You are on page 1of 159

‫وزارة التعلـيـــم العالـــي والبحــث العلمــــــي‬

‫جامعـــــة أمحمـــد بوقـــــرة – بومـرداس‬

‫كليــــة الحقـــوق والعلوم السياسيــة‪ -‬بــودواو‬


‫قسم القانون الخاص‬

‫مطبوعة لطلبة السنة الثانية ماستر‪( -‬السداسي الثالث)‬


‫تخصص‪ :‬قانون األعمال‬

‫حماضرات يف قانون املمارسات التجارية‬

‫من إعداد الدكتورة‪:‬‬

‫سلمى بقار‬
‫أستاذة محاضرة "ب"‬

‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬


‫تـــوطئــــة‪:‬‬
‫محمد وعلى آله وصحبه ومن‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم والصالة والسالم على أشرف المرسلين سيدنا ّ‬
‫اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪،‬‬

‫يسرني ويشرفني أن أضع بين أيدي طلبتنا هذه المطبوعة التي تشتمل على المحاضرات الخاصة‬
‫بمقياس "قانون الممارسات التجارية"‪ ،‬والذي يعد أحد أهم المقاييس المبرمجة في تخصص قانون األعمال لطلبة‬
‫يدرس في الوحدة األساسية وفقا للبرنامج الرسمي المقرر في عرض‬
‫السداسي الثالث – ماستر‪ ،‬على أساس ّأنه ّ‬
‫تكوين الماستر الساري به العمل حاليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ -‬بودواو‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪-‬‬
‫بومرداس‪.‬‬

‫تتناول هذه المطبوعة بالدراسة والتحليل موضوع الممارسات التجارية وفق البرنامج المخصص لهذا‬
‫المقياس‪ ،‬ضمن ثالث فصول تتمثل في‪:‬‬

‫مبدأ شفافية الممارسات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مبدأ نزاهة الممارسات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التصدي للمخالفات المتعلقة بقواعد الشفافية والنزاهة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث تناولت في الفصل األول مبدأ شفافية الممارسات التجارية الذي يعنى بشرح االلتزام اإلعالم‬
‫باألسعار والتعريفات‪ ،‬وااللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪ ،‬وكذا االلتزام بالفوترة‪.‬‬

‫فيما تناولت في الفصل الثاني مبدأ نزاهة الممارسات التجارية الذي يعنى بدراسة الممارسات التجارية‬
‫غير الشرعية‪ ،‬الممارسات التجارية غير النزيهة والممارسات التعاقدية التعسفية‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث خصصته لشرح عملية التصدي للمخالفات المتعلقة بالقواعد الخاصة بشفافية ونزاهة‬
‫الممارسات التجارية‪ ،‬عن طريق التطرق للجزاءات المقررة للمخالفات والمتمثلة في الجزاءات ذات الطابع المدني‪،‬‬
‫وذات الطابع اإلداري وكذا ذات الطابع الجزائي‪ ،‬ثم تبيان اجراءات معاينة المخالفات ومتابعتها‪.‬‬

‫التعرف على أساسيات‬


‫إن األهداف المرجوة من هذه المطبوعة تكمن في محاولة التسهيل على الطلبة ّ‬ ‫ّ‬
‫مقياس قانون الممارسات التجارية‪ ،‬وعلى الرغم من حرصي الشديد على اإللمام بكامل جوانب المواضيع المقررة‬
‫في الفهرس وتقديمها للطالب على أكمل وجه‪ ،‬إالّ إنني اخترت االعتماد بالخصوص على دراسة النصوص‬
‫القانونية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬وعلى رأسها القانون رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات‬
‫التجارية‪ ،‬من أجل توسيع المعارف القانونية للطالب وحمله على مناقشة النص القانوني‪ ،‬ودفع روح التفكير‬
‫والتحليل والنقاش لديه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بأن هذا العمل ال يخلو من النقائص‪ ،‬السيما ّأنه موضوع‬
‫ورغم هذا المسعى والجهد المبذول‪ّ ،‬إني متيقنة ّ‬
‫من المواضيع الحديثة عموما من جهة‪ ،‬والمرنة الرتباطها بالواقع العملي والحياة التجارية من جهة أخرى‪،‬‬
‫باإلضافة لنقص المراجع المتخصصة بشأنه كونه من المقاييس المدرجة في المقررات الدراسية المتعلقة‬
‫بتخصص قانون األعمال‪ -‬في كليتنا على األقل‪ -‬منذ أمد غير بعيد‪ .‬وهو الدافع الذي جعلني أبحث و ّ‬
‫أقدم هذا‬
‫العمل المتواضع‪ ،‬راجية من هللا سبحانه وتعالى أن أكون قد وّفقت فيه ولو بالقدر البسيط‪.‬‬

‫وهللا ولي التوفيق‬

‫د‪ .‬سلمى بقار‬

‫‪3‬‬
‫توضيــــح‬

‫ّأوال‪ -‬مالحظات عامة‪:‬‬

‫مشرع دون ذكر البلد‪ ،‬يقصد به الجزائري‪.‬‬


‫‪ -1‬كل إشارة في المطبوعة للفظ‪ :‬قانون‪ ،‬دستور أو ّ‬
‫‪ -2‬يقصد من استعمال عبارة "قانون الممارسات التجارية" أو القانون رقم ‪ ،02-04‬القانون رقم ‪02-04‬‬
‫المعدل والمتّمم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المطبقة على الممارسات التجارية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬المحدد للقواعد‬
‫‪ -3‬كل نصوص المواد الموضوعة بين القوسين التاليين‪ ،"...." :‬هي مواد منقولة حرفيا كما وردت في‬
‫التقنين‪ ،‬أو الجريدة الرسمية المتضمنة التشريع أو التنظيم المعني‪.‬‬
‫المحدثة‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬بالنسبة لـ‪ :‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬استعملت التقنينات الخاصة بها )‪(Les codes‬‬
‫المعدلة‪.‬‬
‫و ّ‬

‫ثانيا‪ -‬قائمة المختصرات‪:‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬


‫‪ -‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ :‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ :‬قانون مدني جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬ق‪.‬ا‪.‬ج‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ط‪ :‬دون طبعة‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬س‪.‬ن‪ :‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -‬ص ص‪ :‬صفحة من‪...‬إلى‪....‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ط‪ :‬دون طبعة‪.‬‬
‫‪ -‬دج‪ :‬دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬ص‪ :‬صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬ج‪ :‬جزء‪.‬‬
‫‪ -‬ط‪ :‬طبعة‪.‬‬

‫‪P : page.‬‬

‫‪éd. : édition.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫تسعى الجزائر منذ مطلع التسعينات إلرساء قواعد اقتصاد قوي مبني على نزاهة وشفافية الممارسات‬
‫التجارية‪ ،‬فانتهجت لذلك خيار اإلصالحات االقتصادية واعتماد منظومة قانونية جديدة تجسد فيها نظام االقتصاد‬
‫الحر‪.‬‬

‫بناء على ذلك كرس التعديل الدستوري لسنة ‪ ،11996‬في مادته ‪ 37‬التي تنص‪" :‬حرية التجارة والصناعة‬
‫مضمونة‪ ،‬وتمارس في إطار القانون"‪ ،‬حرية المبادرة وحرية الخواص في ممارسة أي نشاط لمواكبة التغيرات‬
‫والتطورات االقتصادية‪ .‬ما استوجب وضع مجموعة من النصوص القانونية تتماشى والتوجه االقتصادي الحر‪،2‬‬
‫ومن ثم تنظيم الممارسات التجارية‪.‬‬

‫كان أولها حسب التسلسل الزمني القانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ 7‬فيفري ‪ 1989‬المحدد للقواعد العامة‬
‫لحماية المستهلك‪ ،3‬والذي ألغي الحقا بموجب القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك وقمع الغش‪.4‬‬

‫تاله القانون رقم ‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 5‬جويلية ‪ 1989‬المتعلق باألسعار‪ ،5‬الذي يكرس تدخل الدولة في‬
‫السوق بتحديدها آلليات تنظيم االقتصاد بواسطة تنظيم األسعار‪ ،‬الذي تم إلغاؤه وأدرجت أحكامه بصفة انتقالية‬
‫في األمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جويلية ‪ 1995‬المتعلق بالمنافسة‪ ،6‬والذي اشتمل على قسمين‪ ،‬قسم‬
‫يتعلق بقواعد ومبادئ المنافسة والممارسات المنافية لها ( األبواب األول‪ ،‬الثاني والثالث منه)‪ ،‬وقسم ثان يتعلق‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 438-96‬مؤرخ في‪ 07‬ديسمبر‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء‬
‫‪28‬نوفمبر سنة ‪ 1996‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 76‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 08‬ديسمبر ‪ ،1996‬ص ‪ ،)6‬متمم بموجب القانون رقم ‪ 03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل سنة ‪ ،2002‬يتضمن تعديل الدستور‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،25‬الصاد بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ ،2002‬ص ‪ ،)13‬ومعدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 19-08‬مؤرخ في‬
‫‪ 15‬نوفمبر سنة ‪ ،2008‬المتضمن تعديل الدستور (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 63‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2008‬ص ‪،)8‬‬
‫والقانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ في‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 14‬الصادر بتاريخ ‪7‬‬
‫مارس ‪ ،2016‬ص‪.)3‬‬
‫‪ -2‬بعض هذه النصوص القانونية سابقة على صدور التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬لكنها ممهدة لنهجه الحر ومنظمة للممارسات‬
‫التجارية‪ ،‬حيث تعد حلقة وصل بين نظام االقتصاد الموجه ونظام اقتصاد السوق المتبنى‪ ،‬وبعضها اآلخر الحقة لصدوره ومكرسة‬
‫لهذه الحرية وهذا التنظيم‪.‬‬
‫‪ -3‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 06‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬فب ارير ‪ ،1989‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -4‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ ،2009‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -5‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 29‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪ ،1989‬ص‪757.‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 09‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ ،1995‬ص ‪ .13‬يالحظ أن قانون المنافسة ّ‬


‫ميز بين مبادئ المنافسة وبين‬ ‫‪-6‬‬

‫أحكام الممارسات التجارية‪ ،‬واعتبر حماية مبادئ المنافسة من اختصاص مجلس المنافسة والقضاء‪ ،‬في حين أن حماية أحكام‬
‫الممارسات التجارية من اختصاص القضاء وحده‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بالقواعد المتعلقة بشفافية الممارسات التجارية (األبواب الرابع‪ ،‬الخامس والسادس منه)‪ ،‬ونجد في مضمونه‬
‫النص على ضبط الممارسات التجارية المتعلقة بإعالم المستهلك باألسعار والتعريفات وشروط البيع والعقوبات‬
‫المقررة في هذا الشأن‪.‬‬

‫وتبعا لما اقتضته المتطلبات االقتصادية واالجتماعية في ظل موجة العولمة وتداعياتها‪ ،‬وكذا محاولة‬
‫استدراك العراقيل والنقائص المترتبة عن تطبيق هذا األمر‪ ،‬باإلضافة إلى سعي الجزائر إلى االنضمام للمنظمة‬
‫العالمية للتجارة‪ ،‬تم إلغاء األمر رقم ‪ 06-95‬واستخالفه بنصين تشريعيين منفصلين هما‪:‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة‪ ،1‬والذي تضمن مبادئ المنافسة‬
‫وتنظيم مجلس المنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ ،2004‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات‬
‫التجارية‪ ،2‬ويعتبر القانون الذي كرس قواعد ومبادئ شفافية ونزاهة الممارسات التجارية التي تقوم‬
‫بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬وبين هؤالء والمستهلكين‪ ،‬كما وضع أسس حماية المستهلك وإعالمه‪.3‬‬

‫وفقا لمادة األولى من القانون رقم ‪ 02-04‬تقوم الممارسات التجارية على مبدأين أساسيين هما الشفافية‬
‫والنزاهة‪ ،‬ويطبقان على نوعين من الممارسات‪ ،‬تلك التي تقوم بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم من جهة‪،‬‬
‫وتلك التي تقوم بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين من جهة ثانية‪.‬‬

‫يتعين علينا في هذا المقام‪ ،‬التّعريف بكل من العون االقتصادي والمستهلك‪.‬‬


‫وتبعا لذلك‪ّ ،‬‬
‫‪ -1‬العون االقتصادي‪ :‬يعتبر بمفهوم المادة ‪ 03‬من القانون ‪ " :02—04‬كل منتج أو تاجر أو حرفي‬
‫او مقدم خدمات أيا كانت صفته القانونية‪ ،‬يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق‬
‫الغاية التي تأسس من أجلها"‪.‬‬
‫‪ -2‬أما المستهلك‪ ،‬فهو حسب ذات المادة‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني سلعا قدمت للبيع أو‬
‫يستفيد من خدمات عرضت ومجردة من كل طابع مهني"‪.‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 43‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ ،2003‬ص ‪ ،25‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪25‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يونيو ‪( 2008‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 36‬الصادر بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪ ،2008‬ص ‪ ،)11‬والقانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 05‬غشت‬
‫‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 46‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬غشت سنة ‪ ،2010‬ص ‪.)10‬‬
‫‪ -2‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 41‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ ،2004‬ص ‪ ،3‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 06-10‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت‬
‫‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 46‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬غشت ‪ ،2010‬ص ‪ ،)11‬والقانون ‪ 11-17‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪،2017‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 76‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪ ،)3‬والقانون رقم ‪13-18‬‬
‫المؤرخ في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2018‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 42‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬يوليو‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.)7‬‬
‫‪ -3‬و ازرة التجارة‪ ،‬مذكرة عرض األسباب الخاصة بمشروع القانون المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ ،2003‬ص ‪( 2‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما فيما يتعلق بنطاق تطبيق قانون الممارسات التجارية‪ ،‬فقد ّبينته المادة ‪ 02‬منه‪ ،‬وانحصر في‬
‫نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات التي يمارسها أي عون اقتصادي‪ ،‬مهما كانت طبيعته القانونية‪ .‬ونظ ار لعدم‬
‫عدلت المادة ‪ 02‬بموجب القانون قم ‪ 06-10‬السالف الذكر‪،‬‬
‫وضوح هذه المادة أمام كثرة النشاطات وتعددها‪ّ ،‬‬
‫فجاءت أكثر وضوحا وتفسي ار لهذا النطاق‪ ،‬حيث نصت‪:‬‬

‫"بغض النظر عن كل األحكام األخرى المخالفة‪ ،‬يطبق هذا القانون على نشاطات اإلنتاج‪ ،‬بما فيها‬
‫النشاطات الفالحية وتربية المواشي‪ ،‬وعلى نشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة‬
‫بيعها على حالها‪ ،‬والوكالء‪ ،‬ووسطاء بيع المواشي‪ ،‬وبائعو اللحوم بالجملة‪ ،‬وكذا على نشاطات الخدمات‬
‫والصناعة التقليدية والصيد البحري التي يمارسها أي عون اقتصادي‪ ،‬مهما كانت طبيعته القانونية"‪.‬‬

‫أن نطاق تطبيق قانون الممارسات التجارية نطاق واسع يعكس ثقل هذا القانون‬
‫ويالحظ من كل ذلك‪ّ ،‬‬
‫وأهميته في الحياة التجارية واالقتصادية على حد السواء‪ .‬السيما أنه صدر لتنجب سلبيات ونقائص القوانين‬
‫السابقة على صدوره الموضحة أعاله‪ ،‬وخلق نظام جديد يساير واقع اقتصادي جديد هو اقتصاد السوق الذي‬
‫يستوجب تجسيد مبادئ الشفافية والنزاهة المطلوبتين في أي اقتصاد متطور‪ ،‬ويضع أحكام إجرائية ويقر عقوبات‬
‫إدارية وجزائية ألي إخالل بهذه المبادئ‪ ،‬باإلضافة إلى أبعاده المدنية والتجارية‪.‬‬

‫بناء عليه‪ ،‬سنحاول من خالل هذه المطبوعة التطرق إلى ثالث فصول‪-‬وفقـ ـ ـ ـا ألحكام القانـ ـون رقـ ـ ــم‬
‫‪ -02-04‬تنطوي تحتها جميع النقاط المتعلقة بالموضوع‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مبدأ شفافية الممارسات التجارية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مبدأ نزاهة الممارسات التجارية‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التصدي للمخالفات المتعلقة بقواعد الشفافية والنزاهة‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫مبدأ شفافية الممارسات التجارية‬

‫تعد الشفافية من أهم العوامل التي ترصد لمواجهة السلبيات المحتملة القتصاد السوق‪ ،‬وقد كرسها المشرع‬
‫صراحة كمبدأ يحكم القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬مجسدا إياها في نطاق الممارسات التجارية من‬
‫خالل مظهرين رئيسيين تضمنهما الباب الثاني من القانون رقم ‪ ،02-04‬وهما‪ :‬اإلعالم المتمثل في اإلعالم‬
‫باألسعار والتعريفات واإلعالم بالمحتوى العقدي من جهة‪ ،‬والفوترة من جهة ثانية‪.‬‬

‫كرس المشرع الشفافية أيضا ضمن القواعد المنظمة للمنافسة‪،‬‬


‫وباإلضافة إلى مجال الممارسات التجارية‪ّ ،‬‬
‫والقواعد المنظمة للصفقات العمومية‪ ،‬كما جعلها من بين أهم مبادئ الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫أن دراستنا لمبدأ الشفافية ستنحصر في إطار ما تضمنته أحكام القانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق‬ ‫غير ّ‬
‫بالممارسات التجارية‪ ،‬كما سبق توضيحه‪ ،‬السيما الباب الثاني منه‪ ،‬وذلك ضمن ثالث مباحث‪ ،‬االلتزام باألسعار‬
‫والتعريفات في (مبحث أول)‪ ،‬االلتزام بالمحتوى العقدي في (مبحث ثاني)‪ ،‬االلتزام بالفوترة في (مبحث ثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫التزام العون االقتصادي باإلعالم األسعار والتعريفات‬

‫يعد االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات شرطا ضروريا لضمان الشفافية االقتصادية‪ ،‬وله أهمية كبيرة‬
‫في مجال عقود االستهالك‪ ،‬حيث إضافة لدوره في تنوير رضا المستهلك فإنه يخلق جوا تنافسيا بين األعوان‬
‫االقتصاديين‪ ،‬حيث يتيح لهم معرفة األسعار المتداولة في السوق‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يسمح للمستهلك من معرفة‬
‫السعر دون الحاجة إلى سؤال البائع عنه مما يجعله ح ار في التعاقد من عدمه دون أن يقع في حرج‪.‬‬

‫إن إشهار األسعار يمنح مصداقية للسوق من خالل الشفافية في عرض سعر السلع والمواد والخدمات‪،‬‬
‫كما تتيح للمستهلك التأكد من حصوله على نفس المعاملة التي يحظى بها بقية المستهلكين‪ ،‬ويستطيع استقراء‬
‫أسعار السوق وتحديد خيارته من بين السلع والخدمات المعروضة للبيع‪.1‬‬

‫لقد نظم المشرع االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بموجب المواد من ‪ 04‬إلى ‪ 07‬من القانون رقم‬
‫‪ .02-04‬وتتطلب منا دراسته البحث عن مفهوم االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (مطلب أول)‪ ،‬وتنفيذ‬
‫االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد ديب‪ ،‬أثر الممارسات المخالفة للتجارة على فعالية حماية المستهلك‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬فرع القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،12‬ص ‪.231‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬

‫مفهوم االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬

‫اإليجاب هو العرض الذي يعبر به الشخص على وجه جازم عن إرادته في إبرام عقد معين بحيث إذا‬
‫ما اقترن به قبول مطابق له انعقد العقد‪ ،1‬ويعد إعالم الزبون بأسعار وتعريفات السلع والخدمات المعروضة‬
‫للبيع ضروري من أجل الحصول على إيجاب يعبر عن إرادته في الدخول في الرابطة العقدية وفقا للشروط التي‬
‫يحددها هذا اإليجاب‪.‬‬

‫سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى تعريف االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (فرع أول)‪ ،‬وتبيان‬
‫خصائص االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريف االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬

‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ ،02-04‬نجد أ ّن المشرع قد اكتفى باإلشارة إلى وجوب االلتزام باإلعالم‬
‫نصت المادة ‪ 4‬منه على تولي البائع وجوبا إعالم الزبائن بأسعار وتعريفات السلع‬
‫باألسعار والتعريفات‪ ،‬إذ ّ‬
‫والخدمات‪.‬‬

‫يفرق بين إذا ما كان الزبون هو‬


‫أن المشرع الجزائري لم ّ‬
‫يالحظ أن عبارة الزبائن جاءت عامة‪ ،‬ما يدل ّ‬
‫المستهلك النهائي أو العون االقتصادي‪ّ ،‬‬
‫ألن كل منهما يعتبر مستهلكا في عالقته مع البائع‪ ،‬وهو يحتاج إلى‬
‫الحماية القانونية‪.2‬‬

‫غير ّأنه إن كان إعالم هذا الزبون باألسعار والتعريفات‪ ،‬وجوبا وال يحتاج إلى طلب من الزبون إذا ما‬
‫كان هذا األخير المستهلك النهائي‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ّ ،02-04‬‬
‫فإن الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 7‬من نفس القانون تنص على أنه‪ ....":‬في العالقة بين األعوان االقتصاديين يلتزم البائع بإعالم الزبون‬
‫باألسعار والتعريفات عند طلبها ‪."....‬‬

‫ومنه فإ ّن االلتزام باإلعالم فيما بين األعوان االقتصاديين ال يكون تلقائيا بل البد أن يطلبه العون‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫فااللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بالنسبة للعون االقتصادي هو حق له‪ ،‬له الحق في المطالبة به‪،‬‬
‫كما له حق التنازل عنه‪ ،‬ويعد سكوته عن طلبه متى ابرم العقد تنازال عنه وال يمكن بعد ذلك طلبه أو االحتجاج‬

‫‪ -1‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬العقود المسماة‪ -‬عقد البيع‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -2‬ليندة عبد هللا‪ ،‬المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية قسم العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬المجلد ‪ ،51‬العدد ‪ ،2‬جوان‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.172‬‬

‫‪9‬‬
‫أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات في مواجهة المستهلك يكون إلزاميا بالنسبة‬ ‫‪1‬‬
‫بعدم تنفيذه ‪ .‬في حين ّ‬
‫للعون االقتصادي دون الحاجة إلى طلب صريح من المستهلك‪.‬‬

‫ألجل اإللمام بتعريف شامل لاللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‪ ،‬كان البد من تعريف المصطلحات‬
‫(أوال)‪ ،‬األسعار(ثانيا)‪ ،‬التعريفات(ثالثا)‪.‬‬
‫المكونة له‪ :‬اإلعالم ّ‬
‫ّأوال‪ -‬اإلعالم‪ :‬لإلعالم عدة تعاريف‪ ،‬نلخص بعضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬اإلعالم لغة‪ :‬من فعل أعلم‪ ،‬يعلم‪ ،‬إعالما‪ ،‬أي أخبره أي جعله يعرف‪.2‬‬

‫‪-2‬اإلعالم اصطالحا‪ :‬هو "عملية توصيل المعلومات واألفكار واألحداث لعلم الجمهور عن طريق عدة‬
‫وسائل سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة"‪.3‬‬

‫بقصد نشر الثقافة وتنمية‬


‫ويعرف اإلعالم أيضا على ّأنه‪" :‬نشر للحقائق والمعلومات بين الجمهور ّ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫الوعي وارتقاء المدارك" ‪ .‬ويشترط في اإلعالم المصداقية والوضوح‪.‬‬

‫وبذلك يعتبر اإلعالم وسيلة حديثة لتوعية المستهلك‪ ،‬ويلعب دو ار في حمايته فهو عامل من عوامل‬
‫الشفافية في السوق ألنه يكشف غش وتدليس العون االقتصادي‪.5‬‬

‫ثانيا‪ -‬األسعار‪ :‬يعد السعر عامال جوهريا في التعاقد‪ ،‬إذ يستفسر أغلب المستهلكين حول السعر قبل‬
‫النظر في جودة السلعة نفسها‪ .‬وذلك نظ ار ألهمية السعر بالنسبة للمستهلك‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف السعر‪:‬‬

‫قدر له أو عين له سع ار‬


‫سعر الشيء بمعنى ّ‬
‫سعر يسعر سع ار وتسعي ار‪ ،‬فيقال ّ‬
‫أ‪-‬السعر لغة‪ :‬من الفعل ّ‬
‫وثمنا‪.6‬‬

‫ب‪-‬السعر فقها‪ :‬للسعر عدة تعاريف فقهية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬عالل طحطاح‪ ،‬التزامات العون االقتصادي في ظل قانون الممارسات التجارية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫فرع القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2014/2013 ،1‬ص‪.32‬‬
‫‪ -2‬المعجم العربي األساسي‪ ،‬المنظمة العربية للثقافة والعلوم‪ ،‬الجزائر د ط‪ ،1989 ،‬ص ‪.860‬‬
‫‪ -3‬الصادق صياد‪ ،‬حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم‪ 03-09 :‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،1-‬سنة ‪،2014/2013‬‬
‫ص ‪.63‬‬
‫‪ -4‬عائشة مزاري‪ ،‬عالقة قانون حماية المستهلك بقانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة وهران‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -5‬كريمة بركات‪ ،‬التزام المنتج بإعالم المستهلك‪ ،‬مجلة المعارف‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي‬
‫محند‪-‬بويرة‪ ،‬العدد ‪ ،6‬د س ن‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -6‬معجم منجد الطالب‪ ،‬الطبعة الخامسة واألربعون‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪10‬‬
‫السعر على ّأنه‪" :‬القيمة المالية أو النقدية التي يدفعها الزبون للبائع لقاء حصوله‬
‫عرف ّ‬
‫هناك من ّ‬
‫على سلعة أو تأدية الخدمة‪ ،‬وهو ال يغطي تكلفة المنتج فقط بل يحتوي على إضافات أخرى منها هامش‬
‫الربح‪...‬إلخ ‪ ،‬وهو عنصر من العناصر األساسية التي تقوم عليها المعامالت التجارية"‪.1‬‬

‫عرف على ّأنه‪" :‬القيمة المعطاة لسلعة أو خدمة معينة والتي يعبر عنه في شكل نقدي‪ ،‬يدفعه‬
‫كما ّ‬
‫المستهلك نظير حصوله على سلعة أو خدمة من البائع‪ ،‬فالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك تعبر عنها‬
‫بقيمة تتمثل في السعر"‪.2‬‬

‫وعرف أيضا ب ّأنه‪ ":‬األداة التي تستخدم في الشراء والبيع‪ ،‬أو ما يعبر عنه بالتبادل وهو وسيلة للتعبير‬
‫ّ‬
‫عن قيمة السلع والبضائع عند تداولها بين الناس"‪.3‬‬

‫أن السعر هو‪ ":‬الثمن الحقيقي أو الفعلي وكل مضامينه الذي يكون المستهلك مطالبا‬
‫فيما يرى آخرون ّ‬
‫بدفعها مقابل اقتناء السلعة أو االستفادة من الخدمة"‪.4‬‬

‫‪–2‬آليات تحديد السعر وفق مبدأ حرية األسعار‪:‬‬

‫في ظل النظام االشتراكي كانت الدولة تسير الحياة االقتصادية‪ ،‬وكانت لها بذلك سلطة تحديد األسعار‬
‫بصفة مطلقة‪ ،‬ولكن بعد تبنيها لنظام االقتصاد الحر عمدت إلى تحرير األسعار‪ ،‬ففتحت المجال أمام األعوان‬
‫االقتصاديين من أجل إعطاء سعر مناسب للسلع والخدمات‪.‬‬

‫وهذا ما نص عليه المشرع بموجب القانون رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم‪ ،‬الذي ّ‬
‫كرس‬
‫مبدأ حرية األسعار‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 4‬منه على‪" :‬تحدد أسعار السلع والخدمات بصفة حرة وفقا لقواعد‬
‫المنافسة الحرة والنزيهة"‪ .‬وبذلك للعون االقتصادي حرية تحديد أسعار السلع والخدمات التي يعرضها للبيع‪.‬‬

‫يتحدد السعر وفق عناصر تمثل مشتمالت السعر من الناحية االقتصادية‪ 5‬وتتمثل في‪:‬‬
‫وعادة ما ّ‬

‫‪ -1‬المختار بن سالم‪ ،‬االلتزام باإلعالم كآلية لحماية المستهلك‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتو اره نظام‪ ،‬ل م د‪ ،‬تخصص قانون المنافسة‬
‫والمستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2018/2017 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -2‬محمد الفضة‪ ،‬بلكعيبات مراد‪ ،‬مواكبة التاجر األجنبي لنظام األسعار في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة األغواط‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جوان ‪ ،2002‬ص‪.196‬‬
‫‪ -3‬داودي الطيب‪ ،‬نظرية األسعار عند ابن خلدون‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬عدد الثاني‪ ،‬جوان‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -4‬عالل طحطاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -5‬أحمد خديجي‪ ،‬قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون الخاص‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،2016 ،‬ص ‪.13‬‬
‫السعر من الناحية القانونية يشمل كل‬
‫فإن ّ‬
‫بأنه إن كانت هذه العناصر تمّثل مشتمالت السعر من الناحية االقتصادية‪ّ ،‬‬ ‫مع التنويه ّ‬
‫العناصر التي تعود بالفائدة على البائع والتي تقابل في ذمته المالية قيمة الشيء المبيع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬قيمة الشيء التي تحدد طبقا لقانون العرض والطلب؛‬

‫‪ -‬هامش الربح الذي يعود للعون االقتصادي؛‬

‫‪ -‬المصاريف المختلفة كالرسوم ونفقات التعبئة والتخزين واإلشهار ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫تتدخل عن طريق التنظيم لتحديد‬


‫ولكن هذه الحرية ليست مطلقة‪ ،‬إذ يمكن للدولة رغم هذه الحرية أن ّ‬
‫أن تحديد هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات تكريس لصالحية ومهام الدولة في مجال‬
‫األسعار‪ ،‬حيث ّ‬
‫األسعار وهو ما يعرف بالتسعير‪ ،‬وذلك عبر آليات تقنين األسعار‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 1/5‬من القانون رقم ‪ 03-03‬المعدل والمتمم‪" :‬تتخذ تدابير تحديد هوامش الربح‬
‫وقد ّ‬
‫وأسعار السلع والخدمات أو تسقيفها أو التصديق عليها على أساس اقتراحات القطاعات المعنية " وتتمثل‬
‫هذه اآلليات في‪:‬‬

‫أ– التحديد‪ :‬قد يكون التحديد للسعر أو لهامش الربح‪:‬‬

‫*‪ -‬تحديد السعر‪ :‬وذلك بأن يتم تحديد سعر السلعة أو الخدمة مباشرة‪ ،‬وهو‪ ":‬وضع سعر لبعض السلع‬
‫والخدمات بصفة مباشرة من طرف الدولة وإجبار المتعاملين االقتصاديين والمشترين على احترامه وتوقيع‬
‫الجزاء على كل من يخالفه"‪ .‬ويكون هذا في السلع والخدمات التي تعد االستراتيجية‪ ،1‬ويتم هذا عن طريق‬
‫التنظيم‪ ،‬وتهدف الدولة من خالل هذه اآللية االستجابة لالحتياجات االجتماعية‪ .2‬ومن بين السلع والخدمات‬
‫التي تم تحديد أسعارها نجد على سبيل المثال ال الحصر‪ – :‬سعر الحليب‪ – .3‬سعر الخبز‪.4‬‬

‫*‪ -‬تحديد هامش الربح‪ :‬وذلك بأن يتم تحديد هامش للربح يضاف إلى سعر التكلفة‪ ،‬وهامش الربح قد‬
‫يحدد مباشرة أو بنسبة معينة‪.5‬‬

‫ب‪ -‬التسقيف ( تسقيف السعر أو هامش الربح)‪ :‬في هذه الحالة ال تحدد األسعار بصفة مباشرة‪ ،‬بل‬
‫تتدخل الدولة بتحديد الحد األقصى للسعر (سقف معين للسعر) عند االستهالك‪ ،‬وكذا هوامش الربح القصوى‬

‫‪ -1‬محمد بودالي‪ ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.534‬‬
‫‪ -2‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ -3‬قنن بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 50-01‬المؤرخ في ‪ 12‬فيفري ‪ 2001‬المتضمن تحديد أسعار الحليب المبستر والموضب‬
‫في األكياس عند اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ 11‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ ،2001‬ص ‪ ،)23‬معدل‬
‫ومتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬قنن بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-96‬المؤرخ في ‪ 13‬أفريل سنة ‪ ،1996‬المتضمن تحديد أسعار الدقيق والخبز في‬
‫مختلف مراحل التوزيع (ج ر ج ج‪ ،‬العدد ‪ 23‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪ ،1996‬ص‪ ،)12‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪12‬‬
‫(سقف معين لهامش الربح) عند اإلنتاج واالستيراد وعند التوزيع وهنا يكون للسعر حد أقصى ال يمكن أن‬
‫يتجاوزه‪ ،‬في حين يجوز النزول عليه‪.1‬‬

‫ومن بين السلع التي خضعت لنظام التسقيف‪:‬‬

‫‪ -‬األدوية بموجب مرسوم التنفيذي رقم ‪.244-98‬‬

‫– السكر والزيت بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪.3108-11‬‬

‫ج‪-‬التصديق‪ :‬وذلك بإخضاع السعر الممارس للتصديق لدى هيئات معينة‪ ،‬حيث يكون السعر في حالة‬
‫التصديق مقترحا من طرف الجهات المختصة أو ذووا الخبرة كالدواوين المختصة بقطاع معين‪ ،‬ثم تتم الموافقة‬
‫على السعر المقترح من الهيئة المعنية‪ ،‬مثاله‪ :‬يقترح الديوان الوطني للحبوب السعر فتوافق عليه و ازرة التجارة‪.‬‬

‫تهدف هذه اآلليات أساسا إلى حماية المستهلك من خالل حماية القدرة الشرائية ومنع التالعب باألسعار‬
‫خصوصا في السلع األكثر طلبا واستهالكا‪ ،‬وتهدف إلى تنظيم السوق ومنع المضاربة‪ ،‬ومن جهة أخرى تعد‬
‫هذه اآلليات آليات قانونية منحها القانون للسلطة العمومية حتى يسمح لها بالتدخل لحماية االقتصاد الوطني‬
‫وإضفاء مصداقية أكثر في التوجيه والتنظيم والرقابة‪.4‬‬

‫‪-3‬حاالت التسعير‪ :5‬حدد المشرع الحاالت التي يمكن للدولة أن تتدخل فيها لتحديد األسعار‪ ،‬وتتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد األسعار بصفة عادية‪ :‬تتخذ تدابير تحديد هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات أو تسقيفها‬
‫أو التصديق عليها في هذه الحالة على أساس اقتراحات القطاعات المعنية وذلك لسببين‪:‬‬
‫‪ -‬تثبيت استقرار مستويات أسعار السلع والخدمات الضرورية أو ذات االستهالك الواسع في حال‬
‫اضطراب محسوس للسوق‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة المضاربة بجميع أنواعها والحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد األسعار بصفة مؤقتة‪ :‬يمكن اتخاذ تدابير مؤقتة لتحديد هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات‬
‫وتسقيفها حسب األشكال نفسها أيضا‪ ،‬في حالة ارتفاعها المفرط وغير المبرر‪ ،‬السيما بسبب‬
‫اضطراب خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع نشاط معين أو في‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪-2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 44-98‬المؤرخ في أول فبراير ‪ ،1998‬يتعلق بالحدود القصوى عند اإلنتاج والتوضيب والتوزيع التي تطبق‬
‫على األدوية المستعملة في الطب البشري (ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 05‬الصادر بتاريخ ‪ 04‬فبراير ‪ ،1998‬ص ‪.)17‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 108-11‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 2011‬يحدد السعر األقصى عند االستهالك وكذا هوامش الربح القصوى‬
‫عند االستهالك وعند التوزيع بالجملة والتجزئة لمادتي الزيت الغذائي المكرر العادي والسكر األبيض (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪15‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪ ،)27‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬بدرة لعور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ -5‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.18-17‬‬

‫‪13‬‬
‫منطقة جغرافية معينة أو في حاالت االحتكار الطبيعية‪...‬إلخ‪ ،‬والتي تعد ظروفا استثنائية تتطلب‬
‫تدخل الدولة لمواجهة أزمة ظرفية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬التعريفات‪:‬‬

‫تعرف التعريفات على أنها‪ " :‬قائمة أسعار أو بيان بضائع أو أعمال يجب تنفيذها مع ثمن كل وحدة أو ثمن‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫الخدمة أو الخدمات التي يقتنيها المستهلك‪ ،‬ويحدد الثمن بموجب نظام يعلن عنه" ‪ ،‬من أمثلتها‪ :‬التعريفات‬
‫الرسم على القيمة المضافة‪...‬الخ‪.‬‬
‫الجمركية‪ّ ،‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫خصائص االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬

‫من خالل استقراء المواد من ‪ 4‬إلى ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المحدد للقواعد المتعلقة بالممارسات‬
‫التجارية يمكننا استنتاج بعض الخصائص المتعلقة بااللتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‪ ،‬والمتمثلة في اإللزامية‬
‫(أوال)‪ ،‬العمومية (ثانيا)‪ ،‬الطبيعة الوقائية والحمائية (ثالثا) والوضوح (رابعا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّأوال‪ -‬اإللزامية‪:‬‬

‫تعد خاصية اإللزام من أهم الخصائص التي تميز القواعد القانونية عن غيرها من قواعد السلوك األخرى‪،‬‬
‫فاإللزام في القواعد القانونية يترتب عليه جزاء توقعه السلطة العامة في حالة ثبوت مخالفته‪.2‬‬

‫تنص المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على ما يلي‪" :‬يتولى البائع وجوبا إعالم الزبائن بأسعار‬
‫وتعريفات السلع والخدمات ‪"....‬‬

‫ونصت المادة ‪ 1/7‬من نفس القانون على‪" :‬يلتزم البائع في العالقات بين األعوان بإعالم الزبون‬
‫باألسعار والتعريفات عند طلبها ‪"....‬‬

‫عند استقراء هاذين النصين نالحظ أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات التزام إجباري‪ ،‬مفروض بقوة‬
‫القانون على العون االقتصادي سواء كان منتجا أو مقدم خدمة أو بائع جملة أو بائع بالتجزئة‪ ،‬وهو التزام مقرر‬
‫لصالح المشتري أو طالب خدمة‪ ،‬حيث يلتزم البائع بتقديم كافة المعلومات الخاصة باألسعار والتعريفات‪ ،‬وال‬
‫أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات إلزامي‬
‫يجوز له االتفاق على مخالفته تحت طائلة العقوبة‪ ،‬مع التذكير ب ّ‬

‫‪ -1‬سفيان بن قري‪ ،‬ضبط الممارسات التجارية على ضوء القانون رقم ‪ ،02-04‬مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫فرع القانون العام‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الوجيز في المبادئ األساسية للقانون والحق‪-‬نظرية القانون –نظرية الحق‪ ،‬مكتبة المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2005‬ص‪.13‬‬

‫‪14‬‬
‫في العالقة التي تربط العون االقتصادي بالمستهلك‪ ،‬في حين ربطت الزاميته في عالقة العون االقتصادي بعون‬
‫اقتصادي آخر بشرط أن‪ ،‬يطالبه بها هذا األخير‪ .‬وفي حالة المطالبة ال يمكنه التهرب من التزامه باإلعالم‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬العمومية‪:‬‬

‫أن اإلعالم باألسعار والتعريفات حق من حقوق المشتري سواء كان هذا األخير مستهلكا‬
‫سبق الشرح ّ‬
‫أن الفرق بينهما يكمن في كون ّ‬
‫أن هذا الحق ثابت لعموم المستهلكين دون أن يطالبوا‬ ‫أوعونا اقتصاديا‪ ،‬غير ّ‬
‫به من البائع‪ ،‬في حين يشترط لتمتع األعوان االقتصاديون (المشترون) بهذا الحق إقدامهم على المطالبة به‪.1‬‬

‫أن اإلعالم باألسعار الموجه للمستهلك يجب أن يتصف بالعمومية‪ ،‬أي‬


‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫أن كل مستهلك يمكنه الوصول إلى أسعار السلع بطريقة آلية دون‬
‫يكون موجها لجمهور المستهلكين‪ ،‬بحيث ّ‬
‫أن يكون مضط ار في كل مرة من أن يسأل البائع عن سعر السلعة أو الخدمة‪.2‬‬

‫تعمل خاصية العمومية في اإلعالم باألسعار على تحقيق المساواة بين المستهلكين‪ ،‬فال يمكن للبائع‬
‫التمييز بين المستهلكين على حسب الجنس أو دين أو بين مستهلك محلي وأخر أجنبي ما دامت األسعار معلنة‬
‫بطريقة سابقة وعامة‪ .‬كما تسمح هذه الخاصية ألجهزة الرقابة من مراقبة مدى احترام العون االقتصادي لنظام‬
‫األسعار المعتمدة‪.3‬‬

‫ثالثا‪ -‬الطبيعة الوقائية والحمائية‪:‬‬

‫إن الهدف من تقرير االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات هو حماية المستهلك‪ ،‬باعتباره الطرف الضعيف‬
‫في العالقة العقدية‪ ،‬لجهله للمعلومات الفنية والتقنية الخاصة بالمنتجات مما يضمن أمنه وسالمته‪ ،‬كما يعمل‬
‫هذا االلتزام على حماية العقود من اإلبطال والتقليل من الّلجوء إلى الفسخ جراء الوقوع في غلط أو تدليس‪.4‬‬

‫رابعا‪ -‬الوضوح‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 2/5‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على أنه‪ ":‬يجب أن تبين األسعار والتعريفات بصفة مرئية‬
‫ومقروءة"‬

‫وبناء عليه‪ ،‬يجب أن توضع األسعار بطريقة يسهل فهمها وقراءتها من طرف المستهلك‪ ،‬ونلمس الوضوح‬
‫من خالل اللغة المستعلمة‪ ،‬حيث أكد المشرع على ضرورة استعمال اللغة العربية‪ ،‬أي اللغة التي يفهمها‬

‫‪ -1‬راجع بهذا الخصوص المادتين ‪ 5‬و‪ 7‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, Droit de la consommation, Paris, Dalloz, 5 e éd., 2000, p. 62.‬‬
‫‪ -3‬خديجي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬د ط‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.197‬‬

‫‪15‬‬
‫األغلبية‪ ،‬وذلك من أجل حماية المستهلك من سوء الفهم‪ ،1‬وأن تكون بخط مقروء دون تحديد أحجام معينة‬
‫للحروف واألرقام التي تكتب بها لكن البد أن تكون قابلة للرؤية والقراءة وفق معيار الرجل العادي‪.‬‬

‫أن العون االقتصادي ملزم بتحديد‬


‫يحدد بها السعر‪ ،‬إالّ ّ‬ ‫ورغم أن القانون ‪ 02-04‬لم ي ّ‬
‫صرح بالعملة التي ّ‬
‫السعر محل اإلعالم بالعملة الوطنية‪ ،‬تحت طائلة العقوبة المقررة في المادتين ‪ 451‬و‪ 452‬من قانون العقوبات‪،‬‬
‫كما يجب أن يتضمن السعر محل اإلعالم المبلغ اإلجمالي الواجب دفعه‪ ،‬وهو المبلغ الكلي مع جميع الرسوم‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫تنفيذ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬

‫أن السعر يعد عند الكثير منهم العنصر‬


‫تختلف دوافع ومحفزات الزبائن القتناء السلع والخدمات‪ ،‬إال ّ‬
‫الجوهري والضروري الذي يتوقف عليه اقتناءهم للسلعة أو الخدمة من عدمه‪ ،‬ولهذا حرص المشرع على ضرورة‬
‫إعالم الزبون باألسعار والتعريفات بطريقة دقيقة وواضحة من خالل ما تضمنته المواد من ‪ 5‬إلى ‪ 7‬من القانون‬
‫رقم ‪ ،02-04‬وبناء على ذلك سنتناول من خالل هذا المطلب وسائل تنفيذ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫(فرع ّأول) وضوابط تحديد السعر المعلن (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫وسائل تنفيذ االلت ازم باإلعالم باألسعار والتعريفات‬

‫ميز المشرع من خالل المادتين ‪ 05‬و‪ 07‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على التوالي‪ ،‬بين وسائل اإلعالم‬ ‫ّ‬
‫(أوال)‪ ،‬ووسائل اإلعالم باألسعار‬
‫باألسعار والتعريفات في العالقة بين األعوان االقتصاديين والمستهلك ّ‬
‫والتعريفات في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬في العالقة بين العون االقتصادي والمستهلك‪:‬‬

‫منح القانون رقم ‪ 02-04‬للمستهلك المشتري للسلعة أو طالب الخدمة الحق التام في الحصول على‬
‫كافة المعلومات الخاصة بأسعار وتعريفات السلع والخدمات المعروضة‪ ،‬ولو لم يطلب ذلك‪.3‬‬

‫ونصت المادة ‪ 5‬منه في فقرتها األولى على ما يلي‪" :‬يجب أن يكون إعالم المستهلك بأسعار وتعريفات‬
‫السلع والخدمات عن طريق وضع عالمات أو وسم أو معلقات أو بأي وسيلة أخرى مناسبة"‪.‬‬

‫حيث ّبينت هذه المادة طرق اإلعالم باألسعار والتعريفات‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬نعيمة سليمان‪ ،‬التزام العون االقتصادي باإلعالم عن األسعار والتعريفات‪ ،‬مجلة القانون‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫المركز الجامعي أحمد زبانة‪ -‬غليزان‪ ،‬العدد ‪ ،07‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -2‬ألكثر تفاصيل راجع‪ ،‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.24-23‬‬
‫‪ -3‬ليندة عبد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -1‬العالمات‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات‪ 1‬العالمة على ّأنها‪" :‬كل الرموز قابلة للتمثيل‬
‫ّ‬
‫الخطي‪ ،‬السيما الكلمات بما فيها أسماء األشخاص واألحرف واألرقام والرسومات أو الصور واألشكال المميزة‬
‫للسلع والخدمات أو توضبيها‪ ،‬األلوان بمفردها أو المركبة التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص‬
‫طبيعي أو معنوي عن سلع وخدمات غيره"‪.‬‬

‫فالعالمة هي‪" :‬إشارة يتم وضعها على المنتوج ذاته‪ ،‬ويكتب عليها بصفة واضحة سعر المنتوج أو‬
‫الخدمة‪."2‬‬
‫تستعمل العالمة في الغالب لإلعالم بأسعار السلع الصغيرة الحجم التي ال تحتمل الملصقات كالمجوهرات‪،‬‬
‫وتوضع العالمة على المنتوج أو في جواره‪ ،‬بحيث ال تدع مجاال للشك في انتسابه لمنتوج آخر سواء من حيث‬
‫الطبيعة أو من حيث النوعية‪ ،‬ويكون ذلك بتسمية المنتوج بدقة ويبين إلى جانبه السعر والتعريفات وذلك بصفة‬
‫مرئية ومقروءة‪ ،‬وفي جميع األحوال يجب أن تكون كتابة السعر مرافقة لمعيار الوزن أو الكيل‪.3‬‬
‫كما قد يتم وضع العالمات في شكل حروف مشفرة‪ ،‬فقد اعتبر الفقه إعالما صحيحا إذا كانت الطريقة‬
‫تمكن المستهلك من معرفة األسعار المقابلة لكل حرف بسهولة وبوضوح بمجرد الرجوع على الالئحة‪.4‬‬

‫‪ –2‬الوسم‪:‬‬

‫كان الوسم وليزال من التوابع األساسية للمنتوج‪ ،‬وكان معروفا في المجتمعات القديمة وكان تعليب البضائع‬
‫يحمل بيانات تتعلق بطبيعة هذه البضائع وثمنها ومكان اتجاهها‪ ،‬وتطور الوسم في المجتمعات الحديثة ووضع‬
‫بشأنه تنظيم قانوني خاص يمنع البيانات المغرية والكاذبة ويلزم المنتجين والبائعين بإعالم صحيح ومفصل‬
‫ودقيق‪.5‬‬

‫أ‪-‬تعريف الوسم‪ :‬نتطرق فيما يلي للتعريف القانوني للوسم‪ ،‬فالتعريف االقتصادي‪:‬‬

‫*التعريف القانوني للوسم‪ :‬عرف المشرع الجزائري الوسم في عدة نصوص قانونية وتنظميه متفرقة نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪-1‬أمر رقم ‪ 06-03‬ممضي في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالعالمات (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،44‬صادر بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪،2003‬‬
‫ص ‪.)22‬‬
‫‪ -2‬مسعد جالل‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2002 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -3‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -4‬سليمان محمد خليد قارة‪ ،‬الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في القانون‪،‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،2017-2016 ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -5‬بختة موالك‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،36‬العدد ‪ ،1999 ،02‬ص ‪.36‬‬

‫‪17‬‬
‫المادة ‪ 5/3‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬التي عرفت الوسم بأنه" كل‬
‫البيانات أو الكتابات أو اإلشارات أو العالمات أو المميزات أو الصور أو التماثيل أو الرموز المترابطة بسلعة‪،‬‬
‫تظهر على كل غالف أو وثيقة أو الفتة أو سمة أو ملصقة أو بطاقة أو ختم أو معلقة مرفقة أو دالة على‬
‫طبيعة المنتج مهما كان شكلها أو سندها‪ ،‬بغض النظر عن طريقة و ضعها"‪ ،1‬وقد اكتفى القان ـ ـ ـ ـون رقـ ـ ـم‬
‫‪ 03-09‬بتعريف الوسم دون التفصيل في أحكامه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبين‬
‫فصدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬الذي يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ‪ّ ،‬‬
‫لنا البيانات اإللزامية التي يجب أن يحتويها الوسم‪ .‬والتي سنتطرق إليها الحقا‪.‬‬

‫عرف الوسم كذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،3484-05‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم‬
‫وقد ّ‬
‫‪ 367-90‬المتعلق بوسم المواد الغذائية وعرضها‪ 4‬بموجب المادة ‪ 3‬منه بأنه‪" :‬كل نص مكتوب أو مطبوع‬
‫وكل عرض بياني يظهر على البطاقة‪ ،‬الذي يرفق المنتوج أو يوضع قرب هذا األخير ألجل ترقية البيع"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫عرف بموجب المادة ‪ 6/2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش‬ ‫كما ّ‬
‫على أ ّن الوسم هو‪" :‬جميع العالمات والبيانات وعناوين المصنع أو التجارة والصور والشواهد أو الرموز التي‬
‫تتعلق بمنتوج ما‪ ،‬والتي توجد في أي تغليف أو وثيقة أو كتابة أو وسمة أو خاتم أو طوق يرافق منتوجا ما‬
‫أو خدمة أو يرتبط بهما"‪.‬‬

‫من كل ما سبق يمكن أن نستخلص أن الوسم هو تلك البيانات التي توضع على غالف المنتجات أو‬
‫العلبة لتعريف بالمنتج بصفة دقيقة‪ ،‬واضحة كما أنه طريقة من طرق التي يلتزم بها العون االقتصادي لتبليغ‬
‫التزامه باإلعالم باألسعار والتعريفات‪.‬‬

‫‪-1‬قانون رقم ‪ 03-09‬مؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2009‬يتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،15‬صادر بتاريخ‬
‫‪ 08‬مارس ‪ ،2009‬ص ‪ ،)12‬معدل باألمر رقم ‪ 01-15‬مؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪( 2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،40‬الصادر في ‪23‬‬
‫يوليو ‪ ،2015‬ص ‪ ،)6‬ومعدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 09-18‬مؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،35‬الصادر في ‪13‬‬
‫يونيو ‪ ،2018‬ص‪.)5‬‬
‫‪-2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 378-13‬مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ 2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد ‪ ،58‬صادر بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.)8‬‬
‫‪-3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 484-05‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2005‬معدل ومتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 367-90‬المتعلق بوسم‬
‫السلع غير الغذائية وعرضها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،83‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬ديسمبر‪ ،2005‬ص ‪.)4‬‬
‫‪-4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 367-90‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1990‬يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪،50‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‪ ،1990‬ص ‪ ،)1586‬ملغى بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪،2013‬‬
‫يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 58‬الصادر في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪ ،)8‬الذي حصر‬
‫وعرفه بموجب مادته ‪ 03‬بأنه‪" :‬وصف لخصائص التغذية لمادة غذائية‪ ،‬قصد إعالم المستهلك"‪.‬‬
‫الوسم في الوسم الغذائي ّ‬
‫‪-5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 39-90‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ 1990‬يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،5‬الصادر بتاريخ‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ 13‬جانفي ‪ ،1990‬ص ‪ّ ،)202‬‬

‫‪18‬‬
‫كونه ارتبط‬
‫*التعريف االقتصادي للوسم‪ :‬يعتبر مصطلح الوسم مصطلح اقتصادي أكثر منه قانوني ّ‬
‫غالبا بحماية المستهلك من الجانب االقتصادي‪.‬‬

‫بأنه‪" :‬مجموعة من البيانات والمعلومات اإللزامية‬


‫ومن بين التعاريف االقتصادية للوسم يمكننا تعريفه ّ‬
‫واإلجبارية أو االختيارية التي تظهر على غالف المنتج وتسمح للمستهلك بالتعرف على اسم المصنع أو‬
‫المؤسسة‪ ،‬محتويات المنتج‪ ،‬الخصائص التقنية‪ ،‬السعر‪ ،‬أصل المنتج‪ ،‬تاريخ إنتاجه ومدة صالحيته‪ ،‬وشروط‬
‫حفظه واستعماله"‪.1‬‬

‫يعرف أيضا على أنه‪" :‬مجموعة المعلومات التي يزود بها المستهلك أو المستعمل الصناعي‬ ‫كما ّ‬
‫والمثبتة على الغالف المنتج موضحا له نوعية المنتج شكله جودته وكيفية استعماله فترة استعمال"‪.2‬‬

‫من خالل التعاريف القانونية واالقتصادية المذكورة أعاله والمتعلقة بالوسم‪ ،‬يتضح أن الوسم وإن كان أحد‬
‫الطرق لإلعالم باألسعار والتعريفات‪ ،‬إال أنه في الواقع يتعلق عامة بطبيعة المنتوج وخصائصه أكثر من تحديد‬
‫سعره‪ ،‬وبالتالي ترجمة كلمة ‪ l’étiquetage‬المذكورة في نص المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 02-04‬باللغة‬
‫الفرنسية بمصطلح الوسم يبدو غير موفق‪ ،‬واألصح ترجمتها لمصطلح الملصقات‪ ،3‬حيث يالحظ أن المصطلح‬
‫نفسه يستخدم للداللة على الوسم والملصقات في اآلن نفسه‪.‬‬

‫ب‪ -‬شروط الوسم‪ :‬يشترط في الوسم مجموعة من الشروط نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫* يشترط في الوسم أن يكون مكتوبا أساسا باللغة العربية‪ :‬نص المشرع بموجب عدة نصوص قانونية‬
‫وتنظيمية على ضرورة أن يكون الوسم باللغة العربية‪ ،‬منها القانون رقم ‪ 05-91‬المتعلق بتعميم استعمال اللغة‬
‫العربية‪ 4،‬إذ تنص المادة ‪ 21‬منه على ‪ ":‬تطبع باللغة العربية‪ ،‬وبعدة لغات أجنبية‪ ،‬الوثائق والمطبوعات‬
‫واألكياس والعلب‪ ،‬التي تتضمن البيانات التقنية وطرق االستخدام‪."..‬‬

‫‪ -1‬عبد الحق ماني‪ ،‬الحماية القانونية لاللتزام بالوسم دراسة مقارنة بين التشريعين الفرنسي والجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪-2015 ،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬عبد الحق ماني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬نصت المادة ‪ 55‬من األمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ ،195‬المتعلق بالمنافسة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،09‬لسنة ‪،1995‬‬
‫ص ‪ )13‬الملغى‪ ،‬على الملصقات كإحدى الطرق المستعملة لإلعالم باألسعار‪ ،‬وتقابلها كلمة‪ étiquetage‬باللغة الفرنسية‪.‬‬
‫‪-4‬قانون رقم ‪ 05-91‬مؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ،1991‬يتعلق بتعميم استعمال اللغة العربية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 03‬الصادر بتاريخ‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ 16‬جانفي ‪ ،1991‬ص ‪ّ ،)44‬‬

‫‪19‬‬
‫كما يمكن إضافة لغات أخرى على سبيل اإلضافة بشرط أن يفهمها المستهلك طبقا لنص المادة ‪ 18‬من‬
‫القانون رقم ‪ 1.03-09‬وقد اشترط المشرع أن يكون الوسم مكتوبا باللغة العربية‪ ،‬وذلك ليستطيع المستهلك‬
‫البسيط من االطالع على المعلومات التي يريدها‪.2‬‬

‫* يجب أن يكون الوسم مفهوما وظاه ار وواضحا‪ :‬أي أن تكون العبارات والكلمات الوسم تتناسب‬
‫والمستوى العلمي للمستهلك العادي وتجنب العبارات الغامضة والتقنية‪.‬‬

‫* يجب أن يكون الوسم كافيا وافيا‪ :‬بحيث تكون المعلومات المدونة كافية لجلب انتباه المستهلك‬
‫لخصائص المنتوج والتعريف بمميزاته وطريقة استعماله ومخاطره‪.‬‬

‫*يجب أن يكون الوسم لصيقا بالمنتوج ومرئيا‪ :‬ومنه يجب أن يكون التحذير من مخاطر السلعة أو‬
‫الخدمة لصيقا بها فال يكون مجديا إذا كان منفصل عنها‪.3‬‬

‫*يجب إن يكون الوسم صادقا ودقيقا‪ :‬أي تكون العبارات الواردة في الوسم معبرة عن الحقيقة ألن ذلك‬
‫يؤدي للشفافية والنزاهة‪.‬‬

‫دور أساسيا في مجال إعالم‬


‫وبناءا عليه يلعب الوسم باإلضافة إلى إعالم المستهلك باألسعار وتعريفات ا‬
‫وأمن المستهلك من خالل ما يحتويه من معلومات ومميزات عن السلع وطريقة استعمالها‪ ،‬وكذا تحذيرات‬
‫االستعمال أو االستهالك أو الحفظ‪ ،‬كما له دور آخر يتمثل في حماية العون االقتصادي من أشكال التقليد‬
‫التي قد تتعرض لها سلعته أو عالمته التجارية‪.4‬‬

‫‪-3‬المعلقات‪:‬‬

‫هي طريقة إلعالم المستهلك بأسعار الخدمات المختلفة‪ ،‬ويكون بوضع وثيقة وحيدة مكتوبة بطريقة‬
‫واضحة ومرئية تحتوي على قائمة الخدمات واألسعار المقابلة لها‪ .‬ويجب أن توضع في مكان تقديم الخدمة‬

‫‪-1‬تنص المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪" :‬يحب أن تحرر بيانات الوسم وطريقة‬
‫االستخدام ودليل االستعمال وشروط ضمان المنتوج وكل معلومة أخرى منصوص عليها في التنظيم الساري المفعول باللغة العربية‬
‫أساسا‪ ،‬وعلى سبيل اإلضافة يمكن استعمال لغة أو عدة لغات أخرى سهلة الفهم من المستهلكين‪ ،‬وبطريقة مرئية ومقروءة ومتعذر‬
‫محوها"‪.‬‬
‫‪ -2‬رفيقة بوالكور‪ ،‬حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص القانون‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،2019/05/02 ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -3‬ويزة لحراري (شالح)‪ ،‬حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك وقمع الغش وقانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.52‬‬
‫‪ -4‬عادل عميرات‪ ،‬التزام العون االقتصادي باإلعالم‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،13‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.246‬‬

‫‪20‬‬
‫ليسهل االطالع عليها من طرف الجمهور‪ ،‬كما يجب أن تحتوي األسعار المعلنة على جميع الرسوم الواجب‬
‫دفعها للخدمة المقترحة‪ ،‬لتجنب مفاجأة المستهلك بأسعار إضافية الحقا‪.1‬‬

‫‪ -4‬وسائل أخرى مناسبة‪ :‬للبائع حق استخدام أي وسيلة مناسبة إلعالم المستهلكين بحسب طبيعة‬
‫السلعة أو الخدمة والمعطيات التكنولوجية المستحدثة‪ ،‬فالعبرة ليست بالوسيلة المستخدمة وإنما بقدرة هذه الوسيلة‬
‫على تحقيق الغرض بشكل مالئم وفعال‪ ،‬وإن تطور وسائل االتصال صاحبه تطور مماثل في وسائل البيع‬
‫التي تتم عن بعد مثل البيع عن طريق الم ارسلة أو الصحف أو التلفاز‪ ،‬ومن ثم وسائل اإلعالم أيضا‪.‬‬

‫حيث فتح المشرع بعبارة "‪ ...‬وسيلة أخرى مناسبة ‪ "...‬المجال أمام األعوان االقتصاديين الختيار أي‬
‫وسيلة مناسبة من أجل إعالم المستهلك‪ ،‬كاإلعالم باألسعار والتعريفات عن طريق االنترنت والتجارة‬
‫االلكترونية‪ ،2‬ويكون استعمال هذه الطرق إلعالم المستهلك في مجال المعامالت التجارية االلكترونية التي تتم‬
‫عن بعد‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لعقد البيع االلكتروني‪ ،‬األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري السماح للمتدخل‬
‫اعتماد هذه الطرق الحديثة كوسيلة من وسائل تنفيذ االلتزام باإلعالم‪ ،‬كما أن إعالم المستهلك بواسطة خدمة‬
‫االنترنت ال يمكن االستغناء عنها في الوقت الحالي السيما عند إبرام العقد االلكتروني‪ ،‬بحيث تسمح لهذه‬
‫الوسيلة للمستهلك باالطالع على جميع المعلومات الخاصة بالسلع والخدمات منها األسعار والخصائص‬
‫المنتوجات‪.3‬‬

‫المالحظ من خالل المادة ‪ 2/5‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بالممارسات التجارية استبعاد اإلعالم‬
‫الشفهي التي نصت على‪" :‬يجب أن تبين األسعار والتعريفات بصفة مرئية ومقروءة "‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على‪" :‬يلتزم البائع في العالقات بين األعوان االقتصاديين‬
‫بإعالم الزبون باألسعار والتعريفات عند طلبها‪.‬‬

‫ويكون هذا اإلعالم بواسطة جداول األسعار أو النشرات البيانية أو دليل األسعار أو بأي وسيلة أخرى‬
‫مالئمة مقبولة بصفة عامة في المهنة"‪.‬‬

‫من خالل هذه المادة يتضح لنا أن االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات بين األعوان االقتصاديين ال‬
‫يكون إجباريا إال إذا طالب به العون االقتصادي المشتري‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الشريف كتو‪ ،‬قانون المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر ‪ 03-03‬والقانون ‪ ،02-04‬منشورات البغدادي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.82‬‬
‫ظم المشرع التجارة االلكترونية بموجب قانون رقم ‪ 05-18‬مؤرخ في ‪ 10‬مايو ‪ ،2018‬يتعلق بالتجارة االلكترونية‬
‫‪ -2‬للتذكير ن ّ‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،28‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬مايو ‪ ،2018‬ص ‪.)4‬‬
‫‪ -3‬نبيل بن عديدة‪ ،‬االلتزام باإلعالم وتوابعه في مجال قانون االستهالك‪ ،‬أطروحة مقدمة للحصول على شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2018-2017 ،‬ص ص ‪.181-180‬‬

‫‪21‬‬
‫وقد عدد لنا المشرع الوسائل التي يتم بها اإلعالم باألسعار والتعريفات بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة إلى أن هذه الوسائل جاءت على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬جداول األسعار والنشرات البيانية‪ :‬وهي عبارة عن وثائق يقوم العون االقتصادي بإعدادها‪ ،‬تتضمن‬
‫هذه الجداول قوائم بالسلع والخدمات المعروضة للبيع‪ ،‬وما يقابلها من أسعار ويجب تكون هذه الجداول مكتوبة‬
‫بطريقة واضحة ومقروءة دون شطب أو حشو بما ال يدع مجاالً للشك حول طبيعة السلعة والخدمة أو سعرها‪.1‬‬

‫‪ -2‬دليل األسعار‪ :‬هي وثيقة تتضمن تركيبة األسعار والخيارات المتاحة للزبون بشأن السلع أو الخدمات‬
‫المتشابهة‪ ،‬تسلم للعون االقتصادي في مكان البيع أو تقديم الخدمة‪ ،‬وهي كثيرة االعتماد عندما يكون المنتوج‬
‫معقد االستعمال أو في حالة الخدمات المتعددة التي يستوجب تقديمها شروط معقدة‪ ،‬مثالها الدليل الخاص‬
‫بوكاالت األسفار‪ ،‬وكذا الدليل الخاص بأسعار السيارات من نفس النوع والذي يتضمن سعر كل صنف منها‬
‫بحسب ما تحتويه من خصائص‪...‬إلخ‪.2‬‬

‫‪ -3‬وسائل أخرى مناسبة‪ :‬على أن تكون معمول بها ومقبولة في أعراف المهنة وفقا لما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 7‬المذكورة أعاله‪ ،‬وتأخذ بعين االعتبار السرعة والمرونة التي تتطلبها المعامالت التجارية‪ ،‬فالمشرع فتح‬
‫المجال أمام األعوان االقتصاديين الختيار أي وسيلة من وسائل إشهار األسعار بما في ذلك الوسائل المعتمدة‬
‫في اإلعالم بين المستهلك والعون االقتصادي‪ .‬شريطة أن تكون الوسيلة مقبولة وكفيلة بتحقيق الغرض الذي‬
‫أعدت ألجله‪ ،‬ويجب أن تحدد السعر تحديد نافيا للجهالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الضوابط المتعلقة بالسعر المعلن‪:‬‬

