Professional Documents
Culture Documents
د /حسين فريدة ،أستاذة محاضرة "أ" ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو...................مشرفا ومقر ار
د /أوباية مليكة ،أستاذة محاضرة "ب" ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو............................ممتحنا
الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على أداء هذا الواجب
إنجاز هذا العمل ،ونخص بالذكر األستاذة المشرفة "حسين فريدة" التي لم
تبخل علينا بتوجيهاتها ونصائحها القيمة التي كانت عونا لنا في إتمام هذا
البحث.
شكرا
أ
اإلهداء
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين
أهدي هذا العمل إلى:
من ربتني وأنارت دربي وأعانتني بالصلوات والدعوات ،إلى اغلي إنسان في هذا
الوجود أمي الحبيبة ،إلى من عمل بكد في سبيلي وعلمني معنى الكفاح وأوصلني إلى
ما أنا عليه أبي العزيز ،أدامهما اهلل لي.
إلى إخوتي " أمقران ،أزواو ،ماسينيسا ،حواس" ،وأخواتي " فهيمة ،جيجي ،كريمة "
وإلي جدتي العزيزة "فطيمة" حفظها اهلل لي ،وزوجة أخي علجية ،وإلي أوالد أختي "
صالح ،دياال ،ايلينا " والي صديقاتي "صبرينة ،سيليا ،خليدة "
إلى من عمل معي بكد بغية إتمام هذا العمل ،إلي صديقي ورفيق دربي "كمال".
فطيمة.ب
ب
اإلهداء
أهدي هذا البحث بالخصوص إلى الوالدين الكريمين اللذين كانا سندا
ودعما لي طيلة مشواري الدراسي ،ومنحاني العزم لتخطي الصعاب والتقدم
واثق الخطى .أدعو اهلل أن يطول في عمرهما في خير وهناء وصحة.
إلى إخوتي وأخوتي العزيزتين "كريمة وحسينة".
والى رفيقة الدرب "فطيمة".
إلى أصدقائي
إلى كل من زرع التفاؤل في دربي...
كمال.و
ت
قائمة أهم المختصرات
:باللغة العربية
. الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية: ج ر
. صفحة: ص
:باللغة األجنبية
TVA : Taxe sur la valeur ajoutée
FCE : Forum des chefs d’entreprise
IBS : Impôt sue les bénéfices des sociétés
OMC :Organisation mondiale de commerce
PGI :programme global d’importation
ANSEJ :agence national de soutien à l’emploi des jeunes
APSI :Agence de promotion et de soutien d’investissement
ANDI :agence national de développement de l’investissement.
PIB :produit intérieur brute
ث
مقدمة
مقدمة
تولدت التجارة الخارجية من خالل حاجة اإلنسان للقيام بمبادالت تجارية خارج الحدود
الجغرافية ،لتنوع واختالف الثروات من دولة إلي دولة أخري ،وهو ما دفع هذه الدول للدخول
في عالقات تجارية مع غيرها قصد إشباع الحاجات المتعددة والمتجددة لها ،1وهذه الخاصية
من أهم ما يميز المجتمع الدولي الحديث ،وباعتبار أن نشاط االستيراد والتصدير المحرك
األساسي لهذه العالقات ،فقد عملت الدول على تحرير التجارة الخارجية ووضع تسهيالت
لتفعيل نشاط االستيراد والتصدير من أجل تنويع المبادالت التجارية الخارجية وتطويرها.
والجزائر كب اقي هذه الدول تسعى جاهدة إلى الدخول في عالقات دولية من أجل
ترقية التجارة الخارجية وا دخال رؤوس أموال إليجاد مصادر لتمويل تنميتها االقتصادية،
وهذا بعد أن عرفت حدود النظام االشتراكي الذي اعتنقته منذ االستقالل وأثاره على
االقتصاد الوطني ،ولكون هذا القطاع المتن فس الوحيد لما يوفره من مدا خيل تسمح
بتغطية متطلبات الدولة اعتمادا خاصة على صادراتها من المواد األولية (النفط والغاز
الطبيعي) رأت الدولة أن تسير هذا القطاع بانتهاج سياسات مختلفة تتالءم مع المرحلة
االقتصادية التي تمر بها البالد ،فعمدت خالل مسيرتها التنموية إ لى فرض الرقابة على
التجارة الخارجية في مرحلة أولى ثم احتكارها في مرحلة ثانية ،وبعدها في مرحلة
التسعينات عرفت تطو ار سريعا رافقته ترسانة كبيرة من النصوص القانونية والتنظيمية
المنظمة للتجارة الخارجية خاصة مع تحرير هذه األخيرة الذي نتج عنه تدفق سريع ل لسلع
والخدمات.2
1
-Cherigui Chahrazad, le financement du commerce extérieur par les banques algériennes, thèse de
magister en droit bancaire, faculté de droit, université d’Oran, 2014, p 01
-2زيرمي نعيمة ،التجارة الخارجية الجزائرية من االقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
التسيير الدولي للمؤسسات ،تخصص المالية الدولية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،2011،ص.02
2
مقدمة
ولعل الخطوة الحقيقية والفعلية لتحرير التجارة الخارجية جاء بعد إصدار النظام – 91
03المتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع للجزائر وتمويلها 1والذي فتح قطاع التجارة
الخارجية أمام لكل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري.2
وجاء التكريس الحقيقي لمبدأ حرية التجارة بموجب نص المادة 37من دستور
31996والمعدلة بموجب نص المادة 43من تعديل الدستوري 42016أين يؤكد على أن:
"حرية االستثمار والتجارة معترف بها وتمارس في إطار القانون" وأضافت المادة 19منه
والمعدلة بموجب نص المادة 21من تعديل الدستوري 2016على أن تنظيم التجارة
الخارجية من اختصاص الدولة ،والقانون يحدد شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها.
وفي نفس السياق قامت الجزائر بوضع قوانين من أجل تطبيق استراتيجية تقوم بمهمة
ترقية الصادرات خارج المحروقات ،ومن أهم القوانين التي أصدرتها األمر رقم 04–03المتعلق
بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها ،5الذي يقر حرية المبادرة في
-1نظام رقم 03-91المؤرخ في 20فبراير ،1991يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع للجزائر وتمويلها ،ج.ر عدد
،23الصادرة 25مارس .1992
-2اقلولي ولد رابح صافية ،مبدأ حرية الصناعة والتجارة في القانون الجزائري ،المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية ،كلية
الحقوق ،جامعة تيزي وزو ،عدد ،2006 ،02ص. 67
-3م رسوم رئاسي رقم ،438 - 96المؤرخ ،1996/12 / 7يتعلق بإصدار نص تعديل ال دستور المصادق عليه في
استفتاء ، 1996/11 / 28في الج ريدة الرسمية للجمهورية الديموقراطية ،ج ر ،عدد ، 76الصاد رة .1996/12/28
-4قانون رقم ،01-16مؤرخ في 06ماس ،2016يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر ،عدد ،14الصادرة في 07مارس
.2016
-5أمر رقم 04-03مؤرخ في 19يوليو ،2003المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها،
ج ر عدد ،43الصادرة في 20يوليو .2003
3
مقدمة
مجال التجارة الخارجية ،معنى ذلك أن الدولة تتنازل على احتكارها الطويل على نشاطي
التصدير واالستيراد.1
ومؤخ ار بعد األزمة النفطية وإليجاد مخرج لها قامت الدولة بإصدار قانون رقم 15–15
المعدل والمتمم لألمر ،204–03الذي يعد بمثابة إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية وحماية
المنتوجات الوطنية من المنافسة ،واعطاء الصناعات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
فرصة اإلنتاج 3حيث يركز على تشجيع الصادرات وتقييد الواردات وذلك بفرض رخص
االستيراد والتصدير ،وتطبيق نظام الحصص.
كل هذا االهتمام من طرف الدولة يبرز األهمية الكبيرة التي تحضي بها التجارة
الخارجية لكونها تساهم في تنويع الصادرات خارج المحروقات ،كما تساهم في إدخال
العملة الصعبة وتثبيت الميزان التجاري بما يساعد االقتصاد الوطني وجذب االستثمار
األجنبي ،وهذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤل إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في وضع
أحكام جديدة على نشاطي االستيراد والتصدير ومدى فعاليتها على الدور العملي؟
في الفصل األول ندرس التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير
التجارة الخارجية.
-1حجارة ربيحة ،حرية المبادرة في التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع :قانون األعمال ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،كلية الحقوق ،2007/04/04 ،ص .7
-2قانون رقم ،15-15معدل ومتمم لألمر ،04-03المؤرخ في 15يوليو ،2015المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على
عمليات استيراد البضائع وتصديرها ،ج ر ،عدد ،41الصادرة في 29يوليو .2015
-3حجارة ربيحة ،وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر :تراجع في التحرير أم ضبط للقطاع ،المجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،العدد ،02كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2016 ،ص.359
4
مقدمة
أما في الفصل الثاني نقيم هذه التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير ،فنتناول في
المبحث األول تقييد الواردات ،والمبحث الثاني تشجيع الصادرات.
5
الفصل األول
التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير
كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
لقد عملت الجزائر على تطوير وترقية التجارة الخارجية لما لها من دور في توجيه
الميزان التجاري 1بما يساهم في إعطاء الدفع وبعث االقتصاد الوطني حيث تعتبر األداة التي
تمكن الدولة من إدخال العملة الصعبة عن طريق االستيراد والتصدير ،وعليه فقد قامت الدولة
بتعديالت قانونية تهدف إلى تأطير التجارة الخارجية أو بتغيير آخر ضبط االستيراد والتصدير،
باإلضافة إلى ذلك قامت الجزائر بوضع سياسة واستراتيجية تقوم بتنشيط حركة االستيراد
والتصدير ،ومن أجل إبراز كل هذا قسمنا الفصل إلى مبحثين.
-1الميزان التجاري هو الفرق بين قيمة واردات بلد ما خالل فترة ما وبين قيمة صادراته ،ويعتبر من المؤشرات االقتصادية
الهامة ،وتكمن قيمته في تحليل مكوناته وهيكلته ،أي سبة المواد األولية أو المواد نصف المصنعة ،إلى إجمالي المستوردات
أو الصادرات ،مأخوذ من الموقع ، www.ar.wikipedia.org :تاريخ االطالع .2017/05/12 :
6
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
المبحث األول
اإلطار القانوني الجديد لالستيراد والتصدير
إن التغيرات االقتصادية على مستوى التجارة الخارجية التي مرت بها الجزائر خاصة بعد
األزمة النفطية األخيرة وضعتها أمام حتمية اللجوء إلى حلول من أجل مجابهة هذه الوضعية
من خالل سن قوانين واجراءات جديدة تهدف إلى ضبط االستيراد والتصدير (المطلب األ ول،،
وهذا عن طريق إدخال نظام التراخيص لالستيراد والتصدير (المطلب الثاني ،،وما يمكن اإلشارة
إليه أن هذه القوانين تحظى بالدعم من قوانين أخرى من أجل تنظيم نشاط االستيراد والتصدير
(المطلب الثالث.،
المطلب األول
ضبط نشاطي االستيراد والتصديـــر
لقد عمدت الجزائر إلي تنظيم التجارة الخارجية عبر أحكام مؤطرة لذلك (الفرع األول ،والتي
جاءت إلعطاء اإلنتاج والسوق الوطنية الحماية الالزمة (الفرع الثاني ،من المنتوجات
المستوردة ،وفق الخصوصيات التي ينفرد بها قانون االستيراد والتصدير (الفرع الثالث.،
الفرع األول
وضع قوانين خاصة لتنظيم نشاط االستي ارد والتصدير
يجدر التذكير أنه تم فتح التجارة الخارجية في سياق تميز بانعدام وجود نص خاص
على المستوى التشريعي حيث ظل تأطير التجارة الخارجية طوال سنوات التسعينات مضبوط
بنصوص تشريعية وتنظيمية متعددة ،1وقد ارتكز تحرير التجارة الخارجية أساسا على تبني
-1زبيري عبد الحكيم ،عن المدير الفرعي بالمديرية العامة للتجارة الخارجية ،مقال مأخوذ من الموقع:
. www.commerce.gov.dz.تاريخ االطالع.2016/07/11 :
7
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الجزائر لسياسة اقتصاد السوق التي أتت بمفاهيم تتماشى مع هذه السياسة مثل الخوصصة
الترقية االستثمار وترقية الشراكة ...الخ ،وهو ما كان دافعا من أجل تحرير التجارة الخارجية
بدء من إزالة النظام القديم والمتمثل في البرنامج الشامل لالستيراد PGI
والتي جاءت بالتدريج ً
وميزانية العملة الصعبة وتعويضه بمخطط تمويل خارجي تحت إشراف البنوك مباشرة ،وبعد
صدور مرسوم 137-91ظهرت بوادر تحرير التجارة الخارجية وقام برسم اإلطار العام لعملية
التحرير التدريجية ،ثم تلت التعليمة رقم 13 – 94والتي تؤكد على التوجه الجديد لسياسة
التجارة الخارجية ،فمنذ ذلك التاريخ تم تحرير المبادالت التجارية بصفة تامة ،فكل شخص
طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري وفقا للمرسوم 37–91يمكنه ممارسة نشاط
االستيراد.2
إضافة إلى هذا فقد تم االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة دستوريا في 1996وذلك
بعدما وجدت الجزائر نفسها أمام ضغوطات داخلية وخارجية دفعتها إلى تحرير نشاطها
االقتصادي نتيجة األزمة التي عرفها االقتصاد الوطني نظ ار النخفاض أسعار النفط ،3وهذا ما
تقرره المادة 37من دستور 1996التي تنص على" :حرية التجارة والصناعة مضمونة ،لكن
شرط أن تمارس في إطار القانون" 4كما أضافت المادة 21من تعديل دستور 2016على أن
-1مرسوم تنفيذي رقم 37-91المؤرخ في 13فيفري ،1991يتعلق بشروط التدخل في مجال التجارة الخارجية ،ج ر ،العدد
،12الصادرة في 20مارس .1991
-2نقال عن حمشة عبد الحميد ،دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات في ظل التطورات الدولية
الراهنة – دراسة حالة الجزائر ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد
دولي ،كلية العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،2013 ،ص 88وما بعدها.
-3حجارة ربيحة ،حرية المبادرة في التجارة الخارجية ،مرجع سابق ،ص. 12
-4مرسوم رئاسي رقم ،438-96يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور.
8
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
تنظيم التجارة الخارجية من اختصاص الدولة" الفقرة األولى ،وأضافت الفقرة الثانية "يحدد القانون
1
شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها".
ولقد تم تجسيد االختيارات السابقة عبر صدور األمر رقم 04 –03المؤرخ في
2003/07/17المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها،2
وين درج محتوى هذا األمر في تكريس المشرع لمبدأ حرية االستيراد والتصدير ،ويظهر ذلك من
خالل المادة 2من نفس األمر التي تنص على انه" :تنجز عمليات استيراد المنتوجات وتصديرها
بحرية ،وتستثنى من مجال تطبيق هذا األمر عمليات استيراد وتصدير المنتوجات المخلة باألمن
وبالنظام العام واألخالق" ،3ومضمون هذه المادة يتمحور في فتح المجال أمام المتعاملين
الخواص أو العموميين باقتحام األسواق الخارجية المتسمة بالتفتح وقوة التنافس من خالل
ممارسة التبادل التجاري مع الدول األخرى.4
وبعد ذلك جاء قانون 15 – 15المعدل والمتمم لألمر 04 – 03والذي يشترط حصول
المستوردين والمصدرين مسبقا على التراخيص من الجهة الحكومية المختصة التي تقوم بالرقابة
على االستيراد والتصدير ،5وقد نصت المادة 4من قانون 15 – 15المعدلة ألحكام المادة 6
من األمر 04–03على انه" :يمكن وضع رخص استيراد وتصدير المنتوجات بغرض إدارة أي
تدبير يتخذ بموجب أحكام هذا القانون ،أو وفقا لالتفاقيات الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها".
9
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
وبررت المادة 6مكرر من األمر نفسه على أنه "يمكن اتخاذ تدابير تهدف لوضع قيود
السيما ...الحفاظ على التوازن المالي الخارجي وتوزان السوق".1
الفرع الثاني
حماية اإلنتاج والسوق الوطني
إن تكريس الدولة لمبدأ حرية التجارة والصناعة ،ال يقضي بالضرورة ترك المجال بدون
تنظيم ألن ذلك سيؤثر على االقتصاد الوطني ،األمر الذي جعل الدولة تتدخل بوضع قيود
على هذا المبدأ فهو أمر مشروع ال يتعارض مع مقتضيات االقتصاد الحر ،2وهذا ما تقرره
المادة 43من التعديل الدستوري 2016التي تنص" :حرية التجارة والصناعة مضمونة ،لكن
شرط أن تمارس في إطار القانون" ،3كما جاء األمر 04 – 03المتعلق باالستيراد والتصدير
بنوع من االستثناءات على حرية التجارة الخارجية ،تتمثل في إجراءات الدفاع التجاري التي
يمكن ا تخاذها بفرض حماية اإلنتاج الوطني طبقا للقوانين التي تم قبولها في االتفاقيات مع
المنظمة العالمية للتجارة ،فيمكن اتخاذ هذه اإلجراءات لحماية التوازنات المالية الخارجية
ومواجهة استيراد كميات ضخمة من المواد قد تشكل خطر على اإلنتاج الوطني كما يمكن
اللجوء إليها لمواجهة ممارسات غير نزيهة في االستيراد ،واللجوء إلى هذه اإلجراءات ال تتم
إال بتبني اإلجراءات المطابقة لالتفاقيات السالفة الذكر السيما:
-تطبيق إجراءات المضادة لإلغراق واإلجراءات التعويضية للحاالت التي تثبت فيها
األدلة على أن الواردات المعنية تغرق السوق أو تستفيد من دعم مالي وبالتالي تتسبب
في خسائر معتبرة على فرع من اإلنتاج الوطني لمنتوج مماثل.
