You are on page 1of 101

‫وزارة التعليم العـــــــــــــــــالي والبحث العلمي‬

‫جامعــة مولــود معمـري‪-‬تيــزي وزو‬


‫كليــة الحقــوق والعــلوم السياسية‬
‫ّ‬
‫قسم القانون –نظام ل‪.‬م‪.‬د‬

‫األحكام الجديدة المنظمة لنشاط االستيراد‬


‫والتصدير في الجزائر‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫تخصص‪ :‬العون االقتصادي‬

‫تحت إشــراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫د‪.‬حسين فريدة‬ ‫‪ -‬وعلي كمال‬
‫‪ -‬بولمة فطيمة‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫د‪ /‬أرزيل الكاهنة‪" ،‬أستاذة"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.........................................‬رئيسا‬

‫د ‪ /‬حسين فريدة‪ ،‬أستاذة محاضرة "أ"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪...................‬مشرفا ومقر ار‬

‫د‪ /‬أوباية مليكة‪ ،‬أستاذة محاضرة "ب"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪............................‬ممتحنا‬

‫تاريخ المناقشة ‪2017/06/28 :‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم والمعرفة وأعاننا على أداء هذا الواجب‬

‫ووفقنا إلى إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫نتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد على‬

‫إنجاز هذا العمل‪ ،‬ونخص بالذكر األستاذة المشرفة "حسين فريدة" التي لم‬

‫تبخل علينا بتوجيهاتها ونصائحها القيمة التي كانت عونا لنا في إتمام هذا‬

‫البحث‪.‬‬

‫‪‬شكرا‬

‫أ‬
‫اإلهداء‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين‬
‫أهدي هذا العمل إلى‪:‬‬
‫من ربتني وأنارت دربي وأعانتني بالصلوات والدعوات‪ ،‬إلى اغلي إنسان في هذا‬
‫الوجود أمي الحبيبة‪ ،‬إلى من عمل بكد في سبيلي وعلمني معنى الكفاح وأوصلني إلى‬
‫ما أنا عليه أبي العزيز‪ ،‬أدامهما اهلل لي‪.‬‬
‫إلى إخوتي " أمقران‪ ،‬أزواو‪ ،‬ماسينيسا‪ ،‬حواس"‪ ،‬وأخواتي " فهيمة‪ ،‬جيجي‪ ،‬كريمة "‬
‫وإلي جدتي العزيزة "فطيمة" حفظها اهلل لي‪ ،‬وزوجة أخي علجية‪ ،‬وإلي أوالد أختي "‬
‫صالح‪ ،‬دياال‪ ،‬ايلينا " والي صديقاتي "صبرينة‪ ،‬سيليا‪ ،‬خليدة "‬
‫إلى من عمل معي بكد بغية إتمام هذا العمل‪ ،‬إلي صديقي ورفيق دربي "كمال"‪.‬‬

‫‪‬فطيمة‪.‬ب‬

‫ب‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا البحث بالخصوص إلى الوالدين الكريمين اللذين كانا سندا‬
‫ودعما لي طيلة مشواري الدراسي‪ ،‬ومنحاني العزم لتخطي الصعاب والتقدم‬
‫واثق الخطى‪ .‬أدعو اهلل أن يطول في عمرهما في خير وهناء وصحة‪.‬‬
‫إلى إخوتي وأخوتي العزيزتين "كريمة وحسينة"‪.‬‬
‫والى رفيقة الدرب "فطيمة"‪.‬‬
‫إلى أصدقائي‬
‫إلى كل من زرع التفاؤل في دربي‪...‬‬

‫‪‬كمال‪.‬و‬

‫ت‬
‫قائمة أهم المختصرات‬
:‫باللغة العربية‬
.‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬:‫ ج ر‬
.‫ صفحة‬:‫ ص‬
:‫باللغة األجنبية‬
 TVA : Taxe sur la valeur ajoutée
 FCE : Forum des chefs d’entreprise
 IBS : Impôt sue les bénéfices des sociétés
 OMC :Organisation mondiale de commerce
 PGI :programme global d’importation
 ANSEJ :agence national de soutien à l’emploi des jeunes
 APSI :Agence de promotion et de soutien d’investissement
 ANDI :agence national de développement de l’investissement.
 PIB :produit intérieur brute

‫ث‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تولدت التجارة الخارجية من خالل حاجة اإلنسان للقيام بمبادالت تجارية خارج الحدود‬
‫الجغرافية‪ ،‬لتنوع واختالف الثروات من دولة إلي دولة أخري‪ ،‬وهو ما دفع هذه الدول للدخول‬
‫في عالقات تجارية مع غيرها قصد إشباع الحاجات المتعددة والمتجددة لها‪ ،1‬وهذه الخاصية‬
‫من أهم ما يميز المجتمع الدولي الحديث‪ ،‬وباعتبار أن نشاط االستيراد والتصدير المحرك‬
‫األساسي لهذه العالقات‪ ،‬فقد عملت الدول على تحرير التجارة الخارجية ووضع تسهيالت‬
‫لتفعيل نشاط االستيراد والتصدير من أجل تنويع المبادالت التجارية الخارجية وتطويرها‪.‬‬

‫والجزائر كب اقي هذه الدول تسعى جاهدة إلى الدخول في عالقات دولية من أجل‬
‫ترقية التجارة الخارجية وا دخال رؤوس أموال إليجاد مصادر لتمويل تنميتها االقتصادية‪،‬‬
‫وهذا بعد أن عرفت حدود النظام االشتراكي الذي اعتنقته منذ االستقالل وأثاره على‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬ولكون هذا القطاع المتن فس الوحيد لما يوفره من مدا خيل تسمح‬
‫بتغطية متطلبات الدولة اعتمادا خاصة على صادراتها من المواد األولية (النفط والغاز‬
‫الطبيعي) رأت الدولة أن تسير هذا القطاع بانتهاج سياسات مختلفة تتالءم مع المرحلة‬
‫االقتصادية التي تمر بها البالد‪ ،‬فعمدت خالل مسيرتها التنموية إ لى فرض الرقابة على‬
‫التجارة الخارجية في مرحلة أولى ثم احتكارها في مرحلة ثانية‪ ،‬وبعدها في مرحلة‬
‫التسعينات عرفت تطو ار سريعا رافقته ترسانة كبيرة من النصوص القانونية والتنظيمية‬
‫المنظمة للتجارة الخارجية خاصة مع تحرير هذه األخيرة الذي نتج عنه تدفق سريع ل لسلع‬
‫والخدمات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Cherigui Chahrazad, le financement du commerce extérieur par les banques algériennes, thèse de‬‬
‫‪magister en droit bancaire, faculté de droit, université d’Oran, 2014, p 01‬‬
‫‪ -2‬زيرمي نعيمة‪ ،‬التجارة الخارجية الجزائرية من االقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫التسيير الدولي للمؤسسات‪ ،‬تخصص المالية الدولية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،2011،‬ص‪.02‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ولعل الخطوة الحقيقية والفعلية لتحرير التجارة الخارجية جاء بعد إصدار النظام ‪– 91‬‬
‫‪ 03‬المتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع للجزائر وتمويلها‪ 1‬والذي فتح قطاع التجارة‬
‫الخارجية أمام لكل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري‪.2‬‬

‫وجاء التكريس الحقيقي لمبدأ حرية التجارة بموجب نص المادة ‪ 37‬من دستور‬
‫‪ 31996‬والمعدلة بموجب نص المادة ‪ 43‬من تعديل الدستوري ‪42016‬أين يؤكد على أن‪:‬‬
‫"حرية االستثمار والتجارة معترف بها وتمارس في إطار القانون" وأضافت المادة ‪ 19‬منه‬
‫والمعدلة بموجب نص المادة ‪ 21‬من تعديل الدستوري ‪ 2016‬على أن تنظيم التجارة‬
‫الخارجية من اختصاص الدولة‪ ،‬والقانون يحدد شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها‪.‬‬

‫وفي نفس السياق قامت الجزائر بوضع قوانين من أجل تطبيق استراتيجية تقوم بمهمة‬
‫ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬ومن أهم القوانين التي أصدرتها األمر رقم ‪ 04–03‬المتعلق‬
‫بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،5‬الذي يقر حرية المبادرة في‬

‫‪-1‬نظام رقم ‪ 03-91‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،1991‬يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع للجزائر وتمويلها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،23‬الصادرة ‪ 25‬مارس ‪.1992‬‬
‫‪ -2‬اقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬مبدأ حرية الصناعة والتجارة في القانون الجزائري‪ ،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،02‬ص‪. 67‬‬
‫‪ -3‬م رسوم رئاسي رقم ‪ ،438 - 96‬المؤرخ ‪ ،1996/12 / 7‬يتعلق بإصدار نص تعديل ال دستور المصادق عليه في‬
‫استفتاء ‪ ، 1996/11 / 28‬في الج ريدة الرسمية للجمهورية الديموقراطية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 76‬الصاد رة ‪.1996/12/28‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ ،01-16‬مؤرخ في ‪ 06‬ماس ‪ ،2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،14‬الصادرة في ‪ 07‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -5‬أمر رقم ‪ 04-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪،‬‬
‫ج ر عدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫مجال التجارة الخارجية‪ ،‬معنى ذلك أن الدولة تتنازل على احتكارها الطويل على نشاطي‬
‫التصدير واالستيراد‪.1‬‬

‫ومؤخ ار بعد األزمة النفطية وإليجاد مخرج لها قامت الدولة بإصدار قانون رقم ‪15–15‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر ‪ ،204–03‬الذي يعد بمثابة إعادة تنظيم قطاع التجارة الخارجية وحماية‬
‫المنتوجات الوطنية من المنافسة‪ ،‬واعطاء الصناعات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫فرصة اإلنتاج‪ 3‬حيث يركز على تشجيع الصادرات وتقييد الواردات وذلك بفرض رخص‬
‫االستيراد والتصدير‪ ،‬وتطبيق نظام الحصص‪.‬‬

‫كل هذا االهتمام من طرف الدولة يبرز األهمية الكبيرة التي تحضي بها التجارة‬
‫الخارجية لكونها تساهم في تنويع الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬كما تساهم في إدخال‬
‫العملة الصعبة وتثبيت الميزان التجاري بما يساعد االقتصاد الوطني وجذب االستثمار‬
‫األجنبي‪ ،‬وهذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤل إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في وضع‬
‫أحكام جديدة على نشاطي االستيراد والتصدير ومدى فعاليتها على الدور العملي؟‬

‫ولإلجابة على تساؤلنا ارتأينا تقسيم موضوعنا إلى قسمين‪:‬‬

‫في الفصل األول ندرس التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪-1‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية المبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2007/04/04 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،15-15‬معدل ومتمم لألمر ‪ ،04-03‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2015‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،41‬الصادرة في ‪ 29‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪ -3‬حجارة ربيحة‪ ،‬وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر‪ :‬تراجع في التحرير أم ضبط للقطاع‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث‬
‫القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2016 ،‬ص‪.359‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫أما في الفصل الثاني نقيم هذه التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‪ ،‬فنتناول في‬
‫المبحث األول تقييد الواردات‪ ،‬والمبحث الثاني تشجيع الصادرات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير‬
‫كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫لقد عملت الجزائر على تطوير وترقية التجارة الخارجية لما لها من دور في توجيه‬
‫الميزان التجاري‪ 1‬بما يساهم في إعطاء الدفع وبعث االقتصاد الوطني حيث تعتبر األداة التي‬
‫تمكن الدولة من إدخال العملة الصعبة عن طريق االستيراد والتصدير‪ ،‬وعليه فقد قامت الدولة‬
‫بتعديالت قانونية تهدف إلى تأطير التجارة الخارجية أو بتغيير آخر ضبط االستيراد والتصدير‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك قامت الجزائر بوضع سياسة واستراتيجية تقوم بتنشيط حركة االستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬ومن أجل إبراز كل هذا قسمنا الفصل إلى مبحثين‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني الجديد لالستيراد والتصدير‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تفعيل النصوص المتعلقة بنشاط االستيراد والتصدير في الجزائر‬

‫‪-1‬الميزان التجاري هو الفرق بين قيمة واردات بلد ما خالل فترة ما وبين قيمة صادراته‪ ،‬ويعتبر من المؤشرات االقتصادية‬
‫الهامة‪ ،‬وتكمن قيمته في تحليل مكوناته وهيكلته‪ ،‬أي سبة المواد األولية أو المواد نصف المصنعة‪ ،‬إلى إجمالي المستوردات‬
‫أو الصادرات‪ ،‬مأخوذ من الموقع‪ ، www.ar.wikipedia.org :‬تاريخ االطالع ‪.2017/05/12 :‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المبحث األول‬
‫اإلطار القانوني الجديد لالستيراد والتصدير‬
‫إن التغيرات االقتصادية على مستوى التجارة الخارجية التي مرت بها الجزائر خاصة بعد‬
‫األزمة النفطية األخيرة وضعتها أمام حتمية اللجوء إلى حلول من أجل مجابهة هذه الوضعية‬
‫من خالل سن قوانين واجراءات جديدة تهدف إلى ضبط االستيراد والتصدير (المطلب األ ول‪،،‬‬
‫وهذا عن طريق إدخال نظام التراخيص لالستيراد والتصدير (المطلب الثاني‪ ،،‬وما يمكن اإلشارة‬
‫إليه أن هذه القوانين تحظى بالدعم من قوانين أخرى من أجل تنظيم نشاط االستيراد والتصدير‬
‫(المطلب الثالث‪.،‬‬

‫المطلب األول‬
‫ضبط نشاطي االستيراد والتصديـــر‬

‫لقد عمدت الجزائر إلي تنظيم التجارة الخارجية عبر أحكام مؤطرة لذلك (الفرع األول‪ ،‬والتي‬
‫جاءت إلعطاء اإلنتاج والسوق الوطنية الحماية الالزمة (الفرع الثاني‪ ،‬من المنتوجات‬
‫المستوردة‪ ،‬وفق الخصوصيات التي ينفرد بها قانون االستيراد والتصدير (الفرع الثالث‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫وضع قوانين خاصة لتنظيم نشاط االستي ارد والتصدير‬

‫يجدر التذكير أنه تم فتح التجارة الخارجية في سياق تميز بانعدام وجود نص خاص‬
‫على المستوى التشريعي حيث ظل تأطير التجارة الخارجية طوال سنوات التسعينات مضبوط‬
‫بنصوص تشريعية وتنظيمية متعددة‪ ،1‬وقد ارتكز تحرير التجارة الخارجية أساسا على تبني‬

‫‪ -1‬زبيري عبد الحكيم‪ ،‬عن المدير الفرعي بالمديرية العامة للتجارة الخارجية‪ ،‬مقال مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ . www.commerce.gov.dz.‬تاريخ االطالع‪.2016/07/11 :‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الجزائر لسياسة اقتصاد السوق التي أتت بمفاهيم تتماشى مع هذه السياسة مثل الخوصصة‬
‫الترقية االستثمار وترقية الشراكة ‪ ...‬الخ‪ ،‬وهو ما كان دافعا من أجل تحرير التجارة الخارجية‬
‫بدء من إزالة النظام القديم والمتمثل في البرنامج الشامل لالستيراد ‪PGI‬‬
‫والتي جاءت بالتدريج ً‬
‫وميزانية العملة الصعبة وتعويضه بمخطط تمويل خارجي تحت إشراف البنوك مباشرة‪ ،‬وبعد‬
‫صدور مرسوم ‪ 137-91‬ظهرت بوادر تحرير التجارة الخارجية وقام برسم اإلطار العام لعملية‬
‫التحرير التدريجية‪ ،‬ثم تلت التعليمة رقم ‪ 13 – 94‬والتي تؤكد على التوجه الجديد لسياسة‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬فمنذ ذلك التاريخ تم تحرير المبادالت التجارية بصفة تامة‪ ،‬فكل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري وفقا للمرسوم ‪ 37–91‬يمكنه ممارسة نشاط‬
‫االستيراد‪.2‬‬

‫إضافة إلى هذا فقد تم االعتراف بمبدأ حرية التجارة والصناعة دستوريا في ‪ 1996‬وذلك‬
‫بعدما وجدت الجزائر نفسها أمام ضغوطات داخلية وخارجية دفعتها إلى تحرير نشاطها‬
‫االقتصادي نتيجة األزمة التي عرفها االقتصاد الوطني نظ ار النخفاض أسعار النفط‪ ،3‬وهذا ما‬
‫تقرره المادة ‪ 37‬من دستور ‪ 1996‬التي تنص على‪" :‬حرية التجارة والصناعة مضمونة‪ ،‬لكن‬
‫شرط أن تمارس في إطار القانون"‪ 4‬كما أضافت المادة ‪ 21‬من تعديل دستور ‪ 2016‬على أن‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 37-91‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1991‬يتعلق بشروط التدخل في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،12‬الصادرة في ‪ 20‬مارس ‪.1991‬‬
‫‪-2‬نقال عن حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات في ظل التطورات الدولية‬
‫الراهنة – دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2013 ،‬ص ‪ 88‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية المبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،438-96‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫تنظيم التجارة الخارجية من اختصاص الدولة" الفقرة األولى‪ ،‬وأضافت الفقرة الثانية "يحدد القانون‬
‫‪1‬‬
‫شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها"‪.‬‬

‫ولقد تم تجسيد االختيارات السابقة عبر صدور األمر رقم ‪ 04 –03‬المؤرخ في‬
‫‪ 2003/07/17‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪،2‬‬
‫وين درج محتوى هذا األمر في تكريس المشرع لمبدأ حرية االستيراد والتصدير‪ ،‬ويظهر ذلك من‬
‫خالل المادة ‪ 2‬من نفس األمر التي تنص على انه‪" :‬تنجز عمليات استيراد المنتوجات وتصديرها‬
‫بحرية‪ ،‬وتستثنى من مجال تطبيق هذا األمر عمليات استيراد وتصدير المنتوجات المخلة باألمن‬
‫وبالنظام العام واألخالق"‪ ،3‬ومضمون هذه المادة يتمحور في فتح المجال أمام المتعاملين‬
‫الخواص أو العموميين باقتحام األسواق الخارجية المتسمة بالتفتح وقوة التنافس من خالل‬
‫ممارسة التبادل التجاري مع الدول األخرى‪.4‬‬

‫وبعد ذلك جاء قانون ‪ 15 – 15‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 04 – 03‬والذي يشترط حصول‬
‫المستوردين والمصدرين مسبقا على التراخيص من الجهة الحكومية المختصة التي تقوم بالرقابة‬
‫على االستيراد والتصدير‪ ،5‬وقد نصت المادة ‪ 4‬من قانون ‪ 15 – 15‬المعدلة ألحكام المادة ‪6‬‬
‫من األمر ‪ 04–03‬على انه‪" :‬يمكن وضع رخص استيراد وتصدير المنتوجات بغرض إدارة أي‬
‫تدبير يتخذ بموجب أحكام هذا القانون‪ ،‬أو وفقا لالتفاقيات الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها"‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون ‪ ،01-16‬يتعلق بالتعديل الدستوري‪.‬‬


‫‪ -2‬األمر رقم ‪ ،04 – 03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬نفس األمر‪.‬‬
‫‪-4‬ارزيل الكاهنة‪ ،‬تعليق على األمر ‪ 04 – 03‬المتعلق بالقواعد المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬المجلة‬
‫النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،02‬ص‪.91‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 6‬مكرر من قانون رقم ‪ 15 – 15‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 04 – 03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫وبررت المادة ‪ 6‬مكرر من األمر نفسه على أنه "يمكن اتخاذ تدابير تهدف لوضع قيود‬
‫السيما ‪ ...‬الحفاظ على التوازن المالي الخارجي وتوزان السوق"‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫حماية اإلنتاج والسوق الوطني‬

‫إن تكريس الدولة لمبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬ال يقضي بالضرورة ترك المجال بدون‬
‫تنظيم ألن ذلك سيؤثر على االقتصاد الوطني‪ ،‬األمر الذي جعل الدولة تتدخل بوضع قيود‬
‫على هذا المبدأ فهو أمر مشروع ال يتعارض مع مقتضيات االقتصاد الحر‪ ،2‬وهذا ما تقرره‬
‫المادة ‪ 43‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬التي تنص‪" :‬حرية التجارة والصناعة مضمونة‪ ،‬لكن‬
‫شرط أن تمارس في إطار القانون"‪ ،3‬كما جاء األمر ‪ 04 – 03‬المتعلق باالستيراد والتصدير‬
‫بنوع من االستثناءات على حرية التجارة الخارجية‪ ،‬تتمثل في إجراءات الدفاع التجاري التي‬
‫يمكن ا تخاذها بفرض حماية اإلنتاج الوطني طبقا للقوانين التي تم قبولها في االتفاقيات مع‬
‫المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬فيمكن اتخاذ هذه اإلجراءات لحماية التوازنات المالية الخارجية‬
‫ومواجهة استيراد كميات ضخمة من المواد قد تشكل خطر على اإلنتاج الوطني كما يمكن‬
‫اللجوء إليها لمواجهة ممارسات غير نزيهة في االستيراد‪ ،‬واللجوء إلى هذه اإلجراءات ال تتم‬
‫إال بتبني اإلجراءات المطابقة لالتفاقيات السالفة الذكر السيما‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيق إجراءات المضادة لإلغراق واإلجراءات التعويضية للحاالت التي تثبت فيها‬
‫األدلة على أن الواردات المعنية تغرق السوق أو تستفيد من دعم مالي وبالتالي تتسبب‬
‫في خسائر معتبرة على فرع من اإلنتاج الوطني لمنتوج مماثل‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 6‬مكرر من األمر رقم ‪.04-03‬‬


‫‪ -2‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية المبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ .-3‬قانون رقم ‪ ،01-16‬يتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬تطبيق إجراءات وقائية في حاالت تكون فيها الواردات محل التحقيق تتسبب في أضرار‬
‫جسيمة لمنتوجات مماثلة لفرع إنتاجي أو وطني أو من شأنها أن تتسبب اختالل في‬
‫توازن السوق‪.1‬‬

‫ولقد كرس األمر ‪ 04 – 03‬فصال كامال لحماية اإلنتاج الوطني من المادة ‪ 8‬إلى‬
‫المادة ‪ ،16‬فذكرت المادة ‪ 9‬أنه‪" :‬يمكن وضع تدابير الدفاع التجارية عن طريق التنظيم في‬
‫شكل تدابير وقائية أو تعويضية أو مضادة لإلغراق" وأضافت المادة ‪" 14‬يمكن أن يوضع حق‬
‫ضد اإلغراق على منتوج يكون سعر تصديره إلى الجزائر أدنى من قيمته العادية ‪ ،"...‬وهذا‬
‫حماية للسوق وعدم إلحاق الضرر بفرع من اإلنتاج المحلي ونتيجة ألهمية وجود التدابير‬
‫الوقائية التجارية فقد تم سن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2222-05‬الذي يحدد شروط تنفيذ الحق‬
‫ضد اإلغراق بما يتوافق مع التشريعات وكذا قوانين المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬وفي نفس‬
‫السياق فقد تم تعديل قانون االستيراد والتصدير ‪ 04 –03‬بموجب القانون رقم ‪،15 – 15‬‬
‫الذي تضمن جوانب تتعلق بكيفية الحصول على رخص االستيراد والتصدير حتى ال تكون‬
‫السوق الجزائرية سوق مفتوحة لدخول وخروج أي منتوج دون رقابة مسبقة من السلطات‬
‫المعنية وفي هذا الشأن فقد صدرت تعليمة و ازرية للحد من استيراد بعض المنتجات غير‬
‫األساسية كالمايوناز‪ ،‬الكيوي ‪ ...‬التي كلفت الخزينة العمومية أمواال باهظة كان يمكن‬
‫استغاللها في مشاريع استثمارية مهمة‪.3‬‬

‫‪ -1‬زبيري عبد الحكيم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-05‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2005‬يحدد شروط تنفيذ الحق ضد اإلغراق‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪،43‬‬
‫الصادرة في‪ 23‬جويلية‪.2005‬‬
‫‪ -3‬مباركي سهيلة‪ ،‬دعم القطاع الخاص للتنويع االقتصادي الجزائري خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى الوطني حول "اإلجراءات‬
‫الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي‪ ،2016‬ص ‪.7‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثالث‬
‫مضمون قانون االستيراد والتصدير‬