‫إضافة إلى الوسائل المعتمدة لتبليغ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‪ ،‬فرض المشرع كذلك ضوابط‬
‫لألسعار المعلن عنها يجب على األعوان االقتصاديين مراعاتها واحترامها تتمثل في تحديد مقدار السلعة مقابل‬
‫(أوال)‪ ،‬موافقة األسعار للمبلغ اإلجمالي المدفوع (ثانيا)‪.‬‬
‫السعر المعلن ّ‬
‫ّأوال‪ -‬تحديد مقدار السلعة مقابل السعر المعلن‪:‬‬

‫إلعالم المستهلك باألسعار والتعريفات بشكل صحيح البد أن يحدد مقدار السلعة المقابلة لهذا السعر‬
‫وهذا ما تطرق إليه المشرع بموجب المادة ‪ 3/5‬من القانون رقم ‪ 02-04‬التي تنص‪ ":‬يجب أن تعد أو توزن‬
‫أو تكال السلع المعروضة للبيع سواء كانت بالوحدة أو بالوزن أو بالكيل أمام المشتري‪ .‬وعندما تكون هذه‬
‫السلع مغلفة أو معدودة أو موزونة أو مكيلة يجب وضع عالمات على الغالف تسمح بمعرفة الوزن أو‬
‫الكمية أو عدد األشياء المقابلة للسعر المعلن "‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.27-26‬‬

‫‪22‬‬
‫أما السلع التي تباع محددة بمقدارها كالمشروبات أو المياه المعدنية‪ ،‬فيجب على التاجر أو المنتج وضع‬
‫عالمة على الغالف حتى تسمح له بمعرفة وزن أو كيل هذه المنتوجات حتى ّ‬
‫يتمكن الزبون من معرفة الكمية‬
‫والعدد المقابل للسعر المعلن عنه‪.1‬‬

‫ضمانا وحرصا على شفافية المعامالت التجارية وتطوير المنافسة‪ ،‬أوجب المشرع تقدير السلع التي‬
‫تخضع للكيل أو العد أمام أعين المشتري أو من ينوب عنه عند البيع أو تسلّم المبيع طبقا للقواعد العامة‪.2‬‬

‫ال يجوز للمستهلك إلزام البائع بتسليم كل الكمية الموجودة في الكيس مقابل زيادة السعر‪ ،‬كما ال يمكن‬
‫للبائع إلزام المستهلك بزيادة في الكمية مقابل زيادة في السعر‪.‬‬

‫فتحديد مقدار السلعة مقابل السعر المعلن فيه حماية للمستهلك والعون االقتصادي على حد سواء‪.‬‬

‫وان كان القانون المدني باعتباره الشريعة العامة قد أجاز البيع بالجزاف بموجب المادة ‪ 362‬منه‪ ،‬إالّ‬
‫‪3‬‬

‫أن قانون الممارسات التجارية من خالل المادة ‪ 3/5‬منه قد استبعد البيع بالجزاف في نطاق عقود االستهالك‬
‫حين فرض على األعوان االقتصاديين تقدير السلعة‪ ،‬وهي إحدى نتائج الشفافية التي كرسها المشرع كون ّ‬
‫أن‬
‫البيع بالجزاف قد يظلل المستهلك العادي‪.‬‬

‫يالحظ أن المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 02-04‬قد ركزت على السلع دون الخدمات في حين أن المشرع‬
‫ألزم العون االقتصادي باإلعالم باألسعار فيما يخص السلع والخدمات‪ ،‬وهذا ما تداركه الحقا في نص الفقرة‬
‫األخيرة من ن فس المادة حين أحال إلى التنظيم الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار المطبقة في‬
‫بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع والخدمات المعينة عن طريق التنظيم‪ ،‬وفي هذا الصدد صدر مرسوم‬
‫تنفيذي رقم ‪ 65-09‬الذي يحدد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم باألسعار المطبقة على بعض القطاعات‬
‫أو بعض السلع أو الخدمات المعينة‪.4‬‬

‫ثانيا‪ -‬موافقة األسعار للمبلغ اإلجمالي المدفوع‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على انه‪" :‬يجب أن توافق األسعار والتعريفات المعلنة المبلغ‬
‫اإلجمالي الذي يدفعه الزبون مقابل اقتناء السلعة أو الحصول على خدمة"‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ -2‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -3‬البيع بالجزاف‪" :‬هو البيع الذي يرد على مجموعة من األشياء معينة سواء عن طريق تحديد المكان الذي توجد فيه‪ ،‬أو عن‬
‫طريق قائمة أو بأي طريقة أخرى مقابل ثمن واحد مع غض النظر عن العدد والوزن والقياس‪ ،‬إال إذا كان المراد من هذا التقدير‬
‫تعيين مجموع الثمن"‪ - .‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪-4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 65-09‬مؤرخ في ‪ 7‬فبراير ‪ 2009‬يحدد الكيفيات الخاصة المتعلقة باإلعالم حول األسعار المطبقة في‬
‫بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع والخدمات المعنية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 10‬صادر بتاريخ ‪ 11‬فبراير ‪ ،2009‬ص‪.)8‬‬

‫‪23‬‬
‫قد يقدم المستهلك على إبرام العقد مع العون االقتصادي مقابل األسعار المعلنة على المنتوجات‬
‫المعروضة‪ ،‬ولكن حال شروعه في إبرام العقد يتفاجأ بوجود مبالغ إضافية مقابل ملحقات أو أداءات ترتبط‬
‫بتسليم السلع أو تنفيذ الخدمة‪ ،‬ما قد يوقع المستهلك في حرج ويصعب عليه التراجع عن إبرام العقد‪.‬‬

‫وللحد من هذه التصرفات وتفاديا للغش والخداع ألزم المشرع من خالل المادة سالفة الذكر أن تكون‬
‫األسعار والتعريفات المعلنة عنها تشمل حقيقة كل ما يتطلبه اقتناء السلعة أو الحصول على خدمة أي أن‬
‫السعر يشمل سعر السلعة وملحقات السلعة إن وجدت وكذا قيمة الخدمة وما يرتبط بها‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القواعد العامة يعد إعالم البائع بأسعار السلع والخدمات وعرضها على المستهلك بمثابة‬
‫إيجاب ومتى صدر القبول من المستهلك انعقد العقد‪ ،‬وبالتالي يجب على البائع تنفيذ العقد بما اشتمل عليه‬
‫‪1‬‬
‫وبحسن نية‪.‬‬

‫في كل األحوال يلزم العون االقتصادي أن يعلم المستهلك قبل انعقاد العقد بطبيعة السلع والخدمات‬
‫واألسعار المعلن عنها‪ ،‬وكذا المبلغ اإلجمالي الذي يجب دفعه‪ ،‬كما يتعين عليه أن يسلم للمستهلك كشف‬
‫‪2‬‬
‫يوضح فيه بالتفصيل الخدمة واألسعار والتعريفات والعناصر المكونة له وكذا كيفية الدفع قبل انجاز الخدمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬

‫يعتبر االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من أهم االلتزامات المقررة لحماية المستهلك‪ ،‬بدءا من المرحلة‬
‫السابقة للتعاقد إلى مرحلة إبرام العقد‪.‬‬

‫ظمه المشرع الجزائري ضمن القانون رقم ‪ ،02-04‬وكذا ضمن الفصل الخامس من القانون رقم‬
‫وقد ن ّ‬
‫‪ 03-09‬المتعلق حماية المستهلك وقمع الغش تحت عنوان "إلزامية إعالم المستهلك" بمقتضى المادتين ‪17‬‬
‫و‪ 18‬منه‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫مفهوم االلتزام بالمحتوى العقدي‬

‫إن حصر مفهوم االلتزام بالمحتوى العقدي يتطلب التعريف بهذا االلتزام (فرع أول)‪ ،‬وتحديد نطاقه (فرع‬
‫ّ‬
‫ثاني)‪ ،‬وتبيان طبيعته (فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 107‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 5‬و‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،65-09‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب على عدم اإلعالم باألسعار والتعريفات طبقا لنص المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬بغرامة من خمسة آالف دينار‬
‫(‪ 5 000‬دج) إلى مائة ألف دينار (‪ 100 000‬دج)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريف االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪.‬‬

‫لاللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي تعريف قانوني ّ‬


‫(أوال) وآخر فقهي (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬التعريف القانوني‪:‬‬

‫استنادا لنص المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 02-04‬يمكننا تعريف االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي بأنه‪:‬‬
‫" التزام قانوني يسبق اختتام عملية البيع يقوم بموجبه العون االقتصادي (المدين) إلخبار المستهلك (الدائن)‬
‫حسب طبيعة المنتوج أو الخدمة محل البيع بالمعلومات النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات هذا المنتوج أو‬
‫الخدمة وشروط البيع الممارس وكذا الحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية لعملية البيع أو الخدمة"‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫اجتهد الفقهاء في وضع تعريف لاللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪ ،‬فهناك من ّ‬


‫عرفه على أّنه‪" :‬التزام‬
‫عام يغطي المرحلة السابقة على التعاقد في جميع عقود االستهالك ويتعلق بكافة المعلومات األزمة إليجاد‬
‫رضا حر وسليم"‪.1‬‬

‫ويعرف أيضا على أّنه‪" :‬تبيان للمستهلك بما يجعله على بنية من المبيع وإدراك لخصائصه‪ ،‬وكيفية‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫إستعماله" ‪.‬‬

‫فيما عرفه آخرون بأنه‪ " :‬التزام سابق على التعاقد يتعلق بالتزام أحد المتعاقدين‪ ،‬بأنه يقدم للمتعاقد‬
‫األخر عند تكوين العقد البيانات الالزمة إليجاد رضاء سيلم‪ ،‬كامل متنور على علم بكافة تفصيالت هذا العقد‬
‫وذلك بسبب ظروف واعتبارات معينة قد ترجع إلى طبيعة هذا العقد أو صفة أحد طرفيه أو طبيعة محله أو‬
‫أي اعتبار أخر يجعل من المستحيل على أحدهما أن يلم بيانات معينة أو يحتم عليه منح ثقة مشروعة‬
‫للطرف األخر الذي يلتزم بناءا على جميع هذه االعتبارات بااللتزام باألداء بالبيانات "‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪.‬‬

‫إن الحديث عن نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي يفرض علينا تحديد هذا النطاق من حيث‬ ‫ّ‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم من حيث زمن أداءه (ثانيا)‪ ،‬ثم أخي ار من حيث موضوعه (ثالثا)‪.‬‬
‫األشخاص ّ‬

‫‪ -1‬بن سالم المختار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬دراسة قانون رقم ‪ ،03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬د ط‪ ،‬دار‬
‫‪.51‬‬ ‫هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‬
‫‪ -3‬محمد أحمد عبد الحميد أحمد‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك التقليدي وااللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.273‬‬

‫‪25‬‬
‫ّأوال‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث األشخاص‪ :‬يستخلص في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬المدين بااللتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪ :‬إن الحديث عن المدين بااللتزام بالمحتوى العقدي يطرح‬
‫ثالث تساؤالت‪:1‬‬

‫يتعلق التساؤل األول حول تحديد ومعرفة الطرف الذي يكون ملزما باإلعالم من بين أطراف العقد هل‬
‫هو طرف معين بالذات من بين أطراف العقد يحتل في جميع األحوال مركز المدين بهذا االلتزام في مواجهة‬
‫الطرف األخر‪ ،‬أم أن مركز المدين باإلعالم بالمحتوى العقدي مركز موضوعي غير مقصور على طرف محدد‪،‬‬
‫يحتله ويلتزم به الطرف األكثر خبرة ودراية أيا كان مركزه في العقد؟‬

‫بالنسبة لهذا التساؤل يذهب رأي في الفقه الفرنسي إلى أن االلتزام باإلعالم ال يقع على طرف معين‬
‫بالذات من بين طرفي العقد‪ ،‬فال يشترط في عقد البيع أن يلتزم به البائع دائما في مواجهة المشتري‪ ،‬فقد يحدث‬
‫العكس أي يلتزم به المشتري بوصفه الطرف األكثر خبرة ودراية للمعلومات الجوهرية المتصلة بالعقد المراد‬
‫إبرامه‪ ،‬وهنا المشرع ذكر مباشرة البائع ولم يقل العون االقتصادي‪.‬‬

‫أما التساؤل الثاني فيتعلق بمدى إمكانية أن يشغل طرفا العقد المراد إبرامه مركز المدين بااللتزام باإلعالم‬
‫العقدي في وقت واحد‪ ،‬فيلتزم به كل طرف تجاه الطرف األخر وذلك بشأن ما يحوزه من معلومات جوهرية‬
‫تتصل بالعقد؟ واستنادا إلى هذا الرأي ال مانع أن يفرض هذا االلتزام على طرفي العقد ما دام كل منهما يحوز‬
‫معلومات جوهرية متصلة باألداء الذي سيقدمه للطرف األخر والذي يعتبر جاهال له‪ ،‬ففي هذه الحالة يصير‬
‫كل منها دائنا ومدينا باإلعالم‪.‬‬

‫أما التساؤل الثالث فإنه يدور حول إمكانية تصور الغير الذي ليس طرفا في العقد أن يكون ملزما‬
‫باإلعالم العقدي في مواجهة أحد أطراف العقد أو كليهما؟ هذا التساؤل بينته الشريعة اإلسالمية حيث أوجبته‬
‫على عاتق كل شخص من الغير حاز معلومة تهم طرفي العقد أو أحدهما‪ ،‬وعلم بحاجاتهما أو حاجة أحدهما‬
‫إليها أن يخبر بذلك‪ ،‬وذلك عمال بقوله صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬ال يحل ألحد أن يبيع شيئا إال بين ما فيه‪ ،‬وال‬
‫يحل ألحد يعلم ذلك إالّ ّبينه"‪.‬‬

‫‪ -2‬الدائن باال لتزام بالمحتوى العقدي‪:‬‬

‫من المعلوم أن االلتزام باإلعالم العقدي التزام قصد به الحد من اختالل التوازن بين الراغبين في إبرام‬
‫العقود في مستوى الدراية والمعرفة بجوانب العقد ومشتمالته‪ ،‬فالدائن بهذا االلتزام هو عادة شخص بسيط ال‬
‫تتوفر في ه مقاومات الخبرة والدراية الالزمين للعلم واإلحاطة بالمعلومات الهامة والضرورية المرتبطة بما يقدم‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.38-37‬‬

‫‪26‬‬
‫عليه من عقود‪ ،‬كما أ نه يفتقر إلى الوسائل الالزمة لالستعالم عن مثل هذه المعلومات‪ ،‬أو تتوفر لديه أسباب‬
‫ومبررات شخصية أو موضوعية تسوغ له عدم االضطالع بواجب التحري واالستعالم‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 02-04‬نجدها عبرت على المدين بااللتزام باإلعالم ب "البائع"‬
‫والمقصود بالبائع هو العون االقتصادي فهذا األخير هو شخص مهني يفترض عمله بالسلع والخدمات التي‬
‫يسوقها من حيث مكوناتها وخصائصها وكيفية استعمالها واألخطار التي تحيط بها‪ ،‬كما أن العون االقتصادي‬
‫هو الذي يحدد غالبا بنود وشروط العقد‪ ،‬وينحصر دور المستهلك على القبول أو الرفض فقط‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث الزمان‪ :‬يذهب جانب من الفقه إلى القول بأن‬
‫االلتزام باإلعالم هو التزام مستقل عن العقد‪ ،‬ويتعين الوفاء به في المرحلة السابقة على إبرامه‪ ،‬ومن ثم فهو‬
‫التزام قبل تعاقدي‪ ،‬ويستند هؤالء لتدعيم وجهة نظرهم لألسانيد التالية‪:3‬‬

‫‪ -1‬يجب على المنتج أو الصانع وهو أول المدينين بهذا االلتزام الوفاء به قبل طرح المنتجات في‬
‫السوق‪ ،‬حتى يبصر المستعملين والمستهلكين المحتملين في عمومهم‪.‬‬

‫‪ -2‬العلم بمخاطر الشيء المبيع وكيفية استخدامه من العناصر المكملة لرضا المشتري‪ ،‬ووسيلة إليجاد‬
‫رضا حر وسليم لديه‪ ،‬وهو ما يدل على الصفة ما قبل التعاقدية لهذا االلتزام‪.‬‬

‫‪ -3‬أحيانا يكون القانون هو الذي يفرض هذا االلتزام على المدين به‪ ،‬كما هو الشأن في االلتزام باإلعالم‬
‫الذي يقع على عاتق منتج أو بائع األدوات والمستحضرات الصيدالنية حيث يجب على الصيدلي المنتج وضع‬
‫بيانات معي نة على المنتجات الصيدالنية كتلك المتعلقة بكيفية االستعمال واآلثار الجانبية ومدة الصالحية‬
‫واالحتياطات الالزمة لتخزينها‪.‬‬

‫إن االلتزام باإلعالم العقدي قد يشمل أحيانا ضرورة تدخل المدين وهو العون االقتصادي غالبا‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫لتوجيه المشتري نحو اختيار الشيء األكثر مالئمة لحاجاته وإشباعا لرغباته‪ ،‬وبالتالي في هذه الحالة ال يقتصر‬
‫االلتزام باألعالم العقدي على اإلفضاء بالبيانات المتعلقة بالشيء المبيع وكيفية استخدامه وخصائصه ومكوناته‪.‬‬

‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 8‬من قانون ‪ ،02-04‬نجدها قد استخدمت عبارة "قبل اختتام عملية البيع"‪ ،‬فهذه‬
‫الع بارة تبدو غامضة فهل يقصد بها قبل تطابق اإليجاب والقبول؟ أو قبل تنفيذ االلتزامات المترتبة عن عقد‬
‫البيع؟ االلتزام يهدف إلى حماية إرادة المستهلك وتبصيره‪ ،‬وبالتالي فإن وقت هذا االلتزام يجب أن يكون سابق‬
‫للتطابق اإليجاب والقبول اللذين ينعقد بهما العقد لذا كان يستحسن لو تضمنت المادة عبارة أكثر دقة مثل‪" :‬‬
‫قبل إبرام العقد" أو "قبل التعاقد"‪.‬‬

‫‪-1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪27‬‬
‫ثالثا‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث موضوعه‪ :‬يقسم الفقه المعلومات محل االلتزام‬
‫باإلعالم إلى معلومات تتعلق بالحالتين القانونية والمادية للشيء وأخرى تتعلق بظروف استخدامه‪:‬‬

‫‪ -1‬االلتزام باإلعالم عن الحالة القانونية للشيء‪ :‬إن قيام المدين بااللتزام باإلعالم بإحاطة المدين‬
‫بكافة المعلومات التي تتعلق بالوضع القانوني للشيء محل العقد يتطلب منه إعالمه بكل ما على هذا الشيء‬
‫من أعباء وتكاليف‪ ،‬أي مدى تحمله بأية حقوق عينية أو شخصية تحول دون االنتفاع بالشيء محل التعاقد‬
‫على النحو المأمول‪ .‬وقد ذهب جانب من الفقه إلى أن اإلعالم عن الحالة القانونية للشيء يقصد به العلم‬
‫الفعلي الكافي بحدود المبيع ومعرفة الحقوق التي نقلها البائع والقيود التي يرد على مضمون التصرف القانوني‪.1‬‬

‫‪ -2‬االلتزام باإلعالم عن الحالة المادية للشيء‪ :‬تمثل الحالة المادية للشيء عامال مهما في الحث‬
‫على التعاقد‪ ،‬حيث غالبا ما يتقدم المستهلك على التعاقد استجابة لما تطابق على رغبته من أوصاف مادية‬
‫تخص الشيء محل العقد‪ ،‬لذلك بالنظر لألهمية البالغة للحالة المادية للشيء‪ .‬فإنه يجب على المدين بااللتزام‬
‫باإلعالم اإلدالء بكافة المعلومات‪ ،‬والبيانات المتعلقة بالخصائص واألوصاف المادية للشيء‪ ،‬محل التعاقد على‬
‫نحو يمكن الدائن بهذا االلتزام من الوقوف على مزايا العقد وخصائصه الذاتية ومدى جدواه ومالئمته للحاجات‬
‫التي يستهدف إشباعها من وراء التعاقد‪ ،‬لما لهذه البيانات من تأثير على ق ارره باإلقبال على التعاقد من عدمه‪.2‬‬

‫‪ -3‬االلتزام باإلعالم حول كيفية استخدام الشيء‪ :‬تكتسي البيانات المتعلقة بكيفية استخدام الشيء‬
‫أهميه خاصة‪ ،‬في ضوء التطور العالمي والتكنولوجي الذي صاحب إنتاج السلع وتقديم الخدمات‪ ،‬حيث أصبح‬
‫يتع ّذر على المستهلك العادي اإلحاطة بكل ما هو جديد في المجاالت التقنية الحديثة‪ ،‬وبالتالي أصبح يجهل‬
‫الطرق الصحيحة لالستخدام الذي له الفائدة المرجوة من الشيء محل التعاقد‪ ،‬وخاصة عندما يكون هذا الشيء‬
‫مبتكر أو حديث االستعمال‪ ،‬كما قد يترتب على استعمال الشيء محل التعاقد خطورة ما‪ ،‬لذا يجب على المدين‬
‫بااللتزام باإلعالم إحاطة المستهلك بمصادر هذه الخطورة أو أبعادها وطرق تلفها عمال على حمايته من‬
‫األضرار التي قد تنشا عنها‪ ،‬السيما في مجال المنتجات الحديثة‪ .‬يضاف إلى ذلك وهو األمر األكثر أهمية أن‬
‫اإلحاطة بطريقة استخدام الشيء قد تمثل بعدا مؤث ار في رضا المقبل على التعاقد نظ ار ألن العلم بالصفة الخطرة‬
‫للشيء إن وجدت يعد من البيانات الجوهرية الواجب اإلعالم بها قبل التعاقد‪.3‬‬

‫‪-1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫‪ -2‬لياس بروك‪ ،‬الضوابط القانونية لحماية الممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخصص قانون‬
‫خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2019/2018 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪-‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪41-40‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫طبيعة االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬

‫اختلف الفقهاء حول تحديد طبيعة االلتزام باإلعالم العقدي فهناك جانب من الفقه يرى ّ‬
‫بأنه التزام ببذل‬
‫عناية‪ ،‬فيما يرى آخرون أّنه التزام بتحقيق نتيجة‪.‬‬

‫ﺃﻥ االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‪ ،‬ما هو إالّ التزام ببذل عناية‪ ،‬فالبائع ﺃﻭ‬
‫يﺭﻯ جانب من الفقه‪ّ ،‬‬
‫يتحكم في نتيجة ﺍلمعلﻭماﺕ ﺍلتي يقﺩمها‪ ،‬ﻭال يستﻁيع ﺃﻥ يلزم ﺍلمشتﺭﻱ بإتباعها‪ ،‬بل‬
‫ﺍلمتﺩخل بصفة عامة ال ّ‬
‫ّ‬
‫يتعهﺩ فقﻁ ببﺫل كل ما يستﻁيع‪ ،‬ألجل ﺇحاﻁته علما بالبياناﺕ ﻭﺍلمعلﻭماﺕ ﻭال يتعهّﺩ بأكثر مﻥ ﺫلﻙ‪ ،‬ألّنه‬
‫ّ‬
‫يتﻭقﻑ ﺍألمﺭ‬
‫مهما بلغ حﺭﺹ ﺍلمتﺩخل على ﻭضﻭﺡ ﺍلمعلﻭماﺕ فإنّه ال يكفي لتحقيﻕ ﺍلنتيجة ﺍلمنتﻅﺭﺓ بل ّ‬
‫على مﺩﻯ ﺍستجابة ﺍلﻁﺭﻑ ﺍآلخﺭ ﻭﺍلتﺯﺍمه بﺫلﻙ‪.1‬‬

‫بينما يرى جانب آخر من الفقه ّ‬


‫أن االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي التزام بتحقيق نتيجة وذلك العتبارات‬
‫أهمها ضمان سالمة المستهلك ومراعاة ضعفه المبرر في مواجهة المهني‪ ،‬فكلما تعلق اإلعالم بمعلومات تتصل‬
‫بسالمة المستهلك فإن االلتزام باإلعالم يكون التزاما بتحقيق نتيجة‪.2‬‬

‫وبالرجوع للنصوص القانونية التي ّتنص على االلتزام باإلعالم الخاص بالمستهلك في التشريع الجزائري‬
‫حدد مضمون هذا االلتزام وشكلياته‪ ،‬بحيث متى التزم العون االقتصادي بالمضامين والشكليات‬
‫أن المشرع قد ّ‬
‫نجد ّ‬
‫عما إذا حصل‬ ‫حددها القانون اعتبر قد أوفى بالتزامه‪ ،‬ومتى خالفها اعتبر مختال به‪ ،‬وذلك بصرف ّ‬
‫النظر ّ‬ ‫التّي ّ‬
‫حددها القانون يفترض معه حصول‬
‫أن احترام المضامين والشكليات التي ّ‬
‫اإلعالم للمستهلك فعال أم ال‪ ،‬أي ّ‬
‫ثمة جوانب ترك فيها المشرع مجال الحرّية للمهني في اختياره وسيلة اإلعالم في‬
‫أن ّ‬
‫اإلعالم للمستهلك‪ ،‬على ّ‬
‫مجال الخدمات‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫تنفيذ االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬

‫حددت أهم مميزات تنفيذ االلتزام‬ ‫نصت عليه المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 02-04‬نجد ّ‬
‫بأنها ّ‬ ‫من خالل ما ّ‬
‫باإلعالم بالمحتوى العقدي المتمثلة في‪ :‬إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة (فرع ّأول)‪ ،‬إعالم المستهلك‬
‫بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع (فرع ثاني)‪ ،‬إعالم المستهلك بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية (فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬لياس بروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.46-45‬‬


‫‪-2‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ ،‬موجز أحكام قانون حماية المستهلك‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2011،‬ص‪.289‬‬
‫‪ -3‬لياس بروك‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫‪29‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫اإلعالم بمميزات المنتوج أو الخدمة‬

‫أوجب المشرع على العون االقتصادي إعالم المستهلك وذلك قبل اختتام عملية البيع بالمعلومات النزيهة‬
‫والصادقة المتعلقة بمميزات المنتوج أو الخدمة‪ ،‬وتكون هذه المعلومات بحسب طبيعة المنتوج وبأية وسيلة كانت‪،‬‬
‫ولم يذكر في المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 02-04‬معلومات محددة بخصوص هذا االلتزام لكن بالرجوع إلى نصوص‬
‫القوانين المتعلقة بحماية المستهلك فإن المعلومات الخاصة بتنفيذ هذا االلتزام تتمثل في المعلومات المتعلقة‬
‫(أوال)‪ ،‬المعلومات المتعلقة بالمنتوجات غير الغذائية (ثانيا) والمعلومات المتعلقة بالخدمات‬
‫بالمواد الغذائية ّ‬
‫(ثالثا)‬

‫ّأوال‪ -‬المعلومات المتعلقة بالمواد الغذائية‪:‬‬

‫يقصد بالمادة الغذائية‪" :‬كل مادة معالجة أو معالجة جزئيا أو خام موجهة لتغذية اإلنسان أو الحيوان‬
‫بما في ذلك المشروبات وعلك المضغ‪ ،‬وكل المواد المستعملة في تصنيع األغذية وتحضيرها ومعالجتها‪،‬‬
‫باستثناء المواد المستخدمة فقط في شكل أدوية أو مواد التجميل أو مواد التبغ"‪.1‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫المستهلك‪ ،2‬على نوع المعلومات التي يتضمنها إعالم المستهلك في مجال المواد الغذائية سواء كانت معبأة‬
‫مسبقا أم ال والموجهة للمستهلك أو الجماعات‪ ،‬وقد أوردت المادة ‪ 12‬من ذات المرسوم البيانات اإللزامية للوسم‬
‫والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسمية البيع للمادة الغذائية‪.‬‬


‫‪ -‬قائمة المكونات‪.‬‬
‫‪ -‬الكمية الصافية المعبر عنها حسب النظام المتري الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬التاريخ األدنى للصالحية أو التاريخ األقصى لالستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط الخاصة بالحفظ أو االستعمال‪.‬‬
‫‪ -‬االسم أو التسمية التجارية والعالمة المسجلة وعنوان المنتج أو الموضب أو الموزع أو المستورد‪.‬‬
‫‪ -‬بلد المنشأ أو بلد المصدر إذا كانت مستوردة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة االستعمال واحتياطات االستعمال في حال ما إذا كان إغفاله ال يسمح باستعمال مناسب للمادة‬
‫الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬بيان حصة الصنع أو تاريخ الصنع أو التوضيب‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 2‬من القانون ‪ ،03-09‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 378-13‬مؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،58‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.)08‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬تاريخ التجميد أو التجميد المكثف بالنسبة للمواد الغذائية المعينة‪.‬‬

‫‪ -‬المكونات والمواد المبينة في المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي ‪ 378-13‬ومشتقاتها التي تسبب‬
‫حساسيات أو حساسيات مفرطة والتي استعملت في صنع أو تحضير المادة الغذائية وما زالت موجودة في‬
‫المنتوج النهائي ولو بشكل مغاير‪.‬‬

‫‪ -‬الوسم الغذائي‪.‬‬

‫‪ -‬بيان نسبة حجم الكحول المكتسب بالنسبة للمشروبات التي تحتوي على أكثر من ‪12‬بالمئة من الكحول‬
‫حسب الحجم‪.‬‬

‫‪ -‬مصطلح حالل للمواد الغذائية المعنية‪.‬‬

‫‪ -‬إشارة إلى رمز إشعاع األغذية‪ ،‬المحدد في الملحق الثالث من المرسوم التنفيذي ‪ 378-13‬مصحوبا‬
‫ببيان "مؤين" أو "مشع" عندما تكون المادة الغذائية معالجة باألشعة األيونية‪ ،‬ويجب أن يبين مباشرة بالقرب من‬
‫اسم الغذاء‪.‬‬

‫إضافة إلى البيانات الواردة في المادة ‪ 12‬قد تتطلب بعض المنتوجات الغذائية األخرى بيانات إضافية‪،‬‬
‫وفي المقابل قد يكتفى استثناءا ببعض البيانات العتبارات معينة‪ .‬وبذلك يتبين أن المشرع أولى اهتماما خاصا‬
‫بإعالم المستهلك حول المنتوجات مقارنة بغيرها من المنتوجات األخرى‪ ،‬نظ ار التصالها المباشر بصحة وسالمة‬
‫المستهلك‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬المعلومات المتعلقة بالمنتوجات غير الغذائية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 38‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378-13‬السالف الذكر‪ ،‬على أن يشمل اإلعالم المتعلق‬
‫بالمنتوجات غير الغذائية سواء كانت أدوات أو أجهزة أو آالت أو مواد على البيانات اإلجبارية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تسمية البيع للمنتوج‬

‫‪ -‬الكمية الصافية للمنتوج المعبر عنها بوحدة النظام المتري الدولي‪.‬‬

‫الموضب أو الموزع أو المستورد عندما‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬االسم أو عنوان الشركة أو العالمة المسجلة وعنوان المنتج أو‬
‫يكون المنتوج مستوردا‪.‬‬

‫‪ -‬بلد المنشأ أو بلد المصدر عندما يكون المنتوج مستوردا‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة استعمال المنتوج‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف الحصة أو السلسلة أو تاريخ اإلنتاج‪.‬‬

‫‪-1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬التاريخ األقصى لالستعمال‪.‬‬

‫‪ -‬االحتياطات المتخذة في مجال األمن‪.‬‬

‫‪ -‬مكونات المنتوج أو شروط التخزين‪.‬‬

‫‪ -‬عالمة المطابقة المتعلقة باألمن‪.‬‬

‫‪ -‬بيان اإلشارات والرموز التوضيحية لإلخطار المذكورة في الملحق الرابع من هذا المرسوم‪.‬‬

‫إذن من خالل نص المادة ‪ 38‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬يتبين أن المشرع الجزائري لم يكتفي‬
‫بالمعلومات التعريفية بالمنتوج ( االسم‪ ،‬المنشأ‪ ،‬المصدر‪ ،‬المنتج‪ ،‬الكمية‪ ،)...‬بل عززها باإلعالم المتعلق‬
‫باالستعمال‪ ،‬خاصة المعلومات المتعلقة باألمن والتحذير من أخطار المنتوج‪ ( ،‬االحتياطات األمنية‪ ،‬عالمة‬
‫المطابقة المتعلقة باألمن‪ ،‬بيان اإلشارات والرموز التوضيحية لألخطار‪...‬إلخ)‪ ،‬كما فرضت المادة ‪ 48‬من نفس‬
‫المرسوم على األعوان االقتصاديين إعالم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة باألخطار على الصحة واألمن‬
‫المرتبطة باستعمال المنتوج‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬المعلومات المتعلقة بالخدمات‪:‬‬

‫نص عليها الفصل الخامس من المرسوم التنفيذي ‪ ،378-13‬حيث حدد مضمون وكيفية إعالم المستهلك‬
‫في مجال الخدمات المقدمة بالمقابل أو مجانا‪ ،‬حيث يجب على مقدم الخدمة تزويد المستهلك بالبيانات التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬يجب على مقدم الخدمة إعالم المستهلك بواسطة اإلشهار أو اإلعالن أو بأية طريقة أخرى مناسبة‬
‫بالخدمات المقدمة والتعريف بالحدود المحتملة للمسؤولية التعاقدية والشروط الخاصة بتقديم الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬ي جب على مقدم الخدمة قبل إبرام العقد‪ ،‬أو قبل تنفيذ الخدمة عند عدم وجود عقد مكتوب إعالم‬
‫المستهلك بالخصائص األساسية للخدمة المقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على مقدم الخدمة أن يضع تحت تصرف المستهلك بصفة واضحة ودون لبس االسم أو عنوان‬
‫الشركة والعنوان والمعلومات الخاصة بمقدم الخدمة‪ ،‬وكذا الشروط المطبقة على العقد‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على مقدم الخدمة إعالم المستهلك بكل الوسائل المالئمة‪ ،‬حسب طبيعة الخدمة بالمعلومات‬
‫التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬اسم مقدم الخدمة ومعلوماته الخاصة وعنوانه‪ ،‬وإذا تعلق األمر بشخص معنوي عنوان شركة ومقرها‪،‬‬
‫وعنوان المؤسسة المسؤولية عن الخدمة إذا كان مقدم الخدمة شخصا أخر‪.‬‬

‫‪ -‬رقم القيد في السجل التجاري أو في سجل الصناعات والحرف‪.‬‬

‫‪ -1‬المواد من ‪ 51‬على ‪ 54‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378-13‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 55‬من الرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378-13‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬رقم وتاريخ الرخصة واسم وعنوان السلطة التي سلمتها بالنسبة للنشاطات المقننة‪.‬‬

‫‪ -‬تكاليف النقل والتسليم والتركيب‪.‬‬

‫‪ -‬كيفيات التنفيذ والدفع‪.‬‬

‫‪ -‬مدة صالحية العرض وسعره‪.‬‬

‫‪ -‬المدة الدنيا للعقد المقترح عندما يتضمن تزويدا مستم ار أو دوريا للخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬البنود المتعلقة بالضمان‪.‬‬

‫‪ -‬شروط فسخ العقد‪.‬‬

‫ونظ ار لخصوصية بعض الخدمات وحاجتها إلى معلومات إضافية‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 57‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 378-13‬على إمكا نية تحديد الكيفيات الخاصة باإلعالم المتعلق بالخدمات عند الحاجة بقرار من‬
‫الوزير المكلف بحماية المستهلك وقمع الغش أو بقرار مشترك مع الوزير أو الوزراء المعنيين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫ﺇعالﻡ ﺍلمستهلﻙ بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع‬

‫نص المشرع بموجب المواد ‪ 4‬و‪ 8‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على إلزامية إعالم المستهلك بشروط البيع‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 4‬على‪" :‬يلتزم البائع وجوباً إعالم الزبائن بشروط البيع"‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 8‬منه على‪" :‬يلزم البائع قبل اختتام عملية البيع بإخبار المستهلك بأية طريقة كانت‬
‫وحسب طبيعة المنتوج‪ ،‬بالمعلومات النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات هذا المنتوج أو الخدمة وشروط البيع‬
‫الممارس وكذا الحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية لعملية البيع أو الخدمة"‪.‬‬

‫تضمن عبارة "شروط البيع الممارس"‪ ،‬ولكن المقصود‬


‫ّ‬ ‫أن نص المادة ‪ 8‬المذكور أعاله‪،‬‬
‫تنبغي اإلشارة ّ‬
‫من ذلك ينصرف على كل التصرفات ليس فقط البيع ولذا األصح عبارة "شروط العقد الممارس"‪.1‬‬

‫وعليه يقصﺩ بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع إعالم ﺍلمستهلﻙ بالحقﻭﻕ وااللتزامات ﺍلناشئة عﻥ ﺍلعقﺩ ﺃﻭ حتى تلﻙ الناشئة‬
‫عن نصوص القانون‪ ،‬ولهذه الشروط أثر في تحديد رضا المستهلك في شراء السلعة أو تحصيل الخدمة من‬
‫عدمه‪ ،‬مثل شروط التسليم بالبيت‪ ،‬وشروط ضمان حسن عمل المنتوج وكيفيات الدفع والتخفيضات والمسترجعات‬
‫والحسوم‪.2‬‬

‫‪ -1‬العربي بلحاج‪ ،‬الجوانب القانونية للمرحلة قبل التعاقدية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة على ضوء القانون المدني الجزائري)‪،‬‬
‫دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪-2‬محمد بودالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87‬‬

‫‪33‬‬
‫ويعاقب على عدم اإلعالم بشروط البيع‪ ،‬بغرامة من عشرة آالف دينار (‪ 10 000‬دج) إلى مائة ألف‬
‫دينار (‪ 100 000‬دج)‪.1‬‬

‫وقد ّبينت المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬بعض شﺭﻭﻁ ﺍلبيع الواجب توافرها إجباريا في العالقات‬
‫(أوال) وعند االقتضاء ﺍلحسﻭﻡ والتخفيضات‬ ‫بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬والمتمثلة في كيفيات ﺍلﺩفع ّ‬
‫ﻭﺍلمستﺭجعاﺕ (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬كيفيات الدفع‪ :‬نقصد بكيفيات الدفع عدة عناصر‪ ،‬منها هل يتم الدفع نقدا أو بواسطة شيك‪ ،‬آجال‬
‫الدفع حاال أو مؤجال‪ ،‬الجزاء المقرر في حالة التأخير عن الدفع‪ ،‬كيفية حساب الغرامات التأخيرية‪.‬‬

‫عرف المشرع بموجب المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي‬ ‫ثانيا‪ -‬التخفيضات والحسوم والمسترجعات‪ :‬وقد ّ‬
‫رقم ‪ 468-05‬المحدد لشروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك‪،2‬‬
‫كل هذه المصطلحات على النحو التالي‪:‬‬

‫السيما نظ ار ألهمية الكمية المطلوبة أو المشت اره‬


‫‪ -1‬التخفيضاﺕ‪" :‬كل تنزيل في السعر يمنحه البائع‪ّ ،‬‬
‫أو للنوعية أو لخصوصيات مهنة المشتري أو مؤدي الخدمات"‪.‬‬
‫‪ -2‬الحسوم‪ :‬سميت الحسوم باالقتطاعات وعرفت كالتالي‪" :‬اقتطاع‪ :‬كل تنزيل في السعر يمنحه البائع‬
‫من أجل تعويض تأخير التسليم‪ 3‬و‪/‬أو عيب في نوعية السلعة أو عدم مطابقة تأدية خدمات"‪.‬‬
‫‪ -3‬المسترجعات‪ :‬أطلق على مصطلح مسترجعات مصطلح انتقاص وعرف كالتالي‪ ":‬انتقاص‪ :‬كل‬
‫تنزيل تجاري يمنحه البائع لمكافأة وفاء مشتر‪ .‬ويحسب على أساس رقم األعمال دون احتساب‬
‫الرسوم‪ ،‬المنجز مع هذا التأخير خالل مدة معينة"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫إعالم المستهلك بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية‬

‫إضافة إلى إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة وشروط البيع ألزم المشرع العون االقتصادي‬
‫بضرورة إعالمه أيضا بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية للعقد المبرم‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 468-05‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر‪ ،2005‬يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم والفاتورة‬
‫اإلجمالية وكيفيات ذلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 80‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪.)18‬‬
‫بأن نفقات تسّلم المبيع يتحملها المشتﺭﻱ‬
‫ظم ﺍلقانﻭﻥ ﺍلجﺯﺍئﺭﻱ قﻭﺍعﺩ ﺍلتسليﻡ في ﺍلقانﻭﻥ ﺍلمﺩني السيما المادة ‪ 395‬منه‪ّ ،‬‬
‫‪ -3‬ن ّ‬
‫ما لﻡ يﻭجﺩ عﺭﻑ ﺃﻭ ﺍتفاﻕ يقضي بغيﺭ ﺫلﻙ‪ ،‬ﻭعليه فإﻥ ﺍلبائع ال يلﺯﻡ بالمصاﺭيﻑ ﺍلالّزمة لنقل ﺍلمبيع (ﺍلمنتﻭﺝ) مﻥ مﻜاﻥ‬
‫ﺍلتسليﻡ ﺇلى مﻜاﻥ ﺁخﺭ إال استثناءا(ﻭجﻭﺩ عﺭﻑ ﺃﻭ ﺍتفاﻕ)‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ كان ﺍلمنتﻭﺝ ﻭﺍجﺏ ﺍلتصﺩيﺭ فإﻥ ﺍلتسليﻡ في هﺫه ﺍلحالة ال يتﻡ‬
‫ﺇال بﻭصﻭل ﺍلمنتﻭﺝ ﺇلى ﺍلمستهلﻙ‪ ،‬ﻭهﺫﺍ يعني ﺃﻥ نفقاﺕ ﺍلشحﻥ تقع على ﺍلبائع باعتباﺭها تﺩخل في نفقاﺕ ﺍلتسليﻡ ﻭعلى هﺫﺍ‬
‫ﺍألخيﺭ ﺍاللتزام بالسعﺭ ﺍلمعلﻥ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ويعد عقد التأمين مثال من العقود ذات األثر الخطير التي تستوجب اإلعالم بحدود المسؤولية التعاقدية‪،‬‬
‫والذي يجب أن يشتمل وجوبا وبحروف واضحة على بيانات إجبارية أهمها محل التأمين‪ ،‬طبيعة المخاطر‪،‬‬
‫تاريخ سريان العقد ومدته‪ ،‬مبلغ الضمان‪ ،‬مبلغ القسط أو التأمين ‪...‬إلخ من البيانات اإللزامية المنصوص عنها‬
‫‪1‬‬
‫في المادة ‪ 07‬من األمر رقم ‪ 07-95‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫وقد نص القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش بموجب مواده من ‪ 13‬إلى ‪،16‬‬
‫على أهم العناصر المحددة للمسؤولية التعاقدية وهي التزام البائع بالضمان‪ ،‬وحق المستهلك في تجربة المنتوج‬
‫المقتنى‪ ،‬وكذا خدمة ما بعد البيع بعد انقضاء فترة الضمان أو حين ال يمكن للضمان أن يلعب دوره‪.‬‬

‫يستفيد المستهلك من ضمان بقوة القانون للمنتوج سواء كان جها از أو أداة أو آلة أو عتاد أو مركبة أو‬
‫أي مادة تجهيزية‪ ،‬ويمتد هذا الضمان إلى الخدمات أيضا‪ .‬حيث أنه وخالل فترة الضمان المحددة‪ ،2‬في حالة‬
‫ظهور عيب بالمنتوج‪ ،‬يجب على العون االقتصادي استبداله‪ ،‬أو إرجاع ثمنه‪ ،‬أو تصليحه‪ ،‬أو تعديل الخدمة‬
‫على نفقته دون أعباء إضافية على المستهلك‪ .‬ويعتبر كل شرط مخالف لما تم ذكره باطال‪.‬‬

‫على أنه وفي إطار خدمة ما بعد البيع‪ ،‬وبعد انقضاء فترة الضمان‪ ،‬أو في كل الحاالت التي ال يمكن‬
‫للضمان أن يلعب دوره‪ ،‬يستفيد المستهلك من ضمان صيانة وتصليح المنتوج المعروض في السوق‪.‬‬

‫وتطبيقا للمادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،03-09‬لالستفادة التامة من الحق في الضمان صدر المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 327-13‬يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،3‬الذي أوجب على‬
‫المحترف (العون االقتصادي) أن يضمن سالمة المنتوج الذي يقدمه من أي عيب يجعله غير صالح لالستعمال‬
‫المخصص له أو من أي خطر ينطوي عليه‪ ،‬على أن يسري مفعول الضمان من تاريخ تسليم المنتوج‪.‬‬

‫كما أكد المرسوم على حق المستهلك في طلب تجربة المنتوج دون أن يعفي ذلك المحترف (العون‬
‫االقتصادي) من إلزامية الضمان أو رد ثمنه‪ ،‬مع إلزام المحترف في كل حاالت بإصالح الضرر الذي أصاب‬
‫األشخاص أو الممتلكات بسبب العيب‪.‬‬

‫ووضح بأن االستبدال يكون عند بلوغ العيب درجة خطيرة تجعل المنتوج غير قابل لالستعمال جزئيا أو‬
‫كليا رغم إصالحه‪ ،‬وأن يكون االستبدال أو اإلصالح مجانا وفي أجل يطابق العرف المعمول به‪.‬‬

‫‪-1‬أمر رقم ‪ 07-95‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ 1995‬المتعلق بالتأمينات (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 13‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪،1995‬‬
‫ص ‪ ،)03‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 04-06‬ممضي في ‪ 20‬فبراير ‪( 2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 15‬صادر في ‪ 12‬مارس‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.)03‬‬
‫‪ -2‬راجع بهذا الخصوص القرار الوزاري المشترك الممضي في ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،2014‬يحدد مدة الضمان حسب طبيعة السلعة‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 03‬الصادر في ‪ 27‬يناير ‪ ،2015‬ص ‪.)25‬‬
‫‪-3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 327-13‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،2013‬يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،49‬صادر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص ‪.)16‬‬

‫‪35‬‬
‫وفي حالة استحالة اإلصالح أو االستبدال يرد الثمن بالشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يرد جزءا منه إذا كان المنتوج غير قابل لالستعمال الجزئي وفضل المستهلك االحتفاظ به‪.‬‬

‫‪ -‬يرد كامال إذا كان المنتوج غير قابل لالستعمال كلية‪ ،‬وعلى المستهلك رد المنتوج كما يعد كل شرط‬
‫يحد من التزامات العون االقتصادي أو يستبعدها الغيا‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز أن يربط الضمان بخدمة يؤديها العون االقتصادي للمستهلك إال إذا كانت مجانية أو ضرورية‬
‫الستعمال المنتوج‪ .‬كما يمكن منح ضمان اتفاقي باإلضافة للضمان القانوني بشرط أن يكون مجانيا‪.‬‬

‫‪ -‬يثبت الضمان بشهادة عليها بيانات وهي‪ :‬اسم الضامن وعنوانه‪ ،‬رقم سجله التجاري‪ ،‬عنوانه االلكتروني‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬رقم الفاتورة أو تذكرة الصندوق وتاريخها‪ ،‬نوع المنتوج‪ ،‬سعر المنتوج المضمون‪ ،‬طبيعة السلعة‬
‫المضمونة ونوعه ا وعالمتها ورقمها التسلسلي‪ ،‬مدة الضمان‪ ،‬اسم وعنوان الممثل المكلف بتنفيذ الضمان عند‬
‫االقتضاء‪.1‬‬

‫كما يتضمن اإلعالم بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية أيضا إخبار المستهلك بالحدود المتوقعة‬
‫لألضرار التي يلتزم العون االقتصادي بتعويضها في حالة وقوعها‪.2‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫االلتــــزام بالفــــوتــرة‬
‫استخدم المشرع الجزائري في قانون رقم ‪ 02-04‬مصطلحين متعلقين بالفاتورة هما الفوترة والفاتورة‪ ،‬وتعد‬
‫الفاتورة وثيقة تجارية إلزامية تتم بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو بينهم وبين المستهلكين تسلم بمجرد‬
‫إبرام عقد البيع أو الخدمة وتخضع لشروط شكلية محددة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬السالف الذكر‪.‬‬
‫أما الفوترة فهي "العملية التي يتم من خاللها إعداد الفواتير الخاصة بعمليات البيع أو تأدية الخدمات"‪.3‬‬
‫ّ‬
‫في حين أوجد المشرع بموجب المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 06-10‬التي تعدل المادة ‪ 10‬من القانون رقم‬
‫‪ 402-04‬وثيقة جديدة تأدية تقوم مقام الفاتورة في المعامالت التجارية‪ ،‬تم تحديد نموذجها والفئات الملزمون‬

‫‪-1‬راجع المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،327-13‬مرجع سابق‪ - .‬قرار ممضي في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،2014‬يحدد نموذج شهادة‬
‫الضمان (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 16‬الصادر في ‪ 01‬أبريل ‪ ،2015‬ص ‪.)40‬‬
‫‪-2‬عادل عميرات‪ ،‬المسؤولية القانونية للعون االقتصادي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬فرع قانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪ ،2016-2015‬ص‪.91‬‬
‫‪ -3‬بدرة لعور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫عدلت المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 02-04‬بموجب القانون ‪ 06-10‬كأول تعديل طال بعض مواد القانون رقم ‪ ،02-04‬ثم‬‫‪ّ -‬‬
‫‪4‬‬

‫تممت والمادة ‪ 12‬فقط من القانون رقم ‪ 02-04‬بموجب القانون ‪ 11-17‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬ثم عدلت مرة‬
‫أخرى والمادة ‪ 12‬سنة ‪ 2018‬بموجب القانون ‪ 13-18‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2018‬وفق التوضيحات المبينة‬
‫في صلب الموضوع‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫بالتعامل بها بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،66-16‬والذي الذي أطلق عليها تسمية "سند المعاملة التجارية"‪،‬‬
‫"‪."bon de transaction commerciale‬‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا الخصوص أن القانون رقم ‪ 11-17‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،12018‬تمم‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 06-10‬السالفة الذكر‪ ،‬بموجب المادة ‪ 120‬منه‪،‬‬
‫حيث أصبحت تنص على أنه‪:‬‬

‫‹‹ يجب أن يكون كل بيع سلع أو تأدية خدمات بين األعوان االقتصاديين مصحوبا بفاتورة‪.‬‬

‫يلزم البائع بتسليمها‪ ،‬ويلزم المشتري بطلبها منه‪ ،‬وتسلم عند البيع أو تأدية الخدمة‪.‬‬

‫استثناءا مما ورد أعاله‪ ،‬فيما يخص تجار التجزئة‪ ،‬يسمح أن يتم بيع المنتجات التبغية من قبل‬
‫المصنعين أو الموزعين المعتمدين من قبل وزارة المالية‪ ،‬إلى تجار التجزئة‪ ،‬ويشار إليهم بـ «المشتري‬
‫النقدي" من خالل إصدار فاتورة بيع للمشتري تحرر تحت مسمى "فاتورة نقدي" وإصدار وصل صندوق يحتفظ‬
‫به البائع "المصنعون أو الموزعون المعتمدون من قبل وزارة المالية"‪ ،‬على أن يتكفل البائع بتسديد الضرائب‬
‫المستحقة على تاجر التجزئة في هذه الحالة‪ ،‬وهي الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على النشاط‬
‫المهني‪.‬‬

‫يسود هذا النص على أي نص أخر بهذا الشأن ورد في قانون أو مرسوم أو قرار أو تعليمة‪.‬‬

‫يجب أن يكون البيع للمستهلك محل وصل صندوق يبرر هذه المعاملة‪ ،‬ويجب أن تسلم الفاتورة إذا‬
‫طلبها الزبون››‪.‬‬

‫نالحظ من خالل ما ذكر أعاله أن المشرع أضاف في المادة ‪ 10‬المتممة نوع آخر من الفواتير تخص‬
‫معامالت البيع بين مصنعي أو موزعي المنتجات التبغية المعتمدين من قبل و ازرة المالية وتجار التجزئة‬
‫للمنتجات التبغية الذين يطلق عليهم تسمية "مشتري نقدي"‪ ،‬وهي فاتورة بيع للمشتري تحت ما يسمى بـ‪" :‬فاتورة‬
‫نقدي"‪ ،‬باإلضافة إلى وصل الصندوق الخاص بذات المعامالت‪.‬‬

‫والمالحظ أنه لم يتم النص في هذا التتميم على الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة أال وهي سند المعاملة‬
‫التجارية التي تطرق إليها المشرع في تعديله للمادة ‪ 10‬بموجب القانون ‪ ،06-10‬لذلك قام المشرع بإعادة‬
‫تعديل المادة ‪ 10‬المعدلة والمتممة سابقا‪ ،‬بموجب قانون رقم ‪ 13-18‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2018‬تداركا لهذا الخطأ‪ ،‬ويتبين من قراءة هذه المادة أن المشرع بتتميم المادة ‪ 10‬بقانون رقم ‪ 11-17‬تمم‬

‫تمم القانون رقم ‪ 11-17‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬المادتين ‪ 10‬و‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬بموجب المادتين‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ 120‬و‪ 121‬منه على التوالي‪ ،‬حيث تممت المادة ‪ 10‬وفق ما هو مبين أعاله‪ ،‬فيما تممت المادة ‪ 12‬كما يلي‪" :‬يجب أن تحرر‬
‫الفاتورة ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وسند التحويل‪ ،‬وكذا وصل الصندوق فيما يتعلق بالمنتوجات التبغية‪ ،‬وفق الشروط‬
‫والكيفيات التي تحدد عن طريق التنظيم"‪ ،‬حيث أضافت هذه األخيرة للمادة المتممة وصل الصندوق فيما يتعلق ببيع المنتوجات‬
‫التبغية‪ ،‬تماشيا مع ما تمت تتمته في المادة ‪ 10‬المتممة أيضا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 02-04‬قبل تعديلها بالقانون ‪ ،06-10‬وتدارك خطؤه في قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2018‬حيث أعاد تعديل المادة ‪ 10‬وفقا لنص المادة المعدل بالقانون ‪ ،06-10‬مضيفا جميع التعديالت التي‬
‫طرأت إليها بموجب هذا األخير السيما النص على الوثيقة التي تحل محل الفاتورة‪.1‬‬

‫المعدل والمتمم للمادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،02-04‬ينص على ما يلي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫النص‬
‫فإن ّ‬
‫وعليه ّ‬
‫‹‹ يجب أن يكون كل بيع سلع‪ ،‬أو تأدية خدمات بين األعوان االقتصاديين الذين يمارسون النشاطات‬
‫المذكورة في المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬محل إصدار فاتورة أو وثيقة تحل محلها‪.‬‬

‫يلزم البائع أو مقدم الخدمات بتسليم الفاتورة أو الوثيقة التي تحل محلها‪ ،‬ويلزم المشتري بطلبها منه‪،‬‬
‫بحسب الحالة‪ .‬تسلم هذه الوثائق بمجرد إتمام البيع أو تأدية الخدمة‪.‬‬

‫استثناءا مما ورد أعاله‪ ،‬فيما يخص تجار التجزئة‪ ،‬يسمح أن يتم بيع المنتجات التبغية من قبل‬
‫المصنعين أو الموزعين المعتمدين من قبل وزارة المالية‪ ،‬إلى تجار التجزئة‪ ،‬ويدعون "المشتري النقدي" من‬
‫خالل إصدار فاتورة بيع للمشتري تحرر تحت مسمى "فاتورة نقدي" وإصدار وصل صندوق يحتفظ به البائع‬
‫"المصنعون أو الموزعون المعتمدون"‪ ،‬على أن يتكفل البائع بتسديد الضرائب المستحقة على تاجر التجزئة‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬وهي الرسم على القيمة المضافة والرسم على النشاط المهني‪.‬‬

‫يجب أن يكون بيع السلع أو تأدية الخدمات للمستهلك محل وصل للصندوق أو سند يبرر هذه‬
‫أن هذه الفاتورة أو الوثيقة التي تحل محّلها يجب أن تسّلم إذا طلبها الزبون‪.‬‬
‫المعاملة‪ ،‬غير ّ‬
‫محل الفاتورة‪ ،‬وكذا فئات المتعاملين االقتصاديين الملزمين باستعمالها‪،‬‬
‫تحل ّ‬
‫يحدد نموذج الوثيقة التي ّ‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق التنظيم››‪.‬‬

‫‪ -1‬باإلضافة إلى تعديل المادة ‪ ،10‬عدل القانون رقم ‪ 13-18‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2018‬المادة ‪ 12‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،02-04‬المتممة بموجب المادة ‪ 121‬من القانون ‪ 11-17‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2018‬هي األخرى‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 12‬المعدلة على أنه‪" :‬يجب أن يتم إعداد الفاتورة وسند التسليم والفاتورة التخليصية وسند التحويل‪ ،‬وكذا وصل‬
‫الصندوق‪ ،‬طبقا للشروط والكيفيات المحددة عن طريق التنظيم"‪ ،‬ويالحظ أن هذا التعديل لم يحصر وصل الصندوق في وصل‬
‫الصندوق فيما يتعلق ببيع المنتوجات التبغية فقط مثل ما تم النص عليه في التعديل السابق‪ ،‬بل نص على وصل الصندوق‬
‫عامة‪ ،‬في حين غير المصطلحات الخاصة بالفوترة إلى مصطلحات جديدة لم تدرج في القانون رقم ‪ 02-04‬وال في النصوص‬
‫المعدلة والمتممة له‪ ،‬حيث أطلقت هذه المادة مصطلح سند التسليم على وصل التسليم‪ ،‬ومصطلح الفاتورة التخليصية على الفاتورة‬
‫اإلجمالية‪ ،‬المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 02-04‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن إدراج بعض المالحظات فيما يخص التعديل األخير للمادة ‪ 10‬بموجب قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2018‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 10‬المعدلة على مصطلح "الوثيقة التي تحل محل الفاتورة" عوض مصطلح "الوثيقة التي تقوم مقام" الفاتورة الوارد‬
‫في القانون ‪ 02-04‬وتعديالته‪ ،‬وإن كان المصطلحين يفيان بنفس الغرض فال إشكال‪،‬‬
‫تم حذف الفقرة الواردة في نص المادة ‪ 10‬المتممة بموجب القانون ‪ ،11-17‬والتي تنص على ّ‬
‫أن‪" :‬يسود هذا النص على أي‬ ‫‪ّ -‬‬
‫نص آخر بهذا الشأن ورد في قانون أو مرسوم أو قرار أو تعليمة"‪ ،‬وإن كان في رأينا أن أغلب الظن كان المقصود تطبيق هذه‬

‫‪38‬‬
‫على ضوء ما تم شرحه سندرس االلتزام بالفوترة بالتطرق إلى أشكال الفوترة (مطلب أول)‪ ،‬الشروط‬
‫الشكلية لتحرير أشكال الفوترة (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫أشكــــــــــــــــــال الفوتـــــــــــــرة‬

‫تعتبر الفوترة العملية التي تتم من خاللها إعداد الفواتير الخاصة بعمليات البيع أو تأدية الخدمات‪ ،‬وتعد‬
‫من أهم الوسائل المجسدة لشفافية المعامالت التجارية‪ ،‬لهذا أقر المشرع بالفاتورة وأوجد وثيقة تقوم مقامها لما‬
‫يقتضي األمر ذلك والمتمثل في "سند المعاملة التجارية"‪ ،‬وحدد لها البدائل في حاالت معينة‪ ،1‬وجعلها إلزامية‬
‫في المعامالت بين األعوان االقتصاديين واختيارية في العالقة بين البائع والمستهلك‪.2‬‬

‫فاألصل في المعامالت بين األعوان االقتصاديين والمستهلك هو االلتزام بتقديم وصل صندوق أو سند‬
‫يبرر هذه المعاملة‪ ،‬غير أن الفاتورة أو الوثيقة التي تقوم مقامها يجب أن تسلم إذا طلبها الزبون‪ ،‬حيث تنص‬
‫المادة ‪/2‬أخيرة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬السالف الذكر‪ ،‬على أنه‪ " :‬يجب على البائع في عالقته‬
‫مع المستهلك تسليم الفاتورة إذا طلبها منه"‪.‬‬

‫ويقصد بالبائع في هذا المقام العون االقتصادي في حالة كونه بائعا لسلع أو مقدما لخدمات‪ ،‬غير أنه‬
‫يستثنى من هذا االلتزام البائع العرضي‪ ،‬فهو غير ملزم بالفوترة ولو طلبها منه المشتري كونه يخرج من نطاق‬
‫تطبيق القانون ‪ 02-04‬أساسا‪.3‬‬

‫كما أوجد المشرع لمعامالت البيع بين مصنعي أو موزعي المنتجات التبغية المعتمدين من قبل و ازرة‬
‫المالية وتجار التجزئة للمنتجات التبغية فاتورة خاصة تدعى "فاتورة نقدي"‪ ،‬كما سبق بيانه‪.‬‬

‫ظم لوصل الصندوق والفاتورة نقدي‪ ،‬سنتناول من خالل هذا المطلب إلى الفاتورة‬
‫وفي غياب النص المن ّ‬
‫(فرع ّأول)‪ ،‬ثم سند المعاملة التجارية في (فرع ثاني)‪ ،‬ثم بدائل الفاتورة (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفقرة على "الفاتورة نقدي" الخاصة ببيع المنتجات التبغية ال غير‪ ،‬حيث جاءت كتتميم مع الفقرة التي تسبقها الخاصة ببيع‬
‫المنتوجات التبغية للمادة ‪ 10‬بموجب القانون ‪،11-17‬‬
‫أن تحديد نموذج الوثيقة التي تحل محل الفاتورة وكذا فئات المتعاملين االقتصاديين‬
‫‪-‬أعادت المادة ‪ 10‬المعدلة النص على ّ‬
‫الملزمين باستعمالها عن طريق التنظيم في فقرتها األخيرة‪ ،‬في حين أن هذا التنظيم قد صدر سابقا بعد أول تعديل لهذه المادة‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ،06-10‬والمتمثل في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المؤرخ في ‪ 16‬فبراير ‪ 2016‬الذي يحدد نموذج‬
‫الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل به‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -1‬عالل طحطاح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪-2‬أمال بن بريح‪ ،‬حماية المستهلك من الممارسات التجارية (على ضوء القانون ‪ 02-04‬والقانون ‪ 06-10‬المعدل له)‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬العدد الثامن‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -3‬خديجي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪39‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫الفـــــــــــــــــــاتـــــــــــــورة‬

‫نص المشرع الجزائري على الفاتورة باعتبارها أحد آليات تجسيد شفافية الممارسات التجارية بموجب المادة‬
‫‪ 10‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المعدل والمتمم‪ ،‬وكذا المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬باإلضافة‬
‫إلى المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 05-18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ .1‬سنتناول من خالل هذا الفرع تعريف‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم أهمية الفاتورة (ثانيا)‪.‬‬
‫الفاتورة ّ‬
‫ّأوال‪ -‬تعريف الفاتورة‪:‬‬
‫إن تعريف الفاتورة يستوجب علينا التطرق إلى تعريفها قانونا‪ ،‬ثم لغة واصطالحا‪ ،‬ففقها وقضاءا‪.‬‬

