You are on page 1of 102

‫وزارة التعميم العالي و البحث العممي‬

‫‪Ministry of High Education and Scientific Research‬‬


‫جامعة محمد البشير اإلبراهيمي –برج بوعريريج‪-‬‬
‫‪University of Mohamed el Bachir el Ibrahimi-Bba‬‬
‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬
‫‪Faculty of Law and political Sciences‬‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق‬


‫تخصص ‪ :‬قانون أعمال‬
‫الموسومة بـ‪:‬‬

‫النظام القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬

‫تحت إشراف الدكتور‪ /‬ماني عبد الحق‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫عبد الواحد نعيمة‬
‫حــنـــاشـــي لــخــضر‬
‫لـجـنــة المنــاقــشـــــة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و المقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫ميهوب اليزيد‬
‫مشرفا و مقر ار‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫ماني عبد الحق‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫ديرم سمية‬
‫السنة الجامعية ‪2022/2021‬‬
‫شك ـ ـ ــر و تـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫الحمد و الشكر هلل أوال ‪ ،‬نثني عليو ثناء كما أثنى ىو‬
‫على نفسو ‪ ،‬الذي أعاننا بحولو و قوتو علــى إنجاز‬
‫ىذا العمل المتواضع و نرجو منو سبحانو وتعالى‬
‫التوفيق و السداد ‪ ،‬وأن يجع ـل ــو علمــا ننتفع بو نحن‬
‫و ينتفع بو غيرنا‪.‬‬

‫والشكر الخالص ثانيا ألستاذنا الدكتور ماني‬


‫عبد الحق الذي أشرف على ىذه المذكرة ولم يبخل‬
‫علينا بالتوجيو و التصويب‪.‬‬

‫كما نتوجو بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدنا‬


‫من قريب أو بعيد على إنجاز ىذا العمل ‪.‬‬

‫عبد الواحد نعيمة‬

‫حـنــاش ـ ـ ــي لـخـض ـ ـ ــر‬


‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬

‫أهدي ثمرة جهدي إلى والدي الكريمين‬


‫اللذين ترافقني دعواتهما ليال ونهارا ‪ ،‬أدمهما‬
‫اهلل لي وحفظهما وأطال في عمرهما‪.‬‬

‫و إلى كل إخوتي و أخواتي وأزواجهم وأبنائهم‬


‫وكل أفراد عائلتي الكبيرة على تشجيعهم الدائم‬
‫لي‪.‬‬

‫كما أهدي هذا العمل المتواضع إلى كل‬


‫أساتذتي و زمالئي و زميالتي وكل من شجعني‬
‫على طلب العلم‪.‬‬

‫عبد الواحد نعيمة‬


‫إىـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬

‫أىدي ىذا العمل المتواضع إلى كل أفراد‬


‫عائلتي كل باسمو‪.‬‬

‫إلى األستاذ‪/‬ماني عبد الحق المشرف على ىذه‬


‫المذكرة ‪.‬‬

‫وإلى زميلتي عبد الواحد نعيمة ‪.‬‬

‫حناشي لخضر‬
‫قائمة المختصرات‬
‫قـــــائــــمــــــة الـمـخـتـصـــــــــرات‬

‫‪ ‬القانون ‪ : 02/00‬القانون المحدد لمقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية المعدل‬


‫و المتمم بموجب القانون ‪ 02-10‬المؤرخ في ‪.2010/00/11‬‬
‫‪ ‬م‪.‬ت رقم ‪ : 020/01‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-01‬الذي يحدد شروط تحرير‬
‫الفاتورة وسند التحويل ووصل االستالم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك‬
‫‪ ‬م‪.‬ت ‪ :‬المرسوم التنفيذي‬
‫‪ ‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ :‬الجريدة الرسمية لمجمهورية الجزائرية‬
‫‪ ‬د‪.‬س‪.‬ن ‪ :‬دون سنة نشر‪.‬‬

‫‪ ‬ص ص ‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‪.‬‬


‫مــــــقـــــــدمـــــــــــــة‬
‫مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫تبنت الجزائر في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات النظام االقتصادي الجديد‪ ،‬الذي‬
‫انجر عنو حرية المبادالت التجارية الدولية نتيجة فتح األسواق ‪ ،‬وأمام تدفق مختمف السمع‬
‫والخدمات وتوسع نطاق التجارة سواء عمى الصعيد الداخمي أو الدولي ‪ ،‬وحرصا من المشرع‬
‫الجزائري عمى حماية ىذا التوجو الجديد فقد أحدث تغيرات في المنظومة القانونية‪ ،‬األمر‬
‫الذي أدى إلى ظيور تشريعات جديدة منيا قانون المنافسة لسنة ‪ 1995‬بموجب األمر‬
‫‪ 06-95‬الذي اعترف بصفة ضمنية بحرية التجارة والصناعة وىو الشيء الذي كرسو‬
‫دستور ‪ 1996‬في المادة ‪«:37‬حرية التجارة والصناعة مضمونة وتمارس في إطار‬
‫القانون»‪ ،‬كما كرسيا دستور ‪ 2016‬بنص المادة ‪ 43‬عمى أن‪«:‬حرية االستثمار والتجارة‬
‫معترف بيا‪،1»...‬وىو ما كرسو أيضا دستور ‪ 2020‬في المادة ‪ 61‬حرية التجارة واالستثمار‬
‫‪2‬‬
‫والمقاولة مضمونة وتمارس في إطار القانون‪.‬‬

‫ويعد القانون رقم ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 2004‬المعدل والمتمم بموجب القانون‬


‫‪ 06-10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/15‬المحدد لمقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‬
‫من أحدث النصوص القانونية التي اىتمت بموضوع الفاتورة باعتبارىا تمس بالممارسات‬
‫التجارية بين األعوان االقتصاديين فيما بينيم وبين المستيمك‪ ،‬والذي اشترط فوترة كل‬
‫عمميات البيع وتأدية الخدمات من قبل األعوان االقتصاديين‪ ،‬وقد خصص المشرع لمفاتورة‬
‫الفصل الثاني من الباب الثاني من ىذا القانون‪ ،‬من خالل المواد من‪ 10‬إلى ‪ 13‬منو‪،‬‬
‫كما نص عمى األحكام الخاصة بيا في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2005/12/10‬الذي يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل االستالم والفاتورة‬
‫اإلجمالية وكيفيات ذلك‪.‬‬

‫‪-1‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪، 438-96‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‬
‫‪ ، 1996‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬عدد‪ ، 76‬الصادرة بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر‪ ، 1996‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ، 01/16‬مؤرخ‬
‫في ‪ 06‬مارس‪ ، 2016‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 14‬صادر بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ، 2020‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬عدد‪ ، 82‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر‪.2020‬‬

‫‪1‬‬
‫مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫وحدد بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66/16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير سنة ‪ 2016‬نموذج‬
‫‪1‬‬
‫الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بيا‪.‬‬

‫ىذا وأن المشرع الجزائري قد نص عمى بعض الجرائم المتعمقة بالفاتورة في القانون‬
‫‪ 02/04‬من خالل نص المادتين ‪ 33‬و ‪ ، 234‬كما حدد بموجب القرار المؤرخ في أول‬
‫غشت سنة ‪ 2013‬مفيوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة وكذا كيفيات تطبيق‬
‫العقوبات المقررة عمييا‪ ، 3‬ىذا باإلضافة إلى العقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي‬
‫وكذا قانون الجمارك‪.‬‬

‫ونظ ار لالىتمام الذي أواله المشرع الجزائري لمفاتورة وافراده باب كامال ليا في القانون‬
‫‪ 02/04‬الذي تمتو عدة مراسيم تنظيمية باإلضافة إلى النصوص العامة من القانون التجاري‬
‫وقانون العقوبات وكذا النصوص الخاصة في التشريع الجبائي وقانون الجمارك اخترنا‬
‫أن تكون الفاتورة موضوعا لمذكرة التخرج‪.‬‬

‫إذ تبدو أىمية البحث تظير في أىمية الفاتورة باعتبارىا من أىم العناصر لتجسيد‬
‫شفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬من خالل تنظيميا واثباتيا لمعالقات بين األعوان االقتصاديين‬
‫فيما بينيم وكذا بينيم وبين المستيمك ‪ ،‬باإلضافة إلى الدور واألىمية المذين تؤدييما الفاتورة‬
‫في تنمية االقتصاد الوطني من خالل تنظيم السوق ومن طرف الدولة عن طريق تطبيق‬
‫الجزاءات في حالة اإلخالل بعدم الفوترة أو عدم تحريرىا‪.‬‬

‫أما أسباب اختيارنا لمموضوع فإن ذلك راجع ألسباب موضوعية وأخرى ذاتية‪ ،‬أما‬
‫األسباب الموضوعية تتمثل في أن ىذا الموضوع يدخل ضمن اختصاصنا كطمبة ماستر‬
‫تخصص قانون أعمال وأنو غير متناول كموضوع منفرد بذاتو‪ ،‬إضافة إلى أن ىدف الدراسة‬

‫‪-1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير سنة ‪، 2016‬يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا‬
‫فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بيا‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬المؤرخة في ‪ 22‬فبراير ‪.2016‬‬
‫‪-2‬القانون رقم ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،41‬المؤرخة في ‪ 27‬يونيو ‪.2004‬‬
‫‪-3‬القرار المؤرخ في ‪ ،2013/08/01‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 30‬المؤرخة في ‪ 21‬مايو ‪.2014‬‬

‫‪2‬‬
‫مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ىو تناول مشكمة ىامة مطروحة عمى المستوى الوطني ال سيما وأن الفاتورة من أىم الوسائل‬
‫المعتمدة في المعامالت التجارية ‪ ،‬إذ طرحت العديد من القضايا أمام القضاء ‪ ،‬وتعد ىذه‬
‫األخيرة من األسباب الذاتية التي نصادفيا من خالل ممارستنا المينية‪ ،‬دفعت بنا‬
‫إلى البحث أكثر والتعمق في موضوع الفاتورة والتعرف أكثر عمى نظاميا القانوني‪.‬‬

‫ويكمن اليدف من دراستنا في محاولة اإللمام بموضوع الفاتورة في إطار إثراء مكاسبنا‬
‫ومعارفنا العممية وكذا إثراء المكتبة الجامعية بمثل ىذه المواضيع لقمتيا ومحاولة التطرق‬
‫إلى معظم النصوص القانونية التي ليا عالقة بموضوع الفاتورة من خالل إبراز التنظيم‬
‫القانوني الذي خصيا بو المشرع واآلليات المعتمدة لردع المخالفات والتجاوزات نتيجة‬
‫اإلخالل بيا ‪.‬‬

‫أما عن الصعوبات التي واجيتنا في دراستنا ىي قمة العثور عمى مراجع خاصة‬
‫بموضوع النظام القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري كموضوع مستقل بذاتو ‪ ،‬إذ لم نجد‬
‫مؤلف واحد أو مذكرة تخرج تناولت موضوع الفاتورة بشكل خاص إذ أن أغمب المراجع‬
‫والدراسات التي وجدناىا تناولت موضوع الفاتورة كعنصر ثاني لمممارسات التجارية بصفة‬
‫عامة والمساس بشفافية ونزاىة الممارسات التجارية أو تناولت الفاتورة من جانب تجريم‬
‫المشرع لبعض صور الجرائم المتعمقة بالممارسات التجارية بصفة عامة أو في إطار حماية‬
‫المستيمك ‪.‬‬

‫فالمرجع الوحيد الذي وجدناه تناول موضوع النظام القانوني لمفاتورة عبارة عن مقال‬
‫تناولتو عائشة بوعزم منشور في مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ‪ ،‬العدد األول‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2014‬أما باقي المراجع فقد تناولت الفاتورة كوسيمة لشفافية الممارسات التجارية نذكر منيا‬
‫مذكرة تخرج لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص لمطالبة عالوي زىرة بعنوان الفاتورة‬
‫وسيمة شفافية لمممارسات التجارية‪،‬تمت مناقشتيا بتاريخ ‪ 2013/06/12‬و كذلك مداخمة‬
‫لكل من سممى بقار وسامية حساين منشورة في مجمة الدراسات الحقوقية ‪ ،‬المجمد ‪ ، 7‬العدد‬

‫‪3‬‬
‫مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪ 2‬جوان ‪ 2020‬والذي تبين لنا من خاللو أن موضوع الفاتورة جد ميم ‪ ،‬يستدعي البحث فيو‬
‫ومما سبق ذكره ‪ ،‬يمكننا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إلى أي مدى تمكن المشرع الجزائري من إرساء نظام قانوني متكامل لمفاتورة مما‬
‫يحقق األهداف المرسومة في ظل القانون ‪40/40‬؟‬

‫ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية اتبعنا المنيج الوصفي في ىذه الدراسة كونو األنسب‬
‫لمبحث من خالل التقصي عن كل النصوص القانونية في التشريع الجزائري التي ليا صمة‬
‫بموضوع الفاتورة انطالقا من القانون ‪ 02/04‬وكذا النصوص القانونية التي تمتو والتي سنيا‬
‫المشرع الجزائري من أجل تنظيم الفاتورة‪.‬‬

‫وقد قسمنا موضوع دراستنا إلى فصمين تسبقيما مقدمة وتمييما خاتمة ‪ ،‬تناولنا‬
‫من خالل الفصل األول التنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري وقسمناه بدوره‬
‫إلى مبحثين‪ ،‬تناولنا في المبحث األول ماىية الفاتورة ‪ ،‬وفي المبحث الثاني األحكام المنظمة‬
‫لمفاتورة في التشريع الجزائري ‪ ،‬أما الفصل الثاني فتناولنا من خاللو آثار اإلخالل بالتنظيم‬
‫القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري ‪ ،‬أين تم تقسيمو إلى مبحثين ‪ ،‬المبحث األول تطرقنا‬
‫فيو إلى تجريم اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة ‪ ،‬أما المبحث الثاني فتطرقنا إلى آليات ردع‬
‫الجرائم المتعمقة بالفاتورة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم‬

‫القانوني لقيام الفاتورة‬

‫في التشريع الجزائري‬


‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬

‫خصص المشرع الجزائري الفصل الثاني من الباب الثاني من القانون ‪ 02/04‬المعدل‬


‫وفصل في جزئياتيا‬
‫ّ‬ ‫والمتمم والذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية لمفاتورة‬
‫من خالل المواد من ‪ 10‬إلى ‪ ،13‬إذ ألزم األعوان االقتصاديين من خالل نص المادة ‪10‬‬
‫منو عمى ضرورة تسميم الفاتورة أو تقديم وثيقة تحل محميا عند كل عممية بيع سمع أو تأدية‬
‫خدمات‪ ،‬كما ألزم المشتري بطمبيا منو بحسب الحالة ‪ ،‬ويقبل وصل التسميم كبديل لمفاتورة‬
‫طبقا لممادة ‪ 11‬منو ‪ ،‬ىذا وقد أحال عمى التنظيم لتحديد شروط وكيفيات تحرير الفاتورة طبقا‬
‫لممادة ‪ ،12‬كما ألزم األعوان االقتصاديين طبقا لممادة ‪ 13‬تقديم الفاتورة لمموظفين المؤىمين‬
‫عند أول طمب أو في أجل تحدده اإلدارة‪ ، 1‬ىذا وقد حدد القانون ‪ 02/04‬بعد التعديل بدقة‬
‫فئة األشخاص الممزمين بتحرير الفاتورة وكذا النشاطات التي تكون محل تحرير فاتورة فإما‬
‫يكون محميا متعمقة ببيع سمع أو بتقديم خدمة ‪.‬‬

‫وصدر م‪.‬ت رقم ‪ 468-05‬منظما لألحكام الخاصة بالفاتورة في المواد من ‪02‬‬


‫إلى غاية ‪ 17‬منو‪ ،‬إذ حدد الشروط والبيانات اإللزامية التي يجب أن تتضمنيا الفاتورة‬
‫في المواد من ‪ 02‬إلى ‪ ،11‬وتشمل ىذه البيانات‪ :‬البيانات الخاصة باألطراف ‪،‬العون‬
‫االقتصادي (البائع) ‪ ،‬وبيانات متعمقة بالمشتري وبيانات متعمقة بطبيعة السمع و الخدمات‬
‫والسعر ‪ ،‬وبيانات متعمقة بمجال الفاتورة ‪ ،‬كما نص في المواد من ‪ 12‬إلى ‪ 17‬عمى بدائل‬
‫الفاتورة وبياناتيا اإللزامية ‪.2‬‬

‫كما صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير سنة ‪ 2016‬نموذج‬


‫الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بيا والتي‬
‫تدعى في صمب ىذا المرسوم سند المعاممة التجارية‪ ، 3‬حيث جاء ىذا المرسوم محددا‬

‫‪-1‬المواد من ‪ 10‬إلى ‪ 13‬من القانون ‪ ،02-04‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪-2‬المرسوم التنفيذي ‪ 468-05‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،2005‬يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل‬
‫التسميم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،80‬المؤرخة في ‪ 11‬ديسمبر ‪.2005‬‬
‫‪-3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 66-16‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫لمبيانات اإللزامية لسند المعاممة وفئات األعوان الممزمين بتحريره ‪ ،‬ونماذج سند المعاممة‬
‫بحسب نوع النشاط‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن القانون رقم ‪ 02-04‬عدل وتمم مرة أخرى بموجب قانونين ‪،‬‬
‫حيث كان ذلك بموجب القانون رقم ‪ 11-17‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2018‬ومس‬
‫المواد الخاصة بالفوترة فقط ‪ ،‬ثم بموجب القانون رقم ‪ 13-18‬المتضمن القانون قانون‬
‫المالية التكميمي لنفس السنة ‪ ،‬كما صدر القانون رقم ‪ 05/18‬المتعمق بالتجارة اإللكترونية‬
‫‪1‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬مايو ‪ 2018‬يمزم المورد اإللكتروني بالفوترة‪.‬‬

‫كل ىذه التعديالت التي جاء بيا المشرع الجزائري من أجل إرساء نظام قانوني‬
‫متكامل لمفاتورة لما ليا من أىمية ولما ترتبو من التزامات بين المتعاممين بيا وىذا ما‬
‫سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا الفصل الذي قسمناه إلى مبحثين ‪ ،‬المبحث األول نتناول‬
‫من خاللو إلى ماىية الفاتورة ‪ ،‬والمبحث الثاني نتناول من خاللو األحكام المنظمة لمفاتورة‬
‫في ظل التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪-1‬سممى بقار وسامية حساين ‪ ،‬اإللتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬مجمة الدراسات الحقوقية ‪ ،‬المجمد ‪، 7‬‬
‫العدد ‪ ، 2‬جوان ‪ ،2020‬ص ‪.117‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬ماىية الفاتورة‬
‫نص المشرع الجزائري في القانون ‪ 02/04‬المعدل والمتمم في المادة ‪10‬‬
‫عمى أن الفاتورة إلزامية في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينيم وكذلك تقديميا‬
‫إلى المستيمك متى طمبيا ىذا األخير‪ ،1‬إالّ أن المشرع الجزائري لم يعرف الفاتورة لكنو تطرق‬
‫إلى مصطمح فاتورة في بعض التشريعات التي تمت بصمة مباشرة بموضوع الفاتورة كقانون‬
‫الجمارك ‪ ،‬والتقنين التجاري الجزائري المعدل والمتمم ‪ ،‬والتشريع الجبائي وقانون الممارسات‬
‫التجارية‪ ،2‬كما نص عمى الفاتورة في المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 05-18‬المتعمق بالتجارة‬
‫اإللكترونية‪ ، 3‬واكتفى بالنص عمى شروطيا ومناسبة استعماليا وتقديميا‪ ،‬ووجوب تحريرىا‬
‫وفق الشروط والكيفيات التي تحدد عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫وعميو سنتناول من خالل ىذا المبحث مفيوم الفاتورة في المطمب األول‪ ،‬ثم البيانات‬
‫اإللزامية المتعمقة بالفاتورة في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم الفاتورة‬

‫تعد كممة فاتورة دخيمة عن المغة العربية‪ ،‬وأصميا ‪ fattura‬التيني من الكممة‬


‫(‪ )factura‬فاكتو ار وتعني مصنوع أو صنع وىي مشتقة من الفعل الالتيني (‪ )facere‬فاكيره‬
‫والياء خافتة ال تكاد تسمع‪ ،‬وىذا الفعل يعني عمل أو صنع‪ ،‬في اإليطالية ليا معان أخرى‬
‫‪4‬‬
‫منيا‪ :‬حسن الصنعة والبراعة في العمل‪ ،‬وجمع فاتورة فواتير‪.‬‬

‫سنتناول من خالل ىذا المطمب التعريف بالفاتورة في الفرع األول ثم نتطرق إلى أنواع‬
‫الفاتورة في الفرع الثاني ونخمص إلى أىمية الفاتورة في الفرع الثالث‪.‬‬

‫‪-1‬زىرة عالوي‪ ،‬الفاتورة وسيمة شفافية لمممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص‪-‬األعوان‬
‫االقتصاديين ‪/‬المستيمك ‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة و ىران ‪ ، 2013/2012 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪-2‬سممى بقار وسامية حساين ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪-3‬القانون ‪ 05-18‬المتعمق بالتجارة اإللكترونية ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 28‬المؤرخة في ‪ 16‬مايو‪. 2018‬‬
‫‪-4‬سممى بقار وسامية حساين ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالفاتورة‬

‫سنتناول من خالل ىذا الفرع تعريف الفاتورة (أوال) ونتطرق فيو إلى التعريف الفقيي‬
‫والقضائي‪ ،‬ثم نتطرق(ثانيا) إلى تمييز الفاتورة عن باقي المصطمحات المشابية ليا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الفاتورة‬

‫توجد عدة تعريفات لمفاتورة‪ ،‬منيا التعريف الفقيي وىو الغالب في ظل غياب تعريف‬
‫قانوني ‪ ،‬وىناك التعريف القضائي‪.‬‬

‫‪-1‬التعريف الفقيي‪ :‬اختمف الفقو حول إعطاء تعريف شامل لمفاتورة فيناك من عرفيا‬
‫بأنيا‪ « :‬كتابة تنشأ بمناسبة بيع أو أداء خدمات التي تثبت وجود ىذه العممية التجارية‬
‫‪1‬‬
‫بأنيا‪ «:‬وثيقة مكتوبة‪ ،‬حسابية تحرر وقت انعقاد البيع‪،‬‬
‫تعرف ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وتوضح الشروط»‬
‫أو عند تقديم الخدمة إلثبات وجود ىذا العقد‪ ،‬متضمنة شروط انعقاده و شروط تنفيذه»‪.‬‬

‫كما عرفت عمى أنيا‪« :‬وسيمة محاسبية تمكن إدارة الضرائب من تقدير وعاء الضريبة‬
‫‪2‬‬
‫تعرف كذلك‬
‫تقدي ار صحيحا‪ ،‬كما أنيا وسيمة إحصائية لمعرفة حجم التبادل التجاري » ‪ ،‬كما ّ‬
‫عمى أنيا‪« :‬وثيقة حسابية يدون فييا بيان البضائع المبيعة أو األعمال المنجزة ومفصل ثمن‬
‫كل قيد من قيودىا إلى جانبو ‪ ،‬وتقوم الفاتورة في األمور التجارية دليال عمى العقد ‪،‬‬
‫فإنيا تبرئ ذمة المدين»‪.3‬‬
‫أما الفاتورة المشار إلييا باإللغاء أو التسديد ّ‬
‫ّ‬
‫وعرفتيا الباحثة لعور بدرة أنيا ‪«:‬وثيقة تجارية محاسبية ممزمة يعدىا العون االقتصادي‬
‫يثبت من خالليا تفاصيل عممية البيع أو تأدية الخدمة ‪ ،‬تسمم بمجرد إتمام العالقة التجارية‬

‫‪-1‬زىرة عالوي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫‪-2‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المسؤولية الجزائية عمى الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة‬
‫دكتوراه عموم في القانون ‪ ،‬تخصص قانون جنائي ‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‬
‫باتنة ‪ ، 2021-2020 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪-3‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه عموم في القانون‪،‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق جامعة أبي بكر بمقايد تممسان‪،2017/2016 ،‬‬
‫ص ‪.193‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫إلى األعوان االقتصاديين األطراف إلى المستيمكين بموجب الطمب مع احترام البيانات‬
‫‪1‬‬
‫الالزمة وفقا لما يقتضيو القانون»‪.‬‬

‫‪-2‬التعريف القضائي‪ :‬عرفت محكمة النقض الفرنسية الفاتورة كاآلتي‪« :‬تعتبر الفاتورة‬
‫مكتوب موجو من قبل تاجر‪ ،‬تدون فيو نوع وسعر السمع والخدمات‪ ،‬اسم المشتري وتأكيده‬
‫قبولو الدين‪ ،‬الذي يكون موجيا إلعادة تسميمو إلى المشتري بعد دعوتو إلى تسديد المبمغ‬
‫‪2‬‬
‫المحدد ‪ ،‬فالدائن عميو إثبات االلتزام والمدين عميو إثبات التخمص منو»‪.‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة نخمص إلى أن‪ «:‬الفاتورة ورقة تجارية محاسبية‪ ،‬ممزمة‬
‫لألعوان االقتصاديين ‪ ،‬تحرر عمى الورق أو إلكترونيا ‪ ،‬تثبت معامالت البيع والشراء‬
‫بين األعوان االقتصاديين فيما بينيم‪ ،‬وفيما بينيم وبين المستيمك ‪ ،‬يدون فييا سعر ونوع‬
‫السمع والخدمات ‪ ،‬تحرر وقت انعقاد البيع أو عند تقديم الخدمة إلثبات وجود العقد ‪،‬‬
‫وتخضع لشروط تتضمن البيانات المنصوص عمييا قانونا‪ ،‬تمكن إدارة الضرائب من إحصاء‬
‫عمميات التبادل التجاري وتقدير وعاء الضريبة الحقيقي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز الفاتورة عن المصطمحات المشابية‬

‫استخدم المشرع الجزائري في القانون ‪ 02/04‬مصطمحين ىما الفوترة و الفاتورة ‪،‬‬


‫واستخدم في القانون التجاري مصطمح عقد تحويل الفاتورة ونميز ىنا أىم الفروق بينيما‪:‬‬

‫‪-1‬تمييز الفاتورة عن الفوترة‪ :‬الفاتورة ىي وثيقة تجارية إلزامية تتم بين األعوان‬
‫االقتصاديين فيما بينيم أو بينيم وبين المستيمكين‪ ،‬تسمم بمجرد إبرام عقد البيع أو تأدية‬
‫‪3‬‬
‫الخدمة‪ ،‬وتخضع لشروط شكمية تتضمن بيانات محددة قانونا وفقا لممرسوم ‪468-05‬‬
‫أما الفوترة فيي العممية التي يتم من خالليا إعداد الفواتير الخاصة بعمميات البيع أو تأدية‬

‫‪ -1‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪-2‬بوعزم عائشة ‪ ،‬النظام القانوني لمفاتورة ‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬مارس ‪ ، 2014‬جامعة‬
‫وىران ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪-3‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬فالفوترة ىي الفعل المادي الواقع عمى الورقة لتدوين البيانات ‪ ،‬أما الفاتورة‬ ‫الخدمات‬
‫فيي محل الفوترة إذ تعد الشكمية النيائية لعممية الفوترة‪.‬‬

‫‪-2‬تمييز الفاتورة عن عقد تحويل الفاتورة‪ :‬عرف المشرع الجزائري عقد تحويل الفاتورة‬
‫في المادة ‪ 543‬مكرر‪ 14‬من القانون التجاري بأنو‪«:‬عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة‪،‬‬
‫تسمى "وسيط" محل زبونيا المسمى "المنتمي" عندما تسدد فو ار ليذا األخير المبمغ التام‬
‫لفاتورة ألجل محدد ناتج عن عقد بيع وتتكفل بتبعة عدم التسديد وذلك مقابل أجر»‪،2‬‬
‫فيو عقد ثالثي األطراف‪ ،‬يتم االتفاق عميو مسبقا في العقد بحيث تنقل كل التبعات‬
‫من الزبون إلى الشركة الوسيط ‪ ،‬لذلك فإن الفاتورة تحل محل االلتزام في عقد تحويل الفاتورة‬
‫وال تعد في ىذه الحالة ورقة تجارية إنما ىي جزء من عقد تحويل الفاتورة‪ ،3‬فالعالقة‬
‫بين الفات ورة وعقد تحويل الفاتورة تكمن في أن الفاتورة ىي أساس لعممية التحويل التي تتم‬
‫بموجب عقد تحويل الفاتورة‪ ،4‬أي أن الفاتورة محل لعقد تحويل الفاتورة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الفاتورة‬

