Professional Documents
Culture Documents
ماهية-القانون-التجاري-–-الشركات-التجارية-المقطع-الأول
ماهية-القانون-التجاري-–-الشركات-التجارية-المقطع-الأول
1
مقدمة
القانون التجاري هو فـرع من فرو ع القانون الخـاص يشمل مجموع القواعد القانونية التي تنطبق على األعمال
التجـارية والتـجار.
وقد تطور القانون التجاري بتطور المجتمعات ابتـداء من العصور القديمة في عصر البابليين وا لغـريق والرومان
إلى أصل ما هو عليه ا لن.
وقد أدى هذا التطور السريع والمستمر إلى اتساع مفهوم القانون التجاري في العصر الحاضر ،إذ أصبح األشخاص
يشترون العقارات بقصد إعادة بيعها مثل ما يشتري التاجر أية سلعة منقولة بقصد إعادة بيعها ،بعدما كانت في الماض
ي بعيدة كل البعد عن المجال التجاري ،وهذا ما أدى إلى تسمية القانون التجار ي عند البعض بقـانـو ن األعمال.
وباستقالل الجزائر سنة ،2691بقيت القوانين الـفرنسية سارية إلى غـاية صـدور أمر 57/76المـؤرخ في 19/96/2
657المتضمن القانون التجار ي الجزائر ي .والذي أحتوى عـلى خمس ) (97كـتب ،خصصت للتجار ،العقود
التجـارية ،الدفاتر التجارية ،المحـل التجار ي )البيع والرهن ،اليجار (...األوراق التجارية ،ا لفالس والتسـوية القضـائيـة
والشركات التجـاريـة.
وعرف القانون التجاري الجزائري من تاريخ صـدوره إلى يومنا عدة تعديالت أملتها مقتضيات ،سياسـة،
اقتصادية...
وستـتناول هذه الدراسة ،التي اعتمدنا فيها على أسلوب ي التبسيـط وا لختصار لدوافع عدة ،تأتي في مقدمتها أن
طالب السنة األول ى في حاجة إلى تشبع أفكاره ببعض المصطلحات وا ألفكار ،التي عليه اللمام بها )بحكم
التخصص( .من جهة فأن هذه المحاور ،ستشرح و ت ـثـر ى من طرف الزمالء ا ألساتذة على مستوى مختلف
المراكز.
ومن جهة أخرى لم نتطرق في هذه المحاضرات للعديد من العناصر رغم أهميتها في في مادة القانون التجاري )
على غرار المحل التجاري مثال( ،وذلك احتراما لمحتوى برنامج المادة المفصل في عرض التكوين الخاص بطلبة
الليسانس محاسبة ومالية .كما وأنه نظرا لقصر مدة السداس ي ،ارتأينا عدم التطرق لمحور الفالس والتسوية القضائية
،ألن الطالب سيتناولها في شكل مقياس منفرد في السداس ي الثالث.
المقطع األول :ماهـية القـانون التـجـار ي -الشركات التجارية
يتضمن هذا المقطع محورين أساسيين ،يتم دراستهما على النحو التالي:
المحو ر األول :ماهية القانون التجاري
أوال /مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى
إن دراسة مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى ،تقتض ي التطر ق لتعريف القانون
التجاري ،تطوره التاريخي وكـذا عالقته بمختلف فروع القانون األخرى .
/1تـعريف القانون التجـاري:
أ /تعريف القـانون التجـار ي
لم يتوصل فقهاء وكتاب القانون التجاري إلى وضع تعريف مـوحد للقانون التجاري ،وَم ّر د ذلك أن هنـاك من أعتمد في
تعريفه للقانون التجاري على المذهب الشخص ي والبعض ا لخر على المذهب الموضوعي ،وإن كان غالبية الفقهـاء
يأخذون بالمذهبين معا ،وسنحاول خالل هذا المطلب التطرق إلى البعض منهـا.
عرف الفقيه جورج ريبـر (( George Ripertالقانون التجاري على أنه :قانون العمليات القانونية التي يقوم بها
التجار سواء فيما بينهم أو مع عمالئهم.
والقانون التجاري عند البعض" :هـو مجموعة من القواعد القانونية التي تنطبق على طائفة معينة من األعمال التجارية
وعلى طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية هم التجار".
كما عرف القانون التجاري" :بأنه ذلك الفرع من فروع الفانون الخاص الذي يحدد طبيعة وآثار و التفـاقيات المعقودة إما
بواسطة التجار أو بصدد وقائع وأعمال تجارية".
وتعريف القانون التجاري عند غالبية الفقهاء يأخذ بالمذهبين معا ،المذهب الشخص ي الذي يعتمد على طائفة معينة من
األشخاص هم التجار وطائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية ،فيعرفونه بأنه" :ذلك الفرع من فروع
القانون الخاص الذي ينطبق على طائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية وعلى طائفة معينة من
األشخاص هم التجار وأحكامه وقواعد محتواه داخل مجموعة قانونية هي المجموعة التجارية".
التقنين التجار ي الجـزائر ي () CODE DE COMMERCE
2
صدر القانون التجاري الجزائري سنة 2657بموجب أمـر 57/76المؤرخ في 19سبتمبر .2657والذي أحـتوى
على 142مـادة ،تضمنت خمس ) (97كتب
وطرأت على القانون التجاري الجزائري منذ تاريخ صدوره -2657-إلى يومنا هذا عدة تعديالت وتـمـم
أحيانا .
/2عالقة القانون التجاري بمختلف فروع القانون األخرى
إن تطبيقات القانون التجار ي )التجار ،التجارة ،الشركات التجارية (...تستوجب ا لرتباط ببعض فروع القانون الخاص
وكذا بعض فروع القانون العام ،وسنحاول بيان ذلك ولو باختصار.
أ /عالقة القانون التجاري بالقانون المدني
استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني ،ليست استقاللية مطلقة كليا ،فالقانون المدني باعتباره المرجع العام -
الشريعة العامة -يرجع إليه في كل مرة عندما ل نجد حكما خاصا في القانون التجاري .وهذا ما نصت عليه المادة األول
ى مكرر من ا لمر 15-69المذكور أعاله بقولها" :يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار ،وفي حالة عدم
وجود نص فيه يطبق القانون المدني."...
ومن أمثلتنا على ذلك بالنسبة للتشريع الجزائري ،سن الرشد فيما يخص التاجر ،تعريف الشركة...
ب /عالقة القانون التجاري بفروع القانون العام
إذا كانت خصوصية القانون التجاري تجعل موضوعه يختلف عن موضوع فروع القانون األخرى ،ال أن التجارة
قد تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام ،فالقانون الدستوري يقر ر حرية التجارة ويكفلها والقانون ا لداري يفرض
قيودا على التجارة ،والقانون المالي يحدد القواعد المتعلقة بالجـباية)الضرائب والرسوم ...(،وقانون العقوبات يقرر
قواعد قانونية لحماية الجمهور والتجارة كالقواعد التي تعاقب على المنافسة غير المشروعة والغش وتقليد الع المات
التجارية.
هذا وبا لضافة إلى ما سبق ذكره ،فإن للقانون التجاري عالقة بفروع القانون األخرى مثل القانون الدولي العام
والقانون الدولي الخاص...إلخ
ت /عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد
يرى البعض أن الصلة الوثيقة بين القانون التجاري وعلم القتصاد أساسها ما يتركه كل منهما من أثر على ا لخر،
فالنشاط القتصادي واتساعه أدى إلى خلق قواعد قانونية جديدة في المجال التجاري والجوي والصناعي والمالي مثل
عقود النقل والتامين وعمليات البنوك ،كما أن هذه الصلة بينهما جعلت البعض يرى في القانون التجار ي النشاط
القتصادي.
ثانيا /األعمال التجـارية
أمام عجز المشرع والقضاء عن تعريف العمل التجاري بواسطة معيار واحد موحد ،إذ أوردت مختلف التشريعات
عدة أنواع لألعمال التجارية ،بما فيها المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائر ي -الذي لم يعرف األعمال
التجارية وإنما اكتفى بتعدادها فقط )في المواد .(94 ،90 ،91
حاول الفقه التصدي لحل هذه المشكلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي أثارت خالفا في القانون التجاري .فاختلفت ا
لراء وتباينت في تحديد المعايير .ورتب الفقه على تمييز العمل التجاري عن العمل المدني عدة نتائج من حيث التضامن،
قواعد الثبات ،ا لختصاص القضائي....إلخ
وباختصار نتناول كل من معايير تمييز األعمال التجارية عن المدنية ،و أنواع األعمال التجارية
* تحديد األعمال التجارية وأهميته
تقتض ي دراسة تحديد األعمال التجارية وأهميته أن نقسم هذا الفصل إلى مبحثين :المبحث األول معايير العمل
التجاري؛ وفي المبحث الثاني أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال التجارية.
/1معايير التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية
من أجل التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني أوجد الفقه عدة معايير ،أستند البعض إلى ا لعتبارات القانونية
-أنصار المذهب الشخص ي – في حين أقام البعض – أنصار المذهب الموضوعي – نظريتهم على ا لعتبارات
القتصادية.
أ /المعايير الموضوعي:
ينظر أنصار هذه المعايير إلى القانون التجاري على أنه قانون نشاط تجاري بغض النظر عن صفة القائم به سواء
كان تاجرا أم غير تاج ر .وحسب أنصار هذه النظرية فإّن العمل التجاري يقوم على فكرة المضاربة وآخرون يرون
أن فكرة الوساطة هي معيار العمل التجاري والبعض ا لخر دمج فكرة التداول والمضاربة معا.
3
نظرية المضاربة أ-1-
نادى بعض الفقه بربط العمل التجاري بفكرة المضاربة ،فالعمل التجاري في نظرهم هو من الناحية الجوهرية عمل
مضاربة أي عمل يسعى أساسا إلى تحقيق الربح .أما األعمال التي تتم دون هدف تحقيق كسب مادي من ورائها فال
تدخل في نطاق األعمال التجارية وإنما تعتبر أعمال مدنية.
وعلى الرغم من وجاهة هذا المعيار)النظرية( ،ال أنه ل يمكن ا لعتماد عليه مطلقا ،كون أن مختلف النشاطات
النسانية تهدف إلى تحقيق الربح مثل المحامي ،الطبيب ،المهندس...الخ كلهم يمارسون عملهم سعيا وراء تحقيق كسب
مادي.
نظرية التداو ل أ-2-
جاء بهذه النظرية ا ألستاذ تالير ومؤداها أن التجارة تعني التداول ،ويقصد بهذا المصطلح تداول النقود ،البضائع
والسندات .ويعني في مفهومه العام تحريك البضائع وانتقالها مثل انتقال البضاعة من المنتج إلى التاجر وبعد إلى
المستهلك.
وفي نظر البعض أنه رغم أهمية عنصر التداول في تحديد األعمال التجارية ،فال يكفي ا لعتماد عليه لوحده ،ذلك أن
الوساطة في تداول الثروات الذي ل يستهدف تحقيق الربح ل يعد من قبيل األعمال التجارية ،كما هو عمل الجمعيات
التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة ،فهو يدخل في مجال األعمال المدنية.
نظرية التداول بقصد المضاربة أ-3-
يرى أنصار هذا المعيار أن العمل التجاري هو التوسط في تداول الثروات بقصد الربح ويقدمان مثال لذلك الشراء
ألجل البيع الذي يقوم بعملية التوسط في تداول الثروات يصبح عمال تجاريا كما كان غرضه تحقيق الربح .كما يرى
أنصار هذا المعيار أن القانون التجاري هو قانون األعمال وبواسطة المعيار الموضوعي وخاصة نظرية التداول بقصد
المضاربة نستطيع تحديد نطاق القانون التجاري مع إهمال فكرة المقاولة أو المشروع.
وإلى جانب ما تقدم نجد هناك من أعتمد في تحديد العمل التجاري على نظرية الوساطة )ليون كان ورينو( ،إذ يرى
أن الصفة التجارية تثبت لألعمال القانونية التي ينتج عنها الوساطة بين المنتج والمستهلك .ويعترفان من جهة أنه ل
يوجد في الحقيقة معيار جامع مانع لكافة األعمال التجارية.