-تطبيق إجراءات وقائية في حاالت تكون فيها الواردات محل التحقيق تتسبب في أضرار
جسيمة لمنتوجات مماثلة لفرع إنتاجي أو وطني أو من شأنها أن تتسبب اختالل في
توازن السوق.1
ولقد كرس األمر 04 – 03فصال كامال لحماية اإلنتاج الوطني من المادة 8إلى
المادة ،16فذكرت المادة 9أنه" :يمكن وضع تدابير الدفاع التجارية عن طريق التنظيم في
شكل تدابير وقائية أو تعويضية أو مضادة لإلغراق" وأضافت المادة " 14يمكن أن يوضع حق
ضد اإلغراق على منتوج يكون سعر تصديره إلى الجزائر أدنى من قيمته العادية ،"...وهذا
حماية للسوق وعدم إلحاق الضرر بفرع من اإلنتاج المحلي ونتيجة ألهمية وجود التدابير
الوقائية التجارية فقد تم سن المرسوم التنفيذي رقم 2222-05الذي يحدد شروط تنفيذ الحق
ضد اإلغراق بما يتوافق مع التشريعات وكذا قوانين المنظمة العالمية للتجارة ،وفي نفس
السياق فقد تم تعديل قانون االستيراد والتصدير 04 –03بموجب القانون رقم ،15 – 15
الذي تضمن جوانب تتعلق بكيفية الحصول على رخص االستيراد والتصدير حتى ال تكون
السوق الجزائرية سوق مفتوحة لدخول وخروج أي منتوج دون رقابة مسبقة من السلطات
المعنية وفي هذا الشأن فقد صدرت تعليمة و ازرية للحد من استيراد بعض المنتجات غير
األساسية كالمايوناز ،الكيوي ...التي كلفت الخزينة العمومية أمواال باهظة كان يمكن
استغاللها في مشاريع استثمارية مهمة.3
11
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الثالث
مضمون قانون االستيراد والتصدير
ويحدد التشريع الجديد االستثناءات لمبدأ حرية المبادالت التجارية والتي تبقى متطابقة
مع األعراف وتنظيمات التجارة الدولية وهذا باحترام قواعد المنافسة الشريفة والنزيهة ،وبقصد
تجسيد هذا المبدأ وضع المشرع الجزائري األمر رقم 04-03مجموعة من القواعد لتنظيم ذلك
تتمثل في:
-شرط مراعاة القواعد الصحية :أي أنه أثناء استيراد المنتوجات أو تصديرها من قبل
األشخاص المؤهلين لذلك ،يجب احترام قواعد الصحة وذلك فيما يخص السلع التي
تمس مباشرة صحة اإلنسان ،الحيوان أو النبات وهذا ما يعتبر تجسيد لالتفاق بشأن
تطبيق تدابير الصحة النباتية الملحق بعقد مراكش المنشئة للمنظمة التجارة الخارجية.
-شرط احترام قواعد البيئة والتراث الثقافي :أثناء استيراد البضائع وتصديرها يجب مراعاة
القواعد الخاصة بحماية البيئة والتراث الثقافي ،باحترام أحكام القانون رقم 10-03
المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،وهذا ما يعتبر أيضا تطبيقا لالتفاق
الملحق بعقد مراكش والخاص بالعوائق الفنية المتصلة بالتجارة.
-1قموح مولود ،مدى موافقة نظام رخص االستيراد والتصدير الجزائري مع اتفاق إجراءات تراخيص االستيراد لمنظمة التجارة
العالمية ،يوم دراسي حول "اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات" ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
يوم 11ماي ،2016ص.05
-2أرزيل الكاهنة ،مرجع سابق ،ص .90
12
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
-الحد من اإلغراق :يقصد بذلك أنه أثناء تواجد سلعة مصدرة من الخارج في السوق
الجزائرية تباع بسعر أقل من سعرها الحقيقي في الدولة مصدر منشأها والذي من شأنه
أن يلحق أو يهدد بالحاق ضر ار بنفس السلعة الجزائرية المنشأ ،وقد نصت المادة 15
من األمر 04-03على " :الحق ضد اإلغراق ، "...وهذا اإلجراء يتطابق مع الملحق
02من الملحق الرابع المرفق بعقد مراكش بشأن تطبيق المادة 06من االتفاق العام
للتعريفات الجمركية و التجارة لسنة .1994
-اتخاذ تدابير وقائية :يقصد بالتدابير الوقائية أنه اذا تم استيراد سلع من الخارج بكميات
من شأنها أن تلحق أض ار ار بالصناعة لمنتوج جزائري مشابه لذلك المنتوج المستورد أو
لنفس المنتوج ،فيمكن للسلطات الجزائرية أن تتخذ إجراء وقائيا لمنع تدفق تلك السلع
األجنبية ،وهذا اإلجراء منصوص عليه في األمر ،04-03ويعتبر أيضا تجسيدا أو
1
تطبيقا للملحق رقم 01المرفق باتفاق مراكش المتعلق بالتدابير الوقائية.
ومؤخ ار صدر القانون 15 – 15يعدل ويتمم األمر 04 – 03والذي كان محور تعديله
الرئيسي يخص رخص االستيراد والتصدير التي تعرفها المادة 6مكرر 1من األمر – 03
04على أنه" :يقصد بإجراءات رخص االستيراد أو التصدير كل إجراء إداري يفرض كشرط مسبق
لتقديم مثال لجمركة البضائع زيادة على تلك المخصصة ألغراض الجمركة".2
ومن جهة أخرى فالمادة األولى من اتفاق إجراءات رخص االستيراد في منظمة التجارة
العالمية تنص على أنه " :في هذا االتفاق يعرف الترخيص باالستيراد على أنه اإلجراءات اإلدارية
13
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
المستخدمة في تنفيذ أنظمة تراخيص االستيراد التي تتطلب تقديم طلب أو وثائق أخرى غير
المطلوبة ألغراض الجمارك كشرط مسبق لالستيراد.1
وبمقارنة مفهوم الرخص في قانون المنظمة العالمية للتجارة مع القانون الجزائري نجد أنهما
يتفقان في اعتبار الرخصة إجراء إداري ويقدم مسبقا لالستيراد وتختلف عن الوثائق المقدمة
بغرض جمركة البضائع ،ويمكننا القول أن التشريع الوطني فيما يخص رخص االستيراد
والتصدير يتماشى مع قوانين منظمة التجارة العالمية.2
المطلب الثاني
نظام التراخيص كإجراء جديد لالستيراد والتصدير
يقصد بإجراءات االستيراد أو التصدير كل إجراء إداري يفرض كشرط مسبق لتقديم
وثائق لجمركة البضائع ،3وتكون هذه الرخص إما تلقائية (الفرع األول ،أو غير تلقائية (الفرع
الثاني.،
الفرع األول
التراخيــص التلقائيـة
تنص المادة 6مكرر 5من قانون 15 – 15المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على
عمليات استرداد البضائع وتصديرها على "يقصد برخص االستيراد والتصدير التلقائية ،الرخص
التي تمنح في كل الحاالت التي يقدم فيها طلب والتي ال تدار بطريقة تفرض فيها قيود على
الواردات أو الصادرات".4
-1محمود محمد أبو العال ،الجات ،النصوص الكاملة لالتفاقية العامة للتعريفات والق اررات المصدرة لها في مصر ،دار
الجميل ،1999 ،ص . 104
-2قموح مولود ،مرجع سابق ،ص 7وما بعدها.
-3المادة 6مكرر 1من قانون ،15 – 15مرجع سابق.
-4المادة 6مكرر 5من قانون ،15– 15مرجع سابق.
14
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
والمقصود بالترخيص التلقائي هو النوع الذي تكون فيه الموافقة مضمونة في حال كل الطلبات
الصالحة ،يتم العمل بها بشكل أساسي بغرض مراقبة الواردات في قطاعات بعينها ،وينبغي تطبيق
عملية الترخيص التلقائي بطريقة أو بأسلوب الذي ال ينطوي على آثار تقييدية للتجارة.1
-تفتح رخص االستيراد أو التصدير لكل شخص طبيعي أو معنوي استوفى الشروط
القانونية والتنظيمية المطلوبة للقيام بعمليات استيراد أو تصدير المنتوجات الخاضعة
للرخص التلقائية.2
-يجب أن تكون المنتوجات المستوردة مطابقة للمواصفات المتعلقة بنوعية المنتوجات
وأمنها كما هو منصوص عليه في التشريع والتنظيم المعمول بهما.3
-تسلم رخص االستيراد أو التصدير التلقائية القطاعات الو ازرية المعنية بناء على طلب
مرفق بوثائق تثبت مطابقة المنتوجات والبضائع حسب طبيعتها ،وكذا الوضعية القانونية
للمتعاملين االقتصادية.4
-1كريمة نايت سيدي أحمد ،رخص االستيراد كآلية لتقليل االستيراد ،يوم دراسي حول "اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة
الخارجية خارج المحروقات" ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 11ماي ،2016ص .3
-2المادة 6مكرر 6من القانون ، 15– 15مرجع سابق.
-3المادة 7من األمر رقم ،04– 03مرجع سابق
-4المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم 306 – 15الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخصة االستيراد أو التصدير
للمنتوجات والبضائع ،ج ر ،العدد ،66الصادرة في 9ديسمبر . 2015
15
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
-يجب اعتماد مبدأ المنافسة كمعيار أو مبدأ للمفاضلة بين المتعاملين االقتصاديين
الراغبين في الحصول على الترخيص باالستيراد وأن تتم المنافسة في ضوء معياري
سعر وجودة المنتوج المراد توريده.1
-ميعاد إيداع الطلب ومنح الرخصة حسب المادة 6مكرر 6يجب أن تقدم طلبات
الحصول على رخص االستيراد أو التصدير التلقائية في أي يوم عمل قبل جمركة
البضائع ،وينبغي أن يتم النظر في الطلبات ومنح الموافقة بشكل سريع في مدة أقصاها
10أيام.2
الفرع الثاني
التراخيص غير التلقائيـة
عرفتها المادة 6مكرر 7من القانون " 15 – 15يقصد برخص االستيراد والتصدير
غير التلقائية ،الرخص التي ال ينطبق عليها التعريف المذكور في المادة 6مكرر .3"5
وبالرجوع إلى المادة 6مكرر 5نجد أنها عرفت رخص االستيراد أو التصدير التلقائية،
لذلك يمكن القول أن الرخص غير التلقائية هي تلك الرخص التي يتوقف تقديمها على السلطة
التقديرية للجهة اإلدارية المختصة في منحها ،بمعنى أنه يمكن قبول منحها أو رفضها حسب
الظروف والمعايير المعتمد عليها ،وهذه الطريقة عادة ما تستعمل عندما يكون هناك قيود كمية
أو نوعية على الصادرات ،عن طريق تحديد الحصص الكمية للبضاعة المستوردة أو المصدرة.4
16
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
تختلف رخص االستيراد أو التصدير غير التلقائية عن الرخص التلقائية في :األشخاص
المخول لهم طلب الرخصة حسب المادة 6مكرر 7من األمر 04 – 03المعدل والمتمم ،أنه
يحق لكل متعامل اقتصادي بشخص طبيعي أو معنوي تتوفر لديه الشروط المطابقة للتشريع
والتنظيم ،أن يطلب رخصا غير تلقائية وال يجب التمييز بين مقدمي الطلبات بحيث يجب أن
تؤخذ هذه الطلبات بعين االعتبار وعلى قدم المساواة.1
والجهة اإلدارية المختصة في منح رخص غير التلقائية تتمثل في الوزير المكلف بالتجارة
بناء على اقتراح اللجنة الو ازرية المشتركة الدائمة ،2حيث تكلف هذه األخيرة بدراسة طلبات
رخص التصدير واالستيراد وتقديم اقتراحات إلى الوزير المكلف بالتجارة ،3والجهة اإلدارية
المختصة هي التي تستخدم في هذا النوع من الترخيص سلطتها التقديرية في الموافقة على
طلب الترخيص أو رفضه.4
ويحق للعون االقتصادي المعني بالطعن في قرار رفض رخص غير التلقائية وتودع
الطعون على مستوى مديريات التجارة الوالئية المختصة إقليميا ،وهذا بشرط تقديم عناصر
جديدة للتقييم ،ومدة صالحية رخص االستيراد أو التصدير غير التلقائية 6أشهر ابتداء من
تاريخ تسليمها ،ويمكن تمديدها مدة أطول عند االقتضاء حسب المادة 20من المرسوم التنفيذي
306 – 15وفي حالة عدم استعمالها فإنه يجب أن تعاد إلى اللجنة في أجل أقصاه 10أيام
من أيام العمل بعد انقضائها وهذا حسب المادة 2/21من نفس المرسوم.5
17
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
المطلب الثالث
القوانين المكملة في تنظيم االستيراد والتصدير
كما سبق اإلشارة إليه فإن قانون االستيراد والتصدير في السابق لم يكن منظما وفق
تشريع خاص به وانما يستمد قواعده من باقي القوانين ،إلى أن صدر األمر 04 – 03المتعلق
باالستيراد والتصدير ،ومع ذلك فإنه يبقى متصل بقوانين أخرى يستمد منها بعض التنظيمات
والقواعد في مجال االستيراد والتصدير ،ومن بين هذه القوانين قانون االستثمار (الفرع األول،،
األحكام الجمركية والمالية (الفرع الثاني ،والقوانين المصرفية (الفرع الثالث.،
الفرع األول
قانون االستثمار
بعد تبني الجزائر سياسة اقتصاد السوق جاءت الحاجة إلى القيام بتعديالت تتماشى مع
هذه السياسة من أجل تطوير االستثمارات عن طريق المصادقة على مشاريع قوانين خاصة
تتماشى مع تطلعات الجزائر لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة وتطوير التجارة الخارجية.1
18
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
التي تحكم التجارة الخارجية ،1كما جاء األمر 08 – 06المعدل و المتمم ببعض من الحوافز
الخاصة باالستثمار والتي لها عالقة باالستيراد والتصدير منها ما جاء في المادة 9فقرة 2
حيث أقرت اإلعفاء من الح قوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة والمستوردة والتي
تدخل مباشرة في إنجاز االستثمار وكذا اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص
نفس السلع.2
12من نفس القانون على...":اإلعفاء من الحقوق الجمركية فيما كما نصت المادة
3
يخص السلع المستوردة والتي تدخل مباشرة في إنجاز االستثمار."...
الفرع الثاني
قانون الجمارك
يعد قانون الجمارك من الركائز األساسية للتشريع الجمركي فتستمد إدارة الجمارك
أحكامها منها ،ويتم تطبيقه عبر كامل اإلقليم الجمركي ،بحيث تقوم أحكامه بتنظيم عمليات
االستيراد والتصدير وكذا العالقات التجارية مع الخارج ومراقبة األنشطة في الموانئ ...الخ،
-1أوسرير منور ،مستقبل المناطق الحرة في ظل المعطيات االقتصادية الجديدة ،على الموقع ،www.univ-ouargla.dz
تاريخ االطالع.2017/03/16 :
-2األمر رقم 08 – 06المؤرخ 15يوليو ،2006المعدل والمتمم لألمر رقم 03 – 01المتعلق بتطوير االستثمار ،ج ر،
العدد ،47الصادرة في 29يوليو.2006
-3قانون رقم 09 – 16مؤرخ في 2016/08/03يتعلق بترقية االستثمار ،ج ر ،العدد ،46الصادرة في 3غشت .2016
19
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
يتضمن هذا القانون 340مادة قانونية ويحتوي على 15فصال 1،حيث تبرز المادة 2من
قانون 04_17المعدلة ألحكام المادة 3من القانون 07-79المتضمن قانون الجمارك 2الدور
التنظيمي والتنسيقي إلدارة الجمارك ألحكام االستيراد والتصدير من حيث:
-تنفيذ اإلجراءات القانونية والتنظيمية التي تسمح بتطبيق موحد للتشريع والتنظيم الجمركي
التعريفة.
-تحصيل الحقوق والرسوم والضرائب عند استيراد أو تصدير البضائع والعمل على
مكافحة الغش والتهرب الجبائيين.
-مكافحة المساس بحقوق الملكية الفكرية واالستيراد والتصدير غير المشروعين للممتلكات
الثقافية.
-المساهمة في حماية االقتصاد الوطني وضمان مناخ سليم للمنافسة بعيدا عن كل
ممارسة غير شرعية.
-السهر طبقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول على :حماية الحيوان والنبات ،الحماية
على المحيط.
-القيام بالتنسيق مع المصالح المختصة لمكافحة التهريب ،وتبييض األموال والجريمة
العابرة للحدود ،االستيراد والتصدير الغير المشروعين للبضائع التي تمس للنظام العام.
-التأكد من أن البضائع المستوردة أو الموجهة للتصدير قد خضعت إلجراءات مراقبة
المطابقة وذلك طبقا للتنظيم والتشريع اللذين تخضع لهما.
