You are on page 1of 26

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة التكوين املتـواصل‬


‫ميدان العلوم االقتصادية ‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬

‫محاض راتفي القـانون التجـاري‬

‫لطلبة السنـةاألولى ليسانس عن بعد‬

‫تخصص‪ :‬محاسبة ومالية‬

‫‪ -‬المقطع األول ‪-‬‬

‫إعداد األستاذة ‪ :‬بولحية سعاد‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫القانون التجاري هو فـرع من فرو ع القانون الخـاص يشمل مجموع القواعد القانونية التي تنطبق على األعمال‬
‫التجـارية والتـجار‪.‬‬
‫وقد تطور القانون التجاري بتطور المجتمعات ابتـداء من العصور القديمة في عصر البابليين وا لغـريق والرومان‬
‫إلى أصل ما هو عليه ا لن‪.‬‬
‫وقد أدى هذا التطور السريع والمستمر إلى اتساع مفهوم القانون التجاري في العصر الحاضر‪ ،‬إذ أصبح األشخاص‬
‫يشترون العقارات بقصد إعادة بيعها مثل ما يشتري التاجر أية سلعة منقولة بقصد إعادة بيعها‪ ،‬بعدما كانت في الماض‬
‫ي بعيدة كل البعد عن المجال التجاري‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تسمية القانون التجار ي عند البعض بقـانـو ن األعمال‪.‬‬
‫وباستقالل الجزائر سنة ‪ ،2691‬بقيت القوانين الـفرنسية سارية إلى غـاية صـدور أمر‪ 57/76‬المـؤرخ في ‪19/96/2‬‬
‫‪ 657‬المتضمن القانون التجار ي الجزائر ي‪ .‬والذي أحتوى عـلى خمس )‪ (97‬كـتب‪ ،‬خصصت للتجار‪ ،‬العقود‬
‫التجـارية‪ ،‬الدفاتر التجارية‪ ،‬المحـل التجار ي )البيع والرهن‪ ،‬اليجار‪ (...‬األوراق التجارية‪ ،‬ا لفالس والتسـوية القضـائيـة‬
‫والشركات التجـاريـة‪.‬‬
‫وعرف القانون التجاري الجزائري من تاريخ صـدوره إلى يومنا عدة تعديالت أملتها مقتضيات‪ ،‬سياسـة‪،‬‬
‫اقتصادية‪...‬‬
‫وستـتناول هذه الدراسة‪ ،‬التي اعتمدنا فيها على أسلوب ي التبسيـط وا لختصار لدوافع عدة‪ ،‬تأتي في مقدمتها أن‬
‫طالب السنة األول ى في حاجة إلى تشبع أفكاره ببعض المصطلحات وا ألفكار‪ ،‬التي عليه اللمام بها )بحكم‬
‫التخصص( ‪.‬من جهة فأن هذه المحاور‪ ،‬ستشرح و ت ـثـر ى من طرف الزمالء ا ألساتذة على مستوى مختلف‬
‫المراكز‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى لم نتطرق في هذه المحاضرات للعديد من العناصر رغم أهميتها في في مادة القانون التجاري )‬
‫على غرار المحل التجاري مثال( ‪ ،‬وذلك احتراما لمحتوى برنامج المادة المفصل في عرض التكوين الخاص بطلبة‬
‫الليسانس محاسبة ومالية‪ .‬كما وأنه نظرا لقصر مدة السداس ي ‪ ،‬ارتأينا عدم التطرق لمحور الفالس والتسوية القضائية‬
‫‪ ،‬ألن الطالب سيتناولها في شكل مقياس منفرد في السداس ي الثالث‪.‬‬
‫المقطع األول ‪ :‬ماهـية القـانون التـجـار ي ‪ -‬الشركات التجارية‬
‫يتضمن هذا المقطع محورين أساسيين‪ ،‬يتم دراستهما على النحو التالي‪:‬‬
‫المحو ر األول ‪ :‬ماهية القانون التجاري‬
‫أوال‪ /‬مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى‬
‫إن دراسة مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى ‪ ،‬تقتض ي التطر ق لتعريف القانون‬
‫التجاري‪ ،‬تطوره التاريخي وكـذا عالقته بمختلف فروع القانون األخرى ‪.‬‬
‫‪ /1‬تـعريف القانون التجـاري‪:‬‬
‫أ‪ /‬تعريف القـانون التجـار ي‬
‫لم يتوصل فقهاء وكتاب القانون التجاري إلى وضع تعريف مـوحد للقانون التجاري‪ ،‬وَم ّر د ذلك أن هنـاك من أعتمد في‬
‫تعريفه للقانون التجاري على المذهب الشخص ي والبعض ا لخر على المذهب الموضوعي‪ ،‬وإن كان غالبية الفقهـاء‬
‫يأخذون بالمذهبين معا‪ ،‬وسنحاول خالل هذا المطلب التطرق إلى البعض منهـا‪.‬‬
‫عرف الفقيه جورج ريبـر ((‪ George Ripert‬القانون التجاري على أنه ‪ :‬قانون العمليات القانونية التي يقوم بها‬
‫التجار سواء فيما بينهم أو مع عمالئهم‪.‬‬
‫والقانون التجاري عند البعض‪" :‬هـو مجموعة من القواعد القانونية التي تنطبق على طائفة معينة من األعمال التجارية‬
‫وعلى طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية هم التجار"‪.‬‬
‫كما عرف القانون التجاري‪" :‬بأنه ذلك الفرع من فروع الفانون الخاص الذي يحدد طبيعة وآثار و التفـاقيات المعقودة إما‬
‫بواسطة التجار أو بصدد وقائع وأعمال تجارية"‪.‬‬
‫وتعريف القانون التجاري عند غالبية الفقهاء يأخذ بالمذهبين معا‪ ،‬المذهب الشخص ي الذي يعتمد على طائفة معينة من‬
‫األشخاص هم التجار وطائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية‪ ،‬فيعرفونه بأنه‪" :‬ذلك الفرع من فروع‬
‫القانون الخاص الذي ينطبق على طائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية وعلى طائفة معينة من‬
‫األشخاص هم التجار وأحكامه وقواعد محتواه داخل مجموعة قانونية هي المجموعة التجارية"‪.‬‬
‫التقنين التجار ي الجـزائر ي (‪) CODE DE COMMERCE‬‬
‫‪2‬‬
‫صدر القانون التجاري الجزائري سنة ‪ 2657‬بموجب أمـر ‪ 57/76‬المؤرخ في ‪19‬سبتمبر‪ .2657‬والذي أحـتوى‬
‫على ‪ 142‬مـادة‪ ،‬تضمنت خمس )‪ (97‬كتب‬
‫وطرأت على القانون التجاري الجزائري منذ تاريخ صدوره ‪ -2657-‬إلى يومنا هذا عدة تعديالت وتـمـم‬
‫أحيانا ‪.‬‬
‫‪ /2‬عالقة القانون التجاري بمختلف فروع القانون األخرى‬
‫إن تطبيقات القانون التجار ي )التجار‪ ،‬التجارة‪ ،‬الشركات التجارية‪ (...‬تستوجب ا لرتباط ببعض فروع القانون الخاص‬
‫وكذا بعض فروع القانون العام‪ ،‬وسنحاول بيان ذلك ولو باختصار‪.‬‬
‫أ‪ /‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‬
‫استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني‪ ،‬ليست استقاللية مطلقة كليا‪ ،‬فالقانون المدني باعتباره المرجع العام ‪-‬‬
‫الشريعة العامة‪ -‬يرجع إليه في كل مرة عندما ل نجد حكما خاصا في القانون التجاري‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة األول‬
‫ى مكرر من ا لمر ‪ 15-69‬المذكور أعاله بقولها‪" :‬يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫وجود نص فيه يطبق القانون المدني‪."...‬‬
‫ومن أمثلتنا على ذلك بالنسبة للتشريع الجزائري‪ ،‬سن الرشد فيما يخص التاجر‪ ،‬تعريف الشركة‪...‬‬
‫ب‪ /‬عالقة القانون التجاري بفروع القانون العام‬
‫إذا كانت خصوصية القانون التجاري تجعل موضوعه يختلف عن موضوع فروع القانون األخرى ‪ ،‬ال أن التجارة‬
‫قد تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام‪ ،‬فالقانون الدستوري يقر ر حرية التجارة ويكفلها والقانون ا لداري يفرض‬
‫قيودا على التجارة‪ ،‬والقانون المالي يحدد القواعد المتعلقة بالجـباية)الضرائب والرسوم‪ ...(،‬وقانون العقوبات يقرر‬
‫قواعد قانونية لحماية الجمهور والتجارة كالقواعد التي تعاقب على المنافسة غير المشروعة والغش وتقليد الع المات‬
‫التجارية‪.‬‬
‫هذا وبا لضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فإن للقانون التجاري عالقة بفروع القانون األخرى مثل القانون الدولي العام‬
‫والقانون الدولي الخاص‪...‬إلخ‬
‫ت ‪/‬عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد‬
‫يرى البعض أن الصلة الوثيقة بين القانون التجاري وعلم القتصاد أساسها ما يتركه كل منهما من أثر على ا لخر‪،‬‬
‫فالنشاط القتصادي واتساعه أدى إلى خلق قواعد قانونية جديدة في المجال التجاري والجوي والصناعي والمالي مثل‬
‫عقود النقل والتامين وعمليات البنوك‪ ،‬كما أن هذه الصلة بينهما جعلت البعض يرى في القانون التجار ي النشاط‬
‫القتصادي‪.‬‬
‫ثانيا ‪/‬األعمال التجـارية‬
‫أمام عجز المشرع والقضاء عن تعريف العمل التجاري بواسطة معيار واحد موحد‪ ،‬إذ أوردت مختلف التشريعات‬
‫عدة أنواع لألعمال التجارية‪ ،‬بما فيها المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائر ي‪ -‬الذي لم يعرف األعمال‬
‫التجارية وإنما اكتفى بتعدادها فقط )في المواد ‪.(94 ،90 ،91‬‬
‫حاول الفقه التصدي لحل هذه المشكلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي أثارت خالفا في القانون التجاري‪ .‬فاختلفت ا‬
‫لراء وتباينت في تحديد المعايير‪ .‬ورتب الفقه على تمييز العمل التجاري عن العمل المدني عدة نتائج من حيث التضامن‪،‬‬
‫قواعد الثبات‪ ،‬ا لختصاص القضائي‪....‬إلخ‬
‫وباختصار نتناول كل من معايير تمييز األعمال التجارية عن المدنية ‪ ،‬و أنواع األعمال التجارية‬
‫* تحديد األعمال التجارية وأهميته‬
‫تقتض ي دراسة تحديد األعمال التجارية وأهميته أن نقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪ :‬المبحث األول معايير العمل‬
‫التجاري؛ وفي المبحث الثاني أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال التجارية‪.‬‬
‫‪ /1‬معايير التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية‬
‫من أجل التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني أوجد الفقه عدة معايير‪ ،‬أستند البعض إلى ا لعتبارات القانونية‬
‫‪ -‬أنصار المذهب الشخص ي – في حين أقام البعض – أنصار المذهب الموضوعي – نظريتهم على ا لعتبارات‬
‫القتصادية‪.‬‬
‫أ ‪ /‬المعايير الموضوعي‪:‬‬
‫ينظر أنصار هذه المعايير إلى القانون التجاري على أنه قانون نشاط تجاري بغض النظر عن صفة القائم به سواء‬
‫كان تاجرا أم غير تاج ر ‪ .‬وحسب أنصار هذه النظرية فإّن العمل التجاري يقوم على فكرة المضاربة وآخرون يرون‬
‫أن فكرة الوساطة هي معيار العمل التجاري والبعض ا لخر دمج فكرة التداول والمضاربة معا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫نظرية المضاربة‬ ‫أ‪-1-‬‬
‫نادى بعض الفقه بربط العمل التجاري بفكرة المضاربة‪ ،‬فالعمل التجاري في نظرهم هو من الناحية الجوهرية عمل‬
‫مضاربة أي عمل يسعى أساسا إلى تحقيق الربح‪ .‬أما األعمال التي تتم دون هدف تحقيق كسب مادي من ورائها فال‬
‫تدخل في نطاق األعمال التجارية وإنما تعتبر أعمال مدنية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من وجاهة هذا المعيار)النظرية( ‪،‬ال أنه ل يمكن ا لعتماد عليه مطلقا‪ ،‬كون أن مختلف النشاطات‬
‫النسانية تهدف إلى تحقيق الربح مثل المحامي‪ ،‬الطبيب‪ ،‬المهندس‪...‬الخ كلهم يمارسون عملهم سعيا وراء تحقيق كسب‬
‫مادي‪.‬‬
‫نظرية التداو ل‬ ‫أ‪-2-‬‬
‫جاء بهذه النظرية ا ألستاذ تالير ومؤداها أن التجارة تعني التداول‪ ،‬ويقصد بهذا المصطلح تداول النقود‪ ،‬البضائع‬
‫والسندات‪ .‬ويعني في مفهومه العام تحريك البضائع وانتقالها مثل انتقال البضاعة من المنتج إلى التاجر وبعد إلى‬
‫المستهلك‪.‬‬
‫وفي نظر البعض أنه رغم أهمية عنصر التداول في تحديد األعمال التجارية‪ ،‬فال يكفي ا لعتماد عليه لوحده‪ ،‬ذلك أن‬
‫الوساطة في تداول الثروات الذي ل يستهدف تحقيق الربح ل يعد من قبيل األعمال التجارية‪ ،‬كما هو عمل الجمعيات‬
‫التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة‪ ،‬فهو يدخل في مجال األعمال المدنية‪.‬‬
‫نظرية التداول بقصد المضاربة‬ ‫أ‪-3-‬‬
‫يرى أنصار هذا المعيار أن العمل التجاري هو التوسط في تداول الثروات بقصد الربح ويقدمان مثال لذلك الشراء‬
‫ألجل البيع الذي يقوم بعملية التوسط في تداول الثروات يصبح عمال تجاريا كما كان غرضه تحقيق الربح‪ .‬كما يرى‬
‫أنصار هذا المعيار أن القانون التجاري هو قانون األعمال وبواسطة المعيار الموضوعي وخاصة نظرية التداول بقصد‬
‫المضاربة نستطيع تحديد نطاق القانون التجاري مع إهمال فكرة المقاولة أو المشروع‪.‬‬
‫وإلى جانب ما تقدم نجد هناك من أعتمد في تحديد العمل التجاري على نظرية الوساطة )ليون كان ورينو(‪ ،‬إذ يرى‬
‫أن الصفة التجارية تثبت لألعمال القانونية التي ينتج عنها الوساطة بين المنتج والمستهلك‪ .‬ويعترفان من جهة أنه ل‬
‫يوجد في الحقيقة معيار جامع مانع لكافة األعمال التجارية‪.‬‬
‫ب‪ /‬المعايير الشخصية‬
‫يعتمد أنصار هذا المذهب ‪ -‬المذهب الشخص ي‪ -‬في تحديد نطاق القانون التجاري القائم بالعمل والنشاط أي على‬
‫التاجر‪ ،‬فالقانون التجاري عندهم هو قانون التجار‪ ،‬وهذا ما يوضح أن هذه المعايير عكس المعايير الموضوعية التي‬
‫تعتمد على العمل‪.‬‬
‫وسنحاول بيان فحوى هذه المعايير – ولو باختصار‪ -‬في الفروع التالية‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬نظرية الحرفة‬
‫أول من نادى بهذه النظرية العميد جورج ريبر‪ ،‬والتي تعتمد على الشخص الذي يحترف عمال ما لتحقيق ربح‪،‬‬
‫فالعمل التجاري هو ذلك العمل الذي يقوم به التاجر ويكون متصال بحرفته التجارية‪ .‬على العكس فاألعمال التي يمارسها‬
‫التاجر لغير حاجات حرفته التجارية كشراء أشياء لستعماله الشخص ي )الخاص( تظل على حالها مدنية‪.‬‬
‫إل أن هذه النظرية انتقدت من خالل‪:‬‬
‫‪-‬عدم تحديد مفهوم الحرفة‪ ،‬ذلك أن التشريعات لم تتطرق لذلك والسؤال الذي يطرح في هذا المجال كيف يمكنا‬
‫لعتماد على عنصر الحرفة لتحديد العمل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد عنصر الحرفة يؤدي إلى إخراج بعض األعمال التي هي في حقيقتها تجارية من نطاق القانون التجاري‬
‫ألنها ل تصدر عن شخص يحترف التجارة‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬نظرية السبب‬
‫صاحب هذه النظرية ا ألستاذ ديفران‪ ،‬الذي اتخذ سندا تشريعيا لهذه النظرية‪ ،‬المادة ‪ 901‬من القانون التجاري‬
‫الفرنس ي‪ ،‬حيث أن فكرة السبب تكمن في عملية الشراء ألجل البيع والغرض المنشود لدى المشتري هو إعادة البيع‬
‫قصد تحقيق الربح أي القصد العنصر الجوهري والمعنوي الكامن في الشخص القائم بالعمل‪.‬‬
‫وهذه النظرية أيضا وجهت لها انتقادات على أساس أن الباعث والدافع إلى التعاقد أمر خفي ل يمكن الوقوف عليه‬
‫بالنسبة للتاجر أو غير التاجر‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬نظرية المقاولة أو المشروع‬