‫تتعدد أنواع الفاتورة ‪ ،‬فبالنظر إلى وسيمة تحريرىا فإننا نميز الفاتورة العادية المحررة‬
‫في الشكل الورقي والفاتورة اإللكترونية وىذا ما سنتناولو (أوال) ‪ ،‬و بالنظر إلى طبيعة‬
‫المعاممة فإننا نميز العديد من أنواع الفواتير ونذكرىا عمى سبيل المثال ال الحصر(ثانيا)‪.‬‬

‫‪-1‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪-2‬محمد الطاىر بمعيساوي ‪ ،‬الوجيز في شرح األوراق التجارية ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪-3‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه عموم‬
‫في الحقوق تخصص قانون أعمال ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫‪ ، 2014/2013‬ص ‪.172‬‬
‫‪-4‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أوال‪ :‬من حيث وسيمة التحرير‬

‫الفاتورة القانونية إما أن تكون محررة في شكل عادي ورقي أو في شكل إلكتروني‪.‬‬

‫‪-1‬الفاتورة العادية‪ :‬عبارة عن مكتوب محرر عمى الورق ‪ ،‬ضرورية في عالم التجارة‬
‫المتميز بطابع السرعة واالئتمان في إنجاز المعامالت ‪ ،‬نظ ار لدورىا اليام في إثبات العقد‬
‫التجاري‪ ، 1‬ويجب أن تكون الفاتورة واضحة وال تحتوي أي لطخة أو شطب أو حشو‪ ،‬وتحرر‬
‫وفقا لشروط التي نص عمييا التشريع والتنظيم المعمول بيما‪.‬‬

‫‪-2‬الفاتورة اإللكترونية‪ :‬بالنظر إلى أن التجارة االلكترونية أصبحت حقيقة واقعية تقتضي‬
‫تكييف الوسائل التقميدية بما يتناسب وطبيعة وخصائص ىذا الوسيط‪ 2،‬فإن المشرع الجزائري‬
‫عند تنظيمو ألحكام الفاتورة نص عمى الفاتورة اإللكترونية في المادة ‪ 20‬من القانون‬
‫‪ 05-18‬المتعمق بالتجارة اإللكترونية‪ 3‬والتي تنص‪« :‬يترتب عمى كل بيع لمنتوج أو تأدية‬
‫خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية إعداد فاتورة من قبل المورد االلكتروني تسمم‬
‫لممستيمك االلكتروني‪ .‬يجب أن تعد الفاتورة طبقا لمتشريع والتنظيم المعمول بو‪ .‬يمكن‬
‫أن يطمب المستيمك اإللكتروني الفاتورة في شكميا الورقي»‪ ، 4‬وبحسب المادة ‪10‬‬
‫من م‪.‬ت ‪ 468-05‬تتخذ الفاتورة الشكل اإللكتروني بنصيا‪...«:‬أو في شكل غير مادي‬
‫بالمجوء إلى وسيمة اإلعالم اآللي‪ ،»...‬كما تنص المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 01‬من م‪.‬ت ‪468-05‬‬
‫‪5‬‬
‫عمى أنو يسمح استثناء تحرير الفاتورة و إرساليا عن طريق النقل اإللكتروني‪.‬‬

‫واشترطت المادة ‪ 3‬من نفس المرسوم العنوان اإللكتروني لكل من البائع والمشتري‬
‫عند االقتضاء أي في حال التعاقد اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-1‬عائشة بوعزم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪.114 ،113‬‬


‫‪ -2‬بدرة لعور‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص‪.177 ،176‬‬
‫‪-3‬لياس بروك ‪ ،‬الضوابط القانونية لحماية الممارسات التجارية ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه عموم في القانون‪،‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم العموم القانونية واإلدارية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد تممسان‪،‬‬
‫‪ ، 2019/2018‬ص ‪.72‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 05-18‬المتعمق بالتجارة اإللكترونية ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-5‬ارجع المادة ‪ 10‬و ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪ 468-05‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫كما استثنت الفقرة األولى من المادة ‪ 4‬من نفس المرسوم شرط احتوائيا عمى الختم‬
‫‪1‬‬
‫الندي وتوقيع البائع‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 323‬مكرر‪ 01‬من القانون المدني عمى أنو‪« :‬يعتبر اإلثبات بالكتابة‬
‫في الشكل االلكتروني كاإلثبات عمى الورقة ‪ ،‬بشرط إمكانية التأكد من ىوية الشخص‬
‫الذي أصدرىا وأن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن سالمتيا» فقد استدرك المشرع‬
‫الجزائري إشكالية االعتراف القانوني بالوثيقة االلكترونية ومن بينيا الفاتورة اإللكترونية‬
‫‪2‬‬
‫وخمص في المادة ‪ 323‬مكرر‪ 1‬إلى المساواة بين الفاتورة اإللكترونية والفاتورة العادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث طبيعة المعاممة‬

‫نميز عدة أنواع من الفواتير ونذكرىا عمى سبيل المثال‬

‫‪-1‬الفاتورة البسيطة‪ :‬تحرر ىذه الفاتورة عندما تكون عممية البيع نيائية حيث يكون كل‬
‫من البائع والمشتري من نفس المنطقة وترسل مع تسميم البضاعة ‪ ،‬ويمكن أن يتم الدفع‬
‫مباشرة أو بميمة‪.‬‬

‫‪-2‬فاتورة اإلرسال‪ :‬ىذه الفاتورة تصدر عندما يكون المورد والزبون يقيمان في منطقتين‬
‫مختمفتين ‪ ،‬وىي تحمل بعض اإلشارات اإلضافية مقارنة مع الفاتورة البسيطة ‪ ،‬فيي تشير‬
‫إلى طريقة وشروط اإلرسال ‪ ،‬كما تثبت فييا نوعية السمعة ‪ ،‬طريقة التسديد وكذلك نفقات‬
‫‪3‬‬
‫الشحن ‪ ،‬التفريغ ‪ ،‬التأمين و النقل‪.‬‬

‫‪-1‬ارجع المواد ‪ 04 ، 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 468-05‬المرجع نفسو‪.‬‬


‫‪ -2‬مولود قارة‪ ،‬النظام القانوني لمفاتورة اإللكترونية‪ ،‬بحوث ‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬الجزء الثاني ‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ص‬
‫‪.19،13‬‬
‫‪-3‬حنان عكوش وعدالن ضيف اهلل ‪ ،‬جريمة تضخيم الفاتورة ‪ ،‬مذكرة ضمن متطمبات نيل شيادة الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫تخصص قانون الجنائي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة العقيد آكمي محند أولحاج البويرة‪ ، 2020/2019 ،‬ص‬
‫ص ‪.14 ،12‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-3‬فاتورة اإلرجاع‪ :‬تعد ىذه الفاتورة عند إرجاع المواد األولية أو المنتجات أو السمع لمبائع‬
‫عند رفض المشتري لكل أو بعض منيا‪ ،‬فيي وصف لمسمع يبين لمزبون القيمة التي ىو‬
‫مدين بيا‪.‬‬

‫‪-4‬الفاتورة الشكمية)‪ :(Pro-forma‬تعد لمزبون مسبقا قبل عممية البيع والشراء وتحتوي‬
‫عمى معمومات خاصة بكمية البضائع و أسعار الوحدة ومصاريف ثانوية ‪ ،‬وذلك إلعالمو‬
‫بالمبمغ الواجب عميو دفعو في حالة االتفاق عمى عممية البيع‪.‬‬

‫‪-5‬فاتورة اإلنقاص‪ :‬ىي وثيقة محاسبية قانونية تثبت اعتراف البائع بحق المشتري‬
‫من االستفادة بتخفيض عمى الفاتورة العادية سابقة ويتم إعداد فاتورة اإلنقاص في إحدى‬
‫الحاالت التالية‪ :‬رد الزبون المشتريات لممورد ألي سبب كان ‪ ،‬السماح لمزبون بتخفيضات‬
‫‪1‬‬
‫تجارية بعد الفاتورة العادية ‪ ،‬السماح لمزبون بتخفيض نقدي بعد الفاتورة العادية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أىمية الفاتورة‬

‫تظير أىمية الفاتورة من خالل دورىا الحساس في األنشطة التجارية سواء بالنسبة‬
‫لمسمطات العامة‪ ،‬األعوان االقتصاديين وحتى المستيمكين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفاتورة وسيمة لشفافية الممارسات التجارية‬

‫تكمن الشفافية التي تبدييا الفاتورة في حماية حقوق األعوان االقتصاديين وذلك‬
‫بتمكينيم من معرفة حقوقيم من جية‪ ،‬واعالم المستيمك بكافة التحصيالت والرسوم وكذا‬
‫المبالغ التي دفعيا أو التي سيدفعيا من جية أخرى‪ ،2‬وتعتبر من األسس التي يقوم عمييا‬
‫القانون ‪ ، 02/04‬ومن مظاىر الشفافية‪:‬‬

‫‪ ‬الفاتورة بما تحتويو من بيانات تعتبر صورة حقيقية لمعقد المبرم بين البائع والمستيمك‬
‫وتمكن الدولة من مراقبة النشاط التجاري واالقتصادي وأخذ صورة واقعية حول حجم‬

‫‪-1‬حنان عكوش وعدالن ضيف اهلل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.14 ،12‬‬
‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المبادالت االقتصادية وطبيعتيا وتوجياتيا‪ ،‬واتخاذ السياسات المناسبة عمى ضوء تقييم‬
‫ودراسة ما توفر من معطيات ‪.‬‬
‫‪ ‬الفاتورة نظ ار لطابعيا االسمي تمكن الييئات المعنية من تتبع المنتوجات ومصدرىا‬
‫ومواطن توزيعيا واستيالكيا وىو ما يسيل إجراء التحقيقات المتعمقة بيا أو مصادرتيا‬
‫‪1‬‬
‫ومعالجة آثارىا إن اقتضى الحال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفاتورة وسيمة إلثبات المعامالت التجارية‬

‫لم ينص القانون رقم ‪ 02/04‬وال م‪.‬ت رقم ‪ 468-05‬عمى أن الفاتورة تعتبر أداة‬
‫إثبات‪ ،‬لكن بالرجوع إلى القانون التجاري تنص المادة ‪ 30‬منو عمى أنو‪« :‬يثبت كل عقد‬
‫تجاري‪...:‬بفاتورة مقبولة‪ ،2»...‬فالقاعدة إذا ىي أن اإلثبات في المواد التجارية حيال التاجر‬
‫يكون بجميع وسائل اإلثبات إعماال لمبدأ حرية اإلثبات‪ ،‬ومن ثم يمكن لممستيمك أن يثبت‬
‫في مواجية العون االقتصادي بكافة وسائل اإلثبات وفي المقابل فالعون االقتصادي ال يمكنو‬
‫اإلثبات لما يفوق قيمتو مائة ألف دينار اتجاه المستيمك إالّ بالكتابة طبقا لمقواعد العامة‬
‫لإلثبات المنصوص عمييا بالمادة ‪ 333‬من القانون المدني‪ ،3‬وىنا تبرز أىمية الفاتورة إذ تعد‬
‫‪4‬‬
‫سند إثبات كتابي في الحاالت التي تستمزم الدليل الكتابي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمفاتورة اإللكترونية فتعتبر شيادة ضمان تغطي العيوب الموجودة أثناء‬
‫اقتناء السمعة أو تقديم الخدمة ‪ ،‬فيي تمكن المستيمك من إلزام العون االقتصادي بتنفيذ‬
‫التزامو بالضمان‪ ،‬سواء كان الضمان اتفاقيا أو قانونيا ‪ ،‬فيي بذلك تعتبر وسيمة لحماية‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪-3‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.63-62‬‬
‫‪-4‬لياس بروك ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المستيمك في مرحمة استعمال السمعة أو الخدمة من العيب الذي يحرمو من االستفادة كميا‬
‫‪1‬‬
‫أو جزئيا من السمعة مدة الضمان في حالة غياب شيادة الضمان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفاتورة وسيمة لممحاسبة‬

‫تساعد الفاتورة التجار في القيام بالعمميات المحاسبية لألنشطة التي أبرمت ‪،‬‬
‫نصت عميو‬
‫حيث فرض المشرع عمى كل تاجر تسجيل المعامالت في الدفتر اليومي وىو ما ّ‬
‫المادة ‪ 09‬من القانون التجاري‪ 2‬وتستعمل في إعداد المحاسبة السنوية‪ 3‬وتساعد العون‬
‫االقتصادي عمى تبرير إفادتو في حال توقفو عن الدفع بالصمح أو اإلفالس البسيط ويجنبو‬
‫اإلدانة بالتفميس بالتقصير أو بالتدليس‪ ،4‬كما تساعد المستيمك عمى قيامو بحسابات حول‬
‫المصاريف التي تم تقديميا لمحصول عمى السمع والخدمات ‪ ،‬من أجل معرفة الميزانية‬
‫الشيرية أو األسبوعية التي صرفيا أو التي سيتم صرفيا‪.5‬‬

‫رابعا‪ :‬الفاتورة أداة رقابية في المجال الجبائي‬

‫استمزم المشرع تحرير الفاتورة كونو يعول عمييا كثي ار من طرف إدارة الضرائب كمعيار‬
‫لتقدير وعاء الضريبة‪ ،6‬فيي تعتبر عنص ار حيويا بالنسبة ليا و وسيمة لمحاربة المخالفات‬
‫الجبائية ‪ ،‬وخاصة بعد تقويم الرسم عمى القيمة المضافة ‪ ،‬وتمكن األعوان المكمفين بالرقابة‬
‫من ضمان حق الخزينة من الضرائب المفروضة عمى األعوان االقتصاديين‪.7‬‬

‫‪-1‬عائشة بوعزم ‪ ،‬فعالية الفاتورة في إطار ممارسات التجارة اإللكترونية عمى ضوء التشريع الجزائري ‪ ،‬مجمة القانون‬
‫العقاري والبيئة ‪ ،‬المجمد ‪ ، 09‬العدد ‪ ، 2021، 02‬ص ‪.135‬‬
‫‪-2‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪-3‬سفيان بن قري‪ ،‬ضبط الممارسات التجارية عمى ضوء القانون رقم ‪ ، 02/04‬مذكرة لنيل درجة المجاستير في القانون ‪،‬‬
‫فرع القانون العام ‪ ،‬كمية الحقوق جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ‪ ، 2009 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪-4‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪-5‬نسيمة بوقادوم وبولقرينات ىالة‪ ،‬المساس بشفافية ونزاىة الممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر‬
‫في القانون الخاص ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ‪ ، 2016-2015 ،‬ص ص‬
‫‪.26، 25‬‬
‫‪-6‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -7‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المطمب الثاني‪ :‬البيانات المتعمقة بالفاتورة‬

‫لكي تعتبر الفاتورة وثيقة قانونية قابمة لمتعامل‪ ،‬اشترط م‪.‬ت رقم ‪ 468-05‬أن تحتوي‬
‫البيانات المنصوص عمييا في المادتين ‪ 3‬و‪ 4‬منو وأن تحرر وفق دفتر أرومات يدعى دفتر‬
‫الفواتير ميما يكن شكمو‪ ،‬أو في شكل غير مادي‪ ،‬بالمجوء إلى وسيمة اإلعالم اآللي وال يمكن‬
‫أن يشرع في استعمال دفتر الفواتير إالّ بعد استكمال الدفتر األول كمية ‪ ،‬وفي حالة إلغاء‬
‫الفاتورة ‪ ،‬فإنو يجب تضمينيا بعبارة "فاتورة ممغاة" تسجل بوضوح بطول خط زاوية الفاتورة‪.1‬‬

‫وعميو سنتطرق من خالل ىذا المطمب إلى البيانات اإللزامية المتعمقة بالفاتورة في الفرع‬
‫األول و نتطرق إلى بدائل الفاتورة في الفرع الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬البيانات اإللزامية المتعمقة بالفاتورة‬

‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 02/04‬التي تنص‪«:‬يجب أن تحتوي الفاتورة‬


‫ووصل التسميم والفاتورة اإلجمالية وكذا سند التحويل وفق الشروط والكيفيات التي تحدد‬
‫عن طريق التنظيم» ‪ ،‬وقد حدد م‪.‬ت رقم ‪ 468-05‬البيانات اإللزامية التي يجب‬
‫أن تتضمنيا الفاتورة‪ 2‬وىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬البيانات اإللزامية المتعمقة باألطراف‬

‫طبقا لممواد من ‪ 03‬إلى ‪ 09‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬فإن الفاتورة يجب أن تحتوي‬


‫عمى بيانات منيا ما يتعمق بالعون االقتصادي البائع ومنيا ما يتعمق بالمستيمك وىناك‬
‫بيانات أخرى‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 468-05‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-1‬البيانات المتعمقة بالعون االقتصادي (البائع)‬

‫عددتيا المادة ‪ 03‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬وىي بيانات إجبارية‪ ،‬بحيث استعمل المشرع‬
‫‪1‬‬
‫كممة "يجب" كما ذكر البيانات عمى سبيل الحصر‪ ،‬حتى يكون لمفاتورة حجة عمى محررىا‪.‬‬

‫وتتمثل ىذه البيانات في‪ :‬إسم الشخص الطبيعي ولقبو‪ ،‬تسمية الشخص المعنوي‬
‫أو عنوانو التجاري‪ ،‬العنوان ورقما الياتف والفاكس وكذا العنوان اإللكتروني عند االقتضاء‪،‬‬
‫الشكل القانوني لمعون االقتصادي وطبيعة النشاط ‪ ،‬رأسمال الشركة عند االقتضاء‪ ،‬رقم‬
‫‪2‬‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫‪-2‬البيانات المتعمقة بالمشتري‬

‫يجب أن تحمل الفاتورة البيانات المتعمقة بالمشتري ‪ ،‬لكن المشرع في نص المادة‬


‫‪ 2/03‬الفقرة األخيرة من م‪.‬ت ‪ 468-05‬وضح البيانات المتعمقة بالمشتري بصفتو عونا‬
‫اقتصاديا والبيانات المتعمقة بالمشتري بصفتو مستيمكا‪ ،‬فالبيانات المتعمقة بالمشتري بصفتو‬
‫عونا اقتصاديا ىي نفسيا البيانات المتعمقة بالعون االقتصادي بصفتو بائعا فيما عدا رأسمال‬
‫الشركة ‪ ،‬أما البيانات المتعمقة بالمشتري بصفتو مستيمكا‪ ،‬فيجب أن تحتوي الفاتورة عمى اسم‬
‫‪3‬‬
‫المستيمك المتعاقد مع العون االقتصادي ولقبو وعنوانو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البيانات اإل لزامية المتعمقة بالسعر والتعريفات وكمية السمع و‪/‬أو الخدمات‬

‫نجد أغمبية المواد المنظمة لكيفيات تحرير الفاتورة تركز عمى تفصيل العناصر المتعمقة‬
‫بالسعر و نظ ار لما يمثمو من عنصر معول عميو في اكتساب الزبائن‪ ،‬فقد حرص المشرع‬
‫عمى تدقيق البيانات المتعمقة بأسعار بيع السمع أو تأدية الخدمات‪ ، 4‬ويكون ذلك كاآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.203‬‬


‫‪-2‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪-3‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.70،71‬‬
‫‪-4‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.31، 30‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-1‬سعر الوحدة بدون الرسوم لمسمعة المبيعة و‪/‬أو تأدية الخدمة المنجزة‪ :‬وىو سعر‬
‫المنتوج المباع أو الخدمة المقدمة قبل أي حذف لتخفيضات السعر التي يعطييا العون‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي احتماليا ‪ ،‬وىو يبين السعر النيائي المدفوع فعميا‪.‬‬
‫‪-2‬السعر اإلجمالي دون احتساب الرسوم ومع احتساب الرسوم لمسمع المبيعة‬
‫و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‪ :‬ويشتمل عمى جميع التخفيضات أو االقتطاعات‬
‫أو االنتقاصات الممنوحة لممشتري و التي تحدد مبالغيا عند البيع و‪/‬أو تأدية الخدمة ميما‬
‫يكن تاريخ دفعيا‪*2.‬‬

‫‪-3‬ذكر زيادة السعر في الفاتورة‪ :‬يجب عمى العون االقتصادي أن يذكر الزيادة في األسعار‬
‫عند تحريره لمفاتورة ‪ ،‬السيما الفوائد المستحقة عند البيع باآلجال والتكاليف التي تشمل عبء‬
‫استغالل لمبائع كأقساط التأمين عندما يدفعيا البائع وتكون مفوترة عمى المشتري حسب م ‪08‬‬
‫من م‪.‬ت ‪ ،468-05‬كما يجب أن تتضمن المبالغ المقبوضة عمى سبيل اإليداع لمرزم القابل‬
‫‪3‬‬
‫لالسترجاع وكذلك التكاليف المدفوعة لحساب الغير‪.‬‬

‫‪-4‬تكاليف النقل والرسوم‪ :‬ألزم المشرع الجزائري البائع بيانات أخرى ترتبط بالسعر أال وىي‬
‫تكاليف النقل‪ ،‬إن لم تكن مفوترة كل عمى حدا ولم تدخل في تكوين سعر الوحدة ‪،4‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ 7‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬عمى أن‪«:‬يجب أن تذكر تكاليف النقل صراحة‬

‫‪-1‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫*عرفت المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي ‪468-05‬كل من ‪ -1:‬التخفيضات‪:‬كل تنزيل في السعر يمنحو البائع السيما نظ ار‬
‫أىمية كمية السمع المطموبة أو المشتراة و‪/‬أو لمنوعية أو لخصوصيات مينة المشتري أو مؤدي الخدمات‪،‬‬
‫‪-2‬االقتطاعات‪:‬كل تنزيل في السعر يمنحو البائع من أجل تعويض التأخير في التسميم و‪/‬أو عيب في نوعية السمعة أو عدم‬
‫مطابقة تأدية الخدمات ‪-3 ،‬االنتقاصات‪:‬كل تنزيل تجاري يمنحو البائع لمكافأة وفاء مشتري ويحسب عمى أساس رقم‬
‫األعمال دون احتساب الرسوم‪ ،‬المنجز مع ىذا األخير خالل مدة معينة‪.‬‬
‫‪-3‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪-4‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.204‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫عمى ىامش الفاتورة‪ ،1 »...‬ويجب أن تحتوي الفاتورة عمى كافة الرسوم ومنيا الرسم عمى‬
‫‪2‬‬
‫القيمة المضافة ما لم يكن المشتري معفى منيا‪.‬‬

‫‪-5‬كتابة تسمية السمع المبيعة وكميتيا و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‪ :‬يكون حسب‬
‫النصوص التشريعية المعمول بيا في ىذا المجال ‪ ،‬نظ ار ألن التسمية تمعب دور ميم‬
‫في اختيار الزبون لمسمع والخدمات أوجب المشرع ذكرىا في الفاتورة أما بخصوص كمية‬
‫السمع أو الخدمات فيكون تبعا لوحدة القياس المعمول بيا سواء بالوزن أو الحجم أو الكيل‬
‫بالنسبة لمسمع‪ ،‬وحسب الحجم الساعي والعرف الميني لكل مينة بالنسبة لمخدمات‪ ،3‬وىذا ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 05‬من القانون ‪«: 02/04‬يجب أن تعد أو توزن أو تكال السمع‬
‫المعروضة لمبيع سواء كانت بالوحدة أو بالوزن أو بالكيل أمام المشتري»‪. 4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بدائل الفاتورة‬

‫نصت المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 02/04‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 06-10‬عمى أنو‪:‬‬


‫«يجب أن يكون كل بيع سمع‪ ،‬أو تأدية خدمات ‪ ...‬محل إصدار فاتورة أو وثيقة تحل‬
‫محميا‪ ، 5»...‬ىذا وقد ذكر م‪.‬ت ‪ 468-05‬اآلليات التالية‪ :‬سند التحويل ‪ ،‬وصل التسميم‬
‫والفاتورة اإلجمالية ‪ ،‬كما حدد م‪.‬ت رقم ‪ 66-16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير سنة ‪ 2016‬نموذج‬
‫الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وتدعى في صمب المرسوم "سند المعاممة التجارية" ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 468-05‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪-2‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪-3‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.73 ، 72‬‬
‫‪-4‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 02/04‬المعدل و المتمم ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أوال‪ :‬وصل التسميم‬

‫نصت المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 02/04‬عمى أنو يقبل التعامل بوصل التسميم بدل‬
‫الفاتورة في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة لنفس الزبون عمى أن يتم تحرير فاتورة‬
‫إجمالية شيريا تكون مراجعيا وصوالت التسميم وىذا بعد منح اإلدارة المختصة صراحة مقرر‬
‫يرخص ليم بذلك‪ ، 1‬وطبقا لممادة ‪ 11‬أعاله وكذا المواد ‪ 16 ،15 ،14‬و‪ 17‬من م‪.‬ت رقم‬
‫‪ 468-05‬فإنو يجب يحتوي وصل التسميم عمى رقم وتاريخ المقرر المتضمن الترخيص‬
‫باستعمال وصل التسميم‪ ،‬اسم ولقب أو العنوان التجاري ‪ ،‬ورقم بطاقة تعريف المسمم أو الناقل‬
‫باإلضافة إلى البيانات المتعمقة بالبائع والمشتري الواجب توافرىا في الفاتورة‪ ،‬أن يكون وصل‬
‫التسميم خاليا من أي لطخة أو شطب أو حشو‪ 2‬ويحرر استنادا إلى دفتر وصوالت التسميم ‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة تضمين وصل التسميم الممغى عبارة «وصل تسميم ممغى» تسجل بوضوح‬
‫‪3‬‬
‫بطول خط زاوية الوصل‪.‬‬

‫ولكي تمنح رخصة صريحة باستعمال وصل التسميم‪ ،‬من اإلدارة المكمفة بالتجارة‬
‫والتي تكون حك ار عمى األعوان االقتصاديين ‪ ،‬يجب أن تكون ىذه العمميات المتكررة‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬عمى أن يحرر العون االقتصادي فاتورة إجمالية‬ ‫والمنتظمة مع نفس الزبون وبصفة دورية‬
‫تتضمن باإلضافة إلى البيانات المتعمقة بالفاتورة العادية‪ ، 6‬أرقام‬ ‫‪5‬‬
‫خالل فترة شير واحد‬
‫وتواريخ وصوالت التسميم المعنية ‪ ،‬تقييد المبيعات التي أنجزىا البائع مع كل زبون خالل فترة‬
‫‪7‬‬
‫شير واحد‪.‬‬

‫‪ -1‬زوينة بن زيدان‪ ،‬الفاتورة آلية لحماية االقتصاد الوطني‪ ،‬مجمة صوت القانون ‪ ،‬المجمد السادس ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬نوفمبر‬
‫‪ ، 2019‬ص ‪.468‬‬
‫‪ -2‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪.56 ، 55‬‬
‫‪-3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -4‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.57 ،56‬‬
‫‪-5‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪-6‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪-7‬المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،468-05‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ثانيا‪ :‬سند التحويل‬

‫يتم قبول سند التحويل بدل الفاتورة‪ ،‬واشترط المشرع أن تكون البضائع التي ليست محل‬
‫معامالت تجارية أن تكون مصحوبة عند نقميا بسند تحويل يبرر تحركيا‪ ،1‬ومن خالل نص‬
‫المادتين ‪ 11‬من القانون ‪ 02/04‬والمادة ‪ 12‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬يشترط ليحل سند التحويل‬
‫محل الفاتورة أن تتوفر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬عدم قيام معامالت تجارية‪ :‬كنقل السمع من مكان تخزينيا إلى مكان تسويقيا‪ 2‬لذا يجب‬
‫أن يكون سند التحويل مؤرخا ومرقما ومرفقا بالسمع أثناء تحويميا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون النقل اتجاه وحدات التخزين والتحويل والتعبئة و‪/‬أو التسويق‪. 3‬‬

‫حسب المادة ‪ 13‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬يجب أن يتضمن سند التحويل البيانات المتعمقة‬
‫بالعون االقتصادي المذكورة أعاله‪ ،‬و كذا اسم ولقب المسمم أو الناقل وكل الوثائق التي تثبت‬
‫‪4‬‬
‫صفتو‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سند المعاممة التجارية‬

‫ويقصد بسند المعاممة التجارية طبقا لممادة ‪ 02‬من م‪.‬ت ‪ 66-16‬الوثيقة التي تقوم‬
‫مقام الفاتورة‪ ،‬يحررىا العون االقتصادي عند كل بيع أو تأدية خدمة‪ ،5‬لفائدة المشتري‪ ،‬وىي‬
‫ليست سند تحويل‪ ،6‬ويحرر سند المعاممة من طرف فئات حددىا القانون طبقا لنص المادة‬
‫‪ 03‬من م‪.‬ت رقم ‪ 66-16‬وىم‪ :‬المتعاممين المتدخمين في قطاع الفالحة والصيد والموارد‬
‫البحرية وكذا الحرف والمين‪ ،7‬فقد أضاف المرسوم فئة أخرى لم تكن تتعامل بالفاتورة وغير‬

