You are on page 1of 25

‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬

449-425:‫ ص ص‬2021‫ السنة‬04‫ العدد‬16‫المجلد‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫التدابير البنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬


Banking measures in the field of capital movement control

،*1‫أحالم بلجودي‬
‫ الجزائر‬- ‫جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل‬1

2021/12/31 :‫ تاريخ النشر‬2021/12/09 :‫ تاريخ القبول للنشر‬2021/11/27 :‫تاريخ االستالم‬

:‫ملخص‬

‫بالنظر إلى خطورة اآلثار المالية واالقتصادية المترتبة على جرائم مخالفة التشريع المتعلق بالصرف‬
‫ وبالرغم من أهمية اإلجراءات‬،‫خصها المشرع بتنظيم خاص وعقوبات جزائية صارمة‬
ّ ‫ فقد‬،‫وحركة رؤوس األموال‬
‫العقابية المفروضة إالّ أنه من الصعب محو األضرار المالية المترتبة على ارتكاب مثل هذه الجرائم بسبب‬
‫ لذلك فقد تفطن المشرع إلى وجوب اتخاذ‬،‫صعوبة تتبع واسترداد األموال المحولة إلى الخارج بالعملة الصعبة‬
.‫إجراءات وقائية تهدف إلى مراقبة حركة رؤوس األموال قبل عملية التحويل والتأكد من مشروعيتها‬

‫ باإلضافة إلى‬،‫تلعب البنوك دو ار كبي ار في اتخاد مثل هذه التدابير عن طريق إجراءات التوطين البنكي‬
.‫اإلجراءات المفروضة على عمليات تحويل رؤوس األموال الناتجة عن االستثمارات األجنبية‬

.‫ التوطين البنكي‬.‫ البنوك‬.‫ التدابير الوقائية‬.‫ حركة رؤوس األموال‬:‫كلمات مفتاحية‬


Abstract :
Taking into account the seriousness of the financial and economic consequences
of the infringements of violation of the legislation relating to the exchanges and the
movements of capital, the legislator distinguished them by a particular regulation and
strict penal sanctions, and in spite of the importance of the punitive measures
imposed , it is difficult to erase the pecuniary damages resulting from the commission
of such crimes due to the difficulty of locating and recovering the funds transferred
abroad in foreign currency ; recover funds transferred abroad in foreign currency
the Algerian legislator has become aware of the need to take preventive
measures aimed at monitoring the movement of capital before the transfer process
and ensuring its legitimacy.
Banks play a major role in taking such measures through bank domiciliation
procedures, in addition to procedures imposed on transfers of capital resulting from
foreign investments.
Key words : Capital movement. Preventive measures. Banks. Bank domiciliation.

- 425 - beldjoudiahlam@univ-jijel.dz :‫* المؤلف المراسل‬


‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫من خالل االستراتيجية المنتهجة من قبل الدولة الجزائرية في مطلع التسعينات‪ ،‬والمتمثلة أساسا في فتح‬
‫باب االستثمار لألجانب‪ ،‬وذلك للتقليل من اللجوء إلى استراد السلع والخدمات وتحسين توزيعها وتشجيع إنتاج‬
‫مما يتولد عنه زيادة في العملة الصعبة‪ ،‬فقد سمح المشرع بدخول أموال األجانب في الدورة‬
‫السلع والخدمات‪ّ ،‬‬
‫االقتصادية الجزائرية الستغاللها‪ ،‬وفي المقابل فقد أجبر المشرع على فتح الباب النتقال رؤوس األموال من‬
‫الجزائر إلى الخارج‪.‬‬

‫من أجل حماية لالقتصاد الوطني من أي تالعبات أو تحويالت غير شرعية لألموال إلى الخارج قد تؤثر‬
‫سلبا على احتياطات النقد األجنبي للبالد أو على قيمة الدينار‪ ،‬فرض المشرع إجراءات إلزامية لهذا االنتقال بكل‬
‫اتجاهاته‪ ،‬من خالل مجموعة من النصوص القانونية كان أهمها األمر رقم ‪ 22-96‬المتعلق بقمع مخالفة‬
‫التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،1‬وما تبعه من تعديالت أهمها‬
‫التعديل الذي جاء به األمر رقم ‪ 03-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪.22010‬‬

‫بسبب الخطورة التي تشكلها جرائم الصرف وحركة رؤوس األموال‪ 3‬على مصالح خزينة الدولة‪ ،‬فقد كرس‬
‫المشرع نظامين مختلفين لمواجهة مثل هذه الجرائم‪ ،‬أحدهما وقائي واآلخر ردعي‪ ،‬فيما يتعلق بالنظام الوقائي‬
‫الذي يهدف إلى تجنب وقوع مختلف األفعال التي قد تشكل جريمة حركة رؤوس أموال‪ ،‬عن طريق فرض‬
‫مجموعة من اإلجراءات والتدابير تحول دون ارتكاب مثل هذه األفعال‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالنظام الردعي فقد تضمن األمر رقم ‪ 22-96‬المعدل والمتمم مجموعة من القواعد‬
‫الردعية للتصدي لجرائم الصرف وحركة رؤوس األموال‪ ،‬والتي تتسم بالكثير من الشدة والخصوصية‪ ،‬سواء من‬
‫حيث إجراءات المتابعة أو من حيث العقوبات المقررة‪.‬‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،1996‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس‬
‫األموال من وإلى الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،43‬الصادر في ‪ 10‬جويلية ‪.1996‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،03-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ 2010‬والمتعلق بقمع‬
‫مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد‬
‫‪ ،50‬الصادر في ‪ 01‬سبتمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -3‬تعرف جرائم الصرف وحركة رؤوس األموال بأنها‪" :‬كل فعل أو امتناع عن فعل يشكل إخالال بااللتزامات المنصوص عليها في‬
‫التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال"‪.‬‬
‫‪ -‬دربوشي نور الدين‪" :‬حماية االقتصاد الوطني عن طريق قمع مخالفات الصرف وحركة رؤوس األموال مع الخارج"‪ ،‬نشرة‬
‫القضاة‪ ،‬مديرية البحث لو ازرة العدل‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬العدد ‪ 49‬الصادر سنة ‪ ،1996‬ص ‪.25‬‬

‫‪- 426 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫تُعرف اإلجراءات الوقائية في إطار ما يسمى بالرقابة على الصرف وحركة رؤوس األموال بأنها مجموعة‬
‫من اإل جراءات والتدابير التي تفرضها الدولة بغية إخضاع معامالت األفراد والهيئات مع الخارج للسياسة التي‬
‫ترى أنها تكفل الصالح العام‪ ،‬وتتكفل البنوك بتنفيذ هذه التدابير تطبيقا للنصوص القانونية البنكية‪ ،‬عن طريق‬
‫القيام بعمليات التوطين البنكي ومراقبة استخدام وسائل الدفع‪ ،‬باإلضافة إلى مراقبة تحويل رؤوس األموال الناتجة‬
‫عن عمليات االستثمار األجنبي‪ ،‬كما يدخل في إطار الوقاية من جرائم حركة رؤوس األموال مراقبة العائدات‬
‫الناجمة عن عمليات االستثمار أو التصدير في مجال المحروقات‪.‬‬

‫بصدور القانون رقم ‪ 12-86‬المتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،1‬تم إعطاء البنوك والمؤسسات المالية أهمية‬
‫في االستعادة التدريجية لوظائفها ال سيما في مجال سياسة الصرف‪ ،‬فأصبحت تشارك في إعداد مختلف‬
‫التنظيمات المتعلقة بالصرف باإلضافة إلى دور و ازرة المالية‪ ،‬إال أنه وبصدور القانون رقم ‪ 10-90‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪ 2‬وبعده األمر رقم ‪ 11-03‬المعدل والمتمم‪ 3‬نزعت صالحية مراقبة التجارة الخارجية من و ازرة‬
‫المالية وأصبحت من الصالحيات األصلية لبنك الجزائر‪ ،‬ثم تليه البنوك والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة‬
‫المتحصلة على اعتماد بذلك من قبل مجلس النقد والقرض‪.4‬‬

‫يهدف موضوع التدابير البنكية في مجال الوقاية من جرائم حركة رؤوس األموال إلى البحث في مختلف‬
‫اإلجراءات المتخذة من قبل الهيئات التابعة للقطاع البنكي في مجال مراقبة حركة رؤوس األموال من وإلى‬
‫الخارج‪ ،‬وتحليل مدى نجاعتها وكفايتها في مراقبة شرعية عمليات التحويل‪.‬‬

‫إن موضوع التدابير البنكية في مجال الوقاية من جرائم الصرف وحركة رؤوس األموال يثير إشكاال‬
‫أساسيا ينشأ من متغيرين متناقضين هما‪:‬‬

‫‪ -‬اتجاه الدولة الجزائر نحو تحرير االقتصاد الذي يفرض عليها تحرير عمليات التجارة الخارجية وتشجيع‬
‫االستثمار وتقديم التسهيالت الكافية الستقطاب رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬يتعلق بنظام البنوك والقروض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،34‬الصادر في ‪ 20‬أوت ‪ ،1986‬ملغى‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪،16‬‬
‫الصادر في ‪ 18‬أفريل ‪ ،1990‬ملغى ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المواد ‪ 32‬و ‪ 62‬الفقرة "ل" والمادة ‪ 127‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 27‬أوت ‪ ،2003‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪ 04-10‬المؤرخ في ‪16‬‬
‫أوت ‪ ،2010‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،57‬الصادر في ‪ 12‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 86‬من النظام رقم ‪ ،01-07‬المؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ ،2007‬يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع‬
‫الخارج والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪ 13‬ماي ‪ ،2007‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪- 427 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬ضرورات حماية االقتصاد الوطني عن طريق ضمان تطبيق السياسة النقدية للدولة من أجل الحفاظ على‬
‫القيمة االقتصادية للعملة الوطنية‪.‬‬

‫ما مدى كفاية وفعالية التدابير البنكية المكرسة في التشريع الجزائري والهادفة إلى الوقاية من جرائم حركة‬
‫رؤوس األموال؟‬