‫‪4‬‬
‫صاحب هذه النظرية ا ألستاذ )اسكارا ‪ (ESCARA‬الذي يري أن إسباغ الصفة التجارية على أي عمل ل يستند إلى‬
‫هدفه أو جوهره أو صفة الشخص القائم به‪ ،‬وإنما إلى الصورة التي يمارس فيها هذا العمل‪ .‬وعلى ذلك فالعمل التجاري‬
‫هو العمل الذي يتخذ شكل المقاولة أو المشروع‪ ،‬أي الذي يتم على وجه التكرار بناًء على تنظيم مهني سابق‪ .‬والقانو ن‬
‫التجاري هو قانون األعمال التي يتوافر لها عنصر المقاولة أو المشروع‪.‬‬
‫وهذه النظرية أيضا لم تسلم من النقد‪ ،‬من بين هذه ا لنتقادات‪:‬‬
‫‪-‬ل تصلح هذه النظرية في ظل التشريع القائم أن يكون أساسا للقانون التجاري‪ ،‬فهناك أعمال تعتبر تجارية بحسب‬
‫القانون حتى ولو وقعت مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-‬إن ا ألخذ بهذه النظرية يقودنا إلى البحث عن معيار التفرقة بين المشروع التجار ي والمشروع المدني‪.‬‬
‫موقف المشرع الجزائري‪ :‬إن القانون التجاري الجزائري حديث العهد نسبيا‪ ،‬حاول فيه المشرع ا لخذ بمحاسن كل‬
‫النظريات وما وصلت إليه التشريعات الحديثة‪.‬‬
‫حيث أخذ في المادة األول ى بالمذهب الشخص ي‪ ،‬بينما نص على سبيل المثال على األعمال التجارية بحسب‬
‫الموضوع في المادة الثانية )‪.(91‬‬
‫‪ /2‬أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية‬
‫تتجلى أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية فيما تترتب عليه من خضوع المعامالت التجارية‬
‫لنظامقانوني خاص يشتمل على مجموعة من القواعد تعكس حرص المشرع على مراعاة عنصري السرعة وا لئتمان‪،‬‬
‫أهمسمات الحياة التجارية ويتعلق جزء من هذه القواعد با لختصاص القضائي وبالثبات‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وسنحاول بيان ذلك فيما يأتي‪:‬‬
‫‪:‬أ‪ /‬ا الختصاص القضائي ‪ :‬ا لختصاص القضائي نوعان‬
‫أ‪- 2-‬ا لختصاص النوعي؛ أ‪ -1-‬ا‬
‫لختصاص المحلي؛‬
‫أما ا لختصاص النوعي‪ ،‬نجد بعض الدو ل اعتنقت مبدأ تخصيص قضاء خاص ينظر في المنازعات التجارية فقط‪.‬‬
‫بمعنى أن القضايا التي ترفع ضد التاجر أو عن األعمال التجارية بغض النظر عن األطراف س واء كانوا أم ل‪ ،‬فإن‬
‫المحاكم المختصة هي المحاكم التجارية وليس المحاكم المدنية‪.‬‬
‫أما في الجزائر‪ ،‬فلم يؤخذ فيها بنظام المحاكم التجارية وإنما جعل ا لختصاص شامال للمنازعات المدنية والتجارية‬
‫على أن تطبق قواعد القانون المدني على األول ى‪ ،‬وقواعد القانون التجاري على الثانية‪.‬‬
‫وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 10‬من قانون الجراءات المدنية والدارية الصادر سنة ‪.1991‬‬
‫أما فيما يتعلق با لختصاص المحلي أو القليمي فإن المادة ‪ 05‬من قانون الجراءات المدنية والدارية تنص على‬
‫القاعدة العامة في مجال التقاض ي الذي يرجع فيه ا لختصاص لمحكمة موطن المدعى عليه مع مراعاة أحكام المواد‬
‫‪ 01‬و‪ 06‬و‪ 49‬من نفس القانو ن‪ ،‬أي قانون ‪ 91/96‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ 1991‬المتضمن قانون الجراءات‬
‫المدنية والدارية‪.‬‬
‫ب ‪ /‬قواعد اإلثبات‬
‫المبدأ هو حرية الثبات في المعامالت التجارية وبالتالي يجوز إثبات التصرفات القانونية التجارية مهما كانت قيمتها‬
‫بكافة طرق الثبات وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 09‬ق‪.‬ت‪.‬ج بقولها‪ :‬يثبت كل عقد تجاري‪ :‬بسندات رسمية‪ ،‬بسندات‬
‫عرفية‪ ،‬بفاتورة مقبولة‪ ،‬بالرسائل‪ ،‬بدفاتر الطرفين ‪،‬الثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها‪.‬‬
‫مع مراعاة ا لستثناء الوارد على هذا المبدأ‪ ،‬إذ اشترطت المادة ‪ 747‬ق‪.‬ت‪.‬ج الكتابة الرسمية بالنسبة لعقد الشركة‪.‬‬
‫وتعتبر القواعد المتعلقة بالثبات من أهم القواعد التي وضعها المشرع لتبسيط المعامالت التجارية‪ .‬ذلك أن انعقاد‬
‫العقود التجارية يتطلب السرعة والتحرير من الجراءات والقيود البطيئة‪.‬‬
‫أما القاعدة العامة لإلثبات في المادة ‪ 000‬من القانون المدني الفقرة األول ى تنص‪) :‬في غير المعامالت التجارية‬
‫إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على ‪299999‬دج أو كان غير محدد القيمة فال يجو ز الثبات بالشهود في وجوده‬
‫أو انقضائه ما لم يوجد نص يقض ي بغير ذلك‪ (.‬ت ‪ /‬التضامن‬
‫قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من المسائل التي استقرت في المسائل التجارية واحترمها‬
‫القضاءوطبقها‪ .‬وهذا بخالف قواعد التضامن في الروابط المدنية التي ل يمكن تقريرها إل بنص أو اتفاق وهذا مما‬
‫أوضحتهالمادة ‪ 125‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫غير أنه في المسائل التجارية فيجوز نفي التضامن بنص في العقد‪ ،‬ما لم ينص القانون بنص آمر على فرض‬
‫التضامن‪ ،‬ومن أمثلتنا على ذلك نص المادة ‪ 772‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬التي تقض ي بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم‬
‫مسـؤولـون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬
‫ث ‪ /‬ا إلعـذار‬
‫يقصد با لعـذار وضع المدين وضع المقصر في تنفيذ التزامه بإثبات تأخره في الوفاء به‪ ،‬ذلك أن مجرد حلول أجل‬
‫اللتزام ل يفيد تقصير المدين ما لم يسجله الدائن عليه بال لعـذار‪.‬‬
‫أما ا لعذار في المسائل التجارية فقد جرى العرف على أنه يكفي أن يتم ا لعـذار بخطاب عادي دون حاجة إلى أي‬
‫ورقة من األوراق الرسمية نظرا لما تتطلبه التجارة من سرعة‪.‬‬
‫ج ‪/‬المهلة القضائية )مهلة الوفاء(‬
‫يجوز للقاض ي في المواد المدنية أن يمنح المدين مهلة لتنفيذ التزامه إذا استدعت حالته ذلك ‪،‬على شرط أن يكون‬
‫المدين حسن النية ول يترتب على هذا التأجيل ضرر جسيم بالدائن المادة ‪ 129‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ول يجوز منح هذه المهلة في‬
‫المواد التجارية والسبب في ذلك أن التجارة قوامها السرعة وا لئتمان مما يتطلب تنفيذ اللتزامات الناشئة عن العقود في‬
‫أسرع وقت‪.‬‬
‫ح ‪ /‬النفاذ المعجل‬
‫ل تكون األحكام الصادرة في المواد المدنية قابلة للتنفيذ ال بعد أن تحوز على قوة الش يء المحكوم فيه‪ .‬أما األحكام‬
‫الصادرة في المعامالت التجارية فهي تمتاز بالنفاد المعجل‪ ،‬رغم المعارضة وا لستئناف‪ ،‬بشرط تقديم كفالة من قبل‬
‫التاجر الصادر الحكم لمصلحته‪ .‬ومن أمثلتنا على ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 115‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬فيما يخص حكم الفالس‪.‬‬
‫خ ‪/‬اإلفالس‬
‫إن قواعد الفالس ل تنطبق ال على التجار‪ ،‬حيث أجاز القانون شهر إفالسهم متى توقفوا عن دفع ديونهم التجارية‪،‬‬
‫وقد رعى القانون التجاري في هذه األحكام‪ ،‬التضييق على المدين التاجر حماية لدائنيه وتوثيقا لالئتمان‪ .‬وقواعد‬
‫الفالس ل تطبق إل على التجار دون غيرهم ألن األشخاص المدنية يطبق عليهم نظام ا لعسار‪.‬‬
‫د ‪ /‬اكتساب صفة التاجر‬
‫من فائدة التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية أن ممارسة األعمال التجارية من قبل شخص ما تكسبهصفة‬
‫تجارية وتترتب على هذه الصفة نتائج هامة تكسبه حقوقا وتترتب واجبات مثل إخضاعه للقيد في السجل‬
‫التجاري‪،‬اللتزام بمسك الدفاتر التجارية‪ ،‬كما يطبق عليه نظام الفالس‪.‬‬
‫ذ‪ /‬التقادم‬
‫إن التقادم المسقط فيه يتقادم الحق نتيجة سكوت صاحبه عن المطالبة به مدة معينة من الزمن‪ ،‬حيث تسقط حقوقه بعد‬
‫مرور تلك المدة المحددة قانونا‪ .‬ولقد حددها القانون الجزائري ب ‪ 27‬سنة )المادة ‪ 265‬ق‪.‬م‪.‬ج‪(.‬‬
‫أما في المسائل التجارية فقد مدة التقادم تحديدا قصيرا‪ ،‬ففي الشركات التجارية على سبيل المثال حددت المادة‬
‫‪ 555‬ق‪.‬ت‪.‬ج تقادم كل الدعاوى ضد الشركاء غير المصفين بمرور خمس)‪ (97‬سنوات‪.‬‬
‫وبالمقابل ذلك حددت المادة ‪ 492‬ق‪.‬ت‪.‬ج تقادم السفـتجة بممض ي ثالثة )‪ (90‬أعوام من تاريخ ا لستحقاق‪.‬‬
‫ر ‪ /‬الرهن الحياز ي‬
‫يختلف الرهن التجاري عن الرهن المدني‪ .‬فإذا كان هذا ا ألخير‪ -‬الذي يخضع ألحكام القان ون المدني‪ -‬عند عدم‬
‫وفاء المدين بالتزاماته يتبع الدائن إجراءات طويلة تستغرق زمنا طويال‪.‬‬
‫ففي المسائل التجارية نصت المادة ‪ 00‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪ :‬إذا لم يتم الدفع في ا لستحقاق جاز للدائن خالل خمسة‬
‫عشرة )‪ (27‬يومًا من تاريخ تبليغ عا د حاصل للمدين أو الكفيل العيني من الغير إذا كان له محل أن يشرع في البيع‬
‫العلني لألشياء المرهونة‪.‬‬
‫أما الفوائد القانونية‪ ،‬ما يمكن أخذه من حكم المواد ‪ 479 ،477 ،474‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬أن المشرع الجزائري أجاز التعامل‬
‫بها في بعض المجا لت وحرمها في البعض ا لخر‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع األعمال التجارية‬
‫نص القانون التجاري الجزائر ي‪ -‬متأثرا بالتشريع الفرنس ي‪ -‬على ثالث أنواع من األعمال التجارية‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب موضوعها )المادة‪(91‬؛‬
‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب الشكل )المادة‪(90‬؛‬

‫‪6‬‬
‫األعمال التجارية بالتبعية )المادة‪.(94‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذهب الفقهاء إلى حد القول بوجود أعمال مختلطة‪ ،‬بحيث يكون العمل الواحد تجاريا بالنسبة‬
‫لطرف من أطراف العقد ومدنيـا بالنسبة للطرف ا لخر‪.‬‬
‫وسنحاول خالل هذا الفصل بيان ذلك وفق المباحث التالية‪:‬‬
‫أ ‪ /‬األعمال التجارية الموضوعية‬
‫تسمى هذه األعمال أيضا باألعمال ا ألصلية أو بحسب القانون‪ ،‬وهذه األعمال حسب نص المادة) ‪ 91‬ق‪.‬ت‪.‬ج( هي‪:‬‬
‫كل شراء للمنقولت لعادة بيعها أو بعد تحويلها وشغلها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬للعقارات لعادة بيعها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل مقاولة لتأجير المنقولت أو العقارات‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬لإلنتاج أو التحويل أو ا لصالح‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬للبناء أو الحفر أو لتمهيد ا ألرض‬ ‫‪-‬‬
‫‪ //‬للتوريد أو الخدمات‬ ‫‪//‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬لستغالل المناجم أو الناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات ا ألرض األخرى‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬لستغالل النقل وا لنتقال‬ ‫‪-‬‬
‫‪ //‬لستغالل المالهي العمومية أو ا لنتاج الفكر ي‬ ‫‪//‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ //‬للتأمينات‬ ‫‪//‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ //‬لستغالل المخازن العمومية‬ ‫‪//‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ //‬لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو ا ألشياء المستعملة بالتجزئة‬ ‫‪//‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ // //‬توسط لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية‬ ‫‪-‬‬
‫كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع وإعادة بيع السفن للمالحة البحرية‬ ‫‪-‬‬
‫كل شراء وبيع لعتاد أو مؤمن للسفن‬ ‫‪-‬‬
‫كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة‬ ‫‪-‬‬
‫كل عقود التأمين والعقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‬ ‫‪-‬‬
‫كل التفاقيات والتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وإيجارهم‬ ‫‪-‬‬
‫كل الرحالت البحرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل استقرائنا لهذه ا ألنواع من األعمال التجارية الموضوعية‪،‬نـالح ظ أن هناك أعمال ل تكو ن‬
‫تجارية إل إذا وردت في شكل مقاولة‪ ،‬وان هناك أعمال تتم بصورة منفردة‪.‬‬
‫أ‪ -1-‬األعمال التجارية المنفردة‬
‫يدخل ضمن هذه األعمال‪ ،‬كل شراء منقولت لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها وشراء العقارات لعادة بيعها‪،‬‬
‫العمليات المصرفية والسمسرة وعمليات الوساطة لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية‪...‬‬
‫وعليه فإن هذه األعمال أعتبرها المشرع أعمال تجارية ولو تمت مرة واحدة ومن قبل أشخاص ل يتمتعون بالصفة‬
‫التجارية‪ .‬وسنحاول الوقوف أمام البعض منها ولو باختصار‪.‬‬
‫الشراء ألجل البيع‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعتبر المشرع الجزائري الشراء ألجل البيع عمال تجاريا‪ ،‬بمعنى من اشترى سلعة بقصد بيعها من أجل تحقيق الربح‬
‫‪،‬يخضع ألحكام القانون التجاري في جميع المنازعات الناتجة عن هذا العمل بغض النظر عن صفته ويكتسب الصفة‬
‫التجارية بما له من حقوق وما عليه إذا أتخذ من هذه األعمال مهنة له‪.‬‬
‫وإذا ما حاولنا التمعن في الفقرة األول ى من نص المادة الثانية )‪ (91‬التي تنص‪" :‬كل شراء للمنقولت والعقارات‬
‫لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها‪ ".‬لوجدنا أن هذا العمل التجاري يتألف من ثالث عناصر لكل واحد منها أهمية‪.‬‬
‫العنصر األول ‪ :‬أن يكون هناك شراء‬ ‫‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬العنصر الثاني‪ :‬أن محل الشراء منقول أو عقارا‬
‫‪ -‬العنصر الثالث‪ :‬أن الشراء بقصد البيع‬
‫ويضيف الفقه والقضاء عنصرا رابعا وهو قصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬المقاوالت التجارية‬
‫حسب المادة الثانية )‪ (91‬ق‪.‬ت‪.‬ج فإّن ه إلى جانب األعمال التجارية المنفردة هناك طائفة أخرى من األعمال التجارية‬
‫يشترط لكتسابها الصفة التجارية صدورها في شكل مقاولة أو مشروع‪.‬‬
‫والمقاولة من وجهة نظر ا ألستاذ أسكارا ‪":‬بأنها تكرار األعمال التجارية على وجه ا لحتراف بناًء على تنظيم مهني‬
‫سابق"‪.‬‬
‫ما يمكن استخالصه من هذا التعريف أنه يشترط في المقاولة توافر شرطين لكسب الصفة التجارية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تكرر العمل التجاري‪ :‬فالعمل المنفرد ل يكفي لقيام المقاولة‪ ،‬بل لبد من تكرار العمل بطريقة منتظمة واعتيادية‪.‬‬
‫ب ـ وجود تنظيم مهني‪ :‬يهدف إلى القيام بهذا العمل‪ ،‬ويتمثل في مجموع من الوسائل المادية وا ألدوات والعمال‪،‬‬
‫ووضع هذه العوامل جميعا في مكان خاص‪ ،‬والمضاربة عليها قصد الغرض المقصود إل وهو الربح ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة الثانية )‪ (91‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬نجد المشرع الجزائري – قانون التجاري الجزائر ي‪ -‬نص على أحدى‬
‫عشرة‬
‫)‪ (22‬نوعا من األعمال التجارية في شكل المقاولت‪.‬‬
‫ب ‪/‬األعمال التجارية بحسب الشكل‬
‫نص عليها القانون التجاري الجزائري في المادة الثالثة )‪ (90‬بقولها‪" :‬يعد عمال تجاريا بحسب شكله‪- ":‬‬
‫التعامل بالسفتجة بين كل التجار‬
‫‪ -‬الشركات التجارية‬
‫‪ -‬و كا لت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‬
‫‪ -‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية‬
‫ب‪ -1-‬التعامل بالسفتج ة‬
‫يطلق عليها أيضا "سند السحب‪ ،‬والكمبيالة"‪ ،‬واعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل‪،‬‬
‫والسفتجة هي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددها المشرع الجزائري في المادة ‪ 069‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬تتضمن أمرا صادرا من‬
‫شخص هو الساحب إلى شخص آخر هو المسحوب عليه بأن يدع ألمر شخص ثالث هو المستفيد مبلغا معينا من النقود‬
‫بمجرد ا لطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعين‪.‬‬
‫وتعتبر السفتجة من أهم األوراق التجارية ألنها تتضمن جميع العمليات التي يدو ر حولها قانون الصرف وتفترض‬
‫السفتجة وجود ثالث أشخاص‪ .‬وشكلها على النحو التالي؛‬