ب /المعايير الشخصية
يعتمد أنصار هذا المذهب -المذهب الشخص ي -في تحديد نطاق القانون التجاري القائم بالعمل والنشاط أي على
التاجر ،فالقانون التجاري عندهم هو قانون التجار ،وهذا ما يوضح أن هذه المعايير عكس المعايير الموضوعية التي
تعتمد على العمل.
وسنحاول بيان فحوى هذه المعايير – ولو باختصار -في الفروع التالية:
ب -1-نظرية الحرفة
أول من نادى بهذه النظرية العميد جورج ريبر ،والتي تعتمد على الشخص الذي يحترف عمال ما لتحقيق ربح،
فالعمل التجاري هو ذلك العمل الذي يقوم به التاجر ويكون متصال بحرفته التجارية .على العكس فاألعمال التي يمارسها
التاجر لغير حاجات حرفته التجارية كشراء أشياء لستعماله الشخص ي )الخاص( تظل على حالها مدنية.
إل أن هذه النظرية انتقدت من خالل:
-عدم تحديد مفهوم الحرفة ،ذلك أن التشريعات لم تتطرق لذلك والسؤال الذي يطرح في هذا المجال كيف يمكنا
لعتماد على عنصر الحرفة لتحديد العمل التجاري.
-اعتماد عنصر الحرفة يؤدي إلى إخراج بعض األعمال التي هي في حقيقتها تجارية من نطاق القانون التجاري
ألنها ل تصدر عن شخص يحترف التجارة.
ب -2-نظرية السبب
صاحب هذه النظرية ا ألستاذ ديفران ،الذي اتخذ سندا تشريعيا لهذه النظرية ،المادة 901من القانون التجاري
الفرنس ي ،حيث أن فكرة السبب تكمن في عملية الشراء ألجل البيع والغرض المنشود لدى المشتري هو إعادة البيع
قصد تحقيق الربح أي القصد العنصر الجوهري والمعنوي الكامن في الشخص القائم بالعمل.
وهذه النظرية أيضا وجهت لها انتقادات على أساس أن الباعث والدافع إلى التعاقد أمر خفي ل يمكن الوقوف عليه
بالنسبة للتاجر أو غير التاجر.
ب -3-نظرية المقاولة أو المشروع
4
صاحب هذه النظرية ا ألستاذ )اسكارا (ESCARAالذي يري أن إسباغ الصفة التجارية على أي عمل ل يستند إلى
هدفه أو جوهره أو صفة الشخص القائم به ،وإنما إلى الصورة التي يمارس فيها هذا العمل .وعلى ذلك فالعمل التجاري
هو العمل الذي يتخذ شكل المقاولة أو المشروع ،أي الذي يتم على وجه التكرار بناًء على تنظيم مهني سابق .والقانو ن
التجاري هو قانون األعمال التي يتوافر لها عنصر المقاولة أو المشروع.
وهذه النظرية أيضا لم تسلم من النقد ،من بين هذه ا لنتقادات:
-ل تصلح هذه النظرية في ظل التشريع القائم أن يكون أساسا للقانون التجاري ،فهناك أعمال تعتبر تجارية بحسب
القانون حتى ولو وقعت مرة واحدة.
-إن ا ألخذ بهذه النظرية يقودنا إلى البحث عن معيار التفرقة بين المشروع التجار ي والمشروع المدني.
موقف المشرع الجزائري :إن القانون التجاري الجزائري حديث العهد نسبيا ،حاول فيه المشرع ا لخذ بمحاسن كل
النظريات وما وصلت إليه التشريعات الحديثة.
حيث أخذ في المادة األول ى بالمذهب الشخص ي ،بينما نص على سبيل المثال على األعمال التجارية بحسب
الموضوع في المادة الثانية ).(91
/2أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية
تتجلى أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية فيما تترتب عليه من خضوع المعامالت التجارية
لنظامقانوني خاص يشتمل على مجموعة من القواعد تعكس حرص المشرع على مراعاة عنصري السرعة وا لئتمان،
أهمسمات الحياة التجارية ويتعلق جزء من هذه القواعد با لختصاص القضائي وبالثبات...إلخ.
وسنحاول بيان ذلك فيما يأتي:
:أ /ا الختصاص القضائي :ا لختصاص القضائي نوعان
أ- 2-ا لختصاص النوعي؛ أ -1-ا
لختصاص المحلي؛
أما ا لختصاص النوعي ،نجد بعض الدو ل اعتنقت مبدأ تخصيص قضاء خاص ينظر في المنازعات التجارية فقط.
بمعنى أن القضايا التي ترفع ضد التاجر أو عن األعمال التجارية بغض النظر عن األطراف س واء كانوا أم ل ،فإن
المحاكم المختصة هي المحاكم التجارية وليس المحاكم المدنية.
أما في الجزائر ،فلم يؤخذ فيها بنظام المحاكم التجارية وإنما جعل ا لختصاص شامال للمنازعات المدنية والتجارية
على أن تطبق قواعد القانون المدني على األول ى ،وقواعد القانون التجاري على الثانية.
وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة 10من قانون الجراءات المدنية والدارية الصادر سنة .1991
أما فيما يتعلق با لختصاص المحلي أو القليمي فإن المادة 05من قانون الجراءات المدنية والدارية تنص على
القاعدة العامة في مجال التقاض ي الذي يرجع فيه ا لختصاص لمحكمة موطن المدعى عليه مع مراعاة أحكام المواد
01و 06و 49من نفس القانو ن ،أي قانون 91/96المؤرخ في 17فبراير 1991المتضمن قانون الجراءات
المدنية والدارية.
ب /قواعد اإلثبات
المبدأ هو حرية الثبات في المعامالت التجارية وبالتالي يجوز إثبات التصرفات القانونية التجارية مهما كانت قيمتها
بكافة طرق الثبات وهذا ما نصت عليه المادة 09ق.ت.ج بقولها :يثبت كل عقد تجاري :بسندات رسمية ،بسندات
عرفية ،بفاتورة مقبولة ،بالرسائل ،بدفاتر الطرفين ،الثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها.
مع مراعاة ا لستثناء الوارد على هذا المبدأ ،إذ اشترطت المادة 747ق.ت.ج الكتابة الرسمية بالنسبة لعقد الشركة.
وتعتبر القواعد المتعلقة بالثبات من أهم القواعد التي وضعها المشرع لتبسيط المعامالت التجارية .ذلك أن انعقاد
العقود التجارية يتطلب السرعة والتحرير من الجراءات والقيود البطيئة.
أما القاعدة العامة لإلثبات في المادة 000من القانون المدني الفقرة األول ى تنص) :في غير المعامالت التجارية
إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمته على 299999دج أو كان غير محدد القيمة فال يجو ز الثبات بالشهود في وجوده
أو انقضائه ما لم يوجد نص يقض ي بغير ذلك (.ت /التضامن
قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من المسائل التي استقرت في المسائل التجارية واحترمها
القضاءوطبقها .وهذا بخالف قواعد التضامن في الروابط المدنية التي ل يمكن تقريرها إل بنص أو اتفاق وهذا مما
أوضحتهالمادة 125ق.م.ج .
5
غير أنه في المسائل التجارية فيجوز نفي التضامن بنص في العقد ،ما لم ينص القانون بنص آمر على فرض
التضامن ،ومن أمثلتنا على ذلك نص المادة 772ق.ت.ج ،التي تقض ي بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم
مسـؤولـون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة.
ث /ا إلعـذار
يقصد با لعـذار وضع المدين وضع المقصر في تنفيذ التزامه بإثبات تأخره في الوفاء به ،ذلك أن مجرد حلول أجل
اللتزام ل يفيد تقصير المدين ما لم يسجله الدائن عليه بال لعـذار.
أما ا لعذار في المسائل التجارية فقد جرى العرف على أنه يكفي أن يتم ا لعـذار بخطاب عادي دون حاجة إلى أي
ورقة من األوراق الرسمية نظرا لما تتطلبه التجارة من سرعة.
ج /المهلة القضائية )مهلة الوفاء(
يجوز للقاض ي في المواد المدنية أن يمنح المدين مهلة لتنفيذ التزامه إذا استدعت حالته ذلك ،على شرط أن يكون
المدين حسن النية ول يترتب على هذا التأجيل ضرر جسيم بالدائن المادة 129ق.م.ج .ول يجوز منح هذه المهلة في
المواد التجارية والسبب في ذلك أن التجارة قوامها السرعة وا لئتمان مما يتطلب تنفيذ اللتزامات الناشئة عن العقود في
أسرع وقت.
ح /النفاذ المعجل
ل تكون األحكام الصادرة في المواد المدنية قابلة للتنفيذ ال بعد أن تحوز على قوة الش يء المحكوم فيه .أما األحكام
الصادرة في المعامالت التجارية فهي تمتاز بالنفاد المعجل ،رغم المعارضة وا لستئناف ،بشرط تقديم كفالة من قبل
التاجر الصادر الحكم لمصلحته .ومن أمثلتنا على ذلك ما تنص عليه المادة 115ق.ت.ج ،فيما يخص حكم الفالس.
خ /اإلفالس
إن قواعد الفالس ل تنطبق ال على التجار ،حيث أجاز القانون شهر إفالسهم متى توقفوا عن دفع ديونهم التجارية،
وقد رعى القانون التجاري في هذه األحكام ،التضييق على المدين التاجر حماية لدائنيه وتوثيقا لالئتمان .وقواعد
الفالس ل تطبق إل على التجار دون غيرهم ألن األشخاص المدنية يطبق عليهم نظام ا لعسار.
د /اكتساب صفة التاجر
من فائدة التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية أن ممارسة األعمال التجارية من قبل شخص ما تكسبهصفة
تجارية وتترتب على هذه الصفة نتائج هامة تكسبه حقوقا وتترتب واجبات مثل إخضاعه للقيد في السجل
التجاري،اللتزام بمسك الدفاتر التجارية ،كما يطبق عليه نظام الفالس.
ذ /التقادم
إن التقادم المسقط فيه يتقادم الحق نتيجة سكوت صاحبه عن المطالبة به مدة معينة من الزمن ،حيث تسقط حقوقه بعد
مرور تلك المدة المحددة قانونا .ولقد حددها القانون الجزائري ب 27سنة )المادة 265ق.م.ج(.
أما في المسائل التجارية فقد مدة التقادم تحديدا قصيرا ،ففي الشركات التجارية على سبيل المثال حددت المادة
555ق.ت.ج تقادم كل الدعاوى ضد الشركاء غير المصفين بمرور خمس) (97سنوات.
وبالمقابل ذلك حددت المادة 492ق.ت.ج تقادم السفـتجة بممض ي ثالثة ) (90أعوام من تاريخ ا لستحقاق.
ر /الرهن الحياز ي
يختلف الرهن التجاري عن الرهن المدني .فإذا كان هذا ا ألخير -الذي يخضع ألحكام القان ون المدني -عند عدم
وفاء المدين بالتزاماته يتبع الدائن إجراءات طويلة تستغرق زمنا طويال.
ففي المسائل التجارية نصت المادة 00ق.ت.ج على أنه :إذا لم يتم الدفع في ا لستحقاق جاز للدائن خالل خمسة
عشرة ) (27يومًا من تاريخ تبليغ عا د حاصل للمدين أو الكفيل العيني من الغير إذا كان له محل أن يشرع في البيع
العلني لألشياء المرهونة.
أما الفوائد القانونية ،ما يمكن أخذه من حكم المواد 479 ،477 ،474ق.ت.ج .أن المشرع الجزائري أجاز التعامل
بها في بعض المجا لت وحرمها في البعض ا لخر.
-3أنواع األعمال التجارية
نص القانون التجاري الجزائر ي -متأثرا بالتشريع الفرنس ي -على ثالث أنواع من األعمال التجارية
وهي:
-األعمال التجارية بحسب موضوعها )المادة(91؛
-األعمال التجارية بحسب الشكل )المادة(90؛
6
األعمال التجارية بالتبعية )المادة.(94 -
وذهب الفقهاء إلى حد القول بوجود أعمال مختلطة ،بحيث يكون العمل الواحد تجاريا بالنسبة
لطرف من أطراف العقد ومدنيـا بالنسبة للطرف ا لخر.