-1زايد مراد ،دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق -حالة الجزائر ،-أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة في العلوم
االقتصادية ،فرع التسيير ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة يوسف بن خدة ،2006-2005 ،ص.158
-2قانون رقم 04-17المؤرخ 16فبراير ،2017المعدل والمتمم لألمر رقم ،07-79المتضمن قانون الجمارك ،ج ر ،العدد
،11الصادرة في .2017/02/19
20
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
يقوم النظام الجمركي بدور فعال من حيث المساهمة في التأثير على الصادرات
وتنشيطها من خالل تدخله في تنظيم العملية وفق نظام التصدير النهائي والتصدير المؤقت،
وكذا قيامه بوظائف التخزين واالستعمال والتمويل ،وهو ما يستجيب لآلفاق االقتصادية.1
وفي نفس السياق فإن قوانين المالية غالبا ما تأتي بأحكام منظمة لعملية االستيراد
2
والتصدير ،وهو ما يمكن مالحظته في قانون المالية 2016المؤرخ في 31ديسمبر 2015
أين خصص قسما لألحكام الجمركية والتي تدخل في تنظيم تسيير عمليات التجارة الخارجية،
وهذا ما تظهره المادة ..." :38تستفيد المؤسسات التي تقوم بعمليات تحسين الصنع بصفة
منتظمة ،من ترخيص إجمالي يشمل عملياتها يحدد هذا الترخيص اإلجمالي األجل الضروري من
أجل تسوية كل عملية استيراد للبضائع الموجهة للوضع تحت هذا النظام".
كما أضافت المادة 79من قانون المالية 32017التي تعدل أحكام المادة 64من قانون
رقم 24-06والمتضمن قانون المالية لسنة ،2007حيث نصت على" :يمنع لغرض تجاري
استيراد قطع الغيار المستعملة وأجزاء ولوائح السيارات واآلليات الواردة في الفصول
84،86،87،88،89من التعريفة الجمركية" ،يتم التكفل بكل مخالفة لهذا التدبير وفقا لما هو
معمول به في المجال الجمركي".
-1حسين نوارة ،استراتيجية التصدير واجراءات تنميته في الجزائر ،الملتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يومي 11و 12مارس ،2014ص .5
-2قانون رقم 18-15المؤرخ في 30ديسمبر ،2016يتضمن قانون المالية لسنة ،2016ج ر ،عدد ،72الصادرة في 31
ديسمبر.2015
-3قانون رقم 14-16المؤرخ في 28ديسمبر ،2016يتضمن قانون المالية لسنة ،2017ج ر ،عدد ،77الصادرة في 29
ديسمبر .2016
21
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الثالث
القانون المنظم للنشاط المصرفي
تلعب البنوك والمؤسسات المالية دو ار مهما في تسيير الحياة االقتصادية ألية دولة،
على أساس القاعدة التي تقر أن هذه البنوك هي شريان االقتصاد ،كما تعد أداة وصل في
التجارة الخارجية ،فهي حلقة تمر بها المعامالت التجارية الخارجية بفضل أساليبها التنظيمية.1
يمكن القول أن المؤسسات المصرفية هي الوحيدة المؤهلة والمخول لها صالحية التدخل
ألداءات المالية ،نظ ار ألهميتها في التنظيم النقدي والمالي لألسواق في المعامالت الخارجية،
فهي ممر ضروري في مجال التجارة الخارجية لتمرير مختلف األموال التي لها عالقة بنشاط
التصدير واالستيراد للسلع والخدمات ،من هنا تظهر أهمية هذه الهيئات في تنشيط هاتين
العمليتين ،المبادالت التجارية الدولية وعمليات التجارة الخارجية الخاصة بالسلع والخدمات،
وتتمثل عمليات التجارة الدولية في كل النشاطات والممارسات التي ينص عليها النظام رقم 07
– 01المتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الخارجية مع الخارج ومن بينها التوطين،
عملية التصدير واالستيراد ،استخدام وسائل الدفع في التجارة الخارجية وكذا تحويل رؤوس
األموال والمنصوص عليها أيضا في النظام رقم 03 – 05المتعلق باالستثمارات األجنبية.
وألن التجارة الخارجية بحاجة إلى التمويل ،فإن القرض يشكل أداة ضرورية سواء تعلق
األمر بالسلع أو الخدمات ،وقد تم إدراج هذا النشاط (القرض) في األمر رقم 11 –03المتعلق
بالنقد والقرض في المادة 68منه ،ومن هذا المنطلق ومن باب الحاجة إلى هذه القروض
-1علودة نجمة دامية ،دور المؤسسات المصرفية في التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع قانون
األعمال ،جامعة تيزي وزو ،2014،ص.5
22
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
تتدخل البنوك والمؤسسات المالية (الوسيطة المعتمدة) لمنح تحويالت الزمة بقصد مساعد
المتعاملين في التجارة الخارجية لتجسيد مبادالتهم التجارية الخاصة باالستيراد والتصدير.1
ومن بين الوسائل األكثر استعماال في التجارة الخارجية نظ ار الهتمام أغلبية الدول بهذه
التقنية الحديثة في المعامالت التجارية نحو الخارج نجد االعتماد المستندي الذي قام المشرع
الجزائري باشتراط إجبارية دفع ثمن كل الواردات لهذه التقنية من خالل نص المادة 69الواردة
في قانون المالية التكميلي لسنة ،2009والخاصية التي يمكن اإلشارة إليها والتي تتميز بها
هذه التقنية هي أنها عقد ثالثي األطراف ،بين مصدر االعتماد (البنك) ،المستورد والمستفيد،2
وفي قانون المالية 32014اصبح المستورد الجزائري له حق الخيار إما التعامل باالعتماد
المستندي أو التحصيل المستندي ،أين تنص المادة 1/81بإلزامية استخدامه كوسيلة تمويل
في مجال االستيراد ،وتتمثل اطراف عملية التحصيل المستندي في المصدر البائع ،البنك
المحول والبنك المحصل إلى جانب المستورد المشتري فهو عقد رباعي األطراف.4
المبحث الثاني
تفعيل النصوص المتعلقة بنشاط االستيراد والتصدير
عملت الجزائر على تبني استراتيجية وطنية تقوم بمهمة ترقية الصادرات خارج
المحروقات (المطلب األول ،،وباستحداث إطار مؤسساتي جديد لترقية الصادرات خارج
المحروقات (المطلب الثاني ،،وكذا الدفع باإلنتاج الوطني كآلية للحد من الواردات (المطلب
الثالث ،،وهذا من أجل تأمين المسار التنموي للجزائر مستقبال.1
المطلب األول
ترقية الصادرات خارج المحروقات
لدعم عملية الصادرات خارج المحروقات وترقيتها وللخروج من عملية االعتماد على
إيرادات النفط ،وضعت السلطات العمومية استراتيجية تعتمد على تأهيل المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة بوضع برنامج لها (الفرع األول ،،وجذب االستثمار األجنبي (الفرع الثاني ،وعملية
الخوصصة (الفرع الثالث.،
الفرع األول
تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
بال رغم من أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،إال أن تعريفها الزال يختلف بين الدول
ولكن جميع محاوالت تعريفها تستمد أو تشترك في عدد العمال ورقم األعمال ومعايير
االستقاللية وكذا اتباع أسلوب اإلنتاج الحديث فيغلب على نشاطاتها اآللية ،تطبيقا لمبدأ تقسيم
العمل.2
أم ا في الجزائر فقد أخذ المشرع في تعريفه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمعايير
االتحاد األوربي ،فعرفتها المادة 4من القانون رقم 318- 01الملغى بقانون رقم ،02-17
المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أنها" :مؤسسة إنتاج
24
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
السلع و/أو الخدمات وتشغل من 01إلى 250شخصا وال يتجاوز رقم أعمالها السنوي 4مليار
دينار ،وال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية مليار دينار مع استيفائها معايير االستقاللية" ،ويعتبر
هذا القانون منعرج حاسم في تاريخ هذا القطاع الذي حدد فيه آليات وأدوات ترقيتها ودعمها،
وهذا كله من خالل خلق مناخ استثماري مالئم لدعم هذه األخيرة باعتبارها اإلطار األمثل لخلق
مناصب الشغل وكونها أداة إنتاج خفيفة وسريعة التأقلم مع المتغيرات االقتصادية والمالية.
وفي مجال تنمية صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قامت الدولة الجزائرية
باستحداث مجموعة من الهياكل والمؤسسات بغرض تأطير عمل هذه األخيرة ومساعدتها على
التوسع والتعزيز من قدراتها اإلنتاجية والرفع من أدائها ،ومن تأهيلها للمنافسة في السوق المحلي
والدولي وبالتالي الرفع من قيمة الصادرات الجزائرية غير النفطية ،ونذكر من هذه الهياكل:
و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الهيئات العاملة تحت إشرافها "مشاتل المؤسسات
ومراكز تسهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمجلس الوطني االستشاري لترقية المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة باإلضافة إلى الهيئات المتخصصة في تمويلها.1
وزيادة على و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والهيئات التابعة لها هناك هيئات
حكومية ومؤسسات متخصصة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "الوكالة الوطنية لدعم
الشباب ANSEJووكالة الترقية ودعم االستثمار APSIوالوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
.2ANDI
وفي سياق آخر فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دو ار هاما في دعم االقتصاد
الوطني بشكل عام ،بحيث ال ينحصر دورها ومساهمتها على مجاالت التشغيل ورفع حجم
-1بن ساحة مصطفى ،أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في الجزائر ،دراسة حالة المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،2011 ،ص 138وما بعدها.
-2بن ساحة مصطفى ،مرجع سابق ،ص 138وما بعدها.
25
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
االستثمار وزيادة الناتج الخام فحسب ،بل لها إسهام كبير في حصة األسد من التجارة
الخارجية.1
الفرع الثاني
تشجيع االستثمار األجنبي
تمثل االستثمارات األجنبية بمختلف أشكالها أحد الموضوعات الهامة ذات التأثير الفعال
على اقتصاديات الدول ،فمنذ سبعينات من القرن الماضي كانت االتفاقيات الثنائية لتشجيع
االستثمار األجنبي سياسة متداولة لمعظم الدول المصدرة لرأس المال ،كما اتجهت الدول النامية
إلى عقد مثل هذه االتفاقيات لوصفها وسيلة لجذب االستثمارات األجنبية.2
وتعرف هذه األخيرة على أنها اتفاقيات دولية بمفهوم معاهدة فيينا موقعة بين دولتين
تتضمن االتفاق حول مبادئ وقواعد الحماية والمعاملة وميكانيزمات تسوية المنازعات والهدف
منها التوفيق بين مصالح البلدان المتقدمة والتي تبحث عن وسيلة دولية لحماية أمالك مواطنيها
في الخارج ،ومصالح الدول النامية التي تحاول االستفادة من رؤوس األموال األجنبية لتحقيق
أهدافها التنموية.3
وتعرف أيضا بتلك المشاريع التي يقدمها أو يمثلها أو يديرها المستثمر األجنبي إما بسبب
الملكية الكاملة لمشروع أو نتيجة الشتراكه في راس مال المشروع بجزء يبرر له حق اإلدارة
ويستوي في ذلك أن يكون المستثمر فردا أو شركة أو فرعا إلحدى الشركات األجنبية ،وبعبارة
أخرى فإن االستثمار األجنبي هو رأس مال الوافد إلى دولة ما من الخارج لتوظيفه اقتصاديا
إما بطريقة مباشرة ،أو غير مباشرة .1فيعرف االستثمار المباشر على أنه قيام المستثمر األجنبي
سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا باستثمار أمواله داخل الدولة المضيفة ،وذلك بإنشاء مشروع
يحتفظ لنفسه فيه بحق السيطرة واإلدارة واتخاذ القرار ،2ويعود بالفائدة على الدول األصلية
والمستقبلة من خالل الدمج في نظام اقتصادي عالمي مفتوح وفعال ويعتبر من أهم دعائم
3
التنمية االقتصادية.
أما االستثمار غير المباشر هو توظيف رؤوس األموال أو االدخارات المتاحة في
اقتصاد ما ،ومن قبل األشخاص والمشروعات التي تنتمي لهذا االقتصاد في أنشطة اقتصادية
أجنبية ال يكون المستثمر مالكا لكل أو جزء من مشروع االستثمار وفي بعض أنواع هذه
االستثمارات ال يتحكم المستثمر األجنبي جزئيا أو كليا في إدارة المشروع وتنظيمه ويسعى
المستثمر إلى تحقيق الربح بوصفه نتيجة لنشاطه االستثماري.4
وأمام حتمية االندماج في االقتصاد العالمي تسعى الجزائر إلى جذب االستثمار األجنبي
لالستثمار فيه ا بشتى الطرق من خالل تقديم مختلف الضمانات واالمتيازات التي تشجع على
ذلك خصوصا بعد تبنيها لسياسة االقتصاد الحر ،وهذا بسن قانون 09_16المتعلق بترقية
االستثمار الذي يسعي إلى إصالح مناخ االستثمار عن طريق تكريس امتيازات قانونية بإلغاء
المشرع الجزائري إلجراء التصريح الذي تخضع لها الستثمارات األجنبية من أجل االستفادة من
المزايا المنصوص عليها في أمر ،03-01حيث استبدل هذا اإلجراء بالتسجيل ويكون ذلك
أمام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار.
27
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
تستفيد االستثمارات من المزايا المشتركة والتي نصت عليها المواد من 12إلي 14من
1
قانون 09-16المتعلق بترقية االستثمار:
-اإلعفاء من الحقوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة والمستوردة التي تدخل
مباشرة في إنجاز المشروع.
-اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة.
-اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية.
-اإلعفاء من حقوق التسجيل والرسم.
-تخفيض نسبة %90من مبلغ اإلتاوة اإليجارية السنوية.
-اإلعفاءلمدة 10سنوات من الرسم العقاري.
-اإلعفاءمن حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية للشركات والزيادات في رأس
المال.
-اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات.
-اإلعفاء من الرسم على النشاط المهني.
وتضمن أيضا الفصل السادس من قانون 09-16مزايا أخرى تعتبر من أهم التعديالت
التي أقرها القانون الجديد والتي كانت في ظل القانون القديم تعتبر بمثابة نقاط سوداء لدى
رجال األعمال األجانب وتتجلى في إلغاء وجوب تقديم ميزان فائض من العملة الصعبة وهذا
من اجل جذب أكبر قدر من االستثمارات خاصة األجنبية.
الفرع الثالث
الخوصصة
إن تكريس مبدأ حرية الصناعة والتجارة في الدستور ،يعتبر من أهم اإلصالحات التي
أقدم عليها المشرع الجزائري في مجال فتح الباب للمبادرة الخاصة ،خاصة خالل توجه الدولة
نحو خوصصة المؤسسات العمومية واشتراك األشخاص سواء المعنوية أو الطبيعية في تسييرها
وهذا التوجه نحو الخوصصة لم يكن وليد الصدفة بل كان نتيجة للضغوط المالية التي واجهتها
الدولة على المستوى الداخلي والخارجي ،ومن العوامل الداخلية فإنها تعكس الظروف التي
عاشتها المؤسسات العمومية في ظل التدخل المكثف للدولة في الحياة االقتصادية ومن هذه
العوامل ضعف الكفاءة االقتصادية لدى القطاع العام انخفاض اإليرادات العمومية للدولة نتيجة
نقص التحصيل الضريبي ،واعتمادها أساسا على الجباية البترولية وذلك أثقل كاهلها خاصة
الفترة التي أعقبت األزمة النفطية لسنة ،1986ومن العوامل الخارجية تتمثل خصوصا في
مسألة المديونية وبالتالي لجوء الجزائر لالستدانة من المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق
النقد الدولي والتزامها بالتصحيح الهيكلي المفروض عليها من قبل هذا الصندوق وبما في ذلك
الخوصصة.1
ولقد عرفت الخوصصة في النصوص القانونية الجزائرية السيما األمر رقم 22 – 95
الصادر في 26أوت 1995على أنها بمثابة تحويل للملكية من القطاع العمومي إلى القطاع
الخاص ،كما تمثل الرهان األساسي لالنتقال إلى اقتصاد السوق.2
29
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
وتظهر أهمية الخوصصة في مجال تنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات في :الحد
من االحتكار وتحسين نوعية اإلنتاج ،تقليص العجز في الموازنة المالية ،تشجيع االستثمار
األجنبي والوطني ،تخفيض الديون الخارجية وتشجيع االستثمار المحلي واألجنبي.1
ولكن من جهة أخرى نجد مشاكل وصعوبات تعترض الخوصصة ونذكر منها:
-تؤدي في الغالب إلى تسريح عدد كبير من العمال في المؤسسات التي تمت
خوصصتها وذلك يؤدي إلى تفاقم البطالة.
-صعوبة التقسيم االقتصادي للمؤسسات في ظل غياب أسواق مالية فعالة وذلك بفتح
المجال بالتالعب بالمال العام ،رغم وجود بورصة الجزائر التي تتعامل أساسا مع
مؤسسات عمومية فقط دون القطاع الخاص.
-ثقل اإلجراءات اإلدارية والتشريعية وانعدام المرونة.2
المطلب الثاني
استحداث مؤسسات لترقية الصادرات
لقد قامت الجزائر باستحداث هيئات لترقية الصادرات وذلك لمساعدة االقتصاد الوطني
وتنويعه ولتسهيل عمليات التجارة الخارجية فنجد الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية (الفرع
األول ،،والمجلس الوطني لترقية الصادرات (الفرع الثاني ،والصندوق الخاص لترقية الصادرات
(الفرع الثالث ،،والشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات (الفرع الرابع ،،الفرقة الجزائرية
للتجارة والصناعة (الفرع الخامس.،
30
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع األول
الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية
تم تأسيس الوكالة بموجب األمر 04 – 03المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على
استيراد البضائع وتصديرها بحيث تنص المادة 19منه على" :تنفذ السياسة الوطنية لترقية
التجارة الخارجية هيئة عمومية تسمى الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية وتدعى في صلب
النص الوكالة".
