You are on page 1of 217

‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬

‫ِمذِح‬

‫تضطلع البنوك‪ 1‬بدور فعال فً الحٌاة االقتصادٌة‪ ،‬فهً تشكل األساس الذي ٌنبنً‬
‫علٌها االقتصاد ‪ ،‬وقد بات من المستحٌل تصور اقتصاد فً ؼٌاب مإسسات بنكٌة‪،‬‬
‫وخصوصا مع االنتشار الواسع لعقود التجارة الدولٌة‪ ،‬ودخول نظام العولمة الذي عمل على‬
‫تكسٌر الحدود فً وجه السلع والبضابع معززا من مكانة البنوك فً زمننا المعاصر‪.‬‬

‫وٌشمل عمل البنوك‪ ،‬عملٌات الوساطة‪ 2‬بٌن المودعٌن الذٌن ٌقدمون أموالهم‬
‫للمإسسات البنكٌة‪ ،‬من أجل الحفاظ علٌها من كل خطر محدق بها‪ ،‬وبٌن المستثمرٌن الذٌن‬
‫ٌلجإون إلٌها قصد الحصول على قروض لتموٌل مشارٌعهم االستثمارٌة‪ ،‬وتهدؾ البنوك‬
‫من خبلل قٌامها بهذه العملٌات الحصول على أرباح تعود بالنفع علٌها‪.‬‬

‫وكما هو معلوم فإن النظام البنكً حدٌث العهد بالبلدان العربٌة واإلسبلمٌة‪ ،‬ارتبط‬
‫ظهوره باالستعمار الؽربً لبلدان المسلمٌن الذي استؽل فً ذلك سلطته السٌاسٌة والعسكرٌة‬
‫واإلعبلمٌة والمالٌة‪ ،‬فً وقت لم ٌكن فٌه المسلمٌن ال حول وال قوة‪ ،‬سواء كؤفراد أو‬
‫كحكومات‪ .‬ولم تهتم هذه األخٌرة بالقطاع البنكً إال بعد إحرازها على االستقبلل‪ ،‬حٌث‬
‫بدأت فً وضع التشرٌعات والتنظٌمات الخاصة بإنشاء البنوك وسٌر عملها و‬
‫الرقابة علٌها‪ ،‬مما ساعد على استقرار النظام البنكً فٌها‪ ،‬بناء على النموذج الؽربً‬
‫بمختلؾ أنواعه وقواعده وأهمها نظام الفابدة‪.3‬‬

‫والمؽرب لم ٌكن بعٌدا عن هذا اإلطار‪ ،‬فقد عرؾ هو أٌضا مصطلح "بنك" منذ‬
‫منتصؾ القرن ‪ 19‬تقرٌبا‪ ،‬حٌث فتحت بعض البنوك األجنبٌة فٌه‪ ،‬شبابٌك تابعة لها منذ سنة‬
‫‪ .1844‬ومع مرور الزمن تحولت الشبابٌك إلى فروع لتلك البنوك ووكاالت لها‪ ،‬فضبل عن‬

‫‪ -1‬لٌس من الٌسٌر وضع تعرٌؾ للبنك باعتباره مإسسة من مإسسات االبتمان مهما كان نوعه‪ ،‬وؼالبا ما تقتصر‬
‫القوانٌن واألنشطة المنظمة للبنوك على ذكر العملٌات التً تجعل من مإسسة ما بنكا دون اإلشارة إلى تحدٌد‬
‫المعنى من البنك‪.‬‬
‫والبنك أو المصرؾ كما ٌسمٌه البعض‪ ،‬مشتقة من كلمة (بانكو) اإلٌطالٌة األصل‪ ،‬وتعنً المنضدة أو الطاولة‪،‬‬
‫كان ٌجلس علٌها الصٌارفة فً القرون الوسطى فً الموانا واألمكنة العامة للمتاجرة بالنقود(الصرؾ)‪،‬وأمامهم‬
‫مكاتب خشبٌة ٌضعون علٌها النقود‪ ،‬وٌمارسون علٌها عملٌة بٌع وشراء العمبلت المختلفة‪ٌ .‬وسؾ حمومً‪،‬‬
‫مخاطر العمل البنكً دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ :‬الخصوصٌات‬
‫واإلشكاالت الجزء األول‪ ،‬سلسلة المعارؾ القانونٌة والقضابٌة هامش‪ 1‬صفحة ‪.92‬‬
‫‪ -2‬تشكل الوساطة المالٌة بٌن المدخرٌن والمستثمرٌن أساس النظام المصرفً الحدٌث‪ ،‬وذلك عبر تجمٌع األموال‬
‫من المدخرٌن ووضعها تحت تصرؾ المستثمرٌن‪ ،‬عبلوة على تقدٌم بعض الخدمات والتسهٌبلت التً تسٌر‬
‫تعامبلت الفاعلٌن االقتصادٌٌن المتعاملٌن معها‪ .‬البشٌر عدي البنوك اإلسبلمٌة وأفاقها بالمؽرب‪ ،‬مجلة المنبر‬
‫القانونً‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط عدد ‪ 5‬أبرٌل‪ /‬اكتوبر ‪ 9119‬عدد صفحة ‪.55‬‬
‫‪-3‬عابشة الشرقاوي المالقً "الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً"‪ ،‬دار أبً رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة‪ 9112،‬صفحة ‪.11‬‬

‫‪1‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫البنوك التً استقرت به‪ ،‬السٌما بعد االتفاق على قرض سنة ‪ 1904‬الذي قدم للدولة‬
‫المؽربٌة‪.4‬‬

‫وبعد حصول المؽرب على االستقبلل عرؾ القانون البنكً المؽربً تطورا ملحوظا‬
‫على مستوى اإلطار القانونً وذلك بوضع أول قانون ٌنظم المهنة البنكٌة والقرض‪ ،‬أال‬
‫وهو المرسوم الملكً الصادر فً ‪ 21‬أبرٌل سنة ‪ ،51967‬الذي أعطى لسلطات الوصاٌة‬
‫ممثلة فً الوزارة المكلفة بالمالٌة أي ‪ -‬وزارة االقتصاد والمالٌة حسب التسمٌة الجدٌدة‪-‬‬
‫صبلحٌات كبٌرة فً تقنٌن وتسٌٌر شإون البنوك‪ ،‬تبله بعد ذلك القانون المتعلق بنشاط‬
‫مإسسات االبتمان ومراقبتها المإرخ فً ‪ٌ 6‬ولٌوز سنة ‪ ،61993‬حامبل بٌن طٌاته عدة‬
‫إصبلحات ٌمكن اختزالها فً توحٌد اإلطار القانونً وتمدٌده لٌشمل أؼلب مإسسات القطاع‪،‬‬
‫وتوسٌع نطاق العملٌات التً تمارسها هذه األخٌرة وترسٌخ أسس التشاور بٌنها وبٌن‬
‫السلطات النقدٌة‪ ،‬وتدعٌم حماٌة العمبلء وتعزٌز رقابة السلطات المختصة‪.7‬‬

‫وبمجرد دخول القانون المنظم لنشاط مإسسات االبتمان ومراقبتها لسنة ‪ 1993‬حٌز‬
‫التنفٌذ‪ ،‬بدأت عٌوبه تظهر‪ ،‬ومن أوجهها أنه لم ٌحقق التنافسٌة المطلوبة بٌن البنوك‪ ،‬وأن‬
‫حماٌته للزبناء ؼٌر كافٌة‪ ،‬كما تبٌن أن الحاجة أصبحت ملحة لجعل هذا القانون أكثر‬
‫انسجاما مع الترسانة القانونٌة المتعلقة بالتجارة واألعمال‪ ،8‬فضبل عن ضرورة مبلءمة‬
‫التشرٌعات الداخلٌة مع متطلبات التؽٌرات االقتصادٌة والمالٌة والدولٌة‪.‬‬

‫‪-4‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.11‬‬
‫‪ -5‬المرسوم الملكً رقم ‪ 1152655‬الصادر بتارٌخ ‪ 91‬أبرٌل ‪ 1252‬بمثابة قانون ٌتعلق بالمهنة البنكٌة والقرض‬
‫المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪9482‬بتارٌخ ‪ 95‬أبرٌل ‪ 1252‬صفحة ‪.411‬‬
‫‪-6‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16226182‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 5‬ولٌوز ‪ 1222‬المعتبر بمثابة قانون ٌتعلق بنشاط مإسسات‬
‫االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8911‬بتارٌخ ‪ٌ 12‬ولٌوز‪،1222‬‬
‫صفحة‪.1155‬‬
‫‪ -7‬شوقً كوثار "رقابة بنك المؽرب على مزاولة المهنة البنكٌة" رسالة لنٌل دبلوم نهاٌة التكوٌن فً سلك الماستر‬
‫المتخصص‪ :‬المقاولة والقانون‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة ابن زهر أكادٌر السنة‬
‫الجامعٌة ‪ ،9112-9119‬صفحة‪. 1‬‬
‫‪ -8‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16226911‬الصادر بتارٌخ ‪ 91‬سبتمبر ‪ 1222‬المعتبر بمثابة قانون ٌتعلق ببورصة‬
‫القٌم‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8992‬بتارٌخ ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1222‬صفحة ‪.1449‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16226919‬الصادر بتارٌخ ‪ 91‬سبتمبر ‪ 1222‬بمثابة قانون ٌتعلق بمجلس القٌم المنقولة‬
‫والمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوٌة التً تدعو الجمهور إلى االكتتاب فً أسهمها أو سنداتها‪ ،‬المنشور‬
‫بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8992‬بتارٌخ ‪ 5‬أكتوبر ‪،1222‬صفحة ‪.1421‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1625642‬الصادر بتارٌخ فاتح أؼسطس ‪ 1225‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 15625‬المتعلق بمدونة‬
‫التجارة‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪8814‬بتارٌخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،1225‬صفحة‪.9142‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪16256198‬الصادر بتارٌخ ‪ 21‬أؼسطس ‪ 1225‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 12625‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 8899‬بتارٌخ ‪12‬أكتوبر ‪،1225‬صفحة ‪.9291‬‬

‫‪2‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫كل هذه األسباب دفعت بالسلطات المختصة إلى الدخول فً مرحلة جدٌدة من‬
‫مسلسل اإلصبلح توجت بصدور القانون رقم ‪ 934.03‬فً ‪ 14‬فبراٌر ‪ 2006‬المتعلق‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫لكن رؼم أن األلة التشرٌعٌة لم تتوقؾ‪ ،‬وتعرؾ تدخبل كلما تطلب األمر ذلك‪ ،‬إال‬
‫أنها ظلت بعٌدة على وضع حد للتعامل بالفابدة‪.‬‬

‫إال أن بوادر التؽٌٌر فً المنظومة البنكٌة بدأت مع توصٌة والً بنك المؽرب‬
‫الصادر سنة ‪ ،112007‬والتً سمحت للبنوك التقلٌدٌة بتطبٌق بعض العقود التموٌلٌة‬

‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1622682‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬فبراٌر ‪ 1222‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 5625‬المتعلق بشركة‬
‫التضامن وشركة التوصٌة البسٌطة وشركة التوصٌة باألسهم والشركات ذات المسإولٌات المحدودة وشركة‬
‫المحاصة‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 8899‬بتارٌخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1225‬صفحة ‪.9291‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1622619‬الصادر بتارٌخ ‪ 5‬فبراٌر ‪ 1222‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 12622‬المتعلق‬
‫بالمجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬النشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8524‬بتارٌخ فاتح أبرٌل ‪،1222‬صفحة‬
‫‪.545-522‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪1611612‬الصادر بتارٌخ ‪ 15‬فبراٌر ‪ 9111‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 12622‬المتعلق بحماٌة‬
‫الملكٌة الصناعٌة والتجارٌة‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 8225‬بتارٌخ ‪2‬مارس ‪،9111‬صفحة ‪.255‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16186115‬صادر فً ‪ 9‬رمضان ‪ٌ21(1825‬ونٌو‪ )9118‬بتنفٌذ القانون رقم ‪118619‬‬
‫المتعلق بحرٌة األسعار والمنافسة الجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 5925‬الصادر بتارٌخ ‪ 95‬رمضان ‪ٌ98(1825‬ونٌو‬
‫‪،)9118‬صفحة ‪.5122‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16126128‬الصادر بتارٌخ ‪ 11‬سبتمبر ‪ 9112‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 55622‬المتعلق بمدونة‬
‫الشؽل‪ ،‬النشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5152‬بتارٌخ ‪4‬دٌسمبر ‪،9112‬صفحة ‪،2252‬‬
‫‪-‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16156124‬الصادر بتارٌخ ‪ 18‬فبراٌر ‪ 9115‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5222‬بتارٌخ ‪91‬فبراٌر‬
‫‪ ،9115‬صفحة ‪.825‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه القوانٌن طالتها مجموعة من التؽٌرات فً السنوات البلحقة على صدورها‪.‬‬
‫‪9‬ـ الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16156124‬الصادر بتارٌخ ‪ 18‬فبراٌر ‪ 9115‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5222‬بتارٌخ ‪91‬فبراٌر‬
‫‪ ،9115‬صفحة‪.825‬‬
‫‪ -10‬دورٌة والً بنك المؽرب رقم ‪/22‬و‪ 9112 /‬المتعلقة بمنتجات اإلجارة والمشاركة والمرابحة‪ ،‬بناء على قرار‬
‫وزٌر المالٌة رقم ‪ 426228‬بتارٌخ ‪ 12‬شتنبر ‪ ،9112‬والتً دخلت حٌز التنفٌذ فً فاتح أكتوبر من نفس السنة‪.‬‬
‫وقد جاء إصدار هذه التوصٌة فً إطار ما تخوله المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق بمإسسات االبتمان‬
‫والهٌبات المعتبرة فً حكمها من صبلحٌات لوالً بنك المؽرب حٌث تنص على ما ٌلً‪:‬‬
‫"تحدث لجنة تسمى "لجنة مإسسات االبتمان" ٌستطلع رأٌها والً بنك المؽرب فً كل مسؤلة ذات طابع عام أو‬
‫فردي لها عبل قة بنشاط مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها المشار إلٌها فً المواد ‪12‬و‪ 18‬و‪15‬‬
‫أعبله‪.‬‬
‫وتقوم اللجنة كذلك بجمٌع الدراسات المتعلقة بنشاط مإسسات االبتمان وال سٌما بعبلقاتها مع العمبلء وبإعبلم‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫وٌمكن أن ٌإدي الدراسات المذكورة إلى إصدار والً بنك المؽرب لمناشٌر أو توصٌات"‪.‬‬
‫‪ -‬الرجوع إلى عبد المهٌن حمزة "دور التموٌبلت البنكٌة البدٌلة فً تعوٌض قروض االستهبلك بفابدة‪ -‬دراسة فً‬
‫منتوجً اإلجارة والمرابحة مجلة المنبر القانونً‪-‬عدد مزدوج ‪9‬و‪ -2‬أبرٌل‪/‬أكتوبر‪.9119‬الهامش‪ 5‬صفحة ‪.14‬‬

‫‪3‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫والمنتجات البنكٌة التً ال تتعارض وأحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ .‬فسبب إقرار هذه التموٌبلت‬
‫الجدٌدة كان بناء على طرح دٌنً محض من جانب المجتمع المؽربً‪ ،‬كونها منتوجات ال‬
‫ربوٌة ثمة إدخالها إلى النظام البنكً المؽربً وتروٌجها من داخل البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬إال أن‬
‫التجربة فشلت بفعل الظروؾ التً رافقتها‪ ،‬بحٌث جعلت من كلفتها ترتفع مقارنة‬
‫بالمنتوجات التً تتعامل بها البنوك التقلٌدٌة وهو ما سجل فً اإلقبال الضعٌؾ على التعامل‬
‫بها ورقم معامبلتها الهزٌل‪.‬‬

‫ؼٌر أن تعامل البنوك التقلٌدٌة بالفابدة تعد محرمة شرعا مصدقا لقول هللا تعالى "‬
‫الذٌن ٌؤكلون الربا ال ٌقومون إال كما ٌقوم الذي ٌتخبطه الشٌطان من المس‪ ،‬ذلك بؤنهم قالوا‬
‫إنما البٌع مثل الربا وأحل هللا البٌع وحرم الربا‪ ،‬فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما‬
‫سلؾ‪ ،‬وأمره إلى هللا‪ ،‬ومن عاد فؤولبك أصحاب النار هم فٌها خالدون‪."12‬‬

‫أما من الناحٌة القانونٌة فالمشرع المؽربً اعتبر اشتراط الفابدة بٌن المسلمٌن باطبل‬
‫ومبطبل للعقد‪ ،‬عمبل بمقتضٌات الفصل ‪ 870‬من قانون االلتزامات والعقود‪ .13‬وباالطبلع‬
‫على دستور ‪ 2011‬نجده ٌقر أن دٌن الدولة هو اإلسبلم‪ ،‬واإلسبلم كما سبق ٌحرم التعامل‬
‫بالربا‪ ،‬وعلٌه فإن البنوك المؽربٌة التً تتعامل بها تإدي حتما إلى خلق طبقة من أصحاب‬
‫رإوس األموال التً تعٌش وتثري من استؽبللها وتحكمها فً طوابؾ األخر‪ ،‬وهو ما‬
‫ٌتعارض مع منطق العدل‪.‬‬

‫‪-12‬سورة البقرة اآلٌة ‪ 925‬برواٌة اإلمام ورش‪.‬‬


‫‪-13‬الفصل ‪ 421‬من قانون االلتزامات والعقود على ما ٌلً‪:‬‬
‫" اشتراط الفابدة بٌن المسلمٌن باطل ومبطل للعقد الذي ٌتضمنه سواء جاء صرٌحا أو اتخذ شكل هدٌة أو نفع‬
‫أخر للمقرض أو ألي شخص ؼٌره ٌتخذ وسٌطا له"‬
‫ونشٌر إلى وجود نص مماثل فً القانون المدنً الكوٌتً‪ ،‬ضمن المادة ‪ 215‬التً جاء فٌما ٌلً‪:‬‬
‫" ٌقع باطبل كل اتفاق على تقاضً الفوابد مقابل االنتفاع بمبلػ من النقود أو مقابل التؤخٌر فً الوفاء بااللتزام به‪.‬‬
‫وٌعتبر فً حكم الفابدة كل منفعة أو عمولة أٌا كان نوعها‪ ،‬اشترطها الدابن إذا ثبت أن ذلك ال ٌقابله خدمة حقٌقٌة‬
‫متناسبة ٌكون الدابن قد أداها فعبل"‪.‬‬
‫وقد كان المشرع التونسً ٌنص فً الفصل ‪ 11525‬من مجلة االلتزامات والعقود على أن اشتراط الفابض باطل‬
‫ومبطل للعقد بٌن المسلمٌن سواء كان صرٌحا أو اتخذ صورة هدٌة أو فابض بسٌط" لكن هذا الفصل نسخ‬
‫بالقانون رقم ‪ 184‬المإرخ فً ‪ 2‬نونبر ‪ 1252‬والذي أصبح ٌنص على ما ٌلً‪:‬‬
‫" الفابض ال ٌكون الزما بالنسبة للعقود الواقعة بٌن ؼٌر التجار إال إذ اشترط كتابة‪ ،‬وٌحمل األمر على اشتراطه‬
‫إذا كان متعاقدان من التجار"‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا ٌشكل التزاما من قانون االلتزامات والعقود المؽربً بقواعد الشرٌعة اإلسبلمٌة وتكرٌسا للحكم اإلسبلمً‬
‫فً القرض بفابدة‪ ،‬حٌث ٌستمد هذا النص أصوله من الفقه اإلسبلمً كمصدر اعتمد علٌه المشرع عند صٌاؼته‬
‫لهذا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد أدروٌش‪" ،‬أصول قانون االلتزامات والعقود" بحث فً األصول الفقهٌة والتارٌخٌة‪ ،‬أطروحة لنٌل‬
‫الدكتوراه فً القانون الخاص كلٌة الحقوق جامعة محمد الخامس الرباط ‪ ،1221‬منشورات سلسلة المعرفة‬
‫القانونٌة‪ ،‬مطبعة ومكتبة األمنٌة‪ 1225 ،‬الرباط‪ ،‬صفحة ‪.158‬‬

‫‪4‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وإذا كان هذا حال البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬فإن هناك شرٌحة واسعة تربا بنفسها عن التعامل‬
‫معها‪ ،‬وتفضل كنز أموالها داخل بٌوتها بؽض النظر عن المخاطر المهددة لها‪ ،‬وفً ذلك‬
‫احترام لقٌمها وأخبلقها‪ ،‬وخصوص أن المجتمع المؽربً ٌقبل بكل شًء إال ما تعارض مع‬
‫أحكام دٌنه‪.‬‬

‫وتختلؾ البنوك التشاركٌة عن البنوك التقلٌدٌة شكبل ومضمونا‪ .‬فإذا كانت األخٌرة‬
‫تعتمد فً تعاملها على الفابدة المحددة مسبقا بالنسبة لعملٌة اإلقراض واالقتراض‪ ،‬بمعنى‬
‫وجود عبلقة دابن ومدٌن وٌؤتً الربح من سعر الفابدة الذي تحققه البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬فإن‬
‫فلسفة البنوك التشاركٌة تقدم أدوات جدٌدة من قبٌل المضاربة والمشاركة والمرابحة‪،‬‬
‫وتسعى إلى المساهمة فً االقتصاد الوطنً وتقدٌم خدمات اجتماعٌة‪ ،‬دون أن تتعامل بالفابدة‬
‫وذلك كله تحت رقابة المجلس العلمً األعلى‪.‬‬

‫وبذلك ٌكون المشرع قد استجاب لطموحات المنادٌن بإنشاء بنوك إسبلمٌة أطلق‬
‫علٌها اسم "البنوك التشاركٌة‪ "14‬بموجب قانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان‬
‫والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ 15.‬إن القانون الجدٌد‪ 16‬فتح المجال لمعامبلت قدٌمة جدٌدة‪،‬‬
‫قدٌمة فً مصدرها وتؤصٌلها‪ ،‬جدٌدة فً إصدارها‪ ،‬إذ لبست لبسا قانونٌا بعدما كانت تعد‬
‫من صمٌم تنظٌم الفقه اإلسبلمً‪ ،‬حٌث سمح القانون الجدٌد لؤلبناك بالمشاركة فً المشارٌع‬

‫‪ -14‬عوض المشرع المؽربً مصطلح البنوك اإلسبلمٌة بعبارة البنوك التشاركٌة‪ ،‬بضؽط من لوبٌات البنوك‬
‫التقلٌدٌة التً خافت على نفسها من المنافسة‪ ،‬ذلك أن إطبلق وصؾ "اإلسبلمٌة" ٌوحً بصفة مباشرة إلى عدم‬
‫تطابق المنتوجات البنكٌة التقلٌدٌة مع الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬مما سٌإدي من منظورها إلى استؽبلل الدٌن فً‬
‫التجارة‪ .‬علما أن مصطلح البنوك اإلسبلمٌة ٌعبر من حٌث الموضوع عن المرجعٌة التشرٌعٌة التً تستقً منها‬
‫معامبلت هذه البنوك‪ ،‬األمر الذي أقره والً بنك المؽرب فً إحدى الندوات الصحفٌة بالبحرٌن‪.‬‬
‫‪ -‬نور الدٌن الفقٌهً المعٌن فً فهم القانون البنكً المؽربً‪ ،‬مطبعة طوب برٌس‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى نونبر‬
‫‪ 9115‬صفحة‪.128‬‬
‫وتعتبر تركٌا أول من استعملت مصطلح البنك التشاركً‪ ،‬منذ سنة ‪،9115‬محمد حفو "البنوك التشاركٌة بٌن‬
‫ؼموض النص القانونً وتحدٌات الواقع العملً" مقال منشور بمجلة قانون األعمال‪ ،‬مجلة الكترونٌة‬
‫‪ ،www.droitetentreprise.org‬العدد‪ 12‬مارس ‪ 9112‬ثم زٌارته بتارٌخ ‪ 9114/18/15‬على‬
‫الساعة ‪ 2‬صباحا‪ ،‬صفحة ‪،92‬‬
‫‪ -15‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 16186122‬الصادر فً فاتح ربٌع األول ‪1825‬هـ(‪98‬دٌسمبر‪9118‬م) بتنفٌذ قانون رقم‬
‫‪ 112619‬المتعلق بمإسسة االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5294‬فاتح ربٌع‬
‫األخر(‪ٌ99‬ناٌر‪9115‬م)‪ ،‬صفحة‪.859‬‬
‫‪ -16‬إن مجال التشرٌع شهد إصدار نصوص أخرى تهم المالٌة اإلسبلمٌة‪ ،‬من قبل تضمٌن صكوك االستثمار‬
‫المطابقة للشرٌعة فً تعدٌ ل القانون المنظم لعملٌات التسنٌد‪ ،‬وتتمٌم القانون المنظم للمجلس العلمً األعلى‬
‫بتؤسٌس اللجنة الشرعٌة المنبثقة عن المجلس العلمً األعلى‪ ،‬كما صدرت مذكرات بنك المؽرب بشؤن تحدٌد‬
‫كٌفٌات وشروط اعتماد البنوك التشاركٌة‪.‬‬
‫‪-‬نورة ؼزالن‪ ،‬الوسٌط فً العقود الخاصة والعقود المدنٌة والتجارٌة والبنكٌة‪ ،‬الجزء األول الطبعة األولى‬
‫‪ ،9112‬الصفحة ‪.821‬‬

‫‪5‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التً ٌقترحها الزبون عن طرٌق المشاركة بنوعٌها التامة والمتناقضة‪ ،‬وكذلك االستثمار عن‬
‫طرٌق البٌع بالمرابحة وكذلك اإلجارة المنتهٌة بالتملٌك وؼٌر ذلك من المعامبلت‪.‬‬

‫وهكذا عمل الفقهاء والباحثٌن على إعطاء تعرٌؾ لهذا النوع من البنوك‪ ،‬وفً هذا‬
‫الصدد ٌعرؾ الدكتور سامً حمود البنوك اإلسبلمٌة "أنها مإسسة تقوم بتقدٌم الخدمات‬
‫المصرفٌة على أساس ؼٌر ربوي وتزاول فتح الحسابات الجارٌة‪ ،‬وقبول الودابع‬
‫االستثمارٌة الستخدامها فً نطاق أنظمة السٌول السابد إلى جانب موارد المصارؾ المالً‬
‫فً تموٌل المشروعات التجارٌة وفقا للمبادئ اإلسبلمٌة‪ ."17‬وٌبلحظ على هذا التعرٌؾ على‬
‫أنه ال ٌشتمل على الطبٌعة االجتماعٌة للبنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬فً حٌن عرفها األستاذ أحمد‬
‫النجار "بؤنها أجهزة مالٌة تستهدؾ التنمٌة وتعمل فً إطار الشرٌعة اإلسبلمٌة وتلتزم بكل‬
‫القٌم األخبلقٌة التً جاءت بها الشرابع السماوٌة‪ ،"18‬وقد جاء هذا التعرٌؾ شامبل من خبلل‬
‫تحدٌده للضوابط التً ٌنبؽً مراعاتها فً مزاولة المهنة البنكٌة من طرؾ البنوك اإلسبلمٌة‪،‬‬
‫والؽاٌة التً تسعى إلى تحقٌقها‪.‬‬

‫وقد وضع المشرع المؽربً تعرٌفا شامبل للبنوك التشاركٌة بمقتضى المادة ‪1954‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،103.12‬حٌث حدد البنوك التشاركٌة فً تلك األشخاص االعتبارٌة الخاضعة‬
‫ألحكام القسم الثالث من هذا القانون‪ ،‬والتً تزاول األنشطة المشار إلٌها فً المادتٌن ‪56‬‬
‫و‪ 58‬من نفس القسم‪.‬‬

‫عوما البنوك التشاركٌة تتفق مع البنوك اإلسبلمٌة من حٌث المضمون‪ ،‬وال تختلؾ‬
‫عنها إال من حٌث االسم‪ ،‬ومع ذلك فعبارة البنوك التشاركٌة التً جاء على ذكرها المشرع‬
‫المؽربً تعتبر أكثر تعبٌرا من البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬اعتبارا لعنصر المشاركة الذي ٌطبع‬
‫العبلقة بٌن البنك وعمٌله‪.‬‬

‫وٌرجع ظهور البنوك اإلسبلمٌة إلى المإتمر الثانً لمجمع البحوث اإلسبلمٌة الذي‬
‫انعقد فً ماي ‪ 1966‬م‪ ،‬فهو بمثابة اللبنة األولى للدعوة إلنشاء بنوك تتوافق مع أحكام‬

‫‪ -17‬دراسة أعدتها لجنة خبراء البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬صادر عن االتحاد الدولً للبنوك اإلسبلمٌة تشجٌع وتنظٌم‬
‫ومراقبة المصارؾ اإلسبلمٌة بتارٌخ ‪21‬و‪ 21‬كانون األولى ‪ ،1241‬ص ‪.15‬‬
‫‪-18‬أحمد النجار‪ :‬البنوك اإل سبلمٌة ماذا قالوا وماذا نقول فً النظام اإلسبلمً‪ ،‬مطبعة القاهرة‪ ،‬دون ذكر رقم‬
‫الطبعة ‪ ،9119‬ص ‪.11‬‬
‫‪-19‬نصت المادة ‪ 58‬من القانون رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬على أنه " تعتبر‬
‫بنوكا تشاركٌة األشخاص االعتبارٌة الخاضعة ألحكام هذا القسم والمإهلة لمزاولة األنشطة المشار إلٌها فً‬
‫المادة األولى والمادتٌن ‪ 55‬و‪ 54‬من هذا القانون وكذا العملٌات التجارٌة والمالٌة واالستثمارٌة بصفة اعتٌادٌة بعد‬
‫الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى وفقا لمقتضٌات المادة‪ 59‬أدناه"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬من خبلل دعوته لرجال االقتصاد والمال إلى أن ٌتقدموا بمقترحاتهم‬
‫إلٌجاد أرضٌة لبناء نظام بنكً بدٌل للبنوك التقلٌدٌة‪.‬‬

‫والبداٌة األولى للبنوك اإلسبلمٌة ترجع إلى تجربة بنوك االدخار المحلٌة بمصر عام‬
‫‪1993‬م‪ ،‬وانتقلت فعلٌا فً سنة ‪ 1975‬وبالتالً فنقطة انطبلق البنوك اإلسبلمٌة تعود إلى‬
‫أربعة عقود خلت فقط وتوالت عملٌة إنشاء البنوك اإلسبلمٌة حثى ؼضت فً كل دولة‬
‫إسبلمٌة‪ ،‬بل انتقلت إلى الدول الؽربٌة كذلك‪ .‬أما المؽرب فلم ٌعرؾ هذا النوع من البنوك إال‬
‫بموجب قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها رقم ‪ 103.12‬الذي‬
‫خصصها القسم الثالث بؤكمله والذي ٌشتمل على المواد من ‪ 54‬إلى ‪.70‬‬

‫وتتعرض البنوك التشاركٌة‪ 20‬شؤنها شؤن البنوك التقلٌدٌة فً ضوء طبٌعة األموال‬
‫التً تتحصل علٌها من مصادر مختلفة وأوجهه استخداماتها إلى العدٌد من المخاطر ‪21‬التً‬

‫‪ -20‬لقد شرعت العدٌد من البنوك الت شاركٌة بالمؽرب فً تقدٌم خدماتها لعموم المواطنٌن‪ ،‬حٌث بدأت جل‬
‫البنوك اإلسبلمٌة فً تقدٌم خدماتها وتسوٌق منتجاتها لعموم المواطنٌن‪ ،‬من خبلل فتح الحسابات لهذه البنوك‬
‫وتقدٌم منتوج المرابحة فً العقار الذي ٌحظى بإقبال كبٌر من طرؾ المواطنٌن المؽاربة‪ ،‬سواء المقٌمٌن‬
‫بالمؽرب‪ ،‬ومن بٌن هذه البنوك نجد‬
‫‪ -‬بنك أمنٌة التشاركً‪ :‬هو نتٌجة لشراكة بٌن البنك العقاري والسٌاحً المؽربً وبٌن بنك قطر الدولً اإلسبلمً‬
‫الرٌادي فً أعمال المالٌة اإلسبلمٌة من خبلل الحضور القوي للبنك فً كثٌر من المدن المؽربٌة وأسبقٌته فً فتح‬
‫أول وكالة له بالمؽرب وتوقٌع عقود المرابحة‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الصفا التشاركً هو ثانً بنك ٌفتح أبوابه فً وجه عموم المواطنٌن من خبلل عدة وكاالت له فً كثٌر من‬
‫المدن المؽربٌة‪ ،‬وٌعد بنك الصفا بنكا تشاركٌا تابعا للتجاري وفا بنك‪ ،‬وٌؤتً بنك الصفا فً المرتبة الثانٌة من‬
‫حٌث اإلقبال لدى المواطنٌن‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الٌسر التشاركً المؽربً هو نتٌجة لشراكة بٌن البنك الشعبً المؽربً وبٌن ‪guidance financial‬‬
‫‪ group‬الرابد فً المالٌة التشاركٌة فً أنحاء العالم‪ .‬وقد شرع بنك الٌسر فً تقدٌم خدماته للزبناء من خبلل فتح‬
‫الحسابات وإبرام عقود المرابحة لؤلمر بالشراء‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الت موٌل واإلنماء من البنوك التشاركٌة التً رأت النور مإخرا من خبلل فتح أول وكالة للبنك فً مدٌنة‬
‫الدار البٌضاء وٌعتبر بنك التموٌل واإلنماء ثمرة الشراكة بٌن ‪ ،BMCE BANK‬المؽربً وبنك البركة البحرٌنً‪.‬‬
‫وقد بدا بنك التموٌل واإلنماء فً تقدٌم خدماته لعموم المواطنٌن من خبلل فتح الحسابات واستقبال ملفات عقود‬
‫المرابحة‪.‬‬
‫‪ -‬األخضر بنك هو بنك تشاركً مؽربً تابع للقرض الفبلحً بشراكة مع مإسسة الشركة اإلسبلمٌة لتموٌل‬
‫القطاع الخاص التابعة لمجموعة بنك اإلسبلمً للتنمٌة‪ ،‬وٌهدؾ األخضر بنك إلى أخذ مكانة رٌادٌة له فً المالٌة‬
‫التشاركٌة فً المؽرب‪ ،‬وخاصة فً تموٌل المجال الفبلحً‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الرضا هو بنك تشاركً تابع لمصرؾ المؽرب‪ ،‬وسٌفتح بنك الرضى التشاركً المؽربً مستقببل عدة‬
‫وكاالت له فً بعض المدن الكبٌرة من خبلل ‪ 19‬وكالة تتوزع على تراب المملكة لتصل إلى ‪ 21‬وكالة فً أفق‬
‫‪.9191‬‬
‫‪-‬نافذة دار األمان وهً ن افذة تابعة للشركة العامة‪ ،‬وقد شرع البنك من خبلل نافذة دار األمان بتسوٌق الخدمات‬
‫والمنتجات المتنوعة بٌن فتح الحسابات وإبرام عقود المرابحة لؤلمر بالشراء‪.‬‬
‫‪ -‬نجمة بنك هو فرع للبنك المؽربً للتجارة والصناعة ‪ BMCI‬وٌسعى نجمة بنك لتقدٌم تموٌبلت تشاركٌة تنسجم‬
‫مع الشرٌعة اإلسبلمٌة من خبلل انطبلقته الفعلٌة مع بداٌة ‪ 9114‬من خبلل عدة وكاالت محدودة فً بعض المدن‬
‫المؽربٌة لٌتم الرفع من عددها بالتدرٌج لتشمل أؼلب مدن المملكة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تنشؤ بسبب عوامل داخلٌة ترتبط بنشاط وإدارة البنك التشاركً ذاته أو ترتبط بعوامل‬
‫خارجٌة تنشؤ عن تؽٌر الظروؾ والبٌبة التً ٌعمل البنك فً ظلها‪.‬‬

‫وهكذا شكلت المخاطر البنكٌة بصفة عامة إحدى اإلشكالٌات التً تعرقل النشاط‬
‫الطبٌعً للبنوك التشاركٌة‪ ،‬وذلك على أن هذه األخٌرة مهددة فً عملها بالعدٌد من‬
‫المخاطر‪ 22‬شؤنها شؤن البنوك التقلٌدٌة مع بعض االختبلفات الطفٌفة‪.‬‬

‫ولقد عرؾ بعض الفقه‪ 23‬المخاطر البنكٌة بصفة عامة بؤنها تلك المخاطر التً‬
‫تعرض البنك إلى خسابر ؼٌر متوقعة وؼٌر مخطط لها‪ ،‬األمر الذي ٌإدي إلى تذبذب العابد‬
‫المتوقع من استثمار معٌن قد تنجم عنه عدة أثار سلبٌة تتولد عن أثار مستقبلٌة محتملة‬
‫الوقوع لها قادرة على التؤثٌر على تحقٌق البنك ألهدافه المعتمدة وتنفٌذ استراتٌجٌاته بنجاح‪.‬‬

‫فً حٌن عرفها البعض األخر‪ 24‬وفقا للمفهوم الضٌق بؤنها تلك المخاطر المصاحبة‬
‫لمنح االبتمان عن طرٌق عقد القرض البنكً‪ ،‬وذلك باعتبارها من بٌن أهم المخاطر التً‬

‫الرجوع إلى الموقع االكترونً‪ www.islamcbankmaroc.info‬ثم زٌارته بتارٌخ ‪ 9114/12/11‬على‬


‫الساعة ‪11‬صباحا‪.‬‬
‫‪ -21‬تعنً المخاطرة تلك الوضعٌة التً ٌشوبها احتمال التعرض للتلؾ والهبلك‪ ،‬أو االنحراؾ عن الطرٌق‬
‫المإدٌة إلى النتٌجة المنتظرة بمعنى وقوع الخسارة‪ ،‬وٌعبر عنها بمخاطرة التجارة‪ ،‬وذلك على اعتبار أن الدخول‬
‫فً التجارة والمشارٌع االستثمارٌة ال ٌعتمد فٌها النجاح على الحظ‪ ،‬إنما ٌكون فٌها اإلنسان رأي وتدبٌر‪.‬‬
‫‪ -‬حمزة عبد الكرٌم محمد حماد‪ ،‬مخاطر االستثمار فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬بحث لنٌل درجة الدكتوراه‪ ،‬منشور‬
‫كلٌة الشرٌعة‪ ،‬الجامعة األردنٌة‪ ،‬دار النفابس‪ ،‬األردن طبعة األولى‪1894 ،‬هـ‪ ،9114/‬صفحة ‪.21‬‬
‫‪ٌ -22‬عد مصطلح المخاطر من المصطلحات التً تترد بشكل كبٌر‪ ،‬الذي ٌستخدم فً جمٌع المجاالت‪ ،‬والتً تدل‬
‫على احتمال الخسارة أو الربح‬
‫‪ -‬فكلمة المخاطر فً اللؽة مشتقة من كلمة خطر‪ ،‬ومنها الفعل ٌخاطر‪ ،‬والتً استخدمت فً معانً عدة منها‪:‬‬
‫‪-‬ارتفاع القدر والمكانة والشرؾ والمنزلة‪ٌ ،‬قال رجل خطر‪ ،‬أي‪ :‬له قدر‪ ،‬وأمر خطٌر أي‪ :‬رفٌع‪.‬‬
‫‪-‬الرهن‪ٌ ،‬قال‪ :‬تخاطروا على األمر‪ ،‬أي‪ :‬تراهنوا‪.‬‬
‫‪-‬اإلشراؾ على الهبلك‪ٌ ،‬قال‪ :‬خاطر بن فسه أي أشفى بها على الهبلك‪ .‬عبد هللا العبلٌلً ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‬
‫المحٌط جزء الثانً‪ ،‬دار لسان العرب‪ ،‬بٌروت‪.1244 ،‬صفحة ‪.452‬‬
‫أما كلمة المخاطر فً االصطبلح فنمٌز بٌن االصطبلح االقتصادي و االصطبلح الفقهً‪.‬‬
‫فالمخاطر فً االصطبلح االقتصادي‪" :‬هً احتمالً الفشل فً تحقٌق العابد المتوقع أو هً درجة التؽٌر فً العابد‬
‫مقارنة بالمردود المتوقع الحصول علٌه نتٌجة لتؤثٌر عناصر متعددة تساهم فً تحقٌق قٌمة التدفقات‪".‬‬
‫أما المخاطر فً االصطبلح الفقهً فهً وصؾ لنوع من العقود تتضمن صٌؽته حقوقا والتزامات احتمالٌة‬
‫لطرفٌه‪ .‬أي أنها متعلقة بالعقد وتشٌر إلى حالة عدم التٌقن الذي تولدها العبلقة التعاقدٌة‪.‬‬
‫‪ -‬هاجر زرارقً "إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة الجزابري"‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة ماجستٌر فً العلوم التجارٌة فرع‪ :‬دراسات مالٌة ومحاسبٌة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة ‪ .9119 -9111‬معمقة صفحة‪.55‬‬
‫‪ -23‬محمد صبري‪ ،‬األخطاء البنكٌة‪ ،‬أساس المسإولٌة البنكٌة عن عدم مبلءمة االبتمان مع مصلحة الزبون‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،9112‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء صفحة ‪.918‬‬
‫‪ -24‬محمد جنكل‪ ،‬االبتمان البنكً نموذجا‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة قانون األعمال‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬السنة الجامعٌة‪ ،9111-9111‬الصفحة ‪.929‬‬

‫‪8‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تهدد الصبلبة المالٌة لمإسسات االبتمان‪ ،‬وبالنظر إلى حجم القروض التً تقوم هذه‬
‫المإسسات بتوزٌعها‪.‬‬

‫وتتنوع المخاطر البنكٌة بتنوع العملٌات التً تقوم بها البنوك التشاركٌة فهناك من‬
‫المخاطر ما هو مشترك بٌن كافة البنوك ومنها ما هو خاص فقط بالبنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫وٌمكن تصنٌؾ المخاطر التً تواجهها البنوك التشاركٌة والتقلٌدٌة وعموم‬


‫المإسسات المالٌة‪ ،‬إلى مخاطر مالٌة‪ ،‬وأخرى ؼٌر مالٌة‪ ،‬فبالنسبة للمخاطر المالٌة نجد‬
‫مخاطر السٌولة‪ 25‬التً تتمثل فً عدم قدرة البنك على سداد االلتزامات المالٌة عند‬
‫استحقاقها‪.‬‬

‫وكذا مخاطر االبتمان‪ 26‬وهً احتمالٌة اخفاق عمبلء البنك المقترضٌن بالوفاء‬
‫بالتزاماتهم تجاه البنك‪ ،‬وذلك عند استحقاق هذه االلتزامات‪ ،‬أو بعد ذلك‪ .‬أو عدم السداد‬

‫‪ -25‬تنشؤ هذه المخاطر عندما تكون السٌولة عاجزة عن سد متطلبات التشؽٌل العادٌة‪ ،‬وقدرة البنك عن الوفاء‬
‫بالتزاماته فً موعدها‪ ،‬بما فً ذلك العجز عن مواجهة عملٌات سحب المودعٌن ألموالهم‪ ،‬مما ٌإثر على ثقتهم‬
‫فٌه‪ ،‬والتدافع لسحب المزٌد من األموال‪ ،‬وبالتالً تتزاٌد المشكلة‪.‬‬
‫وإذا كان بإمكان البنوك التقلٌدٌة اللجوء إلى عملٌة االقتراض بفابدة لمواجهة متطلبات السٌولة عند الضرورة‪،‬‬
‫فإن البنوك التشاركٌة ال ٌسري هذا اإلج راء‪ .‬وذلك العتبار التعامل بالفابدة أمر محرم شرعا‪ .‬وهو ٌستفاد منه‬
‫أٌضا‪ ،‬أنه ٌتعذر علٌها اللجوء البنك المركزي‪ ،‬للحصول على السٌولة عند الحاجة‪ ،‬األمر الذي ٌإثر بالسلب‬
‫وبطرٌقة ضمنٌة على عمل هذه البنوك‪ ،‬بحٌث ٌتوجب علٌها أنداك االحتفاظ بنسبة سٌولة مرتفعة لتؽطٌة‬
‫متطلبات المسحوبات المتوقعة والمفاجبة‪.‬‬
‫ولتجاوز مثل هذه اآلفات ثم اقتراح مجموعة من البدابل ٌتمثل أساسها فً اآلتً‪:‬‬
‫‪-‬تخصٌص نسبة االحتٌاطً النقدي المقابلة لحسابات االستثمار لمواجهة السٌولة الطاربة للبنوك التشاركٌة‪.‬‬
‫‪-‬صندوق مشترك للسٌولة على مستوى البنوك التشاركٌة المحلٌة‬
‫‪-‬توفٌر السٌولة كقرض حسن دون فابدة عند عجز فابدة عند عجز السٌولة‪ .‬وردها عند تحسٌن السٌولة‪.‬‬
‫أما المشرع المؽربً فقد حاول تجاوز هذا اإلشكال المتعلق بضمان الودابع‪ ،‬من خبلل نص المادة ‪ 52‬من القانون‬
‫رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬والتً تنص "ٌحدث صندوق ٌسمى‬
‫صندوق ضمان ودابع البنوك التشاركٌة وذلك فً حالة عدم توفر ودابعهم أو جمٌع األموال األخرى القابلة‬
‫لئلرجاع‪.‬‬
‫عبلوة على ذلك ٌجوز لهذا الصندوق‪ ،‬على وجه االحتٌاط واالستثناء‪ ،‬أن ٌقدم لبنك التشاركً فً وضعٌة صعبة‬
‫وفً حدود موارده‪ ،‬مساعدات قابلة لئلرجاع أو ٌؤخذ مساهمة فً رأس ماله"‪.‬‬
‫‪ٌ -‬وسؾ حمومً "مخاطر العمل البنكً دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.22‬‬
‫‪ -26‬تنشؤ مخاطر االبتمان نتٌجة عجز البنك عن االستفادة من الضمانات المقدمة من طرؾ الزبون‪ ،‬بسبب‬
‫تحرٌر العقود ال خاصة بها بكٌفٌة معٌبة من الناحٌة القانونٌة‪ ،‬أو تراخٌه فً اتخاذ بعض االجراءات داخل أجالها‬
‫المحددة‪ ،‬كما قد تنشؤ عن التقصٌر فً إعداد الدراسات االبتمانٌة ومثال ذلك عدم القٌام بدراسة دقٌقة لجدوى‬
‫المشروعات التً تمنح االبتمان من أجلها أو إسناد هذه المهمة إلى مكتب دراسات ٌفتقد للخبرة والكفاءة‪ٌ ،‬ضاؾ‬
‫إلى ذلك تركٌز االبتمان على مناطق جؽرافٌة محددة وعلى أنواع خاصة من األنشطة االقتصادٌة‪ ،‬الشًء الذي‬
‫ٌهدد أصل االبتمان وعابده المالً بالضٌاع‪.‬‬
‫‪-‬حلٌمة بن حفو‪ ،‬تدبٌر مخاطر الخدمات المصرفٌة االبتمانٌة فً البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء‬
‫التجاري‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط عدد ‪ 5‬السنة الثالثة شتاء‪ /‬ربٌع ‪ ،9115‬صفحة ‪.25-28‬‬

‫‪9‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫حسب الشروط المتفق علٌها‪ ،‬أي أن هذه المخاطر مرتبطة بالطرؾ المقابل فً العقد من‬
‫حٌث قدرته على سداد التزاماته تجاه الموعد المحدد‪ 27،‬كما أنها تعرؾ على أنها خطر عدم‬
‫التزام المقترض بالتزاماته التعاقدٌة مع المقرض‪.28‬‬

‫كما نجد مخاطر األسعار المتمثلة فً تؽٌٌر سعر الفابدة وأسعار السوق‪ ،‬فالبنوك‬
‫التشاركٌة هً األخرى معرضة لمخاطر أسعار الفابدة رؼم أنه ٌتبادر إلى الذهن أن األمر‬
‫ؼٌر صحٌح طالما أن البنوك اإلسبلمٌة ال تتعامل بالفابدة‪ ،‬فهً معرضة لهذا النوع من‬
‫المخاطر عن طرٌق البٌوع المختلفة فً إطار عقود السلم‪ ،‬وهذا الوضع ٌمكن تبرٌره عن‬
‫طرٌق استعمال البنوك اإلسبلمٌة لمبدأ البلٌبور‪ ،29‬كمرجعٌة فً تحوالتها البنكٌة فكل‬
‫ارتفاع فً األسعار ٌكون له تؤثٌر بالنسبة للبنوك اإلسبلمٌة‪ ،30‬أما مخاطر السوق‪ 31‬وهً‬
‫مجموع المخاطر التً ٌتعرض لها السوق المالً بتؽٌر األسباب االقتصادٌة أو السٌاسٌة أو‬
‫االجتماعٌة أو األمنٌة‪.32‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مخاطر االبتمان فً البنوك التشاركٌة تكون فً صورة مخاطر تسوٌة أو مدفوعات‪ ،‬تنشؤ‬
‫عندما ٌكون على أحد أطراؾ العملٌة أن ٌدفع نقودا(مثبل فً حالة عقد السلم أو االستصناع) أو علٌه أن ٌسلم‬
‫أصوال(مثل بٌع المرابحة) قبل أن ٌتسلم ما ٌقابلها من نقود‪ ،‬مما ٌعرضه لخسارة محتملة‪ ،‬وفً حالة صٌػ‬
‫المشاركة فً األرباح والمضاربة‪ ،‬تؤتً مخاطر االبتمان فً صورة عدم قٌام‪ ،‬الشرٌك بسداد نصٌب البنك عند‬
‫حلول أجله‪ ،‬وقد ٌن شؤ ذلك نتٌجة تباٌن المعلومات عندما ال ٌكون لدى البنك المعلومات الكافٌة عن األرباح‬
‫الحقٌقٌة للمقاولة التً جاء تموٌلها على أساس المشاركة والمضاربة‪.‬‬
‫‪ -‬طارق هللا خان وحبٌب أحمد‪ ،‬إدارة المخاطر تحلٌل قضاٌا فً الصناعة المالٌة اإلسبلمٌة‪ ،‬ترجمة عثمان بابكر‬
‫أحمد مراجعة رضا سعد هللا جدة المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،9112 ،‬طبعة ‪ ،1‬صفحة‪.58-52‬‬
‫‪ -27‬موسى عمر مبارك أبو محٌمٌد‪ ،‬مخاطر صٌػ التموٌل اإلسبلمً وعبلقتها بمعٌار كفاٌة رأس المال‬
‫للمصارؾ اإلسبلمٌة من خبلل معٌار بازل ‪.9‬أطروحة دكتوراه مقدمة إلى قسم‪ :‬المصارؾ اإلسبلمٌة كلٌة‪:‬‬
‫العلوم المالٌة والمصرفٌة األكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة السنة الجامعٌة ‪1298‬هـ ‪9114-‬م صفحة‬
‫‪.91‬‬
‫‪28‬‬
‫‪-kawtar ASSAKRI, comportements et performances des banques islamiques lors de‬‬
‫‪la crise, mémoire de Master Economie et finance internationales année universitaire‬‬
‫‪2012-2013, université Mohammed premier Oujda page32‬‬
‫‪29‬‬
‫‪- Libor :(London Interbank offered rate), une série de taux de référence du marché‬‬
‫‪monétaire de différentes devises‬‬
‫‪30‬‬
‫‪- Kaoutar ASSAKRI, OP.CIT,PAGE 33-34‬‬
‫‪ -31‬البنوك التشاركٌة تكون بدورها عرضة لتؽٌرات األسعار فً مختلؾ أسواق السلع والخدمات التً تمولها‪،‬‬
‫فهً ال تكتفً بدور الوسٌط المالً ولكنها تمول األنشطة التجارٌة والصناعٌة وتتحمل مخاطر السوق مع‬
‫المضاربٌن‪.‬‬
‫‪ -‬صوارمة عبد الوحٌد‪ ،‬دراسة مقارنة بٌن البنوك اإلسبلمٌة والبنوك التقلٌدٌة مواضٌع الندوة الدولٌة األولى‬
‫المنظمة من طرؾ مركز الدراسات القانونٌة واالجتماعٌة كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادي واالجتماعٌة‬
‫السوٌسً الرباط ‪ 8-2‬دجنبر ‪ ،9119‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط ‪ 9112‬صفحة ‪.229‬‬
‫‪-32‬خضراوي نعٌمة‪ :‬إدارة المخاطر البنكٌة‪ ،‬دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة والبنوك اإلسبلمٌة‪-‬حالة بنك‬
‫الفبلحة والتنمٌة الرٌفٌة وبنك البركة الجزابري‪ ،‬بحث لنٌل شهادة الماستر فً العلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة محمد‬
‫حٌضر بسكرة‪ ،‬الجزابر‪ ،‬الموسم الجامعً‪،9112 -9114‬صفحة‪.11‬‬

‫‪10‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫إلى جانب المخاطر المالٌة‪ٌ ،‬وجد صنؾ أخر من المخاطر التً تعترض عمل‬
‫المإسسات البنكٌة تحت مسمى المخاطر ؼٌر المالٌة‪ ،‬التً تتمثل فً مخاطر التشؽٌل التً‬
‫تكون نتٌجة األخطار البشرٌة أو الفنٌة أو الحوادث‪ ،‬وهً مخاطر الخسارة المباشرة وؼٌر‬
‫المباش رة الناتجة عن عوامل داخلٌة أو خارجٌة‪ ،‬وكذا فً مخاطر التوثٌق وهً المخاطر‬
‫الناشبة عن عدم توفر التوثٌق البلزم لتعزٌز األنشطة والعملٌات الخاصة بالبنك‪ ،‬سواء فٌما‬
‫ٌتعلق بالعبلقة مع العمبلء أو العبلقات الداخلٌة بٌن أقسام ودوابر البنك‪ ،‬وتنظٌم االتفاقٌات‬
‫والعقود مع العمبلء بشكل خاطا‪.33‬‬

‫ونظرا للطبٌعة الممٌزة للبنوك التشاركٌة جعلتها عرضة لجملة من المخاطر تنفرد‬
‫بها عن ؼٌرها من البنوك‪ ،‬وتتمثل هذه المخاطر فً المخاطر التجارٌة المنقولة وذلك لكون‬
‫البنوك التشاركٌة تعمل فً بٌبة سمتها المنافسة الشدٌدة‪ ،‬سواء من قبل المإسسات المالٌة‬
‫التشاركٌة أو من قبل المإسسات البنكٌة والمالٌة التقلٌدٌة‪ ،‬خصوصا فً مجال استقطاب‬
‫أموال المودعٌن و المستثمرٌن‪ ،‬ومن أجل ذلك تسعى البنوك التشاركٌة إلى استثمار أموالها‬
‫فً مشارٌع ذات أرباح عالٌة ومنح عوابد مجزٌة لؤلطراؾ ذات الصلة‪ ،‬إال أن البنك‬
‫التشاركً قد ٌج د نفسه مضطرا وتحت ظروؾ تجارٌة لمنح معدل عابد ألصحاب الودابع‬
‫أعلى من ذلك الذي تم تضمٌنه فً العقد متنازال فً هذه الحالة عن جزء فً حصته فً‬
‫الربح‪ ،‬إلقناعهم باالستمرار فً استثمار أموالهم لدٌه بدال من سحبها واستثمارها فً جهة‬
‫أخرى مما ٌعرض البنك لمخاطر اإلزاحة التجارٌة أو المخاطر التجارٌة المنقولة‪.‬‬

‫ونجد كذلك مخاطر فقدان الثقة التً تتعرض لها البنوك التشاركٌة بسب فقدان ثقة‬
‫عمبلبها وٌعود ذلك إما لؽٌاب الفهم الصحٌح للصٌرفة التشاركٌة و االعتقاد بؤنه ال ٌوجد‬
‫فرق بٌن العمل البنكً التشاركً والعمل البنكً التقلٌدي‪ ،‬أو بسبب الشك فً شرعٌة‬
‫المعامبلت البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬وقد ٌكون بسبب ظن المودعٌن والمستثمرٌن بؤن انخفاض‬
‫العابد مرده تقصٌر و إهمال البنك فً أداء عمله‪.34‬‬

‫وكذا مخاطر صٌػ التموٌل اإلسبلمٌة وذلك باعتبار أن أؼلب الصٌػ المستخدمة من‬
‫طرؾ البنوك التشاركٌة فً نشاطها مازالت تثٌر جدال فقهٌا حول مشروعٌتها وأركانها من‬
‫مذهب ألخر‪ ،‬مما ٌحول دون تطبٌقها بشكل موحد من قبل هذه البنوك‪.‬‬

‫‪ -33‬موسى عمر مبارك أبو محٌمٌد‪ ، ،‬مخاطر صٌػ التموٌل اإلسبلمً وعبلقتها بمعٌار كفاٌة رأس المال‬
‫للمصارؾ اإلسبلمٌة من خبلل معٌار بازل ‪.9‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.91‬‬
‫‪ -34‬هاجر زرارقً‪ ،‬إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة الجزابري‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.52‬‬

‫‪11‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫باإلضافة إلى ذلك نجد مخاطر االستبمانٌة وهً تلك المخاطر المرتبطة بمخالفة‬
‫لنصوص عقد ودٌعة االستثمار أو ارتكاب مخالفة أو تقصٌرا أو اهماال فً إدارة أو صٌانة‬
‫األموال المودعة لدٌه‪ ،‬وبالتالً فإن البنك ٌتحمل المسإولٌة عن تلك الخسابر‪ ،‬وعلٌه فإن‬
‫رأس مال البنك ٌتحمل جزءا من الخسابر الناجمة عنها‪.35‬‬

‫وبما أن البنوك التشاركٌة تبقى عرضة لمخاطر عدٌدة ناتجة عن التطورات‬


‫المتسارعة فً مختلؾ األنشطة والتً تتؽٌر بتؽٌر الظروؾ المحٌطة بها‪ ،‬مما استوجب‬
‫ضرورة وضع وسابل ناجعة لمواجهة مثل كل هذه المخاطر‪ ،‬وذلك عبر إعادة تقٌٌم البنوك‬
‫التشاركٌة للمخاطر التً تهدد استقرار عملها واستمرارها‪ ،‬وبالتالً تطوٌر أسالٌب إدارتها‬
‫واالحتٌاط منها‪.‬‬

‫ثم إن نجاح أي إدارة للمخاطر‪ 36‬لدى أي بنك تشاركً ٌعتمد اعتمادا كلٌا على مدى‬
‫التزامه باألنظمة الداخلٌة والتشرٌعات السارٌة وباألطر المحددة وعلى مدى استعداده‬
‫للتعامل مع المستجدات العالمٌة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دوافع اختٌار الموضوع‬

‫إن اختٌار لموضوع "ألٌات تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة" لم ٌكن اخٌارا اعتباطٌا‬
‫بل أملته مجموعة من الدوافع سواء كانت هذه االعتبارات ذاتٌة أو موضوعٌة والتً تتمثل‬
‫أساسا فً كون هذا الموضوع له ارتباط وطٌد بمجال تكوٌننا الذي هو المقاولة والقانون‪.‬‬

‫ومٌولنا واهتمامنا بمادة القانون البنكً باعتباره الركٌزة األساسٌة فً مجال التجارة‬
‫والمقاوالت واألعمال‪.‬‬

‫ومن بٌن األسباب التً دفعتنا فً الخوض فً ؼمار هذا البحث هو كون القانون‬
‫المنظم للبنوك التشاركٌة حدٌث العهد‪ ،‬وكذلك إبراز الفرق فً إدارة المخاطر بٌن البنوك‬
‫التقلٌدٌة والبنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬وإٌجاد الحلول المناسبة لمواجهة المخاطر التً تتعرض لها‬

‫‪ -35‬هاجر زرارقً‪ ،‬إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة الجزابري‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.21‬‬
‫‪ -36‬إدارة المخاطر هً تلك العملٌات التً ٌقوم بها البنك لتهٌبة بٌبة العمل المناسبة بؽرض تحدٌد المخاطر التً‬
‫من المحتمل التعرض لها وإدارتها وقٌاسها بطرٌقة تمكن من تقلٌل أثرها السٌا على عملٌة السٌا على عملٌة‬
‫اتخاذ القرارات والتحوط لها ثم كٌفٌة عبلج الخسابر التً ٌمكن أن تحدث بسببه‪.‬‬
‫‪ -‬نوال بن عمارة‪ ،‬إدارة المخاطر فً مصارؾ المشاركة‪ ،‬الملتقى العلمً الدولً حول األزمة المالٌة‬
‫واالقتصادٌة الدولٌة والحكومة العالمٌة‪ ،91-91 ،‬أكتوبر ‪ ،9112‬كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة‬
‫فرحات عباس‪ ،‬سطٌؾ‪ ،‬صفحة ‪.2‬‬

‫‪12‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫البنوك التشاركٌة‪ ،‬وذلك من خبلل مقارنة عملٌة فهم وإدراك إدارات المخاطر فً البنوك‬
‫التقلٌدٌة واإلسبلمٌة‪.‬‬

‫وٌبقى أهم دافع حفزنا على اختٌار هذا الموضوع هو الطابع المتمٌز الذي ٌحظى به‪،‬‬
‫حٌث تتجاذبه مقاربتٌن أساسٌتٌن مقاربة قانونٌة ومقاربة اقتصادٌة وذلك لما ٌتجاذب هذا‬
‫الموضوع ما هو قانونً وما هو اقتصادي‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫ٌكتسً هذا الموضوع أهمٌة بالؽة سواء من الناحٌة االقتصادٌة أو القانونٌة‬

‫من الناحٌة االقتصادٌة تنبع من الدور الحساس الذي تقوم المإسسات البنكٌة سواء‬
‫التقلٌدٌة أو التشاركٌة على مستوى االقتصاد الوطنً‪ ،‬فبل ٌخفى على أحد الدور الهام الذي‬
‫أصبحت تقوم ب ه هذه المإسسات فً دعم وتموٌل الحٌاة التجارٌة للعدٌد من المشروعات‬
‫االستثمارٌة والصناعٌة‪ ،‬وهو األمر الذي ٌتطلب حماٌتها من مختلؾ هذه المخاطر التً قد‬
‫تعصؾ باستمرارٌتها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لم ٌحظ هذا الموضوع باهتمام‬
‫تشرٌعً مقارنة مع التطورات التً عرفتها المنظومة االقتصادٌة والقانونٌة والوطنٌة وكذا‬
‫كل التحوالت التً عرفها المؽرب على المستوى االقتصادي‪.‬‬

‫أما على المستوى القانونً تكمن فً كون ألٌات إدارة مخاطر البنوك التشاركٌة‬
‫تتضمن قضاٌا عدة‪ ،‬منها عملٌة فهم وإدراك تلك المخاطر‪ ،‬وتقٌٌمها وتحلٌلها باستخدام‬
‫النماذج المالٌة المتطورة للمقترضٌن ومراقبة جمٌع األنشطة الخاصة بتلك المخاطر‪،‬‬
‫وتطبٌق مقاٌٌس لضبط والسٌطرة على التدابٌر التً تتخذها اإلدارة العلٌا لتجنب وتقلٌل‬
‫العواقب المرؼوب فٌها‪ ،‬وتبٌان اختبلؾ بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة باعتبار البنوك‬
‫التقلٌدٌة تعمل بنظام الفابدة بٌنما تعمل البنوك اإلسبلمٌة بنظام تقاسم األرباح‪.‬‬

‫إشكالٌة البحث‬

‫بما أن هناك اختبلؾ بٌن التموٌل التشاركً والتموٌل التقلٌدي فٌما ٌخص إدارة‬
‫المخاطر وأسالٌب التقلٌل منها‪ ،‬ألن التموٌل التقلٌدي قابم على منتج واحد ٌتم دراسته وتقوٌم‬
‫مخاطره للحد منها‪ ،‬وهو اإل قراض بفابدة بٌنما التموٌل التشاركً لدٌه عدد كبٌر من‬
‫المنتجات ٌختلؾ كل منها عن األخر‪ ،‬ولكل منها مخاطره‪ ،‬وباعتبار أن السمة األساسٌة التً‬
‫تحكم نشاط البنوك التشاركٌة هً كٌفٌة إدارة هذه المخاطر والكشؾ المبكر عنها ولٌس‬
‫القضاء علٌها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبذلك فإن إشكالٌة المحورٌة التً تهٌمن على موضوع هذا البحث هً إلى أي حد‬
‫تدخل المشرع المؽربً من خبلل القانون رقم ‪ 103.12‬فً وضع ألٌات كفٌلة بتدبٌر‬
‫مخاطر البنوك التشاركٌة؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة مجموعة من التساإالت نوردها على الشكل التالً‪:‬‬

‫ماهً األدوات البلزمة لدراسة مخاطر المحتملة للبنوك التشاركٌة؟‬ ‫‪-‬‬

‫ماهً اإلجراءات المتبعة للحد من هذه المخاطر؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما هو دور الرقابة الداخلٌة والخارجٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك‬ ‫‪-‬‬


‫التشاركٌة؟‬

‫ما هو دور التؤمٌنات العٌنٌة والشخصٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك‬ ‫‪-‬‬


‫التشاركٌة؟‬

‫ما هو دور صندوق ضمان ودابع البنوك التشاركٌة فً حماٌة البنوك‬ ‫‪-‬‬
‫التشاركٌة؟‬

‫ما هو دور التؤمٌن التكافلً فً تؽطٌة مخاطر البنوك التشاركٌة؟‬ ‫‪-‬‬

‫ماهً نتابج عملٌة إدارة هذه المخاطر؟‬ ‫‪-‬‬

‫المنهج المعتمد فً البحث‪:‬‬

‫إن دراسة موضوع بحثنا وفق اإلشكال الذ ي سبق وأن طرحناه‪ٌ ،‬قتضً منا‬
‫االعتماد على منهجٌة محددة‪ ،‬تفرض نفسها كؤساس لمعاجلة وتحلٌل هذا الموضوع‪ ،‬لذلك‬
‫ارتؤٌنا أن نعتمد المنهج الوصفً التحلٌلً من خبلل وصؾ وتبٌان ألٌات تدبٌر مخاطر‬
‫البنوك التشاركٌة‪ ،‬ثم العمل على تحلٌل ذلك فً ضوء النصوص القانونٌة‪.‬‬

‫كما ثم االستناد إلى المنهج المقارن من خبلل المقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة‬
‫والتشاركٌة‪ ،‬واالنفتاح على بعض التشرٌعات المقارنة السباقة فً مجال المالٌة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫لئلجابة عن اإلشكال المحوري للموضوع وكذا التساإالت المتفرعة‪ ،‬ارتؤٌنا اتباع‬


‫خطة بحث تقوم على تقسٌم الثنابً‪ ،‬لمضامٌن هذا البحث من خبلل تقسٌمه إلى فصلٌن اثنٌن‬
‫وذلك وفق الشكل التالً‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ألٌات الرقابة للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة‬

‫الفصل الثانً‪ :‬ألٌات أخرى للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة‬

‫‪15‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌفصً األ‪ٚ‬ي‬
‫أٌ‪١‬اخ اٌشلاتح ٌرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫أدى التطور التقنً المطرد فً البنوك بصفة عامة سواء التقلٌدٌة والتشاركٌة من‬
‫ناحٌة و ال تطور فً استخدام الوسابط اإللكترونٌة الحدٌثة من ناحٌة أخرى‪ ،‬إلى زٌادة‬
‫الخدمات البنكٌة المقدمة من قبل البنوك و تنوعها‪ ،‬كما أن زٌادة تعقٌد عملٌاتها فً السوق‬
‫ٌتسم بالمنافسة الشدٌدة و المخاطرة‪ ،‬ولمقابلة هذا التطور و المخاطر المرتبطة به‪ ،‬أصبح‬
‫من الضروري مراقبة مستوى تلك المخاطر ووضع اإلجراءات الرقابٌة البلزمة‪ ،‬للسٌطرة‬
‫على األثار السلبٌة الناجمة عنها و إدارتها بطرٌقة سلٌمة كما أصبحت تتعرض بعض‬
‫البنوك أثناء ممارستها للنشاطات مع عمبلبها للكثٌر من المخاطر‪ ،‬وذلك سواء بسبب تقصٌر‬
‫أداء بعض مستخدمٌها‪ ،‬وأخطاء مقصودة ٌرتكبونها‪.37‬‬

‫و لقد طرأت تؽٌرات كثٌرة فً مفهوم وأسلوب الرقابة البنكٌة خبلل السنوات‬
‫األخٌرة‪ ،‬مع التطورات التً شهدها القطاع البنكً و ذلك استجابة للتؽٌرات السرٌعة فً‬
‫العمل البنكً و ازدٌاد مدى األنشطة وخطورتها‪.‬‬

‫و ٌمكن التمٌٌز بٌن نوعٌن أساسٌن من الرقابة البنكٌة‪ ،‬الرقابة الداخلٌة و الرقابة‬
‫الخارجٌة‪ ،‬هذه األخٌرة التً ٌمارسها بنك المؽرب و المجلس العلمً األعلى فالنوع األول‬
‫من الرقابة الخارجٌة تتقاسمه البنوك التشاركٌة مع البنوك التقلٌدٌة فهو الذي ٌحدد أدوات‬
‫السٌاسة النقدٌة التً ٌجب أن تتقٌد بها األبناك من أجل ضمان حسن سٌر السوق النقدٌة‪،‬‬
‫ومن أجل الحفاظ على سمعة المهنة البنكٌة و سمعة األبناك العاملة بالمؽرب‪ ،‬أما النوع‬
‫الثانً من الرقابة الخارجٌة المتمثل فً المجلس العلمً األعلى فتنفرد به البنوك التشاركٌة‬
‫عن ؼٌرها من البنوك‪ ،‬فهو الذي ٌتولى النظر فً مدى موافقة العملٌات التً تجرٌها مع‬
‫األحكام الشرعٌة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫‪ -37‬وهذا ٌتسبب فً نشوء أحد أنواع المخاطر التً تعصؾ بالعمل البنكً سواء التقلٌدي أو التشاركً وهً‬
‫مخاطر التشؽٌل التً تعرؾ وفق اتفاقٌة بازل الثانٌة بؤنها مخاطر الخسارة المباشرة و ؼٌر المباشرة الناشبة عن‬
‫العملٌات الداخلٌة و أداء األفراد والنظم الؽٌر السلٌمة أو الفاشلة عند الحوادث الخارجٌة" و تتضمن مخاطر‬
‫التشؽٌل العدٌد من األنواع تبعا التفاقٌة بازل ‪ 2‬ومعاٌٌر المجلس العام للبنوك و المإسسات المالٌة أبرزها‬
‫المشكبلت الداخلٌة والمشكبلت الخارجٌة وممارسات العمل واألمان و األضرار الناجمة فً الموجودات المالٌة و‬
‫مخاطر التوقؾ عن العمل و الخلل فً األنظمة ومخاطر التنفٌذ فً إدارة المعامبلت و اإلخفاق فً تنفٌذها‪ ،‬أو‬
‫إدارات العملٌات و العبلقات مع العمبلء‪ ،‬لعدم توفر الموارد البشرٌة ذات الكفاءة المتتابعة للتكنولوجٌا‪ٌ .‬وسؾ‬
‫حمومً " مخاطر العمل البنكً دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة و التشاركٌة" مرجع سابق الصفحة ‪.14‬‬

‫‪16‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أما الرقابة الداخلٌة‪ 38‬التً تعتبر جزءا اساسٌا و أولٌا من الرقابة البنكٌة‪ ،‬حٌث‬
‫أصبحت كل من إدارات البنوك والمدققٌن الخارجٌن و السلطات النقدٌة تولٌها عناٌة خاصة‬
‫باعتبارها تمنع و تحد من المخاطر البنكٌة التً تهدد البنك‪ ،‬فؤنظمة الرقابة الداخلٌة فً كل‬
‫بنك سواء التقلٌدي أو التشاركً من األدوات الرقابٌة الهامة باعتبارها اجراء احترازي‬
‫ٌهدؾ إلى التؤكد من الصحة المحاسبٌة لما هو مدون فً السجبلت وحماٌة أصول البنك‬
‫ورفع كفاءة الموظفٌن‪.‬‬

‫و علٌه سنشٌر إلى دور الرقابة الداخلٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة( المبحث‬
‫األول) على أن نشٌر دور الرقابة الخارجٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ( المبحث‬
‫الثانً)‪.‬‬

‫‪ٌ -38‬مكن تعرٌؾ الرقابة الداخلٌة بؤنها العملٌة التً ٌضطلع بها مجلس اإلدارة المدٌرون والمستخدمون فً‬
‫المإسسة لمراقبة ومتابعة مستوى األداء والفعالٌة وذلك فً ظل االلتزام بالقوانٌن والتشرٌعات المعمول بها‪.‬‬
‫بمعنى أن نظام رقابة عبارة عن نظام متناسق وشامل ٌتضمن مجموعة من الوسابل المستخدمة فً التحكم فً‬
‫المخاطر التً تتمثل أساسا فً الموارد البشرٌة التقنٌات واإلجراءات والتنظٌم واألجهزة‪.‬‬
‫‪-‬حٌاة نجار‪ :‬إدارة المخاطر المصرفٌة وفق اتفاقٌة بازل " دراسة واقع البنوك التجارٌة العمومٌة الجزابرٌة"‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنٌل شهادة الدكتوراه علوم فً العلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطٌؾ‪،1‬السنة الجامعٌة‬
‫‪ .9118/9112‬صفحة ‪.49‬‬

‫‪17‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّثحث األ‪ٚ‬ي‬
‫د‪ٚ‬س اٌشلاتح اٌذاخٍ‪١‬ح ف‪ ٟ‬ذذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫تعتبر الرقابة الداخلٌة فً البنوك جزءا أساسٌا وأولٌا من الرقابة البنكٌة الشاملة‪،‬‬
‫وألهمٌتها فقد أصبحت كل إدارات البنوك بما البنوك التشاركٌة والمدققٌن الخارجٌٌن‬
‫والسلطات النقدٌة تولٌها عناٌة خاصة باعتبارها خط الدفاع األول فً منع وتحجٌم المخاطر‬
‫واألخطاء التً ٌمكن أن ٌتعرض لها البنك التشاركً‪ ،‬وتستند هذه الرقابة على وضع قواعد‬
‫وضوابط أساسٌة تحكم سٌر عمل البنك‪.‬‬

‫وفى هذا اإلطار تعتبر أنظمة الرقابة الداخلٌة فً كل مإسسة بنكٌة من األدوات‬
‫الرقابٌة الهامة باعتبارها بمثابة إجراء احترازي ٌهدؾ من خبلل الوسابل واإلجراءات‬
‫المتبعة التؤكد من الصحة الحسابٌة لما هو مدون فً السجبلت وحماٌة أصول البنك ورفع‬
‫كفاءة الموظفٌن وتشجعهم على التمسك بالسٌاسة المرسومة‪.‬‬

‫وتنقسم الرقابة الداخلٌة فً البنوك إلى نوعٌن ‪:‬النوع األول ٌتمثل فً الرقابة الواقٌة ‪:‬‬
‫وهدفها منع وتقلٌل المخالفات واألخطار التً ٌمكن أن ٌتعرض لها البنك‪ ،‬والنوع الثانً‪:‬‬
‫ٌتجلى فً الرقابة الكاشفة وهً اكتشاؾ المخالفات واألخطاء ومن ثم معالجتها وتعدٌل‬
‫الضوابط لمنع وقوع مثل هذه األمور‪ ،‬ومصدر هذه الرقابة بشكل أساسً التدقٌق الداخلً‬
‫والمطابقات الحسابٌة والمراجعة االنفرادٌة والمالٌة‪. 39‬‬

‫لكن ما ٌهمنا هنا بشكل أساسً فً مجال البحث فً تدبٌر المخاطر البنوك‬
‫‪.40‬‬
‫التشاركٌة هو الرقابة الداخلٌة المانعة أو الواقٌة‬

‫‪ 39‬ـ عصمانً عبد القادر‪ ،‬أهمٌة بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات فً المإسسات المالٌة ‪ ،‬مداخلة‬
‫فً الملتقى العلمً الدولً حول األزمة المالٌة واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة العالمٌة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪-‬‬
‫اسطٌؾ‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة و علوم التسٌٌر بالتعاون مع مخبر الشراكة واالستثمار فً المإسسات الصؽٌرة‬
‫والمتوسطة فً الفضاء األورو مؽاربً‪ ،‬أٌام ‪ 24-22‬اكتوبر ‪ ،2226‬ص ‪4‬ـ ‪5‬‬
‫‪ -40‬تستمد الرقابة الداخلٌة المانعة مقوماتها‪ ِٓ ،‬وفاءج ‪ٚ‬دغٓ ذذس‪٠‬ة اٌّ‪ٛ‬ظف‪ٔٚ ٓ١‬ضا٘ر‪ ِٓٚ ُٙ‬فظً اٌ‪ٛ‬اجثاخ‬
‫اٌّرؼاسضح ‪ ِٓٚ‬اٌشلاتح اٌفؼٍ‪١‬ح ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬ج‪ٛ‬داخ ‪ٚ‬اٌم‪ٛ١‬د اٌّذاعث‪١‬ح ‪ِ ِٓٚ‬شاجؼح ذ‪ٛ‬ال‪١‬غ اٌؼّالء ‪ٚ‬وزٌه ِٓ‬
‫اٌّ‪ٛ‬افمح ػٍ‪ ٝ‬اٌظشف ِٓ األشخاص اٌّف‪ٛ‬ض‪ٌ ،ٓ١‬ز ٌه ذغّ‪٘ ٝ‬زٖ اٌشلاتح أ‪٠‬ضا تاٌشلاتح اٌزاذ‪١‬ح‪ٚ ،‬لذ ػشفر‪ٙ‬ا ٌجٕح‬
‫اٌرذل‪١‬ك إٌّثثمح ػٓ اٌّؼ‪ٙ‬ذ األِش‪٠‬ى‪ٌٍّ ٟ‬ذاعث‪ ٓ١‬اٌمأ‪ ٓ١١ٔٛ‬تى‪ٙٔٛ‬ا "اٌخطح اٌرٕظ‪١ّ١‬ح ‪ٚٚ‬عاةً اٌرٕغ‪١‬ك ‪ٚ‬اٌّما‪١٠‬ظ‬
‫اٌّرثؼح ف‪ ٟ‬اٌّشش‪ٚ‬ع ت‪ٙ‬ذف دّا‪٠‬ح أط‪ِٚ ٌٗٛ‬شاجؼح اٌث‪١‬أاخ اٌّذاعث‪١‬ح‪ٚ ،‬اٌرؤوذ ِٓ دلر‪ٙ‬ا ‪ِٚ‬ذ‪ ٜ‬االػرّاد ػٍ‪ٙ١‬ا‬
‫‪ٚ‬ص‪٠‬ادج اٌىفا‪٠‬ح اإلٔراج‪١‬ح ‪ٚ‬ذشج‪١‬غ اٌؼاٍِ‪ ٓ١‬ػٍ‪ ٝ‬اٌرّغه تاٌغ‪١‬اعاخ اإلداس‪٠‬ح اٌّ‪ٛ‬ض‪ٛ‬ػ‪١‬ح"‪.‬‬
‫‪ -‬المجمع العربي لممحاسبين القانونيين‪ ،‬نشرة إلكترونية شهرية‪ ،‬عدد ‪ 52‬فبراير ‪،9118‬عمى الموقع االلكتروني‬
‫‪ www.ascasocie.org‬تاريخ الزيارة ‪9114-12-19‬عمى ثانية زواال‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫والرقابة الداخلٌة تتم على مستوى مإسسة االبتمان ذاتها‪ ،‬سواء أوكلت إلى بعض‬
‫مستخدمٌها أو تم إسنادها لمإسسة تتخذ من التدقٌق والرقابة مهنة لها‪.‬‬

‫و بالتالً فإن ضمان رقابة داخلٌة فعالة داخل البنوك التشاركٌة ٌستدعً تدخل‬
‫مجموعة من األجهزة مكلفة بإعداد نظام المراقبة الداخلٌة و أخرى مكلفة بتنفٌذ نظام‬
‫المراقبة الداخلٌة باإلضافة إلى جهاز مراقب الحسابات‪.‬‬

‫وعلٌه سنقسم سنشٌر إلى دور نظام المراقبة الداخلٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك‬
‫(المطلب األول) على أن نشٌر إلى دور جهاز مراقب الحسابات فً تدبٌر‬ ‫التشاركٌة‬
‫مخاطر البنوك التشاركٌة فً (المطلب الثانً)‬

‫‪19‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة األ‪ٚ‬ي‬

‫د‪ٚ‬س ٔظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‪ 41‬ف‪ ٟ‬ذذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫ٌشٌر معظم األبحاث و الدراسات إلى أن األسباب الربٌسٌة لؤلزمات المالٌة‪ ،‬هً‬
‫فشل إدارة المخاطر و نظم الرقابة الداخلٌة‪ ،‬وكنتٌجة لذلك‪ٌ ،‬قال أنه لو طبقت إدارة مناسبة‬
‫للمخاطر ونظم الرقابة الداخلٌة لكان من الممكن تجنب كل هذه األزمات‪.‬‬

‫و تزداد أهمٌة هذه النظم فً صناعة الخدمات المالٌة اإلسبلمٌة بالنظر إلى نظامها‬
‫الفرٌد الخاص بالمشاركة فً الربح والخسارة وما ٌصحب ذلك من المنتجات و اإلجراءات‬
‫الجدٌدة ؼٌر المعروفة تماما حثى لجمٌع الممارسٌن و بالنظر إلى التقٌد بؤحكام الشرٌعة‪.‬‬
‫لذلك ٌجب أن ٌكون هدؾ الرقابة فً هذه المإسسات هو ضمان الرقابة الداخلٌة و المراجعة‬
‫الخارجٌة‪ .‬كما ٌنبؽً أن ٌكون هدفها دفع هذه المإسسات إلى االستمرار فً إزالة أوجه‬
‫القصور الموجودة فً هذه النظم‪.‬‬

‫وذلك انسجاما مع المبدأ ‪ 14‬من مبادئ لجنة بال للرقابة البنكٌة‪ ،‬الذي جاء فٌه على‬
‫أنه ٌجب على السلطات الرقابٌة التؤكد من أن لدى البنوك نظاما رقابٌة داخلٌة تتناسب‬
‫وطبٌعة حجم ونشاط هذه البنوك‪ "42‬وقد تبنى المشرع المؽربً هذا المبدأ فً المادة‪7743‬‬
‫من قانون ‪ 103.12‬ونص على ضرورة توفر البنوك على نظام مبلبم للمراقبة الداخلٌة‪،‬‬
‫كما أن المادة ‪ 4464‬من نفس القانون الزمت البنوك التشاركٌة على أن تحدث وظٌفة للتقٌد‬
‫بآراء المجلس العلمً األعلى تقوم بؽٌة التعرؾ على مخاطر عدم مطابقة عملٌاتها و‬
‫أنشطتها لآلراء بالمطابقة التً ٌصدرها المجلس العلمً األعلى‪ .‬عوما إن نظام المراقبة‬
‫الداخلٌة ٌتمثل فً مجموعة من األجهزة التً تقٌمها و تطبقها أجهزة اإلدارة والتسٌٌر داخل‬
‫‪41‬‬
‫‪ٌ -‬توخى نظام الرقابة الداخلٌة للبنوك‪ ،‬رصد سوء إدارة أو تدبٌر المخاطر‪ٌ ،‬شكل هذا النظام" أحد الركابز‬
‫المهمة فً أدارة البنك وسبلمته"‬
‫‪-‬أنظر‪ :‬ابراهٌم الكرسانة "أطر أساسٌة ومعاصرة فً الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر" معهد السٌاسات‬
‫االقتصادٌة _ صندوق النقد العربً_ اإلمارات العربٌة المتحدة_‪ 2242‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -42‬انظر‪ :‬ابراهٌم الكرسانة " أطر أساسٌة ومعاصرة فً الرقابة على البنوك و إدارة المخاطر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪ -43‬المادة ‪ 44‬من قانون ‪ 42.342‬تنص " ٌجب على مإسسات االبتمان أن تتوفر‪ ،‬وفق الشروط المحددة‬
‫بمنشور ٌصدره بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪ ،‬على نظام مبلبم للمراقبة الداخلٌة ٌهدؾ‬
‫إلى تحدٌد جمٌع المخاطر التً تتعرض لها وقٌاسها ورقابتها و أن تحدث اجهزة تمكنها من قٌاس مردودٌة‬
‫عملٌاتها"‬
‫‪ -44‬و هذا ما ورد فً الفقرة األولى من المادة ‪ 31‬من قانون ‪ 42.342‬التً تنص على أنه‪ٌ " :‬جب على البنوك‬
‫التشاركٌة أن تحدث وظٌفة للتقٌد بآراء المجلس العلمً األعلى تقوم بما ٌلً‪ _ :‬التعرؾ على مخاطر عدم مطابقة‬
‫عملٌاتها و أنشطتها لآلراء بالمطابقة التً ٌصدرها المجلس العلمً األعلى و فقا لمقتضٌات المادة ‪ 32‬أعبله‬
‫والوقاٌة منها"‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المإسسات البنكٌة‪ ،‬وذلك بهدؾ التؤكد من حسن سٌر العملٌات و المساطر الداخلٌة و مدى‬
‫احترامها للقواعد القانونٌة و التنظٌمٌة المعمول بها فً هذا المجال‪ ،‬و أٌضا من أجل تقٌٌم‬
‫المخاطر البنكٌة و التحكم فٌها ورقابتها‪.‬‬

‫و نشٌر فً هذا اإلطار إلى أنه قد صدر منشور رقم ‪ 452007/G/40‬عن والً بنك‬
‫المؽرب ٌحدد مختلؾ األجهزة الداخلٌة و الشروط التً ٌنبؽً توفرها فً هذا النظام‪ ،‬هذا‬
‫المنشور ا لذي أوكل مهمة إعداد وتنفٌذ ألجهزة اإلدارة والتسٌٌر داخل المإسسات البنكٌة‪،‬‬
‫ونص عبلوة على ذلك على مختلؾ األجهزة التً نبؽً إحداثها من أجل السهر على تنفٌذ‬
‫وتطبٌق مقتضٌات نظام المراقبة الداخلٌة‪.‬‬

‫و علٌه سنشٌر بداٌة إلى مبادئ المراقبة الداخلٌة فً(الفقرة األولى) على أن نتطرق‬
‫أجهزة الرقابة الداخلٌة فً(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ِ :ٌٝٚ‬ثادا اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫ٌمكن تعرٌؾ نظام المراقبة الداخلٌة بكونه مجموعة من االستعدادات و المساطر و‬


‫التصرفات ٌنفذ ها إطار‪ ،‬أو ألة وفق برنامج معٌن‪ ،‬أو أي عضو وظٌفً مستعٌنا فً القٌام‬
‫بمهامه على تقنٌات خاصة للتحقٌق أهداؾ تجارٌة باألساس‪ ،‬وبهذا تقوم المراقبة الداخلٌة‬
‫بمهامها لضمان سبلمة المعالجات و المساعدة على فعالٌة اإلنتاج و التقلٌص من المخاطر‪،‬‬
‫وٌضم هذا النظام على كل المهام بدون استثناء‪ ،‬وٌستدعً مشاركة جمٌع العاملٌن بالبنك‪،‬‬
‫هكذا كٌفما كان مستواهم وتخصصهم‪ .46‬وبعبارة أخرى‪ٌ ،‬تكون نظام المراقبة الداخلٌة من‬
‫مجموعة من اإلجراءات التنظٌمٌة والمساطر واألعمال التً ٌوفرها المسإولون عن‬
‫المإسسة لضمان السٌر العادي ألجهزة البنك بهدؾ البٌع الناجع للخدمات المنتجة وذلك فً‬
‫إطار األهداؾ المسطرة‪.47‬‬

‫ولقد حدد المجمع األمرٌكً للمحاسبٌن القانونٌٌن األهداؾ العامة للرقابة الداخلٌة من‬
‫خبلل كون هذه األخٌرة تقوم على أساس مجموعة من الوسابل واإلجراءات المعتمدة داخل‬

‫‪ -45‬قرار وزٌر المالٌة و الخوصصة رقم ‪ 4334324‬الصادر فً ‪ 2.‬أؼسطس ‪ 2224‬بالمصادقة على منشور‬
‫والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224/G/12‬الصادر فً ‪ 23‬نوفمبر‪،2224‬صفحة ‪.316‬‬
‫‪ -46‬شرٌقً عمر دور وأهمٌة الحوكمة فً استقرار النظام المصرفً‪ ،‬مداخلة فً الملتقى العلمً الدولً حول‬
‫األزمة المالٌة واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة العالمٌة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة و علوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ -‬اسطٌؾ بالتعاون مع مخبر الشراكة واالستثمار فً المإسسات الصؽٌرة والمتوسطة فً الفضاء األورو‬
‫مؽاربً‪ ،‬أٌام ‪ 21-20‬اكتوبر ص ‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -47‬أِاي ػ‪١‬اس‪ ،ٞ‬أت‪ٛ‬تىش خ‪ٛ‬اٌذ‪ ،‬ذطث‪١‬ك ِثادا اٌذى‪ِٛ‬ح ف‪ ٟ‬اٌّؤعغاخ اٌّظشف‪١‬ح داٌح اٌجضاةش ‪ِ ،‬ذاخٍح ِمذِح‬
‫ٌٍٍّرم‪ ٝ‬اٌ‪ٛ‬طٕ‪ ٟ‬د‪ٛ‬ي دى‪ِٛ‬ح اٌششواخ وآٌ‪١‬ح ٌٍذذ ِٓ اٌفغاد اٌّاٌ‪ٚ ٟ‬اإلداس‪ ٞ‬إٌّظّح ِٓ طشف ِخثش ِاٌ‪١‬ح‪،‬‬
‫تٕ‪ٛ‬ن ‪ٚ‬إداسج أػّاي‪6 ِٟٛ٠ ،‬ـ ‪ِ 7‬ا‪ ، 2102 ٛ٠‬ص‪ِٚ 02‬ا تؼذ٘ا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المإسسة للحفاظ على أصولها ومراقبة فعالٌة المعلومات الصادرة عن المحاسبٌن والزٌادة‬
‫فً المردودٌة وتؤمٌن عمل اإلدارة‪.48‬‬