‫إن تحليل هذه اإلشكالية يتطلب استعمال المنهج االستقرائي‪ ،‬والذي يجمع بين المنهجين الوصفي‬
‫والتحليلي‪ ،‬حيث يتم االستعانة بالمنهج الوصفي عند تحديد التدابير البنكية المقررة في مجال الوقاية من جرائم‬
‫حركة رؤوس األموال‪ ،‬في حين يظهر المنهج التحليلي في تقدير كفاية هذه التدابير وفعاليتها في الحد من جرائم‬
‫حركة رؤوس األموال‪.‬‬

‫تختلف اإلجراءات البنكية المتخذة باختالف طبيعة العملية التي تبرر تحويل رؤوس األموال‪ ،‬حيث يعتمد‬
‫إجراء التوطين البنكي بالنسبة لعمليات التجارة الخارجية (المبحث األول)‪ ،‬في حين تطبق إجراءات أخرى بالنسبة‬
‫لتحويل الرأسمال المستثمر والعائدات الناتجة عنه (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫التدابير المتخذة بالنسبة لعمليات التجارة الخارجية‬


‫أولى المشرع أهمية خاصة لتنظيم عمليات التجارة الخارجية باعتبارها منفذ مهم لترحيل رؤوس أموال‬
‫ضخمة إلى الخارج‪ ،‬حيث أحاط عمليات ترحيل وتحويل رؤوس األموال الناجمة عن هذا النوع من العمليات‬
‫لشروط وإجراءات معينة تتخذ في إطار ما يعرف بالتوطين البنكي (المطلب األول)‪.‬‬

‫كما فرضت المشرع على المتعاملين في مجال التجارة الخارجية إجبارية استعمال وسائل الدفع في عمليات‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬أي إجبارية المرور على القنوات البنكية عند تسوية مدفوعاتها الناجمة عن هذه العمليات‪،‬‬
‫وهمن األهداف التي يسعى المشرع لتحقيقها من وراء فرض هذا الحكم هو تمكين البنوك من مراقبة هذه‬
‫المدفوعات ومراقبة مدى شرعيتها ومطابقتها للقوانين المعمول بها(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوطين البنكي‬

‫التوطين البنكي هو عملية إدارية تضمن للبنوك تسجيل وإعطاء قاعدة نظامية لكل عمليات االستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬ويسمح التوطين البنكي من الناحية التقنية بمراقبة المبادالت مع التجارة الخارجية من قبل البنوك‬
‫باالستعانة بمصلحة الجمارك وما تسمح به التشريعات‪ ،‬كما يعرف بأنه آلية يتم بواسطتها تسوية دفع الثمن في‬

‫‪- 428 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫المعامالت التجارية عن طريق قيام بنك التوطين بتكليف المشتري بأن يدفع مبلغا معينا لمصلحة البائع مقابل‬
‫مستندات يلتزم البائع بتسليمها إلى البنك‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الهيئات المخولة إجراء التوطين البنكي‬

‫أوكل المشرع مهمة الوساطة للقيام بعملية التوطين البنكي لكل من البنوك والمؤسسات المالية ومصالح‬
‫بريد الجزائر‪ ،‬حيث يجب أن يخضع كل عقد استيراد أو تصدير نهائي أو مؤقت للبضائع مهما كان نوعها إلى‬
‫إجراء التوطين‪ 2‬لدى بنك وسيط معتمد‪ ،3‬وهذا البنك وحده هو المؤهل لجمع وإجراء تدفقات األموال في شكل‬
‫تحويل أو ترحيل والمتعلقة بالتصدير أو االستيراد‪ ،‬ويسبق التوطين كل عملية تحويل أو ترحيل لألموال‪ ،‬وال‬
‫يمكن للوسيط المعتمد أن يرفض التوطين المصرفي لعقد التصدير أو االستيراد عندما تتوفر فيه مجموع الشروط‬
‫التقنية والتنظيمية‪ ،‬ويحق للمتعامل االقتصادي الذي ُرفض الطلب الذي قدمه من أجل التوطين أن يقدم طعنا‬
‫لدى اللجنة المصرفية‪.4‬‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيف‪ ،‬العقود المصرفية‪ ،‬المجلد الثالث‪ :‬االعتماد المستندي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2014 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -2‬يستثني المشرع مجموعة من العمليات من إلزامية التوطين‪ ،‬فباإلضافة إلى العمليات التي تتم تحت نظام العبور استثنت المادة‬
‫‪ 33‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ ،2007‬المتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع الخارج‬
‫والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪ 13‬ماي ‪ ،2007‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫عمليات التجارة الخارجية من إلزامية التوطين لدى بنك وسيط معتمد وعددها على سبيل الحصر كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الواردات أو الصادرات التي يقوم بها المسافرون الستعماالتهم الشخصية طبقا ألحكام القوانين المالية‪.‬‬
‫‪ -‬الواردات التي يقوم بها المواطنون المسجلون لدى الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج عند عودتهم النهائية إلى‬
‫الجزائر طبقا ألحكام القوانين المالية‪.‬‬
‫‪ -‬الواردات التي يقوم بهها األعوان الدبلوماسيون والقنصليون وما شبههم وكذا أعوان ممثليات الشركات والمؤسسات العمومية في‬
‫الخارج عند عودتهم إلى الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬الواردات والصادرات التي تقل قيمتها عن القيمة المقابلة لمبلغ ‪ 100.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬واردات أو صادرات العينات والهبات والسلع المستلمة في حالة تفعيل الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬الواردات من السلع المحققة في إطار نظام الوقف الجمركي‪.‬‬
‫كما استثنى المشرع في المادة ‪ 57‬من النظام السالف الذكر من إلزامية التوطين العمليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬صادرات الخدمات الرقمية عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات المؤسسات الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬صادرات الخدمات الخاصة بالمهنيين غير التجاريين‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 13‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬على شروط اكتساب البنك لصفة الوسيط المعتمد‪،‬‬
‫حيث أنه يمكن لكل بنك أو مؤسسة مالية حاصلة على ترخيص طبقا ألحكام قانون النقد والقرض أن تكتسب صفة الوسيط المعتمد‬
‫للقيام بعمليات التجارة ا لخارجية والصرف‪ ،‬وذلك عن طريق اعتماد يسلمه محافظ بنك الجزائر‪ ،‬ويجب أن ينشر هذا االعتماد في‬
‫الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 35‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 429 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫تعد البنوك أكثر المتعاملين أهمية على مستوى سوق الصرف‪ ،‬حيث تتكفل بعمليات الصرف لحسابها‬
‫الخاص أو لحساب زبائنها‪ ،‬ولتسهيل عمليات اإليداع لدى المؤسسات المالية األجنبية التي تلعب دور المراسل‪،‬‬
‫ويؤهل البنوك الوسطاء المعتمدون وحدهم دون سواهم للقيام بعمليات العمالت الصعبة وبعمليات الصرف وذلك‬
‫لحسابهم أو لحساب زبائنهم‪ ،‬ويحوز وصف وسيط معتمد عن اعتماد خاص يصدره بنك الجزائر بناء على طلب‬
‫البنك أو المؤسسة المالية أو عون الصرف‪ ،‬يكون االعتماد الخاص والذي يمنح صفة وسيط معتمد‪ ،‬موضوع‬
‫إشعار صريح ويحدد صنف العمليات المرخص له بها‪.1‬‬

‫يلتزم الوسطاء المعتمدون بتأمين العمليات موضوع اعتماداتهم لصالح كل زبائنهم وبكل مساواة في‬
‫المعاملة‪ ،‬باستثناء حالة عدم المالءمة المثبتة على الزبون‪ ،‬ويمكن لبنك الجزائر أن يسحب صفة الوسيط من كل‬
‫مستفيد فيما يخص كل أو جزء من صنف العمليات المرخصة‪ ،‬في حالة مخالفة القواعد السارية المفعول‪.‬‬

‫تمنح المادة ‪ 16‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم إمكانية تتمة عملية تحصيل الصادرات من غير‬
‫المحروقات عن طريق البريد‪ ،‬شرط أن تتولى مصالح البريد إعالم البنك الذي تمت أمامه عملية التصدير بجميع‬
‫الترحيالت التي قامت بها مصالح البريد‪.‬‬

‫يبرز دور مصالح البريد في مراقبة الصرف من خالل تتمة عملية ترحيل األموال‪ ،‬إذ تعد كذلك بمجرد‬
‫التنازل عن عائدات الصادرات لبنك الجزائر‪ ،‬أو عندما يكون الناتج من العائدات قد ُسدد بالعملة الصعبة عن‬
‫طريق البريد فقط‪ ،‬كما يبرز دورها أيضا في الرقابة من خالل مراقبة بنك التوطين لملف التصدير‪ ،‬إذ من بين‬
‫الوسائل التي يجب أن يستعين بها في عملية المراقبة على التوطين هو إثبات الترحيل لألموال إلى الوطن عن‬
‫طريق إدارة البريد‪ ،2‬حيث يمكن للمصالح المالية لبريد الجزائر بتنفيذ عمليات الترحيل لألموال الناتجة عن‬
‫الصادرات‪ ،‬باإلضافة إلى تحويالت منح الدراسة الممنوحة للمقيمين الذين يزاولون دراستهم لدى مؤسسة التعليم‬
‫العالي‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات التوطين البنكي‬

‫تحاط عملية التوطين البنكي بمجموعة من الضوابط تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يسهر الوسيط المعتمد على تصفية الملفات الموطنة على مستواه في اآلجال المقررة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬من التعليمة رقم ‪ 2017-06‬مؤرخة في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2017‬تتضمن تنظيم وتسيير سوق الصرف ما بين‬
‫المصارف‪ .‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm :‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪ 14 :‬أكتوبر ‪ 2021‬على الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪ -2‬بحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 58‬و‪ 77‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 430 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬ال يمكن القيام بأية تسوية أو التزام مالي ورد في العقد التجاري إال إذا توافر لدى الوسيط المعتمد الفواتير‬
‫النهائية‪ ،‬وثائق اإلرسال أو وثيقة جمركية "للعرض على االستهالك" الخاصة بالسلع المستوردة‪ ،‬وأخي ار شهادات‬
‫الخدمة المنجزة بالنسبة الستيراد الخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬إن مراقبة ملف التوطين المصرفي والتحويل من قبل الوسيط المعتمد تتم على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فيما يخص واردات السلع على أساس العقد التجاري أو الفواتير النهائية‪ ،‬ووثائق اإلرسال والوثائق‬
‫الجمركية أو مستند يقبل كوثيقة معادلة‪ ،‬وأيضا نسخة من رسالة سويفت الخاصة بها وأخي ار االستمارة اإلحصائية‬
‫المرسلة لبنك الجزائر‪.‬‬