‫‪-1‬المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 03‬من القانون ‪ ، 02/04‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪-2‬نسيمة بوقادوم وبولقرينات ىالة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪-3‬زوينة بن زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 13‬فقرة‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،468-05‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -5‬زوينة بن زيدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪ -6‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪-7‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 66-16‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ممزمين بيا قبل صدور المرسوم‪ ، 1‬كما تتضمن بيانات إلزامية نص عمييا في المادة ‪05‬‬
‫من م‪.‬ت ‪ 66-16‬فإن سند المعاممة التجارية يحمل نفس البيانات التي تحمميا الفاتورة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بيانات أخرى تتمثل في رقم وتاريخ سند المعاممة التجارية ‪ ،‬توقيع المشتري‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام المنظمة لمفاتورة في التشريع الجزائري‬


‫ألزم المشرع الجزائري األعوان االقتصاديين في تعامميم فيما بينيم بتحرير الفاتورة‬
‫حسب المادة ‪ 02‬بعد التعديل‪...«:‬التي يمارسيا أي عون اقتصادي ميما كانت طبيعتو‬
‫القانونية»‪ ،‬ويقصد بطبيعتو القانونية كل شخص طبيعي أو معنوي خاص أو عام‪ ،‬أي كل‬
‫من ينطبق عميو تعريف العون االقتصادي الوارد في المادة ‪ 03‬من القانون ‪،3 02/04‬‬
‫إذ فرض المشرع االلتزام بالفوترة عمى األعوان االقتصاديين‪ ،‬عندما يبيعون السمع أو يقدموا‬
‫خدمات ألعوان آخرين‪ ،‬ولقد استعمل المشرع الجزائري مصطمح البائع والمشتري لمداللة‬
‫عمى العالقة بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬وال يمكن ليم التخمص من االلتزام بالفوترة‬
‫في العالقة التجارية‪ ،‬ويقع االلتزام عمى البائع والمشتري في آن واحد بصفة متبادلة ومكممة ‪،‬‬
‫ويعتبر المشتري الذي لم يطمب الحصول عمى الفاتورة مرتكبا لجنحة عدم الفوترة‪، 4‬‬
‫أما الوسيط الذي يقوم بتقريب وجيات نظر األطراف فيو غير ممزم بتحرير الفاتورة وكذلك‬
‫الباعة الجوالة غير ممزمين بتحرير الفاتورة فالبيع بكميات قميمة إلى جانب انعدام عنصر‬
‫التكرار‪ ،‬يعفي البائع من إلزامية تحرير الفاتورة‪.5‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 10‬فقرة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬فإنو يجب عمى العون‬
‫االقتصادي البائع تسميم الفاتورة إذا طمبيا الزبون والمقصود بالزبون ىو المستيمك ‪ ،‬فترك‬

‫‪ -1‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪-2‬ارجع المادة ‪ 05‬من المرسوم ‪ ،66-16‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-3‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.61-59‬‬
‫‪-4‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.198 ، 197‬‬
‫‪-5‬نادية والي‪ ،‬الفاتورة كآلية لشفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬مداخمة بمناسبة يوم دراسي منظم من طرف غرفة التجارة‬
‫والصناعة –تيكجدة‪ -‬بالتنسيق مع مديرية التجارة لوالية البويرة يوم ‪ 05‬جوان ‪ ، 2016‬ص‪.5‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المشرع في ىذه الحالة الخيار لممستيمك في ذلك‪ ،‬وىو ما أكده م‪.‬ت ‪ 468-05‬وكان أكثر‬
‫وضوحا حيث نص في الفقرة األخيرة من المادة ‪«:02‬يجب عمى البائع في عالقاتو‬
‫مع المستيمك تسميم الفاتورة إذا طمبيا منو»‪ ،‬أي أنو التزام قانوني معمق عمى طمب‬
‫المستيمك‪ ،1‬وعرفت المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬المستيمك عمى أنو‪« :‬كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي يقتني سمعا قدمت لمبيع أو يستفيد من خدمات عرضت ومجردة من كل طابع‬
‫ميني»‪ ،‬حسب ىذه المادة فإن مفيوم المستيمك يشمل األشخاص الطبيعية أو المعنوية‬
‫شريطة أن تكون ىذه األخيرة مجردة من الطابع الميني ليا‪ ،‬باعتراف المشرع ليا بيذه الصفة‬
‫يجعميا محل حماية قانون المستيمك‪ ، 2‬ىذا وقد اعتبر المشرع الجزائري الفاتورة ورقة تجارية‬
‫إذ أدرجيا ضمن قانون الممارسات التجارية‪ ،‬كما نص في المادة ‪ 3‬ف‪ 4‬من القانون‬
‫‪ 02-04‬المعدل و المتمم عمى أنو يمكن أن يحرر العقد في شكل فاتورة وىذا لما تحتويو‬
‫من البيانات والشروط التي يتضمنيا أي عقد خاصة وأنيا تأخذ شكمية عقد اإلذعان ‪،‬‬
‫ىذا ما سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا المبحث فنتطرق إلى مجال الفاتورة في المطمب‬
‫األول ونتناول الطبيعة القانونية لمفاتورة في المطمب الثاني ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مجال الفاتورة‬


‫إن مجال التعامل بالفاتورة متعمق إما باألشخاص الممزمون بتحريرىا أو بنوع النشاط‬
‫الممارس من قبل األعوان االقتصاديين‪ ،‬و بمجال تحريرىا ‪ ،‬وعميو سنتطرق إلى تحديد‬
‫األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة في الفرع األول‪ ،‬ثم نتطرق إلى األنشطة الخاضعة‬
‫لاللتزام بالفاتورة في الفرع الثاني و إلى مجال تحرير الفاتورة في الفرع الثالث‪.‬‬

‫‪-1‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.46 ،45‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة‬

‫عرفت المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬العون االقتصادي عمى أنو ‪«:‬ىو كل منتج‬
‫أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفتو القانونية يمارس نشاطو الميني العادي‬
‫أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجميا»‪ ،‬كما أكدت ذلك المادة ‪ 02‬من م‪.‬ت رقم‬
‫‪ ، 468-05‬إضافة إلى المادة ‪ 03‬من م‪.‬ت رقم ‪ ، 66-16‬فمن خالل التعريف القانوني‬
‫يتبين األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة وىم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المنتج وىو الشخص الذي يقوم بعممية اإلنتاج ‪ ،‬حسب المادة ‪ 03‬من القانون ‪03-09‬‬
‫المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش وتتمثل في‪ :‬تربية المواشي وجمع المحصول والجني‪،‬‬
‫والصيد البحري والذبح والمعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج‪ ،‬بما في ذلك‬
‫تخزينو أثناء مرحمة تصنيعو وىذا قبل تسويقو األول‪ ،‬فالمنتج ىو كل ممتين لو دور‬
‫في صنع أو تركيب أو تنشئة المواد قبل أول تسويقيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التاجر وىو الشخص الذي يمتين األعمال التجارية عمى وجو االستقالل حسب المادة‬
‫‪ 01‬من القانون التجاري ‪ ،‬فيو الشخص الذي يمتين عمال تجاري عمى نحو منتظم ‪ ،‬فيقوم‬
‫‪1‬‬
‫بتكرار العمل بقصد االرتزاق منو وأن يعمل عمى وجو االستقالل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحرفي عرفتو المادة ‪10‬فقرة‪ 1‬من األمر ‪ 01/96‬المتعمق بالصناعة التقميدية والحرف‬
‫بأنو‪ « :‬كل شخص طبيعي مسجل في سجل الصناعات التقميدية والحرف يمارس نشاطا‬
‫يثبت تأىيال ويتولى بنفسو مباشرة تنفيذ العمل و إدارة نشاطو وتسييره وتحمل‬ ‫تقميديا‬
‫مسؤوليتو»‪.2‬‬

‫‪ -1‬زوينة بن زيدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.466 ، 465‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫رابعا‪ :‬مقدم الخدمات وحسب القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‬
‫في المادة ‪ 17/3‬الخدمات ىي النشاطات غير الممموسة التي تحقق منفعة لمزبون وغير‬
‫مرتبطة بالضرورة ببيع سمعة أو خدمة أخرى‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المتعامل المتدخل في قطاع الفالحة والصيد والموارد البحرية وىو كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي ينتج أو يوزع أو يتوسط في بيع منتوج زراعي أو حيواني موجو لمتغذية‬
‫والتصنيع ويدخل في ىذا اإلطار تجار الجممة والتجزئة والوسطاء في عممية البيع ‪،‬‬
‫أما في مجال الصيد فقد نص عمييا المشرع في م‪.‬ت رقم ‪ ،166-16‬ويجب أن تتوفر‬
‫في األشخاص المعنيين بتحرير الفاتورة شرطين وىما‪:‬‬

‫‪ ‬أن يمارس نشاطو في اإلطار الميني‪:‬أي أن يتم ذلك في إطار مينتو المعتادة طبقا‬
‫لمشروط التي تقتضييا كل مينة ‪ ،‬ويعرف النشاط الميني عمى أنو كل نشاط منظم يتم‬
‫‪2‬‬
‫بيدف اإلنتاج أو التوزيع أو أداء الخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الغاية التي تأسس من أجميا‪ :‬وىي تحقيق أرباح والوصول إلى الغاية التي تم‬
‫تحديدىا مسبقا‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النشاطات الخاضعة لمفاتورة‬

‫أوردتيا المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 02/04‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ ،06-10‬ووسع المشرع‬


‫الجزائري من مجال التعامل فييا وأضاف بعض الحرف والنشاطات التقميدية وخصيا بتطبيق‬
‫قانون الممارسات التجارية ‪ ،4‬وقد ميز المشرع الجزائري بالنظر إلى محل النشاط بين السمع‬
‫والخدمات التي تكون محل تحرير فاتورة وعميو سنتناول أوال نوع النشاطات و ثانيا محل‬
‫النشاط‪.‬‬

‫‪ -1‬زوينة بن زيدان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.466‬‬


‫‪.19-18‬‬ ‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‬
‫‪ -3‬زوينة بن زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.466‬‬
‫‪ -4‬سييمة بوزبرة ‪ ،‬جرائم الممارسات التجارية في ظل القانون ‪ 02/04‬المعدل و المتمم ‪ ،‬مجمة أبحاث قانونية و سياسية‬
‫العدد الخامس ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2017‬ص ‪.126‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أوال‪ :‬نوع النشاطات التي تخضع لتحرير الفاتورة‬

‫‪-1‬نشاط اإلنتاج و التوزيع و االستيراد والتصدير‬

‫أ‪-‬نشاط اإلنتاج‪ :‬عرفتو المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 03-09‬المتعمق بحماية المستيمك‬


‫وقمع الغش نشاط اإلنتاج بأنو‪«:‬العمميات التي تتمثل في تربية المواشي وجمع المحصول‬
‫والجني والصيد البحري والذبح والمعالجة و التصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج‪،‬‬
‫بما في ذلك تخزينو أثناء مرحمة تصنيعو وىذا قبل تسويقو األول»‪.‬‬

‫يتضح من النص السالف الذكر أن اإلنتاج يكون نشاطا صناعيا في الغالب و يتمثل‬
‫في كل العمميات المذكورة عمى سبيل المثال ‪ ،‬ألن مفيوم اإلنتاج يبقى واسعا كون‬
‫‪1‬‬
‫أن المشرع لم يحدد معناه ضمن أحكام القانون ‪.02/04‬‬

‫ب‪-‬نشاط التوزيع‪ :‬إن التوزيع نشاط يتعمق بإيصال السمع والخدمات من المنتج‬
‫إلى المستيمك عن طريق مجموعة من األجيزة المتخصصة في التوزيع‪ ،‬قد تكون تابعة‬
‫‪2‬‬
‫لممنتج أو مستقمة بذاتيا‪.‬‬

‫ج‪-‬نشاط االستيراد والتصدير‪ :‬ىذا النوع من المعامالت لو طابع دولي كون أحد‬
‫عناصره أجنبي ‪ ،‬رغم ذلك فعمى الطرف الخاضع لمقانون الداخمي أن يطمب من البائع تسميم‬
‫الفاتورة لو إن كان مستورد ويمتزم بتحريرىا إن كان مصدر‪ ، 3‬وقد نظمو المشرع الجزائري‬
‫باألمر ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المحدد لمقواعد العامة المطبقة عمى عمميات‬
‫استيراد البضائع و تصديرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الطاىر سعيود‪ ،‬نطاق تطبيق القانون‪ 02/04‬المحدد لمقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬مجمة األبحاث‬
‫القانونية و السياسية ‪ ،‬المجمد‪ ، 02‬العدد‪ ،2020 ، 02‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -2‬زوينة بن زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪-3‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-2‬نشاطات الصناعة التقميدية والصيد البحري‬

‫أ‪-‬نشاط الصناعة التقميدية‪ :‬يقصد بيا كل النشاطات التي يقوم بيا الحرفي(كل نشاط‬
‫إنتاج أو إيداع أو تحويل أو ترميم فني أو صيانة أو تصميح أو أداء خدمة يطغى عميو‬
‫العمل اليدوي)‪.‬‬

‫ب‪-‬نشاط الصيد البحري‪:‬نظمو المشرع الجزائري بموجب القانون ‪ 11-01‬المؤرخ‬


‫في ‪ 03‬يوليو‪ 2001‬المتعمق بالصيد البحري وتربية المائيات‪ ،‬حيث عرفو بأنو كل نشاط‬
‫يرمي إلى قنص أو استخراج حيوانات أو جني نباتات يشكل ماء البحر وسط حياتيا الدائم‬
‫‪1‬‬
‫أو الغالب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محل النشاط‬

‫يشمل مواصفات ومتطمبات السمع الواجب توفرىا في األنشطة االقتصادية‪ ،‬والخدمات‬


‫من األنشطة غير المجسدة في صورة سمع وعميو نميز بين محل النشاط من حيث السمع ‪،‬‬
‫ومن حيث الخدمات‪.‬‬

‫‪-1‬من حيث السمع‪ :‬عرفيا المشرع في المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 03‬من القانون‪ 03-09‬المتعمق‬
‫بحماية المستيمك وقمع الغش بأنيا‪« :‬كل شيء مادي قابل لمتنازل عنو بمقابل أو مجانا»‪،‬‬
‫كما عرف المنتوج بنص المادة ‪ 140‬مكرر فقرة ‪ 02‬من القانون المدني ‪ ،‬وتشمل‬
‫ىذه النصوص المواصفات ومتطمبات السمع الواجب توافرىا في األنشطة االقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 02/04‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث الخدمات‪ :‬إلى جانب السمع نجد الخدمات التي ىي األنشطة االقتصادية‬
‫غير المجسدة في صورة سمعة مادية ‪ ،‬وانما تقدم في صورة خدمة أو نشاط مفيد لمن يطمبو‬
‫مثل الخدمات المالية من بنوك وشركات تأمين وخدمات النقل البري والبحري والجوي وكذلك‬

‫‪ -1‬محمد الطاىر سعيود‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.194، 193‬‬


‫‪-2‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫خدمات شركات االتصاالت والخدمات السمعية والبصرية‪ ، 1‬وقد ورد تعريف الخدمة‬
‫في نص المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 06-03‬المتعمق بالعالمات عمى أنيا‪« :‬كل أداء لو قيمة‬
‫اقتصادية» ‪ ،‬فيي كل عمل يبذلو مقدم الخدمة من شأنو أن يفيد المستيمك واالقتصاد عموما‬
‫بأن يكون قابال لمتقويم النقدي‪.2‬‬

‫كما عرفيا القانون ‪ 03-09‬في المادة ‪ 3‬فقرة ‪« 17‬كل عمل مقدم‪ ،‬غير تسميم السمعة ‪،‬‬
‫حتى ولو كان ىذا التسميم تابعا أو مدعما لمخدمة»‪.3‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬مجال تحرير الفاتورة‬

‫يعد مجال تحرير الفاتورة ميما في الحياة االقتصادية ‪ ،‬سواء بالنسبة لمعون االقتصادي‬
‫أو بالنسبة لممستيمك أو إلدارة الضرائب‪ ،‬فمن جية يعتبر تاريخ تحرير الفاتورة تاريخ انعقاد ‪،‬‬
‫والذي لو أىمية بالغة في المعامالت التجارية من حيث اإلثبات ‪ ،‬كما يمكن أن يكون التاريخ‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬كما يساعد في مكافحة الغش في تحرير الفواتير‬ ‫الذي يبدأ منو حساب آجال الدفع‬
‫وذلك بالرجوع إلى دفتر الفواتير‪. 5‬‬

‫وعميو سنتناول من خالل ىذا الفرع التطرق أوال لوقت تسميم الفاتورة ‪ ،‬ثم طريقة الدفع‬
‫وتاريخ تسديد الفاتورة (ثانيا)‪ ،‬و توقيع البائع ووضع الختم الندي عمى الفاتورة(ثالثا) ‪ ،‬ثم مدة‬
‫االحتفاظ بالفاتورة (رابعا)‬

‫أوال‪ :‬وقت تسميم الفاتورة‬

‫من خالل نص المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 02/04‬فإن تحرير الفاتورة في األصل يكون‬
‫منذ تحقيق البيع أو تقديم الخدمة وىذا ما يفيم من عبارة "مصحوبا بفاتورة" وقد شدد المشرع‬

‫‪-1‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.57-56‬‬


‫‪ -2‬محمد الطاىر سعيود‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -3‬زوينة بن زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪-4‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪-5‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.205‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫عمى ذلك في نص المادة ‪ 02‬من م‪.‬ت رقم ‪ 468-05‬التي تنص‪«:‬و يتعين عمى البائع‬
‫تسميميا ويتعين عمى المشتري طمبيا منو‪ ،‬ويجب أن تسمم بمجرد إجراء البيع أو تأدية‬
‫الخدمة»‪ ، 1‬فقد حرص المشرع عمى ميعاد الفاتورة ولم يجعمو رىنا التفاق الطرفين‪ ،‬لذلك أكد‬
‫عمى أن الفاتورة تسمم وقت تسميم المبيع أو وقت تسميم وثائق ممكيتو‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار أن تسميميا في عقد الخدمات يجب أن يتماشى مع وقت تأدية الخدمة إلى حين‬
‫تنفيذىا‪ ،‬لكن قد تخمق بعض العراقيل التي تحول دون تسميم الفاتورة كاممة بكل عناصرىا‬
‫المطموبة قانونا‪ ،‬مثال ذلك عدم إمكانية تحديد السعر الحقيقي لمبضاعة بسبب احتمال معرفة‬
‫الوزن الحقيقي أثناء انعقاد العقد‪ ،2‬وليذا فإن ىذا األصل يرد عميو استثناءين وىما‪:‬‬

‫‪ ‬حالة تأجيل الفاتورة‪ :‬عندما ال يمكن ضبط أو تحديد أحد العناصر األساسية لمعممية‬
‫‪3‬‬
‫التعاقدية كالسعر أو الوزن أو العدد‪...‬الخ‪ ،‬ىنا يتم تأجيل تسميميا إلى وقت الحق‬
‫وفي ىذه الحالة يتم التعامل عن طريق سند التسميم ويتضمن جميع عناصر الفاتورة ذاتيا‬
‫باستثناء العنصر غير المحدد‪.4‬‬
‫‪ ‬حالة الفاتورة اإلجمالية‪ :‬إذ يتم التعامل عن طريق وصل التسميم عمى أن يتم تحرير‬
‫‪5‬‬
‫فاتورة إجمالية شيريا عن جميع العمميات التي دونت في وصوالت التسميم المعنية‪.‬‬

‫ويجب أن تحرر الفاتورة عمى نسختين واحدة لمبائع واألخرى لممشتري وىذا ما يستشف‬
‫ضمنيا من نص المادة ‪ 13‬التي تنص عمى ضرورة تقديم العون االقتصادي لمفاتورة لألعوان‬
‫المكمفين بالمراقبة عند طمبيم لذلك‪.‬‬

‫‪-1‬سفيان بن قري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪-2‬بدرة لعور‪ ،‬ضمانات المستيمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ‪ ،‬مجمة الحقوق و الحريات‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬أفريل ‪ ،2017‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -3‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪-4‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪ -5‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة‬

‫يجب أن يذكر في الفاتورة كيفية الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة ‪ ،‬وىي آجال يترك تحديدىا‬
‫لحرية األطراف‪ ،‬ويعتبر المشتري قد دفع قيمة الفاتورة متى وضع تحت تصرف البائع المبمغ‬
‫المالي المحدد بيا وليس يوم دخول ىذا المال في حسابو‪ ،‬إضافة إلى ذلك يجب ذكر تاريخ‬
‫السداد عمى وجو الفاتورة ‪ ،‬كما يمكن أن يدون بالفاتورة عقوبات التأخير عن دفع المبمغ‪، 1‬‬
‫فكتابة تاريخ دفع الفاتورة لو أىمية بالغة في معرفة آجال الدفع الممنوحة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توقيع البائع ووضع الختم الندي عمى الفاتورة‬

‫اشترط المشرع التوقيع عمى الفاتورة في نص المادة ‪ 04‬من م‪.‬ت ‪ 468-05‬ووجوب‬


‫احتواء الفاتورة عمى الختم الندي وتوقيع البائع‪ ،‬والتوقيع ىو شرط أساسي وجوىري ألنو‬
‫ىو أساس نسبة الكتابة والتوقيع لمموقع وقبول ما ىو مكتوب بالورقة‪ ،2‬لكن المشرع استثنى‬
‫ذلك عندما تحرر الفاتورة عن طريق النقل اإللكتروني‪ ،3‬كما استثنى األعوان االقتصاديون‬
‫الذين يمارسون نشاطات ذات مصمحة عمومية ويحررون عددا ميما من الفواتير يرخص ليم‬
‫‪4‬‬
‫باالحتفاظ بشكل الفاتورة التي يستعممونيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مدة االحتفاظ بالفاتورة‬

‫ال يوجد نص محدد ليا سواء في ظل القانون ‪ 02/04‬أو م‪.‬ت ‪ ،468-05‬وعميو‬


‫فيجب الرجوع إلى القواعد العامة في القانون التجاري والتي تمزم التاجر باالحتفاظ‬
‫بالمستندات التجارية مدة ‪ 10‬سنوات إذ تنص المادة ‪ 12‬من القانون التجاري عمى أنو‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫«يجب أن تحتفظ الدفاتر والمستندات المشار إلييا في المادتين ‪5‬و‪ 10‬لمدة ‪ 10‬سنوات»‪.‬‬

‫‪-1‬سفيان بن قري ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪-2‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪-3‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.75‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 04‬فقرة‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪.468-05‬‬
‫‪-5‬سميمان محمد خميد قارة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.201-199‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لمفاتورة‬
‫عرف الفقو والقضاء الفاتورة بأنيا ورقة مكتوبة تنشأ بمناسبة المعامالت التجارية سواء‬
‫تعمقت ببيع أو أداء خدمات وىذا ما كرسو المشرع الجزائري من خالل القانون ‪،02/04‬‬
‫ف الورقة التجارية حسب اآلراء الفقيية عبارة عن محرر مكتوب وفقا ألوضاع شكمية يحددىا‬
‫القانون ‪ ،‬قابمة لمتداول بالطرق التجارية وتمثل حقا موضوعو مبمغ من النقود يستحق الوفاء‬
‫بمجرد اإلطالع أو في ميعاد معين أو قابل لمتعيين ويستقر العرف عمى قبوليا كأداة لتسوية‬
‫الديون شأنو شأن النقود فالورقة التجارية ‪ ،‬يجب أن تتضمن التزاما بدفع مبمغ واحد في ميعاد‬
‫واحد تحمل شرط األمر ‪ ،‬أو أن تكون لحامميا حتى يمكن تداوليا بالتسميم ‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫باسم شخص معين فإنيا تخرج من فئة األوراق التجارية ‪،‬إذ ال يمكن تداوليا إالّ عن طريق‬
‫الحوالة المدنية‪ ،‬يجب أن يقبميا العرف كأداة ائتمان وأداة وفاء بدال من النقود‪ ،‬أن تكون‬
‫‪1‬‬
‫مستحقة الوفاء في أجل قصير‪.‬‬

‫وعرف المشرع الجزائري في المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 02/04‬العقد عمى أنو‪« :‬كل اتفاق‬
‫أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة‪ ،‬حرر مسبقا من أحد أطراف االتفاق‬
‫مع إذعان الطرف اآلخر‪ ،‬بحيث ال يمكن ىذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو‪ ،‬يمكن‬
‫أن ينجز العقد عمى شكل طمبية أو فاتورة‪....‬تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة‬
‫لشروط البيع العامة المقررة سمفا»‪ ، 2‬فبحسب المادة السالفة الذكر فإنو يمكن أن يحرر‬
‫العقد في شكل فاتورة طالما أنيا تتضمن الخصوصيات والمراجع المطابقة لشروط البيع‬
‫العامة وأنيا تأخذ شكل عقد إذعان‪.‬‬

‫ىذا ما سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا المطمب إلى الطبيعة القانونية لمفاتورة ‪ ،‬نتناول‬
‫في الفرع األول ‪ :‬الفاتورة ورقة تجارية ‪ ،‬ثم نتطرق في الفرع الثاني إلى الفاتورة عقد‪.‬‬

‫‪-1‬نادية فضيل‪ ،‬األوراق التجارية في القانون الجزائري‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الطبعة الحادية عشرة ‪،‬الجزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 04‬من القانون ‪ ، 02/04‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬الفاتورة ورقة تجارية‬

‫وحتى يتسنى لنا إثبات أن الفاتورة ورقة تجارية سنتطرق أوال إلى التمييز بين الفاتورة‬
‫والسفتجة ‪ ،‬ثم نتطرق إلى موقف المشرع ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمييز بين الفاتورة والسفتجة‬

‫‪-1‬تعريف السفتجة‪ :‬ىي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددىا المشرع الجزائري في نص المادة‬
‫‪ 390‬من القانون التجاري تتضمن أم ار صاد ار من شخص ىو الساحب إلى شخص آخر‬
‫ىو المسحوب عميو بأن يدفع ألمر شخص ثالث ىو المستفيد مبمغا معينا من النقود بمجرد‬
‫اإلطالع أو في ميعاد معين أو قابل لمتعيين‪ ،1‬تشمل عمى البيانات التالية‪:‬‬

‫تسمية سفتجة في متن السند نفسو ‪ ،‬المكان الذي يجب الدفع فيو ‪ ،‬أمر غير معمق‬
‫عمى قيد أو شرط بدفع مبمغ معين ‪ ،‬اسم من يجب عميو الدفع (المسحوب عميو)‪ ،‬تاريخ‬
‫االستحقاق ‪ ،‬اسم من يجب الدفع لو أو ألمره ‪ ،‬بيان تاريخ إنشاء السفتجة ومكانو ‪ ،‬توقيع‬
‫من أصدر السفتجة‪.2‬‬

‫من خالل تعريف السفتجة والبيانات اإللزامية ليا يمكن استخالص أوجو التشابو‬
‫واالختالف بين الفاتورة والسفتجة‪.‬‬

‫‪-2‬أوجو التشابو و اإلختالف‬

‫أ‪-‬أوجو التشابو‬
‫‪ ‬كال من الفاتورة والسفتجة محررات عرفية تجارية في شكل مكتوب‪ ،‬يتم سحبيا من طرف‬
‫أشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص‪ ، 3‬وتشترك في الكثير من الصفات سواء‬

‫‪-1‬عمار عمورة ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2000 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪-2‬محمد الطاىر بمعيساوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪-3‬اعمر خمري ‪ ،‬السندات التجارية في منظور المشرع والتاجر الجزائريين ‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه في العموم تخصص‬
‫قانون‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ، 2013 ،‬ص ص ‪.91 ، 90‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫تعمق األمر بإنشائيا أو تداوليا أو محتواىا وحجيتيا في اإلثبات تنشأ بمناسبة إجراء‬
‫المعامالت بين التجار‪.‬‬
‫‪ ‬كال من الفاتورة والسفتجة تخضعان لشكميات محددة بنصوص قانونية ‪ ،‬جعل المشرع‬
‫من البيانات الواجب توافرىا أساسا لصحة نشأتيا ومن دونيا تفقد صفتيا فالفاتورة تخضع‬
‫لشكميات وبيانات إلزامية منصوص عمييا قانونا في م‪.‬ت ‪ ، 468-05‬أما البيانات‬
‫اإللزامية المتعمقة بالسفتجة فمنصوص عمييا بموجب المادة ‪ 390‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬كال من الفاتورة والسفتجة تشمالن عمى تاريخ تحريرىا وتوقيع من حررىا لما لذلك‬
‫من حجية في اإلثبات‪ ،‬إالّ إذا كانتا في الشكل اإللكتروني فإن المشرع أعفى من التوقيع‬
‫عمييما‪.‬‬
‫‪ ‬كال من المبالغ المدونة في الفاتورة والسفتجة معينين أو قابالن لمتعين‪ ،1‬يدفعان بمجرد‬
‫تسميم الشيء المبيع أو عند نياية تنفيذ الخدمة أو إلى أجل بالنسبة لمفاتورة‪ ،2‬وبمجرد‬
‫اإلطالع أو عند حمول األجل المعين أو القابل لمتعيين بالنسبة لمسفتجة‪.‬‬

