You are on page 1of 84

‫االختصاص القيمي‬

‫في نظام المحاكم التجارية‬


‫دراسة مقارنة‬

‫د‪ .‬أحمد بن عبد العزيز بن شبيب‬


‫األستاذ المشارك في قسم السياسة الشرعية‬
‫بالمعهد العالي للقضاء‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬

‫‪341‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫العـدد الثامن والعشرون | محرم ‪1444‬هـ | سبتمبر ‪2022‬م‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المقدمة‬
‫إن احلمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من رشور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعاملنا‪ ،‬من هيده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪،‬‬
‫وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وأشهد أن حممد ًا عبده ورسوله‬
‫مـلسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن من األمور التي جرى عليها العمل يف أنظمة القضاء واملرافعات‬
‫الرشعية باختالف مسمياهتا يف هذه األزمنة هي النص عىل االختصاص‬
‫القضائي بأنواعه املتعددة‪ ،‬والتفصيل يف أحكامه‪ ،‬وإن من أنواعه‪:‬‬
‫االختصاص القيمي‪ ،‬وال ختفى أمهية تناول املوضوعات ذات العالقة‬
‫باالختصاص القضائي‪ ،‬ومواكبة الدراسات العلمية ومسايرهتا جلديد‬
‫األنظمة؛ خصوص ًا وأن من طبيعة مسائل هذا الباب التجديد والتحديث‬
‫املستمر‪ ،‬ومن ذلك ما جاء جديد ًا وصدر حديث ًا يف «نظام املحاكم التجارية»‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ ‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬فيام يتعلق‬
‫باالختصاص القيمي‪ ،‬فرأيت بحث هذا املوضوع‪( :‬االختصاص القيمي يف‬
‫نظام املحاكم التجارية)‪ ،‬ومجع املادة العلمية وتأصيلها من الناحية الفقهية‬
‫والنظامية‪ ،‬داعي ًا اهلل لجو زع السداد والتوفيق واإلعانة‪.‬‬
‫حدود املوضوع‪:‬‬
‫تقترص هذه الدراسة عىل بيان األحكام الفقهية والنظامية لالختصاص‬
‫القيمي الواردة يف «نظام املحاكم التجارية» الصادر باملرسوم امللكي رقم‬

‫‪342‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫(م‪ )93/‬وتاريخ ‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية الصادرة بقرار‬


‫معايل وزير العدل رقم (‪ )8344‬وتاريخ ‪1441/10/26‬هـ‪ ،‬والقرارات‬
‫والتعاميم ذات العالقة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد البحث واالطالع يف قواعد املعلومات والبيانات مل يقف الباحث عىل‬
‫من تناول هذا املوضوع بالبحث والدراسة‪ ،‬ومجيع الدراسات السابقة التي‬
‫وقف عليها الباحث كانت عن االختصاص القضائي عموم ًا‪ ،‬وقليل منها‬
‫التي أشارت لالختصاص القيمي‪ ،‬وكلها كانت قبل صدور «نظام املحاكم‬
‫التجارية»‪ ،‬وعليه فاجلديد يف هذا البحث هو دراسة املوضوع يف ضوء «نظام‬
‫املحاكم التجارية» الصادر حديث ًا والئحته التنفيذية والقرارات والتعاميم‬
‫الصادرة يف ذلك من جهات االختصاص باململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫أمهية املوضوع‪:‬‬
‫ال خيفى عىل أهل االختصاص يف اجلانب النظامي أمهية مواكبة‬
‫البحوث يف خمتلف جوانب مسائل االختصاص القضائي جلديد األنظمة‪،‬‬
‫خصوص ًا وأن «نظام املحاكم التجارية» نص عىل أثر قيمة املطالبة األصلية‬
‫يف االختصاص القضائي يف نوع خاص من الدعاوى‪ ،‬ثم زادت الالئحة‬
‫التنفيذية عىل القيمة املنصوص عليها يف النظام‪ ،‬ومما يؤكد أمهية الدراسة‬
‫وجديدها أن االختصاص القيمي مر بمراحل متعددة يف النظام السعودي‪،‬‬
‫فأوالً كان قد تم النص عليه وختصيص حماكم مستقلة لبعض جوانبه‪ ،‬ثم‬
‫تُرك ومل يتم النص عليه‪ ،‬ثم جاء «نظام املحاكم التجارية» أخري ًا واعترب‬

‫‪343‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫االختصاص القيمي يف نوع واحد من الدعاوى التجارية‪ ،‬مما كان حر ًّيا‬


‫بدراسة هذا املوضوع‪ ،‬وبيان صوره‪ ،‬وأحكامه الفقهية والنظامية وفق آخر‬
‫التحديثات النظامية‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫تم التزام املنهج العلمي املتعارف عليه يف البحوث الفقهية النظامية‪،‬‬
‫وجاءت الدراسة دراسة‪ :‬تارخيية‪ ،‬استقرائية‪ ،‬حتليلية‪.‬‬
‫تارخيية‪ :‬من خالل الرسد التارخيي للمراحل التي مر هبا االختصاص‬
‫القيمي يف النظام السعودي‪.‬‬
‫استقرائية‪ :‬من خالل مجع واستقراء النقول يف املدونات الفقهية‬
‫والنصوص الواردة يف األنظمة السعودية والقرارات والتعاميم ذات العالقة‪.‬‬
‫حتليلية‪ :‬من خالل حتليل النصوص وبيان األحكام واملسائل الدالة‬
‫عليها سواء من املنطوق أو املفهوم‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫جاء البحث يف مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وتفصيلها‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫وتشتمل عىل‪ :‬حدود املوضوع‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬وأمهية املوضوع‪،‬‬
‫ومنهج البحث‪ ،‬وخطة البحث‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫التمهيد‪ :‬تعريف االختصاص القضائي‪ ،‬وأنواعه‪:‬‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف االختصاص القضائي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع االختصاص القضائي‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي‪ ،‬ومعيار حتديد القيمة‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي يف النظام السعودي‪ ،‬وفيه‬
‫فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي يف ختصيص املحاكم‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي يف ختصيص الدوائر القضائية‬
‫يف املحكمة الواحدة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬معيار حتديد القيمة يف نظام املحاكم التجارية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬االختصاص القيمي للمحاكم التجارية يف الفقه والنظام‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للمحاكم التجارية يف الفقه‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االختصاص القيمي للمحاكم التجارية يف النظام‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم التجارية‬


‫يف الفقه والنظام‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم التجارية‬
‫يف الفقه‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم التجارية‬
‫يف النظام‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم العامة‬
‫يف الفقه والنظام‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم العامة‬
‫يف الفقه‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم العامة يف‬
‫النظام‪.‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫واحلمد هلل عىل تيسريه وإعانته‪ ،‬وأسأله جل يف عاله التوفيق والسداد‬
‫والرشاد يف القول والعمل‪ ،‬إنه قريب جميب‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫التمهيد‬
‫تعريف االختصاص القضائي‪ ،‬وأنواعه‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف االختصاص القضائي‪:‬‬

‫تعريف االختصاص لغة‪:‬‬


‫خصا‪ ،‬وخصوص ًا‪ ،‬وخصوصية‬‫خص‪ ،‬يقال‪َ :‬خ َّصه باليشء‪ ،‬خيصه ًّ‬
‫من َّ‬
‫‪-‬بضم اخلاء وفتحها‪ ،‬والفتح أفصح‪ ،-‬واختصه بكذا‪ ،‬أي‪ :‬خصه به‪،‬‬
‫وفضله‪ ،‬وجعله له وأفرده به دون غريه‪ ،‬واختص فالن باألمر وختصص له‬
‫َّ‬
‫إذا انفرد‪ ،‬واخلاص واخلاصة ضد العامة‪ ،‬والتخصيص ضد التعميم(((‪.‬‬
‫وعليه فاالختصاص يف اللغة هو‪ :‬تفرد بعض اليشء بام ال يشاركه فيه‬
‫اجلملة‪ ،‬أو يقال هو‪ :‬االنفراد باليشء دون الغري‪ ،‬أو إفراد الشخص دون‬
‫غريه بيشء ما(((‪.‬‬

‫«خص‪ ،‬خ ص ص»‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس‪ ،‬ص(‪،)285‬‬ ‫َّ‬ ‫((( انظر‪ :‬مادة‬
‫القاموس املحيط‪ ،‬الفريوز آبادي‪ ،‬ص(‪ ،)555-554‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪،‬‬
‫(‪ ،)109/4‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي‪ ،‬ص(‪ ،)91‬املصباح املنري يف غريب الرشح‬
‫الكبري‪ ،‬الفيومي‪ ،‬ص(‪ ،)146‬املعجم الوسيط‪ ،‬ص(‪.)246‬‬
‫((( انظر‪ :‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاين‪ ،‬ص(‪ ،)284‬املوسوعة الفقهية‬
‫«الكويتية»‪ ،)256/2( ،‬معجم املصطلحات املالية واالقتصادية يف لغة الفقهاء‪ ،‬د‪.‬‬
‫نزيه محاد‪ ،‬ص(‪ ،)33‬معجم مصطلحات القضاء الرشعي‪ ،‬د‪ .‬حممد الزحييل ود‪.‬‬
‫عبد احلق محيش‪ ،‬ص(‪.)148‬‬

‫‪347‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫تعريف االختصاص اصطالح ًا‪:‬‬


‫إن املتتبع والقارئ ملا دونه العلامء يف مؤلفاهتم ليجد ورود ًا وذكر ًا‬
‫هلذا املصطلح يف مؤلفاهتم‪ ،‬فاألصوليون استخدموا مصطلح‪ :‬اخلاص‬
‫والتخصيص(((‪ ،‬والفقهاء استخدموا مصطلح االختصاص يف عدد من‬
‫املواضع‪ ،‬منها عند كالمهم عن حق االختصاص املقابل للملك يف باب‬
‫املعامالت(((‪ ،‬وعند كالمهم عن ختصيص التولية والوالية يف باب القضاء(((‪،‬‬
‫ال عن حديثهم عن التخصيص واالختيار الوارد يف مسائل متعددة يف‬ ‫فض ً‬
‫الرشيعة اإلسالمية(((‪ ،‬كام أن القانونيني استخدموه يف مدوناهتم(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معان‬ ‫بمعنى أو‬ ‫واملالحظ أن اجلميع استخدم هذه الكلمة يف االصطالح‬
‫ً‬
‫مل ُيرج فيها عن معناها اللغوي(((‪.‬‬

‫وعرفوا اخلاص بأنه‪« :‬اللفظ الدال عىل يشء بعينه‪ ،‬والتخصيص‪ :‬بيان املراد باللفظ‪،‬‬ ‫((( ‬
‫أو‪ :‬بيان أن بعض مدلول اللفظ غري مراد باحلكم»‪ .‬رشح خمترص الروضة‪ ،‬الطويف‪،‬‬
‫(‪ ،)550/2‬وانظر‪ :‬دالالت األلفاظ يف مباحث األصوليني‪ ،‬د‪ .‬يعقوب الباحسني‪،‬‬
‫(‪ )9/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫انظر‪ :‬القواعد الفقهية‪ ،‬ابن رجب‪ ،‬ص(‪.)234‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬الرشح الكبري‪ ،‬عبد الرمحن ابن قدامة‪.)283/28( ،‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬زاد املعاد‪ ،‬ابن القيم‪ )43/1( ،‬وما بعدها‪.‬‬ ‫((( ‬
‫فمام قيل يف تعريفه بأنه‪« :‬جمموعة السلطات أو الصالحيات املقررة قانون ًا لشخص‬ ‫((( ‬
‫معني أو هيئة معينة‪ »...‬معجم القانون‪ ،‬ص(‪ )3‬وانظر‪ :‬ص(‪،456 ،296 ،215‬‬
‫‪.)590‬‬
‫انظر‪ :‬املوسوعة الفقهية «الكويتية»‪ )256/2( ،‬وما بعدها‪ ،‬االختصاص القضائي يف‬ ‫((( ‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬ص(‪.)30-28‬‬

‫‪348‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫تعريف القضاء لغة‪:‬‬


‫قال ابن فارس‪« :‬القاف والضاد واحلرف املعتل‪ :‬أصل صحيح‪ ،‬يدل‬
‫عىل إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه جلهته‪ ...‬والقضاء‪ :‬احلكم‪ ،‬ولذلك سمي‬
‫القايض قاضي ًا؛ ألنه حيكم األحكام وينفذها»(((‪.‬‬
‫فالقضاء لغة‪ :‬احلكم واإلحكام والفصل واألمر‪ ،‬ومجعه‪ :‬أقضية‪،‬‬
‫والقضية مثله ومجعها‪ :‬قضايا‪ ،‬ويأيت القضاء بمعنى الفراغ ومتام اليشء‬
‫وانقطاعه‪ ،‬واألداء واإلهناء‪ ،‬والصنع والتقدير‪ ،‬وقيل‪ :‬إن معاين القضاء يف‬
‫اللغة ترجع إىل‪ :‬انقطاع اليشء ومتامه(((‪.‬‬
‫تعريف القضاء اصطالح ًا‪:‬‬
‫عرف القضاء بتعريفات عدة لعل من أمثلها تعريفه بأنه‪« :‬تبيني احلكم‬
‫الرشعي بعد املرافعة‪ ،‬وإنزاله عىل واقعة الدعوى‪ ،‬واإللزام به»(((‪.‬‬

‫((( مادة «قيض» معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ص(‪.)861‬‬


‫((( انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،)209/11( ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي‪ ،‬ص(‪-255‬‬
‫‪ ،)256‬القاموس املحيط‪ ،‬الفريوز آبادي‪ ،‬ص(‪ ،)1192‬املصباح املنري‪ ،‬الفيومي‪،‬‬
‫ص(‪ ،)414-413‬املعجم الوسيط‪ ،‬ص(‪.)770-769‬‬
‫((( االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)22‬‬

‫‪349‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫تعريف االختصاص القضائي‪:‬‬


‫مل يرد تعريف هلذا املصطلح عند املتقدمني وإن كانوا قد استخدموه يف‬
‫مدوناهتم‪ ،‬لكن مل يعتنوا بذكر تعريفه‪ ،‬ومما قيل يف تعريفه أنه‪« :‬بيان ما لكل‬
‫حمكمة من والية ‪ -‬موضوع ًا أو مكان ًا أو غريمها ‪ -‬وقرصها عليه»(((‪.‬‬
‫ال ‪ -‬أي مكان ًا ‪ -‬ونظر ًا ‪ -‬أي‬
‫وقيل هو‪« :‬قرص تولية اإلمام القايض عم ً‬
‫موضوع ًا ‪ -‬أو غريمها يف سامع الدعاوى وما يلحق هبا‪ ،‬والفصل فيه»(((‪.‬‬
‫ولعل التعريف األول هو بالنظر إىل اختصاص اجلهة القضائية‪ ،‬والثاين‬
‫بالنظر إىل اختصاص القايض(((‪.‬‬
‫ولذا فيمكن القول بأن التعريف األنسب لالختصاص القضائي هو‪:‬‬
‫«السلطة القضائية التي يتمتع هبا قاض‪ ،‬أو جهة قضائية‪ ،‬وختول هلا حق‬
‫النظر والفصل يف القضايا املرفوعة إليها»(((‪.‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)48‬‬ ‫((( ‬
‫الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪.)139/1( ،‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬كيف حتدد مسار قضيتك‪ ،‬أمحد القحطاين‪ ،‬ص(‪.)13‬‬ ‫((( ‬
‫االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬ص(‪.)42‬‬ ‫((( ‬
‫تنبيه‪ :‬يرى البعض أن مصطلحا «االختصاص» و«الوالية» بمعنى واحد‪ ،‬ومنهم من‬
‫يرى أن لكل مصطلح معنى خاص به‪.‬‬
‫انظر‪ :‬التنظيم القضائي يف اململكة العربية السعودية يف ضوء الرشيعة اإلسالمية ونظام‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬د‪ .‬سعود الدريب‪ ،‬ص(‪ ،)426‬اختالف األحكام القضائية‪ ،‬د‪ .‬أمحد‬
‫البدراين‪ ،‬ص(‪ ،)399-398‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممود عمر‪ ،‬ص(‪ ،)134 ،111‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية اجلديد‪،‬‬
‫حسام الدين توفيق‪ ،)101/1( ،‬نظام القضاء‪ ،‬الباب الثالث (املحاكم وواليتها)‪،‬‬
‫والفصل اخلامس منه (والية املحاكم)‪ ،‬نظام ديوان املظامل‪ ،‬الباب الثالث (حماكم =‬

‫‪350‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫فمن جهة فإن «القايض ال حيكم إال بموجب االختصاص»(((‪ ،‬ومن‬


‫جهة أخرى فإن املراد عند احلديث عن االختصاص القضائي وقواعده هو‬
‫بيان وحتديد اجلهة املختصة بنظر دعوى معينة من بني كافة اجلهات(((‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االختصاص القضائي‪:‬‬

‫يتفاوت الرشاح يف ذكرهم ألنواع االختصاص القضائي(((‪ ،‬وسأقترص‬


‫هنا عىل ذكر أمهها(((‪:‬‬
‫= الديوان) الفصل الثالث منه (اختصاصات املحاكم)‪ ،‬نظام املرافعات الرشعية‪،‬‬
‫الباب الثاين (االختصاص)‪ ،‬نظام املحاكم التجارية‪ ،‬الباب الثاين (االختصاص)‪،‬‬
‫النظام األسايس للحكم‪ ،‬مادة (‪.)53 ،51 ،49‬‬
‫كام يرى البعض أن مصطلحات‪« :‬التقييد» و«التخصيص» و«التحديد» بمعنى‬
‫متقارب‪ .‬انظر‪ :‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫املرزوقي‪ ،‬ص(‪.)14-11‬‬
‫املبادئ والقرارات الصادرة من اهليئة القضائية العليا واهليئة الدائمة والعامة بمجلس‬ ‫((( ‬
‫القضاء األعىل واملحكمة العليا‪ ،‬املبدأ رقم (‪ ،)1661‬الصادر من جملس القضاء األعىل‬
‫هبيئته الدائمة قرار رقم (‪ )27/2/100‬وتاريخ ‪1404/4/25‬هـ‪ ،‬ص(‪.)433‬‬
‫انظر‪ :‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪.)59-58‬‬ ‫((( ‬
‫أوصلها معايل الشيخ عبد اهلل آل خنني إىل سبعة أنواع يف كتابه‪ :‬االستخالص يف أحكام‬ ‫((( ‬
‫االختصاص‪ ،‬ص(‪ ،)65‬ويالحظ أنه مل يفرد فيه االختصاص القيمي بنوع مستقل‪،‬‬
‫وإنام أدرجه ضمن االختصاص النوعي‪ ،‬بينام يف مراجع له أخرى أفرده لوحده وجعله‬
‫نوع ًا مستقالً‪ .‬انظر‪ :‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪،)139/1( ،‬‬
‫حاشية عىل الروض املربع‪ ،‬ص(‪.)57-54‬‬
‫انظر‪ :‬املراجع السابقة‪ ،‬باإلضافة إىل‪ :‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم‬ ‫((( ‬
‫الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد املرزوقي‪ ،‬ص(‪ )75‬وما بعدها‪ ،‬املبسوط يف أصول‬
‫املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الدرعان‪ ،‬ص(‪ ،)512-511‬املدخل إىل إجراءات‬
‫التقايض يف حماكم القضاء العام‪ ،‬عبد الرمحن اللحيدان‪ ،‬ص(‪ )19‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫‪ .1‬االختصاص الدويل(((‪:‬‬
‫وقد نص عىل هذا النوع يف «نظام املرافعات الرشعية» يف املواد (‪-24‬‬
‫‪ ،)30‬و«نظام املحاكم التجارية» يف املادة (‪.)15‬‬
‫واملراد به‪« :‬والية القضاء يف الدولة بنظر الدعوى إذا كان أحد عنارصها‬
‫أجنبي ًا‪ ،‬سواء أكان املتنازع فيه‪ ،‬أم أحد أطرافها‪ ،‬أم كالمها‪ ،‬أم حمل نشوء‬
‫االلتزام أو تنفيذه»(((‪ ،‬وقيل هو‪« :‬القواعد التي حتدد اختصاص املحاكم‬
‫الوطنية بالفصل يف املنازعات ذات العنرص األجنبي إذا ما ُعرضت عليها‬
‫للفصل فيها»(((‪.‬‬
‫‪ .2‬االختصاص الوالئي (الوظيفي)‪:‬‬
‫جاء النص عىل هذا النوع يف «نظام القضاء» الصادر باملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )78/‬وتاريخ ‪1428/9/19‬هـ يف مادته (‪ )25‬فيام يتعلق ببيان‬
‫االختصاص والوالية العامة للمحاكم التابعة للقضاء العام‪ ،‬بينام جاء‬
‫النص عىل بيان اختصاص املحاكم اإلدارية يف «نظام ديوان املظامل» يف مادته‬

‫((( بعض الباحثني يدرج احلديث عن هذا النوع حتت النوع الذي يليه وهو (االختصاص‬
‫الوالئي)‪ ،‬انظر‪ :‬الوسيط يف رشح التنظيم القضائي اجلديد باململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫د‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪ ،)87-86‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬أمحد‬
‫خملوف‪ ،‬ص(‪ )58‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪،)140/1( ،‬‬
‫االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)71‬‬
‫((( الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممود عمر‪ ،‬ص(‪.)136‬‬