‫بدء من تحرير التجارة‬


‫يرتبط قانون االستيراد والتصدير بمبادئ المنظمة العالمية للتجارة ً‬
‫الخارجية‪ ،1‬أين قام المشرع بإصدار األمر ‪ 04 – 03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬الذي يكرس مبدأ هام يتمثل في "حرية المبادالت التجارية‬
‫نحو الخارج" أو بصيغة أخرى مبدأ حرية االستيراد والتصدير‪.2‬‬

‫ويحدد التشريع الجديد االستثناءات لمبدأ حرية المبادالت التجارية والتي تبقى متطابقة‬
‫مع األعراف وتنظيمات التجارة الدولية وهذا باحترام قواعد المنافسة الشريفة والنزيهة‪ ،‬وبقصد‬
‫تجسيد هذا المبدأ وضع المشرع الجزائري األمر رقم ‪ 04-03‬مجموعة من القواعد لتنظيم ذلك‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬شرط مراعاة القواعد الصحية‪ :‬أي أنه أثناء استيراد المنتوجات أو تصديرها من قبل‬
‫األشخاص المؤهلين لذلك‪ ،‬يجب احترام قواعد الصحة وذلك فيما يخص السلع التي‬
‫تمس مباشرة صحة اإلنسان‪ ،‬الحيوان أو النبات وهذا ما يعتبر تجسيد لالتفاق بشأن‬
‫تطبيق تدابير الصحة النباتية الملحق بعقد مراكش المنشئة للمنظمة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬شرط احترام قواعد البيئة والتراث الثقافي‪ :‬أثناء استيراد البضائع وتصديرها يجب مراعاة‬
‫القواعد الخاصة بحماية البيئة والتراث الثقافي‪ ،‬باحترام أحكام القانون رقم ‪10-03‬‬
‫المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬وهذا ما يعتبر أيضا تطبيقا لالتفاق‬
‫الملحق بعقد مراكش والخاص بالعوائق الفنية المتصلة بالتجارة‪.‬‬

‫‪-1‬قموح مولود‪ ،‬مدى موافقة نظام رخص االستيراد والتصدير الجزائري مع اتفاق إجراءات تراخيص االستيراد لمنظمة التجارة‬
‫العالمية‪ ،‬يوم دراسي حول "اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫يوم ‪ 11‬ماي ‪ ،2016‬ص‪.05‬‬
‫‪-2‬أرزيل الكاهنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬الحد من اإلغراق‪ :‬يقصد بذلك أنه أثناء تواجد سلعة مصدرة من الخارج في السوق‬
‫الجزائرية تباع بسعر أقل من سعرها الحقيقي في الدولة مصدر منشأها والذي من شأنه‬
‫أن يلحق أو يهدد بالحاق ضر ار بنفس السلعة الجزائرية المنشأ‪ ،‬وقد نصت المادة ‪15‬‬
‫من األمر ‪ 04-03‬على‪ " :‬الحق ضد اإلغراق‪ ، "...‬وهذا اإلجراء يتطابق مع الملحق‬
‫‪ 02‬من الملحق الرابع المرفق بعقد مراكش بشأن تطبيق المادة ‪ 06‬من االتفاق العام‬
‫للتعريفات الجمركية و التجارة لسنة ‪.1994‬‬
‫‪ -‬اتخاذ تدابير وقائية‪ :‬يقصد بالتدابير الوقائية أنه اذا تم استيراد سلع من الخارج بكميات‬
‫من شأنها أن تلحق أض ار ار بالصناعة لمنتوج جزائري مشابه لذلك المنتوج المستورد أو‬
‫لنفس المنتوج‪ ،‬فيمكن للسلطات الجزائرية أن تتخذ إجراء وقائيا لمنع تدفق تلك السلع‬
‫األجنبية‪ ،‬وهذا اإلجراء منصوص عليه في األمر ‪ ،04-03‬ويعتبر أيضا تجسيدا أو‬
‫‪1‬‬
‫تطبيقا للملحق رقم ‪ 01‬المرفق باتفاق مراكش المتعلق بالتدابير الوقائية‪.‬‬

‫ومؤخ ار صدر القانون ‪ 15 – 15‬يعدل ويتمم األمر ‪ 04 – 03‬والذي كان محور تعديله‬
‫الرئيسي يخص رخص االستيراد والتصدير التي تعرفها المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 1‬من األمر ‪– 03‬‬
‫‪ 04‬على أنه‪" :‬يقصد بإجراءات رخص االستيراد أو التصدير كل إجراء إداري يفرض كشرط مسبق‬
‫لتقديم مثال لجمركة البضائع زيادة على تلك المخصصة ألغراض الجمركة"‪.2‬‬

‫ومن جهة أخرى فالمادة األولى من اتفاق إجراءات رخص االستيراد في منظمة التجارة‬
‫العالمية تنص على أنه‪ " :‬في هذا االتفاق يعرف الترخيص باالستيراد على أنه اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ -1‬ارزيل الكاهنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 97‬و ما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 1‬من األمر رقم ‪.04– 03‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المستخدمة في تنفيذ أنظمة تراخيص االستيراد التي تتطلب تقديم طلب أو وثائق أخرى غير‬
‫المطلوبة ألغراض الجمارك كشرط مسبق لالستيراد‪.1‬‬

‫وبمقارنة مفهوم الرخص في قانون المنظمة العالمية للتجارة مع القانون الجزائري نجد أنهما‬
‫يتفقان في اعتبار الرخصة إجراء إداري ويقدم مسبقا لالستيراد وتختلف عن الوثائق المقدمة‬
‫بغرض جمركة البضائع‪ ،‬ويمكننا القول أن التشريع الوطني فيما يخص رخص االستيراد‬
‫والتصدير يتماشى مع قوانين منظمة التجارة العالمية‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫نظام التراخيص كإجراء جديد لالستيراد والتصدير‬

‫يقصد بإجراءات االستيراد أو التصدير كل إجراء إداري يفرض كشرط مسبق لتقديم‬
‫وثائق لجمركة البضائع‪ ،3‬وتكون هذه الرخص إما تلقائية (الفرع األول‪ ،‬أو غير تلقائية (الفرع‬
‫الثاني‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫التراخيــص التلقائيـة‬

‫تنص المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 5‬من قانون ‪ 15 – 15‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫عمليات استرداد البضائع وتصديرها على "يقصد برخص االستيراد والتصدير التلقائية‪ ،‬الرخص‬
‫التي تمنح في كل الحاالت التي يقدم فيها طلب والتي ال تدار بطريقة تفرض فيها قيود على‬
‫الواردات أو الصادرات"‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمود محمد أبو العال ‪ ،‬الجات‪ ،‬النصوص الكاملة لالتفاقية العامة للتعريفات والق اررات المصدرة لها في مصر‪ ،‬دار‬
‫الجميل‪ ،1999 ،‬ص ‪. 104‬‬
‫‪-2‬قموح مولود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 7‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 1‬من قانون ‪ ،15 – 15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 5‬من قانون ‪ ،15– 15‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫والمقصود بالترخيص التلقائي هو النوع الذي تكون فيه الموافقة مضمونة في حال كل الطلبات‬
‫الصالحة‪ ،‬يتم العمل بها بشكل أساسي بغرض مراقبة الواردات في قطاعات بعينها‪ ،‬وينبغي تطبيق‬
‫عملية الترخيص التلقائي بطريقة أو بأسلوب الذي ال ينطوي على آثار تقييدية للتجارة‪.1‬‬

‫لقد نص كل من القانون رقم ‪ 15 – 15‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 04 – 03‬والمرسوم التنفيذي‬


‫‪ 306 – 15‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص االستيراد أو التصدير للمنتوجات‬
‫أو البضائع على شروط منح الترخيص‪:‬‬

‫‪ -‬تفتح رخص االستيراد أو التصدير لكل شخص طبيعي أو معنوي استوفى الشروط‬
‫القانونية والتنظيمية المطلوبة للقيام بعمليات استيراد أو تصدير المنتوجات الخاضعة‬
‫للرخص التلقائية‪.2‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون المنتوجات المستوردة مطابقة للمواصفات المتعلقة بنوعية المنتوجات‬
‫وأمنها كما هو منصوص عليه في التشريع والتنظيم المعمول بهما‪.3‬‬
‫‪ -‬تسلم رخص االستيراد أو التصدير التلقائية القطاعات الو ازرية المعنية بناء على طلب‬
‫مرفق بوثائق تثبت مطابقة المنتوجات والبضائع حسب طبيعتها‪ ،‬وكذا الوضعية القانونية‬
‫للمتعاملين االقتصادية‪.4‬‬

‫‪ -1‬كريمة نايت سيدي أحمد‪ ،‬رخص االستيراد كآلية لتقليل االستيراد‪ ،‬يوم دراسي حول "اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة‬
‫الخارجية خارج المحروقات"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي‪ ،2016‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 6‬من القانون ‪ ، 15– 15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ ،04– 03‬مرجع سابق‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306 – 15‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخصة االستيراد أو التصدير‬
‫للمنتوجات والبضائع‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،66‬الصادرة في ‪ 9‬ديسمبر ‪. 2015‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬يجب اعتماد مبدأ المنافسة كمعيار أو مبدأ للمفاضلة بين المتعاملين االقتصاديين‬
‫الراغبين في الحصول على الترخيص باالستيراد وأن تتم المنافسة في ضوء معياري‬
‫سعر وجودة المنتوج المراد توريده‪.1‬‬
‫‪ -‬ميعاد إيداع الطلب ومنح الرخصة حسب المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 6‬يجب أن تقدم طلبات‬
‫الحصول على رخص االستيراد أو التصدير التلقائية في أي يوم عمل قبل جمركة‬
‫البضائع‪ ،‬وينبغي أن يتم النظر في الطلبات ومنح الموافقة بشكل سريع في مدة أقصاها‬
‫‪ 10‬أيام‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التراخيص غير التلقائيـة‬
‫عرفتها المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 7‬من القانون ‪" 15 – 15‬يقصد برخص االستيراد والتصدير‬
‫غير التلقائية‪ ،‬الرخص التي ال ينطبق عليها التعريف المذكور في المادة ‪ 6‬مكرر ‪.3"5‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 5‬نجد أنها عرفت رخص االستيراد أو التصدير التلقائية‪،‬‬
‫لذلك يمكن القول أن الرخص غير التلقائية هي تلك الرخص التي يتوقف تقديمها على السلطة‬
‫التقديرية للجهة اإلدارية المختصة في منحها‪ ،‬بمعنى أنه يمكن قبول منحها أو رفضها حسب‬
‫الظروف والمعايير المعتمد عليها‪ ،‬وهذه الطريقة عادة ما تستعمل عندما يكون هناك قيود كمية‬
‫أو نوعية على الصادرات‪ ،‬عن طريق تحديد الحصص الكمية للبضاعة المستوردة أو المصدرة‪.4‬‬

‫‪ -1‬كريمة نايت سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪4‬‬


‫‪ -2‬نباد تسعديت‪ ،‬رخص التصدير آلية لتنظيم التجارة الخارجية‪ ،‬يوم دراسي حول "اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية‬
‫خارج المحروقات"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي ‪ ،2016‬ص‪.3‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 6‬مكرر‪ 7‬من القانون ‪.15 – 15‬‬
‫‪ -4‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫تختلف رخص االستيراد أو التصدير غير التلقائية عن الرخص التلقائية في‪ :‬األشخاص‬
‫المخول لهم طلب الرخصة حسب المادة ‪ 6‬مكرر ‪ 7‬من األمر ‪ 04 – 03‬المعدل والمتمم‪ ،‬أنه‬
‫يحق لكل متعامل اقتصادي بشخص طبيعي أو معنوي تتوفر لديه الشروط المطابقة للتشريع‬
‫والتنظيم‪ ،‬أن يطلب رخصا غير تلقائية وال يجب التمييز بين مقدمي الطلبات بحيث يجب أن‬
‫تؤخذ هذه الطلبات بعين االعتبار وعلى قدم المساواة‪.1‬‬

‫والجهة اإلدارية المختصة في منح رخص غير التلقائية تتمثل في الوزير المكلف بالتجارة‬
‫بناء على اقتراح اللجنة الو ازرية المشتركة الدائمة‪ ،2‬حيث تكلف هذه األخيرة بدراسة طلبات‬
‫رخص التصدير واالستيراد وتقديم اقتراحات إلى الوزير المكلف بالتجارة‪ ،3‬والجهة اإلدارية‬
‫المختصة هي التي تستخدم في هذا النوع من الترخيص سلطتها التقديرية في الموافقة على‬
‫طلب الترخيص أو رفضه‪.4‬‬

‫ويحق للعون االقتصادي المعني بالطعن في قرار رفض رخص غير التلقائية وتودع‬
‫الطعون على مستوى مديريات التجارة الوالئية المختصة إقليميا‪ ،‬وهذا بشرط تقديم عناصر‬
‫جديدة للتقييم‪ ،‬ومدة صالحية رخص االستيراد أو التصدير غير التلقائية ‪ 6‬أشهر ابتداء من‬
‫تاريخ تسليمها‪ ،‬ويمكن تمديدها مدة أطول عند االقتضاء حسب المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 306 – 15‬وفي حالة عدم استعمالها فإنه يجب أن تعاد إلى اللجنة في أجل أقصاه ‪ 10‬أيام‬
‫من أيام العمل بعد انقضائها وهذا حسب المادة ‪ 2/21‬من نفس المرسوم‪.5‬‬

‫‪ -1‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 3‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪.306 – 15‬‬
‫‪ -3‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬موالي أسماء‪ ،‬النظام الجمركي في ظل قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ -5‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المطلب الثالث‬
‫القوانين المكملة في تنظيم االستيراد والتصدير‬

‫كما سبق اإلشارة إليه فإن قانون االستيراد والتصدير في السابق لم يكن منظما وفق‬
‫تشريع خاص به وانما يستمد قواعده من باقي القوانين‪ ،‬إلى أن صدر األمر ‪ 04 – 03‬المتعلق‬
‫باالستيراد والتصدير‪ ،‬ومع ذلك فإنه يبقى متصل بقوانين أخرى يستمد منها بعض التنظيمات‬
‫والقواعد في مجال االستيراد والتصدير‪ ،‬ومن بين هذه القوانين قانون االستثمار (الفرع األول‪،،‬‬
‫األحكام الجمركية والمالية (الفرع الثاني‪ ،‬والقوانين المصرفية (الفرع الثالث‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫قانون االستثمار‬

‫بعد تبني الجزائر سياسة اقتصاد السوق جاءت الحاجة إلى القيام بتعديالت تتماشى مع‬
‫هذه السياسة من أجل تطوير االستثمارات عن طريق المصادقة على مشاريع قوانين خاصة‬
‫تتماشى مع تطلعات الجزائر لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة وتطوير التجارة الخارجية‪.1‬‬

‫ومن بين هذه القوانين نجد المرسوم التشريعي ‪ 12/93‬المؤرخ في ‪1993/10/05‬‬


‫الذي خصص الفصل الثاني بأكمله من الباب الثالث للمناطق الحرة لضبط الشروط العامة‬
‫إلقامة وتسيير المناطق الحرة حيث أجاز التشريع إنشاء المناطق الحرة على التراب الوطني‬
‫تتم فيه مختلف عمليات االستيراد والتصدير والتخزين والتحويل واعادة التصدير وفق إجراءات‬
‫مبسطة وبعمالت قابلة للتحويل‪ ،‬مسعرة من البنك الجزائري بشرط أن تكون أنشطة هذه الشركات‬
‫موجهة للتصدير‪ ،‬مع السماح بتسويق جزء من السلع والخدمات داخل الوطن وفق القوانين‬

‫‪-1‬زبيري عبد الحكيم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫التي تحكم التجارة الخارجية‪ ،1‬كما جاء األمر ‪ 08 – 06‬المعدل و المتمم ببعض من الحوافز‬
‫الخاصة باالستثمار والتي لها عالقة باالستيراد والتصدير منها ما جاء في المادة ‪ 9‬فقرة ‪2‬‬
‫حيث أقرت اإلعفاء من الح قوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة والمستوردة والتي‬
‫تدخل مباشرة في إنجاز االستثمار وكذا اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص‬
‫نفس السلع‪.2‬‬

‫وفي قانون ‪ 09 – 16‬المؤرخ في ‪ 2016/08/03‬يتعلق بترقية االستثمار أكدت‬


‫المادة‪ 2/6‬أنه‪" :‬تعفى السلع المذكورة في الفقرة األولى أعاله عند الجمركة‪ ،‬من إجراءات التجارة‬
‫الخارجية والتوطين البنكي" وتتمثل هذه السلع فيتلك المذكورة في المادة‪(2‬اقتناء أصول تندرج‬
‫في إطار استحداث نشاطات جديدة‪ ،‬وتوسيع قدرات اإلنتاج و‪/‬أو إعادة التأهيل) وكذا تلك‬
‫المحددة التي تشكل حصصا عينية خارجية تدخل في إطار عمليات نقل النشاطات من الخارج‪.‬‬

‫‪12‬من نفس القانون على‪...":‬اإلعفاء من الحقوق الجمركية فيما‬ ‫كما نصت المادة‬
‫‪3‬‬
‫يخص السلع المستوردة والتي تدخل مباشرة في إنجاز االستثمار‪."...‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫قانون الجمارك‬

‫يعد قانون الجمارك من الركائز األساسية للتشريع الجمركي فتستمد إدارة الجمارك‬
‫أحكامها منها‪ ،‬ويتم تطبيقه عبر كامل اإلقليم الجمركي‪ ،‬بحيث تقوم أحكامه بتنظيم عمليات‬
‫االستيراد والتصدير وكذا العالقات التجارية مع الخارج ومراقبة األنشطة في الموانئ‪ ...‬الخ‪،‬‬

‫‪ -1‬أوسرير منور‪ ،‬مستقبل المناطق الحرة في ظل المعطيات االقتصادية الجديدة‪ ،‬على الموقع ‪،www.univ-ouargla.dz‬‬
‫تاريخ االطالع‪.2017/03/16 :‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 08 – 06‬المؤرخ ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 03 – 01‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،47‬الصادرة في ‪ 29‬يوليو‪.2006‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09 – 16‬مؤرخ في ‪ 2016/08/03‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة في ‪ 3‬غشت ‪.2016‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫يتضمن هذا القانون ‪ 340‬مادة قانونية ويحتوي على ‪ 15‬فصال‪ 1،‬حيث تبرز المادة ‪ 2‬من‬
‫قانون‪ 04_17‬المعدلة ألحكام المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 07-79‬المتضمن قانون الجمارك‪ 2‬الدور‬
‫التنظيمي والتنسيقي إلدارة الجمارك ألحكام االستيراد والتصدير من حيث‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ اإلجراءات القانونية والتنظيمية التي تسمح بتطبيق موحد للتشريع والتنظيم الجمركي‬
‫التعريفة‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل الحقوق والرسوم والضرائب عند استيراد أو تصدير البضائع والعمل على‬
‫مكافحة الغش والتهرب الجبائيين‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة المساس بحقوق الملكية الفكرية واالستيراد والتصدير غير المشروعين للممتلكات‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في حماية االقتصاد الوطني وضمان مناخ سليم للمنافسة بعيدا عن كل‬
‫ممارسة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -‬السهر طبقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول على‪ :‬حماية الحيوان والنبات‪ ،‬الحماية‬
‫على المحيط‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتنسيق مع المصالح المختصة لمكافحة التهريب‪ ،‬وتبييض األموال والجريمة‬
‫العابرة للحدود‪ ،‬االستيراد والتصدير الغير المشروعين للبضائع التي تمس للنظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن البضائع المستوردة أو الموجهة للتصدير قد خضعت إلجراءات مراقبة‬
‫المطابقة وذلك طبقا للتنظيم والتشريع اللذين تخضع لهما‪.‬‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق ‪-‬حالة الجزائر‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬فرع التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،2006-2005 ،‬ص‪.158‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 04-17‬المؤرخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،2017‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ ،07-79‬المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،11‬الصادرة في ‪.2017/02/19‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫يقوم النظام الجمركي بدور فعال من حيث المساهمة في التأثير على الصادرات‬
‫وتنشيطها من خالل تدخله في تنظيم العملية وفق نظام التصدير النهائي والتصدير المؤقت‪،‬‬
‫وكذا قيامه بوظائف التخزين واالستعمال والتمويل‪ ،‬وهو ما يستجيب لآلفاق االقتصادية‪.1‬‬

‫وفي نفس السياق فإن قوانين المالية غالبا ما تأتي بأحكام منظمة لعملية االستيراد‬
‫‪2‬‬
‫والتصدير‪ ،‬وهو ما يمكن مالحظته في قانون المالية ‪ 2016‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪2015‬‬
‫أين خصص قسما لألحكام الجمركية والتي تدخل في تنظيم تسيير عمليات التجارة الخارجية‪،‬‬
‫وهذا ما تظهره المادة ‪ ..." :38‬تستفيد المؤسسات التي تقوم بعمليات تحسين الصنع بصفة‬
‫منتظمة‪ ،‬من ترخيص إجمالي يشمل عملياتها يحدد هذا الترخيص اإلجمالي األجل الضروري من‬
‫أجل تسوية كل عملية استيراد للبضائع الموجهة للوضع تحت هذا النظام"‪.‬‬

‫كما أضافت المادة ‪ 79‬من قانون المالية ‪ 32017‬التي تعدل أحكام المادة ‪ 64‬من قانون‬
‫رقم ‪ 24-06‬والمتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2007‬حيث نصت على‪" :‬يمنع لغرض تجاري‬
‫استيراد قطع الغيار المستعملة وأجزاء ولوائح السيارات واآلليات الواردة في الفصول‬
‫‪ 84،86،87،88،89‬من التعريفة الجمركية"‪ ،‬يتم التكفل بكل مخالفة لهذا التدبير وفقا لما هو‬
‫معمول به في المجال الجمركي‪".‬‬

‫‪ -1‬حسين نوارة‪ ،‬استراتيجية التصدير واجراءات تنميته في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬ص ‪.5‬‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2016‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،72‬الصادرة في ‪31‬‬
‫ديسمبر‪.2015‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 14-16‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2017‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،77‬الصادرة في ‪29‬‬
‫ديسمبر ‪.2016‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثالث‬
‫القانون المنظم للنشاط المصرفي‬

‫تلعب البنوك والمؤسسات المالية دو ار مهما في تسيير الحياة االقتصادية ألية دولة‪،‬‬
‫على أساس القاعدة التي تقر أن هذه البنوك هي شريان االقتصاد‪ ،‬كما تعد أداة وصل في‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬فهي حلقة تمر بها المعامالت التجارية الخارجية بفضل أساليبها التنظيمية‪.1‬‬

‫يمكن القول أن المؤسسات المصرفية هي الوحيدة المؤهلة والمخول لها صالحية التدخل‬
‫ألداءات المالية‪ ،‬نظ ار ألهميتها في التنظيم النقدي والمالي لألسواق في المعامالت الخارجية‪،‬‬
‫فهي ممر ضروري في مجال التجارة الخارجية لتمرير مختلف األموال التي لها عالقة بنشاط‬
‫التصدير واالستيراد للسلع والخدمات‪ ،‬من هنا تظهر أهمية هذه الهيئات في تنشيط هاتين‬
‫العمليتين‪ ،‬المبادالت التجارية الدولية وعمليات التجارة الخارجية الخاصة بالسلع والخدمات‪،‬‬
‫وتتمثل عمليات التجارة الدولية في كل النشاطات والممارسات التي ينص عليها النظام رقم ‪07‬‬
‫– ‪ 01‬المتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الخارجية مع الخارج ومن بينها التوطين‪،‬‬
‫عملية التصدير واالستيراد‪ ،‬استخدام وسائل الدفع في التجارة الخارجية وكذا تحويل رؤوس‬
‫األموال والمنصوص عليها أيضا في النظام رقم ‪ 03 – 05‬المتعلق باالستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫وألن التجارة الخارجية بحاجة إلى التمويل‪ ،‬فإن القرض يشكل أداة ضرورية سواء تعلق‬
‫األمر بالسلع أو الخدمات‪ ،‬وقد تم إدراج هذا النشاط (القرض) في األمر رقم ‪ 11 –03‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض في المادة ‪ 68‬منه‪ ،‬ومن هذا المنطلق ومن باب الحاجة إلى هذه القروض‬