‫وترتبط بجودة األداء وبفاعلٌة إدارة البنك فً استعمال األصول والمحافظة على‬
‫المإسسة البنكٌة من أي خسارة وبمراقبة مدى االلتزام بالحدود المعمول بها بالنسبة لمخاطر‬
‫القروض والصرؾ وأسعار السوق‪.‬‬

‫وبٌنما تحدد األهداؾ الخاصة بالمطابقة من خبلل مراقبة مدى مطابقة العملٌات‬
‫واإلجراءات الداخلٌة لؤلنظمة القانونٌة والتوجهات العامة للبنك والمحددة من قبل المسٌرٌن‪.‬‬

‫أما األهداؾ المتعلقة بالمعلومات فتتم من خبلل السهر على جودة المعلومات‬
‫المحاسبٌة المالٌة الموجهة إلى بنك المؽرب أو المخصصة للنشر‪.‬‬

‫وللحصول على معلومات دقٌقة‪ٌ :‬جب العمل على الفصل بٌن مختلؾ الخدمات‬
‫التشؽٌلٌة بؤن تخصص إحداها لتسجٌل المعلومات وأخرى تقوم بحفظها‪.‬‬

‫تحدٌد مصادر المعلومات والجهة المرسلة إلٌها‪.‬‬

‫و كون المعلومات مطابقة للتعلٌمات الخاصة وبؤنها مطابقة للمبادئ العامة‬


‫للمحاسبة‪.49‬‬

‫ومن الناحٌة القانونٌة‪ ،‬ثم تكرٌس هذه المفاهٌم وتحدٌد االستعدادات من خبلل‬
‫تخصٌص المشرع المؽربً الباب الثانً من القسم الرابع من القانون البنكً الجدٌد‪ ،‬للقواعد‬
‫االحترازٌة التً ٌجب على المإسسات البنكٌة االلتزام بها‪ ،‬فنص فً المادة ‪ 77‬على أنه‪" :‬‬
‫ٌجب على مإسسات االبتمان أن تتوفر وفق الشروط المحددة بمنشور ٌصدره والً بنك بعد‬
‫استطبلع رأي لجنة المإسسات على نظام مبلبم للمراقبة الداخلٌة ٌهدؾ إلى تحدٌد جمٌع‬
‫المخاطر التً تتعرض لها وقٌاسها ورقابتها و أن تحدث أجهزة تمكنها من قٌاس مردودٌة‬
‫عملٌاتها"‬

‫‪48‬‬
‫‪-Ali CHAYOUA, le management de risques bancaires: cas de la banque populaire‬‬
‫‪mémoire soutenu pour l’obtention du Master en monnaie, banque et finances,‬‬
‫‪université Mohamed 1 OUJDA, ânée 2008-2009,page 50-51‬‬
‫‪49‬‬
‫‪- Zakaria FERRASSI, les enjeux du contrôle interne et la maitrise des risques de‬‬
‫‪crédits:cas de la banque populaire régionale de rabat-Kenitra, projet de fin d’étude‬‬
‫‪pour l’obtention du master en Monnaie, banque et finances, université mohamed1,‬‬
‫‪Oujda année 2008-2009,page21‬‬

‫‪22‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ومن خبلل دورٌة بنك المؽرب رقم ‪ 6/G/2001‬المإرخة فً تارٌخ ‪ 19‬فبراٌر‬
‫‪ 2001‬المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪ ،‬والتً تم استبدالها بالمنشور رقم‬
‫‪ 40/G/2007‬الصادر فً تارٌخ ‪2‬أؼسطس ‪ 2007‬وتعتبر هذه الدورٌة اللبنة األساسٌة‬
‫فً مٌدان المراقبة الداخلٌة‪.‬‬

‫عموما تلتزم البنوك التشاركٌة بتوفٌر أربع استعدادات أساسٌة‪:‬‬

‫ـ مراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة‬

‫ـ التحكم فً مراقبة المخاطر والقٌاس المنظم والمبرمج لهذا التحكم‬

‫ـ اعتماد شروط جمع وتحصٌل المعلومات‬

‫ـ فعالٌة قنوات االتصال‪.50‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى مراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة والتحكم فً مراقبة‬
‫المخاطر فً (أوال) واعتماد شروط جمع وتحصٌل المعلومات وفعالة قنوات االتصال فً‬
‫(ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬شاجعح اٌعٍّ‪١‬اخ ‪ٚ‬اٌّغاطش اٌذاخٍ‪١‬ح ‪ٚ‬اٌرحىُ ف‪ِ ٟ‬شالثح اٌّخاطش‬

‫اعتبارا للمنافسة التجارٌة وضؽط السوق والتعقٌد المتزاٌد لعدٌد من العملٌات‪ ،‬عرؾ‬
‫تدبٌر المخاطر‪ ،‬فً السنوات األخٌرة‪ ،‬تطورا سرٌعا‪ ،‬كما وكٌفا‪ ،‬صوب المٌادٌن التً‬
‫أصبح ٌراقبها وٌحاول التحكم فٌها‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن الوسابل المسخرة لتؽطٌة هذه‬
‫المخاطر وتحقٌق األهداؾ قد أصبحت متوفرة بما فٌه الكفاٌة‪ ،‬حٌث ظهرت إرادة قوٌة‬
‫تبحث عن مراقبة كل ما تحتوٌه المٌادٌن البنكٌة من مخاطر‪ ،‬وأكبر مثال على ذلك هو‬

‫‪ -50‬وهذا ما نصت علٌه المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224/G/12‬الصادر فً ‪ 2‬أؼسطس ‪2224‬‬
‫المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان على ما ٌلً‪ٌ :‬تمثل نظام المراقبة الداخلٌة فً مجموعة من األجهزة‬
‫التً تقٌمها وتطبقها أجهزة اإلدارة(اإلدارة العامة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة أو أٌة هٌبة أخرى مماثلة) وٌصادق‬
‫علٌها جهاز التسٌٌر(مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة أو أٌة أخرى مماثلة) وذلك بهدؾ ضمان القٌام باستمرار بما‬
‫ٌلً وخاصة‪:‬‬
‫‪ -4‬التحقق من العملٌات والمساطر الداخلٌة‬
‫‪-2‬قٌاس المخاطر والتحكم فٌها ورقابتها‬
‫‪ -.‬ضمان ظروؾ موثوق منها لتجمٌع المعطٌات المحاسبٌة و المالٌة ومعالجتها ونشرها وحفظها‬
‫‪-1‬ضمان فعالٌة قنوات النشر الداخلً للوثابق و المعلومات ونشرها لدى الؽٌر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫االهتمام المتزاٌد بالعملٌات ومساطرها‪ ،‬لدرجة أنها أصبحت محط نفس االهتمام الذي كان‬
‫مخصصا لمخاطر القروض ومخاطر السوق‪.51‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى مراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة(‪ )1‬والتحكم فً‬
‫المخاطر وقٌاس التحكم(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ ِشاجعح اٌعٍّ‪١‬اخ ‪ ٚ‬اٌّغاطش اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫أصبحت وسابل الٌوم تعطً حالٌا للمراقبة كل الوسابل البشرٌة من تقنٌن ومختصٌن‬
‫فً تطوٌر نماذج رٌاضٌة وكل الوسابل المادٌة من حواسب وبرامج معلوماتٌة للتحكم فً‬
‫المخاطر‪ ،‬وإن لم تكن كل البنوك المؽربٌة على نفس المستوى لتدبٌر المخاطر‪ ،‬فالتقنٌات‬
‫التً اكتسبها بعضها ال تبتعد بكثر عن مستوى أكبر البنوك العالمٌة‪.52‬‬

‫لقد ارتقت مخاطر العملٌات إلى مستوى مخاطر القروض ومخاطر السوق حٌث‬
‫خصصت دورٌة بنك المؽرب المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان المواد ‪22‬‬
‫و‪ 23‬و‪ 24‬و‪ 25‬لمراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة لهذه المإسسات‪ ،‬وٌمكن تلخٌص‬
‫هذه المواد بشكل مبسط‪.‬‬

‫وعلٌه‪ٌ ،‬مكن القول بإٌجاز أن هذه المواد تتعلق بالمقتضٌات الموضوعة والتدابٌر‬
‫المتخذة التً ٌجب أن تضمن مطابقة العملٌات المنجزة والمساطر المتبعة للقوانٌن الجاري‬
‫بها العمل و لؤلعراؾ المهنٌة‪ ،‬والكل مع احترام معاٌٌر التسٌٌر المنصوص علٌها فً‬
‫المإسسة‪ ،53‬أما تطبٌق المساطر فٌجب أن ٌحتوي بطرٌقة تلقابٌة وضمنٌة على مساطر‬
‫المراقبة التً تضمن انضباط وسبلمة وصحة العملٌات بالنسبة للمخاطر المحتملة والمترتبة‬
‫على كل نوع من العملٌات‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 23‬من الدورٌة المذكورة على مراقبة التطبٌق الصحٌح لهذه‬
‫المساطر وتحدٌد مٌادٌن تدخل كل وحدة إنتاج و كل وظٌفة‪ ،‬الشًء الذي ٌجب أن ٌترتب‬
‫علٌه تحدٌد السلطات والتوكٌبلت و المسإولٌات و بالخصوص التفرٌق الواضح بٌن التنفٌذ‬
‫والمراقبة‪.‬‬

‫‪ -51‬سعٌد العماري‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل‬
‫دبلوم الدراسات العلٌا الجامعٌة المهن القضابٌة والقانونٌة‪ ،‬جامعة محمد الخامس السوٌسً‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة و االجتماعٌة الرباط‪ ،‬المركز المؽربً للدراسات و األبحاث حول المهن القضابٌة و القانونٌة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة ‪ ،2225‬صفحة ‪.34‬‬
‫‪ -52‬سعٌد العمار ي‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬صفحة ‪ 36‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ -53‬المادة ‪ 22‬من دورٌة بنك المؽرب المتعلق بالمراقبة الداخلٌة‬

‫‪24‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وقد ٌجب أخٌرا أن تتوفر كل وحدة إنتاج على دلٌل كامل ومفصل للمساطر‬
‫والعملٌات التً تقوم بها‪ ،‬والتصمٌم أو الخطة الواجب اتباعها و بالخصوص كٌفٌة تحضٌر‬
‫و تسجٌل ومعالجة كل عملٌة‪.54‬‬

‫لقد ارتقت مخاطر العملٌات إلى مستوى القروض ومخاطر السوق‪ ،‬حٌث خصصت‬
‫دورٌة بنك المؽرب المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان المواد ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪24‬‬
‫و‪ 25‬لمراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة لهذه المإسسات‪ ،‬وٌمكننا تلخٌص هذه المواد‬
‫بشكل مبسط‪.‬‬

‫وعلٌه‪ٌ ،‬مكن القول بإٌجاز أن هذه المواد تتعلق بالمقتضٌات الموضوعة والتدابٌر‬
‫المتخذة التً ٌجب أن تضمن مطابقة العملٌات المنجزة و المساطر المتبعة للقوانٌن الجاري‬
‫بها العمل ولؤلعراؾ المهنٌة‪ ،‬والكل مع احترام معاٌٌر التسٌٌر المنصوص علٌها فً‬
‫المإسسة‪ ،‬أما تطبٌق المساطر فٌجب أن ٌحتوي بطرٌقة تلقابٌة وضمنٌة على مساطر‬
‫المراقبة التً تضمن انضباط وسبلمة وصحة العملٌات بالنسبة للمخاطر المحتملة والمرتبة‬
‫على كل نوع من العملٌات‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 23‬من الدورٌة المذكورة على مراقبة التطبٌق الصحٌح لهذه‬
‫ا لمساطر وتحدٌد مٌادٌن تدخل كل وحدة إنتاج كل وظٌفة‪ ،‬الشًء الذي ٌجب أن ٌترتب علٌه‬
‫السلطات والتوكٌبلت و المسإولٌات و بالخصوص التفرٌق الواضح بٌن الترخص و التنفٌذ‬
‫والمراقبة‪.‬‬

‫و قد ٌجب أخٌرا أن تتوفر كل وحدة إنتاج على دلٌل كامل ومفصل للمساطر‬
‫والعملٌات التً تقوم به ا‪ ،‬و التصمٌم أو الخطة الواجب اتباعها و بالخصوص كٌفٌة تحضٌر‬
‫وتسجٌل ومعالجة كل عملٌة‪.55‬‬

‫لذا كانت هذه العوامل أساس صرامة القانون تجاه تسٌٌر البنوك ومراقبة تدبٌر‬
‫المخاطر الذي ٌهدؾ إلى حماٌة الزبابن و األؼٌار و الحفاظ على توازن القطاعات‬
‫االقتصادٌة‪ ،‬وإذا اقتنعنا أن القوانٌن التجارٌة و المالٌة والبنكٌة ٌجب أن تكون صارمة‪ ،‬فبل‬
‫بد من التؤكٌد على أن "الحذلقة" المفرطة التً ٌنص علٌها القانون خطر على االقتصاد‬
‫واالستثمار‪ ،‬وبالتالً على التوازنات العامة للببلد‪ .‬وبالفعل‪ٌ ،‬مكن أن ٌترتب على هذا النوع‬
‫من القوانٌن قصد التملص منها‪ ،‬مواقؾ ومعامبلت مبنٌة على الؽش و االختبلس و التدلٌس‬

‫‪-54‬المادة ‪ 22‬من دورٌة بنك المؽرب المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة نصت على أن‪(:‬تحتفظ مإسسات االبتمان لمدة‬
‫عشر سنوات بجمٌع اإلثباتات المرتبطة بالعملٌات التً أنجزتها مع العمبلء‪ ،‬وذلك ابتداء من تارٌخ تنفٌذها‪.)......‬‬
‫‪ -55‬المادة ‪ 22‬من دورٌة بنم المؽرب المتعلق بالمراقبة الداخلٌة نصت على أن‪(:‬تحتفظ مإسسات االبتمان لمدة‬
‫عشر سنوات بجمٌع اإلثباتات المرتبطة بالعملٌات التً أنجزتها مع العمبلء‪ ،‬وذلك ابتداء من تارٌخ تنفٌذها‪.)....‬‬

‫‪25‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أو على األقل هروب االستثمار والموارد و البحث عن البدابل فً مٌادٌن أخرى أو بلدان‬
‫أخرى‪.56‬‬

‫أما المراقبة الداخلٌة‪ ،‬فلٌس لها فً هذا اإلطار‪ ،‬أي خٌار أخر سوى المثابرة و‬
‫البحث الجاد عن التطور المستمر و االجتهاد فً تحدٌث الوسابل و التقنٌات لتتبع المعطٌات‬
‫المتجددة‪ ،‬وهذا كله بهدؾ ضمان استمرارٌة النظام‪.‬‬

‫‪2‬ـ اٌرحىُ ف‪ ٟ‬اٌّخاطش ‪ٚ‬ل‪١‬اط اٌرحىُ‬

‫إذا كانت المخاطر ماهٌة المهن المالٌة‪ ،‬فقد وضعت البنوك بسبب تنوعها وتكاثرها‬
‫أنظمة متطورة للتعرؾ علٌها وحصرها فً مواقعها وتتبعها ومراقبتها‪ .‬وعلٌه‪ ،‬فمنذ‬
‫عشرات السنٌن و التقنٌون ٌبحثون عن الحلول المبلبمة لحماٌة البنوك من مخاطر اإلفبلس‪،‬‬
‫وبالتالً العمبلء من فقدان الودابع حثى توصلوا فً مدٌنة "بال" السوٌسرٌة سنة ‪ 1988‬إلى‬
‫معامل "كوك" الذي حل محله معامل "ماك دونوؾ" وهذا األخٌر الذي دخل حٌز التطبٌق‬
‫فً أوروبا منذ سنوات‪ ،‬وشرع فً تطبٌقه تدرٌجٌا فً المؽرب فً الشهور األولى من سنة‬
‫‪.2008‬‬

‫إن التحكم فً مراقبة المخاطر(المواد‪26‬و‪27‬و‪28‬و‪29‬و‪ 30‬من الدورٌة رقم ‪6‬‬


‫المتعلق بالمراقبة الداخلٌة فً مإسسات االبتمان) ٌعنً تتبعها ومراقبتها وقٌاسها وتقٌٌم‬
‫أدوات المراقبة كل سنة على األقل‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 27‬من دورٌة بنك المؽرب‬
‫المذكورة كما ٌجب أن ٌتبلءم هذا التحكم مع حجم وطبٌعة وتعقٌد العملٌات المكونة لنشاط‬
‫البنك‪ ،‬وأول عمل فً هذا الباب هو تصنٌؾ المخاطر حسب نوعٌتها‪ ،‬حٌث ٌعكس الترتٌب‬
‫المتبع فً جمٌع البنوك الرإٌا المٌدانٌة والتطبٌقٌة‪ ،‬التً تسمى" مجموعات مخاطر"‬
‫وٌستوجب تدبٌر مجموعة من المخاطر مإهبلت تقنٌة وتخصص معمق فً المٌدان المعنً‬
‫أو فً المهمة المعٌنة‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬اعرّاد شش‪ٚ‬ط جّع ‪ٚ‬ذحص‪ ً١‬اٌّعٍ‪ِٛ‬اخ ‪ٚ‬فعاٌح لٕ‪ٛ‬اخ االذصاي‬

‫ٌسعى البنك سواء التقلٌدي أو التشاركً إلى توفٌر مجموعة من البٌانات لتسهٌل‬
‫الحصول على المعلومات بطرٌقة سهله تساهم فً تحقٌق الرقابة كما ٌسعى إلى توفٌر‬
‫قنوات اتصال فعالة سواء كانت معلوماتٌة أو ؼٌرها‪.‬‬

‫‪ -56‬سعٌد العماري‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫صفحة‪.36‬‬

‫‪26‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبالتالً سنشٌر إلى اعتمادٌة شروط تحصٌل المعلومات واستؽبللها فً(‪ )1‬على أن‬
‫نشٌر فعالة قنوات االتصال فً (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬اعرّاد‪٠‬ح شش‪ٚ‬ط ذحص‪ ً١‬اٌّعٍ‪ِٛ‬اخ ‪ٚ‬اعرغالٌ‪ٙ‬ا‬

‫ٌستوعب وٌنتج البنك من البنٌات‪ ،‬كمٌات هابلة من المعلومات مكتوبة ومسجلة على‬
‫شتى األشكال من الحموالت(أوراق‪ -‬اقراص صؽٌرة ‪ -‬أقراص صلبة‪ -‬أقراص اللٌزر‬
‫أشرطة ممؽنطة ‪ -‬إلخ) وألؼراض مهمة ومتعدد‪ ،‬نخص منها بالذكر كشوؾ الحسابات‬
‫وكشوؾ ال موجودات و األوامر الداخلٌة والخارجٌة المتعلقة بالتحوٌبلت والصرؾ والبٌانات‬
‫المالٌة‪ ،‬وؼٌرها من المعلومات‪ ،‬وٌجب أن تتوفر هذه الكمٌة الهامة من المعلومات على‬
‫مصداقٌة عالٌة‪ ،‬وعلى سرعة كبٌرة أثناء المعالجة حثى تكون موجودة وقت طلبها‪ ،57‬وهذه‬
‫الشروط ال ٌمكن تحقٌقها إال بمساعدة نظام معلوماتً كامل وفعال‪ .‬وٌمكننا تصنٌؾ‬
‫المعلومات األساسٌة إلى ثبلثة أنواع‪:‬‬

‫المعلومات التً تساعد على مهام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬والتً تتعلق بحماٌة البنك‬
‫ومصالح الؽٌر‪ ،‬وهذا النوع من المعلومات(مثل تجاوز فً القروض‪ ،‬أو فً حد السحب‬
‫على المكشوؾ أو تجاوز الحد المإمن من السٌولة على مستوى وكالة أو شباك أو ما‬
‫شابههما من مصالح تتعامل بالنقود االبتمانٌة) ٌجب أن ٌخرج للوجود إلى من ٌهمهم األمر‬
‫بؤكبر سرعة ممكنة لتدارك الموقؾ أو على األقل إنقاذ ما ٌمكن إنقاذه قبل فوات األوان‪.‬‬

‫المعلومات المتصلة بتسٌٌر البنك‪ ،‬والتً هً عبارة عن جداول تحلٌلٌة لقٌادة البنك‬
‫على العموم‪ ،‬وتسٌٌر المصالح المنتجة على الخصوص‪ ،‬وتحتوي هذه الجداول على أرقام‬
‫حٌوٌة تتعلق بالتطورات والتؽٌرات التً تحصل فً أهم القطاعات المتصلة بالودابع‬
‫والقروض و اإلستٌفاءات وسعر الصرؾ وسعر الفابدة بصفة مدققة وعلى معدالت أخرى‬
‫تلخص نشاط البنك‪.‬‬

‫المعلومات المالٌة والبٌانات المحاسبٌة الدورٌة المرسلة إلى السلطات المالٌة وهٌبات‬
‫مراقبة البنوك والسوق المالٌة‪ ،‬دون أن ننسى البٌانات المرسلة إلى الشركاء وحاملً األسهم‬

‫‪ -57‬سعٌد العماري‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫صفحة ‪.42‬‬

‫‪27‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبالنسبة لهاذٌن الصنفٌن األخٌرٌن فإن لم تكن السرعة فً المعالجة هً األهم‪ ،‬فدقة‬
‫المعلومات وشمولٌتها تعتبر أساسٌة لضمان مصداقٌتها‪.58‬‬

‫‪ -2‬فعاٌ‪١‬ح لٕ‪ٛ‬اخ االذصاي ‪ٚ‬إصذاس اٌّعٍ‪ِٛ‬اخ‬

‫ال تتكون قنوات االتصال فقط من األنظمة المعلوماتٌة ولو بدأت هذه األخٌرة تمثل‬
‫القسط األوفر من القنوات المستعملة فً السنٌن األخٌرة‪ ،‬بل هً كل المساطر و التقنٌات‬
‫الموجودة التً تمكن المإسسات االقتصادٌة وخصوصا مإسسات االبتمان من تبادل‬
‫المعلومات والقٌم و المستندات بصفة سلٌمة وأمنة و بالسرعة الكافٌة‪.‬‬

‫وتظهر فعالٌة قنوات االتصال فً الوقت الذي ٌبحث فٌه مثبل شخص عن مخاطبه‬
‫فً نفس المقر أو نفس المإسسة قصد طلب أو إعطاء معلومة أو مستند‪ ،‬ووعٌا منها بؤهمٌة‬
‫قنوات االتصال بإدارة البنوك‪ ،‬قبل صدور دورٌة بنك المؽرب المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة‬
‫إلى وضع أنظمة متطورة بالنسبة لما هو معهود فً المإسسات األخرى‪ ،‬قصد ضبط طلب‬
‫قنوات االتصال والتحكم فً تبادل المعلومات المحاطة " بالسرٌة" وتبادل القٌم و‬
‫المستندات‪.59‬‬

‫ولتحقٌق هذا الهدؾ‪ ،‬وضعت البنوك مساطر دقٌقة للتحكم فً تبادل القٌم و‬
‫المستندات المحاسبٌة‪ ،‬وكل وسابل االتصال من مكالمات هاتفٌة وفاكس وبرٌد عادي أو‬
‫مضمون أو رسابل إلكترونٌة‪ .‬وتخضع هذه التدابٌر المتخذة للمعاٌٌر التالٌة‪:‬‬

‫إن الموضوع أو الهدؾ المتبع هو الذي ٌحدد اختٌار الوسٌلة المستعملة‪ ،‬هكذا تفضل‬
‫البنوك استعمال وسٌلة اتصال معٌنة دون سواها لتحقٌق هدؾ واحد فقط‪ ،‬فمثبل إذا قرر بنك‬
‫تكلٌؾ شركة مختصة فً نقل النقود بٌن وكاالت شبكتها ووكاالت بنك المؽرب‪ ،‬فلن‬
‫ٌستعمل وسٌلة أخرى‪.‬‬

‫وال ٌختار البنك وسٌلة معٌنة‪ ،‬إال بعد التؤكد من أن خصابصها تستوفً شروط‬
‫األمان وناجعة فً تحقٌق الهدؾ الوحٌد المتوخى‪ ،‬بدون أي استثناء فً الوقت المحدد‪ ،‬فمثبل‬
‫االعتماد على الوسابل الداخلٌة لنقل القٌم أو على وسابل مإسسة خارجٌة كشركات النقل أو‬
‫البرٌد المضمون والسرٌع‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪-Mohamed AMBAR, la gestion de risque de crédit par la méthode RAROC,‬‬
‫‪Diplôme Supérieur des étude bancaire. Ecole supérieur de banque, Alger Octobre‬‬
‫‪2007.page54‬‬
‫‪ -59‬للتوسع أكثر فً الوسابل المستخدمة من طرؾ البنوك الرجوع إلى حٌاة زنحً‪ ،‬نظام الخطر البنكً فً‬
‫مدونة التجارة المؽربٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و‬
‫االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة محمد خامس أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪.2223/2222‬‬

‫‪28‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تكوٌن العاملٌن على استعمال الوسٌلة التً ثم اختٌارها حثى ٌتحقق االتصال أو‬
‫التبادل فً أحسن الظروؾ‪.‬‬

‫كما ٌجب أن تكون الوسٌلة المختارة سهلة التطور و التؤقلم مع المستجدات ألن‬
‫تؽٌٌر الوسٌلة ٌتطلب إعادة النظر فً النظام بكامله‪ ،‬من أوله إلى أخره‪ ،‬فمثبل‪ ،‬اختٌار‬
‫برنامج معلوماتً متوقؾ على جودته ودرجة تخصصه وقابلٌته للتطور‪.‬‬

‫تفضل البنوك أن تكون "وسٌلة االتصال" ممكنة وموضوعة وموزعة محلٌا‪،‬‬


‫ومحدثة على أساس ترتٌبات وتجهٌزات موجودة بوفرة‪ ،‬لتصحٌح األخطاء وتدارك‬
‫الصعوبات بسهولة وبسرعة‪ ،‬ألن كل "وسٌلة اتصال" مستوردة من الخارج تحتاج إلى‬
‫إمكانٌات أكثر ووقت أطول للصٌانة‪.‬‬

‫تحاول البنوك إٌجاد وسابل متبلبمة ومتكاملة‪ ،‬ولو كان المبدأ األساسً هو‬
‫االختصاص لتحقٌق األهداؾ المختلفة‪ ،‬فمثبل‪ٌ ،‬ستحب أن ٌكون البرنامج المتخصص فً‬
‫وضع جداول التسٌٌر مبلبمة للبرامج المجاورة المتخصصة فً دراسة القروض أو‬
‫االستٌفاء وؼٌرهما‪ ،‬و هذا التبلزم ٌساعد على إدماج الحاجٌات وتبسٌط المساطر الشًء‬
‫الذي ٌإدي بدوره إلى المزٌد من اإلنتاج‪.‬‬

‫وأخٌرا‪ٌ ،‬قوم التنظٌم بؤدوار أساسٌة فً نجاعة وفعالٌة قنوات االتصال و المراقبة و‬
‫اكتشاؾ مواطن الضعؾ وحاالت الحصر أو أي نقص فً االتصال‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة فً األخٌر إلى أن القنوات التقلٌدٌة المخصصة لبلتصال بالعمبلء‪،‬‬


‫تبلٌؽهم أخبار معٌنة أو طلب معطٌات أو وثابق لتكمٌل ملؾ قرض أو ؼٌره أو تنفٌذ عملٌة‬
‫معٌنة نفسها‪ ،‬وقد ثم تحدٌثها و تحٌٌنها وفق المعاٌٌر والوسابل الجدٌدة‪.60‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ :‬أج‪ٙ‬ضج إعذاد ‪ٚ‬ذٕف‪١‬ز ٔظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫من أجل رقابة فعالة على البنوك التشاركٌة ال بد من توفر أجهزة مكلفة بإعداد وتنفٌذ‬
‫نظام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬هذه األجهزة التً تتمثل فً جهاز اإلدارة وجهاز التسٌٌر المكلفٌن‬
‫بوضع نظام مراقبة داخلٌة فعالة‪ ،‬وكذلك لجنة التدقٌق التً تعتبر من الرقابة الشرعٌة‬
‫الداخلٌة الخاصة وهذه الرقابة خاصة فقط بالنوك التشاركٌة دون ؼٌرها من البنوك التقلٌدٌة‪،‬‬
‫وكذلك نجد جهاز قٌاس المخاطر وجهاز مراقبة التقٌد بالقوانٌن‪.‬‬

‫‪ -60‬سعٌد العماري‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمرا قبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم‬
‫الدراسات العلٌا الجامعٌة المهن القضابٌة والقانونٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪44‬و‪.42‬‬

‫‪29‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبذلك سنشٌر إلى أجهزة إعداد المراقبة الداخلٌة فً(أوال) على أن نشٌر إلى أجهزة‬
‫تنفٌذ نظام المراقبة الداخلٌة فً(ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬األج‪ٙ‬ضج اٌّىٍفح تئعذاد ٔظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫إن البنوك التشاركٌة شؤنها شؤن البنوك التقلٌدٌة تمتلك هٌاكل إدارٌة تسهر على إعداد‬
‫نظام المراقبة الداخلٌة تتمثل أساسا فً كل من أجهزة اإلدارة التً تتكفل بوضع نظام‬
‫المراقبة الداخلٌة عن طرٌق توفٌر الموارد البشرٌة و المادٌة الشتؽاله و اتخاذ اإلجراءات‬
‫البلزمة حثى ٌتم فً الوقت المناسب مواجهة أي نقص أو قصور تتم مبلحظة‪.‬‬

‫و ٌقوم جهاز اإلدارة لهذا الؽرض بإعداد دلٌل المراقبة الداخلٌة ٌحدد على وجوه‬
‫الخصوص العناصر المكونة‪ ،‬لكل جهاز وسبل تطبٌقها و القواعد التً تضمن استقبللٌة‬
‫أجهزة المراقبة على الوحدات العملٌاتٌة و تحدٌد مختلؾ مستوٌات مسإولٌة المراقبة‪.61‬‬

‫فً حٌن أن جهاز تسٌٌر هو الذي ٌسهر على تطبٌق نظام المراقبة الداخلٌة وتتمٌمه‬
‫وذلك بعد الموافقة والمصادقة علٌه‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق سنشٌر إلى مهام جهاز اإلدارة (‪ )1‬على أن نشٌر إلى مهام جهاز‬
‫التسٌٌر (‪.)2‬‬

‫‪ِٙ -1‬اَ ج‪ٙ‬اص اإلداسج‬

‫ٌقصد باألجهزة اإلدارٌة للبنك التشاركً ذلك الطاقم المتكون من عدة مصالح‬
‫وهٌبات المجندة جمٌعها للسٌر بهذا البنك وتوفٌر كل الخدمات البنكٌة وؼٌرها من األعمال‬
‫التً ٌنشدها كل من ٌتعامل معه‪.‬‬

‫فجهاز اإلدارة هو المسإول المباشر عن المتانة المالٌة للمإسسة البنكٌة التشاركٌة‪،‬‬


‫وٌكلؾ بتحدٌد التوجه االستراتٌجً للمإسسة وبالمراقبة الفعلٌة لتدبٌر أنشطتها‪ ،‬وٌمارس‬
‫هذا الجهاز عمله بكثٌر من التفانً و اإلخبلص تجاه مختلؾ األطراؾ المعنٌة مع الحفاظ‬
‫على التوازن بٌن مصالح المساهمٌن وأفاق تطور المإسسة وخلقها للقٌمة مضافة على‬
‫المدى الطوٌل وكذا حماٌة المودعٌن‪.‬‬

‫‪ -61‬سعاد البرهامً "البنوك التشاركٌة بالمؽرب_ دراسة مقارنة" رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‬
‫دراسة مقا رنة‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة شعبة القانون الخاص ماستر قوانٌن التجارة‬
‫واألعمال ‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة‪،2243/2242:‬ص‪.33:‬‬

‫‪30‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫و ٌتكون جهاز اإلدارة من أعضاء ٌكون ؼالبٌتهم من ؼٌر المسٌرٌن و الذٌن ٌتعٌن‬
‫أن ٌتوافق عددهم مع حجم المإسسة البنكٌة التشاركٌة ومع تعقد نشاطها وتنوعه وأفاق‬
‫تطوره‪ ،‬وٌمكن بلوغ هذا التناسب من خبلل مقارنة حجم اإلدارة مع المهام التً ٌقوم بها‬
‫فعلٌا‪ ،‬وعدد اللجان المنبثقة عنه‪ ،‬وعدد االجتماعات و المواضٌع التً ٌناقشها‪ ،‬وٌنبؽً‬
‫باإلضافة إلى ذلك مراجعة مقاٌٌس الحجم بصفة دورٌة قصد التؤكد من أن عدد المتصرفٌن‬
‫ٌظل مناسبا أخذا باالعتبار التطورات الحالٌة و المستقبلٌة للمإسسة‪ ،‬وال بد أن ٌكون عضو‬
‫من أعضاء هذا الجهاز متوفر على المعارؾ والخبرة البلزمة فً مجال المالٌة‬
‫التشاركٌة‪.62‬‬

‫وإلى جانب مقٌاس الحجم ٌضمن جهاز اإلدارة التنوع على مستوى الخبرات و‬
‫الكفاءات‪ ،‬و ٌجمع بٌن االستمرارٌة والتجدٌد ألعضابه و ٌتعهد المتصرفون الؽٌر المسٌرٌن‬
‫بتخصٌص الوقت الكافً لمزاولة مهامهم أخذا باالعتبار عدد المهام األخرى المناطة بهم‬
‫وأهمٌتها و ٌمكن للقوانٌن األساسٌة للمإسسة أن تضع عددا محددا من المهام التً ٌجوز أن‬
‫ٌجمع بٌنها المتصرؾ ؼٌر المسٌر وتحدٌد المدة الزمنٌة النتداب المتصرؾ وكٌفٌة تحدٌد‬
‫عضوٌته ‪ .‬كما ٌضع مجلس اإلدارة تدابٌر تحفٌزٌة لضمان حضور أعضابه خبلل الجلسات‬
‫التً ٌعقدها‪.63‬‬

‫عموما فإن أجهزة اإلدارة تناط بها مجموعة من المهام‪ 64‬التً أشار إلٌها بنك‬
‫المؽرب فً الباب الثانً من دورٌة ‪ 2007‬المتعلقة بالمراقبة الداخلٌة التً أشرنا إلٌها أنفا‪،‬‬
‫وكذا منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 2012/‬المتعلق بواجب الٌقظة المفروض على‬
‫مإسسات االبتمان‪.65‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى إعداد نظام المراقبة الداخلٌة(أ) على أن نعرج مصادقة على‬
‫دلٌل منظومة الداخلٌة للٌقظة(ب)‬
‫‪ -62‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/.‬و‪ 44/‬صادر فً ‪ٌ 24‬ناٌر ‪ 2244‬بتحدٌد شروط وكٌفٌة مزاولة البنوك‬
‫لؤلنشطة والعملٌات التً تقوم بها البنوك التشاركٌة‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،3215‬صادر فً جمادى األخرة‬
‫‪ 2(41.5‬مارس ‪،)2244‬صفحة ‪.325‬‬
‫‪ -63‬التعلٌمة رقم ‪/22‬و‪ 2224/‬صادر فً ؼشت‪ 2224‬تتعلق بالحكامة داخل مإسسات االبتمان‪ ،‬مجموعة‬
‫النصوص التشرٌعٌة و التنظٌمٌة المتعلقة بنشاط مإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها الصادرة عن‬
‫بنك المؽرب‪.‬‬
‫‪ -64‬تجدر اإلشارة إلى أنه ٌترتب على مهام جهاز اإلدارة جملة من المسإولٌات ٌعمل على تحدٌدها جهاز التسٌٌر‬
‫بشكل واضح وكذا كٌفٌة تفوٌض السلط و هذا ما أشارت إلٌه المادة ‪ 45‬من منشور والً بنك المؽرب للسنة‬
‫‪ 2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -65‬قرار لوزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 213434.‬صادر فً ‪ 22‬من شعبان ‪(41.1‬فاتح ٌولٌو ‪)224.‬‬
‫بالمصادقة على منشور والً بنك المؽرب رقم‪/42‬و‪ 2/‬بتارٌخ ‪ 45‬أبرٌل ‪ٌ 2242‬تعلق بواجب الٌقظة المفروض‬
‫على مإسسات االبتمان‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 3445‬بتارٌخ ‪ 42‬ؼشت ‪.224.‬‬

‫‪31‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أـ إعذاد ٔظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫ٌتولى جهاز اإلدارة داخل البنوك التشاركٌة مهمة إعداد ووضع نظام المراقبة‬
‫الداخلٌة وٌقوم لهذا الؽرض بإعداد الهٌكل التنظٌمً المناسب له وٌعمل على توفٌر الموارد‬
‫البشرٌة‪ 66‬و المادٌة الضرورٌة الشتؽاله وتطبٌقه وتحدٌد مجموع مصادر المخاطر الداخلٌة‬
‫والخارجٌة‪ ،67‬ووضع المساطر المناسبة للمراقبة الداخلٌة‪.68‬‬

‫كما ٌ سهر جهاز اإلدارة على حسن سٌر العام لنظام المراقبة الداخلٌة و ٌتخذ‬
‫اإلجراءات البلزمة حثى ٌتم فً الوقت المناسب‪ ،‬مواجهة أي نقص أو قصور تتم مبلحظته‪.‬‬

‫ولهذا الؽرض ٌقوم جهاز اإلدارة بإعداد دلٌل للمراقبة الداخلٌة ٌحدد من خبلله‬
‫العناصر المكونة لكل جهاز وسبل تطبٌقها و القواعد التً تضمن استقبللٌة أجهزة المراقبة‬
‫عن المراقبة عن الوحدات العملٌاتٌة ومختلؾ مستوٌات مسإولٌة المراقبة‪ ،‬وتتم مراجعة هذا‬
‫الدلٌل بشكل دوري قصد مبلءمة مقتضٌاته مع األحكام القانونٌة و التنظٌمٌة بوجه خاص‬
‫وكذا مع تطور النشاط و المحٌط االقتصادي و المالً و تقنٌات التحلٌل‪.69‬‬

‫و فً هذا اإلطار ٌقوم جهاز اإلدارة بإرساء ثقافة حقٌقٌة للمراقبة داخل المإسسة عن‬
‫طرٌق التداول بشؤن قضاٌا تهم على الخصوص المخاطر المتعرض لها وحجمها‪ ،‬وطبٌعة‬

‫مشكل الموارد البشرٌة وإن أضحى متؽلب علٌه نسبٌا ألنه شهد تطورا كبٌرا‪ ،‬إال أنه ال زال قابما فً بعض‬
‫البنوك‪ ،‬هذه األخٌرة بقدر ما ٌكون سببا لبلرتقاء بقدر ما ٌكون سببا فً فشل مسٌرته ككل‪ ،‬ألن اإلدارة فً‬
‫عصرنا الحدٌث أصبحت عل ما وفن‪ ،‬فؤحٌانا ٌكون العمٌل جٌدا‪ ،‬لكن سوء تسٌٌر ٌقؾ عاجزا أمامها‪ ،‬لذلك ال بد‬
‫من تحسٌن أوضاع اإلدارة عن طرٌق حسن اختٌار العاملٌن لتسند إلٌهم مهام العمل البنكً التشاركً فبل مكان‬
‫لؽٌر المحترفٌن فً مسٌرة النجاح‪ ،‬باإلضافة إلى أن الكثٌر من العاملٌن فً البنوك التشاركٌة هم فً األصل‬
‫موظفون فً البنوك التقلٌدٌة و بالتالً فهم ال ٌستوعبون دابما المعامبلت الشرعٌة‪ ،‬واساس المشكل هنا هو‬
‫تكوٌنهم وفق المناهج الؽربٌة‪ ،‬فهإالء إن كانت لهم الخبرة و الدراٌة بالعمل البنكً‪ ،‬فإن لدٌهم ببل شك نقص فً‬
‫مجال المعامبلت التشاركٌة‪ ،‬خاصة إذا لم ٌقم البنك التشاركً الذي ٌعملون به بتنظٌم تدارٌب كافٌة تعرؾ بالعمل‬
‫البنكً وتطبٌقاته‪ ،‬فاألشخاص أصحاب التكوٌن االقتصادي والقانونً الحدٌث‪ ،‬ال علم لهم بقواعد االقتصاد‬
‫التشاركً‪ ،‬التً تعمل بها البنوك التشاركٌة‪ ،‬وأصحاب التكوٌن الفقهً التشاركً ال علم لهم بالجانب االقتصادي‪،‬‬
‫والقانونً والفنً و التقنً الضروري لسٌر العمل البنكً إلى جانب أن بعض العاملٌن فً البنوك التشاركٌة ال‬
‫زالت تسٌطر علٌهم عقلٌة المتاجرة فً األموال‪ ،‬فرؼم التباٌن التام الذي ٌبلحظ فً الصٌػ القانونٌة للعقود و رؼم‬
‫إثبات الهوٌة التشاركٌة و الوالء التام لنظام بنكً متمٌز‪ ،‬وقد أدى عدم توفر البنوك التشاركٌة على األطر المإهلة‬
‫من الناحٌة الشرعٌة و البنكٌة السٌما فً مجال تقدٌر جدوى المشروعات‪ ،‬إلى نجاح هذه البنوك فً اجتذاب‬
‫المخدرات أكثر من عطابها‪ ،‬سعاد البرهامً‪ ،‬مرجع سابق صفحة‪.43‬‬
‫‪ -67‬تصنؾ مصادر المخاطر فً البنوك التشاركٌة بحسب العوامل المسببة لها إلى مخاطر مرتبطة بالعوامل‬
‫الداخلٌة للبنك ومخاطر مرتبطة بالعوامل الخارجٌة للبنك وهناك أٌضا مخاطر مرتبطة بطبٌعة العقد‪ .‬للتوسع أكثر‬
‫الرجوع إلى هاجر زرارقً " إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة‬
‫الجزابري"‪ .‬مرجع سابق‪،‬صفحة‪.32_26‬‬
‫‪ -68‬المادة ‪43‬من مشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 12/G/2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -69‬المادة ‪ 45‬من مشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 12/G/2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‬

‫‪32‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫و مستوٌات المخاطر التً بإمكان المإسسة تحملها و تدبٌرها‪ ،‬والمخاطر التً من المحتمل‬
‫تحق قها و الوسابل المبلءمة للتخفٌؾ من أثارها والتكالٌؾ المحتملة التً قد تنتج عن اإللؽاء‬
‫التام لخطر معٌن‪.70‬‬

‫ب‪ِ -‬صادلح عٍ‪ ٝ‬دٌ‪ِٕ ً١‬ظ‪ِٛ‬ح اٌذاخٍ‪١‬ح ٌٍ‪١‬مظح‬

‫ٌقوم جهاز اإلدارة بالمصادقة على دلٌل ٌتضمن مجموعة من اإلجراءات تتمثل فً‬
‫تحدٌد والتؤكد من هوٌة عمبلء‪ 71‬والمستفٌدٌن الفعلٌٌن ومعرفتهم بشكل معمق والقٌام بتتبع و‬
‫مراقبة العملٌات التً ٌنجزونها‪ ،‬والسٌما التً تشكل درجة مهمة من المخاطر وحفظ‬
‫وتحٌٌن الوثابق المتعلقة بهم و بالعملٌات التً ٌقومون بها‪.‬‬

‫وٌجب تحٌٌن هذا الدلٌل بشكل دوري قصد مبلبمته مع األحكام التشرٌعٌة والتنظٌمٌة‬
‫الجاري بها العمل ومع تطور نشاط مإسسات االبتمان‪.72‬‬

‫‪ِٙ -2‬اَ ج‪ٙ‬اص اٌرغ‪١١‬ش‬

‫لقٌام البنوك التشاركٌة بمهامها على الوجه المطلوب ٌتطلب توفرها إضافة لجهاز‬
‫اإلدارة على جهاز التسٌٌر هذا األخٌر الذي أحاط أعضابه بتنظٌم دقٌق من خبلل قانون‬
‫شركات المساهمة‪ ،‬ذلك ألن معظم البنوك بما فٌها البنوك التشاركٌة تتخذ شكل شركة‬
‫مساهمة‪ 73‬من خبللها ٌكون للبنوك للخٌار بٌن شكلٌن إما شكل مجلس اإلدارة أو شكل‬
‫مجلس اإلدارة الجماعٌة مع مجلس الرقابة‪.‬‬

‫فالبنسبة للشكل األول المتمثل فً مجلس اإلدارة ٌعد أعلى سلطة إدارٌة فً البنوك‬
‫التشاركٌة باعتبارها شركة‪ ،‬وهو شكل تقلٌدي معمول به فً شركات المساهمة ومعمول به‬
‫إلى ٌومنا هذا‪ ،‬مما ٌدل على أن صبلحٌة مجلس اإلدارة أن أؼلب البنوك التشاركٌة أسست‬

‫‪ -70‬تعلٌمة رقم ‪/22‬و‪ 2224/‬صادر فً ‪ .4‬ؼشت ‪ 2224‬تتعلق بالحكامة داخل مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -71‬خصص منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 2242/‬المتعلق بواجب الٌقظة المفروض على مإسسات االبتمان‬
‫القسم الثانً منه لتحدٌد هوٌة العمبلء وذلك من المادة ‪ 6‬إلى المادة‪.2.‬‬
‫‪ -72‬وهذا ما نصت علٌه المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 2242/‬المتعلق بواجب الٌقظة المفروض‬
‫على مإسسات االبتمان الذي جاء فٌها‪" :‬تضمن اإلجراءات المشار إلٌها فً المادة األولى أعبله فً دلٌل ٌجب‬
‫المصادقة علٌه من طرؾ جهاز إدارة مإسسات االبتمان‪ٌ ،‬جب تحٌٌن هذا الدلٌل بصفة دورٌة قصد مبلءمته مع‬
‫األحكام التشرٌعٌة و التنظٌمٌة الجاري بها العمل ومع تطور نشاط مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -73‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 43633421‬الصادر فً ‪ 41‬من ربٌع األخر ‪ .2_4144‬أؼسطس ‪ 4663‬بتنفٌذ القانون‬
‫رقم ‪ 44362‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 1122‬جمادى األخرة ‪44،4144‬أكتوبر‬
‫‪4663‬ص‪.2.24‬‬

‫‪33‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فً شكل شركة المساهمة ذات مجلس اإلدارة‪ ،‬وٌجري تعٌٌن األعضاء من طرؾ‬
‫المإسسٌن وفقا لما ٌقضً به القانون‪.74‬‬

‫أما إذا اختارت البنوك التشاركٌة الشكل األخر المتمثل فً مجلس اإلدارة الجماعٌة‬
‫ومجلس الرقابة الذي ٌعتبر من مستجدات أسالٌب الحكامة الجدٌدة‪ 75‬التً حملها قانون‬
‫‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة وما ٌمٌز هذا التنظٌم الجدٌد هو احتواءه على جهاز‬
‫إداري الذي ٌسهر على التنظٌم و التسٌٌر‪ ،‬وجهاز أخر ٌتولى القٌام بؤعمال الرقابة وهما‬
‫ٌتمتعان باالستقبلل التام فً القٌام بوظابفها ومهامها‪ ،76‬فهذا التنظٌم وإن كان مطلوبا على‬
‫العموم لدى مختلؾ البنوك و البنوك التشاركٌة على وجه الخصوص‪ ،‬ذلك أن قوة كل بنك‬
‫تشاركً تكمن فً قو جهازه اإلداري الذي ٌجعل منه ٌحظى بالثقة من طرؾ زبنابه الذٌن‬
‫ٌتعاملون معه بل قد ٌكون مصدر لجلب زبناء جدد‪.‬‬

‫وٌتكون مجلس اإلدارة الجماعٌة ومجلس الرقابة من عدد من األعضاء محددٌن‬


‫بموجب النظام األساسً أو بموجب عقد ٌلحق النظام األساسً‪ٌ ،‬سند ألعضاء مجلس‬
‫اإلدارة الجماعٌة مهام اإلدارة و التسٌٌر فقط فً حٌن ٌتولى أعضاء أخرون مهام الرقابة‬
‫دون أن تمتد ٌدهم على القٌام بؤعمال اإلدارة‪ ،‬وٌشترط فٌهم بناء على المقتضٌات القانونٌة‬
‫الواردة فً قانون شركات المساهمة أن ٌكونوا من األشخاص الطبٌعٌٌن بل قد ٌكون من‬
‫خارج المإسسٌن و المساهمٌن‪ ،77‬وٌتم تجدٌد مدة انتداب األعضاء وفق ما هو مدرج‬
‫بالنظام األساسً‪ ،‬وفً حالة سكوت النظام األساسً فإن مدة االنتداب تكون أربع سنوات‪،78‬‬
‫وٌتولى مجلس اإلدارة الجماعٌة القٌام بشإون اإلدارة و التسٌٌر دون أن ٌمس بالجانب‬
‫الرقابً لكونه من اختصاص مجلس الرقابة‪.‬‬

‫‪ -74‬اشترط المشرع المؽربً أن ٌتوفر فً المتصرفٌن شرطان أساسٌان‪ٌ ،‬تمثل األول فً ملكٌة عدد من األسهم‬
‫أي مالكا لعدد المفروض من األسهم المحدد بمقتضى النظام األساسً دون أن ٌقل العدد الذي ٌفرض هذا النظام‬
‫األساسً لمنح المساهم الحق الحضور فً الجمعٌة العامة العادٌة‪ ،‬وهذا ما اشارت إلٌه الفقرة األولى من المادة‪11‬‬
‫من قانون شركات المساهمة أما الشرط الثانً فٌتمثل أن ال ٌكون من ٌتولى أعمال اإلدارة والتسٌٌر فً حالة منع‬
‫من مزاولة المهنة البنكٌة وهذا ما تطرقت إلٌه المادة ‪ .5‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها‪.‬‬
‫‪ٌ -75‬ع تبر مفهوم الحكامة من بٌن المفاهٌم التً كرسها المنتظم الدولً كتعبٌر عن الفلسفة العامة التً جاء لٌإسس‬
‫لها‪ ،‬والتً تهدؾ إلى الحد من الفساد وسوء التدبٌر الذي تعانً منه مإسسات الدولة والمجتمع‪ ،‬بل أضحت مقٌاسا‬
‫لمصداقٌة الدولة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬للتوسع أكثر فً الموضوع الرجوع إلى نورة ؼزالن‪ ،‬المكونات البنٌوٌة للتنظٌم القضابً المؽربً‪ ،‬دراسة‬
‫تحلٌلٌة من زاوٌة المقومات الجوهرٌة للحكامة الجٌدة‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪ ،9112‬صفحة ‪92‬إلى ‪.82‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬فإاد معبلل‪ :‬شرح القانون التجاري الجدٌد الجزء الثانً "الشركات التجارٌة" الطبعة الثالثة مطبعة األمنٌة‪،‬‬
‫الرباط ‪،2226‬ص ‪.22.‬‬
‫‪ -77‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 46‬من قانون شركات المساهمة‬
‫‪ -78‬المادة ‪ 54‬من قانون شركات المساهمة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫و عموما فإن جهاز التسٌٌر ٌسهر على التطبٌق وتنظٌم نظام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬كما‬
‫أنه ٌقوم بالمصادقة على السٌاسة العامة فً مٌدان تدبٌر المخاطر‪ ،‬وذلك بعد توصله بجمٌع‬
‫المعطٌات البلزمة و التقارٌر الممهدة لممارسة مهامه‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى موافقة جهاز التسٌٌر على نظام المراقبة الداخلٌة(أ) إلى أن‬
‫نتطرق إلى السٌاسة العامة للتدبٌر المخاطر فً(ب)‪.‬‬

‫أ‪ِٛ -‬افمح ج‪ٙ‬اص اٌرغ‪١١‬ش عٍ‪ٔ ٝ‬ظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫إن مهمة جهاز التسٌٌر الرقابٌة تتمثل أساسا فً قٌام جهاز اإلدارة بوضع نظام‬
‫الرقابة الداخلٌة و تتبعه من جهة و المصادقة علٌه من جهة أخرى‪ ،‬ولهذا الؽرض‪ٌ ،‬قوم‬
‫جهاز التسٌٌر مرة و احدة فً السنة بدراسة نشاط المراقبة الداخلٌة و نتابجه على أساس‬
‫المعلومات التً ٌوافٌه بها جهاز اإلدارة عن طرٌق التقارٌر التً ٌقوم بإعدادها مرة واحدة‬
‫فً السنة‪.79‬‬

‫إضافة لذلك ٌقوم جهاز التسٌٌر بتعٌٌن لجنة اإلفتحاص‪ 80‬تكلؾ بمساعدته فً مجال‬
‫المراقبة الداخلٌة وتناط بهذه اللجنة على الخصوص مجموعة من االختصاصات تتمثل‬
‫اساسا فً تقٌٌم جودة نظام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬والسٌما انسجام أجهزة قٌاس المخاطر ورقابتها‬
‫و التحكم فٌها‪ ،‬وكذا اقتراح أعمال تكمٌلٌة فً هذا الشؤن‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬و تقدٌم توصٌة‬
‫بشؤن اختٌار مراقبً الحسابات‪ ،‬و تحدٌد مناطق الخطر الدنٌا التً ٌجب على المفتحصٌن‬
‫الداخلٌن ومراقبً الحسابات تؽطٌتها‪ ،‬والتحقق من مصداقٌة وصحة المعلومات المالٌة‬
‫الموجهة لجهاز التسٌٌر و لؤلؼٌار و تقٌٌم مدى مبلءمة الطرق المحاسبٌة المعتمدة إلعداد‬
‫الحسابات الفردٌة والمثبتة والموافقة على نظام اإلفتحاص و تقٌٌم مخطط اإلفتحاص و‬
‫الوسابل البشرٌة والمادٌة المخصصة لوظٌفة اإلفتحاص و أخٌرا التؤكد من توفر المفتحصٌن‬
‫الداخلٌٌن على الكفاءات البلزمة واقتراح اإلجراءات الواجب اتخاذها فً هذا الصدد‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪.81‬‬

‫‪ -79‬الفقرة األولى من المادة ‪ 62‬من منشور والً بنك المؽرب لسنة ‪ 2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة‪.‬‬
‫‪ -80‬أشار منشور والً بنك المؽرب لسنة ‪ 2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة فً المادة ‪ 44‬على أنه‪" :‬تتكون لجنة‬
‫اإلفتحاص من أشخاص ال تشكل مصالحهم تعارضا مع مصالح المإسسة‪ .‬وٌجب أن ٌتوفر هإالء على الخبرات‬
‫والكفاءات المطلوبة فً المٌدانٌن المالً والمحاسبً وكذا فً أنشطة اإلفتحاص‪.‬‬
‫وتكون هذه اللجنة تابعة بشكل مباشر لجهاز التسٌٌر الذي ٌحدد كٌفٌات عملها و ٌقوم بمسابلتها‪ .‬و ال ٌجوز بؤي‬
‫حال من األحوال أن ٌحل دور اللجنة المذكورة محل دور اإلفتحاص الداخلً"‬
‫‪ -81‬المادة ‪ 42‬من مشور والً بنك المؽرب لسنة ‪ 2224‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ب‪ -‬اٌّصادلح عٍ‪ ٝ‬اٌغ‪١‬اعح اٌعاِح ٌرذت‪١‬ش اٌّخاطش‬

‫ٌسعى جهاز التسٌٌر على المصادقة على سٌاسة البنك فٌما ٌتعلق بالرقابة الداخلٌة و‬
‫التحكم فً المخاطر‪ .‬وهذا ما جاء به المشرع من خبلل المادة‪ 15‬حٌث نص على أنه "‬
‫ٌصادق جهاز التسٌٌر على السٌاسة العامة لتدبٌر المخاطر وكذا على التوجهات‬
‫االستراتٌجٌة الخاصة بتدبٌر كل خطر على حدة"‬

‫كما ورد نفس المقتضى فً المادة‪ 29‬حٌث نص على أنه "ٌقوم جهاز اإلدارة بإعداد‬
‫سٌاسة للتقٌد بالقوانٌن‪ ،‬وٌصادق علٌها جهاز التسٌٌر‪ ،‬وٌعٌن مسإوال عن التقٌد بالقوانٌن‬
‫ٌكلؾ بمساعدته فً تدبٌر خطر عدم التقٌد بالقوانٌن"‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬األج‪ٙ‬ضج اٌّىٍفح ترٕف‪١‬ز ٔظاَ اٌّشالثح اٌذاخٍ‪١‬ح‬

‫إذا كان من الضروري للبنوك التشاركٌة التوفر على نظام مبلبم للرقابة الداخلٌة‪،‬‬
‫فإن هذا ٌعده مجلس اإلدارة و ٌصادق علٌه جهاز التسٌٌر ال بد له من أدوات ووسابل تمكنه‬
‫من القٌام بمهامه أحسن قٌام‪.‬‬

‫لهذه الؽاٌة ثم إحداث وخلق مجموعة من األجهزة الداخلٌة تتولى مهمة تنفٌذ نظام‬
‫المراقبة الداخلٌة وتتؤكد من حسن سٌر السٌاسة العامة لهذا النظام‪.‬‬

‫وتتمثل هذه األجهزة فً كل من لجنة التدقٌق أو ما ٌطلق علٌها جهاز اإلفتحاص‬


‫الداخلً‪ )1(82‬وكذلك جهاز قٌاس المخاطر ومراقبة التقٌد بالقوانٌن(‪.)2‬‬

‫‪ٌ -1‬جٕح اٌرذل‪١‬ك‬

‫تمارس لجنة التدقٌق الرقابة الداخلٌة على البنوك التشاركٌة ‪ ،‬وٌعتبر من أحد‬
‫العناصر الهامة فً منظومة العمل بالصناعة البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬و التً من خبللها ٌكتسب‬
‫البنك التشاركً المصداقٌة لدى شرابح المجتمع التً تتعامل مع البنك‪ ،‬بما تضمنه من‬
‫مساهمٌن ومودعٌن و متعاملٌن وأجهزة رقابٌة‪ ،‬حٌث تظهر لكافة الزبناء مدى التزام البنك‬
‫بالضوابط والفتاوى الشرعٌة التً تصدرها هٌبة اإلفتاء التابعة للمجلس العلمً األعلى‪،‬‬
‫ومدى التطبٌق السلٌم للمنتجات البنكٌة المتوافقة مع أحكام الشرٌعة فً السوق البنكً‪ ،‬والتً‬
‫تساعد على نجاح فكرة تطبٌق البنوك التشاركٌة‪ ،‬وتلبٌتها لكافة احتٌاجات الزبناء من خبلل‬

‫‪ -82‬اإلفتحاص والتدقٌق كلمتان تشمبلن‪ ،‬على الع موم‪ ،‬نفس المعنى وتقصدان نفس المفهوم‪ ،‬الرجوع سعٌد‬
‫العماري‪ ،‬تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪4‬‬

‫‪36‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫توفٌر البدٌل الشرعً للمنتجات البنكٌة االستثمارٌة والتموٌلٌة‪ ،‬و بذلك فالمشرع المؽربً‬
‫قد كرس الرقابة الشرعٌة الداخلٌة فً القانون البنكً من خبلل لجنة التدقٌق‪.83‬‬

‫حٌث تعد الرقابة الشرعٌة من أحد أهم األركان األساسٌة فً تلك البنوك‪ ،‬وسر إقبال‬
‫الزبناء علٌها‪ ،‬وتحقٌق المصداقٌة الشرعٌة فً معامبلتها خاصة وأن األساس الذي قامت‬
‫علٌه البنوك التشاركٌة هو تقدٌم البدٌل الشرعً للبنوك الربوٌة‪.84‬‬

‫وتعد الرقابة والتدقٌق فً البنوك التشاركٌة‪ ،‬من أهم وأبرز ألٌات اإلدارة للسٌطرة‬
‫على تطبٌق النظام الداخلً لها‪ ،‬ومدى كفاءة العاملٌن فٌها والتزامهم بالسٌاسة البنكٌة لتلك‬
‫البنوك والمإسسات وإجراءاتها اإلدارٌة المحددة‪.85‬‬

‫تمارس لجنة التدقٌق عملها عن طرٌق مجموعة من المراحل تتمثل فً الرقابة‬


‫الشرعٌة الوقابٌة و الرقابة الشرعٌة التنفٌذٌة والرقابة الشرعٌة البلحقة‪.‬‬

‫فالبنسبة ل لرقابة الشرعٌة الوقابٌة تتمثل من خبلل قٌام لجنة التدقٌق بتؤصٌل القواعد‬
‫الشرعٌة فٌما ٌتعلق بمعامبلت البنوك التشاركٌة‪ ،‬وفً هذا اإلطار ٌمكنها المساهمة فً‬
‫إعداد وصٌاؼة نماذج العقود‪ ،‬والخدمات البنكٌة‪ ،‬والتعامل مع األخرٌن سواء كانوا بنوك أو‬
‫شركات أو أفراد‪ ،‬ومناقشة المشروعات ودراسة الجدوى من المنظور اإلسبلمً‪ ،‬مع‬
‫استحداث مستمر لمزٌد من الصٌػ الشرعٌة المناسبة للبنوك التشاركٌة لمواكبة التطورات‬
‫العالمٌة فً القطاع البنكً‪ ،‬وهنا تبدو أهمٌة وضع دلٌل عملً شرعً لكافة األعمال البنكٌة‪،‬‬
‫ٌحتوي على الضوابط الشرعٌة البلزم على البنوك التشاركٌة احترامها‪ ،‬وهذا ما نص علٌه‬
‫المشرع صراحة فً المادة ‪ 64‬من القانون البنكً الجدٌد‪ ،‬حٌث ألزم لجنة التدقٌق بضرورة‬
‫السهر على وضع الدلٌل و المساطر الواجب على البنوك التشاركٌة احترامها‪ ،‬األمر الذي‬
‫سٌساهم ال محالة فً تثقٌؾ األطر العاملة بتلك البنوك من الناحٌة الشرعٌة وٌوجد معاٌٌر‬
‫العمل و الضبط و الرقابة‪ ،‬و ٌكشؾ للجنة التدقٌق جوانب العملٌات البنكٌة‪.86‬‬

‫أما بالنسبة للرقابة الشرعٌة التنفٌذٌة تعتبر من أهم األعمال البلزمة لقٌام لجنة‬
‫التدقٌق بؤعمالها بمصداقٌة و شفافٌة‪ ،‬من خبلل مراقبة ما ٌحال علٌها من معامبلت البنك‬

‫‪ -83‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.42 ،‬‬
‫‪-84‬أشرؾ محمد دوابه‪ ،‬دراسات فً التموٌل اإلسبلمً‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،9112‬بدون طبعة‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬
‫‪ -85‬عبد الرزاق رحٌم جدي الهٌتً‪ ،‬أثر الرقابة الشرعٌة على التزام المصارؾ اإلسبلمٌة باألحكام الشرعٌة‪،‬‬
‫بحث مقدم إلى مإتمر المصارؾ اإلسبلمٌة بٌن الواقع والمؤمول‪ 21 ،‬ماي ‪ٌ 2‬ونٌو ‪ ،9112‬أبوظبً دبً‪ :‬صفحة‬
‫‪.5‬‬
‫‪ -86‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.4. ،‬‬

‫‪37‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التشاركً‪ ،‬ومراجعة الخدمات البنكٌة وجمٌع مراحل تنفٌذ العملٌات البنكٌة و بصفة خاصة‬
‫العملٌات االستثمارٌة‪ ،‬وإبداء المبلحظات ومتابعة تصحٌحها‪ ،‬وقد ألزم المشرع المؽربً‬
‫لجنة التدقٌق ضمان تتبع البنك التشاركً فً تطبٌقه لآلراء المدلى بها من لدن المجلس‬
‫العلمً األعلى‪ ،‬ومراقبة مدى احترامها لها‪ ،87‬باإلضافة إلى تنبٌه البنك ووقاٌته‪ ،‬من‬
‫مخاطر عدم مطابقة عملٌاته وأنشطته للشرع‪ ،88‬وهنا تبدو أهمٌة وجود مدقق شرعً‬
‫لدراسة العملٌات االستثمارٌة من الناحٌة الشرعٌة‪ ،‬فضبل عن دوره فً متابعة تنفٌذ اآلراء‬
‫الصادرة عن المجلس العلمً األعلى‪ ،‬وقٌامه بحلقة وصل بٌن لجنة التدقٌق والعاملٌن بالبنك‬
‫التشاركً‪.‬‬

‫أما بخصوص عمل الرقابة الشرعٌة البلحقة فً تقٌٌم عمل البنك التشاركً من‬
‫‪89‬‬
‫الناحٌة الشرعٌة بصفة دورٌة‪ ،‬من خبلل مراجعة ملفات العملٌات االستثمارٌة بعد التنفٌذ‬
‫وٌستحسن أن تتولى لجنة التدقٌق هذه الرقابة وتتبع الدٌون المتؤخرة‪ ،‬وتحدٌد ما إذا كان‬
‫المتعامل مع البنك التشاركً معسرا أو مماطبل قادرا على الدفع‪ ،‬مع تقدٌر ما ٌترتب عن‬
‫ذلك من أثار‪ ،‬باإلضافة إلى االطبلع على تقارٌر مراقبً الحسابات‪ ،‬وكذلك مراجعة تقارٌر‬
‫الجهات الرقابٌة الخارجٌة كبنك المؽرب‪ ،‬والتً فً ضوبها تقدم لجنة التدقٌق تقرٌرا‬
‫مفصبل‪ ،‬وبصفة دورٌة تبدي فٌه رأٌها فً المعامبلت التً أجراها البنك‪ ،‬ومدى التزامه‬
‫باآلراء المدلى بها من لدن المجلس العلمً األعلى‪.90‬‬

‫‪ -2‬ج‪ٙ‬اص ل‪١‬اط اٌّخاطش ‪ٚ‬اٌرحىُ ف‪ٙ١‬ا ‪ِٚ‬شالثح اٌرم‪١‬ذ تاٌم‪ٛ‬أ‪ٓ١‬‬

‫ٌعتبر كل جهاز قٌاس المخاطر والتحكم فٌها وجهاز مراقبة التقٌد بالقوانٌن من أهم‬
‫األجهزة المراقبة الداخلٌة حٌث ٌسعى الجهاز األول إلى التقٌٌم والتحكم الجٌدٌن فً‬
‫المخاطر التً تتعرض لها المإسسة البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة فً حٌن الجهاز‬
‫الثانً ٌتولى تتبع خطر عدم التقٌد بالقوانٌن‪.‬‬

‫‪ -87‬تنص الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 31‬من القانون البنكً رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات‬
‫المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪-...... :‬ضمان تتبع وتطبٌق لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً‬
‫األعلى ومراقبة احترامها‪".......‬‬
‫‪ -88‬وهذا ما نصت علٌه الفقرة األولى المادة ‪ 31‬من القانون البنكً رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان‬
‫والهٌبات المعتبرة فً حكمها فً تحدٌد اختصاصات لجنة التدقٌق‪ -....‬التعرؾ على مخاطر عدم مطابقة‬
‫عملٌاتها وأنشطتها لآلراء بالمطابقة التً ٌصدرها المجلس العلمً األعلى المشار إلٌه فً المادة ‪ 32‬أعبله‬
‫والوقاٌة منها‪"....‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬أنظر أحمد محمد لطفً‪ ،‬الرقابة على المصارؾ اإلسبلمٌة بٌن الواقع و المؤمول‪ ،‬دار الفكر و القانون‬
‫المنصورة‪ ،‬طبعة ‪ ،224.‬صفحة ‪25‬‬
‫‪ -90‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.41،‬‬

‫‪38‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبذلك سنشٌر إلى جهاز قٌاس المخاطر والتحكم فٌها(أ) على أن نشٌر إلى جهاز‬
‫مراقبة التقٌد بالقوانٌن(ب)‪.‬‬

‫أـ ج‪ٙ‬اص ل‪١‬اط اٌّخاطش ‪ٚ‬اٌرحىُ ف‪ٙ١‬ا‬

‫ٌعتبر هذا الجهاز من بٌن أهم أجهزة نظام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬وذلك نظرا للدور الذي‬
‫ٌقوم به فً التعرٌؾ بالمخاطر البنكٌة التً تصاحب أنشطة هذه المإسسات‪ ،‬وٌعمل فً نفس‬
‫الوقت على ضبطها والتحكم فٌها عن طرٌق مجموعة اإلجراءات الوقابٌة التً ٌتخذها والتً‬
‫تحد من فعالٌة و تؤثٌر كل خطر على حدة‪.‬‬

‫و ٌحدث لهذا الؽرض لجان فرعٌة تتكلؾ بتتبع فبات معٌنة من المخاطر الخاصة و‬
‫ال سٌما لجان مخاطر االبتمان ومخاطر السوق ومخاطر التشؽٌل‪.91‬‬

‫وهكذا تكلؾ لجنة تتبع خطر االبتمان من التؤكد من التقٌٌم الصحٌح و المنتظم‬
‫للمخاطر التً قد تتعرض لها المإسسة نتٌجة لعدم قٌام األطراؾ المقابلة باألداء‪.‬‬

‫وٌؤخذ تقٌٌم مخاطر االبتمان بعٌن االعتبار وعلى الخصوص طبٌعة األنشطة التً‬
‫ٌمارسها صاحب طلب القرض ووضعٌته المالٌة والسمعة المالٌة ألهم المساهمٌن أو‬
‫الشركاء و قدرته على التسدٌد وعند االقتضاء الضمانات والكفاالت الممنوحة‪.92‬‬

‫وٌتم ٌومٌا إحصاء ومركزة مخاطر االبتمان التً ٌتم التعرض لها على مستوى نفس‬
‫الطرؾ المقابل سواء كان فردا أو مجموعة ذات نفع‪ .‬و ٌتم على األقل مرة واحدة فً الشهر‬
‫إحصاء ومركزة مخاطر االبتمان التً ٌتم التعرض لها بالنسبة لقطاع اقتصادي أو منطقة‬
‫جؽرافٌة أو بلد أو نوع من الكفاالت أو الضمانات‪.93‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى هذه اللجنة تكون مجبرة باطبلع جهاز التسٌٌر و على األقل‬
‫مرتٌن فً السنة بالمبالػ الجارٌة للدٌون صعبة التحصٌل و بنتابج المساعً الواعٌة و‬
‫القضابٌة التً ثم القٌام بها من أجل تحصٌلها‪ .‬وٌتم أٌضا إطبلع جهاز التسٌٌر على المبالػ‬
‫الجارٌة للدٌون التً تمت إعادة جدولتها و على التطور الحاصل فً سدادها‪.94‬‬

‫‪91‬‬
‫‪-‬المادة ‪ .6‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -92‬المادة ‪ 12‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‬
‫‪ -93‬المادة ‪ 16‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‬
‫‪ -94‬المادة‪2.‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وحثى تستطٌع البنوك التشاركٌة مواجهة تؤثٌر مخاطر عند تحققها فإنها تكون ملزمة‬
‫بإجراء عملٌات اصطناع لؤلزمات بشكل منتظم وذلك بهدؾ تقٌٌم قابلٌة تؤثٌر محفظة‬
‫وقروضها فً حالة حدوث تؽٌٌر مفاجا للظرفٌة أو تدهور فً نوعٌة األطراؾ المقابلة‪.95‬‬

‫أما فٌما ٌخص مواجهة مخاطر سعر الفابدة البنكٌة فإن البنوك التشاركٌة تتزود‬
‫بؤجهزة لقٌاس هذا الخطر والتحكم فٌه ورقابته وذلك عن طرٌق‪:‬‬

‫ـ تؽطٌة إبراز مصادر الخطر المذكور وتقٌٌم تؤثٌر تطورات أسعار الفابدة على‬
‫النتابج و على األموال الذاتٌة‬

‫ـ االعتماد على مفاهٌم وتقنٌة لقٌاس هذا الخطر‬

‫ـ االستناد إلى فرضٌات ومعاٌٌر موثوقة وصرٌحة ومفهومة بشكل تام‪.96‬‬

‫وٌتم لهذا الؽرض تجمٌع مخاطر سعر الفابدة بشكل دوري و ذلك قصد تمكٌن أجهزة‬
‫اإلدارة والتسٌٌر من التوفر على رإٌة شاملة حول هذا الخطر‪.‬‬

‫وكما هو حال خطر االبتمان فإنه ٌجب على مإسسات البنكٌة أن تفكر فً افتعال‬
‫سٌنارٌوهات أزمة‪ ،‬والسٌما فٌما ٌتعلق بالتقلبات الحادة ألسعار الفابدة و للوضعٌات سرٌعة‬
‫التؤثر بهذه األسعار وقٌاس مدى تؤثٌرها على النتابج و على األموال الذاتٌة‪.97‬‬

‫ونظرا لتعدد صور مخاطر التشؽٌل‪ ،‬فإنه على العكس مما سبق‪ ،‬تقوم البنوك‬
‫التشاركٌة بإعداد مخطط الستمرارٌة النشاط‪ٌ ،‬مكنها من ضمان السٌر المستمر ألنشطتها‬
‫والحد من الخسابر فً حالة وقوع اضطرابات بسبب أحداث مهمة مرتبطة بمخاطر‬
‫التشؽٌل‪.‬‬

‫وتعٌن فً هذا اإلطار مسإول عن مخطط استمرارٌة النشاط من طرؾ جهاز‬


‫اإلدارة وذلك من أجل السهر على تطبٌق التدابٌر المتعلقة بهذا المخطط‪.‬‬

‫وتتزود البنوك التشاركٌة لهذا الؽرض بجهاز لقٌاس مخاطر التشؽٌل و التحكم فٌها‬
‫ورقابتها والذي ٌضمن على األقل القٌام بالعناصر التالٌة‪:‬‬

‫‪-‬تعرٌؾ عملٌة تدبٌر مخاطر التشؽٌل و أهدافها ومبادبها‪.‬‬

‫‪ -95‬المادة ‪ 21‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -96‬المادة ‪ 33‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -97‬المادة ‪ 42‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪-‬تحدٌد المستوى المقبول لهذه المخاطر ومساطر مراقبتها‪.‬‬

‫‪ -‬المسإولٌات وأنظمة رفع التقارٌر فً جمٌع مستوٌات التدبٌر‪.‬‬

‫‪ -‬المعلومات المتعلقة بؤحداث مهمة وبخسابر ناتجة عن مخاطر التشؽٌل‪.‬‬

‫‪ -‬الظروؾ التً ٌمكن فً إطارها تحوٌل هذه المخاطر إلى هٌبات خارجٌة‪.98‬‬

‫ومما ٌنبؽً تسجٌله بهذا الخصوص أن منشور والً بنك المؽرب السابق‪ ،‬قد نص‬
‫إضافة إلى ما سبق على وجوب توفر البنوك التشاركٌة على جهاز خاص توكل إلٌه مهمة‬
‫قٌاس مخاطر المنتجات و األنشطة الجدٌدة‪.‬‬

‫ب ـ جهاز مراقبة التقٌد بالقوانٌن‬

‫تحدث المإسسات البنكٌة وظٌفة تسمى "وظٌفة التقٌد بالقوانٌن" تتولى مهمة تتبع‬
‫خطر عدم التقٌٌد بالقوانٌن والقواعد التنظٌمٌة المعمول بها فً هذا المجال‪ ،‬وٌعرؾ هذا‬
‫الخطر على أنه خطر تعرض إحدى المإسسات لخطر السمعة أو خطر الخسابر المالٌة أو‬
‫خطر العقوبات بسبب عدم مراعاة المقتضٌات القانونٌة والتنظٌمٌة والقواعد والممارسات‬
‫التً تطبق على نشاطها‪.99‬‬

‫وٌجب أن ٌتمتع المسإول المكلؾ بالتقٌد بالقوانٌن باالستقبللٌة عن الوحدات‬


‫العملٌاتٌة للمإسسة و ٌقوم فً هذا اإلطار بإببلغ االختبلالت التً ٌرصدها إلى جهاز‬
‫اإلدارة أو عند االقتضاء إلى جهاز التسٌٌر فً حالة وجود تعارض فً المصالح‪.100‬‬

‫‪ -98‬المادة ‪ 45‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -99‬المادة ‪ 25‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -100‬المادة ‪ 26‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224 /G/12‬المتعلق بالمراقبة الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة اٌثأ‪ٟ‬‬
‫سلاتح ِشالث‪ ٟ‬اٌحغاتاخ ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫إن المشرع أوجد جهاز لمراقبة البنوك التشاركٌة و التدقٌق فً حسابتها ومالٌتها‪.‬‬
‫حم اٌة لذاتها من جهة و للمساهمٌن أنفسهم و لؤلؼٌار من جهة أخرى‪ ،‬وذلك من خبلل نصه‬
‫على تعٌٌن مراقب أو مراقبٌن للحسابات إما وجوبا أو اختٌارا فً بعض البنوك التشاركٌة‬
‫ٌعهد إلٌهم بمراقبة حسابات البنوك التشاركٌة و تتبعها والتدقٌق فٌها والمصادقة علٌها والقٌام‬
‫‪101‬‬
‫بالعدٌد من األعمال و إنجاز التقارٌر التً لها عبلقة بعٌدة أو قرٌبه من المهام المالٌة‬

‫و مراقبو الحسابات هم االشخاص الطبٌعٌون والمعنوٌون المكلفون من قبل المشرع‬


‫لمراقبة انتظام التدبٌر المحاسبً لشركات المساهمة‪ ،‬وبعض المجموعات األخرى‪،‬‬
‫والمكلفٌن كذلك بإخبار المجلس اإلداري و المساهمٌن باالختبلالت التً ٌبلحظونها فً‬
‫التدبٌر المحاسبً للشركة‪ ،‬وٌخضع جهاز مراقب الحسابات لمقتضٌات قانون رقم ‪17.95‬‬
‫المتعلق بشركات المساهمة‪ ،102‬و مقتضٌات القانون البنكً الجدٌد الذي عمل على توسٌع‬
‫مهام المراقبة والفحص و التدقٌق و اإلعبلم الملقاة على عاتقهم‪ ،‬وهذا ٌتجلى من خبلل‬
‫إفراده لمراقبً الحسابات ودورهم فً مراقبة المإسسات البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة‬
‫لباب فرٌد بداٌة من المادة‪ 99‬إلى ‪ 107‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات‬
‫االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫وحثى تتضح لنا صورة مراقب الحسابات والدور الرقابً الذي ٌقوم به لٌس على‬
‫مستوى المراقبة المحاسبٌة أو المالٌة فقط ولكن على مستوى باقً األجهزة داخل المإسسة‪،‬‬
‫فإنه ٌجدر بنا أوال معرفة شروط تعٌٌنه التً اشترطها المشرع والوقوؾ على حاالت التنافً‬
‫و تحلٌل هذه الشروط(الفقرة األولى) وتحلٌل هذه المهام الملقاة على عاتقه كجهاز داخلً‬
‫لمراقبة البنوك التشاركٌة بشكل ٌساهم فً التقلٌل و الحد من المخاطر (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ :ٌٝٚ‬خص‪ٛ‬ص‪١‬اخ ِشالة اٌحغاتاخ ف‪ ٟ‬اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫لقد قام المشرع المؽربً بتنظٌم جهاز مراقبً الحسابات‪ 103‬المزاولٌن لمهامهم‬
‫بالبنوك التشاركٌة مشٌرا إلى مجموعة من الشروط المتطلبة و التً ٌتعٌن احترامها من لدن‬

‫‪ -101‬عبد الرحٌم عباسٌد‪ :‬الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامون عدد‪-3‬‬
‫‪،4665‬ص‪.455‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ -‬الحسٌن أمزٌل "خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ص‪.21‬‬
‫‪ -103‬تجدر اإلشارة إلى أن عبلقة مراقب الحسابات بالمإسسة البنكٌة تتجاذبها نظرٌتٌن نظرٌة تعاقدٌة وتقرر أن‬
‫مراقب الحسابات وكٌل عن مجموع الساهمٌن فً الشركة‪ ،‬أما الثانٌة فهً حدٌثة نسبًٌ تإكد على العبلقة مشبعة‬

‫‪42‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الجهات المكلفة بالتعٌٌن تحت طابلة عدم موافقة بنك المؽرب على تلك التعٌٌنات متى تم‬
‫اإلخبلل بإحدى الشكلٌات المنصوص علٌها قانونا‪.‬‬

‫وقد تمت اإلشارة إلى تلك الشروط فً قوانٌن متفرقة منها قانون شركات المساهمة‬
‫و قانون الخبرة المحاسبٌة و القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات‬
‫المعتبرة فً حكمها‪ ،‬وإلى جانب هذا الشروط فقد نص المشرع المؽربً على مجموعة من‬
‫الحاالت التً بتحققها ٌتم إنهاء انتداب مراقبً الحسابات بالمإسسات البنكٌة سواء البنوك‬
‫التقلٌدٌة أو التشاركٌة‪.‬‬

‫وتكتسً مسؤلة تعٌٌن مراقب الحسابات أهمٌة بالؽة‪ ،‬حٌث ٌجب أن تخضع لشروط‬
‫وضوابط أساسٌة ضمانا لحٌاد و استقبللٌة هإالء المراقبٌن‪ ،‬فضبل عن تعٌٌنهم من قبل‬
‫الجهات المحددة قانونا(أوال) إضافة إلى ذلك قد تحول أسباب إلى انتهاء مهام مراقب‬
‫الحسابات(ثانٌا)‪.‬‬

‫ا‪ٚ‬ال‪ :‬ذع‪ِ ٓ١١‬شالة اٌحغاتاخ ف‪ ٟ‬اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫ٌخضع مراقب الحسابات من جهة إلى مقتضٌات القانون رقم ‪ 17.95‬المنظم‬


‫للشركات المساهمة‪ ،‬ومن جهة أخرى لمقتضٌات القانون البنكً رقم ‪ ،103.12‬وكذلك‬
‫لقوانٌن الخبرة المحاسبة فضبل عن مناشٌر والً بنك المؽرب المتعلقة أساسا بكٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً الحسابات المنتدبٌن بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪،‬‬
‫وٌلزم لمزاولة مهمة مراقب الحسابات التوفر على مجموعة من الشروط ٌحددها القانون‬
‫سنشٌر إلٌها فً(‪ ،)1‬كما أنه هناك شروط أوردها القانون البنكً إلٌها فً(‪.) 2‬‬

‫‪ -1‬شش‪ٚ‬ط ذع‪ِ ٓ١١‬شالث‪ ٟ‬اٌحغاتاخ ف‪ ٟ‬لأ‪ ْٛ‬ششواخ اٌّغاّ٘ح‬

‫ٌعد تعٌٌن مراقب أو مراقبً الحسابات مسؤلة إلزامٌة فً شركات المساهمة بصرٌح‬
‫النصوص القانونٌة‪ ،‬سواء فً شركة المساهمة التً ال تدعو الجمهور لبلكتتاب أم التً‬
‫تدعو إلٌه‪ ،‬وٌتم هذا التعٌٌن بناء على مجموعة من الشروط بداٌة بالجهة المختصة ثم مدة‬
‫تعٌٌنهم وتجدٌدها‪ 104‬وبما أن البنوك التشاركٌة تتخذ فً األؼلب شركات المساهمة فً‬
‫مراقبً الحسابات فٌها ٌخضعون لنفس الشروط ‪.‬‬

‫فً العمق بالطابع نظامً وتنتهً على اعتبار مراقب الحسابات عضو من أعضاء الشخص المعنوي الذي تجسده‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪ -104‬تنص المادة ‪ 426‬من قانون شركات المساهمة على ما ٌلً‪ٌ " :‬جب أن ٌتم فً كل شركة مساهمة تعٌٌن‬
‫مراقب أو مراقٌبٌن للحسابات ٌعهد إلٌهم بمهمة مراقبة تتبع حسابات الشركة وفق الشروط و األهداؾ‬
‫المنصوص علٌها فً القانون‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫و بناء علٌه سنشٌر إلى الجهة المختصة بالتعٌٌن(أ) ثم نشٌر إلى مدة التعٌٌن و‬
‫التجدٌد(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬اٌج‪ٙ‬ح اٌّخرصح ترع‪ِ ٓ١١‬شالة اٌحغاتاخ‬

‫ٌتم تعٌٌن مراقبً الحسابات األولٌٌن‪ ،‬إما بموجب النظام األساسً أو بموجب عقد‬
‫منفصل ٌشكل جزء من النظام األساسً‪ ،‬مما ٌعنً أن تعٌٌن مراقبً الحسابات أثناء تؤسٌس‬
‫البنوك التشاركٌة ٌتم من لدن المإسسٌن‪ ،‬باعتبارهم أصحاب الصفة فً وضع النظام‬
‫األساسً بمجمله‪ ،‬ووفق شروط هذا النظام نفسها‪.105‬‬

‫إال أن مقتضٌات المادتٌن ‪2‬و‪ 12‬من قانون شركات المساهمة لم تنص على جعل‬
‫مراقبً الحسابات من بٌن البٌانات التً ٌجب أن ٌتضمنها النظام األساسً للشركة مما‬
‫اعتبر بعضهم تعٌٌن المراقبٌن األولٌن مسؤلة جوازٌه‪ ،‬إذ أن الحاجة هً التً تقود إلى‬
‫ت عٌٌنهم‪ ،‬عندما ٌكون الشركة قد باشر أعماله فً مرحلة تكوٌنه لٌقوموا بمراقبة حساباتها فً‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬فً مقابل ذلك اعتبر بعضهم األخر أن تسجٌل الشركة فً السجل التجاري‬
‫ٌتوقؾ على هذا التعٌٌن‪ ،‬مما ٌجعله مسؤلة إلزامٌة بالنسبة إلى الشركة سواء أثناء تؤسٌسه أو‬
‫فً حٌاته‪.106‬‬

‫إلى جانب ذلك فإن تعٌٌن مراقبً الحسابات قد ٌتم بعد تؤسٌس الشركة‪ ،‬وهً الحالة‬
‫المنصوص علٌها فً المادة‪ 20‬من قانون شركات المساهمة‪ ،‬و تبعا للمادة‪163107‬من‬
‫قانون شركات المساهمة‪ ،‬وتؤسٌسا على المادة أعبله ٌتضح أن االختصاص فً تعٌٌن‬
‫مراقب الحسابات كقاعدة عامة ٌرجع عامة إلى الجمعٌة العامة للمساهمٌن‪ ،‬وذلك لمدة لثبلث‬
‫سنوات مالٌة‪ .‬وتعد هذه القاعدة من النظام العام‪ ،‬حٌث ال ٌجوز تفوٌض مجلس اإلدارة فً‬
‫ممارسة هذا االختصاص‪ ،‬ولو كان ذلك بصفة مإقتة فً حالة ؼٌاب مراقب الحسابات‬
‫المعٌن‪ ،‬ألن المراقب ٌشرؾ على أعمال مجلس اإلدارة و ال ٌتؤتى أن ٌترك لهذا المجلس‬
‫تعٌٌن المشرفٌن على أعماله‪.‬‬

‫ؼٌر أنه ٌجب على الشركات التً تدعو الجمهور لبلكتتاب أن تعٌن مراقبٌن اثنٌن للحسابات على األقل‪ ،‬وكذلك‬
‫الشؤن بالنسبة للشركات البنكٌة وشركات القرض واالستثمار و التؤمٌن و الرسملة و االدخار"‪.‬‬
‫‪ -105‬محمد كرام‪ ،‬المسإولٌة الجنابٌة لمراقب الحسابات فً شركة المساهمة على ضوء القانون المؽربً و‬
‫المقارن‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً كلٌة الحقوق‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة و االجتماعٌة‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪،2224-2222‬ص ‪.21‬‬
‫‪106‬‬
‫‪-‬المصطفى بوزمان‪ ،‬حماٌة المصلحة االجتماعٌة فً شركات المساهمة‪ ،‬منشورات مجلة القضاء المدنً سلسلة‬
‫أعمال جامعٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2243‬ص‪.4.5‬‬
‫‪ -107‬تنص المادة ‪ 43.‬من قانون شركات المساهمة فً فقرتها األولى على أنه‪ٌ" :‬تم تعٌٌن مراقب أو مراقبً‬
‫الحسابات لمدة ثبلث سنوات مالٌة من قبل الجمعٌة العامة العادٌة‪.".....‬‬

‫‪44‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫هكذا‪ ،‬فإذا عٌن مراقب الحسابات من طرؾ هٌبة أخرى ؼٌر الجمعٌة العامة‬
‫للمساهمٌن‪ ،‬فبل ٌمكن أن ٌمكن أن ٌصادق علٌه بقرار الحق من قبل الجمعٌة‪ ،‬ألن هذه‬
‫األخٌرة ال ٌمكن أن تعٌن مراقب للحسابات إال للمستقبل فقط دون أن ٌكون لقرارها أثر‬
‫رجعً‪.108‬‬

‫وإذا كان أمر تعٌٌن مراقب الحسابات ٌتم من قبل الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن‪،‬‬
‫فإن ذلك ٌتم فً اجتماعها السنوي‪ ،‬و بالتالً ٌجب أن تكون مسؤلة التعٌٌن هاته مدرجة فً‬
‫جدول أعمال الجمع العام‪ ،‬وإال فإن هذا التعٌٌن عد باطبل وذلك انطبلقا من أن الجمع العام‬
‫ال ٌتداول إال فً المواضٌع المدرجة فً جدول األعمال‪.109‬‬

‫وبالرجوع إلى مقتضٌات المادة ‪ 116‬من قانون شركات المساهمة نجدها تإكد على‬
‫أن الجمعٌة العامة تنعقد بؤمر من مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة‪ ،‬وفً حالة عدم قٌامها‬
‫بالدعوة أجاز المشرع لخمس جهات دعوتها لبلنعقاد‪ ،‬وهً‪:‬‬