‫ب‪-‬أوجو االختالف‬

‫تختمف الفاتورة عن السفتجة في نقاط عديدة‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث األطراف‪ :‬الفاتورة ثنائية األطراف تحرر من طرف العون االقتصادي (البائع)‬
‫إلى عون اقتصادي آخر أو المستيمك يكونان في (مركز المشتري)‪ ،‬أما السفتجة‬
‫فيي ثالثية األطراف الساحب‪ ،‬المسحوب عميو ‪ ،‬المستفيد‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث المحل‪ :‬الفاتورة شيء مقدر بالنقود و تصح أن يكون محميا بضاعة أو تفصيل‬
‫لخدمة أو أي عمل آخر يمكن تقديره نقدا فيي تجمع بين البضائع والسمع والخدمات ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أما السفتجة فمحميا دائما مبمغ من النقود معين المقدار‪.‬‬

‫‪-1‬اعمر خمري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.91 ، 90‬‬


‫‪ -2‬محمد اليمين بمفروم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪-3‬اعمر خمري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪.92 ،91‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪ ‬الفاتورة يحررىا صاحب البضاعة‪ ،‬أما السفتجة فيحررىا المدين لفائدة دائنو أو لشخص‬
‫غير مسمى‪.‬‬
‫‪ ‬تداول السفتجة يتم بالطرق التجارية (التظيير) ‪ ،‬أما الفواتير فال يمكن أن تنتقل‬
‫من شخص إلى آخر إالّ بانتقال البضاعة المدونة‪.‬‬
‫‪ ‬السفتجة تحتوي دائما عمى التزام منشئيا المتمثل في دفع مبمغ نقدي ال غير‪ ،‬أما الفواتير‬
‫فيي تفيد أكثر في إثبات عمميات البيع و التعاقد فيي تشكل موضوع التصرف القانوني‬
‫ميما كان الشكل الذي يتخذه‪.‬‬
‫‪ ‬الفواتير تثبت إبرام التصرف وال تثبت عالقة المديونية ألن بقاء الفاتورة في حيازة الدائن ال‬
‫يعني أنو لم يستوف قيمة الدين‪ ،‬في حين تنتقل السفتجة لحيازة المدين بمجرد الوفاء‬
‫بالدين ألن المدين قد يحتاج إلى استخدام ىذا السند ضد الممتزمين اآلخرين بدعوى‬
‫‪1‬‬
‫الرجوع‪.‬‬

‫من خالل مقارنة الفاتورة مع أىم ورقة تجارية وىي السفتجة تبين جميا أن الفاتورة‬
‫غير قابمة لمتداول وغير قابمة لمتظيير وىما أىم خاصيتين لألوراق التجارية ورغم أن العرف‬
‫لم يقر بأنيا ورقة تجارية وانما تتم بمناسبة معاممة تجارية ‪ ،‬إالّ أن المشرع الجزائري اعتبرىا‬
‫ورقة تجارية وىذا ما نحاول تبيانو من خالل موقف المشرع الجزائري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الفاتورة‬

‫‪-1‬من حيث الشكل‬

‫الفاتورة ورقة تجارية أقر ليا المشرع الجزائري خصوصيتيا المختمفة باعتباره حدد‬
‫أطرافيا وبياناتيا اإللزامية بموجب المرسوم ‪ 468-05‬وكذا بالنظر إلى طبيعة النشاطات‬
‫المنصبة عمييا بمناسبة المعاممة التجارية ‪ ،‬وكذا تحقيق اليدف التي سبق اإلشارة إلييا أعاله‬
‫وما ميزىا عن األوراق التجارية التقميدية ‪ ،‬فقد اعتبر السفتجة حسب المادة ‪ 389‬من القانون‬

‫‪-1‬اعمر خمري ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص‪.92 ،91‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫التجاري عمال تجاريا بحسب الشكل ميما كان األشخاص طبقا لنص المادة ‪ 03‬منو‪ ،‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة إلى السند ألمر إذ أحال المشرع إلى تطبيق أحكام السفتجة عميو ‪ ،‬أما الشيك‬
‫ولكي يكتسب صفة السند التجاري يجب أن تتوفر البيانات المنصوص عمييا في المادة ‪472‬‬
‫من القانون التجاري‪ ،‬أما موقفو من األوراق التجارية التي أقرىا بموجب تعديمو لمقانون‬
‫التجاري سنة ‪ 2005‬والمتمثمة في ‪ :‬سند الخزن‪ ،‬سندل النقل وعقد تحويل الفاتورة أين اتخذ‬
‫موقفا مخالفا لموقفو السابق ‪ ،‬فإن استعمال مثل ىذه األوراق يتم في نوع معين من البضائع‬
‫وكذلك في نوع خاص من التجارة ‪ ،‬فيذه الفئة األخيرة مرتبطة أكثر بالسمع والبضائع التي‬
‫حتى وان كانت قابمة لمتقييم بالنقود ‪ ،‬إالّ أن ىذه القيمة متغيرة وليست مستقرة وخاضعة‬
‫‪1‬‬
‫لتقمبات السوق‪.‬‬

‫‪-2‬من حيث الموضوع‬

‫نظم المشرع الجزائري الفاتورة ضمن القانون ‪ 02/04‬واعتبرىا وسيمة من وسائل شفافية‬
‫الممارسات التجارية‪ ،‬كما حدد شروط تحرير الفاتورة بالمرسوم التنفيذي رقم ‪، 468-05‬‬
‫وحدد نطاق تطبيق الفاتورة من حيث النشاطات التي تخضع ليا الفاتورة وىي كميا أنشطة‬
‫ذات طبيعة اقتصادية وتجارية ييدف القائم بيا إلى تحقيق الربح‪ ،‬فالمشرع الجزائري اعتمد‬
‫معيار النشاط االقتصادي‪ ،2‬وىذا ما يتوافق مع نص المادة ‪ 02‬من القانون التجاري الجزائري‬
‫التي تعتبر أعمال تجارية بحسب الموضوع أي موضوع النشاط الذي يمارسو التاجر‪،‬‬
‫ومن حيث األشخاص الممزمون بتحريرىا ومنيم التاجر الذي يمارس نشاطو بصفة معتادة‬
‫وغايتو ىي تحقيق الربح‪*.‬‬

‫وما يمكن قولو بيذا الصدد أنو بالرغم من عدم توفر الفاتورة عمى أىم خاصيتين‬
‫لألوراق التجارية وىما التظيير والتداول فإن المشرع الجزائري اعتبر الفاتورة ورقة تجارية‬

‫ص‪.28-25‬‬ ‫‪-1‬اعمر خمري ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‬


‫‪ -2‬محمد الطاىر سعيود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫*ارجع المطمب األول من المبحث الثاني مجال الفاتورة‪ ،‬الصفحات من ‪ 23‬إلى ‪. 29‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫إذا انصبت عمى معاممة اقتصادية تجارية بحتة بحسب الشكل طبقا لمفيوم نص المادة ‪03‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري نظ ار لمشروط الشكمية والبيانات اإللزامية التي فرضيا القانون‬
‫‪ ،02/04‬وطبقا لنص المادة ‪ 12‬منو والتي أحالت عمى التنظيم والذي حددىا م‪.‬ت‬
‫‪ 468-05‬بنص المواد ‪ 4،5،10 ،3‬منو وبحسب الموضوع نظ ار لطبيعة النشاط‬
‫و األشخاص الممزمون بتحريرىا والمذين يمارسون نشاطيم الميني بصورة اعتيادية بغرض‬
‫تحقيق الربح‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفاتورة تشمل عناصر العقد‬

‫عرف المشرع الجزائري في المادة ‪ 4-03‬من القانون ‪ 02/04‬العقد أنو‪« :‬كل اتفاق‬
‫أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة‪ ،‬حرر مسبقا من أحد أطراف االتفاق‬
‫مع إذعان الطرف اآلخر‪ ،‬بحيث ال يمكن ىذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو‪ .‬يمكن‬
‫أن ينجز العقد عمى شكل طمبية أو فاتورة‪....‬تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة‬
‫‪1‬‬
‫لشروط البيع العامة المقررة سمفا»‬

‫إن تعريف العقد بأنو «‪...‬اتفاق‪ »...‬أمر درج عميو المشرع الجزائري ويقصد باالتفاق‬
‫توافق إرادتين أو أكثر وىو ما يستمزم وجود شخصين عمى األقل مستقمين عن بعضيما‬
‫يمثميما في قانون الممارسات التجارية البائع والمستيمك ‪ ،‬كما أن االتفاق يستمزم تباين‬
‫مصالح أطرافو وىو أمر محقق بال شك في عالقة المستيمك بالبائع‪ ،‬إالّ أن الخصوصية‬
‫في التعريف تظير من خالل إضفاء صفة العقد عمى االتفاقية وىو مصطمح غير مألوف‬
‫في تعريف العقد ‪ ،‬فاالتفاقية ما دامت تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة فيي بمثابة عقد ‪،‬‬
‫فالقاضي بموجب قواعد التفسير يمكنو االىتداء بطبيعة التعامل لمبحث عن النية المشتركة‬
‫لممتعاقدين دون الوقوف عمى معنى األلفاظ‪.2‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 4-03‬من القانون ‪ ،02/04‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪-2‬بدرة لعور‪ ،‬ضمانات المستيمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‬
‫‪.130-123‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أما تحرير العقد مسبقا فميتم التعاقد بموجبو في الظروف المحددة‪ ،‬توفي ار لموقت والنفقات‬
‫في عمميات التعاقد التي تتميز عادة باإلذعان من قبل الطرف المنظم لمعقد أو بعدم قدرتو‬
‫عمى التفاوض في مجال التعاقد لنقص خبرتو وقمة كفاءتو ‪ ،‬كما أن التحرير المسبق لمعقد‬
‫ليس عنص ار أساسيا في عقد اإلذعان الذي يتحدد من خالل نطاق حماية المتعاقد اتجاه‬
‫الشروط التعسفية في ظل القواعد العامة‪ ،‬عمى الرغم من أن أغمب الفقو يرى أن العقود‬
‫النموذجية ىي الصورة الغالبة لعقود اإلذعان‪.‬‬

‫بالرجوع إلى الفقرة الثانية من تعريف العقد طبقا لممادة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬نجدىا‬
‫توسعت في الحاالت التي يعتبر فييا العقد منج از مسبقا بنصيا‪« :‬يمكن أن ينجز العقد‬
‫عمى شكل فاتورة أو سند ضمان أو جدول‪ »...‬وبذلك يكون المشرع قد خفف من شكل‬
‫الكتابة أو بالطريقة التي يتم بيا تحرير العقد كي ال يتذرع أحد بتعقيدىا وتكمفتيا‪ ،‬وتتجو نية‬
‫المشرع من وراء ذلك إلى الحث عمى توثيق المعامالت وتفادي العقود التي تتم بدون كتابة‬
‫لما تخمقو من ضياع الحقوق وىدر المصالح ‪ ،‬فالكتابة تشكل آلية رقابية ميمة ذلك أنيا تعد‬
‫دليال لنشاط المحترف وتعامالتو في حال تيربو من االلتزامات القانونية والجبائية منيا‬
‫تحديدا‪ ،‬وبالتالي فكل وثيقة ميما كان شكميا أو سندىا تكفي العتبار العقد محر ار مسبقا متى‬
‫تضمنت الخصوصيات أو المراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة سمفا‪ ،‬فالعقود‬
‫المطبوعة ليست بالضرورة وانما قد تتخذ تمبية لمتطمبات فنية‪ ،‬عممية وواقعية وطباعتيا‬
‫ال يعني بالضرورة عدم مناقشتيا‪ ،‬إذ يمكن في بعضيا لممستيمك الحريص أن يفاوض حول‬
‫‪1‬‬
‫شروطيا وبنودىا‪.‬‬

‫مما سبق حقيقة أن الفاتورة تشمل عناصر العقد المتمثمة في توافق اإلرادتين بين العون‬
‫االقتصادي والمستيمك ‪ ،‬وكذا محل العقد وىو بيع سمعة أو تأدية خدمة والثمن والتفاصيل‬
‫األخرى المتفق عمييا ‪ ،‬كما أنيا تحرر في شكل مكتوب‪ ،‬إالّ أن ىذا ال يعني أن الفاتورة عقد‬

‫‪-1‬بدرة لعور‪ ،‬ضمانات المستيمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ‪،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص‬
‫‪.130-123‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ىذا وأن المشرع في نص المادة ‪ 4-03‬من القانون ‪ 02-04‬لم يميز بين عقد البيع وعقد‬
‫اإلذعان ‪ ،‬خاصة و أن لكل عقد خصوصيتو فبحسبو الفاتورة عقد إذعان والحال أن أساس‬
‫الفاتورة تستند إلى عالقة سابقة وىي عالقة البيع أو تأدية الخدمة ‪ ،‬وىي ال تحرر قبل عممية‬
‫البيع أو تأدية الخدمة وقد تسمم الفاتورة أثناء عممية البيع أو تكون الحقة لو ‪ ،‬كما أن الفاتورة‬
‫إلزامية فقط بين المتعاممين االقتصاديين وأنيا اختيارية بين العون االقتصادي والمستيمك ‪،‬‬
‫ىذا وأنو في حال تحريرىا يمكن لممشتري أن يعترض عمى الثمن المدون بالفاتورة وارجاعيا‬
‫لمبائع عكس عقد اإلذعان الذي ال يحق لمطرف اآلخر تعديمو أو مناقشتو أو االعتراض عميو‬

‫وبرأينا أن عمى المشرع تعديل المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬إلزالة المبس الذي وقع‬
‫فيو من أن الفاتورة عقد بيع وعقد إذعان في الوقت ذاتو وىذا ال يستقيم لما لكل عقد‬
‫من خصوصيات فما عمى المشرع إالّ إلغاء عبارة «‪...‬مع إذعان الطرف اآلخر‪ »...‬حتى‬
‫يخرج المشرع من التناقض الذي وقع فيو ‪ ،‬فعبارة «‪...‬حرر مسبقا من أحد األطراف‪»..‬‬
‫الغرض منيا ىو تفادي تعقيدات الكتابة الرسمية وكذا مالءمتيا مع طبيعة المعامالت‬
‫التجارية وما تستدعيو من سرعة كون بيانات الفاتورة ثابتة بموجب نموذج معد مسبقا ال‬
‫تتغير وما عمى العون االقتصادي إالّ مأل الفراغات من تسمية السمع أو الخدمات وتدوين‬
‫الثمن وباقي المعمومات وىذا ال يشكل بأي حال من األحوال أي لبس أو تعقيد ىذا من جية‬
‫و جية ثانية فبرأينا أن الفاتورة ىي وسيمة إلثبات المعاممة التجارية أي إثبات لمعقد وان كانت‬
‫بياناتيا تأخذ شكمية العقد‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪:‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫خالصة الفصل األول‬

‫المشرع الجزائري نظم الفاتورة بموجب القانون‬ ‫توصمنا من خالل هذا الفصل أن‬
‫‪ 40-40‬و كذا المرسوم التنفيذي ‪ ، 064-40‬حيث نص عمى البيانات اإللزامية التي يجب‬
‫أن تحتويها الفاتورة وبدائمها الفاتورة ‪ ،‬ونظم الوثيقة التي تحل محمها و التي تدعى في صمب‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 66-66‬كما نص‬ ‫النص "سند المعاممة التجارية"‬
‫عمى األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة و النشاطات الخاضعة لها ومجال تحرير الفاتورة ‪،‬‬
‫هذا وقد بين المشرع الجزائري موقفه من الفاتورة إذ اعتبرها ورقة تجارية لما تحتويه‬
‫من بيانات إلزامية إذ أخذ بمعيار الشكل ‪ ،‬كما أنه أخذ بمعيار الموضوع بالنظر إلى النشاط‬
‫االقتصادي الذي يمارس بصورة اعتيادية وغرضه تحقيق الربح ‪ ،‬هذا وأن المشرع الجزائري‬
‫اعتبر أن العقد طالما أن الفاتورة تشمل عناصر العقد ‪ ،‬والحال أن الفاتورة يتجمى دورها‬
‫و أهميتها في كونها وسيمة إلثبات المعامالت بين أطرافها (عون اقتصادي و مستهمك) ‪،‬‬
‫كما أنها وسيمة لشفافية الممارسات التجارية بصفة عامة و وسيمة هامة في يد الدولة لمراقبة‬
‫نشاط األعوان االقتصاديين‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫آثار اإلخالل بالتنظيم‬
‫القانوني للفاتورة‬
‫في ظل التشريع‬
‫الجزائري‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫تنص المادة ‪ 12‬مف القانوف ‪ 02-04‬عمى أنو‪« :‬يجب أف تحرر الفاتورة ووصؿ‬
‫التسميـ والفاتورة اإلجمالية وكذا سند التحويؿ وفؽ الشروط والكيفيات التي تحدد عف طريؽ‬
‫التنظيـ »‪ 1‬كما نصت المادة ‪ 18‬مف ـ‪.‬ت ‪ 468-05‬عمى أنو ‪«:‬يعاقب عمى كؿ خرؽ‬
‫‪2‬‬
‫لمقواعد المحددة بموجب ىذا المرسوـ طبقا ألحكاـ القانوف ‪»02-04‬‬

‫فقد جاء القانوف ‪ 02-04‬لتنظيـ الممارسات التجارية وتنظيـ المنافسة في السوؽ‬


‫بصفة عامة واألداة القانونية الرادعة لسموكيات المخالؼ ‪ ،‬فإذا ثبت مف خالؿ المعاينة‬
‫إخالؿ العوف االقتصادي أو المستيمؾ بشروط تحرير الفاتورة أو عدـ تحريرىا يعرضو‬
‫لممتابعة واذا ثبت إدانتو وجب تسميط الجزاء عميو‪.‬‬

‫فقد نص القانوف ‪ 02-04‬في الباب الرابع عف المخالفات والعقوبات المتعمقة بالفاتورة‬


‫إذ نص في المادة ‪ 33‬منو عف عدـ الفوترة والغرامة المقررة ليا وىذا دوف المساس بالعقوبات‬
‫المنصوص عمييا في التشريع الجبائي‪ ،‬كما نص في المادة ‪ 34‬عف الفاتورة غير المطابقة‬
‫والغرامة المقررة ليا ‪ ،‬وفي حالة خموىا مف البيانات اإللزامية تعتبر عدـ فوترة ويعاقب عمييا‬
‫طبقا لنص المادة ‪ ، 33‬كما نص القرار المؤرخ في ‪ 2013/08/01‬عف الفواتير المزورة‬
‫و فواتير المجاممة وكذا كيفيات تطبيؽ العقوبات المقررة عمييا‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 04‬فقرة ‪02‬‬
‫منو عمى‪« :‬تطبؽ الغرامة الجبائية المذكورة سالفا ‪ ،‬بالنسبة لحاالت الغش ذات الصمة بإعداد‬
‫الفواتير المزورة ضد األشخاص الذيف شرعوا في إعداد الفواتير وضد أولئؾ الذيف استمموىا‬
‫عمى حد سواء»‪.‬‬

‫ىذا وقد أحاؿ ذات القرار إلى قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة في استرجاع‬
‫مبالغ الرسـ التي كاف مف المفروض تسديدىا‪ ،‬أما فيما يخص جرائـ تزوير الفواتير فقد‬
‫تطرؽ إلييا القرار السالؼ الذكر مف حيث صورىا و العقوبات المقررة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 12‬مف القانوف ‪ 02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 18‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 468-05‬المرجع السابؽ‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫واضافة إلى العقوبات األصمية المتمثمة في الغرامات المالية والتي قد تتجاوزىا‬
‫إلى العقوبة السالبة لمحرية وتتراوح بيف ثالثة ‪ 03‬أشير إلى ‪ 01‬سنة في حالة العود ليذه‬
‫الجرائـ التي حددىا القانوف ‪ ، 02-04‬فيناؾ عقوبات تكميمية أخرى تتمثؿ في ‪:‬الحجز‬
‫عمى البضائع موضوع المخالفات طبقا لمادة ‪ 39‬منو ‪ ،‬أو مصادرة السمع طبقا لنص المادة‬
‫‪ 44‬أ و اتخاذ إجراءات غمؽ إدارية لممحالت طبقا لممادة ‪ ، 46‬مع منع المخالؼ مف ممارسة‬
‫النشاط بصفة مؤقتة أو شطبو سجمو مف السجؿ التجاري ‪ ،‬مع نشر القرار في الصحافة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫كما حدد القانوف ‪ 02-04‬قائمة الموظفوف واألعواف المؤىموف لمقياـ بالتحقيقات‬


‫وم عاينة مخالفات أحكامو وتحرير محاضر بشأنيا واقتراح غرامة المصالحة وفي حالة رفض‬
‫مبمغ المصالحة تحاؿ المحاضر والمستندات لمقضاء لمفصؿ فييا‪.‬‬

‫ىذا ما سنتناولو مف خالؿ ىذا الفصؿ الذي قسمناه إلى مبحثيف ‪ ،‬نتطرؽ في المبحث‬
‫األوؿ إلى تجريـ اإلخالؿ بالتنظيـ القانوني لمفاتورة في ظؿ التشريع الجزائري ‪ ،‬نتطرؽ‬
‫في المطمب األوؿ إلى صور الجرائـ ‪ ،‬وفي المطمب الثاني إلى إثبات الجرائـ ‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فسنتناوؿ مف خاللو آليات ردع الجرائـ المتعمقة بالفاتورة ‪ ،‬نتناوؿ في المطمب األوؿ‬
‫آليات الردع اإلدارية ‪ ،‬وفي المطمب الثاني نتناوؿ آليات الردع القضائية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬تجريم اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫يترتب عف عدـ التزاـ العوف االقتصادي بتحرير الفاتورة‪ ،‬أو تحريره لفاتورة‬
‫غير مستوفية لمشروط والبيانات اإللزامية الواردة في القانوف ‪ 02-04‬و كذا ـ‪.‬ت ‪468-05‬‬
‫تعرض العوف االقتصادي إلى متابعات سواء إدارية أو قضائية ‪ ،‬وقد نص المشرع الجزائري‬
‫عف فئات األعواف المؤىميف لمقياـ بالتحري عف المخالفات في القانوف ‪ 02-04‬و كذا قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬كما أف ىناؾ فئات مف األشخاص المؤىميف التابعيف لإلدارة المكمفة‬
‫بالتجارة وكذا باإلدارة الجبائية وتحرير محاضر معاينة ضبط المخالفات بشأنيا وفقا لممرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 389/20‬المؤرخ في ‪ 2020/12/19‬الذي حدد البيانات التي يجب‬
‫أف تتضمنيا ىذه المحاضر‪ ،‬كما ليـ القياـ بمياـ أخرى كإجراء المصالحة مع العوف‬
‫االقتصادي أو حجز السمع وغمؽ المحؿ التجاري وحتى نشر القرار في الصحؼ الوطنية ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المتابعات القضائية التي يترتب عنيا فرض عقوبات أصمية تتمثؿ‬
‫في الغرامات المالية وقد تفرض غرامات تكميمية تتمثؿ في مصادرة السمع وغمؽ المحؿ‬
‫التجاري و الشطب مف السجؿ التجاري ونشر الحكـ ‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى فرض العقوبة‬
‫السالبة لمحرية في صور معينة مف صور الجرائـ المرتكبة‪.‬‬

‫كما يترتب عف تحرير العوف االقتصادي لفواتير المجاممة أو الفواتير المزورة تطبيؽ‬
‫العقوبات الجبائية وال يستثني المشرع ىنا ال محرر الفاتورة وال مستمميا مف تطبيؽ العقوبة‬
‫عمى حد سواء وىذا دوف اإلخالؿ بالعقوبات الجزائية عف فعؿ التزوير ‪ ،‬وىو الثابت بنص‬
‫المادة ‪ 04‬مف القرار المؤرخ في ‪.2013/08/01‬‬

‫وعميو سنتطرؽ في ىذا المبحث إلى صور الجرائـ مف خالؿ المطمب األوؿ‪ ،‬ثـ نتطرؽ‬
‫إلى إثبات الجرائـ المتعمقة بالفاتورة في المطمب الثاني‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المطمب األول‪ :‬صور الجرائم المتعمقة بالفاتورة‬

‫نص القانوف ‪ 02/04‬عمى جريمتي عدـ الفوترة والفاتورة غير المطابقة بنص المادتيف‬
‫‪ 33‬و ‪ 34‬منو ‪ ،‬كما نص القرار المؤرخ في ‪ 2013/08/01‬عمى جريمتي الفاتورة المزورة‬
‫و فاتورة المجاممة بنص المادتيف ‪ 02‬و ‪ 03‬منو‪.‬‬

‫سنتناوؿ في الفرع األوؿ صور الجرائـ في القانوف ‪ ، 02-04‬ثـ نتطرؽ في الفرع‬


‫الثاني إلى الجرائـ المنصوص عمييا في القرار المؤرخ في ‪.2013/08/01‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المتعمقة بالفاتورة طبقا لمقانون ‪02/04‬‬

‫نص المشرع الجزائري في القانوف ‪ 02-04‬عمى نوعيف مف الجرائـ وىما جريمة عدـ‬
‫الفوترة (أوال) و جريمة عدـ مطابقة الفاتورة (ثانيا) ‪ ،‬وكذا الفواتير المزيفة و الوىمية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة عدم الفوترة‬

‫وفقا لمقتضيات المادة ‪ 33‬مف القانوف ‪ 02/04‬المتعمؽ بالممارسات التجارية «تعتبر‬


‫عدـ الفوترة مخالفة ألحكاـ المواد ‪ 13 ،11،10‬مف ىذا القانوف»‪ 1‬وتتمثؿ أركانيا فيما يمي ‪:‬‬

‫‪-1‬الركن المادي‬

‫تعد عدـ الفوترة جريمة كمما وقعت أفعاؿ مخالفة لمضموف المواد ‪13 ، 11 ، 10‬‬
‫مف القانوف ‪ 02-04‬و تحديدا تأتي ىذه الجريمة في واحدة مف الصور التالية‪:‬‬

‫‪ ‬عقد بيع سمع أو عقد أداء خدمات بيف األعواف االقتصادييف والممارسيف لمنشاطات الواردة‬
‫في المادة ‪ 02‬مف القانوف ‪ 02-04‬المعدؿ والمتمـ الذي يتـ بدوف فاتورة أو وصؿ تسميـ‬
‫‪2‬‬
‫أو فاتورة إجمالية‪.‬‬

‫‪-1‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائـ الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪-2‬حناف عكوش وعدالف ضيؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪ ‬امتناع العوف االقتصادي عف تقديـ الفاتورة رغـ طمبيا مف طرؼ المستيمؾ في عقد البيع‬
‫أو عقد أداء الخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ تقديـ الفاتورة لمموظفيف المؤىميف عند أوؿ طمب ليا في األجؿ المحدد مف اإلدارة‬
‫المعنية ‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ حيازة العوف االقتصادي لسند تحويؿ خاص بالسمع التي ليست محؿ معامالت‬
‫تجارية والتي ينقميا إلى وحداتو لمتخزيف أو التحويؿ أو التعبئة أو التسويؽ أو عدـ تقديمو‬
‫لألعواف المؤىميف عند طمبو‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ تحرير أو تسميـ وصؿ التسميـ في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة عند بيع‬
‫منتوجات لنفس الزبوف أو عدـ تقديمو لألعواف المؤىميف عند طمبو‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ حيازة أو تحرير أو تسميـ الفاتورة اإلجمالية أو عدـ تقديميا لألعواف المؤىميف‬
‫‪1‬‬
‫عند طمبيا‪.‬‬
‫‪ ‬ونصت المادة ‪ 34‬مف القانوف ‪ 02-04‬أف‪...«:‬عدم ذكر االسم أو العنوان االجتماعي‬
‫لمبائع أو المشتري وكذا رقم تعريفه الجبائي والعنوان والكمية واالسم الدقيق وسعر‬
‫الوحدة من غير الرسوم لممنتوجات المبيعة أو الخدمات المقدمة عدم فوترة يعاقب عميها‬
‫طبقا ألحكام المادة ‪ ، 2»33‬فإذا وقعت صورة مف ىذه الممارسات تشكؿ الركف المادي‬
‫لجريمة عدـ الفوترة ويكفي وقوع صورة واحدة لكوف كؿ حالة مستقمة بذاتيا عف الصور‬
‫األخرى ‪ ،‬ىذا و في اجتياد ليا رقـ ‪ 287833‬بتاريخ ‪ 2004/04/06‬اعتبرت المحكمة‬
‫العميا عدـ الفوترة جريمة مف جرائـ التيريب في حالة حيازة بضاعة حيث يشترط قانوف‬
‫الجمارؾ تبريرىا بمستندات عبر كامؿ اإلقميـ الجمركي ‪ ،‬كما قضت في قرارىا رقـ‬
‫‪ 260414‬المؤرخ في ‪ 2001/06/25‬ببراءة المتيـ الذي أثبت شرعية حيازتو لمبضائع‬
‫‪3‬‬
‫المستوردة بموجب فاتورة شرعية وصحيحة‪.‬‬