‫الجزائر في‪/‬اليوم ‪/‬الشهر‪ /‬السنة‬


‫المبلغ ‪ 05555‬دينار جزائر ي‬
‫إلى السيد‪)........‬اسم‬
‫المسحوب عليه( التاجر با لبيار‬
‫شارع علي خوجة رقم ‪19‬‬
‫ادفعوا لذن أو ألمر‬
‫السيد)‪.........‬اسم المستفيد‬
‫وعنوانه( مبلغ خمسون ألف‬
‫دينار في )حسب التاريخ‬
‫المذكور أعاله(‬
‫توقيع‬
‫الساحب‬

‫‪8‬‬
‫ب‪ -2-‬الشركات التجارية‬
‫لقد اتجه المشرع إلى اعتبار أنواع معينة من الشركات من قبيل الشركات التجارية حتى ولو كانت تقوم بنشاط مدني‪،‬‬
‫قاصدا بذلك إخضاع هذه ا ألشكال من الشركات لقواعد القانون التجاري سيما ألحكام الفالس حماية لمن يتعاملون‬
‫معها‪.‬‬
‫ومثال ذلك شركات التضامن‪ ،‬شركات المساهمة‪ ،‬شركات التوصية‪ ،‬شركات ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬الوكالة ومكاتب األعمال‬
‫تلك المكاتب التي تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معين أو مقابل نسبة معينة من قيمة الصفقة التي توسط بها‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك تخليص البضائع من الجمارك‪ ،‬تسجيل براءات ا لختراع‪...‬‬
‫ب‪ -4-‬العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية‬
‫أعتبر المشرع الجزائري حسب الفقرة ‪ 94‬المادة ‪ 90‬من القانون التجاري جميع العمليات المتعلقة بالمحل التجاري‬
‫من بيع وشراء وتأجير ورهن من األعمال التجارية بحسب الشكل بغض النظر عن شخصية القائم بالعمل تاجرا كان أم‬
‫غير تاجر‪.‬‬
‫ب‪ -0-‬العقود المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية‬
‫لقد جاء نص المشرع الجزائري مطلقا‪ ،‬حيث أضفى الصفة التجارية على عقود تجارية متعلقة بالجارة البحرية‬
‫والجوية‪ ،‬وما يمكن مالحظته أن النص اقتصر الصفة التجارية على العقود وحدها دون سائر اللتزامات الناشئة عن‬
‫المصادر األخرى ‪.‬‬
‫ت ‪ /‬األعمال التجارية بالتبعية‬
‫نص المشرع الجزائري على هذا النوع من األعمال التجارية في الماجة الرابعة بقولها‪" :‬يعد عمال تجاريا بالتبعية‪:‬‬
‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره؛‬
‫‪ -‬اللتزامات بين التجار؛‬
‫ويقتض ي دراسة هذا النوع من األعمال الوقوف أمام النقاط التالية‪:‬‬
‫ت‪ -1-‬أساس وشروط النظرية‬
‫‪ -‬أساس النظرية‪ :‬لها أساس منطقي وأساس قانوني‬
‫أما فيما يتعلق با ألساس المنطقي أو العملي‪ :‬يقتض ي إضفاء الصفة التجارية على كل األعمال التجارية المتعلقة‬
‫بمهنة التاجر‪ ،‬حتى تكون الحياة التجارية وحدة ل تتجزأ ولكي تخضع جميع األعمال لنظام قانوني واحد‪ ،‬سواء تعلق ا‬
‫ألمر بالقانون الواجب التطبيق أو با لختصاص القضائي‪.‬‬
‫أما ا ألساس القانوني‪ ،‬لقد أستند لنص المادة الرابعة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬شروط النظرية‪ :‬وتتمثل هذه الشروط في‪:‬‬
‫‪ -2‬صدور العمل من التاجر‪ ،‬أي توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكن العمل متعلقا بممارسة تجارية أو ناشئا عن اللتزامات بين التجار‪ ،‬ومثال ذلك أن يشتري تاجر جها زا‬
‫للتبريد‪ ،‬فالعملية هي مدنية‪ ،‬إل أنها تجارية لتعلقها بالنشاط التجاري الذي يمارسه التاجر‪.‬‬
‫ت‪ -2-‬ميدان تطبيق النظرية‬
‫ل يقتصر تطبيق النظرية على العالقات التعاقدية بل يمتد أيضا إلى العالقات غير التعاقدية‪.‬‬
‫أ‪ -‬اللتزامات التعاقدية‪ :‬هناك كثيرة في هذا المجال منها‪:‬‬
‫‪ -‬شراء التاجر أثاثا لمحله‬
‫‪ -‬عقد التأمين ضد الحريق أو السرقة‬
‫‪ -‬عقد اليجار‬
‫‪ -‬جميع العمليات التي يجريها التاجر مع البنوك‬
‫‪ -‬عقد ا لستخدام‪...‬إلخ‬
‫ب‪ -‬اللتزامات غير التعاقدية‪ :‬وهي اللتزامات التي تحدث بسبب النشاط التجار ي اللتزام الناش ئ عن المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬اغتصاب ا لسم التجاري لتاجر آخر‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬هناك أيضا بعض األعمال المدنية بالتبعية وهي اللوازم وا ألدوات التي يشتريها المزارع والطبيب‬
‫لممارسة مهامهما‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ث ‪/‬األعمال المختلطة‬
‫وهذه األعمال لم ينص عليها المشرع وإنما أضافها الفقه‪ ،‬وتلك األعمال هي تجارية لطرف ومدنية بالنسبة للطرف‬
‫الثاني‪ ،‬ونشأ عن هذا النوع من األعمال عدة مشاكل‪ ،‬فيما يخص الثبات وا لختصاص القضائي‪.‬‬

‫رابعا ‪ /‬التاجر‪:‬‬
‫بينا فيما تقدم أن المشرع الجزائري في تحديد نطاق القانون التجار ي أعتمد على المذهبين معا‪ ،‬النظرية الموضوعية‬
‫القائمة على األعمال التجارية‪ ،‬والنظرية الشخصية – الذاتية ‪ -‬القائمة على الشخص الذي يباشر أو يمارس األعمال‬
‫التجارية‪.‬‬
‫وتكتسب صفة التاجر أهمية بالغة تتمثل في المركز القانوني الخاص لمن له تلك الصفة أو الثار القانونية التي تترتب‬
‫عليها‪ .‬إذ وضع المشرع نظاما قانونيا خاصا ل يخضع له ال من له صفة التاجر من الناحية القانونية‪.‬‬
‫وسندرس في هذا الباب محورين أساسين هما‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف التاجر وشروط اكتساب صفة التاجر؛‬
‫‪ -‬التزامات التاجر؛‬
‫‪ /1‬تعريف التاجر‬
‫حسب المادة األول ى من أمر ‪ 69/15‬المؤرخ في ‪ 96‬ديسمبر ‪.2669‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر‪ 57/76‬المؤرخ في ‪ 2657-96-19‬والمتضمن القانون التجاري‪" :‬يعد تاجرا كل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي يمارس عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬
‫يتضح من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري أستند في تحديد صفة التاجر إلى نظرية األعمال التجارية‪ ،‬أي ل‬
‫يرتبط بانتمائه إلى هيئة أو حرفة أو طائفة معينة‪.‬‬
‫كما أن احتراف األعمال التجارية ل يقتصر على األشخاص الطبيعيين – ا ألفراد‪ -‬بل تحترفها أيضا األشخاص‬
‫المعنوية مثل الشر كات التجارية‪.‬‬
‫كما يمكن أخذه من نص المادة األول ى ‪ -‬حسب التعديل الجديد – أن المشرع الجزائري استبدل مصطلح حرفة‬
‫بكلمة مهنة‪ ،‬وإن كان يراها البعض أوسع من مصطلح الحرفة‪.‬‬
‫كما تناولت بعض التشريعات أنواع أخرى للتاجر‪ ،‬حيث نجد‪:‬‬
‫أ ‪/‬التاجر الظاهر‪ :‬ومثاله الشخص الذي أعلن للجمهور عن افتتاح محله التجاري وإن لم يمارس عمال تجاريا‪ .‬وفي نظر‬
‫البعض أنه "لحماية الناس والتاجر معا"‪.‬‬
‫ب ‪/‬التاجر المستتر‪ :‬وهو الشخص الذي يمارس التجارة باسم مستعار‪ ،‬أو عندما يستتر وراء شخص آخر ‪،‬في الغالب‬
‫بذلك األشخاص الذين لم يسمح القانون ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وفي نظر البعض أن الحكمة من اعتبار هؤلء تجارا هي حماية الغير الذي يعتمد على الوضع الظاهر‪.‬‬
‫وما يالحظ من جهة أخرى على أدبيات الدراسة أن الفقه لم يوِل أهمية بالغة لتعريف التاجر‪.‬‬
‫‪ /2‬شروط اكتساب صفة التاجر‬
‫من خالل استقرائنا ألدبيات الدراسة التي تناولت هذا الموضوع نستشف أن كل التشريعات – وإن اختلفت ‪ -‬تعتبر‬
‫أنه ل يعد تاجرا ال الشخص أو األشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوص عليها في تشريعاتها المختلفة‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة األول ى )ق‪.‬ت‪.‬ج( التي تنص‪" :‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال‬
‫تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬
‫وعليه يشترط لكتساب الصفة التجارية‪:‬‬
‫‪ -‬احتراف العمل التجاري؛‬
‫‪ -‬توفر األهلية في الشخص الذي يرغب ممارسة التجارة؛‬
‫وأضاف الفقه شرطا ثالثا وهو‪ :‬أن يقوم التاجر بممارسة العمل التجاري لحسابه الخاص‪.‬‬
‫كما تضيف بعض التشريعات مثل ألمانيا شرطا آخرا لكتساب صفة التاجر وهو القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫وهذا ما نحاول توضيحه في المطالب التالية‪:‬‬
‫أ ‪ /‬احتراف األعمال التجارية‬
‫تقض ي دراسة احترف األعمال التجارية التطرق إلى‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2‬مفهوم ا لحتراف‪ :‬يقصد به ممارسة األعمال التجارية بصورة منتظمة بقصد اتخاذه مهنة لشباع حاجاته‪ .‬وأن‬
‫تكون ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة‪.‬‬
‫‪ -0‬محل ا لحتراف وإثباته‪ :‬يجب أن يكون محل)موضوع( ا لحتراف مشروعا‪ ،‬أي غير مخالف للنظام العام‪.‬‬
‫ويتم إثبات ا لحتراف بكافة طرق الثبات‪ ،‬ويقع عبء الثبات على من يدعي‪ .‬وإثبات ا لحتراف مسألة موضوعة‬
‫يفصل فيها قاض ي الموضوع ول يخضع في فصله لهذه الوقائع ال لرقابة المحكمة العليا‪.‬‬
‫ويتم إثبات ا لحتراف أيضا بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وهذا وفقا للتعديل الصادر سنة ‪ ،2669‬فيما يخص المادة‬
‫‪ 12‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬نهاية ا لحتراف‪ :‬يتم ذلك عن تصفية أعماله التجارية أو في حالة شهر إفالسه‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬أن يتم ا الحتراف على وجه ا الستقالل أي قيام الشخص بأعمال تجارية لحسابه الخاص‬
‫إن اعتياد الشخص لألعمال التجارية بطريقة منتظمة ل يكفي لكتساب صفة التاجر‪ ،‬لبد أن يتخذ منها مصدرا رئيسيا‬
‫لالرتزاق‪ .‬وعليه فإذا قام شخص بأعمال تجارية لغير حسابه فال يتحمل تلك المخاطر‪ .‬كما أن الشريك في شركات‬
‫المساهمة وشركات ذات المسؤولية المحدودة – عكس الشريك في شركات التضامن – ل يسأل عن التزامات الشركة‬
‫البقدر الحصة التي قدمها‪.‬‬
‫ت ‪/‬األهلية التجارية‬
‫لكتساب صفة التاجر يجب أن يكون الشخص متمتعا باألهلية الالزمة لحتراف التجارة‪ .‬أما فيما يخص أهلية الشخص‬
‫ا لعتباري‪ ،‬أوضحت المادة ‪ 79‬من القانون المدني الجزائر ي‪.‬‬
‫ولم يتضمن القانون التجاري الجزائري حكما خاصا بسن الرشد التجا ر ي‪ ،‬وبالرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬نجد‬
‫المادة ‪ 49‬الفقرة الثانية حددت سن الرشد ب ‪ 26‬سنة كاملة‪ .‬مع مراعاة ما تنص عليه المادتان ‪ 41‬و‪ 40‬من القانون‬
‫المدني فيما يخص عوارض األهلية‪.‬‬
‫مع العلم‪ ،‬أن هناك فئة من األشخاص ممنوعون من ممارسة التجارة مثل موظفي الدولة ورجال الدين‪ ،‬ا ألطباء‪...‬الخ‪.‬‬
‫والحكمة من وراء ذلك تفاديا لستغالل النفوذ على حرية التعاقد‪.‬‬
‫ترشيد القاصر‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫نصت المادة الخامسة )‪ (97‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪" :‬ل يجوز للقاصر المرشد ذكرا أم أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر‬
‫)‪ ( 21‬سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ في العمليات التجارية كما ل يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات‬
‫التي يبرمها عن أعمال تجارية‪.‬‬
‫إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن من والده أو أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فيما إذا كان والده متوفى أو غائبا أو سقطت عنه سلطته ا ألبوية أو استحال عليه مباشرتها أو في حال انعدام ا ألب أو ا‬
‫ألم‪.‬‬
‫يجب أن يقدم هذا ا لذن الكتابي دعًما لطلب التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما يستـفـاد من هذه المادة أن المشرع الجزائري بقدر ما خّو ل للقاصر الذي بلغ ‪ 21‬سنة‪ ،‬حق ممارسة التجارة بقدر‬
‫ما علق ذلك وجوب توافر شروط معينة وهي‪:‬‬
‫بلوغ الشخص ‪ 21‬سنة كاملة‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على إذن من ا ألب أو ا ألم أو مجلس العائلة‬ ‫‪-‬‬
‫يصادق على إذن من طرف المحكمة‬ ‫‪-‬‬
‫أن يوضع هذا ا لذن الكتابي دعما لطلب التسجيل لدى مصلحة السجل التجار ي‬ ‫‪-‬‬
‫المرأة المتزوجة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫للمرأة المتزوجة في القانون الجزائري األهلية الكاملة لمباشرة التجارة‪ ،‬وذلك دون قيد شأنها شأن الرجل‪ ،‬هذا ما‬
‫نصت عليه المادة) ‪ ( 91‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬بقولها‪" :‬تلتزم المرأة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها ويكون‬
‫للعقود بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات تجارتها كامل األثر بالنسبة للغير‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى نجد المادة التاسعة )‪ (96‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬أوضحت على أنه ل يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان يمارس‬
‫نشاطا تابعا لنشاط زوجه ول يعتبر تاجرا إل إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال‪.‬‬
‫التاجر ا ألجنبي ‪ :‬تماشيا مع ا لصالحات التي عرفتها الجزائر مع بداية التسعينات )تعديل الدستور بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 10/91/2616‬وكذا قانون ا لستثمار‪،‬أمر رقم ‪ .(..90./92‬فإّن ه حسب البعض يسري التاجر ا ألجنبي سواء كان‬
‫طبيعيا أو معنويا أحكام األهلية المنصوص عليها في القانون الجزائري‪ ،‬إضافة إلى رخصة تسلم من الهيئة المختصة و‬
‫لئ يا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ /3‬االلتزامات القانونية للتاجر)المهني ة(‬
‫نظم المشرع الجزائري مهنة التاجر فعندما يكسب صفة التاجر يصبح في مركز قانوني ويترتب عليه الخضوع‬
‫لواجبات قانونية‪ .‬ومن أهم هذه الواجبات )التزامات( التي يفرضها القانون التجاري على التجار عموما‪:‬‬
‫مسك الدفاتر التجارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التسجيل في السجل التجاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫وستتم دراسة ذلك في المبحثين التاليين‪:‬‬
‫أ ‪ /‬مسك الدفاتر التجارية‬
‫فرض المشرع على كل شخص يكتسب صفة التاجر مسك دفاتر معينة يدون فيها كافة العمليات التجارية التي يقوم‬
‫بها في حياته التجارية وما ينتج عنها من حقوق له أو التزامات على عاتقه‪.‬‬
‫وحسب أدبيات الدراسة فإن أصل التزام بمسك الدفاتر التجارية يرتد إلى عرف قديم سار عليه التجار منذ عهد‬
‫الصيارفة الرومانيين الذين وضعوا النواة األول ى للمحاسبة التجارية‪.‬‬
‫وسندرس اللتزام بمسك الدفاتر التجارية وفق الخطة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬مفهوم الدفاتر التجارية‬
‫• تعريف الدفاتر التجارية‪ :‬عبارة عن سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية )إيراداته ونفقاته أو ما باألصو‬
‫لوالخصوم( ومن خالل هذه السجالت يتضح مركزه المالي وظروف تجارته‪.‬‬
‫وعالج المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري – الدفاتر التجارية في المواد من ‪ 96‬إلى‪.21‬‬
‫• أهمية الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫‪ -‬تمثل الدفاتر التجارية المنظمة مرآة صادقة تعكس سير أعمال التاجر وتبين مركزه المالي‪.‬‬
‫‪ -‬إن الدفاتر التجارية متى كانت منتظمة هي أداة إثبات في المنازعات التي تحصل بين التجار أنفسهم ومع المتعاملين‬
‫معهم‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاتر وسيلة عادلة لربط الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاتر التجارية وسيلة أمان ضد الفالس بالتقصير‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬األشخاص الملزمون بمسك الدفاتر التجارية‪:‬‬
‫حسب المادة التاسعة )‪ (96‬والعاشرة) ‪ (29‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬فإّن ه يتعين على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر‬
‫إمساك الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫أ‪ -3-‬الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية أو عدم تنظيمها هناك جزاءات مدنية‬
‫وجزاءات جنائية‪:‬‬
‫أ‪-1-3-‬الجزاءات المدنية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬حرمان التاجر من تقديم دفاتره غير المنتظمة وعدم ا لعتماد عليها أمام القضاء ب‪ .‬ل يحق‬
‫للتاجر غير المنتظمة دفاتره إجراء تسوية قضائية لعدم تحديد مركزه المالي ج‪ .‬ل تساعد في‬
‫فرض الضرائب‪ ،‬يكون التقدير جزافيا‪.‬‬
‫أ‪ -2-3-‬الجزاءات الجنائية‪ :‬وت تم ثل في‪:‬‬
‫عقوبات نصت عليهـا المـواد ‪ 059‬و‪ 052‬و‪ 054‬ق‪،‬ت‪،‬ج‪ ،‬والخـاصة بالفالس بالـتقصـير والفالس‬
‫بالتـدليس‪ ،‬والـتي تخص كـل من يتوقف عـن الدفع ولـم تـكن دفـاتـره منتظمة‪ ،‬أو لـم يكن قـد أمسك حـسابات حـسب‬
‫عرف المهنة ‪،‬أو الـذي تـوقف عن الـدفـع ويـكون قد أخـفى حـساباتـه كلها أو بعـضهـا‪.‬‬
‫والـمالحظ أنـه وبالرجوع إلـى نص المادة ‪ 096‬ق‪،‬ت‪،‬ج‪،‬التي تحيلنا إلى نص المادة ‪010‬ق‪ ،‬العقوبات الجزائـري‪،‬‬
‫ت ـبين لنا العقوبات الـتي تفرض عـلى من تثبت إدانتـهم بالتـفليس بالـتقصـير أو بالتدليس‪ ،‬والـتي تـتراوح ما بين‬
‫الحبس من شـهرين إلى سنتين فيما يخص الفالس بالتقصـير‪ ،‬والـحبس من سـنـة إلى خمس)‪ (97‬سنوات بالنـسبة ل‬
‫إلفالس بـالتدليس‪.‬‬
‫كـما يجـوز عالوة عـلى ذلـك تطبيق العقوبات المنصوص علـيها في المادة ‪ 24‬ق‪،‬ع‪،‬ج‪ ،‬عـلى المفـلس‬
‫بـالتـدليس‪.‬‬
‫ب ‪/‬القيد في السجل التجار ي‬