‫‪-‬مراقب أو مراقبو الحسابات‪.‬‬

‫‪-‬وكٌل ٌعٌنه ربٌس المحكمة‪.‬‬

‫‪-‬المصفون‬

‫‪-‬المساهمون الذٌن ٌملكون األؼلبٌة فً رأس مال أو فً حقوق التصوٌت‪.‬‬

‫‪-‬مجلس الرقابة‪.‬‬

‫و فً هذا اإلطار تثار إشكالٌة‪ ،‬مفادها أنه إذا كانت الدعوة موجهة من طرؾ مراقب‬
‫الحسابات‪ ،‬فهل نتصور أن ٌضع مراقب الحسابات الذي ٌدعو لبلجتماع فً الجدول أمر‬
‫تعٌٌن مراقب حسابات نظرا النتهاء مهامه‪ ،‬أم ٌحجم عن ذلك ال سٌما إذا كان فً وضع‬
‫مرٌح داخل الشركة؟ وذلك خشٌة أن ٌعرض فً جدول األعمال مسؤلة تجدٌد مهامه لفترة‬
‫أخرى مما قد ٌجابه بالرفض من طرؾ الجمعٌة العامة‪ .‬إن هذه الحاالت ٌعتبر معها وضع‬
‫مراقب الحسابات ؼٌر قانونً‪ ،‬مما تبطل معه مداوالت الجمعٌة العامة‪ ،‬ألن المداوالت التً‬

‫‪ -108‬للمزٌد من االطبلع الرجوع إلى‪:‬‬


‫‪ALin hirich/l’organe de contrôle dans la société anonyme/1ere édition 1965‬‬
‫‪Genève/page56‬‬
‫‪-109‬إبراهٌم مسعود الصؽٌر‪ ،‬الرقابة على مسٌري شركة المساهمة فً التشرٌعٌن اللٌبً و المؽربً‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2223‬أكادٌمٌة الفكر الجماهٌري‪ ،‬بنؽازي‪ ،‬الصفحة‪.234‬‬

‫‪45‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تتم بدون وجود مراقب حسابات تعتبر باطلة‪ ،‬كما تكون باطلة تلك التً شارك فٌها مراقب‬
‫الحسابات باعتباره متسببا فً بطبلن هذه االجتماعات‪.110‬‬

‫أو من لدن ربٌس المحكمة التجارٌة بصفته قاضٌا للمستعجبلت بطلب من أي مساهم‬
‫‪111‬‬
‫إذا لم تعمل الجمعٌة على تعٌٌنهم استنادا إلى المادة ‪ 165‬من قانون شركات المساهمة‪.‬‬

‫وانطبلقا من هذه المادة ٌتضح أن الجهة المختصة بتعٌٌن مراقب الحسابات هً‬
‫الجمعٌة العامة للمساهمٌن‪ ،‬بٌد أنه فً حالة تقاعس هذه األخٌرة عن ذلك‪ ،‬منح المشرع لكل‬
‫‪112‬‬
‫مساهم الحق فً طلب تعٌٌنه من قبل ربٌس المحكمة بصفته قاضٌا للمستعجبلت‪.‬‬

‫ب‪ -‬عذد ِشالة ٌٍحغاتاخ‬

‫لقد عمل المشرع المؽربً على تحدٌد عدد أدنى لمراقبً الحسابات الواجب تعٌٌنهم‬
‫من لدن البنوك سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة‪ ،‬والمتمثل فً مراقب اثنٌن للحسابات‪ 113‬إال أنه‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬رشٌد بامو‪ ،‬النظام القانونً لمإسسة مراقب الحسابات‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم نهاٌة التكوٌن فً سلك الماستر‬
‫المتخصص‪ :‬المقاولة والقانون كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادٌر السنة‬
‫الجامعٌة ‪2241-224.‬الصفحة ‪.22‬‬
‫‪ -111‬تنص المادة ‪ 432‬من قانون شركات المساهمة على ما ٌلً‪" :‬فً حالة عدم تعٌٌن الجمعٌة العامة لمراقبً‬
‫الحسابات‪ٌ ،‬عمل ربٌس المحكمة بصفته قاضً المستعجبلت‪ ،‬على تعٌٌنهم بؤمر منه وذلك بطلب من أي مساهم‪،‬‬
‫على أن تتم دعوة المتصرفٌن بصفة قانونٌة‪.‬‬
‫تنتهً المهمة المعهود بها بهذه الكٌفٌة حٌنما تقوم الجمعٌة العامة بتعٌٌن مراقبً الحسابات‪".‬‬
‫‪-112‬وهذا ما ورد فً أمر استعجالً صادر عن المحكمة التجارٌة بؤكادٌر‪ .‬رقم ‪ 212/1/2221‬فً الملؾ رقم‬
‫‪ ،414/4/2221‬بتارٌخ ‪ ، 2221/23/.2‬ؼٌر منشور الذي جاء فٌه"‪......‬حٌث أن المشرع عندما أوجب تعٌٌن‬
‫مراقب ل لحسابات إلزامٌا بخصوص نوع من الشركات دون األخرى‪ٌ ،‬فٌد أن اللجوء إلى ربٌس المحكمة لتعٌٌنه‬
‫استثناء‪ ،‬و أن الطلب بخصوص ذلك ٌجب أن ٌكون مبررا ومعلبل وثابتا حثى ٌتسنى للشرٌك أن ٌلتجا إلٌه"‪.‬‬
‫‪ -113‬تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً ألزم الشركات المالٌة بتعٌٌن مراقب واحد للحسابات خروجا عن‬
‫القاعدة العامة‪ ،‬المتمثل فً تعٌٌن مراقبٌن اثنٌن للحسابات على األقل وفق ما تنص علٌه المادة‪ 2‬من منشور والً‬
‫بنك المؽرب المتعلق بالشركات المالٌة‪.‬‬
‫‪ -‬قرار وزٌر المالٌة والخوصصةرقم‪ 241324‬صادر فً ‪ٌ .2‬ناٌر ‪ 2224‬بالمصادقة على منشور والً بنك‬
‫المؽرب رقم ‪ 2224/G/.2‬الصادر فً ‪ 2‬دٌسمبر ‪ 2223‬المتعلق بشروط تطبٌق بعض مقتضٌات القانون رقم‬
‫‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على الشركات المالٌة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد‪ 2223‬الصادرة فً ‪ 44‬ماي ‪،2224‬صفحة ‪.445.‬‬
‫و نفس الشًء ذهب إلٌه المشرع المؽربً بالنسبة للبنوك الحرة لما نص على تعٌٌن مراقب واحد للحسابات بدال‬
‫من مراقبٌن اثنٌن وهذا ما أكدته المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بالشروط الخاصة بتطبٌق بعض‬
‫مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على البنوك الحرة لما‬
‫نصت على ما ٌلً‪ ":‬تلزم البنوك الحرة بتعٌٌن مراقب للحسابات‪ ،‬بعد موافقة بنك المؽرب حسب الكٌفٌات التً‬
‫ٌحددها‪ٌ ،‬عهد إلٌه بمزاولة المهمة المسندة إلٌه طبقا لمقتضٌات المادة‪ 42‬من القانون المشار إلٌه أعبله رقم‬
‫‪".132.‬‬

‫‪46‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اشار كذلك إلى امكانٌة تعٌٌن مراقب واحد للحسابات عندما ٌكون مجموع موازنتها أقل من‬
‫الحد المعٌن من قبل بنك المؽرب‪.114‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إلٌه فإن المشرع المؽربً اكتفى فقط بتحدٌد حد القانونً األدنى‬
‫الذي ال ٌمكن تجاوزه‪ ،‬خصوصا فً ظل ظروؾ العولمة والتنافسٌة وتشعب المشارٌع و‬
‫‪-‬قرار لوزٌر المالٌة و الخوصصة رقم ‪ ..324‬الصادر فً ‪ٌ 2‬ناٌر ‪ 2224‬المتعلق بالشروط الخاصة بتطبٌق‬
‫بعض مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها على البنوك‬
‫الحرة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،2223‬صفحة‪.4452‬‬
‫ونفس األمر ٌنطبق كذلك على جمعٌات السلفات الصؽٌرة بخصوص تعٌٌن مراقب حسابات واحد خروجا عن‬
‫القاعدة العامة التً تنص على تعٌٌن مراقبٌن اثنٌن وهذا ما أكدته المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب لما نصت‬
‫على ما ٌلً‪ ":‬تلزم جمعٌات السلفات الصؽٌرة بتعٌٌن مراقب للحسابات‪ ،‬بعد موافقة بنك المؽرب حسب الكٌفٌات‬
‫التً ٌحددها‪ٌ ،‬عهد إلٌه بمزاولة مهمته المنصوص علٌها فً مقتضٌات المادة‪ 24‬من القانون المشار إلٌها أعبله‬
‫رقم ‪"..132.‬‬
‫‪ -‬قرار لوزٌر المالٌة و الخوصصة رقم ‪ .4324‬صادر فً ‪ٌ 2‬ناٌر ‪ 2224‬المتعلق بالشروط الخاصة بتطبٌق‬
‫بعض مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على جمعٌات‬
‫السلفات الصؽٌرة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،2223‬ص ‪.4454‬‬
‫ونفس الشًء ٌنطبق كذلك على صندوق الضمان المركزي بخصوص تعٌٌن مراقب واحد وهذا ما أكدته المادة ‪.‬‬
‫من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بالشروط الخاصة بتطبٌق بعض مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق‬
‫بمإسسات اال بتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على صندوق الضمان المركزي لما نصت على ما ٌلً ‪ٌ":‬لزم‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على صندوق الضمان المركزي لما نصت على ما ٌلً‪ٌ ":‬لزم‬
‫صندوق الضمان المركزي بتعٌٌن مراقب للحسابات بعد موافقة بنك المؽرب حسب الكٌفٌات التً ٌحددها ٌعهد‬
‫إلٌه بمزاولة المهمة المنصوص علٌها فً مقتضٌات المادة‪ 42‬من القانون المشار إلٌه أعبله رقم ‪.".132.‬‬
‫ـ قرار وزٌر المالٌة والخوصصة رقم ‪ .2324‬الصادر فً ‪ٌ 2‬ناٌر ‪ 2224‬المتعلق بالشروط الخاصة بتطبٌق‬
‫بعض مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على صندوق‬
‫الضمان المركزي‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،2223‬ص ‪.4454‬‬
‫إال أن المشرع المؽربً ذهب خبلفا فً صندوق اإلٌداع باعتباره ضمن الهٌبات المعتبرة فً حكمها بتعٌٌن‬
‫مراقبٌن اثنٌن للحسابات وفق ما تنص علٌه المادة‪ 1‬من قرار وزٌر المالٌة و الخوصصة رقم ‪ 26324‬الصادر‬
‫فً ‪ٌ 2‬ناٌر ‪ 2224‬المتعلق بشروط تطبٌق بعض مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان‬
‫والهٌبات المعتبرة فً حكمها على صندوق اإلٌداع و التدبٌر"‬
‫ٌلزم صندوق اإلٌداع و التدبٌر بتعٌٌن مراقبٌن اثنٌن للحسابات‪ ،‬بعد موافقة بنك المؽرب حسب الكٌفٌات التً‬
‫ٌحددها‪ٌ ،‬عهد إلٌهما بمزاولة مهمتها طبقا لمقتضٌات المادة‪ 42‬من القانون المشار إلٌه أعبله رقم ‪.".132.‬‬
‫ـ قرار وزٌر المالٌة و الخوصصة رقم ‪ 26324‬الصادر فً ‪ٌ 2‬ناٌر ‪ 2224‬المتعلق بشروط تطبٌق بعض‬
‫مقتضٌات القانون رقم ‪ .132.‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها على صندوق اإلٌداع و‬
‫التدبٌر‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،2223‬ص ‪.4452‬‬
‫‪ -114‬تنص المادة ‪ 66‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها رقم ‪42.342‬على ما ٌلً‪:‬‬
‫"بتعٌٌن مراقبٌن اثنٌن للحسابات بعد موافقة بنك المؽرب‪.‬‬
‫استثناء من أحكام الفقرة أعبله وأحكام المادة‪ 426‬من القانون رقم ‪ 44362‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬تعٌٌن‬
‫مإسسات االبتمان مراقب واحدا للحسابات عندما ٌكون مجموع موازنتها أقل من الحد المعٌن من قبل بنك‬
‫المؽرب‪.‬‬
‫وتحدد كٌفٌات الموافقة على تعٌٌن مراقبً الحسابات من لدن مإسسات االبتمان بمنشور ٌصدره والً بنك‬
‫المؽرب بعد استطبلع رأي مإسسات االبتمان‪".‬‬

‫‪47‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫االرتباطات الدولٌة والوطنٌة‪ ،115‬مما ٌوسع نشاط البنوك التشاركٌة وحركٌة أجهزة اإلدارة‬
‫والتسٌٌر‪ ،‬وهو ما ٌقتضً الزٌادة فً حجم مراقبتها الداخلٌة‪ ،‬كما أو كٌفا‪ ،‬بما ٌضمن تحقٌق‬
‫الحكامة المالٌة للبنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫ج_ ِذج ذع‪ِ ٓ١١‬شالة اٌحغاتاخ‬

‫ٌعٌن مراقب أو مراقبو الحسابات لمدة ثبلث سنوات مالٌة من قبل الجمعٌة العامة‬
‫للمساهمٌن‪ ،‬و فً الحالة المنصوص علٌها فً المادة‪ 20‬من قانون شركات المساهمة‪،‬‬
‫ال ٌمكن أن تفوق مدة مهامهم سنة مالٌة واحدة‪ ،‬وتنتهً مهام مراقبً الحسابات المعٌنٌن من‬
‫قب ل هذه الجمعٌة بانتهاء اجتماع الجمعٌة التً تبث فً حسابات السنة المالٌة الثالثة استنادا‬
‫إلى المادة ‪ 163‬من قانون شركات المساهمة‪.116‬‬

‫و باستقراء نص المادة أعبله ٌبلحظ أن المشرع مٌز بٌن نوعٌن من مدد تعٌٌن‬
‫مراقبً الحسابات‪ ،‬حدد أولها فً ثبلث سنوات‪ ،‬وتشكل المبدأ باعتبار أن تحدٌدها ٌتم فً‬
‫حٌاة الشركة(البنوك التشاركٌة )‪ ،‬وحدد ثانٌهما فً سنة بالنسبة إلى التعٌٌنات التً تخص‬
‫المراقبٌن األولٌن‪ ،‬وتشكل كل هذه المدد فً جمٌع حاالتها حدا أقصى ال ٌمكن تجاوزه‪.‬‬

‫‪2‬ـ اٌشش‪ٚ‬ط اٌ‪ٛ‬اسدج ف‪ ٟ‬اٌمأ‪ ْٛ‬اٌثٕى‪ٟ‬‬

‫إلى جانب شروط التعٌٌن الواردة فً قانون شركات المساهمة‪ ،117‬ومراعاة‬


‫لخصوصٌة البنوك التشاركٌة فقد نص المشرع المؽربً فً القانون البنكً على شروط‬

‫‪-115‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬محمد شكري السباعً الوسٌط فً الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي‬
‫الجزء الرابع شركات المساهمة دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط ‪ ،2221‬صفحة‪..42‬‬
‫‪ -116‬تنص المادة ‪ 43.‬من قانون شركات المساهمة عل ى ما ٌلً‪ٌ ":‬تم تعٌٌن مراقب أو مراقبً الحسابات لمدة‬
‫ثبلث سنوات مالٌة من قبل الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن‪ ،‬و فً الحالة المنصوص علٌها فً المادة ‪ ،22‬ال‬
‫ٌمكن أن تزٌد مدة مهامهم عن سنة مالٌة واحدة‪.‬‬
‫تنتهً مهام مراقبً الحسابات المعنٌٌن من قبل الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن بانتهاء اجتماع الجمعٌة التً‬
‫تبث فً حسابات السنة المالٌة الثالثة‪.‬‬
‫ال ٌواصل مراقب الحسابات الذي عٌنته الجمعٌة مكان مراقب أخر مزاولة إال خبلل ما تبقى من مدة مزاولة سلفه‬
‫لمهمته‪.‬‬
‫حٌنما ٌقترح على الجمعٌة عدم تجدٌد مهام مراقب الحسابات لدى انتهابها‪ٌ ،‬تعٌن على الجمعٌة االستماع المراقب‬
‫إن طلب ذلك"‪.‬‬
‫‪ -117‬وإلى جانب ذلك فقد قام المشرع المؽربً بالتنصٌص على مجموعة من الشروط المتطلبة فً مراقب‬
‫الحسابات الواردة فً قانون الخبرة المحاسبٌة التً من شؤنها أن تضمن تؤدٌته لمهامهم فً المإسسة البنكٌة على‬
‫أكمل أوجه‪.‬‬
‫وبذ لك فإن المساهمٌن قد ٌتوفرون على خبرة محاسبٌة ومالٌة تكون إن لم تكن منعدمة‪ ،‬مما ٌحول دون قدرتهم‬
‫على تتبع عمل أجهزة اإلدارة والتسٌٌر ومراقبتها خصوصا فً جوانبه ذات الصلة بالتدبٌر المالً و المحاسبً‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫خاصة بتعٌٌن مراقبً الحسابات فً القانون البنكً‪ ،‬إذ ٌتعٌن أوال الحصول على موافقة بنك‬
‫المؽرب على تعٌٌن المراقبٌن مرورا باحترام إجراءات الموافقة على التعٌٌن وانتهاء بالعمل‬
‫على اتخاذ كافة الضمانات التً من شؤنها أن تضمن استقبلل مراقبً الحسابات عن البنوك‬
‫التشاركٌة‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى موافقة بنك المؽرب على تعٌٌن مراقب الحسابات(أ) احترام‬
‫اجراءات الموافقة على تعٌٌن مراقب الحسابات(ب) توفر ضمانات االستقبلل تجاه البنوك‬
‫التشاركٌة(ج)‪.‬‬

‫أـ موافقة بنك المغرب على تعٌٌن مراقب الحسابات‬

‫تقتضً المادة‪ 99118‬من الباب الثانً من القسم الخامس من القانون رقم ‪103.12‬‬
‫المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها ضرورة أن ٌتم الحصول على‬
‫موافقة بنك المؽرب على جمٌع التعٌنات التً تهم مراقب أو مراقبً الحسابات على حسب‬
‫األحوال‪ ،‬أي أنه ال ٌتم االكتفاء بالتعٌٌن النظامً الذي ٌتم بموجب النظام األساسً أو‬
‫بموجب عقد منفصل ٌشكل جزءا من النظام األساسً موقع وفق الشروط القانونٌة نفسها أو‬
‫بالتعٌٌن الذي ٌتم من قبل الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن بل ال بد أن ٌستتبع ذلك‬
‫الحصول على الموافقة من قبل بنك المؽرب و فق ما تنص علٌه الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 99‬من القانون رقم ‪ 103.12‬كؤداة للممارسة الرقابة ٌتدخل بواسطتها بنك المؽرب فً‬
‫النشاط البنكً‪.‬‬

‫وتجاوزا لهذا الوضع فقد ثم تقٌٌد ممارسة هذه المهمة باشتراط انتماء ممارسٌها إلى مهنة الخبرة المحاسبٌة‪ ،‬لما‬
‫تتطلب فٌهم من تحقق شروط الكفاءة‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬فالمشرع المؽربً فً قانون الخبرة المحاسبٌة أوجب أن ٌكون مراقب الحسابات مقٌدا فً جدول هٌبة‬
‫الخبراء المحاسبٌن بحسب المادة ‪ 432‬من قانون شركات المساهمة انطبلقا من حصول المراقب على الشهادة‬
‫الوطنٌة فً الخبرة المحاسبٌة أو شهادة تعترؾ اإلدارة بمعادلتها لها تبعا للمادة ‪ .‬من قانون الخبرة المحاسبٌة‪،‬‬
‫وؼٌر محكوم علٌه بعقوبة مانعة للحرٌة من أجل أعمال مخلة بالشرؾ و االستقامة و اآلداب العامة استنادا إلى‬
‫المادة‪ 22‬من قانون الخبرة المحاسبٌة‪.‬‬
‫‪ -118‬تنص المادة‪ 66‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪" :‬تلزم مإسسات االبتمان بتعٌٌن مراقبٌن اثنٌن‬
‫للحسابات بعد موافقة بنك المؽرب‪.‬‬
‫استثناء من أحكام الفقرة أعبله وأحكام المادة ‪ 426‬من القانون رقم ‪ 44362‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬تعٌٌن‬
‫مإسسات االبتمان مراقبا واحدا للحسابات عندما ٌكون مجموع موازنتها أقل عن الحد المعٌن من قبل بنك‬
‫المؽرب‪.‬‬
‫وتحدد كٌفٌات الموافقة على تعٌٌن مراقبً الحسابات من لدن مإسسات االبتمان بمنشور ٌصدره والً بنك‬
‫المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫عموما فإن هذه الموافقة تظل صالحة فترة انتداب مراقب الحسابات‪ ،‬مع العلم أنه إذا‬
‫ثم تجدٌد انتداب مراقب الحسابات من لدن المإسسة‪ ،‬فإنه ٌنبؽً تحٌٌن الملؾ المقدم فً‬
‫بداٌة فترة التعٌٌن من أجل تمكٌن بنك المؽرب من دراسة تجدٌد الموافقة‪.119‬‬

‫ب ـ احترام اجراءات الموافقة على تعٌٌن مراقب الحسابات‬

‫نص المشرع المؽربً على أن تعٌٌن مراقبً الحسابات فً البنوك التشاركٌة ال‬
‫ٌكون له أي تؤثٌر إال بعد الحصول على موافقة بنك المؽرب وفق الشكلٌات و اإلجراءات‬
‫التً أشار إلٌه منشور صادر عن والً بنك المؽرب بخصوص تحدٌد كٌفٌات الموافقة على‬
‫مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪.120‬‬

‫وبذلك فالمادة ‪2‬و‪ 3‬من المنشور أعبله نصت على الوثابق التً ٌتعٌن إرفاقها‬
‫بطلبات الموافقة على تعٌٌن مراقبً الحسابات مع التمٌٌز بٌن أولبك الذٌن ٌزاولون عملهم‬
‫بصفة فردٌة و أولبك الذٌن ٌزاولون مهامهم بصفة شركات للخبراء المحاسبٌن‪ ،‬وبخصوص‬
‫الفبة األولى فإن طلبات الموافقة على التعٌٌن ٌجب أن ٌتضمن الوثابق التالٌة‪:‬‬

‫‪ -1‬وثٌقة تثبت تسجٌل مراقب الحسابات فً جدول هٌبة الخبراء المحاسبٌن‬

‫‪ -2‬السٌرة الذاتٌة لمراقب الحسابات‬

‫‪ -3‬تصرٌح بالشرؾ مإرخ وموقع علٌه من طرق المراقبٌن المعٌنٌن بالتعٌٌن‪ٌ ،‬شهد‬
‫فٌه الموقع بالتقٌد بقواعد التنافً و االستقبلل‬

‫‪ -4‬مذكرة تبٌن التجربة المهنٌة لمراقب الحسابات والوسابل التقنٌة والموارد البشرٌة‬
‫التً ٌتوفر علٌها فضبل عن ضرورة اإلشارة إلى مهام مراقب الحسابات والمهام‬
‫االستشارٌة التً زاولها خصوصا لدى مإسسات االبتمان أو فروعها‪.121‬‬

‫‪ -119‬المادة‪ 6‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/G/24‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬صفحة‪.4654‬‬
‫‪ -120‬قرار لوزٌر المالٌة والخوصصة رقم ‪ 243324‬الصادر فً ‪ 42‬محرم ‪ٌ .2_4125‬ناٌر ‪ _2224‬بالمصادقة‬
‫على منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على‬
‫مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪22.2‬‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬صفحة‪.4654‬‬
‫‪ -121‬المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬ص ‪.4654‬‬

‫‪50‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أما بالنسبة للفبة الثانٌة‪ ،‬فإن زٌادة على الوثابق أعبله‪ٌ ،‬جب أن تتضمن طلبات‬
‫الموافقة على مراقبً الحسابات المعٌنٌن الوثابق التالٌة‪:‬‬

‫‪1‬ـ بطاقة معلومات حول شركة الخبراء المحاسبٌٌن مإرخة و موقعة على وجه‬
‫صحٌح من طرؾ ممثلها القانونً‪.‬‬

‫‪2‬ـ صورة مطابقة لؤلصل من القانون األساسً المحٌن للشركة‪.122‬‬

‫وم ا تجدر اإلشارة إلٌه أن هذه الوثابق واردة على سبٌل الحصر على اعتبار أن‬
‫المادة ‪ 6‬من المنشور أعبله أجازت لبنك المؽرب امكانٌة المطالبة بموافاته بجمٌع‬
‫المعلومات األخرى التً ٌراها ضرورٌة للنظر فً طلبات الموافقة على مراقبً‬
‫الحسابات‪.123‬‬

‫وفً جمٌع األحوال بعد دراسة طلبات الموافقة على مراقبً الحسابات ٌقوم بنك‬
‫المؽرب بتبلٌػ البنك التشاركً بقرار الموافقة‪ 124‬أو قرار الرفض ٌكون معلبل بصفة قانونٌة‬
‫كل ذلك داخل أجل ال ٌتجاوز‪ٌ 21‬وما ابتداء من تارٌخ التوصل بجمٌع الوثابق و المعلومات‬
‫المطلوبة مع ضرورة إرسال نسخة من القرار إلى مراقب الحسابات المعنً باألمر‪.125‬‬

‫ج‪ -‬ذ‪ٛ‬فش ضّأاخ االعرمالي ذجاٖ اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫ٌجد مبدأ االستقبلل تجسٌده أساسا فً المادة األولى من القانون رقم ‪ 15.89‬من‬
‫خبلل تعرٌفها للخبٌر المحاسبً على أنه هو من تكون مهمته االعتٌادٌة مراجعة وتقدٌر‬
‫وتنظٌم محاسبات المنشآت و الهٌبات التً ال ٌرتبط معها بعقد عمل‪ ،‬على اعتبار أن عدم‬
‫االرتباط بعقد العمل هو الذي ٌجسد من منظور العدٌد من الباحثٌن مبدأ االستقبلل و عدم‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ .‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان و كٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬ص ‪.4654‬‬
‫‪ -123‬المادة ‪ 3‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬ص ‪.4654‬‬
‫‪ -124‬تنص المادة‪ 6‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات‬
‫االبتمان و ك ٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على ما ٌلً‪" :‬تبقى الموافقة على مراقب الحسابات صالحة‬
‫طٌلة فترة انتدابه‪.‬‬
‫وإذا ثم تجدٌد انتداب مراقب الحسابات من لدن المإسسة‪ٌ ،‬نبؽً تحٌٌن الملؾ المقدم فً البداٌة من أجل تمكٌن‬
‫بنك المؽرب من دراسة تجدٌد الملؾ‪".‬‬
‫‪ -125‬المادة ‪ 4‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪ ،2224‬ص ‪.4654‬‬

‫‪51‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التبعٌة و أن الخبٌر المحاسب المستقل هو وحده‪ ،‬ودون ؼٌره ٌمتلك أهلٌة القٌام بمهمة‬
‫مراقب حسابات البنوك التشاركٌة‪ ،‬وإذا كان من الجابز مزاولة مهنة الخبرة المحاسبٌة عن‬
‫طرٌق عقد عمل‪ ،‬فإن ذلك ال ٌمكن أن ٌقع إال بٌن خبٌر محاسب أجٌر و خبٌر محاسب‬
‫مستقل أو شركة خبراء محاسبٌٌن‪.126‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إلٌه أن المشرع المؽربً قد عمل على وضع ضمانات قانونٌة‬
‫قوٌة لتؤمٌن حٌاد ونزاهة و استقبلل مراقب الحسابات‪ ،‬ضمانات من شؤنها أن تحقق‬
‫المصداقٌة و الشفافٌة بمناسبة قٌامهم على أكمل وجه‪.127‬‬

‫وبذلك ٌكون المشرع المؽربً قد تدخل لتقوٌة مبدأ االستقبللٌة هذا بوصفه إحدى‬
‫دعامات فعالٌة الرقابة واحد أسس تحقٌق الحكامة المالٌة للبنوك التشاركٌة‪ ،‬وذلك بتنظٌمه‬
‫لحاالت التنافً‪ 128‬وحاالت المنع المرتبطة بصفة مراقب الحسابات فً عبلقته بالشركة‬
‫المالٌة بشكل عام و بؤجهزة اإلدارة و التسٌٌر بشكل خاص‪.‬‬

‫وتؤكٌدا لذلك فالفقرة األولى من المادة ‪ 102‬من القانون رقم ‪ 103.12‬أكدت على‬
‫أن مراقبً الحسابات ٌجب أن ٌتوفروا على جمٌع الضمانات التً من شؤنها ان تحقق نوعا‬
‫كافٌا من االستقبلل تجاه المإسسة البنكٌة للمراقبة‪.129‬‬

‫وإلى جانب ذلك نجد أن المشرع المؽربً منع أن ٌتم تعٌٌن مراقبٌن اثنٌن للحسابات‬
‫ٌكون ممثلٌن أو منتمٌن على حسب األحوال لمكاتب تجمع بٌنها روابط معٌنة تفادٌا ألي‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر‬
‫معالجتها‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النشر المعرفة‪ ،4655 ،‬ص ‪.424‬‬
‫‪ -127‬نادٌة حموتً‪ ،‬النظام القانونً لمراقب الحسابات فً إطار شركة المساهمة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات‬
‫العلٌا المعمقة فً قانون األعمال‪ ،‬وحدة البحث و التكوٌن والضمانات التشرٌعٌة فً قانون األعمال المؽربً‪ ،‬كلٌة‬
‫العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2222_4666‬ص‪.22‬‬
‫‪ٌ -128‬جد هذا المنع أساسها فً عمل المشرع المؽربً‪ ،‬على عدم كفاءة مراقبً الحسابات بمجموعة من االلٌات‬
‫القانونٌة الت ً تحول دون الوقوع فً حالة التنافً‪ ،‬والتً تجعل الشخص الواحد فً وضعٌتٌن متناقضتٌن‪ ،‬علٌه‬
‫أن ٌختار أن ٌخضع إلحداها‪ ،‬لكً ال ٌتؤثر بموجبهما واجب الحٌاد المفترض تحققه فً الشخص الموكولة إلٌه‬
‫مهمة المراقبة‪ ،‬مما ٌحول دون تتبع سٌر البنك التشاركً العادي‬
‫‪-‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪ ،422‬وما ٌلٌهما‪.‬‬
‫‪ -129‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 422‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪" :‬عبلوة على األحكام المتعلقة‬
‫بقواعد التنافً المنصوص علٌها فً القانون المشار إلٌه أعبله رقم ‪ 44362‬والقانون رقم ‪ 42356‬المتعلق بتنظٌم‬
‫مهنة الخبرة المحاسبٌ ة و إنشاء هٌبة الخبراء المحاسبٌٌن ٌجب على مراقبً الحسابات أن ٌتوفروا على جمٌع‬
‫ضمانات االستقبلل بالنسبة للمإسسة الخاضعة للمراقبة"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫مساس أو تؤثٌر بمسؤلة الحٌاد والموضوعٌة التً ٌتعٌن أن ٌلتزم بها مراقب الحسابات نظرا‬
‫لجسامة المهام الموكولة إلٌه‪.130‬‬

‫وفً هذا اإلطار فالمادة ‪ 4‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات الموافقة‬
‫على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها نصت‬
‫على إلزام المإسسة التً سوؾ تعٌن مراقب الحسابات بضرورة إعداد شهادة مإرخة‬
‫وموقعة بصفة قانونٌة من قبل مسإول تشهد بموجبها أن اختٌار مراقبً الحسابات قد ثم بناء‬
‫و فً إطار احترام المقتضٌات القانونٌة الجاري بها العمل كؤلٌات من االلٌات التً نص‬
‫علٌها المشرع من أجل ضمان استقبلل و حٌاد مراقبً تجاه المإسسة البنكٌة‪.131‬‬

‫بل أكثر من ذلك فالمادة ‪ 8‬من نفس المنشور‪ 132‬ألزمت مراقب الحسابات أن ٌخٌر‬
‫وٌحٌط بنك المؽرب بكل التؽٌٌرات التً تطرأ على الملؾ الذي قد له فً بداٌة فترة انتدابه‬
‫لكً ٌتسنى لبنك المؽرب مراقبة المركز القانونً لمراقبً الحسابات المزاولٌن بالمإسسة‬
‫البنكٌة التشاركٌة فً إطار المراقبة البعدٌة التً ٌضلع بها‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬حاالخ أر‪ٙ‬اء ِ‪ٙ‬اَ ِشالة اٌحغاتاخ‬

‫لقد عمل المشرع المؽربً على وضع ألٌات النتهاء انتداب مراقبً الحسابات‬
‫المزاولٌن لمهامهم بالمإسسة البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬شؤنها شؤن تعٌٌنهم‪ ،‬بما ٌضمن االستقبللٌة‬
‫القانونٌة له‪ ،‬وٌحصنه من محاوالت إخضاعه لرؼبات مجلس اإلدارة لٌمكن من إجراء‬
‫رقابة فعالة‪ ،‬بشكل تساهم فً الحد من المخاطر والتقلٌل من وقوعها بشكل كبٌر ‪.‬‬

‫وعلٌه سنشٌر إلى انتهاء مهمة مراقب الحسابات(‪ )1‬على أن نشٌر إلى انتهاء انهاء‬
‫انتداب مراقب الحسابات(‪.)2‬‬

‫‪ -130‬تنص الفقرة الثانٌة من المادة‪ 422‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪" :‬وعند تعٌٌن مراقبٌن اثنٌن‬
‫للحسابات ال ٌجوز أن ٌكون ممثلٌن أو منتمٌن لمكاتب تجمع بٌنها بٌن روابط"‬
‫‪ -131‬تنص المادة‪ 1‬من مشور والً بنك المؽرب القاضً بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات‬
‫االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على ما ٌلً‪ٌ ":‬جب أن ٌرفق كل طلب موافقة بشهادة مإرخة‬
‫وموقعة بصفة قانونٌة من قبل مسإول مإهل لذلك‪ ،‬تشهد بموجبها المإسسة أن اختٌار كل مراقب للحسابات قد‬
‫ثم فً إطار احترام المقتضٌات القانونٌة الجاري العمل بها"‪.‬‬
‫‪ -132‬المادة‪ 5‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/G/24‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعٌدونها‪.‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 22.2‬بتارٌخ ‪ٌ 4‬ونٌو ‪،2224‬صفحة‪4654‬‬

‫‪53‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ انتهاء مهمة مراقب الحسابات‬

‫كما هو معلوم فإن مهمة مراقب الحسابات تنتهً ألسباب قانونٌة متعددة تتمثل فً‬
‫انتهاء مدة المهمة وفً وقوع هإالء المراقبٌن فً حالة التنافً أو المنع‪ ،‬كما ٌمكن لهذه‬
‫المهمة أن تنتهً ألسباب إدارٌة كتقدٌم المراقبٌن استقالتهم أو أن ٌتم عزلهم أو أن ٌرتبط‬
‫األمر بتؽٌٌر شكل الشركة و الذي قد ال ٌفرض بموجبه القانون تعٌٌن مراقبٌن للحسابات‪،‬‬
‫وٌمكن أن ٌتعلق هذا اإلنهاء بوجود أسباب طبٌعٌة تتمثل فً وفاة المراقبٌن‪ ،‬كما ٌمكن أن‬
‫تحصل حاالت أخرى مادٌة تنتهً هذه المهمة‪ ،‬كما لو تعلق األمر بمرض المراقبٌن‬
‫وعجزهم عن االستمرار فً أداء مهمتهم‪ ،133‬وانتهاء مهام مراقب من شؤنه أن ٌرتب بعض‬
‫األثار سواء تجاه البنك التشاركً أو تجاه المراقب نفسه‪.‬‬

‫و بالتالً سنشٌر إلى أسباب انتهاء مهام مراقب الحسابات(أ) األثار المترتبة عن‬
‫إنهاء مهام مراقب الحسابات(ب)‪.‬‬

‫أـ أعثاب أر‪ٙ‬اء ِ‪ٙ‬اَ ِشالة اٌحغاتاخ‬

‫تتعد األسباب التً تإدي إلى انتهاء مهمة مراقب الحسابات لدى المإسسة‬
‫البنكٌة(البنوك التشاركٌة)‪ ،‬التً ٌمارسها رقابته علٌها‪ ،‬وأهم هذه األسباب نذكر منها ما ٌلً‪:‬‬

‫ـ انتهاء مدة انتداب مراقب الحسابات‬

‫إن مهمة مراقب الحسابات تنتهً بانتهاء مدة تعٌٌنه والتً ال ٌمكن أن تزٌد عن سنة‬
‫مالٌة واحدة لمن عٌن بموجب النظام األساسً أو فً عقد منفصل وعن ثبلث سنوات مالٌة‬
‫بالنسبة إلى من عٌن من قبل الجمعٌة العامة للمساهمٌن أثناء وجود المإسسة البنكٌة‬
‫التشاركٌة استنادا لمقتضٌات المادتٌن ‪20‬و ‪ 163‬من قانون شركات المساهمة‪ ،‬وهً‬
‫الحاالت التً ال ٌمكن معها تؽٌٌر مراقب الحسابات من لدن الجمعٌة عزال له‪.‬‬

‫و بذلك فإنه كقاعدة عامة فإنه بمجرد انتهاء مدة تعٌٌن مراقب الحسابات ٌجب على‬
‫المإسسة البنكٌة أن تعمل على تعٌٌن مراقب حسابات جدٌد لٌحل محل ذلك المراقب المنتهٌة‬
‫والٌته‪ ،‬مع العلم أن ذلك التعٌٌن مشروط بتقدٌم طلب الموافقة على مراقب حسابات جدٌد‬
‫إلى بنك المؽرب‪.134‬‬

‫‪ -133‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.425‬‬


‫‪ -134‬تنص المادة‪ 41‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات الموافقة على مراقب حسابات مإسسات‬
‫االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعٌدونها على ما ٌلً‪ ":‬إذا ثم انهاء انتداب مراقب للحسابات تطبٌقا‬

‫‪54‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ٌمكن تجدٌد مدة نفس مراقبً الحسابات كلما اقتضى سٌر البنك التشاركً ذلك مع‬
‫مراعاة خصوصٌة هذه األخٌرة التً ال ٌمكن أن تجدد انتداب مراقبً الحسابات الذٌن قاموا‬
‫بمهتم لدى نفس المإسسة البنكٌة طوال انتدابٌن متتالٌٌن لمدة ثبلث سنوات إال بعد انصرام‬
‫أجل ثبلث سنوات على نهاٌة أخر انتداب كل ذلك مع ضرورة الحصول على موافقة بنك‬
‫المؽرب وفق الشكلٌات المنصوص علٌها قانونا‪.135‬‬

‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 10‬من منشور والً بنك المؽرب القاضً بتحدٌد كٌفٌات‬
‫الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها‬
‫التً نصت على أنه ال ٌجوز تجدٌد انتداب مراقب الحسابات الذي ٌزاول مهامه بصفة‬
‫مستقلة أو بصفة شركة للخبراء المحاسبٌن و الذي انتدب لدى نفس المإسسة لفترتٌن‬
‫متتالٌة‪ ،‬إال بعد انصرام أجل ثبلث سنوات‪ ،‬بل أكثر من ذلك ٌجب على المإسسة البنكٌة ان‬
‫تعرض تعٌٌن مراقبً الحسابات من ؼٌر أولبك الذٌن قضوا فترتً االنتداب المتتالٌتٌن‬
‫لموافقة بنك المؽرب‪.136‬‬

‫ـ الوفاة أو االستقالة‬

‫تنتهً مهمة مراقب الحسابات أٌضا بالوفاة أو اإلسقالة‪ .‬فبخصوص الوفاة‪ ،‬فهً‬
‫تخضع كما هو معلوم نهاٌة لكل العبلقات المبنٌة على االعتبار الشخصً‪ ،‬ومنها عبلقة‬
‫مراقب الحسابات بالمإسسة البنكٌة (البنوك التشاركٌة) التً تخضع لرقابته‪ ،‬فالجمعٌة العامة‬
‫للشركة عندما تعٌن مراقبا للحسابات‪ ،‬فإن هذا االختٌار ٌنبنً على اعتبارات الثقة فً‬
‫شخص المراقب و أمانته وكفاءته‪137.‬فبل ٌمكن لورثته الحلول محله نظرا لطبٌعة تلك‬
‫‪138‬‬
‫العبلقة القابمة على االعتبار الشخصً‪.‬‬

‫ألحكام المادة ‪ 45‬من القانون السالؾ الذكر رقم ‪ٌ .132.‬جب على المإسسة المعنٌة تقدٌم طلب الموافقة على‬
‫مراقب حسابات جدٌد إلى بنك المؽرب وفقا للكٌفٌات المحددة فً المواد من ‪ 4‬إلى ‪ 1‬أعبله"‬
‫‪ -135‬تنص المادة ‪ 424‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪" :‬استثناء من أحكام المادة ‪ 163‬من القانون رقم‬
‫‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬فإن تجدٌد انتداب مراقبً الحسابات الذٌن قاموا بمهمتهم لدى نفس المإسسة‬
‫طوال انتدابٌن متتالٌٌن لمدة ثبلث سنوات ال ٌمكن أن ٌتم إال بعد انصرام أجل ثبلث سنوات على نهاٌة أخر‬
‫انتداب مع مراعاة موافقة بنك المؽرب على ذلك"‪.‬‬
‫‪ -136‬عبد الواحد حمداوي‪ ،‬تعسؾ األؼلبٌة فً شركات المساهمة دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪،2001_2000‬ص ‪.235‬‬
‫‪ -137‬علً سٌد قاسم‪ ،‬مراقب الحسابات دراسة قانونٌة مقارنة‪ ،‬لدور مراقب الحسابات فً شركة المساهمة الطبعة‬
‫األولى ‪ 1991‬دار الفكر العربً القاهرة‪ ،‬الصفحة‪.89‬‬
‫‪138‬‬
‫‪-hean michel Delattre ,le statut des commissaires de surveillance dans la société‬‬
‫‪anonymes ;thèse paris1966 ,page106‬‬

‫‪55‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أما بخصوص االستقالة فٌجوز لمراقب الحسابات أن ٌستقٌل من وظٌفته لدى البنوك‬
‫التشاركٌة فٌضع بذلك نهاٌة لخدماته لدٌها فهو لٌس مجبرا على البقاء فٌها إلى حٌن انتهاء‬
‫مدة عمله‪ ،‬وقد تكون االستقالة لسبب أفقد المراقب حٌاده واستقبلله لحدوث إحدى حاالت‬
‫التنافً القانونٌة التً ٌلتزم معها مراقب الحسابات لوضع حد لوظٌفته على الفور‪ ،‬وإال وقع‬
‫تحت طابلة العقوبات الجنابٌة المقررة للعقاب على مخالفة حاالت التنافً القانونٌة‪ .‬وقد‬
‫تكون االستقالة ألسباب مهنٌة كشطبه من جدول هٌبة الخبراء المحاسبٌن أو ألسباب‬
‫شخصٌة كالمرض الذي ٌقعده عن العمل‪ ،‬أو تصدع عبلقته مع أعضاء مجلس اإلدارة مما‬
‫ٌعكر جو العمل فً المإسسة البنكٌة(البنوك التشاركٌة)‪ ،‬وقد ٌكون سبب التقلٌص من‬
‫أتعابه‪.139‬‬

‫ؼٌر أن استعمال هذا الحق من طرؾ مراقب الحسابات مشروط باختٌار الوقت‬
‫المناسب واألخذ فً االعتبار عند استعماله مصلحة المإسسة البنكٌة (البنوك التشاركٌة)‬
‫بوقت كاؾ‪ ،‬وال ٌتوقؾ عن مباشرة مهامه خبلل هذا الوقت حثى تستطٌع الشركة أن توفر‬
‫من ٌقوم بوظٌفته بدال منه‪ ،‬لٌواصل مهامه خبلل ما تبقى من مدة مزاولة سلفه لمهمته‪.‬‬

‫ـ تجرٌح مراقب الحسابات‬

‫ٌعتبر تجرٌح مراقب أو مراقبً الحسابات من أهم ألٌات حماٌة حقوق المساهمٌن‬
‫خاصة األقلٌة منهم‪ ،‬إذ ٌمكن لمساهم أو عدة مساهمٌن ٌمثلون ما ال ٌقل عن ‪ %5‬من‬
‫رأسمال الشركة توجٌه طلب لربٌس المحكمة بصفته قاضً المستعجبلت بتجرٌح مراقب أو‬
‫مراقبً الحسابات الذٌن عٌنتهم الجمعٌة العامة‪ ،‬على أن ٌكون هذا التجرٌح ألسباب‬
‫صحٌحة‪.140‬‬

‫والمبلحظ أن المشرع و بعد تعدٌل المادة ‪ 164‬من قانون شركات المساهمة بموجب‬
‫القانون ‪ 20.05‬قد خفض نسبة رأس المال المشترطة من ‪ %10‬إلى ‪ ،%5‬كما سمح‬
‫لمجلس القٌم المنقولة بتقدٌم طلب تجرٌح مراقب الحسابات‪ ،‬وذلك بالنسبة للشركات التً‬
‫تدعو الجمهور لبلكتتاب‪.‬‬

‫وقد أثٌرت بعض االنتقادات حول هذه المادة‪ ،‬إذ بالرؼم من التعدٌل الذي طالها فإنها‬
‫قصرت األشخاص المخولة لهم حق طلب تجرٌح مراقب الحسابات فً كل مساهم أو عدة‬
‫مساهمٌن ٌملكون ما ال ٌقل عن ‪ %5‬من رأس مال الشركة وكذا مجلس القٌم المنقولة‬
‫‪139‬‬
‫‪ -‬محمد كرام المسإولٌة الجنابٌة لمراقب الحسابات فً شركات المساهمة على ضوء القانون المؽربً‬
‫والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪26‬و‪..2‬‬
‫‪ -140‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً الشركات والمجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪264‬‬

‫‪56‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بالنسبة للشركات التً تدعو الجمهور لبلكتتاب‪ .‬فً حٌن أن المشرع الفرنسً قد وسع من‬
‫دابرة طلب التجرٌح لتشمل لجنة المقاولة والنٌابٌة العامة ولجنة عملٌات البورصة فً‬
‫الشركات التً تدعو الجمهور لبلكتتاب‪.‬‬

‫زٌادة على ذلك‪ ،‬فإن المادة المذكورة اقتصرت فقط على التجرٌح الذي ٌنصب على‬
‫المراقبٌن المعٌنٌن من لدن الجمعٌة العامة‪ ،‬ومن ثمة ال ٌقبل التجرٌح مراقبً الحسابات‬
‫المعنٌٌن فً النظام األساسً أو بموجب عقد منفصل‪ ،‬كما ال ٌقبل ذلك المراقبٌن المعٌنٌن‬
‫من طرؾ قاضً المستعجبلت‪.141‬‬

‫ـ إعفاء مراقب الحسابات‬

‫تنص المادة ‪ 179‬من قانون شركات المساهمة على أنه‪ٌ ":‬مكن إعفاء مراقب أو‬
‫عدة مراقبٌن للحسابات من مهامهم فً حالة ارتكابهم خطؤ أو إذا عاقهم عابق مهما كان‬
‫سببه‪ ،‬قبل انقضاء المدة العادٌة لمهامهم من طرؾ ربٌس المحكمة بصفته قاضً‬
‫المستعجبلت وذلك بطلب من مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة أو من مساهم أو عدة‬
‫مساهمٌن ٌمثلون ما ال ٌقل عن ‪ % 5‬من رأسمال الشركة أو من الجمعٌة العامة فً كل‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫كما ٌمكن لمجلس القٌم أن ٌطلب إعفاء المراقبٌن بالنسبة للشركات التً تدعو‬
‫الجمهور لبلكتتاب‪.‬‬

‫حٌنما ٌتم إعفاء مراقب أو عدة مراقبٌن للحسابات من مهامهم‪ٌ ،‬تم تعوٌضهم وفق‬
‫الشروط المنصوص علٌها فً المادة ‪ٌ ،"163‬تبٌن من خبلل هذا النص أن المشرع‬
‫المؽربً استعمل مصطلح اإلعفاء بدل مصطلح العزل‪ ،‬رؼم أن النتٌجة تبقى واحدة فً‬
‫الحالتٌن معا‪ ،‬وهذا اإلعفاء ال ٌكون مطلقا بل ال بد من إثبات ارتكاب المراقب لخطؤ أثناء‬
‫أدابه لمهامه‪ ،‬أو لعابق ٌحول دون أدابه لمهامه على الوجه السلٌم‪ ،‬وفً ظروؾ عادٌة‪.‬‬

‫والمبلحظ من خبلل النص أعبله أن المشرع المؽربً وسع من دابرة األشخاص‬


‫الذٌن ٌمكنهم طلب إعفاء مراقب الحسابات من مهامه‪ ،‬على عكس ما قرره بخصوص طلب‬
‫تعٌٌن مراقبً الحسابات‪ ،‬حٌث سمح بتقدٌم طلب اإلعفاء من مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫الرقابة أو من كل مساهم أو عدة مساهمٌن ٌمثلون ماال ٌقل عن ‪ %5‬فً المابة من رأسمال‬
‫الشركة أو من الجمعٌة العامة‪.142‬‬

‫‪ -141‬رشٌد بامو النظام القانون لمإسسة مراقب الحسابات فً شركة المساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ -142‬رشٌد بامو‪ ،‬النظام القانونً لمإسسة مراقب الحسابات فً شركة المساهمة‪ ،‬مرجع سابق‪13،‬‬

‫‪57‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬

‫ب ـ األثار المترتبة عن انتهاء مهمة مراقب الحسابات‬

‫إذا حدثت أحد أسباب انتهاء مهام مراقب الحسابات المشار إلٌها أنفا‪ ،‬فإنه تترتب عن‬
‫ذلك بعض األثار القانونٌة‪ ،‬سواء تجاه البنوك التشاركٌة‪ ،‬أو تجاه مراقب الحسابات نفسه‪.‬‬

‫ـ تجاه البنوك التشاركٌة‬

‫من األثار المهمة التً تترتب عن انتهاء مهام مراقب الحسابات أنه ال ٌجوز للبنك‬
‫قبل انقضاء مدة خمس سنوات على األقل من تارٌخ انتهاء مهام مراقب الحسابات‪ ،‬أن تعٌنه‬
‫متصرفا أو مدٌرا عاما أو عضوا فً مجلس إدارتها الجماعٌة‪ .‬وٌسري نفس الحظر على‬
‫الشركة التً تمتلك ‪ %10‬أو أكثر من رأسمال الشركة التً كانت خاضعة لرقابة مراقب‬
‫الحسابات‪ ،‬وذلك حثى ال ٌكون مثل هذا التعٌٌن أداة للتؤثٌر على حٌاد واستقبلل هذا األخٌر‪،‬‬
‫فٌتؽافل عن بعض المخالفات التً قد ترتكبها إدارة الشركة‪.‬‬

‫فضبل عن ذلك‪ ،‬فمتى ترتب عن انتهاء عمل مراقب الحسابات لدى الشركة ونقص‬
‫عدد مراقبٌها عن الحد األدنى الذي فرضه القانون بالنسبة لبعض أنواع الشركات‪ ،‬أو أدى‬
‫اختفاء الرقابة على حسابات هذه الشركة‪ ،‬وجب على الجمعٌة العامة للمساهمٌن أن تبادر‬
‫فورا إلى تعٌٌن مراقب للحسابات جدٌد بدال من المراقب الذي انتهت خدماته لدى‬
‫الشركة‪143،‬وذلك لمزاولة مهامه من خبلل ما تبقى من مدة مزاولة سلفه لمهمته‪.144‬‬

‫ـ تجاه مراقب الحسابات‬

‫بالرؼم من انقطاع عبلقة مراقب الحسابات بالبنوك سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة التً‬
‫كانت خاضعة لرقابته بعد تحقق سبب االنتهاء‪ ،‬إال أنه ٌظل مسإوال قبلها عن تعوٌض‬

‫‪-143‬علً سٌد قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.66‬‬


‫‪ -144‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 43.‬من قانون شركات المساهمة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫األضرار التً لحقت بها نتٌجة لخطبه‪ .‬طالما أن المسإولٌة ‪145‬قابمة ولم تسقط بمضً المدة‬
‫المحددة قانونا‪.146‬‬

‫‪2‬ـ إنهاء انتداب مراقب الحسابات‬

‫إن ضبط قواعد تعٌٌن مراقب الحسابات ال تكتفً لضمان استقبللٌته‪ ،‬لكن باإلضافة‬
‫إلى ذلك ٌجب أن ٌتم ضبط قواعد إنهاء‪ 147‬انتدابه‪ ،‬حثى ٌكون بعٌد كل البعد عن أي رد‬
‫فعل من طرؾ األؼلبٌة المسٌرة للمإسسة البنكٌة‪ ،‬لذلك ثم ربط استقبللٌة مراقب الحسابات‬
‫بالنظام القانونً الذي ٌحكم إعفاءه‪.148‬‬

‫و بالتالً سنشٌر إلى الجهة المختصة بطلب انهاء االنتداب فً(أ) أسباب انتهاء‬
‫انتداب مراقب الحسابات(ب)‪.‬‬

‫أ‪-‬اٌج‪ٙ‬ح اٌّخرصح تطٍة أ‪ٙ‬اء أرذاب ِشالة اٌحغاتاخ‬

‫ٌمكن إعفاء مراقب أو عدة مراقبٌن للحسابات فً حالة ارتكابهم خطؤ أو إذا عاقهم‬
‫عابق مهما كان سببه‪ ،‬قبل انقضاء المدة العادٌة لمهامهم من لدن ربٌس المحمة التجارٌة‬
‫بصفته قاضً المستعجبلت‪ ،‬وذلك بطلب من مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة أو من مساهم‬
‫أو عدة مساهمٌن ٌمثلون ما ال ٌقل عن خمس رأسمال المإسسة البنكٌة أو من الجمعٌة‬
‫العامة فً كل الحاالت‪ ،‬وحٌنما ٌتم إنهاء مهامهم ٌتم تعوٌضهم وفق الشروط المنصوص‬
‫علٌها فً المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬

‫‪ٌ -145‬تعرض مراقب الحسابات أثناء إخبلله بالتزاماته المفروضة علٌه للمسإولٌة المدنٌة‪ ،‬فٌصبح ملتزما‬
‫بتعوٌض األضرار التً قد ٌسببها بخطبه للبنك التشاركً أو للؽٌر‪ ،‬كما قد تنعقد مسإولٌة الجنابٌة عندما ٌقترؾ‬
‫بعض األفعال اإلٌجابٌ ة أو السلبٌة التً ٌجرمها القانون‪ ،‬وإلى جانب المسإولٌتٌن المدنٌة والجنابٌة عمد المشرع‬
‫المؽربً إلى مساءلة مراقب الحسابات تؤدٌبا إذا مارس عمبل ال ٌنسجم مع القوانٌن واألعراؾ والمعاٌٌر المهنٌة‪،‬‬
‫أو بعبارة أخرى إن المسإولٌة التؤدٌبٌة لمراقب الحسابات ترتكب عن ارتكابه لخطؤ تؤدٌبً وفقا للقانون المنظم‬
‫لمهنة الخبرة المحاسبٌة و إنشاء هٌبة الخبراء المحاسبٌن وإنشاء هٌبة الخبراء المحاسبٌن‪.‬‬
‫‪ -146‬تنص المادة ‪ 454‬من قانون شركات المساهمة‪:‬‬
‫"تتقادم الدعاوى المرفوعة ضد مراقبً الحسابات بشؤن مسإولٌتهم بمرور خمس سنوات تبتدئ من تارٌخ وقوع‬
‫الفعل الناجم عنه ضرر أو من تارٌخ كشفه فً حالة كتمانه"‪.‬‬
‫‪ -147‬ثم استعمال مصطلح اإلنهاء بدل العزل‪ ،‬احتراما إلرادة المشرع فً استعمال هذا المصطلح‪ -‬المادة‪ 423‬من‬
‫القانون رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪-‬كما أنه فً نفس اإلطار استعمل‬
‫مصطلح أخر هو اإلعفاء بدل العزل‪ -‬المادة ‪ 446‬من قانون شركات المساهمة‪.‬‬
‫‪ -148‬عبد الواحد حمداوي‪ ،‬تعسؾ األؼلبٌة فً شركات المساهمة دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪-2222‬‬
‫‪،2224‬ص‪.2.2‬‬

‫‪59‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وما ٌبلحظ أن المشرع وسع من دابرة اإلعفاء لك لكً ال تشمل فقط الجهة التً لها‬
‫حق تعٌٌن مراقبً الحسابات‪ ،‬وهً الجمعٌة العامة العادٌة‪ ،‬بل لتضم كذلك مجلس اإلدارة‬
‫والمساهمٌن بصفته هذه ال بصفتهم أعضاء فً جمعٌة المساهمٌن‪ ،‬وبنك المؽرب طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 106‬من القانون رقم ‪.103.12‬‬

‫وما ٌجب اإلشارة أن إنهاء انتداب مهمة مراقب الحسابات مقٌد بضرورة إشعار بنك‬
‫المؽرب مسبقا من لدن المإسسة البنكٌة بذلك القرار الذي ٌجب أن ٌكون معلبل بصفة‬
‫قانونٌة‪ ،‬بل واكثر من ذلك فإن مراقب الحسابات المعنً باألمر ٌمكنه أن ٌطلب من بنك‬
‫المؽرب االستماع إلٌه بخصوص القرار المراد اتخاذه فً حقه‪.149‬‬

‫ب‪ -‬أعثاب إٔ‪ٙ‬اء أرذاب ِشالة اٌحغاتاخ‬

‫ٌمكن إعفاء مراقب الحسابات من مهامهم فً حالة ارتكابهم خطؤ أو إذا عاقهم‬
‫عابقا‪ 150،‬ومقابل ذلك نص فً القانون رقم ‪ 103.12‬على مجموعة من األفعال التً تشكل‬
‫خطا ٌستوجب إنهاء مهام مراقب الحسابات و تدخل بنك المؽرب قصد توجٌه األمر إلى‬
‫األجهزة المقررة من أجل تحرٌك مسطرة اإلنهاء‪ ،‬وذلك متى لم ٌتقٌد بااللتزامات القانونٌة‬
‫المفروضة علٌه و بالقواعد القانونٌة المنصوص علٌها فً الباب الثانً من القسم الخامس‬
‫المتعلق بمراقبة مراقبً الحسابات بداٌة من المادة‪ 99‬إلى المادة‪ 107‬من القانون أعبله‪.‬‬

‫كما أن صدور عقوبات تؤدٌبٌة فً حق مراقب الحسابات من لدن هٌبة الخبراء‬


‫المحاسبٌٌن او عقوبات جنابٌة تطبٌقا ألحكام القانون رقم ‪17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‬
‫‪151‬‬
‫ٌعد مبررا لتحرٌك مسطرة اإلنهاء من االنتداب‪.‬‬

‫‪ -149‬تنص المادة‪ 42‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/G/24‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬القاضً‬
‫بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على‬
‫ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على كل مإسسة تقرر إنهاء انتداب مراقب الحسابات أن تقوم مسبقا بإشعار بنك المؽرب بهذا‬
‫القرار معلبل بصفة قانونٌة‪.‬‬
‫ٌحق لمراقب الحسابات‪ ،‬بناء على طلب منه‪ ،‬أن ٌستمع بنك المؽرب إلٌه"‪.‬‬
‫‪ -150‬تنص المادة ‪ 446‬من قانون شركات المساهمة تنص على ما ٌلً‪ٌ ":‬مكن إعفاء مراقب أو عدة مراقبٌن‬
‫للحسابات من مهامهم فً حالة ارتكابهم خطؤ أو إذا عاقهم عابق مهما كان سببه‪ ،‬قبل انقضاء المدة العادٌة‬
‫لمهامهم من طرؾ ربٌس المحكمة بصفته قاضً المستعجبلت وذلك بطلب من مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة‬
‫أو من مساهم أو عدة مساهمٌن ٌمثلون ما ال ٌقل عن ‪ 2‬فً المابة من رأسمال الشركة أو من الجمعٌة العامة فً‬
‫كل الحاالت ‪.‬‬
‫كما ٌمكن لمجلس القٌم أن ٌطلب إعفاء المراقبٌن بالنسبة للشركات التً تدعو الجمهور لبلكتتاب‪.‬‬
‫حٌنما ٌتم إعفاء مراقب أو عدة مراقبٌن للحسابات من مهامهم‪ٌ ،‬تم تعوٌضهم و فق الشروط المنصوص علٌها فً‬
‫المادة‪."43.‬‬
‫‪ -151‬تنص المادة ‪ 423‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪ٌ" :‬رفع بنك المؽرب األمر إلى األجهزة المقررة‬
‫بالمإسسات الخاضعة لمراقبته ألجل إنهاء انتداب مراقب للحسابات و العمل على تعوٌضه‬

‫‪60‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وما تجدر اإلشارة إلٌه أنه متى تبٌن أن أحد مراقبً الحسابات لم تعد تتوفر فٌه‬
‫الشروط المطلوبة قانونا للقٌام بالمهام التً تمت الموافقة علٌها‪ ،‬فإنه ٌمكن لبنك المؽرب أن‬
‫ٌدعو مراقب الحسابات المعنً باألمر قصد تدارك و تجاوز مكامن الخلل و القصور التً‬
‫تمت معاٌنتها وذلك قبل الشروع فً تطبٌق مقتضٌات المادة ‪ 106‬من القانون رقم‬
‫‪152‬‬
‫‪103.12‬‬

‫وفً جمٌع األحوال فإنه فً حالة ما إذا تم إنهاء انتداب مراقب للحسابات‪ ،‬فإنه ٌجب‬
‫على المإسسة البنكٌة أن تعمل على تقدٌم طلب الموافقة على مراقب حسابات جدٌد إلى بنك‬
‫المؽرب بناء على الكٌفٌات المنصوص علٌها فً منشور والً بنك المؽرب القاضً بتحدٌد‬
‫كٌفٌات الموافقة على مراقبً الحسابات‪.153‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح ‪ِٙ :‬اَ ِشالة اٌحغاتاخ ف‪ ٟ‬اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫أوكل المشرع المؽربً كمبدأ عام إلى مراقب الحسابات سلطة مراجعة وتدقٌق‬
‫العملٌات الحس ابٌة والبٌانات المالٌة الختامٌة التً تعدها إدارة الشركة‪ ،‬وكذلك االطبلع على‬
‫أنظمة القرارات و السٌاسات التً تقررها المإسسة البنكٌة‪ ،‬مما ٌكون له تؤثٌر على مستقبل‬
‫هذه األخٌرة و المستثمرٌن فٌها بهدؾ دعم الثقة فً نفوس المتعاملٌن معها‪.‬‬

‫وتتجلى مهام مراقبً الحسابات الذٌن خصهم المشرع المؽربً فً ظل القانون رقم‬
‫‪ 103.12‬بمادة خاصة هً المادة ‪ 100‬من الباب الثانً من القسم الخامس من القانون‬
‫بنفس المهام الموكولة إلٌهم فً إطار القانون رقم ‪17.95‬فً مزاولة مهامهم داخل النطاق‬
‫الذي حدده لهم قانون شركات المساهمة‪.‬‬

‫إذا لم ٌتقٌد بؤحكام هذا الباب و أحكام النصوص المتخذة لتطبٌقه‪،‬‬


‫إذا صدرت فً حقه عقوبات تؤدٌبٌة من لدن هٌبة الخبراء المحاسبٌن أو عقوبات تؤدٌبٌة من لدن هٌبة الخبراء‬
‫المحاسبٌن أو عقوبات جنابٌة تطبٌقا ألحكام القانون المشار إلٌه أعبله رقم ‪."44362‬‬
‫‪ -152‬تنص المادة‪ 4.‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/ /24‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد‬
‫كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات اال بتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على ما ٌلً‪:‬‬
‫"إذا تبٌن لبنك المؽرب أن مراقبً الحسابات لم تعد تتوفر فٌه الشروط المطلوبة للقٌام بالمهمة التً تمت الموافقة‬
‫علٌه بشؤنها‪ٌ ،‬دعو البنك إلى تدارك مواطن القصور التً تمت معاٌنتها وذلك قبل الشروع فً تطبٌق مقتضٌات‬
‫المادة‪ 45‬من القانون المذكور رقم ‪"..132.‬‬
‫‪ -153‬المادة‪ 41‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله المتعلق بكٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات‬
‫االبتمان‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ‪ٚ‬ال‪ِٙ :‬اَ ِشالة اٌحغاتاخ راخ اٌطث‪١‬عح اٌعاِح‬

‫تتمٌز مهام مراقب الحسابات فً المإسسة البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة أخرى‬
‫فً القٌام باإلضافة إلى المهام التقلٌدٌة التً أناطها به المشرع فً قانون شركات المساهمة‬
‫عموما بمهام أخرى تتبلءم وطبٌعة عمل هذه المإسسات‪.154‬‬

‫وبناء علٌه ٌمكن تقسٌم مهام مراقب الحسابات فً البنوك التشاركٌة إلى مهام ذات‬
‫طبٌعة عامة والتً تهم مختلؾ الشركات(‪ )1‬إلى أن نشٌر إعداد تقارٌر من مراقب‬
‫الحسابات(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ نطاق الرقابة على البنوك التشاركٌة‬

‫لقد نص المشرع على أن مراقبً الحسابات فً المإسسة البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو‬
‫التشاركٌة‪ٌ ،‬عهد إلٌهم بمهمة مراقبة الحسابات وفقا ألحكام القسم السادس من القانون رقم‬
‫‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة أي نطاق المهام المخولة لمراقبً الحسابات فً‬
‫المإسسة البنكٌة ال تخرج عن نطاق المهام المنصوص علٌها فً قانون شركات‬
‫المساهمة‪ .155‬انطبلقا من استقرابنا لنص المادة ‪ 166‬من قانون شركات المساهمة‪ٌ ،‬تبٌن‬
‫بؤنها ٌلقً على مراقب الحسابات‪ ،‬القٌام بالمهام التالٌة‪:‬‬

‫ـ ممارسة المهمة على سبٌل الدٌمومة‪ ،‬مما ٌجعلها أداة لممارسة الرقابة األفقٌة من‬
‫جهة‪ ،‬وتتم خبلل فترة تهٌا الجمعٌة العامة للشركة المالٌة‪ ،‬لٌحاسب بها المساهمون مجلس‬
‫اإلدارة و باقً األجهزة على األعمال التً أتوا‪ ،‬استنادا إلى ما أعلموا به من كافة العملٌات‬
‫والعمودٌة من جهة أخرى‪ ،‬وهً رقابة دورٌة‪ ،‬لٌس فقط عند فترة إعداد تقرٌر مجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس الرقابة او عرض مراقبً الحسابات‪ ،‬بل أٌضا فً الفترات الممتدة بٌن‬
‫انعقاد الجمعتٌن العمومٌتٌن‪.156‬‬

‫‪ -154‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 422‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ٌ :‬عهد إلى مراقب‬
‫الحسابات بمهمة‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة الحسابات وفقا ألحكام القسم السادس من القانون رقم ‪ 44362‬المتعلق بشركات المساهمة‪.‬‬
‫‪ -‬التؤكد من احترام التدابٌر المتخذة تطبٌقا ألحكام المواد ‪ 44‬و‪ 43‬و‪ 44‬أعبله‪،‬‬
‫‪ -‬التحقق من صدق المعلومات المقدمة إلى الجمهور ومن مطابقتها للحسابات‪.‬‬
‫تحدد كٌفٌات مزاولة مهمة مراقبً الحسابات بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة‬
‫مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪-155‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪454‬‬
‫‪ -156‬مصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.452‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ التحقق من القٌم والدفاتر و الوثابق المحاسبٌة‪ ،157‬وهً مراقبة واقع تتعلق بالتحقق‬
‫أو التثبت أو التؤكد من الوجود الفعلً لما ذكر‪ ،‬وقد اعتبر بعضهم أن التحقق من القٌم‬
‫المنقولة أو التدقٌق هً عبارة ؼامضة‪ ،‬فلعل المقصود منها قد ٌكون هو التؤكد من وجودها‬
‫المادي خبلل مراجعة سجل التحوٌبلت التً تقٌد فٌه كل فبات القٌم المنقولة وبعد ذلك‬
‫التحقق من العناصر اإلٌجابٌة و السلبٌة الناجمة عن هذ القٌم‪.158‬‬

‫ـ مراقبة مطابقة محاسبة الشركة المالٌة للقواعد المعمول بها‪ ،‬وهً مراقبة قانون‬
‫تتمثل فً مراقبة مدى مطابقة ما ثم إنجازه من قٌم ووثابق محاسبٌة للشركة المالٌة‪ ،‬مع‬
‫القواعد المحاسبٌة القانونٌة المعتمدة‪ ،‬لتكون بذلك المراقبة جزءا من التحقق أو عمبل مهددا‬
‫له‪.159‬‬

‫ـ التحقق من ضمان المساواة بٌن المساهمٌن فً الشركة المالٌة‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫المساواة بٌن المساهمٌن تعد مٌكانزٌم تقوم علٌه شركات المساهمة‪ ،‬لٌعتبر بذلك مبدأ أساسً‬
‫لتحقٌق نوع من الحكامة فً الشركات المالٌة‪ ،‬وهً قاعدة تقوم على اعتبارات مالٌة‬
‫باألساس‪ ،‬أي أنها تربط المساواة بحجم المساهمة فً رأس الشركة‪ ،‬لذلك اعتبرت المساواة‬
‫فً شركات المساهمة بٌن األسهم ولٌس بٌن المساهمٌن‪ ،‬وهً مقارنة لن تحٌد عن اإلخبلل‬
‫بمبدأ المساواة بٌن المساهمٌن‪ ،‬ألن الحقوق ألن الحقوق التً تخولها ٌمارسها مالكوها الذٌن‬
‫هم المساهمون‪.160‬‬

‫و فً نفس السٌاق نجد إلى جانب المهام المشار إلٌها أعبله ٌقوم مراقب أو مراقبً‬
‫الحسابات على سبٌل الدٌمومة بمجموعة من المهام ترتبط بعدة مجبلت‪ ،‬وهً‪:‬‬

‫ـ التحقق والمراقبة بصفة الدٌمومة‪ ،‬دون ربطها بمجال محدد تنصب علٌه‬

‫ـ االطبلع فً عٌن المكان على الوثابق المحاسبٌة و سجبلت المحاضر‪.161‬‬

‫‪2‬ـ إعداد تقارٌر مراقب الحسابات‬


‫‪ -157‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً دار أبً رقراق للطبعة والنشر الطبعة الثانٌة‬
‫‪ ،2224‬ص ‪.452‬‬
‫‪ -158‬عبد الرحٌم بنعٌدة‪ ،‬مفهوم مصلحة الشركة كضابط لتحدٌد اختصاصات ومسإولٌة مجلس اإلدارة و الجمعٌات‬
‫العامة‪ ،‬دراسة تحلٌلٌة مقارنة‪ ،‬رسالة لنٌل الدكتوراه فً الحقوق‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫جامعة محمد الخامس الرباط أكدال‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،4664-4663‬ص‪..24‬‬
‫‪ -159‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4.5‬‬
‫‪ -160‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.4.5‬‬
‫‪ -161‬تنص المادة ‪ 434‬من قانون شركات المساهمة على المشار إلٌه ‪ٌ":‬قوم مراقب أو مراقبو الحسابات‪ ،‬فً أي‬
‫فترة من السنة‪ ،‬بعملٌات التحقق و المراقبة التً ٌرونها مبلبمة و ٌمكن لهم االطبلع فً عٌن المكان على الوثابق‬
‫التً ٌرون فٌها فابدة فٌما مزاولة مهمتهم‪ ،‬وخاصة منها كل العقود والدفاتر المحاسبٌة وسجبلت المحاضر"‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫لقد تطلب المشرع من مراقبً الحسابات أن ٌنجزوا تقرٌرا عام لٌشهدوا فٌه على‬
‫أعمالهم‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة‪ 172‬من قانون شركات المساهمة لم نصت على ما ٌلً‪ٌ ":‬عد‬
‫مراقب أو مراقبو الحسابات تقرٌرا ٌقدمونه للجمعٌة العامة ٌتضمن نتابج قٌامهم بالمهمة‬
‫التً أوكلتها الجمعٌة لهم"‪.‬‬

‫و بناء علٌه سنشٌر إلى مضمون تقارٌر مراقب الحسابات(أ) على أن نشٌر كٌفٌة‬
‫إببلغ تقارٌر مراقب الحسابات(ب)‪.‬‬

‫أـ مضمون تقارٌر الحسابات‬

‫تنص المادة ‪ 175‬من قانون شركات المساهمة على ما ٌلً‪ٌ ":‬جب على مراقب أو‬
‫مراقبً الحسابات فً تقرٌرهم المقدم للجمعٌة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬إما أن ٌشهدوا بصفة وصدق القوابم التركٌبٌة و بإعطابها صورة صادقة عن نتٌجة‬
‫السنة المالٌة المنصرمة و الوضعٌة المالٌة للشركة وذمتها المالٌة فً نهاٌة تلك السنة‪،‬‬

‫‪ -‬و إما أن ٌشفعوا هذا اإلشهاد بتحفظات‪،‬‬

‫‪ -‬و إما أن ٌرفضوا اإلشهاد على الحسابات‬

‫وفً الحالتٌن األخٌرتٌن‪ٌ ،‬وضح المراقبون أسباب ذلك‪.‬‬

‫ٌوردون أٌضا التقرٌر السالؾ الذكر مبلحظتهم حول صدق و مطابقة القوابم‬
‫التركٌبٌة مع المعلومات الواردة فً تقرٌر التسٌٌر للسنة المالٌة للشركة وكذا حول ذمتها‬
‫المالٌة ونتابجها‪".‬‬
‫‪162‬‬
‫وانطبلقا من ذلك ٌتضح أن الشرع المؽربً لم ٌحدد مضمون التقرٌر العام‬
‫بشكل دقٌق‪ ،‬بل أشار فقط إلى عدة أمور أساسٌة ٌجب أن ٌتضمنها التقرٌر حسب األحوال‬
‫وهً تلك التوضٌحات المشار إلٌها فً المادة ‪ 175‬أعبله من قانون شركات المساهمة‪،163‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬التقرٌر العام هو ذلك التقرٌر الذي ٌلتزم مراقب الحسابات بتقدٌمه إلى الجمعٌة العامة التً تنعقد سنوٌا‪ ،‬فهو‬
‫إذن الحصٌلة النهابٌة للعناٌة التً بذلها فً فحص دفاتر الشركة ووثابقها المحاسبٌة‪ ،‬علً سٌد قاسم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬الصفحة ‪..2‬‬
‫‪ -163‬نادٌة حموتً‪ ،‬النظام القانونً لمراقب الحسابات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪4.‬‬

‫‪64‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وانطبلقا من المادة أعبله ٌمكن التمٌٌز بٌن ثبلث أنواع من التقارٌر تتمثل فً التقرٌر‬
‫اإلٌجابً‪ 164‬و التقرٌر التحفظً‪ 165‬و التقرٌر السلبً‪. 166‬‬

‫إضافة لذلك فإن المشرع لم ٌحدد مٌعاد تقدٌم مراقب الحسابات تقرٌره العام للجمعٌة‬
‫العامة وذلك انطبلقا من الفقرة األولى من المادة‪ 172‬من قانون شركات المساهمة على ما‬
‫ٌلً‪ٌ ":‬عد مراقب أو مراقبو الحسابات ٌقدمونه للجمعٌة العامة ٌتضمن نتابج قٌامهم بالمهمة‬
‫التً أوكلتها الجمعٌة لهم"‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 173‬من نفس القانون أعبله و التً‬
‫تنص على أنه‪ ":‬توضع القوابم التركٌبٌة و تقرٌر التسٌٌر لمجلس اإلدارة أو لمجلس اإلدارة‬
‫الجامعٌة رهن تصرؾ مراقب أو مراقبً الحسابات ستٌن ٌوما على األقل قبل توجٌه الدعوة‬
‫للجمعٌة لبلنعقاد"‪.‬‬

‫ب ـ كٌفٌة اإلبالغ عن تقارٌر مراقب الحسابات‬

‫المشرع المؽربً ألزم مراقب الحسابات المزاول لمهام المراقبة بالبنوك التشاركٌة‬
‫أن ٌوفوا بنك المؽرب بالتقارٌر التً ٌعدها وفق ما تنص علٌه المادة‪ 103‬من القانون رقم‬
‫‪ 103.12‬إلى أن المشرع المؽربً قرن تبلٌػ التقارٌر بكٌفٌات محددة قانونا‪.‬‬

‫و بالتالً فإن التقارٌر ترسل إلى مدٌرٌة اإلشراؾ البنكً داخل أجل ال ٌتعدى ‪15‬‬
‫ٌوما‪ ،‬قبل انعقاد الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن فً المإسسة أو الجهاز الذي ٌقوم‬
‫مقامها‪ ،‬فً ما ٌتعلق بالتقرٌر الخاص القوابم التركٌبٌة الفردٌة‪ ،‬وإن اقتضى الحال‪ ،‬تقرٌر‬
‫الرأي الخاص بالقوابم التركٌبٌة المثبتة‪.‬‬

‫‪ٌ-164‬قصد بالتقرٌر اإلٌجابً ذلك التقرٌر الذي ٌشهد فٌه مراقب الحسابات بصحة وصدق القوابم التركٌبٌة‪ ،‬ومن‬
‫كون هذه األخٌرة تعطً صورة صادقة عن الوضعٌة المالٌة للشركة وذمتها المالٌة‪ ،‬وٌجب أن ٌتوفر تقرٌر‬
‫مراقب الحسابات فً التشرٌع المؽربً على عنصرٌن أساسٌن هما اإلشهاد بصحة وصدق البٌانات‪ ،‬وإن أي‬
‫تقرٌر ٌختلؾ عن تضمٌن هذٌن العنصرٌن ٌعتبر تقرٌرا ناقصا هو والعدم وسواء‪.‬‬
‫ابراهٌم مسعود صؽٌر‪ ،‬الرقابة على مسٌري شركات المساهمة فً التشرٌعٌن اللٌبً والمؽربً‪ ،‬الجزء األول‬
‫الطبعة األولى‪ ،2223‬مطبعة أكادٌمٌة الفكر الجماهٌر بنؽازي‪،‬ص‪.122‬‬
‫‪ٌ -165‬تحفظ مراقب الحسابات فً إعداد تقرٌره الذي ٌقدمه إلى الجمعٌة العامة العادٌة للمساهمٌن‪ ،‬عندما ٌبلحظ‬
‫أن بعض عناصر المٌزانٌة ال تعبر بصورة صحٌحة عن مضمونها كالمبالؽة مثبل فً تقدٌر المصارٌؾ أو بعض‬
‫دفاتر الشركة ؼٌر المنتظمة‪ ،‬أو هناك اختبلؾ بٌن بعض البٌانات التً وردت فً تقرٌر مجلس اإلدارة وبٌن ما‬
‫هو ثابت فً دفاتر الشركة مخالفات ألحكام القانون أو النظام األساسً قد وقع‪ ،‬وٌجب أن ٌؤتً هذا التحفظ‬
‫بوضوح وبعبارات صرٌحة ال عبارات عامة أو مقتضبة أو ؼامضة‪ .‬علً سٌد قاسم مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.224_222‬‬
‫‪-166‬لقد خول المشرع المؽربً بموجب البند الثالث من المادة ‪ 442‬من قانون شركات المساهمة لمراقب‬
‫الحسابات ا لحق فً رفض اإلشهاد على حسابات الشركة وانتظامها‪ .‬وٌمكن للمراقب أن ٌرفض اإلشهاد مثبل فً‬
‫حالة اكتشافه أخطاء أو اختبلالت جسٌمة ال تعطً صورة صادقة وحقٌقٌة عن الوضعٌة المالٌة للشركة أو‬
‫مخالفة المبادئ المحاسبٌة المعمول بها ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أما بخصوص التقرٌر التفصٌلً فٌجب إرساله خبلل أجل ‪ٌ 15‬ونٌو من السنة المالٌة‬
‫الموالٌة للسنة التً أنجزت خبللها مهمة مراقبً الحسابات‪.167‬‬

‫ولكً ٌتمكن مراقب الحسابات من إعداد التقارٌر‪ٌ ،‬تعٌن على المإسسة البنكٌة أن‬
‫تضع رهن إشارته كافة الوثابق و المعلومات التً ٌرونها للقٌام بمهامهم‪ ،‬وذلك فً الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬

‫كما أنه تقوم المإسسة البنكٌة بتنظٌم اجتماعات دورٌة بٌن مراقبً حسابتها‬
‫ومتفحصٌها الداخلٌن لؽرض دراسة القضاٌا المتعلقة بنظام المراقبة الداخلٌة و المسابل‬
‫األخرى ذات االهتمام المتبادل‪.168‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ِٙ :‬اَ ِشالة اٌحغاتاخ راخ اٌطث‪١‬عح اٌخاصح‬

‫أوكل المشرع المؽربً لمراقب الحسابات‪ ،‬القٌام باإلضافة إلى المهام السابقة بمهام‬
‫خاصة تتماشى مع طبٌعة العملٌات التً تقوم بها المإسسة البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو‬
‫التشاركٌة‪ ،‬حٌث وسع القانون رقم ‪ 103.12‬و المناشٌر الصادرة عن والً بنك المؽرب‬
‫من نطاقها‪.‬‬

‫وتتمثل أساسا فً التؤكد من احترام البنوك التشاركٌة للنصوص القانونٌة المطبقة‬


‫على هذه األخٌرة بداٌة بمسكها للمحاسبة و إعداد القوابم التركٌبٌة إلى جانب التؤكد من التقٌد‬
‫بالقواعد االحترازٌة و التوفر على نظام للمراقبة الداخلٌة كما تتمثل فً التؤكد من صدق‬
‫المعلومات الموجهة للجمهور ومن مطابقتها للحسابات‪.‬‬

‫و بتالً سنشٌر إلى التؤكد من احترام البنوك التشاركٌة للنصوص القانونٌة(‪)1‬‬


‫والتحقق من صدق المعلومات المقدمة للجمهور(‪.)2‬‬

‫‪ -167‬وهذا ما أشارت إلٌه المادة ‪ 43‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر‬
‫‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً‬
‫ٌعدونها‪.‬‬
‫‪ -168‬تنص المادة ‪ 44‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 24/G/2223‬الصادر فً ‪ .2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد‬
‫كٌفٌات الم وافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على ما‬
‫ٌلً‪ ":‬ألجل إعداد التقارٌر المشار إلٌها أعبله فً المادة‪ 42‬أعبله‪ٌ ،‬تعٌن على المإسسة أن تضع رهن إشارة‬
‫مراقبً الحسابات كافة الوثابق و المعلومات التً ٌرونها ضرورٌة للقٌام بمهمتهم‪ ،‬وذلك فً الوقت المناسب‪.‬‬
‫وتقوم المإسسة بتنظٌم اجتماعات دورٌة بٌن مراقبً حساباتها و مفتحصٌها الداخلٌن لؽرض دراسة القضاٌا‬
‫المتعلقة بنظام المراقبة الداخلٌة والمسابل األخرى ذات االهتمام المتبادل"‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪ 1‬ـ التأكد من احترام البنوك التشاركٌة للنصوص القانونٌة‬

‫ٌعمل مراقب الحسابات فً البنوك التشاركٌة على التؤكد من احترام هذه األخٌرة‬
‫للنصوص القانونٌة المفروضة علٌها سواء تعلق األمر باألحكام ذات االرتباط بالشق‬
‫المحاسبً واألحكام ذات االرتباط ذات االرتباط بالشق االحترازي‪.‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى التحقق من مسك البنوك التشاركٌة للمحاسبة(أ) على أن نشٌر‬
‫إلى التؤكد من احترام القواعد االحترازٌة(ب)‪.‬‬

‫أـ التحقق من مسك البنوك التشاركٌة للمحاسبٌة‬

‫المشرع المؽربً ألزم جمٌع التجار بمسك المحاسبة‪ 169‬فً كل ما ٌتعلق بعملٌاتهم‬
‫وأنشطتهم التجارٌة‪ ،‬وباعتبار البنوك التشاركٌة تتخذ ؼالبا شكل شركة مساهمة فإن المشرع‬
‫المؽربً بمسك المحاسبة و كذا بمسك السجبلت والدفاتر المحاسبٌة‪.‬‬

‫وبالتالً فإن مراقبة الحسابات ٌعهد إلٌه بمهمة التؤكد من مسك البنوك التشاركٌة‬
‫لمحاسبتها وفق أحكام الباب األول من القسم الرابع من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق‬
‫بؤحكام تتعلق بالمحاسبة‪.‬‬

‫أوجب المشرع المؽربً على البنوك التشاركٌة أن تمسك محاسبتها بواسطة‬


‫مجموعة من الوثابق فً الدفاتر و القوابم التركٌبٌة التً أوجب القانون رقم ‪ 9.88‬المتعلق‬
‫بالقواعد المحاسبٌة الواجب على التجار العمل بها أن تمتثل لها نظرا لتجارٌة العمل البنكً‬
‫باإلضافة إلى القواعد المحاسبٌة الخاصة بهذه المإسسات‪.‬‬

‫و فً هذا اإلطار أوجبت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 9.88‬بشؤن القواعد المحاسبٌة‬
‫الواجب على التجار العمل بها على كل من ٌزاول نشاطا تجارٌا‪ ،‬كما هو الشؤن بالنسبة‬
‫للبنوك التشاركٌة أن تمسك دفترا للٌومٌة تسجل فٌه ٌوما بٌوم كافة العملٌات التً ٌجرٌها‬
‫حسب تسلسلنا الزمنً سواء ما ٌتعلق منها بحركة أصول المإسسة أو بخصومها‪ ،‬كما ٌجب‬
‫أن ٌتضمن ذلك التسجٌل محتواها و الحساب المتعلق بها ومراجع المستند الذي ٌثبتها وقد‬
‫أجاز المشرع المؽربً أن تسجل بصورة مختصرة فً مستند وحٌد العملٌات التً تكون‬
‫متماثلة فً طبٌعتها وتنجز فً نفس المكان وفً نفس الٌوم‪ ،‬وٌشكل دفتر الٌومٌة أهم الدفاتر‬

‫‪ -169‬تنص المادة‪ 46‬من مدونة التجارة على أنه‪ٌ ":‬تعٌن على التجار أن ٌمسك محاسبة طبقا ألحكام القانون رقم‬
‫‪ 6355‬المتعلق بالقواعد المحاسبٌة الواجب على التجار العمل بها الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ 436234.5‬بتارٌخ ‪ .2‬من جمادى األخر ‪ 22(414.‬دٌسمبر ‪.)4662‬‬
‫إذا كانت تلك المحاسبة ممسوكة بانتظام فإنها تكون مقبولة أمام القضاء كوسٌلة إثبات بٌن التجار فً األعمال‬
‫المرتبطة بتجارتهم"‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المحاسبٌة ألنه ٌشكل األساسً ألعمال و مختلؾ أنشطة المإسسة البنكٌة‪ ،‬كما ٌهدؾ إلى‬
‫بٌان حقٌقة المركز المالً للمإسسة و بٌان مصدر موجوداتها ومؤل مصروفاتها سواء‬
‫تعلقت باقتراض أو بٌع أو شراء أو عملٌات بنكٌة‪.170‬‬

‫أوجب المشرع المؽربً بمقتضى المادة‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،9.88‬المتعلق بالقواعد‬
‫المحاسبٌة المفروضة على كل من ٌزاول نشاطا ذا صبؽة تجارٌة بما فٌها المإسسات‬
‫البنكٌة أن تعد عند اختتام الدورة المحاسبٌة قوابم تركٌبٌة سنوٌة تتضمن الموازنة وحساب‬
‫العابدات و التكالٌؾ‪ ،‬وقابمة أرصدة اإلدارة وجدول التموٌل و الجرد المقٌدة فً المحاسبة‬
‫السالفة الذكر‪.171‬‬

‫و تتضمن هذه القوابم أٌضا قابمة بحساب العابدات و التكالٌؾ‪ ،‬والتً ٌجب أن تبٌن‬
‫بصورة إجمالٌة عابدات وتكالٌؾ الدورة المحاسبٌة دون مراعاة تارٌخ تحصٌل العابدات‬
‫أو تارٌخ دفع التكالٌؾ فضبل عن قابمة جدول التموٌل الذاتً للمإسسة و أرصدت‬
‫اإلدارة‪ ،‬و التً تبٌن مكونات النتٌجة الصافٌة ومكونات التموٌل الذاتً‪ ،‬كما تبرز أٌضا‬
‫التطور المالً للمإسسة خبلل الدورة المحاسبٌة وذلك ببٌان الموارد التً توفرت لها و‬
‫االستخدامات التً خصصتها و أخٌرا قابمة بالمعلومات التكمٌلٌة التً تكمل وتشرح‬
‫المعلومات الواردة بالقوابم السابقة فً الحاالت التً ال تكفً فٌها قاعدة محاسبٌة على‬
‫إعطاء صورة صادقة عن وضعٌة المإسسة و تدخل فٌها مثبل الكفاالت و الضمانات‬
‫المقدمة للمإسسة و أٌضا المساهمات التً تكملها وطرٌق حساب االستخدامات‪.172‬‬

‫هذا وٌجب أن تكون القوابم التركٌبٌة صورة صادقة ألصول البنوك التشاركٌة‬
‫وخصومها و لوضعٌتها المالٌة و نتابجها‪ ،‬وال ٌجوز تؽٌٌر شكل تقدٌم القوابم التركٌبٌة و‬
‫الطرٌقة المتبعة من دورة محاسبٌة إلى أخرى‪ ،‬وفً حالة حدوث تؽٌٌرات فٌجب وضعها‬
‫وتبرٌرها فً قابمة المعلومات التكمٌلٌة‪ ،‬كما ٌتعٌن أن تعد فً أجل أقصاه ثبلثة أشهر من‬

‫‪ -170‬خالد وردي‪ ،‬تطور االجتهاد القضابً فً المٌدان البنكً حجٌة كشؾ الحساب و أحقٌة البنك فً الفوابد‬
‫نموذجا‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه وطنٌة فً القانون الخاص كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫جامعة الحسن الثانً الدار البٌضاء السنة الجامعٌة ‪2223-2222‬ص‪16‬‬
‫‪ -171‬خالد وردي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ -172‬فإاد معبلل‪ ،‬شرح القانون التجاري المؽربً ‪ ،‬الجزء الثانً الشركات التجارٌة الطبعة الثالثة مطبعة األمنٌة‬
‫الرباط ‪.2226‬ص ‪435‬‬

‫‪68‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تارٌخ اختتام الدورة المحاسبٌة اللهم إذا حال دون ذلك ظروؾ استثنابٌة ٌجب تبرٌرها فً‬
‫‪173‬‬
‫قابمة المعلومات التكمٌلٌة‪.‬‬