وقد تم إنشاء هذه الوكالة بعد حل الديوان الوطني لترقية التجارة الخارجية ،والتي تعتبر
مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ويتمثل مهامها
في مساعدة المصدرين على تقديم المعلومات في المجال التجاري ،ويمكن تلخيص ذلك من
المادة 20من األمر رقم 04 – 03التي تكلف الوكالة بـ:
-ضمان تسيير أدوات ترقية الصادرات خارج المحروقات.
31
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
يرأس الوكالة الوزير المكلف بالتجارة أو ممثليه ،وهي تتكون من مجلس توجيه ويديرها
مدير عام ،ويتكون المجلس التوجيهي للوكالة من األعضاء التالية:1
وما نالحظ من هذه التشكيلة وجود مبالغة في تشكيلة هذه الوكالة ،فنجد أغلبية األعضاء
يمثلون السلطة التنفيذية فحبذا لو أن الوكالة تتضمن من بين أعضائها أشخاص لهم كفاءة
ودراية في مجال اإلنتاج مثال :األجهزة المختصة بالتقييس وكذلك بالموسم أو الرزم ،ألنها
تملك مؤهالت مهنية تساهم في تحقيق ترقية نوعية العالمة للمنتوج الجزائري.2
ونشير كذلك في نفس السياق على أن الوكالة تنعدم فيها أي استقاللية حيث هي تابعة
للسلطة التنفيذية سواء في تشكيلها أو في طريق تعيين أعضائها.3
32
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الثاني
المجلس الوطني لترقية الصادرات
تم إنشاء المجلس بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،1173- 04يتضمن مجلس وطني
استشاري لترقية ا لصادرات باعتباره هيئة ذات طابع استثماري يرأسه رئيس الحكومة وتتمثل
صالحياته في المساهمة في تحديد أهداف تطوير الصادرات واستراتيجيتها وكذا القيام بتقديم
برامج الصادرات وعملياتها واقتراح كل التدابير سواء ذو طابع مؤسساتي أو تشريعي أو تنظيمي
يقصد توسيع الصادرات خارج المحروقات.
يستفيد من دعم هذا الصندوق كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري
وينشط في مجال تصدير المنتجات أو الخدمات ويعطي هذا الصندوق المجاالت التالية:
-1مرسوم تنفيذي رقم 173 – 04مؤرخ في ،2004/06/12يتضمن إنشاء المجلس الوطني االستشاري لترقية الصادرات
وسيره ،ج ر ،عدد ،39صادرة في .2004/06/16
33
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الثالث
الصندوق الخاص بترقية الصادرات
1
تم إنشاء الصندوق بموجب المرسوم التنفيذي رقم 205-96المؤرخ في 1996/06/05
وتتمثل مهام هذا الصندوق بتمويل األبحاث المتعلقة باألسواق الدولية والتي تهدف إلى تقديم
المعلومات للمصدر وتحسين نوعية المواد المخصصة للتصدير.
وقد تم توسيع مجال تدخل الصندوق بمقتضى المادة 129من قانون المالية لسنة
1997حيث أصبح في الواقع أشبه بمؤسسة مالية تضمن السير الحسن لعمليات التصدير،
وذلك عن طريق قانون المالية لسنة 2007وتم تنظيمه عن طريق مرسوم وزاري ،المعدل
والمتمم لسنة 2009الذي وضح إيرادات ونفقات وطرق دعم الصندوق ،وتم إنشاءه مجلس
وطني لترقية الصادرات يشرف عليها الوزير األول تتمتع بصالحية إنشاء مكاتب ربط ،ALGEX
وانشاء هيئة وطنية تتكلف بترقية التجارة الخارجية وتمثيل وتوسع تجاري في الخارج بغرض
مساعدة دخول شركاتنا إلى األسواق الخارجية تتكفل بـ:
-1مرسوم تنفيذي رقم ،205 – 96مؤرخ في ،1996/06/05تحدد كيفيات سير حساب التخصيص الخاص رقم 302 –84
الذي عنوانه الصندوق الخاص لترقية الصادرات ،ج ر عدد 35صادرة في .1996/05/09
34
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
-تكاليف النقل الدولي لرفع وشحن البضائع بالموانئ الجزائرية والموجهة للتصدير.
-تمويل التكاليف المتعلقة بتكييف المواد حسب مقتضيات األسواق الخارجية.
الفرع الرابع
CAGEX الشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات
كما أن هذه الشركة تحدد نسب الضمان واألقساط المتعلقة بعقود التصدير من حيث
المدة والقيمة ،إضافة إلى العقود التي تفوضها لها لجنة التأمين وضمان الصاد ارت التي نجدها
أيضا محددة بسنة واحدة ونجد أن لجنة الضمان وتأمين الصادرات تتبع إجراءات قبل دراسة
جميع طلبات المصدرين والفصل فيها واعداد مقررات منح الضمانات حتى تفرضها على وزير
المالية للموافقة عليها وتحديد نسب األقساط لألخطار التي تغطي لحساب الدولة.3
-1أمر رقم 06 – 96مؤرخ في 10جانفي 1996يتضمن تأمين القرض عند التصدير ،ج ر ،العدد ،3الصادر في 14
جانفي .1996
-2إرزيل الكاهنة ،النظام القانوني لتأمين القرض عند التصدير ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير ،فرع قانون األعمال ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،2001 ،ص .37
-3بلحارث ليندة ،نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
العلوم ،تخصص قانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2013 ،ص .225
35
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الخامس
الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة
وهي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،تتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقاللية المالية ،وتتمثل بعض مهامها حسب المادة 5في:
-1المرسوم التنفيذي 93 – 96المؤرخ في 3مارس ،1996يتضمن إنشاء غرف التجارة والصناعة ،ج ر ،العدد ،16
الصادرة في 16مارس.1996
-2زيرمي نعيمة ،مرجع سابق ،ص .137
-3المادة 5من المرسوم التنفيذي .93 – 96
36
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
المطلب الثالث
آليات مواجهة ارتفاع نسبة الواردات
لقد سعت الدولة إلى مواجهة والحد من ارتفاع نسبة الواردات ولقد انتهجت منهج تشجيع
المنتوج المحلي (الفرع األول ،،واحالل الواردات (الفرع الثاني.،
الفرع األول
تشجيع المنتوج المحلي
يندرج قانون المالية 2014الذي صادق عليه البرلمان والذي ال يتضمن أي ضرائب
جديدة في إطار استم اررية سعي الحكومة لتشجيع االستثمار المنتج والتحكم في الواردات
وتحسين نوعية الخدمة العمومية ويتضمن أيضا أحكام تهدف عموما إلى ترقية اإلنتاج الوطني
وتقليص االستيراد وتخفيض األعباء الجبائية.1
وحرصا على إعطاء األولوية إلنتاج السيارات والتي شرعت فيها الجزائر بالشراكة مع
المتع امل الفرنسي رونو فقد أقر القانون إعفاء السيارات المنتجة محليا بكل أنواعها من الرسم
على معامالت السيارات الجديدة ،في ذات السياق يريد جعل استيراد السيارات مقتص ار على
وكاالت السيارات ويرمي هذا اإلجراء إلى تنظيم السوق الوطنية للسيارات الجديدة ،وفي إطار
آخر بغية تسهيل إنتاج األسمدة تم اقتراح تخفيض الضريبة على أرباح الشركات لمدة 3سنوات
فيما يخص عمليات اإلنتاج الموجهة للبيع في السوق الوطنية ،أما الهدف من هذا اإلجراء
فيتمثل في الحرص على ترقية اإلنتاج الوطني من األسمدة.2
-1مجلة صحفية منشورة على الموقع www.andi.dz :تاريخ النشر 28 :نوفمبر ،2013تاريخ االطالع .2017/04/16 :
-2مجلة صحفية منشورة على الموقع ،www.andi.dz :مرجع نفسه.
37
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
كما ينص القانون الجديد على تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يقل رقم
أعمالها أو يساوي 1مليار دج من االستفادة من صندوق ضمان قروض االستثمار ،وكذلك
األمر بالنسبة للشركات المتعاملة في البورصة التي استفادت من تخفيض للضريبة على أرباح
الشركات يساوي نسبة فتح رأسمالها لمدة 5سنوات.1
ومؤخ ار لجأت الحكومة إلى اشتراط إرفاق الفاتورة بشهادة تثبت أنها أنتجت أو ركبت
في الجزائر فحددت 7قطاعات إنتاج يرخص لها االستفادة من القرض االستهالكي التي تشمل
تصنيع السيارات والدراجات النارية ،وتصنيع األجهزة المكتبية ومعالجة المعلومات ،وتصنيع
الهواتف واأللواح اإللكترونية ،والهواتف الذكية ،إضافة إلى األجهزة اإللكترونية والكهرو منزلية
واإلنتاج الصناعي لجميع األثاث الخشبي لالستخدام المنزلي وصناعة النسيج والجلود ومواد
البناء ،وأفرجت الحكومة ممثلة في القطاعات الو ازرية الثالثة المالية والصناعة والمناجم،
والتجارة عن المواد التي يحق فيها للجزائريين اقتناءها عبر القرض االستهالكي بعد االستغناء
عنه لسنوات ،وحدد مرسوم وزاري مشترك صدر في الجريدة الرسمية المنتجات تلك تحت
2
مسمى "نشاطات ونوع المواد المؤهلة للقرض االستهالكي".
وفي نفس السياق تقوم حاليا الدولة وتحت إشراف و ازرة التجارة بمبادرة من أجل تشجيع
المنتوج الوطني وترقيته واإلنقاص من فاتورة االستيراد وهذا عبر اإلشهار والعرض للمنتوج
المحلي في قصر المعارض.3
-1مجلة صحافية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات ،FCEالصادر في 14جانفي ،2016ص .19مأخوذ من الموقع:
www.fce.dzتم االطالع عليه يوم.2016/03/19 :
-2مجلة صحافية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات ،FCEالصادر في 14جانفي ،2016ص ،19مرجع سابق.
-3إعالن وزاري مأخوذ من الموقعwww.Commerce.gov.dz :تاريخ االطالع .2017/04/17 :
38
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
الفرع الثاني
إحالل الواردات
تهدف استراتيجية إحالل الواردات إلى تشييد مشاريع صناعية قصد إنتاج المواد التي
كانت تستورد من قبل ،وقد ظهرت هذه االستراتيجية وانتشرت في دول أمريكا الالتينية ،ويرجع
التوجه لمثل هذه االستراتيجية إلى تعاظم العجز التجاري للدول النامية وذلك النخفاض أسعار
موادها األولية المصدرة ،وأدى تزايد هذا العجز إلى الحد من استيراد مواد االستهالك وقيام
صناعات محلية إلنتاج هذه المواد كليا أو جزئيا.1
ويقصد بها أيضا قيام المجتمع بإنتاج سلع صناعية تحل محل ما تستورد منها أو ما
كان سيقوم باستيراده لو لم يقم بهذا اإلنتاج وتوجد عدة طرق لقياس اإلحالل إال أن المقياس
األكثر شيوعا على أنه بالنسبة بين الواردات وبين العرض الكلي من السلعة فإذا ازد اإلنتاج
المحلي بمعدل أعلى من معدل زيادة الواردات فإن ذلك يعني إحالل الواردات أما إذا زادت
الواردات بمعدل أعلى من معدل زيادة اإلنتاج المحلي ،فإن ذلك يكون عكس إحالل الواردات
ويكون سالبا.
والجزائر فضلت في المرحلة األولى التي سبقت استرجاع السيادة الوطنية اللجوء إلى
صناعة إحالل الواردات ،التي كانت شبه محدودة لكونها مبنية على تخصيص واردات التصنيع
الحتياجات البلد ،ولم تحقق الهدف األساسي المتمثل في عدم تأمين غطاء الحاجات األساسية
-1زوزي محمد ،استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية ،مجلة الباحث ،ورقلة ،العدد ،2010 ،8مأخوذة من
الموقع ،www.univ-ouargla.dzتاريخ االطالع .2017/03/14:
39
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
للبالد ،وال خلق فرص عمل في المناطق الريفية ،وال لتحسين درجة التكامل في االقتصاد
الوطني.1
مؤخ ار قامت الدولة بانتهاج سياسة إلنعاش االقتصاد وترقيته وهذا بدءا من تسطير
برامج تنموية منها البرنامج الخماسي 2014 – 2010أين تم تخصيص مبلغ إجمالي قدر بـ
1500مليار دينار لمواصلة بناء االقتصاد وتطويره ،وقد خصص مبلغ 1000مليار دج لدعم
وتنمية القطاع ا لفالحي والريفي ،وبصدور القانون المتضمن التوجيه الفالحي قررت الحكومة
إعادة تفعيل نشاط الديوان الوطني لألراضي الفالحية من خالل إصدار قانون استغالل
األراضي الفالحية عن طريق االمتياز ،والذي حدد مدة االستغالل بـ 40سنة قابلة للتجديد،
إضافة إلى امتيازات أخرى جاءت كلها بغية إعطاء دفع للقطاع الفالحي في الجزائر والهدف
الرئيسي المرجو من هذه السياسة هو تطوير وتنمية هذا المورد الهام لالقتصاد الوطني وذلك
بالمساهمة في تخفيض من الفاتورة الغذائية التي أرهقت كاهل الخزينة العمومية ،وبتحقيق
االكتفاء الذاتي الدائم ،وكذا ضمانه كبديل حقيقي للمحروقات في المستقبل.2
وعلى نفس السياسة المنتهجة أنشأت الدولة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ،2025
وبعد هذا المخطط بمثابة الوثيقة التي تعلن الدولة من خاللها لجميع الفاعلين وجميع القطاعات،
وجميع المناطق مشروعها السياحي آلفاق 2025وهي دالة تترجم إرادة الدولة في تثمين القدرات
الطبيعية ،الثقافية التاريخية للبالد ووضعها في خدمة السياحة في الجزائر ولتحقيق األهداف
-1وصاف سعيدي ،أثر تنمية الصادرات غير النقطية على النمو االقتصادي في البلدان النامية -الحوافز والعوائق ،أطروحة
دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،تخصص تحليل اقتصادي26 ،
فيفري ،2004ص .22
-2يوسفي محمد ،برامج االنتعاش االقتصادي وانعكاساتها على القطاع الفالحي في الجزائر ،الملتقى الوطني الثاني حول
"التنمية البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر" ،جامعة برج بوعريريج ،كلية العلوم االجتماعية ،يومي 7و 8مارس ،2016
ص 8وما بعدها.
40
الفصل األول :التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية
المسطرة وجعل السياحة أولوية وطنية للدولة ،يجب النظر إليها على أنها لم تعد خيا ار بل
أصبحت ضرورة ألنها تشكل موردا بديال للمحروقات وتساهم في تنويع مداخيل الدولة.1
-1عادل زقاع ،رانية مدار ،التنمية السياحية في الجزائر ،الملتقى الوطني الثاني حول "التنمية البديلة لقطاع المحروقات في
الجزائر" ،جامعة برج بوعريريج ،كلية العلوم االجتماعية ،يومي 8 – 7مارس ،2016ص .11
41
الفصل الثاني
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت
الجديدة لالستيراد والتصدير
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
43
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
المبحث األول
تقييد الواردات
مؤخر إلى وضع سياسة جديدة للتجارة الخارجية ترتكز على وضع قيود
ًا عمدت الجزائر
من أجل تقليل الواردات (المطلب األول ،التي أثقلت كاهل الخزينة العمومية خصوصا مؤخ ار
عرف ميزان المدفوعات1عج از كبي ار ،وذلك بالنص على إمكانية اتخاذ تدابير كمية أو نوعية
وتدابير مراقبة عملية االستيراد والتصدير على الحدود الجمركية (المطلب الثاني ،،وهو ما كلّل
باإلنقاص من الواردات بحسب ما تشير إليه اإلحصائيات المسجلة مؤخ ار (المطلب الثالث.،
المطلب األول
أشكال تقييد االستيراد
لكبح عملية االستيراد والتقليل منها ،وضعت الجزائر قيود والتي تتمثل في القيود النقدية
(الفرع األول ،وكذلك قيود جمركية (الفرع الثاني.،
الفرع األول
القيود النقدية
بأنها اإلجراءات التي تقوم بها
يمكن تعريف القيود النقدية أو إجراءات الصرفّ ،
السلطات النقدية في الدولة بتوزيع ما لديها من عمالت أجنبية عند استيرادها للسلع والمنتجات
بدون أن تتعدى قيم هذه السلع أو المنتجات ما في حوزة الدولة من نقد أجنبي ،وبمعنى آخر
إخضاع كافة المدفوعات الخارجية لقواعد وشروط محددة من ناحية كمية العمالت األجنبية
المسموح بها ونوعها.2
-1ميزان المدفوعات هو خالصة للعمليات المالية التي تتم خالل فترة معينة من الزمن بين بلد ما ومختلف البلدان األخرى،
مأخوذ من الموقع ،www.ar.m.wikipedia.org :تاريخ االطالع.2017/05/12:
-2خالف عبد الجابر خالف ،القيود الجمركية وتطور التجارة الخارجية للدول اآلخذة في النمو ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
،1976ص.49
44
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
وتعد سياسة أسعار الصرف من ضمن السياسات المتعددة التي تلجأ إليها السلطات
النقدية ببلدان العالم بهدف إدارة االقتصاد الوطني ،ودعم نموه والحد من الخلل في توازناته
ويعتبر سعر الصرف األداة الرئيسية ذات التأثير المباشر على العالقة بين األسعار المحلية
واألسعار الخارجية ،وكثي ار ما يكون األداة األكثر فاعلية عندما يقضي األمر تشجيع الصادرات
والتقليل من الواردات في آن واحد وبشكل مباشر ،دون إثقال مفرد على النظام اإلداري للعالقات
التجارية الخارجية ،ولعل من أهم أنواع سياسة أسعار الصرف نجد تخفيض قيمة العملة التي
يقصد بها تخفيض قيمة النقد الوطني بالنسبة للذهب أو لعملة أجنبية ،وهي تختلف عن مفهوم
تدهور قيمة النقد الذي يحدث دون تدخل من قبل السلطات النقدية بل بشكل عرضي عن
طريق تفاعل قوتي العرض والطلب في السوق ،وبالنسبة لتخفيض قيمة النقد فهي عملية
مقصودة وليست حركة عفوية ،عملية تتم من طرف السلطات المسؤولة تحت ضغط ظروف
معينة بغية تحقيق أهداف معينة وعليه فإن تخفيض قيمة الوحدة النقدية في ظ ّل قاعدة األوراق
النقدية اإللزامية هو زيادة قانونية لعدد الوحدات من النقد المحلي (الوطني) الذي تمثله وحدة
النقد األجنبية.1
ولقد عمدت الدولة إلى التقليل من فاتورة الواردات عن طريق وسائل قانونية إلعادة
التوازن إلى ميزان المدفوعات تتمثل في فرض الرقابة على الصرف لتنظيم مدفوعاتها الخارجية،
والغرض من ذلك هو تخفيض الواردات.2
وهذه السياسة تعتمد عليها الدولة اذا كان هناك عجز في الميزان التجاري بحيث تلجأ
إلى تخفيض قيمة العملة لزيادة حجم الصادرات وتقليص الواردات باإلضافة أنها تعتبر عامالً
لجذب االستثمارات األجنبية المباشرة لوجود عالقة عكسية بين أسعار الصرف والربحية النسبية
45
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
للعوائد االستثمارية في الدول المضيفة ،فتقلبات أسعار الصرف المتوقعة يحدد حجم التدفقّات
االستثمارية.1
وقد قامت الجزائر بأول عملية تخفيض للدينار في سبتمبر 1990بمقدار %20ثم
تلتها عملية أخرى في أفريل ،1994بنسبة ،%40وفي يناير 2003أقر البنك المركزي
تخفيضا آخر بنسبة %5وترمي هذه العملية إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد:
ً
توجيه هيكل اإلنتاج نحو الخارج بإنتاج سلع تصديرية.