وسنحاول خالل هذا الفصل بيان ذلك وفق المباحث التالية:
أ /األعمال التجارية الموضوعية
تسمى هذه األعمال أيضا باألعمال ا ألصلية أو بحسب القانون ،وهذه األعمال حسب نص المادة) 91ق.ت.ج( هي:
كل شراء للمنقولت لعادة بيعها أو بعد تحويلها وشغلها، -
// //للعقارات لعادة بيعها، -
كل مقاولة لتأجير المنقولت أو العقارات -
// //لإلنتاج أو التحويل أو ا لصالح -
// //للبناء أو الحفر أو لتمهيد ا ألرض -
//للتوريد أو الخدمات // -
// //لستغالل المناجم أو الناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات ا ألرض األخرى -
// //لستغالل النقل وا لنتقال -
//لستغالل المالهي العمومية أو ا لنتاج الفكر ي // -
//للتأمينات // -
//لستغالل المخازن العمومية // -
//لبيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو ا ألشياء المستعملة بالتجزئة // -
كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة -
// //توسط لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية والقيم العقارية -
كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع وإعادة بيع السفن للمالحة البحرية -
كل شراء وبيع لعتاد أو مؤمن للسفن -
كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة -
كل عقود التأمين والعقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية -
كل التفاقيات والتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وإيجارهم -
كل الرحالت البحرية، -
من خالل استقرائنا لهذه ا ألنواع من األعمال التجارية الموضوعية،نـالح ظ أن هناك أعمال ل تكو ن
تجارية إل إذا وردت في شكل مقاولة ،وان هناك أعمال تتم بصورة منفردة.
أ -1-األعمال التجارية المنفردة
يدخل ضمن هذه األعمال ،كل شراء منقولت لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها وشراء العقارات لعادة بيعها،
العمليات المصرفية والسمسرة وعمليات الوساطة لشراء وبيع العقارات أو المحالت التجارية...
وعليه فإن هذه األعمال أعتبرها المشرع أعمال تجارية ولو تمت مرة واحدة ومن قبل أشخاص ل يتمتعون بالصفة
التجارية .وسنحاول الوقوف أمام البعض منها ولو باختصار.
الشراء ألجل البيع: -
أعتبر المشرع الجزائري الشراء ألجل البيع عمال تجاريا ،بمعنى من اشترى سلعة بقصد بيعها من أجل تحقيق الربح
،يخضع ألحكام القانون التجاري في جميع المنازعات الناتجة عن هذا العمل بغض النظر عن صفته ويكتسب الصفة
التجارية بما له من حقوق وما عليه إذا أتخذ من هذه األعمال مهنة له.
وإذا ما حاولنا التمعن في الفقرة األول ى من نص المادة الثانية ) (91التي تنص" :كل شراء للمنقولت والعقارات
لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها ".لوجدنا أن هذا العمل التجاري يتألف من ثالث عناصر لكل واحد منها أهمية.
العنصر األول :أن يكون هناك شراء -
7
-العنصر الثاني :أن محل الشراء منقول أو عقارا
-العنصر الثالث :أن الشراء بقصد البيع
ويضيف الفقه والقضاء عنصرا رابعا وهو قصد تحقيق الربح.
أ -2-المقاوالت التجارية
حسب المادة الثانية ) (91ق.ت.ج فإّن ه إلى جانب األعمال التجارية المنفردة هناك طائفة أخرى من األعمال التجارية
يشترط لكتسابها الصفة التجارية صدورها في شكل مقاولة أو مشروع.
والمقاولة من وجهة نظر ا ألستاذ أسكارا ":بأنها تكرار األعمال التجارية على وجه ا لحتراف بناًء على تنظيم مهني
سابق".
ما يمكن استخالصه من هذا التعريف أنه يشترط في المقاولة توافر شرطين لكسب الصفة التجارية:
أ .تكرر العمل التجاري :فالعمل المنفرد ل يكفي لقيام المقاولة ،بل لبد من تكرار العمل بطريقة منتظمة واعتيادية.
ب ـ وجود تنظيم مهني :يهدف إلى القيام بهذا العمل ،ويتمثل في مجموع من الوسائل المادية وا ألدوات والعمال،
ووضع هذه العوامل جميعا في مكان خاص ،والمضاربة عليها قصد الغرض المقصود إل وهو الربح .
وبالرجوع إلى المادة الثانية ) (91ق.ت.ج ،نجد المشرع الجزائري – قانون التجاري الجزائر ي -نص على أحدى
عشرة
) (22نوعا من األعمال التجارية في شكل المقاولت.
ب /األعمال التجارية بحسب الشكل
نص عليها القانون التجاري الجزائري في المادة الثالثة ) (90بقولها" :يعد عمال تجاريا بحسب شكله- ":
التعامل بالسفتجة بين كل التجار
-الشركات التجارية
-و كا لت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها
-العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية
-كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية
ب -1-التعامل بالسفتج ة
يطلق عليها أيضا "سند السحب ،والكمبيالة" ،واعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل،
والسفتجة هي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددها المشرع الجزائري في المادة 069ق.ت.ج ،تتضمن أمرا صادرا من
شخص هو الساحب إلى شخص آخر هو المسحوب عليه بأن يدع ألمر شخص ثالث هو المستفيد مبلغا معينا من النقود
بمجرد ا لطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعين.
وتعتبر السفتجة من أهم األوراق التجارية ألنها تتضمن جميع العمليات التي يدو ر حولها قانون الصرف وتفترض
السفتجة وجود ثالث أشخاص .وشكلها على النحو التالي؛
8
ب -2-الشركات التجارية
لقد اتجه المشرع إلى اعتبار أنواع معينة من الشركات من قبيل الشركات التجارية حتى ولو كانت تقوم بنشاط مدني،
قاصدا بذلك إخضاع هذه ا ألشكال من الشركات لقواعد القانون التجاري سيما ألحكام الفالس حماية لمن يتعاملون
معها.
ومثال ذلك شركات التضامن ،شركات المساهمة ،شركات التوصية ،شركات ذات المسؤولية المحدودة.
ب -3-الوكالة ومكاتب األعمال
تلك المكاتب التي تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معين أو مقابل نسبة معينة من قيمة الصفقة التي توسط بها ،ومثال
ذلك تخليص البضائع من الجمارك ،تسجيل براءات ا لختراع...
ب -4-العمليات المتعلقة بالمحالت التجارية
أعتبر المشرع الجزائري حسب الفقرة 94المادة 90من القانون التجاري جميع العمليات المتعلقة بالمحل التجاري
من بيع وشراء وتأجير ورهن من األعمال التجارية بحسب الشكل بغض النظر عن شخصية القائم بالعمل تاجرا كان أم
غير تاجر.
ب -0-العقود المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية
لقد جاء نص المشرع الجزائري مطلقا ،حيث أضفى الصفة التجارية على عقود تجارية متعلقة بالجارة البحرية
والجوية ،وما يمكن مالحظته أن النص اقتصر الصفة التجارية على العقود وحدها دون سائر اللتزامات الناشئة عن
المصادر األخرى .
ت /األعمال التجارية بالتبعية
نص المشرع الجزائري على هذا النوع من األعمال التجارية في الماجة الرابعة بقولها" :يعد عمال تجاريا بالتبعية:
-األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره؛
-اللتزامات بين التجار؛
ويقتض ي دراسة هذا النوع من األعمال الوقوف أمام النقاط التالية:
ت -1-أساس وشروط النظرية
-أساس النظرية :لها أساس منطقي وأساس قانوني
أما فيما يتعلق با ألساس المنطقي أو العملي :يقتض ي إضفاء الصفة التجارية على كل األعمال التجارية المتعلقة
بمهنة التاجر ،حتى تكون الحياة التجارية وحدة ل تتجزأ ولكي تخضع جميع األعمال لنظام قانوني واحد ،سواء تعلق ا
ألمر بالقانون الواجب التطبيق أو با لختصاص القضائي.
أما ا ألساس القانوني ،لقد أستند لنص المادة الرابعة المذكورة أعاله.
-شروط النظرية :وتتمثل هذه الشروط في:
-2صدور العمل من التاجر ،أي توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل.
-1أن يكن العمل متعلقا بممارسة تجارية أو ناشئا عن اللتزامات بين التجار ،ومثال ذلك أن يشتري تاجر جها زا
للتبريد ،فالعملية هي مدنية ،إل أنها تجارية لتعلقها بالنشاط التجاري الذي يمارسه التاجر.
ت -2-ميدان تطبيق النظرية
ل يقتصر تطبيق النظرية على العالقات التعاقدية بل يمتد أيضا إلى العالقات غير التعاقدية.
أ -اللتزامات التعاقدية :هناك كثيرة في هذا المجال منها:
-شراء التاجر أثاثا لمحله
-عقد التأمين ضد الحريق أو السرقة
-عقد اليجار
-جميع العمليات التي يجريها التاجر مع البنوك
-عقد ا لستخدام...إلخ
ب -اللتزامات غير التعاقدية :وهي اللتزامات التي تحدث بسبب النشاط التجار ي اللتزام الناش ئ عن المنافسة غير
المشروعة ،اغتصاب ا لسم التجاري لتاجر آخر.
مالحظة :هناك أيضا بعض األعمال المدنية بالتبعية وهي اللوازم وا ألدوات التي يشتريها المزارع والطبيب
لممارسة مهامهما.
9
ث /األعمال المختلطة
وهذه األعمال لم ينص عليها المشرع وإنما أضافها الفقه ،وتلك األعمال هي تجارية لطرف ومدنية بالنسبة للطرف
الثاني ،ونشأ عن هذا النوع من األعمال عدة مشاكل ،فيما يخص الثبات وا لختصاص القضائي.
رابعا /التاجر:
بينا فيما تقدم أن المشرع الجزائري في تحديد نطاق القانون التجار ي أعتمد على المذهبين معا ،النظرية الموضوعية
القائمة على األعمال التجارية ،والنظرية الشخصية – الذاتية -القائمة على الشخص الذي يباشر أو يمارس األعمال
التجارية.
وتكتسب صفة التاجر أهمية بالغة تتمثل في المركز القانوني الخاص لمن له تلك الصفة أو الثار القانونية التي تترتب
عليها .إذ وضع المشرع نظاما قانونيا خاصا ل يخضع له ال من له صفة التاجر من الناحية القانونية.
وسندرس في هذا الباب محورين أساسين هما:
-تعريف التاجر وشروط اكتساب صفة التاجر؛
-التزامات التاجر؛
/1تعريف التاجر
حسب المادة األول ى من أمر 69/15المؤرخ في 96ديسمبر .2669
المعدل والمتمم لألمر 57/76المؤرخ في 2657-96-19والمتضمن القانون التجاري" :يعد تاجرا كل شخص
طبيعي أو معنوي يمارس عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقض القانون بخالف ذلك".
يتضح من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري أستند في تحديد صفة التاجر إلى نظرية األعمال التجارية ،أي ل
يرتبط بانتمائه إلى هيئة أو حرفة أو طائفة معينة.
كما أن احتراف األعمال التجارية ل يقتصر على األشخاص الطبيعيين – ا ألفراد -بل تحترفها أيضا األشخاص
المعنوية مثل الشر كات التجارية.
كما يمكن أخذه من نص المادة األول ى -حسب التعديل الجديد – أن المشرع الجزائري استبدل مصطلح حرفة
بكلمة مهنة ،وإن كان يراها البعض أوسع من مصطلح الحرفة.
كما تناولت بعض التشريعات أنواع أخرى للتاجر ،حيث نجد:
أ /التاجر الظاهر :ومثاله الشخص الذي أعلن للجمهور عن افتتاح محله التجاري وإن لم يمارس عمال تجاريا .وفي نظر
البعض أنه "لحماية الناس والتاجر معا".
ب /التاجر المستتر :وهو الشخص الذي يمارس التجارة باسم مستعار ،أو عندما يستتر وراء شخص آخر ،في الغالب
بذلك األشخاص الذين لم يسمح القانون ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة...إلخ.
وفي نظر البعض أن الحكمة من اعتبار هؤلء تجارا هي حماية الغير الذي يعتمد على الوضع الظاهر.
وما يالحظ من جهة أخرى على أدبيات الدراسة أن الفقه لم يوِل أهمية بالغة لتعريف التاجر.
/2شروط اكتساب صفة التاجر
من خالل استقرائنا ألدبيات الدراسة التي تناولت هذا الموضوع نستشف أن كل التشريعات – وإن اختلفت -تعتبر
أنه ل يعد تاجرا ال الشخص أو األشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوص عليها في تشريعاتها المختلفة.
