Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة قانون الممارسات التجارية النهائية
مطبوعة قانون الممارسات التجارية النهائية
سلمى بقار
أستاذة محاضرة "ب"
يسرني ويشرفني أن أضع بين أيدي طلبتنا هذه المطبوعة التي تشتمل على المحاضرات الخاصة
بمقياس "قانون الممارسات التجارية" ،والذي يعد أحد أهم المقاييس المبرمجة في تخصص قانون األعمال لطلبة
يدرس في الوحدة األساسية وفقا للبرنامج الرسمي المقرر في عرض
السداسي الثالث – ماستر ،على أساس ّأنه ّ
تكوين الماستر الساري به العمل حاليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية -بودواو ،جامعة أمحمد بوقرة-
بومرداس.
تتناول هذه المطبوعة بالدراسة والتحليل موضوع الممارسات التجارية وفق البرنامج المخصص لهذا
المقياس ،ضمن ثالث فصول تتمثل في:
حيث تناولت في الفصل األول مبدأ شفافية الممارسات التجارية الذي يعنى بشرح االلتزام اإلعالم
باألسعار والتعريفات ،وااللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي ،وكذا االلتزام بالفوترة.
فيما تناولت في الفصل الثاني مبدأ نزاهة الممارسات التجارية الذي يعنى بدراسة الممارسات التجارية
غير الشرعية ،الممارسات التجارية غير النزيهة والممارسات التعاقدية التعسفية.
أما الفصل الثالث خصصته لشرح عملية التصدي للمخالفات المتعلقة بالقواعد الخاصة بشفافية ونزاهة
الممارسات التجارية ،عن طريق التطرق للجزاءات المقررة للمخالفات والمتمثلة في الجزاءات ذات الطابع المدني،
وذات الطابع اإلداري وكذا ذات الطابع الجزائي ،ثم تبيان اجراءات معاينة المخالفات ومتابعتها.
2
بأن هذا العمل ال يخلو من النقائص ،السيما ّأنه موضوع
ورغم هذا المسعى والجهد المبذولّ ،إني متيقنة ّ
من المواضيع الحديثة عموما من جهة ،والمرنة الرتباطها بالواقع العملي والحياة التجارية من جهة أخرى،
باإلضافة لنقص المراجع المتخصصة بشأنه كونه من المقاييس المدرجة في المقررات الدراسية المتعلقة
بتخصص قانون األعمال -في كليتنا على األقل -منذ أمد غير بعيد .وهو الدافع الذي جعلني أبحث و ّ
أقدم هذا
العمل المتواضع ،راجية من هللا سبحانه وتعالى أن أكون قد وّفقت فيه ولو بالقدر البسيط.
3
توضيــــح
P : page.
éd. : édition.
4
مقدمة:
تسعى الجزائر منذ مطلع التسعينات إلرساء قواعد اقتصاد قوي مبني على نزاهة وشفافية الممارسات
التجارية ،فانتهجت لذلك خيار اإلصالحات االقتصادية واعتماد منظومة قانونية جديدة تجسد فيها نظام االقتصاد
الحر.
بناء على ذلك كرس التعديل الدستوري لسنة ،11996في مادته 37التي تنص" :حرية التجارة والصناعة
مضمونة ،وتمارس في إطار القانون" ،حرية المبادرة وحرية الخواص في ممارسة أي نشاط لمواكبة التغيرات
والتطورات االقتصادية .ما استوجب وضع مجموعة من النصوص القانونية تتماشى والتوجه االقتصادي الحر،2
ومن ثم تنظيم الممارسات التجارية.
كان أولها حسب التسلسل الزمني القانون رقم 02-89المؤرخ في 7فيفري 1989المحدد للقواعد العامة
لحماية المستهلك ،3والذي ألغي الحقا بموجب القانون رقم 03-09المؤرخ في 25فيفري 2009المتعلق
بحماية المستهلك وقمع الغش.4
تاله القانون رقم 12-89المؤرخ في 5جويلية 1989المتعلق باألسعار ،5الذي يكرس تدخل الدولة في
السوق بتحديدها آلليات تنظيم االقتصاد بواسطة تنظيم األسعار ،الذي تم إلغاؤه وأدرجت أحكامه بصفة انتقالية
في األمر رقم 06-95المؤرخ في 25جويلية 1995المتعلق بالمنافسة ،6والذي اشتمل على قسمين ،قسم
يتعلق بقواعد ومبادئ المنافسة والممارسات المنافية لها ( األبواب األول ،الثاني والثالث منه) ،وقسم ثان يتعلق
-1مرسوم رئاسي رقم 438-96مؤرخ في 07ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور ،المصادق عليه في استفتاء
28نوفمبر سنة 1996في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ج.ر.ج.ج ،عدد 76الصادر بتاريخ
08ديسمبر ،1996ص ،)6متمم بموجب القانون رقم 03-02مؤرخ في 10أبريل سنة ،2002يتضمن تعديل الدستور
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،25الصاد بتاريخ 14أبريل ،2002ص ،)13ومعدل ومتمم بموجب القانون رقم 19-08مؤرخ في
15نوفمبر سنة ،2008المتضمن تعديل الدستور (ج.ر.ج.ج ،عدد 63الصادر بتاريخ 16نوفمبر ،2008ص ،)8
والقانون رقم 01-16مؤرخ في 06مارس ،2016المتضمن التعديل الدستوري (ج.ر.ج.ج ،عدد 14الصادر بتاريخ 7
مارس ،2016ص.)3
-2بعض هذه النصوص القانونية سابقة على صدور التعديل الدستوري لسنة 1996لكنها ممهدة لنهجه الحر ومنظمة للممارسات
التجارية ،حيث تعد حلقة وصل بين نظام االقتصاد الموجه ونظام اقتصاد السوق المتبنى ،وبعضها اآلخر الحقة لصدوره ومكرسة
لهذه الحرية وهذا التنظيم.
-3ج.ر.ج.ج ،عدد 06الصادر بتاريخ 08فب ارير ،1989ص .154
-4ج.ر.ج.ج ،عدد 15الصادر بتاريخ 8مارس ،2009ص .12
-5ج.ر.ج.ج ،عدد 29الصادر بتاريخ 19يوليو ،1989ص757.
أحكام الممارسات التجارية ،واعتبر حماية مبادئ المنافسة من اختصاص مجلس المنافسة والقضاء ،في حين أن حماية أحكام
الممارسات التجارية من اختصاص القضاء وحده.
5
بالقواعد المتعلقة بشفافية الممارسات التجارية (األبواب الرابع ،الخامس والسادس منه) ،ونجد في مضمونه
النص على ضبط الممارسات التجارية المتعلقة بإعالم المستهلك باألسعار والتعريفات وشروط البيع والعقوبات
المقررة في هذا الشأن.
وتبعا لما اقتضته المتطلبات االقتصادية واالجتماعية في ظل موجة العولمة وتداعياتها ،وكذا محاولة
استدراك العراقيل والنقائص المترتبة عن تطبيق هذا األمر ،باإلضافة إلى سعي الجزائر إلى االنضمام للمنظمة
العالمية للتجارة ،تم إلغاء األمر رقم 06-95واستخالفه بنصين تشريعيين منفصلين هما:
-األمر رقم 03-03المؤرخ في 19جويلية 2003المتعلق بالمنافسة ،1والذي تضمن مبادئ المنافسة
وتنظيم مجلس المنافسة.
-القانون رقم 02-04المؤرخ في 23يونيو ،2004المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات
التجارية ،2ويعتبر القانون الذي كرس قواعد ومبادئ شفافية ونزاهة الممارسات التجارية التي تقوم
بين األعوان االقتصاديين ،وبين هؤالء والمستهلكين ،كما وضع أسس حماية المستهلك وإعالمه.3
وفقا لمادة األولى من القانون رقم 02-04تقوم الممارسات التجارية على مبدأين أساسيين هما الشفافية
والنزاهة ،ويطبقان على نوعين من الممارسات ،تلك التي تقوم بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم من جهة،
وتلك التي تقوم بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين من جهة ثانية.
ج.ر.ج.ج ،عدد 43الصادر بتاريخ 20يوليو ،2003ص ،25معدل ومتمم بموجب القانون رقم 12-08المؤرخ في 25 -1
يونيو ( 2008ج.ر.ج.ج ،عدد 36الصادر بتاريخ 02يوليو ،2008ص ،)11والقانون رقم 05-10المؤرخ في 05غشت
( 2010ج.ر.ج.ج ،عدد 46الصادر بتاريخ 18غشت سنة ،2010ص .)10
-2ج.ر.ج.ج ،عدد 41الصادرة بتاريخ 27يونيو ،2004ص ،3المعدل والمتمم بالقانون رقم 06-10المؤرخ في 15غشت
( 2010ج.ر.ج.ج ،عدد 46الصادرة بتاريخ 18غشت ،2010ص ،)11والقانون 11-17المؤرخ في 27ديسمبر ،2017
المتضمن قانون المالية لسنة ( 2018ج.ر.ج.ج ،عدد 76الصادرة بتاريخ 28ديسمبر ،2017ص ،)3والقانون رقم 13-18
المؤرخ في 11يوليو ،2018المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( 2018ج.ر.ج.ج ،عدد 42الصادرة بتاريخ 15يوليو
،2018ص .)7
-3و ازرة التجارة ،مذكرة عرض األسباب الخاصة بمشروع القانون المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،أكتوبر
،2003ص ( 2غير منشور).
6
أما فيما يتعلق بنطاق تطبيق قانون الممارسات التجارية ،فقد ّبينته المادة 02منه ،وانحصر في
نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات التي يمارسها أي عون اقتصادي ،مهما كانت طبيعته القانونية .ونظ ار لعدم
عدلت المادة 02بموجب القانون قم 06-10السالف الذكر،
وضوح هذه المادة أمام كثرة النشاطات وتعددهاّ ،
فجاءت أكثر وضوحا وتفسي ار لهذا النطاق ،حيث نصت:
"بغض النظر عن كل األحكام األخرى المخالفة ،يطبق هذا القانون على نشاطات اإلنتاج ،بما فيها
النشاطات الفالحية وتربية المواشي ،وعلى نشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة
بيعها على حالها ،والوكالء ،ووسطاء بيع المواشي ،وبائعو اللحوم بالجملة ،وكذا على نشاطات الخدمات
والصناعة التقليدية والصيد البحري التي يمارسها أي عون اقتصادي ،مهما كانت طبيعته القانونية".
أن نطاق تطبيق قانون الممارسات التجارية نطاق واسع يعكس ثقل هذا القانون
ويالحظ من كل ذلكّ ،
وأهميته في الحياة التجارية واالقتصادية على حد السواء .السيما أنه صدر لتنجب سلبيات ونقائص القوانين
السابقة على صدوره الموضحة أعاله ،وخلق نظام جديد يساير واقع اقتصادي جديد هو اقتصاد السوق الذي
يستوجب تجسيد مبادئ الشفافية والنزاهة المطلوبتين في أي اقتصاد متطور ،ويضع أحكام إجرائية ويقر عقوبات
إدارية وجزائية ألي إخالل بهذه المبادئ ،باإلضافة إلى أبعاده المدنية والتجارية.
بناء عليه ،سنحاول من خالل هذه المطبوعة التطرق إلى ثالث فصول-وفقـ ـ ـ ـا ألحكام القانـ ـون رقـ ـ ــم
-02-04تنطوي تحتها جميع النقاط المتعلقة بالموضوع ،كما يلي:
7
الفصل األول:
تعد الشفافية من أهم العوامل التي ترصد لمواجهة السلبيات المحتملة القتصاد السوق ،وقد كرسها المشرع
صراحة كمبدأ يحكم القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،مجسدا إياها في نطاق الممارسات التجارية من
خالل مظهرين رئيسيين تضمنهما الباب الثاني من القانون رقم ،02-04وهما :اإلعالم المتمثل في اإلعالم
باألسعار والتعريفات واإلعالم بالمحتوى العقدي من جهة ،والفوترة من جهة ثانية.
أن دراستنا لمبدأ الشفافية ستنحصر في إطار ما تضمنته أحكام القانون رقم 02-04المتعلق غير ّ
بالممارسات التجارية ،كما سبق توضيحه ،السيما الباب الثاني منه ،وذلك ضمن ثالث مباحث ،االلتزام باألسعار
والتعريفات في (مبحث أول) ،االلتزام بالمحتوى العقدي في (مبحث ثاني) ،االلتزام بالفوترة في (مبحث ثالث).
المبحث األول:
يعد االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات شرطا ضروريا لضمان الشفافية االقتصادية ،وله أهمية كبيرة
في مجال عقود االستهالك ،حيث إضافة لدوره في تنوير رضا المستهلك فإنه يخلق جوا تنافسيا بين األعوان
االقتصاديين ،حيث يتيح لهم معرفة األسعار المتداولة في السوق ،باإلضافة إلى أنه يسمح للمستهلك من معرفة
السعر دون الحاجة إلى سؤال البائع عنه مما يجعله ح ار في التعاقد من عدمه دون أن يقع في حرج.
إن إشهار األسعار يمنح مصداقية للسوق من خالل الشفافية في عرض سعر السلع والمواد والخدمات،
كما تتيح للمستهلك التأكد من حصوله على نفس المعاملة التي يحظى بها بقية المستهلكين ،ويستطيع استقراء
أسعار السوق وتحديد خيارته من بين السلع والخدمات المعروضة للبيع.1
لقد نظم المشرع االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بموجب المواد من 04إلى 07من القانون رقم
.02-04وتتطلب منا دراسته البحث عن مفهوم االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (مطلب أول) ،وتنفيذ
االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (مطلب ثاني).
-1محمد ديب ،أثر الممارسات المخالفة للتجارة على فعالية حماية المستهلك ،مجلة الفقه والقانون ،فرع القانون الخاص ،جامعة
وهران ،العدد ،2013 ،12ص .231
8
المطلب األول:
اإليجاب هو العرض الذي يعبر به الشخص على وجه جازم عن إرادته في إبرام عقد معين بحيث إذا
ما اقترن به قبول مطابق له انعقد العقد ،1ويعد إعالم الزبون بأسعار وتعريفات السلع والخدمات المعروضة
للبيع ضروري من أجل الحصول على إيجاب يعبر عن إرادته في الدخول في الرابطة العقدية وفقا للشروط التي
يحددها هذا اإليجاب.
سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى تعريف االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (فرع أول) ،وتبيان
خصائص االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (فرع ثاني).
الفرع األول:
بالرجوع إلى القانون رقم ،02-04نجد أ ّن المشرع قد اكتفى باإلشارة إلى وجوب االلتزام باإلعالم
نصت المادة 4منه على تولي البائع وجوبا إعالم الزبائن بأسعار وتعريفات السلع
باألسعار والتعريفات ،إذ ّ
والخدمات.
غير ّأنه إن كان إعالم هذا الزبون باألسعار والتعريفات ،وجوبا وال يحتاج إلى طلب من الزبون إذا ما
كان هذا األخير المستهلك النهائي ،طبقا لنص المادة 05من القانون رقم ّ ،02-04
فإن الفقرة الثانية من المادة
7من نفس القانون تنص على أنه ....":في العالقة بين األعوان االقتصاديين يلتزم البائع بإعالم الزبون
باألسعار والتعريفات عند طلبها ."....
ومنه فإ ّن االلتزام باإلعالم فيما بين األعوان االقتصاديين ال يكون تلقائيا بل البد أن يطلبه العون
االقتصادي.
فااللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بالنسبة للعون االقتصادي هو حق له ،له الحق في المطالبة به،
كما له حق التنازل عنه ،ويعد سكوته عن طلبه متى ابرم العقد تنازال عنه وال يمكن بعد ذلك طلبه أو االحتجاج
-1نبيل إبراهيم سعد ،العقود المسماة -عقد البيع ،دار الجامعة الجديدة ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .66
-2ليندة عبد هللا ،المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية قسم العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة محمد الصديق بن يحي ،جيجل ،المجلد ،51العدد ،2جوان
،2014ص .172
9
أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات في مواجهة المستهلك يكون إلزاميا بالنسبة 1
بعدم تنفيذه .في حين ّ
للعون االقتصادي دون الحاجة إلى طلب صريح من المستهلك.
ألجل اإللمام بتعريف شامل لاللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات ،كان البد من تعريف المصطلحات
(أوال) ،األسعار(ثانيا) ،التعريفات(ثالثا).
المكونة له :اإلعالم ّ
ّأوال -اإلعالم :لإلعالم عدة تعاريف ،نلخص بعضها فيما يلي:
-1اإلعالم لغة :من فعل أعلم ،يعلم ،إعالما ،أي أخبره أي جعله يعرف.2
-2اإلعالم اصطالحا :هو "عملية توصيل المعلومات واألفكار واألحداث لعلم الجمهور عن طريق عدة
وسائل سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة".3
وبذلك يعتبر اإلعالم وسيلة حديثة لتوعية المستهلك ،ويلعب دو ار في حمايته فهو عامل من عوامل
الشفافية في السوق ألنه يكشف غش وتدليس العون االقتصادي.5
ثانيا -األسعار :يعد السعر عامال جوهريا في التعاقد ،إذ يستفسر أغلب المستهلكين حول السعر قبل
النظر في جودة السلعة نفسها .وذلك نظ ار ألهمية السعر بالنسبة للمستهلك.
-1تعريف السعر:
-1عالل طحطاح ،التزامات العون االقتصادي في ظل قانون الممارسات التجارية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق،
فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2014/2013 ،1ص.32
-2المعجم العربي األساسي ،المنظمة العربية للثقافة والعلوم ،الجزائر د ط ،1989 ،ص .860
-3الصادق صياد ،حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم 03-09 :المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،1-سنة ،2014/2013
ص .63
-4عائشة مزاري ،عالقة قانون حماية المستهلك بقانون المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة وهران ،2013/2012 ،ص .29
-5كريمة بركات ،التزام المنتج بإعالم المستهلك ،مجلة المعارف ،السنة الثالثة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أكلي
محند-بويرة ،العدد ،6د س ن ،ص.167
-6معجم منجد الطالب ،الطبعة الخامسة واألربعون ،دار المشرق ،بيروت ،1997 ،ص .318
10
السعر على ّأنه" :القيمة المالية أو النقدية التي يدفعها الزبون للبائع لقاء حصوله
عرف ّ
هناك من ّ
على سلعة أو تأدية الخدمة ،وهو ال يغطي تكلفة المنتج فقط بل يحتوي على إضافات أخرى منها هامش
الربح...إلخ ،وهو عنصر من العناصر األساسية التي تقوم عليها المعامالت التجارية".1
عرف على ّأنه" :القيمة المعطاة لسلعة أو خدمة معينة والتي يعبر عنه في شكل نقدي ،يدفعه
كما ّ
المستهلك نظير حصوله على سلعة أو خدمة من البائع ،فالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك تعبر عنها
بقيمة تتمثل في السعر".2
وعرف أيضا ب ّأنه ":األداة التي تستخدم في الشراء والبيع ،أو ما يعبر عنه بالتبادل وهو وسيلة للتعبير
ّ
عن قيمة السلع والبضائع عند تداولها بين الناس".3
أن السعر هو ":الثمن الحقيقي أو الفعلي وكل مضامينه الذي يكون المستهلك مطالبا
فيما يرى آخرون ّ
بدفعها مقابل اقتناء السلعة أو االستفادة من الخدمة".4
في ظل النظام االشتراكي كانت الدولة تسير الحياة االقتصادية ،وكانت لها بذلك سلطة تحديد األسعار
بصفة مطلقة ،ولكن بعد تبنيها لنظام االقتصاد الحر عمدت إلى تحرير األسعار ،ففتحت المجال أمام األعوان
االقتصاديين من أجل إعطاء سعر مناسب للسلع والخدمات.
وهذا ما نص عليه المشرع بموجب القانون رقم 03-03المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم ،الذي ّ
كرس
مبدأ حرية األسعار ،إذ نصت المادة 4منه على" :تحدد أسعار السلع والخدمات بصفة حرة وفقا لقواعد
المنافسة الحرة والنزيهة" .وبذلك للعون االقتصادي حرية تحديد أسعار السلع والخدمات التي يعرضها للبيع.
يتحدد السعر وفق عناصر تمثل مشتمالت السعر من الناحية االقتصادية 5وتتمثل في:
وعادة ما ّ
-1المختار بن سالم ،االلتزام باإلعالم كآلية لحماية المستهلك ،رسالة لنيل شهادة الدكتو اره نظام ،ل م د ،تخصص قانون المنافسة
والمستهلك ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،2018/2017 ،ص .193
-2محمد الفضة ،بلكعيبات مراد ،مواكبة التاجر األجنبي لنظام األسعار في التشريع الجزائري ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة األغواط ،المجلد العاشر ،العدد الثالث ،جوان ،2002ص.196
-3داودي الطيب ،نظرية األسعار عند ابن خلدون ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،عدد الثاني ،جوان
،2002ص .163
-4عالل طحطاح ،مرجع سابق ،ص .27
-5أحمد خديجي ،قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون الخاص،
قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،2016 ،ص .13
السعر من الناحية القانونية يشمل كل
فإن ّ
بأنه إن كانت هذه العناصر تمّثل مشتمالت السعر من الناحية االقتصاديةّ ، مع التنويه ّ
العناصر التي تعود بالفائدة على البائع والتي تقابل في ذمته المالية قيمة الشيء المبيع.
11
-قيمة الشيء التي تحدد طبقا لقانون العرض والطلب؛
نصت المادة 1/5من القانون رقم 03-03المعدل والمتمم" :تتخذ تدابير تحديد هوامش الربح
وقد ّ
وأسعار السلع والخدمات أو تسقيفها أو التصديق عليها على أساس اقتراحات القطاعات المعنية " وتتمثل
هذه اآلليات في:
* -تحديد السعر :وذلك بأن يتم تحديد سعر السلعة أو الخدمة مباشرة ،وهو ":وضع سعر لبعض السلع
والخدمات بصفة مباشرة من طرف الدولة وإجبار المتعاملين االقتصاديين والمشترين على احترامه وتوقيع
الجزاء على كل من يخالفه" .ويكون هذا في السلع والخدمات التي تعد االستراتيجية ،1ويتم هذا عن طريق
التنظيم ،وتهدف الدولة من خالل هذه اآللية االستجابة لالحتياجات االجتماعية .2ومن بين السلع والخدمات
التي تم تحديد أسعارها نجد على سبيل المثال ال الحصر – :سعر الحليب – .3سعر الخبز.4
* -تحديد هامش الربح :وذلك بأن يتم تحديد هامش للربح يضاف إلى سعر التكلفة ،وهامش الربح قد
يحدد مباشرة أو بنسبة معينة.5
ب -التسقيف ( تسقيف السعر أو هامش الربح) :في هذه الحالة ال تحدد األسعار بصفة مباشرة ،بل
تتدخل الدولة بتحديد الحد األقصى للسعر (سقف معين للسعر) عند االستهالك ،وكذا هوامش الربح القصوى
-1محمد بودالي ،حماية المستهلك في القانون المقارن دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ،دار الكتاب الحديث ،د ط ،الجزائر،
،2006ص.534
-2بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم،
تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر-بسكرة ،2014-2013 ،ص .236
-3قنن بموجب المرسوم التنفيذي رقم 50-01المؤرخ في 12فيفري 2001المتضمن تحديد أسعار الحليب المبستر والموضب
في األكياس عند اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع (ج.ر.ج.ج ،عدد 11الصادر بتاريخ 12فيفري ،2001ص ،)23معدل
ومتمم.
-4قنن بموجب المرسوم التنفيذي رقم 132-96المؤرخ في 13أفريل سنة ،1996المتضمن تحديد أسعار الدقيق والخبز في
مختلف مراحل التوزيع (ج ر ج ج ،العدد 23الصادر بتاريخ 14أفريل ،1996ص ،)12معدل ومتمم.
-5أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .16
12
(سقف معين لهامش الربح) عند اإلنتاج واالستيراد وعند التوزيع وهنا يكون للسعر حد أقصى ال يمكن أن
يتجاوزه ،في حين يجوز النزول عليه.1
ج-التصديق :وذلك بإخضاع السعر الممارس للتصديق لدى هيئات معينة ،حيث يكون السعر في حالة
التصديق مقترحا من طرف الجهات المختصة أو ذووا الخبرة كالدواوين المختصة بقطاع معين ،ثم تتم الموافقة
على السعر المقترح من الهيئة المعنية ،مثاله :يقترح الديوان الوطني للحبوب السعر فتوافق عليه و ازرة التجارة.
تهدف هذه اآلليات أساسا إلى حماية المستهلك من خالل حماية القدرة الشرائية ومنع التالعب باألسعار
خصوصا في السلع األكثر طلبا واستهالكا ،وتهدف إلى تنظيم السوق ومنع المضاربة ،ومن جهة أخرى تعد
هذه اآلليات آليات قانونية منحها القانون للسلطة العمومية حتى يسمح لها بالتدخل لحماية االقتصاد الوطني
وإضفاء مصداقية أكثر في التوجيه والتنظيم والرقابة.4
-3حاالت التسعير :5حدد المشرع الحاالت التي يمكن للدولة أن تتدخل فيها لتحديد األسعار ،وتتمثل
في:
تحديد األسعار بصفة عادية :تتخذ تدابير تحديد هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات أو تسقيفها
أو التصديق عليها في هذه الحالة على أساس اقتراحات القطاعات المعنية وذلك لسببين:
-تثبيت استقرار مستويات أسعار السلع والخدمات الضرورية أو ذات االستهالك الواسع في حال
اضطراب محسوس للسوق.
-مكافحة المضاربة بجميع أنواعها والحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك.
تحديد األسعار بصفة مؤقتة :يمكن اتخاذ تدابير مؤقتة لتحديد هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات
وتسقيفها حسب األشكال نفسها أيضا ،في حالة ارتفاعها المفرط وغير المبرر ،السيما بسبب
اضطراب خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع نشاط معين أو في
13
منطقة جغرافية معينة أو في حاالت االحتكار الطبيعية...إلخ ،والتي تعد ظروفا استثنائية تتطلب
تدخل الدولة لمواجهة أزمة ظرفية.
ثالثا -التعريفات:
تعرف التعريفات على أنها " :قائمة أسعار أو بيان بضائع أو أعمال يجب تنفيذها مع ثمن كل وحدة أو ثمن
ّ
1
الخدمة أو الخدمات التي يقتنيها المستهلك ،ويحدد الثمن بموجب نظام يعلن عنه" ،من أمثلتها :التعريفات
الرسم على القيمة المضافة...الخ.
الجمركيةّ ،
الفرع الثاني:
من خالل استقراء المواد من 4إلى 7من القانون رقم 02-04المحدد للقواعد المتعلقة بالممارسات
التجارية يمكننا استنتاج بعض الخصائص المتعلقة بااللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات ،والمتمثلة في اإللزامية
(أوال) ،العمومية (ثانيا) ،الطبيعة الوقائية والحمائية (ثالثا) والوضوح (رابعا).
ّ
ّأوال -اإللزامية:
تعد خاصية اإللزام من أهم الخصائص التي تميز القواعد القانونية عن غيرها من قواعد السلوك األخرى،
فاإللزام في القواعد القانونية يترتب عليه جزاء توقعه السلطة العامة في حالة ثبوت مخالفته.2
تنص المادة 4من القانون رقم 02-04على ما يلي" :يتولى البائع وجوبا إعالم الزبائن بأسعار
وتعريفات السلع والخدمات "....
ونصت المادة 1/7من نفس القانون على" :يلتزم البائع في العالقات بين األعوان بإعالم الزبون
باألسعار والتعريفات عند طلبها "....
عند استقراء هاذين النصين نالحظ أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات التزام إجباري ،مفروض بقوة
القانون على العون االقتصادي سواء كان منتجا أو مقدم خدمة أو بائع جملة أو بائع بالتجزئة ،وهو التزام مقرر
لصالح المشتري أو طالب خدمة ،حيث يلتزم البائع بتقديم كافة المعلومات الخاصة باألسعار والتعريفات ،وال
أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات إلزامي
يجوز له االتفاق على مخالفته تحت طائلة العقوبة ،مع التذكير ب ّ
-1سفيان بن قري ،ضبط الممارسات التجارية على ضوء القانون رقم ،02-04مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في القانون،
فرع القانون العام ،تخصص القانون العام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية،2009 ،
ص.13
-2عبد الكريم الطالب ،الوجيز في المبادئ األساسية للقانون والحق-نظرية القانون –نظرية الحق ،مكتبة المعرفة ،الطبعة األولى،
مراكش ،نوفمبر ،2005ص.13
14
في العالقة التي تربط العون االقتصادي بالمستهلك ،في حين ربطت الزاميته في عالقة العون االقتصادي بعون
اقتصادي آخر بشرط أن ،يطالبه بها هذا األخير .وفي حالة المطالبة ال يمكنه التهرب من التزامه باإلعالم.
ثانيا -العمومية:
أن اإلعالم باألسعار والتعريفات حق من حقوق المشتري سواء كان هذا األخير مستهلكا
سبق الشرح ّ
أن الفرق بينهما يكمن في كون ّ
أن هذا الحق ثابت لعموم المستهلكين دون أن يطالبوا أوعونا اقتصاديا ،غير ّ
به من البائع ،في حين يشترط لتمتع األعوان االقتصاديون (المشترون) بهذا الحق إقدامهم على المطالبة به.1
تعمل خاصية العمومية في اإلعالم باألسعار على تحقيق المساواة بين المستهلكين ،فال يمكن للبائع
التمييز بين المستهلكين على حسب الجنس أو دين أو بين مستهلك محلي وأخر أجنبي ما دامت األسعار معلنة
بطريقة سابقة وعامة .كما تسمح هذه الخاصية ألجهزة الرقابة من مراقبة مدى احترام العون االقتصادي لنظام
األسعار المعتمدة.3
إن الهدف من تقرير االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات هو حماية المستهلك ،باعتباره الطرف الضعيف
في العالقة العقدية ،لجهله للمعلومات الفنية والتقنية الخاصة بالمنتجات مما يضمن أمنه وسالمته ،كما يعمل
هذا االلتزام على حماية العقود من اإلبطال والتقليل من الّلجوء إلى الفسخ جراء الوقوع في غلط أو تدليس.4
رابعا -الوضوح:
تنص المادة 2/5من القانون رقم 02-04على أنه ":يجب أن تبين األسعار والتعريفات بصفة مرئية
ومقروءة"
وبناء عليه ،يجب أن توضع األسعار بطريقة يسهل فهمها وقراءتها من طرف المستهلك ،ونلمس الوضوح
من خالل اللغة المستعلمة ،حيث أكد المشرع على ضرورة استعمال اللغة العربية ،أي اللغة التي يفهمها
15
األغلبية ،وذلك من أجل حماية المستهلك من سوء الفهم ،1وأن تكون بخط مقروء دون تحديد أحجام معينة
للحروف واألرقام التي تكتب بها لكن البد أن تكون قابلة للرؤية والقراءة وفق معيار الرجل العادي.
المطلب الثاني:
الفرع األول:
ميز المشرع من خالل المادتين 05و 07من القانون رقم 02-04على التوالي ،بين وسائل اإلعالم ّ
(أوال) ،ووسائل اإلعالم باألسعار
باألسعار والتعريفات في العالقة بين األعوان االقتصاديين والمستهلك ّ
والتعريفات في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم (ثانيا).
منح القانون رقم 02-04للمستهلك المشتري للسلعة أو طالب الخدمة الحق التام في الحصول على
كافة المعلومات الخاصة بأسعار وتعريفات السلع والخدمات المعروضة ،ولو لم يطلب ذلك.3
ونصت المادة 5منه في فقرتها األولى على ما يلي" :يجب أن يكون إعالم المستهلك بأسعار وتعريفات
السلع والخدمات عن طريق وضع عالمات أو وسم أو معلقات أو بأي وسيلة أخرى مناسبة".
حيث ّبينت هذه المادة طرق اإلعالم باألسعار والتعريفات ،وتتمثل في:
-1نعيمة سليمان ،التزام العون االقتصادي باإلعالم عن األسعار والتعريفات ،مجلة القانون ،معهد العلوم القانونية واإلدارية،
المركز الجامعي أحمد زبانة -غليزان ،العدد ،07ديسمبر ،2016ص .284
-2ألكثر تفاصيل راجع ،أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص ص .24-23
-3ليندة عبد هللا ،المرجع السابق ،ص .174
16
-1العالمات:
عرفت المادة 2من األمر 06-03المتعلق بالعالمات 1العالمة على ّأنها" :كل الرموز قابلة للتمثيل
ّ
الخطي ،السيما الكلمات بما فيها أسماء األشخاص واألحرف واألرقام والرسومات أو الصور واألشكال المميزة
للسلع والخدمات أو توضبيها ،األلوان بمفردها أو المركبة التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص
طبيعي أو معنوي عن سلع وخدمات غيره".
فالعالمة هي" :إشارة يتم وضعها على المنتوج ذاته ،ويكتب عليها بصفة واضحة سعر المنتوج أو
الخدمة."2
تستعمل العالمة في الغالب لإلعالم بأسعار السلع الصغيرة الحجم التي ال تحتمل الملصقات كالمجوهرات،
وتوضع العالمة على المنتوج أو في جواره ،بحيث ال تدع مجاال للشك في انتسابه لمنتوج آخر سواء من حيث
الطبيعة أو من حيث النوعية ،ويكون ذلك بتسمية المنتوج بدقة ويبين إلى جانبه السعر والتعريفات وذلك بصفة
مرئية ومقروءة ،وفي جميع األحوال يجب أن تكون كتابة السعر مرافقة لمعيار الوزن أو الكيل.3
كما قد يتم وضع العالمات في شكل حروف مشفرة ،فقد اعتبر الفقه إعالما صحيحا إذا كانت الطريقة
تمكن المستهلك من معرفة األسعار المقابلة لكل حرف بسهولة وبوضوح بمجرد الرجوع على الالئحة.4
–2الوسم:
كان الوسم وليزال من التوابع األساسية للمنتوج ،وكان معروفا في المجتمعات القديمة وكان تعليب البضائع
يحمل بيانات تتعلق بطبيعة هذه البضائع وثمنها ومكان اتجاهها ،وتطور الوسم في المجتمعات الحديثة ووضع
بشأنه تنظيم قانوني خاص يمنع البيانات المغرية والكاذبة ويلزم المنتجين والبائعين بإعالم صحيح ومفصل
ودقيق.5
أ-تعريف الوسم :نتطرق فيما يلي للتعريف القانوني للوسم ،فالتعريف االقتصادي:
*التعريف القانوني للوسم :عرف المشرع الجزائري الوسم في عدة نصوص قانونية وتنظميه متفرقة نذكر
منها:
-1أمر رقم 06-03ممضي في 19يوليو ،2003يتعلق بالعالمات (ج.ر.ج.ج عدد ،44صادر بتاريخ 23يوليو ،2003
ص .)22
-2مسعد جالل ،مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع قانون األعمال ،كلية
الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2002 ،ص .114
-3سفيان بن قري ،المرجع السابق ،ص .14
-4سليمان محمد خليد قارة ،الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في القانون،
تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ،2017-2016 ،ص .175
-5بختة موالك ،الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ،المجلد
،36العدد ،1999 ،02ص .36
17
المادة 5/3من القانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ،التي عرفت الوسم بأنه" كل
البيانات أو الكتابات أو اإلشارات أو العالمات أو المميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز المترابطة بسلعة،
تظهر على كل غالف أو وثيقة أو الفتة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو دالة على
طبيعة المنتج مهما كان شكلها أو سندها ،بغض النظر عن طريقة و ضعها" ،1وقد اكتفى القان ـ ـ ـ ـون رقـ ـ ـم
03-09بتعريف الوسم دون التفصيل في أحكامه.
2
وبين
فصدر المرسوم التنفيذي رقم 378-13الذي يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ّ ،
لنا البيانات اإللزامية التي يجب أن يحتويها الوسم .والتي سنتطرق إليها الحقا.
عرف الوسم كذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،3484-05المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم
وقد ّ
367-90المتعلق بوسم المواد الغذائية وعرضها 4بموجب المادة 3منه بأنه" :كل نص مكتوب أو مطبوع
وكل عرض بياني يظهر على البطاقة ،الذي يرفق المنتوج أو يوضع قرب هذا األخير ألجل ترقية البيع".
5
عرف بموجب المادة 6/2من المرسوم التنفيذي رقم 39-90يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش كما ّ
على أ ّن الوسم هو" :جميع العالمات والبيانات وعناوين المصنع أو التجارة والصور والشواهد أو الرموز التي
تتعلق بمنتوج ما ،والتي توجد في أي تغليف أو وثيقة أو كتابة أو وسمة أو خاتم أو طوق يرافق منتوجا ما
أو خدمة أو يرتبط بهما".
من كل ما سبق يمكن أن نستخلص أن الوسم هو تلك البيانات التي توضع على غالف المنتجات أو
العلبة لتعريف بالمنتج بصفة دقيقة ،واضحة كما أنه طريقة من طرق التي يلتزم بها العون االقتصادي لتبليغ
التزامه باإلعالم باألسعار والتعريفات.
-1قانون رقم 03-09مؤرخ في 25فبراير ،2009يتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش (ج.ر.ج.ج ،عدد ،15صادر بتاريخ
08مارس ،2009ص ،)12معدل باألمر رقم 01-15مؤرخ في 23يوليو ( 2015ج.ر.ج.ج ،عدد ،40الصادر في 23
يوليو ،2015ص ،)6ومعدل ومتمم بالقانون رقم 09-18مؤرخ في 10يونيو ( 2018ج.ر.ج.ج ،عدد ،35الصادر في 13
يونيو ،2018ص.)5
-2مرسوم تنفيذي رقم 378-13مؤرخ في 9نوفمبر 2013يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك (ج.ر.ج.ج،
عدد ،58صادر بتاريخ 18نوفمبر ،2013ص .)8
-3مرسوم تنفيذي رقم 484-05مؤرخ في 22ديسمبر ،2005معدل ومتمم للمرسوم التنفيذي رقم 367-90المتعلق بوسم
السلع غير الغذائية وعرضها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،83الصادر بتاريخ 25ديسمبر ،2005ص .)4
-4مرسوم تنفيذي رقم 367-90المؤرخ في 10نوفمبر 1990يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،50
الصادر بتاريخ 21نوفمبر ،1990ص ،)1586ملغى بموجب المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في 09نوفمبر ،2013
يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك (ج.ر.ج.ج ،عدد 58الصادر في 18نوفمبر ،2013ص ،)8الذي حصر
وعرفه بموجب مادته 03بأنه" :وصف لخصائص التغذية لمادة غذائية ،قصد إعالم المستهلك".
الوسم في الوسم الغذائي ّ
-5مرسوم تنفيذي رقم 39-90مؤرخ في 30يناير 1990يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش (ج.ر.ج.ج ،عدد ،5الصادر بتاريخ
معدل ومتمم.
13جانفي ،1990ص ّ ،)202
18
كونه ارتبط
*التعريف االقتصادي للوسم :يعتبر مصطلح الوسم مصطلح اقتصادي أكثر منه قانوني ّ
غالبا بحماية المستهلك من الجانب االقتصادي.
يعرف أيضا على أنه" :مجموعة المعلومات التي يزود بها المستهلك أو المستعمل الصناعي كما ّ
والمثبتة على الغالف المنتج موضحا له نوعية المنتج شكله جودته وكيفية استعماله فترة استعمال".2
من خالل التعاريف القانونية واالقتصادية المذكورة أعاله والمتعلقة بالوسم ،يتضح أن الوسم وإن كان أحد
الطرق لإلعالم باألسعار والتعريفات ،إال أنه في الواقع يتعلق عامة بطبيعة المنتوج وخصائصه أكثر من تحديد
سعره ،وبالتالي ترجمة كلمة l’étiquetageالمذكورة في نص المادة 05من القانون رقم 02-04باللغة
الفرنسية بمصطلح الوسم يبدو غير موفق ،واألصح ترجمتها لمصطلح الملصقات ،3حيث يالحظ أن المصطلح
نفسه يستخدم للداللة على الوسم والملصقات في اآلن نفسه.
ب -شروط الوسم :يشترط في الوسم مجموعة من الشروط نلخصها فيما يلي:
* يشترط في الوسم أن يكون مكتوبا أساسا باللغة العربية :نص المشرع بموجب عدة نصوص قانونية
وتنظيمية على ضرورة أن يكون الوسم باللغة العربية ،منها القانون رقم 05-91المتعلق بتعميم استعمال اللغة
العربية 4،إذ تنص المادة 21منه على ":تطبع باللغة العربية ،وبعدة لغات أجنبية ،الوثائق والمطبوعات
واألكياس والعلب ،التي تتضمن البيانات التقنية وطرق االستخدام."..
-1عبد الحق ماني ،الحماية القانونية لاللتزام بالوسم دراسة مقارنة بين التشريعين الفرنسي والجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه العلوم في الحقوق ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة-2015 ،
،2016ص .32
-2عبد الحق ماني ،المرجع نفسه ،ص .32
-3نصت المادة 55من األمر رقم 06-95المؤرخ في 25يناير ،195المتعلق بالمنافسة (ج.ر.ج.ج ،عدد ،09لسنة ،1995
ص )13الملغى ،على الملصقات كإحدى الطرق المستعملة لإلعالم باألسعار ،وتقابلها كلمة étiquetageباللغة الفرنسية.
-4قانون رقم 05-91مؤرخ في 16جانفي ،1991يتعلق بتعميم استعمال اللغة العربية (ج.ر.ج.ج ،عدد 03الصادر بتاريخ
معدل ومتمم.
16جانفي ،1991ص ّ ،)44
19
كما يمكن إضافة لغات أخرى على سبيل اإلضافة بشرط أن يفهمها المستهلك طبقا لنص المادة 18من
القانون رقم 1.03-09وقد اشترط المشرع أن يكون الوسم مكتوبا باللغة العربية ،وذلك ليستطيع المستهلك
البسيط من االطالع على المعلومات التي يريدها.2
* يجب أن يكون الوسم مفهوما وظاه ار وواضحا :أي أن تكون العبارات والكلمات الوسم تتناسب
والمستوى العلمي للمستهلك العادي وتجنب العبارات الغامضة والتقنية.
* يجب أن يكون الوسم كافيا وافيا :بحيث تكون المعلومات المدونة كافية لجلب انتباه المستهلك
لخصائص المنتوج والتعريف بمميزاته وطريقة استعماله ومخاطره.
*يجب أن يكون الوسم لصيقا بالمنتوج ومرئيا :ومنه يجب أن يكون التحذير من مخاطر السلعة أو
الخدمة لصيقا بها فال يكون مجديا إذا كان منفصل عنها.3
*يجب إن يكون الوسم صادقا ودقيقا :أي تكون العبارات الواردة في الوسم معبرة عن الحقيقة ألن ذلك
يؤدي للشفافية والنزاهة.
-3المعلقات:
هي طريقة إلعالم المستهلك بأسعار الخدمات المختلفة ،ويكون بوضع وثيقة وحيدة مكتوبة بطريقة
واضحة ومرئية تحتوي على قائمة الخدمات واألسعار المقابلة لها .ويجب أن توضع في مكان تقديم الخدمة
-1تنص المادة 18من القانون رقم ،03-09المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش" :يحب أن تحرر بيانات الوسم وطريقة
االستخدام ودليل االستعمال وشروط ضمان المنتوج وكل معلومة أخرى منصوص عليها في التنظيم الساري المفعول باللغة العربية
أساسا ،وعلى سبيل اإلضافة يمكن استعمال لغة أو عدة لغات أخرى سهلة الفهم من المستهلكين ،وبطريقة مرئية ومقروءة ومتعذر
محوها".
-2رفيقة بوالكور ،حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص القانون،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو ،2019/05/02 ،ص.142
-3ويزة لحراري (شالح) ،حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك وقمع الغش وقانون المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،فرع قانون المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو،2012 ،
ص.52
-4عادل عميرات ،التزام العون االقتصادي باإلعالم ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي،
الجزائر ،عدد ،13جوان ،2016ص.246
20
ليسهل االطالع عليها من طرف الجمهور ،كما يجب أن تحتوي األسعار المعلنة على جميع الرسوم الواجب
دفعها للخدمة المقترحة ،لتجنب مفاجأة المستهلك بأسعار إضافية الحقا.1
-4وسائل أخرى مناسبة :للبائع حق استخدام أي وسيلة مناسبة إلعالم المستهلكين بحسب طبيعة
السلعة أو الخدمة والمعطيات التكنولوجية المستحدثة ،فالعبرة ليست بالوسيلة المستخدمة وإنما بقدرة هذه الوسيلة
على تحقيق الغرض بشكل مالئم وفعال ،وإن تطور وسائل االتصال صاحبه تطور مماثل في وسائل البيع
التي تتم عن بعد مثل البيع عن طريق الم ارسلة أو الصحف أو التلفاز ،ومن ثم وسائل اإلعالم أيضا.
حيث فتح المشرع بعبارة " ...وسيلة أخرى مناسبة "...المجال أمام األعوان االقتصاديين الختيار أي
وسيلة مناسبة من أجل إعالم المستهلك ،كاإلعالم باألسعار والتعريفات عن طريق االنترنت والتجارة
االلكترونية ،2ويكون استعمال هذه الطرق إلعالم المستهلك في مجال المعامالت التجارية االلكترونية التي تتم
عن بعد ،كما هو الحال بالنسبة لعقد البيع االلكتروني ،األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري السماح للمتدخل
اعتماد هذه الطرق الحديثة كوسيلة من وسائل تنفيذ االلتزام باإلعالم ،كما أن إعالم المستهلك بواسطة خدمة
االنترنت ال يمكن االستغناء عنها في الوقت الحالي السيما عند إبرام العقد االلكتروني ،بحيث تسمح لهذه
الوسيلة للمستهلك باالطالع على جميع المعلومات الخاصة بالسلع والخدمات منها األسعار والخصائص
المنتوجات.3
المالحظ من خالل المادة 2/5من القانون رقم 02-04المتعلق بالممارسات التجارية استبعاد اإلعالم
الشفهي التي نصت على" :يجب أن تبين األسعار والتعريفات بصفة مرئية ومقروءة ".
نصت المادة 7من القانون رقم 02-04على" :يلتزم البائع في العالقات بين األعوان االقتصاديين
بإعالم الزبون باألسعار والتعريفات عند طلبها.
ويكون هذا اإلعالم بواسطة جداول األسعار أو النشرات البيانية أو دليل األسعار أو بأي وسيلة أخرى
مالئمة مقبولة بصفة عامة في المهنة".
من خالل هذه المادة يتضح لنا أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بين األعوان االقتصاديين ال
يكون إجباريا إال إذا طالب به العون االقتصادي المشتري.
-1محمد الشريف كتو ،قانون المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر 03-03والقانون ،02-04منشورات البغدادي ،الجزائر،
،2010ص .82
ظم المشرع التجارة االلكترونية بموجب قانون رقم 05-18مؤرخ في 10مايو ،2018يتعلق بالتجارة االلكترونية
-2للتذكير ن ّ
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،28الصادر بتاريخ 16مايو ،2018ص .)4
-3نبيل بن عديدة ،االلتزام باإلعالم وتوابعه في مجال قانون االستهالك ،أطروحة مقدمة للحصول على شهادة الدكتوراه في
العلوم في القانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران ،2018-2017 ،ص ص .181-180
21
وقد عدد لنا المشرع الوسائل التي يتم بها اإلعالم باألسعار والتعريفات بين األعوان االقتصاديين ،مع
اإلشارة إلى أن هذه الوسائل جاءت على سبيل المثال ال الحصر ،وتتمثل في:
-1جداول األسعار والنشرات البيانية :وهي عبارة عن وثائق يقوم العون االقتصادي بإعدادها ،تتضمن
هذه الجداول قوائم بالسلع والخدمات المعروضة للبيع ،وما يقابلها من أسعار ويجب تكون هذه الجداول مكتوبة
بطريقة واضحة ومقروءة دون شطب أو حشو بما ال يدع مجاالً للشك حول طبيعة السلعة والخدمة أو سعرها.1
-2دليل األسعار :هي وثيقة تتضمن تركيبة األسعار والخيارات المتاحة للزبون بشأن السلع أو الخدمات
المتشابهة ،تسلم للعون االقتصادي في مكان البيع أو تقديم الخدمة ،وهي كثيرة االعتماد عندما يكون المنتوج
معقد االستعمال أو في حالة الخدمات المتعددة التي يستوجب تقديمها شروط معقدة ،مثالها الدليل الخاص
بوكاالت األسفار ،وكذا الدليل الخاص بأسعار السيارات من نفس النوع والذي يتضمن سعر كل صنف منها
بحسب ما تحتويه من خصائص...إلخ.2
-3وسائل أخرى مناسبة :على أن تكون معمول بها ومقبولة في أعراف المهنة وفقا لما نصت عليه
المادة 7المذكورة أعاله ،وتأخذ بعين االعتبار السرعة والمرونة التي تتطلبها المعامالت التجارية ،فالمشرع فتح
المجال أمام األعوان االقتصاديين الختيار أي وسيلة من وسائل إشهار األسعار بما في ذلك الوسائل المعتمدة
في اإلعالم بين المستهلك والعون االقتصادي .شريطة أن تكون الوسيلة مقبولة وكفيلة بتحقيق الغرض الذي
أعدت ألجله ،ويجب أن تحدد السعر تحديد نافيا للجهالة.