تدبير نقد أجنبي يساعد على الوفاء بالتزامات المديونية الخارجية.
تخفيض عجز ميزان المدفوعات الخارجية ،وهو الهدف األساسي من خالل زيادة
الصادرات وتخفيض الواردات ،حيث أن تخفيض سعر العملة نظرًيا يؤدي غلى زيادة
الصادرات نتيجة ارتفاع فاتورة االستيراد ،2وفي نفس السياق يهدف بنك الجزائر من
خالل عدم السماح لقيمة الدينار باالرتفاع موازاة مع ارتفاع الدوالر إلى تقليص العمليات
االستيرادية من حيث الحجم والقيمة في ظ ّل مخاوف استمرار تراجع متوسط سعر برميل
النفط.3
ومن جانب آخر ومن أجل تخفيض الواردات ،أمر بنك الجزائر في تعليمة موجهة مؤخ ار
للبنوك "بتعليق حيني" للتوطين البنكي لواردات الحمضيات والخضر الطازجة ،كما قام وفقًا
للتعليمة 2016/17بتشديد الرقابة على تحويل األموال تحت غطاء االستيراد من خالل إلزام
المتعاملين في التجارة الخارجية بإيداع طلبات توطين مؤقتة ،قبل السماح للمستورد لتقديم طلب
-1بابا عبد القادر ،أجري خيرة ،االمتيازات الجبائية ودورها في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر ،المجلة
الجزائرية لالقتصاد والمالية ،العدد ،02سبتمبر ،2014ص.17
-2وصاف سعيدي ،المرجع السابق ،ص.164
-3عية عبد الرحمان ،نظام سعر الصرف في الجزائر ،مقال مأخوذ من www.elkhabar.com :تاريخ النشر 9 :نوفمبر
،2013تاريخ االطالع 2 :أفريل .2017
46
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الخصم المباشر على مستوى المصارف ،ويهدف اإلجراء لمركزة طلبات التوطين على مستوى
كل بنك وتشديد الرقابة على عمليات التجارة الخارجية ،كما قام بنك الجزائر بمنع البنوك في
إطار التوطين البنكي من تحويل لمبالغ تزيد عن رأسمال المستورد بعدما كان يسمح بالتوطين
له ما يوازي ضعف رأسماله وفي سنوات سابقة كان يسمح بالتحوالت التي تضاعف هذا
التحويل لـ 5مرات.1
الفرع الثاني
القيود الجمركية
يمكن تعريف القيود الجمركية على ّأنها تلك اإلجراءات التي تتخذها السلطة العامة في
صور مختلفة ،يكون من شأنها أن تؤثر في حجم أو سعر كل من صادراتها ووارداتها أو في
اضا أخرى وتعد
معينا بذاته أو أغر ً
عرضا ً
ً توزيعها الجغرافي وأن تفرض في فترة معينة لتحقق
القيود الجمركية كأدوات فنية للسياسة التجارية للدولة ،وتنشأ وتتطور وفق ألغراض كثيرة
مختلفة ،كما تتنوع وفق الهدف الذي تعمل على مساهمته.2
وتعتبر التعريفة الجمركية النص الذي يتضمن قوائم السلع المفروضة عليها الضريبة
عند استيرادها أو تصديرها وبالرسوم الواجب جبايتها عليها ،وتفرض هذه األخيرة عادة على
الواردات دون الصادرات وهذا لتحقيق هدف مالي يتلخص بالحصول على موارد للخزينة ،وكذا
هدف اقتصادي يتجلى في حماية اإلنتاج الوطني والتقليل من الواردات ،3وقد عرفت التعريفة
الجمركية في الجزائر المستقلة تطورات وتغيرات عديدة تتماشى مع األوضاع االقتصادية للبالد،
بحيث تستند عليها مختلف الحقوق ،الضرائب والرسوم المكلفة بتحصيلها إدارة الجمارك ،وتتمثل
هذه األخيرة أساسا في:
1
-Note N°17/2016/DGC du 13 Mars 2016, aux banques intermédiaires agrées, trouve sur le site
www.housingbankdz.com, consulte le 16/04/2017.
-2خالف عبد الجابر خالف ،مرجع سابق ،ص.29
-3زايد مراد ،مرجع سابق ،ص.293
47
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
-1قانون رقم 36-90المؤرخ في 1990/12/31المتضمن قانون المالية ،1991ج.ر ،عدد ،47الصادر في
.2001/08/22
48
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
-الحق الخاص على األجهزة المستقبلية ،أجهزة الراديو للبث ،أجهزة التلفاز وأجهزة
االستقبال البسيطة.
-الحق الصحي على اللّحوم.
الحق على البطاريات الكهربائية.
ّ -
-الرسم على ضمان المصنوعات الذهبية ،الفضية والبالتينية.
اإلتاوات الجمركية :وتشمل ما يلي:
-اإلتاوة على استعمال البنى التحسسية للطرقات.
-مركبات نقل البضائع.
-مركبات نقل المسافرين.
-اإلتاوة على تغيير اإلقامة.
-اإلتاوة المفروضة على الخدمات المقدمة.1
ال يمكن ألحد أن ينكر مدى أهمية الضرائب والحقوق الجمركية في عملية التنمية
االقتصادية واالجتماعية فتعد من أدوات السياسة المالية واالقتصادية وذلك من خالل ضبط
االستهالك وترشيد سياسة التجارة الخارجية والمساهمة في تحقيق التوازن في الميزان التجاري
من خالل التخفيض في الواردات وتشجيع الصادرات ،إضافة إلى دورها االقتصادي في حماية
الصناعة الوطنية والمنتوج المحلي (الوطني) ،عن طريق إخضاع البضائع المستوردة لضرائب
مرتفعة والحد من استيرادها.
إن الحماية بواسطة الضريبة الجمركية المرتفعة ،قد تكون غير كافية عندما يتعلق األمر
ّ
بمنتوجات مستوردة بأسعار منخفضة ،نتيجة لتطبيق سياسة اإلغراق فال يبق الحل غالّ باتخاذ
-1حبيش صليحة ،النظام القانوني لقابض الجمارك ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع:
الدولة والمؤسسات العمومية ،جامعة الجزائر 2012 ،ص 08وما بعدها.
49
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
إجراءات الرد على مثل هذه السياسات بفرض ضرائب إضافية على هذه السلع كضرائب
معوضة ،ومضادة لإلغراق بهدف حماية السوق الداخلية.
عمدت الدولة إلى استعمال إلى جانب رفع الضريبة الجمركية ،وفرض رسوم أخرى
كالرسم اإلضافي الخاص ،والرسم الداخلي لالستهالك ،القيمة اإلدارية بمعنى تحديد القيمة
إداريا مسبقًا القائمة السلع الجاهزة والمستوردة من الخارج.1
وفي قانون المالية 2017تم إقرار حزمة من الرسوم الجديدة ورفع ضريبة القيمة
المضافة من %17إلى ،%19وتم فرض رسم استهالك داخلي على المواد الكمالية والسيارات
الفاخرة المستوردة بمعدل %30كما تقرر رفع الرسم على المشروبات الكحولية والجعة بـ %10
باإلضافة إلى هذا تم فرض رسم الكفاءة الطاقوية تصاعدنا بـ 5و 20و %30على أن يطبق
على األجهزة المستوردة بداية من 1جويلية 2017وتم تعديل المادة 69ليطبق الرسم على
األجهزة المستوردة ب .2%30
المطلب الثاني
اإلجراءات الجديدة لتقليص االستيراد
باإلضافة غلى اإلجراءات السابقة التي عمدت الدولة إليها ،تبنت إجراءات أخرى
لتقليص االستيراد كنظام الحصص (الفرع األول ،وكذلك رقابة عملية تنقل البضائع والمنتوجات
عبر الحدود الوطنية (الفرع الثاني.،
50
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الفرع األول
نظام الحصص
يقصد بنظام الحصص :فرض قيود على االستيراد خالل مدة معينة ،بحيث تضع الدولة
الحد األقصى للكميات المسموح الستيراديها.1
وهو ذلك النظام الذي تحدد الدولة بمقتضاه كمية الواردات الذي يجوز استيرادها من
سلع معينة خالل فترة معينة من الزمن ،ولقد كان أول تطبيق لهذا النظام في فرنسا وبلجيكا
عام 1931ولقد تعددت صور تطبيق هذا النظام منذ أن شاع استخدامه إبان الكساد العظيم
إلى الوقت الحاضر.2
ولنظام الحصص أنواع فقد تكون الحصة المطلوب تحديدها على أساس قيمي ،بمعنى
محظور
ًا أن تحدد القيمة الكلية للمنتوجات المسموح باستيرادها ،فإذا نفذت هذه القيمة أصبح
استيراد هذه المنتجات ،ويتيح هذا النوع معرفة العبء الذي يتحمله ميزان المدفوعات سلفاً،
بينما تقر فعاليته في حالة الرغبة في حماية السوق المحلية بتحايل المصدرين على هذا التحديد
القيمي بخفض أسعارهم.
وقد تحدد الحصة على أساس كمي ،فتحدد أحجام االستيراد بالوحدة وهذا النوع يحمي
مباشرة اإلنتاج المحلي ،بينما ال يحدد مقدما قدر العمالت األجنبية التي ستتحملها الدولة في
سبيل استيرادها من الخارج فضالً على أنه يتيح مجاالً الرتفاع األسعار في الداخل.3
والهدف من نظام الحصص هو من أجل تقليص لطلب على الصرف األجنبي لمواجهة
العجز في ميزان المدفوعات أو حماية اإلنتاج المحلي من المنافسة األجنبية.4
51
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
ضمان تزويد السوق الداخلية بالسلع والبضائع الالزمة لالستهالك المحلي والصناعات
المحلية وتوجيه التصدير إلى بلدان معينة تتوافر فيها عمالت صعبة ،وتستخدم أيضا كسالح
قيودا على صادراتها الوطنية وذلك بهدف فتح أسواق تلك
وقوة تفاوضية مع الدول التي تفرض ً
الدول على تدفق السلع والبضائع منها واليها.1
يؤدي نظام الحصص إلى نفس النتائج التي تحققها التعريفة الجمركية ،فهناك نظام
الحصص المانعة من حيث األثر على الواردات وتقييد حرية التجارة حيث يتحقق التوازن في
السوق المحلي.2
وقد كرست الجزائر في ظ ّل اقتصاد السوق نظام الحصـص بموجب األمر رقم -03
المتمم بالقانون 15-15المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استراد
المعدل و ّ
ّ 04
نصت المادة 03منه على« :مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في
البضائع وتصديرها ،وقد ّ
المادة 02أعاله ،يمكن تطبيق تدابير قيود كمية و/أو نوعية ،و/أو تدابير مراقبة المنتوجات عند
استيرادها أو تصديرها ضمن الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم الساري المفعول»3
ونظم المشرع الجزائري إجراءات توزيع الحصص في المرسوم التنفيذي رقم 306-15
المحدد لشروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص االستيراد والتصدير للمنتوجات والبضائع ،4من
خالل ما يلي:
-1اإلعالن عن فتح الحصص:
52
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
فتفتح بناء على إعالن صادر عن الو ازرة المكلفة بالتجارة ،ينشر في الصحف الوطنية
وفي الموقع اإللكتروني لو ازرة التجارة أو بأي طريقة أخرى مناسبة ،ويتضمن مجموعة من
البيانات بينتها المادة 09من المرسوم المذكور سابقًا.
تعد شروط وكيفيات الحصول على الحصص طبقًا لدفتر الشروط ،ويوافق عليه بقرار
مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المكلف بالتجارة.1
-2طرق توزيع الحصص:
فتوزع باالعتماد على معايير الترتيب الزمني لتقديم الحصص فتوزع الحصة حسب هذا
المعيار إليداع طلبات الرخص ،حيث توزع على مبدأ "من يصل أوال يخدم أوال" حسب المادة
11من المرسوم .306/15
أو يكون التوزيع حسب الكميات المطلوبة ففي هذه الحالة تدرس جميع الطلبات المسجلة
في آن واحد ،وتحدد كمية الحصص الالزمة لمنح رخصة التصدير ،فإذا كان الحجم اإلجمالي
للسلع والبضائع محل طلب الترخيص يساوي أو أقر من الحصص المقرر فإنه تقبل كل
الطلبات يكاملها ،أما إذا كان هذا الحجم يفوق حجم الحصص المتوفرة ،ففي هذه الحالة تقبل
الطلبات في حدود نسبة الكميات المطلوبة ،حسب المادة 12من المرسوم أعاله.
واألخذ بعين االعتبار التدفقات المبادالت التجارية ،ففي هذه الحالة يخصص جزء من
الحصة للمتعاملين االقتصاديين التقليديين بحسب منشأ أو وجهة معينة ،ويعود الجزء اآلخر
علما أن المتعامل التقليدي هو الذي يقوم بانتظام بعمليات االستيراد
للمتعاملين اآلخرينً ،
والتصدير لكميات معتبرة لمنتوجات وبضائع موضوع الرخص في مدة السنوات الثالث األخيرة،
حسب المادة 13من المرسوم نفسه .والدعوة إلبداء االهتمام ،في هذه الحالة ،تكون الحصص
موضوع بين بالمزاد لحقوق استعمال الحصص أو أجزاءها ،حسب المادة 14من نفس المرسوم.
