــرشكاء)‪:(٦٩٠‬‬

‫كــام يســأل الرشيــك يف رشكــة التضامــن مســئولية تضامنيــة عــن ديــون الرشكــة ويوحــي ظاهــر نــص املــادة‬
‫‪ ١٧‬الســابقة بــأن التضامــن ال يقــوم إال بــني الــرشكاء بعضهــم وبعــض وال يشــمل الــرشكاء والرشكــة‪ ،‬ومــن‬
‫شــأن هــذا التفســري لــو صــح اعتبــار الــرشكاء مجــرد كفــالء للرشكــة فيكــون لهــم إذا طولبــوا بالوفــاء بديــون‬
‫الرشكــة الدفــع بتجريــد الرشكــة أوالً‪ ،‬ولكــن هــذا التفســري ليــس راجحـاً والــرأي مســتقر يف الفقــه والقضــاء‬
‫عــىل أن التضامــن يقــوم بــني الــرشكاء كــام يقــوم بــني الــرشكاء والرشكــة‪ ،‬إمنــا ال يعتــرب الــرشكاء مدينــني‬
‫أصليــني مــع الرشكــة ألن التعاقــد يتــم لحســاب الرشكــة وحدهــا دون أن يكــون الــرشكاء طرف ـاً فيــه‪ ،‬بــل‬

‫)‪ (٦٨٧‬انظر الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪ ،١٦٧‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٨‬‬
‫)‪ (٦٨٨‬انظر الدكتور أكثم الخويل »املوجز‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.٤٣٦‬‬
‫)‪ (٦٨٩‬أكدت عىل ذلك املادة الحادية والثالثون الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‬
‫)‪ (٦٩٠‬انظر الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٤٢‬الدكتور أبو زيد رضوان‪» ،‬الرشكات التجارية« مرجع‬
‫سابق‪،‬بند رقم ‪٢١٠‬‬
‫‪٢9٢‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫مجــرد كفــالء متضامنــني لهــا)‪.(٦٩١‬‬

‫ويرتتــب يف األصــل عــىل اعتبــار الرشيــك كفيـالً متضامنـاً للرشكــة حرمانــه مــن الدفــع يف مواجهــة الدائــن‬
‫مــن ناحيــة تجريــد الرشكــة‪ ،‬أي البــدء مبطالبــة الرشكــة والتنفيــذ عــىل أموالهــا قبــل الرجــوع عليــه‪ ،‬ومــن‬
‫ناحيــة أخــرى بتقســيم الديــن بينــه وبــني بقيــة الــرشكاء‪ ،‬وإمنــا عليــه أن يقــوم بــأداء الديــن بكاملــه ولــو‬
‫كانــت قيمتــه تزيــد عــىل حصتــه‪ ،‬ولــه أن يرجــع بعــد ذلــك عــىل بقيــة الــرشكاء ليطالــب كالً منهــم بنصيبــه‬
‫يف الديــن‪.‬‬

‫غــري أنــه حاميــة للرشيــك املتضامــن مــن تعســف بعــض دائنــي الرشكــة الذيــن يعمــدون بقصــد الكيــد‬
‫والتشــهري إىل التنفيــذ عــىل أمــوال هــذا الرشيــك رغــم كفايــة أمــوال الرشكــة وعــدم مامنعتهــا يف الدفــع‪،‬‬
‫فقــد اســتقر الــرأي يف الفقــه والقضــاء عــىل تقييــد حــق الدائــن يف الرجــوع عــىل الرشيــك املتضامــن‬
‫بقيديــن‪ :‬األول هــو ثبــوت الديــن يف ذمــة الرشكــة مبوجــب ســند رســمي أو حكــم قضــايئ‪ ،‬والثــاين مطالبــة‬
‫الرشكــة بالســداد وامتناعهــا عــن الدفــع يف مــدى زمنــي معقــول)‪.(٦٩٢‬‬

‫وقــد تبنــى نظــام الــرشكات الســعودي هــذا الــرأي يف املــادة ‪ ٢١‬منــه التــي تنــص عــىل أنــه‪ «:‬ال تجــوز‬
‫مطالبــة الرشيــك بــأن يــؤدي مــن مالــه دين ـاً عــىل الرشكــة‪ ،‬إال بعــد ثبــوت هــذا الديــن يف ذمتهــا بإق ـرار‬
‫املســئولني عــن إدارتهــا أو مبوجــب حكــم قضــايئ نهــايئ أو ســند تنفيــذي‪ ،‬وبعــد إعذارهــا بالوفــاء‪ ،‬ومنحهــا‬
‫مــدة معقولــة لذلــك يقدرهــا الدائــن«‪.‬‬

‫وعليــه فــال يجــوز لدائــن رشكــة التضامــن يف اململكــة الرجــوع عــىل أحــد الــرشكاء املتضامنــني إال بعــد توافــر‬
‫الرشطــني التاليني‪:‬‬

‫األول‪ :‬ثبــوت الديــن يف ذمــة الرشكــة ســواء بإق ـرار مــن مديــر الرشكــة أو بحكــم قضــايئ نهــايئ أو ســند‬
‫تنفيــذي‪.‬‬

‫الثانــي‪ :‬إنــذار الرشكــة بالوفــاء‪ ،‬أي مطالبتهــا بالســداد وامتناعهــا عــن ذلــك يف ميعــاد معقــول يحــدده‬
‫الدائــن‪.‬‬

‫فمتــى اســتوف الدائــن هذيــن الرشطــني جــاز لــه أن ينفــذ عــىل األمــوال الخاصــة ألي رشيــك مــن الــرشكاء‬
‫املتضامنني‪.‬‬

‫واألصــل أن تقــوم مســئولية الرشيــك املتضامــن عــن ديــون الرشكــة التــي نشــأت عــن األعــامل التــي قامــت‬
‫بهــا حــال كونــه رشيــكاً فيهــا‪ ،‬ومقتــىض ذلــك أال يكــون الرشيــك املتضامــن مســئوالً عــن ديــون الرشكــة‬

‫)‪ (٦٩١‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٣٢‬الدكتور عيل يونس »الرشكات التجارية« بند رقم ‪ ،١٦٧‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند‬
‫رقم ‪ ،١٢٠‬وقارن جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪.٣٦٦‬‬
‫)‪ (٦٩٢‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٦٥‬والدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٢‬‬
‫‪٢9٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫الســابقة عــىل انضاممــه للرشكــة‪ ،‬ومــع ذلــك تنــص املــادة ‪ ٢٠‬مــن نظــام الــرشكات عــىل أنــه‪ «:‬إذا انضــم‬
‫رشيــك إىل الرشكــة كان مســئوالً بالتضامــن مــع باقــي الــرشكاء يف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة الســابقة‬
‫النضاممــه والالحقــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬يجــوز االتفــاق عــىل إعفائــه مــن املســؤولية عــن الديــون الســابقة بعــد‬
‫شــهر االتفــاق بحســب مــا هــو منصــوص عليــه يف املــادة الثالثــة عــرشة مــن نظــام الــرشكات«‪ .‬ويقــال عــادة‬
‫يف تربيــر مثــل هــذا الحكــم أن الرشيــك الجديــد بقبولــه املشــاركة انضــم إىل الرشكــة بحالتهــا القامئــة وقتئـٍـذ‬
‫أي مبالهــا مــن حقــوق ومــا عليهــا مــن التزامــات)‪.(٦٩٣‬‬

‫وكذلــك الحــال يف حــال انســحاب الرشيــك مــن الرشكــة أو أخراجــه منهــا بحكــم قضــايئ نهــايئ مــن الجهــة‬
‫القضائيــة املختصــة‪ ،‬فإنــه ال يكــون مســؤوالً عــن الديــون وااللتزامــات التــي تنشــأ يف ذمتهــا بعــد شــهر‬
‫انســحابه أو إخراجــه وفق ـاً ألحــكام املــادة الثالثــة عــرشة مــن النظــام املــادة ‪ ٢/٢٠‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫إال أن يف حــال تنــازل أحــد الــرشكاء عــن حصتــه‪ ،‬فــال يكــون مســؤوالً عــن الديــون ِق َبل دائنــي الرشكــة‪ ،‬إال إذا‬
‫اعرتضــوا عــىل هــذا التنــازل خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ إبــالغ الرشكــة لهــم بذلــك‪ ،‬ويف حــال االعـرتاض‬
‫يكــون املتنــازل إليــه مســؤوالً بالتضامــن مــع املتنــازل عــن هــذه الديــون املــادة ‪. ٣/٢٠‬‬

‫‪ -٢١8‬ثانياً ‪ :‬دخول اسم الشريك في عنوان الشركة‪:‬‬

‫تنــص املــادة ‪ ١٨‬مــن نظــام الــرشكات عــىل أن‪» :‬يتكــون اســم رشكــة التضامــن مــن أســامء جميــع الــرشكاء‬
‫أو مــن اســم واحــد منهــم مــع إضافــة كلمــة »ورشكاه« أو مــا يفيــد هــذا املعنــى‪ .‬ويجــب أن يقــرتن االســم‬
‫مبــا ينبــئ عــن وجــود رشكــة تضامــن«)‪.(٦٩٤‬‬

‫واملقصــود مــن هــذا الحكــم هــو إعــالم الغــري باألشــخاص الذيــن تتألــف منهــم الرشكــة والذيــن يعتمــد‬
‫عليهــم يف تعاملــه مــع الرشكــة نظـرا ً ملســئوليتهم الشــخصية والتضامنيــة عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه إذا‬
‫كان عــدد الــرشكاء كبـريا ً‪ ،‬فإنــه يجــوز االقتصــار عــىل ذكــر واحــد منهــم أو أكــرث مــع إضافــة عبــارة »ورشكاه«‬
‫أو »ورشكاؤهــام«‪ ،‬وذلــك لــيك يعــرف الغــري أن هنــاك رشكاء آخريــن غــري الذيــن وردت أســامءهم يف عنــوان‬
‫الرشكــة‪ ،‬والغالــب أن يتضمــن عنــوان الرشكــة اســم أو أســامء مــن يتمتــع مــن الــرشكاء بأكــرب قــدر مــن‬
‫الشــهرة أو الثقــة التجاريــة‪ ،‬وإذا تكونــت الرشكــة بــني أف ـراد مــن أرسة واحــدة‪ ،‬فقــد جــرى العمــل عــىل‬
‫االكتفــاء بذكــر اســم العائلــة مــع إضافــة مــا يبــني درجــة القرابــة بينهــم مثــل »إخــوان«‪ ،‬أو »أبنــاء عــم«‬
‫أو »أبنــاء خــال«‪.‬‬

‫وعنــوان الرشكــة هــو الــذي مييزهــا عــن غريهــا مــن الــرشكات وتعــرف بــه يف الوســط التجــاري‪ ،‬كــام توقــع‬
‫بــه جميــع التعهــدات التــي تتــم لحســاب الرشكــة‪ ،‬ومــن ثــم فــال تلتــزم الرشكــة بالتعهــدات التــي يوقعهــا‬

‫)‪ (٦٩٣‬انظر الدكتور محمد حسن عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٤٣‬‬
‫)‪ (٦٩٤‬أجاز مرشوع نظام الرشكات يف املادة الخامسة عىل أن يكون اسم الرشكة اسم تجاري وأن يشتمل عىل اسم مشتق من غرضها أو اسم مبتكر أو اسم واحد‬
‫أو اكرث من الرشكاء‪.‬‬
‫‪٢94‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫أحــد الــرشكاء إذا مل يكــن التوقيــع بعنــوان الرشكــة)‪. (٦٩٥‬‬

‫ويجــب أن يكــون عنــوان الرشكــة مطابقـاً للحقيقــة‪ ،‬فــإذا اشــتمل عــىل اســم شــخص أجنبــي عــن الرشكــة‪،‬‬
‫أي غــري رشيــك فيهــا‪ ،‬مــع علمــه بذلــك كان هــذا الشــخص مســئوالً بالتضامــن أمــام الغــري عــن ديــون‬
‫الرشكــة املــادة ‪.٢ /١٨‬‬

‫وإذا تغــري أشــخاص الــرشكاء وجــب تعديــل عنــوان الرشكــة‪ ،‬فــإذا انســحب أو تــويف أحــد الــرشكاء واســتمرت‬
‫الرشكــة‪ ،‬تحتــم حــذف اســم هــذا الرشيــك مــن عنــوان الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه يجــوز حفاظ ـاً عــىل الشــهرة‬
‫التجاريــة ولــيك ال يعتقــد الغــري بقيــام رشكــة جديــدة اإلبقــاء عــىل اســم الرشيــك املنســحب أو املتــوىف يف‬
‫عنــوان الرشكــة إذا قبــل ذلــك الرشيــك املنســحب أو ورثــة الرشيــك املتــوىف املــادة ‪ ،٢ /١٨‬ويف هــذه الحالــة‬
‫–إبقــاء االســم ـ ال يســأل الرشيــك أو ورثتــه عــن ديــون الرشكــة متــى تــم شــهر االنســحاب أو الوفــاة‬
‫بالطــرق املقــررة قانون ـاً‪.‬‬

‫وقــد رأينــا عنــد الحديــث عــن الســجل التجــاري أن اســم الرشكــة ونوعهــا مــن اهــم البيانــات التــي يجــب‬
‫قيدهــا يف الســجل التجــاري‪ ،‬وأنــه يجــب عــىل مديــر الرشكــة إخطــار مكتــب الســجل التجــاري بــأي تغيــري‬
‫أو تعديــل يف هــذا الصــدد)‪.(٦٩٦‬‬

‫‪ -٢١9‬ثالثاً ‪ :‬عدم قابلية حصة الشريك لانتقال‪:‬‬

‫تقــوم رشكــة التضامــن كــام قدمنــا عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة بــني الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم فــال يجــوز‬
‫للرشيــك كقاعــدة عامــة التنــازل عــن حصتــه بعــوض أو بغــري عــوض إىل الغــري دون موافقــة باقــي الــرشكاء‪،‬‬
‫ولهــذا فــال يجــوز طبقـاً ملــا تقــيض بــه املــادة ‪ ١٩‬مــن نظــام الــرشكات أن تكــون حصــص الــرشكاء ممثلــة يف‬
‫صكــوك قابلــة للتــداول‪ ،‬ذلــك أن الــرشكاء قــد وثقــوا بشــخص معــني فــال يجــوز إجبارهــم عــىل قبول شــخص‬
‫آخــر قــد ال يعرفونــه أو يثقــون بــه كرشيــك يف الرشكــة‪ ،‬ولنفــس الحكمــة فقــد رأينــا أنــه يرتتــب يف األصــل‬
‫عــىل وفــاة أحــد الــرشكاء يف رشكات األشــخاص انقضــاء الرشكــة‪.‬‬

‫عــىل أن قاعــدة قابليــة حصــة الرشيــك لالنتقــال يف رشكــة التضامــن ويف رشكات األشــخاص عمومـاً ال تتعلــق‬
‫بالنظــام العــام‪ ،‬لــذا يجــوز للــرشكاء االتفــاق عــىل أن الرشكــة ال تنقــيض بوفــاة أحــد الــرشكاء‪ ،‬كــام يجــوز‬
‫النــص يف عقــد الرشكــة عــىل حــق كل رشيــك يف التنــازل عــن حصتــه للغــري وذلــك مبوافقــة جميــع الــرشكاء‪،‬‬
‫أو إعطائهــم حــق اســرتداد الحصــة مــن املتنــازل إليــه مقابــل دفــع قيمتهــا‪ ،‬أو تقريــر حقهــم يف االعـرتاض‬
‫عــىل املتنــازل إليــه خــالل فــرتة معينــة‪ ،‬وال يجــوز النــص يف عقــد الرشكــة عــىل إمــكان التنــازل عــن الحصــة‬
‫دون قيــد أو رشط‪ ،‬نظ ـرا ً ملــا يف ذلــك مــن إهــدار لالعتبــار الشــخيص الــذي تقــوم عليــه رشكــة التضامــن‪،‬‬
‫ويف ذلــك تقــول املــادة ‪ ٢/١٩‬يف فقرتهــا الثانيــة »وكل اتفــاق عــىل جــواز التنــازل عــن الحصــص دون قيــد‬

‫)‪ (٦٩٥‬حكم محكمة النقض املرضبة يف ‪ ١٨‬مايو ‪ ،١٩٦١‬املجموعة س ‪ ،١٢‬ص ‪.٤٨٩‬‬


‫)‪ (٦٩٦‬انظر ما سبق يف القسم األول من هذا الكتاب يف موضوع السجل التجاري بند رقم ‪.٧٧‬‬
‫‪٢95‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫يعتــرب باطـالً«‪.‬‬

‫ومتــى كان التنــازل عــن الحصــة جائ ـزا ً‪ ،‬فإنــه ال يــرسي يف حــق الغــري ودائنــي الرشكــة إال بعــد اســتيفاء‬
‫إج ـراءات الشــهر الالزمــة لتعديــل عقــد الرشكــة املــادة ‪.٢ /١٩‬‬

‫وإذا كان التنــازل عــن الحصــة للغــري محظــورا ً‪ ،‬فإنــه يجــوز مــع ذلــك للرشيــك دون حاجــة ملوافقــة باقــي‬
‫الــرشكاء أن يــربم مــع الشــخص الــذي يــود التنــازل لــه مــا يعــرف يف العمــل باســم »اتفــاق الرديــف‬
‫‪ «Croupier‬والــذي مبوجبــه يحــل هــذا األخــري محلــه يف كل الحقــوق وااللتزامــات الناشــئة عــن حصتــه يف‬
‫الرشكــة أو يف جــزء منهــا فقــط«)‪.(٦٩٧‬‬

‫غــري أنــه يالحــظ أن االتفــاق يقتــرص أثــره عــىل العالقــة بــني الرشيــك والرديــف‪ ،‬فــال يحتــج بــه يف مواجهــة‬
‫الرشكــة أو الــرشكاء أو الغــري‪ ،‬إذ يظــل الرشيــك بالنســبة لجميــع هــؤالء رشيــكاً يف الرشكــة ملزم ـاً بتقديــم‬
‫الباقــي مــن حصتــه إذا كان ال ي ـزال مســتحقاً وباملشــاركة يف الخســائر‪ ،‬ويكــون لــه وحــده حــق التدخــل‬
‫يف اإلدارة واملطالبــة باألربــاح‪ ،‬والواقــع أن االتفــاق بــني الرشيــك والرديــف قــد ينطــوي عــىل بيــع حصــة‬
‫الرشيــك‪ ،‬وقــد يقتــرص عــىل إنشــاء رشكــة مــن الباطــن بينهــام موضوعهــا اســتغالل حصــة الرشيــك األصــيل‬
‫يف الرشكــة‪ ،‬إمنــا ليــس مــن شــأن هــذا االتفــاق يف كلتــا الحالتــني‪ ،‬إقامــة عالقــة مبــارشة بــني الرديــف والرشكة‬
‫األصليــة‪ ،‬وقــد نصــت عــىل ذلــك رصاحــة املــادة ‪ ٢ /١٩‬مــن نظــام الــرشكات بقولهــا‪» :‬ومــع ذلــك يجــوز‬
‫للرشيــك أن يتنــازل للغــري عــن الحقــوق املتصلــة بحصتــه‪ ،‬وال يكــون لهــذا التنــازل أثــر إال بــني طرفيــه«‪.‬‬

‫كــام يجــوز للرشيــك دامئ ـاً أن يرهــن حقــه املرتتــب عــىل تقديــم حصتــه يف الرشكــة‪ ،‬وللدائــن املرتهــن‬
‫ولغــريه مــن الدائنــني أن يحجــزوا عــىل هــذا الحــق طبقـاً لقواعــد حجــز مــا للمديــن لــدى الغــري‪ ،‬وتــؤدى‬
‫يف هــذه الحالــة األربــاح املســتحقة للرشيــك إىل الدائــن الحاجــز كــام يــؤدى إليــه نصيــب الرشيــك مــن‬
‫القســمة بعــد انتهــاء الرشكــة‪ ،‬كــام يجــوز لهــؤالء الدائنــني أن ينفــذوا عــىل حــق الرشيــك يف الرشكــة وبيعــه‬
‫بيعـاً جربيـاً‪ ،‬غــري أن الـرايس عليــه املـزاد ال يكتســب صفــة الرشيــك إال مبوافقــة جميــع الــرشكاء باســتثناء‬
‫الرشيــك املحجــوز عليــه‪ ،‬وإذا مل يقبــل الـرايس عليــه املـزاد كرشيــك اعتــرب رديفـاً للرشيــك املحجــوز عليــه‬
‫الــذي يظــل رشيــكاً يف الرشكــة)‪.(٦٩٨‬‬

‫ويــرى البعــض عــدم رسيــان تلــك األحــكام يف حــال تنــازل الرشيــك عــن حصتــه ألحــد الــرشكاء يف الرشكــة‪،‬‬
‫إذ أنــه ليــس مــن شــأن ذلــك إدخــال رشيــك جديــد أو اإلخــالل باإلعتبــار الشــخيص فيــام بــني الــرشكاء)‪.(٦٩٩‬‬

‫)‪ (٦٩٧‬الرديف لغة‪ :‬هو من ميتطي الدابة خلف راكبها‪ ،‬فرشيك الرشيك يسترت وراء الرشيك األصيل كام يسترت وراء الراكب األول‪ ،‬انظر الدكتور محسن شفيق‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١٦‬وانظر فيام يتعلق باتفاق الرديف يف القانون الفرنيس روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤١٦‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات‬
‫التجارية«مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٦١‬‬
‫)‪ (٦٩٨‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢١٤‬دكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٦٣‬دكتور ثروت عبد الرحيم‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٧٢‬‬
‫)‪ (٦٩٩‬الدكتور نايف الرشيف والدكتور زياد القريش‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار حافظ للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬جدة‪١٤٣٤ ،‬هـ‪ ،‬ص ‪. ٨٤‬‬
‫‪٢96‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫‪ -٢٢0‬رابعاً ‪ :‬اكتساب الشريك صفة التاجر‪:‬‬

‫يكتســب جميــع الــرشكاء يف رشكــة التضامــن صفــة التاجــر وإن كان نشــاط الرشكــة مــدين وذلــك لعمــوم‬
‫نــص املــادة ‪ ،١٧‬والســبب يف ذلــك أن الرشيــك املتضامــن يســأل مســئولية شــخصية وتضامنيــة عــن ديــون‬
‫الرشكــة‪ ،‬األمــر الــذي يجعلــه يف مركــز مياثــل مركــز مــن ميــارس التجــارة باســمه الخــاص)‪.(٧٠٠‬‬

‫ويالحــظ أن الرشيــك املتضامــن يكتســب صفــة التاجــر مبجــرد دخولــه يف الرشكــة‪ ،‬ولــو مل تكــن لــه هــذه‬
‫الصفــة مــن قبــل‪ ،‬وعليــه فإنــه يجــب أن تتوافــر يف الرشيــك املتضامــن األهليــة الالزمــة الحـرتاف التجــارة‪،‬‬
‫كــام ميتنــع عــىل األشــخاص املحظــور عليهــم مبــارشة التجــارة الدخــول كــرشكاء يف رشكات التضامــن‪.‬‬

‫واألصــل أن يرتتــب عــىل اكتســاب الرشيــك املتضامــن صفــة التاجــر خضوعــه اللتزامــات التجــار‪ ،‬كمســك‬
‫الدفاتــر التجاريــة والقيــد يف الســجل التجــاري‪ ،‬ومــع ذلــك فقــد رأينــا أن العــرف قــد جــرى عــىل عــدم‬
‫إلـزام الــرشكاء املتضامنــني مبســك دفاتــر تجاريــة مســتقلة عــن دفاتــر الرشكــة إال أن نظــام الســجل التجــاري‬
‫الحــايل يف اململكــة قــد أوجــب إدراج أســامء الــرشكاء املتضامنــني ضمــن بيانــات الرشكــة الواجبــة القيــد يف‬
‫الســجل التجــاري)‪.(٧٠١‬‬

‫)‪ (٧٠٠‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٢٣‬الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٥‬الدكتور ثروت عبد‬
‫الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٧٧‬وانظر ميشيل فاسور‪» ،‬قانون األعامل« باريس ‪ ،١٩٧٨‬ج ‪ ،٥‬ص ‪.١٦٠‬‬
‫)‪ (٧٠١‬انظر ما سبق بند رقم ‪ ٦٨‬وبند رقم ‪ ،٧٧‬وقارن الدكتور سعيد يحيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪١٤١‬‬
‫‪٢97‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫وإذا توقفــت الرشكــة عــن دفــع ديونهــا التجاريــة وحكــم بشــهر إفالســها اســتتبع ذلــك حتـامً إشــهار إفــالس‬
‫جميــع الــرشكاء فيهــا‪ ،‬إذ أن توقــف الرشكــة عــن الدفــع يعتــرب توقف ـاً عــن الدفــع مــن جانــب الــرشكاء‬
‫كذلــك‪ ،‬أمــا العكــس فغــري صحيــح إذ أن إفــالس أحــد الــرشكاء املتضامنــني ال يســتتبع إفــالس الرشكــة‪ ،‬ألن‬
‫الرشكــة غــري مســئولة عــن ديــون الــرشكاء‪ ،‬وألن الــرشكاء اآلخريــن قــد يتمكنــون مــن الوفــاء بديونهــا‪ ،‬ولكــن‬
‫إفــالس أحــد الــرشكاء يرتتــب عليــه كقاعــدة عامــة انقضــاء الرشكــة)‪ ،(٧٠٢‬مــامل ينــص عقــد الرشكــة أو اتفــاق‬
‫الــرشكاء عــىل اســتمرار الرشكــة فيــام بــني الــرشكاء اآلخريــن املــادة ‪.٣٧‬‬

‫)‪ (٧٠٢‬انظر الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٤٦‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٢٣‬‬
‫‪٢98‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫المبحث الثاني‬

‫تكوين شركة التضامن‬

‫‪ -٢٢١‬تخضــع رشكــة التضامــن مــن حيــث تكوينهــا لألحــكام العامــة يف الــرشكات الســابق دراســتها‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم يجــب أن يتوافــر فيهــا األركان املوضوعيــة العامــة واألركان املوضوعيــة الخاصــة فضـالً عــن كتابــة عقــد‬
‫الرشكــة)‪.(٧٠٣‬‬

‫كــام تخضــع رشكــة التضامــن كغريهــا مــن الــرشكات لواجــب الشــهر‪ ،‬وقــد عنــى نظــام الــرشكات عنايــة‬
‫خاصــة ببيــان إجـراءات شــهر الرشكــة وبتحديــد الجـزاء الــذي يرتتــب عــىل عــدم مراعــاة هــذه اإلجـراءات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات شهر الشركة وميعاده‪:‬‬


‫‪ً -٢٢٢‬‬

‫يتضح من املادتني ‪ ٢٣،٢٢‬من نظام الرشكات أن شهر رشكة التضامن ينحرص يف اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫األول‪ :‬نــرش ملخــص عقــد الرشكــة يف جريــدة يوميــة تــوزع يف املركــز الرئيــيس للرشكــة‪ ،‬ويشــتمل ملخــص‬
‫عقــد الرشكــة بصفــة خاصــة عــىل البيانــات اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬اسم الرشكة وغرضها ومركزها الرئييس وفروعها إن وجدت‬

‫‪ .٢‬أسامء الرشكاء ومحال إقامتهم ومهنتهم وجنسياتهم وتواريخ ميالدهم‪.‬‬

‫‪ .٣‬رأس مال الرشكة وتعريف كاف بالحصة التي تعهد كل رشيك بتقدميها وميعاد استحقاقها‪.‬‬

‫‪ .٤‬أسامء املديرين –إن وجدوا‪ -‬ومن لهم حق التوقيع نيابة عن الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٥‬تاريخ تأسيس الرشكة ومدتها‪.‬‬

‫‪ .٦‬بدء السنة املالية وانتهائها‪.‬‬

‫)‪ (٧٠٣‬انظر ما سبق بند رقم ‪ ١٧٣‬وما يليه‪.‬‬


‫‪٢99‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫ويالحــظ أن هــذه البيانــات قــد وردت عــىل ســبيل التمثيــل ال الحــرص‪ ،‬ودليــل ذلــك عبــارة »بصفــة خاصــة«‬
‫الــواردة يف نــص املــادة ‪ ،٢٣‬ومــن ثــم يجــوز أن يشــتمل ملخــص عقــد الرشكــة عــىل جميــع البيانــات التــي‬
‫يقــدر الــرشكاء أهميتهــا بالنســبة للغــري‪ ،‬ومــن أمثلتهــا الترصفــات املحظــورة عــىل املديــر‪ ،‬ورشوط انتقــال‬
‫الحصــص أو التنــازل عنهــا)‪.(٧٠٤‬‬

‫الثاني‪ :‬قيد الرشكة يف سجل التجاري وفقاً ألحكام نظام السجل التجاري‪.‬‬

‫ويجــب أن يتــم شــهر الرشكــة خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ توثيــق عقــد التأســيس‪ ،‬ويقــع هــذا االلتـزام‬
‫عــىل مديــري الرشكــة أو الــرشكاء فيهــا املــادة ‪ ٢٢‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫كذلــك يجــب أن يشــهر بنفــس الطــرق الســابقة وخــالل نفــس امليعــاد كل تعديــل يطــرأ عــىل البيانــات‬
‫الــواردة يف ملخــص عقــد الرشكــة املــادة ‪١٣‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪ -٢٢٣‬ثانياً ‪ :‬الجزاء المترتب على عدم شهر الشركة‪:‬‬

‫طبقـاً ملــا تقــيض بــه املــادة ‪ ٢/١٤‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬يرتتــب عــىل عــدم القيــام بإجـراءات الشــهر وفقـاً‬
‫لألحــكام الســابقة عــدم نفــاذ عقــد تأســيس الرشكــة يف مواجهــة الغــري‪ ،‬فضــالً عــن مســئولية مديــري‬
‫الرشكــة بالتضامــن عــن تعويــض الــرضر الناشــئ عــن ذلــك‪.‬‬

‫ويقصــد بعــدم نفــاذ الرشكــة يف مواجهــة الغــري عــدم جــواز االحتجــاج بوجــود الرشكــة يف مواجهــة الغــري‪،‬‬
‫ويالحــظ أن هــذا الجـزاء يرتتــب عــىل تخلــف أيـاً مــن إجـراءات الشــهر‪ ،‬وهــي نــرش امللخــص يف جريــدة‬
‫يوميــة وقيــد الرشكــة يف ســجل الــرشكات وقيدهــا يف الســجل التجــاري‪ ،‬أمــا إذا اقتــرص عــدم الشــهر عــىل‬
‫بعــض البيانــات الواجبــة الشــهر‪ ،‬فــإن الجـزاء يكــون هــو عــدم جــواز االحتجــاج عــىل الغــري بالبيانــات غــري‬
‫املشــهرة فقــط)‪.(٧٠٥‬‬

‫ويصــدق وصــف الغــري هنــا عــىل مديــن الرشكــة الــذي قــد تكــون لــه مصلحــة يف التمســك بعــدم رسيــان‬
‫الرشكــة أو البيــان غــري املشــهر يف حقــه‪ ،‬كــام لــو أصبــح دائن ـاً ألحــد الــرشكاء وأراد إج ـراء املقاصــة بــني‬
‫املدينــني‪ ،‬ويصــدق وصــف الغــري أيضــاً عــىل دائــن الرشكــة وإن كان الغالــب أن تكــون مصلحــة دائــن‬
‫الرشكــة يف التمســك بوجودهــا لــيك يضمــن عــدم مزاحمــة الدائنــني الشــخصيني للــرشكاء لــه)‪ ،(٧٠٦‬كــام‬

‫)‪ (٧٠٤‬وأكدت عىل ذلك املادة السادسة الفقرة ‪ ٤‬وذلك بالسامح للرشكاء أو املساهمني ‪ ..‬الصالحية يف إضافية رشوط أو أحكام أو بيانات يف عقد التأسيس برشط‬
‫أال تتعارض مع أحكام النظام والالئحة‪.‬‬
‫)‪ (٧٠٥‬انظر يف الجزاءات املرتتبة عىل عدم قيد الرشكة يف السجل التجاري ما سبق‪ ،‬بند رقم ‪ ٧٦‬وما بعده من هذا الكتاب‪.‬‬
‫)‪ (٧٠٦‬ومع ذلك فقد يتمسك دائن الرشكة بعدم وجود الرشكة كام لو أراد إسقاط رهن قررته الرشكة عىل أحد عقاراتها‪ ،‬إذ يرتتب عىل عدم النفاذ يف مثل هذه‬
‫الحالة اعتبار الرهن مقررا ً من غري مالك‪ ،‬انظر الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٥٢‬دكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٧‬الدكتور‬
‫‪٣00‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫يصــدق هــذا الوصــف أخ ـريا ً عــىل الدائــن الشــخيص للرشيــك الــذي قــد تكــون لــه مصلحــة يف التمســك‬
‫بعــدم وجــود الرشكــة لــيك يتوصــل إىل التنفيــذ عــىل املــال الــذي قدمــه مدينــه كحصــة يف الرشكــة‪.‬‬

‫وعــدم نفــاذ الرشكــة هــو جـزاء مقــرر ملصلحــة الغــري ومــن ثــم يجــوز للغــري أن يتنــازل عنــه وأن يتمســك‬
‫بوجــود الرشكــة غــري املشــهرة أو البيــان غــري املشــهر متــى كانــت لــه مصلحــة يف ذلــك‪ ،‬ولكــن إذا متســك‬
‫البعــض مــن الغــري بوجــود الرشكــة غــري املشــهرة ومتســك البعــض اآلخــر بعــدم نفاذهــا‪ ،‬فــال منــاص مــن‬
‫ترجيــح كفــة مــن يتمســك بعــدم النفــاذ ألنــه هــو األصــل)‪.(٧٠٧‬‬

‫غــري أنــه ال يجــوز للــرشكاء أن يتمســكوا فيــام بينهــم أو يف مواجهــة الغــري بعــدم وجــود الرشكــة أو البيــان‬
‫لعــدم الشــهر‪ ،‬ذلــك أن الشــهر قــد تقــرر ملصلحــة الغــري‪ ،‬مــن ثــم فليــس مــن املعقــول أن يضــار الغــري‬
‫بســبب تقصــري الــرشكاء يف عــدم الشــهر وأن يســتفيد الــرشكاء مــن تقصريهــم وإهاملهــم‪.‬‬

‫ويرتتــب مــن ناحيــة أخــرى عــىل عــدم مراعــاة إج ـراءات شــهر الرشكــة الت ـزام مديــري الرشكــة بالتضامــن‬
‫عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب الرشكــة أو الــرشكاء أو الغــري بســبب عــدم الشــهر املــادة ‪ ٣/١٣‬وكذلــك‬
‫املــادة ‪ ٣٢‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٣٣‬‬


‫)‪ (٧٠٧‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٧‬الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٩‬‬
‫‪٣0١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثالث‬

‫نشاط شركة التضامن‬

‫‪ -٢٢٤‬ســنتكلم يف الفــرع األول مــن هــذا املبحــث عــن مديــر رشكــة التضامــن ويف الفــرع الثــاين عــن كيفيــة‬
‫توزيــع األربــاح والخســائر‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مدير شركة التضامن‬

‫‪ -٢٢٥‬عنــى نظــام الــرشكات عنايــة خاصــة بتحديــد القواعــد التــي تحكــم إدارة رشكــة التضامــن مــن حيــث‬
‫طريقــة تعيــني املديــر وعزلــه وســلطاته ومســئوليته كــام يتضــح مــن التفصيــل التــايل‪:‬‬

‫‪ -٢٢6‬تعيين المدير‪:‬‬
‫قــد يعــني إلدارة رشكــة التضامــن مديــر أو أكــرث مــن بــني الــرشكاء أو مــن الغــري ومــن النــادر يف الواقــع أن‬
‫يكــون مديــر رشكــة التضامــن مــن الغــري‪ ،‬وجــرت العــادة عــىل أن يكــون املديــر هــو أهــم الــرشكاء وأكرثهــم‬
‫خــربة بالشــئون التجاريــة‪.‬‬

‫وقــد يعــني املديــر ‪-‬ســواء كان رشيــكاً أم غــري رشيــك‪ -‬بنــص خــاص يف عقــد الرشكــة‪ ،‬فيســمى عندئـٍـذ‬
‫باملديــر النظامــي أو االتفاقــي‪ ،‬وقــد يعــني يف عقــد مســتقل عــن عقــد الرشكــة‪ ،‬فيســمى عندئــذ باملديــر‬
‫غــري االتفاقــي)‪ ،(٧٠٨‬غــري أنــه ال يلــزم أن يعــني املديــر االتفاقــي عنــد تكويــن الرشكــة‪ ،‬بــل يجــوز أن يعــني‬
‫مبقتــىض تعديــل الحــق للعقــد التأســييس املــادة ‪ ٢٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫والجديــر بالذكــر أن مــرشوع نظــام الــرشكات الجديــد قــرص إدارة رشكــة التضامــن عــىل جميــع الــرشكاء مــامل‬
‫ينــص عقــد التأســيس أو قـرار مســتقل تعيــني مديــر أو أكــرث مــن بــني الــرشكاء)‪ ،(٧٠٩‬ونــرى يف ذلــك تضييــق‬
‫عــىل مــن يرغــب يف تأســيس هــذا النــوع مــن الــرشكات‪ ،‬والتــي لهــا أهميتهــا يف بعــض أنشــطة التجــارة‪ ،‬ملــا‬
‫تتمتــع بــه مــن ثقــة وائتــامن‪ ،‬باإلضافــة اىل حرمــان الــرشكاء مــن االســتفادة مــن الكفــاءات ومــن لــه خــربة‬
‫يف إدارة نشــاط الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٧٠٨‬انظر جيبتو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٥٥‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ٣٧٢‬كلود ديبوي‪ ،‬موجز القانون التجاري ج ‪ ٢‬ص ‪ ،٥٦‬د‪.‬‬
‫محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٢٣‬د‪ .‬محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٧٨‬وقارن الدكتور أكثم الخويل‪ ،‬حيث يرى أن املدير االتفاقي أو‬
‫النظامي هو الرشيك املعني يف عقد الرشكة فقط »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪ ١٧١‬ومن نفس الرأي الدكتور سعيد يحيي ذات املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٤٩‬‬
‫)‪ (٧٠٩‬املادة الثالثة والثالثون الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣0٢‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫ويرتتــب عــىل تعيــني مديــر أو أكــرث للرشكــة أثــر قانــوين هــام‪ ،‬هــو اســتئثاره وحــده بســلطة إدارة الرشكــة‬
‫وتســيري دفــة األمــور فيهــا دون تدخــل مــن جانــب بقيــة الــرشكاء يف هــذه اإلدارة‪ ،‬وبعبــارة أخــرى يرتتــب‬
‫عــىل تعيــني مديــر أو أكــرث للرشكــة ســقوط حــق باقــي الــرشكاء يف اإلدارة‪ ،‬واقتصــار حقهــم فقــط عــىل‬
‫رقابــة هــذه اإلدارة‪ ،‬فيكــون لــكل رشيــك أن يطلــع بنفســه يف مركــز الرشكــة عــىل ســري أعاملهــا‪ ،‬وأن يفحــص‬
‫دفاترهــا ومســتنداتها‪ ،‬وأن يســتخرج بنفســه بيان ـاً موج ـزا ً عــن حالــة الرشكــة املاليــة مــن واقــع دفاترهــا‬
‫ومســتنداتها‪ ،‬وأن يوجــه النصــح ملديرهــا‪ ،‬وحــق الرشيــك يف هــذه الرقابــة يتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫يقــع باطـالً كل اتفــاق يقــيض بحرمانــه مــن هــذا الحــق املــادة ‪ ٢٦‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ويعتــرب حــق الرقابــة مــن الحقــوق الشــخصية للرشيــك‪ ،‬فــال يكــون لــه أن ينيــب عنــه غــريه يف مامرســته‬
‫والقيــام باالطــالع عــىل دفاتــر الرشكــة ومســتنداتها‪ ،‬وذلــك نظـرا ً لالعتبــارات الشــخصية التــي تســود رشكات‬
‫األشــخاص والتــي تقــوم عــىل ثقــة الــرشكاء بعضهــم ببعــض)‪.(٧١٠‬‬

‫وإذا مل يعــني الــرشكاء مدي ـرا ً للرشكــة‪ ،‬كان لــكل رشيــك أن ينفــرد بــإدارة الرشكــة ويبــارش جميــع األعــامل‬
‫التــي يقتضيهــا تحقيــق غــرض الرشكــة دون رجــوع إىل غــريه مــن الــرشكاء‪ ،‬ولكــن يكــون ألغلبيــة الــرشكاء‬
‫يف هــذه الحالــة حــق االعـرتاض عــىل أي عمــل قبــل إمتامــه‪ ،‬وإذا حــدث االعـرتاض عــىل العمــل مــن جانــب‬
‫واحــد أو أكــرث مــن الــرشكاء‪ ،‬وجــب عــرض األمــر عــىل جميــع الــرشكاء‪ ،‬ويكــون ألغلبيتهــم حــق رفــض‬
‫االع ـرتاض أو تأييــده‪ ،‬أي إق ـرار العمــل أو عــدم إق ـراره املــادة ‪.٢٨‬‬

‫‪ -٢٢7‬عزل المدير‪:‬‬
‫تختلــف القواعــد الخاصــة بعــزل مديــر رشكــة التضامــن بحســب صفتــه وطريقــة تعيينــه‪ .‬فــإذا كان املديــر‬
‫رشيــكاً ومعــني بنــص يف عقــد الرشكــة‪ ،‬فإنــه يعتــرب غــري قابــل للعــزل إال بإجــامع الــرشكاء مبــا فيهــم املديــر‬
‫نفســه‪ ،‬ذلــك ألن االتفــاق عــىل تعيينــه جــزء مــن العقــد‪ ،‬والعقــد ال يجــوز تعديلــه –كقاعــدة عامــة– إال‬
‫برضــاء جميــع األطـراف فيــه)‪.(٧١١‬‬

‫بيــد أنــه يجــوز ألغلبيــة الــرشكاء طبق ـاً ملــا تقــيض بــه املــادة ‪ ١/٣٣‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬أن يطلبــوا مــن‬
‫الجهــة القضائيــة املختصــة عــزل املديــر االتفاقــي بــرشط وجــود »مســوغ رشعــي«‪ ،‬كإخاللــه بالتزاماتــه نحــو‬
‫الرشكــة‪ ،‬أو ارتكابــه لعمــل مــن أعــامل الخيانــة‪ ،‬أو عــدم املقــدرة عــىل العمــل‪ ،‬ولقــايض املوضــوع ســلطة‬
‫تقديــر هــذا املســوغ ومــا إذا كان يــربر عــزل املديــر يف هــذه الحالــة أم ال‪.‬‬

‫)‪ (٧١٠‬انظر ليون كان ورينو‪ ٢٧٢ ،٢ ،‬مشار إليهام يف مؤلف الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬املشار إليه سابقاً‪ ،‬بند رقم ‪.٢١٦‬‬
‫)‪ (٧١١‬وال يشرتط القانون الفرنيس الجديد موافقة املدير االتفاقي ولو كان رشيكاً عىل قرار العزل املادة ‪ ١٨‬من قانون ‪ ٢٤‬يوليو لسنة ‪ ٦٦‬ومع ذلك يرى البعض‬
‫أنه من األفضل أن يتم العزل بقرار من القضاء يف حالة ما إذا كانت الرشكة ال تضم سوى شخصني‪ ،‬كلود ديبوي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ٥٦‬هامش رقم ‪.٨‬‬
‫‪٣0٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫وحاميــة ملصالــح الرشكــة وتجنــب تعطيــل أعاملهــا لحــني صــدور حكــم قضــايئ‪ ،‬تبنــى مــرشوع نظــام‬
‫الــرشكات باملــادة الثامنــة والثالثــون جــواز عــزل الرشيــك املديــر مبوافقــة جميــع الــرشكاء املتبقــني أو‬
‫بصــدور حكــم قضــايئ بنــا ًء عــىل طلــب أي مــن الــرشكاء لســبب مــرشوع‪.‬‬

‫ويــرى البعــض أنــه يجــوز أن ينظــم عقــد الرشكــة طريقـاً آخــر لعــزل املديــر النظامــي كأن يشــرتط أغلبيــة‬
‫معينــة لذلــك)‪ ،(٧١٢‬ومــع ذلــك يصعــب علينــا التســليم بهــذا الــرأي لســببني‪ :‬األول أن عــزل املديــر الرشيــك‬
‫املعــني يف عقــد الرشكــة يعتــرب‪ ،‬كــام ســبق القــول‪ ،‬تعديـالً لعقــد الرشكــة‪ ،‬واملــادة ‪ ٢٧‬مــن نظــام الــرشكات‬
‫تنــص رصاحــة عــىل‪ «:‬تصــدر قــرارات الــرشكاء باألغلبيــة العدديــة آلرائهــم‪ ،‬إال إذا كان القــرار متعلقــاً‬
‫بتعديــل عقــد تأســيس الرشكــة فيجــب أن يصــدر بإجــامع الــرشكاء‪ ،‬وذلــك مــا مل ينــص عقــد تأســيس‬
‫الرشكــة عــىل غــري ذلــك‪«.‬‬

‫والثــاين أن املــادة ‪ ١/٣٣‬مــن ذات النظــام والتــي ســبق اإلشــارة إليهــا‪ ،‬بعــد أن ذكــرت أن العــزل ال يكــون‬
‫إال بق ـرار مــن الجهــة القضائيــة املختصــة بنــا ًء عــىل طلــب أغلبيــة الــرشكاء‪ ،‬نصــت رصاحــة عــىل أن »كل‬
‫اتفــاق عــىل خــالف ذلــك يعتــرب كأن مل يكــن«‪.‬‬

‫وعليــه فإننــا نــرى أنــه ال ميكــن عــزل املديــر االتفاقــي يف فرضنــا هــذا إال بإجــامع الــرشكاء مبــا فيهــم املديــر‪،‬‬
‫أو بقـرار مــن املحكمــة املختصــة‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل عــزل املديــر يف هاتــني الحالتــني انقضــاء الرشكــة‪ ،‬وعلــة ذلــك أن وجــود املديــر الرشيــك‬
‫االتفاقــي يعتــرب عن ـرصا ً جوهري ـاً يف الرشكــة بحيــث يــؤدي زوالــه إىل انقضــاء الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه يجــوز‬
‫االتفــاق يف العقــد التأســييس للرشكــة عــىل اســتمرار الرشكــة رغــم عــزل املديــر اإلتفاقــي املــادة ‪.١/٣٣‬‬

‫وال يجــوز للمديــر االتفاقــي متــى كان رشيــكاً أن يعتــزل اإلدارة لغــري ســبب مقبــول‪ ،‬وإال كان مســئوالً عــن‬
‫التعويــض‪ ،‬واملحكمــة املختصــة هــي الجهــة املختصــة بتقديــر جديــة وكفايــة أســباب االعتـزال أو االســتقالة‪،‬‬
‫وذلــك عنــد اختــالف الــرشكاء يف ذلــك‪ ،‬ويرتتــب أيضـاً عــىل اعتـزال املديــر انقضــاء الرشكــة مــا مل ينــص عقــد‬
‫الرشكــة عــىل خــالف ذلــك املــادة ‪.١ /٣٤‬‬

‫وال شــك أن ترتيــب مثــل هــذا األثــر مــن شــأنه الضغــط عــىل الــرشكاء يف قبــول ترصفــات املديــر االتفاقــي‬
‫الرشيــك خشــية انقضــاء الرشكــة‪ ،‬لــذا نــص مــرشوع نظــام الــرشكات يف املــادة ‪ ٢/٣٩‬عــىل أنــه »ال يرتتــب‬
‫عــىل اعتـزال الرشيــك املديــر حــل الرشكــة مــامل ينــص عقــد تأســيس الرشكــة عــىل غــري ذلــك«‪.‬‬

‫)‪ (٧١٢‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٧١‬‬
‫‪٣04‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫أمــا إذا كان املديــر اتفاقيـاً وغــري رشيــك‪ ،‬أو إذا كان املديــر غــري اتفاقــي ســواء رشيــكاً أو غــري رشيــك‪ ،‬فإنــه‬
‫يكــون قابـالً للعــزل »بقـرار مــن الــرشكاء وال يرتتــب عــىل هــذا العــزل حــل الرشكــة« املــادة ‪.٢ /٣٣‬‬

‫ولكن ما هي األغلبية الالزمة لصحة قرار العزل؟‬

‫تقــيض املــادة ‪ ٢٧‬مــن نظــام الــرشكات بــأن »تصــدر ق ـرارات الــرشكاء باألغلبيــة العدديــة آلرائهــم‪ ،‬إال إذا‬
‫كان القـرار متعلقـاً بتعديــل عقــد تأســيس الرشكــة فيجــب أن يصــدر بإجــامع الــرشكاء‪ ،‬وذلــك مــا مل ينــص‬
‫عقــد تأســيس الرشكــة عــىل غــري ذلــك« وعليــه فمتــى كان املديــر معينـاً بعقــد مســتقل‪ ،‬أي غــري اتفاقــي‪،‬‬
‫فــال صعوبــة يف األمــر‪ ،‬إذ الغالــب أن يتــم تعيينــه باألغلبيــة العدديــة‪ ،‬ومــن ثــم ال يشــرتط لصحــة عزلــه أكرث‬
‫مــن هــذه األغلبيــة‪ ،‬أمــا إذا نــص عقــد الرشكــة عــىل أغلبيــة معينــة لتعيــني املديــر‪ ،‬كــام إذا اشــرتط اإلجــامع‬
‫أو أغلبيــة الثلثــني‪ ،‬وجــب لصحــة العــزل توافــر نفــس األغلبيــة‪.‬‬

‫ولكــن الصعوبــة تظهــر حينــام يتعلــق األمــر مبديــر اتفاقــي مــن غــري الــرشكاء‪ ،‬أي حينــام يكــون املديــر‬
‫شــخصاً مــن الغــري معين ـاً بنــص يف عقــد الرشكــة‪ ،‬فهــل يكفــي عندئـٍـذ لصحــة العــزل األغلبيــة املنصــوص‬
‫عليهــا يف املــادة ‪ ٢٧‬الســابقة اإلشــارة؟ أم أن العــزل يعتــرب حينئـٍـذ مبثابــة تعديــل لعقــد الرشكــة بحيــث‬
‫يشــرتط اإلجــامع؟‬

‫نعتقــد ان تعيــني املديــر غــري الرشيــك يف عقــد الرشكــة ال يشــكل عنـرصا ً جوهريـاً يف العقــد‪ ،‬ودليــل ذلــك‬
‫أن عــزل مثــل هــذا املديــر ال يرتتــب عليــه بالنــص الرصيــح حــل الرشكــة املــادة ‪ ،٢/٣٣‬ومــن ثــم فإنــه يجــوز‬
‫عــزل املديــر االتفاقــي متــى كان غــري رشيــك باألغلبيــة املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪٢٧‬وذلــك مــامل ينــص‬
‫رصاحــة عىل غــري ذلــك)‪.(٧١٣‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬إذا تــم عــزل املديــر غــري االتفاقــي أو املديــر االتفاقــي متــى كان مــن غــري الــرشكاء بقـرار‬
‫مــن الــرشكاء‪ ،‬فــإن مــن حقــه مطالبــة الرشكــة بالتعويــض إذا كان العــزل قــد وقــع يف وقــت غــري الئــق أو‬
‫لغــري مســوغ رشعــي‪ ،‬ويجــوز للمديــر أن يعتــزل اإلدارة بــرشط أن يكــون ذلــك يف وقــت الئــق وأن يخطــر‬
‫بــه الــرشكاء‪ ،‬وإال كان مســئوالً عــن تعويــض الرشكــة عــن األرضار الناتجــة عــن ذلــك‪ ،‬وال يرتتــب عــىل‬
‫اعتزالــه حــل الرشكــة املــادة ‪.٣،٢ /٣٤‬‬

‫)‪ (٧١٣‬ويرى بعض الفقه الفرنيس أنه يجوز عزل املدير غري الرشيك ولو كان معيناً يف عقد الرشكة باألغلبية املطلقة وذلك ما مل ينص العقد عىل أغلبية معينة‪،‬‬
‫انظر يف هذا املعنى هوان وجوري‪ ،‬دالوز‪ .١٥١ -١ -١٩٦٧ ،‬بينام يرى البعض اآلخر أن عزل املدير املعني يف العقد يعترب دامئاً برصف النظر عن صفة هذا املدير‬
‫رشيكاً أو غري رشيك‪ ،‬مبثابة تعديل لعقد الرشكة ومن ثم يشرتط لصحته إجامع الرشكاء‪ ،‬انظر يف ذلك باستيان‪ ،‬جي يس يب ‪ ٢١٢١ -١ -٦٧‬جيجالر وايبوليتو املشار‬
‫إليهام‪.‬‬
‫‪٣05‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫‪ -٢٢8‬سلطة المدير أو المديرين‪:‬‬


‫أوال‪ :‬المدير الواحد‪:‬‬
‫ً‬

‫ينــص عــادة عقــد الرشكــة عــىل حــدود ســلطة املديــر‪ ،‬فيبــني األعــامل والترصفــات التــي يجــوز لــه مبارشتهــا‪،‬‬
‫وعندئـٍـذ يجــب عــىل املديــر االلتـزام بتلــك الحــدود وعــدم تجاوزهــا حتــى تصبــح أعاملــه صحيحــة وملزمــة‬
‫للرشكــة مــامل يكــن مــن تعامــل معــه يسء النيــة‪ ،‬أمــا إذا مل يعــني عقــد الرشكــة ســلطة املديــر ومل تحــدد‬
‫باتفــاق الحــق أو ت ُقيــد‪ ،‬كان للمديــر أن يبــارش جميــع أعــامل اإلدارة العاديــة التــي تدخــل يف غــرض‬
‫الرشكــة‪ ،‬وميثلهــا أمــام القضــاء وهيئــات التحكيــم والغــري املــادة ‪.٢٩‬‬

‫وبالرغــم مــن اقتصــار النــص عــىل ذكــر أعــامل اإلدارة العاديــة‪ ،‬فــإن الــرأي مســتقر عــىل أن للمديــر أن‬
‫يقــوم بكافــة األعــامل التــي يقتضيهــا تحقيــق غــرض الرشكــة‪ ،‬ســواء كانــت هــذه األعــامل مــن أعــامل‬
‫اإلدارة مبعنــى الكلمــة أو مــن أعــامل التــرصف‪ ،‬فلــه أن يســتأجر األماكــن الالزمــة ملامرســة نشــاط الرشكــة‪،‬‬
‫ويســتخدم العــامل واملوظفــني‪ ،‬ويؤمــن عــىل ممتلــكات الرشكــة وبضائعهــا‪ ،‬كــام لــه أن يبيــع ويشــرتي‬
‫البضائــع واآلالت‪ ،‬ويوقــع األوراق التجاريــة‪ ،‬ويقــرتض لحســاب الرشكــة‪ ،‬وميثــل الرشكــة أمــام القضــاء‪.‬‬

‫غــري أنــه ال يجــوز للمديــر أن يبــارش األعــامل التــي تجــاوز اإلدارة العاديــة إال مبوافقــة الــرشكاء أو بنــص‬
‫رصيــح يف العقــد‪ ،‬ويــرسي هــذا الحظــر‪ ،‬طبق ـاً لنــص املــادة ‪ ٣٠‬مــن نظــام الــرشكات بصفــة خاصــة عــىل‬
‫األعــامل اآلتيــة)‪:(٧١٤‬‬

‫‪ .١‬التربعات ما عدا التربعات الصغرية املعتادة‪.‬‬

‫‪ .٢‬كفالة الرشكة للغري‪.‬‬

‫‪ .٣‬اللجوء اىل التحكيم‪.‬‬

‫‪ .٤‬التصالح عىل حقوق الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٥‬بيع عقارات الرشكة أو رهنا‪ ،‬إال إذا كان هذا البيع مام يدخل يف غرض الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٦‬رهن عقارات الرشكة ولو كان مرصحاً له يف عقد الرشكة ببيع العقارات‪.‬‬

‫)‪ (٧١٤‬ولقد أحسن مرشوع نظام الرشكات بالنص باملادة السابعة والثالثون الفقرة ‪ ١‬عىل عدد من األعامل التي ال يجوز للمدير القيام بها إال بقرار من الرشكاء‬
‫أو بنص رصيح يف عقد تأسيس الرشكة‪ ،‬ومنها‪:‬إنشاء أو إغالق فروع الرشكة‪ ،‬بيع أو رشاء أصول تتجاوز القيمة املحددة يف عقد التأسيس وبرشط أال تتجاوز تلك‬
‫القيمة ‪ ٪٥٠‬من قيمة أصول الرشكة‪ ،‬إعتامد القوائم املالية السنوية للرشكة‪ ،‬اإلقرتاض نيابة عن الرشكة‪ ،‬إقرار توزيع األرباح‪.‬‬
‫‪٣06‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫‪ .7‬بيع متجر الشركة أو رهنه‪.‬‬


‫‪ .٨‬عــدم جــواز التعاقــد لحســابه الخــاص مــع الرشكــة إال مبوافقــة جميــع الــرشكاء‪ ،‬وال يجــوز لــه أن ميــارس‬
‫نشــاطاً مــن نــوع نشــاط الرشكــة‪ ،‬وال أن يكــون رشيــكاً أو مديـرا ً أو عضــو مجلــس إدارة يف رشكــة تنافســها‬
‫أو مالــكاً ألســهم أو حصــص متثــل نســبة مؤثــرة يف رشكــة أخــرى متــارس النشــاط نفســه‪ ،‬إال مبوافقــة جميــع‬
‫الــرشكاء‪ .‬وإذا أخــل املديــر بهــذا االلتـزام كان للرشكــة مطالبتــه بالتعويضاملــادة ‪.٣١‬‬

‫ولقــد أحســن مــرشوع نظــام الــرشكات صنع ـاً عندمــا اســتثنى األعــامل والعقــود التــي ال تتجــاوز قيمتهــا‬
‫وحدهــا أو مــع أعــامل والعقــود املنفــذة والتــي بهــا تعــارض مصالــح خــالل الســنة املاليــة الواحــدة ‪٪١.٥‬‬
‫مــن إجــاميل األصــول الثابتــة للرشكــة‪ ،‬وكذلــك اســتثناء األعــامل والعقــود التــي تتــم وفقاً ملنافســة عامــة)‪.(٧١٥‬‬

‫كــام ال يجــوز للرشيــك غــري املديــر دون الحصــول عــىل موافقــة جميــع الــرشكاء مامرســة نشــاطاً مــن نــوع‬
‫نشــاط الرشكــة لحســابه أو لحســاب الغــري‪ ،‬وال أن يكــون رشيــكاً أو مديـرا ً أو عضــو مجلــس إدارة يف رشكــة‬
‫تنافســها أو مالــكاً ألســهم أو حصــص متثــل نســبة مؤثــرة يف رشكــة أخــرى متــارس ذات النشــاط وإال كان‬
‫للــرشكاء التقــدم للجهــة القضائيــة املختصــة واعتبــار الترصفــات التــي قــام بهــا الرشيــك لحســابه الخــاص‬
‫قــد متــت لحســاب الرشكــة واملطالبــة أيضـاً بالتعويــض املــادة ‪.٢٤‬‬

‫واألصــل أنــه ليــس للمديــر بصفتــه نائبـاً عــن الرشكــة أن ينيــب عنــه غــريه‪ ،‬وإال كان مســئوالً كــام لــو كان‬
‫قــد قــام هــو بالعمــل)‪.(٧١٦‬‬

‫ثانياً ‪ :‬تعدد المديرين‪:‬‬

‫قــد يعــني الــرشكاء أكــرث مــن مديــر إلدارة الرشكــة‪ ،‬وقــد تحــدد اختصاصــات كل منهــم‪ ،‬وقــد تــرتك دون‬
‫تحديــد‪ ،‬وقــد ينــص رصاحــة عــىل أن يعملــوا مجتمعــني‪ ،‬والتفصيــل عــىل النحــو اآليت‪:‬‬

‫‪ .١‬إذا حــدد لــكل مديــر اختصاصــات معينــة تعــني عــىل كل منهــم أن يعمــل يف حــدود اختصاصــه‪ ،‬وأن‬
‫ميتنــع عــن التدخــل يف اختصــاص اآلخريــن‪ ،‬فــإذا جــاوز اختصاصــه كان عملــه غــري نافــذ يف مواجهــة‬
‫الرشكــة‪ ،‬ومثــال هــذا الغــرض أن يعــني مديــر للمشــرتيات‪ ،‬وأخــر للمبيعــات‪ ،‬وثالــث لشــئون العــامل‬
‫واملوظفــني‪ ،‬ورابــع للدعايــة واإلعــالن‪.‬‬

‫)‪ (٧١٥‬املادة الحادية والعرشون الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٧١٦‬انظر الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٩‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ،١٧٧‬وقارن الدكتور عيل يونس‪» ،‬الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.٧٣‬‬
‫‪٣07‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫‪ .٢‬إذا تعــدد املديــرون دون أن يعــني اختصــاص كل منهــم ودون أن ينــص عــىل عــدم جــواز انفـراد أي منهــم‬
‫بــاإلدارة‪ ،‬كان لــكل منهــم أن يقــوم منفــردا ً بــأي عمــل مــن أعــامل اإلدارة‪ ،‬عــىل أن يكــون لــكل مديــر أن‬
‫يعــرتض عــىل العمــل قبــل إمتامــه‪ ،‬ومتــى حصــل اعـرتاض‪ ،‬عــرض األمــر عــىل املديريــن مجتمعــني ليتخــذوا‬
‫فيــه قـرارا ً بأغلبيــة اآلراء‪ ،‬فــإذا تســاوت اآلراء عــرض األمــر عــىل الــرشكاء املــادة ‪.٢٥‬‬

‫ومــن املعــروف أنــه طبق ـاً للــامدة ‪ ٢٧‬مــن نظــام الــرشكات تصــدر ق ـرارات الــرشكات يف رشكــة التضامــن‬
‫باألغلبيــة العدديــة‪.‬‬

‫‪ .٣‬إذا تعــدد املديــرون واشــرتط أن تكــون قراراتهــم باإلجــامع وجــب احـرتام هــذا الــرشط وعــدم انفـراد أي‬
‫منهــم بــاإلدارة‪ ،‬بيــد أنــه يجــوز الخــروج عــىل هــذا األصــل‪ ،‬ومــن ثــم يكــون ألي منهــم أن يعمــل منفــردا ً‪،‬‬
‫إذا كان هنــاك أمــر عاجــل يرتتــب عــىل تفويتــه خســارة جســيمة للرشكــة‪ .‬وتطبيقـاً لذلــك يجــوز ألي مــن‬
‫املديريــن أن يقــوم وحــده ببيــع البضاعــة املعرضــة للتلــف ويعتــرب التــرصف عندئـٍـذ صحيحـاً ونافــذا ً‪.‬‬

‫‪ -٢٢9‬المسئولية عن أعمال المدير‪:‬‬


‫يف مجــال البحــث عــن املســئولية عــن أعــامل املديــر ينبغــي التمييــز بــني مســئولية الرشكــة عــن أعاملــه يف‬
‫مواجهــة الغــري ممــن يتعاملــون معهــا‪ ،‬ومســئولية املديــر ذاتــه عــن أعاملــه يف مواجهــة الرشكــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مسئولية الشركة عن أعمال المدير‪:‬‬


‫ً‬

‫املديــر هــو ممثــل الرشكــة قانون ـاً‪ ،‬ومــن ثــم تســأل الرشكــة عــن جميــع ترصفــات وأعــامل مديرهــا متــى‬
‫توافــر الرشطــان اآلتيــان‪:‬‬

‫‪ .١‬أن يتعاقــد املديــر باســم الرشكــة ولحســابها‪ ،‬ويعتــرب األمــر كذلــك متــى تــم التوقيــع عــىل التــرصف‬
‫بعنــوان الرشكــة‪ ،‬وإذا تعاقــد املديــر بــدون عنــوان الرشكــة‪ ،‬كان معنــى ذلــك قيــام قرينــة عــىل أن املديــر‬
‫يتعاقــد لحســابه الخــاص‪ ،‬غــري أن هــذه القرينــة قابلــة إلثبــات العكــس‪ ،‬أي إثبــات أنــه بالرغــم مــن أن‬
‫املديــر اســتخدم اســمه الشــخيص إال أن التعاقــد قــد تــم لحســاب الرشكــة‪ ،‬ويجــوز إثبــات ذلــك بكافــة‬
‫طــرق اإلثبــات‪ ،‬وللقــايض ســلطة التقديــر)‪.(٧١٧‬‬

‫‪ .٢‬أن يتعاقــد املديــر يف حــدود غــرض الرشكــة طبقـاً لعقــد الرشكــة مــامل يكــن الغــري يسء النيــة‪ ،‬ويف ذلــك‬
‫تقــرر املــادة ‪ ٢٩‬مــن نظــام الــرشكات االيت‪ » :‬يبــارش املديــر جميــع أعــامل اإلدارة والترصفــات التــي تدخــل‬
‫يف غــرض الرشكــة‪ ،‬وميثلهــا أمــام القضــاء وهيئــات التحكيــم والغــري‪ ،‬مــا مل ينــص عقــد تأســيس الرشكــة‬

‫)‪ (٧١٧‬انظر الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪١١١‬‬
‫‪٣08‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫رصاحــة عــىل تقييــد ســلطته‪ .‬ويف جميــع األحــوال تلتــزم الرشكــة بــكل عمــل يجريــه املديــر باســمها ويف‬
‫حــدود غرضهــا‪ ،‬إال إذا كان مــن تعامــل معــه يسء النيــة‪«.‬‬

‫ولكــن ال تســأل الرشكــة أمــام الغــري وفقـاً لقواعــد املســئولية التقصرييــة إال عــن األخطــاء التــي تقــع مــن‬
‫املديــر أثنــاء تأديــة الوظيفــة أو بســببها‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬مسئولية المدير في مواجهة الشركة‪:‬‬

‫يعتــرب املديــر مســئوالً يف مواجهــة الرشكــة عــن األخطــاء التــي تقــع منــه أثنــاء قيامــه بأعــامل اإلدارة‪ ،‬كــام‬
‫إذا أســاء اســتخدام عنــوان الرشكــة أو تجــاوز حــدود ســلطته أو قــام بعمــل منافــس أو صــدر منــه إهــامل‬
‫أو تقصــري فوفقـاً للــامدة ‪ ٣٢‬مــن نظــام الــرشكات يكــون املديــر مســؤوالً عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب‬
‫الرشكــة أو الــرشكاء أو الغــري بســبب مخالفتــه رشوط عقــد تأســيس الرشكــة‪ ،‬أو بســبب إهاملــه أو تقصــريه‬
‫يف أداء عملــه‪ ،‬وكل اتفــاق عــىل غــري ذلــك يعــد كأن مل يكــن‪.‬‬

‫وبالرغــم مــن أن املديــر ليــس وكي ـالً عــن الرشكــة‪ ،‬بــل عضــو الرشكــة وممثلهــا القانــوين‪ ،‬فــإن مســئوليته‬
‫عــن أخطائــه يف إدارة الرشكــة تتحــدد وفقـاً لقواعــد املســئولية التعاقديــة‪ ،‬ومــن ثــم فهــو يلتــزم متــى كان‬
‫بأجــر بــأن يبــذل عنايــة الرجــل املعتــاد‪ ،‬ولذلــك فهــو يســأل عــن أخطائــه ولــو كانــت يســرية)‪.(٧١٨‬‬

‫ويســأل املديــر جنائيـاً عــام ارتكبــه مــن مخالفــات أو جرائــم‪ ،‬فــإذا مــا بــدد أمــوال الرشكــة اعتــرب مرتكبـاً‬
‫لجرميــة خيانــة األمانــة)‪.(٧١٩‬‬

‫)‪ (٧١٨‬انظر روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٤٠٥‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪ ،٣٧٨‬وانظر فيام يتعلق بأثر املخالصة التي تعطي للمدير بعد‬
‫إقرار الحسابات السنوية عىل مسئولية‪ ،‬جورج الفاسور »قانون األعامل« ج ‪ ،٥‬ص ‪ ١٧٤‬و ‪١٧٥‬‬
‫)‪ (٧١٩‬انظر عىل سبيل املثال املواد ‪/٢١١‬أ‪،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪/٢١٢ ،‬د‪،‬هـ‪،‬و‪،‬ز‪،‬ط‪/٢١٣ ،‬أ‪ ،‬و‪ ،‬ز‪ ،‬ي‪ ،‬ك‪ ،‬م‪ ،‬ن‪ ،‬ت‪.‬‬
‫‪٣09‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثاني‬

‫توزيع األرباح والخسائر‬

‫‪ -٢٣٠‬إن اقتســام األربــاح والخســائر هــو أحــد الــرشوط املوضوعيــة الخاصــة بعقــد الرشكــة‪ ،‬وقــد ســبق أن‬
‫رأينــا أن توزيــع األربــاح والخســائر يخضــع يف األصــل للــرشوط الــواردة يف عقــد الرشكــة‪ ،‬مــع مراعــاة بطــالن‬
‫الــرشوط التــي تقــيض بحرمــان أحــد الــرشكاء مــن الربــح أو إعفائــه مــن الخســارة‪ ،‬أي بطــالن رشط األســد‬
‫املــادة ‪ ،١/٩‬أمــا إذا مل يتضمــن عقــد الرشكــة قواعــد لتوزيــع األربــاح والخســائر وجــب تطبيــق أحــكام‬
‫املــادة الحاديــة عــرشة مــن نظــام الــرشكات عــىل التفصيــل الســابق دراســته)‪.(٧٢٠‬‬

‫وقــد جــرى العمــل عــىل توزيــع األربــاح يف نهايــة كل ســنة ماليــة‪ ،‬واألربــاح التــي تــوزع عــىل الــرشكاء‬
‫ليســت هــي األربــاح اإلجامليــة‪ ،‬والتــي تنتــج مــن طــرح الرصيــد املديــن مــن الرصيــد الدائــن‪ ،‬بــل األربــاح‬
‫الصافيــة‪ ،‬وهــي مــا يتبقــى مــن األربــاح اإلجامليــة بعــد خصــم املبالــغ التــي ينــص عليهــا عقــد الرشكــة أو‬
‫يقــيض بهــا العــرف‪ ،‬وأهمهــا املصاريــف العموميــة كمرتبــات املوظفــني وأجــور العــامل واملصاريــف النرثيــة‬
‫كقيمــة مــا تســتهلكه الرشكــة مــن نــور وغــاز وميــاه‪ ،‬وكذلــك االســتهالكات وهــي نســبة مــن قيمــة اآلالت‬
‫واألدوات التــي تســتخدمها الرشكــة خــالل الســنة‪ ،‬باملثــل قــد ينــص عقــد الرشكــة عــىل اقتطــاع جــزء مــن‬
‫األربــاح اإلجامليــة لتكويــن احتياطــي تســتعني بــه الرشكــة عــىل مواجهــة الخســائر املحتملــة أو احتياجاتهــا‬
‫يف املســتقبل أو لتوزيعــه عــىل الــرشكاء كربــح يف الســنوات التــي ال تحقــق الرشكــة فيهــا أرباحـاً‪ ،‬وتكويــن‬
‫االحتياطــي اختيــاري مــرتوك لتقديــر الــرشكاء يف رشكات األشــخاص‪ ،‬ومــع ذلــك يالحــظ أنــه إذا مل ينــص‬
‫عقــد الرشكــة يف هــذا النــوع مــن الــرشكات عــىل تكويــن احتياطــي‪ ،‬فإنــه يلــزم لتكوينــه إجــامع الــرشكاء‪،‬‬
‫ألن تكويــن االحتياطــي معنــاه حرمانهــم مــن توزيــع قــدر مــن الربــح عليهــم)‪.(٧٢١‬‬

‫ويعتــرب كل رشيــك دائنـاً للرشكــة بنصيبــه يف األربــاح مبجــرد تعيــني هــذا النصيــب املــادة ‪ ٢ /٣٥‬كــام أنــه ال‬
‫يلتــزم بــرد األربــاح الحقيقيــة التــي قبضهــا ولــو منيــت الرشكــة بخســائر يف الســنوات التاليــة املــادة ‪.٣/١٠‬‬

‫وإذا مل تحقــق الرشكــة أرباحـاً يف ســنة مــن الســنوات بــل منيــت بخســائر كان مــن نتيجتهــا هبــوط أصــول‬
‫الرشكــة عــن خصومهــا‪ ،‬وهــو مــا يعنــي النقــص يف قيمــة رأس مــال الرشكــة‪ ،‬فــال يجــوز توزيــع أيــة مبالــغ‬
‫بصفتهــا أرباح ـاً‪ ،‬وذلــك حتــى يعــود رأس املــال إىل أصلــه أو يقــرر الــرشكاء تخفيــض رأس املــال مبقــدار‬
‫النقــص)‪ ،(٧٢٢‬وإذا حــدث وقامــت الرشكــة رغــم ذلــك بتوزيــع مبالــغ عــىل الــرشكاء‪ ،‬فــإن تلــك املبالــغ تكــون‬

‫)‪ (٧٢٠‬انظر ما سبق بند رقم ‪.١٠٩‬‬


‫)‪ (٧٢١‬انظر الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٢٦‬‬
‫)‪ (٧٢٢‬املادة العارشة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣١0‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫أرباح ـاً صوريــة‪ ،‬ألنهــا يف الحقيقــة اقتطــاع لجــزء مــن رأس املــال ورد لجــزء مــن حصــص الــرشكاء أثنــاء‬
‫حيــاة الرشكــة ويف ذلــك مســاس مببــدأ ثبــات رأس املــال‪ ،‬ومــن ثــم يكــون للدائنــني مطالبــة الــرشكاء بــرد مــا‬
‫حصلــوا عليــه مــن أربــاح صوريــة ولــو كان الــرشكاء حســني النيــة املــادة ‪.٢/١٠‬‬

‫واألصــل أن تعــوض الرشكــة النقــص يف قيمــة رأس مالهــا بســبب الخســائر مــن أربــاح الســنوات التاليــة‪ ،‬لــذا‬
‫ال يلتــزم الرشيــك بتكملــة مــا نقــص مــن حصتــه يف رأس املــال بســبب الخســائر إال مبوافقتــه املــادة ‪،٣/٣٥‬‬
‫وإذا مل تحقــق الرشكــة أرباحـاً يف الســنوات التاليــة واســتمرت الخســائر حتــى نفــذ رأس املــال أو معظمــه‬
‫بحيــث أصبــح يتعــذر اســتثامر الباقــي اســتثامرا ً مجديـاً وجــب حــل الرشكــة وتصفيتهــا املــادة ‪ ،١٦‬وتظهــر‬
‫عندئـٍـذ مســألة توزيــع الخســائر عــىل الــرشكاء ويتبــع يف توزيــع الخســائر القواعــد الــواردة يف عقــد الرشكــة‪،‬‬
‫فــإذا ســكت العقــد وجــب إعــامل أحــكام املــادة الحاديــة عــرشة مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪٣١١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫شركة التوصية البسيطة‬

‫‪Societe en participation‬‬

‫‪ -٢٣١‬عرفــت املــادة ‪ ١/٣٨‬مــن نظــام الــرشكات رشكــة التوصيــة البســيطة بأنهــا‪ «:‬رشكــة تتكــون مــن فريقــني‬
‫مــن الــرشكاء فريــق يضــم عــىل األقــل رشيــكاً متضامن ـاً مســؤوالً يف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة‪،‬‬
‫وفريــق آخــر يضــم عــىل األقــل رشيــكاً موصي ـاً ال يكــون مســؤوالً عــن ديــون الرشكــة والتزاماتهــا إال يف‬
‫حــدود حصتــه يف رأس مــال الرشكــة‪ ،‬وال يكتســب الرشيــك املــويص صفــة التاجــر«)‪.(٧٢٣‬‬

‫ويتضــح مــن هــذا التعريــف أن رشكــة التوصيــة البســيطة تتميــز بكونهــا تضــم إىل جانــب الــرشكاء‬
‫املتضامنــني واملســئولني عــن ديــون الرشكــة بصفــة شــخصية وعــىل وجــه التضامــن‪ ،‬رشكاء موصــني تتحــدد‬
‫مســئوليتهم عــن ديــون الرشكــة بقــدر الحصــص التــي يقدمونهــا‪.‬‬

‫وقــد انتــرشت رشكــة التوصيــة البســيطة يف املــايض عــىل نطــاق واســع وذلــك نظـرا ً ملالمئتهــا بوجــه خــاص‬
‫لتلــك الفئــة مــن أربــاب األمــوال التــي ترغــب يف اســتثامر أموالهــا يف التجــارة دون تحمــل مخاطرهــا بصفــة‬
‫مطلقــة‪ ،‬غــري أن انتشــار رشكات املســاهمة والــرشكات ذات املســئولية املحــدودة يف العــرص الحديــث قــد‬
‫قلــل إىل حــد كبــري مــن اللجــوء إىل هــذا الشــكل مــن الــرشكات)‪.(٧٢٤‬‬

‫ومــع ذلــك ال ي ـزال للرشكــة أهميتهــا بالنســبة للمخرتعــني وأصحــاب املواهــب الخاصــة‪ ،‬إذ يســتطيعون‬
‫بفضلهــا القيــام باســتثامر مخرتعاتهــم ومواهبهــم كــرشكاء متضامنــني والحصــول عــىل رأس املــال الــالزم‬
‫مــن الــرشكاء املوصــني خاصــة وأنهــا متكنهــم مــن االســتئثار بــاإلدارة دون تدخــل مــن الــرشكاء املوصــني)‪.(٧٢٥‬‬

‫وتتكــون رشكــة التوصيــة البســيطة مــن واحــد أو أكــرث مــن الــرشكاء املتضامنــني مــع واحــد أو أكــرث مــن‬
‫الــرشكاء املوصــني‪ ،‬وهــي مــن رشكات األشــخاص رغــم مســئولية الــرشكاء املوصــني مســئولية محــدودة‪ ،‬حيث‬
‫أن لشــخصية الرشيــك املتضامــن االعتبــار األول‪ ،‬ومــن ثــم فــإن الغلــط يف شــخص الرشيــك املتضامــن يجعــل‬
‫عقــد الرشكــة قاب ـالً للبطــالن‪ .‬كــام أن وفــاة الرشيــك املتضامــن أو إفالســه أو إعســاره أو الحجــر عليــه‬
‫يرتتــب عليــه انقضــاء الرشكــة مــا مل يوجــد نــص يقــيض بخــالف ذلــك‪ ،‬وفض ـالً عــن ذلــك فإنــه ال يجــوز‬

‫)‪ (٧٢٣‬انظر يف نقد هذا التعريف الدكتور محمود محمد بابليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ١٠٤‬و ‪.١٠٥‬‬
‫)‪ (٧٢٤‬انظر الفريد جوفريه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٢٠٣‬و ‪ ،٢١٠‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٨٦٢‬‬
‫)‪ (٧٢٥‬انظر الدكتور محسن شفيق مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٤٠‬محمد كامل ملش مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٩٢‬الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل‬
‫الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٩‬‬
‫‪٣١٢‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫للرشيــك املــويص أن يتنــازل عــن حصتــه إال مبوافقــة جميــع الــرشكاء املتضامنــني والــرشكاء املوصــني املالكــني‬
‫ألغلبيــة رأس املــال الخــاص بالفريــق املــويص‪ ،‬مــامل ينــص عقــد التأســيس عــىل غــري ذلــك املــادة‪ .٤١‬ولقــد‬
‫اســتحدث مــرشوع نظــام الــرشكات عــدم اشـرتاط موافقــة الرشيــك املــويص عــىل تنــازل الرشيــك املتضامــن‬
‫عــن حصتــه يف الرشكــة مــا مل ينــص عقــد تأســيس الرشكــة عــىل غــري ذلــك)‪ ،(٧٢٦‬ولكــن مــن املفــرتض التأكيــد‬
‫عــىل وجــوب موافقــة جميــع الــرشكاء املتضامنــون عــىل ذلــك وإال كان لهــم حــق اس ـرتاد الحصــة حفاظ ـاً‬
‫عــىل االعتبــار الشــخيص ولضــامن عــدم دخــول مــن قــد يلحــق الــرضر بالرشكــة‪.‬‬

‫وتخضــع رشكــة التوصيــة البســيطة لألحــكام العامــة التــي تــرسي عــىل الــرشكات عمومـاً‪ ،‬كــام تــرسي عليهــا‬
‫قواعــد رشكــة التضامــن التــي ســبق لنــا دراســتها فيــام مل يــرد بــه نــص خــاص املــادة ‪ ،٣/٣٨‬ويخضــع الــرشكاء‬
‫املتضامنــون لألحــكام املطبقــة عــىل الــرشكاء يف رشكــة التضامــن والتــي ســبق تفصيلهــا املــادة ‪.٢/٣٨‬‬

‫غــري أنــه يالحــظ فيــام يتعلــق بشــهر الرشكــة ولعــدم أهميــة الرشيــك املــويص فانــه ال يلــزم أن يشــتمل‬
‫ملخــص الرشكــة عــىل أســامء الــرشكاء املوصــني‪ ،‬وإمنــا يجــب أن يشــتمل عــىل تعريــف ٍ‬
‫كاف بالحصــص التــي‬
‫تعهــدوا بهــا مــع بيــان قيمتهــا‪ .‬وقــد أحســن مــرشوع نظــام الــرشكات عندمــا نــص رصاحــة عــىل وجــوب أن‬
‫يرفــق بطلــب التأســيس أســامء الــرشكاء املوصــني وبياناتهــم)‪.(٧٢٧‬‬

‫كــام أنهــا تنفــرد ببعــض القواعــد الخاصــة بســبب وجــود رشكاء موصــني بجــوار الــرشكاء املتضامنــني‪ ،‬ولــذا‬
‫فإننــا ســنقترص عــىل دراســة هــذه القواعــد الخاصــة مــن خــالل تناولنــا لخصائــص هــذه الرشكــة وكيفيــة‬
‫إدارتهــا يف املبحثــني القادمــني‪.‬‬

‫)‪ (٧٢٦‬املادة الحادية والخمسون الفقرة ‪ ٤‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٧٢٧‬املادة الثامنة واألربعون الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣١٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث األول‬

‫خصائص شركة التوصية البسيطة‬

‫‪ -٢٣٢‬تتميــز رشكــة التوصيــة البســيطة بــأن لهــا عنوان ـاً يرتكــب مــن اســم رشيــك أو أكــرث مــن الــرشكاء‬
‫املتضامنــني دون الــرشكاء املوصــني‪ ،‬وبعــدم اكتســاب الرشيــك املــويص فيهــا صفــة التاجــر مــع تحديــد‬
‫مســئوليته عــن ديــون الرشكــة مبقــدار حصتــه يف رأس املــال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عنوان الشركة‪:‬‬


‫‪ً -٢٣٣‬‬

‫تنــص املــادة ‪ ١/٣٩‬مــن نظــام الــرشكات عــىل أن »يتكــون اســم رشكــة التوصيــة البســيطة مــن أســامء جميــع‬
‫الــرشكاء املتضامنــون‪ ،‬أو مــن اســم واحــد منهــم أو أكــرث مــع إضافــة كلمــة »ورشكاه« أو مــا يفيــد هــذا‬
‫املعنــى‪ .‬ويجــب أن يقــرتن االســم مبــا ينبــئ عــن وجــود رشكــة توصيــة بســيطة«)‪ ،(٧٢٨‬ومــن ثــم فإنــه إذا مل‬
‫يرتكــب عنــوان الرشكــة إال مــن اســم رشيــك متضامــن واحــد‪ ،‬فإنــه ال بــد مــن إضافــة عبــارة »ورشيكــه أو‬
‫رشكاه« حتــى ولــو كان هــؤالء الــرشكاء جميعـاً موصــني‪ ،‬وذلــك لــيك يعلــم الغــري بوجــود الرشكــة‪.‬‬