الفرع الثاني:
إضافة إلى الوسائل المعتمدة لتبليغ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات ،فرض المشرع كذلك ضوابط
لألسعار المعلن عنها يجب على األعوان االقتصاديين مراعاتها واحترامها تتمثل في تحديد مقدار السلعة مقابل
(أوال) ،موافقة األسعار للمبلغ اإلجمالي المدفوع (ثانيا).
السعر المعلن ّ
ّأوال -تحديد مقدار السلعة مقابل السعر المعلن:
إلعالم المستهلك باألسعار والتعريفات بشكل صحيح البد أن يحدد مقدار السلعة المقابلة لهذا السعر
وهذا ما تطرق إليه المشرع بموجب المادة 3/5من القانون رقم 02-04التي تنص ":يجب أن تعد أو توزن
أو تكال السلع المعروضة للبيع سواء كانت بالوحدة أو بالوزن أو بالكيل أمام المشتري .وعندما تكون هذه
السلع مغلفة أو معدودة أو موزونة أو مكيلة يجب وضع عالمات على الغالف تسمح بمعرفة الوزن أو
الكمية أو عدد األشياء المقابلة للسعر المعلن ".
22
أما السلع التي تباع محددة بمقدارها كالمشروبات أو المياه المعدنية ،فيجب على التاجر أو المنتج وضع
عالمة على الغالف حتى تسمح له بمعرفة وزن أو كيل هذه المنتوجات حتى ّ
يتمكن الزبون من معرفة الكمية
والعدد المقابل للسعر المعلن عنه.1
ضمانا وحرصا على شفافية المعامالت التجارية وتطوير المنافسة ،أوجب المشرع تقدير السلع التي
تخضع للكيل أو العد أمام أعين المشتري أو من ينوب عنه عند البيع أو تسلّم المبيع طبقا للقواعد العامة.2
ال يجوز للمستهلك إلزام البائع بتسليم كل الكمية الموجودة في الكيس مقابل زيادة السعر ،كما ال يمكن
للبائع إلزام المستهلك بزيادة في الكمية مقابل زيادة في السعر.
فتحديد مقدار السلعة مقابل السعر المعلن فيه حماية للمستهلك والعون االقتصادي على حد سواء.
وان كان القانون المدني باعتباره الشريعة العامة قد أجاز البيع بالجزاف بموجب المادة 362منه ،إالّ
3
أن قانون الممارسات التجارية من خالل المادة 3/5منه قد استبعد البيع بالجزاف في نطاق عقود االستهالك
حين فرض على األعوان االقتصاديين تقدير السلعة ،وهي إحدى نتائج الشفافية التي كرسها المشرع كون ّ
أن
البيع بالجزاف قد يظلل المستهلك العادي.
يالحظ أن المادة 5من القانون رقم 02-04قد ركزت على السلع دون الخدمات في حين أن المشرع
ألزم العون االقتصادي باإلعالم باألسعار فيما يخص السلع والخدمات ،وهذا ما تداركه الحقا في نص الفقرة
األخيرة من ن فس المادة حين أحال إلى التنظيم الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار المطبقة في
بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع والخدمات المعينة عن طريق التنظيم ،وفي هذا الصدد صدر مرسوم
تنفيذي رقم 65-09الذي يحدد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم باألسعار المطبقة على بعض القطاعات
أو بعض السلع أو الخدمات المعينة.4
نصت المادة 6من القانون رقم 02-04على انه" :يجب أن توافق األسعار والتعريفات المعلنة المبلغ
اإلجمالي الذي يدفعه الزبون مقابل اقتناء السلعة أو الحصول على خدمة".
23
قد يقدم المستهلك على إبرام العقد مع العون االقتصادي مقابل األسعار المعلنة على المنتوجات
المعروضة ،ولكن حال شروعه في إبرام العقد يتفاجأ بوجود مبالغ إضافية مقابل ملحقات أو أداءات ترتبط
بتسليم السلع أو تنفيذ الخدمة ،ما قد يوقع المستهلك في حرج ويصعب عليه التراجع عن إبرام العقد.
وللحد من هذه التصرفات وتفاديا للغش والخداع ألزم المشرع من خالل المادة سالفة الذكر أن تكون
األسعار والتعريفات المعلنة عنها تشمل حقيقة كل ما يتطلبه اقتناء السلعة أو الحصول على خدمة أي أن
السعر يشمل سعر السلعة وملحقات السلعة إن وجدت وكذا قيمة الخدمة وما يرتبط بها.
بالرجوع إلى القواعد العامة يعد إعالم البائع بأسعار السلع والخدمات وعرضها على المستهلك بمثابة
إيجاب ومتى صدر القبول من المستهلك انعقد العقد ،وبالتالي يجب على البائع تنفيذ العقد بما اشتمل عليه
1
وبحسن نية.
في كل األحوال يلزم العون االقتصادي أن يعلم المستهلك قبل انعقاد العقد بطبيعة السلع والخدمات
واألسعار المعلن عنها ،وكذا المبلغ اإلجمالي الذي يجب دفعه ،كما يتعين عليه أن يسلم للمستهلك كشف
2
يوضح فيه بالتفصيل الخدمة واألسعار والتعريفات والعناصر المكونة له وكذا كيفية الدفع قبل انجاز الخدمة.
المبحث الثاني:
يعتبر االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من أهم االلتزامات المقررة لحماية المستهلك ،بدءا من المرحلة
السابقة للتعاقد إلى مرحلة إبرام العقد.
ظمه المشرع الجزائري ضمن القانون رقم ،02-04وكذا ضمن الفصل الخامس من القانون رقم
وقد ن ّ
03-09المتعلق حماية المستهلك وقمع الغش تحت عنوان "إلزامية إعالم المستهلك" بمقتضى المادتين 17
و 18منه.
المطلب األول:
إن حصر مفهوم االلتزام بالمحتوى العقدي يتطلب التعريف بهذا االلتزام (فرع أول) ،وتحديد نطاقه (فرع
ّ
ثاني) ،وتبيان طبيعته (فرع ثالث).
24
الفرع األول:
استنادا لنص المادة 08من القانون رقم 02-04يمكننا تعريف االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي بأنه:
" التزام قانوني يسبق اختتام عملية البيع يقوم بموجبه العون االقتصادي (المدين) إلخبار المستهلك (الدائن)
حسب طبيعة المنتوج أو الخدمة محل البيع بالمعلومات النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات هذا المنتوج أو
الخدمة وشروط البيع الممارس وكذا الحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية لعملية البيع أو الخدمة".
ويعرف أيضا على أّنه" :تبيان للمستهلك بما يجعله على بنية من المبيع وإدراك لخصائصه ،وكيفية
ّ
2
إستعماله" .
فيما عرفه آخرون بأنه " :التزام سابق على التعاقد يتعلق بالتزام أحد المتعاقدين ،بأنه يقدم للمتعاقد
األخر عند تكوين العقد البيانات الالزمة إليجاد رضاء سيلم ،كامل متنور على علم بكافة تفصيالت هذا العقد
وذلك بسبب ظروف واعتبارات معينة قد ترجع إلى طبيعة هذا العقد أو صفة أحد طرفيه أو طبيعة محله أو
أي اعتبار أخر يجعل من المستحيل على أحدهما أن يلم بيانات معينة أو يحتم عليه منح ثقة مشروعة
للطرف األخر الذي يلتزم بناءا على جميع هذه االعتبارات بااللتزام باألداء بالبيانات ".3
الفرع الثاني:
إن الحديث عن نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي يفرض علينا تحديد هذا النطاق من حيث ّ
(أوال) ،ثم من حيث زمن أداءه (ثانيا) ،ثم أخي ار من حيث موضوعه (ثالثا).
األشخاص ّ
25
ّأوال -نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث األشخاص :يستخلص في النقاط التالية:
-1المدين بااللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي :إن الحديث عن المدين بااللتزام بالمحتوى العقدي يطرح
ثالث تساؤالت:1
يتعلق التساؤل األول حول تحديد ومعرفة الطرف الذي يكون ملزما باإلعالم من بين أطراف العقد هل
هو طرف معين بالذات من بين أطراف العقد يحتل في جميع األحوال مركز المدين بهذا االلتزام في مواجهة
الطرف األخر ،أم أن مركز المدين باإلعالم بالمحتوى العقدي مركز موضوعي غير مقصور على طرف محدد،
يحتله ويلتزم به الطرف األكثر خبرة ودراية أيا كان مركزه في العقد؟
بالنسبة لهذا التساؤل يذهب رأي في الفقه الفرنسي إلى أن االلتزام باإلعالم ال يقع على طرف معين
بالذات من بين طرفي العقد ،فال يشترط في عقد البيع أن يلتزم به البائع دائما في مواجهة المشتري ،فقد يحدث
العكس أي يلتزم به المشتري بوصفه الطرف األكثر خبرة ودراية للمعلومات الجوهرية المتصلة بالعقد المراد
إبرامه ،وهنا المشرع ذكر مباشرة البائع ولم يقل العون االقتصادي.
أما التساؤل الثاني فيتعلق بمدى إمكانية أن يشغل طرفا العقد المراد إبرامه مركز المدين بااللتزام باإلعالم
العقدي في وقت واحد ،فيلتزم به كل طرف تجاه الطرف األخر وذلك بشأن ما يحوزه من معلومات جوهرية
تتصل بالعقد؟ واستنادا إلى هذا الرأي ال مانع أن يفرض هذا االلتزام على طرفي العقد ما دام كل منهما يحوز
معلومات جوهرية متصلة باألداء الذي سيقدمه للطرف األخر والذي يعتبر جاهال له ،ففي هذه الحالة يصير
كل منها دائنا ومدينا باإلعالم.
أما التساؤل الثالث فإنه يدور حول إمكانية تصور الغير الذي ليس طرفا في العقد أن يكون ملزما
باإلعالم العقدي في مواجهة أحد أطراف العقد أو كليهما؟ هذا التساؤل بينته الشريعة اإلسالمية حيث أوجبته
على عاتق كل شخص من الغير حاز معلومة تهم طرفي العقد أو أحدهما ،وعلم بحاجاتهما أو حاجة أحدهما
إليها أن يخبر بذلك ،وذلك عمال بقوله صلى هللا عليه وسلم " :ال يحل ألحد أن يبيع شيئا إال بين ما فيه ،وال
يحل ألحد يعلم ذلك إالّ ّبينه".
من المعلوم أن االلتزام باإلعالم العقدي التزام قصد به الحد من اختالل التوازن بين الراغبين في إبرام
العقود في مستوى الدراية والمعرفة بجوانب العقد ومشتمالته ،فالدائن بهذا االلتزام هو عادة شخص بسيط ال
تتوفر في ه مقاومات الخبرة والدراية الالزمين للعلم واإلحاطة بالمعلومات الهامة والضرورية المرتبطة بما يقدم
26
عليه من عقود ،كما أ نه يفتقر إلى الوسائل الالزمة لالستعالم عن مثل هذه المعلومات ،أو تتوفر لديه أسباب
ومبررات شخصية أو موضوعية تسوغ له عدم االضطالع بواجب التحري واالستعالم.1
وبالرجوع إلى نص المادة 8من القانون 02-04نجدها عبرت على المدين بااللتزام باإلعالم ب "البائع"
والمقصود بالبائع هو العون االقتصادي فهذا األخير هو شخص مهني يفترض عمله بالسلع والخدمات التي
يسوقها من حيث مكوناتها وخصائصها وكيفية استعمالها واألخطار التي تحيط بها ،كما أن العون االقتصادي
هو الذي يحدد غالبا بنود وشروط العقد ،وينحصر دور المستهلك على القبول أو الرفض فقط.2
ثانيا -نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث الزمان :يذهب جانب من الفقه إلى القول بأن
االلتزام باإلعالم هو التزام مستقل عن العقد ،ويتعين الوفاء به في المرحلة السابقة على إبرامه ،ومن ثم فهو
التزام قبل تعاقدي ،ويستند هؤالء لتدعيم وجهة نظرهم لألسانيد التالية:3
-1يجب على المنتج أو الصانع وهو أول المدينين بهذا االلتزام الوفاء به قبل طرح المنتجات في
السوق ،حتى يبصر المستعملين والمستهلكين المحتملين في عمومهم.
-2العلم بمخاطر الشيء المبيع وكيفية استخدامه من العناصر المكملة لرضا المشتري ،ووسيلة إليجاد
رضا حر وسليم لديه ،وهو ما يدل على الصفة ما قبل التعاقدية لهذا االلتزام.
-3أحيانا يكون القانون هو الذي يفرض هذا االلتزام على المدين به ،كما هو الشأن في االلتزام باإلعالم
الذي يقع على عاتق منتج أو بائع األدوات والمستحضرات الصيدالنية حيث يجب على الصيدلي المنتج وضع
بيانات معي نة على المنتجات الصيدالنية كتلك المتعلقة بكيفية االستعمال واآلثار الجانبية ومدة الصالحية
واالحتياطات الالزمة لتخزينها.
إن االلتزام باإلعالم العقدي قد يشمل أحيانا ضرورة تدخل المدين وهو العون االقتصادي غالبا ّ -4
لتوجيه المشتري نحو اختيار الشيء األكثر مالئمة لحاجاته وإشباعا لرغباته ،وبالتالي في هذه الحالة ال يقتصر
االلتزام باألعالم العقدي على اإلفضاء بالبيانات المتعلقة بالشيء المبيع وكيفية استخدامه وخصائصه ومكوناته.
وبالرجوع لنص المادة 8من قانون ،02-04نجدها قد استخدمت عبارة "قبل اختتام عملية البيع" ،فهذه
الع بارة تبدو غامضة فهل يقصد بها قبل تطابق اإليجاب والقبول؟ أو قبل تنفيذ االلتزامات المترتبة عن عقد
البيع؟ االلتزام يهدف إلى حماية إرادة المستهلك وتبصيره ،وبالتالي فإن وقت هذا االلتزام يجب أن يكون سابق
للتطابق اإليجاب والقبول اللذين ينعقد بهما العقد لذا كان يستحسن لو تضمنت المادة عبارة أكثر دقة مثل" :
قبل إبرام العقد" أو "قبل التعاقد".
27
ثالثا -نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث موضوعه :يقسم الفقه المعلومات محل االلتزام
باإلعالم إلى معلومات تتعلق بالحالتين القانونية والمادية للشيء وأخرى تتعلق بظروف استخدامه:
-1االلتزام باإلعالم عن الحالة القانونية للشيء :إن قيام المدين بااللتزام باإلعالم بإحاطة المدين
بكافة المعلومات التي تتعلق بالوضع القانوني للشيء محل العقد يتطلب منه إعالمه بكل ما على هذا الشيء
من أعباء وتكاليف ،أي مدى تحمله بأية حقوق عينية أو شخصية تحول دون االنتفاع بالشيء محل التعاقد
على النحو المأمول .وقد ذهب جانب من الفقه إلى أن اإلعالم عن الحالة القانونية للشيء يقصد به العلم
الفعلي الكافي بحدود المبيع ومعرفة الحقوق التي نقلها البائع والقيود التي يرد على مضمون التصرف القانوني.1
-2االلتزام باإلعالم عن الحالة المادية للشيء :تمثل الحالة المادية للشيء عامال مهما في الحث
على التعاقد ،حيث غالبا ما يتقدم المستهلك على التعاقد استجابة لما تطابق على رغبته من أوصاف مادية
تخص الشيء محل العقد ،لذلك بالنظر لألهمية البالغة للحالة المادية للشيء .فإنه يجب على المدين بااللتزام
باإلعالم اإلدالء بكافة المعلومات ،والبيانات المتعلقة بالخصائص واألوصاف المادية للشيء ،محل التعاقد على
نحو يمكن الدائن بهذا االلتزام من الوقوف على مزايا العقد وخصائصه الذاتية ومدى جدواه ومالئمته للحاجات
التي يستهدف إشباعها من وراء التعاقد ،لما لهذه البيانات من تأثير على ق ارره باإلقبال على التعاقد من عدمه.2
-3االلتزام باإلعالم حول كيفية استخدام الشيء :تكتسي البيانات المتعلقة بكيفية استخدام الشيء
أهميه خاصة ،في ضوء التطور العالمي والتكنولوجي الذي صاحب إنتاج السلع وتقديم الخدمات ،حيث أصبح
يتع ّذر على المستهلك العادي اإلحاطة بكل ما هو جديد في المجاالت التقنية الحديثة ،وبالتالي أصبح يجهل
الطرق الصحيحة لالستخدام الذي له الفائدة المرجوة من الشيء محل التعاقد ،وخاصة عندما يكون هذا الشيء
مبتكر أو حديث االستعمال ،كما قد يترتب على استعمال الشيء محل التعاقد خطورة ما ،لذا يجب على المدين
بااللتزام باإلعالم إحاطة المستهلك بمصادر هذه الخطورة أو أبعادها وطرق تلفها عمال على حمايته من
األضرار التي قد تنشا عنها ،السيما في مجال المنتجات الحديثة .يضاف إلى ذلك وهو األمر األكثر أهمية أن
اإلحاطة بطريقة استخدام الشيء قد تمثل بعدا مؤث ار في رضا المقبل على التعاقد نظ ار ألن العلم بالصفة الخطرة
للشيء إن وجدت يعد من البيانات الجوهرية الواجب اإلعالم بها قبل التعاقد.3
28
الفرع الثالث:
اختلف الفقهاء حول تحديد طبيعة االلتزام باإلعالم العقدي فهناك جانب من الفقه يرى ّ
بأنه التزام ببذل
عناية ،فيما يرى آخرون أّنه التزام بتحقيق نتيجة.
ﺃﻥ االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي ،ما هو إالّ التزام ببذل عناية ،فالبائع ﺃﻭ
يﺭﻯ جانب من الفقهّ ،
يتحكم في نتيجة ﺍلمعلﻭماﺕ ﺍلتي يقﺩمها ،ﻭال يستﻁيع ﺃﻥ يلزم ﺍلمشتﺭﻱ بإتباعها ،بل
ﺍلمتﺩخل بصفة عامة ال ّ
ّ
يتعهﺩ فقﻁ ببﺫل كل ما يستﻁيع ،ألجل ﺇحاﻁته علما بالبياناﺕ ﻭﺍلمعلﻭماﺕ ﻭال يتعهّﺩ بأكثر مﻥ ﺫلﻙ ،ألّنه
ّ
يتﻭقﻑ ﺍألمﺭ
مهما بلغ حﺭﺹ ﺍلمتﺩخل على ﻭضﻭﺡ ﺍلمعلﻭماﺕ فإنّه ال يكفي لتحقيﻕ ﺍلنتيجة ﺍلمنتﻅﺭﺓ بل ّ
على مﺩﻯ ﺍستجابة ﺍلﻁﺭﻑ ﺍآلخﺭ ﻭﺍلتﺯﺍمه بﺫلﻙ.1
وبالرجوع للنصوص القانونية التي ّتنص على االلتزام باإلعالم الخاص بالمستهلك في التشريع الجزائري
حدد مضمون هذا االلتزام وشكلياته ،بحيث متى التزم العون االقتصادي بالمضامين والشكليات
أن المشرع قد ّ
نجد ّ
عما إذا حصل حددها القانون اعتبر قد أوفى بالتزامه ،ومتى خالفها اعتبر مختال به ،وذلك بصرف ّ
النظر ّ التّي ّ
حددها القانون يفترض معه حصول
أن احترام المضامين والشكليات التي ّ
اإلعالم للمستهلك فعال أم ال ،أي ّ
ثمة جوانب ترك فيها المشرع مجال الحرّية للمهني في اختياره وسيلة اإلعالم في
أن ّ
اإلعالم للمستهلك ،على ّ
مجال الخدمات.3
المطلب الثاني:
حددت أهم مميزات تنفيذ االلتزام نصت عليه المادة 08من القانون 02-04نجد ّ
بأنها ّ من خالل ما ّ
باإلعالم بالمحتوى العقدي المتمثلة في :إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة (فرع ّأول) ،إعالم المستهلك
بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع (فرع ثاني) ،إعالم المستهلك بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية (فرع ثالث).
29
الفرع األول:
أوجب المشرع على العون االقتصادي إعالم المستهلك وذلك قبل اختتام عملية البيع بالمعلومات النزيهة
والصادقة المتعلقة بمميزات المنتوج أو الخدمة ،وتكون هذه المعلومات بحسب طبيعة المنتوج وبأية وسيلة كانت،
ولم يذكر في المادة 08من القانون 02-04معلومات محددة بخصوص هذا االلتزام لكن بالرجوع إلى نصوص
القوانين المتعلقة بحماية المستهلك فإن المعلومات الخاصة بتنفيذ هذا االلتزام تتمثل في المعلومات المتعلقة
(أوال) ،المعلومات المتعلقة بالمنتوجات غير الغذائية (ثانيا) والمعلومات المتعلقة بالخدمات
بالمواد الغذائية ّ
(ثالثا)
يقصد بالمادة الغذائية" :كل مادة معالجة أو معالجة جزئيا أو خام موجهة لتغذية اإلنسان أو الحيوان
بما في ذلك المشروبات وعلك المضغ ،وكل المواد المستعملة في تصنيع األغذية وتحضيرها ومعالجتها،
باستثناء المواد المستخدمة فقط في شكل أدوية أو مواد التجميل أو مواد التبغ".1
وقد نص المشرع الجزائري في المرسوم التنفيذي رقم 378-13المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم
المستهلك ،2على نوع المعلومات التي يتضمنها إعالم المستهلك في مجال المواد الغذائية سواء كانت معبأة
مسبقا أم ال والموجهة للمستهلك أو الجماعات ،وقد أوردت المادة 12من ذات المرسوم البيانات اإللزامية للوسم
والمتمثلة فيما يلي:
30
-تاريخ التجميد أو التجميد المكثف بالنسبة للمواد الغذائية المعينة.
-المكونات والمواد المبينة في المادة 27من المرسوم التنفيذي 378-13ومشتقاتها التي تسبب
حساسيات أو حساسيات مفرطة والتي استعملت في صنع أو تحضير المادة الغذائية وما زالت موجودة في
المنتوج النهائي ولو بشكل مغاير.
-الوسم الغذائي.
-بيان نسبة حجم الكحول المكتسب بالنسبة للمشروبات التي تحتوي على أكثر من 12بالمئة من الكحول
حسب الحجم.
-إشارة إلى رمز إشعاع األغذية ،المحدد في الملحق الثالث من المرسوم التنفيذي 378-13مصحوبا
ببيان "مؤين" أو "مشع" عندما تكون المادة الغذائية معالجة باألشعة األيونية ،ويجب أن يبين مباشرة بالقرب من
اسم الغذاء.
إضافة إلى البيانات الواردة في المادة 12قد تتطلب بعض المنتوجات الغذائية األخرى بيانات إضافية،
وفي المقابل قد يكتفى استثناءا ببعض البيانات العتبارات معينة .وبذلك يتبين أن المشرع أولى اهتماما خاصا
بإعالم المستهلك حول المنتوجات مقارنة بغيرها من المنتوجات األخرى ،نظ ار التصالها المباشر بصحة وسالمة
المستهلك.1
نصت المادة 38من المرسوم التنفيذي رقم ،378-13السالف الذكر ،على أن يشمل اإلعالم المتعلق
بالمنتوجات غير الغذائية سواء كانت أدوات أو أجهزة أو آالت أو مواد على البيانات اإلجبارية التالية:
31
-التاريخ األقصى لالستعمال.
-بيان اإلشارات والرموز التوضيحية لإلخطار المذكورة في الملحق الرابع من هذا المرسوم.
إذن من خالل نص المادة 38من المرسوم التنفيذي رقم 378-13يتبين أن المشرع الجزائري لم يكتفي
بالمعلومات التعريفية بالمنتوج ( االسم ،المنشأ ،المصدر ،المنتج ،الكمية ،)...بل عززها باإلعالم المتعلق
باالستعمال ،خاصة المعلومات المتعلقة باألمن والتحذير من أخطار المنتوج ( ،االحتياطات األمنية ،عالمة
المطابقة المتعلقة باألمن ،بيان اإلشارات والرموز التوضيحية لألخطار...إلخ) ،كما فرضت المادة 48من نفس
المرسوم على األعوان االقتصاديين إعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة باألخطار على الصحة واألمن
المرتبطة باستعمال المنتوج.
نص عليها الفصل الخامس من المرسوم التنفيذي ،378-13حيث حدد مضمون وكيفية إعالم المستهلك
في مجال الخدمات المقدمة بالمقابل أو مجانا ،حيث يجب على مقدم الخدمة تزويد المستهلك بالبيانات التالية:1
-يجب على مقدم الخدمة إعالم المستهلك بواسطة اإلشهار أو اإلعالن أو بأية طريقة أخرى مناسبة
بالخدمات المقدمة والتعريف بالحدود المحتملة للمسؤولية التعاقدية والشروط الخاصة بتقديم الخدمة.
-ي جب على مقدم الخدمة قبل إبرام العقد ،أو قبل تنفيذ الخدمة عند عدم وجود عقد مكتوب إعالم
المستهلك بالخصائص األساسية للخدمة المقدمة.
-يجب على مقدم الخدمة أن يضع تحت تصرف المستهلك بصفة واضحة ودون لبس االسم أو عنوان
الشركة والعنوان والمعلومات الخاصة بمقدم الخدمة ،وكذا الشروط المطبقة على العقد.
-يجب على مقدم الخدمة إعالم المستهلك بكل الوسائل المالئمة ،حسب طبيعة الخدمة بالمعلومات
التالية:2
-اسم مقدم الخدمة ومعلوماته الخاصة وعنوانه ،وإذا تعلق األمر بشخص معنوي عنوان شركة ومقرها،
وعنوان المؤسسة المسؤولية عن الخدمة إذا كان مقدم الخدمة شخصا أخر.
32
-رقم وتاريخ الرخصة واسم وعنوان السلطة التي سلمتها بالنسبة للنشاطات المقننة.
-المدة الدنيا للعقد المقترح عندما يتضمن تزويدا مستم ار أو دوريا للخدمة.
ونظ ار لخصوصية بعض الخدمات وحاجتها إلى معلومات إضافية ،فقد نصت المادة 57من المرسوم
التنفيذي 378-13على إمكا نية تحديد الكيفيات الخاصة باإلعالم المتعلق بالخدمات عند الحاجة بقرار من
الوزير المكلف بحماية المستهلك وقمع الغش أو بقرار مشترك مع الوزير أو الوزراء المعنيين.
الفرع الثاني:
نص المشرع بموجب المواد 4و 8من القانون رقم 02-04على إلزامية إعالم المستهلك بشروط البيع،
حيث نصت المادة 4على" :يلتزم البائع وجوباً إعالم الزبائن بشروط البيع".
ونصت المادة 8منه على" :يلزم البائع قبل اختتام عملية البيع بإخبار المستهلك بأية طريقة كانت
وحسب طبيعة المنتوج ،بالمعلومات النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات هذا المنتوج أو الخدمة وشروط البيع
الممارس وكذا الحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية لعملية البيع أو الخدمة".
وعليه يقصﺩ بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع إعالم ﺍلمستهلﻙ بالحقﻭﻕ وااللتزامات ﺍلناشئة عﻥ ﺍلعقﺩ ﺃﻭ حتى تلﻙ الناشئة
عن نصوص القانون ،ولهذه الشروط أثر في تحديد رضا المستهلك في شراء السلعة أو تحصيل الخدمة من
عدمه ،مثل شروط التسليم بالبيت ،وشروط ضمان حسن عمل المنتوج وكيفيات الدفع والتخفيضات والمسترجعات
والحسوم.2
-1العربي بلحاج ،الجوانب القانونية للمرحلة قبل التعاقدية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة على ضوء القانون المدني الجزائري)،
دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2014 ،ص .58
-2محمد بودالي ،المرجع السابق ،ص.87
33
ويعاقب على عدم اإلعالم بشروط البيع ،بغرامة من عشرة آالف دينار ( 10 000دج) إلى مائة ألف
دينار ( 100 000دج).1
وقد ّبينت المادة 09من القانون رقم ،02-04بعض شﺭﻭﻁ ﺍلبيع الواجب توافرها إجباريا في العالقات
(أوال) وعند االقتضاء ﺍلحسﻭﻡ والتخفيضات بين األعوان االقتصاديين ،والمتمثلة في كيفيات ﺍلﺩفع ّ
ﻭﺍلمستﺭجعاﺕ (ثانيا).
ّأوال -كيفيات الدفع :نقصد بكيفيات الدفع عدة عناصر ،منها هل يتم الدفع نقدا أو بواسطة شيك ،آجال
الدفع حاال أو مؤجال ،الجزاء المقرر في حالة التأخير عن الدفع ،كيفية حساب الغرامات التأخيرية.
عرف المشرع بموجب المادة 6من المرسوم التنفيذي ثانيا -التخفيضات والحسوم والمسترجعات :وقد ّ
رقم 468-05المحدد لشروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك،2
كل هذه المصطلحات على النحو التالي:
الفرع الثالث:
إضافة إلى إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة وشروط البيع ألزم المشرع العون االقتصادي
بضرورة إعالمه أيضا بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية للعقد المبرم.
34
ويعد عقد التأمين مثال من العقود ذات األثر الخطير التي تستوجب اإلعالم بحدود المسؤولية التعاقدية،
والذي يجب أن يشتمل وجوبا وبحروف واضحة على بيانات إجبارية أهمها محل التأمين ،طبيعة المخاطر،
تاريخ سريان العقد ومدته ،مبلغ الضمان ،مبلغ القسط أو التأمين ...إلخ من البيانات اإللزامية المنصوص عنها
1
في المادة 07من األمر رقم 07-95المتعلق بالتأمينات.
وقد نص القانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش بموجب مواده من 13إلى ،16
على أهم العناصر المحددة للمسؤولية التعاقدية وهي التزام البائع بالضمان ،وحق المستهلك في تجربة المنتوج
المقتنى ،وكذا خدمة ما بعد البيع بعد انقضاء فترة الضمان أو حين ال يمكن للضمان أن يلعب دوره.
يستفيد المستهلك من ضمان بقوة القانون للمنتوج سواء كان جها از أو أداة أو آلة أو عتاد أو مركبة أو
أي مادة تجهيزية ،ويمتد هذا الضمان إلى الخدمات أيضا .حيث أنه وخالل فترة الضمان المحددة ،2في حالة
ظهور عيب بالمنتوج ،يجب على العون االقتصادي استبداله ،أو إرجاع ثمنه ،أو تصليحه ،أو تعديل الخدمة
على نفقته دون أعباء إضافية على المستهلك .ويعتبر كل شرط مخالف لما تم ذكره باطال.
على أنه وفي إطار خدمة ما بعد البيع ،وبعد انقضاء فترة الضمان ،أو في كل الحاالت التي ال يمكن
للضمان أن يلعب دوره ،يستفيد المستهلك من ضمان صيانة وتصليح المنتوج المعروض في السوق.
وتطبيقا للمادة 13من القانون رقم ،03-09لالستفادة التامة من الحق في الضمان صدر المرسوم
التنفيذي رقم 327-13يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ ،3الذي أوجب على
المحترف (العون االقتصادي) أن يضمن سالمة المنتوج الذي يقدمه من أي عيب يجعله غير صالح لالستعمال
المخصص له أو من أي خطر ينطوي عليه ،على أن يسري مفعول الضمان من تاريخ تسليم المنتوج.
كما أكد المرسوم على حق المستهلك في طلب تجربة المنتوج دون أن يعفي ذلك المحترف (العون
االقتصادي) من إلزامية الضمان أو رد ثمنه ،مع إلزام المحترف في كل حاالت بإصالح الضرر الذي أصاب
األشخاص أو الممتلكات بسبب العيب.
ووضح بأن االستبدال يكون عند بلوغ العيب درجة خطيرة تجعل المنتوج غير قابل لالستعمال جزئيا أو
كليا رغم إصالحه ،وأن يكون االستبدال أو اإلصالح مجانا وفي أجل يطابق العرف المعمول به.
-1أمر رقم 07-95مؤرخ في 25يناير 1995المتعلق بالتأمينات (ج.ر.ج.ج عدد 13الصادر بتاريخ 08مارس ،1995
ص ،)03معدل ومتمم بموجب القانون رقم 04-06ممضي في 20فبراير ( 2006ج.ر.ج.ج عدد 15صادر في 12مارس
،2006ص .)03
-2راجع بهذا الخصوص القرار الوزاري المشترك الممضي في 14ديسمبر ،2014يحدد مدة الضمان حسب طبيعة السلعة
(ج.ر.ج.ج عدد 03الصادر في 27يناير ،2015ص .)25
-3مرسوم تنفيذي رقم 327-13مؤرخ في 26سبتمبر ،2013يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ
(ج.ر.ج.ج عدد ،49صادر بتاريخ 2أكتوبر ،2013ص .)16
35
وفي حالة استحالة اإلصالح أو االستبدال يرد الثمن بالشروط التالية:
-يرد جزءا منه إذا كان المنتوج غير قابل لالستعمال الجزئي وفضل المستهلك االحتفاظ به.
-يرد كامال إذا كان المنتوج غير قابل لالستعمال كلية ،وعلى المستهلك رد المنتوج كما يعد كل شرط
يحد من التزامات العون االقتصادي أو يستبعدها الغيا.
-ال يجوز أن يربط الضمان بخدمة يؤديها العون االقتصادي للمستهلك إال إذا كانت مجانية أو ضرورية
الستعمال المنتوج .كما يمكن منح ضمان اتفاقي باإلضافة للضمان القانوني بشرط أن يكون مجانيا.
-يثبت الضمان بشهادة عليها بيانات وهي :اسم الضامن وعنوانه ،رقم سجله التجاري ،عنوانه االلكتروني
عند االقتضاء ،رقم الفاتورة أو تذكرة الصندوق وتاريخها ،نوع المنتوج ،سعر المنتوج المضمون ،طبيعة السلعة
المضمونة ونوعه ا وعالمتها ورقمها التسلسلي ،مدة الضمان ،اسم وعنوان الممثل المكلف بتنفيذ الضمان عند
االقتضاء.1
كما يتضمن اإلعالم بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية أيضا إخبار المستهلك بالحدود المتوقعة
لألضرار التي يلتزم العون االقتصادي بتعويضها في حالة وقوعها.2
المبحث الثالث:
االلتــــزام بالفــــوتــرة
استخدم المشرع الجزائري في قانون رقم 02-04مصطلحين متعلقين بالفاتورة هما الفوترة والفاتورة ،وتعد
الفاتورة وثيقة تجارية إلزامية تتم بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو بينهم وبين المستهلكين تسلم بمجرد
إبرام عقد البيع أو الخدمة وتخضع لشروط شكلية محددة في المرسوم التنفيذي رقم ،468-05السالف الذكر.
أما الفوترة فهي "العملية التي يتم من خاللها إعداد الفواتير الخاصة بعمليات البيع أو تأدية الخدمات".3
ّ
في حين أوجد المشرع بموجب المادة 03من قانون رقم 06-10التي تعدل المادة 10من القانون رقم
402-04وثيقة جديدة تأدية تقوم مقام الفاتورة في المعامالت التجارية ،تم تحديد نموذجها والفئات الملزمون
-1راجع المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم ،327-13مرجع سابق - .قرار ممضي في 12نوفمبر ،2014يحدد نموذج شهادة
الضمان (ج.ر.ج.ج عدد 16الصادر في 01أبريل ،2015ص .)40
-2عادل عميرات ،المسؤولية القانونية للعون االقتصادي ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،فرع قانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد -تلمسان ،سنة ،2016-2015ص.91
-3بدرة لعور ،المرجع السابق ،ص .172
عدلت المادة 10من القانون رقم 02-04بموجب القانون 06-10كأول تعديل طال بعض مواد القانون رقم ،02-04ثمّ -
4
تممت والمادة 12فقط من القانون رقم 02-04بموجب القانون 11-17المتضمن قانون المالية لسنة ،2018ثم عدلت مرة
أخرى والمادة 12سنة 2018بموجب القانون 13-18المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2018وفق التوضيحات المبينة
في صلب الموضوع.
36
بالتعامل بها بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،66-16والذي الذي أطلق عليها تسمية "سند المعاملة التجارية"،
"."bon de transaction commerciale
وتجدر اإلشارة في هذا الخصوص أن القانون رقم 11-17المتضمن قانون المالية لسنة ،12018تمم
المادة 10من القانون 02-04المعدلة بموجب القانون رقم 06-10السالفة الذكر ،بموجب المادة 120منه،
حيث أصبحت تنص على أنه:
‹‹ يجب أن يكون كل بيع سلع أو تأدية خدمات بين األعوان االقتصاديين مصحوبا بفاتورة.
يلزم البائع بتسليمها ،ويلزم المشتري بطلبها منه ،وتسلم عند البيع أو تأدية الخدمة.
استثناءا مما ورد أعاله ،فيما يخص تجار التجزئة ،يسمح أن يتم بيع المنتجات التبغية من قبل
المصنعين أو الموزعين المعتمدين من قبل وزارة المالية ،إلى تجار التجزئة ،ويشار إليهم بـ «المشتري
النقدي" من خالل إصدار فاتورة بيع للمشتري تحرر تحت مسمى "فاتورة نقدي" وإصدار وصل صندوق يحتفظ
به البائع "المصنعون أو الموزعون المعتمدون من قبل وزارة المالية" ،على أن يتكفل البائع بتسديد الضرائب
المستحقة على تاجر التجزئة في هذه الحالة ،وهي الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على النشاط
المهني.
يسود هذا النص على أي نص أخر بهذا الشأن ورد في قانون أو مرسوم أو قرار أو تعليمة.
يجب أن يكون البيع للمستهلك محل وصل صندوق يبرر هذه المعاملة ،ويجب أن تسلم الفاتورة إذا
طلبها الزبون››.
نالحظ من خالل ما ذكر أعاله أن المشرع أضاف في المادة 10المتممة نوع آخر من الفواتير تخص
معامالت البيع بين مصنعي أو موزعي المنتجات التبغية المعتمدين من قبل و ازرة المالية وتجار التجزئة
للمنتجات التبغية الذين يطلق عليهم تسمية "مشتري نقدي" ،وهي فاتورة بيع للمشتري تحت ما يسمى بـ" :فاتورة
نقدي" ،باإلضافة إلى وصل الصندوق الخاص بذات المعامالت.
والمالحظ أنه لم يتم النص في هذا التتميم على الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة أال وهي سند المعاملة
التجارية التي تطرق إليها المشرع في تعديله للمادة 10بموجب القانون ،06-10لذلك قام المشرع بإعادة
تعديل المادة 10المعدلة والمتممة سابقا ،بموجب قانون رقم 13-18المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة
،2018تداركا لهذا الخطأ ،ويتبين من قراءة هذه المادة أن المشرع بتتميم المادة 10بقانون رقم 11-17تمم
تمم القانون رقم 11-17المتضمن قانون المالية لسنة ،2018المادتين 10و 12من القانون رقم ،02-04بموجب المادتين
ّ -
1
120و 121منه على التوالي ،حيث تممت المادة 10وفق ما هو مبين أعاله ،فيما تممت المادة 12كما يلي" :يجب أن تحرر
الفاتورة ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وسند التحويل ،وكذا وصل الصندوق فيما يتعلق بالمنتوجات التبغية ،وفق الشروط
والكيفيات التي تحدد عن طريق التنظيم" ،حيث أضافت هذه األخيرة للمادة المتممة وصل الصندوق فيما يتعلق ببيع المنتوجات
التبغية ،تماشيا مع ما تمت تتمته في المادة 10المتممة أيضا.
37
المادة 10من القانون 02-04قبل تعديلها بالقانون ،06-10وتدارك خطؤه في قانون المالية التكميلي لسنة
،2018حيث أعاد تعديل المادة 10وفقا لنص المادة المعدل بالقانون ،06-10مضيفا جميع التعديالت التي
طرأت إليها بموجب هذا األخير السيما النص على الوثيقة التي تحل محل الفاتورة.1
يلزم البائع أو مقدم الخدمات بتسليم الفاتورة أو الوثيقة التي تحل محلها ،ويلزم المشتري بطلبها منه،
بحسب الحالة .تسلم هذه الوثائق بمجرد إتمام البيع أو تأدية الخدمة.
استثناءا مما ورد أعاله ،فيما يخص تجار التجزئة ،يسمح أن يتم بيع المنتجات التبغية من قبل
المصنعين أو الموزعين المعتمدين من قبل وزارة المالية ،إلى تجار التجزئة ،ويدعون "المشتري النقدي" من
خالل إصدار فاتورة بيع للمشتري تحرر تحت مسمى "فاتورة نقدي" وإصدار وصل صندوق يحتفظ به البائع
"المصنعون أو الموزعون المعتمدون" ،على أن يتكفل البائع بتسديد الضرائب المستحقة على تاجر التجزئة
في هذه الحالة ،وهي الرسم على القيمة المضافة والرسم على النشاط المهني.
يجب أن يكون بيع السلع أو تأدية الخدمات للمستهلك محل وصل للصندوق أو سند يبرر هذه
أن هذه الفاتورة أو الوثيقة التي تحل محّلها يجب أن تسّلم إذا طلبها الزبون.
المعاملة ،غير ّ
محل الفاتورة ،وكذا فئات المتعاملين االقتصاديين الملزمين باستعمالها،
تحل ّ
يحدد نموذج الوثيقة التي ّ
2
عن طريق التنظيم››.
-1باإلضافة إلى تعديل المادة ،10عدل القانون رقم 13-18المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2018المادة 12من
القانون رقم ،02-04المتممة بموجب المادة 121من القانون 11-17المتضمن قانون المالية لسنة 2018هي األخرى ،حيث
تنص المادة 12المعدلة على أنه" :يجب أن يتم إعداد الفاتورة وسند التسليم والفاتورة التخليصية وسند التحويل ،وكذا وصل
الصندوق ،طبقا للشروط والكيفيات المحددة عن طريق التنظيم" ،ويالحظ أن هذا التعديل لم يحصر وصل الصندوق في وصل
الصندوق فيما يتعلق ببيع المنتوجات التبغية فقط مثل ما تم النص عليه في التعديل السابق ،بل نص على وصل الصندوق
عامة ،في حين غير المصطلحات الخاصة بالفوترة إلى مصطلحات جديدة لم تدرج في القانون رقم 02-04وال في النصوص
المعدلة والمتممة له ،حيث أطلقت هذه المادة مصطلح سند التسليم على وصل التسليم ،ومصطلح الفاتورة التخليصية على الفاتورة
اإلجمالية ،المنصوص عليها في القانون رقم 02-04المعدل والمتمم.
-2يمكن إدراج بعض المالحظات فيما يخص التعديل األخير للمادة 10بموجب قانون المالية التكميلي لسنة ،2018تتمثل في:
-نصت المادة 10المعدلة على مصطلح "الوثيقة التي تحل محل الفاتورة" عوض مصطلح "الوثيقة التي تقوم مقام" الفاتورة الوارد
في القانون 02-04وتعديالته ،وإن كان المصطلحين يفيان بنفس الغرض فال إشكال،
تم حذف الفقرة الواردة في نص المادة 10المتممة بموجب القانون ،11-17والتي تنص على ّ
أن" :يسود هذا النص على أي ّ -
نص آخر بهذا الشأن ورد في قانون أو مرسوم أو قرار أو تعليمة" ،وإن كان في رأينا أن أغلب الظن كان المقصود تطبيق هذه
38
على ضوء ما تم شرحه سندرس االلتزام بالفوترة بالتطرق إلى أشكال الفوترة (مطلب أول) ،الشروط
الشكلية لتحرير أشكال الفوترة (مطلب ثاني).
المطلب األول:
أشكــــــــــــــــــال الفوتـــــــــــــرة
تعتبر الفوترة العملية التي تتم من خاللها إعداد الفواتير الخاصة بعمليات البيع أو تأدية الخدمات ،وتعد
من أهم الوسائل المجسدة لشفافية المعامالت التجارية ،لهذا أقر المشرع بالفاتورة وأوجد وثيقة تقوم مقامها لما
يقتضي األمر ذلك والمتمثل في "سند المعاملة التجارية" ،وحدد لها البدائل في حاالت معينة ،1وجعلها إلزامية
في المعامالت بين األعوان االقتصاديين واختيارية في العالقة بين البائع والمستهلك.2
فاألصل في المعامالت بين األعوان االقتصاديين والمستهلك هو االلتزام بتقديم وصل صندوق أو سند
يبرر هذه المعاملة ،غير أن الفاتورة أو الوثيقة التي تقوم مقامها يجب أن تسلم إذا طلبها الزبون ،حيث تنص
المادة /2أخيرة من المرسوم التنفيذي رقم 468-05السالف الذكر ،على أنه " :يجب على البائع في عالقته
مع المستهلك تسليم الفاتورة إذا طلبها منه".
ويقصد بالبائع في هذا المقام العون االقتصادي في حالة كونه بائعا لسلع أو مقدما لخدمات ،غير أنه
يستثنى من هذا االلتزام البائع العرضي ،فهو غير ملزم بالفوترة ولو طلبها منه المشتري كونه يخرج من نطاق
تطبيق القانون 02-04أساسا.3
كما أوجد المشرع لمعامالت البيع بين مصنعي أو موزعي المنتجات التبغية المعتمدين من قبل و ازرة
المالية وتجار التجزئة للمنتجات التبغية فاتورة خاصة تدعى "فاتورة نقدي" ،كما سبق بيانه.
ظم لوصل الصندوق والفاتورة نقدي ،سنتناول من خالل هذا المطلب إلى الفاتورة
وفي غياب النص المن ّ
(فرع ّأول) ،ثم سند المعاملة التجارية في (فرع ثاني) ،ثم بدائل الفاتورة (فرع ثالث).
الفقرة على "الفاتورة نقدي" الخاصة ببيع المنتجات التبغية ال غير ،حيث جاءت كتتميم مع الفقرة التي تسبقها الخاصة ببيع
المنتوجات التبغية للمادة 10بموجب القانون ،11-17
أن تحديد نموذج الوثيقة التي تحل محل الفاتورة وكذا فئات المتعاملين االقتصاديين
-أعادت المادة 10المعدلة النص على ّ
الملزمين باستعمالها عن طريق التنظيم في فقرتها األخيرة ،في حين أن هذا التنظيم قد صدر سابقا بعد أول تعديل لهذه المادة
بموجب القانون رقم ،06-10والمتمثل في المرسوم التنفيذي رقم 66-16المؤرخ في 16فبراير 2016الذي يحدد نموذج
الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل به ،السالف الذكر.
-1عالل طحطاح ،المرجع السابق ،ص .42
-2أمال بن بريح ،حماية المستهلك من الممارسات التجارية (على ضوء القانون 02-04والقانون 06-10المعدل له) ،مجلة
البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،جامعة البليدة ،2العدد الثامن ،ص .282
-3خديجي أحمد ،المرجع السابق ،ص .59
39
الفرع األول:
الفـــــــــــــــــــاتـــــــــــــورة
نص المشرع الجزائري على الفاتورة باعتبارها أحد آليات تجسيد شفافية الممارسات التجارية بموجب المادة
10من القانون رقم 02-04المعدل والمتمم ،وكذا المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،468-05باإلضافة
إلى المادة 20من القانون رقم 05-18المتعلق بالتجارة اإللكترونية .1سنتناول من خالل هذا الفرع تعريف
(أوال) ،ثم أهمية الفاتورة (ثانيا).
الفاتورة ّ
ّأوال -تعريف الفاتورة:
إن تعريف الفاتورة يستوجب علينا التطرق إلى تعريفها قانونا ،ثم لغة واصطالحا ،ففقها وقضاءا.
على غرار نظيره الفرنسي استعمل المشرع الجزائري مصطلح الفاتورة دون أن يعرفه ،2حيث بالرجوع إلى
التشريعات السارية المفعول والتي تمت بصلة مباشرة بموضوع الفاتورة -في حدود ما تم االطالع عليه-
باإلضافة للنصوص المشار إليها أعاله ،السيما المتعلقة منها بالممارسات التجارية ،يتطرق كل من قانون
الجمارك الجزائري 3والتقنين التجاري الجزائري المعدل والمتمم ،4والتشريع الجبائي لمصطلح الفاتورة دون إعطاء
تعريف لهذه األخيرة.
بأنها" :الكتابة المادية أو االلكترونية لبيانات معينة
نعرفها ّ
وعلى ضوء أحكام هذه النصوص يمكن أن ّ
بمناسبة عملية بيع أو أداء خدمة ،والتي تثبت وجود عملية تجارية".
-1تنص المادة 20من قانون التجارة االلكترونية على أنه" :يترتب على بيع لمنتوج أو تأدية خدمة عن طريق االتصاالت
اإللكترونية ،إعداد فاتورة من قبل المورد اإللكتروني.
يجب أن تعد الفاتورة طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما.
يمكن أن يطلب المستهلك اإللكتروني الفاتورة في شكلها الورقي".
-2عائشة بوعزم ،النظام القانوني للفاتورة ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،جامعة وهران ،العدد األول ،مارس ،2014
ص.113
-3بالرجوع إلى القانون رقم 07-79المؤرخ في 20يوليو ،1979يتضمن قانون الجمارك (ج.ر.ج.ج ،عدد 30الصادر في
24يوليو ،1979ص )678معدل ومتمم بالقانون رقم 10-98المؤرخ في 22أوت ( 1998ج.ر.ج.ج ،عدد ،61الصادر
بتاريخ 23أوت ،1998ص ،)6تنص المادة 622منه على أنه يشترط تقديم فواتير الشراء أو سندات التسليم أو أية وثيقة
أخرى إلثبات حيازة البضائع بصفة مشروعة.