53
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
54
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
والشاحنات و 13مادة زراعية وزراعية محولة منها اللحوم الطازجة والمجمدة واألجبان والليمون
والتفاح والموز ،ومواد أخرى ،وأكدت الو ازرة على إمكانية توسيع هذه القائمة لمنتوجات أخرى.1
الفرع الثاني
الرقابة على عملية تنقل البضائع عبر الحدود الوطنية
إن البضاعة التي تعبر الحدود اإلقليمية الجمركية البد أن تخضع لعدة التزامات وهي
ّ
المعدل والمتمم للقانون-79
إحضار البضاعة المادة 51قانون الجمارك الجزائري رقم ّ 10-98
«،207يجب إحضار ك ّل بضاعة مستوردة أو أعيد استيرادها أو المعدة للتصدير أو إعادة التصدير
أمام مكتب الجمارك المختص قصد إخضاعها للمراقبة الجمركية» من أجل ضمان مراقبتها ،والذي
يقصد بها حسب المادة 5من القانون ":04-17التدابير المتخذة لضمان مراعاة القوانين و
األنظمة السارية المفعول التي تكلف إدارة الجمارك لتطبيقها" وتحديد قيمة تدفق البضائع من
والى الخارج لتفادي التصدير عن طريق الغش أو التهريب أو االستي ارد غير القانوني للبضائع
وافراغها في السوق الداخلية لذا نظم قانون الجمارك االلتزامات المفروضة على ك ّل نوع من
أنواع النقل البحري من المادة 53إلى المادة ،58والبري المادتين ( ،61 ،60والجوي المواد
من 62إلى .)65
إن هذه االلتزامات تضمن الرقابة على المدخالت والمخرجات كالمواد األثرية واألحجار
ّ
الكريمة التي تستعمل في نقل األموال غير النظيفة من والى الخارج ،وبذلك فإنه يتوجب إيداع
البضائع في المنطقة الخاضعة لمراقبة إدارة الجمارك إلتمام الجمركة وهنا البد من اإليداع
-1إعالن و ازرة التجارة عن المنتوجات الخاضعة لنضام الحصص ،مأخوذ من الموقع ،www.commerce.gov.dzتاريخ
االطالع.2017/04/19 :
-2قانون رقم 10-98المؤرخ في 22أوت ،1998المعدل والمتمم للقانون ،07- 79يتضمن قانون الجمارك ،ج ر ،العدد،61
الصادرة في 23أوت .1998
55
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
اإلجباري للتصريح الموجز ،ويتم إيداعه في غضون 24ساعة من وصول السفن إلى الموانئ
أو الطائرات غلى المطار أو السيارات غلى المكاتب الحدودية من أجل التعرف على البضاعة.1
وبالنظر إلى العمل الجمركي ودور إدارة الجمارك من خالل الكثير من المعامالت
المتنوعة بتنوع األشخاص والبضائع نجد المشرع قد منح لهذه اإلدارة سلطات واسعة للقيام
بمهامها واعتراف قانون الجمارك لألعوان بالقيام بكل وسائل التحقيق والرقابة ومنها القيام
نصت
بالفحص والتفتيش سواء للبضائع المصرح بها أو المنقولة داخل النطاق الجمركي ،وقد ّ
المعدل والمتمم بالقانون 10-98على:
ّ المادة 41من قانون الجمارك من القانون 07-79
«يمكن أعوان الجمارك ،في إطار الفحص والمراقبة الجمركية ،تفتيش البضائع ووسائل النقل
واألشخاص ،مع مراعاة االختصاص اإلقليمي لكل فرقة» ،ويتم فحص البضائع من أجل التأكد
من طبيعة البضاعة من حيث كميتها وحالتها ومنشأها وقيمتها مطابقة للمعطيات الموجودة
في التصريح المفصل ،وحسب المادة 1-92من القانون « 07-79بعد تسجيل التّصريح
المفصل ،يقوم أعوان الجمارك بفحص ك ّل البضائع المصرح بها أو جزء منها إذا بدا لهم
مفيدا» ،وتبدو أهمية الفحص في حماية حقوق الخزينة واالقتصاد الوطني والحفاظ على
ذلك ً
النظام العام واآلداب العامة ،كما يمكن ألعوان الجمارك االنتقال إلى المكان المعين لرفع
البضائع والقيام بمراقبتها (المادة ،)224كما أن لهم الحق في االطالع على البضائع المنقولة
برخصة التنقل طيلة مدة تنقلها (المادة .2)2/225
-1عالل قاشي ،دور الجمارك في مكافحة جريمة تبييض األموال ،مداخلة مأخوذة من الموقع:
www.univ-media.dzتاريخ االطالع.2017-04-21 :
-2عالل قاشي ،مرجع سابق.
56
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
وتتم عملية مراقبة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود بطريقة مشتركة وآنية تضم كال
من مصالح و ازرة المالية (الجمارك) وو ازرة التجارة وو ازرة النقل في شكل فرقة مختلطة ،وتتم المراقبة
المشتركة بعد إيداع التصريح الجمركي وتسجيله لدى مصالح الجمارك.1
فتقوم هذه األخيرة بتحديد تاريخ إجراء الفحص المادي للمنتوجات المستوردة وذلك من
أجل ع ملية آنية ومتناسقة بين مختلف المصالح المعنية ،ومن أجل ضمان تنسيق الرقابة تم
االتفاق حسب وجهة المنتوج المستورد وذلك في حالة التوجه نحو المسار األخضر أو بالنسبة
للمتعاملين االقتصاديين المعتمدين وهذا اإلجراء يهدف غلى إعفاء المتعاملين االقتصاديين من
مراقبة المطابقة على الحدود واخضاع المنتوجات المستوردة إلى الرقابة الالحقة على مستوى
مخازن المتعاملين االقتصاديين ،وفي حالة التوجه نحو المسار البرتقالي أو األحمر فيجب
على المتعامل أو ممثله القانوني عند وصول المنتجات المستوردة أو حتى قبل وصولها إيداع
ملف االستيراد لدى المفتشية الحدودية لمراقبة الجودة وقمع الغش.2
ومؤخ ار عند تعديل األمر 04-03المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد
البضائع وتصديرها بالقانون ،15-15ألزم المشرع المتعاملين االقتصاديين بتقديم رخص
االستيراد سواء كانت تلقائية أو غير التلقائية كشرط مسبق لجمركة البضائع والمنتوجات (المادة
6مكرر ،)1وهذا يؤدي غلى ضبط نشاط االستيراد وعدم تمكن المتعاملين االقتصاديين من
استيراد السلع والبضائع عبر الحدود الوطنية بطريقة عشوائية تؤثر على االقتصاد الوطني،
وهو ما يمكن اعتباره تسهيل لمهام إدارة الجمارك في متابعة حركية المبادالت التجارية الخارجية
عبر الحدود الوطنية.3
-1إجراءات مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود ،مأخوذ من الموقع:
،www.commerce.gov.dzتاريخ االطالع.2017-02-19:
-2المرجع نفسه.
-3نباد تسعديت ،مرجع سابق ،ص.07
57
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
وحسب المادة 17من المرسوم التنفيذي رقم 306-15الذي يحدد شروط وكيفيات
تطبيق أنظمة رخص االستيراد أو التصدير للمنتوجات والبضائع على« :تقوم المديرية العامة
للجمارك بإعالم المصالح المعنية لوزارة التجارة وبنك الجزائر ،دوريا وكلّما دعت الضرورة غلى
ذلك بمستوى استهالك حصص االستيراد والتصدير الخاضعة ألنظمة الرخص وكذا إيفاءها
بالمعلومات اإلحصائية المتعلقة بالتاريخ التسلسلي لعمليات االستيراد أو التصدير».1
المبحث الثاني
تشجيع الصادرات
بعد األزمة النفطية األخيرة ،وجب على الجزائر البحث عن بدائل للمحروقات ،وهذا عن
طريق وضع تسهيالت من أجل دفع الصادرات (المطلب األول ،واالهتمام بالقطاع الخاص
من أجل ترقيتها (المطلب الثاني ،وهذا نظ ار ألهمية تشجيع الصادرات على النمو االقتصادي
(المطلب الثالث.،
58
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
المطلب األول
وضع تسهيالت من أجل تفعيل الصادرات
أن بقي على عاتقها االنشغال
بعد تكريس المشرع لمبدأ تحرير التجارة الخارجية ،إالّ ّ
في حماية اإلنتاج الوطني وترقية الصادرات ويمكن ترجمة ذلك في شكل تسهيالت جمركية
(الفرع األول ،والمالية والمصرفية (الفرع الثاني ،والضريبية (الفرع الثالث.،
الفرع األول
التسهيالت الجمركية
مع تفتح التجارة الخارجية على المبادالت العالمية ،تحول دور إدارة الجمارك ابتداءا
من سنة ،1993من مجرد تطبيق مباشر للنظم والتشريعات المبنية على الحمائية االقتصادية
إلى التفكير في الطرق الناجعة للتفتح االقتصادي وتطبيقها ميدانيا عن طريق خلق الظروف
المالئمة للتحكم أكثر في ميكانيزمات التجارة الخارجية كالرواق األخضر الذي شرع في تطبيقه
والذي يسمح بالرفع الفوري للبضائع دون المراقبة المباشرة من دفع المستحقات الجمركية أو
الكفالة ،1ويخصص هذا اإلجراء للمتعاملين االقتصاديين الذين يستوفون بعض الشروط
كالشهرة ،السمعة الجيدة ،الثقة ويسمح هذا اإلجراء للمتعاملين االقتصاديين بأكثر مرونة وسرعة
ومالئمة في اإلجراءات الجمركية ،2كما قام المشرع بوضع تسهيالت جمركية كثيرة بدءا من
قانون الجمارك 10/98وصوال إلى قانون 04-17المعدل والمتمم لقانون رقم 07-79والذي
ذكر هذه التسهيالت في المادة 31المعدلة ألحكام المادتين 75مكرر 01و 75مكرر.02
ويمكننا ذكر بعض التسهيالت:
-نظام القبول المؤقت الذي يعرف بأنه السماح بقبول في إقليم جمركي البضائع
المستوردة المعدة للتصدير خالل مدة معينة ،مع وقف الحقوق والرسم ودون تطبيق
59
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الفرع الثاني
التسهيالت البنكية
كانت البداية من قانون رقم 02-90الذي ينص في مادته السابعة على أنه يسمح
للمصدر التصرف في جزء من أو في كل المبالغ المحصل عليها بالعملة الصعبة من خالل
قيامه بعملة تصدير منتجات خارج المحروقات وتمس هذه المادة أيضا مصدري الخدمات،
ومن جانب آخر تم إقرار عملية التوطين والتسوية المالية للصادرات خارج المحروقات.3
والمؤسسات المالية تمول التجارة الخارجية عن طريق تقديم قروض للزبائن من أجل
توفير الثقة واالئتمان إلتمام صفقاتهم وتوسيع مشاريعهم .4وقد نص قانون النقد والقرص على
60
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
هذه العملية في المواد 71-68من األمر 11-03حيث تنص المادة « :66تتضمن العمليات
المصرفية...عمليات القرض» 1وذلك بالسماح للبنوك باعتماد واتباع استراتيجية جديدة تتماشى
والسياسة االقتصادية الحديثة المتعلقة بالتصدير وذلك من خالل تمويل الصادرات بتقديم
قروض للمؤسسات الراغبة في التصدير سواء تعلق األمر باستيراد المواد األولية الداخلية في
المنتجات المعدة للتصدير أو أثناء العمليات التصديرية أو بإنشاء الشباك على مستوي البنوك
لتسهيل العمليات المالية.2
لقد لجا المشرع إلى االعتماد المستندي كوسيلة لتمويل التجارة الخارجية ،فهي تعمل على
تحقيق مصلحة الجميع من مصدرين ومستوردين ،وضمان حقوقهم بواسطة تدخل البنك الوسيط
المعتمد ومبادرته الشخصية لضمان حقوق أطراف البيع الدولي ،فهذه العملية تضمن حق
المصدر وتشجعه لتصدير بضاعته وخدماته ،وقد نص عليها في تعديل قانون الملية التكميلي
لسنة ،1996أين اجبر بالتعامل بهذه التقنية في مجال االستيراد والتصدير للبضائع والخدمات،
وهذا يدل على أن الجزائر انتهجت سياسة تدعيم الصادرات خارج المحروقات وتشجيع
المصدرين الجزائريين أو األجانب المقيمين بالجزائر أو غير المقيمين ،االعتماد المستندي
3
يحمي المصدر نفسه بها من سوء الحلة المالية للمستورد وعدم قدرته على التسديد.
ومن اجل التسهيل على المصدرين الوصول إلى قواعد االحتراف وجودة السلع والخدمات
التي تفرضها قواعد التجارة الدولية ،أنشأت نظام خاص بتامين القرض عند التصدير .4وفيما
يتعلق بإعادة عائدات البيع ،فان تسجيل مداخيل التصدر تحدده تعليمة بنك الجزائر رقم-05
-1المادة 66من قانون « :11-03تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض وكذا وضع
وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارة هذه الوسائل».
-2بلحارث ليندة ،مرجع سابق ،ص .08
-3علودة نجمة دامية ،مرجع سابق ،ص 75وما بعدها.
-4عشاري أسمى ،النظام القانوني للشركة الجزائرية لتأمين وضمان الصادرات وأثارها على التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير ،جامعة الجزائر ،2015 ،ص.47
61
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
%40 -توضع في حساب المصدر بالعملة الصعبة ،ويمكنه استعمالها بحرية وفقا لتقديراته
وتحت مسؤوليته في اطار ترقية الصادرات.
الفرع الثالث
التسهيالت الضريبية
هناك عالقة طردية بين الزيادة في الدخل القومي والزيادة في حجم االستثمارات ،لكن
العالقة العكسية بالنسبة للضرائب واالستثمار ،حيث أن الضرائب هي وسيلة من وسائل السياسة
المالية التي تطبقها الدول كلّما زادت نسبة الضرائب في البالد نفس حجم االستثمار.2
فالضريبة تعرف بأنها اقتطاع مالي تحدده الدولة ويلتزم المكلف بأدائها دون أن يعود
عليه في مقابل دفعها نفع خاص معين ،وذلك يفرض أساسي وهو تمويل النفقات العمومية
وغير أنه لتحقيق بعض األهداف االقتصادية تقوم الدولة بالتخفيض من قيمة الضرائب وفي
هاما في ترقية التجارة الخارجية
عنصر ً
ًا معظم الحاالت اإلعفاء منها ،3حيث تعتبر الضرائب
62
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
كليا
إعفاءا ً
ً وتشجيع الصادرات خارج مجال المحروقات من خالل إعفاء المؤسسات المصدرة
أو جز ًئيا من دفع الضرائب ،1وبهدف التشجيع على اإلنتاج ومناقشة السلع الوطنية لنظريتها
األجنبية في مختلف األسواق العالمية.2
ومن أبرز هذه التسهيالت:
-1اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات ":"IBS
من خالل المادة 12من قانون المالية لسنة 1996ويتمثل هذا اإلعفاء لمدة 5سنوات
بالنسبة للمؤسسات التي تحقق عمليات تصديرية من السلع والخدمات إلى الخارج ،أما بالنسبة
إلى الخدمات مدة اإلعفاء 03سنوات لفائدة وكالت السياحة واألسفار ،كما قدم تحفيزات
ضريبية لقطاع الفنادق.3
-2اإلعفاء من الدفع الجزافي ":"VF
المادة 19من قانون المالية لسنة 1996تعفي الشركات القائمة بعمليات بيع السلع
والخدمات للتصدير من أداء الدفع الجغرافي بصورة مؤقتة ولمدة 05سنوات ابتداءا من السنة
المالية 1996وكانت نسبة اإلعفاء تطبي حسب نسبة رقم األعمال المحقق بالعملة الصعبة،
غير ّأنه تم إلغائها تماما بموجب المادة 13من قانون المالية لسنة .42006
-3اإلعفاء عن الرسم على النشاط المهني ":"TAP
المادة 02من قانون المالية 1996يستحق الرسم بصدد رقم األعمال الذي يحققه
المكلفون بالضريبة الذين يمارسون نشاطا يخضع أرباحه للضريبة على الدخل اإلجمالي صنف
األرباح التجارية والصناعية والضريبية على أرباح الشركات أو نقصد برقم األعمال هنا مبلغ
-1أرتباس ندير ،دور ومكانة التجارة الخارجية في رسم حدود السياسة االقتصادية وترقيتها ،يوم دراسي حول "اإلجراءات
الجديدة لتطوير التجارة الخارجية" ،جامعة مولود معمري تيزي وزو ،يوم 11ماي ،2016ص.10
-2بلحارث ليندة ،اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ،...مرجع سابق ،ص.02
-3حمشة عبد الحميد ،مرجع سابق،ص.98
-4بلحارث ليندة ،اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ،...مرجع سابق ،ص.03
63
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
اإليرادات المحققة في جميع عمليات البيع أو الخدمات أو غيرها التي تدخل من إطار النشاط
السالف الذكر .1وقد استعملها المشرع الجزائري لتقنية لتشجيع اإلنتاج الوطني ،خاصة غذا
تعلق األمر بعملية تصدير المنتجات الوطنية إلى الخارج.2
-4اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة ":"TVA
هي ضريبة حقيقية كونها تخص استعمال المداخيل أي المصاريف أو االستهالك
النهائي للسلع وللخدمات ،وتأتي بطريقة غير مباشرة.3
وفيما يخص عملية التصدير فإن الرسم على القيمة المضافة سطره المشرع في قانون
الرسم على رقم األعمال بحيث نص على ،مع مراعاة ضرورة إعفاء السلع الخاصة بالتصدير
منه وفقا لنص المادة ،1/13مع مراعاة ضرورة تسجيل عمليات التصدير في سجالت
المحاسبة ،وأال تكون عمليات التصدير مخالفة للقوانين والتنظيمات المعمول بها ،واستثنى
المشرع من هذا االمتياز عمليات تصدير التحف الفنية والكتب العتيقة واألثاث القديم ،إلى
4
جانب اللوحات الفنية الزيتية والمائية والرسوم والمنحوتات األصلية.
المطلب الثاني
تشجيع القطاع الخاص لترقية الصادرات
لقد حظي موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص باهتمام كبير من قبل الدول،
والجزائر على غرار هذه الدول سعت إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين الخاص والعام على
أيضا سعت إلى تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية
المستوى المحلي (الفرع األول ،و ً
واألجنبية على المستوى الدولي (الفرع الثاني.،
64
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الفرع األول
تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام
تعددت تعريفات ال ّشراكة بين القطاعين ،فيمكن تعريف الشراكة على أنها احد أشكال
لقد ّ
التعاون بين القطاعين العام والخاص يتم من خاللها وضع ترتيبات يستطيع بمقتضاها القطاع
العام توفير السلع والخدمات العامة واالجتماعية من خالل السماح للقطاع الخاص بتقديمها
بدالً من أن يقدمها القطاع العام بنفسه أي بصورة مباشرة ،وبشكل أكثر تحديدا فإن المفهوم
دور أكبر في تخطيط وتمويل وتصميم
إلى السيناريوهات التي بمقتضاها يكون للقطاع الخاص ًا
وبناء وتشغيل وصيانة الخدمات العامة.1
أيضا على أنها هي إحدى مشروعات األعمال التي يشارك فيها أو يمتلكها
وتعرف ً
طرفان أو أكثر من دولتين مختلفتين أو متعاملين اقتصاديين بصفة دائمة ،وال تقتصر هذه
الشراكة فقط على المشاركة في رأس المال بل تتعدى إلى المشاركة في التسيير واإلدارة،
والمساهمة في اإلنتاج والتوزيع سواء للمؤسسة المعنية بالشراكة أو المؤسسات األخرى.