‫‪-1‬حناف عكوش وعدالف ضيؼ اهلل‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪-2‬أرجع لممادة ‪ 34‬مف القانوف ‪.02-04‬‬
‫‪-3‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائـ الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫باإلضافة إلى المخالفات المنصوص عمييا في القانوف ‪ 02-04‬فإف القانوف الجبائي‬
‫قرر عقوبات أخرى ليذه المخالفة في المادة ‪ 33‬كما يمي ‪« :‬يؤدي اإلخالؿ بقواعد الفوترة‬
‫المالحظ أثناء ممارسة الحؽ في التحقيؽ إلى تطبيؽ العقوبات المحددة في المادة ‪65‬‬
‫‪1‬‬
‫مف قانوف المالية ‪ 2003‬المعدلة و المتممة»‬

‫‪-2‬الركن المعنوي‬

‫الركف المعنوي في جريمة عدـ الفوترة ىو القصد الجنائي فييا وألف عدـ الفوترة‬
‫‪2‬‬
‫مف الجرائـ االقتصادية فإف الركف المعنوي مفترض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة عدم مطابقة الفاتورة‬

‫ألزـ المشرع أف يكوف كؿ تعامؿ بيف األعواف االقتصادييف مصحوب بفاتورة أو وثيقة‬
‫تقوـ مقاميا ‪ ،‬تفرغ في محرر مكتوب ‪ ،‬وألزـ أف تحتوي عمى بيانات ‪ ،‬ويجب عمى العوف‬
‫االقتصادي تسميميا لمعوف االقتصادي المشتري‪ ،‬كما يجب عمى المشتري أف يطمبيا‬
‫وىذا األخير مسؤوؿ جزائيا كما ىو األمر بالنسبة لمبائع ‪ ،‬في حالة عدـ االلتزاـ بذكر‬
‫البيانات التي ألزـ المشرع ذكرىا أثناء تحرير الفاتورة‪ ، 3‬وتعتبر الفاتورة غير مطابقة حسب‬
‫المادة ‪ 34‬مف القانوف ‪ 02-04‬كؿ فاتورة مخالفة ألحكاـ المادة ‪ 12‬مف ىذا القانوف‪، 4‬‬
‫رغـ أف الفاتورة غير المطابقة ىي فاتورة حقيقية تحرر بشأف معامالت فعمية غير أنيا ال‬
‫تراعي بعض الشروط و الكيفيات التي حددىا القانوف و التنظيـ‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬بدرة لعور‪ ،‬ضمانات المستيمؾ المتعاقد وفقا لقانوف الممارسات التجارية الجزائري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -3‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -4‬زوينة بف زيداف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪-5‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-1‬الركن المادي‬

‫يكوف العوف االقتصادي مرتكبا لجريمة الفاتورة غير المطابقة إذا قاـ بإصدار‬
‫ىذه الفاتورة دوف ذكر البيانات اإللزامية وعميو تكوف غير مطابقة كؿ فاتورة أو وصؿ تسميـ‬
‫أو فاتورة إجمالية أو سند تحويؿ يتـ تحريرىا عمى نحو يخالؼ أحكاـ المرسوـ ‪468-05‬‬
‫بإىماؿ البيانات أو الشروط أو الكيفيات التي يتطمبيا ىذا المرسوـ‪.1‬‬

‫لذلؾ تتعدد صور ىذه الجريمة و بذلؾ يتعدد الركف المادي بناء عمى‪:‬‬

‫‪ ‬عدـ توافؽ البيانات الموجودة في الفاتورة أو في أحد بدائميا مع ما ورد في القانوف‪.‬‬


‫‪ ‬عدـ مطابقة بيانات أطراؼ الفاتورة لما ىو منصوص عميو في المادة ‪ 03‬مف المرسوـ‬
‫‪2‬‬
‫التنفيذي ‪.468-05‬‬

‫‪-2‬الركن المعنوي‬

‫الركف المعنوي مفترض باعتبار أف جريمة عدـ مطابقة الفاتورة مف الجرائـ االقتصادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفواتير الوهمية والفواتير المزيفة‬

‫بصدور القانوف ‪ 02-04‬جعؿ مف الفاتورة غير الحقيقية فاتورة وىمية أو فاتورة مزيفة‬
‫فالفاتورة الوىمية ىي التي تحرر بشأف معامالت ليس ليا وجود حقيقي إنما يتـ إعدادىا‬
‫إليياـ أعواف المراقبة بسالمة المعامالت التجارية و شرعيتيا ‪ ،‬وكما تعتبر فاتورة وىمية‬
‫كؿ فاتورة حررت مف طرؼ عوف اقتصادي آخر وىمي أي ال وجود لو ضمف قائمة‬
‫المتعامميف االقتصادييف المسجميف في السجؿ التجاري‪ ،‬وىي فواتير مزيفة ال تعكس المعاممة‬
‫االقتصادية المبرمة الغرض منيا التضمي ؿ‪ ، 3‬ونصت المادة ‪ 24‬مف القانوف ‪02-04‬‬
‫عمى تحرير فواتير وىمية وفواتير مزيفة واتالؼ الوثائؽ التجارية والمحاسبية واخفائيا‬
‫أو تزويرىا قصد إخفاء الشروط الحقيقية لممعامالت التجارية واعتبرتيا مف قبيؿ الممارسات‬

‫‪ -1‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ -2‬زوينة بف زيداف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.470‬‬
‫‪ -3‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫التجارية التدليسية ويعاقب عمييا طبقا لنص المادة ‪ 37‬مف نفس القانوف دوف المساس‬
‫‪1‬‬
‫بالعقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم المتعمقة بالفاتورة طبقا لمقرار المؤرخ في ‪2013/00/01‬‬

‫إضافة إلى الجرائـ المنصوص عمييا في القانوف ‪ ،02-04‬يوجد أنواع أخرى‬


‫مف الجرائـ المتعمقة بالفاتورة والتي تـ النص عمييا في القرار المؤرخ في ‪2013/08/01‬‬
‫في نص المادتيف ‪ 02‬و‪ 03‬منو وىما ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفاتورة المزورة‬

‫وىي الفاتورة التي تـ إعدادىا دوف الشروع في عممية التسميـ أو أداء خدمة بغرض‬
‫القياـ بما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض قواعد فرض الضريبة بالنسبة لمختمؼ الضرائب والرسوـ‪.‬‬


‫‪ ‬إخفاء عمميات ‪.‬‬
‫‪ ‬نقؿ و تبييض رؤوس األمواؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬اختالس أمواؿ مف األصوؿ وتمويؿ عمميات غير قانونية أو قانونية‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة مف بعض االمتيازات كالحؽ في الحسـ في مجاؿ الرسـ عمى القيمة‬
‫المضافة والحصوؿ عمى قروض لدى المؤسسات المصرفية بغية تمويؿ المشاريع‬
‫‪2‬‬
‫االستثمارية‪.‬‬

‫وبناء عميو تكوف الفاتورة المزورة ىي فاتورة حقيقية ولكف تـ تزويرىا وتزييفيا ‪ ،‬لكي‬
‫تعكس المعامالت الحقيقية بيف المتعاقديف ‪ ،‬كعدـ تسجيؿ المعمومات الواجبة في الفواتير‬
‫‪3‬‬
‫و إغفاليا عمدا‪.‬‬

‫‪-1‬ارجع المادة ‪ 24‬و المادة ‪ 37‬مف القانوف ‪ ،02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 02‬مف القرار المؤرخ في ‪ ، 2013/08/01‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ثانيا‪ :‬فاتورة المجاممة‬

‫ىي القياـ بتالعب أو إخفاء عمى الفاتورة ليوية وعنواف الممونيف أو الزبائف أو القبوؿ‬
‫الضرئب الواجب‬
‫ا‬ ‫الطوعي باستعماؿ ىوية مزورة أو اسـ مستعار وذلؾ بيدؼ خفض مبمغ‬
‫دفعيا وكذا اختالس أمواؿ مؤسسة أو أمواؿ شخص ما واستعماليا ألغراض مختمفة‪ ،‬تمثؿ‬
‫‪1‬‬
‫فاتورة المجاممة عممية شراء أو بيع أو أداء خدمة حقيقية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إثبات الجرائم‬

‫نظـ المشرع في القانوف ‪ 02-04‬كيفية معاينة المخالفات المتعمقة بالفاتورة‬


‫واإلجراءات المتبعة لضبطيا ‪ ،‬وذلؾ بنص المواد مف ‪ 49‬إلى ‪ 59‬مف ىذا القانوف‪ ،‬إذ عدد‬
‫في المادة ‪ 49‬فئات الموظفيف المؤىميف لمقياـ بالتحقيقات ومعاينة مخالفات أحكامو‪ ،‬وفرض‬
‫عمييـ تبياف صفتيـ ويقدموا تفويضيـ بالعمؿ وطمب تدخؿ وكيؿ الجميورية إذا استدعى‬
‫األمر ذلؾ ‪ ،‬كما بينت المواد مف ‪ 50‬إلى ‪ 52‬المياـ المنوطة بالموظفيف المؤىميف لرقابة‬
‫المخالفات‪ ،‬كما حدد المشرع في المادتيف ‪ 53‬و ‪ 54‬حاالت معارضة المراقبة و التعدي‬
‫عمى الموظفيف المؤىمييف لمرقابة والعقوبة المقررة ليا‪ ،‬كما حدد في المواد مف ‪ 55‬إلى ‪59‬‬
‫انتياء التحقيقات و تحرير محاضر بشأنيا و البيانات اإللزامية التي يجب أف تتضمنيا ىذه‬
‫المحاضر وطريقة تبميغيا لمرتكب المخالفة والطعف فييا وحجيتيا القانونية ‪ ،‬ىذا وقد نظـ‬
‫المشرع شكؿ محاضر معاينة المخالفات بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 389-20‬المؤرخ‬
‫في ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ 2020‬إذ تضمف البيانات المتعمقة بالموظؼ محرر المحضر‬
‫و البيانات المتعمقة بالشخص المخالؼ والبيانات المتعمقة بمحضر المخالفة المرتكبة‪.‬‬

‫وىذا ما سنتناولو مف خالؿ ىذا المطمب الذي قسمناه إلى فرعيف ‪ ،‬الفرع األوؿ نتناوؿ‬
‫معاينة المخالفات ‪ ،‬و الفرع الثاني نتناوؿ فيو حجية محاضر ضبط المخالفات‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬و‪ 03‬مف القرار المؤرخ في ‪ ، 2013/08/01‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع األول‪ :‬معاينة المخالفات‬

‫سنتناوؿ مف خالؿ ىذا الفرع فئات الموظفيف المؤىميف لمعاينة المخالفات (أوال) ثـ‬
‫تحديد سمطات الموظفيف المؤىميف لمقياـ بالتحقيؽ والمراقبة (ثانيا)‪ ،‬ومعارضة التحقيؽ (ثالثا)‬

‫أوال‪ :‬فئات الموظفين المؤهمين لمعاينة المخالفات‬

‫نص المشرع بموجب المادة ‪ 49‬مف القانوف ‪ 02-04‬عمى الموظفيف المؤىميف لمقياـ‬
‫بالتحقيؽ ومعاينة مخالفات الممارسات التجارية وصنفيـ كما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬فئة الموظفين المذكورين في القانون ‪02-04‬‬

‫وىـ‪ :‬ضباط و أعواف الشرطة القضائية المنصوص عمييـ في قانوف اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫المستخدموف المنتموف إلى األسالؾ الخاصة بالمراقبة التابعوف لإلدارة المكمفة بالتجارة‪،‬‬
‫األعواف المعنيوف التابعوف لمصالح اإلدارة الجبائية ‪ ،‬أعواف اإلدارة المكمفة بالتجارة المرتبوف‬
‫في الصنؼ ‪ 14‬عمى األقؿ المعينوف ليذا الغرض و يجب أف تتوفر فييـ الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬أف يؤدي الموظفوف التابعوف لإلدارة المكمفة بالتجارة واإلدارة المكمفة بالمالية اليميف‬
‫وأف يفوضوا بالعمؿ طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعموؿ بيا‪.‬‬
‫‪ ‬أف يبينوا وظيفتيـ و أف يقدموا تفويضيـ بالعمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكف لمموظفيف المذكوريف أعاله‪ ،‬إلتماـ مياميـ طمب تدخؿ وكيؿ الجميورية المختص‬
‫‪1‬‬
‫إقميميا ضمف احتراـ القواعد المنصوص عمييا في قانوف اإلجراءات الجزائية‬

‫‪-2‬فئة الموظفين المذكورين المنصوص عميهم في قانون اإلجراءات الجزائية‬

‫حددت المادة ‪ 15‬مف األمر رقـ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جواف ‪ 1966‬المتضمف قانوف‬


‫اإلجراءات الجزائية المعدؿ والمتمـ‪ ،‬األشخاص الذيف يتمتعوف بصفة ضباط الشرطة القضائية‬

‫‪-1‬المادة ‪ 49‬مف القانوف ‪ ، 02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫وىـ‪ :‬رؤساء المجالس الشعبية البمدية ‪ ،‬ضباط الدرؾ الوطني ‪ ،‬الموظفوف التابعوف لألسالؾ‬
‫الخاصة لممراقبيف ومحافظي الشرطة وضباط الشرطة لألمف الوطني‪ ،‬ذوو الرتب في الدرؾ‬
‫ورجاؿ الدرؾ الذيف أمضوا في سمؾ الدرؾ ثالث سنوات عمى األقؿ وعينوا بموجب قرار‬
‫مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الدفاع الوطني بعد موافقة لجنة خاصة ‪ ،‬الموظفوف‬
‫التابعوف لألسالؾ الخاصة لممفتشيف وحفاظ و أعواف الشرطة لألمف الوطني الذيف أمضوا‬
‫ثالث سنوات عمى األقؿ و عينوا بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الداخمية‬
‫و الجماعات المحمية بعد موافقة لجنة خاصة ‪ ،‬ضباط وضباط الصؼ التابعيف لممصالح‬
‫العسكرية لألمف الذيف تـ تعيينيـ خصيصا بموجب قرار مشترؾ بيف وزير الدفاع‬
‫‪1‬‬
‫و وزير العدؿ‪.‬‬

‫‪-3‬فئة موظفي اإلدارة المكمفة بالتجارة‬

‫أ‪-‬المستخدمون المنتمون لألسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكمفة بالتجارة‬

‫وىـ‪ :‬سمؾ مراقبي قمع الغش‪ ،‬والذي يضـ رتبة وحيدة وىي رتبة قمع الغش‪ ،‬يكمؼ بالبحث‬
‫عف أية مخالفة لمتشريع ومعاينتيا ‪ ،‬أو األخذ عند االقتضاء اإلجراءات التحفظية المنصوص‬
‫عمييا في مجاؿ قمع الغش ‪ ،‬سمؾ مراقبي المنافسة والتحقيقات االقتصادية‪ ،‬الذي يضـ رتبة‬
‫وحيدة وىي رتبة مراقب المنافسة و التحقيقات االقتصادية‪ ،‬يكمؼ بالبحث عف أية مخالفة‬
‫لمتشريع ومعاينتيا ‪ ،‬وعند االقتضاء القياـ باإلج ارءات التحفظية المنصوص عمييا في مجاؿ‬
‫‪2‬‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫ب‪-‬أعوان اإلدارة المكمفة بالتجارة المرتبون في الصنف ‪14‬‬

‫وىـ‪ :‬مفتش قسـ ‪ ،‬ورئيس مفتش رئيسي‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 15‬مف األمر رقـ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪8‬جواف ‪ 1966‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية المعدؿ و المتمـ‬
‫بموجب األمر رقـ ‪ 02-15‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو سنة‪.2015‬‬
‫‪-2‬ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ‪ ،‬الممارسات التجارية غير المشروعة في السوؽ الجزائري (دراسة تحميمية) ‪ ،‬تقرير‬
‫تربص مكمؿ لنيؿ شيادة ماستر في العموـ التجارية (تخصص تسويؽ الخدمات)‪ ،‬كمية العموـ اإلقتصادية والتسيير والعموـ‬
‫التجارية ‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوؼ ميمة ‪ ، 2021/2020 ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-4‬فئة الموظفين التابعين لمصالح اإلدارة الجبائية‬

‫اعتبر المشرع األعواف التابعيف لمصالح اإلدارة الجبائية ضمف الموظفيف المؤىميف‬
‫لمقياـ بالتحقيؽ والمعاينة في مخالفات الممارسات التجارية والتي يرتكبيا األعواف‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادييف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سمطات الموظفين المؤهمين لمقيام بالتحقيق والمراقبة‬

‫تتمثؿ السمطات المخولة قانونا لمموظفيف القائميف بالمعاينة والتحقيؽ وحسب‬


‫ما تضمنو نص المادتيف ‪ 50‬و ‪ 52‬مف القانوف ‪: 02-04‬‬

‫‪-1‬تفتيش المحالت التجارية‪ :‬تجيز المادة ‪ 52‬لمموظفيف المؤىميف حرية الدخوؿ‬


‫إلى المحالت التجارية والمكاتب والممحقات وكذا أماكف الشحف والتخزيف وبصفة عامة‬
‫إلى كؿ مكاف يشتبو بو‪ ،‬غير أف ىذه الحرية تـ تقييدىا باستثناء األماكف المعدة لمسكف‬
‫مف دخوؿ ىؤالء الموظفي ف‪ ، 2‬ولألعواف المؤىميف ممارسة أعماليـ خالؿ نقؿ البضائع‬
‫و يمكنيـ كذلؾ القياـ بمياميـ فتح الطرود واألمتعة بحضور المرسؿ أو المرسؿ إليو‬
‫أو الناقؿ‪ ، 3‬وليـ أف يتفحصوا كؿ المستندات اإلدارية أو المالية أو المحاسبية وكذا كؿ‬
‫الوسائؿ المغناطيسية أو المعموماتية ‪ ،‬وليـ أف يطمبوا أية وثيقة ميما كانت و يشترطوا‬
‫استالميا حيثما وجدت ما داـ أنيا ستساعدىـ عمى أداء مياميـ دوف أف يمنعوا مف ذلؾ‬
‫بحجة السر الميني‪ ،4‬ويكوف لمموظفيف المكمفيف بالمعاينة والتحقيؽ الخيار بيف حجز ىذه‬
‫المستندات و إض افتيا إلى المحضر إذا كانت تشكؿ وسيمة إثبات ضد العوف االقتصادي‬

‫‪-1‬ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص ‪.47-46‬‬


‫‪-2‬راضية بف شيخ‪ ،‬نزاىة الممارسات التجارية في القانوف الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة دكتوراه عموـ في الحقوؽ‪،‬‬
‫تخصص قانوف أعماؿ ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة الجزائر ‪ ، 2018/2017 ، 1‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -3‬زوقاري كريمو ‪ ،‬مخالفات القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة التخرج لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء ‪،‬‬
‫الدفعة السادسة عشر‪ ،‬و ازرة العدؿ المدرسة العميا لمقضاء ‪ ، 2008/2005 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪-4‬راضية بف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.203‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المخالؼ‪ ،‬أو إعادتيا عند نياية التحقيؽ‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتـ تحرير محضر إعادة‬
‫المستندات المحجوزة وتسمـ نسخة منو لمعوف المخالؼ‪. 1‬‬

‫‪-2‬حجز السمع و العتاد و األجهزة‪ :‬في حالة رصد أي مخالفة عند التفتيش يقوـ األعواف‬
‫المؤىموف بإجراء الحجز عمى وسائؿ المخالفات سواء مستندات أو سمع أو اآلالت المستعممة‬
‫لمقياـ بالمخالفة ‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 39‬مف القانوف ‪، 202-04‬إذ نصت عمى أنو ‪«:‬يمكن‬
‫حجز البضائع موضوع المخالفات المنصوص عميها في أحكام المواد ‪، 13 ، 11، 10‬‬
‫‪ 14‬ومن ‪ 20‬إلى ‪ 20‬من هذا القانون»‪ ،‬كما يمكف حجز العتاد والتجييزات التي استعممت‬
‫في ارتكابيا ‪ ،‬واما يكوف الحجز مادي لمسمع ويتـ بالسيطرة الفعمية عمى السمع مف طرؼ‬
‫السمطة ‪ ،‬ىذا حسب ما نصت عميو المادة ‪ 40‬ؼ‪ 1‬مف القانوف ‪ 3 ، 02-04‬أو يكوف‬
‫الحجز اعتباري عمى سمع ال يمكف لمرتكب المخالفة أف يقدميا لسبب ما‪ ،‬ونصت المادة ‪42‬‬
‫عمى أف تحدد قيمة المواد المحجوزة عمى أساس سعر البيع المطبؽ مف طرؼ مرتكب‬
‫‪4‬‬
‫المخالفة أو بالرجوع إلى سعر السوؽ‪.‬‬

‫‪-3‬تحرير المحاضر‪ :‬بعد االنتياء مف التحقيقات و التأكد مف وجود خرؽ لقواعد القانوف‪،‬‬
‫تثبت المخالفة في محضر يقوـ بتحريره الموظفوف المؤىموف لمقياـ بالمعاينة والتحقيؽ‬
‫في ظرؼ ‪ 08‬أياـ ابتداء مف تاريخ نياية التحقيؽ‪ 5،‬وسنأتي إلى تفصيؿ محاضر ضبط‬
‫المخالفات في الفرع الثاني‪.‬‬

‫‪-1‬راضية بف شيخ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.203‬‬


‫‪-2‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.102-101‬‬
‫‪-3‬ليمى بوداب ‪ ،‬حماية المستيمؾ مف الممارسات التجارية غير الشرعية في ظؿ قانوف الممارسات التجارية ‪، 02-04‬‬
‫مذكرة ماستر في الحقوؽ ‪ ،‬فرع القانوف الخاص ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪،‬‬
‫‪ ، 2019/2018‬ص ‪.53‬‬
‫‪-4‬زوقاري كريمو ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص‪.26 ،25‬‬
‫‪-5‬راضية بف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.208‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ثالثا‪ :‬معارضة التحقيق‬

‫منع القانوف أية معارضة لممراقبة ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 53‬مف القانوف ‪02-04‬‬
‫عمى أف كؿ عرقمة وكؿ فعؿ مف شأنو منع تأدية مياـ التحقيؽ مف طرؼ الموظفيف المؤىميف‬
‫لذلؾ ‪ ،‬ويعاقب عمييا بالحبس مف ستة ‪ 6‬أشير إلى سنتيف ‪ 02‬وبغرامة مالية مف مائة ألؼ‬
‫دينار إلى مميوف دينار أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف ‪ ،‬ويعتبر كمعارضة لممراقبة األفعاؿ‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬رفض تقديـ الوثائؽ التي مف شأنيا السماح بتأدية مياميـ‪.‬‬


‫‪ ‬منع الموظفيف مف الدخوؿ الحر ألي مكاف غير محؿ السكف‪.‬‬
‫‪ ‬رفض االستجابة عمدا الستدعائيـ‪.‬‬
‫‪ ‬توقيؼ عوف اقتصادي لنشاطو أو حث أعواف اقتصادييف آخريف عمى توقيؼ نشاطيـ‬
‫قصد التيرب مف المراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬استعماؿ المناورة لممماطمة أو العرقمة بأي شكؿ كاف إلنجاز التحقيقات‪.‬‬
‫‪ ‬إىانتيـ وتيديدىـ أو كؿ شتـ أو سب اتجاىيـ‪ ،‬العنؼ و التعدي الذي يمس بسالمتيـ‬
‫‪1‬‬
‫الجسدية أثناء تأدية مياميـ أو بسبب وظائفيـ‪.‬‬

‫ىذا وقد كفؿ المشرع الجزائري الحماية القانونية لمموظفيف المكمفيف بالمعاينة والتحقيؽ‬
‫أثناء تأدية مياميـ وىذا بموجب المادة ‪ 53‬مف القانوف ‪ ، 02-04‬إذ يسمط عمى الشخص‬
‫المعارض لمتحقيؽ والمتعدي عمى الموظفيف بغرامة مالية و بالعقوبة السالبة لمحرية‬
‫وىذا ما سنأتي إلى تفصيمو في العقوبات المقررة في المبحث أدناه‪.‬‬

‫‪-1‬ميدي طالبي ووالء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع الثاني‪ :‬محاضر ضبط المخالفات‬

‫سنتناوؿ مف خالؿ ىذا الفرع بيانات محاضر ضبط المخالفات (أوال)‪ ،‬وحجية‬
‫محاضر ضبط المخالفات (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بيانات محاضر ضبط المخالفات‬

‫تحرر المحاضر وتقارير التحقيؽ وفقا لما نصت عميو المواد مف ‪ 55‬إلى ‪59‬‬
‫مف القانوف ‪ ،02-04‬وكذا طبقا لممرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 389-20‬الذي حدد شكؿ محاضر‬
‫معاينة المخالفات المتعمقة بالممارسات التجارية وبيانتيا ‪ ،‬إذ يتضمف المرسوـ بيانات تتعمؽ‬
‫بالموظؼ محرر المحضر و بيانات تتعمؽ بالشخص المخالؼ وبيانات تتعمؽ بالمحضر‬
‫وىذا كما سيأتي تفصيمو‪:‬‬

‫‪-1‬البيانات المتعمقة بالموظف محرر المخالفة‬

‫نصت عمييا المادة ‪ 1-02‬مف المرسوـ السالؼ الذكر وتتمثؿ في‪ :‬اإلسـ والمقب وصفة‬
‫الموظؼ ‪ ،‬المصمحة اإلدارية التي ينتمي إلييا ‪ ،‬بيانات بطاقة التفويض بالعمؿ ‪ ،‬التوقيع‪.‬‬

‫‪-2‬البيانات المتعمقة بالشخص المخالف‬

‫تنص عمييا المادة ‪ 2-02‬وتتمثؿ في‪ :‬اسـ ولقب وتاريخ ومكاف ميالد التاجر‬
‫أو الممثؿ القانوني لمشخص المعنوي(ابف أو ابنة‪...‬و‪ ،)...‬التسمية بالنسبة لمشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬عنواف المحؿ أو مقر الشركة التجارية بالنسبة لألشخاص المعنوية‪ ،‬طبيعة النشاط‬
‫‪1‬‬
‫الممارس‪ ،‬التوقيع‪.‬‬

‫‪-3‬البيانات المتعمقة بالمحاضر‬

‫تنص المادة ‪ 03‬مف المرسوـ المذكور أعاله أنو يجب أف يحدد محضر معاينة‬
‫المخالفة طبيعة المخالفة والمادة القانونية التي تنص عمييا مع تحديد العقوبة المقترحة‬

‫‪-1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،389-20‬المؤرخ في ‪ 04‬جمادى األولى عاـ ‪ 1442‬الموافؽ ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ ،2020‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 78‬مؤرخة في ‪ 27‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫مف طرؼ الموظفيف الذيف حرروا المحضر عندما يمكف أف يعاقب عمى المخالفة بغرامة‬
‫المصالحة ‪ ،‬وفي حالة الحجز يجب أف يتضمف محضر معاينة المخالفة طبيعة السمع‬
‫المحجوزة ونوعيا وكميتيا وقيمتيا ووثائؽ جرد المنتوجات المحجوزة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى البيانات المذكورة أعاله يجب أف يتضمف محضر معاينة المخالفة مراجع‬
‫االستدعاء المرسؿ لممخالؼ ومبمغ غرامة الصمح المقترحة ‪ ،‬ىذا وقد نص المرسوـ‬
‫عمى ضرورة إرفاؽ نموذج محضر معاينة المخالفة بيذا المرسوـ‪.1‬‬

‫وىذا يعتبر شكؿ مف أشكاؿ تحقيؽ شفافية الممارسات التجارية‪.‬‬

‫‪ ‬كما يحرر المحضر في ظرؼ ثمانية ‪ 08‬أياـ ابتداء مف تاريخ نياية التحقيؽ‬
‫يبيف فيو مكاف وتاريخ إجراءات المعاينات المادية المسجمة والتحقيقات المنجزة‪.‬‬
‫‪ ‬وبعد االنتياء مف تحرير المحضر‪ ،‬يسجؿ المحضر في سجؿ مرقـ ومؤشر مخصص‬
‫ليذا الغرض ويبمغ إلى المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة الذي وقعت المعاينة في دائرة‬
‫اختصاصو وبإرساؿ الممؼ إلى الجية المعنية ‪ ،‬تنتيي ميمة الموظفيف المكمفيف بالمعاينة‬
‫‪2‬‬
‫والتحقيؽ‪.‬‬
‫‪ ‬تكوف المحاضر المحررة تحت طائمة البطالف إذا لـ توقع مف طرؼ الموظفيف الذيف‬
‫‪3‬‬
‫عاينوا المخالفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية محاضر ضبط المخالفات‬