‫‪352‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫(‪ ،)13‬باإلضافة إىل النصوص النظامية واألوامر السامية الصادرة يف بيان‬


‫اختصاصات اللجان ذات االختصاص شبه القضائي(((‪.‬‬
‫واملراد به‪« :‬قرص الوالية القضائية جلهة من جهات التقايض داخل‬
‫الدولة عىل أقضية معينة»(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬اللجان شبه القضائية يف القانون السعودي‪ ،‬د‪ .‬أيوب اجلربوع‪ ،‬ص(‪ )9‬وما‬
‫بعدها‪ ،‬قضاء الظل‪ ،‬د‪ .‬عمر اخلويل‪ ،‬ص(‪ )10‬وما بعدها‪ ،‬الوسيط يف رشح التنظيم‬
‫القضائي اجلديد باململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪ )169‬وما بعدها‪،‬‬
‫وهل األوىل تسميتها باللجان شبه القضائية أم اللجان اإلدارية ذات االختصاص‬
‫القضائي‪ .‬انظر‪ :‬املراجع السابقة‪ ،‬الضامنات الدستورية للقايض عند إلزامه باحلكم‬
‫بمقتىض األنظمة‪ ،‬د‪ .‬حممد املرزوقي‪ ،‬ص(‪.)26‬‬
‫وقد جاء النص عىل تسميتها بـ(اللجان شبه القضائية) يف املرسوم امللكي رقم (م‪)78/‬‬
‫وتاريخ ‪1428/9/19‬هـ‪ ،‬والذي فيه املوافقة عىل آلية العمل التنفيذية لنظام القضاء‬
‫ونظام ديوان املظامل‪ ،‬وذلك وفق ما جاء يف الفقرة (تاسع ًا) من (القسم األول) من‬
‫اآللية‪ ،‬وبيان العمل مع اللجان شبه القضائية التي تنظر يف قضايا جزائية أو منازعات‬
‫جتارية أو مدنية أو منازعات إدارية‪ ،‬وكذا جاء النص عىل ذات التسمية يف األمر امللكي‬
‫رقم (‪ )37759‬وتاريخ ‪1439/7/29‬هـ والذي فيه املنع من اجلمع بني مهنة املحاماة‬
‫ورئاسة أو عضوية اللجان شبه القضائية‪.‬‬
‫بينام جاء النص عىل تسميتها بـ(اللجان ذات االختصاص شبه القضائي) يف البند (ثاني ًا)‬
‫من املرسوم امللكي رقم (م‪ )53/‬وتاريخ ‪1433/8/13‬هـ والذي فيه املوافقة عىل‬
‫نظام التنفيذ‪ ،‬والبند (ثالث ًا) من املرسوم امللكي رقم (م‪ )15/‬وتاريخ ‪1443/1/27‬هـ‬
‫والذي فيه املوافقة عىل نظام التنفيذ أمام ديوان املظامل‪.‬‬
‫((( االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)147‬‬

‫‪353‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫‪ .3‬االختصاص النوعي (املوضوعي)‪:‬‬


‫ورد ذكر هذا النوع من أنواع االختصاص يف عدد من مواد «نظام‬
‫القضاء»((( (‪ ،)30-19 ،16 ،9‬و«نظام املرافعات الرشعية»((( يف املواد‬
‫(‪ ،((()35-31‬ونظام اإلجراءات اجلزائية((( يف املادة (‪ ،)128‬و«نظام‬
‫املحاكم التجارية»((( يف املادة (‪.)16‬‬
‫واملراد به‪« :‬قرص والية القايض عىل نوع أو أكثر من أنواع األقضية»(((‪.‬‬
‫‪ .4‬االختصاص القيمي‪:‬‬
‫مل يرد النص عىل هذا النوع باسمه يف أنظمة القضاء واملرافعات‪ ،‬وإن‬
‫كان جاء بيان أحكامه يف بعضها‪ ،‬والعمل القضائي ٍ‬
‫جار عىل العمل به سواء‬
‫يف ختصيص نوع من أنواع املحاكم هبا يف بعض األنظمة‪ ،‬أو يف ختصيص‬
‫دائرة أو دوائر يف داخل املحكمة الواحدة للنظر يف هذا النوع من القضايا‪،‬‬
‫أو يف ختصيص الدوائر الفردية والثالثية داخل املحكمة الواحدة وإحالة‬

‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )78/‬وتاريخ ‪1428/9/19‬هـ‪.‬‬ ‫((( ‬


‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬وتاريخ ‪1435/1/22‬هـ‪.‬‬ ‫((( ‬
‫ألغيت املادة (‪ )35‬بموجب الفقرة (ثالث ًا) من املرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ‬ ‫((( ‬
‫‪1441/8/15‬هـ والذي فيه املوافقة عىل نظام املحاكم التجارية‪ ،‬ونصها‪« :‬ثالث ًا‪ :‬إلغاء‬
‫املادة «اخلامسة والثالثني» من نظام املرافعات الرشعية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫«م‪ »1/‬بتاريخ ‪1435/1/22‬هـ»‪.‬‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )2/‬وتاريخ ‪1435/1/22‬هـ‪.‬‬ ‫((( ‬
‫الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ ‪1441/8/15‬هـ‪.‬‬ ‫((( ‬
‫الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪.)141/1( ،‬‬ ‫((( ‬

‫‪354‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫القضايا إليها بحسب قيمة املطالبة املالية الواردة فيها‪ ،‬وسيأيت تفصيل ذلك‬
‫يف حينه إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ومن الرشاح من ينص عىل االختصاص القيمي كنوع مستقل‪ ،‬ومنهم‬
‫من يدرجه حتت النوع الذي قبله (االختصاص النوعي)‪.‬‬
‫واملراد هبذا النوع من أنواع االختصاص يف األصل هو‪« :‬قرص تولية‬
‫القايض عىل النزاع الذي ال تزيد قيمته عىل نصاب معني من املال»(((‪ ،‬وهذا‬
‫التعريف هو باعتبار الغالب هلذا النوع من أنواع االختصاص‪.‬‬
‫إال أن «نظام املحاكم التجارية» جاء بمعيار معاكس ملا جرت العادة عليه‬
‫يف أنظمة القضاء واملرافعات الرشعية والقرارات والتعاميم التي صدرت يف‬
‫هذا الباب‪ ،‬إذ العادة جرت عىل حتديد حماكم أو دوائر للنظر يف الدعاوى‬
‫والقضايا التي ال تزيد املطالبة فيها عن مقدار ونصاب معني من املال‪ ،‬بحيث‬
‫كانت العربة فيها بيان السقف األعىل لقيمة املطالبة املالية يف الدعوى املقامة‬
‫أمام املحكمة املختصة‪ ،‬أما «نظام املحاكم التجارية» فقد جاء النص فيه عىل‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬وهو عدم جواز نظر املحكمة التجارية يف نوع معني من‬
‫أنواع القضايا التي تنظرها التي تقل عن مقدار ونصاب معني من املال‪،‬‬
‫فجاء ببيان احلد األدنى لقيمة املطالبة املالية التي حيق للمحكمة النظر فيها‪.‬‬

‫((( االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪ ،)161‬وانظر‪ :‬تقييد‬
‫السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد املرزوقي‪،‬‬
‫ص(‪.)116‬‬

‫‪355‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وعليه فاملراد باالختصاص القيمي هنا يف هذا البحث هو‪ :‬قرص تولية‬
‫القايض عىل نوع أو أكثر من أنواع القضايا مقيد ًا بقيمة املطالبة املالية الواردة‬
‫يف الدعوى(((‪.‬‬
‫وكام ذكر بعض الباحثني بأن االختصاص النوعي ينقسم إىل‪ :‬اختصاص‬
‫نوعي عام باعتبار املحاكم التابعة للجهة القضائية الواحدة‪ ،‬واختصاص‬
‫نوعي خاص باعتبار الدوائر التابعة للمحكمة الواحدة(((‪ ،‬فكذلك يقال يف‬
‫االختصاص القيمي‪ ،‬وعليه فيمكن تقسيمه إىل قسمني‪:‬‬
‫‪ .1‬اختصاص قيمي عام‪ ،‬وذلك باعتبار نوع املحكمة املختصة بنظر‬
‫هذه الدعوى من بني املحاكم التابعة لوزارة العدل‪.‬‬
‫‪ .2‬اختصاص قيمي خاص‪ ،‬وذلك باعتبار عدد أعضاء الدائرة املختصة‬
‫بنظر هذه الدعوى من بني الدوائر القضائية التابعة للمحكمة الواحدة‪.‬‬
‫‪ .5‬االختصاص املكاين (املحيل)‪:‬‬
‫ورد ذكر هذا النوع من أنواع االختصاص يف «نظام املرافعات الرشعية»‬
‫يف املواد (‪ ،)40-36‬ونظام اإلجراءات اجلزائية يف املادة (‪ ،)130‬و«نظام‬
‫املحاكم التجارية» يف املادة (‪.)17‬‬

‫((( انظر‪ :‬املبسوط يف أصول املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الدرعان‪ ،‬ص(‪،)512‬‬
‫تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد املرزوقي‪،‬‬
‫ص(‪.)116‬‬
‫((( انظر‪ :‬املدخل إىل إجراءات التقايض يف حماكم القضاء العام‪ ،‬عبد الرمحن اللحيدان‪،‬‬
‫ص(‪.)49-45‬‬

‫‪356‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫واملراد به‪« :‬قرص والية القايض بمكان حمدد»(((‪.‬‬


‫وبالنظر يف «نظام املحاكم التجارية» والئحته التنفيذية يالحظ أنه قد‬
‫جاء النص عىل مسميات كل األنواع املذكورة ما عدا االختصاص القيمي‬
‫فقد تم التطرق ألحكامه دون النص عليه باسمه(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)171‬‬


‫((( انظر‪ :‬املواد من النظام (‪ ،)18-15‬واملواد يف الالئحة التنفيذية (‪.)35-31 ،6‬‬

‫‪357‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المبحث األول‬
‫تاريخ االختصاص القيمي‪ ،‬ومعيار تحديد القيمة‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي في النظام السعودي‪:‬‬

‫وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي يف ختصيص املحاكم‪:‬‬
‫مر االختصاص القيمي بمراحل متعددة يف األنظمة السعودية‪ ،‬وإن كان‬
‫مل ينص فيها عليه باسمه (االختصاص القيمي)‪ ،‬وبيان ذلك تارخيي ًا حسب‬
‫التايل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬حمكمة األمور املستعجلة (األوىل والثانية)‪:‬‬
‫وذلك وفق ما ورد يف «نظام أوضاع املحاكم الرشعية وتشكيالهتا»‬
‫الصادر يف ‪1346/2/4‬هـ‪ ،‬حيث جاء يف املادة األوىل منه‪« :‬أ‪ -‬حمكمة‬
‫األمور املستعجلة األوىل‪ ... :‬وتنظر‪ ...‬ويف الدعاوى املالية التي ال تزيد عن‬
‫ثالثني جنيه ًا‪...‬‬
‫ب‪ -‬حمكمة األمور املستعجلة الثانية‪ ...‬وتكون صالحيتها كاملحكمة‬
‫املستعجلة األوىل وذلك فيام عدا العقار‪ ،‬حيث إنه من اختصاص املحكمة‬
‫الرشعية الكربى»(((‪.‬‬
‫((( جمموعة النظم‪ ،‬قسم القضاء الرشعي من سنة ‪1345‬هـ إىل سنة ‪1357‬هـ‪ ،‬ص(‪،)9‬‬
‫وانظر‪ :‬ص(‪.)77 ،34 ،24 ،20 ،16 ،10‬‬

‫‪358‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ثم صدر قرار جملس الشورى عدد (‪ )11‬يف ‪1352/1/18‬هـ‪ ،‬والذي‬


‫يوضح أن سعر اجلنيه يساوي (‪ )110‬قروش‪ ،‬ومن ثم فإن الـ(‪ )30‬جنيه ًا‬
‫تساوي (‪ )3300‬قرش ًا‪.‬‬
‫ونص القرار‪« :‬أ‪ -‬أن من اختصاص املحاكم املستعجلة النظر يف كل‬
‫دعوى ال تتجاوز «‪ »3300‬قرش‪ ،‬سواء كان املدعى به ذهب ًا عين ًا أو فضة أو‬
‫نيكالً‪.‬‬
‫ب‪ -‬كل قضية أقيمت فيها مرافعة لدى املحاكم املستعجلة ال ختلو من‬
‫حالتني‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬أن يكون املدعى به ذهب ًا عين ًا‪ ،‬وحينئذ يكون اعتبار سعر اجلنيه‬
‫«‪ »110‬قروش‪ ،‬فيكون من حق املحكمة النظر يف ذلك إىل احلد املقرر‬
‫«‪ ،»3300‬بمعنى أن للمحكمة أن تسمع القضية التي تبلغ «ثالثني» جنيه ًا‬
‫ذهب ًا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يكون املدعى به فضة أو نيكالً‪ ،‬ويف هذه احلالة يكون‬
‫للمحكمة احلق يف النظر يف ذلك إىل احلد املقرر «‪.(((»»3300‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬املحاكم املستعجلة‪:‬‬
‫وذلك وفق ما ورد يف «نظام تركيز مسؤوليات القضاء الرشعي» األول‬
‫الصادر باألمر السامي رقم (‪ )3/1/32‬وتاريخ ‪1357/1/4‬هـ‪ ،‬حيث‬

‫((( املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)37-36‬‬

‫‪359‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫جاء النص فيه أن من بني اختصاصات قايض املستعجلة‪ :‬النظر يف القضايا‬


‫املالية التي ال تزيد عىل «ثالثة آالف وثالثامئة» قرش سعودي(((‪.‬‬
‫ثم صدر «نظام تركيز مسؤوليات القضاء الرشعي» الثاين الصادر‬
‫بالتصديق العايل رقم (‪ )109‬وتاريخ ‪1372/1/24‬هـ‪ ،‬وجاء بذات‬
‫النصوص الواردة يف النظام األول‪ ،‬والذي اختلف يف ذلك أرقام املواد‬
‫النظامية فقط(((‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬املحاكم اجلزئية‪:‬‬
‫وذلك وفق ما ورد يف «نظام القضاء» الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )64/‬وتاريخ ‪1395/7/14‬هـ‪ ،‬حيث جاء النص فيه عىل مسمى‬
‫(املحاكم اجلزئية)‪ ،‬وأحال يف حتديد اختصاصاهتا إىل ما يصدر بقرار من‬
‫وزير العدل بناء عىل اقرتاح جملس القضاء األعىل(((‪ ،‬وكان أول ما صدر‬
‫أن من ضمن اختصاصاهتا‪ :‬النظر يف مجيع الدعاوى املالية التي ال تزيد عن‬
‫ثامنية آالف ريال(((‪ ،‬ثم انتهى األمر بحسب القرار الصادر من وزير العدل‬
‫برقم (‪ )2514‬وتاريخ ‪1417/5/13‬هـ إىل أن من اختصاصات املحاكم‬

‫انظر‪ :‬املواد (‪ ،)104-101 ،71‬املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)79-96 ،92‬‬ ‫((( ‬


‫انظر‪ :‬املواد (‪.)85-82 ،52‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬املواد (‪.)25-24 ،5‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬التنظيم القضائي يف اململكة العربية السعودية يف ضوء الرشيعة اإلسالمية ونظام‬ ‫((( ‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬د‪ .‬سعود الدريب‪ ،‬ص(‪.)440‬‬

‫‪360‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫اجلزئية‪ :‬النظر يف منازعات احلقوق املالية التي ال تتجاوز قيمتها (عرشين‬


‫ألف) ريال سعودي(((‪.‬‬
‫ثم صدر «نظام املرافعات الرشعية» الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )21/‬وتاريخ ‪1421/5/20‬هـ‪ ،‬وجاء فيه‪« :‬الفصل الثاين‪ :‬االختصاص‬
‫النوعي‪:‬‬
‫املادة احلادية والثالثون‪:‬‬
‫من غري إخالل بام يقيض به ديوان املظامل‪ ،‬وبام للمحاكم العامة من‬
‫اختصاص يف نظر الدعوى العقارية‪ ،‬ختتص املحاكم اجلزئية باحلكم يف‬
‫الدعاوى اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬دعوى منع التعرض للحيازة‪ ،‬ودعوى اسرتدادها‪.‬‬
‫ب الدعاوى التي ال تزيد قيمتها عن عرشة آلف ريال‪ ،‬وحتدد الالئحة‬
‫التنفيذية كيفية تقدير قيمة الدعوى‪.‬‬
‫ج‪ .‬الدعوى املتعلقة بعقد إجيار ال تزيد األجرة فيه عىل ألف ريال يف‬
‫الشهر‪ ،‬برشط أال تتضمن املطالبة بام يزيد عىل عرشة آالف ريال‪.‬‬
‫د‪ .‬الدعوى املتعلقة بعقد عمل ال تزيد األجرة أو الراتب فيه عىل ألف‬
‫ريال يف الشهر‪ ،‬برشط أال تتضمن املطالبة بام يزيد عىل عرشة آالف ريال‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬ص(‪-226‬‬
‫‪.)227‬‬

‫‪361‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وجيوز عند االقتضاء تعديل املبالغ املذكورة يف الفقرات «ب‪ ،‬ج‪ ،‬د»‬
‫من هذه املادة‪ ،‬وذلك بقرار من جملس القضاء األعىل هبيئته العامة‪ ،‬بناء عىل‬
‫اقرتاح من وزير العدل»(((‪.‬‬
‫وقد جاء يف الفقرة (‪ )11‬من الالئحة التنفيذية هلذه املادة‪« :‬املبالغ‬
‫املنصوص عليها يف الفقرات «ب‪ ،‬ج‪ ،‬د» من هذه املادة عدلت ‪ -‬بقرار‬
‫جملس القضاء األعىل رقم «‪ »20‬وتاريخ ‪1422/6/23‬هـ املعمم برقم‬
‫«‪/13‬ت‪ »1825/‬وتاريخ ‪1422/7/14‬هـ ‪ -‬إىل مبلغ عرشين ألف ريال‬
‫فام دون»(((‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬عدم النص عىل اختصاص حمكمة حمددة بناء عىل اختالف‬
‫قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى‪:‬‬
‫وذلك بعد صدور «نظام القضاء» اجلديد‪ ،‬والصادر باملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )78/‬وتاريخ ‪1428/9/19‬هـ‪ ،‬حيث تم إلغاء املحاكم اجلزئية‬
‫(املستعجلة)‪ ،‬إذ مل يرد هلا ذكر يف النظام(((‪ ،‬ومن ثم كان من الطبيعي أال‬

‫((( وانظر‪ :‬املواد (‪ )33-32‬من النظام‪ ،‬والفقرات (‪ )12-9‬من الالئحة التنفيذية للامدة‬
‫(‪ )31‬من النظام‪ ،‬وقد نص النظام يف مادته «‪ »265‬عىل أنه‪« :‬يلغي هذا النظام تنظيم‬
‫األعامل اإلدارية يف الدوائر الرشعية الصادر بالتصديق العايل رقم «‪ »109‬وتاريخ‬
‫‪1372/1/24‬هـ‪ ،‬كام يلغي املواد «‪ »85 ،83 ،82 ،66 ،52‬و«‪ 84‬فيام خيص القضايا‬
‫احلقوقية» من نظام تركيز مسؤوليات القضاء الرشعي الصادر بالتصديق العايل رقم‬
‫«‪ »109‬وتاريخ ‪1372/1/24‬هـ‪ ،‬كام يلغي كل ما يتعارض معه من أحكام»‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬التنظيم القضائي اجلديد يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد الفوزان‪،‬‬
‫ص(‪.)340-339‬‬
‫((( انظر‪ :‬املادة (‪.)9‬‬

‫‪362‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫يرد هلا ذكر أيض ًا يف «نظام املرافعات الرشعي» اجلديد‪ ،‬والصادر باملرسوم‬
‫امللكي رقم (‪ )1‬وتاريخ ‪1435/1/22‬هـ(((‪.‬‬
‫ولكن ليس معنى ذلك عدم وجود اختصاص قيمي داخل املحكمة‬
‫الواحدة‪ ،‬وإنام املراد هو انتفاء االختصاص القيمي بني املحاكم ‪ -‬املحاكم‬
‫العامة واملحاكم اجلزئية سابق ًا ‪ -‬يف هذه املرحلة‪.‬‬
‫وسيأيت تفصيل ذلك يف الفرع الثاين إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬

‫((( يالحظ أنه ورد يف املادة «‪ »76‬من النظام النص عىل‪ -1« :‬الدفع بعدم اختصاص‬
‫املحكمة النتفاء واليتها‪ ،‬أو بسبب نوع الدعوى أو قيمتها‪ ،‬أو الدفع بعدم قبول‬
‫الدعوى النعدام الصفة أو األهلية أو املصلحة أو ألي سبب آخر‪ ،‬وكذا الدفع بعدم‬
‫جواز نظر الدعوى لسبق الفصل فيه؛ جيوز الدفع به يف أي مرحلة تكون فيه الدعوى‪،‬‬
‫وحتكم به املحكمة من تلقاء نفسها»‪ ،‬وقد ذكر البعض أن إيراد الدفع بعدم اختصاص‬
‫املحكمة بسبب قيمة الدعوى حمل إشكال‪ .‬انظر‪ :‬التوضيحات املرعية لنظام املرافعات‬
‫الرشعية باململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬نبيل اجلربين‪ ،)657/2( ،‬إال أنه يمكن القول‬
‫بأن من املتصور أن يكون الدفع بعدم اختصاص املحكمة بسبب قيمة الدعوى ‪ -‬قبل‬
‫صدور نظام املحاكم التجارية ‪ -‬يف حال نظرت الدعوى لدى حمكمة االستئناف وذلك‬
‫فيام خيص األحكام الصادرة يف الدعاوى اليسرية غري القابلة لالستئناف حسب ما جاء‬
‫يف املادة «‪ »185‬من النظام‪ ،‬ومن ثم يكون هذا من قبيل االختصاص املتعلق بمحاكم‬
‫الدرجة الثانية‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممود‬
‫عمر‪ ،‬ص(‪.)210 ،207‬‬
‫وعىل ٍّ‬
‫كل فبعد صدور نظام املحاكم التجارية فإنه ال إشكال‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫املرحلة اخلامسة‪ :‬املحاكم التجارية‪:‬‬


‫بصدور «نظام املحاكم التجارية» باملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ‬
‫‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬يكون قد رجع العمل باالختصاص القيمي بني املحاكم‪،‬‬
‫حيث جاء يف املادة (‪ )16‬منه‪« :‬ختتص املحكمة بالنظر يف اآليت‪... :‬‬
‫‪ .2‬الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود التجارية‪ ،‬متى‬
‫كانت املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مائة ألف ريال‪ ،‬وللمجلس‬
‫عند االقتضاء زيادة هذه القيمة»‪.‬‬
‫ثم جاء يف املادة (‪ )31‬من الالئحة التنفيذية للنظام ما نصه‪« :‬ختتص‬
‫املحاكم التجارية يف الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود‬
‫التجارية‪ ،‬متى كانت قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مخسامئة‬
‫ألف ريال»‪.‬‬
‫وعليه فإذا كانت قيمة املطالبة األصلية يف هذا النوع من الدعاوى أقل‬
‫من مخسامئة ألف ريال فإنه ال ختتص هبا املحاكم التجارية‪ ،‬وإنام ختتص بالنظر‬
‫فيها املحاكم العامة‪ ،‬باعتبارها صاحبة الوالية العامة(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬املادة (‪ )31‬من نظام املرافعات الرشعية‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تاريخ االختصاص القيمي يف ختصيص الدوائر القضائية يف‬


‫املحكمة الواحدة(((‪:‬‬
‫هنا جيب التفرقة بني ثالث حاالت‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية داخل املحكمة العامة‬
‫الواحدة‪:‬‬
‫رغم إلغاء املحاكم اجلزئية (املستعجلة) كام ذكر يف املرحلة الرابعة يف‬
‫الفرع األول‪ ،‬إال أن الذي عليه العمل اليوم هو ختصيص بعض الدوائر يف‬
‫املحاكم العامة بنصاب حمدد(((‪ ،‬وأيض ًا تكون من الدوائر الفردية ‪ -‬املشكلة‬
‫من قاض واحد ‪ ،-‬وذلك أنه قد صدرت قرارات من املجلس األعىل‬
‫((( جاء يف املذكرة اإليضاحية للتوزيع الداخيل للدعاوى الصادرة من املجلس األعىل‬
‫للقضاء بقراره رقم «‪ »39/6/221‬وتاريخ ‪1439/4/21‬هـ‪ ،‬واملبلغة بالتعميم رقم‬
‫«‪/1024‬ت» وتاريخ ‪1439/5/5‬هـ‪« :‬وقد اصطلح عىل تسمية توزيع الدعاوى‬
‫بني املحاكم املختلفة التابعة للجهة القضائية الواحدة عىل أساس نوع الدعوى‬
‫بـ«االختصاص النوعي»‪ ،‬ويقترص تطبيق أحكامه عىل املحاكم داخل اجلهة القضائية‬
‫الواحدة‪ ،‬وال يتعلق بأي حال من األحوال بتوزيع الدعاوى بني دوائر املحكمة‬
‫الواحدة» ص(‪.)1‬‬
‫((( انظر‪ :‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪،‬‬
‫(‪ ،)201/1‬قرار املجلس األعىل للقضاء يف حمرض اجللسة (‪ )16‬برقم (‪ )131‬وتاريخ‬
‫‪1441/4/7‬هـ املتضمن املوافقة عىل توصيات جلنة املحاكم والدوائر القضائية بشأن‬
‫حماكم الدرجة األوىل يف منطقة الرياض‪ ،‬وبعد ذلك قرار املجلس األعىل للقضاء‬
‫رقم (‪ )41/18/63‬وتاريخ ‪1441/8/22‬هـ‪ ،‬والقرار رقم (‪)41/18/64‬‬
‫وتاريخ ‪1441/8/22‬هـ‪ ،‬والقرار رقم (‪ )41/19/4‬وتاريخ ‪1441/10/25‬هـ‪،‬‬
‫والقرار رقم (‪ )41/20/1‬وتاريخ ‪1441/11/25‬هـ‪ .‬اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ‬
‫‪1442/7/5‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ‪ ،‬والصادر من األمانة العامة‬

‫‪365‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫للقضاء بأن حتال القضايا احلقوقية التي مل جير ضبطها والتي كانت مشمولة‬
‫باختصاص املحاكم اجلزئية سابق ًا إىل املحاكم العامة‪ ،‬وأن تؤلف دوائر يف‬
‫املحاكم العامة من قاض فرد للنظر يف تلك القضايا(((‪.‬‬
‫وكان آخرها فيام يتعلق بالدوائر التابعة للمحاكم العامة قرار املجلس‬
‫األعىل للقضاء ذي الرقم (‪ )38/2/100‬وتاريخ ‪1438/7/14‬هـ‪،‬‬
‫واملعمم برقم (‪/912‬ت) وتاريخ ‪1438/8/1‬هـ‪ ،‬ومما جاء فيه‪:‬‬
‫«أوالً‪ :‬تسمى الدوائر املشكلة بقرار املجلس رقم «‪»35/10/1080‬‬
‫وتاريخ ‪1435/9/15‬هـ بـ‪« :‬الدوائر اجلزئية يف املحكمة العامة»‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬ينحرص اختصاص هذه الدوائر بنظر الدعاوى املالية الداخلة‬
‫يف اختصاص املحكمة العامة التي ال تزيد قيمتها عن عرشين ألف ريال‪،‬‬
‫وتبارش اختصاصها اعتبار ًا من تاريخ ‪1438/8/1‬هـ‪ ،‬عىل أن تستمر‬
‫الدوائر يف نظر القضايا املحالة هلا بإحالة صحيحة قبل التاريخ املحدد»‪.‬‬
‫كام أن هناك دوائر خمصصة للنظر يف الدعاوى الكبرية(((‪ ،‬وهي‬
‫الدعاوى التي تزيد قيمتها عىل مائة مليون ريال من ثابت أو منقول‪ ،‬حسب‬
‫التعميم رقم (‪/1089‬ت) وتاريخ ‪1439/9/5‬هـ‪ ،‬واملشار فيه إىل قرار‬
‫للمجلس األعىل للقضاء‪ ،‬واإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ بشأن تشكيل‬
‫املحاكم لعام ‪1443‬هـ‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬التوضيحات املرعية لنظام املرافعات الرشعية باململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪.‬‬
‫نبيل اجلربين‪.)340/1( ،‬‬
‫((( حسب اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ ‪1442/7/5‬هـ الصادر من األمانة العامة للمجلس‬
‫األعىل للقضاء‪ ،‬بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ‪ ،‬ص(‪ ،)4‬فكانت توجد دائرة‬

‫‪366‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫املجلس األعىل للقضاء يف حمرض اجللسة الثامنة برقم (‪ )1/2‬وتاريخ‬


‫‪1439/8/16‬هـ‪ ،‬وفيه النص عىل أن تكون الدائرة حتت مسمى‪« :‬الدائرة‬
‫املختصة بنظر الدعاوى الكبرية»‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر التجارية بديوان املظامل‪:‬‬
‫كان االختصاص القضائي للنظر يف الدعاوى التجارية قبل عمل املحاكم‬
‫التجارية ‪ -‬حالي ًا ‪ -‬من اختصاص الدوائر التجارية بديوان املظامل(((‪ ،‬وكان‬
‫من أواخر القرارات التي صدرت يف ذلك فيام خيص قواعد توزيع الدعاوى‪:‬‬
‫للدعاوى الكبرية يف كل من‪ :‬املحكمة العامة يف الرياض‪ ،‬واملحكمة العامة يف املدينة‬
‫املنورة‪ ،‬واملحكمة العامة يف الدمام‪ ،‬واملحكمة العامة يف أهبا‪ ،‬واملحكمة العامة يف جدة‪.‬‬
‫وبحسب اإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام‬
‫‪1443‬هـ‪ ،‬ص(‪ )6‬فتوجد‪ :‬دائرتان للدعاوى الكبرية يف املحكمة العامة يف الرياض‪،‬‬
‫ودائرة للدعاوى الكبرية يف كل من‪ :‬املحكمة العامة يف املدينة املنورة‪ ،‬واملحكمة العامة‬
‫يف الدمام‪ ،‬واملحكمة العامة يف أهبا‪ ،‬واملحكمة العامة يف جدة‪.‬‬
‫وهذه غري دوائر الدعاوى الكبرية املوجودة يف حماكم األحوال الشخصية‪ ،‬والصادر‬
‫باملوافقة عىل تأليفها يف ذات التعميم والقرار املشار إليه يف املتن‪ ،‬وفيه تأليف دائرة‬
‫قضائية للنظر يف قضايا الرتكات التي تزيد عىل مائة مليون ريال من ثابت أو منقول‬
‫يف كل حمكمة من حماكم األحوال الشخصية املحددة‪ ،‬وأن تكون حتت مسمى (الدائرة‬
‫املختصة بنظر الدعاوى والرتكات الكبرية)‪ ،‬وهي حالي ًا دائرة واحدة يف كل من‪ :‬حمكمة‬
‫األحوال الشخصية يف الرياض‪ ،‬وحمكمة األحوال الشخصية يف املدينة املنورة‪ ،‬وحمكمة‬
‫األحوال الشخصية يف الدمام‪ ،‬وحمكمة األحوال الشخصية يف جدة‪ .‬املرجع السابق‪،‬‬
‫اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ ‪1442/7/5‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ‪،‬‬
‫ص(‪ ،)6‬واإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1443/11/27‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام‬
‫‪1443‬هـ‪ ،‬ص(‪.)14‬‬
‫((( انظر‪ :‬حماكم القضاء التجاري يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد لييبا ود‪ .‬حممد‬
‫نقايس وحممد حريز وماهر عبد اهلل‪ ،‬بحث منشور بمجلة كلية الرشيعة والقانون‬

‫‪367‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫‪ .1‬قرار رئيس جملس القضاء اإلداري رقم (‪ )44‬لعام ‪1436‬هـ‪ ،‬والذي‬


‫بدأ العمل به من تاريخ ‪1436/3/6‬هـ‪« :‬أوالً‪... :‬‬
‫‪ )4‬الدعاوى التجارية واملدنية التي ختتص هبا حماكم الديوان‪ ،‬والدعاوى‬
‫الناشئة عن تطبيق نظام الرشكات‪ ،‬عىل الدوائر التجارية‪ ،‬ويوزع منها عىل‬
‫الدوائر التي من قاض واحد الدعاوى التي ال تزيد الطلبات األصلية فيها‬
‫عن مئة ألف ريال‪ ،‬ما مل تكن بني رشكاء أو يف وكالة جتارية أو عقد مقاولة‬
‫إنشاء مبان»‪.‬‬
‫‪ .2‬قرار رئيس جملس القضاء اإلداري رقم (‪ )164‬لعام ‪1438‬هـ‪،‬‬
‫ونصه‪:‬‬
‫«أوالً‪ :‬تعدل الفقرة «رابع ًا» من البند «أوالً» من قواعد توزيع الدعاوى‬
‫لتكون بالنص اآليت‪:‬‬
‫«الدعاوى التجارية واملدنية التي ختتص هبا حماكم الديوان‪ ،‬والدعاوى‬
‫الناشئة عن تطبيق نظام الرشكات‪ ،‬عىل الدوائر التجارية‪ ،‬ويوزع منها عىل‬
‫الدوائر التي من قاض واحد الدعاوى التي ال تزيد الطلبات األصلية فيها‬
‫عن مائتي ألف ريال؛ ما مل تكن بني رشكاء أو يف وكالة جتارية أو عقد مقاولة‬
‫إنشاء مبان»‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬يعمل هبذا القرار اعتبار ًا من تاريخ ‪1438/10/8‬هـ عىل‬
‫الدعاوى اجلديدة»‪.‬‬

‫بطنطا‪ ،‬العدد (اخلامس والثالثون)‪2020 ،‬م (‪ )620/1‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫احلالة الثالثة‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية داخل املحكمة التجارية‬


‫الواحدة‪:‬‬
‫من حني بدأ عمل املحاكم التجارية حتت مظلة القضاء العام‬
‫واالختصاص القيمي للدوائر التابعة هلا كان موجود ًا ومنصوص ًا عليه‪،‬‬
‫إذ جاء يف تعميم رئيس املجلس األعىل للقضاء املكلف برقم (‪/967‬ت)‬
‫وتاريخ ‪1439/1/1‬هـ ما نصه‪« :‬فأشري إىل ما قرره املجلس يف اجللسة‬
‫«الرابعة» برقم «‪ »38/4/149‬وتاريخ ‪1438/11/18‬هـ املتضمن‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬سلخ الدوائر التجارية ودوائر االستئناف التجاري التابعة‬
‫لديوان املظامل إىل املحاكم والدوائر التجارية بالقضاء العام ومبارشهتا‬
‫اختصاصاهتا املنصوص عليها يف «نظام املرافعات الرشعية» اعتبار ًا من‬
‫تاريخ ‪1439/1/1‬هـ‪...‬‬
‫خامس ًا‪ :‬تنظر الدعاوى التجارية املتعلقة بنظام الرشكات أو الوكاالت‬
‫التجارية مهام كانت قيمة املطالبة األصلية فيها‪ ،‬والدعاوى األخرى التي‬
‫تزيد الطلبات األصلية فيها عن ثالثامئة ألف ريال من دوائر مكونة من ثالثة‬
‫قضاة‪ ،‬وتنظر الدعاوى التجارية التي ال تزيد الطلبات األصلية فيها عن‬
‫ثالثامئة ألف ريال من دائرة مكونة من قاض فرد‪ ،‬ويرسي ذلك عىل الدعاوى‬
‫املقيدة من تاريخ مبارشة املحاكم والدوائر التجارية اختصاصاهتا»‪.‬‬
‫وبعد صدور «نظام املحاكم التجارية» والئحته التنفيذية تغريت آلية‬
‫تشكيل الدوائر الثالثية والفردية وقيمة املطالبات املالية املختصة هبا‪،‬‬
‫وتفصيل ذلك فيام يتعلق بقيمة املطالبات املالية حيكمه ما جاء يف املادتني‬

‫‪369‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫(الثالثة) و(السادسة عرشة) من النظام‪ ،‬و(املادة احلادية عرشة) من الالئحة‬


‫التنفيذية‪.‬‬
‫«املادة الثالثة‪:‬‬
‫يتوىل املجلس األعىل للقضاء ‪ -‬وفق ًا الختصاصاته ‪ -‬النظر يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬إنشاء املحاكم التجارية يف املناطق واملحافظات بحسب احلاجة‪ ،‬عىل‬
‫تكون كل حمكمة من دوائر استئناف ودوائر ابتدائية‪.‬‬‫أن َّ‬
‫‪ .2‬تأليف دوائر استئناف ودوائر ابتدائية يف املحاكم التجارية من ثالثة‬
‫قضاة‪ ،‬وجيوز تأليف الدوائر من قاض واحد وفق أحكام النظام‪...‬‬
‫املادة السادسة عرشة‪:‬‬
‫ختتص املحكمة بالنظر يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬املنازعات التي تنشأ بني التجار بسبب أعامهلم التجارية األصلية أو‬
‫التبعية‪.‬‬
‫‪ .2‬الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود التجارية‪ ،‬متى كانت‬
‫قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مائة ألف ريال‪ ،‬وللمجلس عند‬
‫االقتضاء زيادة هذه القيمة‪.‬‬
‫‪ .3‬منازعات الرشكاء يف رشكة املضاربة‪.‬‬
‫‪ .4‬الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق أحكام نظام الرشكات‪.‬‬
‫‪ .5‬الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق أحكام نظام اإلفالس‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫‪ .6‬الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق أنظمة امللكية الفكرية‪.‬‬


‫‪ .7‬الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق األنظمة التجارية األخرى‪.‬‬
‫‪ .8‬الدعاوى والطلبات املتعلقة باحلارس القضائي واألمني واملصفي‬
‫واخلبري املعينني ونحوهم؛ متى كان النزاع متعلق ًا بدعوى ختتص بنظرها‬
‫املحكمة‪.‬‬
‫‪ .9‬دعاوى التعويض عن األرضار الناشئة عن دعوى سبق نظرها من‬
‫املحكمة«‪.‬‬
‫أما (املادة احلادية عرشة) من الالئحة التنفيذية فجاءت حتت عنوان‪:‬‬
‫«الفصل الثاين‪ :‬تكوين املحكمة‬
‫الدوائر املؤلفة من قاض واحد يف الدرجة االبتدائية»‪.‬‬
‫ونص املقصود منها هنا‪:‬‬
‫«املادة احلادية عرشة‪:‬‬
‫تؤلف دوائر ابتدائية يف املحكمة من قاض واحد‪ ،‬وفق ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬دوائر لنظر الدعاوى اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الدعاوى املنصوص عليها يف الفقرتني «‪ »1‬و«‪ »2‬من املادة «السادسة‬
‫عرشة» من النظام إذا كانت قيمة املطالبة األصلية ال تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ب‪ .‬الدعاوى املقامة بناء عىل الفقرتني «‪ »8‬و«‪ »9‬من املادة «السادسة‬
‫عرشة» من النظام أي ًا كان مبلغ املطالبة فيها‪ ،‬متى اتصلت بإحدى الدعاوى‬
‫املنصوص عليها يف الفقرة «‪/1‬أ» من هذه املادة‪.»...‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معيار تحديد القيمة في نظام المحاكم التجارية‪:‬‬

‫جاء بيان املعيار يف حتديد قيمة املطالبة الواردة يف «نظام املحاكم التجارية»‬
‫والئحته التنفيذية يف املادة (‪ )6‬من الالئحة‪ ،‬ونصها‪« :‬يكون املعترب يف حتديد‬
‫قيمة املطالبة األصلية املنصوص عليها يف النظام والالئحة؛ قيمة املطالبات‬
‫الواردة يف صحيفة الدعوى‪ ،‬فيام عدا املطالبة بمصاريف التقايض أو أتعاب‬
‫املحاماة‪ .‬وإذا مل تكن املطالبة بمبلغ كطلب الفسخ أو إعادة املبيع ونحوها؛‬
‫فيكون املعترب قيمة االلتزام الناشئة عنه املطالبة»‪.‬‬
‫ومن خالل هذا النص الالئحي‪ ،‬يتبني أن املنظم قسم قيمة املطالبات‬
‫الواردة يف صحيفة الدعوى إىل قسمني‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬مطالبة حمددة القيمة‪:‬‬
‫واملراد هبذا القسم هو الدعاوى التي يتم فيها حتديد قيمة املبلغ املدعى‬
‫به ‪ -‬قيمة املطالبة األصلية ‪ -‬يف صحيفة الدعوى‪ ،‬وهذا القسم أدرج فيه‬
‫املنظم نوعني‪:‬‬

‫‪372‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫النوع األول‪ :‬املطالبات بمصاريف التقايض((( أو أتعاب املحاماة‪:‬‬


‫وهذا النوع ال خيضع ملعيار حتديد القيمة‪ ،‬باعتبار أن النظر القضائي‬
‫فيه تابع للنظر يف الدعوى األصلية‪ ،‬ومن ثم فإن املحكمة والدائرة ناظرة‬
‫الدعوى األصلية هي املختصة بالنظر يف هذه الدعوى بغض النظر عن قيمة‬
‫املطالبة الواردة يف املطالبات بمصاريف التقايض أو أتعاب املحاماة‪.‬‬
‫وعليه فاملطالبات التي تكون تبع ًا للقضية األصل فإهنا تكون من‬
‫اختصاص املحكمة والدائرة ناظرة القضية األصل‪ ،‬كام لو متت املطالبة‬
‫بتكاليف االستعانة باخلبري وأتعابه أو تكاليف انتقال الشهود مثالً‪ ،‬ويدخل‬
‫يف ذلك اآلن دخوالً أولي ًا ما جاء يف نظام التكاليف القضائية((( من فرض‬
‫تكاليف قضائية عىل الدعاوى والطلبات التي تقدم إىل املحاكم عىل حسب‬
‫التفصيل الوارد يف النظام‪.‬‬