وبالرجوع إلى نص المادة األول ى )ق.ت.ج( التي تنص" :يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال
تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقض القانون بخالف ذلك".
وعليه يشترط لكتساب الصفة التجارية:
-احتراف العمل التجاري؛
-توفر األهلية في الشخص الذي يرغب ممارسة التجارة؛
وأضاف الفقه شرطا ثالثا وهو :أن يقوم التاجر بممارسة العمل التجاري لحسابه الخاص.
كما تضيف بعض التشريعات مثل ألمانيا شرطا آخرا لكتساب صفة التاجر وهو القيد في السجل التجاري.
وهذا ما نحاول توضيحه في المطالب التالية:
أ /احتراف األعمال التجارية
تقض ي دراسة احترف األعمال التجارية التطرق إلى:
10
-2مفهوم ا لحتراف :يقصد به ممارسة األعمال التجارية بصورة منتظمة بقصد اتخاذه مهنة لشباع حاجاته .وأن
تكون ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة.
-0محل ا لحتراف وإثباته :يجب أن يكون محل)موضوع( ا لحتراف مشروعا ،أي غير مخالف للنظام العام.
ويتم إثبات ا لحتراف بكافة طرق الثبات ،ويقع عبء الثبات على من يدعي .وإثبات ا لحتراف مسألة موضوعة
يفصل فيها قاض ي الموضوع ول يخضع في فصله لهذه الوقائع ال لرقابة المحكمة العليا.
ويتم إثبات ا لحتراف أيضا بالقيد في السجل التجاري ،وهذا وفقا للتعديل الصادر سنة ،2669فيما يخص المادة
12ق.ت.ج.
-3نهاية ا لحتراف :يتم ذلك عن تصفية أعماله التجارية أو في حالة شهر إفالسه...إلخ.
ب /أن يتم ا الحتراف على وجه ا الستقالل أي قيام الشخص بأعمال تجارية لحسابه الخاص
إن اعتياد الشخص لألعمال التجارية بطريقة منتظمة ل يكفي لكتساب صفة التاجر ،لبد أن يتخذ منها مصدرا رئيسيا
لالرتزاق .وعليه فإذا قام شخص بأعمال تجارية لغير حسابه فال يتحمل تلك المخاطر .كما أن الشريك في شركات
المساهمة وشركات ذات المسؤولية المحدودة – عكس الشريك في شركات التضامن – ل يسأل عن التزامات الشركة
البقدر الحصة التي قدمها.
ت /األهلية التجارية
لكتساب صفة التاجر يجب أن يكون الشخص متمتعا باألهلية الالزمة لحتراف التجارة .أما فيما يخص أهلية الشخص
ا لعتباري ،أوضحت المادة 79من القانون المدني الجزائر ي.
ولم يتضمن القانون التجاري الجزائري حكما خاصا بسن الرشد التجا ر ي ،وبالرجوع إلى القواعد العامة ،نجد
المادة 49الفقرة الثانية حددت سن الرشد ب 26سنة كاملة .مع مراعاة ما تنص عليه المادتان 41و 40من القانون
المدني فيما يخص عوارض األهلية.
مع العلم ،أن هناك فئة من األشخاص ممنوعون من ممارسة التجارة مثل موظفي الدولة ورجال الدين ،ا ألطباء...الخ.
والحكمة من وراء ذلك تفاديا لستغالل النفوذ على حرية التعاقد.
ترشيد القاصر: -
نصت المادة الخامسة ) (97ق.ت.ج على أنه" :ل يجوز للقاصر المرشد ذكرا أم أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر
) ( 21سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ في العمليات التجارية كما ل يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات
التي يبرمها عن أعمال تجارية.
إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن من والده أو أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة، -
فيما إذا كان والده متوفى أو غائبا أو سقطت عنه سلطته ا ألبوية أو استحال عليه مباشرتها أو في حال انعدام ا ألب أو ا
ألم.
يجب أن يقدم هذا ا لذن الكتابي دعًما لطلب التسجيل في السجل التجاري. -
ما يستـفـاد من هذه المادة أن المشرع الجزائري بقدر ما خّو ل للقاصر الذي بلغ 21سنة ،حق ممارسة التجارة بقدر
ما علق ذلك وجوب توافر شروط معينة وهي:
بلوغ الشخص 21سنة كاملة -
الحصول على إذن من ا ألب أو ا ألم أو مجلس العائلة -
يصادق على إذن من طرف المحكمة -
أن يوضع هذا ا لذن الكتابي دعما لطلب التسجيل لدى مصلحة السجل التجار ي -
المرأة المتزوجة: -
للمرأة المتزوجة في القانون الجزائري األهلية الكاملة لمباشرة التجارة ،وذلك دون قيد شأنها شأن الرجل ،هذا ما
نصت عليه المادة) ( 91ق.ت.ج ،بقولها" :تلتزم المرأة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها ويكون
للعقود بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات تجارتها كامل األثر بالنسبة للغير.
ومن جهة أخرى نجد المادة التاسعة ) (96ق.ت.ج ،أوضحت على أنه ل يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان يمارس
نشاطا تابعا لنشاط زوجه ول يعتبر تاجرا إل إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال.
التاجر ا ألجنبي :تماشيا مع ا لصالحات التي عرفتها الجزائر مع بداية التسعينات )تعديل الدستور بتاريخ -
10/91/2616وكذا قانون ا لستثمار،أمر رقم .(..90./92فإّن ه حسب البعض يسري التاجر ا ألجنبي سواء كان
طبيعيا أو معنويا أحكام األهلية المنصوص عليها في القانون الجزائري ،إضافة إلى رخصة تسلم من الهيئة المختصة و
لئ يا.
11
/3االلتزامات القانونية للتاجر)المهني ة(
نظم المشرع الجزائري مهنة التاجر فعندما يكسب صفة التاجر يصبح في مركز قانوني ويترتب عليه الخضوع
لواجبات قانونية .ومن أهم هذه الواجبات )التزامات( التي يفرضها القانون التجاري على التجار عموما:
مسك الدفاتر التجارية؛ -
التسجيل في السجل التجاري؛ -
وستتم دراسة ذلك في المبحثين التاليين:
أ /مسك الدفاتر التجارية
فرض المشرع على كل شخص يكتسب صفة التاجر مسك دفاتر معينة يدون فيها كافة العمليات التجارية التي يقوم
بها في حياته التجارية وما ينتج عنها من حقوق له أو التزامات على عاتقه.
وحسب أدبيات الدراسة فإن أصل التزام بمسك الدفاتر التجارية يرتد إلى عرف قديم سار عليه التجار منذ عهد
الصيارفة الرومانيين الذين وضعوا النواة األول ى للمحاسبة التجارية.
وسندرس اللتزام بمسك الدفاتر التجارية وفق الخطة التالية:
أ -1-مفهوم الدفاتر التجارية
• تعريف الدفاتر التجارية :عبارة عن سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية )إيراداته ونفقاته أو ما باألصو
لوالخصوم( ومن خالل هذه السجالت يتضح مركزه المالي وظروف تجارته.
وعالج المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري – الدفاتر التجارية في المواد من 96إلى.21
• أهمية الدفاتر التجارية:
-تمثل الدفاتر التجارية المنظمة مرآة صادقة تعكس سير أعمال التاجر وتبين مركزه المالي.
-إن الدفاتر التجارية متى كانت منتظمة هي أداة إثبات في المنازعات التي تحصل بين التجار أنفسهم ومع المتعاملين
معهم.
-الدفاتر وسيلة عادلة لربط الضرائب.
-الدفاتر التجارية وسيلة أمان ضد الفالس بالتقصير.
أ -2-األشخاص الملزمون بمسك الدفاتر التجارية:
حسب المادة التاسعة ) (96والعاشرة) (29ق.ت.ج ،فإّن ه يتعين على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر
إمساك الدفاتر التجارية.
أ -3-الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية أو عدم تنظيمها هناك جزاءات مدنية
وجزاءات جنائية:
أ-1-3-الجزاءات المدنية :وتتمثل فيما يلي:
أ .حرمان التاجر من تقديم دفاتره غير المنتظمة وعدم ا لعتماد عليها أمام القضاء ب .ل يحق
للتاجر غير المنتظمة دفاتره إجراء تسوية قضائية لعدم تحديد مركزه المالي ج .ل تساعد في
فرض الضرائب ،يكون التقدير جزافيا.
أ -2-3-الجزاءات الجنائية :وت تم ثل في:
عقوبات نصت عليهـا المـواد 059و 052و 054ق،ت،ج ،والخـاصة بالفالس بالـتقصـير والفالس
بالتـدليس ،والـتي تخص كـل من يتوقف عـن الدفع ولـم تـكن دفـاتـره منتظمة ،أو لـم يكن قـد أمسك حـسابات حـسب
عرف المهنة ،أو الـذي تـوقف عن الـدفـع ويـكون قد أخـفى حـساباتـه كلها أو بعـضهـا.
والـمالحظ أنـه وبالرجوع إلـى نص المادة 096ق،ت،ج،التي تحيلنا إلى نص المادة 010ق ،العقوبات الجزائـري،
ت ـبين لنا العقوبات الـتي تفرض عـلى من تثبت إدانتـهم بالتـفليس بالـتقصـير أو بالتدليس ،والـتي تـتراوح ما بين
الحبس من شـهرين إلى سنتين فيما يخص الفالس بالتقصـير ،والـحبس من سـنـة إلى خمس) (97سنوات بالنـسبة ل
إلفالس بـالتدليس.
كـما يجـوز عالوة عـلى ذلـك تطبيق العقوبات المنصوص علـيها في المادة 24ق،ع،ج ،عـلى المفـلس
بـالتـدليس.
ب /القيد في السجل التجار ي
12
إن دراسة القيد في السجل التجاري ،تقتض ي ،الوقوف أمام مفهوم السجل التجاري ،وظائف السجل التجاري،
الملزمون بالقيد في السجل التجاري ،الثار المترتبة عن القيد في السجل التجاري ،الجزاءات المترتبة عن القيد في
السجل التجار ي ...وهذا ما نقف أمامه في المطالب التالية:
ب -1-مفهوم السجل التجاري ووظائفه
ب -1-1-تعريف السجل التجاري :عبارة عن دفتر تفرد فيه لكل تاجر كان سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا صفحة
يدون فيها البيانات الخاصة بهؤلء األشخاص ونشاطهم التجاري تحت رقابة وإشراف الدولة.
.ويعتبر القيد بالسجل التجاري مجرد إجراء إداري وإحصائي ل إشهاري
النظام الجزائر ي)نظام السجل التجاري(والذي بقّي يأخذ بالقانون الفرنس ي بشأن القيد في السجل التجاري إلى غاية
صدور القانو ن التجاري الجزائري سنة 2657وحتى بعد صدور هذا القانون فلم يعاد تنظيم السجل التجاري إل
بمرسوم رقم 56/27المؤرخ في 17/92/2656المتعلق بتنظيم السجل التجاري .ثم مرسوم 10/171المتضمن
قانون السجل التجار ي.
وأهم ما ميز هذه الفترة أن المشرع الجزائري أخذ موقفا وسطا بين الوظيفة الدارية والوظيفة ا لشهارية للقيد في
السجل التجاري.
وعرف السجل التجاري الجزائري فيما بعد –خاصة مع بداية التسعينات – عدة نصوص تشريعية وتنظيمية –
غيرت وظيـفـته أهمها:
قانون 69/11المؤرخ في 21أوت 2669المتعلق بالسجل التجاري ،المتمم بالقانون 24-62المؤرخ في 24 -
ديسمبر ،2662ثم عدل وتمم با ألمر 69/95المؤرخ في 29يناير ،2669والتي نصت المادة 26منه على أن:
"التسجيل في السجل التجاري عقد رسمي يثبت كامل األهلية القانونية لممارسة التجارة ويترتب عليه ا لشهار القانوني ا
لجبار ي" .إل أنهذا القانو ن - 69/11-ألغي سنة .1994
مرسوم تنفيذي رقم 91-61مؤرخ في 21فبراير سنة ،2661المتضمن القانون ا ألساس ي الخاص بالمركز -
الوطني للسجل التجاري وتنظيمه ،المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 05-22المؤرخ في 99فبراير سنة .1922
مرسوم تنفيذي رقم 96-61مؤرخ في 21فبراير سنة ،2661المتضمن القانون ا ألساس ي الخاص بمأموري -
المركز الوطني للسجل التجاري ،المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 01-22المؤرخ في 99فبراير سنة .1922
مرسوم تنفيذي 65/06المؤرخ في 91يناير سنة 2665المتعلق بمدونة النشاطات القتصادية الخاضعة للقيد في -
السجل التجار ي المعدل والمتمم.