‫أما فيما يخص واردات الخدمات فعلى أساس العقد التجاري أو الفواتير النهائية وشهادة الخدمة المنجزة‪،‬‬
‫الوثائق والتراخيص التي من المحتمل طلبها‪ ،‬نسخة من رسالة سويت الخاصة بها‪ ،‬وأخي ار االستمارة اإلحصائية‬
‫المرسلة لبنك الجزائر‪.1‬‬

‫‪ -‬تحدد آجال التوطين المصرفي والتحويل الخاصة بعمليات االستيراد في أجل أقصاه ثالثة أشهر الموالية‬
‫للتسوية المالية للعملية بالنسبة للعقود التجارية ذات التسوية الفورية‪ ،‬وفي أجل أقصاه ‪ 30‬يوما الموالية للتسوية‬
‫األخيرة بالنسبة للعقود التجارية ذات التسوية المؤجلة‪ ،2‬أما بالنسبة لتوطين المصرفي اآلجل لصادرات المنتجات‬
‫الطازجة القابلة للتلف أو الخطيرة فيتم في غضون ‪ 15‬يوم عمل التي تلي تاريخ اإلرسال والتصريح لدى‬
‫الجمارك‪.3‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بعمليات التصدير ووفقا للمادة ‪ 71‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم يقوم الوسيط المعتمد‬
‫الموطن بتصفية ملف التصدير على أساس "نسخة البنك" من التصريح الجمركي فيما يتعلق بالسلع التي ترسلها‬
‫المصالح الجمركية‪ ،‬المستندات المستلمة المثبتة للترحيل‪ ،‬وأخي ار االستمارة اإلحصائية المرسلة إلى بنك الجزائر‪.‬‬

‫يجب على المصدر أن يرحل اإليرادات الناجمة عن التصدير في أجل ال يتجاوز ‪ 180‬يوما اعتبا ار من‬
‫تاريخ اإلرسال بالنسبة للسلع أو تاريخ اإلنجاز بالنسبة للخدمات‪ ،‬وعندما يكون تسديد التصدير مستحقا في أجل‬
‫يتجاوز مائة وثمانين يوما ال يمكن القيان بالتصدير إال بعد الحصول على ترخيص من المصالح المختصة لبنك‬
‫الجزائر‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 52‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 53‬من المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 02‬من التعليمة رقم ‪ 2021-07‬مؤرخة في ‪ 29‬جوان ‪ ،2021‬المتضمنة تحديد مهلة التوطين اآلجل لصادرات‬
‫المنتجات الطازجة‪ ،‬القابلة للتلف و‪/‬أو الخطيرة‪ ،.‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪ 14 :‬أكتوبر ‪ ،2021‬على الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 61‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 431 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫تلزم المادة ‪ 67‬من النظام رقم ‪ 01-07‬السالف الذكر الوسيط المعتمد أن يضع تحت تصرف المصدر‬
‫بمجرد تحقيق ترحيل اإليرادات الناجمة عن الصادرات‪:‬‬

‫‪ -‬الحصة التي تعود إليه طبقا للتنظيم المعمول به والتي يتم إيداعها في حسابه بالعملة الصعبة‪.‬‬

‫‪ -‬مقابل القيمة بالدينار لرصيد اإليرادات الناتجة عن التصدير الخاضعة إللزامية التنازل‪.‬‬

‫‪ -‬يفقد المصدر الحق في االستفادة من الحصة بالعملة األجنبية بالنسبة إليرادات الصادرات غير الموطنة أو‬
‫التي تم ترحيلها بعد اآلجال المحددة‪ ،‬كما يتم تحصيل إيرادات الصادرات الناجمة عن المشاريع غير المصرح بها‬
‫الموطن بالدينار الجزائري وليس بالعملة الصعبة‪.1‬‬
‫مسبقا لدى المصرف ّ‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية التوطين البنكي كتدبير وقائي‬

‫إن البنك الوسيط المعتمد هو وحده المؤهل لجمع وإجراء تدفقات األموال في شكل تحويل أو ترحيل‬
‫والمتعلقة بالتصدير أو االستيراد المعني‪ ،‬وهو ملتزم من أن يتأكد من انتظام عقود التجارة الخارجية بالنسبة إلى‬
‫تنظيم الصرف ويسهر على السير الحسن لحركات األموال مع الخارج والتي تنجم عن هذه العقود‪ ،‬ويجب أن‬
‫يبلغ بنك الجزائر عن أي مخالفة يالحظها في تنفيذ حركات األموال مع الخارج والمرتكبة في إطار عمليات‬
‫االستيراد والتصدير‪.2‬‬

‫حرص المشرع من خالل اإلجراءات التي فرضها في عملية التوطين المصرفي أال تتم أية عملية تحويل‬
‫لألموال إلى الخارج إال إذا كانت مبررة ووفقا إلجراءات مطابقة للتشريع المعمول به فيما يتعلق بتنظيم حركة‬
‫رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،‬وأيضا أن يتم استرداد العائدات المتأتية عن عملية التصدير إلى الجزائر‪.‬‬

‫كما اشترط المشرع للقيام بعملية التحويل نحو الخارج أن يسلم المتعامل الوثائق التي تثبت إرسال السلع‬
‫باتجاه اإلقليم الجمركي الوطني حص ار والفواتير النهائية الخاصة بها‪ ،‬كما ال يمكن أن يتجاوز المبلغ الذي يجب‬
‫أن يحول الحصة القابلة للتحويل المنصوص عليها في العقد والوثيقة الملحقة وال مبلغ الفواتير النهائية للسلعة أو‬
‫الخدمة المستوردة‪ ،‬ويجب أن يبرر بصفة قانونية كل فارق بالمقارنة مع المبالغ المشار إليها في البداية‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 57‬الفقرة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬بحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،2014 ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -3‬أوضح المرسوم التنفيذي ‪ 279-12‬مؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،2012‬يحدد كيفيات تنظيم وسير البطاقية الوطنية للمخالفين في‬
‫مجال مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫عدد ‪ ،41‬الصادر في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2012‬أن هذه البطاقية تستغل للوقاية والمكافحة في مجال تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‬
‫ووضع سياسة للوقاية والمكافحة في مجال مخالفة الصرف فضال عن مراقبة سوابق المخالفين في مجال المصالحة واتخاذ‬
‫اإلجراءات التحفظية ضد المخالفين‪ ،‬كما تستغل في إعداد اإلحصائيات والتقارير السنوية في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪- 432 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يجب على الوسيط المعتمد أن يأخذ بعين االعتبار عند القيام بعمليات التوطين على الخصوص المساحة‬
‫المالية وضمانات المالءة التي يقدمها لزبون‪ ،‬وقدرة الزبون على القيام بالعملية التي تندرج في إطار التجارة‬
‫الخارجية في أحسن الظروف وطبقا للقواعد واألعراف الدولية المعمول بها‪ ،‬كما يجب عليه أن يتأكد من شرعية‬
‫العملية بالنسبة للتنظيمات التي تحكم الصرف والتجارة الخارجية‪.1‬‬

‫كما تخضع عمليات التوطين البنكي إلى مراقبة بعدية من قبل بنك الجزائر‪ ،‬للتأكد من مراعاة البنوك‬
‫والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة للشروط واألشكال المنصوص عليها قانونا‪ ،‬حيث يتعين على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة عرض حال نتائج تصفية ملفات التصدير في غضون الشهر الموالي‬
‫للسداسي المعني‪ ،‬وفي حال معاينة مخالفة متعلقة بإجراءات التوطين يمكن أن تتعرض البنوك للعقوبات‬
‫المنصوص عليها في األمر ‪ 11-03‬المعدل والمتمم لمخالفتها للقواعد القانونية المطبقة على العمل المصرفي‪،‬‬
‫كما يخضع األشخاص المخالفون للعقوبات المنصوص عليها في األمر ‪ 22-96‬المعدل والمتمم والمتعلق بقمع‬
‫مخالفة التشريع والتنظيم المتعلقين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪.‬‬

‫في مجال معاينة مثل هذه المخالفات فقد منحت المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 22-96‬المعدل والمتمم ألعوان‬
‫البنك المركزي الممارسين على األقل مهام مفتش أو مراقب المخلفون والمعينون وفق شروط وكيفيات معينة‬
‫صالحية معاينة هذه المخالفات‪ ،‬على أن ترسل فو ار إلى الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجبارية استعمال وسائل الدفع في عمليات التجارة الخارجية‬

‫فرض المشرع من خالل المادة ‪ 50‬من األمر رقم ‪ 01-09‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ 22009‬والتي عدلت أحكام المادة ‪ 122‬من األمر رقم ‪ 03-94‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،31994‬أن يتم‬
‫الوفاء بالنسبة لعمليات استيراد مواد التجهيز الجديدة بما فيها آالت األشغال العمومية وقطع الغيار الجديدة‬
‫لممارسة نشاط إنتاج السلع أو الخدمات‪ ،‬وكذا البضائع المخصصة إلعادة بيعها على حالها إلى إلزامية دفع‬

‫يقوم بتزويد هذه الب طاقية كال من بنك الجزائر والو ازرة المكلفة بالمالية انطالقا من محاضر معاينة المخالفات التي يعدها‬
‫أعوانهما‪ ،‬ويمكن لعشر هياكل ومؤسسات رسمية حددها المرسوم االطالع على المعلومات المسجلة في البطاقية ومن بينها المفتشية‬
‫العامة للمالية والمديريات العامة للضرائب وال جمارك والمحاسبة وكذا المديرية العامة للرقابة االقتصادية وقمع الغش لو ازرة التجارة‪،‬‬
‫كما يمكن استغالل المعلومات الواردة بالبطاقية من طرف الجهات القضائية ‪.‬‬
‫يمكن لكل شخص طبيعي أو معنوي ورد اسمه في البطاقية أن يطلب شطبه إذا ما استفاد من حكم براءة نهائي حسبما‬
‫أوضحه المرسوم‪.‬‬
‫‪ -1‬بلحارث ليندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية عدد ‪ ،44‬الصادر في ‪ 26‬جويلية ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 122‬المعدلة والمتممة للمادة ‪ 123‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 18-93‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1993‬والمتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،1994‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد‪ ،87‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.1994‬‬