‫‪-1‬علودة نجمة دامية‪ ،‬دور المؤسسات المصرفية في التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2014،‬ص‪.5‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫تتدخل البنوك والمؤسسات المالية (الوسيطة المعتمدة) لمنح تحويالت الزمة بقصد مساعد‬
‫المتعاملين في التجارة الخارجية لتجسيد مبادالتهم التجارية الخاصة باالستيراد والتصدير‪.1‬‬

‫ومن بين الوسائل األكثر استعماال في التجارة الخارجية نظ ار الهتمام أغلبية الدول بهذه‬
‫التقنية الحديثة في المعامالت التجارية نحو الخارج نجد االعتماد المستندي الذي قام المشرع‬
‫الجزائري باشتراط إجبارية دفع ثمن كل الواردات لهذه التقنية من خالل نص المادة ‪ 69‬الواردة‬
‫في قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬والخاصية التي يمكن اإلشارة إليها والتي تتميز بها‬
‫هذه التقنية هي أنها عقد ثالثي األطراف‪ ،‬بين مصدر االعتماد (البنك)‪ ،‬المستورد والمستفيد‪،2‬‬
‫وفي قانون المالية ‪ 32014‬اصبح المستورد الجزائري له حق الخيار إما التعامل باالعتماد‬
‫المستندي أو التحصيل المستندي‪ ،‬أين تنص المادة ‪ 1/81‬بإلزامية استخدامه كوسيلة تمويل‬
‫في مجال االستيراد‪ ،‬وتتمثل اطراف عملية التحصيل المستندي في المصدر البائع‪ ،‬البنك‬
‫المحول والبنك المحصل إلى جانب المستورد المشتري فهو عقد رباعي األطراف‪.4‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تفعيل النصوص المتعلقة بنشاط االستيراد والتصدير‬
‫عملت الجزائر على تبني استراتيجية وطنية تقوم بمهمة ترقية الصادرات خارج‬
‫المحروقات (المطلب األول‪ ،،‬وباستحداث إطار مؤسساتي جديد لترقية الصادرات خارج‬

‫‪-1‬علودة نجمة دامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫‪ -2‬بن شعبان حكيمة‪ ،‬االعتماد المستندي والتجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪ 18‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم‪ 08-13‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2013‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2014‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،68‬الصادرة في‪31‬‬
‫ديسمبر‪.2013‬‬
‫‪ -4‬علودة نجمة دامية‪ ،‬مرجع‪ ،‬ص ‪ 96‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المحروقات (المطلب الثاني‪ ،،‬وكذا الدفع باإلنتاج الوطني كآلية للحد من الواردات (المطلب‬
‫الثالث‪ ،،‬وهذا من أجل تأمين المسار التنموي للجزائر مستقبال‪.1‬‬

‫المطلب األول‬
‫ترقية الصادرات خارج المحروقات‬

‫لدعم عملية الصادرات خارج المحروقات وترقيتها وللخروج من عملية االعتماد على‬
‫إيرادات النفط‪ ،‬وضعت السلطات العمومية استراتيجية تعتمد على تأهيل المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة بوضع برنامج لها (الفرع األول‪ ،،‬وجذب االستثمار األجنبي (الفرع الثاني‪ ،‬وعملية‬
‫الخوصصة (الفرع الثالث‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫بال رغم من أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إال أن تعريفها الزال يختلف بين الدول‬
‫ولكن جميع محاوالت تعريفها تستمد أو تشترك في عدد العمال ورقم األعمال ومعايير‬
‫االستقاللية وكذا اتباع أسلوب اإلنتاج الحديث فيغلب على نشاطاتها اآللية‪ ،‬تطبيقا لمبدأ تقسيم‬
‫العمل‪.2‬‬

‫أم ا في الجزائر فقد أخذ المشرع في تعريفه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمعايير‬
‫االتحاد األوربي‪ ،‬فعرفتها المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 318- 01‬الملغى بقانون رقم ‪،02-17‬‬
‫المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أنها‪" :‬مؤسسة إنتاج‬

‫‪ -1‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ -2‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬اإلطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى الوطني حول" ترقية‬
‫الصادرات خارج المحروقات في الجزائر"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬ص‪.2‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 4‬الفقرة األخيرة من القانون رقم ‪ ،18– 01‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬المتضمن القانون التوجيهي لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،77‬الصادرة في ‪15‬ديسمبر‪.2001‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫السلع و‪/‬أو الخدمات وتشغل من ‪ 01‬إلى ‪ 250‬شخصا وال يتجاوز رقم أعمالها السنوي ‪ 4‬مليار‬
‫دينار‪ ،‬وال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية مليار دينار مع استيفائها معايير االستقاللية"‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذا القانون منعرج حاسم في تاريخ هذا القطاع الذي حدد فيه آليات وأدوات ترقيتها ودعمها‪،‬‬
‫وهذا كله من خالل خلق مناخ استثماري مالئم لدعم هذه األخيرة باعتبارها اإلطار األمثل لخلق‬
‫مناصب الشغل وكونها أداة إنتاج خفيفة وسريعة التأقلم مع المتغيرات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫وفي مجال تنمية صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قامت الدولة الجزائرية‬
‫باستحداث مجموعة من الهياكل والمؤسسات بغرض تأطير عمل هذه األخيرة ومساعدتها على‬
‫التوسع والتعزيز من قدراتها اإلنتاجية والرفع من أدائها‪ ،‬ومن تأهيلها للمنافسة في السوق المحلي‬
‫والدولي وبالتالي الرفع من قيمة الصادرات الجزائرية غير النفطية‪ ،‬ونذكر من هذه الهياكل‪:‬‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الهيئات العاملة تحت إشرافها "مشاتل المؤسسات‬
‫ومراكز تسهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمجلس الوطني االستشاري لترقية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة باإلضافة إلى الهيئات المتخصصة في تمويلها‪.1‬‬

‫وزيادة على و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والهيئات التابعة لها هناك هيئات‬
‫حكومية ومؤسسات متخصصة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "الوكالة الوطنية لدعم‬
‫الشباب ‪ ANSEJ‬ووكالة الترقية ودعم االستثمار ‪ APSI‬والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫‪.2ANDI‬‬

‫وفي سياق آخر فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دو ار هاما في دعم االقتصاد‬
‫الوطني بشكل عام‪ ،‬بحيث ال ينحصر دورها ومساهمتها على مجاالت التشغيل ورفع حجم‬

‫‪-1‬بن ساحة مصطفى‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬دراسة حالة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،2011 ،‬ص‪ 138‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-2‬بن ساحة مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 138‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫االستثمار وزيادة الناتج الخام فحسب‪ ،‬بل لها إسهام كبير في حصة األسد من التجارة‬
‫الخارجية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تشجيع االستثمار األجنبي‬

‫تمثل االستثمارات األجنبية بمختلف أشكالها أحد الموضوعات الهامة ذات التأثير الفعال‬
‫على اقتصاديات الدول‪ ،‬فمنذ سبعينات من القرن الماضي كانت االتفاقيات الثنائية لتشجيع‬
‫االستثمار األجنبي سياسة متداولة لمعظم الدول المصدرة لرأس المال‪ ،‬كما اتجهت الدول النامية‬
‫إلى عقد مثل هذه االتفاقيات لوصفها وسيلة لجذب االستثمارات األجنبية‪.2‬‬

‫وتعرف هذه األخيرة على أنها اتفاقيات دولية بمفهوم معاهدة فيينا موقعة بين دولتين‬
‫تتضمن االتفاق حول مبادئ وقواعد الحماية والمعاملة وميكانيزمات تسوية المنازعات والهدف‬
‫منها التوفيق بين مصالح البلدان المتقدمة والتي تبحث عن وسيلة دولية لحماية أمالك مواطنيها‬
‫في الخارج‪ ،‬ومصالح الدول النامية التي تحاول االستفادة من رؤوس األموال األجنبية لتحقيق‬
‫أهدافها التنموية‪.3‬‬

‫وتعرف أيضا بتلك المشاريع التي يقدمها أو يمثلها أو يديرها المستثمر األجنبي إما بسبب‬
‫الملكية الكاملة لمشروع أو نتيجة الشتراكه في راس مال المشروع بجزء يبرر له حق اإلدارة‬
‫ويستوي في ذلك أن يكون المستثمر فردا أو شركة أو فرعا إلحدى الشركات األجنبية‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى فإن االستثمار األجنبي هو رأس مال الوافد إلى دولة ما من الخارج لتوظيفه اقتصاديا‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.196‬‬


‫‪ -2‬نشأت على عبد العال‪ ،‬االستثمار والترابط االقتصادي الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -3‬عيبوط محند وعلي‪ ،‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ، 2014 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫إما بطريقة مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة‪ .1‬فيعرف االستثمار المباشر على أنه قيام المستثمر األجنبي‬
‫سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا باستثمار أمواله داخل الدولة المضيفة‪ ،‬وذلك بإنشاء مشروع‬
‫يحتفظ لنفسه فيه بحق السيطرة واإلدارة واتخاذ القرار‪ ،2‬ويعود بالفائدة على الدول األصلية‬
‫والمستقبلة من خالل الدمج في نظام اقتصادي عالمي مفتوح وفعال ويعتبر من أهم دعائم‬
‫‪3‬‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫أما االستثمار غير المباشر هو توظيف رؤوس األموال أو االدخارات المتاحة في‬
‫اقتصاد ما‪ ،‬ومن قبل األشخاص والمشروعات التي تنتمي لهذا االقتصاد في أنشطة اقتصادية‬
‫أجنبية ال يكون المستثمر مالكا لكل أو جزء من مشروع االستثمار وفي بعض أنواع هذه‬
‫االستثمارات ال يتحكم المستثمر األجنبي جزئيا أو كليا في إدارة المشروع وتنظيمه ويسعى‬
‫المستثمر إلى تحقيق الربح بوصفه نتيجة لنشاطه االستثماري‪.4‬‬

‫وأمام حتمية االندماج في االقتصاد العالمي تسعى الجزائر إلى جذب االستثمار األجنبي‬
‫لالستثمار فيه ا بشتى الطرق من خالل تقديم مختلف الضمانات واالمتيازات التي تشجع على‬
‫ذلك خصوصا بعد تبنيها لسياسة االقتصاد الحر‪ ،‬وهذا بسن قانون ‪ 09_16‬المتعلق بترقية‬
‫االستثمار الذي يسعي إلى إصالح مناخ االستثمار عن طريق تكريس امتيازات قانونية بإلغاء‬
‫المشرع الجزائري إلجراء التصريح الذي تخضع لها الستثمارات األجنبية من أجل االستفادة من‬
‫المزايا المنصوص عليها في أمر‪ ،03-01‬حيث استبدل هذا اإلجراء بالتسجيل ويكون ذلك‬
‫أمام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬معاوية عثمان الحداد‪ ،‬القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة النيلين‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bakir Mohamed, Tentative d’évaluation des politiques publiques en matière d’encadrement du‬‬
‫‪commerce extérieur en Algérie, Thèse de magister, spécialité économie, Université d’Oran, 2014, P 54.‬‬
‫‪ -4‬نشأت علي عبد العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫تستفيد االستثمارات من المزايا المشتركة والتي نصت عليها المواد من ‪12‬إلي‪ 14‬من‬
‫‪1‬‬
‫قانون ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعفاء من الحقوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة والمستوردة التي تدخل‬
‫مباشرة في إنجاز المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من حقوق التسجيل والرسم‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض نسبة ‪%90‬من مبلغ اإلتاوة اإليجارية السنوية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاءلمدة ‪10‬سنوات من الرسم العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاءمن حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية للشركات والزيادات في رأس‬
‫المال‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم على النشاط المهني‪.‬‬

‫وتضمن أيضا الفصل السادس من قانون ‪ 09-16‬مزايا أخرى تعتبر من أهم التعديالت‬
‫التي أقرها القانون الجديد والتي كانت في ظل القانون القديم تعتبر بمثابة نقاط سوداء لدى‬
‫رجال األعمال األجانب وتتجلى في إلغاء وجوب تقديم ميزان فائض من العملة الصعبة وهذا‬
‫من اجل جذب أكبر قدر من االستثمارات خاصة األجنبية‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪.09-16‬‬


‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثالث‬
‫الخوصصة‬

‫إن تكريس مبدأ حرية الصناعة والتجارة في الدستور‪ ،‬يعتبر من أهم اإلصالحات التي‬
‫أقدم عليها المشرع الجزائري في مجال فتح الباب للمبادرة الخاصة‪ ،‬خاصة خالل توجه الدولة‬
‫نحو خوصصة المؤسسات العمومية واشتراك األشخاص سواء المعنوية أو الطبيعية في تسييرها‬
‫وهذا التوجه نحو الخوصصة لم يكن وليد الصدفة بل كان نتيجة للضغوط المالية التي واجهتها‬
‫الدولة على المستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬ومن العوامل الداخلية فإنها تعكس الظروف التي‬
‫عاشتها المؤسسات العمومية في ظل التدخل المكثف للدولة في الحياة االقتصادية ومن هذه‬
‫العوامل ضعف الكفاءة االقتصادية لدى القطاع العام انخفاض اإليرادات العمومية للدولة نتيجة‬
‫نقص التحصيل الضريبي‪ ،‬واعتمادها أساسا على الجباية البترولية وذلك أثقل كاهلها خاصة‬
‫الفترة التي أعقبت األزمة النفطية لسنة ‪ ،1986‬ومن العوامل الخارجية تتمثل خصوصا في‬
‫مسألة المديونية وبالتالي لجوء الجزائر لالستدانة من المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق‬
‫النقد الدولي والتزامها بالتصحيح الهيكلي المفروض عليها من قبل هذا الصندوق وبما في ذلك‬
‫الخوصصة‪.1‬‬

‫ولقد عرفت الخوصصة في النصوص القانونية الجزائرية السيما األمر رقم ‪22 – 95‬‬
‫الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬على أنها بمثابة تحويل للملكية من القطاع العمومي إلى القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬كما تمثل الرهان األساسي لالنتقال إلى اقتصاد السوق‪.2‬‬

‫‪ -1‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 4‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬جالل مسعد ز‪/‬محتوت‪ ،‬مشاكل التصدير خارج المحروقات في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني حول "ترقية الصادرات خارج‬
‫المحروقات في الجزائر"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬ص ‪.4‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫وتظهر أهمية الخوصصة في مجال تنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات في‪ :‬الحد‬
‫من االحتكار وتحسين نوعية اإلنتاج‪ ،‬تقليص العجز في الموازنة المالية‪ ،‬تشجيع االستثمار‬
‫األجنبي والوطني‪ ،‬تخفيض الديون الخارجية وتشجيع االستثمار المحلي واألجنبي‪.1‬‬

‫ولكن من جهة أخرى نجد مشاكل وصعوبات تعترض الخوصصة ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬تؤدي في الغالب إلى تسريح عدد كبير من العمال في المؤسسات التي تمت‬
‫خوصصتها وذلك يؤدي إلى تفاقم البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التقسيم االقتصادي للمؤسسات في ظل غياب أسواق مالية فعالة وذلك بفتح‬
‫المجال بالتالعب بالمال العام‪ ،‬رغم وجود بورصة الجزائر التي تتعامل أساسا مع‬
‫مؤسسات عمومية فقط دون القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬ثقل اإلجراءات اإلدارية والتشريعية وانعدام المرونة‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫استحداث مؤسسات لترقية الصادرات‬

‫لقد قامت الجزائر باستحداث هيئات لترقية الصادرات وذلك لمساعدة االقتصاد الوطني‬
‫وتنويعه ولتسهيل عمليات التجارة الخارجية فنجد الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية (الفرع‬
‫األول‪ ،،‬والمجلس الوطني لترقية الصادرات (الفرع الثاني‪ ،‬والصندوق الخاص لترقية الصادرات‬
‫(الفرع الثالث‪ ،،‬والشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات (الفرع الرابع‪ ،،‬الفرقة الجزائرية‬
‫للتجارة والصناعة (الفرع الخامس‪.،‬‬

‫‪ -1‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬جالل مسعد ز‪/‬محتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع األول‬
‫الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية‬

‫تم تأسيس الوكالة بموجب األمر ‪ 04 – 03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫استيراد البضائع وتصديرها بحيث تنص المادة ‪ 19‬منه على‪" :‬تنفذ السياسة الوطنية لترقية‬
‫التجارة الخارجية هيئة عمومية تسمى الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية وتدعى في صلب‬
‫النص الوكالة"‪.‬‬

‫وقد تم إنشاء هذه الوكالة بعد حل الديوان الوطني لترقية التجارة الخارجية‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويتمثل مهامها‬
‫في مساعدة المصدرين على تقديم المعلومات في المجال التجاري‪ ،‬ويمكن تلخيص ذلك من‬
‫المادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ 04 – 03‬التي تكلف الوكالة بـ‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان تسيير أدوات ترقية الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان تسيير ديناميكي للشبكة الوطنية للمعلومات التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد المؤسسات الجزائرية بالمعلومات التجارية واالقتصادية حول األسواق الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد المؤسسات الجزائرية وتنظيمها ومساعدتها في المعارض والتظاهرات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬تسهيل دخول المؤسسات الجزائرية في األسواق الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬تنشيط بعثات االكتشاف والتوسع التجاريين‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة المتعاملين الجزائريين في تجسيد عالقات العمل مع شركائهم األجانب‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية نوعية العالمة للمنتوج الجزائري بالخارج‪.1‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ ،04 – 03‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫يرأس الوكالة الوزير المكلف بالتجارة أو ممثليه‪ ،‬وهي تتكون من مجلس توجيه ويديرها‬
‫مدير عام‪ ،‬ويتكون المجلس التوجيهي للوكالة من األعضاء التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬ممثل وزير الشؤون الخارجية‪.‬‬


‫‪ -‬ممثل وزير الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل وزير الصيد والموارد البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل الوزير المنتدب المكلف بالمساهمة وترقية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل المدير العام للجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المدير العام للشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات‪.‬‬

‫وما نالحظ من هذه التشكيلة وجود مبالغة في تشكيلة هذه الوكالة‪ ،‬فنجد أغلبية األعضاء‬
‫يمثلون السلطة التنفيذية فحبذا لو أن الوكالة تتضمن من بين أعضائها أشخاص لهم كفاءة‬
‫ودراية في مجال اإلنتاج مثال‪ :‬األجهزة المختصة بالتقييس وكذلك بالموسم أو الرزم‪ ،‬ألنها‬
‫تملك مؤهالت مهنية تساهم في تحقيق ترقية نوعية العالمة للمنتوج الجزائري‪.2‬‬

‫ونشير كذلك في نفس السياق على أن الوكالة تنعدم فيها أي استقاللية حيث هي تابعة‬
‫للسلطة التنفيذية سواء في تشكيلها أو في طريق تعيين أعضائها‪.3‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ ،04 – 03‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪-3‬تواتي نصيرة‪ ،‬دور الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ‪ALGEX‬في تعزير الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى‬
‫الوطني حول "ترقية الصادرات خارج المحروقات في الجزائر"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.2‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثاني‬
‫المجلس الوطني لترقية الصادرات‬

‫تم إنشاء المجلس بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،1173- 04‬يتضمن مجلس وطني‬
‫استشاري لترقية ا لصادرات باعتباره هيئة ذات طابع استثماري يرأسه رئيس الحكومة وتتمثل‬
‫صالحياته في المساهمة في تحديد أهداف تطوير الصادرات واستراتيجيتها وكذا القيام بتقديم‬
‫برامج الصادرات وعملياتها واقتراح كل التدابير سواء ذو طابع مؤسساتي أو تشريعي أو تنظيمي‬
‫يقصد توسيع الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬

‫يستفيد من دعم هذا الصندوق كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري‬
‫وينشط في مجال تصدير المنتجات أو الخدمات ويعطي هذا الصندوق المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األعباء المترتبة عن إعداد دراسات األسواق الخارجية واعالم المصدرين وتحسين‬


‫الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬األعباء المترتبة عن دراسات البحث عن األسواق وانشاء تمثيليات للمؤسسات المصدرة‬
‫باألسواق الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الدعائم الترويجية للمنتجات والخدمات الموجهة للتصدير واستعمال تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬المصاريف المترتبة عن المشاركة في المعارض والتظاهرات االقتصادية المقامة‬
‫بالخارج‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف المترتبة عن نقل وعبور وشحن البضائع بالموانئ الجزائرية الموجهة للتصدير‪.‬‬

‫‪-1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 173 – 04‬مؤرخ في ‪ ،2004/06/12‬يتضمن إنشاء المجلس الوطني االستشاري لترقية الصادرات‬
‫وسيره‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،39‬صادرة في ‪.2004/06/16‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬التكاليف المترتبة عن تكييف المواد والمنتجات المصادرة حسب مقتضيات األسواق‬


‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتنفيذ برامج تكوينية في ميدان التصدير‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص القدرات التصديرية وانشاء خاليا أو مصالح التصدير بالمؤسسة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الصندوق الخاص بترقية الصادرات‬
‫‪1‬‬
‫تم إنشاء الصندوق بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 205-96‬المؤرخ في ‪1996/06/05‬‬
‫وتتمثل مهام هذا الصندوق بتمويل األبحاث المتعلقة باألسواق الدولية والتي تهدف إلى تقديم‬
‫المعلومات للمصدر وتحسين نوعية المواد المخصصة للتصدير‪.‬‬

‫وقد تم توسيع مجال تدخل الصندوق بمقتضى المادة ‪ 129‬من قانون المالية لسنة‬
‫‪ 1997‬حيث أصبح في الواقع أشبه بمؤسسة مالية تضمن السير الحسن لعمليات التصدير‪،‬‬
‫وذلك عن طريق قانون المالية لسنة ‪ 2007‬وتم تنظيمه عن طريق مرسوم وزاري‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم لسنة ‪ 2009‬الذي وضح إيرادات ونفقات وطرق دعم الصندوق‪ ،‬وتم إنشاءه مجلس‬
‫وطني لترقية الصادرات يشرف عليها الوزير األول تتمتع بصالحية إنشاء مكاتب ربط ‪،ALGEX‬‬
‫وانشاء هيئة وطنية تتكلف بترقية التجارة الخارجية وتمثيل وتوسع تجاري في الخارج بغرض‬
‫مساعدة دخول شركاتنا إلى األسواق الخارجية تتكفل بـ‪:‬‬

‫‪ -‬أعباء لها صلة بدراسة األسواق الخارجية‪.‬‬


‫‪ -‬التكفل الجزئي بمصاريف المشاركة في المعارض بالخارج‪.‬‬
‫‪ -‬جزء من تكاليف دراسة األسواق الخارجية‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،205 – 96‬مؤرخ في ‪ ،1996/06/05‬تحدد كيفيات سير حساب التخصيص الخاص رقم ‪302 –84‬‬
‫الذي عنوانه الصندوق الخاص لترقية الصادرات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 35‬صادرة في ‪.1996/05/09‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫‪ -‬تكاليف النقل الدولي لرفع وشحن البضائع بالموانئ الجزائرية والموجهة للتصدير‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل التكاليف المتعلقة بتكييف المواد حسب مقتضيات األسواق الخارجية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫‪CAGEX‬‬ ‫الشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات‬