-4نص المشرع الجزائري في التقنين التجاري على مصطلح فاتورة بمناسبة تنظيمه لعقد تحويل الفاتورة في المواد من 543
مكرر 14إلى 543مكرر 18منه.
تجدر اإلشارة أنه في عقد تحويل الفاتورة ال تعد الفاتورة ورقة تجارية وإنما هي جزء من عقد تحويل الفاتورة ،راجع بهذا الخصوص:
عبد الحفيظ ميالط ،النظام القانوني لتحويل الفاتورة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد-
تلمسان ،2012/2011 ،ص .12
40
-2التعريف اللغوي واالصطالحي للفاتورة:
أ -التعريف اللغوي :الفاتورة كلمة دخيلة عن اللغة العربية ،وأصل كلمة فاتورة fatturaالتيني من
الكلمة ( )facturaفاكتو ار وتعني مصنوع أو صنع وهي مشتقة من الفعل الالتيني ( )facereفاكيره والهاء
خافتة ال تكاد تسمع ،وهذا الفعل يعني عمل أو صنع ،وفي اإليطالية لها معان أخرى منها :حسن الصنعة،
والبراعة في العمل .1وجمع فاتورة فواتير.
ب -التعريف االصطالحي :2هي قائمة بالحساب أو المبيعات تدرج فيها أصناف البضاعة مع بيان
كميتها وثمنها ومصاريفها .ويقصد بفاتورة بالحساب :فاتورة مفصلة أو كشف بالحساب ،فهي ورقة يسلمها البائع
إلى المشتري وهي كشف بأنواع البضاعة المبيعة وأثمانها.
تعرف أيضا بأنها" :مستند يبرز نقل ملكية سلعة معينة من شخص إلى آخر بصورة دائمة أو مؤقتة
كما ّ
بحسب نوعية البيع".
أ -التعريف الفقهي :ال يجتمع الفقه على تعريف جامع مانع للفاتورة ،لذا نستعرض بعض التعاريف
على سبيل المثال:
يعرف الفقيه Lamiالفاتورة بأنها" :كتابة تنشأ بمناسبة بيع أو أداء خدمات التي تثبت وجود هذهّ
العملية التجارية وتوضح شروطها" .فيما يعرفها آخرون بأنها "وثيقة تجارية صادرة عن البائع تبين المنتجات
3
والكميات والسعر المتفق عليه للمنتجات أو الخدمات التي قدمها البائع للمشتري".
وهناك من يعتبرها" :وثيقة بموجبها البائع يحدد للمشتري في بيع السلع بالتجزئة شروط التسليم وتنظيم
األسعار".4
كما عرفها البعض اآلخر" :أنها وثيقة مكتوبة حسابية تحرر وقت انعقاد البيع أو عند تقديم الخدمة
إلثبات وجود هذا العقد متضمنة شروط انعقاده وشروط تنفيذه".5
-1الموقع الرسمي لملتقى أهل اللغة ،https:// www. ahlalloghah .comتم االطالع عليه بتاريخ 15جانفي 2021على
الساعة .16:00
-2معجم المعاني الجامع ،رابطه ، https://www.almaany.comتم االطالع عليه بتاريخ 15جانفي ،2021على الساعة
.16:00
-3قارة مولود بن عيسى ،النظام القانوني للفاتورة االلكترونية ،مجلة معارف ،قسم العلوم القانونية ،جامعة محمد بوضياف-
المسيلة ،السنة الحادية عشر ،العدد / 21ديسمبر ،2016ص.81
-4محمد أمين مهري ،النظام القانوني للممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق،
فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر - 01بن يوسف بن خدة ،2017/2016 ،ص .27
-5محمد أمين مهري ،المرجع نفسه ،ص.27
41
ب -التعريف القضائي:
تدون فيه
عرفت محكمة النقض الفرنسية الفاتورة كاآلتي" :تعتبر الفاتورة مكتوب موجه من قبل تاجرّ ،
نوع وسعر السلع والخدمات اسم المشتري وتأكيده قبوله الدين ،الذي يكون موجها إلعادة تسليمه إلى
المشترى بعد دعوته إلى تسديد المبلغ المحدد ،فالدائن عليه إثبات االلتزام والمدين عليه إثبات التخلص
منه".1
على ضوء كل ما سبق يمكن تعريف الفاتورة وفق تعريف نراه يشمل كل ما ذكر أعاله أنها" :وثيقة
ضرورية في عالم التجارة الذي يمتاز بالسرعة واالئتمان في انجاز المعامالت وهي عبارة عن وثيقة مكتوبة
محررة من طرف العون االقتصادي تتضمن جملة من البيانات المحددة قانونا".2
للفاتورة دور هام في الممارسات التجارية ،سواء بالنسبة لألعوان االقتصاديين أو المستهلكين ،وحتى
السلطات العامة التي تمارس دور الرقابة على هذه الممارسات:
تعتبر الفاتورة أحد الوسائل المعتمد عليها في القانون رقم 02-04لتحقيق مبدأ شفافية الممارسات
التجارية.
يعول كثي ار من طرف إدارة الضرائب على الفاتورة كمعيار لتقدير وعاء الضريبة ،كما يستعملها العون
االقتصادي في إعداد المحاسبة السنوية (األصول والخصوم).3
42
-4الفاتورة وسيلة رقابة:
تعد الفاتورة الوثيقة التي تمكن األعوان المكلفين بالرقابة من مراقبة العمليات التجارية لتنظيم السوق من
جهة ولضمان حق الخزينة من جهة أخرى.1
الفرع الثاني:
تنص المادة 1/10من القانون رقم ،02-04المعدلة بموجب القانون رقم 06-10أنه‹‹ :يجب أن
يكون كل بيع سلع أو تأدية خدمة بين األعوان االقتصاديين الممارسين للنشاطات المذكورة في المادة 2
أعاله مصحوبا بفاتورة أو بوثيقة تقوم مقامها.››...وبعد 6سنوات من هذا التعديل صدر المرسوم التنفيذي
رقم 66-16الذي يحدد أنموذج هذه الوثيقة وكذا الفئات المعنية بالتعامل بها.2
وعليه سنتناول من خالل هذا الفرع تعريف سند المعاملة التجارية باعتباره وثيقة تقوم مقام الفاتورة ( ّأوال)،
ثم سنعمد إلى تبيان أهدافه (ثانيا).
يمكن تعريف سند المعاملة التجارية على ضوء ما نصت عليه المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم
66-16على أنه:
"الوثيقة التي يحررها العون االقتصادي عند البيع لفائدة المشتري ،حتى ولو لم يكن هذا األخير هو
المشتري النهائي ،وهو مكلف ببيع المنتج لفائدة العون االقتصادي .على أن تتضمن على وجه اإللزام
األسعار المتفق عليها بين العون االقتصادي والمشتري ،سواء كانت هذه األسعار نهائية أو مؤقتة بما في
ذلك األسعار الدنيا والقصوى".
أن سند المعاملة التجارية يؤدي نفس الدور الذي تؤديه الفاتورة التي
من خالل هذا التعريف يتضح ّ
يستوجب تسليمها لمجرد تحقق البيع أو تقديم الخدمة -على اعتبار أنه يقوم مقامها في المعامالت التجارية-
وعليه يخضع لنفس أحكامها ،حيث يسلم إجباريا للمشتري إذا كان هذا األخير عونا اقتصاديا ،بينما يحل محله
وصل الصندوق أو سند يبرر المعاملة إذا كان المشتري مستهلكا ،في حين إذا طالبه به هذا األخير يصبح
واجب التسليم.3
43
غير أنه ال بد من التوضيح أنه ينحصر اإللزام بالتعامل بسند المعاملة التجارية بفئات األعوان
االقتصاديين المنصوص عليهم في المادة 3من هذا المرسوم ،والمتمثلين في المتعاملين المتدخلين في قطاع
الفالحة والصيد والموارد البحرية وكذا أصحاب الحرف والمهن ،على اعتبار أنهم من فئة األعوان االقتصاديين
غير التجار ،1والذين قد يتعذر عليهم تحرير فواتير لعدم امتالكهم رقم تسجيل في السجل التجاري -بما أنهم
غير تجار -وغير مسجلين بهذا األخير ،في حين أن ذكر رقم السجل التجاري أحد البيانات اإللزامية الواجبة
التوفر في الفاتورة 2من جهة ،ومن جهة ثانية قد يرفضون تحرير الفواتير العتبارات أخرى من بينها مخافة
الخضوع للضريبة وهم من غير التجار.
فاستحدث سند المعاملة التجارية كحل تلتزم به هذه الفئة من األعوان االقتصاديين غير التجار ،عندما
تكون ملزمة بالفوترة كوثيقة تقوم مقام الفاتورة في المعامالت التجارية لها نفس الحجية ونفس القيمة القانونية.
طبقا لنص المادة 04من المرسوم رقم 66-16التي تنص‹‹ :يهدف سند المعاملة التجارية إلى ما
يأتي:
-تأطير السوق بصفة شرعية يتم من خاللها صنع تنافسية نزيهة يبتعد فيها التعامل عن السوق الموازية،
من خالل إزاحة الوسطاء غير الشرعيين الذين يتحملون الجزء األكبر من المسؤولية فيما يتعلق بالمضاربة،
ذلك أنه بفضل هذا السند سيتم مراقبة األسعار المطبقة طيلة مراحل سلسلة اإلنتاج والتوزيع ولن يكون للوسطاء
بأنه" :كل منتج أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفته عرفت المادة 1/3من القانون رقم 02-04العون االقتصادي ّ
ّ -
1
القانونية ،يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها" ،وعليه بمفهوم هذا القانون
تضم فئة األعوان االقتصاديين التجار وغير التجار من حرفيين وغيرهم ،السيما أن المادة 02من هذا القانون المعدلة بموجب
القانون ،06-10عدلت لتوافق هذا التعريف موسعة النشاطات اإلنتاجية التي يطبق عليها قانون الممارسات التجارية-والتي ال
تعد تجارية بالضرورة وتضم نشاطات ذات طابع مدني -حيث تنص ":بغض النظر عن كل األحكام األخرى المخالفة ،يطبق
هذا القانون على نشطات اإلنتاج بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي ،وعلى نشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها
مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها ،والوكالء ،ووسطاء بيع المواشي وبائعوا اللحوم بالجملة ،وكذا نشاطات الخدمات
والصناعة التقليدية والصيد البحري التي يمارسها أي عون اقتصادي ،مهما كانت طبيعته القانونية" .وقد أكدت هذا التوجه المادة
3من المرسوم التنفيذي قم 66-16محل الدراسة.
-2راجع المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،468-05المحدد لشروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم والفاتورة
اإلجمالية وكيفيات ذلك ،السالف الذكر.
44
غير الشرعيين مكانا في هذه السلسة ،هذا باإلضافة إلى معرفة الكميات المتوفرة المباعة وتتبع حركة ومصدر
المنتوجات وتحديد مساراتها من اإلنتاج إلى التوزيع.1
-تأطير المنتوج في حد ذاته حيث يتم التحكم ومعرفة الكمية المباعة للمنتجات وبهذا يكون هناك امتالك
سليم للمعلومات واإلحصائيات المفيدة فيما يخص قطاع النشاط الذي ينتمي إليه هؤالء األعوان االقتصاديين
الملزمين استخدام هذا السند.
-يعد بمثابة وسيلة لحماية الفالح أو الصياد...إلخ في حالة حدوث اضطرابات في السوق وارتفاع
األسعار ،وبذلك فهو سند يصب في مصلحة األعوان االقتصاديين غير التجار ،كما يعد آلية لضبط السوق
وحماية المستهلك.
أن هناك عالقة تكاملية بين الفاتورة وسند المعاملة التجارية ،فالمشرع وضع هذا الشكل
وعليه يمكن القول ّ
الجديد من أشكال الفوترة إليجاد نوع من التسهيل والتنويع للعون االقتصادي الختيار ما يشاء تسهيال للمعامالت
التجارية.
رغم ذلك يالحظ عزوف بعض األعوان االقتصاديين والسيما المتعاملين في القطاع الفالحي والصيد
البحري عن التعامل بسند المعاملة التجارية ،ظنا منهم أن الغرض من السند هو الرقابة الجبائية وهذا لعدم
درايتهم كفاية بالمرسوم التنفيذي رقم 66-16المنظم للسند.
الفرع الثالث:
بدائـــــــــــــــــــــل الفاتــــــــــــــــــــــورة
مراعاة لبعض الظروف واألوضاع نص قانون الممارسات التجارية على إمكانية استعاضة الفاتورة بوثائق
أخرى حال توافر بعض الشروط المحددة قانونا ،من بينها وصل الصندوق الذي لم يصدر بشأنه تنظيم بعد،
وكذا الوثائق المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم 468-05والمتمثلة في وصل التسليم والفاتورة
اإلجمالية.
وإن كان هناك من يعتبر سند التحويل المنصوص عليه في المادتين 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم
468-05أحد بدائلها ،2إال أننا نرى أنه ليس كذلك باعتبار أن سند التحويل ال يخص عملية تجارية ،وال
-1نضيرة بوعزة" ،سند المعاملة التجارية كآلية لضبط السوق" ،مداخلة ضمن يوم دراسي وإعالمي حول نشر أحكام المرسوم
التنفيذي رقم ،66/16منظم من طرف مديرية التجارة لوالية ميلة ،يوم 29سبتمبر ،2016تم االطالع عليها على الرابط التالي
بتاريخ 2021/01/12على الساعة :16:50
http://www.dcwmila.dz/index.php/159-2016-10-06-09-25-31
عرف المشرع سند التحويل بموجب المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 468-05وهو عبارة عن " :وثيقة يحررها األعوان ّ -
2
االقتصاديين لتبرير حركة تنقل البضائع والسلع اتجاه وحدات التخزين والتحويل والتعبئة والتسويق دون أن تكون هذه السلع محل
لمعاملة تجارية".
45
يتعلق بعملية بيع لسلعة أو خدمة بين عون اقتصادي ومستهلك أو بين عون اقتصادي وعون اقتصادي آخر،
مثلما هو الحال في الفاتورة ،وإنما هو مجرد وثيقة يبرر بها العون االقتصادي حركة منتوجاته أو سلعه.1
وبالتالي فإن إلزامية الفوترة في مثل هذه الحالة يكون بدون موضوع في غياب معاملة تجارية أصال .2وعليه
نستثني هذا األخير من دراستنا.
لهذا سنتناول في هذا الفرع وصل التسليم ( ّأوال) ،ثم الفاتورة اإلجمالية (ثانيا) ،من باب المنهجية ،مع
التوضيح أن كالهما ال ينفصل عن اآلخر ،حيث أن التعامل بوصل التسليم بدال للفاتورة ينتهي بتحرير فاتورة
إجمالية في نهاية الشهر ،وال وجود للفاتورة اإلجمالية لوال الترخيص بالتعامل بوصالت التسليم بدال عن الفاتورة.
يعد وصل التسليم وفقا للمادة 1/11من القانون رقم ،02-04والمادة 14من المرسوم التنفيذي رقم
" :468-05وثيقة بديلة للفاتورة يلجأ إليها العون االقتصادي في العمليات التجارية المتكررة والمنتظمة عند
بيع سلع لنفس الزبون ،على أن تحرر فاتورة إجمالية شهريا تكون مراجعها وصوالت التسليم المعنية".
من خالل المادة 11من قانون رقم ،02-04وكذا المواد 15 ،14و 16من المرسوم التنفيذي رقم
،468-05فإنه حتى يكون الوصل مقبول كبديل عن الفاتورة البد من توافر شروط معينة تتمثل في:
– يجب أن تكون هناك عمليات تجارية متكررة .ويخضع في تحديد تحققه عند المنازعة لقاضي الموضوع،
وذلك بالنظر إلى طبيعة العون والزبون وكذا طبيعة السلعة والمدة الزمنية التي يقتضيها تكرار العملية التجارية،3
– يشترط أن تكون هذه العمليات منتظمة ،أي بصفة دورية دون اعتبار للفارق الزمني بين العملية
واألخرى،
-1تنص المادة 3/11من القانون رقم ..." :02-04يجب أن تكون البضائع التي ليست محل معامالت تجارية ،مصحوبة
عند نقلها بسند تحويل يبرر حركتها" .ولعل ذكر سند التحويل في الفقرة األخيرة من المادة التي تنص على وصل التسليم والفاتورة
اإلجمالية بوصفهما بديال قانونيا للفاتورة ،جعل البعض يضفي على سند التحويل هو اآلخر صفة بديل الفاتورة.
-سلمى بقار ،سامية حساين ،االلتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ،مجلة الدراسات الحقوقية ،جامعة الدكتور موالي
طاهر -سعيدة ،المجلد ،7العدد ،2جوان ،2020ص .121
-2سفيان بن قري ،المرجع السابق ،ص .36
-3خالد زايدي ،التزامات التاجر (الصفة التجارية ،السجل التجاري ،الدفاتر التجارية ،االلتزامات األخرى) ،د.ط ،دار الخلدونية،
الجزائر ،2016 ،ص .255
46
-يشترط أن تكون العمليات مع نفس الزبون،
– يشترط أن يمنح العون االقتصادي صراحة رخصة استعمال وصل التسليم بموجب مقرر من اإلدارة
المكلفة بالتجارة.
-يجب أن يحتوي وصل التسليم ،على مجموعة من البيانات اإللزامية المتمثلة في رقم وتاريخ المقرر
الذي يسمح باستعمال وصل التسليم ،باإلضافة إلى االسم واللقب ورقم بطاقة تعريف المسّلم أو الناقل
وكذا البيانات المذكورة في المادتين 3و( 4الفقرة األولى) من المرسوم التنفيذي رقم ،468-05وهي
نفسها البيانات الواجبة التوفر في الفاتورة.
أن المشرع لم يشترط أن تكون العمليات التجارية المتكررة متعلقة بنفس نوع من السلع.
غير أنه يالحظ ّ
ثانيا -الفاتورة اإلجمالية :la facture recapitulative
استنادا لنص المادة 1/11من القانون رقم ،02-04وكذا المادتين 2/14و 17من المرسوم التنفي ـ ـ ـذي
رقـ ـم ،468-05يعد إلزاما تحرير فاتورة إجمالية شهريا تكون مراجعها وصوالت تسليم ،على أن تقيد عليها
المبيعات التي أنجزها البائع مع كل زبون خالل هذه الفترة ،والمحررة مباشرة بعد انقضائها.
وبالتالي فإن الفاتورة اإلجمالية" :هي فاتورة تلخص كل العمليات التجارية المنجزة خالل شهر معين،
تكون مراجعها وصوالت التسليم المعينة تحرر مباشرة بعد انقضاء مدة شهر واحد".1
تتضمن الفاتورة اإلجمالية نفس البيانات التي يجب أن تتضمنها الفاتورة والمنصوص عنها
ّ ويجب أن
بموجب المادتين 3و 1/4من المرسوم التنفيذي رقم ،468-05وكذلك أرقام وتواريخ وصوالت التسليم المحررة.2
المطلب الثاني:
تبرز أهمية الفوترة في تجسيد الشفافية في المعامالت التجارية من خالل البيانات التي تحتويها الفاتورة
أو الوثيقة التي تقوم مقامها ،وكذا بدائلها ،لذلك اشترط القانون مجموعة من البيانات اإللزامية أثناء تحريرها
حددها كل من المرسوم التنفيذي رقم 468-05الذي يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم
-1نضيرة بوعزة ،الموازنة بين النشاط التنافسي وحقوق المستهلك في ظل اقتصاد السوق ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
تخصص قانون السوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو 21 ،نوفمبر ،2019ص.144
أن المشرع أوجد وصل التسليم والفاتورة اإلجمالية من المفروض لتخفيف العبء على -ما يمكن اإلشارة إليه بهذا الخصوصّ ،
2
العون االقتصادي بعدم إلزامه تحرير فاتورة في حالة المعامالت التجارية المتكررة ،في حين أن الواقع العملي لتحرير وصوالت
التسليم بدل الفاتورة أكثر يبدو تعقيدا من تحرير الفاتورة نفسها ،حيث يالحظ أن وصل التسليم والفاتورة اإلجمالية يحتويان على
نفس بيانات الفاتورة إضافة إلى بيانات أخرى خاصة بهما ،وعليه كان على المشرع التخفيف من هذه الشكليات للوصول إلى
الغاية المرجوة من هذه البدائل ،ال تعقيد هذه األخيرة أكثر ،غير ّأنه تظهر فائدته من الناحية المحاسبية حيث عوض وجود عدة
فواتير في نفس الشهر ،تلخص هذه األخيرة في فاتورة واحدة نهاية الشهر تضم جميع وصوالت التسليم.
47
والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك ،والمرسوم التنفيذي رقم 66-16الذي يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام
الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها ،السالفي ال ّذكر.
نميز في هذا الصدد بين الشروط الموضوعية والشروط الشكلية لتحريرها ،فبالنسبة للشروط الموضوعية ّ
أن القانون رق ـ ــم 02-04لم يتعرض
هي متروكة في تقديرها للقواعد العامة في القانون المدني ،على اعتبار ّ
1
أهم هذه الشروط أن يكون رضا البائع عند تحرير الفاتورة أو سند المعاملة التجارية أو أحد بدائلها
ولعل ّ
لهاّ ،
سليما وخاليا من العيوب ،كما يجب أن يكون محلها مشروعا ،وأن يكون سببها مشروعا أيضا وغير مخالف
المحددة وفقا ألحكام المرسومين المذكورين أعاله.
ّ أما الشروط الشكلية فهي
للنظام العام واآلداب العامةّ .
بناءا عليه سنتطرق إلى الشروط الشكلية لتحرير الفاتورة (فرع ّأول) ،فالشروط الشكلية لتحرير سند
المعاملة التجارية (فرع ثاني) ،ثم إلى أحكام اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة (فرع ثالث) ،أما فيما يتعلق
بالشروط الشكلية لتحرير بدائل الفاتورة ،فقد تم التطرق إليها بإيجاز في المطلب السابق وال داعي إلعادتها في
هذا المطلب تفاديا للتكرار.
الفرع األول:
حتى تكون الفاتورة مقبولة قانونا البد أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط الشكلية التي تولى تنظيمها
(أوال) ،ثم ضوابط
المرسوم التنفيذي رقم .468-05وتتعلق الشروط الشكلية بالبيانات الواجبة التوافر في الفاتورة ّ
تحرير الفاتورة (ثانيا).
نص المرسوم التنفيذي رقم ،468-05على مجموعة من البيانات الواجبة التوافر في الفاتورة ،تتعلق
بأطراف الفاتورة أو بمحلها.
-1الشروط المتعلقة بأطراف الفاتورة :يقصد بأطراف الفاتورة البائع أو مقدم الخدمة الذي يكون دائما
عونا اقتصاديا (رغم أن المواد المحددة لهذه الشروط ربطتها بالبائع فقط حسب حرفيتها ،فإن حكمها
يتصرف أيضا لمقدم ا لخدمة وال يعد هذا تجاوز لهذه األحكام بل هو تجسيدا لها السيما أن المواد
المتعلقة بأطراف الفاتورة تدخل بما ال يدع مجاال للشك مقدم الخدمة في إطار العالقة بين األعوان
االقتصاديين فيما بينهم) ،2والمشتري أو متلقي الخدمة الذي يكون إما عونا اقتصاديا أو مستهلكا.
48
تنص المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم 468-05على أنه‹‹ :يجب أن تحتوي الفاتورة على البيانات
المتعلقة بالعون االقتصادي›› ،هذه البيانات تخص العون االقتصادي كان بائعا أو مشتريا وفي هذه الحالة
األخيرة تشترط نفس البيانات المذكورة باستثناء البيان المتعلق برأسمال الشركة ،وتتمثل هذه البيانات فيما يلي:
تعد البيانات المتعلقة بالعون االقتصادي إجبارية ،وهي مذكورة على سبيل الحصر ال على سبيل المثال،
وتكمن أهمية الطابع اإللزامي لها أنها تجعل الفاتورة محددة تحديدا دقيقا نافيا للجهالة والشك وتكون لها حجية
على محررها.
تنص المادة 2/3من المرسوم التنفيذي رقم 468-05على أنه ‹‹ :يجب أن تحتوي الفاتورة على اسم
المشتري ولقبه وعنوانه إذا كان مستهلكا›› .وبالتالي يجب ذكر اسم ولقب وعنوان المستهلك إذا كان شخصا
طبيعيا.
عندما يكون المستهلك شخص معنوي ،في هذه الحالة يجب ذكر اسمه ،والذي يختلف باختالف الطبيعة
القانونية للشخص المعنوي ،فإذا كان الشخص المعنوي شركة تجارية في هذه الحالة فإن التسمية تختلف حسب
نوعية الشركة إذا ما كانت شركة أموال أم شركة أشخاص .2أما الشركة المدنية يجب أن تتبع بأحرف واضحة
تبين أن الشركة مدنية.
باإلضافة إلى ذكر اسم المستهلك في الفاتورة أو جب المشرع أيضا ذكر عنوانه ،وعنوان الشخص
الطبيعي يختلف عن عنوان الشخص المعنوي ،فبالنسبة للشخص الطبيعي عنوانه يتحدد حسب القانون المدني
49
بموطنه ،والموطن هو المحل الذي يوجد فيه السكن الرئيسي ،وعند عدم وجود سكن يكون محله مكان اإلقامة
العادي .1أما موطن القاصر والمحجوز عليه والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عنهم قانونا .2ويمكن اختيار
موطن خاص لتنفيذ عمل قانوني معين بشرط إثبات اختيار الموطن.3
أما بالنسبة للشخص المعنوي طبقا للمادة 5/50ق م ج ،يعتبر موطن الشخص المعنوي االعتباري
المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ،وبالتالي العنوان الذي يكتب في الفاتورة هو عنوان مركز اإلدارة.
–2البيانات المتعلقة بالسعر والتعريفاتّ :بين المشرع من خالل المواد 7 ،5 ،3و 8من المرسوم
التنفيذي رقم 468-05البيانات التي يجب ذكرها في الفاتورة المتعلقة بالسعر ،وتتمثل في:
– سعر الوحدة دون الرسوم للسلع المبيعة و/أو تأدية الخدمات المنجزة،
-السعر اإلجمالي دون احتساب الرسوم للسلع المبيعة و/أو تأدية الخدمات المنجزة،
-طبيعة الرسوم و/أو الحقوق و/أو المساهمات ونسبتها المستحقة حسب طبيعة السلع المبيعة و/أو
تأدية الخدمات المنجزة ،والبد من ذكر الرسم على القيمة المضافة إذا كان المشتري معفى منه.
-السعر اإلجمالي مع احتساب كل الرسوم ،محر ار باألرقام واألحرف ،ويشمل السعر اإلجمالي ،عند
االقتضاء ،على جميع التخفيضات أو االقتطاعات أو االنتقاصات الممنوحة للمشتري والتي تحدد مبالغها عند
البيع و/أو تأدية الخدمات مهما يكن تاريخ دفعها.
-يجب ذكر تكاليف النقل صراحة على هامش الفاتورة إذا لم تكن مفوترة على حدة أو تشكل عنص ار
من عناصر سعر الوحدة.
-يجب أن تذكر صراحة في الفاتورة الزيادات في السعر ،السيما الفوائد المستحقة عند البيع باآلجال
والتكاليف التي تشكل عبء استغالل للبائع ،كأجور الوسطاء والعموالت والسمسرة وأقساط التأمين عندما يدفعها
وتكون مفوترة على المشتري.
-يجب أن تسجل على الفاتورة المبالغ المقبوضة على سبيل إيداع الرزم القابل لالسترجاع وكذلك
التكاليف المدفوعة لحساب الغير ،عندما تكون غير مفوترة في فاتورة منفصلة.
–3المعلومات المتعلقة بمميزات السلع والخدمات :تتمثل المعلومات المتعلقة بمميزات السلع والخدمات
في:
50
ويعد اإللزام بذكر مميزات السلع والخدمات في الفاتورة ،تجسيد لضرورة إعالم المستهلك بالمعلومات
النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات المنتوج والخدمات ،تكريسا لشفافية الممارسات التجارية.
يجب ذكر في الفاتورة طريقة الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة ،وهي آجال يترك تحديدها لحرية األطراف،
ويعتبر المشتري قد دفع قيمة الفاتورة متى وضع تحت تصرف البائع المبلغ المالي المحدد لها وليس يوم دخول
هذا المال في حسابه ،ألن ذلك غالبا ما يـأخذ من يومين إلى أربعة أيام بين تاريخ وضع المشتري لدى المستفيد
(بنك مثال) وتاريخ وضع المال في حساب البائع.1
يجب أن يذكر تاريخ الدفع على وجه الفاتورة والذي يكون مكتوب كالتالي :يوم كذا من الشهر والسنة
اللذين يقتضي أن يتم الدفع فيهما .وإذا كان الدفع مقسما فإن تاريخ السداد هو التاريخ الذي يتم فيه آخر دفع
يتعلق بالسداد النهائي لثمن المنتوج أو الخدمة.2
البد أن تحتوي الفاتورة على تاريخ تحريرها ورقم تسلسلها في دفتر الفواتير ،ويلعب تحديد تاريخ تحرير
الفاتورة أهمية بالغة في الحياة االقتصادية حيث أن تاريخ تحرير الفاتورة يعتبر تاريخ انعقاد العقد الذي له أهمية
في المعامالت التجارية من حيث اإلثبات ،كما له أهمية من حيث بداية حساب مواعيد الدفع ،باإلضافة إلى
أن تاريخ الفاتورة يساعد في مكافحة الغش في تحرير الفواتير وذلك بالرجوع إلى دفتر الفواتير.وال يشترط أن
يكون تاريخ الدفع متالزما مع تاريخ البيع.
إما فاتورة ورقية عادية أو فاتورة إلكترونية ،وفي كلتا الحالتين يجب أن تستوفي
تتخذ الفاتورة شكالنّ ،
جميع البيانات المذكورة سابقا ،وتحترم ضوابط معينة كي ال تفقد قيمتها القانونية ،نلخصها فيما يلي:
51
–1ضوابط تحرير الفاتورة الورقية العادية:
يجب أن تكون الفاتورة الورقية واضحة ال تحتوي أي لطخة أو شطب أو حشو ألن هذه العيوب تمس
بأمانة ومصداقية البيانات الواردة فيها ،وتعتبر الفاتورة قانونية إذا حررت استنادا إلى دفتر أرومات يدعى دفتر
الفواتير ،الذي يتخذ شكال ماديا يضم سلسلة متواصلة من الفواتير التي تتضمن لزوما بيانات األعوان
االقتصاديين والمستهلكين أطراف الممارسة التجارية ،وال يمكن استعمال دفتر الفواتير الجديد إال بعد أن يستكمل
الدفتر األول كلية .على أنه يجب أن تتضمن الفاتورة الملغاة قانونا عبارة "فاتورة ملغاة" تسجل بوضوح بطول
خط زاوية الفاتورة.
أصبحت التجارة اإللكترونية واقعا يفرض نفسه حيث أضحت حقيقة واقعية تقتضي تكيف الوسائل
التقليدية بما يناسب طبيعة وخصائص هذا الوسط ،فظهرت السوق اإللكترونية والعقد اإللكتروني والمستهلك
اإللكتروني ومن ثم عقد االستهالك اإللكتروني ،1ومن ثم الفاتورة اإللكترونية.
وفي هذا الخصوص نصت المادة 20من القانون رقم 05-18المتعلق بالتجارة اإللكترونية ،على أنه
يترتب على كل بيع لمنتوج أو تأدية خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية إعداد فاتورة من قبل المورد
اإللكتروني تسلم للمستهلك اإللكتروني ويجب أن تعد طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما ،ويمكن أن يطلب
المستهلك اإللكتروني الفاتورة في شكلها الورقي.
استنادا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ،468-05تعتبر الفاتورة قانونية إذا حررت استنادا إلى دفتر فواتير
غير مادي باللجوء إلى وسيلة اإلعالم اآللي .حيث يسمح بتحرير الفاتورة وإرسالها عن طريق النقل اإللكتروني
الذي يتمثل في نظام إرسال الفواتير المتضمن مجموع التجهيزات واألنظمة المعلوماتية التي تسمح لشخص أو
ألكثر بتبادل الفواتير عن بعد.
الفرع الثاني:
على غرار الفاتورة ،ال بد أن تتوفر في سند المعاملة التجارية باعتباره الوثيقة التي تقوم مقامها ،مجموعة
(أوال) ،وضوابط تحرير سند
من الشروط الشكلية المتمثلة في البيانات الواجب توافرها في سند المعاملة التجارية ّ
المعاملة التجارية (ثانيا).
نص المرسوم التنفيذي رقم 66-16المحدد لنموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان
االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها ،على جملة من البيانات التي يجب أن يتضمنها سند المعاملة التجارية.
-1عادل عميرات ،المسؤولية القانونية للعون االقتصادي ،المرجع السابق ،ص .103
52
يمكن تصنيف هذه البيانات على النحو التالي:
-1البيانات الخاصة باألطراف :استعمل المشرع في المرسوم التنفيذي رقم 66-16المذكور سابقا،
مصطلح البائع والمشتري في العالقة بين األعوان االقتصاديين ،وأبقى على مفهوم المستهلك.
حسب مالحق المرسوم التنفيذي رقم 66-16المنصوص عليها في المادة 6منه ،والتي نصت على
البيانات التي تمكن من التعرف على العون االقتصادي سواء كان بائع أو مشتري ،وإذا كان تاج ار متنقال يجب
وضع كل المعلومات الضرورية التي تمكن من االلتحاق به عند الضرورة .1وتتمثل هذه البيانات في:
قياسا على ما ورد في أحكام المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،468-05يمكن أن نستنتج المعلومات
الخاصة بالمستهلك في سند المعاملة التجارية وهي:
-ذكر اسم ولقب المستهلك في السند متى كان شخصا طبيعيا ،أما إذا كان شخص معنوي فيختلف
اسمه باختالف الطبيعة القانونية للشخص المعنوي.
-عنوان المستهلك ،بالنسبة للشخص الطبيعي فإن عنوانه يتحدد حسب القانون المدني الجزائري بموطنه،
أما بخصوص الشخص المعنوي فموطنه هو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته.2
بناء على نص المادتين 2و 5من المرسوم التنفيذي رقم 66-16السالف الذكر ،يجب تعيين السلع أو
الخدمات محل المعاملة التجارية وكميتها ،والمعلومات المتعلقة باألسعار المتفق عليها ،باإلضافة إلى البيانات
53
المتعلقة بتاريخ تحديد السند وتوقيع وختم البائع وكذا توقيع المشتري .ويالحظ أنها إجماال نفس البيانات الواجبة
التوافر في الفاتورة والتي تناولناها في الفرع السابق.
على غرار الفاتورة فإنه يجب أن يكون سند المعاملة التجارية واضحا ال يحتوي على شطب وال حشو،
ويعتبر قانونيا إذا حرر استنادا إلى دفتر آرومات ،يضم ترقيم سلسلة متواصلة وترتيبا زمنيا من سندات
المعامالت التجارية ،على أن ال يشرع في استعماله إال بعد أن يستكمل الدفتر السابق ،وذلك سواء في شكل
ورقي أو في شكل إلكتروني غير مادي باللجوء إلى اإلعالم اآللي ويمكن إرساله بواسطة وسيلة اتصال
معلوماتية.1
ويجب أن يشطب سند المعاملة التجارية الملغى قانونا بطول خط الزاوية أو يحمل عبارة "ملغى" بحروف
كبيرة ومكتوبة بشكل واضح.
الفرع الثالث:
سنتطرق من خالل هذا الفرع إلى حاالت اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة ّ
(أوال) ،ثم إلى جزاء اإلخالل بهذه
شروط والضوابط (ثانيا).
قد يرتكب العون االقتصادي بعض المخالفات أثناء الفوترة ،من شأنها أن تعرضه للمتابعة القانونية،
تتمثل في تحرير فواتير غير قانونية ،أو تحرير فواتير أو سندات معاملة تجارية غير مطابقة لشروط تحريرها،
أو تحرير فواتير مزورة أو فواتير المجاملة ،أو عدم الفوترة مطلقا.
-1الفاتورة غير القانونية والفاتورة غير المطابقة :لتكون الفاتورة غير قانونية أو غير مطابقة ال بد
مما يلي:
أ -الفاتورة غير القانونية :تعتبر الفاتورة غير قانونية إذا لم تحرر استنادا إلى دفتر أرومات أو ما يسمى
دفتر الفواتير ،مهما يكن شكله مادي أو غير مادي باللجوء إلى وسائل اإلعالم اآللي ،2وال يمكن
استعمال دفتر فواتير جديد إال بعد استكمال الدفتر األول كلية.
-1تجدر اإلشارة أنه قد أرفقت نماذج سندات المعامالت التجارية المستعملة من طرف األعوان االقتصاديين الذين يمارسون
النشاطات الفالحية والصيد والموارد البحرية وكذا الحرف والمهن في مالحق المرسوم التنفيذي رقم 66-16السالف الذكر ،على
اعتبار أنهم األعوان االقتصاديون الملزمون باللجوء إلى استخدام هذه الوثائق وفقا لنص المادة 3منه.
-2عائشة بوعزم ،المرجع السابق ،ص .116
54
ب -الفاتورة غير المطابقة :اعتبر المشرع فاتورة غير مطابقة كل مخالفة ألحكام المادة 12من القانون
رقم 02-04السالف الذكر.
وعليه يكون العون االقتصادي مرتكبا لمخالفة موصوفة بفاتورة غير مطابقة عندما يقوم بإصدار فواتير
دون ذكر البيانات اإللزامية المذكورة في المرسوم التنفيذي رقم 468-05السالف الذكر ،السيما البيانات التالية:
أما إذا لم يذكر في الفاتورة البيانات اإللزامية المتمثلة في االسم أو العنوان االجتماعي للبائع أو المشتري،
ّ
أو رقم التعريف الجبائي لألطراف ،أو الكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة من دون احتساب رسوم للمنتوجات
المبيعة أو الخدمات المقدمة ،يعتبر عدم ذكرها عدم فوترة وليس عدم مطابقة ،ويعاقب عليها بالعقوبة المنصوص
عليها في المادة 33من القانون رقم 02-04المتعلقة بعدم الفوترة.
ويطبق األمر على الفاتورة أو سند التحويل أو وصل التسليم أو الفاتورة اإلجمالية ،كل في حدود ما
اشترط المشرع من بيانات وفق المرسوم التنفيذي رقم 468-05السالف الذكر ،أما فيما يخص سند المعاملة
التجارية فيؤخذ بما نص عليه المرسوم التنفيذي رقم 66-16المحدد لنموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة،
السالف الذكر.
55
-2عـــــــــدم الفوتــــــــــــرة:
وفقا لنص المادة 33من القانون رقم ،02-04تعتبر عدم الفوترة كل مخالفة ألحكام المواد ،11 ،10
13من هذا القانون ،ويتمثل الركن المادي في مجموعة الصور اآلتية:
أ-عقد بيع سلع أو عقد أداء خدمات بين األعوان االقتصاديين الممارسين لنشاطات اإلنتاج بما فيها
النشاطات الفالحية وتربية المواشي ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها
على حالها ووكالء ووسطاء بيع المواشي ،وبائعو اللحوم بالجملة وكذا نشاطات الخدمات والصناعة التقليدية
والصيد البحري ،الذي يتم بدون فاتورة أو وثيقة تقوم مقامها.
ب-امتناع العون االقتصادي عن تقديم الفاتورة رغم طلبها من المستهلك في عقد البيع أو عقد أداء
الخدمات أو عدم تقديمها للموظفين المؤهلين عند أول طلب لها في األجل المحدد من اإلدارة المعنية.
ج-عدم حيازة العون االقتصادي لسند التحويل الخاص بالسلع التي ليست محل معامالت تجارية والتي
ينقلها إلى وحداته (للتخزين أو التحويل أو التعبئة أو التسويق) ،أو عدم تقديمه لألعوان المؤهلين عند طلبه.1
د-عدم تحرير أو تسليم وصل التسليم في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة عند بيع منتوجات
لنفس الزبون أو عدم تقديمه لألعوان المؤهلين عند طلبه ،وكذا عدم حيازة أو تحرير الفاتورة اإلجمالية أو عدم
تقديمها ألعوان المؤهلين عند طلبها.
و-تحرير فواتير دون ذكر االسم أو العنوان االجتماعي للبائع أو المشتري ،أو رقم التعريف الجبائي
لألطراف ،أو الكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة من دون احتساب رسوم للمنتوجات المبيعة أو الخدمات
المقدمة.2
فإن وقعت صورة من هذه الصور شكل الركن المادي لجريمة عدم الفوترة ،3أما الركن المعنوي لهذه
الجريمة هو مفترض وقائم.
أن سند التحويل ال يعد بديال من بدائل الفاتورة باعتبار ّأنه ال يتعلق بعملية بيع ،وإنما يتعّلق بعملية نقل البضائعّ ،إال
-اعتبرنا ّ
1
ثمة يمكن اعتبار عدم أن هناك من اعتبره بديال للفاتورة يحل محلها في إثبات ملكية البضاعة ويبرر حركتها على األقل ،ومن ّ ّ
حيازة العون االقتصادي لسند التحويل -كما هو موضح أعاله -عدم فوترة ،على األقل من منظور من يعتبرونه بديال للفاتورة.
-2في اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،267580قرار بتاريخ ،2004/07/07قضية (النائب العام) ضد (ب-م)،
اعتبرت في حالة عدم الفوترة المشتري مسؤول مثل البائع عما ورد في الفاتورةّ ،
ألنه ملزم قانونا بطلبها من البائع وبمراقبتها.
-مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،2004 ،ص .457
-3في اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،369900قرار بتاريخ ،2006/11/29قضية (ب-م) ضد (ع ع – والنيابة
أن مجرد عدم مطابقة السجل التجاري للنشاط المدون في الفاتورة ال يشكل جريمتي التزوير واستعمال المزور.
العامة) ،اعتبرت ّ
– مجلة المحكمة العليا – العدد الثاني ،2006 ،ص .577
56
كما ّبين المشرع الجزائري في قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ،1وقانون الرسوم على األعمال،2
أن هناك ممارسات تدليسية يكون موضوعها الفاتورة تشكل ماديات جريمة الغش الضريبي .وجريمة الغش
الضريبي هي التملص أو محاولة التملص كليا أو جزئيا باللجوء لممارسات تدليسية في إقرار وعاء أي ضريبة
أو حق أو رسم يخضع له الشخص أو تصفيته أو تحصيله.3
هذا وفي اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،287833قرار بتاريخ 06أفريل ،2004قضية
(إدارة الجمارك) و (د-م) ضد (القرار الصادر في ،)2001-04-22اعتبرت هذه األخيرة عدم الفوترة جريمة
من جرائم التهريب في حالة حيازة بضاعة ،ويشترط قانون الجمارك تبريرها بمستندات عبر كامل اإلقليم
الجمركي ،4كما قضت في حكم لها محكمة رويبة قسم الجنح المؤرخ في 02جانفي 2018بتهمة جنحة عدم
الفوترة على المتهم ألنه ال يملك فواتير شراء للبضاعة التي وجدت بمحله التجاري حيث قدر المبلغ غير المفوتر
بـ ـ 193.550.00دج.5
-3الفواتير المزورة وفواتير المجاملة :حرصا من المشرع الجزائري على تغطية موضوع الفاتورة بما
يكفل الحماية الجنائية المتكاملة ،صدر القرار المؤرخ في الفاتح من أوت 2013المحدد لمفهوم فعل إعداد
الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة وكذا كيفيات تطبيق ذلك ،6وهو القرار الذي جاء تطبيقا ألحكام المادة 65
من قانون المالية لسنة .72003
أ -الفاتورة المزورة :هي الفاتورة التي تم إعدادها دون الشروع في أي عملية تسليم أو أداء خدمة بغرض
القيام بما يأتي:
-1أمر رقم 101-76مؤرخ في 09ديسمبر ،1976يتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة (ج.ر.ج.ج ،عدد
،102صادر في 22ديسمبر ،1976ص ،)1432معدل ومتمم بموجب القانون رقم 09-09المؤرخ في 30ديسمبر
،2009المتضمن قانون المالية لسنة ( 2010ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر بتاريخ 31ديسمبر ،2009ص )3
-2أمر رقم 102-76مؤرخ في 09ديسمبر ،1976يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال (ج.ر.ج.ج ،عدد ،103صادر
بتاريخ 26ديسمبر ،1976ص ،)1520معدل ومتمم باألمر رقم 01-09المؤرخ في 22جويلية ،2009المتضمن قانون
المالية التكميلي لسنة ( 2009ج.ر.ج.ج ،عدد ،44الصادر بتاريخ 26جويلية ،2009ص .)4
-3عائشة بوعزم ،مرجع سابق ،ص .117
-4مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،2004 ،ص .481
-5حكم غير منشور.
-6قرار مؤرخ في الفاتح أوت ،2013يتضمن مفهوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة وكذا كيفيات تطبيق العقوبات
المقررة عليها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،30صادر بتاريخ 21ماي ،2014ص .)9
-7قانون رقم 11-02مؤرخ في 24ديسمبر ،2002يتضمن قانون المالية لسنة ( 2003ج.ر.ج.ج عدد ،86الصادر بتاريخ
25ديسمبر ،2002ص .)3
57
نقل وتبييض رؤوس األموال. -
اختالس أموال من األصول وتمويل عمليات غير قانونية أو قانونية. -
االستفادة من بعض االمتيازات كالحق في الحسم في مجال الرسم على القيمة المضافة -
والحصول على قروض لدى المؤسسات المصرفية بغية تمويل المشاريع االستثمارية.1
ب -فاتورة المجاملة :يقصد بها القيام بتالعب وإخفاء على الفاتورة لهوية وعنوان الممونين أو الزبائن أو
القبول الطوعي باستعمال هوية مزورة أو اسم مستعار ،وذلك بهدف خفض مبلغ الضرائب الواجب
دفعها وكذا اختالس أموال مؤسسة أو أموال شخص ما واستعمالها ألغراض مختلفة ،فتمثل إذا فاتورة
المجاملة عملية شراء أو بيع أو أداء خدمة حقيقية.2
األصل أن المخالفات الواردة في القانون رقم 02-04بما فيها تلك الخاصة بااللتزام بالفوترة ،تخضع
الختصاص الجهات القضائية طبقا لنص المادة 60من هذا القانون ،غير أنه بنص نفس المادة يمكن قبول
األعوان االقتصاديين المخالفين في رجوع ودي يتمثل في المصالحة متى توفرت شروطها ،وتنهي بذلك
المصالحة المتابعات القضائية.
حيث منح القانون رقم 02-04اإلدارة المتمثلة في مدير التجارة الوالئي المختص إقليميا ،أو وزير التجارة
حسب الحالة ،حق تسوية الخالفات وسلطة توقيع جزاءات إدارية ضد األعوان االقتصاديين المرتكبين
للمخالفات .وتتمثل هذه الجزاءات في إجراءات حجز ،والغلق اإلداري للمحالت ،ونشر الق اررات ،فيما يتمثل
حق تسوية المخالفات في المصالحة.
يمكن تعريف المصالحة أو الصلح بوجه عام ّأنه تسوية للنزاع بطريقة ودية ،3وهي وسيلة فعالة وعادلة
لوضع حد للنزاع مقابل دفع المخالف للغرامة المقترحة عليه في حدود العقوبات المالية التي حددها القانون،4
كالتالي:
-1حالة عدم الفوترة :نصت المادة 33من قانون رقم 02-04على أنه ‹‹ :دون المساس بالعقوبات
المنصوص عليها في التشريع الجبائي ،تعتبر عدم الفوترة مخالفة ألحكام المواد 10و 11و13
من هذا القانون ،ويعاقب بغرامة بنسبة %80من المبلغ الذي كان يجب فوترته مهما بلغت
أن المشرع اعتبر عدم الفوترة أيضا تحرير الفاتورة دون ذكر االسم والعنوان
قيمته›› ،مع التذكير ّ
58
االجتماعي للبائع أو المشتري وكذا رقم تعريفه الجبائي والعنوان والكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة
من غير الرسوم للمنتوجات المبيعة أو الخدمات المقدمة ،كما سبق توضيحه.
-2حالة تحرير فاتورة غير مطابقة :يعاقب على تحرير فاتورة غير مطابقة بغرامة من عشرة آالف
دينار جزائري (10.000دج) إلى خمسين ألف دينار جزائري(50.000دج).
-3حالة تحرير فواتير مزيفة أو وهمية :يعاقب العون االقتصادي في حالة تحرير فواتير مزيفة أو
وهمية بالغرامة من ثالثة مائة ألف دينار جزائري(3000.000دج) إلى عشرة ماليين دينار جزائري
(10000000دج).1
-4حالة تحرير فواتير المجاملة أو الفواتير المزورة :تطبق غرامة جبائية تساوي %50من قيمة
الفاتورة 2في حالة تحرير فواتير المجاملة أو الفواتير المزورة على األشخاص الذين شرعوا في إعداد
الفواتير وضد الذين استلموها على حد السواء ،باإلضافة إلى استرجاع مبالغ الرسم على التي كان
من المفروض تسديدها والموافقة للتخفيض المطبق في مجال الرسم على النشاط المهني ،طبقا لقانون
الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.3
ّإال ّأنه إذا كان العون االقتصادي المخل بااللتزام بالفوترة في إحدى الحاالت التالية:
59
الفصل الثاني:
يقصد بالنزاهة ) (La loyautéفي إطار الممارسات التعاقدية أن يمتنع المتعاقد من إتيان ما يتنافى مع
الشرف واالستقامة من خداع أو غش أو تعسف أو إضرار بمصالح متعاقد آخر.