‫‪- 433 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫ثمنها من حساب بالعملة مفتوح لدى بنك من البنوك في الجزائر‪ ،‬ومع أنه لم تكن هناك إشارة صريحة إلى‬
‫استعمال وسيلة دفع معينة عند الوفاء‪ ،‬غير أن هذه المادة اشترطت أن يتم الدفع عبر القنوات البنكية‪.‬‬

‫غير أن المشرع من خالل قانون المالية التكميلي ذاته عاد وحدد بعض الوسائل التي يجب اعتمادها للدفع‬
‫في حاالت معينة (الفرع األول)‪ ،‬وتظهر أهمية فرض هذا اإلجراء في تمكين البنوك من مراقبة حركة رؤوس‬
‫األموال إلى الخارج (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حاالت إجبارية استعمال وسائل الدفع‬

‫لم يتضمن النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم نصا صريحا يفرض على المتعاملين في مجال التجارة‬
‫الخارجية الوفاء من حساب بالعملة الصعبة‪ ،‬أو استعمال وسائل دفع‪ ،‬ولكن في المقابل أكد إلزامية توطين‬
‫العمليات لدى مستوى هذه البنوك‪ ،‬ورخص في المادة ‪ 22‬منه لكل شخص طبيعي أو معنوي مقيم أو غير مقيم‬
‫فتح حساب أو عدة حسابات تحت الطلب أو ألجل بالعمالت األجنبية لدى البنوك الوسيطة المعتمدة‪.1‬‬

‫بصدور قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬ألزم المشرع المتعاملين االقتصاديين التعامل بتقنية االعتماد‬
‫المستندي في مجال الواردات‪ ،‬وذلك بموجب المادة ‪ 69‬الفقرة ‪ 01‬والتي تنص على أنه‪" :‬يتم دفع مقابل الواردات‬
‫الموجهة للبيع على حالها بواسطة االئتمان المستندي"‪ ،‬ثم عاد من خالل قانون المالية لسنة ‪ 22014‬وأضاف‬
‫إلى جانب االعتماد المستندي التسليم المستندي‪ ،3‬حيث عدلت المادة ‪ 69‬السالفة الذكر كما يلي‪..." :‬ال يتم دفع‬
‫مقابل الواردات الموجهة للبيع على حالها إال بواسطة االئتمان المستندي والتسليم المستندي‪ ."...‬وفي هذا النص‬
‫إشارة صريحة إلى تقييد المتعاملين االقتصاديين فيما يتعلق بوسيلة الدفع المعتمدة لتسوية المدفوعات الناجمة عن‬
‫عمليات االستيراد‪ ،‬باستثناء مؤسسات إنتاج السلع والمتمثلة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهدف تشجيعها‬
‫القتحام األسواق الدولية‪.4‬‬

‫‪ -1‬نظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 08-13‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2013‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2014‬الجريد الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫عدد ‪ ،68‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2013‬‬
‫‪ -3‬يظهر الفرق بين االعتماد المستندي والتحصيل المستندي في أن البنك يتدخل في التحصيل المستندي كوسيط بحيث تقتصر‬
‫مهمته في تحويل مبلغ البضاعة واستالم المستندات‪ ،‬وهو غير مسؤول في حالة ما إذا لم يوفي المستورد ثمن البضاعة‪ ،‬وهذا‬
‫عكس االعتماد المستندي الذي يكون فيه البنك ملوما بالتدخل إذا لم ّيوفي المستورد ثمن البضاعة ويحل محله في الوفاء‪.‬‬
‫‪- CHEHRIT Kamek, les crédits documentaires, 2eme édition, Grand Alger Livre, Alger, 2007, P 23 -24.‬‬
‫‪ -4‬ب وخيرة حسين‪" ،‬استخدام البنوك الجزائرية لوسائل الدفع في التجارة الخارجية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬المجلد ‪ ،47‬العدد ‪ ،02‬لسنة ‪ ،2010‬ص ‪.167‬‬

‫‪- 434 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يعتبر االعتماد المستندي في التشريع الجزائري أداة حماية ومراقبة من طرف الدولة لنشاط التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ووسيلة إلضفاء الشفافية على المعامالت التجارية الدولية نظ ار للمخاطر التي تكتنفها ال سيما تبييض‬
‫األموال والتهرب الضريبي‪.1‬‬

‫إن مبدأ الوفاء باعتماد وسائل الدفع ال يقتصر على عمليات التجارة الخارجية فقط بل شمل جميع عمليات‬
‫البيع والشراء إذا ما فاقت مبلغا حددته المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،2181-10‬والتي ألزمت جميع‬
‫المتعاملين باستخدام وسائل الدفع المعتمدة لدى البنوك والمؤسسات المالية في كل عمليات بيع أو شراء يتجاوز‬
‫مبلغها ‪ 500‬ألف دينار جزائري‪ ،‬إذ سيمنع منعا باتا التعامل نقدا بين األشخاص في حال تجاوزت قيمة‬
‫العمليات التجارية هذا المبلغ‪ ،‬وذلك بداية من ‪ 31‬مارس ‪ ،2011‬وعددت المادة ‪ 02‬أعاله أمثلة عن وسائل‬
‫الدفع التي يمكن اعتمادها منها الصك‪ ،‬التحويل‪ ،‬بطاقة الدفع‪ ،‬االقتطاع‪ ،‬السفتجة‪ ،‬السند ألمر‪...‬‬

‫إن هذه اإلجراءات الجديدة التي تلزم األشخاص بالتعامل بوسائل الدفع وحظر التعامالت بالسيولة النقدية‪،‬‬
‫تهدف إلى المساهمة بصفة غير مباشرة‪ ،‬في محاربة تبييض األموال وتهريبها‪ ،‬إلى جانب توسيع نطاق استعمال‬
‫وسائل الدفع الجديدة والكالسيكية منها‪ ،‬ناهيك عما سيوفره اإلجراء لخلية معالجة االستعالم المالي من وسائل‬
‫لمراقبة حركة األموال وآثارها المالية‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية استعمال وسائل الدفع في مراقبة حركة رؤوس األموال‬

‫إن فرض الوفاء بواسطة حساب بالعملة الصعبة لدى بنك من البنوك الجزائرية بالنسبة لعمليات التجارة‬
‫الخارجية يسمح بمراقبة قيمة التحويالت المالية إلى الخارج والتحكم فيها‪ ،‬خاصة وأن عملية فتح الحسابات بصفة‬
‫عامة وفتح الحسابات بالعملة الصعبة بصفة خاصة تخضع إلجراءات وجوبية تقوم بها البنوك تتضمن االستعالم‬
‫عن الزبون‪ ،‬كما يسمح مثل هذا اإلجراء أيضا بمراقبة جميع العمليات التي تتم من خالل هذا الحساب‪ ،‬خاصة‬
‫عندما يتعلق األمر بتحويل األموال إلى الخارج‪.‬‬

‫إن مثل هذا اإلجراء من شأنه أن يمكن البنوك من مراقبة مصدر األموال المحولة ووجهتها‪ ،‬ليتأكد من أن‬
‫ذلك قد تم وفق التنظيم المعمول به فيما يتعلق بحركة رؤوس األموال‪ ،‬والتي لها عالقة مباشرة بجريمتي تبييض‬
‫األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬وفي هذا اإلطار األخير نجد أن المشرع قد فرض من خالل النظام رقم ‪03-12‬‬

‫‪ -1‬عصام صبرينة‪" ،‬اإلعتماد المستندي آلية جديدة للرقابة على التجارة الخارجية في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور‪ -‬الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ 05‬العدد ‪ ،03‬الصادر في ‪ 16‬أفريل ‪ ،2020‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 181-10‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ ، 2010‬يحدد الحد المطبق على عمليات الدفع التي يجب أن تتم بوسائل‬
‫الدفع وعن طريق القنوات البنكية والمالية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 43‬مؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪.2010‬‬
‫‪ -3‬سبق وأن حاول المشرع سبق اعتماد إلزامية الدفع عبر وسائل الدفع البنكية والمالية‪ ،‬وحظر التعامالت النقدية لكل عملية‬
‫تتجاوز قيمتها ‪ 5‬ماليين سنتيم‪ ،‬وهو اإلجراء الذي اصطدم بالواقع وحال دون دخوله حيز التطبيق‪.‬‬

‫‪- 435 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫المتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما‪ ،1‬إلتزامات على البنوك والمؤسسات المالية‬
‫والمصالح المالية لبريد الجزائر تتضمن التعرف على هوية وعنوان زبائنها ومراقبة حركات الحسابات الكتشاف‬
‫أنواع العمليات والمعامالت غير االعتيادية و‪ /‬أو غير العادية ومبررها االقتصادي‪ ،2‬وهي تخضع في ذلك‬
‫لواجب اإلخطار بالشبهة حسب األشكال والشروط المنصوص عليها في ذات النظام‪.3‬‬

‫للتأكد من وجهة األموال المحولة ومشروعية عملية التحويل أوجبت المادة ‪ 09‬من النظام السالف الذكر‬
‫على البنوك أن تجمع معلومات كافية حول مراسليها المصرفيين تسمح بمعرفة طبيعة نشاطهم وسمعتهم‪ ،‬ويجب‬
‫أن تتم عالقات المراسل مع المؤسسات المصرفية األجنبية على مجموعة من الشروط تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أنهم خاضعون لمراقبة من سلطاتهم المختصة؛‬

‫‪ -‬وأنهم يتعاونون في إطار جهاز وطني لمكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب؛‬

‫‪ -‬أن يطبقوا إجراءات الحذر للزبائن مستعملي الحسابات االنتقالية؛‬

‫‪ -‬أن ال يقبلوا عالقات أعمال مع بنوك وهمية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫اإلجراءات المتعلقة بتحويل رؤوس األموال االستثمارية‬


‫إن االتفاقيات المتعلقة بترقية وحماية وتشجيع االستثمارات المبرمة بين الجزائر والدول المختلفة العربية‬
‫منها واألوروبية‪ ،‬تأكد مبدأ حرية التحويل وتضمنه‪ ،‬والتشريعات البنكية أقرت من جهتها حرية تحويل األموال إلى‬
‫الخارج‪ ،‬لكن من جهة أخرى أقرت هذه التشريعات قيودا وشروطا يجب توافرها حتى يتم تحويل هذه األموال إلى‬
‫الخارج‪ ،‬لذلك وقبل الحديث عن القيود المفروضة على عمليات ترحيل العائدات من االستثمارات األجنبية‬
‫(المطلب الثاني)‪ ،‬سيتم التطرق إلى تكريس مبدأ حرية تحويل األموال إلى الخارج في إطار النصوص القانونية‬
‫المطبقة (المطلب األول)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التكريس التشريعي لمبدأ حرية تحويل األموال إلى الخارج‬