‫((( جاء يف املادة (‪ )164‬من الالئحة التنفيذية‪« :‬جيب عىل املحكمة أن تُضمن حكمها يف‬
‫املوضوع‪ :‬الفصل يف طلب التعويض عن األرضار املادية واملعنوية بام يف ذلك مصاريف‬
‫التقايض‪.»...‬‬
‫وجاء يف الالئحة التنفيذية لنظام املحاماة‪ -5/26« :‬للمحامي املطالبة باستيفاء‬
‫النفقات التي دفعها يف سبيل سري القضية إذا مل يشملها العقد»‪.‬‬
‫وجاء يف املذكرة التفسريية لقانون رقم (‪ )78‬لسنة ‪1931‬م (الئحة ترتيب املحاكم‬
‫الرشعية واإلجراءات املتعلقة هبا) وذلك عند التعليق عىل املادة (‪« :)281‬وتشمل‬
‫مصاريف الدعوى الرسوم القضائية وأجور اخلرباء ومصاريف الشهود وكل ما ينفق‬
‫ال عن‪ :‬أبحاث‬ ‫رسمي ًا يف إثبات الدعوى‪ ،‬مثل‪ :‬مصاريف االنتقال وأجر املحاماة» نق ً‬
‫يف أحكام ‪ -‬فقه وقضاء وقانون‪ ،‬أمحد شاكر‪ ،‬ص(‪.)158‬‬
‫((( الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )16/‬وتاريخ ‪1443/1/30‬هـ‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫كام يشمل ذلك املطالبة بدفع أتعاب املحامي‪ ،‬سواء كان الطلب تم‬
‫من قبل أحد أطراف الدعوى جتاه الطرف اآلخر لسداد تلك األتعاب‪ ،‬أو‬
‫لو قدر وحدث نزاع بني ذلك الطرف وحماميه الذي وكله للرتافع يف هذه‬
‫القضية(((‪ ،‬فإنه يف كل الصور تكون املحكمة والدائرة التي نظرت القضية‬
‫األصل هي صاحبة االختصاص يف النظر يف هذه الدعوى بغض النظر عن‬
‫قيمة املطالبة املالية الواردة فيها‪.‬‬
‫كام أنه يدخل يف نص املادة ما لو اشتملت صحيفة الدعوى يف القضية‬
‫األصلية عىل عدد من املطالبات‪ ،‬فإنه حينها ينظر إىل القيمة املالية ملجموع‬
‫تلك املطالبات إال أنه خيصم منها قيمة مصاريف التقايض وأتعاب املحاماة‬
‫إن وجدت‪ ،‬إذ ال حتسب حال النظر لتحديد االختصاص القضائي‪.‬‬
‫وقد جاء يف نظام املحاماة الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )38/‬وتاريخ‬
‫‪1422/7/28‬هـ‪ ،‬ما نصه‪:‬‬
‫«املادة السادسة والعرشون‪:‬‬
‫حتدد أتعاب املحامي وطريقة دفعها باتفاق يعقده مع موكله‪ ،‬فإذا مل يكن‬
‫ال قدرهتا املحكمة التي نظرت‬‫هناك اتفاق أو كان االتفاق خمتلف ًا فيه أو باط ً‬
‫يف القضية عند اختالفهام بناء عىل طلب املحامي أو املوكل بام يتناسب مع‬

‫((( وهذه صورة من صور ما يعرف بـ(اخلصومة الفرعية)‪ ،‬والتي هي ليست من الدعوى‬
‫بني اخلصمني‪ ،‬وإنام بني املحامي وموكله‪ .‬انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)159‬‬

‫‪374‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫اجلهد الذي بذله املحامي والنفع الذي عاد عىل املوكل‪ ،‬ويطبق هذا احلكم‬
‫كذلك إذا نشأ عن الدعوى األصلية أي دعوى فرعية»(((‪.‬‬
‫وجاء يف الالئحة التنفيذية الصادرة بقرار وزير العدل رقم (‪)4649‬‬
‫وتاريخ ‪1423/6/8‬هـ‪:‬‬
‫«‪ -3/28‬يقصد بالقضية الواردة يف املواد «‪ »28 ،27 ،26‬من النظام‪:‬‬
‫القضية األصلية التي توكل املحامي فيه عن موكله‪...‬‬
‫‪ -5/28‬نظر قضايا أتعاب املحامني من اختصاص املحاكم‪ ،‬وتنظر من‬
‫القايض الذي نظر قضية األتعاب حسب االختصاص النوعي للمحاكم‬
‫الوارد يف نظام املرافعات الرشعية»(((‪.‬‬
‫((( وانظر‪ :‬املادتني (‪ )28 ،27‬من نظام املحاماة‪ ،‬وقواعد السلوك املهني للمحامني‬
‫والصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم (‪ )3453‬وتاريخ ‪1442/12/24‬هـ‪ ،‬املواد‬
‫(‪.)26 ،24 ،15-12‬‬
‫((( وقد ثار إشكال فيام لو تم نظر القضية األصلية أمام املحاكم اإلدارية يف ديوان املظامل‪،‬‬
‫فهل تكون هي املختصة بنظر النزاع بني املحامي وموكله فيام لو حدث‪ ،‬وقد اختلفت‬
‫األحكام الصادرة يف ذلك عن املحاكم اإلدارية‪ .‬انظر‪ :‬املخترص الوسيط يف التعليق‬
‫عىل نظام املحاماة باململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز القصري‪ ،‬ص(‪)190‬‬
‫وما بعدها‪ ،،‬إال أنه صدر مؤخر ًا عن الدائرة الثانية باملحكمة اإلدارية العليا بتاريخ‬
‫‪1442/8/11‬هـ حكم يف االعرتاض رقم (‪ )2664‬لعام ‪1441‬هـ عىل احلكم‬
‫الصادر من حمكمة االستئناف اإلدارية باملنطقة الرشقية يف القضية رقم (‪ )9351‬لعام‬
‫‪1440‬هـ‪ ،‬ما نصه‪ ...« :‬وحيث إنه وإن قام نوع من اخلالف بني النصوص النظامية‪،‬‬
‫عىل نحو ما تقدم بأن منحت املادة السادسة والعرشون من نظام املحاماة االختصاص‬
‫بنظر املنازعة الناشئة عن العقد بني املحامي وموكله للجهة القضائية التي فصلت يف‬
‫املنازعة التي وكل املحامي فيها‪ ،‬يف حني ورد نظام ديوان املظامل بحرص اختصاصاته‬
‫دون النص عىل النصوص النظامية اخلاصة‪ ،‬كام هو احلال يف نظامه القديم؛ فإن ذلك =‬

‫‪375‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫كام وقد جاء يف اخلطاب الصادر من املرشف عىل اإلدارة العامة‬


‫للمستشارين املكلف برقم (‪ )41130‬وتاريخ ‪1439/8/15‬هـ‪ ،‬ما نصه‪:‬‬
‫«‪ ...‬وأفيد فضيلتكم بأن املوضوع درس من قبل املختصني يف اإلدارة العامة‬
‫للمستشارين‪ ،‬وانتهت إىل ما ورد يف املحرض رقم «‪ »39/251‬بتاريخ‬
‫‪1439/7/9‬هـ‪ ،‬املتضمن ما يأيت‪... :‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬ما يتعلق بدعوى أتعاب حماماة أكثر من عرشين ألف ريال‪ ،‬هل‬
‫ختتص هبا الدائرة اجلزئية يف املحكمة العامة يف دعوى نظرهتا؟‬
‫واجلواب‪ :‬أن الدائرة اجلزئية التي نظرت الدعوى األصلية هي املعنية‬
‫بنظر دعوى أتعاب املحاماة ولو زادت األتعاب عن عرشين ألف ريال؛‬
‫لعموم املادة «‪ »5/28‬من الالئحة التنفيذية لنظام املحاماة‪ ،‬واملادتني «‪»5/3‬‬
‫و«‪ »3/73‬من اللوائح التنفيذية لنظام املرافعات الرشعية»‪.‬‬

‫= ال يصل إىل حد التعارض بني النصوص النظامية‪ ،‬والتي يلزم لقيام التعارض بينها‬
‫أن يكونا تنظيمني عامني أو خاصني؛ فإن مل يكونا كذلك؛ فإن النص اخلاص يبقى عىل‬
‫خصوصه‪ ،‬ورسيانه واجب التطبيق‪ ،‬ولو كان سابق ًا يف الصدور عىل النظام العام؛ ألن‬
‫التنظيامت اخلاصة وضعت ألغراض معينة وغايات مقصودة من قبل واضع النظام‪،‬‬
‫وإن إهدارها إلعامل تنظيم عام يتناىف مع هذا التخصيص‪ ،‬مما يعني بقاء النص اخلاص‬
‫الوارد يف نظام املحاماة عىل رسيانه‪ ،‬وإعامل أثره ما دام مل يرد بشأنه نص خاص يلغيه‪،‬‬
‫ومن ثم يبقى االختصاص للجهة التي فصلت يف املنازعة وهي املحكمة اإلدارية‪.»...‬‬
‫وقد سبق قدي ًام أن وجد اختالف يف االختصاص يف مثل هذا بني املحاكم اجلزئية‬
‫واملحاكم االبتدائية الرشعية يف مرص‪ .‬انظر‪ :‬أبحاث يف أحكام ‪ -‬فقه وقضاء وقانون‪،‬‬
‫أمحد شاكر‪ ،‬ص(‪ )143‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫النوع الثاين‪ :‬املطالبات فيام عدا مصاريف التقايض أو أتعاب املحاماة‪:‬‬


‫وهذا النوع هو األكثر ورود ًا‪ ،‬وهنا حدد املعيار يف قيمة املطالبات‬
‫األصلية املنصوص عليها يف النظام والالئحة بأنه قيمة املطالبات الواردة‬
‫يف صحيفة الدعوى‪ ،‬ومن ثم فال ينظر إىل التعديالت التي تطرأ عىل قيمة‬
‫املطالبات أثناء نظر الدعوى‪ ،‬بمعنى أنه ال ينظر فيام يتم تقديمه بعد تقديم‬
‫صحيفة الدعوى من املطالبات من حيث تأثريها عىل اختصاص املحكمة‬
‫هنا‪ ،‬كام أنه ال ينظر إىل تعدد الطلبات وجتزئتها(((‪ ،‬وال إىل تعدد املدعني أو‬
‫املدعى عليهم‪ ،‬وال إىل منازعة املدعى عليه يف قيمة املبلغ املدعى به‪ ،‬وال‬
‫بام يف املستندات املقدمة لدى املحكمة أو الدائرة‪ ،‬وال بام صدر به احلكم‬
‫القضائي فيها(((‪.‬‬
‫((( مما جاء يف الالئحة التنفيذية لنظام املحاكم التجارية‪ -1/77« :‬جيب أن تتضمن‬
‫صحيفة الدعوى بيان االرتباط بني الطلبات حال تعددها‪.‬‬
‫‪ -2‬دون إخالل بام نصت عليه املادة احلادية والعرشون من النظام‪ ،‬حتكم املحكمة‬
‫بعدم قبول الدعوى عند تضمنها طلبات ال رابط بينها‪ ،‬ما مل حيرص املدعي دعواه يف‬
‫أحدها‪...‬‬
‫‪ -100‬ال يقبل من أي طرف أن يبدي يف اجللسة التي ختلف فيها خصمه طلبات‬
‫جديدة‪ ،‬أو أن يعدل يف الطلبات املبلغ هبا خصمه‪ ،‬ما مل يكن تعديل الطلب ملصلحة‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬وغري مؤثر يف حق من حقوقه»‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬أحكام الدعوى القضائية‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪ )510‬وما بعدها‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬لالستزادة حول حاالت اختالف نصاب الدعوى‪ ،‬وتصنيف الدعاوى‬
‫باعتبار تقويمها املايل وأثر ذلك يف االختصاص القضائي‪ :‬االستخالص يف أحكام‬
‫االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪ ،)165-163‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات‬
‫الرشعية السعودي‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،)204-201/1( ،‬املبسوط يف املرافعات‬
‫الرشعية‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الدرعان‪ ،‬ص(‪ )613‬وما بعدها (‪ )643‬وما بعدها‪ ،‬الالئحة =‬

‫‪377‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫القسم الثاين‪ :‬مطالبة غري حمددة القيمة‪:‬‬


‫إذا مل تكن املطالبة مطالبة بمبلغ حمدد‪ ،‬كام لو كانت املطالبة‪ :‬بفسخ عقد‬
‫أو إعادة مبيع أو إخالء عني أو تنفيذ التزام بعمل أو غري ذلك‪ ،‬فهنا نص‬
‫املنظم عىل أنه يرجع حينها من أجل حتديد قيمة هذه املطالبة إىل قيمة االلتزام‬
‫الناشئة عنه املطالبة‪.‬‬
‫إال أنه يرد تساؤل‪ :‬فيام لو كانت املطالبة الواردة يف صحيفة الدعوى‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ .1‬مطالبة بمبلغ لكن مل حيدد فيها مبلغ املطالبة‪ ،‬كاملطالبة بتعويض مايل‬
‫دون حتديد مبلغ التعويض‪.‬‬
‫‪ .2‬أو كانت املطالبة ليست بمبلغ وااللتزام الناشئة عنه املطالبة ليس له‬
‫قيمة حمددة‪ ،‬كاملطالبة بتقديم كشف حساب‪ ،‬أو املطالبة باالمتناع عن عمل‪.‬‬
‫فإن هاتني احلالتني ليستا داخلتني يف التقسيم املنصوص عليه‪ ،‬ويف هاتني‬
‫احلالتني يمكن القول بأنه(((‪:‬‬
‫أ‪ .‬إما أن يعاد الطلب إىل املدعي لتحديد املبلغ الذي يطالب به‪ ،‬إذا كانت‬
‫املطالبة من قبيل احلالة األوىل‪.‬‬

‫= التنفيذية لنظام املرافعات الرشعية «السابق» الصادرة بقرار وزير العدل رقم‬
‫(‪ )4569‬وتاريخ ‪1423/6/3‬هـ‪ ،‬املواد (‪.)12/31-9/31‬‬
‫((( انظر‪ :‬املراجع السابقة‪ ،‬ويمكن أن يسند هذا األمر لإلدارة املختصة بتهيئة الدعوى‬
‫حسب ما جاء يف املادة (الثالثة والثامنني) وما بعدها من الالئحة التنفيذية لنظام املحاكم‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ب‪ .‬وإما أن حيال الطلب إىل أهل اخلربة لتقدير قيمة املطالبة الواردة يف‬
‫الدعوى(((‪.‬‬
‫ومن ثم فاملعترب يف حتديد قيمة املطالبة األصلية املنصوص عليها يف‬
‫النظام ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬أن العربة هي يف القيمة املطالب هبا يف صحيفة الدعوى ابتداء‪ ،‬وذلك‬
‫إن كانت املطالبة حمددة املبلغ‪.‬‬
‫‪ .2‬العربة بقيمة االلتزام الناشئة عنه املطالبة‪ ،‬وذلك إن كانت املطالبة‬
‫ليست بمبلغ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن العربة باملحكمة والدائرة ناظرة القضية األصلية دون النظر إىل‬
‫قيمة املطالبة‪ ،‬وذلك إن كانت املطالبة بمصاريف التقايض أو أتعاب املحاماة‪.‬‬
‫‪ .4‬إن مل تكن املطالبة داخلة يف إحدى الصور السابقة‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫أ‪ .‬إما بإرجاعها للمدعي لتحديد مبلغ املطالبة‪.‬‬
‫ب‪ .‬وإما بإحالتها خلبري أو جهة خربة لتقدير مبلغ املطالبة‪.‬‬

‫((( جاء يف الالئحة التنفيذية لنظام املرافعات الرشعية «القديم» الصادرة بقرار وزير العدل‬
‫رقم (‪ )4569‬وتاريخ ‪1423/6/3‬هـ‪ -10/31« :‬يرجع يف تقدير قيمة الدعوى‬
‫«قيمة املدعى به» إىل طلب املدعي‪ ،‬فإن مل يمكن فيتم التقدير من قبل اثنني من أهل‬
‫اخلربة»‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المبحث الثاني‬
‫االختصاص القيمي للمحاكم التجارية في الفقه‬
‫والنظام‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للمحاكم التجارية في الفقه‪:‬‬

‫نص الفقهاء عىل جواز هذا النوع من االختصاص القضائي‪ ،‬وجرى‬


‫عليه العمل من قديم(((‪:‬‬
‫فقد فعله اخلليفة امللهم عمر بن اخلطاب هنع هللا يضر‪ ،‬إذ وىل يزيد ابن أخت‬
‫النمر القضاء‪ ،‬وقال له‪ :‬اكفني بعض األمور ‪ -‬يعني‪ :‬صغارها ‪ ،-‬ويف رواية‪:‬‬
‫رد عني الناس يف الدرهم والدرمهني(((‪.‬‬
‫وقال أبو عبد اهلل الزبريي هللا همحر (ت‪317 :‬هـ)‪ :‬مل تزل األمراء عندنا‬
‫بالبرصة برهة من الدهر يستقضون قاضي ًا عىل املسجد اجلامع يسمونه‬
‫((( انظر‪ :‬االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬ص(‪،74-73‬‬
‫‪ ،)225-223‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد املرزوقي‪ ،‬ص(‪ ،)118-116 ،62-61‬االستخالص يف أحكام االختصاص‪،‬‬
‫عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪.)162-161‬‬
‫((( رواه عبد الرزاق الصنعاين يف مصنفه‪ ،)302/8( ،‬برقم (‪ ،)15299‬وأبو داود يف‬
‫املراسيل‪ ،‬ص(‪ ،)440-439‬برقم (‪ ،)380‬ووكيع يف أخبار القضاة‪-105/1( ،‬‬
‫‪ ،)106‬والطرباين يف املعجم الكبري‪ ،)178/7( ،‬برقم (‪ ،)6662‬وابن كثري يف مسند‬
‫الفاروق‪ ،)418-417/2( ،‬برقم (‪ ،)743 ،742‬وقال اهليثمي يف جممع الزوائد ومنبع‬
‫الفوائد‪( :‬رواه أبو يعىل ورجاله رجال الصحيح) وقال عن الرواية األخرى‪« :‬وفيه ابن‬
‫هليعة‪ ،‬وفيه ضعف‪ ،‬وحديثه حسن‪ ،‬وبقية رجاله رجال الصحيح»‪.)196/4( ،‬‬

‫‪380‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫«قايض املسجد»‪ ،‬حيكم يف مائتي درهم وعرشين دينار ًا فام دوهنا‪ ،‬ويفرض‬
‫النفقات‪ ،‬وال يتعدى موضعه وال ما قدر له(((‪.‬‬
‫وقال املاوردي هللا همحر (ت‪450 :‬هـ)‪« :‬فأما إن كانت واليته خاصة‬
‫فهي منعقدة عىل خصوصها‪ ،‬ومقصورة النظر عىل ما تضمنته‪ ،‬كمن ُقلد‬
‫القضاء يف بعض ما قدمناه من األحكام‪ ،‬أو يف احلكم بإقرار دون البينة‪ ،‬أو‬
‫يف الديون دون املناكح‪ ،‬أو يف مقدر بنصاب‪ ،‬فيصح هذا التقليد‪ ،‬وال يصح‬
‫للمول أن يتعداه؛ ألهنا استنابة فصحت عموم ًا وخصوص ًا كالوكالة»(((‪.‬‬
‫َّ‬
‫وقال أبو يعىل الفراء هللا همحر (ت‪458 :‬هـ)‪ ...« :‬أو يف مقدار من املال‪،‬‬
‫فيصح التقليد‪ ،‬وال جيوز أن يتعداه؛ ألهنا والية فصحت عموم ًا وخصوص ًا‬
‫كالوكالة‪.‬‬

‫((( األحكام السلطانية‪ ،‬املاوردي‪ ،‬ص(‪ ،)142‬أدب القايض‪ ،‬املاوردي‪.)173/1( ،‬‬


‫فائدة‪ :‬قد كان هناك يف عرص النبوة من توىل القضاء من غري اختصاص بتويل القضاء‬
‫فقط كعيل هنع هللا يضر‪ ،‬ثم وقع تويل القضاء عىل باب االختصاص يف خالفة عيل هنع هللا يضر؛‬
‫إذ وىل رشحي ًا‪ ،‬وسامه بـ«قايض املسلمني»‪ ،‬ثم وقع االصطالح عىل أن يويل اخلليفة‬
‫واحد ًا ال غري يف معامالته‪ ،‬ويسمونه بـ«قايض القضاة»‪ ،‬وهو يويل من حتت يده يف‬
‫سائر البالد‪ ،‬وكان أوهلم‪ :‬القايض أبو يوسف صاحب أيب حنيفة‪ ،‬وكان ممن ويل ذلك‪:‬‬
‫القايض أبو يعىل الفراء‪ ،‬ثم إنه كان خيص كل بلد بقاض من اإلمام‪ .‬انظر‪ :‬إيضاح‬
‫طرق االستقامة يف بيان أحكام الوالية واإلمامة‪ ،‬يوسف ابن عبد اهلادي «ابن املربد»‪،‬‬
‫ص(‪ ،)108 ،28‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪.‬‬
‫حممد املرزوقي‪ ،‬ص(‪ )33‬وما بعدها‪ ،‬االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل‬
‫آل خنني‪ ،‬ص(‪.)52-49‬‬
‫((( األحكام السلطانية‪ ،‬املاوردي‪ ،‬ص(‪ ،)141‬وانظر‪ :‬أدب القايض‪ ،‬املاوردي‪،‬‬
‫(‪.)173-172/1‬‬