مرسوم تنفذي رقم 021-1999مؤرخ في 29أكتوبر سنة ،1999المذكور أعاله. -
قانون 94/91المؤرخ في 24غشت ،1994المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ،المعدل والمتمم -
بقانون
20-99المؤرخ في 10يوليو سنة ،1920خاصة المواد ،...27 ،22 ،91هذا القانو ن -94/91 -الذي ألغـّى وع
ِّو ض قانو ن
69-11المذكور أعاله.
قرار مؤرخ في 20يوليو سنة ،1922الذي يحدد مدة صالحية مستخرج السجل التجاري الممنوح للخاضعين -
لممارسة بعض األنشطة ،الملغى أخيرا بموجب قرار المؤرخ في 20يناير سنة .1927
مرسوم تنفيذي 27/222المؤرخ في 90مايو سنة ،1927يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل -
التجار ي.
مرسوم تنفيذي رقم 104-27المؤرخ في 16غشت سنة ،1927يحدد شروط وكيـفيات ممارسة األنشطة -
والمهن المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري.
...إلخ. -
ب -2-وظائف السـجل التجاري هي:
-الوظيفة ا لستعالمية للسجل
ا لحصائية // // -
// -القتصادية//
القانونية// // -
ب -3-الملزمون بالقيد قي السجل التجار ي
13
وهؤلء األشخاص تناولتهم أحكام المادتان 26و 19من القانون التجاري الجزائري ،وكذا المواد من 5إلى 29من
المرسوم التنفيذي رقم 222-27المذكور أعاله.
كل تاجر شخص طبيعي أو معنو ي. -
كل مؤسسة تجارية مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي مؤسسة أخر ى. -
كل ممثلية تجارية أو وكالة تجارية تابعة للدول أو الجماعات أو المؤسسات العمومية ا ألجنبية التي تمارس -
نشاطا على التراب الوطني.
كل مؤسسة حرفية وكل مؤدي خدمات ،سواء كان طبيعيا أو معنويا. -
كل مستأجر مسير محال تجاريا. -
كل شخص معنوي تجاري بشكله أو بموضوعه التجاري مقره في الجزائر أو يفتح بها وكالة أو فرعا أو أية -
مؤسسة أخر ى.
كل شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا يخضع قانونا للقيد في السجل التجاري. -
ب : -4-اآلثار المترتبة على القيد وعدم القيد في السجل التجاري
ب -1-4-اآلثا ر المترتبة على القيد في السجل التجاري:
• اكتساب صفة التاجر :ويتبن ذلك من نص المادة 12ق.ت.ج التي تـنص :كل شخص أو معنوي مسجل في السجل
التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها ويخضع لطل النتائج المترتبة عن هذه الصفة.
• اكتساب الشركة الشخصية المعنوية :نصت على ذلك المادة 746ق.ت.ج" :ل تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إل من
تاريخ قيدها في السجل التجاري.
• يرتب القيد ا لشهار القانوني ا لجبار ي ،بحيث يكون للغير ا لطالع على وضعية التاجر ومركز مؤسسته وملكية المحل
ونوع النشاط الذي يمارسه .أما بالنسبة للشركات التجارية فيتمثل ا لشهار إجباريا.
ب -2-4-آثار عدم القيد في السجل التجاري:
ويترتب على ذلك جزاءات إدارية وجنائية تتمثل في:
عقوبات حددتها المادة 09من القانون ،94/91والتي تتمثل في كون أنه زيادة على ضباط وأعوان الشرطة
القضائية المنصوص عليهم في قانون الجراءات الجزائية) المادة 24ومايليه ا( ،يؤهل للقيام بعمليات المراقبة ومعاينة
الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،الموظفون التابعون لألسالك الخاصة بالمراقبة التابعة لإلدارات المكلفة
بالتجارة والضرائب.
و تـتم كيفيات مراقبة ومعاينة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا لنفس الشروط وا ألشكال المحددة
فيالتشريع والتنظيم المعمول بهما المطبقين على الممارسات التجارية.
كما أوضحت المادة 02من القانون 94/91على أنه يقوم ا ألعوان المؤهلون والمذكورون في المادة 09أعاله بغلق
محل كل شخص طبيعي أو اعتباري يمارس نشاطا تجاريا قارا د ون التسجيل في السجل التجاري إلى غاية تسوية
مرتكب الجريمة لوضعيته.,
زيادة على إجراء الغلق ،يعاقب مرتكب الجريمة بغرامة من 29.999دج إلى 299.999دج.
المحور الثاني :الشركات التجارية
أوال /األحكام العامة للشركات التجارية
إن مزاولة األعمال التجارية ل يقتصر فقط على األشخاص الطبيعيين ،بل تمارس أيضا من طرف الشركات التجارية
بمختلف أنواعها .فهي صاحبة المشاريع التجارية الضخمة التي يعجز الفرد عن القيام بها بمفرده ،فالشركات التجارية
تساهم في إنعاش القتصاد عن طريق ا لستثمارات التجارية ،خصوصا ما يتعلق بالتجارة الدولية و منه سنتعرض
ألحكام الشركات التجارية من حيث تعريفها و تمييزها عن العقود المشابهة لها ثم طبيعتها القانونية و أخيرا تقسيماتها .
-2تعريف الشركات :
لم يتطرق المشرع إلى تعريف الشركات التجارية مما يتعين اللجوء إلى األحكام العامة المنصوص عليها في القانون
المدني ،فالمادة 429من القانون المدني الجزائري عرفت الشركة بأنها " :الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان
أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مـ شترك بتقديم حصـ ة من عمل أو مال أو نقد ،بهدف اقتـ سام الربح
الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذو منفعة مشتركة ،كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك
"
14
يتضح من خالل هذا التعريف بأن الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثر سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو
معنويين بـ هدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعة مشتركة .لقد تطرق المشرع الجزائري إلى
الشركات التجارية في الكتاب الخامس ابتداء من المادة 744إلى غاية المادة 141من القانون التجاري ،و آخر تعديل
تعرض له المشرع الجزائري بالنسبة للشركات التجارية هو القانون رقم 27/19مؤرخ في ، 09/21/1927الصادر
بالجريدة الرسمية عدد 52المؤرخة في 21/1927/ 09المعدل و المتمم للقانون التجاري و تطرق إلى تعديل أحكام
شركة ذات المسؤولية المحدودة من حيث رأس مال الشركة و من حيث عدد الشركاء المحدد ب 79شريك كحد أقص
ى طبقا للمادة 769من القانون التجار ي.
-2تمييز الشركات التجارية عن العقود المشابهة لها
- 2-1تمييز الشركات التجارية عن الشركات المدنية :تختلف الشركات التجارية عن الشركات المدنية من حيث النقاط
التالية:
أ -إن الشركات التجارية هي تلك الشركات التي تمارس مختلف األعمال التجارية وتنقسم إلى شركات تجارية بحسب
شكلها وشركات تجارية بحسب موضوعها .تعتبر شركة التـضامن وشركـة التوصية والشركة ذات المسؤولية المحدودة
وشركـ ة المساهـمة شركـات تجاريـة بحسب شكـ لها مهما كان موضوعها ،ويطبق عليها القانون التجاري مهما كان
غرضها ،إذ تعد عمال تجاريا بحسب الشكل المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجاري .فكل هذه الشركات
تكتسب صفة التاجر بالنظر إلى شكلها و ليس إلى نشاطها فتعتبر تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية .أما النوع
الثاني من الشركات التجارية فهي الشركات التجارية بحسب موضوعها والقانو ن لم تحددها على سبيل الحصر بل
ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي إذا كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا
يطبق عليها القانون المدني .أما بالنسبة للشركات المدنية فهي التي تمارس األعمال المدنية ،وقد نص عليها المشرع في
الفصل الثالث تحت عنوان "عقد الشركة " و خصص لها 00مادةقانونية ابتداء من المادة 429إلى غاية المادة 446
من القانون المدني الجزائر ي .
تخضع الشركات التجارية لاللتزامات المنصوص عليها في القانون التجاري بما فيه القيد في السجل التجاري ب-
ومسك الدفاتر التجارية وتخضع لنظام الفالس و التسوية القضائية بينما الشركات المدنية فهي ليست ملزمة بمسك
الدفاتر التجارية و ل القيد في السجل التجاري و هي تخضع لنظام ا لعسار .
تكتسب الشركات التجارية الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة 746من القان ت-
ون التجاري بالمقابل من ذلك فان الشركات المدنية تكتسب الشخصية المعنوية من يوم تكوينها و استيفاء إجراءات
الشهر.
تتقادم الدعاوى التي ترفع ضد الشركاء في الشركات التجارية بمض ي خمس سنوات من تاريخ نشر انحالل ث-
الشركة في السجل التجاري طبقا للمادة 555من القانون التجار ي ،بينما الشركات المدنية فال تتقادم فيها الدعاوى على
الشركاء إل بمرور 27سنة طبقا للمادة 091من القانون المدني.
إن مسؤولية الشركاء في الشركات التجارية تتحدد حسب نوع الشركة ،ففي شركات األشخاص الشر كاء ج-
مسؤولون عن ديون الشركة بصفة تضامنية و مطلقة أما في شركات األموال فإن الشركاء مسؤولون عن ديون الشركة
بحسب أسهمهم في الشركة ،أما الشركات المدنية فالشركاء ل يسألون مسؤولية تضامنية و لكنهم مسؤولون مسؤولية
شخصية عن ديون الشركة حتى في أموالهم الخاصة.2
-2-2تمييز الشركة عن الجمعية :عرفت الفقرة األول ى من المادة 1من قانون 69/02المؤرخ في 4ديسمبر 2669
المتعلق بالجمعيات في الجزائر ،الجمعية على الشكل التالي" :تمثل الجمعية اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها ويجتمع
في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح " و منه فان الجمعية ل ته دف إلى
تحقيق األرباح ،فغرضها يكمن في تحـ قيق أهداف علمية ثقافية اجتماعية ،أما الشركات التجـ ارية فهي تهدف إلى
تحقيق الربح من خالل ا لستثمارات التجارية التي تقوم بها.
-3الطبيعة القانونية للشركة
إن الشركات التجارية تدخل في طائفة األعمال التجارية بحسب الشكل ،المنصوص عليها في المادة الثانية من القانون
التجاري و كذا المادة 744من القانون التجاري و هي شركة التضامن ،شركة التوصية و شركة ذات المسؤولية
المحدودة و شركة المساهمة أما باقي الشركات فينظر إلى غرضها إن كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري و إن
15
كان مدنيا يطبق عليه القانون المدني ،إل أن مسألة تحديد الطبيعة القانونية للشركات التجارية هي محل جدل فقهي ظهر
بشأنه ثالثة نظريات :
-0-2النظرية العقدية :يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة عبارة عن عقد يلتزم بموجبه شخصان أو أكثر بأن يساهم
كل منهم في مشروع بغرض تحقيق الربح و ذلك بتقديم حصة مالية أو عينية أو عمل مع نية اقتسام األرباح و الخسائر
و منه فان الشركة في هذه الحالة عبارة عن عقد يخضع لمبدأ سلطان الرادة في تنظيم حقوق والتزامات الطرفين وشكل
الشركة وغرضها ومدتها وجنسيتها و طرق حل المنازعات التي قد تنشأ بين الشركاء.
-0-1النظرية النظامية للشركة :ظهرت هذه النظرية عندما بدأت الدول تتدخل في النشاط القتصادي وا لجتماعي ،و
ذلك بسن نصوص آمره تنظم أحكام الشركات .يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة تقوم على تنظيم قانوني ألحكام
الشركات عن طريق إدراج قيود على الحرية التعاقدية وبالتالي فإّن ه ل يجوز للشركاء مخالفة القواعد المرة لنظام
الشركات ومنه فأن الشركة عبارة عن شخص معنوي ذو كيان مستقل يسيطر على الرادة الفردية التي ساهمت في
إنشائه.