وتماشيا مع التوجه العام نحو تعزيز متطلبات النزاهة في العالقات التعاقدية ،جعل المشرع النزاهة مبدأ
يحكم القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،من خالل جملة من القواعد ،حظر بموجبها على العون
االقتصادي ممارسة كل ما ينافي األعراف التجارية النزيهة والشريفة ،تضمنها الباب الثالث من القانون رقم
،02-04تحت عنوان "نزاهة الممارسات التجارية".
وتكريس المشرع لمبدأ النزاهة شمل مجاالت أخرى ،منها القواعد المنظمة للمنافسة ،حيث جعل األمر
رقم 03-03المتعلق بالمنافسة ،النزاهة ضابط يجب م ارعاته في إطار حرية األسعار ،وهو ما يعكس مكانة
مبدأ النزاهة ضمن النصوص المنظمة للسوق بوجه عام.
وسوف نتناول في دراستنا للقواعد المتعلقة بنزاهة الممارسات التجارية ،الممارسات التجارية غير الشرعية
(مبحث أول) ،الممارسات التجارية غير النزيهة (مبحث ثاني) الممارسات التعاقدية التعسفية (مبحث ثالث)،
ومشيرين للقواعد المتعلقة باألسعار الشرعية وكذا الممارسات التجارية التدليسية حين يتطلب األمر ذلك.
المبحث األول:
عندما تخرج الممارسات التجارية عن اإلطار المشروع ،تصبح ممارسات تجارية غير شرعية ومن ثمة
تفتح باب للمنافسة التجارية غير النزيهة.
بالمفهوم الواسع للممارسات التجارية غير الشرعية تعد هذه األخيرة" :كل فعل أو عمل يتعدى ويتجاوز
القانون ،وهي كل مخالفة وكل تحايل أو خداع يمارسه األعوان االقتصاديون بهدف الربح وتدليس نية الغير،
مستعملين بذلك مواصفات غير قانونية في األماكن المعدة للتجارة".1
ونظ ار لألهمية البالغة التي تكتسيها المعامالت التجارية ،عمد المشرع الجزائري إلى تجريم مثل هذه
الممارسات المخلة والمنافية لقواعد نزاهة الممارسات التجارية ،وذلك بموجب قانون الممارسات التجارية .حيث
أوردها في الباب الثالث منه ،في فصله األول تحت عنوان "نزاهة الممارسات التجارية" ،وذكرها على سبيل
الحصر كونها ممارسات كثيرة ومتفرقة ال يجمع بينها سوى أن متابعتها تكون من اختصاص القاضي العادي،
عكس الممارسات المقيدة للمنافسة التي يختص بها مجلس المنافسة أساسا.
60
ولم يتطرق المشرع لتعريف "الممارسات التجارية" بنص خاص من الناحية القانونية ،وإنما اكتفى بضبط
نطاقها ضمن المادة 01من القانون رقم 02-04والتي تنص على ما يلي" :الممارسات التجارية هي تلك
التي تقوم بين األعوان االقتصاديين وبين هؤالء والمستهلكين".
ف األصل في المعامالت التجارية اإلباحة ،إال أن من بين هذه الممارسات ما ثبت إض ارره باألعوان
االقتصاديين أو بالمستهلكين ،فتدخل المشرع الجزائري بموجب القانون رقم 02-04لتنظيم العالقات بين هؤالء
وفيما بينهم.
ويقصد بمصطلح "غير الشرعية" الحياد عن القانون ،أو استخدام أساليب ووسائل ملتوية ،محظورة
وممنوعة ،كما تعني تجاوز حدود الشرع أو مقتضيات العدالة والمصلحة العامة ما من شأنه خلق االضطرابات
والفوضى في السوق مما يؤدي إلى عرقلة الحركة االقتصادية.1
وسنتطرق من خالل هذا المبحث إلى صور الممارسات التجارية غير الشرعية ،المنصوص عليها في
المواد من 14إلى 20من القانون رقم ،02-04بالتطرق إلى ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة
القانونية (مطلب أول) ،فالبيوع المحظورة المشروطة (مطلب ثاني) وأخي ار البيوع المحظورة غير المشروطة
(مطلب ثالث).
المطلب األول:
تعتبر ممارسة التجارة من الحريات االقتصادية التي تتطلب استيفاء الشروط القانونية المطلوبة ،ومن
بينها اكتساب الصفة ،وفقا لما تنص عليه المادة األولى من التقنين التجاري الجزائري ،وما تؤّكده المادة 14
من القانون رقم .02-04
وعّلة منع ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة التي تحددها القوانين المعمول بها ،هو ّ
أن
إباحة امتهان األعمال التجارية دون استيفاء ما تقرره القوانين من شروط من شأنه اإلخالل بالمساواة بين
أن ممارسة األعمال التجارية بصفة شرعية يستتبع أعباء ضريبية واجتماعية وتبعات
األعوان االقتصاديين ،ذلك ّ
قانونية يتحملها التاجر النظامي فيما يتحلل منها التاجر غير النظامي .من هذا المنطلق منع المشرع ممارسة
-1تعتبر ممارسات تجارية غير شرعية ،مخالفة ألحكام المواد ،19 ،18 ،17 ،16 ،15و 20من القانون رقم ،02-04
ويعاقب عليها بغرامة من مائة ألف دينار (100 000دج) إلى ثالثة ماليين دينار ( 3 000 000دج).
-راجع المادة 35من القانون رقم ،02-04مرجع سابق.
61
األعمال التجارية دون اكتساب صفة التاجر سعيا منه لضمان المساواة بين الممارسين للتجارة أمام األعباء
التي يفرضها القانون.1
من جهة ثانية فقد فرض القانون الصفة القانونية الالزمة لممارسة األعمال التجارية من أجل هيكلة
القطاع وتنظيم المهنة التجارية من خالل تسهيل مهمة الرقابة وضبط السوق.
وقد حدد القانون رقم 08-04شروط ممارسة األعمال التجارية( 2فرع أول) ،ثم ّبين أثر ممارسة األعمال
التجارية دون استيفاء تلك الشروط (فرع ثاني).
الفرع األول:
المشرع الجزائري األعمال التجارية ضمن التقنين التجاري في المواد 4 ،3 ،2وقسمها إلى أعمال
ّ عرف
تجارية حسب الموضوع ،أعمال تجارية حسب الشكل ،وأعمال تجارية بالتبعية.
عرفت المادة األولى من القانون التجاري التاجر بأنه" :كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال
وقد ّ
تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له".
وتمنح صفة التاجر لكل شخص يمارس أعماال تجارية على وجه اإلمتهان أي بصفة متكررة ومستمرة.
وبالتالي يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي يرغب في ممارسة نشاط معين ،القيد في السجل التجاري من
أجل إعطاء الصفة القانونية والنظامية لنشاطه التجاري ،ويقع هذا االلتزام أيضا على عاتق األشخاص المعنوية
التي يكون مقرها بالخارج وتمارس نشاطها بالجزائر.3
ويتم القيد في السجل التجاري عن طريق المركز الوطني للسجل التجاري ،إذ يؤهل مأمور الفرع المحلي
المركز الوطني للسجل التجاري للتسجيل كل شخص طبيعي أو اعتباري في السجل التجاري ،4ويتم ذلك بالرجوع
-قانون رقم 08-04مؤرخ في 14أوت ،2004يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية (ج.ر.ج.ج عدد 52الصادر في 2
18أوت ،2004ص )4معدل بموجب المادة 58من األمر رقم 01-10المؤرخ في 26أوت ،2010يتضمن قانون المالية
التكميلي لسنة ( 2010ج.ر.ج.ج عدد 49الصادر بتاريخ 29أوت ،2010ص .)4ومعدل ومتمم بالقانـ ـون رقم 06-13
المؤرخ في 23يوليو ( 2013ج.ر.ج.ج عدد 39الصادر في 31يوليو ،2013ص ،)33والقانون رقم 08-18المؤرخ في
10يونيو ( 2018ج.ر.ج.ج عدد 35الصادر في 13يونيو ،2018ص.)4
-3راجع المادة 06من القانون رقم ،08-04مرجع سابق.
ويستثنى من هذا االلتزام الفالحون والحرفيون ،والشركات المدنية والتعاونيات التي ال يكون هدفها الربح ،والمهن المدنية الحرة
التي يمارسها أشخاص طبيعيون والمؤسسات العمومية المكلفة بتسيير الخدمات العمومية ،باستثناء المؤسسات العمومية ذات
الطابع الصناعي والتجاري (المادة 07من القانون رقم ،08-04مرجع سابق).
-4راجع المادة 10من القانون رقم ،08-04مرجع سابق.
62
إلى مدونة األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري التي يحدد محتواها وتحيينها عن طريق
التنظيم.1
باإلضافة لشرط القيد في السجل التجاري هناك أنشطة تجارية خصها المشرع بشروط إضافية في إطار
نظام األنشطة أو المهن المقننة ،وهي أنشطة أو مهن تخضع ممارستها إلى قواعد خاصة وتتطلب ممارستها
الحصول على رخصة أو اعتماد تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة.2
كما يمنع من ممارسة األنشطة التجارية األشخاص الخاضعون لنظام خاص ينص على حالة التنافي،3
وكذا األشخاص المحكوم عليهم ولم يرد لهم االعتبار الرتكابهم إحدى الجرائم المحددة على سبيل الحصر في
المادة 8من القانون رقم .408-04
الفرع الثاني:
إن المشرع الجزائري من خالل القانون 02-04لم يردع مخالفة هذه الممارسات التجارية المحظورة
بغرامة مالية ،وإنما اكتفى بالجزاءات األخرى مثل الحجز والمصادرة والغلق ،األمر الذي ّ
5
يبين أن المشرع أراد
تفادي ازدواجية التغريم على اعتبار أن القانون رقم 08-04المعدل والمتمم المتعلق بشروط ممارسة األنشطة
التجارية ،قد نص على الغرامة كجزاء لمخالفة ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الشروط الالزمة.6
-1مرسوم تنفيذي رقم ،249-15مؤرخ في 29سبتمبر ،2015يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط تسيير وتحيين مدونة
األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج.ر.ج.ج عدد ،52الصادر في 30سبتمبر ،2015ص .)5
-2راجع المرسوم التنفيذي رقم 234-15المؤرخ في 29أوت ،2015المحدد لشروط وكيفيات ممارسة األنشطة والمهن المنظمة
الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج.ر.ج.ج عدد ،48الصادر في 09سبتمبر ،2015ص ،)7معدل ومتمم ب المرسوم
التنفيذي رقم 355-20مؤرخ في 30نوفمبر ( 2020ج.ر.ج.ج عدد 73الصادر في 06ديسمبر ،2020ص .)8
-3راجع المادة 9من القانون رقم ،08-04مرجع سابق.
-4راجع المادة 8من القانون رقم 08-04المعدلة بموجب المادة 2من القانون رقم ،06-13مرجع سابق.
-5راجع المواد 46 ،44 ،39من القانون 02-04المعدلة بموجب القانون رقم ،06-10مرجع سابق.
-6أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .78
63
فيما نصت المادة 32منه ،على غرامة من خمسة آالف دينار جزائري ( 5000دج) إلى خمسين ألف
دينار جزائري ( 50 000دج) لكل تاجر يمارس تجارة غير قارة دون القيد في السجل التجاري ،مع إمكانية
حجز سلع مرتكب الجريمة ،وعند االقتضاء حجز وسيلة أو وسائل النقل المستعملة.
أما بالنسبة لألنشطة والمهن المقننة ،فقد نصت المادة 40من القانون رقم 08-04على غرامة من
ّ
خمسين ألف دينار جزائري ( 50 000دج) إلى خمسمائة ألف دينار جزائري ( 500 000دج) على ممارسة
نشاط أو مهنة مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري دون الرخصة أو االعتماد المطلوبين ،مع غلق
المحل التجاري ،وفي حالة عدم تسوية الوضعية خالل ثالثة أشهر من معاينة الجريمة ،يقوم القاضي تلقائيا
بالشطب من السجل التجاري.
باإلضافة إلى المسؤولية الجزائية فإن ممارسة الشخص أعماال تجارية دون استيفائه للشروط التي حددها
القانون ،ال يمنع من خضوعه لألعباء وااللتزامات الواقعة على التجار النظاميين بخصوص األعمال التجارية
التي مارسها ،كما ال يعفيه ذلك من االلتزامات المفروضة على األعوان االقتصاديين بموجب القانـ ـون رق ـ ـم
02-04بتبعاتها الجزائية والمدنية باعتباره تاج ار فعليا يدخل في نطاق األعوان االقتصاديين ،وذلك تطبيقا
1
لقاعدة عدم جواز استفادة المخطئ من خطئه وحماية للغير حسن النية الذي تعامل معه.
أن المادة 14من القانون رقم 02-04ركزت في مضمونها على األعمال التجارية وتجدر اإلشارة إلى ّ
وهي المادة الوحيدة في هذا القانون التي استخدمت مصطلح ''األعمال التجارية'' بدل "الممارسات التجارية"،
رغم أن الممارسات التجارية ضمن القانون رقم 02-04أوسع من "األعمال التجارية" وذلك انطالقا من تعريف
العون االقتصادي الذي يشمل باإلضافة إلى التاجر كل منتج أو حرفي أو مقدم خدمات أي كانت صفته
القانونية يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها.2
لكن تجدر المالحظة أنه باستثناء التجار ،األشخاص المشمولون بصفة العون االقتصادي ال يمارسون
بالضرورة أعماال تجارية ،كالحرفيين أو مقدمي الخدمات ،وهو ما يجعل نص المادة 14من القانون رقم -04
02ال يسري على األعوان االقتصاديين من غير التجار رغم أن مهنهم تخضع بدورها لشروط قانونية تنظم
ممارستها.
المطلب الثاني:
األصل في البيع أن يتم برضا الطرفين ،لكن في بعض األحيان يتم عن طريق شروط يمليها العون
االقتصادي على المستهلك األمر الذي ينقص من حرية هذا األخير ويتسبب في المساس بقدرته الشرائية من
خالل اقتناء كميات مفروضة ال يحتاج إليها ،إال أن المستهلك يلزم بها وتفرض عليه في إطار البيع المشروط،
64
لذلك حظر المشرع الجزائري البيع المشروط لكنه في نفس الوقت أورد عليه استثناءات تضفي عليه المشروعية
أحيانا.
وعليه سنتطرق إلى كل من البيع بالمكافأة (فرع ّأول) ،البيع المشروط (البيع المتالزم) (فرع ثاني).
الفرع األول:
البيــــــع بالمكافــــــأة
يعد البيع أو الخدمة بالمكافأة من الممارسات التجارية ومن البيوع الواسعة االنتشار ،ويعود السبب في
ذلك إلى رغبة مقدمي السلع والخدمات في جلب عدد أكبر من الزبائن ،ففي هذا النوع من البيوع أو الخدمات
نجد الرغبة في الحصول على المكافأة بالمجان هي الدافع للتعاقد ،إذ غالبا ما يقوم المستهلك بشراء بضائع ال
يحتاج إليها.
وقد نظم المشرع الجزائري البيع بالمكافأة كممارسة تجارية غير شرعية بموجب المادة 16من القانون
رقم 02-04والتي تنص على أنه " :يمنع كل بيع أو عرض بيع لسلع وكذلك كل أداء خدمة أو عرضها
عاجال أو آجال مشروطا بمكافأة مجانية ،من سلع أو خدمات إال إذا كانت من نفس السلع أو الخدمة أو
لخدمة موضوع البيع أو تأدية الخدمة ،وكانت قيمتها ال تتجاوز %10من المبلغ اإلجمالي للسلع أو
الخدمات المعنية.
ال يطبق هذا الحكم على األشياء الزهيدة أو الخدمات ضئيلة القيمة وكذلك العينات".
(أوال) ،أساس حظر البيع بالمكافأة (ثانيا) ،عناصر البيع وعليه سنتطرق إلى تعريف البيع بالمكافأة ّ
بالمكافأة (ثالثا) واالستثناءات الواردة على حظر البيع بالمكافأة (رابعا).
يمكننا تعريف البيع بالمكافأة بأنه" :ممارسة يمنح بموجبها البائع (العون االقتصادي) لكل زبون يقتني
منتوجا من محالته هدية مجانية ،هذه األخيرة هي التي تميز هذه الممارسة عن عملية البيع العادية".
كما يمكننا تعريفه أيضا بأنه" :ممارسة تجارية ممنوعة في قوانين االستهالك الحديثة تتمثل في عرض
سلع أو خدمات للبيع على المستهلك مقابل إعطائه الحق بالمجان آجال أو عاجال في مكافأة تتمثل في سلع
أو خدمات ما عادا إذا كانت هذه السلع مماثلة لتلك التي هي محل البيع أو الخدمة".
فالمكافأة هي مقابل إبرام العقد سواء كانت في شكل أشياء مادية أو غير مادية ،طبيعية أو مصنعة ،وقد
يكون محلها أيضا أداء خدمة.
وبذلك يجعل هذا األسلوب التجاري الزبائن يتهافتون على منتوجات هذا العون االقتصادي دون سواها،
سواء كانت منتوجاته عبارة عن سلع أو خدمات ،حيث تشكل الهدايا المصاحبة لعملية الشراء بالنسبة لهم فائدة،
65
وكثي ار ما يؤثر ذلك على قرار الشراء عندما تكون مدعومة غالبا بإعالنات وإشهارات خصيصا لذلك ،1ألنهم
سيحصلون على منتوجات أو خدمات دون مقابل ،مما يسمح لهم بتوفير مبالغ مالية كانوا سيفقدونها لو أنهم
تعاقدوا مع عون اقتصادي آخر.
تكمن الغاية من منع هذا النوع من البيوع في تفادي قيام المستهلك باختيار سلعة ،أو خدمة معينة على
أساس رغبة تافهة تتمثل في الحصول على المكافأة ومن دون االهتمام بمعايير الجودة والسعر ،فالبيع بالمكافأة
من شأنه دفع المستهلك إلى شراء غير نافع أو غير مجدي .وعليه فإن أساس الحظر هو حماية مصلحة
المستهلك بالدرجة األولى من خطر حمله على الزيادة في حجم المشتريات أمال في الحصول على مكافأة مقابل
استرجاع البائع لقيمة المكافأة من ثمن السلعة المبيعة أو االنتقاص من جودتها.2
ثالثا -عناصر البيع بالمكافأة :يقوم البيع أو أداء الخدمة بالمكافأة على عنصرين أساسين هما:
حتى يكون البيع بالمكافأة محظو ار يجب أن تكون المكافأة مرتبطة بعقد بيع سلعة معينة أو عرضها
للبيع ،وهذا المنع يمتد إلى عقود الخدمات التي محلها أداءات ذات قيمة اقتصادية كعقود النقل والنشر والتطبيب
إذا اقترنت الخدمة المقدمة بمكافأة مجانية ،وبالتالي إذا انعدم بيع سلعة أو أداء الخدمة ،فال تعتبر العملية بيعا
بالمكافأة .كالمقايضة بالمكافأة واإليجار مثال ،والحال كذلك إذا منحت المكافأة للمستهلك وحدها بدون أي التزام
من جانبه بالشراء فإنها تعتبر مشروعة ،لذلك فإنه ال يوجد ما يمنع التاجر من تقديم أشياء أو خدمات بالمجان
للزبائن ما لم تكن مرتبطة بعقد البيع أو عقد تقديم الخدمات أبرم بين الطرفين.3
يشترط في المكافأة أن تكون مجانية ألنها تغري المستهلك فتدفعه إلى اقتناء بضائع أو خدمات رديئة
الجودة أو مرتفعة السعر في سبيل الحصول مجانا على مكافأة ،والمكافأة محظورة سواء تم تقديمها عاجال أي
في الحال بصفة فورية مع عملية البيع أو آجال بأن تتأخر عن عملية البيع ومن صور البيع التي تكون فيه
المكافأة مجانية ،إرفاق السيارة المبيعة بدراجة هوائية مثال.
-1أرزقي زوبير ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون ،فرع المسؤولية المهنية ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،2011/04/14 ،ص .74
-2مجيدة الزياني ،الحماية الجنائية لتكوين العقود المدنية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،المغرب ،2007-2006 ،ص.356
-3عباس بوعبيد" ،حماية المستهلك على ضوء قانون حرية األسعار والمنافسة" ،المجلة المغربية القانون واقتصاد التنمية ،عدد
خاص بندوة األسعار والمنافسة بين حرية المقاولة وحماية المستهلك ،العدد ،49سنة ،2004ص ص.97-96
66
رابعا -االستثناءات الواردة على حظر البيع بالمكافأة (المكافأة المشروعة):
أوردت المادة 16من القانون 02-04بعض االستثناءات فأجازت منح بعض المكافآت ،وتتمثل هذه
االستثناءات فيما يلي:
أن تكون المكافأة من نفس السلعة أو الخدمة المشكلة لموضوع العقد: -1
يشترط أن تكون المكافأة من نفس السلعة أو الخدمة محل العقد األصلي ،فإذا كانت خليط بين ما هو
مماثل و نوع آخر لمحل البيع سقط االستثناء ،1ومثال ذلك أن يدفع الزبون ثمن 12بيضة لتكون بذلك البيضة
13مجانية ،ويدخل ضمن هذا المفهوم أن يمنح صاحب مكتبة إلى زبونه الذي يشتري من عنده عددا معينا
من الكتب كتابا إضافيا.
يقصد باألشياء الزهيدة أو الخدمات ضئيلة القيمة تلك السلعة أو الخدمة ضئيلة القيمة الممنوحة كهدية
مجانية من طرف العون االقتصادي لزبائنه والتي تكون قيمتها المالية صغيرة جدا مقارنة بسعر شراء السلعة
أو تقديم الخدمة موضوع العقد الرئيسي ،على أن تحمل األشياء الزهيدة الممنوحة كهدية ملصق أو بطاقة يكتب
عليها أنها مجانية وال يمكن أن تكون محل للبيع ،مثاله أن يمنح البائع لكل من يقتني قارورة غسول مشط
مجاني.2
حدد المشرع الجزائري قيمة المكافأة التي يسمح القانون للعون االقتصادي بتقديمها لزبائنه بنسبة %10
من المبلغ اإلجمالي للسلعة محل العقد أو الخدمة المقدمة ،وبالتالي كلما كانت قيمة المكافأة أقل أو تساوي
هذه النسبة كان البيع بالمكافأة عملية تجارية قانونية ،ويرجع ذلك إلى أن هذه النسبة ليس من شأنها أن تؤثر
في أي حال من األحوال على اختيار الزبون.
-4العينات:
العينة هي" المبيع مصغر" 3أي الكمية الضئيلة من المنتوج المراد بيعه والتي تسلم للمستهلك من قبل
العون االقتصادي قصد تجربتها مثال ،وتعتبر هذه الطريقة بدورها أحد األساليب االشهارية من أجل التعريف
67
بالمنتوج الجديد ولفت انتباه الزبائن إليه ،كما تمكن المستهلك من تجربته والوقوف على مدى مطابقته لرغبته،
وتوضع العينة في المحل معروضة بشكل واضح مع التنويه أنها مجانية.1
الفرع الثاني:
قد يمارس العون االقتصادي نوعا آخر من الممارسات يتحكم بموجبها في إرادة المستهلك بخصوص
المحل المتعاقد عليه سواء من حيث كميته أو مقداره ،وحتى طبيعته ونوعه ،وهذا ما يدعى بالبيع المشروط أو
ما يطلق عليه أيضا البيع المتالزم،
تنص المادة 17من القانون 02-04على أنه " :يمنع اشت ارط البيع بشراء كمية مفروضة أو اشتراط
البيع بالشراء سلع أخرى أو خدمات وكذلك اشتراط تأدية خدمة بخدمة أخرى أو بشراء سلعة.
ال يعني هذا الحكم السلع من نفس النوع المبيعة على شكل حصة بشرط أن تكون هذه السلع معروضة
للبيع بصفة منفصلة".
وبناءا عليه يحظر كل شرط يلزم المستهلك بشراء كمية مفروضة من طرف البائع أو ترتبط عملية البيع
باقتناء سلع أخرى أو خدمة ،واألمر كذلك إذا كان محل البيع تأدية خدمة ،فيمنع كل شرط يقضي بأن ترتبط
تأدية الخدمة محل األداء على اقتناء المستهلك لخدمة أخرى أو شراء سلعة ،ومنه يمكن تعريف البيع المتالزم
على أنه" :ممارسة تجارية غير نزيهة يشترط بموجبها العون االقتصادي على المستهلك الذي يرغب في
التعاقد ضرورة شراء تفرض عليه ،أو شراء سلع أخرى أو خدمات أخرى غير تلك التي طلبها ".2
العلة من منع هذا النوع من البيع أنه يشكل إلزاما للمستهلك بشراء أكثر مما يريده ويرغب فيه أي أنه
يؤدي بالزبون إلى اقتناء كمية مفروضة أو أشياء أو خدمات تتجاوز حاجاته الحقيقية دون مراعاة ما إذا كان
يريد أو ال يريد هذه األشياء.3
68
وقد يتضمن البيع زيادة غير شرعية في السعر أو رفضا مقنعا للبيع ،حينما يفرض التاجر بيع مجموعة
من منتجات مختلفة تحت طائلة رفضه للبيع ،كأن يقول للمشتري (اشتري من هذا كي أبيع لك من ذاك) أو(ال
يمكن أن أبيعك أقل من كذا كمية) فالبيع المشروط يعتبر تكملة لرفض البيع وهو يضر بإرادة المستهلك لذا
وجب منعه.1
أن البيع المتالزم يعتبر ممارسة غير نزيهة يتخذها العون االقتصادي من أجل ترقية مبيعاته
كما ّ
وتصريف السلع التي تعرف نوعا من الركود وهذا من خالل اقتران بيعها بسلع معروفة بكثرة الطلب عليها
مستغال بذلك حاجة المستهلك لهذه األخيرة على غرار ما هو عليه الحال بالنسبة للمواد الواسعة االستهالك
وهذا ما دفع التشريعات الحديثة إلى حظره.2
ثالثا -صور البيع المشروط :يأخذ البيع المشروط ثالث صور تتمثل في:
تظهر هذه الصورة من خالل فرض العون االقتصادي على المستهلك قبول شراء كمية محددة تحت
طائلة رفض التعاقد معه في حالة عدم القبول ،أما إذا طلب منه ذلك على سبيل االختيار ،فاألصل في هذا
الشأن اإلباحة.
وال يعد من البيع المشروط أيضا ،إذا اشترط البائع كمية قصوى ال يمكن للمستهلك أن يتعداها كأن
أن كيسين من الحليب هو الحد األقصى للبيع في كل مرة ،وهناك حاالت أخرى ال يمكن إدراجها ضمن
يحدد ّ
البيع المشروط ،وال يمكن حصرها من ذلك مثال :أن تبقى كمية من القماش لدى البائع تفوق بقليل حاجة
المستهلك فيستحيل بيعها منفصلة.3
حيث يفرض البائع على المستهلك شراء منتوج آخر أو أداء خدمة مقابل بيع المنتوج المطلوب ،وتتحقق
هذه الصورة سواء اشترط البائع على المشتري أن تكون عملية الشراء من عنده أو من عند بائع آخر بالتحديد
أو مقدم خدمات محدد بعينه ،فذلك يدخل ضمن البيع المشروط المحظور قانونا.
ويتم اللجوء إلى هذا األسلوب من طرف البائع بغرض تسويق المنتوجات التي ستنتهي صالحيتها أو
السلع التي لم تتلقى رواجا ،لذلك يقوم البائع بعرضها مع سلع أخرى مطلوبة لالستهالك .كذلك قد يشترط البائع
أداء خدمة معينة مقابل بيع السلعة ،4كأن يشترط بائع األثاث أن يتولى هو نقله على نفقة المشتري مثال.
69
-3اشتراط تأدية خدمة بخدمة أخرى أو شراء سلعة:
في هذا الشكل يكون محل العقد هو تأدية خدمات ،وتظهر هذه الصورة من خالل إلزام المستهلك
مقابل اقتناء خدمة اقتناء خدمة أخرى أو شراء سلعة ،كأن يشترط الناقل على المسافر الرجوع معه بحساب
تذكرة الذهاب واإلياب في آن واحد ،وال يشترط قيام هذه الصورة أن يكون مؤدي الخدمة هو من يقدم الخدمة
اإلضافية أو البيع اإلضافي ،بل يمكن أن تتم هذه الخدمة من طرف بائع آخر أو مقدم خدمات آخر.1
رابعا -االستثناءات الواردة على منع البيع المشروط (شروط مشروعية البيع المشروط):
تنص الفقرة الثانية من المادة 17قانون 02-04المذكور سابقا على ما يلي" :ال يعني هذا الحكم السلع
من نفس نوع المبيعة على شكل حصة بشرط أن تكون هذه السلع معروضة للبيع بصفة منفصلة".
لقد تضمنت هذه الفقرة شروط مشروعية البيع المشروط (المتالزم) والمتمثلة فيما يلي:
-1أن تكون هذه السلع من نفس النوع :يكون البيع صحيحا إذا كانت السلعة محل البيع والسلع
المفروضة معها من نفس النوع أو من نفس الطبيعة ،2كأن تكون هذه السلع عبارة عن أدوات مدرسية (ك ارريس
أقالم )...أو مواد تنظيف ( ماء جافيل وصابون )...أو أدوات تجميل ،فهذه السلع يمكن أن تعرض مع
بعضها البعض ألنها تعتبر من نفس النوع ولها نفس الوظائف.
-2أن تباع هذه السلع في شكل حصة :معنى ذلك أن تكون السلع محل البيع في شكل حصة تحتوي
على عدد محدد من السلع ،حتى يكون محل البيع معينا للمستهلك ويكون على علم بالسلع المشكلة لهذه الحصة.
-3أن تكون هذه السلع معروضة للبيع بصفة منفصلة :وذلك بأن تعرض هذه السلع في شكل يدل على
أنها تباع بشكل مجتمع ،وذلك بأن تفصل في أكياس أو مجموعات مع إعالن سعرها ،وهذا حتى ال يفاجئ
المستهلك الذي يطلب سلعة معينة أنها تباع تبعا للسلعة األخرى.
-4أن يتم اإلعالم بأسعار مكونات الحصة :باستقراء نص المادة 17من القانون رقم ،02-04يتضح
ألن إعالم المستهلك
أن هذا الشرط لم ينص عليه صراحة لكنه يعتبر مكمل للشروط السالفة الذكرّ ،
بالسعر أمر ضروري ،واإلعالن على سعر كل حصة يؤكد أنها تباع مجتمعة ومستقلة.3
المطلب الثالث:
أن المشرع قد عمد من خالل القانون رقم 02-04على حظر جملة من البيوع واعتبرها من الشرح ّ
سبق ّ
الممارسات التجارية غير الشرعية نظ ار لآلثار السلبية المترتبة عليها ،وبعد تطرقنا للبيوع المحظورة المشروطة
70
في المطلب السابق ،سنتعرض من خالل هذا المطلب إلى البيوع المحظورة غير المشروطة في الفروع التالية:
رفض البيع أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي (فرع أول) ،إعادة البيع بالخسارة (فرع ثاني) ،البيع التمييزي
(فرع ثالث) ،إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية (فرع رابع).
الفرع األول:
المشرع الجزائري المستهلك بحماية خاصة ضد الممارسات التجارية غير الشرعية حينما منع رفض
ّ خص
ّ
التاجر البيع أو تأدية الخدمة من خالل نص المادة 15من القانون رقم .02-04
تنص المادة 15من القانون رقم 02-04على أنه" :تعتبر كل سلعة معروضة على نظر الجمهور
معروضة للبيع.
يمنع رفض بيع سلعة أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي ،إذا كانت هذه السلعة معروضة للبيع أو
كانت الخدمة متوفرة.
ال يعني هذا الحكم أدوات تزيين المحالت والمنتوجات المعروضة بمناسبة المعارض والتظاه ارت".
يتضح أن المشرع الجزائري من خالل الفقرة األولى من المادة 15من القانون رقم ،02-04قد اعتبر
فإن اعتبار السلعة
عرض السلعة على الجمهور قرينة على عرضها للبيع ومن ثم يمنع رفض بيعها .ومن ثمة ّ
المعروضة على نظر الجمهور معروضة للبيع يستلزم أن تخضع لجميع األحكام المتعلقة بالسلع المعروضة
للبيع ،من ضرورة عدها ،أو وزنها أو كيلها وإعالم الجمهور بأسعارها ،طبقا لنص المادة 05من القانون رقم
،02-04وإهمال ذلك يرتب المسؤولية الجزائية للعون االقتصادي.
أما عن مدى إلزامية اإليجاب الموجه للجمهور فإنه بالنسبة للسلع المعروضة في المتاجر أو في وجهات
المحالت مع كتابة أثمانها عليها فإن ذلك يعتبر إيجابا صريحا ألن التاجر يكون قد قصد بيع البضائع بالثمن
المكتوب عليها.1
وينعقد البيع بين العون االقتصادي ومن يتقدم له بالقبول ،طالما أنه لم يعدل عن إيجابه بسحب البضاعة
من واجهة المحل مثال أو برفع الثمن المكتوب عليها ،غير أن هذا اإليجاب يتعلق بالسلع المعروضة في واجهة
المحل دون غيرها من مثيالتها الموجودة في داخله خاصة إذا كانت هذه األخيرة غير مكتوب عليها أثمانها أو
71
أما إذا كانت السلع المعروضة داخل المحل ،مكتوب عليها أثمانها غير موضوعة في متناول يد الجمهورّ ،
وفي متناول الجمهور جاز لكل شخص أن يطلب شراء ما يشاء ،ما لم يكن التاجر قد تحفظ وأعلن كتابة أنه
ال يبيع إال قد ار معينا لكل شخص بشرط أن يكون اإلعالن في مكان بارز.1
وإذا تعلق األمر باإلعالن عن السلع في الصحف أو النشرات الخاصة مع تحديد أثمانها اعتبر ذلك
إيجابا صحيحا إلى أن يقترن به القبول .ومتى وصل إليه القبول التزم بتنفيذه ّأول ّ
فأول وفي حدود ما يكون
باقيا لديه من السلع التي عرضها ودون أن يرفع السعر أيضا ،ما لم يكن قد أعلن عن رفع السعر قبل وصول
الطلب إليه.2
أن المادة 15من القانون رقم 02-04في فقرتها األولى ركزت على السلع دون
ومما تجدر مالحظتهّ ،
فإن الخدمات المعروضة على نظر الجمهور ال
الخدمات ،مما يفيد أن هذه القرينة تخص السلع فقط ،وعليه ّ
تعتبر بالضرورة معروضة لألداء.
تعتبر حماية إرادة المستهلك وحريته في التعاقد من عدمه أساس حظر رفض البيع أو تأدية الخدمة .إذ
ّأنه من غير المعقول أن يرغب أحد المستهلكين في اقتناء حاجته كغيره من الناس ليجد نفسه محروما من شراء
ما يعرض للبيع بسبب رفض التاجر التعاقد معه ،وهي حالة من حاالت العرض الدائم والتي نظمتها نظرية
العقد بمجرد قبول العرض يعقد العقد ويجب تنفيذه .3وتعد الدوافع العنصرية في كثير من األحيان سببا لرفض
البيع.
وقد أوجب المشرع الجزائري على األعوان االقتصاديين معاملة األفراد على قدر من المساواة طبقا للمبدأ
الدستوري دون اإلشارة إلى االعتبار العنصري ،عكس المشرع الفرنسي الذي أدرج ضمن الحماية من رفض
البيع اعتبار عنصري.4
تقوم جريمة رفض البيع على جملة من العناصر تتمثل فيما يلي:
72
-1أن يكون رفض البيع أو تأدية الخدمة بصفة فعلية :ال يمكن للمستهلك أن يدعي وقوعه ضحية
لرفض البيع أو تقديم الخدمة ،إال إذا كان هناك رفض فعلي من قبل العون االقتصادي فمجرد التهديد بالرفض
أو التأخر في تسليم السلعة أو إتمام الخدمة ال يعد رفضا.1
وال يكون الرفض في مجرد التنفيذ ،بل قد يأخذ أشكاال مختلفة ،كما في الحالة التي يجعل البائع فيها
إتمام العقد مستحيال أو استبداله للمنتوج المتفق عليه بمنتوج آخر وكانت العالمة محل اعتبار في العقد وتشكل
عنص ار أساسيا في قيمة المنتوج.2
ومن مظاهر رفض البيع أيضا أن يكون على أساس عرقي مثال ،ورفض التعامل مع الزبون بالشروط
أن رفض البيع أو تأدية الخدمة يجب أن يوجه إلى المستهلك.3
التي يعامل بها غيره .مع اإلشارة ّ
-2أن يكون الطالب حسن النية :يشترط أيضا لقيام جريمة رفض البيع أو تأدية الخدمة أن يكون
المشتري حسن النية ،وال يعتبر كذلك مثال إذا أخل بالتزام سابق يربطه بالبائع كعدم الوفاء بالثمن في شراء
سابق ،4فرفض طلبه من البائع يكون حينئذ مشروعا.
فيما تتجلى سوء نية المشتري أيضا ،إذا كان ينوي اإلضرار بالبائع من خالل إلحاق خسارة به أو تفويت
فرصة عليه ،كأن يقوم مثال بشراء مسحوق غسيل إلظهار مساوئه مقارنة بمسحوق غسيل آخر ،بغية الترويج
لهذا األخير.5
-3عدم وجود المبرر الشرعي لرفض البيع أو تأدية الخدمة :كما يشترط لقيام لممارسة رفض البيع
أو تأدية الخدمة أيضا عدم وجود المبرر القانوني أو الواقعي ،كتوفر السلعة في الحال ،ففي الحالة العكسية
يمكن تبرير رفض البيع من طرف البائع بعدم قبوله إحضار سلعة من مكان آخر ،كما يشترط إمكانية أداء
الخدمة ،فإذا تعذر ذلك ألي سبب موضوعي اعتبر مؤدي الخدمة بريئا من تهمة رفض تأدية الخدمة.
ومن األمثلة عن المبرر الشرعي في حالة رفض البيع ،إذا فاقت الكمية المطلوبة االحتياجات أو عدم
كفاية المخزون ،ويعد كذلك من قبيل المبرر الشرعي رفض الصيدلية بيع الدواء بدون وصفة طبية ،اشتراط
تقديم ترخيص لما يتعلق األمر بالمواد السامة والخطيرة ،اشتراط سن معينة للعبة خطيرة في مؤسسات
التسلية...إلخ.6
-1بختة موالك ،مبادئ المنافسة في األمر 03-03المتعلق بالمنافسة ،مطبوعة محاضرات ألقيت على طلبة الماجستير ،فرع
قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2004 ،ص .37
2
- Denis Redon, Refus de vente, Juris-Classeur: concurrence; consommation, 1991, n: 3602-3603.
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .83
-4محمد الشريف كتو ،المرجع السابق ،ص .93
-5أحمد خديجي ،المرجع نفسه ،ص .84
-6أحمد خديجي ،المرجع نفسه ،ص .84
73
-4أن تكون السلعة معروضة للبيع وأن تكون الخدمة متوفرة :1معنى ذلك أنه متى توفرت لدى البائع
ألن نفاذها كان
سلع وامتنع عن البيع اعتبر ذلك رفضا للبيع ،وال يمكنه االحتجاج بنفاذ السلعة المعروضةّ ،
يستلزم منه إيقاف عرضها للبيع ،فمادامت السلعة معروضة على نظر الجمهور سواء في واجهات المحالت أو
في داخلها أو في المعارض أو األسواق ،فالبائع ملزم بتسليم المستهلك نفس السلع المعروضة للبيع.
فإن المشرع الجزائري اعتبر أن مقدم الخدمة رافضا لتأديتها عند توفرها ،غير أن أما بالنسبة للخدمات ّ
عرض الخدمة ال يعني بالضرورة توفرها ،وال يعني استعداد العارض لتأديتها مطلقا ،كون االستجابة إلى الطلبات
تكون في حدود اإلمكانيات المتوفرة لدى تقديم هذه الخدمات ،ومثال ذلك امتناع صاحب المسرح أو السينما
مثال عن تقديم الخدمة ال يمكن اعتباره رفضا للتعاقد عند انتهاء األماكن.
-5أن ال يتعلق الرفض بأدوات تزيين المحالت والمنتجات المعروضة بمناسبة المعارض
والتظاهرات :حيث تنص المادة 15من القانون رقم 02-04في فقرتها األخيرة على ما يلي..." :ال يعني
هذا الحكم أدوات تزيين المحالت والمنتجات المعروضة بمناسبة التعارض والتظاهرات".
من خالل هذه الفقرة يتضح أن المشرع الجزائري استبعد أدوات تزيين المحالت والمنتوجات المعروضة
بمناسبة المعارض والتظاهرات من الخضوع لحكم رفض البيع ،وبالتالي ال يمكن إجبار العون االقتصادي على
بيعها بالرغم من كونها معروضة على نظر الجمهور ،ألن عرضها ال يعني بالضرورة الرغبة في بيعها ،وال
يمكن اعتبار رفض بيعها في حالة ما إذا طلب المستهلك ذلك ،بمثابة ممارسة لرفض البيع بدون مبرر شرعي.
الفرع الثاني:
74
(أوال) ،أساس حظر إعادة البيع بالخسارةسنتطرق على التوالي لتعريف البيع بالخسارة ّّ وبناءا على ذلك
(ثانيا) ،مجال حظر إعادة البيع بالخسارة (ثالثا) ،عتبة إعادة البيع بالخسارة (رابعا) واالستثناءات الواردة على
الحظر القانوني إلعادة البيع بالخسارة (خامسا).
تنص المادة 19في فقرتيها 1و 2من القانون رقم 02-04على أنّه" :يمنع إعادة بيع سلعة بسعر
أدنى من سعر تكلفتها الحقيقي.
يقصد بسعر التكلفة الحقيقي ،سعر الشراء بالوحدة المكتوب على الفاتورة ،يضاف إليه الحقوق
والرسوم ،وعند االقتضاء ،أعباء النقل."...
من خالل نص المادة يمكن تعريف إعادة البيع بالخسارة بأنه" :عملية إعادة بيع سلعة على حالتها دون
أن يحدث فيها أي تغيير من حيث الزيادة في السعر".1
يعد إعادة البيع بالخسارة من األساليب األكثر انتشا ار في األسواق ،ونظ ار ألن استخدامه يؤدي إلى ظهور
منافسة غير مشروعة ،فإن المشرع الجزائري قد منعه دون قيد أو شرط ألسباب كثيرة ،منها تحويل الزبائن،
وهذا من شأنه إلحاق أض ار ار كثيرة بمنافسي العون االقتصادي ،فالظاهر أن العون االقتصادي بإقدامه على
هذه الممارسة وكأنه يمارس هوامش ربح منخفضة لصالح المستهلكين لكن الحقيقة غير ذلك ،فتخفيض السعر
ليس ناتجا عن قانون العرض والطلب ،وإنما تزييفه وتخفيضه لجذب زبائن التجار المنافسين بطريقة غير
شرعية.2
والسبب اآلخر هو حماية صغار التجار من أقوياء السوق أي الموزعين الكبار والمحافظة على
المستهلكين ضد عروض غالبا ما تكون خادعة ،ألن تخفيض قيمة السلعة إلى درجة بيعها بالخسارة سيؤدي
ال محالة الحقا إلى زيادة سعر هذه السلعة ،أو المنتجات األخرى لتعويض قيمة الخسارة من جيب المستهلك.3
من خالل استقراء نص المادة 19يمكن تقسيم مجال إعادة البيع بالخسارة إلى ثالثة أجزاء:
-1لقيام إعادة البيع بالخسارة البد من وجود عالقة تعاقدية تامة ،فعرض إعادة البيع بالخسارة أي اإليجاب
الصادر من العون االقتصادي ال يدخل ضمن نطاق الحظر القانوني.
-1سمير خمايلية ،عن سلطة مجلس المنافسة في ضبط السوق ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع تحوالت الدولة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،2013 ،ص.101
-2محمد الشريف كتو ،المرجع السابق ،ص .101
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .97
-4أحمد خديجي ،المرجع نفسه ،ص ص .98-97
75
إن مجال منع إعادة البيع بالخسارة ،يتعلق بالسلع والمنتجات المباعة بعد الشراء أي المعروضة للبيع على
ّ -2
حالتها األصلية دون تحويلها ،ويخرج من مجال الحظر ،السلع والمنتجات المحولة والمصنعة من طرف
المنتجين الصناعيين أو الحرفين وكذا تقديم الخدمات ونشاط اإلنتاج.
إن منع إعادة البيع بالخسارة يطبق على كل التعامالت التي يقوم بها األعوان االقتصاديون ،دون إعطاء
ّ -3
أهمية لصفة الطرف المتعاقد(المشتري) أي المستعمل النهائي للسلعة ،فاألمر يستوي إذا كان مستهلك أو
عون اقتصادي.
ال مجال للحديث عن إعادة البيع بالخسارة المحظور قانونا إال إذا كان سعر إعادة البيع أقل من سعر
التكلفة الحقيقي ،وقد عرف المشرع الجزائري في صلب المادة 19من القانون رقم 02-04سعر التكلفة
الحقيقي على أنه" :يقصد بسعر التكلفة الحقيقي ،سعر الشراء المكتوب بالوحدة على الفاتورة ،يضاف إليه
الحقوق والرسوم ،وعند اقتضاء ،أعباء النقل".
ولكن ماذا عن التخفيضات في السعر التي استفاد منها العون االقتصادي هل تقتطع من سعر التكلفة
إن اإلجابة عن هذا السؤال يفترض االحتمالين التاليين:1
الحقيقي أم ال؟ في الحقيقة ّ
-1إذا كانت التخفيضات مرتبطة بعملة البيع دون غيرها ،نميز بين حالتين:
أ -إذا تمت اإلشارة في الفاتورة إلى قيمة التخفيضات في السعر التي استفاد منها الطرف المتعاقد:
فإنها تقتطع من سعر التكلفة الحقيقي.
ب -أما إذا لم تتضمن الفاتورة قيمة التخفيضات :قامت قرينة قانونية على إعادة البيع بالخسارة ،غير
أن هذه القرينة بسيطة يستطيع العون االقتصادي إثبات ّ
أن سعر الشراء أقل من السعر المتضمن ّ
في الفاتورة ،كون التخفيضات تمت بعد تحرير الفاتورة.
-2إذا تعلق األمر بتخفيضات غير مرتبطة بالبيع محل التعاقد :أو كانت مرتبطة بتحقيق شروط معينة،
كمنح تخفيضات بشرط أخذ كميات معينة من المنتوج في وقت معين ،فإنها ال تخصم من سعر
التكلفة الحقيقي.
خامسا -االستثناءات الواردة على الحظر القانوني إلعادة البيع بالخسارة:
حظر المشرع إعادة البيع بالخسارة من خالل نص المادة 19من القانون رقم ،02-04إالّ أنه أورد
عليه بعض االستثناءات ضمن نفس المادة وتتمثل فيما يلي:2
76
-1السلع سهلة التلف والمهددة بالفساد السريع :كمثال عن ذلك الخضر ،الحليب ومشتقاته،
المواد المعلبة التي قرب تاريخ نهاية صالحيتها...الخ ،ففي هذه الحاالت أجاز القانون للعون االقتصادي
إعادة بيعها أقل من سعر تكلفتها الحقيقي.
-2السلع التي بيعت بصفة إرادية أو حتمية بسبب تغير النشاط أو إنهائه أو إثر تنفيذ حكم
قضائي :إذا قام العون االقتصادي ببيع السلع بسعر أقل من سعر تكلفتها الحقيقي عند قيامه بتغيير النشاط
بصفة إرادية أو بصفة حتمية كالحكم بإفالسه ،فإن األمر في هذا الشأن جائز ،أي أنه لم يقم بممارسة
محظورة.
-3السلع الموسمية والسلع المتقادمة والبالية تقنيا :يجوز للعون االقتصادي إعادة البيع بالخسارة
إذا تعلق األمر بسلع انتهى موسمها ،حيث يجوز التخلص من المخزون بأي سعر كان مسموحا به قانونا،
ونفس الحكم يسري على السلع المتقادمة أو البالية تقنيا كاألثاث واألدوات الكهرومنزلية والسيارات ...الخ.
-4السلع التي تم التموين منها أو يمكن التموين منها من جديد بسعر أقل :تتعلق هذه الحالة
بإمكانية التزود بالمنتجات من جديد بكميات هامة وبأسعار مخفضة ،بحيث يقع ضمان االنخفاض الشامل
في األسعار وذلك لصالح المستهلك ،بما أنه سيتم تغطية السوق بمواد مخفضة الثمن ،وفي هذه الحالة
يكون السعر الحقيقي إلعادة البيع يساوي سعر إعادة التموين من جديد.
-5المنتوجات التي يكون فيها سعر إعادة البيع يساوي السعر المطبق من طرف األعوان
االقتصاديين اآلخرين :يشترط أن ال يقل سعر البيع من طرف المتنافسين حد البيع بالخسارة ومعنى ذلك
أنه بإمكان أحد األعوان االقتصاديين إعادة البيع بأقل من سعر التكلفة الحقيقي شريطة إثباته أن األعوان
االقتصاديين الموجودين معه في نفس السوق يطبقون نفس األسعار بالنسبة لنفس المنتوج ،وهذا حتى
يتسنى له مواجهة منافسيه.