‫‪381‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وقد نص أمحد عىل صحتها يف قدر املال‪ ،‬فقال يف رواية أمحد بن نرص‪:‬‬
‫يف رجل أشهد عىل ألف درهم‪ ،‬وكان احلاكم ال حيكم إال يف مائة ومائتني؛‬
‫فقال‪ :‬ال تشهد إال ما أشهدت عليه‪.‬‬
‫وكذلك قال يف رواية احلسن بن حممد‪ :‬يف رجل أشهد عىل ألف‪ ،‬وال‬
‫حيكم يف البالد إال عىل مائة‪ :‬ال تشهد إال بألف‪.‬‬
‫فقد نص عىل جواز القضاء يف قدر من املال‪.‬‬
‫ووجهه‪ :‬ما ذكرناه»(((‪.‬‬
‫وقال أبو حممد ابن قدامة هللا همحر (ت‪620 :‬هـ)‪ ...« :‬وجيوز أن جيعل‬
‫حكمه يف قدر من املال‪ ،‬نحو أن يقول‪ :‬احكم يف املائة فام دوهنا‪ ،‬فال ينفذ‬
‫حكمه يف أكثر منها»(((‪.‬‬
‫وقال أبو الفرج ابن قدامة هللا همحر (ت‪682 :‬هـ)‪ ...« :‬ألن ذلك مجيعه‬
‫إىل اإلمام‪ ،‬وله االستنابة يف الكل‪ ،‬فتكون له االستنابة يف البعض»(((‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص القيمي للمحاكم التجارية في النظام‪:‬‬

‫نص «نظام املحاكم التجارية» يف املادة (‪ )16‬منه عىل أن‪« :‬ختتص‬


‫املحكمة بالنظر يف اآليت‪... :‬‬

‫((( األحكام السلطانية‪ ،‬أبو يعىل الفراء‪ ،‬ص(‪.)68‬‬


‫((( املغني‪ ،‬عبد اهلل ابن قدامة‪.)90-89/14( ،‬‬
‫((( الرشح الكبري‪ ،‬عبد الرمحن ابن قدامة‪.)283/28( ،‬‬

‫‪382‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫‪ .2‬الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود التجارية‪ ،‬متى‬


‫كانت املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مائة ألف ريال‪ ،‬وللمجلس‬
‫عند االقتضاء زيادة هذه القيمة)‪.‬‬
‫ثم جاء يف املادة (‪ )31‬من الالئحة التنفيذية للنظام ما نصه‪« :‬ختتص‬
‫املحاكم التجارية يف الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود‬
‫التجارية‪ ،‬متى كانت قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مخسامئة‬
‫ألف ريال»‪.‬‬
‫فيالحظ ابتداء أن النظام نص يف املادة (‪ )16‬منه عىل قيمة حمددة وهي‬
‫مائة ألف ريال‪ ،‬وأجاز للمجلس األعىل للقضاء الزيادة عند االقتضاء‪ ،‬وملا‬
‫صدرت الالئحة التنفيذية للنظام تم يف املادة (‪ )31‬منها زيادة القيمة إىل‬
‫مخسامئة ألف ريال‪ ،‬والالئحة التنفيذية صدرت بقرار معايل وزير العدل‬
‫رقم (‪ )8344‬وتاريخ ‪1441/10/26‬هـ‪ ،‬بعد التنسيق مع املجلس كام‬
‫جاء النص عىل ذلك رصحي ًا يف ديباجة القرار‪.‬‬
‫وبناء عليه فاملسألة املتعلقة باالختصاص القيمي للمحاكم التجارية هي‬
‫هذا النوع من الدعاوى من بني بقية املنازعات والدعاوى األخرى املسند‬
‫االختصاص القضائي فيها للمحاكم التجارية‪ ،‬إذ ما عداها من املنازعات‬
‫والدعاوى األخرى املسند فيها االختصاص للمحاكم التجارية مل تعلق‬
‫بقيمتها‪ ،‬وإنام تكون من اختصاص املحاكم التجارية دون النظر إىل قيمتها‪،‬‬
‫ومن ثم فإن املسألة املتعلقة باالختصاص القيمي لنظر املحاكم التجارية‬
‫مرشوطة بأربعة رشوط‪:‬‬

‫‪383‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫الرشط األول‪ :‬أن يكون املدعى عليه تاجر ًا‪.‬‬


‫الرشط الثاين‪ :‬أن يكون املدعي مدني ًا أو تاجر ًا لكن املنازعة نشأت بينه‬
‫وبني املدعى عليه بسبب عمل مدين‪.‬‬
‫الرشط الثالث‪ :‬أن تكون الدعوى من منازعات العقود التجارية‪.‬‬
‫الرشط الرابع‪ :‬أن تكون قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل‬
‫مخسامئة ألف ريال‪.‬‬
‫الرشط األول‪ :‬أن يكون املدعى عليه تاجر ًا‪:‬‬
‫أي أن تكون الدعوى مرفوعة عىل تاجر(((‪ ،‬والتاجر كام جاء يف نص‬
‫املادة (‪ )1‬من «نظام املحكمة التجارية» الصادر باملرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )32/‬وتاريخ ‪1350/1/15‬هـ‪ ،‬هو‪« :‬من اشتغل باملعامالت التجارية‪،‬‬
‫واختذها مهنة له»‪.‬‬
‫وقد ذكر الرشاح رشوط ًا الكتساب الشخصية الطبيعية صفة التاجر‪،‬‬
‫ورشوط ًا أخرى الكتساب الشخصية االعتبارية (املعنوية) صفة التاجر(((‪.‬‬

‫((( انظر‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪.)28-27‬‬
‫((( انظر‪ :‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪ )99‬وما بعدها‪ ،‬رشح النظام‬
‫التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪ ،‬ص(‪ )116‬وما بعدها‪،‬‬
‫القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬ص(‪،)204 ،...195 ،...93‬‬
‫املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪،110‬‬
‫‪ )207‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫رشوط اكتساب الشخصية الطبيعية صفة التاجر‪:‬‬


‫‪ .1‬مبارشة العمل التجاري‪:‬‬
‫واملراد مبارشة األعامل التجارية األصلية‪ ،‬سواء األعامل التجارية‬
‫األصلية املنفردة أم األعامل التجارية األصلية باملقاولة أو املرشوع‪ ،‬ويدخل‬
‫يف ذلك األعامل التجارية املنصوص عليها يف النظام وكذا األعامل التجارية‬
‫امللحقة هبا بطريق القياس‪ ،‬ومن ثم خيرج هبذا الرشط مبارشة األعامل‬
‫التجارية بالتبعية؛ إذ هي أعامل مدنية بطبيعتها‪ ،‬وإنام اكتسبت وصف‬
‫التجارية لصدورها من تاجر وخلدمة جتارته‪ ،‬فهي تتطلب اكتساب صفة‬
‫التاجر ابتداء‪.‬‬
‫‪ .2‬احرتاف العمل التجاري‪:‬‬
‫أي أن يبارش األعامل التجارية األصلية عىل وجه االحرتاف والتكرار‬
‫والديمومة واالنتظام واالستمرار‪.‬‬
‫‪ .3‬قيام الشخص بالعمل التجاري باسمه وحلسابه اخلاص‪:‬‬
‫ويعرب بعض الرشاح عن هذا الرشط برشط‪ :‬االستقاللية يف مبارشة‬
‫العمل التجاري‪ ،‬وخيرج هبذا الرشط من بارش العمل التجاري حلساب‬
‫غريه‪ ،‬وعليه فاملوظف أو العامل يف الرشكة ال يعد تاجر ًا‪.‬‬
‫‪ .4‬توافر األهلية التجارية‪:‬‬
‫وهي يف النظام التجاري السعودي‪ :‬بلوغ سن الثامين عرشة سنة‪ ،‬مع‬
‫الرشد‪ ،‬والسالمة من عوارض األهلية‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫«وال يعد وجود الرتخيص بمزاولة التجارة أو العمل التجاري أو عدم‬


‫وجوده وصف ًا مؤثر ًا يف إثبات صفة التاجر أو نفيها»(((‪.‬‬
‫رشوط اكتساب الشخصية االعتبارية صفة التاجر‪:‬‬
‫‪ .1‬تأسيس الرشكة وفق «نظام الرشكات»‪ ،‬واكتامل اكتساهبا الشخصية‬
‫االعتبارية(((‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون موضوعها وحملها وغرضها القيام باألعامل التجارية(((‪.‬‬
‫«أوال» الوارد يف نتائج حمرض اللجنة املشكلة بقرار معايل رئيس املجلس األعىل‬ ‫((( من البند ً‬
‫للقضاء رقم (‪ )2826‬وتاريخ ‪1439/1/29‬هـ‪ ،‬لدراسة أنواع القضايا الواردة‬
‫للمحاكم والدوائر التجارية‪ ،‬ومجع االستشكاالت املتعلقة باالختصاص النوعي‬
‫والرفع باملقرتحات العملية حللها‪ ،‬واملعممة برقم (‪ )3392‬وتاريخ ‪1439/2/12‬هـ‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬ص(‪.)95‬‬
‫((( جاء يف املادة (الرابعة عرشة) من «نظام الرشكات» الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)3/‬‬
‫وتاريخ ‪1437/1/28‬هـ‪:‬‬
‫«املادة الرابعة عرشة‪:‬‬
‫‪ -1‬باستثناء رشكة املحاصة‪ ،‬تكتسب الرشكة الشخصية االعتبارية بعد قيدها يف‬
‫السجل التجاري‪ ،‬ومع ذلك يكون للرشكة خالل مدة التأسيس شخصية اعتبارية‬
‫بالقدر الالزم لتأسيسها‪ ،‬برشط إمتام عملية التأسيس‪.‬‬
‫‪ -2‬ال جيوز االحتجاج عىل الغري بعقد تأسيس الرشكة وبنظام رشكة املسامهة األساس‬
‫املشهرة وفق ًا ألحكام النظام إال بعد قيد الرشكة يف السجل التجاري‪ ،‬ومع ذلك إذا‬
‫اقترص عدم الشهر عىل بيان أو أكثر من أي منهام‪ ،‬كانت هذه البيانات وحدها غري نافذة‬
‫يف مواجهة الغري»‪.‬‬
‫((( جاء يف نتائج حمرض اللجنة املشار إليه قريب ًا‪ ...« :‬ثامن ًا‪ :‬ال تكتسب الرشكة صفة التاجر‬
‫إذا مل يكن نشاطها مزاولة عمل جتاري ولو كانت خاضعة لنظام الرشكات‪ ...‬إال أنه‬
‫يف حال قيام الرشكة بمزاولة عمل جتاري فإهنا تكتسب صفة التاجر يف حدود ذلك‬
‫العمل»‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫الرشط الثاين‪ :‬أن يكون املدعي مدني ًا أو تاجر ًا لكن املنازعة نشأت بينه وبني‬
‫املدعى عليه بسبب عمل مدين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ينبه إىل أن املنازعة يف العقود التجارية إذا كانت بني تاجرين فإهنا‬
‫تعد من اختصاص املحاكم التجارية دون النظر إىل قيمة املطالبة الواردة يف‬
‫ذات الدعوى؛ لكوهنا حينئذ تكون داخلة يف نص الفقرة (‪ )1‬من املادة ذاهتا‬
‫‪ -‬م‪ ،- 16/‬ونصها‪« :‬املادة السادسة عرشة‪:‬‬
‫ختتص املحكمة بالنظر يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬املنازعات التي تنشأ بني التجار بسبب أعامهلم التجارية األصلية أو‬
‫التبعية»‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬املقصود هبذا الرشط أنه إذا كان املدعي غري تاجر ‪ -‬مدني ًا ‪ ،-‬أو‬
‫كان تاجر ًا لكن العقد التجاري الذي أقدم عليه بالنسبة له يعد عقد ًا مدني ًا‬
‫وليس جتاري ًا(((‪ ،‬ففي هذه احلالة إذا توافرت باقي الرشوط فتكون احلالة‬

‫((( كام لو تعاقد تاجر لتملك سيارة لالستعامل الشخيص من إحدى وكاالت بيع السيارات‬
‫عن طريق عقد اإلجيار التموييل‪.‬‬
‫إذ عقد اإلجيار التموييل يعد من العقود التجارية احلديثة‪ .‬انظر‪ :‬العقود التجارية‬
‫وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪ ،)13‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪،‬‬
‫د‪ .‬منذر القضاة‪ ،‬ص(‪ ،)166-165‬االختصاص النوعي للمحاكم التجارية‪ ،‬د‪ .‬أمحد‬
‫خملوف‪ ،‬ص(‪ ،)137‬بحث منشور بمجلة العدل‪ ،‬عدد (‪ ،)66‬ذو القعدة ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫ال مدني ًا وليس جتاري ًا‪ .‬انظر‪ :‬املدخل إىل‬
‫والتاجر قد يقدم عىل عمل يعد يف حقه عم ً‬
‫النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬ص(‪.)191 ،89‬‬
‫وكام لو اشرتى تاجر من تاجر آخر سيارته اخلاصة قاصد ًا املشرتي بيعها بربح‪ ،‬فرفع‬
‫بعد ذلك التاجر البائع دعوى عىل التاجر املشرتي لسداد ثمنها‪ .‬فالعقد الذي بينهام =‬

‫‪387‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫داخلة يف االختصاص القيمي للمحاكم التجارية‪ ،‬ومن ثم فال بد أن تكون‬


‫قيمة املطالبة الواردة يف هذه الدعوى تزيد عىل القيمة املنصوص عليها‪.‬‬
‫ويصنف رشاح األنظمة هذه احلالة ضمن (األعامل املختلطة)‪ ،‬إذ األعامل‬
‫تقسم من حيث طبيعتها والعالقات القانونية بينها إىل ثالث فئات(((‪:‬‬
‫الفئة األوىل‪ :‬أعامل جتارية بالنسبة لكل طرف من أطراف العالقة‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬أعامل مدنية بالنسبة لكل طرف من أطراف العالقة‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬أعامل خمتلطة‪ ،‬وهي العمل التجاري بطبيعته أو بالتبعية‬
‫بالنسبة إىل أحد أطراف العالقة العمل املدين بالنسبة إىل الطرف اآلخر‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإذا كان العقد جتاري ًا من طرف مدني ًا من الطرف اآلخر‪ ،‬فحينئذ يعد‬
‫ال خمتلط ًا(((‪.‬‬
‫العقد عم ً‬
‫ويالحظ هنا أن العمل موصوف بأنه عمل جتاري (العقود التجارية)‬
‫بينام القيد الوارد هنا متجه إىل أحد أطراف العقد والدعوى وهو املدعي‪ ،‬وال‬
‫شك أن هناك فرق بني وصف العمل وصفة القائم به‪ ،‬فالعمل قد يوصف‬

‫= عقد جتاري ‪ -‬رشاء سيارة ألجل البيع ‪ ،-‬واملدعى عليه ‪ -‬املشرتي ‪ -‬تاجر‪ ،‬واملدعي‬
‫ال مدني ًا رصف ًا؛ ألنه باع سيارته‬
‫‪ -‬البائع ‪ -‬تاجر لكن طبيعة العقد يف حقه يعد عم ً‬
‫اخلاصة‪ ،‬فليس بعمل جتاري ال أصيل وال تبعي‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص(‪ )190 ،114‬وما بعدها‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪.‬‬
‫عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬ص(‪.)88-87‬‬
‫((( انظر‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪،)31 ،10-9‬‬
‫العقود التجارية وعمليات البنوك يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪،‬‬
‫ص(‪.)5-3‬‬

‫‪388‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫بأنه جتاري أو مدين‪ ،‬وكذا القائم بالعمل قد يوصف بأنه تاجر أو مدين‪ ،‬إذ‬
‫قد يكون العمل املختلط بني تاجرين‪ ،‬وقد يكون أحد أطرافه فقط تاجر ًا‪،‬‬
‫وقد يكون كال الطرفني ليسا بتاجرين(((‪ ،‬كام أهنا ال تقترص األعامل املختلطة‬
‫عىل العقود فقط(((‪ ،‬واملنظم يف االختصاص القضائي تارة يراعي األمرين‬
‫مع ًا ‪ -‬وصف العمل‪ ،‬وصفة القائم به ‪ -‬وتارة يراعي أحدمها‪ ،‬واجلهات‬
‫منفكة وليست بالزمة فيام بينها‪.‬‬
‫الرشط الثالث‪ :‬أن تكون الدعوى من منازعات العقود التجارية‪:‬‬
‫العقود التجارية هي عقود مدنية يف أصلها‪ ،‬لكنها توصف بأهنا عقود‬
‫جتارية متى ما انطبق عليها معيار العمل التجاري ‪ -‬أي‪ :‬نظرية األعامل‬
‫التجارية ‪ ،-‬وعليه فالعقد يعد جتاري ًا إذا اندرج يف عداد األعامل التجارية‬
‫طبق ًا ملا ورد يف املادة (الثانية) من «نظام املحكمة التجارية»‪ ،‬ومن ثم فإن كان‬
‫موضوع العقد عم ً‬
‫ال من األعامل التجارية األصلية أو بالتبعية ‪ -‬بمعنى‪ :‬أن‬
‫يكون القائم به تاجر ًا‪ ،‬وقد أقدم عليه حلاجته التجارية((( ‪ -‬فيكون عقد ًا‬
‫جتاري ًا‪ ،‬وإال فهو عقد مدين‪ ،‬وقد يكون العقد خمتلط ًا‪ ،‬بمعنى أن العقد الواحد‬
‫قد يكون جتاري ًا بالنسبة لطرف ومدني ًا بالنسبة للطرف اآلخر‪ ،‬ومن خالل ما‬

‫((( انظر‪ :‬الوجيز يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬ص(‪.)69‬‬
‫((( انظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬ص(‪.)91‬‬
‫((( األصل أن كل أعامل التاجر تعد جتارية وأهنا متت ألجل جتارته حتى يثبت العكس‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫تقدم يتبني أن حتديد الصفة التجارية للعقد راجعة لنظرية األعامل التجارية‬
‫مع عدم إغفال أثر صفة القائم بالعمل بالنسبة لطريف العقد(((‪.‬‬
‫الرشط الرابع‪ :‬أن تكون قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مخسامئة‬
‫ألف ريال‪:‬‬
‫سبق الكالم يف املطلب األول من هذا املبحث عن معيار حتديد قيمة‬
‫املطالبة األصلية وتفاصيل الدعاوى املتعلقة بذلك‪ ،‬فال حاجة إلعادته هنا‪.‬‬
‫وبناء عىل ما تقدم فيقال‪ :‬إنه إذا توافرت الرشوط األربعة تكون الدعوى‬
‫من اختصاص املحاكم التجارية‪ ،‬أما إن اختل رشط من تلك الرشوط‪،‬‬
‫واألهم عندنا هنا عند احلديث عن االختصاص القيمي‪ ،‬ما يتعلق بالرشط‬
‫الرابع‪ ،‬بأن اختل الرشط الرابع‪ ،‬وصورة ذلك‪ :‬أن تكون الدعوى مقامة‬
‫عىل تاجر‪ ،‬من مد ٍع مدين أو تاجر ال ألجل جتارته‪ ،‬يف منازعة عقد جتاري‪،‬‬
‫((( انظر‪ :‬العقود التجارية وعمليات البنوك يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪،‬‬
‫ص(‪ ،)5-3‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬ص(‪،10-9‬‬
‫‪ ،)31‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪،‬‬
‫ص(‪ ،)223‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬ص(‪-12‬‬
‫‪ ،)15‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬منذر القضاة‪ ،‬ص(‪.)22-21‬‬
‫يؤكد ذلك قرار الدائرة الثالثة باملحكمة العليا رقم (‪ )4/3/470‬وتاريخ‬
‫بفصل يف تنازع اختصاص سلبي‪ ،‬ومما جاء فيه‪ ...« :‬وبام‬ ‫ٍ‬ ‫‪1440/6/13‬هـ‪ ،‬واملتعلق‬
‫أن املدعية تطالب بباقي مستحقات مالية ناجتة عام بينهام من عقد‪ ،‬وبام أن حقيقة التعاقد‬
‫بني الطرفني يعترب من قبيل األعامل اخلدمية بتوفري عاملة لتنفيذ األعامل املتفق عليها‬
‫حسبام تضمنته الدعوى‪ ،‬مما ال يأخذ هذا العقد وصف العقود التجارية بضوابطها‬
‫املقررة نظام ًا‪ ،‬ومن ثم فإن النزاع القائم بني الطرفني ال يعد نزاع ًا جتاري ًا‪ ،‬وإنام من قبيل‬
‫املطالبات املالية‪.»...‬‬

‫‪390‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وكانت قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى مخسامئة ألف ريال فام دون‪ ،‬فإنه يف‬
‫هذه احلال تكون الدعوى من اختصاص املحاكم العامة(((‪ ،‬وذلك باعتبار‬
‫الرجوع عندئذ إىل األصل العام الختصاص املحاكم العامة وفق ما ورد يف‬
‫املادة (احلادية والثالثني) من «نظام املرافعات الرشعية»‪ ،‬ونصها‪« :‬ختتص‬
‫املحاكم العامة بنظر مجيع الدعاوى والقضايا واإلثباتات اإلهنائية وما يف‬
‫حكمها‪ ،‬اخلارجة عن اختصاص‪ :‬املحاكم األخرى‪ ،‬وكتابات العدل‪،‬‬
‫وديوان املظامل‪.»...‬‬
‫إال أنه يستثنى من ذلك ما لو مل تكن هناك حمكمة جتارية موجودة يف ذلك‬
‫املكان الذي سرتفع فيه الدعوى‪ ،‬فإنه يف هذه احلالة تكون من قبيل حاالت‬
‫االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم العامة وسيأيت احلديث عنها‬
‫إن شاء اهلل تعاىل يف املطلب الثاين من املبحث الرابع‪.‬‬