‫وال يجــوز أن يتضمــن عنــوان الرشكــة اســم أحــد الــرشكاء املوصــني‪ ،‬وذلــك حاميــة للغــري حتــى ال يعتقــد‬
‫خطــأ أن هــذا الرشيــك الــذي ظهــر اســمه يف عنــوان الرشكــة مســئول عــن ديــون الرشكــة مســئولية غــري‬
‫محــدودة‪ ،‬فيعتمــد عــىل هــذه ويــويل الرشكــة ثقتــه وائتامنــه‪ ،‬وقــد أكــدت هــذا الحظــر املــادة ‪ ٢/٣٩‬اآلنفــة‬
‫الذكــر بقولهــا‪ «:‬إذا اشــتمل اســم الرشكــة عــىل اســم رشيــك مــوص أو اســم شــخص غــري رشيــك –مــع علمــه‬
‫بذلــك– ُعـ َّد رشيــكاً متضامنـاً يف مواجهــة الغــري الــذي تعامــل مــع الرشكــة بحســن نيــة عــىل هــذا األســاس«‪.‬‬

‫وإذا أدرج اســم أحــد الــرشكاء املوصــني يف عنــوان الرشكــة مــع علمــه بذلــك وعــدم اعرتاضــه عليــه‪ ،‬اعتــرب‬
‫يف مواجهــة الغــري رشيــكاً متضامن ـاً املــادة ‪ ،٢/٣٩‬أي أنــه يعتــرب مســئوالً أمــام الغــري عــن ديــون الرشكــة‬
‫بصفــة شــخصية وعــىل وجــه التضامــن‪ ،‬ونتيجــة لذلــك فهــو يكتســب صفــة التاجــر ألنــه يكــون عندئــذ قــد‬
‫احــرتف التجــارة وغامــر بــكل ذمتــه يف النشــاط التجــاري)‪.(٧٢٩‬‬

‫وبالرغــم مــن دخــول اســم الرشيــك املــويص يف عنــوان الرشكــة فإنــه يظــل محتفظـاً بصفتــه كرشيــك مـ ٍ‬
‫ـوص‬
‫يف مواجهــة بقيــة الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم يكــون لــه إذا ألــزم بدفــع ديــون تزيــد عــىل قيمــة حصتــه حــق‬
‫الرجــوع عليهــم بالزيــادة‪.‬‬

‫)‪ (٧٢٨‬أجاز مرشوع نظام الرشكات يف املادة الخامسة عىل أن يكون اسم الرشكة اسم تجاري وأن يشتمل عىل اسم مشتق من غرضها أو اسم مبتكر أو اسم واحد‬
‫أو اكرث من الرشكاء‪.‬‬
‫)‪ (٧٢٩‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨٣‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٢٢‬الدكتورة أمرية صدقي مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪٩٠‬‬
‫‪٣١4‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫أمــا إذا أدرج اســم الرشيــك املــويص يف عنــوان الرشكــة دون علمــه‪ ،‬فإنــه يظــل محتفظ ـاً بصفتــه كرشيــك‬
‫ـوص ســواء أمــام الغــري أو يف مواجهــة بقيــة الــرشكاء‪ ،‬بــرشط أن يثبــت حســن نيتــه‪ ،‬أي عــدم علمــه‬ ‫مـ ٍ‬
‫بدخــول اســمه يف عنــوان الرشكــة واتخــاذ اإلج ـراءات الالزمــة لرفــع اســمه مــن العنــوان مبجــرد علمــه‬
‫بذلــك‪ ،‬ولهــذا الرشيــك الحــق يف مطالبــة بقيــة الــرشكاء بالتعويــض عــام أصابــه مــن رضر مــادي أو أديب‬
‫نتيجــة إدراج اســمه يف عنــوان الرشكــة)‪.(٧٣٠‬‬

‫‪ -٢٣4‬ثانياً ‪ :‬عدم اكتساب الشريك الموصي صفة التاجر‪:‬‬

‫يعتــرب الرشيــك املتضامــن يف رشكــة التوصيــة البســيطة يف نفــس مركــز الرشيــك املتضامــن يف رشكــة التضامن‪،‬‬
‫ومــن ثــم فهــو يكتســب صفــة التاجــر مبجــرد انضاممــه للرشكــة ولــو مل تكــن لــه هــذه الصفــة مــن قبــل‬
‫املــادة ‪ ،٢/٣٨‬أمــا الرشيــك املــويص فإنــه عــىل خــالف ذلــك ال يكتســب صفــة التاجــر ملجــرد انضاممــه إىل‬
‫الرشكــة مــا مل تكــن لــه هــذه الصفــة مــن قبــل املــادة ‪ ،١/٣٨‬لــذا ال يلتــزم هــذا الرشيــك بالتزامــات التاجــر‪،‬‬
‫وال يرتتــب عــىل شــهر إفــالس الرشكــة شــهر إفالســه حتــى ولــو كان تاجـرا ً‪ ،‬وذلــك نتيجــة لتحديــد مســئوليته‬
‫عــن ديــون الرشكــة مبقــدار حصتــه يف رأس املــال‪.‬‬

‫وملــا كان الرشيــك املــويص ال يكتســب صفــة التاجــر مبجــرد انضاممــه إىل الرشكــة‪ ،‬فإنــه يجــوز لناقــيص‬
‫األهليــة وكذلــك لألشــخاص املمنوعــني مــن االشــتغال بالتجــارة كاملوظفــني ورجــال الجيــش واألطبــاء‬
‫واملحامــني الدخــول كــرشكاء موصــني يف رشكــة التوصيــة البســيطة)‪.(٧٣١‬‬

‫هــذا وقــد ثــار الخــالف حــول طبيعــة التـزام الرشيــك املــويص بتقديــم حصــة يف رأس مــال الرشكــة التجارية‪،‬‬
‫ومــا إذا كان يعتــرب التزامـاً تجاريـاً أم التزامـاً مدنياً‪.‬‬

‫وقــد ذهــب البعــض إىل القــول بــأن الت ـزام الرشيــك املــويص يف هــذا الغــرض يعتــرب التزام ـاً مدني ـاً عــىل‬
‫أســاس أنــه مل يــرد ضمــن األعــامل التجاريــة التــي ذكرهــا القانــون وأن الرشيــك املــويص يقــوم أساس ـاً‬
‫بعمــل توظيــف واســتثامر‪ ،‬وأن مســئوليته محــدودة بقيمــة حصتــه‪ ،‬يف حــني أن األعــامل التجاريــة تتضمــن‬
‫املضاربــة واملســئولية املطلقــة)‪.(٧٣٢‬‬

‫)‪ (٧٣٠‬انظر الدكتور محمد حسني عباس‪ ،‬والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٦٢‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪،٢٤٣‬‬
‫الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٩٣‬‬
‫)‪ (٧٣١‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٤٨‬ريبري وروبلو مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٧٠‬ويجوز للمويص أن يستثمر أموال القارص‬
‫بطريق املساهمة كرشيك يف رشكة توصية‪ ،‬ألن املحظور عىل الويص هو االتجار بأموال القارص‪ ،‬أي القيام بأعامل تجارية متصلة ال مجرد القيام بعمل تجاري‬
‫منفرد‪ ،‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٤٥‬‬
‫)‪ (٧٣٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨٢‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٩٢‬‬
‫‪٣١5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫غــري أن الــرأي الراجــح يف الفقــه والقضــاء املقــارن يــرى أن الرشيــك املــويص وإن كان ال يعتــرب تاجـرا ً‪ ،‬إال أنــه‬
‫بانضاممــه إىل رشكــة توصيــة تجاريــة إمنــا يقــوم بعمــل تجــاري حيــث أنــه يســهم بحصــة مــن مالــه تتعــرض‬
‫للربــح والخســارة‪ ،‬وأن التعــداد القانــوين لألعــامل التجاريــة قــد ورد عــىل ســبيل التمثيــل ال الحــرص‪ ،‬فضـالً‬
‫عــن أن املســئولية املطلقــة رشطـاً الكتســاب األعــامل الصفــة التجاريــة)‪.(٧٣٣‬‬

‫ومتــى أعتــرب التـزام الرشيــك املــويص بتقديــم حصــة يف الرشكــة التزامـاً تجاريـاً‪ ،‬فــإن القواعــد التجاريــة هــي‬
‫التــي تحكــم هــذا االلتـزام فيكــون االختصــاص بشــأنه للمحكمــة التجاريــة‪ ،‬وتطبــق عليــه قواعــد اإلثبــات‬
‫يف املســائل التجاريــة‪.‬‬

‫‪ -٢٣5‬ثالثاً ‪ :‬المسئولية المحدودة للشريك الموصي‪:‬‬

‫عــىل خــالف الرشيــك املتضامــن يف رشكــة التوصيــة الــذي يســأل عــن ديــون الرشكــة مســئولية شــخصية‬
‫وعــىل وجــه التضامــن‪ ،‬فــإن الرشيــك املــويص ال يســأل عــن ديــون الرشكــة إال مبقــدار حصتــه يف رأس املــال‬
‫املــادة ‪ ١/٣٨‬ومــن ثــم فــال بــد أن يقــدم الرشيــك املــويص »حصــة يف رأس املــال« أي حصــة نقديــة أو‬
‫عينيــة‪ ،‬فــال يجــوز أن تكــون حصتــه مجــرد عملــه يف الرشكــة)‪.(٧٣٤‬‬

‫ويرتتــب عــىل املســئولية املحــدودة للرشيــك املــويص أن إفــالس رشكــة التوصيــة البســيطة ال يســتتبع إفــالس‬
‫الرشيــك املــويص‪ ،‬وإن اقتــىض حتـامً إشــهار إفــالس الرشيــك املتضامــن فيهــا‪.‬‬

‫ويلتــزم الرشيــك املــويص بتقديــم حصتــه يف الرشكــة مبجــرد إب ـرام العقــد مــا مل يعــني ميعــاد آخــر‪ ،‬فــإذا‬
‫قــدم حصتــه كاملــة برئــت ذمتــه منهــا أمــام الرشكــة ومل يعــد مســئوالً أمــام دائنيهــا بــيشء حيــث تتحــدد‬
‫مســئوليته بقــدر حصتــه‪.‬‬

‫أمــا إذا مل يقــدم الرشيــك املــويص حصتــه كلهــا أو بعضهــا‪ ،‬كان ملديــر الرشكــة بصفتــه نائبـاً عنهــا مطالبتــه‬
‫بالوفــاء‪ ،‬كــام يجــوز أيضـاً لدائنــي الرشكــة اســتعامل حقهــا يف مطالبــة الرشيــك املــويص عــن طريــق الدعوى‬
‫غــري املبــارشة‪ ،‬غــري أنــه ملــا كان مــن شــأن اســتعامل هــذه الدعــوى أن يتعــرض الدائــن لخطــر االحتجــاج يف‬
‫مواجهتــه مــن قبــل الرشيــك املــويص بكافــة الدفــوع التــي كان ميكــن أن يتمســك بهــا يف مواجهــة الرشكــة‬
‫كالدفــع بانقضــاء الديــن باملقاصــة أو بالبطــالن لتدليــس الــرشكاء‪ ،‬فقــد اســتقر القضــاء وأيــده الفقــه عــىل‬

‫)‪ (٧٣٣‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٧٢‬هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٠٣‬جيبينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٨٧‬وانظر يف الفقه العريب الدكتور‬
‫محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٤٥‬الدكتور أكثم الخويل »املوجز‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٤٧‬الدكتور عيل البارودي مرجع سابق بند رقم ‪ ،١٧٨‬الدكتور‬
‫أبو زيد رضوان مرجع سابق بند رقم ‪ ،٢٧٦‬الدكتورة أمرية صدقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٩٣‬‬
‫)‪ (٧٣٤‬وقد نصت املادة ‪ ٢٣‬من نظام الرشكات الفرنيس الجديد رصاحة عىل ذلك‪ ،‬قارن هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٠٢‬الدكتور عيل يونس »الرشكات‬
‫التجارية«مرجع سابق بند رقم ‪.١٨٤‬‬
‫‪٣١6‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫االع ـرتاف لدائــن الرشكــة بدعــوى مبــارشة ضــد الرشيــك املــويص ملطالبتــه بالوفــاء بالحصــة التــي تعهــد‬
‫بتقدميهــا أو بالجــزء املتبقــي منهــا)‪ ،(٧٣٥‬وقــد اســتند القضــاء يف ذلــك إىل أن حصــة الرشيــك املــويص تعتــرب‬
‫جــزءا ً مــن رأس مــال الرشكــة وهــو الضــامن العــام للدائنــني‪ ،‬وقــد اعتمــدوا عليــه عنــد التعامــل معهــا ومــن‬
‫ثــم يحــق لهــم العمــل عــىل اســتكامله‪ ،‬ويعتــرب االع ـرتاف للدائنــني بالدعــوى املبــارشة يف الحقيقــة أحــد‬
‫النتائــج املرتتبــة عــىل مبــدأ ثبــات رأس مــال الرشكــة)‪.(٧٣٦‬‬

‫ويرتتــب عــىل االعـرتاف للدائــن بالدعــوى املبــارشة ضــد الرشيــك املــويص‪ ،‬أن ميتنــع عــىل هــذا الرشيــك أن‬
‫يتمســك يف مواجهــة دائــن الرشكــة بالدفــوع التــي كان يســتطيع أن يتمســك بهــا قبــل الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٧٣٥‬انظر حكم محكمة النقض الفرنسية يف ‪ ٤‬يناير ‪ -١٨٨٧‬دالوز ‪ ،١٢٤ -١ -١٨٨٧‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٧٦‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات‬
‫التجارية« مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٠٢‬الفريد جوفرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٣٧‬جيينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٨٨‬وانظر يف الفقه العريب الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٩٢‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٤٦‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٩٤‬الدكتور أبو زيد رضوان‬
‫»الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٧٨‬‬
‫)‪ (٧٣٦‬وتطبيقاً لذلك إذا أبرأ الرشكاء الرشيك املويص من الباقي من حصته فال يحتج بهذا اإلبراء قبل الدائنني ألنه يتضمن املساس مببدأ ثبات رأس املال‪ ،‬انظر‬
‫الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪١٦١‬‬
‫‪٣١7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثاني‬

‫إدارة شركة التوصية البسيطة‬

‫‪ -٢٣٦‬يقــوم بــإدارة رشكــة التوصيــة مديــر أو أكــرث‪ ،‬ويجــوز أن يكــون املديــر رشيــكاً متضامن ـاً أو شــخصاً‬
‫أجنبي ـاً‪ ،‬إمنــا ال يجــوز يف جميــع األحــوال أن يكــون املديــر رشيــكاً موصي ـاً‪ ،‬ويــرسي عــىل تعيــني املديــر يف‬
‫رشكــة التوصيــة وعزلــه وســلطته ومســئوليته القواعــد التــي ســبق ذكرهــا عنــد الحديــث عــن إدارة رشكــة‬
‫التضامــن‪ ،‬لــذا فإننــا نكتفــي باإلحالــة عــىل هــذه القواعــد‪.‬‬

‫ولعــل اســتبعاد الرشيــك املــويص مــن إدارة الرشكــة يعتــرب مــن أهــم املبــادئ األساســية املميــزة لرشكــة‬
‫التوصيــة‪ ،‬ولقــد قــررت هــذا املبــدأ يف اململكــة املــادة ‪ ٤٠‬مــن نظــام الــرشكات بقولهــا‪» :‬ال يجــوز للرشيــك‬
‫املــويص التدخــل يف أعــامل اإلدارة الخارجيــة للرشكــة ولــو بنــاء عــىل توكيــل«‪.‬‬

‫والحكمــة مــن تقريــر هــذا املبــدأ ترجــع إىل الرغبــة يف حاميــة الغــري حتــى ال ينخــدع يف حقيقــة مركــز‬
‫الرشيــك املــويص فيعتقــد خالفـاً للواقــع أنــه رشيــك متضامــن مســئول مســئولية غــري محــددة عــن ديــون‬
‫الرشكــة فريكــن إىل مالئتــه املاليــة ويــويل الرشكــة ائتامنـاً كبـريا ً ثــم يفاجــأ بعــد ذلــك بأنــه رشيــك مــويص ال‬
‫يســأل إال بقــدر حصتــه)‪.(٧٣٧‬‬

‫وملــا كانــت الحكمــة مــن تقريــر هــذا الحظــر هــي حاميــة الغــري الــذي يتعامــل مــع الرشكــة‪ ،‬فــإن نطاقــه‬
‫يتحــدد بتلــك األعــامل التــي مــن شــأن قيــام الرشيــك املــويص بهــا حمــل الغــري عــىل الوقــوع يف اللبــس‪،‬‬
‫أي أعــامل »اإلدارة الخارجيــة« وهــي تلــك األعــامل التــي تنطــوي عــىل متثيــل للرشكــة أمــام الغــري كالـرشاء‬
‫والبيــع واالق ـرتاض باســم الرشكــة أو التوقيــع باســمها عــىل األوراق التجاريــة)‪ ،(٧٣٨‬ويالحــظ أن الحظــر ال‬
‫يقتــرص عــىل مجــرد تحريــم تعيــني الرشيــك املــويص مدي ـرا ً للرشكــة فحســب‪ ،‬بــل يشــمل أيض ـاً تحريــم‬
‫القيــام مــن جانبــه بأيــة عمليــة ذات صفــة متثيليــة لحســاب الرشكــة ولــو بنــا ًء عــىل توكيــل أو تفويــض‬
‫خــاص صــادر مــن بقيــة الــرشكاء أو مديــر الرشكــة)‪.(٧٣٩‬‬

‫أمــا األعــامل التــي ال تنطــوي عــىل متثيــل للرشكــة أمــام الغــري وتجــري داخــل الرشكة وهــي األعــامل املتعلقة‬
‫»بــاإلدارة الداخليــة« فللمــويص حــق االش ـرتاك يف تعديــل عقــد الرشكــة وتعيــني املديــر وعزلــه وتقييــد‬

‫)‪ (٧٣٧‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٨٧٩‬و ‪ ،٨٨٠‬جيبينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٩٣‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٠٥‬وانظر‬
‫يف الفقه العريب الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨٨‬الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪،١٦٥‬‬
‫الدكتور أكثم الخويل »دروس ‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪ ،٢٢٣‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٢٤٩‬‬
‫)‪ (٧٣٨‬انظر األحكام املشار إليها يف مؤلف جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪٤٠٦‬‬
‫)‪ (٧٣٩‬انظر الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٩٧‬الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٠٠‬‬
‫‪٣١8‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫ســلطته‪ ،‬وكذلــك حــق االطــالع عــىل دفاتــر الرشكــة والتفتيــش عليهــا وإبــداء املالحظــات والنصائــح للمديــر‪.‬‬

‫ويجــوز أيضـاً اســتخدام الرشيــك املــويص يف الرشكــة كموظــف أو محاســب أو مهنــدس بــل حتــى كمديــر‬
‫فنــي‪ ،‬كــام يجــوز أن يعــني مصفيـاً للرشكــة متــى دخلــت يف دور التصفيــة‪.‬‬

‫واعتبــار العمــل مــن أعــامل اإلدارة الخارجيــة املحظــورة عــىل الرشيــك املــويص أو مــن أعــامل اإلدارة‬
‫الداخليــة الجائــزة لــه‪ ،‬مســألة تقديريــة يختــص بالفصــل فيهــا قــايض املوضــوع)‪.(٧٤٠‬‬

‫ويالحــظ يف النهايــة أن بعــض الفقــه ينتقــد قاعــدة منــع الرشيــك املــويص مــن التدخــل يف اإلدارة الخارجيــة‪،‬‬
‫ويعتقــد أن حاميــة الغــري يف هــذا الخصــوص قــد تجــاوزت الحــدود املعقولــة‪ ،‬فــاإلدارة ال تــدل بطبيعتهــا‬
‫عــىل أن املديــر رشيــك متضامــن حيــث يجــوز أن يكــون مديــر رشكــة التوصيــة أجنبيـاً‪ ،‬أي غــري رشيــك فيهــا‬
‫وغــري مســئول عــن ديونهــا عــىل اإلطــالق‪ ،‬ومــن ثــم فهــو يــرى أنــه كان مــن بــاب أوىل أن يعــرتف للرشيــك‬
‫املــويص بحــق اإلدارة)‪.(٧٤١‬‬

‫وميكــن الــرد عــىل هــذا الجــزء مــن الفقــه بالقــول بــأن الغــري قــد يخــدع بســهولة يف حقيقــة املــويص‬
‫ويعتــربه رشيــكاً متضامنـاً‪ ،‬يف حــني أن املديــر إذا كان أجنبيـاً فــال يصعــب عــىل الغــري الوقــوف عــىل أمــره‬
‫وعــىل أنــه ليــس برشيــك عــن طريــق االطــالع عــىل عنــوان الرشكــة الــذي يوقــع بــه عــىل العقــد)‪.(٧٤٢‬‬
‫ويــرى جــزء آخــر مــن الفقــه أن قاعــدة منــع الرشيــك املــويص مــن التدخــل يف أعــامل اإلدارة الخارجيــة‬
‫قــد تــرض بالرشكــة والــرشكاء‪ ،‬إذ يخــىش مــن اعتــامد هــذا الرشيــك عــىل مســئوليته املحــدودة ومــن ثــم‬
‫القيــام ببعــض األعــامل التــي تنطــوي عــىل قــدر كبــري مــن املضاربــة واملخاطــرة فــإن نجحــت أفــاد منهــا‬
‫وإن فشــلت تحمــل تبعتهــا الــرشكاء املتضامنــون)‪.(٧٤٣‬‬

‫وإذا خالــف الرشيــك املــويص مبــدأ الحظــر وقــام بالتدخــل يف أعــامل اإلدارة الخارجيــة‪ ،‬فإنــه يعــرض نفســه‬
‫للجـزاء الــذي نصــت عليــه املــادة ‪ ٤٠‬مــن نظــام الــرشكات والتــي تقــرر االيت‪:‬‬

‫»ال يجــوز للرشيــك املــويص التدخــل يف أعــامل اإلدارة الخارجيــة للرشكــة ولــو بنــاء عــىل توكيــل‪ .‬فــإن تدخــل‬
‫كان مســؤوالً بالتضامــن يف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة والتزاماتهــا التــي ترتبــت عــىل مــا أجـراه مــن‬
‫أعــامل‪ .‬وإذا كانــت األعــامل التــي أجراهــا مــن شــأنها أن تدعــو الغــري إىل االعتقــاد بأنــه رشيــك متضامــن‬

‫)‪ (٧٤٠‬انظر الدكتور عيل حسن يونس »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪١٨٨‬‬
‫)‪ (٧٤١‬انظر الدكتور عيل البارودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٨٢‬ويف نفس هذا املعنى أيضاً الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪،٢٩٨‬‬
‫والدكتورة سميحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٣٧‬‬
‫)‪ (٧٤٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٨٨‬‬
‫)‪ (٧٤٣‬يراجع جان اسكار »دروس يف القانون التجاري« باريس ‪ ١٩٥٢‬رقم ‪.٦٨١‬‬
‫‪٣١9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫ُعـ َّد ‪-‬يف مواجهــة ذلــك الغــري‪ -‬مســؤوالً بالتضامــن يف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة كلهــا‪ .‬ومــع ذلــك‬
‫يجــوز للرشيــك املــويص االشـرتاك يف أعــامل اإلدارة الداخليــة للرشكــة وفــق مــا ينــص عليــه عقــد تأسيســها‪،‬‬
‫وال يرتــب هــذا االشـرتاك أي التـزام يف ذمتــه‪«.‬‬

‫وطبقـاً لهــذا النــص يُســأل الرشيــك املــويص مســئولية شــخصية وعــىل وجــه التضامــن عــن الديــن املرتتــب‬
‫عــىل العمــل الــذي قــام بــه لحســاب الرشكــة‪ ،‬ويرتتــب هــذا الجـزاء بقــوة القانــون وليــس للقــايض ســلطة‬
‫تقديريــة يف هــذا الشــأن‪.‬‬

‫أمــا إذا تكــرر قيــام الرشيــك املــويص بأعــامل اإلدارة الخارجيــة‪ ،‬جــاز اعتبــاره مســئوالً مســئولية شــخصية‬
‫وتضامنيــة ليــس فقــط عــن الديــون املرتتبــة عــىل األعــامل التــي قــام بهــا‪ ،‬بــل عــن جميــع الديــون التــي‬
‫تثبــت يف ذمــة الرشكــة منــذ تدخلــه يف اإلدارة‪ ،‬وقــايض املوضــوع هــو الــذي يســتقل بتقريــر هــذا الجـزاء‬
‫مسرتشــدا ً يف ذلــك بعــدد وجســامة أعــامل اإلدارة التــي قــام بهــا الرشيــك املــويص ومــدى أثرهــا يف حمــل‬
‫الغــري عــىل االعتقــاد بأنــه رشيــك متضامــن حســبام جــاء يف املــادة ‪ ٤٠‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪٣٢0‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫الفصل الثالث‬

‫شركة المحاصة‬

‫‪ -٢٣7‬تعريف الشركة وفائدتها العملية‪:‬‬

‫رشكــة املحاصــة هــي رشكــة مســترتة وليــس لهــا وجــود ظاهــر أو ذاتيــة قانونيــة أمــام الغــري‪ ،‬تنعقــد بــني‬
‫شــخصني أو أكــرث للقيــام بعمــل واحــد أو عــدة أعــامل يبارشهــا أحــد الــرشكاء باســمه الخــاص عــىل أن‬
‫يقتســم األربــاح والخســائر بينــه وبــني باقــي الــرشكاء‪.‬‬

‫وقــد أوردت املــادة ‪ ٤٣‬مــن نظــام الــرشكات الســعودي تعريفـاً لرشكــة املحاصــة ال يخــرج عــن هــذا املعنــى‬
‫حيــث قــررت أن »رشكــة املحاصــة رشكــة تســترت عــن الغــري‪ ،‬وال تتمتــع بشــخصية اعتباريــة وال تخضــع‬
‫إلج ـراءات الشــهر‪ ،‬وال القيــد يف الســجل التجــاري«‪.‬‬

‫ونظـرا ً ملــا متتــاز بــه رشكــة املحاصــة مــن ســهولة يف االنعقــاد ومــن اقتصــاد يف نفقــات التأســيس واإلدارة‪،‬‬
‫فض ـالً عــن مالءمتهــا ملختلــف املرشوعــات والكثــري مــن الظــروف واملالبســات وخاصــة تحقيقهــا لرغبــة‬
‫بعــض الــرشكاء يف عــدم الظهــور أمــام الغــري‪ ،‬فقــد انتــرشت يف العمــل انتشــارا ً كبـريا ً كــام يــدل عليــه كــرثة‬
‫األحــكام القضائيــة الصــادرة بشــأنها)‪ .(٧٤٤‬ولرشكــة املحاصــة تطبيقــات عمليــة كثــرية نذكــر منهــا االتفــاق‬
‫الــذي يقــع بــني بعــض التجــار بقصــد رشاء الســلع التجاريــة أو بعــض املحصــوالت الزراعيــة وإعــادة بيعهــا‬
‫واقتســام مــا قــد ينشــأ مــن هــذه العمليــة مــن ربــح أو خســارة)‪ (٧٤٥‬واالتفــاق الــذي يقــع بــني بعــض‬
‫املزارعــني بغيــة تســويق محصوالتهــم‪ ،‬واالتفــاق الــذي يعقــد بــني تجــار األحجــار الكرميــة أو بــني مقــاويل‬
‫البنــاء والتشــييد‪ ،‬وكثـريا ً مــا يلجــأ يف الوقــت الحــارض إىل رشكــة املحاصــة بغيــة تنظيــم التنافــس واحتــكار‬
‫األســواق بــني التجــار)‪.(٧٤٦‬‬

‫وتنقســم دراســتنا لرشكــة املحاصــة إىل أربعــة مباحــث نتكلــم فيهــا عــىل التــوايل عــن خصائصهــا وتكوينهــا‬
‫ونشــاطها وانقضائهــا‪.‬‬

‫)‪ (٧٤٤‬ونظرا ً ألن رشكات املحاصة ال تخضع إلجراءات الشهر‪ ،‬فإنه ال ميكن حرص عددها وإن كان البعض يرى أن هذه الرشكات ال ميكن أن تبقى خفية عىل‬
‫مصلحة الرضائب‪ ،‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٤٢٣‬‬
‫)‪ (٧٤٥‬انظر محمد كامل ملش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٣٠٤ ،٣٠٣‬‬
‫)‪ (٧٤٦‬انظر األحكام املشار إليها يف مؤلف جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬ص ‪ ،٤٢٢‬وكذلك يف مؤلف الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪٢٧٢‬‬
‫‪٣٢١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث األول‬

‫خصائص شركة المحاصة‬

‫‪ -٢٣٨‬كان الــرأي الســائد قدمي ـاً أن رشكــة املحاصــة تتميــز عــن غريهــا بكونهــا رشكــة مؤقتــة تنشــأ للقيــام‬
‫بعمــل أو عــدة أعــامل ال يســتغرق تنفيذهــا وقت ـاً طوي ـالً‪ ،‬غــري أنــه يؤخــذ عــىل هــذا الــرأي أنــه ليــس‬
‫هنــاك مــا مينــع قانون ـاً مــن أن تقــوم رشكــة املحاصــة بنشــاط معــني عــىل وجــه االســتمرار‪.‬‬

‫ويتجــه معظــم الفقه)‪(٧٤٧‬والقضــاء املقــارن يف الوقــت الحــارض إىل القــول بــأن أهــم مــا مييــز رشكــة املحاصــة‬
‫هــو اســتتارها عــن الغــري واقتصــار وجودهــا عــىل الــرشكاء فحســب‪ ،‬غــري أن خفــاء الرشكــة عــىل الغــري‬
‫ليــس ســوى عنــرص ســلبي ال يكفــي لتعريفهــا ومتييزهــا عــن غريهــا مــن الــرشكات‪ ،‬حيــث تشــاركها يف ذلــك‬
‫رشكات األشــخاص التــي مل تشــهر )‪.(٧٤٨‬‬

‫ولذلــك فقــد أحســن نظــام الــرشكات الســعودي حــني أضــاف يف تعريفــه لرشكــة املحاصــة إىل هــذا العنــرص‬
‫الســلبي عنـرصا ً إيجابيـاً يتمثــل يف انعــدام الشــخصية املعنويــة لرشكــة املحاصــة‪.‬‬

‫وعليــه ميكــن القــول بــأن أهــم خاصيــة متيــز رشكــة املحاصــة عــن غريهــا مــن الــرشكات هــو كونهــا رشكــة‬
‫مســترتة بالنســبة إىل الغــري وال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل انعــدام الشــخصية املعنويــة لرشكــة املحاصــة أال يكــون للرشكــة عنــوان وال ذمــة ماليــة وال‬
‫موطــن وال جنســية‪ ،‬وليــس لهــا حــق التقــايض وال تخضــع لقواعــد تصفيــة الــرشكات وال تلتــزم بالقيــد يف‬
‫الســجل التجــاري وال يجــوز شــهر إفالســها‪.‬‬

‫ويالحــظ أن اســتتار الرشكــة ال يعنــي بالــرضورة بقــاء الرشكــة يف طــي الكتــامن‪ ،‬فالعــربة باالســتتار القانــوين‬
‫وليــس االســتتار الواقعــي‪ ،‬إذ قــد تفقــد املحاصــة صفتهــا املســترتة مــن الناحيــة الواقعيــة متــى علــم الغــري‬
‫بوجودهــا‪ ،‬ومــع ذلــك تظــل محتفظــة بطبيعتهــا كرشكــة محاصــة مــا دامــت محتفظــة بصفتهــا املســترتة‬
‫مــن الناحيــة القانونيــة‪ .‬أي مــا دام مل يصــدر مــن الــرشكاء تعبــري عــن إرادتهــم رصاحــة أو ضمنـاً ينبــئ عــن‬
‫وجــود الرشكــة يف مواجهــة الغــري كشــخص اعتيــادي)‪ ،(٧٤٩‬كــام لــو قامــوا بشــهرها أو اتخــذوا لهــا عنوان ـاً‬
‫وتعاقــد أحدهــم مــع الغــري بهــذا العنــوان املــادة ‪.٤٨‬‬

‫)‪ (٧٤٧‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٨٨٨‬و ‪ ،٨٩٢‬قارن جيينو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٥٠١‬‬
‫)‪ (٧٤٨‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٨٩٢‬‬
‫)‪ (٧٤٩‬دكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٧١‬‬
‫‪٣٢٢‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫وتعتــرب رشكــة املحاصــة مــن رشكات األشــخاص التــي تقــوم بشــكل ملحــوظ عــىل االعتبــار الشــخيص والثقــة‬
‫املتبادلــة بــني الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم ال يجــوز للرشيــك فيهــا أن يتنــازل عــن حصتــه دون موافقــة باقــي الــرشكاء‬
‫أو مراعــاة القيــود املتفــق عليهــا‪ ،‬وال يجــوز كذلــك ضــم رشيــك جديــد إىل الرشكــة إال مبوافقــة جميــع‬
‫الــرشكاء مــامل ينــص عقــد الرشكــة عــىل غــري ذلــك املــادة ‪ ،٤٦‬كــام ال يجــوز للرشكــة أن تصــدر صكــوكاً قابلــة‬
‫للتــداول كحصــص تأســيس أو أســهم أو ســندات املــادة ‪ ،٤٧‬وتنقــيض الرشكــة بوفــاة أحــد الــرشكاء أو الحجــر‬
‫عليــه أو إعســاره أو إفالســه أو انســحابه مــا مل يتفــق عــىل غــري ذلــك املــادة )‪.٥٠(٧٥٠‬‬

‫والغالــب أن تكــون رشكــة املحاصــة تجاريــة‪ ،‬بــل يفهــم مــن نــص املــادة ‪ ٤٩‬مــن نظــام الــرشكات عــىل‬
‫»إفــالس الرشيــك‪ ...‬واالش ـرتاك يف التفليســة‪ «..‬ان رشكــة املحاصــة تكــون تجاريــة دامئ ـاً‪.‬‬

‫ومــع ذلــك فليــس مثــة مــا مينــع مــن تأليــف الرشكــة بقصــد القيــام بأعــامل مدنيــة كاملضاربــات العقاريــة‬
‫أو االســتغالل الزراعــي‪ ،‬والعــربة دامئ ـاً بغــرض الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه يالحــظ أن الرشيــك املحــاص يف الرشكــة‬
‫التجاريــة ال يكتســب صفــة التاجــر ملجــرد انضاممــه إىل الرشكــة وال تثبــت لــه هــذه الصفــة إال إذا عــني‬
‫مدي ـرا ً للمحاصــة التجاريــة أو كانــت لــه هــذه الصفــة قبــل انضاممــه‪.‬‬

‫عمال إيجابياً للرشكة كام لو كان‬


‫)‪ (٧٥٠‬يذهب البعض إىل أن رشكة املحاصة ال تنقيض بأسباب االنقضاء املبنية عىل االعتبار الشخيص إال إذا كان الرشيك يؤدي ً‬
‫مديرها‪ ،‬أما إذا كان دوره يف الرشكة سلبياً فإن الرشكة ال تنقيض‪ ،‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٣٠٧‬قارن الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٥٥‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٠٢‬‬
‫‪٣٢٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثاني‬

‫تكوين شركة المحاصة‬

‫‪ -٢٣٩‬املحاصــة رشكــة فيــام بــني الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم يجــب أن تتوافــر يف عقدهــا ســائر األركان املوضوعيــة‬
‫العامــة )الرضــا واألهليــة واملحــل والســبب( واألركان املوضوعيــة الخاصــة بعقــد الرشكــة )تعــدد الــرشكاء‬
‫وتقديــم الحصــص ونيــة املشــاركة واقتســام األربــاح والخســائر(‪.‬‬

‫أمــا الــرشوط الشــكلية املتعلقــة بعقــد الرشكــة فــال يشــرتط توافرهــا يف عقــد رشكــة املحاصــة‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫فــال يلــزم كتابــة عقدهــا‪ ،‬كــام أنــه ال يجــوز شــهر هــذا العقــد وإال فقــدت الرشكــة صفتهــا كرشكــة محاصــة‬
‫املــادة ‪.٤٨‬‬

‫وقــد قــرر نظــام الــرشكات الســعودي هــذه األحــكام رصاحــة فنصــت املــادة الثانيــة عــرشة عــىل أنــه‬
‫»باســتثناء رشكــة املحاصــة‪ ،‬يجــب أن يكــون عقــد تأســيس الرشكــة وكل مــا يطــرأ عليــه مــن تعديــل‬
‫مكتوبــاً‪ «..‬كــام قضــت املــادة ‪ ١٣‬بأنــه‪:‬‬

‫»‪ -١‬يجــب أن يُشــهر الــرشكاء أو مديــري الرشكــة أو أعضــاء مجلــس اإلدارة –بحســب األحــوال ـ عقــد‬
‫تأســيس الرشكــة‪ -٤ ،..‬ال تــرسي األحــكام املنصــوص عليهــا يف هــذه املــادة عــىل رشكــة املحاصــة‪«.‬‬

‫وعــىل ذلــك تنعقــد رشكــة املحاصــة شــفاهه أو كتابــة‪ ،‬كــام يجــوز إثباتهــا طبق ـاً للــامدة ‪ ٤٤‬مــن النظــام‬
‫بجميــع الطــرق مبــا يف ذلــك البينــة‪.‬‬

‫وملــا كانــت رشكــة املحاصــة ال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة وليســت لهــا ذمــة ماليــة مســتقلة عــن ذمــم‬
‫الــرشكاء فيهــا‪ ،‬فــإن التســاؤل يثــور حــول ملكيــة الحصــص التــي يلتــزم الــرشكاء بتقدميهــا‪.‬‬

‫ويحدد عقد الرشكة كيفية ادارتها كام نصت املادة ‪ ٤٥‬من النظام‪ ،‬وذلك عىل النحو التايل‪:‬‬

‫‪ .١‬قــد يحتفــظ كل رشيــك مبلكيــة وحيــازة الحصــة التــي تعهــد بتقدميهــا عــىل أن يقــوم مــن جهتــه‬
‫باســتثامرها يف حــدود الغــرض الــذي تألفــت مــن أجلــه الرشكــة‪ ،‬ثــم يقتســم مــع الــرشكاء اآلخريــن األربــاح‬
‫أو الخســائر الناتجــة مــن اســتثامر جميــع الحصــص‪.‬‬

‫وإذا احتفــظ الرشيــك مبلكيــة حصتــه ونقــل حيازتهــا إىل غــريه مــن الــرشكاء ثــم أفلــس الرشيــك الــذي‬
‫يحوزهــا‪ ،‬كان ملالكهــا حــق اســرتدادها مــن التفليســة بعــد أداء نصيبــه يف خســائر الرشكــة وذلــك متــى‬
‫كانــت هــذه الحصــة عين ـاً معينــة بذاتهــا ‪.٢/٤٩‬‬
‫‪٣٢4‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫وإذا هلكــت الحصــة يف هــذا الفــرض‪ ،‬فإنهــا تهلــك عــىل صاحبهــا‪ ،‬واســتثناء مــن هــذا األصــل تهلــك الحصــة‬
‫عــىل الرشكــة إذا كان هالكهــا راجع ـاً ملخاطــر االســتغالل املشــرتك كــام إذا كانــت الحصــة جهــازا ً كهربائي ـاً‬
‫احــرتق أثنــاء تشــغيله يف خدمــة الرشكــة مثـالً)‪.(٧٥١‬‬

‫‪ .٢‬وقــد يتفــق الــرشكاء عــىل نقــل ملكيــة الحصــص إىل أحــد الــرشكاء الســتثامرها يف أغـراض الرشكــة عــىل‬
‫أن تقســم األربــاح والخســائر الناتجــة عــن هــذا االســتثامر بــني الــرشكاء‪ ،‬ويجــوز للدائنــني الذيــن يتعاملــون‬
‫مــع الرشيــك الــذي ي ـزاول االســتثامر أن ينفــذوا عــىل الحصــص باعتبارهــا جــزءا ً مــن ذمتــه‪ ،‬ويتحقــق‬
‫ذلــك إذا كانــت الحصــص مــن النقــود أو املثليــات غــري املفــرزة وليــس أمــام الرشيــك مقــدم الحصــة يف‬
‫هــذا الفــرض ســوى االشـرتاك يف التفليســة بوصفــه دائنـاً بقيمــة الحصــة مخصومـاً منهــا نصيبــه يف خســائر‬
‫الرشكــة املــادة ‪.٣ /٤٩‬‬

‫‪ .٣‬وأخ ـريا ً قــد يتفــق الــرشكاء عــىل أن تكــون الحصــص شــائعة بينهــم‪ ،‬وتطبــق عندئــذ أحــكام الشــيوع‬
‫ويجــب أن ينــص عــىل الشــيوع رصاحــة يف العقــد‪ ،‬ألن املحاصــة ال تفــرتض حت ـامً قيامــه)‪.(٧٥٢‬‬

‫أمــا إذا مل ينظــم الــرشكاء يف االتفــاق املــربم بينهــم ملكيــة الحصــص‪ ،‬اعتــرب كل رشيــك مالــكاً للحصــة التــي‬
‫تعهــد بتقدميهــا وذلــك تطبيقـاً لحكــم املــادة ‪ ١ /٤٩‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫)‪ (٧٥١‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٢٩‬‬
‫)‪ (٧٥٢‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٦١‬‬
‫‪٣٢5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثالث‬

‫نشاط شركة المحاصة‬

‫‪ -٢٤٠‬ملــا كانــت رشكــة املحاصــة ال تتمتــع بالشــخصية املعنويــة‪ ،‬فإنــه ليــس لهــا ممثــل قانــوين‪ ،‬أي مديــر‬
‫يعمــل باســمها ولحســابها‪ ،‬وإمنــا ينظــم الــرشكاء عــادة طريقــة اإلدارة يف عقــد الرشكــة‪ ،‬وهــي ال تخــرج عــن‬
‫الصــور التاليــة‪:‬‬

‫‪ .١‬قــد يتفــق الــرشكاء عــىل اختيــار أحدهــم ملبــارشة أعــامل الرشكــة‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يقــوم هــذا الرشيــك‬
‫الــذي يطلــق عليــه اســم »مديــر املحاصــة« بكافــة األعــامل والترصفــات التــي يقتضيهــا تحقيــق غــرض‬
‫الرشكــة‪ ،‬وهــو يتعامــل مــع الغــري باســمه وبصفتــه الشــخصية ويكــون وحــده املســئول أمــام الغــري‪ ،‬وال‬
‫تنشــأ أيــة عالقــة مبــارشة بــني هــذا الغــري وباقــي الــرشكاء‪ ،‬ومــن ثــم ال يكــون لــه دعــوى مبــارشة قبــل‬
‫الــرشكاء ألنهــم ليســوا طرف ـاً يف العقــد‪ ،‬وقــد أكــدت هــذا املعنــى رصاحــة املــادة ‪ ٤٨‬حــني قــررت »ليــس‬
‫للغــري حــق الرجــوع إال عــىل الرشيــك الــذي تعامــل معــه‪.«..‬‬

‫‪ .٢‬قــد يتفــق الــرشكاء عــىل توزيــع أعــامل الرشكــة فيــام بينهــم‪ ،‬فيقــوم كل رشيــك باســمه الخــاص ببعــض‬
‫األعــامل ثــم يتقــدم بحســاب عــن نشــاطه ويجــري تقســيم األربــاح والخســائر بــني الــرشكاء عــىل أســاس أن‬
‫تلــك األعــامل قــد متــت لحســابهم جميعـاً)‪.(٧٥٣‬‬

‫‪ .٣‬وأخـريا ً قــد يتفــق الــرشكاء عــىل وجــوب اشـرتاكهم يف جميــع األعــامل التــي تتــم لحســاب الرشكــة‪ ،‬فتــربم‬
‫العقــود عندئـٍـذ باســم جميــع الــرشكاء ويلتزمــون جميع ـاً أمــام الغــري وعــىل وجــه التضامــن متــى كان‬
‫موضــوع الرشكــة تجاري ـاً تبع ـاً لقاعــدة اف ـرتاض التضامــن يف املســائل التجاريــة‪.‬‬

‫وكذلــك يلتــزم الــرشكاء املحاصــون أمــام الغــري إذا كانــوا قــد زودوا مديــر املحاصــة بوكالــة رصيحــة للعمــل‬
‫باســمهم‪ ،‬إذ يتقــدم عندئـٍـذ املديــر إىل الغــري بوصفــه أصيـالً عــن نفســه‪ ،‬ووكيـالً عــن باقــي الــرشكاء‪ ،‬وطبقـاً‬
‫لقواعــد الوكالــة فــإن أعــامل الوكيــل تلــزم املــوكل متــى وقعــت يف حــدود ســلطته)‪.(٧٥٤‬‬

‫وهكــذا يتضــح أن حــق الغــري يقتــرص يف جميــع صــور رشكــة املحاصــة عــىل الرجــوع عــىل الرشيــك أو‬
‫الــرشكاء الذيــن تعاملــوا معــه أصالــة أو وكالــة‪ ،‬ولكــن إذا صــدر مــن الــرشكاء يف رشكــة املحاصــة مــا ينبــئ‬
‫عــن وجــود الرشكــة كشــخص مســتقل يف مواجهــة الغــري الــذي يتعامــل مــع مديــر املحاصــة‪ ،‬كــام لــو قــام‬

‫)‪ (٧٥٣‬ومثال ذلك أن يتفق الرشكاء عىل أن ينترشوا يف األسواق يشرتون ويبيعون ثم يقدم كل منهم حساب نتيجة نشاطه ويقتسمون جميعاً األرباح والخسائر‬
‫وفقاً للقواعد املتفق عليها يف عقد الرشكة‪.‬‬
‫)‪ (٧٥٤‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٦٢‬الدكتور أكثم الخويل‪» ،‬دروس‪«..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٣٠‬‬
‫‪٣٢6‬‬
‫شركات األشخاص‬

‫الــرشكاء بشــهر الرشكــة أو باتخــاذ عنــوان يتــم التعامــل وتوقيــع العقــود بــه)‪ ،(٧٥٥‬فــإن الرشكــة تفقــد صفتهــا‬
‫كرشكــة محاصــة‪ ،‬وتتحــول طبق ـاً لنــص املــادة ‪ ٤٨‬إىل »رشكــة تضامــن واقعيــة« ومــن ثــم فهــي تكتســب‬
‫الشــخصية املعنويــة ويكــون لهــا ذمــة ماليــة مســتقلة تكــون هــي الضــامن العــام لدائنــي الرشكــة دون‬
‫دائنــي الــرشكاء الشــخصيني‪ ،‬كــام يســأل جميــع الــرشكاء فيهــا أمــام الغــري مســئولية شــخصية وتضامنيــة‬
‫عــن جميــع التزامــات الرشكــة‪ ،‬ولــو كان بعــض املحاصــني قــد اشــرتطوا تحديــد مســئوليتهم بقيمــة حصتهــم‬
‫يف الرشكــة)‪.(٧٥٦‬‬

‫والواقــع أن حكــم املــادة ‪ ٤٨‬اآلنفــة الذكــر القــايض باعتبــار رشكــة املحاصــة التــي يكشــف للغــري عــن‬
‫وجودهــا »رشكــة تضامــن واقعيــة« حكــم غريــب يف الترشيــع الســعودي‪ ،‬ألنــه إذا كان النــص عــىل تحــول‬
‫رشكــة املحاصــة يف مثــل هــذا الفــرض إىل رشكــة تضامــن قــد قصــد بــه حاميــة الغــري وتقويــة ضامنــه‪ ،‬فــإن‬
‫النــص باملقابــل عــىل اعتبارهــا رشكــة واقعيــة أو فعليــة ال ميكــن فهمــه يف اململكــة‪ ،‬ألن الرشكــة الفعليــة هي‬
‫الرشكــة التــي تتخلــف عــن بطــالن الرشكــة وليــس يف هــذا الفــرض ســبب لبطالنهــا‪ ،‬كــام أن عــدم اإلشــهار‬
‫ليــس ســبباً لبطــالن الرشكــة وفقـاً ألحــكام نظــام الــرشكات الســعودي)‪.(٧٥٧‬‬

‫والغالــب أن يحــدد عقــد الرشكــة طريقــة توزيــع األربــاح والخســائر بــني الــرشكاء‪ ،‬أمــا إذا مل يتضمــن العقــد‬
‫قواعــد يف هــذا الشــأن‪ ،‬وجــب اتبــاع أحــكام التوزيــع القانــوين املنصــوص عليهــا يف املــادة الحاديــة عــرشة‬
‫مــن نظــام الــرشكات املــادة ‪.٤٥‬‬

‫)‪ (٧٥٥‬انظر فيام يتعلق مبوقف املرشع والقضاء الفرنيس من األعامل التي من شأنها إزاحة الستار عن رشكة املحاصة‪ ،‬جيجالر وايبوليتو »الرشكات‬
‫التجارية«مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٤٧٢‬ويف القضاء املرصي الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،٢٣٣‬الدكتورة سميحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٥٧‬‬
‫)‪ (٧٥٦‬األصل أن يسأل كل محاص عن خسائر الرشكة يف كل أمواله ما مل يتفق عىل تحديد املسئولية بقيمة الحصة‪ ،‬ويضع مثل هذا االتفاق الرشيك املحاص يف‬
‫مركز شبيه مبركز املويص ولكن الفرق بني مركزيهام يظل قامئاً حيث أن دائن رشكة التوصية يستطيع مطالبة الرشيك املويص بتقديم حصته يف الرشكة مسترتة وال‬
‫وجود لها بالنسبة له‪ ،‬ومن ثم فهو ال يستطيع استعامل اسمها يف الرجوع عىل الرشيك املحاص‪ ،‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣١٢‬‬
‫)‪ (٧٥٧‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.٢٣٣‬‬
‫‪٣٢7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثاني‬

‫المبحث الرابع‬

‫انقضاء شركة المحاصة‬

‫‪ -٢٤١‬تنقــيض رشكــة املحاصــة كبقيــة الــرشكات باألســباب العامــة النقضــاء الــرشكات كــام تنقــيض باألســباب‬
‫الخاصــة النقضــاء رشكات األشــخاص‪.‬‬

‫غــري أن رشكــة املحاصــة تتميــز عــن غريهــا مــن الــرشكات مــن حيــث أن انقضاءهــا ال يســتتبع خضوعهــا‬
‫لنظــام التصفيــة املنصــوص عليــه يف نظــام الــرشكات‪ ،‬ومــرد ذلــك إىل أن رشكــة املحاصــة ال تتمتــع بشــخصية‬
‫معنويــة وليســت لهــا ذمــة ماليــة مســتقلة عــن ذمــم الــرشكاء‪ ،‬ولــذا يقتــرص األمــر عنــد انقضــاء الرشكــة‬
‫عــىل مجــرد تســوية الحســاب بــني الــرشكاء لتحديــد نصيــب كل منهــم يف الربــح والخســارة‪ ،‬ويبــارش تســوية‬
‫الحســاب جميــع الــرشكاء أو خبــري أو أكــرث يختــاره الــرشكاء أو يعينــه القضــاء عنــد االختــالف‪.‬‬

‫ويجيــز القضــاء يف فرنســا ومــرص تعيــني مصــف لرشكــة املحاصــة بــرشط أن تنحــرص مهمتــه يف القيــام‬
‫باألعــامل التــي تتفــق وطبيعــة رشكــة املحاصــة)‪ ،(٧٥٨‬ومــن ثــم فهــو ال يعتــرب وكيـ ًـال عــن الرشكــة‪ ،‬وإمنــا وكيـ ًـال‬
‫عــن الــرشكاء يعمــل باســمهم ولحســابهم‪ ،‬فيطالــب الغــري بحقــوق الرشكــة باســم الرشيــك الــذي تعاقــد‬
‫معــه‪ ،‬أمــا الغــري فليــس لــه الرجــوع ســوى عــىل الرشيــك الــذي تعاقــد معــه‪.‬‬

‫وال يــرسي التقــادم الخــاميس املنصــوص عليــه يف املــادة ‪ ٢١٠‬مــن النظــام عــىل رشكات املحاصــة‪ ،‬فــال‬
‫تتقــادم دعــاوى الدائنــني قبــل الــرشكاء املحاصــني مبــيض خمــس ســنوات مــن تاريــخ شــهر انتهــاء التصفيــة‪،‬‬
‫ألن الدائــن ال يعلــم بوجــود الرشكــة كــام أنــه ليــس هنــاك تصفيــة باملعنــى الصحيــح كــام تقــدم القــول‬
‫حتــى يشــهر انتهائهــا‪ ،‬لذلــك يظــل حــق الدائــن يف رفــع الدعــوى عــىل الرشيــك قامئـاً إىل أن ينقــيض وفقـاً‬
‫للقواعــد العامــة)‪.(٧٥٩‬‬

‫)‪ (٧٥٨‬انظر حكم محكمة النقض الفرنسية يف ‪ ٩‬مايو ‪ ١٩٥٥‬مجموعة النقض‪ ،١٣٢ ،٣ ،١٩٥٥ ،‬وكذلك حكمها يف ‪ ١١‬ديسمرب ‪ ،١٩٥٦‬مجموعة النقض ‪،٣ ،١٩٥٦‬‬
‫‪ ،٢٩٤‬وانظر حكم محكمة النقض املرصية يف ‪ ٣١‬يناير ‪ ،١٩٥٢‬مجموعة ربع القرن‪ ،‬ص ‪ ،١٩٤‬رقم ‪ ٤٧‬مشار إليه يف مؤلف الدكتورة سميحة القليويب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.٦١٢‬‬
‫)‪ (٧٥٩‬انظر الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٧٧‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ،٢٣٤‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪.٣٠٢‬‬
‫‪٣٢8‬‬
‫الباب الثالث‬

‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫الفصل األول‪ :‬خصائص شركة المساهمة‬


‫الفصل الثاني‪ :‬قواعد تأسيس شركة المساهمة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الصكوك التي تصدرها شركة المساهمة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نشاط شركة المساهمة‬
‫الفصل الخامس‪ :‬انقضاء شركة المساهمة‬
‫الباب الثالث‬

‫مقدمة‬

‫‪ -٢٤٢‬رشكات األمــوال‪ ،‬كــام تــدل عليهــا تســميتها رشكات ال تقــوم عــىل االعتبــار الشــخيص بــل عــىل االعتبــار‬
‫املــايل‪ ،‬وال أهميــة فيهــا لشــخصية الرشيــك‪ ،‬ولذلــك متثــل حصــة الرشيــك فيهــا يف ســهم قابــل للتــداول‬
‫بالطــرق التجاريــة‪ ،‬كــام أن وفــاة املســاهم أو إعســاره أو إفالســه أو الحجــر عليــه ال يؤثــر يف حيــاة الرشكــة‪.‬‬

‫وتعتــرب رشكــة املســاهمة النمــوذج الوحيــد‪ ،‬طبقــاً للتقســيم الــذي تبنينــاه لــرشكات األمــوال)‪ ،(٧٦٠‬كــام‬
‫أنهــا متثــل اليــوم أحــد معــامل العــرص الحديــث وأهــم األشــكال القانونيــة للــرشكات عــىل اإلطــالق‪ ،‬حيــث‬
‫أنهــا قــد غــزت جميــع فــروع الصناعــة والتجــارة)‪ ،(٧٦١‬فاســتأثرت باملرشوعــات االقتصاديــة الكــربى كأعــامل‬
‫البنــوك والتأمــني والصناعــة الضخمــة واســتخراج البــرتول واملعــادن‪ ،‬والفنــادق والنقــل الــربي والبحــري‬
‫والجــوي وتوريــد امليــاه والنــور وغــري ذلــك مــن املرشوعــات التــي تتطلــب رؤوس أمــوال ضخمــة ويقتــيض‬
‫تنفيذهــا وقت ـاً طوي ـالً‪.‬‬

‫ولقــد منــت رشكات املســاهمة وازدهــرت بنمــو وازدهــار النظــام الرأســاميل الــذي وجــد فيهــا »األداة‬
‫القانونيــة الرائعــة« التــي مكنتــه مــن غــزو االدخــار والقيــام باملرشوعــات االقتصاديــة الكــربى‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫الســيطرة عــىل مقومــات املجتمــع)‪.(٧٦٢‬‬

‫ويعتــرب البعــض البنــاء القانــوين لرشكــة املســاهمة مبثابــة التجســيد املثــايل لفكــرة الدميقراطيــة فهــي يف‬
‫تركيبهــا »جمهوريــة صغــرية‪ :‬الجمعيــة العموميــة للمســاهمني هــي األمــة‪ ،‬وهــي مصــدر الســلطات وهــي‬
‫التــي تضــع دســتورها وهــو القانــون النظامــي‪ ،‬وتنتخــب ممثليهــا الذيــن يتكــون منهــم مجلــس اإلدارة‬
‫وهــو أشــبه مــا يكــون مبجلــس النــواب‪ ،‬ثــم تنتخــب هيئــة أخــرى لهــا ســلطة الرقابــة وهــي هيئــة املراقبــني‪،‬‬
‫وهــي أشــبه مــا تكــون مبجلــس الشــيوخ‪ ،‬وينتخــب مجلــس اإلدارة الهيئــة التنفيذيــة وهــم أعضــاء مجلــس‬
‫اإلدارة املنتدبــون لــإلدارة‪ ،‬ثــم ينتخــب مجلــس اإلدارة رئيســه األعــىل وهــو رئيــس مجلــس اإلدارة ولــكل‬
‫عضــو يف الجمعيــة العموميــة حــق اســتجواب الســلطة اإلداريــة«)‪.(٧٦٣‬‬

‫غــري أن التجربــة قــد كشــفت أن البنــاء الدميقراطــي لــرشكات املســاهمة مل يفلــح يف نقــل الســلطة إىل‬
‫أصحابهــا الحقيقيــني‪ ،‬بــل كث ـريا ً مــا اتخــذ ســتارا ً يخفــي وراءه ســيطرة كبــار رجــال األعــامل عــىل هــذه‬
‫الــرشكات بحيــث أصبحــت هــذه الــرشكات مرتعـاً لالســتغالل واملضاربــات الخبيثــة واالحتــكار ومــا يتبعهمن‬
‫التحكــم يف األســعار والســيطرة عــىل الحكــم وإفســاد الذمــم)‪.(٧٦٤‬‬

‫)‪ (٧٦٠‬انظر ما سبق بند رقم ‪.١٦٨‬‬


‫)‪ (٧٦١‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٢٥‬‬
‫)‪ (٧٦٢‬انظر جورج ريبري »املظاهر القانونية للرأساملية الحديثة«‪ ،‬بند رقم ‪.٤٦‬‬
‫)‪ (٧٦٣‬انظر الدكتور محمد صالح »رشكات املساهمة« القاهرة‪ ،١٩٤٩ ،‬بند رقم ‪.٣٦٢‬‬
‫)‪ (٧٦٤‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٣٦٤‬‬
‫‪٣٣٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫فقــد عمــت رشكات املســاهمة ظاهــرة تغيــب املســاهمني عــن حضــور الجمعيــات العموميــة‪ ،‬وترتــب عــىل‬
‫عــدم اســتعامل املســاهم حقوقــه يف الرقابــة عــىل اســتغالل املــرشوع وإدارتــه‪ ،‬أن احتكــر أعضــاء مجلــس‬
‫اإلدارة تلــك الســلطة وأصبحــوا ســادة املــرشوع كــام ترتــب عــىل ذلــك انكــامش أربــاح املســاهمني وتضخــم‬
‫مكافــآت أعضــاء مجلــس اإلدارة وذلــك ألن الحكــم يف التوزيــع هــو مجلــس اإلدارة وال رقيــب حقيقيـاً عليــه‬
‫يف الجمعيــة العموميــة‪ ،‬ومــام زاد األمــر خطــورة أن مجلــس اإلدارة يتكــون عــادة مــن عــدد محــدود مــن‬
‫األعضــاء تربطهــم عالقــات شــخصية ويدعــم تكتلهــم اتحــاد املصالــح املشــرتكة‪ ،‬وكان مــن شــأن تضخــم‬
‫النفــوذ االقتصــادي ألعضــاء مجالــس إدارة رشكات املســاهمة‪ ،‬واش ـرتاك كل منهــم يف عــدة مجالــس إدارة‬
‫رشكات أن ســيطرت فئــات مــن رجــال األعــامل عــىل كيــان الدولــة الســيايس وأصبحــت بعــض الــرشكات‬
‫دولــة داخــل الدولــة)‪.(٧٦٥‬‬

‫وإزاء هــذه االنحرافــات الخطــرية وبدافــع رعايــة املصالــح القوميــة وحاميــة االدخــار العــام قــام املــرشع‬
‫يف مختلــف الــدول بوضــع قواعــد آمــره لتنظيــم مختلــف جوانــب رشكــة املســاهمة‪ ،‬وبفــرض الج ـزاءات‬
‫الجنائيــة عنــد مخالفــة تلــك القواعــد‪ ،‬حتــى أصبحــت الرشكــة املســاهمة نظامـاً قانونيـاً يتعــارض متامـاً مــع‬
‫املفهــوم التعاقــدي للرشكــة كــام ســبق أن رأينــا‪.‬‬

‫ولعــل هــذا هــو مــا حــدا بالكثــري إىل النظــر إىل رشكــة املســاهمة باعتبارهــا إطــارا ً قانونيـاً ميكــن أن يحيــط‬
‫مبختلــف املرشوعــات االقتصاديــة‪ ،‬مبــا فيهــا املرشوعــات االقتصاديــة العامــة التــي تنفــرد فيهــا الدولــة أو‬
‫أحــد األشــخاص العامــة األخــرى بكامــل رأس املــال نتيجــة التأميــم أو التأســيس املبتــدئ)‪.(٧٦٦‬‬

‫والواقــع أن رشكات املســاهمة مثــرة للرأســاملية الحــرة وأداتهــا القانونيــة املثــىل يف تجميــع املدخــرات‬
‫ومتويــل املرشوعــات الكــربى‪ ،‬كــام رأينــا‪ ،‬ولكنهــا مل تنتــرش عــىل نطــاق واســع يف اململكــة‪ ،‬فعــدد رشكات‬
‫املســاهمة التــي تــم تســجيلهاحتى عــام ‪١٣٩٩‬هـــ ال يتجــاوز الخمــس رشكات)‪.(٧٦٧‬‬

‫ومــن ثــم ميكــن القــول بــأن رشكات املســاهمة مل تســهم حتــى اآلن كــام هــو متوقــع منهــا يف بنــاء وتطويــر‬
‫االقتصــاد الســعودي وتوجيــه املدخـرات نحــو هــذا الهــدف‪.‬‬

‫قــد يبــدو ذلــك ظاهــرة غريبــة يف بلــد تحــرص فيــه الحكومــة كل الحــرص عــىل تهيئــة البيئــة الصالحــة‬
‫لنمــو القطــاع الخــاص وتشــجيع قيــام املرشوعــات الخاصــة وتوفــري الحاميــة الالزمــة لهــا وتيســري حصولهــا‬
‫عــىل القــروض والتســهيالت االئتامنيــة بأقــل التكلفــة‪.‬‬

‫)‪ (٧٦٥‬انظر الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٧٩‬‬
‫)‪ (٧٦٦‬انظر رسالتنا بالفرنسية السابق اإلشارة اليها‪ ،‬خاصة ص ‪ ٦٣‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٧٦٧‬وقد وردت هذه اإلحصائية يف تقرير عن إنجازات إدارة الرشكات خالل عام ‪١٣٩٩‬هـ‪ ،‬ص ‪ ٣‬غري منشور‪.‬‬
‫‪٣٣٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫إن دراســة هــذه الظاهــرة دراســة وافيــة تتجــاوز دون شــك إطــار هــذا املؤلــف‪ .‬لذلــك نكتفــي هنــا‬
‫باإلشــارة فقــط إىل بعــض العنــارص التــي رمبــا ســاهمت يف تفســريها‪ ،‬والتــي ترجــع مــن ناحيــة إىل وجــود‬
‫فــرص لالســتثامر يف اململكــة تحقــق عــىل املــدى القصــري أرباحـاً عاليــة كــام هــو الحــال يف بعــض الصناعــات‬
‫التحويليــة واالســتهالكية ومرشوعــات الخدمــات ورمبــا خياليــة كــام هــو الشــأن يف املضاربــات العقاريــة‪،‬‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى إىل افتقــار اململكــة إىل فئــة مــن أربــاب العمــل أو املنظمــني تأخــذ بزمــام املبــادرة‬
‫وتقــوم بتجميــع املدخـرات وإنشــاء املرشوعــات طويلــة األجــل التــي تحتــاج إىل رؤوس أمــوال ضخمــة وإىل‬
‫درجــة عاليــة مــن التقنيــة‪.‬‬

‫صحيــح أنــه قــد أســس يف البــالد العديــد مــن رشكات املســاهمة تقــوم عــىل مرشوعــات حيويــة مببــادرات‬
‫فرديــة‪ ،‬إال أنــه يالحــظ بصفــة عامــة فيــام يتعلــق بهــذه الــرشكات أن الدولــة غالب ـاً مــا تشــارك يف رأس‬
‫مالهــا‪ ،‬وكث ـريا ً مــا تضمــن لهــا حــدا ً أدىن مــن األربــاح وهــو مــا يعنــي أن دور رأس املــال الخــاص يف مثــل‬
‫هــذه الــرشكات ال يتعــدى يف الحقيقــة دور املقــرض)‪.(٧٦٨‬‬

‫وقــد قامــت وزارة التجــارة بدراســة هــذه الظاهــرة وأســاليب تشــجيع قيــام الــرشكات املســاهمة‪ ،‬وبنــا ًء‬
‫عــىل ذلــك تــم إصــدار نظــام الــرشكات عــام ‪١٣٨٥‬هـــ‪ ،‬وبعــده نظــام الــرشكات الحــايل باملرســوم امللــيك م‪٣/‬‬
‫وتاريــخ ‪١٤٣٧/١/٢٨‬هـــ مــام كان لذلــك أثــر تبســيط إجـراءات تأســيس الــرشكات ويف زيــادة اإلقبــال عــىل‬
‫تأســيس الــرشكات املســاهمة يف املجــاالت االقتصاديــة املختلفــة‪ ،‬كــام ظهــر عــدد مــن الــرشكات املســاهمة‬
‫االســتثامرية‪ ،‬حتــى بلــغ عــدد الــرشكات املســاهمة باململكــة حتــى ‪٢٠٢٠ /١٢ /٣١‬م ‪ ٢٠٣‬رشكــة)‪.(٧٦٩‬‬

‫وتنقســم دراســتنا يف هــذا البــاب إىل خمســة فصــول نعــرض فيهــا عــىل التــوايل لخصائــص رشكــة املســاهمة‪،‬‬
‫وقواعــد تأسيســها‪ ،‬والصكــوك التــي تصدرهــا‪ ،‬ونشــاطها وانقضائهــا‪.‬‬

‫)‪ (٧٦٨‬انظر بحثنا »مساهمة يف دراسة تشجيع قيام رشكات املساهمة يف اململكة« مجلة كلية العلوم اإلدارية العدد السادس ‪ ،١٣٩٩‬ص ‪ ١٠٥‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪٣٠/٠٥/٢٠٢١/https://www.alarabiya.net/aswaq/financial-markets (٧٦٩‬‬
‫‪٣٣4‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫الفصل األول‬

‫خصائص شركة المساهمة‬

‫‪ -٢٤٣‬رشكــة املســاهمة هــي الرشكــة التــي يقســم رأس مالهــا إىل أســهم متســاوية القيمــة وقابلــة للتــداول‪،‬‬
‫وال يســأل الــرشكاء فيهــا إال بقــدر قيمــة أســهمهم‪ ،‬وال تعنــون باســم أحــد الــرشكاء)‪.(٧٧٠‬‬

‫ويتضــح مــن هــذا التعريــف الخصائــص األساســية لرشكــة املســاهمة والتــي متيزهــا عــن غريهــا مــن‬
‫الــرشكات وهــي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رأس مال الشركة‪:‬‬


‫‪ً -٢44‬‬

‫تقــوم رشكات املســاهمة للنهــوض باملرشوعــات االقتصاديــة الكــربى‪ ،‬ومــن ثــم كان طبيعيـاً أن يتميــز رأس‬
‫مالهــا بضخامتــه باملقارنــة بــرأس املــال يف الــرشكات األخــرى‪ ،‬وقــد حــرص نظــام الــرشكات عــىل وضــع حــد‬
‫أدىن لــرأس املــال يف رشكات املســاهمة‪ ،‬إذ يجــب طبقـاً لنــص املــادة ‪ ٥٤‬مــن نظــام الــرشكات أن يكــون رأس‬
‫مــال الرشكــة عنــد تأسيســها كافيـاً لتحقيــق غرضهــا‪ ،‬ويف جميــع األحــوال ال يجــوز أن يقــل رأس مــال الرشكــة‬
‫املســاهمة عــن خمســامئة ألــف ريــال‪ ،‬والهــدف مــن هــذا التحديــد – كــام هــو واضــح – هــو رصف األفـراد‬
‫عــن اللجــوء إىل شــكل املســاهمة يف حالــة املرشوعــات الصغــرية‪.‬‬

‫ويقســم رأس مــال رشكــة املســاهمة إىل أج ـزاء متســاوية القيمــة يســمى كل منهــا »ســهامً« ومتثــل هــذه‬
‫األســهم يف صكــوك األصــل فيهــا أنهــا قابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة‪ ،‬ومــن ثــم يجــوز التــرصف يف هــذه‬
‫األســهم بكافــة أنــواع التــرصف دون أن يكــون لذلــك أثــر عــىل حيــاة الرشكــة‪.‬‬

‫‪ -٢45‬ثانياً ‪ :‬المسئولية المحدودة للمساهم‪:‬‬

‫تتحــدد مســئولية الرشيــك يف الرشكــة املســاهمة بقــدر القيمــة اإلســمية ملــا ميلكــه مــن أســهم يف رأس مــال‬
‫الرشكــة‪ ،‬ونتيجــة لذلــك فــإن الرشيــك املســاهم ال يكتســب صفــة التاجــر ملجــرد دخولــه يف الرشكــة‪ ،‬عــىل‬
‫العكــس مــن الرشيــك املتضامــن يف رشكــة التضامــن والتوصيــة‪ ،‬كــام أن إفــالس الرشكــة ال يــؤدي إال إفــالس‬
‫املســاهم ولــو كان تاجـرا ً‪ ،‬األمــر الــذي يجعــل مركــزه مــن هــذه الزاويــة أقــرب إىل مركــز الرشيــك املــويص‪.‬‬

‫)‪ (٧٧٠‬مل يشرتط مرشوع نظام الرشكات قيمة أسمية محددة إلصدار األسهم‪ ،‬إذ أجاز اصدار اسهم بقيم مختلفة إذ نصت املادة الثامنة بعد املائة الفقرة ‪«:٢‬‬
‫يحدد نظام الرشكة األساس القيمة االسمية ألسمهمها‪ ،‬ويف الحاالت التي يكون فيها للرشكة اسهم بقيم اسمية مختلفة يجب أن تتساوى األسهم من ذات الفئة‬
‫الواحدة يف القيمة اإلسمية«‪.‬‬
‫‪٣٣5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫ويعتــرب تحديــد مســئولية املســاهم وقابليــة األســهم للتــداول بالطــرق التجاريــة باإلضافــة إىل ضآلــة قيمــة‬
‫األســهم مــن أهــم العوامــل التــي ســاعدت عــىل انتشــار رشكات املســاهمة وإقبــال املدخريــن عــىل اســتثامر‬
‫أموالهــم فيهــا‪.‬‬

‫وتعتــرب املســئولية املحــدودة للرشيــك املســاهم مــن األمــور املتعلقــة بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم يقــع باطـالً‬
‫كل اتفــاق عــىل مخالفتهــا‪.‬‬

‫وهكــذا يتضــح يف النهايــة مــا لــرأس املــال مــن أهميــة خاصــة يف نطــاق رشكات املســاهمة فهــو الفديــة أو‬
‫املقابــل لتحديــد املســئولية بالنســبة للــرشكاء املســاهمني والضــامن العــام الوحيــد بالنســبة لدائنــي الرشكــة‪،‬‬
‫لــذا ال يجــوز رده إىل املســاهمني بأيــة صــورة كانــت أثنــاء حيــاة الرشكــة)‪.(٧٧١‬‬

‫‪ -٢46‬ثالثاً ‪ :‬اسم شركة المساهمة‪:‬‬

‫ليــس لرشكــة املســاهمة عنــوان يســتمد مــن أســامء الــرشكاء أو اســم أحدهــم وقــد نصــت عــىل ذلــك‬
‫رصاحــة املــادة ‪ ٥٣‬مــن نظــام الــرشكات بقولهــا »يكــون لــكل رشكــة مســاهمة اســم يشــري اىل غرضهــا‪ ،‬وال‬
‫يجــوز أن يشــتمل هــذا االســم عــىل اســم شــخص ذي صفــة طبيعيــة‪ ،‬إال إذا كان غــرض الرشكــة اســتثامر‬
‫بـراءة اخـرتاع مســجلة باســم هــذا الشــخص‪ ،‬أو إذا ملكــت الرشكــة منشــأة تجاريــة واتخــذت اســمها اسـامً‬
‫لهــا‪ ،‬أو كان هــذا االســم اسـامً لرشكــة تحولــت اىل رشكــة مســاهمة واشــتمل اســمها عــىل اســم شــخص ذي‬
‫صفــة طبيعيــة‪ «..‬ولعــل الســبب يف ذلــك يرجــع إىل أن الهــدف مــن عنــوان الرشكــة هــو تقويــة ائتامنهــا‬
‫عــن طريــق إعــالم الغــري بأســامء املســئولني بالتضامــن‪ ،‬يف حــني أن مســئولية الــرشكاء يف رشكــة املســاهمة‬
‫محــدودة بقيمــة أســهمهم‪.‬‬

‫ويســتفاد مــن هــذا النــص أن اســم رشكــة املســاهمة يجــب أن يكــون مشــتقاً مــن الغــرض مــن إنشــائها‪،‬‬
‫فيقــال مث ـالً رشكــة األســمنت الســعودية أو رشكــة األســمدة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫ومــع ذلــك تجيــز املــادة الســابقة أن يشــتمل اســم الرشكــة املســاهمة عــىل اســم أحــد األشــخاص الطبيعيــني‬
‫إذا كان غــرض الرشكــة اســتثامر بـراءة اخـرتاع مســجلة باســم هــذا الشــخص‪ ،‬أو إذا متلكــت الرشكــة مؤسســة‬
‫تجاريــة واتخــذت أســهمها اســم لهــا‪ ،‬وإمنــا يجــب يف مثــل هــذه الحــاالت أن تضــاف إىل االســم عبــارة‬
‫»رشكــة مســاهمة«‪ ،‬وذلــك للداللــة عــىل نــوع الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٧٧١‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٣٦‬‬


‫‪٣٣6‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢47‬رابعاً ‪ :‬التأسيس واإلدارة‪:‬‬

‫يخضــع تأســيس رشكات املســاهمة إلجـراءات خاصــة تبــدأ بالحصــول عــىل ترخيــص بالتأســيس مــن وزارة‬
‫التجــارة وقبــل ذلــك مــن جهــة اإلختصــاص إذا كان نشــاطها يتطلــب املوافقــة املســبقة‪ ،‬عــىل ســبيل املثــال‬
‫البنــك املركــزي بالنســبة للبنــوك ورشكات التأمــني‪ ،‬وبعــد اكتــامل التأســيس يصــدر قـرار مــن وزارة التجــارة‬
‫باملوافقــة عــىل تأســيس الرشكــة املســاهمة‪ ،‬وعلــة ذلــك عــىل مــا يقــال هــي متكــني الدولــة مــن الرقابــة عىل‬
‫تأســيس رشكــة املســاهمة والتحقــق مــن جديــة املــرشوع الــذي تقــوم بــه وحاميــة أمــوال الجمهــور)‪.(٧٧٢‬‬

‫كــام تقــوم إدارة الرشكــة عــىل اش ـرتاك هيئــات متعــددة بعضهــا يتــوىل التنفيــذ والبعــض اآلخــر الرقابــة‬
‫واإلرشاف‪ ،‬فهنــاك مجلــس اإلدارة الــذي يتــوىل اإلدارة والقيــام بكافــة الترصفــات التــي تســتلزمها هــذه‬
‫اإلدارة‪ ،‬وهنــاك الجمعيــة العامــة العاديــة التــي تجتمــع مــرة كل ســنة عــىل األقــل ملناقشــة تقريــر مجلــس‬
‫اإلدارة وتعيــني وعــزل أعضــاء مجلــس اإلدارة واعتــامد ميزانيــة الرشكــة وقوامئهــا املاليــة وغــري ذلــك مــن‬
‫االختصاصــات عــىل مــا ســيأيت بيانــه‪ ،‬وهنــاك أخ ـريا ً الجمعيــة العامــة غــري العاديــة التــي تجتمــع عندمــا‬
‫يقتــيض األمــر تعديــل نظــام الرشكــة)‪ .(٧٧٣‬وهنــاك لجنــة املراجعــة التــي تتــوىل الرقابــة عــىل ماليــة الرشكــة‬
‫والتحقــق مــن انتظــام حســاباتها‪.‬‬

‫)‪ (٧٧٢‬انظر بحثنا السابق اإلشارة اليه‪ ،‬ص ‪.١٠٨ ،١٠٧‬‬


‫)‪ (٧٧٣‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٧٠‬‬
‫‪٣٣7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫الفصل الثاني‬

‫تأسيس شركة المساهمة‬

‫‪ -٢٤٨‬يقصــد بتأســيس الرشكــة مجمــوع األعــامل املاديــة والقانونيــة الالزمــة إلنشــاء األداة القانونيــة التــي‬
‫وضعهــا املــرشع تحــت تــرصف األشــخاص الذيــن يرغبــون القيــام باســتغالل مــرشوع يســتلزم رؤوس أمــوال‬
‫كبــرية)‪.(٧٧٤‬‬

‫ويعتــرب مؤسسـاً طبقـاً لنــص املــادة ‪ ٥٦‬مــن نظــام الــرشكات »كل مــن وقــع عقــد تأســيس الرشكــة أو طلــب‬
‫الرتخيــص بتأسيســها‪ ،‬أو قــدم حصــة عينيــة عنــد تأسيســها‪ ،‬أو االشــرتك اش ـرتاكاً فعلي ـاً يف تأسيســها وذلــك‬
‫بنيــة الدخــول مؤسسـاً يف الرشكــة«‪ .‬وظاهــر هــذا النــص قــد يحمــل عــىل االعتقــاد بــأن ال يشــرتط أن يكــون‬
‫املؤســس رشيــكاً حيــث أنــه قــد ذكــر مــن بــني األمثلــة عــىل املؤســس »أو طلــب الرتخيــص بتأسيســها«‪،‬‬
‫وقــد يكــون هــذا الطالــب غــري مســاهم‪ ،‬كــام إذا كان مرصفـاً يتــوىل إجـراءات التأســيس لحســاب أصحــاب‬
‫املــرشوع)‪ (٧٧٥‬ولكــن الراجــح أن املؤســس ال يكــون إال رشيــكاً وأن املــرصف يف مثــل هــذا الغــرض ال يكــون‬
‫مؤسس ـاً ألنــه ال يعمــل لحســابه الخــاص بــل لحســاب املؤسســني الــرشكاء‪ ،‬وداللــة ذلــك‪ ،‬النــص عــىل‪«:‬‬
‫وذلــك بنيــة الدخــول مؤسسـاً يف الرشكــة«)‪.(٧٧٦‬‬

‫إمنــا ال يشــرتط يف املؤســس أن يكــون شــخصاً طبيعيـاً‪ ،‬فقــد يكــون شــخصاً معنويـاً كالدولــة أو هيئــة محليــة‬
‫أو مؤسســة عامــة أو رشكــة‪.‬‬

‫ويحظــر نظــام الخدمــة املدنيــة يف املــادة ‪/١٣‬ب عــىل متــويل الوظائــف العامــة االشــرتاك يف تأســيس‬
‫الــرشكات‪ ،‬واملقصــود مــن ذلــك هــو الحيلولــة دون اســتغالل املوظفــني لنفوذهــم لصالــح الــرشكات التــي‬
‫قــد يشــرتكون يف تأسيســها‪.‬‬

‫ويقتــيض تأســيس رشكــة املســاهمة قيــام املؤسســني بالعديــد مــن األعــامل والترصفــات كأن يتعاقــدوا مــع‬
‫البنــوك عــىل تلقــي االكتتــاب‪ ،‬أو أن يتعاقــدوا عــىل طبــع نـرشات وطلبــات االكتتــاب واألســهم‪ ،‬وعــىل عمــل‬
‫الدراســات الفنيــة‪ ،‬وقــد يقومــون بإنشــاء املصانــع ورشاء اآلالت واملــواد األوليــة واســتخدام العــامل‪ ،‬وجــرى‬
‫العمــل عــىل أن يــربم املؤسســون هــذه الترصفــات باســم الرشكــة تحــت التأســيس‪ ،‬وملــا كانــت الرشكــة ال‬
‫تكتســب الشــخصية املعنويــة إال بصــدور ق ـرار وزيــر التجــارة بإعــالن التأســيس وشــهر الرشكــة يف موقــع‬

‫)‪ (٧٧٤‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٠٤٢‬‬


‫)‪ (٧٧٥‬انظر الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٦٧‬‬
‫)‪ (٧٧٦‬انظر رسالتنا بالفرنسية‪ ،‬ص ‪.٨٩‬‬
‫‪٣٣8‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫الــوزارة اإللكــرتوين وقيدهــا يف الســجل التجــاري عــىل مــا ســرنى‪ ،‬فقــد ثــار التســاؤل حــول الوضــع القانــوين‬
‫لهــذه الترصفــات وحــول املركــز القانــوين للرشكــة تحــت التأســيس‪.‬‬

‫لقــد تباينــت أراء الفقــه املقــارن يف هــذا الصــدد فقــال البعــض بفكــرة االش ـرتاط ملصلحــة الغــري‪ ،‬ونــادى‬
‫البعــض اآلخــر بفكــرة الفضالــة‪ ،‬ومتســكت الغالبيــة بفكــرة الحمــل املســتكن ومــن ثــم االع ـرتاف للرشكــة‬
‫خــالل فــرتة التأســيس بشــخصية معنويــة بالقــدر الــالزم للتأســيس‪ ،‬ولكــن جميــع هــذه اآلراء ال تســلم‬
‫يف الحقيقــة مــن النقــد)‪ ،(٧٧٧‬ومــن ثــم فإننــا نعتقــد ان أســاس الت ـزام الرشكــة بجميــع الترصفــات التــي‬
‫أجريــت لحســابها خــالل فــرتة التأســيس إمنــا يرجــع إىل الطبيعــة التنظيميــة للرشكــة‪ ،‬فنظــام الــرشكات مل‬
‫يكتــف فقــط ببيــان إج ـراءات التأســيس ووضــع القواعــد التــي تحكــم نشــاط الرشكــة إمنــا نظــم أيض ـاً‬
‫وبطريقــة آمــرة مصــري جميــع الترصفــات القانونيــة التــي متــت لحســاب الرشكــة خــالل فــرتة التأســيس)‪،(٧٧٨‬‬
‫ويؤكــد ذلــك يف اململكــة مــا نصــت عليــه املــادة ‪ ٢/٦٦‬مــن نظــام الــرشكات حــني قــررت أنــه »يرتتــب عــىل‬
‫شــهر ق ـرار إعــالن تأســيس الرشكــة وقيدهــا يف الســجل التجــاري انتقــال جميــع الترصفــات التــي أجراهــا‬
‫املؤسســون لحســابها إىل ذمتهــا وتحمــل جميــع املصاريــف التــي أنفقهــا املؤسســون عــىل تأسيســها«‪.‬‬