‫‪12‬‬
‫إن دراسة القيد في السجل التجاري‪ ،‬تقتض ي‪ ،‬الوقوف أمام مفهوم السجل التجاري‪ ،‬وظائف السجل التجاري‪،‬‬
‫الملزمون بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬الثار المترتبة عن القيد في السجل التجاري‪ ،‬الجزاءات المترتبة عن القيد في‬
‫السجل التجار ي‪ ...‬وهذا ما نقف أمامه في المطالب التالية‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬مفهوم السجل التجاري ووظائفه‬
‫ب‪ -1-1-‬تعريف السجل التجاري‪ :‬عبارة عن دفتر تفرد فيه لكل تاجر كان سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا صفحة‬
‫يدون فيها البيانات الخاصة بهؤلء األشخاص ونشاطهم التجاري تحت رقابة وإشراف الدولة‪.‬‬
‫‪.‬ويعتبر القيد بالسجل التجاري مجرد إجراء إداري وإحصائي ل إشهاري‬
‫النظام الجزائر ي)نظام السجل التجاري(والذي بقّي يأخذ بالقانون الفرنس ي بشأن القيد في السجل التجاري إلى غاية‬
‫صدور القانو ن التجاري الجزائري سنة ‪ 2657‬وحتى بعد صدور هذا القانون فلم يعاد تنظيم السجل التجاري إل‬
‫بمرسوم رقم ‪ 56/27‬المؤرخ في ‪ 17/92/2656‬المتعلق بتنظيم السجل التجاري‪ .‬ثم مرسوم ‪ 10/171‬المتضمن‬
‫قانون السجل التجار ي‪.‬‬
‫وأهم ما ميز هذه الفترة أن المشرع الجزائري أخذ موقفا وسطا بين الوظيفة الدارية والوظيفة ا لشهارية للقيد في‬
‫السجل التجاري‪.‬‬
‫وعرف السجل التجاري الجزائري فيما بعد –خاصة مع بداية التسعينات – عدة نصوص تشريعية وتنظيمية –‬
‫غيرت وظيـفـته أهمها‪:‬‬
‫قانون ‪ 69/11‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪2669‬المتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬المتمم بالقانون ‪ 24-62‬المؤرخ في ‪24‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديسمبر‪ ،2662‬ثم عدل وتمم با ألمر ‪ 69/95‬المؤرخ في ‪ 29‬يناير ‪ ،2669‬والتي نصت المادة ‪ 26‬منه على أن‪:‬‬
‫"التسجيل في السجل التجاري عقد رسمي يثبت كامل األهلية القانونية لممارسة التجارة ويترتب عليه ا لشهار القانوني ا‬
‫لجبار ي"‪ .‬إل أنهذا القانو ن ‪ - 69/11-‬ألغي سنة ‪.1994‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 91-61‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2661‬المتضمن القانون ا ألساس ي الخاص بالمركز‬ ‫‪-‬‬
‫الوطني للسجل التجاري وتنظيمه‪ ،‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-22‬المؤرخ في ‪ 99‬فبراير سنة ‪.1922‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 96-61‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2661‬المتضمن القانون ا ألساس ي الخاص بمأموري‬ ‫‪-‬‬
‫المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-22‬المؤرخ في ‪ 99‬فبراير سنة ‪.1922‬‬
‫مرسوم تنفيذي‪ 65/06‬المؤرخ في ‪ 91‬يناير سنة ‪ 2665‬المتعلق بمدونة النشاطات القتصادية الخاضعة للقيد في‬ ‫‪-‬‬
‫السجل التجار ي المعدل والمتمم‪.‬‬
‫مرسوم تنفذي رقم ‪ 021-1999‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ ،1999‬المذكور أعاله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قانون ‪ 94/91‬المؤرخ في ‪ 24‬غشت ‪ ،1994‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬المعدل والمتمم‬ ‫‪-‬‬
‫بقانون‬
‫‪ 20-99‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،1920‬خاصة المواد ‪ ،...27 ،22 ،91‬هذا القانو ن ‪ -94/91 -‬الذي ألغـّى وع‬
‫ِّو ض قانو ن‬
‫‪ 69-11‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 20‬يوليو سنة ‪ ،1922‬الذي يحدد مدة صالحية مستخرج السجل التجاري الممنوح للخاضعين‬ ‫‪-‬‬
‫لممارسة بعض األنشطة‪ ،‬الملغى أخيرا بموجب قرار المؤرخ في ‪ 20‬يناير سنة ‪.1927‬‬
‫مرسوم تنفيذي ‪ 27/222‬المؤرخ في ‪ 90‬مايو سنة ‪ ،1927‬يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل‬ ‫‪-‬‬
‫التجار ي‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 104-27‬المؤرخ في‪ 16‬غشت سنة ‪ ،1927‬يحدد شروط وكيـفيات ممارسة األنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫والمهن المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ -2-‬وظائف السـجل التجاري هي‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفة ا لستعالمية للسجل‬
‫ا لحصائية ‪//‬‬ ‫‪// -‬‬
‫‪ // -‬القتصادية‪//‬‬
‫القانونية‪//‬‬ ‫‪// -‬‬
‫ب‪ -3-‬الملزمون بالقيد قي السجل التجار ي‬
‫‪13‬‬
‫وهؤلء األشخاص تناولتهم أحكام المادتان ‪ 26‬و‪ 19‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وكذا المواد من ‪5‬إلى ‪ 29‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222-27‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫كل تاجر شخص طبيعي أو معنو ي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل مؤسسة تجارية مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي مؤسسة أخر ى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل ممثلية تجارية أو وكالة تجارية تابعة للدول أو الجماعات أو المؤسسات العمومية ا ألجنبية التي تمارس‬ ‫‪-‬‬
‫نشاطا على التراب الوطني‪.‬‬
‫كل مؤسسة حرفية وكل مؤدي خدمات‪ ،‬سواء كان طبيعيا أو معنويا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل مستأجر مسير محال تجاريا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل شخص معنوي تجاري بشكله أو بموضوعه التجاري مقره في الجزائر أو يفتح بها وكالة أو فرعا أو أية‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة أخر ى‪.‬‬
‫كل شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا يخضع قانونا للقيد في السجل التجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ : -4-‬اآلثار المترتبة على القيد وعدم القيد في السجل التجاري‬
‫ب‪ -1-4-‬اآلثا ر المترتبة على القيد في السجل التجاري‪:‬‬
‫• اكتساب صفة التاجر‪ :‬ويتبن ذلك من نص المادة ‪ 12‬ق‪.‬ت‪.‬ج التي تـنص‪ :‬كل شخص أو معنوي مسجل في السجل‬
‫التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها ويخضع لطل النتائج المترتبة عن هذه الصفة‪.‬‬
‫• اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‪ :‬نصت على ذلك المادة ‪ 746‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪" :‬ل تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إل من‬
‫تاريخ قيدها في السجل التجاري‪.‬‬
‫• يرتب القيد ا لشهار القانوني ا لجبار ي‪ ،‬بحيث يكون للغير ا لطالع على وضعية التاجر ومركز مؤسسته وملكية المحل‬
‫ونوع النشاط الذي يمارسه‪ .‬أما بالنسبة للشركات التجارية فيتمثل ا لشهار إجباريا‪.‬‬
‫ب‪ -2-4-‬آثار عدم القيد في السجل التجاري‪:‬‬
‫ويترتب على ذلك جزاءات إدارية وجنائية تتمثل في‪:‬‬
‫عقوبات حددتها المادة ‪ 09‬من القانون ‪ ،94/91‬والتي تتمثل في كون أنه زيادة على ضباط وأعوان الشرطة‬
‫القضائية المنصوص عليهم في قانون الجراءات الجزائية) المادة‪ 24‬ومايليه ا(‪ ،‬يؤهل للقيام بعمليات المراقبة ومعاينة‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬الموظفون التابعون لألسالك الخاصة بالمراقبة التابعة لإلدارات المكلفة‬
‫بالتجارة والضرائب‪.‬‬
‫و تـتم كيفيات مراقبة ومعاينة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا لنفس الشروط وا ألشكال المحددة‬
‫فيالتشريع والتنظيم المعمول بهما المطبقين على الممارسات التجارية‪.‬‬
‫كما أوضحت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 94/91‬على أنه يقوم ا ألعوان المؤهلون والمذكورون في المادة ‪ 09‬أعاله بغلق‬
‫محل كل شخص طبيعي أو اعتباري يمارس نشاطا تجاريا قارا د ون التسجيل في السجل التجاري إلى غاية تسوية‬
‫مرتكب الجريمة لوضعيته‪.,‬‬
‫زيادة على إجراء الغلق‪ ،‬يعاقب مرتكب الجريمة بغرامة من ‪29.999‬دج إلى ‪299.999‬دج‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬الشركات التجارية‬
‫أوال ‪ /‬األحكام العامة للشركات التجارية‬
‫إن مزاولة األعمال التجارية ل يقتصر فقط على األشخاص الطبيعيين‪ ،‬بل تمارس أيضا من طرف الشركات التجارية‬
‫بمختلف أنواعها‪ .‬فهي صاحبة المشاريع التجارية الضخمة التي يعجز الفرد عن القيام بها بمفرده ‪،‬فالشركات التجارية‬
‫تساهم في إنعاش القتصاد عن طريق ا لستثمارات التجارية‪ ،‬خصوصا ما يتعلق بالتجارة الدولية و منه سنتعرض‬
‫ألحكام الشركات التجارية من حيث تعريفها و تمييزها عن العقود المشابهة لها ثم طبيعتها القانونية و أخيرا تقسيماتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف الشركات ‪:‬‬
‫لم يتطرق المشرع إلى تعريف الشركات التجارية مما يتعين اللجوء إلى األحكام العامة المنصوص عليها في القانون‬
‫المدني‪ ،‬فالمادة ‪ 429‬من القانون المدني الجزائري عرفت الشركة بأنها‪ " :‬الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان‬
‫أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مـ شترك بتقديم حصـ ة من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬بهدف اقتـ سام الربح‬
‫الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذو منفعة مشتركة‪ ،‬كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك‬
‫"‬

‫‪14‬‬
‫يتضح من خالل هذا التعريف بأن الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثر سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو‬
‫معنويين بـ هدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعة مشتركة ‪ .‬لقد تطرق المشرع الجزائري إلى‬
‫الشركات التجارية في الكتاب الخامس ابتداء من المادة ‪ 744‬إلى غاية المادة ‪ 141‬من القانون التجاري‪ ،‬و آخر تعديل‬
‫تعرض له المشرع الجزائري بالنسبة للشركات التجارية هو القانون رقم ‪ 27/19‬مؤرخ في ‪ ، 09/21/1927‬الصادر‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 21/1927/ 09‬المعدل و المتمم للقانون التجاري و تطرق إلى تعديل أحكام‬
‫شركة ذات المسؤولية المحدودة من حيث رأس مال الشركة و من حيث عدد الشركاء المحدد ب ‪ 79‬شريك كحد أقص‬
‫ى طبقا للمادة ‪ 769‬من القانون التجار ي‪.‬‬
‫‪ -2‬تمييز الشركات التجارية عن العقود المشابهة لها‬
‫‪ - 2-1‬تمييز الشركات التجارية عن الشركات المدنية ‪ :‬تختلف الشركات التجارية عن الشركات المدنية من حيث النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن الشركات التجارية هي تلك الشركات التي تمارس مختلف األعمال التجارية وتنقسم إلى شركات تجارية بحسب‬
‫شكلها وشركات تجارية بحسب موضوعها ‪ .‬تعتبر شركة التـضامن وشركـة التوصية والشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫وشركـ ة المساهـمة شركـات تجاريـة بحسب شكـ لها مهما كان موضوعها‪ ،‬ويطبق عليها القانون التجاري مهما كان‬
‫غرضها‪ ،‬إذ تعد عمال تجاريا بحسب الشكل المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجاري‪ .‬فكل هذه الشركات‬
‫تكتسب صفة التاجر بالنظر إلى شكلها و ليس إلى نشاطها فتعتبر تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية ‪.‬أما النوع‬
‫الثاني من الشركات التجارية فهي الشركات التجارية بحسب موضوعها والقانو ن لم تحددها على سبيل الحصر بل‬
‫ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي إذا كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا‬
‫يطبق عليها القانون المدني ‪.‬أما بالنسبة للشركات المدنية فهي التي تمارس األعمال المدنية‪ ،‬وقد نص عليها المشرع في‬
‫الفصل الثالث تحت عنوان "عقد الشركة " و خصص لها ‪ 00‬مادةقانونية ابتداء من المادة ‪ 429‬إلى غاية المادة ‪446‬‬
‫من القانون المدني الجزائر ي ‪.‬‬
‫تخضع الشركات التجارية لاللتزامات المنصوص عليها في القانون التجاري بما فيه القيد في السجل التجاري‬ ‫ب‪-‬‬
‫ومسك الدفاتر التجارية وتخضع لنظام الفالس و التسوية القضائية بينما الشركات المدنية فهي ليست ملزمة بمسك‬
‫الدفاتر التجارية و ل القيد في السجل التجاري و هي تخضع لنظام ا لعسار ‪.‬‬
‫تكتسب الشركات التجارية الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة ‪ 746‬من القان‬ ‫ت‪-‬‬
‫ون التجاري بالمقابل من ذلك فان الشركات المدنية تكتسب الشخصية المعنوية من يوم تكوينها و استيفاء إجراءات‬
‫الشهر‪.‬‬
‫تتقادم الدعاوى التي ترفع ضد الشركاء في الشركات التجارية بمض ي خمس سنوات من تاريخ نشر انحالل‬ ‫ث‪-‬‬
‫الشركة في السجل التجاري طبقا للمادة ‪ 555‬من القانون التجار ي‪ ،‬بينما الشركات المدنية فال تتقادم فيها الدعاوى على‬
‫الشركاء إل بمرور ‪ 27‬سنة طبقا للمادة ‪ 091‬من القانون المدني‪.‬‬
‫إن مسؤولية الشركاء في الشركات التجارية تتحدد حسب نوع الشركة‪ ،‬ففي شركات األشخاص الشر كاء‬ ‫ج‪-‬‬
‫مسؤولون عن ديون الشركة بصفة تضامنية و مطلقة أما في شركات األموال فإن الشركاء مسؤولون عن ديون الشركة‬
‫بحسب أسهمهم في الشركة ‪،‬أما الشركات المدنية فالشركاء ل يسألون مسؤولية تضامنية و لكنهم مسؤولون مسؤولية‬
‫شخصية عن ديون الشركة حتى في أموالهم الخاصة‪.2‬‬
‫‪ -2-2‬تمييز الشركة عن الجمعية ‪ :‬عرفت الفقرة األول ى من المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 69/02‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪2669‬‬
‫المتعلق بالجمعيات في الجزائر ‪،‬الجمعية على الشكل التالي‪" :‬تمثل الجمعية اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها ويجتمع‬
‫في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح " و منه فان الجمعية ل ته دف إلى‬
‫تحقيق األرباح‪ ،‬فغرضها يكمن في تحـ قيق أهداف علمية ثقافية اجتماعية‪ ،‬أما الشركات التجـ ارية فهي تهدف إلى‬
‫تحقيق الربح من خالل ا لستثمارات التجارية التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ -3‬الطبيعة القانونية للشركة‬
‫إن الشركات التجارية تدخل في طائفة األعمال التجارية بحسب الشكل‪ ،‬المنصوص عليها في المادة الثانية من القانون‬
‫التجاري و كذا المادة ‪ 744‬من القانون التجاري و هي شركة التضامن ‪ ،‬شركة التوصية و شركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة و شركة المساهمة أما باقي الشركات فينظر إلى غرضها إن كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري و إن‬