‫يقصد بحجية المحضر مدى قوتو الثبوتية ومدى اعتماد القاضي عميو إلصدار‬
‫أحكامو وعميو فالمحاضر ىي مف المحررات التي تعتبر مف وسائؿ اإلثبات في المواد‬
‫‪4‬‬
‫الجنائية شرط أف تكوف صحيحة ومطابقة لألشكاؿ القانونية والتنظيمية عند تحريرىا‪.‬‬

‫‪-1‬المادتيف ‪02‬و ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،389-20‬المرجع نفسو‪.‬‬


‫‪-2‬راضية بف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.209-208‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 57‬مف القانوف ‪ ،02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪-4‬نسيمة بوقادوـ وبولقرينات ىالة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-1‬المحاضر وسيمة إلثبات المخالفة‬

‫حسب المادة ‪ 55‬الفقرة ‪ 02‬فإف المحضر ىو وسيمة إثبات المخالفات لمقواعد‬


‫المنصوص عمييا في ىذا القانوف وأف المشرع أعطى لممحاضر حجية قانونية ال يمكف‬
‫الطعف فييا إالّ بالتزوير‪ ، 1‬وتعتبر المحاضر وسيمة إلثبات األعواف المكمفيف بالتحقيقات‬
‫في المخالفات المرتكبة مف طرؼ األعواف االقتصادييف‪ ، 2‬فالمحاضر تثبت مدى صحة‬
‫ادعائيـ في مخالفة أحكاـ القانوف ‪ ، 02-04‬وكذا تحافظ عمى حقوؽ األعواف االقتصادييف‬
‫‪3‬‬
‫بحيث تثبت مدى احتراـ األعواف المكمفيف بالتحقيقات لإلجراءات المنصوص عمييا قانونا‬
‫ف أي مخالفة لشروطو الشكمية تعتبر باطمة ‪ ،‬ليذا وجب عمييـ احتراـ شروط تحرير المحضر‬
‫‪4‬‬
‫وكذا آجالو القانونية ليكوف لو الحجية القانونية التي ال يمكف الطعف فييا إالّ بالتزوير‪.‬‬

‫وأجازت المادة ‪ 57‬مف القانوف ‪ 02-04‬الطعف ببطالف المحضر لعدـ احتراـ شكمية‬
‫التوقيع عميو مف طرؼ موظفي وأعواف ضبط المخالفات ‪ ،‬وىي الحالة الوحيدة التي رتب‬
‫عمييا المشرع بطالف المحضر بنص صريح ‪ ،‬إالّ أف ىذا ال يعني عدـ وجود حاالت أخرى‬
‫تؤدي إلى بطالف المحضر مف ذلؾ مثال‪ :‬عدـ اختصاص محرر المحضر اختصاصا نوعيا‬
‫أو إقميميا‪ ،‬أو عدـ مراعاة الشكميات المتعمقة بتحريره كعدـ وجود التاريخ أو عدـ اإلشارة‬
‫‪5‬‬
‫إلى توقيع العوف االقتصادي أو رفضو التوقيع أو غيابو‪.‬‬

‫‪-2‬المحاضر لها الحجية المطمقة في اإلثبات‬

‫حسب المادة ‪ 58‬مف القانوف ‪ 02-04‬عمى أنو‪« :‬مع مراعاة أحكاـ المواد مف ‪214‬‬
‫إلى ‪ 219‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية وكذا أحكاـ المادتيف ‪ 56‬و‪ 57‬مف ىذا القانوف تكوف‬

‫‪-1‬الزىراء ممودي ونادية نجماوي ‪ ،‬الحماية الجزائية لمممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر قانوف أعماؿ ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ ‪ ،‬جامعة أحمد دراية ‪ ،‬أدرار ‪ ، 2021/2020 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪-2‬نسيمة بوقادوـ وبولقرينات ىالة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪-3‬الزىراء ممودي ونادية نجماوي ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪-4‬نسيمة بوقادوـ وبولقرينات ىالة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -5‬لياس بروؾ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪. 287‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫لممحاضر وتقارير التحقيؽ حجية قانونية حتى يطعف فييا بالتزوير »‪ ، 1‬فالمتمعف لنص‬
‫المادة ‪ 58‬مف القانوف ‪ 02-04‬نجد أف ىذه المحاضر ليا قوة ثبوتية مطمقة في اإلثبات ‪،‬‬
‫فعبء إثبات البراءة يقع عمى المخالؼ بحيث يطعف في ىذه المحاضر بالتزوير‪ ،‬ويثبت عدـ‬
‫ارتكابو لممخالفة وىذه ىي خصوصية اإلثبات في جرائـ الممارسات التجارية باعتبارىا جرائـ‬
‫اقتصادية ‪ ،2‬وبالرجوع ألحكاـ القانوف ‪ 02-04‬نجد أف المشرع لـ يترؾ لمقاضي الجزائي‬
‫‪3‬‬
‫‪،‬‬ ‫سمطة تقدير الدليؿ‪ ،‬نظ ار لما يفترضو القانوف في الموظفيف المؤىميف مف ثقة وأمانة‬
‫ىذا يعني أنو ال يجوز استبعاد المحاضر بناء عمى االقتناع الشخصي لمقاضي وال بناء‬
‫عمى الدليؿ العكسي سواء كاف كتا بيا أو بشيادة الشيود ‪ ،‬فالمشرع أراد التشدد في معالجة‬
‫ىذه الجرائـ وىذا مف خالؿ إعطائو جية المتابعة امتياز تقديـ الدليؿ ليس مف السيؿ دحضو‬
‫‪4‬‬
‫وكأنو ال يريد لجرائـ معينة أف تفمت مف العقاب‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات ردع الجرائم المتعمقة بالفاتورة‬


‫بعد قياـ موظفي وأعواف ضبط مخالفات الممارسات بمعاينة وضبط الجرائـ المنصوص‬
‫عمييا في القانوف ‪ 02-04‬وفؽ السمطات والصالحيات الممنوحة ليـ وفي حدود‬
‫اختصاصيـ النوعي واإلقميمي واجراء التحقيقات الالزمة بشأنيا وجمع األدلة المثبتة ليا‬
‫وتحرير محاضر وتقارير بخصوص تمؾ التحقيقات وارساؿ محاضر تمؾ التحقيقات إلى المدير‬
‫الوالئي المكمؼ بالتجارة ‪ ،‬تبدأ المرحمة الثانية مف المراحؿ التي تمر بيا مخالفات الممارسات‬
‫التجارية حيث يتعيف عمى ىذا األخير إرساؿ محاضر إثبات تمؾ المخالفات إلى وكيؿ‬
‫الجميورية المختص إقميميا مف أجؿ تحريؾ الدعوى العمومية ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 55‬فقرة‬

‫‪ -1‬لياس بروؾ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.288‬‬


‫‪-2‬سييمة بوزبرة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.136-135‬‬
‫‪-3‬نور الديف بدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪-4‬بوبكر حنكة‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بنزاىة الممارسات التجارية في القانوف ‪، 02/04‬مذكرة تخرج تدخؿ ضمف متطمبات نيؿ‬
‫شيادة الماستر في الحقوؽ ‪ ،‬تخصص قانوف األعماؿ ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،‬قسـ الحقوؽ ‪ ،‬جامعة الشييد حمة‬
‫لخضر الوادي ‪ ، 2019/2018،‬ص ص ‪.64 ،62‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪ 2‬مف القانوف ‪ 02-04‬عمى أنو‪« :‬تثبت المخالفات لمقواعد المنصوص عميها في هذا‬
‫القانون في محاضر تبمغ إلى المدير الوالئي المكمف بالتجارة الذي يرسمها إلى وكيل‬
‫الجمهورية المختص إقميميا ‪ ،‬مع مراعاة األحكام الواردة في المادة ‪ 60‬من هذا القانون»‪،‬‬
‫ف الطريؽ القضائي ليس ىو السبيؿ الوحيد إلى ردع جرائـ الممارسات التجارية‪ ،‬بؿ أجاز‬
‫المشرع في القانوف ‪ 02-04‬إمكانية إجراء المصالحة بيف األعواف االقتصادييف المخالفيف‬
‫والمدير المكمؼ بالتجارة في مخالفات الممارسات التجارية‪ ،1‬بحيث تجيز المادة ‪ 60‬مف ىذا‬
‫القانوف لكؿ مف المدير الوالئي والوزير المكمؼ بالتجارة اقتراح غرامة المصالحة عمى مرتكب‬
‫المخالفة‪ ،‬حيث نصت ىذه المادة عمى أنو‪« :‬تخضع مخالفات أحكاـ ىذا القانوف‬
‫الختصاص الجيات القضائية ‪ ،‬غير أنو يمكف لممدير الوالئي المكمؼ بالتجارة أف يقبؿ‬
‫مف األعواف المخالفيف بمصالحة‪ ،‬إذا كانت المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقؿ أو تساوي‬
‫مميوف دينار‪ ،‬واذا كانت تمؾ الغرامة تزيد عف ذلؾ وتقؿ عف ثالثة مالييف دينار يمكف لوزير‬
‫التجارة أف يقبؿ مف األعواف االقتصادييف المخالفيف بمصالحة ‪ ،‬واذا كانت الغرامة تزيد عف‬
‫ثالثة مالييف يرسؿ مباشرة مف طرؼ المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة إلى وكيؿ الجميورية‬
‫‪2‬‬
‫قصد المتابعات القضائية»‬

‫وعميو سنتناوؿ في المطمب األوؿ آليات الردع اإلدارية‪ ،‬ثـ نتناوؿ في المطمب الثاني‬
‫آليات الردع القضائية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬آليات الردع اإلدارية‬

‫إذا كاف األصؿ في القانوف الجزائي بوجو عاـ أف يكوف توقيع العقوبات بناء‬
‫عمى حكـ قضائي ‪ ،‬لكف ىناؾ اعتبارات فرضت عمى الدوؿ المجوء إلى المصالحة بالنسبة‬
‫لبعض الجرائـ ذات الطابع االقتصادي ‪ ،‬كالجرائـ الجمركية والضريبية وجرائـ الصرؼ‬
‫وجرائـ الممارسات التجارية التي أجازىا القانوف صراحة وىذا لتخفيؼ العبء عمى القضاء‬

‫‪ -1‬لياس بروؾ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.290 ،289‬‬


‫‪-2‬ميدي طالبي ووالء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص‪.53، 52‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫مف جية وسرعة التحصيؿ مف جية أخرى‪ ،1‬كما أجاز القانوف رقـ ‪ 02-04‬لممدير الوالئي‬
‫المكمؼ بالتجارة بإجراء المصالحة ‪ ،‬إالّ أف المشرع كعادتو لـ يعط تعريفا لممصالحة ‪،‬‬
‫وانما اكتفى بتبياف شروطيا واجراءاتيا‪ ،‬إالّ أنو تـ تعريفيا بموجب المنشور الوزاري الصادر‬
‫في ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ أحكاـ غرامة المصالحة عمى أنيا‪«:‬طريقة‬
‫تسوية ودية بين اإلدارة المكمفة بمراقبة الممارسات التجارية من جهة والمتعامل‬
‫االقتصادي المحرر ل هذا المحضر من جهة أخرى‪ ،‬يتم خاللها إنهاء النزاع الناجم‬
‫عن مخالفة أحكام القانون رقم ‪ ،2» 02-04‬ىذا وأف المادة ‪ 46‬مف القانوف ‪02-04‬‬
‫أجازت لموالي القياـ بإجراءات الغمؽ اإلدارية لممحالت التجارية‪.‬‬

‫وعميو سنتناوؿ مف خالؿ ىذا المطمب المصالحة كآلية لردع المخالفات في الفرع‬
‫األوؿ‪ ،‬ثـ نتطرؽ في الفرع الثاني إلى الغمؽ اإلداري كآلية لمردع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصالحة كآلية لردع المخالفات‬

‫تعتبر المصالحة آلية إدارية ودية لردع المخالفات المرتكبة مف قبؿ المتعامميف‬
‫االقتصادييف‪ ،‬ولكي تتـ المصالحة يجب أف يكوف ىناؾ رضاء متبادؿ بيف مرتكب المخالفة‬
‫واإلدارة المعنية‪ ،‬إذ يتعيف أف يتفؽ عمييا الطرفاف ويمكف لمعوف االقتصادي قبوليا أو رفضيا‬
‫وفقا لما تقتضيو مصمحة كال الطرفيف‪ 3.‬وىذا ما يرتب آثار لممصالحة وىذا ما سنتناولو‬
‫مف خالؿ ىذا الفرع ‪ ،‬التطرؽ لشروط المصالحة (أوال) و آثار المصالحة (ثانيا)‬

‫‪-1‬الزىراء ممودي و نادية نجماوي ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪-2‬نور الديف بدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪-3‬أميمة بوزيد وايماف بغو‪ ،‬اآلليات القانونية لمراقبة األنشطة التجارية ‪ ،‬مذكرة تكميمية لنيؿ شيادة ماستر ‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية ‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي أـ البواقي ‪ ، 2021/2020 ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أوال‪ :‬شروط المصالحة‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 60‬مف القانوف رقـ ‪ 02-04‬نميز عدة شروط إلجراء المصالحة‪،‬‬
‫فيناؾ شروط متعمقة بمرتكب المخالفة ‪ ،‬وشروط متعمقة باإلدارة وشروط متعمقة بإجراءات‬
‫المصالحة‪.‬‬

‫‪-1‬الشروط المتعمقة بمرتكب المخالفة‬

‫نميز شرطيف‪:‬‬

‫‪ ‬أال يكون المخالف في حالة عود‪ :‬يعرؼ العود بوجو عاـ ارتكاب الشخص جريمة ثانية‬
‫بعد صدور حكـ بات عميو بالعقاب مف أجؿ جريمة سابقة حسب المادة ‪ 47‬المعدلة‬
‫والمتممة فإنو‪ «:‬يعد في حالة عود في مفهوم هذا القانون قيام العون االقتصادي‬
‫بمخالفة أخرى لها عالقة بنشاطه خالل السنتين التي تمي انقضاء العقوبة السابقة‬
‫المتعمقة بنفس النشاط» ‪ ،‬وحسب المادة فإنو ال تقترح غرامة الصمح كإجراء ودي يستفيد‬
‫‪1‬‬
‫منو العوف االقتصادي المخالؼ بعد صدور عقوبة في حقو في أجؿ (‪ )02‬سنتيف‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون العقوبة المقررة لممخالفة أقل من مبمغ ثالثة ماليين دينار‪ :‬يتضح مف خالؿ‬
‫نص المادة ‪ 60‬مف القانوف ‪ 02-04‬أف المصالحة جائزة في الجرائـ المعاقب عمييا‬
‫بغرامة تقؿ عف ثالثة مالييف دينار (‪ 3.000.000‬دج) فقط‪ ،‬وعميو فإف عدـ الفوترة‬
‫والفوترة غير المطابقة تجوز فييا المصالحة‪ ، 2‬والنص يفسر لصالح المتيـ طالما أف‬
‫‪3‬‬
‫المشرع استبعد صراحة المصالحة إذا كانت العقوبة المقررة أكثر مف ثالثة مالييف دينار‪.‬‬

‫‪-1‬محمد جغاـ وسناء منيغز‪ ،‬الحؿ الودي لممخالفات الماسة بشفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬مجمة أبحاث قانونية وسياسية ‪،‬‬
‫العدد الرابع ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي ‪ ،‬جيجؿ ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف ‪ ،‬ص‪5‬‬
‫‪-2‬سفياف بف قري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪-3‬إسحاؽ أيمف والطاىر شتيوي ‪ ،‬مكافحة الممارسات التجارية غير النزيية في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكماؿ‬
‫متطمبات شيادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة ‪ ، 2019/2018 ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪ ‬كما ال يستفيد المخالؼ مف إجراء الصمح عند امتناعو عف دفع مبمغ غرامة المصالحة‬
‫المقررة في أجؿ (‪ )45‬خمسة وأربعوف يوما الموالية لتاريخ الموافقة عمى المصالحة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وىذا تطبيقا لما نصت عميو المادة ‪ 61‬في فقرتيا السادسة‪.‬‬

‫‪-2‬الشروط المتعمقة باإلدارة‬

‫‪ ‬البد أف يكوف ممثؿ اإلدارة الذي يجري المصالحة مع مرتكب المخالفة موظفا مختصا‬
‫قانونا‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 60‬حدود االختصاص عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬يختص المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة بقبوؿ المصالحة مف األعواف االقتصادييف‬
‫المخالفيف‪ ،‬إذا كانت المخالفة المعاينة معاقب عمييا قانونا بغرامة تقؿ أو تساوي مميوف‬
‫دينار(‪1.000.000‬دج) وذلؾ استنادا إلى المحضر المعد مف طرؼ األعواف المؤىميف‬
‫‪ ‬يختص الوزير المكمف بالتجارة بإجراء المصالحة إذا كانت المخالفة المسجمة‬
‫في حدود غرامة تفوؽ مميوف دينار (‪1.000.000‬دج) وتقؿ عف ثالثة مالييف دينار‬
‫(‪ 3.000.000‬دج) ‪ ،‬أما إذا كانت المخالفة معاقب عمييا بغرامة تساوي ثالثة مالييف‬
‫دينار جزائري فقد سكت المشرع عمف يممؾ االختصاص بإجراء المصالحة ‪ ،‬مما يعد‬
‫فراغا قانونيا‪ ، 2‬وأماـ ىذا الوضع وعمال بقاعدة التفسير األصمح لممتيـ يرى جانب‬
‫مف الفقو أف ىذا اإلغفاؿ ال يجب أف يضر بالمتيـ ومف ثمة فطالما أف المشرع أبعد‬
‫المصالحة صراحة في حالة ما إذا كانت العقوبة المقدرة أكثر مف ثالثة مالييف دينار‬
‫فميس ثمة ما يمنع إجراءىا إذا كانت المخالفة تساوي ثالثة مالييف واألقرب لمصواب‬
‫‪3‬‬
‫أف الوزير المكمؼ بالتجارة ىو المختص بإجراء المصالحة‪.‬‬

‫‪-1‬محمد جغاـ وسناء منيغز‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪5‬‬


‫‪-2‬إسحاؽ أيمف والطاىر شتيوي ‪،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪-3‬سفياف بف قري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪-3‬شروط متعمقة بإجراءات المصالحة‬

‫طبقا لممادة ‪ 60‬مف القانوف ‪ 02-04‬فالتصالح يكوف بطمب مف العوف االقتصادي‬


‫المخالؼ والذي قد يكوف شخصا طبيعيا‪ ،‬أو شخصا معنويا‪ ،‬فبالنسبة لمشخص المعنوي يجب‬
‫أف يكوف متمتعا باألىمية المطموبة ‪ ،‬أما القاصر المرشد فيكوف بطمب مف المسؤوؿ المدني‬
‫طبقا لممادة ‪ 2/2‬مف ـ‪.‬ت رقـ ‪ 111-03‬الذي يحدد شروط إجراءات المصالحة ‪ ،‬وبالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫لمشخص المعنوي يكوف بطمب مف الممثؿ حسب ما ىو وارد القانوني األساسي‪.‬‬

‫وعند اقتراح المصالحة يكوف العوف االقتصادي أماـ ثالث خيارات‪:‬‬

‫‪ ‬إما قبوؿ عرض اإلدارة لممصالحة وىنا يستفيد مف تخفيض يقدر بػ ‪ %20‬مف مبمغ‬
‫الغرامة المحتسبة‪.‬‬
‫‪ ‬إما قبولو مع التحفظ عمى مبمغ الغرامة المقترح‪ ،‬وفي ىذه الحالة يطعف في غرامة الصمح‪.‬‬
‫‪ ‬إما يرفض عرض اإلدارة لممصالحة وىنا يحاؿ الممؼ مباشرة عمى وكيؿ الجميورية‬
‫المختص إقميميا قصد المتابعة الجزائية وكذلؾ الحاؿ بالنسبة لعدـ دفع غرامة المصالحة‬
‫في أجؿ ‪ 45‬يوـ ابتداء مف تاريخ الموافقة عمى المصالحة‪.‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 61‬مف القانوف ‪ 02-04‬أنو يمكف لإلدارة المختصة أف تعدؿ‬


‫في مبمغ غرامة الصمح لألعواف االقتصادييف المخالفيف الذيف قدموا معارضة غرامة الصمح‬
‫‪2‬‬
‫في أجؿ ثمانية (‪ )08‬أياـ ابتداء مف تاريخ تسميمو المحضر‪.‬‬

‫وتجدر المالحظة أف المشرع لـ يحدد قيمة غرامة مقابؿ الصمح و إنما ترؾ السمطة‬
‫التقديرية لإلدارة التي تأخذ بعيف االعتبار نوع النشاط الذي يمارسو العوف المخالؼ وكذا‬
‫القيمة اإلجمالية لحجـ المخالفة المرتكبة‪.‬‬

‫‪ -1‬أماؿ حالؿ و نجية تايب ‪ ،‬االلتزاـ بنزاىة الممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ ‪ ،‬تخصص‬
‫قانوف األعماؿ ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،‬جامعة الجياللي بونعامة ‪ ،‬خميس مميانة ‪ ، 2019/2018 ،‬ص ص‬
‫‪.82-81‬‬
‫‪-2‬زوقاري كريمو ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ثانيا ‪:‬آثار المصالحة‬

‫المصالحة كإجراء ودي تسعى مف ورائو األطراؼ المتصالحة لحسـ النزاع و تجنب‬
‫المجوء إلى الجيات القضائية مما يشكؿ أىـ أثر يترتب عف إجرائيا وبالتالي فإف آثار‬
‫المصالحة تشمؿ أطرافيا دوف أف تنصرؼ إلى الغير‪.‬‬

‫‪-1‬آثار المصالحة بالنسبة لمطرفين‬

‫يستفيد العوف االقتصادي مرتكب المخالفة مف تخفيض مقدر بػ‪ %20 /‬باإلضافة‬
‫إلى انقضاء الدعوى العمومية واسقاط االدعاءات وتثبيت الحقوؽ‪.‬‬

‫أ‪-‬انقضاء الدعوى العمومية‬

‫كأثر لممصالحة فإف المادة ‪ 61‬الفقرة الخامسة تنص عمى أنو ‪«:‬تنهي المصالحة‬
‫المتابعات القضائية»‪ ،‬ىذا مشروط بأف تتـ قبؿ صدور حكـ نيائي وقبؿ إرساؿ محضر‬
‫إثبات المخالفة إلى النيابة العامة‪ ،1‬لكف إذا تمت المصالحة بعد إرساؿ المحضر إلى وكيؿ‬
‫الجميورية يختمؼ األمر ف في ىذه الحالة حسب المرحمة التي يكوف فييا سرياف اإلجراءات ‪،‬‬
‫فإذا كانت القضية عمى مستوى النيابة ولـ يتخذ بشأنيا أي إجراء تتوقؼ الدعوى ويحفظ‬
‫الممؼ ‪ ،‬أما إذا حركت الدعوى العمومية مف طرؼ النيابة ‪ ،‬فإذا كانت القضية أما قاضي‬
‫التحقيؽ أو غرفة اال تياـ تصدر الجية المختصة أم ار أو ق ار ار بأف ال وجو لممتابعة ‪،‬‬
‫أما إذا كانت القضية أماـ جية الحكـ فيتعيف عمييا التصريح بانقضاء الدعوى العمومية‬
‫‪2‬‬
‫بسبب المصالحة‪.‬‬

‫‪-1‬محمد جغاـ وسناء منيغز‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ص‪.10، 7‬‬


‫‪-2‬سفياف بف قري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ب‪-‬إثبات الحقوق لكال الطرفين‬

‫تثبت الحقوؽ التي اعترؼ بيا المخالؼ لإلدارة والتي اعترفت بيا اإلدارة بدورىا‬
‫لممخالؼ ‪ ، 1‬ويكوف ذلؾ بموجب محضر مكتوب يسمى محضر المصالحة يتضمف جميع‬
‫المسائؿ المتفؽ عمييا السيما المبمغ الواجب دفعو كغرامة صمح ويتضمف كذلؾ تاريخ الصمح‬
‫وتوقيع األطراؼ ويكوف ىذا المحضر وسيمة إثبات لمصمح يتـ الدفع بيا أماـ النيابة العامة‬
‫وجيات التحقيؽ وجيات الحكـ في أي مرحمة كانت عمييا المحاكمة لممطالبة بانقضاء‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ويمكف إثبات الصمح في غياب ىذا المحضر بشيادة رسمية مف اإلدارة‬ ‫الدعوى العمومية‬
‫‪3‬‬
‫المكمفة بالتجارة صادرة عف الشخص المؤىؿ قانونا إلجراء الصمح‪.‬‬

‫‪-2‬آثار المصالحة بالنسبة لمغير‬

‫بالنسبة آلثار المصالحة اتجاه الغير‪ ،‬طبقا لمقواعد العامة فإنو ال ينصرؼ أثر العقد‬
‫إلى األطراؼ الخارجة عف العقد وبالتالي ال ينتفع وال يتضرر الغير مف إجراء الصمح ما‬
‫دامت العقوبة شخصية وتوقع عمى المخالفيف فقط دوف أف تمتد لمغير وبذلؾ يكوف أثر‬
‫‪4‬‬
‫المصالحة محصو ار في العوف المخالؼ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الغمق اإلداري كآلية لمردع‬

‫يقصد بالغمؽ اإلداري منع مرتكب الفعؿ مف ممارسة النشاط الذي كاف يمارسو قبؿ‬
‫إغالؽ محمو‪ ،‬وتصدر ىذه العقوبة في حالة مخالفة القواعد المنصوص عمييا في المادة ‪46‬‬
‫مف القانوف ‪ 02-04‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬و التي تسمح لموالي المختص إقميميا أف يتخذ بموجب‬
‫قرار إجراءات غمؽ إدارية لممحالت التجارية لمدة أقصاىا ستوف يوما‪ ، 5‬في حالة مخالفة‬

‫‪-1‬نادية والي‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-2‬أميمة بوزيد و إيماف بغو‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪-3‬أماؿ حالؿ و نجية تايب ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪-4‬محمد جغاـ وسناء منيغز‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪-5‬سممى بقار وسامية حسايف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫القواعد المنصوص عمييا في أحكاـ المواد ‪، 13 ، 12 ، 11 ، 10 ، 9 ،8 ،7 ،6 ،4،5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 22 ،22 ، 20 ، 14‬مكرر‪ 28 ، 27 ، 26 ، 25 ، 24 ، 33 ،‬و ‪ 53‬مف ىذا القانوف‬
‫فالغمؽ اإلداري ىو إجراء وقائي يفرض عمى األشخاص المخالفيف ويكوف مؤقتا ‪ ،‬ووفقا لما‬
‫تنص عميو المادة ‪ 62‬مف القانوف ‪ 02-04‬فإنو يطبؽ إجراء الغمؽ لممحؿ المنصوص عميو‬
‫في المادة ‪ 46‬ووفقا لنفس الشروط في حالة العود لكؿ مخالفة ألحكاـ ىذا القانوف‪ ،2.‬وعادة‬
‫ما ينتيي قرار الغمؽ بتماـ المدة أو بزواؿ األسباب التي أدت إلى اتخاذ إجراء الغمؽ‪، 3‬‬
‫ىذا ووفقا لممادة ‪ 48‬مف القانوف ‪ 02-04‬يمكف لموالي المختص إقميميا كجزاء إضافي‬
‫جوازي أف يأمر عمى نفقة مرتكب المخالفة ‪ ،‬بنشر ق ارراتو كاممة أو خالصة منيا‬
‫‪4‬‬
‫في الصحافة الوطنية أو لصقيا بأحرؼ بارزة في األماكف التي يحددىا ‪.‬‬

‫وحسب ما يستشؼ مف نص المادة ‪ 47‬مف القانوف ‪ 02-04‬أف إجراء غمؽ المحالت‬


‫مخوؿ لمقاضي أيضا في حالة العود بنفس اإلجراءات المنصوص عمييا في المادة ‪.46‬‬

‫ىذا وقد نصت المادة ‪ 46‬مف القانوف ‪ 02-04‬عمى أف قرار الغمؽ يكوف قابال لمطعف‬
‫أماـ القضاء وأنو في حالة إلغاء قرار الغمؽ‪ ،‬يمكف لمعوف االقتصادي المتضرر المطالبة‬
‫بتعويض الضرر الذي لحقو أماـ الجية القضائية المختصة‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.341‬‬


‫‪ -2‬ليمى بوداب ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.56- 55‬‬
‫‪ -3‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪-4‬سممى بقار وسامية حسايف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪-5‬المادتيف ‪ 46‬و ‪ 47‬مف القانوف ‪ ،02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آليات الردع القضائية‬