‫في إطار تطبيق مبدأ حرية التجارة واالستثمار المعترف به دستوريا جاء العديد من النصوص القانونية‬
‫لتكريس هذا المبدأ في مجال حركة رؤوس األموال‪ ،‬واعترفت بحرية تحويل األموال إلى الخارج كمبدأ أساسي‪،‬‬
‫والمالحظ اتجاه المشرع إلى االعتراف بهذا المبدأ من خالل المصادقة على العديد من االتفاقيات الدولية (الفرع‬

‫‪ -1‬نظام رقم ‪ 03-12‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،12‬مؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 03‬الفقرة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ ،03-12‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المواد من ‪ 12‬إلى ‪ 16‬من المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪- 436 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫األول)‪ ،‬كما تضمنت العديد من نصوص القانون الداخلي السماح بتحويل رؤوس األموال إلى الخارج في إطار‬
‫قانوني معين (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تكريس مبدأ حرية تحويل رؤوس األموال في االتفاقيات الدولية‬

‫جاء ت كريس مبدأ حرية تحويل األموال في االتفاقيات الدولية كنتيجة حتمية لمبدأ حرية االستثمار‪،‬‬
‫وتعتبره هذه االتفاقيات كأهم ضمان يقدم للمستثمر األجنبي لتشجيعه على االستثمار في الدولة المضيفة‪ ،‬ومن‬
‫بين أهم االتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر نجد‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تشجيع وضمان االستثمار بين دول اتحاد المغرب العربي الموقعة في الجزائر بتاريخ ‪ 23‬جوان‬
‫‪ ،11990‬حيث تنص المادة ‪ 11‬من هذه االتفاقية على أنه يسمح كل طرف متعاقد بحرية تحويل وبدون آجال‬
‫رأس المال وعوائده أو أي دفوعات أخرى متعلقة باالستثمار وينجز التحويل بعملة قابلة للتحويل حسب سعر‬
‫الصرف الرسمي الجاري به العمل في تاريخ التحويل‪.‬‬

‫‪ -‬االتفاقية الموقعة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية واالتحاد البلجيكي‪-‬اللكسمبورغي المتعلق‬
‫بالتشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات‪ ،2‬والتي تنص في المادة ‪ 05‬منه على أنه يتعين لكل متعاقد أقيمت‬
‫على إقليمه استثمارات من طرف مستثمري الطرف المتعاقد اآلخر أن يمنح حرية تحويل أموالهم السائلة‪.‬‬

‫المتعلقان بالتشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬االتفاق والبروتوكول اإلضافي‬
‫‪3‬‬
‫تم‬
‫الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية ألمانيا االتحادية الموقعين في الجزائر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ، 1996‬حيث ّ‬
‫االتفاق على أن تتم المدفوعات المتعلقة بالعقود المبرمة في إطار هذا االتفاق بالعمالت القابلة للتحويل وفقا‬
‫للقوانين والنظم السارية المفعول في كل من البلدين‪.‬‬

‫‪ -1‬اتفاقية تشجيع وضمان االستثمار بين دول اتحاد المغرب العربي الموقعة في الجزائر بتاريخ ‪ 23‬جوان ‪ ،1990‬والمصادق‬
‫عليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 420-90‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1990‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪،06‬‬
‫الصادر في ‪ 06‬فيفري ‪.1991‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الموقعة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية واالتحاد البلجيكي‪-‬اللكسمبورغي المتعلق بالتشجيع والحماية‬
‫المتبادلة لالستثمارات‪ ،‬الموقع بالجزائر بتاريخ ‪ 24‬أفريل ‪ ،1991‬المصادق عليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 345-91‬المؤرخ‬
‫في ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،46‬الصادر في ‪ 06‬أكتوبر ‪.1991‬‬
‫المتعلقان بالتشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية الديمقراطية الشعبية‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬االتفاق والبروتوكول اإلضافي‬
‫وحكومة جمهورية ألمانيا االتحادية الموقعين في الجزائر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ،1996‬المصادق عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 279-2000‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2000‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،58‬الصادر في ‪ 08‬أكتوبر ‪.2000‬‬

‫‪- 437 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬االتفاق حول والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية وحكومة الجمهورية‬

‫التونسية‪ ،‬الموقع بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪ ، 2006‬والذي ّ‬


‫‪1‬‬
‫كرس مبدأ حرية تحويل األموال المتعلقة باالستثمارات‬
‫المنجزة في إطار هذا االتفاق في المادة ‪ 06‬منه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكريس مبدأ حرية تحويل رؤوس األموال في القوانين الداخلية‬

‫ل قد أقرت العديد من النصوص القانونية حرية تحويل األموال إلى الخارج كمبدأ أساسي‪ ،‬ونتبين ذلك من‬
‫بعض النصوص القانونية منها‪:‬‬

‫‪ -‬ما نصت عليه المادة ‪ 126‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض والمعدل والمتمم‪ ،‬حيث رخصت‬
‫للمقيمين في الجزائر بتحويل رؤوس األموال إلى الخارج لضمان تمويل نشاطات في الخارج مكملة لنشاطاتهم‬
‫المتعلقة بإنتاج السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬ما جاء في نص المادة ‪ 17‬من النظام رقم ‪ 01-07‬المعدل والمتمم‪ ،‬والتي رخصت لكل مقيم في الجزائر‬
‫اقتناء وسائل دفع مدونة بالعمالت األجنبية قابلة للتحويل بصفة حرة‪.‬‬
‫‪ -‬كما سمح المشرع لألشخاص الطبيعيين من جنسية أجنبية المقيمين وغير المقيمين واألشخاص المعنويين‬
‫غير المقيمين بفتح حساب بالعملة الصعبة مقيد بعملة أجنبية قابلة للتحويل بكل حرية لدى بنك وسيط معتمد‪،‬‬
‫أقر لصاحب الحساب أن يأمر في حدود الرصيد المتوفر في حسابه بالعملة الصعبة بأي اقتطاع‬ ‫من جهة أخرى ّ‬
‫قصد القيام بأي تحويل نحو الخارج‪.2‬‬

‫‪ -‬يرخص لكل شخص طبيعي أو معنوي مقيم يمارس نشاطا اقتصاديا طبقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول أن‬
‫يفتح لدى البنوك حسابا أو عدة حسابات بالعملة الصعبة للتاجر وحساب أو عدة حسابات بالعملة الصعبة‬
‫لصاحب المهنة غير التجارية‪ ،‬ويمكن فتح حساب لكل عملة قابلة للتحويل الحر التي تسجل بها المعامالت‪.3‬‬

‫‪ -1‬االتفاق حول والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية وحكومة الجمهورية التونسية‪ ،‬الموقع‬
‫بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2006‬المصادق عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 404-06‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،73‬الصادر في ‪ 19‬نوفمبر ‪.2006‬‬
‫‪ -2‬المادتين ‪ 01‬و ‪ 06‬من النظام رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري سنة ‪ ،2009‬يتعلق بحسابات العملة الصعبة الخاصة‬
‫باألشخاص الطبيعيين من جنسية جزائرية المقيمين وغير المقيمين واألشخاص المعنويين غير المقيمين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية عدد ‪ ،25‬الصادر في ‪ 29‬أفريل ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 02‬من التعليمة رقم ‪ 2021-06‬مؤرخة في ‪ 29‬وان ‪ ،2021‬متعلقة بكيفيات فتح وسير حساب العملة الصعبة للتاجر‬
‫وحساب العملة الصعبة لصاحب المهنة غير التجارية وتوزيع إيرادات صادرات السلع والخدمات‪ ،‬خارج المحروقات والمنتجات‬
‫المنجمية‪ .‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm :‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪ 26 :‬سبتمبر ‪ ،2021‬على الساعة ‪.14:00‬‬

‫‪- 438 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬في إطار تشجيع االستثمار األجنبي نصت المادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 03-05‬المتعلق باالستثمارات‬
‫األجنبية‪ ،1‬على أنه تستفيد االستثمارات األجنبية والتي أنجزت عن طريق مساهمات خارجية من ضمان تحويل‬
‫إيرادات رأس المال المستثمر وصافي النواتج الحقيقية الناجمة عن التنازل أو التصفية‪.‬‬

‫‪ -‬تمكين المتعامل االقتصادي الخاضع للقانون الجزائري من القيام بتحويل رؤوس األموال بغرض تمويل‬
‫استثماراته المنجزة في الخارج‪ ،‬وذلك طبقا ألحكام النظام رقم ‪.204-14‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الواردة على تحويل رؤوس األموال االستثمارية‬

‫قدم القانون رقم ‪ 09-19‬المتعلق بترقية االستثمار والمعدل والمتمم‪ 3‬في سبيل تشجيعه لالستثمار األجنبي‬
‫ّ‬
‫العديد من الضمانات كانت أهمها الضمانات المالية‪ ،‬والتي تسمح بتحويل الرأسمال المستثمر والعائدات الناتجة‬
‫عنه إلى الخارج بكل حرية‪ ،‬كما يشمل المداخيل الحقيقية الصافية الناتجة عن التنازل أو التصفية‪ ،‬حتى وإن‬
‫كان هذا المبلغ أكبر من الرأسمال المستثمر في البداية‪ ،4‬لكن المنظم البنكي فرض قيودا وضوابط خاصة إلنجاز‬
‫مثل هذه التحويالت في إطار تنظيم الرقابة على حركة رؤوس األموال بهدف حماية االحتياطي من العملة‬
‫الصعبة ومنع تهريب رؤوس األموال إلى الخارج تحت غطاء استثمارات وهمية‪( ،‬الفرع األول)‪.‬‬