‫مؤسسة عمومية اقتصادية ذات اسهم برأسمال يقدر ب‪ 450.000.000:‬مقسمة حسب‬


‫مساهمة المساهمين‪ ،‬وأنشأت بموجب األمر رقم ‪ 06 – 96‬والمتضمن تأمين القرض عن‬
‫التصدير‪ ،1‬تتولى مهام تغطية أخطار ذات طابع خاص ليس بإمكان شركات التأمين األخرى‬
‫تغطيتها والمتمثلة في أخطار القرض وخطر التصنيع إذا كان مصدرها هو أحداث سياسية أو‬
‫كارثة أو صدور قرار أو تعديل أو إلغاء قانون من شأنه منع أو تأخير تحويل المبالغ التي تقع‬
‫على عاتق المدين‪ ،‬أو خطر إعسار المدين وتتولى عملية تغطية هذه األخطار لحسابها‬
‫الخاص أحيانا لما يتعلق األمر باألخطار التجارية‪.2‬‬

‫كما أن هذه الشركة تحدد نسب الضمان واألقساط المتعلقة بعقود التصدير من حيث‬
‫المدة والقيمة‪ ،‬إضافة إلى العقود التي تفوضها لها لجنة التأمين وضمان الصاد ارت التي نجدها‬
‫أيضا محددة بسنة واحدة ونجد أن لجنة الضمان وتأمين الصادرات تتبع إجراءات قبل دراسة‬
‫جميع طلبات المصدرين والفصل فيها واعداد مقررات منح الضمانات حتى تفرضها على وزير‬
‫المالية للموافقة عليها وتحديد نسب األقساط لألخطار التي تغطي لحساب الدولة‪.3‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 06 – 96‬مؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ 1996‬يتضمن تأمين القرض عند التصدير‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،3‬الصادر في ‪14‬‬
‫جانفي ‪.1996‬‬
‫‪-2‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬النظام القانوني لتأمين القرض عند التصدير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2001 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -3‬بلحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الخامس‬
‫الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة‬

‫أنشأت بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 93 – 96‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ ،11996‬تتكون‬


‫هذه الغرفة من ‪ 21‬غرفة محلية مجهزة باختصاص وطني‪ ،‬تلعب دو ار في تشجيع المبادالت‬
‫االقتصادية والتجارية ومواكبة المؤسسات األجنبية في الجزائر والمؤسسات الجزائرية في‬
‫الخارج‪.2‬‬

‫وهي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقاللية المالية‪ ،‬وتتمثل بعض مهامها حسب المادة ‪ 5‬في‪:‬‬

‫‪ -‬تنظم كل التظاهرات االقتصادية مثل المعارض والمناظرات والملتقيات التي تهدف‬


‫خاصة إلى ترقية النشاطات الصناعية والتجارية والخدمات وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬تزود المستثمرين األجانب والجزائريين بكل المعلومات والمعطيات التي يطلبونها‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم بكل عمل يهدف إلى ترقية قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات وتنميتها‪.‬‬
‫‪ -‬تبادر بالمشاركة في التظاهرات االقتصادية الوطنية أو الدولية بالتنسيق مع الغرفة‬
‫الجزائرية للصناعة والتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬توطيد العالقات وعقد اتفاقات تعاون ومبادالت تعاونية مع المنظمات األجنبية المماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق كل عملية ودراسة من الممكن أن تساعد في ترقية المنتجات والخدمات الوطنية‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي ‪ 93 – 96‬المؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ،1996‬يتضمن إنشاء غرف التجارة والصناعة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪،16‬‬
‫الصادرة في ‪ 16‬مارس‪.1996‬‬
‫‪-2‬زيرمي نعيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪.93 – 96‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المطلب الثالث‬
‫آليات مواجهة ارتفاع نسبة الواردات‬

‫لقد سعت الدولة إلى مواجهة والحد من ارتفاع نسبة الواردات ولقد انتهجت منهج تشجيع‬
‫المنتوج المحلي (الفرع األول‪ ،،‬واحالل الواردات (الفرع الثاني‪.،‬‬

‫الفرع األول‬
‫تشجيع المنتوج المحلي‬

‫يندرج قانون المالية ‪ 2014‬الذي صادق عليه البرلمان والذي ال يتضمن أي ضرائب‬
‫جديدة في إطار استم اررية سعي الحكومة لتشجيع االستثمار المنتج والتحكم في الواردات‬
‫وتحسين نوعية الخدمة العمومية ويتضمن أيضا أحكام تهدف عموما إلى ترقية اإلنتاج الوطني‬
‫وتقليص االستيراد وتخفيض األعباء الجبائية‪.1‬‬

‫وحرصا على إعطاء األولوية إلنتاج السيارات والتي شرعت فيها الجزائر بالشراكة مع‬
‫المتع امل الفرنسي رونو فقد أقر القانون إعفاء السيارات المنتجة محليا بكل أنواعها من الرسم‬
‫على معامالت السيارات الجديدة‪ ،‬في ذات السياق يريد جعل استيراد السيارات مقتص ار على‬
‫وكاالت السيارات ويرمي هذا اإلجراء إلى تنظيم السوق الوطنية للسيارات الجديدة‪ ،‬وفي إطار‬
‫آخر بغية تسهيل إنتاج األسمدة تم اقتراح تخفيض الضريبة على أرباح الشركات لمدة ‪ 3‬سنوات‬
‫فيما يخص عمليات اإلنتاج الموجهة للبيع في السوق الوطنية‪ ،‬أما الهدف من هذا اإلجراء‬
‫فيتمثل في الحرص على ترقية اإلنتاج الوطني من األسمدة‪.2‬‬

‫‪-1‬مجلة صحفية منشورة على الموقع‪ www.andi.dz :‬تاريخ النشر‪ 28 :‬نوفمبر ‪ ،2013‬تاريخ االطالع ‪.2017/04/16 :‬‬
‫‪-2‬مجلة صحفية منشورة على الموقع‪ ،www.andi.dz :‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫كما ينص القانون الجديد على تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يقل رقم‬
‫أعمالها أو يساوي ‪ 1‬مليار دج من االستفادة من صندوق ضمان قروض االستثمار‪ ،‬وكذلك‬
‫األمر بالنسبة للشركات المتعاملة في البورصة التي استفادت من تخفيض للضريبة على أرباح‬
‫الشركات يساوي نسبة فتح رأسمالها لمدة ‪ 5‬سنوات‪.1‬‬

‫ومؤخ ار لجأت الحكومة إلى اشتراط إرفاق الفاتورة بشهادة تثبت أنها أنتجت أو ركبت‬
‫في الجزائر فحددت ‪ 7‬قطاعات إنتاج يرخص لها االستفادة من القرض االستهالكي التي تشمل‬
‫تصنيع السيارات والدراجات النارية‪ ،‬وتصنيع األجهزة المكتبية ومعالجة المعلومات‪ ،‬وتصنيع‬
‫الهواتف واأللواح اإللكترونية‪ ،‬والهواتف الذكية‪ ،‬إضافة إلى األجهزة اإللكترونية والكهرو منزلية‬
‫واإلنتاج الصناعي لجميع األثاث الخشبي لالستخدام المنزلي وصناعة النسيج والجلود ومواد‬
‫البناء‪ ،‬وأفرجت الحكومة ممثلة في القطاعات الو ازرية الثالثة المالية والصناعة والمناجم‪،‬‬
‫والتجارة عن المواد التي يحق فيها للجزائريين اقتناءها عبر القرض االستهالكي بعد االستغناء‬
‫عنه لسنوات‪ ،‬وحدد مرسوم وزاري مشترك صدر في الجريدة الرسمية المنتجات تلك تحت‬
‫‪2‬‬
‫مسمى "نشاطات ونوع المواد المؤهلة للقرض االستهالكي"‪.‬‬

‫وفي نفس السياق تقوم حاليا الدولة وتحت إشراف و ازرة التجارة بمبادرة من أجل تشجيع‬
‫المنتوج الوطني وترقيته واإلنقاص من فاتورة االستيراد وهذا عبر اإلشهار والعرض للمنتوج‬
‫المحلي في قصر المعارض‪.3‬‬

‫‪ -1‬مجلة صحافية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات‪ ،FCE‬الصادر في ‪ 14‬جانفي ‪ ،2016‬ص ‪ .19‬مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ www.fce.dz‬تم االطالع عليه يوم‪.2016/03/19 :‬‬
‫‪ -2‬مجلة صحافية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات‪ ،FCE‬الصادر في ‪ 14‬جانفي ‪ ،2016‬ص‪ ،19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬إعالن وزاري مأخوذ من الموقع‪www.Commerce.gov.dz :‬تاريخ االطالع ‪.2017/04/17 :‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫الفرع الثاني‬
‫إحالل الواردات‬

‫تهدف استراتيجية إحالل الواردات إلى تشييد مشاريع صناعية قصد إنتاج المواد التي‬
‫كانت تستورد من قبل‪ ،‬وقد ظهرت هذه االستراتيجية وانتشرت في دول أمريكا الالتينية‪ ،‬ويرجع‬
‫التوجه لمثل هذه االستراتيجية إلى تعاظم العجز التجاري للدول النامية وذلك النخفاض أسعار‬
‫موادها األولية المصدرة‪ ،‬وأدى تزايد هذا العجز إلى الحد من استيراد مواد االستهالك وقيام‬
‫صناعات محلية إلنتاج هذه المواد كليا أو جزئيا‪.1‬‬

‫ويقصد بها أيضا قيام المجتمع بإنتاج سلع صناعية تحل محل ما تستورد منها أو ما‬
‫كان سيقوم باستيراده لو لم يقم بهذا اإلنتاج وتوجد عدة طرق لقياس اإلحالل إال أن المقياس‬
‫األكثر شيوعا على أنه بالنسبة بين الواردات وبين العرض الكلي من السلعة فإذا ازد اإلنتاج‬
‫المحلي بمعدل أعلى من معدل زيادة الواردات فإن ذلك يعني إحالل الواردات أما إذا زادت‬
‫الواردات بمعدل أعلى من معدل زيادة اإلنتاج المحلي‪ ،‬فإن ذلك يكون عكس إحالل الواردات‬
‫ويكون سالبا‪.‬‬

‫والجزائر فضلت في المرحلة األولى التي سبقت استرجاع السيادة الوطنية اللجوء إلى‬
‫صناعة إحالل الواردات‪ ،‬التي كانت شبه محدودة لكونها مبنية على تخصيص واردات التصنيع‬
‫الحتياجات البلد‪ ،‬ولم تحقق الهدف األساسي المتمثل في عدم تأمين غطاء الحاجات األساسية‬

‫‪ -1‬زوزي محمد‪ ،‬استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،8‬مأخوذة من‬
‫الموقع ‪ ،www.univ-ouargla.dz‬تاريخ االطالع ‪.2017/03/14:‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫للبالد‪ ،‬وال خلق فرص عمل في المناطق الريفية‪ ،‬وال لتحسين درجة التكامل في االقتصاد‬
‫الوطني‪.1‬‬

‫مؤخ ار قامت الدولة بانتهاج سياسة إلنعاش االقتصاد وترقيته وهذا بدءا من تسطير‬
‫برامج تنموية منها البرنامج الخماسي ‪ 2014 – 2010‬أين تم تخصيص مبلغ إجمالي قدر بـ‬
‫‪ 1500‬مليار دينار لمواصلة بناء االقتصاد وتطويره‪ ،‬وقد خصص مبلغ ‪ 1000‬مليار دج لدعم‬
‫وتنمية القطاع ا لفالحي والريفي‪ ،‬وبصدور القانون المتضمن التوجيه الفالحي قررت الحكومة‬
‫إعادة تفعيل نشاط الديوان الوطني لألراضي الفالحية من خالل إصدار قانون استغالل‬
‫األراضي الفالحية عن طريق االمتياز‪ ،‬والذي حدد مدة االستغالل بـ ‪ 40‬سنة قابلة للتجديد‪،‬‬
‫إضافة إلى امتيازات أخرى جاءت كلها بغية إعطاء دفع للقطاع الفالحي في الجزائر والهدف‬
‫الرئيسي المرجو من هذه السياسة هو تطوير وتنمية هذا المورد الهام لالقتصاد الوطني وذلك‬
‫بالمساهمة في تخفيض من الفاتورة الغذائية التي أرهقت كاهل الخزينة العمومية‪ ،‬وبتحقيق‬
‫االكتفاء الذاتي الدائم‪ ،‬وكذا ضمانه كبديل حقيقي للمحروقات في المستقبل‪.2‬‬

‫وعلى نفس السياسة المنتهجة أنشأت الدولة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪،2025‬‬
‫وبعد هذا المخطط بمثابة الوثيقة التي تعلن الدولة من خاللها لجميع الفاعلين وجميع القطاعات‪،‬‬
‫وجميع المناطق مشروعها السياحي آلفاق ‪ 2025‬وهي دالة تترجم إرادة الدولة في تثمين القدرات‬
‫الطبيعية‪ ،‬الثقافية التاريخية للبالد ووضعها في خدمة السياحة في الجزائر ولتحقيق األهداف‬

‫‪-1‬وصاف سعيدي‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النقطية على النمو االقتصادي في البلدان النامية ‪-‬الحوافز والعوائق‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪26 ،‬‬
‫فيفري ‪ ،2004‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬يوسفي محمد‪ ،‬برامج االنتعاش االقتصادي وانعكاساتها على القطاع الفالحي في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني الثاني حول‬
‫"التنمية البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر"‪ ،‬جامعة برج بوعريريج‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬يومي ‪ 7‬و‪ 8‬مارس ‪،2016‬‬
‫ص ‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التدابير المتخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المسطرة وجعل السياحة أولوية وطنية للدولة‪ ،‬يجب النظر إليها على أنها لم تعد خيا ار بل‬
‫أصبحت ضرورة ألنها تشكل موردا بديال للمحروقات وتساهم في تنويع مداخيل الدولة‪.1‬‬

‫‪ -1‬عادل زقاع‪ ،‬رانية مدار‪ ،‬التنمية السياحية في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني الثاني حول "التنمية البديلة لقطاع المحروقات في‬
‫الجزائر"‪ ،‬جامعة برج بوعريريج‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬يومي ‪ 8 – 7‬مارس ‪ ،2016‬ص ‪.11‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت‬
‫الجديدة لالستيراد والتصدير‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رسميا بموجب أحكام األمر رقم ‪04-03‬‬


‫ً‬ ‫ير‬
‫بعدما عرف قطاع التجارة الخارجية تحر ًا‬
‫مؤخ ًار بموجب مجموعة من النصوص القانونية‬
‫المتعلق باالستيراد والتصدير تدخل المشرع ّ‬
‫ليعدل من مبدأ التحرير التام للمبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وذلك بظهور الدولة من جديد بدور‬
‫اقتصادي متدخل تفرض رقابة نشاط االستيراد والتصدير‪ ،‬من خالل صدور قانون ‪15-15‬‬
‫الذي تبنى نظام رخص االستيراد والتصدير‪ ،‬كأهم محور في التعديالت الخاصة لألمر‬
‫‪ ،04_03‬وهو ما جاء كحتمية لألزمة النفطية الحالية‪ ،‬وهذا باإلضافة إلي إجراءات أخري‬
‫تعمل علي ضبط االستيراد والتصدير‪ ،‬ابن يبقي الهدف األساسي وراءها تقييد الواردات (المبحث‬
‫األول‪ ،،‬وكذا إعطاء الدفع للصادرات من خالل تشجيعها بمختلف القوانين واالست ارتيجيات‬
‫المحفزة لذلك (المبحث الثاني‪.،‬‬

‫‪43‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‬
‫تقييد الواردات‬
‫مؤخر إلى وضع سياسة جديدة للتجارة الخارجية ترتكز على وضع قيود‬
‫ًا‬ ‫عمدت الجزائر‬
‫من أجل تقليل الواردات (المطلب األول‪ ،‬التي أثقلت كاهل الخزينة العمومية خصوصا مؤخ ار‬
‫عرف ميزان المدفوعات‪1‬عج از كبي ار‪ ،‬وذلك بالنص على إمكانية اتخاذ تدابير كمية أو نوعية‬
‫وتدابير مراقبة عملية االستيراد والتصدير على الحدود الجمركية (المطلب الثاني‪ ،،‬وهو ما كلّل‬
‫باإلنقاص من الواردات بحسب ما تشير إليه اإلحصائيات المسجلة مؤخ ار (المطلب الثالث‪.،‬‬

‫المطلب األول‬
‫أشكال تقييد االستيراد‬
‫لكبح عملية االستيراد والتقليل منها‪ ،‬وضعت الجزائر قيود والتي تتمثل في القيود النقدية‬
‫(الفرع األول‪ ،‬وكذلك قيود جمركية (الفرع الثاني‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫القيود النقدية‬
‫بأنها اإلجراءات التي تقوم بها‬
‫يمكن تعريف القيود النقدية أو إجراءات الصرف‪ّ ،‬‬
‫السلطات النقدية في الدولة بتوزيع ما لديها من عمالت أجنبية عند استيرادها للسلع والمنتجات‬
‫بدون أن تتعدى قيم هذه السلع أو المنتجات ما في حوزة الدولة من نقد أجنبي‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫إخضاع كافة المدفوعات الخارجية لقواعد وشروط محددة من ناحية كمية العمالت األجنبية‬
‫المسموح بها ونوعها‪.2‬‬

‫‪ -1‬ميزان المدفوعات هو خالصة للعمليات المالية التي تتم خالل فترة معينة من الزمن بين بلد ما ومختلف البلدان األخرى‪،‬‬
‫مأخوذ من الموقع ‪ ،www.ar.m.wikipedia.org :‬تاريخ االطالع‪.2017/05/12:‬‬
‫‪ -2‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬القيود الجمركية وتطور التجارة الخارجية للدول اآلخذة في النمو‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1976‬ص‪.49‬‬

‫‪44‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتعد سياسة أسعار الصرف من ضمن السياسات المتعددة التي تلجأ إليها السلطات‬
‫النقدية ببلدان العالم بهدف إدارة االقتصاد الوطني‪ ،‬ودعم نموه والحد من الخلل في توازناته‬
‫ويعتبر سعر الصرف األداة الرئيسية ذات التأثير المباشر على العالقة بين األسعار المحلية‬
‫واألسعار الخارجية‪ ،‬وكثي ار ما يكون األداة األكثر فاعلية عندما يقضي األمر تشجيع الصادرات‬
‫والتقليل من الواردات في آن واحد وبشكل مباشر‪ ،‬دون إثقال مفرد على النظام اإلداري للعالقات‬
‫التجارية الخارجية‪ ،‬ولعل من أهم أنواع سياسة أسعار الصرف نجد تخفيض قيمة العملة التي‬
‫يقصد بها تخفيض قيمة النقد الوطني بالنسبة للذهب أو لعملة أجنبية‪ ،‬وهي تختلف عن مفهوم‬
‫تدهور قيمة النقد الذي يحدث دون تدخل من قبل السلطات النقدية بل بشكل عرضي عن‬
‫طريق تفاعل قوتي العرض والطلب في السوق‪ ،‬وبالنسبة لتخفيض قيمة النقد فهي عملية‬
‫مقصودة وليست حركة عفوية‪ ،‬عملية تتم من طرف السلطات المسؤولة تحت ضغط ظروف‬
‫معينة بغية تحقيق أهداف معينة وعليه فإن تخفيض قيمة الوحدة النقدية في ظ ّل قاعدة األوراق‬
‫النقدية اإللزامية هو زيادة قانونية لعدد الوحدات من النقد المحلي (الوطني) الذي تمثله وحدة‬
‫النقد األجنبية‪.1‬‬
‫ولقد عمدت الدولة إلى التقليل من فاتورة الواردات عن طريق وسائل قانونية إلعادة‬
‫التوازن إلى ميزان المدفوعات تتمثل في فرض الرقابة على الصرف لتنظيم مدفوعاتها الخارجية‪،‬‬
‫والغرض من ذلك هو تخفيض الواردات‪.2‬‬
‫وهذه السياسة تعتمد عليها الدولة اذا كان هناك عجز في الميزان التجاري بحيث تلجأ‬

‫إلى تخفيض قيمة العملة لزيادة حجم الصادرات وتقليص الواردات باإلضافة أنها تعتبر عامالً‬
‫لجذب االستثمارات األجنبية المباشرة لوجود عالقة عكسية بين أسعار الصرف والربحية النسبية‬

‫‪ -1‬وصاف سعيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 150‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬كريمة نايت سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪45‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للعوائد االستثمارية في الدول المضيفة‪ ،‬فتقلبات أسعار الصرف المتوقعة يحدد حجم التدفقّات‬
‫االستثمارية‪.1‬‬
‫وقد قامت الجزائر بأول عملية تخفيض للدينار في سبتمبر ‪ 1990‬بمقدار ‪%20‬ثم‬
‫تلتها عملية أخرى في أفريل ‪ ،1994‬بنسبة ‪ ،%40‬وفي يناير ‪ 2003‬أقر البنك المركزي‬
‫تخفيضا آخر بنسبة ‪ %5‬وترمي هذه العملية إلى تحقيق عدة أهداف في آن واحد‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬توجيه هيكل اإلنتاج نحو الخارج بإنتاج سلع تصديرية‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير نقد أجنبي يساعد على الوفاء بالتزامات المديونية الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض عجز ميزان المدفوعات الخارجية‪ ،‬وهو الهدف األساسي من خالل زيادة‬
‫الصادرات وتخفيض الواردات‪ ،‬حيث أن تخفيض سعر العملة نظرًيا يؤدي غلى زيادة‬
‫الصادرات نتيجة ارتفاع فاتورة االستيراد‪ ،2‬وفي نفس السياق يهدف بنك الجزائر من‬
‫خالل عدم السماح لقيمة الدينار باالرتفاع موازاة مع ارتفاع الدوالر إلى تقليص العمليات‬
‫االستيرادية من حيث الحجم والقيمة في ظ ّل مخاوف استمرار تراجع متوسط سعر برميل‬
‫النفط‪.3‬‬

‫ومن جانب آخر ومن أجل تخفيض الواردات‪ ،‬أمر بنك الجزائر في تعليمة موجهة مؤخ ار‬
‫للبنوك "بتعليق حيني" للتوطين البنكي لواردات الحمضيات والخضر الطازجة‪ ،‬كما قام وفقًا‬
‫للتعليمة ‪ 2016/17‬بتشديد الرقابة على تحويل األموال تحت غطاء االستيراد من خالل إلزام‬
‫المتعاملين في التجارة الخارجية بإيداع طلبات توطين مؤقتة‪ ،‬قبل السماح للمستورد لتقديم طلب‬

‫‪ -1‬بابا عبد القادر‪ ،‬أجري خيرة‪ ،‬االمتيازات الجبائية ودورها في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية لالقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص‪.17‬‬
‫‪ -2‬وصاف سعيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫‪ -3‬عية عبد الرحمان‪ ،‬نظام سعر الصرف في الجزائر‪ ،‬مقال مأخوذ من‪ www.elkhabar.com :‬تاريخ النشر‪ 9 :‬نوفمبر‬
‫‪ ،2013‬تاريخ االطالع‪ 2 :‬أفريل ‪.2017‬‬

‫‪46‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخصم المباشر على مستوى المصارف‪ ،‬ويهدف اإلجراء لمركزة طلبات التوطين على مستوى‬
‫كل بنك وتشديد الرقابة على عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬كما قام بنك الجزائر بمنع البنوك في‬
‫إطار التوطين البنكي من تحويل لمبالغ تزيد عن رأسمال المستورد بعدما كان يسمح بالتوطين‬
‫له ما يوازي ضعف رأسماله وفي سنوات سابقة كان يسمح بالتحوالت التي تضاعف هذا‬
‫التحويل لـ ‪ 5‬مرات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫القيود الجمركية‬
‫يمكن تعريف القيود الجمركية على ّأنها تلك اإلجراءات التي تتخذها السلطة العامة في‬
‫صور مختلفة‪ ،‬يكون من شأنها أن تؤثر في حجم أو سعر كل من صادراتها ووارداتها أو في‬
‫اضا أخرى وتعد‬
‫معينا بذاته أو أغر ً‬
‫عرضا ً‬
‫ً‬ ‫توزيعها الجغرافي وأن تفرض في فترة معينة لتحقق‬
‫القيود الجمركية كأدوات فنية للسياسة التجارية للدولة‪ ،‬وتنشأ وتتطور وفق ألغراض كثيرة‬
‫مختلفة‪ ،‬كما تتنوع وفق الهدف الذي تعمل على مساهمته‪.2‬‬
‫وتعتبر التعريفة الجمركية النص الذي يتضمن قوائم السلع المفروضة عليها الضريبة‬
‫عند استيرادها أو تصديرها وبالرسوم الواجب جبايتها عليها‪ ،‬وتفرض هذه األخيرة عادة على‬
‫الواردات دون الصادرات وهذا لتحقيق هدف مالي يتلخص بالحصول على موارد للخزينة‪ ،‬وكذا‬
‫هدف اقتصادي يتجلى في حماية اإلنتاج الوطني والتقليل من الواردات‪ ،3‬وقد عرفت التعريفة‬
‫الجمركية في الجزائر المستقلة تطورات وتغيرات عديدة تتماشى مع األوضاع االقتصادية للبالد‪،‬‬
‫بحيث تستند عليها مختلف الحقوق‪ ،‬الضرائب والرسوم المكلفة بتحصيلها إدارة الجمارك‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه األخيرة أساسا في‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Note N°17/2016/DGC du 13 Mars 2016, aux banques intermédiaires agrées, trouve sur le site‬‬
‫‪www.housingbankdz.com, consulte le 16/04/2017.‬‬
‫‪ -2‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.293‬‬