‫‪ –1‬التعريف القانوني للفاتورة‪:‬‬

‫على غرار نظيره الفرنسي استعمل المشرع الجزائري مصطلح الفاتورة دون أن يعرفه‪ ،2‬حيث بالرجوع إلى‬
‫التشريعات السارية المفعول والتي تمت بصلة مباشرة بموضوع الفاتورة ‪-‬في حدود ما تم االطالع عليه‪-‬‬
‫باإلضافة للنصوص المشار إليها أعاله‪ ،‬السيما المتعلقة منها بالممارسات التجارية‪ ،‬يتطرق كل من قانون‬
‫الجمارك الجزائري‪ 3‬والتقنين التجاري الجزائري المعدل والمتمم‪ ،4‬والتشريع الجبائي لمصطلح الفاتورة دون إعطاء‬
‫تعريف لهذه األخيرة‪.‬‬
‫بأنها‪" :‬الكتابة المادية أو االلكترونية لبيانات معينة‬
‫نعرفها ّ‬
‫وعلى ضوء أحكام هذه النصوص يمكن أن ّ‬
‫بمناسبة عملية بيع أو أداء خدمة‪ ،‬والتي تثبت وجود عملية تجارية"‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 20‬من قانون التجارة االلكترونية على أنه‪" :‬يترتب على بيع لمنتوج أو تأدية خدمة عن طريق االتصاالت‬
‫اإللكترونية‪ ،‬إعداد فاتورة من قبل المورد اإللكتروني‪.‬‬
‫يجب أن تعد الفاتورة طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫يمكن أن يطلب المستهلك اإللكتروني الفاتورة في شكلها الورقي"‪.‬‬
‫‪ -2‬عائشة بوعزم‪ ،‬النظام القانوني للفاتورة‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬العدد األول‪ ،‬مارس ‪،2014‬‬
‫ص‪.113‬‬
‫‪ -3‬بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ ،1979‬يتضمن قانون الجمارك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 30‬الصادر في‬
‫‪ 24‬يوليو ‪ ،1979‬ص ‪ )678‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 10-98‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪( 1998‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،61‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 23‬أوت ‪ ،1998‬ص ‪ ،)6‬تنص المادة ‪ 622‬منه على أنه يشترط تقديم فواتير الشراء أو سندات التسليم أو أية وثيقة‬
‫أخرى إلثبات حيازة البضائع بصفة مشروعة‪.‬‬
‫‪ -4‬نص المشرع الجزائري في التقنين التجاري على مصطلح فاتورة بمناسبة تنظيمه لعقد تحويل الفاتورة في المواد من ‪543‬‬
‫مكرر‪ 14‬إلى ‪ 543‬مكرر‪ 18‬منه‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة أنه في عقد تحويل الفاتورة ال تعد الفاتورة ورقة تجارية وإنما هي جزء من عقد تحويل الفاتورة‪ ،‬راجع بهذا الخصوص‪:‬‬
‫عبد الحفيظ ميالط‪ ،‬النظام القانوني لتحويل الفاتورة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪-‬‬
‫تلمسان‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪40‬‬
‫‪-2‬التعريف اللغوي واالصطالحي للفاتورة‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعريف اللغوي‪ :‬الفاتورة كلمة دخيلة عن اللغة العربية‪ ،‬وأصل كلمة فاتورة ‪ fattura‬التيني من‬
‫الكلمة (‪ )factura‬فاكتو ار وتعني مصنوع أو صنع وهي مشتقة من الفعل الالتيني (‪ )facere‬فاكيره والهاء‬
‫خافتة ال تكاد تسمع‪ ،‬وهذا الفعل يعني عمل أو صنع‪ ،‬وفي اإليطالية لها معان أخرى منها‪ :‬حسن الصنعة‪،‬‬
‫والبراعة في العمل‪ .1‬وجمع فاتورة فواتير‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعريف االصطالحي‪ :2‬هي قائمة بالحساب أو المبيعات تدرج فيها أصناف البضاعة مع بيان‬
‫كميتها وثمنها ومصاريفها‪ .‬ويقصد بفاتورة بالحساب‪ :‬فاتورة مفصلة أو كشف بالحساب‪ ،‬فهي ورقة يسلمها البائع‬
‫إلى المشتري وهي كشف بأنواع البضاعة المبيعة وأثمانها‪.‬‬

‫تعرف أيضا بأنها‪" :‬مستند يبرز نقل ملكية سلعة معينة من شخص إلى آخر بصورة دائمة أو مؤقتة‬
‫كما ّ‬
‫بحسب نوعية البيع"‪.‬‬

‫‪ –3‬التعريف الفقهي والقضائي للفاتورة‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعريف الفقهي‪ :‬ال يجتمع الفقه على تعريف جامع مانع للفاتورة‪ ،‬لذا نستعرض بعض التعاريف‬
‫على سبيل المثال‪:‬‬

‫يعرف الفقيه ‪ Lami‬الفاتورة بأنها‪" :‬كتابة تنشأ بمناسبة بيع أو أداء خدمات التي تثبت وجود هذه‬‫ّ‬
‫العملية التجارية وتوضح شروطها"‪ .‬فيما يعرفها آخرون بأنها "وثيقة تجارية صادرة عن البائع تبين المنتجات‬
‫‪3‬‬
‫والكميات والسعر المتفق عليه للمنتجات أو الخدمات التي قدمها البائع للمشتري"‪.‬‬

‫وهناك من يعتبرها‪" :‬وثيقة بموجبها البائع يحدد للمشتري في بيع السلع بالتجزئة شروط التسليم وتنظيم‬
‫األسعار"‪.4‬‬

‫كما عرفها البعض اآلخر‪" :‬أنها وثيقة مكتوبة حسابية تحرر وقت انعقاد البيع أو عند تقديم الخدمة‬
‫إلثبات وجود هذا العقد متضمنة شروط انعقاده وشروط تنفيذه"‪.5‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لملتقى أهل اللغة ‪ ،https:// www. ahlalloghah .com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 15‬جانفي ‪ 2021‬على‬
‫الساعة ‪.16:00‬‬
‫‪ -2‬معجم المعاني الجامع‪ ،‬رابطه ‪ ، https://www.almaany.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 15‬جانفي ‪ ،2021‬على الساعة‬
‫‪.16:00‬‬
‫‪ -3‬قارة مولود بن عيسى‪ ،‬النظام القانوني للفاتورة االلكترونية‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬قسم العلوم القانونية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪-‬‬
‫المسيلة‪ ،‬السنة الحادية عشر‪ ،‬العدد ‪ / 21‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص‪.81‬‬
‫‪ -4‬محمد أمين مهري‪ ،‬النظام القانوني للممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪،‬‬
‫فرع القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ - 01‬بن يوسف بن خدة‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -5‬محمد أمين مهري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪41‬‬
‫ب‪ -‬التعريف القضائي‪:‬‬

‫تدون فيه‬
‫عرفت محكمة النقض الفرنسية الفاتورة كاآلتي‪" :‬تعتبر الفاتورة مكتوب موجه من قبل تاجر‪ّ ،‬‬
‫نوع وسعر السلع والخدمات اسم المشتري وتأكيده قبوله الدين‪ ،‬الذي يكون موجها إلعادة تسليمه إلى‬
‫المشترى بعد دعوته إلى تسديد المبلغ المحدد‪ ،‬فالدائن عليه إثبات االلتزام والمدين عليه إثبات التخلص‬
‫منه"‪.1‬‬

‫على ضوء كل ما سبق يمكن تعريف الفاتورة وفق تعريف نراه يشمل كل ما ذكر أعاله أنها‪" :‬وثيقة‬
‫ضرورية في عالم التجارة الذي يمتاز بالسرعة واالئتمان في انجاز المعامالت وهي عبارة عن وثيقة مكتوبة‬
‫محررة من طرف العون االقتصادي تتضمن جملة من البيانات المحددة قانونا"‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهمية الفاتورة‪:‬‬

‫للفاتورة دور هام في الممارسات التجارية‪ ،‬سواء بالنسبة لألعوان االقتصاديين أو المستهلكين‪ ،‬وحتى‬
‫السلطات العامة التي تمارس دور الرقابة على هذه الممارسات‪:‬‬

‫‪ -1‬الفاتورة وسيلة لإلثبات‪:‬‬


‫استنادا لنص المادة ‪ 30‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬التي تنص‪" :‬يثبت كل عقد تجاري‪:‬‬
‫‪ -‬بسندات رسمية‪،‬‬
‫‪ -‬بسندات عرفية‪،‬‬
‫‪ -‬بفاتورة مقبولة‪"...‬‬
‫تعتبر الفاتورة وسيلة لإلثبات في العالقة بين العون االقتصادي والمشتري سواء كان هذا األخير‬
‫مستهلكا أو عونا اقتصاديا‪.‬‬
‫‪ -2‬الفاتورة وسيلة إلضفاء الشفافية على المعامالت‪:‬‬

‫تعتبر الفاتورة أحد الوسائل المعتمد عليها في القانون رقم ‪ 02-04‬لتحقيق مبدأ شفافية الممارسات‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪ -3‬الفاتورة وسيلة محاسبية‪:‬‬

‫يعول كثي ار من طرف إدارة الضرائب على الفاتورة كمعيار لتقدير وعاء الضريبة‪ ،‬كما يستعملها العون‬
‫االقتصادي في إعداد المحاسبة السنوية (األصول والخصوم)‪.3‬‬

‫‪ -1‬عائشة بوعزم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬


‫‪ -2‬سيلية حماش‪ ،‬التزام العون االقتصادي بالشفافية في ظل قانون الممارسات التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪،‬‬
‫جامعة عمار بوثلجي‪-‬األغواط‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -3‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -4‬الفاتورة وسيلة رقابة‪:‬‬

‫تعد الفاتورة الوثيقة التي تمكن األعوان المكلفين بالرقابة من مراقبة العمليات التجارية لتنظيم السوق من‬
‫جهة ولضمان حق الخزينة من جهة أخرى‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫سنــــد المعاملــــــة التجاريــــــة‬

‫تنص المادة ‪ 1/10‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 06-10‬أنه‪‹‹ :‬يجب أن‬
‫يكون كل بيع سلع أو تأدية خدمة بين األعوان االقتصاديين الممارسين للنشاطات المذكورة في المادة ‪2‬‬
‫أعاله مصحوبا بفاتورة أو بوثيقة تقوم مقامها‪.››...‬وبعد ‪ 6‬سنوات من هذا التعديل صدر المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 66-16‬الذي يحدد أنموذج هذه الوثيقة وكذا الفئات المعنية بالتعامل بها‪.2‬‬

‫وعليه سنتناول من خالل هذا الفرع تعريف سند المعاملة التجارية باعتباره وثيقة تقوم مقام الفاتورة ( ّأوال)‪،‬‬
‫ثم سنعمد إلى تبيان أهدافه (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تعريف سند المعاملة التجارية‪:‬‬

‫يمكن تعريف سند المعاملة التجارية على ضوء ما نصت عليه المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 66-16‬على أنه‪:‬‬

‫"الوثيقة التي يحررها العون االقتصادي عند البيع لفائدة المشتري‪ ،‬حتى ولو لم يكن هذا األخير هو‬
‫المشتري النهائي‪ ،‬وهو مكلف ببيع المنتج لفائدة العون االقتصادي‪ .‬على أن تتضمن على وجه اإللزام‬
‫األسعار المتفق عليها بين العون االقتصادي والمشتري‪ ،‬سواء كانت هذه األسعار نهائية أو مؤقتة بما في‬
‫ذلك األسعار الدنيا والقصوى"‪.‬‬

‫أن سند المعاملة التجارية يؤدي نفس الدور الذي تؤديه الفاتورة التي‬
‫من خالل هذا التعريف يتضح ّ‬
‫يستوجب تسليمها لمجرد تحقق البيع أو تقديم الخدمة‪ -‬على اعتبار أنه يقوم مقامها في المعامالت التجارية‪-‬‬
‫وعليه يخضع لنفس أحكامها‪ ،‬حيث يسلم إجباريا للمشتري إذا كان هذا األخير عونا اقتصاديا‪ ،‬بينما يحل محله‬
‫وصل الصندوق أو سند يبرر المعاملة إذا كان المشتري مستهلكا‪ ،‬في حين إذا طالبه به هذا األخير يصبح‬
‫واجب التسليم‪.3‬‬

‫‪ -1‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 66-16‬مؤرخ في فبراير ‪ ،2016‬يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان‬
‫االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،10‬صادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ ،2016‬ص ‪.)3‬‬
‫‪ -3‬دريس فتحي كمال‪ ،‬سند المعاملة التجارية كبديل للفاتورة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة‬
‫عمار ثليجي‪-‬األغواط‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.168‬‬

‫‪43‬‬
‫غير أنه ال بد من التوضيح أنه ينحصر اإللزام بالتعامل بسند المعاملة التجارية بفئات األعوان‬
‫االقتصاديين المنصوص عليهم في المادة ‪ 3‬من هذا المرسوم‪ ،‬والمتمثلين في المتعاملين المتدخلين في قطاع‬
‫الفالحة والصيد والموارد البحرية وكذا أصحاب الحرف والمهن‪ ،‬على اعتبار أنهم من فئة األعوان االقتصاديين‬
‫غير التجار‪ ،1‬والذين قد يتعذر عليهم تحرير فواتير لعدم امتالكهم رقم تسجيل في السجل التجاري ‪-‬بما أنهم‬
‫غير تجار‪ -‬وغير مسجلين بهذا األخير‪ ،‬في حين أن ذكر رقم السجل التجاري أحد البيانات اإللزامية الواجبة‬
‫التوفر في الفاتورة‪ 2‬من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية قد يرفضون تحرير الفواتير العتبارات أخرى من بينها مخافة‬
‫الخضوع للضريبة وهم من غير التجار‪.‬‬

‫فاستحدث سند المعاملة التجارية كحل تلتزم به هذه الفئة من األعوان االقتصاديين غير التجار‪ ،‬عندما‬
‫تكون ملزمة بالفوترة كوثيقة تقوم مقام الفاتورة في المعامالت التجارية لها نفس الحجية ونفس القيمة القانونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهداف سند المعاملة التجارية‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 04‬من المرسوم رقم ‪ 66-16‬التي تنص‪‹‹ :‬يهدف سند المعاملة التجارية إلى ما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان شفافية المعامالت بكل صدق ونزاهة‪،‬‬


‫‪ -‬معرفة الكميات المباعة واألسعار المطبقة للمنتجات والمواد المعنية‪،‬‬
‫‪ -‬التحكم في قنوات التسويق التجارية من اإلنتاج إلى التوزيع للمستهلك››‪.‬‬
‫يتبين أن الهدف من التعامل بسند المعاملة التجارية يتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬تأطير السوق بصفة شرعية يتم من خاللها صنع تنافسية نزيهة يبتعد فيها التعامل عن السوق الموازية‪،‬‬
‫من خالل إزاحة الوسطاء غير الشرعيين الذين يتحملون الجزء األكبر من المسؤولية فيما يتعلق بالمضاربة‪،‬‬
‫ذلك أنه بفضل هذا السند سيتم مراقبة األسعار المطبقة طيلة مراحل سلسلة اإلنتاج والتوزيع ولن يكون للوسطاء‬

‫بأنه‪" :‬كل منتج أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفته‬ ‫عرفت المادة ‪ 1/3‬من القانون رقم ‪ 02-04‬العون االقتصادي ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪1‬‬

‫القانونية‪ ،‬يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها"‪ ،‬وعليه بمفهوم هذا القانون‬
‫تضم فئة األعوان االقتصاديين التجار وغير التجار من حرفيين وغيرهم‪ ،‬السيما أن المادة ‪ 02‬من هذا القانون المعدلة بموجب‬
‫القانون ‪ ،06-10‬عدلت لتوافق هذا التعريف موسعة النشاطات اإلنتاجية التي يطبق عليها قانون الممارسات التجارية‪-‬والتي ال‬
‫تعد تجارية بالضرورة وتضم نشاطات ذات طابع مدني‪ -‬حيث تنص‪ ":‬بغض النظر عن كل األحكام األخرى المخالفة‪ ،‬يطبق‬
‫هذا القانون على نشطات اإلنتاج بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي‪ ،‬وعلى نشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها‬
‫مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها‪ ،‬والوكالء‪ ،‬ووسطاء بيع المواشي وبائعوا اللحوم بالجملة‪ ،‬وكذا نشاطات الخدمات‬
‫والصناعة التقليدية والصيد البحري التي يمارسها أي عون اقتصادي‪ ،‬مهما كانت طبيعته القانونية"‪ .‬وقد أكدت هذا التوجه المادة‬
‫‪ 3‬من المرسوم التنفيذي قم ‪ 66-16‬محل الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬المحدد لشروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم والفاتورة‬
‫اإلجمالية وكيفيات ذلك‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫غير الشرعيين مكانا في هذه السلسة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى معرفة الكميات المتوفرة المباعة وتتبع حركة ومصدر‬
‫المنتوجات وتحديد مساراتها من اإلنتاج إلى التوزيع‪.1‬‬
‫‪ -‬تأطير المنتوج في حد ذاته حيث يتم التحكم ومعرفة الكمية المباعة للمنتجات وبهذا يكون هناك امتالك‬
‫سليم للمعلومات واإلحصائيات المفيدة فيما يخص قطاع النشاط الذي ينتمي إليه هؤالء األعوان االقتصاديين‬
‫الملزمين استخدام هذا السند‪.‬‬

‫‪ -‬يعد بمثابة وسيلة لحماية الفالح أو الصياد‪...‬إلخ في حالة حدوث اضطرابات في السوق وارتفاع‬
‫األسعار‪ ،‬وبذلك فهو سند يصب في مصلحة األعوان االقتصاديين غير التجار‪ ،‬كما يعد آلية لضبط السوق‬
‫وحماية المستهلك‪.‬‬

‫أن هناك عالقة تكاملية بين الفاتورة وسند المعاملة التجارية‪ ،‬فالمشرع وضع هذا الشكل‬
‫وعليه يمكن القول ّ‬
‫الجديد من أشكال الفوترة إليجاد نوع من التسهيل والتنويع للعون االقتصادي الختيار ما يشاء تسهيال للمعامالت‬
‫التجارية‪.‬‬

‫رغم ذلك يالحظ عزوف بعض األعوان االقتصاديين والسيما المتعاملين في القطاع الفالحي والصيد‬
‫البحري عن التعامل بسند المعاملة التجارية‪ ،‬ظنا منهم أن الغرض من السند هو الرقابة الجبائية وهذا لعدم‬
‫درايتهم كفاية بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المنظم للسند‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫بدائـــــــــــــــــــــل الفاتــــــــــــــــــــــورة‬

‫مراعاة لبعض الظروف واألوضاع نص قانون الممارسات التجارية على إمكانية استعاضة الفاتورة بوثائق‬
‫أخرى حال توافر بعض الشروط المحددة قانونا‪ ،‬من بينها وصل الصندوق الذي لم يصدر بشأنه تنظيم بعد‪،‬‬
‫وكذا الوثائق المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬والمتمثلة في وصل التسليم والفاتورة‬
‫اإلجمالية‪.‬‬

‫وإن كان هناك من يعتبر سند التحويل المنصوص عليه في المادتين ‪ 12‬و‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 468-05‬أحد بدائلها‪ ،2‬إال أننا نرى أنه ليس كذلك باعتبار أن سند التحويل ال يخص عملية تجارية‪ ،‬وال‬

‫‪ -1‬نضيرة بوعزة‪" ،‬سند المعاملة التجارية كآلية لضبط السوق"‪ ،‬مداخلة ضمن يوم دراسي وإعالمي حول نشر أحكام المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،66/16‬منظم من طرف مديرية التجارة لوالية ميلة‪ ،‬يوم ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2016‬تم االطالع عليها على الرابط التالي‬
‫بتاريخ ‪ 2021/01/12‬على الساعة ‪:16:50‬‬
‫‪http://www.dcwmila.dz/index.php/159-2016-10-06-09-25-31‬‬
‫عرف المشرع سند التحويل بموجب المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬وهو عبارة عن‪ " :‬وثيقة يحررها األعوان‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪2‬‬

‫االقتصاديين لتبرير حركة تنقل البضائع والسلع اتجاه وحدات التخزين والتحويل والتعبئة والتسويق دون أن تكون هذه السلع محل‬
‫لمعاملة تجارية"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫يتعلق بعملية بيع لسلعة أو خدمة بين عون اقتصادي ومستهلك أو بين عون اقتصادي وعون اقتصادي آخر‪،‬‬
‫مثلما هو الحال في الفاتورة‪ ،‬وإنما هو مجرد وثيقة يبرر بها العون االقتصادي حركة منتوجاته أو سلعه‪.1‬‬
‫وبالتالي فإن إلزامية الفوترة في مثل هذه الحالة يكون بدون موضوع في غياب معاملة تجارية أصال‪ .2‬وعليه‬
‫نستثني هذا األخير من دراستنا‪.‬‬

‫لهذا سنتناول في هذا الفرع وصل التسليم ( ّأوال)‪ ،‬ثم الفاتورة اإلجمالية (ثانيا)‪ ،‬من باب المنهجية‪ ،‬مع‬
‫التوضيح أن كالهما ال ينفصل عن اآلخر‪ ،‬حيث أن التعامل بوصل التسليم بدال للفاتورة ينتهي بتحرير فاتورة‬
‫إجمالية في نهاية الشهر‪ ،‬وال وجود للفاتورة اإلجمالية لوال الترخيص بالتعامل بوصالت التسليم بدال عن الفاتورة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬وصل التسليم ‪:Le Bon de livraison‬‬


‫ّ‬
‫يعد وصل التسليم بديال للفاتورة نص عليه المشرع الجزائري تماشيا مع المتطلبات التي تستوجبها‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬وعليه سنقوم بتعريف وصل التسليم‪ ،‬ثم بيان شروط التعامل به‪.‬‬

‫‪ –1‬تعريف وصل التسليم‪:‬‬

‫يعد وصل التسليم وفقا للمادة ‪ 1/11‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬والمادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪" :468-05‬وثيقة بديلة للفاتورة يلجأ إليها العون االقتصادي في العمليات التجارية المتكررة والمنتظمة عند‬
‫بيع سلع لنفس الزبون‪ ،‬على أن تحرر فاتورة إجمالية شهريا تكون مراجعها وصوالت التسليم المعنية"‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط التعامل بوصل التسليم‪:‬‬

‫من خالل المادة ‪ 11‬من قانون رقم ‪ ،02-04‬وكذا المواد ‪ 15 ،14‬و‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،468-05‬فإنه حتى يكون الوصل مقبول كبديل عن الفاتورة البد من توافر شروط معينة تتمثل في‪:‬‬

‫– يجب أن تكون هناك عمليات تجارية متكررة‪ .‬ويخضع في تحديد تحققه عند المنازعة لقاضي الموضوع‪،‬‬
‫وذلك بالنظر إلى طبيعة العون والزبون وكذا طبيعة السلعة والمدة الزمنية التي يقتضيها تكرار العملية التجارية‪،3‬‬

‫– يشترط أن تكون هذه العمليات منتظمة‪ ،‬أي بصفة دورية دون اعتبار للفارق الزمني بين العملية‬
‫واألخرى‪،‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 3/11‬من القانون رقم ‪ ..." :02-04‬يجب أن تكون البضائع التي ليست محل معامالت تجارية‪ ،‬مصحوبة‬
‫عند نقلها بسند تحويل يبرر حركتها"‪ .‬ولعل ذكر سند التحويل في الفقرة األخيرة من المادة التي تنص على وصل التسليم والفاتورة‬
‫اإلجمالية بوصفهما بديال قانونيا للفاتورة‪ ،‬جعل البعض يضفي على سند التحويل هو اآلخر صفة بديل الفاتورة‪.‬‬
‫‪ -‬سلمى بقار‪ ،‬سامية حساين‪ ،‬االلتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات الحقوقية‪ ،‬جامعة الدكتور موالي‬
‫طاهر‪ -‬سعيدة‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪ ،2020‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -2‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -3‬خالد زايدي‪ ،‬التزامات التاجر (الصفة التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬االلتزامات األخرى)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخلدونية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.255‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬يشترط أن تكون العمليات مع نفس الزبون‪،‬‬

‫– يشترط أن يمنح العون االقتصادي صراحة رخصة استعمال وصل التسليم بموجب مقرر من اإلدارة‬
‫المكلفة بالتجارة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يحتوي وصل التسليم‪ ،‬على مجموعة من البيانات اإللزامية المتمثلة في رقم وتاريخ المقرر‬
‫الذي يسمح باستعمال وصل التسليم‪ ،‬باإلضافة إلى االسم واللقب ورقم بطاقة تعريف المسّلم أو الناقل‬
‫وكذا البيانات المذكورة في المادتين ‪ 3‬و‪( 4‬الفقرة األولى) من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬وهي‬
‫نفسها البيانات الواجبة التوفر في الفاتورة‪.‬‬

‫أن المشرع لم يشترط أن تكون العمليات التجارية المتكررة متعلقة بنفس نوع من السلع‪.‬‬
‫غير أنه يالحظ ّ‬
‫ثانيا‪ -‬الفاتورة اإلجمالية ‪:la facture recapitulative‬‬

‫استنادا لنص المادة ‪ 1/11‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬وكذا المادتين ‪ 2/14‬و‪ 17‬من المرسوم التنفي ـ ـ ـذي‬
‫رقـ ـم ‪ ،468-05‬يعد إلزاما تحرير فاتورة إجمالية شهريا تكون مراجعها وصوالت تسليم‪ ،‬على أن تقيد عليها‬
‫المبيعات التي أنجزها البائع مع كل زبون خالل هذه الفترة‪ ،‬والمحررة مباشرة بعد انقضائها‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الفاتورة اإلجمالية‪" :‬هي فاتورة تلخص كل العمليات التجارية المنجزة خالل شهر معين‪،‬‬
‫تكون مراجعها وصوالت التسليم المعينة تحرر مباشرة بعد انقضاء مدة شهر واحد"‪.1‬‬

‫تتضمن الفاتورة اإلجمالية نفس البيانات التي يجب أن تتضمنها الفاتورة والمنصوص عنها‬
‫ّ‬ ‫ويجب أن‬
‫بموجب المادتين ‪ 3‬و‪ 1/4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬وكذلك أرقام وتواريخ وصوالت التسليم المحررة‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الشروط الشكلية لتحرير أشكال الفوترة وجزاء اإلخالل بها‬

‫تبرز أهمية الفوترة في تجسيد الشفافية في المعامالت التجارية من خالل البيانات التي تحتويها الفاتورة‬
‫أو الوثيقة التي تقوم مقامها‪ ،‬وكذا بدائلها‪ ،‬لذلك اشترط القانون مجموعة من البيانات اإللزامية أثناء تحريرها‬
‫حددها كل من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬الذي يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل ووصل التسليم‬

‫‪ -1‬نضيرة بوعزة‪ ،‬الموازنة بين النشاط التنافسي وحقوق المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫تخصص قانون السوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ 21 ،‬نوفمبر ‪ ،2019‬ص‪.144‬‬
‫أن المشرع أوجد وصل التسليم والفاتورة اإلجمالية من المفروض لتخفيف العبء على‬‫‪ -‬ما يمكن اإلشارة إليه بهذا الخصوص‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬

‫العون االقتصادي بعدم إلزامه تحرير فاتورة في حالة المعامالت التجارية المتكررة‪ ،‬في حين أن الواقع العملي لتحرير وصوالت‬
‫التسليم بدل الفاتورة أكثر يبدو تعقيدا من تحرير الفاتورة نفسها‪ ،‬حيث يالحظ أن وصل التسليم والفاتورة اإلجمالية يحتويان على‬
‫نفس بيانات الفاتورة إضافة إلى بيانات أخرى خاصة بهما‪ ،‬وعليه كان على المشرع التخفيف من هذه الشكليات للوصول إلى‬
‫الغاية المرجوة من هذه البدائل‪ ،‬ال تعقيد هذه األخيرة أكثر‪ ،‬غير ّأنه تظهر فائدته من الناحية المحاسبية حيث عوض وجود عدة‬
‫فواتير في نفس الشهر‪ ،‬تلخص هذه األخيرة في فاتورة واحدة نهاية الشهر تضم جميع وصوالت التسليم‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬الذي يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام‬
‫الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها‪ ،‬السالفي ال ّذكر‪.‬‬

‫نميز في هذا الصدد بين الشروط الموضوعية والشروط الشكلية لتحريرها‪ ،‬فبالنسبة للشروط الموضوعية‬ ‫ّ‬
‫أن القانون رق ـ ــم ‪ 02-04‬لم يتعرض‬
‫هي متروكة في تقديرها للقواعد العامة في القانون المدني ‪ ،‬على اعتبار ّ‬
‫‪1‬‬

‫أهم هذه الشروط أن يكون رضا البائع عند تحرير الفاتورة أو سند المعاملة التجارية أو أحد بدائلها‬
‫ولعل ّ‬
‫لها‪ّ ،‬‬
‫سليما وخاليا من العيوب‪ ،‬كما يجب أن يكون محلها مشروعا‪ ،‬وأن يكون سببها مشروعا أيضا وغير مخالف‬
‫المحددة وفقا ألحكام المرسومين المذكورين أعاله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما الشروط الشكلية فهي‬
‫للنظام العام واآلداب العامة‪ّ .‬‬
‫بناءا عليه سنتطرق إلى الشروط الشكلية لتحرير الفاتورة (فرع ّأول)‪ ،‬فالشروط الشكلية لتحرير سند‬
‫المعاملة التجارية (فرع ثاني)‪ ،‬ثم إلى أحكام اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة (فرع ثالث)‪ ،‬أما فيما يتعلق‬
‫بالشروط الشكلية لتحرير بدائل الفاتورة‪ ،‬فقد تم التطرق إليها بإيجاز في المطلب السابق وال داعي إلعادتها في‬
‫هذا المطلب تفاديا للتكرار‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫الشروط الشكلية لتحرير الفاتورة‬

‫حتى تكون الفاتورة مقبولة قانونا البد أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط الشكلية التي تولى تنظيمها‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم ضوابط‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ .468-05‬وتتعلق الشروط الشكلية بالبيانات الواجبة التوافر في الفاتورة ّ‬
‫تحرير الفاتورة (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪-‬البيانات الواجبة التوافر في الفاتورة‪:‬‬

‫نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬على مجموعة من البيانات الواجبة التوافر في الفاتورة‪ ،‬تتعلق‬
‫بأطراف الفاتورة أو بمحلها‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط المتعلقة بأطراف الفاتورة‪ :‬يقصد بأطراف الفاتورة البائع أو مقدم الخدمة الذي يكون دائما‬
‫عونا اقتصاديا (رغم أن المواد المحددة لهذه الشروط ربطتها بالبائع فقط حسب حرفيتها‪ ،‬فإن حكمها‬
‫يتصرف أيضا لمقدم ا لخدمة وال يعد هذا تجاوز لهذه األحكام بل هو تجسيدا لها السيما أن المواد‬
‫المتعلقة بأطراف الفاتورة تدخل بما ال يدع مجاال للشك مقدم الخدمة في إطار العالقة بين األعوان‬
‫االقتصاديين فيما بينهم)‪ ،2‬والمشتري أو متلقي الخدمة الذي يكون إما عونا اقتصاديا أو مستهلكا‪.‬‬

‫أ) ‪-‬البيانات المتعلقة بالعون االقتصادي‪:‬‬

‫‪ -1‬عالل طحطاح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ -2‬عالل طحطاح‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪48‬‬
‫تنص المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬على أنه‪‹‹ :‬يجب أن تحتوي الفاتورة على البيانات‬
‫المتعلقة بالعون االقتصادي››‪ ،‬هذه البيانات تخص العون االقتصادي كان بائعا أو مشتريا وفي هذه الحالة‬
‫األخيرة تشترط نفس البيانات المذكورة باستثناء البيان المتعلق برأسمال الشركة‪ ،‬وتتمثل هذه البيانات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اسم الشخص الطبيعي ولقبه‪،‬‬


‫‪ -‬تسمية الشخص المعنوي أو عنوانه التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬العنوان ورقم الهاتف والفاكس وكذا العنوان االلكتروني عند االقتضاء‪،‬‬
‫‪ -‬الشكل القانوني للعون االقتصادي وطبيعة النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬رأسمال الشركة عند االقتضاء‪،‬‬
‫‪ -‬رقم السجل التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬رقم التعريف اإلحصائي‪،‬‬
‫‪ -‬وضع الختم الندي للبائع أو مقدم الخدمة على الفاتورة وتوقيعه‪ ،‬إال إذا حررت الفاتورة عن طريق النقل‬
‫اإللكتروني‪ .‬كما ال يلتزم بهذا البيان أيضا األعوان اقتصاديون الذين يمارسون نشاطات ذات مصلحة‬
‫عمومية ويحررون عددا مهما من الفواتير يستحيل فيها عليهم مراعاة هذا االلتزام‪ ،‬حيث يرخص لهم‬
‫االحتفاظ بشكل الفاتورة التي يستعملونها‪.1‬‬

‫تعد البيانات المتعلقة بالعون االقتصادي إجبارية‪ ،‬وهي مذكورة على سبيل الحصر ال على سبيل المثال‪،‬‬
‫وتكمن أهمية الطابع اإللزامي لها أنها تجعل الفاتورة محددة تحديدا دقيقا نافيا للجهالة والشك وتكون لها حجية‬
‫على محررها‪.‬‬

‫ب) ‪-‬البيانات المتعلقة بالمشتري أو متلقي الخدمة‬

‫تنص المادة ‪ 2/3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬على أنه‪ ‹‹ :‬يجب أن تحتوي الفاتورة على اسم‬
‫المشتري ولقبه وعنوانه إذا كان مستهلكا››‪ .‬وبالتالي يجب ذكر اسم ولقب وعنوان المستهلك إذا كان شخصا‬
‫طبيعيا‪.‬‬

‫عندما يكون المستهلك شخص معنوي‪ ،‬في هذه الحالة يجب ذكر اسمه‪ ،‬والذي يختلف باختالف الطبيعة‬
‫القانونية للشخص المعنوي‪ ،‬فإذا كان الشخص المعنوي شركة تجارية في هذه الحالة فإن التسمية تختلف حسب‬
‫نوعية الشركة إذا ما كانت شركة أموال أم شركة أشخاص‪ .2‬أما الشركة المدنية يجب أن تتبع بأحرف واضحة‬
‫تبين أن الشركة مدنية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذكر اسم المستهلك في الفاتورة أو جب المشرع أيضا ذكر عنوانه‪ ،‬وعنوان الشخص‬
‫الطبيعي يختلف عن عنوان الشخص المعنوي‪ ،‬فبالنسبة للشخص الطبيعي عنوانه يتحدد حسب القانون المدني‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬راجع المواد ‪ 592‬و‪ 593‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫بموطنه‪ ،‬والموطن هو المحل الذي يوجد فيه السكن الرئيسي‪ ،‬وعند عدم وجود سكن يكون محله مكان اإلقامة‬
‫العادي‪ .1‬أما موطن القاصر والمحجوز عليه والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عنهم قانونا‪ .2‬ويمكن اختيار‬
‫موطن خاص لتنفيذ عمل قانوني معين بشرط إثبات اختيار الموطن‪.3‬‬

‫أما بالنسبة للشخص المعنوي طبقا للمادة ‪ 5/50‬ق م ج‪ ،‬يعتبر موطن الشخص المعنوي االعتباري‬
‫المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته‪ ،‬وبالتالي العنوان الذي يكتب في الفاتورة هو عنوان مركز اإلدارة‪.‬‬

‫‪ –2‬البيانات المتعلقة بالسعر والتعريفات‪ّ :‬بين المشرع من خالل المواد ‪ 7 ،5 ،3‬و‪ 8‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 468-05‬البيانات التي يجب ذكرها في الفاتورة المتعلقة بالسعر‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫– سعر الوحدة دون الرسوم للسلع المبيعة و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‪،‬‬

‫‪ -‬السعر اإلجمالي دون احتساب الرسوم للسلع المبيعة و‪/‬أو تأدية الخدمات المنجزة‪،‬‬

‫‪ -‬طبيعة الرسوم و‪/‬أو الحقوق و‪/‬أو المساهمات ونسبتها المستحقة حسب طبيعة السلع المبيعة و‪/‬أو‬
‫تأدية الخدمات المنجزة‪ ،‬والبد من ذكر الرسم على القيمة المضافة إذا كان المشتري معفى منه‪.‬‬

‫‪ -‬السعر اإلجمالي مع احتساب كل الرسوم‪ ،‬محر ار باألرقام واألحرف‪ ،‬ويشمل السعر اإلجمالي‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬على جميع التخفيضات أو االقتطاعات أو االنتقاصات الممنوحة للمشتري والتي تحدد مبالغها عند‬
‫البيع و‪/‬أو تأدية الخدمات مهما يكن تاريخ دفعها‪.‬‬

‫‪ -‬يجب ذكر تكاليف النقل صراحة على هامش الفاتورة إذا لم تكن مفوترة على حدة أو تشكل عنص ار‬
‫من عناصر سعر الوحدة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن تذكر صراحة في الفاتورة الزيادات في السعر‪ ،‬السيما الفوائد المستحقة عند البيع باآلجال‬
‫والتكاليف التي تشكل عبء استغالل للبائع‪ ،‬كأجور الوسطاء والعموالت والسمسرة وأقساط التأمين عندما يدفعها‬
‫وتكون مفوترة على المشتري‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن تسجل على الفاتورة المبالغ المقبوضة على سبيل إيداع الرزم القابل لالسترجاع وكذلك‬
‫التكاليف المدفوعة لحساب الغير‪ ،‬عندما تكون غير مفوترة في فاتورة منفصلة‪.‬‬

‫‪ –3‬المعلومات المتعلقة بمميزات السلع والخدمات‪ :‬تتمثل المعلومات المتعلقة بمميزات السلع والخدمات‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬تسمية السلع المبيعة و‪/‬أو الخدمات المنجزة‪.‬‬


‫‪ -‬كمية السلع المبيعة و‪/‬أو الخدمات المنجزة‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 36‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 38‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 1/39‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ويعد اإللزام بذكر مميزات السلع والخدمات في الفاتورة‪ ،‬تجسيد لضرورة إعالم المستهلك بالمعلومات‬
‫النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات المنتوج والخدمات‪ ،‬تكريسا لشفافية الممارسات التجارية‪.‬‬

‫‪ –4‬تحديد تاريخ الدفع وكيفيته‪:‬‬

‫يجب ذكر في الفاتورة طريقة الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة‪ ،‬وهي آجال يترك تحديدها لحرية األطراف‪،‬‬
‫ويعتبر المشتري قد دفع قيمة الفاتورة متى وضع تحت تصرف البائع المبلغ المالي المحدد لها وليس يوم دخول‬
‫هذا المال في حسابه‪ ،‬ألن ذلك غالبا ما يـأخذ من يومين إلى أربعة أيام بين تاريخ وضع المشتري لدى المستفيد‬
‫(بنك مثال) وتاريخ وضع المال في حساب البائع‪.1‬‬

‫يجب أن يذكر تاريخ الدفع على وجه الفاتورة والذي يكون مكتوب كالتالي‪ :‬يوم كذا من الشهر والسنة‬
‫اللذين يقتضي أن يتم الدفع فيهما‪ .‬وإذا كان الدفع مقسما فإن تاريخ السداد هو التاريخ الذي يتم فيه آخر دفع‬
‫يتعلق بالسداد النهائي لثمن المنتوج أو الخدمة‪.2‬‬

‫‪ –5‬تاريخ تحرير الفاتورة والتوقيع عليها‪:‬‬

‫البد أن تحتوي الفاتورة على تاريخ تحريرها ورقم تسلسلها في دفتر الفواتير‪ ،‬ويلعب تحديد تاريخ تحرير‬
‫الفاتورة أهمية بالغة في الحياة االقتصادية حيث أن تاريخ تحرير الفاتورة يعتبر تاريخ انعقاد العقد الذي له أهمية‬
‫في المعامالت التجارية من حيث اإلثبات‪ ،‬كما له أهمية من حيث بداية حساب مواعيد الدفع‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أن تاريخ الفاتورة يساعد في مكافحة الغش في تحرير الفواتير وذلك بالرجوع إلى دفتر الفواتير‪.‬وال يشترط أن‬
‫يكون تاريخ الدفع متالزما مع تاريخ البيع‪.‬‬

‫كما اشترط القانون وجوب أن تحتوي الفاتورة على الختم ّ‬


‫الندي وتوقيع البائع‪ ،‬ويعتبر التوقيع شرط أساسي‬
‫وجوهري ألنه أساس نسبة الكتابة إلى الموقع‪ ،‬ذلك ّ‬
‫أن التوقيع يتضمن قبول ما هو مكتوب على الورقة‪ ،‬لكن‬
‫أقر استثناء لهذا الشرط عندما تحرر الفاتورة عن طريق النقل اإللكتروني‪ ،‬حيث استثنت المادة ‪1/4‬‬
‫المشرع ّ‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬شرط احتواء الفاتورة المحررة عن طريق النقل االلكتروني على الختم الندي‬
‫وتوقيع البائع‪.3‬‬

‫ثانيا‪ -‬ضوابط تحرير الفاتــــــــــــــــــــــورة‪:‬‬

‫إما فاتورة ورقية عادية أو فاتورة إلكترونية‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يجب أن تستوفي‬
‫تتخذ الفاتورة شكالن‪ّ ،‬‬
‫جميع البيانات المذكورة سابقا‪ ،‬وتحترم ضوابط معينة كي ال تفقد قيمتها القانونية‪ ،‬نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬


‫‪ -2‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬البد من التنويه في هذا المقام على عدم إمكانية اللجوء إلى الفاتورة االلكترونية إذا تعلق األمر بتسوية النفقات العمومية‪ ،‬وفقا‬
‫لنفس الفقرة من ذات المادة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ –1‬ضوابط تحرير الفاتورة الورقية العادية‪:‬‬

‫يجب أن تكون الفاتورة الورقية واضحة ال تحتوي أي لطخة أو شطب أو حشو ألن هذه العيوب تمس‬
‫بأمانة ومصداقية البيانات الواردة فيها‪ ،‬وتعتبر الفاتورة قانونية إذا حررت استنادا إلى دفتر أرومات يدعى دفتر‬
‫الفواتير‪ ،‬الذي يتخذ شكال ماديا يضم سلسلة متواصلة من الفواتير التي تتضمن لزوما بيانات األعوان‬
‫االقتصاديين والمستهلكين أطراف الممارسة التجارية‪ ،‬وال يمكن استعمال دفتر الفواتير الجديد إال بعد أن يستكمل‬
‫الدفتر األول كلية‪ .‬على أنه يجب أن تتضمن الفاتورة الملغاة قانونا عبارة "فاتورة ملغاة" تسجل بوضوح بطول‬
‫خط زاوية الفاتورة‪.‬‬

‫‪ –2‬ضوابط تحرير الفاتورة اإللكترونية‪:‬‬

‫أصبحت التجارة اإللكترونية واقعا يفرض نفسه حيث أضحت حقيقة واقعية تقتضي تكيف الوسائل‬
‫التقليدية بما يناسب طبيعة وخصائص هذا الوسط‪ ،‬فظهرت السوق اإللكترونية والعقد اإللكتروني والمستهلك‬
‫اإللكتروني ومن ثم عقد االستهالك اإللكتروني‪ ،1‬ومن ثم الفاتورة اإللكترونية‪.‬‬

‫وفي هذا الخصوص نصت المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 05-18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬على أنه‬
‫يترتب على كل بيع لمنتوج أو تأدية خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية إعداد فاتورة من قبل المورد‬
‫اإللكتروني تسلم للمستهلك اإللكتروني ويجب أن تعد طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬ويمكن أن يطلب‬
‫المستهلك اإللكتروني الفاتورة في شكلها الورقي‪.‬‬

‫استنادا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬تعتبر الفاتورة قانونية إذا حررت استنادا إلى دفتر فواتير‬
‫غير مادي باللجوء إلى وسيلة اإلعالم اآللي‪ .‬حيث يسمح بتحرير الفاتورة وإرسالها عن طريق النقل اإللكتروني‬
‫الذي يتمثل في نظام إرسال الفواتير المتضمن مجموع التجهيزات واألنظمة المعلوماتية التي تسمح لشخص أو‬
‫ألكثر بتبادل الفواتير عن بعد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الشروط الشكلية لتحرير سند المعاملة التجارية‬

‫على غرار الفاتورة‪ ،‬ال بد أن تتوفر في سند المعاملة التجارية باعتباره الوثيقة التي تقوم مقامها‪ ،‬مجموعة‬
‫(أوال)‪ ،‬وضوابط تحرير سند‬
‫من الشروط الشكلية المتمثلة في البيانات الواجب توافرها في سند المعاملة التجارية ّ‬
‫المعاملة التجارية (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬البيانات الواجب توافرها في سند المعاملة التجارية‪:‬‬

‫نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المحدد لنموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان‬
‫االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها‪ ،‬على جملة من البيانات التي يجب أن يتضمنها سند المعاملة التجارية‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل عميرات‪ ،‬المسؤولية القانونية للعون االقتصادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪52‬‬
‫يمكن تصنيف هذه البيانات على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬البيانات الخاصة باألطراف‪ :‬استعمل المشرع في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المذكور سابقا‪،‬‬
‫مصطلح البائع والمشتري في العالقة بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬وأبقى على مفهوم المستهلك‪.‬‬

‫أ) – المعلومات الخاصة بالعون االقتصادي‪:‬‬

‫حسب مالحق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المنصوص عليها في المادة ‪ 6‬منه‪ ،‬والتي نصت على‬
‫البيانات التي تمكن من التعرف على العون االقتصادي سواء كان بائع أو مشتري‪ ،‬وإذا كان تاج ار متنقال يجب‬
‫وضع كل المعلومات الضرورية التي تمكن من االلتحاق به عند الضرورة‪ .1‬وتتمثل هذه البيانات في‪:‬‬

‫‪ -‬اسم ولقب الشخص الطبيعي‪.‬‬


‫‪ -‬تسمية الشخص المعنوي أو عنوانه التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬العنوان (إما عنوان مكان التربية‪ ،‬أو عنوان مكان المستثمرة الفالحية‪ ،‬أو العنوان المهني أو محل‬
‫اإلقامة)‪.‬‬
‫‪ -‬رقم بطاقة الفالح‪ ،‬أو رقم االمتياز أو بطاقة الحرفي والسجل التجاري‪ ،‬فهذه البيانات تختلف بحسب‬
‫صفة العون االقتصادي إذا كان ضمن القطاع الفالحي والصيد البحري والموارد البحرية أو الحرف‬
‫والمهن‪.‬‬

‫‪ -‬إضافة إلى رقم التعريف الجبائي‪.‬‬


‫ب) – البيانات الخاصة بالمستهلك‪:‬‬

‫قياسا على ما ورد في أحكام المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،468-05‬يمكن أن نستنتج المعلومات‬
‫الخاصة بالمستهلك في سند المعاملة التجارية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬ذكر اسم ولقب المستهلك في السند متى كان شخصا طبيعيا‪ ،‬أما إذا كان شخص معنوي فيختلف‬
‫اسمه باختالف الطبيعة القانونية للشخص المعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬عنوان المستهلك‪ ،‬بالنسبة للشخص الطبيعي فإن عنوانه يتحدد حسب القانون المدني الجزائري بموطنه‪،‬‬
‫أما بخصوص الشخص المعنوي فموطنه هو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته‪.2‬‬

‫‪ –2‬المعلومات الخاصة بالسلع والخدمات واألسعار‪:‬‬

‫بناء على نص المادتين ‪ 2‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬السالف الذكر‪ ،‬يجب تعيين السلع أو‬
‫الخدمات محل المعاملة التجارية وكميتها‪ ،‬والمعلومات المتعلقة باألسعار المتفق عليها‪ ،‬باإلضافة إلى البيانات‬

‫‪ -1‬دريس فتحي كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 50‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المتعلقة بتاريخ تحديد السند وتوقيع وختم البائع وكذا توقيع المشتري‪ .‬ويالحظ أنها إجماال نفس البيانات الواجبة‬
‫التوافر في الفاتورة والتي تناولناها في الفرع السابق‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ضوابط تحرير سند المعاملة التجارية‪:‬‬

‫على غرار الفاتورة فإنه يجب أن يكون سند المعاملة التجارية واضحا ال يحتوي على شطب وال حشو‪،‬‬
‫ويعتبر قانونيا إذا حرر استنادا إلى دفتر آرومات‪ ،‬يضم ترقيم سلسلة متواصلة وترتيبا زمنيا من سندات‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬على أن ال يشرع في استعماله إال بعد أن يستكمل الدفتر السابق‪ ،‬وذلك سواء في شكل‬
‫ورقي أو في شكل إلكتروني غير مادي باللجوء إلى اإلعالم اآللي ويمكن إرساله بواسطة وسيلة اتصال‬
‫معلوماتية‪.1‬‬

‫ويجب أن يشطب سند المعاملة التجارية الملغى قانونا بطول خط الزاوية أو يحمل عبارة "ملغى" بحروف‬
‫كبيرة ومكتوبة بشكل واضح‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫أحكام اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة‬

‫سنتطرق من خالل هذا الفرع إلى حاالت اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة ّ‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم إلى جزاء اإلخالل بهذه‬
‫شروط والضوابط (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬حاالت اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة‪:‬‬

‫قد يرتكب العون االقتصادي بعض المخالفات أثناء الفوترة‪ ،‬من شأنها أن تعرضه للمتابعة القانونية‪،‬‬
‫تتمثل في تحرير فواتير غير قانونية‪ ،‬أو تحرير فواتير أو سندات معاملة تجارية غير مطابقة لشروط تحريرها‪،‬‬
‫أو تحرير فواتير مزورة أو فواتير المجاملة‪ ،‬أو عدم الفوترة مطلقا‪.‬‬

‫‪ -1‬الفاتورة غير القانونية والفاتورة غير المطابقة‪ :‬لتكون الفاتورة غير قانونية أو غير مطابقة ال بد‬
‫مما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الفاتورة غير القانونية‪ :‬تعتبر الفاتورة غير قانونية إذا لم تحرر استنادا إلى دفتر أرومات أو ما يسمى‬
‫دفتر الفواتير‪ ،‬مهما يكن شكله مادي أو غير مادي باللجوء إلى وسائل اإلعالم اآللي‪ ،2‬وال يمكن‬
‫استعمال دفتر فواتير جديد إال بعد استكمال الدفتر األول كلية‪.‬‬

‫‪ -1‬تجدر اإلشارة أنه قد أرفقت نماذج سندات المعامالت التجارية المستعملة من طرف األعوان االقتصاديين الذين يمارسون‬
‫النشاطات الفالحية والصيد والموارد البحرية وكذا الحرف والمهن في مالحق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬السالف الذكر‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنهم األعوان االقتصاديون الملزمون باللجوء إلى استخدام هذه الوثائق وفقا لنص المادة ‪ 3‬منه‪.‬‬
‫‪ -2‬عائشة بوعزم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪54‬‬
‫ب‪ -‬الفاتورة غير المطابقة‪ :‬اعتبر المشرع فاتورة غير مطابقة كل مخالفة ألحكام المادة ‪ 12‬من القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬السالف الذكر‪.‬‬

‫وعليه يكون العون االقتصادي مرتكبا لمخالفة موصوفة بفاتورة غير مطابقة عندما يقوم بإصدار فواتير‬
‫دون ذكر البيانات اإللزامية المذكورة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬السالف الذكر‪ ،‬السيما البيانات التالية‪:‬‬

‫رقم السجل التجاري للبائع والمشتري‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫طريقة الدفع وتاريخ التسديد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السعر اإلجمالي دون احتساب كل الرسوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ تحرير الفاتورة ورقم تسلسلها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعض المعلومات الخاصة بالعون االقتصادي البائع أو مقدم الخدمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعض المعلومات الخاصة بالعون االقتصادي المشتري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعض المعلومات الخاصة بالمستهلك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الختم الندي وتوقيع البائع‪ ،‬ويستثنى هذا الشرط إذا حررت الفاتورة عن طريق النقل االلكتروني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو كان المحررون من األعوان الذين يمارسون نشاطات ذات مصلحة عمومية الذين يحررون عددا مهما من‬
‫الفواتير يستحيل فيها عليهم عمليا مراعاة االلتزام بالختم الندي والتوقيع‪ ،‬حيث يرخص لهم االحتفاظ بشكل‬
‫الفاتورة التي يستعملونها‪.‬‬
‫اإلجراءات الشكلية من وضوح أو شطب أو حشو أو لطخة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكاليف النقل‪ ،‬إذا لم تكن مفوترة على حدة أو ال تشكل عنص ار من عناصر سعر الوحدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزيادات في السعر‪ ،‬وفقا لما تنص عليه المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪،468-05‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويعاقب عليها بغرامة من عشرة آالف دينار (‪ 10.000‬دج) إلى خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج)‪.1‬‬

‫أما إذا لم يذكر في الفاتورة البيانات اإللزامية المتمثلة في االسم أو العنوان االجتماعي للبائع أو المشتري‪،‬‬
‫ّ‬
‫أو رقم التعريف الجبائي لألطراف‪ ،‬أو الكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة من دون احتساب رسوم للمنتوجات‬
‫المبيعة أو الخدمات المقدمة‪ ،‬يعتبر عدم ذكرها عدم فوترة وليس عدم مطابقة‪ ،‬ويعاقب عليها بالعقوبة المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المتعلقة بعدم الفوترة‪.‬‬

‫ويطبق األمر على الفاتورة أو سند التحويل أو وصل التسليم أو الفاتورة اإلجمالية‪ ،‬كل في حدود ما‬
‫اشترط المشرع من بيانات وفق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 468-05‬السالف الذكر‪ ،‬أما فيما يخص سند المعاملة‬
‫التجارية فيؤخذ بما نص عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-16‬المحدد لنموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة‪،‬‬
‫السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪-2‬عـــــــــدم الفوتــــــــــــرة‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬تعتبر عدم الفوترة كل مخالفة ألحكام المواد ‪،11 ،10‬‬
‫‪ 13‬من هذا القانون‪ ،‬ويتمثل الركن المادي في مجموعة الصور اآلتية‪:‬‬

‫أ‪-‬عقد بيع سلع أو عقد أداء خدمات بين األعوان االقتصاديين الممارسين لنشاطات اإلنتاج بما فيها‬
‫النشاطات الفالحية وتربية المواشي ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها‬
‫على حالها ووكالء ووسطاء بيع المواشي‪ ،‬وبائعو اللحوم بالجملة وكذا نشاطات الخدمات والصناعة التقليدية‬
‫والصيد البحري‪ ،‬الذي يتم بدون فاتورة أو وثيقة تقوم مقامها‪.‬‬

‫ب‪-‬امتناع العون االقتصادي عن تقديم الفاتورة رغم طلبها من المستهلك في عقد البيع أو عقد أداء‬
‫الخدمات أو عدم تقديمها للموظفين المؤهلين عند أول طلب لها في األجل المحدد من اإلدارة المعنية‪.‬‬

‫ج‪-‬عدم حيازة العون االقتصادي لسند التحويل الخاص بالسلع التي ليست محل معامالت تجارية والتي‬
‫ينقلها إلى وحداته (للتخزين أو التحويل أو التعبئة أو التسويق)‪ ،‬أو عدم تقديمه لألعوان المؤهلين عند طلبه‪.1‬‬

‫د‪-‬عدم تحرير أو تسليم وصل التسليم في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة عند بيع منتوجات‬
‫لنفس الزبون أو عدم تقديمه لألعوان المؤهلين عند طلبه‪ ،‬وكذا عدم حيازة أو تحرير الفاتورة اإلجمالية أو عدم‬
‫تقديمها ألعوان المؤهلين عند طلبها‪.‬‬

‫و‪-‬تحرير فواتير دون ذكر االسم أو العنوان االجتماعي للبائع أو المشتري‪ ،‬أو رقم التعريف الجبائي‬
‫لألطراف‪ ،‬أو الكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة من دون احتساب رسوم للمنتوجات المبيعة أو الخدمات‬
‫المقدمة‪.2‬‬

‫فإن وقعت صورة من هذه الصور شكل الركن المادي لجريمة عدم الفوترة‪ ،3‬أما الركن المعنوي لهذه‬
‫الجريمة هو مفترض وقائم‪.‬‬

‫أن سند التحويل ال يعد بديال من بدائل الفاتورة باعتبار ّأنه ال يتعلق بعملية بيع‪ ،‬وإنما يتعّلق بعملية نقل البضائع‪ّ ،‬إال‬
‫‪ -‬اعتبرنا ّ‬
‫‪1‬‬

‫ثمة يمكن اعتبار عدم‬ ‫أن هناك من اعتبره بديال للفاتورة يحل محلها في إثبات ملكية البضاعة ويبرر حركتها على األقل‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ّ‬
‫حيازة العون االقتصادي لسند التحويل ‪-‬كما هو موضح أعاله‪ -‬عدم فوترة‪ ،‬على األقل من منظور من يعتبرونه بديال للفاتورة‪.‬‬
‫‪ -2‬في اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،267580‬قرار بتاريخ ‪ ،2004/07/07‬قضية (النائب العام) ضد (ب‪-‬م)‪،‬‬
‫اعتبرت في حالة عدم الفوترة المشتري مسؤول مثل البائع عما ورد في الفاتورة‪ّ ،‬‬
‫ألنه ملزم قانونا بطلبها من البائع وبمراقبتها‪.‬‬
‫‪ -‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2004 ،‬ص ‪.457‬‬
‫‪ -3‬في اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،369900‬قرار بتاريخ ‪ ،2006/11/29‬قضية (ب‪-‬م) ضد (ع ع – والنيابة‬
‫أن مجرد عدم مطابقة السجل التجاري للنشاط المدون في الفاتورة ال يشكل جريمتي التزوير واستعمال المزور‪.‬‬
‫العامة)‪ ،‬اعتبرت ّ‬
‫– مجلة المحكمة العليا – العدد الثاني‪ ،2006 ،‬ص ‪.577‬‬

‫‪56‬‬
‫كما ّبين المشرع الجزائري في قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪ ،1‬وقانون الرسوم على األعمال‪،2‬‬
‫أن هناك ممارسات تدليسية يكون موضوعها الفاتورة تشكل ماديات جريمة الغش الضريبي‪ .‬وجريمة الغش‬
‫الضريبي هي التملص أو محاولة التملص كليا أو جزئيا باللجوء لممارسات تدليسية في إقرار وعاء أي ضريبة‬
‫أو حق أو رسم يخضع له الشخص أو تصفيته أو تحصيله‪.3‬‬

‫هذا وفي اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،287833‬قرار بتاريخ ‪ 06‬أفريل ‪ ،2004‬قضية‬
‫(إدارة الجمارك) و (د‪-‬م) ضد (القرار الصادر في ‪ ،)2001-04-22‬اعتبرت هذه األخيرة عدم الفوترة جريمة‬
‫من جرائم التهريب في حالة حيازة بضاعة‪ ،‬ويشترط قانون الجمارك تبريرها بمستندات عبر كامل اإلقليم‬
‫الجمركي‪ ،4‬كما قضت في حكم لها محكمة رويبة قسم الجنح المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ 2018‬بتهمة جنحة عدم‬
‫الفوترة على المتهم ألنه ال يملك فواتير شراء للبضاعة التي وجدت بمحله التجاري حيث قدر المبلغ غير المفوتر‬
‫بـ ـ ‪193.550.00‬دج‪.5‬‬

‫‪-3‬الفواتير المزورة وفواتير المجاملة‪ :‬حرصا من المشرع الجزائري على تغطية موضوع الفاتورة بما‬
‫يكفل الحماية الجنائية المتكاملة‪ ،‬صدر القرار المؤرخ في الفاتح من أوت ‪ 2013‬المحدد لمفهوم فعل إعداد‬
‫الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة وكذا كيفيات تطبيق ذلك‪ ،6‬وهو القرار الذي جاء تطبيقا ألحكام المادة ‪65‬‬
‫من قانون المالية لسنة ‪.72003‬‬

‫أ‪ -‬الفاتورة المزورة‪ :‬هي الفاتورة التي تم إعدادها دون الشروع في أي عملية تسليم أو أداء خدمة بغرض‬
‫القيام بما يأتي‪:‬‬

‫تخفيض قواعد فرض الضريبة بالنسبة لمختلف الضرائب والرسوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إخفاء عمليات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 101-76‬مؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ،1976‬يتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،102‬صادر في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1976‬ص ‪ ،)1432‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 09-09‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2009‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص ‪)3‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 102-76‬مؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ،1976‬يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،103‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1976‬ص ‪ ،)1520‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬المتضمن قانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪( 2009‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،44‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ ،2009‬ص ‪.)4‬‬
‫‪ -3‬عائشة بوعزم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -4‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2004 ،‬ص ‪.481‬‬
‫‪ -5‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ -6‬قرار مؤرخ في الفاتح أوت ‪ ،2013‬يتضمن مفهوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة وكذا كيفيات تطبيق العقوبات‬
‫المقررة عليها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،30‬صادر بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ ،2014‬ص ‪.)9‬‬
‫‪ -7‬قانون رقم ‪ 11-02‬مؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2002‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪( 2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،86‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص ‪.)3‬‬

‫‪57‬‬
‫نقل وتبييض رؤوس األموال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختالس أموال من األصول وتمويل عمليات غير قانونية أو قانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستفادة من بعض االمتيازات كالحق في الحسم في مجال الرسم على القيمة المضافة‬ ‫‪-‬‬
‫والحصول على قروض لدى المؤسسات المصرفية بغية تمويل المشاريع االستثمارية‪.1‬‬

‫ب‪ -‬فاتورة المجاملة‪ :‬يقصد بها القيام بتالعب وإخفاء على الفاتورة لهوية وعنوان الممونين أو الزبائن أو‬
‫القبول الطوعي باستعمال هوية مزورة أو اسم مستعار‪ ،‬وذلك بهدف خفض مبلغ الضرائب الواجب‬
‫دفعها وكذا اختالس أموال مؤسسة أو أموال شخص ما واستعمالها ألغراض مختلفة‪ ،‬فتمثل إذا فاتورة‬
‫المجاملة عملية شراء أو بيع أو أداء خدمة حقيقية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬جزاء اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة‪:‬‬

‫األصل أن المخالفات الواردة في القانون رقم ‪ 02-04‬بما فيها تلك الخاصة بااللتزام بالفوترة‪ ،‬تخضع‬
‫الختصاص الجهات القضائية طبقا لنص المادة ‪ 60‬من هذا القانون‪ ،‬غير أنه بنص نفس المادة يمكن قبول‬
‫األعوان االقتصاديين المخالفين في رجوع ودي يتمثل في المصالحة متى توفرت شروطها‪ ،‬وتنهي بذلك‬
‫المصالحة المتابعات القضائية‪.‬‬

‫حيث منح القانون رقم ‪ 02-04‬اإلدارة المتمثلة في مدير التجارة الوالئي المختص إقليميا‪ ،‬أو وزير التجارة‬
‫حسب الحالة‪ ،‬حق تسوية الخالفات وسلطة توقيع جزاءات إدارية ضد األعوان االقتصاديين المرتكبين‬
‫للمخالفات‪ .‬وتتمثل هذه الجزاءات في إجراءات حجز‪ ،‬والغلق اإلداري للمحالت‪ ،‬ونشر الق اررات‪ ،‬فيما يتمثل‬
‫حق تسوية المخالفات في المصالحة‪.‬‬

‫يمكن تعريف المصالحة أو الصلح بوجه عام ّأنه تسوية للنزاع بطريقة ودية‪ ،3‬وهي وسيلة فعالة وعادلة‬
‫لوضع حد للنزاع مقابل دفع المخالف للغرامة المقترحة عليه في حدود العقوبات المالية التي حددها القانون‪،4‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة عدم الفوترة‪ :‬نصت المادة ‪ 33‬من قانون رقم ‪ 02-04‬على أنه‪ ‹‹ :‬دون المساس بالعقوبات‬
‫المنصوص عليها في التشريع الجبائي‪ ،‬تعتبر عدم الفوترة مخالفة ألحكام المواد ‪ 10‬و‪ 11‬و‪13‬‬
‫من هذا القانون‪ ،‬ويعاقب بغرامة بنسبة ‪ %80‬من المبلغ الذي كان يجب فوترته مهما بلغت‬
‫أن المشرع اعتبر عدم الفوترة أيضا تحرير الفاتورة دون ذكر االسم والعنوان‬
‫قيمته››‪ ،‬مع التذكير ّ‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 2‬من القرار المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 3‬من القرار المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية بوجه عام وفي المواد الجمركية بوجه خاص‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪.111‬‬ ‫الج ازئر‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪ -4‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪58‬‬
‫االجتماعي للبائع أو المشتري وكذا رقم تعريفه الجبائي والعنوان والكمية واالسم الدقيق وسعر الوحدة‬
‫من غير الرسوم للمنتوجات المبيعة أو الخدمات المقدمة‪ ،‬كما سبق توضيحه‪.‬‬
‫‪ -2‬حالة تحرير فاتورة غير مطابقة‪ :‬يعاقب على تحرير فاتورة غير مطابقة بغرامة من عشرة آالف‬
‫دينار جزائري (‪10.000‬دج) إلى خمسين ألف دينار جزائري(‪50.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة تحرير فواتير مزيفة أو وهمية ‪:‬يعاقب العون االقتصادي في حالة تحرير فواتير مزيفة أو‬
‫وهمية بالغرامة من ثالثة مائة ألف دينار جزائري(‪3000.000‬دج) إلى عشرة ماليين دينار جزائري‬
‫(‪10000000‬دج)‪.1‬‬
‫‪ -4‬حالة تحرير فواتير المجاملة أو الفواتير المزورة ‪ :‬تطبق غرامة جبائية تساوي ‪%50‬من قيمة‬
‫الفاتورة‪ 2‬في حالة تحرير فواتير المجاملة أو الفواتير المزورة على األشخاص الذين شرعوا في إعداد‬
‫الفواتير وضد الذين استلموها على حد السواء‪ ،‬باإلضافة إلى استرجاع مبالغ الرسم على التي كان‬
‫من المفروض تسديدها والموافقة للتخفيض المطبق في مجال الرسم على النشاط المهني‪ ،‬طبقا لقانون‬
‫الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.3‬‬

‫ّإال ّأنه إذا كان العون االقتصادي المخل بااللتزام بالفوترة في إحدى الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كان المخالف في حالة العود‪،‬‬


‫‪ ‬في حالة عدم إمكانية مصالحة‪ :‬عندما تكون المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق ثالثة‬
‫ماليين دينار (‪ 3.000.000‬دج)‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة عدم إنتاج المصالحة آلثارها‪ :‬وذلك في حالة عدم موافقة العون االقتصادي المتابع على‬
‫المصالحة‪ ،‬أو في حالة عدم دفعه الغرامة في أجل خمسة وأربعين (‪ )45‬يوما ابتداءا من تاريخ‬
‫الموافقة على المصالحة‪.‬‬
‫يحال الملف على وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعة القضائية‪ ،‬لردع أي محاولة مساس‬
‫بقواعد الممارسات التجارية ومنها المساس بقواعد وأحكام الفوترة‪ ،‬ويتم هذا عن طريق المتابعة جزائية‪ .‬وتؤدي‬
‫المتابعة الجزائية ضد العون االقتصادي المخل بااللتزام الفوترة‪ ،‬إلى حكم القاضي بعقوبة أصلية وهي الغرامة‪،‬‬
‫وعقوبات تكميلية تتمثل في المصادرة ونشر الحكم‪ ،‬وعقوبات أخرى متعلقة بحالة العود‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 4‬من القرار المؤرخ في أول أوت ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 5‬من القرار المؤرخ في أول أوت ‪ ،2013‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مبدأ نزاهة الممارسات التجارية‬