‫كما يسمح المشرع للمتعامل االقتصادي الخاضع للقانون الجزائري بتحويل رؤوس األموال إلى الخارج‬
‫بغرض تمويل استثماراته في الخارج‪ ،‬على أن يتم ذلك في إطار مجموعة من الشروط اإلجرائية والموضوعية‬
‫التي يتعين على المتعامل االقتصادي الخاضع استيفاؤها للسماح بإجراءات التحويالت المطلوبة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القيود الواردة على عمليات ترحيل عائدات االستثمار‬

‫تضمن النظام رقم ‪ 03-05‬المتعلق باالستثمارات األجنبية مجموعة من الشروط التي يجب توفرها وبعض‬
‫اإلجراءات التي يجب اتخاذها في سبيل تنظيم عملية تحويل رؤوس األموال الناتجة عن االستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫حيث تكون البنوك والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة هي وحدها المؤهلة لدراسة طلب تحويل األموال المتعلقة‬

‫‪ -1‬نظام رقم ‪ 03-05‬مؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ ،2005‬يتعلق باالستثمارات األجنبية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 53‬مؤرخ في ‪ 31‬جويلية‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -2‬نظام رقم ‪ 04-14‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ، 2014‬يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الخارج بعنوان االستثمار في الخارج‬
‫من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،63‬الصادر في ‪22‬‬
‫أكتوبر ‪.2014‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09-16‬مؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪،46‬‬
‫الصادر في ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 13-18‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ ،2018‬يتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ ،2018‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،42‬الصادر في ‪ 15‬جويلية ‪.2018‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 31‬من األمر رقم ‪ ،01-03‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 439 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫باالستثمارات األجنبية‪ ،‬ويتعلق األمر بإيرادات األسهم واألرباح‪ ،‬نواتج التنازل عن االستثمارات الخارجية وكذا‬
‫تحويل مقابل الحضور‪ ،‬والحصص النسبية في األرباح بالنسبة للقائمين باإلدارة األجانب‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بتحويل األرباح وإيرادات األسهم التي حققتها االستثما ارت المختلطة (الوطنية واألجنبية) فيجب أن‬
‫تكون بمبلغ يطابق حصة المساهمة األجنبية في رأس المال والتي تم معاينتها بصفة قانونية‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بتحويل صافي النواتج الناجمة عن التنازل أو التصفية لالستثمارات المختلطة (الوطنية واألجنبية)‬
‫فيجب أن تتم بمبلغ يطابق حصة االستثمار األجنبي الذي تم معاينته بصفة قانونية والمدرج في هيكل االستثمار‬
‫الكلي المنجز‪.1‬‬

‫حددت التعليمة رقم ‪ 05-10‬الوثائق التي يجب أن تقدم في ملف طلب التحويل المقدم إلى البنوك‬
‫والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة‪ ،2‬وتختلف المستندات المطلوبة باختالف طبيعة األموال المراد تحويلها‬
‫إلى الخارج‪.‬‬

‫كما تضمن قانون المالية لسنة ‪ 32009‬أحكاما جبائية تخص مسألة إعادة تحويل األموال االستثمارية نحو‬
‫الخارج‪ ،‬حيث تتمثل هذه األحكام في وجوب التصريح مسبقا لدى المصالح الجبائية المختصة إقليميا بتحويالت‬
‫األموال مهما كانت طبيعتها‪ ،‬والتي تتم لفائدة األشخاص الطبيعيين أو المعنويين غير المقيمين في الجزائر‪ ،‬في‬
‫مقابل ذلك تسلم شهادة توضح المعالجة الجبائية للمبالغ محل التحويل إلى المصرح في أجل ‪ 07‬أيام من تاريخ‬
‫التصريح بهدف عرضها لتدعيم ملف طلب التحويل‪.4‬‬

‫واستكماال لهذا اإلجراء صدر قرار عن وزير المالية يوضح ويحدد كيفيات المعالجة الجبائية لهذه‬
‫األموال‪ ،5‬حيث أوجب هذا القرار على المؤسسات البنكية ودعما لطلبات التحويل اشتراط شهادة التحويل التي‬
‫تسلم إلى المعني من طرف المصالح الجبائية المختصة إقليميا وفقا للتنظيم المقرر قانونا‪.1‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 04‬من النظام رقم ‪ 03-05‬المتعلق باالستثمارات األجنبية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Instruction n° 10-05 du 28 Aout 2005, portant dossier de transfert de produits d’investissements‬‬
‫‪mixtes ou étrangers. Disponible sur le site : https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist35.htm , le‬‬
‫‪14/09/2021, 18 :00 h‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 21-08‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2008‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫عدد ‪ ،74‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 21-08‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2009‬والتي تتمم قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‬
‫والتي تضيف المادة ‪ 182‬مكرر ‪ 02‬إلى هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،2009‬يتعلق باكتتاب التصريح وبتسليم شهادة تحويل األموال نحو الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،62‬الصادر في ‪ 28‬أكتوبر ‪.2009‬‬

‫‪- 440 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على التحويالت المتعلقة بتمويل االستثمارات في الخارج‬

‫تخضع تحويالت رؤوس األموال إلى الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون‬
‫الجزائري إلى إلزامية الترخيص المسبق من طرف مجلس النقد والقرض‪ ،‬على أن يتم ترحيل عوائد االستثمار‬
‫المحققة في الخارج إلى الجزائر دون تأجيل‪ ،2‬كما يتعين على المتعامل االقتصادي ترحيل ناتج العملية في حالة‬
‫التخلي عن االستثمار في الخارج‪.3‬‬

‫أورد النظام رقم ‪ 04-14‬مجموعة من الشروط للسماح للمتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون‬
‫الجزائري بتمويل استثمارات في الخارج‪ ،‬تتعدد بين الشروط الموضوعية والشروط اإلجرائية‪.‬‬

‫‪ -I‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫كرس المشرع من خالل النظام رقم ‪ 04-14‬مبدأ المساواة بين المستثمرين عن طريق إخضاعهم لنظام‬ ‫ّ‬
‫قانوني واحد دون أية معاملة تميزية ‪ ،‬وذلك باعتماده على معيار المتعامل االقتصادي الخاضع للقانون الجزائري‬
‫‪4‬‬

‫واستبعاد الجنسية واإلقامة التي كانت تعتمدها التشريعات المتعلقة باالستثمارات األجنبية‪ ،5‬حيث تنص المادة‬
‫األولى من هذا النظام على أنه‪:‬‬

‫"يهدف هذا النظام إلى تحديد شروط تحويل رؤوس الموال غلى الخارج بعنوان االستثمار في الخارج من‬
‫طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪ ،"...‬كما يتضمن النظام رقم ‪ 04-14‬شروطا أخرى‬
‫تتعلق بالنزاهة والشفافية بأن يكون هذا المتعامل االقتصادي أو ممثله القانوني غير مسجلين في السجل الوطني‬
‫لمرتكبي الغش أو السجل الوطني لمخالفي التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وغلى‬
‫الخارج‪ ،‬كما يشت رط في المتعامل االقتصادي القدرة المالية الكافية لتمويل االستثمار في الخارج‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يتمكن من تمويل االستثمار المزمع إنجازه في الخارج من موارد ذاتية‪.6‬‬

‫‪ -1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬ريحاني أمينة‪" ،‬ضوابط العمليات المصرفية في إطار التنظيم القانوني لحركة رؤوس األموال"‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات األكاديمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ -‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،03‬الصادر في‬
‫نوفمبر ‪ ،2018‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬من النظام رقم ‪ ،04-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 12‬من النظام رقم ‪ ،04-14‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬تواتي نصيرة‪" ،‬حول نسبية حماية الدولة للمستثمر الجزائري في الخارج على ضوء النظام رقم ‪ ،"04-14‬مجلة الدراسات حول‬
‫فعلية القاعدة القانونية‪ ،‬مخبر البحث حول فعلية القاعدة القانونية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ -‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪،01‬‬
‫الصادر في ‪ 28‬مارس ‪ ،2019‬ص ‪.128‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ZOUAIMIA Rachid, « Réflexions sur la sécurité juridique de l’investissement étranger en Algérie », Revue‬‬
‫‪Académique de la Recherche Juridique, Faculté de Droit, Université Abderrahmane MIRA, BEJAIA, N°01, 2010, p 15.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 06‬الفقرة ‪ 04‬من النظام رقم ‪ ،04-14‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 441 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫حدد النظام رقم ‪ 04-14‬بصفة صريحة طبيعة االستثمارات التي يجوز إنجازها في الخارج والتي يسمح‬
‫تحويل رؤوس األموال إلى الخارج لغرض تمويلها‪ ،‬ويتعلق األمر بالنشاطات المنتجة للسلع والخدمات‪ ،‬ومن‬
‫النشاطات المنتجة للسلع تلك المتعلقة بتحويل المواد األولية إلنتاج وصناعة منتجات محلية كصناعة المعدات‬
‫أما النشاطات المنتجة للخدمات فهي تلك‬
‫وتركيبها وصناعة اآلالت اإللكترونية وأيضا صناعة المواد الغذائية‪ّ ،‬‬
‫الحقوق المتصلة بالملكية والتي لها قيمة اقتصادية ذات طبيعة غير مادية‪.1‬‬

‫يجب أن يتخذ االستثمار المزمع تمويله في الخارج شكل فرع لالستثمار المنجز في الجزائر‪ ،‬أو أخذ‬
‫مساهمات في شركات موجودة نقدية كانت أو عينية‪ ،‬ويقصد بذلك امتالك حصة مالية في رأس مال الشركة‬
‫األجنبية واالكتتاب فيها‪ ،‬أو بواسطة مساهمات عينية وذلك في حالة كون رأس مال الشركة األجنبية عبارة عن‬
‫أسهم‪ ،2‬أما الصورة األخيرة فتتمثل في فتح مكتب تمثيلي للشركة خارج الوطن‪.‬‬

‫كما ينص النظام رقم ‪ 04-14‬على ضرورة أن ال تقل نسبة مساهمة المستثمر األجنبي في حالة‬
‫الشراكة مع طرف أجنبي عن ‪ %10‬من األسهم‪ ،‬مع احتفاظه بالحق في التصويت‪ 3،‬من أجل ضمان مشاركته‬
‫في اتخاذ الق اررات التي تصدرها الجمعية العامة للشركة‪ ،‬والتي اإلطالع عن قرب عن الوضعية القانونية والمالية‬
‫والقانونية واالقتصادية للشركة‪.‬‬