‫أمــا إذا فشــل مــرشوع الرشكــة ألي ســبب مــن األســباب‪ ،‬كان املؤسســون مســئولني بالتضامــن عــن اســرتداد‬
‫املكتتبــني للمبالــغ التــي دفعوهــا وعــن التعويــض عنــد اإلقتضــاء‪ ،‬وكذلــك تحمــل جميــع املصاريــف التــي‬
‫أنفقــت يف تأســيس الرشكــة‪ ،‬ومســؤولني بالتضامــن يف مواجهــة الغــري عــن األفعــال والترصفــات التــي صدرت‬
‫منهــم خــالل فــرتة التأســيس ويف ذلــك تقــرر املــادة‪ ٦٧‬مــن نظــام الــرشكات االيت‪:‬‬

‫»إذا مل تؤســس الرشكــة عــىل النحــو املبــني يف النظــام‪ ،‬فللمكتتبــني أن يســرتدوا املبالــغ التــي دفعوهــا‪ ،‬وعــىل‬
‫البنــوك التــي أكتتــب فيهــا أن تــرد ‪-‬بصــورة عاجلــة‪ -‬لــكل مكتتــب املبلــغ الــذي دفعــه‪ ،‬ويكــون املؤسســون‬
‫مســؤولني بالتضامــن عــن الوفــاء بهــذا االلتـزام وعــن التعويــض عنــد االقتضــاء‪ .‬وكذلــك يتحمــل املؤسســون‬
‫جميــع املصاريــف التــي أنفقــت يف تأســيس الرشكــة‪ ،‬ويكونــون مســؤولني بالتضامــن يف مواجهــة الغــري عــن‬
‫األفعــال والترصفــات التــي صــدرت منهــم خــالل فــرتة التأســيس«‪.‬‬

‫)‪ (٧٧٧‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٠٤٥ ،١٠٤٤‬روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٦٠‬‬
‫)‪ (٧٧٨‬انظر رسالتنا السابق اإلشارة إليها‪ ،‬ص ‪ ١٠١‬وما يليها‪.‬‬
‫‪٣٣9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وميكن إيجاز إجراءات تأسيس رشكة املساهمة وفقاً لنظام الرشكات يف اململكة يف‪:‬‬

‫‪ .١‬تحرير العقد االبتدايئ‪،‬‬

‫‪ .٢‬تحرير نظام الرشكة األساس‪،‬‬

‫‪ .٣‬اســتصدار ترخيــص بتأســيس الرشكــة مــن وزارة التجــارة ومــن الجهــة املختصــة البنــك املركــزي إذا‬
‫تطلــب نشــاط الرشكــة ذلــك كأن يكــون بنــك أو رشكــة تأمــني وهــذه هــي املرحلــة التمهيديــة الســابقة‬
‫عــىل االكتتــاب‪،‬‬

‫‪ .٤‬مرحلة االكتتاب يف رأس املال‪،‬‬

‫‪ .٥‬دعوة الجمعية العمومية التأسيسية‪،‬‬

‫‪ .٦‬يستصدر قرارا ً بإعالن تأسيس الرشكة من وزارة التجارة‪ ،‬وشهر الرشكة وقيدها يف السجل التجاري‪.‬‬

‫وبتامم هذه اإلجراءات تنشأ الرشكة قانوناً وتكتسب الشخصية املعنوية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المرحلة التمهيدية‪:‬‬


‫‪ً -٢49‬‬

‫تتمثــل هــذه املرحلــة كــام ســبق القــول يف تحريــر العقــد االبتــدايئ أو عقــد التأســيس ونظــام الرشكــة ومــن‬
‫ثــم التقــدم إىل وزارة التجــارة بطلــب الرتخيــص بتأســيس الرشكــة وكذلــك البنــك املركــزي عندمــا يلــزم ذلــك‪.‬‬

‫إذ متــى تبلــورت فكــرة الرشكــة وتأكــدت نيــة املؤسســني عــىل إنشــائها فإنهــم يربمــون فيــام بينهــم عقــدا ً‬
‫يســمى »بالعقــد االبتــدايئ« وهــو ليــس بعقــد الرشكــة االبتــدايئ‪ ،‬كــام يســتفاد مــن تســميته‪ ،‬بــل هــو‬
‫يف الواقــع عقــد بــني املؤسســني وهــو نهــايئ وملــزم ألطرافــه)‪ ،(٧٧٩‬ومبقتــىض هــذا العقــد يلتــزم املؤسســون‬
‫بالســعي يف إمتــام إجـراءات التأســيس‪ ،‬كــام يذكــر فيــه أهــم البيانــات عــن املؤسســني وعــن الرشكــة املزمــع‬
‫إنشــاءها‪.‬‬

‫وإىل جانــب العقــد االبتــدايئ يقــوم املؤسســون بتحريــر مــا يســمى مبــرشوع نظــام الرشكــة وهــو يتضمــن‬
‫البيانــات الــواردة يف العقــد التأســييس ويــكاد يكــون صــورة منــه‪ ،‬فيوضــح اســم الرشكــة وغرضهــا ومدتهــا‬
‫وكيفيــة االكتتــاب يف رأس مالهــا وطريقــة إدارتهــا والرقابــة عليهــا‪ ،‬كــام يبــني طريقــة توزيــع األربــاح وتكوين‬

‫)‪ (٧٧٩‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣١٨‬‬
‫‪٣40‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫االحتياطــي االختيــاري وغــري ذلــك مــن البيانــات الالزمــة للتعريــف بالرشكــة‪ ،‬لــذا يعتــرب نظــام الرشكــة‬
‫مبثابــة دســتور حياتهــا وذلــك بعــد أن يتــم إقـراره مــن الجمعيــة العموميــة التأسيســية‪.‬‬

‫وحرصـاً عــىل توحيــد األنظمــة التــي تســري عليهــا الــرشكات وتيسـريا ً عــىل املتعاملــني والتأســيس الصحيــح‬
‫والحــد مــن نقــص البيانــات والنزاعــات‪ ،‬اســتلزم نظــام الــرشكات أن يكــون نظــام رشكــة املســاهمة مطابقـاً‬
‫للنمــوذج امل ُعــد مــن قبــل وزارة التجــارة املــادة ‪ ١/٢٢٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وال يجــوز تأســيس رشكــة املســاهمة يف اململكــة إال برتخيــص يصــدر مــن وزارة التجــارة‪ ،‬باإلضافــة اىل موافقة‬
‫مجلــس الــوزراء عــىل طلــب تأســيس رشكــة املســاهمة التــي تؤسســها أو تشــرتك يف تأسيســها الدولــة أو‬
‫غريهــا مــن األشــخاص ذوي الصفــة االعتباريــة العامــة يتضمــن اســتثنا ًء مــن بعــض أحــكام النظــام‪ ،‬فريفــع‬
‫طلــب الرتخيــص بالتأســيس واالســتثناء إىل مجلــس الــوزراء؛ للنظــر يف املوافقــة عليهــام‪ ،(٧٨٠).‬وكذلــك متــى‬
‫كان نشــاط الرشكــة يتطلــب صــدور مرســوم ملــيك كــام هــو الحــال لــرشكات التأمــني)‪،(٧٨١‬‬

‫ويقــدم طلــب الرتخيــص اىل وزارة التجــارة مرفق ـاً معــه عقــد تأســيس الرشكــة ونظامهــا األســاس‪ ،‬ويبــني‬
‫يف الطلــب كيفيــة االكتتــاب بــرأس مــال الرشكــة وعــدد األســهم التــي قرصهــا املؤسســون عــىل أنفســهم‬
‫ومقــدار مــا اكتتــب بــه كل منهــم‪ ،‬ومتــى مــا قــرر املؤسســون طــرح جــزء مــن رأس املــال لإلكتتــاب العــام‬
‫فتتــم إحالــة الطلــب اىل هيئــة الســوق املاليــة لدراســته واملوافقــة عليــه‪ ،‬عــىل أن تتــوىل اإلرشاف عــىل‬
‫مرحلــة اإلكتتــاب بعــد صــدور الرتخيــص بتأســيس الرشكــة مــن وزارة التجــارة‪.‬‬

‫ويجــب أن يقيــد طلــب الرتخيــص يف الســجل الخــاص بذلــك يف اإلدارة العامــة للــرشكات‪ ،‬ولهــذه اإلدارة‬
‫أن تطلــب إدخــال مــا تــراه مــن تعديــالت عــىل مــرشوع نظــام الرشكــة حتــى يكــون مطابقــاً للنظــام‬
‫النموذجــي‪.‬‬

‫‪ -٢50‬ثانياً ‪ :‬مرحلة االكتتاب في رأس المال‪:‬‬

‫ملــا كان رأس مــال رشكــة املســاهمة هــو الضــامن الوحيــد لدائنــي الرشكــة فقــد عنــى بــه نظــام الــرشكات‬
‫عنايــة خاصــة ووضــع بعــض األحــكام التفصيليــة بشــأن االكتتــاب فيــه‪.‬‬

‫وتبــدأ مرحلــة االكتتــاب بعــد صــدور الرتخيــص مــن وزارة التجــارة وإعــالن تأســيس رشكــة مســاهمة‬
‫مدرجــة‪ ،‬مــامل يكــن املؤسســون قــد اكتتبــوا يف كل رأس املــال‪ ،‬أي قــرصوا عــىل أنفســهم االكتتــاب بجميــع‬

‫)‪ (٧٨٠‬املادة الستون الفقرة ‪ ٣‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٧٨١‬انظر الدكتور خالد الرويس‪ ،‬الرشكات التجارية‪ ،‬دار الشقري للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،١٤٤٠ ،‬بند ‪.٣٩٠‬‬
‫‪٣4١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫رأس املــال وهــو مــا يعــرف باســم »التأســيس الفــوري أو املغلــق«‪ ،‬وعــىل ذلــك ســوف نقــرص دراســتنا‬
‫لرشكــة املســاهمة املدرجــة‪.‬‬

‫أمــا إذا مل يقــرص املؤسســون عــىل أنفســهم االكتتــاب‪ ،‬ومــن ثــم مل يكتتبــوا إال يف جــزء فقــط مــن رأس‬
‫املــال وهــو مــا يعــرف باســم التأســيس املتعاقــب تحتــم عليهــم أن يطرحــوا بقيــة األســهم لالكتتــاب العــام‬
‫ويجــب أال يقــل رأس مــال الرشكــة يف هــذه الحالــة عــن خمســامئة ألــف ريــال ويجــب يف جميــع األحــوال‬
‫أال يقــع املدفــوع مــن رأس مــال الرشكــة عنــد التأســيس املــادة ‪ ٥٤‬مــن نظــام الــرشكات‪ .‬كــام يجــب أن‬
‫يكــون رأس املــال مقسـامً إىل أســهم وأال تقــل القيمــة اإلســمية للســهم الواحــد عــن عــرشة ريــاالت املــادة‬
‫‪.٢/١٠٥‬‬

‫ويجــب يف حالــة دعــوة الجمهــور لالكتتــاب‪ ،‬قيــام املؤسســني بإعــالن نــرشة اإلصــدار –بعــد املوافقــة عليهــا‬
‫مــن قبــل هيئــة الســوق املاليــة‪ -‬خــالل فــرتة ال تقــل عــن أربعــة عــرشة يومـاً مــن بدايــة الطــرح وأن تكــون‬
‫متاحــة للجمهــور دون مقابــل‪ ،‬وأن تتضمــن مــدة اإلكتتــاب والبنــوك املرخــص لهــا بتلقــي اإلكتتــاب املــادة‬
‫‪ ٢٥‬مــن قواعــد التســجيل واإلدراج‪.‬‬

‫ويتــم طــرح األســهم الكتتــاب الجمهــور عــن طريــق البنــوك التــي خصصتهــا نــرشة اإلصــدار وذلــك لتفــادي‬
‫الغــش والتحايــل والتأكــد مــن جديــة االكتتــاب‪ ،‬ويــودع املؤسســون لــدى البنــوك املــرصح لهــا بتلقــي‬
‫االكتتــاب نســخاً كافيــة مــن نظــام الرشكــة‪ ،‬ويجــوز لــكل ذي شــأن أن يحصــل عــىل نســخة منهــا‪.‬‬

‫وتكــون دعــوة الجمهــور لالكتتــاب العــام بنــرشة تشــتمل عــىل أهــم البيانــات عــن الرشكــة)‪ ،(٧٨٢‬وتعلــن‬
‫نــرشة االكتتــاب وفــق الطريقــة التــي تعتمدهاالهيئــة مبــا يف ذلــك الوســائط اإللكرتونيــة)‪.(٧٨٣‬‬

‫ويظــل االكتتــاب مفتوحـاً طيلــة املــدة املحــددة يف نــرشة اإلصــدار‪ .‬ويتــم االكتتــاب بــأن يوقــع املكتتــب أو‬
‫مــن ينــوب عنــه طلــب االكتتــاب أو وثيقــة االكتتــاب‪.‬‬

‫وهكــذا ميكــن تعريــف االكتتــاب بأنــه إعــالن الرغبــة أو اإلرادة يف االشـرتاك يف مــرشوع الرشكــة مــع التعهــد‬
‫بتقديــم حصــة نقديــة يف رأس املــال بقــدر األســهم املكتتــب فيهــا‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي إىل اكتســاب املكتتــب‬

‫)‪ (٧٨٢‬وهذه البيانات عىل سبيل املثال‪:‬‬


‫‪ .١‬أسامء املؤسسني ومحال إقامتهم ومهنتهم وجنسياتهم‬
‫‪ .٢‬اسم الرشكة وغرضها ومركزها الرئييس‬
‫‪ .٣‬مقدار رأس املال املدفوع ونوع األسهم وقيمتها وعددها ومقدار ما طرح منها لالكتتاب العام وما اكتتب به املؤسسون والقيود املفروضة عىل تداول األسهم‪.‬‬
‫‪ .٤‬املعلومات الخاصة بالحصص العينية والحقوق املقرر لها‪.‬‬
‫‪ .٥‬طريقة توزيع األرباح‬
‫‪ .٦‬تاريخ بدء االكتتاب ونهايته ومكانه ورشوطه‪.‬‬
‫)‪ (٧٨٣‬املادة األربعون الفقرة ‪ ٤‬من نظام السوق املالية السعودي‪.‬‬
‫‪٣4٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫حــق املســاهم متــى متــت إجـراءات التأســيس عــىل الوجــه القانــوين)‪.(٧٨٤‬‬

‫وقــد اختلــف الــرأي يف الفقــه والقضــاء املقــارن حــول طبيعــة االكتتــاب فقيــل بأنــه عقــد بــني املكتتــب‬
‫والرشكــة بوصفهــا شــخصاً معنويــاً يف دور التكويــن ميثلــه املؤسســون‪ ،‬وقيــل بأنــه عقــد بــني املكتتــب‬
‫واملؤسســني)‪ ،(٧٨٥‬ولكــن الراجــح أن االكتتــاب تــرصف قانــوين بــإرادة منفــردة مبقتضــاه يعلــن املكتتــب عــن‬
‫إرادتــه يف االنضــامم إىل الرشكــة‪ ،‬وهــي إرادة تصبــح باتــة متــى وجهــت إىل املؤسســني يف الشــكل الــذي‬
‫رســمه القانــون)‪.(٧٨٦‬‬

‫‪-‬ويشترط لصحة االكتتاب توافر الشروط الثاثة التالية‪:‬‬


‫‪ .١‬يجــب أن يكــون االكتتــاب باتـاً ومنجـزا ً‪ ،‬فــال يجــوز الرجــوع فيــه‪ ،‬كــام ال يجــوز تعليقــه عــىل رشط كأن‬
‫يكتتــب الشــخص عــىل رشط أن يعــني موظف ـاً يف الرشكــة أو عضــوا ً يف مجلــس إدارتهــا‪ ،‬فــإذا مــا اقــرتن‬
‫االكتتــاب بــرشط مــا بطــل الــرشط وصــح االكتتــاب‪ ،‬باملثــل ال يجــوز أن يكــون االكتتــاب مقرتنـاً بأجــل‪ ،‬بــل‬
‫يشــرتط أن يكــون منج ـزا ً وقياس ـاً عــىل الــرشط يعتــرب األجــل باط ـالً واالكتتــاب صحيح ـاً‪.‬‬

‫‪ .٢‬يجــب أن يكــون االكتتــاب جدي ـاً ال صوري ـاً‪ ،‬ويعتــرب االكتتــاب صوري ـاً متــى وقــع مــن شــخص ليــس‬
‫لديــه نيــة االشـرتاك ودفــع قيمــة األســهم التــي اكتتــب فيهــا‪ ،‬كأن يتــم مجاملــة للمؤسســني أو مــن أشــخاص‬
‫يســخرهم املؤسســون بقصــد اإليهــام بحصــول االكتتــاب يف كل رأس املــال وإثبــات الصوريــة مســألة‬
‫موضوعيــة يختــص القــايض بتقديرهــا‪.‬‬

‫‪ .٣‬يجــب أن يكــون االكتتــاب كامـالً ونقــدا ً‪ ،‬إذ يقتــرص اكتتــاب الجمهــور عــىل تقديــم حصــص نقديــة خالفـاً‬
‫للحصــص العينيــة التــي يقتــرص الحــق بتقدميهــا عنــد تأسيســها وقبــل طــرح األســهم املتبقيــة لإلكتتــاب‬
‫العــام)‪ .(٧٨٧‬كــام يشــرتط أن يكــون اإلكتتــاب كامـ ًـال‪ ،‬فــإذا انقضــت مــدة االكتتــاب دون أن يغطــي االكتتــاب‬
‫رأس املــال بالكامــل‪ ،‬فقــد فشــل مــرشوع الرشكــة‪ ،‬وال يجــوز للمؤسســني أن يعلنــوا إنقــاص رأس املــال‬
‫بالقــدر الــذي تــم االكتتــاب فيــه‪ ،‬ذلــك أن كل مكتتــب إمنــا يقــدم عــىل االكتتــاب مبراعــاة أهميــة املــرشوع‬
‫ورأس املــال املخصــص لــه يف نــرشة االكتتــاب‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل أن رأس املــال هــو الضــامن العــام للدائنــني‬
‫فيجــب أن يكــون مطابقـاً ملــا ذكــر يف نظــام الرشكــة ويف نــرشة االكتتــاب)‪ .(٧٨٨‬ولنفــس الســبب ال يجــوز أن‬

‫)‪ (٧٨٤‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٢٣‬الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «..‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٣٩‬الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٣٢‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪٥٣٤‬‬
‫)‪ (٧٨٥‬انظر يف عرض هذه اآلراء الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٣٨‬وانظر يف نقد ذلك ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ١٠٦٨‬و ‪ ١٠٦٩‬و‬
‫‪١٠٧٠‬‬
‫)‪ (٧٨٦‬وانظر الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٠٤‬والدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪ ،٥٥٨‬وقارن روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٧١‬‬
‫)‪ (٧٨٧‬الدكتور خالد الرويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٤١٠‬‬
‫)‪ (٧٨٨‬وتجيز بعض الترشيعات كالترشيع الكويتي إنقاص رأس املال يف مثل هذه الحالة بالقدر املكتتب فيه‪.‬‬
‫‪٣4٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫يقتــرص املؤسســون عــىل عــرض جــزء مــن رأس املــال لالكتتــاب وال أن تصــدر األســهم بأقــل مــن قيمتهــا‬
‫األســمية‪ .‬وهنــا نفــرق بــني االكتتــاب بكامــل اســهم الرشكــة ومــا بــني الوفــاء بقيمتهــا والــذي يجــب الوفــاء‬
‫بربــع قيمتهــا عــىل األقــل عنــد اإلكتتــاب ومــا تبقــى يجــب الوفــاء بــه خــالل خمــس ســنوات مــن تاريــخ‬
‫اصــدار االســهم)‪.(٧٨٩‬‬

‫أمــا إذا كان إقبــال الجمهــور عــىل االكتتــاب تجــاوز عــدد األســهم املكتتــب بهــا العــدد املطــروح لالكتتــاب‬
‫»فائــض اإلكتتــاب«‪ ،‬فيتــم توزيــع األســهم يف هــذه الحالــة وفقـاً ملــا تحــدده نــرشة اإلصــدار عــىل أن ال يتــم‬
‫حرمــان أحــد مــن املكتتبــني مــن الحصــول عــىل نصيــب مــن األســهم‪ ،‬أي خفــض عــدد األســهم التــي اكتتــب‬
‫بهــا كل منهــم بنســبة العــدد الــذي اكتتــب فيــه‪ ،‬وهكــذا قــد يخفــض العــدد املطلــوب بنســبة الربــع أو‬
‫النصــف وهلــم جـرا )‪ (٧٩٠‬والطريقــة املحاســبية يف تخصيــص األســهم هــي‪ :‬عــدد األســهم التــي اكتتــب بهــا‬
‫املســاهم × عــدد األســهم املطروحــة لالكتتــاب ÷ عــدد األســهم املكتتــب بهــا = عــدد األســهم املخصصــة‪.‬‬

‫واألصــل أن يدفــع املكتتــب عنــد االكتتــاب قيمــة األســهم التــي اكتتــب فيهــا بالكامــل‪ ،‬غــري أنــه ملــا كانــت‬
‫الرشكــة ال تحتــاج إىل رأس مالهــا حــال تكوينهــا ويف بدايــة نشــاطها‪ ،‬فقــد تــرك املــرشع لنظــام الرشكــة‬
‫حريــة تعيــني القــدر الواجــب دفعــه مــن قيمــة األســهم عنــد االكتتــاب بــرشط أال يقــل القــدر املدفــوع‬
‫مــن قيمــة كل ســهم نقــدي عــن ربــع قيمتــه األســمية‪ ،‬ويــؤرش عــىل الســهم بالقــدر املدفــوع مــن قيمتــه‪،‬‬
‫عــىل أن يتــم الوفــاء مبــا تبقــى مــن قيمــة الســهم خــالل خمــس ســنوات مــن تاريــخ اصــدار االســهم)‪.(٧٩١‬‬

‫وتــودع حصيلــة االكتتــاب باســم الرشكــة تحــت التأســيس يف أحــد البنــوك املرخــص لهــا‪ ،‬وال يجــوز أن‬
‫يتــرصف فيــه إال مجلــس اإلدارة بعــد إعــالن تأســيس الرشكــة املــادة ‪ ٥٩‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬وبذلــك‬
‫ميكــن التحقــق مــن الوفــاء بالحــد األدىن مــن القيمــة اإلســمية ومنــع تالعــب املؤسســني باملبالــغ املدفوعــة‬
‫لحســاب الرشكــة‪.‬‬

‫هــذا ويالحــظ أنــه إذا تعلــق األمــر بحصــص عينيــة فيجــب الوفــاء بهــا كاملــة عنــد التأســيس‪ .‬فــإذا التــزم‬
‫الرشيــك بتقديــم عقــار مثـالً للرشكــة‪ ،‬لــزم تقدميــه كامـالً عنــد التأســيس لــيك يحصــل عــىل مــا ميثــل قيمتــه‬
‫هــذا العقــار مــن األســهم‪ ،‬حيــث تقرراملــادة ‪ ٣/١٠٦‬مــن نظــام الــرشكات‪ «:‬تصــدر األســهم التــي متثــل‬
‫حصصـاً عينيــة بعــد الوفــاء بقيمتهــا كاملــة‪ ،‬وال تســلم إىل أصحابهــا إال بعــد نقــل ملكيــة هــذه الحصــص‬
‫كاملــة إىل الرشكــة«‪.‬‬

‫)‪ (٧٨٩‬املادة السادسة بعد املائة الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٧٩٠‬انظر الدكتور اكثم الخويل »دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٣٩‬‬
‫)‪ (٧٩١‬املادة السادسة بعد املائة الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣44‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢5١‬ثالثاً ‪ :‬المرحلة الختامية‪:‬‬

‫وتتمثــل هــذه املرحلــة يف دعــوة الجمعيــة التأسيســية واســتصدار قــرار مــن وزيــر التجــارة بإعــالن‬
‫التأســيس)‪.(٧٩٢‬‬

‫والجمعيــة التأسيســية تنعقــد مــرة واحــدة يف حيــاة الرشكــة بدعــوة مــن املؤسســني ومهمتهــا اســتكامل‬
‫إجـراءات التأســيس‪ ،‬وطبقـاً لنــص املــادة ‪ ١/٦٢‬مــن نظــام الــرشكات يجــب انعقــاد الجمعيــة خــالل خمســة‬
‫وأربعــني يوم ـاً مــن تاريــخ قفــل بــاب االكتتــاب‪ ،‬وعــىل أن ال تقــل الفــرتة بــني تاريــخ الدعــوة وتاريــخ‬
‫االنعقــاد عــن عــرشة أيــام‪ ،‬ولــكل مكتتــب أي ـاً كان عــدد أســهمه حــق حضــور هــذه الجمعيــة‪ ،‬ويشــرتط‬
‫لصحــة االجتــامع حضــور عــدد مــن املكتتبــني ميثــل نصــف رأس املــال عــىل األقــل‪ ،‬فــإذا مل تتوافــر فيــه‬
‫األغلبيــة وجهــت دعــوة اىل اجتــامع ثــان بعــد خمســة عــرشة يومـاً عــىل األقــل مــن توجيــه الدعــوة اليــه‪،‬‬
‫ويكــون هــذا االجتــامع صحيحـاً أيـاً كان عــدد املكتتبــني املمثلــني فيــه‪ ،‬ويجــوز عقــد االجتــامع الثــاين بعــد‬
‫ســاعة مــن االجتــامع األول متــى مــا نصــت الدعــوة اىل االجتــامع األول عــىل جــواز ذلــك‪ ،‬وتصــدر قـرارات‬
‫هــذه الجمعيــة باألغلبيــة املطلقــة لألســهم املمثلــة فيهــا املــادة ‪ ٣/٦٢‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وتختص الجمعية العمومية التأسيسية باألمور التي حددتها املادة ‪ ٦٣‬من نظام الرشكات وهي‪:‬‬

‫»‪ .١‬التحقــق مــن االكتتــاب بــكل أســهم الرشكــة ومــن الوفــاء بالحــد األدىن مــن رأس املــال وبالقــدر‬
‫املســتحق مــن قيمــة األســهم وفقــاً ألحــكام النظــام‪.‬‬

‫‪ .٢‬املداولة يف تقرير تقويم الحصص العينية‪.‬‬

‫‪ .٣‬إقــرار النصــوص النهائيــة لنظــام الرشكــة األســاس‪ ،‬عــىل أال تُدخــل تعديــالت جوهريــة عــىل النظــام‬
‫املعــروض عليهــا إال مبوافقــة جميــع املكتتبــني املمثلــني فيهــا‪.‬‬

‫‪ .٤‬تعيــني أعضــاء أول مجلــس إدارة ملــدة ال تتجــاوز خمــس ســنوات وأول مراجــع حســابات إذا مل يكونــوا‬
‫قــد عينــوا يف عقــد تأســيس الرشكــة أو يف نظامهــا األســاس‪.‬‬

‫‪ .٥‬املداولة يف تقرير املؤسسني عن األعامل والنفقات التي اقتضاها تأسيس الرشكة‪ ،‬وإقراره«‪.‬‬

‫)‪ (٧٩٢‬جاء مرشوع نظام الرشكات خالياً من أحكام الجمعية التأسيسة ومفاد ذلك عدم اشرتاط وجودها كمرحلة من مراحل تأسيس الرشكة املساهمة‪.‬‬
‫‪٣45‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وفيــام يتعلــق باختصــاص الجمعيــة التأسيســة باملدوالــة يف تقريــر الحصــص العينيــة واملصادقــة عــىل تقييــم‬
‫الحصــص العينيــة متــى دخــل يف تكويــن رأس املــال حصــص عينيــة عنــد التأســيس كقطعــة أرض أو محــل‬
‫تجــاري أو ب ـراءة اخ ـرتاع‪ ،‬وجــب تقييــم هــذه الحصــص تقيي ـامً صحيح ـاً‪ ،‬ذلــك أن أيــة مبالغــة يف هــذا‬
‫الصــدد ســوف ينجــم عنهــا رضر بالرشكــة حيــث يبقــى جــزء مــن رأس مالهــا غــري مغطــى‪ ،‬ورضر بدائنــي‬
‫الرشكــة حيــث يعتمــدون عــىل ضــامن وهمــي‪ ،‬ورضر بأصحــاب الحصــص النقديــة حيــث يتحملون مشــاركة‬
‫صاحــب الحصــة العينيــة التــي يُوغــل يف تقديرهــا وحصولــه عــىل نصيــب مــن األربــاح يزيــد عــىل القــدر‬
‫الــذي كان يســتحقه لــو قــدرت حصتــه تقديـرا ً صحيحـاً‪ ،‬لذلــك اســتلزم نظــام الــرشكات أن يرفــق مــع طلــب‬
‫التأســيس املقــدم لــوزارة التجــارة تقريـرا ً معــد بواســطة خبــري أو مقــوم معتمــد يتضمــن تقديـرا ً للقيمــة‬
‫العادلــة للحصــص العينيــة‪ ،‬وأن تــودع نســخة مــن التقريــر يف مركــز الرشكــة قبل انعقــاد الجمعيةالتأسيســية‬
‫بخمســة عــرشة يوم ـاً عــىل األقــل‪ ،‬ويحــق لــكل ذي شــأن اإلطــالع عليــه‪ ،‬ويعــرض التقريــر املذكــور عــىل‬
‫الجمعيــة التأسيســية للمداولــة فيــه‪ ،‬ويصــدر القـرار يف هــذه الحالــة مبوافقــة األغلبيــة املطلقــة‪ ،‬ويالحــظ‬
‫أنــه إذا قــررت الجمعيــة التأسيســية تخفيــض املقابــل املحــدد للحصــص العينيــة‪ ،‬وجــب أن يوافــق مقدمــوا‬
‫هــذه الحصــص عــىل التخفيــض أثنــاء انعقــاد الجمعيــة‪ ،‬أمــا إذا رفضــوا املوافقــة عــىل التخفيــض فشــل‬
‫مــرشوع الرشكــة واعتــرب كأن مل يكــن بالنســبة لجميــع األطـراف املــادة ‪ ٦١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وكان االفضــل مــن املنظــم حظــر مقدمــي الحصــص العينيــة مــن التصويــت يف اجتــامع الجمعيــة وان كانــوا‬
‫مقدمــي لحصــص نقديــة وذلــك خشــية التأثــري عــىل قـرار الجمعيــة ملــا فيــه مصلحــة لهــم ورضر عــىل بقيــة‬
‫املســاهمني والرشكــة ودائنيها‪.‬‬

‫وتنتهــي إجـراءات تأســيس رشكــة املســاهمة باســتصدار قـرار مــن وزيــر التجــارة بإعــالن التأســيس حيــث‬
‫يجــب أن يقــدم املؤسســون خــالل الخمســة عــرش يوم ـاً التاليــة النعقــاد الجمعيــة التأسيســية طلب ـاً إىل‬
‫وزيــر التجــارة بإعــالن تأســيس الرشكــة)‪ (٧٩٣‬ويصــدر ق ـرار إعــالن التأســيس بعــد أن تتحقــق الــوزارة مــن‬
‫صحــة إج ـراءات التأســيس‪ ،‬وشــهره يف موقــع الــوزارة اإللكــرتوين)‪.(٧٩٤‬‬

‫بعــد ذلــك يقــوم أعضــاء مجلــس اإلدارة خــالل خمســة عــرشة يوم ـاً مــن تاريــخ صــدور ق ـرار التأســيس‬
‫بطلــب قيــد الرشكــة يف الســجل التجــاري)‪.(٧٩٥‬‬

‫)‪ (٧٩٣‬وطبقاً لنص املادة ‪ ٦٣‬يجب أن يرفق املؤسسون بطلب إعالن التأسيس الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ .١‬إقرار بحصول االكتتاب بكل رأس املال وما دفعه املكتتبون من قيمة األسهم‪.‬‬
‫‪ .٢‬محرض اجتامع الجمعية التأسيسة وقراراتها‪.‬‬
‫‪ .٣‬نظام الرشكة الذي أقرته الجمعية‪.‬‬
‫)‪ (٧٩٤‬املادة الخامسة والستون الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‬
‫)‪ (٧٩٥‬عىل أن يشمل الطلب وفقاً لنص املادة الخامسة والستون‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسم الرشكة وغرضها ومركزها الرئيس ومدتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسامء املؤسسني وأماكن إقامتهم ومهنهم وجنسياتهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬نوع األسهم وقيمتها وعددها ومقدار رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫‪٣46‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ويرتتــب عــىل شــهر قـرار الــوزارة بإعــالن تأســيس الرشكــة وقيدهــا يف الســجل التجــاري اكتســابها الشــخصية‬
‫املعنويــة واعتبارهــا مؤسســة تأسيسـاً صحيحـاً‪ ،‬ومــن ثــم فــال تســمع بعــد ذلــك الدعــوى ببطــالن الرشكــة‬
‫أليــة مخالفــة ألحــكام نظــام الــرشكات أو لنصــوص عقــد الرشكــة أو نظامهــا وهــو مــا يعنــي بعبــارة أخــرى‬
‫تحصــني الرشكــة ضــد البطــالن‪ ،‬كــام يرتتــب عــىل هــذا القـرار أيضـاً أن تنتقــل إىل الرشكــة جميــع الترصفــات‬
‫التــي أجراهــا املؤسســون لحســابها أثنــاء فــرتة التأســيس‪ ،‬كــام تتحمــل الرشكــة جميــع املصاريــف التــي‬
‫أنفقهــا املؤسســون خــالل هــذه الفــرتة املــادة ‪ ٢/٦٦‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫د‪ -‬رقم قرار الوزارة املرخص بتأسيس الرشكة وتاريخه‪.‬‬


‫هـ‪ -‬رقم قرار الوزارة بإعالن تأسيس الرشكة وتاريخه‪.‬‬
‫‪٣47‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫الفصل الثالث‬

‫الصكوك التي تصدرها شركة المساهمة‬

‫‪ -٢٥٢‬تصــدر رشكــة املســاهمة نوعــان مــن الصكــوك ذات القيمــة املاليــة‪ ،‬تســمى كذلــك بــاألوراق املاليــة‬
‫وهــي األســهم وأدوات الديــن والصكــوك التمويليــة‪ ،‬ونخصــص لــكل منهــا مبحثـاً مســتقالً)‪.(٧٩٦‬‬

‫المبحث األول‬

‫األسهم‬

‫‪ -٢٥٣‬الســهم هــو صــك ميثــل حصــة يف رأس مــال رشكــة األمــوال‪ ،‬ويقابــل حصــة الرشيــك يف رشكــة‬
‫األشــخاص‪ ،‬كــام يطلــق لفــظ الســهم أيضــاً عــىل الصــك املثبــت لهــذا الحــق‪.‬‬

‫ويقتيض الحديث عن السهم تحديد خصائصه وبيان أنواعه وكيفية تداولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص السهم‪:‬‬


‫‪ً -٢54‬‬

‫تتميز األسهم بتساوي قيمتها وعدم قابليتها للتجزئة وبقابليتها للتداول‪.‬‬

‫(‪ )١‬المساواة في القيمة‪:‬‬


‫طبق ـاً للــامدة ‪ ٥٢‬مــن نظــام الــرشكات ينقســم رأس مــال رشكــة املســاهمة إىل أســهم متســاوية القيمــة‪،‬‬
‫وحكمــة ذلــك هــي تســهيل حســاب األغلبيــة يف الجمعيــة العموميــة‪ ،‬وتســهيل عمليــة توزيــع األربــاح عــىل‬
‫املســاهمني‪.‬‬

‫ويرتتــب عــىل تســاوي قيمــة األســهم املســاواة يف الحقــوق التــي مينحهــا الســهم‪ ،‬وهــي الحــق يف األربــاح‬
‫والتصويــت وناتــج التصفيــة‪ ،‬وكذلــك املســاواة يف االلتزامــات التــي يرتبهــا الســهم‪.‬‬

‫)‪ (٧٩٦‬مل يجز نظام الرشكات الحايل إصدار حصص التأسيس أو انصبة املؤسسني والتي تعرف بأنها صكوك تخول أربابها الحق يف الحصول عىل نصيب يف أرباح‬
‫الرشكة‪ ،‬وأحياناً نصيب آخر يف فائض التصفية دون أن يقابلها تقديم حصة يف رأس مال الرشكة‪ ،‬وقد كانت متنح يف األصل لبعض األشخاص والهيئات مقابل ما‬
‫قدموه للرشكة من خدمات ومساعدات أثناء تأسيس الرشكة‪.‬‬

‫‪٣48‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫غــري أن تســاوي قيمــة األســهم ال يتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم يجــوز مخالفتــه وذلــك مبوجــب نــص‬
‫املــادة ‪ ١١٤‬مــن نظــام الــرشكات والتــي تقــرر‪«:‬‬

‫يجــوز للجمعيــة العامــة غــري العاديــة للرشكــة ‪-‬بنــاء عــىل نــص يف نظــام الرشكــة األســاس وطبقـاً لألســس‬
‫التــي تضعهــا الجهــة املختصــة‪ -‬أن تصــدر أســهامً ممتــازة أو أن تقــرر رشاءهــا أو تحويــل أســهم عاديــة إىل‬
‫أســهم ممتــازة أو تحويــل األســهم املمتــازة إىل عاديــة‪ .‬وال تعطــي األســهم املمتــازة الحــق يف التصويــت يف‬
‫الجمعيــات العامــة للمســاهمني‪ .‬وترتــب هــذه األســهم ألصحابهــا الحــق يف الحصــول عــىل نســبة أكــرث مــن‬
‫أصحــاب األســهم العاديــة مــن األربــاح الصافيــة للرشكــة بعــد تجنيــب االحتياطــي النظامــي‪.‬‬

‫وبنــا ًء عليــه يجــوز إصــدار أســهم ممتــازة تخــول أصحابهــا أولويــة يف األربــاح أو يف ناتــج التصفيــة أو يف‬
‫األمريــن مع ـاً‪ ،‬ولكــن يجــب أن تتوافــر املســاواة بــني األســهم املتشــابهة التــي تنتمــي لفئــة واحــدة)‪.(٧٩٧‬‬

‫‪ ٢‬عدم قابلية السهم لانقسام أو التجزئة في مواجهة الشركة‪:‬‬


‫فــإذا تعــدد مــالك الســهم كــام إذا آلــت ملكيــة الســهم بســبب الوفــاة إىل عــدد مــن الورثــة وجــب أن‬
‫يختــاروا أحدهــم لينــوب عنهــم يف اســتعامل الحقــوق املرتتبــة عــىل ملكيــة الســهم يف مواجهــة الرشكــة‬
‫كحــق الحضــور يف الجمعيــة العموميــة وحــق التصويــت‪ ،‬ويكــون املــالك املتعــددون مســئولني بالتضامــن‬
‫عــن االلتزامــات الناشــئة مــن ملكيــة الســهم املــادة ‪ ١/١٠٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪ ٣‬قابلية السهم للتداول بالطرق التجارية‪:‬‬


‫يجــوز للمســاهم كقاعــدة عامــة أن ينقــل ملكيــة أســهمه لشــخص آخــر يحــل محلــه يف الرشكــة ويتــم نقــل‬
‫امللكيــة بالقيــد يف ســجل الرشكــة إذا كان الســهم اســمياً)‪ ،(٧٩٨‬وذلــك دون حاجــة التبــاع إج ـراءات حوالــة‬
‫الحــق ومــا تتطلبــه مــن قبــول الرشكــة للحوالــة أو إعالنهــا بهــا‪ ،‬وهــذه الخصيصــة هــي مــا مييــز الســهم يف‬
‫رشكــة األمــوال عــن حصــة الرشيــك يف رشكات األشــخاص والتــي ال يجــوز التنــازل عنهــا إال مبوافقــة باقــي‬
‫الــرشكاء‪.‬‬

‫إال أنــه يجــوز النــص يف نظــام الرشكــة األســاس عــىل بعــض القيــود املتعلقــة بتــداول الســهم رشيطــة أن ال‬
‫تــؤدي تلــك القيــود اىل الحظــر املطلــق للتــداول)‪.(٧٩٩‬‬

‫)‪ (٧٩٧‬ويجب التفرقة يف هذا الصدد بني قيمة السهم اإلسمية وقيمته التجارية وقيمته الحقيقية‪ ،‬فالقيمة اإلسمية هي القيمة التي تذكر يف الصك ويحسب‬
‫عىل أساسها رأس مال الرشكة‪ ،‬أما القيمة التجارية فهي قيمة السهم يف السوق أو البورصة وهي تتحدد يف ضوء قيمة األرباح التي توزعتها الرشكة وقيمة أصولها‬
‫واحتامالت نجاحها وكمية األسهم املعروضة واملطلوبة واملضاربات عىل الصعود أو الهبوط يف البورصة‪ ،‬أما القيمة الحقيقية فهي متثل نصيب السهم يف صايف‬
‫أصول الرشكة بعد خصم ديونها‪ ،‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٧٧‬‬
‫)‪ (٧٩٨‬املادة العارشة بعد املائة من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٧٩٩‬املادة الثامنة بعد املائة من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣49‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ -٢55‬ثانياً ‪ :‬أنواع األسهم‪:‬‬

‫تنقســم األســهم مــن حيــث شــكلها إىل أســهم إســمية وأســهم لحاملهــا‪ ،‬ومــن حيــث طبيعــة الحصــة التــي‬
‫متثلهــا إىل أســهم نقديــة وأســهم عينيــة‪ ،‬ومــن حيــث الحقــوق املرتبطــة بهــا إىل أســهم عاديــة وأســهم‬
‫ممتــازة‪ ،‬ومــن حيــث اســتهالكها أي رد قيمتهــا اإلســمية للمســاهم‪ ،‬إىل أســهم مــال وأســهم متتــع‪.‬‬

‫‪ .١‬األسهم اإلسمية واألسهم لحاملها‪:‬‬


‫يجــب أن يكــون الســهم وفقـاً لنظــام الــرشكات يف اململكــة إســمياً‪ ،‬فــال يجــوز أن يكــون لحاملــه)‪ ،(٨٠٠‬وذلــك‬
‫للتحقــق مــن جنســية املســاهمني والتأكــد مــن حصــة املواطنــني يف رأس مــال الــرشكات ويف نفــس الوقــت‬
‫القضــاء عــىل التهــرب مــن الرضائــب ودرء مخاطــر الضيــاع أو الرسقــة)‪.(٨٠١‬‬

‫والســهم اإلســمي هــو الــذي يحمــل اســم صاحــب الحــق فيــه ويتــداول بطريــق القيــد يف ســجل املســاهمني‬
‫الــذي تعــده الرشكــة لهــذا الغــرض ‪ ،‬أمــا الســهم لحاملــه فهــو الــذي ال يحمــل اســم صاحــب الحــق فيــه‬
‫وإمنــا يذكــر فيــه عبــارة أنــه لحاملــه‪ ،‬ويعتــرب حامــل الســهم هــو املالــك يف مواجهــة الرشكــة)‪.(٨٠٢‬‬

‫‪ .٢‬األسهم النقدية واألسهم العينية‪:‬‬


‫األســهم النقديــة هــي األســهم التــي تعطــى نظــري الحصــص النقديــة‪ ،‬ويجــب الوفــاء بربــع قيمتهــا اإلســمية‬
‫عــىل األقــل عنــد التأســيس بــرشط أال يقــل املدفــوع مــن رأس مــال الرشكــة يف هــذه الحالــة عــن الربــع ويف‬
‫جميــع األحــوال يجــب أن يدفــع باقــي هــذه القيمــة خــالل خمــس ســنوات مــن تاريــخ إصــدار األســهم‬
‫املــادة ‪ ٢/١٠٦‬واملــادة‪ ٥٤‬مــن نظــام الــرشكات وهــذه األســهم قابلــة للتــداول مبجــرد تأســيس الرشكــة‪.‬‬

‫أمــا األســهم العينيــة فهــي تعطــى نظــري الحصــص العينيــة‪ ،‬ويجــب الوفــاء بقيمتهــا كاملــة عنــد التأســيس‬
‫وال تســلم إىل أصحابهــا إال بعــد نقــل ملكيــة هــذه الحصــص كاملــة اىل الرشكــة املــادة ‪ ٣/١٠٦‬مــن نظــام‬
‫الــرشكات‪.‬‬

‫وال يجــوز تــداول األســهم العينيــة أو األســهم النقديــة التــي يكتتــب بهــا املؤسســون قبــل نــرش القوائــم‬
‫املاليــة عــن ســنتني ماليتــني كاملتــني ال تقــل كل منهــام عــن اثنــي عــرش شــهرا ً مــن تاريــخ تأســيس الرشكــة‪،‬‬
‫ويــؤرش عــىل صكــوك هــذه األســهم مبــا يــدل عــىل نوعهــا وتاريــخ تأســيس الرشكــة واملــدة التــي مينــع فيهــا‬
‫التــداول املــادة ‪ ١/١٠٧‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬وال متنــح هــذه األســهم إال بعــد تقديــر الحصــص العينيــة وفقـاً‬
‫لإلجـراءات الســابق ذكرهــا‪.‬‬

‫)‪ (٨٠٠‬املادة الخامسة بعد املائة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٠١‬انظر يف الترشيع املرصي‪ ،‬دكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ .٣٤٩‬ويف الترشيع الكويتي‪ ،‬دكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪٥٩٠‬‬
‫)‪ (٨٠٢‬أما األسهم اإلذنية أو لألمر وهي التي ميكن تداولها بطريق التظهري ومل ينص عليها نظام الرشكات السعودي‪.‬‬
‫‪٣50‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ .٣‬األسهم العادية واألسهم الممتازة‪:‬‬


‫األصــل أن األســهم ترتــب حقوق ـاً متســاوية للمســاهمني كــام تخضعهــم اللتزامــات واحــدة‪ ،‬وقــد نصــت‬
‫عــىل ذلــك رصاحــة املــادة ‪ ١١٠‬مــن نظــام الــرشكات »ترتــب األســهم حقوقـاً والتزامــات متســاوية« غــري أن‬
‫هــذه القاعــدة ال تتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ولذلــك فإنــه يجــوز للجمعيــة العموميــة غــري العاديــة إذا مل يوجــد‬
‫نــص مانــع يف نظــام الرشكــة‪ ،‬أن تقــرر إصــدار أســهم ممتــازة أو تقــرر تحويــل األســهم العاديــة إىل أســهم‬
‫ممتــازة ال تعطــي الحــق يف التصويــت‪ ،‬ويجــوز أن تعطــي األســهم املمتــازة ألصحابهــا أولويــة يف الحصــول‬
‫عــىل نســبة أكــرث مــن األربــاح وكذلــك أولويــة يف اســرتداد مــا دفــع مــن رأس املــال عنــد التصفيــة أو أولويــة‬
‫يف األمريــن معـاً أو أيــة ميــزة أخــرى املــادة ‪ ١١٤‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ووفقـاً للــامدة الثالثــة والثالثــون مــن الضوابــط واإلجـراءات التنظيميــة الصــادرة تنفيــذا ً لنظــام الــرشكات‬
‫الخاصــة بــرشكات املســاهمة الصــادر عــن مجلــس هيئــة الســوق املاليــة فــان هنــاك مجموعة مــن الضوابط‬
‫التــي تحكــم تحويــل األســهم املمتــازة اىل أســهم عاديــة او األســهم العاديــة اىل أســهم ممتازةوتتمثــل هــذه‬
‫الضوابــط يف االيت‪:‬‬

‫أ‪ -‬ان ينص نظام الرشكة األساس عىل جواز ذلك‪،‬‬

‫ب‪ -‬الحصول عىل موافقة الجمعية العامة غري العادية عىل ذلك‪،‬‬

‫ج‪ -‬الحصــول عــىل موافقــة أصحــاب األســهم املمتــازة يف جمعيــة خاصــة بهــم إذا كان القــرار يتعلــق‬
‫بتحويــل األســهم املمتــازة اىل عاديــة أو تعديــل أي مــن حقــوق أصحــاب األســهم املمتــازة‪،‬‬

‫د‪ -‬عىل أال تتجاوز نسبة األسهم املمتازة ‪ ٪١٠‬من رأس مال الرشكة‪،‬‬

‫هـ‪ -‬أن يكون قد تم الوفاء برأس مال الرشكة بالكامل‪،‬‬

‫و‪ -‬االلتزام باألنظمة واللوائح األخرى ذات العالقة)‪.(٨٠٣‬‬

‫وملــا كانــت هــذه األســهم عدميــة الصــوت ‪-‬كــام ســلف البيــان‪ -‬فقــد أخرجهــا نــص املــادة ‪ ١١٤‬مــن‬
‫النصــاب النظامــي الــالزم لصحــة انعقــاد الجمعيــة العامــة العاديــة والجمعيــة العامــة غــري العاديــة للرشكــة‬
‫وإصدارهــا لقراراتهــا‪ ،‬وطبق ـاً لنــص املــادة ‪ ١١٦‬فإنــه يف حالــة عــدم توزيــع أربــاح عــن أي ســنة ماليــة‬

‫)‪ (٨٠٣‬املادة الثالثة والثالثون الضوابط واإلجراءات التنظيمية الصادرة تنفيذا ً لنظام الرشكات الخاصة برشكات املساهمة الصادر عن مجلس هيئة السوق املالية‬
‫مبوجب القرار رقم ‪ ٢٠١٦-١٢٧-٨‬وتاريخ ‪١٤٣٨/١/١٦‬هـ‪.‬‬
‫‪٣5١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫فإنــه ال يجــوز توزيــع أربــاح عــن الســنوات التاليــة إال بعــد دفــع النســبة املقــررة ألصحــاب األســهم عدميــة‬
‫الصــوت عــن هــذه الســنة‪ ،‬فــإذا فشــلت الرشكــة يف دفــع هــذه النســبة مــن األربــاح ملــدة ثــالث ســنوات‬
‫متتاليــة‪ ،‬فإنــه يجــوز للجمعيــة الخاصــة ألصحــاب هــذه األســهم أن تقــرر إمــا حضورهــم اجتامعــات‬
‫الجمعيــة العامــة للرشكــة واملشــاركة يف التصويــت‪ ،‬أو تعيــني ممثلــني عنهــم يف مجلــس اإلدارة مبــا يتناســب‬
‫مــع قيمــة أســهمهم يف رأس املــال‪ ،‬وذلــك إىل أن تتمكــن الرشكــة مــن دفــع كامــل أربــاح األولويــة املخصصــة‬
‫ألصحــاب هــذه األســهم عــن الســنوات الســابقة‪ .‬ومتــى قــرر حملــة األســهم حضــور اجتامعــات الجمعيــة‬
‫العامــة فإنــه يكــون لــكل ســهم صــوت‪ ،‬والحــق يف التصويــت عــىل كافــة بنــود أعــامل الجمعيــة العامــة)‪.(٨٠٤‬‬

‫‪ -4‬أسهم رأس المال وأسهم التمتع‪:‬‬


‫أســهم رأس املــال هــي األســهم التــي مل يقبــض املســاهم قيمتهــا اإلســمية مــن الرشكــة‪ ،‬أي التــي مل تســتهلك‪،‬‬
‫أمــا أســهم التمتــع فهــي الصكــوك التــي يتســلمها عندمــا يســرتد كل القيمــة اإلســمية الســهمه أثنــاء حيــاة‬
‫الرشكــة‪ ،‬أي عندمــا تســتهلك أســهمه‪.‬‬

‫واألصــل أنــه ال يجــوز رد قيمــة األســهم للمســاهمني إال عنــد انقضــاء الرشكــة وبعــد الوفــاء بديونهــا‪ ،‬إذ مــن‬
‫حــق كل مســاهم أن يبقــى يف الرشكــة طيلــة فــرتة قيامهــا وأن يتمتــع بكافــة حقــوق الرشيــك‪ ،‬إال أن الرشكــة‬
‫قــد تجــد مــن الــرضوري اســتهالك األســهم يف بعــض الحــاالت فتنــص عــىل ذلــك يف نظامهــا‪ ،‬كــام إذا كان‬
‫مرشوعهــا يهلــك تدريجيـاً أو يقــوم عــىل حقــوق مؤقتــة كــرشكات املناجــم واملحاجــر أو الــرشكات الحاصلــة‬
‫عــىل امتيــاز حكومــي مبقتضــاه تــؤول موجوداتهــا إىل الدولــة عنــد نهايــة املــدة‪.‬‬

‫وملــا كان األصــل أنــه ال يجــوز رد رأس املــال إىل املســاهمني أثنــاء حيــاة الرشكــة‪ ،‬فــإن االســتهالك تباع ـاً‬
‫بطريــق القرعــة الســنوية أو بأيــة طريقــة أخــرى يحقــق املســاواة كاســتهالك نســبة معينــة مــن جميــع‬
‫األســهم كل عــام بشــكل تدريجــي‪ ،‬كــام يجــوز أن يتــم االســتهالك عــن طريــق قيــام الرشكــة بـرشاء أســهمها‬
‫وإعدامهــا بــرشط أن يكــون ســعر األســهم يف هــذه الحالــة يف الســوق أقــل مــن قيمتهــا اإلســمية أو مســاوياً‬
‫لهــا وتعــدم األســهم التــي تحصــل عليهــا بهــذه الطريقــة‪ ،‬عــىل أن يكــون اســتهالك األســهم مــن أربــاح‬
‫الرشكــة أو مــن اإلحتياطــي الــذي يجــوز التــرصف فيــه)‪ ،(٨٠٥‬ويشــرتط يف ذلــك أن ينــص نظــام الرشكــة‬
‫األســاس عــىل اســتهالك الســهم أثنــاء قيــام الرشكــة املــادة ‪ ١/١١١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ونــص النظــام باملــادة ‪ ٣/١١١‬عــىل منــح أســهم متتــع ألصحــاب األســهم التــي تســتهلك بالقرعــة ويحــدد‬
‫نظــام الرشكــة حقــوق أصحــاب أســهم التمتــع‪ ،‬ويظــل صاحــب أســهم التمتــع محتفظ ـاً بصفتــه كرشيــك‬

‫)‪ (٨٠٤‬املادة السابعة والثالثون الضوابط واإلجراءات التنظيمية الصادرة تنفيذا ً لنظام الرشكات الخاصة برشكات املساهمة الصادر عن مجلس هيئة السوق املالية‬
‫مبوجب القرا رقم ‪ ٢٠١٦-١٢٧-٨‬وتاريخ ‪١٤٣٨/١/١٦‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (٨٠٥‬املادة الحادية عرشة بعد املائة من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣5٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫يف الرشكــة‪ ،‬يشــارك يف األربــاح ويف التصويــت يف الجمعيــة العموميــة‪ ،‬ويف فائــض التصفيــة‪ ،‬إال أن حقــه‬
‫يف األربــاح ويف فائــض التصفيــة أقــل مــن حــق أصحــاب رأس املــال‪ ،‬حيــث أنــه يجــب أن تخصــص نســبة‬
‫مئويــة مــن صــايف الربــح الســنوي لتــوزع عــىل أســهم رأس املــال باألولويــة عــىل أســهم التمتــع وذلــك وفقـاً‬
‫ملــا يحــدده نظــام الرشكــة األســاس املــادة ‪ ،٣/١١١‬وعنــد انقضــاء الرشكــة يكــون ألصحــاب أســهم رأس املــال‬
‫أولويــة الحصــول عــىل مــا يعــادل القيمــة اإلســمية ألســهمهم مــن فائــض التصفيــة املــادة ‪ ٤/١١٤‬مــن نظــام‬
‫الــرشكات‪.‬‬

‫‪ -٢56‬ثالثاً ‪ :‬تداول األسهم‪:‬‬


‫ذكرنــا أن مــن أهــم خصائــص الســهم قابليتــه للتــداول بالطــرق التجاريــة دون حاجــة التبــاع إج ـراءات‬
‫حوالــة الحــق‪ ،‬وهــذه الخاصيــة هــي التــي تفــرق بــني الســهم يف رشكات األمــوال والحصــة يف رشكات‬
‫األشــخاص‪.‬‬

‫ومتــى تــم التــرصف يف الســهم ترتــب عــىل ذلــك نشــوء عالقــة مبــارشة بــني الرشكــة واملتــرصف إليــه أو‬
‫املتنــازل إليــه‪ ،‬فيكــون لــه كافــة حقــوق املتنــازل والتزاماتــه‪ ،‬ومــن ثــم يكــون للرشكــة حــق مطالبتــه‬
‫بالوفــاء بالباقــي مــن قيمــة الســهم‪ ،‬كــام يكــون لــه وحــده حــق مطالبــة الرشكــة باألربــاح‪.‬‬

‫وقابليــة الســهم للتــداول مــن الحقــوق األساســية املقــررة للمســاهم‪ ،‬ومــع ذلــك فحريــة تــداول األســهم‬
‫ليســت مطلقــة وإمنــا تــرد عليهــا بضعــة قيــود بعضهــا قانــوين‪ ،‬وبعضهــا اتفاقــي‪.‬‬

‫‪-‬القيود القانونية(‪:)806‬‬

‫أورد نظام الرشكات عىل حرية تداول أسهم رشكات املساهمة قيدين أساسيني‪:‬‬

‫‪ .١‬ال يجــوز تــداول األســهم النقديــة والعينيــة الخاصــة باملؤسســني قبــل نــرش القوائــم املاليــة عــن ســنتني‬
‫ماليتــني ال تقــل كل منهــام عــن اثنــى عــرش شــهرا ً مــن تاريــخ تأســيس الرشكــة‪ ،‬ويــؤرش عــىل هــذه الصكــوك‬
‫مبــا يــدل عــىل نوعهــا وتاريــخ تأســيس الرشكــة واملــدة التــي ميتنــع فيهــا تداولهــا املــادة ‪.(٨٠٧) ١ /١٠٧‬‬

‫والحكمــة مــن هــذا القيــد هــي الرغبــة يف قطــع ســبيل الغــش عــىل املؤسســني الذيــن قــد يقومــون عــىل‬
‫مــرشوع فاشــل أو يرتكبــون أثنــاء التأســيس بعــض األفعــال الضــارة بالرشكــة‪ ،‬ثــم يســارعون مبجــرد إنشــاء‬

‫)‪ (٨٠٦‬تم إلغاء القيود النظامية يف مرشوع نظام الرشكات‪ ،‬انظر املادة السادسة عرشة بعد املائة‪.‬‬
‫)‪ (٨٠٧‬وتحقيقاً لذات الهدف قيض نظام الرشكات برسيان القيد الخاص بحظر التداول يف حالة تحول الرشكة إىل رشكة مساهمة‪ ،‬عىل أن تبدأ مدة الحظر اعتبارا ً‬
‫من تاريخ صدور قرار املوافقة عىل التحول‪ ،‬فإذا اقرتن تحول الرشكة بزيادة رأس املال عن طريق االكتتاب العام فال يرسي الحظر عىل األسهم املكتتب بها عن‬
‫هذا الطريق املادة ‪ ١ /١٨٧‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣5٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫الرشكــة إىل التخلــص مــن أســهمهم مقابــل قبــض قيمتهــا‪ ،‬لذلــك رأى املــرشع مــن الواجــب أن يربــط أقــدار‬
‫املؤسســني بأقــدار الرشكــة‪ ،‬ويحقــق بذلــك نوعـاً مــن ضــامن جديــة املؤسســني وصــدق نواياهــم)‪.(٨٠٨‬‬

‫ومــع ذلــك يجــوز خــالل فــرتة الحظــر نقــل ملكيــة األســهم النقديــة وفق ـاً ألحــكام »بيــع الحقــوق« مــن‬
‫أحــد املؤسســني إىل مؤســس آخــر إذ ال يرتتــب عــىل التــرصف يف هــذه الحالــة نقــل ملكيــة األســهم إىل‬
‫الجمهــور)‪ ،(٨٠٩‬كذلــك يجــوز لورثــة أحــد املؤسســني يف حالــة وفاتــه أن يبيعــوا هــذه األســهم إىل الغــري حيــث‬
‫أن األســهم تكــون قــد خرجــت مــن ملكيــة املؤســس باملـرياث‪ ،‬أو يف حالــة التنفيــذ عــىل أمــوال املؤســس‬
‫املعــرس أو املفلــس عــىل أن تكــون أولويــة امتــالك تلــك األســهم للمؤسســني اآلخريــن املــادة ‪.٢ /١٠٧‬‬

‫‪ .٢‬ال يجــوز تــداول األســهم التــي ميلكهــا عضــو مجلــس اإلدارة أو أعضــاء لجنــة املراجعــة أو كبــار التنفيذيــن‬
‫أو أي شــخص ذي عالقــة بــأي منهــم يف أي أوراق ماليــة لل ُمصــدر وذلــك خــالل ال‪ ١٥‬يوم ـاً تقوميي ـاً التــي‬
‫تســبق نهايــة ربــع الســنة املاليــة حتــى تاريــخ اإلفصــاح عــن القوائــم املاليــة وبعــد فحصهاواإلفصــاح عنهــا‪،‬‬
‫وكذلــك خــالل ال‪ ٣٠‬يومـاً تقومييـاً التــي تســبق نهايــة الســنة املاليــة حتــى تاريــخ اإلفصــاح عــن القوائــم‬
‫املاليــة الســنوية املراجعــة أو القوائــم املاليــة األوليــة للربــع يف حــال قــام املصــدر باإلفصــاح عنهــا بعــد‬
‫فحصهــا واســتيفائه متطلبــات املــادة ‪ ٦٣‬مــن قواعــد طــرح األوراق املاليــة وااللتزامــات املســتمرة)‪.(٨١٠‬‬

‫‪-‬القيود االتفاقية‪:‬‬

‫يجــوز أن يتضمــن نظــام الرشكــة قيــودا ً عــىل تــداول األســهم بــرشط أال يكــون مــن شــأنها تحريــم هــذا‬
‫التــداول املــادة ‪ ١٠٨‬وذلــك ألن تنــازل املســاهم عــن أســهمه يعتــرب حق ـاً أساســياً للمســاهم وخصيصــة‬
‫الزمــة للســهم عــىل مــا ذكرنــا‪ ،‬ومــن أمثلــة القيــود االتفاقيــة النــص يف نظــام الرشكــة عــىل تحريــم التنــازل‬
‫ألشــخاص معينــني كاألشــخاص الذيــن يزاولــون اعــامالً منافســة للرشكــة‪ ،‬أو عــىل رضورة عــرض األســهم‬
‫امل ـراد بيعهــا عــىل بقيــة املســاهمني قبــل بيعهــا للغــري‪ ،‬أو عــىل حــق الرشكــة يف اســرتداد هــذه األســهم‪،‬‬
‫وللقضــاء مراقبــة مــدى صحــة هــذه الــرشوط ومــدى إمــكان االحتجــاج بهــا‪.‬‬

‫)‪ (٨٠٨‬انظر الدكتور محمد عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٥٧‬‬
‫)‪ (٨٠٩‬واملقصود بأحكام بيع الحقوق هو االنتقال بطريق الحوالة املدنية إذ ميتنع التناول عن مثل هذه األسهم يف سجالت الرشكة‪ ،‬انظر الدكتور أكثم الخويل‬
‫»دروس‪«...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٢٠٥‬‬
‫)‪(٨١٠‬املادة الثامنة والستون من قواعد طرح األوراق املالية وااللتزامات املستمرة الصادرة عن مجلس هيئة السوق املالية مبوجب القرار رقم ‪٢٠١٧-١٢٣-٣‬‬
‫وتاريخ ‪١٤٣٩/٤/٩‬هـ‪.‬‬
‫‪٣54‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫المبحث الثاني‬

‫السندات والصكوك التمويلية‬

‫‪ -٢57‬تعريف السندات والصكوك التمويلية وبيان خصائصها‪:‬‬


‫الســندات عبــارة عــن صكــوك متســاوية القيمــة وقابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة متثــل دين ـاً يف ذمــة‬
‫الرشكــة وتســتحق الوفــاء يف امليعــاد املحــدد‪ .‬بينــام تعــرف الصكــوك املاليــة بأنهــا وثائــق متســاوية القيمــة‬
‫عنــد إصدارهــا متثــل حصصـاً شــائعة يف ملكيــة أعيــان أو منافــع أو خدمــات أو يف موجــودات مــرشوع معــني‬
‫أو نشــاط اســثامري خــاص ينشــأ بقيمــة تلــك الصكــوك)‪.(٨١١‬‬

‫فالرشكــة قــد تحتــاج أثنــاء حياتهــا إىل أمــوال جديــدة نتيجــة لتوســع نشــاطها وهــي تســتطيع أن تحصــل‬
‫عــىل هــذه األمــوال إمــا عــن طريــق زيــادة رأس مالهــا وامــا عــن طريــق االق ـرتاض‪ ،‬والغالــب أن تفضــل‬
‫الرشكــة اللجــوء إىل األســلوب األخــري نظ ـرا ً ملــا تقتضيــه زيــادة رأس املــال مــن إج ـراءات ومــا تــؤدي إليــه‬
‫مــن إدخــال مســاهمني جــدد يشــاركون يف اربــاح الرشكــة‪ ،‬وإذا كان مبلــغ القــرض غــري كبــري وأجــل وفائــه‬
‫قصـريا ً لجــأت الرشكــة إىل البنــوك‪ ،‬أمــا إذا كان مبلــغ القــرض كبــري وأجــل وفائــه طويـالً فــإن الرشكــة تلجــأ‬
‫إىل الجمهــور‪ ،‬وذلــك عــن طريــق إصــدار ســندات بقيمــة القــرض وطرحهــا لالكتتــاب العــام‪.‬‬

‫وتتميــز الســندات عــن األســهم مــن حيــث أن األوىل متثــل حــق دائــن يف حــني أن الثانيــة متثــل حصــة‬
‫رشيــك‪ ،‬ومــن ثــم فــإن حامــل الســند يعتــرب دائنـاً للرشكــة‪ ،‬لــه الحــق يف اســرتداد قيمــة الســند يف املوعــد‬
‫املحــدد ويف تقــايض الفوائــد إن وجــدت أيـاً كان املركــز املــايل للرشكــة‪ ،‬ولــه ضــامن عــام عــىل أمــوال الرشكــة‬
‫فيتقــدم عــىل أصحــاب األســهم الذيــن يقتســمون موجــودات الرشكــة بعــد ســداد ديونهــا ومنهــا ديــون‬
‫حملــة الســندات‪ ،‬ولكــن حامــل الســند ال يشــارك يف إدارة الرشكــة وليــس لــه بعــد اســرتداد قيمــة ســنده أي‬
‫حــق قبــل الرشكــة‪ ،‬أمــا حامــل الســهم فيحصــل عــىل ربــح متغــري بحســب حالــة الرشكــة‪ ،‬وال يســرتد قيمــة‬
‫الســهم طاملــا بقيــت الرشكــة فيــام عــدا حالــة اســتهالك األســهم‪ ،‬ولحامــل الســهم حــق حضــور الجمعيــات‬
‫العموميــة وحــق الرقابــة عــىل الرشكــة)‪.(٨١٢‬‬

‫وتتشــابه الصكــوك مــع األســهم يف أن كالهــام وثائــق اســمية متســاوية القيمــة ملالكهــا الحــق يف الحصــول‬
‫عــىل األربــاح‪ .‬إال أن الصكــوك التمويليــة تختلــف عــن األســهم مــن حيــث أن االوىل متثــل حــق دائــن يف‬
‫حــني أن الثانيــة متثــل حصــة رشيــك‪ ،‬ومــن ثــم فــإن حامــل الصــك يعتــرب دائن ـاً للرشكــة‪ ،‬لــه الحــق يف‬

‫)‪(٨١١‬الدكتور خالد الرويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٤٣٩‬‬


‫)‪ (٨١٢‬انظر جيبينو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج ‪ ٢‬ص ‪ ٦٣٤‬وما بعدها‪ ،‬ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ١٤٠٩‬وما يليه‪ ،‬جيجالر وايبوليتو‪ ،‬الرشكات التجارية‪ ،‬ص ‪٥٦٦‬‬
‫وما بعدها‪ ،‬الدكتور محمد حسني‪ ،‬وعيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٢٧٦‬وما يليه‪ ،‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٣٥٧‬وما يليه‪،‬‬
‫الدكتور عيل البارودي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٢٣٨‬وما يليه‪.‬‬
‫‪٣55‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫اســرتداد قيمــة الصــك يف املوعــد املحــدد يف نــرشة اإلصــدار وغالب ـاً قبــل انقضــاء الرشكــة‪ ،‬إال أن حامــل‬
‫الصــك يتحمــل مخاطــر املــرشوع وال يتحمــل املصــدر القيمــة األســمية للصــك‪ ،‬كــام أن حامــل الصــك ال‬
‫يشــارك يف إدارة الرشكــة وليــس لــه بعــد اســرتداد قيمــة ســنده أي حــق قبــل الرشكــة‪ ،‬أمــا حامــل الســهم‬
‫فيحصــل عــىل ربــح متغــري بحســب حالــة الرشكــة‪ ،‬وال يســرتد قيمــة الســهم طاملــا بقيــت الرشكــة فيــام عــدا‬
‫حالــة اســتهالك األســهم‪.‬‬

‫كــام تتميــز الســندات عــن الصكــوك مــن حيــث أنهــا متثــل قرض ـاً جامعي ـاً‪ ،‬فالرشكــة ال تتعاقــد مــع كل‬
‫مقــرض عــىل حــده ولكــن مــع مجمــوع املقرضــني‪ ،‬فالرشكــة تحــدد مبلــغ القــرض ثــم تصــدر مبقــداره عــددا ً‬
‫مــن الســندات متســاوية القيمــة‪ ،‬فيكــون كل حامــل ســند يف نفــس املركــز القانــوين الــذي يوجــد فيــه‬
‫اآلخــرون إزاء الرشكــة‪ .‬كــام أن مــا يحصــل عليــه حامــل الســند عبــارة عــن فوائــد‪ ،‬بينــام الصكــوك يحصــل‬
‫مالكهــا عــىل ربــح‪ .‬وأخ ـريا ً‪ ،‬يضمــن املصــدر الوفــاء بقيمــة الســند بينــام ال يضمــن املصــدر قيمــة الصــك‬
‫عــىل مــا ســبق بيانــه‪.‬‬

‫‪ -٢58‬شروط إصدار السندات‪:‬‬

‫طبقاً لنظام الرشكات يجب إلصدار السندات توفر الرشوط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .١‬مراعاة األحكام الرشعية للديون عند إصدار أدوات الدين وتداولها املادة ‪ ١٢١‬من النظام‪.‬‬

‫‪ .٢‬إعــداد نــرشة إصــدار واحــدة تغطــي الحــد األعــىل لقيمــة أدوات الديــن التــي قــد يتــم إصدارهــا ضمــن‬
‫برنامــج اإلصــدار‪ ،‬واملوافقــة عليهــا مــن قبــل الهيئــة‪ ،‬باإلضافــة اىل طــرح أدوات الديــن خــالل مــدة ال‬
‫تتجــاوز ‪ ٢٤‬شــهرا ً مــن تاريــخ اعتــامد نــرشة اإلصــدار املــادة ‪/٢٤‬ب قواعــد طــرح األوراق املاليــة واإللتزامــات‬
‫املســتمرة‪.‬‬

‫‪ .٣‬ال يجــوز تســجيل أدوات الديــن القابلــة للتحــول وطرحهــا مــامل تكــن فئــة األســهم التــي يكــون التحويــل‬
‫إليهــا مدرجــة املــادة ‪/٢٥‬أ‪ ٢/‬مــن قواعــد طــرح األوراق املاليــة‬

‫‪ .٤‬عــدم جــواز تقديــم طلــب تســجيل األوراق املاليــة وطرحهــا إال بعــد مــيض ســنة ماليــة عــىل األقــل مــن‬
‫تاريــخ انتهــاء تنفيــذ التغيــري الجوهــري ذي العالقــة املــادة ‪ ٦/٢٣‬مــن قواعــد طــرح األوراق املاليــة )‪.(٨١٣‬‬

‫)‪ (٨١٣‬يقصد بالتغيريات الهيكلية الجوهرية‪ :‬أ‪ .‬الترصف يف أي من أصول املصدر يكون قد ساهم يف تحقيق ‪ ٪٣٠‬أو أكرث من إيرادات أو صايف دخل املصدر بناء‬
‫عىل أحدث قوائم مالية سنوية‪ ،‬ب‪.‬األستحواذ عىل أصول تزيد قيمتها عن ‪ ٪٣٠‬أو أكرث من صايف أصول املصدر بنا ًء عىل أحدث قوائم مالية سنوية‪ ،‬ج‪ .‬األستحواذ‬
‫عىل رشكة متثل حقوق املالك فيها ‪ ٪٣٠‬أو أكرث من حقوق املالك للمصدر بنا ًء عىل أحدث قوائم مالية سنوية‪.‬‬
‫‪٣56‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ولقــد نظمــت املــادة ‪ ١٢٢‬مــن نظــام الــرشكات أحــكام اصــدار أدوات ديــن أو صكــوك متويليــة قابلــة‬
‫للتحويــل إىل أســهم‪ ،‬وفــق مايــيل‪:‬‬

‫للرشكــة بعــد موافقــة الجمعيــة العامــة غــري العاديــة أن تحــدد الحــد األقــىص لعــدد األســهم التــي يجــوز‬
‫إصدارهــا‪ ،‬ســواء أصــدرت يف الوقــت نفســه أو مــن خــالل سلســلة مــن اإلصــدارت‪ .‬وعنــد انتهــاء فــرتة‬
‫طلــب التحويــل املحــددة لحملــة تلــك األدوات والصكــوك وبنــاء عــىل طلــب حامليهــا يتــم تحويلهــا اىل‬
‫أســهم‪ ،‬ويكــون ملجلــس اإلدارة ودون حاجــة اىل موافقــة جديــدة مــن الجمعيــة العامــة غــري العاديــة‬
‫إصــدار أســهامً جديــدة مقابــل تلــك األدوات أو الصكــوك‪.‬‬

‫كــام أنــه ليــس هنــاك مــا مينــع مــن أن تقــوم الرشكــة بتحويــل الســندات إىل أســهم‪ ،‬وبذلــك تحــدث مقاصــة‬
‫بــني حــق الرشكــة يف قيمــة الســهم والتزامهــا بــرد القيمــة اإلســمية للســند‪ ،‬إمنــا يشــرتط لجــواز ذلــك أن‬
‫ينــص عــىل هــذه الطريقــة يف نــرشة االكتتــاب‪ ،‬ويظــل لحامــل الســند يف هــذه الحالــة الخيــار بــني قبــول‬
‫التحويــل أو قبــض القيمــة اإلســمية للســند‪.‬‬

‫وملــا كان تحويــل الســندات إىل أســهم ينطــوي عــىل زيــادة يف رأس مــال الرشكــة بقــدر قيمــة الســندات‪،‬‬
‫فإنــه ينبغــي اتبــاع اإلج ـراءات املقــررة لزيــادة رأس املــال وعــىل وجــه الخصــوص قيــام مجلــس اإلدارة‬
‫بشــهر اكتــامل إج ـراءات كل زيــادة يف رأس املــال بالطريقــة املحــددة يف النظــام لشــهر ق ـرارات الجمعيــة‬
‫العامــة غــري العاديــة‪.‬‬

‫ولحامــل الســند حــق اســرتداد القيمــة اإلســمية للســند وفق ـاً لــرشوط اإلصــدار‪ ،‬وال يجــوز تقديــم ميعــاد‬
‫الوفــاء أو تأخــريه‪ ،‬غــري أنــه ملــا كان الوفــاء بجميــع قيمــة الســندات دفعــة واحــدة عنــد حلــول أجــل الوفــاء‬
‫قــد يكــون متعــذرا ً عــىل الرشكــة‪ ،‬فقــد جــرى العمــل عــىل أن تحتفــظ الرشكــة لنفســها بــرشط رصيــح يف‬
‫نــرشة االكتتــاب يف اســتهالك عــدد مــن الســندات ســنوياً بطريــق القرعــة‪ .‬ولكــن يجــوز للرشكــة دامئ ـاً أن‬
‫تقــوم باســتهالك ســنداتها عــن طريــق رشائهــا مــن الســوق‪ ،‬ألن الســندات قابلــة للتــداول‪.‬‬

‫ويتــم اســتهالك الســندات مــن األربــاح أو مــن االحتياطــي أو مــن رأس املــال‪ ،‬وليــس لدائــن الرشكــة أن‬
‫يتــرضر مــن اســتهالك الســندات مــن رأس املــال‪ ،‬إذ أن نقصــان رأس املــال يف هــذه الحالــة يقابلــه نقــص‬
‫مامثــل يف مقــدار ديــون الرشكــة‪ ،‬وذلــك عــىل عكــس اســتهالك األســهم الــذي ال يجــوز أن يســتهلك إال مــن‬
‫األربــاح أو االحتياطــي‪.‬‬

‫هــذا وتنــص بعــض الترشيعــات عــىل إنشــاء جامعــة أو نقابــة لحملــة الســندات للدفــاع عــن مصالحهــم‬
‫واعرتفــت لهــا بالشــخصية املعنويــة‪ ،‬ويف اململكــة تنــص املــادة ‪ ١٢٥‬مــن نظــام الــرشكات عــىل أن تــرسي‬
‫ق ـرارات جمعيــات املســاهمني عــىل أصحــاب أدوات الديــن والصكــوك التمويليــة‪ ،‬ومــع ذلــك ال يجــوز‬
‫‪٣57‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫للجمعيــات املذكــورة أن تعــدل الحقــوق املقــررة لهــم إال مبوافقــة تصــدر منهــم يف جمعيــة خاصــة بهــم‬
‫تعقــد وفق ـاً ألحــكام املــادة ‪.٨٩‬‬

‫ويســتفاد مــن هــذا النــص أن نظــام الــرشكات الســعودي يوجــد تنظي ـامً جامعي ـاً لحملــة أدوات الديــن‬
‫والصكــوك التمويليــة يف هــذا الصــدد أي عندمــا يتعلــق األمــر بتعديــل الحقــوق املقــررة لهــم‪.‬‬

‫وحاميــة لحملــة أدوات الديــن والصكــوك التمويليــة ولــكل مــن لــه مصلحــة‪ ،‬يكــون لهــم الحــق يف التقــدم‬
‫للجهــة القضائيــة املختصــة بطلــب إبطــال التــرصف الــذي تــم باملخالفــة ألحــكام املادتــني ‪ ١٢٢،١٢٣‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات كعــدم النــص يف نــرشة اإلصــدار عــىل تحويــل أدوات الديــن ألســهم أو عــدم الحصــول عــىل‬
‫موافقــة حامليهــا‪ ،‬عــالوة عــىل حــق أصحــاب أدوات الديــن أو الصكــوك التمويليــة يف التعويــض عــن الــرضر‬
‫الــذي يلحــق بهــم املــادة ‪ ١٢٤‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪٣58‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫الفصل الرابع‬

‫نشاط شركة المساهمة‬

‫‪ -٢٥٩‬عــىل خــالف قواعــد اإلدارة يف رشكات األشــخاص التــي تتســم بالبســاطة‪ ،‬فــإن التنظيــم القانــوين إلدارة‬
‫رشكــة املســاهمة يتميــز بــيشء مــن التعقيــد‪ ،‬حيــث صيــغ عــىل منــط نظــام الحكــم يف الدولــة الدميقراطيــة‪،‬‬
‫وأســند بالتــايل تســيري دفــة األمــور يف الرشكــة إىل ثــالث هيئــات هــي‪ :‬الجمعيــة العموميــة ومجلــس اإلدارة‬
‫ولجنــة املراجعــة‪.‬‬

‫فالجمعيــة العموميــة للمســاهمني هــي الســلطة العليــا يف الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه ملــا كان مــن املتعــذر عليهــا‬
‫بســبب كــرثة عــدد املســاهمني أن تقــوم بترصيــف أمــور الرشكــة العاديــة‪ ،‬فإنهــا تقــوم بانتخــاب عــدد قليــل‬
‫مــن املســاهمني كأعضــاء يف مجلــس اإلدارة‪ ،‬الذيــن يتولــون تســيري املــرشوع والهيمنــة عــىل نشــاطه كــام‬
‫تقــوم الجمعيــة العموميــة أيضـاً بتعيــني أعضــاء لجنــة املراجعــة ومراجــع الحســابات الذيــن يتولــون الرقابــة‬
‫عــىل أعــامل مجلــس اإلدارة وماليــة الرشكــة نيابــة عنهــا‪.‬‬

‫وســنتكلم عــن مجلــس اإلدارة ولجانــه والجمعيــة العامــة والرقابــة عــىل الرشكــة يف مباحــث ثالثــة‪ ،‬ثــم‬
‫نعقــب ذلــك بالحديــث يف مبحــث رابــع عــن ماليــة رشكــة املســاهمة‪.‬‬

‫‪٣59‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫المبحث األول‬

‫مجلس اإلدارة‬

‫‪ -٢٦٠‬مجلــس اإلدارة هــو الســلطة التنفيذيــة للرشكــة التــي تتــوىل تســيري أعــامل الرشكــة وتهيمــن عــىل‬
‫نشــاطها‪ ،‬وقــد عنــى نظــام الــرشكات ببيــان كيفيــة تشــكيل هــذا املجلــس وســلطاته وانعقــاده ومكافــآت‬
‫أعضائــه والتزاماتهــم ولجانــه‪.‬‬

‫‪ -٢6١‬تشكيل المجلس‪:‬‬
‫تتــوىل الجمعيــة العموميــة انتخــاب أعضــاء مجلــس اإلدارة عــىل أن ال يقــل عــدد أعضــاء مجلــس اإلدارة عن‬
‫ثالثــة وال يزيــد عــىل أحــد عــرش)‪ ،(٨١٤‬ويجــب عــىل كل حــال أن يتناســب عــدد أعضــاء املجلــس مــع حجــم‬
‫الرشكــة وطبيعــة نشــاطها)‪ .(٨١٥‬ولــكل مســاهم الحــق يف ترشــيح نفســه أو شــخص آخــر لعضويــة مجلــس‬
‫اإلدارة يف حــدود نســبة ملكيتــه يف رأس املــال)‪.(٨١٦‬‬

‫ولضــامن اســتقاللية عمــل املجلــس ورفــع كفاءتــه‪ ،‬يجــب أن تكــون أغلبيتــه مــن األعضــاء غــري التنفيذيــن‬
‫وأن ال يقــل عــدد أعضائــه املســتقلني عــن عضويــن أو عــن ثلــث أعضــاء املجلــس أيهــام أكــرث)‪ .(٨١٧‬ولقــد‬
‫عرفــت املــادة ‪ ١‬مــن الئحــة حوكمــة الــرشكات العضــو التنفيــذي بأنــه‪ :‬العضــو الــذي يكــون متفرغ ـاً يف‬
‫اإلدارة التنفيذيــة للرشكــة ويشــارك يف األعــامل اليوميــة لهــا‪ .‬بينــام عرفــت العضــو املســتقل بأنــه‪ :‬عضــو‬
‫غــري تنفيــذي يتمتــع باالســتقالل التــام يف مركــزه وادارتــه‪ ،‬وال تنطبــق عليــه أي مــن عــوارض االســتقالل‬
‫املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪ ٢٠‬مــن الالئحــة)‪.(٨١٨‬‬