‫تخضع مخالفات أحكاـ القانوف ‪ 02-04‬الختصاص الجيات القضائية ‪ ،‬حيث تكوف‬


‫المبادرة بالمتابعة لوكيؿ الجميورية الذي يتمقى المحاضر مف المدير الوالئي لمتجارة و يقرر‬
‫ما يتخذه بشأنيا ‪ ،‬غير أنو يمكف لممثؿ الوزير المكمؼ بالتجارة حتى ولو لـ تكف اإلدارة‬
‫المكمفة بالتجارة طرفا في الدعوى أف يقدـ أماـ الجيات القضائية المعنية طمبات كتابية‬
‫أو شفوية في إطار المتابعات القضائية الناشئة عف تطبيؽ أحكاـ القانوف رقـ ‪02-04‬‬
‫ويعتبر الطريؽ القضائي إجباريا في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كاف المخالؼ في حالة عود‪.‬‬


‫‪ ‬في حالة عدـ إمكانية المصالحة ‪ ،‬وذلؾ عندما تكوف المخالفة المسجمة في حدود غرامة‬
‫تفوؽ ثالثة مالييف دينار (‪ 3.000.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة عدـ إنتاج المصالحة آلثارىا وذلؾ في حالة عدـ موافقة العوف االقتصادي‬
‫المتابع عمى المصالحة ‪ ،‬أو في حالة عدـ دفعو الغرامة في أجؿ خمسة وأربعيف (‪)45‬‬
‫يوما ابتداء مف تاريخ الموافقة عمى المصالحة‪.‬‬

‫كما حدد القانوف ‪ 02-04‬في المادة ‪ 65‬األشخاص المؤىميف لرفع دعوى أماـ القضاء‬
‫وضد كؿ عوف اقتصادي مخالؼ ألحكاـ ىذا القانوف أو لمتأسيس كطرؼ مدني في الدعاوى‬
‫لمحصوؿ عمى تعويض الضرر الذي لحقيـ ‪ ،‬وىـ جمعيات حماية المستيمكيف ‪ ،‬الجمعيات‬
‫المينية و كذلؾ كؿ شخص طبيعي أو معنوي ذي مصمحة‪.1‬‬

‫فالعقوبات الجزائية المقررة مف طرؼ القاضي الجزائي ىي األثر المترتب عمى مخالفة‬
‫العوف االقتصادي لمقواعد القانونية المنصوص عمييا في في القانوف ‪ ،02-04‬فالقاضي‬
‫الجزائي لو مجاؿ واسع مف أجؿ الحد مف ىذه الجرائـ وىذا بتطبيؽ عقوبات جزائية أصمية ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عقوبات أخرى تكميمية ‪ ، 2‬ىذا باإلضافة إلى الحكـ بالتعويض في حاؿ‬

‫‪-1‬سممى بقار وسامية حسايف ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.135-133‬‬


‫‪ -2‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الدعوى المدنية بالتبعية‪ ،‬أو بناء عمى دعوى مدنية مستقمة ‪ ،‬وتختمؼ العقوبة بحسب طبيعة‬
‫المخالفة المرتكبة‪.‬‬

‫وعميو سنتناوؿ في الفرع األوؿ العقوبات المقررة في القانوف ‪ 02-04‬ونتناوؿ‬


‫في الفرع الثاني ‪،‬الجزاء المدني كآلية لمردع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات المقررة في القانون ‪02-04‬‬

‫تتميز الجرائـ المتعمقة بالقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية بثالث خصائص‬
‫أساسية وىي‪ :‬كؿ الجرائـ جنح ‪ ،‬ال تطبؽ عمييا العقوبات السالبة لمحرية ‪ ،‬وفي حالة تعدد‬
‫الجرائـ تسري عمييا كميا قاعدة جمع الغرامات المنصوص عمييا في المادة ‪ 36‬مف قانوف‬
‫العقوبات ‪ ،‬وعمى ذلؾ نصت المادة ‪ 64‬مف القانوف رقـ ‪ 02-04‬عمى أف الغرامات تجمع‬
‫ميما كانت طبيعة المخالفات المرتكبة‪ ،1‬وقد ميز المشرع بيف العقوبات األصمية و العقوبات‬
‫التكميمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬

‫رتب المشرع الجزائري جزاءات وعقوبات أصمية عمى العوف االقتصادي المرتكب‬
‫لممخالفات المدرجة ضمف قانوف الممارسات التجارية السالفة الذكر‪ ،‬والعقوبات األصمية عبارة‬
‫عف عقوبات مالية متمثمة في الغرامة سواء كانت غرامة محددة وتتمثؿ في إلزاـ العوف‬
‫اقتصادي المحكوـ عميو بأف يدفع الغرامة إلى خزينة الدولة مبمغا مقد ار في حكـ أو غرامة‬
‫نسبية وىي غرامة ال يحددىا المشرع بكيفية ثابتة أو بحدىا األدنى واألقصى ‪ ،‬وانما يحدد‬
‫مقدارىا بالنظر إلى الضرر الذي نجـ عف الجريمة‪ ،‬وقد تكوف عقوبة سالبة لمحرية متمثمة‬
‫في الحبس ‪ ،‬وتعد الغرامة المالية بمثابة العقوبة األصمية في جرائـ الممارسات التجارية نظ ار‬
‫العتبارىا أنسب الجزاءات تطبيقا عمى العوف االقتصادي لمساسيا بذمتو المالية التي تعتبر‬

‫‪-1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي الخاص ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الطبعة الثانية عشر ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2012‬ص ص ‪.291 ، 289‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫ركيزة لنشاطو االقتصادي‪ ،1‬وقد حدد القانوف ‪ 02-04‬المعدؿ والمتمـ مبمغ الغرامة حسب‬
‫طبيعة كؿ مخالفة وىذا كما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬عقوبة عدم الفوترة‪ :‬تعاقب المادة ‪ 33‬عمى ىذه الممارسة ‪ ،‬المتمثمة في مخالفة أحكاـ‬
‫المواد ‪ 10‬و‪ 11‬و ‪ 13‬بغرامة بنسبة ‪ % 80‬مف المبمغ الذي كاف يجب فوترتو ميما بمغت‬
‫قيمتو ‪ ،‬وتطبؽ نفس العقوبة عمى الفاتورة غير المطابقة المنصوص عمييا في المادة ‪12‬‬
‫إذا مس عدـ المطابقة االسـ أو العنواف االجتماعي لمبائع أو المشتري وكذا رقـ تعريفو‬
‫الجبائي العنواف والكمية واالسـ الدقيؽ‪ ،‬وسعر الوحدة مف غير الرسوـ لممنتوجات المبيعة‬
‫‪2‬‬
‫أو الخدمات المقدمة حيث يعتبر عدـ ذكرىا في الفاتورة عدـ فوترة‪.‬‬

‫ىذا بغض النظر عف العقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي متى كانت‬
‫تشكؿ مخالفة عدـ الفوترة جريمة الغش الجبائي ‪ ،‬ىذا وقد تشكؿ جريمة عدـ الفوترة جريمة‬
‫جمركية يعاقب عمييا األمر ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 2005/08/23‬المعدؿ والمتمـ والمتعمؽ‬
‫‪3‬‬
‫بمكافحة التيريب‪.‬‬

‫‪-2‬عقوبة الفاتورة غير المطابقة‪ :‬بينت المادة ‪ 34‬مف القانوف رقـ ‪ 02-04‬الفرؽ‬
‫بيف البيانات التي تؤدي إلى اعتبار المخالفة فاتورة غير مطابقة واألخرى التي تؤدي‬
‫إلى اعتبارىا انعداـ فوترة فعدـ ذكر االسـ أو العنواف االجتماعي لمبائع أو المشتري وعدـ‬
‫ذكر رقـ تعريفو الجبائي والعنواف و الكمية واالسـ الدقيؽ لموضوع المعاممة وسعر الوحدة‬
‫مف غير الرسوـ ‪ ،‬يكيؼ المخالفة انعداما لمفاتورة ويعاقب المخالؼ بعقوبة المادة ‪33‬‬
‫مف نفس القانوف ‪ ،‬أما عدى ىذه البيانات فعدـ ذكرىا يؤدي إلى تكييؼ المخالفة إلى فوترة‬
‫غير مطابقة‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.304 ، 302‬‬


‫‪-2‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.291 ، 289‬‬
‫‪-3‬زوقاري كريمو ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪-4‬محمد أميف ميري ‪ ،‬النظاـ القانوني لمممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة دكتوراه عموـ‬
‫‪.432‬‬ ‫في الحقوؽ ‪ ،‬فرع القانوف الخاص ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة الجزائر ‪ 01‬بف يوسؼ بف خدة ‪ ، 2017/2016 ،‬ص‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫تعاقب عمييا المادة ‪ 34‬بغرامة مالية مف عشرة آالؼ (‪ 10.000‬دج) إلى خمسيف ألؼ‬
‫‪1‬‬
‫دينار (‪ 50.000‬دج)‪.‬‬

‫‪-3‬عقوبة الفواتير المزورة وفواتير المجاممة‪ :‬طبقا لممادتيف ‪ 04‬و‪ 05‬مف القرار المؤرخ‬
‫في ‪ 2013/08/01‬فإنو يترتب عمى إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة تطبيؽ غرامة‬
‫جبائية تساوي ‪ %50‬مف قيمتيا طبقا لممادة ‪ 65‬مف قانوف المالية لسنة ‪ ، 2003‬وتطبؽ‬
‫الغرامة الجبائية المذكورة سالفا بالنسبة لحاالت الغش ذات الصمة بإعداد الفواتير المزورة ضد‬
‫األشخاص الذيف شرعوا في إعداد الفواتير وضد أولئؾ الذيف استمموىا عمى حد سواء ويترتب‬
‫عمييا استرجاع مبالغ الرسـ التي كاف مف المفروض تسديدىا والموافقة لمتخفيض المطبؽ‬
‫في مجاؿ الرسـ عمى النشاط الميني وىذا طبقا لحكاـ المادة ‪ 219‬مكرر مف قانوف الضرائب‬
‫‪2‬‬
‫المباشرة و الرسوـ المماثمة‪.‬‬

‫‪-4‬عقوبة الفواتير الوهمية والفواتير المزيفة‪ :‬بصدور القانوف ‪ 02-04‬منع الممارسات‬


‫التجارية التدليسية وجعؿ مف الفاتورة غير الحقيقية فاتورة وىمية أو فاتورة مزيفة ‪ ،‬إذ منعت‬
‫المادة ‪ 24‬منو تحرير مثؿ ىذه الفواتير وعاقبت عمى تحريرىا المادة ‪ 37‬مف نفس القانوف‬
‫بغرامة مف ثالثمائة ألؼ(‪ 300.000‬دج) إلى عشرة مالييف دينار(‪ 10.000.000‬دج)»‬
‫وتطبؽ عمييا كذلؾ أحكاـ حجز السمع و العتاد ومصادرتيا وأحكاـ الغمؽ اإلداري وأحكاـ‬
‫العود المعاقب عميو بالحبس مف ثالثة أشير إلى خمسة سنوات و المنع مف النشاط لمدة‬
‫‪3‬‬
‫أقصاىا عشرة سنوات‪.‬‬

‫‪-5‬عقوبة معارضة المراقبة‪ :‬إف المعارضة التي يتمقاىا الموظفوف المكمفوف بالتحقيقات‬
‫والتي تحوؿ بينيـ وبيف قياميـ بمياميـ مف ناحية والحاؽ األذى بيـ مف ناحية أخرى‪ ،‬جعمت‬
‫المشرع يسف ليا في صمب المادة ‪ 53‬مف القانوف ‪ 02-04‬عقوبة مالية وأخرى سالبة لمحرية‬

‫‪-1‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.291‬‬


‫‪-2‬المادتيف ‪ 04‬و ‪ 05‬مف القرار المؤرخ في ‪ ، 2003/08/01‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪-3‬محمد أميف ميري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.237‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫تتمثؿ العقوبة المالية في غرامة تتراوح قيمتيا ما بيف مائة ألؼ دينار (‪ 100.000‬دج)‬
‫إلى مميوف دينار (‪ 1.000.000‬دج ) وعقوبة الحبس تتراوح ما بيف ستة(‪ )6‬أشير‬
‫إلى سنتيف‪ ،‬عمى أف يكوف لمقاضي حرية النطؽ بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪.‬‬

‫فضال عف ىذا ‪ ،‬فقد منح المشرع بموجب الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 54‬مف القانوف‬
‫‪ 02-04‬لوزير التجارة في حالة تعرض الموظفيف المكمفيف بالتحقيقات إلى اإلىانة والتيديد‬
‫أو العنؼ أو التعدي الماس بسالمتيـ الجسدية صالحية متابعة العوف االقتصادي قضائيا‬
‫‪1‬‬
‫بغض النظر عف المتابعات التي باشرىا الموظؼ ضحية االعتداء شخصيا‪.‬‬

‫‪-6‬عقوبة الحبس في حالة العود‪ :‬يقصد بحالة العود الشخص الذي يرتكب جريمة أو أكثر‬
‫بعد الحكـ عميو نيائيا مف أجؿ جريمة أخرى و ينبني عميو تشديد عقوبة الجريمة األولى‬
‫عمى أساس أف عودة مرتكب الجريمة إلى ارتكاب جريمة جديدة دليؿ قاطع عمى أف العقوبة‬
‫السابقة لـ تكف كافية لردعو ‪ ،‬لذلؾ استوجب تشديدىا ‪ ،‬لذا وضح المشرع مف خالؿ أحكاـ‬
‫المادة ‪ 47‬المعدلة والمتممة مف القانوف ‪ 02-04‬المقصود بحالة العود وبعض األحكاـ‬
‫الخاصة بيا ‪ ،‬وباعتبار أف العود ظرفا مف ظروؼ تشديد العقوبة فإف المشرع قد شدد الجزاء‬
‫فباإلضافة إلى إمكانية منعو مف ممارسة نشاطو مؤقتا لمدة أقصاىا ‪ 10‬سنوات ‪ ،‬يمكف‬
‫لمقاضي حسب نص المادة ‪ 47‬أف يحكـ بعقوبة سالبة لمحرية وىي الحبس مف ‪ 03‬أشير‬
‫إلى ‪ 05‬سنوات‪ ،‬وعقوبة الحبس حسب التفسير الحرفي ليذه المادة ىي عقوبة واجبة التطبيؽ‬
‫‪2‬‬
‫مف طرؼ القاضي ما لـ يستفيد المتيـ مف ظروؼ التخفيؼ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫رتب المشرع عقوبات جزائية عمى مخالفة أحكاـ الفوترة و ككؿ المخالفات المنصوص‬
‫عمييا في القانوف رقـ ‪ 02-04‬قرر عقوبة الغرامة كعقوبة أصمية‪ ،‬واستثناء قرر عقوبة‬

‫‪-1‬راضية بف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪ -2‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.331 ، 328‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الحبس في حالة العود ‪ ،‬كما نص عمى عقوبة المصادرة‪ ، 1‬الحكـ بالمنع مف ممارسة النشاط‬
‫التجاري أو الشطب مف السجؿ التجاري‪... ،‬إلخ و التي سنأتي إلى تفصيميا كما يمي ‪:‬‬

‫‪-1‬المصادرة‪ :‬تعرؼ المصادرة بأنيا نزع ممكية الماؿ جب ار عف صاحبو بغير مقابؿ واضافتو‬
‫إلى ممؾ الدولة‪ ،‬والمصادرة كجزاء عيني يختمؼ عف الغرامة التي يتـ تسديدىا نقدا‪، 2‬‬
‫ل ذا تعتبر عقوبة ناقمة لمممكية جوىرىا حموؿ الدولة محؿ العوف االقتصادي المحكوـ عميو‬
‫في ممكية الماؿ وبحسب المادة ‪ 44‬مف القانوف ‪ 02-04‬نجد المصادرة تنصب عمى شيء‬
‫معيف بذاتو يكوف في أغمب األحياف مف المنقوالت وليذا فإف المصادرة محصورة في السمع‬
‫المحجوزة‪ ، 3‬وتجيز المادة ‪ 44‬لمقاضي الحكـ بمصادرة السمع المحجوزة عند مخالفة قواعد‬
‫الفوترة المنصوص عمييا في المواد ‪ 10‬و‪ 11‬و‪ ،13‬وفي حالة الحجز االعتباري تكوف‬
‫المصادرة عمى قيمة األمالؾ المحجوزة بكامميا أو عمى جزء منيا ‪، 4‬عمى أساس السعر‬
‫المحدد في محضر الحجز االعتباري‪ ،‬ومتى أصبح حكـ المصادرة نيائيا تسمـ المواد‬
‫المصادرة إلى إدارة أمالؾ الدولة التي تقوـ ببيعيا وفؽ الشروط المنصوص عمييا‬
‫في التشريع و التنظيـ المعموؿ بيما ‪.5‬‬

‫‪-2‬نشر الحكم‪ :‬تعد عقوبة نشر الحكـ وتعميقو عقوبة تكميمية لمعقوبة األصمية‪ ،‬كما ليا بالغ‬
‫األثر عمى العوف االقتصادي‪ ،‬حيث تعتبر جد فعالة لما ليا مف تأثير عمى سمعة العوف‬
‫االقتصادي ‪ ،‬فيي تصيبو في شرفو واعتباره لدى زبائنو الذيف يعتمد عمييـ في كسب ربحو‬
‫وتنمية دخمو ‪ ،‬ففقداف الثقة فيو يؤدي إلى تقميؿ حجـ مكاسبو المالية المستقبمية‪.6‬‬

‫‪-1‬محمد أميف ميري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.237‬‬


‫‪-2‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائـ الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫‪ -3‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.334 ، 333‬‬
‫‪-4‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪-5‬سفياف بف قري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -6‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.344‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫فالغرض مف نشر الحكـ الصادر باإلدانة إيالـ المحكوـ عميو في سمعتو ‪ ،‬باعتباره وسيمة‬
‫إعالـ الغير وباألخص األعواف االقتصادييف بخطورة مخالفة أحكاـ القانوف ‪ ،‬ويكوف نشر‬
‫الحكـ تابعا لمعقوبة األصمية وقد نص المشرع عمى ىذا الجزاء بموجب المادة ‪ 48‬مف القانوف‬
‫‪ 102-04‬التي تجيز لمقاضي في كؿ األحواؿ الحكـ عمى نفقة المحكوـ عميو ‪ ،‬بنشر الحكـ‬
‫كامال أو خالصة منو في الصحافة الوطنية أو لصقة بأحرؼ بارزة في األماكف التي تحدد‪.2‬‬

‫كما يمكف أف يصدر األمر بالنشر مف الوالي المختص إقميميا‪ ،‬فنشر الحكـ بيذا‬
‫الشكؿ يمس بأحد عناصر العوف االقتصادي وىو سمعتو و مركزه التجاري وىذا يؤثر مباشرة‬
‫في نشاطو االقتصادي‪.3‬‬

‫‪-3‬المنع المؤقت من ممارسة النشاط‪ :‬إضافة إلى عقوبة الغرامة التي تطبؽ بصفة أساسية‬
‫مكف المشرع لمقاضي أف يحكـ بمنع العوف االقتصادي مف ممارسة نشاطو‪ ، 4‬إذا ارتكب ىذا‬
‫األخير مخالفة أخرى وتوافرت أحكاـ العود فتطبؽ العقوبة المنصوص عمييا في المادة ‪47‬‬
‫مف القانوف رقـ ‪.502-04‬وتتمثؿ في المنع المؤقت مف ممارسة النشاط وىذا لمدة ال تزيد‬
‫عف عشر سنوات‪ ، 6‬ولممنع بصورة مؤقتة أىمية ال يمكف إغفاليا ‪ ،‬إذ أنو يحقؽ النتائج‬
‫المرجوة مف الردع بما أف ىذا المنع سيخمؼ آثار سمبية عمى العوف االقتصادي نظ ار لتأثير‬
‫المنع عمى نشاطو وسمعتو و كذلؾ عمى ذمتو المالية ‪ ،‬وطبقا لذلؾ فإف ىذا المنع يؤدي‬
‫‪7‬‬
‫إلى حرمانو مف العمؿ تحت أية صفة في إطار النشاط ‪ ،‬حيث تنقطع صمتو بو‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.344‬‬


‫‪-2‬احسف بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪-3‬زوينة بف زيداف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪ -4‬محمد اليميف بمفروـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪-5‬محمد أميف ميري ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪-6‬زىرة عالوي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.128 ،127‬‬
‫‪-7‬ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاء المدني كآلية لمردع‬

‫إف متابعة الممارسات المنصوص عمييا في القانوف ‪ 02-04‬مف طرؼ القاضي‬


‫الجزائي أو الجيات اإلدارية المختصة والحكـ عمى المخالؼ بالعقوبات األصمية أو التكميمية‬
‫المقررة ليا‪ ،‬ال يحوؿ دوف حؽ الشخص الطبيعي أو المعنوي ‪ ،‬أو جمعيات حماية المستيمؾ‬
‫أو الجمعيات المينية ‪ ،‬برفع دعوى أماـ العدالة ضد كؿ عوف اقتصادي قاـ بمخالفة ىذا‬
‫القانوف ‪ ،‬كما يمكنيـ التأسيس كطرؼ مدني في الدعاوى لمحصوؿ عمى تعويض الضرر‬
‫الذي لحؽ بيـ‪ ، 1‬وفي ىذا المجاؿ نصت المادة ‪ 65‬مف القانوف ‪ 02-4‬عمى أنو‪« :‬دون‬
‫المساس بأحكام المادة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬يمكن جمعيات حماية‬
‫المستهمك‪ ،‬والجمعيات المهنية التي أنشئت طبقا لمقانون ‪ ،‬وكذلك كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي ذي مصمحة القيام برفع دعوى أمام العدالة ضد كل عون اقتصادي قام بمخالفة‬
‫أحكام هذا القانون‪ ،‬كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعاوى لمحصول عمى تعويض‬
‫الضرر الذي لحقهم»‪.2‬‬

‫وبحسب الفقرة الثانية مف المادة األولى مف قانوف اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬فإنو يجوز‬
‫لمطرؼ المضرور أف يحرؾ الدعوى العمومية‪ ،‬كما أف المادة الثانية مف نفس القانوف تعطي‬
‫حؽ االدعاء المدني لكؿ مف أصابو شخصيا ضرر مباشر نتج عف الجريمة ‪ ،‬ويشترط لرفع‬
‫الدعوى أف تكوف لألشخاص المذكوريف في المادة ‪ ، 65‬مصمحة لرفعيا وتعد المصمحة‬
‫‪3‬‬
‫متوفرة إذا أثبت الشخص الضرر الذي لحقو جراء الممارسة المشتكى منيا‪.‬‬

‫فقد أجاز القانوف ‪ 02-04‬لممستيمؾ الحؽ في المطالبة بالتعويض عف طريؽ الدعوى‬


‫المدنية التي يرفعيا بنفسو وىذا ما سنتناولو (أوال) ‪ ،‬كما أجاز لجمعيات حماية المستيمؾ‬
‫والجمعيات المينية ىذا الحؽ ‪ ،‬وىذا ما سنتناولو (ثانيا)‬

‫‪-1‬ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 65‬مف القانوف ‪ ، 02-04‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪-3‬ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫أوال‪ :‬حق المستهمك في المطالبة بالتعويض‬

‫منح قانوف الممارسات التجارية لممستيمؾ حؽ الحصوؿ عمى تعويض عف األضرار‬


‫التي لحقتو جراء المخالفات المرتكبة و ذلؾ بموجب المادة ‪ 65‬منو ‪ ،‬وكذا بحماية حقوقو‬
‫بشرط أف تكوف لممستيمؾ الصفة والمصمحة في ذلؾ ‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 13‬ؼ‪1‬‬
‫مف القانوف رقـ ‪ 09-08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬ويتـ طمب تأسيس‬
‫الضحية أو المضرور استنادا إلى أحكاـ المسؤولية التقصيرية طبقا لنص المادة ‪124‬‬
‫مف القانوف المدني‪ ،‬فمتى ثبت لممحكمة توافر عناصر المسؤولية مف خطأ وضرر وعالقة‬
‫سببية بيف الخطأ والضرر يتعيف عمييا الحكـ بالتعويض المناسب لممضرور‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حق جمعيات حماية المستهمك والجمعيات المهنية في المطالبة بالتعويض‬

‫يمكف لجمعيات حماية المستيمؾ و الجمعيات المينية أف تتأسس كطرؼ مدني بموجب‬
‫المادة ‪ 65‬مف القانوف ‪ ، 02-04‬وقد منحيا المشرع الحؽ في رفع الدعاوى أماـ المحكمة‬
‫المختصة بشرط أف يكوف الضرر الحقا بالمصالح المشتركة لممستيمكيف‪ ،1‬فإذا كاف ليس‬
‫بوسعيـ التمسؾ بالدعوى المدنية بالتبعية النقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬يمكنيـ رفع الدعوى‬
‫مدنية وتأسيس طمبيـ استنادا إلى قاعدة الخطأ و الضرر و العالقة السببية طبقا لنص المادة‬
‫‪ 124‬مف القانوف المدني‪ ، 2‬فالقانوف األساسي لمجمعية ىو مف يحدد المصالح الجماعية‬
‫التي تيدؼ إلى حمايتيا والتي يكوف ليا الحؽ في المجوء إلى العدالة لطمب التعويض‪ ،‬ولكي‬
‫يقبؿ تأسيسيا يج ب أف تتوفر ىذه الجمعيات عمى مجموعة مف الشروط وىي ‪ :‬شرط‬
‫االعتماد والتخصص‪ ،‬و شرط إكتساب صفة المنفعة العمومية و التي تخضع ألحكاـ القانوف‬
‫رقـ ‪ 06-12‬المتعمؽ بالجمعيات‪. 3‬‬

‫‪-1‬نور الديف بدة ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.44 ، 43‬‬


‫‪-2‬أحمد خديجي ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪-3‬أماؿ حالؿ ونجية تايب ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.87 ، 86‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني للفاتورة في التشريع الجزائري‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫توصمنا من خالل الفصل الثاني أن المشرع الجزائري جرم كل فعل يخل بالتنظيم‬
‫القانوني لمفاتورة وحدد صور الجرائم المتعمقة بالفاتورة بموجب القانون ‪ 02-04‬وكذا القرار‬
‫المؤرخ في ‪ ، 2013/00/01‬منيا جريمة عدم الفوترة جريمة عدم مطابقة الفاتورة‪ ،‬الفاتورة‬
‫المزورة فاتورة المجاممة ‪ ،‬الفواتير الوىمية و المزيفة والعقوبات المقررة ليا‪.‬‬

‫كما حدد المشرع الجزائري بموجب القانون ‪ 02-04‬فئات الموظفين المؤىمين لمقيام‬
‫بالمعاينات والتحقيق وىم محددون عمى سبيل الحصر ‪ ،‬و حدد سمطاتيم وشكمية المحاضر‬
‫التي يحررونيا وفقا لممرسوم التنفيذي رقم ‪ 303/20‬و المتمثمة في البيانات المتعمقة بمحرر‬
‫المخالفة و البيانات المتعمقة بالشخص المخالف وكذا البيانات المتعمقة بالمخالفة ذاتيا وحجية‬
‫ىذه المحاضر‪.‬‬

‫ىذا وقد نظم المشرع آليات لردع الجرائم المتعمقة بالفاتورة ‪ ،‬منيا آليات ردع إدارية‬
‫تتمثل في المصالحة كطريق ودي وبين شروطيا وشروط إجراءاتيا وكذلك الشروط المتعمقة‬
‫باإلدارة و آثارىا بالنسبة لمعون االقتصادي و اإلدارة و الغير ‪ ،‬و الغمق اإلداري باعتباره آلية‬
‫في يد اإلدارة و نشر القرار اإلداري من قبل الوالي ‪ ،‬وىناك آليات ردع قضائية تتمثل‬
‫في العقوبات األصمية و التي تتمثل أساسا في الغرامة المالية لما ليا من تأثير عميو كونيا‬
‫تمس بالذمة المالية لمعون االقتصادي ‪ ،‬كما أن ىناك عقوبات تكميمية تصل إلى حد العقوبة‬
‫السالبة لمحرية في حالة العود تتمثل في حجز السمع ومصادرتيا و نشر الحكم و المنع‬
‫المؤقت من ممارسة النشاط ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمغير المتضرر فقد منحو المشرع حق المجوء لمقضاء المدني لممطالبة‬
‫بالتعويضات عن المسؤولية التقصيرية طبقا لممادة ‪ 124‬من القانون المدني إذا توافرت‬
‫شروطيا‪.‬‬
‫خـــــاتــــمـــــــــــــــة‬
‫خــــــاتــــمــــــــــة‬