‫إن تمكين المتعامل االقتصادي من تحويل رؤوس أموال بغرض تمويل استثماراته في الخارج لم يقرر‬
‫على إطالقه‪ ،‬حيث سّقف المشرع مبلغ التحويالت المسموح بها بمبلغ ال يتجاوز المتوسط السنوي إليرادات‬
‫الصادرات المرحلة في آجالها القانونية المحققة خالل السنوات الثالث األخيرة التي سبقت طلب التحويل‪.‬‬

‫‪ -II‬الشروط اإلجرائية‪:‬‬

‫يخضع نظام التحويالت المالية إلى الخارج للرقابة البنكية القبلية‪ ،‬وبالنسبة لتحويل رؤوس األموال‬
‫المتعلقة باالستثمارات في الخارج فهي تخضع للرقابة المباشرة لبنك الجزائر‪ ،‬عن طريق إجبارية الحصول على‬
‫مخول بمنح االعتماد إلنجاز‬
‫ترخيص من قبل مجلس النقد والقرض‪ ،‬فبالرغم من أن هذا األخير غير ّ‬
‫االستثمارات في الخارج‪ ،‬إال أن تمكين المستثمر من تحويل أمواله إلى الخارج بهدف تمويل هذه االستثمارات‬
‫مقيد بشرط الحصول على ترخيص من قبله‪.‬‬
‫ّ‬
‫من أجل استصدار ترخيص من مجلس النقد والقرض يكون المتعامل االقتصادي مجبر على تقديم طلب‬
‫مرفوق بوثائق حددتها المادة ‪ 09‬من القانون ‪ ،04-14‬وتتعلق هذه الوثائق أساسا بجميع المعلومات الخاصة‬
‫بالمتعامل االقتصادي ووضعيته الجبائية وأخرى خاصة باالستثمار المزمع إنجازه ومطابقته لألحكام التشريعية‬

‫‪ -1‬تواتي نصيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 06‬الفقرة ‪ 03‬من النظام رقم ‪ ،04-14‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 442 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫المطبقة وتأثيره على ميزانية العملة الصعبة‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم تعهد بإعادة تريل عائدات االستثمار المحققة‬
‫في الخارج إلى الجزائر وأيضا نتائج عملية التخلي عن االستثمار‪.‬‬

‫إن دور مجلس النقد والقرض في دراسة طلب الترخيص المقدم ال يقتصر فقط على التأكد من توّفر‬
‫الشروط الموضوعية السالفة الذكر‪ ،‬بل إنه يتوّلى دراسة مدى مطابقة انسجام عمليات التحويل المراد إنجازها مع‬
‫السياسية المالية والنقدية المتخذة من قبل الدولة‪ ،‬وبذلك يمكنه رفض منح الترخيص لهذه األسباب األخيرة‪.‬‬

‫تدعيما لدور بنك الجزائر في الرقابة على تحويل رؤوس األموال من أل االستثمار في الخارج فإن هذا‬
‫الدور ال ينتهي بمجرد منح الترخيص بل يمتد إلى مرحلة إنجاز االستثمار‪ ،‬وذلك عن طريق إلزام المتعامل‬
‫االقتصادي بإرسال تقارير سنوية ودورية إلى المديرية العامة للصرف ببنك الجزائر‪ ،‬على أن يتضمن هذا التقرير‬
‫بيانات للوضعيات المالية المصادق عليها من طرف محافظ الحسابات أو الهيئة المختصة وفق قانون الدولة‬
‫المضيفة‪ ،‬وتحديد العائد الناجم عن االستثمار‪ ،‬وأيضا الوثائق التي تثبت الترحيل الفعلي للعائد إلى الجزائر‪.1‬‬

‫إن اعتماد مثل هذا اإلجراء اإلضافي جاء بغرض التأكد من تحقق الشرط األساسي الذي يفرضه النظام‬
‫رقم ‪ 04-14‬السالف الذكر والمتمثل في إعادة ترحيل العائدات إلى الجزائر‪ ،‬وبالتالي ضمان استعادة رؤوس‬
‫األموال بالعملة الصعبة للحفاظ على ميزان المدفوعات واالحتياطي من العملة الصعبة‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫حاول المشرع من خالل مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية اتخاذ تدابير وقائية لتجنب وقوع‬
‫ج ارئم الصرف وحركة رؤوس األموال‪ ،‬خاصة وأنه في هذا النوع من الجرائم يصعب إصالح األضرار الناجمة‬
‫عنها‪ ،‬والتي غالبا ما يكون لها أث ار مباش ار على االقتصاد الوطني‪ ،‬والتي تظهر من خالل فرض إجراء التوطين‬
‫البنكي بالنسبة لعمليات التجارة الخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى الشروط واإلجراءات المقررة بالنسبة لتحويل رؤوس‬
‫تخول لبنك الجزائر تقييد عمليات ترحيل عوائد االستثمار بقدر حصة المساهمة‬ ‫األموال االستثمارية‪ ،‬والتي ّ‬
‫األجنبية ال أكثر بالنسبة لالستثمارات األجنبة في الجزائر‪ ،‬وتقييد التحويالت المتعلقة بتمويل االستثمارات في‬
‫الخارج بالشكل الذي ال يضر بمصلحة االقتصاد الوطني‪ ،‬والمالحظ أن فرض مثل هذه القيود األخيرة يشكل‬
‫عوائق حقيقية على مبدأ حرية االستثمار‪ ،‬ومع ذلك تبقى األرقام المهولة سواء تلك المعلن عنها أو غير المعلن‬
‫عنها تنبئ عن فشل مثل هذه التدابير أو على األقل قصورها‪.‬‬

‫حيث أنه وبالرغم من القيود الصارمة التي وضعها المشرع بغرض الحد من استنزاف العملة الصعبة إلى‬
‫الخارج‪ ،‬إال أن األرقام المهولة لمبالغ األموال المهربة تنبأ عن وجود خلل في تنظيم حركة رؤوس األموال‪ ،‬لذا‬
‫ارتأينا كختام لهذه الورقة البحثية الوقوف على بعض النتائج المتعلقة بالتنظيم المصرفي لحركة رؤوس األموال‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬من النظام رقم ‪ ،04-14‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 443 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬اعتماد المشرع في مراقبة تحويالت األموال الناجمة عن استيراد وتصدير السلع والخدمات على الرقابة‬
‫البعدية لبنك الجزائر لمدى مطابقة إجراء التوطين للشروط المنصوص عليها قانونا عن طريق مفتشين من بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬وعدم تقرير إجبارية الرقابة القبلية إال في حالة محدودة نص عليها المشرع على سبيل الحصر‪ ،‬بالرغم‬
‫من أهمية هذا النوع األخير من الرقابة‪ ،‬ألنها تمكن من معاقبة المخالفة ومصادرة محل الجنحة والذي يكون غير‬
‫ممكن في الرقابة البعدية‪.‬‬

‫‪ -‬منح مجلس النقد والقرض السلطة التقديرية الكاملة في منح الترخيص أو عدم منحه فيما يتعلق بالتحويالت‬
‫المزمع إنجازها بغرض تمويل االستثمارات في الخارج يشكل تقييدا صارخا لمبدأ حرية االستثمار المقرر دستوريا‪.‬‬

‫‪ -‬إن التزام البنوك والمؤسسات المالية بضرورة مراقبة مدى مطابقة عمليات االستيراد للنصوص القانونية المطبقة‬
‫يمنحها اختصاصات رقابية هي بعيدة كل البعد عن اختصاصها األصلي المتمثل في ممارسة نشاط تجاري‪،‬‬
‫وبالتي فإنه يعتبر التزام إضافي يثقل كاهل البنوك والمؤسسات المالية بنفقات ال تدخل ضمن ممارسة نشاطه‬
‫األصلي‪.‬‬

‫المخولة بمراقبة البنوك فيما يتعلق بمدى احترام اإلجراءات المتعلقة بالتوطين البنكي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تعتبر اللجنة المصرفية‬
‫تحت طائلة فرض العقوبات التأديبية المقررة في قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫في سبيل تفادي هذه النقائص يتم تقديم التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تكريس تواصل حقيقي فيما بين مختلف الجهات المكلفة باتخاذ التدابير الوقائية الرامية إلى منع وقوع جرائم‬
‫الصرف وحركة رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز الرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة‪ ،‬وتنظيم تكوين مستجد للبنكيين في هذا‬
‫المجال ‪ ،‬وتشديد العقوبات الموقعة على هذه البنوك عند مخالفة للنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بتنظيم‬
‫حركة رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -‬استحداث منصب قانوني جديد محايد على مستوى البنوك والمؤسسات المالية على غرار مراقب الحسابات‬
‫ويخفف العبء على موظفي البنوك‪ ،‬كما يتولى تعزيز‬
‫يتولى مراقبة مدى مطابقة إجراءات التوطين البنكي‪ُ ،‬‬
‫العالقات المتبادلة مع جميع الهيئات المتدخلة كمصالح الجمارك ومصالح الضرائب‪ ،‬ويعمل على تحقيق تواصل‬
‫مباشر مع بنك الجزائر عن طريق تقديم تقارير دورية مباشرة لهذا األخير‪..‬‬

‫‪ -‬تمكين البنوك من فرض عموالت إضافية عند إجراء عمليات التوطين البنكي تغطي النفقات التي تتكبدها في‬
‫ألن هذه المهمة الرقابية ليس اختصاص‬
‫سبيل مراقبة قانونية العملية والتأكد من صحة الوثائق ومطابقتها للواقع‪ّ ،‬‬
‫أصلي للبنوك وإنما من اختصاص الجهات الرسمية‪.‬‬

‫‪- 444 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬العمل على محاربة الفساد في المجال البنكي باعتباره من أكبر العوائق التي تحول دون تحقيق اإلجراءات‬
‫الوقائية المفروضة من قبل المشرع الفعالية الالزمة‪ ،‬عن طريق تشديد العقوبات المفروضة واالهتمام بكفاءة‬
‫ونزاهة العنصر البشري على مستوى البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة من التطور التكنولوجي في مجال المعلوماتية البنكية عن طريق خلق أنظمة معلوماتية تم ّكن من‬
‫تسجيل جميع البيانات المتعلقة بعمليات تحويل رؤوس األموال إلى الخارج وحفظها ومعالجتها‪ ،‬مما يسمح من‬
‫دراسة تأثير هذه التدفقات على االقتصاد الوطني سلبا وإيجابا‪ ،‬وبالتالي مراجعة اإلجراءات المفروضة تبعا لذلك‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -I‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬إلياس ناصيف‪ ،‬العقود المصرفية‪ ،‬المجلد الثالث‪ :‬االعتماد المستندي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.24‬‬