‫ومل يحــدد نظــام الــرشكات مــدة العضويــة يف املجلــس‪ ،‬وتــرك أمــر ذلــك لنظــام الرشكــة‪ ،‬واقتــرص عــىل بيــان‬
‫الحــد األقــىص ملــدة العضويــة وهــو ثــالث ســنوات‪ ،‬مــع اســتثناء أول مجلــس إدارة حيــث يجــوز أن تصــل‬

‫)‪ (٨١٤‬املادة الثامنة والستون الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪(٨١٥‬املادة السادسة عرشة الفقرة ‪ ١‬من الئحة حوكمة الرشكات الصادرة عن مجلس هيئة السوق املالية مبوجب القرار رقم ‪ ٢٠١٧-١٦-٨‬وتاريخ ‪١٤٣٨/٥/١٦‬هـ‪.‬‬
‫)‪(٨١٦‬املادة الثامنة والستون الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨١٧‬املادة السادسة عرشة الفقرة ‪ ٣،٢‬من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨١٨‬عوارض االستقالل هي‪ :‬أن ال يكون مالكاً ملا نسبته ‪ ٪٥‬أو أكرث من أسهم الرشكة أو من أسهم رشكة أخرى من مجموعتها أو له صلة قرابة مع من ميلك‬
‫هذه النسبة وأن ال يكون ممثالً لشخص ذي صفة اعتبارية ميلك ‪ ٪٥‬أو أكرث من أسهم الرشكة أو من أسهم رشكة أخرى من مجموعتها‪،‬أن تكون له صلة قرابة مع‬
‫أي من أعضاء مجلس اإلدارة يف الرشكة أو يف رشكة أخرى من مجمموعته‪ ،‬أن تكون له صلة قرابة مع أي من كبار التنفيذينني يف الرشكة أو يف رشكة أخرى من‬
‫مجموعتها‪ ،‬أن يكون عضو مجلس إدارة يف رشكة أخرى من مجموعة الرشكة املرشح لعضوية مجلس إدارتها‪ ،‬أن يعمل أو كان يعمل موظفاً خالل العامني املاضيني‬
‫لدى الرشكة أو أي طرف متعامل معها أو رشكة أخرى من مجموعتها‪ ،‬كمراجعي احلسابات وكبار املوردين‪ ،‬أو أن يكون مالكاً لحصص سيطرة لدى أي من تلك‬
‫األطراف خالل العامني املاضيني‪ ،‬أن تكون ل مصلحة مبارشة أو غري مبارشة يف األعامل والعقود التي تتم لحساب الرشكة‪ ،‬أن يتقاىض مبالغ مالية من الرشكة عالوة‬
‫عىل مكافأة عضوية جملس اإلدارة أو أي من لجانه تزيد عن ‪ ٢٠٠،٠٠٠‬ريال أو عن ‪ ٪ ٥٠‬من مكافأته يف العام السابق التي تحصل عليها مقابل عضوية مجلس‬
‫اإلدارة أو أي من لجانه أيهام أقل‪ ،‬أن يشرتك يف عمل من شأن منافسة الرشكة‪ ،‬أو أن يتجر يف أحد فروع النشاط الذي تزاول الرشكة‪ ،‬أن يكون قد أمىض ما يزيد‬
‫عىل تسع سنوات متصلة أو منفصلة يف عضوية مجلس إدارة الرشكة‪.‬‬
‫إال أنه ال يعد من قبيل املصلحة النافية الستقاللية عضو مجلس اإلدارة التي يجب لها الحصول عىل ترخيص من الجمعية العامة العادية‪ ،‬األعامل والعقود‬
‫التي تتم مع عضو مجلس اإلدارة لتلبية احتياجاته الشخصية إذا متت هذه األعامل والعقود بنفس األوضاع والرشوط التي تتّبعها الرشكة مع عموم املتعاقدين‬
‫واملتعاملني وكانت ضمن نشاط الرشكة املعتاد‪ ،‬ما مل ت َر لجنة الرتتشيحات خالف ذلك‪.‬‬

‫‪٣60‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫مــدة العضويــة فيــه إىل خمــس ســنوات‪ ،‬ويجــوز دامئـاً إعــادة انتخــاب أعضــاء املجلــس مــا مل ينــص نظــام‬
‫الرشكــة عىل غــري ذلــك)‪.(٨١٩‬‬

‫وللجمعيــة العامــة صالحيــة عــزل أعضــاء مجلــس اإلدارة أو بعضهــم يف أي وقــت ولــو نــص نظــام الرشكــة‬
‫األســاس عــىل خــالف ذلــك‪ ،‬مــع حــق العضــو املعــزول باملطالبــة بالتعويــض متــى مــا كان العــزل لســبب غري‬
‫مقبــول أو يف وقــت غــري مناســب‪ ،‬ولعضــو مجلــس اإلدارة الحــق يف اعتـزال اإلدارة رشيطــة أن يكــون ذلــك‬
‫يف وقــت مناســب وإال كان مســئوالً عــام يرتتــب عــىل اإلعتـزال مــن أرضار املــادة ‪ ٣/٦٨‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫هــذا وإذا شــغر مركــز أحــد أعضــاء مجلــس اإلدارة ألي ســبب مــن األســباب ومل ينــص نظــام الرشكــة عــىل‬
‫كيفيــة معالجــة هــذا الوضــع‪ ،‬كان ملجلــس اإلدارة اســتثنا ًء أن يعــني عضــوا ً مؤقت ـاً لشــغل املركــز الشــاغر‬
‫بحســب الرتتيــب يف الحصــول عــىل األصــوات‪ ،‬عــىل أن يعــرض هــذا التعيــني عــىل الجمعيــة العموميــة يف‬
‫أول اجتــامع لهــا‪ ،‬ويكمــل العضــو الجديــد مــدة ســلفه‪ ،‬أمــا إذا هبــط عــدد أعضــاء مجلــس اإلدارة عــن‬
‫الحــد األدىن املنصــوص عليــه يف نظــام الــرشكات أي عــن ثالثــة‪ ،‬أو عــن الحــد األدىن املنصــوص عليهــا يف‬
‫نظــام الرشكــة وجبــت دعــوة الجمعيــة العموميــة العاديــة خــالل ســتني يوم ـاً لتعيــني العــدد الــالزم مــن‬
‫األعضــاء املــادة ‪.٧٠‬‬

‫وإذا قــدم رئيــس وأعضــاء مجلــس اإلدارة اســتقاالتهم‪ ،‬أو إذا مل تتمكــن الجمعيــة العامــة مــن انتخــاب‬
‫مجلــس إدارة للرشكــة‪ ،‬فعــىل الوزيــر‪ ،‬أو مجلــس الهيئــة يف الــرشكات املدرجــة يف الســوق املاليــة‪ ،‬تشــكيل‬
‫لجنــة مؤقتــة مــن ذوي الخــربة واالختصــاص بالعــدد الــذي ي ـراه مناســباً‪ ،‬ويعــني لهــا رئيس ـاً ونائب ـاً لــه‬
‫مــن بــني أعضائهــا‪ ،‬لتتــوىل اإلرشاف عــىل إدارة الرشكــة‪ ،‬ودعــوة الجمعيــة العامــة لالجتــامع خــالل مــدة‬
‫ال تزيــد عــىل ثالثــة أشــهر مــن تاريــخ تشــكيل اللجنــة املذكــورة؛ النتخــاب مجلــس إدارة جديــد للرشكــة‪.‬‬
‫ومينــح رئيــس اللجنــة وأعضاؤهــا مكافــآت عــىل حســاب الرشكــة‪ ،‬وفقـاً ملــا يقــرره الوزيــر أو مجلــس الهيئــة‬
‫بحســب األحــوال)‪.(٨٢٠‬‬

‫‪ -‬رئيــس مجلــس اإلدارة والعضــو المنتــدب‪ :‬ويختــار مجلــس اإلدارة مــن بــني أعضائــه رئيسـاً ونائبـاً‪ ،‬ويجــوز‬
‫أن يعــني عضــوا ً منتدبـاً‪ ،‬وال يجــوز أن يجمــع عضــو واحــد بــني مركــز رئيــس املجلــس وأي منصــب تنفيــذي‬
‫يف الرشكة)‪.(٨٢١‬‬

‫ويحــدد نظــام الرشكــة اختصاصــات رئيــس املجلــس والعضــو املنتــدب واملكافــأة الخاصــة التــي يحصــل‬
‫عليهــا كل منهــام باإلضافــة إىل املكافــأة املقــررة ألعضــاء املجلــس وإذا خــال نظــام الرشكــة مــن أحــكام يف‬

‫)‪ (٨١٩‬املادة الثامنة والستون الفقرة ‪ ٣‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٢٠‬املادة ‪ ٦٩‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٢١‬وملجلس اإلدارة أن يعني له أمني رس يختاره من بني أعضائه أو من غريهم ويحدد اختصاصاته ومكافآته‪ ،‬وذلك إذا مل يتضمن نظام الرشكة أحكاماً يف هذا‬
‫الخصوص املادة ‪.٣ /٨١‬‬
‫‪٣6١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫هــذا الشــأن تــوىل مجلــس اإلدارة توزيــع االختصاصــات وتحديــد املكافــأة الخاصــة‪ ،‬وال تزيــد مــدة رئيــس‬
‫املجلــس ونائبــه والعضــو املنتــدب وأمــني الــرس عــن مــدة عضويــة كل منهــام يف املجلــس‪ ،‬ويجــوز دامئ ـاً‬
‫إعــادة تعيــني العضــو املنتــدب وأمــني الــرس مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل غــري ذلــك‪ ،‬ويبــارش رئيــس‬
‫مجلــس اإلدارة والعضــو املنتــدب عملــه التنفيــذي تحــت رقابــة مجلــس اإلدارة وللمجلــس وللجمعيــة‬
‫العامــة يف كل وقــت عــزل الرئيــس أو عضــوه املنتــدب ويكــون للعضــو املعــزول الحــق يف التعويــض إذا‬
‫وقــع العــزل لغــري مــربر مقبــول أو يف وقــت غــري الئــق )‪.(٨٢٢‬والواضــح مــن صياغــة نــص املــادة ‪ ١/٨١‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات ســالفة الذكــر التــي اســتهل بعبــارة »مــع مراعــاة نصــوص نظــام الرشكــة« أن الحكــم الــذي‬
‫تضمنــه هــذا النــص والــذي يقــيض بــأن »يعــني مجلــس اإلدارة مــن بــني أعضائــه رئيسـاً وعضــوا ً منتدبـاً« ال‬
‫يعــد حكـامً ملزمـاً وقاعــدة آمــره ال يجــوز مخالفتهــا‪ ،‬إذ مفــاد العبــارة املشــار إليهــا أن يــرتك لنظــام الرشكــة‬
‫أمــر تحديــد الهيــكل التنظيمــي ملجلــس إدارتهــا‪ ،‬ومــا إذا كان يشــمل العضــو املنتــدب ومركــز رئيــس‬
‫مجلــس اإلدارة‪ ،‬فاملرجــع يف تقريــر الحكــم الواجــب االتبــاع يف هــذا الشــأن ملــا يقــيض بــه نظــام الرشكــة‪،‬‬
‫بحيــث إذا مل يتضمــن حك ـامً يف هــذا الخصــوص تــوىل مجلــس اإلدارة تعيــني الرئيــس والعضــو املنتــدب‬
‫طبق ـاً للنــص املشــار إليــه)‪.(٨٢٣‬‬

‫ويتــوىل رئيــس مجلــس اإلدارة متثيــل الرشكــة أمــام القضــاء وهيئــات التحكيــم والغــري‪ ،‬وللرئيــس أن يفــوض‬
‫غــريه مــن أعضــاء املجلــس أو مــن الغــري بقـرار مكتــوب بعــض صالحياتــه ومبــارشة عمــل أو أعــامل محددة‪،‬‬
‫ويحــل نائــب الرئيــس محلــه عنــد غيابــه املــادة ‪.٨٢‬‬

‫)‪ (٨٢٢‬املادة الحادية والثامنون من نظام الرشكات‪.‬‬


‫استكامال للنهج الذي سلكه نظام الرشكات يف شأن تحديد الهيكل التنظيمي ملجلس إدارة الرشكة املساهمة‪ ،‬والذي‬
‫ً‬ ‫)‪ (٨٢٣‬واملالحظ عىل هذا النص أنه قد أىت‬
‫راعى فيه األوضاع النظامية واالعتبارات الواقعية والفعلية التي ترتبط بتكوين هذا املجلس‪ ،‬فإذا كان مجلس اإلدارة كجهاز جامعي هو الذي يهمني عىل إدارة‬
‫الرشكة املساهمة طبقاً لرصيح نص املادة ‪ ٧٥‬من نظام الرشكات إال أن هذا الجهاز بالنظر إىل طبيعة تكوينه ال يستطيع مامرسة هذه اإلدارة بصفة يومية‪ ،‬ولذلك‬
‫كان إيجاد األجهزة داخل هذا املجلس والتي يناط بها القيام بهذه املهام هو الوسيلة الوحيدة لتمكينه من النهوض بأعبائه‪ ،‬وملا كان تحديد هذه األجهزة داخل‬
‫نطاق الهيكل التنظيمي ملجلس اإلدارة يرتبط بالحاجة الفعلية للرشكة ومتطلبات إدارتها مبا يحول دون تحميل ميزانيتها بأعباء مالية ال لزوم لها وذلك وصوالً‬
‫إىل متكني الرشكة من تحقيق أغراضها‪ ،‬وكان هذا األمر يختلف من رشكة إىل أخرى بحسب الظروف واألوضاع الخاصة بها‪ ،‬لذلك مل يتناول نظام الرشكات تحديد‬
‫الهيكل التنظيمي للرشكة املساهمة بنصوص آمرة ملزمة بهدف فتح املجال أمام تقدير هذه الحاجات الفعلية وظروف وأوضاع كل رشكة‪ ،‬ويشمل ذلك تحديد‬
‫عدد أعضاء مجلس اإلدارة واألجهزة التي يتكون منها املجلس وتوزيع االختصاصات بني هذه األجهزة‪ ،‬ولذلك نصت املادة ‪ ٦٨‬من هذا النظام عىل أن »يدير‬
‫الرشكة املساهمة مجلس إدارة يحدد نظام الرشكة عدد أعضائه برشط أال يقل عن ثالثة« كام نصت املادة ‪ ٧٥‬منه عىل أن »‪ ...‬ملجلس اإلدارة أوسع السلطات‬
‫يف إدارة الرشكة كام يكون له يف حدود اختصاصه أن يفوض واحد أو أكرث من أعضائه أو من الغري يف مبارشة عمل أو اعامل معينة«‪ ،‬وتناولت الفقرة الثانية من‬
‫املادة ‪ ٧٩‬سالفة الذكر بيان كيفية تحديد اختصاصات رئيس املجلس والعضو املنتدب فنصت عىل أن »إذا خال نظام الرشكة األساس من األحكام املنصوص عليها‬
‫يف الفقرة ‪ ١‬من هذه املادة‪ ،‬توىل مجلس اإلدارة توزيع االختصاصات وتحديد املكافأة الخاصة«‪ ،‬وقد اتبع ذات النهج بالنسبة لحالة شغر العضوية وانتهائها‬
‫املنصوص عليها يف املادتني ‪ ،١/٧٠‬من نظام الرشكات‪ ،‬وحاصل ما تقدم أن تعيني العضو املنتدب يف ضوء نص املادة ‪ ٨١‬سالفة الذكر ال يعترب أمرا ً إلزامياً بالنسبة‬
‫لجميع الرشكات املساهمة إذ مل يأت نظام الرشكات يف شأنه بأحكام آمرة ال يجوز مخالفتها‪ ،‬وإمنا أخضع ذلك لتقدير االحتياجات الفعلية للرشكات ومتطلبات‬
‫إدارتها والتي تعكسها نصوص نظامها األسايس‪ ،‬وهو ما يتفق مع الوضع النظامي للعضو املنتدب باعتباره – بحسب مسامه وما استقر عليه الفقه والقضاء‪ -‬وكيالً‬
‫عن مجلس اإلدارة‪ -‬صاحب االختصاص األصيل يف إدارة الرشكة‪ -‬يف تنفيذ قراراته وترصيف أمور الرشكة‪ -‬وذلك ما مل يحدد له نظام الرشكة اختصاصات أخرى‪-‬‬
‫تلك الوكالة التي تستمد نظاميتها من نص املادة ‪ ٨١‬سالفة الذكر‪ ،‬والتي يتعني ردها يف جميع األحوال إىل الطبيعة النظامية للوكالة من حيث كونها جوازية‬
‫وليست وجوبية‪.‬‬
‫‪٣6٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢6٢‬شروط العضوية‪:‬‬
‫بدايــة يجــب اإلشــارة اىل أن نظــام الــرشكات الحــايل مل يعــد يســتلزم ملكيــة عضــو مجلــس اإلدارة لعــدد‬
‫مــن أســهم الرشكــة املــادة ‪ .٢/٦٨‬وعــىل كل حــال‪ ،‬اســتلزم نظــام الــرشكات توافــر عــدة رشوط فيمــن يعــني‬
‫عضــوا ً يف مجلــس إدارة رشكــة املســاهمة وذلــك ضامنـاً لنزاهتــه وكفاءتــه وهــذه الــرشوط هــي‪:‬‬

‫‪ .١‬يجــب أال يكــون عضــو مجلــس اإلدارة موظفـاً عامـاً حيــث ال يجــوز الجمــع بــني وظيفــة مــن الوظائــف‬
‫العامــة وبــني عضويــة مجالــس إدارة الــرشكات املــادة ‪/١٣‬ب مــن نظــام الخدمــة املدنيــة وذلــك حتــى ال‬
‫ينشــغل املوظفــون عــن وظائفهــم وال يســتغلوا نفوذهــم يف مصلحــة تلــك الــرشكات‪.‬‬

‫‪ .٢‬يجــب أال يكــون عضــو مجلــس اإلدارة عضــوا ً يف مجلــس الشــورى أو مجلــس الــوزراء إذ ال يجــوز الجمــع‬
‫بــني عضويــة املجلــس وأي وظيفــة حكوميــة أو إدارة أي رشكــة املــادة ‪ ٩‬مــن نظــام مجلــس الشــورى‪،‬‬
‫واملــادة ‪ ٦‬مــن نظــام مجلــس الــوزراء وذلــك بهــدف النــأي بأعضــاء املجلــس عــن مظنــة اســتغالل النفــوذ‪،‬‬
‫ومنع ـاً لتضــارب املصالــح الخاصــة للعضــو والصالــح العــام القائــم عليــه بحكــم عضويتــه يف املجلــس‪.‬‬

‫‪ .٣‬ال يجــوز أن يكــون لعضــو مجلــس اإلدارة أيــة مصلحــة مبــارشة أو غــري مبــارشة يف األعــامل والعقــود‬
‫التــي تتــم لحســاب الرشكــة إال برتخيــص مــن الجمعيــة العموميــة العاديــة يجــدد كل ســنة‪ ،‬ويبلــغ رئيــس‬
‫مجلــس اإلدارة الجمعيــة العامــة العاديــة عنــد انعقادهــا باألعــامل والعقــود التــي يكــون ألحــد أعضــاء‬
‫مجلــس اإلدارة مصلحــة شــخصية فيهــا‪ ،‬ويرفــق بهــذا التبليــغ تقريــر خــاص مــن مراجــع حســابات الرشكــة‬
‫الخارجــي‪ ،‬عــىل أنــه ال يجــوز أن يكــون لهــذا العضــو اإلشـرتاك يف التصويــت عــىل القـرار الــذي يصــدر يف‬
‫هــذا الشــأن يف مجلــس اإلدارة والجمعيــة العامــة‪ ،‬وإال جــاز للرشكــة أو لــكل ذي مصلحــة املطالبــة أمــام‬
‫الجهــة القضائيــة املختصــة بإبطــال العقــد أو إل ـزام العضــو بــأداء أي ربــح أو منفعــة تحققــت لــه مــن‬
‫ذلك)‪.(٨٢٤‬‬

‫وتقــع املســؤولية عــن األرضار الناتجــة مــن األعــامل والعقــود املشــار إليهــا يف الفقــرة ‪ ١‬مــن هــذه املــادة‬
‫عــىل العضــو صاحــب املصلحــة مــن العمــل أو العقــد‪ ،‬وكذلــك عــىل أعضــاء مجلــس اإلدارة‪ ،‬إذا متــت تلــك‬
‫األعــامل أو العقــود باملخالفــة ألحــكام تلــك الفقــرة أو إذا ثبــت أنهــا غــري عادلــة‪ ،‬أو تنطــوي عــىل تعــارض‬
‫مصالــح وتلحــق الــرضر باملســاهمني‪.‬‬

‫ويُعفــى أعضــاء مجلــس اإلدارة املعارضــون للقـرار مــن املســؤولية متــى أثبتــوا اعرتاضهــم رصاحــة يف محــرض‬
‫االجتــامع‪ ،‬وال يعــد الغيــاب عــن حضــور االجتــامع الــذي يصــدر فيــه القـرار ســبباً لإلعفــاء مــن املســؤولية‬

‫)‪(٨٢٤‬املادة الحادية والسبعون من نظام الرشكات‪.‬‬


‫‪٣6٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫إال إذا ثبــت أن العضــو الغائــب عــدم علمــه بالقـرار أو مل يتمكــن مــن االعـرتاض عليــه بعــد علمــه بــه)‪.(٨٢٥‬‬

‫ويشــمل الحظــر املتقــدم كل عقــد أو تــرصف يربمــه العضــو مــع الرشكــة باســمه ولحســابه‪ ،‬وأيض ـاً كل‬
‫تــرصف أو عقــد يربمــه الغــري مــع الرشكــة لحســاب العضــو أو تكــون للعضــو مصلحــة فيــه‪ ،‬وســواء كان‬
‫هــذا الغــري نائبـاً عــن العضــو أو مســخرا ً للتعامــل مــع الرشكــة لحســاب العضــو مثــل زوجــة العضــو أو أحــد‬
‫أصولــه أو فروعــه أو غريهــم أو كان هــذا الغــري رشكــة للعضــو فيهــا حصــة ذات شــأن بغــض النظــر عــن‬
‫شــكل هــذه الرشكــة أو نوعهــا‪ ،‬كــام يدخــل يف هــذا الحظــر كل تــرصف أو عقــد يــربم مــع الرشكــة وتربــط‬
‫أطرافــه بالعضــو مصالــح خاصــة‪ ،‬ومــن صــور ذلــك بيــع األمــوال اململوكــة للعضــو أو تأجريهــا‪ ،‬وكذلــك‬
‫رشاء أو اســتئجار أمــوال الرشكــة لحســابه الخــاص بصــورة مبــارشة أو غــري مبــارشة‪ ،‬ويدخــل يف هــذا الحظــر‬
‫كذلــك حالــة تعاقــد العضــو مــع الرشكــة بصفتــه وكي ـالً تجاري ـاً ظاه ـرا ً أو مســترتا ً عــن رشكــة أو منشــأة‬
‫أخــرى‪.‬‬

‫‪ .٤‬ال يجــوز لعضــو مجلــس اإلدارة بغــري ترخيــص مــن الجمعيــة العامــة العاديــة وفق ـاً للضوابــط التــي‬
‫تضعهــا الجهــة املختصــة‪ ،‬أن يشــرتك يف عمــل مــن شــأنه منافســة الرشكــة أو أن يتجــر يف أحــد فــروع‬
‫النشــاط الــذي تزاولــه وإال كان للرشكــة أن تطالبــه بالتعويــض مــا مل يكــن حاصــالً عــىل ترخيــص مــن‬
‫الجمعيــة العامــة العاديــة يســمح لــه القيــام بذلــك‪ ،‬ووفقـاً للضوابــط التــي تضعهــا الجهــة املختصــة‪ .‬املــادة‬
‫‪.٧٢‬‬

‫ويدخــل يف مفهــوم األعــامل املنافســة واالتجــار يف أحــد فــروع نشــاط الرشكــة إنشــاء العضــو مؤسســة‬
‫فرديــة أو اشــرتاكه يف رشكــة تضامــن أو يف رشكــة توصيــة بســيطة أو توصيــة باألســهم أو يف رشكــة ذات‬
‫مســئولية محــدودة ت ـزاول نشــاطاً مــن نــوع نشــاط الرشكــة‪ ،‬كــام يدخــل يف هــذه األعــامل توليــه إدارة‬
‫مؤسســة فرديــة أو رشكــة منافســة بغــض النظــر عــن شــكل هــذه الرشكــة ونوعهــا‪.‬‬

‫‪ .٥‬ال يجــوز لرشكــة املســاهمة أن تقــدم لعضــو مجلــس إدارتهــا قرض ـاً مــن أي نــوع أو أن تضمنــه يف أي‬
‫قــرض يعقــده مــع الغــري‪ ،‬وإال كان العقــد باطـالً‪ ،‬واســتثناءا ً مــن ذلــك يجــوز للبنــوك وغريهــا مــن رشكات‬
‫االئتــامن يف حــدود أغراضهــا وباألوضــاع والــرشوط التــي تتبعهــا يف معامالتهــا مــع الجمهــور أن تقــرض‬
‫أحــد أعضــاء مجلــس إدارتهــا أو أن تفتــح لــه اعتــامدا ً أو أن تضمنــه يف القــروض التــي يعقدهــا مــع الغــري‪،‬‬
‫ويســتثنى مــن ذلــك البنــوك وغريهــا مــن رشكات االئتــامن‪ ،‬إذ يجــوز لهــا ‪-‬يف حــدود أغراضهــا وباألوضــاع‬
‫والــرشوط التــي تتبعهــا يف معامالتهــا مــع الجمهــور‪ -‬أن تقــرض أحــد أعضــاء مجلــس إدارتهــا أو أحــد‬
‫املســاهمني فيهــا أو أن تفتــح لــه اعتــامدا ً أو أن تضمنــه يف القــروض التــي يعقدهــا مــع الغــري‪ ،‬كاميســتثنى‬

‫)‪ (٨٢٥‬تم تعديل املادة ‪ ٧١‬من نظام الرشكات مبوجب املرسوم املليك رقم م‪ ٧٩ /‬وتاريخ ‪١٤٣٩ /٧ /٢٥‬هـ‬
‫‪٣64‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫مــن ذلــك أيضاًالقــروض والضامنــات التــي متنحهــا الرشكــة وفــق برامــج تحفيــز العاملــني فيهــا والتــي متــت‬
‫املوافقــة عليهــا وفــق أحــكام نظــام الرشكــة األســاس أو بق ـرار مــن الجمعيــة العامــة العاديــة املــادة ‪.٧٣‬‬

‫ويالحــظ أن الئحــة حوكمــة الــرشكات نصــت يف املــادة ‪/١٧‬ج عــىل أنــه ال يجــوز أن يشــغل عضــو مجلــس‬
‫اإلدارة عضويــة أكــرث مــن خمــس رشكات مســاهمة مدرجــة يف الســوق يف آن واحــد‪ .‬والعلــة مــن ذلــك‬
‫مــا يــؤدي إليــه تركيــز الســلطة يف عــدد كبــري مــن الــرشكات يف يــد فئــة قليلــة مــن رجــال األعــامل وعــدم‬
‫التمكــن بطبيعــة الحــال مــن خدمــة تلــك الــرشكات عــىل الوجــه املطلــوب‪ ،‬إذ مهــام تبلــغ قــدرة اإلنســان‬
‫عــىل العمــل ومهــام تكــن أمانتــه وحرصــه عــىل القيــام بواجباتــه‪ ،‬فــال شــك يف أن الطاقــة البرشيــة لهــا‬
‫حدودهــا‪ ،‬وأنــه يتعــذر عــىل اإلنســان أن يقــوم مبــا تســتلزمه هــذه العضويــة املتعددة مــن مهــام وواجبات‪.‬‬

‫‪ .٦‬ضوابط اختيار األشخاص املعنوية أعضاء يف مجالس إدارة الرشكات املساهمة‪:‬‬

‫نظـرا ً ملــا أثــاره موضــوع متثيــل األشــخاص املعنويــة يف مجالــس إدارات الــرشكات املســاهمة مــن صعوبــات‬
‫عمليــة اســتدعت وضــع ضوابــط الختيــار الشــخص املعنــوي لعضويــة مجلــس اإلدارة‪ ،‬لذلــك أصــدر وزيــر‬
‫التجــارة ق ـراره رقــم ‪ ٤٢٣‬وتاريــخ ‪١٤٠٩ /٥/٢٩‬هـــ بشــأن اختيــار األشــخاص املعنويــة أعضــاء يف مجلــس‬
‫إدارة الــرشكات املســاهمة وقــد راعــى هــذا القـرار الطبيعــة النظاميــة للشــخص املعنــوي ومــا تقتضيــه مــن‬
‫رضورة متثيلــه يف مجلــس اإلدارة بشــخص طبيعــي يتــوىل التعبــري عــن إرادتــه‪ ،‬وأن صفــة العضويــة يف هــذه‬
‫الحالــة ال تثبــت للشــخص الطبيعــي املمثــل للشــخص املعنــوي يف مجلــس اإلدارة وإمنــا تثبــت للشــخص‬
‫املعنــوي ذاتــه وقــد حــدد هــذا القـرار الضوابــط الواجــب مراعاتهــا الختيــار األشــخاص املعنويــة أعضــاء يف‬
‫مجلــس إدارة رشكات املســاهمة وهــي‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن يكــون متثيــل الشــخص املعنــوي عضــوا ً يف مجلــس إدارة الرشكــة بشــخص طبيعــي يتــم اختيــاره بصفــة‬
‫دامئــة عــىل أن يتوافــر فيــه الــرشوط الواجــب توافرهــا يف عضــو مجلــس إدارة الرشكــة)‪.(٨٢٦‬‬

‫ب‪ .‬يــرسي عــىل ممثــل الشــخص املعنــوي مــا يــرسي عــىل أعضــاء مجلــس إدارة الرشكــة مــن التزامــات‬
‫طبق ـاً ألحــكام نظــام الــرشكات‪ ،‬كــام يســأل ممثــل الشــخص املعنــوي مدني ـاً مــع أعضــاء مجلــس اإلدارة‬
‫بالتضامــن عــن تعويــض الرشكــة أو املســاهمني أو الغــري عــن الــرضر الــذي ينشــأ عــن إســاءتهم تدبــري‬
‫شــئون الرشكــة أو مخالفتهــم أحــكام نظــام الــرشكات أو نصــوص نظــام الرشكــة وذلــك طبقـاً ألحــكام املــادة‬
‫‪ ٧٨‬مــن نظــام الــرشكات ويكــون الشــخص املعنــوي مســئوالً مــع ممثلــه بالتضامــن يف هــذا الشــأن‪ ،‬ويســأل‬
‫املمثــل جنائيـاً إذا كان العمــل املنســوب إليــه يقــع تحــت طائلــة التجريــم وفقـاً للنصــوص الجنائيــة العامــة‬

‫)‪ (٨٢٦‬ويف ذلك نصت املادة الخامسة والسبعون الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات عىل‪ «:‬تنتخب الجمعية العامة العادية أعضاء مجلس إدارة الرشكة‪،‬‬
‫ويشرتط أن يكونوا أشخاصاً طبيعيني‪.‬‬
‫‪٣65‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫كجرميــة التزويــر أو خيانــة األمانــة أو طبقـاً للنصــوص الجنائيــة الخاصــة بنظــام الــرشكات كجرميــة توزيــع‬
‫أربــاح صوريــة أو ذكــر بيانــات كاذبــة يف امليزانيــة وحســاب األربــاح والخســائر أو إعاقــة عمــل مراجــع‬
‫الحســابات وتطبــق بشــأنه العقوبــات املنصــوص يف نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫‪ -٢6٣‬سلطات مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫مــع مراعــاة االختصاصــات املقــررة للجمعيــة العامــة‪ ،‬يكــون ملجلــس اإلدارة أوســع الســلطات يف إدارة‬
‫الرشكــة املــادة ‪ .١/٧٥‬ومــن ثــم فللمجلــس أن يقــوم بجميــع األعــامل التــي يقتضيهــا غــرض الرشكــة ســواء‬
‫كانــت مــن أعــامل اإلدارة أو التــرصف مــا عــدا مــا اســتثني بنــص خــاص يف النظــام أو نظــام الرشكــة األســاس‪،‬‬
‫واألصــل أن يقــوم مجلــس اإلدارة بعملــه يف ضــوء توصيــات وتحــت رقابــة الســلطة صاحبــة الســيادة‬
‫والكلمــة العليــا يف الرشكــة‪ ،‬أي الجمعيــة العموميــة للمســاهمني‪ ،‬غــري أنــه إزاء الضعــف الــذي أصيبــت بــه‬
‫هــذه الجمعيــة‪ ،‬فقــد اســتأثر مجلــس اإلدارة بالســلطة الفعليــة يف إدارة الرشكــة)‪.(٨٢٧‬‬

‫وملجلــس اإلدارة يف حــدود اختصاصــه أن يفــوض واحــدا ً أو أكــرث مــن أعضائــه أو مــن الغــري يف مبــارشة‬
‫عمــل أو أعــامل معينــة‪ ،‬والغالــب أن يصــدر التفويــض لرئيــس املجلــس ويشــرتط لصحــة التفويــض أن‬
‫يكــون محــدد وملــدة محــدودة وإال كان مبثابــة التخــيل مــن املجلــس عــن اختصاصــه القانــوين وهــو مــا ال‬
‫يجــوز)‪.(٨٢٨‬‬

‫ويجــوز ملجلــس اإلدارة مــامل يتضمــن نظــام الرشكــة األســاس أو يصــدر مــن الجمعيــة العامــة العاديــة‬
‫خــالف ذلــك‪ ،‬القيــام باألعــامل اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬عقد القروض أياً كانت مدتها‪.‬‬

‫‪ .٢‬بيع أصول الرشكة أو رهنها‪.‬‬

‫‪ .٣‬بيع متجر الرشكة أو رهنه‪.‬‬

‫‪ .٤‬إبراء ذمة مديني الرشكة من التزاماتهم‪.‬‬

‫وتلتــزم الرشكــة بجميــع األعــامل والترصفــات التــي يجريهــا مجلــس اإلدارة ولــو كانــت خــارج اختصاصــه‪،‬‬
‫مــامل يكــن صاحــب املصلحــة يسء النيــة أو يعلــم أن تلــك األعــامل خــارج اختصــاص املجلــس املــادة ‪.٧٧‬‬

‫)‪ (٨٢٧‬انظر الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٤٩‬‬
‫)‪ (٨٢٨‬املادة ‪/٢١‬ب الئحة حوكمة الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣66‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢64‬اجتماعات مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يجتمــع مجلــس اإلدارة مرتــني عــىل األقــل يف الســنة بدعــوة مــن رئيســه وفقـاً لألوضــاع املنصــوص عليهــا‬
‫يف نظــام الرشكــة‪ ،‬ومــع ذلــك يجــب عــىل رئيــس املجلــس أن يدعــوه إىل االجتــامع متــى طلــب إليــه ذلــك‬
‫اثنــان مــن األعضــاء ولــو تضمــن نظــام الرشكــة نصـاً مخالفـاً املــادة ‪.١/٨٣‬‬

‫وال يكــون اجتــامع املجلــس صحيحــاً إال إذا حــرضه نصــف أعضائــه عــىل األقــل بــرشط أال يقــل عــدد‬
‫الحارضيــن عــن ثالثــة مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل نســبة أو عــدد أكــرب‪ ،‬وال يجــوز لعضــو مجلــس اإلدارة‬
‫أن ينيــب عنــه غــريه حضــور االجتــامع‪ ،‬ولكــن يجــوز أن ينيــب عنــه غــريه مــن األعضــاء إذا نــص عــىل ذلــك‬
‫نظــام الرشكــة‪ ،‬وتصــدر قـرارات املجلــس بأغلبيــة آراء األعضــاء الحارضيــن أو املمثلــني)‪ .(٨٢٩‬وعنــد تســاوي‬
‫اآلراء يُرجــح الجانــب الــذي الــذي صــوت معــه رئيــس الجلســة وذلــك مــا مل ينــص نظــام الرشكــة االســاس‬
‫عــىل غــري ذلــك املــادة ‪.٨٣‬‬

‫ويجــوز للمجلــس أن يصــدر قراراتــه بطريــق عرضهــا عــىل األعضــاء متفرقــني‪ ،‬وذلــك مــا مل يطلــب أحــد‬
‫األعضــاء كتابــة اجتــامع املجلــس للمداولــة فيهــا‪ ،‬وتعــرض هــذه الق ـرارات عــىل املجلــس يف أول اجتــامع‬
‫تــال لهــا املــادة ‪.٨٤‬‬

‫هــذا ويجــب أن تثبــت مــداوالت املجلــس وقراراتــه يف محــارض يوقعهــا رئيــس الجلســة وأعضــاء مجلــس‬
‫اإلدارة الحــارضون وأمــني الــرس‪ ،‬وتــدون هــذه املحــارض يف ســجل خــاص يوقعــه أيضـاً رئيــس مجلــس االدارة‬
‫وأمــني الــرس املــادة ‪.٨٥‬‬

‫)‪ (٨٢٩‬وجود حرف أو يفيد التمييز بني فئتني أو صنفني وليس هنا محل للتمييز ومن ثم تكون األلف زائدة وبحذفها يستقيم املعنى فتكون الجملة عىل هذا‬
‫الشكل »تصدر قرارات املجلس بأغلبية آراء األعضاء الحارضين واملمثلني« انظر الدكتور محمود بابليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٦٤‬‬
‫‪٣67‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ -٢65‬مكافأة أعضاء مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يتقــاىض عضــو مجلــس اإلدارة أجـرا ً عــن عملــه يســمى مكافــأة‪ ،‬ويبــني نظــام الرشكــة طريقــة تحديــد هــذه‬
‫املكافــأة ويجــوز طبقـاً لنــص املــادة ‪ ٧٦‬أن تكــون هــذه املكافــأة‪:‬‬

‫‪ .١‬راتباً معيناً‬

‫‪ .٢‬أو بدل حضور عن الجلسات‪.‬‬

‫‪ .٣‬أو مزايا عينية‪.‬‬

‫‪ .٤‬أو نسبة معينة من صايف األرباح‪.‬‬

‫ويجــوز الجمــع بــني اثنــني أو أكــرث مــن هــذه املزايــا‪ ،‬ومــن ثــم يجــوز أن يجمــع أعضــاء مجلــس اإلدارة بــني‬
‫كل هــذه املزايــا العينيــة والنقديــة‪ ،‬ولكــن يشــرتط أال تزيــد النســبة التــي يحصــل عليهــا أعضــاء املجلــس‬
‫كمكافــأة عــن ‪ ٪١٠‬مــن األربــاح الصافيــة بعــد خصــم املرصوفــات واالســتهالكات واالحتياطــات التــي تقررها‬
‫الجمعيــة العموميــة طبقـاً ألحــكام نظــام الــرشكات أو نظــام الرشكــة وبعــد توزيــع ربــح عــىل املســاهمني‬
‫ال يقــل عــن ‪ ٪٥‬مــن رأس مــال الرشكــة‪ ،‬وعــىل أن يكــون اســتحقاق هــذه املكافــأة متناســباً مــع عــدد‬
‫الجلســات التــي يحرضهــا العضــو‪ ،‬ويكــون كل تقديــر مخالــف باط ـالً املــادة ‪ ،٢/٧٦‬ويف جميــع األحــوال‪،‬‬
‫ال يجــوز أن يتجــاوز مــا يحصــل عليــه عضــو مجلــس اإلدارة مــن مكافــآت ومزايــا ماليــة أو عينيــة مبلــغ‬
‫خمســامئة ألــف ريــال ســنوياً‪ ،‬وفــق الضوابــط التــي تضعهــا الجهــة املختصــة املــادة ‪.٣/٧٦‬‬

‫ويجــب أن يشــتمل تقريــر مجلــس اإلدارة إىل الجمعيــة العامــة عــىل بيــان شــامل لــكل مــا حصــل عليــه‬
‫أعضــاء مجلــس اإلدارة خــالل الســنة املاليــة مــن مكافــآت ونصيــب يف األربــاح وبــدل حضــور ومرصوفــات‬
‫وغــري ذلــك مــن مزايــا‪ ،‬كــام يشــتمل التقريــر املذكــور عــىل بيــان مــا قبضــه أعضــاء املجلــس بوصفهــم‬
‫موظفــني أو إداريــني أو مــا قبضــوه نظــري أعــامل فنيــة أو إداريــة أو استشــارات‪ ،‬وأن يشــتمل عــىل بيــان‬
‫عــدد جلســات املجلــس وعــدد الجلســات التــي حرضهــا كل عضــو مــن تاريــخ آخــر اجتــامع للجمعيــة‬
‫العامــة املــادة ‪.٤ /٧٦‬‬

‫‪٣68‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢66‬عزل أعضاء مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫وفقــاً لنــص املــادة ‪ ١٠٠‬مــن نظــام الــرشكات فانــه‪ -١» :‬للمســاهمني الذيــن ميثلــون ‪ ٪٥‬عــىل األقــل‬
‫مــن رأس املــال أن يطلبــوا مــن الجهــة القضائيــة املختصــة األمــر بالتفتيــش عــىل الرشكــة إذا تبــني لهــم‬
‫مــن ترصفــات أعضــاء مجلــس اإلدارة أو مراجــع الحســابات يف شــؤون الرشكــة مــا يدعــو إىل الريبــة‪.‬‬
‫‪ -٣‬إذا ثبــت للجهــة القضائيــة املختصــة صحــة الشــكوى‪ ،‬جــاز لهــا أن تأمــر مبــا تـراه مــن إجـراءات تحفظية‪،‬‬
‫وأن تدعــو الجمعيــة العامــة التخــاذ القـرارات الالزمــة‪ .‬ويجــوز لهــا كذلــك أن تعــزل أعضــاء مجلــس اإلدارة‬
‫ومراجــع الحســابات‪ ،‬وأن تعــني مديـرا ً مؤقتـاً تحــدد ســلطته ومــدة عملــه«‪.‬‬

‫ويجــوز للجمعيــة العامــة بنــاء عــىل توصيــة مــن املجلــس إنهــاء عضويــة مــن تغيــب مــن األعضــاء عــن‬
‫حضــور ثالثــة اجتامعــات متتاليــة للمجلــس دون عــذر مــرشوع املــادة ‪.٥/٧٦‬‬

‫ويتضــح مــن ذلــك أن حــق الجمعيــة العامــة يف العــزل يتعلــق بالنظــام العــام ومــن ثــم ال يجــوز االتفــاق‬
‫عــىل اســتبعاده أو الحــد منــه‪ ،‬كــام أنــه يشــمل جميــع أعضــاء مجلــس اإلدارة مبــا فيهــم الرئيــس والعضــو‬
‫املنتــدب ســواء كانــوا معينــني يف نظــام الرشكــة أو تــم انتخابهــم مبعرفــة الجمعيــة العموميــة‪.‬‬

‫وأســاس االعـرتاف بهــذا الحــق للجمعيــة العموميــة هــو أن أعضــاء مجلــس اإلدارة غــري مســئولني عــن ديــون‬
‫الرشكــة وقــد يدفعهــم ذلــك إىل التهــاون يف إدارتهــا‪ ،‬فض ـالً عــن أن الــرشكاء يف رشكــة املســاهمة يتغــريون‬
‫باســتمرار نتيجــة لتــداول األســهم ومــن الواجــب أن تتــاح الفرصــة للمســاهمني الجــدد النتخــاب أعضــاء‬
‫مجلــس إدارة يثقــون بهــم)‪.(٨٣٠‬‬

‫ومتــى تــم العــزل لغــري مــربر مقبــول أو يف وقــت غــري الئــق فإنــه يقــع وينتــج أثــره ويكــون للعضــو‬
‫املعــزول حــق املطالبــة بالتعويــض يف مواجهــة الرشكــة املــادة ‪.٣/٦٨‬‬

‫هــذا ولعضــو مجلــس اإلدارة الحــق يف االعتـزال مــن عملــه بــرشط أن يكــون اعتزالــه قــد تــم يف وقــت الئــق‬
‫وإال كان مســئوالً قبــل الرشكــة املــادة ‪.٣ /٦٨‬‬

‫‪ -٢67‬مسئولية أعضاء مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يســأل أعضــاء مجلــس اإلدارة عــن األخطــاء التــي يرتكبونهــا مبناســبة إدارة الرشكــة ومســئوليتهم عــن الخطــأ‬
‫قــد تكــون جنائيــة وقــد تكــون مدنيــة‪ ،‬وهــم يتعرضــون للمســئولية الجنائيــة متــى كانــت األفعــال التــي‬
‫وقعــت منهــم تشــكل جرائــم وفقـاً للنصــوص الجنائيــة العامــة كجرميــة التزويــر أو خيانــة األمانــة‪ ،‬أو طبقـاً‬

‫)‪ (٨٣٠‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٨٠‬وانظر األحكام املشار إليها يف مؤلف جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية«مرجع سابق ص ‪٦٤٧‬‬
‫و ‪.٦٤٨‬‬
‫‪٣69‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫للنصــوص الجنائيــة الخاصــة بنظــام الــرشكات املــواد ‪ ١/٢١١‬و ‪/٢١٣‬ب كجرميــة تســجيل بيانــات كاذبــة أو‬
‫مضللــة يف القوائــم املاليــة‪ ،‬وكذلــك اســتعامل أمــوال الرشكــة بعلــم اســتعامالً ليــس ملــا فيــه مصلحــة للرشكــة‬
‫ســواء كان ملصلحتــه أو ملصلحــة غــريه أو عــدم دعــوة الجمعيــة العامــة لالنعقــاد عنــد علمــه بلــوغ خســائر‬
‫الرشكــة الحــد املنصــوص عليــه يف النظــام‪ ،‬وكذلــك إفشــاء معلومــات رسيــة يف غــري اجتامعــات الجمعيــة‬
‫العامــة أو اســتغاللها لغــري مصلحــة الرشكــة‪.‬‬

‫أمــا املســئولية املدنيــة ألعضــاء مجلــس اإلدارة فمناطهــا توافــر أركانهــا مــن خطــأ ورضر وعالقــة ســببية‬
‫بينهــام‪ ،‬وعــىل ذلــك فالخطــأ رشط لقيــام املســئولية بحيــث أنــه إذا مل يثبــت الخطــأ امتنعــت مســائلة‬
‫األعضــاء ولــو ترتــب عــىل عملهــم رضر‪ .‬وقــد يثــور التســاؤل عــن معيــار الخطــأ املوجــب لهــذه املســئولية‪.‬‬
‫والقــول الفصــل يف هــذا هــو يف فكــرة »الرجــل املعتــاد« فيجــب عــىل أعضــاء مجلــس اإلدارة أن يبذلــوا‬
‫دامئ ـاً يف إدارتهــم عنايــة الرجــل املعتــاد‪ .‬فــإذا مل يبذلــوا هــذه العنايــة فإنهــم يســألون عــن أخطائهــم يف‬
‫إدارة الرشكــة‪ .‬فمثـالً إبـرام عقــد ال يدخــل يف غــرض الرشكــة يعــد مخالفــة لنظــام الرشكــة وخطــأ يف اإلدارة‪،‬‬
‫وتبديــد أمــوال أو ائتــامن الرشكــة فض ـالً عــن أنــه يعتــرب جرميــة معاقــب عليهــا جنائي ـاً خطــأ يف اإلدارة‬
‫والحســابات‪.‬‬

‫وللخطــأ الــذي يرتكبــه مجلــس إدارة الرشكــة صورتــان‪ :‬األوىل قــد يكــون الخطأإيجابيـاً والثانيــة قــد يكــون‬
‫ســلبياً‪ ،‬فالخطــأ اإليجــايب ‪-‬وهــو الصــورة الغالبــة لخطــأ أعضــاء مجلــس اإلدارة‪ -‬ينشــأ يف الغالــب عــن‬
‫عمــل إيجــايب مثــل قيــام الرشكــة منــح الغــري تســهيالت دون أخــذ الضامنــات الالزمــة أو باالقــرتاض أو‬
‫بالـرشاء بــرشوط باهظــة‪ ،‬أو باالســتثامرات التــي ال تتناســب مــع نشــاطها أو باالســتمرار يف االســتثامرات غــري‬
‫الجديــة التــي مــن شــأنها أن تــؤدي إىل إفــالس الرشكــة أو باالســتمرار يف نشــاطها رغــم خســارة نصــف رأس‬
‫مــال الرشكــة‪ ،‬أمــا الخطــأ الســلبي فإنــه ينشــأ عــن عمــل ســلبي يتمثــل يف عــدم قيــام املجلــس أو إهاملــه يف‬
‫القيــام مبهمــة محــددة أوكلــت إليــه كعــدم رقابتــه للعضــو املنتــدب أو للمديــر العــام للرشكــة‪ ،‬كــام يتمثــل‬
‫الخطــأ الســلبي يف امتنــاع عضــو أو أكــرث عــن حضــور جلســات املجلــس دون عــذر مــرشوع‪.‬‬

‫صحيــح أنــه قــد يكــون مــن الصعــب يف بعــض األحيــان تقديــر بعــض الترصفــات ومعرفــة مــا إذا كانــت‬
‫تشــكل خطــأ يف اإلدارة أم ال‪ ،‬فمث ـالً بعــض االســتثامرات التــي تبــدو غــري مجديــة يف البدايــة قــد تظهــر‬
‫جدواهــا فيــام بعــد‪ ،‬كــام لــو متــت تلــك االســتثامرات بصــورة مل يكــن يف اإلمــكان توقــع أيــة جــدوى عنــد‬
‫إقرارهــا‪ ،‬وبالعكــس فــإن رشاء بعــض األرايض أو بعــض األوراق املاليــة قــد يكــون يف صالــح الرشكــة ومــن ثــم‬
‫تقــوم باســتثامر بعــض الســيولة املتوفــرة لديهــا فيهــا‪ ،‬فــإذا ظهــر فيــام بعــد أن تلــك االســتثامرات أصبحــت‬
‫غــري مجديــة نتيجــة لظــروف مل يكــن يف اإلمــكان توقعهــا يف وقــت اتخــاذ القـرار‪ ،‬فــإن ذلــك ال يشــكل خطــأ‬
‫يف اإلدارة‪ ،‬خاصــة إذا مــا لوحــظ أن كل مــرشوع تجــاري يتضمــن قــدرا ً مــن املخاطــرة‪ .‬وعليــه فإنــه طاملــا‬
‫كان تقريــر االســتثامرات قــد تــم بطريقــة معقولــة وأن الفشــل مل يكــن نتيجــة محتومــة‪ ،‬فإنــه ال ميكــن‬
‫‪٣70‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫اعتبــار أعضــاء مجلــس اإلدارة مســئولني عــن أي فشــل‪ .‬وال شــك أن تكليــف أحــد الخ ـرباء االقتصاديــني أو‬
‫املحاســبني بتقديــم تقريــر عــن العمليــات محــل الخــالف هــو أفضــل وســيلة لتقييــم ترصفــات املجلــس‬
‫قبــل قيــام الجمعيــة باتخــاذ قـرار يف شــأن دعــوى الرشكــة‪.‬‬

‫واملســئولية املدنيــة ألعضــاء مجلــس اإلدارة مســئولية تضامنيــة متــى نشــأ الخطــأ عــن قــرار صــدر‬
‫بإجامعهــم‪ ،‬وقــد نصــت عــىل ذلــك رصاحــة املــادة ‪ ٧٨‬واعتــربت كل رشط يقــيض بخــالف ذلــك باطـالً‪ .‬أمــا‬
‫القـرارات التــي تصــدر بأغلبيــة اآلراء فــال يســأل عنهــا املعارضــون متــى أثبتــوا اعرتاضهــم رصاحــة يف محــرض‬
‫االجتــامع‪ ،‬وال يعتــرب الغيــاب عــن حضــور االجتــامع الــذي يصــدر فيــه القـرار ســبباً لإلعفــاء مــن املســئولية‬
‫إال إذا ثبــت عــدم علــم عضــو مجلــس اإلدارة الغائــب بالق ـرار أو عــدم متكنــه مــن االع ـرتاض عليــه بعــد‬
‫علمــه بــه‪.‬‬

‫ومــن الجديــر بالذكــر أن املســئولية عــن القـرارات التــي يتخذهــا مجلــس اإلدارة تقــع عــىل عضــو مجلــس‬
‫اإلدارة‪ ،‬ســواء حــرض اجتــامع املجلــس بنفســه أو قــام بتوكيــل غــريه بحضــور هــذا االجتــامع‪.‬‬

‫وإذا وقــع الخطــأ مــن عضــو مجلــس اإلدارة املنتــدب كان وحــده املســئول عنــه وذلــك مــا مل يثبــت إهــامل‬
‫مجلــس اإلدارة يف الرقابــة عــىل أعاملــه فيســأل عندئــذ عــن تقصــريه‪.‬‬

‫واملســئولية املدنيــة ألعضــاء مجلــس اإلدارة قــد تقــوم يف مواجهــة الرشكــة أو يف مواجهــة املســاهم أو يف‬
‫مواجهــة الغــري‪.‬‬

‫وقد تنشأ املسئوليتان الجنائية واملدنية عن خطأ واحد يكون جرمية ويسبب الرضر)‪.(٨٣١‬‬

‫‪-‬المسئولية في مواجهة الشركة‪:‬‬


‫تســتطيع الرشكــة باعتبارهــا شــخصاً قانوني ـاً مســائلة أعضــاء مجلــس اإلدارة عــن الق ـرارات والترصفــات‬
‫الضــارة بهــا كاإلهــامل الجســيم يف اإلدارة أو التهــاون يف حقوقهــا أو تبديــد أموالهــا أو اإلرضار بســمعتها‬
‫التجاريــة وعــن مخالفتهــم لنصــوص نظــام الــرشكات أو نظــام الرشكــة‪.‬‬

‫وتعــرف دعــوى املســئولية التــي ترفعهــا الرشكــة ضــد أعضــاء مجلــس اإلدارة بدعــوى الرشكــة‪ .‬واألصــل أن‬
‫ترفــع هــذه الدعــوى بقـرار مــن الجمعيــة العامــة تعــني فيــه مــن ينــوب عــن الرشكــة يف مبارشتهــا‪ ،‬ولكــن‬
‫إذا حكــم بشــهر إفــالس الرشكــة كان رفــع هــذه الدعــوى مــن اختصــاص ممثــل التفليســة‪ ،‬أمــا إذا انقضــت‬
‫الرشكــة فيتــوىل املصفــي مبــارشة الدعــوى بعــد موافقــة الجمعيــة العامــة املــادة ‪.٧٩‬‬

‫)‪ (٨٣١‬انظر الدكتور عيل البارودي مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٥١‬‬
‫‪٣7١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫غــري أنــه نظـرا ً ملــا لوحــظ مــن عــدم قيــام الجمعيــة العامــة بدورهــا يف هــذا املجــال بســبب تفــرق كلمتهــا‬
‫وهيمنــة أعضــاء مجلــس اإلدارة عليهــا‪ ،‬فقــد اعــرتف النظــام لــكل مســاهم منفــردا ً الحــق يف إقامــة الدعــوى‬
‫نيابــة عــن الرشكــة‪ ،‬وإن اشــرتطت لرفــع هــذه الدعــوى مــن قبــل املســاهم أن يصيبــه رضر خــاص بــه‬
‫وأن يكــون حــق الرشكــة يف رفــع الدعــوى ال ي ـزال قامئ ـاً وأن يخطــر الرشكــة بعزمــه عــىل رفــع الدعــوى‪،‬‬
‫كــام أوضحــت نفــس املــادة أن دعــوى املســاهم يف هــذه الحالــة تقــدر بقــدر مصلحتــه‪ ،‬فــال يحكــم لــه‬
‫بالتعويــض إال بقــدر مــا لحقــه مــن رضر املــادة ‪.(٨٣٢) ٨٠‬‬

‫وال يحــول دون إقامــة دعــوى املســئولية موافقــة الجمعيــة العامــة العاديــة عــىل إبـراء ذمــة أعضــاء مجلــس‬
‫اإلدارة املادة ‪.٢/٧٨‬‬

‫وتتحمــل الرشكــة نفقــات دعــوى املســئولية التــي يرفعهــا املســاهم أيـاً كانــت نتيجتهــا متــى مــا تــم إقامــة‬
‫الدعــوى بحســن نيــة‪ ،‬وأن تكــون مصلحــة الرشكــة قامئــة يف رفــع الدعــوى وأن يكــون األســاس الــذي قامــت‬
‫عليــه الدعــوى صحيحـاً)‪.(٨٣٣‬‬

‫‪-‬المسئولية في مواجهة المساهم‪:‬‬


‫قــد يرتتــب عــىل خطــأ أعضــاء مجلــس اإلدارة إلحــاق رضر بأحــد املســاهمني أو بعضهــم دون الباقــني كأن‬
‫ميتنــع مجلــس اإلدارة عــن تســليم أحــد املســاهمني نصيبــه يف األربــاح أو مينعــه مــن حقــه يف االطــالع عــىل‬
‫دفاتــر الرشكــة‪ ،‬فيكــون للمســاهم الــذي لحقــه الــرضر يف هــذه الحالــة أن يطالــب أعضــاء مجلــس اإلدارة‬
‫بتعويــض مــا لحقــه مــن الــرضر‪ ،‬وتســمى دعــوى املســاهم يف هــذه الصــورة بدعــوى املســاهم الشــخصية‬
‫نظـرا ً ألنهــا تهــدف إىل إصــالح الــرضر الــذي لحقــه دون الرشكــة وال يتوقــف مصــري أحدهــام عــىل األخــرى‬
‫ومــن ثــم يجــوز للمســاهم أن يرفــع دعــواه ولــو كانــت دعــوى الرشكــة قــد ســقط الحــق يف رفعهــا‪.‬‬

‫‪-‬المسئولية في مواجهة الغير‪:‬‬


‫قــد يرتتــب عــىل خطــأ أعضــاء مجلــس اإلدارة إلحــاق الــرضر بالغــري وذلــك كــام لــو قــام أعضــاء املجلــس‬
‫بالتوقيــع عــىل صكــوك أســهم مــزورة دون التحقــق مــن صحتهــا‪ ،‬وللغــري كذلــك رفــع دعــوى عــىل الرشكــة‬
‫ذاتهــا بســبب مســئوليتها الشــخصية عــام يقــوم بــه أعضــاء املجلــس مــن ترصفــات وأعــامل املــادة ‪.٧٨‬‬

‫)‪ (٨٣٢‬إال أن مرشوع نظام الرشكات قرص حق رفع دعوى الرشكة للمساهمني الذين ميثلون نسبة ‪ ٪٥‬من رأس مال الرشكة‪ ،‬املادة السادسة والعرشون‪.‬‬
‫)‪ (٨٣٣‬املادة الثامنون مكرر من نظام الرشكات املضافة باملرسوم املليك رقم م‪ ٧٩/‬وتاريخ ‪١٤٣٩/٧/٢٥‬هـ‪.‬‬
‫‪٣7٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪-‬مدة سماع دعوى المسئولية‪:‬‬


‫هــذا وعــن ســامع دعــوى املســئولية‪ ،‬فــإن املــادة ‪ ٣/٧٨‬مــن نظــام الــرشكات تنــص عــىل أنــه »ال تســمع‬
‫دعــوى املســؤولية بعــد انقضــاء ثــالث ســنوات مــن تاريــخ اكتشــاف الفعــل الضــار‪ .‬وفيــام عــدا حالتــي‬
‫الغــش والتزويــر‪ ،‬ال تســمع دعــوى املســؤولية يف جميــع األحــوال بعــد مــرور خمــس ســنوات مــن تاريــخ‬
‫انتهــاء الســنة املاليــة التــي وقــع فيهــا الفعــل الضــار أو ثــالث ســنوات مــن انتهــاء عضويــة عضــو مجلــس‬
‫اإلدارة املعنــي أيهــام أبعــد«‪.‬‬

‫‪ -٢68‬اللجان التابعة لمجلس اإلدارة‪:‬‬


‫أخــذا ً مبــا اســتقرت عليــه الترشيعــات املقارنــة وأفضــل املامرســات العامليــة‪ ،‬ألــزم نظــام الــرشكات بإنشــاء‬
‫لجــان مســاندة ملجلــس اإلدارة للمســاهمة يف رفــع كفــاءة عمــل املجلــس‪ ،‬وهــذه اللجــان هــي لجنــة‬
‫الرتشــيحات ولجنــة املكافــآت‪ ،‬ولجنــة املخاطــر والتــي يتطلــب البنــك املركــزي الســعودي إنشــاءها لنــوع‬
‫محــدد مــن الــرشكات‪ .‬وأجــازت املــادة ‪ ٧/٥٠‬مــن الئحــة حوكمــة الــرشكات دمــج لجنتــي الرتشــيحات‬
‫واملكافــآت يف لجنــة واحــد تســمى »لجنــة املكافــآت والرتشــيحات« متــى مــا كان نشــاط وحجــم الرشكــة ال‬
‫يســتوعب وجودهــام مســتقلتني‪ ،‬ولكــن يجــب يف هــذه الحالــة أن تســتويف الــرشوط النظاميــة لــكل لجنــة‬
‫عــىل مــا ســيأيت بيانــه وأن تجتمــع بصفــة دوريــة كل ســتة أشــهر عــىل األقــل‪ .‬وســوف نتنــاول هــذه اللجــان‬
‫تباعـاً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لجنة الترشيحات‪:‬‬


‫ً‬
‫للحــد مــن ســيطرة املســاهمني وإدارة الرشكــة التنفيذيــة يف عمليــة ترشــيح وتعيــني أشــخاص الرشكــة ملــا‬
‫يخــدم مصالحهــم الخاصــة وليــس مســتقبل الرشكــة ومبــا ينعكــس ســلباً عــىل نشــاط الرشكــة‪ ،‬باإلضافــة‬
‫اىل دورهــا يف تطويــر كفــاءة أعضــاء مجلــس اإلدارة وضــامن اســتقالليتهم‪ ،‬لذلــك ألزمــت الئحــة حوكمــة‬
‫الــرشكات مجلــس اإلدارة بتشــكيل لجنــة الرتشــيحات‪.‬‬

‫ويشرتط يف أعضاء لجنة الرتشيحات ماييل‪:‬‬

‫‪ .١‬أن يكون من غري أعضاء مجلس اإلدارة التنفيذيني‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يكون من بينهم عضو مستقل عىل األقل‪.‬‬

‫‪٣7٣‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫وتعتمد الجمعية العامة العادية للرشكة أسس اختيار أعضاء لجنة الرتشيحات‪ ،‬ومدة عضويتهم‬

‫وطريقــة عمــل اللجنــة‪ ،‬وذلــك بنــاء عــىل اقـرتاح مــن قبــل مجلــس اإلدارة)‪ .(٨٣٤‬عــىل أن تعقــد اجتامعاتهــا‬
‫بصفــة دوريــة‪ ،‬عــىل أن ال تقــل عــن اجتــامع يف الســنة وكلــام دعــت الحاجــة إىل ذلــك)‪.(٨٣٥‬‬

‫ويكون للجنة الرتشيحات االختصاصات التالية)‪:(٨٣٦‬‬

‫‪ .١‬إعداد سياسات ومعايري واضحة لعضوية مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ .٢‬التوصيــة ملجلــس اإلدارة برتشــيح أعضــاء فيــه وإعــادة ترشــيحهم وذلــك وفقــاً للسياســات واملعايــري‬
‫املعتمــدة مــن الجمعيــة العامــة‪ ،‬عــىل أن يكــون عــدد املرشــحني يفــوق عــدد املقاعــد املطلوبــة ليكــون‬
‫للجمعيــة العامــة العاديــة خيــارات عــدة واختيــار العضــو املناســب املــادة ‪ ٢/٦٦‬مــن الئحــة الحوكمــة‪.‬‬

‫‪ .٣‬اقرتاح وصف للقدرات واملؤهالت املطلوبة لعضوية مجلس‬

‫اإلدارة ووظائف اإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ .٤‬اقرتاح الوقت الذي يجب عىل عضو مجلس اإلدارة تخصيصه ألعامل املجلس‪.‬‬

‫‪ .٥‬القيــام مبراجعــة ســنوية لإلحتياجــات الالزمــة مــن املهــارات أو الخــربات املناســبة لعضويــة مجلــس‬
‫اإلدارة واإلدارة التنفيذيــة‪.‬‬

‫‪ .٦‬تقديم التوصية يف شأن التغيريات التي ينبغي إجراؤها يف هيكل مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ .٧‬املتابعــة الســنوية الســتقاللية أعضــاء مجلــس اإلدارة الســنوية وعــدم وجــود أي تعــارض مصالــح قــد‬
‫تؤثــر عــىل اســتقالليته‪.‬‬

‫‪ .٨‬اقرتاح وصف وظيفي لألعضاء التنفيذيني والغري تنفيذيني واملستقلني وكبار التنفيذيني‪.‬‬

‫‪ .٩‬إعداد اإلجراءات الخاصة يف حال شغور مركز أحد أعضاء مجلس اإلدارة أو كبار التنفيذيني‪.‬‬

‫)‪ (٨٣٤‬املادة الرابعة والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٣٥‬املادة السابعة والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٣٦‬املادة الخامسة والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫‪٣74‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ .١٠‬دراســة وتحديــد جوانــب الضعــف والقــوة يف مجلــس اإلدارة وتقديــم الحلــول مبــا يتفــق ومصالــح‬
‫الرشكــة‪.‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬إن اختصــاص اللجنــة يف الرتشــيح ال يتعــارض أو يــؤدي إىل حرمــان أي مســاهم يف الرشكــة‬
‫مــن حقــه يف ترشــيح نفســه أو غــريه لعضويــة مجلــس اإلدارة)‪ .(٨٣٧‬إال أنــه ينبغــي عــىل اللجنــة عنــد إعــداد‬
‫سياســة ومعايــري العضويــة واملراجعــة الســنوية الحتياجــات مجلــس اإلدارة أن تأخــذ بالحســبان تعيــني‬
‫أعضــاء مجلــس اإلدارة بف ـرتات مختلفــة‪ ،‬حتــى ال يــؤدي ذلــك إال تغيــري جميــع األعضــاء املجلــس دفعــة‬
‫واحــدة مبــا يــؤدي اىل صعوبــة يف معرفــة احتياجــات الرشكــة وطريقــة عملهــا والتأقلــم مــع طبيعــة أعــامل‬
‫الرشكــة وعــدم االســتفادة مــن خـربات مــن ســوف يغــادر املجلــس)‪.(٨٣٨‬‬

‫ثانياً ‪ :‬لجنة المكافآت‪:‬‬


‫قــد تصــل مكافــآت أعضــاء مجلــس اإلدارة اىل خمســة ماليــني ريــال وذلــك بالنظــر اىل جــواز منــح عضــو‬
‫مجلــس اإلدارة مكافــأة ماليــة قــد تصــل اىل خمســامئة ألــف ريــال ســنويا‪ ،‬وبالنظــر اىل جــواز تشــكيل‬
‫مجلــس اإلدارة مــن أحــد عــرش عضــوا ً‪ ،‬باإلضافــة اىل أعضــاء اإلدارة التنفيذيــة‪ .‬وعــىل ذلــك تحتــم وجــود‬
‫لجنــة مختصــة تحفــظ أمــوال املســتثمرين والتحقــق مــن منــح أعضــاء مجلــس اإلدارة املكافــأة العادلــة‬
‫والحــد مــن التجــاوزات وذلــك بوضــع سياســة واضحــة وعمليــة يجــب األخــذ بهــا عنــد تقديــر مكافــأة‬
‫أعضــاء مجلــس اإلدارة واإلدارة التنفيذيــة‪.‬‬

‫ويف ســبيل التحقــق مــن إلتـزام الــرشكات املدرجــة مــن إتبــاع ذلــك‪ ،‬نصــت املــادة ‪ ٦٠‬مــن الئحــة حوكمــة‬
‫الــرشكات عــىل تشــكيل لجنــة املكافــآت بقـرار مــن مجلــس اإلدارة‪.‬‬

‫ويشرتط يف أعضاء لجنة املكافآت ماييل‪:‬‬

‫‪ .١‬أن يكون من غري أعضاء مجلس اإلدارة التنفيذيني‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يكون من بينهم عضو مستقل عىل األقل‪.‬‬

‫وبنــاء عــىل اق ـرتاح مــن قبــل مجلــس اإلدارة تقــوم الجمعيــة العامــة العاديــة بإعتــامد القواعــد الخاصــة‬
‫باختيــار أعضــاء لجنــة املكافــآت ومــدة العضويــة فيهــا وطريقــة عمــل اللجنــة‪ ،‬وذلــك بنــاء عــىل اق ـرتاح‬
‫لجنــة املكافــآت)‪ .(٨٣٩‬وعــىل اللجنــة أن تجتمــع بصفــة دوريــة كل ســنة عــىل أقــل تقديــر‪ ،‬وكلــام دعــت‬
‫الحاجــة إىل ذلــك)‪.(٨٤٠‬‬

‫)‪ (٨٣٧‬املادة الثامنة والستون الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات‪ ،‬وكذلك املادة التاسعة والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٣٨‬محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٧٨‬‬
‫)‪ (٨٣٩‬املادة الستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٤٠‬املادة الثالثة والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫‪٣75‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫ولقد بينت املادة ‪ ٦١‬من الئحة حوكمة الرشكات اختصاصات لجنة املكافآت وهي‪:‬‬

‫‪ .١‬إعــداد سياســة واضحــة ملكافــآت أعضــاء املجلــس واللجــان التابعــة لــه واإلدارة التنفيذيــة‪ ،‬ورفعهــا إىل‬
‫املجلــس للنظــر فيهــا ومــن ثــم رفعهــا للجمعيــة العامــة العاديــة العتامدهــا‪ ،‬ومــن ثــم التحقــق مــن‬
‫تنفيذهــا‪.‬‬

‫‪ .٢‬بيــان العالقــة بــني املكافــآت املمنوحــة وسياســة املكافــآت املعتمــدة‪ ،‬وبيــان أي انحـراف جوهــري عــن‬
‫السياســة املعتمــدة مــن قبــل الجمعيــة‪.‬‬

‫‪ .٣‬القيــام مبراجعــة دوريــة لسياســة املكافــآت وتقييــم مــدى فعاليتهــا يف تحقيــق األهــداف املرجــوة منهــا‪،‬‬
‫وتطويرها‪.‬‬

‫‪ .٤‬التوصيــة ملجلــس اإلدارة مبكافــآت أعضــاء مجلــس اإلدارة واللجــان التابعــة لــه وكبــار التنفيذيــني يف‬
‫الرشكــة عــىل أن تكــون التوصيــة متوافقــة مــع السياســة املعتمــدة‪.‬‬

‫ويجب عىل لجنة املكافآت عند إعداد سياسة املكافآت أن تأخذ باإلعتبار ماييل)‪:(٨٤١‬‬

‫‪ .١‬انسجام سياسة املكافآت مع اسرتاتيجة الرشكة وأهدافها‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يراعــى يف إعــداد سياســة املكافــآت حــث مجلــس اإلدارة واللجــان التابعــة لــه واإلدارة التنفيذيــة عــىل‬
‫نجــاح الرشكــة وتنميتهــا عــىل املــدى الطويــل‪ ،‬ويف ســبيل تحقيــق ذلــك ينبغــي ربــط املكافــآت بــاألداء عــىل‬
‫املــدى الطويل‪.‬‬

‫‪ .٣‬أن يراعــى يف تحديــد سياســة املكافــآت مســتوى كل وظيفــة واملهــام واملســؤوليات املنوطة بهــا واملؤهالت‬
‫العلميــة والخـربات العملية واملهارات ومســتوى األداء‪.‬‬

‫‪ .٤‬يجــب أن يراعــى يف إعــداد سياســة املكافــآت مــدى انســجامها مــع حجــم الرشكــة وطبيعــة ودرجــة‬
‫املخاطــر لــدى الرشكــة‪ ،‬وتطويرهــا متــى دعــت الحاجــة لذلــك‪.‬‬

‫‪ .٥‬مراعــاة سياســة املكافــآت يف الــرشكات األخــرى وخاصــة املنافســة‪ ،‬مــع مراعــاة األثــر الســلبي يف ذلــك‬
‫ومــا قــد ينشــأ عــن ذلــك مــن ارتفــاع غــري مــربر يف سياســة املكافــآت والتعويضــات‪ .‬عــىل أال تتعــارض‬

‫)‪ (٨٤١‬املادة الثانية والستون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬


‫‪٣76‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫سياســة املكافــآت مــع أحــكام النظــام والالئحــة التنفيذيــة‪.‬‬

‫‪ .٦‬أن يتــم اعــداد سياســة املكافــآت بغــرض اســتقطاب الكفــاءات املهنيــة والحــد مــن تــرسب الكفــاءات‬
‫وتحفيزهــا دون املبالغــة يف ذلــك‪.‬‬

‫‪ .٧‬أن تعد مع لجنة الرتشيحات بالتزامن مع التعيينات الجديدة‪.‬‬

‫‪ .٨‬بيــان حــاالت إيقــاف رصف املكافــأة أو اســرتدادها إذا تبــني أنهــا تقــررت بنــا ًء عــىل معلومــات غــري دقيقة‬
‫قدمهــا عضــو مجلــس اإلدارة أو اإلدارة التنفيذيــة وذلــك للحــد مــن اســتغالل املركــز الوظيفــي للحصــول‬
‫عــىل مكافــآت غــري مســتحقة‪.‬‬

‫‪ .٩‬تنظيــم منــح أســهم الرشكــة ألعضــاء مجلــس اإلدارة واإلدارة التنفيذيــة ســواء كانــت إصــدارا ً جديــدا ً أم‬
‫أســهامً اشــرتتها الرشكــة‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬لجنة إدارة المخاطر‪:‬‬


‫ال يوجــد نشــاط تجــاري أو صناعــي إال ويواجــه نوعـاً مــن املخاطــر القانونيــة‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬أمــن املعلومــات‬
‫وغــري ذلــك مــن املخاطــر التــي تكــون نتيجــة قـرارات أو أعــامل الرشكــة‪ .‬واملخــارص أيضـاً منهــا مــا يرجــع‬
‫لقـرارات املنشــأة نفســها‪ ،‬ومنهــا مــا يرجــع ألســباب خارجيــة قــد تؤثــر عــىل انتظــام مالية املنشــأة كقـرارات‬
‫حكوميــة أو منافســة مــن القطــاع الخــاص‪ .‬أو تغـريات بيئيــة قــد تؤثــر عــىل إنتاجيــة الرشكــة‪.‬‬

‫و وميكــن تعريــف املخاطــر بالحــدث الــذي مــن شــأنه التأثــري عــىل القيمــة الســوقية للرشكــة‪ ،‬أو التأثــري‬
‫عــىل تدفــق األمــوال أو نقــص يف األربــاح)‪ .(٨٤٢‬واملخاطــر مــن األمــور التــي ميكــن التنبــؤ بهــا ودراســتها‬
‫مســبقاً والحــد مــن آثارهــا الســلبية عــىل مســتقبل الرشكــة‪ .‬وهنــا تظهــر الحاجــة للتنظيم املؤســيس لدراســة‬
‫املخاطــر املحتملــة والتــي منهــا عــىل ســبيل املثــال‪ :‬مخاطــر الســوق‪ ،‬مخاطــر االئتــامن‪ ،‬املخاطــر التشــغيلية‬
‫ومخاطــر الســمعة‪.‬‬

‫لــذا تــويص الئحــة حوكمــة الرشكــة بتأســيس لجنــة إدارة املخاطــر مــامل يكــن إنشــائها إلزامي ـاً يف بعــض‬
‫أنــواع الــرشكات املســاهمة وذلــك مبوجــب نــص قانــوين آخــر‪ ،‬كإل ـزام رشكات التأمــني ورشكات التمويــل‬
‫والبنــوك عــىل تأســيس لجنــة إدارة املخاطــر وفق ـاً ألحــكام البنــك املركــزي)‪.(٨٤٣‬‬

‫)‪in Innovations of Decade A Management Risk Corporate in Revolution The .٣» ,Chew .H Donald and Culp .L Christopher (٨٤٢‬‬
‫‪.٣٥ ,Management٢٠٠٨ Risk Corporate « ,Products and Process‬‬
‫مشار اليه يف الدكتور أحمد الخبتي والدكتور هشام السبت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.١٨٧‬‬
‫)‪(٨٤٣‬البنك املركزي‪ .‬اإلدارة العامة للرقابة عىل رشكات التأمني‪ .‬الئحة حوكمة رشكات التأمني‪ .‬املادة السابعة بعد املائة‪ ،‬وكذلك‪ ،‬اإلدارة العامة للرقابة عىل رشكات‬
‫‪٣77‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫ومتــى مــا قــرر مجلــس اإلدارة إنشــاءها أو كانــت إلزاميــة بحــق الرشكــة‪ ،‬فإنــه يتــم تأسيســها وتعيــني‬
‫أعضائهــا بقــرار يصــدر مــن مجلــس اإلدارة)‪.(٨٤٤‬‬

‫ويشرتط يف أعضاء لجنة إدارة املخاطر ماييل)‪:(٨٤٥‬‬

‫‪ .١‬أن يكون رئيسها وغالبية أعضائها من أعضاء مجلس اإلدارة غري التنفيذيني‪.‬‬

‫‪ .٢‬أن يتوافر يف أعضائها مستوى مالئم من املعرفة بإدارة املخاطر والشؤون املالية‪.‬‬

‫وبنــاء عــىل اق ـرتاح مــن مجلــس اإلدارة تقــوم الجمعيــة العامــة العاديــة بإعتــامد اس ـرتاتيجية وسياســات‬
‫إدارة املخاطــر وفقـاً لنــص املــادة ‪ ١٢‬مــن الئحــة حوكمــة الــرشكات‪ .‬وعــىل اللجنــة أن تجتمــع بصفــة دوريــة‬
‫كل ســتة أشــهر عــىل أقــل ‪ ،‬وكلــام دعــت الحاجــة إىل ذلــك)‪.(٨٤٦‬‬

‫ويكون للجنة إدارة املخاطر االختصاصات التالية)‪:(٨٤٧‬‬

‫‪ .١‬العمــل عــىل إعــداد اس ـرتاتيجية وسياســة شــاملة إلدارة املخاطــر مــع األخــذ باإلعتبــار طبيعــة وحجــم‬
‫أنشــطة املنشــأة‪ ،‬وكذلــك التحقــق مــن تنفيذهــا ومراجعتهــا وتحديثهــا بنــاء عــىل املتغ ـريات الداخليــة‬
‫والخارجيــة للرشكــة‪.‬‬

‫‪ .٢‬تحديــد مســتوى مقبــول للمخاطــر التــي قــد تتعــرض لهــا الرشكــة والحفــاظ عليــه والتحقــق مــن عــدم‬
‫تجــاوز الرشكــة لــه‪.‬‬

‫‪ .٣‬التحقــق مــن جــدوى اســتمرار الرشكــة ومواصلــة نجــاح الرشكــة يف ظــل املخاطــر التــي تتعــرض لهــا‪ ،‬مــع‬
‫تحديــد املخاطــر التــي تهــدد اســتمرارها خــالل االثنــي عــرش شــهرا ً القادمــة‪.‬‬

‫‪ .٤‬اإلرشاف عــىل نظــام إدارة املخاطــر بالرشكــة وتقييــم فعاليــة نظــم وآليــات تحديــد وقيــاس ومتابعــة‬
‫املخاطــر التــي قــد تواجــه الرشكــة يف ســبيل تحديــد أوجــه القصــور بهــا‪.‬‬

‫التمويل‪ .‬الالئحة التنفيذية لنظام مراقبة رشكات التمويل‪ ،‬املادة الثالثون‪ ،‬املبادئ الرئيسية للحوكمة يف البنوك العاملة باململكة العربية السعودية‪ ،‬املادة الرابعة‬
‫واألربعون‪.‬‬
‫)‪ (٨٤٤‬املادة اإلسرتشادية السبعون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٤٥‬املادة اإلسرتشادية السبعون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٤٦‬املادة الثانية والسبعون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٤٧‬املادة الحادية والسبعون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬
‫‪٣78‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ .٥‬إعــادة تقييــم مــدى قــدرة الرشكــة عــىل تحمــل املخاطــر وتعرضهــا لهــا بشــكل دوري‪ ،‬وذلــك بإج ـراء‬
‫اختبــارات التحمــل عــىل ســبيل املثــال‪.‬‬

‫‪ .٦‬العمــل عــىل إعــداد تقاريــر مفصلــة حــول التعــرض للمخاطــر والخطــوات املقرتحــة إلدارة هــذه املخاطــر‬
‫ومــن ثــم رفعهــا إىل مجلــس اإلدارة‪.‬‬

‫‪.٧‬رفع التوصيات ملجلس اإلدارة حول املسائل املتعلقة بإدارة املخاطر‪.‬‬

‫‪ .٨‬ضامن توفر املوارد والنظم الكافية إلدارة املخاطر‪.‬‬

‫‪ .٩‬مراجعــة الهيــكل التنظيمــي إلدارة املخاطــر ومــن ثــم تقديــم توصيــات بشــأنه قبــل اعتــامده مــن قبــل‬
‫املجلــس‪.‬‬

‫‪ .١٠‬التأكــد مــن اســتقالل موظفــي إدارة املخاطــر عــن األنشــطة التــي قــد ينشــأ عنهــا تعــرض الرشكــة‬
‫للمخاطــر‪.‬‬

‫‪ .١١‬التأكــد مــن املــام موظفــي إدارة املخاطــر للمخاطــر املحيطــة بالرشكــة والعمــل عــىل رفــع مســتوى‬
‫الوعــي بثقافــة املخاطــر‪.‬‬

‫‪ .١٢‬مراجعة ما تثريه لجنة املراجعة من مسائل من شأنها التأثري يف إدارة املخاطر يف الرشكة‪.‬‬

‫‪٣79‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫المبحث الثاني‬

‫الجمعية العامة‬

‫‪ -٢٦٩‬تُعــد الجمعيــة العامــة مبثابــة برملــان رشكــة املســاهمة حيــث يجتمــع فيهــا املســاهمون للتــداول يف‬
‫أمــور الرشكــة الهامــة‪ ،‬وبالرغــم مــن الوهــن الــذي أصــاب هــذه الجمعيــة بســبب كــرثة املســاهمني وقلــة‬
‫خربتهــم وانرصافهــم عــن حضــور اجتامعاتهــا‪ ،‬فــام زالــت الجمعيــة العامــة –ولــو نظريـاً عــىل األقــل– هــي‬
‫صاحبــة الســلطة العليــا يف الرشكــة ومصــدر الســلطات فيهــا‪ ،‬وقــد جــرى العمــل عــىل تقســيم الجمعيــات‬
‫العامــة للمســاهمني تبعـاً الختصاصهــا إىل ثالثــة أنــواع‪:‬‬

‫‪ .١‬الجمعية التأسيسية‪:‬‬
‫وهــي التــي تنعقــد بعــد إعــالن تأســيس الرشكــة مــن الــوزارة والتحقــق مــن صحــة إجـراءات التأســيس ومن‬
‫ســالمة تقييــم الحصــص العينيــة واملصادقــة عــىل نظــام الرشكــة واعتــامد نفقــات التأســيس وتعيــني أجهــزة‬
‫الرقابــة واإلدارة األوىل‪ ،‬وقــد ســبق الــكالم عنهــا عنــد الحديــث عــن إجـراءات تأســيس رشكــة املســاهمة‪.‬‬