‫‪15‬‬
‫كان مدنيا يطبق عليه القانون المدني‪ ،‬إل أن مسألة تحديد الطبيعة القانونية للشركات التجارية هي محل جدل فقهي ظهر‬
‫بشأنه ثالثة نظريات ‪:‬‬
‫‪ -0-2‬النظرية العقدية ‪ :‬يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة عبارة عن عقد يلتزم بموجبه شخصان أو أكثر بأن يساهم‬
‫كل منهم في مشروع بغرض تحقيق الربح و ذلك بتقديم حصة مالية أو عينية أو عمل مع نية اقتسام األرباح و الخسائر‬
‫و منه فان الشركة في هذه الحالة عبارة عن عقد يخضع لمبدأ سلطان الرادة في تنظيم حقوق والتزامات الطرفين وشكل‬
‫الشركة وغرضها ومدتها وجنسيتها و طرق حل المنازعات التي قد تنشأ بين الشركاء‪.‬‬
‫‪ -0-1‬النظرية النظامية للشركة ‪ :‬ظهرت هذه النظرية عندما بدأت الدول تتدخل في النشاط القتصادي وا لجتماعي ‪ ،‬و‬
‫ذلك بسن نصوص آمره تنظم أحكام الشركات ‪ .‬يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة تقوم على تنظيم قانوني ألحكام‬
‫الشركات عن طريق إدراج قيود على الحرية التعاقدية وبالتالي فإّن ه ل يجوز للشركاء مخالفة القواعد المرة لنظام‬
‫الشركات ومنه فأن الشركة عبارة عن شخص معنوي ذو كيان مستقل يسيطر على الرادة الفردية التي ساهمت في‬
‫إنشائه‪.‬‬
‫‪ -0-0‬النظرية المختلطة ‪:‬إن هذه النظرية تجمع بين الفكرة التعاقدية و الفكرة التنظيمية لتحديد الطبيعة القانونية‬
‫للشركة ‪،‬فالشركة عبارة عن خليط بين الفكرتين‪ :‬الفكرة التعاقدية تظهر في شركات األشخاص بحيث ل يمكن تعديل‬
‫العقد التأسيس ي إل بإجماع الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفكرة النظامية تظهر في شركات األموال‪ .‬فعقد الشركة ليس‬
‫كغيره من العقود التي يقتصر أثرها على ترتيب اللتزامات على عاتق أطرافها‪ ،‬بل هو عقد يؤدي إلى إنشاء شخص‬
‫معنوي له كيان قانوني مستقل عن أشخاص الشركاء فيكتسب الحقوق ويتحمل اللتزامات‪ ،‬و هذا ما يصطلح عليه‬
‫بالشخصية المعنوية للشركة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تقسيمات الشركات‪:‬‬
‫تنقسم الشركات التـ جارية إلى شركات تجارية بحسب شكلها وشركات تجارية بحـ سب موضوعها تعتبر شركة‬
‫التـضامن وشركـة التوصية والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركـ ة المساهـ مة شركـات تجاريـة بحسب شكـ لها‬
‫مهما يكن موضوعها طبقا للمادة ‪ 744‬من القانون التجاري ‪ .‬يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها إذ تعد‬
‫عمال تجاريا بحسب الشكل المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجار ي‪ ،‬فتكتسب صفة التاجر بالنظر إلى‬
‫شكلها و ليس إلى نشاطها وتعتبر تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية ‪.‬أما الطائفة الثانية هي الشركات التجارية‬
‫بحسب موضوعها فهي لم تحدد على سبيل الحصر بل ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي فإذا كان تجاريا‬
‫يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا يطبق عليها القانون المدني ‪.‬كما تنقسم كذلك إلى شركات‬
‫األشخاص ‪،‬شركات األموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لشركات األشخاص‪ ،‬فتتمثل في شركة التضامن وشركة المحاصة‪ ،‬فالشركاء فيها يكتسبون الصفة التجارية‬
‫وهم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة وأن إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لشركات األموال فتتمثل في شركة المساهمة فالشركاء فيها ل يكتسبون الصفة التجارية وهم مسؤولون عن‬
‫ديون الشركة على حسب أسهمهم في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس ‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للشركات المختلطة فتتمثل في شركة التوصية التي تتضمن على نوعيين من الشركاء و هم شركاء موصون‬
‫يخضعون ألحكام شركات األموال ل يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة على حسب أسهمهم‬
‫في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء‪ ،‬و شركاء متضامنون يخضعون ألحكام شركة التضامن‬
‫من حيت أنهم يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة و أن‬
‫إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء‪. .‬‬
‫‪ -‬شركة ذات المسؤولية المحدودة التي تجمع بين خصائص شركات األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس‬
‫الوقت و لقد تطرق إليها المشرع الجزائري من المادة ‪ 794‬إلى غاية المادة ‪ 762‬من القانون التجاري و تدخل المشرع‬
‫الجزائري في سنة ‪1927‬و عدل بعض أحكام شركة ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقم ‪ 27/19‬المؤرخ في‬
‫‪ 09/21/1927‬خصوصا ما يتعلقبعدد الشركاء المحدد بخمسين) ‪ ( 79‬شريكا كحد أقص ى طبقا للمادة ‪ 769‬من‬
‫القانون التجاري وكذا رأسمالها الذي أعطىالمشرع الحرية للشركاء في تحديده كما أجاز هذا القانون تقديم حصة عمل‬
‫في الشركة ذات المسؤولية المحدودة بعد ما كانسابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط‪. .‬‬
‫‪ -7‬تكوين الشركات التجارية و جزاء تخلف أركانها‬
‫يشترط لنشاء الشركة توفر األركان العامة للتعاقد المتمثلة في الرض ى و المحل و السبب إضافة إلى ذلك يجب توفر‬
‫األركان الموضوعية الخاصة المتمثلة في تعدد الشركاء و تقديم الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و‬
‫‪16‬‬
‫الخسائر ‪.‬كما يشترط لقيام الشركة التجارية إفراغها في عقد رسمي طبقا للفقرة األول ى من المادة ‪ 747‬من القانون‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫‪ -0-1‬أركان الشركة‬
‫‪ -0-1-1‬األركان الموضوعية ‪ :‬لكي يتم إنشاء الشركة يجب توفر األركان العامة للتعاقد وهي الرضا واألهلية‬
‫والمحل والسبب‪.‬‬
‫• الرضا ‪:‬يجب أن يكون رضا الشركاء خاليا من عيوب الرادة المتمثلة في الكراه والغلط والتدليس إذ يجوز لمن وقع في‬
‫غلط أن يطالب إبطال عقد الشركة كمن يعتقد بأنه انظم إلى شركة ذات المسؤولية المحدودة ويتضح فيما بعد أنها شركة‬
‫تضامن‪ ،‬أما التدليس فيقصد منه إيقاع المتعاقد في غلط باستعمال الطرق ا لحتيالية بما ل يتفق مع الحقيقة‪ ،‬أما الكراه‬
‫فيقصد منه التأثير على إرادة الشخص و إرغامه على التعاقد‬
‫• األهلية ‪:‬يشترط لقيام أهلية إبرام عقد الشركة أن يكون الشريك قد بلغ سن ‪ 26‬سنة كاملة طبقا للمادة ‪ 49‬من القانون‬
‫المدني وأن يكون متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه ‪ .‬وكاستثناء عن هذا ا ألصل فإن القانون التجاري أجاز‬
‫للقاصر المرشد ممارسة األعمال التجارية طبقا للمادة الخامسة من القانون التجاري يسمى بالقاصر المرشد الذي وصل‬
‫سن ‪ 21‬سنة كاملة و تحصل على إذن للممارسة التجارة مصادق عليه من طرف المحكمة المختصة فإذا تحققت هذه‬
‫الشروط فيجوز له ا لنضمام للشركة ‪.‬و يثار إشكال بالنسبة لمسألة انضمام القاصر غير المرشد للشركة ففي هذه الحالة‬
‫يجب التمييز بين حالتين ‪:‬حالة ا لنضمام إلى شركات األشخاص كشركة التضامن فان الشريك في هذا النوع من‬
‫الشركات يكتسب صفة التاجر و هو مسؤول عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة و غير محدودة و منه تبطل الشركة ‪ .‬أما‬
‫إذا كان انضمام القاصر لشركات األموال التي تقوم على ا لعتبار المالي كشركة المساهمة فمسؤولية الشريك فيها هي‬
‫مسؤولية محدودة على حسب أسهمه في الشركة و ل يكتسب صفة التاجر و منه فان عقد الشركة في هذه الحالة ل يبطل‬
‫كأصل عام ‪ .‬ج ‪.‬‬
‫• المحل ‪ :‬يقصد بمحل الشركة الغرض الذي أنشأت من أجله وهو النشاط القتصادي الذي سوف تستثمر فيه الشركة فيجب‬
‫أن يكون هذا المحل مشروعا وغير مخالف للنظام وا لداب العامة فإذا أقيمت الشركة لالتجار بالمخدرات فان مصيرها‬
‫البطالن لمخالفتها النظام العام‪.‬‬
‫• السبب ‪:‬وهو الباعث أو الدافع لتكوين الشركة المنصب على تحقيق الربح واقتسامه على الشركاء وذلك با لستثمار في‬
‫أحدى المشاريع القتصادية ‪.‬‬
‫‪ -0-1-2‬األركان الموضوعية الخاصة ‪:‬‬
‫تتمثل هذه األركان في تعدد الشركاء‪ ،‬تعدد الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و الخسائر ‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعدد الشركاء‪ :‬إن إبرام عقد الشركة يكون بين شخصين أو أكثر و هو ما يسمى بركن تعدد الشركاء و كل شركة وضع‬
‫لهاالقانون الحد ا ألدنى لنشائها أو الحد األقص ى ‪ ،‬فمثال في شركة المساهمة فيجب أن ل يقل عدد الشركاء عن ‪5‬‬
‫شركاء طبقاللمادة ‪ 769‬من القانون التجاري أما الشركة ذات المس ؤولية المحدودة فإن عدد الشركاء تم تح ديده ب ‪79‬‬
‫شريكا كحدأقص ى طبقا لنفس المادة السابقة الذكر من القانون التجار ي ‪.‬واستثناءا عن هذا ا ألصل فإن المشرع‬
‫الجزائري في تعدياللقانون التجاري لسنة ‪ 2669‬أجاز إنشاء شركة بشريك واحد وهي مؤسسة الشخص الوحيد ذات‬
‫المسؤولية المحدودة التي تتكون من شريك واحد طبقا للمادة ‪ 794‬من القانون التجار ي‬
‫تعدد الحصص ‪:‬يجب على كل شريك أن يساهم في تكوين الشركة و ذلك بتقديم حصة قد تكون نقدية أو عينية أو‬ ‫ب‪.‬‬
‫حصة عمل ومجموع هذه الحصص المقدمة يشكل رأسمال الشركة *‬
‫• الحصة النقدية ‪:‬تنصب الحصة النقدية على مـ بلغ مالي محدد يقدمه الشريك مساهمة منه في تكوين رأسمال الشركة ‪.‬‬
‫• الحصة العينية ‪:‬لقد أجاز القانون للشريك تقديم حصة عينية كتقديم قطعة ترابية أو مبنى أو منقول أو رسوم والنماذج‬
‫الصناعية أو العالمة التجارية‪ ،‬فالحصة العينية يمكن أن تقدم على سبيل التملك بمعنى أن يتخلى الشريك بصفة نهائية‬
‫عن ملكيته للعين التي قدمها و بالتالي تنتقل ملكية هذه الحصة من الشريك إلى الشركة و يترتب عن ذلك إذا هلكت‬
‫الحصة العينية بعد انتقال ملكيتها للشركة فان تبعية الهالك تقع على عاتق الشركة ‪.‬كما يمكن أن تقدم الحصة العينية على‬
‫سبيل ا لنتفاع فقط ‪ ،‬كتقديم قطعة أرض لكي تستغلها الشركة في توسيع مشاريعها ا لستثمارية مع احتفاظ الشريك بملكيته‬
‫لهذه ا ألرض‪ ،‬و منه فإن تقديم الحصة على سبيل ا لنتفاع يطبق عليها أحكام اليجار فإذا هلكت هذه الحصة العينية فان‬
‫تبعية الهالك تقع على عاتق الشريك الذي يلتزم بتقديم حصة أخرى ‪.‬‬
‫• حصة عمل ‪ :‬لقد أجاز القانون أن تكون حصة الشريك على شكل عمل و العمل الذي يمكن اعتباره حصة في الشركة هو‬
‫و الجدير‬ ‫العمل الفني كعمل المهندس أو المدير‪ ،‬أما العمل البسيط فال يجوز اعتباره حصة عمل في الشركة‪،‬‬
‫بالذكر أن حصة العمل ل تدخل ضمن تكوين رأسمال الشركة و ل تدخل ضمن الضمان العام لدائني الشركة مع الشارة‬
‫‪17‬‬
‫بأن القانون التجاري الجزائري أجاز تقديم حصة عمل في شركة ذات المسؤولية المحدودة طبقا للمادة ‪ 795‬مكرر من‬
‫القانون التجاري بعد ما كان سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط ‪ ،‬كما يجب ال تكون كل حصص الشركاء‬
‫عبارة عن حصص عمل ألن ذلك سيقض ي على الضمان العام للدائنين ‪.‬‬
‫نية المشاركة ‪:‬هو انصراف إرادة جميع الشركاء إلى المساهمة على قدم المساواة في تحقيق غرض الشركة عن‬ ‫ج‪.‬‬
‫طريق قبول المخاطر المحتملة من ا لستثمار في مشروع الشركة‪ ،‬و تعتبر نية ا لشتراك عنصرا معنويا يجب أن يكون‬
‫قائما في كل الشركات و يظهر هذا العنصر أكثر في شركات األشخاص التي تقوم على ا لعتبار الشخص ي‬
‫اقتسام األرباح و الخسائر ‪:‬إن هدف كل شركة هو السعي لتحقيق األرباح و تقسيمها على الشركاء و يقصد‬ ‫د‪.‬‬
‫بالربح كل كسب نقدي أو مادي يضاف إلى ثروة الشركاء و ل يمكن معرفة إن كانت الشركة قد حققت األرباح إل إذا تم‬
‫جرد موجوداتها و ثبت زيادة ا ألصو ل عن الخصوم‪ ،‬فالقانون ألزم كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا القيام‬
‫بعملية الجرد السنوي لمعرفة ا ألصو ل والخصوم و منه تحديد وضعية الشركة إذا حققت أرباحا أم ل و جرت العادة‬
‫على توزيع األرباح في نهاية كل سنة مالية ‪.‬كما يمكن أن يكون خالصة ا لستثمار التجاري للشركة هو الخسارة التي‬
‫تعني تجاوز الخصوم عن ا ألصو ل ففي هذه الحالة يجب توزيع الخسائر على كل الشركاء‪ ،‬و ل يجوز وضع بيان في‬
‫عقد الشركة يؤدي إلى إعفاء أحد الشركاء من تحمل الخسائر أوحرمانه من األرباح و هو ما يسمى بشرط ا ألسد‪ ،‬فإذا‬
‫تضمنت الشركة على هذا الشرط فان مصير هذه الشركة هو البطالن‬
‫طبقا للمادة ‪ 419‬من القانون المدني التي تنص على أّن ه‪ " :‬إذا وقع التفاق على أن أحد الشركاء ل يسهم في أرباح الشـ‬
‫ركة و لفي خسائرها ‪ ،‬كان عقد الشركة باطال ‪".‬‬
‫‪ -0-1-3‬الركن الشكلي ‪:‬إن عقد الشركة من العقود التي يمكن أن تستمر لفترات طويلة تصل إلى غاية ‪ 66‬سنة و من‬
‫هذا المنطلق اشترط المشرع الجزائري ضرورة إفراغ تأسيس الشركة في عقد رسمي بحيث نصت الفقرة األول ى من‬
‫المادة ‪ 747‬من القانون التجاري على ‪ " :‬تثبت الشركة بعقد رسمي و إل كانت باطلة " كما أكدت المادة ‪ 741‬من‬
‫القانون التجاري على وجود إيداع العقود التأسيسية والعقود المعدلة للشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل‬
‫التجاري وتنشر حسب ا ألوضاع الخاصة بكل شكل من أشكال الشركات و إل كانت باطلة ‪.‬‬
‫و منه فان العقد التأسيس ي للشركة يجب أن يكون رسميا محررا من طرف الموثق و كل التعديالت التي تطرأ على هذا‬
‫العقد يجب أن تخضع للرسمية مع ضرورة إشهار عقد الشركة حتى يعلم بها الغير و يتضمن عقد الشركة على مجموعة‬
‫من البيانات نصت عليها المادة ‪ 749‬من القانون التجاري كتحديد شكل الشركة‪ ،‬مدتها غرضها‪ ،‬عنوانها‪ ،‬اسمها‪،‬‬
‫مركزها‪ ،‬مبلغ رأسمالها ‪.‬‬
‫مع الشارة بأن المادة ‪ 747‬من القانون التجاري اشترطت إثبات وجود الشركة التجارية بموجب عقد رسمي وتحت‬
‫طائلة البطالن إذا كان النزاع قائما بين الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفقرة الثانية من نفس المادة أجازت إثبات وجود‬
‫الشركة بكل وسائل الثبات إذا تعلق النزاع بين الشركة كشخص معنوي و الغير ‪.‬‬
‫‪ -7-1‬جزاء تخلف أحد أركان عقد الشركة ‪:‬‬
‫يترتب على تخلف أحد األركان العامة و الخاصة للشركة بطالن العقد و يختلف نوع البطالن‪ ،‬فقد يكون بطالنا مطلقا أو‬
‫بطالنا نسبيا ‪.‬‬
‫أ ‪/‬البطالن المطلق ‪ :‬يكون عقد الشركة باطال بطالنا مطلقا إذا انعدم فيه ركن الرضا أو كان محل الشركة أو سببها غير‬
‫مشروع أو مخالفا للنظام العام أو تخلف أحد األركان الموضوعية الخاصة كما لو كانت حصة أحد الشركاء غير‬
‫موجودة أو تضمن عقد الشركة على شرط ا ألسد المنصب على استحواذ أحد الشركاء على أرباح الشركة أو إعفائه‬
‫من تحمل الخسائر ‪.‬من خصائص هذا البطالن أنه من النظام العام و منه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به سواء‬
‫كان ذلك من طرف الشركاء أو من طرف الغير و للمحكمة أن تقض ي ببطالن العقد من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫ب ‪/‬البطالن النسبي ‪:‬يجوز طلب إبطال عقد الشركة إذ كان أحد الشركاء ناقصا لألهلية أو كانت إرادته تضمنت على‬
‫عيب من عيوب الرضا ومن خصائص هذا البطالن انه مقرر فقط لمصلحة الشخص الذي له الحق في طلب ا لبطال‪،‬‬
‫فال يجوز لباقي الشركاء أو الغير طلب ا لبطال و ل يجوز للمحكمة أن تقض ي به من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫ت ‪/‬بطالن العقد لتخلف ركن الشكلية ‪:‬إذا تخلف ركن الشكلية يؤدي إلى بطالن الشركة وكذا بطالن كل التعديالت التي‬
‫ل تستوفي الشكل الرسمي و هذا طبقا للمادة ‪ 747‬من القانون التجاري‪ ،‬و هذا البطالن هو بطالن من نوع خاص‬
‫يختلف عن القواعد العامة للبطالة من حيث العالقة فيما بين الشركاء و فيما بين الشركة و الغير ‪.‬‬
‫ففيما يخص العالقة بين الشركاء و الغير فال يجوز للشركاء التمسك في مواجهة الغير بالبطالن لعدم تحقق شرط الشكلية‬
‫لكونهم أهملوا التزاما قانونيا‪ ،‬و منه ل يجوز لهم ا لستفادة من ا ألخطاء التي ارتكبوها بالمقابل من ذلك فان الغير يجوز‬