-0-0النظرية المختلطة :إن هذه النظرية تجمع بين الفكرة التعاقدية و الفكرة التنظيمية لتحديد الطبيعة القانونية
للشركة ،فالشركة عبارة عن خليط بين الفكرتين :الفكرة التعاقدية تظهر في شركات األشخاص بحيث ل يمكن تعديل
العقد التأسيس ي إل بإجماع الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفكرة النظامية تظهر في شركات األموال .فعقد الشركة ليس
كغيره من العقود التي يقتصر أثرها على ترتيب اللتزامات على عاتق أطرافها ،بل هو عقد يؤدي إلى إنشاء شخص
معنوي له كيان قانوني مستقل عن أشخاص الشركاء فيكتسب الحقوق ويتحمل اللتزامات ،و هذا ما يصطلح عليه
بالشخصية المعنوية للشركة .
-4تقسيمات الشركات:
تنقسم الشركات التـ جارية إلى شركات تجارية بحسب شكلها وشركات تجارية بحـ سب موضوعها تعتبر شركة
التـضامن وشركـة التوصية والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركـ ة المساهـ مة شركـات تجاريـة بحسب شكـ لها
مهما يكن موضوعها طبقا للمادة 744من القانون التجاري .يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها إذ تعد
عمال تجاريا بحسب الشكل المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجار ي ،فتكتسب صفة التاجر بالنظر إلى
شكلها و ليس إلى نشاطها وتعتبر تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية .أما الطائفة الثانية هي الشركات التجارية
بحسب موضوعها فهي لم تحدد على سبيل الحصر بل ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي فإذا كان تجاريا
يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا يطبق عليها القانون المدني .كما تنقسم كذلك إلى شركات
األشخاص ،شركات األموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص شركات األشخاص وشركات األموال.
-بالنسبة لشركات األشخاص ،فتتمثل في شركة التضامن وشركة المحاصة ،فالشركاء فيها يكتسبون الصفة التجارية
وهم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة وأن إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس
الشركاء.
-أما بالنسبة لشركات األموال فتتمثل في شركة المساهمة فالشركاء فيها ل يكتسبون الصفة التجارية وهم مسؤولون عن
ديون الشركة على حسب أسهمهم في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس .
-أما بالنسبة للشركات المختلطة فتتمثل في شركة التوصية التي تتضمن على نوعيين من الشركاء و هم شركاء موصون
يخضعون ألحكام شركات األموال ل يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة على حسب أسهمهم
في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء ،و شركاء متضامنون يخضعون ألحكام شركة التضامن
من حيت أنهم يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة و أن
إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء. .
-شركة ذات المسؤولية المحدودة التي تجمع بين خصائص شركات األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس
الوقت و لقد تطرق إليها المشرع الجزائري من المادة 794إلى غاية المادة 762من القانون التجاري و تدخل المشرع
الجزائري في سنة 1927و عدل بعض أحكام شركة ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقم 27/19المؤرخ في
09/21/1927خصوصا ما يتعلقبعدد الشركاء المحدد بخمسين) ( 79شريكا كحد أقص ى طبقا للمادة 769من
القانون التجاري وكذا رأسمالها الذي أعطىالمشرع الحرية للشركاء في تحديده كما أجاز هذا القانون تقديم حصة عمل
في الشركة ذات المسؤولية المحدودة بعد ما كانسابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط. .
-7تكوين الشركات التجارية و جزاء تخلف أركانها
يشترط لنشاء الشركة توفر األركان العامة للتعاقد المتمثلة في الرض ى و المحل و السبب إضافة إلى ذلك يجب توفر
األركان الموضوعية الخاصة المتمثلة في تعدد الشركاء و تقديم الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و
16
الخسائر .كما يشترط لقيام الشركة التجارية إفراغها في عقد رسمي طبقا للفقرة األول ى من المادة 747من القانون
التجاري .
-0-1أركان الشركة
-0-1-1األركان الموضوعية :لكي يتم إنشاء الشركة يجب توفر األركان العامة للتعاقد وهي الرضا واألهلية
والمحل والسبب.
• الرضا :يجب أن يكون رضا الشركاء خاليا من عيوب الرادة المتمثلة في الكراه والغلط والتدليس إذ يجوز لمن وقع في
غلط أن يطالب إبطال عقد الشركة كمن يعتقد بأنه انظم إلى شركة ذات المسؤولية المحدودة ويتضح فيما بعد أنها شركة
تضامن ،أما التدليس فيقصد منه إيقاع المتعاقد في غلط باستعمال الطرق ا لحتيالية بما ل يتفق مع الحقيقة ،أما الكراه
فيقصد منه التأثير على إرادة الشخص و إرغامه على التعاقد
• األهلية :يشترط لقيام أهلية إبرام عقد الشركة أن يكون الشريك قد بلغ سن 26سنة كاملة طبقا للمادة 49من القانون
المدني وأن يكون متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه .وكاستثناء عن هذا ا ألصل فإن القانون التجاري أجاز
للقاصر المرشد ممارسة األعمال التجارية طبقا للمادة الخامسة من القانون التجاري يسمى بالقاصر المرشد الذي وصل
سن 21سنة كاملة و تحصل على إذن للممارسة التجارة مصادق عليه من طرف المحكمة المختصة فإذا تحققت هذه
الشروط فيجوز له ا لنضمام للشركة .و يثار إشكال بالنسبة لمسألة انضمام القاصر غير المرشد للشركة ففي هذه الحالة
يجب التمييز بين حالتين :حالة ا لنضمام إلى شركات األشخاص كشركة التضامن فان الشريك في هذا النوع من
الشركات يكتسب صفة التاجر و هو مسؤول عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة و غير محدودة و منه تبطل الشركة .أما
إذا كان انضمام القاصر لشركات األموال التي تقوم على ا لعتبار المالي كشركة المساهمة فمسؤولية الشريك فيها هي
مسؤولية محدودة على حسب أسهمه في الشركة و ل يكتسب صفة التاجر و منه فان عقد الشركة في هذه الحالة ل يبطل
كأصل عام .ج .
• المحل :يقصد بمحل الشركة الغرض الذي أنشأت من أجله وهو النشاط القتصادي الذي سوف تستثمر فيه الشركة فيجب
أن يكون هذا المحل مشروعا وغير مخالف للنظام وا لداب العامة فإذا أقيمت الشركة لالتجار بالمخدرات فان مصيرها
البطالن لمخالفتها النظام العام.
• السبب :وهو الباعث أو الدافع لتكوين الشركة المنصب على تحقيق الربح واقتسامه على الشركاء وذلك با لستثمار في
أحدى المشاريع القتصادية .
-0-1-2األركان الموضوعية الخاصة :
تتمثل هذه األركان في تعدد الشركاء ،تعدد الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و الخسائر .
أ .تعدد الشركاء :إن إبرام عقد الشركة يكون بين شخصين أو أكثر و هو ما يسمى بركن تعدد الشركاء و كل شركة وضع
لهاالقانون الحد ا ألدنى لنشائها أو الحد األقص ى ،فمثال في شركة المساهمة فيجب أن ل يقل عدد الشركاء عن 5
شركاء طبقاللمادة 769من القانون التجاري أما الشركة ذات المس ؤولية المحدودة فإن عدد الشركاء تم تح ديده ب 79
شريكا كحدأقص ى طبقا لنفس المادة السابقة الذكر من القانون التجار ي .واستثناءا عن هذا ا ألصل فإن المشرع
الجزائري في تعدياللقانون التجاري لسنة 2669أجاز إنشاء شركة بشريك واحد وهي مؤسسة الشخص الوحيد ذات
المسؤولية المحدودة التي تتكون من شريك واحد طبقا للمادة 794من القانون التجار ي
تعدد الحصص :يجب على كل شريك أن يساهم في تكوين الشركة و ذلك بتقديم حصة قد تكون نقدية أو عينية أو ب.
حصة عمل ومجموع هذه الحصص المقدمة يشكل رأسمال الشركة *
• الحصة النقدية :تنصب الحصة النقدية على مـ بلغ مالي محدد يقدمه الشريك مساهمة منه في تكوين رأسمال الشركة .
• الحصة العينية :لقد أجاز القانون للشريك تقديم حصة عينية كتقديم قطعة ترابية أو مبنى أو منقول أو رسوم والنماذج
الصناعية أو العالمة التجارية ،فالحصة العينية يمكن أن تقدم على سبيل التملك بمعنى أن يتخلى الشريك بصفة نهائية
عن ملكيته للعين التي قدمها و بالتالي تنتقل ملكية هذه الحصة من الشريك إلى الشركة و يترتب عن ذلك إذا هلكت
الحصة العينية بعد انتقال ملكيتها للشركة فان تبعية الهالك تقع على عاتق الشركة .كما يمكن أن تقدم الحصة العينية على
سبيل ا لنتفاع فقط ،كتقديم قطعة أرض لكي تستغلها الشركة في توسيع مشاريعها ا لستثمارية مع احتفاظ الشريك بملكيته
لهذه ا ألرض ،و منه فإن تقديم الحصة على سبيل ا لنتفاع يطبق عليها أحكام اليجار فإذا هلكت هذه الحصة العينية فان
تبعية الهالك تقع على عاتق الشريك الذي يلتزم بتقديم حصة أخرى .
• حصة عمل :لقد أجاز القانون أن تكون حصة الشريك على شكل عمل و العمل الذي يمكن اعتباره حصة في الشركة هو
و الجدير العمل الفني كعمل المهندس أو المدير ،أما العمل البسيط فال يجوز اعتباره حصة عمل في الشركة،
بالذكر أن حصة العمل ل تدخل ضمن تكوين رأسمال الشركة و ل تدخل ضمن الضمان العام لدائني الشركة مع الشارة
17
بأن القانون التجاري الجزائري أجاز تقديم حصة عمل في شركة ذات المسؤولية المحدودة طبقا للمادة 795مكرر من
القانون التجاري بعد ما كان سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط ،كما يجب ال تكون كل حصص الشركاء
عبارة عن حصص عمل ألن ذلك سيقض ي على الضمان العام للدائنين .
نية المشاركة :هو انصراف إرادة جميع الشركاء إلى المساهمة على قدم المساواة في تحقيق غرض الشركة عن ج.
طريق قبول المخاطر المحتملة من ا لستثمار في مشروع الشركة ،و تعتبر نية ا لشتراك عنصرا معنويا يجب أن يكون
قائما في كل الشركات و يظهر هذا العنصر أكثر في شركات األشخاص التي تقوم على ا لعتبار الشخص ي
اقتسام األرباح و الخسائر :إن هدف كل شركة هو السعي لتحقيق األرباح و تقسيمها على الشركاء و يقصد د.
بالربح كل كسب نقدي أو مادي يضاف إلى ثروة الشركاء و ل يمكن معرفة إن كانت الشركة قد حققت األرباح إل إذا تم
جرد موجوداتها و ثبت زيادة ا ألصو ل عن الخصوم ،فالقانون ألزم كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا القيام
بعملية الجرد السنوي لمعرفة ا ألصو ل والخصوم و منه تحديد وضعية الشركة إذا حققت أرباحا أم ل و جرت العادة
على توزيع األرباح في نهاية كل سنة مالية .كما يمكن أن يكون خالصة ا لستثمار التجاري للشركة هو الخسارة التي
تعني تجاوز الخصوم عن ا ألصو ل ففي هذه الحالة يجب توزيع الخسائر على كل الشركاء ،و ل يجوز وضع بيان في
عقد الشركة يؤدي إلى إعفاء أحد الشركاء من تحمل الخسائر أوحرمانه من األرباح و هو ما يسمى بشرط ا ألسد ،فإذا
تضمنت الشركة على هذا الشرط فان مصير هذه الشركة هو البطالن
طبقا للمادة 419من القانون المدني التي تنص على أّن ه " :إذا وقع التفاق على أن أحد الشركاء ل يسهم في أرباح الشـ
ركة و لفي خسائرها ،كان عقد الشركة باطال ".