‫‪ -II‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .1‬بحارث ليندة‪ ،‬نظام الرقابة على الصرف في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪.2014 ،‬‬

‫‪ -III‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ .1‬بوخيرة حسين‪" ،‬استخدام البنوك الجزائرية لوسائل الدفع في التجارة الخارجية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬المجلد ‪ ،47‬العدد ‪ ،02‬لسنة ‪ ،2010‬ص ص ‪-157‬‬
‫‪.184‬‬

‫‪ .2‬تواتي نصيرة‪" ،‬حول نسبية حماية الدولة للمستثمر الجزائري في الخارج على ضوء النظام رقم ‪،"04-14‬‬
‫مجلة الدراسات حول فعلية القاعدة القانونية‪ ،‬مخبر البحث حول فعلية القاعدة القانونية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة‪ -‬بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 28‬مارس ‪ ،2019‬ص ص ‪.134-124‬‬

‫‪ .3‬دربوشي نور الدين‪" :‬حماية االقتصاد الوطني عن طريق قمع مخالفات الصرف وحركة رؤوس األموال مع‬
‫الخارج"‪ ،‬نشرة القضاة‪ ،‬مديرية البحث لو ازرة العدل‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬العدد ‪ 49‬الصادر‬
‫سنة ‪ ،1996‬ص ص ‪.185-177‬‬

‫‪- 445 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ .4‬حسونة عبد الغني‪ ،‬ريحاني أمينة‪" ،‬ضوابط العمليات المصرفية في إطار التنظيم القانوني لحركة رؤوس‬
‫األموال"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪-‬‬
‫بجاية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،03‬الصادر في نوفمبر ‪ ،2018‬ص ص ‪.274-258‬‬

‫‪ .5‬عصام صبرينة‪" ،‬االعتماد المستندي آلية جديدة للرقابة على التجارة الخارجية في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة‬
‫آفاق للعلوم‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ -‬الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ 05‬العدد ‪ ،03‬الصادر في ‪ 16‬أفريل ‪ ،2020‬ص ص‬
‫‪.321-314‬‬

‫‪ -IV‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫أ‪ -‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫‪ .1‬اتفاقية تشجيع وضمان االستثمار بين دول اتحاد المغرب العربي الموقعة في الجزائر بتاريخ ‪ 23‬جوان‬
‫‪ ،1990‬والمصادق عليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 420-90‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1990‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،06‬الصادر في ‪ 06‬فيفري ‪.1991‬‬

‫‪ .2‬االتفاق حول والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية وحكومة الجمهورية‬
‫التونسية‪ ،‬الموقع بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2006‬المصادق عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪404-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،73‬الصادر في ‪ 19‬نوفمبر‬
‫‪.2006‬‬

‫المتعلقان بالتشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات بين حكومة الجمهورية‬


‫ّ‬ ‫‪ .3‬االتفاق والبروتوكول اإلضافي‬
‫الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية ألمانيا االتحادية الموقعين في الجزائر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪،1996‬‬
‫المصادق عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 279-2000‬مؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2000‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،58‬الصادر في ‪ 08‬أكتوبر ‪.2000‬‬

‫‪ .4‬االتفاقية الموقعة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية واالتحاد البلجيكي‪-‬اللكسمبورغي المتعلق‬
‫بالتشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات‪ ،‬الموقع بالجزائر بتاريخ ‪ 24‬أفريل ‪ ،1991‬المصادق عليها بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 345-91‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد‬
‫‪ ،46‬الصادر في ‪ 06‬أكتوبر ‪.1991‬‬

‫ب‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫‪ .5‬قانون رقم ‪ ،12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬يتعلق بنظام البنوك والقروض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬الصادر في ‪ 20‬أوت ‪ ،1986‬ملغى‪.‬‬

‫‪- 446 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ .6‬قانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية عدد ‪ ،16‬الصادر في ‪ 18‬أفريل ‪ ،1990‬ملغى‪.‬‬

‫‪ .7‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 18-93‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1993‬والمتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1994‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد‪ ،87‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.1994‬‬

‫‪ .8‬أمر رقم ‪ 22-96‬الموافق ل ‪ 09‬جويلية ‪ ،1996‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف‬
‫وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،43‬الصادر في ‪10‬‬
‫جويلية ‪.1996‬‬

‫‪ .9‬أمر رقم ‪ 11-03‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 27‬أوت ‪ ،2003‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 16‬أوت‬
‫‪ ،2010‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،57‬الصادر في ‪ 12‬أكتوبر ‪.2017‬‬

‫‪ .10‬قانون رقم ‪ 21-08‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2008‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،74‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2008‬‬

‫‪ .11‬أمر رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،44‬الصادر في ‪ 26‬جويلية ‪.2009‬‬

‫‪ .12‬أمر رقم ‪ ،03-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 09‬جويلية‬
‫‪ 2010‬والمتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،50‬الصادر في ‪ 01‬سبتمبر ‪.2010‬‬

‫‪ .13‬قانون رقم ‪ 08-13‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2013‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2014‬الجريد الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،68‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2013‬‬

‫‪ .14‬قانون رقم ‪ 09-16‬مؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية عدد ‪ ،46‬الصادر في ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 13-18‬مؤرخ في ‪13‬‬
‫جويلية ‪ ،2018‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2018‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪،42‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬جويلية ‪.2018‬‬

‫ج‪ -‬النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫ج‪ -1‬المراسيم التنفيذية‪:‬‬

‫‪- 447 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ .1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 181-10‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ ،2010‬يحدد الحد المطبق على عمليات الدفع التي‬
‫يجب أن تتم بوسائل الدفع وعن طريق القنوات البنكية والمالية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 43‬مؤرخ في ‪14‬‬
‫جويلية ‪.2010‬‬

‫‪ .2‬مرسوم تنفيذي ‪ 279-12‬مؤرخ في ‪ 09‬جويلية ‪ ،2012‬يحدد كيفيات تنظيم وسير البطاقية الوطنية‬
‫للمخالفين في مجال مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من وإلى الخارج‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،41‬الصادر في ‪ 15‬جويلية ‪.2012‬‬

‫ج‪ -2‬الق اررات الوزارية‪:‬‬

‫‪ -‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،2009‬يتعلق باكتتاب التصريح وبتسليم شهادة تحويل األموال نحو‬
‫الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،62‬الصادر في ‪ 28‬أكتوبر ‪.2009‬‬

‫ج‪ -3‬أنظمة بنك الجزائر‪:‬‬

‫‪ .1‬نظام رقم ‪ 03-05‬مؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ ،2005‬يتعلق باالستثمارات األجنبية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 53‬مؤرخ‬
‫في ‪ 31‬جويلية ‪.2005‬‬

‫‪ .2‬نظام رقم ‪ 01-07‬مؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ ،2007‬يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع الخارج‬
‫والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪ 13‬ماي ‪،2007‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ .3‬نظام رقم ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪ 17‬فيفري سنة ‪ ،2009‬يتعلق بحسابات العملة الصعبة الخاصة باألشخاص‬
‫الطبيعيين من جنسية جزائرية المقيمين وغير المقيمين واألشخاص المعنويين غير المقيمين‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 25‬مؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪.2009‬‬

‫‪ .4‬نظام رقم ‪ 03-12‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‬
‫ومكافحتهما‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،12‬مؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪.2013‬‬

‫‪ .5‬نظام رقم ‪ 04-14‬مؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2014‬يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الخارج بعنوان‬
‫االستثمار في الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية عدد ‪ ،63‬الصادر في ‪ 22‬أكتوبر ‪.2014‬‬

‫ج‪ -4‬التعليمات‪:‬‬

‫‪ .1‬تعليمة رقم ‪ 2017-06‬مؤرخة في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2017‬تتضمن تنظيم وتسيير سوق الصرف ما بين‬
‫المصارف‪ .‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm‬‬

‫‪- 448 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪16‬العدد ‪ 04‬السنة‪ 2021‬ص ص‪449-425:‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫تاريخ اإلطالع‪ 14 :‬أكتوبر ‪ 2021‬على الساعة ‪14:00‬‬


‫‪ .2‬تعليمة رقم ‪ 2021-06‬مؤرخة في ‪ 29‬جوان ‪ ،2021‬متعلقة بكيفيات فتح وسير حساب العملة الصعبة‬
‫للتاجر وحساب العملة الصعبة لصاحب المهنة غير التجارية وتوزيع إيرادات صادرات السلع والخدمات‪،‬‬
‫خارج المحروقات والمنتجات المنجمية‪ .‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪ 14 :‬أكتوبر ‪ ،2021‬على الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪ .3‬تعليمة رقم ‪ 2021-07‬مؤرخة في ‪ 29‬جوان ‪ ،2021‬المتضمنة تحديد مهلة التوطين اآلجل لصادرات‬
‫المنتجات الطازجة‪ ،‬القابلة للتلف و‪/‬أو الخطيرة‪ .‬منشورة على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist_ar.htm‬‬
‫تاريخ اإلطالع‪ 14 :‬أكتوبر ‪ ،2021‬على الساعة ‪.14:00‬‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪I- Ouvrages :‬‬
‫‪- CHEHRIT Kamel, Les crédits documentaires, 2eme édition, Grand Alger Livre,‬‬
‫‪Alger, 2007.‬‬
‫‪II- Articles :‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, « Réflexions sur la sécurité juridique de l’investissement‬‬
‫‪étranger en Algérie », Revue Académique de la Recherche Juridique, Faculté‬‬
‫‪de Droit, Université Abderrahmane MIRA, BEJAIA, N°01, 2010, pp 5-24.‬‬
‫‪VI- Instructions :‬‬
‫‪- Instruction n° 10-05 du 28 Aout 2005, portant dossier de transfert de produits‬‬
‫‪d’investissements mixtes ou étrangers. Disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/legist35.htm , le 14/10/2021, 16 :00‬‬

‫‪- 449 -‬‬ ‫التدابيرالبنكية في مجال الرقابة على حركة رؤوس األموال‬ ‫بلجودي أحالم‬

You might also like