‫ب ـ التأكد من احترام القواعد االحترازٌة‬

‫تنص المادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 103.12‬على أن مراقب الحسابات ٌعهد إلٌه‬
‫بمهمة التؤكد من احترام التدابٌر المتخذة تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 76‬من القانون رقم‬
‫‪ ،103.12‬تلك التدابٌر تتعلق أساسا بالقواعد االحترازٌة‪.‬‬

‫وتتمثل أساسا فً مراقبة تقٌد البنوك التشاركٌة بالقواعد االحترازٌة التً تهدؾ‬
‫أساسا إلى حماٌة المودعٌن من جهة وإرساء الثقة فً البنوك التشاركٌة من جهة أخرى ‪،‬‬
‫وهً عبارة عن مجموعة من المعامبلت التً ٌنبؽً على هذه المإسسة البنكٌة أن تتقٌد بها‬
‫وقد نصت علٌها المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ ،103.12‬وتتعرض لها مناشٌر والً بنك‬
‫المؽرب‪ ،‬إال القانون المذكور ترك سلطة تقدٌرٌة لبنك المؽرب من جهة فً مطالبته لبعض‬
‫المإسسات البنكٌة التً تبدي مخاطر خاصة‪ ،‬منها البنوك التشاركٌة أن تتقٌد بقواعد‬
‫احترازٌة أكثر إلزاما من القواعد المعمول بها كما أنه سمح من جهة أخرى بصفة استثنابٌة‬
‫و مإقتة لبنك المؽرب أن ٌعفً بعض المإسسات من تلك القواعد االحترازٌة‪.174‬‬

‫وبذلك فإن مراقب الحساب ات ٌضطلع بمهمة مراقبة التزام البنوك التشاركٌة‬
‫بمقتضٌات المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ ،103.12‬بل و أكثر من ذلك ٌتعٌن علٌهم أن ٌقوموا‬
‫بموافاة بنك المؽرب تقرٌر مفصل ٌضمن فٌه تقٌٌمهم لمدى احترام اإلجراءات المتخذة‬
‫تطبٌقا ألحكام المادة المشار إلٌها أعبله‪ ،175‬وبذلك ٌسعى مراقب الحسابات على تقٌٌم جودة‬
‫‪176‬‬
‫ومبلءمة المنظومة المعمول بها من أجل قٌاس مخاطر االبتمان و التحكم فٌها ومراقبتها‬

‫‪ -173‬محمد لفروجً القانون البنكً المؽربً وحماٌة حقوق الزبناء دكتوراه الدولة فً القانون الخاص كلٌة العلوم‬
‫القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة الحسن الثانً‪ ،‬عٌن الشق الدار البٌضاء السنة الجامعٌة ‪-4663‬‬
‫‪،4664‬ص‪32‬‬
‫‪ -174‬رضوان بدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫‪ -175‬تنص المادة ‪ 42‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/G/24‬الصادر فً ‪.2‬نوفمبر ‪ 2223‬بتحدٌد‬
‫كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها على ما ٌلً‪:‬‬
‫ألجل تطبٌق أحكام المادة ‪ 42‬من القانون السالؾ الذكر رقم ‪ٌ ،.132.‬قوم مراقبو الحسابات بموافاة بنك المؽرب‬
‫بما ٌلً‪:‬‬
‫"‪..............‬‬
‫‪-‬تقرٌر مفصل ٌضمن فٌه ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬تقٌٌمهم لمدى احترام اإلجراءات المتخذة تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 22‬من القانون المشار إلٌه أعبله رقم ‪.".132.‬‬
‫‪ -176‬نص المادة‪ 1‬من رسالة منشور رقم ‪ /2224‬م‪.‬أ‪.‬ب ‪ 24/‬الصادر فً ‪ٌ 25‬ونٌو ‪ 2224‬المتعلق بتحدٌد‬
‫اختصاصات مراقبً الحسابات فً إطار مهمتهم داخل مإسسات االبتمان‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪177‬‬
‫إلى جانب قٌاس المخاطر العامة‬ ‫وكذا قٌاس مخاطر السوق و التحكم فٌها ومراقبتها‬
‫لنسبة الفابدة و السٌولة و التحكم فٌها مع مراقبتها‪.178‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مراقب الحسابات فً هذا الصدد ٌجب علٌه أن ٌعد التقرٌر‬
‫اعبله حسب مراجع الدراسة التً ٌحددها بنك المؽرب‪ 179‬وأن ٌوافً هذا األخٌر به وفق‬
‫الشكلٌات المنصوص علٌها قانونا‪.‬‬

‫وٌضطلع مراقب الحسابات باإلضافة إلى ذلك من احترام البنوك التشاركٌة لنظام‬
‫المراقبة الداخلٌة تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 18077‬من القانون رقم ‪ ،103.12‬بل أكثر من ذلك‬
‫‪ 181103‬من هذا األخٌر ألزمته بضرورة إعداد تقارٌر ٌبٌن فٌه نتابج قٌامه بمهامه‪ ،‬هذا‬
‫التقرٌر ٌجب أن ٌكون مفصل ومعد حسب مراجع الدراسة التً ٌحددها بنك المؽرب‬
‫ٌتضمن تقٌٌم لمبلءمته وفعالٌة نظام المراقبة الداخلٌة‪ ،‬بالنظر إلى حجم كل مإسسة وطبٌعة‬
‫األنشطة التً تمارسها و إلى المخاطر التً تتعرض لها‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫فضبل على ذلك ٌجب على مراقب الحسابات تقٌٌم جودة نظام المراقبة الداخلٌة‬
‫للبنوك التشاركٌة بناء على المقتضٌات المعتمدة تطبٌقا ألحكام القانون رقم ‪103.12‬‬

‫‪-177‬نص المادة ‪ 2‬من رسالة منشور رقم ‪ /2224‬م‪.‬أ‪.‬ب ‪ 24/‬الصادر فً ‪ٌ 25‬ونٌو ‪ 2224‬المتعلق بتحدٌد‬
‫اختصاصات مراقبً الحسابات فً إطار مهمتهم داخل مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -178‬نص المادة ‪ 3‬من رسالة منشور رقم ‪ /2224‬م‪.‬أ‪.‬ب ‪ 24/‬الصادر فً ‪ٌ 25‬ونٌو ‪ 2224‬المتعلق بتحدٌد‬
‫اختصاصات مراقبً الحسابات فً إطار مهمتهم داخل مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -179‬تنص الفقرة األخٌرة من المادة ‪ 42‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2223/G/24‬الصادر فً ‪.2‬نوفمبر‬
‫‪ 2223‬بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً‬
‫ٌعدونها على ما ٌلً‪:‬‬
‫"‪..........................‬‬
‫ٌتم إعداد التقرٌر فً البند الثانً أعبله حسب مراجع الدراسة التً ٌحددها بنك المؽرب"‪.‬‬
‫‪-180‬تنص المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على مإسسات االبتمان أن تتوفر‪ ،‬وفق‬
‫الشروط المحددة بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪ ،‬على نظام مبلءم‬
‫للمراقبة الداخلٌة ٌهدؾ إلى تحدٌد جمٌع المخاطر التً تتعرض لها وقٌاسها و رقابتها و أن تحدث أجهزة تمكنها‬
‫من قٌاس مردودٌة عملٌاتها"‪.‬‬
‫‪ -181‬تنص المادة ‪ 42.‬من القانون رقم ‪ 42.342‬على ما ٌلً‪ٌ ":‬عد مراقبو الحسابات تقارٌر ٌبٌنون فٌها نتابج‬
‫قٌامهم بمهمتهم كما هً محددة فً المادة ‪ 422‬أعبله‪.‬‬
‫وتبلػ التقارٌر المذكور إلى بنك المؽرب‪".‬‬
‫‪ -182‬المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 2224/ /12‬الصادر فً ‪ 2‬أؼسطس ‪ 2224‬المتعلق بالمراقبة‬
‫الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪ ،‬على ما ٌلً‪ :‬مجموعة من األجهزة التً تقٌمها وتطبقها أجهزة اإلدارة‪ -‬اإلدارة‬
‫العامة أو مجلس اإلدارة الجامعٌة أو أٌة هٌبة أخرى مماثلة‪-‬وٌصادق علٌها جهاز التسٌٌر‪ -‬مجلس اإلدارة أو‬
‫مجلس الرقابة أو هٌبة أخرى مماثلة‪ -‬وذلك بهدؾ ضمان القٌام باستمرار بما ٌلً وخاصة‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من العملٌات و المساطر الداخلٌة‪،‬‬
‫‪ -‬قٌاس المخاطر و التحكم فٌها وراقبتها‪،‬‬
‫‪ -‬ضمان ظروؾ موثوق منها لتجمٌع المعطٌات المحاسبٌة و المالٌة ومعالجتها ونشرها وحفظها‪،‬‬

‫‪70‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬وأثناء ذلك التقٌٌم ٌتم مراعاة‬
‫التنظٌم العام و الوسابل المستعملة لضمان سٌر عملٌة المراقبة الداخلٌة على أحسن وجه‪ ،‬مع‬
‫أخذ باالعتبار حجم المإسسة وطبٌعتها و أنشطتها و المخاطر المعترضة إثر ذلك كل ذلك‬
‫خبلل التقرٌر األول المعد من طرؾ مراقب الحسابات‪.183‬‬

‫‪- 2‬التحقق من صدق المعلومات المقدمة إلى الجمهور‬

‫ٌسهر مراقب الحسابات المنتدب بالبنوك التشاركٌة على صدق المعلومات المقدمة‬
‫للجمهور ومن مطابقاتها للحسابات من خبلل التحقق و التتبع لمضامٌن و بٌانات تلك‬
‫المعلومات و التحري عن مدى مصداقٌتها تحقٌق لنوع الحكامة المالٌة للمإسسة البنكٌة‪.‬‬

‫وهذا ما أكده من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بتحدٌد كٌفٌات الموافقة على‬
‫مراقبً حسابات مإسسات االبتمان وكٌفٌات اإلببلغ عن التقارٌر التً ٌعدونها لما نص على‬
‫أن مراقب الحسابات ٌجب علٌه أن ٌعد تقرٌر مفصل حول المبلحظات ومواطن الخلل التً‬
‫تمت معاٌنتها فً إطار التحقق من صحة المعلمات التً تدلً بها اإلدارة إقرار منها بالواقع‬
‫المالً للمإسسة البنكٌة وما ٌرتبط به من نتابج‪.184‬‬

‫‪ -‬ضمان فعالٌة قنوات النشر الداخلً للوثابق و المعلومات ونشرها لدى الؽٌر"‪.‬‬
‫‪-183‬تنص المادة‪ .‬من الرسالة أ عبله المتعلقة بتحدٌد اختصاصات مراقبً الحسابات فً إطار مهمتهم داخل‬
‫مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪-184‬المصطفى بوزمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.415‬‬

‫‪71‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّثحث اٌثأ‪ٟ‬‬
‫اٌشلاتح اٌخاسج‪١‬ح ٌرذت‪١‬ش اٌّخاطش‬
‫تتعرض البنوك التشاركٌة كباقً القطاعات‪ ،‬لمجموع من المخاطر التً قد تعصؾ‬
‫به وتجعله عاجزا عن أداء دوره‪ ،‬خاصة فً ظل األزمات المالٌة الدولٌة التً تإثر ولو‬
‫بصفة محدودة على القطاع البنكً الوطنً‪ ، 185‬لذا ومن أجل ضمان استقرار البنوك‬
‫التشاركٌة فإنها تخضع لرقابة البنك المؽرب شؤنها شؤن البنوك التقلٌدٌة‪.‬‬

‫باعتبار أن بنك المؽرب‪ٌ 186‬عتبر هو ذلك الجهاز الذي أوكل إلٌه القانون مهام إدارة‬
‫شإون المإسسات البنكٌة سواء التقلٌدٌة والتشاركٌة‪ ،‬واتخاذ ما ٌلزم من إجراءات تهدؾ إلى‬

‫‪-185‬نور الدٌن الفقهً المعٌن فً فهم القانون البنكً المؽرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.16‬‬
‫‪-186‬عرؾ بنك المؽرب تطورات عدٌدة حٌث تم إحداثه بتارٌخ ‪ 22‬فبراٌر ‪ 4624‬تحت تسمٌة البنك المخزنً‬
‫المؽربً" تطبٌقا التفاقٌة الجزٌرة الخضراء المبرمة فً ‪ 4‬أبرٌل ‪ 4623‬من قبل مندوبً اثنى عشر دولة أوروبٌة‬
‫باإلضافة إلى الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة و المؽرب و اتخذ هذا البنك شكل شركة مساهمة مقرها الربٌسً‬
‫بطنجة‪.‬‬
‫وتولى البنك المخزنً المؽربً الذي كان ٌضطلع ببعض مهام البنك المركزي القٌام سنة ‪ 4644‬بسك القطع‬
‫النقدٌة الفضٌة من فبة الحسنً وإصدار األوراق البنكٌة‪ .‬إال أنه بعد استحالة الحفاظ على سعر تكافإ إجباري بٌن‬
‫العملة الحسنٌة والعملة الفرنسٌة‪ ،‬أقدم البنك المذكور فً أكتوبر ‪ 4646‬على توقٌؾ سعر التكافإ بٌن هاتٌن‬
‫العملٌتٌن‪ ،‬قبل أن ٌقرر فً مارس إلؽاء ‪ 4622‬إلؽاء عملة الحسنً وتعوٌضها بؤوراق بنكٌة وقطع نقدٌة بالفرنك‬
‫المؽربً‪ ،‬بعد أن سٌطرت فرنسا على هذا البنك بفعل حٌازتها على أؼلبٌة رأسمال البنك و بالتالً تمت بشكل‬
‫تلقابً معادلة الفرنك المؽربً مع الفرنك الفرنسً‪ ،‬ابتداء من فاتح دجنبر ‪ 4624‬عبر ما كان ٌدعً بحساب‬
‫العملٌات بٌن البنك المخزنً المؽربً و الخزٌنة الفرنسٌة‪ ،‬الشًء الذي أدى إلى تكرٌس االرتباط المالً للمؽرب‬
‫بفرنسا‪ ،‬خاصة أن هذا البنك الذي كان ٌتعامل مع الكثٌر من العمبلء التجار‪ ،‬قام بدور الوكٌل المالً لسلطات‬
‫الحماٌة‪ ،‬وثم سنة ‪ 4613‬تمدٌد امتٌاز اإلصدار المخول للبنك المخزنً المؽربً لفترة عشرٌن سنة إضافٌة‪.‬‬
‫كما بدأت سنة ‪ 4625‬مفاوضات بٌن الحكومة المؽربٌة وفرنسا و البنك المخزنً المؽربً قصد استرجاع‬
‫المؽرب المتٌاز اإلصدار‪ ،‬حٌث ثم فً فاتح ٌولٌوز ‪ 4626‬إحداث معهد إصدار وطنً ٌحمل اسم "بنك المؽرب"‬
‫بموجب الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 4-26-2..‬المإرخ فً ‪ 2.‬ذي حاجة‪(4.45‬موافق‪ٌ .2‬ونٌو ‪ )4626‬الجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد‪ 21.3‬بتارٌخ ‪ٌ .‬ولٌوز ‪،4626‬ص ‪ ،4256‬وذلك لٌحل محل البنك المخزنً المؽربً الذي توقؾ‬
‫نشاطه بصفة رسمٌة‪ .‬إذ ٌعتبر "بنك المؽرب" البنك المركزي للمملكة المؽربً‪ ،‬وهو مإسسة عمومٌة تتمتع‬
‫بالشخصٌة المعنوٌة و باالستقبلل المالً‪ ،‬كما ثم فً أكتوبر فً نفس السنة إحداث الدرهم كوحدة نقدٌة جدٌدة‪.‬‬
‫وكانت سنة ‪ ، 4641‬سنة إصدار "السنتٌم" لٌحل محل الفرنك كجزء من الدرهم ‪،‬وقد أقدم "بنك المؽرب" فً‬
‫مارس ‪ 4654‬على تبن ً هذه التسمٌة فً جمٌع اللؽات‪ ،‬كما تم فً نفس التارٌخ إحداث "دار السكة" الوحدة‬
‫الصناعٌة المكلفة بصنع األوراق البنكٌة وسك القطع النقدٌة‪.‬‬
‫كما أدخلت فً أكتوبر ‪ 466.‬على القانون األساسً لبنك المؽرب بعض التعدٌبلت التً كانت ترمً على‬
‫الخصوص إلى الخصوص إلى توضٌح المه ام الموكولة إلٌه وخاصة ومنها تلك المتعلقة بالسٌاسة النقدٌة وإلى‬
‫إعطاء مزٌد من االستقبللٌة ألجهزته المكلفة باإلدارة والتسٌٌر‪.‬‬
‫وفً سٌاق معاودة تحٌٌن اإلصبلحات التشرٌعٌة صدر الظهٌر شرٌؾ ‪43223.5‬صادر فً ‪ 22‬من شوال‬
‫‪ 2.(4123‬نوفمبر‪ )2222‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 3432.‬المتعلق بالقانون األساسً لبنك المؽرب الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 2.64‬بتارٌخ ‪ 22‬فبراٌر ‪ ،2223‬صفحة ‪.124‬‬

‫‪72‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫حماٌة مختلؾ المإسسات البنكٌة التً تشتؽل فوق التراب الوطنً‪ ،‬وٌقوم بإنجاز الرقابة عن‬
‫طرٌق عدة أجهزة تتمثل فً المجلس اإلداري الذي ٌترأسه والً بنك المؽرب‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ستة ممثلٌن للوزارات ذات الصلة بالمٌدان االقتصادي والمالً‪ ،‬إضافة إلى المجلس ٌضم‬
‫بنك المؽرب مندوبا للحكومة ٌكلؾ بمراقبة نشاط البنك لحساب الدولة و ٌسهر على تقٌٌد‬
‫البنك باألحكام التشرٌعٌة الواجب احترامها‪ ،‬كما ٌضم ناظرٌن مكلفٌن بمراقبة الحسابات و‬
‫االطبلع على اإلحصابٌات‪.‬‬

‫إضافة لرقابة بنك المؽرب تخضع البنوك سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة لرقابة لجنة‬
‫التنسٌق والرقابة على المخاطر الشمولٌة‪187‬هذه األخٌرة التً تكتسً طابعا شمولٌا الؽاٌة‬
‫منه مواجهة األخطار التً قد تعصؾ بالمإسسات البنكٌة التً تشتؽل فوق التراب الوطنً‪.‬‬

‫فضبل عن ذلك تخضع البنوك التشاركٌة لرقابة المجلس العلمً األعلى وهذا النوع‬
‫من الرقابة تنفرد به‪ ،‬ولمباشرة المجلس العلمً األعلى هذه الرقابة أوكل له المشرع أمر‬
‫النظر فً مدى مطابقة العملٌات البنكٌة للمإسسة البنكٌة التشاركٌة ألحكام الشرع حثى‬
‫ٌتسنى لها القٌام بعملها وفق الهدؾ الذي أحدثت من أجله‪ ،‬والذي ٌمٌزها عن البنوك‬
‫التقلٌدٌة‪.188‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى دور بنك المؽرب فً الرقابة على البنوك التشاركٌة(‪ )1‬على‬
‫أن نتطرق إلى دور المجلس العلمً األعلى و لجنة التنسٌق فً (‪.)2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إل مشروع القانون ‪ 21322‬المتعلق بالنظام األساسً لبنك المؽرب‪ ،‬عزز مهام هذا األخٌر فً‬
‫مجال سٌاسة الصرؾ وتسهٌل تدبٌر احتٌاطٌات الصرؾ وكذا توسٌعها لتشمل مساهمته فً الوقاٌة من المخاطر‬
‫الشمولٌة من خبلل تمكٌنه من تمثٌلٌة على مستوى لجنة التنسٌق والرقابة على المخاطر الشمولٌة التً هً من‬
‫المستجدات الهامة بالنسبة للقانون رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -‬للتوسع أكثر الرجوع إلى نور الدٌن الفقهً‪ ،‬مرجع سابق‪..4-.2 ،‬‬
‫‪187‬‬
‫‪-‬خصص المشرع المؽربً فً قانون ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها‬
‫للجنة التنسٌق والرقابة على المخاطر الشمولٌة الباب األول من القسم السادس للحدٌث عن الرقابة االحترازٌة‬
‫الكلٌة وذلك المادة‪ 425‬إلى المادة ‪.445‬‬
‫‪-188‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪46-45‬‬

‫‪73‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة األ‪ٚ‬ي‬
‫د‪ٚ‬س تٕه اٌّغشب ف‪ ٟ‬ذذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫ٌعتبر بنك المؽرب أعلى سلطة نقدٌة فً الدولة‪ ،‬وٌعتبر بذلك رقٌبا على نشاط‬
‫المإسسات البنكٌة سواء التقلٌدٌة والتشاركٌة حثى ال تتعرض للصعوبات أو المخاطرة‪،‬‬
‫بمختلؾ أنواعها وأبعادها و بذلك تستهدؾ الرقابة الخارجٌة للبنك المؽرب تحقٌق ما ٌلً‪:‬‬

‫ـ التثبت من أن مإسسات االبتمان تتقٌد فً عملٌاتها بؤحكام قانون بنك المؽرب‬


‫وقرارات مجلس إدارته‪ ،‬وكذا التوجٌهات والتعالٌم المبلؽة إلٌها من األجهزة المختصة لهذا‬
‫األخٌر ‪.‬‬

‫ـ تحقٌق االستقرار النقدي‬


‫‪189‬‬
‫ـ تحقٌق أفضل معدالت للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫ولما كانت البنوك التشاركٌة ذات طبٌعة خاصة من حٌث عدم تعاملها بالفوابد‬
‫والقروض اخذا وعطاء‪ ،‬ومن حٌث أن أموالها هً فً الجزء األكبر مصدرها أموال‬
‫المودعٌن فضبل عن رأسمال مالها‪ ،‬فقد نجحت بعض اآلراء إلى إقصاء البنوك التشاركٌة‬
‫من نطاق رقابة البنوك المركزٌة أو ما ٌطلق علٌه بنك المؽرب على أساس أن خضوعها‬
‫لتلك الرقابة من شؤنه إلحاق أضرار بها‪ ،‬تتمثل فً عدم إمكانها توظٌؾ األموال المودعة‬
‫لدٌها بؤدواتها الخاصة‪ ،‬ولذلك ذهب تجاه لم ٌلق نجاحا إلى ضرورة إعفاء البنوك اإلسبلمٌة‬
‫من أٌة رقابة مصرفٌة من البنوك المركزٌة وإسناد الدور الرقابً إلى االتحاد الدولً للبنوك‬
‫اإلسبلمٌة وٌرجع إخفاق ذلك االتجاه إلى الضعؾ الشدٌد ألجهزة االتحاد‪ ،‬السٌما مع عدم‬
‫صبلحٌتها ألداء الدور الرقابً الذي ٌحتاج بالضرورة إلى سلطات وفرض جزاءات‬
‫وعقوبات ال تتوفر لؽٌر الجهات الرقابٌة الحكومٌة هذا فضبل عن أن عدد البنوك اإلسبلمٌة‬
‫ؼٌر منظم إلى عضوٌة ذلك االتحاد‪.‬‬

‫كما ذهب تجاه أخر بؤن ٌناط هذا الدور الرقابً للبنك اإلسبلمً للتنمٌة بجدة‪ ،‬وعلى‬
‫سند من أن ذلك البنك مإسسة دولٌة حكومٌة تشترك فً عضوٌتها جمٌع الدول‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬ورؼم المبادرة لوضع هذا االتجاه حٌز التنفٌذ بعد اجتماعات ودراسات‪ ،‬إال أن‬
‫مصٌره كان اإلخفاق أٌضا لعدم تمتع البنك المذكور بالسلطات الذاتٌة إللزام البنوك‬

‫‪ -189‬سناء مكار "دور بنك المؽرب فً مراقبة االبتمان" رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المقاولة‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثانً – عٌن الشق كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة الدار البٌضاء السنة الجامعٌة‬
‫‪.2241/224.‬ص‪11-1.‬‬

‫‪74‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اإلسبلمٌة المختلفة فضبل عن الروتٌن والبطء التشدٌد‪ ،‬وضعؾ التنسٌق بٌن الدول األعضاء‬
‫فً ذلك البنك‪.190‬‬

‫ولكن هذه المقترحات تبقى مجرد أمانً‪ ،‬وال عبلقة لها بالواقع‪ ،‬فالبنوك التشاركٌة و‬
‫إن كانت حرٌصة على البقاء خارج الرقابة السارٌة على البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬فإنها فً الحقٌقة‬
‫تخضع لها‪ ،‬فكل ترخٌص بالممارسة ٌلزم البنك التشاركً بالخضوع لرقابة البنك المركزي‬
‫أي بنك المؽرب من جهة‪ ،‬كسٌاسة عملٌات البنك التشاركً وانعكاساتها على جمٌع األصعدة‬
‫المالٌة والتجارٌة و االجتماعٌة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى ذلك أن بنك المركزي أي بنك المؽرب صاحب االختصاص فً‬
‫الدولة والقادر على معاقبة المإسسة التً تخالؾ التنظٌمات واللوابح‪ ،‬وعلى تقدٌم الدعم التً‬
‫تمر بمرحلة صعبة‪ ،‬فضبل عن أن منح سلطة الرقابة لؽٌر البنك المركزي ٌمس بسٌادة هذا‬
‫األخٌر على إقلٌم الدولة وتخضع البنوك اإلسبلمٌة فً أؼلب الدول لرقابة البنوك المركزٌة‪،‬‬
‫إذ تتقٌد بالضوابط والتعلٌمات الرقابٌة مثلها فً ذلك مثل البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬وذلك باستثناء‬
‫المجاالت التً تضمن التعامل بالفابدة والتً تتعارض مع الطبٌعة اإلسبلمٌة للبنك‪. 191‬‬

‫وعموما تعدد أنواع الرقابة التً ٌمارسها بنك المؽرب على البنوك التشاركٌة‬
‫وبذلك سنتناول رقابة بنك المؽرب للوضعٌة اإلدارٌة والمالٌة للبنوك التشاركٌة‬
‫فً(الفقرة األولى) على أن نشٌر إلى رقابة بنك المؽرب وسابل رقابة بنك المؽرب على‬
‫البنوك التشاركٌة(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪ -190‬سعاد البراهٌمً "البنوك التشاركٌة بالمؽرب دراسة مقارنة" مرجع سابق‪ .‬الصفحة ‪5.-54‬‬
‫‪ -191‬تجدر اإلشارة إلى أن دولة اإلمارات العربٌة المتحدة‪ ،‬تقضً المادة الثانٌة من القانون االتحادي رقم‪ 3‬لسنة‬
‫‪ 4652‬من شؤن المصارؾ والمإسسات المالٌة والشركات االستثمارٌة اإلسبلمٌة (قانون المصارؾ اإلسبلمٌة‬
‫ا إلماراتً ) على أنه إلى جانب خضوع المصارؾ اإلسبلمٌة لهذا القانون‪ ،‬فإنها تخضع كذلك ألحكام القانون‬
‫االتحادي رقم ‪ 42‬لسنة ‪ 4652‬فً شؤن المصرؾ المركزي‪ ،‬والنظام النقدي وتنظٌم المهنة المصرفٌة‪ ،‬ال سٌما‬
‫علٌه‪.‬‬ ‫التفتٌش‬ ‫و‬ ‫ورقابته‬ ‫اإلسبلمً‬ ‫المصرؾ‬ ‫بتؤسٌس‬ ‫بالترخٌص‬ ‫ٌتعلق‬ ‫فٌما‬
‫‪ -‬وفً المملكة العربٌة السعودٌة من حٌث الترخٌص باإلنشاء ونظامه األساسً الصادر بموجب المرسوم الملكً‬
‫رقم‪ 2/2‬فً ‪ 4.53/2/22‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬وفً دولة قطر تخضع البنوك اإلسبلمٌة كؽٌرها من البنوك التجارٌة وفٌما ال ٌتعارض مع طبٌعتها لرقابة‬
‫مصرؾ قطر المركزي وتعلٌماته‪ ،‬وذلك بموجب قانون مصرؾ قطر المركزي رقم ‪42‬لسنة ‪.466.‬‬
‫‪ -‬وفً لبنان نص القانون رقم ‪ 242‬فً ‪ 44‬فبراٌر ‪ 2221‬فً شؤن إنشاء المصارؾ اإلسبلمٌة فً المادة الثانٌة‬
‫منه " على أن ٌخضع تؤسٌس المصارؾ اإلسبلمٌة فً لبنان لترخٌص من المجلس المركزي لمصرؾ لبنان"‪.‬‬
‫سعاد البراهٌمً "البنوك التشاركٌة بالمؽرب دراسة مقارنة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪75‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌفمشج األ‪ِ :ٌٝٚ‬شالثح تٕه اٌّغشب ٌ‪ٛ‬ضع‪١‬ح اإلداس‪٠‬ح ‪ٚ‬اٌّاٌ‪١‬ح ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫تتعد مظاهر رقابة بنك المؽرب على البنوك التشاركٌة وتتنوع‪ ،‬فؤهمٌة هذه‬
‫المإسسات تكمن فً العمل الذي تقوم به والذي ٌتمثل فً حفظ أموال المودعٌن وؼٌر ذلك‬
‫من الوظابؾ التً تقوم بها هذه المإسسات‪ ،‬إضافة إلى ما ٌعرفه هذا المجال من ارتفاع‬
‫على مستوى المخاطر التً تحٌط بهذه األخٌرة‪ ،‬وباعتبار أنها تقوم بمعامبلتها على أساس‬
‫أموال الؽٌر‪ ،‬فإن كل هذه األمور دفعت مختلؾ النظم االبتمانٌة الحدٌثة إلى فرض رقابتها‬
‫الشاملة على هذه المإسسات بهدؾ حماٌة المتعاملٌن معها والمحافظة على توازنها‬
‫المالً‪ 192،‬وذلك عن طرٌق التؤكد من مزاولة البنوك التشاركٌة لمهامها وفق القواعد‬
‫القانونٌة التً نص علٌها المشرع المؽربً‪ ،‬إال أن تؤدٌة بنك المؽرب لمهامه على وجه‬
‫المطلوب ٌتوقؾ على أهمٌة ونوعٌة الوسابل المتاحة‪ ،‬والتً تمكن من االطبلع على‬
‫الوضعٌة المالٌة والمحاسبٌة للبنوك التشاركٌة عن كثب وتحلٌلها‪ ،‬ومعرفة مد قوة وفعالٌة‬
‫األجهزة الرقابٌة الداخلٌة لهذه البنوك التشاركٌة‪ ،‬وقدرتها على التنبإ بكل األخطار المحتملة‬
‫ومعالجتها وتقلٌص األضرار التً تنجم عنها‪.‬‬

‫و بالتالً فإن أدوات الرقابة على التسٌٌر تهدؾ من جهة إلى ضمان حسن سٌر‬
‫العمل البنكً بصفة عامة سواء كانت البنوك التقلٌدٌة أو التشاركٌة‪ ،‬عن طرٌق تقدٌم الوثابق‬
‫و المعلومات لبنك المؽرب‪ ،‬ومن جهة أخرى التقٌد بالقواعد االحترازٌة‪.‬‬

‫كما ٌعمل بنك المؽرب على مراقبة مدى التزام البنوك التشاركٌة بهذه القواعد‬
‫بواسطة ما تقدمه له من وثابق أو بالتفتٌش المٌدانً‪ ،‬إضافة إلى مراقبة الوضعٌة المحاسبٌة‬
‫للبنوك التشاركٌة عن طرٌق االطبلع على القوابم التركٌبٌة التً تعكس الصورة الحقٌقٌة‬
‫للبنوك‪.‬‬

‫انطبلقا مما سبق سنشٌر إلى مراقبة بنك المؽرب للوضعٌة المالٌة للبنوك‬
‫التشاركٌة(أوال) على أن نتطرق لمراقبة بنك المؽرب للوضعٌة اإلدارٌة للبنوك‬
‫التشاركٌة(ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬شالثح تٕه اٌّغشب ٌٍ‪ٛ‬ضع‪١‬ح اإلداس‪٠‬ح ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫لقد تعددت أسالٌب مراقبة تسٌٌر البنوك التشاركٌة‪ ،‬بهدؾ حماٌة حقوق المودعٌن‬
‫وضبط التسٌٌر المالً و االنضباط للسٌاسة النقدٌة قصد التحكم فً عملٌة خلق النقود‬

‫‪ -192‬سناء مكار‪" ،‬دور بنك المؽرب فً مراقبة مإسسات االبتمان"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24:‬‬

‫‪76‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بالكمٌة المناسبة لتسٌٌر االقتصاد الوطنً‪ ،‬وما ٌنتج عن ذلك من أثار على مستوٌات‬
‫التضخم وقٌمة العملة الوطنٌة‪.193‬‬

‫و المشرع المؽربً وضع مجموعة من األلٌات قصد مراقبة تسٌٌر البنوك التشاركٌة‬
‫انسجاما مع المبادئ األساسٌة للرقابة البنكة الدولٌة التً جاءت بها لجنة بازل‪ ،‬لضبط‬
‫المخاطر و التحكم فٌها وذلك على اعتبار أن ترك الحرٌة مطلقة للبنوك التشاركٌة فً‬
‫مزاولة عملها من شؤنه أن ٌفضً إلى نتٌجة تعاكس تماما ما ٌهدؾ إلٌه المشرع المؽربً‪.‬‬

‫من خبلل ما سبق سنشٌر إلى تؤكد بنك المؽرب من التناسب اإلداري(‪ )1‬على أن‬
‫نشٌر على التؤكد من تطبٌق األحكام القانونٌة(‪.)2‬‬

‫‪-1‬اٌرأوذ ِٓ ذٕاعة اٌرٕظ‪ ُ١‬اإلداس‪ٞ‬‬

‫تنص المادة‪ 80‬من القانون رقم ‪ 103.12‬فً فقرته الثانٌة على أنه " ٌعهد إلى بنك‬
‫المؽرب بمراقبة تقٌد مإسسات االبتمان بؤحكام هذا القانون والنصوص المتخذة لتطبٌقه‪.‬‬

‫و ٌتؤكد من تناسب التنظٌم اإلداري و المحاسبً ونظام المراقبة الداخلٌة للمإسسات‬


‫المذكورة وٌسهر على جودة وضعٌتها المالٌة‪".‬‬

‫ومن بٌن األمور التً ٌجب على بنك المؽرب التؤكد منها بخصوص تناسب التنظٌم‬
‫اإلداري هو الشكل القانونً للبنوك التشاركٌة‪ ،‬حٌث اشترط المشرع المؽربً على‬
‫األشخاص الراؼبة فً ممارسة مهام البنوك التشاركٌة اتخاذ شكل شركة مساهمة أو شكل‬
‫‪194‬‬
‫تعاونٌة‬

‫فبالنسبة للشكل األول الذي تإسس وفقه البنوك التشاركٌة فاشتراط المشرع شكل‬
‫شركة مساهمة ٌرجع لعدة اعتبارات نظرٌة‪ .‬فشركة المساهمة تعتبر فً نظر القانون الفرع‬
‫الوحٌد من الشركات التً تسهل عملٌة مراقبتها بفعل التنظٌم الدقٌق الذي خصها به‬
‫القانون‪.195‬‬

‫‪-193‬سناء مكار‪" ،‬دور بنك المؽرب فً مراقبة مإسسات االبتمان" مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -194‬تنص الفقرة األولى من المادة‪ .2‬على ما ٌلً‪ ":‬ال ٌجوز أن تإسس مإسسات االبتمان الموجودة مقارها‬
‫االجتماعٌة بالمؽرب إال فً شكل شركة مساهمة ذات رأس مال ثابت أو تعاونٌة ذات رأس مال متؽٌر باستثناء‬
‫المإسسات التً حدد لها القانون نظاما خاصا‪".‬‬
‫‪-195‬أحمد لفروجً‪" ،‬القانون البنكً المؽربً وحماٌة حقوق الزبناء"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪..2‬‬

‫‪77‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ذلك أن شكل شركة المساهمة هو المطلوب فً أؼلب الدول ذات الهٌكل الحدٌث و‬
‫بالنظر للمزاٌا التً تتوفر علٌها‪ ،196‬ومنها هٌكلها و شكلها الذي ٌبلبم االستثمارات الكبرى‬
‫أو الضخمة‪ ،‬ومن بٌن التشرٌعات العربٌة التً تبنت شكل شركة المساهمة لبنوكها‬
‫اإلسبلمٌة نذكر على سبٌل المثال ال الحصر المشرع الكوٌتً حٌث نصت المادة ‪ 90‬من‬
‫قانون رقم ‪ 30‬لسنة ‪ 2003‬المتعلق بالبنوك اإلسبلمٌة أن الشكل القانونً الذي ٌجب أت‬
‫تتخذه المصارؾ اإلسبلمٌة هو شكل شركة المساهمة‪ ،‬كما نصت المادة الثالث من نظام‬
‫المراقبة البنوك الصادر فً المملكة العربٌة السعودٌة بالمرسوم الملكً رقم م‪ 5/‬فً‬
‫‪ 1386/2/22‬هـ‪ ،‬الذي نص على أنه لمنح الترخٌص لمزاولة األعمال المصرفٌة للبنوك‬
‫الوطنٌة فً المملكة ٌجب أن ٌكون البنك شركة مساهمة سعودٌة‪ ،197‬فً حٌن نصت المادة‬
‫ا لثانٌة من قانون المصارٌؾ اإلماراتً على وجوب أن تتخذ المصارٌؾ اإلسبلمٌة شكل‬
‫شركة المساهمة‪.198‬‬

‫أما بخصوص الشكل الثانً الذي تتخذه البنوك التشاركٌة‪ ،‬فهً ال تخضع لقانون‬
‫التعاونٌات رقم ‪،199112.12‬المتعلق بتنظٌم قانون التعاونٌات‪ ،200‬وربما السبب الربٌسً‬
‫الذي ٌقؾ وراء استبعاد خضوع مإسسات االبتمان لقانون التعاونٌات هً مسؤلة متعلقة‬
‫بتقدٌم الحصص التً على اختبلؾ حجمها ال تعنً االستفادة بنفس الدرجة من األرباح فً‬
‫النظام القانونً للتعاونٌة‪ ،‬وهذا لن ٌقبل به أي مستثمر أجنبً مع العلم أن أحد أبرز الؽاٌات‬
‫من البنوك التشاركٌة هو جذب استثمارات أجنبٌة‪ .‬وهناك اٌضا سبب ثانً نعتقد أن ٌقؾ‬
‫وراء تجنب المشرع قانون ‪ ،103.12‬اإلحالة على قانون التعاونٌات هو متعلق بتعزٌز‬
‫استقبللٌة القانون البنكً بالنظر إلى خصوصٌات هذا األخٌر مما ٌفرض معه تمتٌعه بقواعد‬
‫قانونٌة خاصة‪.201‬‬

‫‪-196‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ :‬الوجٌز فً القانون البنكً المؽرب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.46‬‬


‫‪-197‬المادة الثالث من قانون مراقبة البنوك الصادر بالمرسوم الملكً رقم م‪2/‬فً ‪4.53/2/22‬هـ‪.‬‬
‫‪-198‬عبد الؽانً عباز "النظام القانونً للبنوك التشاركٌة" رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً العلوم القانونٌة ‪ ،‬كلٌة‬
‫العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد الخامس _الرباط‪ .‬السنة الجامعٌة ‪.2242/2243‬ص‪.24‬‬
‫‪-199‬القانون رقم ‪ 442342‬المتعلق بالتعاونٌات الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 43413456‬صادر فً ‪24‬‬
‫من محرم ‪24( 41.3‬نومبر‪ )2241‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 3.45‬بتارٌخ ‪ 22‬صفر‬
‫‪45(41.3‬دسمبر‪)2241‬صفحة‪.5154‬‬
‫‪-‬لقد تم تعدٌله بالقانون رقم ‪ 41343‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 4344322‬بتارٌخ ‪ 44‬من ذي القعدة‬
‫‪ 42( 41.5‬أؼسطس ‪ ،)2244‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 3264‬بتارٌخ ‪ 25‬ذو القعدة ‪ 24( 41.5‬أؼسطس ‪،)2244‬‬
‫صفحة‪.1236‬‬
‫‪ -201‬عبد الؽانً عباز‪"،‬النظام القانونً للبنوك التشاركٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪.2،‬‬

‫‪78‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ومن بٌن األمور كذلك الذي ٌجب على بنك المؽرب التؤكد من تناسب الرأسمال‬
‫األدنى‪ 202‬ال الذي ٌفرضه القانون‪ ،‬وكذلك توفر الشروط القانونٌة فً المسٌرٌن‪ ،‬من مروءة‬
‫‪203‬‬
‫وسلوك حسن‪ ،‬إضافة إلى الحٌاد واالستقبللٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬اٌرأوذ ِٓ ذطث‪١‬ك األحىاَ اٌمأ‪١ٔٛ‬ح‬

‫استنادا إلى المادة‪ 80‬من القانون رقم ‪ 103.12‬نجدها على أنه "ٌعهد إلى بنك‬
‫المؽرب بمراقبة تقٌد مإسسات االبتمان بؤحكام هذا القانون و النصوص المتخذة لتطبٌقه‪.‬‬

‫‪ -202‬تنص المادة ‪ .3‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على كل‬
‫مإسسة ابتمان ٌوجد مقرها االجتماعً با لمؽرب أن تثبت التوفر على موازنتها على رأس مال مدفوعة مبالؽه‬
‫بكاملها أو إذا تعلق األمر بمإسسة عمومٌة التوفر على مخصصات مدفوع مجموعها وٌعادل مبلؽها على األقل‬
‫رأس المال األدنى كما هو محدد‪ ،‬بالنسبة للصنؾ أو النصؾ الفرعً الذي تنتمً إلٌه فً منشور ٌصدره والً‬
‫بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫و ٌجب على كل مإسسة ابتمان ٌوجد مقرها االجتماعً بالخارج ومؤذون لها فً فتح فرع بالمؽرب أن ترصد‬
‫لجمٌع عملٌاتها مخصصات مستخدمة بالفعل فً المؽرب ٌعادل مبلؽها على األقل رأس المال األدنى المشار إلٌه‬
‫أعبله‪".‬‬
‫‪-‬كما أشارت المادة ‪ .4‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ٌ" :‬جب فً كل وقت أن تفوق‬
‫فعبل أصول كل مإسسة من مإسسات االبتمان الخصوم المستحقة علٌها بمبلػ ٌعادل على األقل رأس المال‬
‫األدنى أو المخصصات الدنٌا من ؼٌر اللجوء بصورة مباشرة أو ؼٌر مباشرة إلى مقاصة دفعات المساهمٌن أو‬
‫المخصصات حسب الحالة بقروض أو سلفات أو اكتتاب فً سندات دٌن أو رأس مال ٌراد بها استراجاع رأس‬
‫المال أو المخصصات‪.‬‬
‫وتحدد كٌفٌات تطبٌق أحكام هذه المادة بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات‬
‫االبتمان‪".‬‬
‫‪ -203‬تنص المادة ‪ .5‬من قانو ن مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها تنص على ما ٌلً‪ ":‬ال ٌجوز ألي‬
‫شخص أن ٌإسس مإسسة ابتمان أو ٌسٌرها أو ٌدبرها أو ٌصفٌها‪ ،‬بؤي وجه من الوجوه‪:‬‬
‫‪ -4‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً من أجل جناٌة أو إحدى الجنح المنصوص و المعاقب علٌها بالفصول من‬
‫‪..1‬إلى ‪ .64‬ومن ‪ 222‬إلى ‪ 241‬من القانون الجنابً‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً من أجل مخالفة للتشرٌع الخاص بالصرؾ‬
‫‪ -.‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً عمبل بالتشرٌع الخاص بمحاربة اإلرهاب‬
‫‪ -1‬إذا سقطت أهلٌته التجارٌة عمبل بؤحكام المواد من ‪444‬إلى‪ 422‬من القانون رقم ‪ 42362‬المتعلق بمدونة‬
‫التجارة ولم ٌرد إلٌه االعتبار‬
‫‪ -2‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً من أجل إحدى المخالفات المنصوص علٌها فً المواد من ‪ 424‬إلى ‪ 421‬من‬
‫القانون رقم ‪ 42362‬المتعلق بمدونة التجارة‬
‫‪ -3‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً عمبل بؤحكام المواد من ‪ 452‬إلى ‪ 46.‬من هذا القانون‬
‫‪-4‬إذا وقع التشطٌب علٌه بصفة نهابٌة ألسباب تؤدٌبٌة من إحدى المهن المنظمة‬
‫‪ -5‬إذا صدر فً حقه حكم نهابً عمبل بالتشرٌع الخاص بمكافحة ؼسل األموال‬
‫‪ -6‬إذا أصدرت فً حقه محكمة أجنبٌة حكما اكتسب قوة الشًء المفضً به من أجل إحدى الجناٌات أو الجنح‬
‫المشار إلٌها أعبله‪".‬‬

‫‪79‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وٌتؤكد من تناسب التنظٌم اإلداري و المحاسبً ونظام المراقبة الداخلٌة للمإسسات‬
‫المذكورة وٌسهر على جودة وضعٌتها المالٌة‪.‬‬

‫وفً هذا اإلطار‪ٌ ،‬إهل بنك المؽرب إلجراء مراقبة فً عٌن المكان ومراقبة وثابق‬
‫المإسسات المشار إلٌها أعبله بوسطة مؤمورٌه أو أي شخص أخر ٌنتدبه الوالً لهذا‬
‫الؽرض‪.‬‬

‫وللتؤكد من تقٌد المإسسات المذكورة بالقواعد االحترازٌة‪ٌ ،‬مكن أن تشمل المراقبة‬


‫فً عٌن المكان الشركات التابعة أو األشخاص االعتبارٌة التً تراقبها وفقا ألحكام‬
‫المادة‪43‬أعبله‪.‬‬

‫ال ٌتحمل األشخاص المشار إلٌهم فً الفقرة ‪ 3‬أعبله المسإولٌة المدنٌة الشخصٌة‬
‫بسبب مزاولة مهامهم‪".‬‬

‫كما أن بنك المؽرب ٌمكن أن ٌطلب من الهٌبات الخاضعة لمراقبته موافاته بجمٌع‬
‫الوثابق والمعلومات البلزمة للقٌام بمهمته‪ .‬وٌتولى تحدٌد قابمتها ونموذجها وأجال‬
‫إرسالها‪.204‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ِ :‬شالثح تٕه اٌّغشب ٌٍ‪ٛ‬ضع‪١‬ح اٌّحاعث‪١‬ح ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫إن الدور الكبٌر والربٌسً الذي تلعبه مإسسات االبتمان بوجه عام والبنوك سواء‬
‫التقلٌدٌة أو التشاركٌة بوجه خاص دفعت المشرع إلى وضع قواعد محاسبٌة خاصة بها‬
‫تهدؾ إلى حماٌة العمبلء من أي خطر قد تتعرض لها البنوك من جهة وحماٌة النسٌج‬
‫االقتصادي الوطنً من االنهٌار من جهة أخرى ‪.‬‬

‫لذلك فالمشرع المؽربً استثنى مإسسات االبتمان من نطاق تطبٌق القانون رقم‬
‫‪ 2059.88‬الذي ٌسري على التجار والشركات التجارٌة‪ ،‬فضبل عن ذلك فإن البنوك سواء‬
‫التقلٌدٌة أو التشا ركٌة تلتزم بتوجٌه الوثابق المحاسبٌة إلى الجهاز الرقابً المتمثل فً‬
‫بنك المؽرب‪ ،‬هذا الجهاز الذي ٌتولى فحص ودراسة الوثابق المحاسبٌة‪ ،‬والوقوؾ على‬
‫مدى مطابقتها للمقتضٌات القانونٌة المنظمة للمعامبلت البنكٌة و إال ترتب عن ذلك اتخاذ‬
‫التدابٌر البلزمة فً حق البنوك المخالفة للقواعد المعمول بها‪.‬‬

‫‪-204‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 52‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 6355‬المتعلق بالقواعد المحاسبٌة الخاصة الواجب على التجار العمل بها الذي تم تعدٌله بموجب‬
‫رقم ‪ 1132.‬الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 43223244‬بتارٌخ ‪ 42‬محرم ‪ 4124‬الموافق ل‪ 41‬فبراٌر‬
‫‪ 2223‬المنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 2.66‬بتارٌخ ‪ 25‬محرم ‪ 4124‬الموافق ل‪ 24‬فبراٌر ‪2224‬‬
‫الصفحة‪.222‬‬

‫‪80‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبناء علٌه سنشٌر إلى التزام البنوك التشاركٌة بقواعد محاسبٌة خاصة(‪ )1‬على أن‬
‫نشٌر إلى مراقبة بنك المؽرب التقٌد بالقواعد االحترازٌة(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ اٌرضاَ اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح تم‪ٛ‬اعذ ِحاعث‪١‬ح خاصح‬

‫إن المشرع المؽربً ألزم مإسسات االبتمان من خبلل المادة‪ 71‬من القانون‬
‫‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات و الهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬بمسك محاسبتها وفق أحكام‬
‫الكتاب األول من القسم الرابع من حسب الشروط المحددة بمنشور ٌصدره والً بنك‬
‫المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان و المجلس الوطنً للمحاسبة‪.‬‬

‫وبما أن البنوك ال تخضع إلى أحكام القانون رقم ‪ 9.88‬المتعلق بالقواعد المحاسبٌة‬
‫التجارٌة على ؼرار التجار‪ ،‬وذلك اعتبارا لخصوصٌة هذه المإسسات المالٌة‪ ،‬وبذلك ٌجب‬
‫على المإسسات عند اختتام السنة المحاسبٌة أن تعد بصورة فرعٌة أو مجمعة فرعٌا القوابم‬
‫التركٌبٌة المتعلقة بالسنة المحاسبٌة المذكورة وتوجٌهها إلى بنك المؽرب‪.‬‬

‫كما أن المشرع المؽربً ألزم بموجب المادة ‪ 72‬من قانون ‪ 103.12‬المتعلق‬


‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على مإسسات‬
‫االبتمان الموجودة مقارها االجتماعٌة بالخارج والمعتمدة لمزاولة نشاطها فً المؽرب أن‬
‫تمسك بمقار مإسساتها الربٌسٌة المقامة فً المؽرب محاسبة للعملٌات التً تقوم بها وفق‬
‫ألحكام هذا الباب"‪.‬‬

‫‪2‬ـ ِشالثح اٌرم‪١‬ذ تاٌم‪ٛ‬اعذ االحرشاص‪٠‬ح‬

‫حثى ٌتمكن بنك المؽرب من االطبلع على مدى التزام البنوك التشاركٌة بالقواعد‬
‫المحاسبٌة‪ ،‬والوقوؾ على مدى احترام هذه األخٌرة للتوجٌهات المتمثلة فً النصوص‬
‫التنظٌمٌة‪ ،‬ألزمها المشرع بإعداد الوثابق المحاسبٌة وتبلٌؽها لبنك المؽرب وفق شروط‬
‫ٌحددها هذا األخٌر‪.‬‬

‫و تلزم البنوك التشاركٌة بإعداد الوثابق المذكورة عند نهاٌة النصؾ األول من كل‬
‫سنة محاسبٌة‪ .‬وتوجه القوابم التركٌبٌة إلى بنك المؽرب و فق الشروط التً ٌحددها‪.206‬‬

‫إضافة لذلك ٌتحقق بنك المؽرب من صحة انتظام عملٌة النشر وصحة المعلومات‬
‫المنشورة‪ ،‬وٌؤمر بنشر استدراكات إذا لوحظ فً الوثابق المنشورة بٌانات ؼٌر صحٌحة أو‬

‫‪-206‬وذلك طبقا للفقرة الثالثة من المادة ‪4.‬من قانون رقم ‪ 42.342‬التً تنص على أنه" تلزم مإسسات االبتمان‬
‫كذلك بإعداد الوثابق المذكورة عند نهاٌة النص األول من كل سنة محاسبٌة‪.‬‬
‫وتوجه القوابم التركٌبٌة إلى بنك المؽرب وفق الشروط التً ٌحددها"‬

‫‪81‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫إؼفاالت‪ ،‬كما ٌمكن بمبادرة منه أن ٌقوم بنشر القوابم التركٌبٌة للبنوك التشاركٌة بعد‬
‫استطبلع رأي اللجنة التؤدٌبٌة‪ 207‬لمإسسات االبتمان‪.208‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ٚ :‬عائً سلاتح تٕه اٌّغشب عٍ‪ ٝ‬اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫تناط بالبنوك المركزٌة مهمة الحفاظ على سبلمة المراكز المالٌة للبنوك‪ ،‬وحماٌة‬
‫أموال المودعٌن فٌها‪ ،‬وتوجٌه النشاط المصرفً و التموٌلً و النقدي فً االتجاه الذي ٌخدم‬
‫السٌاسة االقتصادٌة للمجتمع‪ ،‬وٌحقق أهدافه االبتمانٌة‪ ،‬والرقابة المصرفٌة هً الوسٌلة‬
‫لتحقٌق كل هذه األهداؾ‪.‬‬

‫وتتجلى أهمٌة الرقابة البنكٌة فً كون الهدؾ األساسً لهذه األخٌرة هو الحفاظ على‬
‫االستقرار‪ ،‬وصٌانة الثقة الموضوعة من طرؾ العموم فً النظام المالً‪ ،‬وذلك لتقلٌص‬
‫خطر الخسارة الذي قد تصٌب المودعٌن ألموالهم لدى البنوك التشاركٌة و الدابنٌن‬
‫األخرٌن‪.209‬‬

‫كما أن الهدؾ األساسً من الرقابة عموما‪ٌ ،‬تمثل فً إٌجاد توازن بٌن الكتلة النقدٌة‪،‬‬
‫أي مجموع وسابل الدفع المتاحة من نقد وابتمان من جهة‪ ،‬واإلنتاج الوطنً من السلع‬
‫والخدمات من جهة أخرى‪ ،‬وهو توازن حٌوي بالنسبة لبلقتصاد الوطنً لتجنب التضخم‬
‫وأثاره‪ ،‬والذي ٌإدي حتما إلى تدهور قٌمة العملة المحلٌة وقدرتها الشرابٌة‪.210‬‬

‫ولمباشرة بنك المؽرب للرقابة البنكٌة‪ ،‬ال بد من توافر وسابل تمكنه من االضطبلع‬
‫على الوضعٌة اإلدارٌة والمحاسبٌة للبنوك التشاركٌة‪ ،‬وعلى مدى تقٌدها بالتوجهات‬
‫والضوابط البلزمة‪ ،‬والوقوؾ على مدى قدرة وفعالٌة أجهزة الرقابة الداخلٌة لهذه البنوك‪.‬‬
‫لذلك مكنت مختلؾ التشرٌعات وفً طلٌعتها التشرٌع المؽربً البنوك المركزٌة من ممارسة‬
‫تلك الرقابة فً شكلٌن مختلفٌن‪ ،‬هما الرقابة المستندٌة و الرقابة المٌدانٌة‪.‬‬

‫‪-207‬خصص المشرع المؽربً من المادة ‪ 25‬إلى المادة ‪ .4‬من الباب الثانً لمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة‬
‫فً حكمها للجنة التؤدٌبٌة للمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪-208‬وهذا ما أشارت إلٌه المادة ‪ 42‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حمها التً جاء فٌها‪ٌ" :‬جب‬
‫على مإسسات االبتمان أن تنشر القوابم التركٌبٌة المشار إلٌها فً المادة ‪ 4.‬أعبله وفق الشروط المحددة بمنشور‬
‫ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫ٌتحقق بنك المؽرب من أن عملٌة النشر ا لمذكورة قد أن أنجزت بصورة منتظمة‪ ،‬وٌؤمر المإسسات المعنٌة بنشر‬
‫استدراكات إذا لوحظ فً الوثابق المنشورة بٌانات ؼٌر صحٌحة أو إؼفاالت‪.‬‬
‫وٌمكن لبنك المؽرب بمبادرة منه‪ ،‬أو ٌقوم بنشر القوابم التركٌبٌة للمإسسات المذكورة بعد استطبلع رأي اللجنة‬
‫التؤدٌبٌة لمإسسات االبتمان"‬
‫‪ -209‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -210‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬التجربة بٌن الفقه و القانون والتطبٌق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.445‬‬

‫‪82‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إذا كانت الرقابة من حٌث طرق ممارستها إما مٌدانٌة أو مستندٌة‪،‬‬
‫فإن نطاقها من حٌث العملٌات موضوع الرقابة ٌجعلها رقابة على التسٌٌر‪،‬‬
‫رقابة على التموٌل‪ ،‬باإلضافة إلى رقابة انتقابٌة‪.211‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬طشق ِّاسعح تٕه اٌّغشب ٌٍشلاتح‬

‫تكتسً طرق ممارسة الرقابة البنكٌة أهمٌة كبرى‪ ،‬إذ بواسطتها ٌتمكن بنك المؽرب‬
‫من معرفة مدى تقٌد البنوك بالقوانٌن والتنظٌمات الخاضعة لها ومدى استجابتها لؤلوامر‬
‫والتعلٌمات الموجهة إلٌها من طرؾ سلطات الرقابة‪ ،212‬وتتجلى هذه الرقابة شكلٌن‬
‫أساسٌن‪ :‬إما رقابة مستندٌه أو رقابة مٌدانٌة‪.‬‬

‫‪1‬ـ اٌشلاتح اٌّغرٕذ‪٠‬ح‬

‫تعد الرقابة المستندٌة وسٌلة أساسٌة ٌستعٌن بها بنك المؽرب فً ممارسة رقابته‪،‬‬
‫وترتكز الرقابة المستندٌة على فحص الوثابق و المستندات المحاسبٌة و االحترازٌة‪.‬‬

‫و تنجز هذه الرقابة على أساس المستندات التً ترسلها البنوك التشاركٌة إلى بنك‬
‫المؽرب بانتظام‪ ،‬كما تدعم أٌضا بالمقاببلت المنتظمة التً ٌجرٌها المكلفون بالرقابة مع أطر‬
‫ومسٌري مإسسات االبتمان‪ .‬وٌمكن تعرٌفها أٌضا بؤنها الرقابة المتعلقة بفحص التقارٌر‬
‫والبٌانات و اإلحصابٌات‪ ،‬ومختلؾ الوثابق التً سترسلها المإسسات البنكٌة التشاركٌة لبنك‬
‫المؽرب‪.213‬‬

‫وتمارس هذه الرقابة عن طرٌق طلب بنك المؽرب من الهٌبات الخاضعة لرقابته‬
‫موافاته بجمٌع الوثابق والمعلومات البلزمة للقٌام بمهمته‪ ،214‬وتتمٌز الرقابة المستندٌة‬
‫بكونها دابمة ومستمرة وشاملة‪ ،‬فهً تخص كل المإسسات الخاضعة للرقابة سواء كانت‬
‫بنوك تقلٌدٌة أو تشاركٌة‪ ،‬حٌث ألزم المشرع المؽربً البنوك بؤن تبلػ إلى بنك المؽرب‬

‫‪-211‬شوقً كوثر‪ ،‬رقابة بنك المؽرب على مزاولة المهنة البنكٌة ‪،‬مرجع سابق‪،‬صفحة‪.5‬‬
‫‪ -212‬محمد بن محمد بن عبد الرحمان‪ ،‬رقابة البنك المركزي على البنوك التجارٌة فً دول المؽرب العربً‪-‬‬
‫دراسة مقارنة‪ -‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫السوٌسً‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة‪ ،2225-2224‬صفحة‪15‬‬
‫‪-213‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪،‬ص‪.26‬‬
‫‪-214‬تنص المادة ‪ 52‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪ٌ" :‬مكن أن ٌطلب بنك‬
‫المؽرب من الهٌبات الخاضعة لمراقبته موافاته بجمٌع الوثابق و المعلومات البلزمة للقٌام بمهمته‪ .‬وٌتولى تحدٌد‬
‫قابمتها ونموذجها وأجال إرسالها"‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫قوابمها التركٌبٌة المعدة بصورة فردٌة أو مجمعة فرعٌا وذلك وفق الكٌفٌات التً ٌحددها‬
‫منشور والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪.215‬‬

‫‪2‬ـ الرقابة المٌدانٌة‬

‫تتمثل الرقابة المٌدانٌة فً مجموع العملٌات التفتٌشٌة التً تهدؾ إلى دراسة وفحص‬
‫المركز المالً اإلجمالً للمإسسة البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬بمجموعة فروعها وإدارتها فً وقت‬
‫واحد‪ ،‬وذلك للتحقق من مدى سبلمة المركز المالً للبنك التشاركً‪ ،‬وتقوٌم نظم العمل‬
‫والرقابة ا لداخلٌة المطبقة‪ ،‬واالطمبنان إلى صحة البٌانات و اإلحصاءات الدورٌة وؼٌر‬
‫الدورٌة‪ ،‬التً ٌقدمها إلى البنك المركزي أي بنك المؽرب‪ ،‬كما ٌهدؾ إلى التحقق من سبلمة‬
‫االستثمارات‪ ،‬وكفاٌتها لمقابلة االلتزامات‪ ،‬وسٌولتها لمواجهة طلبات السحب فً األجل‬
‫القصٌر‪ ،‬كما ٌولً التفتٌش عناٌة كبٌرة بفحص مدى التزام البنوك التشاركٌة بالتشرٌعات‬
‫البنكٌة والمنشورات الصادرة من البنوك المركزٌة‪.216‬‬

‫ولقد نص القانون البنكً الجدٌد على طرٌقة ممارسة المراقبة المٌدانٌة على البنوك‬
‫التشاركٌة فً الفقرة الثالثة من المادة‪ 21780‬من القانون البنكً رقم ‪ ،103.12‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 218112‬منه بؤن بنك المؽرب مإهل بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪،‬‬
‫إلبرام اتفاقٌة ثنابٌة مع الهٌبات المكلفة فً دول أجنبٌة بمهمة الرقابة‪ ،‬بؽرض تحدٌد‬
‫الشروط التً ٌمكن لكل طرؾ أن ٌبعث وفقها‪ ،‬وٌتلقى المعلومات المفٌدة لمزاولة مهنته‪،‬‬

‫‪-215‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 43‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪:‬‬
‫"ٌجب على مإسسات االبتمان للمحافظة على سٌولتها ومبلءتها وتوازن وضعٌتها المالٌة أن تتقٌد فً صورة‬
‫فردٌة أو مجمعة فرعٌا عند االقتضاء بالقواعد االحترازٌة المحددة بمناشٌر ٌصدرها والً بنك المؽرب بعد‬
‫استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان والمتمثلة فً الحفاظ على نسب معٌنة"‬
‫‪-216‬الحسٌن أمزٌل‪" ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب" مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪..4:‬‬
‫‪ -217‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 52‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪:‬‬
‫وفً هذا اإلطار ٌإهل بنك إلجراء مراقبة فً عٌن المكان ومراقبة وثابق المإسسات المشار إلٌها أعبله بواسطة‬
‫مؤمورٌه أو أي شخص أخر ٌنتدبه الوالً لهذا الؽرض"‬
‫‪ -218‬تنص المادة‪ 442‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪ٌ" :‬إهل بنك المؽرب‬
‫بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪ ،‬إلبرام‪ ،‬مع الهٌبات المكلفة فً دول أجنبٌة بمهمة مماثلة للمهمة‬
‫المعهود بها إلٌه وفقا لهذا القانون فٌما ٌتعلق بمراقبة مإسسات االبتمان‪ ،.‬اتفاقٌات ثنابٌة ٌكون الؽرض منها‪:‬‬
‫‪ -‬تحدٌد الشروط التً ٌمكن وفقها لكل طرؾ من الطرفٌن أن ٌبعث و ٌتلقى المعلومات المفٌدة لمزاولة مهمته‪.‬‬
‫‪-‬إجراء المراقبة فً عٌن المكان على الشركات البنكٌة التابعة أو فروع مإسسات االبتمان المقامة بتراب كل‬
‫طرؾ من الطرفٌن‬
‫‪ -‬كٌفٌات التنسٌق و التدخل فً حل األزمة التً تإثر على الفروع أو الشركات التابعة والمقامة فً تراب كل من‬
‫الطرفٌن‬
‫‪-‬إحداث عند االقتضاء‪ ،‬مجمع مشرفٌن لتنسٌق أعمال اإلشراؾ على مإسسات االبتمان التً لها فروع أو‬
‫شركات تابعة مقامة فً الخارج‪".‬‬

‫‪84‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وٌتم إجراء المراقبة فً عٌن المكان على المإسسات البنكٌة التابعة‪ ،‬أو فروع مإسسات‬
‫االبتمان المقامة بتراب كبل الطرفٌن‪ ،‬وتتعلق المراقبة‪ ،‬فً عٌن المكان المشار إلٌها أعبله‪،‬‬
‫باحترام القواعد االحترازٌة ونوعٌة المخاطر‪ ،‬قصد السماح بإجراء مراقبة مجمعة للوضعٌة‬
‫المالٌة للمجموعات البنكٌة والمالٌة‪.‬‬

‫وتتعلق أعمال التفتٌش بمتابعة المإسسة البنكٌة التشاركٌة فٌما ٌقع لها من حوادث‬
‫وواقع‪ ،‬من شؤنها أن تإثر على المركز المالً للبنك‪ ،‬وذلك بالدراسة والفحص للتعرؾ على‬
‫األسباب و المبلبسات المصاحبة لتلك الحوادث‪ ،219‬كما ٌتم فحص القروض و التسهٌبلت‬
‫االبتمانٌة‪ ،‬باإلضافة إلى التؤكد من مدى تقٌد المإسسة البنكٌة التشاركٌة بقوانٌن الرقابة‬
‫والقرارات المنفذة لها‪ ،‬وتقدٌر مدى كفاٌة إدارة المإسسة البنكٌة‬

‫وبعد االنتهاء من عملٌة التفتٌش‪ٌ ،‬كون المراقبون فً وضع ٌمكنهم من تقوٌم‬


‫المركز المالً الحقٌقً للبنك التشاركً‪ ،‬وتقدٌر العجز فً أصوله و استثماراته‪ ،‬ومدى‬
‫تؽطٌته برأس المال و االحتٌاطات و المخصصات‪ ،‬أو مساسه بحقوق المودعٌن وؼٌرهم‬
‫من الدابنٌن‪ ،‬كما ٌكون من المٌسور له إٌضاح السٌاسات و المبررات التً أدت إلى هذه‬
‫النتٌجة‪ ،‬وبمجرد االنتهاء من التقرٌر ٌقوم بنك المؽرب بتبلٌػ نتابج الرقابة المٌدانٌة‬
‫‪220‬‬
‫وتوصٌاتها إلى مسٌري المإسسة البنكٌة التشاركٌة المعنٌة حسب مقتضٌات المادة‪83‬‬
‫من قانون مإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬أد‪ٚ‬اخ ِّاسعح تٕه اٌّغشب ٌٍشلاتح‬

‫تنقسم العملٌات موضوع الرقابة إلى الرقابة على التسٌٌر و رقابة انتقابٌة و رقابة‬
‫على التموٌل‪ ،‬فاألولى تهدؾ إلى حماٌة المودعٌن‪ ،‬أما الثانٌة فترتكز على حماٌة وتدعٌم فبة‬
‫معٌنة من الزبناء وكذا قطاعات محددة‪ ،‬أما الثالثة فإنها ترمً إلى ضبط التموٌبلت التً‬
‫تقدمها البنوك‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى الرقابة على التسٌٌر فً(‪ )1‬على أن نشٌر إلى الرقابة على‬
‫التموٌل فً (‪ )2‬ونتناول الرقابة االنتقابٌة فً(‪.)3‬‬

‫‪-219‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب"‪،‬‬
‫مرجع سابق ص‪.2 :‬‬
‫‪-220‬تنص المادة‪ 5.‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪ٌ ":‬مكن أن ٌطلب بنك‬
‫المؽرب مع الهٌبات الخاضعة لمراقبته موافاته بجمٌع الوثابق والمعلومات البلزمة للقٌام بمهمته‪ .‬وٌتولى تحدٌد‬
‫قابماتها ونموذجها و أجال إرسالها"‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ اٌشلاتح عٍ‪ ٝ‬اٌرغ‪١١‬ش‬

‫ت هدؾ هذه األدوات إلى ضمان حسن سٌر العمل البنكً‪ ،‬عن طرٌق تقدٌم الوثابق‬
‫والمعلومات للبنك المركزي أي بنك المؽرب‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 82‬من قانون ‪103.12‬‬
‫على ما ٌلً‪ٌ " :‬مكن أن ٌطلب بنك المؽرب من الهٌبات الخاضعة لرقابته موافاته بجمٌع‬
‫الوثابق والمعلومات البلزمة للقٌام بمهمته"‬

‫وٌتولى تحدٌد قابمتها ونموذجها وأجال إرسالها‪ ،‬ومن هذه الوثابق والمعلومات‪،‬‬
‫التقارٌر السنوٌة المتضمنة للحسابات الختامٌة‪ ،‬وبٌانات عن مبلءته وسٌولته وتدخبلته فً‬
‫السوق النقدي‪ ،‬ومعلومات عن القروض الممنوحة وؼٌرها‪.‬‬

‫وفٌما ٌتعلق بتحدٌد نسبة رأس المال‪ ،‬تتطلب القوانٌن فً البنوك التوفر على رأسمال‬
‫مال كاؾ ٌعد دلٌبل للجدٌة المساهمٌن وعدم اعتمادهم على األموال المتلقاة من الؽٌر‪ ،‬ونظرا‬
‫لضخامة هذه األخٌرة كان من الضروري تدخل السلطات النقدٌة لمراقبة البنوك‪ ،‬تؤمٌنا‬
‫لمصالح أصحابها بوضع نسبة للربط بٌن أموال البنك الذاتٌة وبٌن حجم الودابع لدٌه‪ ،‬سواء‬
‫تحت الطلب أو ألجل‪ ،‬حثى تؽطً أي خسارة قد تصٌب البنك وتحول دون أن تتؤثر الودابع‬
‫بها‪ ،‬وتسمى "معامل المبلءة" الذي ٌدعم الضمانات الممنوحة للمتعاملٌن مع البنك‪ ،‬و إذا‬
‫كانت هذه هً الوضعٌة لدى البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬التً تكٌؾ العبلقة بٌنها وبٌن المودعٌن‪ ،‬بؤنها‬
‫عبلقة دابنٌة ومدٌونٌة‪ ،221‬فما هو الحال عند البنوك التشاركٌة التً تقوم فٌها العبلقة مع‬
‫أصحاب الودابع على أساس المشاركة‪222‬؟‬

‫هل تلعب األموال الحرة لدٌها نفس الدور‪ ،‬وبالتالً ٌجب أن ٌتوافق مستواها دابما‬
‫مع حجم الودابع وهل ٌجب أن تخضع هذه البنوك لهذه النسبة بنفس الشكل أم ال؟‬

‫‪-221‬سعاد البراهٌمً "البنوك التشاركٌة بالمؽرب دراسة مقارنة"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.54‬‬


‫‪ٌ-222‬قصد بالمشاركة وفقا لمقتضٌات المادة‪ .4‬من منشور بنك المؽرب رقم ‪/4‬و‪ 44/‬صادر فً ‪ٌ 24‬ناٌر ‪2244‬‬
‫ٌتعلق بالمواصفات التقنٌة لمنتجات المرابحة و اإلجارة والمشاركة والمضاربة و السلم‪ ،‬وكذا كٌفٌات تقدٌمها إلى‬
‫العمبلء‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد‪.-3215‬جمادى األخرة ‪2(41.5‬مارس‪)2244‬ص‪ 252:‬على ما ٌلً‪ٌ :‬قصد بعقد‬
‫المشاركة كل عقد شركة ٌكون الؽرض منه مشاركة مإسسة فً رأس مال مشروع جدٌد أو قابم قصد تحقٌق‬
‫الربح‪ ،‬توزع األرباح و ٌتم تحمل الخسابر بٌن الشركاء‪ ،‬حسب حصصهم فً رأس مال الشركة‪ ،‬ما لم ٌتفق‬
‫األطراؾ على خبلؾ ذلك فٌما ٌخص توزٌع األرباح لمصلحة الشركة‪.‬‬
‫‪-‬وهو التعرٌؾ الذي جاءت به المادة ‪/25‬ج‪ ،‬وإن اختلفت عن األولى من حٌث الصٌاؼة إال أن مضمونها واحد‪،‬‬
‫حٌث نصت على أن المشاركة هً‪" :‬كل عقد ٌكون الؽرض منه مشاركة بنك تشاركً فً مشروع قصد تحقٌق‬
‫الربح"‬
‫وتعتبر المشاركة األسلوب األمثل لتموٌل عملٌات االستثمار الجماعٌة فً المشروعات الصناعٌة والتجارٌة‬
‫والخدماتٌة والعقارٌة وؼٌرها‪ ،‬وتكسً المشاركة أحد الشكلٌن‪:‬‬
‫ـ المشاركة الثابتة ‪ٌ :‬بقى األطراؾ إلى حٌن انقضاء العقد الرابط بٌنهم‬
‫ـ المشاركة المتناقضة‪ٌ :‬نسحب البنك تدرٌجٌا من المشروع وفق بنود العقد‬

‫‪86‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫للجواب عن هذا السإال وجهان األول أن الودابع فً البنوك التشاركٌة تحصل مبدبٌا‬
‫على نصٌب من الربح و بالمقابل فإنها تتحمل نصٌبها فً الخسابر‪ ،‬والثانً أن البنوك‬
‫التشاركٌة مبدبٌا تلعب دور المضارب بؤموال الودابع و فً هذه الحالة إذا وقعت خسارة ما‬
‫فإن أصحاب الودابع ٌتحملونها وحدهم بسبب خطؤ أو تجاوز فً التسٌٌر‪ ،‬فهنا ٌتحمل البنك‬
‫نتٌجة لذلك‪.223‬‬

‫أما فٌما ٌخص معامل السٌولة لدٌها فهو ٌعنً إلزام البنك باالحتفاظ بنسبة معٌنة بٌن‬
‫موجوداتها القابلة للتسٌٌر الفوري‪ ،‬مثل النقد فً الخزٌنة و الودابع لدى البنك المركزي و‬
‫الخزٌنة العامة‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من أن المبالػ التً ٌحتفظ بها البنك التشاركً كوسٌلة ال ٌمكن له أن‬
‫ٌوظفها بؤسلوب ربحً‪ ،‬إال أن البنك المركزي أي بنك المؽرب ٌفرض نسبة السٌولة حثى ال‬
‫تلهت البنوك فً سعٌها لتحقٌق أعلى عوابد ربحٌة بتوظٌؾ كل اموالها أو أكبر حجم لدٌها‪،‬‬
‫مما قد ٌوقعها فً مشاكل كبٌرة لعجزها عن مواجهة طلبات السحب من المودعٌن لدٌها‪.‬‬

‫عموما فالرقابة على التسٌٌر‪ ،‬تهدؾ إلى ضمان حسٌن سٌر العمل البنكً داخل‬
‫البنوك التشاركٌة‪ ،‬عن طرٌق تقدٌم الوثابق و المعلومات لبنك المؽرب من جهة‪ ،‬وتهدؾ من‬
‫جهة أخرى إلى حماٌة المودعٌن بواسطة عدد من المعامبلت التً ٌتم فرضها على البنوك‪،‬‬
‫وٌطلق علٌها القواعد االحترازٌة‪ ،‬التً من شؤنها حماٌة البنك من مخاطر انعدام السٌولة‪،‬‬
‫ومعامل المبلءة‪ ،‬ومعامل توزٌع المخاطر‪ ،‬والقواعد الخاصة بتصنٌؾ الدٌون المتعلقة األداء‬
‫ثم شروط المساهمة فً رأس المقاوالت‪.224‬‬

‫‪ 2‬ـ الرقابة على التموٌل‬

‫تهدؾ الرقابة على التموٌل إلى ضبط التموٌبلت الشرعٌة‪ ،‬والمصادقة علٌها من لدن‬
‫المجلس العلمً األعلى‪ ،225‬حٌث تعمل البنوك التشاركٌة على تقدٌمها للزبناء المتعاملٌن‬
‫معها‪ ،‬وٌتم ضبط هذه التموٌبلت عن طرٌق أدوات تتكلؾ السلطات الوصٌة على القطاع‬

‫‪-223‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬تجربة البنوك اإلسبلمٌة التجربة بٌن الفقه و القانون والتطبٌق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.46‬‬
‫‪-224‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪..‬‬
‫‪225‬‬
‫‪ٌ-‬تم تنظٌمه بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪4342322‬صادر فً ‪ 25‬من ربٌع األول‪ٌ 22-41.3‬ناٌر ‪-2242‬‬
‫بتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 4.2.3.22‬الصادر فً ‪ 2‬ربٌع األول ‪ 22-4122‬أبرٌل ‪ -2221‬بإعادة تنظٌم‬
‫المجالس العلمٌة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 3...‬بتارٌخ ‪ 46‬ربٌع األخر ‪ 41.3‬الموافق ل ‪6‬‬
‫فبراٌر‪،2242‬ص‪4265‬‬

‫‪87‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بوضعها وتحدٌدها‪ ،‬والتً ٌتوخى من ورابها تؤمٌن حماٌة المودعٌن‪ ،‬والحد من نمو‬
‫االبتمانات بما ٌتوافق مع التوسع االقتصادي‪ ،‬وكذا توجٌه جهود البنوك فً تموٌل االقتصاد‬
‫الوطنً نحو القطاعات االقتصادٌة ذات األولوٌة‪ .‬ولكً ٌقوم بنك المؽرب بممارسة هذه‬
‫السٌاسة بشكل فعال ٌضمن له القٌام برقابة جٌدة‪ٌ ،‬باشر رقابته باستعمال طرٌقتٌن‪ :‬األولى‬
‫طرٌقة التدخل المباشر عن طرٌق تؤطٌر القروض و الثانٌة التدخل ؼٌر المباشر على توزٌع‬
‫القروض‪.‬‬

‫أ‪-‬اٌشلاتح اٌّثاششج عٍ‪ ٝ‬اٌرّ‪ً٠ٛ‬‬

‫وهً ما ٌمكن أن ٌطلق علٌه فً النمط التقلٌدي تؤطٌر القروض‪ ،‬وهً سٌاسة تتخذ‬
‫عند مبلحظة وجود فوارق كبٌرة بٌن مستوى اإلنتاج الوطنً‪ ،‬وحجم الكتلة النقدٌة‬
‫المتداولة‪ ،‬أو عند مبلحظة تراجع كبٌر فً مستوي احتٌاطات الببلد من العملة الصعبة‪،‬‬
‫وٌهدؾ تؤطٌر القروض التً تقدمها البنوك‪ ،‬إما تجمٌد نوعٌة معٌنة منها‪ ،‬أو تحدٌد سقؾ‬
‫معٌن لنموها خبلل فترة معٌنة‪.226‬‬

‫وٌعتبر االبتمان من ركابز السٌاسة النقدٌة فً الدولة‪ ،‬نظرا للدور الربٌسً الذي‬
‫تلعب فً الحٌاة االقتصادٌة إذ هو الذي ٌمدها بما تحتاج إلٌه من موارد‪ ،‬ونظرا لؤلثار التً‬
‫ٌحدثها االبتمان على األموال المعروضة‪ ،‬وعلى أسعار و القوة الشرابٌة عند الجمهور‪ ،‬كان‬
‫من البلزم تدخل الحكومات لضبطه وتوجٌه‪ ،‬عن طرٌق نظام السوق االبتمانٌة التً ٌحددها‬
‫البنك المركزي أي بنك المؽرب‪ ،‬والذي ٌعطً للبنوك التقلٌدٌة و التشاركٌة الحدود القصوى‬
‫التً ٌمكن منح االبتمان فٌها‪.‬‬

‫و المبلحظ أن خضوع البنوك التشاركٌة للسقؾ االبتمانً من حٌث المبدأ مسؤلة ال‬
‫تتبلءم مع طبٌعتها‪ ،‬وتضر بها أكثر من البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬والسقوؾ االبتمانٌة تحد من قدرة‬
‫البنوك على التموٌل‪ ،‬وتترك لها سٌولة نقدٌة هامة‪ ،‬ورؼم أن البنوك التقلٌدٌة تقوم بإٌداع‬
‫هذه السٌولة لدى البنوك األخرى والمراسلٌن الذٌن تتعامل معهم مقابل فوابد معٌنة‪ ،‬فإنها‬
‫أحٌانا ال تستطٌع توظٌؾ هذا الفابض بهذا الشكل إذا كان السوق ٌتوفر على سٌولة كبٌرة‪.‬‬

‫و باألحرى البنوك التشاركٌة التً ال ٌمكنها أن توظؾ السٌولة لدٌها بهذه الطرق‪،‬‬
‫فتبقى األموال مجمدة عندها مما ٌضر بها و بالمودعٌن‪ ،‬وكمثال على هذه الوضعٌة نجد أن‬
‫البنوك اإلسبلمٌة فً السودان تتوفر على أكبر من نصؾ رأس مال جل البنوك الموجودة‬

‫‪ -226‬محمد فاضل ماء العٌنٌن "النظام القانونً للبنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬بحث لنٌل دبلوم الماستر فً‬
‫القانون الخاص تخصص القانون المدنً و األعمال‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة عبد‬
‫هللا السعدي طنجة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2244_2242‬صفحة‪52‬‬

‫‪88‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فً الدولة‪ .227‬ولها ودابع بمختلؾ العمبلت أعطتها ربع ودابع الجهاز المصرفً السودانً‪،‬‬
‫ال تمنح التموٌل إال فً حدود ‪ %13‬من مجموع التموٌل الذي ٌمنحه هذا الجهاز بؤكمله‪،‬‬
‫نظرا للسقوؾ االبتمانٌة التً فرضها علٌها البنك المركزي أي بنك المؽرب‪ ،‬والتً أدت إلى‬
‫تعطٌل حوالً ‪ %60‬من األموال المتوفرة لدٌها و القابلة لبلستثمار‪.‬‬

‫كما أن سٌاسة تؤطٌر من طرؾ بنك المؽرب لم تكن نتٌجة الرؼبة فً تموٌل‬
‫األنشطة االقتصادٌة ذات األهمٌة فحسب‪ ،‬وإنها كانت نتٌجة ارتفاع الكتلة النقدٌة سنة‬
‫‪ 1968‬بما ٌزٌد ‪ %15‬وارتفاع القروض لبلقتصاد بنسبة ‪ ،%22‬وقد مكن تطبٌقها من‬
‫التحكم فً تموٌبلت البنوك ومراقبتها ومن إعادة تكوٌن احتٌاطات الصرؾ و التحكم فً‬
‫ارتفاع األسعار‪ ،228‬ؼٌر أن هذه السٌاسة انتقدت بسبب أن القروض الموجهة لبلقتصاد ذات‬
‫األهمٌة كانت تمثل نسبة مهمة حٌث أنه إلى ؼاٌة سنة ‪ 1990‬كانت نسبة ‪ %70‬من‬
‫القروض الممنوحة لبلقتصاد مإطرة‪ ،‬مما حد من حركة البنوك فً تحصٌل مواردها‪،229‬‬
‫فً القطاعات الحدٌثة و ذات المردودٌة كما وقعت اختبلالت على مستوى التموٌل من خبلل‬
‫تشجٌع المقترضٌن التقلٌدٌن على حساب المقاوالت حدٌثة التكوٌن حٌث أدى ذلك إلى إلؽاء‬
‫هذه السٌاسة سنة ‪.1991‬‬

‫وٌرى مإٌدو البنوك اإلسبلمٌة بؤنها ؼٌر محتاجة لهذه السقوؾ االبتمانٌة التً تفوق‬
‫تموٌبلتها و تعرقل سٌر عملها‪ ،‬مما ٌلحق بها أضرار تتمثل فً الحد من قدرتها على‬
‫استخدام فوابض السٌولة‪ ،‬وتؤتً عدم حاجتها لهذه السقوؾ من كونها ال تعمل أصبل‬
‫بالقروض‪ ،‬و إنما باالستثمار المباشر –إما بالمرابحة أو بالمشاركة_ و بذلك فهً ال تإثر‬
‫على الكتلة النقدٌة‪ ،‬وتتمثل الخسارة التً تلحق بالبنوك اإلسبلمٌة من جراء خضوعها‬
‫للسقوؾ االبتمانٌة‪ ،‬فً تجمٌد أموالها لدى البنك المركزي ألنها ال تتلقى فوابد عنها‪.‬‬

‫ولكننا نعتقد أنه من الضروري خضوع البنوك التشاركٌة للسقوؾ االبتمانٌة ألنها‬
‫تهدؾ عادة إلى الحد من قدرة البنوك على تموٌل الؽٌر المنتجة و تعطً األولوٌة للمنتجة‬
‫منها‪ ،‬حفاظا على سبلمة االقتصاد الوطنً و الحد من المخاطر التً ٌمكن أن تواجه البنوك‬
‫التشاركٌة‪.‬‬

‫‪ -227‬أنور حنفً‪ :‬دور البنوك اإلسبلمٌة فً التنمٌة االقتصادٌة دراسة تطبٌقٌة عن السودان‪ ،‬تعلٌق على رسالة‬
‫الماجستٌر‪ ،‬مجلة المال و االقتصاد‪ ،‬عدد ‪.3‬دجنبر ‪ ،4655‬ص‪.12:‬‬
‫‪ -228‬عبد اللطٌؾ الجواهري‪ ،‬تجربة السٌاسة النقدٌة فً المملكة المؽربٌة‪ ،‬دراسة قدمت إلى االجتماع السنوي‬
‫الثانوي الثامن والعشرٌن لمجلس محافظً المصارؾ المركزٌة‪ ،‬ومإسسات النقد العربٌة والذي عقد فً القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ -‬فً سبتمبر ‪ ،2004‬صندوق النقد العربً‪ ،‬أبو ظبً‪.2004‬ص‪.4‬‬
‫‪229‬‬
‫;‪-Mohamed abouch_maarouf abdelouahad la banque dans la nouvelle dynamique‬‬
‫‪financier une analyse rétrospective du cas marocaine d’administration local et de‬‬
‫‪développement(remald)novembre ; décembre 2005_editions maghrébines ;page.65‬‬

‫‪89‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ب‪ -‬اٌشلاتح اٌغ‪١‬ش اٌّثاششج عٍ‪ ٝ‬اٌرّ‪ً٠ٛ‬‬

‫وهً الرقابة على توزٌع القروض‪ ،‬وتهدؾ إلى التحكم فً حجم الكلً لبلبتمان الذي‬
‫ٌمكن للبنوك التشاركٌة أن تمنحه مجتمعة‪ ،‬والتؤثٌر فً كمٌته بالزٌادة أو بالنقص‪ ،‬بؽض‬
‫النظر عن أوجه استعمال هذا الحجم الكلً فً مجاالت النشاط االقتصادي‪ 230،‬كما تهدؾ‬
‫أٌضا إلى التحكم فً السٌولة المتاحة‪ ،‬وتستعمل السلطات المختصة فً هذا اإلطار وسابل‬
‫أخرى‪ ،‬كتحدٌد سقوؾ إعادة الخصم أو االحتٌاط النقدي أو تنظٌم أسعار الفابدة‪.‬‬

‫‪-‬إعادة الخصم لدى البنك المركزي‬

‫تعد إعادة الخصم بمثابة إعادة تموٌل ٌتحه البنك المركزي للبنوك التجارٌة‪ ،‬ولكل‬
‫بنك سقؾ ٌمكنه فً إطاره الحصول على موارد جدٌدة من البنك المركزي‪ ،‬بالنظر إلى ما‬
‫منحه هذا البنك من قروض لزبنابه وفً انتظار سدادهم لها‪ ،‬وٌمنح التموٌل الجدٌد مقابل‬
‫خصم نسبة فابدة معٌنة من لدن البنك المركزي كتكلفة للمبالػ المقدمة‪.231‬‬

‫إال أنه ال ٌتم اللجوء إلى إعادة الخصم من طرؾ البنوك اإلسبلمٌة بسبب ؼٌاب‬
‫التموٌبلت المباشرة لدٌها فً شكل قروض وخضوع إعادة الخصم لدى البنك المركزي‬
‫لنظام الفابدة‪.‬‬

‫‪-‬االحتٌاط النقدي‬

‫ٌتعلق االحتٌاط النقدي‪ 232‬بإٌداعات إجبارٌة‪ ،‬مجمدة لدى البنك المركزي‪ ،‬وبدون‬
‫فوابد‪ ،‬وٌتؽٌر لحجم هذه الودابع‪ ،‬تستطٌع السلطات النقدٌة فً التؤثٌر على سٌولة البنوك‪،‬‬
‫وقدرتها على منح القروض‪.‬‬

‫وٌهدؾ البنك المركزي من تطبٌق سٌاسة االحتٌاطً النقدي‪ ،‬إلى الحٌلولة دون‬
‫تعرض البنوك الخاضعة لرقابته ألزمات السٌولة المفاجبة‪ ،‬وبذلك بتؤمٌن قدرتها على‬
‫مواجهة طلبات السحب المفاجبة‪ ،‬التً قد تتعرض لها هذه البنوك وقد ال تستطٌع الوفاء بها‪.‬‬

‫‪ -230‬محمد زكً شافعً‪ ،‬مقدمة فً النقود والبنوك‪ ،‬دار النهضة العربٌة القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،1224‬صفحة ‪.941‬‬
‫‪-231‬عابشة الشرقاوي‪ :‬تجربة البنوك اإلسبلمٌة‪،....‬مرجع سابق‪:‬صفحة‪.52‬‬
‫‪-232‬الهدؾ األساسً لنشؤة االحتٌاطات النقدٌة لدى البنوك المركزٌة هو إتاحة السٌولة للبنوك عند الحاجة‪ ،‬فلقد‬
‫أتاحت االحتٌاطات النقدٌة قدرات كبٌرة للبنوك المركزٌة من خبلل دورها فً المحافظة على سبلمة االبتمان عن‬
‫طرٌق التؤثٌر فً تؽٌرات حجم االبتمان البنكً‪ ،‬وإتاحة موارد كافٌة تضمن أمان النظام البنكً وتحقٌق ٌسار‬
‫البنوك فً مواجهة لدابنٌها‪ ،‬وبذلك أصبح االحتٌاطً النقدي دور هام فً تحقٌق أهداؾ السٌولة واالبتمان‪،‬‬
‫وأصبح من أهم معاٌٌر الرقابة المصرفٌة الكمٌة‪.‬‬
‫‪ -‬الؽرٌب ناصر‪ ،‬الرقابة المصرفٌة على المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬وقضاٌا التشؽٌل‪ ،‬مقال منشور بدون سنة‪ .‬صفحة‬
‫‪.244‬‬