الفرع الثالث:
البيع االتميـــيزي
تقتضي المنافسة الحرة والنزيهة ،المساواة بين األعوان االقتصاديين ،وتكافؤ الفرص فيما بينهم ،وقد حظر
المشرع الجزائري استخدام كل أشكال نفوذ وهيمنة عون اقتصادي على عون اقتصادي آخر ،كفرض شروط
مجحفة في إطار المعامالت التجارية ،وقد أراد المشرع من خالل ما أورده في المادة 18من القانون 02-04
حظر البيع التمييزي بغرض سد ثغرة االمتيازات التي تمنح لعون اقتصادي دون اآلخر ،األمر الذي جعلنا
(أوال) ،مجال تطبيق البيع التمييزي (ثانيا) ،شروط قيام التمييز (ثالثا) وكذا الصور
نبحث في تعريف هذا البيع ّ
التي يظهر بها على مستوى السوق (رابعا).
77
ّأوال -تعريف البيع التمييزي:
يقصد بالبيع التمييزي ":ذلك البيع الذي بموجبه تمنح المؤسسة الممونة أحد زبائنها سواء كان تاجر
جملة أو تاجر تجزئة ،والذي تربطه بها عالقة تجارية جملة من االمتيازات دون غيره من المؤسسات
األخرى".1
ويمكن تعريفه أيضا" :بأنه البيع الذي يمارس فيه عون اقتصادي نفوذا على عون اقتصادي آخر
وذلك بأن يحصل على ميزات ال يحصل عليها عون آخر سواء تعلق األمر باألسعار أو بآجال الدفع أو
شروط البيع .وهذه المزايا تجعله في وضعية أفضل مقارنة بباقي المؤسسات المنافسة األخرى".2
مثاله :أن ينقل العون االقتصادي سلعا ألحد األعوان دون غيرهم ،أو يفرض على بعض األعوان الدفع
المسبق ،في حين يمنح البعض اآلخر آجاال للدفع دون مبرر شرعي.
تنص المادة 18من القانون رقم 02-04على أنه" :يمنع على أي عون اقتصادي أن يمارس نفوذا
على أي عون اقتصادي آخر ،أو يحصل منه على أسعار أو آجال دفع أو شروط بيع أو كيفيات بيع أو
على شراء تمييزي ال يبرره مقابل حقيقي يتالءم مع ما تقتضيه المعامالت التجارية النزيهة والشريفة".
وبذلك يخص البيع التمييزي جميع النشاطات بما فيها نشاطات اإلنتاج ،التوزيع والخدمات ،كما يمكن
أن يقوم به أي عون اقتصادي ،سواء كان تاجرا ،أو بائعا ،أو منتجا ،أو صيادا ،أو فالحا أو موزعا ،أو مقدم
خدمات ،أو حرفي...الخ ،سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا.
أن التمييز إذا كان من فعل المشتري قد يثير بعض اإلشكال على أساس أن المشتري ليس ملزما
على ّ
بالشراء من شخص معين ،فله أن يرفض الشراء دون أن يسأل عن ذلك .لكن بالرجوع إلى نص المادة 18
أن التمييز الصادر من المشتريينالمذكورة أعاله ،نجدها تضمنت عبارة شراء تمييزي ما يدفع إلى التخمين ب ّ
المعنيين ،خاصة في إطار عمليات التوزيع الكبير يدخل ضمن مجال تطبيق البيع التمييزي.3
أن حظر البيع التمييزي يقصد به حماية األعوان االقتصاديين فقط ،وبالتالي نستبعد وتجدر اإلشارة إلى ّ
من مجال تطبيق المادة 18التمييز الذي يكون ضحيته المستهلك ،لكن في الواقع إ ّن حماية األعوان االقتصاديين
من البيع التمييزي تعد في حد ذاتها حماية غير مباشرة للمستهلك ّ .
4
أما التمييز بين المستهلكين يمكن تصنيفه
ضمن نطاق رفض البيع.
78
ثالثا -شروط قيام البيع التمييزي :العتبار البيع بيعا تمييزيا البد من توافر جملة من الشروط نلخصها
فيما يلي:1
-1وجود عالقة تعاقدية تامة :وهذا يعني وجود عالقة اقتصادية بين العون االقتصادي القائم بالتمييز والعون
االقتصادي ضحية التمييز.
يمس ال ّتمييز عونا اقتصاديا بمفرده :في هذه الحالة ال يمكن إثبات التمييز إال من خالل إجراء مقارنة
-2أن ّ
بين المعاملة المخصصة لهذا العون االقتصادي والمعاملة المخصصة لعون اقتصادي آخر يتواجد معه
في نفس األوضاع والظروف.
-3أن يكون ال ّتمييز فعليا غير مبرر بمقابل حقيقي :وعليه ّ
فإن التّمييز الصادر عن عون اقتصادي في
مواجهة عون اقتصادي آخر والذي يكون مبر ار بمقابل حقيقي ال يعد من قبل التمييز المحظور بموجب
نص المادة 18من القانون رقم ،02-04كما يشترط في المقابل أن يكون متعلقا بعملية الشراء نفسها،
وليس بعمليات سابقة أو الحقة.
رابعا -صور البيع التمييزي :وردت صور البيع التمييزي على سبيل المثال ال الحصر في نص المادة
18من القانون رقم 02-04وتتمثل فيما يلي:2
-1تخفيض األسعار :يشترط القانون أن يكون السعر موحدا بالنسبة لكل المؤسسات المتعاقدة مع المؤسسة
الممونة ،بحيث ال يمكن أن تستأثر إحداها بسعر مميز دون البقية ،مما يجعلها في مركز أفضل ،عكس
ما هو شائع في الواقع ،أين يتم تخفيض األسعار لبعض األعوان دون البعض األخر دون سبب
موضوعي.
-2شروط البيع أو الشراء :تجب معاملة األعوان االقتصاديين المتواجدين في السوق التنافسية في وضعية
مماثلة ،معاملة واحدة فيما يتعلق بشروط البيع أو الشراء وأساليب البيع ،عرفا وقانونا ،حتى ال يلحق
ضرر بأحدهم.
أن المعاملة التمييزية تتحقق سواء طلب العون االقتصادي ذلك أو منحت له
وما ينبغي اإلشارة إليه ّ
تلقائيا.
-3منح آجال للتسديد :مهلة التسديد هي المدة الممنوحة من العون االقتصادي إلى أحد األعوان االقتصاديين
لدفع ثمن المبيع أو المتبقي منه ،وذلك بعد تسليم المنتوج ،ويعد من قبيل التمييز في المعاملة ،عندما يتم
منح آجال دفع ميسرة لفائدة عون اقتصادي دون آخر .وتعتبر كذلك ممارسة تفضيلية تشكل بيعا تمييزيا
محظو ار قانونيا ،قيام العون االقتصادي بتخفيض أو إنهاء آجال الدفع ضد أحد األعوان االقتصاديين
فقط ودون سبب مشروع.
79
الفرع الرابع:
تنص المادة 20من القانون 02-04على أنه" :يمنع إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية إذا
تم اقتناؤها قصد التحويل باستثناء الحاالت المبررة ،كتوقيف النشاط وتغييره أو القوة القاهرة".
تعتبر الممارسة المتمثلة في إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية عمال تجاريا يجيزه القانون،
بحيث يمكن ألي مؤسسة أن تتخذه كنشاط تجاري رئيسي لتحقيق ربح مشروع .غير ّأنه يحدث أحيانا في الحياة
العملية أن تجمع بين هذا النشاط ونشاط التمويل واإلنتاج ،أو تمارس النشاط بمفرده دون أن يكون مبينا في
سجلها التجاري ،مما يؤدي إلى حدوث خلل في توازن السوق نتيجة ظهور منافسة غير مشروعة.
وعليه سنتطرق لنطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية ّ
(أوال) ،شروط حظر إعادة بيع
المواد األولية على حالتها األصلية (ثانيا) واالستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد
األولية في حالتها األصلية (ثالثا).
ّأوال -نطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية:
في األصل ،يعتبر إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية من الممارسات التجارية المشروعة ،ويمكن
تعريفها بأنها" :شراء سلع في صورة مواد أولية خام لم يتم تصنيعها أو تحويلها بعد ،ليتم بيعها عن طريق
تجار التجزئة".1
أما أن يشتريها المصنع كمواد خام إلعادة تصنيعها وتحويلها (وفقا لما يشير إليه سجله التجاري) ،2ثم
يتولى هو عملية توزيعها بدل عملية تحويلها أو تصنيعها ،ففي ذلك خروج عن الشرعية ،وتعتبر من قبيل
الممارسات أو البيوع المحظورة قانونا.
ثانيا -شروط حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية:
تتمثل شروط قيام جريمة إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية فيما يلي:3
80
يجب أن يكون نشاط التحويل النشاط الرئيسي للعون االقتصادي ،وقد تكون إلى جانبه أنشطة -
اقتصادية أخرى ،أما إذا كان نشاط العون االقتصادي ال يتعلق إال بإعادة البيع دون إحداث أي تغيير على
السلع المشت اره فإنه ال يمكن اعتبار الممارسة غير شرعية.
يجب أن يكون القصد من الشراء هي إعادة تحويل المواد األولية وتصنيعها. -
يجب أن يتم إعادة بيع المواد األولية التي تم شراءها على حالتها. -
ثالثا -االستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية:
تضمنت الفقرة الثانية من المادة 20القانون رقم 02-04االستثناءات الواردة على ممارسة إعادة بيع
المواد األولية على حالتها األصلية والمتمثلة في:
إن القوة قاهرة التي تحول دون مواصلة المؤسسة لنشاطها ،كالحريق الذي -حالة القوة القاهرةّ :
يصيب المصنع أو الزلزال...إلخ ،قد تؤدي بالمؤسسة إلى بيع المواد األولية على حالتها دون تصنيعها،
وقد اعتبر المشرع بيع المادة األولية على حالتها في مثل هذه الحاالت فعال مباحا.
المبحث الثاني:
لقد سمح المشرع بممارسة األعمال التجارية لكن اشترط أن تكون هذه الممارسة نزيهة وأال تكون مخالفة
للقانون ،فلكل عون اقتصادي الحق في ممارسة أعمال تجارية ،لكن باحترام باقي األعوان االقتصاديين وبشرط
عدم اإلضرار بهم وبمصالحهم ،وكذا باحترام المستهلك وعدم تضليله.
وعليه ،حظر المشرع الممارسات التجارية التي تخالف النزاهة ،وهو ما سنتناوله من خالل هذا المبحث،
الذي سنتطرق بموجبه لمفهوم الممارسات التجارية غير النزيهة (مطلب أول) ،صور الممارسات التجارية غير
النزيهة (مطلب ثاني).
المطلب األول:
سنتطرق من خالل هذا المطلب لتعريف الممارسـات التجارية غير النزيهة (فرع أول) ،تمييز الممارسات
التجارية غير النزيهة عن الممارسات المشابهة لها (فرع ثاني).
81
الفرع األول:
ثم إلى التعريف سنتطرق من خالل هذا الفرع للتعريف القانوني الممارسـات التجارية غير النزيهة ّ
(أوال)ّ ،
الفقهي لها (ثانيا).
لقد أشار المشرع للممارسات التجارية غير النزيهة في التعديل الدستوري لسنة 2016في المادة 43
منه ،ومنعها بالنص على ذلك صراحة" ،يمنع القانون االحتكار والمنافسة غير النزيهة" ،وبالتالي منعت
دستوريا ك ّل الممارسات التي من شأنها المساس بمصالح األعوان االقتصاديين في عالقاتهم التعاقدية مع
بعضهم البعض أو بالمنافسين ،وكذا المساس بالمصلحة االقتصادية للمستهلكين.
ص على الممارسات التجارية غير النزيهة في الباب وبالرجوع للقانون رقم 02-04نجد المشرع قد ن ّ
الثالث منه المعنون" :نزاهة الممارسات التجارية" ،الفصل الرابع المعنون" :الممارسات التجارية غير النزيهة".
نصت المادة 26منه على ما يلي" :تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة المخالفة لألعراف
حيث ّ
التجارية النظيفة والنزيهة والتي من خاللها يتعدى عون اقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان
اقتصاديين آخرين".
عددت هذه الممارسات بموجب المادة 27منه كالتالي" :تعتبر ممارسات تجارية غير نزيهة في فيما ّ
مفهوم أحكام هذا القانون السيما منها الممارسات التي يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يأتي:
-1تشويه سمعة عون اقتصادي منافس بنشر معلومات سيئة تمس بشخصه أو بمنتوجاته أو خدماته،
-2تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم
به ،قصد كسب زبائن هذا العون إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك،
-3استغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها،
-4إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون اقتصادي منافس خالفا للتشريع المتعلق بالعمل،
-5االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب
العمل أو الشريك القديم،
-6إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس وتحويل زبائنه باستعمال طرق غير نزيهة كتبديد أو
تخريب وسائله اإلشهارية واختالس البطاقيات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث اضطراب بشبكته
للبيع،
-7اإلخالل بتنظيم السوق وإحداث اضطرابات فيها ،بمخالفة القوانين و/أو المحظورات الشرعية،
وعلى وجه الخصوص التهرب من االلتزامات والشروط الضرورية لتكوين نشاط أو ممارسته أو إقامته،
82
-8إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرته خارج األعراف
والممارسات التنافسية المعمول بها".
يتّضح من خالل المادتين السابقتين ،أ ّن الممارسات التجارية غير النزيهة ،هي تلك الممارسات المخالفة
لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة ،التي يتعدى من خاللها عون اقتصادي على مصالح عون آخر أو عدة
أعوان اقتصاديين آخرين.
كما يمكننا استنتاج معيارين أساسيين تتحدد من خاللهما الممارسات التجارية غير النزيهة ،ويتمثالن
في :مخالفة األعراف التجارية النزيهة والنظيفة ،والمساس بمصالح أعوان اقتصاديين آخرين.
إضافة إلى الممارسات غير النزيهة المذكورة في المادة 27أعاله ،اعتبرت المادة 28من القانون رقم
أن
02-04اإلشهار التضليلي ،إشها ار غير شرعي وممنوع ،وممارسة تجارية غير نزيهة أيضا ،على اعتبار ّ
المادة 28وردت تحت الفصل الرابع من هذا القانون المعنون" :الممارسات التجارية غير النزيهة".
لم يرد في الفقه الجزائري المتخصص تعريف صريح للممارسات التجارية غير النزيهة ،غير أنه وردت
بشأنها بعض التعاريف في بعض المؤلفات المتعلقة بحماية المحل التجاري بصفة هامشية مختصرة ،ونجد
معظم هذه التعاريف تتمحور حول الفكرة نفسها بكون الممارسات التجارية غير النزيهة هي تلك الممارسات
التي يمارسها العون االقتصادي ،وتكون منافية للقانون والعادات واألعراف التجارية ،التي من شأنها أن تضر
بغيره من األعوان االقتصاديين.
وذكر هذا األخير ،بعض صورها الشائعة في السوق التنافسية ،على سبيل المثال ال الحصر ،مثالها:
تشويه سلعة المنافس ،إحداث اللبس وبث االضطراب في السوق أوفي تنظيم المنافس ،ثم أضاف الفقيه
SAINT-GAL. Yممارسة التطفل كصورة أخرى للمنافسة غير المشروعة.2
-1مفتاح براشمي ،منع الممارسات التجارية غير النزيهة في القانون الجزائري -دراسة مقارنة ،أطروحة للحصول على درجة
دكتوراه علوم ،تخصص قانون األعمال المقارن ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران ،2محمد بن أحمد،2018/2017 ،
ص.10
-2مفتاح براشمي ،المرجع نفسه ،ص .10
83
الفرع الثاني:
سنتناول من خالل هذا الفرع تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير
(أوال) فتمييزها عن ممارسة األسعار غير الشرعية (ثانيا) ،ثم تمييزها عن الممارسات التعاقدية التعسفية
الشرعية ّ
والممارسات التجارية التدليسية (ثالثا).
ّأوال -تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير الشرعية:
أن المشرع قد اعتبر الممارسات التجارية غير النزيهة ،تلك الممارسات التي يعتدي
سبق التوضيح ّ
بموجبها عون اقتصادي على عون اقتصادي آخر ،أو على عدة أعوان اقتصاديين ،من خالل مخالفته لألعراف
التجارية ،ومن ثمة يشكل التصرف تجارة غير نظيفة وغير نزيهة .واألعمال التجارية غير النزيهة مختلفة
ومتعددة ال يمكن حصرها وقد تم ذكرها على سبيل المثال ال الحصر في المادتين 27و 28من القانون رقم
،02-04من خالل تعداد صورها األكثر شيوعا في السوق التنافسية.
أما الممارسات التجارية غير الشرعية ،فقد نص عليها المشرع في المواد من 14إلى 20من القانون
رقم ،02-04كما سبق بيانه ،وهي ممارسات من شأنها أن تؤدي إلى اإلخالل بعالقة العون االقتصادي
بالمستهلك ،وتمتد كذلك لعالقة األعوان االقتصاديين فيما بينهم .غير ّأنه في الممارسات التجارية غير النزيهة
أولى المشرع اهتمامه بحماية عالقة األعوان االقتصاديين فيما بينهم من الممارسات المخالفة لألعراف التجارية
النظيفة والنزيهة ،ومنه حماية مناخ السوق التنافسي ،وتبعا لذلك يحمى المستهلك كطرف أخير.
باإلضافة إلى اختالف مقدار الغرامة المالية المقررة لكل منهما ،حيث بناء على أحكام المادتين 35
و 38من القانون رقم 02-04يقدر الحد األدنى للغرامة المالية بالنسبة للممارسات التجارية غير الشرعية بـ
أن الحد األدنى لغرامة الممارسات التجارية غير النزيهة تقدر بـ 50.000دج.
100.000دج في حين ّ
أن الغرامة المقررة للممارسات التجارية غير الشرعية
أما فيما يخص الحد األقصى للغرامة المالية ،نجد ّ
مقدرة بـ 3.000.000دج ،في حين أن الحد األقصى لغرامة الممارسات التجارية غير النزيهة مقدرة بـ
ـ 5.000.000دج.
ثانيا -تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن ممارسة أسعار غير شرعية:
ظم المشرع ممارسة األسعار غير الشرعية في المواد 22 ،22مكرر و 23من القانون رقم 02-04
نّ
المعدل والمتمم ،بينما نظمت الممارسات التجارية غير النزيهة في المواد 28 ،27 ،26من القانون السالف
الذكر كما سبق بيانه.
وتعتبر ممارسة أسعار غير شرعية ،بناء على المواد المذكورة أعاله ،متى كان العون االقتصادي في
إحدى الحاالت التالية:
84
-عدم االلتزام بتطبيق هوامش الربح واألسعار المحددة أو المسّقفة والمصادق عليها،
-القيام بالمناورات والممارسات التي ترمي إلى القيام بتصريحات مزيفة بأسعار التكلفة قصد التأثير على
هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات المحددة أو المسّقفة،
ويهدف المشرع من خالل منعه لهذه الممارسات حماية المستهلك أو العون االقتصادي على حد السواء،
في حين أن قصد المشرع بالنسبة للممارسات التجارية غير النزيهة هو حماية العون االقتصادي من الجو
التنافسي غير المشروع ،وما ينتج عنه من إخالل لنظام المؤسسة والسوق بصفة عامة ،كما سبق شرحه.
أما فيما يخص مقدار الغرامة المالية المقررة للممارسات التدليسية ،فنجدها أكبر من الغرامة المفروضة
تغرم المادة 37من القانون رقم 02-04المخالف للممارسات التجارية غير النزيهة السابق ذكرها ،بحيث ّ
بغرامة تتراوح ما بين 300.000دج إلى 10.000.000دج وهذا نظ ار لحساسية هذه الممارسات.
85
-2الممارسات التعاقدية التعسفية:
عرف القانون رقم 02-04الشرط التعسفي في المادة 03منه في فقرتها 05على أنه" :شرط تعسفي:
ّ
كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو عدة بنود أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر
بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد".
أي هو كل شرط موجود في العقد ينتج عنه أو عليه عدم توازن واضح بين حقوق والتزامات األطراف
والتي عادة يأخذون وصف المستهلك والمتدخل (عون اقتصادي) في إطار عقد االستهالك ،فتتمثل في منح
هذا األخير امتيازات نتيجة استخدامه لقوته االقتصادية في مواجهة المستهلك الطرف الثاني والضعيف في
العقد.
أن المشرع في القانون المدني يقرر حماية خاصة للمتعاقد بصفة عامة ،برغم من وما يمكن مالحظته ّ
أنها خاصة بعقود اإلذعان ،بحيث يجوز للقاضي التدخل في بنود العقد للقيام بالتعديل في الشروط التعسفية
أو يمكن له أن يعفي الطرف المذعن منها ،ويعتبر هذا الحكم من النظام العام ،حيث كل اتفاق يقضي بخالف
ذلك يعد باطال .1بينما قلل المشرع من هذه الحماية وحصرها في العقود المتعلقة بالمستهلك في المادة 30من
قانون الممارسات التجارية والتي يمكن فرضها من قبل البائع على المستهلك.
كما حددت المادة 29من القانون رقم ،02-04وكذا المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 306-06
المؤرخ في 10سبتمبر 2006المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين
والبنود التي تعتبر تعسفية ،2البنود والشروط التي تعد تعسفية ،وحصرت نطاقها في العقود بين المستهلك والبائع
فحسب ،على خالف الممارسات التجارية غير النزيهة التي يعد طرفيها من األعوان االقتصاديين.
أما فيما يخص الغرامة المالية جراء المخالفات المتعلقة بالممارسات التعاقدية التعسفية فإنها هي نفسها
تلك المقررة للمخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية غير النزيهة طبقا لنص المادة 38من القـ ـ ـ ـان ـون رق ـ ـم
.02-04
المطلب الثاني:
يمكن تصنيف الممارسات التجارية غير النزيهة المنصوص عليها في المادتين 27و 28من القانون
رقم 02-04إلى ممارسات تهدف إضعاف العون االقتصادي المنافس (فرع أول) ،وممارسات تهدف إلى
االستفادة من تفوق العون االقتصادي المنافس (فرع ثاني).
86
الفرع األول:
قد تهدف بعض الممارسات التجارية غير النزيهة المنصوص عليها في قانون الممارسات التجارية والتي
يقوم بها بعض األعوان االقتصاديون إلى إضعاف عون اقتصادي ،أو أعوان اقتصاديون منافسون ،وتتمثل هذه
(أوال) ،إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون منافس (ثانيا)،
األخيرة في تشويه سمعة عون اقتصادي منافس ّ
االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب العمل أو
الشريك القديم (ثالثا) وإحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس أو في تنظيم السوق (رابعا).
تعتبر هذه الممارسة من أبرز صور الممارسة التجارية غير النزيهة الهادفة إلى اإلضرار بالمتنافسين في
السوق ،فالتشويه ) (Le dénigrementعبارة عن محاولة العون االقتصادي تغيير الصورة أو النظرة الحسنة
التي رسخت في أذهان المستهلكين بشأن العون االقتصادي اآلخر المنافس له ،نتيجة تعاملهم المباشر معه أو
من خالل ما شاع عنه من سمعة طيبة في السوق ،وذلك عن طريق تشويه سمعته بنشر معلومات سيئة تمس
بشخصه أو بمنتجاته أو بخدماته.1
يقوم مرتكب الفعل غير النزيه بالتعرض لشخصية العون االقتصادي المنافس ،ويمكن أن يتخذ هذا
التعرض الصور المادية التالية:
أ-المساس باالئتمان أو االعتبار الشخصي للمنافس :مثاله ما يصدر عن أحد المنافسين من إشاعات
أن العون المنافس ال يتصف باألمانة والشرف أو أخبار تتعلق بحياته الشخصية بأنه مثال من كإدعاء ّ
متعاطي المخدرات ،أو نشر أقوال أو تلميحات من شأنها أن تبث الشك في حالته المالية ،باإلدعاء أنه
أن شركته في حالة تصفية...الخ.
على وشك اإلفالس وغير قادر على الوفاء ،أو ّ
كما يمكن أن يكون التشويه في شخص التاجر أو العون االقتصادي من خالل إجراءات قضائية كيدية،
مثل دعاوى اإلفالس الكيدية.2
ب-المساس بسمعة وشرف العون االقتصادي المنافس من خالل التعييب بجنسيته أو ديانته أو
جنسه :ومثاله أن يقوم المنافس بالتشكيك في عقيدته الدينية مثال ببعث الشك في نفوس جمهور المستهلكين
-1عمار مزهود ،دعوى المنافسة غير المشروعة كآلية لحماية العون االقتصادي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير ،تخصص
قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي -1945قالمة ،2016/2015 ،ص .41
-2نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري) ،الطبعة ،3ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،1993 ،ص .186
87
أن المنافس الذي يمارس بيع اللحوم ملحد في بلد مسلم يذبح ذبائحه وفق الشريعة االسالمية ،وقد تكون اإلساءة
تتعلق بأمور أخرى كاالنتماء السياسي ،أو التشهير باالنتماء إلى جنسية دولة معادية ،وهذا يكون خاصة في
أوقات التوتر السياسي أو الحروب.
يتم هذا المساس من خالل عدة صور منها المباشرة وغير المباشرة:
أ -التشويه المباشر :يكون التشويه مباش ار متى كان موضوعه محددا دقيقا ويكون بذلك سهل اإلثبات،
كإطالق ادعاءات كاذبة تنطوي على قصد واضح اتجاه العون االقتصادي المنافس للتشكيك في
منتوجاته أو اإلشارة إليها في منشوراته أو ملصقاته بأسمائها بصورة علنية على ّأنها أقل جودة من
منتجاته أو وصف منتوجات منافسيه بأنها ثانوية أو غير ذلك من أفعال التشويه.
ب -التشويه غير المباشر :يكون متى قدم في شكل قالب يخفي ممارسة التشويه مما يجعل إثباته
صعبا نوعا ما ،إذ يأخذ هذا النوع من التشويه أشكاال أكثر تنوعا من التشويه المباشر باعتباره يعتمد
في الغالب على نقد الظاهرة الموضوعية ،أو ما يسمى باإلشهار المقارن أو الدعاية المقارنة ،كتقديم
دراسات مقارنة بين المؤسسة وتلك العائدة للمنافس على أساس أن في ذلك توعية وتنوير لعموم
المستهلكين.
مقارنة الجودة :حيث أنه وإن كان مسموحا للتاجر مدح نوعية منتجاته بوصفها األحسن ،إالّ ّأنه ال
يقبل منه أن يعيب تلك التي لغيره من المنافسين بوصفها معروضات ثانوية والنصح بتحاشي شراءها
مثال.
يجوز للعامل ترك العمل لدى المحل الذي كان يعمل به ،وال يوجد خطأ أيضا في أن يبحث هذا العامل
عن عمل عند عون اقتصادي آخر ولو كان منافسا للعون االقتصادي الذي كان يعمل لديه.
إالّ أن قيام عون اقتصادي منافس بجلب متعاقدين لدى عون اقتصادي آخر بعقد مكتوب أو غير
مكتوب ،من خالل إغرائهم باستخدام طرق مخالفة لقانون العمل ،وذلك بتقديم مكافآت كبيرة ومرتفعة ووعود
مادية ،أو حتى بالضغط عليهم ،بهدف اإلضرار بالمنافس ،يعد ممارسة تجارية غير نزيهة بنص المادة 27
88
الفقرة 04من القانون رقم 02-04التي تنص على" :إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون اقتصادي منافس
خالفا للتشريع المتعلق بالعمل".
ثالثا -االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب
العمل أو الشريك القديم:
تنص الفقرة 05من المادة 27على منع الممارسات التي يقوم من خاللها العون االقتصادي باالستفادة
من األسرار المهنية بصفة أجير أو شريك للتصرف فيها ،بقصد اإلضرار بصاحب العمل أو شريك قديم.
أجير
ا كأصل عام يحق للعون االقتصادي في االستفادة من األسرار المهنية لنفسه التي اكتسبها بصفته
أن المشرع منع عليه التصرف فيها على نحو يقصد به اإلضرار برب العمل أو
قديما أو شريكا قديما ،غير ّ
الشريك السابق.
وعليه فإ ن القيام بهذه الممارسة التجارية غير النزيهة وفق هذه الصورة يتطلب توافر عنصران ،عنصر
االستفادة من األسرار المهنية ،وعنصر التصرف فيما اكتسبه من معارف وأسرار بقصد اإلضرار برب العمل
أو الشريك القديم ،أي ضرورة توافر نية اإلضرار ،في حين لم يشترط أن يكون العون االقتصادي المعتدى على
أس ارره منافسا للعون المعتدي.
منع المشرع كل ممارسة من شأنها إحداث اضطراب في تنظيم عون اقتصادي منافس أو تنظيم السوق
بشكل عام.
إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس :تنص المادة 27في فقرتها 06من القانون أ-
رقم 02-04على" :إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس وتحويل زبائنه باستعمال طرق غير نزيهة،
كتبديد أو تخريب وسائله اإلشهارية واختالس البطاقيات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث
اضطراب بشبكة البيع".
إن وسائل بث الفوضى في منشأة المنافس متعددة ،إما بخلق اضطراب في مؤسسة عون اقتصادي آخر
أو يكون باالعتداء الداخلي التنظيمي على مشروع المنافس ،والهدف منها استقطاب وجذب زبائنه لها.1
إالّ أن المادة 27المذكورة أعاله ،خصت بالذكر كل من التبديد وتخريب الوسائل اإلشهارية واختالس
البطاقيات والطلبيات وممارسة السمسرة غير القانونية أو إحداث اضطراب في عملية البيع.
ويتحقق فعل تبديد الوسائل اإلشهارية للمنافس بإعدام تلك الوسائل وإبعادها عن وظيفتها األساسية في
أما التخريب فيكون غالبا بتمزيق الملصقات اإلشهارية الموجودة على الجدران أو
اإلشهار ،كسرقتها أو رميهاّ ،
-1علي حسين يونس ،المحل التجاري ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1975 ،ص .142
89
تكسير اللوحات الضوئية اإلشهارية أو حرقها ،واستعمال أي مادة أو آلة تؤدي إلزالة الكتابة اإلعالنية الموجودة
عليها أو إلصاق اشهاراته عليها وإخفائها...إلخ.1
كذلك استعمل المشرع لفظ اختالس ،الذي يعني به نقل الشيء أو نزع حيازة الشيء من صاحبه إلى
حيازة المختلس ،ويتعلق االختالس هنا بالبطاقيات التي تخص الزبائن ،أو اختالس الطلبيات التي تثبت التماس
الزبون تموينه بسلعة أو خدمة معينة.
باإلضافة إلى السمسرة غير القانونية ،وهي مخالفة السمسار قاعدة تشريعية أو تنظيمية أو عرفية ،مثال:
إقناع زبائن العون االقتصادي أن يقطعوا عالقاتهم معه ويقتنوا سلعهم من المنافس الثاني الذي طلب السمسار،
فهذا التصرف يعد مخالفا لألعراف المهنية ،ومخالفة للحديث النبوي الشريف" :ال يبيع أحدكم على بيع أخيه
وال يخطب على خطبة أخيه ،إالّ أن يأذن له".2
أما فيما يتعلق بإحداث اضطراب بشبكة بيع العون االقتصادي المنافس ،مثاله ما يؤديه البيع بالتخفيض
ّ
والبيع بخسارة من إخالل بتنظيم تاجر معين والسوق التنافسية عامة.
والهدف من كل هذه األعمال هي إحداث اضطراب في نشاط العون االقتصادي المنافس ،والسعي إلى
توقف العمالء عن الذهاب والشراء من محله ،وتحويلهم إلى محله الخاص ،أو محل آخر ،مما يؤدي إلى إلحاق
به ضرر جراء تراجع مبيعاته وبالتالي تضرر نشاطه التجاري ونقص أرباحه.
اإلخالل بتنظيم السوق :3قد يتجاوز التأثير التنافسي غير المشروع حدود التنظيم الخاص ب-
بالعون االقتصادي المنافس منفردا إلى تنظيم السوق في مجمله بشأن نشاط مهني معين ،وتقوم هذه الحالة
عادة بانتهاك القواعد السارية المفعول مما يؤدي إلى فوضى في السوق ،ألنه يعطي العون االقتصادي الذي لم
يتقيد بالتنظيم نفعا على حساب منافسيه.
فالعون االقتصادي الذي يمارس نشاطا دون التقيد بالقواعد اإلدارية والضريبية الواقعة على عاتق األعوان
اآلخرين مثال ،يجد نفسه مفضال بالنسبة لمنافسيه ،مما يؤدي به إلى تخفيض أسعار السلع والخدمات.
الفرع الثاني:
يتعلق األمر بتلك الممارسات غير النزيهة التي يهدف العون االقتصادي من خاللها إلى االستفادة من
سمعة منافسيه وتفوقهم ،من خالل القيام بتصرفات من شأنها إحداث اللبس والخلط في ذهن المستهلك ( ّأوال)
-1صبحي نجم محمد ،شرح قانون العقوبات الجزائري ،القسم الخاص ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص
.114
-2محمد بن يزيد بن ماجة القزويني ،سنن ابن ماجة ،ج ،2حققه محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة،
،2009ص .732
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص ص .115-114
90
أو من خالل التطفل التجاري (ثانيا) أو إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون
اقتصادي(ثالثا).
ّأوال -الممارسات التي تحدث الخلط واللبس في ذهن المستهلك :تتمثل هذه الممارسات في التقليد
واإلشهار التضليلي.
-1التقليد :يشمل التقليد وفقا لنص المادة 2/27من القانون رقم 02-04تقليد العالمات المميزة لعون
اقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم به ،قصد كسب زبائن العون
إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك.
تعد العالمة التجارية أحد أهم العناصر المعنوية التي يتكون منها المحل التجاري ،ألنها وسيلة مهمة
الجتذاب الجمهور.
انطالقا من األهمية التي تكتسيها العالمة التجارية يعمد بعض األعوان االقتصاديين إلى االعتداء عليها
بتقليدها قصد إحداث خلط ولبس في ذهن المستهلك ما يحدث إضرار بالعون االقتصادي صاحب العالمة،
وهو ما يعد تصرفا مخالفا لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة وللقانون أيضا.
عرفت العالمة على أنها" :اإلشارة التي يتخذها التاجر أو الصانع أو مقدم الخدمات لتمييز منتوجاته
ّ
وخدماته عن مثيالتها في السوق" .
1
ظمت العالمة بموجب األمر رقم 06-03المؤرخ في 19يوليو سنة 2003المتعلق بالعالمات.2
وقد ن ّ
وعرفت المادة 02منه العالمة بما يلي" :يقصد بالعالمة كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي ال سيما الكلمات
ّ
بما فيها أسماء األشخاص واألحرف واألرقام والرسومات أو الصور واألشكال المميزة للسلع أو توضيبها
واأللوان بمفردها أو مركبة التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي عن سلع
وخدمات غيره".
يالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع لم يحصر العالمة في رمز معين ،وإنما أجاز للعون االقتصادي
أن يتخذ أي رمز يراه مناسبا لتمييز منتجاته وخدماته ،شرط أن يكون هذا الرمز قابل للتخطيط ،أي أن العالمة
يجب أن تكون مدركة بالعين المجردة ،باإلضافة إلى شروط أخرى التي يجب مراعاتها حتى تحظى العالمة
بالحماية.
-1زوبير حمادي ،حماية اإلشارات المميزة من الممارسات التجارية غير النزيهة على ضوء األحكام التشريعية والممارسة
القضائية ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة-بجاية ،المجلد ،3العدد
2لسنة ،2018ص .10
-2ج.ر.ج.ج ،عدد 44الصادر في 23يوليو ،2003ص .22
91
عرفت المادة 26من األمر رقم 06-03المتعلق بالعالمات ،السالف الذكر ،جنحة التقليد كالتالي:
وقد ّ
"تعد جنحة تقليد لعالمة مسجلة كل عمل يمس بالحقوق االستئثارية لعالمة قام به الغير خرقا لحقوق صاحب
العالمة".
فعرف التقليد على ّأنه" :استعمال أساليب تؤدي إلحداث التباس في ذهن الزبائن بين منتوجات
أما الفقه ّ
المؤسسة المنافسة".1
عرفه ب ّأنه" :تقريب الشبه بين العالمة المقلدة والعالمة الحقيقية من شأنه إحداث اللبس
وهناك من ّ
بينهما بحيث يصعب على جمهور المستهلكين التفرقة بين كل منهما".2
ويتحقق تقليد العالمة وفق عدة مظاهر نذكر منها على سبيل المثال:3
وجود تشابه من حيث النطق :وذلك عن طريق إثارة اللبس في ذهن المستهلك من خالل استخدام
تسميات تماثل أو تشبه أو تحاكي تسمية عالمة عون اقتصادي آخر من حيث النطق على الرغم
من وجود فوارق في الكتابة ،مثل "selecta ":و".“selecto
وجود تشابه في الشكل الخارجي للعالمة :وذلك عن طريق إثارة اللبس في ذهن المستهلك باستخدام
رموز أو أشكال تحاكي أو تشبه أو تماثل الشكل الخارجي لعالمة أخرى.
والعلة من إحاطة العون االقتصادي بالحماية من تقليد العالمة المميزة له ،فيه حماية غير مباشرة
للمستهلك الذي يحتمل أن يكون ضحية هذا التقليد ،بأن يقدم على اقتناء منتوجات توهما منه أنها تحمل نفس
العالمة الذي يرغب في شراءها .وكذا حماية للعون االقتصادي من الضرر الذي يلحقه كون أن هدف المعتدي
بالتقليد اجتذاب زبائن عون أو أعوان معنيين .فالحماية القانونية للعالمة ترمي في آن واحد إلى تأمين الحماية
لمنتج السلعة أو بائعها والمستهلك لها في الوقت نفسه.
قد يطال التقليد المنتوجات العائدة إلى المؤسسة المنافسة ،فكثي ار ما يطلب الزبون من أحد التجار صنفا
محددا من البضاعة فيؤكد له هذا األخير توافر السلعة المطلوبة ،ولكن يعمد إلى بيعه نوعا آخر يشبهها لونا
أو شكال أو مذاقا.
يقصد بتقليد المنتوجات" :إعادة اإلنتاج المشابه لجزء أو لكل عناصر عالمة الغير".
92
ويأخذ تقليد المنتوجات مظهرين:1
المظهر األول :يتمثل في اعتماد الشكل الخارجي للمنتوجات المنافسة ،كأن يرد التقليد مثال على
صناديق تعبئة المنتجات أو الملصقات...إلخ.
المظهر الثاني :قد يطول الشكل التجاري الذي يعرض به المنتوج المنافس.
ومن شأن عملية تقليد المنتوجات إحداث التباس بين المنتوجات في ذهن المستهلك العادي ،قصد كسبه وصرفه
عن العون االقتصادي المنافس صاحب المنتوجات األصلية ،ويعتبر ذلك من قبيل المنافسة غير النزيهة.
قد يؤدي تقليد خدمات الغير إلى إحداث التباس لدى الزبائن في معرفة مصدر الخدمة ،مما يؤدي إلى
خداع المستهلك وإقدامه إلبرام العقد ظنا منه أنه يستفيد من خدمات العون االقتصادي الذي ّ
تعود التعامل معه.
ويعد هذا التقليد محاولة لكسب زبائن هذا األخير بطريقة غير مشروعة ،وهي ممارسة تجارية غير نزيهة.
أحيانا قد يتميز المنتوج ال بعالمته أو شكله الخارجي فحسب ،إنما بالطريقة الترويجية التي يعرض بها
أي اإلشهار خاص به ،مما يجعل تقليد تلك الطريقة في اإلشهار باعثا على خلق اللبس في ذهن المستهلك.
يقصد باإلشهار حسب نص المادة 3من القانون رقم " :02-04كل إعالن يهدف بصفة مباشرة أو
غير مباشرة إلى ترويج بيع السلع والخدمات مهما كان المكان أو وسائل االتصال المستعملة".
-اإلعالن" :الذي يعد نشاطا يعمل على عرض منتج أو خدمة ما للعامة بأي وسيلة من وسائل
اإلعالن بطريقة مغرية ومثيرة لقاء أجر بهدف جذب انتباههم إليه تحفي از لهم على التعاقد من أجل
تحقيق الربح".
-الترويج :حيث يقوم اإلشهار التجاري على الترويج لبيع السلع أو الخدمات ،سواء كان ذلك بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة ،فالطبيعة النفعية هي الميزة الجوهرية في اإلشهار التجاري.
-استعمال وسيلة من وسائل االتصال :وهي كل وسيلة اتصال ممكنة وشرعية ،كالجرائد والمجالت،
وأمواج األثير اإلذاعية ،وقنوات التلفزيون ،صفحات األنترنيت ،الهواتف النقالة ،األلواح الضوئية
والرسائل اإلعالنية والكتالوجات ...وغيرها من الوسائل المتاحة.
ولإلشهار اليوم أهمية بالغة باعتباره بطاقة تعريف ذات كيان خاص مستقل لها تأثير على الزبائن،
فبمجرد سماع اإلشهار أو مشاهدته يتذكر الجمهور بصفة آلية منتوج المؤسسة صاحبة اإلشهار ،وعليه فإن
93
تقليد اإلشهار الذي ينصب على تقليد الفكرة اإلشهارية أو تقليد التقنية اإلشهارية أو األسلوب الدعائي ،يشكل
منافسة غير نزيهة إذا توافرت إمكانية االلتباس لدى المستهلكين.
-2اإلشهار التضليلي:
يعد اإلشهار وسيلة مهمة يعتمد عليها المعلنون في تحقيق سياستهم التسويقية الترويجية بإحاطة
المستهلكين بكل المعلومات المتعلقة بالمنتجات والخدمات وإقناعهم بأفضليتها من خالل بيان مزاياها بغية
التأثير فيهم ودفعهم للتعاقد ،فهو المصدر األول للمعلومات التي يتلقاها الشخص عن المنتوجات والخدمات
لدرجة أنه قد يعتمد المستهلك على ذلك اإلشهار في اتخاذ ق ارره باقتناء تلك المنتوجات ،إال أنه في بعض
األحيان يتجه المعلنون إلى استخدام أساليب تحمل في طياتها تضليال أو تخلق لبسا لدى المستهلك.
حدد الحاالت
أن المشرع قد استعمل مصطلح اإلشهار التضليلي و ّأنه ّ
ما يالحظ من استقراء هذه المادة ّ
أو الصور التي يعتبر فيها اإلشهار تضليليا وغير مشروع وممنوع وذلك على سبيل المثال ال الحصر ،حيث
يفهم ذلك من خالل صياغة المادة باستعمال لفظ "السيما" ،كما أنه لم يحدد صفة المستفيد من الحماية ،فهي
موجهة لكل من المستهلك والعون االقتصادي ،بينما يكون مرتكب هذه الممارسة التجارية غير النزيهة وفقا
تضليلي ،السيما بتوافر الشروط المذكورة ،مستعملة مصطلح اإلشهار غير الشرعي ،مما يوحي وفق هذه التسمية أنه أقرب
للممارسات التجارية غير الشرعية ،غير أن المادة 38من ذات القانون اعتبرته ممارسة تجارية غير نزيهة ،ولعل الحكمة من
ذلك هو أن اإلشهار التضليلي يلحق الضرر باألعوان االقتصاديين المنافسين الذين تم خلق اللبس أو التضليل مقارنة بمنتوجاتهم
أو خدماتهم ،قصد استقطاب زبائنهم بالنصب والخداع ،وفي ذلك إخالل باألعراف التجارية النظيفة والنزيهة التي من خاللها
يتعدى عون اقتصادي على مصالح عون اقتصادي آخر وفقا لنص المادة 26من القانون رقم .20-04
94
لمفهوم المادة 26من هذا القانون هو عون اقتصادي ،كما ّ
أن المشرع اعتبر كل من المنتوج والخدمة محال
لإلشهار التضليلي.
أن المشرع قد استهل النص بعبارة "دون اإلخالل باألحكام التشريعية والتنظيمية األخرى
كما يالحظ ّ
أن المشرع قد تطرق إلى تنظيم اإلشهار التضليلي بموجب نصوص أخرى، المطبقة في هذا الميدان" ،ما يؤكد ّ
منها المرسوم التنفيذي رقم 378-13المؤرخ في 9نوفمبر سنة ،2013المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة
بإعالم المستهلك ،1إذ تنص المادة 36منه في فقرتها األولى على أنه" :يجب أال يوصف أو يقدم أي غداء
بطريقة خاطئة أو مضللة أو كاذبة أو من المحتمل أن يثير انطباعا خاطئا بخصوص نوعه بطريقة تؤدي
إلى تغليط المستهلك".
وبذلك حظر المشرع اإلشهار الذي من شأنه محاولة تغليط المستهلك وتضليله أو إثارة انطباعات من
شأنها تغليطه ،وهذا ما تم تأكيده وتفصيله في المادة 60من المرسوم التنفيذي رقم ،378-13المذكور أعاله،
وبهذا يكون المشرع قد حظر كل إشهار تضليلي يؤدي إلى إيقاع المستهلك في غلط حول عناصر المنتوج
مراعيا خصائصه وطبيعته.2
بالرجوع إلى أحكام المادة 28من القانون رقم 02-04نجد أن المشرع قد نص على صور اإلشهار
التضليلي ،والمتمثلة في :اإلشهار المفضي للتضليل ،اإلشهار المفضي للبس ،واإلشهار المضخم.
وبالرجوع إلى الفقه نجد ما يسمى باإلشهار المقارن الذي وإن كان ال يعد إشها ار تضليليا ،إالّ أنه من
اإلشهارات التي تعد من قبيل الممارسات غير النزيهة كونها تضر العون االقتصادي المنافس الذي قورن منتوجه
أو خدمته في هذا اإلشهار ،بصفة تقلل من قيمته مقارنة بالمنتوج محل المقارنة.
» mensongeفهو ادعاء مزاعم مخالفة للحقيقة ،وإن كان يؤدي إلى نفس النتيجة وهي خداع المتلقي إال أنه أكثر سوءا من
التضليل ،لذا فإن اإلشهار التضليلي يشمل اإلشهار الكاذب ،وعليه فإن مفهوم التضليل يشمل كل ما من شأنه خداع المتلقي ،لذا
عادة ما يطلق عليه تسمية اإلشهار الخداع أو الخادع ،راجع بهذا الخصوص:
-هانية ابراهيمي ،الحماية المدنية للمستهلك في ظل القانون 02-04المتعلق بالممارسات التجارية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في القانون العام -فرع التنظيم االقتصادي ،جامعة قسنطينة ،1كلية الحقوق ،2013-2012 ،ص ص .124-122
95
" ...يعتبر إشها ار غير شرعي وممنوعا ،كل إشهار تضليلي ،السيما إذا كان:
-يتضمن تصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل بتعريف منتوج أو خدمة
أو بكميته أو وفرته أو مميزاته"...
أن المشرع استعمل مصطلح التضليل فيما لم يشرط وقوع التضليل فعال ،بل
يظهر من خالل هذه الفقرة ّ
اكتف أن يكون اإلشهار من شأنه أن يؤدي إلى التضليل العتباره غير مشروع وممنوع ،فالعبرة بمضمون
اإلشهار بغض النظر عن النتائج المرجوة منه وذلك تكريسا لحماية المستهلك من اإلشهار المضلل ،فيما لم
يشترط المشرع قصد التضليل الركن المعنوي المتمثل في النية اإلجرامية ،بل اكتف بالركن المادي المتمثل في
أن يكون اإلشهار متضمنا لتصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل ،أي أنه يعنى
بالمعلومة المضللة إلرادة المتلقي ال بالنتيجة اإلجرامية ،حيث يرد التضليل وفقا لهذه الصورة على مدى وفرة
المنتوج أو الخدمة من عدمهما وكذا بشأن كفايتهما ،ومميزاتهما أو بتعريفهما.1
-يعتبر إشها ار مضلال كتابة على بطاقات المالبس تفيد أنها أصلية في حين أنها مقلدة،
-اإلعالن الذي يظهر بخط واضح وعريض أن البيع يتم بالتقسيط خالل 18أشهر بدون فوائد ،بينما
كتب تحت هذه الكتابة بخط صغير جدا عبارة أخرى مفادها أن العرض يخص الذين يشرون بضائع تزيد قيمتها
عن مبلغ معين وبعد تقديم ملف يتم دراسته من طرف البائع،
-كما أعتبر إشها ار مضلال ذلك الذي تدعي فيه شركة معينة أنها تنفرد بإنتاج سلعة ما أو تقديم خدمة
معينة ذات مواصفات متميزة ثم تبين أن ثمة منتجون آخرون لهم نفس القدرات.
-اإلشهارات التي تستعمل النجوم والمشاهير أو الخبراء والمختصين ليقروا صحة ما ورد باإلشهار من
مواصفات وخصائص متميزة للخدمة أو المنتوج انطالقا من تجربتهم الشخصية ثم يتبين خالف ذلك.
-كما يفضي اإلشهار للتضليل إذا استعمل عبارات عامة وفضفاضة أو غامضة أو مختصرة مثال "نبيع
بأسعار خاصة" أو "بثمن خيالي" فهذه العبارات قد تفضي إلى تضليل المستهلك إن لم تكن دقيقة.