‫يقصد بالنزاهة )‪ (La loyauté‬في إطار الممارسات التعاقدية أن يمتنع المتعاقد من إتيان ما يتنافى مع‬
‫الشرف واالستقامة من خداع أو غش أو تعسف أو إضرار بمصالح متعاقد آخر‪.‬‬

‫وتماشيا مع التوجه العام نحو تعزيز متطلبات النزاهة في العالقات التعاقدية‪ ،‬جعل المشرع النزاهة مبدأ‬
‫يحكم القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬من خالل جملة من القواعد‪ ،‬حظر بموجبها على العون‬
‫االقتصادي ممارسة كل ما ينافي األعراف التجارية النزيهة والشريفة‪ ،‬تضمنها الباب الثالث من القانون رقم‬
‫‪ ،02-04‬تحت عنوان "نزاهة الممارسات التجارية"‪.‬‬

‫وتكريس المشرع لمبدأ النزاهة شمل مجاالت أخرى‪ ،‬منها القواعد المنظمة للمنافسة‪ ،‬حيث جعل األمر‬
‫رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬النزاهة ضابط يجب م ارعاته في إطار حرية األسعار‪ ،‬وهو ما يعكس مكانة‬
‫مبدأ النزاهة ضمن النصوص المنظمة للسوق بوجه عام‪.‬‬

‫وسوف نتناول في دراستنا للقواعد المتعلقة بنزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬الممارسات التجارية غير الشرعية‬
‫(مبحث أول)‪ ،‬الممارسات التجارية غير النزيهة (مبحث ثاني) الممارسات التعاقدية التعسفية (مبحث ثالث)‪،‬‬
‫ومشيرين للقواعد المتعلقة باألسعار الشرعية وكذا الممارسات التجارية التدليسية حين يتطلب األمر ذلك‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫الممارسات التجارية غير الشرعية‬

‫عندما تخرج الممارسات التجارية عن اإلطار المشروع‪ ،‬تصبح ممارسات تجارية غير شرعية ومن ثمة‬
‫تفتح باب للمنافسة التجارية غير النزيهة‪.‬‬

‫بالمفهوم الواسع للممارسات التجارية غير الشرعية تعد هذه األخيرة‪" :‬كل فعل أو عمل يتعدى ويتجاوز‬
‫القانون‪ ،‬وهي كل مخالفة وكل تحايل أو خداع يمارسه األعوان االقتصاديون بهدف الربح وتدليس نية الغير‪،‬‬
‫مستعملين بذلك مواصفات غير قانونية في األماكن المعدة للتجارة"‪.1‬‬

‫ونظ ار لألهمية البالغة التي تكتسيها المعامالت التجارية‪ ،‬عمد المشرع الجزائري إلى تجريم مثل هذه‬
‫الممارسات المخلة والمنافية لقواعد نزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬وذلك بموجب قانون الممارسات التجارية‪ .‬حيث‬
‫أوردها في الباب الثالث منه‪ ،‬في فصله األول تحت عنوان "نزاهة الممارسات التجارية"‪ ،‬وذكرها على سبيل‬
‫الحصر كونها ممارسات كثيرة ومتفرقة ال يجمع بينها سوى أن متابعتها تكون من اختصاص القاضي العادي‪،‬‬
‫عكس الممارسات المقيدة للمنافسة التي يختص بها مجلس المنافسة أساسا‪.‬‬

‫‪ -1‬بدرة لعور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪60‬‬
‫ولم يتطرق المشرع لتعريف "الممارسات التجارية" بنص خاص من الناحية القانونية‪ ،‬وإنما اكتفى بضبط‬
‫نطاقها ضمن المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 02-04‬والتي تنص على ما يلي‪" :‬الممارسات التجارية هي تلك‬
‫التي تقوم بين األعوان االقتصاديين وبين هؤالء والمستهلكين"‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون التجاري الجزائري‪ ،‬يمكن القول ّ‬


‫أن الممارسات التجارية في مدلولها الواسع هي‬
‫الممارسات التي يكون محلها عمل تجاري سواء كان بحسب الموضوع طبقا لنص المادة ‪ 02‬منه‪ ،‬أو بحسب‬
‫منه‪.‬‬ ‫الشكل طبقا للمادة ‪ 03‬منه‪ ،‬أو بالتبعية وفقا للمادة ‪04‬‬

‫ف األصل في المعامالت التجارية اإلباحة‪ ،‬إال أن من بين هذه الممارسات ما ثبت إض ارره باألعوان‬
‫االقتصاديين أو بالمستهلكين‪ ،‬فتدخل المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 02-04‬لتنظيم العالقات بين هؤالء‬
‫وفيما بينهم‪.‬‬

‫ويقصد بمصطلح "غير الشرعية" الحياد عن القانون‪ ،‬أو استخدام أساليب ووسائل ملتوية‪ ،‬محظورة‬
‫وممنوعة‪ ،‬كما تعني تجاوز حدود الشرع أو مقتضيات العدالة والمصلحة العامة ما من شأنه خلق االضطرابات‬
‫والفوضى في السوق مما يؤدي إلى عرقلة الحركة االقتصادية‪.1‬‬
‫وسنتطرق من خالل هذا المبحث إلى صور الممارسات التجارية غير الشرعية‪ ،‬المنصوص عليها في‬
‫المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬بالتطرق إلى ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة‬
‫القانونية (مطلب أول)‪ ،‬فالبيوع المحظورة المشروطة (مطلب ثاني) وأخي ار البيوع المحظورة غير المشروطة‬
‫(مطلب ثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة القانونية‪.‬‬

‫تعتبر ممارسة التجارة من الحريات االقتصادية التي تتطلب استيفاء الشروط القانونية المطلوبة‪ ،‬ومن‬
‫بينها اكتساب الصفة‪ ،‬وفقا لما تنص عليه المادة األولى من التقنين التجاري الجزائري‪ ،‬وما تؤّكده المادة ‪14‬‬
‫من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫وعّلة منع ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة التي تحددها القوانين المعمول بها‪ ،‬هو ّ‬
‫أن‬
‫إباحة امتهان األعمال التجارية دون استيفاء ما تقرره القوانين من شروط من شأنه اإلخالل بالمساواة بين‬
‫أن ممارسة األعمال التجارية بصفة شرعية يستتبع أعباء ضريبية واجتماعية وتبعات‬
‫األعوان االقتصاديين‪ ،‬ذلك ّ‬
‫قانونية يتحملها التاجر النظامي فيما يتحلل منها التاجر غير النظامي‪ .‬من هذا المنطلق منع المشرع ممارسة‬

‫‪ -1‬تعتبر ممارسات تجارية غير شرعية‪ ،‬مخالفة ألحكام المواد ‪ ،19 ،18 ،17 ،16 ،15‬و‪ 20‬من القانون رقم ‪،02-04‬‬
‫ويعاقب عليها بغرامة من مائة ألف دينار (‪100 000‬دج) إلى ثالثة ماليين دينار (‪ 3 000 000‬دج)‪.‬‬
‫‪ -‬راجع المادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫األعمال التجارية دون اكتساب صفة التاجر سعيا منه لضمان المساواة بين الممارسين للتجارة أمام األعباء‬
‫التي يفرضها القانون‪.1‬‬

‫من جهة ثانية فقد فرض القانون الصفة القانونية الالزمة لممارسة األعمال التجارية من أجل هيكلة‬
‫القطاع وتنظيم المهنة التجارية من خالل تسهيل مهمة الرقابة وضبط السوق‪.‬‬

‫وقد حدد القانون رقم ‪ 08-04‬شروط ممارسة األعمال التجارية‪( 2‬فرع أول)‪ ،‬ثم ّبين أثر ممارسة األعمال‬
‫التجارية دون استيفاء تلك الشروط (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫شروط ممارسة األعمال التجارية‪.‬‬

‫المشرع الجزائري األعمال التجارية ضمن التقنين التجاري في المواد ‪ 4 ،3 ،2‬وقسمها إلى أعمال‬
‫ّ‬ ‫عرف‬
‫تجارية حسب الموضوع‪ ،‬أعمال تجارية حسب الشكل‪ ،‬وأعمال تجارية بالتبعية‪.‬‬

‫عرفت المادة األولى من القانون التجاري التاجر بأنه‪" :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال‬
‫وقد ّ‬
‫تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪".‬‬

‫وتمنح صفة التاجر لكل شخص يمارس أعماال تجارية على وجه اإلمتهان أي بصفة متكررة ومستمرة‪.‬‬
‫وبالتالي يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي يرغب في ممارسة نشاط معين‪ ،‬القيد في السجل التجاري من‬
‫أجل إعطاء الصفة القانونية والنظامية لنشاطه التجاري‪ ،‬ويقع هذا االلتزام أيضا على عاتق األشخاص المعنوية‬
‫التي يكون مقرها بالخارج وتمارس نشاطها بالجزائر‪.3‬‬

‫ويتم القيد في السجل التجاري عن طريق المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬إذ يؤهل مأمور الفرع المحلي‬
‫المركز الوطني للسجل التجاري للتسجيل كل شخص طبيعي أو اعتباري في السجل التجاري‪ ،4‬ويتم ذلك بالرجوع‬

‫‪ -‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 08-04‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 52‬الصادر في‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 18‬أوت ‪ ،2004‬ص ‪ )4‬معدل بموجب المادة ‪ 58‬من األمر رقم ‪ 01-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 49‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬أوت ‪ ،2010‬ص ‪ .)4‬ومعدل ومتمم بالقانـ ـون رقم ‪06-13‬‬
‫المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪( 2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 39‬الصادر في ‪ 31‬يوليو ‪ ،2013‬ص ‪ ،)33‬والقانون رقم ‪ 08-18‬المؤرخ في‬
‫‪ 10‬يونيو ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 35‬الصادر في ‪ 13‬يونيو ‪ ،2018‬ص‪.)4‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ويستثنى من هذا االلتزام الفالحون والحرفيون‪ ،‬والشركات المدنية والتعاونيات التي ال يكون هدفها الربح‪ ،‬والمهن المدنية الحرة‬
‫التي يمارسها أشخاص طبيعيون والمؤسسات العمومية المكلفة بتسيير الخدمات العمومية‪ ،‬باستثناء المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري (المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إلى مدونة األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري التي يحدد محتواها وتحيينها عن طريق‬
‫التنظيم‪.1‬‬

‫باإلضافة لشرط القيد في السجل التجاري هناك أنشطة تجارية خصها المشرع بشروط إضافية في إطار‬
‫نظام األنشطة أو المهن المقننة‪ ،‬وهي أنشطة أو مهن تخضع ممارستها إلى قواعد خاصة وتتطلب ممارستها‬
‫الحصول على رخصة أو اعتماد تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة‪.2‬‬

‫كما يمنع من ممارسة األنشطة التجارية األشخاص الخاضعون لنظام خاص ينص على حالة التنافي‪،3‬‬
‫وكذا األشخاص المحكوم عليهم ولم يرد لهم االعتبار الرتكابهم إحدى الجرائم المحددة على سبيل الحصر في‬
‫المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪.408-04‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫أثر ممارسة األعمال التجارية دون استيفاء الشروط القانونية‬

‫إن المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 02-04‬لم يردع مخالفة هذه الممارسات التجارية المحظورة‬

‫بغرامة مالية‪ ،‬وإنما اكتفى بالجزاءات األخرى مثل الحجز والمصادرة والغلق ‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫‪5‬‬
‫يبين أن المشرع أراد‬
‫تفادي ازدواجية التغريم على اعتبار أن القانون رقم ‪ 08-04‬المعدل والمتمم المتعلق بشروط ممارسة األنشطة‬
‫التجارية‪ ،‬قد نص على الغرامة كجزاء لمخالفة ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الشروط الالزمة‪.6‬‬

‫ميز القانون رقم ‪ 08-04‬بين‬


‫فبالنسبة للتسجيل في السجل التجاري كشرط لممارسة األعمال التجارية‪ّ ،‬‬
‫التجارة القارة‪ ،‬والتجارة غير القارة من حيث الجزاء‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 31‬منه على غرامة من عشرة أالف‬
‫دينار جزائري (‪ 10 000‬دج) إلى مائة ألف دينار جزائري (‪ 100 000‬دج) لكل شخص طبيعي أو معنوي‬

‫مارس نشاطا تجاريا قا ار دون القيد في السجل التجاري‪ ،‬كما ّ‬


‫خولت ألعوان الرقابة المؤهلين قانونا غلق المحل‬
‫إلى حين تسوية مرتكب الجريمة لوضعيته‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،249-15‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2015‬يحدد محتوى وتمحور وكذا شروط تسيير وتحيين مدونة‬
‫األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.)5‬‬
‫‪ -2‬راجع المرسوم التنفيذي رقم ‪ 234-15‬المؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ ،2015‬المحدد لشروط وكيفيات ممارسة األنشطة والمهن المنظمة‬
‫الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،48‬الصادر في ‪ 09‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪ ،)7‬معدل ومتمم ب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 355-20‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪( 2020‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 73‬الصادر في ‪ 06‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪.)8‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،08-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 08-04‬المعدلة بموجب المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،06-13‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬راجع المواد ‪ 46 ،44 ،39‬من القانون ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ ،06-10‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪63‬‬
‫فيما نصت المادة ‪ 32‬منه‪ ،‬على غرامة من خمسة آالف دينار جزائري (‪ 5000‬دج) إلى خمسين ألف‬
‫دينار جزائري (‪ 50 000‬دج) لكل تاجر يمارس تجارة غير قارة دون القيد في السجل التجاري‪ ،‬مع إمكانية‬
‫حجز سلع مرتكب الجريمة‪ ،‬وعند االقتضاء حجز وسيلة أو وسائل النقل المستعملة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألنشطة والمهن المقننة‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 08-04‬على غرامة من‬
‫ّ‬
‫خمسين ألف دينار جزائري (‪ 50 000‬دج) إلى خمسمائة ألف دينار جزائري (‪ 500 000‬دج) على ممارسة‬
‫نشاط أو مهنة مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري دون الرخصة أو االعتماد المطلوبين‪ ،‬مع غلق‬
‫المحل التجاري‪ ،‬وفي حالة عدم تسوية الوضعية خالل ثالثة أشهر من معاينة الجريمة‪ ،‬يقوم القاضي تلقائيا‬
‫بالشطب من السجل التجاري‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المسؤولية الجزائية فإن ممارسة الشخص أعماال تجارية دون استيفائه للشروط التي حددها‬
‫القانون‪ ،‬ال يمنع من خضوعه لألعباء وااللتزامات الواقعة على التجار النظاميين بخصوص األعمال التجارية‬
‫التي مارسها‪ ،‬كما ال يعفيه ذلك من االلتزامات المفروضة على األعوان االقتصاديين بموجب القانـ ـون رق ـ ـم‬
‫‪ 02-04‬بتبعاتها الجزائية والمدنية باعتباره تاج ار فعليا يدخل في نطاق األعوان االقتصاديين‪ ،‬وذلك تطبيقا‬
‫‪1‬‬
‫لقاعدة عدم جواز استفادة المخطئ من خطئه وحماية للغير حسن النية الذي تعامل معه‪.‬‬

‫أن المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 02-04‬ركزت في مضمونها على األعمال التجارية‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫وهي المادة الوحيدة في هذا القانون التي استخدمت مصطلح ''األعمال التجارية'' بدل "الممارسات التجارية"‪،‬‬
‫رغم أن الممارسات التجارية ضمن القانون رقم ‪ 02-04‬أوسع من "األعمال التجارية" وذلك انطالقا من تعريف‬
‫العون االقتصادي الذي يشمل باإلضافة إلى التاجر كل منتج أو حرفي أو مقدم خدمات أي كانت صفته‬
‫القانونية يمارس نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها‪.2‬‬

‫لكن تجدر المالحظة أنه باستثناء التجار‪ ،‬األشخاص المشمولون بصفة العون االقتصادي ال يمارسون‬
‫بالضرورة أعماال تجارية‪ ،‬كالحرفيين أو مقدمي الخدمات‪ ،‬وهو ما يجعل نص المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪-04‬‬
‫‪ 02‬ال يسري على األعوان االقتصاديين من غير التجار رغم أن مهنهم تخضع بدورها لشروط قانونية تنظم‬
‫ممارستها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫البيوع المحظورة المشروطة‬

‫األصل في البيع أن يتم برضا الطرفين‪ ،‬لكن في بعض األحيان يتم عن طريق شروط يمليها العون‬
‫االقتصادي على المستهلك األمر الذي ينقص من حرية هذا األخير ويتسبب في المساس بقدرته الشرائية من‬
‫خالل اقتناء كميات مفروضة ال يحتاج إليها‪ ،‬إال أن المستهلك يلزم بها وتفرض عليه في إطار البيع المشروط‪،‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.79‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪64‬‬
‫لذلك حظر المشرع الجزائري البيع المشروط لكنه في نفس الوقت أورد عليه استثناءات تضفي عليه المشروعية‬
‫أحيانا‪.‬‬

‫وعليه سنتطرق إلى كل من البيع بالمكافأة (فرع ّأول)‪ ،‬البيع المشروط (البيع المتالزم) (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫البيــــــع بالمكافــــــأة‬

‫يعد البيع أو الخدمة بالمكافأة من الممارسات التجارية ومن البيوع الواسعة االنتشار‪ ،‬ويعود السبب في‬
‫ذلك إلى رغبة مقدمي السلع والخدمات في جلب عدد أكبر من الزبائن‪ ،‬ففي هذا النوع من البيوع أو الخدمات‬
‫نجد الرغبة في الحصول على المكافأة بالمجان هي الدافع للتعاقد‪ ،‬إذ غالبا ما يقوم المستهلك بشراء بضائع ال‬
‫يحتاج إليها‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع الجزائري البيع بالمكافأة كممارسة تجارية غير شرعية بموجب المادة ‪ 16‬من القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬والتي تنص على أنه‪ " :‬يمنع كل بيع أو عرض بيع لسلع وكذلك كل أداء خدمة أو عرضها‬
‫عاجال أو آجال مشروطا بمكافأة مجانية‪ ،‬من سلع أو خدمات إال إذا كانت من نفس السلع أو الخدمة أو‬
‫لخدمة موضوع البيع أو تأدية الخدمة‪ ،‬وكانت قيمتها ال تتجاوز ‪ %10‬من المبلغ اإلجمالي للسلع أو‬
‫الخدمات المعنية‪.‬‬

‫ال يطبق هذا الحكم على األشياء الزهيدة أو الخدمات ضئيلة القيمة وكذلك العينات‪".‬‬

‫(أوال)‪ ،‬أساس حظر البيع بالمكافأة (ثانيا)‪ ،‬عناصر البيع‬ ‫وعليه سنتطرق إلى تعريف البيع بالمكافأة ّ‬
‫بالمكافأة (ثالثا) واالستثناءات الواردة على حظر البيع بالمكافأة (رابعا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع بالمكافأة‪:‬‬

‫يمكننا تعريف البيع بالمكافأة بأنه‪" :‬ممارسة يمنح بموجبها البائع (العون االقتصادي) لكل زبون يقتني‬
‫منتوجا من محالته هدية مجانية‪ ،‬هذه األخيرة هي التي تميز هذه الممارسة عن عملية البيع العادية‪".‬‬

‫كما يمكننا تعريفه أيضا بأنه‪" :‬ممارسة تجارية ممنوعة في قوانين االستهالك الحديثة تتمثل في عرض‬
‫سلع أو خدمات للبيع على المستهلك مقابل إعطائه الحق بالمجان آجال أو عاجال في مكافأة تتمثل في سلع‬
‫أو خدمات ما عادا إذا كانت هذه السلع مماثلة لتلك التي هي محل البيع أو الخدمة"‪.‬‬

‫فالمكافأة هي مقابل إبرام العقد سواء كانت في شكل أشياء مادية أو غير مادية‪ ،‬طبيعية أو مصنعة‪ ،‬وقد‬
‫يكون محلها أيضا أداء خدمة‪.‬‬

‫وبذلك يجعل هذا األسلوب التجاري الزبائن يتهافتون على منتوجات هذا العون االقتصادي دون سواها‪،‬‬
‫سواء كانت منتوجاته عبارة عن سلع أو خدمات‪ ،‬حيث تشكل الهدايا المصاحبة لعملية الشراء بالنسبة لهم فائدة‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫وكثي ار ما يؤثر ذلك على قرار الشراء عندما تكون مدعومة غالبا بإعالنات وإشهارات خصيصا لذلك‪ ،1‬ألنهم‬
‫سيحصلون على منتوجات أو خدمات دون مقابل‪ ،‬مما يسمح لهم بتوفير مبالغ مالية كانوا سيفقدونها لو أنهم‬
‫تعاقدوا مع عون اقتصادي آخر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس حظر البيع بالمكافأة‪:‬‬

‫تكمن الغاية من منع هذا النوع من البيوع في تفادي قيام المستهلك باختيار سلعة‪ ،‬أو خدمة معينة على‬
‫أساس رغبة تافهة تتمثل في الحصول على المكافأة ومن دون االهتمام بمعايير الجودة والسعر‪ ،‬فالبيع بالمكافأة‬
‫من شأنه دفع المستهلك إلى شراء غير نافع أو غير مجدي‪ .‬وعليه فإن أساس الحظر هو حماية مصلحة‬
‫المستهلك بالدرجة األولى من خطر حمله على الزيادة في حجم المشتريات أمال في الحصول على مكافأة مقابل‬
‫استرجاع البائع لقيمة المكافأة من ثمن السلعة المبيعة أو االنتقاص من جودتها‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬عناصر البيع بالمكافأة‪ :‬يقوم البيع أو أداء الخدمة بالمكافأة على عنصرين أساسين هما‪:‬‬

‫بيع السلع أو أداء الخدمة أو عرضها لذلك‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حتى يكون البيع بالمكافأة محظو ار يجب أن تكون المكافأة مرتبطة بعقد بيع سلعة معينة أو عرضها‬
‫للبيع‪ ،‬وهذا المنع يمتد إلى عقود الخدمات التي محلها أداءات ذات قيمة اقتصادية كعقود النقل والنشر والتطبيب‬
‫إذا اقترنت الخدمة المقدمة بمكافأة مجانية‪ ،‬وبالتالي إذا انعدم بيع سلعة أو أداء الخدمة‪ ،‬فال تعتبر العملية بيعا‬
‫بالمكافأة‪ .‬كالمقايضة بالمكافأة واإليجار مثال‪ ،‬والحال كذلك إذا منحت المكافأة للمستهلك وحدها بدون أي التزام‬
‫من جانبه بالشراء فإنها تعتبر مشروعة‪ ،‬لذلك فإنه ال يوجد ما يمنع التاجر من تقديم أشياء أو خدمات بالمجان‬
‫للزبائن ما لم تكن مرتبطة بعقد البيع أو عقد تقديم الخدمات أبرم بين الطرفين‪.3‬‬

‫‪ -2‬اقتران البيع بمكافأة مجانية‪:‬‬

‫يشترط في المكافأة أن تكون مجانية ألنها تغري المستهلك فتدفعه إلى اقتناء بضائع أو خدمات رديئة‬
‫الجودة أو مرتفعة السعر في سبيل الحصول مجانا على مكافأة‪ ،‬والمكافأة محظورة سواء تم تقديمها عاجال أي‬
‫في الحال بصفة فورية مع عملية البيع أو آجال بأن تتأخر عن عملية البيع ومن صور البيع التي تكون فيه‬
‫المكافأة مجانية‪ ،‬إرفاق السيارة المبيعة بدراجة هوائية مثال‪.‬‬

‫‪ -1‬أرزقي زوبير‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ -‬تيزي وزو‪ ،2011/04/14 ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -2‬مجيدة الزياني‪ ،‬الحماية الجنائية لتكوين العقود المدنية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬المغرب‪ ،2007-2006 ،‬ص‪.356‬‬
‫‪ -3‬عباس بوعبيد‪" ،‬حماية المستهلك على ضوء قانون حرية األسعار والمنافسة"‪ ،‬المجلة المغربية القانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد‬
‫خاص بندوة األسعار والمنافسة بين حرية المقاولة وحماية المستهلك‪ ،‬العدد ‪ ،49‬سنة ‪ ،2004‬ص ص‪.97-96‬‬

‫‪66‬‬
‫رابعا‪ -‬االستثناءات الواردة على حظر البيع بالمكافأة (المكافأة المشروعة)‪:‬‬

‫أوردت المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 02-04‬بعض االستثناءات فأجازت منح بعض المكافآت‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫االستثناءات فيما يلي‪:‬‬

‫أن تكون المكافأة من نفس السلعة أو الخدمة المشكلة لموضوع العقد‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يشترط أن تكون المكافأة من نفس السلعة أو الخدمة محل العقد األصلي‪ ،‬فإذا كانت خليط بين ما هو‬
‫مماثل و نوع آخر لمحل البيع سقط االستثناء‪ ،1‬ومثال ذلك أن يدفع الزبون ثمن ‪ 12‬بيضة لتكون بذلك البيضة‬
‫‪ 13‬مجانية‪ ،‬ويدخل ضمن هذا المفهوم أن يمنح صاحب مكتبة إلى زبونه الذي يشتري من عنده عددا معينا‬
‫من الكتب كتابا إضافيا‪.‬‬

‫‪ -2‬األشياء الزهيدة والخدمات ضئيلة القيمة‪:‬‬

‫يقصد باألشياء الزهيدة أو الخدمات ضئيلة القيمة تلك السلعة أو الخدمة ضئيلة القيمة الممنوحة كهدية‬
‫مجانية من طرف العون االقتصادي لزبائنه والتي تكون قيمتها المالية صغيرة جدا مقارنة بسعر شراء السلعة‬
‫أو تقديم الخدمة موضوع العقد الرئيسي‪ ،‬على أن تحمل األشياء الزهيدة الممنوحة كهدية ملصق أو بطاقة يكتب‬
‫عليها أنها مجانية وال يمكن أن تكون محل للبيع‪ ،‬مثاله أن يمنح البائع لكل من يقتني قارورة غسول مشط‬
‫مجاني‪.2‬‬

‫‪ -3‬عدم تجاوز قيمة المكافأة نسبة ‪ %10‬من قيمة الشيء المبيع‪:‬‬

‫حدد المشرع الجزائري قيمة المكافأة التي يسمح القانون للعون االقتصادي بتقديمها لزبائنه بنسبة ‪%10‬‬
‫من المبلغ اإلجمالي للسلعة محل العقد أو الخدمة المقدمة‪ ،‬وبالتالي كلما كانت قيمة المكافأة أقل أو تساوي‬
‫هذه النسبة كان البيع بالمكافأة عملية تجارية قانونية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن هذه النسبة ليس من شأنها أن تؤثر‬
‫في أي حال من األحوال على اختيار الزبون‪.‬‬

‫‪ -4‬العينات‪:‬‬

‫العينة هي" المبيع مصغر"‪ 3‬أي الكمية الضئيلة من المنتوج المراد بيعه والتي تسلم للمستهلك من قبل‬
‫العون االقتصادي قصد تجربتها مثال‪ ،‬وتعتبر هذه الطريقة بدورها أحد األساليب االشهارية من أجل التعريف‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪ -2‬سميحة عالل‪ ،‬جرائم البيع في قانوني المنافسة والممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،2005/2004 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ -3‬السنهوري عبد الرزاق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد (البيع والمقايضة)‪ ،‬ج ‪ ،4‬منشورات دار الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،2000‬ص‪.232‬‬

‫‪67‬‬
‫بالمنتوج الجديد ولفت انتباه الزبائن إليه‪ ،‬كما تمكن المستهلك من تجربته والوقوف على مدى مطابقته لرغبته‪،‬‬
‫وتوضع العينة في المحل معروضة بشكل واضح مع التنويه أنها مجانية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫البيع المشروط (البيع المتالزم)‬

‫قد يمارس العون االقتصادي نوعا آخر من الممارسات يتحكم بموجبها في إرادة المستهلك بخصوص‬
‫المحل المتعاقد عليه سواء من حيث كميته أو مقداره‪ ،‬وحتى طبيعته ونوعه‪ ،‬وهذا ما يدعى بالبيع المشروط أو‬
‫ما يطلق عليه أيضا البيع المتالزم‪،‬‬

‫وعليه سنتطرق لتعريف البيع المشروط ّ‬


‫(أوال)‪ ،‬أساس حظر البيع المشروط (ثانيا)‪ ،‬صور البيع المشروط‬
‫(ثالثا) واالستثناءات الواردة على منع البيع المشروط (رابعا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع المشروط‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 02-04‬على أنه‪ " :‬يمنع اشت ارط البيع بشراء كمية مفروضة أو اشتراط‬
‫البيع بالشراء سلع أخرى أو خدمات وكذلك اشتراط تأدية خدمة بخدمة أخرى أو بشراء سلعة‪.‬‬

‫ال يعني هذا الحكم السلع من نفس النوع المبيعة على شكل حصة بشرط أن تكون هذه السلع معروضة‬
‫للبيع بصفة منفصلة"‪.‬‬

‫وبناءا عليه يحظر كل شرط يلزم المستهلك بشراء كمية مفروضة من طرف البائع أو ترتبط عملية البيع‬
‫باقتناء سلع أخرى أو خدمة‪ ،‬واألمر كذلك إذا كان محل البيع تأدية خدمة‪ ،‬فيمنع كل شرط يقضي بأن ترتبط‬
‫تأدية الخدمة محل األداء على اقتناء المستهلك لخدمة أخرى أو شراء سلعة‪ ،‬ومنه يمكن تعريف البيع المتالزم‬
‫على أنه‪" :‬ممارسة تجارية غير نزيهة يشترط بموجبها العون االقتصادي على المستهلك الذي يرغب في‬
‫التعاقد ضرورة شراء تفرض عليه‪ ،‬أو شراء سلع أخرى أو خدمات أخرى غير تلك التي طلبها "‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس حظر البيع المشروط‪:‬‬

‫العلة من منع هذا النوع من البيع أنه يشكل إلزاما للمستهلك بشراء أكثر مما يريده ويرغب فيه أي أنه‬
‫يؤدي بالزبون إلى اقتناء كمية مفروضة أو أشياء أو خدمات تتجاوز حاجاته الحقيقية دون مراعاة ما إذا كان‬
‫يريد أو ال يريد هذه األشياء‪.3‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.89‬‬


‫‪ -2‬حسام الدين غربوج‪ ،‬حماية المستهلك من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية – باتنة‪ ،2018/2017 ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ -3‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.96‬‬

‫‪68‬‬
‫وقد يتضمن البيع زيادة غير شرعية في السعر أو رفضا مقنعا للبيع‪ ،‬حينما يفرض التاجر بيع مجموعة‬
‫من منتجات مختلفة تحت طائلة رفضه للبيع‪ ،‬كأن يقول للمشتري (اشتري من هذا كي أبيع لك من ذاك) أو(ال‬
‫يمكن أن أبيعك أقل من كذا كمية) فالبيع المشروط يعتبر تكملة لرفض البيع وهو يضر بإرادة المستهلك لذا‬
‫وجب منعه‪.1‬‬

‫أن البيع المتالزم يعتبر ممارسة غير نزيهة يتخذها العون االقتصادي من أجل ترقية مبيعاته‬
‫كما ّ‬
‫وتصريف السلع التي تعرف نوعا من الركود وهذا من خالل اقتران بيعها بسلع معروفة بكثرة الطلب عليها‬
‫مستغال بذلك حاجة المستهلك لهذه األخيرة على غرار ما هو عليه الحال بالنسبة للمواد الواسعة االستهالك‬
‫وهذا ما دفع التشريعات الحديثة إلى حظره‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬صور البيع المشروط‪ :‬يأخذ البيع المشروط ثالث صور تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬اشتراط البيع بشراء كمية مفروضة‪:‬‬

‫تظهر هذه الصورة من خالل فرض العون االقتصادي على المستهلك قبول شراء كمية محددة تحت‬
‫طائلة رفض التعاقد معه في حالة عدم القبول‪ ،‬أما إذا طلب منه ذلك على سبيل االختيار‪ ،‬فاألصل في هذا‬
‫الشأن اإلباحة‪.‬‬

‫وال يعد من البيع المشروط أيضا‪ ،‬إذا اشترط البائع كمية قصوى ال يمكن للمستهلك أن يتعداها كأن‬
‫أن كيسين من الحليب هو الحد األقصى للبيع في كل مرة‪ ،‬وهناك حاالت أخرى ال يمكن إدراجها ضمن‬
‫يحدد ّ‬
‫البيع المشروط‪ ،‬وال يمكن حصرها من ذلك مثال‪ :‬أن تبقى كمية من القماش لدى البائع تفوق بقليل حاجة‬
‫المستهلك فيستحيل بيعها منفصلة‪.3‬‬

‫‪ -2‬اشتراط البيع بشراء سلع أخرى أو خدمات‪:‬‬

‫حيث يفرض البائع على المستهلك شراء منتوج آخر أو أداء خدمة مقابل بيع المنتوج المطلوب‪ ،‬وتتحقق‬
‫هذه الصورة سواء اشترط البائع على المشتري أن تكون عملية الشراء من عنده أو من عند بائع آخر بالتحديد‬
‫أو مقدم خدمات محدد بعينه‪ ،‬فذلك يدخل ضمن البيع المشروط المحظور قانونا‪.‬‬

‫ويتم اللجوء إلى هذا األسلوب من طرف البائع بغرض تسويق المنتوجات التي ستنتهي صالحيتها أو‬
‫السلع التي لم تتلقى رواجا‪ ،‬لذلك يقوم البائع بعرضها مع سلع أخرى مطلوبة لالستهالك‪ .‬كذلك قد يشترط البائع‬
‫أداء خدمة معينة مقابل بيع السلعة‪ ،4‬كأن يشترط بائع األثاث أن يتولى هو نقله على نفقة المشتري مثال‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪ -2‬حسام الدين غربوج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -4‬حسام الدين غربوج‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -3‬اشتراط تأدية خدمة بخدمة أخرى أو شراء سلعة‪:‬‬

‫في هذا الشكل يكون محل العقد هو تأدية خدمات‪ ،‬وتظهر هذه الصورة من خالل إلزام المستهلك‬
‫مقابل اقتناء خدمة اقتناء خدمة أخرى أو شراء سلعة‪ ،‬كأن يشترط الناقل على المسافر الرجوع معه بحساب‬
‫تذكرة الذهاب واإلياب في آن واحد‪ ،‬وال يشترط قيام هذه الصورة أن يكون مؤدي الخدمة هو من يقدم الخدمة‬
‫اإلضافية أو البيع اإلضافي‪ ،‬بل يمكن أن تتم هذه الخدمة من طرف بائع آخر أو مقدم خدمات آخر‪.1‬‬

‫رابعا‪ -‬االستثناءات الواردة على منع البيع المشروط (شروط مشروعية البيع المشروط)‪:‬‬

‫تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 17‬قانون ‪ 02-04‬المذكور سابقا على ما يلي‪" :‬ال يعني هذا الحكم السلع‬
‫من نفس نوع المبيعة على شكل حصة بشرط أن تكون هذه السلع معروضة للبيع بصفة منفصلة"‪.‬‬

‫لقد تضمنت هذه الفقرة شروط مشروعية البيع المشروط (المتالزم) والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون هذه السلع من نفس النوع‪ :‬يكون البيع صحيحا إذا كانت السلعة محل البيع والسلع‬
‫المفروضة معها من نفس النوع أو من نفس الطبيعة‪ ،2‬كأن تكون هذه السلع عبارة عن أدوات مدرسية (ك ارريس‬
‫أقالم ‪ )...‬أو مواد تنظيف ( ماء جافيل وصابون ‪ )...‬أو أدوات تجميل‪ ،‬فهذه السلع يمكن أن تعرض مع‬
‫بعضها البعض ألنها تعتبر من نفس النوع ولها نفس الوظائف‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تباع هذه السلع في شكل حصة‪ :‬معنى ذلك أن تكون السلع محل البيع في شكل حصة تحتوي‬
‫على عدد محدد من السلع‪ ،‬حتى يكون محل البيع معينا للمستهلك ويكون على علم بالسلع المشكلة لهذه الحصة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكون هذه السلع معروضة للبيع بصفة منفصلة‪ :‬وذلك بأن تعرض هذه السلع في شكل يدل على‬
‫أنها تباع بشكل مجتمع‪ ،‬وذلك بأن تفصل في أكياس أو مجموعات مع إعالن سعرها‪ ،‬وهذا حتى ال يفاجئ‬
‫المستهلك الذي يطلب سلعة معينة أنها تباع تبعا للسلعة األخرى‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يتم اإلعالم بأسعار مكونات الحصة‪ :‬باستقراء نص المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬يتضح‬
‫ألن إعالم المستهلك‬
‫أن هذا الشرط لم ينص عليه صراحة لكنه يعتبر مكمل للشروط السالفة الذكر‪ّ ،‬‬
‫بالسعر أمر ضروري‪ ،‬واإلعالن على سعر كل حصة يؤكد أنها تباع مجتمعة ومستقلة‪.3‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫البيوع المحظورة غير المشروطة‬

‫أن المشرع قد عمد من خالل القانون رقم ‪ 02-04‬على حظر جملة من البيوع واعتبرها من‬ ‫الشرح ّ‬
‫سبق ّ‬
‫الممارسات التجارية غير الشرعية نظ ار لآلثار السلبية المترتبة عليها‪ ،‬وبعد تطرقنا للبيوع المحظورة المشروطة‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪70‬‬
‫في المطلب السابق‪ ،‬سنتعرض من خالل هذا المطلب إلى البيوع المحظورة غير المشروطة في الفروع التالية‪:‬‬
‫رفض البيع أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي (فرع أول)‪ ،‬إعادة البيع بالخسارة (فرع ثاني)‪ ،‬البيع التمييزي‬
‫(فرع ثالث)‪ ،‬إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية (فرع رابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫رفض البيع أو تأدية الخدمة بدون مبرر شرعي‬

‫المشرع الجزائري المستهلك بحماية خاصة ضد الممارسات التجارية غير الشرعية حينما منع رفض‬
‫ّ‬ ‫خص‬
‫ّ‬
‫التاجر البيع أو تأدية الخدمة من خالل نص المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫وسنتطرق فيما يلي إلى تنظيم رفض البيع أو تأدية الخدمة ّ‬


‫(أوال)‪ ،‬أساس حظر رفض البيع أو تأدية‬ ‫ّ‬
‫الخدمة (ثانيا)‪ ،‬شروط قيام جريمة رفض البيع أو تقديم الخدمة (ثالثا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تنظيم رفض البيع أو تأدية الخدمة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على أنه‪" :‬تعتبر كل سلعة معروضة على نظر الجمهور‬
‫معروضة للبيع‪.‬‬

‫يمنع رفض بيع سلعة أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي‪ ،‬إذا كانت هذه السلعة معروضة للبيع أو‬
‫كانت الخدمة متوفرة‪.‬‬

‫ال يعني هذا الحكم أدوات تزيين المحالت والمنتوجات المعروضة بمناسبة المعارض والتظاه ارت‪".‬‬

‫يتضح أن المشرع الجزائري من خالل الفقرة األولى من المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬قد اعتبر‬
‫فإن اعتبار السلعة‬
‫عرض السلعة على الجمهور قرينة على عرضها للبيع ومن ثم يمنع رفض بيعها‪ .‬ومن ثمة ّ‬
‫المعروضة على نظر الجمهور معروضة للبيع يستلزم أن تخضع لجميع األحكام المتعلقة بالسلع المعروضة‬
‫للبيع‪ ،‬من ضرورة عدها‪ ،‬أو وزنها أو كيلها وإعالم الجمهور بأسعارها‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 05‬من القانون رقم‬
‫‪ ،02-04‬وإهمال ذلك يرتب المسؤولية الجزائية للعون االقتصادي‪.‬‬

‫أما عن مدى إلزامية اإليجاب الموجه للجمهور فإنه بالنسبة للسلع المعروضة في المتاجر أو في وجهات‬
‫المحالت مع كتابة أثمانها عليها فإن ذلك يعتبر إيجابا صريحا ألن التاجر يكون قد قصد بيع البضائع بالثمن‬
‫المكتوب عليها‪.1‬‬

‫وينعقد البيع بين العون االقتصادي ومن يتقدم له بالقبول‪ ،‬طالما أنه لم يعدل عن إيجابه بسحب البضاعة‬
‫من واجهة المحل مثال أو برفع الثمن المكتوب عليها‪ ،‬غير أن هذا اإليجاب يتعلق بالسلع المعروضة في واجهة‬
‫المحل دون غيرها من مثيالتها الموجودة في داخله خاصة إذا كانت هذه األخيرة غير مكتوب عليها أثمانها أو‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪71‬‬
‫أما إذا كانت السلع المعروضة داخل المحل‪ ،‬مكتوب عليها أثمانها‬ ‫غير موضوعة في متناول يد الجمهور‪ّ ،‬‬
‫وفي متناول الجمهور جاز لكل شخص أن يطلب شراء ما يشاء‪ ،‬ما لم يكن التاجر قد تحفظ وأعلن كتابة أنه‬
‫ال يبيع إال قد ار معينا لكل شخص بشرط أن يكون اإلعالن في مكان بارز‪.1‬‬

‫وإذا تعلق األمر باإلعالن عن السلع في الصحف أو النشرات الخاصة مع تحديد أثمانها اعتبر ذلك‬

‫إيجابا صحيحا إلى أن يقترن به القبول‪ .‬ومتى وصل إليه القبول التزم بتنفيذه ّأول ّ‬
‫فأول وفي حدود ما يكون‬
‫باقيا لديه من السلع التي عرضها ودون أن يرفع السعر أيضا‪ ،‬ما لم يكن قد أعلن عن رفع السعر قبل وصول‬
‫الطلب إليه‪.2‬‬

‫أن المادة ‪15‬من القانون رقم ‪ 02-04‬في فقرتها األولى ركزت على السلع دون‬
‫ومما تجدر مالحظته‪ّ ،‬‬
‫فإن الخدمات المعروضة على نظر الجمهور ال‬
‫الخدمات‪ ،‬مما يفيد أن هذه القرينة تخص السلع فقط‪ ،‬وعليه ّ‬
‫تعتبر بالضرورة معروضة لألداء‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس حظر رفض البيع أو تأدية الخدمة‪:‬‬

‫تعتبر حماية إرادة المستهلك وحريته في التعاقد من عدمه أساس حظر رفض البيع أو تأدية الخدمة‪ .‬إذ‬
‫ّأنه من غير المعقول أن يرغب أحد المستهلكين في اقتناء حاجته كغيره من الناس ليجد نفسه محروما من شراء‬
‫ما يعرض للبيع بسبب رفض التاجر التعاقد معه‪ ،‬وهي حالة من حاالت العرض الدائم والتي نظمتها نظرية‬
‫العقد بمجرد قبول العرض يعقد العقد ويجب تنفيذه‪ .3‬وتعد الدوافع العنصرية في كثير من األحيان سببا لرفض‬
‫البيع‪.‬‬

‫وقد أوجب المشرع الجزائري على األعوان االقتصاديين معاملة األفراد على قدر من المساواة طبقا للمبدأ‬
‫الدستوري دون اإلشارة إلى االعتبار العنصري‪ ،‬عكس المشرع الفرنسي الذي أدرج ضمن الحماية من رفض‬
‫البيع اعتبار عنصري‪.4‬‬

‫ثالثا‪ -‬شروط قيام جريمة رفض البيع أو تقديم الخدمة‪:‬‬

‫تقوم جريمة رفض البيع على جملة من العناصر تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬هجيرة دنوني (بن شيخ)‪ ،‬قانون المنافسة وحماية المستهلك‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء‬
‫‪ ،39‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،2002‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -4‬السيد محمد سيد عمران‪ ،‬حماية المستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬الدار الجامعية للطبع والنشر‪ ،2002 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -1‬أن يكون رفض البيع أو تأدية الخدمة بصفة فعلية‪ :‬ال يمكن للمستهلك أن يدعي وقوعه ضحية‬
‫لرفض البيع أو تقديم الخدمة‪ ،‬إال إذا كان هناك رفض فعلي من قبل العون االقتصادي فمجرد التهديد بالرفض‬
‫أو التأخر في تسليم السلعة أو إتمام الخدمة ال يعد رفضا‪.1‬‬

‫وال يكون الرفض في مجرد التنفيذ‪ ،‬بل قد يأخذ أشكاال مختلفة‪ ،‬كما في الحالة التي يجعل البائع فيها‬
‫إتمام العقد مستحيال أو استبداله للمنتوج المتفق عليه بمنتوج آخر وكانت العالمة محل اعتبار في العقد وتشكل‬
‫عنص ار أساسيا في قيمة المنتوج‪.2‬‬

‫ومن مظاهر رفض البيع أيضا أن يكون على أساس عرقي مثال‪ ،‬ورفض التعامل مع الزبون بالشروط‬
‫أن رفض البيع أو تأدية الخدمة يجب أن يوجه إلى المستهلك‪.3‬‬
‫التي يعامل بها غيره‪ .‬مع اإلشارة ّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الطالب حسن النية‪ :‬يشترط أيضا لقيام جريمة رفض البيع أو تأدية الخدمة أن يكون‬
‫المشتري حسن النية‪ ،‬وال يعتبر كذلك مثال إذا أخل بالتزام سابق يربطه بالبائع كعدم الوفاء بالثمن في شراء‬
‫سابق‪ ،4‬فرفض طلبه من البائع يكون حينئذ مشروعا‪.‬‬

‫فيما تتجلى سوء نية المشتري أيضا‪ ،‬إذا كان ينوي اإلضرار بالبائع من خالل إلحاق خسارة به أو تفويت‬
‫فرصة عليه‪ ،‬كأن يقوم مثال بشراء مسحوق غسيل إلظهار مساوئه مقارنة بمسحوق غسيل آخر‪ ،‬بغية الترويج‬
‫لهذا األخير‪.5‬‬

‫‪ -3‬عدم وجود المبرر الشرعي لرفض البيع أو تأدية الخدمة‪ :‬كما يشترط لقيام لممارسة رفض البيع‬
‫أو تأدية الخدمة أيضا عدم وجود المبرر القانوني أو الواقعي‪ ،‬كتوفر السلعة في الحال‪ ،‬ففي الحالة العكسية‬
‫يمكن تبرير رفض البيع من طرف البائع بعدم قبوله إحضار سلعة من مكان آخر‪ ،‬كما يشترط إمكانية أداء‬
‫الخدمة‪ ،‬فإذا تعذر ذلك ألي سبب موضوعي اعتبر مؤدي الخدمة بريئا من تهمة رفض تأدية الخدمة‪.‬‬

‫ومن األمثلة عن المبرر الشرعي في حالة رفض البيع‪ ،‬إذا فاقت الكمية المطلوبة االحتياجات أو عدم‬
‫كفاية المخزون‪ ،‬ويعد كذلك من قبيل المبرر الشرعي رفض الصيدلية بيع الدواء بدون وصفة طبية‪ ،‬اشتراط‬
‫تقديم ترخيص لما يتعلق األمر بالمواد السامة والخطيرة‪ ،‬اشتراط سن معينة للعبة خطيرة في مؤسسات‬
‫التسلية‪...‬إلخ‪.6‬‬

‫‪ -1‬بختة موالك‪ ،‬مبادئ المنافسة في األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مطبوعة محاضرات ألقيت على طلبة الماجستير‪ ،‬فرع‬
‫قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Denis Redon, Refus de vente, Juris-Classeur: concurrence; consommation, 1991, n: 3602-3603.‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -4‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -5‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -6‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -4‬أن تكون السلعة معروضة للبيع وأن تكون الخدمة متوفرة‪ :1‬معنى ذلك أنه متى توفرت لدى البائع‬
‫ألن نفاذها كان‬
‫سلع وامتنع عن البيع اعتبر ذلك رفضا للبيع‪ ،‬وال يمكنه االحتجاج بنفاذ السلعة المعروضة‪ّ ،‬‬
‫يستلزم منه إيقاف عرضها للبيع‪ ،‬فمادامت السلعة معروضة على نظر الجمهور سواء في واجهات المحالت أو‬
‫في داخلها أو في المعارض أو األسواق‪ ،‬فالبائع ملزم بتسليم المستهلك نفس السلع المعروضة للبيع‪.‬‬

‫فإن المشرع الجزائري اعتبر أن مقدم الخدمة رافضا لتأديتها عند توفرها‪ ،‬غير أن‬ ‫أما بالنسبة للخدمات ّ‬
‫عرض الخدمة ال يعني بالضرورة توفرها‪ ،‬وال يعني استعداد العارض لتأديتها مطلقا‪ ،‬كون االستجابة إلى الطلبات‬
‫تكون في حدود اإلمكانيات المتوفرة لدى تقديم هذه الخدمات‪ ،‬ومثال ذلك امتناع صاحب المسرح أو السينما‬
‫مثال عن تقديم الخدمة ال يمكن اعتباره رفضا للتعاقد عند انتهاء األماكن‪.‬‬

‫‪ -5‬أن ال يتعلق الرفض بأدوات تزيين المحالت والمنتجات المعروضة بمناسبة المعارض‬
‫والتظاهرات‪ :‬حيث تنص المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 02-04‬في فقرتها األخيرة على ما يلي‪..." :‬ال يعني‬
‫هذا الحكم أدوات تزيين المحالت والمنتجات المعروضة بمناسبة التعارض والتظاهرات"‪.‬‬

‫من خالل هذه الفقرة يتضح أن المشرع الجزائري استبعد أدوات تزيين المحالت والمنتوجات المعروضة‬
‫بمناسبة المعارض والتظاهرات من الخضوع لحكم رفض البيع‪ ،‬وبالتالي ال يمكن إجبار العون االقتصادي على‬
‫بيعها بالرغم من كونها معروضة على نظر الجمهور‪ ،‬ألن عرضها ال يعني بالضرورة الرغبة في بيعها‪ ،‬وال‬
‫يمكن اعتبار رفض بيعها في حالة ما إذا طلب المستهلك ذلك‪ ،‬بمثابة ممارسة لرفض البيع بدون مبرر شرعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫إعادة البيع بالخسارة‬


‫‪2‬‬
‫بأن فيه‬
‫يعد إعادة البيع بالخسارة من أخطر أنواع البيوع المحظورة ‪ ،‬لكونه يحمل المستهلك إلى االعتقاد ّ‬
‫أن األصل في البيع هو البحث عن‬‫أن األمر عكس ذلك وينطوي على المكر والتضليل‪ ،‬إذ ّ‬ ‫منفعة له‪ ،‬في حين ّ‬
‫الربح وتفادي الخسارة‪ ،‬ومتى أقدم عون اقتصادي على إعادة البيع بالخسارة‪ ،‬إالّ ويفترض أن تكون وراء فعلته‬
‫أهداف ونوايا خفية‪ .‬ولما كان هذا النوع من البيوع يؤدي إلى المساس بالمنافسة في السوق‪ ،‬فقد منعه المشرع‬
‫بموجب نص المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ -2‬يخرج من إطار البيع بالخسارة‪ ،‬البيع بالتخفيض‪ ،‬البيع الترويجي‪ ،‬البيع في حالة تصفية المخزونات‪ ،‬البيع عند مخازن‬
‫المعامل والبيع خارج المحالت التجارية بواسطة فتح الطرود‪ ،‬المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-06‬المؤرخ في ‪18‬‬
‫يونيو ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة البيع بالتخفيض والبيع الترويجي والبيع في حالة تصفية المخزونات والبيع عند‬
‫مخازن المعامل والبيع خارج المحالت التجارية بواسطة فتح الطرود (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 41‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪،2006‬‬
‫ص‪ ،)5‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي قم ‪ 399-20‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪( 2020‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 80‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص‪.)9‬‬

‫‪74‬‬
‫(أوال)‪ ،‬أساس حظر إعادة البيع بالخسارة‬‫سنتطرق على التوالي لتعريف البيع بالخسارة ّ‬‫ّ‬ ‫وبناءا على ذلك‬
‫(ثانيا)‪ ،‬مجال حظر إعادة البيع بالخسارة (ثالثا)‪ ،‬عتبة إعادة البيع بالخسارة (رابعا) واالستثناءات الواردة على‬
‫الحظر القانوني إلعادة البيع بالخسارة (خامسا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تعريف إعادة البيع بالخسارة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 19‬في فقرتيها ‪ 1‬و‪ 2‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على أنّه‪" :‬يمنع إعادة بيع سلعة بسعر‬
‫أدنى من سعر تكلفتها الحقيقي‪.‬‬
‫يقصد بسعر التكلفة الحقيقي‪ ،‬سعر الشراء بالوحدة المكتوب على الفاتورة‪ ،‬يضاف إليه الحقوق‬
‫والرسوم‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬أعباء النقل‪."...‬‬
‫من خالل نص المادة يمكن تعريف إعادة البيع بالخسارة بأنه‪" :‬عملية إعادة بيع سلعة على حالتها دون‬
‫أن يحدث فيها أي تغيير من حيث الزيادة في السعر"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس حظر إعادة البيع بالخسارة‪:‬‬

‫يعد إعادة البيع بالخسارة من األساليب األكثر انتشا ار في األسواق‪ ،‬ونظ ار ألن استخدامه يؤدي إلى ظهور‬
‫منافسة غير مشروعة‪ ،‬فإن المشرع الجزائري قد منعه دون قيد أو شرط ألسباب كثيرة‪ ،‬منها تحويل الزبائن‪،‬‬
‫وهذا من شأنه إلحاق أض ار ار كثيرة بمنافسي العون االقتصادي‪ ،‬فالظاهر أن العون االقتصادي بإقدامه على‬
‫هذه الممارسة وكأنه يمارس هوامش ربح منخفضة لصالح المستهلكين لكن الحقيقة غير ذلك‪ ،‬فتخفيض السعر‬
‫ليس ناتجا عن قانون العرض والطلب‪ ،‬وإنما تزييفه وتخفيضه لجذب زبائن التجار المنافسين بطريقة غير‬
‫شرعية‪.2‬‬

‫والسبب اآلخر هو حماية صغار التجار من أقوياء السوق أي الموزعين الكبار والمحافظة على‬
‫المستهلكين ضد عروض غالبا ما تكون خادعة‪ ،‬ألن تخفيض قيمة السلعة إلى درجة بيعها بالخسارة سيؤدي‬
‫ال محالة الحقا إلى زيادة سعر هذه السلعة‪ ،‬أو المنتجات األخرى لتعويض قيمة الخسارة من جيب المستهلك‪.3‬‬

‫ثالثا‪ -‬مجال حظر إعادة البيع بالخسارة‪:4‬‬

‫من خالل استقراء نص المادة ‪ 19‬يمكن تقسيم مجال إعادة البيع بالخسارة إلى ثالثة أجزاء‪:‬‬

‫‪ -1‬لقيام إعادة البيع بالخسارة البد من وجود عالقة تعاقدية تامة‪ ،‬فعرض إعادة البيع بالخسارة أي اإليجاب‬
‫الصادر من العون االقتصادي ال يدخل ضمن نطاق الحظر القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬سمير خمايلية‪ ،‬عن سلطة مجلس المنافسة في ضبط السوق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ -2‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -4‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.98-97‬‬

‫‪75‬‬
‫إن مجال منع إعادة البيع بالخسارة‪ ،‬يتعلق بالسلع والمنتجات المباعة بعد الشراء أي المعروضة للبيع على‬
‫‪ّ -2‬‬
‫حالتها األصلية دون تحويلها‪ ،‬ويخرج من مجال الحظر‪ ،‬السلع والمنتجات المحولة والمصنعة من طرف‬
‫المنتجين الصناعيين أو الحرفين وكذا تقديم الخدمات ونشاط اإلنتاج‪.‬‬
‫إن منع إعادة البيع بالخسارة يطبق على كل التعامالت التي يقوم بها األعوان االقتصاديون‪ ،‬دون إعطاء‬
‫‪ّ -3‬‬
‫أهمية لصفة الطرف المتعاقد(المشتري) أي المستعمل النهائي للسلعة‪ ،‬فاألمر يستوي إذا كان مستهلك أو‬
‫عون اقتصادي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬عتبة إعادة البيع بالخسارة‪:‬‬

‫ال مجال للحديث عن إعادة البيع بالخسارة المحظور قانونا إال إذا كان سعر إعادة البيع أقل من سعر‬
‫التكلفة الحقيقي‪ ،‬وقد عرف المشرع الجزائري في صلب المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 02-04‬سعر التكلفة‬
‫الحقيقي على أنه‪" :‬يقصد بسعر التكلفة الحقيقي‪ ،‬سعر الشراء المكتوب بالوحدة على الفاتورة‪ ،‬يضاف إليه‬
‫الحقوق والرسوم‪ ،‬وعند اقتضاء‪ ،‬أعباء النقل"‪.‬‬

‫ولكن ماذا عن التخفيضات في السعر التي استفاد منها العون االقتصادي هل تقتطع من سعر التكلفة‬
‫إن اإلجابة عن هذا السؤال يفترض االحتمالين التاليين‪:1‬‬
‫الحقيقي أم ال؟ في الحقيقة ّ‬
‫‪ -1‬إذا كانت التخفيضات مرتبطة بعملة البيع دون غيرها‪ ،‬نميز بين حالتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا تمت اإلشارة في الفاتورة إلى قيمة التخفيضات في السعر التي استفاد منها الطرف المتعاقد‪:‬‬
‫فإنها تقتطع من سعر التكلفة الحقيقي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما إذا لم تتضمن الفاتورة قيمة التخفيضات‪ :‬قامت قرينة قانونية على إعادة البيع بالخسارة‪ ،‬غير‬
‫أن هذه القرينة بسيطة يستطيع العون االقتصادي إثبات ّ‬
‫أن سعر الشراء أقل من السعر المتضمن‬ ‫ّ‬
‫في الفاتورة‪ ،‬كون التخفيضات تمت بعد تحرير الفاتورة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تعلق األمر بتخفيضات غير مرتبطة بالبيع محل التعاقد‪ :‬أو كانت مرتبطة بتحقيق شروط معينة‪،‬‬
‫كمنح تخفيضات بشرط أخذ كميات معينة من المنتوج في وقت معين‪ ،‬فإنها ال تخصم من سعر‬
‫التكلفة الحقيقي‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬االستثناءات الواردة على الحظر القانوني إلعادة البيع بالخسارة‪:‬‬

‫حظر المشرع إعادة البيع بالخسارة من خالل نص المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬إالّ أنه أورد‬
‫عليه بعض االستثناءات ضمن نفس المادة وتتمثل فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -1‬السلع سهلة التلف والمهددة بالفساد السريع‪ :‬كمثال عن ذلك الخضر‪ ،‬الحليب ومشتقاته‪،‬‬
‫المواد المعلبة التي قرب تاريخ نهاية صالحيتها‪...‬الخ‪ ،‬ففي هذه الحاالت أجاز القانون للعون االقتصادي‬
‫إعادة بيعها أقل من سعر تكلفتها الحقيقي‪.‬‬

‫‪ -2‬السلع التي بيعت بصفة إرادية أو حتمية بسبب تغير النشاط أو إنهائه أو إثر تنفيذ حكم‬
‫قضائي‪ :‬إذا قام العون االقتصادي ببيع السلع بسعر أقل من سعر تكلفتها الحقيقي عند قيامه بتغيير النشاط‬
‫بصفة إرادية أو بصفة حتمية كالحكم بإفالسه‪ ،‬فإن األمر في هذا الشأن جائز‪ ،‬أي أنه لم يقم بممارسة‬
‫محظورة‪.‬‬

‫‪ -3‬السلع الموسمية والسلع المتقادمة والبالية تقنيا‪ :‬يجوز للعون االقتصادي إعادة البيع بالخسارة‬
‫إذا تعلق األمر بسلع انتهى موسمها‪ ،‬حيث يجوز التخلص من المخزون بأي سعر كان مسموحا به قانونا‪،‬‬
‫ونفس الحكم يسري على السلع المتقادمة أو البالية تقنيا كاألثاث واألدوات الكهرومنزلية والسيارات ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪-4‬السلع التي تم التموين منها أو يمكن التموين منها من جديد بسعر أقل‪ :‬تتعلق هذه الحالة‬
‫بإمكانية التزود بالمنتجات من جديد بكميات هامة وبأسعار مخفضة‪ ،‬بحيث يقع ضمان االنخفاض الشامل‬
‫في األسعار وذلك لصالح المستهلك‪ ،‬بما أنه سيتم تغطية السوق بمواد مخفضة الثمن‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يكون السعر الحقيقي إلعادة البيع يساوي سعر إعادة التموين من جديد‪.‬‬

‫‪-5‬المنتوجات التي يكون فيها سعر إعادة البيع يساوي السعر المطبق من طرف األعوان‬
‫االقتصاديين اآلخرين‪ :‬يشترط أن ال يقل سعر البيع من طرف المتنافسين حد البيع بالخسارة ومعنى ذلك‬
‫أنه بإمكان أحد األعوان االقتصاديين إعادة البيع بأقل من سعر التكلفة الحقيقي شريطة إثباته أن األعوان‬
‫االقتصاديين الموجودين معه في نفس السوق يطبقون نفس األسعار بالنسبة لنفس المنتوج‪ ،‬وهذا حتى‬
‫يتسنى له مواجهة منافسيه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫البيع االتميـــيزي‬

‫تقتضي المنافسة الحرة والنزيهة‪ ،‬المساواة بين األعوان االقتصاديين‪ ،‬وتكافؤ الفرص فيما بينهم‪ ،‬وقد حظر‬
‫المشرع الجزائري استخدام كل أشكال نفوذ وهيمنة عون اقتصادي على عون اقتصادي آخر‪ ،‬كفرض شروط‬
‫مجحفة في إطار المعامالت التجارية‪ ،‬وقد أراد المشرع من خالل ما أورده في المادة ‪ 18‬من القانون ‪02-04‬‬
‫حظر البيع التمييزي بغرض سد ثغرة االمتيازات التي تمنح لعون اقتصادي دون اآلخر‪ ،‬األمر الذي جعلنا‬
‫(أوال)‪ ،‬مجال تطبيق البيع التمييزي (ثانيا)‪ ،‬شروط قيام التمييز (ثالثا) وكذا الصور‬
‫نبحث في تعريف هذا البيع ّ‬
‫التي يظهر بها على مستوى السوق (رابعا)‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع التمييزي‪:‬‬

‫يقصد بالبيع التمييزي ‪ ":‬ذلك البيع الذي بموجبه تمنح المؤسسة الممونة أحد زبائنها سواء كان تاجر‬
‫جملة أو تاجر تجزئة‪ ،‬والذي تربطه بها عالقة تجارية جملة من االمتيازات دون غيره من المؤسسات‬
‫األخرى"‪.1‬‬

‫ويمكن تعريفه أيضا‪" :‬بأنه البيع الذي يمارس فيه عون اقتصادي نفوذا على عون اقتصادي آخر‬
‫وذلك بأن يحصل على ميزات ال يحصل عليها عون آخر سواء تعلق األمر باألسعار أو بآجال الدفع أو‬
‫شروط البيع‪ .‬وهذه المزايا تجعله في وضعية أفضل مقارنة بباقي المؤسسات المنافسة األخرى"‪.2‬‬

‫مثاله‪ :‬أن ينقل العون االقتصادي سلعا ألحد األعوان دون غيرهم‪ ،‬أو يفرض على بعض األعوان الدفع‬
‫المسبق‪ ،‬في حين يمنح البعض اآلخر آجاال للدفع دون مبرر شرعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مجال تطبيق البيع التمييزي‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على أنه‪" :‬يمنع على أي عون اقتصادي أن يمارس نفوذا‬
‫على أي عون اقتصادي آخر‪ ،‬أو يحصل منه على أسعار أو آجال دفع أو شروط بيع أو كيفيات بيع أو‬
‫على شراء تمييزي ال يبرره مقابل حقيقي يتالءم مع ما تقتضيه المعامالت التجارية النزيهة والشريفة"‪.‬‬

‫وبذلك يخص البيع التمييزي جميع النشاطات بما فيها نشاطات اإلنتاج‪ ،‬التوزيع والخدمات‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يقوم به أي عون اقتصادي‪ ،‬سواء كان تاجرا‪ ،‬أو بائعا‪ ،‬أو منتجا‪ ،‬أو صيادا‪ ،‬أو فالحا أو موزعا‪ ،‬أو مقدم‬
‫خدمات‪ ،‬أو حرفي‪...‬الخ‪ ،‬سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬

‫أن التمييز إذا كان من فعل المشتري قد يثير بعض اإلشكال على أساس أن المشتري ليس ملزما‬
‫على ّ‬
‫بالشراء من شخص معين‪ ،‬فله أن يرفض الشراء دون أن يسأل عن ذلك‪ .‬لكن بالرجوع إلى نص المادة ‪18‬‬
‫أن التمييز الصادر من المشتريين‬‫المذكورة أعاله‪ ،‬نجدها تضمنت عبارة شراء تمييزي ما يدفع إلى التخمين ب ّ‬
‫المعنيين‪ ،‬خاصة في إطار عمليات التوزيع الكبير يدخل ضمن مجال تطبيق البيع التمييزي‪.3‬‬

‫أن حظر البيع التمييزي يقصد به حماية األعوان االقتصاديين فقط‪ ،‬وبالتالي نستبعد‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫من مجال تطبيق المادة ‪ 18‬التمييز الذي يكون ضحيته المستهلك‪ ،‬لكن في الواقع إ ّن حماية األعوان االقتصاديين‬