‫((( وهذا كله كام ال خيفى برشط أال تكون من قبيل الدعاوى التي استثناها املنظم السعودي‬
‫بجهة قضائية خاصة للنظر يف الدعوى واملنازعات املتعلقة هبا‪ ،‬كالدعاوى املرصفية‬
‫والتمويلية والتأمينية وفق ضوابطها واختصاصاهتا‪ .‬انظر‪ :‬حماكم القضاء التجاري يف‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد لييبا وآخرون‪ ،‬بحث منشور بمجلة كلية الرشيعة‬
‫والقانون بطنطا‪ ،‬العدد (‪2020 ،)35‬م‪.)663-660/1( ،‬‬

‫‪391‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المبحث الثالث‬
‫االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم التجارية‬
‫في الفقه والنظام‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم‬


‫التجارية في الفقه‪:‬‬
‫نص «نظام املحاكم التجارية» يف مادته (الثالثة) عىل أن تؤلف الدوائر‬
‫االستئنافية والدوائر االبتدائية يف املحاكم التجارية من ثالثة قضاة‪ ،‬وأجاز‬
‫للمجلس األعىل للقضاء أن يؤلف دوائر من قاض واحد وفق أحكام النظام‪.‬‬
‫ومن ثم فإن املحاكم التجارية تتشكل من دوائر ثالثية‪ ،‬وأخرى فردية‪،‬‬
‫داخل املحكمة التجارية الواحدة‪ ،‬وكل منها خيتص بنوع معني من القضايا‬
‫كام سيأيت بيان ذلك يف املطلب التايل إن شاء اهلل‪.‬‬
‫وهاهنا مسألتان فقهيتان‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬حكم تعدد القضاة مع اشرتاكهم يف االختصاص واستقالل‬
‫كل واحد منهم باحلكم‪ ،‬وهي هنا متمثلة يف تعدد الدوائر الفردية يف املحاكم‬
‫التجارية‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء يف تولية ويل األمر ألكثر من قاض يف اختصاص واحد‬
‫وجعل لكل واحد منهم االستقالل يف احلكم فيام يرفع إليه عىل قولني(((‪:‬‬
‫((( انظر‪ :‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫املرزوقي‪ ،‬ص(‪.)156-152‬‬

‫‪392‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫القول األول‪ :‬اجلواز‪ ،‬وهو قول احلنفية(((‪ ،‬واملالكية(((‪ ،‬وأصح الوجهني‬


‫عند الشافعية(((‪ ،‬واحلنابلة(((‪.‬‬
‫وعللوا لذلك‪ :‬بأن الغرض من القضاء حيصل ولو تعدد القضاة‪،‬‬
‫وبالقياس عىل صحة وجود وكيلني ووصيني؛ إذ القضاء نيابة‪ ،‬فيعطى حكم‬
‫الوكالة والوصية‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم اجلواز‪ ،‬وهو قول بعض املالكية(((‪ ،‬ووجه عند‬
‫الشافعية(((‪ ،‬ووجه عند احلنابلة(((‪.‬‬

‫انظر‪ :‬البحر الرائق رشح كنز الدقائق‪ ،‬ابن نجيم‪،)211/7( )282-281/6( ،‬‬ ‫((( ‬
‫منحة اخلالق عىل البحر الرائق‪ ،‬ابن عابدين‪ ،)212-211/7( ،‬الفتاوى اهلندية‪،‬‬
‫(‪.)317/3‬‬
‫انظر‪ :‬اخلريش عىل خمترص خليل‪ ،)144/7( ،‬رشح منح اجلليل‪ ،‬حممد عليش‪،‬‬ ‫((( ‬
‫(‪ ،)152-151/4‬قال القرايف يف الذخرية‪« :‬قال صاحب املنتقى‪ :‬اشرتاط توحد‬
‫القايض إنام هو حيث ال جيوز أن َّ‬
‫يول اثنان عىل وجه االشرتاك يف كل قضية؛ ألن ذلك‬
‫يؤدي إىل بقاء التظامل والعناد بسبب اختالف آرائهام‪ ،‬وأما قاضيان يف بلد ينفذ كل‬
‫واحد منهام بالنظر فجائز بإمجاع األمة» (‪ ،)20/10‬وانظر‪ :‬املنتقى رشح موطأ مالك‪،‬‬
‫أبو وليد الباجي‪.)131/7( ،‬‬
‫انظر‪ :‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬النووي‪ ،)121-120/11( ،‬هناية املطلب يف‬ ‫((( ‬
‫دراية املذهب‪ ،‬اجلويني‪.)535-534/18( ،‬‬
‫انظر‪ :‬املغني‪ ،‬ابن قدامة‪ ،)90/14( ،‬اإلنصاف‪ ،‬املرداوي‪،)286-284/28( ،‬‬ ‫((( ‬
‫كشاف القناع‪ ،‬البهويت‪.)26-25/15( ،‬‬
‫انظر‪ :‬رشح منح اجلليل‪ ،‬حممد عليش‪.)152-151/4( ،‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬النووي‪ ،)121-120/11( ،‬هناية املطلب يف‬ ‫((( ‬
‫دراية املذهب‪ ،‬اجلويني‪.)535-534/18( ،‬‬
‫انظر‪ :‬املغني‪ ،‬ابن قدامة‪ ،)90/14( ،‬اإلنصاف‪ ،‬املرداوي‪.)286-284/28( ،‬‬ ‫((( ‬

‫‪393‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وعللوا ذلك بالقياس عىل اإلمامة العظمى‪ ،‬وألن ذلك سيؤدي إىل ختري‬
‫اخلصوم والتجاذب يف االرتفاع إىل أي القاضيني‪.‬‬
‫ومن ثم فيالحظ أن كل قول استدل ملا ذهب إليه بالتعليل‪ ،‬والقياس‬
‫عىل مسائل يرى أن هذه املسألة أقرب إليها‪ ،‬وذكر املحذور الذي قد يرتتب‬
‫عىل الرأي اآلخر؛ وما دام أن املسألة ال دليل عىل املنع منها‪ ،‬واألصل يف‬
‫األشياء اإلباحة‪ ،‬واملصلحة املتحققة وخصوص ًا يف هذه األزمنة املتأخرة‬
‫هو القول باجلواز‪ ،‬بل إن يف القول باملنع منه مفسدة ال ختفى‪ ،‬من تعطل‬
‫مصالح الناس بسبب تأخر الفصل يف دعاواهم‪ ،‬بل وقد يصل احلال إىل‬
‫تعطل النظر يف القضايا وإصدار األحكام القضائية فيها؛ لكثرة اخلصومات‪،‬‬
‫وتعقدها‪ ،‬واستحالة أن يتمكن قاض واحد من النظر والفصل فيها مجيع ًا يف‬
‫املدن الكبرية‪ ،‬مما ال تأت به الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬فاألقرب ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬هو‬
‫القول األول‪ ،‬وما قيل من املحاذير التي يمكن أن تقع حال األخذ به من‬
‫دونه الفقهاء يف كتبهم‪،‬‬
‫ختري اخلصوم إىل القايض الذي يريده‪ ،‬فإن عالجه بام ّ‬
‫وبام أوجدته األنظمة القضائية احلالية ونظمته تنظي ًام يمنع من ورود ذلك‬
‫كله‪ ،‬وكل هذا داخل يف باب السياسة الرشعية‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫املسألة الثانية‪ :‬حكم تعدد القضاة مع اشرتاكهم يف االختصاص واحلكم‪،‬‬


‫وهي هنا متمثلة يف الدوائر الثالثية يف املحاكم التجارية‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء يف تولية ويل األمر ألكثر من قاض ليشرتكوا يف نظر‬
‫القضية واحلكم فيها عنهم مجيع ًا عىل أربعة أقوال(((‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬اجلواز‪ ،‬وهو قول احلنفية(((‪ ،‬وقول للاملكية(((‪،‬‬
‫وللشافعية(((‪ ،‬ووجه عند احلنابلة(((‪.‬‬
‫انظر‪ :‬االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬ص(‪،)201-195‬‬ ‫((( ‬
‫االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬ص(‪،)447-441‬‬
‫تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد املرزوقي‪،‬‬
‫ص(‪ ،)162-156‬التنظيم القضائي يف اململكة العربية السعودية يف ضوء الرشيعة‬
‫اإلسالمية ونظام السلطة القضائية‪ ،‬د‪ .‬سعود آل دريب‪ ،‬ص(‪ ،)538-535‬التنظيم‬
‫القضائي اجلديد يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد الفوزان‪ ،‬ص(‪،)256-255‬‬
‫املبسوط يف أصول املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الدرعان‪ ،‬ص(‪.)554-545‬‬
‫انظر‪ :‬روضة القضاة وطريق النجاة‪ ،‬عيل السمناين‪ ،)82-81 ،75-74/1( ،‬منحة‬ ‫((( ‬
‫اخلالق عىل البحر الرائق‪ ،‬ابن عابدين‪ ،)212-211/7( ،‬جملة األحكام العدلية مع‬
‫رشحها‪ ،‬سليم رستم‪ ،)1171-1170/2( ،‬مادة (‪.)1802‬‬
‫انظر‪ :‬رشح منح اجلليل‪ ،‬حممد عليش‪.)152/4( ،‬‬ ‫((( ‬
‫انظر‪ :‬مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ ،‬الرشبيني‪ ،)269/6( ،‬هناية‬ ‫((( ‬
‫املحتاج إىل رشح املنهاج‪ ،‬الرميل‪.)244/8( ،‬‬
‫انظر‪ :‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة‪ ،)90/6( ،‬ونص الكايف‪« :‬فصل‪ :‬وجيوز أن يويل يف البلد‬ ‫((( ‬
‫الواحد قاضيني فأكثر‪ ،...‬وهل جيوز أن جيعل إليهام القضاء يف مكان واحد‪ ،‬وزمن‬
‫واحد‪ ،‬وحق واحد؟ فيه وجهان‪ ،»...‬ويرد السؤال هنا‪ :‬هل املراد باحلق الواحد‬
‫هنا الدعوى الواحدة املعينة؟ أم املراد باحلق الواحد العمل الواحد أي نوع العمل‬
‫والدعوى؟ فإن كان املراد املعنى األول فتكون نسبة املسألة للحنابلة واإلحالة‬
‫صحيحة‪ ،‬أما إن كان املعنى الثاين هو املراد فتكون صورة املسألة املرادة يف الكايف هي =‬

‫‪395‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ومن أبرز ما عللوا به‪ :‬القياس عىل الوكالة والوصية‪ ،‬ألن اجلميع من‬
‫باب النيابة‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬عدم اجلواز‪ ،‬وهو قول املالكية(((‪ ،‬واملشهور عند‬
‫الشافعية(((‪ ،‬ووجه عند احلنابلة(((‪.‬‬
‫ومن أبرز ما عللوا به‪ :‬أن يف القول باجلواز تعطي ً‬
‫ال للفصل يف اخلصومات‬
‫ملا يتصور من وقوع اخلالف بني القضاة‪.‬‬

‫= املسألة األوىل املذكورة يف هذا املطلب‪ ،‬ومل أقف عىل نص غري هذا يف هذه املسألة‬
‫لدى احلنابلة‪.‬‬
‫جاء يف األخبار العلمية من االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬البعيل‪:،‬‬
‫«قال يف املحرر‪ :‬وجيوز أن يويل قاضيني يف بلد واحد‪ ،‬وقيل‪ :‬إن والمها فيه عم ً‬
‫ال‬
‫واحد ًا؛ مل جيز‪.‬‬
‫قال أبو العباس‪ :‬تولية قاضيني يف بلد واحد «ونظر واحد» إما أن يكون عىل سبيل‬
‫االجتامع‪ ،‬بحيث ليس ألحدمها االنفراد كالوصيني والوكيلني‪ ،‬وإما عىل طريق‬
‫االنفراد‪.‬‬
‫فأما األول‪ :‬فليس هو مسألة الكتاب‪ ،‬وال مانع منه إذا كان فوقهام من يردان مواضع‬
‫تنازعهام إليه‪.‬‬
‫وأما الثاين‪ :‬فهو مسألة الكتاب» ص(‪.)431‬‬
‫وجاء يف حاشية ابن قندس عىل الفروع قريب من هذا‪.)101/11( ،‬‬
‫((( بل وادعى الباجي منهم اإلمجاع عىل املنع من ذلك‪ ،‬أي‪ :‬املنع من تعدد القضاة برشط‬
‫وقف نفوذ حكمهام عىل اتفاقهام‪ .‬انظر‪ :‬رشح منح اجلليل‪ ،‬حممد عليش‪،)152/4( ،‬‬
‫اخلريش عىل خمترص خليل‪.)144/7( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬روضة الطالبني‪ ،‬النووي‪ ،)121-120/11( ،‬هناية املطلب يف دراية املذهب‪،‬‬
‫اجلويني‪.)535/18( ،‬‬
‫((( انظر‪ :‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة‪ ،)90/6( ،‬وحاشية (‪ )5‬يف الصفحة السابقة‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫القول الثالث‪ :‬اجلواز إذا كان النظر يف قضية واحدة أو قضايا حمصورة‪،‬‬
‫وعليه فال جيوز أن يكون ذلك مطلق ًا يف مجيع القضايا‪ ،‬وهو قول للاملكية(((‪.‬‬
‫ولعل مأخذهم يف ذلك‪ :‬القياس عىل التحكيم‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬اجلواز إذا كان فوقهم من يرد اختالفهم حال وقوعه‪،‬‬
‫(((‬
‫وهو اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية(((‪ ،‬وهو املفهوم من كالم ابن العريب‬
‫هللا امهمحر‪.‬‬
‫ولعل مأخذهم يف ذلك‪ :‬أنه هبذا القيد تتحقق املصلحة املرجوة من تعدد‬
‫القضاة واشرتاك نظرهم يف القضية‪ ،‬مع عدم وقوع املحذور الذي خيشاه من‬
‫منع من ذلك‪.‬‬
‫ولعل القول األقرب ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬هو القول األول‪ ،‬إذ ال مانع يمنع‬
‫من األخذ به‪ ،‬وما علل به املخالف يمكن التحرز منه بوضع التنظيامت التي‬

‫((( انظر‪ :‬رشح منح اجلليل‪ ،‬حممد عليش‪ ،)152/4( ،‬اخلريش عىل خمترص خليل‪،‬‬
‫(‪.)144/7‬‬
‫((( انظر‪ :‬األخبار العلمية من االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬البعيل‪،‬‬
‫ص(‪.)431‬‬
‫((( حيث قال يف عارضة األحوذي برشح صحيح الرتمذي‪« :‬الثانية‪ :‬كان إرسال معاذ‬
‫إىل اليمن مع أيب موسى واليني قرينني أرشكهام النبي مـلسو هيلع هللا ىلص فيها‪ ،‬وأمرمها أن‬
‫ييرسا وال يعرسا ويبرشا وال ينفرا ويتطاوعا وال خيتلفا‪ ،‬فكان ذلك أص ً‬
‫ال يف تولية‬
‫أمريين وقاضيني مشرتكني يف اإلمارة واألقضية‪ ،‬فإذا وقعت النازلة نظرا فيها‪ ،‬فإن‬
‫اتفقا عىل احلكم وإال تراجعا القول حتى يتفقا عىل الصواب‪ ،‬فإن اختلفا رفعا األمر‬
‫إىل من فوقهام فينظر فيه‪ ،‬وينفذان ما اتفقا عليه‪ ،‬ولوال اشرتاكهام ملا قال‪(( :‬تطاوعا وال‬
‫ختتلفا))»(‪.)58/6‬‬

‫‪397‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫متنع من حدوثه‪ ،‬ومن ذلك أن يكون عدد القضاة فردي ًا‪ ،‬وأن يصدر احلكم‬
‫القضائي باألكثرية‪ ،‬وكل ذلك داخل حتت باب العمل باملصالح املرسلة‬
‫واالستحسان والسياسة الرشعية‪ ،‬مع عدم وجود النص املانع من ذلك‪،‬‬
‫والرشيعة جاءت بتحقيق املصالح ودرء املفاسد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم‬


‫التجارية في النظام‪:‬‬

‫جاء يف املادة (الثانية والعرشين) من «نظام القضاء»‪« :‬تؤلف املحكمة‬


‫التجارية واملحكمة العاملية من دوائر متخصصة‪ ،‬وتكون كل دائرة من قاض‬
‫فرد أو أكثر‪ ،‬وفق ما حيدده املجلس األعىل للقضاء»‪.‬‬
‫وجاء يف املادة (الثالثة) من «نظام املحاكم التجارية»‪« :‬يتوىل املجلس‬
‫األعىل للقضاء ‪ -‬وفق ًا الختصاصاته ‪ -‬النظر يف اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬إنشاء املحاكم التجارية يف املناطق واملحافظات بحسب احلاجة‪ ،‬عىل‬
‫تكون كل حمكمة من دوائر استئناف ودوائر ابتدائية‪.‬‬‫أن َّ‬
‫‪ .2‬تأليف دوائر استئناف ودوائر ابتدائية يف املحاكم التجارية من ثالثة‬
‫قضاة‪ ،‬وجيوز تأليف الدوائر من قاض واحد وفق أحكام النظام»‪.‬‬
‫وجاء يف املادة (احلادية عرشة) من الالئحة التنفيذية‪« :‬تؤلف دوائر‬
‫ابتدائية يف املحكمة من قاض واحد‪ ،‬وفق ما ييل‪:‬‬
‫‪ .1‬دوائر لنظر الدعاوى اآلتية‪:‬‬

‫‪398‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫أ‪ .‬الدعاوى املنصوص عليها يف الفقرتني «‪ »1‬و«‪ »2‬من املادة «السادسة‬


‫عرشة» من النظام إذا كانت قيمة املطالبة األصلية ال تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدعاوى املقامة بناء عىل الفقرتني «‪ »8‬و«‪ »9‬من املادة «السادسة‬
‫عرشة» من النظام أي ًا كان مبلغ املطالبة فيها‪ ،‬متى ما اتصلت بإحدى‬
‫الدعاوى املنصوص عليها يف الفقرة «‪/1‬أ» من هذه املادة‪.»...‬‬
‫واملالحظ يف النظام السعودي أن األصل يف حماكم الدرجة األوىل أن‬
‫تؤلف من دوائر مشكلة من قاض فرد إال ما يستثنى فتشكل من ثالثة‬
‫قضاة(((‪ ،‬ما عدا املحاكم اجلزائية‪ ،‬فاألصل هو العكس‪ ،‬وهو أن تشكل من‬
‫ثالثة قضاة إال ما يستثنى فينظرها قاض فرد(((‪.‬‬
‫ثم بعد صدور «نظام املحاكم التجارية» أصبح ذلك أيض ًا هو املعمول به‬
‫يف املحاكم التجارية‪ ،‬وهو أن األصل يف تشكيل الدوائر يف املحاكم التجارية‬
‫أن تشكل من ثالثة قضاة إال ما يستثنى فتؤلف من قاض فرد(((‪.‬‬
‫وبناء عىل ما ورد يف املادة (الثالثة) و(السادسة عرشة) من «نظام املحاكم‬
‫التجارية»‪ ،‬واملادة (احلادية عرشة) من الالئحة التنفيذية لـ«نظام املحاكم‬
‫التجارية» تم حتديد الدعاوى التي تنظرها الدوائر الفردية التي تشكل من‬
‫قاض فرد‪ ،‬والذي هيمنا هنا الدعاوى التي هلا عالقة باالختصاص القيمي‪،‬‬
‫وهي بحسب ما ورد تنحرص يف أربعة‪:‬‬

‫((( انظر‪ :‬املواد (‪ )23 ،22 ،21 ،19‬من نظام القضاء‪.‬‬


‫((( انظر‪ :‬املادة (‪ )20‬من نظام القضاء‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪ )3‬من نظام املحاكم التجارية‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫النوع األول‪ :‬املنازعات التي تنشأ بني التجار بسبب أعامهلم التجارية‬
‫األصلية أو التبعية إذا كانت قيمة املطالبة األصلية ال تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود التجارية‬
‫متى كانت قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مخسامئة ألف ريال وال‬
‫تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الدعاوى والطلبات املتعلقة باحلارس القضائي واألمني‬
‫واملصفي واخلبري املعينني ونحوهم أي ًّا كان مبلغ املطالبة فيها متى اتصلت‬
‫بإحدى الدعاوى الواردة يف النوعني السابقني‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬دعاوى التعويض عن األرضار الناشئة عن دعوى سبق‬
‫نظرها من املحكمة أي ًّا كان مبلغ املطالبة فيها متى كانت الدعوى التي سبق‬
‫نظرها من املحكمة داخلة يف أحد النوعني األول والثاين الواردين هنا‪.‬‬
‫ومن ثم فإن النوع األول والثاين من اختصاص الدائرة الفردية إذا مل‬
‫تزد قيمة املطالبة األصلية عىل مليون ريال‪ ،‬وأما النوع الثالث والرابع فمن‬
‫اختصاص الدائرة الفردية ولو كانت قيمة املطالبة األصلية فيها تزيد عىل‬
‫املليون ريال؛ وذلك باعتبار أن الدائرة ناظرة القضية األصلية هي املعنية‬
‫بالنظر يف هذه القضية الفرعية الناشئة عنها(((‪.‬‬