وإن كان التضليل في األمثلة السابقة يتم بفعل إيجابي ،فإنه يتحقق كذلك بالترك أي باتخاذ موقف سلبي
يؤدي إلى حجب المعلومات الالزمة إلظهار الحقيقة الكاملة للمنتج المعلن عنه ،مثال ذلك :اإلعالن الذي من
شأنه ترك انطباعا بأن المشتري يمكن أن يستفيد من الضمان مجانا لمدة معينة ثم يتبين أن هناك وثيقة ملحقة
بعقد البيع يجب توقيعها تتضمن زيادة في الثمن الستحقاق الضمان مما يجعله ضمانا بمقابل وليس مجانيا كما
ورد في اإلعالن.3
96
وبالرجوع إلى معيار تقدير التضليل نجد المشرع الجزائري قد أخذ بالمعيار الموضوعي الذي يعتمد على
تجريد متلقي اإلعالن من ظروفه الشخصية ،حيث يوضع المتلقي موضع الشخص العادي الذي يمثل جمهور
الناس ،أي أن التضليل في اإلشهار ال يتحقق إال إذا كان من شأنه خداع المتلقي العادي.1
تنص المادة 28في الفقرة الثانية على أنه ..." :يعتبر إشها ار تضليليا غير شرعي وممنوعا إذا كان
يتضمن عناصر يمكن أن تؤدي إلى االلتباس مع بائع آخر أو منتوجاته أو خدماته أو نشاطه."..
ويعرف الفقه االلتباس بأنه تلك الرغبة التي تتملك التاجر أو الصانع أو عارض الخدمات في أن يحل
محل منافسه في الثقة التي يحظى بها لدى جمهور المستهلكين وتحويل زبائن هذا األخير نحوه أو على األقل
صرفهم عن منافسه.2
ويولد اإلشهار المفضي إلى اللبس الشك واألوهام في ذهن المستهلك ،فيقدم على اقتناء ما لم يقصد
اقتناءه من سلع وخدمات ،أو التعاقد مع من لم يكن ينوي التعاقد معه ،فتحيد بذلك إرادته عن منحاها الصحيح
نتيجة لما لحقها من بلبلة وتشويش ،ويكون كذلك إذا كان اإلشهار يضمن عناصر تقلد أو تحاكي أو تشبه
عناصر تميز منتوج أو سلعة أو نشاط بائع آخر.3
لم يشترط المشرع وقوع اللبس فعليا ،بل يكفي إمكانية حدوثه في المستقبل ،وعليه على غرار اإلشهار
المفضي للتضليل ،تعتبر جريمة اإلشهار المفضي إلى اللبس جريمة مادية تفتقر إلى الركن المعنوي المتمثل
في النية اإلجرامية.
وقد قصد المشرع بحظره لهذا اإلشهار حماية رضا المستهلك بأن يكون اختياره حر ونزيه ال يشوبه أي
لبس.4
أن المشرع في الصورة األولى ركزإن الفرق بين اإلشهار المفضي للتضليل والمفضي إلى اللبس وهو ّّ
على ضرورة أن تكون بيانات اإلشهار صادقة تدل بدقة على تعريف المنتوج أو الخدمة والرغبات التي يمكن
أما بالنسبة
أن يتوقعها المستهلك عند مشاهدته لإلشهار من حيث خصائص المنتوج أو الخدمة ووظيفتهّ .
لإلشهار المفضي للبس فإن المشرع قد حرص على حرية ونزاهة اختيار المستهلك ،وبالتالي حتى وإن كانت
البيانات التي وردت في اإلشهار صحيحة وتدل على حقيقة المنتوج أو الخدمة محل اإلشهار فإن اإلشهار
97
يعتبر مفضي للبس متى كان من شأنه أن يجعل المستهلك يتعاقد مع بائع لم يكن يقصده أو سلعة أو خدمة
لم يكن ينوي اقتناؤها حتى وإن كانت هذه السلعة أو الخدمة تلبي رغباته.1
اإلشهار المضخم:2
تنص المادة 28في فقرتها الثالثة من قانون رقم 02-04أنه" :يعتبر إشهار غير شرعي وممنوع كل
إشهار تضليلي يتعلق بعرض معين لسلع أو خدمات في حين أن العون االقتصادي ال يتوفر على مخزون
كاف من تلك السلع أو ال يمكنه ضمان الخدمات التي يجب تقديمها عادة بالمقارنة مع ضخامة اإلشهار".
إن حظر اإلشهار المضخم يعد تكريسا لحرية المنافسة ،3باعتباره يقوم على تضخيم قدرات العون
ّ
االقتصادي على نحو يوحي بقدرته على تلبية حاجيات المستهلك من سلعة أو خدمة معينة في حدود ما
يستشف من اإلشهار ،لكن في حقيقة األمر تكون قدرات العون االقتصادي ضعيفة ال تمكنه من تغطية طلبات
المستهلكين من سلع وخدمات على النحو الذي يوحي به إشهاره.4
وقد يستشف تقدير العرض من اإلشهار ضمنيا كأن يستخدم عبارة مكيفات لسكان الجنوب ،التي توحي
على قدرة العون االقتصادي بتغطية احتياجات سكان تلك المنطقة ،وهو كذلك بالنسبة للعون االقتصادي الذي
يعلق لوحات إشهارية في كامل التراب الوطني ،التي تدل على أن اإلشهار موجه لكافة المواطنين ،كما يتم
تقدير اإلشهار من خالل العبارات المستعملة كاستعمال عبارات مطلقة وفضفاضة ،مثال :لكل واحد منكم
سيارة ،فهذه العبارات من شأنها أن توحي للمتلقي أن العون االقتصادي قادر على تلبية كل الطلبات الموجهة
إليه مما يعكس ضخامة اإلشهار.5
-عجز العون االقتصادي عن توفير السلع أو ضمان الخدمات بالنظر لإلشهار المعروض :حيث يتبين أن
العون االقتصادي ال يملك مخزونا كافيا يتناسب والعرض الذي قدمه أو اإلشهار الضخم الذي بثه ،مثاله:
أن يكون اإلشهار موجها لجميع الجزائريين فحين يستحيل تلبية طلباتهم جميعا ،أو أن يكون العدد الضخم
الذي أطلقه غير مطابق للحقيقة ،كما يكون العجز أيضا إذا تبث أن العون االقتصادي لن يتمكن من
ضمان الخدمات التي يفترض أنه مستعد لتقديمها وفقا لما جاء في إشهاره.
98
ويالحظ من المادة 03/28أن المشرع لم يشترط أن يكون التضخيم مقصودا بل يكفي أن يكون سببه
سوء تقدير العون االقتصادي لقدراته الحقيقية ،وإن مدى تقدير التضخيم في اإلشهار من طرف العون
أن هذه الصورة المتمثلة في اإلشهار المضخم
االقتصادي هو رهن السلطة التقديرية للقاضي ،كما يالحظ أيضا ّ
ما هي إالّ تطبيق من تطبيقات الصورة األولى المذكورة في نفس المادة والمتعلقة باإلشهار المفضي للتضليل
الذي يتضمن تصريحات أو بيانات يمكن أن تؤدي إلى التضليل على النحو الموضح سابقا ،على اعتبار أن
اإلشهار المضخم ما هو إال بيانات أو تصريحات تؤدي إلى التضليل بكمية ووفرة المنتوج أو الخدمة.1
اإلشهار المقارن:
ال يعد اإلشهار المقارن إشها ار تضليليا إال إذا تضمن ما يفضي إلى اللبس ،ولم تتضمنه المادة 28من
القانون رقم 02-04وال مادة أخرى منه ،أو نص آخر في التشريع والتنظيم الجزائري المعمول به.
يعرف اإلشهار المقارن فقها بوجه عام بأنه " :اإلعالن الذي يرّكز على إبراز مزايا منتوج أو خدمة
ّ
معينة من خالل مقارنتها بمواصفات ومزايا غيرها مع اإلشارة إلى اسم التاجر المنافس أو اسم منتوجاته
على نحو يحط من قيمة المنشأة التجارية وسلعتها وخدمتها ويؤدي إلى إيقاع المستهلك في لبس وغموض".2
ويختلف اإلشهار المقارن عن اإلشهار المفضي للبس في كونه ال يستخدم اللبس والتشويش وسيلة لجلب
العمالء ،وإنما يستخدم المقارنة ،وذلك بإبراز مزايا ومحاسن السلع والخدمات محل اإلشهار مقارنة بعيوب غيرها
من السلع والخدمات المنافسة .فاإلشهار المقارن يتضمن رسالة واضحة للمستهلك تختلف تماما عن إثارة اللبس
والتشويش.3
أن المشرع الجزائري بموجب المادة 28من القانون رقم 02-04اكتفى بحظر اإلشهار المفضيغير ّ
إلى اللبس دون التعرض لإلشهار المقارن ،على الرغم ّ
أن مشروع قانون اإلشهار لسنة 1999الذي بقي حبيس
األدراج ،4حظره في المادة 24منه التي تنص " :يمنع اإلشهار المقارن .يعد اإلشهار مقارنا إذا ذكر منتوجين
فراغا قانونيا في هذا المجال ،وهي :مشروع قانون اإلشهار لسنة ،1988مشروع مرسوم تشريعي حول اإلشهار لسنة ،1992
مشروع قانون اإلشهار لسنة 1999ومشروع قانون النشاطات اإلشهارية لسنة .2015ألكثر تفاصيل راجع:
بدرة لعور ،االشهار التضليلي كوسيلة لخرق نزاهة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،مجلة الفكر ،جامعة محمد خيضر-
بسكرة ،العدد ،16ديسمبر ،2017ص ص .373-371
99
أو سلعتين أو عالمتين أو خدمتين أو اسمين أو تسميتين أو صورتين أو إشارتين ،وقارن بينهما بغرض
االستخفاف بأحدهما بصفة مباشرة".1
كما حظرته المادة 42من المشروع التمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية لسنة 22015بنصها:
"يمنع اإلشهار الكاذب والمقارن والمستر والالشعوري" ،إال ّ
أن هذا القانون لم ير النور بدوره إلى يومنا هذا.
وبذلك في ظل غياب النص القانوني الذي يحظره ،يظل اإلشهار المقارن جائ از ما لم يتضمن معلومات
مغلوطة أو بيانات من شأنها أن تفضي للبس تلحقه باإلشهار المفضي للبس .إالّ أنه يمكننا تكييفه من قبيل
التصرفات المحظورة باعتبار أنه يعد تشويها لسمعة العون االقتصادي المنافس من خالل المساس بمنتوجاته
وخدماته بطريقة غير مباشرة .وأساس الحظر بذلك ليس لكونه إشها ار تضليليا وإنما لكونه ممارسة من شأنها
تشويه سمعة عون اقتصادي منافس طبقا لنص المادة 27من القانون رقم .02-04
حظر المشرع التطفل التجاري بمقتضى المادة 03/27من القانون رقم 02-04بنصها "استغالل مهارة
تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها" .إذ تعتبر هذه الصورة من صور الممارسات التجارية غير
النزيهة.
والتطفل التجاري هو" :مجموعة من األفعال والممارسات التي يقوم بها عون اقتصادي باالستفادة من
المهارات والمعارف المهنية لعون اقتصادي منافس بهدف االنتفاع بها دون بذل جهد".3
إن المهارة التقنية هي عنصر من عناصر المعرفة التقنية تنتج عن تراكم الخبرات ببذل مجهودات كبيرة
اء كانت علمية أو تكنولوجية أو صناعية فيجعلها صاحبها معلومات سرية،
وبحوث للوصول لمعرفة مميزة ،سو ً
فيقوم العون المتطفل باالطالع على سرية المهارة فينقلها لمحله بهدف استغاللها واالستثمار فيها بدون ترخيص
من صاحبها ،فيحول زبائن العون االقتصادي المتطفل عليه ،ويستفيد من هذه التقنية.4
-عرض على البرلمان سنة 1999مشروع قانون متعلق باإلشهار ،وتمت المصادقة عليه في الغرفة األولى ،إالّ ّ
أن الغرفة 1
الثانية لم تصادق عليه -راجع بهذا الخصوص نص المشروع :الجريدة الرسمية لمداوالت مجلس األمة بتاريخ 29أوت ،1999
المتضمنة محضر الجلسة العلنية العشرين المنعقدة في 26جويلية ،1999التي نوقش خاللها المشروع أمام مجلس األمة.
-2مشروع تمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية ،و ازرة االتصال ،مارس ،2015ص (12غير منشور).
-3سامي بن حملة ،قانون المنافسة (دراسة في التشريع الجزائري وفق أخر التعديالت مقارنة بتشريعات المنافسة الحديثة)،
منشورات نوميديا ،قسنطينة ،2016،ص .189
-4خليصة شريفي ،حماية الملكية الصناعية من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،تخصص ملكية فكرية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،1سنة ،2015ص.80
100
المرخص في المهارة التقنية والتجارية ،مستبعدا من الحماية حالة استغالل المعارف الفنية المتعلقة بالمعارف
اإلدارية.1
ثالثا -إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون اقتصادي:
تعتبر الشهرة التجارية واالتصال بالعمالء من العناصر المعنوية التي يرتكز عليها المحل التجاري ،وطبقا
للفقرة األخيرة من المادة 27من القانون رقم 02-04تعتبر إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس
بهدف استغالل شهرته خارج األعراف والممارسات التنافسية المعمول بها ممارسة تجارية غير نزيهة.
وإن كان التجاور والتقارب بين المحالت التجارية المتنافسة أمر طبيعي والسمة الغالبة في المدن واألحياء
أن الالمشروعية حسب المادة المذكورة آنفا تكمن في محاولة العون
والمناطق الصناعية والتجارية ،إالّ ّ
االقتصادي استغالل نجاح عون اقتصادي آخر منافس بفتح محل بالجوار القريب منه بهدف استغالل شهرته
وتحويل زبائنه إليه ،كأن يتع ّمد مثال عند تبيان موقع محله اإلشارة بأن هذا األخير يقع بجانب أو قريبا من
محل ذو شهرة وصيت واسعين ،قصد جذب زبائن هذا األخير.2
ولم يحدد المشرع مسافة فاصلة بعينها بين المحلين لتعتبر هذه األخيرة جوا ار قريبا ،تاركا بذلك المجال
للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع ،غير أنه ربط حظر هذا القرب بتوافر نية استغالل شهرة المحل التجاري
المنافس باعتماد أفعال تخالف األعراف والممارسات القانونية المعمول بها.
المبحث الثالث:
أصبحت الشروط التعسفية تسمم الحياة التعاقدية وتخل بالتوازن العقدي ،ما دفع بالمشرع إلى التدخل
لمعالجة هذا الوضع ،بداية بالقواعد العامة في القانون المدني التي منحت القاضي سلطة تعديل الشروط
التعسفية أو إعفاء الطرف المذعن منها ،وانتهاء بقواعد خاصة ،أهمها القواعد المطبقة على الممارسات التجارية
في القانون رقم ،02-04الذي أفرد فصله الخامس لتنظيم الممارسات التعاقدية التعسفية ،حماية منه الطرف
الضعيف في العالقة التعاقدية وهو المستهلك .وسنتناول فيما يلي أحكام الممارسات التعاقدية التعسفية من
خالل التعرض لمفهوم الشرط التعسفي (مطلب ّأول) ،نطاقه في (مطلب ثاني).
المطلب األول:
سنتطرق لمفهوم الشرط التعسفي من خالل تعريفه (فرع ّأول) المعايير المعتمدة لتحديده (فرع ثاني) ثم
عناصره (فرع ثالث).
101
الفرع األول:
على غرار تشريعات مقارنة أخرى تناول القانون رقم 02-04تعريف الشرط التعسفي بموجب الفقرة
الخامسة من المادة 03منه بنصها ..." :شرط تعسفي :كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو
عدة بنود أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد".
أن سبب رفض الشرط التعسفي يعود إلى اختالل في المراكز التعاقدية نتيجة يستخلص من هذه الفقرة ّ
لتفوق أحد المتعاقدين على اآلخر ،وال تهم طبيعة هذا التفوق سواء كان اقتصاديا أو فنيا أو ثقافيا أو قانونيا أو
اجتماعيا أو غير ذلك مما يؤثر على حقوق والتزامات الطرف الضعيف.
والعبرة من تحديد مفهوم الشرط التعسفي ليس مجرد عدم التوازن الظاهر في الحقوق وااللتزامات ،بل
عدم التوازن الناتج عن تعسف أحد طرفي العقد في استعمال حقه التعاقدي نتيجة تفوقه على الطرف اآلخر،
ألن عدم التوازن ملحوظ في عدة عقود دون اشتمالها على شرط تعسفي كالعقود التبرعية ،فأحد المتعاقدين ال
ّ
يعطي عوضا دون وجود أدنى شرط تعسفي ،وكذلك العقود االحتمالية والعقود التي يرد عليها الغبن دون
اشتمالها على شروط تعسفية.1
الفرع الثاني:
وتتلخص في معيار
ّ البد من البحث عن الضوابط والمعايير التي يتحدد بها مفهوم الشرط التعسفي،
(أوال) ومعيار الميزة المفرطة (ثانيا).
التعسف في استعمال القوة االقتصادية ّ
ّأوال -معيار التعسف في استعمال القوة االقتصادية :يقصد بهذا المعيار التعسف الذي يقترب من
التدليس من خالل المفهوم العام لعدم األمانة ،وهو األمر الذي تتضح معه مظاهر استغالل المهني لحاجة
المستهلك للسلعة أو الخدمة ،وبالتالي إمكانية فرض شروط عليه ،وال يملك هذا األخير حيال ذلك إالّ قبول
التعاقد أو رفضه دون أن تتوافر لديه إمكانية حقيقية للمناقشة وما يؤدي إليه ذلك –يقينا -من انعدام المقدرة
على االختيار .2مع ذلك يقر الفقه بغموض وعدم دقة هذا المعيار.3
102
أن النفوذ االقتصادي يقوم متى كان المهني في وضعية هيمنة على السوق،1
في حين ذهب البعض إلى ّ
بينما ذهب رأي آخر إلى أن التعسف يأتي من الوضع المسيطر.2
وتثور بذلك إشكالية تقدير الميزة الفاحشة ،هل يجب النظر للشرط منعزال عن غيره من الشروط أم أنه
يجب النظر إلى مجموع العقد من أجل تقدير التعسف؟
ذهب البعض بأنه يجب النظر في تقدير عدم التوازن إلى مجموع الشروط العقدية ،وهذا ما أخذ به
المشرع الجزائري حيث أخذ بمجموع العقد أي بالنظر إلى كل الشروط مجتمعة ،وهو ما عبر عنه باإلخالل
الظاهر بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد.4
المطلب الثاني:
تكمن أهمية تحديد نطاق الشروط التعسفية في كون هذا النطاق يعد عنص ار يتوقف على تحديده اعتبار
العالقة التعاقدية بمثابة ممارسة تعاقدية تعسفية أو هي ممارسة تعاقدية شرعية.
أن ارتباط حماية المستهلك من الشروط التعسفية بهذا النطاق يميزها عن باقي الشروط
باإلضافة إلى ّ
التي عاقب عليها القانون رقم 02-04كالبيع المشروط ،كونه ال يرتبط بنطاق خاص ضمن عقود االستهالك.
والمقصود بنطاق الشروط التعسفية هو نطاقها من حيث تعداد المشرع لها (فرع ّأول) ،وكذا من حيث
العقود التي تشتمل عليها (فرع ثاني).
الفرع األول:
قام المشرع الجزائري على تحديد الشروط التعسفية بوضع مجموعة من الممارسات وأضفى عليها صفة
(أوال) ،كما قام في الوقت ذاته بإلزام العون االقتصادي بإدراج بعض الشروط األساسية في الشرط التعسفي ّ
العقود واعتبر عدم القيام بهذا االلتزام بمثابة ممارسات تعاقدية تعسفية في مواجهة الطرف اآلخر(ثانيا).
103
المعددة قانونا:
ّ ّأوال -الشروط التعسفية
قام المشرع في نص المادة 29من القانون رقم 02-04بتحديد الشروط التي يمنع على العون االقتصادي
إدراجها في العقد تحت طائلة اعتبارها شروطا تعسفية ،حيث نصت هذه األخيرة على ما يلي:
"تعتبر بنودا وشروطا تعسفية في العقود بين المستهلك والبائع السيما البنود والشروط التي تمنح هذا
األخير:
-1أخذ حقوق و/أو امتيازات ال تقابلها حقوق و/أو امتيازات مماثلة معترف بها للمستهلك،
-2فرض التزامات فورية ونهائية على المستهلك في العقود ،في حين أنه يتعاقد هو بشروط يحققها متى
أراد،
-3امتالك حق تعديل عناصر العقد األساسية أو مميزات المنتوج المسلم أو الخدمة المقدمة دون موافقة
المستهلك،
-4التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في مطابقة العملية
التجارية للشروط التعاقدية،
-5إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته دون أن يلزم نفسه بها،
-6رفض حق المستهلك في فسخ العقد إذا أخل هو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمته،
-7التفرد بتغيير آجال تسليم منتوج أو آجال تنفيذ خدمة،
-8تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية غير متكافئة".
وتطبيقا ألحكام المادة 30من القانون رقم ،02-04صدر المرسوم التنفيذي رقم 306-06المؤرخ في
10سبتمبر ، 2006المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين والبنود
التي تعتبر تعسفية ،السالف الذكر ،أضاف المشرع بموجب مادته 05شروطا تعسفية إضافية لتلك المنصوص
عنها في المادة 29المذكورة أعاله ،والمتمثلة فيما يلي:
-االحتفاظ بحق تعديل العقد أو فسخه بصفة منفردة ،بدون تعويض للمستهلك،
-عدم السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد ،إال بمقابل دفع تعويض،
-التخلي عن مسؤوليته بصفة منفردة ،بدون تعويض المستهلك في حالة عدم التنفيذ الكلي أو الجزئي
أو التنفيذ غير الصحيح لواجباته،
-النص في حالة الخالف مع المستهلك على تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن ضده،
-فرض بنود لم يكن المستهلك على علم بها قبل إبرام العقد،
-االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من طرف المستهلك في حالة إذا امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد أو
قام بفسخه دون إعطائه الحق في التعويض في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو بنفسه عن
تنفيذ العقد أو قام بفسخه،
104
-تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من طرف المستهلك الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته ،دون أن يحدد
مقابل ذلك تعويضا يدفعه العون االقتصادي الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته،
-فرض واجبات إضافية غير مبررة على المستهلك،
-االحتفاظ بحق إجبار المستهلك على تعويض المصاريف واألتعاب المستحقة بغرض التنفيذ اإلجباري
للعقد دون أن يمنحه نفس الحق،
-يعفي نفسه من الواجبات المترتبة عن ممارسة نشاطاته،
يحمل المستهلك عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤولياته.
ّ -
ثانيا -الممارسات التعاقدية التعسفية الناتجة عن تقليص العون االقتصادي ألحد العناصر األساسية
للعقد:
عرفت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،306-06المذكور أعاله ،العناصر األساسية التي يجب ّ
إدراجها في العقود المبرمة بين العون االقتصادي والمستهلك ،حيث اعتبرتها تلك العناصر المرتبطة بالحقوق
الجوهرية للمستهلك والتي تتعلق باإلعالم المسبق للمستهلك ونزاهة وشفافية العمليات التجارية وأمن ومطابقة
السلع و/أو الخدمات وكذا الضمان والخدمة ما بعد البيع.
فيما عددت المادة 03منه هذه العناصر ،بنصها" :تتعلق العناصر األساسية المذكورة في المادة 02
أعاله ،أساسا بما يأتي:
وكل تقليص لهذه العناصر األساسية تعتبر ممارسة تعسفية ،بنص الفقرة األولى من المادة 05من
المرسوم التنفيذي رقم 306-06السالف الذكر ،حيث تنص" :تعتبر تعسفية البنود التي يقوم من خاللها
العون االقتصادي بما يأتي:
105
حيث يتعين على العون االقتصادي إعالم المستهلكين بكل الوسائل المالئمة بالشروط العامة والخاصة
لبيع السلع و/أو تأدية الخدمات ومنحهم مدة كافية لفحص العقد وإبرامه ،وكل تقليص للعناصر األساسية
يكيف بأنه ممارسة تعاقدية تعسفية.
للعقود المذكورة سابقا ،يعتبر عمال تعسفيا ّ
الفرع الثاني:
انطالقا من تعريف العقد بموجب المادة 3من القانون رقم ،02-04والذي يجسد مفهوم عقد اإلذعان
في عقود االستهالك ،يتحدد نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية من حيث العقود بثالث عناصر:
(أوال) ،تحرير العقد مسبقا من طرف
اتفاق أو اتفاقية بين البائع والمستهلك بهدف بيع سلعة أو تأدية خدمة ّ
البائع (ثانيا) وإذعان المستهلك (ثالثا).
ّأوال -اتفاق أو اتفاقية بين البائع والمستهلك بهدف بيع سلعة أو تأدية خدمة:
يعكس هذا العنصر مفهوم عقد االستهالك ،باعتباره عقد (اتفاق أو اتفاقية) بين عون اقتصادي ومستهلك
يقتني بموجبه هذا األخير سلعا قدمت للبيع أو يستفيد من خدمات عرضت ،وبذلك فإن العنصر األول الذي
يتحدد به نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية هو ضرورة أن يتعلق األمر بعقد استهالك.1
تقتضي حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية أن يتعلق األمر بعقد محرر مسبقا من طرف البائع وهو
ما يعرف بالعقود المطبوعة أو النموذجية .ويبدو من الوهلة األولى أن شرط التحرير المسبق للعقد يضيق من
نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية ،لكن بالرجوع للفقرة الثانية من تعريف العقد طبقا للمادة 3بند
4من القانون رقم 02-04نجده قد توسعت في الحاالت التي يعتبر العقد فيها منج از بنصها... ":يمكن أن
ينجز العقد على شكل طلبية أو فاتورة أو سند ضمان أو جدول أو وصل تسليم أو سند أو أي وثيقة أخرى
مهما كان شكلها أو سندها تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة سلفا"...
وبالتالي كل وثيقة مهما كان شكلها أو سندها تكفي العتبار العقد محر ار مسبقا متى تضمنت
الخصوصيات والمراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة ،وال شك ان ذلك يعد توسيعا لنطاق حماية
المستهلك من الشروط التعسفية ،خصوصا وأن المشرع قد ألزم البائع بتقديم شهادة الضمان لبعض المنتوجات،
كما أن القانون رقم 02-04ذاته أوجب أن يتم البيع للمستهلك بموجب وصل صندوق أو سند يبرر المعاملة،
كما أوجب تسليم الفاتورة أو سند المعاملة التجارية متى طلبها المستهلك ،فهذه السندات كلها يمكن أن تعتبر
عقود بمفهوم القانون رقم 02-04إذا ما تضمنت خصوصيات ومراجع تطابق شروط البيع المقررة قانونا.
106
فإن العقود المطبوعة والنموذجية وإن اقترنت غالبا بالتعسف واختالل التوازن التعاقدي إالّ ّأنها
ومع ذلك ّ
صارت ضرورة تفرضها الظروف االقتصادية الحديثة ،السيما أن استخدام العقود النموذجية يوفر إحساسا
باألمان والثقة لدى المستهلكين نظ ار لقوتها الثبوتية مقارنة بالعقود الشفوية.
وعليه نس تخلص أن العقود المطبوعة ليست بالضرورة عقود إذعان وإنما قد تتخذ لتلبية متطلبات فنية
عملية وواقعية ،وطباعتها ال تعني بالضرورة عدم مناقشتها ،إذ يمكن في بعضها للعميل الحريص أن يفاوض
أن العمل قد جرى على قبول التعاقد بموجبها دون مناقشتها ،وهذا ما
حول شروطها وبنودها ،كل ما في األمر ّ
يفسر عدم اكتفاء المشرع في تحديد نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية بمجرد أن يكون العقد محر ار
ّ
مسبقا من طرف البائع بل اشترط فوق ذلك إذعان المستهلك.
تحرير العقد مسبقا من طرف العون االقتصادي ال يهدف بالضرورة إلى اإلخالل بالتوازن العقدي ،ألن
العقد المطبوع ال يشكل وحده عقد إذعان بل يجب أن يذعن المستهلك إلرادة البائع.
ولقد أورد المشرع الجزائري هذا العنصر في المادة 4/3من القانون رقم 02-04بنصها ..." :مع إذعان
الطرف اآلخر بحيث ال يمكن هذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيه"...
فإن معيار اإلذعان حسب نص هذه المادة هو عجز المستهلك عن إحداث تغيير حقيقي في
وبالتالي ّ
العقد ،في حين تنص المادة 70ق.م.ج على أنه" :يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسليم لشروط
أن اإلذعان في ظل القواعد العامة هو وليد عدم
يدل ّ
مقررة يضعها الموجب وال يقبل المناقشة فيها ،"...مما ّ
المناقشة.
غير ّأنه في القانون رقم ،02-04لم يشترط المشرع عدم إمكانية مناقشة شروط العقد العتباره مذعنا،
وإنما اشترط عجزه عن إحداث "تغيير حقيقي" أي جوهري في العقد خروجا عن القواعد العامة ،وبالتالي حتى
وإن ناقش المستهلك بنود العقد المحرر سلفا دون أن ّ
يتمكن من إحداث تغيير حقيقي فيه بقي مذعنا ،على أ ّن
تقدير مدى جوهرية التغيير الحاصل يخضع للسلطة التقديرية للقاضي.
واعتماد المشرع لمعيار "التغيير الحقيقي" كمعيار لإلذعان في عقود االستهالك -بدل عدم المناقشة-
من شأنه أن يوسع نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية ،السيما إذا توسع القضاء في مفهوم التغيير
الحقيقي ،كما أن ذلك يسد الباب أمام دهاء بعض األعوان االقتصاديين الذين يتفردون بصياغة العناصر
الجوهرية للعقد ويتركون للمستهلك إمكانية مناقشة بعض العناصر التفصيلية البسيطة التي ال تؤثر في جوهر
العقد في شيء ،سعيا منهم إلضفاء صفة المناقشة على العقد بدل صفة اإلذعان قصد التخلص من األحكام
التي تحمي الطرف المذعن في هذا النوع من العقود.
107
الفصل الثالث:
لم يكتف المشرع في تنظيمه للممارسات التجارية بقواعد موضوعية من خاللها يحدد مجموعة االلتزامات
التي تقع على العون االقتصادي ،بل تعداها إلى فرض جزاءات قانونية ضد كل خرق لهذه القواعد (مبحث
وبين إجراءات ضبـط ومتـابعــة المخالفات (مبحث ثاني).
ّأول) ّ
المبحث األول:
يشكل أي خرق للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية إخالال بالتزامات قانونية وعقدية مفروضة على
العون االقتصادي سواء كانت هذه العالقة بينه وبين عون اقتصادي آخر أو كانت بينه وبين المستهلك.
المطلب األول:
تتعّلق الممارسات التجارية المتضمنة في القانون رقم 02-04باتفاقات تعاقدية ،سواء بين عون اقتصادي
وعون اقتصادي آخر ،أو بين عون اقتصادي ومستهلك.
أن أحكام قانون الممارسات التجارية لم تتضمن تنظيما للجزاءات ذات الطابع المدني ،إالّ ّأنه ما
ورغم ّ
فإن قواعد القانون المدني المتعلقة بتحديد الجزاءات المقابلة
دامت هذه الممارسات تتعلق بالتزامات تعاقدية ّ
لإلخالل بااللتزام التعاقدي في النظرية العامة لاللتزامات هي قواعد يمكن األخذ بها وتطبيقها على العون
االقتصادي الذي يخل بالتزامه التعاقدي.1
108
وعليه سنتطرق من خالل هذا المطلب لبطالن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية
(فرع ّأول) ،التعويض عن الضرر الناجم عن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية (فرع
ثاني)
الفرع األول:
كقاعدة عامة يعد البطالن جزاء كل العقود واالتفاقات والشروط المضادة للممارسات التجارية الشفافة
والنزيهة ،حيث يطبق البطالن بصفة شاملة وذلك دون أي قيد.1
نظم المشرع التزام العون االقتصادي باإلعالم من خالل أحكام المواد من 05إلى 09من القانون رقم
02-04كما سبقت داسته ،ويترتب عن اإلخالل بااللتزام باإلعالم المفروض إمكانية المطالبة بإبطال العقد
بسبب وجود عيب الغلط في صفة جوهرية في الشيء ،أو بسبب وجود عيب التدليس كجزاء لإلخالل السلبي
أو اإليجابي بااللتزام باإلعالم ،كما يمكن أن يؤسس اإلبطال على سبب العلم الكافي بالشيء المبيع.
-1اإلبطال المؤسس على الغلط :لكي يكون الغلط منتجا آلثاره القانونية يجب أن يستوفي شرطين:
أ -أن يكون الغلط جسيما بحيث ال يمكن التسامح بشأنه وال يقع فيه الشخص المعتاد.
ب -أن يقع الغلط في صفة جوهرية في الشيء محل التعاقد.
وإن القراءة المتأنية ألحكام القانون رقم 02-04تجعلنا نستنتج أن نصوص هذا القانون ال تسعف كثي ار
الزبون الذي يحمل صفة العون االقتصادي من أجل أن يتمسك بإبطال العقد نتيجة الغلط ،كونه شخصا محترفا
يفترض فيه الحرص على الحصول على كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالشيء المتعاقد عليه ،لذلك فإن
-1محمد الشريف كتو ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي) ،رسالة لنيل درجة
دكتوراه دولة في القانون ،فرع القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،2005 ،ص .357
2
- Emmanuelle CLAUDEL, Ententes anticoncurrentielles et droit des contrats, Thèse de Doctorat, Université de Paris,
X- Nanterre, 1994, p 363.
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص ص ،184-176بتصرف.
109
المادة 08من هذا القانون جاءت صريحة بحصرها نطاق حق الحصول على بيانات نزيهة وصادقة حول
مميزات الشيء المتعاقد عليه على الزبون الذي يحمل صفة المستهلك.
لكن ،إذا وقع الغلط من المتعاقد بسبب عدم تلقيه معلومات كافية حول األسعار والتعريفات المتعلقة
بالخدمة أو السلعة محل التعاقد ،فإن إمكانية اإلبطال تمنح للزبون مهما كانت صفته ،سواء كان مستهلكا أو
عونا اقتصاديا.
وإن الزبون في حالة إخالل العون االقتصادي بأحد التزاماته التعاقدية المتعلقة بواجب اإلعالم عند إبرام
العقد ،وكان من شأن هذا اإلخالل أن يوقعه في غلط جوهري يؤثر على صحة رضاه في إبرام العقد ،يمكنه
المطالبة بإبطال العقد استنادا للقواعد العامة المنصوص عليها في المواد من 81إلى 85من القانون المدني.
-2اإلبطال المؤسس على التدليس :يشترط لقيام هذا البطالن وجود عنصران:
وبالرجوع إلى المادة 28من القانون رقم 02-04التي سبق اإلشارة إليها ،نجد المشرع قد أورد بموجبها
بعض الحاالت على سبيل المثال ،واعتبر تحققها يشكل إشها ار تضليليا غير مشروع وممنوع ،وستبين من دراسة
هذه الحاالت أنها تنطوي في أغلبها على قيام العون االقتصادي بأفعال تدليسية تتجسد في إعطاء معلومات
غير صحيحة (أي كاذبة) تتعلق بالسلعة أو الخدمة المعروضة.
إن تحقق هذه الحاالت على الشكل الذي حدده المشرع يؤدي إلى تحقق عنصر التضليل في اإلشهار، وّ
ويكفي للزبون المتعاقد من أجل إبطال العقد أن يثبت ّ
أن لجوءه إلى ابرام العقد كان نتيجة هذا اإلشهار التضليلي
بغض النظر عن نية العون االقتصادي صاحب اإلشهار.
والوقوف على مدى قيام العنصر الموضوعي للتدليس (العناصر المادية لإلشهار التضليلي) يتم وفق
أما تقدير مدي تأثير الطرق االحتيالية على الزبون يكون وفق معيار
معيار موضوعي مناطه المتلقي العاديّ ،
شخصي من خالل الحالة النفسية للزبون وظروفه الخاصة.
إن تطبيق أحكام االستغالل وفق القواعد العامة المنصوص عنها بموجب المادة 90من القانون المدني
ّ
تقدم حماية خاصة للزبون ،لذلك اتجه البعض إلى ضرورة التوسع في شروط تطبيق نظرية ال يمكن أن ّ
االستغالل ،وذلك بإضافة شرط ضعف أو عدم خبرة المتعاقد.
لكن في غياب نص صريح على توسيع نظرية االستغالل ليشمل شرط الضعف أو عدم الخبرة ،فإن
تطبيق هذه النظرية في التشريع الجزائري يبقى مقتص ار على شرط الضعف المبني فقط على الطيش البيّن
والهوى الجامح ،مما يجعل استعمال هذه النظرية لحماية الزبون من استغالل العون االقتصادي غير مجدية.
110
ثانيا -البطالن بسبب عدم احترام شروط البيع:1
إضافة إلى االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات يلتزم العون االقتصادي بأن يعلم الزبون بشروط البيع.
وإن خرق العون االقتصادي لهذه االلتزامات يمكن أن ينجر عنه بطالن العقد ،و ّ
إن هذا البطالن هو في
الحقيقة جزاء معبر عن مخالفة التزامات تتعلق بالقواعد العامة ،فاإلعالم بشروط البيع ما هو إالّ تجسيد لحق
المشتري في العلم الكافي بالشيء المبيع ،واإلعالم باألسعار هو الذي يجسد شرط تحديد الثمن النعقاد البيع
وفقا لألحكام العامة لعقد البيع.
-1البطالن المؤسس على عدم احترام شرط العلم الكافي بالمبيع :أوجبت المادة 352من القانون
المدني أن يكون المشتري عالما بالمبيع علما كافيا.
واألصل أن العلم يحصل برؤية المبيع ذاتا ،إالّ أن العلم قد يثبت حصوله عن طريق إحدى القرينتين
التاليتين :اشتمال العقد على جميع البيانات المحددة للمبيع أو إقرار المشتري في العقد بأنه يعلم بالشيء المبيع
علما كافيا.
ويترتب على عدم تحقق العلم الكافي بالمبيع حق المشتري في طلب إبطال العقد ،ويقوم اإلبطال هنا
ويتميز الغلط بخصوصية تتمثل في ّأنه غلط مفترض ،بحيث
ّ أن المشتري قد وقع في غلط جوهري.
على أساس ّ
أن المشتري يعفى من إثبات وقوعه في غلط على خالف القواعد العامة التي تحكم شروط التمسك بالغلط
ّ
كسبب من أسباب اإلبطال.
وبالرجوع إلى المادة 05من القانون رقم 02-04نجدها قد كفلت حق الزبون في الحصول على
المعلومات الكافية والمعرفة التامة بالسلعة أو الخدمة ،وذلك باستخدام الوسم أو المعلقات أو أي وسيلة أخرى
فإن عدم وجود الوسم في السلعة محل البيع مثال هو
يمكن أن تحقق العلم الكافي بالشيء محل التعاقد .وعليه ّ
دليل على عدم تحقق العلم الكافي بالمبيع.
-2البطالن المؤسس على عدم احترام نظام األسعار :يؤدي إغفال تعيين الثمن حتما إلى بطالن العقد
لتخلف ركن المحل بالنسبة للزبون ،وتخلف ركن السبب بالنسبة للعون االقتصادي ،إذ ّ
أن الثمن يعتبر من
المسائل الجوهرية التي يجب االتفاق عليها وإالّ استحال قيام العقد.
يعتبر عدم تحديد الثمن في عقد البيع في القانون المدني الجزائري سببا مؤديا غلى بطالن هذا العقد،
أن المتعاقدان قد نويا االعتماد على السعر المتداول في التجارة ،أو على السعر الذي جرة عليه
تبين ّ
إالّ إذا ّ
التعامل بينهما.
لكن بمقارنة هذه األحكام العامة بأحكام القانون قم 02-04يتّضح ّأنه في العالقة بين العون االقتصادي
يحدد الثمن بدقة وقبل أن يصدر الزبون قبوله تحت طائلة بطالن العقد. والزبون ّ
يتعين أن ّ
111
ومن جهة أخرى ،فإن البطالن قد يكون بسبب التعدي على نظام األسعار ،وذلك ّ
إما بفض أسعار أعلى
إما بعرقلة تحديد األسعار حسب قواعد السوق ،ففي هذه
من السعر المحدد في حالة قيام الدولة بالتسعير ،و ّ
الحالة يمكن لغير أطراف االتفاق أن يتمسكوا ببطالنه لمساس هذا النوع من المخالفات بالنظام العام.
اعتبر القانون رقم 02-04الشروط التعسفية ممارسات تجارية غير نزيهة ،وأورد لها عقوبات جزائية،
إالّ ّأنه لم يبت في مصير هذه الشروط ،األمر الذي يطرح التساؤل ،هل يحكم ببطالن هذه الشروط ،أم يكون
مصيرها اإللغاء أو التعديل من طرف قاضي الموضوع؟
بالرجوع إلى القواعد العامة ،تنحصر سلطة القاضي المدني في حالة وجود شرط تعسفي في تعديل هذا
الشرط أو إلغائه ،وليس له بعد ذلك أن يحكم ببطالن العقد ،وبالتالي فإن العقد يبقى صحيحا ،وينحصر الجزاء
فقط في إلغاء أو تعديل الشرط التعسفي ،وهي حماية تضمن للزبون استمرار العقد .وفي المقابل ،يتجه المشرع
الفرنسي إلى اعتبار أن الجزاء في حالة فرض شروط تعسفية على الزبون وهو البطالن المطلق للشرط التعسفي.
أن ترجيح استعمال هذا الجزاء في التشريع الجزائري له تبريرات قوية بالمقارنة
ويذهب البعض إلى ّ
بالمبررات المؤيدة لترجيح الجزاء المتمثل في تعديل أو إلغاء الشرط التعسفي ،حيث يمكن عرض األسباب
التالية:
أن المادة 30من القانون رقم 02-04قد أشارت إلى إعطاء السلطة التنظيمية صالحية استحداث ّ -
العقود النموذجية التي يتم من خاللها تحديد العناصر األساسية للعقود التي يمكن أن تبرم بين العون االقتصادي
والمستهلك ،كما منحها صالحية منع العمل بالشروط التعسفية في هذه العقود ،حيث أ ّن استعمال عبارة "منع"
أن العمل بالشروط التعسفية في العقود هو أمر ممنوع قانونا وهو ما يقضي القول ببطالنها.
يدل على ّ
ّ
فإن الزبون الذي تفرض عليه شروطا تعسفية من طرف العون االقتصادي ،يمكنه التمسك بعدم
لذلكّ ،
يتقدم بهذا الطلب في
سريان هذه الشروط في مواجهته باعتبارها شروطا باطلة بطالنا مطلقا ،حيث يمكنه أن ّ
يتمسك به في صورة دفع يجوز له التمسك به في أي مرحلة من مراحل دعوى التنفيذ
شكل دعوى كما يمكنه أن ّ
التي قد يرفعها العون االقتصادي عليه.
112
رابعا -البطالن المؤسس على مخالفة النظام العام:
أن المشرع الجزائري قد انطلق من فكرة حماية النظام العام بالرجوع إلى القانون رقم 02-04نجد ّ
االقتصادي في تنظيمه للممارسات التجارية ،فكل إخالل بالقواعد المنظمة لهذه الممارسات ما هو في الحقيقة
تعد على النظام العام الذي يؤدي إلى اعتبار العقد باطال بطالنا مطلقا .فالمادة 93من القانون المدني
إالّ ّ
التصرف الباطل بطالنا مطلقا.
ّ تصرف مخالف للنظام العام في حكمكل ّ تعتبر ّ
المضرة بمصالحه
ّ وعليه يمكن القول ّأنه بحوزة الزبون وسيلة قانونية فعالة ّ
تمكنه من إبطال كل التصرفات
والناجمة عن مخالفة القواعد المحددة لنزاهة وشفافية الممارسات التجارية ،إذ يكفيه أن يثبت مخالفة إحدى هذه
للنظام العام االقتصادي.1
التصرف ّ
ّ القواعد حتى يثبت له الحق في البطالن المؤسس على مخالفة
الفرع الثاني:
عندما تقع جريمة ما إلى جانب الضرر العام يترتب عليها ضرر خاص يصيب الشخص المضرور من
الجريمة ،بحيث ينشأ لهذا األخير الحق في مطالبة من تسبب في هذه الجريمة بالتعويض عن طريق رفع دعوى
(أوال) ،أو عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة (ثانيا).
مدنية ّ
ّأوال -الدعوى المدنية:
يعتبر التعويض عن األضرار الناجمة عن الممارسات التجارية غير الشفافة وغير النزيهة الجزاء عن
قيام مسؤولية العون االقتصادي المدنية ،ويمكن لكل متضرر أن يطالب به.
بغض النظر عن طبيعة العالقة التي تربط المتضرر بالعون االقتصادي ،يمكن لهذا األخير مطالبته
أن شروط قيامها ال بالتعويض ،عن طريق رفع دعوى مدنية ،ورغم كون هذه المسؤولية ذات طابع قانوني ،إالّ ّ
تختلف عن شروط قيام المسؤولية ذات الطابع المدني ،وهي الخطأ والضرر ووجود عالقة سببية بينهما.
الركن المادي :يتمثل في عنصر اإلخالل بااللتزامات التي يوجبها القانون على العون
االقتصادي.
الركن المعنوي :يتمّثل في اإلدراك.
113
تعين على العون االقتصادي القيام بها ،وخروج العون
وقد ّبين القانون رقم 02-04بدّقة الواجبات التي ّ
عن الت ازماته ومخالفاتها هو إخالل بالتزام قانوني ،يشكل في حالة ثبوته الركن المادي لعنصر الخطأ .سواء
كان الخطأ الموجب لمسؤوليته التقصيرية في صورة فعل إيجابي ،أو في صورة فعل سلبي.
ويقوم الضرر من طرف القاضي الذي يحوز سلطة تقديرية في ذلك ،حيث يمكنه الرجوع إلى الخبرة أو
ّ
المعاينة أو دراسات خاصة.
ج -العالقة السببية بين الخطأ والضرر :وهي وجود رابطة مباشرة بين الخطأ المرتكب والضرر الحاصل.
أن الضرر قد نشأ بسبب أجنبي ال يد له فيه كحادث مفاجئ فإذا استطاع العون االقتصادي أن يثبت ّ
أو قوة قاهرة أو خطأ الزبون أو خطأ الغير ،يكون قد نفى عنه بذلك المسؤولية النتفاء عالقة سببية بين الضرر
الذي لحق الزبون والفعل المنسوب إليه.
حددت المادة 65من القانون رقم 02-04األشخاص المؤهلين لرفع دعوى أمام القضاء ضد كل عون
اقتصادي مخالف ألحكام هذا القانون أو للتأسيس كطرف مدني في الدعاوى للحصول على تعويض الضرر
الذي لحقهم ،وهم جمعيات حماية المستهلكين ،الجمعيات المهنية وكذلك كل شخص طبيعي أو معنوي ذي
مصلحة.
تتحرك بسبب طول اإلجراءات من جهة ،وبسبب صعوبة اإلثبات من الضحية ناد ار ما ّ
ّ فإن
ورغم ذلك ّ
يتم بصورة فورية إضافة إلى قّلة قيمته ،مما يجعل
أن التعويض الذي قد يحكم به ال ّ
جهة أخرى ،زيادة إلى ّ
العون االقتصادي المجابه بهذه الدعوى ال يتأثر بها كون عنصر اإليالم فيها جد محدود.1
-1موساوي ظريفة ،دور الهيئات القضائية العادية في تطبيق قانون المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع
قانون المسؤولية المهنية ،مدرسة الدكتوراه للعلوم القانونية والسياسية ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو،
،2010/05/10ص .24
114
أ -حق المتضرر في رفع دعـــــــــوى مدنية:
استنادا لنص المادة 124ق.م.ج التي تنص" :كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه يسبب ضر ار
للغير ،يلتزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض".
يحق لكل شخص طبيعي أو معنوي متضرر نتيجة اإلخالل بأحكام القانون رقم 02-04أن يرفع دعوى
تعويض ضد العون المخل بالتزامه لجبر الضرر الذي لحقه ،شريطة أن يثبت وجود الخطأ ،ووقوع الضرر
والعالقة السببية بينهما.
إذا كان األصل هو أن ترفع الدعاوى من قبل صاحب الحق نفسه ،فإنه استثناءا أناط القانون لهيئات
معينة سلطة رفع الدعاوى لحماية مصلحة جماعية أو مشتركة معينة ،وفي هذا الصدد نصت المادة 64من
القانون رقم 02-04إمكانية رفع جمعيات حماية المستهلك والجمعيات المهنية التي أنشأت طبقا للقانون ،وكذا
كل شخص طبيعي أو معنوي ذي مصلحة ،القيام برفع دعوى أمام العدالة ضد كل عن اقتصادي قام بمخالفة
أحكام هذا القانون ،كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعوى للحصول على تعويض الضرر الذي لحقهم.