أيضا على ّأنها« :اتّفاق وفق عقد بين القطاع الخاص والعام تحدد فيه
وكما تعرف ً
األهداف وشكل ونسب المساهمة بينهما لتمويل االستثمار المتفق عليه والتجهيزات وادارتها
وصيانتها طوال مدة العقد.2
ترتكز االستراتيجية االقتصادية الجديدة للجزائر على أسس تفعيل مخطط الش اركة بين
المؤسسات العامة والخاصة وذلك لهدف تشجيع دخولها في االستثمارات المشتركة لتنمية وتقوية
-1الشراكة بين القطاع العام الحكومة والقطاع الخاص ،إدارة الدراسات االقتصادية والمالي ،دائرة المالية ،حكومة دبي ،أبريل
،2010مأخوذ من موقع www.dof-gov.ae :تاريخ االطالع.2017/04/09 :
-2السعيد دراجي ،عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص آلية فعالة لتمويل التنمية المحلية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد
،41جوان ،2014ص.310
65
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
االقتصاد الوطني خارج المحروقات ،بعد فشل هذه المؤسسات في الرقي باعتمادها على استثماراتها
المنفردة.
يسمح قانون المالية لسنة 2016للمؤسسات العمومية االقتصادية بفتح أرسمالها
االجتماعي على المؤسسات الوطنية الخاصة ،شرط أن تحتفظ المؤسسة العامة بنسبة %34
من مجموع األسهم أو الحصص االجتماعية.1
ولكي تشجع المشاريع االستثمارية بالشراكة أصبحت الدولة تمنح قروض بفرض تمويل
هذه المشاريع باستثناء ما يدخل ضمن تشكيل رأس المال حيث تنص المادة 01/55من قانون
أن« :يتم توفير التمويالت الضرورية إلنجاز االستثمارات األجنبية المباشرة أو
المالية 2016على ّ
بالشراكة باستثناء تشكيل رأس المال ،بصفة عامة ،عبر اللّجوء إلى التمويل المحلي».2
لقد سعت السلطات العامة من خالل قانون المالية لسنة 2016إلى اإلعالن الصريح
عن دعهما المخطط الشراكة بين القطاع العام والخاص بهدف إنجاح المشاريع االستثمارية
المحلية وتقويتها لخضوع تجربة منافسة المؤسسات الكبرى على المستوى الدولي.3
وللجزائر تجربة في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص ونذكر نموذج منه:
شركة الفارج لإلسمنت وهو يعد مجمع الفارج المختص في إنتاج مواد البناء ،اإلسمنت،
الحصى )...حيث هو مجمع بالشراكة مع صناعات اإلسمنت مع شركة الجزائر مصنع مفتاح
ويسير المجمع منذ
العاصمة وكذا وحدة الجبس بالبويرة بالشراكة مع شركة كوسيدار الجزائريةّ ،
2002مصنعي المسيلة وعكاز بمعسكر لإلسمنت.
ومن األهداف التي تسعى إليها الحكومة من الشراكة بين القطاعين نذكر بعض منها:
66
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الفرع الثاني
تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية واألجنبية
تنص المادة 01/66من قانون المالية لسنة 2016على ّأنه« :ترتبط ممارسة األجانب
ألنشطة إنتاج السلع والخدمات واالستيراد بتأسيس شركة تحوز المساهمة الوطنية المقيمة على
نسبة %51على األق ّل من رأسمالها».3
أن السلطات لم تتنازل عن قاعدة 51/49أين أبقت
ومن خالل هذه المادة يتضح لنا ّ
عليها سارية المفعول عكس ما كان متداول عنه فيما يخص إلغائها التي في نظر البعض
تعيق إقبال المستثمرين األجانب إلى السوق الجزائري بما فيها التابعة للقطاع الخاص.
إن ال ّشراكة بين المؤسسات االقتصادية الوطنية واألجنبية تفتح مجاالً لالستفادة من
ّ
الخبرة الفنية والتكنولوجيا العالية التي تتمتع بها المؤسسات األجنبية وذلك يسمح بتكوين يد
عاملة وطنية مؤهلة وتحسين نوعية المنتوج المحلي ليسمح بمنافسة المنتوج األجنبي.
67
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
والمتعددة األطراف المتعلقة بالتبادل الحر والشراكة وبالتكامل االقتصادي ،1وهذا عمالً
بالمادة 149من الدستور الجزائري لسنة 2016على أنّ ه :على ّأنه« :يصادق ...توافق
صرحة».2
عليها ك ّل غرفة من البرلمان ا
وفي هذا الصدد نذكر أ ّن الجزائر انضمت ووقعت على اتفاق الشراكة مع االتحاد
األوروبي سنة 2002ومازالت حتى اآلن تسعى إلى االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة
(.3)L’OMC
ومن النماذج الشراكة األجنبية والمؤسسات الوطنية نذكر بنك البركة الجزائري وهو
أول بنك في الجزائر برأس مال مختلط ب ين القطاعين أنشئ في 20ماي ،1991وساهم
فيه ك ّل من بنك الفال حة والتنمية الريفية الجزائري ومجموعة البركة السعودية وتخضع
ألحكام النقد والقرض رقم 10-90المؤرخ في 14أفريل 1990ويقوم بأداء جميع األعمال
المصرفية والتمويل واالستثمار وفقا للشريعة اإلسالمية ،و نذكر أيضا شركة ت سيير المياه
والتطهير لقسنطينة "سياكو" التي تسهر على ضمان تسيير الخدمات العمومية لتطهير
المياه وتوزيع المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر على مستوى 12بلدية لوالية قسنطينة
68
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
التي تعتبر نموذجا للشراكة وفق عقد امتياز بين شركة المياه والتطهير لقسنطينة الجزائرية
وشركة مرسيليا للمياه الفرنسية.1
المطلب الثالث
أهمية سياسة تشجيع الصادرات وعراقيلها
لسياسة تشجيع الصادرات أهمية بالغة على النمو االقتصادي وذلك في مختلف الجوانب
(الفرع األول ،،إالّ ّأنه تبقى هذه السياسة المنتهجة تتخللها عراقيل وتحدها للوصول إلى أهدافها
(الفرع الثاني.،
الفرع األول
أهمية تشجيع الصادرات
تبرز هذه األهمية من عدة جوانب:
69
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
اإلداري لألسعار.
لمواجهة مثل هذه الوضعيات البد من التفكير في تنويع الصادرات للتخلص من التبعية
المالية لصادرات المحروقات ،فتطوير التصدير خارج المحروقات يرفع من الموارد المالية للدولة
ويعدد مصادرها ويخلق توازنا في اإليرادات والنفقات ويخفف العجز المالي في حالة حدوث
فإنها تسعى
أزمات اقتصادية ،وعندما تتجه الدولة لوضع سياسة تصديرية خارج المحروقات ّ
1
من خالل ذلك إلى تحقيق أهداف مختلفة وتتمثل في :الحصول على العملة الصعبة فتمويل
المؤسسة نشاطها عن طريق التصدير يتيح فرص التمويل الذاتي للمنتوج الدائم للمؤسسة بسبب
تحصيلها للعائدات بالعملة الصعبة والحصول على رؤوس األموال ،وكذلك زيادة رقم األعمال،
فهو المحفز العام للمصدرين فهو هدف كمي لتوسيع نشاط المؤسسة.2
أن عمل الدولة على دعم التصدير خارج المحروقات يدفعها إلى اتخاذ إجراءات
كما ّ
لتحسين أداء القطاع المالي وعصرنة القطاع المصرفي ،وفي هذا السياق حاولت الجزائر
تكييف منظومتها القانونية للتالؤم مع سياسة تدعيم الصادرات من خالل السماح للمصدر
بالتصرف في المبالغ المحصل عليها بالعملة الصعبة من عمليات تصدير المنتجات الوطنية
خارج المحروقات ومنح البنوك التجارية حرية أكبر في إدارة النقد األجنبي.3
وجاء األمر 04-03المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على تصدير واستيراد السلع ليفتح
الباب واس ًعا لألشخاص الطبيعية والمعنوية لممارسة عمليات التصدير شرط خضوعه لمراقبة
الصرف حيث جاء في الفقرة األولى من المادة الثانية من األمر« :تنجز عمليات استيراد
70
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
المنتوجات إلى مراقبة الصرف طبقًا للتشريع والتنظيم المعمول بهما» ،كما تضمنت المادة 126
من قانون النقد والقرض الصادر سنة ،12011والذي ألغى القانون رقم 10-90السماح
لمنتجين ا لسلع داخل الوطن بتحويل رؤوس األموال لضمان تمويل نشاطات بالخارج مكملة
لنشاطاتهم في الجزائر ،وهذا يساهم في زيادة قدراتهم اإلنتاجية لتغطية متطلبات السوق الوطنية
والدولية.2
-1أمر رقم 11-03مؤرخ في 26أوت ،2003يتعلق بالنقد والقرض ،ج.ر ،عدد 52صادرة بتاريخ 27 ،أوت .2003
-2عيساوي محمد ،مرجع نفسه ،ص.06
-3سليم عقون ،قياس أثر التغيرات االقتصادية على معدل البطالة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ،كلية
العلوم االقتصادية والتسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،2010 ،ص .156
71
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الصناعي سنة 2015كأقصى تقدير ،ويرجع سبب ذلك إلى ميزة هذه الصناعات بالدرجة
األولى التي تتطلب نسبة رأس مال كبيرة ويد عاملة نادرة ومؤهلة.1
ومن جهة أخرى يشغل القطاع الخاص في الجزائر أكثر من %65اليد العاملة أي
أكثر من 5ماليين عامل ،فهو أهم قطاع منشئ لمناصب الشغل في الجزائر ،وقد بدأ هذا
القطاع في التنظيم والهيكلة في إطار اقتصاد السوق رغم ضعف مناخ االستثمار والعراقيل
التي تواجه نموه وتطوره ،في العمل على ترقية الصادرات خارج المحروقات من خالل توفير
المناخ اال ستثماري المالئم ،يؤدي إلى تشجيع المستثمرين الخواص على استثمار أموالهم في
الجزائر مما يطور القطاع الخاص في جميع المجاالت وبالتالي تزداد الحاجة إلى اليد العاملة
فيتطور سوق الشغل وتتضاءل نسبة البطالة.2
-1عبدوس عبد العزيز ،سياسة االنفتاح االقتصادي ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ،العدد .2016 ،09
-2عيساوي محمد ،مرجع سابق ،ص 4وما بعدها.
-3دينا أحمد عمر ،أثر الصادرات على تدفق االستثمار األجنبي المباشر في دول عربية مختارة ،تنمية الرافدين،2008 ،
ص 133وما بعدها.
72
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
73
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
الفرع الثاني
عراقيل تطوير الصادرات خارج المحروقات
يمكن تقسيم المعوقات التي تحول دون ترقية الصادرات خارج المحروقات إلى عنصرين،
الداخلية منها والخارجية.1
أوال-المعوقات الداخلية:
ويقصد بها العقبات والمشاكل التي تعترض نشاط التصدير في الداخل والتي غالبا ما
تكون بسبب اإلجراءات المحلية .2ومن أبرز هذه المعوقات نجد:
-المشاكل التنظيمية والتي تتمثل في غياب استراتيجية تصديرية حيث يرجع الكثير من
المختصين والمصدرين الجزائريين إلى غياب استراتيجية وطنية للتقرير خاصة فيما يتعلق
بترقية الصادرات خارج المحروقات ،إلى عدم وجود رؤية استشرافية لمرحلة ما بعد النفط وهو
ما يؤكده البعض بأن الجزائر تفتقر لثقافة التصدير التي تمكنها من تنويع مصادر الدخل
للخزينة العمومية باإلضافة إلى قلة الجهود المحفزة للتصدير فبالرغم من اتخاذ الحكومة
الجزائرية ،العديد من اإلجراءات لدعم عملية التنويع والتي كانت من أبرزها إنشاء مركز تنمية
التجارة الخارجية ،صندوق ضمان الصادرات لدى البنوك لتسهيل عملية التخليص الجمركي
التي يمكن أن تتم من مواقع اإلنتاج ،تمويل عقود التصدير باإلضافة الى اإلعفاء
الجمركي...إلخ ،ك ّل هذه المؤسسات واآلليات المتعلقة بالترويج ،التمويل والضمان ،تساهم
أن هذه اإلجراءات فشلت في
بشكل كبير في دعم القدرة التنافسية في األسواق الخارجية ،إالّ ّ
تنشيط وانعاش قطاع الصادرات خارج المحروقات.3
-1بن يوسف حسينة ،ترقية الصادرات الصناعية خارج المحروقات في الجزائر ( ،)2010-2000مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم التجارية ،فرع إدارة العمليات التجارية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2012 ،ص.115
-2وصاف سعيدي ،مرجع سابق ،ص.285
-3بن يوسف حسينة ،مرجع سابق ،ص.115
74
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
-التباطؤ في إدراج نصوص تشريعية وتنظيمية جديدة تحكم آليات التصدير والمنافسة
والمعامالت التجارية وشروط ممارسة األنشطة التجارية.1
-المشاكل الهيكلية بحيث هناك غياب شبه كلي للهياكل التي تتكفل بوظيفة التصدير
(التسويق الدولي) ،ويرجع سبب ضعف مصالح التسويق الدولي إلى ضعف مصالح البيع
في السوق الوطني في ظ ّل اقتصاد الندرة (الطلب أكثر من العرض) وهو ما ال يستدعي
وضع مصلحة للتّسويق ودراسة السوق وسلوك المستهلك.2
-مشاكل تتعلق بالمنتوج في حد ذاته الرتفاع أسعار المنتوجات الموجهة للتصدير نتيجة
الرتفاع أسعار تكلفة المواد األولية المستوردة ،ضعف اإلنتاجية ،انعدام المنافسة في السوق
المحلية زيادة على تقلبات العملة.3
-ضعف تصميم مواد التغليف ووسائل التعبئة للمنتوج ،4حيث أن الشكل الذي يقدم به
نصر من بين العناصر التي تدفع إلى االستهالك ،إذ يعتبر
المنتج وشكل التغليف يعتبر ع ًا
نفور لدى
كعنصر جذب وعامل رغبة في اختيار المنتج ،أو العكس من ذلك فقد يخلق ًا
المستهلك من السلعة أو يكون له رد فعل سلبي عليها.5
-مشاكل النقل فوجود وسائل النقل يعتبر أداة لتقريب المسافات واجتياز الحدود بين
عدة مشاكل كارتفاع تكلفة النقل الدولي إلى
البلدان ،رغم أهمية هذه العملية إالّ ّأنها تواجه ّ
جانب ارتفاع أسعار خدمات النقل المحددة من طرف الشركة الوطنية للنقل البحري ،نقص
الوسائل المستعملة في نقل البضائع من المصانع إلى الميناء ،قدم أسطول النقل البحري
الجزائري رغم المقتنيات الجديدة إالّ ّأنها تظ ّل غير كافية مقارنة مع حجم المبادالت التجارية
75
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
التي تشهد ارتفاع مستمر ،حصر مجال التنقل في الشركة الوطنية للنقل البحري مما يوحي
بعدم وجود منافسة في هذا المجال.
-ضعف قدرة استيعاب الموانئ الرئيسية الجزائرية ويرجع ذلك أحيانا إلى تنظيم الحواالت
وخروجها من الموانئ ومكونتها لمدة طويلة بالنظر إلى التعقيدات البيروقراطية.1
ثانيا-المعوقات الخارجية:
ويقصد بها تلك العقبات والمشاكل التي تعترض المنتجات المحلية في األسواق
الخارجية ،والتي تكون في الغالب بسبب اإلجراءات داخل األسواق الخارجية ،والتي يصعب
على الشركات المصدرة السيطرة عليها ،2ومن أهم هذه المعوقات:
-عدم تقديم الحماية الكافية للمنتوج الوطني من التدفق الفوضوي للواردات فإن تطبيق
قواعد االقتصاد الحر وفتح األسواق أمام واردات الدول المصنعة من السلع والخدمات التي
متطورة قد تؤثر على الصناعات الصغيرة الحديثة
ّ تكون ذات تنافسية سعرية عالية وتكنولوجيا
النشأة وذلك من خالل التأثير على قدرتها في التنافس والبقاء في السوق ،وبالتالي صار من
الواجب على الدولة الجزائرية تقديم المزيد من الحماية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأن ال
تتذرع بالتحرير االقتصادي الستفاء شروط االنضمام للمنظمة العالمية للتجارة ألن هذه األخيرة
تقبل بمبدأ حماية المنتوج المحلي عن طريق الرسوم الجمركية كدعم للصناعات الناشئة
ويتطلب هذا األمر من الحكومة في بادئ األمر وضع قائمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
والمنتوجات التي تنتجها ومن ثم الشروع في صياغة السياسة الحمائية األنسب لذلك ،كما يجب
على الدولة التدخل لمحاربة اإلغراق الممارس من طرف سلع االستيراد الذي يستهدف ضمان
احتكار السوق المحلية بعد إخراج كافة المنافسين منه.3
76
القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير الفصل الثاني
-محدودية منافذ التوزيع في األسواق الخارجية وارتفاع تكاليف النقل الدولي ،وعجز
خدمات التصدير المخصصة لذلك التي تعتبر أداة أساسية وضرورية لتطوير نشاطات التصدير
ألن ارتفاع تكاليف النقل يترتب عنه ارتفاع التكاليف التسويقية وبالتالي انخفاض هامش الربح
الممكن تحقيقه.