‫‪ .٢‬الجمعية العامة العادية‪:‬‬


‫وهــي التــي تنعقــد مــرة عــىل األقــل كل ســنة وتختــص بجميــع األمــور التــي تدخــل يف اختصــاص مجلــس‬
‫اإلدارة فضـالً عــن تعيــني أعضــاء هــذا املجلــس والرقابــة عــىل أعاملــه‪.‬‬

‫‪ .٣‬الجمعية العامة غير العادية‪:‬‬


‫وهي التي تنعقد عندما يستلزم األمر تعديل نظام الرشكة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أحكام مشتركة للجمعية العامة‪:‬‬


‫‪ً -٢70‬‬

‫حســبام جــاء يف الفقــرة الثانيــة مــن املــادة ‪ ٨٦‬مــن نظــام الــرشكات فانــه يكــون لــكل مســاهم حــق حضــور‬
‫الجمعيــات العامــة للمســاهمني ولــو نــص نظــام الرشكــة األســاس عــىل غــري ذلــك‪ ،‬ولــه يف ذلــك أن يــوكل‬
‫عنــه شــخصاً آخــر مــن غــري أعضــاء مجلــس اإلدارة أو عامــيل الرشكــة يف حضــور الجمعيــة العامــة‪ .‬ويجــوز‬
‫للــوزارة‪ ،‬وكذلــك للهيئــة يف الــرشكات املدرجــة يف الســوق املاليــة‪ ،‬أن توفــد مندوبـاً أو أكــرث بوصفــه مراقبـاً‬
‫لحضــور الجمعيــات العامــة للــرشكات‪ ،‬للتأكــد مــن تطبيــق أحــكام النظــام املــادة ‪.٤ /٨٦‬‬

‫ولقــد أجــاز نظــام الــرشكات عقــد اجتامعــات الجمعيــات العامة واشـرتاك املســاهم يف مداوالتهــا والتصويت‬
‫عــىل قراراتهــا بواســطة وســائل التقنيــة الحديثــة وفــق الضوابــط التــي تضعهــا تضعهــا الجهــة املختصــة‪.‬‬
‫املــادة ‪.٣/٨٦‬‬
‫‪٣80‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ويــرأس اجتامعــات الجمعيــات العامــة للمســاهمني رئيــس مجلــس اإلدارة أو نائبــه عنــد غيابــه أو مــن‬
‫ينتدبــه مجلــس اإلدارة مــن بــني أعضائــه لذلــك يف حــال غيــاب رئيــس مجلــس اإلدارة ونائبــه‪ .‬املــادة ‪.١/٨٦‬‬

‫ويجــب أن تنــرش دعــوة الجمعيــة لالنعقــاد يف صحيفــة يوميــة تــوزع يف املركــز الرئيــيس للرشكــة قبــل‬
‫امليعــاد املحــدد لالنعقــاد بواحــد وعرشيــن يومـاً عــىل األقــل‪ ،‬ومــع ذلــك يجــوز االكتفــاء بخطابات مســجلة‪،‬‬
‫ويجــب أن تشــتمل دعــوة االنعقــاد عــىل جــدول األعــامل عــىل أن ترســل صــورة مــن الدعــوة وجــدول‬
‫األعــامل إىل هيئــة الســوق املاليــة خــالل املــدة املحــددة للنــرش املــادة ‪ ،٩١‬أو باســتعامل وســائل التقنيــة‬
‫الحديثــة)‪ ،(٨٤٨‬مــع نــرش دعــوة اجتــامع الجمعيــة يف املوقــع االلكــرتوين لهيئــة الســوق املاليــة باإلضافــة اىل‬
‫املوقــع االلكــرتوين للرشكــة)‪.(٨٤٩‬‬

‫ويســجل املســاهمون الراغبــون يف حضــور الجمعيــة أســامءهم مبركــز الرشكــة يف الوقــت املحــدد النعقــاد‬
‫الجمعيــة مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل غــري ذلــك)‪.(٨٥٠‬‬

‫ويبــني نظــام الرشكــة األســاس طريقــة التصويــت يف الجمعيــة العامــة للمســاهمني‪ ،‬ونــص النظــام عــىل‬
‫اســتخدام التصويــت الرتاكمــي عنــد انتخــاب أعضــاء مجلــس اإلدارة والــذي يعنــي عــدم جــواز اســتخدام‬
‫حــق التصويــت للســهم الواحــد أكــرث مــن مــرة )‪.(٨٥١‬‬

‫وال يجــوز ألعضــاء مجلــس اإلدارة االشـرتاك يف التصويــت عــىل قـرارات الجمعيــة العامــة العاديــة املتعلقــة‬
‫بإبـراء ذمتهــم مــن املســئولية عــن اعــامل اإلدارة أو التــي تتعلــق مبصلحــة مبــارشة أو غــري مبــارشة لهــم)‪.(٨٥٢‬‬

‫ولــكل مســاهم الحــق يف مناقشــة املوضوعــات املدرجــة يف جــدول أعــامل الجمعيــة وتوجيــه األســئلة‬
‫بشــأنها إىل أعضــاء مجلــس اإلدارة ومراجــع الحســابات ويبطــل كل رشط يف نظــام الرشكــة األســاس يحــرم‬
‫املســاهم مــن هــذا الحــق‪ ،‬ويجيــب مجلــس اإلدارة ومراجــع الحســابات عــىل األســئلة بالقــدر الــذي ال‬
‫يعــرض مصلحــة الرشكــة للــرضر‪ ،‬وإذا رأى املســاهم أن الــرد عــىل ســؤاله غــري مقنــع‪ ،‬كان لــه أن يحتكــم إىل‬
‫الجمعيــة ويكــون قرارهــا يف هــذا الشــأن نافــذا ً املــادة ‪.٩٦‬‬

‫ويحــرر محــرض االجتــامع متضمنـاً عــدد املســاهمني الحارضيــن أو املمثلــني وعــدد األســهم التــي يف حيازتهم‬
‫باألصالــة أو بالوكالــة وعــدد األصــوات املقــررة لهــم والقـرارات التــي اتخــذت وعــدد األصــوات التــي وافقــت‬

‫)‪ (٨٤٨‬املادة الحادية عرشة من الضوابط واإلجراءات التنظيمية‪.‬‬


‫)‪ (٨٤٩‬املادة ‪/١٣‬د من الئحة حوكمة الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٥٠‬املادة الثانية والتسعون من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٥١‬املادة الخامسة والتسعون الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٥٢‬املادة الخامسة والتسعون الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣8١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫أو خالفــت وخالصــة كافيــة للمناقشــات التــي دارت يف االجتــامع‪ ،‬وتــدون املحــارض بصفــة منتظمــة عقــب‬
‫كل اجتــامع يف ســجل خــاص يوقعــه رئيــس الجمعيــة وأمــني رسهــا وجامــع األصــوات املــادة ‪ .٩٧‬واالكتتــاب‬
‫يف األســهم أو متلكهــا يفيــد قبــول املســاهم بنظــام الرشكــة األســاس والتزامــه بالق ـرارات التــي تصدرهــا‬
‫جمعيــات املســاهمني وفقـاً ألحــكام النظــام ونظــام الرشكــة األســاس‪ ،‬ســواء أكان حــارضا ً أم غائبـاً‪ ،‬وســواء‬
‫أكان موافقـاً عــىل هــذه القـرارات أم مخالفـاً لهــا املــادة ‪ ٩٨‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وتعتــرب قـرارات الجمعيــة العامــة املخالفــة ألحــكام نظــام الــرشكات أو نظــام الرشكــة االســاس باطلــة مــع‬
‫عــدم اإلخــالل بحقــوق الغــري حســن النيــة‪ ،‬ويف ذلــك تقــرر املــادة ‪ ٩٩‬مــن نظــام الــرشكات االيت‪ «:‬مــع‬
‫عــدم اإلخــالل بحقــوق الغــري حســن النيــة‪ ،‬يكــون باطـالً كل قـرار تصــدره جمعيــات املســاهمني باملخالفــة‬
‫ألحــكام النظــام أو نظــام الرشكــة األســاس‪ .‬ولــكل مســاهم ‪-‬اعــرتض عــىل القـرار املخالــف يف اجتــامع جمعية‬
‫املســاهمني التــي أصــدرت هــذا الق ـرار أو تغيــب عــن حضــور هــذا االجتــامع بعــذر مقبــول‪ -‬أن يطلــب‬
‫إبطــال القـرار‪ .‬ويرتتــب عــىل الحكــم بالبطــالن اعتبــار القـرار كأن مل يكــن بالنســبة إىل جميــع املســاهمني‪،‬‬
‫وال تســمع دعــوى البطــالن بعــد انقضــاء ســنة مــن تاريــخ صــدور القـرار املذكــور«‪.‬‬

‫‪ -٢7١‬ثانياً ‪ :‬الجمعية العامة العادية‪:‬‬

‫فيــام عــدا األمــور التــي تختــص بهــا الجمعيــة العامــة غــري العاديــة‪ ،‬تختــص الجمعيــات العامــة العاديــة‬
‫بجميــع األمــور املتعلقــة بالرشكــة)‪ ،(٨٥٣‬كتعيــني وعــزل أعضــاء مجلــس اإلدارة ومراجعــي الحســابات وفحــص‬
‫حســابات الســنة املاليــة املنتهيــة واعتــامد امليزانيــة وحســاب األربــاح والخســائر‪،‬وكذا الرتخيــص بتعــارض‬
‫املصالــح املبــارشة وغــري املبــارشة لعضــو مجلــس اإلدارة‪ ،‬الرتخيــص لعضــو مجلــس اإلدارة يف األعــامل‬
‫املنافســة للرشكــة‪ ،‬تعيــني أعضــاء لجنــة املراجعــة‪ ،‬وقــف تجنيــب االحتياطــي النظامــي متــى مــا بلــغ ‪٪٣٠‬‬
‫مــن رأس مــال الرشكــة املدفــوع‪ ،‬تكويــن احتياطــي بجانــب النظامــي واالتفاقــي والتــرصف فيــه‪ ،‬املوافقــة‬
‫عــىل بيــع أكــرث مــن ‪ ٪٥٠‬مــن أصــول الرشكــة يف صفقــة واحــدة أو بصفقــات متعــددة خــالل الســنة املاليــة‬
‫الواحــدة‪ ،‬وغــري ذلــك مــن األمــور التــي نصــت عليهــا املــادة ‪ ١٢‬مــن الئحــة حوكمــة الــرشكات‪.‬‬

‫وتنعقــد الجمعيــة العامــة مــرة عــىل األقــل يف الســنة خــالل الشــهور الســتة التاليــة النتهــاء الســنة املاليــة‬
‫للرشكــة وكلــام دعــت الحاجــة اىل ذلــك)‪.(٨٥٤‬‬

‫)‪ (٨٥٣‬املادة ‪ ٨٧‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٥٤‬املادة ‪ ٨٧‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣8٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ويجــب عــىل مجلــس اإلدارة أن يدعوهــا متــى طلــب إليــه ذلــك مراجــع الحســابات أو لجنــة املراجعــة‬
‫أو عــدد مــن املســاهمني ميثلــون ‪ ٪٥‬مــن رأس مــال الرشكــة عــىل األقــل‪ ،‬وإذا مــىض ‪ ٣٠‬يومـاً عــىل طلــب‬
‫مراجــع الحســابات دعــوة الجمعيــة لالنعقــاد‪ ،‬كان ملراجــع الحســابات دعــوة الجمعيــة لالنعقــاد)‪.(٨٥٥‬‬
‫ولهيئــة الســوق املاليــة دعــوة الجمعيــة لإلنعقــاد يف الحــاالت التاليــة)‪:(٨٥٦‬‬

‫أ‪ .‬انقضاء ستة أشهر النتهاء السنة املالية للرشكة دون انعقادها‪.‬‬

‫ب‪ .‬إذا نقــص عــدد أعضــاء مجلــس اإلدارة عــن الحــد األدىن لصحــة انعقــاده مــع مراعــاة أحــكام املــادة ‪٦٩‬‬
‫مــن النظــام‪.‬‬

‫ج‪ .‬إذا تبني وجود مخالفات ألحكام النظام أو نظام الرشكة األساس‪ ،‬أو وجود خلل يف اإلدارة‪.‬‬

‫د‪ .‬إذا مل يوجــه مجلــس اإلدارة دعــوة النعقــاد الجمعيــة خــالل ‪ ١٥‬يومـاً مــن تاريــخ طلب مراجع الحســابات‬
‫أو لجنــة املراجعــة أو عــدد املســاهمني الذيــن ميثلــون ‪ ٪٥‬مــن رأس مــال الرشكة عــىل األقل‪.‬‬

‫هـــ‪ -‬بنــاء عــىل طلــب عــدد مــن املســاهمني ميثلــون ‪ ٪٢‬مــن رأس املــال عــىل األقــل لهيئــة الســوق املاليــة‬
‫بدعــوة الجمعيــة العامــة لإلنعقــاد عنــد تحقــق الحــاالت الســابق ذكرهــا‪ .‬ويف هــذه الحالــة يجــب عــىل‬
‫الهيئــة توجيــه دعــوة لالنعقــاد خــالل ‪ ٣٠‬يومـاً مــن تاريــخ تقديــم طلــب املســاهمني وأن تتضمــن جــدوالً‬
‫بأعــامل الجمعيــة والبنــود املطلــوب أن يوافــق عليهــا املســاهمون‪.‬‬

‫وال يكــون انعقــاد الجمعيــة العامــة العاديــة صحيح ـاً إال إذا حــرضه مســاهمون ميثلــون ربــع رأس مــال‬
‫الرشكــة عــىل األقــل أو مــن ميثلهــم‪ ،‬وذلــك مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل نســبة أعــىل رشيطــة أن ال‬
‫تتجــاوز النصــف‪ ،‬فــإذا مل يتوافــر هــذا النصــاب يف االجتــامع األول وجهــت دعــوة إىل اجتــامع ثـ ٍ‬
‫ـان يعقــد‬
‫خــالل الثالثــني يومـاً التاليــة لالجتــامع األول ‪-‬مــع امــكان أن يعقــد االجتــامع الثــاين بعــد ســاعة مــن انتهــاء‬
‫املــدة املحــددة النعقــاد االجتــامع األول رشيطــة أن ينــص عــىل جــواز ذلــك يف النظــام األســاس للرشكــة وأن‬
‫تتضمــن دعــوة االجتــامع األول مــا يفيــد إمكانيــة ذلــك‪ ،-‬ويعتــرب االجتــامع الثــاين صحيح ـاً أي ـاً كان عــدد‬
‫األســهم املمثلــة فيــه املــادة ‪.٩٣‬‬

‫وتصــدر قـرارات الجمعيــة العامــة باألغلبيــة املطلقــة لألصــوات‪ ،‬والعــربة يف حســاب األغلبيــة بعــدد األســهم‬
‫الــرؤوس كــام هــو الشــأن يف رشكات األشــخاص‪ ،‬فيكــون لــكل مســاهم عــدد مــن األصــوات بقــدر مــا ميلــك‬

‫)‪ (٨٥٥‬املادة التسعون الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٥٦‬املادة التسعون من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣8٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫أو ميثــل مــن أســهم‪ ،‬ويف ذلــك تقــول املــادة ‪ ٣/٩٣‬وتصــدر ق ـرارات الجمعيــة العامــة العاديــة باألغلبيــة‬
‫املطلقــة لألســهم املمثلــة يف االجتــامع مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل نســبة أعــىل‪ .‬ومتيــل الترشيعــات‬
‫التجاريــة الحديثــة إىل الحــد مــن عــدد األصــوات للمســاهم الواحــد يف حالــة حيازتــه لعــدد كبــري مــن‬
‫األســهم وذلــك بقصــد منــع املســاهم الواحــد الــذي ميلــك معظــم األســهم أو ينــوب عــن عــدد كبــري مــن‬
‫املســاهمني مــن أن يســيطر عــىل الجمعيــة العامــة ويحقــق مبفــرده النصــاب الــالزم إلصــدار القـرارات)‪.(٨٥٧‬‬

‫‪ -٢7٢‬ثانياً ‪ :‬الجمعية العامة غير العادية‪:‬‬

‫تختــص الجمعيــة العامــة غــري العاديــة بتعديــل نظــام الرشكــة‪ ،‬ومــن ثــم فهــي ال تنعقــد إال عندمــا يســتلزم‬
‫األمــر تعديــل هــذا النظــام‪.‬‬

‫وال تختلــف إجــراءات الدعــوى لالنعقــاد يف الجمعيــة العامــة غــري العاديــة عنهــا يف الجمعيــة العامــة‬
‫العاديــة‪ ،‬إال أنــه نظـرا ً لخطــورة قـرارات الجمعيــة العامــة غــري العاديــة فقــد اســتلزم نظــام الــرشكات رشوطاً‬
‫خاصــة مــن حيــث النصــاب الــالزم لصحــة الق ـرارات‪ ،‬فيشــرتط لصحــة االجتــامع أن يحــرضه مســاهمون‬
‫ميثلــون نصــف رأس املــال عــىل األقــل وذلــك مــا مل ينــص نظــام الرشكــة عــىل نســبة أعــىل رشيطــة أن ال‬
‫ـان يعقــد‬‫يتجــاوز الثلثــني‪ ،‬فــإذا مل يتوفــر يف االجتــامع األول هــذا النصــاب وجهــت دعــوة إىل اجتــامع ثـ ٍ‬
‫خــالل الثالثــني يومـاً التاليــة لالجتــامع الســابق‪- ،‬مــع جــواز انعقــاد االجتــامع الثــاين بعــد ســاعة مــن انتهــاء‬
‫املــدة املحــددة النعقــاد االجتــامع األول رشيطــة أن ينــص عــىل جــواز ذلــك يف النظــام األســاس للرشكــة وأن‬
‫تتضمــن دعــوة االجتــامع األول مــا يفيــد إمكانيــة ذلــك‪ ،-‬ويكــون االجتــامع الثــاين صحيحـاً إذا حــرضه عــدد‬
‫مــن املســاهمني ميثلــون ربــع رأس املــال عــىل األقــل‪ ،‬وتصــدر القـرارات بأغلبيــة ثلثــي األســهم املمثلــة يف‬
‫االجتــامع إال إذا كان القـرار متعلقـاً بزيــادة رأس املــال أو تخفيضــه أو بإطالــة مــدة الرشكــة أو بحــل الرشكــة‬
‫قبــل انقضــاء املــدة املحــدد يف نظامهــا أو بإندماجهــا مــع رشكــة أخــرى‪ ،‬فــال يكــون القـرار صحيحـاً إال إذا‬
‫صــدر بأغلبيــة ثالثــة أربــاع األســهم املمثلــة يف االجتــامع املــادة ‪.٩٤‬‬

‫ومتــى وافقــت الجمعيــة العامــة غــري العاديــة عــىل التعديــل‪ ،‬وجــب عــىل مجلــس اإلدارة أن يقــوم بشــهر‬
‫قـرار التعديــل وفقـاً لنفــس اإلجـراءات التــي يتــم بهــا شــهر تأســيس الرشكــة املــادة ‪.٥/٩٤‬‬

‫)‪ (٨٥٧‬انظر يف موقف الترشيعات العربية من هذا املوضوع الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ٤٦٦‬هامش ‪.٤٢٩‬‬
‫‪٣84‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫وســلطة الجمعيــة العامــة غــري العاديــة يف تعديــل نظــام الرشكــة ليســت مطلقــة وإمنــا تــرد عليهــا بعــض‬
‫القيــود التــي ذكرتهــا املــادة ‪ ٨٨‬وهــي‪:‬‬

‫‪ .١‬ال يجــوز للجمعيــة العامــة غــري العاديــة املســاس بالحقــوق األساســية للمســاهمني والتــي يســتمدونها‬
‫بوصفهــم رشكاء يف الرشكــة مــن أحــكام نظــام الــرشكات أو مــن نظــام الرشكــة كحــق حضــور الجمعيــة‬
‫العامــة والتصويــت فيهــا‪ ،‬وحــق املشــاركة يف األربــاح ســواء أكان التوزيــع نقــدا ً أم مــن خــالل إصــدار أســهم‬
‫مجانيــة لغــري عامــيل الرشكــة والــرشكات التابعــة لهــا‪ ،‬وحــق الحصــول عــىل نصيــب يف ناتــج التصفيــة‪،‬‬
‫وحــق تــداول األســهم‪ ،‬وحــق االطــالع عــىل دفاتــر الرشكــة ووثائقهــا وحــق الرقابــة عــىل أعــامل مجلــس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وحــق رفــع دعــوى املســئولية عــىل أعضــاء مجلــس اإلدارة والطعــن بالبطــالن يف قـرارات جمعيــات‬
‫املســاهمني الباطلــة‪ ،‬وكذلــك الحــق يف أولويــة االكتتــاب باألســهم الجديــدة التــي تصــدر مقابــل حصــص‬
‫نقديــة مــامل ينــص نظــام الرشكــة األســاس عــىل خــالف ذلــك‪.‬‬

‫‪ .٢‬ال يجــوز للجمعيــة العامــة غــري العاديــة زيــادة األعبــاء املاليــة للمســاهمني فــال يجــوز زيــادة القيمــة‬
‫اإلســمية للســهم‪ ،‬ومطالبــة املســاهمني بالباقــي‪ ،‬وال يجــوز إلزامهــم باالكتتــاب يف األســهم الجديــدة التــي‬
‫تصدرهــا الرشكــة مبناســبة زيــادة رأس املــال‪ ،‬كــام ال يجــوز تحويــل الرشكــة إىل رشكــة تضامــن‪.‬‬

‫‪ .٣‬ال يجــوز للجمعيــة العامــة غــري العاديــة نقــل املركــز الرئيــيس للرشكــة املؤسســة يف اململكــة إىل بلــد‬
‫أجنبــي أو تغيــري جنســية الرشكــة‪ ،‬وال ميكــن تحقيــق ذلــك إال بحــل الرشكــة وإنشــاء رشكــة جديــدة يف‬
‫الخــارج‪.‬‬

‫‪ .٤‬ال يجــوز للجمعيــة العامــة غــري العاديــة املســاس بحقــوق الغــري‪ ،‬فهــي ال متلــك تعديــل العقــود التــي‬
‫أبرمتهــا الرشكــة مــع الغــري وال تحويــل الســندات إىل أســهم دون موافقــة حملــة الســندات يف جمعيــة‬
‫خاصــة بهــم املــادة ‪.٨٩‬‬

‫وتعديــل نظــام الرشكــة قــد يكــون بتغيــري شــكل الرشكــة أو إطالــة مدتهــا أو حلهــا قبــل انقضــاء مدتهــا أو‬
‫بتعديــل طريقــة توزيــع األربــاح أو بإدمــاج الرشكــة مــع رشكــة أخــرى‪ .‬وقــد تعــرض نظــام الــرشكات بــيشء‬
‫مــن التفصيــل ألهــم تعديــل يطــرأ عــىل نظــام الرشكــة وأكرثهــا وقوع ـاً يف العمــل وهــو التعديــل الــذي‬
‫ينصــب عــىل رأس املــال بالزيــادة أو التخفيــض‪ ،‬حيــث خصــص لــه فص ـالً بكاملــه وهــو الفصــل الســابع‬
‫منــه‪ ،‬ولــذا فإننــا ســنقترص هنــا عــىل دراســة أحــكام تعديــل نظــام الرشكــة بزيــادة رأس املــال أو تخفيضــه‪.‬‬

‫‪٣85‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫‪ -٢7٣‬تعديل نظام الشركة بزيادة رأس المال‪:‬‬


‫قــد تتغــري ظــروف الرشكــة أثنــاء حياتهــا فتتوســع يف نشــاطها أو تصــاب بخســارة كبــرية فــال تجــد األمــوال‬
‫الالزمــة ملواجهــة احتياجاتهــا ومواصلــة نشــاطها‪ ،‬فتقــرر زيــادة رأس مالهــا‪.‬‬

‫ويشــرتط لصحــة زيــادة رأس مــال الرشكــة أن يكــون رأس املــال األصــيل قــد دفــع بأكملــه‪ ،‬مــامل يكــن الجــزء‬
‫املتبقــي غــري املدفــوع يعــود اىل اســهم صــدرت مقابــل تحويــل أدوات ديــن أو صكــوك متويليــة اىل اســهم‬
‫ومل تنتــه بعــد املــدة املقــررة لتحويلهــا اىل اســهم)‪ ،(٨٥٨‬وأن يصــدر بالزيــادة قـرار مــن الجمعيــة العامــة غــري‬
‫العاديــة بأغلبيــة ثالثــة أربــاع األســهم املمثلــة يف االجتــامع املــادة ‪.٤/٩٤‬‬

‫وتتــم زيــادة رأس املــال بإصــدار أســهم جديــدة مقابــل حصــص نقديــة أو عينيــة‪ ،‬وكذلــك إصــدار أســهم‬
‫جديــدة مقابــل مــا عــىل الرشكــة مــن ديــون معينــة املقــدار حالــة األداء وذلــك بالقيمــة التــي تحددهــا‬
‫الجمعيــة العامــة غــري العاديــة‪ ،‬أو إصــدار أســهم جديــدة مبقــدار االحتياطــي الــذي تقــرر الجمعيــة العامــة‬
‫غــري العاديــة دمجــه يف رأس املــال‪ ،‬وأخــريا ً مــن خــالل إصــدار أســهم جديــدة مقابــل أدوات الديــن أو‬
‫الصكــوك التمويليــة‪ ،‬وســوف نتنــاول ذلــك عــىل التــوايل‪:‬‬

‫‪ .١‬زيادة رأس المال بإصدار أسهم جديدة مقابل حصص نقدية أو عينية‪:‬‬
‫هــذه هــي الطريقــة املتبعــة يف العمــل عــادة وتنحــرص يف أن تصــدر الرشكــة أســهامً جديــدة وتعرضهــا عــىل‬
‫االكتتــاب ويدفــع املكتتبــون قيمتهــا‪ ،‬وتضــاف هــذه القيمــة إىل رأس املــال‪.‬‬

‫ويخضــع االكتتــاب يف األســهم الجديــدة لنفــس القواعــد الخاصــة باالكتتــاب يف األســهم األصليــة عنــد‬
‫التأســيس‪ ،‬ألن العمليــة يف الحالتــني متشــابهة‪ ،‬غايــة مــا هنــاك أن مجلــس اإلدارة يحــل محــل املؤسســني‪،‬‬
‫وإذا كانــت هنــاك حصــص عينيــة فيجــب تقوميهــا طبقـاً لنفــس إجـراءات تقويــم الحصــص العينيــة املقدمة‬
‫عنــد التأســيس عــىل أن تقــوم الجمعيــة العامــة العاديــة مقــام الجمعيــة التأسيســية املــادة ‪.١٤٣‬‬

‫وزيــادة رأس املــال بإصــدار أســهم جديــدة قــد يــرض باملســاهمني القدامــى إذا كانــت الرشكــة يف وضــع‬
‫مــايل جيــد‪ ،‬إذ ســيرتتب عليــه اشـرتاك املســاهمني الجــدد يف األمــوال االحتياطيــة التــي كونتهــا الرشكــة مــن‬
‫األربــاح الســابقة والتــي هــي مــن حــق املســاهمني القدامــى‪ ،‬ومــن ثــم حصــول املســاهمني الجــدد مقابــل‬
‫دفــع القيمــة اإلســمية وحدهــا عــىل أســهم قــد تكــون قيمتهــا الفعليــة أضعــاف هــذه القيمــة اإلســمية‪.‬‬

‫)‪ (٨٥٨‬املادة السابعة والثالثون بعد املائة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣86‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫لــذا يجــوز للرشكــة يف ســبيل تحقيــق التــوازن بــني املســاهمني القدامــى واملســاهمني الجــدد أن تقــرر‬
‫الجمعيــة العامــة غــري العاديــة إضافــة عــالوة إصــدار إىل األســهم الجديــدة بحيــث تصــدر األســهم الجديــدة‬
‫بأكــرث مــن قيمتهــا اإلســمية‪ ،‬ويجــب أن تضــاف عــالوة اإلصــدار إىل حقــوق املســاهمني)‪.(٨٥٩‬‬

‫وإلقامــة التــوازن بــني املســاهمني القدامــى واملســاهمني الجــدد‪ ،‬تعــرتف الرشكــة عــادة للمســاهمني القدامى‬
‫بحــق األولويــة يف االكتتــاب يف األســهم الجديــدة كل منهــم بنســبة مــا ميلكــه مــن أســهم‪ ،‬وقــد قــررت هــذا‬
‫الحــق املــادة ‪ ١٣٩‬مــن نظــام الــرشكات حيــث تنــص عــىل أنــه »يكــون للمســاهم املالــك للســهم –وقــت‬
‫صــدور قـرار الجمعيــة العامــة باملوافقــة عــىل زيــادة رأس املــال– األولويــة يف االكتتــاب باألســهم الجديــدة‬
‫التــي تصــدر مقابــل حصــص نقديــة‪ ،‬ويبلــغ هــؤالء بأولويتهــم –إن وجــدت– بالنــرش يف صحيفــة يوميــة أو‬
‫بإبالغهــم بواســطة الربيــد املســجل عــن قـرار زيــادة رأس املــال ورشوط االكتتــاب ومدتــه وتاريــخ بدايتــه‬
‫ونهايته«‪.‬‬

‫وأجــازت املــادة ‪ ١٤١‬بيــع حــق األولويــة أو التنــازل عنــه خــالل املــدة مــن وقــت صــدور ق ـرار الجمعيــة‬
‫العامــة غــري العاديــة باملوافقــة عــىل الزيــادة وإىل آخــر يــوم لالكتتــاب يف األســهم الجديــدة املرتبطــة بهــذا‬
‫الحــق‪.‬‬

‫كــام أعطــت املــادة ‪ ١٤٠‬الجمعيــة العامــة غــري العاديــة ومبوجــب نــص يف نظــام الرشكــة األســاس‪ ،‬الحــق‬
‫يف وقــف العمــل بحــق األولوليــة للمســاهمني يف االكتتــاب بزيــادة رأس املــال مقابــل حصــص نقديــة أو‬
‫إعطــاء األولويــة لغــري املســاهمني يف الحــاالت التــي تراهــا مناســبة ملصلحــة الرشكــة‪ .‬ونصــت املــادة ‪٢/١٣٧‬‬
‫عــىل أن للجمعيــة العامــة غــري العاديــة تخصيــص األســهم املصــدرة لزيــادة رأس مــال الرشكــة أو جــزء منهــا‬
‫للعاملــني يف الرشكــة والــرشكات التابعــة لهــا أو بعضهــا أو أي مــن ذلــك‪ ،‬وال يكــون للمســاهمني يف هــذه‬
‫الحالــة مامرســة حــق األولويــة عنــد إصــدار األســهم املخصصــة للعاملــني‪.‬‬

‫إال أن حــق األولوليــة وكــام نصــت عليــه املــادة ‪ ١٣٩‬مقصــور عــىل االكتتــاب باألســهم الجديــدة التــي تصــدر‬
‫مقابــل حصــص نقديــة‪ ،‬وذلــك ألن األســهم الجديــدة متنــح مقابــل تقديــم حصــة عينيــة يتــم تقدميهــا‪.‬‬

‫وبعــد إيقــاف حــق األولويــة وفقـاً ألحــكام النظــام‪ ،‬فتــوزع األســهم الجديــدة عــىل َح َملَــة حقــوق األولويــة‬
‫الذيــن طلبــوا االكتتــاب‪ ،‬بنســبة مــا ميلكونــه مــن حقــوق أولويــة مــن إجــاميل حقــوق األولويــة الناتجــة مــن‬
‫زيــادة رأس املــال‪ ،‬بــرشط أال يتجــاوز مــا يحصلــون عليــه مــا طلبــوه مــن األســهم الجديــدة‪ ،‬ويــوزع الباقــي‬
‫مــن األســهم الجديــدة عــىل حملــة حقــوق األولويــة الذيــن طلبــوا أكــرث مــن نصيبهــم‪ ،‬بنســبة مــا ميلكونــه‬

‫)‪ (٨٥٩‬انظر يف ذلك الدكتور خالد الرويس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند ‪. ٥٠١‬‬
‫‪٣87‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫مــن حقــوق أولويــة مــن إجــاميل حقــوق األولويــة الناتجــة مــن زيــادة رأس املــال‪ ،‬بــرشط أال يتجــاوز مــا‬
‫يحصلــون عليــه مــا طلبــوه مــن األســهم الجديــدة‪ ،‬ويطــرح مــا تبقــى مــن األســهم عــىل الغــري‪ ،‬مــا مل تقــرر‬
‫)‪(٨٦٠‬‬
‫الجمعيــة العامــة غــري العاديــة أو ينــص نظــام الســوق املاليــة عــىل غــري ذلــك‪.‬‬

‫‪ .٢‬زيادة رأس المال عن طريق تحويل دين حال األداء الى أسهم‪:‬‬
‫قــد تلجــأ الرشكــة يف ســبيل التخلــص مــن ديونهــا اىل إصــدار أســهم جديــدة مقابــل مــا عليهــا مــن ديــن‪.‬‬
‫وإذا صــدرت األســهم الجديــدة مقابــل مــا عــىل الرشكــة مــن ديــون معينــة املقــدار حالــة األداء عــىل‬
‫أن يكــون اإلصــدار بالقيمــة التــي تقررهــا الجمعيــة العامــة غــري العاديــة وبعــد االســتعانة بــرأي خبــري‬
‫أو مقِّــوم معتمــد‪ ،‬وبعــد أن يعــد مجلــس اإلدارة ومراجــع الحســابات بيانــاً عــن منشــأ هــذه الديــون‬
‫ومقدارهــا ويوقــع أعضــاء مجلــس اإلدارة ومراجــع الحســابات عــىل هــذا البيــان ويكونــون مســئولني عــن‬
‫صحتــه املــادة ‪/١٣٨‬ب‪.‬‬

‫عــىل أنــه ال يشــرتط يف هــذه الحالــة ان يتــم تغطيــة كامــل الديــن بأســهم جديــدة‪ ،‬إذ يجــوز أن يكــون‬
‫عــىل جــزء مــن الديــن)‪.(٨٦١‬‬

‫‪ .٣‬زيادة رأس المال بإدماج المال االحتياطي في رأس المال‪:‬‬


‫املــال االحتياطــي هــو جــزء مــن األربــاح الصافيــة تدخــره الرشكــة ملواجهــة احتــامالت املســتقبل‪ ،‬وتســتطيع‬
‫الرشكــة زيــادة رأس مالهــا عــن طريــق إدمــاج االحتياطــي يف رأس املــال والرشكــة تحقــق ذلــك عــادة‬
‫بإحــدى وســيلتني‪ ،‬فهــي إمــا أن تقــوم برفــع القيمــة اإلســمية لألســهم األصليــة مبقــدار الزيــادة الحاصلــة يف‬
‫رأس املــال‪ ،‬وإمــا أن تقــوم بإصــدار أســهم جديــدة تقابــل الزيــادة الحاصلــة يف رأس املــال تــوزع مجانـاً عــىل‬
‫املســاهمني بنســبة مــا ميلكــه كل منهــم مــن األســهم األصليــة‪ ،‬ويجــب يف هــذه الحالــة أن تصــدر األســهم‬
‫الجديــدة بنفــس شــكل وأوضــاع األســهم املتداولــة املــادة ‪/١٣٨‬ج‪.‬‬

‫ويالحــظ أنــه متــى أدمجــت الرشكــة االحتياطــي يف رأس املــال ســواء كان هــذا االحتياطــي نظاميــاً أو‬
‫اتفاقي ـاً فــإن الرشكــة تلتــزم بالعمــل عــىل تكويــن احتياطــي آخــر طبق ـاً لنصــوص نظــام الــرشكات ونظــام‬
‫الرشكــة)‪.(٨٦٢‬‬

‫)‪ (٨٦٠‬املادة ‪ ١٤٢‬من نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٦١‬الدكتور خالد الرويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٥٠٣‬‬
‫)‪ (٨٦٢‬انظر فيام يتعلق بالخالف حول جواز ضم االحتياطي القانوين إىل رأس املال هيامروتريي ومابيالت »الرشكات التجارية« ج ‪ ،٢‬بند رقم ‪.٤٩٢‬‬
‫‪٣88‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ .4‬زيادة رأس المال بتحويل أدوات الدين والصكوك التمويلية إلى أسهم‪:‬‬
‫وميكــن للرشكــة أن تلجــأ إىل زيــادة رأس مالهــا عــن طريــق تحويــل أدوات الديــن والصكــوك التمويليــة إىل‬
‫أســهم‪ ،‬ويشــرتط لذلــك املوافقــة إبتــدا ًء عــىل نــرشة اإلصــدار مــن قبــل الهيئــة وأن تنــص نــرشة اإلصــدار‬
‫عــىل جــواز تحويــل أدوات الديــن والصكــوك التمويليــة اىل أســهم‪ ،‬وكذلــك موافقــة الجمعيــة العامــة غــري‬
‫العاديــة والتــي تحــدد يف قـرار موافقتهــا الحــد األقــىص لعــدد األســهم التــي يجــوز إصدارهــا‪ ،‬باإلضافــة اىل‬
‫موافقــة حامــل كل ســند أو صــك عــىل التحويــل وتغيــري صفتــه مــن دائــن إىل مســاهم يف الرشكــة‪.‬‬

‫بعــد ذلــك يكــون ملجلــس اإلدارة ودون حاجــة اىل موافقــة جديــدة مــن الجمعيــة العامــة غــري العاديــة‬
‫إصــدار أســهامً جديــدة مقابــل أدوات الديــن أو الصكــوك التمويليــة عــىل مــا ســبق بيانــه‪.‬‬

‫ولقــد يــرس مــرشوع نظــام الــرشكات إجـراءات تحــول أدوات الديــن أو الصكــوك التمويليــة التــي تصدرهــا‬
‫الرشكــة اىل أســهم يف رأس املــال‪ ،‬وذلــك بجــواز تضمــني قـرار اصــدار أدوات الديــن أو الصكــوك التمويليــة‬
‫مــا يلــزم بتحولهــا اىل أســهم بشــكل تلقــايئ وذلــك عنــد تحقــق رشوط معينــة أو مبــرور فــرتة زمنيــة محــددة‬
‫وغــري ذلــك مــن الضوابــط التــي باإلمــكان تضمينهــا)‪.(٨٦٣‬‬

‫‪ -٢74‬تعديل نظام الشركة بتخفيض رأس المال‪:‬‬


‫األصــل أنــه ال يجــوز املســاس بــرأس مــال الرشكــة أثنــاء حياتهــا‪ ،‬ألن رأس املــال هــو الضــامن العــام للدائنــني‪،‬‬
‫غــري أن هــذا األصــل ال مينــع الجمعيــة العامــة غــري العاديــة مــن أن تقــرر تخفيــض رأس مــال الرشكــة‪.‬‬

‫والتخفيــض قــد يكــون حقيقيـاً يعقبــه وفــاء للمســاهمني‪ ،‬وقــد يكــون شــكلياً ال يعقبــه أي وفــاء‪ ،‬بــل يكــون‬
‫مجــرد عملية حســابية‪.‬‬

‫التخفيــض الحقيقــي‪ :‬قــد يتبــني للرشكــة أن رأس مالهــا زائــد عــن حاجاتهــا وأن جــزءا ً منــه غــري مســتثمر‬
‫وال ميكنهــا اســتثامره‪ ،‬فتقــرر الجمعيــة العامــة غــري العاديــة تخفيــض رأس املــال مبقــدار الجــزء الزائــد عــن‬
‫حاجتهــا‪.‬‬

‫وللدائنــني الذيــن نشــأت حقوقهــم قبــل شــهر قـرار الجمعيــة العامــة غــري العاديــة اإلعـرتاض‪ ،‬فــال يحتــج‬
‫بالتخفيــض عليهــم ألنهــم قــد تعاملــوا مــع الرشكــة اعتــامدا ً عــىل رأس مالهــا قبــل التخفيــض‪ ،‬ويف التخفيــض‬
‫إرضار بهــم نظـرا ً ملــا يــؤدي إليــه مــن إنقــاص الضــامن العــام الــذي لهــم عــىل رأس مــال الرشكــة‪ .‬لــذا فقــد‬
‫نصــت املــادة ‪ ١٤٥‬مــن نظــام الــرشكات عــىل أنــه إذا كان تخفيــض رأس املــال حقيقيـاً‪ ،‬أي نتيجــة لزيــادة‬

‫)‪ (٨٦٣‬املادة الثانية والعرشون بعد املائة الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪٣89‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫رأس املــال عــن حاجــة الرشكــة‪ ،‬فإنــه يجــب دعــوة الدائنــني إىل إبــداء اعرتاضهــم عليــه يف خــالل ســتني يومـاً‬
‫مــن تاريــخ نــرش ق ـرار التخفيــض يف جريــدة يوميــة تــوزع يف املركــز الرئيــيس للرشكــة‪ ،‬فــإذا اعــرتض أحــد‬
‫منهــم وقــدم للرشكــة مســتنداته يف امليعــاد املذكــور‪ ،‬التزمــت الرشكــة بــأن تــؤدي إليــه دينــه إذا كان حــاالً‬
‫أو أن تقــدم لــه ضامنـاً كافيـاً للوفــاء بــه إذا كان آجـالً‪.‬‬

‫ونعتقــد أنــه يجــب أن يؤخــذ بنفــس الحــل أيض ـاً إذا كان تخفيــض رأس املــال شــكلياً‪ ،‬أي نتيجــة خســارة‬
‫ال أمــل يف تعويضهــا‪ ،‬ومــن ثــم يكــون مــن حــق الدائنــني إذا مل تتــم دعوتهــم وفقـاً للــرشوط الســابقة أن‬
‫يتمســكوا مببــدأ ثبــات رأس املــال‪ ،‬وأن يطالبــوا باســرتداد مــا دفــع للمســاهمني مــن أربــاح قبــل إعــادة رأس‬
‫املــال إىل أصلــه‪ ،‬صحيــح أن املــادة ‪ ١٤٥‬مل تتحــدث إال عــن حالــة التخفيــض الحقيقــي‪ ،‬إال أنــه يجــب أن‬
‫يؤخــذ بنفــس الحكــم بطريــق القيــاس‪ ،‬وقــد كان الــرأي مســتقرا ً يف الفقــه والقضــاء الفرنــيس عــىل املســاواة‬
‫يف الحكــم بــني الحالتــني وبالتــايل عــىل عــدم االحتجــاج بتخفيــض رأس املــال عــىل جميــع الدائنــني الســابقني‬
‫عــىل نــرش قـرار التخفيــض وذلــك قبــل صــدور قانــون الــرشكات الجديــد)‪.(٨٦٤‬‬

‫أمــا بالنســبة للدائنــني الذيــن نشــأت حقوقهــم بعــد شــهر ق ـرار التخفيــض فيحتــج بالتخفيــض عليهــم‪،‬‬
‫ألنهــم قــد تعاملــوا مــع الرشكــة وهــم عــىل بينــة مــن األمــر‪ ،‬فــرأس املــال املنخفــض هــو الضــامن الوحيــد‬
‫لديونهــم‪ ،‬وليــس لهــم أن يعرتضــوا عــىل ق ـرار التخفيــض الســابق عــىل تعاملهــم مــع الرشكــة طاملــا أن‬
‫الق ـرار قــد تــم شــهره بالطــرق القانونيــة‪.‬‬

‫التخفيــض الشــكلي‪ :‬قــد تتبــني الرشكــة أن الخســائر التــي لحقــت بهــا قــد اســتغرقت جــزءا ً مــن رأس‬
‫مالهــا يســتحيل عليهــا تعويضــه‪ ،‬فتقــرر الجمعيــة العامــة غــري العاديــة تخفيــض رأس املــال حتــى يطابــق‬
‫الحقيقــة وحتــى تتمكــن الرشكــة فيــام بعــد مــن توزيــع أربــاح عــىل املســاهمني‪.‬‬

‫ولقــد أجــاز النظــام باملــادة ‪ ١٤٤‬انخفــاض رأس املــال عــن الحــد األدىن املقــرر نظامــاً لــرأس املــال أي‬
‫خمســامئة ألــف ريــال‪ ،‬عــىل أال يصــدر قـرار تخفيــض رأس املــال إال بعــد تــالوة تقريــر خــاص يعــده مراجــع‬
‫الحســابات عــن األســباب املوجبــة لــه وعــن اإللتزامــات التــي عــىل الرشكــة وعــن أثــر التخفيــض عــىل تلــك‬
‫اإللتزامــات‪.‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬يتــم تخفيــض رأس مــال الرشكــة بإلغــاء عــدد من األســهم يعــادل القــدر املطلــوب تخفيضه‬
‫أو بـرشاء الرشكــة ألســهمها يعــادل القــدر املطلــوب تخفيضــه ومن ثــم إلغاؤها املــادة ‪.١٤٦‬‬

‫)‪ (٨٦٤‬انظر هيامر وتريي ومابيالت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،٢‬بند رقم ‪ ،٦٨٨‬هامل والجارد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ ،١‬بند رقم ‪ ،٧٥٤‬وانظر يف نقد موقف القانون الفرنيس‬
‫الجديد جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« مرجع سابق‪،‬ص ‪ ،٨٦٢ -٨٦١‬وقارن هيامر وتريي ومابيالت‪ ،‬مرجع سابق بند رقم ‪.٦٩٠‬‬
‫‪٣90‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢‬إلغاء عدد من األسهم يعادل القدر المطلوب تخفيضه‪:‬‬


‫ويتــم ذلــك بــأن تقــوم الرشكــة بإلغــاء عــدد مــن األســهم يعــادل القــدر املطلــوب تخفيضــه مــن رأس املــال‪،‬‬
‫وتســتلزم املــادة ‪ ١٤٧‬مــن نظــام الــرشكات أن تراعــي يف هــذه الحالــة املســاواة بــني املســاهمني‪ ،‬فتلغــي‬
‫نســبة واحــدة مــن مقــدار األســهم التــي ميلكهــا كل مســاهم‪ ،‬كأن تقــرر إلغــاء ســهم مــن كل أربعــة أســهم‬
‫ويجــب عــىل املســاهمني أن يقدمــوا إىل الرشكــة يف امليعــاد الــذي تحــدده األســهم التــي تقــرر إلغاؤهــا وإال‬
‫كان مــن حــق الرشكــة اعتبارهــا ملغــاة‪ .‬وتصــادف هــذه الطريقــة صعوبــة يف التطبيــق بالنســبة لصغــار‬
‫املســاهمني خاصــة وإنــه ال يجــوز إخـراج املســاهم مــن الرشكــة ألن لــه حــق البقــاء‪.‬‬

‫‪ -٢‬شراء الشركة ألسهمها وإعدامها‪:‬‬


‫قــد تلجــأ الرشكــة إىل تخفيــض رأس مالهــا عــن طريــق رشاء عــدد مــن األســهم يعــادل القــدر املطلــوب‬
‫تخفيضــه مــن رأس املــال‪ ،‬وتســتلزم املــادة ‪ ١٤٦‬مــن نظــام الــرشكات دعــوة املســاهمني يف هــذه الحالــة‬
‫إىل عــرض أســهمهم للبيــع وأن تتــم هــذه الدعــوة عــن طريــق النــرش يف جريــدة يوميــة تــوزع يف املركــز‬
‫الرئيــيس للرشكــة أو عــن طريــق إخطــار املســاهمني بخطابــات مســجلة‪ ،‬وإذا زاد عــدد األســهم املعروضــة‬
‫للبيــع عــىل العــدد الــذي قــررت الرشكــة رشاءه‪ ،‬وجــب أن تخفــض طلبــات البيــع بنســبة هــذه الزيــادة‪،‬‬
‫ويقــدر مثــن رشاء األســهم وفقـاً لنظــام الســوق املاليــة‪ .‬ويفقــد الســهم قيمتــه والحقــوق التــي يتمتــع بهــا‬
‫الســهم مبجــرد ال ـرشاء وليــس بإمتــام عمليــة إلغــاءه‪.‬‬

‫ولقــد أضــاف مــرشوع الــرشكات مبادتــه ‪ ١٤٧‬طريقتــان لخفــض رأس مــال الرشكــة‪ .١ :‬تخفيــض رأس املال عن‬
‫طريــق تخفيــض القيمــة االســمية للســهم وذلــك بــرد جــزء مــن القيمــة االســمية لــه أو إعفــاء املســاهمني‬
‫مــن دفــع كل أو بعــض قيمــة الســهم الغــري مدفوعــة عنــد اإلكتتــاب‪ .٢ .‬تخفيــض القيمــة االســمية للســهم‬
‫وذلــك بإلغــاء جــزء مــن قيمتــه االســمية تعــادل الخســارة التــي لحقــت بالرشكــة‪.‬‬

‫‪٣9١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫المبحث الثالث‬

‫الرقابة على الشركة‬

‫‪ -٢٧٥‬األصــل أن للجمعيــة العامــة للمســاهمني باعتبارهــا صاحبــة الســلطة العليــا والكلمــة األخــرية يف كل‬
‫أمــور الرشكــة حــق الرقابــة عــىل أعــامل الســلطة التنفيذيــة أي عــىل أعــامل مجلــس اإلدارة‪ .‬إال أنــه نظـرا ً‬
‫لكــرثة عــدد املســاهمني ومــا تقتضيــه مراجعــة حســابات الرشكــة يف نفــس الوقــت مــن معرفــة وخــربة‬
‫فنيــة فضـالً عــام تســتلزمه مــن املحافظــة عــىل رسيــة بعــض العمليــات‪ ،‬فقــد جــرى العمــل يف الترشيعــات‬
‫املختلفــة عــىل أن يتــوىل هــذه املهمــة نيابــة عــن الجمعيــة العامــة شــخص أو أكــرث يســمى مبراجــع أو‬
‫مراجعــي الحســابات‪ ،‬وقــد أخــذ نظــام الــرشكات الســعودي بإنشــاء لجنــة مراجعــة‪ ،‬كــام أخــذ كذلــك‬
‫بنظــام التفتيــش عــىل الرشكــة والــذي يهــدف إىل محاســبة أعضــاء مجلــس اإلدارة ومراجعــي الحســابات‬
‫متــى وقــع منهــم مــا يدعــو إىل الشــك والريبــة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لجنة المراجعة‪:‬‬


‫‪ً -٢76‬‬

‫تقــوم لجنــة املراجعــة مبراقبــة أعــامل الرشكــة والتحقــق مــن صحــة قوامئهــا املاليــة والنظــر يف التقاريــر‬
‫واملالحظــات التــي يقدمهــا مراجــع الحســابات وإبــداء مرئياتهــا حيالهــا إن وجــدت‪ ،‬وتقــوم كذلــك بإعــداد‬
‫تقريــر عــن رأيهــا يف شــأن مــدى كفايــة نظــام الرقابــة الداخليــة يف الرشكــة ومــا قامــت بــه مــن أعــامل‬
‫أخــرى تدخــل يف نطــاق اختصاصهــا‪ ،‬عــىل أن يقــوم مجلــس اإلدارة بايــداع نســخاً كافيــة مــن هــذا التقريــر‬
‫يف مركــز الرشكــة الرئيــس قبــل موعــد انعقــاد الجمعيــة العامــة بواحــد وعرشيــن يومــا عــىل األقــل ويقــوم‬
‫بتزويــد كل مــن يرغــب مــن املســاهمني بنســخة منــه ويُتــىل التقريــر أثنــاء انعقــاد الجمعيــة)‪.(٨٦٥‬‬

‫وتقــوم لجنــة املراجعــة بــدور هــام مــن خــالل الرقابــة عــىل أعــامل الرشكــة نظـرا ً لكــرثة عــدد املســاهمني‬
‫وصعوبــة قيامهــم بالرقابــة الدقيقــة والعلميــة عــىل ماليــة الرشكــة والتــي قــد يصعــب فهمهــا عــىل عــدد‬
‫كبــري مــن املســاهمني‪.‬‬

‫ولذلــك وحاميــة للمســاهمني مــن ترصفــات أشــخاص اإلدارة‪ ،‬ولضــامن اســتمرارية الرشكــة واملحافظــة عــىل‬
‫أموالهــا ألــزم النظــام بإنشــاء لجنــة املراجعــة عــىل أال يقــل عــدد أعضاءهــا عــن ثالثــة وال يزيــد عــىل‬
‫خمســة‪ ،‬ويُحــدد يف ق ـرار تشــكيل اللجنــة مهامهــا‪ ،‬ضوابــط عملهــا ومكافــآت أعضائهــا‪ ،‬وكذلــك قواعــد‬

‫)‪ (٨٦٥‬املادة الثالثة بعد املائة‪ .‬واملادة الرابعة بعد املائة من نظام الرشكات تم تعديل املادة الرابعة بعد املائة من نظام الرشكات مبوجب املرسوم املليك رقم‬
‫م‪٧٩/‬وتاريخ ‪١٤٣٩/٧ /٢٥‬هـ‪.‬‬
‫‪٣9٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫اختيــار أعضائهــا ومــدة عضويتهــم)‪ .(٨٦٦‬ويقــع عــىل عاتــق الرشكــة إخطــار هيئــة الســوق املاليــة بالتغيـريات‬
‫التــي تطــرأ عــىل اللجنــة)‪.(٨٦٧‬‬

‫ولضــامن اســتقاللية أعضــاء اللجنــة عــن مجلــس اإلدارة واإلدارة التنفيذيــة وللحــد مــن تعــارض املصالــح‬
‫وإســاءة اســتعامل أمــوال الرشكــة ولتحقيــق الغايــة املرجــوة مــن الرشكــة‪ ،‬جعــل النظــام مســؤولية تعيــني‬
‫أعضاءهــا مــن خــالل الجمعيــة العامــة العاديــة)‪.(٨٦٨‬‬

‫ويجــب أن يكــون مــن أعضــاء اللجنــة عضــوا ً مســتقالً عــىل األقــل‪ ،‬وأن يكــون رئيــس اللجنــة عضــوا ً مســتقالً‬
‫كذلــك‪ ،‬وأن ال تضــم أيـاً مــن أعضــاء مجلــس اإلدارة التنفيذيــني‪ ،‬وأن يكــون مــن بينهــم مختــص بالشــؤون‬
‫املاليــة واملحاســبية )‪ .(٨٦٩‬ولقــد حظــر النظــام عــىل مــن يعمــل أو كان يعمــل خــالل الســنتني الســابقتني‬
‫يف اإلدارة التنفيذيــة أو املاليــة للرشكــة أو لــدى مراجــع حســابات الرشكــة أن يكــون عضــوا ً يف لجنــة‬
‫املراجعــة)‪.(٨٧٠‬‬

‫ويجــب أن تنعقــد لجنــة املراجعــة بصفــة دوريــة عــىل أن ال تقــل عــدد اجتامعاتهــا عــن أربعــة اجتامعــات‬
‫يف الســنة املاليــة الواحــدة)‪ .(٨٧١‬ويجــب لصحــة انعقــاد اجتــامع اللجنــة حضــور أغلبيــة أعضائهــا‪ ،‬ويشــرتط‬
‫لصحــة قراراتهــا موافقــة أغلبيــة أصــوات الحارضيــن‪ ،‬ويف حالــة تســاوي األصــوات يُرجــح الجانــب الــذي‬
‫صــوت معــه رئيــس االجتــامع)‪.(٨٧٢‬‬

‫وتختــص لجنــة املراجعــة بنــص املــادة ‪ ١٠٣‬باملهــام التاليــة‪ «:‬باملراقبــة عــىل أعــامل الرشكــة‪ ،‬ولهــا يف ســبيل‬
‫ذلــك‪ ،‬حــق اإلطــالع عــىل ســجالتها ووثائقهــا وطلــب أي إيضــاح أو بيــان مــن أعضــاء مجلــس اإلدارة أو‬
‫اإلدارة التنفيذيــة‪ ،‬ويجــوز لهــا أن تطلــب مــن مجلــس اإلدارة دعــوة الجمعيــة العامــة للرشكــة لالنعقــاد إذا‬
‫أعــاق مجلــس اإلدارة عملهــا أو تعرضــت الرشكــة ألرضار أو خســائر جســيمة«‪.‬‬

‫ولقــد تناولــت املــادة ‪ ٥٥‬مــن الئحــة حوكمــة الــرشكات اختصاصــات لجنــة املراجعــة بــيشء مــن التفصيــل‪،‬‬
‫فعــىل ســبيل املثــال‪:‬‬

‫)‪ (٨٦٦‬املادة األوىل بعد املائة من نظام الرشكات ‪.‬‬


‫)‪ (٨٦٧‬تعميم هيئة السوق املالية رقم ‪ ٤/١٠٦١‬وتاريخ ‪٢٠٠١/٠٢/٢٧‬م ‪.‬‬
‫)‪ (٨٦٨‬املادة األوىل بعد املائة من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٦٩‬املادة الرابعة والخمسون الفقرة أ من الئحة حوكمة الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٧٠‬املادة الرابعة والخمسون الفقرة د من الئحة حوكمة الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٧١‬املادة السابعة والخمسون الفقرة أ من الئحة حوكمة الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٧٢‬املادة الثانية بعد املائة من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣9٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫‪ .١‬دراســة القوائــم املاليــة األوليــة والســنوية قبــل عرضهــا عــىل مجلــس اإلدارة وإبــداء الــرأي والتوصيــة يف‬
‫شأنها‪.‬‬

‫‪ .٢‬البحــث بدقــة يف أي مســائل يثريهــا املديــر املــايل للرشكــة أو مــن يتــوىل مهامــه أو مســئول اإللت ـزام يف‬
‫الرشكــة أو مراجــع الحســابات‪.‬‬

‫‪ .٣‬التحقق من التقديرات املحاسبية يف املسائل الجوهرية الواردة يف التقارير املالية‪.‬‬

‫‪ .٤‬دراسة ومراجعة نظم الرقابة الداخلية واملالية وإدارة املخاطر يف الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٥‬الرقابة واإلرشاف عىل أداء وأنشطة املراجع الداخيل وإدارة املراجعة الداخلية يف الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٦‬التوصيــة ملجلــس اإلدارة بتعيــني مديــر وحــدة أو إدارة املراجعــة الداخليــة أو املراجــع الداخــيل واقـرتاح‬
‫مكافآته‪.‬‬

‫‪ .٧‬التوصية ملجلس اإلدارة برتشيح مراجعي الحسابات وعزلهم وتقييم أدائهم‪ ،‬والتحقق من استقاللهم‪.‬‬

‫‪ .٨‬التحقق من التزام الرشكة باألنظمة واللوائح والسياسات والتعليامت ذات العالقة‪.‬‬

‫‪ .٩‬تقديم طلب ملجلس اإلدارة لدعوة الجمعية العامة للمساهمني املادة ‪.١/٩٠‬‬

‫ويف حــال وجــود تعــارض بــني توصيــات لجنــة املراجعــة وقـرارات مجلــس اإلدارة أو رفــض األخــذ بتوصيــة‬
‫اللجنــة بشــأن تعيــني أو عــزل مراجــع الحســابات أو تحديــد أتعابــه أو تقييــم أدائــه أو تعيــني املراجــع‬
‫الداخــيل‪ ،‬فإنــه يتحتــم عــىل مجلــس اإلدارة تضمــني تقريــره توصيــة اللجنــة ومربراتهــا وبيــان أســباب عــدم‬
‫األخــذ بهــا)‪.(٨٧٣‬‬

‫)‪ (٨٧٣‬املادة السادسة والخمسون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬

‫‪٣94‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫‪ -٢77‬ثانياً ‪ :‬مراجع الحسابات‪:‬‬

‫تعيين مراجع الحسابات وعزله‪:‬‬


‫تعيــني مراجــع الحســابات مــن اختصــاص الجمعيــة العامــة العاديــة وهــي التــي تتــوىل تحديــد مكافآتــه‬
‫ومــدة عملــه يف خدمــة الرشكــة املــادة ‪ ،١/١٣٣‬ومــن ثــم ال يجــوز تفويــض مجلــس اإلدارة يف تعيينــه‪ ،‬ومــع‬
‫ذلــك فقــد رأينــا أن مــن مهــام الجمعيــة التأسيســية للرشكــة تعيــني أول مراجــع للحســابات‪ ،‬إذا مل يكــن‬
‫قــد تــم تعيينــه يف عقــد الرشكــة أو نظامهــا مــن جانــب املؤسســني املــادة ‪/٦٣‬د‪ .‬وتعيــني الجمعيــة العامــة‬
‫العاديــة مراجــع حســابات أو أكــرث يكــون بنــاء عــىل توصيــة مــن مجلــس اإلدارة مبنيــة عــىل ترشــيح لجنــة‬
‫املراجعــة عــىل أن ال يقــل عــدد املرشــحني عــن مراجعــني اثنني)‪.(٨٧٤‬ويجــب أن تتوافــر يف مراجــع الحســابات‬
‫الــرشوط التــي حددتهــا املــادة ‪ ١٣٣‬مــن نظــام الــرشكات وهــي‪:‬‬

‫‪ .١‬يجب أن يكون مراجع الحسابات من املرصح لهم بالعمل يف اململكة‪.‬‬

‫‪ .٢‬يجــب أال يكــون مراجــع الحســابات مــن مؤســيس الرشكــة أو مــن أعضــاء مجلــس إدارتهــا أو ممــن‬
‫يقومــون بعمــل فنــي أو إداري يف الرشكــة ولــو عــىل ســبيل االستشــارة‪.‬‬

‫‪ .٣‬يجــب أال يكــون مراجــع الحســابات رشيــكاً ألحــد مؤســيس الرشكــة أو ألحــد أعضــاء مجلــس إدارتهــا أو‬
‫موظفـاً لديــه أو قريبـاً لــه إىل الدرجــة الرابعــة‪.‬‬

‫والحكمــة مــن الرشطــني األخرييــن هــي ضــامن حيــدة مراجــع الحســابات واســتقالله والبعــد بــه عــن‬
‫مواطــن الشــبهات‪.‬‬

‫وتشــرتط بعــض الترشيعــات‪ ،‬كالترشيــع املــرصي باإلضافــة إىل ذلــك رضورة أن يكــون مراجــع الحســابات‬
‫شــخصاً طبيعيـاً‪ ،‬بينــام تجيــز بعــض الترشيعــات‪ ،‬كالترشيــع الفرنــيس والســعودي كذلــك لألشــخاص املعنوية‬
‫كالــرشكات املهنيــة مامرســة مهنــة مراجعــي الحســابات)‪.(٨٧٥‬‬

‫وإذا مل تتوافــر الــرشوط الثالثــة الســابقة يف مراجــع الحســابات اعتــرب تعيينــه باط ـالً وألــزم املخالــف بــأن‬
‫يــرد إىل وزارة املاليــة مــا قبضــه مــن الرشكــة املــادة ‪ ،٢/١٣٣‬ولعــل الحكمــة مــن دفــع هــذه املبالــغ إىل وزارة‬

‫)‪ (٨٧٤‬املادة الحادية والثامنون من الئحة حوكمة الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٧٥‬انظر جيجالر وايبوليتو »الرشكات التجارية« ص ‪ ،٧٤٧‬وانظر يف القانون املقارن رسالة‪:‬‬
‫‪٤٧ .P ,١٩٦٥ ,Yves DJIAN Le controle de la direction des societies anonymes dans les pays du Marche commun, Paris, Sirey‬‬
‫وكذلك الدكتور وجدي حاطوم‪ ،‬قانون األعامل‪ ،‬خوارزم العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جدة‪ ،٢٠١٥ ،‬ص ‪ ،١٨٥‬وكذلك صالح عوض البلوي‪ ،‬الرقابة عىل أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة يف رشكات املساهمة‪ ،‬مكتبة القانون واإلقتصاد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الرياض‪ ،٢٠١٢ ،‬ص ‪٩١‬‬
‫‪٣95‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫املاليــة هــي معاقبــة الرشكــة وليــس مراجــع الحســابات فقــط‪.‬‬

‫ويجــوز دامئـاً إعــادة تعيــني مراجــع الحســابات مــن قبــل الجمعيــة العامــة‪ ،‬عــىل أن ال تتجــاوز مــدة تعيينــه‬
‫ســبع ســنوات متصلــة‪ ،‬وإمنــا يجــوز إعــادة تعيينــه بعــد مــيض ســنتني مــن تاريــخ انتهــاء مــدة الســبع‬
‫ســنوات املــادة ‪.(٨٧٦) ١/١٣٣‬‬

‫وللجمعيــة العامــة أن تعــزل مراجــع أو مراجعــي الحســابات يف أي وقــت وذلــك دون إخــالل بحقهــم يف‬
‫التعويــض إذا وقــع العــزل يف وقــت غــري الئــق أو لغــري مــربر مقبــول املــادة ‪.١/١٣٣‬‬

‫سلطات مراجع الحسابات وواجباته‪:‬‬


‫ليــس ملراجــع الحســابات التدخــل يف إدارة الرشكــة وإبــداء النصــح أو توجيــه االعرتاضــات إىل مجلــس‬
‫اإلدارة‪ ،‬حيــث تنحــرص مهمتــه يف التحقــق مــن انتظــام الحســابات وفحــص امليزانيــة وحســاب األربــاح‬
‫والخســائر ومالحظــة تطبيــق األنظمــة بصفــة عامــة ونظــام الرشكــة بصفــة خاصــة‪.‬‬

‫وبقصــد متكينــه مــن القيــام بأعبــاء وظيفتــه فقــد خولتــه املــادة ‪ ١٣٤‬مــن نظــام الــرشكات حــق االطــالع يف‬
‫كل وقــت عــىل دفاتــر الرشكــة وســجالتها وغــري ذلــك مــن الوثائــق‪ ،‬كــام جعلــت لــه حــق طلــب البيانــات‬
‫واإليضاحــات التــي يــرى رضورة الحصــول عليهــا ليتحقــق مــن موجــودات الرشكــة والتزاماتهــا‪ .‬ويجــب عــىل‬
‫رئيــس مجلــس اإلدارة أن ميكــن مراجــع الحســابات مــن أداء واجبــه‪ ،‬وإذا صــادف املراجــع صعوبــة يف هــذا‬
‫الشــأن‪ ،‬كان عليــه أن يثبــت ذلــك يف تقريــر ويقدمــه إىل مجلــس اإلدارة‪ ،‬فــإذا مل ييــرس املجلــس عملــه‬
‫وجــب عــىل مراجــع الحســابات دعــوة الجمعيــة العامــة للنظــر يف األمــر املــادة ‪.١٣٤‬‬

‫ويلتــزم مراجــع الحســابات بــأن يقــدم للجمعيــة العامــة العاديــة الســنوية تقريــرا ً يعــد وفقــاً ملعايــري‬
‫املراجعــة املتعــارف عليهــا يضمــن فيــه موقــف إدارة الرشكــة مــن متكينــه مــن الحصــول عــىل البيانــات‬
‫واإليضاحــات التــي طلبهــا‪ ،‬وكذلــك مــا كشــفه مــن مخالفــات ألحــكام نظــام الــرشكات أو نظــام الرشكــة‬
‫األســاس‪ ،‬ورأيــه يف مــدى عدالــة القوائــم املاليــة للرشكــة املــادة ‪.١٣٥‬‬

‫ويجــب أن يتلــو مراجــع الحســابات تقريــره يف الجمعيــة العامــة بحيــث أنــه إذا قامــت الجمعيــة باملصادقة‬
‫عــىل تقريــر مجلــس اإلدارة دون االســتامع إىل تقريــر مراجــع الحســابات كان قرارهــا باطـالً املــادة ‪.١٣٥‬‬

‫)‪ (٨٧٦‬تم تعليق العمل بأصل املادة الثالثة والثالثون بعد املائة الفقرة ‪ ١‬حتى تاريخ ‪١٤٤٣/٠٨/٠١‬هـ‪ ،‬والتي كانت ال تسمح بتعيني مدة مراجع الحسابات أكرث‬
‫من خمس سنوات متصلة‪ ،‬وذلك باألمر املليك رقم ‪ ١٥٠١٦‬وتاريخ ‪١٤٤٢/٠٣/١٦‬هـ‪.‬‬

‫‪٣96‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ولــكل مســاهم حــق مناقشــة التقريــر املقــدم مــن مراجــع الحســابات‪ ،‬غــري أنــه ال يجــوز ملراجع الحســابات‬
‫أن يذيــع إىل املســاهمني يف غــري الجمعيــة العامــة أو إىل الغــري مــا وقــف عليــه مــن أرسار الرشكــة بســبب‬
‫قيامــه بعملــه وإال وجــب عزلــه فضـالً عــن مســائلته عــن التعويــض املــادة ‪.١/١٣٦‬‬

‫ويســأل مراجــع الحســابات عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب الرشكــة أو املســاهمني أو الغــري بســبب‬
‫األخطــاء التــي تقــع منــه يف عملــه‪ ،‬وإذا تعــدد املراجعــون فإنهــم يكونــون مســئولني بالتضامــن متــى‬
‫اشــرتكوا يف الخطــأ املــادة ‪.٢/١٣٦‬‬

‫وإىل جانــب املســئولية املدنيــة يتعــرض مراجــع الحســابات للمســئولية الجنائيــة متــى ارتكــب أحــد األفعــال‬
‫املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪/٢١١‬أ مــن نظــام الــرشكات وذلــك بغرامــة ماليــة ال تقــل عــن خمســة ماليــني‬
‫ريــال أو بالســجن مــدة ال تزيــد عــن خمــس ســنوات أو بإحــدى هاتــني العقوبتــني متــى مــا ذكــر عمــدا ً‬
‫بيانــات كاذبــة أو مضللــه يف امليزانيــة أو يف حســاب األربــاح والخســائر أو فيــام يعــده مــن تقاريــر للــرشكاء‬
‫أو للجمعيــة العامــة أو أغفــل تضمــني هــذه التقاريــر وقائــع جوهريــة بقصــد إخفــاء املركــز املــايل للرشكــة‬
‫عــن الــرشكاء أو عــن غريهــم‪ ،‬أو إذا مل يقــم بدعــوة الجمعيــة العامــة لالنعقــاد عنــد علمــه ببلــوغ خســائر‬
‫الرشكــة الحــدود املقــرر يف النظــام‪ .‬وكذلــك مــا نصــت عليــه املــادة ‪/٢١٢‬أ مــن النظــام عــىل فــرض غرامــة‬
‫ماليــة ال تزيــد عــن مليــون ريــال وبالســجن مــدة ال تزيــد عــن ســنة أو بإحــدى هاتــني العقوبتــني إذا مل‬
‫يبلــغ مراجــع الحســابات الرشكــة عــن طريــق األجهــزة أو األشــخاص املســئولني عــن إدارتهــا عــن املخالفــات‬
‫التــي اكتشــفها أثنــاء عملــه‪.‬‬

‫‪٣97‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الثالث‬

‫‪ -٢78‬ثانياً ‪ :‬التفتيش على الشركة‪:‬‬

‫ســبق أن أرشنــا يف أكــرث مــن موضــع إىل الضعــف الــذي أصاب جمعيــات املســاهمني يف رشكة املســاهمة وإىل‬
‫عجزهــا عــن مبــارشة حقهــا يف الرقابــة عــىل أعــامل مجلــس اإلدارة مــن الناحيــة الفعليــة عــىل كافــة أمــور‬
‫الرشكــة‪ ،‬لذلــك أخــذ عــدد مــن الترشيعــات عــن القانــون اإلنجليــزي والقانــون اإليطــايل نظــام التفتيــش‬
‫عــىل الرشكــة‪ ،‬وهــو نظــام يهــدف إىل متكــني األقليــة الواعيــة مــن املســاهمني مــن الكشــف عــن املخالفــات‬
‫الجســيمة التــي يرتكبهــا أعضــاء مجلــس اإلدارة أو مراجــع الحســابات أثنــاء قيامهــم مبهــام وظائفهــم)‪.(٨٧٧‬‬

‫وقــد أخــذ نظــام الــرشكات الســعودي يف املــادة ‪ ١/١٠٠‬بنظــام التفتيــش فأجــاز للمســاهمني الذيــن ميثلــون‬
‫‪ ٪٥‬عــىل األقــل مــن رأس املــال أن يطلبــوا مــن املحكمــة املختصــة األمــر بالتفتيــش عــىل الرشكــة‪ ،‬وذلــك‬
‫إذا تبــني لهــؤالء املســاهمني مــن ترصفــات أعضــاء مجلــس اإلدارة أو مراجــع الحســابات يف شــئون الرشكــة‬
‫مــا يدعــو إىل الريبــة‪.‬‬

‫وتســمع املحكمــة املختصــة أقــوال أعضــاء مجلــس اإلدارة واملراجعــني يف جلســة خاصــة‪ ،‬ثــم تأمــر متــى‬
‫اقتنعــت بذلــك بإج ـراء التفتيــش عــىل إدارة الرشكــة عــىل نفقــة الشــاكني ولهــا عنــد االقتضــاء أن تفــرض‬
‫عــىل الشــاكني تقديــم ضــامن املــادة ‪.٢/١٠٠‬‬

‫وإذا اتضــح مــن التفتيــش صحــة الشــكوى جــاز للمحكمــة أن تأمــر مبــا تـراه مــن إجـراءات تحفظيــة‪ ،‬عــىل‬
‫أن تقــوم بدعــوة الجمعيــة العامــة التخــاذ الق ـرارات الالزمــة‪ ،‬ويجــوز لهــا يف حالــة الــرضورة أن تعــزل‬
‫أعضــاء مجلــس اإلدارة ومراجــع الحســابات وأن تعــني مدي ـرا ً مؤقت ـاً تحــدد ســلطته ومــدة مهمتــه املــادة‬
‫‪.٣/١٠٠‬‬

‫وبالرغــم مــن أهميــة نظــام التفتيــش عــىل الرشكــة ومــا يوفــره مــن حاميــة فعالــة لألقليــة الواعيــة مــن‬
‫املســاهمني‪ ،‬إال أنــه مل ينــل حتــى اآلن حظـاً كبـريا ً مــن التطبيــق يف العمــل يف الــدول التــي ســبقت اململكــة‬
‫يف األخذ بــه)‪.(٨٧٨‬‬

‫وإىل جانــب املســئولية املدنيــة يتعــرض مــن يتــوىل عمليــة التفتيــش للمســئولية الجنائيــة متــى ارتكــب‬
‫أحــد األفعــال املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪/٢١٢‬ج مــن نظــام الــرشكات وذلــك بغرامــة ماليــة ال تتجــاوز‬
‫مليــون ريــال وبالســجن مــدة ال تزيــد عــىل ســنة أو بإحــدى هاتــني العقوبتــني‪ ،‬كل شــخص معــني مــن أجــل‬
‫التفتيــش عــىل الرشكــة يثبــت عمــدا ً فيــام يعــد مــن تقاريــر وقائــع كاذبــة‪ ،‬أو يغفــل عمــدا ً ذكــر وقائــع‬
‫جوهريــة مــن شــأنها أن تؤثــر يف نتيجــة التفتيــش‪.‬‬

‫)‪ (٨٧٧‬انظر يف نظام التفتيش يف القانون املرصي الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٣٢١‬وما يليه‪.‬‬
‫)‪ (٨٧٨‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٣٩١‬‬
‫‪٣98‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫المبحث الرابع‬

‫مالية الشركة‬

‫‪ -٢79‬الميزانية‪:‬‬
‫اســتلزم نظــام الــرشكات أن يكــون لــكل رشكــة ســنة ماليــة حتــى ميكــن التعــرف عــىل وضعهــا املــايل ومقــدار‬
‫مــا أصابتــه مــن نجــاح أو إخفــاق‪ ،‬وقــد تــرك نظــام الــرشكات أمــر تحديــد بدايــة ونهايــة هــذه الســنة لنظام‬
‫الرشكــة األســاس وفقـاً ملــا تقتضيــه مصلحتهــا‪ ،‬ومــع ذلــك أجــاز النظــام تحديــد الســنة املاليــة األوىل مبــا ال‬
‫يقــل عــن ســتة أشــهر وال يزيــد عــىل مثانيــة عــرش شــهرا ً بــدءا ً مــن تاريــخ قيدهــا يف الســجل التجــاري)‪.(٨٧٩‬‬

‫كــام فــرض عــىل مجلــس اإلدارة أن يعــد يف نهايــة كل ســنة ماليــة القوائــم املاليــة للرشكــة وتقري ـرا ً عــن‬
‫نشــاط الرشكــة ومركزهــا املــايل عــن الســنة املاليــة املنقضيــة عــىل أن يضمــن هــذا التقريــر الطريقــة‬
‫املقرتحــة لتوزيــع األربــاح الصافيــة‪ ،‬ويجــب عــىل املجلــس أن يضــع هــذه الوثائــق تحــت تــرصف مراجــع‬
‫الحســابات قبــل املوعــد املحــدد النعقــاد الجمعيــة العامــة بخمســة وأربعــني يوم ـاً عــىل األقــل املــادة‬
‫‪.٢/١٢٦‬‬

‫ولضــامن ســالمة القوائــم املاليــة وإعدادهــا وفق ـاً ألحــكام النظــام واملعايــري املحاســبية املتعــارف عليهــا‪،‬‬
‫فلقــد اســتلزم النظــام باملــادة ‪ ٣/١٢٦‬االيت‪ «:‬يجــب أن يوقــع رئيــس مجلــس إدارة الرشكــة ورئيســها التنفيذي‬
‫ومديرهــا املــايل الوثائــق املشــار إليهــا يف الفقــرة ‪ ٢‬مــن هــذه املــادة‪ ،‬وتــودع نســخ منهــا يف مركــز الرشكــة‬
‫الرئيــس تحــت تــرصف املســاهمني قبــل املوعــد املحــدد النعقــاد الجمعيــة العامــة بـــواحد وعرشيــن يومـاً‬
‫عــىل األقــل«‪.‬‬

‫وذلك حتى يتمكنوا من دراستها والتحقق من سالمتها ومناقشتها يف اجتامع الجمعية‪.‬‬

‫وكذلــك مــا ورد يف الفقــرة الرابعــة مــن ذات املــادة والتــي تقــرر‪ «:‬عــىل رئيــس مجلــس اإلدارة أن يــزود‬
‫املســاهمني بالقوائــم املاليــة للرشكــة‪ ،‬وتقريــر مجلــس اإلدارة‪ ،‬وتقريــر مراجــع الحســابات‪ ،‬مــا مل تنــرش‬
‫يف صحيفــة يوميــة تــوزع يف مركــز الرشكــة الرئيــس‪ .‬وعليــه أيضـاً أن يرســل صــورة مــن هــذه الوثائــق إىل‬
‫الــوزارة‪ ،‬وكذلــك يرســل صــورة إىل الهيئــة إذا كانــت الرشكــة مدرجــة يف الســوق املاليــة‪ ،‬وذلــك قبــل تاريــخ‬
‫انعقــاد الجمعيــة العامــة بخمســة عــرش يوم ـاً عــىل األقــل‪«.‬‬

‫)‪ (٨٧٩‬املادة السادسة والعرشون بعد املائة الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪٣99‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وبعــد موافقــة الجمعيــة العامــة عــىل القوائــم املاليــة وتقريــر مجلــس اإلدارة وتقريــر مراجــع الحســابات‬
‫وتقريــر لجنــة املراجعــة‪ ،‬يجــب عــىل مجلــس اإلدارة خــالل ثالثــني يومـاً مــن تاريــخ املوافقــة إيــداع صــورا ً‬
‫مــن تلــك الوثائــق لــدى الهيئــة املــادة ‪.١٢٨‬‬

‫وتفادي ـاً لتلفيــق امليزانيــة وتضليــل املســاهمني‪ ،‬فقــد اشــرتطت املــادة ‪ ١٢٧‬أن يراعــى يف تبويــب القوائــم‬
‫املاليــة لــكل ســنة ماليــة‪ ،‬التبويــب املتبــع يف الســنوات الســابقة‪ ،‬وأن تبقــى أســس تقويــم األصــول والخصوم‬
‫ثابتــة‪ ،‬وذلــك دون اإلخــالل باملعايــري املحاســبية املتعــارف عليهــا‪.‬‬

‫هــذا وقــد رأينــا فيــام ســبق أن ميزانيــة الرشكــة تتكــون مــن جانبــني‪ :‬أحدهــام لألصــول وتــدرج فيــه قيمــة‬
‫موجــودات الرشكــة الثابتــة واملتداولــة‪ ،‬أي كل ممتلكاتهــا وحقوقهــا لــدى الغــري‪ ،‬واآلخــر للخصــوم ويــدرج‬
‫فيــه رأس املــال واالحتياطــي بأنواعــه والديــون التــي عــىل الرشكــة‪ ،‬ويقتــيض قيــد رأس املــال يف جانــب‬
‫الخصــوم واالحتفــاظ يف جانــب األصــول مبوجــودات تعــادل قيمــة رأس املــال عــىل األقــل‪ ،‬ومــن ثــم فــال‬
‫يجــوز توزيــع أربــاح عــىل املســاهمني إال إذا كانــت قيمــة موجــودات الرشكــة تعــادل مقــدار رأس املــال‬
‫عىل األقــل)‪.(٨٨٠‬‬

‫‪ -٢80‬االحتياطي‪:‬‬
‫يقصــد باملــال االحتياطــي األربــاح التــي مل توزعهــا الرشكــة وتحتفــظ بهــا ملواجهــة الخســائر املحتملــة أو‬
‫لضــامن توزيــع أربــاح للمســاهمني عــىل وجــه مســتقر أو لزيــادة رأس مــال الرشكــة وتقويــة ائتامنهــا‪.‬‬

‫وكلــام زاد املــال االحتياطــي كلــام ازدادت ثقــة النــاس يف الرشكــة وارتفعــت قيمــة أســهمها‪ ،‬إذ أن املــال‬
‫االحتياطــي ليــس ســوى ضــامن إضــايف للدائنــني إىل جانــب رأس املــال‪ ،‬واالحتياطــي قــد يكــون قانونيـاً أو‬
‫نظاميـاً أي يفرضــه القانــون أو النظــام‪ ،‬وقــد يكــون اتفاقيـاً أي متفقـاً عليــه يف نظــام الرشكــة‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫اختياري ـاً تقــرره الجمعيــة العامــة العاديــة للرشكــة‪.‬‬

‫‪ .١‬االحتياطي القانوني أو النظامي(‪:)88١‬‬


‫وهــو الحــد األدىن مــن االحتياطــي الــذي ال بــد للرشكــة مــن تكوينــه‪ ،‬وقــد حــددت املــادة ‪ ١/١٢٩‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات النســبة التــي يجــب تجنيبهــا كل ســنة لتكويــن هــذا االحتياطــي وهــي ‪ ٪١٠‬مــن األربــاح‬
‫الصافيــة‪ ،‬ولكــن يجــوز للجمعيــة العامــة العاديــة أن تقــرر وقــف هــذا التجنيــب متــى بلــغ هــذا االحتياطي‬
‫‪ ٪٣٠‬مــن رأس املــال‪ ،‬فــإذا قــل االحتياطــي النظامــي يف إحــدى الســنوات عــن ‪ ٪٣٠‬مــن رأس املــال بســبب‬
‫خســارة أصيبــت بهــا الرشكــة‪ ،‬وجــب أن تبــدأ عمليــة التجنيــب مــن جديــد‪.‬‬