‫من البيع التمييزي تعد في حد ذاتها حماية غير مباشرة للمستهلك ‪ّ .‬‬
‫‪4‬‬
‫أما التمييز بين المستهلكين يمكن تصنيفه‬
‫ضمن نطاق رفض البيع‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Dominique Legeais, Droit commercial et des affaires, 11 éd., Dalloz, Paris, p. 224.‬‬
‫‪ -3‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -4‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪78‬‬
‫ثالثا‪ -‬شروط قيام البيع التمييزي‪ :‬العتبار البيع بيعا تمييزيا البد من توافر جملة من الشروط نلخصها‬
‫فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬وجود عالقة تعاقدية تامة‪ :‬وهذا يعني وجود عالقة اقتصادية بين العون االقتصادي القائم بالتمييز والعون‬
‫االقتصادي ضحية التمييز‪.‬‬
‫يمس ال ّتمييز عونا اقتصاديا بمفرده‪ :‬في هذه الحالة ال يمكن إثبات التمييز إال من خالل إجراء مقارنة‬
‫‪ -2‬أن ّ‬
‫بين المعاملة المخصصة لهذا العون االقتصادي والمعاملة المخصصة لعون اقتصادي آخر يتواجد معه‬
‫في نفس األوضاع والظروف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون ال ّتمييز فعليا غير مبرر بمقابل حقيقي‪ :‬وعليه ّ‬
‫فإن التّمييز الصادر عن عون اقتصادي في‬
‫مواجهة عون اقتصادي آخر والذي يكون مبر ار بمقابل حقيقي ال يعد من قبل التمييز المحظور بموجب‬
‫نص المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬كما يشترط في المقابل أن يكون متعلقا بعملية الشراء نفسها‪،‬‬
‫وليس بعمليات سابقة أو الحقة‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬صور البيع التمييزي‪ :‬وردت صور البيع التمييزي على سبيل المثال ال الحصر في نص المادة‬
‫‪ 18‬من القانون رقم ‪ 02-04‬وتتمثل فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ -1‬تخفيض األسعار‪ :‬يشترط القانون أن يكون السعر موحدا بالنسبة لكل المؤسسات المتعاقدة مع المؤسسة‬
‫الممونة‪ ،‬بحيث ال يمكن أن تستأثر إحداها بسعر مميز دون البقية‪ ،‬مما يجعلها في مركز أفضل‪ ،‬عكس‬
‫ما هو شائع في الواقع‪ ،‬أين يتم تخفيض األسعار لبعض األعوان دون البعض األخر دون سبب‬
‫موضوعي‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط البيع أو الشراء‪ :‬تجب معاملة األعوان االقتصاديين المتواجدين في السوق التنافسية في وضعية‬
‫مماثلة‪ ،‬معاملة واحدة فيما يتعلق بشروط البيع أو الشراء وأساليب البيع‪ ،‬عرفا وقانونا‪ ،‬حتى ال يلحق‬
‫ضرر بأحدهم‪.‬‬

‫أن المعاملة التمييزية تتحقق سواء طلب العون االقتصادي ذلك أو منحت له‬
‫وما ينبغي اإلشارة إليه ّ‬
‫تلقائيا‪.‬‬

‫‪ -3‬منح آجال للتسديد‪ :‬مهلة التسديد هي المدة الممنوحة من العون االقتصادي إلى أحد األعوان االقتصاديين‬
‫لدفع ثمن المبيع أو المتبقي منه‪ ،‬وذلك بعد تسليم المنتوج‪ ،‬ويعد من قبيل التمييز في المعاملة‪ ،‬عندما يتم‬
‫منح آجال دفع ميسرة لفائدة عون اقتصادي دون آخر‪ .‬وتعتبر كذلك ممارسة تفضيلية تشكل بيعا تمييزيا‬
‫محظو ار قانونيا‪ ،‬قيام العون االقتصادي بتخفيض أو إنهاء آجال الدفع ضد أحد األعوان االقتصاديين‬
‫فقط ودون سبب مشروع‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.95-94‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.96-95‬‬

‫‪79‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬‬

‫إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 02-04‬على أنه‪" :‬يمنع إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية إذا‬
‫تم اقتناؤها قصد التحويل باستثناء الحاالت المبررة‪ ،‬كتوقيف النشاط وتغييره أو القوة القاهرة"‪.‬‬

‫تعتبر الممارسة المتمثلة في إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية عمال تجاريا يجيزه القانون‪،‬‬
‫بحيث يمكن ألي مؤسسة أن تتخذه كنشاط تجاري رئيسي لتحقيق ربح مشروع‪ .‬غير ّأنه يحدث أحيانا في الحياة‬
‫العملية أن تجمع بين هذا النشاط ونشاط التمويل واإلنتاج‪ ،‬أو تمارس النشاط بمفرده دون أن يكون مبينا في‬
‫سجلها التجاري‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث خلل في توازن السوق نتيجة ظهور منافسة غير مشروعة‪.‬‬

‫لذلك تكون كل مؤسسة تخرج عن مجال نشاطها ّ‬


‫المبين في سجلها التجاري والمتمثل في شراء المواد‬
‫األولية وتحويلها‪ ،‬بإعادة بيعها على حالتها األصلية دون إعادة تصنيعها‪ ،‬مرتكبة لجريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫وعليه سنتطرق لنطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية ّ‬
‫(أوال)‪ ،‬شروط حظر إعادة بيع‬
‫المواد األولية على حالتها األصلية (ثانيا) واالستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد‬
‫األولية في حالتها األصلية (ثالثا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬نطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية‪:‬‬

‫في األصل‪ ،‬يعتبر إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية من الممارسات التجارية المشروعة‪ ،‬ويمكن‬
‫تعريفها بأنها‪" :‬شراء سلع في صورة مواد أولية خام لم يتم تصنيعها أو تحويلها بعد‪ ،‬ليتم بيعها عن طريق‬
‫تجار التجزئة"‪.1‬‬

‫أما أن يشتريها المصنع كمواد خام إلعادة تصنيعها وتحويلها (وفقا لما يشير إليه سجله التجاري)‪ ،2‬ثم‬
‫يتولى هو عملية توزيعها بدل عملية تحويلها أو تصنيعها‪ ،‬ففي ذلك خروج عن الشرعية‪ ،‬وتعتبر من قبيل‬
‫الممارسات أو البيوع المحظورة قانونا‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬شروط حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية‪:‬‬

‫تتمثل شروط قيام جريمة إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ -1‬بدرة لعور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬


‫‪ -2‬راجع مرسوم تنفيذي رقم ‪ 458-05‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2005‬يحدد كيفيات ممارسة نشاطات استيراد المواد األولية‬
‫والمنتوجات والبضائع الموجهة إلعادة البيع على حالتها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 78‬الصادر في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪ ،)3‬معدل‬
‫ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-14‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل ‪( 2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 21‬الصادر في ‪ 23‬أبريل ‪ ،2013‬ص‬
‫‪ ،)15‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 51-18‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 6‬الصادر في ‪ 1‬فبراير ‪ ،2018‬ص ‪.)9‬‬
‫‪ -3‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪80‬‬
‫يجب أن يكون نشاط التحويل النشاط الرئيسي للعون االقتصادي‪ ،‬وقد تكون إلى جانبه أنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصادية أخرى‪ ،‬أما إذا كان نشاط العون االقتصادي ال يتعلق إال بإعادة البيع دون إحداث أي تغيير على‬
‫السلع المشت اره فإنه ال يمكن اعتبار الممارسة غير شرعية‪.‬‬

‫يجب أن يكون هناك شراء سابق للمواد األولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يجب أن يكون القصد من الشراء هي إعادة تحويل المواد األولية وتصنيعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يجب أن يتم إعادة بيع المواد األولية التي تم شراءها على حالتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ -‬االستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية‪:‬‬

‫تضمنت الفقرة الثانية من المادة ‪ 20‬القانون رقم ‪ 02-04‬االستثناءات الواردة على ممارسة إعادة بيع‬
‫المواد األولية على حالتها األصلية والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬توقيف النشاط أو تغييره‪.‬‬

‫إن القوة قاهرة التي تحول دون مواصلة المؤسسة لنشاطها‪ ،‬كالحريق الذي‬‫‪ -‬حالة القوة القاهرة‪ّ :‬‬
‫يصيب المصنع أو الزلزال‪...‬إلخ‪ ،‬قد تؤدي بالمؤسسة إلى بيع المواد األولية على حالتها دون تصنيعها‪،‬‬
‫وقد اعتبر المشرع بيع المادة األولية على حالتها في مثل هذه الحاالت فعال مباحا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫الممارسات التجارية غير النزيهة‬

‫لقد سمح المشرع بممارسة األعمال التجارية لكن اشترط أن تكون هذه الممارسة نزيهة وأال تكون مخالفة‬
‫للقانون‪ ،‬فلكل عون اقتصادي الحق في ممارسة أعمال تجارية‪ ،‬لكن باحترام باقي األعوان االقتصاديين وبشرط‬
‫عدم اإلضرار بهم وبمصالحهم‪ ،‬وكذا باحترام المستهلك وعدم تضليله‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬حظر المشرع الممارسات التجارية التي تخالف النزاهة‪ ،‬وهو ما سنتناوله من خالل هذا المبحث‪،‬‬
‫الذي سنتطرق بموجبه لمفهوم الممارسات التجارية غير النزيهة (مطلب أول)‪ ،‬صور الممارسات التجارية غير‬
‫النزيهة (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫مفهوم الممارسات التجارية غير النزيهة‬

‫سنتطرق من خالل هذا المطلب لتعريف الممارسـات التجارية غير النزيهة (فرع أول)‪ ،‬تمييز الممارسات‬
‫التجارية غير النزيهة عن الممارسات المشابهة لها (فرع ثاني)‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريف الممارسات التجارية غير النزيهة‬

‫ثم إلى التعريف‬ ‫سنتطرق من خالل هذا الفرع للتعريف القانوني الممارسـات التجارية غير النزيهة ّ‬
‫(أوال)‪ّ ،‬‬
‫الفقهي لها (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬التعريف القانوني للممارسات التجارية غير النزيهة‪:‬‬

‫لقد أشار المشرع للممارسات التجارية غير النزيهة في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬في المادة ‪43‬‬
‫منه‪ ،‬ومنعها بالنص على ذلك صراحة‪" ،‬يمنع القانون االحتكار والمنافسة غير النزيهة"‪ ،‬وبالتالي منعت‬
‫دستوريا ك ّل الممارسات التي من شأنها المساس بمصالح األعوان االقتصاديين في عالقاتهم التعاقدية مع‬
‫بعضهم البعض أو بالمنافسين‪ ،‬وكذا المساس بالمصلحة االقتصادية للمستهلكين‪.‬‬

‫ص على الممارسات التجارية غير النزيهة في الباب‬ ‫وبالرجوع للقانون رقم ‪ 02-04‬نجد المشرع قد ن ّ‬
‫الثالث منه المعنون‪" :‬نزاهة الممارسات التجارية"‪ ،‬الفصل الرابع المعنون‪" :‬الممارسات التجارية غير النزيهة"‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 26‬منه على ما يلي‪" :‬تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة المخالفة لألعراف‬
‫حيث ّ‬
‫التجارية النظيفة والنزيهة والتي من خاللها يتعدى عون اقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان‬
‫اقتصاديين آخرين"‪.‬‬

‫عددت هذه الممارسات بموجب المادة ‪ 27‬منه كالتالي‪" :‬تعتبر ممارسات تجارية غير نزيهة في‬ ‫فيما ّ‬
‫مفهوم أحكام هذا القانون السيما منها الممارسات التي يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬تشويه سمعة عون اقتصادي منافس بنشر معلومات سيئة تمس بشخصه أو بمنتوجاته أو خدماته‪،‬‬
‫‪-2‬تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم‬
‫به‪ ،‬قصد كسب زبائن هذا العون إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك‪،‬‬
‫‪-3‬استغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها‪،‬‬
‫‪-4‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون اقتصادي منافس خالفا للتشريع المتعلق بالعمل‪،‬‬
‫‪-5‬االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب‬
‫العمل أو الشريك القديم‪،‬‬
‫‪-6‬إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس وتحويل زبائنه باستعمال طرق غير نزيهة كتبديد أو‬
‫تخريب وسائله اإلشهارية واختالس البطاقيات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث اضطراب بشبكته‬
‫للبيع‪،‬‬
‫‪-7‬اإلخالل بتنظيم السوق وإحداث اضطرابات فيها‪ ،‬بمخالفة القوانين و‪/‬أو المحظورات الشرعية‪،‬‬
‫وعلى وجه الخصوص التهرب من االلتزامات والشروط الضرورية لتكوين نشاط أو ممارسته أو إقامته‪،‬‬

‫‪82‬‬
‫‪-8‬إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرته خارج األعراف‬
‫والممارسات التنافسية المعمول بها‪".‬‬

‫يتّضح من خالل المادتين السابقتين‪ ،‬أ ّن الممارسات التجارية غير النزيهة‪ ،‬هي تلك الممارسات المخالفة‬
‫لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة‪ ،‬التي يتعدى من خاللها عون اقتصادي على مصالح عون آخر أو عدة‬
‫أعوان اقتصاديين آخرين‪.‬‬

‫كما يمكننا استنتاج معيارين أساسيين تتحدد من خاللهما الممارسات التجارية غير النزيهة‪ ،‬ويتمثالن‬
‫في‪ :‬مخالفة األعراف التجارية النزيهة والنظيفة‪ ،‬والمساس بمصالح أعوان اقتصاديين آخرين‪.‬‬

‫إضافة إلى الممارسات غير النزيهة المذكورة في المادة ‪ 27‬أعاله‪ ،‬اعتبرت المادة ‪ 28‬من القانون رقم‬
‫أن‬
‫‪ 02-04‬اإلشهار التضليلي‪ ،‬إشها ار غير شرعي وممنوع‪ ،‬وممارسة تجارية غير نزيهة أيضا‪ ،‬على اعتبار ّ‬
‫المادة ‪ 28‬وردت تحت الفصل الرابع من هذا القانون المعنون‪" :‬الممارسات التجارية غير النزيهة"‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التعريف الفقهي للممارسات التجارية غير النزيهة‪:‬‬

‫لم يرد في الفقه الجزائري المتخصص تعريف صريح للممارسات التجارية غير النزيهة‪ ،‬غير أنه وردت‬
‫بشأنها بعض التعاريف في بعض المؤلفات المتعلقة بحماية المحل التجاري بصفة هامشية مختصرة‪ ،‬ونجد‬
‫معظم هذه التعاريف تتمحور حول الفكرة نفسها بكون الممارسات التجارية غير النزيهة هي تلك الممارسات‬
‫التي يمارسها العون االقتصادي‪ ،‬وتكون منافية للقانون والعادات واألعراف التجارية‪ ،‬التي من شأنها أن تضر‬
‫بغيره من األعوان االقتصاديين‪.‬‬

‫عرفها به الفقيه الفرنسي ‪،ROUBIER‬‬


‫أن الفقه الفرنسي عناها بالدراسة والتعريف‪ ،‬من بينها ما ّ‬
‫في حين ّ‬
‫بأنها‪" :‬تلك‬ ‫الذي كان له الدور في وضع نظرية المنافسة غير المشروعة في القانون الفرنسي‪ ،‬والذي ّ‬
‫عرفها ّ‬
‫الممارسات التي تكون في إطار تنافسي بين المؤسسات‪ ،‬هدفها كسب زبائن بطرق مخالفة لألعراف النظيفة‬
‫في الوسط التجاري"‪.1‬‬

‫وذكر هذا األخير‪ ،‬بعض صورها الشائعة في السوق التنافسية‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬مثالها‪:‬‬
‫تشويه سلعة المنافس‪ ،‬إحداث اللبس وبث االضطراب في السوق أوفي تنظيم المنافس‪ ،‬ثم أضاف الفقيه‬
‫‪ SAINT-GAL. Y‬ممارسة التطفل كصورة أخرى للمنافسة غير المشروعة‪.2‬‬

‫‪ -1‬مفتاح براشمي‪ ،‬منع الممارسات التجارية غير النزيهة في القانون الجزائري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة للحصول على درجة‬
‫دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص قانون األعمال المقارن‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2‬محمد بن أحمد‪،2018/2017 ،‬‬
‫ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬مفتاح براشمي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪83‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات المشابهة لها‪:‬‬

‫سنتناول من خالل هذا الفرع تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير‬
‫(أوال) فتمييزها عن ممارسة األسعار غير الشرعية (ثانيا)‪ ،‬ثم تمييزها عن الممارسات التعاقدية التعسفية‬
‫الشرعية ّ‬
‫والممارسات التجارية التدليسية (ثالثا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير الشرعية‪:‬‬

‫أن المشرع قد اعتبر الممارسات التجارية غير النزيهة‪ ،‬تلك الممارسات التي يعتدي‬
‫سبق التوضيح ّ‬
‫بموجبها عون اقتصادي على عون اقتصادي آخر‪ ،‬أو على عدة أعوان اقتصاديين‪ ،‬من خالل مخالفته لألعراف‬
‫التجارية‪ ،‬ومن ثمة يشكل التصرف تجارة غير نظيفة وغير نزيهة‪ .‬واألعمال التجارية غير النزيهة مختلفة‬
‫ومتعددة ال يمكن حصرها وقد تم ذكرها على سبيل المثال ال الحصر في المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬من القانون رقم‬
‫‪ ،02-04‬من خالل تعداد صورها األكثر شيوعا في السوق التنافسية‪.‬‬

‫أما الممارسات التجارية غير الشرعية‪ ،‬فقد نص عليها المشرع في المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬من القانون‬
‫رقم ‪ ،02-04‬كما سبق بيانه‪ ،‬وهي ممارسات من شأنها أن تؤدي إلى اإلخالل بعالقة العون االقتصادي‬
‫بالمستهلك‪ ،‬وتمتد كذلك لعالقة األعوان االقتصاديين فيما بينهم‪ .‬غير ّأنه في الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫أولى المشرع اهتمامه بحماية عالقة األعوان االقتصاديين فيما بينهم من الممارسات المخالفة لألعراف التجارية‬
‫النظيفة والنزيهة‪ ،‬ومنه حماية مناخ السوق التنافسي‪ ،‬وتبعا لذلك يحمى المستهلك كطرف أخير‪.‬‬

‫باإلضافة إلى اختالف مقدار الغرامة المالية المقررة لكل منهما‪ ،‬حيث بناء على أحكام المادتين ‪35‬‬
‫و‪ 38‬من القانون رقم ‪ 02-04‬يقدر الحد األدنى للغرامة المالية بالنسبة للممارسات التجارية غير الشرعية بـ‬
‫أن الحد األدنى لغرامة الممارسات التجارية غير النزيهة تقدر بـ ‪ 50.000‬دج‪.‬‬
‫‪ 100.000‬دج في حين ّ‬
‫أن الغرامة المقررة للممارسات التجارية غير الشرعية‬
‫أما فيما يخص الحد األقصى للغرامة المالية‪ ،‬نجد ّ‬
‫مقدرة بـ ‪ 3.000.000‬دج‪ ،‬في حين أن الحد األقصى لغرامة الممارسات التجارية غير النزيهة مقدرة بـ‬
‫ـ‪ 5.000.000‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن ممارسة أسعار غير شرعية‪:‬‬

‫ظم المشرع ممارسة األسعار غير الشرعية في المواد ‪ 22 ،22‬مكرر و‪ 23‬من القانون رقم ‪02-04‬‬
‫نّ‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬بينما نظمت الممارسات التجارية غير النزيهة في المواد ‪ 28 ،27 ،26‬من القانون السالف‬
‫الذكر كما سبق بيانه‪.‬‬

‫وتعتبر ممارسة أسعار غير شرعية‪ ،‬بناء على المواد المذكورة أعاله‪ ،‬متى كان العون االقتصادي في‬
‫إحدى الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬عدم االلتزام بتطبيق هوامش الربح واألسعار المحددة أو المسّقفة والمصادق عليها‪،‬‬

‫‪ -‬عدم إيداع تركيبة األسعار‪،‬‬

‫‪ -‬القيام بالمناورات والممارسات التي ترمي إلى القيام بتصريحات مزيفة بأسعار التكلفة قصد التأثير على‬
‫هوامش الربح وأسعار السلع والخدمات المحددة أو المسّقفة‪،‬‬

‫‪ -‬إخفاء الزيادات غير الشرعية في األسعار‪،‬‬

‫‪ -‬تشجيع غموض األسعار والمضاربة في السوق‪،‬‬

‫‪ -‬إنجاز معامالت تجارية خارج الدوائر الشرعية للتوزيع‪...‬إلخ‬

‫تقدر الغرامة المالية المقررة للممارسات التجارية‬


‫كما تختلف الجزاءات المقررة لكلتا الممارستين‪ ،‬حيث ّ‬
‫أما غرامة ممارسة أسعار غير شرعية فتقدر بـ‬ ‫غير النزيهة بـ ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 5.000.000‬دج‪ّ .‬‬
‫‪20.000‬دج إلى ‪ 10.000.000‬دج‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجــارية التدليــسية والممارسات‬
‫التعاقدية التعسفية‪:‬‬
‫‪ -1‬الممارسات التجارية التدليسية‪ :‬وهي الممارسات التي منعها المشرع على األعوان االقتصاديين‬
‫بموجب المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 02-04‬والتي ترمي إلى‪:‬‬
‫‪ -‬دفع أو استالم فوارق مخفية للقيمة‪،‬‬
‫‪ -‬تحرير فواتير وهمية وفواتير مزيفة‪،‬‬
‫‪ -‬إتالف الوثائق التجارية والمحاسبية وإخفائها أو تزويرها قصد إخفاء الشروط الحقيقية للمعامالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وكذا ما نصت عليه المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬حيث منعت المادة على التجار حيازة‪:‬‬
‫‪ -‬منتوجات مستوردة أو مصنعة بصفة غير شرعية‪،‬‬
‫‪ -‬مخزون من المنتوجات بهدف تحفيز االرتفاع غير المبرر لألسعار‪،‬‬
‫‪ -‬مخزون من منتوجات خارج موضوع تجارتهم الشرعية قصد بيعه‪.‬‬

‫ويهدف المشرع من خالل منعه لهذه الممارسات حماية المستهلك أو العون االقتصادي على حد السواء‪،‬‬
‫في حين أن قصد المشرع بالنسبة للممارسات التجارية غير النزيهة هو حماية العون االقتصادي من الجو‬
‫التنافسي غير المشروع‪ ،‬وما ينتج عنه من إخالل لنظام المؤسسة والسوق بصفة عامة‪ ،‬كما سبق شرحه‪.‬‬

‫أما فيما يخص مقدار الغرامة المالية المقررة للممارسات التدليسية‪ ،‬فنجدها أكبر من الغرامة المفروضة‬
‫تغرم المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المخالف‬ ‫للممارسات التجارية غير النزيهة السابق ذكرها‪ ،‬بحيث ّ‬
‫بغرامة تتراوح ما بين ‪ 300.000‬دج إلى ‪10.000.000‬دج وهذا نظ ار لحساسية هذه الممارسات‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -2‬الممارسات التعاقدية التعسفية‪:‬‬

‫عرف القانون رقم ‪ 02-04‬الشرط التعسفي في المادة ‪ 03‬منه في فقرتها ‪ 05‬على أنه‪" :‬شرط تعسفي‪:‬‬
‫ّ‬
‫كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو عدة بنود أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر‬
‫بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد"‪.‬‬

‫أي هو كل شرط موجود في العقد ينتج عنه أو عليه عدم توازن واضح بين حقوق والتزامات األطراف‬
‫والتي عادة يأخذون وصف المستهلك والمتدخل (عون اقتصادي) في إطار عقد االستهالك‪ ،‬فتتمثل في منح‬
‫هذا األخير امتيازات نتيجة استخدامه لقوته االقتصادية في مواجهة المستهلك الطرف الثاني والضعيف في‬
‫العقد‪.‬‬

‫أن المشرع في القانون المدني يقرر حماية خاصة للمتعاقد بصفة عامة‪ ،‬برغم من‬ ‫وما يمكن مالحظته ّ‬
‫أنها خاصة بعقود اإلذعان‪ ،‬بحيث يجوز للقاضي التدخل في بنود العقد للقيام بالتعديل في الشروط التعسفية‬
‫أو يمكن له أن يعفي الطرف المذعن منها‪ ،‬ويعتبر هذا الحكم من النظام العام‪ ،‬حيث كل اتفاق يقضي بخالف‬
‫ذلك يعد باطال‪ .1‬بينما قلل المشرع من هذه الحماية وحصرها في العقود المتعلقة بالمستهلك في المادة ‪ 30‬من‬
‫قانون الممارسات التجارية والتي يمكن فرضها من قبل البائع على المستهلك‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬وكذا المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪306-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2006‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين‬
‫والبنود التي تعتبر تعسفية‪ ،2‬البنود والشروط التي تعد تعسفية‪ ،‬وحصرت نطاقها في العقود بين المستهلك والبائع‬
‫فحسب‪ ،‬على خالف الممارسات التجارية غير النزيهة التي يعد طرفيها من األعوان االقتصاديين‪.‬‬

‫أما فيما يخص الغرامة المالية جراء المخالفات المتعلقة بالممارسات التعاقدية التعسفية فإنها هي نفسها‬
‫تلك المقررة للمخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية غير النزيهة طبقا لنص المادة ‪ 38‬من القـ ـ ـ ـان ـون رق ـ ـم‬
‫‪.02-04‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫صور الممارسات التجارية غير النزيهة‬

‫يمكن تصنيف الممارسات التجارية غير النزيهة المنصوص عليها في المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬من القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬إلى ممارسات تهدف إضعاف العون االقتصادي المنافس (فرع أول)‪ ،‬وممارسات تهدف إلى‬
‫االستفادة من تفوق العون االقتصادي المنافس (فرع ثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬


‫‪ -2‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 56‬الصادر في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2006‬ص ‪.16‬‬

‫‪86‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫الممارسات التي تهدف إلضعاف العون االقتصادي المنافس‬

‫قد تهدف بعض الممارسات التجارية غير النزيهة المنصوص عليها في قانون الممارسات التجارية والتي‬
‫يقوم بها بعض األعوان االقتصاديون إلى إضعاف عون اقتصادي‪ ،‬أو أعوان اقتصاديون منافسون‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫(أوال)‪ ،‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون منافس (ثانيا)‪،‬‬
‫األخيرة في تشويه سمعة عون اقتصادي منافس ّ‬
‫االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب العمل أو‬
‫الشريك القديم (ثالثا) وإحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس أو في تنظيم السوق (رابعا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬تشويه سمعة عون اقتصادي منافس‪:‬‬

‫تعتبر هذه الممارسة من أبرز صور الممارسة التجارية غير النزيهة الهادفة إلى اإلضرار بالمتنافسين في‬
‫السوق‪ ،‬فالتشويه )‪ (Le dénigrement‬عبارة عن محاولة العون االقتصادي تغيير الصورة أو النظرة الحسنة‬
‫التي رسخت في أذهان المستهلكين بشأن العون االقتصادي اآلخر المنافس له‪ ،‬نتيجة تعاملهم المباشر معه أو‬
‫من خالل ما شاع عنه من سمعة طيبة في السوق‪ ،‬وذلك عن طريق تشويه سمعته بنشر معلومات سيئة تمس‬
‫بشخصه أو بمنتجاته أو بخدماته‪.1‬‬

‫‪ -1‬تشويه سمعة عون اقتصادي من خالل المساس بشخصه‪:‬‬

‫يقوم مرتكب الفعل غير النزيه بالتعرض لشخصية العون االقتصادي المنافس‪ ،‬ويمكن أن يتخذ هذا‬
‫التعرض الصور المادية التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬المساس باالئتمان أو االعتبار الشخصي للمنافس‪ :‬مثاله ما يصدر عن أحد المنافسين من إشاعات‬
‫أن العون المنافس ال يتصف باألمانة والشرف أو أخبار تتعلق بحياته الشخصية بأنه مثال من‬ ‫كإدعاء ّ‬
‫متعاطي المخدرات‪ ،‬أو نشر أقوال أو تلميحات من شأنها أن تبث الشك في حالته المالية‪ ،‬باإلدعاء أنه‬
‫أن شركته في حالة تصفية‪...‬الخ‪.‬‬
‫على وشك اإلفالس وغير قادر على الوفاء‪ ،‬أو ّ‬
‫كما يمكن أن يكون التشويه في شخص التاجر أو العون االقتصادي من خالل إجراءات قضائية كيدية‪،‬‬
‫مثل دعاوى اإلفالس الكيدية‪.2‬‬

‫ب‪-‬المساس بسمعة وشرف العون االقتصادي المنافس من خالل التعييب بجنسيته أو ديانته أو‬
‫جنسه‪ :‬ومثاله أن يقوم المنافس بالتشكيك في عقيدته الدينية مثال ببعث الشك في نفوس جمهور المستهلكين‬

‫‪ -1‬عمار مزهود‪ ،‬دعوى المنافسة غير المشروعة كآلية لحماية العون االقتصادي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ -1945‬قالمة‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري)‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.186‬‬

‫‪87‬‬
‫أن المنافس الذي يمارس بيع اللحوم ملحد في بلد مسلم يذبح ذبائحه وفق الشريعة االسالمية‪ ،‬وقد تكون اإلساءة‬
‫تتعلق بأمور أخرى كاالنتماء السياسي‪ ،‬أو التشهير باالنتماء إلى جنسية دولة معادية‪ ،‬وهذا يكون خاصة في‬
‫أوقات التوتر السياسي أو الحروب‪.‬‬

‫‪ -2‬تشويه سمعة عون اقتصادي من خالل المساس بمنتوجاته وخدماته‪:1‬‬

‫يتم هذا المساس من خالل عدة صور منها المباشرة وغير المباشرة‪:‬‬

‫أ‪ -‬التشويه المباشر‪ :‬يكون التشويه مباش ار متى كان موضوعه محددا دقيقا ويكون بذلك سهل اإلثبات‪،‬‬
‫كإطالق ادعاءات كاذبة تنطوي على قصد واضح اتجاه العون االقتصادي المنافس للتشكيك في‬
‫منتوجاته أو اإلشارة إليها في منشوراته أو ملصقاته بأسمائها بصورة علنية على ّأنها أقل جودة من‬
‫منتجاته أو وصف منتوجات منافسيه بأنها ثانوية أو غير ذلك من أفعال التشويه‪.‬‬

‫ب‪ -‬التشويه غير المباشر‪ :‬يكون متى قدم في شكل قالب يخفي ممارسة التشويه مما يجعل إثباته‬
‫صعبا نوعا ما‪ ،‬إذ يأخذ هذا النوع من التشويه أشكاال أكثر تنوعا من التشويه المباشر باعتباره يعتمد‬
‫في الغالب على نقد الظاهرة الموضوعية‪ ،‬أو ما يسمى باإلشهار المقارن أو الدعاية المقارنة‪ ،‬كتقديم‬
‫دراسات مقارنة بين المؤسسة وتلك العائدة للمنافس على أساس أن في ذلك توعية وتنوير لعموم‬
‫المستهلكين‪.‬‬

‫ومن أساليب التشويه غير المباشر في الحياة العملية‪:‬‬

‫‪ ‬مقارنة الجودة‪ :‬حيث أنه وإن كان مسموحا للتاجر مدح نوعية منتجاته بوصفها األحسن‪ ،‬إالّ ّأنه ال‬
‫يقبل منه أن يعيب تلك التي لغيره من المنافسين بوصفها معروضات ثانوية والنصح بتحاشي شراءها‬
‫مثال‪.‬‬

‫حد ذاته إخالال‪ ،‬ما يشكل اإلخالل هو‬


‫‪ ‬مقارنة األسعار‪ :‬إعالن التاجر عن أسعار أقل ال يعد في ّ‬
‫اقتران هذا اإلعالن باإلشارة إلى أنه أرخص سع ار من سعر منافسيه‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون منافس‪:‬‬

‫يجوز للعامل ترك العمل لدى المحل الذي كان يعمل به‪ ،‬وال يوجد خطأ أيضا في أن يبحث هذا العامل‬
‫عن عمل عند عون اقتصادي آخر ولو كان منافسا للعون االقتصادي الذي كان يعمل لديه‪.‬‬

‫إالّ أن قيام عون اقتصادي منافس بجلب متعاقدين لدى عون اقتصادي آخر بعقد مكتوب أو غير‬
‫مكتوب‪ ،‬من خالل إغرائهم باستخدام طرق مخالفة لقانون العمل‪ ،‬وذلك بتقديم مكافآت كبيرة ومرتفعة ووعود‬
‫مادية‪ ،‬أو حتى بالضغط عليهم‪ ،‬بهدف اإلضرار بالمنافس‪ ،‬يعد ممارسة تجارية غير نزيهة بنص المادة ‪27‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.103-102‬‬

‫‪88‬‬
‫الفقرة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 02-04‬التي تنص على‪" :‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون اقتصادي منافس‬
‫خالفا للتشريع المتعلق بالعمل"‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب‬
‫العمل أو الشريك القديم‪:‬‬

‫تنص الفقرة ‪ 05‬من المادة ‪ 27‬على منع الممارسات التي يقوم من خاللها العون االقتصادي باالستفادة‬
‫من األسرار المهنية بصفة أجير أو شريك للتصرف فيها‪ ،‬بقصد اإلضرار بصاحب العمل أو شريك قديم‪.‬‬

‫أجير‬
‫ا‬ ‫كأصل عام يحق للعون االقتصادي في االستفادة من األسرار المهنية لنفسه التي اكتسبها بصفته‬
‫أن المشرع منع عليه التصرف فيها على نحو يقصد به اإلضرار برب العمل أو‬
‫قديما أو شريكا قديما‪ ،‬غير ّ‬
‫الشريك السابق‪.‬‬

‫وعليه فإ ن القيام بهذه الممارسة التجارية غير النزيهة وفق هذه الصورة يتطلب توافر عنصران‪ ،‬عنصر‬
‫االستفادة من األسرار المهنية‪ ،‬وعنصر التصرف فيما اكتسبه من معارف وأسرار بقصد اإلضرار برب العمل‬
‫أو الشريك القديم‪ ،‬أي ضرورة توافر نية اإلضرار‪ ،‬في حين لم يشترط أن يكون العون االقتصادي المعتدى على‬
‫أس ارره منافسا للعون المعتدي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس أو في تنظيم السوق‪:‬‬

‫منع المشرع كل ممارسة من شأنها إحداث اضطراب في تنظيم عون اقتصادي منافس أو تنظيم السوق‬
‫بشكل عام‪.‬‬

‫إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس‪ :‬تنص المادة ‪ 27‬في فقرتها ‪ 06‬من القانون‬ ‫أ‪-‬‬
‫رقم ‪ 02-04‬على‪" :‬إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس وتحويل زبائنه باستعمال طرق غير نزيهة‪،‬‬
‫كتبديد أو تخريب وسائله اإلشهارية واختالس البطاقيات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث‬
‫اضطراب بشبكة البيع"‪.‬‬

‫إن وسائل بث الفوضى في منشأة المنافس متعددة‪ ،‬إما بخلق اضطراب في مؤسسة عون اقتصادي آخر‬
‫أو يكون باالعتداء الداخلي التنظيمي على مشروع المنافس‪ ،‬والهدف منها استقطاب وجذب زبائنه لها‪.1‬‬

‫إالّ أن المادة ‪ 27‬المذكورة أعاله‪ ،‬خصت بالذكر كل من التبديد وتخريب الوسائل اإلشهارية واختالس‬
‫البطاقيات والطلبيات وممارسة السمسرة غير القانونية أو إحداث اضطراب في عملية البيع‪.‬‬

‫ويتحقق فعل تبديد الوسائل اإلشهارية للمنافس بإعدام تلك الوسائل وإبعادها عن وظيفتها األساسية في‬
‫أما التخريب فيكون غالبا بتمزيق الملصقات اإلشهارية الموجودة على الجدران أو‬
‫اإلشهار‪ ،‬كسرقتها أو رميها‪ّ ،‬‬

‫‪ -1‬علي حسين يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1975 ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪89‬‬
‫تكسير اللوحات الضوئية اإلشهارية أو حرقها‪ ،‬واستعمال أي مادة أو آلة تؤدي إلزالة الكتابة اإلعالنية الموجودة‬
‫عليها أو إلصاق اشهاراته عليها وإخفائها‪...‬إلخ‪.1‬‬

‫كذلك استعمل المشرع لفظ اختالس‪ ،‬الذي يعني به نقل الشيء أو نزع حيازة الشيء من صاحبه إلى‬
‫حيازة المختلس‪ ،‬ويتعلق االختالس هنا بالبطاقيات التي تخص الزبائن‪ ،‬أو اختالس الطلبيات التي تثبت التماس‬
‫الزبون تموينه بسلعة أو خدمة معينة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى السمسرة غير القانونية‪ ،‬وهي مخالفة السمسار قاعدة تشريعية أو تنظيمية أو عرفية‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫إقناع زبائن العون االقتصادي أن يقطعوا عالقاتهم معه ويقتنوا سلعهم من المنافس الثاني الذي طلب السمسار‪،‬‬
‫فهذا التصرف يعد مخالفا لألعراف المهنية‪ ،‬ومخالفة للحديث النبوي الشريف‪" :‬ال يبيع أحدكم على بيع أخيه‬
‫وال يخطب على خطبة أخيه‪ ،‬إالّ أن يأذن له"‪.2‬‬

‫أما فيما يتعلق بإحداث اضطراب بشبكة بيع العون االقتصادي المنافس‪ ،‬مثاله ما يؤديه البيع بالتخفيض‬
‫ّ‬
‫والبيع بخسارة من إخالل بتنظيم تاجر معين والسوق التنافسية عامة‪.‬‬

‫والهدف من كل هذه األعمال هي إحداث اضطراب في نشاط العون االقتصادي المنافس‪ ،‬والسعي إلى‬
‫توقف العمالء عن الذهاب والشراء من محله‪ ،‬وتحويلهم إلى محله الخاص‪ ،‬أو محل آخر‪ ،‬مما يؤدي إلى إلحاق‬
‫به ضرر جراء تراجع مبيعاته وبالتالي تضرر نشاطه التجاري ونقص أرباحه‪.‬‬

‫اإلخالل بتنظيم السوق‪ :3‬قد يتجاوز التأثير التنافسي غير المشروع حدود التنظيم الخاص‬ ‫ب‪-‬‬
‫بالعون االقتصادي المنافس منفردا إلى تنظيم السوق في مجمله بشأن نشاط مهني معين‪ ،‬وتقوم هذه الحالة‬
‫عادة بانتهاك القواعد السارية المفعول مما يؤدي إلى فوضى في السوق‪ ،‬ألنه يعطي العون االقتصادي الذي لم‬
‫يتقيد بالتنظيم نفعا على حساب منافسيه‪.‬‬
‫فالعون االقتصادي الذي يمارس نشاطا دون التقيد بالقواعد اإلدارية والضريبية الواقعة على عاتق األعوان‬
‫اآلخرين مثال‪ ،‬يجد نفسه مفضال بالنسبة لمنافسيه‪ ،‬مما يؤدي به إلى تخفيض أسعار السلع والخدمات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الممارسات التي تهدف إلى االستفادة من تفوق المنافسين‬

‫يتعلق األمر بتلك الممارسات غير النزيهة التي يهدف العون االقتصادي من خاللها إلى االستفادة من‬
‫سمعة منافسيه وتفوقهم‪ ،‬من خالل القيام بتصرفات من شأنها إحداث اللبس والخلط في ذهن المستهلك ( ّأوال)‬

‫‪ -1‬صبحي نجم محمد‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬ط ‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.114‬‬
‫‪ -2‬محمد بن يزيد بن ماجة القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج ‪ ،2‬حققه محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.732‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115-114‬‬

‫‪90‬‬
‫أو من خالل التطفل التجاري (ثانيا) أو إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون‬
‫اقتصادي(ثالثا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬الممارسات التي تحدث الخلط واللبس في ذهن المستهلك‪ :‬تتمثل هذه الممارسات في التقليد‬
‫واإلشهار التضليلي‪.‬‬

‫‪ -1‬التقليد‪ :‬يشمل التقليد وفقا لنص المادة ‪ 2/27‬من القانون رقم ‪ 02-04‬تقليد العالمات المميزة لعون‬
‫اقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم به‪ ،‬قصد كسب زبائن العون‬
‫إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك‪.‬‬

‫أ‪ -‬تقليد العالمة‪:‬‬

‫تعد العالمة التجارية أحد أهم العناصر المعنوية التي يتكون منها المحل التجاري‪ ،‬ألنها وسيلة مهمة‬
‫الجتذاب الجمهور‪.‬‬

‫انطالقا من األهمية التي تكتسيها العالمة التجارية يعمد بعض األعوان االقتصاديين إلى االعتداء عليها‬
‫بتقليدها قصد إحداث خلط ولبس في ذهن المستهلك ما يحدث إضرار بالعون االقتصادي صاحب العالمة‪،‬‬
‫وهو ما يعد تصرفا مخالفا لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة وللقانون أيضا‪.‬‬

‫عرفت العالمة على أنها‪" :‬اإلشارة التي يتخذها التاجر أو الصانع أو مقدم الخدمات لتمييز منتوجاته‬
‫ّ‬
‫وخدماته عن مثيالتها في السوق" ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ظمت العالمة بموجب األمر رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة ‪ 2003‬المتعلق بالعالمات‪.2‬‬
‫وقد ن ّ‬
‫وعرفت المادة ‪ 02‬منه العالمة بما يلي‪" :‬يقصد بالعالمة كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي ال سيما الكلمات‬
‫ّ‬
‫بما فيها أسماء األشخاص واألحرف واألرقام والرسومات أو الصور واألشكال المميزة للسلع أو توضيبها‬
‫واأللوان بمفردها أو مركبة التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي عن سلع‬
‫وخدمات غيره"‪.‬‬

‫يالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع لم يحصر العالمة في رمز معين‪ ،‬وإنما أجاز للعون االقتصادي‬
‫أن يتخذ أي رمز يراه مناسبا لتمييز منتجاته وخدماته‪ ،‬شرط أن يكون هذا الرمز قابل للتخطيط‪ ،‬أي أن العالمة‬
‫يجب أن تكون مدركة بالعين المجردة‪ ،‬باإلضافة إلى شروط أخرى التي يجب مراعاتها حتى تحظى العالمة‬
‫بالحماية‪.‬‬

‫‪ -1‬زوبير حمادي‪ ،‬حماية اإلشارات المميزة من الممارسات التجارية غير النزيهة على ضوء األحكام التشريعية والممارسة‬
‫القضائية‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪-‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد‬
‫‪ 2‬لسنة ‪ ،2018‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 44‬الصادر في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2003‬ص ‪.22‬‬

‫‪91‬‬
‫عرفت المادة ‪ 26‬من األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬السالف الذكر‪ ،‬جنحة التقليد كالتالي‪:‬‬
‫وقد ّ‬
‫"تعد جنحة تقليد لعالمة مسجلة كل عمل يمس بالحقوق االستئثارية لعالمة قام به الغير خرقا لحقوق صاحب‬
‫العالمة"‪.‬‬

‫فعرف التقليد على ّأنه‪" :‬استعمال أساليب تؤدي إلحداث التباس في ذهن الزبائن بين منتوجات‬
‫أما الفقه ّ‬
‫المؤسسة المنافسة"‪.1‬‬

‫عرفه ب ّأنه‪" :‬تقريب الشبه بين العالمة المقلدة والعالمة الحقيقية من شأنه إحداث اللبس‬
‫وهناك من ّ‬
‫بينهما بحيث يصعب على جمهور المستهلكين التفرقة بين كل منهما"‪.2‬‬

‫ويتحقق تقليد العالمة وفق عدة مظاهر نذكر منها على سبيل المثال‪:3‬‬

‫وجود تشابه من حيث النطق‪ :‬وذلك عن طريق إثارة اللبس في ذهن المستهلك من خالل استخدام‬ ‫‪‬‬
‫تسميات تماثل أو تشبه أو تحاكي تسمية عالمة عون اقتصادي آخر من حيث النطق على الرغم‬
‫من وجود فوارق في الكتابة‪ ،‬مثل‪ "selecta ":‬و"‪.“selecto‬‬
‫وجود تشابه في الشكل الخارجي للعالمة‪ :‬وذلك عن طريق إثارة اللبس في ذهن المستهلك باستخدام‬ ‫‪‬‬
‫رموز أو أشكال تحاكي أو تشبه أو تماثل الشكل الخارجي لعالمة أخرى‪.‬‬

‫والعلة من إحاطة العون االقتصادي بالحماية من تقليد العالمة المميزة له‪ ،‬فيه حماية غير مباشرة‬
‫للمستهلك الذي يحتمل أن يكون ضحية هذا التقليد‪ ،‬بأن يقدم على اقتناء منتوجات توهما منه أنها تحمل نفس‬
‫العالمة الذي يرغب في شراءها‪ .‬وكذا حماية للعون االقتصادي من الضرر الذي يلحقه كون أن هدف المعتدي‬
‫بالتقليد اجتذاب زبائن عون أو أعوان معنيين‪ .‬فالحماية القانونية للعالمة ترمي في آن واحد إلى تأمين الحماية‬
‫لمنتج السلعة أو بائعها والمستهلك لها في الوقت نفسه‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقليد المنتوجات‪:‬‬

‫قد يطال التقليد المنتوجات العائدة إلى المؤسسة المنافسة‪ ،‬فكثي ار ما يطلب الزبون من أحد التجار صنفا‬
‫محددا من البضاعة فيؤكد له هذا األخير توافر السلعة المطلوبة‪ ،‬ولكن يعمد إلى بيعه نوعا آخر يشبهها لونا‬
‫أو شكال أو مذاقا‪.‬‬

‫يقصد بتقليد المنتوجات‪" :‬إعادة اإلنتاج المشابه لجزء أو لكل عناصر عالمة الغير"‪.‬‬

‫‪ -1‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.79‬‬


‫‪ -2‬زينة غانم عبد الجبار الصفار‪ ،‬المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعيةـ دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.67‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.107-105‬‬

‫‪92‬‬
‫ويأخذ تقليد المنتوجات مظهرين‪:1‬‬

‫‪ ‬المظهر األول‪ :‬يتمثل في اعتماد الشكل الخارجي للمنتوجات المنافسة‪ ،‬كأن يرد التقليد مثال على‬
‫صناديق تعبئة المنتجات أو الملصقات‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬المظهر الثاني‪ :‬قد يطول الشكل التجاري الذي يعرض به المنتوج المنافس‪.‬‬

‫ومن شأن عملية تقليد المنتوجات إحداث التباس بين المنتوجات في ذهن المستهلك العادي‪ ،‬قصد كسبه وصرفه‬
‫عن العون االقتصادي المنافس صاحب المنتوجات األصلية‪ ،‬ويعتبر ذلك من قبيل المنافسة غير النزيهة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقليد الخدمات‪:‬‬

‫قد يؤدي تقليد خدمات الغير إلى إحداث التباس لدى الزبائن في معرفة مصدر الخدمة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬

‫خداع المستهلك وإقدامه إلبرام العقد ظنا منه أنه يستفيد من خدمات العون االقتصادي الذي ّ‬
‫تعود التعامل معه‪.‬‬
‫ويعد هذا التقليد محاولة لكسب زبائن هذا األخير بطريقة غير مشروعة‪ ،‬وهي ممارسة تجارية غير نزيهة‪.‬‬

‫د‪ -‬تقليد اإلشهار‪:2‬‬

‫أحيانا قد يتميز المنتوج ال بعالمته أو شكله الخارجي فحسب‪ ،‬إنما بالطريقة الترويجية التي يعرض بها‬
‫أي اإلشهار خاص به‪ ،‬مما يجعل تقليد تلك الطريقة في اإلشهار باعثا على خلق اللبس في ذهن المستهلك‪.‬‬

‫يقصد باإلشهار حسب نص المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪" :02-04‬كل إعالن يهدف بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة إلى ترويج بيع السلع والخدمات مهما كان المكان أو وسائل االتصال المستعملة"‪.‬‬

‫من خالل هذه المادة يتضح أن اإلشهار يرتبط بثالث عناصر‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعالن‪" :‬الذي يعد نشاطا يعمل على عرض منتج أو خدمة ما للعامة بأي وسيلة من وسائل‬
‫اإلعالن بطريقة مغرية ومثيرة لقاء أجر بهدف جذب انتباههم إليه تحفي از لهم على التعاقد من أجل‬
‫تحقيق الربح"‪.‬‬
‫‪ -‬الترويج‪ :‬حيث يقوم اإلشهار التجاري على الترويج لبيع السلع أو الخدمات‪ ،‬سواء كان ذلك بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬فالطبيعة النفعية هي الميزة الجوهرية في اإلشهار التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال وسيلة من وسائل االتصال‪ :‬وهي كل وسيلة اتصال ممكنة وشرعية‪ ،‬كالجرائد والمجالت‪،‬‬
‫وأمواج األثير اإلذاعية‪ ،‬وقنوات التلفزيون‪ ،‬صفحات األنترنيت‪ ،‬الهواتف النقالة‪ ،‬األلواح الضوئية‬
‫والرسائل اإلعالنية والكتالوجات ‪...‬وغيرها من الوسائل المتاحة‪.‬‬

‫ولإلشهار اليوم أهمية بالغة باعتباره بطاقة تعريف ذات كيان خاص مستقل لها تأثير على الزبائن‪،‬‬
‫فبمجرد سماع اإلشهار أو مشاهدته يتذكر الجمهور بصفة آلية منتوج المؤسسة صاحبة اإلشهار‪ ،‬وعليه فإن‬

‫‪ -1‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬خديجي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،126-108‬بتصرف‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫تقليد اإلشهار الذي ينصب على تقليد الفكرة اإلشهارية أو تقليد التقنية اإلشهارية أو األسلوب الدعائي‪ ،‬يشكل‬
‫منافسة غير نزيهة إذا توافرت إمكانية االلتباس لدى المستهلكين‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلشهار التضليلي‪:‬‬

‫يعد اإلشهار وسيلة مهمة يعتمد عليها المعلنون في تحقيق سياستهم التسويقية الترويجية بإحاطة‬
‫المستهلكين بكل المعلومات المتعلقة بالمنتجات والخدمات وإقناعهم بأفضليتها من خالل بيان مزاياها بغية‬
‫التأثير فيهم ودفعهم للتعاقد‪ ،‬فهو المصدر األول للمعلومات التي يتلقاها الشخص عن المنتوجات والخدمات‬
‫لدرجة أنه قد يعتمد المستهلك على ذلك اإلشهار في اتخاذ ق ارره باقتناء تلك المنتوجات‪ ،‬إال أنه في بعض‬
‫األحيان يتجه المعلنون إلى استخدام أساليب تحمل في طياتها تضليال أو تخلق لبسا لدى المستهلك‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف اإلشهار التضليلي‪:‬‬

‫إن المشرع الجزائري شأنه شأن العديد من التشريعات لم ّ‬


‫يعرف اإلشهار التضليلي إنما اكتفى بتحديد‬ ‫ّ‬
‫حاالت التضليل‪ ،‬وهذا بموجب المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 02-04‬حيث نصت على أنه‪" :‬دون اإلخالل‬
‫باألحكام التشريعية والتنظيمية األخرى المطبقة في هذا الميدان‪ ،‬يعتبر إشها ار غير شرعي‪ 1‬وممنوعا‪ ،‬كل‬
‫إشهار تضليلي‪ ،‬السيما إذا كان‪:‬‬
‫‪ -1‬يتضمن تصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل بتعريف منتوج أو خدمة أو‬
‫بكميته أو وفرته أو مميزاته‪،‬‬
‫‪ -2‬يتضمن عناصر يمكن أن تؤدي إلى االلتباس مع بائع آخر أو مع منتوجاته أو خدماته أو نشاطه‪،‬‬
‫‪ -3‬يتعلق بعرض معين لسلع أو خدمات في حين أن العون االقتصادي ال يتوفر على مخزون كاف من تلك‬
‫السلع أو ال يمكنه ضمان الخدمات التي يجب تقديمها عادة بالمقارنة مع ضخامة اإلشهار‪".‬‬

‫حدد الحاالت‬
‫أن المشرع قد استعمل مصطلح اإلشهار التضليلي و ّأنه ّ‬
‫ما يالحظ من استقراء هذه المادة ّ‬
‫أو الصور التي يعتبر فيها اإلشهار تضليليا وغير مشروع وممنوع وذلك على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬حيث‬
‫يفهم ذلك من خالل صياغة المادة باستعمال لفظ "السيما"‪ ،‬كما أنه لم يحدد صفة المستفيد من الحماية‪ ،‬فهي‬
‫موجهة لكل من المستهلك والعون االقتصادي‪ ،‬بينما يكون مرتكب هذه الممارسة التجارية غير النزيهة وفقا‬

‫‪ -‬باستقراء المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المذكورة أعاله‪ ،‬نجدها قد ّ‬


‫صنفت كل إشهار غير شرعي وممنوع كإشهار‬ ‫‪1‬‬

‫تضليلي‪ ،‬السيما بتوافر الشروط المذكورة‪ ،‬مستعملة مصطلح اإلشهار غير الشرعي‪ ،‬مما يوحي وفق هذه التسمية أنه أقرب‬
‫للممارسات التجارية غير الشرعية‪ ،‬غير أن المادة ‪ 38‬من ذات القانون اعتبرته ممارسة تجارية غير نزيهة‪ ،‬ولعل الحكمة من‬
‫ذلك هو أن اإلشهار التضليلي يلحق الضرر باألعوان االقتصاديين المنافسين الذين تم خلق اللبس أو التضليل مقارنة بمنتوجاتهم‬
‫أو خدماتهم‪ ،‬قصد استقطاب زبائنهم بالنصب والخداع‪ ،‬وفي ذلك إخالل باألعراف التجارية النظيفة والنزيهة التي من خاللها‬
‫يتعدى عون اقتصادي على مصالح عون اقتصادي آخر وفقا لنص المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪.20-04‬‬

‫‪94‬‬
‫لمفهوم المادة ‪ 26‬من هذا القانون هو عون اقتصادي‪ ،‬كما ّ‬
‫أن المشرع اعتبر كل من المنتوج والخدمة محال‬
‫لإلشهار التضليلي‪.‬‬
‫أن المشرع قد استهل النص بعبارة "دون اإلخالل باألحكام التشريعية والتنظيمية األخرى‬
‫كما يالحظ ّ‬
‫أن المشرع قد تطرق إلى تنظيم اإلشهار التضليلي بموجب نصوص أخرى‪،‬‬ ‫المطبقة في هذا الميدان"‪ ،‬ما يؤكد ّ‬
‫منها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ ،2013‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة‬
‫بإعالم المستهلك‪ ،1‬إذ تنص المادة ‪ 36‬منه في فقرتها األولى على أنه‪" :‬يجب أال يوصف أو يقدم أي غداء‬
‫بطريقة خاطئة أو مضللة أو كاذبة أو من المحتمل أن يثير انطباعا خاطئا بخصوص نوعه بطريقة تؤدي‬
‫إلى تغليط المستهلك"‪.‬‬

‫وبذلك حظر المشرع اإلشهار الذي من شأنه محاولة تغليط المستهلك وتضليله أو إثارة انطباعات من‬
‫شأنها تغليطه‪ ،‬وهذا ما تم تأكيده وتفصيله في المادة ‪ 60‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378-13‬المذكور أعاله‪،‬‬
‫وبهذا يكون المشرع قد حظر كل إشهار تضليلي يؤدي إلى إيقاع المستهلك في غلط حول عناصر المنتوج‬
‫مراعيا خصائصه وطبيعته‪.2‬‬

‫ب‪ -‬صور اإلشهار التضليلي‪:‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 02-04‬نجد أن المشرع قد نص على صور اإلشهار‬
‫التضليلي‪ ،‬والمتمثلة في‪ :‬اإلشهار المفضي للتضليل‪ ،‬اإلشهار المفضي للبس‪ ،‬واإلشهار المضخم‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقه نجد ما يسمى باإلشهار المقارن الذي وإن كان ال يعد إشها ار تضليليا‪ ،‬إالّ أنه من‬
‫اإلشهارات التي تعد من قبيل الممارسات غير النزيهة كونها تضر العون االقتصادي المنافس الذي قورن منتوجه‬
‫أو خدمته في هذا اإلشهار‪ ،‬بصفة تقلل من قيمته مقارنة بالمنتوج محل المقارنة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشهار المفضي للتضليل‪:3‬‬

‫نصت المادة ‪ 28‬في فقرتها األولى من القانون رقم ‪ 02-04‬على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،58‬الصادر في‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.8‬‬


‫‪ -2‬سارة عزوز‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهار المضلل في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2017/2016 ،1‬ص ‪.62‬‬
‫أن التضليل » ‪ « la tremperie‬س ـ ـ ــلوك من شـ ـ ـ ـ ــأن ـ ـ ــه خ ـ ـ ــداع المتلقـ ـ ــي أم ـ ـ ــا الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذب ‪«le‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة في هذا المقام ّ‬
‫‪3‬‬

‫» ‪ mensonge‬فهو ادعاء مزاعم مخالفة للحقيقة‪ ،‬وإن كان يؤدي إلى نفس النتيجة وهي خداع المتلقي إال أنه أكثر سوءا من‬
‫التضليل‪ ،‬لذا فإن اإلشهار التضليلي يشمل اإلشهار الكاذب‪ ،‬وعليه فإن مفهوم التضليل يشمل كل ما من شأنه خداع المتلقي‪ ،‬لذا‬
‫عادة ما يطلق عليه تسمية اإلشهار الخداع أو الخادع ‪ ،‬راجع بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬هانية ابراهيمي‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك في ظل القانون ‪ 02-04‬المتعلق بالممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون العام‪ -‬فرع التنظيم االقتصادي‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،2013-2012 ،‬ص ص ‪.124-122‬‬

‫‪95‬‬
‫"‪ ...‬يعتبر إشها ار غير شرعي وممنوعا‪ ،‬كل إشهار تضليلي‪ ،‬السيما إذا كان‪:‬‬
‫‪ -‬يتضمن تصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل بتعريف منتوج أو خدمة‬
‫أو بكميته أو وفرته أو مميزاته‪"...‬‬
‫أن المشرع استعمل مصطلح التضليل فيما لم يشرط وقوع التضليل فعال‪ ،‬بل‬
‫يظهر من خالل هذه الفقرة ّ‬
‫اكتف أن يكون اإلشهار من شأنه أن يؤدي إلى التضليل العتباره غير مشروع وممنوع‪ ،‬فالعبرة بمضمون‬
‫اإلشهار بغض النظر عن النتائج المرجوة منه وذلك تكريسا لحماية المستهلك من اإلشهار المضلل‪ ،‬فيما لم‬
‫يشترط المشرع قصد التضليل الركن المعنوي المتمثل في النية اإلجرامية‪ ،‬بل اكتف بالركن المادي المتمثل في‬
‫أن يكون اإلشهار متضمنا لتصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل‪ ،‬أي أنه يعنى‬
‫بالمعلومة المضللة إلرادة المتلقي ال بالنتيجة اإلجرامية‪ ،‬حيث يرد التضليل وفقا لهذه الصورة على مدى وفرة‬
‫المنتوج أو الخدمة من عدمهما وكذا بشأن كفايتهما‪ ،‬ومميزاتهما أو بتعريفهما‪.1‬‬

‫ومن األمثلة عن اإلشهارات التي من شأنها أن تفضي إلى التضليل نجد‪:2‬‬

‫‪ -‬يعتبر إشها ار مضلال كتابة على بطاقات المالبس تفيد أنها أصلية في حين أنها مقلدة‪،‬‬

‫‪-‬اإلعالن الذي يظهر بخط واضح وعريض أن البيع يتم بالتقسيط خالل ‪ 18‬أشهر بدون فوائد‪ ،‬بينما‬
‫كتب تحت هذه الكتابة بخط صغير جدا عبارة أخرى مفادها أن العرض يخص الذين يشرون بضائع تزيد قيمتها‬
‫عن مبلغ معين وبعد تقديم ملف يتم دراسته من طرف البائع‪،‬‬

‫‪ -‬كما أعتبر إشها ار مضلال ذلك الذي تدعي فيه شركة معينة أنها تنفرد بإنتاج سلعة ما أو تقديم خدمة‬
‫معينة ذات مواصفات متميزة ثم تبين أن ثمة منتجون آخرون لهم نفس القدرات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشهارات التي تستعمل النجوم والمشاهير أو الخبراء والمختصين ليقروا صحة ما ورد باإلشهار من‬
‫مواصفات وخصائص متميزة للخدمة أو المنتوج انطالقا من تجربتهم الشخصية ثم يتبين خالف ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬كما يفضي اإلشهار للتضليل إذا استعمل عبارات عامة وفضفاضة أو غامضة أو مختصرة مثال "نبيع‬
‫بأسعار خاصة" أو "بثمن خيالي" فهذه العبارات قد تفضي إلى تضليل المستهلك إن لم تكن دقيقة‪.‬‬

‫وإن كان التضليل في األمثلة السابقة يتم بفعل إيجابي‪ ،‬فإنه يتحقق كذلك بالترك أي باتخاذ موقف سلبي‬
‫يؤدي إلى حجب المعلومات الالزمة إلظهار الحقيقة الكاملة للمنتج المعلن عنه‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬اإلعالن الذي من‬
‫شأنه ترك انطباعا بأن المشتري يمكن أن يستفيد من الضمان مجانا لمدة معينة ثم يتبين أن هناك وثيقة ملحقة‬
‫بعقد البيع يجب توقيعها تتضمن زيادة في الثمن الستحقاق الضمان مما يجعله ضمانا بمقابل وليس مجانيا كما‬
‫ورد في اإلعالن‪.3‬‬

‫‪ -1‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.130-129‬‬

‫‪96‬‬
‫وبالرجوع إلى معيار تقدير التضليل نجد المشرع الجزائري قد أخذ بالمعيار الموضوعي الذي يعتمد على‬
‫تجريد متلقي اإلعالن من ظروفه الشخصية‪ ،‬حيث يوضع المتلقي موضع الشخص العادي الذي يمثل جمهور‬
‫الناس‪ ،‬أي أن التضليل في اإلشهار ال يتحقق إال إذا كان من شأنه خداع المتلقي العادي‪.1‬‬

‫‪ ‬اإلشهار المفضي إلى الّلبس‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 28‬في الفقرة الثانية على أنه‪ ..." :‬يعتبر إشها ار تضليليا غير شرعي وممنوعا إذا كان‬
‫يتضمن عناصر يمكن أن تؤدي إلى االلتباس مع بائع آخر أو منتوجاته أو خدماته أو نشاطه‪."..‬‬

‫ويعرف الفقه االلتباس بأنه تلك الرغبة التي تتملك التاجر أو الصانع أو عارض الخدمات في أن يحل‬
‫محل منافسه في الثقة التي يحظى بها لدى جمهور المستهلكين وتحويل زبائن هذا األخير نحوه أو على األقل‬
‫صرفهم عن منافسه‪.2‬‬

‫ويولد اإلشهار المفضي إلى اللبس الشك واألوهام في ذهن المستهلك‪ ،‬فيقدم على اقتناء ما لم يقصد‬
‫اقتناءه من سلع وخدمات‪ ،‬أو التعاقد مع من لم يكن ينوي التعاقد معه‪ ،‬فتحيد بذلك إرادته عن منحاها الصحيح‬
‫نتيجة لما لحقها من بلبلة وتشويش‪ ،‬ويكون كذلك إذا كان اإلشهار يضمن عناصر تقلد أو تحاكي أو تشبه‬
‫عناصر تميز منتوج أو سلعة أو نشاط بائع آخر‪.3‬‬

‫لم يشترط المشرع وقوع اللبس فعليا‪ ،‬بل يكفي إمكانية حدوثه في المستقبل‪ ،‬وعليه على غرار اإلشهار‬
‫المفضي للتضليل‪ ،‬تعتبر جريمة اإلشهار المفضي إلى اللبس جريمة مادية تفتقر إلى الركن المعنوي المتمثل‬
‫في النية اإلجرامية‪.‬‬

‫وقد قصد المشرع بحظره لهذا اإلشهار حماية رضا المستهلك بأن يكون اختياره حر ونزيه ال يشوبه أي‬
‫لبس‪.4‬‬

‫أن المشرع في الصورة األولى ركز‬‫إن الفرق بين اإلشهار المفضي للتضليل والمفضي إلى اللبس وهو ّ‬‫ّ‬
‫على ضرورة أن تكون بيانات اإلشهار صادقة تدل بدقة على تعريف المنتوج أو الخدمة والرغبات التي يمكن‬
‫أما بالنسبة‬
‫أن يتوقعها المستهلك عند مشاهدته لإلشهار من حيث خصائص المنتوج أو الخدمة ووظيفته‪ّ .‬‬
‫لإلشهار المفضي للبس فإن المشرع قد حرص على حرية ونزاهة اختيار المستهلك‪ ،‬وبالتالي حتى وإن كانت‬
‫البيانات التي وردت في اإلشهار صحيحة وتدل على حقيقة المنتوج أو الخدمة محل اإلشهار فإن اإلشهار‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫‪ -2‬محمد زاوك‪ ،‬المنافسة غير المشروعة في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2006/2005 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 56‬من المسوم التنفيذي رقم ‪ ،378-13‬مرجع سابق‪ " :‬تمنع كل معلومة أو إشهار كاذب من شأنهما إحداث‬
‫لبس في ذهن المستهلك"‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫يعتبر مفضي للبس متى كان من شأنه أن يجعل المستهلك يتعاقد مع بائع لم يكن يقصده أو سلعة أو خدمة‬
‫لم يكن ينوي اقتناؤها حتى وإن كانت هذه السلعة أو الخدمة تلبي رغباته‪.1‬‬