‫‪18‬‬
‫له التمسك بالبطالن و لهم إثبات ذلك بكل طرق الثبات أما بالنسبة للعالقة فيما بين الشركاء فإّن ه يجوز لكل شريك‬
‫التمسكبالبطالن في مواجهة باقي الشركاء‪.‬‬
‫‪ -6‬آث ار عق د الشرك ة ‪:‬‬
‫ينتج عن تكوين الشركة أثار هامة منها ما يتعلق باكتساب الشخصية المعنوية طبقا للمادة ‪ 425‬من القانون المدني التي‬
‫تؤكد بأنه ل يجوز ا لحتجاج بشخصية الشركة على الغير إل بعد القيام بإجراءات الشهر التي نص عليها القانون‪ ،‬أما‬
‫الشركات التجارية فإن شخصيتها المعنوية تقوم من يوم قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة ‪ 746‬من القانون التجار‬
‫ي ‪.‬وينتج عن‬
‫ذلك أن الشركة تتمتع بجميع الحقوق إل ما كان مالزما لصفة النسان كما يكون لها ذمة مالية خاصة وأهلية و جنسية و‬
‫موطن و اسم خاص بها و كل الشركات تتمتع بالشخصية المعنوية باستثناء شركة المحاصة التي ليس لها شخصية‬
‫معنوية و ل تظهر للغير‪ ،‬فشركة المحاصة ل تكون إل في العالقات فيما بين الشركاء و ل تكشف للغير و يمكن إثباتها‬
‫بكل طرق الثبات طبقا للمادة ‪ 567‬مكرر ‪ 1‬من القانون التجار ي ‪.‬و تجدر الشارة إلى أن الشخصية المعنوية للشركات‬
‫المدنية تبدأ بمجرد تكوينها غير أن هذه الشخصية ل تكون لها حجة على الغير إل بعد استيفاء إجراءات الشهر طبقا‬
‫للمادة ‪ 425‬من القانون المدني‪ ،‬بينما بالنسبة للشركات التجارية فإن المشرع الجزائري أكد في المادة ‪ 746‬من القانون‬
‫التجاري على أن الشخصية المعنوية للشركات التجارية تبدأ من تاريخ قيدها في السجل التجاري‪ ،‬أما بخصوص‬
‫التصرفات التي يب رمها المؤسسون لحساب الشركة في فترة التأسيس فالمشرع فرض التضامن بال حدود على‬
‫األشخاص الذين تصرفوا باسم الشركة و لحسابها ‪ .‬أما بالنسبة للشركة قيد التصفية فهي تحتفظ بشخصيتها المعنوية إلى‬
‫غاية انتهاء أعمال التصفية طبقا للمادة‬
‫‪766‬من القانون التجار ي ‪.‬‬

‫‪ -9-2‬النتائج المترتبة عن اكتساب الشركة للشخصية المعنوية ‪:‬‬


‫إن تمتع الشركة التجارية بالشخصية المعنوية يؤدي إلى عدة نتائج وهي‪:‬‬
‫‪ -9-2-2‬الذمة المالية المستقلة‪ :‬عندما تكتسب الشركة التجارية الشخصية المعنوية تصبح مؤهلة لتلقي الحقوق و تحمل‬
‫اللتزامات و منه تكون لها ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء‪ ،‬و يترتب على ذلك انتقال الحصص المقدمة من طرف‬
‫الشركاء إلى الشركة‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإّن ه ل يجوز لدائني الشركاء التنفيذ على الحصص ألنها أصبحت ملكية خالصة‬
‫للشركة ‪ .‬كما أن إفالس شركات األشخاص يؤدي حتما إلى إفالس الشركاء ألنهم يكتسبون صفة التاجر و هم مسؤولون‬
‫عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة و تضامنية حتى في ذممهم الخاصة‪ ،‬بالمقابل من ذلك فإن إفالس شركات األموال ل‬
‫يؤدي إلى إفالس الشركاء لكونهم ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤوليتهم عن ديون الشركة مسؤولية محدودة على حسب‬
‫أسهمهم في الشركة‪.‬‬
‫‪ -9-2-1‬أهلية الشركة ‪:‬يترتب على تكوين الشركة وتمتعها بالشخصية المعنوية أن يكون لها األهلية القانونية في حدود‬
‫الغرض الذي تكونت من أجله‪ ،‬فيثبت لها حق التقاض ي أمام الجهات القضائية كشخص معنوي و لها الحق في اكتساب‬
‫الحقوق و تسأل الشركة عن ا ألضرار التي تسببها للغير إذ استقر الرأي الراجح من الفقه على ضرورة مساءلة الشركة‬
‫عن ا ألفعال الجنائية على أن ل تتعدى العقوبة فيها الغرامة المالية كالمخالفات الجمركية و الضريبة ‪.‬‬
‫‪-9-2-0‬إسم الشركة ‪ :‬ل بد على الشخـ ص المعنوي أن يكون له اسـ م يميزه عن غيـ ره كما هو الحال بالنسبة للشخص‬
‫الطبيعي ‪،‬فاسم شركات األشخاص يختلف عن اسم شركات األموال فشركة التضامن التي تعتبر النموذج ا ألمثل‬
‫لشركات األشخاص يتألف اسمها من أسماء كل الشركاء أو اسم أحد الشركاء أو بعضهم يتبع بكلمة و شركائه أو‬
‫شركائهم‪ ،‬أما بالنسبة لشركات األموال فإّن ه تترك مهمة اختيار اسم الشركة للشركاء و غالبا ما يكون مستنبطا من‬
‫غرض الشركة ‪.‬‬
‫‪ -9-2-4‬موطن الشركة ‪:‬إن موطن الشركة التجارية هو المكان الذي تزاول فيها نشاطها و أعمالها القانونية بصفة فعلية‬
‫و لقد حددت المادة ‪ 745‬من القانون التجاري موطن الشركة في مركز الشركة‪ ،‬و تحديد موطن الشركة له أهمية بالغة‬
‫من حيث تحديد ا لختصاص القضائي في حالة ظهور نزاع قضائي‬
‫‪ -9-2-7‬جنسية الشركة ‪:‬تتحدد جنسية الشركة بموطنها الذي يوجد بها مركز إدارتها و هذا بعض النظر عن جنسية‬
‫شركائها أو جنسية مسيرها‪ ،‬فالمشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة ‪ 745‬من القانون التجاري أكد بأن القانون‬
‫الجزائري هو الذي يطبق على كل الشركات التي تمارس نشاطها في الجزائر‪ ،‬و منه فإن التشريع الجزائري أخضع‬
‫الشركات ا ألجنبية التي تمارس نشاطها في الجزائر للقانون الجزائر ي‪ ،‬و أقر لها الجنسية الجزائرية حتى و لو كان‬
‫مركزها الرئيس ي خارج الجزائر‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -9-2-9‬ممثل الشركة ‪:‬إن الشركات التجارية كشخص معنوي تتعامل مع الغير في حدود الغرض الذي أنشئت من أجله‬
‫و بذلك يجب أن يكون لها من يمثلها قانونا في إبرام تصرفاتها‪ ،‬و هو شخص المسير و حتى من الجانب القضائي‬
‫فالمادة ‪ 21/4‬من قانون الجراءات القضائية تشترط لقبول دعوى الشركة أن يرد فيها تسمية الشخص المعنوي و مقره ا‬
‫لجتماعي و صفة ممثله القانوني أو التفاقي‪.‬‬

‫‪ -5‬انقضاء الشركات التجارية ‪:‬‬


‫تنقض ي الشركات التجارية نتيجة ألسباب عامة أو خاصة ‪:‬‬
‫‪ -5-2‬األسباب العامة النقضاء الشركات التجارية ‪ :‬تتمثل هذه األسباب في انقضاء الميعاد المحدد للشركة‪ ،‬تحقق‬
‫الغرض الذي أنشأت من أجله‪ ،‬هالك جميع أو معظم أموال الشركة‪ ،‬إجماع الشركاء على حل الشركة ‪،‬ا لنقضاء‬
‫بموجب حكم قضائي ‪،‬ا لندماج و أخيرا إفالس الشركة‬
‫‪ -5-1‬نقضاء الشركة بانقضاء الميعاد المحدد لها ‪ :‬من بين البيانات التي يتضمنها العقد التأسيس ي للشركة تحديد المدة التي‬
‫سوف تمارس فيها الشركة نشاطها فإذا انتهت هذه المدة تنقض ي الشركة بقوة القانون ودون رغبة الشركاء في ذلك‬
‫حتى و لو لم تحقق الغرض الذي أنشئت من أجله‪ ،‬و لقد نصت المادة ‪ 749‬من ال قان ون التجاري على أن مدة‬
‫الشـركة ل يمكن أن تتجاوز ‪ 66‬سنة فإذا اتفق الشركاء على ا لستمرار بالشركة لمدة جديدة أخرى فتعتبر الشركة في‬
‫هذه الحالة شركة جديدة‪ ،‬ألن الشركة األول ى انقضت بقوة القانون بنهاية المدة المحددة في العقد التأسيس ي للشركة‪.‬‬
‫‪ -5-2-0‬انقضاء الشركة بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله ‪:‬قد تنشأ الشركة للقيام بعمل معين كإقامة شركة من أجل‬
‫إنجاز خطوط السكك الحديدية فإذا انتهى هذا المشروع ينتهي الغرض الذي أنشئت من أجله ومنه تنقض ي الشركة في‬
‫هذه الحالة‪.‬‬
‫‪-4 -5-2‬انقضاء الشركة بهالك أموال الشركة ‪:‬تنقض ي الشركة بهالك جميع رأسمالها أو جزء كبير منه بحيث ل يصبح‬
‫هناك فائدة من ا لستمرار فيها و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 2 /401‬من القانون المدني‪ ،‬فإذا نشب حريق مثال و أدى إلى‬
‫إتالف جميع موجودات الشركة ففي هذه الحالة تنقض ي الشركة لهالك أموالها ‪ ،‬أما بالنسبة للهالك الجزئي فان المادة‬
‫السالفة الذكر تشترط هالك جزء كبير من أموال الشركة بحيث يؤدي ذلك إلى استحالة مواصلة نشاط الشركة بمعنى‬
‫آخر أن الجزء الباقي من موجودات الشركة ل يمك ن ا لعتماد عليه لمواصلة نشاط الشركة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 716/1‬من القانون التجاري على أن الشركة ذات المسؤولية المحدودة في حالة خسارتها ل ‪ 0/4‬من‬
‫رأسمالها يتعين حل الشركة إما عن طريق اتفاق الشر كاء فيما بينهم أو عن طريق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل‬
‫الشركة ‪.‬‬
‫‪ -5-2-7‬انقضاء الشركة بإجماع الشركاء على حلها ‪ :‬تنحل الشركة قبل انتهاء المدة المحددة لها إذا ما اتفق جميع‬
‫الشركاء على حل الشركة بشرط أن تكون الوضعية المالية للشركة قادرة على تحمل التزاماتها أما إذا كانت في حالة‬
‫التوقف عن دفع ديونها فان قرار حل الشركة يمكن الطعن فيه لكونه يمس بمصالح الدائنين‪.‬‬
‫‪ -5-2-9‬انقضاء الشركة با الندماج ‪:‬يجوز للشركاء و قبل انتهاء الميعاد المحدد للشركة أن يتفقوا على إدماجها في‬
‫شركة أخرى قائمة فإذا دمجت في شركة أخرى قائمة تنقض ي الشركة المندمجة و تفقد شخصيتها المعنوية و تحل‬
‫محلها الشركة الدامجة في كل اللتزامات التي كانت على عاتق الشركة المندمجة و هذا ما يسمى با لندماج عن طريق‬
‫الضم ‪ ،‬أما النوع الثاني من ا لندماج فيسمى با لندماج عن طريق المزج الذي يقصد منه اندماج شركتان أو أكثر قائمتان‬
‫قصد إنشاء شركة جديدة تكتسب شخصية معنوية جديدة تختلف عن شخصيات الشركات المندمجة ‪.‬‬
‫‪ -5-2-5‬انقضاء الشركة عن طريق حكم إفالس الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 127‬من القانون التجاري الجزائري على انه‬
‫يتعين على كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا إذا توقف عن تسديد ديونه أن يدلي بإقرار عن ذلك خالل مدة‬
‫‪ 27‬يوم من تاريخ التوقف عن الدفع قصد شهر الفالس أو التسوية القضائية‪ ،‬و منه فان الشركة التجارية التي صدر‬
‫بشأنها حكم الفالس يؤدي إلى انقضائها باعتبار الفالس يؤدي إلى تصفية كل موجودات الشركة و تقسيمها على الدائنين‪،‬‬
‫فالفالس هو نظام تنفيذ جماعي على أموال المفلس الذي توقف عن تسديد ديونه التجارية في مواعيد استحقاقه ‪.‬‬
‫‪ -5-2-1‬انقضاء الشركة عن طريق الحل القضائي ‪ :‬لقد أجازت المادة ‪ 442‬من القانون المدني للشريك حق اللجوء‬
‫إلى القضاء‬
‫من اجل المطالبة بحل الشركة بسبب عدم وفاء أحد الشركاء بالتزاماته القانونية أو إلى سبب آخر يرجع سلطة تقدير‬
‫مدى خطورته لقاض ي الموضوع من خالل دراسة الملف و سماع أطراف النزاع للتأكد من مدى خطورة السبب‬
‫المستند إليه من طرف أحد الشركاء ‪ ،‬فإذا ثبت ذلك فيقض ى بحل الشركة و في حالة العكس يقض ى برفض طلب حل‬