ونظمت جمعيات حماية المستهلك بموجب القانون رقم 31-90المؤرخ في 4ديسمبر 1990المتعلق
بالجمعيات ،1الملغى بموجب القانون رقم 06-12المؤرخ في 12يناير 2012المتعلق بالجمعيات .2واعترف
لها بطابع المنفعة العامة ،باإلضافة للتمتع بالشخصية المعنوية ،وكذا بحق التقاضي والدفاع عن الحقوق
والمصالح المشتركة للمستهلكين ،بموجب مجموعة من الدعاوى كاآلتي:
الدعوى المرفوعة من طرف جمعيات حماية المستهلك للدفاع عن المصالح المشتركة للمستهلكين:
وذلك بأن تتأسس كطرف مدني وتطالب بحقوق المستهلكين ،بتوافر الشروط التالية:
انضمام جمعيات حماية المستهلك إلى الدعاوى المرفوعة مسبقا من قبل المستهلك :ما يسمى
بالتدخل االنضمامي في الخصومة.
الدعوى المرفوعة للدفاع عن المصلحة الفردية لمجموعة من المستهلكين :حيث تعمل على تجميع
المصالح الفردية إلى دعوى واحدة ممارسة من طرف جمعية تمثل المستهلكين وذلك باسمهم ولحسابها،
وذلك إذا توافرت الشروط اآلتية:
115
-أن يكون المستهلكون المتضررون أشخاص طبيعيون أو معنويون لحقهم ضرر سببه إخالل بأحكام
القانون رقم ،02-04
-أن يكون الضرر الالحق بهم هو ضرر شخصي ،وبهذا تقوم الجمعية بتمثيل المستهلكين المتضررين
الذين قدموا لها الوكالة المكتوبة دون اآلخرين الذين يبقون محتفظين بحقهم في رفع دعواهم بصفة
فردية ،وفي هذه الحالة إذا خسرت الجمعية الدعوى فإن المستهلكين مقدمي الوكالة لن يحصلوا على
أي شيء ويفقدون حقهم في رفع دعواهم بصفة فردية أمام القضاء.1
قيام العون االقتصادي بأحد الممارسات المنصوص عنها في المادتين 27و 28مـ ـن القان ـ ـ ـون رقـ ـ ـم
،02-04يعطي الحق للمعتدى عليه أو على مصالحه في رفع دعوى المنافسة غير المشروعة للمطالبة بوقف
االعتداء وبطلب التعويض إن كان له مقتضى.
أن دعوى المنافسة غير المشروعة تهدف إلى معاقبة التعسف في استعمال حرية
يذهب بعض الفقه إلى ّ
أن خروج العون االقتصادي عن المسلك المشروع في ممارسته للنشاط االقتصادي يشكل تعسفا
التجارة ،حيث ّ
في استعمال الحق ،لذلك يمكن تأسيس هذه الدعوى على أحكام التعسف في استعمال الحق ،والذي اعتبره
المشرع صورة من صور الخطأ الموجب للمسؤولية التقصيرية.
ّ
ان
فيما حاول البعض اآلخر تأسيس المنافسة غير المشروعة على نظرية اإلثراء بال سبب ،معتبرين ّ
االستغالل غير المبرر لعالمة تجارية معينة والضرر الالحق بصاحبها يؤدي في النهاية إلى إثراء حقيقي
للمعتدي دون أن يستند هذا اإلثراء على سبب ،األمر الذي يجيز إدخال عمل هذا المنافس في نطاق الكسب
غير المشروع.
وبين كل هذه اآلراء المتضاربة ،استقر القضاء في الجزائر على اعتبار دعوى المسؤولية غير المشروعة
دعوى مسؤولية عادية أساسها الفعل الضار ،وتقوم على األسس التي تقوم عليها دعوى المسؤولية التقصيرية،
أي الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما.
ويجوز لكل شخص طبيعي أو معنوي لحق به ضرر تنافسي أن يرفع دعوى المنافسة غير المشروعة،
المتذرع به ،وبالتالي يستثنى المستهلك من حق رفع هذه
ّ النظر عن النظام القانوني لمرتكب الخطأ
وذلك بغض ّ
الدعوى باعتبار ّ
أن المنافسة غير المشروعة ال تطاله مباشرة وال تلحق به ضر ار مباشرا ،بل قد تحقق له بعض
المكاسب المادية.
116
ويكفي إلثبات الضرر أن يكون الضرر احتماليا ،بحيث يمكن للقاضي أن يحكم بالتعويض عن الخطأ
الذي يمكن أن يترتّب عليه ضرر للغير حتى لو كان هذا الضرر مستقبليا وليس حاال ،ونظ ار لصعوبة تقدير
الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة واستحالته في بعض الحاالتّ ،
فإن القاضي كثي ار ما يعتمد على
التقدير الجزافي.
وتتميز دعوى المنافسة غير المشروعة بأنها دعوى ذات طابع احتياطي ،فالضحية ال يلجأ إليها إالّ إذا
ّ
أن طابعها االحتياطي يتيح للضحية أن يرفعها إلى لم يجد دعوى نوعية أخرى تضمن له هذه الحماية ،كما ّ
جانب دعوى أخرى.
إن الهدف من رفع دعوى المنافسة غير المشروعة هو هدف ذو طابع تعويضي ووقائي ،فمن جهة ّ
تمكن ّ
هذه الدعوى الضحية من الحصول على تعويض مادي يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ،وقد يظهر في صورة
نشر الحكم في مختلف األماكن ألجل إعالم الزبائن بالمنافسة غير المشروعة ،وقد يكون الهدف منها الحصول
على حكم بإلزام المعتدي بوقف أعمال المنافسة غير المشروعة تحد طائلة التهديد المالي ،فإذا استمر هذا
األخير في أعمال المنافسة غير المشروعة ،شكل ذلك خطأ جديدا يستوجب التعويض عنه من جديد.
المطلب الثاني:
أعطيت اإلدارة بموجب القانون رقم 02-04سلطة توقيع جزاءات إدارية ضد األعوان االقتصاديين
المخالفين ألحكام هذا القانون ،يقصد بذلك بالجزاءات اإلدارية تلك العقوبات التي منح القانون الحق في فرضها
إلى جهة إدارية ،لذلك فهي عقوبات إدارية وليست قضائية ،ويعتبرها البعض تدابير احت ارزية ،وتتمثل في الحجز
اإلداري للبضائع (فرع ّأول) ،والغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري (فرع ثاني) ،ونشر الق اررات (فرع ثالث).
الفرع األول:
نالحظ أن القانون رقم 02-04قد أدرج الحجز ضمن الباب الرابع منه المعنون "المخالفات والعقوبات"
في الفصل الثاني المتعلق بـ "عقوبات أخرى" ،لكن الحجز اإلداري في حقيقته ليس عقوبة ولكن مجرد إجراء
تحفظي غرضه وضع اليد على البضائع في المخالفات أو العتاد والتجهيزات التي استعملت في ارتكابها لغاية
إتمام المتابعات بشأنها ،ومن ثم الحكم بمصادرتها أو الحكم بإعادتها إلى صاحبها حسب الحالة.
117
وقد تضمن القانون رقم 02-04إمكانية حجز البضائع وكذا العتاد والتجهيزات التي استعملت في حالة
المخالفة ،أيا كان مكان وجودها ،مع مراعاة حقوق الغير حسن النية .على أن تكون المواد المحجوزة موضوع
محضر جرد وفق اإلجراءات التي تحدد عن طريق التنظيم.1
والحجـ ـ ــز نوعـ ـ ــان ،حجـ ـ ــز عينـ ـ ــي وحجـ ـ ــز اعتبـ ـ ــاري ،ويوقـ ـ ــع وفـ ـ ــق إج ـ ـ ـراءات معينـ ـ ــة ،لـ ـ ــذلك سـ ـ ــنتطرق
ألنواع الحجز ( ّأوال) ،ثم إلجراءات توقيع الحجز (ثانيا).
وفي حالة بيع السلع المحجوزة يودع مبلغ البيع لدى أمين خزينة الوالية إلى غاية صدور قرار العدالة،
فإذا انتهت الدعوى بصدور حكم يقضي بإدانة المخالف فإنه يجوز للقاضي أن يحكم بمصادرة السلع المحجوزة،
أما إذا انتهت الدعوى بصدور حكم ببراءة المخالف ،يتعين على القاضي بناء على طلب صاحب المصلحة أن
يأمر برفع اليد عن السلع المحجوزة وردها إلى المحجوز عليه ،ويكون نفس الحكم إذا تبين للقاضي بطالن
إجراءات الحجز.
-2الحجز االعتباري:
هو حجز سلع ال يمكن لمرتكب المخالفة أن يقدمها للجهات المختصة لسبب ما ،وفي هذه الحالة تحدد
قيمة المواد المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من طرف مرتكب المخالفة أو بالرجوع إلى سعر السوق،
ويتم دفع المبلغ المقدر من قبل أعوان اإلدارة من طرف العون االقتصادي المخالف إلى الخزينة العمومية.
-1راجع المادة 39من القانون رقم 02-04المعدلة بموجب القانون ،06-10التي تنص على مختلف المخالفات التي تم ّكن
من حجز البضائع والعتاد والتجهيزات المستعملة ارتكاب المخالفة.
118
ثانيا -إجراءات توقيع الحجز:
يتعين أن يحرر األعوان المؤهلون لضبط المخالفة محضر جرد بالمواد المحجوزة،
ليقع الحجز صحيحا ّ
طبقا لما ينص عليه المرسوم التنفيذي رقم 472-05المؤرخ في 13ديسمبر 2005المحدد إلجراءات جرد
المواد المحجوزة.1
ويعد الجرد" :إحصاء وصفي وتقديري لمجموع المواد موضوع المخالفات المنصوص عليها في قانون
الممارسات التجارية ،وكذا العتاد والتجهيزات المستعملة في ارتكابها".
ويرفق محضر الجرد بمحضر المعاينة ،تحت طائلة البطالن ،والذي البد أن يستوفي هو اآلخر شكليات
معينة حددها المرسوم التنفيذي رقم ،472-05السالف الذكر ،على أن يحرر في ثالث ( )3نسخ في أجل
أقصاه ثمانية ( )8أيام ابتداء من تاريخ نهاية التحقيق ،دون شطب أو حشو أو إحالة ،ويتم إمضاؤه من األعوان
الذين قاموا بتحريه وكذا المخالف أو وكيله ،وفي حالة رفض التوقيع يشار إلى ذلك في المحضر.
بعدها يرسل المحضر المستوفي ألشكاله القانونية إلى المدير الوالئي المكّلف بالتجارة ،الذي يرسله بدوره
إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا.
الفرع الثاني:
الغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري
تتمثل هذه العقوبة أساسا في الغلق المؤقت ،وتصدر هذه العقوبة في حالة مخالفة القواعد المنصوص
عليها في المادة 46من القانون رقم 02-04المعدلة بموجب القانون ،06-10والتي تنص في فقرتها األولى
على أنه" :يمكن الوالي المختص إقليميا ،بناء على اقتراح من المدير الوالئي المكلف بالتجارة ،أن يتخذ
بموجب قرار ،إجراءات غلق إدارية للمحالت التجارية لمدة أقصاها ستون ( )60يوما ،في حالة مخالفة
القواعد المنصوص عليها في أحكام المواد ،22 ،20 ،14 ،13 ،12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4
22مكرر2( 27 ،26 ،25 ،24 ،23 ،و )7و 28من هذا القانون".
وعليه يعد الوالي المختص إقليميا هو الجهة المصدرة لقرار الغلق ،بناء على اقتراح المدير الوالئي
للتجارة ،ويتمتع الوالي بحرية تقدير إصدار القرار من عدمه.
يعتبر الغلق اإلداري إجراء من إجراءات الضبط اإلداري ،لذلك يهدف هذا اإلجراء إلى منع االستمرار
أن الغلق يقع على المحل
في المخالفة والوقاية من إمكانية تكرارها في المستقبل وليس لمعاقبة المخالف ،إذ ّ
التجاري ،فالجزاء جزاء عيني وليس شخصي .رغم ذلك ،لتحقيق الغاية من الغلق يتعين منع المخالف بقوة
القانون من ممارسة نفس النشاط خالل مدة الغلق ،بحيث يصبح هذا اإلجراء مكمال للغلق.2
ورغم فاعلية هذه العقوبة ،إال أن آثارها تمتد إلى غيره من األشخاص كالعامل لدى العون االقتصادي
الذي يتأثر بالعقوبة ،لذلك ال يلجأ على هذه العقوبة إالّ في األحوال الجسيمة أو في حالة عدم ارتداع الجاني
119
بالعقوبات األخرى كما في حالة العود ،لذلك وللتخفيف من هذه اآلثار السلبية جعل عقوبة الغلق مؤقتة ،إذ ال
يجوز أن تتجاوز العقوبة 60يوما ،فالغلق جزاء إداري محدود من حيث الزمن.
ويحق للعون االقتصادي الموجه ضده قرار الغلق ،الطعن فيه أمام العدالة ،كما يحق له المطالبة
بالتعويض عن الضرر الناجم عن عدم مشروعية قرار الغلق الصادر ضده في حالة الحكم بإلغاء هذا القرار
من طرف القضاء.
الفرع الثالث:
نشــــــــر القــــــرارات
وفقا لنص المادة 48من القانون رقم ،02-04يمكن للوالي المختص إقليميا أن يأمر على نفقة مرتكب
المخالفة ،بنشر ق ارراته كاملة أو خالصة منها في الصحافة الوطنية أو لصقها بأحرف بارزة في األماكن التي
يحددها ،وبذلك يملك الوالي سلطة نشر قرار الغلق مثال في الصحافة الوطنية أو في المكان الذي يحدده كجزاء
إضافي جوازي على أن تكون نفقات النشر على عاتق العون االقتصادي مرتكب المخالفة.
المطلب الثالث:
تدخل المشرع بموجب القانون رقم 02-04لفرض حماية جزائية على الممارسات التجارية ،وذلك بفرض
ّ
عقوبات محددة على العون االقتصادي المخل بأحد االلتزامات المفروضة عليه بموجب هذا القانون.
حيث تعد مخالفات وفقا ألحكام هذا القانون كل مخالفة متعلقة بخرق االلتزامات المفروضة ،وتتمثل في:
وستتمحور دراستنا للجزاءات ذات الطابع الجزائي من خالل البحث في خصوصية تجريم هذه المخالفات
بالتطرق إلى األركان المتعلقة بالمخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية (فرع أ ّول) ،ثم الجزاءات
المقررة لها (فرع ثاني).
120
الفرع األول:
أركان المخالفات المتعلقة بخرق االلتزامات
(أوال)
شأنها شأن أي جريمة ،تقوم المخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية على ركن مادي ّ
يميزها باعتبارها ركن من أركان جريمة ذات طابع اقتصادي
وسنركز فيما يلي على ما ّ
ّ وركن معنوي (ثانيا)،
فقط ،دون التطرق إلى العموميات بهذا الخصوص.
ّأوال -الــركــــــن المــــــــــادي:
يمكن لنشاط اإلجرامي أن يتحقق بسلوك إيجابي أو بأسلوب سلبي ،2وفي الجرائم الماسة بشفافية ونزاهة
أن االمتناع
الممارسات التجارية تتوسع فيها األنشطة اإلجرامية إلى النشاطات ذات الطابع السلبي ،إذ يالحظ ّ
عن القيام بااللتزام يعد نشاطا إجراميا بمنظور القانون رقم .02-04
-2خصوصية الصياغة:
عمد المشرع في هذه المخالفات إلى استعمال معاني غير محددة تشتمل مفاهيم غامضة ومطلقة تتسع
ألكثر من معنيين وهذا ما يدعى بتقنية "التجريم المفتوح" ،ومن أمثلته ما جاء في نص المادة 15من القانون
رقم 02-04بمنع رفض بيع سلعة أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي ،حيث يترك هذا النوع من الصياغة
سلطة تقديرية واسعة لألعوان المكلفين بضبط المخالفات في تحديد مدى تحقق ذلك المفهوم الغامض وغير
المحدد عند تحريرهم لمحض المخالفة ،كما يترك سلطة تقدير واسعة لقضاة الموضوع عند تحديدهم لمدى تحقق
الركن المادي للمخالفة.3
مجرد احتمال وقوع الضرر يمكن أن يجعله المشرع كاف للتجريم ،فهو بذلك يمنع ابتداء وقوع النتائج
الضارة للفعل الذي يمكن أن يصدر من العون االقتصادي.4
-1علي محمد جعفر ،المبادئ األساسية في قانون العقوبات االقتصادي وحماية المستهلك ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية
للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،2009 ،ص .36
-2علي محمد جعفر ،المرجع نفسه ،ص .223
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .224
-4محمود محمود مصطفى ،الجرائم االقتصادية في القانون المقارن ،الجزء األول ،دار ومطابع الشعب ،القاهرة ،1979 ،ص.93
121
وعلى هذا األساس فإن المشرع يسعى إلى جعل التجريم ينطوي على فكرة الوقاية من الجريمة ومقاومتها،
يعبر عنه بالجريمة الشكلية ،التي يقع فيها االكتفاء بالسلوك اإلجرامي ،الذي بمجرد حصوله تعتبر
وهو ما ّ
1
أن مجرد احتمال حدوث الضرر كاف الجريمة مقترفة بغض النظر عن مدى تحقق النتيجة اإلجرامية ،أي ّ
لتجريم بعض األفعال.
أمام الطابع االقتصادي للمخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية ،يمكن الحديث عن تالشي
وضعف الركن المعنوي لهذه المخالفات .فبمجرد تحقق الركن المادي للجريمة تقوم القرينة والحجة على اتجاه
إرادة العون االقتصادي الجاني لمخالفة القانون ،دون البحث في نفسيته وما يضمره باطنه من إتيان الفعل
المجرم.
ّ
ورغم ذلك فإن هذا المنحى ال يمكن تعميمه على كل المخالفات الخاصة بالقانون رقم ،02-04حيث
يأخذ المشرع بعين االعتبار عنصر اإلرادة لقيام المخالفة في بعض المخالفات ،مثاله :ال تقوم جريمة إقامة
محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس ،إالّ إذا قصد العون االقتصادي استغالل شهرة العون االقتصادي
المنافس خارج األعراف والممارسات التنافسية المعمول بها.
ونالحظ أن المشرع في تجريمه للممارسات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية بمعيار الخطأ
غير العمدي ،حيث ذهب المشرع إلى افتراض الخطأ في العون االقتصادي المخالف بمجرد ثبوت المخالفة
المادية سواء حصلت المخالفة عن قصد أو عن غير قصد من دون اشتراط تحقق أي ضر مادين ومن دون
أن تلزم النيابة العامة غلى توافر الخطأ لدى المخالف على أساس عدم احترام القانون للممارسات التجارية
يعكس الخطأ لدى الفاعل ،وبالتالي فإن إثبات الركن المادي يكفي إلثبات الخطأ.
الفرع الثاني:
تؤدي المتابعة الجزائية ضد العون االقتصادي الذي ثبتت مخالفته ألحكام وقواعد الممارسات التجارية،
إلى حكم القاضي بعقوبة أصلية وهي الغرامة ( ّأوال) ،وعقوبات تكميلية تتمثل في المصادرة ونشر الحكم (ثانيا)،
وأخرى متعلقة بحالة العود ،حسب الحالة (ثالثا) ،بموجب مواد القانون رقم .02-04
-1إيهاب الروسان ،خصائص الجريمة االقتصادية :دراسة في المفهوم واألركان ،دفاتر السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح-
ورقلة ،العدد السابع ،جوان ،2012ص ص .86-85
-2أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص ص ،229-226بتصرف.
122
ّأوال -الغرامة كعقوبة أصلية:
تضمن القانون
ّ تعتبر العقوبة أصلية إذا نطق بها القاضي مباشرة دون أن يلصقها بعقوبات أخرى ،وقد
رقم 02-04عقوبة أصلية تتمثل أساسا في الغرامة.
وتعد الغرامة عقوبة يحكم بها القضاء في حالة اإلخالل ببعض القواعد القانونية واألحكام التشريعية،
حيث تعتبر العقوبة المالية من أهم العقوبات التي تفرض في الجرائم االقتصادية.
وتقدر قيمة الغرامة حسب قيمة األشياء التي وقعت عليها الجريمة ،وكذا خطورة الوقائع وتأثيرها على
شفافية ونزاهة الممارسات التجارية.
-الطبقة األولى :الغرامة من خمسة آالف دينار جزائري إلى مائة ألف دينار جزائري ،وتفرض على
مخالفة عدم اإلعالم باألسعار والتعريفات.
-الطبقة الثانية :الغرامة من عشرة آالف دينار جزائري إلى خمسين ألف دينار جزائري ،وتفرض
على مخالفة تقديم فاتورة غير مطابقة.
-الطبقة الثالثة :الغرامة من عشرة آالف دينار جزائري غلى مائة ألف دينار جزائري ،وتفرض على
مخالفة عدم اإلعالم بشروط البيع.
-الطبقة الرابعة :الغرامة من مائة ألف دينار جزائري إلى ثالثة ماليين دينار جزائري ،وتفرض على
مخالفة ممارسة تجارية غير شرعية.
-الطبقة الخامسة :الغرامة من خمسين ألف دينار جزائري إلى خمسة ماليين دينار جزائري ،وتفرض
على مخالفة القيام بممارسات تجارية غير نزيهة وممارسات تعاقدية تعسفية.
-الطبقة السادسة :الغرامة من عشرين ألف دينار جزائري إلى عشرة ماليين دينار جزائري ،وتفرض
على مخالفة ممارسة أسعار غير شرعية.
-الطبقة السابعة :الغرامة من ثالثمائة ألف دينار جزائري إلى عشرة ماليين دينار جزائري ،وتفرض
على مخالفة عدم الفوترة.
-الطبقة الثامنة :غرامة نسبية تحدد بـ % 80من المبلغ الذي كان يجب فوترته مهما بلغت قيمته،
وتفرض في حالة عدم الفوترة.
123
ثانيا -العقوبات التكميلية:
وقد أجازت المادة 44من القانون رقم 02-04المعدلة بموجب القانون 06-10السالف الذكر ،للقاضي
أن يحكم بمصادرة السلع المحجوزة ،فإذا كانت المصادرة تتعلق بسلع كانت موضوع حجز عيني ،تسلم المواد
إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم ببيعها وفق الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما ،أما
في حالة الحجز االعتباري ،تكون المصادرة على قيمة المواد المحجوزة بكاملها أو على جزء منها ،وعندما
يحكم القاضي بالمصادرة ،يصبح مبلغ بيع السلع المحجوزة مكتسبا للخزينة العمومية.
غير أنه في حالة صدور قرار القاضي برفع اليد على الحجز ،تعاد السلع المحجوزة إلى صاحبها وتتحمل
الدولة التكاليف المرتبطة بالحجز ،وفي حالة رفع اليد عن حجز سلع تم بيعها أو التنازل عليها مجانا أو
إتالفها ،1يستفيد صاحبها من تعويض قيمة السلع المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من صاحبها أثناء
الحجز ،كما له أن يطلب من الدولة تعويض الضرر الذي لحقه.
-2نشر الحكم :يكون النشر باإلعالن في وسائل أو أماكن محددة ،وذلك إلعالم المستهلكين والمتعاملين
بالجرائم المركبة بما يحقق الهدف من العقوبة والتمثل في فقدان الثقة في مرتكب الجريمة ،وحرمانه أو
تقليل حجم مكاسبه المالية في المستقبل نتيجة لعزوف الجمهور عن التعامل معه.
وبالرجوع لنص المادة 48من القانون رقم 02-04نجدها تنص على أنه" :يمكن الوالي المختص إقليميا
وكذا القاضي أن يأمر على نفقة مرتكب المخالفة ،وكذا المحكوم عليه نهائيا ،بنشر ق ار ارتهما كاملة أو خالصة
منها في الصحافة الوطنية أو لصقها بأحرف بارزة في األماكن التي يحددنها".
يتضح من خالل هذا النص أن للقاضي السلطة التقديرية في نشر الحكم من عدمه ،متى وجد أنه ال
فائدة مرجوة من ذلك أو عدم وجود مبرر قانوني له.
تعد حالة عود ،في مفهوم المادة 47من القانون 02-04المعدلة بموجب القانون ،06-10قيام العون
االقتصادي بمخالفة أخرى لها عالقة بنشاطه خالل السنتين ( )2التي تلي انقضاء العقوبة السابقة المتعلقة
بنفس النشاط ،وتتمثل هذه العقوبات في:
-1ألكثر تفاصيل عن هذه الحاالت راجع المادة 43من القانون رقم .02-04
124
-1مضاعفة الغرامة :استحدث المشرع وسيلة تتصف بالطابع الردعي المشدد للعقوبة ،حيث جعل مقدار
الغرامة قابال للمضاعفة في حالة العود .ومنه تضاعف العقوبات المالية المذكورة أعاله حسب كل
حالة في حالة العود.
مكن المشرع
-2المنع المؤقت من ممارسة النشاط :إضافة إلى عقوبة الغرامة التي تطبق بصفة أساسية ّ
القاضي من منع العون االقتصادي المحكوم عليه من ممارسة النشاط بصفة مؤقتة وهذه المدة ال
تزيد عن 10سنوات ،وهذا ما يدل على رغبة المشرع في تشديد العقوبة في حالة العود.
-3الحبس :عقوبة الحبس تعد عقوبة أصلية في مادة الجنح ،كما تعد من العقوبات المقيدة السالبة
للحرية وأصبحت هذه العقوبة تخييرية في يد القاضي بإمكانه تطبيقها في حالة العود .وتكون عقوبة
الحبس من ثالثة ( )3أشهر إلى خمس ( )5سنوات.
المبحث الثاني:
المشرع العقوبات المقررة لخرق االلتزامات المترتبة على العون االقتصادي ،قام بتحديدّ بعد أن حدد
اإلجراءات المتبعة في معاينة وإثبات المخالفات المرتّبة للعقوبة.
المطلب األول:
معاينـــــة المخالفــــــــات
ظم القانون رقم 02-04طرق ووسائل معاينة المخالفات التي تشكل انتهاكا لمبدأي الشفافية والنزاهة
نّ
بنص المواد من 49إلى 59منه ،حيث حدد أوال الموظفون المؤهلون إلجراء التحقيقات والمعاينات (فرع ّأول)،
ثم ّبين كيفية سير التحقيق (فرع ثاني).
الفرع األول:
نظ ار لخصوصية المخالفات المحددة في القانون رقم ،02-04حرص المشرع على تحديد األشخاص
خولت المادة 49من هذا
الذين لهم الحق والصفة للقيام بأعمال التحقيق والبحث وضبط هذه المخالفات ،حيث ّ
القانون مهام المعاينة والضبط القضائي إلى صنفين من الموظفين.
هم موظفو الضبط ذووا االختصاص المحدد (أ ّوال) ،وموظفو الضبط ذووا االختصاص العام (ثانيا).
125
ّأوال -موظفو الضبط ذووا االختصاص المحدد:
منحت المادة 49من القانون رقم 02-04صفة الضبط القضائي لبعض الموظفين الذين ينتمون إلدارتي
يخول لهم معاينة وإثبات المخالفات المتعلقة بهذا القانون
التجارة والماليةـ ويعتبرون أعوانا ذووا اختصاص محدد ّ
دون سواها ،هؤالء الموظفون هم:
المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة، -
األعوان المعنيون التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية. -
أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في الصنف 14على األقل المعينون لهذا الغرض. -
ويفوضون بالعمل طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعمول بها.
على أن يؤدي هؤالء الموظفون اليمين ّ
وقد منح القانون لهؤالء الموظفين عدة صالحيات ،وحريات لممارسة مهامهم .على أن ّ
يبينوا وظيفتهم
ويقدموا تفويضهم بالعمل ،كما لهم إلتمام مهامهم طلب تدخل وكيل الجمهورية المختص إقليميا ،ضمن احت ارم
القواعد المنصوص عنها في قانون اإلجراءات الجزائية.
وقد اعتبر قانون الممارسات التجارية كل عرقلة وكل فعل من شأنه منع تأدية مهام التحقيق من طرف
هؤالء األعوان مخالفة وتوصف كمعارضة للمراقبة ،ويعاقب عليها بالحبس وبالغرامة ،أو بإحدى العقوبتين.
-1المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة:
إن تحديد الموظفين المؤهلين للتحقيق والتابعين إلدارة التجارة يقتضي منا الرجوع إلى أحكام المرسوم
التنفيذي رقم 415-09المؤرخ في 19ديسمبر 2009المتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على
1
أن هذا المرسوم التنفيذي عند تحديده
الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ،حيث ّ
لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة قسمها إلى فئتين :سلك مراقبة قمع الغش وسلك مراقبي المنافسة
والتحقيقات االقتصادية.
بالنسبة للفئة األولى :سلك مراقبة قمع الغش :تضم رتبة وحيدة وهي رتبة مراقبة قمع الغش ويكلف
بالبحث والمعاينة عن أية مخالفة للتشريع ومعاينتها واتخاذ عند االقتضاء اإلجراءات التحفظية المنصوص عليها
في مجال قمع الغش.
بينما تضم الفئة الثانية سلك مراقبي المنافسة والتحقيقات االقتصادية :تضم رتبة مراقب المنافسة
والتحقيقات االقتصادية ،ويكّلف بالبحث عن أية مخالفة للتشريع ومعاينتها واتخاذ جميع اإلجراءات التحفظية
عن االقتضاء المنصوص عليها في القواعد المنظمة للمنافسة والتحقيقات االقتصادية.
-1مرسوم تنفيذي رقم 415-09مؤرخ في 19ديسمبر ،2009يتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على الموظفين
المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة (ج.ر.ج.ج ،عدد ،75صادر بتاريخ 20ديسمبر ،2009ص .)20
126
-2أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في الصنف 14على األقل المعينون لهذا الغرض:
طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 415-09السالف الذكر ،يتمثل أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في
الصنف 14على األقل والمعينون لهذا الغرض في مفتش قسم ورئيس مفتش رئيسي.
بالنسبة لمفتش قسم يتولى مهمة االستكشاف والتقدير والتوجيه ،كما يكلف بأية دراسة أو تحليل يتطلب
الكفاءة الجيدة في ميدان قمع الغش ،أما رئيس مفتش رئيسي يتولى في مجال والتحقيقات االقتصادية مهمة
تقييم درجة فاعلية التنظيم الجاري وانجاز دراسات تهدف إلى ترقية المنافسة والمساهمة في دورات تكوينية
وتجديد المعلومات وتحسين المستوى لفائدة أعوان المنافسة والتحقيقات.
وفقا لما حدده المرسوم التنفيذي رقم 299-10المؤرخ 29نوفمبر 2010المتضمن القانون األساسي
الخاص بالموظفين المنتمين إلى أسالك خاصة باإلدارة الجبائية ،1السيما رؤساء فرق التحقيق والذين توكل
لهم:
-1مرسوم تنفيذي رقم 299-10مؤرخ في 29نوفمبر ،2010يتضمن القانون األساسي بالموظفين المنتمين إلى األسالك
الخاصة باإلدارة الجبائية (ج.ر.ج.ج ،عدد ،74صادر بتاريخ 30نوفمبر ،2010ص .)23
-2أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .254
127
-4شروط منح صفة الضبط القضائي للموظفين ذوي االختصاص المحدد:1
اشترط لمنح صفة الضبطية القضائية لألعوان المذكورين سابقا أن تتوفر فيهم صفة الموظف العام
بالمفهوم الدقيق لمعنى الموظف العام ،وقد عرفت المادة 04من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية
الموظف بأنه" :كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة ورسم في رتبة في السلم اإلداري".
وبذلك ال يصح مباشرة وظيفة الضبط القضائي من مجرد موظف متعاقد حتى ولو توّفرت لديه المؤهالت
العلمية التي تسمح له بإنجاز األعمال الموكلة إلى هؤالء الموظفين والمتعلقة بضبط ومعاينة المخالفات المتعلقة
بالممارسات التجارية ،وال يمكن اعتبار الموظف متصفا بصفة الضبطية القضائية إال بقانون.
إن اختصاص هؤالء األعوان ينحصر نوعيا فقط في ضبط ومعاينة المخالفات التي يحددها لهم القانون
صراحة دون سواها ،وتبعا لذلك ال يمكنهم معاينة بقية الجرائم األخرى غير المنصوص عليها في القوانين التي
تمنحهم االختصاص ،كون أن منحهم صفة الضبطية القضائية جاء على صيغة التخصيص لذلك ال يجوز
للمحقق أن يزاول اختصا صات بشأن جمع االستدالالت أو التحقيق إال في الحاالت التي يجيزها له المشرع
وبالنسبة للجرائم التي تدخل في اختصاصه.
كما يجب عليه أن يراعي مشروعية الوسائل التي يلجأ إليها عند مباشرته ألعمال وظيفته فال يجوز له
يتمكن
استخدام أساليب غير مشروعة تحقيقا لمهامه ،فال يحق له مثال التحريض على ارتكاب الجريمة حتى ّ
من ضبط الفاعل في حالة تلبس ،وليس من صالحياته التصرف في المحاضر كأن يقرر حفظ الملف أو إتالف
المحاضر بحجة عدم ثبوت المخالفة المرفوعة.
نصت المادة 49من القانون 02-04على أن ضباط وأعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في
قانون اإلجراءات الجزائية لهم األهلية في معاينة وضبط المخالفات المنصوص عليها في هذا القانون.
وطبقا لنص المادتين 15و 19من قانون اإلجراءات الجزائية ،2يتمتّع بصفة موظفو الضبط ذووا
االختصاص العام كل من:
من خالل نص المادة 15من ق .إ .ج ،يمكن تقسيم ضباط الشرطة القضائية إلى الفئات التالية:
128
الفئة األولى :وهي تضم رؤساء المجالس الشعبية البلدية ،ضباط الدرك الوطني ،الموظفون التابعون
لألسالك الخاصة للمراقبين والمحافظين وضباط الشرطة لألمن الوطني .وهؤالء لم يشترط لهم القانون أي شرط
حيث أن تمتعهم بهذه الصفة تكون بحكم القانون.
الفئة الثانية :ضباط الصف الذين امضوا في سلك الدرك الوطني ( )3ثالث سنوات ،على األقل ،وتم
تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل حافظ األختام ،ووزي الدفاع الوطني ،بعد موافقة لجنة
خاصة .وكذا الموظفون التابعون لألسالك الخاصة للمفتشين وحفاظ وأعوان الشرطة لألمن الوطني الذين أمضوا
ثالث ( )3سنوات على األقل بهذه الصفة ،والذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزي
الداخلية والجماعات المحلية ،بعد موافقة لجنة خاصة.
الفئة الثالثة :يشترط في أصحابها أن يكونوا من ضباط وضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية
لألمن ،الذين تم تعيينهم خصيصا بموجب قرار مشترك صادر عن وزير الدفاع الوطني ووزير العدل ،غير أنه
تنحصر مهمة هؤالء طبقا لنص المادة 15مكرر ق.إ.ج في الجرائم الماسة بأمن الدولة المنصوص والمعاقب
عليها في قانون العقوبات..
‹‹ يعد من أعوان الضبط القضائي موظفو مصالح الشرطة وضباط الصف في الدرك الوطني ومستخدمو
المصالح العسكرية لألمن الذين ليس لهم صفة ضباط الشرطة القضائية›› .فإن كان ضباط الشرطة القضائية
تناط بهم مهمة البحث والتحري وجمع األدلة عن الجرائم ،فإن أعوان الضبطية القضائية يساعدونهم في ذلك.
الفرع الثاني:
يتمكن الموظفون المؤهلون للقيام بالتحقيق من أداء واجباتهم بشكل جيد ،فإن المشرع قد منح لهم
حتى ّ
سلطات جد واسعة في مواجهة األعوان االقتصاديين الذين يجري عليهم التحقيق ،2حيث تبرز أهم هذه السلطات
-1عدلت المادة 19من ق.إ.ج بموجب المادة 02من القانون رقم ،10-19مرجع سابق.
-2طبقا لنص المادة 53من القانون 02-04تعتبر مخالفة وتوصف كمعارضة للمراقبة كل عرقلة وكل فعل من شأنه منع تأدية
مهام التحقيق من طرف هؤالء الموظفين ،ويعاقب عليها بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنتين ( ،)2وبغرامة من مائة ألف
دينار ( 100 000دج) إلى مليون دينار ( 1 000 000دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين ،فيما عددت المادة 54من نفس
القانون الحاالت التي تعتبر معارضة لمراقبة الموظفين المكلفين بالتحقيقات ،ويعاقب عليها على هذا األساس ،والمتمثلة في:
-رفض تقديم الوثائق المطلوبة في إطار التحقيق -المنع من الدخول الحر للمحالت -رفض االستجابة عمدا الستدعاءات
المحققين -التوقف عن النشاط بقصد التهرب من المراقبة -استعمال المناورة للمماطلة أو العرقلة بأي شكل كان إلنجاز التحقيقات-
إهانة وتهديد أو كل شتم أو سب تجاه الموظفين المؤهلين للتحقيق – العنف أو التعدي الذي يمس بسالمتهم الجسدية أثناء تأدية
129
(أوال) ،والحجز (غير أننا لن نتطرق إليه مجددا بموجب هذا
في سلطة االطالع على الوثائق وتفتيش المحالت ّ
المطلب تفاديا للتكرار على اعتبار أننا قد تطرقنا إليه سابقا كجزاء إداري في الفصل السابق) ،وأخير تحرير
التقرير أو المحضر (ثانيا).
أعطى المشرع الجزائري سلطات مشتركة بين كل األعوان المكلفين بالتحقيق بغض النظر عن الجهة
التي ينتمون إليها عبر كل مراحل التحقيق بموجب المواد من 49إلى 52من القانون رقم 02-04السالف
الذكر ،من بين هذه السلطات سلطة الدخول بكل حرية ألماكن المعاينة لالطالع على الوثائق ومعاينتها،
باإلضافة إلى سلطة تفتيش المحالت.
تنص المادة 50من القانون رقم 02-04على إمكانية قيام الموظفين المذكورين في المادة 49بتفحص
كل المستندات اإلدارية أو التجارية أو المالية أو المحاسبية وكذا أية وسائل مغناطيسية أو معلوماتية دون أن
يمنعوا من ذلك بحجة السر المهني ،وهكذا فإنه وفي مفهوم نص المادة يمكن للمحققين القيام بفحص الوثائق
المهنية ،ويدخل في مفهوم الوثائق المهنية جميع الوثائق التي يلزم العون االقتصادي بمسكها بحكم نشاطه .من
بين هذه الوثائق تلك التي تمسك بحكم القانون التجاري والقانون الجبائي والقانون االجتماعي وكذلك كل الوثائق
المرتبطة بالنشاط الممارس لملفات الزبائن والمرسالت المهنية والعقوبات التجارية وشروط البيع وتقارير
االجتماعات والتعليمات الداخلية...إلخ.1
كما تسمح المادة 50السالفة الذكر ،للموظفين المؤهلين للتحقيق بأن يطلبوا ليس فقط االطالع على
الوثائق بل أيضا أن يطلبوا استالم هذه الوثائق وحتى حجزها ،أما إذا انتهت عملية التحقيق ورأى الموظف
المحقق أنه ال ضرورة لحجز لوثائق فإنه يمكنه إرجاعها إلى الجهة المحقق معها ،كما يمكن أخذ صورة منها.2
تجيز المادة 52من القانون رقم 02-04لألعوان المؤهلين حرية الدخول إلى المحالت التجارية باستثناء
المحالت السكنية التي تخضع للمادتين 45و 47من ق .إ .ج ،أي لترخيص من وكيل الجمهورية.
كما أنه يمكنهم أن يمارسوا أعمالهم خالل نقل البضائع ،حيث لهم سلطة توقيف وسائل النقل لمعاينتها
والتفتيش داخل أي طرود أو متاع بشرط حضور المرسل أو المرسل إليه أو الناقل ،فمنح القانون للموظفين
مهامهم أو بسبب وظائفهم ،وفي هاتين الحالتين األخيرتين ،تتم المتابعات القضائية ضد العون االقتصادي المعني من طريف
الوزير المكلف بالتجارة أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا ،بغض النظر عن المتابعات التي باشرها الموظف ضحية االعتداء
شخصيا.
-1أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .270
-2بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،المرجع السابق ،ص .411
130
المؤهلين عند االنتقال لمكان التحقيق الحق في تفتيش كل الموجودات سواء كانت سلع أو طرود ،وإذا كانت
مغلقة يمكن لهم فتحها وكل الوثائق والمستندات مهما كانت طبيعتها ،كما لهم الحق في أخذ نسخ منها.
تختتم التحقيقات المنجزة بتقارير تحقيق ،كما تثبت المخالفات في محاضر تبلغ إلى المدير الوالئي
المكلف بالتجارة الذي يرسلها إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا على أن تحرر هذه المحاضر في ظرف
ثمانية ( )8أيام ابتداء من تاريخ نهاية التحقيق ويوّقع عليها الموظفون الذين عاينوا المخالفة تحت طائلة
البطالن .ثم تسجل هذه المحاضر وتقارير التحقيق في سجل مخصص لهذا الغرض مرقم ومؤشر عليه حسب
األشكال القانونية ،ولهذه المحاضر وتقارير التحقيق حجية قانونية حتى يطعن فيها بالتزوير.
-1شكل ومضمون المحضر :يعد المحضر وثيقة مكتوبة يحررها ضباط وأعوان الشرطة القضائية أو
الموظفون واألعوان المكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية طبقا ألشكل المحددة قانونا تتضمن كل
األعمال التي تندرج في إطار المهام المنوطة بهم المحددة في القانون والتنظيم المعمول بهما ،ويجب
أن يتضمن المحضر جملة من البيانات تتمثل في:1
-تواريخ وأماكن التحقيقات المنجزة والمعاينات المسجلة ،ويكتب التاريخ بالحروف واألرقام واشتراط كتابة
التاريخ يرجع إلى القاعدة التي توجب أن تكون جميع األعمال اإلجرائية مؤرخة ،أما الساعة فال يمكن
بيانها إال إذا كان القانون يوجب تحرير المحضر خالل مدة معينة من معاينة المخالفات،
-هوية وصفة الموظفين الذين قاموا بالتحقيقات،2
-هوية مرتكب المخالفة أو األشخاص المعنيين بالتحقيقات ونشاطهم وعناوينهم،3
ديسمبر ،2020يحدد شكل محاضر معاينة المخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية وبياناتها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر
الموظف،
بتاريخ 27ديسمبر ،2020ص ،)16البيانات المتعلقة بالموظف محرر المحضر ،وتتمثل في :االسم واللقب ،صفة ّ
المصلحة اإلدارية التي ينتمي إليها ،بيانات بطاقة التفويض بالعمل والتوقيع.
ّ -3بينت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،389-20مرجع سابق ،البيانات المتعلقة بالشخص المخالف ،من اسم ولقب
المخالف أو الممثل القانوني للشخص المعنوي ،تاريخ ومكان الميالد ،ابن أو ابنة ....و ،....التسمية بالنسبة للشخص المعنوي،
عنوان المحل ومقر الشركة التجارية بالنسبة لألشخاص المعنوية ،طبيعة النشاط الممارس والتوقيع.
وما يالحظ على نص هذه المادة ،أنه خالفا لما ورد في القانون رقم 02-04الذي لم يشر إلى األعوان االقتصاديين كأشخاص
معنوية ،فإن نص هذه األخيرة تدارك األمر ،غير أنه يعاب على هذه المادة أنها حصرت المخالف في التجار دون باقي األعوان
االقتصاديين ،إذ نصت على" :اسم ولقب التاجر أو الممثل القانوني للشخص المعنوي ،"...وذلك ال يتوافق وأحكام القانون رقم
،02-04السيما أن المرسوم التنفيذي رقم ،389-20ما هو إال تطبيق لنص المادة 56من القانون رقم .02-04
131
-الوقائع المكونة للمخالفة المرفوعة وطبيعة المخالفة وأن يتم تصنيفها حسب أحكام القانون أو النصوص
التنظيمية.
-العقوبات المقترحة من طرف الموظفين الذين حرروا المحضر عندما يمكن أن تعاقب المخالفة بغرامة
المصالحة،
-يجب أال يتضمن المحضر أي شطب أو إضافة أو قيد في الهوامش،
-في حالة الحجز ،تبين المحاضر طبيعة السلع المحجوزة ونوعها وكميتها وقيمتها ،وترفق بها وثائق جرد
المنتوجات المحجوزة،
يبين في المحضر بأن مرتكب المخالفة قد تم إعالمه بتاريخ ومكان تحريرها وتم إبالغه بضرورة -
الحضور أثناء التحرير ،ويوقع المحضر من طرف المخالف إذا كان حاضر وفي حالة غيابه أو رفضه
التوقيع أو معارضته غرامة المصالحة المقترحة يقيد ذلك في المحضر.
-2حجية المحضر :منح قانون القانون رقم 02-04للمحاضر حجية مطلقة وفقا للمادة 58منه ،فلها
قوة ثبوتية حتى يطعن فيها بالتزوير مع ضرورة مراعاة أحكام المواد من 214الى 219من ق.إ.ج
وكذا أحكام المادتين 56و 57منه.
ويعتبر المحضر وسيلة إلثبات المخالفة ،كما أنه يعتبر وسيلة إثبات احترام األعوان المكلفين بالتحقيق
لإلجراءات القانونية ،فالمحضر إذا يعد وسيلة لضمان حقوق األعوان االقتصاديين بقدر ما هو وسيلة إلثبات
المخالفة.
المطلب الثاني:
متابعــــــة المخالفــــــات
متى ثبتت المخالفات طبقا ألحكام المواد من 55إلى 59من القانون رقم 02-04يمكن تسويتها
بطريقتين ،عن طريق الرجوع الودي (فرع ّأول) أو الرجوع القضائي (فرع ثاني).
األول:
الفرع ّ
الرجوع الودي (المصالحة)
أن المخالفات الواردة في القانون رقم ،02-04تخضع الختصاص الجهات القضائية طبقا لنص
األصل ّ
المادة 60من هذا القانون ،غير أنه بنص نفس المادة يمكن قبول األعوان االقتصاديين المخالفين في رجوع
ودي يتمثل في المصالحة متى توفرت شروطها ،وتنهي بذلك المصالحة المتابعات القضائية ،وعليه سنتناول
(أوال) ،شروط المصالحة (ثانيا) ،آثار المصالحة (ثالثا).
من خالل هذا الفرع تعرف المصالحة ّ
132
ّأوال -تعريف المصالحة:
يمكن تعريف المصالحة أو الصلح بوجه عام ّأنه تسوية للنزاع بطريقة ودية ،1إال أنه تم تعريفها بموجب
المنشور الوزاري الصادر في 08مارس ،2006المتعلق بكيفيات تطبيق أحكام غرامة المصالحة على أنها:
‹‹ طريقة تسوية ودية بين اإلدارة المكلفة بمراقبة الممارسات التجارية من جهة والمتعامل االقتصادي المحرر
ضده المحضر من جهة أخرى ،يتم من خاللها إنهاء النزاع الناجم عن مخالفة أحكام القانون رقم 02-04
›› ،واعتبرها المنشور الوزاري وسيلة فعالة وعادلة لوضع حد للنزاع مقابل دفع المخالف للغرامة المقترحة عليه
في حدود العقوبات المالية التي حددها القانون.2
-1الشروط الموضوعية :تتعلق الشروط الموضوعية بشروط تتعلق بمرتكب المخالفة وأخرى متعلقة
باإلدارة.
ب -الشروط المتعلقة باإلدارة :يثبت االختصاص لممثل اإلدارة بإجراء المصالحة وفقا للشروط
المذكورة في المادة 60من القانون قم 02-04كما يلي:
-المدير الوالئي المكلف بالتجارة :يمكن المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقبل األعوان
االقتصاديين المخالفين بالمصالحة ،إذا كانت المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقل او تساوي
مليون دينار ( 1.000.000دج) استنادا إلى المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين.
-الوزير المكلف بالتجارة :في حالة ما إذا كانت المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق مليون
دينار ( 1.000.000دج) وتقل عن ثالثة ماليين دينار ( 3.000.000دج) ،يمكن الوزير
133
المكلف بالتجارية أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين بالمصالحة ،استنادا إلى المحضر
المعد من طرف الموظفين المؤهلين والمرسل من طرف المدير الوالئي المكلف بالتجارة.
-2الشروط الشكلية :تكون المصالحة طبقا للقانون رقم 02-04باقتراح من اإلدارة المختصة للعون
االقتصادي المخالف المستوفي الشروط القانونية لهذه األخيرة ،لدفع قيمة غرامة في حدود العقوبة المالية
المقررة قانونا استنادا إلى المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين.
وللعون االقتصادي المخالف الحق في المعارضة أمام المدير الوالئي المكلف بالتجارة أو الوزير المكلف
بالتجارة في حدود ثمانية ( )8أيام من تاريخ تسليمه المحضر.
غرمة المصالحة
ويمكن الوزير المكلف بالتجارة وكذا المدير الوالئي المكلف بالتجارة تعديل مبلغ ا
المقترحة من طرف الموظفين المؤهلين الذين حرروا المحضر ،في حدود العقوبات المالية المنصوص عليها
في القانون رقم .02-04
وفي حالة موافقة العون أو األعوان االقتصاديين المتابعين على المصالحة ،فإنهم يستفيدون من تخفيض
% 20من مبلغ الغرامة المحتسبة.
على أنه في حالة عدم دفع الغرامة في أجل خمسة وأربعين ( )45يوما ابتداءا من تاريخ الموافقة على
المصالحة ،يحال الملف على وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية.