‫‪90‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ومن المعروؾ أن البنك المركزي أن ٌقتطع نسبة من ودابع البنوك التجارٌة وكافة‬
‫المإسسات المالٌة لٌحتفظ بها لدٌه‪ ،‬دون أن ٌمنح لهذه البنوك أو تلك المإسسات أٌة فوابد‬
‫مالٌة على تلك النسب المقتطعة‪ ،‬وتختلؾ هذه األخٌرة باختبلؾ الودابع و أجالها‬

‫‪ -‬الحسابات الجارٌة‪ ،‬وحسابات التوفٌر‪.....‬‬

‫‪ -‬وٌضع البنك المركزي نظاما دقٌقا لتحدٌد تلك النسبة و تؽٌراتها المستمرة‪.233‬‬

‫و بالنظر إلى مبررات البنك المركزي فً تطبٌق سٌاسة االحتٌاطً النقدي‪ ،‬نجدها‬
‫تتناسب مع طبٌعة الودابع االستثمارٌة فً البنوك التشاركٌة‪ ،‬والتً تختلؾ عن الودابع ألجل‬
‫فً البنوك التقلٌدٌة‪.‬‬

‫فهذه الودابع االستثمارٌة‪ 234‬قدمها أصحاب للبنك التشاركً بؽرض استثمارها‪ ،‬وفقا‬
‫النتابج الفعلٌة لبلستثمار من ربح أو خسارة‪ ،‬ومن ثم فلٌس هناك التزام على البنك‬
‫التشاركً بضرورة ردها كاملة ألصحابها‪ ،‬ألنها لٌست مضمونة على البنك‪ ،‬كما هو الشؤن‬
‫بالنسبة للودابع ألجل بالبنك التقلٌدي التً تعتبر دٌونا فً ذمة البنك‪ .،235‬وال ٌضمن البنك‬
‫التشاركً‪ ،‬سواء الودابع الجارٌة باستحقاق ربحها على أساس قاعدة "ضمان الخراج‪."236‬‬

‫‪-233‬وتلعب تلك النسبة دورا ربٌسٌا فً السٌاسات النقدٌة‪ ،‬فمن خبللها ٌستطٌع البنك المركزي التحكم فً الطاقة‬
‫االفتراضٌة للقطاع البنكً‪ ،‬ومن ثم التحكم فً حجم االبتمان‪ ،‬حٌث أنه بزٌادة تلك النسب تنخفض نسبٌا الطاقة‬
‫االفتراضٌة للبنك والعكس صحٌح‪ ،‬بمعنى أن رفع نسبة االحتٌاطً النقدي ٌعتبر أحد األسالٌب االنكماشٌة للسٌاسة‬
‫االبتمانٌة فً حالة التضخم‪ ،‬بٌنما ٌعتبر خفض النسبة من األسالٌب التضخمٌة التً ٌلجؤ إلٌها البنك المركزي‬
‫لعبلج حالة االنكماش‪.‬‬
‫‪ -‬ولٌد هوٌمل عوجان‪ ،‬الرقابة القانونٌة على المصارؾ اإلسبلمٌة(رقابة البنك المركزي والرقابة الشرعٌة)‪،‬‬
‫بحث مقدم إلى مإتمر المصارؾ اإلسبلمٌة بٌن الواقع والمؤمول‪ ،‬دابرة الشإون اإلسبلمٌة والعمل الخٌري بدبً‪،‬‬
‫‪ 21‬ماٌو‪ٌ 2-‬ونٌو ‪ ،9112‬صفحة ‪.99‬‬
‫‪-234‬ثم تعرٌؾ الودابع االستثمارٌة فً المدة ‪ 23‬من قانون مإسسات و الهٌبات المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪:‬‬
‫"ٌقصد بالودابع االستثمارٌة‪ ،‬األموال التً تتلقاها البنوك التشاركٌة من لدن عمبلبها من أجل توظٌفها فً مشارٌع‬
‫استثمارٌة ووفقا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن األطراؾ‪.‬‬
‫تحدد شروط وكٌفٌات تلقً وتوظٌؾ الودابع بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة‬
‫مإسسات االبتمان وبعد الرأي بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً األعلى وفقا لمقتضٌات المادة ‪"32‬‬
‫‪-‬قد صدر منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 44/‬صادر فً ‪ٌ 24‬ناٌر ‪ٌ 2244‬تعلق بشروط و كٌفٌات تلقً‬
‫وتوظٌؾ الودابع االستثمارٌة من قبل البنوك التشاركٌة وؼٌرها من مإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ .-3215‬جمادى األخرة ‪ 2(41.5‬مارس‪،)2244‬صفحة ‪.265‬‬
‫‪ -235‬وهو ما ذهبت إلٌه أٌضا إحدى الدراسات معتبرة أنه ال مانع من إخضاع البنوك اإلسبلمٌة لنظام االحتٌاط‬
‫النقدي مادام ال ٌخضع لنظام الفوابد ولكن مع التمٌٌز بٌن حساباتها الجارٌة‪ ،‬واالستثمارٌة‪ .‬ألنه إذا كانت األولى‬
‫تطرح أي إشكال من حٌث خضوعها لبلحتٌاط النقدي‪ ،‬فإن خضوعه للثانٌة ٌتعارض مع طبٌعتها‪ ،‬ألن أموالها‬
‫مودعة الستثمارها و البنك لٌس مدٌنا بها ألصحابها الذٌن هم شركاء مع البنك‪ .‬وفق ما ٌحققه استثمار هذه‬
‫الحسابات من ربح أو خسارة‪ ،‬وعلٌه فتطبٌق نسبة االحتٌاطً ٌترتب علٌه عدم استثمار هذه األموال بالكامل‪ ،‬أي‬

‫‪91‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وعلٌه‪ ،‬فإن الفلسفة التً تكمن من فرض سٌاسة االحتٌاطً النقدي‪ ،‬والمتمثلة فً‬
‫حماٌة أموال المودعٌن لضمان لردها إلٌهم‪ ،‬لٌست منطبقة تماما على حسابات االستثمار إذ‬
‫إنها ؼٌر مضمونة‪ ،‬بل إنها قابمة على أساس المخاطرة وعلى قاعدة الؽنم بالؽرم‪.237‬‬

‫عموما ٌجب أن ٌتم تطبٌق االحتٌاط النقدي على الودابع االستثمارٌة‪ ،‬أقل نسبة مما‬
‫هو علٌه لودابع التوفٌر و الودابع ألجل عن البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬باعتبار أن الودابع لدى هذه‬
‫األخٌرة مضمون ردها مع الفوابد‪ ،‬لكن الودابع االستثمارٌة لدى البنوك التشاركٌة تحتمل‬
‫الخسابر‪.‬‬

‫سٌاسة السوق المفتوح‬

‫ٌقصد بها دخول البنك المركزي إلى سوق السندات‪ ،‬بابعا أو مشترٌا للسندات‪ ،‬بهدؾ‬
‫تقلٌص أو زٌادة مقدرة البنوك التشاركٌة على منح االبتمان البنكً‪ ،238‬فالبنوك التشاركٌة‬
‫ٌجب أن تتوفر باستمرار على محفظة من السندات العمومٌة حسب التزاماتها تجاه الؽٌر‪،‬‬
‫وٌعتبر هذا االلتزام أداة إضافٌة تمارس بها السلطات النقدٌة تحكمها فً السٌولة لدى‬
‫البنوك‪ ،‬فإذا وجدت نسبة المحفظة اإلجبارٌة من السندات‪ ،‬فذاك ٌعنً رؼبة السلطات النقدٌة‬
‫فً الحد من إمكانٌة البنوك فً توزٌع القروض الجدٌدة‪.‬‬

‫تعطٌل جانب من أموال المودعٌن عن االستثمار على ؼٌر رؼبتهم مع العلم أن حسابات االستثمار تتمثل نسبة‬
‫‪ %53‬من جملة ودابع البنوك اإلسبلمٌة‪.‬‬
‫‪ -‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬البنوك اإلسبلمٌة التجربة بٌن الفقه و القانون والتطبٌق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 4.2‬وما‬
‫ٌلٌها‪.‬‬
‫‪-236‬تعتبر هذه القاعدة الفقهٌة من األسس الشرعٌة التً ٌقوم علٌها البنك التشاركً ومفادها أن الذي ٌضمن أصل‬
‫شًء جاز له أن ٌحصل على ما تولد عنه من عابد‪ ،‬فمثبل ٌقوم البنك التشاركً بضمان أموال المودعٌن لدٌه فً‬
‫شكل ودابع أمانة تحت الطلب‪ ،‬وٌكون الخراج (أي ما خرج من المال) المتولد عن هذا المال جابز اإلنتفاع لمن‬
‫ضمن (وهو البنك) ألنه ٌكون ملزما باستكمال النقصان الذي ٌتحمل حدوثه وتحمل الخسارة فً حالة وقوعها‪،‬‬
‫أي أن الخراج والضمان ؼرم‪.‬‬
‫‪-‬نسٌمة حشوؾ "ماهٌة البنوك اإلسبلمٌة فً ضوء المستجدات التنظٌمٌة للمنتجات التموٌلٌة بالمؽرب" الطبعة‬
‫األولى ‪ ،2242‬مطبعة المتقً برٌنتر المحمدٌة‪ ،‬الصفحة‪.35:‬‬
‫‪ -237‬مرٌد جواد " البنوك اإلسبلمٌة فً ضوء المستجدات التنظٌمٌة للمنتجات التموٌلٌة بالمؽرب" الطبعة األولى‬
‫‪ ،9119‬مطبعة الملتقى برٌنتر المحمدٌة‪ ،‬صفحة ‪.54‬‬
‫‪-238‬محمود عبد الكرٌم ارشٌد‪ ،‬المدخل لدراسة االقتصاد اإلسبلمً‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،9119‬بدون ذكر دار النشر‪،‬‬
‫صفحة ‪.195‬‬

‫‪92‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وٌبلحظ أنه إذا كان االكتتاب فً السندات العمومٌة ٌقترن بالفوابد‪ ،‬فإنه ال مانع من‬
‫إلزام البنوك التشاركٌة فً االكتتاب فً هذه السندات‪ ،‬مادام أن هذه األخٌرة تعد مساهمة فً‬
‫نفقات الدولة‪.239‬‬

‫‪-‬تنظٌم أسعار الفائدة‬

‫تهدؾ سٌاسة تحدٌد فبات الفابدة الدابنة والمدٌنة إلى تشجٌع االدخار وتوجٌهه نحو‬
‫االستعماالت األكثر نفقا لبلقتصاد الوطنً‪ ،‬ووفقا لما تحدده السلطات النقدٌة من أولوٌات‬
‫وأٌضا إلى التحكم فً نمو القروض و تطورها‪ ،‬فكلما ارتؤت هذه السلطات ضرورة التؤثٌر‬
‫فً حجم القروض الموزعة‪ ،‬عمدت إلى تؽٌٌر مستوى الفوابد والعموالت المرافقة‪ ،‬وتدخل‬
‫ضمنها بطبٌعة الحال فوابد المودعٌن و القروض و إعادة الخصم لدى البنك المركزي‪.‬‬

‫و إذا ارتؤٌنا تطبٌق هذه الوسٌلة على "البنوك اإلسبلمٌة" فمادامت أنها ال تتعامل‬
‫بالفابدة‪ ،‬فهً خارجة نطاق تدخل السلطات المختصة فٌها من هذه الناحٌة‪ ،‬ولكن نرى أن‬
‫هذه البنوك و إن كانت تتعامل بطرق تعطٌها مردودٌة إما فً شكل ربح أو أجرة‪ .‬وهما‬
‫مسؤلتان راجعتان إلرادة المتعاقدٌن و ال ٌحتاجان إلى حدود قصوى أو دنٌا‪ ،‬فإن القوانٌن‬
‫تتدخل وتقٌد نسب األرباح فً المجال التجاري مثبل حماٌة المستهلكٌن‪ 240‬و تقٌٌد مبالػ‬
‫اإلٌجار حماٌة للمستؤجرٌن‪ .‬فإذا وجدت مثبل هذه القوانٌن فً الدول التً تعرؾ "البنوك‬
‫اإلسبلمٌة" خضعت لها هذه األخٌرة بؤمر من البنك المركزي أي بنك المؽرب‪ .‬أما إذا لم‬
‫تكن موجودة فإن قانون العرض والطلب‪ ،‬هو الذي ٌحدد الربح و األجرة المعقولة بناء على‬
‫المنافسة المشروعة‪ 241‬بٌن هذه البنوك وتحت رقابة السلطات المختصة‪.‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بحالة األسعار التً تتعامل بها البنوك المركزٌة مع باقً البنوك‬
‫األخرى‪ ،‬فإنها تثٌر إشكاال حادا بالنسبة "للبنوك اإلسبلمٌة" ألنها تتعامل بالفوابد‪ ،‬مما‬
‫ٌفرض على أي بنك مركزي فً عبلقته بؤي "بنك إسبلمً" أخذ هذه النقطة بعٌن االعتبار‬
‫إذ ٌمكنه التعامل معه بناء على نظام المشاركة فً الربح و الخسارة عوض الفابدة الثابتة‪،‬‬
‫مستعمبل نفس سلطته فً تحدٌد السعر األدنى و األقصى بنسب الفابدة فً عبلقته مع البنوك‬

‫‪ -239‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬الصفحة‪..3‬‬
‫‪ٌ -240‬تم حماٌة المستهلك بمقتضى ظهٌر رقم ‪ 434432.‬صادر فً ‪ 41‬من ربٌع األول ‪ 45(41.2‬فبراٌر‬
‫‪)2244‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ .4325‬القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة المستهلك‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 26.2‬بتارٌخ‬
‫‪ .‬جمادى األولى ‪ 4(41.2‬فبراٌر ‪،)2244‬ص‪.4242:‬‬
‫‪ -241‬ثم إصدار قانون لتنظٌم حرٌة األسعار والمنافسة بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 43413443‬صادر فً ‪2‬‬
‫رمضان ‪ٌ .2(41.2‬ونٌو ‪ )2241‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 421342‬المتعلق بحرٌة األسعار و المنافسة‪ ،‬الجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪ 3243‬الصادر بتارٌخ ‪ 23‬رمضان ‪ٌ 21(41.2‬ولٌو ‪ )2241‬ص ‪.3244‬‬

‫‪93‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التقلٌدٌة لتحدٌد نسب الربح التً سٌؤخذها من مردودٌة المشاركة عندما ٌلجؤ إلٌه "البنك‬
‫اإلسبلمً كمنقد أخٌر"‬

‫وفً حالة قام البنك المركزي بتحدٌد نسبة مشاركته فً الربح مقابل دعمه للبنك‬
‫اإلسبلمً‪ ،‬فإن لذلك تؤثٌر بالػ على األرباح الصافٌة التً ٌحققها هذا األخٌر من التموٌل‬
‫الذي ٌقدمه‪ ،‬فإذا انخفضت هذه النسبة ارتفعت نسبة األرباح الصافٌة‪ .‬وإذا ارتفعت األولى‬
‫ان خفضت الثانٌة مما ٌإثر على الطلب على تموٌبلت "البنوك اإلسبلمٌة" حسب الحاجٌات‬
‫االقتصادٌة للدولة بشكل مماثل للطلب على تموٌبلت البنوك التقلٌدٌة عندما ٌتدخل البنك‬
‫المركزي و ٌؽٌر أسعار الفابدة إما بالزٌادة والنقصان‪.‬‬

‫وفً حالة قام البنك المركزي بتحدٌد نسبة مشاركته فً الربح مقابل دعمه للبنك‬
‫اإلسبلمً‪ ،‬فإن لذلك تؤثٌر بالػ على األرباح الصافٌة التً ٌحققها هذا األخٌر من التموٌل‬
‫الذي ٌقدمه‪ ،‬فإذا انخفضت هذه النسبة ارتفعت نسبة األرباح الصافٌة‪ .‬وإذا ارتفعت األولى‬
‫انخفضت الثانٌة مما ٌإثر على الطلب على تموٌبلت" البنوك اإلسبلمٌة" حسب الحاجٌات‬
‫االقتصادٌة للدولة بشكل مماثل للطلب على تموٌبلت البنوك التقلٌدٌة عندما ٌتدخل البنك‬
‫المركزي وٌؽٌر أسعار الفابدة إما بالزٌادة و النقصان‪.‬‬

‫وعلى كل حال فإن وضع النسب فً كلتا الحالتٌن‪ٌ ،‬عد حقا من حقوق البنك‬
‫المركزي ٌشمل فً النظام التقلٌدي‪ ،‬أسعار الفوابد فً حدٌها األعلى أو األدنى و التً‬
‫تتعامل بها البنوك مع المودعٌن و المقترضٌن‪ ،‬وأسعار تعامل البنك المركزي مع البنوك فً‬
‫الدولة‪ .‬وتشمل فً النظام اإلسبلمً الهوامش الربحٌة ومعدالت األجور التً تتقاضاها "‬
‫البنوك اإلسبلمٌة" من المتعاملٌن بصفة خاصة‪ ،‬وتلك التً تسري فً عبلقتها بالبنك‬
‫المركزي‪.242‬‬

‫‪-3‬الرقابة االنتقائٌة‬

‫ترتكز الرقابة االنتقابٌة على حرص البنوك التشاركٌة فً اختٌار زبنابها الذٌن تقبل‬
‫تموٌلهم‪ ،‬معتمدة فً ذلك استبعاد المخاطر المحتملة‪ ،‬و البحث عن المردودٌة القصوى‬
‫لؤلموال التً ستفرضها‪ ،‬ومن أجل ضمان عدم تعسؾ البنوك التشاركٌة فً استؽبلل هذه‬
‫الحرٌة فً االنتقاء‪ ،‬تقوم السلطات النقدٌة بتوجٌه تموٌبلت البنوك التشاركٌة نحو القطاعات‬

‫‪ -242‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬البنوك اإلسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والقانون والتطبٌق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪-4.3:‬‬
‫‪.4.6‬‬

‫‪94‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ذات األولوٌة عن طرٌق تدخلها فً شروط إعادة التموٌل لدى البنك المركزي‪ ،‬و فً أسعار‬
‫‪243‬‬
‫الفوابد و إصدار التعلٌمات و التوجٌهات من طرؾ بنك المؽرب‬

‫‪-243‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬صفحة‪..5:‬‬

‫‪95‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة اٌثأ‪ٟ‬‬
‫ِشالثح ٌجٕح اٌرٕغ‪١‬ك ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ‪ِٚ‬جٍظ اٌعٍّ‪ ٟ‬األعٍ‪ٝ‬‬
‫عمل المشرع المؽربً على إضافة نوع جدٌد من الرقابة االحترازٌة اصطلح علٌه‬
‫بالرقابة االحترازٌة الكلٌة إلى جانب األحكام المتعلق بقواعد االحترازٌة التً كانت معروفة‬
‫فً ظل قانون ‪ 34.03‬الصادر سنة ‪ ،2006‬وبذلك ثم إحداث لجنة التنسٌق والرقابة على‬
‫المخاطر الشمولٌة‪ ،‬هذه اللجنة التً تتولى الرقابة على البنوك التقلٌدٌة أو التشاركٌة‪.‬‬

‫إضافة للجنة التنسٌق نجد المجلس العلمً األعلى‪ 244‬الذي ٌعتبر جزء من الرقابة‬
‫الخارجٌة لجهاز الرقابة الشرعٌة التً تعتبر من األمور التً أتت بها البنوك التشاركٌة وهً‬
‫تمارس من قبل هٌؤة تعد من جهة هٌاكل التسٌٌر والعمل ‪ ،‬ومن جهة أخرى سلطة مكلفة‬
‫بالرقابة‪ ،‬وٌمكن اعتبارها استثنابٌة إذا قورنت بؤنواع الرقابة العادٌة التً تخضع لها البنوك‬
‫التقلٌدٌة‪ ،‬وإضافٌة بالنسبة للبنوك التشاركٌة وتختلؾ البنوك اإلسبلمٌة بحسب قانون كل‬
‫دولة أو بحسب نظامها األساسٌة فً شكل و أسلوب الرقابة الشرعٌة‪.‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى مراقبة لجنة التنسٌق فً(الفقرة األولى) على أن نشٌر إلى‬
‫مراقبة المجلس العلمً األعلى فً (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ٌ :ٌٝٚ‬جٕح اٌرٕغ‪١‬ك ‪ٚ‬اٌشلاتح عٍ‪ ٝ‬اٌّخاطش اٌشّ‪١ٌٛ‬ح‬

‫خطا المشرع خطوة مؽاٌرة خبلفا لما سلكه فً قانون ‪ 34.03‬الصادر سنة ‪،2006‬‬
‫وذلك بتخصٌص الباب األول من القسم السادس للحدٌث عن الرقابة االحترازٌة الكلٌة‪ ،‬وفً‬
‫هذا الصدد حددت الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 109‬من هذا القانون المراد بالرقابة االحترازٌة‬
‫"بكونها جمٌع أدوات التنظٌم و الرقابة المتعلقة بالقواعد االحترازٌة للمإسسات المالٌة‬
‫الهادفة إلى الحفاظ على استقرار النظام المالً وضبط الخطر الشمولً"‪.‬‬

‫وٌتضح من خبلل النص أعبله أن الرقابة االحترازٌة الكلٌة تكتسً طابعا شمولٌا‬
‫الؽاٌة منه مواجهة األخطار التً قد تعصؾ بالمإسسات البنكٌة التً تشتؽل فوق التراب‬
‫الوطنً‪.‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى تنظٌم لجنة التنسٌق فً (أوال) على أن نشٌر إلى مهام لجنة‬
‫التنسٌق فً (ثانٌا)‪.‬‬

‫‪-244‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1615619‬صادر فً ‪ 94‬من ربٌع األول ‪ٌ 91-1825‬ناٌر ‪ -9115‬بتمٌم الظهٌر‬
‫الشرٌؾ رقم ‪ 16126211‬الصادر فً ‪ 9‬ربٌع األول ‪ 99-1895‬أبرٌل ‪ -9118‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪.‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5222‬بتارٌخ ‪ 12‬ربٌع األخر ‪ 1825‬الموافق ل‪ 2‬فبراٌر ‪،9115‬صفحة ‪.1124‬‬

‫‪96‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬ذٕظ‪ٌ ُ١‬جٕح اٌرٕغ‪١‬ك‬

‫ٌرأس هذه اللجنة والً بنك المؽرب‪ ،‬وهً تتؤلؾ من ممثلٌن لبنك المؽرب وللسلطة‬
‫المكلفة بمراقبة التؤمٌنات و االحتٌاط االجتماعً وللسلطة المكلفة بمراقبة السوق الرسامٌل‪.‬‬

‫وٌتم توسٌع تركٌبتها لتشمل ممثلً الوزارة المكلفة بالمالٌة‪ ،‬من بٌنهم مدٌر الخزٌنة‬
‫والمالٌة الخارجٌة عند دراسة المسابل المشار إلٌها فً البنود ‪ 2‬و‪3‬و‪4‬و‪ 5‬من المادة ‪108‬‬
‫من قانون ‪.103.12245‬‬

‫وما ٌبلحظ على أنه على ؼرار العدٌد من هٌبات الرقابٌة احتفظت ذات مادة لبنك‬
‫المؽرب بمكانة ممٌزة من خبلل منح والً بنك المؽرب رباسة لجنة التنسٌق‪ ،‬ومن وجهة‬
‫نظرنا نرى أن األمر ال ٌثٌر إشكاال فً رباسة والً بنك المؽرب للجنة التنسٌق بل منطقً‬
‫أن ٌوكل له هذه المهمة باعتب ار هذا األخٌر هو من ٌتولى القٌام بؤعمال الرقابة السابقة من‬
‫خبلل منح اعتماد إلى جانب الرقابة البلحقة عن التؤسٌس حٌث ٌتولى مهام اإلدارة‬
‫واإلشراؾ على حسن سٌر المإسسات البنكٌة‪ ،‬وإدارة السٌاسة النقدٌة بعٌدا عن أي تدخل‬
‫من السلطات الحكومٌة‪ ،‬وانطبلقا مما سبق نجد من هذا االعتبار سندا مقبوال فً رباسة‬
‫والً بنك المؽرب للجنة التنسٌق‪.‬‬

‫ذلك أن بنك المؽرب ٌتمتع بقدرة كبرى فً إدارة السٌاسة النقدٌة البنكٌة بشكل سلٌم‬
‫بعٌدا عن أي تؤثٌرات سٌاسٌة من شؤنها أن تإثر سلبا على االستقرار االقتصادي‪ ،‬خاصة‬
‫وأننا نتحدث عن أحد المإسسات التً تحل مكانة استراتٌجٌة فً التنمٌة وتوجٌه األنشطة‬
‫النقدٌة والمالٌة‪ ،246‬وإدراكا من المشرع بمكانة بنك المؽرب نص فً المادة أعبله على أن‬
‫ٌمثل بممثلٌن فً لجنة التنسٌق إلى جانب قٌامه بؤعمال كتابة اللجنة‪ ،‬فً حٌن أحجم المشرع‬
‫عن تحدٌد عدد ممثلٌن فً لجنة التنسٌق بالنسبة للسلطة المكلفة بمراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط‬
‫االجتماعً و السلطة المكلفة بمراقبة سوق الرسامٌل‪ ،‬تاركا للسلطة الحكومٌة تحدٌد تؤلٌؾ‬

‫‪ -245‬تنص المادة ‪ 111‬من قانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً ‪ٌ :‬رأس والً بنك المؽرب لجنة التنسٌق‪.‬‬
‫وتتؤلؾ من ممثلٌن لبنك المؽرب وللسلطة المكلؾ بمراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً وللسلطة المكلؾ‬
‫بمراقبة سوق الرسامٌل‪.‬‬
‫ٌتم توسٌع تركٌبتها لتشمل ممثلً الوزارة المكلفة بالمالٌة‪ ،‬من بٌنهم مدٌر الخزٌنة والمالٌة الخارجٌة عند دراسة‬
‫المسابل المشار إلٌها فً البنود ‪9‬و‪2‬و‪8‬و‪ 5‬من المادة ‪ 114‬أعبله‪.‬‬
‫وٌحدد بمرسوم تؤلٌؾ لجنة التنسٌق وكذا كٌفٌات سٌرها‪.‬‬
‫ٌتولى بنك المؽرب أعمال كتابة لجنة التنسٌق‪".‬‬
‫‪ -246‬عمر العسري‪ :‬تحرٌك أسواق الرسامٌل واستراتٌجٌة تنشٌط االستثمار بالمؽرب‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتورة‬
‫مسلك القانون العام‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة – الدار البٌضاء‪ ،-‬جامعة الحسن الثانً‬
‫الموسم الجامعً ‪،9119-9111‬صفحة ‪.152‬‬

‫‪97‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫لجنة التنسٌق‪ ،‬وهو ما ٌستشؾ من خبلل توظٌؾ ذات المادة لعبارة مرسوم ومن المعلوم أن‬
‫المرسوم على السلطة الحكومٌة ال ؼٌر‪.‬‬

‫ؼٌر أن لجنة التنسٌق ٌمكن أن تتسع لتضم الوزارة المكلفة بالمالٌة إذا ما تعلق‬
‫بإحدى الحاالت المنصوص علٌها فً البنود ‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪ 5‬من المادة نفسها‪ .‬كما ٌجوز‬
‫ألعضاء لجنة التنسٌق أن ٌتبدلوا بٌنهم كافة المعلومات والوثابق البلزمة التً تدخل فً‬
‫إطار مهام الرقابة االحترازٌة الكلٌة‪ ،‬وهو ما من شؤنه أن ٌوفر فعالٌة أكبر من خبلل توحٌد‬
‫الجهود بٌن مختلؾ مكونات لجنة التنسٌق التخاذ ما ٌلزم لمواجهة األخطار الشمولٌة التً قد‬
‫تعصؾ بالمإسسات البنكٌة ومنها البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫وقد تمٌز المشرع بخصوص تكوٌن لجنة التنسٌق بنوع من المرونة من خبلل‬
‫السماح لها بؤن تدعوا ألشؽالها أي شخص ترى فٌه فابدة من قبٌل ذلك الخبراء والمحاسبٌن‬
‫ورجاالت القانون لكً تستشٌر معهم‪ ،‬وهو ما ٌنعكس إٌجابا عن أداء هذه اللجنة وجودة‬
‫القرارات التً تتخذها‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ِٙ :‬اَ ٌجٕح اٌرٕغ‪١‬ك‬

‫أوكل المشرع مجموعة من المهام لجنة التنسٌق والرقابة على المخاطر الشمولٌة‪،‬‬
‫حٌث قضت فً هذا الصدد المادة ‪ 108‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها رقم ‪ 103.12‬على ما ٌلً‪:‬‬

‫‪1‬ـ تنسٌق أعمال أعضابها فٌما ٌتعلق باإلشراؾ على المإسسات الخاضعة لمراقبتها‪.‬‬

‫‪2‬ـ تنسٌق الرقابة على الهٌبات التً تراقب الكٌانات المكونة لتجمع مالً‪ ،‬المشار‬
‫إلٌها فً المادة ‪ 21‬أعبله‪ ،‬وكذا األنظمة المشتركة المطبقة على هذه المإسسات‪.‬‬

‫‪3‬ـ تحدٌد المإسسات المالٌة ذات األهمٌة الشمولٌة وتنسٌق األنظمة المشتركة‬
‫المطبقة علٌها وكذا الرقابة‪.‬‬

‫‪4‬ـ تحلٌل وضعٌة القطاع المالً وتقٌٌم المخاطر الشمولٌة‬

‫‪5‬ـ السهر على تنفٌذ جمٌع التدابٌر للوقاٌة من المخاطر الشمولٌة والحد من تؤثٌراتها‪.‬‬

‫‪6‬ـ تنسٌق أعمال حل األزمات التً تإثر على المإسسات الخاضعة لمراقبتها والتً‬
‫تكتسً خطرا شمولٌا كما هو معروؾ فً المادة ‪ 109‬أدناه‪.‬‬

‫‪7‬ـ تنسٌق التعاون وتبادل المعلومات مع الهٌبات المكلفة بمهام مماثلة بالخارج"‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وتؤتً هذه المقتضٌات القانونٌة لتعزٌز مكانة المإسسات البنكٌة‪ ،‬والتحكم فً زمام‬
‫األمور خصوصا فً ظل ما ٌتمتع به النظام البنكً المؽربً من استقرار‪ ،‬وما حققه من‬
‫مكاسب على الصعٌد الدولً مما ٌدل على ذلك هو حصول بنك المؽرب على شهادة الجودة‬
‫العالمٌة "إٌزوا"‪ ،247‬تقدٌرا واعترافا بقوة النظام القانونً البنكً المؽربً فً التصدي إلى‬
‫كل المخاطر‪.‬‬

‫وهنا نتساءل عن القوة الملزمة للقرارات التً تتخذها لجنة التنسٌق تجاه البنوك؟‬
‫إجابة عن هذا التساإل فإن المإسسات البنكٌة إذا تجاوزت المقتضٌات القانونٌة المتعلق‬
‫بالرقابة االحترازٌة الكلٌة وما تم تسطٌره من طرؾ جنة التنسٌق‪ ،‬قد تتعرض المإسسات‬
‫المخالؾ وأعضاء المسٌرٌن للعقوبات التؤدٌبٌة‪ ،248‬وأخرى جنابٌة‪ ،249‬ولعل هذه الوسابل‬
‫ماهً إال ضمان لحسن سٌر مختلؾ المإسسات البنكٌة التً تشتؽل فوق التراب الوطنً بما‬
‫فٌها البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ِ :‬شالثح اٌّجٍظ اٌعٍّ‪ ٟ‬األعٍ‪ٌٍ 250ٝ‬ثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪ٟ‬‬

‫اختارت مسودة مشروع القانون رقم ‪ 103.12‬فً صٌؽتها األولى(ؼشت ‪)2012‬‬


‫تسمٌة "لجنة الشرعٌة للمالٌة‪ ،"251‬والتً كانت تهدؾ إلى مبلءمة المتوجات البنكٌة للشرٌعة‬

‫‪-247‬شهادة إٌزوا" شهادة دولٌة تمنح إلى المإسسات البنكٌة أكثر حكامة والتً تتمٌز بالشفافٌة والمصداقٌة‬
‫والجودة‪ ،‬حصل علٌها بنك المؽرب مقال منشور بموقع خاص بنك ‪ ، WWW.Bkam.ma‬تمت زٌارته بتارٌخ‬
‫‪ 19-15-9114‬على الساعة العاشرة ونصؾ صباحا‪.‬‬
‫‪ -248‬أشار إلٌها المشرع فً المواد ‪ 122‬إلى ‪ 122‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‬
‫رقم ‪112619‬‬
‫ولقد ثم تنظٌم هذه العقوبات بمقتضى قرار لوزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 919614‬الصادر فً ‪ٌ 95‬ناٌر ‪،9114‬‬
‫بالمصادقة على منشور والً بن المؽرب ‪ ،9912/G/9‬الصادر بتحدٌد قابمة األفعال التً قد تعرض لعقوبات‬
‫تؤدٌبٌة تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 194‬من القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها وكذا مبلػ العقوبات المالٌة المرتبطة بها‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،5512‬الصادر فً ‪ 95‬فبراٌر ‪،9114‬‬
‫صفحة ‪.552‬‬
‫‪ -249‬راجع المواد ‪ 141‬إلى ‪ 128‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها رقم ‪.112619‬‬
‫‪ -250‬إن منح مهمة الرقابة للمجلس العلمً األعلى ٌدل على رؼبة المشرع فً أن تكون ممارسة الرقابة الشرعٌة‬
‫من لدن مإسسة دستورٌة تابعة للدولة حفاظا على حكامة المإسسات البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬حٌث ستتولى هٌبات‬
‫المطابقة بتحدٌد نطاق حكامتها المستمدة من الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬مع أخذ الخصوصٌات المؽربٌة فً مجال إصدار‬
‫الفتاوى بعٌن االعتبار‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة بؤن أمر الرقابة الشرعٌة‪ ،‬هو مبدأ راسخ فً فكرنا اإلسبلمً‪ ،‬من خبلل مإسسة الحسبة‪.‬‬
‫أنظر أبوحامد الؽزالً‪ ،‬إحٌاء علوم الدٌن‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬شركة ومطبعة مصطفى البابً الحلبً وأوالده‪ ،‬مصر‬
‫‪ .1222‬صفحة ‪،212‬‬
‫‪ -251‬سمى المشرع المصري هذه الهٌبة بهٌبة الرقابة الشرعٌة‪ ،‬وتتكون من علماء الشرع والقانون‪ ،‬واستلزم‬
‫توفرهم على مجموعة من الشروط تتضمن لهم حرٌة إبداء الرأي‪ ،‬إذ أن فً استقبللٌتهم عن المإسسة ضمان‬
‫لكفاءتهم وتحدٌد الختصاصهم وسلطاتهم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اإلسبلمٌة‪ .‬أما بخصوص الصٌؽة النهابٌة التً صدر بها القانون المذكور‪ ،‬فقد نصت على‬
‫إصدار المجلس العلمً األعلى اآلراء بالمطابقة المنصوص علٌها فً القسم الثالث المنظم‬
‫للبنوك التشاركٌة‪ ،‬بحٌث نظمت الرقابة على هذه األخٌرة بموجب الباب الثانً المعنون‬
‫بهٌبات المطابقة‪ ،‬من القسم المذكور‪ ،‬فً الفصول من ‪ 62‬إلى ‪.65‬‬

‫ولتعزٌز رقابة المجلس العلمً األعلى على البنوك التشاركٌة‪ ،‬ألزم المشرع هذه‬
‫األخٌرة بؤن ترفع إلى هذا المجلس عند نهاٌة سنة محاسبٌة‪ ،‬تقرٌرا تقٌٌمٌا حول مطابقة‬
‫عملٌاتها و أنشطتها لآلراء بالمطابقة الصادرة عنه‪ ،252‬بحٌث ثم حذؾ عبارة المطابقة"‬
‫ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة"‪ ،‬التً جاء علٌها النص األصلً للمشروع وذلك نتٌجة‬
‫الضؽوطات التً صاحبت مناقشته‪ ،‬بسبب الخوؾ على البنوك التقلٌدٌة من منافسة البنوك‬
‫التشاركٌة المرتبطة منتوجاتها بالمطابقة مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫ونشٌر إلى أن المشرع سعٌا منه الستكمال اإلطار التشرٌعً لهذه البنوك‪ ،‬السٌما فً‬
‫جانب المطابقة للشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬عمل على إصدار الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.15.02‬فً‬
‫‪ 28‬ربٌع األول ‪ٌ 20(1436‬ناٌر ‪ )2015‬القاضً بتمٌم الظهٌر رقم ‪ 1.03.300‬الصادر‬
‫فً ‪ 2‬ربٌع األول ‪ 22(1425‬أبرٌل ‪ ) 2004‬المتعلق بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪ ،‬حٌث‬
‫أحدث بموجبه اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة‪ ،‬وهً لجنة علمٌة متخصصة لدى الهٌبة‬
‫العلمٌة المكلفة باإلفتاء بالمجلس العلمً األعلى‪ .‬الهدؾ منها هو مطابقة األنشطة و العملٌات‬
‫التجارٌة و المالٌة واالستثمارٌة التً تقوم بها بعض المإسسات و الهٌبات المالٌة‪ ،‬ألحكام‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة ومقاصدها‪.253‬‬

‫إال أن السإال الذي ٌثار هو ما مدى استقبلل اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة؟‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى تكٌٌؾ رقابة المجلس العلمً األعلى فً (أوال) على أن نشٌر‬
‫مهام المجلس العلمً األعلى فً(ثانٌا)‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬ذى‪١١‬ف سلاتح اٌّجٍظ اٌعٍّ‪ ٟ‬األعٍ‪ٌٍ ٝ‬ثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫تكتسً الرقابة الشرعٌة أهمٌة كبرى‪ ،‬إذ بواسطتها ٌتمكن بنك المؽرب من‬
‫االطمبنان على تقٌد المإسسات البنكٌة التشاركٌة بؤحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة من جهة‪ ،‬ثم‬
‫استجابتها لآلراء المدلى بها من لدن المجلس العلمً األعلى من جهة ثانٌة‪.‬‬

‫وعلٌه سنشٌر إلى التكٌٌؾ الشرعً فً (‪ )1‬على أن نشٌر إلى التكٌٌؾ القانونً(‪.)2‬‬

‫‪ -252‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 3.‬من قانون مإسسات االبتمان و الهٌبات الخاضعة لمراقبتها‪.‬‬
‫‪-253‬نور الدٌن الفقٌهً‪ ،‬المعٌن فً فهم القانون البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.415‬‬

‫‪100‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ اٌرى‪١١‬ف اٌششع‪ٟ‬‬

‫ٌعهد إلى جهاز الرقابة الشرعٌة‪ ،‬ومتابعة وفحص وتحلٌل كافة األعمال والتصرفات‬
‫والسلوكٌات التً ٌقوم بها البنك التشاركً‪ ،‬للتؤكد من أنها تتم وفقا ألحكام الشرٌعة‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬وذلك باستخدام الوسابل واألسالٌب المبلبمة والمشروعة‪ ،‬وبٌان المخالفات‬
‫واألخطاء وتصوٌبها فورا‪ ،‬وتقدٌم التقارٌر إلى الجهات المعنٌة‪ ،254‬متضمنة المبلحظات‪،‬‬
‫واإلرشادات وسبل التطوٌر إلى األفضل‪.255‬‬

‫وتستمد الرقابة الشرعٌة مشروعٌتها من بداٌة التفكٌر فً إنشاء البنك التشاركً‬


‫وذلك كً تراعى خطوات إنشاء البنك‪ ،‬ومراجعة إجراءات قٌامه‪ ،‬وإضفاء طابع الشرعٌة‬
‫علٌه‪.256‬‬

‫‪2‬ـ اٌرى‪١١‬ف اٌمأ‪ٟٔٛ‬‬

‫كثٌرا ما ٌنص قانونا‪ -‬عند إنشاء معظم البنوك التشاركٌة على ضرورة االلتزام‬
‫بؤحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وعلى ضرورة وجود رقابة شرعٌة ممثلة فً رقٌب أو مستشار‬
‫شرعً أو هٌبة للرقابة الشرعٌة لكل بنك تشاركً‪ ،‬كما ٌتم التنصٌص فً بعض الدول على‬
‫وجود هٌبة رقابة شرعٌة على مستوى الدولة‪.‬‬

‫كالتشرٌع المؽربً الذي نص فً المادة ‪ 62‬من القانون البنكً على إحداث هٌبات‬
‫المطابقة والمتمثلة فً رقابة المجلس العلمً األعلى للبنوك التشاركٌة على مستوى الدولة‪،‬‬
‫ورقابة لجنة التدقٌق كجهاز داخل البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫إن إسناد كلمة "الشرعٌة" لمفهوم الرقابة‪ ،‬له ما ٌبرره‪ ،‬ذلك ألن طبٌعة البنك‬
‫التشاركً وسماته‪ ،‬تقتضً منه إدخال مثل هذا النوع من الرقابة ضمن حساباته‪ ،‬وهذا ما‬
‫ٌجعلنا نبلحظ لجوء المإسسات المالٌة اإلسبلمٌة إلى أن ٌكون لدٌها هٌبة للفتوى والرقابة‬
‫الشرعٌة‪ ،‬وٌمكن اعتبار الفتوى بمثابة المعٌن الذي تمنح منه هذه المإسسات والبنوك‬
‫شرعٌة أعمالها‪ ،‬وأن وجود مثل هذه الهٌبة داخلها ٌعكس رؼبتها فً أن تكون أعمالها تلك‬
‫منضبطة بالضوابط الشرعٌة وتسٌر وفق قواعد الفقه اإلسبلمً‪.‬‬

‫‪-254‬حسن ٌوسؾ داود‪ ،‬الرقابة الشرعٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬موسوعة االقتصاد اإلسبلمً‪ ،‬الجزء الخامس‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ،9112‬صفحة ‪.922‬‬
‫‪-255‬حسٌن حسٌن شحاتة‪ ،‬المراجعة والرقابة بٌن الفكر اإلسبلمً والفكر الوضعً‪ ،‬بدون ناشر‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬
‫‪ -256‬عبد الحم ٌد البعلً‪ ،‬االستثمار والرقابة الشرعٌة فً البنوك والمإسسات المالٌة اإلسبلمٌة‪ ،‬نشر بنك فٌصل‬
‫اإلسبلمً القبرصً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1221 ،‬صفحة ‪.921‬‬

‫‪101‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فمفهوم الرقابة الشرعٌة ٌقوم باألساس على وجود ألٌة رصد وتفتٌش لمختلؾ أنواع‬
‫األنشطة التً ٌقوم بها البنك التشاركً فً إطار معامبلته الٌومٌة‪ ،‬حرصا على ال ٌحٌد عن‬
‫المنهج الشرعً‪.‬‬

‫والمبلحظ أن تشكٌل هذه الهٌبة لٌس نفسه‪ ،‬فً جمٌع البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬بل هناك‬
‫اختبلؾ فٌما بٌنها‪ ،‬فهناك من البلدان اإلسبلمٌة التً الزالت البنوك لدٌها تعتمد على الفتوى‬
‫الفردٌة التً ٌقوم بها مفت واحد‪ ،‬وهناك من البنوك اإلسبلمٌة التً تلجؤ إلى ما ٌسمى‬
‫بالفتوى الجماعٌة الصادرة عن لجنة لئلفتاء‪ ،‬كما هو شؤن البنوك وبٌوت التموٌل‬
‫الكوٌتٌة‪.257‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ِٙ :‬اَ اٌّجٍظ اٌعٍّ‪ ٟ‬األعٍ‪ٝ‬‬

‫ٌتولى المجلس العلمً األعلى‪ ،‬مهمة التحقق من مشروعٌة معامبلت البنوك‬


‫التشاركٌة‪ ،‬أي من حٌث مطابقتها ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬و إبداء الرأي فٌما ٌعرض‬
‫علٌها من مسابل‪ ،‬بمعنى أنه ٌتولى النظر فً مدى مطابقة معامبلت البنك التشاركً مع‬
‫أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وتبقى من بٌن المهام األساسٌة‪ ،‬للمجلس العلمً األعلى‪ ،‬مناقشة‬
‫طبٌعة المنتجات و العملٌات البنكٌة التشاركٌة التً سٌتم تطبٌقها داخل البنك التشاركً‪ ،‬فإذا‬
‫كان هذا األخٌر ٌنوي تطبٌق عملٌات ابتمان جدٌدة أو قدٌمة‪ ،‬فإنه ٌتم عرضها على المجلس‬
‫العلمً األعلى للتؤكد من اتفاقها واختبلفها مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.258‬‬

‫و بناء علٌه سنشٌر إلى مراقبة تنفٌذ البنوك التشاركٌة للعملٌات البنكٌة(‪ )1‬الرد على‬
‫استشارات ومراقبة الحمبلت الدعابٌة للبنوك التشاركٌة(‪)2‬‬

‫‪1‬ـ ِشالثح ذٕف‪١‬ز اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ٌٍعٍّ‪١‬اخ اٌثٕى‪١‬ح‬

‫ٌتكلؾ المجلس العلمً األعلى بمراقبة مدى تطابق العملٌات و المنتوجات التً‬
‫تقدمها البنوك التشاركٌة ألحكام الشرع‪ ،‬كما ٌمكن له اقتراح أي تدبٌر ٌساهم فً تدبٌر‬
‫منتوج أو خدمة مالٌة تطابق أحكام الشرع‪.‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى البث فً مطابقة العملٌات و المنتجات ألحكام الشرٌعة فً‬
‫(أ) على أن نشٌر إلى المساهمة فً تنمٌة المنتجات و الخدمات المالٌة فً(ب)‪.‬‬

‫‪-257‬أحمد الحجً الكردي‪ :‬مجلة الوعً اإلسبلمً‪ ،‬عدد ‪ ،248‬شعبان ‪1814‬هـ‪ /‬شتنبر ‪ 1222‬صفحة ‪55‬‬
‫‪-258‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة عل ى البنوك التشاركٌة فً وضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪102‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ‪ -‬اٌثث ف‪ِ ٟ‬طاتمح اٌعٍّ‪١‬اخ ‪ ٚ‬إٌّرجاخ ألحىاَ اٌشش‪٠‬عح‬
‫‪259‬‬
‫تناط بالمجلس العلمً األعلى‪ ،‬مهمة البث فً مدى تطابق العملٌات و المنتوجات‬
‫التً تقدمها البنوك التشاركٌة للجمهور ألحكام الشرع‪ ،‬وذلك تماشٌا مع الوسابل و االسالٌب‬
‫‪259‬‬
‫‪-‬نصت المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها على‬
‫مجموعة من العملٌات التً تعبر أساسٌة للبنوك التشاركٌة بٌن تلك الموزعة على قاعدة االستفادة من األرباح‬
‫وتحمل الخسابر‪ ،‬وبٌن تلك المتعلقة بالوسابل البدٌلة للتموٌل والتً تدخل فً مجال البٌوعات‪ ،‬فً حٌن نصت‬
‫المادة ‪ 26‬من نفس القانون على العملٌات التً ٌمكن البنوك التشاركٌة مزاولتها‪.‬‬
‫‪ -‬فبالنسبة للمادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها نصت‬
‫على ما ٌلً‪:‬‬
‫ٌمكن للبنوك التشاركٌة أن تمول العمبلء بواسطة المنتوجات التالٌة على الخصوص‪:‬‬
‫أ المرابحة‪ :‬كل عقد ٌبٌع بموجبه بنك تشاركً‪ ،‬منقوال أو عقارا محددا و فً ملكٌته‪ ،‬لعمٌله بتكلفة اقتنابه مضاؾ‬
‫إلٌها هامش ربح متفق علٌها مسبقا‪.‬‬
‫ٌتم األداء من طرؾ العمٌل لهذه العملٌة تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن‪.‬‬
‫ب ـ اإلجارة‪ :‬كل عقد ٌضع بموجبه بنك تشاركً‪ ،‬عن طرٌق اإلٌجار‪ ،‬منقوال أو عقارا محددا و فً ملكٌة هذا‬
‫البنك تحت تصرؾ عمٌل قصد استعمال مسموح به قانونا‪.‬‬
‫تكتسً اإلجارة أحد الشكلٌن التالٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬إجارة تشؽٌلٌة عندما ٌتعلق األمر بإٌجار بسٌط‬
‫‪ -‬إجارة منتهٌة بالتملٌك عندما تنتهً اإلجارة بتحوٌل ملكٌة المنقول أو العقار المستؤجر للعمٌل‬
‫تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن‪.‬‬
‫جـ المشاركة‪ :‬كل عقد ٌكون الؽرض منه مشاركة بنك تشاركً فً مشروع قصد تحقٌق ربح‪.‬‬
‫ٌشارك األطراؾ فً تحمل الخسابر فً حدود مساهمتهم وفً األرباح حسب نسب محددة مسبقا بٌنهم‪.‬‬
‫تكتسً المشاركة أحد الشكلٌن التالٌن‪:‬‬
‫‪ -‬المشاركة الثابتة‪ٌ :‬بقى األطراؾ شركاء إلى حٌن انقضاء العقد الرابط بٌنهم‬
‫‪ -‬المشاركة المتناقض‪ٌ :‬نحسب البنك تدرٌجٌا من المشروع و فق بنود العقد‪.‬‬
‫د‪ -‬المضاربة‪ :‬كل عقد ٌربط بٌن بنك أو عدة بنوك تشاركٌة(رب المال) تقدم بموجبه راس المال نقدا أو عٌنا أو‬
‫هما معا‪ ،‬ومقاول أو عدة مقاولٌن(مضارب) ٌقدمون عملهم قصد إنجاز مشروع معٌن‪ .‬و ٌتحمل المقاول أو‬
‫المقاولون المسإولٌة الكاملة فً تدبٌر المشروع‪ٌ .‬تم اقتسام األرباح المحققة باتفاق بٌن األطراؾ و ٌتحمل رب‬
‫المال و حده الخسابر إال فً حاالت اإلهمال أو سوء التدبٌر أو الؽش أو مخالفة شروط العقد من طرؾ‬
‫المضارب‪.‬‬
‫هـ‪ -‬السلم ‪ :‬كل عقد بمقتضاه ٌجعل أحد المتعاقدٌن‪ ،‬البنك التشاركً أو العمٌل‪ ،‬مبلؽا محددا للمتعاقد األخر الذي‬
‫ٌلتزم من جانبه بتسلٌم مقدار معٌن من بضاعة مضبوطة بصفات محددة فً أجل‪.‬‬
‫و‪ -‬اإلستصناع‪ :‬كل عقد ٌشتري به شًء مما ٌصنع ٌلتزم بموجبه أحد المتعاقدٌن‪ ،‬البنك التشاركً أو العمٌل‪،‬‬
‫بتسلٌم مصنوع بمواد من عنده‪ ،‬بؤوصاؾ معٌنة ٌتفق علٌها و بثمن محدد ٌدفع من طرؾ المستصنع حسب‬
‫الكٌفٌة المتفق علٌها بٌن الطرفٌن‪.‬‬
‫و تحدد المواصفات التقنٌة لهذه المنتوجات و كٌفٌات تقدٌمها إلى العمبلء بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد‬
‫استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان وبعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى و فقا لمقتضٌات‬
‫المادة ‪ 32‬أدناه‪.‬‬
‫ٌجوز للبنوك التشاركٌة أن تمول عمبلءها بواسطة أي منتوج أخر ال ٌتعارض مع الشروط الواردة فً المادة ‪21‬‬
‫أعبله‪ ،‬والذي تحدد مواصفاته التقنٌة وكذا تقدٌمه إلى العمبلء بمنشور ٌصدره والً بنك بعد استطبلع رأي لجنة‬
‫مإسسات االبتمان و بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى وفقا لمقتضٌات المادة ‪ 32‬أعبله"‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمادة ‪ 26‬من قانون رقم ‪ 42.342‬المتعلق بمإسسات االبتمان على ما ٌلً‪" :‬عبلوة على القواعد‬
‫المنظمة لمنتوجات التموٌل المنصوص علٌها فً هذا القسم‪ٌ ،‬جوز كذلك لكل بنك تشاركً تقدٌم أي منتوج أخر‬

‫‪103‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المبلبمة المشروعة‪ ،‬باعتبار أن القطاع البنكً فً تطور مستمر خاصة بسبب ظهور أنواع‬
‫جدٌدة من المعامبلت التجارٌة‪ ،‬كبطاقات االبتمان و الحسابات بؤنواعها‪ ،‬والتجارة‬
‫اإللكترونٌة التً ال توجد لها أحكام فً المصادر الفقهٌة القدٌمة‪ ،‬و إن وجدت األحكام‪ ،‬فإن‬
‫القابمٌن على النشاط التشاركً ؼٌر مإهلٌن للكشؾ عنها بؤنفسهم‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫العملٌات البنكٌة التشاركٌة فً االستثمار و التموٌل‪ ،‬تحتاج إلى رأي من هٌبة الفتوى‪ ،‬نظرا‬
‫لتمٌز هذه العملٌات بالتؽٌر وعدم التكرار مع كل عملٌة أو مشروع ٌموله البنك التشاركً‪،‬‬
‫ومن ثم فالعاملون فً النشاط التشاركً ٌجب أن ٌكونوا على اتصال مستمر مع المجلس‬
‫العلمً األعلى‪ ،‬ألنهم دابما فً حاجة إلى الفتاوى فً نوازل ووقابع تواجههم أثناء‬
‫عملهم‪.260‬‬

‫ب ‪ -‬اٌّغاّ٘ح ف‪ ٟ‬ذّٕ‪١‬ح إٌّرجاخ ‪ ٚ‬اٌخذِاخ اٌّاٌ‪١‬ح‬

‫باإلضافة إلى االختصاصات السابقة‪ٌ ،‬مكن للمجلس العلمً األعلى أن ٌقترح أي‬
‫تدبٌر من شؤنه اإلسهام فً تنمٌة أي منتوج أو خدمة مالٌة مطابقة للشرٌعة‪ ،‬ومرد ذلك إلى‬
‫أهمٌة تطوٌر المنتجات فً الصناعة المالٌة التشاركٌة‪ ،‬فتطوٌر المنتجات البدٌلة‪ ،‬بحاجة إلى‬
‫مزٌد من التخصص و المهنٌة مقارنة مع باقً المإسسات البنكٌة التقلٌدٌة‪ ،‬التً نجدها تولً‬
‫اهتماما أكبر بهذا الجانب‪ ،‬و تتفق مبالػ طابلة لتطوٌر و ابتكار منتجاتها المالٌة التً تلبً‬
‫احتٌاجاتها وتؽطً طلب األسواق‪.‬‬

‫و ٌمكن تلخٌص حاجة مإسسات الصناعة المالٌة التشاركٌة لتطوٌر منتجاتها فً‬
‫النقاط التالٌة‪:‬‬

‫‪-‬تنوٌع مصادر الربحٌة للمإسسة المالٌة‪.‬‬

‫لعمبلبه شرٌطة الحصول على ال رأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى وفقا لمقتضٌات المادة ‪32‬‬
‫أدناه‪ ".‬المشرع المؽربً تعامل مع نوع من المرونة مع البنوك التشاركٌة حٌث عمد إلى ترك المجال مفتوحا فً‬
‫وجهها للقٌام بتقدٌم خدمات متنوعة ومتعددة‪ ،‬وهو ما ٌإهلها لمزاولة مختلؾ العملٌات التً تظهر الحقا‪،‬‬
‫وخصوصا مع تواجد نظام العولمة مع ما ٌعرفه المؽرب من تطورات على كافة األصعدة‪ ،‬والسٌما فً المجال‬
‫االقتصادي حٌث تعرؾ ببلدنا استقرار العدٌد من الشركات الدولٌة المتخصصة فً صناعة الطابرات و‬
‫السٌارات‪ ،‬مما ٌإشر على ظهور عقود جدٌدة تكتسً صبؽة دولٌة‪ .‬لذى نرى أن المشرع كان موفقا لحد كبٌر‬
‫فً اإلحاطة بتنظٌم العملٌات التً تزاولها البنوك التشاركٌة من خبلل عدم حصر العملٌات والمنتوجات‬
‫والخدمات التً تقدمها‪ ،‬تماشٌا مع كل مستجد ٌتطلبه العصر على أن تراعً فً ذلك رأي لجنة الرقابة الشرعٌة‬
‫للمالٌة التشاركٌة المنبثقة عن المجلس العلمً األعلى‪.‬‬
‫عبد الؽانً عباز‪ ،‬النظام القانونً للبنوك التشاركٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.52‬‬
‫‪ٌ-260‬وسؾ الرقضاي‪ ،‬تفعٌل ألٌات الرقابة الشرعٌة‪ -‬الحلقة األولى‪ -‬مجلة االقتصاد اإلسبلمً‪ ،‬عدد ‪،2.3‬‬
‫ص‪ 42:‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪ -‬تجنب تقادم المنتجات الحالٌة للمحافظة على النمو‪ ،‬ألن كل منتج ٌتعامل بدورة‬
‫حٌاتٌة‪ ،‬وقد ٌتوقؾ الطلب على المنتج أو ٌستقر عند أدنى مستوٌاته‪.‬‬

‫‪ -‬تقلٌل مخاطر االستثمار بتنوٌع صٌؽه وقطاعاته‪.‬‬

‫‪ -‬دعم المركز التنافسً للمإسسة المالٌة فً السوق‬

‫‪ -‬التطوٌر المستثمر للمنتجات ٌزٌد من خبرة المإسسة وٌبقٌها فً حٌوٌة‬


‫مستمرة‪.261‬‬

‫‪2‬ـ اٌشد عٍ‪ ٝ‬اعرشاساخ ‪ِٚ‬شالثح اٌحّالخ اٌذعائ‪١‬ح ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫ٌسعى المجلس العلمً األعلى إلى الرد على استشارات البنوك التشاركٌة‪ ،‬كما ٌسعى‬
‫إلى حماٌة المستهلك من إشهارات تضلٌلٌة‪ ،‬عن طرٌق ممارسة مجموعة من الحمبلت‬
‫الدعابٌة على البنوك‪.‬‬

‫وبناء علٌه سنشٌر إلى الرد على استشارات البنوك التشاركٌة فً(‪ )1‬على أن نشٌر‬
‫إلى مراقبة الحمبلت االدعابٌة فً(‪.)2‬‬

‫أ ‪ -‬اٌشد عٍ‪ ٝ‬اعرشاساخ اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫ٌمارس المجلس العلمً األعلى‪ ،‬مهمة الرد على استشارات البنوك التشاركٌة‪ ،‬استناد‬
‫ألحكام المادة ‪7‬و‪ 8‬من الظهٌر الشرٌؾ المتعلق بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة و بما أن‬
‫المجلس العلمً األعلى هو الذي سٌتولى أمر الرد على استشارات البنوك التشاركٌة عبر‬
‫الهٌبة العلمٌة المتخصصة باإلفتاء التابعة له‪.‬‬

‫وتختص هذه األخٌرة بإصدار الفتاوى الرامٌة إلى بٌان حكم الشرٌعة اإلسبلمٌة فً‬
‫القضاٌا ذات الصبؽة الع امة‪ ،‬ومن أجل االضطبلع بمهامها تتولى الهٌبة العلمٌة المكلفة‬
‫باإلفتاء بتشكٌل لجان علمٌة متخصصة ٌعهد إلٌها بدراسة النوازل و القضاٌا المعروضة‬
‫علٌها‪ ،‬وإنجاز تقارٌر بشؤنها و تقدٌم االستنتاجات المتعلقة بها‪ ،‬وٌمكن للهٌبة عند االقتضاء‬
‫أن تستعٌن على سبٌل االستشارة بكل شخص من ذوي الخبرة واالختصاص من ؼٌر‬
‫أعضاء المجلس العلمً األعلى‪.‬‬

‫‪-261‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪.42‬‬

‫‪105‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وفً سٌاق تنمٌة الصناعة المالٌة التشاركٌة‪ ،‬من المهم أن ٌتبع علماء لجنة الشرٌعة‬
‫للمالٌة المنهج الشرعً عند البث فً االستشارات المقدمة إلٌهم من البنوك التشاركٌة‪ ،‬حثى‬
‫تكون الفتوى الصادرة مناسبة مع متطلبات الشرٌعة وقادرة على تلبٌة وفهم احتٌاجات‬
‫ومتطلبات السوق‪.‬‬

‫إن من واجب علماء المجلس العلمً األعلى‪ ،‬المساهمة فً تطوٌر الصناعة المالٌة‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬بابتكار منتجات جدٌدة موافقة للشرع‪ ،‬تحافظ على استقرار المعامبلت و تسٌٌر‬
‫تداولها بما ٌخدم مصالح المجتمع‪.262‬‬

‫ب ‪ِ -‬شالثح اٌحّالخ اٌذعائ‪١‬ح ٌٍثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫إن تعدد المنتجات البنكٌة البدٌلة‪ ،‬ال تمنح للمستهلك حرٌة حقٌقٌة لمعرفة جوهر هذه‬
‫األخٌرة ومرد ذلك اإلشهارات‪ 263‬القوٌة وؼٌر الموضوعٌة التً تصاحب عرض تلك‬
‫المنتجات‪ ،‬وتمارس ضؽطا قوٌا على إرادة المستهلك‪ ،‬وتسلب منه القدرة على التروي و‬
‫التفكٌر‪ ،‬كما تحجب عنه المعلومات الحقٌقٌة عن جوهر المادة أو الخدمة‪.264‬‬

‫إن حداثة مشروع إنشاء البنوك التشاركٌة بالمؽرب‪ ،‬وما ٌمكن أن ٌصاحب ذلك من‬
‫ظهور منتجات جدٌدة من لدن مإسسة بنكٌة تشاركٌة‪ ،‬قد ٌدفع هذه األخٌرة على توضٌح‬
‫هذه المنتجات عبر حمبلت دعابٌة من أجل استقطاب الزبناء‪.‬‬

‫و إذا كانت الوظٌفة األولى واألساسٌة للحمبلت الدعابٌة هً إخبار المستهلك‪،‬‬


‫وتبصٌر رضاه بخصابص هذه المنتوجات‪ ،‬فإن توكٌل مراقبة ذلك المجلس العلمً األعلى‬

‫‪-262‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬صفحة ‪.36‬‬
‫‪-263‬إن اإلشهار الكاذب أو المضلل ٌحمل أضرار وخٌمة على مستوى الحرٌة التعاقدٌة‪ ،‬خاصة عندما ٌكون هو‬
‫الدافع إلى التعاقد و المإثر الربٌسً على إرادة المستهلك بطرق ؼٌر مشروعة ومضللة من خبلل القانون رقم‬
‫‪..4325‬‬
‫فبالرجوع إلى المواد المنظمة لئلشهار خاصة المادتٌن ‪ 24‬و‪ 2.‬من ظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 434432.‬صادر فً‬
‫‪41‬من ربٌع األول ‪ 45( 41.2‬فبراٌر ‪ )2244‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ .4325‬القاضً بتحدٌد تدابٌر لحماٌة‬
‫المستهلك‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 26.2‬بتارٌخ ‪ .‬جمادى األولى ‪ 4(41.2‬أبرٌل ‪ )2244‬ص ‪.4242‬‬
‫نجد المادة ‪ 24‬من هذا القانون تإكد على ضرورة وجود الصدق الكافً‪ ،‬فً كل إشهار خاص ب‬
‫خدمة أو بمنتوج و ذلك لتجنب كل ادعاء من شؤنه أن ٌوقع متلقً الرسالة اإلشهارٌة فً الؽلط‪.‬‬
‫‪ -264‬محمد بن الماحً‪ ،‬حقوق المستهلك‪ :‬ضرورة تقنٌن مجال اإلشهار و ضمان الحق فً االختٌار‪ ،‬مقال منشور‬
‫بالمجلة اإللكترونٌة الفقه و القانون‪ ،‬عدد شتنبر ‪ ،2242‬تمت زٌارة فً تارٌخ ‪ 2245-21-2.‬على الساعة تاسعة‬
‫صباحا‪ ،‬صفحة ‪.2‬‬

‫‪106‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فً اعتقادنا أمر فً ؼاٌة األهمٌة بالنظر إلى اختصاصه فً الجانب الشرعً‪ ،‬حٌث ٌمكن له‬
‫مراقبة مدى مطابقة محتوى الحمبلت للشرٌعة اإلسبلمٌة‪.265‬‬

‫‪ -265‬الحسٌن أمزٌل‪ ،‬خصوصٌة الرقابة على البنوك التشاركٌة فً ضوء مشروع القانون البنكً بالمؽرب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬صفحة ‪.42‬‬

‫‪107‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌفصً اٌثأ‪ٟ‬‬
‫أٌ‪١‬اخ أخش‪ٌٍ ٜ‬رذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫ٌتطلب النجاح فً تدبٌر المخاطر البنكٌة التشاركٌة تضافر مجموعة من العوامل‬
‫المختلفة والمتداخلة فً ذات الوقت‪ ،‬من اجل الوصول إلى إدارة ناجحة فعالة تستجٌب‬
‫لمتطلبات المودعٌن والمتعاملٌن مع البنك التشاركً‬

‫وٌقوم نظام تدبٌر المخاطر على ضع شخص أو فرٌق أو مسطرة للتحكٌم فً‬
‫المخاطر‪ ،‬وإذا كان هذا هو المدلول الفعلً للمراقبة الحالٌة فإن هنالك عدة مفاهٌم متداخلة‬
‫ومتفاعلة لتحقٌق هدؾ التحكم فً المخاطر من خبلل دور وسابل ومستوٌات الرقابة فً‬
‫مواجهة المخاطر المحتملة‪.‬‬

‫إن دور التقنٌات البنكٌة التشاركٌة فً تدبٌر المخاطر ٌجعلنا نتساءل عن‪:‬‬

‫مدى أهمٌة بناء أنظمة لتدبٌر المخاطر فً المإسسات البنكٌة التشاركٌة والتً تعد‬
‫كآلٌة إنذار مبكر فً مواجهة مختلؾ المخاطر واألزمات المالٌة؟‬

‫وهل تإدي فعبل إلى التخفٌؾ من حدة النتابج السلبٌة على هذه المإسسات فً ظل‬
‫االزمات العالمٌة الحالٌة ؟‬

‫لذلك كان البحث عن ألٌات أخرى للبنك التشاركً فً مواجهة المخاطر‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ألٌات الرقابة التً تساهم بشكل فعال فً التؽلب علٌها أمر جوهري للتمكن من المبادئ‬
‫األساسٌة لتدبٌر المخاطر‪.‬‬

‫و تتمثل هذه األلٌات فً كل من الٌات مالٌة والتقنٌة واالدارٌة‪ ،‬فالبنسبة لؤللٌات‬


‫المالٌة فهً تتخذ صورتٌن إما ألٌات مالٌة وقابٌة وذلك باستخدام أسالٌب تجنب وتفادي‬
‫الخسابر والتقلٌص من حجمها عن طرٌق إجراءات وقابٌة‪ ،266‬أو ألٌات مالٌة عبلجٌة عندما‬
‫تواجه البنوك التش اركٌة مخاطر تكون أكبر من أي ٌتحملها شخص واحد أو تواجه‬
‫صعوبات مالٌة من شؤنها أن تقعدها وتقفها عن استمرارٌتها فً نشاطها‪.‬‬

‫أما األلٌات التقنٌة وهً مجموعة من القواعد والمعامبلت المتعلقة بالتسٌٌر والهادفة‬
‫إلى تؤمٌن االستقرار المالً للمإسسات البنكٌة التشاركٌة‪ 267‬أو مجموعة المقاٌٌس التً‬

‫‪-266‬حاكمً نجٌب هللا إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة" رسالة لنٌل شهادة الماجستٌر فً العلوم‬
‫االقتصادٌة تخصص‪ :‬مالٌة دولٌة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‪ ،‬علوم التسٌٌر والعلوم التجارٌة المدرسة الدكتورالٌة‬
‫فً االقتصاد والتسٌٌر جامعة وهران السنة الجامعٌة ‪ .9118-9112‬صفحة ‪.25‬‬
‫‪267‬‬
‫‪- Tairry Bonneau droit bancaire paris, 3ème éditions e.j.a. 1999.Page 140.‬‬

‫‪108‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وضعها المشرع خاصة فً مجال القروض الممنوحة وسٌولة البنوك التشاركٌة ومبلءتها‪.‬‬

‫أما اآللٌات اإلدارٌة فهً تسعى إلى توفٌر الحماٌة البلزمة للزبون وللمودعٌن سواء‬
‫على المستوى الوطنً والدولً‪ .‬وبالتالً سنشٌر إلى ألٌات مالٌة فً (المبحث األول) على‬
‫أن نشٌر إلى ألٌات تقنٌة وإدارٌة فً (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّثحث األ‪ٚ‬ي‬
‫أٌ‪١‬اخ ِاٌ‪١‬ح ٌٍرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫لما كانت الؽاٌة من إدارة مخاطر‪ ،268‬هً تخفٌؾ احتماالت حدوث الخسارة‬
‫وتجنبها‪ ،‬وتخفٌؾ النتابج المالٌة لها عند وقوعها‪ ،‬والخطوة األساسٌة فً هذا االتجاه تبدأ‬
‫عادة بالتعرؾ على جمع مصادر الخطر المتوقع‪ ،‬وتحلٌلها‪ ،‬وتقدٌر الحد األقصى لقٌمتها ثم‬
‫تؤتً بعد ذلك مرحلة إجراءات وأسالٌب التعامل مع هذا الخطر‪ ،‬مع ما ٌقتضٌه ذلك من‬
‫وسابل وآلٌات تمكن إدارة المخاطر من التعامل بنجاح مع الواقع‪.‬‬

‫لذلك سعى المشرع المؽربً إلى الوقاٌة من المخاطر وتجنب حدوثها وذلك من‬
‫خبلل الٌات مالٌة وقابٌة وحثى إذا تخلل ما من شؤنه أن ٌإدي إلى توقؾ البنوك التشاركٌة‬
‫عن االستمرارٌة فً نشاطها ثم وضع ألٌات مالٌة عبلجٌة‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى ألٌات مالٌة وقابٌة فً(المطلب األول) على أن نشٌر إلى الٌات‬
‫مالٌة عبلجٌة فً (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫‪ -268‬رؼم حداثة مصطلح إدارة المخاطر إال أن الممارسة الفعلٌة له قدٌمة‪ ،‬فالمخاطر موجودة فً جمٌع‬
‫المجاالت وفً كل األزمنة‪ ،‬لذلك ٌسعى االنسان دابما لتطوٌر مقاٌٌس من شؤنها تقلل احتمال تعرضه للمخاطر‪.‬‬
‫ولقد كان لتطور األعمال التجارٌة األثر البالػ فً تطور أسالٌب وتقنٌات التعامل مع المخاطر‪ ،‬وٌمكن تقسٌم‬
‫مراحل تطور إدارة المخاطر فً البنوك إلى المراحل التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬ظهرت فً الحضارة اإلسبلمٌة بعض األسالٌب التحوطٌة كعقد السلم وعقود الخٌارات‪ ،‬حٌث‬
‫استخدم أهل المدٌنة عقد السلم الذي انتشر فً المناطق الزراعٌة للتحوط من مخاطر األسعار‪.‬‬
‫ولكن مع تطور الحٌاة وتعقد سبل العٌش وتعدد أنواع السلع والخدمات والنشاطات ذات العوابد‪ ،‬تزاٌدت المخاطر‬
‫المحٌطة باألعمال‪ ،‬وجاء عصر التخصص وتقسٌم العمل األمر الذي استدعى محاوالت وأدوات جدٌدة أكثر دقة‬
‫لقٌاس الخطر وتعود جذور هذه المحاوالت إلى القرن السابع عشر‪.‬‬
‫وفً منتصؾ القرن التاسع عشر بدأ االهتمام بإدارة األصول والخصوم فً المصارؾ‪ ،‬وكان محور اهتمام‬
‫إدارات المصارؾ فً تلك الفترة هو التخطٌط لتحقٌق األرباح لمبلك المصارؾ‪ ،‬ومن هنا نشؤت مدرسة أطلق‬
‫علٌها مدرسة " تخطٌط الربح"‬
‫أما المرحلة الثانٌة فجاءت نتٌجة إخفاق هذه المدرسة فً تحقٌق األهداؾ المرجوة فتح الباب بظهور مدرسة‬
‫أخرى تعرؾ بمدرسة "إدارة المخاطر"‪ ،‬ومن هنا ٌمكن القول أن االتجاه العام لبلستخدام الحالً لمصطلح هذه‬
‫المدرسة فً تحقٌق األهداؾ المرجوة فتح الباب بظهور مدرسة أخرى تعرؾ بمدرسة "إدارة المخاطر"‪ ،‬ومن‬
‫هنا ٌمكن القول أن االتجاه العام لبلستخدام الحالً لمصطلح إدارة المخاطر بدأ فً أوابل الخمسٌنات وكان من‬
‫أوابل المطبوعات التً أشارت إلى هذا المصطلح ما ٌسمى بمجلة ‪ Harvard Business Review‬عام ‪1255‬‬
‫حٌث تناولت هذه المجلة فً إحدى مقاالتها أن المنشبات ٌنبؽً أن ٌكون لها إدارة مسإولة عن المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬هاجر زرارقً‪ ،‬إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪25-28‬‬

‫‪110‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة األ‪ٚ‬ي‬
‫اٌ‪١‬اخ ِاٌ‪١‬ح ‪ٚ‬لائ‪١‬ح‬
‫حماٌة للبنوك التشاركٌة من مخاطر ٌمكن أن تحدها من القٌام بنشاطها ألزمها‬
‫‪269‬‬
‫المشرع باحترام مجموعة من االلتزامات المحاسبٌة كما هً مإسسة فً المادة ‪73‬‬
‫و‪ 57270‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها وكذا المناشٌر التطبٌقٌة الصادرة عن من والً بنك المؽرب‪.‬‬

‫وٌجب علٌها أن تقوم بشكل دوري بإعداد القوابم التركٌبٌة وفق الشكلٌات المنصوص‬
‫علٌها قانونا مع ضرورة موافاة بنك المؽرب بتلك القوابم كوجه من أوجه رقابة بنك المؽرب‬
‫على مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها بل وأكثر من ذلك فإن البنوك‬
‫التشاركٌة ٌجب أن تعمل على نشر قوابمها التركٌبٌة بجرٌدة مخصصة لئلعبلنات القانونٌة‬
‫تحت طابلة تدخل بنك المؽرب بمبادرة منه من أجل نشرها‪.‬‬

‫إضافة إلى االلتزامات المحاسبٌة المفروضة على البنوك التشاركٌة أوجد المشرع‬
‫ألٌات للتحوط من المخاطر وتقلٌصها بشكل ٌتفق مع مقاصد الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وٌتم ذلك‬
‫عن طرٌق نقل النتابج المالٌة للمخاطر‪ ،‬أو الخسارة المتوقعة إلى جهة نقل المخاطر إلٌها‪.‬‬

‫وبتالً سنشٌر إلى مسك البنوك التشاركٌة للمحاسبة فً (الفقرة األولى) على أن‬
‫نشٌر إلى ألٌات التحوط وتحمل المخاطر فً (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ِ :ٌٝٚ‬غه اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ٌٍّحاعثح‬

‫ألزم المشرع المؽربً البنوك التشاركٌة بؤن تلتزم باحترام مجموعة من االلتزامات‬
‫المحاسبٌة كما هً مإسسة فً المواد ‪ 73‬و‪ 75‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق‬

‫‪ٌ -269‬نص المشرع فً المادة ‪ 22‬على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على كل مإسسات االبتمان عند اختتام كل سنة محاسبٌة‬
‫أن تعد فً صورة فردٌة ومجمعة أو مجمعة فرعٌا القوابم التركٌبٌة المتعلقة بالسنة المحاسبٌة المذكورة‪.‬‬
‫وتلزم مإسسات االبتمان كذلك بإعداد الوثابق المذكورة عند نهاٌة النصؾ األول من كل سنة محاسبٌة‪.‬‬
‫وتوجه القوابم التركٌبٌة إلى بنك المؽرب وفق الشروط التً ٌحددها‪".‬‬
‫‪-270‬تنص المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪ٌ :‬جب على مإسسات االبتمان أن تنشر القوابم‬
‫التركٌبٌة المشار إلٌها فً المادة ‪ 22‬أعبله وفق الشروط المحددة بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع‬
‫رأي لجنة مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫ٌتحقق بنك المؽرب من أن عملٌة النشر المذكورة قد أنجزت بصورة منتظمة‪ ،‬وٌؤمر المإسسات المعنٌة بنشر‬
‫استدراكات إذا لوحظ فً الوثابق المنشورة بٌانات ؼٌر صحٌحة أوإؼفاالت‪.‬‬
‫وٌمكن لبنك المؽرب بمبادرة منه‪ ،‬أو ٌقوم بنشر القوابم التركٌبٌة للمإسسات المذكورة بعد استطبلع رأي اللجنة‬
‫التؤدٌبٌة لمإسسات االبتمان"‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها وكذا بالمناشٌر التطبٌقٌة الصادرة من والً‬
‫بنك المؽرب‪.‬‬

‫وفً جمٌع األحوال ٌجب على البنوك التشاركٌة أن تقوم بشكل دوري بإعداد قوابمها‬
‫التركٌبٌة وفق الشكلٌات المنصوص علٌها قانونا مع ضرورة موافاة بنك المؽرب بتلك‬
‫القوابم كوجه من أوجه رقابة بنك المؽرب على مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها بل وأكثر من ذلك فإن تلك البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن تعمل على نشر قوابمها‬
‫التركٌبٌة بجرٌدة مخصصة لئلعبلنات القانونٌة تحت طابلة تدخل بنك المؽرب بمبادرة منه‬
‫من أجل نشرها‪.‬‬

‫وبذلك فإنه ٌجب ع لى البنوك التشاركٌة مسك القوابم التركٌبٌة(أوال) كما ٌجب علٌها‬
‫نشر البنوك التشاركٌة للقوابم التركٌبٌة(ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬غه اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ٌٍم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫لقد كان المشرع المؽربً ٌهدؾ كما هو معلوم من خبلل تجدٌد وإصبلح القوانٌن‬
‫ذات الطابع االقتصادي والمالً ومنها قوانٌن الشركات‪ ،‬إلى إنشاء تشرٌع ذي طابع‬
‫عصري وحدٌث‪ ،‬كفٌل بمواكبة اإلقبلع االقتصادي‪ ،‬وتؤهٌل مقوالت القطاع الخاص‪ ،‬التً‬
‫ٌتشكل منها النسٌج االقتصادي المؽربً الفتً‪ ،‬ووضع ألٌات وبنٌات تحتٌة محكمة التنسٌق‬
‫تكون قادرة على جلب االستثمار الخارجً لخدمة أهداؾ التنمٌة االقتصادٌة المنشودة‪ ،‬وفً‬
‫هذا السٌاق أوجب المشرع على الشركات القٌام دورٌا عند اختتام كل دورة محاسبٌة إعداد‬
‫قوابم تركٌبٌة‪.271‬‬

‫وانطبلقا من ذلك فالمشرع المؽربً ألزم البنوك التشاركٌة بمسك القوابم التركٌبٌة‬
‫عن طرٌق إعدادها وفق الشكلٌات المنصوص علٌها قانونا مع ضرورة موافاة بنك المؽرب‬
‫بتلك القوابم من أجل مراقبتها والتؤكد من مدى صحة المعطٌات المتضمنة بها‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى إعداد البنوك التشاركٌة للقوابم التركٌبٌة(‪ )1‬على أن نتطرق‬
‫توجٌه القوابم التركٌبٌة إلى بنك المؽرب(‪.)2‬‬

‫‪ -271‬عبد الرزاق العمرانً‪ ،‬القوابم التركٌبٌة للشركات‪ ،‬مجلة المحاكم التجارٌة‪ ،‬منشورات جمعٌة نشر المعلومة‬
‫القانونٌة والقضابٌة العدد الثانً‪ ،‬دجنبر‪،9115‬صفحة ‪.21‬‬

‫‪112‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ إعذاد اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ٌٍم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫لقد نص المشرع المؽربً على إلزام البنوك التشاركٌة بضرورة إعداد القوابم‬
‫التركٌبٌة وفق الشكلٌات المحددة قانونا مع ضرورة أن تتضمن مجموعة من المعطٌات التً‬
‫نص علٌها فً األحكام المتعلقة بها‪.‬‬

‫ومن هنا سنشٌر إلى كٌفٌات إعداد القوابم التركٌبٌة(أ) على أن نشٌر إلى مضمون‬
‫القوابم التركٌبٌة(ب)‪.‬‬

‫أـ و‪١‬ف‪١‬اخ إعذاد اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬


‫‪272‬‬
‫المتعلقة‬ ‫لقد ألزم المشرع المؽربً البنوك التشاركٌة بإعداد القوابم التركٌبٌة‬
‫‪273‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالسنة المحاسبٌة وذلك عند اختتامها إما صورة فردٌة ومجمعة أو مجمعة فرعٌا‬

‫وبذلك فإنه ٌتعٌن على البنوك التشاركٌة أن تقوم بمسك محاسبتها وفقا لمقتضٌات‬
‫المخطط المحاسبً لمإسسات االبتمان‪.274‬‬

‫‪ -272‬وقد جاء التنصٌص على وجوب إعداد قوابم التركٌبٌة بعد اإلصبلحات التشرٌعٌة المشار إلٌها فً البداٌة‬
‫ض من القانون المتعلق بالقواعد المحاسبٌة الواجب على التجار العمل بها إذ نصت المادة التسعة منه على أنه‬
‫ٌجب على األشخاص الخاضعٌن ألحكام هذا القانون‪ ،‬إعداد قوابم تركٌبٌة سنوٌة‪ ،‬عند اختتام الدورة المحاسبٌة‪.‬‬
‫كما أنه عند صدور قانون شركات المساهمة رقم ‪ 12625‬نصت المادة‪ 292‬منه على أنه " عند اختتام كل سنة‬
‫مالٌة‪ٌ ،‬قوم مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة‪ ،‬بإعداد القوابم التركٌبٌة كما هً محددة فً القانون رقم‬
‫‪ 2644‬المتعلق بالقواعد المحاسبٌة الواجب على التجار العمل بها‪ ،‬الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪16296124‬‬
‫بتارٌخ ‪ 95‬دجنبر ‪1229‬‬
‫وٌحصر مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة‪ ،‬النتٌجة الصافٌة للسنة المالٌة ومشروعا لرصد هذه النتٌجة‬
‫الصافٌة‪ ،‬لٌعرضا على موافقة الجمعٌة العامة العادٌة السنوٌة‪.‬‬
‫وبذلك فقد أصبح لزاما على الشركات فً إطار النصوص الجدٌدة مسك محاسبة منتظمة حدد شروطها‪،‬‬
‫وو اجباتها‪ ،‬القانون المتعلق بالقواعد المحاسبٌة المشار إلٌها‪ ،‬وفرضت قوانٌن هذه الشركات على مجلس اإلدارة‬
‫أو اإلدارة الجماعٌة‪ ،‬إعداد قوابم تركٌبٌة‪ ،‬تكون خبلصة لحصر النتٌجة الصافٌة للسنة المالٌة‪ ،‬وما تجمع خبلل‬
‫عملٌات مسك دفاترها الحسابٌة من بٌانات وتقٌٌدات وتحدٌد ما تحقٌقه من أرباح عند االقتضاء‪ ،‬ثم تعرض‬
‫للموافقة علٌها من طرؾ الجمعٌة العامة‪.‬‬
‫ٌراجع فً هذا الصدد‪:‬‬
‫‪-‬عبد الرزاق العمرانً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.29‬‬
‫وتقوم أساسا هذه القواعد التركٌبٌة على عدة مبادئ أساسٌة منها‪:‬‬
‫‪-‬مبدأ اعتبار القوابم التركٌبٌة صورة صادقة للنشاط المقاولة‪.‬‬
‫‪-‬مبدأ اإلشهار بواسطة إٌداع القوابم التركٌبٌة‬
‫‪-‬مبدأ إلزامٌة القوابم التركٌبٌة‪.‬‬
‫وللتوسع أكثر فً هذا الموضوع ٌراجع‪:‬‬
‫‪-‬عبد الرزاق العمرانً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 21‬وما ٌلٌها‪.‬‬
‫‪ -273‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على مإسسات االبتمان عند‬
‫اختتام كل سنة محاسبٌة أن تعد فً صورة فردٌة ومجمعة أو مجمعة فرعٌا القوابم التركٌبٌة المتعلقة بالسنة‬
‫المحاسبٌة المذكورة"‬

‫‪113‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ب ـ ِضّ‪ ْٛ‬اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫وانطبلقا من ذلك فإن البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن تسهر على شمول تلك القوابم‬
‫الحصٌلة وحساب العابدات والتكالٌؾ وقابمة أرصدة التدبٌر وجدول تدفقات الخزٌنة وقابمة‬
‫المعلو مات التكمٌلٌة‪ ،‬على أساس فردي‪ ،‬طبقا لمقتضٌات الباب الثالث من المخطط‬
‫المحاسبً لمإسسات االبتمان‪.275‬‬

‫كما أن تلك القوابم ٌجب أن ٌتم إعدادها على شكل مثبت طبقا لمقتضٌات الباب‬
‫الرابع من المخطط المحاسبً لمإسسات االبتمان‪ ،‬وإرسالها فً شكل قوابم"‪" finrep‬‬

‫‪2‬ـ ذ‪ٛ‬ج‪ ٗ١‬اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح إٌ‪ ٝ‬تٕه اٌّغشب‬

‫إن المشرع المؽربً لم ٌكتفً بإلزام البنوك التشاركٌة بإعداد قوابمها التركٌبٌة بل‬
‫أكثر من ذلك ألزمها بضرورة توجٌهها إلى بنك المؽرب حثى ٌتمكن من دراسة وتقٌٌم‬
‫وتحلٌل والتؤكد من مطابقة تلك القوابم مع ذمة المالٌة للشركة ووضعٌتها المالٌة‪.276‬‬

‫وبذلك فإن البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن توافً بنك المؽرب بالحصٌلة وحساب‬
‫العابدات والتكالٌؾ وقابمة أرصدة التدبٌر المحصورة مع نهاٌة دٌسمبر‪ ،‬وإن كانت مإقتة‪،‬‬
‫خبلل أجل أقصاه‪ 15‬من مارس من السنة المحاسبٌة الموالٌة‪ 277‬من ناحٌة‪.‬‬

‫‪ -274‬تنص المادة‪ 1‬من منشور رقم ‪/55‬و‪ 9112/‬الصادر فً ‪ 4‬أكتوبر ‪ 9112‬المتعلق بشروط مسك مإسسات‬
‫االبتمان لمحاسبتها على ما ٌلً‪:‬‬
‫" ٌتعٌن على مإسسات االبتمان مسك محاسبتها وفقا لمقتضٌات المخطط المحاسبً لمإسسات االبتمان‪ ،‬الملحق‬
‫بالنسخة األصلٌة لهذا المنشور‪ ،‬والذي ٌشمل‪:‬‬
‫‪-‬القسم ‪" 1‬أحكام عامة"‪ٌ ،‬تعلق بالمبادئ األساسٌة وبتنظٌم النظام المحاسبً ومنظومة المراقبة الداخلٌة وبطرق‬
‫التقٌٌم العامة‪.‬‬
‫‪-‬القسم ‪"9‬أحكام خاصة"‪ٌ ،‬حدد قواعد المحاسبة والتقٌٌم الخاص بالقوابم التركٌبٌة المعد على أساس فردي‪.‬‬
‫‪-‬القسم ‪" 2‬القوابم التركٌبٌة" ٌتعلق بمضمون وكٌفٌات تقدٌم القوابم التركٌبٌة المعدة على أساس فردي‪.‬‬
‫‪ -‬القسم‪"8‬البٌانات المالٌة المثبتة"‪ٌ ،‬تعلق بمضمون وكٌفٌات تقدٌم القوابم التركٌبٌة على أساس مثبت‪.‬‬
‫‪-‬القسم ‪ " 5‬اإلطار المحاسبً والبحة الحسابات‪ ،‬والمذكرات الفردٌة"‪ٌ ،‬حدد اإلطار المحاسبً والبحة وكٌفٌات‬
‫سٌر الحسابات‪.‬‬
‫‪-‬القسم‪ " 5‬مخطط الخصابص التكمٌلٌة"‪ٌ ،‬حدد األحكام المتعلقة بالخصابص التكمٌلٌة لتحدٌد عملٌات مإسسات‬
‫االبتمان"‪.‬‬
‫‪-275‬نص المادة‪ 1‬من قرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 2519619‬الصادر فً ‪ 98‬دٌسمبر ‪ 9119‬بالمصادقة‬
‫على منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 19/‬الصادر فً ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9119‬المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب‬
‫بالقوابم التركٌبٌة والوثابق التكمٌلٌة‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5188‬الصادر فً ‪ 14‬أبرٌل ‪،9112‬ص ‪.2225‬‬
‫‪-276‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪" :‬وتوجه القوابم التركٌبٌة إلى بنك‬
‫المؽرب وفق الشروط التً ٌحددها"‪.‬‬
‫‪-277‬تنص المادة ‪ 2‬من المنشور أعبله المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة والوثابق التكمٌلٌة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫عبلوة على ذلك‪ ،‬فإن البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن تقوم بموافاة بنك المؽرب‬
‫بمجرد المصادقة على الحسابات السنوٌة من طرؾ الهٌبة المختصة وخبلل أجل أقصاه‬
‫‪31‬ماي‪،‬بالوثابق التالٌة‪:‬‬

‫ـ تقرٌر التدبٌر المعد سنوٌا من طرؾ مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة‬
‫والذي ٌتضمن قابمة المعلومات التكمٌلٌة المشار إلٌها فً المادة األولى أعبله‪.‬‬