‫‪ ‬اإلشهار المضخم‪:2‬‬
‫تنص المادة ‪ 28‬في فقرتها الثالثة من قانون رقم ‪ 02-04‬أنه‪" :‬يعتبر إشهار غير شرعي وممنوع كل‬
‫إشهار تضليلي يتعلق بعرض معين لسلع أو خدمات في حين أن العون االقتصادي ال يتوفر على مخزون‬
‫كاف من تلك السلع أو ال يمكنه ضمان الخدمات التي يجب تقديمها عادة بالمقارنة مع ضخامة اإلشهار"‪.‬‬

‫إن حظر اإلشهار المضخم يعد تكريسا لحرية المنافسة‪ ،3‬باعتباره يقوم على تضخيم قدرات العون‬
‫ّ‬
‫االقتصادي على نحو يوحي بقدرته على تلبية حاجيات المستهلك من سلعة أو خدمة معينة في حدود ما‬
‫يستشف من اإلشهار‪ ،‬لكن في حقيقة األمر تكون قدرات العون االقتصادي ضعيفة ال تمكنه من تغطية طلبات‬
‫المستهلكين من سلع وخدمات على النحو الذي يوحي به إشهاره‪.4‬‬

‫والعتبار اإلشهار مضخما ال بد من توافر فيه شرطين‪:‬‬


‫يجب أن يتضمن اإلشهار عرضا معين لسلع أو خدمات‪ :‬وهذا العرض قد يكون محدد المدة كاستعمال‬ ‫‪-‬‬
‫عبارة "متوفر طيلة شهر أوت"‪ ،‬وقد يكون محدد المقدار والكمية كالقول في انتظاركم ‪ 300‬تلفاز‪.‬‬

‫وقد يستشف تقدير العرض من اإلشهار ضمنيا كأن يستخدم عبارة مكيفات لسكان الجنوب‪ ،‬التي توحي‬
‫على قدرة العون االقتصادي بتغطية احتياجات سكان تلك المنطقة‪ ،‬وهو كذلك بالنسبة للعون االقتصادي الذي‬
‫يعلق لوحات إشهارية في كامل التراب الوطني‪ ،‬التي تدل على أن اإلشهار موجه لكافة المواطنين‪ ،‬كما يتم‬
‫تقدير اإلشهار من خالل العبارات المستعملة كاستعمال عبارات مطلقة وفضفاضة‪ ،‬مثال‪ :‬لكل واحد منكم‬
‫سيارة‪ ،‬فهذه العبارات من شأنها أن توحي للمتلقي أن العون االقتصادي قادر على تلبية كل الطلبات الموجهة‬
‫إليه مما يعكس ضخامة اإلشهار‪.5‬‬

‫‪ -‬عجز العون االقتصادي عن توفير السلع أو ضمان الخدمات بالنظر لإلشهار المعروض‪ :‬حيث يتبين أن‬
‫العون االقتصادي ال يملك مخزونا كافيا يتناسب والعرض الذي قدمه أو اإلشهار الضخم الذي بثه‪ ،‬مثاله‪:‬‬
‫أن يكون اإلشهار موجها لجميع الجزائريين فحين يستحيل تلبية طلباتهم جميعا‪ ،‬أو أن يكون العدد الضخم‬
‫الذي أطلقه غير مطابق للحقيقة‪ ،‬كما يكون العجز أيضا إذا تبث أن العون االقتصادي لن يتمكن من‬
‫ضمان الخدمات التي يفترض أنه مستعد لتقديمها وفقا لما جاء في إشهاره‪.‬‬

‫‪ -1‬هانية ابراهيمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.130-126‬‬


‫‪ -2‬إن كانت هذه إحدى صور اإلشهار التضليلي‪ ،‬إالّ ّأننا نرى ّأنها تمّثل إحدى حاالت اإلشهار المفضي إلى التضليل كون البند‬
‫أن التضليل يحدث في الوفرة والكمية أيضا‪.‬‬ ‫نص على ّ‬ ‫األول من المادة ‪ 28‬من القانون ‪ّ ،02-04‬‬
‫‪ -3‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.78-77‬‬
‫‪ -4‬هانية براهيمي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -5‬هانية براهيمي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬

‫‪98‬‬
‫ويالحظ من المادة ‪ 03/28‬أن المشرع لم يشترط أن يكون التضخيم مقصودا بل يكفي أن يكون سببه‬
‫سوء تقدير العون االقتصادي لقدراته الحقيقية‪ ،‬وإن مدى تقدير التضخيم في اإلشهار من طرف العون‬
‫أن هذه الصورة المتمثلة في اإلشهار المضخم‬
‫االقتصادي هو رهن السلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬كما يالحظ أيضا ّ‬
‫ما هي إالّ تطبيق من تطبيقات الصورة األولى المذكورة في نفس المادة والمتعلقة باإلشهار المفضي للتضليل‬
‫الذي يتضمن تصريحات أو بيانات يمكن أن تؤدي إلى التضليل على النحو الموضح سابقا‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫اإلشهار المضخم ما هو إال بيانات أو تصريحات تؤدي إلى التضليل بكمية ووفرة المنتوج أو الخدمة‪.1‬‬

‫‪ ‬اإلشهار المقارن‪:‬‬

‫ال يعد اإلشهار المقارن إشها ار تضليليا إال إذا تضمن ما يفضي إلى اللبس‪ ،‬ولم تتضمنه المادة ‪ 28‬من‬
‫القانون رقم ‪ 02-04‬وال مادة أخرى منه‪ ،‬أو نص آخر في التشريع والتنظيم الجزائري المعمول به‪.‬‬

‫يعرف اإلشهار المقارن فقها بوجه عام بأنه‪ " :‬اإلعالن الذي يرّكز على إبراز مزايا منتوج أو خدمة‬
‫ّ‬
‫معينة من خالل مقارنتها بمواصفات ومزايا غيرها مع اإلشارة إلى اسم التاجر المنافس أو اسم منتوجاته‬
‫على نحو يحط من قيمة المنشأة التجارية وسلعتها وخدمتها ويؤدي إلى إيقاع المستهلك في لبس وغموض"‪.2‬‬

‫ويختلف اإلشهار المقارن عن اإلشهار المفضي للبس في كونه ال يستخدم اللبس والتشويش وسيلة لجلب‬
‫العمالء‪ ،‬وإنما يستخدم المقارنة‪ ،‬وذلك بإبراز مزايا ومحاسن السلع والخدمات محل اإلشهار مقارنة بعيوب غيرها‬
‫من السلع والخدمات المنافسة‪ .‬فاإلشهار المقارن يتضمن رسالة واضحة للمستهلك تختلف تماما عن إثارة اللبس‬
‫والتشويش‪.3‬‬

‫أن المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 02-04‬اكتفى بحظر اإلشهار المفضي‬‫غير ّ‬
‫إلى اللبس دون التعرض لإلشهار المقارن‪ ،‬على الرغم ّ‬
‫أن مشروع قانون اإلشهار لسنة ‪ 1999‬الذي بقي حبيس‬
‫األدراج‪ ،4‬حظره في المادة ‪ 24‬منه التي تنص‪ " :‬يمنع اإلشهار المقارن‪ .‬يعد اإلشهار مقارنا إذا ذكر منتوجين‬

‫‪ -1‬هانية براهيمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ -2‬محمد ابراهيم عبيدات‪ ،‬سلوك المستهلك‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،1998 ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫عدة مشاريع نصوص قانونية خاصة باإلشهار والنشاطات اإلشهارية‪ ،‬لكنها بقيت كلها حبيسة األدراج تاركة‬
‫‪ -‬عرفت الجزائر ّ‬
‫‪4‬‬

‫فراغا قانونيا في هذا المجال‪ ،‬وهي‪ :‬مشروع قانون اإلشهار لسنة ‪ ،1988‬مشروع مرسوم تشريعي حول اإلشهار لسنة ‪،1992‬‬
‫مشروع قانون اإلشهار لسنة ‪ 1999‬ومشروع قانون النشاطات اإلشهارية لسنة ‪ .2015‬ألكثر تفاصيل راجع‪:‬‬
‫بدرة لعور‪ ،‬االشهار التضليلي كوسيلة لخرق نزاهة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.373-371‬‬

‫‪99‬‬
‫أو سلعتين أو عالمتين أو خدمتين أو اسمين أو تسميتين أو صورتين أو إشارتين‪ ،‬وقارن بينهما بغرض‬
‫االستخفاف بأحدهما بصفة مباشرة"‪.1‬‬

‫كما حظرته المادة ‪ 42‬من المشروع التمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية لسنة ‪ 22015‬بنصها‪:‬‬
‫"يمنع اإلشهار الكاذب والمقارن والمستر والالشعوري"‪ ،‬إال ّ‬
‫أن هذا القانون لم ير النور بدوره إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫وبذلك في ظل غياب النص القانوني الذي يحظره‪ ،‬يظل اإلشهار المقارن جائ از ما لم يتضمن معلومات‬
‫مغلوطة أو بيانات من شأنها أن تفضي للبس تلحقه باإلشهار المفضي للبس‪ .‬إالّ أنه يمكننا تكييفه من قبيل‬
‫التصرفات المحظورة باعتبار أنه يعد تشويها لسمعة العون االقتصادي المنافس من خالل المساس بمنتوجاته‬
‫وخدماته بطريقة غير مباشرة‪ .‬وأساس الحظر بذلك ليس لكونه إشها ار تضليليا وإنما لكونه ممارسة من شأنها‬
‫تشويه سمعة عون اقتصادي منافس طبقا لنص المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫ثانيا‪ -‬التطفل التجاري‪:‬‬

‫حظر المشرع التطفل التجاري بمقتضى المادة ‪ 03/27‬من القانون رقم ‪ 02-04‬بنصها "استغالل مهارة‬
‫تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها"‪ .‬إذ تعتبر هذه الصورة من صور الممارسات التجارية غير‬
‫النزيهة‪.‬‬
‫والتطفل التجاري هو‪" :‬مجموعة من األفعال والممارسات التي يقوم بها عون اقتصادي باالستفادة من‬
‫المهارات والمعارف المهنية لعون اقتصادي منافس بهدف االنتفاع بها دون بذل جهد"‪.3‬‬

‫إن المهارة التقنية هي عنصر من عناصر المعرفة التقنية تنتج عن تراكم الخبرات ببذل مجهودات كبيرة‬
‫اء كانت علمية أو تكنولوجية أو صناعية فيجعلها صاحبها معلومات سرية‪،‬‬
‫وبحوث للوصول لمعرفة مميزة‪ ،‬سو ً‬
‫فيقوم العون المتطفل باالطالع على سرية المهارة فينقلها لمحله بهدف استغاللها واالستثمار فيها بدون ترخيص‬
‫من صاحبها‪ ،‬فيحول زبائن العون االقتصادي المتطفل عليه‪ ،‬ويستفيد من هذه التقنية‪.4‬‬

‫األصل أن استغالل العون االقتصادي المعارف والمهارة فعل مشروع‪ ،‬إالّ ّ‬


‫أن استغاللها بغير الحصول‬
‫على إذن (ترخيص) يجعلها ممارسة غير مشروعة أي غير نزيهة‪ ،‬وحصر المشرع تجريم االستغالل غير‬

‫‪ -‬عرض على البرلمان سنة ‪ 1999‬مشروع قانون متعلق باإلشهار‪ ،‬وتمت المصادقة عليه في الغرفة األولى‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن الغرفة‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية لم تصادق عليه ‪ -‬راجع بهذا الخصوص نص المشروع‪ :‬الجريدة الرسمية لمداوالت مجلس األمة بتاريخ ‪ 29‬أوت ‪،1999‬‬
‫المتضمنة محضر الجلسة العلنية العشرين المنعقدة في ‪ 26‬جويلية ‪ ،1999‬التي نوقش خاللها المشروع أمام مجلس األمة‪.‬‬
‫‪ -2‬مشروع تمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية‪ ،‬و ازرة االتصال‪ ،‬مارس ‪ ،2015‬ص ‪(12‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -3‬سامي بن حملة‪ ،‬قانون المنافسة (دراسة في التشريع الجزائري وفق أخر التعديالت مقارنة بتشريعات المنافسة الحديثة)‪،‬‬
‫منشورات نوميديا‪ ،‬قسنطينة‪ ،2016،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -4‬خليصة شريفي‪ ،‬حماية الملكية الصناعية من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص ملكية فكرية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،1‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.80‬‬

‫‪100‬‬
‫المرخص في المهارة التقنية والتجارية‪ ،‬مستبعدا من الحماية حالة استغالل المعارف الفنية المتعلقة بالمعارف‬
‫اإلدارية‪.1‬‬
‫ثالثا‪ -‬إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون اقتصادي‪:‬‬

‫تعتبر الشهرة التجارية واالتصال بالعمالء من العناصر المعنوية التي يرتكز عليها المحل التجاري‪ ،‬وطبقا‬
‫للفقرة األخيرة من المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 02-04‬تعتبر إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس‬
‫بهدف استغالل شهرته خارج األعراف والممارسات التنافسية المعمول بها ممارسة تجارية غير نزيهة‪.‬‬

‫وإن كان التجاور والتقارب بين المحالت التجارية المتنافسة أمر طبيعي والسمة الغالبة في المدن واألحياء‬
‫أن الالمشروعية حسب المادة المذكورة آنفا تكمن في محاولة العون‬
‫والمناطق الصناعية والتجارية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫االقتصادي استغالل نجاح عون اقتصادي آخر منافس بفتح محل بالجوار القريب منه بهدف استغالل شهرته‬
‫وتحويل زبائنه إليه‪ ،‬كأن يتع ّمد مثال عند تبيان موقع محله اإلشارة بأن هذا األخير يقع بجانب أو قريبا من‬
‫محل ذو شهرة وصيت واسعين‪ ،‬قصد جذب زبائن هذا األخير‪.2‬‬

‫ولم يحدد المشرع مسافة فاصلة بعينها بين المحلين لتعتبر هذه األخيرة جوا ار قريبا‪ ،‬تاركا بذلك المجال‬
‫للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪ ،‬غير أنه ربط حظر هذا القرب بتوافر نية استغالل شهرة المحل التجاري‬
‫المنافس باعتماد أفعال تخالف األعراف والممارسات القانونية المعمول بها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫الممارسات التعاقدية التعسفية‬

‫أصبحت الشروط التعسفية تسمم الحياة التعاقدية وتخل بالتوازن العقدي‪ ،‬ما دفع بالمشرع إلى التدخل‬
‫لمعالجة هذا الوضع‪ ،‬بداية بالقواعد العامة في القانون المدني التي منحت القاضي سلطة تعديل الشروط‬
‫التعسفية أو إعفاء الطرف المذعن منها‪ ،‬وانتهاء بقواعد خاصة‪ ،‬أهمها القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‬
‫في القانون رقم ‪ ،02-04‬الذي أفرد فصله الخامس لتنظيم الممارسات التعاقدية التعسفية‪ ،‬حماية منه الطرف‬
‫الضعيف في العالقة التعاقدية وهو المستهلك‪ .‬وسنتناول فيما يلي أحكام الممارسات التعاقدية التعسفية من‬
‫خالل التعرض لمفهوم الشرط التعسفي (مطلب ّأول)‪ ،‬نطاقه في (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫مفهوم الشرط التعسفي‬

‫سنتطرق لمفهوم الشرط التعسفي من خالل تعريفه (فرع ّأول) المعايير المعتمدة لتحديده (فرع ثاني) ثم‬
‫عناصره (فرع ثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬خليصة شريفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬عمار مزهود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.56-55‬‬

‫‪101‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريف الشرط التعسفي‬

‫على غرار تشريعات مقارنة أخرى تناول القانون رقم ‪ 02-04‬تعريف الشرط التعسفي بموجب الفقرة‬
‫الخامسة من المادة ‪ 03‬منه بنصها‪ ..." :‬شرط تعسفي‪ :‬كل بند أو شرط بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو‬
‫عدة بنود أو شروط أخرى من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد"‪.‬‬

‫أن سبب رفض الشرط التعسفي يعود إلى اختالل في المراكز التعاقدية نتيجة‬ ‫يستخلص من هذه الفقرة ّ‬
‫لتفوق أحد المتعاقدين على اآلخر‪ ،‬وال تهم طبيعة هذا التفوق سواء كان اقتصاديا أو فنيا أو ثقافيا أو قانونيا أو‬
‫اجتماعيا أو غير ذلك مما يؤثر على حقوق والتزامات الطرف الضعيف‪.‬‬

‫والعبرة من تحديد مفهوم الشرط التعسفي ليس مجرد عدم التوازن الظاهر في الحقوق وااللتزامات‪ ،‬بل‬
‫عدم التوازن الناتج عن تعسف أحد طرفي العقد في استعمال حقه التعاقدي نتيجة تفوقه على الطرف اآلخر‪،‬‬
‫ألن عدم التوازن ملحوظ في عدة عقود دون اشتمالها على شرط تعسفي كالعقود التبرعية‪ ،‬فأحد المتعاقدين ال‬
‫ّ‬
‫يعطي عوضا دون وجود أدنى شرط تعسفي‪ ،‬وكذلك العقود االحتمالية والعقود التي يرد عليها الغبن دون‬
‫اشتمالها على شروط تعسفية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫معايير الشرط التعسفي‬

‫وتتلخص في معيار‬
‫ّ‬ ‫البد من البحث عن الضوابط والمعايير التي يتحدد بها مفهوم الشرط التعسفي‪،‬‬
‫(أوال) ومعيار الميزة المفرطة (ثانيا)‪.‬‬
‫التعسف في استعمال القوة االقتصادية ّ‬
‫ّأوال‪ -‬معيار التعسف في استعمال القوة االقتصادية‪ :‬يقصد بهذا المعيار التعسف الذي يقترب من‬
‫التدليس من خالل المفهوم العام لعدم األمانة‪ ،‬وهو األمر الذي تتضح معه مظاهر استغالل المهني لحاجة‬
‫المستهلك للسلعة أو الخدمة‪ ،‬وبالتالي إمكانية فرض شروط عليه‪ ،‬وال يملك هذا األخير حيال ذلك إالّ قبول‬
‫التعاقد أو رفضه دون أن تتوافر لديه إمكانية حقيقية للمناقشة وما يؤدي إليه ذلك –يقينا‪ -‬من انعدام المقدرة‬
‫على االختيار‪ .2‬مع ذلك يقر الفقه بغموض وعدم دقة هذا المعيار‪.3‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬


‫‪ -2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.404‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.145-144‬‬

‫‪102‬‬
‫أن النفوذ االقتصادي يقوم متى كان المهني في وضعية هيمنة على السوق‪،1‬‬
‫في حين ذهب البعض إلى ّ‬
‫بينما ذهب رأي آخر إلى أن التعسف يأتي من الوضع المسيطر‪.2‬‬

‫المشرع الفرنسي التعسف بأنه ما يحصل عليه المحترف من نتيجة‪،‬‬


‫ّ‬ ‫عرف‬
‫ثانيا‪ -‬معيار الميزة المفرطة‪ّ :‬‬
‫بحيث ال يعتبر الشرط تعسفيا إالّ إذا منح هذا األخير ميزة فاحشة‪ ،‬ولم يحدد المشرع رقما معينا تصل إليه هذه‬
‫الميزة على خالف الغبن الذي يكون سببا إلبطال بعض العقود إذا بلغ حدا معينا‪.3‬‬

‫وتثور بذلك إشكالية تقدير الميزة الفاحشة‪ ،‬هل يجب النظر للشرط منعزال عن غيره من الشروط أم أنه‬
‫يجب النظر إلى مجموع العقد من أجل تقدير التعسف؟‬

‫ذهب البعض بأنه يجب النظر في تقدير عدم التوازن إلى مجموع الشروط العقدية‪ ،‬وهذا ما أخذ به‬
‫المشرع الجزائري حيث أخذ بمجموع العقد أي بالنظر إلى كل الشروط مجتمعة‪ ،‬وهو ما عبر عنه باإلخالل‬
‫الظاهر بالتوازن بين حقوق وواجبات أطراف العقد‪.4‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫نطاق الشروط التعسفية‬

‫تكمن أهمية تحديد نطاق الشروط التعسفية في كون هذا النطاق يعد عنص ار يتوقف على تحديده اعتبار‬
‫العالقة التعاقدية بمثابة ممارسة تعاقدية تعسفية أو هي ممارسة تعاقدية شرعية‪.‬‬

‫أن ارتباط حماية المستهلك من الشروط التعسفية بهذا النطاق يميزها عن باقي الشروط‬
‫باإلضافة إلى ّ‬
‫التي عاقب عليها القانون رقم ‪ 02-04‬كالبيع المشروط‪ ،‬كونه ال يرتبط بنطاق خاص ضمن عقود االستهالك‪.‬‬

‫والمقصود بنطاق الشروط التعسفية هو نطاقها من حيث تعداد المشرع لها (فرع ّأول)‪ ،‬وكذا من حيث‬
‫العقود التي تشتمل عليها (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تحديد نطاق الشروط التعسفية من حيث تعداد المشرع لها‬

‫قام المشرع الجزائري على تحديد الشروط التعسفية بوضع مجموعة من الممارسات وأضفى عليها صفة‬
‫(أوال)‪ ،‬كما قام في الوقت ذاته بإلزام العون االقتصادي بإدراج بعض الشروط األساسية في‬ ‫الشرط التعسفي ّ‬
‫العقود واعتبر عدم القيام بهذا االلتزام بمثابة ممارسات تعاقدية تعسفية في مواجهة الطرف اآلخر(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الشريف كتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪ -2‬محمد بودالي‪ ،‬الشروط التعسفية في العقود في القانون الجزائري (دراسة مقارنة مع قوانين فرنسا وألمانيا ومصر)‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -3‬محمد بودالي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -4‬ألكثر تفاصيل راجع‪ ،‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪103‬‬
‫المعددة قانونا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّأوال‪ -‬الشروط التعسفية‬

‫قام المشرع في نص المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 02-04‬بتحديد الشروط التي يمنع على العون االقتصادي‬
‫إدراجها في العقد تحت طائلة اعتبارها شروطا تعسفية‪ ،‬حيث نصت هذه األخيرة على ما يلي‪:‬‬

‫"تعتبر بنودا وشروطا تعسفية في العقود بين المستهلك والبائع السيما البنود والشروط التي تمنح هذا‬
‫األخير‪:‬‬

‫‪ -1‬أخذ حقوق و‪/‬أو امتيازات ال تقابلها حقوق و‪/‬أو امتيازات مماثلة معترف بها للمستهلك‪،‬‬
‫‪ -2‬فرض التزامات فورية ونهائية على المستهلك في العقود‪ ،‬في حين أنه يتعاقد هو بشروط يحققها متى‬
‫أراد‪،‬‬
‫‪ -3‬امتالك حق تعديل عناصر العقد األساسية أو مميزات المنتوج المسلم أو الخدمة المقدمة دون موافقة‬
‫المستهلك‪،‬‬
‫‪ -4‬التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في مطابقة العملية‬
‫التجارية للشروط التعاقدية‪،‬‬
‫‪ -5‬إلزام المستهلك بتنفيذ التزاماته دون أن يلزم نفسه بها‪،‬‬
‫‪ -6‬رفض حق المستهلك في فسخ العقد إذا أخل هو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمته‪،‬‬
‫‪ -7‬التفرد بتغيير آجال تسليم منتوج أو آجال تنفيذ خدمة‪،‬‬
‫‪ -8‬تهديد المستهلك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستهلك الخضوع لشروط تجارية غير متكافئة"‪.‬‬

‫وتطبيقا ألحكام المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في‬
‫‪ 10‬سبتمبر ‪ ، 2006‬المحدد للعناصر األساسية للعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين والبنود‬
‫التي تعتبر تعسفية‪ ،‬السالف الذكر‪ ،‬أضاف المشرع بموجب مادته ‪ 05‬شروطا تعسفية إضافية لتلك المنصوص‬
‫عنها في المادة ‪ 29‬المذكورة أعاله‪ ،‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االحتفاظ بحق تعديل العقد أو فسخه بصفة منفردة‪ ،‬بدون تعويض للمستهلك‪،‬‬
‫‪ -‬عدم السماح للمستهلك في حالة القوة القاهرة بفسخ العقد‪ ،‬إال بمقابل دفع تعويض‪،‬‬
‫‪ -‬التخلي عن مسؤوليته بصفة منفردة‪ ،‬بدون تعويض المستهلك في حالة عدم التنفيذ الكلي أو الجزئي‬
‫أو التنفيذ غير الصحيح لواجباته‪،‬‬
‫‪ -‬النص في حالة الخالف مع المستهلك على تخلي هذا األخير عن اللجوء إلى أية وسيلة طعن ضده‪،‬‬
‫‪ -‬فرض بنود لم يكن المستهلك على علم بها قبل إبرام العقد‪،‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بالمبالغ المدفوعة من طرف المستهلك في حالة إذا امتنع هذا األخير عن تنفيذ العقد أو‬
‫قام بفسخه دون إعطائه الحق في التعويض في حالة ما إذا تخلى العون االقتصادي هو بنفسه عن‬
‫تنفيذ العقد أو قام بفسخه‪،‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -‬تحديد مبلغ التعويض الواجب دفعه من طرف المستهلك الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته‪ ،‬دون أن يحدد‬
‫مقابل ذلك تعويضا يدفعه العون االقتصادي الذي ال يقوم بتنفيذ واجباته‪،‬‬
‫‪ -‬فرض واجبات إضافية غير مبررة على المستهلك‪،‬‬
‫‪ -‬االحتفاظ بحق إجبار المستهلك على تعويض المصاريف واألتعاب المستحقة بغرض التنفيذ اإلجباري‬
‫للعقد دون أن يمنحه نفس الحق‪،‬‬
‫‪ -‬يعفي نفسه من الواجبات المترتبة عن ممارسة نشاطاته‪،‬‬
‫يحمل المستهلك عبء الواجبات التي تعتبر من مسؤولياته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ -‬الممارسات التعاقدية التعسفية الناتجة عن تقليص العون االقتصادي ألحد العناصر األساسية‬
‫للعقد‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،306-06‬المذكور أعاله‪ ،‬العناصر األساسية التي يجب‬ ‫ّ‬
‫إدراجها في العقود المبرمة بين العون االقتصادي والمستهلك‪ ،‬حيث اعتبرتها تلك العناصر المرتبطة بالحقوق‬
‫الجوهرية للمستهلك والتي تتعلق باإلعالم المسبق للمستهلك ونزاهة وشفافية العمليات التجارية وأمن ومطابقة‬
‫السلع و‪/‬أو الخدمات وكذا الضمان والخدمة ما بعد البيع‪.‬‬

‫فيما عددت المادة ‪ 03‬منه هذه العناصر‪ ،‬بنصها‪" :‬تتعلق العناصر األساسية المذكورة في المادة ‪02‬‬
‫أعاله‪ ،‬أساسا بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬خصوصيات السلع و‪/‬أو الخدمات وطبيعتها‪،‬‬


‫‪ -‬األسعار والتعريفات‪،‬‬
‫‪ -‬كيفيات الدفع‪،‬‬
‫‪ -‬شروط التسليم وآجاله‪،‬‬
‫‪ -‬عقوبات التأخير عن الدفع و‪/‬أو التسليم‪،‬‬
‫‪ -‬كيفيات الضمان ومطابقة السلع و‪/‬أو الخدمات‪،‬‬
‫‪ -‬شروط تعديل البنود التعاقدية‪،‬‬
‫‪ -‬شروط تسوية النزاعات‪،‬‬
‫‪ -‬إجراءات فسخ العقد‪.‬‬

‫وكل تقليص لهذه العناصر األساسية تعتبر ممارسة تعسفية‪ ،‬بنص الفقرة األولى من المادة ‪ 05‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-06‬السالف الذكر‪ ،‬حيث تنص‪" :‬تعتبر تعسفية البنود التي يقوم من خاللها‬
‫العون االقتصادي بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬تقليص العناصر األساسية للعقود المذكورة في المادتين ‪ 2‬و‪ 3‬أعاله‪"...‬‬

‫‪105‬‬
‫حيث يتعين على العون االقتصادي إعالم المستهلكين بكل الوسائل المالئمة بالشروط العامة والخاصة‬
‫لبيع السلع و‪/‬أو تأدية الخدمات ومنحهم مدة كافية لفحص العقد وإبرامه‪ ،‬وكل تقليص للعناصر األساسية‬
‫يكيف بأنه ممارسة تعاقدية تعسفية‪.‬‬
‫للعقود المذكورة سابقا‪ ،‬يعتبر عمال تعسفيا ّ‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫تحديد نطاق الشروط التعسفية من حيث العقود التي تشتمل عليها‬

‫انطالقا من تعريف العقد بموجب المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬والذي يجسد مفهوم عقد اإلذعان‬
‫في عقود االستهالك‪ ،‬يتحدد نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية من حيث العقود بثالث عناصر‪:‬‬
‫(أوال)‪ ،‬تحرير العقد مسبقا من طرف‬
‫اتفاق أو اتفاقية بين البائع والمستهلك بهدف بيع سلعة أو تأدية خدمة ّ‬
‫البائع (ثانيا) وإذعان المستهلك (ثالثا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬اتفاق أو اتفاقية بين البائع والمستهلك بهدف بيع سلعة أو تأدية خدمة‪:‬‬

‫يعكس هذا العنصر مفهوم عقد االستهالك‪ ،‬باعتباره عقد (اتفاق أو اتفاقية) بين عون اقتصادي ومستهلك‬
‫يقتني بموجبه هذا األخير سلعا قدمت للبيع أو يستفيد من خدمات عرضت‪ ،‬وبذلك فإن العنصر األول الذي‬
‫يتحدد به نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية هو ضرورة أن يتعلق األمر بعقد استهالك‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحرير العقد مسبقا من طرف البائع‪:2‬‬

‫تقتضي حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية أن يتعلق األمر بعقد محرر مسبقا من طرف البائع وهو‬
‫ما يعرف بالعقود المطبوعة أو النموذجية‪ .‬ويبدو من الوهلة األولى أن شرط التحرير المسبق للعقد يضيق من‬
‫نطاق حماية المستهلك تجاه الشروط التعسفية‪ ،‬لكن بالرجوع للفقرة الثانية من تعريف العقد طبقا للمادة ‪ 3‬بند‬
‫‪ 4‬من القانون رقم ‪ 02-04‬نجده قد توسعت في الحاالت التي يعتبر العقد فيها منج از بنصها‪... ":‬يمكن أن‬
‫ينجز العقد على شكل طلبية أو فاتورة أو سند ضمان أو جدول أو وصل تسليم أو سند أو أي وثيقة أخرى‬
‫مهما كان شكلها أو سندها تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة سلفا‪"...‬‬

‫وبالتالي كل وثيقة مهما كان شكلها أو سندها تكفي العتبار العقد محر ار مسبقا متى تضمنت‬
‫الخصوصيات والمراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة‪ ،‬وال شك ان ذلك يعد توسيعا لنطاق حماية‬
‫المستهلك من الشروط التعسفية‪ ،‬خصوصا وأن المشرع قد ألزم البائع بتقديم شهادة الضمان لبعض المنتوجات‪،‬‬
‫كما أن القانون رقم ‪ 02-04‬ذاته أوجب أن يتم البيع للمستهلك بموجب وصل صندوق أو سند يبرر المعاملة‪،‬‬
‫كما أوجب تسليم الفاتورة أو سند المعاملة التجارية متى طلبها المستهلك‪ ،‬فهذه السندات كلها يمكن أن تعتبر‬
‫عقود بمفهوم القانون رقم ‪ 02-04‬إذا ما تضمنت خصوصيات ومراجع تطابق شروط البيع المقررة قانونا‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪ ،155-153‬بتصرف‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫فإن العقود المطبوعة والنموذجية وإن اقترنت غالبا بالتعسف واختالل التوازن التعاقدي إالّ ّأنها‬
‫ومع ذلك ّ‬
‫صارت ضرورة تفرضها الظروف االقتصادية الحديثة‪ ،‬السيما أن استخدام العقود النموذجية يوفر إحساسا‬
‫باألمان والثقة لدى المستهلكين نظ ار لقوتها الثبوتية مقارنة بالعقود الشفوية‪.‬‬

‫وعليه نس تخلص أن العقود المطبوعة ليست بالضرورة عقود إذعان وإنما قد تتخذ لتلبية متطلبات فنية‬
‫عملية وواقعية‪ ،‬وطباعتها ال تعني بالضرورة عدم مناقشتها‪ ،‬إذ يمكن في بعضها للعميل الحريص أن يفاوض‬
‫أن العمل قد جرى على قبول التعاقد بموجبها دون مناقشتها‪ ،‬وهذا ما‬
‫حول شروطها وبنودها‪ ،‬كل ما في األمر ّ‬
‫يفسر عدم اكتفاء المشرع في تحديد نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية بمجرد أن يكون العقد محر ار‬
‫ّ‬
‫مسبقا من طرف البائع بل اشترط فوق ذلك إذعان المستهلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬إذعان المستهلك‪:1‬‬

‫تحرير العقد مسبقا من طرف العون االقتصادي ال يهدف بالضرورة إلى اإلخالل بالتوازن العقدي‪ ،‬ألن‬
‫العقد المطبوع ال يشكل وحده عقد إذعان بل يجب أن يذعن المستهلك إلرادة البائع‪.‬‬

‫ولقد أورد المشرع الجزائري هذا العنصر في المادة ‪ 4/3‬من القانون رقم ‪ 02-04‬بنصها‪ ..." :‬مع إذعان‬
‫الطرف اآلخر بحيث ال يمكن هذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيه‪"...‬‬

‫فإن معيار اإلذعان حسب نص هذه المادة هو عجز المستهلك عن إحداث تغيير حقيقي في‬
‫وبالتالي ّ‬
‫العقد‪ ،‬في حين تنص المادة ‪ 70‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪" :‬يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسليم لشروط‬
‫أن اإلذعان في ظل القواعد العامة هو وليد عدم‬
‫يدل ّ‬
‫مقررة يضعها الموجب وال يقبل المناقشة فيها‪ ،"...‬مما ّ‬
‫المناقشة‪.‬‬

‫غير ّأنه في القانون رقم ‪ ،02-04‬لم يشترط المشرع عدم إمكانية مناقشة شروط العقد العتباره مذعنا‪،‬‬
‫وإنما اشترط عجزه عن إحداث "تغيير حقيقي" أي جوهري في العقد خروجا عن القواعد العامة‪ ،‬وبالتالي حتى‬
‫وإن ناقش المستهلك بنود العقد المحرر سلفا دون أن ّ‬
‫يتمكن من إحداث تغيير حقيقي فيه بقي مذعنا‪ ،‬على أ ّن‬
‫تقدير مدى جوهرية التغيير الحاصل يخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪.‬‬

‫واعتماد المشرع لمعيار "التغيير الحقيقي" كمعيار لإلذعان في عقود االستهالك‪ -‬بدل عدم المناقشة‪-‬‬
‫من شأنه أن يوسع نطاق حماية المستهلك من الشروط التعسفية‪ ،‬السيما إذا توسع القضاء في مفهوم التغيير‬
‫الحقيقي‪ ،‬كما أن ذلك يسد الباب أمام دهاء بعض األعوان االقتصاديين الذين يتفردون بصياغة العناصر‬
‫الجوهرية للعقد ويتركون للمستهلك إمكانية مناقشة بعض العناصر التفصيلية البسيطة التي ال تؤثر في جوهر‬
‫العقد في شيء‪ ،‬سعيا منهم إلضفاء صفة المناقشة على العقد بدل صفة اإلذعان قصد التخلص من األحكام‬
‫التي تحمي الطرف المذعن في هذا النوع من العقود‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،158-155‬بتصرف‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التصدي للمخالفات المتعلقة بقواعد شفافية ونزاهة الممارسات التجارية‬

‫لم يكتف المشرع في تنظيمه للممارسات التجارية بقواعد موضوعية من خاللها يحدد مجموعة االلتزامات‬
‫التي تقع على العون االقتصادي‪ ،‬بل تعداها إلى فرض جزاءات قانونية ضد كل خرق لهذه القواعد (مبحث‬
‫وبين إجراءات ضبـط ومتـابعــة المخالفات (مبحث ثاني)‪.‬‬
‫ّأول) ّ‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫الجزاءات المقررة للمخالفات‬

‫يشكل أي خرق للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية إخالال بالتزامات قانونية وعقدية مفروضة على‬
‫العون االقتصادي سواء كانت هذه العالقة بينه وبين عون اقتصادي آخر أو كانت بينه وبين المستهلك‪.‬‬

‫ومادامت المسألة تتعلق بخرق اللتزامات تعاقدية‪ّ ،‬‬


‫فإن الجزاءات المدنية المعروفة في نظرية العقد يمكن‬
‫أن تلعب دو ار في توفير جزء من الحماية لهذه االلتزامات‪ ،‬لكن أثبت الواقع عدم كفاية الجزاءات المدنية‪ ،‬فلجأ‬
‫المشرع إلى أسلوب التجريم بموجب القانون رقم ‪ ،02-04‬حيث أضفى على خرق القواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارية صفة التجريم من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اتجه إلى فرض بعض الجزاءات اإلدارية أيضا‬
‫وكلها تصب في هدف واحد هو فرض حماية واسعة لدائرة النشاط التجاري من كل مساس بالقواعد المنظمة‬
‫لهذه الدائرة‪.‬‬

‫المشرع لحماية وضمان نزاهة وشفافية الممارسات‬


‫ّ‬ ‫كرسها‬
‫وعليه تشمل دراستنا جميع الجزاءات التي ّ‬
‫التجارية‪ ،‬من جزاءات مدنية (مطلب ّأول) وذات طابع إداري (مطلب ثاني) وذات طابع جنائي (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫الجزاءات ذات الطابع المدني‬

‫تتعّلق الممارسات التجارية المتضمنة في القانون رقم ‪ 02-04‬باتفاقات تعاقدية‪ ،‬سواء بين عون اقتصادي‬
‫وعون اقتصادي آخر‪ ،‬أو بين عون اقتصادي ومستهلك‪.‬‬

‫أن أحكام قانون الممارسات التجارية لم تتضمن تنظيما للجزاءات ذات الطابع المدني‪ ،‬إالّ ّأنه ما‬
‫ورغم ّ‬
‫فإن قواعد القانون المدني المتعلقة بتحديد الجزاءات المقابلة‬
‫دامت هذه الممارسات تتعلق بالتزامات تعاقدية ّ‬
‫لإلخالل بااللتزام التعاقدي في النظرية العامة لاللتزامات هي قواعد يمكن األخذ بها وتطبيقها على العون‬
‫االقتصادي الذي يخل بالتزامه التعاقدي‪.1‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬

‫‪108‬‬
‫وعليه سنتطرق من خالل هذا المطلب لبطالن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‬
‫(فرع ّأول)‪ ،‬التعويض عن الضرر الناجم عن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية (فرع‬
‫ثاني)‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫بطالن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‬

‫كقاعدة عامة يعد البطالن جزاء كل العقود واالتفاقات والشروط المضادة للممارسات التجارية الشفافة‬
‫والنزيهة‪ ،‬حيث يطبق البطالن بصفة شاملة وذلك دون أي قيد‪.1‬‬

‫مكمل للجزاءات اإلدارية وتلك ذات الطابع الجنائي‪،‬‬


‫ويعد البطالن جزاء ضروريا على اعتبار أنه جزاء ّ‬
‫حيث يشكل نقطة تقاطع بين قوانين المنافسة وقوانين العقود‪.2‬‬

‫أن التزامات العون االقتصادي هي ّ‬


‫إما التزامات قبل تعاقدية‪ ،‬أو التزامات أثناء إب ارم العقد أو‬ ‫واعتبا ار ّ‬
‫تنفيذه‪ ،‬يمكن أن يكون البطالن بسبب مخالفة التزام قبل تعاقدي المتمثل في اإلعالم والذي قد يتعلق بأحد‬
‫(أوال)‪ ،‬أو قد يحدث بسبب عدم احترام شروط البيع (ثانيا)‪ ،‬أو بسبب فرض شروط تعسفية‬ ‫عيوب اإلرادة ّ‬
‫(ثالثا)‪ ،‬أو نتيجة مخالفة النظام العام (رابعا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬البطالن المؤسس على عيوب اإلرادة‪:3‬‬

‫نظم المشرع التزام العون االقتصادي باإلعالم من خالل أحكام المواد من ‪ 05‬إلى ‪ 09‬من القانون رقم‬
‫‪ 02-04‬كما سبقت داسته‪ ،‬ويترتب عن اإلخالل بااللتزام باإلعالم المفروض إمكانية المطالبة بإبطال العقد‬
‫بسبب وجود عيب الغلط في صفة جوهرية في الشيء‪ ،‬أو بسبب وجود عيب التدليس كجزاء لإلخالل السلبي‬
‫أو اإليجابي بااللتزام باإلعالم‪ ،‬كما يمكن أن يؤسس اإلبطال على سبب العلم الكافي بالشيء المبيع‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلبطال المؤسس على الغلط‪ :‬لكي يكون الغلط منتجا آلثاره القانونية يجب أن يستوفي شرطين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون الغلط جسيما بحيث ال يمكن التسامح بشأنه وال يقع فيه الشخص المعتاد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يقع الغلط في صفة جوهرية في الشيء محل التعاقد‪.‬‬

‫وإن القراءة المتأنية ألحكام القانون رقم ‪ 02-04‬تجعلنا نستنتج أن نصوص هذا القانون ال تسعف كثي ار‬
‫الزبون الذي يحمل صفة العون االقتصادي من أجل أن يتمسك بإبطال العقد نتيجة الغلط‪ ،‬كونه شخصا محترفا‬
‫يفترض فيه الحرص على الحصول على كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالشيء المتعاقد عليه‪ ،‬لذلك فإن‬

‫‪ -1‬محمد الشريف كتو‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي)‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،2005 ،‬ص ‪.357‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Emmanuelle CLAUDEL, Ententes anticoncurrentielles et droit des contrats, Thèse de Doctorat, Université de Paris,‬‬
‫‪X- Nanterre, 1994, p 363.‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،184-176‬بتصرف‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المادة ‪ 08‬من هذا القانون جاءت صريحة بحصرها نطاق حق الحصول على بيانات نزيهة وصادقة حول‬
‫مميزات الشيء المتعاقد عليه على الزبون الذي يحمل صفة المستهلك‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬إذا وقع الغلط من المتعاقد بسبب عدم تلقيه معلومات كافية حول األسعار والتعريفات المتعلقة‬
‫بالخدمة أو السلعة محل التعاقد‪ ،‬فإن إمكانية اإلبطال تمنح للزبون مهما كانت صفته‪ ،‬سواء كان مستهلكا أو‬
‫عونا اقتصاديا‪.‬‬

‫وإن الزبون في حالة إخالل العون االقتصادي بأحد التزاماته التعاقدية المتعلقة بواجب اإلعالم عند إبرام‬
‫العقد‪ ،‬وكان من شأن هذا اإلخالل أن يوقعه في غلط جوهري يؤثر على صحة رضاه في إبرام العقد‪ ،‬يمكنه‬
‫المطالبة بإبطال العقد استنادا للقواعد العامة المنصوص عليها في المواد من ‪ 81‬إلى ‪ 85‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلبطال المؤسس على التدليس‪ :‬يشترط لقيام هذا البطالن وجود عنصران‪:‬‬

‫أ‪ -‬عنصر موضوعي‪ :‬يتعلق باستعمال طرق احتيالية‪.‬‬


‫ب‪ -‬عنصر نفسي‪ :‬يتمثل في حمل هذه الطرق االحتيالية الطرف المدلس عليه إلى التعاقد‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 02-04‬التي سبق اإلشارة إليها‪ ،‬نجد المشرع قد أورد بموجبها‬
‫بعض الحاالت على سبيل المثال‪ ،‬واعتبر تحققها يشكل إشها ار تضليليا غير مشروع وممنوع‪ ،‬وستبين من دراسة‬
‫هذه الحاالت أنها تنطوي في أغلبها على قيام العون االقتصادي بأفعال تدليسية تتجسد في إعطاء معلومات‬
‫غير صحيحة (أي كاذبة) تتعلق بالسلعة أو الخدمة المعروضة‪.‬‬

‫إن تحقق هذه الحاالت على الشكل الذي حدده المشرع يؤدي إلى تحقق عنصر التضليل في اإلشهار‪،‬‬ ‫وّ‬
‫ويكفي للزبون المتعاقد من أجل إبطال العقد أن يثبت ّ‬
‫أن لجوءه إلى ابرام العقد كان نتيجة هذا اإلشهار التضليلي‬
‫بغض النظر عن نية العون االقتصادي صاحب اإلشهار‪.‬‬

‫والوقوف على مدى قيام العنصر الموضوعي للتدليس (العناصر المادية لإلشهار التضليلي) يتم وفق‬
‫أما تقدير مدي تأثير الطرق االحتيالية على الزبون يكون وفق معيار‬
‫معيار موضوعي مناطه المتلقي العادي‪ّ ،‬‬
‫شخصي من خالل الحالة النفسية للزبون وظروفه الخاصة‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلبطال المؤسس على عيب االستغالل‪:‬‬

‫إن تطبيق أحكام االستغالل وفق القواعد العامة المنصوص عنها بموجب المادة ‪ 90‬من القانون المدني‬
‫ّ‬
‫تقدم حماية خاصة للزبون‪ ،‬لذلك اتجه البعض إلى ضرورة التوسع في شروط تطبيق نظرية‬ ‫ال يمكن أن ّ‬
‫االستغالل‪ ،‬وذلك بإضافة شرط ضعف أو عدم خبرة المتعاقد‪.‬‬

‫لكن في غياب نص صريح على توسيع نظرية االستغالل ليشمل شرط الضعف أو عدم الخبرة‪ ،‬فإن‬
‫تطبيق هذه النظرية في التشريع الجزائري يبقى مقتص ار على شرط الضعف المبني فقط على الطيش البيّن‬
‫والهوى الجامح‪ ،‬مما يجعل استعمال هذه النظرية لحماية الزبون من استغالل العون االقتصادي غير مجدية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ثانيا‪ -‬البطالن بسبب عدم احترام شروط البيع‪:1‬‬

‫إضافة إلى االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات يلتزم العون االقتصادي بأن يعلم الزبون بشروط البيع‪.‬‬

‫وإن خرق العون االقتصادي لهذه االلتزامات يمكن أن ينجر عنه بطالن العقد‪ ،‬و ّ‬
‫إن هذا البطالن هو في‬
‫الحقيقة جزاء معبر عن مخالفة التزامات تتعلق بالقواعد العامة‪ ،‬فاإلعالم بشروط البيع ما هو إالّ تجسيد لحق‬
‫المشتري في العلم الكافي بالشيء المبيع‪ ،‬واإلعالم باألسعار هو الذي يجسد شرط تحديد الثمن النعقاد البيع‬
‫وفقا لألحكام العامة لعقد البيع‪.‬‬

‫‪ -1‬البطالن المؤسس على عدم احترام شرط العلم الكافي بالمبيع‪ :‬أوجبت المادة ‪ 352‬من القانون‬
‫المدني أن يكون المشتري عالما بالمبيع علما كافيا‪.‬‬

‫واألصل أن العلم يحصل برؤية المبيع ذاتا‪ ،‬إالّ أن العلم قد يثبت حصوله عن طريق إحدى القرينتين‬
‫التاليتين‪ :‬اشتمال العقد على جميع البيانات المحددة للمبيع أو إقرار المشتري في العقد بأنه يعلم بالشيء المبيع‬
‫علما كافيا‪.‬‬

‫ويترتب على عدم تحقق العلم الكافي بالمبيع حق المشتري في طلب إبطال العقد‪ ،‬ويقوم اإلبطال هنا‬
‫ويتميز الغلط بخصوصية تتمثل في ّأنه غلط مفترض‪ ،‬بحيث‬
‫ّ‬ ‫أن المشتري قد وقع في غلط جوهري‪.‬‬
‫على أساس ّ‬
‫أن المشتري يعفى من إثبات وقوعه في غلط على خالف القواعد العامة التي تحكم شروط التمسك بالغلط‬
‫ّ‬
‫كسبب من أسباب اإلبطال‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 02-04‬نجدها قد كفلت حق الزبون في الحصول على‬
‫المعلومات الكافية والمعرفة التامة بالسلعة أو الخدمة‪ ،‬وذلك باستخدام الوسم أو المعلقات أو أي وسيلة أخرى‬
‫فإن عدم وجود الوسم في السلعة محل البيع مثال هو‬
‫يمكن أن تحقق العلم الكافي بالشيء محل التعاقد‪ .‬وعليه ّ‬
‫دليل على عدم تحقق العلم الكافي بالمبيع‪.‬‬

‫‪ -2‬البطالن المؤسس على عدم احترام نظام األسعار‪ :‬يؤدي إغفال تعيين الثمن حتما إلى بطالن العقد‬
‫لتخلف ركن المحل بالنسبة للزبون‪ ،‬وتخلف ركن السبب بالنسبة للعون االقتصادي‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن الثمن يعتبر من‬
‫المسائل الجوهرية التي يجب االتفاق عليها وإالّ استحال قيام العقد‪.‬‬

‫يعتبر عدم تحديد الثمن في عقد البيع في القانون المدني الجزائري سببا مؤديا غلى بطالن هذا العقد‪،‬‬
‫أن المتعاقدان قد نويا االعتماد على السعر المتداول في التجارة‪ ،‬أو على السعر الذي جرة عليه‬
‫تبين ّ‬
‫إالّ إذا ّ‬
‫التعامل بينهما‪.‬‬

‫لكن بمقارنة هذه األحكام العامة بأحكام القانون قم ‪ 02-04‬يتّضح ّأنه في العالقة بين العون االقتصادي‬
‫يحدد الثمن بدقة وقبل أن يصدر الزبون قبوله تحت طائلة بطالن العقد‪.‬‬ ‫والزبون ّ‬
‫يتعين أن ّ‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،185-184‬بتصرف‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن البطالن قد يكون بسبب التعدي على نظام األسعار‪ ،‬وذلك ّ‬
‫إما بفض أسعار أعلى‬
‫إما بعرقلة تحديد األسعار حسب قواعد السوق‪ ،‬ففي هذه‬
‫من السعر المحدد في حالة قيام الدولة بالتسعير‪ ،‬و ّ‬
‫الحالة يمكن لغير أطراف االتفاق أن يتمسكوا ببطالنه لمساس هذا النوع من المخالفات بالنظام العام‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬البطالن بسبب الشروط التعسفية‪:1‬‬

‫اعتبر القانون رقم ‪ 02-04‬الشروط التعسفية ممارسات تجارية غير نزيهة‪ ،‬وأورد لها عقوبات جزائية‪،‬‬
‫إالّ ّأنه لم يبت في مصير هذه الشروط‪ ،‬األمر الذي يطرح التساؤل‪ ،‬هل يحكم ببطالن هذه الشروط‪ ،‬أم يكون‬
‫مصيرها اإللغاء أو التعديل من طرف قاضي الموضوع؟‬

‫بالرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬تنحصر سلطة القاضي المدني في حالة وجود شرط تعسفي في تعديل هذا‬
‫الشرط أو إلغائه‪ ،‬وليس له بعد ذلك أن يحكم ببطالن العقد‪ ،‬وبالتالي فإن العقد يبقى صحيحا‪ ،‬وينحصر الجزاء‬
‫فقط في إلغاء أو تعديل الشرط التعسفي‪ ،‬وهي حماية تضمن للزبون استمرار العقد‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬يتجه المشرع‬
‫الفرنسي إلى اعتبار أن الجزاء في حالة فرض شروط تعسفية على الزبون وهو البطالن المطلق للشرط التعسفي‪.‬‬

‫أن ترجيح استعمال هذا الجزاء في التشريع الجزائري له تبريرات قوية بالمقارنة‬
‫ويذهب البعض إلى ّ‬
‫بالمبررات المؤيدة لترجيح الجزاء المتمثل في تعديل أو إلغاء الشرط التعسفي‪ ،‬حيث يمكن عرض األسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫المشرع قد نقل هذه الشروط‬


‫ّ‬ ‫أن‬ ‫إن قيام القانون رقم ‪ 02-04‬بتجريم الشروط التعسفية ّ‬
‫يفسر على ّ‬ ‫‪ّ-‬‬
‫فإن النتيجة القانونية‬
‫العقدية غلى دائرة النظام العام‪ ،‬فإذا تم تطبيق صفة النظام العام على هذه الشروط‪ّ ،‬‬
‫المؤسسة على مخالفة القواعد المرتبطة بالنظام العام هو البطالن المطلق‪.‬‬

‫أن المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 02-04‬قد أشارت إلى إعطاء السلطة التنظيمية صالحية استحداث‬ ‫‪ّ -‬‬
‫العقود النموذجية التي يتم من خاللها تحديد العناصر األساسية للعقود التي يمكن أن تبرم بين العون االقتصادي‬
‫والمستهلك‪ ،‬كما منحها صالحية منع العمل بالشروط التعسفية في هذه العقود‪ ،‬حيث أ ّن استعمال عبارة "منع"‬
‫أن العمل بالشروط التعسفية في العقود هو أمر ممنوع قانونا وهو ما يقضي القول ببطالنها‪.‬‬
‫يدل على ّ‬
‫ّ‬
‫فإن الزبون الذي تفرض عليه شروطا تعسفية من طرف العون االقتصادي‪ ،‬يمكنه التمسك بعدم‬
‫لذلك‪ّ ،‬‬
‫يتقدم بهذا الطلب في‬
‫سريان هذه الشروط في مواجهته باعتبارها شروطا باطلة بطالنا مطلقا‪ ،‬حيث يمكنه أن ّ‬
‫يتمسك به في صورة دفع يجوز له التمسك به في أي مرحلة من مراحل دعوى التنفيذ‬
‫شكل دعوى كما يمكنه أن ّ‬
‫التي قد يرفعها العون االقتصادي عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،189-187‬بتصرف‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫رابعا‪ -‬البطالن المؤسس على مخالفة النظام العام‪:‬‬

‫أن المشرع الجزائري قد انطلق من فكرة حماية النظام العام‬ ‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 02-04‬نجد ّ‬
‫االقتصادي في تنظيمه للممارسات التجارية‪ ،‬فكل إخالل بالقواعد المنظمة لهذه الممارسات ما هو في الحقيقة‬
‫تعد على النظام العام الذي يؤدي إلى اعتبار العقد باطال بطالنا مطلقا‪ .‬فالمادة ‪ 93‬من القانون المدني‬
‫إالّ ّ‬
‫التصرف الباطل بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تصرف مخالف للنظام العام في حكم‬‫كل ّ‬ ‫تعتبر ّ‬
‫المضرة بمصالحه‬
‫ّ‬ ‫وعليه يمكن القول ّأنه بحوزة الزبون وسيلة قانونية فعالة ّ‬
‫تمكنه من إبطال كل التصرفات‬
‫والناجمة عن مخالفة القواعد المحددة لنزاهة وشفافية الممارسات التجارية‪ ،‬إذ يكفيه أن يثبت مخالفة إحدى هذه‬
‫للنظام العام االقتصادي‪.1‬‬
‫التصرف ّ‬
‫ّ‬ ‫القواعد حتى يثبت له الحق في البطالن المؤسس على مخالفة‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التعويض عن الضرر الناجم عن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‬

‫عندما تقع جريمة ما إلى جانب الضرر العام يترتب عليها ضرر خاص يصيب الشخص المضرور من‬
‫الجريمة‪ ،‬بحيث ينشأ لهذا األخير الحق في مطالبة من تسبب في هذه الجريمة بالتعويض عن طريق رفع دعوى‬
‫(أوال)‪ ،‬أو عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة (ثانيا)‪.‬‬
‫مدنية ّ‬
‫ّأوال‪ -‬الدعوى المدنية‪:‬‬

‫يعتبر التعويض عن األضرار الناجمة عن الممارسات التجارية غير الشفافة وغير النزيهة الجزاء عن‬
‫قيام مسؤولية العون االقتصادي المدنية‪ ،‬ويمكن لكل متضرر أن يطالب به‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط قيام المسؤولية المدنية للعون االقتصادي‪:2‬‬

‫بغض النظر عن طبيعة العالقة التي تربط المتضرر بالعون االقتصادي‪ ،‬يمكن لهذا األخير مطالبته‬
‫أن شروط قيامها ال‬ ‫بالتعويض‪ ،‬عن طريق رفع دعوى مدنية‪ ،‬ورغم كون هذه المسؤولية ذات طابع قانوني‪ ،‬إالّ ّ‬
‫تختلف عن شروط قيام المسؤولية ذات الطابع المدني‪ ،‬وهي الخطأ والضرر ووجود عالقة سببية بينهما‪.‬‬

‫أ– الخطأ‪ :‬للخطأ ركنان‪ ،‬ركن مادي وركن معنوي‪.‬‬

‫‪ ‬الركن المادي‪ :‬يتمثل في عنصر اإلخالل بااللتزامات التي يوجبها القانون على العون‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬الركن المعنوي‪ :‬يتمّثل في اإلدراك‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪ ،198-193‬بتصرف‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫تعين على العون االقتصادي القيام بها‪ ،‬وخروج العون‬
‫وقد ّبين القانون رقم ‪ 02-04‬بدّقة الواجبات التي ّ‬
‫عن الت ازماته ومخالفاتها هو إخالل بالتزام قانوني‪ ،‬يشكل في حالة ثبوته الركن المادي لعنصر الخطأ‪ .‬سواء‬
‫كان الخطأ الموجب لمسؤوليته التقصيرية في صورة فعل إيجابي‪ ،‬أو في صورة فعل سلبي‪.‬‬

‫وتقوم مسؤولية العون االقتصادي حتى ولو ثبت ّ‬


‫أن المخالفة قد ارتكبها أحد مستخدميه‪ ،‬فهو ال يستطيع‬
‫أن أحد مستخدميه قد استغل غيابه وارتكب المخالفة‪ ،‬وتقوم مسؤوليته في‬
‫أن يتخلص من المسؤولية باإلثبات ّ‬
‫هذا الفرض على أساس مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه‪ .‬كما تقوم مسؤولية العون االقتصادي حتى ولو كان‬
‫هذا األخير شخصا معنويا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضرر‪ :‬ال يكفي ثبوت الخطأ من العون االقتصادي حتى تقوم مسؤوليته تجاه الزبون‪ ،‬بل يجب أن‬
‫ينجر عن هذا الخطأ ضرر يصيب المصالح المادية أو األدبية للزبون‪.‬‬
‫والضرر الذي يجب إثبات وقوعه هو الضرر المباشر أي الضرر الناتج عن السلوك الخاطئ الصادر‬
‫عن العون االقتصادي‪ ،‬وللتعويض عن هذا الضرر يجب أن يكون محقق الوقوع وذلك بأن يكون قد وقع فعال‬
‫أو ّأنه حتما سيقع‪ ،‬فإذا لم يستطع الزبون أن يثبت وقوع الضرر فإن مسؤولية العون االقتصادي تكون منتفية‪.‬‬

‫ويقوم الضرر من طرف القاضي الذي يحوز سلطة تقديرية في ذلك‪ ،‬حيث يمكنه الرجوع إلى الخبرة أو‬
‫ّ‬
‫المعاينة أو دراسات خاصة‪.‬‬

‫ج‪ -‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪ :‬وهي وجود رابطة مباشرة بين الخطأ المرتكب والضرر الحاصل‪.‬‬

‫أن الضرر قد نشأ بسبب أجنبي ال يد له فيه كحادث مفاجئ‬ ‫فإذا استطاع العون االقتصادي أن يثبت ّ‬
‫أو قوة قاهرة أو خطأ الزبون أو خطأ الغير‪ ،‬يكون قد نفى عنه بذلك المسؤولية النتفاء عالقة سببية بين الضرر‬
‫الذي لحق الزبون والفعل المنسوب إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬األشخاص المؤهلون لرفع دعوى التعويض‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ 02-04‬األشخاص المؤهلين لرفع دعوى أمام القضاء ضد كل عون‬
‫اقتصادي مخالف ألحكام هذا القانون أو للتأسيس كطرف مدني في الدعاوى للحصول على تعويض الضرر‬
‫الذي لحقهم‪ ،‬وهم جمعيات حماية المستهلكين‪ ،‬الجمعيات المهنية وكذلك كل شخص طبيعي أو معنوي ذي‬
‫مصلحة‪.‬‬
‫تتحرك بسبب طول اإلجراءات من جهة‪ ،‬وبسبب صعوبة اإلثبات من‬ ‫الضحية ناد ار ما ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫ورغم ذلك ّ‬
‫يتم بصورة فورية إضافة إلى قّلة قيمته‪ ،‬مما يجعل‬
‫أن التعويض الذي قد يحكم به ال ّ‬
‫جهة أخرى‪ ،‬زيادة إلى ّ‬
‫العون االقتصادي المجابه بهذه الدعوى ال يتأثر بها كون عنصر اإليالم فيها جد محدود‪.1‬‬

‫‪ -1‬موساوي ظريفة‪ ،‬دور الهيئات القضائية العادية في تطبيق قانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‬
‫قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2010/05/10‬ص ‪.24‬‬

‫‪114‬‬
‫أ‪ -‬حق المتضرر في رفع دعـــــــــوى مدنية‪:‬‬

‫استنادا لنص المادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص‪" :‬كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه يسبب ضر ار‬
‫للغير‪ ،‬يلتزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض"‪.‬‬

‫يحق لكل شخص طبيعي أو معنوي متضرر نتيجة اإلخالل بأحكام القانون رقم ‪ 02-04‬أن يرفع دعوى‬
‫تعويض ضد العون المخل بالتزامه لجبر الضرر الذي لحقه‪ ،‬شريطة أن يثبت وجود الخطأ‪ ،‬ووقوع الضرر‬
‫والعالقة السببية بينهما‪.‬‬

‫ب‪ -‬حق جمعيات حماية المستهلك في رفع دعوى مدنية‪:‬‬

‫إذا كان األصل هو أن ترفع الدعاوى من قبل صاحب الحق نفسه‪ ،‬فإنه استثناءا أناط القانون لهيئات‬
‫معينة سلطة رفع الدعاوى لحماية مصلحة جماعية أو مشتركة معينة‪ ،‬وفي هذا الصدد نصت المادة ‪ 64‬من‬
‫القانون رقم ‪ 02-04‬إمكانية رفع جمعيات حماية المستهلك والجمعيات المهنية التي أنشأت طبقا للقانون‪ ،‬وكذا‬
‫كل شخص طبيعي أو معنوي ذي مصلحة‪ ،‬القيام برفع دعوى أمام العدالة ضد كل عن اقتصادي قام بمخالفة‬
‫أحكام هذا القانون‪ ،‬كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعوى للحصول على تعويض الضرر الذي لحقهم‪.‬‬

‫ونظمت جمعيات حماية المستهلك بموجب القانون رقم ‪ 31-90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ 1990‬المتعلق‬
‫بالجمعيات‪ ،1‬الملغى بموجب القانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬المتعلق بالجمعيات‪ .2‬واعترف‬
‫لها بطابع المنفعة العامة‪ ،‬باإلضافة للتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬وكذا بحق التقاضي والدفاع عن الحقوق‬
‫والمصالح المشتركة للمستهلكين‪ ،‬بموجب مجموعة من الدعاوى كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الدعوى المرفوعة من طرف جمعيات حماية المستهلك للدفاع عن المصالح المشتركة للمستهلكين‪:‬‬
‫وذلك بأن تتأسس كطرف مدني وتطالب بحقوق المستهلكين‪ ،‬بتوافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون هناك مخالفة القانون الجنائي‪،‬‬

‫‪ -‬أن يكون الضرر قد مس المصالح المشتركة للمستهلكين‪.‬‬

‫‪ ‬انضمام جمعيات حماية المستهلك إلى الدعاوى المرفوعة مسبقا من قبل المستهلك‪ :‬ما يسمى‬
‫بالتدخل االنضمامي في الخصومة‪.‬‬

‫‪ ‬الدعوى المرفوعة للدفاع عن المصلحة الفردية لمجموعة من المستهلكين‪ :‬حيث تعمل على تجميع‬
‫المصالح الفردية إلى دعوى واحدة ممارسة من طرف جمعية تمثل المستهلكين وذلك باسمهم ولحسابها‪،‬‬
‫وذلك إذا توافرت الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 53‬الصادر في ‪ 5‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص ‪.1686‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 2‬الصادر في ‪ 15‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪.53‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -‬أن يكون المستهلكون المتضررون أشخاص طبيعيون أو معنويون لحقهم ضرر سببه إخالل بأحكام‬
‫القانون رقم ‪،02-04‬‬

‫‪ -‬أن يكون الضرر الالحق بهم هو ضرر شخصي‪ ،‬وبهذا تقوم الجمعية بتمثيل المستهلكين المتضررين‬
‫الذين قدموا لها الوكالة المكتوبة دون اآلخرين الذين يبقون محتفظين بحقهم في رفع دعواهم بصفة‬
‫فردية‪ ،‬وفي هذه الحالة إذا خسرت الجمعية الدعوى فإن المستهلكين مقدمي الوكالة لن يحصلوا على‬
‫أي شيء ويفقدون حقهم في رفع دعواهم بصفة فردية أمام القضاء‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬دعوى المنافسة غير المشروعة‪:2‬‬