هاما في التعريف بالمنتوج المحلي،
دور ً
-تلعب التظاهرات سواء المحلية منها أو الدولية ًا
كما تعتبر أيضا سوقا يتم من خاللها بيع هذه المنتوجات ،هذا إضافة إلى اعتبار هذه التظاهرات
فضاءا لتحصيل المعلومات االقتصادية والمالية والمالحظ من طرف االقتصاديين أن دور هذه
ً
التظاهرات غير مستغل في الجزائر بالنظر للحضور الرمزي للمؤسسة الجزائرية في التظاهرات
المحلية فهي تفتقد إلى االنتظام واالستم اررية ،1مما يسمح بارتفاع درجة المخاطرة بممارسة
البيع في األسواق الخارجية لنقص المعلومات المتعلقة بهذه األسواق وخاصة اختالف البيئة
داخليا.2
ً الخارجية عن تلك التي تنشط فيها المؤسسة المصدرة
77
خاتمة
خاتمة
يعتبر تكريس حرية مبادرة األشخاص الخاصة في التجارة الخارجية بجانب الدولة بموجب
أحكام القانون 04-03تحقيق قانوني جد هام ،على الساحتين الوطنية والدولية ،حيث أصبح
مجال االستيراد والتصدير مفتوح أمام الخواص وأمام كل المتعاملين االقتصاديين ،بعدما كان
ال إذ أن دور الدولة المتدخلة يعود من
أن األمر لم يدم طوي ً
حكر على الدولة ،غير ّ
المجال ًا
جديد وذلك من خالل مجموعة من النصوص القانونية خاصة منها قوانين المالية لعام 2009
و 2016والقانون رقم 15-15المعدل لألمر رقم 04-03المتعلق باالستيراد والتصدير ،وهي
نصوص من شأنها أن تضيف من تحرير المبادالت التجارية ،أين أصبح نشاط االستيراد
والتصدير يخضع لمجموعة من اإلجراءات والقيود سواء قبل إنشاء النشاط االستثماري (ضرورة
أجنبيا ،أو الحصول على
ً الدراسة المسبقة للمشروع إن كان الشريك
إجراء شراكة أو حتى ّ
رخصة استيراد و/أو تصدير) أو أثناء تنفيذ المشروع االستثماري وذلك بضرورة إخضاع
االستيراد ألحكام قانون المنافسة واجبارية الدفع بموجب االعتماد المستندي أو التحصيل
المستندي أثناء االستيراد.
ومن جهة أخرى يرى مختصون في قطاع التجارة الخارجية أن اعتماد نظام الرخص
يندرج ضمن قواعد المنظمة العالمية للتجارة وليس لهذه الرخص أي عالقة بتلك المعمول بها
في السبعينات والثمان ينات من القرن الماضي وأن الجزائر تلتزم بالمبادئ التي تحكم التجارة
بلدا في مواجهة صعوبات ميزان المدفوعات.
الدولية التي تقتضي تقييدا على الكميات ،لما يكون ً
وتبقى الجزائر مرغمة على تطوير وترقية صادراتها خارج المحروقات لخلق التوازن في
عالقتها التجارية الدولية ،حيث بالرغم من ك ّل اإلجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية
أن نسبة الصادرات من المحروقات أعلى بكثير من السلع األخرى بنسبة
ألجل ترقيتها ،إالّ ّ
%97وحتّى من ناحية تنويع السلع القابلة للتصدير لم تتمكن من تحقيق ذلك والتي ال تتعدى
نسبتها ،%3وتشير اإلحصائيات أن قطاع المحروقات يساهم بمعدل يفوق %40,66من
79
خاتمة
الدخل القومي الخام ( (PIB1وهذا من فترة 2000الي 2012وبالنسبة للصناعة والفالحة فهي
تساهم بنسبة ،%15,43وهو ما يبرر تأخر هذين القطاعين مقارنة مع باقي القطاعات
المشكلة لالقتصاد.
فعليه على الدولة بذل جهود أخرى من خالل تسهيل عمليات التجارة الخارجية ألنها
أصبحت حتمية أمام النظام االقتصادي العالمي الذي يرتكز على فكرة العولمة ومبادئها وهذا
بوضع قواعد مماثلة ومتوازية مع نظيرتها الخارجية ،بهدف إيجاد أسواق خارجيةوتحقيق تنمية
للصادرات خارج المحروقات مع إلزامية تشجيع وحماية االقتصاد الوطني في البداية وتطويره
ومنحه األولية في برامج التنمية من أجل إعطاءه ميزة تنافسية في األسواق الدولية ،ويجب
توفير المناخ االستثماري المالئم للمؤسسات خارج مجال المحروقات وجذب االستثمارات
األجنبية ،واعطاء العناية والتركيز على القطاع الخاص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كونه
يساهم بشكل فعال في ترقية الصادرات.
1
- Produit Intérieur brut (PIB) est l’un des agrégats majeurs des comptes nationaux, en tant qu’indicateur
économique principal de mesure de la production économique réalisée à l’intérieur d’un pays, donné, le
PIB vise à quantifier – pour un pays et une année donnée- la valeur totale de la production de richesse
effectuée par les agentes économiques résidant à l’intérieur de ce territoire (ménage, entreprise,
administration publique…), sur le site : www.ar.m.wikipedia.org consulté le 12/05/2017.
80
قائمة المراجع
قائمة المراجع
-وصاف سعيدي ،أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في البلدان
النامية ،الحوافز والعوائق ،أطروحة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل
اقتصادي ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير.2004 ،
2_2رسائل ماجستير:
-إرزيل الكاهنة ،النظام القانوني لتامين القرض عند التصدير ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،فرع قانون األعمال ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2001 ،
-بن ساحة مصطفى ،أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في
الجزائر ،دراسة حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
،2011
-بن شعبان حكيمة ،االعتماد المستندي والتجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو2014 ،
-حبيش صليحة ،النظام القانوني لقابض الجمارك ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،جامعة الجزائر2012،
-حجارة ربيحة ،حرية المبادرة في التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
القانون ،فرع قانون األعمال ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2007 ،
-حمشة عبد الحميد ،دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات
في ظل التطورات الدولية الراهنة ،دراسة حالة الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم االقتصادية ،تخصص اقتصاد دولي ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2013 ،
-زيرمي نعيمة ،التجارة الخارجية الجزائرية من االقتصاد المخطط إلي اقتصاد السوق،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التسيير الدولي للمؤسسات ،تخصص المالية الدولية،
جامعة أبي بكر بلقايد.2011 ،
83
قائمة المراجع
-سليم عقون ،قياس اثر المتغي ارت االقتصادية على معدل البطالة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس ،سطيف.2010،
-عشاري اسمى ،النظام القانوني للشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات وأثارها
على التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة مولود معمري.2015 ،
-علودة نجمة دامية ،دور المؤسسات المصرفية في التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2014،
-مدني جميلة ،دور الجمارك في تطوير وترقية التجارة الخارجية ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة دالي براهيم2010 ،
_3المقاالت والمداخالت:
-أرتباس نذير ،دور مكانة التجارة الخارجية في رسم حدود السياسة االقتصادية وترقيتها،
يوم دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو يوم 11ماي.2016
-أرزيل الكاهنة ،تعليق على األمر 04-03المتعلق بالقواعد المطبقة على عمليات
استيراد البضائع وتصديرها ،المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية ،كلية الحقوق،
جامعة تيزي وزو ،عدد ،2006 ،2ص ص.108-75
-اقلولي ولد رابح صافية ،مبدأ الصناعة والتجارة في القانون الجزائري ،المجلة النقدية
للقانون والعلوم السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة تبزي وزو ،عدد ،2006 ،2ص ص
.74-59
-السعيد دراجي ،عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص آلية فعالة لتمويل التنمية
المحلية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد ،41جوان ،2014ص ص.322-309
84
قائمة المراجع
-بابا عبد القادر-أجري خيرة ،االمتيازات الجبائية ودورها في جذب االستثمارات األجنبية
المباشرة في الجزائر ،المجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية ،عدد ،02سبتمبر ،2014ص
ص.34-11
-برزيق زكريا ،التحفيزات الجبائية لفعل التصدير في الجزائر ،ملتقي وطني حول ترقية
الصادرات خارج المحروقات ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يومي 11و12
مارس.2014
-بلحارث ليندة ،اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ألجل ترقية الصادرات
خارج المحروقات ،ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو،يومي11و12مارس.2014
-بن بعالش خاليدة ،االطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج
المحروقات ،ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو،يومي11و12مارس.2014
-تواتي نصيرة ،دور الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ،ALGEXفي تعزيز
الصادرات خارج المحروقات ،ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات،
جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،يومي11و12مارس.2014
-جالل مسعد ز/محتوت ،مشاكل التصدير خارج المحروقات في الجزائر ،ملتقي وطني
حول ترقية الصادرات خارج المحروقات ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
يومي11و12مارس.2014
-حجارة ربيحة ،وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر :تراجع في التحرير أم ضبط
للقطاع ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،العدد ،02كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2016 ،ص ص .363-341
85
قائمة المراجع
-حسين نوارة ،استراتيجية التصدير واجراءات تنميته في الجزائر ،ملتقي وطني حول
تيزي معمري، مولود جامعة المحروقات، خارج الصادرات ترقية
وزو،يومي11و12مارس.2014
-عادل زقاع -رانية مدار ،التنمية السياحية في الجزائر ،ملتقي وطني ثاني حول التنمية
البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر ،جامعة برج بوعريريج ،كلية العلوم االجتماعية،
يومي 07و 08مارس.2016
-عبدوس عبدالعزيز ،سياسة االنفتاح االقتصادي ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية،
العدد،2016 ،09ص ص .214-201
-عصام صبرينة ،ترقية االستثمار في الجزائر في ظل قانون ،09-16يوم دراسي
بعنوان مناخ األعمال في الجزائر وأثره على االستثمارات ،جامعة مولود معمري ،تيزي
وزو ،يوم 27أكتوبر.2016
-قموح مولود ،مدى موافقة نظام رخص االستيراد والتصدير الجزائري مع اتفاق إجراءات
تراخيص االستيراد لمنظمة التجارة العالمية ،يوم دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير
التجارة الخارجية خارج المحروقات ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 11
ماي.2016
-كريمة نايت سيدي احمد ،رخص االستيراد كآلية لتقليل االستيراد ،يوم دراسي حول
اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو ،يوم 11ماي .2016
-مباركي سهيلة ،دعم القطاع الخاص لتنويع االقتصاد الجزائري خارج المحروقات ،يوم
دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،يوم 11ماي ..2016
86
قائمة المراجع
-يوسفي محمد ،برامج االنتعاش االقتصادي وانعكاساتها على القطاع الفالحي في
الجزائر ،ملتقي وطني ثاني حول التنمية البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر ،جامعة
برج بوعريريج ،كلية العلوم االجتماعية ،يومي 07و 08مارس.2016
-4النصوص القانونية:
الدستور:
-مرسوم رئاسي رقم ،438-96المؤرخ ،1996/12/ 7يتعلق بإصدار نص تعديل
الدستور المصادق عليه في استفتاء ،1996/11/28في الجريدة الرسمية للجمهورية
الديموقراطية ،ج ر ،العدد ،76الصادرة .1996/12/28
القوانين:
-قانون رقم 01-16يتضمن التعديل الدستوري لسنة ،2016المؤرخ في 06
مارس ،2016جريدة رسمية ،العدد ،14الصادرة في 07مارس.2016
-أمر رقم 07-79المؤرخ في 18يناير ،1979المعدل والمتمم بقانون ،10-98
يتضمن قانون الجمارك ،ج ر ،العدد 30الصادر في .1979-07-24
-قانون رقم 36-90المؤرخ في 1990/12/30المتضمن قانون المالية ،1991ج.ر،
العدد ،47الصادر في .1990/12/31
-أمر رقم 06-96مؤرخ في 10جانفي ،1996يتضمن تأمين القرض عند التصدير،
جريدة رسمية ،العدد ،03الصادرة في 14جانفي .1996
-قانون 10-98المؤرخ في 22غشت ،1998يعدل ويتمم قانون رقم 07-79المتضمن
قانون بالجمارك ،ج ر العدد ،61الصادرة في 23غشت .1998
-قانون 18-01مؤرخ في 12ديسمبر ،2001يتضمن القانون التوجيهي لترقية
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جريدة رسمية ،العدد ،77الصادرة في 15ديسمبر
.2001
87
قائمة المراجع
88
قائمة المراجع
المراسيم التنفيذية:
-مرسوم تنفيذي رقم 37-91المؤرخ في 13فيفري ،1991يتعلق بشروط التدخل في
مجال التجارة الخارجية ،ج ر ،العدد ،12الصادرة في 20مارس .1991
-مرسوم تنفيذي رقم 93-96مؤرخ في 03مارس ،1996يتضمن إنشاء غرفة التجارة
والصناعة ،جريدة رسمية ،العدد ،16الصادرة في 16مارس 1996
-مرسوم تنفيذي رقم 205-96مؤرخ في 05جوان ،1996يحدد كيفيات سير حساب
التخصيص الخاص رقم 302-84الذي عنوانه الصندوق الخاص لترقية الصادرات،
جريدة رسمية ،العدد 35الصادرة في 09ماي .1996
-مرسوم تنفيذي رقم 173-04مؤرخ في 12جوان ،2004يتضمن إنشاء المجلس
الوطني االستشاري لترقية الصادرات وسيره ،جريدة رسمية ،العدد ،39الصادرة في 16
جوان .2004
-مرسوم تنفيذي رقم 222-05المؤرخ في 22جويلية ،2005يحدد شروط تنفيذ الحق
ضد اإلغراق ،ج ر ،العدد ،43الصادرة في 23جويلية.2005
-مرسوم تنفيذي رقم 306-15الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص االستيراد
والتصدير للمنتوجات والبضائع ،جريدة رسمية ،العدد ،66الصادرة في 9ديسمبر
.2015
-نظام رقم 03-91مؤرخ 20فبراير ،1991يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع
للجزائر وتمويلها ،جريدة رسمية ،العدد ،23سنة.1992
-نظام رقم 01-07مؤرخ في 03فبراير ،2007يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت
الجارية مع الخارج والحسابات بالعملة الصعبة ،جريدة رسمية ،العدد ،31الصادرة في
13مايو .2007
89
قائمة المراجع
-5الوثائق:
-أوسرير منور ،مستقبل المناطق الحرة في ظل المعطيات االقتصادية الجديدة ،على
الموقع www.uni.ouargla.dz :تاريخ االطالع.2017/03/16 :
-إجراءات مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود ،مأخوذ من الموقع:
www.commerce.gov.dzتاريخ االطالع.2017/02/20 :
-إعالن عن و ازرة التجارة عن المنتوجات الخاضعة لنظام الحصص ،مأخوذ من الموقع:
www.commerce.gov.dzتاريخ االطالع.2017/04/19 :
-الشراكة بين القطاع العام الحكومة والقطاع الخاص إدارة الدراسات االقتصادية والمالي،
دائرة المالية ،حكومة دبي ،أبريل ،2010مأخوذ من الموقعwww.dof.gov.ae :
تاريخ االطالع.2017/04/09:
-حفيظ صواليلي ،قانون المالية 2016بداية السنوات العجاف في الجزائر ،مأخوذ من
الموقع www.alkhabar.com :تاريخ االطالع.2017/05/15 :
-زوبير عبد الحكيم ،عن مدير الفرعي بالمديرية العامة للتجارة الخارجية ،مأخوذ من
الموقع www.commerce.gov.dz :تاريخ االطالع.2016/07/11 :
-زوزي محمد ،استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعات الجزائرية ،مجلة الباحث،
االطالع: تاريخ www.univ-ouargla.dz.2010 ،08 العدد ورقلة،
.2017/03/14
-عية عبد الرحمان ،نظام سعر الصرف في الجزائر ،مقال مأخوذ من:
www.elkhabar.comتاريخ النشر 9 :نوفمبر ،2013تاريخ االطالع:
.2017/04/02
-عالل قاشي ،دور الجمارك في مكافحة جريمة تبييض األموال مأخوذ من الموقع:
www.univ-media.dzتاريخ االطالع.2017/04/21 :
90
قائمة المراجع
91
قائمة المحتويات
قائمة المحتويات
كلمة شكر
إهداء
قائمة المختصرات
مقدمة 1.................................................................................
الفصل األول
الفرع األول :وضع قوانين خاصة لتنظيم نشاط االستيراد والتصدير 7 .................
الفرع الثاني :حماية اإلنتاج والسوق الوطني 10 .....................................
الفرع الثالث :مضمون قانون االستيراد والتصدير 12 .................................
المطلب الثاني :نظام التراخيص كإج ارء جديد لالستيراد والتصدير 14 ..................
93
قائمة المحتويات
94
قائمة المحتويات
الفرع األول :تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام 65 ....................
الفرع الثاني :تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية واألجنبية 67 ....................
المطلب الثالث :أهمية سياسة تشجيع الصادرات وعراقيلها69 ..........................