‫‪47‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هام في حماية المنتجات الوطنية من المنافسة الدولية‪،‬‬


‫دور ً‬
‫‪ ‬الحقوق الجمركية‪ :‬تلعب ًا‬
‫فهي تفرض على قيمة البضائع المستوردة فقط‪ ،‬وتدخل ضمن سعر السلعة ويتحملها‬
‫في األخير المستهلك النهائي‪.‬‬
‫‪ ‬الرسوم المنصوص عليها قانون الرسم على رقم األعمال‪:‬‬
‫‪ .1‬الرسم على القيمة المضافة "‪ :"TVA‬أنشأ هذا الرسم بموجب المادة ‪ 65‬من القانون‬
‫رقم ‪ 36-90‬المؤرخ في ‪ 1990/12/31‬المتضمن قانون المالية ‪ ،11991‬ويسعى‬
‫المشرع من خالل هذا الرسم إلى التحكم أكثر في النشاط االقتصادي وبالتالي‬
‫مردودية هذه الضريبة‪ ،‬وتفرض على المنتجات المستوردة‪ ،‬ويضاف في الوعاء‬
‫الضريبي للرسم على القيمة المضافة‪ ،‬الحق الجمركي‪ ،‬الرسم الداخلي لالستهالك‪،‬‬
‫الرسم على المنتجات البترولية الرسم الشبه الجبائي المفروض على الحبوب‬
‫والخضر الجافة‪ ،‬الحق على تداول الكحول‪.‬‬
‫‪ ‬الرسوم األخرى الجبائية والشبه الجبائية‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم اإلضافي على المنتجات التبغية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم الخاص على األكياس البالستيكية‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم شبه الجبائي المفروض على الحبوب والخضر الجافة‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على الوقود‪.‬‬
‫محليا‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على العجالت الجديدة للسيارات الجديدة أو تلك الموضوعة ً‬
‫‪ -‬الرسم على الزيوت‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب غير المباشرة‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الحق على تداول الكحول‪ ،‬الخمور ومشروبات أخرى ملحقة بهما‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 36-90‬المؤرخ في ‪ 1990/12/31‬المتضمن قانون المالية ‪ ،1991‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،47‬الصادر في‬
‫‪.2001/08/22‬‬

‫‪48‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الحق الخاص على األجهزة المستقبلية‪ ،‬أجهزة الراديو للبث‪ ،‬أجهزة التلفاز وأجهزة‬
‫االستقبال البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬الحق الصحي على اللّحوم‪.‬‬
‫الحق على البطاريات الكهربائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الرسم على ضمان المصنوعات الذهبية‪ ،‬الفضية والبالتينية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتاوات الجمركية‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلتاوة على استعمال البنى التحسسية للطرقات‪.‬‬
‫‪ -‬مركبات نقل البضائع‪.‬‬
‫‪ -‬مركبات نقل المسافرين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتاوة على تغيير اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتاوة المفروضة على الخدمات المقدمة‪.1‬‬

‫ال يمكن ألحد أن ينكر مدى أهمية الضرائب والحقوق الجمركية في عملية التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية فتعد من أدوات السياسة المالية واالقتصادية وذلك من خالل ضبط‬
‫االستهالك وترشيد سياسة التجارة الخارجية والمساهمة في تحقيق التوازن في الميزان التجاري‬
‫من خالل التخفيض في الواردات وتشجيع الصادرات‪ ،‬إضافة إلى دورها االقتصادي في حماية‬
‫الصناعة الوطنية والمنتوج المحلي (الوطني)‪ ،‬عن طريق إخضاع البضائع المستوردة لضرائب‬
‫مرتفعة والحد من استيرادها‪.‬‬
‫إن الحماية بواسطة الضريبة الجمركية المرتفعة‪ ،‬قد تكون غير كافية عندما يتعلق األمر‬
‫ّ‬
‫بمنتوجات مستوردة بأسعار منخفضة‪ ،‬نتيجة لتطبيق سياسة اإلغراق فال يبق الحل غالّ باتخاذ‬

‫‪ -1‬حبيش صليحة‪ ،‬النظام القانوني لقابض الجمارك‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪:‬‬
‫الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2012 ،‬ص ‪ 08‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إجراءات الرد على مثل هذه السياسات بفرض ضرائب إضافية على هذه السلع كضرائب‬
‫معوضة‪ ،‬ومضادة لإلغراق بهدف حماية السوق الداخلية‪.‬‬
‫عمدت الدولة إلى استعمال إلى جانب رفع الضريبة الجمركية‪ ،‬وفرض رسوم أخرى‬
‫كالرسم اإلضافي الخاص‪ ،‬والرسم الداخلي لالستهالك‪ ،‬القيمة اإلدارية بمعنى تحديد القيمة‬
‫إداريا مسبقًا القائمة السلع الجاهزة والمستوردة من الخارج‪.1‬‬
‫وفي قانون المالية ‪ 2017‬تم إقرار حزمة من الرسوم الجديدة ورفع ضريبة القيمة‬
‫المضافة من ‪ %17‬إلى ‪ ،%19‬وتم فرض رسم استهالك داخلي على المواد الكمالية والسيارات‬
‫الفاخرة المستوردة بمعدل ‪ %30‬كما تقرر رفع الرسم على المشروبات الكحولية والجعة بـ ‪%10‬‬
‫باإلضافة إلى هذا تم فرض رسم الكفاءة الطاقوية تصاعدنا بـ ‪ 5‬و‪ 20‬و‪ %30‬على أن يطبق‬
‫على األجهزة المستوردة بداية من ‪ 1‬جويلية ‪ 2017‬وتم تعديل المادة ‪ 69‬ليطبق الرسم على‬
‫األجهزة المستوردة ب ‪.2%30‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫اإلجراءات الجديدة لتقليص االستيراد‬

‫باإلضافة غلى اإلجراءات السابقة التي عمدت الدولة إليها‪ ،‬تبنت إجراءات أخرى‬
‫لتقليص االستيراد كنظام الحصص (الفرع األول‪ ،‬وكذلك رقابة عملية تنقل البضائع والمنتوجات‬
‫عبر الحدود الوطنية (الفرع الثاني‪.،‬‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.286‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 28‬المعدلة للمادة ‪ 25‬من قانون الرسوم على رقم األعمال من قانون المالية لسنة ‪.2015‬‬
‫المادة ‪ 39‬تعدل أحكام المادتين ‪ 47‬و‪ 176‬من قانون الضرائب الغير مباشرة من قانون المالية لسنة ‪.2015‬‬

‫‪50‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‬
‫نظام الحصص‬
‫يقصد بنظام الحصص‪ :‬فرض قيود على االستيراد خالل مدة معينة‪ ،‬بحيث تضع الدولة‬
‫الحد األقصى للكميات المسموح الستيراديها‪.1‬‬
‫وهو ذلك النظام الذي تحدد الدولة بمقتضاه كمية الواردات الذي يجوز استيرادها من‬
‫سلع معينة خالل فترة معينة من الزمن‪ ،‬ولقد كان أول تطبيق لهذا النظام في فرنسا وبلجيكا‬
‫عام ‪ 1931‬ولقد تعددت صور تطبيق هذا النظام منذ أن شاع استخدامه إبان الكساد العظيم‬
‫إلى الوقت الحاضر‪.2‬‬
‫ولنظام الحصص أنواع فقد تكون الحصة المطلوب تحديدها على أساس قيمي‪ ،‬بمعنى‬
‫محظور‬
‫ًا‬ ‫أن تحدد القيمة الكلية للمنتوجات المسموح باستيرادها‪ ،‬فإذا نفذت هذه القيمة أصبح‬
‫استيراد هذه المنتجات‪ ،‬ويتيح هذا النوع معرفة العبء الذي يتحمله ميزان المدفوعات سلفاً‪،‬‬
‫بينما تقر فعاليته في حالة الرغبة في حماية السوق المحلية بتحايل المصدرين على هذا التحديد‬
‫القيمي بخفض أسعارهم‪.‬‬
‫وقد تحدد الحصة على أساس كمي‪ ،‬فتحدد أحجام االستيراد بالوحدة وهذا النوع يحمي‬
‫مباشرة اإلنتاج المحلي‪ ،‬بينما ال يحدد مقدما قدر العمالت األجنبية التي ستتحملها الدولة في‬
‫سبيل استيرادها من الخارج فضالً على أنه يتيح مجاالً الرتفاع األسعار في الداخل‪.3‬‬
‫والهدف من نظام الحصص هو من أجل تقليص لطلب على الصرف األجنبي لمواجهة‬
‫العجز في ميزان المدفوعات أو حماية اإلنتاج المحلي من المنافسة األجنبية‪.4‬‬

‫‪ -1‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬


‫‪ -2‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -3‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -4‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضمان تزويد السوق الداخلية بالسلع والبضائع الالزمة لالستهالك المحلي والصناعات‬
‫المحلية وتوجيه التصدير إلى بلدان معينة تتوافر فيها عمالت صعبة‪ ،‬وتستخدم أيضا كسالح‬
‫قيودا على صادراتها الوطنية وذلك بهدف فتح أسواق تلك‬
‫وقوة تفاوضية مع الدول التي تفرض ً‬
‫الدول على تدفق السلع والبضائع منها واليها‪.1‬‬
‫يؤدي نظام الحصص إلى نفس النتائج التي تحققها التعريفة الجمركية‪ ،‬فهناك نظام‬
‫الحصص المانعة من حيث األثر على الواردات وتقييد حرية التجارة حيث يتحقق التوازن في‬
‫السوق المحلي‪.2‬‬
‫وقد كرست الجزائر في ظ ّل اقتصاد السوق نظام الحصـص بموجب األمر رقم ‪-03‬‬
‫المتمم بالقانون ‪ 15-15‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استراد‬
‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪04‬‬
‫نصت المادة ‪ 03‬منه على‪« :‬مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في‬
‫البضائع وتصديرها‪ ،‬وقد ّ‬
‫المادة ‪ 02‬أعاله‪ ،‬يمكن تطبيق تدابير قيود كمية و‪/‬أو نوعية‪ ،‬و‪/‬أو تدابير مراقبة المنتوجات عند‬
‫استيرادها أو تصديرها ضمن الشروط المنصوص عليها في التشريع والتنظيم الساري المفعول‪»3‬‬
‫ونظم المشرع الجزائري إجراءات توزيع الحصص في المرسوم التنفيذي رقم ‪306-15‬‬
‫المحدد لشروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص االستيراد والتصدير للمنتوجات والبضائع‪ ،4‬من‬
‫خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلعالن عن فتح الحصص‪:‬‬

‫‪ -1‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬


‫‪ -2‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 03‬من القانون ‪ ،15-15‬سابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي ‪ ،306-15‬سابق الذكر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فتفتح بناء على إعالن صادر عن الو ازرة المكلفة بالتجارة‪ ،‬ينشر في الصحف الوطنية‬
‫وفي الموقع اإللكتروني لو ازرة التجارة أو بأي طريقة أخرى مناسبة‪ ،‬ويتضمن مجموعة من‬
‫البيانات بينتها المادة ‪ 09‬من المرسوم المذكور سابقًا‪.‬‬
‫تعد شروط وكيفيات الحصول على الحصص طبقًا لدفتر الشروط‪ ،‬ويوافق عليه بقرار‬
‫مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المكلف بالتجارة‪.1‬‬
‫‪-2‬طرق توزيع الحصص‪:‬‬
‫فتوزع باالعتماد على معايير الترتيب الزمني لتقديم الحصص فتوزع الحصة حسب هذا‬
‫المعيار إليداع طلبات الرخص‪ ،‬حيث توزع على مبدأ "من يصل أوال يخدم أوال" حسب المادة‬
‫‪ 11‬من المرسوم ‪.306/15‬‬
‫أو يكون التوزيع حسب الكميات المطلوبة ففي هذه الحالة تدرس جميع الطلبات المسجلة‬
‫في آن واحد‪ ،‬وتحدد كمية الحصص الالزمة لمنح رخصة التصدير‪ ،‬فإذا كان الحجم اإلجمالي‬
‫للسلع والبضائع محل طلب الترخيص يساوي أو أقر من الحصص المقرر فإنه تقبل كل‬
‫الطلبات يكاملها‪ ،‬أما إذا كان هذا الحجم يفوق حجم الحصص المتوفرة‪ ،‬ففي هذه الحالة تقبل‬
‫الطلبات في حدود نسبة الكميات المطلوبة‪ ،‬حسب المادة ‪ 12‬من المرسوم أعاله‪.‬‬
‫واألخذ بعين االعتبار التدفقات المبادالت التجارية‪ ،‬ففي هذه الحالة يخصص جزء من‬
‫الحصة للمتعاملين االقتصاديين التقليديين بحسب منشأ أو وجهة معينة‪ ،‬ويعود الجزء اآلخر‬
‫علما أن المتعامل التقليدي هو الذي يقوم بانتظام بعمليات االستيراد‬
‫للمتعاملين اآلخرين‪ً ،‬‬
‫والتصدير لكميات معتبرة لمنتوجات وبضائع موضوع الرخص في مدة السنوات الثالث األخيرة‪،‬‬
‫حسب المادة ‪ 13‬من المرسوم نفسه‪ .‬والدعوة إلبداء االهتمام‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬تكون الحصص‬
‫موضوع بين بالمزاد لحقوق استعمال الحصص أو أجزاءها‪ ،‬حسب المادة ‪ 14‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪ -1‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪53‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-3‬طلب الحصول على الرخصة‪:‬‬


‫فيحق لك ّل متعامل اقتصادي تقديم طلب واحد فقط للحصول على رخصة التصدير لكل‬
‫حصة أو أجزاءها‪ ،‬غير أنه في حالة االستنفاذ الكلي أو الجزئي للحصص الممنوحة بموجب‬
‫ّ‬
‫الرخصة‪ ،‬فإنه يجوز لهذا المتعامل تقديم طلب جديد للحصول على الرخصة والمادة ‪ 16‬من‬
‫المرسوم‪.1‬‬
‫ومؤخر قامت الجزائر بتحديد الحصص الكمية الستيراد ثالث منتوجات‪ ،‬فقد حددت‬
‫ًا‬
‫اللجنة الدائمة المكلفة بمنح الرخص للحصص الكمية الستيراد السيارات واإلسمنت والفوالذ‬
‫المستدير للخرسانة لسنة ‪ ،2016‬ولقد حددت حصص استيراد السيارات عند ‪ 152.000‬وحدة‬
‫لسنة ‪ ،2016‬مقابل ما يقارب ‪ 300.000‬وحدة تم استيرادها في ‪ 2015‬و‪ 439.637‬وحدة‬
‫في ‪.22014‬‬
‫والحصص الكمية فيما بتعلق باستيراد اإلسمنت من نوع بورتالند رمادي‪ ،‬فقد حددت‬
‫الكمية بـ ‪ 1.5‬مليون طن‪ ،‬وحددت كميات استيراد الفوالذ المستدير للخرسانة المسمى "محتوية‬
‫على تسنينات أو تضليمات أو غيرها من التشكيالت الناتجة أثناء عملية الترقيق باألسطوانات‬
‫أو مفتولة بعد الترقيق باألسطوانات" عند ‪ 2‬مليون طن‪.‬‬
‫ويذكر أن هذه القائمة قابلة للتوسيع غلى منتوجات وسلع أخرى وذلك من خالل إشعار‬
‫فتح الحصص الكمية في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وأصدرت و ازرة التجارة حسب اإلعالن رقم ‪ 2017/01‬تعليمة تخضع من خاللها ‪21‬‬
‫مادة ومنتوج صناعي لنظام الحصص وتراخيص االستيراد وهذا حسب ما نص عليه المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 306-15‬السابق الذكر‪ ،‬ويشمل القرار ‪ 8‬منتوجات صناعية على غرار السيارات‬

‫‪ -1‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪.09-08 ،‬‬


‫‪ -2‬مجلة صحفية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات‪ ،FCE‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪54‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والشاحنات و‪ 13‬مادة زراعية وزراعية محولة منها اللحوم الطازجة والمجمدة واألجبان والليمون‬
‫والتفاح والموز‪ ،‬ومواد أخرى‪ ،‬وأكدت الو ازرة على إمكانية توسيع هذه القائمة لمنتوجات أخرى‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الرقابة على عملية تنقل البضائع عبر الحدود الوطنية‬
‫إن البضاعة التي تعبر الحدود اإلقليمية الجمركية البد أن تخضع لعدة التزامات وهي‬
‫ّ‬
‫المعدل والمتمم للقانون‪-79‬‬
‫إحضار البضاعة المادة ‪ 51‬قانون الجمارك الجزائري رقم ‪ّ 10-98‬‬
‫‪«،207‬يجب إحضار ك ّل بضاعة مستوردة أو أعيد استيرادها أو المعدة للتصدير أو إعادة التصدير‬

‫أمام مكتب الجمارك المختص قصد إخضاعها للمراقبة الجمركية» من أجل ضمان مراقبتها‪ ،‬والذي‬
‫يقصد بها حسب المادة ‪ 5‬من القانون ‪ ":04-17‬التدابير المتخذة لضمان مراعاة القوانين و‬
‫األنظمة السارية المفعول التي تكلف إدارة الجمارك لتطبيقها" وتحديد قيمة تدفق البضائع من‬
‫والى الخارج لتفادي التصدير عن طريق الغش أو التهريب أو االستي ارد غير القانوني للبضائع‬
‫وافراغها في السوق الداخلية لذا نظم قانون الجمارك االلتزامات المفروضة على ك ّل نوع من‬
‫أنواع النقل البحري من المادة ‪ 53‬إلى المادة ‪ ،58‬والبري المادتين (‪ ،61 ،60‬والجوي المواد‬
‫من ‪ 62‬إلى ‪.)65‬‬
‫إن هذه االلتزامات تضمن الرقابة على المدخالت والمخرجات كالمواد األثرية واألحجار‬
‫ّ‬
‫الكريمة التي تستعمل في نقل األموال غير النظيفة من والى الخارج‪ ،‬وبذلك فإنه يتوجب إيداع‬
‫البضائع في المنطقة الخاضعة لمراقبة إدارة الجمارك إلتمام الجمركة وهنا البد من اإليداع‬

‫‪ -1‬إعالن و ازرة التجارة عن المنتوجات الخاضعة لنضام الحصص‪ ،‬مأخوذ من الموقع ‪ ،www.commerce.gov.dz‬تاريخ‬
‫االطالع‪.2017/04/19 :‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم‪ 10-98‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬المعدل والمتمم للقانون‪ ،07- 79‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪،61‬‬
‫الصادرة في ‪23‬أوت ‪.1998‬‬

‫‪55‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلجباري للتصريح الموجز‪ ،‬ويتم إيداعه في غضون ‪ 24‬ساعة من وصول السفن إلى الموانئ‬
‫أو الطائرات غلى المطار أو السيارات غلى المكاتب الحدودية من أجل التعرف على البضاعة‪.1‬‬
‫وبالنظر إلى العمل الجمركي ودور إدارة الجمارك من خالل الكثير من المعامالت‬
‫المتنوعة بتنوع األشخاص والبضائع نجد المشرع قد منح لهذه اإلدارة سلطات واسعة للقيام‬
‫بمهامها واعتراف قانون الجمارك لألعوان بالقيام بكل وسائل التحقيق والرقابة ومنها القيام‬
‫نصت‬
‫بالفحص والتفتيش سواء للبضائع المصرح بها أو المنقولة داخل النطاق الجمركي‪ ،‬وقد ّ‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪ 10-98‬على‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المادة ‪ 41‬من قانون الجمارك من القانون ‪07-79‬‬
‫«يمكن أعوان الجمارك‪ ،‬في إطار الفحص والمراقبة الجمركية‪ ،‬تفتيش البضائع ووسائل النقل‬
‫واألشخاص‪ ،‬مع مراعاة االختصاص اإلقليمي لكل فرقة»‪ ،‬ويتم فحص البضائع من أجل التأكد‬
‫من طبيعة البضاعة من حيث كميتها وحالتها ومنشأها وقيمتها مطابقة للمعطيات الموجودة‬
‫في التصريح المفصل‪ ،‬وحسب المادة ‪ 1-92‬من القانون ‪« 07-79‬بعد تسجيل التّصريح‬
‫المفصل‪ ،‬يقوم أعوان الجمارك بفحص ك ّل البضائع المصرح بها أو جزء منها إذا بدا لهم‬
‫مفيدا»‪ ،‬وتبدو أهمية الفحص في حماية حقوق الخزينة واالقتصاد الوطني والحفاظ على‬
‫ذلك ً‬
‫النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬كما يمكن ألعوان الجمارك االنتقال إلى المكان المعين لرفع‬
‫البضائع والقيام بمراقبتها (المادة ‪ ،)224‬كما أن لهم الحق في االطالع على البضائع المنقولة‬
‫برخصة التنقل طيلة مدة تنقلها (المادة ‪.2)2/225‬‬

‫‪ -1‬عالل قاشي‪ ،‬دور الجمارك في مكافحة جريمة تبييض األموال‪ ،‬مداخلة مأخوذة من الموقع‪:‬‬
‫‪www.univ-media.dz‬تاريخ االطالع‪.2017-04-21 :‬‬
‫‪ -2‬عالل قاشي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتتم عملية مراقبة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود بطريقة مشتركة وآنية تضم كال‬
‫من مصالح و ازرة المالية (الجمارك) وو ازرة التجارة وو ازرة النقل في شكل فرقة مختلطة‪ ،‬وتتم المراقبة‬
‫المشتركة بعد إيداع التصريح الجمركي وتسجيله لدى مصالح الجمارك‪.1‬‬
‫فتقوم هذه األخيرة بتحديد تاريخ إجراء الفحص المادي للمنتوجات المستوردة وذلك من‬
‫أجل ع ملية آنية ومتناسقة بين مختلف المصالح المعنية‪ ،‬ومن أجل ضمان تنسيق الرقابة تم‬
‫االتفاق حسب وجهة المنتوج المستورد وذلك في حالة التوجه نحو المسار األخضر أو بالنسبة‬
‫للمتعاملين االقتصاديين المعتمدين وهذا اإلجراء يهدف غلى إعفاء المتعاملين االقتصاديين من‬
‫مراقبة المطابقة على الحدود واخضاع المنتوجات المستوردة إلى الرقابة الالحقة على مستوى‬
‫مخازن المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬وفي حالة التوجه نحو المسار البرتقالي أو األحمر فيجب‬
‫على المتعامل أو ممثله القانوني عند وصول المنتجات المستوردة أو حتى قبل وصولها إيداع‬
‫ملف االستيراد لدى المفتشية الحدودية لمراقبة الجودة وقمع الغش‪.2‬‬
‫ومؤخ ار عند تعديل األمر ‪ 04-03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد‬
‫البضائع وتصديرها بالقانون ‪ ،15-15‬ألزم المشرع المتعاملين االقتصاديين بتقديم رخص‬
‫االستيراد سواء كانت تلقائية أو غير التلقائية كشرط مسبق لجمركة البضائع والمنتوجات (المادة‬
‫‪ 6‬مكرر‪ ،)1‬وهذا يؤدي غلى ضبط نشاط االستيراد وعدم تمكن المتعاملين االقتصاديين من‬
‫استيراد السلع والبضائع عبر الحدود الوطنية بطريقة عشوائية تؤثر على االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫وهو ما يمكن اعتباره تسهيل لمهام إدارة الجمارك في متابعة حركية المبادالت التجارية الخارجية‬
‫عبر الحدود الوطنية‪.3‬‬