-0-1-3الركن الشكلي :إن عقد الشركة من العقود التي يمكن أن تستمر لفترات طويلة تصل إلى غاية 66سنة و من
هذا المنطلق اشترط المشرع الجزائري ضرورة إفراغ تأسيس الشركة في عقد رسمي بحيث نصت الفقرة األول ى من
المادة 747من القانون التجاري على " :تثبت الشركة بعقد رسمي و إل كانت باطلة " كما أكدت المادة 741من
القانون التجاري على وجود إيداع العقود التأسيسية والعقود المعدلة للشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل
التجاري وتنشر حسب ا ألوضاع الخاصة بكل شكل من أشكال الشركات و إل كانت باطلة .
و منه فان العقد التأسيس ي للشركة يجب أن يكون رسميا محررا من طرف الموثق و كل التعديالت التي تطرأ على هذا
العقد يجب أن تخضع للرسمية مع ضرورة إشهار عقد الشركة حتى يعلم بها الغير و يتضمن عقد الشركة على مجموعة
من البيانات نصت عليها المادة 749من القانون التجاري كتحديد شكل الشركة ،مدتها غرضها ،عنوانها ،اسمها،
مركزها ،مبلغ رأسمالها .
مع الشارة بأن المادة 747من القانون التجاري اشترطت إثبات وجود الشركة التجارية بموجب عقد رسمي وتحت
طائلة البطالن إذا كان النزاع قائما بين الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفقرة الثانية من نفس المادة أجازت إثبات وجود
الشركة بكل وسائل الثبات إذا تعلق النزاع بين الشركة كشخص معنوي و الغير .
-7-1جزاء تخلف أحد أركان عقد الشركة :
يترتب على تخلف أحد األركان العامة و الخاصة للشركة بطالن العقد و يختلف نوع البطالن ،فقد يكون بطالنا مطلقا أو
بطالنا نسبيا .
أ /البطالن المطلق :يكون عقد الشركة باطال بطالنا مطلقا إذا انعدم فيه ركن الرضا أو كان محل الشركة أو سببها غير
مشروع أو مخالفا للنظام العام أو تخلف أحد األركان الموضوعية الخاصة كما لو كانت حصة أحد الشركاء غير
موجودة أو تضمن عقد الشركة على شرط ا ألسد المنصب على استحواذ أحد الشركاء على أرباح الشركة أو إعفائه
من تحمل الخسائر .من خصائص هذا البطالن أنه من النظام العام و منه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به سواء
كان ذلك من طرف الشركاء أو من طرف الغير و للمحكمة أن تقض ي ببطالن العقد من تلقاء نفسها .
ب /البطالن النسبي :يجوز طلب إبطال عقد الشركة إذ كان أحد الشركاء ناقصا لألهلية أو كانت إرادته تضمنت على
عيب من عيوب الرضا ومن خصائص هذا البطالن انه مقرر فقط لمصلحة الشخص الذي له الحق في طلب ا لبطال،
فال يجوز لباقي الشركاء أو الغير طلب ا لبطال و ل يجوز للمحكمة أن تقض ي به من تلقاء نفسها .
ت /بطالن العقد لتخلف ركن الشكلية :إذا تخلف ركن الشكلية يؤدي إلى بطالن الشركة وكذا بطالن كل التعديالت التي
ل تستوفي الشكل الرسمي و هذا طبقا للمادة 747من القانون التجاري ،و هذا البطالن هو بطالن من نوع خاص
يختلف عن القواعد العامة للبطالة من حيث العالقة فيما بين الشركاء و فيما بين الشركة و الغير .
ففيما يخص العالقة بين الشركاء و الغير فال يجوز للشركاء التمسك في مواجهة الغير بالبطالن لعدم تحقق شرط الشكلية
لكونهم أهملوا التزاما قانونيا ،و منه ل يجوز لهم ا لستفادة من ا ألخطاء التي ارتكبوها بالمقابل من ذلك فان الغير يجوز
18
له التمسك بالبطالن و لهم إثبات ذلك بكل طرق الثبات أما بالنسبة للعالقة فيما بين الشركاء فإّن ه يجوز لكل شريك
التمسكبالبطالن في مواجهة باقي الشركاء.
-6آث ار عق د الشرك ة :
ينتج عن تكوين الشركة أثار هامة منها ما يتعلق باكتساب الشخصية المعنوية طبقا للمادة 425من القانون المدني التي
تؤكد بأنه ل يجوز ا لحتجاج بشخصية الشركة على الغير إل بعد القيام بإجراءات الشهر التي نص عليها القانون ،أما
الشركات التجارية فإن شخصيتها المعنوية تقوم من يوم قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة 746من القانون التجار
ي .وينتج عن
ذلك أن الشركة تتمتع بجميع الحقوق إل ما كان مالزما لصفة النسان كما يكون لها ذمة مالية خاصة وأهلية و جنسية و
موطن و اسم خاص بها و كل الشركات تتمتع بالشخصية المعنوية باستثناء شركة المحاصة التي ليس لها شخصية
معنوية و ل تظهر للغير ،فشركة المحاصة ل تكون إل في العالقات فيما بين الشركاء و ل تكشف للغير و يمكن إثباتها
بكل طرق الثبات طبقا للمادة 567مكرر 1من القانون التجار ي .و تجدر الشارة إلى أن الشخصية المعنوية للشركات
المدنية تبدأ بمجرد تكوينها غير أن هذه الشخصية ل تكون لها حجة على الغير إل بعد استيفاء إجراءات الشهر طبقا
للمادة 425من القانون المدني ،بينما بالنسبة للشركات التجارية فإن المشرع الجزائري أكد في المادة 746من القانون
التجاري على أن الشخصية المعنوية للشركات التجارية تبدأ من تاريخ قيدها في السجل التجاري ،أما بخصوص
التصرفات التي يب رمها المؤسسون لحساب الشركة في فترة التأسيس فالمشرع فرض التضامن بال حدود على
األشخاص الذين تصرفوا باسم الشركة و لحسابها .أما بالنسبة للشركة قيد التصفية فهي تحتفظ بشخصيتها المعنوية إلى
غاية انتهاء أعمال التصفية طبقا للمادة
766من القانون التجار ي .
20
الشركة لعدم جدية السبب المستند إليه ،فمثال في حالة ما إذا امتنع أحد الشركاء تقديم حصته فإّن ه يجوز لباقي الشركاء
اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة لعدم تنفيذ اللتزامات .
-5-1األسباب الخاصة النقضاء الشركات التجارية :تنص الفقرة األول ى من المادة 406من القانون المدني
على" :تنتهي الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو بإعساره أو بإفالسه .إل أنه يجوز التفاق في حالة ما إذا
مات أحد الشركاء أن تستمر الشركة مع ورثته و لو كانوا قصرا " .من خالل الرجوع إلى هذه المادة نجد أنها حددت
أسباب خاصة لنقضاء الشركات التجارية يمكن إجمالها على الشكل التالي:
-5-1-2انقضاء الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه :كأصل عام تنحل الشركة بسبب وفاة
أحدالشركاء باعتبار أن تأسيس الشركة كان مبنيا على أساس الصفات الشخصية التي يتصف بها كل شريك ،و بالتالي
فإذا توفيأحد الشركاء يؤدي إلى انقضاء الشركة و منه تصفية موجوداتها بحضور ورثة الشريك المتوفى ،و استثناءا من
ذلك نصتالفقرة الثانية من المادة 406من القانون المدني على إمكانية استمرار الشركة باتفاق الشركاء فيما بينهم مع
ضرورة تعويضورثة الشريك المتوفى ،كما يجوز استمرار الشركة بإدخال ورثة الشريك المتوفى سواء كلهم أو بعضهم
كابنه األكبر مثال أو زوجته .
كما تنحل الشركة بالحجر على أحد الشركاء والحجر يكون بحكم قضائي بعد المصادقة على الخبرة المتعلقة بالتأكد من
السالمة العقلية للشريك ،فإذا صدر حكم الحجر على أحد الشركاء تنقض ي الشركة كأصل عام .
كما تنقض ي كذلك الشركة بإعسار أحد الشركاء ويقصد با لعسار ،عدم قدرة أحد الشركاء على تسديد ديونه التي هي
على عاتقه،
و تنقض ي كذلك الشركات بصدور حكم شهر إفالس أحد الشركاء فالفالس يؤدي إلى تصفية كل أموال المفلس و
تقسيمها على دائنيه و بذلك تنقض ي الشركة في هذه الحالة.
مع التوضيح بأن كل هذه الحا لت تؤدي إلى انقضاء الشركات كأصل عام إل أنه هناك استثناء عن هذا ا ألصل إذ يمكن
أن يتضمن عقد الشركة بندا ينص على استمرار الشركة مع باقي الشركاء.
-5-1-1انقضاء الشركة بانسحاب أحد الشركاء من الشركة :لقد أكدت المادة 449من القانون المدني على أن الشركة
تنقض ي بانسحاب أحد الشركاء إل أن مسالة انسحاب الشريك تختلف بحسب ما إذا كانت مدة الشركة محددة أو غير
محددة ،فإذا كانت مدة الشركة غير محددة فإّن ه يجوز للشريك النسحاب من الشركة شرط إبالغ الشركاء عن رغبته في
النسحاب و أن تكون هذه الرغبة صادرة عن حسن نية ،فال يجوز مثال أن يطلب الشريك النسحاب و الشركة تعاني من
أزمة مالية و تراكم الديو ن.
أما بالنسبة لالنسحاب من الشركة محددة المدة فال يجوز للشريك النسحاب قبل حلول أجل انتهاء مدة الشركة ،استثناءا
من هذا ا ألصل فإّن ه يجوز للشريك اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بانسحابه مستندا إلى أسباب معقولة ،و للمحكمة
السلطة الواسعة في تقدير مدى جدية السبب المستند إليه من طرف الشريك ،و هذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من
المادة 441من القانون المدني كما ما يلي ":يجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة ا ألجل أن يطلب من
السلطة القضائية إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة و في هذه الحالة تنحل الشركة ما لم يتفق
ثانيا /أنواع الشرك ات الشركاء على استمرارها ".
تنقسم الشركات التجارية إلى شر كات أشخاص وشركات أموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص شركات
األشخاص وشركات األموال .
/1شركات األشخاص :وتتمثل في شركة التضامن ،شركة التوصية وشركة المحاصة ،فكل هذه الشركات تقوم على
ا لعتبار الشخص ي.
أ /شركة التضامن :
أ-2 /تعريفها :تعتبر شركة التضامن النموذج األمثل لشركات األشخاص و هي األكثر انتشارا و سميت بشركة التضامن
لكون أن الشركاء فيها مسؤولون مسؤولية تضامنية و غير محدودة عن ديون الشركة ،و األكثر من ذلك أن الذمة
المالية للشريك هي ضامنة لديون الشركة و تقوم على ا لعتبار الشخص ي لكونها تنشأ بين الشر كاء الذين تربطهم ثقة
متبادلة و غالبا ما تكون بين أفراد العائلة الواحدة.
إن مصطلح شركة التضامن ظهر في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و هي تعني تلك الشركة التي
يؤسسها شخصان أو أكثر و يكون الشركاء فيها مسئولين مسؤولية مطلقة و تضامنية عن ديو ن الشركة .
أ -1/خصائص شركة التضامن :تنفرد شركة التضامن بعدة خصائص تميزها عن باقي الشركات األخرى وتتمثل هذه
الخصائص في :
21
-جميع الشركاء يكتسبون صفة التاجر :لقد أكدت المادة 772من القانون التجاري على أن الشركاء في شركة التضامن
يكتسبون صفة التاجر حتى و لو لم يحترفوا األعمال التجارية ،بسبب أن شركة التضامن تنتمي إلى طائفة األعمال
التجارية بحسب الشكل و منه و بمجرد تأسيس شركة التضامن يجب قيدها في السجل التجاري و عليها مسك الدفاتر
التجارية .
-إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء :الفالس هو نظام تنفيذ جماعي يطبق على التجار الذين توقفوا عن تسديد
ديونهم التجارية في ميعاد استحقاقها ،و نظرا لكون أن الشريك في شركة التضامن يكتسب صفة التاجر فإّن ه يترتب عن
ذلك أنه إذا صدر حكم بشهر إفالس شركة التضامن سيؤدي حتما إلى إفالس الشركاء باعتبار أن الذمة المالية الخاصة
للشريك ضامنة لديون الشركة ،أما العكس في حالة إفالس الشريك فان ذلك ل يؤدي إفالسها بل يؤدي إلى انحاللها ما
لم يتضمن العقد ا ألساس ي على بند سمح باستمرار الشركة في حالة إفالس أحد الشركاء و هو ما يعبر عنه باتفاق
الشركاء على استمرار الشركة .