‫‪20‬‬
‫الشركة لعدم جدية السبب المستند إليه ‪ ،‬فمثال في حالة ما إذا امتنع أحد الشركاء تقديم حصته فإّن ه يجوز لباقي الشركاء‬
‫اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة لعدم تنفيذ اللتزامات ‪.‬‬
‫‪ -5-1‬األسباب الخاصة النقضاء الشركات التجارية ‪ :‬تنص الفقرة األول ى من المادة ‪ 406‬من القانون المدني‬
‫على" ‪:‬تنتهي الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو بإعساره أو بإفالسه ‪ .‬إل أنه يجوز التفاق في حالة ما إذا‬
‫مات أحد الشركاء أن تستمر الشركة مع ورثته و لو كانوا قصرا " ‪ .‬من خالل الرجوع إلى هذه المادة نجد أنها حددت‬
‫أسباب خاصة لنقضاء الشركات التجارية يمكن إجمالها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-5-1-2‬انقضاء الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه ‪:‬كأصل عام تنحل الشركة بسبب وفاة‬
‫أحدالشركاء باعتبار أن تأسيس الشركة كان مبنيا على أساس الصفات الشخصية التي يتصف بها كل شريك‪ ،‬و بالتالي‬
‫فإذا توفيأحد الشركاء يؤدي إلى انقضاء الشركة و منه تصفية موجوداتها بحضور ورثة الشريك المتوفى‪ ،‬و استثناءا من‬
‫ذلك نصتالفقرة الثانية من المادة ‪ 406‬من القانون المدني على إمكانية استمرار الشركة باتفاق الشركاء فيما بينهم مع‬
‫ضرورة تعويضورثة الشريك المتوفى‪ ،‬كما يجوز استمرار الشركة بإدخال ورثة الشريك المتوفى سواء كلهم أو بعضهم‬
‫كابنه األكبر مثال أو زوجته ‪.‬‬
‫كما تنحل الشركة بالحجر على أحد الشركاء والحجر يكون بحكم قضائي بعد المصادقة على الخبرة المتعلقة بالتأكد من‬
‫السالمة العقلية للشريك ‪،‬فإذا صدر حكم الحجر على أحد الشركاء تنقض ي الشركة كأصل عام ‪.‬‬
‫كما تنقض ي كذلك الشركة بإعسار أحد الشركاء ويقصد با لعسار ‪ ،‬عدم قدرة أحد الشركاء على تسديد ديونه التي هي‬
‫على عاتقه‪،‬‬
‫و تنقض ي كذلك الشركات بصدور حكم شهر إفالس أحد الشركاء فالفالس يؤدي إلى تصفية كل أموال المفلس و‬
‫تقسيمها على دائنيه و بذلك تنقض ي الشركة في هذه الحالة‪.‬‬
‫مع التوضيح بأن كل هذه الحا لت تؤدي إلى انقضاء الشركات كأصل عام إل أنه هناك استثناء عن هذا ا ألصل إذ يمكن‬
‫أن يتضمن عقد الشركة بندا ينص على استمرار الشركة مع باقي الشركاء‪.‬‬
‫‪ -5-1-1‬انقضاء الشركة بانسحاب أحد الشركاء من الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 449‬من القانون المدني على أن الشركة‬
‫تنقض ي بانسحاب أحد الشركاء إل أن مسالة انسحاب الشريك تختلف بحسب ما إذا كانت مدة الشركة محددة أو غير‬
‫محددة ‪ ،‬فإذا كانت مدة الشركة غير محددة فإّن ه يجوز للشريك النسحاب من الشركة شرط إبالغ الشركاء عن رغبته في‬
‫النسحاب و أن تكون هذه الرغبة صادرة عن حسن نية ‪ ،‬فال يجوز مثال أن يطلب الشريك النسحاب و الشركة تعاني من‬
‫أزمة مالية و تراكم الديو ن‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالنسحاب من الشركة محددة المدة فال يجوز للشريك النسحاب قبل حلول أجل انتهاء مدة الشركة ‪ ،‬استثناءا‬
‫من هذا ا ألصل فإّن ه يجوز للشريك اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بانسحابه مستندا إلى أسباب معقولة‪ ،‬و للمحكمة‬
‫السلطة الواسعة في تقدير مدى جدية السبب المستند إليه من طرف الشريك ‪ ،‬و هذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 441‬من القانون المدني كما ما يلي ‪ ":‬يجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة ا ألجل أن يطلب من‬
‫السلطة القضائية إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة و في هذه الحالة تنحل الشركة ما لم يتفق‬
‫ثانيا ‪ /‬أنواع الشرك ات‬ ‫الشركاء على استمرارها ‪".‬‬
‫تنقسم الشركات التجارية إلى شر كات أشخاص وشركات أموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص شركات‬
‫األشخاص وشركات األموال ‪.‬‬
‫‪ /1‬شركات األشخاص‪ :‬وتتمثل في شركة التضامن ‪ ،‬شركة التوصية وشركة المحاصة ‪ ،‬فكل هذه الشركات تقوم على‬
‫ا لعتبار الشخص ي‪.‬‬
‫أ ‪/‬شركة التضامن ‪:‬‬
‫أ‪-2 /‬تعريفها ‪ :‬تعتبر شركة التضامن النموذج األمثل لشركات األشخاص و هي األكثر انتشارا و سميت بشركة التضامن‬
‫لكون أن الشركاء فيها مسؤولون مسؤولية تضامنية و غير محدودة عن ديون الشركة ‪ ،‬و األكثر من ذلك أن الذمة‬
‫المالية للشريك هي ضامنة لديون الشركة و تقوم على ا لعتبار الشخص ي لكونها تنشأ بين الشر كاء الذين تربطهم ثقة‬
‫متبادلة و غالبا ما تكون بين أفراد العائلة الواحدة‪.‬‬
‫إن مصطلح شركة التضامن ظهر في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و هي تعني تلك الشركة التي‬
‫يؤسسها شخصان أو أكثر و يكون الشركاء فيها مسئولين مسؤولية مطلقة و تضامنية عن ديو ن الشركة ‪.‬‬
‫أ‪ -1/‬خصائص شركة التضامن‪ :‬تنفرد شركة التضامن بعدة خصائص تميزها عن باقي الشركات األخرى وتتمثل هذه‬
‫الخصائص في ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬جميع الشركاء يكتسبون صفة التاجر ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 772‬من القانون التجاري على أن الشركاء في شركة التضامن‬
‫يكتسبون صفة التاجر حتى و لو لم يحترفوا األعمال التجارية‪ ،‬بسبب أن شركة التضامن تنتمي إلى طائفة األعمال‬
‫التجارية بحسب الشكل و منه و بمجرد تأسيس شركة التضامن يجب قيدها في السجل التجاري و عليها مسك الدفاتر‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫‪ -‬إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء ‪ :‬الفالس هو نظام تنفيذ جماعي يطبق على التجار الذين توقفوا عن تسديد‬
‫ديونهم التجارية في ميعاد استحقاقها ‪ ،‬و نظرا لكون أن الشريك في شركة التضامن يكتسب صفة التاجر فإّن ه يترتب عن‬
‫ذلك أنه إذا صدر حكم بشهر إفالس شركة التضامن سيؤدي حتما إلى إفالس الشركاء باعتبار أن الذمة المالية الخاصة‬
‫للشريك ضامنة لديون الشركة ‪،‬أما العكس في حالة إفالس الشريك فان ذلك ل يؤدي إفالسها بل يؤدي إلى انحاللها ما‬
‫لم يتضمن العقد ا ألساس ي على بند سمح باستمرار الشركة في حالة إفالس أحد الشركاء و هو ما يعبر عنه باتفاق‬
‫الشركاء على استمرار الشركة ‪.‬‬
‫‪.‬المسؤولية المطلقة و التضامنية للشركاء عن ديون الشركة ‪ :‬إن الشركاء في شركة التضامن مسؤولون مسؤولية مطلقة‬
‫وتضامنية عن ديون الشركة ‪،‬فالذمة المالية الخاصة للشريك هي ضامنة لديون الشركة‪ ،‬و هذا ما يميز شركة التضامن‬
‫عن شركات األموال فإذا عجزت شركة التضامن الوفاء بديونها فإّن ه يتم الرجوع على كل الشركاء بتطبيق مبدأ التضامن‬
‫فيما بينهم و تنصرف هذه الثار إلى األموال الخاصة للشركاء ‪ .‬و يبطل كل شرط يعفي أحد الشركاء من المسؤولية‬
‫التضامنية غير المحدودة عن ديون الشركة‪ ،‬إل أن خاصية المسؤولية التضامنية غير المحدودة للشريك عن ديون‬
‫الشركة قد تثير بعض ا لشكاليات في حالة ما إذا انسحب الشريك من الشركة و دخول شريك جديد فيها‪ ،‬فبالنسبة‬
‫للشريك المتضامن فهو مسؤول عن ديون الشركة إلى غاية القيام بإجراءات شهر انسحابه من الشركة‪ ،‬فإذا اغفل القيام‬
‫بذلك يعتبر مسؤ ول تجاه الغير عن ديون الشركة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشريك الجديد الذي ينضم إلى الشركة فنظرا لكون أن شركة التضامن تقوم على ا لعتبار الشخص ي فإن‬
‫الشريك الجديد يعتبر مسؤ ول عن تعهدات الشركة السابقة والالحقة لنضمامه إلى الشركة ‪ ،‬بالمقابل من ذلك فإّن ه يجوز‬
‫له أن يشترط إعفائه من الديون الّس ابقة لنضمامه للشركة و هذا الشرط ينتج أثاره بعد خضوعه لجراءات النشر و ا‬
‫لشهار ‪.‬مع الشارة بأن المسؤولية المطلقة للشريك يرد عنها استثناءا في حالة وفاة أحد الشركاء واستمرار الشركة مع‬
‫باقي الشركاء وورثة الشريك المتوفى‪ ،‬ففي هذه الحالة إذا كان أحد الورثة قاصرا فإّن ه ل يكون مسؤ ول مسؤولية غير‬
‫محدودة عن ديون الشركة بل يكون مسؤ ول بقدر أموال تركة مورثه طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 791‬من القانون‬
‫التجار ي‪.‬‬
‫أ‪-3/‬عنوان الشركة ‪ :‬تنص المادة ‪ 771‬من القانون التجاري على أ ّن ‪ " :‬يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء‬
‫أو مناسم أحدهم أو أكثر ‪ ،‬متبوعا بكلمة و شركائهم " يتضح من هذه المادة أن اسم الشركة يمكن أن يتضمن على أسماء‬
‫كاللشركاء إذا كانت الشركة تتكون من شريكين أو ثالثة شركاء ‪ ،‬أما إذا كانت الشركة تتكون من عدد كبير من‬
‫الشركاء فإّن هيصعب كتابة كل أسماء الشركاء ففي هذه الحالة يكفي الشارة إلى أسم واحد أو اثنين من الشركاء مع‬
‫إضافة مصطلح وشركائهم‪ ،‬أما إذا كانت الشركة تتكون من أفراد عائلة واحدة فيجوز الكتفاء باسم العائلة كعنوان‬
‫للشركة مع ضرورة تحديد نوع القرابة التي تربط الشركاء كذكر شركة فالن و إخوانه أو شركة فالن و أبنائه ‪.‬‬
‫عدم جواز انتقال حصص الشركاء إلى الورثة أو الغير ‪:‬إن ا ألصل العام أنه ل يجوز التنازل عن الحصص في شركة‬
‫التضامن للغير بعوض أو بغير عوض لكون هذه الشركة تقوم على ا لعتبار الشخص ي ‪،‬إل انه واستثناءا عن هذا ا‬
‫ألصل فإّن ه يجوز التنازل عن الحصص لباقي الشركاء أو الغير بشرط موافقة كل الشركاء على ذلك ‪،‬فمثال في حالة‬
‫وفاة أحد الشركاء فإّن ه يجوز للشركاء التفاق على نقل حصة الشريك المتوفى لورثته‪.‬‬
‫أ‪-4/‬إدارة شركة التضامن ‪:‬إن شركة التضامن وبمجرد إتمام إجراءات الشهر و القيد في السجل التجاري تكتسب‬
‫الشخصية المعنوية إل أنها ل تستطيع ممارسة أعمالها إل عن طريق شخص طبيعي و هو المدير الذي يلتزم بتسيير‬
‫الشركة وفقا للغرض المحدد لها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين المدير ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 770‬من القانون التجار ي‪ ،‬على أن إدارة شركة التضامن قد تكون لكافة الشركاء أو‬
‫تكون لشريك واحد أو قد تسند للغير غير الشريك‪ ،‬وفي غالب ا ألحيان تسند مهمة المدير للشريك باعتباره يكتسب صفة‬
‫التاجر و منه تطبق عليه كل أحكام القانون التجاري بما فيها أحكام الفالس و بذلك فإّن ه يبذل كل ما في وسعه من اجل‬
‫تحقيق غرض الشركة‪ ،‬و يتم تعيين المدير بموجب العقد التأسيس ي للشركة يسمى بالمدير التفاقي كما يمكن تعيين‬
‫المدير بموجب عقد الحق يسمى بالمدير غير التفاقي‪.‬‬
‫‪ -‬عزل المدير ‪:‬إن مسالة عزل مدير شركة التضامن يختلف بحسب ما إذا كان هذا المدير شريكا معينا بموجب العقد‬
‫التأسيس ي لنشاء الشركة ) مدير اتفاقي ( أو إذا كان مديرا غير اتفاقيا ‪ ،‬فبخصوص المدير التفاقي فال يعزل إل بموافقة‬
‫‪22‬‬
‫جميع الشركاء و يكون ذلك بموجب تعديل القانون ا ألساس ي للشركة استنادا للفقرة األول ى من المادة ‪776‬من‬
‫القانون التجار ي‪ ،‬أما بخصوص المدير غير التفاقي فإن عزله يكون استنادا إلى القانون ا ألساس ي للشركة فهو الذي‬
‫يحدد طريقة عزله و في حالة عدم الشارة إلى طريقة عزله في القانون ا ألساس ي فإّن ه يعزل بقرار با لجماع‪ ،‬صادر‬
‫عن الشركاء طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 776‬من القانون التجاري ‪،‬‬
‫أما بالنسبة للمدير من الغير أي ليس له صفة الشريك فيتم بقرار صادر من الشركاء بأغلبية ا ألصوات طبقا للفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 776‬من القانون التجار ي‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولية الشركة عن أعمال المدير ‪:‬يشترط لكي تقوم مسؤولية الشركة كشخص معنوي عن أعمال المدير أن يكون‬
‫التصرف الصادر عن المدير باسم و لحساب الشركة و ليس لحسابه الخاص و يجب أن يدخل هذا التصرف الذي ابرمه‬
‫المدير في حدود اختصاصه المحدد في العقد التأسيس ي للشركة ‪ ،‬و استثناءا عن هذا ا ألصل فإن الفقرة األول ى من‬
‫المادة ‪ 777‬من القانون التجاري و حماية للغير حسن النية فإن الشركة تتحمل التزامات المدير حتى في حالة تجاوز‬
‫حدود صالحياته بشرط أن يكون هذا التصرف يدخل ضمن غرض الشركة إذ نصت الفقرة األول ى من المادة ‪777‬‬
‫من القانون التجاري على‬
‫‪":‬تكون الشركة ملزمة بما يقوم به المدير من تصرفات تدخل في موضوع الشركة ‪ ،‬و ذلك في عالقتها مع الغير ‪".‬‬
‫أ‪ -7/‬انقضاء شركة التضامن ‪ :‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فإّن ه هناك أسباب خاصة لنقضاء شركة‬
‫التضامن وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة وفاة أحد الشركاء‪ ،‬ما لم ينص العقد التأسيس ي للشركة على استمرار الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثة‬
‫الشريك المتوفى طبقا للفقرة األول ى من المادة ‪ 791‬قانون تجار ي‪.‬‬
‫‪ -‬حالة إفالس أحد الشركاء أو الحجر عليه ‪ ،‬ما لم ينص القانون ا ألساس ي للشركة على استمرارها مع باقي الشركاء‬
‫طبقا للفقرة األول ى من المادة ‪ 790‬من القانون التجار ي ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬شركة المحاصة‬
‫‪. -1‬تعريفها ‪ :‬تطرق المشرع الجزائري لشركة المحاصة بموجب األمر رقم ‪ 76-57‬المتضمن القانون التجاري ‪ ،‬و‬
‫خصص لها خمس مواد ابتداء من المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 2‬إلى غاية المادة ‪ 567‬مكرر ‪ . 7‬و تعرف شركة المحاصة أنها‬
‫شركة تجارية تقوم على ا لعتبار الشخص ي‪ ،‬كما أنها شركة خفية ل تتمتع بالشخصية ا لعتبا رية و ل تظهر للغير ‪،‬‬
‫فشركة المحاصة هي عقد بين شخصين‬
‫أو أكثر للقيام بصفقة واحدة أو أكثر يؤديها أحد الشركاء باسمه الخاص و لمصلحة باقي الشركاء ثم يقومون بتقسيم‬
‫األرباح و تحمل الخسائر الناتجة عن هذه العملية ‪ .‬مع الشارة بأن شركة المحاصة ل تحتاج لقيامها ل ألركان الشكلية‬
‫من إجراءات الشهر والقيد لدى المركز الوطني للسجل التجار ي‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائصها ‪:‬تتميز شركة المحاصة بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أنها شركة تجارية‪ :‬لقد أكدت المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 2‬من القانون التجاري بأن شركة المحاصة هي شركة تجارية فهي‬
‫تختص بعمل واحد أو أكثر من األعمال التجارية و ل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل بل تدخل ضمن‬
‫األعمال التجارية بحسب‬
‫الموضوع أي ينظر إلى غرضها فإذا كان يدخل في طائفة األعمال التجارية فيطبق عليها القانون التجاري ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫غرضها مدنيا فيطبق عليها القانون المدني‬
‫‪ -‬أنها شركة أشخاص ‪ :‬تقوم شركة المحاصة على ا لعتبار الشخص ي فهي تتكون من عدد قليل من الشركاء تربطهم ثقة‬
‫متبادلة فيما بينهم قصد تحقيق غرض الشركة ‪،‬كما أن حصص الشركاء فيها غير قابلة للتداول إل بموافقة األغلبية‬
‫المتفق عليها في العقد التأسيس ي للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬أنها شركة خفية ال تظهر للغير‪ :‬تقوم شركة المحاصة فيما بين الشركاء فقط و ل تظهر للغير فهي ل تخضع لجراءات‬
‫الشهر المتبعة في باقي الشركات التجارية فهي تقوم فقط بين الشركاء و ل تكشف للغير‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تمتعها بالشخصية المعنوية ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 1‬من القانون التجار ي بان شركة المحاصة ل تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وهو ا لستثناء الوحيد في الشركات التجارية ‪ .‬إضافة إلى ذلك فهي ل تخضع لجراءات النشر و‬
‫الشهار المتبع في تأسيس الشركات التجارية و يترتب عن ذلك أن الغـير الذي يتعامل معها ل يعرف سوى الشريك‬
‫الذي تعامل معهبالمقابل من ذلك فإن هذا الشريك تعاقد باسمه الخاص إل أن تصرفاته تكون في إطار شركة محاصة‬
‫التي ل وجود لها فيمواجهة الغير ‪.‬كما أن عدم اكتساب الشركة للشخصية المعنوية يرتب عدم استقاللية ذمة الشركة عن‬