‫((( سبق اإلشارة ملثل هذا يف املطلب الثاين من املبحث األول‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المبحث الرابع‬
‫االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم العامة‬
‫في الفقه والنظام‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم‬


‫العامة في الفقه‪:‬‬

‫التأصيل الفقهي هلذا املطلب ال خيرج عام سبق ذكره‪ ،‬فال حاجة لتكراره‬
‫هنا‪.‬‬
‫وبيان ذلك‪ :‬أن التوزيع الداخيل للدعاوى الواردة داخل املحكمة‬
‫العامة‪ ،‬لن خيرج إما أن يكون بني دوائر جتارية وأخرى عامة(((‪ ،‬وإما أن‬
‫تكون بني دوائر جزئية وأخرى عامة فردية‪ ،‬وهذه كلها تدخل حتت البيان‬
‫الفقهي الذي سبق ذكره يف املطلب األول من املبحث الثاين‪.‬‬
‫وإما ‪ -‬وهذا عىل سبيل الفرض ‪ -‬أن يكون التوزيع الداخيل بني دوائر‬
‫جزئية ‪ -‬فردية ‪ -‬ودوائر عامة ثالثية‪ ،‬فهذه تدخل حتت البيان الفقهي الذي‬
‫سبق ذكره يف املطلب األول من املبحث الثالث‪.‬‬

‫((( وهذا يف حال إذا مل توجد حمكمة جتارية يف املركز واملحافظة‪ ،‬حسب ما ورد يف املادة‬
‫(‪ )23‬من نظام القضاء‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية بالمحاكم‬


‫العامة في النظام‪:‬‬

‫املحكمة العامة ال ختلو إما أن توجد يف منطقة أو حمافظة أو مركز هبا‬


‫حمكمة جتارية أو ال‪.‬‬
‫فإن كانت موجودة هبا حمكمة جتارية فاالختصاص القيمي بداخل‬
‫املحكمة العامة يكون دائر ًا بني دائرتني‪ :‬جزئية وعامة‪.‬‬
‫وإن كانت املحكمة العامة موجودة يف منطقة أو حمافظة أو مركز ليس‬
‫هبا حمكمة جتارية فاالختصاص القيمي بداخل املحكمة العامة يف هذه احلال‬
‫حيتمل ثالث دوائر‪ :‬جتارية وجزئية وعامة(((‪.‬‬
‫الدائرة التجارية(((‪:‬‬
‫جاء يف املادة (الثالثة والعرشين) من «نظام القضاء»‪ ...« :‬وجيوز إنشاء‬
‫دوائر متخصصة جزائية وجتارية وعاملية وأحوال شخصية يف املحاكم العامة‬

‫((( ليس بالرضورة أن توجد هذه الدوائر يف املحكمة الواحدة يف هذه احلالة‪ ،‬وإنام األمر‬
‫مرتوك حسب االحتياج وفق تقدير املجلس األعىل للقضاء‪ ،‬حسب نص املادة (‪)23‬‬
‫من نظام القضاء‪.‬‬
‫((( حسب اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ ‪1442/7/5‬هـ الصادر من األمانة العامة للمجلس‬
‫األعىل للقضاء‪ ،‬بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ ص(‪ ،)4 ،3‬فإن املحاكم التجارية‬
‫املنشأة حالي ًا هي يف كل من‪ :‬الرياض‪ ،‬ومكة املكرمة‪ ،‬واملدينة املنورة‪ ،‬والدمام‪ ،‬وأهبا‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬أما الدوائر التجارية داخل حماكم الدرجة األوىل باملحاكم العامة فهي يف كل‬
‫من‪ :‬بريدة‪ ،‬حائل‪ ،‬وتبوك‪ ،‬والباحة‪ ،‬وعرعر‪ ،‬وسكاكا‪ ،‬وجازان‪ ،‬ونجران‪ ،‬وتوجد‬
‫داخل كل حمكمة عامة من هذه املحاكم دائرة جتارية فردية واحدة‪ ،‬ودائرة جتارية‬
‫مشرتكة واحدة‪ ،‬ما عدا املحكمة العامة يف بريدة فتوجد هبا ثالث دوائر جتارية فردية‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫الواقعة يف املراكز واملحافظات التي مل تنشأ فيها حماكم متخصصة متى دعت‬
‫احلاجة إىل ذلك‪ ،‬ويكون هلذه الدوائر اختصاصات املحاكم املتخصصة»‪.‬‬
‫وجاء يف املادة (الثامنني بعد املائتني) من الالئحة التنفيذية لـ«نظام‬
‫املحاكم التجارية»‪« :‬ترسي أحكام النظام والالئحة عىل الدوائر التجارية‬
‫املنشأة يف املحاكم العامة»‪.‬‬
‫وجاء يف املادة (الثانية والثالثني) من «نظام املرافعات الرشعية»‪« :‬ختتص‬
‫املحكمة العامة يف املحافظة أو املركز اللذين ليس فيهام حمكمة متخصصة‪:‬‬
‫بنظر مجيع الدعاوى والقضايا واإلثباتات النهائية وما يف حكمها الداخلة‬
‫يف اختصاص تلك املحكمة املتخصصة‪ ،‬وذلك ما مل يقرر املجلس األعىل‬
‫للقضاء خالف ذلك»(((‪.‬‬

‫ويف اإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1443‬هـ‬


‫ص(‪ )6 ،5‬فالذي تغري فقط أنه تم دمج الدوائر التجارية الفردية مع املشرتكة يف دائرة‬
‫واحدة يف كل من املحاكم العامة يف‪ :‬الباحة‪ ،‬وعرعر‪ ،‬وسكاكا‪ ،‬ونجران‪.‬‬
‫((( جاء يف قرار املجلس األعىل للقضاء رقم (‪ )41/20/7‬وتاريخ ‪1441/11/25‬هـ‪،‬‬
‫واملعمم برقم (‪/1543‬ت) وتاريخ ‪1441/11/25‬هـ ما نصه‪:‬‬
‫«أوالً‪ :‬يقترص نظر الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق أحكام نظام اإلفالس عىل‬
‫الدوائر االبتدائية يف املحاكم التجارية‪ ،‬عىل أن يكون استئناف األحكام الصادرة من‬
‫تلك الدوائر أمام دوائر االستئناف املختصة يف املحكمة التجارية يف الرياض‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬املدن واملحافظات التي ليس فيها حماكم جتارية تنظر الدعاوى واملخالفات الناشئة‬
‫عن تطبيق أحكام نظام اإلفالس يف أقرب حمكمة جتارية إليها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬تستمر املحاكم والدوائر التجارية بتصفية الدعاوى واملخالفات الناشئة عن‬
‫تطبيق أحكام نظام اإلفالس املقيدة لدهيا قبل تاريخ تعميم هذا القرار»‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ومن ثم فإذا كانت املحكمة العامة تشتمل عىل دائرة جتارية‪ ،‬فإن هذه‬
‫الدائرة ختتص بام ختتص به املحكمة التجارية من الدعاوى واملنازعات(((‪،‬‬
‫فإن كانت من اختصاص الدوائر الفردية داخل املحاكم التجارية فتحال‬
‫الدعوى إىل الدائرة التجارية الفردية‪ ،‬وإن كانت من اختصاص الدوائر‬
‫املشرتكة داخل املحاكم التجارية فتحال الدعوى إىل الدائرة التجارية‬
‫املشرتكة(((‪.‬‬
‫الدائرة اجلزئية(((‪:‬‬
‫سبقت اإلشارة إىل قرار املجلس األعىل للقضاء ذي الرقم‬
‫(‪ )38/2/100‬وتاريخ ‪1438/7/14‬هـ‪ ،‬واملعمم برقم (‪/912‬ت)‬
‫وتاريخ ‪1438/8/1‬هـ‪ ،‬والذي جاء فيه‪:‬‬
‫«أوالً‪ :‬تسمى الدوائر املشكلة بقرار املجلس رقم «‪»35/10/1080‬‬
‫وتاريخ ‪1435/9/15‬هـ بـ‪« :‬الدوائر اجلزئية يف املحكمة العامة»‪.‬‬

‫((( وهي املنصوص عليها يف املادة (السادسة عرشة) من نظام املحاكم التجارية‪.‬‬
‫((( سبق بيان اختصاصات الدوائر الفردية التجارية واملشرتكة فيام خيص االختصاص‬
‫القيمي يف املطلب الثاين من املبحث الثالث‪.‬‬
‫((( حسب اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ ‪1442/7/5‬هـ الصادر من األمانة العامة للمجلس‬
‫األعىل للقضاء‪ ،‬بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ ص(‪ ،)4‬فإن الدوائر اجلزئية‬
‫املوجودة كانت‪ )14( :‬دائرة جزئية يف املحكمة العامة بالرياض‪ ،‬و(‪ )6‬دوائر جزئية يف‬
‫املحكمة العامة يف مكة املكرمة‪ ،‬و(‪ )8‬دوائر جزئية يف املحكمة العامة يف جدة‪.‬‬
‫ويف اإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ بشأن تشكيل املحاكم لعام ‪1443‬هـ‬
‫ص(‪ ،)6‬فجاء فيه بيان أعداد الدوائر اجلزئية كام هي يف السابق إال الدوائر اجلزئية يف‬
‫املحكمة العامة يف جدة فأصبحت (‪ )10‬دوائر‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ثاني ًا‪ :‬ينحرص اختصاص هذه الدوائر بنظر الدعاوى املالية الداخلة‬
‫يف اختصاص املحكمة العامة التي ال تزيد قيمتها عن عرشين ألف ريال‪،‬‬
‫وتبارش اختصاصها اعتبار ًا من تاريخ ‪1438/8/1‬هـ‪ ،‬عىل أن تستمر‬
‫الدوائر يف نظر القضايا املحالة هلا بإحالة صحيحة قبل التاريخ املحدد»‪.‬‬
‫ومن ثم فإن كانت الدعوى مقامة عىل تاجر يف منازعة عقد جتاري‪،‬‬
‫وقيمة املطالبة األصلية يف الدعوى ال تزيد عىل عرشين ألف ريال‪ ،‬فهي‬
‫من اختصاص الدائرة اجلزئية باملحكمة العامة‪ ،‬وهذا يف حال وجود دائرة‬
‫جزئية باملحكمة العامة‪ ،‬وإال فاألصل هو االختصاص للمحكمة العامة‬
‫ككل‪ ،‬واملراد أنه يكون االختصاص للدائرة العامة يف هذه احلالة‪.‬‬
‫الدائرة العامة‪:‬‬
‫الدائرة العامة باملحكمة العامة إما أن تكون يف منطقة أو حمافظة أو مركز‬
‫هبا حمكمة جتارية أو ال‪.‬‬
‫فإن كانت يف منطقة أو حمافظة أو مركز ليس هبا حمكمة جتارية فإما أن‬
‫تكون يف تلك املحكمة العامة دائرة جتارية أو ال‪.‬‬
‫فإن كانت الدائرة العامة باملحكمة العامة داخلة يف إحدى الصورتني‬
‫السابقتني فإهنا تكون خمتصة بالنظر يف الدعاوى املقامة عىل التاجر يف‬
‫منازعات العقود التجارية‪ ،‬متى كانت قيمة املطالبة ال تزيد عىل مخسامئة‬
‫ألف ريال‪ ،‬وال تقل عن عرشين ألف ريال يف املحاكم العامة التي توجد هبا‬

‫‪405‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫دوائر جزئية(((‪ ،‬وإال فهي ختتص باخلمسامئة ألف ريال وما دوهنا دون حد‬
‫أدنى‪.‬‬
‫أما إن كانت الدائرة العامة باملحكمة العامة يف منطقة أو حمافظة أو مركز‬
‫ليس هبا حمكمة جتارية‪ ،‬ويف حمكمة عامة ليس هبا دائرة جتارية ففي هذه احلالة‬
‫قد كان العمل سابق ًا عىل أن تكون الدائرة العامة هي املختصة بالنظر يف‬
‫املنازعات والدعاوى التي ختتص هبا الدوائر التجارية املؤلفة من قاض‬
‫واحد(((‪.‬‬
‫حيث جاء يف التعميم رقم (‪/991‬ت) وتاريخ ‪1439/2/26‬هـ ما‬
‫نصه‪ ...« :‬فأشري إىل قرار املجلس األعىل للقضاء ذي الرقم «‪»39/5/201‬‬
‫والتاريخ ‪1439/2/24‬هـ املتضمن‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اختصاص املحاكم العامة يف املحافظات واملراكز التي ليس فيها‬
‫حمكمة أو دائرة جتارية بام ختتص به الدوائر التجارية املكونة من قاض فرد‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬يكون استئناف األحكام الصادرة من املحاكم املشار إليها يف البند‬
‫«أوالً» من هذا القرار لدى دائرة االستئناف «احلقوقية» يف املنطقة التي تقع‬
‫املحكمة يف نطاقها‪ ،‬وذلك ملدة عام من تارخيه»‪.‬‬

‫((( وهي بحسب اإلحصائية املنشورة مؤخر ًا فإن الدوائر اجلزئية موجودة فقط يف‪ :‬املحكمة‬
‫العامة يف الرياض‪ ،‬واملحكمة العامة يف مكة املكرمة‪ ،‬واملحكمة العامة يف جدة‪.‬‬
‫((( سبق بيان اختصاصات الدوائر الفردية التجارية واملشرتكة فيام خيص االختصاص‬
‫القيمي يف املطلب الثاين من املبحث الثالث‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ثم جاء متديد العمل هبذا القرار ملدة عامني اعتبار ًا من ‪1440/2/25‬هـ‪،‬‬
‫وذلك بناء عىل قرار املجلس يف حمرض اجللسة «الثالثة عرشة» برقم‬
‫(‪ )35‬والتاريخ ‪1440/8/12‬هـ‪ ،‬واملعمم برقم (‪/1285‬ت) وتاريخ‬
‫‪1440/9/9‬هـ(((‪.‬‬
‫ومن ثم فقد كان العمل إىل تاريخ ‪1442/2/24‬هـ عىل أن تكون‬
‫الدائرة العامة هي املختصة بالنظر يف هذه احلالة وفق القيد املبني يف القرار‪،‬‬
‫وذلك حسب التفصيل الذي سبق ذكره يف املطلب الثاين من املبحث الثالث‪.‬‬
‫أما بعد هذا التاريخ فقد جاء يف خطاب املرشف عىل إدارة الشؤون الفنية‬
‫باملجلس األعىل للقضاء رقم (‪ )6474‬وتاريخ ‪1442/4/23‬هـ ما نصه‪:‬‬
‫«إشارة إىل كتاب فضيلتكم‪ ...‬بشأن االستفسار عن القرار الصادر من‬
‫املجلس األعىل للقضاء رقم «‪ »39/5/201‬وتاريخ ‪1439/2/24‬هـ‬
‫املعمم برقم «‪/991‬ت» وتاريخ ‪1439/2/26‬هـ‪.‬‬

‫((( يبقى السؤال هنا‪ :‬ماذا كان املوقف حال ورود منازعة أو دعوى من اختصاص الدوائر‬
‫التجارية الثالثية ‪ -‬وهذا هو األصل يف الدعاوى التجارية كام سبقت اإلشارة إىل ذلك‬
‫‪ -‬يف احلالة األخرية‪ ،‬بمعنى من هي املحكمة املختصة بالنظر فيها يف هذه احلالة؟‬
‫لعل اجلهة املختصة بالنظر يف هذه احلالة هي أقرب حمكمة جتارية إىل تلك املحكمة‬
‫العامة التي ليس هبا دائرة جتارية؛ وذلك من خالل مفهوم املخالفة للتعميم السابق‪،‬‬
‫مع القياس عىل ما ورد يف قرار املجلس األعىل للقضاء رقم (‪ )41/20/7‬وتاريخ‬
‫‪1441/11/25‬هـ‪ ،‬فيام يتعلق باختصاص النظر يف الدعاوى واملخالفات الناشئة عن‬
‫تطبيق أحكام نظام اإلفالس‪ ،‬إذ جاء يف الفقرة الثانية منه‪« :‬ثاني ًا‪ :‬املدن واملحافظات‬
‫التي ليس فيها حماكم جتارية تُنظر الدعاوى واملخالفات الناشئة عن تطبيق أحكام نظام‬
‫اإلفالس يف أقرب حمكمة جتارية إليها»‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وبدراسة املوضوع من قبل اجلهة املختصة‪ ،‬وباالطالع عىل النصوص‬


‫النظامية والقرارات ذات العالقة تبني أن العمل انتهى بالقرار املذكور‬
‫بانتهاء رسيانه بتاريخ ‪1442/2/24‬هـ‪ ،‬ويكون النظر القضائي يف القضايا‬
‫التجارية ملا يقيد بعد انتهاء رسيان القرارات وفق ًا ملا نص عليه نظام املحاكم‬
‫التجارية والئحته التنفيذية»‪.‬‬
‫وبالرجوع لـ«نظام املحاكم التجارية» والئحته التنفيذية مل يقف الباحث‬
‫عىل ما يفيد يف هذه احلالة‪ ،‬مع التنبيه إىل أنه قد جاء يف املرسوم امللكي رقم‬
‫(م‪ )93/‬وتاريخ ‪1441/8/15‬هـ الصادر به املوافقة عىل «نظام املحاكم‬
‫التجارية»‪ ،‬ما نصه‪ ...« :‬ثاني ًا‪ :‬تنشأ ‪ -‬بقرار من املجلس األعىل للقضاء‬
‫‪ -‬دوائر جتارية يف املحاكم العامة يف املناطق واملحافظات التي مل ينشأ فيها‬
‫حماكم جتارية وفق ًا ألحكام النظام املشار إليه يف البند «أوالً» أعاله‪ ،‬عىل أن‬
‫يكون استئناف األحكام الصادرة من تلك الدوائر أمام دوائر االستئناف يف‬
‫أقرب حمكمة جتارية‪ ،‬وذلك إىل حني إنشاء حماكم جتارية فيها»‪.‬‬
‫وبالنظر يف آخر إحصائية صادرة من األمانة العامة باملجلس األعىل‬
‫للقضاء بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ‪ ،‬فإن هناك (‪ )132‬حمكمة عامة ليس‬
‫هبا دوائر جتارية‪ ،‬وعليه فمن وجهة نظر الباحث أنه يرجع يف هذه احلالة‬
‫إىل النص العام الوارد يف املادة (الثانية والثالثني) من «نظام املرافعات‬
‫الرشعية»‪« :‬ختتص املحكمة العامة يف املحافظة أو املركز اللذين ليس فيهام‬
‫حمكمة متخصصة‪ :‬بنظر مجيع الدعاوى والقضايا واإلثباتات النهائية وما يف‬

‫‪408‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫حكمها الداخلة يف اختصاص تلك املحكمة املتخصصة‪ ،‬وذلك ما مل يقرر‬


‫املجلس األعىل للقضاء خالف ذلك»‪.‬‬
‫إال أنه لو قيل بذلك سينشأ إشكال‪ ،‬وهو من هي جهة االستئناف‬
‫املختصة بالنظر يف أحكام املحكمة العامة االبتدائية يف القضايا التجارية‪،‬‬
‫هل هي حمكمة االستئناف احلقوقية أم دوائر االستئناف يف أقرب حمكمة‬
‫جتارية؟‬
‫وبناء عىل ما تقدم فالذي يراه الباحث هو أن هذه احلالة فيها فراغ إداري‬
‫واقعي((( ال بد من معاجلته بقرار يصدر من املجلس األعىل للقضاء‪.‬‬

‫((( وال يقال تنظيمي؛ ألن الفقرة (ثاني ًا) من املرسوم امللكي الكريم جاءت بمعاجلة‬
‫الوضع القائم‪ ،‬لكن املجلس األعىل للقضاء مل يصدر قراره يف ذلك بعد‪ ،‬فنشأت هذه‬
‫اإلشكالية‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫احلمد هلل عىل ما أنعم‪ ،‬واحلمد له عىل ما تفضل به وأتم‪ ،‬وأسأله املزيد‬
‫من العلم والفهم‪ ،‬ويف اخلتام فهذه أبرز النتائج والتوصيات التي توصل‬
‫إليها الباحث‪:‬‬
‫أبرز النتائج‪:‬‬
‫‪ .1‬أن املراد باالختصاص القيمي هو‪ :‬قرص تولية القايض عىل النزاع‬
‫الذي ال تزيد قيمته عىل نصاب معني من املال‪ ،‬واملراد به يف هذا البحث‪:‬‬
‫قرص تولية القايض عىل نوع أو أكثر من أنواع القضايا مقيد ًا بقيمة املطالبة‬
‫املالية الواردة يف الدعوى‪.‬‬
‫‪ .2‬أنه يمكن تقسيم االختصاص القيمي إىل نوعني‪ :‬اختصاص قيمي‬
‫عام باعتبار املحاكم‪ ،‬واختصاص قيمي خاص باعتبار الدوائر القضائية‬
‫التابعة للمحكمة الواحدة‪.‬‬
‫‪ .3‬مر االختصاص القيمي بمراحل متعددة يف األنظمة السعودية ‪ -‬رغم‬
‫أنه مل ينص عىل مصطلح (االختصاص القيمي) ‪ ،-‬سواء كان فيام يتعلق‬
‫باالختصاص بني املحاكم أو بني الدوائر القضائية داخل املحكمة الواحدة‪،‬‬
‫إذ أول ما وردت اإلشارة إليه‪ :‬يف نظام أوضاع املحاكم الرشعية وتشكيالهتا‪،‬‬
‫حيث جاء النص عىل حمكمة األمور املستعجلة‪ ،‬ثم املحاكم املستعجلة‪ ،‬ثم‬
‫املحاكم اجلزئية‪ ،‬ثم مع صدور «نظام القضاء» اجلديد و«نظام املرافعات‬
‫الرشعية» مل يرد فيهام يشء هبذا اخلصوص إال أن العمل القضائي جرى‬