‫)‪ (٨٨٠‬انظر الدكتور محمود سمري الرشقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٣٦٦‬والدكتور ثروت عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٦٥٤‬‬
‫)‪ (٨٨١‬تم إلغاء متطلب االحتياطي النظامي يف مرشوع نظام الرشكات‪ ،‬انظر املادة الثامنة والعرشون بعد املائة من املرشوع‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ويســتخدم االحتياطــي النظامــي يف تغطيــة خســائر الرشكــة أو يف زيــادة رأس مالهــا‪ ،‬ويجــوز للجمعيــة‬
‫العامــة العاديــة متــى جــاوز هــذا االحتياطــي ‪ ٪٣٠‬مــن رأس املــال أن تقــرر توزيــع الزيــادة عــىل املســاهمني‬
‫وذلــك يف الســنوات التــي ال تحقــق فيهــا الرشكــة أرباح ـاً صافيــة تكفــي لتوزيــع النصيــب املقــرر لهــم يف‬
‫نظــام الرشكــة املــادة ‪.١/١٣٠‬‬

‫ويعتــرب االحتياطــي النظامــي يف حكــم رأس املــال مــن حيــث كونــه ضامنـاً لدائنــي الرشكــة ومــن ثــم فإنــه‬
‫ال يجــوز للرشكــة التــرصف فيــه أو توزيعــه عــىل املســاهمني إال يف الحــدود اآلنفــة الذكــر‪.‬‬

‫‪.٢‬االحتياطي االتفاقي‪:‬‬
‫يجــوز أن ينــص نظــام الرشكــة عــىل تجنيــب نســبة معينــة مــن األربــاح الصافيــة لتكويــن احتياطــي اتفاقــي‬
‫يخصــص لألغـراض التــي يحددهــا نظــام الرشكــة حيــث تقرراملــادة ‪ ١/١٢٩‬االيت‪:‬‬

‫» مــع مراعــاة مــا تقــيض بــه األنظمــة األخــرى ذات العالقــة‪ ،‬يجنــب ســنويٍّا ‪ ٪١٠‬مــن صــايف األربــاح لتكويــن‬
‫االحتياطــي النظامــي للرشكــة‪ .‬ويجــوز أن تقــرر الجمعيــة العامــة العاديــة وقــف هــذا التجنيــب متــى بلــغ‬
‫االحتياطــي املذكــور ‪ ٪٣٠‬مــن رأس املــال املدفــوع‪ .‬ويجــوز النــص يف نظــام الرشكــة األســاس عــىل تجنيــب‬
‫نســبة معينــة مــن صــايف األربــاح لتكويــن احتياطــي اتفاقــي يخصــص لألغ ـراض التــي يحددهــا النظــام‬
‫املذكــور«‪.‬‬

‫وال يجــوز اســتخدام االحتياطــي االتفاقــي يف غــري األغـراض املخصــص لهــا إال بقـرار مــن الجمعيــة العامــة‬
‫غــري العاديــة‪ ،‬أمــا إذا مل يكــن مخصص ـاً لغــرض معــني جــاز للجمعيــة العامــة العاديــة‪ ،‬بنــا ًء عــىل اق ـرتاح‬
‫مجلــس اإلدارة‪ ،‬أن تقــرر رصفــه فيــام يعــود بالنفــع عــىل الرشكــة او املســاهمني املــادة ‪.٢/١٣٠‬‬

‫‪ .٣‬االحتياطي االختياري‪:‬‬
‫وهــو االحتياطــي الــذي ال تكــون الرشكــة ملزمــة بتكوينــه مبوجــب نــص يف نظــام الــرشكات أو نظــام الرشكــة‬
‫األســاس ولذلــك يســمى أحيان ـاً باالحتياطــي الحــر‪ ،‬وتكويــن هــذا االحتياطــي ينطــوي يف الحقيقــة عــىل‬
‫حرمــان املســاهمني مــن جــزء مــن األربــاح التــي كان مــن املفــروض أن تــوزع عليهــم‪ ،‬ولذلــك فقــد اعــرتض‬
‫عليــه البعــض‪ ،‬بينــام أيــده البعــض اآلخــر بــرشط أن يكــون الهــدف مــن تكوينــه تحقيــق مصلحــة مرشوعــة‬
‫للرشكــة كعــدم كفايــة االحتياطــي النظامــي أو توقــع نفقــات إضافيــة أو اســتهالك رأس املــال)‪.(٨٨٢‬‬

‫)‪ (٨٨٢‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،١٥٠٦‬الدكتور محمد حسني عباس والدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند ‪.٣٢٧‬‬
‫‪40١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وقــد اعــرتف نظــام الــرشكات الســعودي مبرشوعيــة هــذا االحتياطــي حيــث نصــت املــادة ‪ ٢/١٢٩‬عــىل أن‬
‫للجمعيــة العامــة العاديــة‪ ،‬عنــد تحديــد نصيــب األســهم يف األربــاح الصافيــة‪ ،‬أن تقــرر تكويــن احتياطيــات‬
‫أخــرى إىل جانــب االحتياطــي النظامــي أو االحتياطــي االتفاقــي وذلــك بالقــدر الــذي يحقــق دوام الرخــاء‬
‫للرشكــة أو يكفــل توزيــع أربــاح ثابتــة بقــدر اإلمــكان عــىل املســاهمني‪ .‬كــام أن للجمعيــة العامــة العاديــة‬
‫أن تقتطــع مــن صــايف األربــاح مبالــغ إلنشــاء مؤسســات اجتامعيــة لعامــيل الرشكــة أو ملعاونــة مــا يكــون‬
‫قامئـاً مــن هــذه املؤسســات‪.‬‬

‫‪ -٢8١‬توزيع األرباح‪:‬‬
‫بعــد خصــم املرصوفــات واالســتهالكات واقتطــاع االحتياطــي يعتــرب الباقــي مــن إيـراد الرشكــة ربحـاً يجــب‬
‫توزيعــه عــىل املســاهمني وغريهــم بالكيفيــة املبينــة يف األنظمــة ونظــام الرشكــة)‪.(٨٨٣‬‬

‫فاألربــاح ال يقتــرص توزيعهــا عــىل املســاهمني يف الرشكــة‪ ،‬بــل يجــوز للجمعيــة العامــة العاديــة للرشكــة‬
‫أن تقتطــع جــزءا ً مــن األربــاح الصافيــة إلنشــاء مؤسســات اجتامعيــة ملوظفــي الرشكــة وعاملهــا املــادة‬
‫‪ ،٢/١٢٩‬فالنظــام يف اململكــة وإن كان مل يذهــب إىل حــد األخــذ مببــدأ اشـرتاك العاملــني يف اإلدارة واألربــاح‪،‬‬
‫وهــو املبــدأ الــذي تقــره اليــوم الكثــري مــن الترشيعــات يف الــدول املختلفــة‪ ،‬إال أنــه مل يتجاهــل أن عنــرص‬
‫العمــل رشيــك يف عمليــة اإلنتــاج وأن دوره أســايس يف تحقيــق األربــاح‪ ،‬لــذا فقــد رأى أنــه مــن العــدل متــى‬
‫آنســت الجمعيــة العامــة للرشكــة اإلخــالص والتفــاين مــن جانــب العاملــني يف الرشكــة أن تقــرر لهــم نصيبـاً‬
‫مــن األربــاح التــي حققتهــا الرشكــة يخصــص للــرصف عــىل مؤسســات الخدمــات االجتامعيــة الخاصــة بهــم‬
‫كاإلســكان والتدريــب املهنــي والعــالج والتغذيــة‪ ،‬مــام يــؤدي إىل رفــع مســتوى معيشــتهم ورفــع كفايتهــم‬
‫اإلنتاجيــة‪.‬‬

‫وإذا كان ال تقــوم الرشكــة بتوزيــع أيــة مبالــغ عــىل املســاهمني مــا مل متثــل ربحـاً حقيقيـاً‪ ،‬أي زيــادة فعليــة‬
‫يف أصــول الرشكــة عــن خصومهــا‪ ،‬فإنــه وخالفـاً لنظــام الــرشكات القديــم ال يجــوز أن ينــص نظــام الرشكــة‬
‫عــىل توزيــع مبلــغ ثابــت عــىل املســاهمني ملــدة محــددة مــن تاريــخ تأســيس الرشكــة‪ ،‬وهــذا هــو مــا‬
‫يعــرف باســم رشط الفائــدة الثابتــة‪ ،‬وهــو عــادة مــا يلجــأ إليــه يف الــرشكات التــي ال تنتــج أرباح ـاً عــىل‬
‫املــدى القصــري كالــرشكات الصناعيــة الكــربى ورشكات البــرتول ورشكات الســكك الحديديــة‪ ،‬والهــدف مــن‬
‫رشط الفائــدة الثابتــة هــو إغ ـراء الجمهــور عــىل االكتتــاب يف رأس مــال الرشكــة‪.‬‬

‫)‪ (٨٨٣‬يقصد باملرصوفات النفقات التي تدفقها الرشكة يف سبيل االستغالل والالزمة لنجاح الرشكة كمرشوع اقتصادي ويدخل فيها فوائد الديون والرضائب‪ ،‬أما‬
‫االستهالك فيقصد به النقص التدريجي يف األصول الثابتة كاملباين واآلالت والسيارات بفعل الزمن واالستعامل‪ ،‬وليك يبقى رأس املال سليامً حافظاً لقيمته املقيدة‬
‫يف جانب الخصوم فإنه يجب عىل الرشكة أن تقتطع جزءا ً من أرباحها السنوية لتغطية هذا النقص التدريجي‪.‬‬
‫‪40٢‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫ويُســتفاد مــن نظــام الــرشكات ومــن منــوذج نظــام رشكــة املســاهمة أن التــرصف يف األربــاح الصافيــة يتــم‬
‫وفقـاً للقواعــد اآلتيــة‪:‬‬

‫‪ .١‬خصم جميع املرصوفات العمومية والتكاليف األخرى‪.‬‬

‫‪ .٢‬تجنيــب ‪ ٪١٠‬مــن األربــاح الصافيــة لتكويــن احتياطــي نظامــي‪ ،‬ويجــوز للجمعيــة العامــة العاديــة وقــف‬
‫هــذا التجنيــب متــى بلــغ االحتياطــي املذكــور ‪ ٪٣٠‬مــن رأس املــال‪.‬‬

‫‪ .٣‬تجنيــب نســبة مــن األربــاح الصافيــة لتكويــن احتياطــي اتفاقــي بنــص يف نظــام الرشكــة األســاس وبقـرار‬
‫مــن الجمعيــة العامــة غــري العاديــة‪ ،‬وكذلــك نســبة مــن األربــاج لتكويــن االحتياطــي الحــر بق ـرار مــن‬
‫الجمعيــة العامــة العاديــة‪.‬‬

‫‪ .٤‬يــوزع مــن الباقــي بعــد ذلــك دفعــة أوىل للمســاهمني يحــدد نســبتها نظــام الرشكــة‪ ،‬وذلــك مــن رأس‬
‫املــال املدفــوع‪.‬‬

‫‪ .٥‬يخصــص بعــد مــا تقــدم نســبة مــن الباقــي يحددهــا نظــام الرشكــة وذلــك كمكافــأة ملجلــس اإلدارة ال‬
‫تتجــاوز ‪ ٪١٠‬مــن صــايف األربــاح وبعــد تجنيــب االحتياطــي وبعــد توزيــع أربــاح عــىل املســاهمني مبــا ال‬
‫تقــل عــن ‪ ٪٥‬مــن رأس مــال الرشكــة املدفــوع وعــىل أال يتجــاوز مــا يحصــل عليــه عضــو مجلــس اإلدارة مــن‬
‫مزايــا ماليــة أو عينيــة مبلــغ خمســامئة ألــف ريــال‪.‬‬

‫‪ .٦‬يــوزع الباقــي بعــد ذلــك عــىل املســاهمني كحصــة إضافيــة يف األربــاح نقــدا ً أو عــىل شــكل أســهم مجانيــة‬
‫لزيــادة رأس املــال وذلــك مبوافقــة الجمعيــة العامــة غــري العاديــة عــىل تعديــل عقــد التأســيس وفقــاً‬
‫لألحــكام الســابق دراســتها‪.‬‬

‫ويســتحق املســاهم حصــة يف األربــاح وفقــاً لقــرار الجمعيــة العامــة بالتوزيــع‪ ،‬ويبــني القــرار تاريــخ‬
‫االســتحقاق وتاريــخ توزيــع األربــاح‪ .‬وتكــون أحقيــة األربــاح للمســاهمني املســجلني يف ســجالت الرشكــة‬
‫يف نهايــة اليــوم املحــدد لالســتحقاق املــادة ‪ ،٢/١٣١‬وعــىل مجلــس اإلدارة أن ينفــذ قـرار الجمعيــة العامــة‬
‫العاديــة بخصــوص توزيــع األربــاح عــىل املســاهمني خــالل ‪ ١٥‬يومـاً مــن تاريــخ اســتحقاقها املحــدد يف قـرار‬
‫الجمعيــة العامــة العاديــة أو يف ق ـرار مجلــس اإلدارة بخصــوص توزيــع أربــاح مرحليــة)‪.(٨٨٤‬‬

‫)‪ (٨٨٤‬املادة الحادية والثالثون الفقرة ‪ ٢‬من نظام الرشكات وكذلك املادة الثامنة والثالثون من الضوابط واإلجراءات التنظيمية الصادرة تنفيذا ً لنظام الرشكات‬
‫الخاصة برشكات املساهمة املدرجة‪.‬‬
‫‪40٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وإذا مــا تــم توزيــع األربــاح خالف ـاً ملــا ســبق بيانــه‪ ،‬فإنهــا تعتــرب أرباح ـاً صوريــة‪ ،‬يعاقــب عليهــا مجلــس‬
‫اإلدارة وكل مــن قــرر أو وزع أو قبــض أرباحــاً بســوء نيــة عــىل خــالف أحــكام النظــام ونظــام الرشكــة‬
‫األســاس‪ ،‬وذلــك بغرامــة ماليــة ال تزيــد عــىل خمســامئة ألــف ريــال‪.‬‬

‫ولقــد أجــاز مــرشوع نظــام الــرشكات يف املــادة ‪ ٢/١٣٠‬توزيــع أربــاح مرحليــة بشــكل نصــف ســنوي أو ربــع‬
‫ســنوي رشيطــة توافــر ســيولة كافيــة وأربــاح مبقــاة ال تقــل عــن قيمــة األربــاح التــي ســيتم توزيعهــا‪ ،‬وأن‬
‫تكــون قــادرة عــىل الوفــاء بديونهــا عنــد اســتحقاقها خــالل فــرتة ‪ ١٢‬شــهرا ً مــن تاريــخ توزيــع األربــاح‪ ،‬وأال‬
‫تتجــاوز التزامــات الرشكــة مضافـاً اليهــا املبلــغ الــالزم لتوزيــع األربــاح‪ ،‬أصــول الرشكــة عنــد تاريــخ توزيــع‬
‫األرباح‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة)‬

‫الفصل الخامس‬

‫انقضاء شركة المساهمة‬

‫‪ -٢٨٢‬تنقــيض رشكــة املســاهمة باألســباب العامــة النقضــاء الــرشكات املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪ ١٦‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات الســابق دراســتها‪ ،‬أمــا أســباب االنقضــاء املبنيــة عــىل االعتبــار الشــخيص فــال تؤثــر يف رشكــة‬
‫املســاهمة نظـرا ً لقيامهــا عــىل االعتبــار املــايل وحــده‪.‬‬

‫وقد اكتفى نظام الرشكات يف املادتني ‪ ١٥٠ ،١٤٩‬ببيان بعض األحكام الخاصة بانقضاء رشكة املساهمة‪.‬‬

‫وقــد أشــارت املــادة ‪ ١٤٩‬إىل حالــة انقضــاء الرشكــة بســبب انتقــال جميــع األســهم إىل مســاهم واحــد ومل‬
‫تكــن مملوكــة للدولــة ولألشــخاص ذوي الصفــة االعتباريــة العامــة والــرشكات اململوكــة بالكامــل للدولــة أو‬
‫رشكــة ال يقــل رأس مالهــا عــن خمســة ماليــني ريــال)‪ ،(٨٨٥‬وخــالف ذلــك يجــب عــىل مــن آلــت إليــه ملكيــة‬
‫اســهم الرشكــة توفيــق أوضــاع الرشكــة وفقـاً ألحــكام النظــام –وذلــك بإدخــال مســاهم آخــر أو بزيــادة رأس‬
‫مــال الرشكــة اىل خمســة ماليــني ريــال عــىل ســبيل املثــال أو تحويلهــا اىل رشكــة ذات مســئولية محــدودة‬
‫مــن شــخص واحــد‪ -‬خــالل مــدة ال تتجــاوز ســنة واال انقضــت بقــوة النظــام‪.‬‬

‫وكــام رأينــا أنــه متــى قــام أحــد أســباب انقضــاء الرشكــة فــإن الرشكــة ال تنحــل مبجــرد قيــام هــذا الســبب‬
‫بــل تدخــل يف دور التصفيــة وتحتفــظ بشــخصيتها املعنويــة بالقــدر الــالزم إلجـراء هــذه التصفيــة‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫فــإن تحديــد مســئولية املســاهم الــذي اجتمعــت األســهم بــني يديــه عــن ديــون الرشكــة يف هــذه الحالــة‬
‫مبقــدار موجــودات الرشكــة يعتــرب مجــرد تطبيــق للقواعــد العامــة يف انقضــاء الــرشكات‪ ،‬ويبقــى مســئوالً يف‬
‫حــدود مــا ميلــك مــن اســهم يف الرشكــة)‪.(٨٨٦‬‬

‫أمــا املــادة ‪ ١٥٠‬فقــد أوضحــت بعــض اآلثــار املرتتبــة عــىل هــالك نصــف رأس املــال حيــث نصــت عــىل أنــه‬
‫»إذا بلغــت خســائر رشكــة املســاهمة نصــف رأس املــال املدفــوع‪ ،‬يف أي وقــت خــالل الســنة املاليــة‪ ،‬وجــب‬
‫عــىل أي مســؤول يف الرشكــة أو مراجــع الحســابات فــور علمــه بذلــك إبــالغ رئيــس مجلــس اإلدارة‪ ،‬والــذي‬
‫يجــب عليــه بعــد ذلــك إبــالغ أعضــاء مجلــس اإلدارة فــورا ً بذلــك‪ ،‬وعــىل مجلــس اإلدارة خــالل ‪ ١٥‬يوم ـاً‬
‫مــن علمــه بذلــك دعــوة الجمعيــة العامــة غــري العاديــة لالجتــامع خــالل خمســة وأربعــني يومـاً مــن تاريــخ‬
‫علمــه بالخســائر‪ ،‬لتقــرر زيــادة رأس املــال أو تخفيضــه اىل الحــد الــذي تنخفــض معــه نســبة الخســائر اىل‬
‫مــا دون نصــف رأس املــال املدفــوع‪ ،‬أو حــل الرشكــة قبــل األجــل املحــدد يف نظــام الرشكــة األســاس‪.‬‬

‫)‪ (٨٨٥‬أجازت املادة السادسة والستون والستون من مرشوع نظام الرشكات تأسيس رشكة مساهمة من شخص واحد أو أن تؤول جميع أسهمها اىل شخص واحد‪.‬‬
‫)‪(٨٨٦‬انظر حكم محكمة النقض الفرنسية يف ‪ ٣‬أكتوبر ‪ ١٩٦٩‬وتعليق روجري هوان‪ ،‬املجلة الفصلية للقانون التجاري‪ ١٩٧٠ ،‬ص ‪.١٦٤‬‬
‫‪405‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الثالث‬

‫وهــذه القاعــدة تتعلــق بالنظــام العــام فــال يصــح اســتبعادها بالنــص عــىل خالفهــا يف نظــام الرشكــة)‪،(٨٨٧‬‬
‫وإذا مل تجتمــع الجمعيــة العامــة غــري العاديــة خــالل املــدة املحــددة أو إذا تعــذر عــىل هــذه الجمعيــة‬
‫إصــدار قـرار يف املوضــوع‪ ،‬أو قــررت زيــادة رأس املــال للحــد الــذي تنخفــض معــه نســبة الخســائر اىل مــا‬
‫دون نصــف رأس املــال ومل يتــم االكتتــاب يف كل زيــادة رأس املــال خــالل تســعني يوم ـاً مــن صــدور ق ـرار‬
‫الجمعيــة بالزيــادة‪ ،‬فــإن الرشكــة تعتــرب منقضيــة بقــوة النظــام)‪.(٨٨٨‬‬

‫وإذا قــررت الجمعيــة العامــة غــري العاديــة حــل الرشكــة أو اســتمرارها بزيــادة أو تخفيــض رأس املــال‪ ،‬فــإن‬
‫قرارهــا يعتــرب تعديــل لنظــام الرشكــة األســاس فيجــب أن يشــهر وفقـاً الحــكام النظــام‪.‬‬

‫)‪ (٨٨٧‬انظر ريبري وروبلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪١٦٠٣‬‬


‫)‪ (٨٨٨‬تم إلغاء حكم انقضاء الرشكة بقوة النظام يف مرشوع نظام الرشكات‪ ،‬وإمنا يكون لكل ذي مصلحة أن يطلب من الجهة القضائية املختصة حل الرشكة‪.‬‬
‫انظر املادة الثامنة واألربعون بعد املائة الفقرة ‪.٤‬‬
‫‪406‬‬
‫الباب الرابع‬

‫الشركات المختلطة‬

‫الفصل األول‪ :‬شركة التوصية باألسهم‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الشركة ذات المسئولية المحدودة‪.‬‬
‫الباب الرابع‬

‫مقدمة‬

‫‪ -٢٨٣‬يُقصــد بالــرشكات املختلطــة تلــك الطائفــة مــن الــرشكات التــي تجمــع بــني خصائــص رشكات األمــوال‬
‫ورشكات األشــخاص نظـرا ً لقيامهــا عــىل االعتبــار املــايل واالعتبــار الشــخيص يف آن واحــد‪ ،‬وهــي تشــمل عــىل‬
‫مــا ســبق أن رأينــا رشكات التوصيــة باألســهم والــرشكات ذات املســئولية املحــدودة‪ ،‬إال أن نظــام الــرشكات‬
‫الحــايل مل يســمح بتأســيس رشكــة التوصيــة باألســهم وعــىل ذلــك ســوف نتنــاول أحــكام رشكــة التوصيــة‬
‫باألســهم وفقـاً ملــرشوع نظــام الــرشكات الصــادر ســنة ‪١٤٤١‬هـــ‪ ،‬ومــن ثــم نقســم دراســتنا يف هــذا البــاب‬
‫إىل فصلــني نخصــص األول لرشكــة التوصيــة باألســهم والثــاين للرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‪.‬‬

‫‪4١0‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫الفصل األول‬

‫شركة التوصية باألسهم‬

‫‪ -٢٨٤‬تعــرف املــادة ‪ ٥٣‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات رشكــة التوصيــة باألســهم بأنهــا »رشكــة تتكــون مــن‬
‫فريقــني مــن الــرشكاء‪ ،‬فريــق يضــم عــىل األقــل رشيــكاً يكــون مســؤوالً شــخصياً يف جميــع أموالــه وبالتضامن‬
‫عــن ديــون الرشكــة والتزاماتهــا‪ ،‬وفريــق آخــر يضــم عــىل األقــل مســاهامً ال يســأل عــن ديــون الرشكــة اىل يف‬
‫حــدود مــا ميلــك مــن أســهم يف رأس املــال«‪.‬‬

‫فرشكــة التوصيــة باألســهم تشــبه رشكــة التوصيــة البســيطة مــن حيــث أنهــا تضمــن فريقــني مــن الــرشكاء‬
‫مختلفــني يف مركزهــام القانــوين‪ :‬رشكاء متضامنــني يتوافــر بالنســبة لهــم االعتبــار الشــخيص‪ ،‬ومــن ثــم تكــون‬
‫حصصهــم غــري قابلــة للتــداول ويســألون مســئولية شــخصية وتضامنيــة عــن ديــون الرشكــة ويتولــون‬
‫وحدهــم إدارة الرشكــة ويكتســبون صفــة التاجــر ولــو مل تكــن لهــم هــذه الصفــة قبــل دخولهــم يف الرشكــة‪،‬‬
‫ورشكاء موصــني تتحــدد مســئوليتهم عــن ديــون الرشكــة مبقــدار حصصهــم يف رأس املــال وال يكتســبون صفــة‬
‫التاجــر بســبب انضاممهــم للرشكــة وال يجــوز لهــم التدخــل يف اإلدارة‪ ،‬وال يختلــف مركزهــم عــن الــرشكاء‬
‫املوصــني يف رشكــة التوصيــة البســيطة مــن حيــث أن شــخصياتهم ليســت محــل اعتبــار يف الرشكــة‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫فــإن حصصهــم يف رأس مــال الرشكــة بأســهم قابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة‪ ،‬وعليــه فــإن رشكــة التوصيــة‬
‫باألســهم ال تعــدو أن تكــون رشكــة تضامــن بالنســبة للــرشكاء املتضامنــني ورشكــة مســاهمة بالنســبة للــرشكاء‬
‫املوصــني)‪.(٨٨٩‬‬

‫ولقــد انتــرشت رشكــة التوصيــة باألســهم عــىل نطــاق واســع خــالل النصــف األول مــن القــرن التاســع عــرش‬
‫حيــث شــهدت بعــض الــدول خــالل هــذه الفــرتة مــا يعــرف »بحمــى رشكات التوصيــة باألســهم«)‪ ،(٨٩٠‬وذلــك‬
‫نظـرا ً ألن تأســيس هــذه الــرشكات عــىل خــالف تأســيس رشكات املســاهمة مل يكــن يقتــيض الحصــول عــىل‬
‫ترخيــص حكومــي‪.‬‬

‫غــري أن رشكــة التوصيــة باألســهم بــدأت تفقــد مكانتهــا وأهميتهــا عــىل أثــر إجــازة معظــم الترشيعــات‬
‫تأســيس رشكات مســاهمة بغــري حاجــة إىل ترخيــص حكومــي‪ ،‬وتــكاد رشكــة التوصيــة باألســهم تختفــي‬
‫اليــوم متام ـاً مــن واقــع الكثــري مــن الــدول نتيجــة لظهــور وشــيوع الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة)‪.(٨٩١‬‬

‫)‪ (٨٨٩‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٣‬‬
‫)‪ (٨٩٠‬انظر روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٨٥٣‬‬
‫)‪ (٨٩١‬ويذكر الفريد جوفريه أن معظم رشكات التوصية باألسهم القامئة قد تحولت بالفعل إىل رشكات مساهمة‪ ،‬مؤلفة املشار إليه سابقاً بند رقم ‪ ،٢٥٥‬وقارن‬
‫فيام يتعلق باالتجاه نحو اللجوء إىل الرشكة ذات املسئولية املحدودة بند رقم ‪ ٢٠٤‬من ذات املؤلف‪ ،‬وتعترب رشكة التوصية باألسهم غائبة متاماً عن الواقع الكويتي‬
‫رغم النص عليها يف قانون الرشكات الكويتي‪ ،‬الدكتور أبو زيد رضوان مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ٦١١‬والدكتور ثروت عبد الرحيم مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.١٦١‬‬
‫‪4١١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫ومــع توجــه نظــام الــرشكات يف اململكــة اىل تبســيط إجـراءات تأســيس الــرشكات املســاهمة‪ ،‬فــإن االعـرتاف‬
‫برشكــة التوصيــة باألســهم وتنظيــم أحكامهــا غــري ذي فائــدة‪.‬‬

‫وســوف نتنــاول دراســة رشكــة التوصيــة باألســهم يف مباحــث ثالثــة نخصــص األول لتأسيســها والثــاين‬
‫لنشــاطها والثالــث النقضائهــا‪.‬‬

‫‪4١٢‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫المبحث األول‬

‫تأسيس شركة التوصية باألسهم‬

‫‪ -٢٨٥‬طبق ـاً لحكــم املــادة ‪ ٥٤‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات الســعودي يخضــع تأســيس رشكــة التوصيــة‬
‫باألســهم لجميــع أحــكام تأســيس رشكــة التضامــن وشــهرها‪.‬‬

‫ويــربر البعــض عــادة إعفــاء رشكــة التوصيــة باألســهم مــن الخضــوع ملبــدأ الرقابــة عــىل التأســيس ولــو‬
‫كانــت تطــرح أســهمها للجمهــور باملســئولية املطلقــة للرشيــك أو الــرشكاء املتضامنــني يف أموالهــم الخاصــة‬
‫عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬فهــذه املســئولية تعتــرب ضامنـاً كافيـاً لجديــة الرشكــة ولحقــوق املســاهمني والغــري)‪،(٨٩٢‬‬
‫غــري أن هــذا يعتــرب إرسافـاً يف حســن الظــن‪ ،‬إذ قــد يتخــذ البعــض مــن ذلــك وســيلة لالحتيــال عــىل صغــار‬
‫املدخريــن‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تأســيس رشكــة توصيــة باألســهم يكــون الــرشكاء املتضامنــون فيهــا مــن‬
‫األشــخاص املعرسيــن يطرحــون أســهمها لالكتتــاب العــام بغيــة ابتـزاز أمــوال النــاس بالباطــل)‪ ،(٨٩٣‬صحيــح‬
‫أن بتطبيــق قواعــد رشكات املســاهمة عــىل رشكات التوصيــة باألســهم خاصــة فيــام يتعلــق بكيفيــة االكتتــاب‬
‫وتدخــل البنــوك وإيــداع املبالــغ املحصلــة وقيــود تــداول أســهم املؤسســني مــن شــأنه تقليــل احتــامالت‬
‫الــرضر الــذي يلحــق باملكتتبــني‪ ،‬إال أن ذلــك ال يعــادل الرقابــة التــي تبارشهــا الحكومــة قبــل الرتخيــص‬
‫بإنشــاء الرشكــة)‪.(٨٩٤‬‬

‫وتتكــون رشكــة التوصيــة باألســهم مــن رشيــك متضامــن عــىل األقــل ومــن مســاهم عــىل األقــل‪ ،‬ويوقــع‬
‫عقــد تأســيس الرشكــة جميــع الــرشكاء املتضامنــني وغريهــم مــن املؤسســني‪ ،‬والــذي يجــب أن يشــتمل‬
‫بصفــة خاصــة عــىل مايــيل)‪:(٨٩٥‬‬

‫‪ .١‬اسم الرشكة وغرضها ومركزها الرئييس وفروعها إن وجدت وبياناتها بحسب ما تحدده الالئحة‪.‬‬

‫‪ .٢‬أسامء الرشكاء واملاساهمني وبياناتهم‪.‬‬

‫‪ .٣‬أغراض الرشكة‪.‬‬

‫)‪ (٨٩٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٣٣‬‬
‫)‪ (٨٩٣‬انظر روديري وهوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٨٣‬الدكتور محسن شفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٢٨٠‬الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم‬
‫‪٦٧٧‬‬
‫)‪ (٨٩٤‬قارن الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬حيث يرى أن تطبيق قواعد تأسيس رشكات املساهمة عىل تأسيس رشكات التوصية باألسهم الذي تقرر حامية‬
‫لالدخار العام قد قطع السبيل عىل التحايل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٦٠٤‬‬
‫)‪ (٨٩٥‬املادة ‪ ٢/٣٢‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪4١٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫‪ .٤‬كيفية تقسيم الحصص واألسهم بني الرشكاء واملساهمني‪.‬‬

‫‪ .٥‬رأس مال الرشكة وتعريف كاف بالحصة التي تعهد كل رشيك بتقدميها وموعد استحقاقها‪.‬‬

‫‪ .٦‬أسامء مديري الرشكة إن وجدوا ومن لهم الحق يف التوقيع نيابة عن الرشكة وبياناتهم‪.‬‬

‫‪ .٧‬مدة الرشكة إن كانت محددة املدة‪.‬‬

‫‪ .٨‬تحديد تاريخ بدء السنة املالية ونهايتها‪.‬‬

‫‪ .٩‬أي بيانات أخرى تنص عليها الالئحة‪.‬‬

‫ويحــدد عقــد التأســيس رأس مــال الرشكــة وإجـراءات زيــادة رأس املــال وتخفيضــه‪ ،‬وذلــك وفقـاً لألحــكام‬
‫التــي تحددهــا الالئحــة املــادة ‪ ٦٢‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ويتــم قيــد الرشكــة يف الســجل التجــاري خــالل الفــرتة التــي تحددهــا الالئحــة وذلــك مــن تاريــخ تقديــم‬
‫الطلــب واكــامل البيانــات والوثائــق املطلوبــة)‪ ، (٨٩٦‬ويجــب أن يشــهر املؤسســون أو الــرشكاء أو املســاهمني‬
‫أو مديــرو الرشكــة عقــد تأســيس الرشكــة ومــا يطــرأ عليــه مــن تعديــل يف موقــع الــوزارة اإللكــرتوين عــىل‬
‫نفقــة الرشكــة أو وفــق مــا تحــدده الالئحــة)‪ ، (٨٩٧‬ويف حالــة رفــض الطلــب‪ ،‬فإنــه يجــب أن يكــون مســبباً)‪.(٨٩٨‬‬

‫وعنــد رفــض طلــب التأســيس أو انقضــاء املــدة املحــددة يف الالئحــة دون البــت فيــه‪ ،‬يكــون ملقــدم الطلــب‬
‫التظلــم أمــام الــوزارة خــالل ســتني يوم ـاً مــن تاريــخ اشــعاره برفــض الطلــب أو مــن تاريــخ انتهــاء املــدة‬
‫املحــددة يف الالئحــة‪ ،‬ويف حــال صــدور قـرار مــن الــوزارة برفــض الطلــب أو عــدم البــت فيــه خــالل ثالثــني‬
‫يومـاً يكــون ملقــدم الطلــب التظلــم أمــام الجهــة القضائيــة املختصــة)‪.(٨٩٩‬‬

‫والراجــح أن رشكــة التوصيــة باألســهم ال تســتطيع‪ ،‬يف ظــل نصــوص مــرشوع نظــام الــرشكات أن تصــدر‬
‫حصــص تأســيس كــام هــو الحــال يف رشكات املســاهمة‪ ،‬حيــث أن املــادة ‪ ٥٥‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات‬
‫قــد قــررت رسيــان بعــض أحــكام رشكــة املســاهمة عــىل رشكــة التوصيــة باألســهم وهــي احــكام املــادة ‪١٠٨‬‬
‫مــن مــرشوع نظــام الــرشكات والتــي تقــرر‪:‬‬

‫)‪ (٨٩٦‬املادة الثانية والثالثون الفقرة ‪ ٣‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٨٩٧‬املادة الثامنية الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٨٩٨‬املادة الثانية والثالثون الفقرة ‪ ٣‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٨٩٩‬املادة الثانية والثالثون الفقرة ‪ ٤‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪4١4‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫»‪ .١‬تكــون أســهم رشكــة املســاهمة اســمية وغــري قابلــة للتجزئــة يف مواجهــة الرشكــة فــاذا ملــك الســهم‬
‫اشــخاص متعــددون وجــب عليهــم ان يختــاروا أحدهــم لينــوب عنهــم يف اســتعامل الحقــوق املتعلقــة بــه‬
‫ويكــون هــؤالء األشــخاص مســؤولني بالتضامــن عــن االلتزامــات الناشــئة مــن ملكيــة الســهم‪.‬‬

‫‪ .٢‬يحــدد نظــام الرشكــة األســاس القيمــة االســمية الســهمها ويف الحــاالت التــي يكــون فيهــا للرشكــة أســهم‬
‫بقيمــة اســمية مختلفــة يجــب ان تتســاوى األســهم مــن ذات الفئــة الواحــدة يف القيمــة االســمية‪.‬‬

‫‪ .٣‬تلتــزم رشكــة املســاهمة غــري املدرجــة يف الســوق املاليــة بإصــدار شــهادة ورقيــة او الكرتونيــة تثبــت‬
‫ملكيــة املســاهم للســهم وفقــا ملــا تحــدده الالئحــة »‪.‬‬

‫ومــن احــكام رشكــة املســاهمة التــي تطبــق عــىل رشكــة التوصيــة باالســهم حســبام جــاء يف نــص املــادة‬
‫‪ ٥٥‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات‪ ،‬نــص املــادة ‪ ١١٣‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات والتــي تقــرر االيت‪.١» :‬‬
‫تنقســم فئــات األســهم التــي يجــوز للرشكــة إصدارهــا اىل أســهم عاديــة واســهم ممتــازة واســهم ممتــازة‬
‫قابلــة لالســرتداد‪ ،‬ويجــوز النــص يف نظــام الرشكــة األســاس عــىل منــح بعــض الحقــوق أو االمتيــازات أو‬
‫وضــع بعــض القيــود لبعــض فئــات األســهم مــن حيــث التصويــت أو األربــاح أو موجــودات الرشكــة عنــد‬
‫التصفيــة او غــري ذلــك‪.‬‬

‫‪ .٢‬يجب ان تتساوى األسهم من ذات الفئة الواحدة يف القيمة والحقوق و االمتيازات والقيود )‪.(٩٠٠‬‬

‫)‪ (٩٠٠‬ويأخذ بنفس الحكم فيام يتعلق بسندات القرض‪ ،‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «..‬بند رقم ‪ ،٢٩٥‬وقارن عكس ذلك الدكتور محمود بابليل‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪ ٢٥٩‬حيث يرى أنه يحق لرشكة التوصية باألسهم إصدار سندات وحصص تأسيس‪.‬‬
‫‪4١5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫المبحث الثاني‬

‫نشاط شركة التوصية باألسهم‬

‫‪ -٢86‬عنوان الشركة‪:‬‬
‫أجــاز مــرشوع النظــام أن يكــون اســم الرشكــة مشــتق مــن غرضهــا‪ ،‬أو اســم مبتكــر أو اســم واحــد أو أكــرث‬
‫مــن الــرشكاء أو املســاهمني فيهــا‪ .‬كــام يجــوز تغيــري اســم الرشكــة طبقـاً ألحــكام عقــد التأســيس عــىل ان‬
‫يتــم قيــد ذلــك يف الســجل التجــاري‪ ،‬وال يرتتــب عــىل تغيــري اســم الرشكــة أي أثــر بحققوهــا أو التزاماتهــا أو‬
‫اإلجـراءات النظاميــة التــي اتخذتهــا الرشكــة أو اتخــذت بحقهــا املــادة ‪ ٥‬مــن مــرشوع النظــام‪.‬‬

‫ومبوجــب نــص املــادة ‪ ٥٥‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات تــرسي عــىل الرشيــك املتضامــن أحــكام املــادة ‪٤٠‬‬
‫مــن مــرشوع نظــام الــرشكات عــىل رشكات التوصيــة باالســهم‪ ،‬حيــث تقــرر املــادة ‪ ٤٠‬االيت‪:‬‬

‫»‪ .١‬ال يجوز ان تكون حصص الرشكاء ممثلة يف صكوك قابلة للتداول‪.‬‬

‫‪ .٢‬ال يجــوز للرشيــك ان يتنــازل عــن حصتــه اال مبوافقــة جميــع الــرشكاءاو مبراعــاة القيــود التــي ينــص عليهــا‬
‫عقــد تأســيس الرشكــة ويجــب ان يتــم قيــد وشــهر التنــازل وكل اتفــاق عــىل جــواز التنــازل عــن الحصــص‬
‫دون قيــد يكــون باطـالً‪ .«....‬وبنــا ًء عــىل ذلــك ولالعتبــار الشــخيص والثقــة يف شــخص الرشيــك املتضامــن ال‬
‫يجــوز للرشيــك كقاعــدة عامــة التنــازل عــن حصتــه بعــوض أو بغــري عــوض إىل الغــري دون موافقــة جميــع‬
‫الــرشكاء املتضامنــون‪ ،‬ولهــذا فــال يجــوز أن تكــون حصــص الــرشكاء ممثلــة يف صكــوك قابلــة للتــداول‪.‬‬

‫ويالحــظ أن قاعــدة قابليــة حصــة الرشيــك لالنتقــال يف رشكــة التوصيــة باألســهم ال تتعلــق بالنظــام العــام‪،‬‬
‫لــذا يجــوز النــص يف عقــد الرشكــة عــىل إعطــاء الــرشكاء حــق اســرتداد الحصــة مــن املتنــازل إليــه مقابــل‬
‫دفــع قيمتهــا‪ ،‬أو تقريــر حقهــم يف االع ـرتاض عــىل املتنــازل إليــه خــالل فــرتة معينــة‪ ،‬وال يجــوز النــص يف‬
‫عقــد الرشكــة عــىل إمــكان التنــازل عــن الحصــة دون قيــد أو رشط‪ ،‬ويف ذلــك تقــرر املــادة ‪ ٤٠‬مــن مــرشوع‬
‫نظــام الــرشكات‪ «:‬وكل اتفــاق عــىل جــواز التنــازل عــن الحصــص دون قيــد يعــد باطـالً«‪.‬‬

‫ومتــى كان التنــازل عــن الحصــة جائـزا ً‪ ،‬فإنــه ال يــرسي يف حــق الغــري ودائنــي الرشكــة إال بعــد قيــد وشــهر‬
‫التنــازل وفقـاً إلجـراءات الشــهر الالزمــة لتعديــل عقــد الرشكــة‪.‬‬

‫وللرشيــك دون حاجــة ملوافقــة باقــي الــرشكاء أن يــربم مــع الشــخص الــذي يــود التنــازل لــه »اتفــاق‬
‫الرديــف« والــذي مبوجبــه يحــل هــذا األخــري محلــه يف كل الحقــوق وااللتزامــات الناشــئة عــن حصتــه يف‬
‫الرشكــة أو يف جــزء منهــا فقــط‪ ،‬عــىل أن يقتــرص أثــره عــىل العالقــة بــني الرشيــك والرديــف‪ ،‬فــال يحتــج‬
‫‪4١6‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫بــه يف مواجهــة الرشكــة أو الــرشكاء أو املســاهمني أو الغــري‪ ،‬وقــد نصــت عــىل ذلــك رصاحــة املــادة ‪٢ /٤٠‬‬
‫مــن مــرشوع نظــام الــرشكات بقولهــا‪» :‬ويجــوز للرشيــك أن يتنــازل للغــري عــن الحقــوق املتصلــة بحصتــه‪،‬‬
‫وال يكــون لهــذا التنــازل أثــر إال بعــد قيــده وشــهره«‪ .‬ونالحــظ أن مــرشوع النظــام خالف ـاً ملــا ورد بنظــام‬
‫الــرشكات الحــايل‪ ،‬يســتلزم قيــد وشــهر االتفــاق الرديــف لريتــب آثــاره‪.‬‬

‫كــام يجــوز للمســاهم التنــازل عــن أســهمه يف الرشكــة مــامل ينــص عقــد التأســيس عــىل خــالف ذلــك املــادة‬
‫‪ ٢/٥٥‬مــن املــرشوع‪ .‬إذ تنــص املــادة ‪ ١١٦‬عــىل جــواز فــرض قيــود عــىل تــداول املســاهم ألســهمه رشيطــة‬
‫أال تــؤدي تلــك القيــود اىل الحظــر املطلــق لهــذا التــداول‪.‬‬

‫مــع مالحظــة أن انضــامم أي رشيــك متضامــن اىل الرشكــة‪ ،‬يجعلــه مســئوالً مســؤولية شــخصية وتضامنيــة‬
‫عــن ديــون الرشكــة الســابقة والالحقــة النضاممــه‪ ،‬مــامل يتفــق عــىل اعفائــه مــن املســئولية عــن الديــون‬
‫الســابقة رشيطــة أن يتــم قيــد االتفــاق وشــهره املــادة ‪ .١/٤٢‬وباملقابــل ال يكــون الرشيــك الــذي انســحب‬
‫مــن الرشكــة أو أخــرج منهــا أو تنــازل عــن حصتــه مســئوالً عــن ديــون أو التزامــات الرشكــة التــي تنشــأ بعــد‬
‫قيــد وشــهر انســحابه أو إخراجــه أو تنازلــه عــن حصتــه‪ ،‬إال أنــه يكــون مســئوالً عــن الديــون وااللتزامــات‬
‫التــي نشــأت قبــل قيــد أو شــهر الواقعــة القانونيــة وذلــك ملــدة خمــس ســنوات اعتبــارا ً مــن تاريــخ القيــد‬
‫أو الشــهر املــادة ‪ ٢/٤٢‬مــن مــرشوع النظــام‪ ،‬إمنــا يجــوز اعفــاء الرشيــك املنســحب أو الــذي اخــرج مــن‬
‫الرشكــة أو الــذي تنــازل عــن حصتــه مــن املســئولية عــن ديــون وااللتزامــات الرشكــة التــي نشــأت قبــل‬
‫الخــروج مــن الرشكــة رشيطــة موافقــة جميــع الــرشكاء املــادة ‪ ٣/٤٢‬مــن مــرشوع النظــام‪.‬‬

‫ولقيــام رشكــة التوصيــة باألســهم عــىل االعتبــار الشــخيص‪ ،‬فإنــه ال يجــوز إدخــال رشيــك متضامن أو مســاهم‬
‫اىل الرشكــة إال بعــد موافقــة جميــع الــرشكاء املتضامنــون ودون الحاجــة اىل الحصــول عــىل موافقــة الــرشكاء‬
‫املســاهمني‪ ،‬وذلــك خشــية تأثــري الرشيــك املســاهم املتمتــع باملســئولية املحــدودة عــىل إدخــال رشيــك قــد‬
‫يؤثــر عــىل مســتقبل الرشكــة‪ ،‬وعــىل ذلــك يقتــرص ذلــك عــىل الرشيــك املتضامــن املــادة ‪/٥٩‬ج مــن مــرشوع‬
‫النظام‪.‬‬

‫‪ -٢87‬إدارة الشركة‪:‬‬
‫وفق ـاً لنــص املــادة ‪ ٥٦‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات‪ ،‬يديــر رشكــة التوصيــة باالســهم مديــر او أكــرث مــن‬
‫الــرشكاء املتضامنــني‪ ،‬أمــا الــرشكاء املســاهمون فتقتــرص مشــاركتهم عــىل أعــامل اإلدارة الداخليــة‪ ،‬وذلــك‬
‫عــن طريــق مجلــس الرقابــة والجمعيــة العامــة إذا وجــدت‪ ،‬ونظـرا ً لعــدم جــواز تدخــل الرشيــك املســاهم‬
‫يف أعــامل اإلدارة‪ ،‬فإنــه ال يجــوز لــه تقديــم حصــة بالعمــل قياس ـاً عــىل الرشيــك املــويص‪.‬‬

‫‪4١7‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الرابع‬

‫ومــن األعــامل التــي يجــوز للرشيــك املســاهم القيــام بهــا املشــاركة يف ق ـرارات الرشكــة املتعلقــة بتغيــري‬
‫نشــاط الرشكــة أو تعديلــه‪ ،‬اعتــامد حســابات الرشكــة‪ ،‬مراجعــة أو اعتــامد تقييــم أصــول الرشكة‪،‬املشــاركة‬
‫يف القـرارات املتعلقــة باعتــامد أو املوافقــة عــىل أعــامل الــرشكاء املتضامنــني املتعلقــة بالتنــازل عــن أعــامل‬
‫الرشكــة أو بعضهــا أو اندمــاج الرشكــة مــع رشكــة أخــرى‪ ،‬املشــاركة يف التصويــت عــىل ق ـرار انهــاء مــدة‬
‫الرشكــة أو متديدهــا‪ ،‬تعيــني مصــف للرشكــة)‪.(٩٠١‬‬

‫وإذا خالــف الرشيــك املســاهم مبــدأ الحظــر وقــام بالتدخــل يف أعــامل اإلدارة الخارجيــة ولــو بنــا ًء عــىل‬
‫توكيــل‪ ،‬فإنــه يعــرض نفســه للج ـزاء الــذي نصــت عليــه املــادة ‪ ٢/٥٦‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات وهــو‬
‫»فــإن تدخــل كان مســؤوالً بالتضامــن يف جميــع أموالــه عــن ديــون الرشكــة والتزاماتهــا التــي ترتتــب عــىل‬
‫مــا أجـراه مــن أعــامل«‪.‬‬

‫وطبقـاً لهــذا النــص يســأل الرشيــك املســاهم مســئولية شــخصية عــن الديــن املرتتــب عــىل العمــل الــذي‬
‫قــام بــه لحســاب الرشكــة‪ ،‬ويرتتــب هــذا الج ـزاء بقــوة القانــون وليــس للقــايض ســلطة تقديريــة يف هــذا‬
‫الشــأن‪.‬‬

‫أمــا إذا تكــرر قيــام الرشيــك املســاهم بأعــامل اإلدارة الخارجيــة‪ ،‬جــاز اعتبــاره مســئوالً مســئولية شــخصية‬
‫وتضامنيــة ليــس فقــط عــن الديــون املرتتبــة عــىل األعــامل التــي قــام بهــا‪ ،‬بــل عــن جميــع الديــون التــي‬
‫تثبــت يف ذمــة الرشكــة منــذ تدخلــه يف اإلدارة‪ ،‬وقــايض املوضــوع هــو الــذي يســتقل بتقريــر هــذا الجـزاء‬
‫مسرتشــدا ً يف ذلــك بعــدد وجســامة أعــامل اإلدارة التــي قــام بهــا الرشيــك املســاهم ومــدى أثرهــا يف حمــل‬
‫الغــري عــىل االعتقــاد بأنــه رشيــك متضامــن‪.‬‬

‫‪ .١‬المديرون‪:‬‬
‫وفقـاً لنــص املــادة ‪ ١/٥٦‬مــن مــرشوع نظــام الــرشكات فانــه »يديــر رشكــة التوصيــة باألســهم مديــر أو أكــرث‬
‫مــن الــرشكاء املتضامنــني«‪ ،‬وهــذا الحكــم يتعلــق بالنظــام العــام‪ ،‬ومــن ثــم فــال يجــوز ان يعهــد بــإدارة‬
‫هــذه الرشكــة إىل الــرشكاء املســاهمني أو الغــري)‪ .(٩٠٢‬عــىل أن يكــون للرشيــك املســاهم أو الرشيــك املتضامــن‬
‫غــري املديــر الحــق يف اإلطــالع عــىل مركــز الرشكــة ســواء بنفســه او مــن خــالل مــن يفوضــه ‪ ،‬عــىل دفاتــر‬
‫الرشكــة ومســتنداتها واســتخراج بيانـاً موجـزا ً عــن وضــع الرشكــة املــايل)‪.(٩٠٣‬‬

‫)‪ (٩٠١‬املادة ‪ ٣/٥٦‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٠٢‬قارن الدكتور محمود بابليل‪ ،‬حيث يرى أن إدارة رشكة التوصية باألسهم يجوز أن يعهد بها إىل الغري مبوافقة الرشكاء املتضامنني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢٦٠‬‬
‫)‪ (٩٠٣‬املادة الستون من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪4١8‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫وقياس ـاً عــىل عــزل املديــر يف رشكــة التضامــن‪ ،‬فإنــه يجــوز عــزل مديــر رشكــة التوصيــة باالســهم مبوافقــة‬
‫جميــع الــرشكاء املتضامنــني املتبقــني باإلضافــة اىل مســاهم أو أكــرث ميثلــون أكــرث مــن نصــف أســهم فريــق‬
‫املســاهمني يف رأس مــال الرشكــة أو بحكــم مــن املحكمــة املختصــة متــى مــا كان عاجـزا ً عــن إدارة الرشكــة‬
‫أو ارتكــب خط ـأً جســيامً‪ .‬وتعتــرب صعوبــة عــزل املديــر أكــرب ميــزة لرشكــة التوصيــة باألســهم عــىل رشكــة‬
‫املســاهمة والتــي يجــوز عــزل املديــر فيهــا دامئـاً)‪.(٩٠٤‬‬

‫‪ .٢‬مجلس الرقابة‪:‬‬
‫أجــاز مــرشوع النظــام باملــادة ‪ ٥٨‬اتفــاق الــرشكاء املتضامنــني واملســاهمني عــىل إنشــاء مجلــس للرقابــة‪،‬‬
‫وذلــك مبوافقــة جميــع الــرشكاء املتضامنــني باإلضافــة اىل مســاهم أو أكــرث ميثلــون أكــرث مــن نصــف أســهم‬
‫فريــق الــرشكاء املســاهمني يف رأس مــال الرشكــة املــادة ‪/٥٩‬أ مــن مــرشوع النظــام‪ ،‬عــىل أن يدخــل يف‬
‫صالحياتــه مطالبــة مديــري الرشكــة بتقديــم معلومــات بشــأن إدارة الرشكــة‪ ،‬وإبــداء الــرأي يف املســائل التــي‬
‫يعرضهــا عليــه مديــر الرشكــة‪ ،‬وكذلــك تقديــم تقريــر اىل الجمعيــة العامــة يف نهايــة كل ســنة عــن نتائــج‬
‫عملــه كمجلــس للرقابــة املــادة ‪ ٥٨‬مــن مــرشوع النظــام‪.‬‬

‫وكان األفضــل مبــرشوع النظــام ان ينــص عــىل عــدم جــواز تدخــل املديــر أو مديــري الرشكــة يف تعيــني أعضاء‬
‫مجلــس الرقابــة وذلــك حفاظـاً عــىل اســتقالليتهم يف مامرســة نشــاطهم يف مراقبــة عمــل مديــري الرشكة‪.‬‬

‫‪ .٣‬الجمعية العامة للمساهمين‪:‬‬


‫يحــق للــرشكاء يف رشكــة التوصيــة باألســهم االتفــاق عــىل إنشــاء جمعيــة عامــة تضــم جميــع الــرشكاء‬
‫واملســاهمني وتحــدد اختصاصاتهــا وإجـراءات انعقادهــا وكيفيــة إصــدار قراراتهــا يف عقــد التأســيس املــادة‬
‫‪ ٥٧‬مــن مــرشوع النظــام‪ .‬ومــن االختصاصــات التــي قــد تســند اليهــا‪ :‬تعيــني وعــزل أعضــاء مجلــس الرقابــة‬
‫وكذلــك تعيــني وعــزل مراجعــي الحســابات ومناقشــة التقاريــر املقدمــة مــن املديريــن ومراجعي الحســابات‬
‫ومجلــس الرقابــة واملصادقــة عــىل امليزانيــة وحســاب األربــاح والخســائر‪.‬‬

‫ويالحــظ أن الجمعيــة العامــة يف رشكــة التوصيــة باألســهم ال متلــك حــق عــزل املديريــن كــام ال يجــوز لهــا‬
‫أن تصــادق عــىل ترصفــات تتصــل بعالقــات الرشكــة بالغــري أو أن تعــدل نظــام الرشكــة أو ان تقــوم بحســم‬
‫أي خــالف يف الشــؤون املتعلقــة باألعــامل املعتــادة للرشكــة إال مبوافقــة جميــع الــرشكاء املتضامنــني املــادة‬
‫‪ /٥٩‬ب مــن مــرشوع النظــام‪.‬‬

‫)‪ (٩٠٤‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٣٤‬‬
‫‪4١9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫‪ .4‬توزيع األرباح والخسائر‪:‬‬


‫يتــم توزيــع األربــاح عــىل الــرشكاء واملســاهمني مــن األربــاح القابلــة للتوزيــع فقــط)‪ ،(٩٠٥‬وال يجــوز االتفــاق‬
‫عــىل حرمــان أحدهــم مــن الربــح أو إعفائــه مــن الخســارة »رشط األســد« وإال اعتــرب الــرشط كأن مل‬
‫يكــن)‪ .(٩٠٦‬إال أن مــرشوع النظــام أجــاز االتفــاق وفقـاً ألحــكام املــادة ‪/٥٩‬أ عــىل إعفــاء الرشيــك املتضامــن‬
‫الــذي مل يقــدم غــري عملــه مــن املســاهمة يف الخســارة‪ ،‬ألن ضيــاع جهــده وعملــه يعتــرب خســارة بالنســبة‬
‫لــه‪ .‬وكان األفضــل مبــرشوع النظــام النــص عــىل عــدم حصــول مقــدم حصــة بالعمــل عــىل أجــر‪.‬‬

‫ويكــون نصيــب كل رشيــك ومســاهم يف األربــاح أو الخســائر بحســب حصتــه يف رأس مــال الرشكــة مــامل‬
‫ينــص عقــد التأســيس عــىل غــري ذلــك)‪ ،(٩٠٧‬وإذا قــدم الرشيــك الحصــة بالعمــل حصــة نقديــة أو عينيــة كان‬
‫لــه نصيــب يف األربــاح والخســائر عــن حصتــه بالعمــل ونصيــب آخــر عــن حصتــه النقديــة أو العينيــة)‪.(٩٠٨‬‬

‫)‪ (٩٠٥‬املادة السادسة عرشة من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬


‫)‪ (٩٠٦‬املادة الخامسة عرشة الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‬
‫)‪ (٩٠٧‬املادة السابعة عرشة الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‬
‫)‪ (٩٠٨‬املادة السادسة عرشة الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪4٢0‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫المبحث الثالث‬

‫انقضاء شركة التوصية باألسهم‬

‫‪ -٢٨٨‬تنقــيض رشكــة التوصيــة باألســهم باألســباب العامــة النقضــاء الــرشكات‪ ،‬كــام تنقــيض أيض ـاً لــذات‬
‫أســباب انقضــاء رشكــة التوصيــة البســيطة املــادة ‪ ٦٣‬مــن مــرشوع النظــام‪.‬‬

‫وألن شــخصية الرشيــك املســاهم ليســت محــل اعتبــار يف الرشكــة‪ ،‬فــإن رشكــة التوصيــة باألســهم ال تنقــيض‬
‫بوفــاة أحــد املســاهمني أو بالحجــر عليــه أو باعســاره أو بافتتــاح أي مــن إج ـراءات اإلفــالس تجاهــه‪ ،‬وال‬
‫كذلــك بانســحابه أو بتنازلــه عــن حصتــه للغــري وذلــك مــامل يتفــق عــىل خــالف ذلــك يف عقــد التأســيس)‪،(٩٠٩‬‬
‫ويف حــال كــون الرشيــك املســاهم هــو املســاهم الوحيــد‪ ،‬فإنــه يجــب توفيــق أوضــاع الرشكــة خــالل ‪٩٠‬‬
‫يومـاً وذلــك بإدخــال رشيــك مســاهم جديــد وفقـاً ألحــكام عقــد التأســيس‪ ،‬وإال تحولــت الرشكــة اىل رشكــة‬
‫تضامــن بقــوة النظــام رشيطــة وجــود رشيكــني متضامنــني أو أكــرث وإال وجــب يف هــذه الحالــة إدخــال‬
‫رشيــك متضامــن وفق ـاً ألحــكام عقــد التأســيس يف خــالل املــدة املحــددة ســابقاً أو ادخــال رشيــك مــوص‬
‫واســتمرارها يف هــذه الحالــة كرشكــة توصيــة بســيطة‪ ،‬وإال وجــب حــل الرشكــة واتخــاذ اإلجـراءات الالزمــة‬
‫لتصفيــة الرشكــة)‪.(٩١٠‬‬

‫كــام أن انســحاب أحــد الــرشكاء املتضامنــني أو يف حالــة وفــاة الرشيــك املتضامــن أو يف حالــة الحجــر عليــه‬
‫أو شــهر إفالســه‪ ،‬فانــه يف حــال وجــود رشيــك متضامــن عــىل األقــل فــان ذلــك ال يــؤدي اىل انقضــاء الرشكــة‬
‫وذلــك مــا مل ينــص عقــد الرشكــة عــىل غــري ذلــك‪ ،‬ويف حــال كان هــذا الرشيــك املتضامــن هــو الوحيــد فإنــه‬
‫يجــب إدخــال رشيــك متضامــن جديــد أو تحويــل الرشكــة وفقـاً ألحــكام عقــد التأســيس اىل شــكل آخــر مــن‬
‫الــرشكات خــالل ‪ ٩٠‬يومـاً مــن تاريــخ الواقعــة القانونيــة وإال وجــب عــىل املســاهمني حــل الرشكــة واتخــاذ‬
‫اإلجـراءات الالزمــة لتصفيــة الرشكــة)‪.(٩١١‬‬

‫)‪ (٩٠٩‬املادة ‪ ٥٢‬الفقرة ‪ ١‬من مرشوع نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩١٠‬املادة ‪ ٥٢‬الفقرة ‪ ٢‬من مرشوع نظام الرشكات‬
‫)‪ (٩١١‬املادة ‪ ٥٢‬الفقرة ‪ ٤‬من مرشوع نظام الرشكات‬
‫‪4٢١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫الفصل الثاني‬

‫الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٢٨٩‬الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة هــي أحــدث أشــكال الــرشكات حيــث يرجــع الفضــل يف وضــع‬
‫أول تنظيــم ترشيعــي لهــا إىل القانــون األملــاين الصــادر بتاريــخ ‪ ٢٠‬أبريــل ‪١٨٩٢‬م‪ ،‬وقــد اقتبســها املــرشع‬
‫الفرنــيس بقانــون ‪ ٧‬مــارس ‪١٩٢٥‬م‪ ،‬وعــن هــذا الترشيــع األخــري أساسـاً نقلــت معظــم الترشيعــات العربيــة‬
‫أحــكام الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‪.‬‬

‫ومل يــرد يف نظــام املحكمــة التجاريــة يف اململكــة‪ ،‬عنــد التعــرض للــرشكات التجاريــة‪ ،‬تســمية لهــذه الرشكــة‪،‬‬
‫ولكــن البعــض يــرى أن الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة هــي يف بدايتهــا رشكــة الضــامن التــي نــص عليهــا‬
‫نظــام املحكمــة التجاريــة يف املادتــني ‪ ١١‬و ‪ ١٤‬وبذلــك يكــون الترشيــع التجــاري يف اململكــة وفق ـاً لهــذا‬
‫الــرأي أســبق مــن غــريه مــن الترشيعــات العربيــة يف إقـرار هــذه الرشكــة والنــص عليهــا كــام أن الترشيــع‬
‫اإلســالمي الــذي أقرهــا واعــرتف بهــا يعتــرب أســبق مــن غــريه مــن الترشيعــات العامليــة يف ترشيــع هــذه‬
‫الرشكــة)‪.(٩١٢‬‬

‫وقــد عالــج نظــام الــرشكات الصــادر عــام ‪١٤٣٧‬هـــ الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة يف البــاب الســادس‬
‫منــه وأفــرد لتنظيمهــا املــواد ‪ ١٥١‬إىل ‪.١٨١‬‬

‫ولقــد صادفــت الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة نجاحـاً كبـريا ً يف فرنســا لدرجــة أن بلــغ عــدد الــرشكات‬
‫التــي اتخــذت هــذا الشــكل القانــوين أكــرث مــن نصــف عــدد الــرشكات التجاريــة كــام يعــج الواقــع يف‬
‫اململكــة بالكثــري مــن هــذه الــرشكات حيــث بلــغ عــدد املســجل منهــا يف ســجل الــرشكات بــوزارة التجــارة‬
‫يف مدينــة الريــاض وحدهــا ‪ ١٠٩،٠٣٦‬رشكــة عــام ‪٢٠١٨‬م)‪.(٩١٣‬‬

‫ويرجــع ســبب انتشــار الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة إىل كونهــا أكــرث أشــكال الــرشكات مالمئــة‬
‫للمرشوعــات االقتصاديــة الصغــرية واملتوســطة حيــث أنهــا تســمح للــرشكاء جميعـاً بتحديــد مســئولية كل‬
‫منهــم بقــدر حصتــه يف رأس مــال الرشكــة مــع االحتفــاظ بــاإلدارة يف ذات الوقــت‪ ،‬وهــو مــا ال تتيحــه رشكــة‬
‫التضامــن أو رشكــة التوصيــة‪ ،‬كــام أنهــا متكــن الــرشكاء مــن اإلفــادة مــن مزايــا الرشكــة املســاهمة دون‬
‫حاجــة إىل اللجــوء إىل هــذا الشــكل ومــا يقتضيــه مــن نفقــات باهظــة وإجـراءات تأســيس معقــدة ومــن‬

‫)‪ (٩١٢‬انظر الدكتور محمود بابليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٢٧٧‬‬


‫‪١١ .P ,١٩٧٨ ,Corinne Bouffandeau La S.A.R.L Editions de Vecchi, Paris‬‬
‫)‪aspx.٠١-١٩-٠٢-١٦/https://mci.gov.sa/ar/mediacenter/News/Pages (٩١٣‬‬
‫‪4٢٢‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫حــد أدىن مــن رأس املــال‪ ،‬كــام أن شــكل الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة يضمــن توافــر االعتبــار الشــخيص‬
‫بــني الــرشكاء عــن طريــق تقييــد انتقــال حصــص الــرشكاء وميكــن يف نفــس الوقــت املرشوعــات القامئــة‬
‫مــن االســتمرار إذا مــا طــرأ عــىل منشــئيها مــا يحــول دون اســتمرارهم يف القيــام عــىل شــئونها بســبب‬
‫التقاعــد أو املــرض أو املــوت بــدالً مــن تصفيتهــا أو تحويلهــا إىل رشكــة مســاهمة)‪ ،(٩١٤‬والواقــع أنــه كث ـريا ً‬
‫مــا يلجــأ إىل شــكل الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة لتحويــل مــرشوع فــردي إىل رشكــة ميلــك صاحــب‬
‫املــرشوع الجانــب األكــرب مــن حصصهــا ويحتفــظ بحــق إداراتهــا ومــع ذلــك تتحــدد مســئوليته بقيمــة هــذا‬
‫الحصــص)‪.(٩١٥‬‬

‫وهكــذا يتضــح ان الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة رشكــة مختلطــة تقــوم عــىل أســاس الجمــع بــني‬
‫خصائــص رشكات األشــخاص‪ ،‬وخصائــص رشكات األمــوال‪ ،‬ففيهــا مــن رشكات األشــخاص أن االعتبــار الشــخيص‬
‫متوفــر فيهــا نظـرا ً لتحديــد عــدد الــرشكاء مبــا ال يزيــد عــن خمســني رشيــكاً‪ ،‬وألن الــرشكاء فيهــا أصحــاب‬
‫حصــص وليســوا مســاهمني وألن هــذه الحصــص ال تكــون قابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة بــل يخضــع‬
‫انتقالهــا الســرتداد الــرشكاء‪ ،‬وألنــه ال يجــوز تأسيســها عــن طريــق االكتتــاب العــام‪.‬‬

‫وفيهــا مــن رشكات األمــوال أن االعتبــار املــايل ملحــوظ فيهــا نظ ـرا ً ألن كل رشيــك فيهــا ال يكــون مســئوالً‬
‫عــن ديــون الرشكــة إال بقــدر حصتــه فيهــا‪ ،‬وألن وفــاة أحــد الــرشكاء أو الحجــر عليــه أو إعســاره أو إفالســه‬
‫أو انســحابه ال يرتتــب عليــه انقضــاء الرشكــة‪ ،‬وألنــه يجــوز التنــازل عــن الحصــص بــرشوط معينــة‪ ،‬وألنــه‬
‫يجــوز للرشكــة أن تتخــذ لهــا اسـامً مســتمدا ً مــن غرضهــا أو مبتكــر‪ ،‬وألن إدارتهــا والرقابــة عليهــا تســري عــىل‬
‫نظــام يقــرتب مــن النظــام املعمــول بــه يف رشكــة املســاهمة)‪.(٩١٦‬‬

‫ونــدرس الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة يف أربعــة مباحــث‪ ،‬نعــرض يف أولهــا خصائــص الرشكــة‪ ،‬ونتكلــم‬
‫يف الثــاين عــن قواعــد تأسيســها‪ ،‬ونبــني يف الثالــث النظــام القانــوين الــذي يحكــم نشــاطها‪ ،‬ونعالــج يف الرابــع‬
‫طــرق انقضائهــا‪.‬‬

‫)‪ (٩١٤‬انظر الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٥٤٩‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٤٢‬‬
‫)‪ (٩١٥‬انظر الدكتور أكثم الخويل »دروس‪ «...‬مرجع سابق‪،‬بند رقم ‪.٣٠٠‬‬
‫)‪ (٩١٦‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٥١‬الدكتور عيل يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٢٥٨‬‬
‫‪4٢٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫المبحث األول‬

‫خصائص الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٢٩٠‬تعــرف املــادة ‪ ١٥١‬مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة بأنهــا »رشكــة ال يزيــد عدد‬
‫الــرشكاء فيهــا عــىل خمســني رشيــكاً‪ ،‬وتعــد ذمتهــا مســتقلة عــن الذمــة املاليــة لــكل رشيــك فيهــا‪ ،‬وتكــون‬
‫الرشكــة وحدهــا مســؤولة عــن الديــون وااللتزامــات املرتتبــة عليهــا‪ ،‬وال يكــون املالــك لهــا أو الرشيــك فيهــا‬
‫مســؤوالً عــن تلــك الديــون وااللتزامــات«‪.‬‬

‫ومل يضــع مــرشوع نظــام الــرشكات حــد أعــىل للــرشكاء‪ ،‬وبذلــك يجــوز وفقـاً ألحــكام مــرشوع نظــام الرشكات‬
‫أن يكــون عــدد الــرشكاء يف الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة أكــرث مــن خمســني رشيــكاً‪.‬‬

‫لقــد ركــزت املــادة ‪ ١٥١‬مــن نظــام الــرشكات يف تعريفهــا للرشكــة ذات املســئولية املحــدودة عــىل أهــم‬
‫خصيصتــني لهــا وهــام تحديــد عــدد الــرشكاء يف الرشكــة واملســئولية املحــدودة للــرشكاء‪ ،‬غــري أن هنــاك‬
‫خصائــص أخــرى مل يذكرهــا النــص مــع أنهــا مــن مقومــات الــرشكات ذات املســئولية املحــدودة كحظــر‬
‫االلتجــاء إىل االكتتــاب العــام‪ ،‬وتقســيم رأس املــال إىل حصــص غــري قابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة‪،‬‬
‫وجــواز أن يكــون للرشكــة عنــوان يتضمــن اســم رشيــك أو أكــرث‪.‬‬

‫وسنتناول هذه الخصائص بيشء من التفصيل فيام ييل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدد الشركاء‪:‬‬


‫‪ً -٢9١‬‬

‫ســمح نظــام الــرشكات بتأســيس رشكــة ذات مســؤولية محــدودة مــن شــخص واحــد أو أن تــؤول جميــع‬
‫حصصهــا اىل شــخص واحــد تكــون مســؤوليته محــددة فيــام خصصــه مــن مــال ليكــون رأس مــال الرشكــة‬
‫املــادة ‪.١/١٥٤‬‬

‫لقــد حــددت املــادة ‪ ١٥١‬الســابق اإلشــارة إليهــا الحــد األقــىص لعــدد الــرشكاء يف الرشكــة ذات املســئولية‬
‫املحــدودة بخمســني رشيــكاً والغــرض مــن هــذا التحديــد هــو قــرص هــذا الشــكل مــن الــرشكات عــىل‬
‫املرشوعــات الصغــرية واملتوســطة واملحافظــة عــىل وجــود االعتبــار الشــخيص بــني الــرشكاء‪.‬‬

‫وتحديــد الحــد األقــىص لعــدد الــرشكاء بخمســني رشيــكاً يعتــرب كبــريا ً نســبياً وال يتفــق مــع طبيعــة‬
‫هــذه الرشكــة‪ ،‬لــذا تحــدد بعــض الترشيعــات التجاريــة الحــد األقــىص لعــدد الــرشكات يف هــذه الرشكــة‬
‫بخمســةوعرشين رشيــكاً)‪.(٩١٧‬‬

‫)‪ (٩١٧‬ومن أمثلة هذه الترشيعات الترشيع السوري‪ ،‬وقد حدد الترشيع اللبناين الحد األقىص بعرشين رشيكاً باستثناء حالة انتقال الحصص باملرياث حيث يجوز‬
‫أن يرتفع عدد الرشكات إىل ثالثني‪ ،‬انظر الدكتور أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ٣٠٠‬هامش ‪٢٨‬‬
‫‪4٢4‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫ويالحــظ أنــه خالفـاً لبعــض الترشيعــات التــي تقــرص الدخــول يف الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة عــىل‬
‫األشــخاص الطبيعيــني‪ ،‬فليــس هنــاك مــا مينــع يف النظــام الســعودي مــن دخــول األشــخاص املعنويــة كــرشكاء‬
‫يف هــذه الرشكــة)‪.(٩١٨‬‬

‫‪ -٢9٢‬ثانياً ‪ :‬تحديد المسئولية‪:‬‬

‫ال يســأل الرشيــك يف الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة عــن ديــون الرشكــة إال بقــدر حصتــه يف رأس املــال‪،‬‬
‫وهــذه الخصيصــة هــي أســاس تســمية هــذه الرشكــة‪ ،‬وهــي تســمح للــرشكاء بتحديــد مســئوليتهم عــن‬
‫مخاطــر املــرشوع دون حاجــة إىل االلتجــاء إىل شــكل رشكــة املســاهمة‪ ،‬ومــن ثــم فهــي تجعــل الرشيــك يف‬
‫هــذه الرشكــة يف مركــز مياثــل الرشيــك يف رشكــة املســاهمة‪.‬‬

‫بيــد أنــه يالحــظ أن مســئولية الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة ذاتهــا عــن ديونهــا ليســت محــدودة‪ ،‬بــل‬
‫هــي مطلقــة يف جميــع أموالهــا‪ ،‬ولكــن مســئولية الــرشكاء فيهــا هــي املحــدودة بقــدر حصــة كل منهــم يف‬
‫رأس املــال)‪.(٩١٩‬‬

‫‪ -٢9٣‬ثالثاً ‪ :‬حظر االلتجاء إلى االكتتاب العام‪:‬‬

‫ال يجــوز تأســيس الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة أو زيــادة رأس مالهــا أو االقـرتاض لحســابها عــن طريــق‬
‫االكتتــاب العــام‪ .‬ومــن ثــم ال يجــوز لهــا إصــدار أســهم أو ســندات تطــرح الكتتــاب الجمهــور‪ ،‬والهــدف مــن‬
‫هــذا الحظــر هــو املحافظــة عــىل توافــر االعتبــار الشــخيص بــني الــرشكاء املــادة ‪.٢/١٥٣‬‬

‫إال أن مــرشوع نظــام الــرشكات باملــادة ‪ ١٨١‬أجــاز للرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة اصــدار أدوات ديــن أو‬
‫صكــوك متويليــة قابلــة للتــداول وفقـاً ألحــكام نظــام الســوق املاليــة‪ ،‬وذلــك ســعياً يف تســهيل حصــول هــذا‬
‫النــوع مــن الــرشكات عــىل متويــل كاف ملامرســة نشــاطها‪.‬‬

‫)‪ (٩١٨‬ويتفق النظام السعودي يف موقفه هذا مع القانون الفرنيس‪ ،‬انظر كورين بوفاندو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٨٠‬‬
‫)‪ (٩١٩‬الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٤٤٥‬‬
‫‪4٢5‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫‪ -٢94‬رابعاً ‪ :‬عدم قابلية الحصص للتداول بالطرق التجارية‪:‬‬

‫يقســم رأس مــال الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة إىل حصــص متســاوية القيمــة‪ ،‬غــري أن هــذه الحصــص‬
‫ال يجــوز أن تكــون ممثلــة يف صكــوك قابلــة للتــداول بالطــرق التجاريــة وذلــك مراعــاة لالعتبــار الشــخيص‬
‫الــذي تقــوم عليــه هــذه الرشكــة املــادة ‪ ٢/١٥٣‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫ولكــن هــذه الحصــص ليســت محبوســة عــن التــداول كــام هــو الشــأن بالنســبة للحصــص يف رشكات‬
‫األشــخاص‪ ،‬فالرشيــك يجــوز لــه أن يتنــازل عــن حصتــه ألحــد الــرشكاء أو للغــري وفقـاً لــرشوط عقــد الرشكــة‪،‬‬
‫ومــع ذلــك إذا أراد الرشيــك التنــازل عــن حصتــه بعــوض للغــري‪ ،‬وجــب عليــه أن يخطــر باقــي الــرشكاء عــن‬
‫طريــق مديــر الرشكــة بــرشوط التنــازل‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يكــون لــكل رشيــك الحــق يف أن يطلــب اســرتداد‬
‫الحصــة بحســب قيمتهــا العادلــة خــالل ثالثــني يوم ـاً مــن تاريــخ إبالغــه بذلــك مــامل ينــص عقــد تأســيس‬
‫الرشكــة عــىل طريقــة تقويــم أو مــدة أخــرى‪ ،‬وإذا اســتعمل حــق االســرتداد أكــرث مــن رشيــك وكان التنــازل‬
‫يتعلــق بجملــة حصــص‪ ،‬قســمت هــذه الحصــص بــني طالبــي االســرتداد بنســبة حصــة كل منهــام يف رأس‬
‫املــال‪ ،‬أمــا إذا تعلــق التنــازل بحصــة واحــدة‪ ،‬أعطيــت هــذه الحصــة للــرشكاء الذيــن طلبــوا االســرتداد برشط‬
‫أال تتجــزأ هــذه الحصــة يف مواجهــة الرشكــة‪ ،‬غــري أن حــق االســرتداد ال يــرسي يف حالــة انتقــال الحصــص‬
‫بــاإلرث أو بالوصيــة أو مبوجــب حكــم قضــايئ املــادة ‪ ٣/١٦١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫فــإذا انقضــت ثالثــون يومـاً مــن تاريــخ اإلخطــار دون أن يســتعمل أحــد الــرشكاء حقــه يف االســرتداد‪ ،‬كان‬
‫لصاحــب الحصــة الحــق يف التنــازل عنهــا للغــري املــادة ‪ ،٢/١٦١‬بــرشط أال يــؤدي ذلــك إىل زيــادة عــدد‬
‫الــرشكاء يف الرشكــة عــن الخمســني رشيــكاً وفق ـاً لنــص املــادة ‪ ١٥١‬مــن النظــام‪.‬‬

‫وإذا كان التنــازل عــن الحصــة بغــري عــوض‪ ،‬وجــب عــىل الرشيــك طالــب االســرتداد دفــع قيمتهــا وفقـاً آلخــر‬
‫جــرد أجرتــه الرشكة‪.‬‬

‫ويتــم التــرصف يف هــذه الحصــص طبق ـاً لألحــكام التــي تضمنتهــا املــادة ‪ ١٦٢‬مــن نظــام الــرشكات التــي‬
‫ألزمــت الــرشكات ذات املســئولية املحــدودة بإعــداد ســجل خــاص بهــا يقيــد بــه أســامء الــرشكاء وعــدد‬
‫الحصــص اململوكــة لــكل منهــم يف رأس مــال الرشكــة والترصفــات التــي تــرد عــىل هــذه الحصــص‪ ،‬وال تعتــرب‬
‫هــذه الترصفــات نافــذة يف حــق الرشكــة أو يف مواجهــة الغــري إال بعــد قيــد الســبب الناقــل للملكيــة يف‬
‫هــذا الســجل‪ ،‬ويجــب إبــالغ وزارة التجــارة بذلــك إلثباتــه يف ســجل الرشكــة‪ ،‬مبــا مــؤداه أنــه مبجــرد اســتيفاء‬
‫التــرصف الناقــل للملكيــة ألوضاعــه النظاميــة وقيــده يف الســجل املذكــور يكــون هــذا التــرصف منتج ـاً‬
‫آلثــاره يف نقــل ملكيــة الحصــص إىل املتــرصف إليــه مبــا لهــا مــن حقــوق ومــا عليهــا مــن التزامــات مبــا يف‬
‫ذلــك اكتســاب املتــرصف إليــه صفــة الرشيــك وحلولــه محــل املتــرصف‪.‬‬

‫‪4٢6‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫‪ -٢95‬خامساً ‪ :‬اسم الشركة‪:‬‬

‫خالفــاً لــرشكات األشــخاص‪ ،‬يكــون اســم الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة مشــتقاً مــن غرضهــا أو أن‬
‫يكــون مبتك ـرا ً‪ ،‬إذ ال يجــوز أن يتضمــن اســم الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة اســم شــخص ذي صفــة‬
‫طبيعيــة مــامل يكــن غــرض الرشكــة اســتثامر بـراءة اخـرتاع مســجلة باســم هــذا الشــخص‪ ،‬أو يف حالــة امتــالك‬
‫الرشكــة منشــأة تجاريــة واتخــذت اســمها اسـامً لهــا‪ ،‬أو كان اســم لرشكــة تحولــت اىل رشكــة ذات مســؤولية‬
‫محــدودة وكان اســمها يتضمــن اســم شــخص طبيعــي‪ ،‬وإذا كانــت الرشكــة مملوكــة لشــخص واحــد‪ ،‬وجــب‬
‫أن يتضمــن االســم مــا يفيــد بأنهــا رشكــة ذات مســؤولية محــدودة مملوكــة لشــخص واحــد‪ ،‬ويرتتــب عــىل‬
‫ـخصيا‬
‫إهــامل ذلــك تطبيــق الفقــرة ‪ ٢‬مــن املــادة ‪ ١٥٢‬والتــي تقــرر » يكــون مديــرو الرشكــة مســؤولني شـ ٍّ‬
‫وبالتضامــن عــن التزامــات الرشكــة عنــد عــدم وضــع عبــارة ذات مســؤولية محــدودة أو عــدم بيــان مقــدار‬
‫رأس املــال إىل جانــب اســم الرشكــة املــادة ‪.(٩٢٠) ١٥٢‬‬

‫والســبب يف حظــر دخــول اســم طبيعــي يف الرشكــة كــون مســئولية كل رشيــك عــن ديــون الرشكــة محــدودة‬
‫مبقــدار حصتــه يف رأس املــال خالف ـاً لــرشكات األشــخاص والتــي تكــون مســؤولية الرشيــك املتضامــن فيهــا‬
‫مســؤولية شــخصية وتضامنيــة فتــربز أهميــة وجــود اســم الرشيــك لرفــع مســتوى اإلئتــامن يف الرشكــة‬
‫والثقــة فيهــا‪ .‬ومــع ذلــك نعتقــد أن دخــول اســم الرشيــك يف عنــوان الرشكــة ال يخلــو مــن الفائــدة خاصــة‬
‫إذا كان صاحــب هــذا االســم لــه مكانتــه وســمعته التجاريــة‪ ،‬األمــر الــذي ســيكون لــه أثــره يف دعــم الثقــة‬
‫يف هــذه الرشكــة مــن جانــب املتعاملــني معهــا‪.‬‬

‫ويجب أن يضاف إىل اسم الرشكة أو عنوانها عبارة »رشكة ذات مسئولية محدودة«‪.‬‬

‫)‪ (٩٢٠‬أجاز مرشوع نظام الرشكات يف املادة الخامسة عىل أن يكون اسم الرشكة اسم تجاري وأن يشتمل عىل اسم مشتق من غرضها أو اسم مبتكر أو اسم واحد‬
‫أو اكرث من الرشكاء‪.‬‬
‫‪4٢7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫المبحث الثاني‬

‫تأسيس الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٢٩٦‬يجــب لتأســيس الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة توافــر األركان املوضوعيــة العامــة للعقــد واألركان‬
‫املوضوعيــة الخاصــة بعقــد الرشكــة باإلضافــة إىل األركان الشــكلية التــي ســبق دراســتها‪.‬‬

‫وتنــص املــادة ‪ ١٥٦‬مــن نظــام الــرشكات عــىل انــه‪ «:‬يجــب أن يوقــع عقــد تأســيس الرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة جميــع الــرشكاء‪ ،‬وأن يشــتمل العقــد بصفــة خاصــة عــىل البيانــات اآلتيــة )‪:(٩٢١‬‬