‫‪ -1‬إجراءات مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود‪ ،‬مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ ،www.commerce.gov.dz‬تاريخ االطالع‪.2017-02-19:‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬نباد تسعديت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪57‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وحسب المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306-15‬الذي يحدد شروط وكيفيات‬
‫تطبيق أنظمة رخص االستيراد أو التصدير للمنتوجات والبضائع على‪« :‬تقوم المديرية العامة‬
‫للجمارك بإعالم المصالح المعنية لوزارة التجارة وبنك الجزائر‪ ،‬دوريا وكلّما دعت الضرورة غلى‬
‫ذلك بمستوى استهالك حصص االستيراد والتصدير الخاضعة ألنظمة الرخص وكذا إيفاءها‬
‫بالمعلومات اإلحصائية المتعلقة بالتاريخ التسلسلي لعمليات االستيراد أو التصدير»‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تشجيع الصادرات‬
‫بعد األزمة النفطية األخيرة‪ ،‬وجب على الجزائر البحث عن بدائل للمحروقات‪ ،‬وهذا عن‬
‫طريق وضع تسهيالت من أجل دفع الصادرات (المطلب األول‪ ،‬واالهتمام بالقطاع الخاص‬
‫من أجل ترقيتها (المطلب الثاني‪ ،‬وهذا نظ ار ألهمية تشجيع الصادرات على النمو االقتصادي‬
‫(المطلب الثالث‪.،‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي ‪ ،306-15‬سابق الذكر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‬
‫وضع تسهيالت من أجل تفعيل الصادرات‬
‫أن بقي على عاتقها االنشغال‬
‫بعد تكريس المشرع لمبدأ تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫في حماية اإلنتاج الوطني وترقية الصادرات ويمكن ترجمة ذلك في شكل تسهيالت جمركية‬
‫(الفرع األول‪ ،‬والمالية والمصرفية (الفرع الثاني‪ ،‬والضريبية (الفرع الثالث‪.،‬‬
‫الفرع األول‬
‫التسهيالت الجمركية‬
‫مع تفتح التجارة الخارجية على المبادالت العالمية‪ ،‬تحول دور إدارة الجمارك ابتداءا‬
‫من سنة ‪ ،1993‬من مجرد تطبيق مباشر للنظم والتشريعات المبنية على الحمائية االقتصادية‬
‫إلى التفكير في الطرق الناجعة للتفتح االقتصادي وتطبيقها ميدانيا عن طريق خلق الظروف‬
‫المالئمة للتحكم أكثر في ميكانيزمات التجارة الخارجية كالرواق األخضر الذي شرع في تطبيقه‬
‫والذي يسمح بالرفع الفوري للبضائع دون المراقبة المباشرة من دفع المستحقات الجمركية أو‬
‫الكفالة‪ ،1‬ويخصص هذا اإلجراء للمتعاملين االقتصاديين الذين يستوفون بعض الشروط‬
‫كالشهرة‪ ،‬السمعة الجيدة‪ ،‬الثقة ويسمح هذا اإلجراء للمتعاملين االقتصاديين بأكثر مرونة وسرعة‬
‫ومالئمة في اإلجراءات الجمركية‪ ،2‬كما قام المشرع بوضع تسهيالت جمركية كثيرة بدءا من‬
‫قانون الجمارك ‪ 10/98‬وصوال إلى قانون ‪ 04-17‬المعدل والمتمم لقانون رقم ‪ 07-79‬والذي‬
‫ذكر هذه التسهيالت في المادة ‪ 31‬المعدلة ألحكام المادتين ‪ 75‬مكرر ‪ 01‬و‪ 75‬مكرر‪.02‬‬
‫ويمكننا ذكر بعض التسهيالت‪:‬‬
‫‪ -‬نظام القبول المؤقت الذي يعرف بأنه السماح بقبول في إقليم جمركي البضائع‬
‫المستوردة المعدة للتصدير خالل مدة معينة‪ ،‬مع وقف الحقوق والرسم ودون تطبيق‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158‬‬


‫‪ -2‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158‬‬

‫‪59‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المحظورات ذات الطابع االقتصادي وذلك بقبولها في حاالتها أو إخضاعها لتحويل‬


‫أو تصنيع‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مستودع للتصدير على مستوى الجمارك‪ ،‬حيث تقوم المؤسسات المصدرة‬
‫على تخزين المنتجات المعدة للتصدير قبل شحنها اتجاه البلد المصدرة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬عصرنة إدارة الجمارك على مستوى آليات العمل بما يتناسب مع التحوالت‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتسهيل اإلجراءات الجمركية للمؤسسات العاملة في قطاع التصدير‪.1‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من دفع الحقوق الجمركية المتعلقة بالصادرات النهائية‪ ،‬مثل السماح‬
‫بمقايضة منتوج جزائري بمواد أولية أو منتجات نهائية أجنبية بدون دفع أي حقوق‬
‫المقايضة على الحدود مثل ما هو معمول به في الجنوب‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التسهيالت البنكية‬
‫كانت البداية من قانون رقم ‪ 02-90‬الذي ينص في مادته السابعة على أنه يسمح‬
‫للمصدر التصرف في جزء من أو في كل المبالغ المحصل عليها بالعملة الصعبة من خالل‬
‫قيامه بعملة تصدير منتجات خارج المحروقات وتمس هذه المادة أيضا مصدري الخدمات‪،‬‬
‫ومن جانب آخر تم إقرار عملية التوطين والتسوية المالية للصادرات خارج المحروقات‪.3‬‬
‫والمؤسسات المالية تمول التجارة الخارجية عن طريق تقديم قروض للزبائن من أجل‬
‫توفير الثقة واالئتمان إلتمام صفقاتهم وتوسيع مشاريعهم‪ .4‬وقد نص قانون النقد والقرص على‬

‫‪ -1‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ -2‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -3‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -4‬علودة نجمة دامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪45‬‬

‫‪60‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه العملية في المواد ‪ 71-68‬من األمر ‪ 11-03‬حيث تنص المادة ‪« :66‬تتضمن العمليات‬
‫المصرفية‪...‬عمليات القرض»‪ 1‬وذلك بالسماح للبنوك باعتماد واتباع استراتيجية جديدة تتماشى‬
‫والسياسة االقتصادية الحديثة المتعلقة بالتصدير وذلك من خالل تمويل الصادرات بتقديم‬
‫قروض للمؤسسات الراغبة في التصدير سواء تعلق األمر باستيراد المواد األولية الداخلية في‬
‫المنتجات المعدة للتصدير أو أثناء العمليات التصديرية أو بإنشاء الشباك على مستوي البنوك‬
‫لتسهيل العمليات المالية‪.2‬‬
‫لقد لجا المشرع إلى االعتماد المستندي كوسيلة لتمويل التجارة الخارجية‪ ،‬فهي تعمل على‬
‫تحقيق مصلحة الجميع من مصدرين ومستوردين‪ ،‬وضمان حقوقهم بواسطة تدخل البنك الوسيط‬
‫المعتمد ومبادرته الشخصية لضمان حقوق أطراف البيع الدولي‪ ،‬فهذه العملية تضمن حق‬
‫المصدر وتشجعه لتصدير بضاعته وخدماته‪ ،‬وقد نص عليها في تعديل قانون الملية التكميلي‬
‫لسنة‪ ،1996‬أين اجبر بالتعامل بهذه التقنية في مجال االستيراد والتصدير للبضائع والخدمات‪،‬‬
‫وهذا يدل على أن الجزائر انتهجت سياسة تدعيم الصادرات خارج المحروقات وتشجيع‬
‫المصدرين الجزائريين أو األجانب المقيمين بالجزائر أو غير المقيمين‪ ،‬االعتماد المستندي‬
‫‪3‬‬
‫يحمي المصدر نفسه بها من سوء الحلة المالية للمستورد وعدم قدرته على التسديد‪.‬‬

‫ومن اجل التسهيل على المصدرين الوصول إلى قواعد االحتراف وجودة السلع والخدمات‬
‫التي تفرضها قواعد التجارة الدولية‪ ،‬أنشأت نظام خاص بتامين القرض عند التصدير‪ .4‬وفيما‬
‫يتعلق بإعادة عائدات البيع‪ ،‬فان تسجيل مداخيل التصدر تحدده تعليمة بنك الجزائر رقم‪-05‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 66‬من قانون ‪ « :11-03‬تتضمن العمليات المصرفية تلقي األموال من الجمهور وعمليات القرض وكذا وضع‬
‫وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارة هذه الوسائل»‪.‬‬
‫‪-2‬بلحارث ليندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪-3‬علودة نجمة دامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 75‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬عشاري أسمى‪ ،‬النظام القانوني للشركة الجزائرية لتأمين وضمان الصادرات وأثارها على التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.47‬‬

‫‪61‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪11‬المؤرخة في ‪ 19‬اكتوبر‪ 2011‬المعدلة ألحكام المر رقم ‪ ،94-22‬المؤرخ في ‪14‬‬


‫ديسمبر‪ ،1994‬حيث تقسم عائدات التصدير على النحو التالي‪ %50:‬بالدينار الجزائري يوضع‬
‫في حساب المصدر بالدينار الجزائري‪ ،‬و‪ %50‬بالعملة الصعبة منها‪:‬‬

‫‪ %40 -‬توضع في حساب المصدر بالعملة الصعبة‪ ،‬ويمكنه استعمالها بحرية وفقا لتقديراته‬
‫وتحت مسؤوليته في اطار ترقية الصادرات‪.‬‬

‫‪%60-‬بالعملة الصعبة لحساب المصدر بالعملة الصعبة (الشخص المعنوي)‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫التسهيالت الضريبية‬
‫هناك عالقة طردية بين الزيادة في الدخل القومي والزيادة في حجم االستثمارات‪ ،‬لكن‬
‫العالقة العكسية بالنسبة للضرائب واالستثمار‪ ،‬حيث أن الضرائب هي وسيلة من وسائل السياسة‬
‫المالية التي تطبقها الدول كلّما زادت نسبة الضرائب في البالد نفس حجم االستثمار‪.2‬‬
‫فالضريبة تعرف بأنها اقتطاع مالي تحدده الدولة ويلتزم المكلف بأدائها دون أن يعود‬
‫عليه في مقابل دفعها نفع خاص معين‪ ،‬وذلك يفرض أساسي وهو تمويل النفقات العمومية‬
‫وغير أنه لتحقيق بعض األهداف االقتصادية تقوم الدولة بالتخفيض من قيمة الضرائب وفي‬
‫هاما في ترقية التجارة الخارجية‬
‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫معظم الحاالت اإلعفاء منها‪ ،3‬حيث تعتبر الضرائب‬

‫‪ ،www.algex.dz -1‬تاريخ االطالع‪.2017/03/14 :‬‬


‫‪ -2‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬بلحارث ليندة‪ ،‬اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية األصل ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫حول ترقية الصادرات خارج المحروقات في الجزائر‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 12‬مارس‪ ،2014 ،‬ص‪2‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كليا‬
‫إعفاءا ً‬
‫ً‬ ‫وتشجيع الصادرات خارج مجال المحروقات من خالل إعفاء المؤسسات المصدرة‬
‫أو جز ًئيا من دفع الضرائب‪ ،1‬وبهدف التشجيع على اإلنتاج ومناقشة السلع الوطنية لنظريتها‬
‫األجنبية في مختلف األسواق العالمية‪.2‬‬
‫ومن أبرز هذه التسهيالت‪:‬‬
‫‪-1‬اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات "‪:"IBS‬‬
‫من خالل المادة ‪ 12‬من قانون المالية لسنة ‪ 1996‬ويتمثل هذا اإلعفاء لمدة ‪ 5‬سنوات‬
‫بالنسبة للمؤسسات التي تحقق عمليات تصديرية من السلع والخدمات إلى الخارج‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫إلى الخدمات مدة اإلعفاء ‪ 03‬سنوات لفائدة وكالت السياحة واألسفار‪ ،‬كما قدم تحفيزات‬
‫ضريبية لقطاع الفنادق‪.3‬‬
‫‪-2‬اإلعفاء من الدفع الجزافي "‪:"VF‬‬
‫المادة ‪ 19‬من قانون المالية لسنة ‪ 1996‬تعفي الشركات القائمة بعمليات بيع السلع‬
‫والخدمات للتصدير من أداء الدفع الجغرافي بصورة مؤقتة ولمدة ‪ 05‬سنوات ابتداءا من السنة‬
‫المالية ‪ 1996‬وكانت نسبة اإلعفاء تطبي حسب نسبة رقم األعمال المحقق بالعملة الصعبة‪،‬‬
‫غير ّأنه تم إلغائها تماما بموجب المادة ‪ 13‬من قانون المالية لسنة ‪.42006‬‬
‫‪-3‬اإلعفاء عن الرسم على النشاط المهني "‪:"TAP‬‬
‫المادة ‪ 02‬من قانون المالية ‪ 1996‬يستحق الرسم بصدد رقم األعمال الذي يحققه‬
‫المكلفون بالضريبة الذين يمارسون نشاطا يخضع أرباحه للضريبة على الدخل اإلجمالي صنف‬
‫األرباح التجارية والصناعية والضريبية على أرباح الشركات أو نقصد برقم األعمال هنا مبلغ‬

‫‪ -1‬أرتباس ندير‪ ،‬دور ومكانة التجارة الخارجية في رسم حدود السياسة االقتصادية وترقيتها‪ ،‬يوم دراسي حول "اإلجراءات‬
‫الجديدة لتطوير التجارة الخارجية"‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي ‪ ،2016‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬بلحارث ليندة‪ ،‬اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -4‬بلحارث ليندة‪ ،‬اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03‬‬

‫‪63‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإليرادات المحققة في جميع عمليات البيع أو الخدمات أو غيرها التي تدخل من إطار النشاط‬
‫السالف الذكر‪ .1‬وقد استعملها المشرع الجزائري لتقنية لتشجيع اإلنتاج الوطني‪ ،‬خاصة غذا‬
‫تعلق األمر بعملية تصدير المنتجات الوطنية إلى الخارج‪.2‬‬
‫‪-4‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة "‪:"TVA‬‬
‫هي ضريبة حقيقية كونها تخص استعمال المداخيل أي المصاريف أو االستهالك‬
‫النهائي للسلع وللخدمات‪ ،‬وتأتي بطريقة غير مباشرة‪.3‬‬
‫وفيما يخص عملية التصدير فإن الرسم على القيمة المضافة سطره المشرع في قانون‬
‫الرسم على رقم األعمال بحيث نص على‪ ،‬مع مراعاة ضرورة إعفاء السلع الخاصة بالتصدير‬
‫منه وفقا لنص المادة ‪ ،1/13‬مع مراعاة ضرورة تسجيل عمليات التصدير في سجالت‬
‫المحاسبة‪ ،‬وأال تكون عمليات التصدير مخالفة للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬واستثنى‬
‫المشرع من هذا االمتياز عمليات تصدير التحف الفنية والكتب العتيقة واألثاث القديم‪ ،‬إلى‬
‫‪4‬‬
‫جانب اللوحات الفنية الزيتية والمائية والرسوم والمنحوتات األصلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫تشجيع القطاع الخاص لترقية الصادرات‬
‫لقد حظي موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص باهتمام كبير من قبل الدول‪،‬‬
‫والجزائر على غرار هذه الدول سعت إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين الخاص والعام على‬
‫أيضا سعت إلى تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية‬
‫المستوى المحلي (الفرع األول‪ ،‬و ً‬
‫واألجنبية على المستوى الدولي (الفرع الثاني‪.،‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.03‬‬


‫‪ -2‬برزيق زكريا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -3‬حبيش صليحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -4‬برزيق زكريا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.07‬‬

‫‪64‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‬
‫تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام‬

‫تعددت تعريفات ال ّشراكة بين القطاعين‪ ،‬فيمكن تعريف الشراكة على أنها احد أشكال‬
‫لقد ّ‬
‫التعاون بين القطاعين العام والخاص يتم من خاللها وضع ترتيبات يستطيع بمقتضاها القطاع‬
‫العام توفير السلع والخدمات العامة واالجتماعية من خالل السماح للقطاع الخاص بتقديمها‬
‫بدالً من أن يقدمها القطاع العام بنفسه أي بصورة مباشرة‪ ،‬وبشكل أكثر تحديدا فإن المفهوم‬
‫دور أكبر في تخطيط وتمويل وتصميم‬
‫إلى السيناريوهات التي بمقتضاها يكون للقطاع الخاص ًا‬
‫وبناء وتشغيل وصيانة الخدمات العامة‪.1‬‬
‫أيضا على أنها هي إحدى مشروعات األعمال التي يشارك فيها أو يمتلكها‬
‫وتعرف ً‬
‫طرفان أو أكثر من دولتين مختلفتين أو متعاملين اقتصاديين بصفة دائمة‪ ،‬وال تقتصر هذه‬
‫الشراكة فقط على المشاركة في رأس المال بل تتعدى إلى المشاركة في التسيير واإلدارة‪،‬‬
‫والمساهمة في اإلنتاج والتوزيع سواء للمؤسسة المعنية بالشراكة أو المؤسسات األخرى‪.‬‬
‫أيضا على ّأنها‪« :‬اتّفاق وفق عقد بين القطاع الخاص والعام تحدد فيه‬
‫وكما تعرف ً‬
‫األهداف وشكل ونسب المساهمة بينهما لتمويل االستثمار المتفق عليه والتجهيزات وادارتها‬
‫وصيانتها طوال مدة العقد‪.2‬‬
‫ترتكز االستراتيجية االقتصادية الجديدة للجزائر على أسس تفعيل مخطط الش اركة بين‬
‫المؤسسات العامة والخاصة وذلك لهدف تشجيع دخولها في االستثمارات المشتركة لتنمية وتقوية‬

‫‪ -1‬الشراكة بين القطاع العام الحكومة والقطاع الخاص‪ ،‬إدارة الدراسات االقتصادية والمالي‪ ،‬دائرة المالية‪ ،‬حكومة دبي‪ ،‬أبريل‬
‫‪ ،2010‬مأخوذ من موقع‪ www.dof-gov.ae :‬تاريخ االطالع‪.2017/04/09 :‬‬
‫‪ -2‬السعيد دراجي‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص آلية فعالة لتمويل التنمية المحلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،41‬جوان ‪ ،2014‬ص‪.310‬‬

‫‪65‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االقتصاد الوطني خارج المحروقات‪ ،‬بعد فشل هذه المؤسسات في الرقي باعتمادها على استثماراتها‬
‫المنفردة‪.‬‬
‫يسمح قانون المالية لسنة ‪ 2016‬للمؤسسات العمومية االقتصادية بفتح أرسمالها‬
‫االجتماعي على المؤسسات الوطنية الخاصة‪ ،‬شرط أن تحتفظ المؤسسة العامة بنسبة ‪%34‬‬
‫من مجموع األسهم أو الحصص االجتماعية‪.1‬‬
‫ولكي تشجع المشاريع االستثمارية بالشراكة أصبحت الدولة تمنح قروض بفرض تمويل‬
‫هذه المشاريع باستثناء ما يدخل ضمن تشكيل رأس المال حيث تنص المادة ‪ 01/55‬من قانون‬
‫أن‪« :‬يتم توفير التمويالت الضرورية إلنجاز االستثمارات األجنبية المباشرة أو‬
‫المالية ‪ 2016‬على ّ‬
‫بالشراكة باستثناء تشكيل رأس المال‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬عبر اللّجوء إلى التمويل المحلي»‪.2‬‬
‫لقد سعت السلطات العامة من خالل قانون المالية لسنة ‪ 2016‬إلى اإلعالن الصريح‬
‫عن دعهما المخطط الشراكة بين القطاع العام والخاص بهدف إنجاح المشاريع االستثمارية‬
‫المحلية وتقويتها لخضوع تجربة منافسة المؤسسات الكبرى على المستوى الدولي‪.3‬‬
‫وللجزائر تجربة في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص ونذكر نموذج منه‪:‬‬
‫شركة الفارج لإلسمنت وهو يعد مجمع الفارج المختص في إنتاج مواد البناء‪ ،‬اإلسمنت‪،‬‬
‫الحصى‪ )...‬حيث هو مجمع بالشراكة مع صناعات اإلسمنت مع شركة الجزائر مصنع مفتاح‬
‫ويسير المجمع منذ‬
‫العاصمة وكذا وحدة الجبس بالبويرة بالشراكة مع شركة كوسيدار الجزائرية‪ّ ،‬‬
‫‪ 2002‬مصنعي المسيلة وعكاز بمعسكر لإلسمنت‪.‬‬
‫ومن األهداف التي تسعى إليها الحكومة من الشراكة بين القطاعين نذكر بعض منها‪:‬‬

‫‪ -1‬سهيلة مباركي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 55‬من قانون رقم ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر سنة ‪ ،2015‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -3‬سهيلة مباركي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪66‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬توجيه إمكانيات الحكومة واهتمامها أكثر باألولويات والتفرغ لتجسيد المشاريع‬


‫االستراتيجية‪ ،‬وتحويل نشاطات البنى التحتية والخدمات العامة إلى القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص من عجز الميزانية العمومية واالعتماد على رأس المال الخاص وما يملكه‬
‫من خبرة في إدارة المشاريع والتسليم في اآلجال المحددة‪.1‬‬
‫‪ -‬االستفادة من إدخال التكنولوجيا عن طريق القطاع الخاص فيما يتعلق بالصيانة‬
‫والتشغيل وكذا من كفاءات التأطير والتسيير‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد ميزانية الحكومة التي كانت توجه للبنى التحتية والخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك كل الطاقات المحلية في المسيرة التنموية لتحقيق التنمية المستدامة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية واألجنبية‬
‫تنص المادة ‪ 01/66‬من قانون المالية لسنة ‪ 2016‬على ّأنه‪« :‬ترتبط ممارسة األجانب‬
‫ألنشطة إنتاج السلع والخدمات واالستيراد بتأسيس شركة تحوز المساهمة الوطنية المقيمة على‬
‫نسبة ‪ %51‬على األق ّل من رأسمالها»‪.3‬‬
‫أن السلطات لم تتنازل عن قاعدة ‪ 51/49‬أين أبقت‬
‫ومن خالل هذه المادة يتضح لنا ّ‬
‫عليها سارية المفعول عكس ما كان متداول عنه فيما يخص إلغائها التي في نظر البعض‬
‫تعيق إقبال المستثمرين األجانب إلى السوق الجزائري بما فيها التابعة للقطاع الخاص‪.‬‬
‫إن ال ّشراكة بين المؤسسات االقتصادية الوطنية واألجنبية تفتح مجاالً لالستفادة من‬
‫ّ‬
‫الخبرة الفنية والتكنولوجيا العالية التي تتمتع بها المؤسسات األجنبية وذلك يسمح بتكوين يد‬
‫عاملة وطنية مؤهلة وتحسين نوعية المنتوج المحلي ليسمح بمنافسة المنتوج األجنبي‪.‬‬

‫‪ -1‬السعيد دراجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.314‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 1/66‬من قانون رقم ‪ 18-15‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪.2016‬‬

‫‪67‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وأيضا تسمح الشراكة باالنخراط في التظاهرات التجارية الدولية والصالونات الدولية‬


‫وذلك ما يسمح للترويج للمنتوج الوطني ودخولها إلى األسواق الدولية‪.‬‬
‫ولكي تدعم الدولة الشراكة األجنبية تسعى إلبرام العديد من االتفاقات الثنائية‬

‫والمتعددة األطراف المتعلقة بالتبادل الحر والشراكة وبالتكامل االقتصادي‪ ،1‬وهذا عمالً‬
‫بالمادة ‪ 149‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ 2016‬على أنّ ه‪ :‬على ّأنه‪« :‬يصادق ‪ ...‬توافق‬