‫قيام العون االقتصادي بأحد الممارسات المنصوص عنها في المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬مـ ـن القان ـ ـ ـون رقـ ـ ـم‬
‫‪ ،02-04‬يعطي الحق للمعتدى عليه أو على مصالحه في رفع دعوى المنافسة غير المشروعة للمطالبة بوقف‬
‫االعتداء وبطلب التعويض إن كان له مقتضى‪.‬‬

‫أن دعوى المنافسة غير المشروعة تهدف إلى معاقبة التعسف في استعمال حرية‬
‫يذهب بعض الفقه إلى ّ‬
‫أن خروج العون االقتصادي عن المسلك المشروع في ممارسته للنشاط االقتصادي يشكل تعسفا‬
‫التجارة‪ ،‬حيث ّ‬
‫في استعمال الحق‪ ،‬لذلك يمكن تأسيس هذه الدعوى على أحكام التعسف في استعمال الحق‪ ،‬والذي اعتبره‬
‫المشرع صورة من صور الخطأ الموجب للمسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ان‬
‫فيما حاول البعض اآلخر تأسيس المنافسة غير المشروعة على نظرية اإلثراء بال سبب‪ ،‬معتبرين ّ‬
‫االستغالل غير المبرر لعالمة تجارية معينة والضرر الالحق بصاحبها يؤدي في النهاية إلى إثراء حقيقي‬
‫للمعتدي دون أن يستند هذا اإلثراء على سبب‪ ،‬األمر الذي يجيز إدخال عمل هذا المنافس في نطاق الكسب‬
‫غير المشروع‪.‬‬

‫وبين كل هذه اآلراء المتضاربة‪ ،‬استقر القضاء في الجزائر على اعتبار دعوى المسؤولية غير المشروعة‬
‫دعوى مسؤولية عادية أساسها الفعل الضار‪ ،‬وتقوم على األسس التي تقوم عليها دعوى المسؤولية التقصيرية‪،‬‬
‫أي الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما‪.‬‬

‫ويجوز لكل شخص طبيعي أو معنوي لحق به ضرر تنافسي أن يرفع دعوى المنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫المتذرع به‪ ،‬وبالتالي يستثنى المستهلك من حق رفع هذه‬
‫ّ‬ ‫النظر عن النظام القانوني لمرتكب الخطأ‬
‫وذلك بغض ّ‬
‫الدعوى باعتبار ّ‬
‫أن المنافسة غير المشروعة ال تطاله مباشرة وال تلحق به ضر ار مباشرا‪ ،‬بل قد تحقق له بعض‬
‫المكاسب المادية‪.‬‬

‫‪ -1‬السيد محمد السيد عمران‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،201-198‬بتصرف‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ويكفي إلثبات الضرر أن يكون الضرر احتماليا‪ ،‬بحيث يمكن للقاضي أن يحكم بالتعويض عن الخطأ‬
‫الذي يمكن أن يترتّب عليه ضرر للغير حتى لو كان هذا الضرر مستقبليا وليس حاال‪ ،‬ونظ ار لصعوبة تقدير‬
‫الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة واستحالته في بعض الحاالت‪ّ ،‬‬
‫فإن القاضي كثي ار ما يعتمد على‬
‫التقدير الجزافي‪.‬‬

‫وتتميز دعوى المنافسة غير المشروعة بأنها دعوى ذات طابع احتياطي‪ ،‬فالضحية ال يلجأ إليها إالّ إذا‬
‫ّ‬
‫أن طابعها االحتياطي يتيح للضحية أن يرفعها إلى‬ ‫لم يجد دعوى نوعية أخرى تضمن له هذه الحماية‪ ،‬كما ّ‬
‫جانب دعوى أخرى‪.‬‬

‫إن الهدف من رفع دعوى المنافسة غير المشروعة هو هدف ذو طابع تعويضي ووقائي‪ ،‬فمن جهة ّ‬
‫تمكن‬ ‫ّ‬
‫هذه الدعوى الضحية من الحصول على تعويض مادي يخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬وقد يظهر في صورة‬
‫نشر الحكم في مختلف األماكن ألجل إعالم الزبائن بالمنافسة غير المشروعة‪ ،‬وقد يكون الهدف منها الحصول‬
‫على حكم بإلزام المعتدي بوقف أعمال المنافسة غير المشروعة تحد طائلة التهديد المالي‪ ،‬فإذا استمر هذا‬
‫األخير في أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬شكل ذلك خطأ جديدا يستوجب التعويض عنه من جديد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الجزاءات ذات الطابع اإلداري‬

‫أعطيت اإلدارة بموجب القانون رقم ‪ 02-04‬سلطة توقيع جزاءات إدارية ضد األعوان االقتصاديين‬
‫المخالفين ألحكام هذا القانون‪ ،‬يقصد بذلك بالجزاءات اإلدارية تلك العقوبات التي منح القانون الحق في فرضها‬
‫إلى جهة إدارية‪ ،‬لذلك فهي عقوبات إدارية وليست قضائية‪ ،‬ويعتبرها البعض تدابير احت ارزية‪ ،‬وتتمثل في الحجز‬
‫اإلداري للبضائع (فرع ّأول)‪ ،‬والغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري (فرع ثاني)‪ ،‬ونشر الق اررات (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫الحجز اإلداري للبضائع‬

‫نالحظ أن القانون رقم ‪ 02-04‬قد أدرج الحجز ضمن الباب الرابع منه المعنون "المخالفات والعقوبات"‬
‫في الفصل الثاني المتعلق بـ "عقوبات أخرى"‪ ،‬لكن الحجز اإلداري في حقيقته ليس عقوبة ولكن مجرد إجراء‬
‫تحفظي غرضه وضع اليد على البضائع في المخالفات أو العتاد والتجهيزات التي استعملت في ارتكابها لغاية‬
‫إتمام المتابعات بشأنها‪ ،‬ومن ثم الحكم بمصادرتها أو الحكم بإعادتها إلى صاحبها حسب الحالة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وقد تضمن القانون رقم ‪ 02-04‬إمكانية حجز البضائع وكذا العتاد والتجهيزات التي استعملت في حالة‬
‫المخالفة‪ ،‬أيا كان مكان وجودها‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغير حسن النية‪ .‬على أن تكون المواد المحجوزة موضوع‬
‫محضر جرد وفق اإلجراءات التي تحدد عن طريق التنظيم‪.1‬‬
‫والحجـ ـ ــز نوعـ ـ ــان‪ ،‬حجـ ـ ــز عينـ ـ ــي وحجـ ـ ــز اعتبـ ـ ــاري‪ ،‬ويوقـ ـ ــع وفـ ـ ــق إج ـ ـ ـراءات معينـ ـ ــة‪ ،‬لـ ـ ــذلك سـ ـ ــنتطرق‬
‫ألنواع الحجز ( ّأوال)‪ ،‬ثم إلجراءات توقيع الحجز (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬أنواع الحجز اإلداري‪:‬‬


‫الحجز اإلداري نوعان‪ ،‬حجز عيني وحجز اعتباري‪:‬‬
‫‪ -1‬الحجز العيني‪:‬‬
‫هو كل حجز مادي للسلع‪ ،‬أي حيازة المواد المحجوزة فعليا‪ ،‬وفي هذه الحالة تشمع تلك المواد المحجوزة‬
‫بالشمع األحمر من طرف األعوان المؤهلين‪ ،‬وإذا كان العون االقتصادي المعني بالحجز له محالت للتخزين‬
‫يكلف بحراسة المواد المحجوزة‪ ،‬أو تنقل حراسة تلك المواد إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم بتخزينها في حالة‬
‫عدم امتالك العون االقتصادي المعني محالت للتخزين‪ ،‬وتكون المواد المحجوزة تحت مسؤولية الحارس إلى‬
‫المخالفة‪.‬‬ ‫غاية صدور قرار العدالة‪ ،‬أما التكاليف المرتبطة بالحجز فتكون في جميع الحاالت على عاتق مرتكب‬
‫وفي حالة ما إذا كانت المواد محل الحجز سريعة التلف أو تقتضي حالة السوق أو لظروف خاصة‪،‬‬
‫يمكن للوالي المختص إقليميا‪ ،‬بناءا على اقتراح المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقرر دون المرور باإلجراءات‬
‫القضائية المسبقة بيع المواد المحجوزة فو ار عن طريق محافظ البيع بالمزايدة أو تحويلها مجانا إلى الهيئات‬
‫والمؤسسات ذات الطابع االجتماعي واإلنساني‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬إتالفها من قبل مرتكب المخالفة بحضور‬
‫المصالح المؤهلة وتحت مراقبتها‪ ،‬ويحرر محضر باإلتالف‪.‬‬

‫وفي حالة بيع السلع المحجوزة يودع مبلغ البيع لدى أمين خزينة الوالية إلى غاية صدور قرار العدالة‪،‬‬
‫فإذا انتهت الدعوى بصدور حكم يقضي بإدانة المخالف فإنه يجوز للقاضي أن يحكم بمصادرة السلع المحجوزة‪،‬‬
‫أما إذا انتهت الدعوى بصدور حكم ببراءة المخالف‪ ،‬يتعين على القاضي بناء على طلب صاحب المصلحة أن‬
‫يأمر برفع اليد عن السلع المحجوزة وردها إلى المحجوز عليه‪ ،‬ويكون نفس الحكم إذا تبين للقاضي بطالن‬
‫إجراءات الحجز‪.‬‬
‫‪ -2‬الحجز االعتباري‪:‬‬
‫هو حجز سلع ال يمكن لمرتكب المخالفة أن يقدمها للجهات المختصة لسبب ما‪ ،‬وفي هذه الحالة تحدد‬
‫قيمة المواد المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من طرف مرتكب المخالفة أو بالرجوع إلى سعر السوق‪،‬‬
‫ويتم دفع المبلغ المقدر من قبل أعوان اإلدارة من طرف العون االقتصادي المخالف إلى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون ‪ ،06-10‬التي تنص على مختلف المخالفات التي تم ّكن‬
‫من حجز البضائع والعتاد والتجهيزات المستعملة ارتكاب المخالفة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ثانيا‪ -‬إجراءات توقيع الحجز‪:‬‬
‫يتعين أن يحرر األعوان المؤهلون لضبط المخالفة محضر جرد بالمواد المحجوزة‪،‬‬
‫ليقع الحجز صحيحا ّ‬
‫طبقا لما ينص عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 472-05‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2005‬المحدد إلجراءات جرد‬
‫المواد المحجوزة‪.1‬‬
‫ويعد الجرد‪" :‬إحصاء وصفي وتقديري لمجموع المواد موضوع المخالفات المنصوص عليها في قانون‬
‫الممارسات التجارية‪ ،‬وكذا العتاد والتجهيزات المستعملة في ارتكابها"‪.‬‬
‫ويرفق محضر الجرد بمحضر المعاينة‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬والذي البد أن يستوفي هو اآلخر شكليات‬
‫معينة حددها المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،472-05‬السالف الذكر‪ ،‬على أن يحرر في ثالث (‪ )3‬نسخ في أجل‬
‫أقصاه ثمانية (‪ )8‬أيام ابتداء من تاريخ نهاية التحقيق‪ ،‬دون شطب أو حشو أو إحالة‪ ،‬ويتم إمضاؤه من األعوان‬
‫الذين قاموا بتحريه وكذا المخالف أو وكيله‪ ،‬وفي حالة رفض التوقيع يشار إلى ذلك في المحضر‪.‬‬
‫بعدها يرسل المحضر المستوفي ألشكاله القانونية إلى المدير الوالئي المكّلف بالتجارة‪ ،‬الذي يرسله بدوره‬
‫إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري‬

‫تتمثل هذه العقوبة أساسا في الغلق المؤقت‪ ،‬وتصدر هذه العقوبة في حالة مخالفة القواعد المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون ‪ ،06-10‬والتي تنص في فقرتها األولى‬
‫على أنه‪" :‬يمكن الوالي المختص إقليميا‪ ،‬بناء على اقتراح من المدير الوالئي المكلف بالتجارة‪ ،‬أن يتخذ‬
‫بموجب قرار‪ ،‬إجراءات غلق إدارية للمحالت التجارية لمدة أقصاها ستون (‪ )60‬يوما‪ ،‬في حالة مخالفة‬
‫القواعد المنصوص عليها في أحكام المواد ‪،22 ،20 ،14 ،13 ،12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4‬‬
‫‪ 22‬مكرر‪2( 27 ،26 ،25 ،24 ،23 ،‬و‪ )7‬و‪ 28‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫وعليه يعد الوالي المختص إقليميا هو الجهة المصدرة لقرار الغلق‪ ،‬بناء على اقتراح المدير الوالئي‬
‫للتجارة‪ ،‬ويتمتع الوالي بحرية تقدير إصدار القرار من عدمه‪.‬‬
‫يعتبر الغلق اإلداري إجراء من إجراءات الضبط اإلداري‪ ،‬لذلك يهدف هذا اإلجراء إلى منع االستمرار‬
‫أن الغلق يقع على المحل‬
‫في المخالفة والوقاية من إمكانية تكرارها في المستقبل وليس لمعاقبة المخالف‪ ،‬إذ ّ‬
‫التجاري‪ ،‬فالجزاء جزاء عيني وليس شخصي‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬لتحقيق الغاية من الغلق يتعين منع المخالف بقوة‬
‫القانون من ممارسة نفس النشاط خالل مدة الغلق‪ ،‬بحيث يصبح هذا اإلجراء مكمال للغلق‪.2‬‬
‫ورغم فاعلية هذه العقوبة‪ ،‬إال أن آثارها تمتد إلى غيره من األشخاص كالعامل لدى العون االقتصادي‬
‫الذي يتأثر بالعقوبة‪ ،‬لذلك ال يلجأ على هذه العقوبة إالّ في األحوال الجسيمة أو في حالة عدم ارتداع الجاني‬

‫‪ -1‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،81‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،218‬بتصرف‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫بالعقوبات األخرى كما في حالة العود‪ ،‬لذلك وللتخفيف من هذه اآلثار السلبية جعل عقوبة الغلق مؤقتة‪ ،‬إذ ال‬
‫يجوز أن تتجاوز العقوبة ‪ 60‬يوما‪ ،‬فالغلق جزاء إداري محدود من حيث الزمن‪.‬‬
‫ويحق للعون االقتصادي الموجه ضده قرار الغلق‪ ،‬الطعن فيه أمام العدالة‪ ،‬كما يحق له المطالبة‬
‫بالتعويض عن الضرر الناجم عن عدم مشروعية قرار الغلق الصادر ضده في حالة الحكم بإلغاء هذا القرار‬
‫من طرف القضاء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫نشــــــــر القــــــرارات‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬يمكن للوالي المختص إقليميا أن يأمر على نفقة مرتكب‬
‫المخالفة‪ ،‬بنشر ق ارراته كاملة أو خالصة منها في الصحافة الوطنية أو لصقها بأحرف بارزة في األماكن التي‬
‫يحددها‪ ،‬وبذلك يملك الوالي سلطة نشر قرار الغلق مثال في الصحافة الوطنية أو في المكان الذي يحدده كجزاء‬
‫إضافي جوازي على أن تكون نفقات النشر على عاتق العون االقتصادي مرتكب المخالفة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫الجزاءات ذات الطابع الجزائي‬

‫تدخل المشرع بموجب القانون رقم ‪ 02-04‬لفرض حماية جزائية على الممارسات التجارية‪ ،‬وذلك بفرض‬
‫ّ‬
‫عقوبات محددة على العون االقتصادي المخل بأحد االلتزامات المفروضة عليه بموجب هذا القانون‪.‬‬

‫حيث تعد مخالفات وفقا ألحكام هذا القانون كل مخالفة متعلقة بخرق االلتزامات المفروضة‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفات متعلقة بعدم االلتزام باإلعالم‪،‬‬


‫‪ -‬مخالفات متعلقة بعدم االلتزام بالفوترة‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفات متعلقة بعدم االلتزام بنظام األسعار‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفات متعلقة بممارسات تجارية غير شرعية‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفات متعلقة بممارسات تجارية تدليسية‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفات متعلقة بممارسات تجارية غير نزيهة‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفات متعلقة بممارسات تعاقدية تعسفية‪.‬‬

‫وستتمحور دراستنا للجزاءات ذات الطابع الجزائي من خالل البحث في خصوصية تجريم هذه المخالفات‬
‫بالتطرق إلى األركان المتعلقة بالمخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية (فرع أ ّول)‪ ،‬ثم الجزاءات‬
‫المقررة لها (فرع ثاني)‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫أركان المخالفات المتعلقة بخرق االلتزامات‬
‫(أوال)‬
‫شأنها شأن أي جريمة‪ ،‬تقوم المخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية على ركن مادي ّ‬
‫يميزها باعتبارها ركن من أركان جريمة ذات طابع اقتصادي‬
‫وسنركز فيما يلي على ما ّ‬
‫ّ‬ ‫وركن معنوي (ثانيا)‪،‬‬
‫فقط‪ ،‬دون التطرق إلى العموميات بهذا الخصوص‪.‬‬
‫ّأوال‪ -‬الــركــــــن المــــــــــادي‪:‬‬

‫المميز للجرائم الماسة بنزاهة وشفافية الممارسات التجارية بالمقارنة مع الجرائم‬


‫يعتبر الركن المادي‪ ،‬الركن ّ‬
‫أن الجريمة الماسة بشفافية ونزاهة المعامالت‬
‫العادية‪ ،‬فهذا الركن ومهما كانت صورته هو العنصر الطاغي‪ ،‬إذ ّ‬
‫التجارية هي جريمة مادية‪ ،‬والركن المعنوي ركن ضعيف فيها إذ ّ‬
‫أن إثبات هذا األخير صعب في معظم‬
‫األحيان‪ .1‬وتكمن خصوصية الركن المادي لهذا النوع من الجرائم فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬طغيان السلوك السلبي للنشاط اإلجرامي‪:‬‬

‫يمكن لنشاط اإلجرامي أن يتحقق بسلوك إيجابي أو بأسلوب سلبي‪ ،2‬وفي الجرائم الماسة بشفافية ونزاهة‬
‫أن االمتناع‬
‫الممارسات التجارية تتوسع فيها األنشطة اإلجرامية إلى النشاطات ذات الطابع السلبي‪ ،‬إذ يالحظ ّ‬
‫عن القيام بااللتزام يعد نشاطا إجراميا بمنظور القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫‪ -2‬خصوصية الصياغة‪:‬‬

‫عمد المشرع في هذه المخالفات إلى استعمال معاني غير محددة تشتمل مفاهيم غامضة ومطلقة تتسع‬
‫ألكثر من معنيين وهذا ما يدعى بتقنية "التجريم المفتوح"‪ ،‬ومن أمثلته ما جاء في نص المادة ‪ 15‬من القانون‬
‫رقم ‪ 02-04‬بمنع رفض بيع سلعة أو تأدية خدمة بدون مبرر شرعي‪ ،‬حيث يترك هذا النوع من الصياغة‬
‫سلطة تقديرية واسعة لألعوان المكلفين بضبط المخالفات في تحديد مدى تحقق ذلك المفهوم الغامض وغير‬
‫المحدد عند تحريرهم لمحض المخالفة‪ ،‬كما يترك سلطة تقدير واسعة لقضاة الموضوع عند تحديدهم لمدى تحقق‬
‫الركن المادي للمخالفة‪.3‬‬

‫‪ -3‬عدم اشتراط تحقق نتيجة‪:‬‬

‫مجرد احتمال وقوع الضرر يمكن أن يجعله المشرع كاف للتجريم‪ ،‬فهو بذلك يمنع ابتداء وقوع النتائج‬
‫الضارة للفعل الذي يمكن أن يصدر من العون االقتصادي‪.4‬‬

‫‪ -1‬علي محمد جعفر‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون العقوبات االقتصادي وحماية المستهلك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2009 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬علي محمد جعفر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -3‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ -4‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬الجرائم االقتصادية في القانون المقارن‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار ومطابع الشعب‪ ،‬القاهرة‪ ،1979 ،‬ص‪.93‬‬

‫‪121‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن المشرع يسعى إلى جعل التجريم ينطوي على فكرة الوقاية من الجريمة ومقاومتها‪،‬‬
‫يعبر عنه بالجريمة الشكلية‪ ،‬التي يقع فيها االكتفاء بالسلوك اإلجرامي‪ ،‬الذي بمجرد حصوله تعتبر‬
‫وهو ما ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن مجرد احتمال حدوث الضرر كاف‬ ‫الجريمة مقترفة بغض النظر عن مدى تحقق النتيجة اإلجرامية ‪ ،‬أي ّ‬
‫لتجريم بعض األفعال‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الـــركـــــن المعنـــــــوي‪:2‬‬

‫أمام الطابع االقتصادي للمخالفات الماسة بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬يمكن الحديث عن تالشي‬
‫وضعف الركن المعنوي لهذه المخالفات‪ .‬فبمجرد تحقق الركن المادي للجريمة تقوم القرينة والحجة على اتجاه‬
‫إرادة العون االقتصادي الجاني لمخالفة القانون‪ ،‬دون البحث في نفسيته وما يضمره باطنه من إتيان الفعل‬
‫المجرم‪.‬‬
‫ّ‬
‫ورغم ذلك فإن هذا المنحى ال يمكن تعميمه على كل المخالفات الخاصة بالقانون رقم ‪ ،02-04‬حيث‬
‫يأخذ المشرع بعين االعتبار عنصر اإلرادة لقيام المخالفة في بعض المخالفات‪ ،‬مثاله‪ :‬ال تقوم جريمة إقامة‬
‫محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس‪ ،‬إالّ إذا قصد العون االقتصادي استغالل شهرة العون االقتصادي‬
‫المنافس خارج األعراف والممارسات التنافسية المعمول بها‪.‬‬

‫ونالحظ أن المشرع في تجريمه للممارسات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية بمعيار الخطأ‬
‫غير العمدي‪ ،‬حيث ذهب المشرع إلى افتراض الخطأ في العون االقتصادي المخالف بمجرد ثبوت المخالفة‬
‫المادية سواء حصلت المخالفة عن قصد أو عن غير قصد من دون اشتراط تحقق أي ضر مادين ومن دون‬
‫أن تلزم النيابة العامة غلى توافر الخطأ لدى المخالف على أساس عدم احترام القانون للممارسات التجارية‬
‫يعكس الخطأ لدى الفاعل‪ ،‬وبالتالي فإن إثبات الركن المادي يكفي إلثبات الخطأ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الجزاءات المقررة للمخالفات‬

‫تؤدي المتابعة الجزائية ضد العون االقتصادي الذي ثبتت مخالفته ألحكام وقواعد الممارسات التجارية‪،‬‬
‫إلى حكم القاضي بعقوبة أصلية وهي الغرامة ( ّأوال)‪ ،‬وعقوبات تكميلية تتمثل في المصادرة ونشر الحكم (ثانيا)‪،‬‬
‫وأخرى متعلقة بحالة العود‪ ،‬حسب الحالة (ثالثا)‪ ،‬بموجب مواد القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫‪ -1‬إيهاب الروسان‪ ،‬خصائص الجريمة االقتصادية‪ :‬دراسة في المفهوم واألركان‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪-‬‬
‫ورقلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ،2012‬ص ص ‪.86-85‬‬
‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ ،229-226‬بتصرف‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ّأوال‪ -‬الغرامة كعقوبة أصلية‪:‬‬

‫تضمن القانون‬
‫ّ‬ ‫تعتبر العقوبة أصلية إذا نطق بها القاضي مباشرة دون أن يلصقها بعقوبات أخرى‪ ،‬وقد‬
‫رقم ‪ 02-04‬عقوبة أصلية تتمثل أساسا في الغرامة‪.‬‬

‫وتعد الغرامة عقوبة يحكم بها القضاء في حالة اإلخالل ببعض القواعد القانونية واألحكام التشريعية‪،‬‬
‫حيث تعتبر العقوبة المالية من أهم العقوبات التي تفرض في الجرائم االقتصادية‪.‬‬

‫أن الغرامة في القانون المدني ّ‬


‫تعبر عن تعسف في‬ ‫وتختلف الغرامة كعقوبة جزائية عن الغرامة مدنية‪ ،‬إذ ّ‬
‫استعمال حق من الحقوق‪ ،‬في حين أن الغرامة الجزائية في مجال االقتصادي ّ‬
‫تعبر عن ارتكاب جرم‪.‬‬

‫وتقدر قيمة الغرامة حسب قيمة األشياء التي وقعت عليها الجريمة‪ ،‬وكذا خطورة الوقائع وتأثيرها على‬
‫شفافية ونزاهة الممارسات التجارية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون رقم ‪ ،02-04‬نجد ّ‬


‫أن المشرع قد فرض ثمانية طبقات من الغرامات والتي يمكن‬
‫تحديدها كاآلتي‪:1‬‬

‫‪-‬الطبقة األولى‪ :‬الغرامة من خمسة آالف دينار جزائري إلى مائة ألف دينار جزائري‪ ،‬وتفرض على‬
‫مخالفة عدم اإلعالم باألسعار والتعريفات‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الثانية‪ :‬الغرامة من عشرة آالف دينار جزائري إلى خمسين ألف دينار جزائري‪ ،‬وتفرض‬
‫على مخالفة تقديم فاتورة غير مطابقة‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الثالثة‪ :‬الغرامة من عشرة آالف دينار جزائري غلى مائة ألف دينار جزائري‪ ،‬وتفرض على‬
‫مخالفة عدم اإلعالم بشروط البيع‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الرابعة‪ :‬الغرامة من مائة ألف دينار جزائري إلى ثالثة ماليين دينار جزائري‪ ،‬وتفرض على‬
‫مخالفة ممارسة تجارية غير شرعية‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الخامسة‪ :‬الغرامة من خمسين ألف دينار جزائري إلى خمسة ماليين دينار جزائري‪ ،‬وتفرض‬
‫على مخالفة القيام بممارسات تجارية غير نزيهة وممارسات تعاقدية تعسفية‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة السادسة‪ :‬الغرامة من عشرين ألف دينار جزائري إلى عشرة ماليين دينار جزائري‪ ،‬وتفرض‬
‫على مخالفة ممارسة أسعار غير شرعية‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة السابعة‪ :‬الغرامة من ثالثمائة ألف دينار جزائري إلى عشرة ماليين دينار جزائري‪ ،‬وتفرض‬
‫على مخالفة عدم الفوترة‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الثامنة‪ :‬غرامة نسبية تحدد بـ ‪ % 80‬من المبلغ الذي كان يجب فوترته مهما بلغت قيمته‪،‬‬
‫وتفرض في حالة عدم الفوترة‪.‬‬

‫‪ -1‬تصنيف نقال عن خديجي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.239-238‬‬

‫‪123‬‬
‫ثانيا‪ -‬العقوبات التكميلية‪:‬‬

‫تتمثل العقوبات التكميلية في المصادرة ونشر الحكم‪:‬‬

‫بأنها‪" :‬األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة‬


‫عرفت المادة ‪ 15‬ق‪.‬ع‪.‬ج المصادرة ّ‬ ‫‪ -1‬المصادرة‪ّ :‬‬
‫أموال معينة‪ ،‬أو ما يعادل قيمتها عند االقتضاء"‬

‫وقد أجازت المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون ‪ 06-10‬السالف الذكر‪ ،‬للقاضي‬
‫أن يحكم بمصادرة السلع المحجوزة‪ ،‬فإذا كانت المصادرة تتعلق بسلع كانت موضوع حجز عيني‪ ،‬تسلم المواد‬
‫إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم ببيعها وفق الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬أما‬
‫في حالة الحجز االعتباري‪ ،‬تكون المصادرة على قيمة المواد المحجوزة بكاملها أو على جزء منها‪ ،‬وعندما‬
‫يحكم القاضي بالمصادرة‪ ،‬يصبح مبلغ بيع السلع المحجوزة مكتسبا للخزينة العمومية‪.‬‬

‫غير أنه في حالة صدور قرار القاضي برفع اليد على الحجز‪ ،‬تعاد السلع المحجوزة إلى صاحبها وتتحمل‬
‫الدولة التكاليف المرتبطة بالحجز‪ ،‬وفي حالة رفع اليد عن حجز سلع تم بيعها أو التنازل عليها مجانا أو‬
‫إتالفها‪ ،1‬يستفيد صاحبها من تعويض قيمة السلع المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من صاحبها أثناء‬
‫الحجز‪ ،‬كما له أن يطلب من الدولة تعويض الضرر الذي لحقه‪.‬‬

‫‪ -2‬نشر الحكم‪ :‬يكون النشر باإلعالن في وسائل أو أماكن محددة‪ ،‬وذلك إلعالم المستهلكين والمتعاملين‬
‫بالجرائم المركبة بما يحقق الهدف من العقوبة والتمثل في فقدان الثقة في مرتكب الجريمة‪ ،‬وحرمانه أو‬
‫تقليل حجم مكاسبه المالية في المستقبل نتيجة لعزوف الجمهور عن التعامل معه‪.‬‬

‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 02-04‬نجدها تنص على أنه‪" :‬يمكن الوالي المختص إقليميا‬
‫وكذا القاضي أن يأمر على نفقة مرتكب المخالفة‪ ،‬وكذا المحكوم عليه نهائيا‪ ،‬بنشر ق ار ارتهما كاملة أو خالصة‬
‫منها في الصحافة الوطنية أو لصقها بأحرف بارزة في األماكن التي يحددنها‪".‬‬

‫يتضح من خالل هذا النص أن للقاضي السلطة التقديرية في نشر الحكم من عدمه‪ ،‬متى وجد أنه ال‬
‫فائدة مرجوة من ذلك أو عدم وجود مبرر قانوني له‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬العقوبات المتعلقة بحالة العود‪:‬‬

‫تعد حالة عود‪ ،‬في مفهوم المادة ‪ 47‬من القانون ‪ 02-04‬المعدلة بموجب القانون ‪ ،06-10‬قيام العون‬
‫االقتصادي بمخالفة أخرى لها عالقة بنشاطه خالل السنتين (‪ )2‬التي تلي انقضاء العقوبة السابقة المتعلقة‬
‫بنفس النشاط‪ ،‬وتتمثل هذه العقوبات في‪:‬‬

‫‪ -1‬ألكثر تفاصيل عن هذه الحاالت راجع المادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -1‬مضاعفة الغرامة‪ :‬استحدث المشرع وسيلة تتصف بالطابع الردعي المشدد للعقوبة‪ ،‬حيث جعل مقدار‬
‫الغرامة قابال للمضاعفة في حالة العود‪ .‬ومنه تضاعف العقوبات المالية المذكورة أعاله حسب كل‬
‫حالة في حالة العود‪.‬‬
‫مكن المشرع‬
‫‪ -2‬المنع المؤقت من ممارسة النشاط‪ :‬إضافة إلى عقوبة الغرامة التي تطبق بصفة أساسية ّ‬
‫القاضي من منع العون االقتصادي المحكوم عليه من ممارسة النشاط بصفة مؤقتة وهذه المدة ال‬
‫تزيد عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وهذا ما يدل على رغبة المشرع في تشديد العقوبة في حالة العود‪.‬‬
‫‪ -3‬الحبس‪ :‬عقوبة الحبس تعد عقوبة أصلية في مادة الجنح‪ ،‬كما تعد من العقوبات المقيدة السالبة‬
‫للحرية وأصبحت هذه العقوبة تخييرية في يد القاضي بإمكانه تطبيقها في حالة العود‪ .‬وتكون عقوبة‬
‫الحبس من ثالثة (‪ )3‬أشهر إلى خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫إجراءات الضبـط والمتـابعــة‬

‫المشرع العقوبات المقررة لخرق االلتزامات المترتبة على العون االقتصادي‪ ،‬قام بتحديد‬‫ّ‬ ‫بعد أن حدد‬
‫اإلجراءات المتبعة في معاينة وإثبات المخالفات المرتّبة للعقوبة‪.‬‬

‫المشرع قد قسم القواعد اإلجرائية‬


‫ّ‬ ‫وبالتمعن في مواد الباب الخامس من القانون رقم ‪ ،02-04‬نجد ّ‬
‫أن‬
‫الواجبة اإلتباع إلى مرحلتين مرحلة المعاينة (مطلب ّأول) ومرحلة المتابعة (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫معاينـــــة المخالفــــــــات‬

‫ظم القانون رقم ‪ 02-04‬طرق ووسائل معاينة المخالفات التي تشكل انتهاكا لمبدأي الشفافية والنزاهة‬
‫نّ‬
‫بنص المواد من ‪ 49‬إلى ‪ 59‬منه‪ ،‬حيث حدد أوال الموظفون المؤهلون إلجراء التحقيقات والمعاينات (فرع ّأول)‪،‬‬
‫ثم ّبين كيفية سير التحقيق (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫الموظفون المؤهلون لضبط المخالفات‬

‫نظ ار لخصوصية المخالفات المحددة في القانون رقم ‪ ،02-04‬حرص المشرع على تحديد األشخاص‬
‫خولت المادة ‪ 49‬من هذا‬
‫الذين لهم الحق والصفة للقيام بأعمال التحقيق والبحث وضبط هذه المخالفات‪ ،‬حيث ّ‬
‫القانون مهام المعاينة والضبط القضائي إلى صنفين من الموظفين‪.‬‬

‫هم موظفو الضبط ذووا االختصاص المحدد (أ ّوال)‪ ،‬وموظفو الضبط ذووا االختصاص العام (ثانيا)‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ّأوال‪ -‬موظفو الضبط ذووا االختصاص المحدد‪:‬‬

‫منحت المادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪ 02-04‬صفة الضبط القضائي لبعض الموظفين الذين ينتمون إلدارتي‬
‫يخول لهم معاينة وإثبات المخالفات المتعلقة بهذا القانون‬
‫التجارة والماليةـ ويعتبرون أعوانا ذووا اختصاص محدد ّ‬
‫دون سواها‪ ،‬هؤالء الموظفون هم‪:‬‬

‫المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫األعوان المعنيون التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في الصنف ‪ 14‬على األقل المعينون لهذا الغرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويفوضون بالعمل طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬
‫على أن يؤدي هؤالء الموظفون اليمين ّ‬
‫وقد منح القانون لهؤالء الموظفين عدة صالحيات‪ ،‬وحريات لممارسة مهامهم‪ .‬على أن ّ‬
‫يبينوا وظيفتهم‬
‫ويقدموا تفويضهم بالعمل‪ ،‬كما لهم إلتمام مهامهم طلب تدخل وكيل الجمهورية المختص إقليميا‪ ،‬ضمن احت ارم‬
‫القواعد المنصوص عنها في قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وقد اعتبر قانون الممارسات التجارية كل عرقلة وكل فعل من شأنه منع تأدية مهام التحقيق من طرف‬
‫هؤالء األعوان مخالفة وتوصف كمعارضة للمراقبة‪ ،‬ويعاقب عليها بالحبس وبالغرامة‪ ،‬أو بإحدى العقوبتين‪.‬‬

‫‪ -1‬المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة‪:‬‬

‫إن تحديد الموظفين المؤهلين للتحقيق والتابعين إلدارة التجارة يقتضي منا الرجوع إلى أحكام المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 415-09‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2009‬المتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على‬
‫‪1‬‬
‫أن هذا المرسوم التنفيذي عند تحديده‬
‫الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة ‪ ،‬حيث ّ‬
‫لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة قسمها إلى فئتين‪ :‬سلك مراقبة قمع الغش وسلك مراقبي المنافسة‬
‫والتحقيقات االقتصادية‪.‬‬

‫بالنسبة للفئة األولى‪ :‬سلك مراقبة قمع الغش‪ :‬تضم رتبة وحيدة وهي رتبة مراقبة قمع الغش ويكلف‬
‫بالبحث والمعاينة عن أية مخالفة للتشريع ومعاينتها واتخاذ عند االقتضاء اإلجراءات التحفظية المنصوص عليها‬
‫في مجال قمع الغش‪.‬‬

‫بينما تضم الفئة الثانية سلك مراقبي المنافسة والتحقيقات االقتصادية‪ :‬تضم رتبة مراقب المنافسة‬
‫والتحقيقات االقتصادية‪ ،‬ويكّلف بالبحث عن أية مخالفة للتشريع ومعاينتها واتخاذ جميع اإلجراءات التحفظية‬
‫عن االقتضاء المنصوص عليها في القواعد المنظمة للمنافسة والتحقيقات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 415-09‬مؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2009‬يتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على الموظفين‬
‫المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،75‬صادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص ‪.)20‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -2‬أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في الصنف ‪ 14‬على األقل المعينون لهذا الغرض‪:‬‬

‫طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 415-09‬السالف الذكر‪ ،‬يتمثل أعوان اإلدارة المكلفة بالتجارة المرتبون في‬
‫الصنف ‪ 14‬على األقل والمعينون لهذا الغرض في مفتش قسم ورئيس مفتش رئيسي‪.‬‬

‫بالنسبة لمفتش قسم يتولى مهمة االستكشاف والتقدير والتوجيه‪ ،‬كما يكلف بأية دراسة أو تحليل يتطلب‬
‫الكفاءة الجيدة في ميدان قمع الغش‪ ،‬أما رئيس مفتش رئيسي يتولى في مجال والتحقيقات االقتصادية مهمة‬
‫تقييم درجة فاعلية التنظيم الجاري وانجاز دراسات تهدف إلى ترقية المنافسة والمساهمة في دورات تكوينية‬
‫وتجديد المعلومات وتحسين المستوى لفائدة أعوان المنافسة والتحقيقات‪.‬‬

‫‪ -3‬الموظفون التابعون لإلدارة الجبائية‪:‬‬

‫وفقا لما حدده المرسوم التنفيذي رقم ‪ 299-10‬المؤرخ ‪ 29‬نوفمبر‪ 2010‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص بالموظفين المنتمين إلى أسالك خاصة باإلدارة الجبائية‪ ،1‬السيما رؤساء فرق التحقيق والذين توكل‬
‫لهم‪:‬‬

‫تنفيذ برنامج التحقيق المسند إلى فرقتهم ومتابعته‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ضمان مهام البحث في إطار التحقيقات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توجيه وتنشيط ومراقبة أشغال محققي المحاسبة والتقييم الموضوع تحت سلطتهم‪ ،‬وكذا الشأن‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لمراقبي الضرائب الذين توكل لهم مهمة القيام بتدخالت ومعاينة المخالفات للتشريع والتنظيم الجبائيين‪.‬‬
‫غير أن أعوان اإلدارة الجبائية ال يدخل في مهامهم بصفة أساسية البحث والتحري في كل الجرائم الماسة‬
‫بشفافية الممارسات التجارية‪ ،‬وإنما يدخل في صالحياتهم البحث عن المخالفات المرتبطة أساسا بالمخالفات‬
‫الجبائية‪ ،‬كالبيع مثال بدون فاتورة وتحرير فاتورة وهمية‪ ،‬ففضال عن كونها ممارسة منافية لنزاهة وشفافية التجارة‬
‫تكيف على أنها مخالفة جبائية تصل إلى حد الغش الجبائي‪.‬‬
‫تشكل في نفس الوقت مناورة تدليسيىة ّ‬
‫المالحظ أنه يوجد ارتباط للمخالفات المشار إليها في القانون ‪ 02- 04‬ببعض المخالفات ذات الطابع‬
‫المشرع قد أغفل في نص المادة ‪ 49‬من نفس القانون منح صفة الضبطية‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫الجمركي‪ ،‬ورغم هذا االرتباط إالّ ّ‬
‫تم فيه منح صفة الضبطية القضائية لموظفي إدارة الضرائب‪ ،‬في‬
‫القضائية لموظفي الجمارك‪ ،‬في الوقت الذي ّ‬
‫حين ّأنه كان من األحسن ومن باب المعاملة بالمثل على األقل‪ ،‬منح صفة الضبطية القضائية ألعوان الجمارك‬
‫فيما يخص بعض المخالفات التي لها ارتباط بالمخالفات الجمركة خاصة منها المتعلقة بالفوترة‪.2‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 299-10‬مؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،2010‬يتضمن القانون األساسي بالموظفين المنتمين إلى األسالك‬
‫الخاصة باإلدارة الجبائية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،74‬صادر بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2010‬ص ‪.)23‬‬
‫‪ -2‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.254‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -4‬شروط منح صفة الضبط القضائي للموظفين ذوي االختصاص المحدد‪:1‬‬

‫اشترط لمنح صفة الضبطية القضائية لألعوان المذكورين سابقا أن تتوفر فيهم صفة الموظف العام‬
‫بالمفهوم الدقيق لمعنى الموظف العام‪ ،‬وقد عرفت المادة ‪ 04‬من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‬
‫الموظف بأنه‪" :‬كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة ورسم في رتبة في السلم اإلداري"‪.‬‬

‫وبذلك ال يصح مباشرة وظيفة الضبط القضائي من مجرد موظف متعاقد حتى ولو توّفرت لديه المؤهالت‬
‫العلمية التي تسمح له بإنجاز األعمال الموكلة إلى هؤالء الموظفين والمتعلقة بضبط ومعاينة المخالفات المتعلقة‬
‫بالممارسات التجارية‪ ،‬وال يمكن اعتبار الموظف متصفا بصفة الضبطية القضائية إال بقانون‪.‬‬

‫إن اختصاص هؤالء األعوان ينحصر نوعيا فقط في ضبط ومعاينة المخالفات التي يحددها لهم القانون‬
‫صراحة دون سواها‪ ،‬وتبعا لذلك ال يمكنهم معاينة بقية الجرائم األخرى غير المنصوص عليها في القوانين التي‬
‫تمنحهم االختصاص‪ ،‬كون أن منحهم صفة الضبطية القضائية جاء على صيغة التخصيص لذلك ال يجوز‬
‫للمحقق أن يزاول اختصا صات بشأن جمع االستدالالت أو التحقيق إال في الحاالت التي يجيزها له المشرع‬
‫وبالنسبة للجرائم التي تدخل في اختصاصه‪.‬‬

‫كما يجب عليه أن يراعي مشروعية الوسائل التي يلجأ إليها عند مباشرته ألعمال وظيفته فال يجوز له‬
‫يتمكن‬
‫استخدام أساليب غير مشروعة تحقيقا لمهامه‪ ،‬فال يحق له مثال التحريض على ارتكاب الجريمة حتى ّ‬
‫من ضبط الفاعل في حالة تلبس‪ ،‬وليس من صالحياته التصرف في المحاضر كأن يقرر حفظ الملف أو إتالف‬
‫المحاضر بحجة عدم ثبوت المخالفة المرفوعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬موظفو الضبط ذووا االختصاص العام‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 49‬من القانون ‪ 02-04‬على أن ضباط وأعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية لهم األهلية في معاينة وضبط المخالفات المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫وطبقا لنص المادتين ‪ 15‬و‪ 19‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،2‬يتمتّع بصفة موظفو الضبط ذووا‬
‫االختصاص العام كل من‪:‬‬

‫‪ -1‬ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬

‫من خالل نص المادة ‪ 15‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬يمكن تقسيم ضباط الشرطة القضائية إلى الفئات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.255-254‬‬


‫‪ -2‬عدلتا بموجب المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 10-19‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2019‬المعدل والمتمم لألمر قم ‪155-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،78‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص‬
‫‪.)11‬‬

‫‪128‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬وهي تضم رؤساء المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬ضباط الدرك الوطني‪ ،‬الموظفون التابعون‬
‫لألسالك الخاصة للمراقبين والمحافظين وضباط الشرطة لألمن الوطني‪ .‬وهؤالء لم يشترط لهم القانون أي شرط‬
‫حيث أن تمتعهم بهذه الصفة تكون بحكم القانون‪.‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬ضباط الصف الذين امضوا في سلك الدرك الوطني (‪ )3‬ثالث سنوات‪ ،‬على األقل‪ ،‬وتم‬
‫تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬ووزي الدفاع الوطني‪ ،‬بعد موافقة لجنة‬
‫خاصة‪ .‬وكذا الموظفون التابعون لألسالك الخاصة للمفتشين وحفاظ وأعوان الشرطة لألمن الوطني الذين أمضوا‬
‫ثالث (‪ )3‬سنوات على األقل بهذه الصفة‪ ،‬والذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزي‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬

‫الفئة الثالثة‪ :‬يشترط في أصحابها أن يكونوا من ضباط وضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية‬
‫لألمن‪ ،‬الذين تم تعيينهم خصيصا بموجب قرار مشترك صادر عن وزير الدفاع الوطني ووزير العدل‪ ،‬غير أنه‬
‫تنحصر مهمة هؤالء طبقا لنص المادة ‪ 15‬مكرر ق‪.‬إ‪.‬ج في الجرائم الماسة بأمن الدولة المنصوص والمعاقب‬
‫عليها في قانون العقوبات‪..‬‬

‫‪ -2‬أعوان الضبطية القضائية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 19‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ 1‬على أنه‪:‬‬

‫‹‹ يعد من أعوان الضبط القضائي موظفو مصالح الشرطة وضباط الصف في الدرك الوطني ومستخدمو‬
‫المصالح العسكرية لألمن الذين ليس لهم صفة ضباط الشرطة القضائية››‪ .‬فإن كان ضباط الشرطة القضائية‬
‫تناط بهم مهمة البحث والتحري وجمع األدلة عن الجرائم‪ ،‬فإن أعوان الضبطية القضائية يساعدونهم في ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫سلطات الموظفون المكلفون بمعاينة المخالفات‬

‫يتمكن الموظفون المؤهلون للقيام بالتحقيق من أداء واجباتهم بشكل جيد‪ ،‬فإن المشرع قد منح لهم‬
‫حتى ّ‬
‫سلطات جد واسعة في مواجهة األعوان االقتصاديين الذين يجري عليهم التحقيق‪ ،2‬حيث تبرز أهم هذه السلطات‬

‫‪-1‬عدلت المادة ‪ 19‬من ق‪.‬إ‪.‬ج بموجب المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،10-19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬طبقا لنص المادة ‪ 53‬من القانون ‪ 02-04‬تعتبر مخالفة وتوصف كمعارضة للمراقبة كل عرقلة وكل فعل من شأنه منع تأدية‬
‫مهام التحقيق من طرف هؤالء الموظفين‪ ،‬ويعاقب عليها بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر إلى سنتين (‪ ،)2‬وبغرامة من مائة ألف‬
‫دينار (‪ 100 000‬دج) إلى مليون دينار (‪ 1 000 000‬دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬فيما عددت المادة ‪ 54‬من نفس‬
‫القانون الحاالت التي تعتبر معارضة لمراقبة الموظفين المكلفين بالتحقيقات‪ ،‬ويعاقب عليها على هذا األساس‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬رفض تقديم الوثائق المطلوبة في إطار التحقيق‪ -‬المنع من الدخول الحر للمحالت‪ -‬رفض االستجابة عمدا الستدعاءات‬
‫المحققين‪ -‬التوقف عن النشاط بقصد التهرب من المراقبة‪ -‬استعمال المناورة للمماطلة أو العرقلة بأي شكل كان إلنجاز التحقيقات‪-‬‬
‫إهانة وتهديد أو كل شتم أو سب تجاه الموظفين المؤهلين للتحقيق – العنف أو التعدي الذي يمس بسالمتهم الجسدية أثناء تأدية‬

‫‪129‬‬
‫(أوال)‪ ،‬والحجز (غير أننا لن نتطرق إليه مجددا بموجب هذا‬
‫في سلطة االطالع على الوثائق وتفتيش المحالت ّ‬
‫المطلب تفاديا للتكرار على اعتبار أننا قد تطرقنا إليه سابقا كجزاء إداري في الفصل السابق)‪ ،‬وأخير تحرير‬
‫التقرير أو المحضر (ثانيا)‪.‬‬

‫ّأوال‪ -‬االطالع على الوثائق وتفتيش المحالت‪:‬‬

‫أعطى المشرع الجزائري سلطات مشتركة بين كل األعوان المكلفين بالتحقيق بغض النظر عن الجهة‬
‫التي ينتمون إليها عبر كل مراحل التحقيق بموجب المواد من ‪ 49‬إلى ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 02-04‬السالف‬
‫الذكر‪ ،‬من بين هذه السلطات سلطة الدخول بكل حرية ألماكن المعاينة لالطالع على الوثائق ومعاينتها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى سلطة تفتيش المحالت‪.‬‬

‫‪ -1‬االطالع على الوثائق‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ 02-04‬على إمكانية قيام الموظفين المذكورين في المادة ‪ 49‬بتفحص‬
‫كل المستندات اإلدارية أو التجارية أو المالية أو المحاسبية وكذا أية وسائل مغناطيسية أو معلوماتية دون أن‬
‫يمنعوا من ذلك بحجة السر المهني‪ ،‬وهكذا فإنه وفي مفهوم نص المادة يمكن للمحققين القيام بفحص الوثائق‬
‫المهنية‪ ،‬ويدخل في مفهوم الوثائق المهنية جميع الوثائق التي يلزم العون االقتصادي بمسكها بحكم نشاطه‪ .‬من‬
‫بين هذه الوثائق تلك التي تمسك بحكم القانون التجاري والقانون الجبائي والقانون االجتماعي وكذلك كل الوثائق‬
‫المرتبطة بالنشاط الممارس لملفات الزبائن والمرسالت المهنية والعقوبات التجارية وشروط البيع وتقارير‬
‫االجتماعات والتعليمات الداخلية‪...‬إلخ‪.1‬‬

‫كما تسمح المادة ‪ 50‬السالفة الذكر‪ ،‬للموظفين المؤهلين للتحقيق بأن يطلبوا ليس فقط االطالع على‬
‫الوثائق بل أيضا أن يطلبوا استالم هذه الوثائق وحتى حجزها‪ ،‬أما إذا انتهت عملية التحقيق ورأى الموظف‬
‫المحقق أنه ال ضرورة لحجز لوثائق فإنه يمكنه إرجاعها إلى الجهة المحقق معها‪ ،‬كما يمكن أخذ صورة منها‪.2‬‬

‫‪ -2‬تفتيش المحالت المهنية‪:‬‬

‫تجيز المادة ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 02-04‬لألعوان المؤهلين حرية الدخول إلى المحالت التجارية باستثناء‬
‫المحالت السكنية التي تخضع للمادتين ‪ 45‬و‪ 47‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪ ،‬أي لترخيص من وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫كما أنه يمكنهم أن يمارسوا أعمالهم خالل نقل البضائع‪ ،‬حيث لهم سلطة توقيف وسائل النقل لمعاينتها‬
‫والتفتيش داخل أي طرود أو متاع بشرط حضور المرسل أو المرسل إليه أو الناقل‪ ،‬فمنح القانون للموظفين‬

‫مهامهم أو بسبب وظائفهم‪ ،‬وفي هاتين الحالتين األخيرتين‪ ،‬تتم المتابعات القضائية ضد العون االقتصادي المعني من طريف‬
‫الوزير المكلف بالتجارة أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا‪ ،‬بغض النظر عن المتابعات التي باشرها الموظف ضحية االعتداء‬
‫شخصيا‪.‬‬
‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -2‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪130‬‬
‫المؤهلين عند االنتقال لمكان التحقيق الحق في تفتيش كل الموجودات سواء كانت سلع أو طرود‪ ،‬وإذا كانت‬
‫مغلقة يمكن لهم فتحها وكل الوثائق والمستندات مهما كانت طبيعتها‪ ،‬كما لهم الحق في أخذ نسخ منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تحرير التقارير أو المحاضر‪:‬‬

‫تختتم التحقيقات المنجزة بتقارير تحقيق‪ ،‬كما تثبت المخالفات في محاضر تبلغ إلى المدير الوالئي‬
‫المكلف بالتجارة الذي يرسلها إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا على أن تحرر هذه المحاضر في ظرف‬
‫ثمانية (‪ )8‬أيام ابتداء من تاريخ نهاية التحقيق ويوّقع عليها الموظفون الذين عاينوا المخالفة تحت طائلة‬
‫البطالن‪ .‬ثم تسجل هذه المحاضر وتقارير التحقيق في سجل مخصص لهذا الغرض مرقم ومؤشر عليه حسب‬
‫األشكال القانونية‪ ،‬ولهذه المحاضر وتقارير التحقيق حجية قانونية حتى يطعن فيها بالتزوير‪.‬‬

‫‪ -1‬شكل ومضمون المحضر‪ :‬يعد المحضر وثيقة مكتوبة يحررها ضباط وأعوان الشرطة القضائية أو‬
‫الموظفون واألعوان المكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية طبقا ألشكل المحددة قانونا تتضمن كل‬
‫األعمال التي تندرج في إطار المهام المنوطة بهم المحددة في القانون والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬ويجب‬
‫أن يتضمن المحضر جملة من البيانات تتمثل في‪:1‬‬
‫‪ -‬تواريخ وأماكن التحقيقات المنجزة والمعاينات المسجلة‪ ،‬ويكتب التاريخ بالحروف واألرقام واشتراط كتابة‬
‫التاريخ يرجع إلى القاعدة التي توجب أن تكون جميع األعمال اإلجرائية مؤرخة‪ ،‬أما الساعة فال يمكن‬
‫بيانها إال إذا كان القانون يوجب تحرير المحضر خالل مدة معينة من معاينة المخالفات‪،‬‬
‫‪ -‬هوية وصفة الموظفين الذين قاموا بالتحقيقات‪،2‬‬
‫‪ -‬هوية مرتكب المخالفة أو األشخاص المعنيين بالتحقيقات ونشاطهم وعناوينهم‪،3‬‬

‫‪ -1‬المادتين ‪ 56‬و‪ 57‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬مرجع سابق‪.‬‬


‫وضحت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 389-20‬مؤرخ في ‪19‬‬ ‫‪ -‬تطبيقا لنص المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ّ ،02-04‬‬
‫‪2‬‬

‫ديسمبر ‪ ،2020‬يحدد شكل محاضر معاينة المخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية وبياناتها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر‬
‫الموظف‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪ ،)16‬البيانات المتعلقة بالموظف محرر المحضر‪ ،‬وتتمثل في‪ :‬االسم واللقب‪ ،‬صفة ّ‬
‫المصلحة اإلدارية التي ينتمي إليها‪ ،‬بيانات بطاقة التفويض بالعمل والتوقيع‪.‬‬
‫‪ّ -3‬بينت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،389-20‬مرجع سابق‪ ،‬البيانات المتعلقة بالشخص المخالف‪ ،‬من اسم ولقب‬
‫المخالف أو الممثل القانوني للشخص المعنوي‪ ،‬تاريخ ومكان الميالد‪ ،‬ابن أو ابنة ‪ ....‬و‪ ،....‬التسمية بالنسبة للشخص المعنوي‪،‬‬
‫عنوان المحل ومقر الشركة التجارية بالنسبة لألشخاص المعنوية‪ ،‬طبيعة النشاط الممارس والتوقيع‪.‬‬
‫وما يالحظ على نص هذه المادة‪ ،‬أنه خالفا لما ورد في القانون رقم ‪ 02-04‬الذي لم يشر إلى األعوان االقتصاديين كأشخاص‬
‫معنوية‪ ،‬فإن نص هذه األخيرة تدارك األمر‪ ،‬غير أنه يعاب على هذه المادة أنها حصرت المخالف في التجار دون باقي األعوان‬
‫االقتصاديين‪ ،‬إذ نصت على‪" :‬اسم ولقب التاجر أو الممثل القانوني للشخص المعنوي‪ ،"...‬وذلك ال يتوافق وأحكام القانون رقم‬
‫‪ ،02-04‬السيما أن المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،389-20‬ما هو إال تطبيق لنص المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬الوقائع المكونة للمخالفة المرفوعة وطبيعة المخالفة وأن يتم تصنيفها حسب أحكام القانون أو النصوص‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات المقترحة من طرف الموظفين الذين حرروا المحضر عندما يمكن أن تعاقب المخالفة بغرامة‬
‫المصالحة‪،‬‬
‫‪ -‬يجب أال يتضمن المحضر أي شطب أو إضافة أو قيد في الهوامش‪،‬‬
‫‪ -‬في حالة الحجز‪ ،‬تبين المحاضر طبيعة السلع المحجوزة ونوعها وكميتها وقيمتها‪ ،‬وترفق بها وثائق جرد‬
‫المنتوجات المحجوزة‪،‬‬
‫يبين في المحضر بأن مرتكب المخالفة قد تم إعالمه بتاريخ ومكان تحريرها وتم إبالغه بضرورة‬ ‫‪-‬‬
‫الحضور أثناء التحرير‪ ،‬ويوقع المحضر من طرف المخالف إذا كان حاضر وفي حالة غيابه أو رفضه‬
‫التوقيع أو معارضته غرامة المصالحة المقترحة يقيد ذلك في المحضر‪.‬‬

‫‪ -2‬حجية المحضر‪ :‬منح قانون القانون رقم ‪ 02-04‬للمحاضر حجية مطلقة وفقا للمادة ‪ 58‬منه‪ ،‬فلها‬
‫قوة ثبوتية حتى يطعن فيها بالتزوير مع ضرورة مراعاة أحكام المواد من ‪ 214‬الى ‪ 219‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‬
‫وكذا أحكام المادتين ‪ 56‬و‪ 57‬منه‪.‬‬

‫ويعتبر المحضر وسيلة إلثبات المخالفة‪ ،‬كما أنه يعتبر وسيلة إثبات احترام األعوان المكلفين بالتحقيق‬
‫لإلجراءات القانونية‪ ،‬فالمحضر إذا يعد وسيلة لضمان حقوق األعوان االقتصاديين بقدر ما هو وسيلة إلثبات‬
‫المخالفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫متابعــــــة المخالفــــــات‬

‫متى ثبتت المخالفات طبقا ألحكام المواد من ‪ 55‬إلى ‪ 59‬من القانون رقم ‪ 02-04‬يمكن تسويتها‬
‫بطريقتين‪ ،‬عن طريق الرجوع الودي (فرع ّأول) أو الرجوع القضائي (فرع ثاني)‪.‬‬

‫األول‪:‬‬
‫الفرع ّ‬
‫الرجوع الودي (المصالحة)‬

‫أن المخالفات الواردة في القانون رقم ‪ ،02-04‬تخضع الختصاص الجهات القضائية طبقا لنص‬
‫األصل ّ‬
‫المادة ‪ 60‬من هذا القانون‪ ،‬غير أنه بنص نفس المادة يمكن قبول األعوان االقتصاديين المخالفين في رجوع‬
‫ودي يتمثل في المصالحة متى توفرت شروطها‪ ،‬وتنهي بذلك المصالحة المتابعات القضائية‪ ،‬وعليه سنتناول‬
‫(أوال)‪ ،‬شروط المصالحة (ثانيا)‪ ،‬آثار المصالحة (ثالثا)‪.‬‬
‫من خالل هذا الفرع تعرف المصالحة ّ‬

‫‪132‬‬
‫ّأوال‪ -‬تعريف المصالحة‪:‬‬

‫يمكن تعريف المصالحة أو الصلح بوجه عام ّأنه تسوية للنزاع بطريقة ودية‪ ،1‬إال أنه تم تعريفها بموجب‬
‫المنشور الوزاري الصادر في ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المتعلق بكيفيات تطبيق أحكام غرامة المصالحة على أنها‪:‬‬
‫‹‹ طريقة تسوية ودية بين اإلدارة المكلفة بمراقبة الممارسات التجارية من جهة والمتعامل االقتصادي المحرر‬
‫ضده المحضر من جهة أخرى‪ ،‬يتم من خاللها إنهاء النزاع الناجم عن مخالفة أحكام القانون رقم ‪02-04‬‬
‫››‪ ،‬واعتبرها المنشور الوزاري وسيلة فعالة وعادلة لوضع حد للنزاع مقابل دفع المخالف للغرامة المقترحة عليه‬
‫في حدود العقوبات المالية التي حددها القانون‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬شروط المصالحة‪:‬‬

‫تتمثل شروط المصالحة في شروط موضوعية وأخرى شكلية‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية‪ :‬تتعلق الشروط الموضوعية بشروط تتعلق بمرتكب المخالفة وأخرى متعلقة‬
‫باإلدارة‪.‬‬

‫أ‪ -‬الشروط المتعلقة بمرتكب المخالفة‪ :‬تتمثل هذه الشروط في‪:‬‬


‫‪ -‬أن ال يكون المخالف في حالة العود طبقا لنص المادتين ‪ 62‬و‪ 2/47‬من القانون رقم ‪،02-04‬‬
‫حيث ال يستفيد مرتكب المخالفة في حالة العود من المصالحة‪ ،‬ويرسل المحضر مباشرة من طرف‬
‫المدير الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون العقوبة المسجلة للمخالفة المرتكبة من العون االقتصادي في حدود عقوبة تقل عن ثالثة‬
‫ماليين دينار (‪ 3.000.000‬دج)‪ ،‬ألنه عندما تكون الغرامة تساوي أو تفوق ثالثة ماليين دينار‬
‫(‪ 3.000.000‬دج) فإن المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين يرسل مباشرة من المدير‬
‫الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشروط المتعلقة باإلدارة‪ :‬يثبت االختصاص لممثل اإلدارة بإجراء المصالحة وفقا للشروط‬
‫المذكورة في المادة ‪ 60‬من القانون قم ‪ 02-04‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المدير الوالئي المكلف بالتجارة‪ :‬يمكن المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقبل األعوان‬
‫االقتصاديين المخالفين بالمصالحة‪ ،‬إذا كانت المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقل او تساوي‬
‫مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج) استنادا إلى المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين‪.‬‬
‫‪ -‬الوزير المكلف بالتجارة‪ :‬في حالة ما إذا كانت المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق مليون‬
‫دينار (‪ 1.000.000‬دج) وتقل عن ثالثة ماليين دينار (‪ 3.000.000‬دج)‪ ،‬يمكن الوزير‬

‫‪.111‬‬ ‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬


‫‪ -2‬سفيان بن قري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪133‬‬
‫المكلف بالتجارية أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين بالمصالحة‪ ،‬استنادا إلى المحضر‬
‫المعد من طرف الموظفين المؤهلين والمرسل من طرف المدير الوالئي المكلف بالتجارة‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط الشكلية‪ :‬تكون المصالحة طبقا للقانون رقم ‪ 02-04‬باقتراح من اإلدارة المختصة للعون‬
‫االقتصادي المخالف المستوفي الشروط القانونية لهذه األخيرة‪ ،‬لدفع قيمة غرامة في حدود العقوبة المالية‬
‫المقررة قانونا استنادا إلى المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين‪.‬‬

‫وللعون االقتصادي المخالف الحق في المعارضة أمام المدير الوالئي المكلف بالتجارة أو الوزير المكلف‬
‫بالتجارة في حدود ثمانية (‪ )8‬أيام من تاريخ تسليمه المحضر‪.‬‬
‫غرمة المصالحة‬
‫ويمكن الوزير المكلف بالتجارة وكذا المدير الوالئي المكلف بالتجارة تعديل مبلغ ا‬
‫المقترحة من طرف الموظفين المؤهلين الذين حرروا المحضر‪ ،‬في حدود العقوبات المالية المنصوص عليها‬
‫في القانون رقم ‪.02-04‬‬
‫وفي حالة موافقة العون أو األعوان االقتصاديين المتابعين على المصالحة‪ ،‬فإنهم يستفيدون من تخفيض‬
‫‪ % 20‬من مبلغ الغرامة المحتسبة‪.‬‬
‫على أنه في حالة عدم دفع الغرامة في أجل خمسة وأربعين (‪ )45‬يوما ابتداءا من تاريخ الموافقة على‬
‫المصالحة‪ ،‬يحال الملف على وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬آثار المصالحة‪:‬‬

‫تنهي المصالحة المتابعة القضائية‪ ،‬وال تعتبر هذه األخيرة عقوبة جزائية‪ ،‬ومن ثمة ال تعتبر كأساس‬
‫لحالة العود التي تستوجب عقوبة جزائية بنص المادة ‪ 2/47‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬كما ّ‬
‫أن غرامة المصالحة‬
‫ال تسجل في صحيفة السوابق القضائية للمخالف باعتبارها عقوبة إدارية‪ ،‬استنادا لنص المادة ‪ 618‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫إذا تمت المصالحة وفق الشروط التي يتطلبها القانون‪ ،‬فإنها تنتج آثار سواء بالنسبة لطرفيها أو بالنسبة‬
‫للغير‪:‬‬
‫‪ 1‬آثار المصالحة بالنسبة لطرفيها‪ :‬أهم هذه اآلثار هو حسم النزاع‪ ،‬ويترتب عن ذلك انقضاء الدعوى‬
‫العمومية‪ .‬ويختلف األمر حسب المرحلة التي وصلت إليها اإلجراءات‪:1‬‬
‫إذا ما تمت المصالحة قبل إحالة الملف إلى وكيل الجمهورية‪ ،‬يحفظ الملف وال يرسل‬ ‫‪-‬‬
‫إلى وكيل الجمهورية‪،‬‬
‫إذا كانت القضية على مستوى النيابة ولم يتخذ بشأنها أي إجراء تتوقف الدعوى‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية بانعقاد المصالحة فيحفظ الملف على مستوى النيابة‪،‬‬

‫‪ -1‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.415-414‬‬

‫‪134‬‬
‫إذا كانت النيابة قد تصرفت في الملف فحركت الدعوى العمومية إما برفع القضية إلى‬ ‫‪-‬‬
‫التحقيق أو بإحالتها إلى المحكمة‪ ،‬في هذه الحالة يتحول اختصاص اتخاذ التدابير المناسبة إلى هاتين‬
‫الجهتين‪،‬‬
‫إذا كانت القضية أمام قاضي التحقيق أو غرفة االتهام تصدر الجهة المختصة أمر‬ ‫‪-‬‬
‫أو قرار بأن ال وجه للمتابعة بسبب انعقاد المصالحة‪.‬‬