‫‪ .١‬نوع الرشكة واسمها وغرضها ومركزها الرئييس‪.‬‬

‫‪ .٢‬أسامء الرشكاء ومحال إقامتهم ومهنتهم وجنسياتهم‪.‬‬

‫‪ .٣‬أسامء أعضاء مجلس الرقابة إن وجد‪.‬‬

‫‪ .٤‬مقــدار رأس املــال ومقــدار الحصــص النقديــة والحصــص العينيــة ووصــف تفصيــيل للحصــص العينيــة‬
‫وقيمتهــا وأســامء مقدميهــا‪.‬‬

‫‪ .٥‬إقرار الرشكاء بتوزيع جميع حصص رأس املال والوفاء بقيمة هذه الحصص كاملة‪.‬‬

‫‪ .٦‬طريقة توزيع األرباح‪.‬‬

‫‪ .٧‬تاريخ بدء الرشكة وتاريخ انتهائها‪.‬‬

‫‪ .٨‬شــكل التبليغــات التــي قــد توجههــا الرشكــة إىل الرشكاء‪.‬بيــد أنــه يالحــظ فيــام يتعلــق بغــرض الرشكــة‬
‫أنــه وإن كان األصــل جــواز تأســيس الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة للقيــام بــأي غــرض مدني ـاً كان أو‬
‫تجاريـاً طاملــا كان هــذا الغــرض مرشوعـاً‪ ،‬إال أنــه يســتثنى مــن هــذا األصــل مــا نصــت عليــه املــادة ‪١/١٥٣‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات التــي تقــيض بأنــه »ال يجــوز أن يكــون غــرض الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‬
‫القيــام بأعــامل البنــوك أو التأمــني أو التمويــل أو االدخــار أو اســتثامر األمــوال لحســاب الغــري«‪ ،‬وعلــة‬
‫هــذا االســتثناء أن هــذه األعــامل تتعلــق باســتثامر أمــوال الغــري وتتضمــن كثـريا ً مــن األخطــار مــام يخــىش‬

‫)‪ (٩٢١‬ولقد أضاف مرشوع نظام الرشكات باملادة التاسعة والخمسون بعد املائة بيان إضايف أال وهو »تعهد الرشكاء بالوفاء بقيمة الحصص خالل املدة التي‬
‫تحددها الالئحة«‪ ،‬وهذا يدل عىل عدم وجوب تقديم الحصص النقدية والعينية عند التأسيس خالفاً للنظام الحايل‪.‬‬

‫‪4٢8‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫معــه إفــالس الرشكــة وضيــاع حقــوق الغــري بســبب ضآلــة رأس مــال الرشكــة وبســبب مســئولية الــرشكاء‬
‫املحــدودة عــن ديونهــا‪ ،‬فــأراد النظــام حاميــة لصالــح املســتثمرين إبعادهــا عــن هــذه املياديــن)‪.(٩٢٢‬‬

‫إال أن مــرشوع نظــام الــرشكات جــاء خالي ـاً مــن هــذا الحظــر‪ ،‬االمــر الــذي يفهــم منــه جــواز مامرســة‬
‫الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة ألعــامل البنــوك أو التامــني أو التمويــل أو االدخــار أو اســتثامر األمــوال‬
‫لحســاب الغــري‪ .‬إال أن ذلــك ال يعفيهــا مــن متطلبــات األنظمــة األخــرى كالحصــول عــىل ترخيــص مــن البنــك‬
‫املركــزي وتأســيس لجــان يف الرشكــة وغــري ذلــك مــن املتطلبــات‪.‬‬

‫وال يوجــد حــد أدىن أو أعــىل لــرأس مــال الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة وإمنــا اشــرتطت املــادة ‪١٦٠‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات االيت‪ «:‬يجــب أن يكــون رأس مــال الرشكــة عنــد تأسيســها كافي ـاً لتحقيــق غرضهــا‪،‬‬
‫ويحــدد الــرشكاء مقــداره يف عقــد تأســيس الرشكــة‪ ،‬ويقســم إىل حصــص متســاوية القيمــة‪ ،‬وتكــون الحصــة‬
‫غــري قابلــة للتجزئــة والتــداول‪ .‬فــإذا ملــك الحصــة أشــخاص متعــددون‪ ،‬جــاز للرشكــة أن توقــف اســتعامل‬
‫الحقــوق املتصلــة بهــا إىل أن يختــار مالكــو الحصــة مــن بينهــم مــن يعــد مالــكاً منفــردا ً لهــا يف مواجهــة‬
‫الرشكــة‪ .‬ويجــوز للرشكــة أن تحــدد لهــؤالء ميعــادا ً إلجـراء هــذا االختيــار‪ ،‬وإال كان مــن حقهــا بعــد انقضــاء‬
‫امليعــاد املذكــور بيــع الحصــة لحســاب مالكيهــا‪ .‬ويف هــذه الحالــة تعــرض الحصــة عــىل الــرشكاء اآلخريــن‬
‫ثــم عــىل الغــري‪ ،‬وفق ـاً ملــا ورد يف املــادة الحاديــة والســتني بعــد املائــة مــن النظــام‪ ،‬مــا مل ينــص عقــد‬
‫التأســيس عــىل غــري ذلــك‪«.‬‬

‫ويتــم تقييــم الحصــص العينيــة بــذات األحــكام املقــررة بالنســبة لرشكــة املســاهمة وذلــك عــن طريــق خبــري‬
‫أو مقــوم معتمــد أو أكــرث‪ ،‬عــىل أن يتضمــن التقريــر القيمــة العادلــة لهــذه الحصــص‪ .‬ويكــون مقدمــي‬
‫الحصــص العينيــة وحدهــم مســؤولون مســؤولية شــخصية وتضامنيــة يف مواجهــة الغــري عــن عدالــة تقديــر‬
‫الحصــص العينيــة التــي ســاهموا بهــا‪ ،‬والعــربة بســعر الحصــص العينيــة وقــت تأســيس الرشكــة‪ ،‬ولكــن ال‬
‫تســمع دعــوى املســئولية يف هــذه الحالــة بعــد انقضــاء خمــس ســنوات مــن تاريــخ اســتيفاء إج ـراءات‬
‫شــهر الرشكــة وقيدهــا يف الســجل التجــاري وفقـاً لنــص املــادة ‪ ١٥٨‬مــن نظــام الــرشكات املــادة ‪ ٢ /١٥٧‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وتعتــرب الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة باطلــة طبق ـاً لنــص املــادة ‪ ١٥٩‬مــن نظــام الــرشكات بالنســبة‬
‫لــكل ذي مصلحــة إذا لجــأت الرشكــة إىل االكتتــاب العــام لتكويــن أو زيــادة رأس مالهــا أو التــي تصــدر‬
‫صكــوكاً قابلــة للتــداول‪ ،‬أو كان غرضهــا القيــام بأعــامل البنــوك أو التمويــل أو االدخــار أو التأمني أو اســتثامر‬
‫األمــوال لحســاب الغــري املــادة ‪ ،١/١٥٣‬أو تأســيس أو امتــالك أكــرث مــن رشكــة ذات مســؤولية محــدودة مــن‬

‫)‪ (٩٢٢‬انظر الدكتور مصطفى طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪ ،٤٥٥‬الدكتور عيل جامل الدين عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٥٥٦‬‬
‫‪4٢9‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫شــخص واحداملــادة ‪ ،٢/١٥٤‬أو عــدم توقيــع عقــد التأســيس مــن قبــل جميــع الــرشكاء متضمن ـاً البيانــات‬
‫التــي نصــت عليهــا املــادة ‪ ،١٥٦‬باإلضافــة اىل مســئولية مقدمــي الحصــص العينيــة مســئولية تضامنيــة يف‬
‫جميــع أموالهــم يف مواجهــة الغــري عــن عدالــة تقديــر الحصــص العينيــة التــي قدموهــا املــادة ‪ ،١٥٧‬وإذا‬
‫تقــرر البطــالن فإنــه ال يجــوز للــرشكاء أن يحتجــوا بــه يف مواجهــة الغــري‪ ،‬ومتــى مــا تقــرر البطــالن ألحــد‬
‫هــذه األســباب كان الــرشكاء الذيــن تســببوا فيــه مســؤولني بالتضامــن يف مواجهــة باقــي الــرشكاء والغــري عــن‬
‫تعويــض الــرضر املرتتــب عــىل هــذا البطــالن املــادة ‪.١٥٩‬‬

‫ويقــع عــىل عاتــق مديــري الرشكــة واجــب نــرش عقــد التأســيس عــىل نفقتهــا يف موقــع الــوزارة االلكــرتوين‪،‬‬
‫وكذلــك قيــد الرشكــة يف الســجل التجــاري‪ ،‬وذلــك خــالل الثالثــني يومــاً التاليــة لتأسيســها املــادة ‪،١٥٨‬‬
‫وتتحصــل إج ـراءات شــهر الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة يف القيــام مبــا يــيل‪:‬‬

‫‪ .١‬قيد الرشكة يف سجل الرشكات باإلدارة العامة للرشكات التابعة لوزارة التجارة‪.‬‬

‫‪ .٢‬قيد الرشكة يف مكتب السجل التجاري الذي يقع يف دائرته مركزها الرئييس‪.‬‬

‫وتشهر بذات اإلجراءات التعديالت التي تطرأ عىل عقد الرشكة املادة ‪.١٥٨‬‬

‫‪4٣0‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫المبحث الثالث‬

‫نشاط الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٢٩٧‬تنقســم دراســتنا لنشــاط الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة إىل فرعــني‪ :‬نعــرض يف األول لهيئــات‬
‫اإلدارة‪ ،‬ونتكلــم يف الثــاين عــن ماليــة الرشكــة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫إدارة الشركة‬

‫ذات املســئولية املحــدودة‪ -٢٩٨‬يقــرتب نظــام اإلدارة يف الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة مــن نظــام‬
‫اإلدارة يف رشكــة املســاهمة حيــث يديــر الرشكــة مديــر أو أكــرث تحــت إرشاف مجلــس الرقابــة وهيمنــة‬
‫الجمعيــة العامــة للــرشكاء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المديرون‪:‬‬
‫‪ً -٢99‬‬

‫يديــر الرشكــة مديــر أو أكــرث مــن الــرشكاء أو مــن غريهــم مبقابــل أو بغــري مقابــل‪ ،‬ويعــني الــرشكاء املديريــن‬
‫يف عقــد الرشكــة أو يف عقــد مســتقل ملــدة معينــة أو غــري معينــة‪ ،‬ويجــوز ان ينــص عقــد الرشكــة عــىل‬
‫تكويــن مجلــس مديريــن يف حالــة تعددهــم ويحــدد العقــد طريقــة العمــل يف هــذا املجلــس واألغلبيــة‬
‫الالزمــة لقراراتــه‪ ،‬وتلتــزم الرشكــة بأعــامل املديريــن التــي تدخــل يف غــرض الرشكــة املــادة ‪.١٦٤‬‬

‫ولقــد أحســن مــرشوع نظــام الــرشكات صنع ـاً عندمــا أوجــب انعقــاد الجمعيــة العامــة للــرشكاء خــالل‬
‫خمســة عــرش يومـاً مــن تاريــخ العلــم بوفــاة أو فقــد املديــر أهليتــه أو مرضــه‪ ،‬وذلــك لتعيــني مــن يحــل‬
‫محلــه‪ ،‬وإال كان ألي مــن الــرشكاء أن يطلــب مــن الجهــة القضائيــة املختصــة تعيــني مديــر للرشكــة)‪.(٩٢٣‬‬

‫ولقــد أفــرد مــرشوع نظــام الــرشكات نصابـاً خاصـاً لتعيــني مديــر أو مديــري الرشكــة‪ ،‬وذلــك مبوافقــة تصــدر‬
‫ممــن ميلكــون نصــف رأس املــال عــىل األقــل أو ممــن ميلكــون نســبة أعــىل يف رأس املــال وفقـاً ملــا تحــدده‬
‫الالئحة )‪.(٩٢٤‬‬

‫)‪ (٩٢٣‬املادة الخامسة والستون بعد املائة من مرشوع نظام الرشكات‬


‫)‪ (٩٢٤‬املادة الثانية والستون بعد املائة من مرشوع نظام الرشكات‬
‫‪4٣١‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫وفيــام يتعلــق بعــزل املديريــن قضــت املــادة ‪ ١/١٦٥‬بجــواز عــزل املديــر أو املديريــن ســواء كانــوا معينــني‬
‫يف عقــد الرشكــة أو يف عقــد مســتقل‪ ،‬والفــرض أن يكــون العــزل ملســوغ مــرشوع فــإذا تــم عــزل املديــر دون‬
‫مســوغ أو يف وقــت غــري مناســب فيكــون لــه الحــق يف التعويــض‪ .‬وحاميــة للــرشكاء مــن ســيطرة بعــض‬
‫الــرشكاء عــىل الجمعيــة العامــة‪ ،‬أجــاز مــرشوع نظــام الــرشكات باملــادة ‪ ١٦٦‬عــزل املديــر أو املديريــن‬
‫بحكــم مــن الجهــة القضائيــة املختصــة بنــاء عــىل طلــب رشيــك أو أكــرث ممــن ميلكــون ربــع حصــص رأس‬
‫املــال عــىل األقــل بنــاء عــىل ســبب مــرشوع ودون اخــالل بحــق املديــر أو املديريــن يف التعويــض إذا وقــع‬
‫العــزل لســبب غــري مــرشوع أو يف وقــت غــري مناســب‪.‬‬

‫عــىل أن ال يــرسي أثــر تغيــري املديــر أو تقييــد ســلطاته أو اعتزالــه يف مواجهــة الغــري اال بعــد شــهره وفقـاً‬
‫ألحــكام النظــام)‪.(٩٢٥‬‬

‫ويســأل املديــرون بالتضامــن عــن تعويــض الــرضر الــذي يصيــب الرشكــة أو الــرشكاء أو الغــري بســبب‬
‫مخالفــة أحــكام نظــام الــرشكات أو نصــوص عقــد الرشكــة أو بســبب مــا يصــدر منهــم مــن أخطــاء يف أداء‬
‫عملهــم‪ ،‬ويعتــرب كل رشط يقــيض بإعفائهــم مــن املســئولية كأن مل يكــن‪ ،‬أي باطـالً املــادة ‪ ٢ /١٦٥‬مــن نظــام‬
‫الــرشكات‪ ،‬كــام ال تحــول دون إقامــة دعــوى املســؤولية موافقــة الــرشكاء عــىل إبـراء ذمــة املديريــن املــادة‬
‫‪ ٣/١٦٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وفيــام عــدا حالتــي الغــش والتزويــر‪ ،‬ال تســمع دعــوى املســئولية بعــد مــرور خمــس ســنوات مــن تاريــخ‬
‫انتهــاء الســنة املاليــة التــي وقــع فيهــا الفعــل الضــار أو ثــالث ســنوات مــن انتهــاء عمــل املديــر املعنــي يف‬
‫الرشكــة‪ ،‬أيهــام أبعــد املــادة ‪.٤/١٦٥‬‬

‫‪ -٣00‬ثانياً ‪ :‬مجلس الرقابة‪:‬‬

‫للــرشكاء غــري املديريــن حــق الرقابــة واإلرشاف عــىل أعــامل الرشكــة‪ ،‬فــإذا كان عددهــم عرشيــن فأقــل‬
‫كان لــكل منهــم أن يوجــه النصــح للمديريــن ولــه أو مــن يفوضــه أن يطلــب االطــالع يف مركــز الرشكــة‬
‫عــىل أعاملهــا وأن يفحــص دفاترهــا ووثائقهــا وذلــك يف خــالل الخمســة عــرش يومـاً الســابقة عــىل التاريــخ‬
‫املحــدد لعــرض الحســابات الختاميــة الســنوية عــىل الــرشكاء‪ ،‬ويعتــرب باطـالً كل رشط يقــيض بخــالف ذلــك‬
‫املــادة ‪.٣ /١٧٣‬‬

‫أمــا إذا زاد عــدد الــرشكاء يف الرشكــة عــن العرشيــن‪ ،‬فــإن رقابتهــم املبــارشة قــد تــؤدي إىل عرقلــة أعــامل‬
‫الرشكــة‪ ،‬ولهــذا فقــد اســتلزم نظــام الــرشكات يف هــذه الحالــة النــص يف عقــد الرشكــة عــىل تعيــني مجلــس‬

‫)‪ (٩٢٥‬املادة الرابعة والستون بعد املائة من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫‪4٣٢‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫رقابــة يتكــون مــن ثالثــة رشكاء عــىل األقــل‪ ،‬وللجمعيــة العامــة إعــادة تعيــني أعضــاء املجلــس بعــد انتهــاء‬
‫املــدة املحــددة لعضويتهــم يف املجلــس أو ان تقــوم بتعيــني غريهــم مــن الــرشكاء‪ ،‬ولهــا أيض ـاً عزلهــم يف‬
‫أي وقــت لســبب مقبــول‪ ،‬ويف جميــع األحــوال ليــس للمديــر أو مديــري الرشكــة التصويــت عــىل انتخــاب‬
‫أعضــاء مجلــس الرقابــة أو عزلهــم املــادة ‪.٢/١٧٢‬‬

‫يقــوم املجلــس نيابــة عــن الرشكــة مبهمــة الرقابــة عــىل أعــامل الرشكــة وإبــداء الــرأي يف األمــور التــي‬
‫يعرضهــا عليــه مديــر أو مديــري الرشكــة ويف الترصفــات التــي يعلــق نظــام الرشكــة مبارشتهــا عــىل إذن‬
‫مســبق مــن هــذا املجلــس املــادة ‪.٣/١٥٢‬‬

‫وملجلــس الرقابــة أن يدعــو الجمعيــة العامــة للــرشكاء لالنعقــاد إذا تبــني وقــوع مخالفــة جســيمة يف إدارة‬
‫الرشكــة املــادة ‪ ،٣/١٦٧‬ويقــدم املجلــس إىل الجمعيــة العامــة للــرشكاء يف نهايــة كل ســنة ماليــة تقريـرا ً عــن‬
‫نتائــج رقابتــه عــىل أعــامل الرشكــة املــادة ‪.٤/١٧٢‬‬

‫وال يســأل أعضــاء مجلــس الرقابــة عــن أعــامل املديريــن أو نتائجهــا إال إذا علمــوا مبــا وقــع مــن أخطــاء‬
‫وأهملــوا اخطــار الجمعيــة العامــة للــرشكاء بهــا املــادة ‪.٥/١٧٢‬‬

‫ويالحــظ أن وجــود مجلــس الرقابــة إلزامــي متــى زاد عــدد الــرشكاء عــن عرشيــن‪ ،‬فــإذا كان عــدد الــرشكاء‬
‫وقــت تأســيس الرشكــة يقــل عــن هــذا العــدد ثــم زاد عــن العرشيــن بعــد التأســيس‪ ،‬وجــب عــىل الــرشكاء‬
‫أن يقومــوا يف أقــرب وقــت بتعيــني مجلــس للرقابــة املــادة ‪ ،١/١٥٢‬وكان األوىل تحديــد مــدة تأســيس‬
‫املجلــس يف هــذه الحالــة‪.‬‬

‫كــام أن وجــود مجلــس الرقابــة ال يغنــي إطالق ـاً عــن وجــود مراجــع للحســابات حيــث يلــزم أن يكــون‬
‫لــكل رشكــة ذات مســئولية محــدودة أيـاً كان عــدد الــرشكاء فيهــا مراجــع حســابات أو أكــرث وفقـاً لألحــكام‬
‫املقــررة يف رشكــة املســاهمة املــادة ‪.١٦٦‬‬

‫‪ -٣0١‬ثالثاً ‪ :‬الجمعية العامة للشركاء‪:‬‬

‫للرشكــة ذات املســئولية املحــدودة جمعيــة عامــة تضــم جميــع الــرشكاء)‪ ،(٩٢٦‬ويكــون فيهــا لــكل حصــة‬
‫صــوت وال يجــوز االتفــاق عــىل غــري ذلــك‪ ،‬ومــن ثــم يكــون لــكل رشيــك عــدد مــن األصــوات يعــادل عــدد‬
‫الحصــص التــي ميتلكهــا‪ ،‬حيــث ال يوجــد حــد أقــىص لعــدد األصــوات التــي قــد تكــون للرشيــك الواحــد‪،‬‬
‫ويجــوز لــكل رشيــك أن يــوكل عنــه كتابــة رشيــكاً آخــر يف حضــور اجتــامع الجمعيــة‪ ،‬مــامل ينــص عقــد‬

‫)‪ (٩٢٦‬املادة ‪ ١٦٧‬الفقرة ‪ ١‬من نظام الرشكات ‪.‬‬


‫‪4٣٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫التأسيس عىل خالف ذلك املادة ‪٢/١٧٣‬‬

‫وتنعقــد الجمعيــة العامــة بدعــوة مــن املديــر أو املديريــن وفق ـاً لألوضــاع التــي يحددهــا عقــد الرشكــة‪،‬‬
‫وتعقــد عــىل األقــل مــرة يف الســنة خــالل الشــهور األربعــة التاليــة لنهايــة الســنة املاليــة للرشكــة‪ ،‬كــام‬
‫يجــوز دعوتهــا إىل االنعقــاد يف كل وقــت بنــا ًء عــىل طلــب املديــر أو املديريــن أو مجلــس الرقابــة أو مراجــع‬
‫الحســابات أو أي رشيــك أو أكــرث ميثلــون مــا نســبته نصــف رأس املــال عــىل األقــل املــادة ‪.٣/١٦٧‬‬

‫ولقــد أعطــى مــرشوع نظــام الــرشكات لــكل رشيــك أو أكــرث ميثلــون مــا نســبته ‪ ٪١٠‬مــن رأس املــال طلــب‬
‫دعــوة الجمعيــة لالنعقــاد)‪.(٩٢٧‬‬

‫ولــكل رشيــك الحــق يف مناقشــة املوضوعــات املدرجــة يف جــدول أعــامل الجمعيــة‪ ،‬ويكــون مديــرو الرشكــة‬
‫ملزمــني باإلجابــة عــىل أســئلة الرشيــك‪ ،‬ومتــى مــا رأى أحــد الــرشكاء عــدم كفايــة اإلجابــة فــإن لــه اإلحتــكام‬
‫اىل الجمعيــة املــادة ‪ ١٧١‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وتختــص الجمعيــة العامــة بســلطات مامثلــة لســلطات الجمعيــة العامــة يف رشكــة املســاهمة‪ ،‬فهــي تعــني‬
‫املديريــن وأعضــاء مجلــس الرقابــة إن وجــدوا وإعــادة انتخابهــم وعزلهــم وتحــدد مكافآتهــم‪ ،‬وتعــني‬
‫مراجعــي الحســابات)‪ (٩٢٨‬وتعزلهــم وتحــدد أتعابهــم‪ ،‬وتناقــش القوائــم املاليــة والتصديــق عليهــا وتحــدد‬
‫نســبة الربــح التــي تــوزع عــىل الــرشكاء وغــري ذلــك مــن املســائل التــي تدخــل يف اختصــاص الجمعيــة‬
‫مبوجــب النظــام أو عقــد التأســيس املــادة ‪.١٦٩‬‬

‫وال يجــوز للجمعيــة أن تتــداول غــري املســائل الــواردة يف جــدول أعاملهــا إال إذا ظهــرت أثنــاء االجتــامع‬
‫وقائــع تقتــيض مناقشــتها املــادة ‪ .١/١٧٠‬ومتــى مــا طلــب أحــد الــرشكاء إدارج مســألة معينــة يف جــدول‬
‫أعــامل الجمعيــة‪ ،‬وجــب عــىل مديــري الرشكــة إجابــة ذلــك واال كان لــه أن يحتكــم للجمعيــة املــادة ‪.٢/١٧٠‬‬

‫وتصــدر ق ـرارات الجمعيــة العامــة بأغلبيــة نصــف رأس املــال عــىل األقــل مــا مل ينــص عقــد الرشكــة عــىل‬
‫أغلبيــة أكــرب‪ ،‬وإذا مل تتوفــر هــذه األغلبيــة يف االجتــامع األول‪ ،‬وجبــت دعــوة الجمعيــة إىل اجتــامع آخــر‬
‫بخطابــات مســجلة وتصــدر قراراتــه مبوافقــة أغلبيــة الحارضيــن أيـاً كان رأس املــال الــذي متثلــه مــا مل ينــص‬
‫عقــد تأســيس الرشكــة عــىل اغلبيــة أكــرب املــادة ‪.٢/١٦٨‬‬

‫)‪ (٩٢٧‬املادة الثامنة والستون بعد املائة الفقرة ‪ ٣‬من مرشوع نظام الرشكات ‪.‬‬
‫)‪ (٩٢٨‬تم تعليق العمل بنص الفقرة ‪ ١‬من املادة الثالثة والثالثني بعد املائة والتي أحالت اليها املادة السادسة والستني بعد املائة وبذلك يجوز إعادة تعيني‬
‫مراجع الحسابات مدة ال تتجاوز سبع سنوات متصلة أو خمس سنوات سنوات متصلة للرشيك املرشف عىل عملية املراجعة‪ ،‬بعد أن كانت خمس سنوات‪ .‬عىل‬
‫أن ينتهي العمل بهذا االستثناء بتاريخ ‪١٤٤٢/٠٨/٠١‬هـ‪.‬‬
‫‪4٣4‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫وإذا مل تتوافــر يف املداولــة أو يف املشــاورة األوىل األغلبيــة املنصــوص عليهــا يف الفقــرة ‪ ٢‬مــن املــادة ‪ ١٦٨‬مــن‬
‫نظــام الــرشكات‪ ،‬وجبــت دعــوة الــرشكاء إىل االجتــامع بخطابــات مســجلة‪ ،‬مــا مل ينــص عقــد تأســيس الرشكة‬
‫عــىل غــري ذلــك ‪ ،‬وتصــدر القـرارات يف االجتــامع املشــار إليــه يف الفقــرة ‪ ٣‬مــن هــذه املــادة مبوافقــة أغلبيــة‬
‫الحصــص املمثلــة فيــه أي ـاً كانــت النســبة التــي متثلهــا بالنســبة إىل رأس املــال‪ ،‬مــا مل ينــص عقــد تأســيس‬
‫الرشكــة عــىل غــري ذلــك )‪.(٩٢٩‬وقــد اشــرتط نظــام الــرشكات أغلبيــة خاصــة لصــدور قـرارات الجمعيــة العامــة‬
‫املتعلقــة بتعديــل عقــد الرشكــة‪ ،‬ومــن ثــم ميكــن اعتبارهــا يف صــدد هــذه األمــور مبثابــة جمعيــة عامــة‬
‫غــري عاديــة)‪ ،(٩٣٠‬فقــد اســتلزمت املــادة ‪ ١٧٤‬موافقــة جميــع الــرشكاء لصحــة تعديــل عقــد الرشكــة لتغيــري‬
‫جنســية الرشكــة أو زيــادة رأس مالهــا عــن طريــق رفــع القيمــة األســمية لحصــص الــرشكاء أو عــن طريــق‬
‫إصــدار حصــص جديــدة مــع إلـزام جميــع الــرشكاء بدفــع قيمــة الزيــادة يف رأس املــال بنســبة مشــاركة كل‬
‫منهــم‪ ،‬وباملقابــل‪ ،‬يجــوز تعديــل عقــد التأســيس يف غــري املســائل الســابق اإلشــارة اليهــا مبوافقــة أغلبيــة‬
‫الــرشكاء الذيــن ميثلــون ثالثــة أربــاع رأس املــال عــىل األقــل‪ ،‬مــامل ينــص عقــد التأســيس عــىل خــالف ذلــك‪.‬‬

‫ويجــوز يف الــرشكات التــي يزيــد عــدد الــرشكاء فيهــا عــىل العرشيــن أن يبــدي الــرشكاء آراءهــم متفرقــني‪،‬‬
‫ويف هــذه الحالــة يرســل مديــر الرشكــة إىل كل رشيــك خطابـاً مســجالً بالقـرارات املقرتحــة ليصــوت الرشيــك‬
‫عليهــا كتابــة‪ ،‬وتحتســب األغلبيــة يف هــذه الحالــة طبقـاً للقواعــد الســابقة املــادة ‪.(٩٣١) ١٦٨‬‬

‫وعــىل كل حــال‪ ،‬يلتــزم كل مــن حصــل عــىل معلومــة مــن خــالل اجتــامع الجمعيــة باملحافظــة عــىل رسيتهــا‬
‫وعــدم اســتخدامها يف أي غــرض قــد يلحــق الــرضر بالرشكــة أو أحــد رشكائهــا وإال كان ملزمـاً بالتعويــض عــن‬
‫أي أرضار ينشــأ عــن عــدم االلتـزام بذلــك املــادة ‪.٤/١٧٣‬‬

‫ويحــرر محــرض بخالصــة مناقشــات الجمعيــة العامــة وتــدون املحــارض وقــرارات الجمعيــة أو قــرارات‬
‫الــرشكاء يف ســجل خــاص تعــده الرشكــة لهــذا الغــرض املــادة ‪.٤/١٦٧‬‬

‫مــع عــدم اإلخــالل بحقــوق الغــري حســن النيــة‪ ،‬يقــع باطـالً كل قـرار يصــدر مــن الجمعيــة العامــة أو مــن‬
‫الــرشكاء باملخالفــة ألحــكام نظــام الــرشكات أو لنصــوص عقــد الرشكــة‪ ،‬غــري أنــه ال يجــوز أن يطلــب البطــالن‬
‫إال الــرشكاء الذيــن اعرتضــوا كتابــة عــىل القـرار أو الذيــن مل يتمكنــوا مــن االعـرتاض عليــه بعــد علمهــم بــه‪،‬‬
‫ويف جميــع األحــوال ال تســمع دعــوى البطــالن بعــد انقضــاء ســنة مــن تاريــخ صــدور القـرار املــادة ‪.١٧٨‬‬

‫)‪ (٩٢٩‬املادة ‪ ٤/١٦٨‬من نظام الرشكات‬


‫)‪ (٩٣٠‬انظر الدكتور ثروت عبد الرحيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬بند رقم ‪.٧٣١‬‬
‫)‪ (٩٣١‬األصل ومبوجب املادة السابعة والثامنون بعد املائة جواز ذلك متى ما كان عدد الرشكاء ال يتجاوز عرشين رشيكاً‪ ،‬إال أنه تم تعليق العمل بهذه املادة‬
‫حتى تاريخ ‪١٤٤٢/٠٣/١٦‬هـ باألمر املليك رقم ‪ ١٥٠١٦‬وتاريخ ‪١٤٤٢/٠٣/١٦‬هـ‪.‬‬

‫‪4٣5‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الرابع‬

‫الفرع الثاني‬

‫مالية الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٣٠٢‬يعــد املديــرون عــن كل ســنة ماليــة القوائــم املاليــة للرشكــة وحســاب األربــاح والخســائر وتقري ـرا ً‬
‫عــن نشــاط الرشكــة ومركزهــا املــايل واقرتاحاتهــم بشــأن توزيــع األربــاح خــالل ثالثــة أشــهر مــن نهايــة‬
‫الســنة املاليــة املــادة ‪.١/١٧٥‬‬

‫ويجــب عــىل املديريــن أن يرســلوا صــورة مــن هــذه الوثائــق ومــن تقريــر مجلــس الرقابــة ومراجــع‬
‫الحســابات إىل الــوزارة وإىل كل رشيــك وذلــك خــالل شــهر مــن تاريــخ إعــداد هــذه الوثائــق‪ ،‬ولــكل رشيــك‬
‫أن يطلــب مــن املديريــن دعــوة الجمعيــة العامــة للــرشكاء إىل االجتــامع للمداولــة يف تلــك الوثائــق املــادة‬
‫‪.١٧٥‬‬

‫وتلتــزم الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة ‪-‬بخــالف رشكات األشــخاص وعــىل غــرار رشكــة املســاهمة‪-‬‬
‫بتجنيــب ‪ ٪١٠‬عــىل األقــل مــن أرباحهــا الصافيــة لتكويــن احتياطــي نظامــي‪ ،‬ويجــوز للــرشكاء أن يقــرروا‬
‫وقــف هــذا التجنيــب متــى بلــغ االحتياطــي ‪ ٪٣٠‬مــن رأس مــال الرشكــة املــادة ‪.١٧٦‬‬

‫ويجــوز أن ينــص عقــد الرشكــة عــىل اقتطــاع نســبة معينــة مــن األربــاح لتكويــن احتياطــي اتفاقــي إىل‬
‫جانــب االحتياطــي القانــوين وذلــك ملواجهــة احتــامالت املســتقبل وزيــادة ائتــامن الرشكــة يف مواجهــة الغــري‪.‬‬

‫وبنــا ًء عــىل اقــرتاح املديريــن تقــرر الجمعيــة العامــة للــرشكاء توزيــع األربــاح الصافيــة بعــد اقتطــاع‬
‫االحتياطــي‪ ،‬وبصــدور قــرار الجمعيــة العامــة يصبــح كل رشيــك دائنــاً بنصيبــه مــن الربــح‪.‬‬

‫واألصــل أن يتــم توزيــع األربــاح بالتســاوي بــني الحصــص مــا مل ينــص عقــد الرشكــة عــىل غــري ذلــك املــادة‬
‫‪.١٦٣‬‬

‫أمــا إذا منيــت الرشكــة بخســائر‪ ،‬فإنــه ال يجــوز توزيــع أربــاح صوريــة‪ ،‬وإال كان مــن حــق الدائنــني مطالبــة‬
‫الــرشكاء بردهــا‪ ،‬ويلتــزم الــرشكاء بإعادتهــا حتــى ولــو كانــوا حســني النيــة‪ ،‬أي ال يعلمــون بأنهــا أربــاح‬
‫صوريــة‪.‬‬

‫‪4٣6‬‬
‫الشركات المختلطة‬

‫ومتــى مــا لحــق بالرشكــة خســارة تبلــغ نصــف رأس مالهــا أو زاد رأس املــال عــىل‬
‫حاجتهــا‪ ،‬فــإن للجمعيــة العامــة للــرشكاء أن تقــرر تخفيــض رأس مــال الرشكــة إذا زاد‬
‫عــىل حاجتهــا أو منيــت بخســائر مل تبلــغ نصــف رأس املــال‪ ،‬وذلــك وفقــا ً ملــا يــيل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬يجــب دعــوة دائنــي الرشكــة خــالل ســتني يومـا ً مــن تاريــخ نــرش قـرار التخفيــض يف صحيفــة‬
‫يوميــة تــوزع يف املنطقــة التــي فيهــا مركــز الرشكــة الرئيــس إلبــداء اعرتاضاتهــم عــىل التخفيــض‪.‬‬
‫فــإن اعــرتض أحــد الدائنــني عــىل إج ـراء التخفيــض وقــدم مســتنداته يف امليعــاد املذكــور‪ ،‬وجــب‬
‫عــىل الرشكــة أن تــؤدي إليــه دينــه إذا كان حــاالً أو أن تقــدم ضامن ـا ً كافي ـا ً للوفــاء بــه إذا كان‬
‫آج ـالً )‪.(٩٣٢‬‬

‫ب‪ -‬يقــدم الــرشكاء إىل الــوزارة مرشوعـاً بتعديــل عقــد تأســيس الرشكــة متضمنـاً تخفيــض رأس مــال الرشكة‪،‬‬
‫عــىل أن يرافقــه كشــف تفصيــيل ‪-‬يصدقــه مراجــع حســابات الرشكــة‪ -‬يتضمــن أســامء الدائنــني وعناوينهــم‬
‫ومــن اعــرتض منهــم عــىل تخفيــض رأس املــال ومــن ُســدد دينــه الحــال أو قُــدم لــه ضــامن كاف للوفــاء‬
‫بدينــه اآلجــل‪ ،‬وأن يرافقــه كذلــك إق ـرار مــن الــرشكاء مبســؤوليتهم التضامنيــة عــام يظهــر مــن ديــون مل‬
‫تــرد يف الكشــف)‪.(٩٣٣‬‬

‫ج‪ -‬إذا مل يكــن عــىل الرشكــة ديــون‪ ،‬جــاز أن يقــدم الــرشكاء إىل الــوزارة إقـرارا ً منهــم معتمــدا ً مــن مراجــع‬
‫الحســابات مبســؤوليتهم التضامنيــة عــام يظهــر مــن ديـــون‪ .‬ويف هــذه الحالــة يعفــون مــن دعــوة الدائنــني‪،‬‬
‫وتســتكمل إجـراءات التخفيــض )‪.(٩٣٤‬‬

‫ويفهــم مــن نــص هــذه املــادة إزالــة املســؤولية املحــدودة للرشكــة وقيــام املســئولية التضامنيــة بحــق‬
‫الــرشكاء متــى مــا ظهــرت ديــون جديــدة مل تضمــن بإق ـرار الــرشكاء املعتمــد مــن مراجــع الحســابات‪.‬‬

‫)‪ (٩٣٢‬املادة ‪ /١٧٧‬أ من نظام الرشكات‬


‫)‪ (٩٣٣‬املادة ‪/١٧٧‬ب من نظام الرشكات‬
‫)‪ (٩٣٤‬املادة ‪/١٧٧‬ج من نظام الرشكات‬
‫‪4٣7‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الرابع‬

‫المبحث الرابع‬

‫انقضاء الشركة ذات المسئولية المحدودة‬

‫‪ -٣٠٣‬تنقــيض الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة بطــرق االنقضــاء العامــة املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪١٦‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات‪ ،‬ولكــن ال تنقــيض الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة بأســباب انقضــاء الــرشكات املبنيــة‬
‫عــىل االعتبــار الشــخيص كانســحاب أحــد الــرشكاء أو الحجــر عليــه أو إشــهار إفالســه أو إعســاره وذلــك مــا‬
‫مل ينــص عقــد الرشكــة عــىل غــري ذلــك املــادة )‪.١٧٩(٩٣٥‬‬

‫وتقــيض املــادة ‪ ٢،١/١٨١‬مــن نظــام الــرشكات بأنــه إذا بلغــت خســائر الرشكــة ذات املســئولية املحــدودة‬
‫نصــف رأس مالهــا وجــب عــىل املديريــن تســجيل هــذه الواقعــة يف الســجل التجــاري ودعــوة الــرشكاء‬
‫لالجتــامع خــالل مــدة ال تزيــد عــىل تســعني يومـاً مــن تاريــخ بلــوغ الخســارة هــذا الحــد للنظــر يف اســتمرار‬
‫الرشكــة أو حلهــا‪ .‬وال يعتــرب قـرار الــرشكاء صحيحـاً يف هــذه الحالــة إال إذا وافقــت عليــه األغلبيــة الالزمــة‬
‫لتعديــل عقــد الرشكــة‪ ،‬وهــي ثالثــة أربــاع رأس املــال‪ ،‬ويجــب يف جميــع األحــوال شــهر هــذا القـرار بالطــرق‬
‫املقــررة لشــهر عقــد الرشكــة‪.‬‬

‫ولقــد أعطــى النظــام للرشيــك الحــق يف اإلعـرتاض عــىل قـرار متديــد أجــل الرشكــة‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يعتــرب‬
‫منســحباً مــن الرشكــة وتقــوم حصتــه وفق ـاً ألحــكام املــادة ‪ ،١٦١‬وال ينفــذ التمديــد اال بعــد بيــع حصتــه‬
‫للــرشكاء أو الغــري وفقـاً ألحــكام النظــام وعقــد تأســيس الرشكــة وأداء قيمتهــا لــه وذلــك مــامل يتفــق الرشيــك‬
‫املنســحب مــع باقــي الــرشكاء عــىل خــالف ذلــك املــادة ‪.٣/١٨١‬‬

‫وأخـريا ً‪ ،‬تنقــيض الرشكــة بقــوة النظــام متــى مــا زاد عددالــرشكاء فيهــا عــن خمســني رشيــكاً ومل يتــم تحويلهــا‬
‫اىل رشكــة مســاهمة خــالل مــدة ال تتجــاوز ســنة‪ ،‬مــامل تكــن الزيــادة ناتجــة مــن اإلرث أو الوصيــة املــادة‬
‫‪.٢/١٥١‬‬

‫وجــاء مــرشوع نظــام الــرشكات خالي ـاً مــن أحــكام خاصــة بانقضــاء الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪،‬‬
‫ومفــاد ذلــك خضوعهــا ألحــكام املــادة الثالثــون‪ ،‬مــامل ينــص عقــد تأســيس الرشكــة عــىل غــري ذلــك‪.‬‬

‫)‪ (٩٣٥‬تم تعليق أصل الفقرة ‪ ٣‬من املادة الحادية والثامنون بعد املائة حتى تاريخ ‪١٤٤٣/٧/٣٠‬هـ‪ ،‬والتي كانت تنص عىل‪«:‬تعد الرشكة منقضية بقوة النظام إذا‬
‫أهمل مديرو الرشكة دعوة الرشكاء أو تعذر عىل الرشكاء إصدار قرار باستمرار الرشكة أو حلها« وذلك باألمر املليك رقم ‪ ١٥٠١٦‬وتاريخ ‪١٤٤٢/٠٣/١٦‬هـ‪.‬‬

‫‪4٣8‬‬
‫الباب الخامس‬

‫أنواع خاصة للشركات‬

‫الفصل االول‪ :‬شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية‬


‫المحدودةالفصل الثاني‪ :‬الشركة القابضة‬
‫الباب الخامس‬

‫تمهيد‬

‫‪ -٣٠٤‬ذكرنــا فيــام ســبق أشــكال الــرشكات‪ ،‬ورأينــا انهــا تتنــوع مابــني رشكات أشــخاص رشكــة التضامــن‪ ،‬رشكة‬
‫التوصيــة البســيطة‪ ،‬رشكــة املحاصــة ورشكات أمــوال رشكــة املســاهمة والــرشكات ذات الطبيعــة املختلطــة‬
‫رشكــة التوصيــة باالســهم والرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ .‬وبجانــب هــذه األشــكال‪ ،‬هنــاك أنــواع خاصــة‬
‫للــرشكات تنشــأ يف ظــل أحــد األشــكال الســابق ذكرهــا‪.‬‬

‫ولقــد عالــج نظــام الــرشكات الســعودي نوعــان مــن هــذه الــرشكات وهــام‪ :‬رشكــة الشــخص الواحــد‬
‫والرشكــة القابضــة‪ ،‬واللتــان يجــوز أن تكونــا يف شــكل رشكــة مســاهمة أو رشكــة ذات مســؤولية محــدودة‪.‬‬

‫ومل يتنــاول نظــام الــرشكات الحــايل بالتفصيــل أحــكام رشكــة الشــخص الواحــد وأحــكام الرشكــة القابضــة‪.‬‬
‫ولعــل العلــة مــن ذلــك ترجــع اىل أنــه عندمــا تتخــذ هــذه الــرشكات شــكل رشكــة املســاهمة عــىل ســبيل‬
‫املثــال‪ ،‬فإنهــا تخضــع ألحــكام الرشكــة املســاهمة الســابق دراســتها باإلضافــة إىل األحــكام الخاصــة لهــا عــىل‬
‫مــا ســيأيت بيانــه‪ ،‬وذات الحكــم ينطبــق ايض ـاً يف حالــة الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ .‬وعــىل ذلــك‬
‫ســوف نكتفــي يف هــذا البــاب مبعالجــة أحــكام رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة دون‬
‫املســاهمة وذلــك ألهميتهــا وكــرثة انتشــارها يف الحيــاة العمليــة وذلــك يف الفصــل األول‪ ،‬عــىل أن نتنــاول‬
‫أحــكام الرشكــة القابضــة يف الفصــل الثــاين مــن هــذا البــاب‪.‬‬

‫‪44٢‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫الفصل األول‬

‫شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة‬

‫‪ -٣٠٥‬يف ظــل تطــور النظــام القانــوين للــرشكات وتحديــد مســؤولية الــرشكاء يف الرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة‪ ،‬لجــأ بعــض التجــار إىل التحايــل عــىل القانــون وتأســيس رشكات صوريــة ذات مســؤولية محــدودة‬
‫مــن شــخصني رغبــة يف االســتفادة مــن املســؤولية املحــدودة للــرشكاء فيهــا‪.‬‬

‫ويف ظــل هــذه الرشكــة يقــوم التاجــر مبامرســة تجارتــه يف الرشكــة مــع بقــاء غــريه مــن الــرشكاء صوريــون‬
‫وهميــون فيهــا ال دور لهــم فيهــا وال مصلحــة)‪ ،(٩٣٦‬مــام دفــع واضعــي القانــون يف ذلــك الوقــت إىل الحــد‬
‫مــن انتشــار الــرشكات الصوريــة حاميــة للــرشكاء الصوريــون أنفســهم مــن املســؤولية التضامنيــة عنــد‬
‫إزالــة الحاميــة القانونيــة وإلغــاء املســؤولية املحــدودة للــرشكاء‪ ،‬وكذلــك حاميــة للغــري املتعامــل مــع مثــل‬
‫هــذا النــوع مــن الــرشكات‪ ،‬وتشــيجيعاً للتجــار عــىل اســتثامر أموالهــم واالســتفادة مــن مبــدأ املســؤولية‬
‫املحــدودة عنــد الرغبــة يف االســتثامر منفــردا ً دون مشــاركة مــع غــريه‪.‬‬

‫ولذلــك نجــد ان املنظــم األملــاين قــام بتبنــي وتنظيــم أحــكام رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة عــام ‪١٩٨٠‬م‪ ،‬وبعــد ذلــك انتــرش هــذا النــوع مــن الــرشكات يف فرنســا عــام ‪١٩٨٥‬م وغريهــا مــن‬
‫الــدول تباعـاً)‪ .(٩٣٧‬ويف اململكــة العربيــة الســعودية تبنــى نظــام الــرشكات الســعودي رشكــة الشــخص الواحــد‬
‫ذات املســؤولية املحــدودة يف املــادة ‪ ١٥٤‬والتــي تقــرر االيت‪:‬‬

‫»‪ -١‬اســتثناء مــن أحــكام املــادة الثانيــة مــن النظــام‪ ،‬يجــوز أن تؤســس الرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة مــن شــخص واحــد‪ ،‬أو أن تــؤول جميــع حصصهــا إىل شــخص واحــد‪ .‬ويف هــذه الحالــة‬
‫تقتــرص مســؤولية هــذا الشــخص عــىل مــا خصصــه مــن مــال ليكــون رأس مــال للرشكــة‪ ،‬ويكــون‬
‫لهــذا الشــخص صالحيــات وســلطات املديــر ومجلــس مديــري الرشكــة والجمعيــة العامــة للــرشكاء‬
‫املنصــوص عليهــا يف هــذا البــاب‪ ،‬ويجــوز لــه تعيــني مديــر واحــد أو أكــرث يكــون هــو املمثــل لهــا أمــام‬
‫القضــاء وهيئــات التحكيــم والغــري‪ ،‬ومســؤوالً عــن إدارتهــا أمــام الرشيــك املالــك لحصــص الرشكــة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬يف جميــع األحــوال؛ ال يجــوز للشــخص الطبيعــي أن يؤســس أو يتملــك أكــرث مــن رشكــة ذات مســؤولية‬
‫محــدودة مــن شــخص واحــد‪ ،‬وال يجــوز للرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة اململوكــة مــن شــخص واحــد‬
‫ذي صفــة طبيعيــة أو اعتباريــة أن تؤســس أو تتملــك رشكــة أخــرى ذات مســؤولية محــدودة مــن شــخص‬
‫واحــد«‪.‬‬

‫)‪ (٩٣٦‬د‪ .‬محمد بن براك الفوزان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٥٠٥‬‬

‫)‪ (٩٣٧‬د‪ .‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش رقم ‪ ،٣‬ص‪ ،٩٤‬د‪ .‬نادية فوضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،١٠٠‬القايض الدكتور الياس ناصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪.١٨٦ ٢‬‬

‫‪44٣‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫وعــىل ذلــك فاملنظــم الســعودي قــد أجــاز تأســيس هــذا النــوع مــن الــرشكات ابتــدا ًء أو أن تــؤول جميــع‬
‫حصــص الرشكــة إىل شــخص واحــد)‪.(٩٣٨‬‬

‫حيــث يتــم تأســيس رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة بإحــدى هاتــني الطريقتــني‪ :‬إمــا أن‬
‫تؤســس ابتــدا ًء مــن شــخص واحــد »التأســيس املبــارش«‪ .‬أو أن تكــون يف األصــل رشكــة مكونــة مــن رشيكــني‬
‫فأكــرث‪ ،‬رشكــة مســاهمة أو رشكــة ذات مســؤولية محــدودة عــىل ســبيل املثــال‪ ،‬ومــن ثــم تجتمــع أســهم‬
‫الرشكــة يف يــد شــخص واحــد‪ ،‬فتتحــول إىل رشكــة شــخص واحــد ذات مســؤولية محــدودة »التأســيس غــري‬
‫املبــارش«)‪.(٩٣٩‬‬

‫وســوف نقــوم يف هــذا املبحــث بدراســة الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة ذات الشــخص الواحــد وذلــك‬
‫بالتعريــف بهــا وبيــان خصائصهــا يف املبحــث األول‪ ،‬ثــم نتنــاول إدارة الرشكــة وانقضاءهــا يف املبحــث الثــاين‪.‬‬

‫)‪ (٩٣٨‬ولقد أجاز النظام كام سبق وأن رأينا باإلضافة إىل جواز تأسيس رشكة الشخص الواحد ذات املسؤولية املحدودة للشخص الطبيعي فلقد أجاز النظام للدولة‬
‫واألشخاص ذوي الصفة االعتبارية العامة والرشكات اململوكة بالكامل للدولة والرشكات التي ال يقل رأس مالها عن خمسة ماليني ريال من تأسيس رشكة مساهمة‬
‫من شخص واحد ويكون لهذا الشخص الواحد صالحيات جمعيات املساهمني مبا فيها الجمعية التأسيسية وسلطاتها‪ .‬املادة ‪ ٥٥‬نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٩٣٩‬القايض الدكتور الياس ناصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ٢‬ص‪.١٨٨‬‬

‫‪444‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المبحث األول‬

‫التعريف بشركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة وبيان خصائصها‬

‫تنقســم الدراســة يف هــذا املبحــث إىل مطلبــني‪ ،‬يف املطلــب األول نتنــاول التعريــف برشكــة الشــخص الواحــد‬
‫ويف املطلــب الثــاين نبــني خصائصهــا‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫التعريف بشركة الشخص الواحد‬

‫ذات المسؤولية المحدودة‬

‫‪ُ -٣٠٦‬ميكــن تعريــف رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة بأنهــا تلــك الرشكــة التــي تؤســس‬
‫بــاإلرادة املنفــردة مــن شــخص واحــد طبيعــي أو اعتبــاري أو التــي تــؤول جميــع أســهم الرشكــة املســاهمة‬
‫إىل شــخص واحــد‪ ،‬وتكــون مســؤولية الشــخص الواحــد فيهــا مبــا خصصــه مــن أموالــه الخاصــة لتكــون‬
‫رأس مــال للرشكــة‪ ،‬ويكــون للشــخص الواحــد ســلطات املديــر ومجلــس مديــري الرشكــة والجمعيــة العامــة‬
‫للــرشكاء)‪.(٩٤٠‬‬

‫)‪ (٩٤٠‬انظر يف ذلك املادة ‪ ١/١٥٤‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫ولقد انتقد البعض وصف رشكة الشخص الواحد بالرشكة‪ ،‬حيث أن الرشكة تكون باتفاق شخصني أو أكرث‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع فكرة رشكة الشخص الواحد التي‬
‫تنشأ باإلرادة املنفردة من شخص واحد‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يفرتض بالرشكة قيامها مبا يعجز الشخص الطبيعي فعله وهو تجميع رؤوس األموال وقدرات عدد‬
‫من األشخاص وتوظيفها مبا يخدم الغرض املشرتك للرشكاء »نية املشاركة« وهذا ما ينعدم يف رشكة الشخص الواحد‪ .‬انظر يف ذلك أ‪.‬د فوزي عطوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ ،٤٥٥‬د‪ .‬زينة غانم الصفار‪ ،‬اآلنسة بان عباس خضري‪ ،‬أثر تخصيص الذمة املالية عىل رشكة الشخص الواحد‪ ،‬مجلة الرافدين‪ ،٢٠١١ ،‬اإلصدار ‪ ،٤٨‬ص‪.١٩٠‬‬
‫‪445‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الخامس‬

‫المطلب الثاني‬

‫خصائص شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة‬

‫‪ -٣٠٧‬رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة تتمتــع بــذات الخصائــص التــي تتمتــع بهــا الرشكــة‬
‫ذات املســؤولية املحــدودة وهي‪:‬‬

‫‪ -١‬مسؤولية محدودة للرشكاء‬

‫‪ -٢‬اسم الرشكة مشتق من غرضها‬

‫‪ -٣‬عدم جواز اللجوء إىل االكتتاب العام‪.‬‬

‫إال أن رشكــة الشــخص الواحــد تختلــف عــن الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة مــن حيــث مصــدر الرشكــة‬
‫أو أساســها‪ ،‬وكذلــك املرونــة يف اإلدارة وعــدم وجــود حــد أدىن للــرشكاء‪ .‬باإلضافــة إىل خصائــص أخــرى تنفــرد‬
‫بهــا نوضحهــا عــىل البيــان التــايل‪:‬‬

‫‪ -١‬مصدر الشركة‪:‬‬
‫‪ -٣٠٨‬مــن املعلــوم أن الرشكــة عقــد‪ ،‬ومــن أركان هــذا العقــد تعــدد الــرشكاء‪ ،‬أي البــد مــن وجــود رشيكــني‬
‫فأكــرث‪ ،‬وعــىل ذلــك يكــون مصــدر الرشكــة عقــد يتضمــن اتفــاق إرادتــني أو أكــرث عــىل احــداث أثــر قانــوين‬
‫معــني وهــذا يتحقــق يف حالــة الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬هــذه الفكــرة التعاقديــة‬
‫غــري موجــودة يف رشكــة الشــخص الواحــد‪ ،‬الن مصــدر الرشكــة ذات الشــخص الواحــد هــي اإلرادة املنفــردة‬
‫ملؤســس الرشكــة ال العقــد)‪.(٩٤١‬‬

‫‪ -٢‬مرونة اإلدارة‪:‬‬
‫‪ -٣٠٩‬خالفـاً ملــا عليــه الحــال يف الــرشكات األخــرى والتــي تتطلــب إجــامع الــرشكاء أو موافقــة األغلبيــة عــىل‬
‫قـرارات الرشكــة وإجـراءات مطولــة وواجبــة اإلتبــاع يف دعــوة الجمعيــة العامــة للــرشكاء وطريقــة صــدور‬
‫القـرارات فيهــا‪ ،‬فــإن رشكــة الشــخص الواحــد تتميــز مبرونــة اإلدارة حيــث يكــون مؤسســها وحــده مصــدر‬
‫القـرارات التــي غالبـاً مــا تكــون رسيعــة وغــري مكلفــة)‪.(٩٤٢‬‬

‫عامن‪ ،١٩٩٨ ،‬ص‪ ،٣٤‬د‪.‬‬


‫)‪ (٩٤١‬أ‪ .‬مفلح عواد القضاة‪ ،‬الرشكة ذات املسؤولية املحدودة ورشكة الشخص الواحد‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ّ ،‬‬
‫نادية فوضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،١٠٥‬أ‪ .‬أحمد الورفيل‪ ،‬الوجيز يف قانون الرشكات التجارية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٥٧‬‬
‫)‪ (٩٤٢‬أ‪ .‬مفلح عواد القضاة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٣٨‬‬

‫‪446‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫‪-٣‬االكتفاء بشخص واحد لوجود الشركة‪:‬‬


‫‪ -٣١٠‬خروج ـاً عــىل مبــدأ وحــدة الذمــة‪ ،‬أجــاز النظــام تأســيس رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة مــن شــخص واحــد‪ ،‬ويكــون هــذا املؤســس »طبيعــي أو اعتبــاري« مســؤوالً يف حــدود املــال‬
‫املقــرر لــرأس مــال الرشكــة‪ .‬ويكــون للشــخص الواحــد ســلطات املديــر والجمعيــة العامــة للــرشكاء‪ ،‬وهــو‬
‫مــا يعــرف بالتأســيس املبــارش)‪.(٩٤٣‬‬

‫كام نصت املادة ‪ ١٤٩‬من نظام الرشكات عىل االيت‪:‬‬

‫» إذا آلــت جميــع أســهم رشكــة املســاهمة إىل مســاهم واحــد ال تتوافــر فيــه الــرشوط الــواردة يف املــادة‬
‫الخامســة والخمســني مــن النظــام‪ ،‬تبقــى الرشكــة وحدهــا مســؤولة عــن ديونهــا والتزاماتهــا‪ .‬ومــع ذلــك‬
‫يجــب عــىل هــذا املســاهم توفيــق أوضــاع الرشكــة مــع األحــكام الــواردة يف هــذا البــاب أو تحويلهــا إىل‬
‫رشكــة ذات مســؤولية محــدودة مــن شــخص واحــد خــالل مــدة ال تتجــاوز ســنة‪ ،‬وإال انقضــت الرشكــة‬
‫بقــوة النظــام‪«.‬‬

‫وعــىل ذلــك ووفقـاً للنــص النظامــي الســابق‪ ،‬فيجــب تحويــل الرشكــة املســاهمة إىل رشكــة شــخص واحــد‬
‫ذات مســؤولية محــدودة خــالل مــدة أقصاهــا ســنة متــى مــا آلــت أســهم الرشكــة إىل شــخص واحــد ومل يتــم‬
‫توفيــق أوضاعهــا وفقـاً ألحــكام النظــام‪ ،‬وهــو مــا يعــرف بالتأســيس غــري املبــارش‪.‬‬

‫ولقــد حظــر النظــام عــىل الشــخص الطبيعــي تأســيس أو امتــالك أكــرث مــن رشكــة شــخص واحــد ذات‬
‫مســؤولية محــدودة)‪ ،(٩٤٤‬والحكمــة مــن ذلــك التقييــد هــو أن الســامح لشــخص واحــد بتأســيس أكــرث مــن‬
‫رشكــة ذات شــخص واحــد يــؤدي إىل صعوبــة يف إدارتهــا‪ ،‬كــام أن الصعوبــة تكمــن يف اســتقالل ذمــة كل‬
‫رشكــة عــن ذمــة الشــخص املؤســس لهــا‪ .‬األمــر الــذي يــؤدي يف نهايــة األمــر إىل مســؤولية الشــخص الواحــد‬
‫مســؤولية مطلقــة وتضامنيــة وفق ـاً للــامدة ‪ ١٥٥‬مــن نظــام الــرشكات والتــي تقــرر االيت‪:‬‬

‫)‪ (٩٤٣‬املادة ‪ ١/١٥٤‬من نظام الرشكات‪.‬‬

‫)‪ (٩٤٤‬املادة ‪ ٢/١٥٤‬نظام الرشكات‪.‬‬

‫‪447‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫» يكون الشخص املالك للرشكة ذات املسؤولية املحدودة مسؤوالً يف أمواله الخاصة عن التزامات الرشكة يف‬
‫مواجهة الغري الذي تعامل معه باسم الرشكة‪ ،‬وذلك يف األحوال اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا قام ‪-‬بسوء نية‪ -‬بتصفية رشكته‪ ،‬أو وقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو قبل تحقيق الغرض الذي‬
‫أنشئت من أجله‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا مل يفصل بني أعامل الرشكة وأعامله الخاصة األخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا زاول أعامالً لحساب الرشكة قبل اكتسابها الشخصية االعتبارية‪ «.‬وكذلك ولذات الحكمة ال يجوز‬
‫للرشكة ذات املسؤولية املحدودة اململوكة لشخص واحد أن تؤسس أو متتلك رشكة أخرى ذات مسؤولية‬
‫محدودة من شخص واحد وفقاً لنص املادة ‪ ٢/١٥٤‬والتي تقرر‪ «:‬يف جميع األحوال؛ ال يجوز للشخص‬
‫الطبيعي أن يؤسس أو يتملك أكرث من رشكة ذات مسؤولية محدودة من شخص واحد‪ ،‬وال يجوز للرشكة‬
‫ذات املسؤولية املحدودة اململوكة من شخص واحد ذي صفة طبيعية أو اعتبارية أن تؤسس أو تتملك‬
‫رشكة أخرى ذات مسؤولية محدودة من شخص واحد«)‪.(٩٤٥‬‬

‫إال أنــه يف املقابــل يجــوز للشــخص الطبيعــي أو االعتبــاري املالــك لرشكــة شــخص واحــد ذات مســؤولية‬
‫محــدودة أن يؤســس أو يشــرتك يف رشكــة ذات مســؤولية محــدودة متعــددة الــرشكاء أو رشكات أخــرى‬
‫بأشــكالها املختلفــة)‪.(٩٤٦‬‬

‫‪ -4‬اسم الشركة‪:‬‬
‫‪ -٣١١‬يجــب أن يكــون اســم الرشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة مشــتقاً مــن غرضهــا أو‬
‫مبتك ـرا ً‪ .‬إال أن اســم رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة يجــب أن يقــرتن دامئ ـاً مبــا يشــري‬
‫اىل ملكيتهــا مــن شــخص واحــد‪ ،‬واذا مل يقــم مديــر الرشكــة بوضــع عبــارة »ذات مســؤولية محــدودة« أو‬
‫أنهــا » مملوكــة لشــخص واحــد« أو مل يقــم ببيــان مقــدار رأس مــال الرشكــة إىل جانــب اســمها‪ ،‬فإنــه يســأل‬
‫مســؤولية شــخصية وتضامنيــة عــن التزامــات الرشكــة)‪.(٩٤٧‬‬

‫)‪ (٩٤٥‬املادة ‪ ٢/١٥٤‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٤٦‬د‪ .‬نادية فوضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.١١١‬‬

‫)‪ (٩٤٧‬املادة ‪ ٢ ،١/١٥٢‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫‪448‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المبحث الثاني‬

‫إدارة الشركة وانقضاءها‬

‫‪ -٣١٢‬كــام ســبق وأن رأينــا‪ ،‬فــان رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة تعتــرب أحــد أشــكال‬
‫الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬حيــث تتــم إدارة الرشكــة عــن طريــق مديــر أو مديريــن أو مجلــس‬
‫مديريــن‪ .‬إال أنــه وللطبيعــة الخاصــة لرشكــة الشــخص الواحــد‪ ،‬فــإن النظــام نــص رصاحــة عــىل أنــه يكــون‬
‫للشــخص الواحــد مالــك الرشكــة صالحيــات وســلطات املديــر ومجلــس مديــري الرشكــة والجمعيــة العامــة‬
‫للرشكــة)‪.(٩٤٨‬‬

‫وتخضــع إدارة رشكــة الشــخص الواحــد لــذات األحــكام التــي تخضــع لهــا إدارة الرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة‪ .‬وعــىل ذلــك ســوف نعــرض باختصــار ألحــكام إدارة رشكــة الشــخص الواحــد يف املطلــب األول‪،‬‬
‫وانقضــاء الرشكــة يف املطلــب الثــاين‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫إدارة شركة الشخص الواحد‬

‫‪ -٣١٣‬إدارة رشكــة الشــخص الواحــد تكــون مــن خــالل مديــر أو مديريــن أو مجلــس مديــري‪ ،‬ســواء عــن‬
‫طريــق مؤســس الرشكــة أو مــن الغــري‪ .‬وكــام هــو الوضــع يف الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬يجــب‬
‫أن يكــون مديــر الرشكــة شــخص طبيعــي‪ .‬ويخضــع عمــل مديــر الرشكــة متــى مــا كان مــن الغــري إلرشاف‬
‫الجمعيــة العامــة‪.‬‬

‫)‪ (٩٤٨‬املادة ‪ ١/١٥٤‬نظام الرشكات‪.‬‬

‫‪449‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫الفرع األول‬

‫مدير الشركة‬

‫‪ -٣١٤‬ميكــن أن تتــم إدارة رشكــة الشــخص الواحــد مــن خــالل مديــر أو أكــرث‪ ،‬يتــم التعاقــد معــه مــن قبــل‬
‫مؤســس الرشكــة‪ ،‬ويجــوز أن يتــم تعيينــه يف عقــد تأســيس الرشكــة أو يف عقــد مســتقل‪ ،‬ملــدة معينــة أو غــري‬
‫معينــة‪ ،‬حيــث جــاء نــص املــادة ‪ ١/١٦٤‬بــاآليت‪:‬‬

‫» يديــر الرشكــة مديــر أو أكــرث مــن الــرشكاء أو مــن غريهــم‪ ،‬ويعــني الــرشكاء املديــر أو املديريــن يف عقــد‬
‫تأســيس الرشكــة أو يف عقــد مســتقل ملــدة معينــة أو غــري معينــة‪ .‬ويجــوز بق ـرار مــن الــرشكاء تكويــن‬
‫مجلــس مديريــن إذا تعــددوا«)‪.(٩٤٩‬‬

‫ويجــوز أن يقــرر الرشيــك الواحــد إدارة الرشكــة عــن طريــق مجلــس مديريــن‪ ،‬عــىل أن يَ ُنــص مؤســس‬
‫الرشكــة يف عقــد التأســيس عــىل طريقــة عمــل مجلــس املديريــن‪ ،‬واألغلبيــة الالزمــة التخــاذ قراراتــه)‪.(٩٥٠‬‬
‫وإذا كان الشــخص الواحــد رشكــة‪ ،‬وجــب أن تقــوم بتعيــني شــخص طبيعــي يتــوىل إدارة الرشكــة)‪.(٩٥١‬‬

‫ونظـرا ً لعــدم اختــالف اختصاصــات ومســؤولية املديــر عــن أعاملــه يف مواجهــة الــرشكاء وأمام الغــري يف رشكة‬
‫الشــخص الواحــد عــن تلــك الســابق دراســتها يف الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة فنكتفــي باإلحالةاليهــا‬
‫لعــدم التك ـرار‪ .‬إال أنــه وللطبيعــة الخاصــة برشكــة الشــخص الواحــد‪ ،‬ينبغــي القــول إنــه ومتــى مــا كان‬
‫املديــر هــو الرشيــك الواحــد »مالــك الرشكــة« فــإن لــه القيــام بجميــع الترصفــات التــي تدخــل يف غــرض‬
‫الرشكــة ومــا فيــه مصلحــة لهــا‪ .‬امــا اذا مل يكــن املديــر مالــكاً للرشكــة فــإن لــه القيــام باألعــامل والترصفــات‬
‫التــي تدخــل يف غــرض الرشكــة يف حــدود االختصــاص والصالحيــة املحــددة لــه مــن قبــل مالــك الرشكــة)‪.(٩٥٢‬‬

‫)‪ (٩٤٩‬املادة ‪ ١/١٦٤‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٥٠‬املادة ‪ ٢ ،١/١٦٤‬نظام الرشكات‪.‬‬
‫)‪ (٩٥١‬د‪ .‬محمد بن براك الفوزان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٤٨‬‬
‫)‪ (٩٥٢‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٥٠‬‬

‫‪450‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫الفرع الثاني‬

‫الجمعية العامة‬

‫‪ -٣١٥‬يخضــع عمــل مديــر الرشكــة إلرشاف الجمعيــة العامــة صاحبــة الســلطة العليــا ومصــدر القـرار متــى‬
‫ـك للرشكــة‪ .‬وعىل خــالف الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬تتكون الجمعيــة العامة‬ ‫مــا كان املديــر غــري مالـٍ‬
‫يف الرشكــة ذات الشــخص الواحــد مــن الشــخص الواحــد مالــك رأس املــال‪ ،‬والــذي يكــون لــه االختصــاص‬
‫يف تعيــني وعــزل املديــر‪ ،‬وكذلــك الرتخيــص باألمــور التــي ينــص عقــد تأســيس الرشكــة عــىل رضورة عرضهــا‬
‫عــىل الجمعيــة واملوافقــة عليهــا‪ ،‬وتعديــل عقــد الرشكــة وزيــادة وتخفيــض رأس مالهــا‪ ،‬وغــري ذلــك مــن‬
‫االختصاصــات التــي تــوكل للجمعيــة مبوجــب النظــام أو عقــد تأســيس الرشكــة)‪ ،(٩٥٣‬وال يجــوز لــه تفويــض‬
‫غــريه مــن أشــخاص الرشكــة بتقريــر ذلــك‪.‬‬

‫ويظــل واجب ـاً عــىل مؤســس الرشكــة إتبــاع األحــكام الخاصــة بالجمعيــة العامــة مبــا يتوافــق مــع طبيعــة‬
‫رشكــة الشــخص الواحــد وذلــك باتخــاذ القـرارات التــي تدخــل يف اختصــاص الجمعيــة العامــة بشــكل فــردي‬
‫مــع وجــوب مســك ســجل خــاص يُـ َدون فيــه قـرارات الرشيــك الواحــد يف ســجل خــاص يعــد لهــذا الغــرض‪،‬‬
‫وإال تعرضــت تلــك القـرارات للبطــالن)‪.(٩٥٤‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫انقضاء شركة الشخص الواحد‬

‫‪ -٣١٦‬تنقــيض رشكــة الشــخص الواحــد بصفــة عامــة طبقـاً ألحــكام االنقضــاء املقــررة للرشكة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة‪ .‬وبنــا ًء عليــه فــال تنقــيض رشكــة الشــخص الواحــد بوفــاة الرشيــك الواحــد أو بالحجــر عليــه أو‬
‫بشــهر إفالســه أو بإعســاره أو بانســحابه‪ ،‬وذلــك لكــون الرشكــة تتمتــع بشــخصية معنويــة مســتقلة عــن‬
‫مالــك الرشكــة وملســؤولية مالــك الرشكــة املحــدودة‪ ،‬مــامل ينــص عقــد تأســيس الرشكــة عــىل غــري ذلــك)‪.(٩٥٥‬‬

‫ومتــى مــا قــرر ورثــة املتــوىف االســتمرار يف الرشكــة‪ ،‬فــإن الرشكــة تســتمر مــع الورثــة ومــن ثــم تتحــول إىل‬
‫رشكــة ذات مســؤولية محــدودة متعــددة الــرشكاء وإن تجــاوز عــدد الورثــة الحــد األعــىل للــرشكاء يف الرشكــة‬
‫ذات املســؤولية املحــدودة)‪ .(٩٥٦‬مــا مل تــؤول الرشكــة إىل وريــث واحــد فتســتمر الرشكــة حينئــذ بشــكلها‬
‫رشكــة الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة‪.‬‬

‫)‪ (٩٥٣‬املادة ‪ ١٦٩‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٥٤‬القايض الدكتور الياس ناصيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ج‪ ٢‬ص‪.١٩٧‬‬

‫)‪ (٩٥٥‬املادة ‪ ١٧٩‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٥٦‬د‪ .‬نادية فوضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٣٨‬‬

‫‪45١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫الفصل الثاني‬

‫الشركة القابضة‬

‫‪ -٣١٧‬تعتــرب الرشكــة القابضــة منــوذج جديــد ألنــواع الــرشكات‪ ،‬حيــث أنهــا ال تعتــرب بذاتهــا شــكالً مــن‬
‫أشــكال الــرشكات‪ ،‬وإمنــا نــوع مــن أنواعهــا‪ ،‬تتخــذ مــن الرشكــة املســاهمة أو الرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة شــكالً لهــا‪ ،‬وهــذا ُ َمي ْكــن الرشكــة القابضــة مــن الســيطرة عــىل الــرشكات األخــرى والتحكــم يف‬
‫مجلــس إدارتهــا والتأثــري عــىل ســري وتوجــه الــرشكات التابعــة لهــا‪.‬‬

‫ويالحــظ عــىل نظــام الــرشكات الســعودي عــدم الوضــوح يف جــواز اتخــاذ الرشكــة القابضــة شــكل رشكــة‬
‫الشــخص الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة كــام فعــل املــرشع الكويتــي‪ ،‬والــذي نــص رصاحــة عــىل جــواز‬
‫اتخــاذ الرشكــة القابضــة شــكل الرشكــة املســاهمة والرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة ورشكــة الشــخص‬
‫الواحــد ذات املســؤولية املحــدودة)‪ .(٩٥٧‬ومــا نذهــب اليــه هــو »الجــواز قانونـاً«‪ ،‬حيــث نصت املــادة ‪٢/١٥٢‬‬
‫مــن نظــام الــرشكات الســعودي عــىل‪ «:‬ال يجــوز للرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة أن تلجــأ إىل االكتتــاب‬
‫العــام لتكويــن رأس مالهــا أو زيادتــه أو للحصــول عــىل قــرض‪ ،‬وال أن تصــدر صكــوكاً قابلــة للتــداول«‪.‬‬

‫وهــذا يعنــي ان املنظــم الســعودي ال يجيــز للشــخص الطبيعــي أو االعتبــاري املالــك لرشكــة ذات مســؤولية‬
‫محــدودة ذات شــخص واحــد أن يؤســس أو يتملــك رشكــة أخــرى ذات مســؤولية محــدودة مــن شــخص‬
‫واحــد‪ ،‬وهــذا هــو الحظــر الوحيــد فيــام يتعلــق بتأســيس رشكات الشــخص الواحــد يف نظــام الــرشكات‬
‫الســعودي‪ ،‬وإذا كان املنظــم يرغــب يف النــص عــىل عــدم جــواز ان تكــون الرشكــة القابضــة عــىل شــكل‬
‫رشكات شــخص واحــد‪ ،‬لنــص عــىل ذلــك رصاحــة‪ ،‬وكان االفضــل ان ينــص املنظــم الســعودي رصاحــة عــىل‬
‫عــدم جــواز أن تكــون الرشكــة القابضــة عــىل شــكل رشكــة شــخص واحــد ذات مســؤولية محــدودة؛ لتعقــد‬
‫مســألة إدارة هــذا الشــكل مــن الــرشكات الرشكــة القابضــة وتأثريهــا الكبــري عــىل اقتصــاد الدولــة‪ ،‬كــام ان‬
‫تعــدد الــرشكات التابعــة لهــا يتطلــب وجــود أجهــزة متعــددة‪ ،‬ومســاهمني أو مــالك يعملــون عــىل حســن‬
‫ادراتهــا وضــامن اســتمرارها‪ ،‬كــام هــو الوضــع يف الرشكــة املســاهمة والرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪.‬‬

‫وغالب ـاً مــا تنشــأ الرشكــة القابضــة نتيج ـ ًة لتوســع نشــاط الرشكــة والرغبــة يف الرتكيــز عــىل االختصــاص‪.‬‬
‫فتقــوم بالســيطرة عــىل رشكات أخــرى لتصبــح تابعــة لهــا‪ ،‬حيــث تتــوىل كل رشكــة تابعــة القيــام بنشــاط‬
‫معــني تحــت إرشاف وتوجيــه الرشكــة القابضــة‪ ،‬عــىل أن تتــوىل األخــرية متويــل الــرشكات التابعــة مالي ـاً‪،‬‬
‫والســيطرة عليهــا إداري ـاً برســم السياســة العامــة ووضــع الخطــط اإلقتصاديــة املســتقبلية لهــا)‪.(٩٥٨‬‬

‫)‪ (٩٥٧‬احمد محمد الكندري‪ ،‬الجوانب القانونية املنظمة لعالقة الرشكة القابضة بالرشكات التابعة لها دراسة مقارنة‪ ،٢٠١٨ ،‬ص ‪.١١‬‬
‫)‪ (٩٥٨‬أ‪ .‬عادل الياس بطرس‪ ،‬الوجيز يف الرشكة القابضة ورشكة االوف شور والتحكيم الدويل يف لبنان‪ ،‬املؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬لبنان‪،٢٠١٣ ،‬‬
‫‪45٢‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫وتعتــرب خاصيــة االســتقالل املــايل والقانــوين قيمــة ُمضافــة للرشكــة القابضــة‪ ،‬األمــر الــذي ميكنهــا مــن‬
‫اســتثامر أموالهــا يف رشكات تابعــة لهــا دون أن تتعــرض لخســائر ماليــة تتجــاوز مقــدار اســتثامرها بالرشكــة‬
‫التابعــة‪ ،‬باإلضافــة اىل اســتقالليتها عــن أي خطــأ قانــوين أو تجــاري يلحــق بالرشكــة التابعــة‪ ،‬فلــو وقــع‬
‫ذات الخطــأ عــىل الرشكــة القابضــة ألصبحــت معرضــة لهــزة اقتصاديــة‪ ،‬تؤثــر يف أرباحهــا وعــىل ســمعتها‬
‫ومنافســتها بالســوق‪.‬‬

‫ومل يتنــاول نظــام الــرشكات أحــكام الرشكــة القابضــة بالتفصيــل‪ ،‬واقتــرص عــىل التنظيــم املــايل لهــا وللرشكات‬
‫التابعــة‪ .‬ولعــل الســبب يف ذلــك‪ ،‬أنــه متــى مــا اتخــذت الرشكــة القابضــة الرشكــة املســاهمة شــكالً لهــا‪،‬‬
‫فإنــه يطبــق بحقهــا أحــكام الرشكــة املســاهمة الــواردة يف النظــام والســابق دراســتها‪ ،‬باإلضافــة إىل األحــكام‬
‫الخاصــة بالرشكــة القابضــة والتــي نظمهــا البــاب الســابع مــن النظــام‪ .‬والحــال كذلــك متــى مــا اتخــذت‬
‫الرشكــة القابضــة الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة شــكالً لهــا‪ ،‬فإنــه يُطبــق يف حقهــا أحــكام الرشكــة ذات‬
‫املســؤولية املحــدودة‪ ،‬باإلضافــة لألحــكام الخاصــة بالرشكــة القابضــة‪.‬‬

‫وعــىل ذلــك ســوف نتنــاول يف هــذا الفصــل التعريــف بالرشكــة القابضــة وخصائصهــا يف املبحــث األول‪،‬‬
‫وتأسيســها وأغراضهــا يف املبحــث الثــاين‪ ،‬وإدارتهــا والنظــام املــايل لهــا يف املبحــث الثالــث‪ ،‬وســوف نتنــاول‬
‫مســؤولية الرشكــة القابضــة عــن أعــامل الرشكــة التابعــة يف املبحــث الرابــع‪ ،‬ونختــم يف الحديــث عــن‬
‫انقضــاء الرشكــة القابضــة يف املبحــث الخامــس‪.‬‬

‫ص‪.١٦‬‬

‫‪45٣‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫المبحث األول‬

‫التعريف بالشركة القابضة وخصائصها‬

‫ونقســم هــذا املبحــث إىل ثالثــة مطالــب‪ ،‬نتنــاول تعريــف الرشكــة القابضــة يف املطلــب األول‪ ،‬ونبــني‬
‫خصائصهــا يف املطلــب الثــاين‪ ،‬عــىل أن نختــم يف الحديــث عــن النظــام القانــوين الحاكــم للرشكــة القابضــة‬
‫والــرشكات التابعــة يف املطلــب الثالــث‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف الشركة القابضة‬

‫‪ -٣١٨‬ميكــن تعريــف الرشكــة القابضــة بأنهــا‪ :‬رشكــة مســاهمة أو ذات مســؤولية محــدودة تهــدف إىل‬
‫الســيطرة عــىل رشكات أخــرى مســاهمة أو ذات مســؤولية محــدودة تدعــى الــرشكات التابعــة‪ ،‬وذلــك‬
‫بامتــالك أكــرث مــن نصــف رأس مــال تلــك الــرشكات أو بالســيطرة عــىل تشــكيل مجلــس إدارتهــا)‪.(٩٥٩‬‬

‫وتكــون الرشكــة رشكــة تابعــة متــى مــا ســيطرت الرشكــة القابضــة عــىل أغلبيــة رأس مالهــا أو ســيطرت عــىل‬
‫اإلدارة وتشــكيل مجلــس ادارتهــا‪ ،‬أو كانــت رشكــة تابعــة لرشكــة تابعــة لرشكــة قابضــة)‪.(٩٦٠‬‬

‫ولقــد عــرف الفقــه القانــوين الفرنــيس الرشكــة القابضــة بأنهــا‪ :‬مجموعــة رشكات منفصلــة قانونــاً عــن‬
‫بعضهــا‪ ،‬وترتبــط يف الوقــت ذاتــه مــع بعضهــا البعــض‪ ،‬وتعتــرب إحداهــام رشكــة أُم أو رشكــة مســيطرة‪ ،‬لهــا‬
‫القــدرة يف الواقــع أو القانــون عــىل فــرض وحــدة القـرار عــىل الرشكــة التابعــة التــي تجــد نفســها يف مركــز‬
‫الخاضــع‪ ،‬وذلــك ملرشوعيــة ان تقــوم الرشكــة باســتخدام أموالهــا يف رشاء أســهم رشكات أخــرى أو اإلكتتــاب‬
‫فيهــا‪ ،‬وقــد يكــون هــذا ال ـرشاء إمــا بهــدف توظيــف املــال أو بقصــد مامرســة نفــوذ مناســب)‪.(٩٦١‬‬

‫ومــن التعريفــني ســابقي الذكــر‪ ،‬ميكننــا القــول بأنــه يشــرتط لوجــود رشكــة قابضــة وجــود رشكــة تابعــة لهــا‪،‬‬
‫تســيطر عــىل رأس مالهــا أوعــىل تشــكيل مجلــس إدارتهــا‪ ،‬وعليهــا »الرشكــة القابضــة« أن ت ُظهــر الســيطرة‬
‫ليــس فقــط يف تقديــم الدعــم املــايل وإمنــا التحكــم بسياســة ونشــاط الرشكــة التابعــة‪ ،‬حيــث أن ذلــك‬
‫هــو الغــرض مــن وراء تأسيســها‪ .‬وأخ ـريا ً يجــب أن يكــون هنــاك فصــل بــني الشــخصية القانونيــة للرشكــة‬
‫القابضــة والرشكــة التابعــة‪ ،‬وإال قامــت بحــق الرشكــة القابضــة املســؤولية الكاملــة عــن أعــامل الرشكــة‬

‫)‪ (٩٥٩‬املادة ‪ ١/١٨٢‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٦٠‬رشيف محمود غنام‪ ،‬صالح راشد الحمراين‪ ،‬رشح قانون الرشكات التجارية الجديد رقم ‪ ٢‬لسنة ‪ ،٢٠١٥‬أكادميية رشطة ديب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ديب‪ ،٢٠١٦ ،‬ص‬
‫‪.٤١‬‬
‫عامن‪ ،٢٠٠٦-١٤٢٦ ،‬ص‪.٢٤‬‬ ‫)‪(٩٦١‬د‪ .‬عبد ﷲ محمود الصيفي‪ ،‬الرشكة القابضة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة األوىل‪ّ ،‬‬
‫‪454‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫التابعــة مبوجــب نــص املــادة ‪ ١٥٥‬مــن نظــام الــرشكات‪.‬‬

‫وحتــى يتحقــق ذلــك‪ ،‬ولعــدم التأثــري عــىل الغــرض مــن تأســيس الرشكــة القابضــة وتحقيقـاً الســتقالليتها‪ ،‬ال‬
‫يجــوز للرشكــة التابعــة امتــالك حصــص أو أســهم يف الرشكــة القابضــة‪ ،‬حيــث يعــد باطـالً كل تــرصف مــن‬
‫شــأنه نقــل ملكيــة األســهم أو الحصــص مــن الرشكــة القابضــة إىل الرشكــة التابعــة)‪ ،(٩٦٢‬ولعــل الحكمــة مــن‬
‫ذلــك‪ ،‬منع ـاً لوجــود أصــوات متلكهــا الــرشكات التابعــة يف الرشكــة القابضــة‪ ،‬يخولهــا التأثــري عــىل قراراتهــا‬
‫وفــرض الرقابــة عليهــا‪ ،‬األمــر الــذي قــد يحــول دون متكــن الرشكــة القابضــة مــن الســيطرة عــىل الــرشكات‬
‫التابعــة واســتثامر أموالهــا فيهــا‪.‬‬