‫ـ مبلحظات مجلس الرقابة حول تقرٌر مجلس اإلدارة الجماعٌة وكذا حسابات السنة‬
‫المحاسبٌة‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫ـ تقرٌر مراقبً الحسابات‪.‬‬

‫ـ نص القرارات المعتمدة‪.278‬‬

‫وفً جمٌع األحوال فإن البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن توافً بنك المؽرب بتلك‬
‫الوثابق والنماذج وفقا للنماذج و اآلجال والكٌفٌات التقنٌة التً ٌحددها‪ ،279‬كما أن المبالػ‬
‫الواردة فً القوابم التركٌبٌة والوثابق التكمٌلٌة من ناحٌة ٌجب أن ٌكون باألؾ الدراهم‪ ،‬مع‬
‫جبرها إلى أقرب ألؾ درهم‪ ،‬أما بالنسبة للقوابم التركٌبٌة المعدة على شكل مثبت فإنه ٌجب‬
‫أن تكون بالدراهم دون األعشار‪.280‬‬

‫وفً جمٌع األحوال‪ ،‬فإن تلك القوابم التركٌبٌة والوثابق التكمٌلٌة ٌجب أن تخضع‬
‫أوال لعملٌة المراقبة المبلءمة قبل إرسالها إلى بنك المؽرب‪.281‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إلٌه أن البنوك التشاركٌة ٌجب أن توافً بنك المؽرب‪ ،‬خبلل أجل‬
‫أقصاه ‪ٌ 30‬ونٌو‪ ،‬بالقوابم التركٌبٌة المحصورة مع نهاٌة كل سنة مالٌة محاسبٌة ‪.‬‬

‫وٌجب على القوابم التركٌبٌة أن تتضمن ما ٌلً‪:‬‬

‫ـ الحصٌلة وحساب العابدات والتكالٌؾ وقابمة أرصدة التدبٌر وجدول تدفقات‬


‫الخزٌنة‬

‫‪-278‬تنص المادة ‪ 11‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة‬
‫والوثابق التكمٌلٌة‬
‫‪-279‬تنص المادة‪ 5‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة والوثابق‬
‫التكمٌلٌة‪.‬‬
‫‪-280‬تنص المادة‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة والوثابق‬
‫التكمٌلٌة‪.‬‬
‫‪ -281‬تنص المادة‪ 4‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة والوثابق‬
‫التكمٌلٌة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ بٌن توزٌع رأسمال الشركة‬

‫ـ جدول سندات المشاركة التً تتم حٌازتها بصفة مباشرة أو ؼٌر مباشرة فً شركات‬
‫أخرى‪.282‬‬

‫وفً جمٌع االحوال فإن البنوك التشاركٌة ٌجب أن علٌها أن توافً بنك المؽرب بكل‬
‫تؽٌٌر ٌطرأ على توزٌع رأسمال الشركة وعلى تركٌبة مجلس إدارتها أو مجلس رقابتها‬
‫وكذا على إدارتها العامة أو إدارتها الجماعٌة‪.283‬‬

‫بل وأكثر من ذلك‪ ،‬فإن البنوك التشاركٌة ٌجب علٌها أن تحترم كٌفٌات إعداد أو‬
‫أجال إرسال الوثابق والمعلومات الواجب موافاة بنك المؽرب بها أو تلك التً ٌطلبها تحت‬
‫طابلة التعرض للعقوبات المالٌة المنصوص علٌها قانونا والمتراوحة مبلؽها بٌن ‪10.000‬‬
‫درهم والمبلػ المطابق لنسبة ‪ 20‬فً المابة من الرأسمال األدنى المطبق على مإسسات‬
‫االبتمان‪.284‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ٔ :‬شش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح ٌٍم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫تنص المادة ‪ 75‬من القانون رقم ‪ 103.12‬على أنه ٌجب على البنوك التشاركٌة أن‬
‫تنشر القوابم التركٌبٌة المشار إلٌها أعبله وفق الشروط المحددة قانونا‪.285‬‬

‫وبذلك فإن عملٌة النشر ٌجب أن تت م وفق مجموعة من اإلجراءات التً نص علٌها‬
‫المشرع‪ ،‬بل وأكثر من ذلك فتلك العملٌة تخضع للرقابة من لدن بنك المؽرب ومراقب‬
‫الحسابات المنتدب بالبنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى إجراءات نشر القوابم التركٌبٌة(‪ )1‬مراقبة إجراءات نشر القوابم‬
‫التركٌبٌة(‪.)2‬‬

‫‪ -282‬تنص المادة‪ 19‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة‬
‫والوثابق التكمٌلٌة‪.‬‬
‫‪ -283‬تنص المادة‪ 11‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بكٌفٌات موافاة بنك المؽرب بالقوابم التركٌبٌة‬
‫والوثابق التكمٌلٌة‪.‬‬
‫‪ٌ -284‬راجع فً هذا اإلطار البند الخامس من الجدول المتعلق بالعقوبات المالٌة التً تتعرض لها مإسسات‬
‫االبتمان الملحق بقرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 919614‬الصادر فً ‪ٌ 95‬ناٌر ‪ 9114‬بالمصادقة على‬
‫منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9/G/9112‬الصادر بتحدٌد قابمة األفعال التً قد تعرض لعقوبات تؤدٌبٌة تطبٌقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 194‬من القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها وكذا مبلػ‬
‫العقوبات المالٌة المرتبطة بها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،5512‬ص ‪.552‬‬
‫‪ -285‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 25‬على ما ٌلً‪ٌ ":‬جب على مإسسات االبتمان أن تنشر القوابم التركٌبٌة‬
‫المشار إلٌها فً المادة ‪ 22‬أعبله وفق الشروط المحددة بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي‬
‫لجنة مإسسات االبتمان"‬

‫‪116‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ إجشاءاخ ٔشش اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن تلك القوابم التركٌبٌة ٌجب أوال فحصها من طرؾ مراقب‬
‫الحسابات‪ ،‬وعند نهاٌة هذا الفحص ٌقوم بتقدٌم إشهاد على حسب األحوال ٌصرح فٌه بكون‬
‫تلك القوابم قانونٌة وصحٌحة وتعكس صورة صادقة عن نتٌجة السنة المالٌة المنصرمة وكذا‬
‫عن الوضعٌة المالٌة والذمة المالٌة للمإسسة عند نهاٌة السنة المحاسبٌة أو ٌشفع ذلك‬
‫اإلشهاد بتحفظات أو ٌرفض اإلشهاد على تلك القوابم مع تحدٌد األسباب التً تعلل ذلك فً‬
‫الحالتٌن األخٌرتٌن‪.286‬‬

‫أ ـ إجشاءاخ ٔشش اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح اٌغٕ‪٠ٛ‬ح‬

‫وانطبلقا من ذلك فإن البنوك التشاركٌة ٌتعٌن علٌها أن تنشر تلك القوابم التركٌبٌة‬
‫السنوٌة التً تعدها بشكل فردي فً جرٌدة لئلعبلنات القانونٌة كما تم حصرها عند نهاٌة‬
‫النصؾ األول من كل سنة محاسبٌة‪ ،‬وٌجب أن تشمل تلك القوابم كبل من الحصٌلة وحساب‬
‫العابدات والتكالٌؾ وقابمة أرصدة التدبٌر وجدول تدفقات الخزٌنة وقابمة المعلومات‬
‫التكمٌلٌة‪.287‬‬

‫ب ـ إجشاءاخ ٔشش اٌم‪ٛ‬ائُ اٌّاٌ‪١‬ح اٌغٕ‪٠ٛ‬ح‬

‫هذا بخصوص القوابم التركٌبٌة السنوٌة المعدة بشكل فردي أما بالنسبة للقوابم المالٌة‬
‫السنوٌة المعدة بشكل مجمع ٌجب بدورها أن تنشر بجرٌدة لئلعبلنات القانونٌة‪ ،‬وٌجب‬

‫‪ -286‬تنص الفقرة األولى من المادة‪ 9‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله على ما ٌلً‪ٌ ":‬جب على مإسسات‬
‫االبتمان أن تنشر القوابم المشار إلٌها فً المادة السابقة كما تم حصرها عند نهاٌة النصؾ األول من كل سنة‬
‫محاسبٌة‪".‬‬
‫‪ -287‬تنص المادة‪ 1‬من منشور والً بنك أعبله على ما ٌلً‪ٌ " :‬جب على مإسسات االبتمان أن تنشر فً جرٌدة‬
‫لئلعبلنات القانونٌة قوابمها التركٌبٌة السنوٌة التً تعدها بشكل فردي وفقا لمقتضٌات القسم الثالث من المخطط‬
‫المحاسبً لمإسسات االبتمان الملحق بالمنشور رقم ‪ 55/G/9112‬الصادر فً ‪ 4‬أكتوبر ‪ 9112‬والمتعلق بشروط‬
‫مسك مإسسات االبتمان لحساباتها‪.‬‬
‫تشمل القوابم التركٌبٌة على ما ٌلً‪:‬‬
‫‪-‬الحصٌلة‬
‫‪-‬حساب العابدات والتكالٌؾ‬
‫‪-‬قابمة أرصدة التدبٌر‬
‫‪-‬جدول تدفقات الخزٌنة‬
‫‪-‬قابمة المعلومات التكمٌلٌة"‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أن تشمل كبل من الحصٌلة وحساب النتٌجة ثم قابمة تؽٌرات الرسامٌل الذاتٌة ثم جدول‬
‫تدفقات الخزٌنة ثم اإلٌضاحات‪.288‬‬

‫وكقاعدة عامة فإن تارٌخ إقفال السنة المحاسبٌة للبنوك التشاركٌة على وجه‬
‫الخصوص هً ‪ 31‬دٌسمبر من كل سنة‪.289‬وانطبلقا من ذلك فإن القوابم التركٌبٌة السنوٌة‬
‫ٌجب أن تنشر ث بلثٌن ٌوما على األقل قبل انعقاد الجمعٌة العامة العادٌة و أن تشٌر بشكل‬
‫صرٌح إذا تم فحص هذه القوابم من طرؾ مراقبً الحسابات من عدمه‪ ،‬وفً حالة ما إذا قام‬
‫مراقب الحسابات بفحص هذه القوابم‪ٌ ،‬جب أن تكون مرفقة بالشهادة المشار إلٌها فً المادة‬
‫‪ 9‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق بنشر القوابم التركٌبٌة لمإسسات االبتمان‪.290‬‬

‫‪2‬ـ سلاتح إجشاءاخ ٔشش اٌم‪ٛ‬ائُ اٌرشو‪١‬ث‪١‬ح‬

‫تمر عملٌة نشر القوابم التركٌبٌة من مجموعة من اإلجراءات التً تخضع للمراقبة‬
‫من أجل ضمان التزام البنوك التشاركٌة بتلك اإلجراءات‬

‫وهذا سوؾ سنشٌر إلٌه من خبلل التطرق إلى رقابة بنك المؽرب على إجراءات‬
‫النشر(أ) على رقابة مراقبً الحسابات على إجراءات النشر(ب)‬

‫أـ سلاتح تٕه اٌّغشب عٍ‪ ٝ‬إجشاءاخ إٌشش‬

‫ٌجب اإلشارة إلى أن بنك المؽرب ٌمكنه أن ٌتحقق وٌتحرى من أن عملٌة نشر‬
‫القوابم التركٌبٌة والقوابم المالٌة للبنوك التشاركٌة قد ثم نشرها وفقا للشكلٌات المنصوص‬
‫علٌها قانونا وبصورة منتظمة ودورٌة‪ ،‬بل وٌمكن له أن ٌطلب من تلك الشركات أن‬

‫‪-288‬تنص المادة‪ 5‬من المنشور أعبله على ما ٌلً‪ٌ ":‬جب على مإسسات االبتمان أن تنشر فً جرٌدة لئلعبلنات‬
‫القانونٌة قوابمها المالٌة السنوٌة التً تعدها بشكل مجمع وفقا لمقتضٌات القسم الرابع من المخطط المحاسبً‬
‫لمإسسات االبتمان‪.‬‬
‫تشتمل هذه القوابم المالٌة على ما ٌلً‪:‬‬
‫الحصٌلة‬ ‫‪-‬‬
‫حساب النتٌجة‬ ‫‪-‬‬
‫قابمة تؽٌرات الرسامٌل الذاتٌة‬ ‫‪-‬‬
‫جدول تدفقات الخزٌنة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلٌضاحات"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-289‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 4‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله‪.‬‬
‫‪ -290‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 11‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تستدرك بعض البٌانات ؼٌر الصحٌحة أو اإلؼفاالت متى لوحظ ذلك فً الوثابق‬
‫‪291‬‬
‫المنشورة‪.‬‬

‫بل وأكثر فإن بنك المؽرب ٌمكنه أن ٌنشر القوابم التركٌبٌة للبنوك التشاركٌة بمبادرة‬
‫منه بعد رأي لجنة التؤدٌبٌة لمإسسات االبتمان فً حالة تقاعس البنوك التشاركٌة عن نشر‬
‫قوابمها التركٌبٌة أو فً حالة ما إذا تم ذلك بمحٌد النصوص القانونٌة المنظمة للكٌفٌات‬
‫النشر‪.‬‬

‫ب ـ سلاتح ِشالث‪ ٟ‬اٌحغاتاخ عٍ‪ ٝ‬إجشاءاخ إٌشش‬

‫إلى جانب رقابة بنك المؽرب على إجراءات نشر القوابم التركٌبٌة‪ ،‬فإن مراقب‬
‫الحسابات المنتدب بالبنوك التشاركٌة ٌجب علٌه أن ٌقوم بفحص القوابم التركٌبٌة‪ ،‬وفً نهاٌة‬
‫هذا الفحص ٌتعٌن علٌه على حسب األحوال أن ٌقوم بتقدٌم إشهاد ٌصرح فٌه بكون هذه‬
‫القوابم قانونٌة وصحٌحة ومطابقة للوضعٌة المالٌة والذمة المالٌة للمإسسة‪ ،‬أو إشفاع هذا‬
‫اإلشهاد بتحفظات أو رفض اإلشهاد على تلك القوابم مع ضرورة تحدٌد األسباب المعلل‬
‫لذلك‪.292‬‬

‫وإلى جانب ذلك فمتى قام مراقب الحسابات بفحص تلك القوابم‪ ،‬فإنه ٌجب على‬
‫البنوك التشاركٌة ان ترفق مع قوابمها التركٌبٌة تلك الشهادة المعدة من طرؾ مراقب‬
‫الحسابات قصد التؤكد من مدى صدق تلك القوابم‪.293‬‬

‫وفً جمٌع األحوال‪ ،‬فإن عدم احترام القوانٌن المحاسبٌة المشار إلٌها أعبله من شؤنه‬
‫أن ٌرتب على البنوك التشاركٌة مجموعة من العقوبات المالٌة والتً تتراوح بٌن‬
‫‪50.000‬درهم وبالمبلػ المطابق لنسبة ‪ 20‬فً المابة من الرأسمال المطبق لنسبة ‪ 29‬فً‬
‫المابة من الرأسمال المطبق على مإسسات االبتمان‪.294‬‬

‫‪ -291‬تنص الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪ٌ " :‬تحقق بنك المؽرب من ان‬
‫عملٌة النشر المذكورة قد أنجزت بصفة منتظمة‪ ،‬وٌؤمر المإسسات المعنٌة بنشر استدراكات إذا لوحظ فً الوثابق‬
‫المنشورة بٌانات ؼٌر صحٌحة أو اؼفاالت‪".‬‬
‫‪ -292‬وهذا ما أكدت علٌه المادة ‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله المتعلق بشروط نشر القوابم من لدن‬
‫مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ -293‬وهذا ما أكدته المادتٌن ‪11‬و ‪ 19‬من منشور والً بنك المؽرب أعبله المتعلق بشروط نشرالقوابم التركٌبٌة‬
‫من لدن مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫‪ٌ -294‬راجع فً هذا اإلطار جدول العقوبات المالٌة التً تتعرض لها مإسسات االبتمان الملحق بقرار وزٌر‬
‫االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 919614‬الصادر فً ‪ٌ 95‬ناٌر ‪ 9114‬بالمصادقة على منشور والً بنك المؽرب رقم‬
‫‪ 9112/G/9112‬الصادر بتحدٌد قابمة األفعال ألٌات تعرض لعقوبات تؤدٌبٌة تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 194‬من‬

‫‪119‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ :‬أٌ‪١‬اخ ذحًّ ‪ٚ‬ذح‪ ً٠ٛ‬اٌّخاطش‬

‫تقتضً هذه األلٌة أن ٌتحمل البنك التشاركً المخاطر التً ٌواجهها عند منحه‬
‫االبتمان للزبابن وذلك من خبلل إلزامهم بوضع مجموعة من الضمانات رهن إشارته‬
‫لضما ن أداء الدٌن عند تارٌخ استحقاقه فً حالة امتناعهم أو تماطلهم عن األداء نتٌجة لتؽٌر‬
‫ظروفهم المادٌة‪ .‬بحٌث ٌعمد البنك إلى تحقٌق هذه الضمانات واستخبلص مبالػ القروض‬
‫عن طرٌق الحجز علٌها وبٌعها بالمزاد العلنً إذا تعلق األمر بتؤمٌنات عٌنٌة‪ ،‬وعن طرٌق‬
‫المطالبة القضابٌة للكفٌل باألداء تضامنا مع المدٌن إذا تعلق األمر بكفالة شخصٌة‪.‬‬

‫إضافة لذلك ٌستطٌع البنك نقل مخاطر وتحوٌلها إلى جهات أخرى لتحل محل‬
‫الزبون المدٌن فً األداء من خبلل إلزام هذا األخٌر باالكتتاب لدى شركة للتؤمٌن لضمان‬
‫استرداد مبلػ القرض فً حالة إعساره أو عجزه عن األداء‪ 295‬أو أن ٌقوم بتحوٌل هذه‬
‫الدٌون إلى سندات قابلة للتداول فً األسواق المالٌة فٌنتقل عبإها إلى المستثمرٌن‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى ألٌات تحمل المخاطر فً(أوال) على أن نشٌر ألٌات تحوٌل‬
‫المخاطر فً (ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬أٌ‪١‬اخ ذحًّ اٌّخاطش‬

‫تمثل الضمانات بمختلؾ أنواعها وسٌلة وقابٌة هامة للبنوك التشاركٌة‪ ،‬ألنها تضمن‬
‫لها نوع من األمان والطمؤنٌنة فً ممارستها البنكٌة‪ ،‬وتستخدمها لتؽطٌة مخاطر الطرؾ‬
‫األخر‪ ،‬ومخاطر عدم التزامه بتنفٌذ التزاماته التعاقدٌة مع البنك‪ ،‬و ٌجب أن ٌكون استخدام‬
‫هذه الضمانات مطابقا للشرٌعة اإلسبلمٌة‪.296‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى الضمانات العٌنٌة فً(‪ )1‬على أن نشٌر إلى الضمانات‬
‫الشخصٌة فً (‪.)2‬‬

‫القانون رقم ‪ 28612‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها وكذا مبلػ العقوبات المالٌة‬
‫المرتبطة بها‪ .‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪،5522‬صفحة‪552‬‬
‫‪ -295‬بهٌة بوعلً‪ ،‬تدبٌر المخاطر البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬تخصص قوانٌن التجارة‬
‫واألعمال‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪.9115/9115‬‬
‫‪-296‬هاجر زرارقً‪ ،‬إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ االسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة الجزابري‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.151‬‬

‫‪120‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ اٌضّأاخ اٌع‪١ٕ١‬ح‬

‫سن المشرع مجموعة من القواعد التً تنظم البنوك من تنظٌم معامبلتها وضمان‬
‫استرجاع أموالها‪ ،‬واستنادا إلى هذه النصوص تعد البنوك عقودا خاصا لكل نوع من أنواع‬
‫القروض الممنوحة‪ ،‬وتختلؾ هذه العقود باختبلؾ الضمانات المقدمة‪.297‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن البنوك التشاركٌة تحرص كل الحرص على قبول الرهن على‬
‫عقار محفظ وتتفادى قبول الضمانات فً شكل رهون على عقارات ؼٌر محفظة‪ ،‬وإن كانت‬
‫تكتفً فً بعض الحاالت بقبول الضمانات على عقارات ال تزال فً طور التحفٌظ رؼم ما‬
‫قد تجده من صعوبات فً تحقٌقه‪ ،‬وبالتالً تراكم الدٌون المجمدة والمحالة على قسم‬
‫المنازعات‪.298‬‬

‫ٌعتبر الرهن الرسمً من الضمانات البنكٌة التً سعى المشرع إلى تقنٌنها‪ ،299‬حثى‬
‫تضمن المإسسات البنكٌة استرجاع أموالها‪ ،‬حٌث حاول المشرع من خبلله التوفٌق بٌن‬
‫مصلحتٌن‪ ،‬مصلحة المدٌن فً الحصول على القرض الذي ٌطلبه مع االستمرار فً‬
‫استؽبلل عقاره وإدارته‪ ،‬ومصلحة البنك فً استثمار أموال الودابع بشكل أمن وضمان‬
‫استرجاعها باألولوٌة عن ؼٌره من الدابنٌن فً حالة تماطل المدٌن أو عجزه عن األداء‪.‬‬

‫وتعرؾ المادة ‪ 165‬من القانون رقم ‪ 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العٌنٌة الرهن‬
‫الرسمً بكونه‪" :‬حق عٌنً تبعً ٌتقرر على ملك محفظ أو فً طور التحفٌظ وٌخصص‬
‫لضمان أداء الدٌن"‪.‬‬

‫وٌتمٌز الرهن الرسمً بمجموعة من الخصابص منها كونه حقا عقارٌا تبعٌا ٌولً‬
‫حق تتبع العقار‪ .‬المرهون فً أي ٌد انتقل إلٌها كما ٌكون له حق األفضلٌة على استفاء حقه‬
‫عند تحقٌق الرهن‪.‬‬

‫وٌتطلب وجود هذا الحق التزام أصلً وهو القرض‪ ،‬وٌكون تابعا له بحٌث ٌبقى‬
‫ببقابه وٌزول بزواله‪.‬‬

‫‪ -297‬محمد الحلوي‪ ،‬تحقٌق الضمانات مقال منشور فً الندوة األولى للعمل القضابً والبنكً المنظمة من طرؾ‬
‫وزارة العدل بالرباط بترٌخ‪ 8-2‬دجنبر ‪1242‬‬
‫‪ -298‬محمد مختاري‪ ،‬تحقٌ ق الضمانات البنكٌة جزء األول‪ ،‬مجلة المناظرة‪ ،‬مطبعة النخلة للكتاب وجدة‪ ،‬عدد ‪2‬‬
‫ٌونٌو ‪ 9118‬صفحة‪.92‬‬
‫‪ -299‬رشٌدة مزوغ‪ ،‬اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون‬
‫الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‬
‫السنة الدراسٌة ‪9114-9112‬صفحة‪9-1‬‬

‫‪121‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫والرهن الرسمً ؼٌر قابل للتجزبة وال ٌتطلب خروج العقار من حٌازة المدٌن‪،300‬‬
‫وهذا وإن المإسسات البنكٌة التشاركٌة ومن أجل حماٌة مصالحها بشكل أكبر تعمد إلى‬
‫تضمٌن عقود القرض مجموعة من الشروط التً من شؤنها تقٌٌد حرٌة المدٌن الراهن فً‬
‫التصرؾ فً العقار المرهون بإنشاء رهن عقاري اخر علٌه أو حٌازي أو اٌجار أو تفوٌت‬
‫أو تقدٌمه فً الشركة فإن هذه الشروط ٌمكن للمدٌن تجاوزها طالما ال ٌوجد نص ٌستند إلٌه‬
‫من أجل إبطالها‪ ،301‬مادام المشرع منحه حق تتبع العقار فً ٌد من انتقلت إلٌه ملكٌته‪ ،‬كما‬
‫أن الفصل ‪1177‬من قانون االلتزامات والعقود والذي ٌعتبر الشرٌعة العامة التً ٌتم‬
‫الرجوع إلٌها فً حالة عدم وجود نص جاء فٌه‪ ":‬رهن الشًء ال ٌفقد الحق فً تفوٌته"‪.‬‬

‫وهو األمر الذي أكدته محكمة االستبناؾ بمراكش فً قرار لها‪ ":‬وحٌث أن المشرع‬
‫أعطى الحق للمرتهن فً تتبع العقار المرهون فً أي ٌد انتقلت إلٌه طبقا لمقتضٌات الفصل‬
‫‪ 157‬من ظهٌر‪ٌ 2‬ونٌو ‪ 1915‬فإنه ال ٌمكن أن ٌكون لحق التتبع أي معنى إذا لم ٌكن حق‬
‫الراهن بٌع الشًء المرهون وحٌث أن هذا التؤوٌل ٌزكٌه القانون العام وهو قانون‬
‫االلتزامات والعقود الذي ٌعتبر نصا عاما ٌلجؤ إلى تطبٌقه عند عدم وجود النص الخاص فً‬
‫الظهٌر المذكور الذي لم ٌنظم سوى الرهن الرسمً الذي ٌعد تسجٌله وسٌلة تقوم مقام قبض‬
‫المرهون فً الرهن الحٌازي فالؽاٌة منه حفظ المرهون ضمانا للدابن وتؤمٌنا لمصلحته‪،‬‬
‫وحٌث وبناء على كون الؽاٌة واحدة من الرهنٌن معا فإن المشرع المؽربً إذا كان قد سمح‬
‫للراهن بتفوٌت العقارات المرهونة حٌازٌا طبقا للفصل ‪ 1177‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود فإنه بالمقابل لم ٌمنع تفوٌت ما رهن رسمٌا ضمن القٌود الواردة فً هذا النص‪."302‬‬

‫هذا وإن كان بإمكان المدٌن أن ٌحتفظ بالعقار فً حٌازته وٌتصرؾ فٌه كٌؾ ٌشاء‬
‫فإن تصرفاته ال ٌجب أن ٌترتب علٌها نقص فً قٌمته‪.‬‬

‫ٌنعقد الرهن الرسمً كتابة وال ٌكون صحٌحا وال ٌنتج أثرا إال إذا قٌد بالرسم‬
‫العقاري‪ ،‬وهو ٌمنح للدابن فً حالة عدم أداء الراهن اللتزاماته حق نزع ملكٌة العقار وبٌعه‬
‫جبرا واستٌفاء دٌنه باألولوٌة على سابر الدابنٌن بناء على الشهادة الخاصة لتقٌٌد الرهن‬
‫الممنوحة من قبل المحافظ وفق الفصل ‪ 58‬من ظهٌر التحفٌظ العقاري‪.303‬‬

‫‪ -300‬مؤمون الكزبري‪ ،‬التحفٌظ العقاري والحقوق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة فً ضوء التشرٌع المؽربً‪ ،‬مطبعة‬
‫العربٌة الرباط ‪ ،1242‬طبعة ‪ ،9‬جزء الثانً‪ ،‬صفحة ‪.291‬‬
‫‪ -301‬رشٌدة مزوغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪91‬‬
‫‪ -302‬القرار عدد ‪ 1145‬الصادر بتارٌخ ‪ 92‬دجنبر ‪ 1222‬مشار إلٌها عند رشٌدة مزروغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‬
‫‪.91‬‬
‫‪ -303‬إدرٌس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العٌنٌة وفق القانون رقم ‪،22614‬منشورات مجلة الحقوق سلسلة المعارؾ‬
‫القانونٌة والقضابٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ 9112‬صفحة ‪.128-142‬‬

‫‪122‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وٌعتبر حصول البنك على الخاصة بالتقٌٌد أمرا ضرورٌا لسلوك مسطرة تحقٌق‬
‫الرهن الرسمً"‪ ....‬لكن حٌث إن الطلب لم ٌدعم بالشهادة الخاصة بالرهن والتً تعتبر‬
‫السند التنفٌذي المعتمد فً توجٌه اإلنذار والوثٌقة األساسٌة التً تتمحور حولها مسطرة‬
‫تحقٌق الرهن فهً تجسد الدٌن وتقوم مقام الحكم باألداء وبناء علٌها ٌفتح ملؾ اإلنذار‪."304‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه من بٌن البنود األساسٌة التً ٌتم التنصٌص علٌها من طرؾ‬
‫البنك هو استحقاقه لمجموع الدٌن لمجرد عدم أداء قسط واحد او أقساط محددة فإذا كان‬
‫هناك تماطل فً األداء أمكن للبنك التنفٌذ على العقار المرهون‪ 305‬وحٌث إن المحكمة وبع‬
‫دراسة القضٌة تبٌن لها صحة السبب المستندة علٌه الدعوى‪ ،‬فعقد القرض الذي ٌربط‬
‫الطرفٌٌن والذي استفادت من خبلله المدعٌة بتارٌخ ‪ 2007-07-20‬بمبلػ‪ .....‬درهم‬
‫مستمرة على مدى ‪ 30‬شهرا ٌتضمن فً الفقرة الثانٌة من البند الخامس أن عدم أداء المدٌن‬
‫لتسعة أقساط فً إبانها قد ٌنتج عنه سقوط األجل واعتبار الدٌن بؤكمله مستحقا بعد توجٌه‬
‫إنذار باأل داء بالبرٌد المضمون مع اإلشعار بالتوصل للمدٌن ٌظل دون جدوى لمدة ثمانٌة‬
‫أٌام‪ .‬وحٌث‪ ،‬إنه فضبل عن كون المدٌنة ظلت تإدي أقساط القرض لؽاٌة ‪2009-12-17‬‬
‫كما هو ثابت من خبلل الوصل الصادر عن المدعى علٌه‪ ،‬فإنه ال دلٌل بالملؾ على سلوك‬
‫المدعً علٌه للمسطرة االتفاقٌة المنصوص علٌها بالعقد للقول بسقوط األجل واستحقاق‬
‫الدٌن المسطر باإلنذار العقاري‪ ،‬وتبعا لذلك ٌبقى عقد القرض منتجا ألثاره القانونٌة وتكون‬
‫المطالبة بالدٌن تحت طابلة تحقٌق الرهن مطالبة سابقة ألوانها بعد أن تبٌن أن الدٌن ؼٌر‬
‫حال األداء‪."306‬‬

‫ـ اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‬

‫‪-304‬أمر استعجالً عدد ‪ 18/222‬الصادر عن ربٌس المحكمة التجارٌة بوجدة بتارٌخ ‪ 4‬أبرٌل ‪ 9118‬فً الملؾ‬
‫رقم ‪ 12/18/222‬مشار إلٌه عند رشٌدة مزوغ‪ ،‬اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪-305‬مصطفى المرضً‪ ،‬اإلنذار العقاري فً التشرٌع المؽربً‪ ،‬دراسة نظرٌة وعملٌة‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه‬
‫فً القانون الخاص‪ ،‬مخبر األنظمة المدنٌة والمهنٌة تخصص قانون العقود والعقار‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعٌة ‪ ،9118-9112‬صفحة ‪.198‬‬
‫‪-306‬قرار صادر عن المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء رقم ‪ 1281‬بتارٌخ ‪ 9111/19/92‬فً الملؾ رقم ‪-22‬‬
‫‪ 9111-11‬مشار إلٌها عند مصطفى الرضً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.194‬‬

‫‪123‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫لقد أكدت الممارسات العملٌة بؤن مسطرة تحقٌق الرهن لٌست كما ٌتبادر إلى الذهن‬
‫من البساطة والسرعة التً توخاها المشرع عندما جعلها تنفٌذٌة‪ ،‬فالطعون الممارسة خبلل‬
‫‪307‬‬
‫هذه المسطرة متعددة‪.‬‬

‫ولذلك فإن المإسسات البنكٌة ؼالبا ما تلجؤ قبل المطالبة بالدٌن إلى سلوك الطرق‬
‫الودٌة لحمل المدٌن على الوفاء بالتزاماته تفادٌا للمصارٌؾ والدخول فً مساطر قضابٌة‬
‫مكلفة قد تطول للسنوات‪ ،‬وقد ٌتجاوب المدٌن مع هذه المساعً الودٌة فٌنتج عن االتفاق إما‬
‫تصفٌة المدٌونٌة أو إعادة جدولتها وفقا للشروط معٌنة وأقساط ومواعٌد أخرى ٌقع علٌها‬
‫االتفاق‪ ،‬أما فً حالة امتناعه فٌلجؤ البنك إلى سلك إجراءات التنفٌذ على العقار المرهون‬
‫السترجاع قٌمة الدٌن وتوابعه‪ ،308‬حٌث ٌعمل البنك على تبلٌػ اإلنذار العقاري والذي ٌعتبر‬
‫إجراء جوهرٌا هدفه باألساس تنبٌه المدٌن إلى العواقب الخطٌرة التً تنجم عنه حٌث ٌخول‬
‫للدابن المرتهن إمكانٌة التنفٌذ على العقار‪.309‬‬

‫وٌعتبر االنذار العقاري بمثابة حجز عقاري‪ٌ 310‬كون الهدؾ منه هو الحفاظ على‬
‫الوضعٌة القانونٌة التً ٌوجد علٌها العقار فً انتظار تسوٌة وضعٌة الدابن المرتهن والمدٌن‬
‫الراهن فإمتا أن ٌتم التشطٌب علٌه أو تتابع مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً إلى ؼاٌة‬
‫الوصول إلى البٌع القضابً للعقار المرهون‪.311‬‬

‫وؼالبا ما ٌعمد المدٌن إلى الطعن فً تبلٌػ اإلنذار وفً هذا الصدد نجد قرارا صادرا‬
‫عن محكمة النقض تم بموجبه نقض قرار محكمة االستبناؾ بفاس والتً أصدرت أمرا‬
‫بالتخلً وإجراء الحجز دون احترام مقتضٌات الفصلٌن ‪335‬و‪ 338‬من قانون مسطرة‬
‫المدنٌة الذي ٌقضً بتبلٌػ األطراؾ هذا الحجز مما ٌشكل إخبلال بحقوق الدفاع المنصوص‬

‫‪ -307‬مراد اعبلبو‪ ،‬الحماٌة التشرٌعٌة للدابن المرتهن فً الرهن الرسمً العقاري‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً‬
‫القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول‪-‬‬
‫وجدة السنة الجامعٌة ‪،9114/9112‬صفحة‪.29‬‬
‫‪ -308‬رشٌدة مزوغ‪ ،‬اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪5-5‬‬
‫‪-309‬المادة ‪ 918‬من مدونة الحقوق العٌنٌة‪ٌ :‬مكن للدابن الحاصل على شهادة خاصة بتقٌٌد الرهن لفابدته مسلمة له‬
‫من طرؾ المحافظ على األمبلك العقارٌة طبقا للشروط المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 54‬من الظهٌر الشرٌؾ‬
‫الصادر فً ‪ 2‬رمضان ‪19(1221‬أؼسطس‪ )1212‬المتعلق بالتحفٌظ العقاري أن ٌطلب بٌع الملك المرهون‬
‫بالمزاد العلنً عند عدم الوفاء بدٌنه فً األجل‪.‬‬
‫تكون الشهادة الخاصة المذكورة قوة سند قابلة للتنفٌذ"‪.‬‬
‫‪ -310‬الفصل ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 18612‬على ما ٌلً‪ " :‬كل حجز أو إنذار بحجز عقاري ٌجب أن ٌبلػ إلى‬
‫المحافظ على األمبلك العقارٌة الذي ٌقٌده بالرسم العقاري‪ ،‬وابتداء من تارٌخ هذا التقٌٌد ال ٌمكن إجراء أي تقٌٌد‬
‫جدٌد خبلل جرٌان مسطرة البٌع الجبري للعقار المحجوز"‪.‬‬
‫‪ -311‬مصطفى المرضً‪ ،‬اإلنذار العقاري فً التشرٌع المؽربً‪ ،‬دراسة نظرٌة وعملٌة‪ ،‬صفحة ‪.29‬‬

‫‪124‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫علٌها فً الفصلٌن أعبله‪ ."312‬كما أن المدٌن قد ٌعمد إلى الطعن فً التبلٌػ لجرد المماطلة‬
‫وربح الوقت‪.‬‬

‫كما قد ٌإسس دعوى البطبلن على أساس أسباب جوهرٌة كالمنازعة فً أصل الدٌن‬
‫وٌطالب بإجراء خبرة وهو ما ذهبت إلٌه المحكمة التجارٌة بمكناس "مسطرة اإلنذار‬
‫العقاري لبن كانت مسطرة استثنابٌة فً النظام المؽربً تسمح للدابن باسترداد الدٌن تحت‬
‫طابلة نزع ملكٌة العقار المرهون بالبٌع الجبري لتسدٌد الدٌن وفوابده فإنه وبالمقابل فعدم‬
‫ثبوت المدٌونٌة المطالب بها فً اإلنذار سبب معتبر وجدي إلقرار بطبلنه‪ ....‬إذ أظهرت‬
‫الخبرة المنجزة أن حسابها بتارٌخ حصره ‪ 2003/06/30‬إنما سجل رصٌدا دابنا ولفابدتها‬
‫بمبلػ ‪ ....‬ولٌس العكس فإن طلب المدعٌة ببطبلن اإلنذار العقاري الموجهة إلٌها ٌكون بذلك‬
‫مإسسا مما ٌتعٌن االستجابة له‪.313‬‬

‫نفس الشًء بالنسبة للحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة والذي قضى برفض‬
‫طلب البنك الرامً إلى الحكم على المدعى علٌه بؤداء مبلػ ‪ 24.636.70‬درهم إضافة إلى‬
‫المصارٌؾ والفوابد وذلك ابتداء من تارٌخ التوقؾ وبتعوٌض ال ٌقل ‪ 2.400.00‬درهم‬
‫حٌث أ جاب المدعى علٌه بؤنه قد أدى ما بذمته قبل حلول أجل استحقاقه مدلٌا إلثبات ذلك‬
‫بشهادة تفٌد رفع الٌد صادرة عن البنك المدعً وبذلك ٌكون قد أثبت انقضاء االلتزام‪.314‬‬

‫ومن خبلل االطبلع على هذه األحكام فإننً أرى أن المإسسة البنكٌة ٌجب أن تكون‬
‫أكثر حرصا حثى ال تدخل فً منازعات كهذه ٌنتج عنها خسارة مصارٌؾ الدعوى وتإثر‬
‫على سمعتها التجارٌة حٌث ٌجب علٌها قبل ذلك التؤكد من وجود مدٌونٌة خاصة وأن‬
‫الكشوفات الحسابٌة هً من صنعها ولها حجٌتها المطلقة‪.‬‬

‫وقد ٌإسس المدٌن طعنه فً اإلنذار العقاري على أنه أوفى بجزء من الدٌن إال أن‬
‫هذا ٌتعار ض مع عدم قابلٌة الرهن الرسمً للتجزبة وهو ما ذبت إلٌه المحكمة التجارٌة‬
‫بالرباط "حٌث إن الرهن العقاري هو بطبٌعته ؼٌر قابل للتجزبة وٌبقى بكامله على‬
‫العقارات المخصصة له إلى حٌن أداء مبلػ الدٌن المضمون بؤكمله وبالتالً ٌحق للدابن‬
‫المرتهن مباشرة إجراءات النزع اإلجباري للعقار الستخبلص المبلػ ؼٌر المإدى من الدٌن‬

‫‪-312‬قرار محكمة النقض صادر بتارٌخ ‪ 9112/1/2‬ملؾ مدنً عدد ‪ 9119/1/1212‬مشار إلٌه عند مراد‬
‫اعبلبو‪ ،‬الحماٌة التشرٌعٌة للدابن المرتهن فً الرهن الرسمً العقاري‪ ،‬مرجع سابق صفحة‪.28‬‬
‫‪-313‬حكم رقم ‪ 151‬صادر بتارٌخ ‪ 9115/12/14‬فً الملؾ رقم ‪ 18-18-55‬مشار إلٌه عند مراد اعبلبو‪،‬‬
‫الحماٌة التشرٌعٌة للدابن المرتهن فً الرهن الرسمً العقاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪25‬‬
‫‪ -314‬حكم عدد ‪ 15/229‬صادر بتارٌخ ‪ 9115/18/15‬فً الملؾ رقم ‪ 4911/9111/212‬ؼٌر منشور‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بصرؾ النظر عن قٌمته لذا فإن دفع المدعٌة بؤنها قطعت شوطا كبٌرا فً أداء مبلػ القرض‬
‫الذي ثم االتفاق علٌه ؼٌر مإسس وٌتعٌن التصرٌح برفضه‪."315‬‬

‫وفً حالة كون االنذار العقاري لم ٌطعن فٌه البطبلن فإنه ٌنتج أثاره والتً تتجلى فً‬
‫بٌع الملك المرهون أو التخلً عنه بالنسبة للحابز‪ ،‬فً حالة عدم أداء الدٌن وذلك داخل أجل‬
‫‪ٌ 15‬وما من تارٌخ التوصل باإلنذار‪.316‬‬

‫إن حق الدابن المرتهن ال ٌنصب على تملك المال المرهون مباشرة‪ ،317‬ولكن‬
‫ٌنصب على القٌمة االقتصادٌة التً ٌمثلها هذا األخٌر‪ ،‬ولذلك ٌقتضً األمر إتباع المسطرة‬
‫المقررة قانونا التصالها بالنظام العام‪ ،‬وهً مسطرة مقررة لمصلحة المدٌن‪ 318‬وٌتعلق‬
‫األمر ببٌع العقار بالمزاد العلنً حٌث ٌكون من حق الدابن المرتهن إعمال حق التقدم على‬
‫مبلػ البٌع‪ ،‬وحق التقدم ٌشمل أصل الدٌن وفوابده فً حدود ما نص علٌه‪.319‬‬

‫هذا وإن كان المشرع خص مإسسة القرض العقاري والسٌاحً بنظام خاص حٌث‬
‫سمح لها بحٌازة العقار المرهون لتسٌٌره واستخبلص مداخٌله إلى حدود ما تبقى من الدٌن‬
‫إذا كان المدٌن قد سدد بعضه وذلك بعد توجٌه إنذار إلٌه داخل أجل ‪ٌ15‬وما وذلك لمرسوم‬
‫‪17‬دجنبر‪.1968320‬‬

‫وكان من المرجو أن ٌعمم ذلك على باقً مإسسات االبتمان لما فً ذلك من تسهٌل‬
‫لها فً استرجاع أموالها والتً هً أساسها أموال المودعٌن‪.‬‬

‫وقد ٌجد البنك أن مسطرة تحقٌق الرهن وحدها لن تمكنه من استٌفاء دٌنه لذلك‬
‫ٌبلحظ إلى رفع دعوى تحقٌق الرهن وفً نفس الوقت دعوى لمطالبة المدٌن باألداء على‬
‫أموا له األخرى‪ .‬وقد تضاربت اآلراء حول إمكانٌة الجمع بٌن الدعوٌٌن حٌث اتجهت محكمة‬
‫النقض فً إحدى قراراتها بؤحقٌة الدابن المرتهن فً ذلك الزدواجٌة صفته فكونه دابنا‬

‫‪ -315‬حكم عدد‪ 1125‬صادر بتارٌخ ‪ 9111/12/15‬فً الملؾ عدد ‪ 8/9111/429‬منشور بالمجلة المؽربٌة‬
‫لقانون األعمال والمقاوالت عدد‪ 1‬دجنبر ‪،9119‬صفحة ‪.182‬‬
‫‪-316‬المادة ‪ 915‬من مدونة الحقوق العٌنٌة تنص على ما ٌلً‪" :‬للدابن المرتهن الذي لم ٌستوؾ فً أجل استحقاقه‬
‫أن ٌحص ل على بٌع الملك المرهون وفق اإلجراءات المنصوص علٌها فً القانون‪ ،‬وذلك بعد توجٌه إنذار‬
‫بواسطة المكلؾ بالتنفٌذ للمدٌن األصلً وللحابز‪ ،‬وألداء الدٌن أو التخلً عن الملك المرهون داخل خمسة عشر‬
‫ٌوما من تارٌخ التوصل به"‪.‬‬
‫‪ -317‬حكم عدد ‪ 15/229‬صادر بتارٌخ ‪ 9115/18/15‬فً الملؾ رقم ‪ 4911/9111/212‬ؼٌر منشور‪.‬‬
‫‪ٌ -318‬ونس الزهري‪ ،‬بعض اإلشكاالت لمسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪ ،‬مجلة المناهج‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‬
‫الدار البٌضاء عدد مزدوج‪ ،9115/4-2‬صفحة‪.91‬‬
‫‪-319‬مصطفى المرضً‪ ،‬اإلنذار العقاري فً التشرٌع المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪.198‬‬
‫‪ -320‬محمد مختاري‪ ،‬تحقٌق الضمانات البنكٌة جزء األول‪ ،‬صفحة ‪.94-92‬‬

‫‪126‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ٌمنحه الحق فً استرجاع دٌنه فً إطار القواعد العامة‪ ،‬وكونه مرتهنا ٌعطٌه صبلحٌة سلك‬
‫مسطرة تحقٌق الرهن‪ ،‬وكل ما هنالك أنه ال ٌحق له اقتضاء دٌن مرتٌن‪.321‬‬

‫فً حٌن ذهبت المحكمة التجارٌة بوجدة إلى أن المطالبة الدابن استحقاق نفس الدٌن‬
‫رؼم رؼبته فً استنفاذ مسطرة تحقٌق الكفالة العقارٌة ٌعد تناقضا منه وبدون أساس وتنازل‬
‫عن اشتراطه حق التقدم والتتبع على الضمانة العقارٌة مما ٌكون معه سلوك مسطرة األداء‬
‫فً مواجهة باقً المدعى علٌهم ؼٌر ذي أساس وجدٌر بالرد ألن اللجوء إلٌه إثراء على‬
‫حساب الؽٌر ورؼبته فً الحكم لفابدته باستحقاق مدٌونٌة واحدة وأمام نفس الجهة‬
‫القضابٌة‪.322‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 193‬من مدونة الحقوق العٌنٌة فإننا نجدها تنص على أنه "إن‬
‫لم ٌؾ ثمن الملك المرهون بؤداء الدٌن كان للدابن المرتهن الرجوع فٌما تبقى من دٌنه على‬
‫أموال المدٌن كدابن عادي"‪.‬‬

‫وفً هذا االطار سارت المحكمة التجارٌة بوجدة حٌث ألزمت المدعى علٌه المدٌن‬
‫بؤدابه للبنك ما زاد عن المبلػ المضمون بالرهن‪.323‬‬
‫‪324‬‬
‫‪2‬ـ اٌضّأاخ اٌشخص‪١‬ح‬

‫تتعدد الضمانات الشخصٌة فمنها الكفالة‪ ،‬الضمان االحتٌاطً والتفوٌض الناقص‬


‫ومن أهم هذه الضمانات نجد الكفالة‪325‬التً عرفها المشرع فً ق‪.‬ل‪.‬ع فً الفصل ‪1117‬‬
‫بؤنها "عقد ٌلتزم بمقتضاه شخص للدابن بؤداء التزام المدٌن إذا لم ٌإده هذا األخٌر نفسه"‪.‬‬

‫‪ -321‬القرار عدد‪594‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬ماي ‪ 9115‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ ،9118/1/2/1212‬منشور بمجلة‬
‫المحاكم المؽربٌة عدد ‪ٌ 115‬ناٌر‪-‬فبراٌر ‪،9112‬صفحة ‪152‬‬
‫‪-322‬حكم عدد ‪ 9118/915‬الصادر بتارٌخ ‪ 9118/15/12‬فً الملؾ عدد ‪ 5/9112/855‬مشار إلٌه عند رشٌدة‬
‫مزوغ‪ ،‬اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪11‬‬
‫‪-323‬حكم عدد ‪ 18/242‬بتارٌخ ‪ 9118/11/92‬ملؾ رقم ‪ 4911/9112/528‬ؼٌر منشور‪.‬‬
‫‪ -324‬تعتبر التؤمٌنات الشخصٌة أسبق فً الظهور من التؤمٌنات العٌنٌة ألن هذه األخٌرة تفترض أن ٌسبقها تنظٌم‬
‫قانونً للملكٌة وللحقوق وٌتم اللجوء إلى الضمانات الشخصٌة ألنها تتمٌز بالمرونة والبساطة‪ ،‬واستقبللٌة اإلدارة‪،‬‬
‫كما أنها تحمً الدابن من إعسار المدٌن‪.‬‬
‫‪ -‬عمر حمزة‪ ،‬االبتمان البنكً بٌن الكفالة كضمانة شخصٌة والرهن الرسمً كضمانة عٌنٌة‪ ،‬أطروحة لنٌل‬
‫الدكتوراه فً ال قانون الخاص‪ ،‬قانون التجارة واألعمال‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬السوٌسً الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،9111-9111‬صفحة ‪.52-54‬‬
‫‪-325‬سناء بدٌع السوٌسً‪ ،‬التموٌل البنكً للمقاولة الصؽرى والمتوسطة فً المؽرب‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر‬
‫فً القانون الخاص‪ ،‬مسلك قوانٌن التجارة واألعمال‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد‬
‫األول وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،9112-9119‬صفحة‪.54-52‬‬

‫‪127‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فالكفالة تفترض وجود مدٌن أصلً ودابن وهً عقد بموجبه ٌفً الكفٌل بااللتزام إذ‬
‫لم ٌؾ به المدٌن األصلً‪.‬‬

‫وقد ظهرت أهمٌة الكفاالت فً المعامبلت البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة حٌث‬
‫تستطٌع المإسسة المالٌة اإلسبلمٌة طلب كفٌل على كل العقود التً تنتهً إلى مداٌنات‪،‬‬
‫لكن ال ٌجوز طلب الكفٌل فً عقدي المشاركة والمضاربة لضمان رد المال أو ضمان‬
‫ربحه‪ ،‬ألن ٌد الشرٌك المضارب ٌد أمانة ال ٌد ضمان‪ .‬وكما هو الحال بالنسبة للرهن‪،‬‬
‫ٌمكن للمإسسة المالٌة طلب كفالة على حق لم ٌحدث كضمان ضد مخاطر سوء اإلدارة أو‬
‫التقصٌر أو اإلهمال أو مخالفة الشروط‪ ،‬وفً حالة الدٌون االستهبلكٌة ٌكتفً البنك‬
‫بالكفاالت لعدم توافر أصول الرهن‪. 326‬‬

‫وتعتبر الكفالة عقدا رضابٌا‪ٌ ،‬كفً إلبرامه تطابق إرادتً الدابن والكفٌل وٌكون‬
‫رضا هذا األخٌر صرٌحا أو ضمنٌا‪.327‬‬

‫وإذا كانت الكتابة لٌست شرطا فً انعقاد الكفالة فإنها أصبحت ضرورٌة ألن تحرٌر‬
‫الكفاالت فً محررات وتضمٌنها بعض البٌانات ؼالبا ما ٌضع حدا للنزاعات التً قد تثور‬
‫بٌن الكفٌل والدابن حول المبلػ المضمون‪ ،‬المدة وحدود التزام الكفٌل وذكر التارٌخ لما له‬
‫من أهمٌة بالؽة خصوصا حٌنما ال ٌضمن الكفٌل إال الدٌون البلحقة اللتزامه‪ ،‬أو فً الحالة‬
‫التً ٌخضع فٌها ا لكفٌل لمسطرة المعالجة‪ ،‬حٌث تكون من األهمٌة بمكان معرفة هل الكفالة‬
‫تم إبرامها قبل أو بعد التوقؾ عن الدفع‪.‬‬

‫وٌكفً إلثبات الكفالة الشخصٌة أن تكون إرادة الشخص فً االلتزام ككفٌل واضحة‬
‫وضوحا تاما بصرؾ النظر عن العبارات المستعملة أي حثى ولو تستعمل عبارتً "كفٌل"‬
‫‪328‬‬
‫و"كفالة"‬

‫وتعتبر الكفالة عقدا تابعا وٌنتج عن هذا أن التزام الكفٌل ال ٌجوز أن ٌزٌد عن التزام‬
‫أو أن ٌكون أشد عببا أو أن ٌبقى قابما بعده‪ ،‬كذلك ال ٌجوز أن ٌكون التزام الكفٌل منجزا إذا‬
‫كان التزام المدٌن األصلً معلقا على شرط أو مقترنا بؤجل‪ ،‬وال أن ٌكون منتجا لفوابد إذا‬
‫كان التزام المدٌن األصلً ال ٌنتج فوابد وهو ٌتبع التزام المدٌن األصلً فً صحته وبطبلنه‬

‫‪-326‬حكامً نجٌب هللا‪ ،‬إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.21‬‬
‫‪ -327‬وهذا ما أشار إلٌه الفصلٌن ‪1192‬و‪ 1195‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ -328‬عبد الحق الكوٌتً‪ ،‬الكفالة الشخصٌة كضمانة بنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬مسلك‬
‫القضاء والتحكٌم‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعٌة‬
‫‪،9112-9114‬صفحة‪.28-29‬‬

‫‪128‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وفً قابلٌته للفسخ‪ ،‬وٌتبعه كذلك فً كل الدفوع التً ٌمكن للمدٌن األصلً أن ٌواجه بها‬
‫دابنه‪ ،‬وللكفٌل أن ٌتمسك بهذه الدفوع حثى ولو تنازل عنها المدٌن‪.329‬‬

‫وكذلك ال ٌكفل الكفٌل ما زاد فً عبء الدٌن األصلً بعد الكفالة بإرادة المدٌن‬
‫األصلً أو بسبب خطبه كما تبرأ ذمته إذا أضاع الدابن بخطبه ما بٌن ٌدٌه من تؤمٌنات‪ .‬وقد‬
‫قرر هذا السبب لحماٌة الكفٌل ألن الكفٌل‪ ،‬إذا وفى بالدٌن فإنه ٌحل محل الدابن فٌما له من‬
‫حقوق‪ ،‬فإذا أضاع الدابن تؤمٌنا من هذه التؤمٌنات فإنه ٌكون قد ضٌع على الكفٌل فرصة‬
‫استٌفاء حقه‪ ،‬وٌكون الجزاء عن ذلك براءة ذمة الكفٌل فً مواجهة الدابن بقدر ما أضاعه‬
‫هذا األخٌر من تؤمٌنات‪.330‬‬

‫وهو ما ذهبت إلٌه محكمة النقض فً قرار لها حٌث نقضت القرار الصادر عن‬
‫محكمة االستبناؾ بالدار البٌضاء والتً لم تستجب لطلب الكفٌل بإخراجه من الدعوى ألن‬
‫البنك قد أضاع بخطبه الضمانات التً اعتمد علٌها الكفٌل فً كفالته للدٌن حٌث قام البنك‬
‫‪331‬‬
‫برفع الٌد عن األصل التجاري وأذن للشركة المكفولة ببٌعه بثمن بخس‪.‬‬

‫ولعقد الكفالة طابع فرعً فتطبٌقا للمادة ‪ 1134‬من قانون االلتزامات والعقود فإنه ال‬
‫ٌجوز تنفٌذ الكفالة إال فً حالة عدم تنفٌذ االلتزام األصلً‪ ،‬فعلى الدابن أوال أن ٌطالب‬
‫المدٌن األصلً باألداء وإذا لم ٌإده كان له أن ٌطالب الكفٌل باألداء‪.‬‬

‫ؼٌر أنه فً المٌدان العملً قد اعتادت البنوك على إدراج فصل ٌحرم الكفٌل من‬
‫االستفادة من الدفع بالتجرٌد والتجزبة‪.‬‬

‫وقد ألزمت المحكمة التجارٌة بوجدة المدعً علٌها الثانٌة الكفٌلة بؤداء دٌن المدعً‬
‫علٌها األولى فً حدود مبلػ ‪ 100.000‬درهم ما دامت كانت قد تنازلت عن حق التجرٌد‬
‫والتجزبة بمقتضى عقد الكفالة‪.332‬‬

‫‪ .-329‬الفصل‪ 1181‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪" :‬للكفٌل أن ٌتمسك فً مواجهة الدابن‪ ،‬بكل دفوع المدٌن األصلً‪ ،‬سواء كانت‬
‫شخصٌة أو متعلقة بالدٌن المضمون‪ ،‬ومن بٌنها الدفوع التً تإسس على نقص أهلٌة المدٌن األصلً‪ .‬وله أن‬
‫ٌتمسك بهذه الدفوع ولو برؼم اعتراض المدٌن أو تنازله عنها‪ .‬كما أنه ٌمكن أن ٌحتج بالدفوع التً هً خاصة‬
‫بشخص المدٌن األصلً كاإلبراء من الدٌن الحاصل له شخصٌا‪".‬‬
‫‪ -330‬حجٌلة صحراوٌة‪ ،‬انقضاء عقد الكفالة المدنٌة بصفة أصلٌة فً القانون المدنً الجزابري‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنٌل شهادة الماستر فً القانون الخاص تخصص عقود ومسإولٌة‪ ،‬جامعة أكلً محند أولحاج‪ ،‬البوٌرة‪ ،‬الجزابر‬
‫‪،9112/9119‬ص‪.51‬‬
‫‪-331‬القرار عدد ‪ 228‬الصادر بتارٌخ ‪ 9118/2/21‬ملؾ تجاري عدد ‪ 9112/9/2/1225‬مجلة المحاكم المؽربٌة‬
‫عدد‪ ،22‬صفحة ‪.22-28‬‬
‫‪-332‬حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة عدد‪ 9115/528‬الصادر بتارٌخ ‪ 9118/15/12‬ملؾ رقم رقم‬
‫‪ 4912/9115 /194‬ؼٌر منشور‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫كما صدر لنفس المحكمة حكم حكمت فٌه على المدعى علٌها األولى بصفتها مدٌنة‬
‫أصلٌة وعلى المدعى علٌهم الثانً والثالث والرباع الذٌن قبلوا منح البنك كفاالت شخصٌة‬
‫مع التنازل الصرٌح عن الدفع بالتجرٌد وبالتضامن فً حدود مبلػ ‪ 5500.000.00‬درهم‬
‫لكل واحد منهم بؤدابهم تضامنا لفابدة البنك مبلػ ‪ 3.224.062.31‬درهم عن أصل الدٌن‬
‫مع الفوابد االتفاقٌة‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة للكفٌل الذي تدخل لضمان القرض الذي استفادت‬
‫منه المدعى علٌها ولضمان تسهٌبلت الصندوق حٌث أخلت بالتزاماتها باألداء فسلك البنك‬
‫مسطرة اإلنذار العقاري بخصوص جزء من مبلػ القرض المضمون برهن عقاري حٌث‬
‫ألزمته المحكمة بؤداء باقً الدٌن متضامنا مع المدٌنة األصلٌة‪ ،‬ألنه تنازل عن حقه فً‬
‫التجرٌد والتجزبة فً عقد الكفالة‪.‬‬

‫وفً حكم أخر لم تستجب المحكمة للبنك المدعً فً طلبه الرامً إلى الحكم على‬
‫المدعى علٌهما الثانً والثالثة تضامنا مع المدعً علٌها األولى واعتبر الطلب ؼٌر مإسس‬
‫‪333‬‬
‫لكون البنك لم ٌدل بما ٌفٌد تقدٌمهما لكفالة شخصٌة لضمان مبلػ القرض‪.‬‬

‫وإذا كانت المادة ‪ 1121‬من قانون االلتزامات والعقود تجٌز كفالة االلتزام المحتمل‬
‫أو المستقبل أو ؼٌر المحدد شرط أن ٌكون قاببل للتحدٌد فٌما بعد فإن واجب االحتٌاط ٌلزم‬
‫الدابن بؤن ٌخٌر الكفٌل بهذه الجزبٌة وأن ٌحصل على موافقة بخصوص أي تؽٌٌر ٌمكن أن‬
‫ٌطرأ على االلتزامات المإمنة‪.334‬‬

‫إن البنك المستفٌد من الكفالة ٌجب علٌه إعبلم الكفٌل بمبلػ الدٌن وكذلك ما أل إلٌه‬
‫هذا األخٌر والهدؾ من ذلك هو علمه المسبق بالتطور الؽٌر عادي للدٌن حثى ال ٌجد‬
‫صعوبة فً الوقت الذي ٌستدعٌه فٌه للوفاء به‪.335‬‬

‫و أي شرط ٌنص على إعفاء البنك من إعبلم المدٌن ٌجب أال فسر إال فً إطار‬
‫التطور المعقول للمبالػ المضمونة وإال تعرض لتخفٌض هذه االلتزامات فً حدود ما ٌعتبر‬
‫‪336‬‬
‫متوقعا إلى حد معقول وقت توقٌع عقد الكفالة‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن عملٌة تنفٌذ الكفالة تتم بإحدى الطرٌقتٌن‪:‬‬

‫‪-333‬حكم عدد ‪ 15/221‬صادر عن المحكمة التجارٌة بوجدة بتارٌخ ‪ 9115/12/18‬ملؾ رقم‬


‫‪ 4911/9118/1121‬ؼٌر منشور‬
‫‪-334‬محمد صبري‪ ،‬األخطاء البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪.155‬‬
‫‪335‬‬
‫‪- Omar. MAHJOUBI.la gestion bancaire du risque crédits aux entreprises, Mémoire‬‬
‫‪pour l’obtention du diplôme des études supérieures approfondies. D.E.S.A en‬‬
‫‪mémoire, banque et finances université Mohammed premier Oujda Année‬‬
‫‪universitaire 2005-2006.Page 88-89.‬‬
‫‪-336‬محمد صبري‪ ،‬األخطاء البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬صفحة‪.155‬‬

‫‪130‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ ٌنذر البنك الكفٌل قبل إحالة الملؾ على قسم المنازعات‬

‫‪2‬ـ ٌنذر الكفٌل والمدٌن بمقتضاهما‪ ،‬وٌعتمد بعض الدابنٌن على بعث نفس اإلنذارات‬
‫لكل من المدٌن والكفٌل فً حٌن ٌتعامل البعض األخر مع كل واحد منهما على حدى‪.337‬‬

‫وعموما فإن مطالبة البنك الدابن للكافل باألداء تحكمها مجموعة من الضوابط وهً‬
‫حلول أجل التزام الكفٌل بالوفاء وكذا وجوب رجوع الدابن على المدٌن قبل رجوعه على‬
‫الكفٌل‪.‬‬

‫ومع أن الؽالب هو أن ٌكون أجل التزام الكفٌل هو نفسه أجل التزام المدٌن‪ ،‬فقد‬
‫ٌحدث أن ٌكون لعقد الكفالة أجل أخر‪ ،‬عندبذ ال ٌحق للبنك مطالبة الكفٌل إال بعد حلول هذا‬
‫األجل بحٌث ٌستفٌد الكفٌل من األجل الممنوح له‪ ،‬فالكفالة ال ٌمكن أن تتجاوز ما هو‬
‫مستحق على المدٌن إال فٌما ٌتعلق باألجل‪.‬‬

‫وإذا كانت وفاة المدٌن تإدي إلى حلول أجل الدٌن بالنسبة إلى تركته فإنه ال ٌسوغ‬
‫للدابن مطالبة الكفٌل قبل حلول األجل المتفق علٌه‪ ،‬أما فً حالة وفاة الكفٌل فإن المشرع‬
‫المؽربً اعتبر أن مبلػ الكفالة من الحقوق الواجب إخراجها من تركته بمجرد الوفاة دون‬
‫حاجة إلى انتظار حلول أجل الدٌن‪.338‬‬

‫إن الكفٌل ٌستفٌد من كل تمدٌد للمدٌن فً أجل االستحقاق كؤن ٌكون هناك اتفاق بٌن‬
‫هذا األخٌر والبنك أو فً الوقت الذي ٌمنح فٌه القاضً للمدٌن نظرة المٌسرة‪.‬‬

‫ؼٌر أن تمدٌد األجل الممنوح من الدابن للم دٌن ٌبرئ ذمة الكفٌل إذا كان المدٌن‬
‫موسرا وقت حصول التمدٌد‪ ،‬مالم ٌكن الكفٌل قد وافق على ذلك‪.339‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬ذح‪ِ ً٠ٛ‬خاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫تعتبر شركات التؤمٌن التكافلٌة‪ 340‬واألسواق المالٌة‪ ،‬من القنوات المهمة التً تنتقل‬
‫إلٌها المإسسات البنكٌة التشاركٌة المخاطر‪ ،‬حٌث تعمل البنوك على إلزام المدٌن عند إبرام‬

‫‪ -337‬عبد القادر محاوي‪ ،‬المركز القانونً للكفٌل فً القروض البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون‬
‫الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪،9111-9111‬صفحة‪.91‬‬
‫‪-338‬عبد القادر مجاوي‪ ،‬المركز القانونً للكفٌل فً القروض البنكٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪12‬‬
‫‪ -339‬قرار عدد ‪ 1585‬صادر بتارٌخ ‪ 9119/19/14‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ 9119/581‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى عدد ‪،59‬صفحة‪.181‬‬
‫‪ -340‬تعتمد سٌاسة التؤمٌن على وجود جهة متخصصة فً إدارة الخطر تتمتع بالثقة المالٌة‪ ،‬وتتعهد فً إطار التزام‬
‫تعاقدي بتحمل عبء المخاطر المنقولة إلٌها مقابل حصولها على تكلفة متناسبة مع هذا العبء‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫عقد القرض على االكتتاب لدى شركات التؤمٌن فتكون هذه األخٌرة ضامنة له وبالتالً فهً‬
‫تحل محله فً أداء ما تبقى فً ذمته من الدٌن عند تحقق الخطر المإمن منه‪.‬‬

‫كما تستطٌع البنوك أٌضا التخلص من مخاطر االبتمان عن طرٌق طرحها فً‬
‫السوق على شكل سندات ٌتداولها المستثمرون وبالتالً ٌنتقل إلٌهم عبء تحمل هذه‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى دور التؤمٌن التكافلً فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة(‪)1‬‬
‫على أن نشٌر إلى دور تسنٌد الدٌون فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ د‪ٚ‬س اٌرأِ‪ ٓ١‬اٌرىافٍ‪ 341ٟ‬ف‪ ٟ‬ذذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫تستخدم البنوك االسبلمٌة التؤمٌن التكافلً‪(342‬التعاونً) كوسٌلة لتحوٌل المخاطر‬


‫إلى جهة أخرى قادرة على تحمل الخسارة (شركة التؤمٌن التكافلً)‪ ،‬حٌث ٌجتمع عدد من‬
‫المإمنٌن ٌتعرضون لمخاطر متشابهة‪ٌ ،‬لتزمون بدفع قسط معٌن‪ ،‬تتولى شركة التؤمٌن‬
‫التكافلً فً هذه الحالة إدارة هذه العقود عن طرٌق توظٌؾ األقساط المجمعة وتعوٌض‬
‫المتضررٌن‪ ،‬وفً النهاٌة ٌتم اقتسام ربح أو خسارة النشاط ما بٌن المإمنٌن‪ ،‬بٌنما الشركة‬
‫تحصل على أجر نظٌر جهدها فً اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬أسامة عزمً سبلم وشقٌري نوري موسى‪ ،‬إدارة الخطر والتؤمٌن‪ ،‬دار الحامد للنسر والتوزٌع‪ ،‬عمان األردن‪،‬‬
‫‪ ،9111‬طبعة األولى صفحة ‪.52‬‬
‫‪-341‬عرؾ المشرع المؽربً التؤمٌن التكافلً فً البند‪ 15‬فً المادة ألولى من مدونة التؤمٌنات بؤنه‪" :‬عملٌة تؤمٌن‬
‫تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً األعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ 16126211‬الصادر فً ‪ 9‬ربٌع األول ‪99(1895‬أبرٌل ‪)9118‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة كما ثم تتمٌمه‪،‬‬
‫بهدؾ تؽطٌة األخطار المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً ٌسٌر‪ ،‬مقابل‬
‫أجرة التسٌٌر‪ ،‬من طرؾ مقاولة للتؤمٌن وإعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ .‬وال ٌمكن فً أي‬
‫حال من األحوال أن ٌترتب قبض أو أداء أي فابدة من عملٌات التؤمٌن التكافلً من لدن مقاولة للتؤمٌن و إعادة‬
‫التؤمٌن"‪.‬‬
‫‪ٌ -342‬مكن تعرٌؾ التؤمٌن التكافلً بكونه اتفاق أشخاص ٌتعرضون ألخطار معٌنة على تبلفً األضرار الناشبة‬
‫عن هذه األخطار وذلك بدفع اشتراكات على أساس االلتزام بالتبرع الكامل لبلشتراك‪ ،‬أو التبرع بما ٌدفع‬
‫األضرار وٌؽطً المصارٌؾ اإلدارٌة ونحوها‪.‬‬
‫كما ورد فً تعرٌ ؾ أخر بكونه مشروع ٌقوم على تبرع المستؤمن باألقساط‪ ،‬وعدم مخالفة الشركة لؤلحكام‬
‫الشرعٌة‪ ،‬وتوزٌع الفابض التؤمٌنً على المشاركٌن‪ ،‬والمشاركة فً الخسارة الزابدة‪ ،‬والمشاركة فً اإلرادة‪.‬‬
‫وتقوم إدارة المشروع باستثمار األموال على أساس المضاربة‪ .‬والتؤمٌن التعاونً هو اشتراك تبرعً من‬
‫مجموعة من األشخاص بقسط معٌن لتعوٌض من تضرر منهم‪.‬‬
‫كما تعرٌفه بكونه عقد تؤمٌن جماعً ٌلتزم بموجبه كل مشترك فٌه بدفع مبلػ معٌن من المال على سبٌل التبرع‬
‫لتعوٌض المتضررٌن منهم على أساس التكافل عند تحقق الخطر وتدار العملٌات التؤمٌنٌة من قبل شركة‬
‫متخصصة على أساس الوكالة بؤجرة معلومة‪.‬‬
‫‪-‬حاكمً نجٌب هللا‪ ،‬إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.119‬‬

‫‪132‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ولكً تحقق هذه الصٌؽة هدفها ٌجب أن تكون مخاطر المشتركٌن مستقلة عن بعضها‬
‫وؼٌر متبلزمة قدر اإلمكان تتجنب شركة التؤمٌن احتمال وقوع خسارة دفعة واحدة‪ ،‬وكلما‬
‫كان المشتركون أكثر تنوعا كلما كانت إمكانٌة تفتٌت المخاطر أكبر‪.‬‬

‫تقوم البنوك اإلسبلمٌة بالتحوط من مخاطر االبتمان والتً تنشؤ من المعامبلت التً‬
‫أصلها دٌونا مثل المرابحة والسلم‪ ،‬وعن التزامات العمبلء والتً ٌترتب على حصتها من‬
‫الشراكة فً المعامبلت االستثمارٌة األخرى مثل المضاربة والمشاركة‪ ،‬باستخدام التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬بحٌث تسترد قٌمة االبتمان من شركة التؤمٌن التً ستتولى مهمة المطالبة بقٌمة‬
‫االبتمان من العمٌل‪.‬‬

‫ونظرا لما للتؤمٌن التكافلً‪343‬من أهمٌة عمل المشرع المؽربً من أجل اإلقرار به‬
‫فً مدونة التؤمٌنات‪ ،‬بواسطة القانون رقم ‪ 59.13‬ألنه بالرؼم من منح لجنة االبتمان‬

‫‪ٌ -343‬قوم نظام التؤمٌن التكافلً على مجموعة من األسس والمبادئ التً تحكم نشاط شركاته‪ ،‬حٌث ٌتفق مع نظام‬
‫التؤمٌن التجاري فٌما ٌتعلق باألسس الفنٌة‪ ،‬وكٌفٌة إدارتها‪ ،‬فً حٌن ٌختلؾ عنه فً الكثٌر من األمور المتعلقة‬
‫بالشرع و أحكامه وهذا االختبلؾ ٌعتبر جوهرٌا‪ ،‬حٌث ٌحدد كون شركة التؤمٌن تكافلٌة أو تجارٌة‪.‬‬
‫تتمثل أوجه التشابه بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪1‬ـ من حٌث األسس الفنٌة‪ :‬تتمثل األسس الفنٌة فً كٌفٌة تقدٌر الخسابر واألقساط الشهرٌة للتؤمٌن التكافلً وهً‬
‫ذاتها األسس المطبقة فً شركات التؤمٌن التجاري‪ ،‬وٌتم تقدٌر الخسابر و األقساط بناء على أساسٌن ربٌسٌن هما‪:‬‬
‫أـ تقدٌر االحتماالت‪:‬‬
‫ٌتم تقدٌر االحتماالت بناء على تجمٌع أكبر عدد ممكن من المشتركٌن المعرضٌن لخطر واحد أو أخطار‬
‫متشابهة‪ ،‬كالحرٌق أو حوادث السٌارات فً برامج واحد‪ ،‬وٌتم تقدٌر احتماالت تحقق ذلك الخطر للمشتركٌن‬
‫وذلك طبقا لقواعد اإلحصاء‪.‬‬
‫ب ـ قانون األعداد الكبٌرة‬
‫ٌتم تجمٌع المخاطر ومعرفة احتمال وقوع الخطر بدقة كبٌرة من خبلل قانون األعداد الكبٌرة حٌث ٌتم دراسة‬
‫الكارثة الواحدة التً تقع على مجموعة من األفراد تزٌد معرفة احتمال وقوع الخطر‪.‬‬
‫ولكً ٌتم تقدٌر االحتماالت بدقة هناك عوامل ربٌسة تتحكم فً ذلك وهً‪:‬‬
‫‪ -‬أن ٌكون الخطر محتمل الحدوث ومتفرقا‪ ،‬حٌث ال تكون جمٌع الوحدات المإمن علٌها من نفس الخطر واقعة‬
‫فً منطقة جؽرافٌة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أن ٌكون الخطر منتظم الوقوع فبل ٌكون وقوعه من المسابل النادرة‪ ،‬لعمل إحصاء كالزالزل مثبل‪...‬‬
‫‪ -9‬مصارٌؾ اإلدارة‪:‬‬
‫هناك مصارٌؾ تحتاجها شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وشركات التؤمٌن التجاري إلنشاء وإدارة أعمالها التؤمٌنٌة‬
‫وتنقسم هذه المصارٌؾ إلى‪ -:‬مصارٌؾ التؤسٌس تتحملها الشركة بنفسها‪ ،‬مثل كراء مكتب إلدارة أعمالها‪.‬‬
‫‪-‬مصارٌؾ إدارة عملٌات التؤمٌن‪ ،‬والموظفٌن ٌتحملها صندوق التؤمٌن‪.‬‬
‫‪ -‬مصارٌؾ االستثمار تإخذ من صندوق أصحاب األسهم‪ ،‬وصندوق هٌبة المشتركٌن‪.‬‬
‫‪-2‬اإللتزام بدفع التعوٌضات‪ :‬تلتزم شركات التؤمٌن التكافلً بدفع قٌمة التعوٌضات للمشتركٌن كما هً الحال‬
‫بالنسبة لشركات التؤمٌن التجاري‪ ،‬وهذا ما تتبعه جمٌع شركات التؤمٌن فً العالم‪.‬‬
‫‪-8‬انتهاء عقد التؤمٌن‪:‬‬
‫هناك عدة حاالت بموجبها ٌنتهً العقد المتفق علٌه‪ ،‬والمبرم بٌن شركة التؤمٌن سواء تكافلٌة أو تجارٌة‬
‫باعتبارها‪ ،‬وكٌلة عن ه ٌبة المشتركٌن فً إبرام العقود و إدارة العملٌات التؤمٌنٌة والمإمن لهم والمشتركٌن وهً‬
‫كاالتً‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تراخٌص إلنشاء بنوك تشاركٌة لتسوٌق التموٌبلت البدٌلة‪ ،‬فإن القانون المتعلق بالبنوك‬

‫‪ -‬دخول الوقت المحدد لنهاٌة العقد‪ :‬أي أن هناك اتفاق منصوص علٌه بٌن الشركة والمشترك على أجل معٌن‬
‫لنهاٌة العقد‪ ،‬أو أن فترة سرٌان العقد المبرم بٌن الشركة والمشترك تمتد لفترة معٌنة ٌتم تحدٌدها بناء على اتفاق‬
‫بٌنهما‪.‬‬
‫‪ -‬فسخ العقد‪ٌ :‬تم فسخ العقد ألسباب الفسخ فً العقود العامة‪ ،‬وٌنبق كذلك على عقد التؤمٌن و قد تكون هناك أسباب‬
‫أخرى‪ ،‬كون المإمن له ال ٌستطٌع دفع األقساط المتبقٌة والمتفق علٌها بٌن الشركة والمشترك‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفبلس والتصفٌة ‪ٌ :‬عتبران هذان السببان من موجبات فسخ العقد تلقابٌا‪ ،‬إذ ٌنتج عنها عدم قدرة شركة التؤمٌن‬
‫على دفع مبلػ التعوٌض األمر الذي ٌإدي إلى فسخ العقد‪.‬‬
‫أوجه االختبلؾ بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري‪:‬‬
‫‪1‬ـ المرجعٌة النهابٌة‬
‫تتمثل هذه المرجعٌة فً جمٌع األنشطة التً تجري فً شركات التؤمٌن التكافلً من استثمار‪ ،‬وتعوٌض‪ ،‬وقواعد‬
‫حساب الفابض التؤمٌنً‪ ،‬وتوزٌعه بؤنها تنحصر فً أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة ولتؤكٌد هذا الفرق من الناحٌة‬
‫العملٌة فقد استحدثت المإسسات المالٌة اإلسبلمٌة ضمن هٌكلها التنظٌمً‪ ،‬كما هو المثال بالنسبة للقانون المؽربً‬
‫المتمثل فً أخذ الرأي بالمطابقة من المجلس العلمً األعلى‪.‬‬
‫بكونه ٌضم مجموعة من العلماء والمتخصصٌن فً فقه المعامبلت المالٌة اإلسبلمٌة لٌقوموا بدور توجٌه عملٌات‬
‫ونشاط شركات التؤمٌن التكافلً‪.‬‬
‫فً حٌن نجد المرجعٌة النهابٌة لشركات التؤمٌن التجاري‪ ،‬تخضع إلى التشرٌعات واألعراؾ ذات أصل تقلٌدي‬
‫تجاري محض‪ٌ ،‬نسجم مع فلسفة المدرسة الرأسمالٌة بصفة عامة وما ٌترتب على ذلك من إجراء عقود عملٌات‬
‫التؤمٌن وفق أسس المعاوضات المبنً على الؽرر والربا وتحقٌق الربح‪.‬‬
‫‪9‬ـ لعبلقات القانونٌة‪:‬‬
‫ٌقوم عقد التؤمٌن التكافلً على أساس التبرعات‪ ،‬حٌ ث ٌعتبر المشترك شرٌكا مع مجموعة من المشتركٌن‪ ،‬فً‬
‫تحمل األخطار حال وقوعها‪ ،‬فالعبلقة هنا تعاونٌة تكافلٌة‪ ،‬لذللك فإن صنادٌق التؤمٌن التكافلً ال تنتج ربحا و إنما‬
‫تنتج فابضا تؤمٌنٌا ٌعود لمصلحة المشتركٌن أنفسهم‪ ،‬وذلك بعد خصم مصروفات اإلدارة ومستحقات التشؽٌل أما‬
‫عقد التؤمٌن التجاري فٌقوم على الربح‪ ،‬إذ ٌدفع المإمن له قسط تعوٌض عن الخطر فً حالة وقوعه وٌستقبل‬
‫المإمن األقساط تعوٌضا لحماٌته فً حالة وقوع الخطر‪.‬‬
‫‪2‬ـ الفابض التؤمٌنً والربح‪:‬‬
‫الفابض التؤمٌنً فً التؤمٌن التكافلً لٌس له اسم وال حقٌقة فً نظام التؤمٌن التجاري‪ ،‬والفابض هو الفرق المتبقً‬
‫من األقساط وعوابدها بعد خصم التعوٌضات والمصارٌؾ والمخصصات‪ ،‬حٌث ٌصرؾ كله أو جزء منه على‬
‫المشتركٌن‪ ،‬وما ٌسمى بالفابض فً التؤمٌن التكافلً ٌسمى ربحا فً التؤمٌن التجاري وإٌرادا ٌعتبر ربحا ٌعتبر‬
‫ملكا خاصا لشركة وٌدخل ضمن أرباحها‪.‬‬
‫‪8‬ـ استثمار أموال التؤمٌن‪:‬‬
‫إن األموال التً تكون فً حوزة شركة التؤمٌن التجاري‪ ،‬تستثمر على أساس الربا المحرم‪ ،‬واألرباح الناتجة من‬
‫االستثمار‪ ،‬تنفرد الشركة بها‪ ،‬أما فً التؤمٌن التكافلً فإن استثمار األموال ٌكون بالطرق المشروعة‪ ،‬وٌعتبر‬
‫المشترك‪ ،‬شرٌك له نصٌب من األرباح الناتجة من االستثمار الذي تقوم به الشركة‪.‬‬
‫‪5‬ـ أسس التؽطٌات التؤمٌنٌة‪:‬‬
‫نظام التؽطٌات التؤمٌنٌة فً عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬تحكمه الشرٌعة اإلسبلمٌة فبل ٌجوز على سبٌل المثال‪،‬‬
‫التؤمٌن على الدٌون الربوٌة‪ ،‬وفً المقابل نجد شركات التؤمٌن التجاري تهدؾ إلى تحقٌق أعلى ربح ممكن‪ ،‬بؽض‬
‫النظر عن أي اعتبارات شرعٌة أو عرفٌة أو أخبلقٌة‪.‬‬
‫‪5‬ـ من حٌث الحكم الشرعً‪:‬‬
‫إن التؤمٌن التجاري ٌخالؾ مبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬باتفاق أكثر المجامٌع الفقهٌة‪ ،‬أما التؤمٌن التكافلً فهو جابز‬
‫شرعا وقد أجمع العلماء على جوازه ألن هذا األخٌر ٌوافق أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬
‫ـ الرجوع إلى محمد مخلوقً التؤمٌن التكافلً من خبلل مستجدات مدونة التؤمٌنات المؽربٌة بمقتضى القانون رقم‬
‫‪،52612‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال مجلة إلكترونٌة ‪ ،www.droitetentreprise.org‬تمت زٌارته‬
‫بتارٌخ ‪10-03-2018‬على الساعة العاشرة ونصؾ صباحا بدون ذكر العدد سنة‪.9114‬‬

‫‪134‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التشاركٌة ما تزال تعترضه بعض المعٌقات‪ ،‬إذ ٌظل ورشا ؼٌر مكتمل فً ؼٌاب التؤمٌن‬
‫التكافلً الذي ٌخضع بدوره لضوابط الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن التموٌبلت اإلسبلمٌة كل ال ٌتجزأ فبل ٌمكن إطبلق منتوجات تموٌلٌة‬
‫فً ؼٌاب منظومة للتؤمٌن تعمل وفق أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬ما ٌطرح تساإالت حول‬
‫بداٌة التسوٌق الفعلً لمنتوجات البنوك التشاركٌة التً حصلت على الرخص‪ ،‬ومن أجل‬
‫ملء هذا الفراغ ‪ ،‬أقر المشرع المؽربً قانون رقم‪ 59.13344‬المؽٌر والمتمم لمدونة‬
‫التؤمٌنات‪ ،‬وذلك بهدؾ إدماج التؤمٌن التكافلً‪ 345‬فٌها‪ ،‬على ؼرار القانون الجدٌد لمإسسات‬
‫االبتمان ومن ٌدخل فً حكمها‪ ،‬الذي خصص بابا للبنوك التشاركٌة‪ ،‬إذ أن هذا القانون جاء‬
‫فً إطار سعً المؽرب إلى استكمال منظومته المالٌة‪ ،‬وٌعتبر استجابة لمتطلبات شرابح‬
‫واسعة من المؽاربة والحاجة المعبر عنها حول هذا النوع من التؤمٌنات‪.‬‬

‫كما أنه ٌهدؾ إلى إرساء بعض المبادئ األساسٌة للتؤمٌن التكافلً فً مدونة‬
‫التؤمٌنات من قبٌل تلك المتعلقة باحترام عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ 346‬ألحكام الشرٌعة‬
‫اإلسبلمٌة والمشاركة فً هذه العملٌات‪ ،‬على مبدأ التبرع وعلى وجه التضامن بٌن‬
‫المشتركٌن من أجل تؽطٌة المخاطر المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن‪.‬‬

‫لتقلٌل المخاطر فً البنوك‬ ‫عموما هناك عدة أسالٌب للتؤمٌن التعاونً‬


‫اإلسبلمٌة(التشاركٌة) ومنها‪:‬‬

‫‪ -344‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 1615619‬صادر فً ‪ 91‬من ذي القعدة ‪95(1822‬أؼسطس‪ )9115‬بتنفٌذ القانون رقم‬
‫‪ 52612‬القاضً بتؽٌٌر وتتمٌم القانون رقم ‪ 12622‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪ ،‬مشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد‬
‫‪ 5511‬بتارٌخ ‪ 12‬ذو الحجة الموافق ل‪ 12‬سبتمبر ‪،9115‬ص‪.5582‬‬
‫‪ -345‬عرؾ المشرع المؽربً التؤمٌن التكافلً فً البند‪ 15‬فً المادة ألولى من مدونة التؤمٌنات بؤنه‪" :‬عملٌة تؤمٌن‬
‫تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً األعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ 16126211‬الصادر فً ‪ 9‬ربٌع األول ‪99(1895‬أبرٌل ‪)9118‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة كما ثم تتمٌمه‪،‬‬
‫بهدؾ تؽطٌة األخطار المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً ٌسٌر‪ ،‬مقابل‬
‫أجرة التسٌٌر‪ ،‬من طرؾ مقاولة للتؤمٌن وإعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ .‬وال ٌمكن فً أي‬
‫حال من األحوال أن ٌترتب قبض أو أداء أي فابدة من عملٌات التؤمٌن التكافلً من لدن مقاولة للتؤمٌن و إعادة‬
‫التؤمٌن"‪.‬‬
‫‪ -346‬لقد أقر مجمع الفقه اإلسبلمً تحرٌم التؤمٌن التجاري لما تضمنه من‪- :‬ؼرر ألن المستؤمن ال ٌعرؾ مقدار‬
‫ما ٌعطً أو ٌؤخذ عند الدخول فً العقد‪.‬‬
‫‪ -‬ضرب من ضروب المقامرة أي من الرهان ألن فٌه ؼرم ببل جناٌة وؼنم ببل مقابل ؼٌر مكافا‪.‬‬
‫‪ -‬أنه ٌشتمل على ربا الفضل والنسا‪ ،‬فإذا دفعت الشركة إلى المستؤمن أكثر مما دفع لها فهو ربا فضل‪ ،‬وألنه ٌدفع‬
‫بعد مدة فٌكون ربا نساء أٌضا وأخذ مال الؽٌر ببل مقابل‪.‬‬
‫‪ -‬اإللزام بما ال ٌلزم شرعا ألن المإمن لم ٌحدث الخطر منه ولم ٌتسبب فً حدوثه‪.‬‬
‫حاكمً نجٌب هللا‪ ،‬إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.112‬‬

‫‪135‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ التؤمٌن التعاونً‪ 347‬على البضابع‪ :‬حٌث تتعرض البضابع لجملة من المخاطر التً‬
‫قد تإدي إلى هبلكها أو فسادها أو تضررها كلٌا أو جزبٌا‪ ،‬لذلك فإن البنوك اإلسبلمٌة تقوم‬
‫بالتؤمٌن على تلك البضابع لدى شركات التؤمٌن اإلسبلمً ضد مخاطر النقل البري أو‬
‫البحري أو الجوي وهً بذلك تجنب نفسها أعباء مخاطر الهبلك لتلك البضابع من خبلل‬
‫التؤمٌن‪ ،‬فبدال من أن تتحمل وحدها التبعات المالٌة لتلك المخاطر حال تحققها تحمل بالتؤمٌن‬
‫علٌها جزءا ٌسٌرا من تلك المخاطر ٌتمثل فً قسط التؤمٌن الذي تلتزم بدفعه لشركة التؤمٌن‬
‫فً كل وثٌقة‪ ،‬وتتحمل شركة التؤمٌن اإلسبلمً بقٌة التعوٌضات المستحقة‪.‬‬

‫ـ التؤمٌن التعاونً على السٌارات الممولة من البنوك اإلسبلمٌة‪ :‬حٌث تشترط‬


‫المصارؾ اإلسبلمٌة على عبلمتها الذٌن ٌتم تموٌل شراء سٌارات لهم بتؤمٌن تلك السٌارات‬
‫لدى شركات التؤمٌن التكافلً لضمان حقوقها المالٌة حال هبلك تلك السٌارات بحوادث‬
‫السٌارات المتعددة‪ ،‬ألن أكبر وسٌلة توثٌق للدٌن فً تموٌل شراء السٌارات من المصارؾ‬
‫اإلسبلمٌة هً رهن تلك السٌارات بالدٌن الذي للمصارؾ اإلسبلمٌة على مشترٌها‪ ،‬فالتؤمٌن‬
‫ٌحفظ للمصرؾ دٌنه حثى ولو هلكت السٌارة من خبلل تعوٌض البنك باعتباره الطرؾ‬
‫المستفٌد فً عقد التؤمٌن التعاونً وبالتالً ال ٌضٌع على البنك حقه‪.‬‬

‫ـ التؤمٌن التعاونً على دٌون البنوك اإلسبلمٌة‪ :‬من خبلل تبٌان الفرق بٌن التؤمٌن‬
‫التعاونً والتؤمٌن التجاري أن التؤمٌن على الدٌون إذا وقع باألسلوب التعاونً اإلسبلمً فإنه‬
‫صورة من صور التكافل والتضامن المطلوب بٌن المسلمٌن والذي ال بد من التؤكٌد على‬
‫التزام المشتركٌن به فً نظام التكافل‪ ،‬وأما إذا وقع باألسلوب التقلٌدي فإنه ال ٌعدو أن ٌكون‬
‫كفالة بمقابل والكفالة استعداد للمداٌنة وأخذ العوض عنها ممنوع شرعا‪ ،‬ألنه إذا كان أخذه‬
‫على المداٌنة الفعلٌة محرما (وهو الربا) فهنا أخذه محرم باألولى‪.‬‬

‫وبالتالً حكم التؤمٌن التكافلً على الدٌون هو الجواز ألن األساس الذي ٌقوم‬
‫علٌه والعبلقة التعاقدٌة والعبلق التعاقدٌة صحٌحة‪.‬‬