.المسؤولية المطلقة و التضامنية للشركاء عن ديون الشركة :إن الشركاء في شركة التضامن مسؤولون مسؤولية مطلقة
وتضامنية عن ديون الشركة ،فالذمة المالية الخاصة للشريك هي ضامنة لديون الشركة ،و هذا ما يميز شركة التضامن
عن شركات األموال فإذا عجزت شركة التضامن الوفاء بديونها فإّن ه يتم الرجوع على كل الشركاء بتطبيق مبدأ التضامن
فيما بينهم و تنصرف هذه الثار إلى األموال الخاصة للشركاء .و يبطل كل شرط يعفي أحد الشركاء من المسؤولية
التضامنية غير المحدودة عن ديون الشركة ،إل أن خاصية المسؤولية التضامنية غير المحدودة للشريك عن ديون
الشركة قد تثير بعض ا لشكاليات في حالة ما إذا انسحب الشريك من الشركة و دخول شريك جديد فيها ،فبالنسبة
للشريك المتضامن فهو مسؤول عن ديون الشركة إلى غاية القيام بإجراءات شهر انسحابه من الشركة ،فإذا اغفل القيام
بذلك يعتبر مسؤ ول تجاه الغير عن ديون الشركة .
أما بالنسبة للشريك الجديد الذي ينضم إلى الشركة فنظرا لكون أن شركة التضامن تقوم على ا لعتبار الشخص ي فإن
الشريك الجديد يعتبر مسؤ ول عن تعهدات الشركة السابقة والالحقة لنضمامه إلى الشركة ،بالمقابل من ذلك فإّن ه يجوز
له أن يشترط إعفائه من الديون الّس ابقة لنضمامه للشركة و هذا الشرط ينتج أثاره بعد خضوعه لجراءات النشر و ا
لشهار .مع الشارة بأن المسؤولية المطلقة للشريك يرد عنها استثناءا في حالة وفاة أحد الشركاء واستمرار الشركة مع
باقي الشركاء وورثة الشريك المتوفى ،ففي هذه الحالة إذا كان أحد الورثة قاصرا فإّن ه ل يكون مسؤ ول مسؤولية غير
محدودة عن ديون الشركة بل يكون مسؤ ول بقدر أموال تركة مورثه طبقا للفقرة الثانية من المادة 791من القانون
التجار ي.
أ-3/عنوان الشركة :تنص المادة 771من القانون التجاري على أ ّن " :يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء
أو مناسم أحدهم أو أكثر ،متبوعا بكلمة و شركائهم " يتضح من هذه المادة أن اسم الشركة يمكن أن يتضمن على أسماء
كاللشركاء إذا كانت الشركة تتكون من شريكين أو ثالثة شركاء ،أما إذا كانت الشركة تتكون من عدد كبير من
الشركاء فإّن هيصعب كتابة كل أسماء الشركاء ففي هذه الحالة يكفي الشارة إلى أسم واحد أو اثنين من الشركاء مع
إضافة مصطلح وشركائهم ،أما إذا كانت الشركة تتكون من أفراد عائلة واحدة فيجوز الكتفاء باسم العائلة كعنوان
للشركة مع ضرورة تحديد نوع القرابة التي تربط الشركاء كذكر شركة فالن و إخوانه أو شركة فالن و أبنائه .
عدم جواز انتقال حصص الشركاء إلى الورثة أو الغير :إن ا ألصل العام أنه ل يجوز التنازل عن الحصص في شركة
التضامن للغير بعوض أو بغير عوض لكون هذه الشركة تقوم على ا لعتبار الشخص ي ،إل انه واستثناءا عن هذا ا
ألصل فإّن ه يجوز التنازل عن الحصص لباقي الشركاء أو الغير بشرط موافقة كل الشركاء على ذلك ،فمثال في حالة
وفاة أحد الشركاء فإّن ه يجوز للشركاء التفاق على نقل حصة الشريك المتوفى لورثته.
أ-4/إدارة شركة التضامن :إن شركة التضامن وبمجرد إتمام إجراءات الشهر و القيد في السجل التجاري تكتسب
الشخصية المعنوية إل أنها ل تستطيع ممارسة أعمالها إل عن طريق شخص طبيعي و هو المدير الذي يلتزم بتسيير
الشركة وفقا للغرض المحدد لها .
-تعيين المدير :لقد أكدت المادة 770من القانون التجار ي ،على أن إدارة شركة التضامن قد تكون لكافة الشركاء أو
تكون لشريك واحد أو قد تسند للغير غير الشريك ،وفي غالب ا ألحيان تسند مهمة المدير للشريك باعتباره يكتسب صفة
التاجر و منه تطبق عليه كل أحكام القانون التجاري بما فيها أحكام الفالس و بذلك فإّن ه يبذل كل ما في وسعه من اجل
تحقيق غرض الشركة ،و يتم تعيين المدير بموجب العقد التأسيس ي للشركة يسمى بالمدير التفاقي كما يمكن تعيين
المدير بموجب عقد الحق يسمى بالمدير غير التفاقي.
-عزل المدير :إن مسالة عزل مدير شركة التضامن يختلف بحسب ما إذا كان هذا المدير شريكا معينا بموجب العقد
التأسيس ي لنشاء الشركة ) مدير اتفاقي ( أو إذا كان مديرا غير اتفاقيا ،فبخصوص المدير التفاقي فال يعزل إل بموافقة
22
جميع الشركاء و يكون ذلك بموجب تعديل القانون ا ألساس ي للشركة استنادا للفقرة األول ى من المادة 776من
القانون التجار ي ،أما بخصوص المدير غير التفاقي فإن عزله يكون استنادا إلى القانون ا ألساس ي للشركة فهو الذي
يحدد طريقة عزله و في حالة عدم الشارة إلى طريقة عزله في القانون ا ألساس ي فإّن ه يعزل بقرار با لجماع ،صادر
عن الشركاء طبقا للفقرة الثانية من المادة 776من القانون التجاري ،
أما بالنسبة للمدير من الغير أي ليس له صفة الشريك فيتم بقرار صادر من الشركاء بأغلبية ا ألصوات طبقا للفقرة الثانية
من المادة 776من القانون التجار ي.
-مسؤولية الشركة عن أعمال المدير :يشترط لكي تقوم مسؤولية الشركة كشخص معنوي عن أعمال المدير أن يكون
التصرف الصادر عن المدير باسم و لحساب الشركة و ليس لحسابه الخاص و يجب أن يدخل هذا التصرف الذي ابرمه
المدير في حدود اختصاصه المحدد في العقد التأسيس ي للشركة ،و استثناءا عن هذا ا ألصل فإن الفقرة األول ى من
المادة 777من القانون التجاري و حماية للغير حسن النية فإن الشركة تتحمل التزامات المدير حتى في حالة تجاوز
حدود صالحياته بشرط أن يكون هذا التصرف يدخل ضمن غرض الشركة إذ نصت الفقرة األول ى من المادة 777
من القانون التجاري على
":تكون الشركة ملزمة بما يقوم به المدير من تصرفات تدخل في موضوع الشركة ،و ذلك في عالقتها مع الغير ".
أ -7/انقضاء شركة التضامن :إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فإّن ه هناك أسباب خاصة لنقضاء شركة
التضامن وهي :
-حالة وفاة أحد الشركاء ،ما لم ينص العقد التأسيس ي للشركة على استمرار الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثة
الشريك المتوفى طبقا للفقرة األول ى من المادة 791قانون تجار ي.
-حالة إفالس أحد الشركاء أو الحجر عليه ،ما لم ينص القانون ا ألساس ي للشركة على استمرارها مع باقي الشركاء
طبقا للفقرة األول ى من المادة 790من القانون التجار ي .
ب /شركة المحاصة
. -1تعريفها :تطرق المشرع الجزائري لشركة المحاصة بموجب األمر رقم 76-57المتضمن القانون التجاري ،و
خصص لها خمس مواد ابتداء من المادة 567مكرر 2إلى غاية المادة 567مكرر . 7و تعرف شركة المحاصة أنها
شركة تجارية تقوم على ا لعتبار الشخص ي ،كما أنها شركة خفية ل تتمتع بالشخصية ا لعتبا رية و ل تظهر للغير ،
فشركة المحاصة هي عقد بين شخصين
أو أكثر للقيام بصفقة واحدة أو أكثر يؤديها أحد الشركاء باسمه الخاص و لمصلحة باقي الشركاء ثم يقومون بتقسيم
األرباح و تحمل الخسائر الناتجة عن هذه العملية .مع الشارة بأن شركة المحاصة ل تحتاج لقيامها ل ألركان الشكلية
من إجراءات الشهر والقيد لدى المركز الوطني للسجل التجار ي.
-2خصائصها :تتميز شركة المحاصة بالخصائص التالية :
-أنها شركة تجارية :لقد أكدت المادة 567مكرر 2من القانون التجاري بأن شركة المحاصة هي شركة تجارية فهي
تختص بعمل واحد أو أكثر من األعمال التجارية و ل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل بل تدخل ضمن
األعمال التجارية بحسب
الموضوع أي ينظر إلى غرضها فإذا كان يدخل في طائفة األعمال التجارية فيطبق عليها القانون التجاري ،أما إذا كان
غرضها مدنيا فيطبق عليها القانون المدني
-أنها شركة أشخاص :تقوم شركة المحاصة على ا لعتبار الشخص ي فهي تتكون من عدد قليل من الشركاء تربطهم ثقة
متبادلة فيما بينهم قصد تحقيق غرض الشركة ،كما أن حصص الشركاء فيها غير قابلة للتداول إل بموافقة األغلبية
المتفق عليها في العقد التأسيس ي للشركة.
-أنها شركة خفية ال تظهر للغير :تقوم شركة المحاصة فيما بين الشركاء فقط و ل تظهر للغير فهي ل تخضع لجراءات
الشهر المتبعة في باقي الشركات التجارية فهي تقوم فقط بين الشركاء و ل تكشف للغير.
-عدم تمتعها بالشخصية المعنوية :لقد أكدت المادة 567مكرر 1من القانون التجار ي بان شركة المحاصة ل تتمتع
بالشخصية المعنوية وهو ا لستثناء الوحيد في الشركات التجارية .إضافة إلى ذلك فهي ل تخضع لجراءات النشر و
الشهار المتبع في تأسيس الشركات التجارية و يترتب عن ذلك أن الغـير الذي يتعامل معها ل يعرف سوى الشريك
الذي تعامل معهبالمقابل من ذلك فإن هذا الشريك تعاقد باسمه الخاص إل أن تصرفاته تكون في إطار شركة محاصة
التي ل وجود لها فيمواجهة الغير .كما أن عدم اكتساب الشركة للشخصية المعنوية يرتب عدم استقاللية ذمة الشركة عن
23
ذمم الشركاء و منهفال وجود لعنصر الضمان العام للدائنين في شركة المحاصة ،و ليس لها عنوان ول جنسية فيؤخذ
بعنوان الشريك الذي تعاقدمع الغير و جنسيته و موطنه.
-3إدارة شركة المحاصة :
تباشر شركة المحاصة نشاطها من طرف أحد الشركاء يسمى مدير المحاصة ،الذي يتعاقد باسمه الخاص و لحساب باقي
الشركاء الذين لهم الحق في الطالع على أعمال المدير .كما تجوز إدارة شركة المحاصة من طرف عدة شركاء
فيلتزمون جميعا في مواجهة المتعاقد بمضمون العقد على وجه التضامن و بعد ذلك يتم تقسيم حصيلة المشروع من ربح
أو خسارة و تكون مسؤولياتهم غير محدودة
-4انقضاء شركة المحاصة :
تنقض ي شركة المحاصة إذا ما انتفى ا لعتبار الشخص ي الذي تقوم عليه ،كما تنقض ي نتيجة األسباب العامة لنقضاء
الشركات بصفة عامة ،و إذا انقضت الشركة فال مجال لتعيين مصفي من أجل تصفيتها لعدم وجود ذمة مالية خاصة
بالشركة.
26