‫‪ -2‬آثار المصالحة بالنسبة للغير‪ :‬ال تنصرف آثار المصالحة إلى الغير‪ ،‬حيث ال ينتفع الغير من‬
‫أن آثار المصالحة مقصورة على طرفيها‪.1‬‬
‫المصالحة‪ ،‬وفي ذات الوقت ال يلحقه ضرر من إجرائها‪ ،‬حيث ّ‬
‫أما بالنسبة للدعوى المدنية التي يرفعها المضرور مباشرة أو ترفعها جمعيات حماية المستهلك والجمعيات‬
‫ّ‬
‫المهنية ‪ ،‬فإن المصالحة ال تؤثر فيها‪ ،‬كون ّ‬
‫‪2‬‬
‫أن الضحايا لم يكونوا طرفا في هذا الصلح‪ ،‬وغاية ما في األمر‬
‫أن المضرور ال يكون بوسعه التمسك بالدعوى المدنية بالتبعية النقضاء الدعوى العمومية التي تتبعها‪ ،3‬ولكن‬
‫يمكنه أن يرفع دعواه أمام القاضي المدني ويؤسس طلبه وفقا لنص المادة ‪ 124‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الرجــــــوع القضـــــائي‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 02-04‬تخضع مخالفات أحكام هذا القانون الختصاص الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬حيث تكون المبادرة بالمتابعة لوكيل الجمهورية الذي يتلقى المحاضر من المدير الوالئي للتجارة‪،‬‬
‫ويقرر ما يتخذه بشأنها‪.‬‬
‫غير أنه يمكن لممثل الوزير المكلف بالتجارة المؤهل قانونا حتى ولو لم تكن اإلدارة المكلفة بالتجارة طرفا‬
‫في الدعوى‪ ،‬أن يقدم أمام الجهات القضائية المعنية طلبات كتابية أو شفوية في إطار المتابعات القضائية‬
‫الناشئة من تطبيق أحكام القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫ويعتبر الطريق القضائي إجباريا في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1/65‬من القانون رقم ‪..." :02-04‬يمكن جمعيات حماية المستهلك‪ ،‬والجمعيات المهنية التي أنشئت طبقا‬
‫للقانون‪ ،‬وكذلك كل شخص طبيعي أو معنوي ذي مصلحة‪ ،‬القيام برفع دعوى أمام العدالة ضد كل عون اقتصادي قام بمخالفة‬
‫أحكام هذا القانون‪"...‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪..." :2/65‬كما يمكنهم التأسيس كطرف مدني في الدعاوى للحصول على تعويض الضرر الذي لحقهم"‪ ،‬وهنا‬
‫أن الدعوى العمومية كانت ستوفر له طريقة‬
‫يمكننا أن نالحظ أن المصالحة تؤثر بطريقة غير مباشرة على مصلحة المضرور‪ ،‬إذ ّ‬
‫قضاء بسيطة وسهلة وغير مكلفة للوصول إلى حقه‪.‬‬
‫‪ -4‬أحمد خديجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -1‬إذا كان المخالف في حالة العود‪ :‬حيث ال يستفيد مرتكب المخالفة في حالة العود من المصالحة‪،‬‬
‫ويرسل المحضر مباشرة من طرف المدير الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا‬
‫قصد المتابعات القضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة عدم إمكانية مصالحة‪ :‬عندما تكون المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق ثالثة ماليين‬
‫دينار (‪ 3.000.000‬دج) فإن المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين يرسل مباشرة من المدير‬
‫الوالئي المكلف بالتجارة إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة عدم إنتاج المصالحة آلثارها‪ :‬في حالة عدم موافقة العون أو األعوان االقتصاديين المتابعين‬
‫على المصالحة‪ ،‬أو في حالة عدم دفعهم الغرامة في أجل خمسة وأربعين (‪ )45‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫الموافقة على المصالحة‪ ،‬يحال الملف على وكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعات القضائية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫نستنتج من دراستنا للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية في ظل قانون رقم ‪ّ ،02-04‬‬
‫أن أحكام‬
‫هذا القانون ارتكزت على مبدأين أساسيين هما‪ :‬مبدأ شفافية الممارسات التجارية ومبدأ نزاهة الممارسات التجارية‪.‬‬

‫يهدف مبدأ الشفافية إلى جعل الممارسات التجارية أكثر وضوحا وبساطة بين األطراف سواء بين‬
‫األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو وبين العون االقتصادي والمستهلك‪.‬‬

‫وقد وفق المشرع وفقا لهذا المبدأ لحد ما في تقليص الفجوة بين أطراف العقد‪ ،‬ال سيما لما تربط هذه‬
‫العالقة بين المستهلك والعون االقتصادي‪ ،‬وذلك من خالل إحداث توازن في العالقة التعاقدية بين المستهلك‬
‫كطرف ضعيف والعون االقتصادي صاحب الخبرة‪ ،‬وهذا حماية لمصالح المستهلك الذي غالبا ما يجهل حقوقه‬
‫التي تضمن حمايته وحماية قدرته الشرائية‪.‬‬

‫حيث كفل المشرع حق المستهلك في اإلعالم بأسعار وتعريفات السلع والخدمات‪ ،‬وحق إعالمه بشروط‬
‫البيع وحدود المسؤولية المتوقعة‪ ،‬وإعالمه بمميزات المنتوجات‪ ،‬وتزويده بالمعلومات الصادقة والنزيهة من أجل‬
‫الحصول على رضا حر وسليم‪ ،‬وكل هذه الحقوق هي بالمقابل التزامات مفروضة على عاتق العون االقتصادي‪،‬‬
‫ضمانا لتدارك التفاوت في الخبرة الفنية بينهما‪.‬‬

‫كما فرض المشرع على العون االقتصادي أيضا االلتزام بتقديم الفاتورة‪ ،‬حيث أن الفاتورة تعبر عن‬
‫تمكن الدولة من مراقبة النشاط التجاري‬
‫صورة حقيقية للعقد المبرم بين البائع أو مقدم الخدمة والمشتري‪ ،‬كما ّأنها ّ‬
‫أقر بإلزامية الفاتورة في العالقة بين األعوان‬
‫المشرع ّ‬ ‫أن‬
‫واالقتصادي بواسطة مصالحها المختصة‪ ،‬مع التذكير ّ‬
‫دور مهما في اإلثبات في هذه الحالة‬‫الفاتورة تلعب ا‬ ‫أن‬
‫االقتصاديين ‪-‬رغم توفر الخبرة في كال الطرفين‪ -‬إالّ ّ‬
‫باعتبارها وسيلة إثبات ومراقبة ومحاسبة‪ ،‬وجعلها إلزامية في التعامالت بين األعوان االقتصاديين والمستهلك‬
‫إالّ إذا طالب بها هذا األخير‪.‬‬

‫أن مبدأ شفافية الممارسات التجارية ضمانة من الضمانات الممنوحة لحماية المستهلك‬
‫ومن ثم نستخلص ّ‬
‫لتعويض نقص خبرته الفنية‪ ،‬أو قصور من طرفه وعجزه في التفاوض أمام الطرف المحترف‪ .‬وحماية للعون‬
‫االقتصادي والسوق في ذات الوقت‪.‬‬

‫فيما يهدف مبدأ النزاهة إلى الحماية المباشرة لألعوان االقتصاديين والسوق بصفة عامة‪ ،‬وفي ذلك‬
‫حماية غير مباشرة للمستهلك‪.‬‬

‫حيث ّأنه في خضم انغماس بعض المتعاملين االقتصاديين في المنافسة التي تعتبر أحد مقومات‬
‫السوق‪ ،‬قد يلجأ هؤالء إلى خرق أحكام المنافسة الشفافة والنزيهة‪ ،‬بارتكابهم لمجموعة من الممارسات التجارية‬
‫المخالفة ألحكام القانون رقم ‪ 02-04‬والتي تتعارض مع مصالح أعوان اقتصاديين آخرين فاعلين في نفس‬
‫السوق‪ ،‬أو تضر بالمستهلكين‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام القانون ‪ ،02-04‬نجد ّ‬
‫أن المادة ‪ 26‬منه قد اعتبرت أن كل ممارسة مخالفة لألعراف‬
‫التجارية النزيهة والنظيفة‪ ،‬التي من شأنها أن تؤدي إلى االعتداء على مصالح عون اقتصادي آخر‪ ،‬تعتبر‬
‫ممارسة تجارية غير نزيهة تكتسي وصف الجرم االقتصادي‪.‬‬

‫فيما حددت المادة ‪ 27‬بعض صور الممارسات التجارية غير النزيهة التي جاءت على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬فقد يعمد العون االقتصادي إلى المنافسة بطرق غير مشروعة من خالل تشويه سمعة عون اقتصادي‪،‬‬
‫إما بالمساس بشخص العون االقتصادي‬ ‫والتي تمثل أحد أهم العوامل األساسية الستقطاب الزبائن‪ ،‬وذلك ّ‬
‫المنافس أو بمنتوجاته وخدماته‪ ،‬كما تعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة محاولة االستحواذ وجذب العاملين‬
‫والمستخدمين المنتمين لعون اقتصادي منافس بكل الوسائل المخالفة لقوانين العمل‪ ،‬وباعتبار ّ‬
‫أن األسرار المهنية‬
‫أحد المقومات الرئيسية لنشاط العون االقتصادي ّ‬
‫فإن محاولة سرقة هذه األخيرة والتصرف فيها على نحو يضر‬
‫بصاحبها بهدف تحويل زبائنه يعتبر ممارسة تجارية غير نزيهة‪ ،‬وتعد أعماال تخل بالسوق التنافسي وتؤدي‬
‫إلحداث االضطراب فيه كل ممارسة لألعمال التجارية دون القيد في السجل التجاري وعدم احترام القوانين التي‬
‫تحكم األنشطة التجارية‪.‬‬

‫كما يدخل في نطاق الممارسات التجارية غير النزيهة كل ممارسة تجارية تهدف إلى االستفادة من‬
‫تفوق العون االقتصادي‪ ،‬من خالل بث تصرفات وسلوكات من شأنها إحداث الخلط واللبس في ذهن المستهلك‪،‬‬
‫التي تتمثل في التقليد الذي يطال عالمة العون االقتصادي أو منتوجاته أو خدماته‪ ،‬فيما قد يذهب بعض‬
‫األعوان االقتصاديين تقليد اإلشهار باعتباره بطاقة تعريفية لمنتوجات وخدمات العون االقتصادي المنافس‪.‬‬

‫أيضا يدخل إقامة محل تجاري بالجوار القريب لمحل منافس بهدف استغالل شهرة هذا األخير في‬
‫تعداد الممارسات التجارية غير النزيهة بمفهوم هذا القانون‪.‬‬

‫أن كل إشهار من شأنه إحداث الخلط واللبس لدى‬ ‫كما أضافت المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ّ ،02-04‬‬
‫المستهلك والذي يحمله للتعاقد بناء على ما جاء فيه من تضليل يعتبر من الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫بمفهوم هذا القانون‪.‬‬

‫وانطالقا من الضرر الذي قد تسببه مثل هذه السلوكات غير المشروعة‪ ،‬وجب مكافحة هذه التجاوزات‪،‬‬
‫لذلك حرص المشرع الجزائري على توزيع صالحيات ردع الممارسات التجارية غير النزيهة بين السلطات‬
‫اإلدارية والجهات القضائية‪ ،‬حيث نجد أن القانون رقم ‪ ،02-04‬قد منح لهؤالء صالحيات واسعة للتدخل في‬
‫مثل هذه الحاالت بداية بمعاينة المخالفات والتي تكون من صالحيات الموظفون المؤهلون لذلك المحددة صفاتهم‬
‫طبقا لهذا القانون‪ ،‬في حين منح المشرع لهؤالء حماية قانونية في حال تعرضهم للعنف أثناء قيامهم بمهامهم‪،‬‬
‫إذ يعرض كل من يقف في وجه هؤالء أثناء أداء مهامهم إلى عقوبة قد تصل إلى الحبس‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫كما يعد من صالحيات هؤالء الموظفين توقيع جزاءات إدارية في حال ضبطهم مخالفات بمفهوم المادة‬
‫‪ 26‬أو أحد صور الممارسات التجارية المذكورة في المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ ،02-04‬وتعتبر المصالحة‬
‫اإلدارية إجراء وقائي يعفى من اللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫خول المشرع للسلطات القضائية متابعة العون االقتصادي المخالف عن طريق الدعوى العمومية‬ ‫وقد ّ‬
‫للمطالبة بتوقيع العقوبة عليه عن طريق جهاز النيابة العامة‪ ،‬التي تتبعها عقوبات جزائية منها أصلية تتمثل‬
‫في الغرامة وأخرى تكميلية ال يجوز الحكم بها منفردة‪ ،‬ومن جهة أخرى أجاز القانون للعون االقتصادي المتضرر‬
‫رفع دعوى المنافسة غير المشروعة بصفة منفردة مطالبا التعويض عن األضرار التي لحقت‪.‬‬

‫كما أعطى القانون صالحية رفع الدعوى القضائية لكل شخص طبيعي أو معنوي متضرر من إخالل‬
‫عون اقتصادي بالتزاماته‪ ،‬وكذا للجمعيات والنقابات المهنية ضد كل عون اقتصادي مخالف ألحق ضر ار‬
‫بمصالح عون اقتصادي آخر‪ .‬إضافة إلى أحقية جمعيات حماية المستهلك التأسيس كطرف مدني في مواجهة‬
‫العون االقتصادي في حالة المساس بمصالح المستهلكين‪.‬‬

‫أن‪:‬‬
‫وعليه على ضوء كل ما سبق نجد ّ‬
‫القانون رقم ‪ 02-04‬يحقق الحماية للمستهلك والعون االقتصادي والمتضرر مهما كانت صفته‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكذا للسوق عامة‪.‬‬
‫‪ ‬يضمن مبدأ الشفافية جعل الممارسات التجارية أكثر وضوحا وبساطة بين األطراف سواء بين‬
‫األعوان االقتصاديين فيما بينهم أو وبين العون االقتصادي والمستهلك‪.‬‬
‫فتح المشرع باب التنافس في السوق االقتصادية‪ ،‬لكنه قيد ومنع المنافسة غير المشروعة‬ ‫‪‬‬
‫بضبطه للممارسات التجارية غير النزيهة‪.‬‬
‫مخالفة أحكام القانون رقم ‪ ،02-04‬وكذا األعراف التجارية المهنية الشريفة تكسب الفعل صفة‬ ‫‪‬‬
‫الجرم االقتصادي‪.‬‬
‫المشرع الصور الشائعة للمنافسة غير المشروعة لكنه لم يعمد إلى تعريفها‪ ،‬مما يصعب‬
‫ّ‬ ‫نظم‬ ‫‪‬‬
‫التعرف عليها في بعض الحاالت‪.‬‬
‫تضمن القانون رقم ‪ 02-04‬وسائل وآليات تحفظية وقائية تسهل العمل والقيام بمعاينة‬ ‫‪‬‬
‫المخالفات للجهات المختصة‪.‬‬
‫ترتكز العقوبات في حالة مخالفة أحكام القانون رقم ‪ 02-04‬على العقوبات المالية كعقوبة‬ ‫‪‬‬
‫أصلية‪ ،‬ويتضاعف مقدارها في حالة العودة‪ ،‬كما توجد عقوبات تكميلية‪ ،‬فيما تنهي المصالحة اإلدارية الدعوى‬
‫العمومية بدفع الغرامة المقررة‪.‬‬
‫أغفل القانون رقم ‪ 02-04‬التطرق لمسؤولية الشخص المعنوي في جرائم الممارسات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪139‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ ‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الدساتير‪:‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 438-96‬مؤرخ في‪ 07‬ديسمبر‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‪،‬‬
‫المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ 1996‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 76‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،1996‬ص ‪ ،)6‬متمم بموجب القانون رقم‬
‫‪ 03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل سنة ‪ ،2002‬يتضمن تعديل الدستور (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،25‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ ،2002‬ص ‪ ،)13‬ومعدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 19-08‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،2008‬المتضمن تعديل الدستور (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 63‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2008‬ص‬
‫‪ ،)8‬والقانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ في‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‬
‫‪ 14‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬ص‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫أ‪ .‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ ،1979‬يتضمن قانون الجمارك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪30‬‬
‫الصادر في ‪ 24‬يوليو ‪ ،1979‬ص ‪ )678‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 10-98‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت‬
‫‪( 1998‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،61‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬أوت ‪ ،1998‬ص ‪.)6‬‬

‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ 7‬فيفري ‪ ،1989‬يحدد القواعد العامة لحماية المستهلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد ‪ 06‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬فبراير ‪ ،1989‬ص ‪.)154‬‬

‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 5‬جويلية ‪ 1989‬يتعلق باألسعار (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 29‬الصادر‬


‫بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪ ،1989‬ص‪.) 757‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ 31-90‬مؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1990‬يتعلق بالجمعيات (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 53‬الصادر‬
‫في ‪ 5‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص ‪.)1686‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪ 05-91‬مؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ،1991‬يتعلق بتعميم استعمال اللغة العربية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫عدد ‪ 03‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬جانفي ‪ ،1991‬ص ‪ّ ،)44‬‬

‫‪ -6‬قانون رقم ‪ 11-02‬مؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2002‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪( 2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬


‫عدد ‪ ،86‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص ‪.)3‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -7‬قانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ ،2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 41‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ ،2004‬ص ‪ ،)3‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪-10‬‬
‫‪ 06‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 46‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬غشت ‪ ،2010‬ص‬
‫‪ ،)11‬والقانون ‪ 11-17‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2017‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪2018‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 76‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪ ،)3‬والقانون رقم ‪ 13-18‬المؤرخ‬
‫في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2018‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 42‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪ ،2018‬ص ‪.)7‬‬

‫‪ -8‬قانون رقم ‪ 08-04‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ 52‬الصادر في ‪ 18‬أوت ‪ ،2004‬ص ‪ )4‬معدل بموجب المادة ‪ 58‬من األمر رقم ‪01-10‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪49‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 29‬أوت ‪ ،2010‬ص ‪ .)4‬ومعدل ومتمم بالقانـ ـون رقم ‪ 06-13‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫يوليو ‪( 2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 39‬الصادر في ‪ 31‬يوليو ‪ ،2013‬ص ‪ ،)33‬والقانون رقم ‪-18‬‬
‫‪ 08‬المؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 35‬الصادر في ‪ 13‬يونيو ‪ ،2018‬ص‪.)4‬‬

‫‪ -9‬قانون رقم ‪ 03-09‬مؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2009‬يتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد ‪ ،15‬صادر بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2009‬ص ‪ ،)12‬معدل باألمر رقم ‪ 01-15‬مؤرخ في ‪23‬‬
‫يوليو ‪( 2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،40‬الصادر في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬ص ‪ ،)6‬ومعدل ومتمم بالقانون‬
‫رقم ‪ 09-18‬مؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،35‬الصادر في ‪ 13‬يونيو ‪،2018‬‬
‫ص‪.)5‬‬
‫قانون رقم ‪ 06-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬يتعلق بالجمعيات (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪2‬‬ ‫‪-10‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪.)53‬‬

‫قانون رقم ‪ 05-18‬مؤرخ في ‪ 10‬مايو ‪ ،2018‬يتعلق بالتجارة االلكترونية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬ ‫‪-11‬‬


‫عدد‪ ،28‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬مايو ‪ ،2018‬ص ‪.)4‬‬

‫قانون رقم ‪ 10-19‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2019‬المعدل والمتمم لألمر قم ‪155-66‬‬ ‫‪-12‬‬


‫المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،78‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص ‪.)11‬‬

‫ب‪ .‬األوامر‪:‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 155-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو سنة ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫عدد ‪ ،48‬صادر في ‪ 10‬يونيو ‪ ،1966‬ص ‪ّ ،)622‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 58-75‬ممضي في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪،78‬‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫صادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬ص ‪ّ ،)990‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ 59-75‬ممضي في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون التجاري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ ،101‬صادر في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1975‬ص ‪ّ ،)1306‬‬
‫‪ -4‬أمر رقم ‪ 101-76‬مؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ،1976‬يتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم‬
‫معدل ومتمم‬
‫المماثلة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،102‬صادر في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1976‬ص ‪ّ ،)1432‬‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 09-09‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2009‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪2010‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص ‪.)3‬‬

‫‪ -5‬أمر رقم ‪ 102-76‬مؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ،1976‬يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،103‬صادر بتاريخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1976‬ص ‪ ،)1520‬معدل ومتمم باألمر‬
‫رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪2009‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،44‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ ،2009‬ص ‪.)4‬‬

‫‪ -6‬أمر رقم ‪ 06-95‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ ،195‬متعلق بالمنافسة ( ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 09‬لسنة ‪،1995‬‬
‫ص ‪ ،)13‬ملغى‪.‬‬

‫‪ -7‬أمر رقم ‪ 07-95‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ 1995‬المتعلق بالتأمينات (ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 13‬الصادر‬


‫بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،1995‬ص ‪ ،)03‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 04-06‬ممضي في ‪20‬‬
‫فبراير ‪( 2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 15‬صادر في ‪ 12‬مارس ‪ ،2006‬ص ‪.)03‬‬

‫‪ -8‬أمر رقم ‪ 03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬يتعلق بالمنافسة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 43‬الصادر‬


‫بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ ،2003‬ص ‪ ،)25‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫يونيو ‪( 2008‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 36‬الصادر بتاريخ ‪ 02‬يوليو ‪ ،2008‬ص ‪ ،)11‬والقانون رقم‬
‫‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 05‬غشت ‪( 2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 46‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬غشت سنة‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.)10‬‬

‫‪ -9‬أمر رقم ‪ 06-03‬ممضي في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالعالمات (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،44‬صادر‬


‫بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ ،2003‬ص ‪.)22‬‬

‫ثالثا‪ -‬النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 39-90‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ 1990‬يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫عدد‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪ ،1990‬ص ‪ّ ،)202‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 367-90‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1990‬يتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،50‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‪ ،1990‬ص ‪ ،)1586‬ملغى بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 378-13‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 58‬الصادر في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.)8‬‬

‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 132-96‬مؤرخ في ‪ 13‬ابريل سنة ‪ ،1996‬متضمن تحديد أسعار الدقيق والخبز‬
‫في مختلف مراحل التوزيع (ج ر ج ج‪ ،‬العدد ‪ 23‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪ ،1996‬ص‪ ،)12‬معدل‬
‫ومتمم‪.‬‬

‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 44-98‬المؤرخ في أول فبراير‪ ،1998‬يتعلق بالحدود القصوى عند اإلنتاج‬
‫والتوضيب والتوزيع التي تطبق على األدوية المستعملة في الطب البشري (ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 05‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 04‬فبراير ‪ ،1998‬ص ‪.)17‬‬

‫‪ -5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 50-01‬مؤرخ في ‪ 12‬فيفري ‪ ،2001‬متضمن تحديد أسعار الحليب المبستر‬
‫والموضب في األكياس عند اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ 11‬الصادر بتاريخ ‪12‬‬
‫فيفري ‪ ،2001‬ص ‪ ،)23‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫‪ -6‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 458-05‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2005‬يحدد كيفيات ممارسة نشاطات استيراد‬
‫المواد األولية والمنتوجات والبضائع الموجهة إلعادة البيع على حالتها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 78‬الصادر في‬
‫‪ 4‬ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪ ،)3‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-14‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل ‪2013‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 21‬الصادر في ‪ 23‬أبريل ‪ ،2013‬ص ‪ ،)15‬والمرسوم التنف ـ ـ ـيذي رقـ ـ ـ ـم ‪،51-18‬‬
‫مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪( 2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 6‬الصادر في ‪ 1‬فبراير ‪ ،2018‬ص ‪.)9‬‬

‫‪ -7‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 468-05‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر‪ ،2005‬يحدد شروط تحرير الفاتورة وسند التحويل‬
‫ووصل التسليم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك (ج ر ج ج عدد ‪ 80‬الصادر في ‪ 11‬ديسمبر ‪،2005‬‬
‫ص ‪.)18‬‬

‫‪ -8‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 472-05‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2005‬يحدد إجراءات جرد المواد المحجوزة‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،81‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،2005‬ص ‪.)12‬‬

‫‪ -9‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 484-05‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2005‬معدل ومتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪-90‬‬
‫‪ 367‬المتعلق بوسم السلع غير الغذائية وعرضها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪ .‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،83‬الصادر بتاريخ ‪25‬‬
‫ديسمبر‪ ،2005‬ص ‪.)4‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 215-06‬مؤرخ في ‪ 18‬يونيو ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة البيع‬ ‫‪-10‬‬
‫بالتخفيض والبيع الترويجي والبيع في حالة تصفية المخزونات والبيع عند مخازن المعامل والبيع خارج‬

‫‪143‬‬
‫المحالت التجارية بواسطة فتح الطرود (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 41‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ ،2006‬ص‪،)5‬‬
‫المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي قم ‪ 399-20‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪( 2020‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬عدد‬
‫‪ 80‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص‪.)9‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 306-06‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ 2006‬يحدد العناصر األساسية للعقود‬ ‫‪-11‬‬
‫المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستهلكين والبنود التي تعتبر تعسفية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 56‬الصادر‬
‫في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2006‬ص ‪.)16‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 65-09‬مؤرخ في ‪ 7‬فبراير ‪ ،2009‬يحدد الكيفيات الخاصة المتعلقة‬ ‫‪-12‬‬
‫باإلعالم حول األسعار المطبقة في بعض قطاعات النشاط أو بعض السلع والخدمات المعنية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد ‪ 10‬صادر بتاريخ ‪ 11‬فبراير‪ ،2009‬ص‪.)8‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 415-09‬مؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2009‬يتضمن القانون األساسي الخاص‬ ‫‪-13‬‬
‫المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالتجارة (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،75‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص ‪.)20‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 299-10‬مؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،2010‬يتضمن القانون األساسي‬ ‫‪-14‬‬


‫بالموظفين المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة الجبائية (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،74‬صادر بتاريخ ‪30‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2010‬ص ‪.)23‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 108-11‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 2011‬يحدد السعر األقصى عند االستهالك‬ ‫‪-15‬‬
‫وكذا هوامش الربح القصوى عند االستهالك وعند التوزيع بالجملة والتجزئة لمادتي الزيت الغذائي المكرر‬
‫العادي والسكر األبيض (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪ ،)27‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 327-13‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،2013‬يحدد شروط وكيفيات وضع‬ ‫‪-16‬‬
‫ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ (ج ر ج ج عدد ‪ ،49‬صادر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص ‪.)16‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 378-13‬مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ 2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة‬ ‫‪-17‬‬
‫بإعالم المستهلك (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،58‬صادر بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.)8‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 234-15‬المؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ ،2015‬يحدد شروط وكيفيات ممارسة‬ ‫‪-18‬‬
‫األنشطة والمهن المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،48‬الصادر في ‪09‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪ ،)7‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-20‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 73‬الصادر في ‪ 06‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪.)8‬‬

‫‪144‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،249-15‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2015‬يحدد محتوى وتمحور وكذا‬ ‫‪-19‬‬
‫شروط تسيير وتحيين مدونة األنشطة االقتصادية الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.)5‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 66-16‬مؤرخ في فبراير ‪ ،2016‬يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام‬ ‫‪-20‬‬
‫الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الملزمين بالتعامل بها (ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ ،10‬صادر بتاريخ‬
‫‪ 22‬فبراير ‪ ،2016‬ص ‪.)3‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 389-20‬مؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2020‬يحدد شكل محاضر معاينة‬ ‫‪-21‬‬
‫المخالفات المتعلقة بالممارسات التجارية وبياناتها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.)16‬‬

‫رابعا‪ -‬الق اررات‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار ممضي في الفاتح أوت ‪ ،2013‬يتضمن مفهوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاملة‬
‫وكذا كيفيات تطبيق العقوبات المقررة عليها (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،30‬صادر بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪،2014‬‬
‫ص ‪.)9‬‬

‫‪ -2‬قرار ممضي في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،2014‬يحدد نموذج شهادة الضمان (ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 16‬الصادر في‬
‫‪ 01‬أبريل ‪ ،2015‬ص ‪.)40‬‬

‫‪ -3‬قرار وزاري مشترك ممضي في ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،2014‬يحدد مدة الضمان حسب طبيعة السلعة‬
‫(ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 03‬الصادر في ‪ 27‬يناير ‪ ،2015‬ص ‪.)25‬‬

‫خامسا‪ -‬مشاريع القوانين‪:‬‬


‫‪ -1‬نص مشروع قانون متعلق باإلشهار‪ ،‬الجريدة الرسمية لمداوالت مجلس األمة بتاريخ ‪ 29‬أوت ‪،1999‬‬
‫المتضمنة محضر الجلسة العلنية العشرين المنعقدة في ‪ 26‬جويلية ‪.1999‬‬

‫‪ -2‬مشروع تمهيدي لقانون يتعلق بالنشاطات اإلشهارية‪ ،‬و ازرة االتصال‪ ،‬مارس ‪( 2015‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪ -3‬مذكرة عرض األسباب الخاصة بمشروع القانون المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪،‬‬
‫و ازرة التجارة‪ ،‬أكتوبر ‪( ،2003‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المصالحة في المواد الجزائية بوجه عام وفي المواد الجمركية بوجه خاص‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الج ازئر‪.2005 ،‬‬

‫‪ -2‬السيد محمد سيد عمران‪ ،‬حماية المستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬الدار الجامعية للطبع والنشر‪.2002 ،‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ -3‬العربي بلحاج‪ ،‬الجوانب القانونية للمرحلة قبل التعاقدية (دراسة فقهية وقضائية مقارنة على ضوء‬
‫القانون المدني الجزائري)‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ -4‬خالد زايدي‪ ،‬التزامات التاجر (الصفة التجارية‪ ،‬السجل التجاري‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬االلتزامات األخرى)‪،‬‬
‫د‪ .‬ط‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪ -5‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬دراسة قانون رقم ‪ ،03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ -6‬زينة غانم عبد الجبار الصفار‪ ،‬المنافسة غير المشروعة للملكية الصناعيةـ دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬عمان‪.2002 ،‬‬

‫‪ -7‬سامي بن حملة‪ ،‬قانون المنافسة (دراسة في التشريع الجزائري وفق أخر التعديالت مقارنة بتشريعات‬
‫المنافسة الحديثة)‪ ،‬منشورات نوميديا‪ ،‬قسنطينة‪.2016 ،‬‬

‫‪ -8‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2009‬‬

‫‪ -9‬صبحي نجم محمد‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬ط ‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد (البيع والمقايضة)‪ ،‬ج ‪،4‬‬ ‫‪-10‬‬
‫منشورات دار الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2000 ،‬‬

‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬الوجيز في المبادئ األساسية للقانون والحق‪-‬نظرية القانون –نظرية الحق‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫مكتبة المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مراكش‪ ،‬نوفمبر ‪.2005‬‬

‫علي حسين يونس‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1975 ،‬‬ ‫‪-12‬‬

‫علي محمد جعفر‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون العقوبات االقتصادي وحماية المستهلك‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-13‬‬
‫األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬منشأة‬ ‫‪-14‬‬
‫المعارف‪ ،‬د ط‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫محمد ابراهيم عبيدات‪ ،‬سلوك المستهلك‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪.1998 ،‬‬ ‫‪-15‬‬

‫محمد أحمد عبد الحميد أحمد‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك التقليدي وااللكتروني‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫‪-16‬‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪.2015 ،‬‬

‫محمد الشريف كتو‪ ،‬قانون المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر ‪ 03-03‬والقانون ‪-04‬‬ ‫‪-17‬‬
‫‪ ،02‬منشورات البغدادي‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫محمد بودالي‪ ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ ،‬دار‬ ‫‪-18‬‬
‫الكتاب الحديث‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫محمد بودالي‪ ،‬الشروط التعسفية في العقود في القانون الجزائري (دراسة مقارنة مع قوانين فرنسا‬ ‫‪-19‬‬
‫وألمانيا ومصر)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫محمد بن يزيد بن ماجة القزويني‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج ‪ ،2‬حققه محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار‬ ‫‪-20‬‬
‫إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫محمود محمود مصطفى‪ ،‬الجرائم االقتصادية في القانون المقارن‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار ومطابع‬ ‫‪-21‬‬
‫الشعب‪ ،‬القاهرة‪.1979 ،‬‬

‫مصطفى أحمد أبو عمرو‪ ،‬موجز أحكام قانون حماية المستهلك‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫ط‪ ،1‬لبنان‪.2011،‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري)‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-23‬‬
‫‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1993 ،‬‬

‫نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬العقود المسماة‪ -‬عقد البيع‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ ‬المعاجم‪:‬‬
‫‪ -1‬المعجم العربي األساسي‪ ،‬المنظمة العربية للثقافة والعلوم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪.1989 ،‬‬
‫‪ -2‬معجم منجد الطالب‪ ،‬الطبعة الخامسة واألربعون‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪.1997 ،‬‬

‫‪ ‬المحاضرات‪:‬‬

‫‪ -1‬بختة موالك‪ ،‬مبادئ المنافسة في األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مطبوعة محاضرات ألقيت على‬
‫طلبة الماجستير‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ ‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬
‫أ‪ -‬أطروحات ورسائل الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد خديجي‪ ،‬قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم في القانون الخاص‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -2‬المختار بن سالم‪ ،‬االلتزام باإلعالم كآلية لحماية المستهلك‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتو اره نظام‪ ،‬ل م د‪،‬‬
‫تخصص قانون المنافسة والمستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪.2018/2017‬‬

‫‪ -3‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬‬
‫بسكرة‪.2014-2013 ،‬‬

‫‪ -4‬حسام الدين غربوج‪ ،‬حماية المستهلك من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية –‬
‫باتنة‪.2018/2017 ،‬‬

‫‪ -5‬رفيقة بوالكور‪ ،‬حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2019/05/02‬‬

‫‪ -6‬سارة عزوز‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهار المضلل في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص‬
‫قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪.2017/2016 ،1‬‬

‫‪ -7‬سليمان محمد خليد قارة‪ ،‬الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد تلمسان‪.2017-2016 ،‬‬

‫‪ -8‬عادل عميرات‪ ،‬المسؤولية القانونية للعون االقتصادي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬فرع قانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪.2016-2015‬‬

‫‪ -9‬عبد الحفيظ ميالط‪ ،‬النظام القانوني لتحويل الفاتورة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪-‬تلمسان‪.2012/2011 ،‬‬

‫عبد الحق ماني‪ ،‬الحماية القانونية لاللتزام بالوسم دراسة مقارنة بين التشريعين الفرنسي‬ ‫‪-10‬‬
‫والجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2016-2015 ،‬‬

‫عالل طحطاح‪ ،‬التزامات العون االقتصادي في ظل قانون الممارسات التجارية‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪-11‬‬
‫شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014/2013 ،1‬‬

‫‪148‬‬
‫لياس بروك‪ ،‬الضوابط القانونية لحماية الممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة دكتوراه علوم‬ ‫‪-12‬‬
‫في القانون‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪.2019/2018‬‬

‫مجيدة الزياني‪ ،‬الحماية الجنائية لتكوين العقود المدنية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬ ‫‪-13‬‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬المغرب‪-2006 ،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫محمد الشريف كتو‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون‬ ‫‪-14‬‬
‫الفرنسي)‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬فرع القانون العامن كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ -‬تيزي وزو‪.2005 ،‬‬

‫محمد أمين مهري‪ ،‬النظام القانوني للممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪-15‬‬
‫شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-01‬بن يوسف بن‬
‫خدة‪.2017/2016 ،‬‬

‫محمد زاوك‪ ،‬المنافسة غير المشروعة في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫‪-16‬‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪.2006/2005 ،‬‬

‫مفتاح براشمي‪ ،‬منع الممارسات التجارية غير النزيهة في القانون الجزائري‪ -‬دراسة مقارنة‪،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫أطروحة للحصول على درجة دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص قانون األعمال المقارن‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2‬محمد بن أحمد‪.2018/2017 ،‬‬

‫نبيل بن عديدة‪ ،‬االلتزام باإلعالم وتوابعه في مجال قانون االستهالك‪ ،‬أطروحة مقدمة للحصول‬ ‫‪-18‬‬
‫على شهادة الدكتوراه في العلوم في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫‪.2018-2017‬‬

‫نضيرة بوعزة‪ ،‬الموازنة بين النشاط التنافسي وحقوق المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-19‬‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص قانون السوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪ 21 ،‬نوفمبر ‪.2019‬‬
‫ب‪ -‬مذكرات الماجستير‪:‬‬

‫‪ -1‬أرزقي زوبير‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع‬
‫المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ -‬تيزي وزو‪.2011/04/14 ،‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -2‬الصادق صياد‪ ،‬حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم‪ 03-09 :‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع‬
‫الغش‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،1-‬سنة ‪.2014/2013‬‬

‫‪ -3‬خليصة شريفي‪ ،‬حماية الملكية الصناعية من الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص ملكية فكرية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪،1‬‬
‫سنة ‪.2015‬‬

‫‪ -4‬ظريفة موساوي‪ ،‬دور الهيئات القضائية العادية في تطبيق قانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪.2010/05/10 ،‬‬

‫‪ -5‬سفيان بن قري‪ ،‬ضبط الممارسات التجارية على ضوء القانون رقم ‪ ،02-04‬مذكرة مقدمة لنيل درجة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.2009 ،‬‬

‫‪ -6‬سميحة عالل‪ ،‬جرائم البيع في قانوني المنافسة والممارسات التجارية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2005/2004 ،‬‬

‫‪ -7‬سمير خمايلية‪ ،‬عن سلطة مجلس المنافسة في ضبط السوق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫فرع تحوالت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬

‫‪ -8‬عائشة مزاري‪ ،‬عالقة قانون حماية المستهلك بقانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪.2013/2012 ،‬‬

‫‪ -9‬عمار مزهود‪ ،‬دعوى المنافسة غير المشروعة كآلية لحماية العون االقتصادي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ -1945‬قالمة‪،‬‬
‫‪.2016/2015‬‬

‫مسعد جالل‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬ ‫‪-10‬‬
‫القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2002 ،‬‬

‫هانية ابراهيمي‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك في ظل القانون ‪ 02-04‬المتعلق بالممارسات‬ ‫‪-11‬‬


‫التجارية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ -‬فرع التنظيم االقتصادي‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ،1‬كلية الحقوق‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪150‬‬
‫ويزة لحراري (شالح)‪ ،‬حماية المستهلك في ظل قانون حماية المستهلك وقمع الغش وقانون‬ ‫‪-12‬‬
‫المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2012 ،‬‬

‫‪ ‬المقاالت األكاديمية‪:‬‬
‫‪ -1‬الطيب داودي‪ ،‬نظرية األسعار عند ابن خلدون‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2002‬ص ص ‪.176-161‬‬
‫‪ -2‬أمال بن بريح‪ ،‬حماية المستهلك من الممارسات التجاريـة على ضوء القانـ ـ ـون ‪ 02-04‬والق ـ ـان ـ ـ ـون‬
‫‪ 06-10‬المعدل له‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬ص‬
‫ص ‪.294-278‬‬

‫‪ -3‬إيهاب الروسان‪ ،‬خصائص الجريمة االقتصادية‪ :‬دراسة في المفهوم واألركان‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ،2012‬ص ص ‪.118-73‬‬

‫‪ -4‬بختة موالك‪ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،36‬العدد ‪ ،1999 ،02‬ص ص ‪.64-23‬‬

‫‪ -5‬بدرة لعور‪ ،‬االشهار التضليلي كوسيلة لخرق نزاهة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة‬
‫الفكر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.385-370‬‬
‫‪ -6‬دريس فتحي كمال‪ ،‬سند المعاملة التجارية كبديل للفاتورة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪-‬األغواط‪ ،‬العدد السادس جوان ‪ ،2017‬ص ص ‪.185-165‬‬

‫‪ -7‬زوبير حمادي‪ ،‬حماية اإلشارات المميزة من الممارسات التجارية غير النزيهة على ضوء األحكام‬
‫التشريعية والممارسة القضائية‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحمان ميرة‪-‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ 2‬لسنة ‪ ،2018‬ص ص ‪.28-08‬‬

‫‪ -8‬سلمى بقار‪ ،‬سامية حساين‪ ،‬االلتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫الحقوقية‪ ،‬جامعة الدكتور موالي طاهر‪ -‬سعيدة‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪ ،2020‬ص ص ‪-114‬‬
‫‪.141‬‬

‫‪ -9‬سيلية حماش‪ ،‬التزام العون االقتصادي بالشفافية في ظل قانون الممارسات التجارية‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة عمار بوثلجي‪-‬األغواط‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص‬
‫ص ‪.100-85‬‬

‫عائشة بوعزم‪ ،‬النظام القانوني للفاتورة‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬العدد‬ ‫‪-10‬‬
‫األول مارس ‪ ،2014‬ص ص ‪.126-112‬‬

‫‪151‬‬
‫عادل عميرات‪ ،‬التزام العون االقتصادي باإلعالم‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪-11‬‬
‫الشهيد حمة لخضر بالوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،13‬جوان ‪ ،2016‬ص ص ‪.251-229‬‬

‫عباس بوعبيد‪" ،‬حماية المستهلك على ضوء قانون حرية األسعار والمنافسة"‪ ،‬المجلة المغربية‬ ‫‪-12‬‬
‫لقانون وإقتصاد التنمية‪ ،‬عدد خاص بندوة األسعار والمنافسة بين حرية المقاولة وحماية المستهلك‪،‬‬
‫العدد ‪ ،49‬سنة ‪.2004‬‬

‫قارة مولود بن عيسى‪ ،‬النظام القانوني للفاتورة االلكترونية‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬قسم العلوم القانونية‪،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ -‬المسيلة‪ ،‬السنة الحادية عشر‪ ،‬العدد ‪ /21‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص ص ‪-78‬‬
‫‪.106‬‬

‫كريمة بركات‪ ،‬التزام المنتج بإعالم المستهلك‪ ،‬مجلة المعارف‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪-14‬‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند‪-‬بويرة‪ ،‬العدد ‪ ،6‬د س ن‪.‬‬

‫ليندة عبد هللا‪ ،‬المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬ ‫‪-15‬‬
‫االقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬المجلد ‪ ،51‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪،2014‬‬
‫ص ص ‪.211-171‬‬

‫محمد ديب‪ ،‬أثر الممارسات المخالفة للتجارة على فعالية حماية المستهلك‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫فرع القانون الخاص‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬العدد ‪.2013 ،12‬‬

‫محمد الفضة‪ ،‬مواكبة التاجر األجنبي لنظام األسعار في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الحقوق‬ ‫‪-17‬‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جوان ‪ ،2002‬ص ص ‪.206-194‬‬

‫نعيمة سليمان‪ ،‬التزام العون االقتصادي باإلعالم عن األسعار والتعريفات‪ ،‬مجلة القانون‪ ،‬معهد‬ ‫‪-18‬‬
‫العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد زبانة‪-‬غليزان‪ ،‬العدد ‪ ،07‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص ص‬
‫‪.297-275‬‬

‫هجيرة دنوني (بن شيخ)‪ ،‬قانون المنافسة وحماية المستهلك‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬ ‫‪-19‬‬
‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،39‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،2002‬ص ص ‪.20-4‬‬

‫‪ ‬أحكام واجتهادات القضائية‪:‬‬

‫‪ -1‬اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،287833‬قرار بتاريخ ‪ 06‬أفريل ‪ ،2004‬قضية (إدارة‬
‫الجمارك) و (د‪-‬م) ضد (القرار الصادر في ‪ ،)2001-04-22‬اعتبرت هذه األخيرة عدم الفوترة جريمة‬
‫من جرائم التهريب في حالة حيازة بضاعة‪ ،‬ويشترط قانون الجمارك تبريرها بمستندات عبر كامل اإلقليم‬
‫الجمركي (مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.).460-457‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ -2‬اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،267580‬قرار بتاريخ ‪ ،2004/07/07‬قضية (النائب العام)‬
‫ضد (ب‪-‬م)‪ ،‬اعتبرت في حالة عدم الفوترة المشتري مسؤول مثل البائع عما ورد في الفاتورة‪ّ ،‬‬
‫ألنه ملزم‬
‫قانونا بطلبها من البائع وبمراقبتها‪( ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2004 ،‬ص ص ‪-481‬‬
‫‪.)486‬‬

‫‪ -3‬اجتهاد للمحكمة العليا متعلق بالملف رقم ‪ ،369900‬قرار بتاريخ ‪ ،2006/11/29‬قضية (ب‪-‬م) ضد‬
‫أن مجرد عدم مطابقة السجل التجاري للنشاط المدون في الفاتورة ال‬
‫(ع ع – والنيابة العامة)‪ ،‬اعتبرت ّ‬
‫يشكل جريمتي التزوير واستعمال المزور‪( ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2006 ،‬ص ص ‪435-‬‬
‫‪.)438‬‬

‫‪ -4‬حكم محكمة رويبة‪ ،‬قسم الجنح‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،2018‬متعلق بجنحة عدم الفوترة (غير‬
‫منشور)‪.‬‬

‫‪ ‬المراجع االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لملتقى أهل اللغة ‪ ،https:// www. ahlalloghah .com‬تم االطالع عليه بتاريخ‬
‫‪ 15‬جانفي ‪ 2021‬على الساعة ‪.16:00‬‬

‫‪ -2‬معجم المعاني الجامع‪ ،‬رابطه ‪ ، https://www.almaany.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 15‬جانفي‬


‫‪ ،2021‬على الساعة ‪.16:00‬‬
‫‪ -3‬نضيرة بوعزة‪" ،‬سند المعاملة التجارية كآلية لضبط السوق"‪ ،‬مداخلة ضمن يوم دراسي وإعالمي حول‬
‫نشر أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،66/16‬منظم من طرف مديرية التجارة لوالية ميلة‪ ،‬يوم ‪ 29‬سبتمبر‬
‫‪ ،2016‬تم االطالع عليها على الرابط التالي بتاريخ ‪ 2021/01/12‬على الساعة ‪:16:50‬‬

‫‪http://www.dcwmila.dz/index.php/159-2016-10-06-09-25-31 -1‬‬

‫‪ ‬المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1- Denis Redon, Refus de vente, Juris-Classeur : concurrence ; consommation, 1991, n :‬‬
‫‪3602-3603.‬‬
‫‪2- Dominique Legeais, Droit commercial et des affaires, 11 éd., Dalloz, Paris.‬‬
‫‪3- Emmanuelle CLAUDEL, Ententes anticoncurrentielles et droit des contrats, Thèse de‬‬
‫‪Doctorat, Université de Paris, X- Nanterre, 1994.‬‬
‫‪4- J. Calais-Auloy et F. Steinmetz, Droit de la consommation, Paris, Dalloz, 5e éd., 2000.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫‪02‬‬ ‫…………………………………………‪..................…………………………………………………………………………….......‬‬ ‫توطئة‬


‫‪04‬‬ ‫…………… ‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫توضيح‬
‫‪05‬‬ ‫…………………………………………………‪………………………………………………………………………………………...‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪08‬‬ ‫‪……………………………………….....................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مبدأ شفافية الممارسات التجارية‬
‫‪08‬‬ ‫……………………………………………‬ ‫المبحث األول‪ :‬التزام العون االقتصادي باإلعالم األسعار والتعريفات‬
‫‪09‬‬ ‫…………………………………………………………‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫‪09‬‬ ‫……………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫‪10‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬اإلعالم‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ -‬األسعار………………………………………………………………………………………………………………………………‬

‫‪14‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬التعريفات‬


‫‪14‬‬ ‫………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫‪14‬‬ ‫‪……………………………………………………………………………………………………………………………….‬‬ ‫ّأوال‪ -‬اإللزامية‬
‫‪15‬‬ ‫‪…………………………………………………………………………………………………………………………..‬‬ ‫ثانيا‪ -‬العمومية‬
‫‪15‬‬ ‫……………………………………………………………………………‪……………………..‬‬ ‫ثالثا‪ -‬الطبيعة الوقائية والحمائية‬
‫‪15‬‬ ‫………………………………………………………………………………‪………..…….……..……………………..‬‬ ‫رابعا‪ -‬الوضوح‬
‫‪16‬‬ ‫…………………………………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫‪16‬‬ ‫……………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬وسائل تنفيذ االلتزام باإلعالم باألسعار والتعريفات‬
‫‪16‬‬ ‫………………………………………‪……………………………..‬‬ ‫ّأوال‪ -‬في العالقة بين العون االقتصادي والمستهلك‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ -‬في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينهم………………………………‪……………………………..‬‬

‫‪22‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضوابط المتعلقة بالسعر المعلن‬


‫‪22‬‬ ‫……………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬تحديد مقدار السلعة مقابل السعر المعلن‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ -‬موافقة األسعار للمبلغ اإلجمالي المدفوع……………………………………………………………………………‬

‫‪24‬‬ ‫………………………………………………………………………‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬


‫‪24‬‬ ‫………………‪…………………………………………………………..‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االلتزام بالمحتوى العقدي‬
‫‪25‬‬ ‫…………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬
‫‪25‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬التعريف القانوني‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التعريف الفقهي…………………………………………………………………………………………………………………‬

‫‪25‬‬ ‫…………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬


‫‪26‬‬ ‫………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث األشخاص‬

‫‪154‬‬
‫‪27‬‬ ‫…………………………………………………‬ ‫ثانيا‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث الزمان‬
‫‪28‬‬ ‫………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬نطاق االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي من حيث موضوعه‬
‫‪29‬‬ ‫………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬طبيعة االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬
‫‪29‬‬ ‫………………………………………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ االلتزام باإلعالم بالمحتوى العقدي‬
‫‪30‬‬ ‫……………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعالم المستهلك بمميزات المنتوج أو الخدمة‬
‫‪30‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬المعلومات المتعلقة بالمواد الغذائية‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ -‬المعلومات المتعلقة بالمنتوجات غير الغذائية………………………………………………………………………‬

‫‪32‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬المعلومات المتعلقة بالخدمات‬


‫‪33‬‬ ‫…………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ﺇعالﻡ ﺍلمستهلﻙ بشﺭﻭﻁ ﺍلبيع‬
‫‪34‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‪………………………………..‬‬ ‫ّأوال‪ -‬كيفيات الدفع‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التخفيضات والحسوم والمسترجعات……………………………………………………………………………………‬

‫‪34‬‬ ‫………………………………………………‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إعالم المستهلك بالحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية‬
‫‪36‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬االلت ـ ـزام بالفـ ــوت ـرة‬
‫‪39‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب األول‪ :‬أشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال الفوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫‪40‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ــورة‬
‫‪40‬‬ ‫ّأوال‪ -‬تعريف الفاتورة‬
‫…………………………………………‪………………………………………………………………………….‬‬

‫‪42‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أهمية الفاتورة………………………………………………………………………………………………………………………‬

‫‪43‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سنـ ــد المعاملـ ـ ــة التجاريـ ـ ــة‬
‫‪43‬‬ ‫………………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تعريف سند المعاملة التجارية‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أهداف سند المعاملة التجارية………………………………………………………………………………………………‬

‫‪45‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬بدائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الفاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة‬


‫‪46‬‬ ‫……………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬وصل التسليم ‪Le Bon de livraison‬‬
‫‪47‬‬ ‫……………………………………………………………‬ ‫ثانيا‪ -‬الفاتورة اإلجمالية ‪La facture récapitulative‬‬
‫‪47‬‬ ‫……………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية لتحرير أشكال الفوترة وجزاء اإلخالل بها‬
‫‪48‬‬ ‫…………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط الشكلية لتحرير الفاتورة‬
‫‪48‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬البيانات الواجبة التوافر في الفاتورة‬
‫‪51‬‬ ‫ثانيا‪ -‬ضوابط تحرير الفاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة…………………………………………………………………‪……………………………..‬‬

‫‪52‬‬ ‫…………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية لتحرير سند المعاملة التجارية‬
‫‪52‬‬ ‫…………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬البيانات الواجب توافرها في سند المعاملة التجارية‬
‫‪54‬‬ ‫ثانيا‪ -‬ضوابط تحرير سند المعاملة التجارية……………………‪…………………………………………………………..‬‬

‫‪54‬‬ ‫……………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أحكام اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة‬

‫‪155‬‬
‫‪54‬‬ ‫ّأوال‪ -‬حاالت اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة‬
‫…………‪…………………………………………………………………..‬‬

‫‪58‬‬ ‫ثانيا‪ -‬جزاء اإلخالل بشروط وضوابط الفوترة………………………………‪……………………………………………….‬‬

‫‪60‬‬ ‫……………………………‪……………………………………............‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مبدأ نزاهة الممارسات التجارية‬


‫‪60‬‬ ‫……………‪…………………………………………………………..‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الممارسات التجارية غير الشرعية‬
‫‪61‬‬ ‫…………………………………………‬ ‫المطلب األول‪ :‬ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة القانونية‬
‫‪62‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط ممارسة األعمال التجارية‬
‫‪63‬‬ ‫……………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثر ممارسة األعمال التجارية دون استيفاء الشروط القانونية‬
‫‪64‬‬ ‫…………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬البيوع المحظورة المشروطة‬
‫‪65‬‬ ‫………………………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬البيـ ـ ــع بالمكافـ ـ ــأة‬
‫‪65‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع بالمكافأة‬
‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أساس حظر البيع بالمكافأة…………………………………………………………………………………………………‬

‫‪66‬‬ ‫………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬عناصر البيع بالمكافأة‬


‫‪67‬‬ ‫……………………………………‬ ‫رابعا‪ -‬االستثناءات الواردة على حظر البيع بالمكافأة (المكافأة المشروعة)‬
‫‪68‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬البيع المشروط (البيع المتالزم)‬
‫‪68‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع المشروط‬
‫‪68‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أساس حظر البيع المشروط………………………………………………………………………………………………‬

‫‪69‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬صور البيع المشروط‬


‫‪70‬‬ ‫…………………‬ ‫رابعا‪ -‬االستثناءات الواردة على منع البيع المشروط (شروط مشروعية البيع المشروط)‬
‫‪70‬‬ ‫………………………………‪…………………………………………..‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬البيوع المحظورة غير المشروطة‬
‫‪71‬‬ ‫…………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬رفض البيع أو تأدية الخدمة بدون مبرر شرعي‬
‫‪71‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تنظيم رفض البيع أو تأدية الخدمة‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أساس حظر رفض البيع أو تأدية الخدمة……………………………………………………………………………‬

‫‪72‬‬ ‫……………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬شروط قيام جريمة رفض البيع أو تقديم الخدمة‬
‫‪74‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة البيع بالخسارة‬
‫‪75‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تعريف إعادة البيع بالخسارة‬
‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ -‬أساس حظر إعادة البيع بالخسارة………………………………………………………………………………………‬

‫‪75‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬مجال حظر إعادة البيع بالخسارة‬


‫‪76‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………‬ ‫رابعا‪ -‬عتبة إعادة البيع بالخسارة‬
‫‪76‬‬ ‫……………………………………‬ ‫خامسا‪ -‬االستثناءات الواردة على الحظر القانوني إلعادة البيع بالخسارة‬
‫‪77‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬البيع االتمي ــيزي‬
‫‪78‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تعريف البيع التمييزي‬

‫‪156‬‬
‫‪78‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثانيا‪ -‬مجال تطبيق البيع التمييزي‬
‫‪79‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬شروط قيام البيع التمييزي‬
‫‪79‬‬ ‫………………………………………………………………‪…………………………………………..‬‬ ‫رابعا‪ -‬صور البيع التمييزي‬
‫‪80‬‬ ‫……………………………………………………………‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية‬
‫‪80‬‬ ‫……………………………‪……………………..‬‬‫ّأوال‪ -‬نطاق حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية‬
‫‪80‬‬ ‫ثانيا‪ -‬شروط حظر إعادة بيع المواد األولية على حالتها األصلية…………………………………………………‬

‫ثالثا‪ -‬االستثناءات الواردة على الحظر القانوني لممارسة إعادة بيع المواد األولية في حالتها‬
‫‪81‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫األصلية‬
‫‪81‬‬ ‫…………………………………………………………………………‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪81‬‬ ‫…………………………………………………………………‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪82‬‬ ‫……………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪82‬‬ ‫………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬التعريف القانوني للممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪83‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التعريف الفقهي للممارسات التجارية غير النزيهة………………………………………………………………‬

‫‪84‬‬ ‫………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات المشابهة لها‬
‫‪84‬‬ ‫……………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجارية غير الشرعية‬
‫غير‬ ‫ثانيا‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن ممارسة أسعار‬
‫‪84‬‬ ‫………………………………………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫شرعية‬
‫ثالثا‪ -‬تمييز الممارسات التجارية غير النزيهة عن الممارسات التجــارية التدليــسية والممارسات‬
‫‪85‬‬ ‫…………‪………………….…………………………….…………………………….…………………………….‬‬ ‫التعاقدية التعسفية‬
‫‪86‬‬ ‫………………………………‪……………………………….‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صور الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪87‬‬ ‫……………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬الممارسات التي تهدف إلضعاف العون االقتصادي المنافس‬
‫‪87‬‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬تشويه سمعة عون اقتصادي منافس‬
‫‪88‬‬ ‫ثانيا‪ -‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون منافس………………………………………………………………………‬

‫ثالثا‪ -‬االستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار‬
‫‪89‬‬ ‫………………………………………………………………………………‪…………………..‬‬ ‫بصاحب العمل أو الشريك القديم‬
‫‪89‬‬ ‫………………………………………‬ ‫رابعا‪ -‬إحداث خلل في تنظيم عون اقتصادي منافس أو في تنظيم السوق‬
‫‪90‬‬ ‫…………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الممارسات التي تهدف إلى االستفادة من تفوق المنافسين‬
‫‪91‬‬ ‫…………………………………‪…………………..‬‬ ‫ّأوال‪ -‬الممارسات التي تحدث الخلط واللبس في ذهن المستهلك‬
‫‪100‬‬ ‫ثانيا‪ -‬التطفل التجاري………………………………………………………………………………………………………‪…………..‬‬

‫‪101‬‬ ‫…………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬إقامة محل تجاري في الجوار القريب الستغالل شهرة عون اقتصادي‬
‫‪101‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الممارسات التعاقدية التعسفية‬

‫‪157‬‬
‫‪101‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشرط التعسفي‬
‫‪102‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشرط التعسفي‬
‫‪102‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معايير الشرط التعسفي‬
‫‪102‬‬ ‫………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬معيار التعسف في استعمال القوة االقتصادية‬
‫‪103‬‬ ‫ثانيا‪ -‬معيار الميزة المفرطة…………………………………………………………………………………………………………‬

‫‪103‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق الشروط التعسفية‬


‫‪103‬‬ ‫…………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحديد نطاق الشروط التعسفية من حيث تعداد المشرع لها‬
‫‪104‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬الشروط التعسفية المعددة قانونا‬
‫ثانيا‪ -‬الممارسات التعاقدية التعسفية الناتجة عن تقليص العون االقتصادي ألحد العناصر األساسية‬
‫‪105‬‬ ‫…………………………………………………………………‪……………………………………………………………....................‬‬ ‫للعقد‬
‫‪106‬‬ ‫……………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد نطاق الشروط التعسفية من حيث العقود التي تشتمل عليها‬
‫تأدية‬ ‫أو‬ ‫سلعة‬ ‫بيع‬ ‫بهدف‬ ‫والمستهلك‬ ‫البائع‬ ‫بين‬ ‫اتفاقية‬ ‫أو‬ ‫اتفاق‬ ‫ّأوال‪-‬‬
‫‪106‬‬ ‫………………………………………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫خدمة‬
‫‪106‬‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫ثانيا‪ -‬تحرير العقد مسبقا من طرف البائع‬
‫‪107‬‬ ‫……………………………………………………………‪…………………………………………………...‬‬ ‫ثالثا‪ -‬إذعان المستهلك‬
‫الممارسات‬ ‫ونزاهة‬ ‫شفافية‬ ‫بقواعد‬ ‫المتعلقة‬ ‫للمخالفات‬ ‫التصدي‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫الفصل‬
‫‪108‬‬ ‫…………………………………‪………………………………………………………………………..……………………………...‬‬ ‫التجارية‬
‫‪108‬‬ ‫…………‪………………………………………………………………………..‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الجزاءات المقررة للمخالفات‬
‫‪108‬‬ ‫………………………………………‪………………………………………..‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجزاءات ذات الطابع المدني‬
‫‪109‬‬ ‫…………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬بطالن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات التجارية‬
‫‪109‬‬ ‫……………………………………………………………………………………‬ ‫ّأوال‪ -‬البطالن المؤسس على عيوب اإلرادة‬
‫‪111‬‬ ‫ثانيا‪ -‬البطالن بسبب عدم احترام شروط البيع………………………………………………………………………………‬

‫‪112‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬البطالن بسبب الشروط التعسفية‬


‫‪113‬‬ ‫……………………‪…………………………………………………..‬‬ ‫رابعا‪ -‬البطالن المؤسس على مخالفة النظام العام‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض عن الضرر الناجم عن التصرفات المنافية لشفافية ونزاهة الممارسات‬
‫‪113‬‬ ‫………………………………‪……………………………………………………………………………………………………….....‬‬ ‫التجارية‬
‫‪113‬‬ ‫………………………………‪……………………………………………………………………………………..‬‬ ‫ّأوال‪ -‬الدعوى المدنية‬
‫‪116‬‬ ‫ثانيا‪ -‬دعوى المنافسة غير المشروعة……‪………………………………..……………...........................................‬‬

‫‪117‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات ذات الطابع اإلداري‬


‫‪117‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬الحجز اإلداري للبضائع‬
‫‪118‬‬ ‫……………………‪………………………………………………………………………………………..‬‬ ‫ّأوال‪ -‬أنواع الحجز اإلداري‬

‫‪158‬‬
‫‪119‬‬ ‫…………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثانيا‪ -‬إجراءات توقيع الحجز‬
‫‪119‬‬ ‫………………………………………………………………………‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الغلق اإلداري المؤقت للمحل التجاري‬
‫‪120‬‬ ‫…………………………‪…………………………………………………………………………….‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نشـ ـ ـ ــر الق ـ ـ ـ اررات‬
‫‪120‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الجزاءات ذات الطابع الجزائي‬
‫‪121‬‬ ‫………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬أركان المخالفات المتعلقة بخرق االلتزامات‬
‫‪121‬‬ ‫……………………………‪…………………………………………………………………………………….‬‬‫ّأوال‪ -‬الــركـ ـ ــن المـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫‪122‬‬ ‫ثانيا‪ -‬ال ــرك ـ ــن المعن ـ ـ ــوي…………‪…………………………………………………………………………………………………….‬‬

‫‪122‬‬ ‫…………………………‪………………………………………………………….‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات المقررة للمخالفات‬


‫‪123‬‬ ‫ّأوال‪ -‬الغرامة كعقوبة أصلية‬
‫……………………………‪……………………………………………….…………………………….‬‬

‫‪124‬‬ ‫ثانيا‪ -‬العقوبات التكميلية………………………………………………………………………………………………………………‬

‫‪124‬‬ ‫………………………………………………‪…………………………………………….‬‬ ‫ثالثا‪ -‬العقوبات المتعلقة بحالة العود‬


‫‪125‬‬ ‫………………………………………………‪………………………………….‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات الضبـط والمتـابعــة‬
‫‪125‬‬ ‫……………………………‪………………………………………………………………..‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬معاين ـ ــة المخالفـ ـ ـ ــات‬
‫‪125‬‬ ‫………………………………………………………………………‬ ‫الفرع األول‪ :‬الموظفون المؤهلون لضبط المخالفات‬
‫‪126‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬موظفو الضبط ذووا االختصاص المحدد‬
‫‪128‬‬ ‫ثانيا‪ -‬موظفو الضبط ذووا االختصاص العام……………………‪………………………………………………………….‬‬

‫‪129‬‬ ‫………………………‪………………………………..‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات الموظفون المكلفون بمعاينة المخالفات‬


‫‪130‬‬ ‫………………………………………………………………………………‬‫ّأوال‪ -‬االطالع على الوثائق وتفتيش المحالت‬
‫‪131‬‬ ‫ثانيا‪ -‬تحرير التقارير أو المحاضر………………………………………………………………………………………………‬

‫‪132‬‬ ‫…………………………………‪……………………….………………………………….‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬متابعـ ـ ــة المخالفـ ـ ــات‬


‫‪132‬‬ ‫………………………………………………………………………………………‬ ‫األول‪ :‬الرجوع الودي (المصالحة)‬
‫الفرع ّ‬
‫‪133‬‬ ‫أوال‪ -‬تعريف المصالحة…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫ّ‬
‫‪133‬‬ ‫ثانيا‪ -‬شروط المصالحة…………………………………‪…………………………….……………………………………………….‬‬

‫‪134‬‬ ‫……………………………………………………………………………………………………………………‬ ‫ثالثا‪ -‬آثار المصالحة‬


‫‪135‬‬ ‫……………………………………‪…………………………………………………………….‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرجـ ـ ــوع القض ـ ــائي‬
‫‪137‬‬ ‫…………………………‪………………………………………………………………………………………….……………………..‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪140‬‬ ‫………………………‪………………………………….....……………………………………………….‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪154‬‬ ‫…………………………………………………‪……………………….……………………………………………………………..‬‬ ‫الفهرس‬

‫تم بعون هللا‬


‫ّ‬

‫‪159‬‬

You might also like