‫من خالل دراستنا لموضوع النظام القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري والذي ضبطناه‬
‫وفقا لمقانون ‪ ، 02-04‬فقد أولى المشرع الجزائري من خالل ىذا القانون ‪ ،‬اىتماما بالغا‬
‫لمفاتورة ولشروط قياميا‪ ،‬خاصة وأنو قام بتعديمو ليذا القانون لمعديد من المرات كان آخرىا‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 13-11‬المتضمن قانون المالية التكميمي لسنة ‪ ،2011‬ىذا وأنو قد‬
‫أصدر عديد المراسيم التنظيمية بشأن ذلك ‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري بدقة البيانات اإللزامية‬
‫المتعمقة بالفاتورة والعقوبات المقررة في حالة مخالفة أحكاميا ‪ ،‬كما حدد بدقة البيانات‬
‫المتعمقة ببدائميا والمتمثمة في وصل التسميم والفاتورة اإلجمالية ‪ ،‬سند التحويل وسند المعاممة‬
‫التجارية‪ ،‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 461-05‬الصادر بتاريخ ‪ ، 2005/12/10‬كما‬
‫حدد بدقة بعد التعديل فئات األشخاص الممزمين بتحرير الفاتورة وكذا النشاطات التي تكون‬
‫محل تحرير فاتورة‪ ،‬وكذا فئة الموظفين المؤىمين لمرقابة وبيانات المحاضر التي يحررونيا‬
‫والتي أعطاىا المشرع حجية مطمقة في اإلثبات ‪ ،‬فال يمكن الطعن فييا إالّ بالتزوير ‪ ،‬ىذا‬
‫واضافة إلى المخالفات والعقوبات التي حددىا بموجب القانون ‪ ، 02-04‬فقد حدد بموجب‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 2013/01/01‬فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة والعقوبات‬
‫المقررة ليا ‪ ،‬كما حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 313-20‬شكل محاضر معاينة المخالفات‬
‫المتعمقة بالممارسات التجارية و البيانات اإللزامية التي يجب أن تتوفر فييا‪.‬‬

‫وخالصة ما توصمنا إليو‪ ،‬أن المشرع الجزائري وفق إلى حد كبير إلى إرساء نظام‬
‫قانوني متكامل لمفاتورة من خالل القانون ‪ 02-04‬بعد التعديالت والمراسيم التنفيذية التي‬
‫تمتو و التي ييدف من خالليا إلى حماية المتعاممين بالفاتورة بالدرجة األولى‪ ،‬فالفاتورة وسيمة‬
‫إثبات وشفافية ىامة لكل من العون االقتصادي والمستيمك من خالل البيانات التي تحتوييا‬
‫التي تمكن كل منيما من اإلطالع عمى كافة البيانات التي من خالليا تمكن كل طرف‬
‫من اإلحتجاج في مواجية الطرف اآلخر في حالة عدم مطابقتيا أو مخالفتيا لما تم االتفاق‬
‫عميو ‪ ،‬كما تعتبر وسيمة ىامة لحماية االقتصاد الوطني باعتبارىا تعتبر أداة رقابية في يد‬

‫‪74‬‬
‫خــــــاتــــمــــــــــة‬

‫الدولة إذ تعتبر إلزاميتيا لمعون اإلقتصادي وسيمة لمضغط عميو بالتصريح الحقيقي لقيمة‬
‫الفاتورة و الرسوم الناتجة عنيا أمام إدارة الضرائب ‪ ،‬إذ من خالل الفاتورة تمكن الدولة‬
‫من توجيو سياسة البمد اإلقتصادية ‪ ،‬إالّ أنو رغم ىذا التنظيم القانوني لمفاتورة فإنو يشوبو‬
‫بعض النقص و الغموض وماتم مالحظتو من خالل دراستنا‪:‬‬

‫‪ ‬أن المشرع الجزائري عمق إلزامية تحرير العون االقتصادي لمفاتورة عمى طمب المستيمك‬
‫ىذا ما يجعل من التعامل بالفاتورة غير وارد ‪ ،‬خاصة وأن ىذا األخير ال يطمبيا ففي‬
‫الواقع العممي نجد أن ثقافة الفاتورة في المجتمع الجزائري غير شائعة ‪ ،‬فكان األجدر‬
‫بالمشرع الجزائري أن يمزم العون االقتصادي بتحرير الفاتورة سواء طمبيا المستيمك أو لم‬
‫يطمبيا ىكذا يكون لمفاتورة فعالية وىكذا يتسع نطاق تداول الفاتورة والتعامل بيا‪.‬‬
‫‪ ‬حدد المشرع الجزائري العقوبات الرادعة في حال اإلخالل بأحكام الفاتورة بعقوبة أصمية‬
‫تتمثل في الغرامة المالية سواء بمبمغ محدد أو بنسب مئوية ‪ ،‬وأجاز لألعوان المكمفين‬
‫بالرقابة من إجراء المصالحة و تحديد مبمغ المصالحة ‪ ،‬إالّ أنو لم يحدد كيفية تحديد ىذا‬
‫المبمغ إذ لم يجعل لو ال حدا أدنى و ال حدا أقصى ‪ ،‬ىذا ما يفتح المجال لمتالعب‬
‫ولتعسف اإلدارة في مواجية العون االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ ‬ىذا و أن المشرع الجزائري أعطى لممحاضر التي يعدىا األعوان المكمفين بالرقابة الحجية‬
‫المطمقة أمام القضاء ‪ ،‬إال إذا تم الطعن فييا بالتزوير وىذا ما يحد من سمطات القضائي‬
‫كما يسد الطريق أمام العون االقتصادي في إثبات العكس ‪.‬‬
‫‪ ‬ىذا و أن المشرع الجزائري لم يحسم في إمكانية عرض المصالحة في حال ما إذا تم‬
‫تحويل الممف عمى وكيل الجميورية أو الجية القضائية المختصة ‪ ،‬كان األجدر‬
‫عمى المشرع الجزائري تحديد ذلك بدقة‪.‬‬

‫ىذه بعض المالحظات التي خمصنا إلييا ويستوجب عمى المشرع الجزائري إعادة النظر‬
‫فييا عند تعديمو لمقانون ‪.02-04‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫‪-I‬الــمـصــــــــــادر‬
‫‪-1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم‬
‫‪، 438-96‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ ، 1996‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد‪ ، 76‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 08‬ديسمبر‪ ،1996‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ، 01/16‬مؤرخ في ‪ 06‬مارس‪2016‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 14‬صادر بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪-2‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ، 2020‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ، 82‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر‪.2020‬‬
‫‪-3‬القانون رقم ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة‬
‫عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬العدد ‪ ،41‬المؤرخة في ‪ 27‬يونيو ‪.2004‬‬
‫‪-4‬القانون ‪ 05-18‬المتعمق بالتجارة اإللكترونية ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 28‬المؤرخة‬
‫في ‪ 16‬مايو‪. 2018‬‬
‫‪-5‬األمر رقم‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫المعدل و المتمم بموجب األمر رقم ‪ 02-15‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو سنة‪.2015‬‬
‫‪-6‬المرسوم التنفيذي ‪ 468-05‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،2005‬يحدد شروط تحرير‬
‫الفاتورة وسند التحويل ووصل التسميم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،80‬المؤرخة في ‪ 11‬ديسمبر ‪.2005‬‬
‫‪-7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير سنة ‪، 2016‬يحدد نموذج الوثيقة‬
‫التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬المؤرخة في ‪ 22‬فبراير ‪2016‬‬
‫‪-8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،389-20‬المؤرخ في ‪ 04‬جمادى األولى عام ‪ 1442‬الموافق ‪19‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 78‬مؤرخة في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2020‬يحدد‬
‫شكل محاضر معاينة المخالفات المتعمقة بالممارسات التجارية و بياناتها‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫‪-9‬القرار المؤرخ في ‪ ، 2013/08/01‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 30‬المؤرخة في ‪ 21‬مايو‬


‫‪.2014‬‬
‫‪-II‬الـمــراجـــــــــــع‬
‫أوال‪ :‬الــكـتـــــــــب‬
‫‪-1‬بمعيساوي محمد الطاهر‪ ،‬الوجيز في شرح األوراق التجارية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-2‬بوسقيعة احسن‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الطبعة الثانية عشر ‪،‬‬
‫الجزء الثاني ‪ ،‬الجزائر ‪. 2012 ،‬‬
‫‪-3‬عمورة عمار‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪2000 ،‬‬
‫‪ -4‬فضيل نادية‪ ،‬األوراق التجارية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة الحادية عشرة‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2006 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬الـرسـائــل و األطـــروحــــات‬
‫‪-1‬بمفروم محمد اليمين ‪ ،‬المسؤولية الجزائية عمى الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه عموم في القانون ‪ ،‬تخصص قانون جنائي ‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫و العموم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪.2021-2020 ،‬‬
‫‪-2‬بن شيخ راضية‪ ،‬نزاهة الممارسات التجارية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه عموم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال ‪ ،‬كمية الحقوق جامعة الجزائر ‪، 1‬‬
‫‪. 2018/2017‬‬
‫‪ -3‬بروك لياس ‪ ،‬الضوابط القانونية لحماية الممارسات التجارية ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه عموم في القانون‪ ،‬تخصص قانون خاص‪،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬قسم العموم‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد تممسان‪2019/2018 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫‪ -4‬قارة سميمان محمد خميد ‪ ،‬الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه عموم في القانون‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫قسم الحقوق جامعة أبي بكر بمقايد تممسان‪.2017/2016 ،‬‬
‫‪-5‬لعور بدرة ‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه عموم في الحقوق تخصص قانون أعمال ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪.2014/2013‬‬
‫‪-6‬مهري محمد أمين‪ ،‬النظام القانوني لمممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه عموم في الحقوق ‪ ،‬فرع القانون الخاص ‪ ،‬كمية الحقوق جامعة الجزائر‬
‫‪ 01‬بن يوسف بن خدة ‪.2017/2016 ،‬‬
‫‪-7‬خديجي أحمد ‪ ،‬قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه عموم في القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر باتنة‪.2016 ،‬‬
‫‪-8‬خمري اعمر‪ ،‬السندات التجارية في منظور المشرع والتاجر الجزائريين ‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫د كتوراه في العموم تخصص قانون‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو‪.2013 ،‬‬
‫‪-9‬بن قري سفيان ‪ ،‬ضبط الممارسات التجارية عمى ضوء القانون رقم ‪ ، 02/04‬مذكرة لنيل‬
‫درجة المجاستير في القانون ‪ ،‬فرع القانون العام ‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‬
‫بجاية ‪.2009 ،‬‬
‫‪-10‬عالوي زهرة‪ ،‬الفاتورة وسيمة شفافية لمممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون الخاص‪-‬األعوان االقتصاديين ‪/‬المستهمك ‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة و هران ‪.2013/2012 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫ثالثا‪ :‬الـمـذكــــرات‬
‫‪-1‬أيمن إسحاق و شتيوي الطاهر‪ ،‬مكافحة الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات شهادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة ‪.2019/2018 ،‬‬
‫‪-2‬بوقادوم نسيمة وبولقرينات هالة‪ ،‬المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة‬
‫مكممة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الصديق بن يحي جيجل ‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪-3‬بوداب ليمى‪ ،‬حماية المستهمك من الممارسات التجارية غير الشرعية في ظل قانون‬
‫الممارسات التجارية ‪ ، 02-04‬مذكرة ماستر في الحقوق ‪ ،‬فرع القانون الخاص ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.2019/2018 ،‬‬
‫‪ -4‬بوزيد أميمة وبغو إيمان‪ ،‬اآلليات القانونية لمراقبة األنشطة التجارية ‪ ،‬مذكرة تكميمية لنيل‬
‫شهادة ماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي ‪،‬‬
‫‪. 2021/2020‬‬
‫‪ -5‬زوقاري كريمو ‪ ،‬مخالفات القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل‬
‫إجازة المدرسة العميا لمقضاء ‪ ،‬الدفعة السادسة عشر‪ ،‬و ازرة العدل المدرسة العميا لمقضاء ‪،‬‬
‫‪.2008/2005‬‬
‫‪-6‬حالل أمال وتايب نجية‪ ،‬االلتزام بنزاهة الممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون األعمال ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬جامعة الجياللي‬
‫بونعامة ‪ ،‬خميس مميانة ‪.2019/2018 ،‬‬
‫‪-7‬حنكة بوبكر‪ ،‬الجرائم المتعمقة بنزاهة الممارسات التجارية في القانون ‪، 02/04‬مذكرة‬
‫تخرج تدخل ضمن متطمبات نيل شهادة الماستر في الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون األعمال ‪،‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ‪،‬‬
‫‪.2019/2018‬‬
‫‪-8‬طالبي مهدي و بن رجم والء الدين ‪ ،‬الممارسات التجارية غير المشروعة في السوق‬
‫الجزائري (دراسة تحميمية) ‪ ،‬تقرير تربص مكمل لنيل شهادة ماستر في العموم التجارية‬
‫(تخصص تسويق الخدمات)‪ ،‬كمية العموم اإلقتصادية والتسيير والعموم التجارية ‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميمة ‪.2021/2020 ،‬‬
‫‪ -9‬ممودي الزهراء ونجماوي نادية ‪ ،‬الحماية الجزائية لمممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر قانون أعمال ‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة أحمد دراية ‪،‬‬
‫أدرار ‪. 2021/2020 ،‬‬
‫‪-10‬عكوش حنان وضيف اهلل عدالن ‪ ،‬جريمة تضخيم الفاتورة ‪ ،‬مذكرة ضمن متطمبات نيل‬
‫شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬تخصص قانون الجنائي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة العقيد آكمي محند أولحاج البويرة‪.2020/2019 ،‬‬
‫رابعا‪ :‬الـمـقـــاالت والـمــداخــــالت‬
‫‪-1‬بوعزم عائشة ‪ ،‬النظام القانوني لمفاتورة ‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ‪ ،‬العدد األول‬
‫جامعة وهران ‪ ،‬مارس ‪. 2014‬‬
‫‪-2‬بوعزم عائشة ‪ ،‬فعالية الفاتورة في إطار ممارسات التجارة اإللكترونية عمى ضوء التشريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬مجمة القانون العقاري والبيئة ‪ ،‬المجمد ‪ ، 09‬العدد ‪2021، 02‬‬
‫‪ -3‬بوزبرة سهيمة ‪ ،‬جرائم الممارسات التجارية في ظل القانون ‪ 02/04‬المعدل و المتمم ‪،‬‬
‫مجمة أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬ديسمبر ‪. 2017‬‬
‫‪-4‬بن زيدان زوينة ‪ ،‬الفاتورة آلية لحماية االقتصاد الوطني‪ ،‬مجمة صوت القانون ‪ ،‬المجمد‬
‫السادس ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬نوفمبر ‪.2019‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمـــة الـمـــراجــــع‬

‫‪-5‬بقار سممى وحساين سامية ‪ ،‬اإللتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬مجمة‬
‫الدراسات الحقوقية ‪ ،‬المجمد ‪ ، 7‬العدد ‪ ، 2‬جوان ‪.2020‬‬
‫‪-6‬جغام محمد و منيغز سناء ‪ ،‬الحل الودي لممخالفات الماسة بشفافية الممارسات التجارية‬
‫مجمة أبحاث قانونية وسياسية ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الصديق بن يحي ‪ ،‬جيجل ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪-7‬والي نادية ‪ ،‬الفاتورة كآلية لشفافية الممارسات التجارية ‪ ،‬مداخمة بمناسبة يوم دراسي‬
‫منظم من طرف غرفة التجارة والصناعة –تيكجدة‪ -‬بالتنسيق مع مديرية التجارة لوالية البويرة‬
‫يوم ‪ 05‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪-8‬لعور بدرة ‪ ،‬ضمانات المستهمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ‪ ،‬مجمة‬
‫الحقوق و الحريات‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬أفريل ‪.2017‬‬
‫‪-9‬سعيود محمد الطاهر ‪ ،‬نطاق تطبيق القانون‪ 02/04‬المحدد لمقواعد المطبقة عمى‬
‫الممارسات التجارية ‪ ،‬مجمة األبحاث القانونية و السياسية ‪ ،‬المجمد‪ ، 02‬العدد‪.2020 ، 02‬‬
‫‪-10‬قارة مولود ‪ ،‬النظام القانوني لمفاتورة اإللكترونية‪ ،‬بحوث ‪ ،‬العدد ‪ ، 10‬الجزء الثاني ‪،‬‬
‫جامعة المسيمة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفـهــــــــــــــرس‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫شكر و تقدير‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫‪04-01‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية الفاتورة‬
‫‪07‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم الفاتورة‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالفاتورة‬
‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الفاتورة‬
‫‪08‬‬ ‫‪-1‬التعريف الفقهي‬
‫‪09‬‬ ‫‪-2‬التعريف القضائي‬
‫‪09‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تمييز الفاتورة عن المصطمحات المشابهة‬
‫‪09‬‬ ‫‪-1‬تمييز الفاتورة عن الفوترة‬
‫‪10‬‬ ‫‪-2‬تمييز الفاتورة عن عقد تحويل الفاتورة‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الفاتورة‬
‫‪11‬‬ ‫أوال ‪ :‬من حيث وسيمة التحرير‬
‫‪11‬‬ ‫‪-1‬الفاتورة العادية‬
‫‪11‬‬ ‫‪-2‬الفاتورة اإللكترونية‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬من حيث طبيعة المعاممة‬
‫‪12‬‬ ‫‪-1‬الفاتورة البسيطة‬
‫‪12‬‬ ‫‪-2‬فاتورة اإلرسال‬
‫‪13‬‬ ‫‪-3‬فاتورة اإلرجاع‬
‫‪13‬‬ ‫‪-4‬الفاتورة الشكمية)‪(Pro-forma‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪-5‬فاتورة اإلنقاص‬

‫‪82‬‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية الفاتورة‬


‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬الفاتورة وسيمة لشفافية الممارسات التجارية‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الفاتورة وسيمة إلثبات المعامالت التجارية‬
‫‪15‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الفاتورة وسيمة لممحاسبة‬
‫‪15‬‬ ‫رابعا‪ :‬الفاتورة أداة رقابية في المجال الجبائي‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬البيانات المتعمقة بالفاتورة‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬البيانات اإللزامية المتعمقة بالفاتورة‬
‫‪16‬‬ ‫أوال‪-‬البيانات اإللزامية المتعمقة باألطراف‬
‫‪17‬‬ ‫‪-1‬البيانات المتعمقة بالعون االقتصادي (البائع)‬
‫‪17‬‬ ‫‪-2‬البيانات المتعمقة بالمشتري‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البيانات اإللزامية المتعمقة بالسعر والتعريفات وكمية السمع و‪/‬أو الخدمات‬
‫‪18‬‬ ‫‪-1‬سعر الوحدة بدون الرسوم لمسمعة المبيعة و‪/‬أو تأدية الخدمة المنجزة‬
‫‪-2‬السعر اإلجمالي دون احتساب الرسوم ومع احتساب الرسوم لمسمع المبيعة ‪18‬‬
‫و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‬
‫‪18‬‬ ‫‪-3‬ذكر زيادة السعر في الفاتورة‬
‫‪18‬‬ ‫‪-4‬تكاليف النقل والرسوم‬
‫‪19‬‬ ‫‪-5‬كتابة تسمية السمع المبيعة وكميتها و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بدائل الفاتورة‬
‫‪20‬‬ ‫أوال‪ :‬وصل التسميم‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سند التحويل‬
‫‪21‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سند المعاممة التجارية‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األحكام المنظمة لمفاتورة في التشريع الجزائري‬
‫‪23‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مجال الفاتورة‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬المنتج‬

‫‪83‬‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التاجر‬


‫‪24‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الحرفي‬
‫‪25‬‬ ‫رابعا‪ :‬مقدم الخدمات‬
‫‪25‬‬ ‫خامسا‪ :‬المتعامل المتدخل في قطاع الفالحة والصيد والموارد البحرية‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النشاطات الخاضعة لمفاتورة‬
‫‪26‬‬ ‫أوال ‪ :‬نوع النشاطات التي تخضع لتحرير الفاتورة‬
‫‪26‬‬ ‫‪-1‬نشاط اإلنتاج و التوزيع و االستيراد والتصدير‬
‫‪27‬‬ ‫‪-2‬نشاطات الصناعة التقميدية والصيد البحري‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ :‬محل النشاط‬
‫‪27‬‬ ‫‪-1‬من حيث السمع‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -2‬من حيث الخدمات‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مجال تحرير الفاتورة‬
‫‪28‬‬ ‫أوال‪ :‬وقت تسميم الفاتورة‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬طريقة الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة‬
‫‪30‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توقيع البائع ووضع الختم الندي عمى الفاتورة‬
‫‪30‬‬ ‫رابعا‪ :‬مدة االحتفاظ بالفاتورة‬
‫‪31‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لمفاتورة‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الفاتورة ورقة تجارية‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬التمييز بين الفاتورة والسفتجة‬
‫‪32‬‬ ‫‪-1‬تعريف السفتجة‬
‫‪32‬‬ ‫‪-2‬أوجه التشابه و اإلختالف‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الفاتورة‬
‫‪34‬‬ ‫‪-1‬من حيث الشكل‬
‫‪35‬‬ ‫‪-2‬من حيث الموضوع‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الفاتورة تشمل عناصر العقد‬

‫‪84‬‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري‬


‫المبحث األول‪ :‬تجريم اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري ‪41‬‬
‫‪42‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬صور الجرائم المتعمقة بالفاتورة‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المتعمقة بالفاتورة طبقا لمقانون ‪.02/04‬‬
‫‪42‬‬ ‫أوال‪ :‬جريمة عدم الفوترة‬
‫‪42‬‬ ‫‪-1‬الركن المادي‬
‫‪44‬‬ ‫‪-2‬الركن المعنوي‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جريمة عدم مطابقة الفاتورة‬
‫‪45‬‬ ‫‪-1‬الركن المادي‬
‫‪45‬‬ ‫‪-2‬الركن المعنوي‬
‫‪45‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الفواتير الوهمية والفواتير المزيفة‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم المتعمقة بالفاتورة طبقا لمقرار المؤرخ في ‪2013/08/01‬‬
‫‪46‬‬ ‫أوال‪ :‬الفاتورة المزورة‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فاتورة المجاممة‬
‫‪47‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬إثبات الجرائم‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معاينة المخالفات‬
‫‪48‬‬ ‫أوال‪ :‬فئات الموظفين المؤهمون لمعاينة المخالفات‬
‫‪48‬‬ ‫‪-1‬فئة الموظفين المذكورين في القانون ‪02-04‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪-2‬فئة الموظفين المذكورين في قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪49‬‬ ‫‪-3‬فئة موظفي اإلدارة المكمفة بالتجارة‬
‫‪50‬‬ ‫‪-4‬فئة الموظفين التابعين لمصالح اإلدارة الجبائية‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سمطات الموظفين المؤهمين لمقيام بالتحقيق والمراقبة‬
‫‪50‬‬ ‫‪-1‬تفتيش المحالت التجارية‬
‫‪51‬‬ ‫‪-2‬حجز السمع و العتاد و األجهزة‬
‫‪51‬‬ ‫‪-3‬تحرير المحاضر‬

‫‪85‬‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫‪52‬‬ ‫ثالثا‪ :‬معارضة التحقيق‬


‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬محاضر ضبط المخالفات‬
‫‪53‬‬ ‫أوال‪ :‬بيانات محاضر ضبط المخالفات‬
‫‪53‬‬ ‫‪-1‬البيانات المتعمقة بالموظف محرر المخالفة‬
‫‪53‬‬ ‫‪-2‬البيانات المتعمقة بالشخص المخالف‬
‫‪53‬‬ ‫‪-3‬البيانات المتعمقة بالمحاضر‬
‫‪54‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حجية محاضر ضبط المخالفات‬
‫‪55‬‬ ‫‪-1‬المحاضر وسيمة إلثبات المخالفة‬
‫‪55‬‬ ‫‪-2‬المحاضر لها الحجية المطمقة في اإلثبات‬
‫‪56‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آليات ردع الجرائم المتعمقة بالفاتورة‬
‫‪57‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬آليات الردع اإلدارية‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المصالحة كآلية لردع المخالفات‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬شروط المصالحة‬
‫‪59‬‬ ‫‪-1‬الشروط المتعمقة بمرتكب المخالفة‬
‫‪60‬‬ ‫‪-2‬الشروط المتعمقة باإلدارة‬
‫‪61‬‬ ‫‪-3‬شروط متعمقة بإجراءات المصالحة‬
‫‪62‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آثار المصالحة‬
‫‪62‬‬ ‫‪-1‬آثار المصالحة بالنسبة لمطرفين‬
‫‪63‬‬ ‫‪-2‬آثار المصالحة بالنسبة لمغير‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الغمق اإلداري كآلية لمردع‬
‫‪65‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬آليات الردع القضائية‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العقوبات المقررة في القانون ‪02-04‬‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬
‫‪67‬‬ ‫‪-1‬عقوبة عدم الفوترة‬
‫‪67‬‬ ‫‪-2‬عقوبة الفاتورة غير المطابقة‬

‫‪86‬‬
‫الــــــفـهــــــــرس‬

‫‪68‬‬ ‫‪-3‬عقوبة الفواتير المزورة وفواتير المجاممة‬


‫‪68‬‬ ‫‪-4‬عقوبة الفواتير الوهمية والفواتير المزيفة‬
‫‪68‬‬ ‫‪-5‬عقوبة معارضة المراقبة‬
‫‪69‬‬ ‫‪-6‬عقوبة الحبس في حالة العود‬
‫‪69‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬
‫‪70‬‬ ‫‪-1‬المصادرة‬
‫‪70‬‬ ‫‪-2‬نشر الحكم‬
‫‪71‬‬ ‫‪-3‬المنع المؤقت من ممارسة النشاط‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاء المدني كآلية لمردع‬
‫‪73‬‬ ‫أوال‪ :‬حق المستهمك في المطالبة بالتعويض‬
‫‪73‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حق جمعيات حماية المستهمك والجمعيات المهنية في المطالبة بالتعويض‬
‫‪74‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪76‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪82‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪87‬‬
‫ممخـــــــــــص‬

‫ الذي يحدد‬2004/06/ ‫ المؤرخ في‬02-04 ‫نظم المشرع الجزائري أحكام الفاتورة بالقانون‬
‫بي ن من خالله البيانات اإللزامية المتعمقة‬
‫القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية حيث ّي‬
‫بالفاتورة وبدائلها والعقوبات المقررة في حالة مخالفة أحكامها هذا وأحال لمتنظيم تحديد شروط‬
‫ الذي حدد بدقة‬2005/12/10 ‫ المؤرخ في‬468-05 ‫فصدر المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫تحريرها‬
‫كما حدد بدقة‬ ‫البيانات اإللزامية وشروط تحرير كل من الفاتورة و البدائل التي تقوم مقامها‬
‫ الوثيقة التي تقوم مقام‬2016/02/16 ‫ المؤرخ في‬66-16 ‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫هذا وإضافة إلى صور الجرائم‬ ‫الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بها‬
‫ صور‬2013/08/01‫فقد حدد القرار المؤرخ في‬ 02-04 ‫والعقوبات التي حددها القانون‬
389-20 ‫كما حدد المرسوم التنفيذي رقم‬ ‫أخرى لمجرائم المتعمقة بالفاتورة وقرر لها عقوبات‬
. ‫ شكل وبيانات محاضر معاينة المخالفات‬2020/12/19 ‫المؤرخ في‬

‫ الفاتورة بدائل الفاتورة محاضر معاينة المخالفات صور الجرائم‬: ‫الكممات المفتاحية‬
.‫والعقوبات المقررة لها‬

Résumé
Le législateur Algérien à réglementé les dispositions de la facture par la
loi n° 04-02 du 23/06/2004 , qui définit les règles applicables aux pratiques
commerciales, à travers laquelle il a précisé les données obligatoires liées à la
facture ainsi que ses alternatives et les sanctions prévues en cas de violation
de ses dispositions, celui-ci a été référé à l’organisation pour déterminer les
conditions de l’édition. Le décret exécutif n°05-468 du 10/12/2005 a été
précisément défini les données obligatoire et les conditions d’édition de
chacune des factures et les alternatives qui les remplacent , comme cela a été,
Il a également été précisément défini par le décret exécutif n° 16-66 du
16/02/2016 , le document qui fait office de facture, ainsi que les catégories
d’agents économiques qui sont obligés de traiter avec eux, Outre les images
de crimes et peines prévues par la loi 04-02, l’arrêté du 01/08/2013 a identifié
d’autres images de crimes en rapport avec le projet de loi et a fixé les peines
à leur encontre, le décret n° 20-389 du 19/12/2020 a également précisé la
forme et les données du procès-verbal d’inspection des infractions .
Les mots clés : Facture, Alternatives de la facture, procès-verbal
d’inspection des infractions, Images des crimes et peines prescrites

You might also like