تنهي المصالحة المتابعة القضائية ،وال تعتبر هذه األخيرة عقوبة جزائية ،ومن ثمة ال تعتبر كأساس
لحالة العود التي تستوجب عقوبة جزائية بنص المادة 2/47من القانون رقم ،02-04كما ّ
أن غرامة المصالحة
ال تسجل في صحيفة السوابق القضائية للمخالف باعتبارها عقوبة إدارية ،استنادا لنص المادة 618ق.إ.ج.
إذا تمت المصالحة وفق الشروط التي يتطلبها القانون ،فإنها تنتج آثار سواء بالنسبة لطرفيها أو بالنسبة
للغير:
1آثار المصالحة بالنسبة لطرفيها :أهم هذه اآلثار هو حسم النزاع ،ويترتب عن ذلك انقضاء الدعوى
العمومية .ويختلف األمر حسب المرحلة التي وصلت إليها اإلجراءات:1
إذا ما تمت المصالحة قبل إحالة الملف إلى وكيل الجمهورية ،يحفظ الملف وال يرسل -
إلى وكيل الجمهورية،
إذا كانت القضية على مستوى النيابة ولم يتخذ بشأنها أي إجراء تتوقف الدعوى -
العمومية بانعقاد المصالحة فيحفظ الملف على مستوى النيابة،
-1بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .415-414
134
إذا كانت النيابة قد تصرفت في الملف فحركت الدعوى العمومية إما برفع القضية إلى -
التحقيق أو بإحالتها إلى المحكمة ،في هذه الحالة يتحول اختصاص اتخاذ التدابير المناسبة إلى هاتين
الجهتين،
إذا كانت القضية أمام قاضي التحقيق أو غرفة االتهام تصدر الجهة المختصة أمر -
أو قرار بأن ال وجه للمتابعة بسبب انعقاد المصالحة.
-2آثار المصالحة بالنسبة للغير :ال تنصرف آثار المصالحة إلى الغير ،حيث ال ينتفع الغير من
أن آثار المصالحة مقصورة على طرفيها.1
المصالحة ،وفي ذات الوقت ال يلحقه ضرر من إجرائها ،حيث ّ
أما بالنسبة للدعوى المدنية التي يرفعها المضرور مباشرة أو ترفعها جمعيات حماية المستهلك والجمعيات
ّ
المهنية ،فإن المصالحة ال تؤثر فيها ،كون ّ
2
أن الضحايا لم يكونوا طرفا في هذا الصلح ،وغاية ما في األمر
أن المضرور ال يكون بوسعه التمسك بالدعوى المدنية بالتبعية النقضاء الدعوى العمومية التي تتبعها ،3ولكن
يمكنه أن يرفع دعواه أمام القاضي المدني ويؤسس طلبه وفقا لنص المادة 124ق.م.ج.4
الفرع الثاني:
الرجــــــوع القضـــــائي
وفقا لنص المادة 60من القانون رقم 02-04تخضع مخالفات أحكام هذا القانون الختصاص الجهات
القضائية ،حيث تكون المبادرة بالمتابعة لوكيل الجمهورية الذي يتلقى المحاضر من المدير الوالئي للتجارة،
ويقرر ما يتخذه بشأنها.
غير أنه يمكن لممثل الوزير المكلف بالتجارة المؤهل قانونا حتى ولو لم تكن اإلدارة المكلفة بالتجارة طرفا
في الدعوى ،أن يقدم أمام الجهات القضائية المعنية طلبات كتابية أو شفوية في إطار المتابعات القضائية
الناشئة من تطبيق أحكام القانون رقم .02-04
-1بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،المرجع السابق ،ص .416
-2تنص المادة 1/65من القانون رقم ..." :02-04يمكن جمعيات حماية المستهلك ،والجمعيات المهنية التي أنشئت طبقا
للقانون ،وكذلك كل شخص طبيعي أو معنوي ذي مصلحة ،القيام برفع دعوى أمام العدالة ضد كل عون اقتصادي قام بمخالفة
أحكام هذا القانون"...
-3تنص المادة ..." :2/65كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعاوى للحصول على تعويض الضرر الذي لحقهم" ،وهنا
أن الدعوى العمومية كانت ستوفر له طريقة
يمكننا أن نالحظ أن المصالحة تؤثر بطريقة غير مباشرة على مصلحة المضرور ،إذ ّ
قضاء بسيطة وسهلة وغير مكلفة للوصول إلى حقه.
-4أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .299
135
-1إذا كان المخالف في حالة العود :حيث ال يستفيد مرتكب المخالفة في حالة العود من المصالحة،
ويرسل المحضر مباشرة من طرف المدير الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا
قصد المتابعات القضائية.
-2في حالة عدم إمكانية مصالحة :عندما تكون المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق ثالثة ماليين
دينار ( 3.000.000دج) فإن المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين يرسل مباشرة من المدير
الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية.
-3في حالة عدم إنتاج المصالحة آلثارها :في حالة عدم موافقة العون أو األعوان االقتصاديين المتابعين
على المصالحة ،أو في حالة عدم دفعهم الغرامة في أجل خمسة وأربعين ( )45يوما ابتداء من تاريخ
الموافقة على المصالحة ،يحال الملف على وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية.
136
خاتمة:
نستنتج من دراستنا للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية في ظل قانون رقم ّ ،02-04
أن أحكام
هذا القانون ارتكزت على مبدأين أساسيين هما :مبدأ شفافية الممارسات التجارية ومبدأ نزاهة الممارسات التجارية.
يهدف مبدأ الشفافية إلى جعل الممارسات التجارية أكثر وضوحا وبساطة بين األطراف سواء بين
األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو وبين العون االقتصادي والمستهلك.
وقد وفق المشرع وفقا لهذا المبدأ لحد ما في تقليص الفجوة بين أطراف العقد ،ال سيما لما تربط هذه
العالقة بين المستهلك والعون االقتصادي ،وذلك من خالل إحداث توازن في العالقة التعاقدية بين المستهلك
كطرف ضعيف والعون االقتصادي صاحب الخبرة ،وهذا حماية لمصالح المستهلك الذي غالبا ما يجهل حقوقه
التي تضمن حمايته وحماية قدرته الشرائية.
حيث كفل المشرع حق المستهلك في اإلعالم بأسعار وتعريفات السلع والخدمات ،وحق إعالمه بشروط
البيع وحدود المسؤولية المتوقعة ،وإعالمه بمميزات المنتوجات ،وتزويده بالمعلومات الصادقة والنزيهة من أجل
الحصول على رضا حر وسليم ،وكل هذه الحقوق هي بالمقابل التزامات مفروضة على عاتق العون االقتصادي،
ضمانا لتدارك التفاوت في الخبرة الفنية بينهما.
كما فرض المشرع على العون االقتصادي أيضا االلتزام بتقديم الفاتورة ،حيث أن الفاتورة تعبر عن
تمكن الدولة من مراقبة النشاط التجاري
صورة حقيقية للعقد المبرم بين البائع أو مقدم الخدمة والمشتري ،كما ّأنها ّ
أقر بإلزامية الفاتورة في العالقة بين األعوان
المشرع ّ أن
واالقتصادي بواسطة مصالحها المختصة ،مع التذكير ّ
دور مهما في اإلثبات في هذه الحالةالفاتورة تلعب ا أن
االقتصاديين -رغم توفر الخبرة في كال الطرفين -إالّ ّ
باعتبارها وسيلة إثبات ومراقبة ومحاسبة ،وجعلها إلزامية في التعامالت بين األعوان االقتصاديين والمستهلك
إالّ إذا طالب بها هذا األخير.
أن مبدأ شفافية الممارسات التجارية ضمانة من الضمانات الممنوحة لحماية المستهلك
ومن ثم نستخلص ّ
لتعويض نقص خبرته الفنية ،أو قصور من طرفه وعجزه في التفاوض أمام الطرف المحترف .وحماية للعون
االقتصادي والسوق في ذات الوقت.
فيما يهدف مبدأ النزاهة إلى الحماية المباشرة لألعوان االقتصاديين والسوق بصفة عامة ،وفي ذلك
حماية غير مباشرة للمستهلك.
حيث ّأنه في خضم انغماس بعض المتعاملين االقتصاديين في المنافسة التي تعتبر أحد مقومات
السوق ،قد يلجأ هؤالء إلى خرق أحكام المنافسة الشفافة والنزيهة ،بارتكابهم لمجموعة من الممارسات التجارية
المخالفة ألحكام القانون رقم 02-04والتي تتعارض مع مصالح أعوان اقتصاديين آخرين فاعلين في نفس
السوق ،أو تضر بالمستهلكين.
137
بالرجوع إلى أحكام القانون ،02-04نجد ّ
أن المادة 26منه قد اعتبرت أن كل ممارسة مخالفة لألعراف
التجارية النزيهة والنظيفة ،التي من شأنها أن تؤدي إلى االعتداء على مصالح عون اقتصادي آخر ،تعتبر
ممارسة تجارية غير نزيهة تكتسي وصف الجرم االقتصادي.
فيما حددت المادة 27بعض صور الممارسات التجارية غير النزيهة التي جاءت على سبيل المثال ال
الحصر ،فقد يعمد العون االقتصادي إلى المنافسة بطرق غير مشروعة من خالل تشويه سمعة عون اقتصادي،
إما بالمساس بشخص العون االقتصادي والتي تمثل أحد أهم العوامل األساسية الستقطاب الزبائن ،وذلك ّ
المنافس أو بمنتوجاته وخدماته ،كما تعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة محاولة االستحواذ وجذب العاملين
والمستخدمين المنتمين لعون اقتصادي منافس بكل الوسائل المخالفة لقوانين العمل ،وباعتبار ّ
أن األسرار المهنية
أحد المقومات الرئيسية لنشاط العون االقتصادي ّ
فإن محاولة سرقة هذه األخيرة والتصرف فيها على نحو يضر
بصاحبها بهدف تحويل زبائنه يعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة ،وتعد أعماال تخل بالسوق التنافسي وتؤدي
إلحداث االضطراب فيه كل ممارسة لألعمال التجارية دون القيد في السجل التجاري وعدم احترام القوانين التي
تحكم األنشطة التجارية.
كما يدخل في نطاق الممارسات التجارية غير النزيهة كل ممارسة تجارية تهدف إلى االستفادة من
تفوق العون االقتصادي ،من خالل بث تصرفات وسلوكات من شأنها إحداث الخلط واللبس في ذهن المستهلك،
التي تتمثل في التقليد الذي يطال عالمة العون االقتصادي أو منتوجاته أو خدماته ،فيما قد يذهب بعض
األعوان االقتصاديين تقليد اإلشهار باعتباره بطاقة تعريفية لمنتوجات وخدمات العون االقتصادي المنافس.
أيضا يدخل إقامة محل تجاري بالجوار القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرة هذا األخير في
تعداد الممارسات التجارية غير النزيهة بمفهوم هذا القانون.
أن كل إشهار من شأنه إحداث الخلط واللبس لدى كما أضافت المادة 28من القانون رقم ّ ،02-04
المستهلك والذي يحمله للتعاقد بناء على ما جاء فيه من تضليل يعتبر من الممارسات التجارية غير النزيهة
بمفهوم هذا القانون.
وانطالقا من الضرر الذي قد تسببه مثل هذه السلوكات غير المشروعة ،وجب مكافحة هذه التجاوزات،
لذلك حرص المشرع الجزائري على توزيع صالحيات ردع الممارسات التجارية غير النزيهة بين السلطات
اإلدارية والجهات القضائية ،حيث نجد أن القانون رقم ،02-04قد منح لهؤالء صالحيات واسعة للتدخل في
مثل هذه الحاالت بداية بمعاينة المخالفات والتي تكون من صالحيات الموظفون المؤهلون لذلك المحددة صفاتهم
طبقا لهذا القانون ،في حين منح المشرع لهؤالء حماية قانونية في حال تعرضهم للعنف أثناء قيامهم بمهامهم،
إذ يعرض كل من يقف في وجه هؤالء أثناء أداء مهامهم إلى عقوبة قد تصل إلى الحبس.
138
كما يعد من صالحيات هؤالء الموظفين توقيع جزاءات إدارية في حال ضبطهم مخالفات بمفهوم المادة
26أو أحد صور الممارسات التجارية المذكورة في المادة 27من القانون رقم ،02-04وتعتبر المصالحة
اإلدارية إجراء وقائي يعفى من اللجوء إلى القضاء.
خول المشرع للسلطات القضائية متابعة العون االقتصادي المخالف عن طريق الدعوى العمومية وقد ّ
للمطالبة بتوقيع العقوبة عليه عن طريق جهاز النيابة العامة ،التي تتبعها عقوبات جزائية منها أصلية تتمثل
في الغرامة وأخرى تكميلية ال يجوز الحكم بها منفردة ،ومن جهة أخرى أجاز القانون للعون االقتصادي المتضرر
رفع دعوى المنافسة غير المشروعة بصفة منفردة مطالبا التعويض عن األضرار التي لحقت.
كما أعطى القانون صالحية رفع الدعوى القضائية لكل شخص طبيعي أو معنوي متضرر من إخالل
عون اقتصادي بالتزاماته ،وكذا للجمعيات والنقابات المهنية ضد كل عون اقتصادي مخالف ألحق ضر ار
بمصالح عون اقتصادي آخر .إضافة إلى أحقية جمعيات حماية المستهلك التأسيس كطرف مدني في مواجهة
العون االقتصادي في حالة المساس بمصالح المستهلكين.
أن:
وعليه على ضوء كل ما سبق نجد ّ
القانون رقم 02-04يحقق الحماية للمستهلك والعون االقتصادي والمتضرر مهما كانت صفته،
وكذا للسوق عامة.
يضمن مبدأ الشفافية جعل الممارسات التجارية أكثر وضوحا وبساطة بين األطراف سواء بين
األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو وبين العون االقتصادي والمستهلك.
فتح المشرع باب التنافس في السوق االقتصادية ،لكنه قيد ومنع المنافسة غير المشروعة
بضبطه للممارسات التجارية غير النزيهة.
مخالفة أحكام القانون رقم ،02-04وكذا األعراف التجارية المهنية الشريفة تكسب الفعل صفة
الجرم االقتصادي.
المشرع الصور الشائعة للمنافسة غير المشروعة لكنه لم يعمد إلى تعريفها ،مما يصعب
ّ نظم
التعرف عليها في بعض الحاالت.
تضمن القانون رقم 02-04وسائل وآليات تحفظية وقائية تسهل العمل والقيام بمعاينة
المخالفات للجهات المختصة.
ترتكز العقوبات في حالة مخالفة أحكام القانون رقم 02-04على العقوبات المالية كعقوبة
أصلية ،ويتضاعف مقدارها في حالة العودة ،كما توجد عقوبات تكميلية ،فيما تنهي المصالحة اإلدارية الدعوى
العمومية بدفع الغرامة المقررة.
أغفل القانون رقم 02-04التطرق لمسؤولية الشخص المعنوي في جرائم الممارسات التجارية.
139
قائمة المصادر والمراجع:
النصوص القانونية:
أوال -الدساتير:
-1مرسوم رئاسي رقم 438-96مؤرخ في 07ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور،
المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر سنة 1996في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية (ج.ر.ج.ج ،عدد 76الصادر بتاريخ 08ديسمبر ،1996ص ،)6متمم بموجب القانون رقم
03-02مؤرخ في 10أبريل سنة ،2002يتضمن تعديل الدستور (ج.ر.ج.ج ،عدد ،25الصادر
بتاريخ 14أبريل ،2002ص ،)13ومعدل ومتمم بموجب القانون رقم 19-08مؤرخ في 15نوفمبر
سنة ،2008المتضمن تعديل الدستور (ج.ر.ج.ج ،عدد 63الصادر بتاريخ 16نوفمبر ،2008ص
،)8والقانون رقم 01-16مؤرخ في 06مارس ،2016المتضمن التعديل الدستوري (ج.ر.ج.ج ،عدد
14الصادر بتاريخ 7مارس ،2016ص.)3
أ .القوانين:
-1قانون رقم 07-79المؤرخ في 20يوليو ،1979يتضمن قانون الجمارك (ج.ر.ج.ج ،عدد 30
الصادر في 24يوليو ،1979ص )678معدل ومتمم بالقانون رقم 10-98المؤرخ في 22أوت
( 1998ج.ر.ج.ج.ج ،عدد ،61الصادر بتاريخ 23أوت ،1998ص .)6
-2قانون رقم 02-89المؤرخ في 7فيفري ،1989يحدد القواعد العامة لحماية المستهلك (ج.ر.ج.ج،
عدد 06الصادر بتاريخ 08فبراير ،1989ص .)154
140
-7قانون رقم 02-04المؤرخ في 23يونيو ،2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية
(ج.ر.ج.ج ،عدد 41الصادرة بتاريخ 27يونيو ،2004ص ،)3معدل ومتمم بالقانون رقم -10
06المؤرخ في 15غشت ( 2010ج.ر.ج.ج ،عدد 46الصادرة بتاريخ 18غشت ،2010ص
،)11والقانون 11-17المؤرخ في 27ديسمبر ،2017المتضمن قانون المالية لسنة 2018
(ج.ر.ج.ج ،عدد 76الصادرة بتاريخ 28ديسمبر ،2017ص ،)3والقانون رقم 13-18المؤرخ
في 11يوليو ،2018المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( 2018ج.ر.ج.ج ،عدد 42الصادرة
بتاريخ 15يوليو ،2018ص .)7
-8قانون رقم 08-04مؤرخ في 14أوت ،2004يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية (ج.ر.ج.ج
عدد 52الصادر في 18أوت ،2004ص )4معدل بموجب المادة 58من األمر رقم 01-10
المؤرخ في 26أوت ،2010يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( 2010ج.ر.ج.ج عدد 49
الصادر بتاريخ 29أوت ،2010ص .)4ومعدل ومتمم بالقانـ ـون رقم 06-13المؤرخ في 23
يوليو ( 2013ج.ر.ج.ج عدد 39الصادر في 31يوليو ،2013ص ،)33والقانون رقم -18
08المؤرخ في 10يونيو ( 2018ج.ر.ج.ج عدد 35الصادر في 13يونيو ،2018ص.)4
-9قانون رقم 03-09مؤرخ في 25فبراير ،2009يتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش (ج.ر.ج.ج،
عدد ،15صادر بتاريخ 08مارس ،2009ص ،)12معدل باألمر رقم 01-15مؤرخ في 23
يوليو ( 2015ج.ر.ج.ج ،عدد ،40الصادر في 23يوليو ،2015ص ،)6ومعدل ومتمم بالقانون
رقم 09-18مؤرخ في 10يونيو ( 2018ج.ر.ج.ج ،عدد ،35الصادر في 13يونيو ،2018
ص.)5
قانون رقم 06-12مؤرخ في 12يناير ،2012يتعلق بالجمعيات (ج.ر.ج.ج ،عدد 2 -10
الصادر في 15يناير ،2012ص .)53
ب .األوامر:
-1أمر رقم 155-66مؤرخ في 8يونيو سنة ،1966يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج.ر.ج.ج
معدل ومتمم.
عدد ،48صادر في 10يونيو ،1966ص ّ ،)622
141
-2أمر رقم 58-75ممضي في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني (ج.ر.ج.ج عدد ،78
معدل ومتمم.
صادر في 30سبتمبر ،1975ص ّ ،)990
-3أمر رقم 59-75ممضي في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون التجاري (ج.ر.ج.ج عدد
معدل ومتمم.
،101صادر في 19ديسمبر ،1975ص ّ ،)1306
-4أمر رقم 101-76مؤرخ في 09ديسمبر ،1976يتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم
معدل ومتمم
المماثلة (ج.ر.ج.ج ،عدد ،102صادر في 22ديسمبر ،1976ص ّ ،)1432
بموجب القانون رقم 09-09المؤرخ في 30ديسمبر ،2009المتضمن قانون المالية لسنة 2010
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر بتاريخ 31ديسمبر ،2009ص .)3
-5أمر رقم 102-76مؤرخ في 09ديسمبر ،1976يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،103صادر بتاريخ 26ديسمبر ،1976ص ،)1520معدل ومتمم باألمر
رقم 01-09المؤرخ في 22جويلية ،2009المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2009
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،44الصادر بتاريخ 26جويلية ،2009ص .)4
-6أمر رقم 06-95مؤرخ في 25يناير ،195متعلق بالمنافسة ( ج.ر.ج.ج عدد 09لسنة ،1995
ص ،)13ملغى.
-1مرسوم تنفيذي رقم 39-90مؤرخ في 30يناير 1990يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش (ج.ر.ج.ج،
معدل ومتمم.
عدد 5الصادر بتاريخ 13جانفي ،1990ص ّ ،)202
142
-2مرسوم تنفيذي رقم 367-90المؤرخ في 10نوفمبر 1990يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،50الصادر بتاريخ 21نوفمبر ،1990ص ،)1586ملغى بموجب المرسوم التنفيذي
رقم 378-13المؤرخ في 09نوفمبر ،2013يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك
(ج.ر.ج.ج ،عدد 58الصادر في 18نوفمبر ،2013ص .)8
-3مرسوم تنفيذي رقم 132-96مؤرخ في 13ابريل سنة ،1996متضمن تحديد أسعار الدقيق والخبز
في مختلف مراحل التوزيع (ج ر ج ج ،العدد 23الصادر بتاريخ 14أفريل ،1996ص ،)12معدل
ومتمم.
-4مرسوم تنفيذي رقم 44-98المؤرخ في أول فبراير ،1998يتعلق بالحدود القصوى عند اإلنتاج
والتوضيب والتوزيع التي تطبق على األدوية المستعملة في الطب البشري (ج ر ج ج ،عدد 05الصادر
بتاريخ 04فبراير ،1998ص .)17
-5مرسوم تنفيذي رقم 50-01مؤرخ في 12فيفري ،2001متضمن تحديد أسعار الحليب المبستر
والموضب في األكياس عند اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع (ج.ر.ج.ج ،عدد 11الصادر بتاريخ 12
فيفري ،2001ص ،)23معدل ومتمم.
-6مرسوم تنفيذي رقم 458-05مؤرخ في 30نوفمبر ،2005يحدد كيفيات ممارسة نشاطات استيراد
المواد األولية والمنتوجات والبضائع الموجهة إلعادة البيع على حالتها (ج.ر.ج.ج عدد 78الصادر في
4ديسمبر ،2005ص ،)3معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 141-14مؤرخ في 10أبريل 2013
(ج.ر.ج.ج عدد 21الصادر في 23أبريل ،2013ص ،)15والمرسوم التنف ـ ـ ـيذي رقـ ـ ـ ـم ،51-18
مؤرخ في 30يناير ( 2018ج.ر.ج.ج عدد 6الصادر في 1فبراير ،2018ص .)9
-7مرسوم تنفيذي رقم 468-05مؤرخ في 10ديسمبر ،2005يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل
ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك (ج ر ج ج عدد 80الصادر في 11ديسمبر ،2005
ص .)18
-8مرسوم تنفيذي رقم 472-05المؤرخ في 13ديسمبر ،2005يحدد إجراءات جرد المواد المحجوزة
(ج.ر.ج.ج ،عدد ،81الصادرة بتاريخ 14ديسمبر ،2005ص .)12
-9مرسوم تنفيذي رقم 484-05مؤرخ في 22ديسمبر ،2005معدل ومتمم للمرسوم التنفيذي رقم -90
367المتعلق بوسم السلع غير الغذائية وعرضها (ج.ر.ج .ج ،عدد ،83الصادر بتاريخ 25
ديسمبر ،2005ص .)4
مرسوم تنفيذي رقم 215-06مؤرخ في 18يونيو ،2006يحدد شروط وكيفيات ممارسة البيع -10
بالتخفيض والبيع الترويجي والبيع في حالة تصفية المخزونات والبيع عند مخازن المعامل والبيع خارج
143
المحالت التجارية بواسطة فتح الطرود (ج.ر.ج.ج ،عدد 41الصادر بتاريخ 21يونيو ،2006ص،)5
المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي قم 399-20مؤرخ في 26ديسمبر ( 2020ج.رج.ج ،عدد
80الصادر بتاريخ 29ديسمبر ،2020ص.)9
مرسوم تنفيذي رقم 306-06المؤرخ في 10سبتمبر 2006يحدد العناصر األساسية للعقود -11
المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين والبنود التي تعتبر تعسفية (ج.ر.ج.ج ،عدد 56الصادر
في 11سبتمبر ،2006ص .)16
مرسوم تنفيذي رقم 65-09مؤرخ في 7فبراير ،2009يحدد الكيفيات الخاصة المتعلقة -12
باإلعالم حول األسعار المطبقة في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع والخدمات المعنية (ج.ر.ج.ج،
عدد 10صادر بتاريخ 11فبراير ،2009ص.)8
مرسوم تنفيذي رقم 415-09مؤرخ في 19ديسمبر ،2009يتضمن القانون األساسي الخاص -13
المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة (ج.ر.ج.ج ،عدد ،75صادر
بتاريخ 20ديسمبر ،2009ص .)20
مرسوم تنفيذي رقم 108-11مؤرخ في 6مارس 2011يحدد السعر األقصى عند االستهالك -15
وكذا هوامش الربح القصوى عند االستهالك وعند التوزيع بالجملة والتجزئة لمادتي الزيت الغذائي المكرر
العادي والسكر األبيض (ج.ر.ج.ج ،عدد 15الصادر بتاريخ 9مارس ،2011ص ،)27معدل ومتمم.
مرسوم تنفيذي رقم 327-13مؤرخ في 26سبتمبر ،2013يحدد شروط وكيفيات وضع -16
ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ (ج ر ج ج عدد ،49صادر بتاريخ 2أكتوبر ،2013ص .)16
مرسوم تنفيذي رقم 378-13مؤرخ في 9نوفمبر 2013يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة -17
بإعالم المستهلك (ج.ر.ج.ج ،عدد ،58صادر بتاريخ 18نوفمبر ،2013ص .)8
مرسوم تنفيذي رقم 234-15المؤرخ في 29أوت ،2015يحدد شروط وكيفيات ممارسة -18
األنشطة والمهن المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج.ر.ج.ج عدد ،48الصادر في 09
سبتمبر ،2015ص ،)7معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 355-20مؤرخ في 30نوفمبر 2020
(ج.ر.ج.ج عدد 73الصادر في 06ديسمبر ،2020ص .)8
144
مرسوم تنفيذي رقم ،249-15مؤرخ في 29سبتمبر ،2015يحدد محتوى وتمحور وكذا -19
شروط تسيير وتحيين مدونة األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج.ر.ج.ج
عدد ،52الصادر في 30سبتمبر ،2015ص .)5
مرسوم تنفيذي رقم 66-16مؤرخ في فبراير ،2016يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام -20
الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها (ج .ر .ج .ج عدد ،10صادر بتاريخ
22فبراير ،2016ص .)3
مرسوم تنفيذي رقم 389-20مؤرخ في 19ديسمبر ،2020يحدد شكل محاضر معاينة -21
المخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية وبياناتها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر بتاريخ 27ديسمبر
،2020ص .)16
-1قرار ممضي في الفاتح أوت ،2013يتضمن مفهوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة
وكذا كيفيات تطبيق العقوبات المقررة عليها (ج.ر.ج.ج ،عدد ،30صادر بتاريخ 21ماي ،2014
ص .)9
-2قرار ممضي في 12نوفمبر ،2014يحدد نموذج شهادة الضمان (ج.ر.ج.ج عدد 16الصادر في
01أبريل ،2015ص .)40
-3قرار وزاري مشترك ممضي في 14ديسمبر ،2014يحدد مدة الضمان حسب طبيعة السلعة
(ج.ر.ج.ج ،عدد 03الصادر في 27يناير ،2015ص .)25
-2مشروع تمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية ،و ازرة االتصال ،مارس ( 2015غير منشور).
-3مذكرة عرض األسباب الخاصة بمشروع القانون المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية،
و ازرة التجارة ،أكتوبر ( ،2003غير منشور).
الكتب:
-1أحسن بوسقيعة ،المصالحة في المواد الجزائية بوجه عام وفي المواد الجمركية بوجه خاص ،د.ط،
دار هومة للطباعة والنشر ،الج ازئر.2005 ،
-2السيد محمد سيد عمران ،حماية المستهلك أثناء تكوين العقد ،الدار الجامعية للطبع والنشر.2002 ،
145
-3العربي بلحاج ،الجوانب القانونية للمرحلة قبل التعاقدية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة على ضوء
القانون المدني الجزائري) ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2014 ،
-4خالد زايدي ،التزامات التاجر (الصفة التجارية ،السجل التجاري ،الدفاتر التجارية ،االلتزامات األخرى)،
د .ط ،دار الخلدونية ،الجزائر.2016 ،
-5زاهية حورية سي يوسف ،دراسة قانون رقم ،03-09المؤرخ في 25فيفري 2009المتعلق بحماية
المستهلك ،د ط ،دار هومة ،الجزائر.2017 ،
-6زينة غانم عبد الجبار الصفار ،المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعيةـ دار الحامد للنشر والتوزيع،
ط ،1عمان.2002 ،
-7سامي بن حملة ،قانون المنافسة (دراسة في التشريع الجزائري وفق أخر التعديالت مقارنة بتشريعات
المنافسة الحديثة) ،منشورات نوميديا ،قسنطينة.2016 ،
-8سمير عبد السيد تناغو ،عقد البيع ،مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى .2009
-9صبحي نجم محمد ،شرح قانون العقوبات الجزائري ،القسم الخاص ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.2003 ،
عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد (البيع والمقايضة) ،ج ،4 -10
منشورات دار الحلبي الحقوقية ،بيروت.2000 ،
عبد الكريم الطالب ،الوجيز في المبادئ األساسية للقانون والحق-نظرية القانون –نظرية الحق، -11
مكتبة المعرفة ،الطبعة األولى ،مراكش ،نوفمبر .2005
علي حسين يونس ،المحل التجاري ،دار الفكر العربي ،القاهرة.1975 ، -12
علي محمد جعفر ،المبادئ األساسية في قانون العقوبات االقتصادي وحماية المستهلك ،الطبعة -13
األولى ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان.2009 ،
عمر محمد عبد الباقي ،الحماية العقدية للمستهلك دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون ،منشأة -14
المعارف ،د ط ،اإلسكندرية.2004 ،
محمد ابراهيم عبيدات ،سلوك المستهلك ،ط ،2دار وائل للطباعة والنشر ،عمان.1998 ، -15
محمد أحمد عبد الحميد أحمد ،الحماية المدنية للمستهلك التقليدي وااللكتروني ،دار الجامعة -16
الجديدة ،اإلسكندرية ،د ط.2015 ،
محمد الشريف كتو ،قانون المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر 03-03والقانون -04 -17
،02منشورات البغدادي ،الجزائر.2010 ،
146
محمد بودالي ،حماية المستهلك في القانون المقارن دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ،دار -18
الكتاب الحديث ،د ط ،الجزائر.2006 ،
محمد بودالي ،الشروط التعسفية في العقود في القانون الجزائري (دراسة مقارنة مع قوانين فرنسا -19
وألمانيا ومصر) ،دار هومة ،الجزائر.2007 ،
محمد بن يزيد بن ماجة القزويني ،سنن ابن ماجة ،ج ،2حققه محمد فؤاد عبد الباقي ،دار -20
إحياء الكتب العربية ،القاهرة.2009 ،
محمود محمود مصطفى ،الجرائم االقتصادية في القانون المقارن ،الجزء األول ،دار ومطابع -21
الشعب ،القاهرة.1979 ،
مصطفى أحمد أبو عمرو ،موجز أحكام قانون حماية المستهلك ،منشورات الحلبي الحقوقية، -22
ط ،1لبنان.2011،
نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري) ،الطبعة -23
،3ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1993 ،
نبيل إبراهيم سعد ،العقود المسماة -عقد البيع ،دار الجامعة الجديدة ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية، -24
.2004
المعاجم:
-1المعجم العربي األساسي ،المنظمة العربية للثقافة والعلوم ،الجزائر ،د.ط.1989 ،
-2معجم منجد الطالب ،الطبعة الخامسة واألربعون ،دار المشرق ،بيروت.1997 ،
المحاضرات:
-1بختة موالك ،مبادئ المنافسة في األمر 03-03المتعلق بالمنافسة ،مطبوعة محاضرات ألقيت على
طلبة الماجستير ،فرع قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2004 ،
األطروحات والمذكرات:
أ -أطروحات ورسائل الدكتوراه:
-1أحمد خديجي ،قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم في القانون الخاص ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة،
.2016
147
-2المختار بن سالم ،االلتزام باإلعالم كآلية لحماية المستهلك ،رسالة لنيل شهادة الدكتو اره نظام ،ل م د،
تخصص قانون المنافسة والمستهلك ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان،
.2018/2017
-3بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه في العلوم ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر-
بسكرة.2014-2013 ،
-4حسام الدين غربوج ،حماية المستهلك من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري،
أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في الحقوق ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية –
باتنة.2018/2017 ،
-5رفيقة بوالكور ،حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في
العلوم تخصص القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو،
.2019/05/02
-6سارة عزوز ،حماية المستهلك من اإلشهار المضلل في القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،تخصص
قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة .2017/2016 ،1
-7سليمان محمد خليد قارة ،الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه علوم في القانون ،تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر
بلقايد تلمسان.2017-2016 ،
-8عادل عميرات ،المسؤولية القانونية للعون االقتصادي ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،فرع قانون
الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد -تلمسان ،سنة .2016-2015
-9عبد الحفيظ ميالط ،النظام القانوني لتحويل الفاتورة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة أبو بكر بلقايد-تلمسان.2012/2011 ،
عبد الحق ماني ،الحماية القانونية لاللتزام بالوسم دراسة مقارنة بين التشريعين الفرنسي -10
والجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه العلوم في الحقوق ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2016-2015 ،
عالل طحطاح ،التزامات العون االقتصادي في ظل قانون الممارسات التجارية ،أطروحة لنيل -11
شهادة الدكتوراه في الحقوق ،فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2014/2013 ،1
148
لياس بروك ،الضوابط القانونية لحماية الممارسات التجارية ،مذكرة لنيل شهادة دكتوراه علوم -12
في القانون ،تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان،
.2019/2018
مجيدة الزياني ،الحماية الجنائية لتكوين العقود المدنية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون -13
الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،المغرب-2006 ،
.2007
محمد الشريف كتو ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون -14
الفرنسي) ،رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون ،فرع القانون العامن كلية الحقوق ،جامعة مولود
معمري -تيزي وزو.2005 ،
محمد أمين مهري ،النظام القانوني للممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل -15
شهادة دكتوراه علوم في الحقوق ،فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر-01بن يوسف بن
خدة.2017/2016 ،
محمد زاوك ،المنافسة غير المشروعة في القانون المغربي ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في -16
القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء.2006/2005 ،
مفتاح براشمي ،منع الممارسات التجارية غير النزيهة في القانون الجزائري -دراسة مقارنة، -17
أطروحة للحصول على درجة دكتوراه علوم ،تخصص قانون األعمال المقارن ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة وهران ،2محمد بن أحمد.2018/2017 ،
نبيل بن عديدة ،االلتزام باإلعالم وتوابعه في مجال قانون االستهالك ،أطروحة مقدمة للحصول -18
على شهادة الدكتوراه في العلوم في القانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران،
.2018-2017
نضيرة بوعزة ،الموازنة بين النشاط التنافسي وحقوق المستهلك في ظل اقتصاد السوق ،رسالة -19
لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص قانون السوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري تيزي وزو 21 ،نوفمبر .2019
ب -مذكرات الماجستير:
-1أرزقي زوبير ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون ،فرع
المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو.2011/04/14 ،
149
-2الصادق صياد ،حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم 03-09 :المتعلق بحماية المستهلك وقمع
الغش ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص قانون األعمال ،كلية
الحقوق ،جامعة قسنطينة ،1-سنة .2014/2013
-3خليصة شريفي ،حماية الملكية الصناعية من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص ملكية فكرية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،1
سنة .2015
-4ظريفة موساوي ،دور الهيئات القضائية العادية في تطبيق قانون المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون ،فرع قانون المسؤولية المهنية ،مدرسة الدكتوراه للعلوم القانونية والسياسية ،كلية الحقوق،
جامعة مولود معمري -تيزي وزو.2010/05/10 ،
-5سفيان بن قري ،ضبط الممارسات التجارية على ضوء القانون رقم ،02-04مذكرة مقدمة لنيل درجة
الماجستير في القانون ،فرع القانون العام ،تخصص القانون العام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2009 ،
-6سميحة عالل ،جرائم البيع في قانوني المنافسة والممارسات التجارية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،جامعة منتوري قسنطينة.2005/2004 ،
-7سمير خمايلية ،عن سلطة مجلس المنافسة في ضبط السوق ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون،
فرع تحوالت الدولة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو.2013 ،
-8عائشة مزاري ،عالقة قانون حماية المستهلك بقانون المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران.2013/2012 ،
-9عمار مزهود ،دعوى المنافسة غير المشروعة كآلية لحماية العون االقتصادي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجستير ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي -1945قالمة،
.2016/2015
مسعد جالل ،مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في -10
القانون ،فرع قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2002 ،
150
ويزة لحراري (شالح) ،حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك وقمع الغش وقانون -12
المنافسة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع قانون المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو.2012 ،
المقاالت األكاديمية:
-1الطيب داودي ،نظرية األسعار عند ابن خلدون ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
العدد الثاني ،جوان ،2002ص ص .176-161
-2أمال بن بريح ،حماية المستهلك من الممارسات التجاريـة على ضوء القانـ ـ ـون 02-04والق ـ ـان ـ ـ ـون
06-10المعدل له ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد الثامن ،جامعة البليدة ،2ص
ص .294-278
-3إيهاب الروسان ،خصائص الجريمة االقتصادية :دراسة في المفهوم واألركان ،دفاتر السياسة والقانون،
جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،العدد السابع ،جوان ،2012ص ص .118-73
-4بختة موالك ،الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية
واالقتصادية والسياسية ،المجلد ،36العدد ،1999 ،02ص ص .64-23
-5بدرة لعور ،االشهار التضليلي كوسيلة لخرق نزاهة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،مجلة
الفكر ،جامعة محمد خيضر -بسكرة ،العدد ،16ديسمبر ،2017ص ص .385-370
-6دريس فتحي كمال ،سند المعاملة التجارية كبديل للفاتورة في التشريع الجزائري ،مجلة الدراسات القانونية
والسياسية ،جامعة عمار ثليجي-األغواط ،العدد السادس جوان ،2017ص ص .185-165
-7زوبير حمادي ،حماية اإلشارات المميزة من الممارسات التجارية غير النزيهة على ضوء األحكام
التشريعية والممارسة القضائية ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة عبد الرحمان ميرة-بجاية ،المجلد ،3العدد 2لسنة ،2018ص ص .28-08
-8سلمى بقار ،سامية حساين ،االلتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ،مجلة الدراسات
الحقوقية ،جامعة الدكتور موالي طاهر -سعيدة ،المجلد ،7العدد ،2جوان ،2020ص ص -114
.141
-9سيلية حماش ،التزام العون االقتصادي بالشفافية في ظل قانون الممارسات التجارية ،مجلة الدراسات
القانونية والسياسية ،جامعة عمار بوثلجي-األغواط ،المجلد الرابع ،العدد الثاني ،جوان ،2018ص
ص .100-85
عائشة بوعزم ،النظام القانوني للفاتورة ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،جامعة وهران ،العدد -10
األول مارس ،2014ص ص .126-112
151
عادل عميرات ،التزام العون االقتصادي باإلعالم ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة -11
الشهيد حمة لخضر بالوادي ،الجزائر ،عدد ،13جوان ،2016ص ص .251-229
عباس بوعبيد" ،حماية المستهلك على ضوء قانون حرية األسعار والمنافسة" ،المجلة المغربية -12
لقانون وإقتصاد التنمية ،عدد خاص بندوة األسعار والمنافسة بين حرية المقاولة وحماية المستهلك،
العدد ،49سنة .2004
قارة مولود بن عيسى ،النظام القانوني للفاتورة االلكترونية ،مجلة معارف ،قسم العلوم القانونية، -13
جامعة محمد بوضياف -المسيلة ،السنة الحادية عشر ،العدد /21ديسمبر ،2016ص ص -78
.106
كريمة بركات ،التزام المنتج بإعالم المستهلك ،مجلة المعارف ،السنة الثالثة ،كلية الحقوق -14
والعلوم السياسية ،جامعة أكلي محند-بويرة ،العدد ،6د س ن.
ليندة عبد هللا ،المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية -15
االقتصادية والسياسية ،جامعة محمد الصديق بن يحي ،جيجل ،المجلد ،51العدد ،2جوان ،2014
ص ص .211-171
محمد ديب ،أثر الممارسات المخالفة للتجارة على فعالية حماية المستهلك ،مجلة الفقه والقانون، -16
فرع القانون الخاص ،جامعة وهران ،العدد .2013 ،12
محمد الفضة ،مواكبة التاجر األجنبي لنظام األسعار في التشريع الجزائري ،مجلة الحقوق -17
والعلوم السياسية ،جامعة األغواط ،المجلد العاشر ،العدد الثالث ،جوان ،2002ص ص .206-194
نعيمة سليمان ،التزام العون االقتصادي باإلعالم عن األسعار والتعريفات ،مجلة القانون ،معهد -18
العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي أحمد زبانة-غليزان ،العدد ،07ديسمبر ،2016ص ص
.297-275
هجيرة دنوني (بن شيخ) ،قانون المنافسة وحماية المستهلك ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية -19
واالقتصادية والسياسية ،الجزء ،39العدد ،01سنة ،2002ص ص .20-4
-1اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،287833قرار بتاريخ 06أفريل ،2004قضية (إدارة
الجمارك) و (د-م) ضد (القرار الصادر في ،)2001-04-22اعتبرت هذه األخيرة عدم الفوترة جريمة
من جرائم التهريب في حالة حيازة بضاعة ،ويشترط قانون الجمارك تبريرها بمستندات عبر كامل اإلقليم
الجمركي (مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،2004 ،ص ص .).460-457
152
-2اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،267580قرار بتاريخ ،2004/07/07قضية (النائب العام)
ضد (ب-م) ،اعتبرت في حالة عدم الفوترة المشتري مسؤول مثل البائع عما ورد في الفاتورةّ ،
ألنه ملزم
قانونا بطلبها من البائع وبمراقبتها( ،مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،2004 ،ص ص -481
.)486
-3اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ،369900قرار بتاريخ ،2006/11/29قضية (ب-م) ضد
أن مجرد عدم مطابقة السجل التجاري للنشاط المدون في الفاتورة ال
(ع ع – والنيابة العامة) ،اعتبرت ّ
يشكل جريمتي التزوير واستعمال المزور( ،مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،2006 ،ص ص 435-
.)438
-4حكم محكمة رويبة ،قسم الجنح ،المؤرخ في 02جانفي ،2018متعلق بجنحة عدم الفوترة (غير
منشور).
المراجع االلكترونية:
-1الموقع الرسمي لملتقى أهل اللغة ،https:// www. ahlalloghah .comتم االطالع عليه بتاريخ
15جانفي 2021على الساعة .16:00
http://www.dcwmila.dz/index.php/159-2016-10-06-09-25-31 -1
1- Denis Redon, Refus de vente, Juris-Classeur : concurrence ; consommation, 1991, n :
3602-3603.
2- Dominique Legeais, Droit commercial et des affaires, 11 éd., Dalloz, Paris.
3- Emmanuelle CLAUDEL, Ententes anticoncurrentielles et droit des contrats, Thèse de
Doctorat, Université de Paris, X- Nanterre, 1994.
4- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, Droit de la consommation, Paris, Dalloz, 5e éd., 2000.
153
الفهرس:
154
27 ………………………………………………… ثانيا -نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث الزمان
28 ……………………………………………… ثالثا -نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث موضوعه
29 ……………………………………………………………… الفرع الثالث :طبيعة االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي
29 ……………………………………………………………… المطلب الثاني :تنفيذ االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي
30 …………………………………………………………… الفرع األول :إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة
30 ……………………………………………………………………………………… ّأوال -المعلومات المتعلقة بالمواد الغذائية
31 ثانيا -المعلومات المتعلقة بالمنتوجات غير الغذائية………………………………………………………………………
34 ……………………………………………… الفرع الثالث :إعالم المستهلك بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية
36 ………………………………………………………………………………………………… المبحث الثالث :االلت ـ ـزام بالفـ ــوت ـرة
39 …………………………………………………………………………………………… المطلب األول :أشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال الفوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة
40 ………………………………………………………………………………………………………… الفرع األول :الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ــورة
40 ّأوال -تعريف الفاتورة
…………………………………………………………………………………………………………………….
43 ………………………………………………………………………………………… الفرع الثاني :سنـ ــد المعاملـ ـ ــة التجاريـ ـ ــة
43 ……………………………………………………………………………………………… ّأوال -تعريف سند المعاملة التجارية
44 ثانيا -أهداف سند المعاملة التجارية………………………………………………………………………………………………
52 ………………………………………………………… الفرع الثاني :الشروط الشكلية لتحرير سند المعاملة التجارية
52 ………………………………………………………………… ّأوال -البيانات الواجب توافرها في سند المعاملة التجارية
54 ثانيا -ضوابط تحرير سند المعاملة التجارية………………………………………………………………………………..
155
54 ّأوال -حاالت اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة
……………………………………………………………………………..
72 …………………………………………………………………… ثالثا -شروط قيام جريمة رفض البيع أو تقديم الخدمة
74 ………………………………………………………………………………………………… الفرع الثاني :إعادة البيع بالخسارة
75 ………………………………………………………………………………………………… ّأوال -تعريف إعادة البيع بالخسارة
75 ثانيا -أساس حظر إعادة البيع بالخسارة………………………………………………………………………………………
156
78 ………………………………………………………………………………………………… ثانيا -مجال تطبيق البيع التمييزي
79 …………………………………………………………………………………………………… ثالثا -شروط قيام البيع التمييزي
79 ………………………………………………………………………………………………………….. رابعا -صور البيع التمييزي
80 …………………………………………………………… الفرع الرابع :إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية
80 …………………………………………………..ّأوال -نطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية
80 ثانيا -شروط حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية…………………………………………………
ثالثا -االستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد األولية في حالتها
81 ………………………………………………………………………………………………………………………………………… األصلية
81 ………………………………………………………………………… المبحث الثاني :الممارسات التجارية غير النزيهة
81 ………………………………………………………………… المطلب األول :مفهوم الممارسات التجارية غير النزيهة
82 …………………………………………………………………… الفرع األول :تعريف الممارسات التجارية غير النزيهة
82 ……………………………………………………………… ّأوال -التعريف القانوني للممارسات التجارية غير النزيهة
83 ثانيا -التعريف الفقهي للممارسات التجارية غير النزيهة………………………………………………………………
84 ……………………… الفرع الثاني :تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات المشابهة لها
84 …………………… ّأوال -تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير الشرعية
غير ثانيا -تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن ممارسة أسعار
84 ……………………………………………………………………………………………………………………………………………… شرعية
ثالثا -تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجــارية التدليــسية والممارسات
85 …………………………….…………………………….…………………………….……………………………. التعاقدية التعسفية
86 ………………………………………………………………. المطلب الثاني :صور الممارسات التجارية غير النزيهة
87 …………………………………… الفرع األول :الممارسات التي تهدف إلضعاف العون االقتصادي المنافس
87 …………………………………………………………………………………… ّأوال -تشويه سمعة عون اقتصادي منافس
88 ثانيا -إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون منافس………………………………………………………………………
ثالثا -االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار
89 ………………………………………………………………………………………………….. بصاحب العمل أو الشريك القديم
89 ……………………………………… رابعا -إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس أو في تنظيم السوق
90 ………………………………………… الفرع الثاني :الممارسات التي تهدف إلى االستفادة من تفوق المنافسين
91 …………………………………………………….. ّأوال -الممارسات التي تحدث الخلط واللبس في ذهن المستهلك
100 ثانيا -التطفل التجاري…………………………………………………………………………………………………………………..
101 ………………………………… ثالثا -إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون اقتصادي
101 ……………………………………………………………………………… المبحث الثالث :الممارسات التعاقدية التعسفية
157
101 …………………………………………………………………………………………… المطلب األول :مفهوم الشرط التعسفي
102 …………………………………………………………………………………………… الفرع األول :تعريف الشرط التعسفي
102 …………………………………………………………………………………………… الفرع الثاني :معايير الشرط التعسفي
102 ………………………………………………………………………ّأوال -معيار التعسف في استعمال القوة االقتصادية
103 ثانيا -معيار الميزة المفرطة…………………………………………………………………………………………………………
158
119 ………………………………………………………………………………………………………… ثانيا -إجراءات توقيع الحجز
119 ……………………………………………………………………… الفرع الثاني :الغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري
120 ………………………………………………………………………………………………………. الفرع الثالث :نشـ ـ ـ ــر الق ـ ـ ـ اررات
120 ……………………………………………………………………………… المطلب الثالث :الجزاءات ذات الطابع الجزائي
121 ……………………………………………………………… الفرع األول :أركان المخالفات المتعلقة بخرق االلتزامات
121 ………………………………………………………………………………………………………………….ّأوال -الــركـ ـ ــن المـ ـ ـ ـ ــادي
122 ثانيا -ال ــرك ـ ــن المعن ـ ـ ــوي……………………………………………………………………………………………………………….
159