‫‪ٌ -347‬عتبر جماعة على تعوٌض األضرار المحتمل وقوعها بؤحدهم جراء خطر معٌن‪ ،‬وذلك من مجموع‬
‫االشتراكات التً ٌتعهد كل فرد منهم بدفعها‪ ،‬وعلى هذا األساس تتجلى أهم الخصابص المتمثلة فً‪:‬‬
‫‪ -‬وجود تبادل فً المنافع والتضحٌات فٌما بٌن أعضاء هٌبة التؤمٌن حٌث تدفع التعوٌضات لمن ٌصٌبه الخطر من‬
‫حصٌلة االشتراكات فكل واحد منهم مإمن له‪.‬‬
‫‪-‬ارتباط مدى تضامن األعضاء فً تؽطٌة المخاطر باختبلؾ قٌمة االشتراك مطلقا أو محددا بحد أقصى‪.‬‬
‫‪ -‬أن مواجهة المخاطر بتعوٌضها ٌتطلب تؽٌر قٌمة االشتراك ما داموا مإمنٌن ومإمن لهم‪.‬‬
‫‪-‬حكامً نجٌب هللا‪ ،‬إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪112‬‬

‫‪136‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ التؤمٌن التعاونً على ودابع المصارؾ اإلسبلمٌة‪ :348‬تقوم فكرة حماٌة الودابع‬
‫على تجمٌع اشتراكات مالٌة من عدد من البنوك ترؼب فً تكوٌن صندوق مشترك‬
‫لمساعدة هذه البنوك األعضاء عندما تتعثر مالٌا لسبب إداري أو ابتمانً أو لعوامل‬
‫خارجٌة ال ٌد للبنك المعنً فٌها‪ ،‬وفً حالة حماٌة الودابع البنكٌة فإن هذا النوع من‬
‫التؤمٌن ٌتمٌز بما ٌؤتً‪:‬‬

‫ـ حماٌة الودابع البنكٌة ؼٌر موجهة لحماٌة فرد أو مإسسة أو جماعة معٌنة ولكنه‬
‫موجه نحو المجتمع عامة ممثبل فً المودعٌن المتعاملٌن مع الجهاز البنكً والمإسسات‬
‫المالٌة األخرى‪.‬‬

‫حماٌة الودابع البنكٌة ال تستهدؾ بالضرورة الربح من الجهة الضامنة وإنما‬


‫الؽاٌة األساسٌة من عملٌة الحماٌة هً تعزٌز الثقة العامة لدى جمهور المودعٌن فً‬
‫النظام البنكً والمإسسات المالٌة األخرى‪.‬‬

‫حماٌة الودابع ٌقوم على فلسفة التكامل بٌن طرفٌن ربٌسٌن هما الجهاز البنكً‬
‫من جهة ( وبالتالً المودعٌن سٌستخلصون من المخاطرة وظروؾ عدم‬
‫التؤكد)‪،‬والسلطة من جهة أخرى و(بالتالً االقتصاد الوطنً بؤكمله ٌشارك جمٌع‬
‫المواطنٌن فً الفوابد الناجمة عن تجنب حاالت الفزع العام مقابل الموارد الحقٌقٌة التً‬
‫ستخلص إلدارة أنظمة الحماٌة‪.)349‬‬

‫‪2‬ـ د‪ٚ‬س ذغٕ‪١‬ذ اٌذ‪ ْٛ٠‬ف‪ ٟ‬ذذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬

‫إن تسنٌد الدٌون‪ 350‬تقنٌة تهدؾ من خبللها المإسسات المقترضة إلى تفوٌت‬
‫القروض إلى المستثمرٌن الشًء الذي ٌمكن من إعادة التموٌل‪ ،‬وبالتالً تطوٌر نشاطها‬
‫االبتمانً دون الحاجة إلى تعزٌز أموالها الذاتٌة وفقا للقواعد االحترازٌة المعمول بها‪.‬‬

‫‪-348‬لعلى أحبلم‪ ،‬دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك اإلسبلمٌة‪-‬دراسة حالة بنك البركة‬
‫الجزابري وكالة باتنة‪ ،-‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نٌل شهادة الماستر فً العلوم االقتصادٌة تخصص‪:‬‬
‫نقود ومالٌة‪ ،‬كلٌة العوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر قسم العلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة محمد خٌضر‪-‬‬
‫بسكرة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪،9118/9112‬صفحة ‪.122‬‬
‫‪ -349‬لعلى أحبلم‪ ،‬دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة‬
‫الجزابري وكالة باتنة‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.124‬‬
‫‪ -350‬بدأ تارٌخ تسنٌد الدٌون فً مالٌزٌا عام ‪ 9119‬حٌث ثم إصدار ما ٌقارب الملٌار دوالر منها‪ ،‬ونما حجم‬
‫تسنٌد الدٌون بمعدالت مرتفعة‪ ،‬حٌث وصل حجم اإلصدار بمبلػ ‪ 2272‬ملٌار دوالر نهاٌة عام ‪.9112‬ولكن فً‬
‫عام ‪ 9114‬تسبب النقص العالمً فً السٌولة‪ ،‬نتٌجة أزمة الدٌون العقارٌة الردٌبة فً العالم الؽربً‪ ،‬وكذلك‬
‫الخبلؾ بٌن الفقهاء حول األسالٌب التً كانت تستخدم فً تقدٌم ضمانات لحملة التسنٌد فً انحسار النمو فً‬
‫إصدارها بدرجة كبٌرة‪ ،‬حٌث لم ٌتجاوز مجمل ما أصدر منها خبلل ذلك العام ‪ 12‬ملٌار دوالر إال بقلٌل‪ .‬وتصل‬

‫‪137‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫والسإال الذي ٌطرح فً هذا الصدد ما مدى شرعٌة التعامل بالتسنٌد لدى المإسسات‬
‫التشاركٌة أي البنوك اإلسبلمٌة؟‬

‫فعملٌة تسنٌد الدٌون‪ 351‬ؼٌر جابزة شرعا‪ ،‬كما علٌه العمل فً المإسسات البنكٌة‬
‫التقلٌدٌة حٌث قرر مجمع الفقه اإلسبلمً الدولً فً دورته الحادٌة عشرة بؤنه‪" :‬ال ٌجوز‬
‫بٌع الدٌن المإجل من ؼٌر المدٌن بنقد معدل من جنسه أو ؼٌر جنسه‪ ،‬إلفضابه إلى الربا‬
‫كما ال ٌجوز بٌعه بنقد مإجل وال فرق فً ذلك بٌن كون الدٌن ناشبا عن قرض أو بٌع‬
‫اجل"‪.‬‬

‫وجاء فً القرار الصادر عن مجمع الفقه اإلسبلمً فً دورته السادسة عشرة‬


‫المنعقدة فً مكة المكرمة فً ‪ 2002‬بشؤن موضوع التورٌق وبٌع الدٌن(جواز بٌع الدٌن‬
‫للمدٌن بنفسه بثمن حال‪ ،‬ألن شرط التسلٌم محقق‪ ،‬إذ إن ما فً ذمته مقبوض حكما وتحرٌم‬
‫بٌع الدٌن للمدٌن بثمن مإجل أكثر من مقدار الدٌن (أي جدولة الدٌون)ألنه من صور الربا‪.‬‬
‫كما ٌحرم شرعا بٌع الدٌن لؽٌر المدٌن بثمن مإجل ألنها من صور بٌع الكالا بالكالا ( بٌع‬
‫الدٌن بالدٌن) وال ٌجوز تورٌق الدٌون بحٌث قابلة للتداول فً سوق ثانوٌة‪ .‬لما فٌه من بٌع‬
‫الدٌن لؽٌر المدٌن وجه ٌشتمل على الربا‪.‬‬

‫بعد ذلك صدر عن مجلس مجمع الفقه اإلسبلمً الدولً المنبثق من منظمة المإتمر‬
‫اإلسبلمً‪ ،‬المنعقد فً دورته ‪ 19‬التاسعة عشرة عام ‪ 2009‬القرار اآلتً بخصوص‬
‫موضوع تورٌق الدٌون والصكوك اإلسبلمٌة‪:‬‬

‫صناعة الخدمات المالٌة اإلسبلمٌة إلى حوالً ‪ 169‬ترٌلٌون دوالر عالمٌا وهً تنمو بما ٌعادل‪ %15‬خبلل العام‬
‫الواحد‪ ،‬البنك اإلسبلمً للتنمٌة ٌقدم تموٌبلت بؤكثر من ‪ 161‬ملٌار دوالر‪ ،‬حٌث أن أسواق تسنٌد الدٌون والتً‬
‫تصل قٌمتها إلى ‪ 918‬ملٌار دوالر عالمٌا‪ .‬بدأت حركة نشطة من البحوث والتطوٌر لتؤصٌل هذه التقانة لبلستفادة‬
‫منها فً عملٌة تحرٌر األصول وتسٌٌلها فً شكل أدوات تمثل فرصا استثمارٌة وإتاحتها فً شكل إسبلمً ٌبلبم‬
‫األهداؾ الكلٌة والجزبٌة فٌما ٌعرؾ حالٌا بتسنٌد الدٌون‪ .‬حاكمً نجٌب‪ ،‬إدارة المخاطر فً المصارؾ‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.119‬‬
‫‪ٌ-351‬عد تسنٌد الدٌون ترجمة للمصطلح الفرنسً ‪ titrisation des créances‬وللمصطلح األنجلوساكسونً‬
‫‪ ،sécurization‬وٌسمٌه المشرع المصري ال تورٌق‪ ،‬وٌفٌد تخلً مإسسة معٌنة عن دٌونها لصندوق منظم قانونا‬
‫قصد إصدار سندات تمثلها‪ ،‬وقد عرفها الفقٌهان والمحامٌان الفرنسٌان "تٌراي" و"كزافًٌ" تسنٌد الدٌون بؤنها‬
‫العملٌة التً من خبللها ٌتم خلق سندات مالٌة انطبلقا من دٌون معٌنة‪ ،‬ونفس الشًء بالنسبة لؤلستاذ "شمٌد" الذي‬
‫عرؾ تسنٌد الدٌون بالعملٌة التً من خبللها ٌتم تحوٌل دٌن إلى سند مالً‪ .‬سفٌان ادرٌوش‪ ،‬تسنٌد الدٌون‬
‫الرهنٌة‪-‬مقاربة قانونٌة ومالٌة‪ -‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث‪ :‬الضمانات‬
‫التشرٌعٌة فً قانون األعمال المؽربً‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة محمد االول وجدة‪،‬‬
‫السنة الدراسٌة ‪،9115-9118‬صفحة ‪.14‬‬

‫‪138‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪1‬ـ التورٌق التقلٌدي أو تسنٌد الدٌون هو تحوٌل الدٌون إلى أوراق مالٌة(سندات)‬
‫متساوٌة القٌمة قابلة للتداول‪ ،‬وتتثمل هذه السندات دٌنا بفابدة لحاملها فً ذمة مصدرها‪ ،‬وال‬
‫ٌجوز إصدار هذه السندات وال تتداول شرعا‪.‬‬

‫‪2‬ـ التورٌق اإلسبلمً هو إصدار وثابق أو شهادات مالٌة متساوٌة القٌمة‪ ،‬تمثل‬
‫حصصا شابعا فً ملكٌة موجودات‪-‬أعٌان ومنافع أو حقوق أو خلٌط من األعٌان والمنافع‬
‫والنقود والدٌون‪ ،‬قابمة فعبل‪ ،-‬وسٌتم انشاإها من حصٌلة االكتتاب وتصدر وفق عقد شرعً‬
‫وتؤخذ أحكامه‪ ،‬وعلى هذا ٌتمثل الفرق األساس بٌن التورٌق التقلٌدي والتورٌق اإلسبلمً فً‬
‫أنه ٌملك المستثمرون فً الصكوك اإلسبلمٌة(القابلة للتداول) أصوال حقٌقٌة‪ ،‬سواء كانت‬
‫أعٌان أم منافع أم خدمات وٌتحمل المستثمرون فً الصكوك اإلسبلمٌة جمٌع المخاطر‬
‫المرتبطة باألصل كونها شركة قابمة على الربح والخسارة‪ .‬كما ال ٌمكن تداول الصكوك‬
‫‪352‬‬
‫اإلسبلمٌة التً تستثمر بصٌػ مولدة لدٌون مثل‪ :‬عقود المرابحة وعقود السلم‪.‬‬

‫وبذلك أصبحت البنوك اإلسبلمٌة تستخدم تسنٌد الدٌون‪ 353‬كاستراتٌجٌة أساسٌة‬


‫للتحوط ضد المخاطر‪ ،‬خاصة مخاطر السٌولة ومخاطر اإلفبلس وٌمكن إبراز ذلك من‬
‫خبلل ما ٌلً‪:‬‬

‫ـ رفع كفاءة الدورة المالٌة واإلنتاجٌة ومعدل دورانها‪ ،‬عن طرٌق تحوٌل األصول‬
‫ؼٌر السابلة إلى أصول سابلة إلعادة توظٌفها مرة أخرى‪ ،‬مما ٌساعد على توسٌع حجم‬
‫األعمال للمنشبات دون حاجة إلى زٌادة حقوق الملكٌة‪.‬‬

‫ـ تسهٌل تدفق التموٌل لعملً االبتمان بضمان الرهون العقارٌة‪ ،‬وبشروط أفضل‬
‫وفترات سداد أطول‪.‬‬

‫ـ تنشٌط سوق األوراق المالٌة من خبلل تعببة مصادر تموٌل جدٌدة‪ ،‬وتنوٌع‬
‫المعروض فٌها من منتجات مالٌة وتنشٌط سوق تداول السندات‪ ،‬وخلق عبلقات ارتباطٌة‬
‫تموٌلٌة بٌن قطاعات أخرى كقطاع السكن وسوق األوراق المالٌة‪.‬‬

‫‪ -352‬عبلء حسٌن علً‪ ،‬تورٌق الدٌون وضوابطه التطبٌقٌة فً التعامبلت الشرعٌة‪ ،‬مقال منشور بالمجلة‬
‫اإللكترونٌة ‪ www.alkanounia.com‬عدد‪.228‬‬
‫‪-353‬عرؾ المشرع المؽربً من قانون ‪ 11624‬المتعلق بتسنٌد الدٌون الرهنٌة هذه التقنٌة بؤنها العملٌة المالٌة‬
‫المتمثلة فً قٌام صندوق توظٌؾ جماعً للتسنٌد بشراء دٌون رهنٌة ٌإدي ثمنها بواسطة إصدار حصص ممثلة‬
‫لتلك الدٌون وعند االقتضاء بواسطة إصدار اقتراض سندي معتمد على تلك الدٌون وذلك وفق لؤلحكام الواردة‬
‫فً هذا القانون‪.‬‬
‫الرجوع إلى الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 16226122‬صادر فً ‪ 12‬جمادى األولى ‪ 1891‬الموافق ل‪ 95‬أؼسطس‬
‫‪ 1222‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 11624‬المتعلق بتسنٌد الدٌون الرهنٌة منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8295‬الصادر‬
‫بتارٌخ ‪ 15‬شتنبر ‪ ،1222‬ص‪.9921‬‬

‫‪139‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ رفع مقدرة البنوك على التموٌل عن طرٌق رفع نسبة رأس المال بها‪ ،‬بدلٌل أن‬
‫التورٌق ٌسمح بتحوٌل الدٌون إلى سندات (تعتبر السندات جزء من رأس المال)‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى توفٌر المزٌد من السٌولة المتؤنٌة من عملٌات التورٌق‪.‬‬

‫ـ أداة تموٌلٌة جد تنافسٌة بالنسبة للمإسسات الصؽٌرة والمتوسطة(‪ ،)pme‬حٌث أن‬


‫تكلفة التورٌق بالنسبة لها تتراوح بٌن ‪ %3.3‬و‪ %5‬وهً أقل من تكلفة االقتراض‬
‫المصرفً‪.‬‬

‫ـ تقلٌل مخاطر االبتمان لؤلصول‪ ،‬من خبلل توزٌع على قاعدة عرٌضة من‬
‫القطاعات المختلفة‪.‬‬

‫ـ انحسار احتماالت تعرض المستثمرون لؤلخطار المالٌة وإنعاشا سوق الدٌون‬


‫الراكدة‪.‬‬

‫ـ تخفٌؾ وطؤة المدٌونٌة‪ ،‬مما ٌساعد فً تحقٌق معدالت أعلى لكفاٌة رأس المال‪.‬‬

‫ـ تنشٌط السوق األولٌة فً بعض القطاعات االقتصادٌة مثل العقارات والسٌارات‬


‫وبطاقة االبتمان‪ ،‬كما أن انخفاض نسبة الفابدة ٌمكن أن ٌوفر مناخا مناسبا للقٌام بنشاط‬
‫التورٌق‪.‬‬

‫ـ التورٌق أداة تساعد على الشفافٌة وتحسٌن بنٌة المعلومات فً السوق‪ ،‬ألنه ٌتطلب‬
‫العدٌد من اإلجراءات‪ ،‬ودخول العدٌد من المإسسات فً عملٌة اإلقراض‪ ،‬مما ٌوفر‬

‫ـ المزٌد من المعلومات فً السوق إلنجاح التموٌل‪.354‬‬

‫‪-354‬بلعزوز بن علً‪ ،‬استراتٌجٌات إدارة المخاطر فً المعامبلت المالٌة جامعة الشلق‪ ،‬مجلة الباحث‪ .‬عدد ‪12‬‬
‫سنة ‪ 911‬صفحة ‪.281-281‬‬

‫‪140‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة اٌثأ‪ٟ‬‬
‫أٌ‪١‬اخ ِاٌ‪١‬ح عالج‪١‬ح ٌٍرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫عندما تصبح البنوك التشاركٌة تعانً من صعوبات مالٌة‪ ،‬من شؤنها أن تإدي إلى‬
‫توقفها عن استمرارٌتها فً نشاطها‪ ،‬فمن أجل إعادة التوازن المالً لها وتخلٌصها من‬
‫الصعوبات‪ٌ ،‬تم تقدٌم الدعم لها‪ ،‬إما بتوجٌه طلب للمساهمٌن‪ ،‬أو تقدٌم هذا األخٌر عن‬
‫طرٌق الصندوق الجماعً لضمان الودابع‪.‬‬

‫حٌث ٌنص المشرع المؽربً فً المادة ‪ 87‬من قانون رقم ‪103.12‬المتعلق‬


‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على أنه‪" :‬إذا تبٌن لبنك المؽرب أن وسابل‬
‫التموٌل المنصوص علٌها فً مخطط التقوٌم المشار إلٌها فً المادة ‪ 86‬أعبله ؼٌر كافٌة‪،‬‬
‫جاز له أن ٌطلب من المساهمٌن أو الشركاء الذٌن ٌملكون بصفة مباشرة أو ؼٌر مباشرة‬
‫مساهمة تساوي أو تفوق‪ %5‬من رأس المال وٌنتمون إلى أجهزة اإلدارة أو التسٌٌر أو‬
‫التدرٌب بالمإسسة المعنٌة‪ ،‬تقدٌم الدعم البلزم لهذه األخٌرة‪"355‬‬

‫وبذلك فإذا كانت المإسسة البنكٌة التشاركٌة تواجه مخاطر تعرقل سٌرها فإن بنك‬
‫المؽرب ٌقوم بتوجٌه طلب إلى المساهمٌن المعنٌٌن بتقدٌم الدعم المالً لمإسسة االبتمان‬
‫التً تعانً من صعوبات وذلك لما ٌتوفر علٌهم من سلطة مباشرة على المساهمٌن‬
‫المذكورٌن فً المادة ‪ 86‬الذي من شؤنه أن ٌتعرض على تعٌٌنهم بمقرر معلل بشكل قانونً‬
‫إذا تبٌن أن له أنهم ال ٌتوفرون على االستقامة والتجربة البلزمة لتؤدٌة مهامهم‪.‬‬

‫كما له أن ٌوافق على تفوٌتهم لمساهمتهم فً رأس مال المإسسة إذا كان من شؤن‬
‫هذا التفوٌت أن ٌخول نسبا معٌنة فً رأس مال البنك أو حقوق التصوٌت داخل الجمعٌة‬
‫‪356‬‬
‫العامة العادٌة‪.‬‬

‫وهناك وسابل أخرى ٌمكن أن ٌقدم الدعم المالً للمإسسات التً تعانً من صعوبات‬
‫مالٌة‪ ،‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 129‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً‬
‫حكمها‪ ،‬حٌث أوجب المشرع من خبلل هذه المادة على إنشاء الصندوق الجماعً لضمان‬
‫الودابع والذي من بٌن وظابفه‪ ،‬تقدٌم مساعدات قابلة لئلرجاع على وجه االحتٌاط واالستثناء‬
‫لفابدة مإسسة ابتمان ٌخشى أن تإدي وضعٌتها أجبل إلى عدم توفر الودابع أو جمٌع األموال‬
‫األخرى القابلة لئلرجاع‪.357‬‬

‫‪-355‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬


‫‪ -356‬سناء مكار "دور بنك المؽرب فً مراقبة مإسسات االبتمان"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.111‬‬
‫‪-357‬المادة ‪ 45‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبالتالً سنشٌر إلى ألٌات مالٌة عبلجٌة داخلٌة(الفقرة األولى) على أن نشٌر إلى‬
‫ألٌات مالٌة عبلجٌة خارجٌة(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ :ٌٝٚ‬أٌ‪١‬اخ ِاٌ‪١‬ح عالج‪١‬ح داخٍ‪١‬ح‬

‫ال شك أن وظٌفة بنك المؽرب باعتباره بنك المركزي تتجلى باألساس فً تقدٌم‬
‫الدعم المالً لبنوك سواء التقلٌدٌة أو البنوك التشاركٌة و ذلك إما بإقراضها أو إعادة خصم‬
‫األوراق التجارٌة أو السندات العامة لدٌها ‪.‬‬

‫لكن الدعم المالً لمإسسات االبتمان و الذي نقصده هنا هو ذلك الدعم المتمثل فً‬
‫معالجتها عن طرٌق تدخل بنك المؽرب عندما تكون إحدى مإسسات االبتمان تعانً من‬
‫صعوبات مالٌة من أجل تخلٌصها من الصعوبات و إعادة التوازن المالً لها وذلك سواء‬
‫بتقدٌم الدعم المالً أو بتوجٌه طلب للمساهمٌن‪.‬‬

‫وهذا ما سنحاول تسلٌط الضوء علٌه من خبلل التطرق إلى التقوٌم المالً فً‬
‫(أوال)على أن نشٌر إلى تقدٌم الدعم المالً فً (ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬اٌرم‪ ُ٠ٛ‬اٌّاٌ‪ٟ‬‬

‫ٌنص القانون ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها من‬


‫خبلل المادة ‪، 86‬على أن بنك المؽرب ٌوجه أمرا بتدارك التجاوزات داخل أجال محددة‪،‬‬
‫وٌجوز له أن ٌطلب موافاته من قبل مإسسات االٍبتمان بمخطط الذي قد ٌكون الحل األولً‬
‫و االٍبتدابً وطوق إنقاذ مإسسة االٍبتمان من االضطرابات التً تعٌق عملها ووظابفها‪،‬‬
‫وٌدعم هذا المخطط بتقرٌر ٌعده خبٌر مستقل ٌحدد على وجه الدقة كل من اإلجراءات‬
‫المتخذة و التدابٌر المزمع القٌام بها وكذا التوزٌع الزمنً لتنفٌذها‪.358‬‬

‫لكن ال ٌمكن المطالبة بوضع مخطط التقوٌم إال إذا ظهرت بوادر تدعوا لذلك‪،‬‬
‫وتتجلى هذه األخٌرة فً أن تدبٌر إحدى مإسسات االٍبتمان ووضعٌتها المالٌة ال ٌوفر‬
‫الضمانات الكافٌة على مستوى المبلءة أو السٌولة أو المردودٌة‪ ،‬وإذا لوحظ ثؽرات مهمة‬
‫فً نظام مراقبتها الداخلٌة‪.‬‬

‫و بذلك ترك المشرع الباب مفتوح و المجال واسع‪ ،‬إلمكانٌة وضع مخطط للتقوٌم‪،‬‬
‫ولم ٌضٌق المجال أمام تجاوزات دون أخرى فً إطار المراقبة‪ ،‬وذلك نابع من وعً‬

‫‪-358‬المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المشرع بمدى ارتباط هذا القطاع الحٌوي بالمصالح المالٌة و االٍقتصادٌة لزبناء البنوك‬
‫التشاركٌة فكان ال بد من كفالة الحماٌة البلزمة لهم‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬ذمذ‪ ُ٠‬اٌذعُ اٌّاٌ‪ٟ‬‬

‫تعد هذه اآللٌة من آلٌات المعالجة المالٌة‪ ،‬الذي ٌبتؽً المشرع من ورابها دعوة‬
‫المساهمٌن أو الشركاء لتقدٌم مساهمات بؽٌة إجراء تقوٌم داخلً‪ ،‬حتى تتم محاصرة‬
‫الصعوبات التً تعترض مإسسة االٍبتمان‪ ،‬وصوال إلى الهدؾ المنشود الذي ٌمثل باألساس‬
‫فً الحد منها ومعالجتها‪ ،359‬وهً بذلك جعلها فرصة أمام أجهزة التسٌٌر و التدبٌر لمواجهة‬
‫االختبلالت المالٌة والحٌلولة دون استفحالها‪ ،‬وتفادٌا إلخضاع ووضع مإسسة االٍبتمان تحت‬
‫نظام اإلدارة المإقتة‪.‬‬

‫وهناك خطوة أولٌة ٌتم اإلقدام علٌها قبل دعوة المساهمٌن أو المشاركٌن لتقدٌم‬
‫مساهمات تساوي أو تفوق ‪ %5‬من رأس المال لكً تتجاوز المإسسة الصعوبات‪ ،‬وما‬
‫ٌعقها للقٌام بوظٌفتها على الوجه األكمل‪ ،‬هذه الخطوة هً توجٌه إنذار من قبل بنك المؽرب‬
‫لمإسسات االبتمان التً لوحظ أن تدبٌرها أو وضعٌتها المالٌة ال توفر الضمانات الكافٌة‬
‫على مستوى المبلءة أو السٌولة أو المردودٌة‪ ،‬أو اٍذا ثم مبلحظة ثؽرات مهمة فً نظام‬
‫مراقبتها الداخلٌة‪ ،‬هذا اإلنذار الهادؾ إلى تدارك األمر‪ 360‬وعدم استفحال الوضعٌة أكثر مما‬
‫هً علٌه و ٌمكن أن نصنؾ هذا اإلجراء األولً بمثابة إجراء وقابً‪.‬‬

‫كل هذا ٌؤتً كمرحلة ثانٌة بعد أن ٌتبٌن لبنك المؽرب أن و سابل التموٌل المنصوص‬
‫علٌها فً مخطط التقوٌم ؼٌر كافٌة‪.‬‬

‫وما ٌجب اإلشارة هو أن صٌاؼة المادة ‪ 87‬استعملت صٌاؼة الجواز و لم تستعمل‬


‫صٌاؼة الوجوب "‪....‬جاز له أن ٌطلب‪ "....‬وهذا ان دل على شًء فإنما ٌدل فً نظرنا‬
‫على أنه لٌس من الواجب و الملزم على بنك المؽرب أن ٌطلب من المساهمٌن أو الشركاء‬
‫تقدٌم الدعم المالً البلزم للمإسسات التً توجد فً وضعٌة صعبة‪.‬‬

‫و بالتالً فان للبنك المؽرب الخٌار بٌن أخذ هذا اإلجراء أو عدم العمل به‪ ،‬كما أن‬
‫البنك المركزي له الحق فً عدم اتخاذ هذا اإلجراء مطلقا وذلك ٌندرج ضمن سلطته‬
‫التقدٌرٌة‪ ،‬بحٌث ٌمكنه أن ال ٌلجؤ لطلب موافاته بمخطط التقوٌم و ال أن ٌطلب من‬
‫المساهمٌن أو المشاركٌن تقدٌم الدعم المالً لمإسسات االٍبتمان التً توجد فً وضعٌة‬
‫صعبة‪ ،‬و القٌام فقط بتوجٌه إنذار للمإسسة المعنٌة من أجل التقٌد بؤحكام القانون وتحسٌن‬

‫‪ -359‬سناء مكار‪ ،‬دور بنك المؽرب فً مراقبة مإسسات االبتمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.112‬‬
‫‪-360‬المادة ‪ 142‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫مناهج تدبٌرها و تقوٌة وضعٌتها المالٌة كما له أن ٌقوم بكل اإلجراءات المذكورة دون‬
‫إقصاء أٌة واحدة وذلك حسب ما تستدعٌه وضعٌة مإسسة االبتمان‪.‬‬

‫كما أن المشرع لم ٌحدد نسبة الدعم المالً التً ٌنبؽً على هإالء المساهمٌن أو‬
‫الشركاء تقدٌمها‪ ،‬وضخها فً رأسمال المإسسة حتى تقوى على مجابهة الصعوبات التً‬
‫تتخبط فٌها هذا من جهة ومن جهة أخرى فان القانون استثنى المساهمٌن أو الشركاء‬
‫المنتمٌن ألجهزة المراقبة و اكتفى فقط بهإالء المنتمٌن لؤلجهزة اإلدارة أو التسٌٌر أو‬
‫التدبٌر‪ ،‬وال نعلم ما المؽزى من إقصاء المشرع لهاته الفبة من المساهمٌن أو الشركاء‪.‬‬
‫علما أن أعضاء مجلس الرقابة ٌعتبرون مسإولٌن عن رقابة أعمال التسٌٌر بل حتى عن‬
‫الترخٌص ألعمال اإلدارة المهمة‪.‬‬

‫كما أن المشرع لم ٌحدد نسبة الدعم المالً التً ٌنبؽً على هإالء المساهمٌن أو‬
‫الشركاء تقدٌمها‪ ،‬وضخها فً رأس مال المإسسة حتى تقوى على مجابهة الصعوبات التً‬
‫تعترضها‪ ،‬وتحول دون قٌامها بوظابفها على الوجه المطلوب‪ ،‬علما أن القاعدة العامة فً‬
‫القانون المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬حٌث إن مسإولٌة المساهم تكون فً حدود حصته من‬
‫رأس مال الشركة‪ ،‬ثم تجاوزها فً القطاع البنكً‪ ،‬نظرا لحساسٌة القطاع و لشدة ارتباطه‬
‫بمصالح الزبناء و المصلحة االقتصادٌة للبلد عامة‪.361‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ :‬اٌ‪١‬اخ ِاٌ‪١‬ح عالج‪١‬ح خاسج‪١‬ح‬

‫تبنى المشرع المؽربً سٌاسة تشرٌعٌة حمابٌة لنشاط البنوك التشاركٌة‪ ،‬وذلك بؽٌة‬
‫تقوٌته للتصدي بكل صبلبة للصعوبات المالٌة التً من الممكن أن تتعرض لها هذه البنوك‪،‬‬
‫وذلك عن طرٌق خلق آلٌات مإسساتٌة ورقابٌة وقواعد احترازٌة مع تعزٌز الرقابة الداخلٌة‬
‫فً سبٌل تحقٌق ؼاٌة الوقاٌة المتوخاة‪.‬‬

‫كما أن المشرع وضع جملة من اآللٌات لتجاوز األزمات محتملة الوقوع‪ ،‬و على‬
‫رأس هذه اآللٌات نجد المعالجة المالٌة الخارجٌة المتمثل فً تقدٌم الدعم المقدم من طرؾ‬
‫الصندوق ضمان ودابع البنوك التشاركٌة‪ ،362‬إضافة للصندوق جماعً لضمان الودابع‬
‫ألجل حماٌة المودعٌن‪ ،‬اللذان ٌخضعان إلدارة شركة مسٌرة‪ ،‬عبارة عن شركة مساهمة‬
‫ٌترأس والً بنك المؽرب أو من ٌنوب عنه مجلس إدارتها‪.‬‬

‫‪ -361‬عٕاء ِىاس‪" ،‬د‪ٚ‬س تٕه اٌّغشب ف‪ِ ٟ‬شالثح ِؤعغاخ االةرّاْ"‪ِ ،‬شجغ عاتك‪ ،‬اٌظفذح ‪.001‬‬
‫‪ -362‬عٕاء ِىاس‪" ،‬د‪ٚ‬س تٕه اٌّغشب ف‪ِ ٟ‬شالثح ِؤعغاخ االةرّاْ"‪ِ ،‬شجغ عاتك‪ ،‬اٌظفذح ‪.005‬‬

‫‪144‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وٌخصص الصندوق‪363‬لتعوٌض المودعٌن فً حالة عدم توفر ودابعهم أو جمٌع‬
‫األموال األخرى القابلة لئلرجاع‪ ،‬وٌتم تعوٌض المودعٌن فً حدود مبلػ أقصى‪ٌ -‬حدد من‬
‫طرؾ بنك المؽرب‪ -‬وٌمنح لكل مودع سواء أكان شخصا ذاتٌا أم اعتبارٌا‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر مساعدة البنوك التشاركٌة التً تعانً من صعوبات(أوال) على أن‬
‫نتطرق تعوٌض المودعٌن فً (ثانٌا)‪.‬‬

‫‪-363‬ػًّ اٌّششع اٌّغشت‪ ٟ‬ػٍ‪ ٝ‬ذٕظ‪ ُ١‬اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ تّمرض‪ ٝ‬اٌمأ‪ 0991 ْٛ‬تمشاس ٌ‪ٛ‬ص‪٠‬ش‬
‫اٌّاٌ‪١‬ح ف‪ 29 ٟ‬فثشا‪٠‬ش ‪ ، 0996‬د‪١‬ث ػًّ ػٍ‪ ٝ‬ذذذ‪٠‬ذ اإلجشاءاخ ‪ٚ‬اٌم‪ٛ‬اػذ اٌر‪٠ ٟ‬رُ تٕاء ػٍ‪ٙ١‬ا ذغ‪١١‬ش اٌظٕذ‪ٚ‬ق ِٓ‬
‫ٌذْ ‪ٚ‬اٌ‪ ٟ‬تٕه اٌّغشب‪٘ٚ .‬زا ِا أشاس إٌ‪ ٗ١‬لشاس ‪ٚ‬ص‪٠‬ش اٌّاٌ‪١‬ح سلُ ‪ 2554.94‬طادس ف‪ 01 ٟ‬ش‪ٛ‬اي ‪ ،0506‬اٌّ‪ٛ‬افك‬
‫ي‪ 29‬فثشا‪٠‬ش ‪ِٕ،0996‬ش‪ٛ‬س تاٌجش‪٠‬ذج اٌشعّ‪١‬ح ػذد ‪،5166‬تراس‪٠‬خ ‪ 04‬ر‪ ٞ‬اٌؼمذج ‪ ،0506‬اٌّ‪ٛ‬افك ي‪5‬‬
‫أتش‪،0996ً٠‬ص‪ٚ .644،‬ارا واْ اٌّششع اٌّغشت‪ ٟ‬لذ جؼً اٌؼض‪٠ٛ‬ح ف‪٘ ٟ‬زا اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٍجثاس‪٠‬ح تإٌغثح ٌجّ‪١‬غ‬
‫األتٕان اٌؼاِح تاٌّغشب‪ ،‬فاٍْ تؼض اٌرشش‪٠‬ؼاخ اٌّماسٔح ‪ ٚ‬ػٍ‪ٔ ٝ‬م‪١‬ض ِا طاس ػٍ‪ ٗ١‬اٌّششع اٌّغشت‪ ٟ‬لذ جؼٍد‬
‫اٌؼض‪٠ٛ‬ح ف‪ ٟ‬طٕاد‪٠‬ك ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ اخر‪١‬اس‪٠‬ح تإٌغثح ٌّؤعغاخ اٌثٕى‪١‬ح‪ .‬ذثؼا ٌزٌه ‪٠‬ى‪ ْٛ‬اٌّششع اٌّغشت‪ ٟ‬لذ ذثٕ‪ٝ‬‬
‫ِ‪ٛ‬لفا ا‪٠‬جات‪١‬ا د‪ّٕ١‬ا جؼً اٌؼض‪٠ٛ‬ح إٌضاِ‪١‬ح ف‪ ٟ‬اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ ‪ٚ‬رٌه ِٓ أجً اٌذظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ٝ‬‬
‫ِ‪ٛ‬اسد ِاٌ‪١‬ح ِ‪ّٙ‬ح ِٓ خالي اٌّغاّ٘اخ اٌر‪ ٟ‬ذذفؼ‪ٙ‬ا اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح ِٓ ج‪ٙ‬ح‪ٌ ٚ ،‬رذم‪١‬ك اٌغا‪٠‬ح اٌّر‪ٛ‬خاج ِٓ إدذاثٗ‬
‫ِٓ ج‪ٙ‬ح ثأ‪١‬ح‪ .‬أِا تخظ‪ٛ‬ص طش‪٠‬مح ذٕظ‪ ٚ ُ١‬إداسج طٕذ‪ٚ‬ق ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ‪ ،‬فاْ اٌّششع اٌّغشت‪ ٟ‬لذ أعٕذ٘ا إٌ‪ٝ‬‬
‫‪ٚ‬اٌ‪ ٟ‬تٕه د‪ ْٚ‬أْ ‪٠‬ش‪١‬ش إٌ‪ ٝ‬طش‪٠‬مح ذٕظ‪ ُ١‬إداسج اٌظٕذ‪ٚ‬ق‪ .‬فثاٌشج‪ٛ‬ع إٌ‪ ٝ‬اٌّادج ‪ ِٓ 018‬اٌمأ‪ٔ 011.02 ْٛ‬جذ٘ا‬
‫ذمرض‪ ٟ‬تؤ ٔٗ "‪٠‬ذً اٌظٕذ‪ٚ‬ق ِذً اٌّ‪ٛ‬دػ‪ ٓ١‬اٌّغرف‪١‬ذ‪ ِٓ ٓ٠‬اٌرؼ‪٠ٛ‬ض ف‪ ٟ‬دم‪ٛ‬ل‪ ُٙ‬ف‪ ٟ‬دذ‪ٚ‬د اٌّثاٌغ اٌّذف‪ٛ‬ػح‬
‫إٌ‪ ".ُٙ١‬أِا اٌّادج ‪ 019‬فرٕض ػٍ‪ ٝ‬أْ "‪٠‬رّرغ اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌّزو‪ٛ‬س تاِر‪١‬اص ف‪ ٟ‬دظ‪ٍ١‬ح اٌرظف‪١‬ح‪ٚ "...‬ترذٍ‪٘ ً١‬اذ‪ٓ١‬‬
‫اٌّادذ‪٠ ٓ١‬رضخ أْ اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ ‪٠‬رّرغ تغٍطح اٌرماض‪ ٟ‬طاٌّا أٔٗ ‪٠‬ج‪ٛ‬ص ٌٗ أْ ‪٠‬ذً ِذً‬
‫اٌّ‪ٛ‬دػ‪ ِٓ ٓ١‬أجً اعرؼادج اٌّثاٌغ اٌر‪ ٟ‬عثك ‪ ٚ‬أْ دفؼ‪ٙ‬ا ٌ‪ ِٓ ُٙ‬جشاء ذظف‪١‬ح اٌثٕه اٌّ‪ٛ‬دع ػٕذٖ‪ .‬طاٌّا أْ اٌذك‬
‫ف‪ ٟ‬اٌرماض‪ ٟ‬اٌز‪٠ ٞ‬ؼذ ػٕظشا تاسصا ِٓ ِى‪ٔٛ‬اخ اٌشخظ‪١‬ح اٌّؼٕ‪٠ٛ‬ح‪ ،‬فأٍٗ ذثؼا ٌزٌه ال ‪ّ٠‬ىٓ اٌم‪ٛ‬ي ع‪ ٜٛ‬ترّرغ ٘زا‬
‫اٌظٕذ‪ٚ‬ق تاٌشخظ‪١‬ح اٌّؼٕ‪٠ٛ‬ح‪ ٚ .‬ذجذس اإلشاسج إٌ‪ ٝ‬أْ اٌمأ‪ ْٛ‬اٌثٕى‪ ٟ‬اٌجذ‪٠‬ذ أػاد إٌظش ف‪ٚ ٟ‬ضؼ‪١‬ح اٌظٕذ‪ٚ‬ق‬
‫االةرّاْ ف‪ ٟ‬داٌح ػذَ ذ‪ٛ‬فش اٌّؤعغح ػٍ‪ ٝ‬اٌغ‪ٌٛ١‬ح‬ ‫اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ اٌ‪ٙ‬ادف إٌ‪ ٝ‬ذؼ‪٠ٛ‬ض ِ‪ٛ‬دػ‪ِ ٟ‬ؤعغاخ ٍ‬
‫اٌىاف‪١‬ح ٌزٌه ‪ ٚ‬ذمذ‪ ُ٠‬اٌذػُ ٌٍّؤعغح اٌّؼٕ‪١‬ح تشىً ‪ٚ‬لاة‪ ٚ ٟ‬اعرثٕاة‪ ٟ‬ػٕذِا ‪٠‬رضخ أْ ‪ٚ‬ضؼ‪١‬ر‪ٙ‬ا اٌّاٌ‪١‬ح ذؼشف ٔمظا‬
‫أ‪ ٚ‬ػجضا ِؼ‪ٕ١‬ا‪ ،‬تششط أْ ذمذَ ِخطظ ذم‪٠ ُ٠ٛ‬مثٍٗ تٕه اٌّغشب ‪٠ ٚ‬جة ػٍ‪ ٝ‬اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح اٌّؼٕ‪١‬ح اسجاع ٘زا‬
‫اٌذػُ ٌٍظٕذ‪ٚ‬ق ػٕذِا ذرذغٓ ‪ٚ‬ضؼ‪١‬ر‪ٙ‬ا اٌّاٌ‪١‬ح‪ ٚ .‬ذؤذ‪ ٟ‬ف‪ِ ٟ‬ظاف اٌّ‪ٙ‬اَ اٌّ‪ٛ‬و‪ٌٛ‬ح تّؤعغح ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ دّا‪٠‬ح‬
‫ِظاٌخ اٌّ‪ٛ‬دػ‪ٚ ٓ١‬ضّاْ ع‪١‬ش اٌج‪ٙ‬اص اٌثٕى‪ ٟ‬ػٍ‪ ٝ‬أدغٓ ‪ٚ‬جٗ ‪ ٚ‬اٌّذافظح ػٍ‪ ٝ‬عّؼح اٌغ‪ٛ‬ق اٌثٕى‪١‬ح اٌّغشت‪١‬ح‪،‬‬
‫‪ٚ‬ذؼ‪٠ٛ‬ض ِ‪ٛ‬دػ‪ِ ٟ‬ؤعغاخ االةرّاْ ف‪ ٟ‬داٌح ػذَ ذ‪ٛ‬فش ‪ٚ‬داةؼ‪ ُٙ‬أ‪ ٚ‬جّ‪١‬غ األِ‪ٛ‬اي األخش‪ ٜ‬اٌماتٍح ٌإلسجاع‪،‬‬
‫شش‪٠‬طح أْ ‪٠‬مذَ ذذات‪١‬ش ذم‪٠ ُ٠ٛ‬مثٍ‪ٙ‬ا تٕه اٌّغشب‪ .‬ذذم‪١‬ما ٌٍغا‪٠‬ح اٌّشاس إٌ‪ٙ١‬ا ِمذِا‪ ،‬فمذ أػط‪ ٝ‬اٌمأ‪ ْٛ‬اٌثٕى‪ٟ‬‬
‫االةرّاْ ػٍ‪ٝ‬‬
‫اٌّغشت‪ٌٛ ٟ‬اٌ‪ ٟ‬تٕه اٌّغشب وافح اٌظالد‪١‬اخ ٌى‪٠ ٟ‬ؼًّ تؼذ دظ‪ ٌٗٛ‬ػٍ‪ِٛ ٝ‬افمح ٌجٕح ِؤعغاخ ٍ‬
‫ذذذ‪٠‬ذ اإلجشاءاخ اٌالصِح ٌرطث‪١‬ك اٌّمرض‪١‬اخ اٌرشش‪٠‬ؼ‪١‬ح اٌ‪ٛ‬اسدج تاٌمأ‪ ْٛ‬اٌثٕى‪ ٟ‬ف‪٘ ٟ‬زا اٌظذد ‪ٚٚ‬ضغ اٌم‪ٛ‬اػذ‬
‫اٌخاطح تؼًّ اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ ‪ ٚ‬إداسذٗ ‪ٚ‬ذغ‪١١‬شٖ‪ ،‬وّا خ‪ٛ‬ي طالد‪١‬اخ إداسج ‪ ٚ‬ذغ‪١١‬ش ٘زا‬
‫اٌظٕذ‪ٚ‬ق ٌ‪ٛ‬اٌ‪ ٟ‬تٕه اٌّغشب‪ٚ .‬اسذثاطا تّا روش فمذ طذس ػٓ ‪ٚ‬ص‪٠‬ش اٌّاٌ‪١‬ح اٌمشاس إٌّظُ ٌى‪١‬ف‪١‬ح ذذذ‪٠‬ذ األعظ‬
‫اٌر‪٠ ٟ‬رُ تٕاء ػٍ‪ٙ١‬ا دفغ اٌثٕ‪ٛ‬ن ِغاّ٘ر‪ٙ‬ا ف‪ ٟ‬ذّ‪ ً٠ٛ‬اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ ذذد ػذد‪255_4_94‬‬
‫تراس‪٠‬خ ‪ 29‬فثشا‪٠‬ش ‪ٚ ، 0996‬وزا اٌى‪١‬ف‪١‬اخ اٌر‪٠ ٟ‬رُ اػرّاد٘ا ف‪ ٟ‬ذؼ‪٠ٛ‬ض ٘زٖ األخ‪١‬شج ألطذاب اٌ‪ٛ‬داةغ اٌّ‪ٛ‬ض‪ٛ‬ػح‬
‫تاٌثٕ‪ٛ‬ن‪ٚ ،‬أ‪ٚ‬وً اٌمشاس اٌّزو‪ٛ‬س أِش اٌغ‪ٙ‬ش ػٍ‪ ٝ‬ذطث‪١‬ك اٌّمرض‪١‬اخ اٌ‪ٛ‬اسدج تٗ ٌ‪ٛ‬اٌ‪ ٟ‬تٕه اٌّغشب تاػرثاسٖ اٌغٍطح‬
‫إٌّ‪ٛ‬ط ت‪ٙ‬ا اٍداسج ‪ٚ‬ذذت‪١‬ش اٌظٕذ‪ٚ‬ق اٌجّاػ‪ٌ ٟ‬ضّاْ اٌ‪ٛ‬داةغ‪ ،‬اٌشج‪ٛ‬ع إٌ‪ِ ٝ‬ذّذ ت‪ٔٛ‬ى‪ٛ‬ي " إٌظاَ اٌمأ‪ٌ ٟٔٛ‬ذّا‪٠‬ح‬
‫اٌ‪ٛ‬داةغ اٌثٕى‪١‬ح ف‪ ٟ‬ض‪ٛ‬ء اٌرشش‪٠‬غ اٌثٕى‪ ٟ‬اٌّغشت‪ ،"ٟ‬سعاٌح ٌٕ‪ ً١‬دتٍ‪ َٛ‬اٌّاعرش اٌّرخظض اٌّما‪ٌٚ‬ح ‪ٚ‬اٌمأ‪ ،ْٛ‬وٍ‪١‬ح‬
‫اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمأ‪١ٔٛ‬ح ‪ٚ‬االلرظاد‪٠‬ح ‪ٚ‬االجرّاػ‪١‬ح جاِؼح اتٓ ص٘ش أواد‪٠‬ش اٌغٕح اٌجاِؼ‪١‬ح ‪ ،2104-21105‬طفذح ‪.027‬‬

‫‪145‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬غاعذج اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح اٌر‪ ٟ‬ذعأ‪ ِٓ ٟ‬صع‪ٛ‬تاخ‬

‫إن ؼاٌة المشرع المؽرب من إحداث الصندوق لضمان الودابع هً تعزٌز مظاهر‬
‫حماٌة هً تعزٌز مظاهر حماٌة المودعٌن‪ ،‬وذلك بقٌام هذا الصندوق بتزوٌد المإسسات‬
‫البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة التً تعترضها صعوبات بالمساعدات المالٌة الكفٌلة‬
‫بتمكٌنها من تجاوز هذه الصعوبات(‪ )1‬ومن جهة أخرى فً عملٌة على منح التعوٌضات‬
‫المستحقة لعمبلء البنوك فً حالة تصفٌتها(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ ذمذ‪ ُ٠‬اٌذعُ اٌّاٌ‪ٌٍ ٟ‬ثٕ‪ٛ‬ن اٌر‪ ٟ‬ذعأ‪ ِٓ ٟ‬صع‪ٛ‬تاخ‬

‫لقد خولت المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ 103.12‬لبنك المؽرب الصبلحٌة فً توجٌه‬
‫عمل البنوك التً ٌظهر أن تمة اختبلالت فً توازنها المالً‪ ،‬وذلك عن طرٌق اتخاذ جمٌع‬
‫التدابٌر ا لرامٌة إلى إعادة استقرارها أو تقوٌمها فً إطار خطة تقوٌمٌة‪ٌ ،‬عدها مسٌرو‬
‫المإسسة البنكٌة المعنٌة وفقا إلجراءات شكلٌة معٌنة‪ ،‬هإالء المسٌرون أو بوجه عام‬
‫المساهمون المباشرون الذٌن لهم عبلقة بمجلس إدارة المإسسة المعنٌة‪ ،‬والممتلكون‬
‫لمساهمة تساوي أو تفوق ‪ 5‬من رأس المال‪ ،‬قد ٌلزمون بقرار لوالً بنك المؽرب بتقدٌم‬
‫الدعم المالً الشخصً‪ ،‬كلما تبٌن أن وسابل التموٌل المنصوص علٌها فً إطار خطة‬
‫التقوٌم ؼٌر كافٌة إلصبلح الوضعٌة المالٌة للمإسسة‪.364‬‬

‫لكن إذا ثبت عدم نجاعة خطة التقوٌم حثى ولو كانت مشفوعة بالدعم المالً‬
‫للمساهمٌن‪ ،‬فإن التدخل فً هذه الحالة ٌكون لوالً بنك المؽرب‪ ،‬باعتبار الوصً والمشرؾ‬
‫المباشر على القطاع المالً‪ ،‬حٌث له بمقتضى المادة ‪ 89‬من نفس القانون أن ٌعٌن مدٌرا‬
‫مإقتا ٌعهد له وفً حدود معٌنة بجمٌع الصبلحٌات البلزمة إلدارة وتسٌٌر المإسسة‪،‬‬
‫وبالتالً فإن منح المساعدات المالٌة للمإسسة البنكٌة التً تعانً من صعوبات ٌظل متوقفا‬
‫على ضرورة تعٌٌن مدٌر مإقت للبنك الذي ٌهمه األمر‪ ،‬وإعداد هذا المدٌر لخطة ٌقبلها‬
‫والً بنك المؽرب ٌعد موافقة لجنة مإسسات االبتمان‪.365‬‬

‫أما إذا لم تكتفً طرٌقة التموٌل الداخلً‪ ،‬فٌجوز للمإسسة البنكٌة أن تلجؤ إلى‬
‫الص ندوق الجماعً لضمان الودابع لطلب الحصول على المساعدات المالٌة الكفٌلة بتجاوز‬
‫الصعوبات التً تمر بها‪.‬‬

‫‪ -364‬محمد الفروجً‪-‬القانون البنكً المؽربً وحماٌة حقوق الزبناء‪ ،‬مرجع سابق‪.215-‬‬


‫‪-365‬عز الدٌن الماحً‪ -‬الودٌعة البنكٌة النقدٌة أٌة حماٌة‪ -‬مجلة المحامً العدد ‪-911 81‬الصفحة ‪.22‬‬

‫‪146‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وهذا ما أكدته مقتضٌات الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 129‬من القانون البنكً التً جاء‬
‫فٌها"‪....‬عبلوة على ذلك ٌجوز للصندوق على وجه االحتٌاط واالستثناء أن ٌقدم لمإسسة‬
‫االبتمان فً وضعٌة صعبة مساعدات قابلة لئلرجاع وأن ٌساهم فً رأس مالها"‪.‬‬

‫و ٌبلحظ فً هذا الصدد أن المشرع المؽربً لم ٌحدد مبلػ المساعدات التً ٌتعٌن‬
‫على الصندوق دفعها للمإسسة البنكٌة التً تعانً من صعوبات مالٌة‪ ،‬وإنما خول ذلك لبنك‬
‫المؽرب الذي أعطى له الصبلحٌة لتحدٌد مبلػ المساعدات التً ٌمكن أن تمنح من قبل‬
‫الصندوق للمإسسة المعنٌة باألمر‪ ،‬وذلك بواسطة قرارات فردٌة تصدر بالنسبة لكل حالة‬
‫على حدة‪.‬‬

‫فحٌنما تتعرض البنوك لمشاكل مالٌة صعبة ٌستعصً حالها بمجرد االعتماد على‬
‫إمكانٌاتها المادٌة الذاتٌة‪ ،‬فإن والً بنك المؽرب ٌتكفل بتحدٌد مثل هذه المساعدات التً‬
‫ٌمكن تقدٌمها بواسطة قرار فردي‪،366‬هذا األخٌر ٌعتبره بعض الفقه أمرا مقبوال من‬
‫الناحٌتٌن المالٌة واالقتصادٌة‪ ،‬وبمثابة وسٌلة فعالة بٌد والً بنك المؽرب‪ ،‬باعتبار أن وقت‬
‫تعرض أحد البنوك ألزمة مالٌة قد ٌختلؾ الوقت الذي ٌتعرض فٌه بنك أخر لذلك‪ ،‬و أن‬
‫مصدر هذه األزمة ودرجة خطورتها وتؤثٌرها على التوازن المالً للبنك المعنً باألمر‬
‫تختلؾ كذلك عن مإسسة بنكٌة ألخرى‪ ،‬وبالتالً فإن التحدٌد المسبق لمبلػ وشروط هذه‬
‫المساعدات وتوحٌد هذه المقاٌٌس على كافة العملٌات من هذا النوع التً ٌقوم بها هذا‬
‫الصندوق لف ابدة البنوك التً تعانً من مشاكل مالٌة‪ ،‬من شؤنه أن ٌشكل عابقا أمام تحقٌق‬
‫الؽاٌة المتوخاة من وراء إحداث هذا الصندوق‪ ،‬وٌظل بٌد بنك المؽرب اتخاذ اإلجراءات‬
‫الرامٌة إلى مبلءمة المساعدات التً ٌقدمها الصندوق مع ظروؾ كل مإسسة بنكٌة‪.367‬‬
‫فالمحافظة على حٌاة هذه األخٌرة‪ ،‬وصون سمعة السوق البنكٌة الوطنٌة‪ ،‬تقتضً إٌجاد‬
‫قواعد قانونٌة مرنة ٌؤتً تكٌٌفها مع كل حالة على حدة‪ .‬هذا وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫المساعدات التً ٌمنحها الصندوق الجماعً لضمان الودابع للمإسسات البنكٌة التً‬
‫تعترضها صعوبات‪ ،‬تكون دابما قابلة السترجاع لكونها تكتسً صبؽة القرض‪.368‬‬

‫ؼٌر أن المبلحظ‪ ،‬أنه رؼم أن المشرع المؽربً قد وضع مجموعة من األلٌات لتدلٌل‬
‫الصعوبات التً تعترض البنوك‪ ،‬إال أن الواقع العملً ٌإكد أنها ؼالبا ماال تنجح فً تحقٌق‬

‫‪ -366‬محمد الفروجً‪ -‬العقود البنكٌة بٌن مدونة التجارة والقانون البنكً‪ ،‬العقود البنكٌة بٌن مدونة التجارة‬
‫والقانون البنكً‪ -‬الطبعة الثانٌة‪ٌ ،‬ناٌر‪،9111‬صفحة‪.92‬‬
‫‪-367‬محمد لفروجً‪ -‬العقود البنكٌة بٌن مدونة التجارة والقانون البنكً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪995‬‬
‫‪ -368‬وفً هذا الصدد تنص المادة ‪ 122‬من قانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪ ":‬فً حالة تصفٌة إحدى مإسسات‬
‫االبتمان المستفٌدة من المساعدات القابل ة إلرجاع التً ٌمنحها أحد صندوقً ضمان الودابع تتمتع الشركة المسٌرة‬
‫بامتٌاز فً حصٌلة التصفٌة لتسدٌد الدٌن المستحق لها ٌترتب مباشرة بعد االمتٌاز الممنوح للخزٌنة والمنصوص‬
‫علٌه فً المادة‪ 112‬من القانون رقم ‪ 15622‬بمثابة مدونة تحصٌل الدٌون العمومٌة‪".‬‬

‫‪147‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الؽاٌة المتوخاة من ورابها‪ ،‬وبالتالً إنقاذ البنك من خطر التصفٌة‪ ،‬وٌرجع ذلك باألساس إلى‬
‫الت ؤخر فً اإلعبلن عن الصعوبات هذا من جهة‪ ،‬ثم عدم وضوح مفهوم الصعوبات من جهة‬
‫ثانٌة‪.‬‬

‫فمن ناحٌة األولى‪ ،‬فإن أهم ما ٌإدي إلى التؤخٌر فً اإلعبلن عن الصعوبات التً قد‬
‫تعترض المإسسة البنكٌة‪ ،‬هو عدم نجاح المراقبة فً كشؾ مواطن الخلل‪ ،‬ذلك أنه ٌتبٌن لنا‬
‫من خبلل استقرابنا لمقتضٌات القانون البنكً الجدٌد أنه قد حاول إلى حد ما تفادي السلبٌات‬
‫و النواقص التً أبان عنها القانون البنكً القدٌم‪ ،‬وذلك من خبلل تعزٌز نظام المراقبة‪ ،‬فلم‬
‫ٌعد دور مدققً الحسابات هو مراقبة حسابات المإسسات البنكٌة بل تعداه إلى مراقبة مدى‬
‫احترام المإسسة البنكٌة للتدابٌر المحاسبٌة والقواعد االحترازٌة‪ ،‬وكذا التؤكد من المعلومات‬
‫الموجهة للجمهور وتطابقها مع الحسابات وحسن سٌر المراقبة الداخلٌة‪.‬‬

‫بحٌث ٌجب على مدققً الحسابات وضع تقارٌر عن كل خرق للتدابٌر التشرٌعٌة‪،‬‬
‫وكذا كل ما ٌمس سلبا بالوضعٌة المالٌة للمإسسة البنكٌة‪ ،‬ألن أؼلب ملفات الفساد المالً‬
‫المتعلقة بالبنوك التً عرفها المؽرب ٌرجع السبب فٌها إلى ضعؾ الرقابة علٌها‪.‬‬

‫فاألمر هنا‪ٌ ،‬فترض تتبع الوضعٌة المالٌة لكل بنك على حدة‪ ،‬ورصد كل ما ٌمكن أن‬
‫تعترٌه من اختبلالت فً الوقت المناسب‪ ،‬حثى ٌتم إعبلن اعتباره متعرضا لصعوبات فً‬
‫و قت تكون فٌه أصول ذمته المالٌة ال تزال قابمة‪ ،‬وبشكل ٌسمح بقابلٌة وضعٌته للتقوٌم‪ ،‬مما‬
‫ٌمكنه من االستمرار فً عمله بصورة تحفظ حقوق عمبلبه‪ ،‬وهو ما ال ٌتؤتى فً ؼالب‬
‫األحٌان بسبب اإلعبلن المتؤخر لحالة تعرض البنك لصعوبات‪.369‬‬

‫وتؤسٌسا على ذلك‪ٌ ،‬مكن القول أن المإسسات البنكٌة قد تكون فً منؤى عن‬
‫التعرض لصعوبات لو أنها التزمت حرفٌا بؤحكام القانون البنكً الجدٌد والنصوص‬
‫التنظٌمٌة الصادرة تنفٌذا له‪.‬‬

‫وكذلك لو التزمت بالتدابٌر االحترازٌة‪ ،‬التً من شؤنها حماٌة المإسسة البنكٌة من‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫فالعمل البنكً ٌرتكز على مجموعة من المعامبلت هً معامل السٌولة ومعامل‬


‫المبلءة‪ ،‬إضافة إلى معامل توزٌع المخاطر‪ ،‬وتبعا لذلك ٌتعٌن على المإسسة البنكٌة لكً‬

‫‪ -369‬محمد لفروجً‪ -‬القانون البنكً المؽربً وحماٌة حقوق الزبناء‪،‬مرجع سابق صفحة ‪.88‬‬

‫‪148‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تتفادى التعرض للصعوبات التً من شؤنها أن تإدي بها إلى الهبلك باحترام العبلقة القابمة‬
‫بٌن العناصر المكونة لكل من األصول المتوفرة لدٌها‪.‬‬

‫والخصوم المستحقة علٌها‪ ،‬وذلك حثى تتجنب خطر الوصول إلى مرحلة التوقؾ عن‬
‫الدفع والذي ٌعتبر سببا من أسباب اختبلل وضعٌة البنك‪.‬‬

‫أما من ناحٌة ثانٌة‪ ،‬فالمبلحظ من خبلل مقتضٌات القانون البنكً الجدٌد أنه حاول‬
‫إلى حد ما تحدٌد بعض الوضعٌات‪ ،‬التً تعتبر بمثابة صعوبات‪ ،‬والتً على المإسسة‬
‫المتعرضة لها أن تتخذ اإلجراءات البلزمة لتصحٌحها إال أنه مع ذلك ٌبلحظ على أنها‬
‫جاءت عامة وؼٌر مفصلة‪ ،‬ونتمنى أن تعمل المناشٌر التً ٌتولى والً بنك المؽرب نشرها‪،‬‬
‫تحدٌد مفهوم الصعوبات بشكل واضح والتً إن واجهتها المإسسة البنكٌة اعتبرت على أنها‬
‫تعانً من مشاكل‪ ،‬تستدي تدخل السلطات النقدٌة لمساعداتها على تجاوزها فً الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬وقبل تدهور حال المإسسة البنكٌة بشكل تكون معه المعالجة هً مجرد إعبلن‬
‫عن تصفٌته مإكدة‪.370‬‬

‫‪2‬ـ ذع‪٠ٛ‬ض أصحاب اٌ‪ٛ‬دائع اٌّ‪ٛ‬ض‪ٛ‬عح تاٌثٕ‪ٛ‬ن ف‪ ٟ‬حاٌح ذصف‪١‬ر‪ٙ‬ا‬

‫مما ال شك فٌه أن البنك ٌتحمل مسإولٌته سوء تسٌٌره لموارده فً حالة تؤزم‬
‫وضعٌته المالٌة‪ ،‬وبالتالً ٌلزم بالتعوٌض المباشر تجاه العمبلء‪ ،‬ذلك أن البنك وحسب ما‬
‫نلمسه من قرار لمحكمة االستبناؾ بالبٌضاء "لٌس مجرد مودع عادي بل هو مإسسة‬
‫مإطرة تسعى لضمان حقوق المودعٌن وتظهر أمامهم بصفة الحرٌص والمحافظ األمٌن‬
‫على ودابعهم‪ ،‬لهذا ٌجب أن تكون مسإولٌة المودع العادي‪".‬‬

‫وهكذا فإن تشدٌد المسإولٌة على المإسسة البنكٌة ٌتم من خبلل إعبلن تصفٌتها‬
‫إدارٌا‪ ،‬بعد سحب رخصة اعتمادها‪ ،‬بقرار من السلطات النقدٌة نتٌجة فقدها الضمانات‬
‫والشروط المتطلبة لمزاولة النشاط البنكً‪.‬‬

‫ؼٌر أنه نظرا لما ق د ٌنتج من ضرر للعمبلء‪ ،‬نتٌجة لمحدودٌة وعدم كفاٌة التوزٌعات‬
‫المجزأة فً إطار هذا النوع من التصفٌة‪ ،‬فإن المشرع قد عمل على إٌجاد وخلق ألٌة حمابٌة‬
‫احتٌاطٌة تكفل التعوٌض للعمبلء ولو فً حدود ضٌقة‪ ،‬وذلك عن طرٌق الصندوق الجماعً‬
‫لضمان الودابع‪ ،‬والذي ٌمكنه إدراج التعوٌضات المخولة فً نطاقه للعمبلء فً إطار‬
‫الحماٌة المباشرة لهإالء‪ ،‬والتً تعد الهدؾ األساسً الذي ٌروم المشرع تحقٌقه من خبلل‬

‫‪ -370‬نادٌة الهٌدانً الصندوق الجماعً لضمان الودابع كؤلٌة لحماٌة المودعٌن فً ظل القانون رقم ‪112619‬‬
‫المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪ ،‬مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ‪ ،182‬دجنبر ‪،9115‬‬
‫الصفحة ‪.28‬‬

‫‪149‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫إحداثه لهذا الصندوق‪ ،‬ألنه مع خضوع البنك للتصفٌة قد تضٌع حقوق عمبلبه‪ ،‬لذلك فإن‬
‫التعوٌض‪ ،‬عبر هذا الجهاز‪ٌ ،‬عد الوسٌلة األمثل لتحقٌق ذلك‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬ولهذه االعتبارات فإن المشرع المؽربً قد جعل ضمان الصندوق الجماعً‬
‫ٌشمل جمٌع أنواع الودابع سواء كانت محررة بالدرهم أو بالمعامبلت األجنبٌة‪.‬‬

‫أما بشؤن مبلػ التعوٌض المستحق للعمبلء فقد حددته المادة السابعة‪371‬من منشور‬
‫لوالً بنك المؽرب الصادر فً ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2006‬فً سقؾ‪ 80.000‬وبحسب مقدار‬
‫التعوٌض على أساس صاؾ بعد خصم جمٌع القروض أو التسهٌبلت التً منحتها مإسسة‬
‫االبتمان للمودع‪.‬‬

‫ومن ثم فالمبلحظ أن هذا المنشور قد وضع حدا أقصى للتعوٌض ولكنه لم ٌهتم‬
‫بالمقابل بوضع حد أدنى ال ٌمكن أن ٌنزل عنه هذا التعوٌض‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا السقؾ ال ٌرقى إلى ما تضمنته بعض التشرٌعات المقارنة‪،‬‬
‫كالتشرٌع المصري‪ ،‬الذي أوجد حماٌة أكبر للمودعٌن لدى البنوك العاملة فً القطاع البنكً‬
‫المصري‪ ،‬حٌث أنه بعد أن حدد السقؾ األقصى للتعوٌض فً مبلػ‪100.000‬جنٌه مصري‬
‫أو ما ٌعادلها بالدوالر األمرٌكً‪ ،‬قرر أن هذا التعوٌض ال ٌمنح باعتبار مجموع ودابع‬
‫العمٌل وإنما باعتبار نسبته ‪ %90‬من حجم ودابعه‪ ،‬دون أن تتعدى هذه النسبة‬
‫‪100.000‬جنٌه مصري كحد أقصى للتعوٌض فً حٌن ٌصل هذا السقؾ إلى ‪ 60‬ألؾ‬
‫دوالر حسب التشرٌع الكندي‪ ،‬ومبلػ ‪ 10‬أالؾ دٌنار حسب المشرع األردنً‪.‬‬

‫وإذا ما تمت تصفٌة أٌة مإسسة بنكٌة‪ ،‬فإن ٌتعٌن على مودعً تلك المإسسة أن‬
‫ٌوجهوا إلى المصفً داخل أجل ستة أشهر من تارٌخ التصفٌة طلبات التعوٌض‪ ،‬مع ضورة‬
‫إرفاقها بؤخر كشؾ للحساب‪ ،‬حثى ٌتسنى للمصفً االطبلع على مبلػ الودٌعة وبالتالً‬
‫تحدٌد قٌمة التعوٌض‪.‬‬

‫أما صرؾ التعوٌضات المقررة للمودعٌن فٌتم داخل أجل اثنً عشر شهرا من تارٌخ‬
‫تصفٌة مإسسة ابتمان‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬حّا‪٠‬ح اٌّ‪ٛ‬دع‪ٓ١‬‬

‫إذا كان الؽرض من إحداث الصندوق الجماعً لضمان الودابع هو توفٌر الحماٌة‬
‫البلزمة ألصحاب الودابع بالمإسسة البنكٌة التً تقع تصفٌتها‪.‬‬

‫‪-371‬منشور والً بنك المؽرب عدد ‪ 99/9115‬الصادر فً ‪ 21‬نوفمبر‪ 9115‬جرٌدة رسمٌة عدد‪552‬ص‪.1211‬‬

‫‪150‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فإن شروط االستفادة من التعوٌض الذي ٌمنحه تدعو للتساإل حول مدى فعالٌة تلك‬
‫الحماٌة(‪ )1‬وما مدى إمكانٌة اللجوء إلى القضاء(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ اٌشش‪ٚ‬ط اٌّش٘مح ٌالعرفادج ِٓ اٌرع‪٠ٛ‬ض‬

‫لقد أوجب المشرع المؽربً ألٌة الصندوق الجماعً لضمان الودابع بؽٌة توفٌر‬
‫‪372‬‬
‫حماٌة مباشرة للمودعٌن من خبلل منح المودعٌن تعوٌض مالً فً حالة تصفٌة‬
‫المإسسة البنكٌة المودع لدٌها‪ .‬إال أن تلك الحماٌة التً جاء بها المشرع المؽربً ربطها‬
‫بعدة شروط مما ٌدفع للتساإل حول مدى نفعٌة حجم التعوٌض المقرر قانونا فً تحقٌق‬
‫الحماٌة لعمبلء البنوك؟‬

‫ٌبدو من خبلل استقراء المقتضٌات القانونٌة المنظمة لمسؤلة التعوٌض فً مجال‬


‫العمل البنكً المؽربً‪ ،‬ومقارنتها بمثٌبلتها على مستوى دول أخرى‪ ،‬أن المشرع فً قانونا‬
‫البنكً قد جانب الصواب ولم ٌكن دقٌقا فً تقدٌره لحجم المبالػ المالٌة التً ٌمكن أن تشكل‬
‫ولو نسبٌا تعوٌضا مهما لمودعً البنك‪ ،‬فتقرٌر الحد األقصى الممكن أن ٌشكل تعوٌضا‬
‫للمودعٌن فً مبلػ ‪ ،80.000‬لكل واحد من حجم ودابعه‪ ،‬لمن شؤنه ٌخدم مصلحة المودع‬
‫الصؽٌر الذي ٌكون له فً الؽالب حساب ودٌعة واحدة‪ ،‬هذا األخٌر الذي ٌساوي أو ٌفوق‬
‫قلٌل مبلػ التعوٌض المحدد فً ‪ 80.000‬درهم‪ ،‬أما بالنسبة ألصحاب الحسابات الضخمة‬
‫ولو كانت متعددة‪ ،‬فإن نصٌبهم فً التعوٌض ال ٌمكن أن ٌتعدى المبلػ المقرر قانونا‪ ،‬والذي‬
‫ٌمكن أن ٌشكل فقط جزءا ٌسٌرا من حجم ودابعهم‪.‬‬

‫وعلٌه‪ ،‬فإن حماٌة زبناء البنوك تقتضً أن تتم معاملة المودعٌن أصحاب الحسابات‬
‫المتعددة‪ ،‬بالكٌفٌة الكفٌلة بتمكٌنهم من الحصول على التعوٌض الذي ٌناسب الحجم اإلجمالً‬

‫‪-372‬تتمٌز تصفٌة المإسسة البنكٌة عن ؼٌرها من المإسسات والمقاوالت بوجود مسطرة إدارٌة إلى جانب‬
‫مسطرة قضابٌة‪ ،‬وذلك راجع إلى ضرورة تعٌٌن مصفً الذي ألزمه المشرع برفع تقرٌر الربع السنوي لوالً‬
‫بنك المؽرب بدل رفعها لربٌس المحكمة التجارٌة وهذا ما أشارت إلٌه الفقرة األخٌرة من المادة ‪ 185‬من قانون‬
‫‪ 112619‬ولقد حددت المادة ‪ 188‬من نفس القانون الحاالت التً تإدي إلى تصفٌة المإسسات البنكٌة والتً نصت‬
‫على ما ٌلً‪" :‬تدخل فً طور التصفٌة كل مإسسة ابتمان سحب االعتماد منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إما بطلب من مإسسات االبتمان نفسها‪.‬‬
‫‪ -9‬وإما فً الحاالت التالٌة‪:‬‬
‫ـ إذا لم تستخدم مإسسة االبتمان اعتمادها داخل أجل اثنً عشر شهرا ابتداء من تارٌخ تبلٌػ مقرر منح االعتماد‪.‬‬
‫ـ إذا انقعت المإسسة عن مزاولة نشاطها منذ ستة أشهر على األقل‪.‬‬
‫ـ إذا لم تعد المإسسة مستوفٌة للشروط التً منح على أساسها االعتماد‪.‬‬
‫وفً هذه الحاالت‪ٌ ،‬عٌن والً بنك المؽرب المصفً أو المصفٌن‪.‬‬
‫وتظل المإسسة طوال أجل التصفٌة خاضعة لمراقبة بنك المؽرب المنصوص علٌها فً المادتٌن ‪41‬و ‪ 49‬أعبله‪،‬‬
‫وال ٌجوز لها القٌام سوى بالعملٌات الضرورٌة فقط لتصفٌتها‪.‬‬
‫وال ٌجوز لها االعتماد بصفتها مإسسة االبتمان إال باإلشارة إلى كونها فً طور التصفٌة"‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫للودابع المدرجة فً مختلؾ حساباتهم‪ ،‬فما دام أن كل حساب ٌعمل بشكل مستقل من‬
‫الحسابات األخرى المفتوحة للعمٌل الواحد بالبنك فإن المنطق ٌحتم أن ٌتم التعامل مع كل‬
‫حساب على حدو فً حالة تصفٌة البنك المعنً باألمر‪.373‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن انعدام أي تحدٌد لمبلػ الحد األدنى للتعوٌض ٌعتبر بدوره‬
‫تقصٌرا من المشرع المؽربً فً توفٌر الحماٌة الكافٌة لزبناء البنوك‪.‬‬

‫وبالتالً‪ ،‬فإن تجاوز مثل هذا المقتضى السلبً حماٌة لمصالح المودعٌن ٌستلزم‬
‫التعجٌل بإضافة الشخصٌة المعنوٌة واالستقبلل المالً على الصندوق الجماعً لضمان‬
‫الودابع حثى ٌتؤتى له توفٌر موارد أخرى للتموٌل‪ ،‬عن طرٌق ولوج عالم االقتراض من‬
‫المإسسة الوطنٌة واألجنبٌة‬

‫وهكذا ٌتبٌن أن هذه األلٌة التً وضعها المشرع المؽربً لتحقٌق الحماٌة الضرورٌة‬
‫للمودع هً عبارة عن حماٌة هشة وقاصرة عن توفٌر الطمؤنٌنة لهإالء‪ ،‬بسبب ضعؾ‬
‫المبالػ المضمونة من طرؾ الصنادٌق المعدة لهذا الؽرض كما أنها نصٌب فً تجاه توفٌر‬
‫الحماٌة لصؽار المودعٌن فقط‪ ،‬مع أن األمر ٌستدعً االهتمام كذلك بالمودعٌن الكبار الذٌن‬
‫ٌفاجبون بضٌاع ثرواتهم المودعة بالمصارؾ دون أن ٌكون لهم أي دور فً هذا الضٌاع‪،‬‬
‫وهو ما ٌدفعنا إلى التساإل حول مدى أحقٌة المودعٌن المتضررٌن فً اللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫‪2‬ـ إِىأ‪١‬ح اٌٍج‪ٛ‬ء اٌّ‪ٛ‬دع‪ ٓ١‬إٌ‪ ٝ‬اٌمضاء‬

‫إذا كانت الحماٌة التً قررها المشرع للمودعٌن الذٌن ٌضعون أموالهم لدى المإسسة‬
‫البنكٌة‪ ،‬ؼٌر كافٌة لتحقٌق رؼابتهم المشروعة فً إٌداع مدخراتهم فً كامل االطمبنان‪،‬‬
‫خاصة عندما ٌتعلق األمر بتصفٌة المإسسة البنكٌة‪ ،‬فإن اإلشكال ٌطرح لمعرفة ما إذا كان‬
‫بإمكان المودعٌن الذٌن لم ٌحصلوا على مبالؽهم المودعة كاملة‪ ،‬أن ٌلجإوا إلى القضاء‬
‫بطلب ٌرمً بوضع المإسسة البنكٌة المعنٌة باألمر فً إطار التصفٌة القضابٌة‪.‬‬

‫فً هذا الصدد ٌبلحظ أن المشرع المؽربً‪ ،‬قد أوجد حاالت ٌإدي توافرها إلى اتخاذ‬
‫قرار بتصفٌة مإسسة االبتمان ‪ ،‬وذلك بسبب فقدها الضمانات الكافٌة لجعلها قادرة على‬
‫الوفاء بالتزاماتها تجاه عمبلبها‪ ،‬إال أنه عندما ٌتخذ قرار سحب االعتماد من المإسسة‬
‫البنكٌة المختلة بشكل الرجعة فٌه‪ ،‬فإن والً بنك المؽرب ٌرفع األمر إلى ربٌس المحكمة‬
‫المختصة إلصدار حكم بالتصفٌة القضابٌة‪ .‬واستثناء من أحكام المادة ‪ 568‬من مدونة‬

‫‪-373‬محمد الفروجً‪ -‬العقود البنكٌة بٌن مدونة التجارة والقانون البنكً‪ -‬مرجع سابق‪-‬ص‪.921‬‬

‫‪152‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التجارة‪ ،‬فإن المصفً أو المصفون ٌتم تعٌٌنهم من طرؾ والً بنك المؽرب‪ ،‬أما إجراءات‬
‫التصفٌة فإنها تتم عمبل بؤحكام القسم الثالث من الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪.374‬‬

‫إذا كانت السوابق القضابٌة بالنسبة للمؽرب‪ .‬ال تسعفنا لمعرفة تجاه القضاء المؽربً‬
‫حول ما إذا كان بإمكان المودعٌن طلب وضع البنك المعنً باألمر فً إطار التصفٌة‬
‫القضابٌة‪ ،‬فإن القضاء الفرنسً قد سمح للمودعٌن فً أكثر من مرة بجواز طلب وضع‬
‫المإسسة البنكٌة المودع لدٌها تحت نظام التصفٌة القضابٌة‪ ،‬ومثل ذلك حكم المحكمة‬
‫التجارٌة ببارٌس المإرخ فً ‪ٌ 27‬ولٌوز ‪1989‬بوضع مصرفً المساهمة والتوظٌؾ‬
‫والبنك اللبنانً العربً فً حالة التصفٌة القضابٌة‪ ،‬وكذا حكم المحكمة التجارٌة بموناكو‬
‫الصادر فً ‪ 2‬فبراٌر ‪ 1990‬بشؤن البنك الصناعً بموناكو حٌث قضت من تلقاء نفسها‬
‫بوضعه تحت التصفٌة القضابٌة‪.375‬‬

‫وهو ما جعل البعض ٌذهب إلى القول بؤن من حق المودعٌن اللجوء إلى القضاء‬
‫قصد طلب وضع المإسسة المعنٌة باألمر تحت نظام التصفٌة القضابٌة وذلك عمبل‬
‫بمقتضٌات المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة التً تجٌز للدابنٌن تقدٌم طلب فتح مسطرة‬
‫المعالجة‪.‬‬

‫ولجوء مودعً البنك إلى طلب وضع هذا األخٌر فً حالة توقؾ عن الدفع من شؤنه‬
‫أن ٌحقق لهم ضمانات أكثر فً استٌفاء حقوقهم‪ ،‬وذلك تبعا لما ستإول إلٌه وضعٌتهم‬
‫كدابنٌن‪ ،‬أي بحسب ما إذا كانوا سٌعاملون كدابنٌن من فبة خاصة أم مجرد دابنٌن عادٌٌن‪.‬‬

‫‪ -374‬وهاته الحاالت محددة حسب المادة ‪ 59‬من القانون البنكً كما ٌلً‪:‬‬
‫إما بطلب من مإسسة االبتمان اعتمادها داخل أجل اثنً عشر شهرا ابتداء من تبلٌػ مقرر منح االعتماد‬
‫‪-‬إذا انقطعت المإسسة عن مزاولة نشاطها منذ‪5‬أشهر على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم تعد المإسسة تستوفً شروط منح االعتماد‪.‬‬
‫‪-375‬اسماعٌل صاحب الدٌن‪-‬الودابع النقدٌة واشكالٌة حماٌة المودعٌن‪ .‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة‬
‫فً القانون الخاص جامعة محمد األول وجدة ‪-9112/9115‬صفحة‪.29‬‬

‫‪153‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّثحث اٌثأ‪ٟ‬‬
‫اٌ‪١‬اخ ذمٕ‪١‬ح ‪ٚ‬اداس‪٠‬ح ٌٍرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫تهدؾ ألٌات تقنٌة واإلدارٌة إلى حماٌة المودعٌن وإرساء الثقة فً النظام البنكً‪ ،‬كما‬
‫تهدؾ إلى خلق نوع من التوازن بٌن الوظٌفة االبتمانٌة للبنوك التشاركٌة وبٌن صبلبتها‬
‫المالٌة‪ ،376‬فاأللٌات التقنٌة هً عبارة عن معامبلت من شؤنها حماٌة البنوك من مخاطر‬
‫انعدام السٌولة والمبلءة‪ ،377‬والتً ٌجب على البنوك التشاركٌة التقٌد بها‪ ،‬وقد نصت علٌها‬
‫المادة ‪ 75‬من قانون رقم ‪103.12‬لمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪،‬‬
‫وتعرضت لها بالتفصٌل مناشٌر والً بنك المؽرب وتعلٌماته إلى البنوك‪ ،‬ؼٌر أن القانون‬
‫المذكور ترك سلطة تقدٌرٌة لبنك المؽرب من جهة فً مطالبة بعض البنوك التً تبدي‬
‫مخاطر خاصة‪ ،‬أن تتقٌد بقواعد احترازٌة أكثر إلزاما من القواعد المعمول بها‪.‬‬

‫أما بالنسبة لؤللٌات اإلدارٌة فتتجلى فً وضع البنوك التشاركٌة تحت نظام اإلدارة‬
‫المإقتة وذلك لتمكٌنها من الوسابل البشرٌة والمادٌة البلزمة لمساعدتها على تجاوز‬
‫الصعوبات التً تعترضها وتهدد استمرارٌتها وبقاءها وضمان حقوق ومصالح المتعاملٌن‬
‫معهم من جهة أخرى‪.378‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى ألٌات التقنٌة فً (المطلب األول) على أن نشٌر إلى ألٌات‬
‫اإلدارٌة فً(المطلب الثانً‬

‫‪ -376‬محمد أهلً "مخاطر القروض البنكٌة" رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً القانون الخاص قانون األعمال‪،‬‬
‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ‪-‬الدار البٌضاء جامعة الحسن الثانً عٌن الشق‪ -‬الدار البٌضاء‬
‫السنة الجامعٌة ‪ ،9112-9114‬صفحة‪.12‬‬
‫‪-377‬عابشة الشرقاوي المالقً" الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً" مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.111‬‬
‫‪ -378‬ربٌعة ؼٌث‪ ،‬اإلدارة المإقتة فً شركة المساهمة‪ ،‬المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬العدد ‪24-22‬‬
‫مارس‪ٌ-‬ونٌو‪،9111‬صفحة ‪.152‬‬

‫‪154‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة األ‪ٚ‬ي‬
‫أٌ‪١‬اخ ذمٕ‪١‬ح ٌرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫إن من أهم األمور التً تسهر الجهات الرقابٌة على ضرورة أن تتقٌد بها البنوك‬
‫بصفة عامة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة هً القواعد االحترازٌة أو قواعد الحذر‪ ،‬وهً‬
‫مجموعة من القواعد والمعامبلت المتعلقة بالتسٌٌر والهادفة إلى تؤمٌن االستقرار المالً‬
‫للمإسسات البنكٌة‪ ،‬أو مجموعة المقاٌٌس التً وضعها المشرع خاصة فً مجال القروض‬
‫الممنوحة وسٌولة البنوك ومبلءتها‪.‬‬

‫فانطبلقا من أن موارد البنوك تتكون فً ؼالبها من ودابع العموم وأن أموالها‬


‫الخاصة ال تمثل إال نسبة قلٌلة إذا ما قورنت بمجموع األموال التً تم توظٌفها‪ ،379‬فإن من‬
‫الطبٌعً أن تسعى مختلؾ التشرٌعات البنكٌة إلى إعطاء السلطات الرقابٌة الصبلحٌات‬
‫الكافٌة لرقابة تسٌٌر المإسسات البنكٌة‪ ،‬بهدؾ جعل هذه المإسسات تزاول نشاطها فً‬
‫ظروؾ تضمن الحفاظ على توازنها المالً‪.‬‬

‫كما أن الحرص على االستقرار المالً للبنوك التجارٌة لم ٌقتصر على السلطات‬
‫الرقابٌة المحلٌة لمختلؾ الدول‪ ،‬بل إن التحرٌر المالً وعولمة االقتصاد وما تنتج عنها من‬
‫ارتباط وثٌق بٌن االقتصادٌات‪ ،‬ومنافسة شدٌدة بٌن مختلؾ الفاعلٌن فً القطاع البنكً محلٌا‬
‫ودولٌا‪ ،‬دفع الدول إلى توحٌد القواعد المطبقة فً هذا المجال والسهر على متابعة تطبٌقها‬
‫والعمل على جعلها أكثر فعالٌة ووجدانٌة وهو ما اطلعت به لجنة بال للرقابة المصرفٌة‪.‬‬

‫وتتجلى أهم القواعد التً ثم وضعها من أجل الحفاظ على التوازن المالً للمإسسات‬
‫البنكٌة‪ ،‬فً وضع حد أدنى لرأسمال المإسسات البنكٌة‪ ،380‬وتقٌٌد مساهمة البنوك فً رأس‬
‫مال المقاوالت‪ ،‬إضافة إلى فرض معامبلت أدنى تلزم البنوك بالتقٌد بها‪ ،‬وأهمها معامل‬
‫المبلءة ومعامل السٌولة ومعامل توزٌع المخاطر‪.‬‬

‫ونظرا ألهمٌة هذه المعامبلت وتؤثٌرها على الوضعٌة المالٌة للبنوك فإننا سنشٌر لها‬
‫بشًء من التفصٌل حٌث سنشٌر معامل المبلءة والسٌولة فً (الفقرة األولى) على أن نتناول‬
‫معامل تصنٌؾ الدٌون ووضعٌة الصرؾ فً(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪ -379‬عابشة الشرقاوي المالقً" البنوك اإلسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والقانون والتطبٌق"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬هامش‪،1‬‬
‫صفحة ‪.181‬‬
‫‪ -380‬محمد لفروجً‪ ،‬القانون البنكً المؽربً وحماٌته حقوق الزبناء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.114‬‬

‫‪155‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌفمشج األ‪ِ :ٌٝٚ‬عاًِ اٌّالءج ‪ِٚ‬عاًِ اٌغ‪ٌٛ١‬ح‬

‫ٌكمن الهدؾ من فرض المعامل األدنى للمبلءة فً ضرورة الحفاظ على تناسب‬
‫معقول بٌن األموال الذاتٌة لكل بنك والحجم الفعلً للمخاطر المتعلقة باستخدامه وقد دخل‬
‫حٌز التنفٌذ‪ 381‬فً المؽرب بتارٌخ ‪ 31‬مارس ‪ ،1970‬فً حٌن أن معامل السٌولة ٌسعى‬
‫إلى توفٌر سٌولة البلزمة للمواجهة طلبات السحب من طرؾ العمبلء و إرساء لثقتهم فً‬
‫البنوك وذلك أن عجزها عن تلبٌة هذه الطلبات سٌإدي إلى إحجامهم عن إٌداع أموالهم لدٌها‬
‫مما ٌحرمها من أهم مصدر من مصادر تموٌلها‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬عاًِ اٌّالءج‬

‫ٌعتبر موضوع المبلءة البنكٌة من المواضٌع لكل من السلطات الرقابٌة و البنوك‬


‫على حد سواء ألنها تمثل أهم عنصر من عناصر متانة وضع البنوك سواء التقلٌدٌة أو‬
‫التشاركٌة‪.‬‬

‫فرأس مال البنك ٌلعب دورا مهما فً المحافظة على سبلمة ومتانة وضعه حٌث أنه‬
‫ٌمثل الجدار أو الحاجز الذي ٌمنع أي خسارة ؼٌر متوقعة ٌمكن ان ٌتعرض لها البنك من‬
‫أن تطال أموال المودعٌن‪.‬‬

‫ولذلك سعت مختلؾ القوانٌن ومنها القانون المؽربً إلى العمل دابما على الرفع من‬
‫الحد األدنى لرأس مال البنوك حثى ٌتمكن من امتصاص الخسابر التً ٌتعرض لها البنك‬
‫سواء كانت خسابر متوقعة أو ؼٌر متوقعة وبؽض النظر عن مصدرها سواء كانت‬
‫القروض أو الضمانات‪.‬‬

‫وإذا كان حجم رأس مال فً البنوك سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة ٌرتبط بقدر‬
‫المخاطر التً تتعرض لها إلى الحد الذي ٌمكن معه القول أن وظٌفته هً امتصاص هذه‬
‫المخاطر‪ ،‬فإن كفاٌة الرأس مال البنك أو مبلءته ال تعنً مجرد ضخامته ولكنها تعنً وجود‬
‫رأس مال بالقدر الذي ٌعطً االنطباع لدى المتعاملٌن مع البنك والجهات الرقابٌة أٌضا بؤن‬
‫البنك قادر على االستمرار فً العمل مهما كانت العقبات التً تقابله‪.‬‬

‫ولذلك لم ٌكن من المجدي فقط الزٌادة فً رأس مال البنوك عند وقوع األزمة‪ ،‬ألن‬
‫المخاطر التً تتعرض لها متعددة وكثٌرة‪ ،‬فكان ال بد من أن تحترم البنوك نسبة معٌنة بٌن‬

‫‪-381‬فرٌد بلؽازي‪ ،‬بنك المركزي(نبذة تارٌخٌة اإلطار المإسساتً المهام) الدورة التخصصٌة فً المادة التجارٌة‬
‫الرباط من ‪ 98‬فبراٌر إلى ‪ 2‬مارس ‪ /1222‬مراكش من ‪ 94‬أبرٌل ‪ 9‬ماي ‪ 1222‬سلسلة ندوات ولقاءات واألٌام‬
‫الدراسٌة ٌونٌو ‪ -9118‬معهد العالً للقضاء نشر مكتبة دار السبلم الرباط‪ .‬الصفحة ‪.25‬‬