‫‪410‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫عىل ختصيص دوائر جزئية داخل املحاكم العامة‪ ،‬ثم عاد املنظم السعودي‬
‫إىل العمل باالختصاص القيمي بني املحاكم وذلك بصدور «نظام املحاكم‬
‫التجارية»‪ ،‬وفيام يتعلق باالختصاص القيمي بني الدوائر القضائية داخل‬
‫املحكمة الواحدة فالعمل كان عليه قدي ًام وحديث ًا يف املحاكم العامة وكذا‬
‫يف الدوائر التجارية بديوان املظامل سابق ًا وكذا يف املحاكم التجارية من بداية‬
‫العمل هبا يف ‪1439/1/1‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬أن املعترب يف حتديد قيمة املطالبة األصلية املنصوص عليها يف النظام‬
‫ما ييل‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن العربة هي يف القيمة املطالب هبا يف صحيفة الدعوى ابتداء‪ ،‬وذلك‬
‫إن كانت املطالبة حمددة املبلغ‪.‬‬
‫ب‪ .‬العربة بقيمة االلتزام الناشئة عنه املطالبة‪ ،‬وذلك إن كانت املطالبة‬
‫ليست بمبلغ‪.‬‬
‫ت‪ .‬أن العربة باملحكمة والدائرة ناظرة القضية األصلية دون النظر‬
‫إىل قيمة املطالبة‪ ،‬وذلك إن كانت املطالبة بمصاريف التقايض أو أتعاب‬
‫املحاماة‪.‬‬
‫ث‪ .‬إن مل تكن املطالبة داخلة يف إحدى الصور السابقة‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫‪ -‬إما بإرجاعها للمدعي لتحديد مبلغ املطالبة‪.‬‬
‫‪ -‬وإما بإحالتها خلبري أو جهة خربة لتقدير مبلغ املطالبة‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫عىل أنه ينبغي عىل املنظم أن ينص عىل هذه احلالة ويعاجلها‪ ،‬وأال يرتكها‬
‫جماالً لالجتهاد واختالف وجهات النظر‪.‬‬
‫‪ .5‬جرى العمل الفقهي عىل جواز االختصاص القيمي للمحاكم‬
‫والقضاة عىل الراجح من أقوال الفقهاء‪.‬‬
‫‪ .6‬الدعاوى املتعلقة باالختصاص القيمي لنظر املحاكم التجارية‬
‫مرشوطة بأربعة رشوط‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الرشط األول‪ :‬أن يكون املدعى عليه تاجر ًا‪.‬‬
‫الرشط الثاين‪ :‬أن يكون املدعي مدني ًا أو تاجر ًا لكن املنازعة نشأت بينه‬
‫وبني املدعى عليه بسبب عمل مدين‪.‬‬
‫الرشط الثالث‪ :‬أن تكون الدعوى من منازعات العقود التجارية‪.‬‬
‫الرشط الرابع‪ :‬أن تكون قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل‬
‫مخسامئة ألف ريال‪.‬‬
‫‪ .7‬الراجح من أقوال الفقهاء جواز تعدد القضاة مع اشرتاكهم يف‬
‫االختصاص‪ ،‬سواء أستقل كل واحد منهم باحلكم‪ ،‬واملتمثل يف تعدد‬
‫الدوائر الفردية باملحاكم التجارية‪ ،‬أم كان ذلك عىل سبيل اشرتاكهم يف‬
‫احلكم أيض ًا‪ ،‬واملتمثل يف الدوائر الثالثية باملحاكم التجارية‪.‬‬
‫‪ .8‬الدعاوى التي هلا عالقة باالختصاص القيمي فيام يتعلق بالدوائر‬
‫القضائية يف املحاكم التجارية تنحرص يف أربعة أنواع‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪412‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫النوع األول‪ :‬املنازعات التي تنشأ بني التجار بسبب أعامهلم التجارية‬
‫األصلية أو التبعية إذا كانت قيمة املطالبة األصلية ال تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬الدعاوى املقامة عىل التاجر يف منازعات العقود التجارية‬
‫متى كانت قيمة املطالبة األصلية يف الدعوى تزيد عىل مخسامئة ألف ريال وال‬
‫تزيد عىل مليون ريال‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الدعاوى والطلبات املتعلقة باحلارس القضائي واألمني‬
‫واملصفي واخلبري املعينني ونحوهم أي ًّا كان مبلغ املطالبة فيها متى اتصلت‬
‫بإحدى الدعاوى الواردة يف النوعني السابقني‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬دعاوى التعويض عن األرضار الناشئة عن دعوى سبق‬
‫نظرها من املحكمة أي ًّا كان مبلغ املطالبة فيها متى كانت الدعوى التي سبق‬
‫نظرها من املحكمة داخلة يف أحد النوعني األول والثاين الواردين هنا‪.‬‬
‫‪ .9‬االختصاص القيمي للدوائر القضائية باملحاكم العامة ال خيلو إما أن‬
‫يكون بني دائرتني‪ :‬اجلزئية والعامة‪ ،‬وإما أن يكون دائر ًا بني ثالث دوائر‪،‬‬
‫إذ تارة يكون من اختصاص الدائرة التجارية‪ ،‬وتارة من اختصاص الدائرة‬
‫اجلزئية‪ ،‬وتارة من اختصاص الدائرة العامة‪ ،‬وذلك حسب التفصيل الوارد‬
‫يف ثنايا البحث‪.‬‬
‫أبرز التوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬يويص الباحث بأن ينص املنظم عىل آلية العمل يف حتديد قيمة املطالبة‬
‫األصلية إذا مل تكن ضمن احلاالت املنصوص عليها يف النظام والالئحة‪،‬‬

‫‪413‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫وأال يرتكها جماالً لالجتهاد واختالف وجهات النظر‪ ،‬وقد جاء بيان ذلك يف‬
‫املطلب الثاين من املبحث األول‪.‬‬
‫‪ .2‬كام يويص الباحث بأن يعالج املنظم حالة ما إذا مل يكن يف املنطقة أو‬
‫املحافظة أو املركز حمكمة جتارية وال دائرة جتارية‪ ،‬وحتديد حمكمة االستئناف‬
‫املختصة بالنظر يف مثل هذه احلاالت‪ ،‬وقد جاء بيان ذلك يف املطلب الثاين‬
‫من املبحث الرابع عند احلديث عن (الدائرة العامة)‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد‬
‫وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫فهرس المراجع والمصادر‬


‫ ‪1.‬أبحاث يف أحكام ‪ -‬فقه وقضاء وقانون‪ ،‬أمحد شاكر‪ ،‬مطبعة املعارف‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ ‪2.‬أحكام الدعوى القضائية‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬اجلمعية العلمية القضائية‬
‫السعودية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪3.‬األحكام السلطانية‪ ،‬أبو يعىل حممد الفراء‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد الفقي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪4.‬األحكام السلطانية والواليات الدينية‪ ،‬املاوردي‪ ،‬حتقيق‪ :‬خالد العلمي‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪5.‬األخبار العلمية من االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬عالء الدين‬
‫البعيل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد اخلليل‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الدمام‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪6.‬أخبار القضاة‪ ،‬وكيع حممد بن خلف‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ ‪7.‬االختصاص القضائي يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬نارص الغامدي‪ ،‬مكتبة الرشد‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪8.‬االختصاص النوعي للمحاكم التجارية‪ ،‬د‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬بحث منشور بمجلة‬
‫العدل‪ ،‬عدد (‪ ،)66‬ذو القعدة ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫ ‪9.‬اختالف األحكام القضائية‪ ،‬د‪ .‬أمحد البدراين‪ ،‬دار الفضيلة ودار البلد‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪10.‬أدب القايض‪ ،‬املاوردي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حميي الرسحان‪ ،‬رئاسة ديوان األوقاف إحياء‬
‫الرتاث اإلسالمي‪ ،‬مطبعة اإلرشاد‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪1391 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪11.‬االستخالص يف أحكام االختصاص‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬دار احلضارة‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1442 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪12.‬إيضاح طرق االستقامة يف بيان أحكام الوالية واإلمامة‪ ،‬يوسف ابن عبد اهلادي‬
‫«ابن املربد»‪ ،‬حتقيق‪ :‬نور الدين طالب‪ ،‬دار النوادر‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪13.‬البحر الرائق رشح كنز الدقائق‪ ،‬ابن نجيم‪ ،‬وهبامشه‪ :‬منحة اخلالق عىل البحر‬
‫الرائق‪ ،‬ابن عابدين‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬املطبعة العلمية‪ ،‬القاهرة‪1311 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪14.‬تشكيل املحاكم لعام ‪1442‬هـ‪ ،‬اإلصدار (‪ )1.2‬بتاريخ ‪1442/7/5‬هـ‪،‬‬
‫األمانة العامة للمجلس األعىل للقضاء‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ ‪15.‬تشكيل املحاكم لعام ‪1443‬هـ‪ ،‬اإلصدار (‪ )1.0‬بتاريخ ‪1442/11/27‬هـ‪،‬‬
‫األمانة العامة للمجلس األعىل للقضاء‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ ‪16.‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫املرزوقي‪ ،‬مكتبة التوبة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪17.‬التنظيم القضائي اجلديد يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد الفوزان‪ ،‬مكتبة‬
‫القانون واالقتصاد‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1431‬هـ‪.‬‬
‫ ‪18.‬التنظيم القضائي يف اململكة العربية السعودية يف ضوء الرشيعة اإلسالمية‬
‫ونظام السلطة القضائية‪ ،‬د‪ .‬سعود آل دريب‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪19.‬التوضيحات املرعية لنظام املرافعات الرشعية باململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫د‪ .‬نبيل اجلربين‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪20.‬اجلوامع العدلية عىل نظام املرافعات الرشعية باململكة العربية السعودية‪ ،‬حممد‬
‫الدورسي‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الدمام‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1441‬هـ‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪21.‬حاشية ابن قندس عىل الفروع البن مفلح‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة ودار املؤيد‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪22.‬حاشية عىل الروض املربع من كتاب القضاء إىل آخر كتاب اإلقرار‪ ،‬عبد اهلل‬
‫آل خنني‪ ،‬دار احلضارة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1442‬هـ‪.‬‬
‫ ‪23.‬اخلريش عىل خمترص خليل‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية ببوالق‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1317 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪24.‬دالالت األلفاظ يف مباحث األصوليني‪ ،‬د‪ .‬يعقوب الباحسني‪ ،‬دار التدمرية‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1434 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪25.‬الذخرية‪ ،‬القرايف‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد بوخبزة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪26.‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬النووي‪ ،‬إرشاف‪/‬زهري الشاويش‪ ،‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪27.‬روضة القضاة وطريق النجاة‪ ،‬عيل السمناين‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬صالح الدين الناهي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة ودار الفرقان‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪28.‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط وعبد القادر‬
‫األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1435 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪29.‬الرشح الكبري‪ ،‬شمس الدين عبد الرمحن ابن قدامة‪ ،‬ومعه‪ :‬اإلنصاف يف معرفة‬
‫الراجح من اخلالف‪ ،‬عالء الدين املرداوي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي‪ ،‬دار عامل‬
‫الكتب‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪30.‬رشح النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عدنان العمر ود‪ .‬درويش درويش‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،‬عامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪31.‬رشح خمترص الروضة‪ ،‬الطويف‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪32.‬رشح منح اجلليل عىل خمترص العالمة خليل‪ ،‬حممد عليش‪ ،‬مكتبة النجاح‪،‬‬
‫ليبيا‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫ ‪33.‬الضامنات الدستورية للقايض عند إلزامه باحلكم بمقتىض األنظمة‪ ،‬د‪ .‬حممد‬
‫املرزوقي‪ ،‬مكتبة التوبة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1441‬هـ‪.‬‬
‫ ‪34.‬عارضة األحوذي برشح صحيح الرتمذي‪ ،‬ابن العريب‪ ،‬وضع حواشيه‪ :‬مجال‬
‫مرعشيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪35.‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن قرمان‪ ،‬دار اإلجادة‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة احلادية عرشة‪1442 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪36.‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬مصطفى كامل طه‪ ،‬دار املطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬مرص‪ ،‬اإلسكندرية‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪37.‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬د‪ .‬منذر القضاة‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪38.‬العقود التجارية وعمليات البنوك يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫ ‪39.‬الفتاوى اهلندية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬املطبعة األمريية ببوالق‪ ،‬مرص‪1310 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪40.‬القاموس املحيط‪ ،‬الفريوز آبادي‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف البقاعي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫بريوت‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪41.‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلادي الغامدي‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1440 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪42.‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممد اجلرب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1417 ،‬هـ‪.‬‬


‫ ‪43.‬قضاء الظل‪ ،‬د‪ .‬عمر اخلويل‪ ،‬املركز السعودي للبحوث والدراسات القانونية‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪44.‬قواعد السلوك املهني للمحامني‪ ،‬الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم‬
‫(‪ )3453‬وتاريخ ‪1442/12/24‬هـ‪.‬‬
‫ ‪45.‬القواعد الفقهية‪ ،‬ابن رجب‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد البنا‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية‬
‫واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ ‪46.‬الكاشف يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي وفق ًا للنظام الصادر عام‬
‫‪1435‬هـ‪ ،‬عبد اهلل آل خنني‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الطبعة السابعة‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪47.‬الكايف‪ ،‬ابن قدامة‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي‪ ،‬دار هجر‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫ ‪48.‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬البهويت‪ ،‬حتقيق‪ :‬جلنة متخصصة يف وزارة‬
‫العدل باململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ ‪49.‬كيف حتدد مسار قضيتك‪ ،‬أمحد القحطاين‪ ،‬دار امليامن‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪50.‬اللجان شبه القضائية يف القانون السعودي‪ ،‬د‪ .‬أيوب اجلربوع‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1439‬هـ‪.‬‬
‫ ‪51.‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمني عبد الوهاب وحممد العبيدي‪ ،‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب ومؤسسة التاريخ العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الثالثة‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪52.‬املبادئ والقرارات الصادرة من اهليئة القضائية العليا واهليئة الدائمة والعامة‬
‫بمجلس القضاء األعىل واملحكمة العليا‪ ،‬مركز البحوث بوزارة العدل‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪53.‬املبسوط يف أصول املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الدرعان‪ ،‬مكتبة التوبة‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1430 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪54.‬جملة األحكام العدلية مع رشحها (رشح املجلة)‪ ،‬سليم رستم‪ ،‬منشورات‬
‫احللبي احلقوقية‪.‬‬
‫ ‪55.‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬اهليثمي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ ‪56.‬جمموعة النظم «قسم القضاء الرشعي‪ ،‬من سنة ‪1345‬هـ إىل سنة ‪1357‬هـ»‪،‬‬
‫مطبعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1357 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪57.‬حماكم القضاء التجاري يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬حممد لييبا ود‪ .‬حممد‬
‫نقايس وحممد حريز وماهر عبد اهلل‪ ،‬بحث منشور بمجلة كلية الرشيعة‬
‫والقانون بطنطا‪ ،‬العدد (اخلامس والثالثون)‪2020 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪58.‬خمتار الصحاح‪ ،‬الرازي‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف حممد‪ ،‬املكتبة العرصية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪59.‬املخترص الوسيط يف التعليق عىل نظام املحاماة باململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫د‪ .‬عبد العزيز القصري‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الدمام‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1435 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪60.‬املدخل إىل إجراءات التقايض يف حماكم القضاء العام‪ ،‬عبد الرمحن اللحيدان‪،‬‬
‫دار احلضارة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪61.‬املدخل إىل النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬زهري كريم ود‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬مركز‬
‫البحوث والدراسات بمعهد اإلدارة العامة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الرياض‪1441 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪62.‬املراسيل‪ ،‬أبو داود السجستاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الزهراين‪ ،‬دار الصميعي‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪63.‬مسند الفاروق‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬حتقيق‪ :‬إمام عيل‪ ،‬دار الفالح‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1430‬هـ‪.‬‬
‫ ‪64.‬املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري‪ ،‬الفيومي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل مرشد‪.‬‬
‫ ‪65.‬املصنف‪ ،‬عبد الرزاق الصنعاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ ،‬منشورات‬
‫املجلس العلمي‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1390 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪66.‬معجم القانون‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪،‬‬
‫مرص‪ ،‬القاهرة‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪67.‬املعجم الكبري‪ ،‬الطرباين‪ ،‬حتقيق‪ :‬محدي السلفي‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫ ‪68.‬معجم املصطلحات املالية واالقتصادية يف لغة الفقهاء‪ ،‬د‪ .‬نزيه محاد‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1429 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪69.‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الرشوق الدولية‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة‬
‫اخلامسة‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪70.‬معجم مصطلحات القضاء الرشعي‪ ،‬د‪ .‬حممد الزحييل ود‪ .‬عبد احلق محيش‪،‬‬
‫مكتبة دار البيان‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪71.‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد مرعب وفاطمة أصالن‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪72.‬املغني‪ ،‬موفق الدين ابن قدامة‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي ود‪ .‬عبد الفتاح‬
‫احللو‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪73.‬مغني املحتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ ،‬الرشبيني‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل معوض‬
‫وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪74.‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان داوودي‪ ،‬دار‬
‫القلم والدار الشامية‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الثانية‪1418 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪75.‬املنتقى رشح موطأ مالك‪ ،‬أبو الوليد الباجي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عطا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪76.‬املوسوعة الفقهية «الكويتية»‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪77.‬نظام اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )2/‬وتاريخ‬
‫‪1435/1/22‬هـ‪.‬‬
‫ ‪78.‬النظام األسايس للحكم‪ ،‬الصادر باألمر امللكي رقم (أ‪ )90/‬وتاريخ‬
‫‪1412/8/27‬هـ‪.‬‬
‫ ‪79.‬نظام الرشكات‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )3/‬وتاريخ ‪1437/1/28‬هـ‪.‬‬
‫ ‪80.‬نظام القضاء‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )78/‬وتاريخ ‪1428/9/19‬هـ‬
‫ ‪81.‬نظام املحاكم التجارية‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬وتاريخ‬
‫‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم‬
‫(‪ )8344‬وتاريخ ‪1441/10/26‬هـ‪.‬‬
‫ ‪82.‬نظام املحاماة‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )38/‬وتاريخ ‪1422/7/28‬هـ‪،‬‬
‫والئحته التنفيذية الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم (‪ )4649‬وتاريخ‬
‫‪1423/6/8‬هـ‪.‬‬
‫ ‪83.‬نظام املرافعات الرشعية «اجلديد»‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (‪ )93‬وتاريخ‬
‫‪1441/8/15‬هـ‪.‬‬
‫ ‪84.‬نظام املرافعات الرشعية «القديم»‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪)21/‬‬
‫وتاريخ ‪1421/5/20‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذية الصادرة بقرار وزير العدل رقم‬
‫(‪ )4569‬وتاريخ ‪1423/6/3‬هـ‪.‬‬
‫ ‪85.‬نظام ديوان املظامل‪ ،‬الصادر باملرسوم امللكي رقم (م‪ )78/‬وتاريخ‬
‫‪1428/9/19‬هـ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫ةيراجتلا مكاحملا ماظن يف يميقلا صاصتخالا‬

‫ ‪86.‬هناية املحتاج إىل رشح املنهاج‪ ،‬الرميل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪87.‬هناية املطلب يف دراية املذهب‪ ،‬اجلويني‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العظيم الديب‪ ،‬دار‬
‫املنهاج‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪88.‬الوجيز يف النظام التجاري السعودي‪ ،‬د‪ .‬سعيد حييى‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫ ‪89.‬الوسيط يف رشح التنظيم القضائي اجلديد باململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪ .‬أمحد‬
‫خملوف‪ ،‬مركز البحوث بمعهد اإلدارة العامة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الرياض‪1434 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪90.‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية‪ ،‬د‪ .‬أمحد خملوف‪ ،‬توزيع‪ :‬دار اإلجادة‪،‬‬
‫طبعة ‪2019‬م‪.‬‬
‫ ‪91.‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية اجلديد‪ ،‬حسام الدين توفيق‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات العربية‪ ،‬مرص‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪92.‬الوسيط يف رشح نظام املرافعات الرشعية السعودي‪ ،‬د‪ .‬حممود عمر‪ ،‬خوارزم‬
‫العلمية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫ مرحم | نورشعلاو نماثلا ددـعلاـعلاماثلا ددـعلاـعلاا‬

You might also like