‫صرحة»‪.2‬‬
‫عليها ك ّل غرفة من البرلمان ا‬

‫وفي هذا الصدد نذكر أ ّن الجزائر انضمت ووقعت على اتفاق الشراكة مع االتحاد‬
‫األوروبي سنة ‪ 2002‬ومازالت حتى اآلن تسعى إلى االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‬
‫(‪.3)L’OMC‬‬
‫ومن النماذج الشراكة األجنبية والمؤسسات الوطنية نذكر بنك البركة الجزائري وهو‬
‫أول بنك في الجزائر برأس مال مختلط ب ين القطاعين أنشئ في ‪ 20‬ماي ‪ ،1991‬وساهم‬
‫فيه ك ّل من بنك الفال حة والتنمية الريفية الجزائري ومجموعة البركة السعودية وتخضع‬
‫ألحكام النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬ويقوم بأداء جميع األعمال‬
‫المصرفية والتمويل واالستثمار وفقا للشريعة اإلسالمية‪ ،‬و نذكر أيضا شركة ت سيير المياه‬
‫والتطهير لقسنطينة "سياكو" التي تسهر على ضمان تسيير الخدمات العمومية لتطهير‬
‫المياه وتوزيع المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر على مستوى ‪ 12‬بلدية لوالية قسنطينة‬

‫‪ -1‬سهيلة مباركي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬المادة‪ 149‬من التعديل الدستوري‪ ،‬سنة ‪" ،2016‬يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقية الهدنة‪ ،‬ومعاهدات السلم‬
‫والتحالف واالتحاد والمعاهدات المتعلقة بحدود الدولة والمعاهدات المتعلقة بقانون األشخاص والمعاهدات التي تترتب عليها‬
‫نفقات غير واردة في ميزانية الدولة‪ ،‬واالتفاقيات الثنائية أو متعددة األطراف المتعلقة بمناطق التبادل الحر والشراكة‬
‫وبالتكامل االقتصادي بعد أن توافق عليها ك ّل غرفة من البرلمان صراحة"‪.‬‬
‫‪ -3‬مباركي سهيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09‬‬

‫‪68‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التي تعتبر نموذجا للشراكة وفق عقد امتياز بين شركة المياه والتطهير لقسنطينة الجزائرية‬
‫وشركة مرسيليا للمياه الفرنسية‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫أهمية سياسة تشجيع الصادرات وعراقيلها‬
‫لسياسة تشجيع الصادرات أهمية بالغة على النمو االقتصادي وذلك في مختلف الجوانب‬
‫(الفرع األول‪ ،،‬إالّ ّأنه تبقى هذه السياسة المنتهجة تتخللها عراقيل وتحدها للوصول إلى أهدافها‬
‫(الفرع الثاني‪.،‬‬

‫الفرع األول‬
‫أهمية تشجيع الصادرات‬
‫تبرز هذه األهمية من عدة جوانب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬على الجانب المالي‪:‬‬


‫أدت التبعية المطلقة لمداخيل صادرات المحروقات في منتصف الثمانينات القرن‬
‫الماضي صدمة مالية خطيرة كادت تعصف بتوازنات االقتصاد الجزائري نتيجة انهيار البترول‪،‬‬
‫حيث تدهورت الحسابات الخارجية وتآكلت احتياطات الصرف بالعملة األجنبية وضعفت‬
‫معدالت االدخار وتصاعدت معدالت التضخم‪ ،‬ولم تجد الجزائر سبيال لمواجهة هذه األزمة‬
‫الخانقة سوى اللجوء إلى الصندوق النقد الدولي وابرام االتفاق اإلئتماني األول سنة ‪1989‬‬
‫ذرا‪ ،‬تقليص العجز في الميزانية وازالة التنظيم‬
‫أشترط عليها الصندوق اتباع سياسة نقدية أكثر ح ً‬

‫‪ -1‬السعيد دراجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 318‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلداري لألسعار‪.‬‬
‫لمواجهة مثل هذه الوضعيات البد من التفكير في تنويع الصادرات للتخلص من التبعية‬
‫المالية لصادرات المحروقات‪ ،‬فتطوير التصدير خارج المحروقات يرفع من الموارد المالية للدولة‬
‫ويعدد مصادرها ويخلق توازنا في اإليرادات والنفقات ويخفف العجز المالي في حالة حدوث‬
‫فإنها تسعى‬
‫أزمات اقتصادية ‪ ،‬وعندما تتجه الدولة لوضع سياسة تصديرية خارج المحروقات ّ‬
‫‪1‬‬

‫من خالل ذلك إلى تحقيق أهداف مختلفة وتتمثل في‪ :‬الحصول على العملة الصعبة فتمويل‬
‫المؤسسة نشاطها عن طريق التصدير يتيح فرص التمويل الذاتي للمنتوج الدائم للمؤسسة بسبب‬
‫تحصيلها للعائدات بالعملة الصعبة والحصول على رؤوس األموال‪ ،‬وكذلك زيادة رقم األعمال‪،‬‬
‫فهو المحفز العام للمصدرين فهو هدف كمي لتوسيع نشاط المؤسسة‪.2‬‬
‫أن عمل الدولة على دعم التصدير خارج المحروقات يدفعها إلى اتخاذ إجراءات‬
‫كما ّ‬
‫لتحسين أداء القطاع المالي وعصرنة القطاع المصرفي‪ ،‬وفي هذا السياق حاولت الجزائر‬
‫تكييف منظومتها القانونية للتالؤم مع سياسة تدعيم الصادرات من خالل السماح للمصدر‬
‫بالتصرف في المبالغ المحصل عليها بالعملة الصعبة من عمليات تصدير المنتجات الوطنية‬
‫خارج المحروقات ومنح البنوك التجارية حرية أكبر في إدارة النقد األجنبي‪.3‬‬
‫وجاء األمر ‪ 04-03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على تصدير واستيراد السلع ليفتح‬
‫الباب واس ًعا لألشخاص الطبيعية والمعنوية لممارسة عمليات التصدير شرط خضوعه لمراقبة‬
‫الصرف حيث جاء في الفقرة األولى من المادة الثانية من األمر‪« :‬تنجز عمليات استيراد‬

‫ونصت المادة الخامسة منه‪« :‬تخضع عمليات استيراد‬


‫ّ‬ ‫المنتوجات وتصديرها بك ّل حرية»‪،‬‬

‫‪ -1‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫‪ -2‬مدني جميلة‪ ،‬دور الجمارك في تطوير وترقية التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة دالي براهيم‪ ،2010 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪70‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنتوجات إلى مراقبة الصرف طبقًا للتشريع والتنظيم المعمول بهما»‪ ،‬كما تضمنت المادة ‪126‬‬
‫من قانون النقد والقرض الصادر سنة ‪ ،12011‬والذي ألغى القانون رقم ‪ 10-90‬السماح‬
‫لمنتجين ا لسلع داخل الوطن بتحويل رؤوس األموال لضمان تمويل نشاطات بالخارج مكملة‬
‫لنشاطاتهم في الجزائر‪ ،‬وهذا يساهم في زيادة قدراتهم اإلنتاجية لتغطية متطلبات السوق الوطنية‬
‫والدولية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬على جانب التشغيل‪:‬‬


‫تهدف سياسة تحرير التجارة الخارجية إلى جعل االقتصاد الجزائري اقتصاد مفتوح قليل‬
‫الحماية الجمركية والعمل على الحد من عجز الميزان التجاري‪ ،‬وبالتالي الحد من عجز ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬وينطوي برنامج اإلصالح االقتصادي على تخفيض الرسم الجمركي والغاء الحضر‬
‫مفروضا على بعض السلع فضالً على تحرير سعر الصرف الذي يؤدي إلى انخفاض‬
‫ً‬ ‫الذي كان‬
‫قيمة الدينار أمام العمالت األجنبية‪ ،‬وترتب عن هذه السياسات العديد من األثار على مستوى‬
‫التشغيل‪.3‬‬
‫واذا أردنا اإلشارة إلى حجم العمالة في القطاعات التصديرية (الصادرات االستخراجية)‪،‬‬
‫نظر لضعف مساهمة القطاع الصناعي في القوى‬
‫جدا ًا‬
‫يتبين أن مساهمة هذه األخيرة ضعيفة ً‬
‫العاملة عامة‪ ،‬تعتبر الصادرات الصناعية الموجهة نحو التصدير من الصناعات كثيفة‬
‫االستخدام للتقنية لكنها متواضعة في توليد فرص العمول المباشرة إذ أن نسبة العمالة في هذه‬
‫القطاعات لم تتجاوز ‪ 350‬ألف عامل أي بمعدل ‪ %26‬من إجمالي العمالة في القطاع‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 11-03‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 52‬صادرة بتاريخ‪ 27 ،‬أوت ‪.2003‬‬
‫‪ -2‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -3‬سليم عقون‪ ،‬قياس أثر التغيرات االقتصادية على معدل البطالة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2010 ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪71‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الصناعي سنة ‪ 2015‬كأقصى تقدير‪ ،‬ويرجع سبب ذلك إلى ميزة هذه الصناعات بالدرجة‬
‫األولى التي تتطلب نسبة رأس مال كبيرة ويد عاملة نادرة ومؤهلة‪.1‬‬
‫ومن جهة أخرى يشغل القطاع الخاص في الجزائر أكثر من ‪ %65‬اليد العاملة أي‬
‫أكثر من ‪ 5‬ماليين عامل‪ ،‬فهو أهم قطاع منشئ لمناصب الشغل في الجزائر‪ ،‬وقد بدأ هذا‬
‫القطاع في التنظيم والهيكلة في إطار اقتصاد السوق رغم ضعف مناخ االستثمار والعراقيل‬
‫التي تواجه نموه وتطوره‪ ،‬في العمل على ترقية الصادرات خارج المحروقات من خالل توفير‬
‫المناخ اال ستثماري المالئم‪ ،‬يؤدي إلى تشجيع المستثمرين الخواص على استثمار أموالهم في‬
‫الجزائر مما يطور القطاع الخاص في جميع المجاالت وبالتالي تزداد الحاجة إلى اليد العاملة‬
‫فيتطور سوق الشغل وتتضاءل نسبة البطالة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬على جانب االستثمار‪:‬‬


‫إن تشجيع الصادرات يؤدي إلى االستفادة من فرص االستثمار في القطاعات‬
‫االقتصادية األكثر إنتاجية وبذلك يمكن أن يؤدي تشجيع الصادرات الى تدعيم التخصص‬
‫وزيادة اإلنتاجية وأيضا يعمل على فتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية وهذا يؤدي بالتالي إلى‬
‫االستفادة من وفرات اإلنتاج الكبيرة‪ ،‬وتعد الصادرات بشكل عام والصادرات الصناعية بشكل‬
‫خاص محدد مهم في تدفق االستثمار األجنبي المباشر الموجه للتصدير‪ ،‬وتعد الصادرات من‬
‫محددات تدفق االستثمار األجنبي المباشر وبشكل أساسي في قطاع التصنيع أو الخدمات‪،‬‬
‫وهذا يعني وجود عالقة طردية بين الصادرات وتدفق االستثمار األجنبي المباشر‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبدوس عبد العزيز‪ ،‬سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.2016 ،09‬‬
‫‪ -2‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 4‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬دينا أحمد عمر‪ ،‬أثر الصادرات على تدفق االستثمار األجنبي المباشر في دول عربية مختارة‪ ،‬تنمية الرافدين‪،2008 ،‬‬
‫ص‪ 133‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومرور باألمر رقم ‪( 03-01‬ملغى) سعت‬


‫ًا‬ ‫منذ صدور المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬
‫كبير الستقطاب االستثمار‬
‫مجهودا ًا‬
‫ً‬ ‫الجزائر إلى تكريس فكرة تحرير وترقية االستثمار وبذلت‬
‫األجنبي لزيادة تدفق رؤوس األموال وقد وفرت كافة الشروط لجذب هذه االستثمارات من حيث‬
‫الموارد الطبيعية واإلمكانيات المادية والبشرية والمحفزات التي تضمنها قوانين االستثمار‪،1‬‬
‫خر قام المشرع بصدور قانون ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬بتكريس مجموعة من‬
‫ومؤ ًا‬
‫التشجيعات واالمتيازات والضمانات الستقطاب رؤوس األموال‪ ،‬فذكر في القسم الثالث منه‬
‫المزايا اإلضافية فهي تمنح لفائدة النشاطات ذات امتيازات أو المنشئة لمناصب شغل كترقية‬
‫اقتصاد بديل للمحروقات‪ ،‬بحيث خصها بمزايا خاصة إضافة إلى ذلك أضاف إليها المزايا‬
‫المشتركة المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬و‪ 13‬خاصة في مجال السياحة والصناعة والفالحة‬
‫وذلك العتبارهم من النشاطات المهمة والحساسة ودورهم في تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬وهذا‬
‫رغبة من المشرع الستقطاب أكبر عدد من المستثمرين إلى هذه النشاطات خاصة في ظ ّل‬
‫األزمة التي تعيشها الجزائر بسبب تدني أسعار البترول‪ ،‬فهذه التحفيزات من أجل االستثمار‬
‫في هذه القطاعات خاصة في مجال الصناعة‪ ،‬كما أقر المشرع تحفيزات استثنائية لالستثمارات‬
‫ذات أهمية خاصة لالقتصاد الوطني‪ ،‬وهذه االستثمارات تستفيد من المزايا المنصوص عليها‬
‫في المواد ‪ 18‬و‪ 19‬و‪ 20‬وتتجلى مجملها حول تمديد مدة مزايا االستغالل التي يمكن أن‬
‫تصل إلى ‪ 10‬سنوات وكذلك اإلعفاء أو التخفيض من الحقوق الجمركية والجبائية والرسم‪،‬‬
‫وكذا تأهيل المجلس الوطني لالستثمار لمنح إعفاءات أو تخفيض في الضرائب أو الرسم لمدة‬
‫‪ 5‬سنوات‪.2‬‬

‫‪ -1‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪ -2‬عصام صبرينة‪ ،‬ترقية االستثمار في الجزائر في ظ ّل قانون ‪ ،09-16‬يوم دراسي بعنوان مناخ األعمال في الجزائر وأثره‬
‫على االستثمارات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 27‬أكتوبر ‪ ،2016‬ص‪.05‬‬

‫‪73‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬
‫عراقيل تطوير الصادرات خارج المحروقات‬
‫يمكن تقسيم المعوقات التي تحول دون ترقية الصادرات خارج المحروقات إلى عنصرين‪،‬‬
‫الداخلية منها والخارجية‪.1‬‬

‫أوال‪-‬المعوقات الداخلية‪:‬‬
‫ويقصد بها العقبات والمشاكل التي تعترض نشاط التصدير في الداخل والتي غالبا ما‬
‫تكون بسبب اإلجراءات المحلية‪ .2‬ومن أبرز هذه المعوقات نجد‪:‬‬
‫‪ -‬المشاكل التنظيمية والتي تتمثل في غياب استراتيجية تصديرية حيث يرجع الكثير من‬
‫المختصين والمصدرين الجزائريين إلى غياب استراتيجية وطنية للتقرير خاصة فيما يتعلق‬
‫بترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬إلى عدم وجود رؤية استشرافية لمرحلة ما بعد النفط وهو‬
‫ما يؤكده البعض بأن الجزائر تفتقر لثقافة التصدير التي تمكنها من تنويع مصادر الدخل‬
‫للخزينة العمومية باإلضافة إلى قلة الجهود المحفزة للتصدير فبالرغم من اتخاذ الحكومة‬
‫الجزائرية‪ ،‬العديد من اإلجراءات لدعم عملية التنويع والتي كانت من أبرزها إنشاء مركز تنمية‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬صندوق ضمان الصادرات لدى البنوك لتسهيل عملية التخليص الجمركي‬
‫التي يمكن أن تتم من مواقع اإلنتاج‪ ،‬تمويل عقود التصدير باإلضافة الى اإلعفاء‬
‫الجمركي‪...‬إلخ‪ ،‬ك ّل هذه المؤسسات واآلليات المتعلقة بالترويج‪ ،‬التمويل والضمان‪ ،‬تساهم‬
‫أن هذه اإلجراءات فشلت في‬
‫بشكل كبير في دعم القدرة التنافسية في األسواق الخارجية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫تنشيط وانعاش قطاع الصادرات خارج المحروقات‪.3‬‬

‫‪ -1‬بن يوسف حسينة‪ ،‬ترقية الصادرات الصناعية خارج المحروقات في الجزائر (‪ ،)2010-2000‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم التجارية‪ ،‬فرع إدارة العمليات التجارية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -2‬وصاف سعيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.285‬‬
‫‪ -3‬بن يوسف حسينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪74‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬التباطؤ في إدراج نصوص تشريعية وتنظيمية جديدة تحكم آليات التصدير والمنافسة‬
‫والمعامالت التجارية وشروط ممارسة األنشطة التجارية‪.1‬‬
‫‪ -‬المشاكل الهيكلية بحيث هناك غياب شبه كلي للهياكل التي تتكفل بوظيفة التصدير‬
‫(التسويق الدولي)‪ ،‬ويرجع سبب ضعف مصالح التسويق الدولي إلى ضعف مصالح البيع‬
‫في السوق الوطني في ظ ّل اقتصاد الندرة (الطلب أكثر من العرض) وهو ما ال يستدعي‬
‫وضع مصلحة للتّسويق ودراسة السوق وسلوك المستهلك‪.2‬‬
‫‪ -‬مشاكل تتعلق بالمنتوج في حد ذاته الرتفاع أسعار المنتوجات الموجهة للتصدير نتيجة‬
‫الرتفاع أسعار تكلفة المواد األولية المستوردة‪ ،‬ضعف اإلنتاجية‪ ،‬انعدام المنافسة في السوق‬
‫المحلية زيادة على تقلبات العملة‪.3‬‬
‫‪ -‬ضعف تصميم مواد التغليف ووسائل التعبئة للمنتوج‪ ،4‬حيث أن الشكل الذي يقدم به‬
‫نصر من بين العناصر التي تدفع إلى االستهالك‪ ،‬إذ يعتبر‬
‫المنتج وشكل التغليف يعتبر ع ًا‬
‫نفور لدى‬
‫كعنصر جذب وعامل رغبة في اختيار المنتج‪ ،‬أو العكس من ذلك فقد يخلق ًا‬
‫المستهلك من السلعة أو يكون له رد فعل سلبي عليها‪.5‬‬
‫‪ -‬مشاكل النقل فوجود وسائل النقل يعتبر أداة لتقريب المسافات واجتياز الحدود بين‬
‫عدة مشاكل كارتفاع تكلفة النقل الدولي إلى‬
‫البلدان‪ ،‬رغم أهمية هذه العملية إالّ ّأنها تواجه ّ‬
‫جانب ارتفاع أسعار خدمات النقل المحددة من طرف الشركة الوطنية للنقل البحري‪ ،‬نقص‬
‫الوسائل المستعملة في نقل البضائع من المصانع إلى الميناء‪ ،‬قدم أسطول النقل البحري‬
‫الجزائري رغم المقتنيات الجديدة إالّ ّأنها تظ ّل غير كافية مقارنة مع حجم المبادالت التجارية‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪ -2‬بن ساحة مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -3‬مدني جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -4‬مدني جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -5‬بن ساحة مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪75‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التي تشهد ارتفاع مستمر‪ ،‬حصر مجال التنقل في الشركة الوطنية للنقل البحري مما يوحي‬
‫بعدم وجود منافسة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف قدرة استيعاب الموانئ الرئيسية الجزائرية ويرجع ذلك أحيانا إلى تنظيم الحواالت‬
‫وخروجها من الموانئ ومكونتها لمدة طويلة بالنظر إلى التعقيدات البيروقراطية‪.1‬‬

‫ثانيا‪-‬المعوقات الخارجية‪:‬‬
‫ويقصد بها تلك العقبات والمشاكل التي تعترض المنتجات المحلية في األسواق‬
‫الخارجية‪ ،‬والتي تكون في الغالب بسبب اإلجراءات داخل األسواق الخارجية‪ ،‬والتي يصعب‬
‫على الشركات المصدرة السيطرة عليها‪ ،2‬ومن أهم هذه المعوقات‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم الحماية الكافية للمنتوج الوطني من التدفق الفوضوي للواردات فإن تطبيق‬
‫قواعد االقتصاد الحر وفتح األسواق أمام واردات الدول المصنعة من السلع والخدمات التي‬
‫متطورة قد تؤثر على الصناعات الصغيرة الحديثة‬
‫ّ‬ ‫تكون ذات تنافسية سعرية عالية وتكنولوجيا‬
‫النشأة وذلك من خالل التأثير على قدرتها في التنافس والبقاء في السوق‪ ،‬وبالتالي صار من‬
‫الواجب على الدولة الجزائرية تقديم المزيد من الحماية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأن ال‬
‫تتذرع بالتحرير االقتصادي الستفاء شروط االنضمام للمنظمة العالمية للتجارة ألن هذه األخيرة‬
‫تقبل بمبدأ حماية المنتوج المحلي عن طريق الرسوم الجمركية كدعم للصناعات الناشئة‬
‫ويتطلب هذا األمر من الحكومة في بادئ األمر وضع قائمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫والمنتوجات التي تنتجها ومن ثم الشروع في صياغة السياسة الحمائية األنسب لذلك‪ ،‬كما يجب‬
‫على الدولة التدخل لمحاربة اإلغراق الممارس من طرف سلع االستيراد الذي يستهدف ضمان‬
‫احتكار السوق المحلية بعد إخراج كافة المنافسين منه‪.3‬‬

‫‪ -1‬مدني جميلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 54‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬وصاف سعيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.285‬‬
‫‪ -3‬جالل مسعد ز‪ /‬محتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪76‬‬
‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬محدودية منافذ التوزيع في األسواق الخارجية وارتفاع تكاليف النقل الدولي‪ ،‬وعجز‬
‫خدمات التصدير المخصصة لذلك التي تعتبر أداة أساسية وضرورية لتطوير نشاطات التصدير‬
‫ألن ارتفاع تكاليف النقل يترتب عنه ارتفاع التكاليف التسويقية وبالتالي انخفاض هامش الربح‬
‫الممكن تحقيقه‪.‬‬
‫هاما في التعريف بالمنتوج المحلي‪،‬‬
‫دور ً‬
‫‪ -‬تلعب التظاهرات سواء المحلية منها أو الدولية ًا‬
‫كما تعتبر أيضا سوقا يتم من خاللها بيع هذه المنتوجات‪ ،‬هذا إضافة إلى اعتبار هذه التظاهرات‬
‫فضاءا لتحصيل المعلومات االقتصادية والمالية والمالحظ من طرف االقتصاديين أن دور هذه‬
‫ً‬
‫التظاهرات غير مستغل في الجزائر بالنظر للحضور الرمزي للمؤسسة الجزائرية في التظاهرات‬
‫المحلية فهي تفتقد إلى االنتظام واالستم اررية‪ ،1‬مما يسمح بارتفاع درجة المخاطرة بممارسة‬
‫البيع في األسواق الخارجية لنقص المعلومات المتعلقة بهذه األسواق وخاصة اختالف البيئة‬
‫داخليا‪.2‬‬
‫ً‬ ‫الخارجية عن تلك التي تنشط فيها المؤسسة المصدرة‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ -2‬بن يوسف حسينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬

‫‪77‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫يعتبر تكريس حرية مبادرة األشخاص الخاصة في التجارة الخارجية بجانب الدولة بموجب‬
‫أحكام القانون ‪ 04-03‬تحقيق قانوني جد هام‪ ،‬على الساحتين الوطنية والدولية‪ ،‬حيث أصبح‬
‫مجال االستيراد والتصدير مفتوح أمام الخواص وأمام كل المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬بعدما كان‬
‫ال إذ أن دور الدولة المتدخلة يعود من‬
‫أن األمر لم يدم طوي ً‬
‫حكر على الدولة‪ ،‬غير ّ‬
‫المجال ًا‬
‫جديد وذلك من خالل مجموعة من النصوص القانونية خاصة منها قوانين المالية لعام ‪2009‬‬
‫و‪ 2016‬والقانون رقم ‪ 15-15‬المعدل لألمر رقم ‪ 04-03‬المتعلق باالستيراد والتصدير‪ ،‬وهي‬
‫نصوص من شأنها أن تضيف من تحرير المبادالت التجارية‪ ،‬أين أصبح نشاط االستيراد‬
‫والتصدير يخضع لمجموعة من اإلجراءات والقيود سواء قبل إنشاء النشاط االستثماري (ضرورة‬
‫أجنبيا‪ ،‬أو الحصول على‬
‫ً‬ ‫الدراسة المسبقة للمشروع إن كان الشريك‬
‫إجراء شراكة أو حتى ّ‬
‫رخصة استيراد و‪/‬أو تصدير) أو أثناء تنفيذ المشروع االستثماري وذلك بضرورة إخضاع‬
‫االستيراد ألحكام قانون المنافسة واجبارية الدفع بموجب االعتماد المستندي أو التحصيل‬
‫المستندي أثناء االستيراد‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يرى مختصون في قطاع التجارة الخارجية أن اعتماد نظام الرخص‬
‫يندرج ضمن قواعد المنظمة العالمية للتجارة وليس لهذه الرخص أي عالقة بتلك المعمول بها‬
‫في السبعينات والثمان ينات من القرن الماضي وأن الجزائر تلتزم بالمبادئ التي تحكم التجارة‬
‫بلدا في مواجهة صعوبات ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫الدولية التي تقتضي تقييدا على الكميات‪ ،‬لما يكون ً‬
‫وتبقى الجزائر مرغمة على تطوير وترقية صادراتها خارج المحروقات لخلق التوازن في‬
‫عالقتها التجارية الدولية‪ ،‬حيث بالرغم من ك ّل اإلجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية‬
‫أن نسبة الصادرات من المحروقات أعلى بكثير من السلع األخرى بنسبة‬
‫ألجل ترقيتها‪ ،‬إالّ ّ‬
‫‪ %97‬وحتّى من ناحية تنويع السلع القابلة للتصدير لم تتمكن من تحقيق ذلك والتي ال تتعدى‬
‫نسبتها ‪،%3‬وتشير اإلحصائيات أن قطاع المحروقات يساهم بمعدل يفوق ‪ %40,66‬من‬
‫‪79‬‬
‫خاتمة‬

‫الدخل القومي الخام (‪ (PIB1‬وهذا من فترة ‪2000‬الي ‪ 2012‬وبالنسبة للصناعة والفالحة فهي‬
‫تساهم بنسبة ‪ ،%15,43‬وهو ما يبرر تأخر هذين القطاعين مقارنة مع باقي القطاعات‬
‫المشكلة لالقتصاد‪.‬‬
‫فعليه على الدولة بذل جهود أخرى من خالل تسهيل عمليات التجارة الخارجية ألنها‬
‫أصبحت حتمية أمام النظام االقتصادي العالمي الذي يرتكز على فكرة العولمة ومبادئها وهذا‬
‫بوضع قواعد مماثلة ومتوازية مع نظيرتها الخارجية‪ ،‬بهدف إيجاد أسواق خارجيةوتحقيق تنمية‬
‫للصادرات خارج المحروقات مع إلزامية تشجيع وحماية االقتصاد الوطني في البداية وتطويره‬
‫ومنحه األولية في برامج التنمية من أجل إعطاءه ميزة تنافسية في األسواق الدولية‪ ،‬ويجب‬
‫توفير المناخ االستثماري المالئم للمؤسسات خارج مجال المحروقات وجذب االستثمارات‬
‫األجنبية‪ ،‬واعطاء العناية والتركيز على القطاع الخاص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كونه‬
‫يساهم بشكل فعال في ترقية الصادرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Produit Intérieur brut (PIB) est l’un des agrégats majeurs des comptes nationaux, en tant qu’indicateur‬‬
‫‪économique principal de mesure de la production économique réalisée à l’intérieur d’un pays, donné, le‬‬
‫‪PIB vise à quantifier – pour un pays et une année donnée- la valeur totale de la production de richesse‬‬
‫‪effectuée par les agentes économiques résidant à l’intérieur de ce territoire (ménage, entreprise,‬‬
‫‪administration publique…), sur le site : www.ar.m.wikipedia.org consulté le 12/05/2017.‬‬
‫‪80‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫*المراجع باللغة العربية ‪:‬‬


‫‪_1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬القيود الجمركية وتطور التجارة الخارجية للدول األخذة في‬
‫النمو‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬محمود محمد أبو العال‪ ،‬الجات‪ ،‬النصوص الكاملة لالتفاقية العامة للتعريفات والق اررات‬
‫المصدرة لها في مصر‪ ،‬دار الجميل‪،1999 ،‬‬
‫‪ -‬معاوية عثمان الحداد‪ ،‬القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪2005،‬‬
‫‪ -‬موالي أسماء‪ ،‬النظام الجمركي في ظل قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪2013،‬‬
‫‪ -‬نشأت علي عبد العال‪ ،‬االستثمار والترابط االقتصادي الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬عيبوط محند وعلي‪ ،‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪_2‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪_1_2‬رسائل دكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬بلحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬زايد مراد‪ ،‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل درجة‬
‫دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة يوسف بن خده‪.2006 ،‬‬
‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬وصاف سعيدي‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في البلدان‬
‫النامية‪ ،‬الحوافز والعوائق‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل‬
‫اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪.2004 ،‬‬
‫‪ 2_2‬رسائل ماجستير‪:‬‬
‫‪ -‬إرزيل الكاهنة‪ ،‬النظام القانوني لتامين القرض عند التصدير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع قانون األعمال ‪،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬بن ساحة مصطفى‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية على النمو االقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬دراسة حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫‪،2011‬‬
‫‪ -‬بن شعبان حكيمة‪ ،‬االعتماد المستندي والتجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪2014 ،‬‬
‫‪ -‬حبيش صليحة‪ ،‬النظام القانوني لقابض الجمارك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2012،‬‬
‫‪ -‬حجارة ربيحة‪ ،‬حرية المبادرة في التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬حمشة عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات‬
‫في ظل التطورات الدولية الراهنة‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬زيرمي نعيمة‪ ،‬التجارة الخارجية الجزائرية من االقتصاد المخطط إلي اقتصاد السوق‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التسيير الدولي للمؤسسات‪ ،‬تخصص المالية الدولية‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد‪.2011 ،‬‬
‫‪83‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬سليم عقون‪ ،‬قياس اثر المتغي ارت االقتصادية على معدل البطالة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪.2010،‬‬
‫‪ -‬عشاري اسمى‪ ،‬النظام القانوني للشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات وأثارها‬
‫على التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة مولود معمري‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬علودة نجمة دامية‪ ،‬دور المؤسسات المصرفية في التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2014،‬‬
‫‪ -‬مدني جميلة‪ ،‬دور الجمارك في تطوير وترقية التجارة الخارجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة دالي براهيم‪2010 ،‬‬
‫‪_3‬المقاالت والمداخالت‪:‬‬
‫‪ -‬أرتباس نذير‪ ،‬دور مكانة التجارة الخارجية في رسم حدود السياسة االقتصادية وترقيتها‪،‬‬
‫يوم دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو يوم ‪ 11‬ماي‪.2016‬‬
‫‪ -‬أرزيل الكاهنة‪ ،‬تعليق على األمر ‪ 04-03‬المتعلق بالقواعد المطبقة على عمليات‬
‫استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،2‬ص ص‪.108-75‬‬
‫‪ -‬اقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬مبدأ الصناعة والتجارة في القانون الجزائري‪ ،‬المجلة النقدية‬
‫للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تبزي وزو‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،2‬ص ص‬
‫‪.74-59‬‬
‫‪ -‬السعيد دراجي‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص آلية فعالة لتمويل التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد‪ ،41‬جوان ‪ ،2014‬ص ص‪.322-309‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬بابا عبد القادر‪-‬أجري خيرة‪ ،‬االمتيازات الجبائية ودورها في جذب االستثمارات األجنبية‬
‫المباشرة في الجزائر‪ ،‬المجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية‪ ،‬عدد‪ ،02‬سبتمبر‪ ،2014‬ص‬
‫ص‪.34-11‬‬
‫‪ -‬برزيق زكريا‪ ،‬التحفيزات الجبائية لفعل التصدير في الجزائر‪ ،‬ملتقي وطني حول ترقية‬
‫الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يومي‪ 11‬و‪12‬‬
‫مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬بلحارث ليندة‪ ،‬اإلجراءات المتبعة من طرف السلطات العمومية ألجل ترقية الصادرات‬
‫خارج المحروقات‪ ،‬ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬يومي‪11‬و‪12‬مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬بن بعالش خاليدة‪ ،‬االطار القانوني والتنظيمي لتشجيع قطاع الصادرات خارج‬
‫المحروقات‪ ،‬ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬يومي‪11‬و‪12‬مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬تواتي نصيرة‪ ،‬دور الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ‪ ،ALGEX‬في تعزيز‬
‫الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬ملتقي وطني حول ترقية الصادرات خارج المحروقات‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬يومي‪11‬و‪12‬مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬جالل مسعد ز‪/‬محتوت‪ ،‬مشاكل التصدير خارج المحروقات في الجزائر‪ ،‬ملتقي وطني‬
‫حول ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫يومي‪11‬و‪12‬مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬حجارة ربيحة‪ ،‬وضع قطاع التجارة الخارجية في الجزائر‪ :‬تراجع في التحرير أم ضبط‬
‫للقطاع‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد‪ ،02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.363-341‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬حسين نوارة‪ ،‬استراتيجية التصدير واجراءات تنميته في الجزائر‪ ،‬ملتقي وطني حول‬
‫تيزي‬ ‫معمري‪،‬‬ ‫مولود‬ ‫جامعة‬ ‫المحروقات‪،‬‬ ‫خارج‬ ‫الصادرات‬ ‫ترقية‬
‫وزو‪،‬يومي‪11‬و‪12‬مارس‪.2014‬‬
‫‪ -‬عادل زقاع‪ -‬رانية مدار‪ ،‬التنمية السياحية في الجزائر‪ ،‬ملتقي وطني ثاني حول التنمية‬
‫البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر‪ ،‬جامعة برج بوعريريج‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫يومي ‪07‬و‪ 08‬مارس‪.2016‬‬
‫‪ -‬عبدوس عبدالعزيز‪ ،‬سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪،‬‬
‫العدد‪،2016 ،09‬ص ص ‪.214-201‬‬
‫‪ -‬عصام صبرينة‪ ،‬ترقية االستثمار في الجزائر في ظل قانون ‪ ،09-16‬يوم دراسي‬
‫بعنوان مناخ األعمال في الجزائر وأثره على االستثمارات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،‬يوم ‪ 27‬أكتوبر‪.2016‬‬
‫‪ -‬قموح مولود‪ ،‬مدى موافقة نظام رخص االستيراد والتصدير الجزائري مع اتفاق إجراءات‬
‫تراخيص االستيراد لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬يوم دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير‬
‫التجارة الخارجية خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪11‬‬
‫ماي‪.2016‬‬
‫‪ -‬كريمة نايت سيدي احمد‪ ،‬رخص االستيراد كآلية لتقليل االستيراد‪ ،‬يوم دراسي حول‬
‫اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي ‪.2016‬‬
‫‪ -‬مباركي سهيلة‪ ،‬دعم القطاع الخاص لتنويع االقتصاد الجزائري خارج المحروقات‪ ،‬يوم‬
‫دراسي حول اإلجراءات الجديدة لتطوير التجارة الخارجية خارج المحروقات‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬يوم ‪ 11‬ماي ‪..2016‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬يوسفي محمد‪ ،‬برامج االنتعاش االقتصادي وانعكاساتها على القطاع الفالحي في‬
‫الجزائر‪ ،‬ملتقي وطني ثاني حول التنمية البديلة لقطاع المحروقات في الجزائر‪ ،‬جامعة‬
‫برج بوعريريج‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬يومي ‪ 07‬و‪ 08‬مارس‪.2016‬‬
‫‪-4‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫الدستور‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،438-96‬المؤرخ ‪ ،1996/12/ 7‬يتعلق بإصدار نص تعديل‬
‫الدستور المصادق عليه في استفتاء ‪ ،1996/11/28‬في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الديموقراطية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،76‬الصادرة ‪.1996/12/28‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 01-16‬يتضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬المؤرخ في ‪06‬‬
‫مارس‪ ،2016‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،14‬الصادرة في ‪07‬مارس‪.2016‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ ،1979‬المعدل والمتمم بقانون ‪،10-98‬‬
‫يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ 30‬الصادر في ‪.1979-07-24‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 36-90‬المؤرخ في ‪ 1990/12/30‬المتضمن قانون المالية ‪ ،1991‬ج‪.‬ر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،47‬الصادر في ‪.1990/12/31‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 06-96‬مؤرخ في ‪10‬جانفي ‪ ،1996‬يتضمن تأمين القرض عند التصدير‪،‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،03‬الصادرة في ‪14‬جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 10-98‬المؤرخ في ‪ 22‬غشت ‪ ،1998‬يعدل ويتمم قانون رقم ‪ 07-79‬المتضمن‬
‫قانون بالجمارك‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،61‬الصادرة في ‪ 23‬غشت ‪.1998‬‬
‫‪ -‬قانون‪ 18-01‬مؤرخ في ‪12‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتضمن القانون التوجيهي لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،77‬الصادرة في ‪ 15‬ديسمبر‬
‫‪.2001‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬أمر رقم ‪ 11-03‬مؤرخ في ‪ 28‬أوت ‪ 2003‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬جريدة رسمية‪،‬‬


‫العدد‪ ،52‬الصادرة في ‪ 27‬أوت ‪.2003‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪19‬يوليو‪ ،2003‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على‬
‫عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪20‬يوليو‪.2003‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 08-06‬المتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم‪ .‬لألمر رقم ‪،03-01‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،47‬الصادرة في ‪ 29‬يوليو ‪.2006‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2009‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،44‬الصادرة في ‪ 26‬يوليو ‪.2009‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 15-15‬المعدل والمتمم لألمر‪ 04-03‬الموافق ل‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬المتعلق‬
‫بالقواعد العامة المطبقة على عمليات استيراد البضائع وتصديرها‪ ،‬جريدة رسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،41‬الصادرة في ‪ 29‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 18-15‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪،2016‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،73‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪03‬مارس ‪ ،2016‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬جريدة رسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،46‬الصادرة في ‪ 3‬غشت ‪.2016‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 14-16‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪،2017‬‬
‫ج ر‪ ،‬عدد‪ ،77‬الصادرة في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2016‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 01-16‬يتضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬المؤرخ في ‪06‬‬
‫مارس‪ ،2016‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،14‬الصادرة في ‪07‬مارس‪.2016‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 04-17‬المؤرخ ‪ 16‬فبراير ‪ ،2017‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪،07-79‬‬
‫المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪.2017/02/19‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المراسيم التنفيذية‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 37-91‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1991‬يتعلق بشروط التدخل في‬
‫مجال التجارة الخارجية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 20‬مارس ‪.1991‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 93-96‬مؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ ،1996‬يتضمن إنشاء غرفة التجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،16‬الصادرة في ‪ 16‬مارس ‪1996‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 205-96‬مؤرخ في ‪ 05‬جوان ‪ ،1996‬يحدد كيفيات سير حساب‬
‫التخصيص الخاص رقم ‪ 302-84‬الذي عنوانه الصندوق الخاص لترقية الصادرات‪،‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ 35‬الصادرة في ‪09‬ماي ‪.1996‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 173-04‬مؤرخ في ‪12‬جوان ‪ ،2004‬يتضمن إنشاء المجلس‬
‫الوطني االستشاري لترقية الصادرات وسيره‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،39‬الصادرة في ‪16‬‬
‫جوان ‪.2004‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-05‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2005‬يحدد شروط تنفيذ الحق‬
‫ضد اإلغراق‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادرة في‪ 23‬جويلية‪.2005‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 306-15‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق أنظمة رخص االستيراد‬
‫والتصدير للمنتوجات والبضائع‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،66‬الصادرة في ‪ 9‬ديسمبر‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 03-91‬مؤرخ ‪ 20‬فبراير ‪ ،1991‬يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع‬
‫للجزائر وتمويلها‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،23‬سنة‪.1992‬‬
‫‪ -‬نظام رقم ‪ 01-07‬مؤرخ في ‪ 03‬فبراير ‪ ،2007‬يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت‬
‫الجارية مع الخارج والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬الصادرة في‬
‫‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-5‬الوثائق‪:‬‬
‫‪ -‬أوسرير منور‪ ،‬مستقبل المناطق الحرة في ظل المعطيات االقتصادية الجديدة‪ ،‬على‬
‫الموقع‪ www.uni.ouargla.dz :‬تاريخ االطالع‪.2017/03/16 :‬‬
‫‪ -‬إجراءات مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة على مستوى الحدود‪ ،‬مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ www.commerce.gov.dz‬تاريخ االطالع‪.2017/02/20 :‬‬
‫‪ -‬إعالن عن و ازرة التجارة عن المنتوجات الخاضعة لنظام الحصص‪ ،‬مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ www.commerce.gov.dz‬تاريخ االطالع‪.2017/04/19 :‬‬
‫‪ -‬الشراكة بين القطاع العام الحكومة والقطاع الخاص إدارة الدراسات االقتصادية والمالي‪،‬‬
‫دائرة المالية‪ ،‬حكومة دبي‪ ،‬أبريل ‪ ،2010‬مأخوذ من الموقع‪www.dof.gov.ae :‬‬
‫تاريخ االطالع‪.2017/04/09:‬‬
‫‪ -‬حفيظ صواليلي‪ ،‬قانون المالية ‪ 2016‬بداية السنوات العجاف في الجزائر‪ ،‬مأخوذ من‬
‫الموقع‪ www.alkhabar.com :‬تاريخ االطالع‪.2017/05/15 :‬‬
‫‪ -‬زوبير عبد الحكيم‪ ،‬عن مدير الفرعي بالمديرية العامة للتجارة الخارجية‪ ،‬مأخوذ من‬
‫الموقع‪ www.commerce.gov.dz :‬تاريخ االطالع‪.2016/07/11 :‬‬
‫‪ -‬زوزي محمد‪ ،‬استراتيجية الصناعات المصنعة والصناعات الجزائرية‪ ،‬مجلة الباحث‪،‬‬
‫االطالع‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪www.univ-ouargla.dz.2010‬‬ ‫‪،08‬‬ ‫العدد‬ ‫ورقلة‪،‬‬
‫‪.2017/03/14‬‬
‫‪ -‬عية عبد الرحمان‪ ،‬نظام سعر الصرف في الجزائر‪ ،‬مقال مأخوذ من‪:‬‬
‫‪www.elkhabar.com‬تاريخ النشر‪ 9 :‬نوفمبر ‪ ،2013‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.2017/04/02‬‬
‫‪ -‬عالل قاشي‪ ،‬دور الجمارك في مكافحة جريمة تبييض األموال مأخوذ من الموقع‪:‬‬
‫‪ www.univ-media.dz‬تاريخ االطالع‪.2017/04/21 :‬‬

‫‪90‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ مأخوذة‬،2016 ‫ جانفي‬14 ،FCE ‫ مجلة صحفية صادرة عن منتدى رؤساء المؤسسات‬-


.2017/03/19 :‫ تاريخ االطالع‬www.FCE.dz :‫من الموقع‬
،2013 ‫ نوفمبر‬28 :‫ تاريخ النشر‬www.andi.dz:‫ مجلة صحفية منشورة على الموقع‬-
.2017/04/16 :‫تم االطالع عليه يوم‬
.2017/03/14 :‫ تم االطالع عليه يوم‬www.ALGEX.dz. -
- Note N°17/2016/DGC du 13 Mars 2016, aux banques intermédiaires
agrées, trouvé sur le site www.housingbankdz.com, consulté le
16/04/2017

- www.ar.m.wikipedia.com consulté le : 12/05/2017.

:‫*المراجع باللغة الفرنسية‬


- Bakir Mohamed, Tentative d’évaluation des politiques publiques en
matière d’encadrement du commerce extérieur en Algérie. mémoire de
Magister, option : Économie International, Université d’Oran, 2013.
- Cherigui Chahrazad, le financement du commerce extérieur par les
banques algériennes, mémoire de magister en droit bancaire, faculté de
droit, université d’Oran, 2014.

91
‫قائمة المحتويات‬
‫قائمة المحتويات‬

‫كلمة شكر‬
‫إهداء‬
‫قائمة المختصرات‬

‫مقدمة ‪1.................................................................................‬‬

‫الفصل األول‬

‫التدابير المتّخذة لتأطير االستيراد والتصدير كوسيلة لتطوير التجارة الخارجية‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني الجديد لالستيراد والتصدير ‪7..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ضبط نشاطي االستيراد والتصدي ــر‪7 ...................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وضع قوانين خاصة لتنظيم نشاط االستيراد والتصدير ‪7 .................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حماية اإلنتاج والسوق الوطني ‪10 .....................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مضمون قانون االستيراد والتصدير ‪12 .................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام التراخيص كإج ارء جديد لالستيراد والتصدير ‪14 ..................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التراخيــص التلقائيـة‪14 .................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬التراخيص غير التلقائيـة ‪16 ............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬القوانين المكملة في تنظيم االستيراد والتصدير ‪18 .....................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قانون االستثمار ‪18 ...................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬قانون الجمارك ‪19 ....................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القانون المنظم للنشاط المصرفي ‪22 ...................................‬‬

‫‪93‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تفعيل النصوص المتعلقة بنشاط االستيراد والتصدير‪23 ...................‬‬

‫المطلب األول‪:‬ترقية الصادرات خارج المحروقات ‪24 ..................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪24 ...............................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬تشجيع االستثمار األجنبي ‪26 .........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخوصصة ‪29 .......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استحداث مؤسسات لترقية الصادرات ‪30 ..............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية ‪31 ..............................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬المجلس الوطني لترقية الصادرات ‪33 ..................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصندوق الخاص بترقية الصادرات ‪34 ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الشركة الجزائرية للتأمين وضمان الصادرات ‪35 .............. CAGEX‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة ‪36 ................................‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬آليات مواجهة ارتفاع نسبة الواردات ‪37 ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تشجيع المنتوج المحلي ‪37 .............................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬إحالل الواردات ‪39 ....................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫القواعد واألحكام الواردة في التعديالت الجديدة لالستيراد والتصدير‬

‫المبحث األول‪ :‬تقييد الواردات ‪44 ........................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أشكال تقييد االستيراد ‪44 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القيود النقدية ‪44 .......................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الجمركية ‪47 ....................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المحتويات‬

‫المطلب الثاني‪:‬اإلجراءات الجديدة لتقليص االستيراد‪50 ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام الحصص ‪51 ....................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة على عملية تنقل البضائع عبر الحدود الوطنية ‪55 ...............‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تشجيع الصادرات‪58 .....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وضع تسهيالت من أجل تفعيل الصادرات ‪59 .........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التسهيالت الجمركية ‪59 ...............................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬التسهيالت البنكية ‪60 .................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التسهيالت الضريبية ‪62 ...............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تشجيع القطاع الخاص لترقية الصادرات‪64 ...........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام ‪65 ....................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تفعيل الشراكة بين المؤسسات الوطنية واألجنبية ‪67 ....................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية سياسة تشجيع الصادرات وعراقيلها‪69 ..........................‬‬

‫الفرع األول ‪:‬أهمية تشجيع الصادرات ‪69 ...........................................‬‬


‫أوال‪ :‬على الجانب المالي ‪69 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬على جانب التشغيل ‪71 ....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬على جانب االستثمار ‪72 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عراقيل تطوير الصادرات خارج المحروقات ‪74 .........................‬‬
‫أوال‪-‬المعوقات الداخلية ‪74 .......................................................‬‬
‫ثانيا‪-‬المعوقات الخارجية ‪76 .....................................................‬‬
‫خاتمة ‪78 ................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪81 ........................................................................‬‬


‫‪95‬‬

You might also like