‫‪23‬‬
‫ذمم الشركاء و منهفال وجود لعنصر الضمان العام للدائنين في شركة المحاصة ‪ ،‬و ليس لها عنوان ول جنسية فيؤخذ‬
‫بعنوان الشريك الذي تعاقدمع الغير و جنسيته و موطنه‪.‬‬
‫‪ -3‬إدارة شركة المحاصة ‪:‬‬
‫تباشر شركة المحاصة نشاطها من طرف أحد الشركاء يسمى مدير المحاصة‪ ،‬الذي يتعاقد باسمه الخاص و لحساب باقي‬
‫الشركاء الذين لهم الحق في الطالع على أعمال المدير ‪ .‬كما تجوز إدارة شركة المحاصة من طرف عدة شركاء‬
‫فيلتزمون جميعا في مواجهة المتعاقد بمضمون العقد على وجه التضامن و بعد ذلك يتم تقسيم حصيلة المشروع من ربح‬
‫أو خسارة و تكون مسؤولياتهم غير محدودة‬
‫‪ -4‬انقضاء شركة المحاصة ‪:‬‬
‫تنقض ي شركة المحاصة إذا ما انتفى ا لعتبار الشخص ي الذي تقوم عليه‪ ،‬كما تنقض ي نتيجة األسباب العامة لنقضاء‬
‫الشركات بصفة عامة‪ ،‬و إذا انقضت الشركة فال مجال لتعيين مصفي من أجل تصفيتها لعدم وجود ذمة مالية خاصة‬
‫بالشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬شركات األموال‬


‫و هي تلك الشركات التي تقوم على فكرة ا لعتبار المالي المنصب على ما يقدمه الشريك من حصة في رأسمال الشركة و‬
‫ليس لشخصيته كما هو الحال بالنسبة لشركات األشخاص‪.‬‬
‫أ ‪/‬شركة المساهمة‪:‬‬
‫هي تلك الشركة التي تقوم على ا لعتبار المالي المنصب على األموال التي يقدمها الشريك و ينقسم رأسمالها إلى أسهم‬
‫متساوية القيمة‪ ،‬تتكون من شركاء ل يكتسبون صفة التاجر و تكون مسؤوليتهم على حسب أسهمهم في الشركة و يجب‬
‫أن ل يقل عدد الشركاء فيها عن سبعة شركاء ‪ ،‬ولقد تطرق المشرع الجزائري لشركة المساهمة في المواد من ‪761‬‬
‫إلى غاية المادة ‪ 527‬مكرر ‪ 201‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائصها ‪ :‬تمتاز شركة المساهمة بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رأسمال الشركة ‪:‬يتكون رأسمال شركة المساهمة من أسهم متساوية القيمة قابلة للتداول دون شرط أو موافقة من باقي‬
‫المساهمين‪ ،‬بالرجوع إلى المادة ‪ 764‬من القانون التجاري نجد أنها حددت رأسمال شركة المساهمة بمبلغ ل يقل عن‬
‫خمسة م اليين دينار في حالة ما إذا تم تأسيس الشركة عن طريق اللجوء العلني لالدخار و هو ما يصطلح عليه‬
‫بالتأسيس المفتوح ‪ ،‬أو بمبلغ مليون دينار في حالة التأسيس المغلق أي التأسيس دون اللجوء لالدخار العلني أي يعتمد‬
‫فقط على أسهم المساهمين ‪ - .‬قابلية األسهم للتداو ل ‪:‬إن ما يميز شركة المساهمة عن باقي الشركات األخرى أن أسهم‬
‫المساهمين فيها قابلة للتداول بكل سهولة دون شرط الحصول على الموافقة من باقي المساهمين ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مسؤولية الشريك بقدر ما يمتلكه من أسهم ‪:‬إن الشريك في شركة المساهمة ل يكون مسؤ ول عن ديون‬
‫الشركةوالتزاماتها إل في حدود ما يملكه من أسهم‪ ،‬يترتب عن ذلك أن الشريك في شركة المساهمة ل يكتسب صفة‬
‫التاجر كما أنإفالس شركة المساهمة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء‪..‬‬
‫‪ -‬اسم الشركة وعنوانها ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 760‬من القانون التجاري على أنه يجب ذكر اسم الشركة و يكون متبوعا أو‬
‫مسبوقا بعبارة " شركة أسهم " و كذا مبلغ رأسمالها ‪ ،‬و يجوز إدراج اسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬انقضاء شركة المساهمة ‪:‬تنقض ي شركة المساهمة نتيجة األسباب العامة لنقضاء الشركات كانتهاء المدة المحددة لها‬
‫كما تنقض ي بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله‪.‬‬
‫كما تنقض ي ألسباب خاصة وهي ‪:‬انخفاض رأسمال الشركة إلى اقل من خمس ماليين دينارا إذا لم يتم تصـحيح هذا‬
‫الوضع خالل سنة فإذا مر هذا األجل و لم يتم رفع رأسمال الشركة يجوز لكل من يهمه األمر اللجوء إلى القضاء‬
‫للمطالبة بحل الشركة بعد توجيه إنذار للشركة لتسوية الوضعية ‪.‬إذا انخفض عدد المساهمين ألقل من الح د األدنى وهو‬
‫سبعة مساهمين وفي هذه الحالة يجوز للمحكمة أن تمنح أجال لتسوية الوضعية ل يتعدى ستة أشهر‪ .‬تعرض الشركة‬
‫لخسارة بقيمـة ثالثة أرباع من األصل الص افي للشركة ففي هذه الحالة يجب على مجلس الدارة استدعاء الجمعية العامة‬
‫خالل األربعة أشهر التالية للمصادقة على الحسابات اتخاذ قرار حل الشركة قبل أجلها طبقا من المادة ‪ 527‬مكرر ‪19‬‬
‫من القانون التجار ي‪.‬‬
‫ثالثا ‪/‬الشركات المختلطة‬
‫يقصد من عبارة الشركات المختلطة تلك الشركات التي تجمع بين خصائص شركات األموال وخصائص شركات‬
‫األشخاص و تتمثل في الشركة ذات المسؤولية المحدودة و شركة التوصية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ . 1‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪:‬‬
‫أ ‪/‬تعريفها‪ :‬إن الهدف من تقرير الشركة ذات المسؤولية المحدودة هو إنشاء نوع من الشركات التي تجمع بين خصائص‬
‫شركات األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس الوقت ‪ ،‬تطرق المشرع الجزائري للشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة من المادة ‪ 794‬إلى غاية المادة ‪ 762‬من القانون التجاري ‪ ،‬تدخل المشرع الجزائري في سنة ‪ 1927‬وقام‬
‫بتعديل بعض أحكام الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقم ‪ 27/19‬المؤرخ في ‪ 09/21/1927‬خصوصا ما يتعلق بعدد الشركاء و‬
‫كذا رأسمالها‪ .‬وأكدت المادة ‪ 794‬من القانون التجاري بأن الشركة ذات المسؤولية المحدودة تؤسس من شخص واحد‬
‫أو عدة أشخاص ل يتحملون الخسائر إل في حدود ما قدموه من حصص و إذا تضمنت الشركة على شريك واحد تسمى‬
‫في هذه الحالة مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫ب‪ /‬خصائص شركة ذات المسؤولية المحدودة ‪:‬تمتاز شركة ذات المسؤولية المحدودة بعدة خصائص يمكن إجمالها في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد عدد الشركاء ‪:‬لقد حدد المشرع الجزائري عدد شركاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة ب ‪ 19‬شريكا كحد أقص‬
‫ى إل أنه و بموجب القانون رقم ‪ 27/19‬المؤرخ في ‪ 09/21/1927‬تم رفع عدد شركاء الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة إلى‪ 79‬شريكا كحد أقص ى طبقا للمادة ‪ 769‬من القانون التجار ي‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز التنازل عن حصص الشركة للغير ‪:‬إن هذه الخاصية مستنبطة من خصائص شركات األشخاص إذ ليجوز‬
‫انتقااللحصص إلى الغير في الشركة ذات المسؤولية المحدودة طبقا للمادة ‪ 752‬من القانون التجار ي‪ ،‬التي تؤكد أنه ل‬
‫يجوز إحالةالحصص إلى األشخاص األجانب إل بموافقة أغلبية الشركاء الذين يمثلون ثالثة أرباع رأسمال الشركة‪ ،‬أما‬
‫بخصوص إحالةالحصص بين األزواج واألصو ل و الفروع و عن طريق الرث فان المادة ‪ 759‬من القانون التجاري‬
‫أجازت إحالتها بكل حرية مالم يشترط القانون األساس ي خ الف ذلك‬
‫‪ -‬رأسمال الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 797‬من القانون التجاري أن تحديد رأسمال الشركة يكون طبقا لرادة الشركاء و هو‬
‫التعديل الذي أدخله المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 27/19‬المؤرخ في ‪ ،09/21/1927‬أما قبل سنة ‪1927‬‬
‫فإن رأسمال الشركة يجب أن ل يقل عن ‪299.999‬دج ‪ ،‬مع الشارة بأن المشرع الجزائري في تعديل ‪ 1927‬أجاز‬
‫تقديم حصة عمل في الشركة ذات المسؤولية المحدودة طبقا للمادة ‪ 795‬مكرر من القانون التجار ي‪ ،‬و هي خاصية‬
‫تشترك فيها شركات األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الشركة وعنوانها ‪:‬اشترطت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 794‬من القانون التجاري ذكر عنوان الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة و ذلك بذكر اسم أحد الشركاء أو أكثر على أن تكون هذه التسمية مسبوقة أو متبوعة بعبارة شركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة أو باألحرف التالية "ش‪.‬م ‪.‬م "مع وجوب ذكر رأسمال الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية المحدودة للشريك ‪ :‬إن الشركة ذات المسؤولية المحدودة تشترك في خصائص شركات األموال من حيث أن‬
‫مسؤولية الشريك فيها محددة حسب أسهمه في الشركة طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 794‬من القانون التجاري ‪ ،‬منه‬
‫فإن إفالس الشركة كشخص معنوي ل يؤدي إلى إفالس الشركاء باعتبار أن مسؤولياتهم محددة على حسب حصصهم و‬
‫ل يكتسبون الصفة التجارية‪.‬‬
‫ج‪/‬انقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ :‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات التجارية فإن هناك أسبابا‬
‫خاصة لنقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرض الشركة لخسارة بقيمة ثالثة أرباع من رأسمالها طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 716‬من القانون التجار ي‪.‬‬
‫‪ -‬انقضاء الشركة بعد تحويلها إلى شكل آخر من الشركات ففي هذه الحالة تنقض ي الشخصية المعنوية للشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة ‪.‬مع الشارة بان شركة ذات المسؤولية المحدودة ل تنقض ي بسبب اجتماع الحصص في يد شريك‬
‫واحد و هذا ما تطرقت إليه المادة ‪ 769‬مكرر ‪ 2‬من القانون التجاري التي تؤكد بأنه ل تطبق أحكام المادة ‪ 442‬من‬
‫القانون المدني المتعلقة بالحل القضائي في حالة اجتماع حصص شركة ذات المسؤولية المحدودة في يد واحدة‪ ،‬في هذه‬
‫الحالة تسمى هذه الشركة بمؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية المحدودة التي نص عليه المشرع الجزائري في‬
‫المادة ‪ 794‬من القانون التجار ي ‪.‬‬
‫كما أنه ل تنقض ي الشركة ذات المسؤولية المحدودة بوفاة أحد الشركاء أو إفالسه طبقا للمادة ‪ 716‬من القانون‬
‫التجاري‪ ،‬ومنه فإن الشركة ذات المسؤولية المحدودة تشكل استثناءا عن تأسيس الشركات التجارية بصفة عامة‬
‫بخصوص ركن تعدد الشركاء‪ ،‬إذ أن المشرع أجاز تأسيس مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية المحدودة من شريك‬
‫واحد فقط ‪. 2‬‬
‫‪ .2‬شركة التوصية ‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫تعتبر شركة التوصية من الشركات المختلطة باعتبارها تجمع بين خصائص شركات األشخاص و خصائص شركات‬
‫األموال‪.‬‬
‫أ ‪/‬تعريفها‪ :‬تعرف شركة التوصية بأنها تلك الشركة التي تظم نوعين من الشركاء ‪ :‬شركاء متضامنون يكتسبون صفة‬
‫التاجر و هو مسؤولون عن ديون الشركة بصفة غير محدودة و تضامنية و شركاء موصون ل يكتسبون صفة التاجر و‬
‫مسؤولياتهم‬
‫تكون بحسب أسهمهم في الشركة ‪ ،‬و منه فإن شركة التوصية هي خليط من شركات األشخاص و شركات األموال و‬
‫تنقسم إلىنوعين ‪ :‬شركة التوصية البسيطة و شركة التوصية باألسهم ‪.‬‬
‫ب‪ /‬خصائصها ‪ :‬تمتاز شركة التوصية بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تتضمن على نوعين من الشركاء ‪ :‬إن من خصائص شركة التوصية أنها تتضمن على نوعين من الشركاء‪ ،‬الطائفة‬
‫األولى همالشركاء المتضامنون الذين تطبق عليهم أحكام شركات األشخاص فهم يكتسبون صفة التاجر ومسؤولون عن‬
‫ديون الشركة مسؤولية تضامنية و غير محدودة ‪،‬أما الطائفة الثانية من الشركاء هم الشركاء الموصون الذين يخضعون‬
‫ألحكام شركات األموال فهم ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤولياتهم عن ديون الش ركة محددة حسب أسهمهم في‬
‫الشركة والحصص التي قدموها‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية المحدودة للشركاء الموصين ‪ :‬لقد أكدت المادة ‪ 790/1‬من القانون التجاري على أن مسؤولية الشركاء‬
‫الموصون تتحدد على حسب حصصهم التي قدموها للشركة و التي يجب أن تكون حصص نقدية أو عينية و ل يجوز أن‬
‫تكون حصة عمل‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 790/1‬من القانون التجاري على أنه‪ " :‬يلتزم الشركاء الموصون بديون الشركة‬
‫فقط في حدود قيمة حصصهم التي ل يمكن أن تكون على شكل تقديم عمل " ‪ .‬كما نصت الفقرة األولى من المادة ‪715‬‬
‫ثالثا على أن‪ ":‬تؤسس شركة التوصية باألسهم التي يكون رأسمالها مقسما إلى أسهم بين شريك متضامن أو أكثر له‬
‫صفة التاجر و مسؤول دائما و بصفة متضامنة عن ديون الشركة و شركاء موصين لهم صفة مساهمين و ل يتحملون‬
‫الخسائر إل بما يعادل حصصهم ‪".‬‬
‫‪ -‬عدم اكتساب الشركاء الموصون لصفة التاجر ‪ :‬إن التزام الشركاء الموصون ينحصر فقط في تقديم حصة عينية أو‬
‫نقدية و بذلك فهم ل يكتسبون صفة التاجر و يترتب عن ذلك أن إفالس شركة التوصية ل يؤدي إلى إفالس الشريك‬
‫الموص ي طالما أن مسؤوليته محددة حسب أسهمه في الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قابلية الحصص للتداو ل ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 790‬مكرر ‪ 5‬على أن حصص الشركاء في شركة التوصية غير قابلة‬
‫للتنازل إل بموافقة كل الشركاء بالمقابل من ذلك فإّن ه يجوز أن يتضمن العقد التأسيس ي للشركة على بند يسمح بالتنازل‬
‫عن حصص الشركاء الموصين بكل حرية بين الشركاء‪ ،‬كما يمكن التنازل عن حصص الشركاء الموصين إلى‬
‫األشخاص األجانب عن الشركة بشرط موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الذين يمثلون أغلبية رأسمال‬
‫الشركة‪.‬‬
‫ج‪ /‬إدارة شركة التوصية ‪ :‬إن إدارة شركة التوصية تكون من طرف الشركاء المتضامنين فيتم تعيين المدير إما عن‬
‫طريق العقد التأسيس ي أو عن طريق عقد لحق ‪ ،‬بالمقابل فإّن ه ل يجوز للشريك الموص ى إدارة شركة التوصية طبقا‬
‫للمادة ‪ 790‬مكرر ‪. 7‬‬
‫و في حالة مخالفة الشريك الموص ى لقاعدة الحظر و تدخله في إدارة الشركة في مواجهة الغير و قام بإبرام تصرفات‬
‫باسم الشركة ففي هذه الحالة تتحول صفة الشريك الموص ى إلى شريك متضامن كباقي الشركاء المتضامنين‪ ،‬و هذا ما‬
‫تطرقت إليه المادة ‪ 790‬مكرر ‪ 7‬من القانون ‪ ،‬و كذا المادة ‪ 790‬مكرر ‪2‬فقرة ‪ 1‬التي أكدت أنه إذا كان عنوان‬
‫الشركة يتألف من اسم شريك موص ى فيلتزم هذا األخير من غير تحديد و بالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬
‫د‪ /‬انقضاء شركة التوصية ‪:‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فان شركة التوصية تنقض ي بوفاة أحد‬
‫الشركاء المتضامنين ما لم ينص القانون األساس ي على مواصلة الشركة مع الشركاء المتبقيين أو ورثة الشريك‬
‫المتوفى كما تنقض ي كذلك في حالة إفالس أو الت سوية القضائية ألحد الشركاء المتضامنين طبقا للمادة ‪ 790‬مكرر‬
‫‪.29‬‬

‫‪26‬‬

You might also like