‫ومــا يجــدر اإلشــارة اليــه يف هــذا الصــدد هــو انــه يف حالــة قيــام الرشكــة القابضــة بالســيطرة عــىل رشكــة‬
‫تابعــة‪ ،‬وكانــت هــذه األخــرية مالكــة مســبقاً ألســهم أو حصــص يف الرشكــة القابضــة‪ ،‬فنظــام الــرشكات مل‬
‫يعالــج هــذه الحالــة وال حتــى الحــاالت التــي تكــون الرشكــة التابعــة مالكــة ألســهم أو حصــص يف الرشكــة‬
‫القابضــة قبــل صــدور النظــام‪ ،‬إال أنــه وبالنظــر إىل القوانــني املقارنــة‪ ،‬نجــد أن ُمينــع عــىل الرشكــة التابعــة‬
‫يف هــذه الحالــة التصويــت يف اجتامعــات مجلــس إدارة الرشكــة القابضــة أو يف اجتامعــات جمعياتهــا‬
‫العموميــة‪ ،‬وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬يجــب عــىل الرشكــة التابعــة التــرصف يف تلــك األســهم أو الحصــص خــالل‬
‫ســنة مــن تاريــخ امتــالك الرشكــة القابضــة للرشكــة التابعــة)‪.(٩٦٣‬‬

‫وبالرجــوع ملــرشوع نظــام الــرشكات الجديــد يف اململكــة العربيــة الســعودية نجــد املــادة ‪ ٢٢٢‬قــد عالجــت‬
‫هــذا املوضــوع بالنــص التــايل‪ -١» :‬ال يجــوز للرشكــة التابعــة امتــالك حصــص أو أســهم يف الرشكــة القابضــة‬
‫ويعــد باطـالً كل تــرصف مــن شــأنه نقــل ملكيــة األســهم او الحصــص مــن الرشكــة القابضــة للرشكــة التابعــة‪.‬‬

‫‪ -٢‬اســتثنا ًء مــن حكــم الفقــرة ‪ ١‬مــن هــذه املــادة إذا كانــت الرشكــة التابعــة متلــك حصص ـاً او اســهامً يف‬
‫الرشكــة القابضــة وذلــك قبــل ان تصبــح تابعــة لهــا فيتعــني مراعــاة االيت‪:‬‬

‫أ‪ -‬اال يكــون للرشكــة التابعــة الحــق يف التصويــت يف مجالــس إدارة الرشكــة القابضــة او جمعياتهــا العامــة‬
‫او عــىل قـرارات الــرشكاء‪،‬‬

‫ب‪ -‬ان تقــوم الرشكــة التابعــة بالتــرصف يف ححصصهــا او أســهمها يف الرشكــة القابضــة وذلــك خــالل أثنــي‬
‫عــرش شــهرا ً مــن تاريــخ تبعيتهــا للرشكــة القابضــة«‪.‬‬

‫)‪ (٩٦٢‬املادة ‪ ١٨٤‬نظام الرشكات‪.‬‬


‫)‪ (٩٦٣‬رشيف محمود غنام‪ ،‬صالح راشد الحمراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٤١‬‬
‫‪455‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الخامس‬

‫وســيطرة الرشكــة القابضــة عــىل الــرشكات التابعــة يُعتــرب نظامـاً موازيـاً لنظــام اإلســتحواذ‪ ،‬حيــث أن متلــك‬
‫الرشكــة القابضــة لــرشكات تابعــة يتــم عــن طريــق اإلســتحواذ‪ ،‬مبــا ميكنهــا مــن الســيطرة عــىل رأس مــال‬
‫الرشكــة التابعــة أو عــىل إدارتهــا)‪ .(٩٦٤‬وهــذا ال يعنــي بالــرضورة امتــالك الرشكــة القابضــة نصــف رأس مــال‬
‫الرشكــة التابعــة‪ ،‬وإمنــا النســبة الكافيــة للســيطرة عليهــا والتحكــم يف تشــكيل مجلــس إدارتهــا وتوجيههــا‬
‫وفق ـاً لسياســة الرشكــة القابضــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تعيــني ممثلــني لهــا يف مجلــس إدارة الرشكــة التابعــة‬
‫بنســبة مــا متلكــه مــن أســهم يف رأس مالهــا‪ ،‬حيــث أن مســاهمي الرشكــة القابضــة هــم أعضــاء يف الجمعيات‬
‫العامــة للمســاهمني يف الرشكــة التابعــة‪ ،‬األمــر الــذي ميكنهــم مــن اختيــار أعضــاء مجلــس اإلدارة والتصويــت‬
‫عــىل قـرارات الرشكــة‪ ،‬مبــا يخــدم مصالــح وسياســة الرشكــة القابضــة‪ ،‬ويالحــظ أن الــرشكات التابعــة التــي‬
‫يجــوز للرشكــة القابضــة الســيطرة عليهــا‪ ،‬إمــا أن تكــون رشكــة مســاهمة أو رشكــة ذات مســؤولية محــدودة‪،‬‬
‫والحكمــة مــن ذلــك هــو أن الرشكــة القابضــة لــو كانــت رشيــكاً يف رشكــة تضامــن‪ ،‬فيرتتــب عــىل ذلــك‬
‫ـوص يف رشكــة توصيــة‬‫أن مســؤوليتها تكــون مطلقــة وتضامنيــة عــن ديــون الرشكــة‪ ،‬وإذا كانــت رشيــكاً مـ ٍ‬
‫بســيطة‪ ،‬فهــذا يتعــارض مــع مبــدأ عــدم جــواز التدخــل يف إدارة الرشكــة الخارجيــة‪ ،‬وكل ذلــك يتعــارض مــع‬
‫مبــدأ اإلســتقالل املــايل للرشكــة القابضــة‪ ،‬كــام يتنــاىف مــع األســاس التــي تقــوم عليــه بالســيطرة والتحكــم‬
‫يف الــرشكات التابعــة)‪.(٩٦٥‬‬

‫ويالحــظ ان البعــض يخلــط بــني الرشكــة القابضــة وبــني الرشكــة األم‪ ،‬حيــث أن الرشكــة األم عبــارة عــن‬
‫رشكــة متعــددة الجنســيات يتبــع لهــا رشكــة أو رشكات تابعــة لهــا تســمى الــرشكات الوليــدة‪ ،‬ومــا مييــز‬
‫بينهــا وبــني الرشكــة القابضــة أن األخــرية تخضــع لنظــام الدولــة التــى تأسســت بهــا‪ ،‬حيــث أن نشــاطها ال‬
‫يتجــاوز حــدود الدولــة‪ ،‬بينــام الرشكــة األم تقــوم بتأســيس رشكات خــارج الدولــة التــي توجــد بهــا الرشكــة‬
‫األم‪ ،‬وبالتــايل تخضــع كل منهــام لنظــام قانــوين مختلــف)‪.(٩٦٦‬‬

‫)‪ (٩٦٤‬رشيف محمود غنام‪ ،‬صالح راشد الحمراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٧‬‬
‫)‪ (٩٦٥‬عبد ﷲ محمود الصيفي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.٥١‬‬
‫)‪ (٩٦٦‬رشيف محمود غنام‪ ،‬صالح راشد الحمراين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٨‬‬
‫‪456‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المطلب الثاني‬

‫خصائص الشركة القابضة‬

‫‪ -٣١٩‬تتلخص خصائص الرشكة القابضة يف اآليت‪:‬‬

‫‪ .١‬ت ُعتــرب الرشكــة القابضــة رشيــكاً يف الرشكــة التابعــة ولهــا الحــق يف حضــور جمعيــات املســاهمني واختيــار‬
‫أعضــاء مجلــس إداراتهــا والتصويــت عــىل قـرارات الرشكــة)‪.(٩٦٧‬‬

‫‪ .٢‬االســتقالل التــام بــني الرشكــة القابضــة والرشكــة التابعــة‪ ،‬فلـ ٍ‬


‫ـكل منهــام شــخصيته املعنويــة املســتقلة‬
‫والذمــة املاليــة الخاصــة بــه)‪.(٩٦٨‬‬

‫‪ .٣‬ســيطرة الرشكــة القابضــة عــىل الرشكــة التابعــة‪ ،‬مــن خــالل الرقابــة عــىل أعاملهــا والتأثــري عــىل نشــاطها‬
‫وقراراتهــا‪ ،‬وذلــك بامتــالك أكــرث مــن نصــف رأس مــال الرشكــة أو مــن خــالل الســيطرة عــىل تشــكيل‬
‫مجلــس إدارة الرشكــة التابعــة)‪.(٩٦٩‬‬

‫‪ .٤‬تخضــع الرشكــة القابضــة ألحــكام الرشكــة التــي تتخذهــا شــكالً لهــا‪ .‬فمتــى مــا اتخــذت الرشكــة القابضــة‬
‫شــكل رشكــة مســاهمة‪ ،‬فإنهــا تخضــع لــذات األحــكام التــي تخضــع لهــا الرشكــة املســاهمة‪ ،‬ومتــى مــا‬
‫اتخــذت شــكل رشكــة ذات مســؤولية محــدودة‪ ،‬فينطبــق عليهــا ذات األحــكام التــي تطبــق عــىل رشكــة‬
‫املســؤولية املحــدودة‪ ،‬إضافــة إىل خضوعهــا يف كلتــا الحالتــني لألحــكام الخاصــة بالرشكــة القابضــة‪.‬‬

‫)‪ (٩٦٧‬د‪ .‬عبد ﷲ محمود الصيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٣١‬‬


‫)‪ (٩٦٨‬أ‪ .‬أحمد الورفيل‪ ،‬الوسيط يف قانون الرشكات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٤٧٤‬‬
‫)‪ (٩٦٩‬املادة ‪/١٨٣‬أ نظام الرشكات‪.‬‬

‫‪457‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫المطلب الثالث‬

‫النظام القانوني الحاكم للشركة القابضة والتابعة‬

‫‪ -٣٢٠‬تعتــرب الرشكــة القابضــة كــام ذكرنــا نوع ـاً مــن أنــواع الــرشكات‪ ،‬التــي يجــوز أن تتخــذ مــن الرشكــة‬
‫املســاهمة أو الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة شــكالً لهــا‪ .‬ولذلــك فمــن البديهــي أن تتعــدد وتتداخــل‬
‫القوانــني واللوائــح الحاكمــة لهــا‪ ،‬وأســاس هــذه القوانــني هــو نظــام الــرشكات‪ ،‬ســواء أتخــذت شــكل الرشكــة‬
‫املســاهمة أو شــكل الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ .‬بجانــب ذلــك‪ ،‬تنطبــق قوانــني ولوائــح هيئــة‬
‫الســوق املاليــة متــى مــا اتخــذت الرشكــة القابضــة شــكل الرشكــة املســاهمة أو كانــت الرشكــة التابعــة لهــا‬
‫رشكــة مســاهمة‪ ،‬وبصفــة خاصــة الئحــة حوكمــة الــرشكات‪ ،‬مــع أهميــة مراعــاة أحــكام الئحــة اإلندمــاج‬
‫واإلســتحواذ‪ ،‬خاصــة مــا تضمنتــه املــادة ‪ ٢٣‬مــن الئحــة اإلندمــاج واإلســتحواذ املتعلقــة بأحــكام العــرض‬
‫اإللزامــي‪ ،‬حيــث نصــت عــىل الســلطة التقديريــة ملجلــس هيئــة الســوق املاليــة عــىل إل ـزام أي شــخص‬
‫زادت ملكيتــه يف أســهم رشكــة مــن الــرشكات بنســبة ‪ ٪٥٠‬أو أكــرث مــن فئــة معينــة مــن األســهم املتمتعــة‬
‫بحقــوق التصويــت واملدرجــة يف الســوق بتقديــم عــرض رشاء لألســهم املتبقيــة والتــي ال ميلكهــا وذلــك مــن‬
‫الفئــة نفســها‪.‬‬

‫كــام يرتبــط نظــام املنافســة)‪ (٩٧٠‬يف بعــض مــواده ارتباطـاً وثيقـاً بالرشكــة القابضــة‪ ،‬حيــث تقــيض املادتــان‬
‫السادســة والســابعة منــه بــان عمليــة متلــك أصــول أو أســهم يف رشكات أخــرى اذا كان مــن شــأنها ان تضــع‬
‫الرشكــة املســتحوذة يف وضــع مهيمــن‪ ،‬فيقــع لزام ـاً عــىل املنشــأة الراغبــة بذلــك إبــالغ مجلــس حاميــة‬
‫املنافســة وذلــك قبــل ‪ ٦٠‬يوم ـاً عــىل األقــل مــن إمتــام عمليــة اإلندمــاج أو اإلســتحواذ‪.‬‬

‫)‪ (٩٧٠‬نظام املنافسة‪ ،‬الصادر باملرسوم املليك رقم م‪ ٢٥/‬وتاريخ ‪ ٤‬جامدى األوىل ‪١٤٢٥‬هـ‪ ،‬واملعدل باملرسوم املليك رقم م‪ ٢٤/‬يف ‪١٤٣٥/٤/١١‬هـ‪.‬‬
‫‪458‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المبحث الثاني‬

‫تأسيس الشركة القابضة وأغراضها‬

‫تنقســم الدراســة يف هــذا املبحــث إىل مطلبــني‪ ،‬نتنــاول إج ـراءات تأســيس الرشكــة القابضــة يف املطلــب‬
‫األول‪ ،‬ونبــني أغراضهــا يف املطلــب الثــاين‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تأسيس الشركة القابضة‬

‫‪ -٣٢١‬كــام ســبق وان ذكرنــا‪ ،‬فــان تأســيس الرشكــة القابضــة ال ينشــئ شــكالً جديــدا ً‪ ،‬وإمنــا ت ُعتــرب نوع ـاً‬
‫خاص ـاً مــن أنــواع الــرشكات‪ ،‬تتخــذ الرشكــة املســاهمة أو الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة شــكالً لهــا‪.‬‬
‫وعــىل ذلــك‪ ،‬متــى مــا اتخــذت الرشكــة القابضــة شــكل الرشكــة املســاهمة وجــب إتبــاع إجـراءات تأســيس‬
‫رشكــة املســاهمة‪ ،‬ومتــى مــا اتخــذت شــكل الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬وجــب إتبــاع إج ـراءات‬
‫تأســيس الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬ونحيــل اىل مــا ســبق دراســته يف كل مــن رشكــة املســاهمة‬
‫والرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة منع ـاً للتك ـرار‪.‬‬

‫‪459‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫المطلب الثاني‬

‫أغراض الشركة القابضة‬

‫‪ -٣٢٢‬وفق ـاً لنــص املــادة ‪ ١٨٣‬مــن نظــام الــرشكات فــان الغــرض مــن إنشــاء الرشكــة القابضــة‪ ،‬يتمثــل يف‬
‫االيت‪:‬‬

‫‪ .١‬إدارة الــرشكات التابعــة لهــا أو املشــاركة يف إدارة الــرشكات األخــرى التــي تســاهم فيهــا‪ ،‬وتوفــري الدعــم‬
‫املــايل واإلسـرتاتيجي لهــا‪.‬‬

‫‪ .٢‬اســتثامر أموالهــا يف األســهم وغريهــا مــن األوراق املاليــة يف الــرشكات التابعــة‪ ،‬وامتــالك العقــارات‬
‫واملنقــوالت الالزمــة ملبــارشة نشــاطها‪.‬‬

‫‪ .٣‬تقديــم القــروض والكفــاالت والتمويــل للــرشكات التابعــة لهــا‪ ،‬مبــا يــؤدي إىل نجاحهــا ويضمــن تبعيتهــا‬
‫لهــا‪.‬‬

‫‪ .٤‬امتــالك حقــوق امللكيــة الصناعيــة‪ ،‬مــن بــراءات االخــرتاع والعالمــات التجاريــة والصناعيــة وحقــوق‬
‫االمتيــاز‪ ،‬وغريهــا مــن الحقــوق املعنويــة واســتغاللها وتأجريهــا للــرشكات التابعــة أو لغريهــا‪.‬‬

‫‪ .٥‬أي غــرض آخــر مــرشوع يتفــق مــع طبيعــة هــذه الرشكــة‪ .‬وعــىل ذلــك‪ ،‬يُحظــر عــىل الرشكــة القابضــة‬
‫الســيطرة عــىل رشكات أخــرى ألســباب غــري مرشوعــة‪ ،‬كاإلحتــكار عــىل ســبيل املثــال)‪.(٩٧١‬‬

‫ويالحــظ أن الــرشكات القابضــة ال تقــوم عــادة مبامرســة النشــاط التجــاري أو اإلقتصــادي بنفســها‪ ،‬بــل مــن‬
‫خــالل أذرع لهــا تســمى الــرشكات التابعــة‪ ،‬والتــي متــارس النشــاط التجــاري واالقتصــادي بأموالهــا ونيابــة‬
‫عنهــا‪ .‬حيــث أن دور الرشكــة القابضــة كــام نــص عليــه النظــام ينحــرص بــاإلدارة والتوجيــه وتقديــم الدعــم‬
‫املــايل والفكــري للــرشكات التابعــة‪ .‬باإلضافــة إىل تقديــم القــروض والكفــاالت‪ ،‬والتــي تلعــب دورا ً محوريـاً‬
‫كأداة إلحــكام الســيطرة والرقابــة عــىل الــرشكات التابعــة‪ .‬واألهــم مــن ذلــك‪ ،‬هــو امتــالك الرشكــة القابضــة‬
‫لحقــوق امللكيــة الصناعيــة وبـراءات اإلخـرتاع والعالمــات التجاريــة والصناعيــة‪ ،‬وتأجريهــا للــرشكات التابعــة‬
‫دون متكينهــا مــن امتالكهــا)‪.(٩٧٢‬‬

‫)‪ (٩٧١‬القايض الدكتور الياس ناصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ٢‬ص‪.٤٤٩‬‬

‫)‪ (٩٧٢‬عيل كاظم الرفيعي‪ ،‬عىل ضاري‪ ،‬طبيعة عالقة الرشكة القابضة بالرشكات التابعة‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص ‪.٢‬‬
‫‪460‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المبحث الثالث‬

‫إدارة الشركة القابضة ونظامها المالي‬

‫وســوف نتنــاول إدارة الرشكــة القابضــة والنظــام املــايل لهــا يف هــذا املبحــث‪ ،‬عــىل ان نخصــص املطلــب‬
‫األول للحديــث عــن إدارة الرشكــة‪ ،‬والنظــام املــايل لهــا يف املطلــب الثــاين‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫إدارة الشركة القابضة‬

‫‪ -٣٢٣‬تتــم إدارة الرشكــة القابضــة عــن طريــق مجلــس اإلدارة والجمعيــات العامــة للمســاهمني ولجنــة‬
‫املراجعــة ومراجعــي الحســابات‪ ،‬وذلــك متــى مــا اتخــذت شــكل الرشكــة املســاهمة‪ ،‬إضافــة ألحــكام إدارة‬
‫الرشكــة املســاهمة الســابق دراســتها‪ .‬كــام تــدار الرشكــة القابضــة عــن طريــق مديــر الرشكــة والجمعيــة‬
‫العامــة للــرشكاء ومراجعــي الحســابات وكذلــك مجلــس الرقابــة متــى مــا تجــاوز عــدد املســاهمني يف الرشكة‬
‫عرشيــن رشيــكاً‪ ،‬وذلــك إذا اتخــذت شــكل الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬باإلضافــة اىل األحــكام املقررة‬
‫إلدارة هــذا النــوع مــن الــرشكات والســابق دراســتها‪.‬‬

‫ومــا يجــب مالحظتــه هنــا ان الرشكــة القابضــة تعــني ممثليهــا يف مجلــس إدارة الرشكــة التابعــة وفق ـاُ ملــا‬
‫متلكــه يف رأس مــال الرشكــة التابعــة‪ ،‬كــام ان امتــالك الرشكــة القابضــة ألكــرث مــن نصــف رأس مــال الرشكــة‬
‫التابعــة أم ـ ٌر ُميكنهــا مــن فــرض ســيطرتها عليهــا ورســم خطتهــا اإلقتصاديــة‪ .‬ورغــم ان الغايــة مــن متلــك‬
‫الــرشكات التابعــة هــو الســيطرة عــىل إدارتهــا‪ ،‬إال أن هــذا ال يعنــي بالــرضورة تدخــل الرشكــة القابضــة يف‬
‫جميــع تفاصيــل إدارتهــا واتخــاذ جميــع قراراتهــا‪ ،‬حيــث أن اإلســتقاللية املاليــة والقانونيــة تبقــى قامئــة‪،‬‬
‫باإلضافــة اىل وجــود أصــوات يجــب متكينهــا مــن املشــاركة يف إدارة الرشكــة مبوجــب ماميلكونــه يف رأس مــال‬
‫الرشكــة التابعــة‪ ،‬خصوصـاً إذا مل تتملــك الرشكــة القابضــة اغلبيــة كبــرية يف الرشكــة التابعــة‪ ،‬حينهــا تنحــرس‬
‫وتضيــق ادارة ورقابــة الرشكــة القابضــة للرشكــة التابعــة‪ ،‬وان كانــت مســيطرة عــىل الق ـرارات الجوهريــة‬
‫فيهــا‪.‬‬

‫ولقــد أجــاز مــرشوع نظــام الــرشكات يف املــادة ‪ ٢٢٣‬ملديــري الرشكــة القابضــة أو مجلــس ادارتهــا دعــوة‬
‫مديــر أو رئيــس مجلــس إدارة أي رشكــة تابعــة لهــا لحضــور اجتامعاتهــا للنظــر يف موضوعــات تتعلــق‬
‫بالرشكــة التابعــة وإبــداء الــرأي وتقديــم البيانــات وااليضاحــات واملناقشــة‪ ،‬دون أي يكــون لــه حــق‬
‫التصويــت بطبيعــة الحــال‪.‬‬

‫‪46١‬‬ ‫القسم ال‬


‫الباب الخامس‬

‫المطلب الثاني‬

‫النظام المالي للشركة القابضة‬

‫‪ -٣٢٤‬نــص النظــام يف مادتــه ‪ ١٨٥‬عــىل إلزاميــة قيــام الرشكــة القابضــة عنــد نهايــة كل ســنة ماليــة بإعــداد‬
‫قوائــم ماليــة موحــدة تشــملها وتشــمل الــرشكات التابعــة لهــا وفقــاً للمعايــري املحاســبية املعتمــدة‪.‬‬
‫والحكمــة مــن ذلــك‪ ،‬معرفــة الوضــع املــايل بدقــة للرشكــة القابضــة والــرشكات التــي تتبعهــا‪ ،‬وكذلــك متكــني‬
‫الــرشكاء واملســاهمني يف الرشكــة القابضــة مــن معرفــة األرقــام والحقــوق املقــررة لهــم يف الــرشكات التابعــة‪،‬‬
‫حيــث يعتــربون بالتبعيــة مســاهمني بتلــك الــرشكات)‪.(٩٧٣‬‬

‫ووفقـاً ألفضــل املامرســات‪ ،‬يعتــرب أســلوب التمويــل أحــد أهــم الوســائل الــذي ُميكــن الرشكــة القابضــة مــن‬
‫الســيطرة وفــرض الرقابــة عــىل الرشكــة التابعــة‪ ،‬خصوص ـاً يف حالــة مزاحمــة رشكاء آخريــن‪ .‬فــاذا كانــت‬
‫الســيطرة والرقابــة عــىل الرشكــة ليســت باألمــر الســهل‪ ،‬فــإن الرشكــة القابضــة تلجــأ إىل سياســة التمويــل‬
‫عــن طريــق القــروض؛ لتكــون يف حكــم الرشيــك والدائــن يف حــق الرشكــة التابعــة‪ ،‬وبالتــايل ت ُحكــم الســيطرة‬
‫املاليــة واإلداريــة والرقابيــة عليهــا)‪.(٩٧٤‬‬

‫إال أن الرشكــة التابعــة ويف ســبيل الحصــول عــىل رأس مــال إضــايف ميكنهــا مــن القيــام بأعاملهــا وتوســيع‬
‫نشــاطها‪ ،‬قــد تلجــأ إىل إصــدار أســهم جديــدة‪ .‬إال أن دون ذلــك عواقــب يف غايــة الخطــورة بالنســبة للرشكــة‬
‫القابضــة‪ ،‬حيــث يرتتــب عــىل ذلــك دخــول رشكاء جــدد‪ ،‬األمــر الــذي قــد يــؤدي إىل تغيــري يف قواعــد اللعبــة‬
‫فيــام يتعلــق بالســيطرة واتخــاذ القـرار يف الرشكــة التابعــة‪ .‬وعــىل ذلــك‪ ،‬غالبـاً مــا ترفــض الرشكــة القابضــة‬
‫مثــل هــذا التوجــه وفقـاً ملــا متلكــه مــن أغلبيــة يف مجلــس اإلدارة والجمعيــة العموميــة للرشكــة التابعــة)‪.(٩٧٥‬‬
‫وقــد تلجــأ الرشكــة التابعــة لإلقـرتاض كأحــد الخيــارات للحصــول عــىل املــال‪ ،‬إال أن هــذا الخيــار قــد يتطلــب‬
‫موافقــة الرشكــة القابضــة‪ ،‬وكذلــك قبولهــا أن تكــون كفيـالً للرشكــة التابعــة متــى مــا طلبــت الجهــة املقرضة‬
‫ذلك)‪.(٩٧٦‬‬

‫)‪ (٩٧٣‬أ‪ .‬أحمد الورفيل‪ ،‬الوسيط يف قانون الرشكات التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٤٩٠‬‬

‫)‪ (٩٧٤‬عيل كاظم الرفيعي‪ ،‬عىل ضاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٣٣‬‬
‫)‪ (٩٧٥‬عيل كاظم الرفيعي‪ ،‬عىل ضاري املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٤‬‬
‫)‪ (٩٧٦‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٦‬‬
‫‪46٢‬‬
‫أنواع خاصة للشركات‬

‫المبحث الرابع‬

‫مسؤولية الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة‬

‫‪ -٣٢٥‬رأينــا فيــام ســبق‪ ،‬أن الرشكــة التابعــة عبــارة عــن رشكــة قامئــة ومســتقلة‪ ،‬لهــا شــخصيتها القانونيــة‬
‫املســتقلة‪ ،‬وعــىل ذلــك‪ ،‬فــإن األصــل هــو عــدم مســؤولية الرشكــة القابضــة عــن أعــامل وخســائر الرشكــة‬
‫التابعــة فيــام يتجــاوز رأس املــال املســاهم بــه‪ ،‬أي محدوديــة مســؤولية الرشكــة القابضــة وفقـاً ملــا تتملكــه‬
‫يف الرشكــة التابعــة‪.‬‬

‫وقبــل الــرشوع يف الحديــث عــن إمتــداد مســؤولية الرشكــة القابضــة عــن أعــامل الرشكــة التابعــة‪ ،‬فإنــه‬
‫مــن الــرضوري العــودة لنظــام الــرشكات فيــام يتعلــق بإزالــة الشــخصية اإلعتباريــة للرشكــة ذات املســؤولية‬
‫املحــدودة وإمتــداد مســؤولية الشــخص املالــك للرشكــة يف جميــع أموالــه الخاصــة عــن جميــع إلتزامــات‬
‫وديــون الرشكــة يف مواجهــة الغــري‪ ،‬وذلــك يف حالــة عــدم الفصــل بــني أعــامل الرشكــة وأعاملــه الخاصــة‬
‫األخــرى)‪ .(٩٧٧‬وعــىل ذلــك‪ ،‬وبنــاء عــىل قـراءة هــذا النــص وفهــم الغايــة الترشيعيــة منــه‪ ،‬املتمثلــة يف عــدم‬
‫جــواز اإلحتجــاج بالشــخصية اإلعتباريــة للرشكــة ومســؤوليتها املحــدودة لتحقيــق غايــات ومصالــح غــري‬
‫مرشوعــه‪ ،‬وقياســاً عــىل ذلــك‪ ،‬فإنــه ميكننــا القــول بــأن مســؤولية الرشكــة القابضــة قــد متتــد لتشــمل‬
‫جميــع التزامــات وديــون الرشكــة التابعــة عندمــا ال يكــون هنــاك اســتقالل قانــوين ومــايل بــني الرشكتــني‪،‬‬
‫ويف حــال وجــود خلــط يف اعــامل وقـرارات الرشكتــني‪ ،‬وكأن ال وجــود لرشكــة تابعــة مســتقلة إداريـاً وماليـاً‪،‬‬
‫والوجــود ملســاهمني مشــاركني يف صنــع الق ـرار فيهــا‪ .‬ولقــد أحســن املــرشع الكويتــي صنع ـاً عندمــا نــص‬
‫رصاحــة يف املــادة ‪ ٢٤٩‬مــن قانــون الــرشكات عــىل مســؤولية الرشكــة القابضــة وعــىل وجــه التضامــن عــن‬
‫ديــون الرشكــة التابعــة عندمــا تتخــذ الــرشكات التابعــة قـرارات أو تقــوم بترصفــات وذلــك مبوجــب أغلبيــة‬
‫األصــوات التــي متلكهــا الــرشكات القابضــة تســتهدف مصلحــة الرشكــة املالكــة واملســيطرة وتــرض مبصلحــة‬
‫الرشكــة التابعــة أو دائنينهــا‪.‬‬

‫)‪ (٩٧٧‬املادة ‪/١٥٥‬ب نظام الرشكات‪.‬‬


‫‪46٣‬‬ ‫القسم ال‬
‫الباب الخامس‬

‫المبحث الخامس‬

‫انقضاء الشركة القابضة‬

‫‪ -٣٢٦‬متــى مــا اتخــذت الرشكــة القابضــة شــكل رشكــة املســاهمة‪ ،‬فإنهــا تنقــيض بــذات األســباب التــي‬
‫تــؤدي إىل انقضــاء الرشكــة املســاهمة‪ ،‬كــام تنقــيض الرشكــة القابضــة التــي تتخــذ شــكل الرشكــة ذات‬
‫املســؤولية املحــدودة بــذات أســباب انقضــاء الرشكــة ذات املســؤولية املحــدودة‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫المحتويات‬
‫المحتويات‬
‫‪ -١‬تعريف القانون التجاري‪6...............................................................................................................:‬‬
‫‪ -٢‬أسباب وجود القانون التجاري‪7.................................................................................................... :‬‬
‫‪ -٣‬صلة القانون التجاري السعودي بالشريعة اإلسالمية‪9...................................................................:‬‬
‫أوال‪ :‬النظرية الذاتية أو الشخصية‪١١ ............................................................................................. :‬‬ ‫‪ً -٥‬‬
‫‪ -6‬ثانياً ‪ :‬النظرية الموضوعية أو المادية‪١٢ ......................................................................................... :‬‬
‫‪.‬ثانياً ‪ :‬ظهور وتطور القانون التجاري‪١4 ...............................................................................................:‬‬
‫‪ -9‬العصور القديمة‪١٥ .......................................................................................................................:‬‬
‫‪ -١٠‬العصور الوسطى‪١7 ................................................................................................................... :‬‬
‫‪ -١١‬العصور الحديثة‪١8 ......................................................................................................................:‬‬
‫‪ -١٢‬ظهور وتطور القانون التجاري السعودي‪١9 .................................................................................:‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬مصادر القانون التجاري‪٢٢ ...........................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التشريع التجاري‪٢٣ ............................................................................................................. :‬‬
‫‪ً -١4‬‬
‫‪ -١٥‬ثانياً ‪ :‬الشريعة العامة‪٢4 .............................................................................................................. :‬‬
‫‪ -١6‬ثالثاً ‪ :‬العرف التجاري والعادات التجارية‪٢٥ .................................................................................... :‬‬
‫‪٢٥ .......................................................................................:Coutume et usages commerciaux‬‬
‫‪ -١7.‬رابعاً ‪ :‬القضاء والفقه‪٢7 ............................................................................................................. :‬‬
‫‪ -١8‬خطة الدراسة‪٢9 .........................................................................................................................:‬‬
‫القسم األول ‬
‫نظرية األعمال التجارية والتاجر والمحل التجاري ‬
‫مقدمة ‪٣٢ .........................................................................................................................................‬‬
‫ الباب األول‬
‫ االعمال التجارية ‬
‫الفصل األول‬
‫أهمية التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني وضوابطها ‪٣4 .......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص القضائي‪٣4 ....................................................................................................... :‬‬ ‫‪ً -٢٢‬‬
‫‪ -٢٣‬ثانياً ‪ :‬قواعد إثبات االلتزام التجاري‪4٠ .......................................................................................... :‬‬
‫‪ -٢4‬ثالثاً ‪ :‬القواعد الخاصة بااللتزامات التجارية‪4١ ................................................................................ :‬‬
‫‪ .4‬اإلفالس‪4٣ .................................................................................................................................. :‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫ضوابط التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني ‪44 ........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المعايير االقتصادية‪4٥ ..............................................................................................................:‬‬ ‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬المعايير القانونية‪47 .................................................................................................................. :‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫األعمال التجارية األصلية‪49 ...............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬

‫‪467‬‬
‫األعمال التجارية المنفردة‪49 ..............................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫الشراء ألجل البيع ‪٥٠ ..........................................................................................................................‬‬
‫الشرط األول‪ :‬الشراء‪٥٠ .....................................................................................................................:‬‬
‫منقوال‪٥4 ...................................................................................:‬‬
‫ً‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون محل الشراء‬
‫الشرط الثالث‪ :‬قصد إعادة البيع أو التأجير لتحقيق الربح‪٥٥ ................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫األوراق التجارية ‪٥8 .............................................................................................................................‬‬
‫‪ .١‬الكمبيالة‪٥8 ..................................................................................................................................:‬‬
‫‪ .٢‬السند ألمر‪٥9 ............................................................................................................................... :‬‬
‫‪ .٣‬الشيك‪6٠ .....................................................................................................................................:‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫أعمال الصرف والبنوك ‪6٢ ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫السمسرة الداللة ‪6٥ ..........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫أعمال التجارة البحرية ‪67 .....................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫األعمال التجارية بطريق المقاولة ‪69 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫مقاولة الصناعة‪7١ .............................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫مقاولة التوريد ‪7٣ ..............................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫مقاولة الوكالة بالعمولة ‪7٥ ...............................................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫مقاولة النقل ‪77 ................................................................................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫مقاولة المحالت والمكاتب التجارية ‪78 ...............................................................................................‬‬
‫الفرع السادس‬
‫مقاولة البيع بالمزاد ‪8٠ ......................................................................................................................‬‬
‫الفرع السابع‬
‫مقاولة إنشاء المباني ‪8١ ....................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫األعمال التجارية بالتبعية‪8٢ ................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫أساس نظرية األعمال التجارية بالتبعية ‪8٣ ...........................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية‪8٥ .................................................................................‬‬

‫‪468‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزامات التعاقدية‪8٥ .............................................................................................................:‬‬
‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬االلتزامات غير التعاقدية‪87 ....................................................................................................... :‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫األعمال المختلطة‪89 .........................................................................................................................‬‬
‫الباب الثاني ‬
‫ التاجر ‬
‫مقدمة ‪94 ........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫شروط اكتساب صفة التاجر ‪9٥ ............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫مباشرة األعمال التجارية ‪96 ................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫احتراف التجارة‪97 ...............................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫ممارسة التجارة باسم التاجر ولحسابه‪١٠٠ ...........................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫األهلية التجارية ‪١٠٢ ...........................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫أهلية السعوديين ‪١٠٣ ........................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أهلية األجانب‪١٠6 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التزامات التاجر ‪١٠8 .............................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫مسك الدفاتر التجارية‪١٠9 ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫تنظيم الدفاتر التجارية ‪١١٠ .................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫دور الدفاتر التجارية في اإلثبات‪١١8 ....................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫السجل التجاري‪١٢١ ............................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫القيد في السجل التجاري ‪١٢٣ ............................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التجار األفراد‪١٢٣ ...................................................................................................................... :‬‬
‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬الشركات‪١٢4 ............................................................................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫آثار القيد في السجل التجاري ‪١٢9 .......................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫‪469‬‬
‫القيد في الغرفة التجارية والصناعية ‪١٣١ ............................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫االلتزام بآداب المهنة وعدم المنافسة غير المشروعة ‪١4١ ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التزام التاجر بمراعاة احكام الشريعة اإلسالمية في تجارته‪١4١ ............................................. :‬‬ ‫‪ً -9٥‬‬
‫‪ -96‬ثانياً ‪ :‬التزام التاجر بمراعاة األنظمة القانونية‪١4٢ ...........................................................................:‬‬
‫الباب الثالث ‬
‫المحل التجاري ‬
‫المتجر‪١4٥ .........................................................................................................................................‬‬
‫مقدمة ‪١46 .......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫التعريف بالمحل التجاري وبيان خصائصه والطبيعة القانونية له ‪١47 .....................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف المحل التجاري‪١47 ..................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫خصائص المحل التجاري ‪١49 ...............................................................................................................‬‬
‫‪ -١ -99‬المحل التجاري مال منقول‪١49 ............................................................................................ :‬‬
‫‪ -٢ -١٠٠‬المحل التجاري مال منقول معنوي‪١49 ............................................................................... :‬‬
‫‪ -٣ -١٠١‬المحل التجاري كيان قائم بذاته ال يتمتع بذمة مالية مستقلة‪١٥٠ ........................................ :‬‬
‫‪ -4 -١٠٢‬المحل التجاري ذو طبيعة تجارية‪١٥٠ ................................................................................... :‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الطبيعة القانونية للمحل التجاري ‪١٥٢ .................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫العناصر المكونة للمحل التجاري ‪١٥٥ ...................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫العناصر المادية ‪١٥6 ...........................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العناصر المادية الداخلة في تكوين المحل التجاري‪١٥6 .......................................................:‬‬ ‫‪ً -١٠6‬‬
‫‪ -١٠7‬ثانياً ‪ :‬العناصر المادية التي تخرج من تكوين المحل التجاري‪١٥7 ...................................................:‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫العناصر المعنوية‪١٥9 .........................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العناصر المعنوية الداخلة في تكوين المحل التجاري‪١6٠ .............................................................:‬‬ ‫ً‬
‫الفصل الثالث‬
‫الحماية القانونية للمحل التجاري ‪١7٢ ..................................................................................................‬‬
‫(دعوى المنافسة غير المشروعة) ‪١7٢ ................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بالمنافسة غير المشروعة‪١7٣ ...............................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫تعريف المنافسة غير المشروعة ‪١74 ..................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫‪470‬‬
‫التمييز بين المنافسة غير المشروعة والمنافسة الممنوعة‪١7٥ ...........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الطبيعة القانونية لدعوى المنافسة غير المشروعة وأساسها القانوني‪١77 .........................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫الطبيعة القانونية لدعوى المنافسة غير المشروعة‪١78 ......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫األساس القانوني لدعوى المنافسة غير المشروعة في النظام السعودي‪١79 ....................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫صور المنافسة غير المشروعة‪١8٠ ......................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫صور االعتداء على العناصر المعنوية المقننة ‪١8١ ................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العالمات التجارية‪١8١ ...................................................................................................... :‬‬ ‫‪ً -١٢6‬‬
‫‪ -١٢7‬ثانياً ‪ :‬براءة االختراع والتصميمات‬
‫التخطيطية للدارات المتكاملة والنماذج الصناعية‪١8١ ....................................................................... :‬‬
‫‪ -١٢8‬ثالثاً ‪ :‬حقوق الملكية األدبية والفنية‪١8٢ ....................................................................................:‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫االعتداء على المحل التجاري ككيان مستقل وعلى مالكه ‪١8٣ .............................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫شروط دعوى المنافسة غير المشروعة وآثارها‪١8٥ .............................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‪١86 ........................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫الخطأ‪١86 ..........................................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الضرر‪١88 ...........................................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫عالقة السببية ‪١89 ............................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫آثار دعوى المنافسة غير المشروعة ‪١9٠ .............................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫أهم التصرفات التي ترد على المحل التجاري ‪١9١ .................................................................................‬‬
‫تمهيد‪١9١ .........................................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫بيع المحل التجاري‪١9٢ .......................................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫تجارية عقد بيع المحل التجاري ‪١9٣ .....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫انعقاد البيع‪١94 .................................................................................................................................‬‬

‫‪47١‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫آثار عقد البيع ‪١96 ..............................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التزامات البائع‪١96 .................................................................................................................... :‬‬‫ً‬
‫المبحث الثاني‬
‫رهن المحل التجاري ‪١99 .....................................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫التعريف برهن المحل التجاري وبيان خصائصه‪٢٠٠ ................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف بالرهن التجاري‪٢٠٠ .............................................................................................. :‬‬ ‫‪ً -١49‬‬
‫ثانياً ‪ :‬خصائص رهن المحل التجاري‪٢٠٠ ............................................................................................... :‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫محل الرهن‪٢٠٢ ..................................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫إنشاء الرهن‪٢٠٣ .................................................................................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫آثار الرهن ‪٢٠4 ....................................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اثار عقد رهن المحل التجاري بالنسبة للمدين الراهن‪٢٠4 ................................................... :‬‬ ‫‪ً -١٥6‬‬
‫‪ -١٥7‬ثانياً ‪ :‬اثار عقد رهن المحل التجاري بالنسبة للدائن المرتهن‪٢٠4 .................................................. :‬‬
‫المطلب الخامس‬
‫التنفيذ على المحل التجاري وانقضاء الرهن‪٢٠6 ...................................................................................‬‬
‫القسم الثاني ‬
‫الشركات التجارية ‬
‫مقدمة ‪٢١٠ .......................................................................................................................................‬‬
‫‪ -١٥9‬نبذة عامة في تاريخ الشركات‪٢١٠ .............................................................................................:‬‬
‫‪ -١6٠‬تشريع الشركات في المملكة‪٢١٢ ............................................................................................. :‬‬
‫‪ -١6١‬تقسيم‪٢١٥ .............................................................................................................................. :‬‬
‫الباب األول ‬
‫النظرية العامة للشركة ‬
‫طبيعة الشركة وأنواعها ‪٢١8 ..............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫طبيعة الشركة ‪٢١9 ............................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أنواع الشركات‪٢٢١ .............................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫الشركات التجارية والشركات المدنية‪٢٢٢ ............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪.......................................................................................................................................‬‬
‫أشكال الشركات التجارية‪٢٢٥ ..............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫الشركات المهنية ‪٢٢8 ........................................................................................................................‬‬

‫‪47٢‬‬
‫الفرع الرابع‬
‫الشركات غير الربحية‪٢٣١ ....................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫عقد الشركة‪٢٣4 ................................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫األركان الموضوعية العامة‪٢٣٥ ...........................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫األركان الموضوعية الخاصة‪٢٣8 ..........................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫األركان الشكلية ‪٢48 ..........................................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫بطالن الشركة وآثاره ‪٢٥١ ...................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫أنواع البطالن ‪٢٥٢ ..............................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫نظرية الشركة الفعلية ‪٢٥٥ .................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الشخصية المعنوية للشركة ونتائجها ‪٢٥9 ...........................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫اكتساب الشخصية المعنوية وانقضاءها ‪٢6٠ .......................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫نتائج اكتساب الشركة للشخصية المعنوية ‪٢6٢ ...................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ذمة الشركة‪٢6٢ ...............................................................................................................:‬‬ ‫‪ً -١99‬‬
‫‪ -٢٠٠‬ثانياً ‪ :‬أهلية الشركة‪٢6٣ ............................................................................................................. :‬‬
‫‪ -٢٠١‬ثالثاً ‪ :‬اسم الشركة وموطنها‪٢6٥ ............................................................................................... :‬‬
‫‪ -٢٠١‬رابعاً ‪ :‬تمثيل الشركة‪٢66 ............................................................................................................:‬‬
‫‪ -٢٠٢‬خامساً ‪ :‬جنسية الشركة‪٢66 .......................................................................................................:‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫انقضاء الشركة ‪٢69 ..........................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب العامة النقضاء الشركات‪٢69 ...................................................................................... :‬‬ ‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬األسباب الخاصة النقضاء الشركات‪٢7٠ ......................................................................................:‬‬
‫المبحث األول‬
‫أسباب انقضاء الشركات‪٢7١ ...............................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫األسباب العامة النقضاء الشركة‪٢7١ ..................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب االنقضاء التلقائية بقوة القانون‪٢7٢ ....................................................................... :‬‬ ‫‪ً -٢٠6‬‬
‫‪ -٢٠7‬ثانياً ‪ :‬األسباب اإلدارية النقضاء الشركة‪٢74 ............................................................................... :‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬حل الشركة بقرار من المحكمة المختصة‪٢76 ..............................................................................:‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫‪47٣‬‬
‫أسباب االنقضاء المبنية على االعتبار الشخصي ‪٢77 ............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أحكام التصفية والقسمة‪٢8١ .............................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫تصفية الشركة ‪٢8١ ............................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫قسمة أموال الشركة ‪٢8٥ ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫تقادم الدعاوي الناشئة عن الشركة‪٢86 ..............................................................................................‬‬
‫الباب الثاني ‬
‫شركات األشخاص ‬
‫مقدمة ‪٢9٠ .......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫شركة التضامن ‪٢9١ ............................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫خصائص شركة التضامن‪٢9٢ ...............................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسئولية المطلقة والتضامنية عن ديون الشركة‪٢9٢ ...................................................... :‬‬ ‫‪ً -٢١7‬‬
‫‪ -٢١8‬ثانياً ‪ :‬دخول اسم الشريك في عنوان الشركة‪٢94 ....................................................................... :‬‬
‫‪ -٢١9‬ثالثاً ‪ :‬عدم قابلية حصة الشريك لالنتقال‪٢9٥ ..............................................................................:‬‬
‫‪ -٢٢٠‬رابعاً ‪ :‬اكتساب الشريك صفة التاجر‪٢97 ...................................................................................... :‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تكوين شركة التضامن‪٢99 ..................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات شهر الشركة وميعاده‪٢99 ....................................................................................:‬‬ ‫‪ً -٢٢٢‬‬
‫‪ -٢٢٣‬ثانياً ‪ :‬الجزاء المترتب على عدم شهر الشركة‪٣٠٠ .........................................................................:‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫نشاط شركة التضامن ‪٣٠٢ ..................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫مدير شركة التضامن ‪٣٠٢ ....................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المدير الواحد‪٣٠6 ......................................................................................................................:‬‬ ‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬تعدد المديرين‪٣٠7 ....................................................................................................................:‬‬
‫أوال‪ :‬مسئولية الشركة عن أعمال المدير‪٣٠8 ......................................................................................:‬‬ ‫ً‬
‫ثانياً ‪ :‬مسئولية المدير في مواجهة الشركة‪٣٠9 .................................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫توزيع األرباح والخسائر ‪٣١٠ .................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫شركة التوصية البسيطة ‪٣١٢ ..............................................................................................................‬‬
‫‪٣١٢ ....................................................................................................... Societe en participation‬‬
‫المبحث األول‬
‫خصائص شركة التوصية البسيطة‪٣١4 .................................................................................................‬‬
‫‪474‬‬
‫أوال‪ :‬عنوان الشركة‪٣١4 ............................................................................................................ :‬‬ ‫‪ً -٢٣٣‬‬
‫‪ -٢٣4‬ثانياً ‪ :‬عدم اكتساب الشريك الموصي صفة التاجر‪٣١٥ ................................................................. :‬‬
‫‪ -٢٣٥‬ثالثاً ‪ :‬المسئولية المحدودة للشريك الموصي‪٣١6 ...................................................................... :‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫إدارة شركة التوصية البسيطة ‪٣١8 ......................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫شركة المحاصة ‪٣٢١ ...........................................................................................................................‬‬
‫‪ -٢٣7‬تعريف الشركة وفائدتها العملية‪٣٢١ ........................................................................................ :‬‬
‫المبحث األول‬
‫خصائص شركة المحاصة ‪٣٢٢ ..............................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تكوين شركة المحاصة ‪٣٢4 .................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫نشاط شركة المحاصة‪٣٢6 ..................................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫انقضاء شركة المحاصة ‪٣٢8 ................................................................................................................‬‬
‫الباب الثالث ‬
‫شركات األموال (شركات المساهمة) ‬
‫مقدمة ‪٣٣٢ .......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫خصائص شركة المساهمة ‪٣٣٥ ...........................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رأس مال الشركة‪٣٣٥ ........................................................................................................:‬‬ ‫‪ً -٢44‬‬
‫‪ -٢4٥‬ثانياً ‪ :‬المسئولية المحدودة للمساهم‪٣٣٥ ................................................................................. :‬‬
‫‪ -٢46‬ثالثاً ‪ :‬اسم شركة المساهمة‪٣٣6 ............................................................................................... :‬‬
‫‪ -٢47‬رابعاً ‪ :‬التأسيس واإلدارة‪٣٣7 ......................................................................................................:‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تأسيس شركة المساهمة‪٣٣8 ............................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المرحلة التمهيدية‪٣4٠ ......................................................................................................:‬‬ ‫‪ً -٢49‬‬
‫‪ -٢٥٠‬ثانياً ‪ :‬مرحلة االكتتاب في رأس المال‪٣4١ ................................................................................... :‬‬
‫‪ -٢٥١‬ثالثاً ‪ :‬المرحلة الختامية‪٣4٥ ........................................................................................................ :‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الصكوك التي تصدرها شركة المساهمة ‪٣48 ......................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫األسهم ‪٣48 ......................................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص السهم‪٣48 ......................................................................................................... :‬‬ ‫‪ً -٢٥4‬‬
‫‪ -٢٥٥‬ثانياً ‪ :‬أنواع األسهم‪٣٥٠ .............................................................................................................:‬‬
‫‪-‬القيود القانونية‪٣٥٣ ........................................................................................................................:‬‬
‫‪-‬القيود االتفاقية‪٣٥4 ....................................................................................................................... :‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫‪475‬‬
‫السندات والصكوك التمويلية‪٣٥٥ ......................................................................................................‬‬
‫‪ -٢٥8‬شروط إصدار السندات‪٣٥6 ....................................................................................................... :‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫نشاط شركة المساهمة‪٣٥9 ...............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫مجلس اإلدارة‪٣6٠ .............................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الجمعية العامة‪٣8٠ ...........................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أحكام مشتركة للجمعية العامة‪٣8٠ ..................................................................................:‬‬ ‫‪ً -٢7٠‬‬
‫‪ -٢7١‬ثانياً ‪ :‬الجمعية العامة العادية‪٣8٢ .............................................................................................. :‬‬
‫‪ -٢7٢‬ثانياً ‪ :‬الجمعية العامة غير العادية‪٣84 ........................................................................................ :‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الرقابة على الشركة‪٣9٢ .....................................................................................................................‬‬
‫‪ -٢77‬ثانياً ‪ :‬مراجع الحسابات‪٣9٥ .........................................................................................................:‬‬
‫‪ -٢78‬ثانياً ‪ :‬التفتيش على الشركة‪٣98 .................................................................................................:‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫مالية الشركة ‪٣99 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫انقضاء شركة المساهمة ‪4٠٥ .............................................................................................................‬‬
‫الباب الرابع ‬
‫الشركات المختلطة ‬
‫مقدمة ‪4١٠ .......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫شركة التوصية باألسهم ‪4١١ ..............................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫تأسيس شركة التوصية باألسهم‪4١٣ ..................................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫نشاط شركة التوصية باألسهم‪4١6 .....................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫انقضاء شركة التوصية باألسهم ‪4٢١ ...................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الشركة ذات المسئولية المحدودة‪4٢٢ ...............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫خصائص الشركة ذات المسئولية المحدودة ‪4٢4 .................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬عدد الشركاء‪4٢4 .............................................................................................................. :‬‬ ‫‪ً -٢9١‬‬
‫‪ -٢9٢‬ثانياً ‪ :‬تحديد المسئولية‪4٢٥ ....................................................................................................... :‬‬
‫‪ -٢9٣‬ثالثاً ‪ :‬حظر االلتجاء إلى االكتتاب العام‪4٢٥ ................................................................................. :‬‬
‫‪ -٢94‬رابعاً ‪ :‬عدم قابلية الحصص للتداول بالطرق التجارية‪4٢6 ............................................................. :‬‬
‫‪ -٢9٥‬خامساً ‪ :‬اسم الشركة‪4٢7 .......................................................................................................... :‬‬
‫‪476‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تأسيس الشركة ذات المسئولية المحدودة ‪4٢8 ..................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫نشاط الشركة ذات المسئولية المحدودة‪4٣١ .....................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫إدارة الشركة ‪4٣١ ...............................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المديرون‪4٣١ ................................................................................................................... :‬‬ ‫‪ً -٢99‬‬
‫‪ -٣٠٠‬ثانياً ‪ :‬مجلس الرقابة‪4٣٢ ............................................................................................................:‬‬
‫‪ -٣٠١‬ثالثاً ‪ :‬الجمعية العامة للشركاء‪4٣٣ .............................................................................................:‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫مالية الشركة ذات المسئولية المحدودة‪4٣6 ......................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫انقضاء الشركة ذات المسئولية المحدودة ‪4٣8 ...................................................................................‬‬
‫الباب الخامس ‬
‫أنواع خاصة للشركات ‬
‫تمهيد ‪44٢ ........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة‪44٣ ........................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بشركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة وبيان خصائصها‪44٥ .................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫التعريف بشركة الشخص الواحد ‪44٥ ...................................................................................................‬‬
‫ذات المسؤولية المحدودة‪44٥ .........................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫خصائص شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة ‪446 ..........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫إدارة الشركة وانقضاءها ‪449 ..............................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫إدارة شركة الشخص الواحد ‪449 .........................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‬
‫مدير الشركة ‪4٥٠ ...............................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الجمعية العامة‪4٥١ ...........................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫انقضاء شركة الشخص الواحد ‪4٥١ .....................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الشركة القابضة‪4٥٢ ..........................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بالشركة القابضة وخصائصها‪4٥4 ...........................................................................................‬‬
‫‪477‬‬
‫المطلب األول‬
‫تعريف الشركة القابضة‪4٥4 ...............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫خصائص الشركة القابضة ‪4٥7 .............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫النظام القانوني الحاكم للشركة القابضة والتابعة‪4٥8 .........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تأسيس الشركة القابضة وأغراضها ‪4٥9 ...............................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫تأسيس الشركة القابضة ‪4٥9 ..............................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫أغراض الشركة القابضة‪46٠ ................................................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫إدارة الشركة القابضة ونظامها المالي ‪46١ .........................................................................................‬‬
‫المطلب األول‬
‫إدارة الشركة القابضة ‪46١ ..................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫النظام المالي للشركة القابضة ‪46٢ ....................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫مسؤولية الشركة القابضة عن أعمال الشركة التابعة ‪46٣ ....................................................................‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫انقضاء الشركة القابضة ‪464 ...............................................................................................................‬‬
‫المراجع ‬

‫‪478‬‬
‫المراجع‬

‫مراجــع عامــة باللغــة العربيــة‪:‬أ‪ .‬أبــو الفتــوح أحمــد‪ ،‬كتــاب املعامــالت يف الرشيعــة اإلســالمية ويف القوانــني‬
‫املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مطبعــة البوســفور‪.١٩١٣ ،‬‬

‫د‪ .‬الجامل‪ ،‬غريب الجامل‪ ،‬النشاط االقتصادي يف ضوء الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬جدة‪ ،‬دار الرشوق‪١٩٧٧ ،‬‬

‫د‪ .‬عبــد الجــواد‪ ،‬محمــد‪ ،‬التطــور الترشيعــي يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬منشــأة املعــارف‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.١٩٧٧‬‬

‫د‪ .‬عبــد الجــواد‪ ،‬محمــد‪ ،‬التطــور الترشيعــي يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬منشــأة املعــارف‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.١٩٧٧‬‬

‫د‪ .‬الحكيــم‪ ،‬ســعيد عبــد املنعــم‪ ،‬الرقابــة عــىل أعــامل اإلدارة يف الرشيعــة اإلســالمية والنظــم املعــارصة‪،‬‬
‫القاهــرة‪.١٩٧٦ ،‬‬

‫د‪ .‬القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬رشيعة اإلسالم‪ ،‬بريوت‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪١٣٩٧ ،‬ه‪.‬‬

‫أ‪ .‬الزرقــاء‪ ،‬مصطفــى‪ ،‬الفقــه اإلســالمي يف ثوبــه الجديــد املدخــل الفقهــي العــام إىل الحقــوق املدنيــة‪،‬‬
‫دمشــق‪ ،‬مطبعــة الجامعــة الســورية‪.١٩٥٦ ،‬‬

‫د‪ .‬الســليم‪ ،‬ســليامن‪ ،‬التنظيــم القضــايئ يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬الريــاض‪ ،‬مطبوعــات معهــد اإلدارة‬
‫العامــة ‪١٩٧١ -١٣٩١‬‬

‫أ‪ .‬الســامكية‪ ،‬مجيــد حميــد‪ ،‬حجيــة اإلقـرار يف األحــكام القضائيــة يف الرشيعــة اإلســالمية‪ ،‬رســالة ماجســتري‪،‬‬
‫بغــداد‪.١٩٧٠ ،‬‬

‫د‪ .‬الصالح‪ ،‬صبحي‪ ،‬النظم اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫د‪ .‬عبد الصبور‪ ،‬فتحي‪ ،‬الشخصية املعنوية للمرشوع العام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب‪١٩٧٣ ،‬‬

‫د‪ .‬الصدة‪ ،‬عبد املنعم فرج‪ ،‬املبادئ العامة يف القانون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬معهد الدراسات العربية‪.١٩٧٧ ،‬‬

‫د‪ .‬القاسم‪ ،‬عبد الرحمن عبد العزيز‪ ،‬القانون الدويل الخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة السعادة ‪.١٩٧٨‬‬

‫‪479‬‬
‫د‪ .‬النعيــم‪ ،‬عبــد العزيــز العــيل‪ ،‬نظــام الرضائــب يف اإلســالم ومــدى تطبيقــه يف اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫مــع املقارنــة‪ ،‬رســالة دكتــوراة‪ ،‬القاهــرة‪.١٩٧٧ ،‬‬

‫د‪ .‬بدران‪ ،‬بدران أبو العنني‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‪١٩٦٥ ،‬‬

‫‪ -‬ابن حزم‪ ،‬املحيل بريوت‪ ،‬منشورات املكتب التجاري للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -‬ابن رشد‪ ،‬بداية املجتهد ونهاية املقتصد‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬

‫د‪ .‬خالف‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬علم أصول الفقه‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار القلم‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫د‪ .‬عبد الحليم محمد‪ ،‬إعجاز القرآن الكريم وصدق السنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار ممفيس للطباعة‪.١٩٧٩ ،‬‬

‫د‪ .‬عودة عبد القادر‪.‬‬

‫‪ -‬الترشيع الجنايئ اإلسالمي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار الكتب العريب‪ ،‬بريوت‬

‫‪ -‬اإلسالم وأوضاعنا القانونية‪ ،‬بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪١٩٧٧ ،‬‬

‫د‪ .‬عبد ﷲ‪ ،‬عز الدين‪ ،‬القانون الدويل الخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.١٩٦٨ ،‬‬

‫د‪ .‬عبده‪ ،‬عيىس‪ ،‬العقود الرشعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار االعتصام‪.١٩٧٧ ،‬‬

‫د‪ .‬عليان‪ ،‬شوكت‪ ،‬الوجيز يف الدعوى واإلثبات‪ ،‬بغداد‪ ،‬الدار العربية للطباعة‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫د‪ .‬مرقس‪ ،‬سليامن‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املطبعة العاملية‪.١٩٦٧ ،‬‬

‫د‪ .‬يحيــي‪ ،‬عبــد الــودود‪ ،‬املدخــل لدراســة القانــون‪ -‬نظريــة الحــق‪ ،‬الريــاض‪ ،‬معهــد اإلدارة العامــة‪-١٣٩١ ،‬‬
‫‪.١٣٩٢‬مراجــع متخصصــة باللغــة العربيــة‬

‫د‪ .‬األسيوطي‪ ،‬ثروت أنيس‪ ،‬الرصاع الطبقي وقانون التجار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.١٩٦٥ ،‬‬

‫د‪ .‬البارودي‪ ،‬عيل‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬منشأة املعارف‪١٩٧٥ ،‬‬

‫التويجــري‪ ،‬عبدامللــك‪ ،‬تجريــم املنافســة التجاريــة غــري املرشوعــة‪ ،‬جامعــة نايــف العربيــة للعلــوم األمنيــة‪،‬‬
‫‪480‬‬
‫الريــاض‪ .١٤٢٨،٢٠٠٧ ،‬أ‪ .‬الخفيــف‪ ،‬عــيل‪ ،‬الــرشكات يف الفقــه اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة ‪.١٩٦٢‬‬

‫د‪ .‬الخــويل أكثــم‪ ،‬املوجــز يف القانــون التجــاري‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مكتبــة ســيد عبــد ﷲ وهبــه‪ -.١٩٧٠ ،‬دروس يف‬
‫القانــون التجــاري الســعودي‪ ،‬الريــاض‪ ،‬معهــد اإلدارة العامــة‪.١٩٧٣ ،‬‬

‫‪ -‬دراسات يف قانون النشاط التجاري الحديث للدولة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الطباعة الحديثة‪١٩٦١ ،‬‬

‫حميــد‪ ،‬رشــا مجيــد‪ ،‬الحاميــة القانونيــة املدنيــة لتصاميــم الدوائــر املتكاملــة‪ ،‬مجلــة جامعــة االنبــار للعلــوم‬
‫القانونيــة والسياســية‪ .‬العــدد الثــاين عــرش‪ ،‬املجلــد األول‪ ٢٠١٧ ،‬د‪ .‬الخيــاط‪ ،‬عبــد العزيــز عــزت‪ ،‬الــرشكات‬
‫يف الرشيعــة اإلســالمية والقانــون الوضعــي‪ ،‬عــامن‪ ،‬رســالة دكتــوراة‪ ،‬وزارة األوقــاف والشــئون واملقدســات‬
‫اإلســالمية‪.١٩٧١ ،١٣٩٠ ،‬‬

‫أ‪ .‬السيد‪ ،‬حسني محمد‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الرياض‪ ،‬مؤسسة ومكتبة خدمة العلم‪.١٣٩٠ ،‬‬

‫د‪ .‬الشاوي‪ ،‬خالد‪ ،‬رشح قانون الرشكات التجارية العراقي‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة الشعب‪.١٩٦٨ ،‬‬

‫د‪ .‬الرشقاوي‪ ،‬محمود سمري‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫د‪ .‬الطالباين‪ ،‬نوري‪ ،‬القانون التجاري العراقي‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الطبع والنرش األهلية‪.١٩٧٢ ،‬‬

‫الغامــدي‪ ،‬احمــد بــن ضيــف ﷲ‪ ،‬التعويــض عــن الــرضر املعنــوي يف قضــاء ديــوان املظــامل‪ ،‬ورقــة عمــل‪،‬‬
‫جامعــة امللــك ســعود‪١٤٣١ ،‬الغـرايب‪ ،‬عبــدﷲ‪ ،‬دليلــك القانــوين يف النظــام الســعودي‪ ،‬دار الكتــاب الجامعــي‪،‬‬
‫الطبعــة األوىل‪ ،‬الريــاض‪ .٢٠١٨ ،‬د‪ .‬الفقــي‪ ،‬محمــد الســيد‪ ،‬دروس يف القانــون التجــاري الجديــد‪ ،‬دار‬
‫املطبوعــات الجامعيــة‪ ،‬أســكندرية‪٢٠٠٠ ،‬د‪ .‬القليــويب‪ ،‬ســميحة‪ ،‬القانــون التجــاري‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار النهضــة‬
‫العربيــة‪.١٩٧٥ ،‬‬

‫العتيبــي‪ ،‬صالــح اســتثامر ب ـراءة االخ ـرتاع يف النظــام القانــوين الســعودي‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مركــز الدراســات‬
‫العربيــة‪ ،‬الجيــزة‪. ٢٠١٦ ،‬‬

‫املرصي‪ ،‬حسني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬مكتبة النهضة املرصية‪،‬القاهرة الطبعة األوىل‪. ١٩٨٦ ،‬‬

‫املقــدادي‪ ،‬عــادل‪ ،‬القانــون التجــاري‪ ،‬الــدار العلميــة الدوليــة ودار الثقافــة‪ ،‬عــامن‪ ،٢٠٠٣ ،‬الطبعــة األوىل‪،‬‬
‫ص ‪ .١٦٩‬إســامعيل‪ ،‬محمــد القانــون التجــاري‪ ،‬دار الــوراق للنــرش والتوزيــع‪.٢٠٠٣ ،‬‬

‫‪48١‬‬
‫د‪ .‬بابليل‪ ،‬محمود محمد‪ ،‬الرشكات التجارية‪ ،‬حلب‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫دويــدار‪ ،‬هــاين‪ ،‬التنظيــم القانــوين للتجــارة‪ ،‬دار الجامعــة الجديــدة للنــرش‪ ،‬اإلســكندرية‪٢٠٠١ ،‬د‪ .‬رضــوان‪،‬‬
‫أبــو زيــد الــرشكات التجاريــة يف القانــون الكويتــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫د‪ .‬شفيق‪ ،‬محسن‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.١٩٦٧ -١٩٦٦ ،‬‬

‫د‪ .‬صالح‪ ،‬محمد‪ ،‬الرشكات املساهمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة جامعة فؤاد األول‪.١٩٤٩ ،‬‬

‫د‪ .‬صدقي‪ ،‬أمرية‪ ،‬دروس يف الرشكات التجارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪١٩٧٥ ،‬‬

‫د‪ .‬أمرية صدقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫طالبــي‪ ،‬عثــامن‪ ،‬الوجيــز يف مصــادر االلتـزام‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار االجــادة‪ ،‬الريــاض‪ ٢٠١٧ ،‬د‪ .‬طــه‪ ،‬مصطفــى‬
‫كــامل‪ ،‬الوجيــز يف القانــون التجــاري‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬منشــأة املعــارف‪.١٩٧٤ ،‬‬

‫د‪ .‬طه‪ ،‬مصطفى كامل‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪١٩٧٩ ،‬‬

‫عبــاس‪ ،‬زهــري ‪ ،‬مبــادئ القانــون التجــاري‪ ،‬مكتبــة دار الثقافــة للنــرش والتوزيــع‪ ،‬عــامن‪ .١٩٩٥ ،‬د‪ .‬عبــاس‪،‬‬
‫محمــد حســني ود‪ .‬عــيل جــامل الديــن عــوض‪ ،‬القانــون التجــاري‪ ،‬القاهــرة – دار النهضــة العربيــة‪.١٩٦٣ ،‬‬

‫د‪ .‬عباس‪ ،‬محمد حسني‪ ،‬األوراق التجارية يف الترشيع الكويتي‪ ،‬القاهرة‪ -‬مكتبة األنجلو املرصية‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الرحيم‪ ،‬ثروت عيل‪ ،‬رشح القانون التجاري الكويتي‪ ،‬الكويت‪ -‬دار البحوث العلمية‪.١٩٧٥ ،‬‬

‫د‪ .‬عوض‪ ،‬عيل جامل الدين‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.١٩٧٥ ،‬‬

‫عــيل‪ ،‬وائــل إبراهيــم‪ ،‬الحاميــة القانونيــة للتصميــامت التخطيطيــة للدوائــر املتكاملــة‪ ،‬دراســة مقارنــة‪ ،‬مجلة‬
‫العلــوم االقتصاديــة واإلداريــة والقانونيــة‪ ،‬العــدد الرابــع عــرش‪ ،‬املجلــد الثــاين‪ .٢٠١٨ ،‬كريــم‪ ،‬زهــري‪ ،‬مبــادئ‬
‫القانــون التجــاري‪ ،‬مكتبــة دار الثقافــة للنــرش والتوزيــع‪ ،‬عــامن‪ .١٩٩٥،‬أ‪ .‬مــدين‪ ،‬امــني‪ ،‬االســتثامر املــرصيف‪-‬‬
‫رشكات املســاهمة يف الترشيــع اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مطبعــة الحضــارة العربيــة‪.١٩٧٨ ،‬‬

‫مــرشي‪ ،‬راضيــة‪ ،‬الحاميــة الجزائيــة للرســوم والنــامذج الصناعيــة مــن خطــر التقليــد‪ .‬مجلــة افــاق العلميــة‪،‬‬
‫املجلــد ‪ ١١‬العــدد ‪.٢٠١٩ ،٢‬د‪ .‬ملــش‪ ،‬محمــد كامــل‪ ،‬الــرشكات‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مطبعــة دار الكتــاب العــريب‪،‬‬

‫‪48٢‬‬
.١٩٥٠

١٩٧٦ ،‫ بغداد‬،‫ دار الحرية للطباعة‬،‫ مبادئ القانون التجاري‬،‫ طالب‬،‫ موىس‬.‫د‬

،‫ دار اإلجــادة‬،‫ أحــكام امللكيــة الفكريــة والتجاريــة يف النظــام الســعودي‬،‫ عبدالــرزاق الشــيخ‬،‫ نجيــب‬.‫د‬
.‫هـــ‬١٤٤١ ،‫ الطبعــة الثالثــة‬،‫الريــاض‬

.١٩٧٦ ‫ اإلسكندرية‬،‫ املكتب املرصي الحديث‬،‫ النظام التجاري السعودي‬،‫ سعيد أحمد‬،‫ يحيي‬.‫د‬

.١٩٦٦ ،‫ دار الفكر العريب‬،‫ القاهرة‬،‫ الرشكات التجارية‬.‫ عيل حسن‬،‫ يونس‬.‫د‬

.١‫مراجــع متخصصــة باللغــة الفرنســية‬. ‫ القاهــرة‬،‫ دار الفكــر العــريب‬،‫ املحــل التجــاري‬،‫ عــيل حســن‬،‫يونــس‬
Al JABRE, M., Contribution a l’ etude de l’ entreprise publique dans les pays en voie de
.١٩٧٨ ,developpement a travers l’ exemple egyptien these, Montpellier

١٩٧٤ .Bruliard, G. et Larouche. D. Precis de droit commercial Paris, P. u. f .٢

١٩٧٨ ,Bouffardeau, C., La S.A.R.L., Paris, Ed. Vecchi .٣

١٩٦٧ ,١ .Carbonnier J., Droit Civil, Paris, P.U.F.T .٤

Chavanon, C., Essai sur la notion et le regime juridique du service public industriel et .٥
١٩٣٩ ,commercial, These, Bordeaux, Sirey

Djian, Y., le controle de la direction des societies anonymes dans les pays de marche .٦
١٩٦٥ ,commun, Paris, Sirey

١٩٣٤ ,Escarra, E., J. et Rault J., Principes de droit commercial, Paris, Siery .٧

Guyenot J. cours de droit commercial, Paris, Libraire de Journal des nataires et des .٨
.١٩٧٧ ,١ .avocats, T

١٩٥٤ ,Hamel j. et Lagarde G. Traite de droit commercial paris, Dalloz .٩

48٣
١٩٦٦ ,Hamel J. Lagarde G. et Jauffret A., Traite de droit commercial, Paris, Dalloz .١٠

.١٩٧٤ ,Hemard, J. Terre F. et Mabulat P.,: Societes commerciales. Paris, Dalloz .١١

١٩٧٧ ,Hubrecht, G.: Notions essentielles de droit commercial. Paris, Sirey .١٢

Houin, R. et Boulac. B. Les grands arrets de la jurisprudence commerciale., Paris, .١٣


.١٩٧٦ ,Sirey

١ .No ١٩٧٧ .Jauffret, A.: Manuel de droit commercial, Paris, L.G.D.J .١٤

١٩٧٥ ,Juglart, M. et Ippolito B.,: Droit commercial, Paris, Ed. Montchrestien .١٥

١٩٥١ .Ripert. G. Aspects Juridiques du capitalism modern. Paris, L.G.D.J .١٦

١٩٦٨ .Rirert, G. et Roblot R.,: Traite elementaire de droit commercial., Paris, L.G.D.J .١٧

١٩٧٥ ,Roblot, R.: Les effets de commerce., Paris, Sirey .١٨

١٩٧٠ ,Rodiere, R. et Hoin R., Precis de droit commercial. Paris Dalloz .١٩

.Revue trimestrielle de droit commercial, Paris, Sirey .٢٠

‫السرية الذاتية للمؤلف‬

‫ املربز‬/‫ ولد باألحساء وتلقي تعليمه االبتدايئ واملتوسط والثانوي يف مدارسها الهفوف‬-

‫ واصــل تعليمــه الجامعــي يف كليــة الحقــوق بجامعــة القاهــرة وحصــل منهــا عــىل ليســانس الحقــوق‬-
‫م‬١٩٦٨ ‫بتقديــر جيــد جــدا ً عــام‬

‫م‬١٩٦٩ ‫ عني معيدا ً بكلية التجارة بجامعة الرياض عام‬-

‫ أنهــى تعليمــه العــايل يف فرنســا وحصــل عــىل درجــة املاجســتري يف القانــون الخــاص مــن كليــة القانــون‬-
‫ ثــم دكتــوراه الدولــة يف القانــون مــن كليــة‬،‫م‬١٩٧٢ ‫ مرســيليا« عــام‬/‫والعلــوم السياســية بجامعــة »اكــس‬
‫م‬١٩٧٨ ‫القانــون والعلــوم االقتصاديــة بجامعــة مونبلييــه بتقديــر جيــد جــدا ً مــع ثنــاء لجنــة الحكــم عــام‬
484
‫‪ -‬عــني أســتاذا ً مســاعدا ً بقســم القانــون بكليــة العلــوم اإلداريــة يف ‪١٣٩٩ /١ /١٧‬ه‪ ،‬ثــم رقــي إىل درجــة‬
‫»أســتاذ مشــارك« ابتــداء مــن ‪١٤٠٣ /٢ /٢٠‬ه‬

‫‪ -‬عمل وكيالً لكلية العلوم اإلدارية ‪١٤٠١ -١٤٠٠‬ه ثم رئيساً لقسم القانون بها حتى عام ‪١٤٠٨‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬عــني عضــوا ً يف مجلــس جامعــة امللــك ســعود لعامــي ‪ ١٤٠٢‬و ‪ ١٤٠٣‬ثــم عضــوا ً يف املجلــس العلمــي بهــا‬
‫‪١٤٠٨ -١٤٠٣‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬مستشار غري متفرغ بوزارة الداخلية ‪١٤٠٤ -١٣٩٩‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬رئيــس اللجنــة الخاصــة مبــن مينــع تعاملــه مــع الحكومــة بــوزارة املاليــة واالقتصــاد الوطنــي ‪-١٤٠٠‬‬
‫‪١٤٠٣‬ه‬

‫‪ -‬رئيس اللجنة القانونية بوزارة التجارة ‪١٤١٦ -١٤٠٣‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬عضو لجنة تسوية املنازعات املرصفية باململكة منذ عام ‪١٤٠٨‬ه‬

‫‪ -‬قايض ميثل اململكة يف محكمة االستثامر العربية التابعة لجامعة الدول العربية منذ عام ‪١٤٠٣‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬وكيل وزارة التجارة للشئون الفنية ‪١٤١٦ – ١٤٠٨‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬رئيس لجنة التوفيق يف منازعات الوكاالت التجارية ‪١٤١٦ -١٤١٢‬ه‬

‫‪ -‬عضو اللجنة الدامئة لإلرشاف عىل عملية تداول األسهم ‪١٤١٦ -١٤١٣‬ه‬

‫‪ -‬أستاذ غري متفرغ بقسم القانون بكلية العلوم اإلدارية بجامعة امللك سعود ‪١٤١٦ -١٤٠٨‬ه‬

‫‪ -‬عني مديرا ً عاماً للجامرك باملرتبة املمتازة ‪١٤٢٠ -١٤١٦‬ه‬

‫‪ -‬عني رئيساً لهيئة الخرباء مبجلس الوزراء مبرتبة وزير يف ‪١٤٢٠ /٣ /٢‬ه‬

‫‪ -‬مــن مؤلفاتــه القانــون التجــاري الســعودي‪ ،‬العقــود التجاريــة وعمليــات البنــوك يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬ولــه عــدد مــن البحــوث القانونيــة املنشــورة يف مجــالت علميــة متخصصــة‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺴﻌﻮدي‬
‫ﻳﻌــﺪ ﻛﺘــﺎب اﻟﻘﺎﻧــﻮن اﻟﺘﺠــﺎري اﻷول ﻓــﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺗــﻲ ﻫــﺬه‬
‫اﻟﻨﺴــﺨﺔ ﺗﺤﺪﻳﺜــﺎً ﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺗــﻪ ﻟﺘﻜــﻮن ﻣﻮاﻛﺒــﺔ ﻷﺣــﺪث اﻷﻧﻈﻤــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ‪ .‬ﻳﺘﻨــﺎول اﻟﻜﺘــﺎب ﺗﻌﺮﻳــﻒ‬
‫اﻟﻘﺎﻧــﻮن اﻟﺘﺠــﺎري وﺑﻴــﺎن ﻣﺼــﺎدره‪ .‬ﻛﻤــﺎ ﻳﺘﻨــﺎول ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴــﻞ ﻧﻈﺮﻳــﺔ اﻷﻋﻤــﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳــﺔ واﻟﺘﺎﺟــﺮ واﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬــﻢ‪.‬‬
‫ﻣﻔﺼــﻼ ﻟــﻜﻞ ﺷــﻜﻞ ﻣــﻦ أﺷــﻜﺎل اﻟﺸــﺮﻛﺎت )ﺷــﺮﻛﺔ‬
‫ً‬ ‫ﻛﻤــﺎ ﻳﺘﻀﻤــﻦ اﻟﻜﺘــﺎب أﺣــﻜﺎم اﻟﺸــﺮﻛﺎت وﺷــﺮﺣﺎً‬
‫اﻟﺘﻀﺎﻣــﻦ‪ ،‬ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﺻﻴــﺔ اﻟﺒﺴــﻴﻄﺔ‪ ،‬ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﺻﻴــﺔ ﺑﺎﻷﺳــﻬﻢ‪ ،‬ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ اﻟﺒﺴــﻴﻄﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺸــﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ‪ ،‬اﻟﺸــﺮﻛﺔ ذات اﻟﻤﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺤــﺪودة( وﻛﺬﻟــﻚ ﺑﻴــﺎن أﺣــﻜﺎم ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﺸــﺨﺺ‬
‫اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ‪.‬‬

‫ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺠﺒﺮ‬


‫وﻟــﺪ ﻓــﻲ اﻷﺣﺴــﺎء ﻋــﺎم ‪١٣٦٢‬ﻫـــ‪ ،‬وﺗﻠﻘــﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋــﻲ واﻟﺜﺎﻧﻮي ﻓﻴﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺛﻢ اﻟﺘﺤﻖ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺣﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺴﺎﻧﺲ اﻟﺤﻘﻮق ﻋﺎم ‪١٩٦٨‬م‬
‫وواﺻــﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤــﻪ ﻓــﻲ ﻓﺮﻧﺴــﺎ ﺣﻴــﺚ ﺣﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴــﺘﻴﺮ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧــﻮن اﻟﺨــﺎص ﻣــﻦ ﻛﻠﻴــﺔ اﻟﻘﺎﻧــﻮن واﻟﻌﻠــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌــﺔ )اﻛــﺲ ‪/‬‬
‫ﻣﺮﺳــﻴﻠﻴﺎ( ﻋــﺎم ‪١٩٧٢‬م‪ ،‬ﺛــﻢ دﻛﺘــﻮراه اﻟﺪوﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣــﻦ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫واﻟﻌﻠــﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳــﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌــﺔ ﻣﻮﻧﺒﻠﻴﻴــﻪ‪ .‬ﻋﻴــﻦ أﺳــﺘﺎذ ﻣﺴــﺎﻋﺪ ﺑﻘﺴــﻢ‬
‫اﻟﻘﺎﻧــﻮن ﺑﻜﻠﻴــﺔ اﻟﻌﻠــﻮم اﻹدارﻳــﺔ ﻓــﻲ ‪ ١٣٩٩/١/١٧‬ﻫـــ ‪ ،‬و ﺗﻤــﺖ ﺗﺮﻗﻴﺘــﻪ إﻟــﻰ‬
‫وﻛﻴﻼ ﻟﻜﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹدارﻳﺔ ﺛﻢ رﺋﻴﺴــﺎ‬
‫ً‬ ‫درﺟــﺔ )أﺳــﺘﺎذ ﻣﺸــﺎرك( اﺑﺘــﺪاء ﻣــﻦ ‪١٤٠٣/٢/٢٠‬ﻫـــ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻤــﻞ‬
‫ﻟﻘﺴــﻢ اﻟﻘﺎﻧــﻮن ﺑﺎﻟﻜﻠﻴــﺔ ﺣﺘــﻰ ﻋــﺎم ‪١٤٠٨‬ﻫـــ ‪ ،‬إﺿﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻋﻀﻮﻳﺘــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺠﻠــﺲ اﻟﺠﺎﻣﻌــﺔ واﻟﻤﺠﻠــﺲ‬
‫اﻟﻌﻠﻤــﻲ‪ .‬ﺑﺠﺎﻧــﺐ اﺳــﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓــﻲ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟﻠﺠــﺎن واﻟﺪواﺋــﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴــﺔ‪ ،‬ﺗــﺮأس اﻟﻠﺠﻨــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ‬
‫ﺑــﻮزارة اﻟﺘﺠــﺎرة ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪١٤٠٣‬ﻫـــ ﻟﻴﺘﺴــﻠﻢ ﻣﻨﺼــﺐ وﻛﻴــﻞ اﻟــﻮزارة ﻟﻠﺸــﺆون اﻟﻔﻨﻴــﺔ ﺧــﻼل اﻟﻔﺘــﺮة‬
‫)‪١٤١٦-١٤٠٨‬م( ﺛــﻢ اﻧﺘﻘــﻞ إﻟــﻰ ﻣﺼﻠﺤــﺔ اﻟﺠﻤــﺎرك ﻛﻤﺪﻳــﺮ ﻋﺎم ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻋﻴﻦ رﺋﻴﺴــﺎً ﻟﻬﻴﺌــﺔ اﻟﺨﺒﺮاء ﺑﻤﺠﻠﺲ‬
‫اﻟــﻮزراء ﺑﻤﺮﺗﺒــﺔ وزﻳــﺮ ﻓــﻲ ‪١٤٢٠/٣/٢‬ﻫـــ‪ .‬ﺗﻮﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟــﻲ اﻟﺪﻛﺘــﻮر ﻣﺤﻤــﺪ ﺑــﻦ ﺣﺴــﻦ اﻟﺠﺒــﺮ ﻓــﻲ ﺷــﻬﺮ‬
‫أﻏﺴــﻄﺲ ﻣــﻦ ﻋــﺎم ‪٢٠٠٦‬م‪ .‬وﻣــﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺴــﻌﻮدي‪ ،‬اﻟﻌﻘــﻮد اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻤﻠﻴﺎت‬
‫اﻟﺒﻨــﻮك ﻓــﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ اﻟﺴــﻌﻮدﻳﺔ‪ ،‬وﻟــﻪ ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟﺒﺤــﻮث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ اﻟﻤﻨﺸــﻮرة ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺠﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ‪.‬‬

‫‪www.kcorp.net‬‬

You might also like