‫‪156‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أموالها الخاصة من جهة‪ ،‬والمخاطر التً تتعرض لها من جهة أخرى‪ ،‬وٌطلق على هذه‬
‫النسبة معامل المبلءة‪.‬‬

‫وألهمٌة هذا المعامل سنشٌر بداٌة إلى الحد األدنى لرأس مال البنوك فً (‪ )1‬على‬
‫أن نشٌر المعامل األدنى للمبلءة(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ اٌحذ األدٔ‪ٌ ٝ‬شأط ِاي اٌثٕ‪ٛ‬ن‬

‫ال ٌمنح بنك المؽرب رخصة االعتماد للبنك‪ ،‬إال إذا كان ٌتوفر على الرأس المال‬
‫المطلوب‪ 382‬والذي ٌحدد بمنشور ٌصدره والً بنك المؽرب‪ ،‬باعتبار أن رأس المال ٌإدي‬
‫العدٌد من الوظابؾ‪ ،‬وٌخضع تحدٌد مبلػ رأس مال األدنى‪ 383‬للسلطة التقدٌرٌة للبنك‬
‫المركزي بناء على ما ٌتوفر علٌه من معلومات عن الظرفٌة االقتصادٌة والمالٌة للببلد‬
‫وعن تطور نشاط البنوك‪ ،‬ولعل هذا ما جعل مبادئ لجنة بال للرقابة البنكٌة تحجم عن تحدٌد‬
‫مبلػ رأس المال األدنى‪ ،‬للبنوك الختبلؾ البٌبة المالٌة واالقتصادٌة لكل دولة‪ ،‬وقد كان مبلػ‬
‫رأس مال محددا فً مابة ملٌون درهم بموجب قرار وزٌر المالٌة‪ ،384‬لكن هذا الحد األدنى‬
‫تؽٌر بصدور منشور والً بنك المؽرب رقم‪ ،2006/G/20‬إذ نصت المادة األولى منه‬
‫‪ -382‬وهذا ما أشارت إلٌه المادة ‪ 25‬من قانون مإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها والتً نصت على‬
‫ما ٌلً‪ٌ" :‬جب على كل مإسسة ابتمان ٌوجد مقرها االجتماعً بالمؽرب أن تثبت التوفر فً موازنتها على رأس‬
‫مال مدفوعة مبالؽه بكاملها أو إذا تعلق األمر بمإسسة عمومٌة التوفر على مخصصات مدفوع مجموعها وٌعادل‬
‫مبلؽها على األقل رأس المال األدنى كما هو محدد‪ ،‬بالنسبة للصنؾ أو النصؾ الفرعً الذي تنتمً إلٌه‪ ،‬فً‬
‫منشور ٌصدره والً بنك المؽرب بعد استطبلع رأي لجنة مإسسات االبتمان‪.‬‬
‫وٌجب على كل مإسسة ابتمان ٌوجد مقرها االجتماعً بالخارج ومؤذون لها فً فتح فرع بالمؽرب أن ترصد‬
‫لجمٌع عملٌاتها مخصصات مستخدمة بالفعل فً المؽرب بعادل على األقل رأس المال األدنى المشار إلٌه أعبله‪".‬‬
‫‪ٌ -383‬نطوي رأس مال األدنى للبنوك التشاركٌة على أهمٌة كبٌرة حٌث نص المبدأ السادس من مبادئ الرقابة‬
‫البنكٌة الفعالة على أنه " ٌجب وضع ح د أدنى لمتطلبات رءوس أموال البنوك وتحدٌد مكوناته‪ ،‬ومدى قدرته على‬
‫مواجهة المخاطر التً تتعرض لها البنوك"‪ ،‬لذلك فرضت المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 112619‬التً أشرنا إلٌها‬
‫أنفا‪ ،‬على التقٌد بحد أدنى للرأسمال‪ ،‬وٌعزى سبب اهتمام المشرع بذلك إلى كون رأس المال ٌعد ركنا أساسٌا‬
‫لنجاح أي مشروع تجاري‪ ،‬وخاصة فً المٌدان البنكً‪ ،‬فهو ٌعتبر من جهة األداة المالٌة التً من خبللها تستطٌع‬
‫البنوك القٌام بنشاطها وتحقٌق أهدافها‪ ،‬كما أنه من جهة أخرى " ٌعوض النقض الذي قد ٌحصل فً موارد البنك‪،‬‬
‫علما أن البنك ال ٌمول برأس ماله وإنما بما ٌجمعه من ودابع‪ ،‬فضبل على أنه ٌعد عنصرا أساسٌا من عناصر‬
‫حساب المعامل األدنى لمبلءة البنوك‪ ،‬وٌشكل مقٌاسا لتطبٌق المادة ‪ 25‬من قانون رقم ‪ 112619‬وانطبلقا من هذه‬
‫المادة ٌبلحظ أن رأس مال األدنى لٌس مطلوبا فقط عند تؤسٌس البنوك‪ ،‬وإنما على هذه األخٌرة الحفاظ علٌه طٌلة‬
‫استمرا ر نشاطها‪ ،‬كما أن البنوك ملزمة بإجراء عملٌة التقٌٌم الداخلً لكفاٌة رإوس أموالها وذلك عبر وضع‬
‫استراتٌجٌة الهدؾ منها أن تضمن بشكل دابم وعلى المدى البعٌد‪ ،‬كفاٌة رءوس األموال التً فً حوزة المإسسة‬
‫والمرتبطة باألهداؾ االستراتٌجٌة والمخاطر الحالٌة والمحتملة‪ .‬وذلك ألن رأس المال مهما وصل مبلؽه عند‬
‫البنوك‪ ،‬قد ال ٌنفع فً معالجة صعوباته إذا لم ٌتم التحكم فً المخاطر‪ ،‬وتؽطٌتها بشكل دابم باألموال الذاتٌة‬
‫للبنك‪ .‬رضوان بدة " الرقابة على البنوك فً المؽرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.25‬‬
‫‪ -384‬قرار وزٌر المالٌة رقم ‪ 42-228‬صادر فً ‪ 8‬ذي القعدة ‪ٌ4(1812‬ونٌو ‪ ،)1242‬بتحدٌد المبلػ األدنى‬
‫لرأس مال البنوك‪ ،‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 8112‬بتارٌخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪ٌ12(1812‬ولٌو‪ ،)1242‬جرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 8112‬بتارٌخ ‪ٌ 12‬ولٌو ‪.1242‬‬

‫‪157‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫على ما ٌلً‪ ":‬تلزم كل مإسسة ابتمان متعمدة بصفتها بنكا بؤن تثبت توفرها منه على ما‬
‫ٌلً‪" :‬تلزم كل مإسسة ابتمان معتمدة بصفتها بنكا بؤن تثبت توفرها فً حصٌلتها على رأس‬
‫مال مدفوع كلٌا‪ ،‬أو مخصصات مدفوعة كلٌا‪ٌ ،‬جب أن ٌعادل مبلؽها على األقل‬
‫‪ 200.000.000‬درهم(مابتً ملٌون درهم)‪ ،‬ؼٌر أنه إذا كانت مإسسة االبتمان المعتمدة‬
‫بصفتها بنكا ال تتلقى أمواال من الجمهور‪ ،‬فإن رأس المال الواجب توفره هو‬
‫‪ 1000.000.000‬درهم(مابة ملٌون درهم)"‪ ،‬وتثٌر هذه المادة مبلحظات‪ ،‬نبسطها فٌما‬
‫ٌلً‪:‬‬

‫ـ تمٌز عبارة " مدفوع كلٌا" مفهوم رأس المال األدنى‪ ،‬عن رأس مال الشركة أو‬
‫المخصص الذي ٌشكل بندا من بنود المال الذاتً األساسً بعد خصم الجزء ؼٌر المدفوع‬
‫منه‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 2‬من منشور والً بنك المؽرب المتعلق باألموال الذاتٌة لمإسسات‬
‫االبتمان‪ ،385‬وبالتالً فإن القٌمة الحقٌقٌة لرأس المال األدنى تكمن فً دفعة فعلٌا‪ ،‬ولٌس‬
‫مجرد وعد ٌتوقؾ تحققه على رؼبة المإسسٌن والمساهمٌن‪.‬‬

‫ـ ٌختلؾ رأس مال البنوك باعتبارها شركات مساهمة عن رأس المال المحدد‬
‫بموجب المادة ‪ 6‬من قانون شركات المساهمة‪ ،‬التً تنص على أنه "ال ٌجوز أن ٌقل رأس‬
‫مال شركة المساهمة عن ثبلثة مبلٌٌن درهم إذا كانت تدعو الجمهور إلى االكتتاب‪ ،‬وعن‬
‫ثبلثمابة ألؾ درهم إذا كانت ال تدعو إلى ذلك"‪ ،‬وٌبلحظ أن ارتفاع الحد األدنى لرأس مال‬
‫عن ذلك المقرر بالنسبة لشركات المساهمة‪ٌ ،‬جد مبرره فً الوظابؾ االقتصادٌة الكبرى‬
‫التً تإدٌها البنوك وكذلك رؼبة من السلطة النقدٌة فً ضمان مبلءة وسبلمة البنك للحفاظ‬
‫على حقوق المساهمٌن والمودعٌن وحماٌة االقتصاد الوطنً‪ ،‬علما أن المادة األولى من‬
‫منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ ،2006 / G/20‬لم تمٌز بٌن البنوك التً تدعو الجمهور‬
‫إلى االكتتاب وبٌن البنوك التً ال تدعو إلى ذلك‪ ،‬رؼم أن هذا التمٌٌز هو أساسً‪ ،‬وأنه كان‬
‫ع لى بنك المؽرب أن ٌطلب رأس مال أكبر بالنسبة للبنوك التً تدعو الجمهور لبلكتتاب‪،‬‬
‫وذلك لسهولة تعببتها لمبلػ رأس المال من جهة‪ ،‬ولتخصٌص حماٌة إضافٌة للمكتتبٌن من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫ـ تفرق المادة المذكورة بٌن البنوك التً تتلقى أمواال من الجمهور وبٌن البنوك التً‬
‫ال تتلقى أمواال من الجمهور‪ ،‬حٌث أن األولى ملزمة بتوفٌر مبلػ مابتً ملٌون درهم‪ ،‬فً‬
‫حٌن أن الثانٌة ال ٌتطلب منها إال مبلػ مابة ملٌون درهم‪ ،‬وال شك أن هذا التمٌٌز ٌوفر‬
‫ضمانات أساسٌة للمودعٌن‪ ،‬لكن المبلحظ أن المادة المذكورة لم تفرق بٌن البنوك الصؽٌرة‬

‫‪-385‬انظر‪ :‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9111/G/2‬بتارٌخ ‪ 21‬دٌسمبر ‪ 9111‬المتعلق باألموال الذاتٌة‬
‫ل مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌها بقرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 196259‬الصادر فً ‪ 98‬من ربٌع األول‬
‫‪ 12(1822‬فبراٌر‪ )9119‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5158‬بتارٌخ ‪ 15‬رجب ‪ٌ 2(1822‬ونٌو ‪.)9119‬‬

‫‪158‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫والمتوسطة والكبٌرة‪ ،‬و بالتالً فإن معاملة كافة البنوك باختبلؾ حجمها بتوفٌر نفس مبلػ‬
‫رأس المال‪ ،‬لٌس عادال وال ٌحقق المساواة فً حماٌة المساهمٌن والمودعٌن‪ ،‬رأس المال‬
‫المذكور‪ ،‬مما ٌإدي إلى عرقلة نموها واستمرارٌتها‪ .‬ومن جهة أخرى فإن الحد األدنى‬
‫القانونً الذي كان ٌعتبر كافٌا لبنك جرى إنشاإه عند صدور القانون‪ ،‬قد ال ٌكون كذلك مع‬
‫تؽٌر الظروؾ االقتصادٌة ومستوٌات األسعار وقٌمة العملة فً الفترة البلحقة‪ ،‬وبالتالً على‬
‫بنك المؽرب أن ٌواكب باستمرار هذه الظروؾ‪ ،‬لتؽٌٌر رأس المال األدنى للبنوك‪ ،‬حثى‬
‫ٌإدي الهدؾ المتوخى منه‪.386‬‬

‫‪2‬ـ اٌّعاًِ األدٔ‪ٌٍّ ٝ‬الءج‬

‫ٌكمن الهدؾ من فرض المعامل األدنى للمبلءة فً ضرورة "الحفاظ على تناسب‬
‫معقول بٌن األموال الذاتٌة لكل بنك والحجم الفعلً للمخاطر المتعلقة باستخداماتها‪،"387‬وقد‬
‫حٌز التنفٌذ فً المؽرب بتارٌخ ‪31‬مارس ‪ 1970‬بالنسبة للبنوك المسجلة‪ ،‬وبتارٌخ ‪ٌ 1‬ناٌر‬
‫‪ 1971‬بالنسبة للقرض الشعبً‪،388‬ؼٌر أن نسب هذا المعامل وطرٌقة حسابه‪ ،‬تتؽٌر بتؽٌر‬
‫الظروؾ االقتصادٌة والمالٌة وتطور نشاط البنوك‪ ،‬وتؤثٌر البٌبة الدولٌة على عملٌة صنع‬
‫القرار المالً المحلً‪ ،‬وبذلك سنشٌر إلى معامل المبلءة فً المؽرب(أ) على أن نشٌر إلى‬
‫معامل المبلءة فً ظل اتفاقٌات لجنة بال لئلشراؾ والرقابة البنكٌة(ب)‪.‬‬

‫أ ـ ِعاًِ اٌّالءج ف‪ ٟ‬اٌّغشب‬

‫تبنت السلطة النقدٌة المعامل األدنى للمبلءة‪ ،‬منذ سنة ‪ ،1969‬وحددت نسبته فً‬
‫‪ ،%5‬ثم رفعتها إلى ‪%2.25‬سنة ‪ ،1982‬وإلى ‪%5.50‬سنة ‪ 1985‬ثم إلى ‪ %8‬ابتداء‬
‫من ٌناٌر ‪ ،3891993‬وقد نصت المادة األولى من قرار لوزٌر المالٌة‪ 390‬على أنه" ٌجب‬
‫على البنوك المقٌدة ومإسسات القرض الشعبً أن تراعً باستمرار وجود معامل مبلءة‬
‫ٌحدد باعتبار نسبة دنٌا بٌن مجموع أموالها الخاصة وبٌن عناصر أصول و االلتزامات التً‬
‫توقعها"‪ ،‬ؼٌر أن المنشور الصادر عن والً بنك المؽرب رقم ‪ ،3912006/G/25‬الذي‬

‫‪ -386‬رضوان بدة "الرقابة على البنوك فً المؽرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.24‬‬
‫‪ -387‬فرٌد بلؽازي "البنك المركزي(نبذة تارٌخٌة اإلطار المإسساتً‪ ،‬المهام) مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.25‬‬
‫‪-388‬رضوان بدة "الرقابة على البنوك فً المؽرب" مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.24‬‬
‫‪-389‬عابشة الشرقاوي المالقً" الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً" مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.119‬‬
‫‪-390‬قرار وزٌر المالٌة رقم ‪ 296915‬صادر فً ‪ 92‬من جمادى األخرة ‪ 99(1812‬دسٌمبر‪ٌ )1229‬تعلق بمعامل‬
‫المبلءة األدنى الواجب مراعاته على البنوك ومإسسات القرض الشعبً جرٌدة الرسمٌة ‪ 8145‬بتارٌخ ‪ 95‬رجب‬
‫‪ٌ 91(1812‬ناٌر ‪.)1222‬‬
‫‪-391‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9115/G/95‬المتعلق بالمعامل األدنى لمبلءة مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق‬
‫علٌه بقرار وزٌر المالٌة والخوصصة رقم ‪ 126982‬صادر فً ‪ 98‬محرم ‪ 12(1894‬فبراٌر‪ )9112‬جرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪ 8145‬بتارٌخ ‪ 95‬رجب ‪ٌ 91(1812‬ناٌر ‪.)1222‬‬

‫‪159‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ٌحدد كٌفٌات تؽطٌة األموال الذاتٌة لمخاطر االبتمان‪ ،‬ومخاطر السوق التً تتعرض لها‬
‫مإسسات االبتمان‪ ،392‬ؼٌر طرٌقة حساب معامل المبلءة‪ ،‬حٌث نصت المادة الثانٌة منه‬
‫على أنه " ٌجب على مإسسات االبتمان أن تحترم باستمرار معامل مبلءة ٌحدد كنسبة دنٌا‬
‫تبلػ ‪%8‬بٌن مجموع أموالها الذاتٌة من جهة‪ ،‬ومجموع مخاطر االبتمان ومخاطر السوق‬
‫المرجحة من جهة أخرى" كما تخضع المإسسات التً تطبق المنشور رقم‬
‫‪ ،3932006/G/26‬المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة المرتبطة بمخاطر االبتمان‬
‫ومخاطر السوق ومخاطر التشؽٌل التً تتعرض لها مإسسات االبتمان حسب المقاربة‬
‫المعٌارٌة‪ ،‬لمعامل مبلءة‪ ،‬حدد فً البداٌة فً ‪ %8‬بٌن مجموع األموال الذاتٌة من جهة‬
‫ومخاطر االبتمان ومخاطر التشؽٌل ومخاطر السوق المرجحة من جهة أخرى‪.‬‬

‫صدر أٌضا منشور عن بنك المؽرب تحت عدد ‪ٌ ،3942010/G/8‬تعلق بالمتطلبات‬


‫من األموال الذاتٌة لتؽطٌة مخاطر االبتمان والسوق والتشؽٌل حسب المقاربات الداخلٌة‬
‫لمإسسات االبتمان‪ ،‬الذي ٌطبق حسب المادة األولى منه " على مإسسات االبتمان التً‬
‫رخص لها بنك المؽرب باستخدام المقاربات الداخلٌة لتؽطٌة مخاطر االبتمان والسوق‬
‫والتشؽٌل"‪ ،‬كما حصر نسبة معامل المبلءة فً ‪ .%10‬وحثى ٌتمكن بنك المؽرب من‬
‫معرفة التزام البنوك بمعامل المبلءة وشكل احتسابه‪ ،‬فإنه ألزمها بإببلغ مدٌرٌة اإلشراؾ‬
‫البنكً التابعة له‪ ،‬كل ستة أشهر‪ ،395‬ونفس الشًء بالنسبة للمإسسات التً تطبق معامل‬
‫مبلءة مخاطر االبتمان ومخاطر السوق‪ ،‬ومخاطر التشؽٌل‪ ،396‬هذا فضبل عن المراقبة‬
‫المٌدانٌة‪ ،‬التً تقوم بها فرق مدٌرٌة اإلشراؾ البنكً حسب البرنامج السنوي‪ ،‬وحسب ما‬

‫‪ -392‬حسب المادة األولى من المنشور " تطبق أحكامه على مإسسات االبتمان باستثناء المإسسات الخاضعة‬
‫ألحكام المنشور رقم ‪ 9115/G/95‬المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة المرتبطة بمخاطر االبتمان ومخاطر‬
‫السوق ومخاطر التشؽٌل التً تتعرض لها مإسسات االبتمان"‪.‬‬
‫‪-393‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9115/G/95‬المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة المرتبطة بمخاطر‬
‫االبتمان ومخاطر السوق ومخاطر التشؽٌل التً تتعرض لها مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر‬
‫المالٌة والخوصصة رقم ‪ 126984‬صادر فً ‪ 98‬محرم ‪ 12(1894‬فبراٌر‪ )9112‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪5525‬‬
‫بتارٌخ ‪ 5‬جمادى األخرة ‪ٌ 91(1894‬ونٌو ‪.)9112‬‬
‫‪-394‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9111/G/4‬بتارٌخ ‪21‬دٌسمبر ‪ 9111‬المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة‬
‫لتؽطٌة مخاطر االبتمان والسوق والتشؽٌل حسب المقاربات الداخلٌة لمإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار‬
‫وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 196252‬صادر فً ‪ 98‬ربٌع األول ‪ 12(1822‬فبراٌر‪ )9119‬جرٌدة رسمٌة عدد‬
‫‪ 5158‬بتارٌخ ‪ 15‬رجب ‪ٌ 12(1822‬ونٌو ‪.)9119‬‬
‫‪-395‬أنظر المادة األولى من رسالة منشور رقم‪/11‬م أ ب‪ 9112/‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9112‬تحدد كٌفٌات‬
‫إعداد وإرسال قوابم حساب المعامل األدنى للمبلءة تطبٌقا لمقتضٌات المنشور رقم ‪/95‬و‪ 9115/‬المتعلق بالمعامل‬
‫األدنى لمبلءة مإسسات االبتمان‪ ،‬مجموعة النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة صفحة‪.188‬‬
‫‪ -396‬أنظر المادة األولى من رسالة منشور رقم‪/11‬م أ ب‪ 9112/‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9112‬تحدد كٌفٌات‬
‫إعداد وإرسال قوابم حساب المعامل األدنى للمبلءة تطبٌقا المنشور رقم ‪/95‬و‪ 9115/‬المتعلق بالمتطلبات من‬
‫األموال الذاتٌة المرتبطة بمخاطر االبتمان ومخا طر السوق ومخاطر التشؽٌل حسب المقاربة المعٌارٌة التً‬
‫تتعرض لها مإسسات االبتمان‪ ،‬مجموعة النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة‪ ،‬صفحة ‪.121‬‬

‫‪160‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تتوصل به من تقارٌر عن الوضعٌة المالٌة والمحاسبٌة للبنوك‪ ،‬ونعتقد أن مدة ستة أشهر‬
‫هً مدة طوٌلة‪ ،‬وقد ال تسمح لبنك المؽرب بالتدخل فً الوقت المناسب إلنقاذ البنك من‬
‫مخاطر نقصان أو انعدام المبلءة‪ ،‬ونقترح فً هذا الصدد أن تحدد المدة فً ثبلثة أشهر فقط‪.‬‬

‫ٌبلحظ أن بنك المؽرب تبنى اتفاقٌات لجنة بال للرقابة البنكٌة األولى والثانٌة‪،‬‬
‫بخصوص معامل المبلءة‪ ،‬سواء من حٌث النسبة المحددة‪ ،‬أو من حٌث طرٌقة الحساب‬
‫الدولً‪ ،‬وقد جاءت هذه التعدٌبلت" نتٌجة لما تضمنه تقرٌر صندوق النقد الدولً والبنك‬
‫الدولً عن ضعؾ النظام البنكً المؽربً‪ ،‬والذي اعتمد على نموذجٌن هما‪ :‬وضعٌة‬
‫القرض العقاري والسٌاحً والبنك الوطنً لئلنماء االقتصادي‪ ،"397‬وبالتالً فإن البنك‬
‫المركزي فً المؽرب سعى من خبلل هذه اإلصبلحات إلى تجنب االنتقادات وتقوٌة النظام‬
‫البنكً لبلستفادة من تموٌل المإسسات المالٌة الدولٌة‪.‬‬

‫ٌبلحظ أٌضا على المستوى العملً‪ ،‬أن متوسط نسبة مبلءة البنوك ارتفع من‬
‫‪ %10.6‬سنة ‪ 2007‬إلى ‪%11.2‬سنة ‪ ،2008‬ثم إلى ‪ %11.8‬سنة ‪ ،2009‬كما بلػ‬
‫سنة ‪ "% 2010،12.3‬وهذا ما دفع بنك المؽرب إلى الرفع من معدل معامل المبلءة إلى‬
‫‪ ،%10‬وذلك بواسطة المنشورٌن‪ ،‬األول رقم ‪ 3982010/G /5‬والثانً رقم‬
‫‪،3992010/G/6‬ؼٌر أن بنك المؽرب‪ -‬نظرا للتطورات الدولٌة التً عرفها القطاع البنكً‬
‫وقصد التحضٌر لتطبٌق اتفاقٌة بال‪ 3‬الصادرة عن لجنة بال للرقابة البنكٌة‪ -‬قام برفع نسبة‬
‫المبلءة إلى ‪ ،%12‬وذلك بواسطة المناشٌر عدد ‪/5‬و‪/6 ،40012/‬و‪ ،40112/‬و‪/7‬و‪12/‬إال‬

‫‪-397‬عابشة الشرقاوي المالقً "توجهات مشروع القانون البنكً الجدٌد" جرٌدة العلم‪-‬العدد‪ 12211‬الخمٌس‪ 2‬ربٌع‬
‫األول ‪1895‬الموافق ‪ 92‬أبرٌل ‪،9118‬صفحة‪.4‬‬
‫‪ -398‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪،9111/G/5‬بتارٌخ ‪ 21‬دٌسمبر ‪ 9111‬المؽٌر للمنشور رقم ‪9115/G/95‬‬
‫والمتعلق بالمعامل األدنى لمبلءة مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪196251‬‬
‫صادر فً ‪ 98‬ربٌع األول ‪ 12(1822‬فبراٌر‪)9119‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5158‬بتارٌخ ‪ 15‬رجب‬
‫‪ٌ2(1822‬ونٌو‪.)9119‬‬
‫‪ -399‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪ 9111/G/5‬بتارٌخ ‪ 21‬دٌسمبر ‪ 9111‬المؽٌر للمنشور رقم ‪9115/G/95‬‬
‫المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة المرتبطة بمخاطر االبتمان ومخاطر السوق ومخاطر التشؽٌل التً‬
‫تتعرض لها مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪196251‬صادر فً ‪ 98‬ربٌع‬
‫األول ‪ 12(1822‬فبراٌر ‪)9119‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5158‬بتارٌخ ‪ 15‬رجب ‪ٌ 12(1822‬ونٌو‪.)9119‬‬
‫‪-400‬المادة األولى من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/5‬و‪ 19/‬بتارٌخ ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9119‬المؽٌر والمتمم للمنشور‬
‫رقم ‪ 9115/G/95‬المتعلق بالمتطلبات من األموال الذاتٌة لتؽطٌة مخاطر االبتمان ومخاطر السوق ومخاطر‬
‫التشؽٌل التً تتعرض لها مإسسات االبتمان حسب المقاربة المعٌارٌة‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر االقتصاد‬
‫والمالٌة رقم ‪ 196524‬صادر فً ‪ 11‬صفر ‪ 98(1828‬دٌسمبر ‪ )9119‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5188‬بتارٌخ ‪2‬‬
‫جمادى األخرة ‪ 14(1828‬أبرٌل ‪.)9112‬‬
‫‪-401‬المادة األولى من منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/2‬و‪ 19/‬بتارٌخ ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9119‬المؽٌر والمتمم للمنشور‬
‫رقم ‪ 9115/G/95‬المتعلق بالمعامل األدنى لمبلءة مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر االقتصاد‬

‫‪161‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أنه لبن كانت هذه النسبة ستساهم فً حماٌة المودعٌن والمساهمٌن فً حالة تعرض البنك‬
‫لصعوبات مالٌة‪ ،‬عبر جعل نسبة من األموال الذاتٌة فً مؤمن من الخسابر التً قد ٌعرفها‬
‫البنك بسبب عدم تحكمه فً المخاطر‪ ،‬فإنه ٌجب من ناحٌة أخرى مراعاة مبلءة البنوك‬
‫المؽربٌة وأنشطتها المالٌة والتً ال تعادل أنشطة البنوك العالمٌة فً الدول المتقدمة‪ ،‬وذلك‬
‫سعٌا إلى الرفع من نسبة تموٌل االقتصاد‪ ،‬خاصة فً ظل تؤثٌر األزمة المالٌة التً تعرفها‬
‫الدول على االقتصاد المؽربً‪ ،‬لذلك ٌجب تخفٌض معامل المبلءة وجعله فً حدود ‪%10‬‬
‫ونعتقد أن نسبة ‪ ،%12‬المطبقة حالٌا تشكل تكلفة على البنوك ألنها تحد من قدرتها على‬
‫استعمال واستثمار ما لدٌها من موارد‪ ،‬كما ٌجب من ناحٌة أخرى‪ ،‬تعمٌم تؽطٌة مخاطر‬
‫التشؽٌل على كافة البنوك نظرا ألهمٌة التً أصبحت تحتلها فً ظل تطور التكنولوجٌا‬
‫البنكٌة وما صاحبها من تنامً أسالٌب الؽش واالحتٌال‪.‬‬
‫‪402‬‬
‫ب ـ ِعاًِ اٌّالءج ف‪ ٟ‬ظً اذفال‪١‬اخ ٌجٕح تاي‬

‫حظٌت معامبلت مبلءة البنوك باهتمام دولً كبٌر‪ ،‬أسفر عن عقد مإتمرات و‬
‫إصدار توصٌات‪ ،‬وٌرجع هذا االهتمام إلى مسإولٌة أطراؾ النظام البنكً الدولً فً‬
‫ضمان الحماٌة لؤلوضاع االقتصادٌة والمالٌة‪ ،‬بحٌث إن مخاطر إفبلس بنك فً دولة ما‪،‬‬
‫ٌمكن أن تنتقل إلى بنوك دولة أخرى‪ ،‬كما أنه ٌرجع من جهة أخرى إلى تقوٌة الصبلبة‬
‫واستقرار النظام البنكً الدولً‪ ،‬وإلى إقامة المساواة فً شروط المنافسة البنكٌة‪ ،‬علما أن‬
‫لجنة "بال" التً أصدرت‪ ،‬سواء "بال‪ 1‬أم بال ‪ 2‬أم بال ‪ " "3‬لٌست سلطة اإلشراؾ تعلو‬
‫السلطة الوطنٌة‪ ،‬وقراراتها ال تكتسب قوة قانونٌة‪ ،‬وإنما ٌتعلق األمر فقط بمعاٌٌر‬
‫وتوصٌات"‪ ،‬وتتجلى المهام األساسٌة للجنة بال للرقابة البنكٌة فً‪" :‬تحدٌد المعاٌٌر وصٌاؼة‬

‫والمالٌة رقم ‪ 1962511‬صادر فً ‪ 11‬صفر ‪ 98(1828‬دٌسمبر ‪)9119‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5188‬بتارٌخ ‪2‬‬
‫جمادى األخرة ‪ 14(1828‬أبرٌل ‪.)9112‬‬
‫‪-402‬تم إنشاء لجنة بازل للرقابة على العمل البنكً فً سنة ‪ 1228‬من طرؾ محافظً البنوك المركزٌة للدول‬
‫العشرة‪ ،‬وقد سمٌت فً البداٌة لجنة كوك نسبة إلى بٌتركوك مدٌر بنك انجلترا المركزي‪ ،‬والذي كان من أول‬
‫الذٌن اقترحوا إنشاء اللجنة وكان أول ربٌس لها‪.‬‬
‫وتهدؾ اللجنة إلى تقوٌة وفعالٌة النظام البنكً من خبلل وضع قواعد عامة موحدة للرقابة على النوك‪.‬‬
‫‪Rajae ELBOURKKADI, pilotage des risques et enjeux du contrôle interne dans les‬‬
‫‪banques, mémoire de 3eme cycle pour l’obtention du diplôme des études supérieurs‬‬
‫‪approfondies, université Med1ere Oujda, année universitaire 2007 _2008 Page77‬‬
‫إضافة لذلك فإن عملها ٌنبنً على معٌار "كفاٌة رأس المال" على اعتبار أن حجم رأس المال فً قطاع البنوك‬
‫ار تبط دوما بقدر المخاطر التً تتعرض لها هذه األخٌرة‪ ،‬وذلك لكونها تعمل أساسا بؤموال المودعٌن والتً‬
‫تمنحها كقروض وتسهٌبلت واستثمارات‪ ،‬حٌث تكون مهمة رأس المال حماٌة وتؤمٌن أموال المودعٌن تجاه أٌة‬
‫خسارة أو أي عارض خارجً ٌتعرض له البنك‪.‬‬
‫‪-‬إدرٌس ؼانمً‪ ،‬األبناك المؽربٌة فً مواجهة األزمة االقتصادٌة العالمٌة بٌن تنامً المخاطر البنكٌة وإكراهات‬
‫المساطر االحترازٌة مع دراسة فً تجربة القرض الفبلحً للمؽرب‪ ،‬دار الوفاق‪ ،9118 ،‬المؽرب‪ ،‬طبعة األولى‬
‫صفحة ‪.54‬‬

‫‪162‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫التوصٌات فً مجال اإلشراؾ البنكً‪ ،‬تشجٌع أفضل للممارسات البنكٌة وتلك الخاصة‬
‫بالمراقب ة وتعزٌز التعاون الدولً فً مجال اإلشراؾ البنكً" وذلك بؽرض تحسٌن‬
‫االستقرار المالً نظرا للتؤثٌر الذي تخلفه األزمات البنكٌة على التطور المالً واالقتصادي‬
‫للدول‪.403‬‬

‫أصدرت هذه اللجنة سنة ‪ 1988‬اتفاقا وافق علٌه محافظو البنوك المركزٌة‬
‫لمجموعة الدول الصناعٌة العشر‪ ،‬وا لذي ٌجب أن تعمل بمقتضاه البنوك لمواجهة مخاطر‬
‫االبتمان وذلك "برفع نسبة رأس مالها كحد أدنى إلى ‪ %8‬من مجموع موجوداتها الخطرة‬
‫مع نهاٌة عام ‪ ،"4041992‬وٌتطلب هذا المعامل الذي ٌسمى بمعامل كوك ‪ ،‬نسبة إلى ربٌس‬
‫اللجنة أنداك‪ " - peter cooke‬من البنوك‪ ،‬أن تؽطً بؤموالها الخاصة على األقل ‪%8‬‬
‫من التزاماتها المرجحة"‪ ،‬وٌقصد بالمرجحة أن للمخاطر أوزانا تختلؾ نسبها باختبلؾ‬
‫الخطورة‪ ،‬وهو ما "ٌعطً أساسا عادال للمقارنة بٌن البنوك على اختبلؾ انظمتها‪،"405‬وقد‬
‫تم تعدٌل هذه االتفاقٌة حٌث" صدرت معاٌٌر بال ‪ 2‬ومستنداتها النهابٌة فً‬
‫‪ ،2004/06/26‬لٌبدأ العمل بها مع بداٌة عام ‪ ،"2007‬وٌتمثل الهدؾ الربٌسً لئلطار‬
‫الجدٌد‪ -‬الذي ٌسمى أٌضا بمعامل ‪ ،ratio mc donough‬نسبة إلى ربٌس اللجنة أنداك‪-‬‬
‫فً تعزٌز سبلمة النظام المالً الدولً‪ ،‬وذلك باالرتكاز على تكوٌن رأس مال كاؾ‬
‫لمواجهة المخاطر المالٌة المتنوعة‪ ،406‬وٌرتكز على تبلث أركان‪:‬‬

‫ـ الركن األول‪ٌ :‬توجب على مإسسات االبتمان مراعاة حد أدنى ألموالها الذاتٌة‪،‬‬
‫وذلك لتؽطٌة مخاطر االبتمان ومخاطر العملٌاتٌة وكذلك مخاطر السوق‪.‬‬

‫ـ الركن الثانً‪ٌ :‬تعٌن على البنك المركزي التؤكد من توفر مإسسات االبتمان‪ ،‬على‬
‫أدوات تمكنها من ضبط المخاطر ومراعاة حد مبلبم لؤلموال الذاتٌة بصفة مستمرة‪.‬‬

‫‪-403‬رضوان بدة‪ " ،‬الرقابة على البنوك فً المؽرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.112‬‬
‫‪-404‬نسبة كفاٌة رأس المال (المبلءة) ولجنة اإلشراؾ و الرقابة المصرفٌة " تقرٌر لجنة "بال" لئلشراؾ‬
‫والرقابة المصرفٌة الصادر فً ‪ -1244‬الصٌؽة العربٌة من إنجاز مدٌرٌة األبحاث لدى صندوق النقد العربً‪-‬‬
‫مجلة المصارؾ العربٌة‪ -‬المجلد التاسع‪ -‬العدد ‪ 28‬تشرٌن أول ‪ 1244‬صفحة ‪.21‬‬
‫‪-405‬نسبة كفاٌة رأس المال(المبلءة)ولجنة اإلشراؾ والرقابة المصرفٌة "تقرٌر لجنة بال"مرجع سابق‪ ،‬صفحة‬
‫‪.29‬‬
‫‪ -406‬اتحاد المصارؾ العربٌة "موجهات لجنة بازل الجدٌدة وأثارها على الصناعة المصرفٌة العربٌة" مداخلة فً‬
‫موضوع " بحوث فً مقررات لجنة بازل الجدٌدة و أبعادها بالنسبة للصناعة المصرفٌة العربٌة" اتحاد‬
‫المصارؾ العربٌة‪ -9112-‬بٌروت – لبنان صفحة ‪.22‬‬

‫‪163‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ـ الركن الثالث‪ٌ :‬توجب على مإسسات االبتمان اإلعبلن بطرٌقة منتظمة‪ ،‬عن‬
‫معلومات سلٌمة فٌما المخاطر التً قد تتعرض لها وعن اإلجراءات المتخذة للتحكم فٌها‬
‫وكذا مدى تطابق األموال الذاتٌة‪"407‬‬

‫تتمٌز اتفاقٌة بال ‪ 2‬عن اتفاقٌة بال ‪ ،1‬فً أنها أضافت مخاطر التشؽٌل‪ ،408‬إلى‬
‫جانب مخاطر السوق‪ ،‬ومخاطر االبتمان‪ ،‬علما أن معدل كفاٌة رأس المال لم ٌتؽٌر حٌث‬
‫ظل محددا فً ‪ ،%8‬ولكن أوزان مخاطر االبتمان فً بال ‪ 2‬قد أصبحت تتراوح ما بٌن‬
‫‪ %0‬إلى ‪ ،%150‬فً حٌن كانت تتراوح فً بال‪ 1‬ما بٌن‪ %0‬إلى ‪ ،%100‬كلما ألؽت‬
‫اتفاقٌة بال ‪ 2‬التمٌٌز الذي كان قابما بٌن الدول المنتمٌة إلى منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمٌة‪ ،‬إضافة إلى المملكة العربٌة السعودٌة وسوٌسرا‪ ،‬وبٌن الدول األخرى ؼٌر المنتمٌة‪.‬‬

‫أصدرت لجنة بال بعد ذلك‪ ،‬اتفاقٌة بتارٌخ ‪ 2010/09/12‬أطلق علٌها بال‪ ،3‬وذلك‬
‫فً ظل األزمات البنكٌة والتطورات التً عرفها القطاع المالً‪ ،‬حٌث رفعت هذه االتفاقٌة‬
‫معدل كفاٌة رأس المال من ‪ %8‬إلى ‪ ،%10.05‬كما اقترحت تخصٌص أموال تحوٌطٌه‬
‫إضافٌة(أموال أمان) لمقاومة األثار السلبٌة للتقلبات الدورٌة االقتصادٌة‪ ،‬تتراوح بٌن ‪%0‬‬
‫و‪ ،%2.5‬وتمنح هذ ه المقترحات فترة ثمانً سنوات لؤلنظمة المصرفٌة العالمٌة لبلنتقال‬
‫لمرحلة المتطلبات البنكٌة الجدٌدة بشكل تدرٌجً‪.‬‬

‫ٌبلحظ أن اتفاقٌة بال‪ ، 2‬بتنظٌمها للمتطلبات من األموال الذاتٌة لمواجهة المخاطر‬


‫البنكٌة المتنوعة‪ ،‬وفرضها رقابة مستمرة داخلٌة من السلطات الرقابٌة على المإسسات‬
‫البنكٌة‪ ،‬وتنظٌم مسؤلة اإلفصاح عن المعلومات‪ ،‬فإنها بذلك" تضمنت منظومة متكاملة‬
‫إلدارة المخاطر فً القطاع المصرفً بشكل عام" ؼٌر أنها تعرضت إلى مإاخذات‪ ،‬تتجلى‬
‫فً عدم تحدٌدها بشكل واضح للمخاطر التشؽٌلٌة من جهة‪ ،‬ولقضٌة تخفٌض الشرٌحة‬
‫المخصصة من رأس المال لتؽطٌة تلك المخاطر‪ ،‬بالنسبة للبنوك الواقعة فً االقتصادٌات‬
‫الناشبة عن نظٌرتها فً االقتصادٌات المتقدمة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬ونظرا لتطور هذه المخاطر‬

‫‪-407‬عابشة الشرقاوي المالقً" توجهات مشروع القانون البنكً الجدٌد" جرٌدة العلم – العدد ‪ 12211‬الخمٌس ‪2‬‬
‫ربٌع األول ‪ 1895‬الموافق ‪ 92‬أبرٌل ‪ 9118‬صفحة ‪.4‬‬
‫‪ -408‬تنص المادة ‪ 22‬من المنشور المتعلق بالمراقبة الداخلٌة على أنه‪ٌ ":‬قصد بمخاطر التشؽٌل مخاطر الخسارة‬
‫الناجمة عن وجود قصور أو عٌوب تعزى إلى المساطر أو المستخدمٌن أو األنظمة الداخلٌة أو أحداث خارجٌة‪.‬‬
‫وٌتضمن هذا التعرٌؾ الخطر القانونً إال أنه ٌستثنى المخاطر االستراتٌجٌة ومخاطر السمعة‪ .‬وٌمكن أن تتعلق‬
‫المصادر الربٌسٌة لمخاطر التشؽٌل بما ٌلً‪:‬‬
‫‪-‬العملٌات االحتٌالٌة على المستوٌٌن الداخلً والخارجً‪،‬‬
‫‪-‬الممارسات ؼٌر المبلبمة فً ما ٌتعلق بالعمبلء والمنتجات والنشاط التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬األضرار الملحقة بالممتلكات المادٌة‬
‫‪ -‬انقطاع األنشطة وتعطل األنظمة‪،‬‬
‫‪-‬تنفٌذ العملٌات والتسلٌم واإلجراءات"‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تبعا للتطورات التكنولوجٌة والمالٌة‪ ،‬فإنه ٌصعب تحدٌدها وجرد قابمة باألفعال التً تشكلها‪،‬‬
‫حثى بالنسبة للتشرٌعات الداخلٌة للدول‪ .‬إال إن إلزام البنوك فً الدول النامٌة بمساٌرة‬
‫اتفاقٌات لجنة بال للرقابة البنكٌة‪ ،‬سٌعوق بدون شك دورها التنموي والتموٌلً لبلقتصاد‪،‬‬
‫وخاصة المقاوالت الصؽرى والمتوسطة‪ ،‬كما أنه سٌقلص من أرباح البنوك وٌجعلها تعمل‬
‫على تعببة االدخار بدون المساهمة فً تنشٌط العامبلت التجارٌة والمالٌة‪.409‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ِ :‬عاًِ اٌغ‪ٌٛ١‬ح‬

‫ٌتمثل الهدؾ األساسً من المعامل األدنى للسٌولة‪ ،‬فً إلزام البنوك بالحفاظ فً شكل‬
‫سٌوالت فورٌة أو سٌوالت محتملة األداء كافٌة لمواجهة طلبات األداءات‪ ،‬وهذا ما ٌجنب‬
‫البنوك خطر السٌولة فً حالة تقلص مستوى الودابع‪ .‬ؼٌر أنه "ٌجب أن تكون االفتراضات‬
‫الضرورٌة لتؽطٌة حاجٌات السٌولة محدودة فً مبلػ ٌكمن للمإسسة الحصول علٌه فً‬
‫السوق‪ ،‬كما ٌجب أن تحافظ المإسسة على تنوٌع مصادر تموٌلها‪ ،‬كما ٌنبؽً أن تسهر‬
‫على التوفر على أصول قابلة للبٌع فً الحال عند الحاجة‪ ،‬كما ٌطلب منها اإللمام الكبٌر‬
‫بطبٌعة ممولٌها وأدوات التموٌل التً ٌفضلونها‪."410‬‬

‫ثم فرض هذا المعامل فً المؽرب‪ ،‬منذ‪ 25‬مارس ‪ ،1969‬وحددت نسبته فً‬
‫‪ ،%50‬ثم رفعت هذه النسبة حسب قرار وزٌر االقتصاد والمالٌة صادر فً ‪ 23‬مارس‬
‫‪ ،1982‬إلى ‪ ،%60‬ثم رفعت هذه النسبة حسب قرار لوزٌر المالٌة صادر فً ‪ 23‬مارس‬
‫‪ ،1982‬إلى ‪ ،%60‬ثم رفعت هذه النسبة حسب قرار لوزٌر المالٌة صادر فً ‪ 23‬مارس‬
‫‪ ،1982‬إلى ‪ ،%60‬ثم إلى ‪ %100‬فً أكتوبر ‪ ،2000‬وقد صدر منشور عن والً بنك‬
‫المؽرب ‪ ،2006/G/31‬والذي نسخ قرار وزٌر المالٌة الصادر فً أكتوبر ‪،2000‬وقد‬
‫حدد المعامل األدنى لسٌولة البنوك‪ ،‬حٌث نص فً مادته األولى على أنه " ٌجب على‬
‫البنوك باستمرار التقٌد بمعامل أدنى ٌبلػ ‪ %100‬بٌن‪:‬‬

‫‪-‬عناصر أصولها المتوفرة والقابلة للبٌع على المدى القصٌر وااللتزامات بواسطة‬
‫التوقٌع المستلمة من جهة‪.‬‬

‫‪ -‬ومستحقاتها تحت الطلب على المدى القصٌر وااللتزامات بواسطة الوقٌع الممنوحة‬
‫من جهة أخرى"‪ ،‬وحثى ٌتمكن بنك المؽرب من التؤكد من احترام البنوك للمعامل األدنى‬
‫للسٌولة‪ ،‬فقد فرض علٌها موافاة مدٌرٌة اإلشراؾ البنكً التابعة لبنك المؽرب كل شهر‪،‬‬

‫‪-409‬رضوان بدة" الرقابة على البنوك فً المؽرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة‪.115‬‬


‫‪-410‬تعلٌمة رقم ‪/21‬و‪ 9112/‬الصادر فً ‪ 21‬أبرٌل ‪ ،9112‬تتعلق بمنظومة تدبٌر مخاطر السٌولة‪ -‬مجموعة‬
‫النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪،214،215،218‬و‪.212‬‬

‫‪165‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وعن طرٌق اإلرسال األلً بالقابمة رقم ‪ "138‬قابمة حساب معامل السٌولة" والقابمة رقم‬
‫‪ "140‬البحة المودعٌن الثبلثٌن األكثر أهمٌة‪."411‬‬

‫وهذا ما أكده القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة‬


‫فً حكمها لتلزم بذلك المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ 103.12‬البنوك التشاركٌة بالتقٌد بالقواعد‬
‫االحترازٌة المحددة قانونا من أجل المحافظة على سٌولتها‪.‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ِ :‬عاًِ ذ‪ٛ‬ص‪٠‬ع اٌّخاطش ‪ٚ‬ذصٕ‪١‬ف اٌذ‪ْٛ٠‬‬

‫أحدث بنك المؽرب ألٌات للتخفٌؾ من مخاطر المقترضٌن‪ ،‬وذلك عبر توزٌع‬
‫مخاطر القروض‪ ،‬بعد تركٌزها لدى جهة واحدة‪ ،‬سواء تعلق األمر بؤفراد أو مجموعات أو‬
‫قطاع معٌن أو منطقة جؽرافٌة معٌنة‪ ،‬كما اهتم بنك المؽرب بتحدٌد الدٌون المعلقة األداء و‬
‫تؽطٌتها بالمإونات‪ ،‬وتشكل هذه الدٌون مصدر تقلٌص لؤلرباح لدى البنوك‪ ،‬كما قد تعد من‬
‫أهم أسباب إفبلسها‪ ،‬وقد ارتفعت الدٌون المتعثرة فً المؽرب سنة ‪ "2012‬من ‪ %4.7‬إلى‬
‫‪ % 4.9‬وهو ارتفاع ناجم عن الصعوبات التً تواجهها بعض المقوالت‪ ،‬وال سٌما فً‬
‫قطاعات الص لب واإلنعاش العقاري"‪ ،‬مما ٌتطلب من البنوك التشاركٌة زٌادة المخصصات‬
‫لتؽطٌة هذه الدٌون‪ ،‬وبالتالً تحملها ألعباء مالٌة تحد من قدراتها على االستثمار‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى معامل توزٌع المخاطر فً (أوال) على أن نشٌر تؽطٌة الدٌون‬
‫المعلقة بالمإونات(ثانٌا)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ِ :‬عاًِ ذ‪ٛ‬ص‪٠‬ع اٌّخاطش‬

‫ٌإدي المعامل األدنى لتوزٌع المخاطر وظٌفة أساسٌة تهدؾ إلى حماٌة أموال البنوك‬
‫التشاركٌة‪ ،‬وعدم تركٌز قروضها فً ٌد مستفٌد واحد أو مجموعة من المستفٌدٌن تجمع‬
‫بٌنهم روابط قانونٌة أو مالٌة‪ ،‬تجعل منهم مجموعة ذات مصالح مشتركة‪ " ،‬لما فً ذلك من‬
‫خطر على البنك إذا أفلس ذلك الزبون"‪ ،‬وقد نص المبدأ التاسع من مبادئ الرقابة البنكٌة‬
‫على أنه "ٌجب على السلطات الرقابٌة أن تضع حدودا قصوى للحد من مخاطر إقراض‬
‫عمٌل واحد أو مجموعات مرتبطة من العمبلء"‪ ،‬علما أن خطر تمركز القرض‪ ،‬ال ٌنتج فقط‬
‫من أطراؾ مقابلة فردٌة أو مجموعات مرتبطة من العمبلء‪ ،‬وإنما ٌنتج أٌضا من أطراؾ‬
‫مقابلة تنتمً إلى نفس مجال العمل أو إلى نفس المنطقة الجؽرافٌة‪ ،‬ومن أطراؾ مقابلة‬
‫تكون نتابجها المالٌة متوقفة على نفس النشاط أو نفس المادة األساسٌة‪ ،‬وٌتطلب هذا الخطر‬

‫‪-411‬المادة ‪ 12‬من رسالة منشور رقم ‪/12‬م أ ب‪ 9112 /‬الصادر فً ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9112‬تحدد كٌفٌات إعداد و‬
‫إرسال قوابم حساب المعامل االدنى لسٌولة البنوك مجموعة النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.992‬‬

‫‪166‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫إعداد "مراقبة مبلبمة من طرؾ جهاز اإلدارة وجهاز التسٌٌر والمصالح التشؽٌلٌة‪ ،‬ووضع‬
‫سٌاسات و إجراءات مبلبمة لتدبٌر خطر االبتمان والتحكم فٌه والتخفٌؾ منه‪ ،"412‬كما‬
‫ٌتطلب ٌقظة جهاز الرقابة الداخلٌة و تبلٌؽه عن أي خلل أو صعوبة تعترض نشاط المإسسة‬
‫فً تدبٌر ملفات القروض‪.‬‬

‫نصت المادة األولى من قرار لوزٌر المالٌة‪ ،‬على أنه " ٌجب على البنوك أن تراعً‬
‫باستمرار‪ ،‬وجود معامل أقصى لتوزٌع األخطار ٌتمثل فً نسبة بٌن مجموعة األخطار التً‬
‫ٌتعرض لها نفس المستحق من جهة‪ ،‬وأموالها الذاتٌة من جهة أخرى‪ ،"413‬وقد حددت نسبته‬
‫فً ‪ %20‬بعد أن كان محددا سنة ‪ 1976‬فً ‪ %10‬وسنة ‪ 1990‬فً ‪ ،%7‬وسنة ‪1996‬‬
‫فً ‪ ،%10‬ونعتقد أن نسبة ‪ %20‬المحددة حالٌا ال تستطٌع توفٌر حماٌة فعالة للبنوك من‬
‫مخاطر تمركز القروض‪ ،‬خاصة فً ظل الظرفٌة التً تعرؾ تزاٌد الدٌون المتعثرة‪ ،‬بفعل‬
‫تؤثٌر األزمة المالٌة الدولٌة على االقتصاد المؽربً‪ ،‬ولعل هذا ما جعل بنك المؽرب‪ٌ ،‬صدر‬
‫منشورا رقم ‪/8‬و‪ٌ ،12/‬تعلق بالمعامل األقصى لتوزٌع المخاطر‪ 414‬والذي ألؽى المنشور‬
‫رقم ‪/3‬و‪ 4152001/‬حٌث نص فً مادته الثانٌة على أنه "ٌجوز لبنك المؽرب أن ٌفرض‬
‫احترام معدل أدنى من المعدل المحدد بالنسبة لبعض المستفٌدٌن‪ ،‬أو بالنسبة لمجموع‬
‫المستفٌدٌن التابعٌن لمإسسة ما"‪ ،‬كما أن بنك المؽرب تشدد فً المادة األولى من المنشور‬
‫المذكور فً تحدٌد مفهوم المستفٌد حٌنما جعل ضمن األشخاص المكونٌن لمجموعة من‬
‫الزبناء المترابطٌن " األشخاص الذي ٌتوفرون فً ؼٌاب رابط المراقبة على روابط تجعل‬
‫من المحتمل فً حال مواجهة أحدهم لمشاكل مالٌة‪ ،‬السٌما صعوبات فً التموٌل أو التسدٌد‪،‬‬
‫أن ٌعرؾ األخر صعوبات فً التموٌل أو التسدٌد"‪ ،‬ؼٌر أن ما ٌبلحظ‪ ،‬أن المادة ‪ 20‬من‬
‫نفس المنشور‪ ،‬تجٌز " لبنك المؽرب أن ٌرخص لمإسسة ما بؤن تخالؾ مإقتا المعامبلت‬
‫المنصوص علٌها فً المادة الثانٌة مع منحها مهلة لتسوٌة وضعٌتها"‪ ،‬والواضح من هذه‬
‫المادة أنه ا لم تحدد مدة الرخصة الممنوحة من طرؾ بنك المؽرب‪ ،‬كما لم تحدد الفترة‬
‫المإقتة‪ ،‬ولم تحدد أٌضا المهلة الكافٌة لتسوٌة الوضعٌة‪ ،‬ونعتقد أنه فً ؼٌاب هذه التحدٌدات‬
‫فإن التساهل بخصوص معامل توزٌع المخاطر ٌفرغ المادة الثانٌة من المنشور المذكور من‬
‫‪-412‬التعلٌمة رقم ‪/48‬و‪ 9112/‬الصادر فً ‪ 21‬ؼشت ‪ٌ 9112‬تعلق بمنظومة تدبٌر مخاطر تمركز االبتمان –‬
‫بنك المؽرب‪ -‬مجموعة النصوص التشرٌعٌة و التنظٌمٌة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.922‬‬
‫‪ -413‬قرار وزٌر المالٌة واالستثمارات الخارجٌة رقم‪ 22-128‬الصادر فً ‪ 12‬رمضان ‪ٌ 1812‬تعلق بالمعامل‬
‫األقصى لتوزٌع أخطار مإسسات االبتمان‪ ،‬المعدل بالقرار رقم ‪ 11-1824‬بتارٌخ ‪ 4‬رجب ‪ 5(1891‬أكتوبر‬
‫‪ )9111‬بنك المؽرب‪ -‬مجموعة النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة مرجع سابق صفحة ‪.914‬‬
‫‪ -414‬منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/4‬و‪19/‬الصادر بتارٌخ ‪ 12‬أبرٌل ‪ 9119‬المتعلق بالمعامل األقصى لتوزٌع‬
‫مخاطر مإسسات االبتمان‪ ،‬المصادق علٌه بقرار وزٌر االقتصاد والمالٌة رقم ‪ 9855612‬صادر فً ‪ 99‬شعبان‬
‫‪(1828‬فاتح ٌولٌوز‪ )9112‬جرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5124‬بتارٌخ ‪ 2‬شوال ‪ 15(1828‬ؼشت ‪.)9112‬‬
‫‪-415‬المنشور رقم ‪/2‬و‪ 9111/‬الصادر فً ‪ٌ 15‬ناٌر ‪ٌ 9111‬تعلق بالمعامل األقصى لتوزٌع مخاطر مإسسات‬
‫االبتمان‪-‬بنك المؽرب‪ -‬مجموعة النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة مرجع سابق صفحة ‪.915‬‬

‫‪167‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫محتواها‪ ،‬كما قد ٌساهم فً إفبلس البنوك وضٌاع األموال‪ ،‬لذلك نقترح حذؾ المادة ‪ 20‬من‬
‫المنشور رقم ‪/8‬و‪ ،12/‬لكونها ال تتبلءم والوضعٌة االقتصادٌة والمالٌة الراهنة‪ ،‬التً‬
‫ٌطبعها التخوؾ من الوقوع فً األزمات‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬ذغط‪١‬ح اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌّعمٍح األداء تاٌّؤ‪ٔٚ‬اخ‬

‫تعتبر عملٌة توزٌع االبتمان من طرؾ البنوك التشاركٌة أهم العملٌات البنكٌة‪،‬‬
‫وٌتوقؾ نجاحها على مدى "قدرة البنوك على التوفٌق بٌن وظٌفتها االبتمانٌة وبٌن تحصٌن‬
‫نفسها ضد مخاطر القروض‪"416‬وقد أولى بنك المؽرب بحكم مهامه الرقابٌة على البنوك‪،‬‬
‫أهمٌة خاصة لتتبع القروض وتطورها‪ ،‬وما ٌنتج عنها من مخاطر‪ ،‬وٌتجلى اهتمام بنك‬
‫المؽرب بمخاطر القروض فً تنظٌمه تصنٌؾ الدٌون وتؽطٌتها بالمإونات‪ ،‬وذلك منذ "سنة‬
‫‪ 1982‬دخول "النظام المحاسبً البنكً" حٌز التنفٌذ‪ ،‬والذي بموجبه فرض على البنوك أن‬
‫تصنؾ دٌونها على الؽٌر والتً ٌكون أداإها معلقا إلى نوعٌن‪ٌ :‬ضم النوع األول الدٌون‬
‫المشكوك فً استردادها‪ ،‬وٌضم النوع الثانً الدٌون المتنازع بشؤنها‪،"417‬ؼٌر أن هذا‬
‫التصنٌؾ تؽٌر‪ ،‬وأصبحت تقسم الدٌون إلى ثبلث فبات‪ :‬الدٌون السلٌمة‪ ،‬الدٌون المعلقة‬
‫األداء‪ ،‬والدٌون ؼٌر المنتظمة‪ ،‬وٌبلحظ أن الدٌون السلٌمة ال تطرح أي مشكل‪ ،‬كما أن‬
‫الدٌون ؼٌر المنتظمة وإن كانت تتوفر فٌها "معاٌٌر التصنٌؾ فً فبة الدٌون المعلقة األداء‬
‫إال أنها مؽطاة بالكامل بواسطة إحدى الضمانات المستلمة من الدولة‪ ،‬صندوق الضمان‬
‫المركزي‪ ،"...418‬أما الدٌون المعلقة األداء فهً التً تشكل المخاطر الحقٌقٌة المصاحبة‬
‫لعملٌة اإلقراض‪ ،‬و " تتضمن خطر عدم التحصٌل الكلً أو الجزبً نظرا لتدهور قدرة‬
‫الطرؾ المقابل الفورٌة أو المستقبلٌة على السداد‪ ،‬وتنقسم الدٌون المعلقة األداء‪ ،‬حسب‬
‫درجة خطر الخسارة‪ ،‬إلى ثبلث فبات‪:‬‬

‫‪-‬الدٌون ما قبل المشكوك فً تحصٌلها‪،‬‬

‫‪ -‬الدٌون المشكوك فً تحصٌلها‪،‬‬

‫‪ -‬والدٌون المتعثرة‪."419‬‬

‫‪ -416‬محمد أهلً‪" ،‬مخاطر القروض البنكٌة وألٌات ضبطها"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.91‬‬
‫‪-417‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.111‬‬
‫‪-418‬أنظر المادتان ‪ 8‬مكرر و ‪ 15‬من المنشور رقم ‪/12‬و‪ 9119/‬فً ‪92‬دجنبر ‪ 9119‬المتعلق بتصنٌؾ الدٌون‬
‫وتؽطٌتها بالمإونات‪ ،‬المعدل بالمنشور الصادر بتارٌخ ‪ 5‬دجنبر ‪-9118‬بنك المؽرب مجموعة النصوص‬
‫التشرٌعٌة والتنظٌمٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.292‬‬
‫‪ -419‬أنظر المادة ‪ 8‬من المنشور رقم ‪/12‬و‪ 9119/‬المتعلق بتصنٌؾ الدٌون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.294‬‬

‫‪168‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تشكل الدٌون المعلقة األداء عابقا ٌحد من قدرة البنوك على المساهمة فً تموٌل‬
‫االقتصاد‪ ،‬وقد توصل بنك المؽرب فً دراسة أجراها على سوق القروض أن "متؽٌر‬
‫الدٌون المعلقة األداء ٌكون له أثر سلبً على توزٌع القروض"‪ ،‬ولعل السبب ٌكمن فً‬
‫ضٌاع أموال البنك من جراء عدم التحصٌل‪ ،‬وبالتالً عدم تشجٌعه على منح قروض‬
‫أخرى‪ ،‬كما أن إلزام البنوك على تكوٌن مإونات " تساوي على األقل‪ %20‬بالنسبة للدٌون‬
‫ما قبل المشكوك فً تحصٌلها‪ ،‬و‪ %50‬بالنسبة الدٌون المشكوك فً تحصٌلها‪ ،‬و ‪%100‬‬
‫بالنسبة للدٌون المتعثرة‪ٌ "420‬ضعؾ قدرتها على توزٌع القروض‪ ،‬ومن جهة أخرى تعتبر‬
‫النسب المذكورة متناسبة مع درجة احتمال الخسارة‪.‬‬

‫‪-420‬المادة ‪ 12‬من المنشور رقم ‪/12‬و‪ 9119/‬المتعلق بتصنٌؾ الدٌون‪ ،‬مرجع سابق صفحة ‪.221‬‬

‫‪169‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌّطٍة اٌثأ‪ٟ‬‬
‫أٌ‪١‬اخ إداس‪٠‬ح ٌٍرذت‪١‬ش ِخاطش اٌثٕ‪ٛ‬ن اٌرشاسو‪١‬ح‬
‫لقد فرضت الحاجة إلى توفٌر الحماٌة البلزمة للزبون و المودعٌن سواء على‬
‫المستوى الوطنً و الدولً وعلى المشرعٌن أن ٌتشددوا فً القواعد المنظمة لنشاط‬
‫المإسسات البنكٌة سواء التقلٌدٌة أو التشاركٌة وبالتالً ترتٌب المسإولٌة علٌها فً حالة‬
‫إخبللها باألحكام التً ٌفرضها علٌها بهذا الخصوص و المحددة فً القواعد العامة و‬
‫مقتضٌات القانون البنكً‪ ،‬كلما كان من شؤن هذا اإلخبلل أن ٌلحق الضرر بمصالح‬
‫المودعٌن‪.421‬‬

‫أحدث المشرع ألٌة أو جهاز إداري ٌروم إلى إخراج المإسسات البنكٌة من‬
‫الصعوبات التً قد تواجهها سواء كانت هذه الصعوبات مالٌة تتعلق برأسمالها أو‬
‫قانونٌة تتمثل فً وضعٌتها الضرٌبٌة أو ؼٌرها من الصعوبات القانونٌة أو االجتماعٌة‬
‫فوضع مقتضٌات قانونٌة المتعلقة باإلدارة المإقتة ٌعد من وجهة نظرنا نوعا من األلٌات‬
‫الوقابٌة التً تهدؾ إلى مساعدة المإسسات البنكٌة على تجاوز المخاطر تعترضها للقٌام‬
‫بؤنشطتها على الوجه المطلوب‪.‬‬

‫إن والً بنك المؽرب ٌقوم بتعٌٌن المدٌر المإقت بعد التؤكد من فشل المإسسة‬
‫البنكٌة فً تقوٌم وضعٌتها بذاتها‪ ،‬وتنقل إلٌه تبعا لذلك جمٌع الصبلحٌات البلزمة إلدارة‬
‫وتسٌٌر المإسسة مما ٌترتب علٌه قٌام الجهاز اإلداري بتولً مهمة تسٌر المإسسة‬
‫البنكٌة و محاولة إٌجاد الحلول المناسبة التً من شؤنها أن ٌساعد البنك على تجاوز‬
‫المخاطر التً اعترضت مزاولة أنشطته بكٌفٌة عادٌة و سلٌمة ‪.‬‬

‫و انطبل قا من ذلك سنحاول أن الوقوؾ على كٌفٌة تعٌن اإلدارة المإقتة من أجل‬
‫حماٌة المإسسات البنكٌة التشاركٌة و ذلك بتحدٌد شروط تعٌن المدٌر المإقت‬
‫وإجراءات تعٌنه(الفقرة األولى) و السلطات الممنوحة له للقٌام بالمهام الموكلة إلٌه‬
‫(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫اٌفمشج األ‪ :ٌٝٚ‬ذع‪ ٓ١١‬اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد‬

‫إن نظرٌة المدٌر المإقت نظرٌة اجتهادٌة بالدرجة األولى‪ ،‬توصل إلٌها القضاء‬
‫بقصد إٌجاد حل لؤلزمات التً ٌمكن أن تضع فً الخطر استمرارٌة بقاء الشركة ذاتها‪.‬‬

‫‪-421‬‬
‫‪51‬‬

‫‪170‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وهً كمإسسة قانونٌة تطبق كإجراء قضابً على مختلؾ الشركات الؽٌر الخاضع‬
‫نشاطها لمراقبة الدولة‪ ،422‬مع مراعاة خصوصٌات المنظومة البنكٌة التً تؤسس‬
‫لمإسسة اإلدارة المإقتة كإجراء تؤدٌبً ٌفرض على مإسسات االبتمان والهٌبات‬
‫المعتبرة فً حكمها من لدن والً بنك المؽرب‪ .‬وبناء علٌه سنشٌر إلى شروط تعٌٌن‬
‫المدٌر المإقت(أوال) على أن نشٌر إجراءات تعٌٌن المدٌر المإقت(ثانٌا)‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬شروط تعٌٌن اإلدارة المؤقتة‬

‫تنص مقتضٌات القانون رقم ‪ 103.12‬على تولً والً بنك المؽرب تعٌٌن المدٌر‬
‫المإقت فً الحاالت المنصوص علٌها فً المادة ‪ 89‬أعبله‪ .423‬عندما ٌتعلق األمر ببنوك‬
‫تشاركٌة تتلقى أمواال من الجمهور وذلك لتمكٌن المإسسة المعنٌة باألمر من الوسابل‬
‫البشرٌة والمادٌة البلزمة لمساعدتها على تجاوز الصعوبات أو المخاطر التً تعترضها‬
‫وتهدد استمرارٌتها وبقابها من جهة وضمان حقوق ومصالح زبنابها من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلٌه فمن أجل الوقوؾ أكثر على مدى إسهام نظام اإلدارة المإقتة فً دعم حماٌة‬
‫المإسسة البنكٌة وذلك من خبلل التطرق إلى حاالت تدخل اإلدارة المإقتة وذلك من خبلل‬
‫اإلشارة إلى حالة االختبلل فً التسٌٌر(‪ )1‬وحالة االختبلل المالً(‪.)2‬‬

‫‪1‬ـ حاٌح االخرالي ف‪ ٟ‬اٌرغ‪١١‬ش‬


‫مما تنبؽً اإلشارة إلٌه فً هذا المضمار أن المإسسات البنكٌة باعتبارها شركة‬
‫مساهمة أنها تخضع باإلضافة إلى األحكام الواردة فً القانون البنكً و النصوص التنظٌمٌة‬
‫الصادرة لتنفٌذه‪ ،‬للقواعد المنصوص علٌها فً القانون بهذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬فإن ما ٌخص تعٌٌن المدٌر المإقت‪ 424‬للمإسسة البنكٌة‬
‫التشاركٌة المعنٌة باألمر بطلب من أحد الشركاء أو أقلٌات المساهمٌن أو المسٌرٌن‬

‫‪ -422‬ربٌعة ؼٌث‪ ،‬اإلدارة المإقتة فً شركة المساهمة‪ ،‬المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬العدد ‪-22‬‬
‫‪.24‬مارس‪ٌ -‬ونٌو ‪ ،9111‬صفحة ‪.152‬‬
‫‪ٌ -423‬عٌ ن والً بنك المؽرب مدٌرا مإقتا بعد استطبلع رأي اللجنة التؤدٌبٌة لمإسسات االبتمان‪:‬‬
‫إذا تبٌن أن سٌر أجهزة تداول أو رقابة أو تدبٌر المإسسة لم ٌعد فً اإلمكان القٌام به بصورة عادٌة‬
‫إذا تبٌن أن التدابٌر المزمع عقدها اتخاذها فً مخطط التقوٌم المشار إلٌها فً المادة ‪ 86‬أعبله ؼٌر كافٌة لضمان‬
‫استمرارٌة المإسسة سواء استجاب المساهمٌن أو الشركاء أو لم ٌستجٌبوا لطلب والً بنك المؽرب المنصوص‬
‫علٌه فً المادة ‪ 87‬أعبله ‪،‬فً الحالة المنصوص علٌها فً المادة ‪ 178‬أدناه‪.‬‬
‫‪424‬ـ تخضع مسإولٌة المدٌر المإقت تجاه المإسسة البنكٌة الموضوعة تحت نظام اإلدارة المإقتة فً ظل‬
‫التشرٌع المؽربً للمقتضٌات الواردة فً الفصلٌن ‪ 22‬و ‪ 41‬من قانون االلتزامات و العقود المؽربً اللذٌن‬
‫ٌنظمان مسإولٌة الدولة و البلدٌة عن األضرار الناتجة عن تسٌٌر مصالحها أو عن أخطابها التً ٌرتكبها‬
‫مستخدمٌها‪ .‬ؼٌر أن األشكال الذي ٌثار فً هذا الصدد‪ ،‬وٌتعلق بما إذا كان تعٌٌن المدٌر المإقت من ضمن‬
‫المهنٌٌن العاملٌن بالقطاع البنكً أو بالقطاعات األخرى المماثلة من العدٌد من النواحً‪ ،‬من بٌنها ما ٌرجع إلى‬

‫‪171‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أنفسهم إذا ما تم عزلهم ٌمكن اعتماده كمعٌار ٌجري به العمل فً هذا المٌدان الذي‬
‫ٌضمن حماٌة المصلحة المشتركة للمساهمٌن ومصالح الدابنٌن والزبناء من المودعٌن و‬
‫المقترضٌن‪.425‬‬

‫كما ٌلجؤ أٌضا إلى تعٌن المدٌر المإقت للمإسسة البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬فضبل عما‬
‫تمت اإلشارة إ لٌه مقدما فً الحالة التً ٌصبح فٌها عمل مجلس المإسسة البنكٌة المعنٌة‬
‫معطبل نتٌجة النزاعات التً ٌمكن أن تنشؤ بٌن أعضابه كتشبث مثبل األعضاء القدامى‬
‫بالمإسسة بمقاعدهم ورفضهم فسح المجال لؤلعضاء الجدد المعٌنٌن بصفة قانونٌة ‪ ،‬أو‬
‫كانقسام مجلس اإلدارة إلى مجموعتٌن متعارضتٌن‪ ،‬مما ٌجعله ٌتحول إلى مجلس‬

‫طبٌعة المهام التً ٌدعً المدٌر المإقت إلى القٌام بها‪ ،‬وما ٌرجع إلى نوعٌة السلطات التً ٌمارسها والً بنك‬
‫المؽرب على هذا األخٌر و أشكال المراقبة التً ٌجرٌها على نشاطه خبلل قٌامه بمهامه‪ .‬وفً هذا اإلطار بالذات‬
‫ٌذهب بعض الفقه‪ ،‬بالقول إلى أنه لٌس من المقبول فً حق المدٌر المإقت ؼٌر الموظؾ أن ٌسؤل شخصٌا تجاه‬
‫المإسسة البنكٌة عما لحقها من ضرر بسبب أخطار التسٌٌر التً ٌمكن أن ٌرتكبها أثناء مزاولته لمهامه‪ ،‬بل‬
‫الدولة هً التً ٌجب أن تسؤل عن ذلك باعتبار أن المدٌر المإقت ٌقوم بمقتضى قرار لوالً بنك المؽرب بتنفٌذ‬
‫لمهمة ذات منفعة عامة تشكل أساس لخضوع النشاط البنكً لمراقبة الدولة‪ .‬و بالتالً فإن مسإولٌة السلطات‬
‫المكلف ة بمراقبة القطاع البنكً عن أخطاء المدٌر المإقت تعتبر من صمٌم مسإولٌة الدولة المبنً على أساس خطؤ‬
‫واجب اإلثبات إن عبء اإلثبات ٌقع على عاتق المإسسة البنكٌة الموضوعة تحت اإلدارة المإقتة المتضررة‪،‬‬
‫والتً ٌجب علٌنا أن تثبت األركان الثبلث للمسإولٌة هً الخطؤ الصادر عن المدٌر المإقت وحصول الضرر‬
‫فضبل عن العبلقة السببٌة بٌن الخطؤ والضرر‪ .‬محمد بونكول‪ ،‬النظام القانونً لحماٌة المودعٌن فً ضوء‬
‫التشرٌع البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬
‫‪- 425‬‬

‫‪ 125‬تخضع مسإولٌة المدٌر المإقت تجاه المإسسة البنكٌة الموضوعة تحت نظام‬ ‫‪9112 9115‬‬
‫اإلدارة المإقتة فً ظل التشرٌع المؽربً للمقتضٌات الواردة فً الفصلٌن ‪ 22‬و ‪ 41‬من قانون االلتزامات و‬
‫العقود المؽربً اللذٌن ٌنظمان مسإولٌة الدولة و البلدٌة عن األضرار الناتجة عن تسٌٌر مصالحها أو عن‬
‫أخطابها التً ٌرتكبها مستخدمٌها‪ .‬ؼٌر أن األشكال الذي ٌثار فً هذا الصدد‪ ،‬وٌتعلق بما إذا كان تعٌٌن المدٌر‬
‫المإقت من ضمن ا لمهنٌٌن العاملٌن بالقطاع البنكً أو بالقطاعات األخرى المماثلة من العدٌد من النواحً‪ ،‬من‬
‫بٌنها ما ٌرجع إلى طبٌعة المهام التً ٌدعً المدٌر المإقت إلى القٌام بها‪ ،‬وما ٌرجع إلى نوعٌة السلطات التً‬
‫ٌمارسها والً بنك المؽرب على هذا األخٌر و أشكال المراقبة التً ٌجرٌها على نشاطه خبلل قٌامه بمهامه‪ .‬وفً‬
‫هذا اإلطار بالذات ٌذهب بعض الفقه‪ ،‬بالقول إلى أنه لٌس من المقبول فً حق المدٌر المإقت ؼٌر الموظؾ أن‬
‫ٌسؤل شخصٌا تجاه المإسسة البنكٌة عما لحقها من ضرر بسبب أخطار التسٌٌر التً ٌمكن أن ٌرتكبها أثناء‬
‫مزاولته لمهامه‪ ،‬بل الدولة هً التً ٌجب أن تسؤل عن ذلك باعتبار أن المدٌر المإقت ٌقوم بمقتضى قرار لوالً‬
‫بنك المؽرب بتنفٌذ لمهمة ذات منفعة عامة تشكل أساس لخضوع النشاط البنكً لمراقبة الدولة‪ .‬و بالتالً فإن‬
‫مسإولٌة السلطات المكلفة بمراقبة القطاع البنكً عن أخطاء المدٌر المإقت تعتبر من صمٌم مسإولٌة الدولة‬
‫المبنً على أساس خطؤ واجب اإلثبات إن عبء اإلثبات ٌقع على عاتق المإسسة البنكٌة الموضوعة تحت اإلدارة‬
‫المإقتة المتضررة‪ ،‬والتً ٌجب علٌنا أن تثبت األركان الثبلث للمسإولٌة هً الخطؤ الصادر عن المدٌر المإقت‬
‫وحصول الضرر فضبل عن العبلقة السببٌة بٌن الخطؤ والضرر‪ .‬محمد بونكول‪ ،‬النظام القانونً لحماٌة المودعٌن‬
‫فً ضوء التشرٌع البنكً المؽربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬

‫‪172‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫لئلدارة ٌدعً كل واحد منهما أنه هو ٌملك الحق فإدارة المإسسة و اتخاذ القرارات‬
‫المناسبة لذلك‪.426‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نشٌر أٌضا أنه ٌمكن للمسٌرٌن أن ٌطلبون من والً بنك‬
‫المؽرب وضع المإسسة البنكٌة التً ٌشرفون على إدارتها تحت اإلدارة المإقتة فً‬
‫الحالة التً ٌجدون فٌها أنفسهم ؼٌر قادرٌن على القٌام بالمهام المنوطة بهم فً ظروؾ‬
‫عادٌة بسبب عدم تمكن الجمعٌة العامة من اتخاذ قراراتها بشؤن بعض النزاعات التً‬
‫ٌطرحها أمامها من قبل بعض المساهمٌن‪ ،‬كما هو الشؤن بالنسبة لحلة وجود فرٌقٌن‬
‫خصمٌن من حملة األسهم أو حدوث نزاع جدي بشؤن ملكٌة جزء مهم من األسهم‪.427‬‬

‫‪ -2‬حاٌح اخرالي اٌّاٌ‪ٟ‬‬

‫كما هو معلوم‪ ،‬فإن إدارة و تسٌٌر مإسسة فً ظروؾ حسنة تقتضً باإلضافة‬
‫إلى وجود األدوات و اآللٌات القانونٌة أو المإسساتٌة المتمثلة بالخصوص فً‪-‬أجهزة‬
‫اإلدارة و التسٌٌر‪ -‬أن تتوفر كذلك لهذه األجهزة اإلمكانٌات المالٌة االزمة لتمكٌنها من‬
‫تنفٌذ برنامجها و خطط عملها و الوفاء بالتزاماتها تجاه مختلؾ األطراؾ المتعامل‬
‫معها‪.428‬‬

‫فإذا كانت هذه االعتبارات هً التً جعلت المشرع المؽربً ٌحرص على سن‬
‫العدٌد من القواعد و األحكام الرامٌة إلى الحفاظ على التوازن المالً للمإسسات البنكٌة‬
‫والحٌلولة دون وصولها إلى أزمات مالٌة من شؤنها أن تهدد استمارتها فً مزاولة‬
‫نشاطها فً ظروؾ تضمن حقوق زبنابها‪ 429‬وتحافظ على السمعة المهنٌة للبنوك‪ .‬فإن‬

‫‪426‬‬
‫‪-‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪9114 9112‬‬


‫‪-427‬‬
‫‪51‬‬
‫‪-428‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ِّ -429‬ا ‪ٕ٠‬ثغ‪ ٟ‬اٌرؤو‪١‬ذ ػٍ‪ ٗ١‬ف‪٘ ٟ‬زا اٌّجاي أٔٗ إرا واْ اٌضت‪ ْٛ‬اٌّرضشس ِٓ أػّاي اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد اٌر‪٠ ٟ‬جش‪ٙ٠‬ا‬
‫تاعُ اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح خاضؼا ٌإلداسج اٌّؤلرح ‪١ٔٚ‬اتح ػٕ‪ٙ‬ا‪ ،‬ال ‪ّ٠‬ىٕٗ أْ ‪٠‬طاٌة تئطالح ِا أطاتٗ ِٓ ضشس ِٓ‬
‫جشاء ٘زٖ األػّاي إال ف‪ ٟ‬إطاس اٌؼاللح اٌرؼالذ‪٠‬ح اٌر‪ ٟ‬ذشتظ ت‪ٚ ٕٗ١‬ت‪ ٓ١‬اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح‪ٚ .‬تّف‪ َٛٙ‬أخش فئْ ٘زٖ‬
‫اٌؼاللح اٌرؼالذ‪٠‬ح ذخ‪ٛ‬ي ٌٍضت‪ ْٛ‬اٌذك ف‪ِ ٟ‬طاٌثح اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح اٌّؼٕ‪١‬ح ترؼ‪٠ٛ‬ضٗ ػٓ اٌضشس اٌز‪ٌ ٞ‬ذك تٗ تفؼً‬
‫ذظشفاخ اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد اٌظادسج ػٕٗ شخظ‪١‬ا إخالال تؤدىاَ اٌؼمذ اٌّثشَ ت‪ ٚ ٕٗ١‬ت‪ ٓ١‬اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح تشؤْ إدذ‪ٜ‬‬
‫اٌؼٍّ‪١‬اخ اٌثٕ ى‪١‬ح‪ ،‬أ‪ ٚ‬ذظشفاخ ِغرخذِ‪ٚ ٟ‬أطش ٘زٖ األخ‪١‬شج اٌر‪ ٟ‬ذرُ ذذد ِشالثح ‪ٚ‬إششاف اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد‪ٚ ،‬ػٍ‪ٝ‬‬

‫‪173‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫رؼبة المشرع لم تقؾ عند هذا الحد فحسب أي فً تفكٌر فً الوقاٌة من األزمات المالٌة‬
‫المذكورة‪ ،‬بل انه عمل عبلوة على ذلك سن إجراءات لمعالجة الصعوبات المالٌة التً‬
‫قد تتعرض أي مإسسة ابتمان و الحد من تؤثٌر نتابجها السلبٌة على ذوي المصالح الذٌن‬
‫لهم عبلقات مع هذه المإسسة‪.‬‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬فإن شروط االستفادة من اإلمكانٌات المالٌة البلزمة لتقوٌم‬
‫وضعٌة المإسسة البنكٌة تفرض على المسٌرٌن الذٌن تبٌن لهم أن هناك صعوبات ذات‬
‫طبٌعة مالٌة تعترض المإسسة البنكٌة التً ٌسهرون على إدارتها تؤثر سلبا على‬
‫ضماناتها مقابل مختلؾ التزاماتها أن ٌطالبوا من والً بنك المؽرب أن ٌعٌن مدٌرا‬
‫مإقتا لمإسستهم تنقل إلٌهم جمٌع الصبلحٌات البلزمة إلدارتها و تسٌرها حٌت ٌتعٌن‬
‫على هذا األخٌر و بمجرد تعٌنه أن ٌتخذ كافة اإلجراءات الكفٌلة فً تحدٌد مصدر‬
‫الصعوبات التً تواجهها المإسسة البنكٌة المعنٌة باألمر و اقتراح تبعا لذلك إما خطة‬
‫لتسوٌة وضعٌتها وإما تصفٌتها إذا كان التقوٌم متعذرا بسبب خطورة هذه‬
‫الصعوبات‪.430‬‬

‫صفوة القول نشٌر إلى أن نظام اإلدارة المإقتة المفروض على مإسسات‬
‫االبتمان استحدثه المشرع لتمكٌن المإسسة البنكٌة الخاضعة لها لتخطً األزمات المالٌة‬
‫التً تواجهها و تعٌق إدارتها و تسٌٌرها لكٌفٌة عادٌة‪ ،‬وبذلك ال ٌمكن اللجوء إلٌها إال‬
‫من أجل الحفاظ على د ٌمومة نشاط المإسسة و ضمان قدرتها على الوفاء بالتزاماتها‬
‫تجاه زبنابها السٌما أصحاب الودابع منهم‪.‬‬

‫٘زا األعاط فئْ إثثاخ اٌّغؤ‪١ٌٚ‬ح اٌثٕى‪١‬ح ػٓ أػّاي اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد ذجاٖ اٌضت‪٠ ْٛ‬رُ ‪ٚ‬فك ل‪ٛ‬اػذ اإلثثاخ اٌّمشسج‬
‫تإٌغثح ٌٍّغؤ‪١ٌٚ‬ح اٌؼمذ‪٠‬ح إر أْ اٌطشف اٌز‪٠ ٞ‬رذًّ ػثب اإلثثاخ ف‪٘ ٟ‬زٖ اٌذاٌح ‪٠‬خرٍف تذغة طث‪١‬ؼح االٌرضاَ‬
‫اٌّخً تٗ ِٓ طشف اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد تظفرٗ ٔاةثا ‪ِّ ٚ‬ثال ٌٍّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح‪٘ٚ .‬زا اٌؼةء لذ ‪٠‬مغ ذذد ػٍ‪ ٝ‬ػاذك‬
‫اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح إرا ِا واْ اٌرضاِ‪ٙ‬ا ٔذ‪ ٛ‬اٌضت‪ ْٛ‬اٌّؼٕ‪ ٟ‬تاألِش اٌرضاَ ترذم‪١‬ك ٔر‪١‬جح إر ‪٠‬رؼ‪ ٓ١‬ػٍ‪ ٝ‬اٌثٕه ‪ ٚ‬اٌذاٌح‬
‫٘زٖ‪ ،‬إثثاخ ذذ م‪١‬ك إٌر‪١‬جح اٌٍّضِح ‪ٚ‬رٌه تٕف‪ ٟ‬اٌّغؤ‪١ٌٚ‬ح ػٕ‪ٙ‬ا ‪ ٚ‬ػٓ ِا ‪٠‬ذػ‪ ٗ١‬اٌضت‪ ٚ ،ْٛ‬تاٌّماتً فمذ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ػثب‬
‫اإلثثاخ ػٍ‪٘ ٝ‬زا األخ‪١‬ش أ‪ ٞ‬اٌضت‪ ْٛ‬ف‪ ٟ‬اٌذاٌح ٘زٖ تئثثاخ ‪ٚ‬ج‪ٛ‬د االٌرضاَ ‪ ٚ‬ادػاء اإلخالي تٗ‪ ،‬تً ‪٠‬جة ػٍ‪ ٗ١‬أ‪٠‬ضا‬
‫أْ ‪٠‬ثثد ػال‪ٚ‬ج ػٍ‪ ٝ‬رٌه أْ اٌؼٕا‪٠‬ح اٌر‪ ٟ‬تزٌ‪ٙ‬ا اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد‪ ،‬ف‪٠ ٛٙ‬ؼًّ تاعُ اٌّؤعغح اٌثٕى‪١‬ح ٘‪ ٟ‬ػٕا‪٠‬ح ٌُ ذشل‪ٝ‬‬
‫إٌ‪ِ ٝ‬غر‪ ٜٛ‬ذٍه اٌر‪٠ ٟ‬ر‪ٛ‬جة ػٍ‪ ٗ١‬تزٌ‪ٙ‬ا‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪430‬‬

‫‪25‬‬

‫‪174‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ثأ‪١‬ا‪ :‬إجشاءاخ ذع‪ ٓ١١‬اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد‬

‫إن تعٌٌن المدٌر المإقت بالبنوك التشاركٌة ٌستدعً احترام العدٌد من اإلجراءات‬
‫بداٌة باستصدار مقرر التعٌٌن من لدن والً بنك المؽرب ثم تبلٌػ ذلك المقرر للجهات‬
‫المختصة وانتهاء بنشر المقرر بالجرٌدة الرسمٌة‪.‬‬

‫وبالتالً سنشٌر إلى استصدار مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت(‪ )1‬وتبلٌػ مقرر تعٌٌن‬
‫المدٌر المإقت(‪)2‬على أن نشٌر نشر مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت فً (‪.)3‬‬

‫‪1‬ـ اعرصذاس ِمشس ذع‪ ٓ١١‬اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد‬

‫تنص المادة ‪ 114‬من القانون رقم ‪ 103.12‬على ما ٌلً‪ٌ" :‬تولى والً بنك‬
‫المؽرب تعٌٌن المدٌر المإقت فً الحاالت المنصوص علٌها فً المادة ‪ 89‬أعبله‪ .‬عندما‬
‫ٌتعلق األمر بمإسسة ابتمان تتلقى أموال من الجمهور‪ ،‬وٌمكن تعٌٌن الشركة المسٌرة‬
‫لصندوقً الضمان المشار إلٌها فً المادة ‪ 132‬أدناه بصفتها مدٌرا مإقتا‪.‬‬

‫ٌحدد مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت مدة انتدابه وشروط أداء أجرته التً تتحملها‬
‫مإسسة االبتمان المعنٌة إذا لم ٌكن منخرطا فً صندوق الضمان‪".‬‬

‫وما ٌبلحظ فً هذا اإلطار أن المشرع نص على أن والً بنك المؽرب هو الذي‬
‫ٌنعقد له االختصاص قصد تعٌٌن المدٌر المإقت بناء على مقرر ٌصدره فً هذا الشؤن‬
‫وذلك فً الحاالت المنصوص فً المادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق‬
‫بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.‬‬

‫وفً جمٌع األحوال‪ ،‬فإن مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت ٌجب أن ٌتضمن على وجه‬
‫العموم جمٌع المسابل المتعلقة بوضعٌة المدٌر المإقت خاصة مدة تعٌٌنه وأجرته‪.‬‬

‫وبذلك فإن المدٌر المإقت المعٌن بالبنوك التشاركٌة ٌزاول مهامه فً حدود المدة‬
‫الزمنٌة التً نص علٌها مقرر والً بنك المؽرب‪ ،‬أي أنه ٌجب أن ٌصلح مكامن الخلل‬
‫داخل ذلك اآلجال المنصوص علٌه فً المقرر تحت انتهاء مدة تعٌٌنه‪.431‬‬

‫‪-431‬تنص المادة ‪ 198‬من القانون رقم ‪ 112619‬على ما ٌلً‪ ":‬تنتهً مهمة المدٌر المإقت حٌن انصرام مدة‬
‫انتدابه أو عندما‪:‬‬
‫تعٌن األجهزة المشار إلٌها فً المادة ‪ 198‬أعبله‪،‬‬
‫تكون وضعٌة مإسسة االبتمان مختلة بشكل ال رجعة فٌه‪،‬‬
‫ال تستطٌع ألي سبب من األسباب مزاولة مهامه بصورة عادٌة‪،‬‬
‫ٌخل بالتزاماته كما هً مقررة فً هذا الباب‪،‬‬

‫‪175‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫فضبل عن ذلك‪ ،‬فإن المدٌر المإقت ٌؤخذ أجرة عن المهمة المكلفة بها‪ٌ ،‬تم‬
‫تحدٌدها بمقرر والً بنك المؽرب القاضً بتعٌٌنه وذلك فً حالة إذا لم ٌكن منخرطا فً‬
‫صندوق الضمان المشار إلٌه ‪ 132‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات‬
‫االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪.432‬‬

‫‪2‬ـ ذثٍ‪١‬غ ِمشس ذع‪ ٓ١١‬اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد ٌٍج‪ٙ‬اخ اٌّخرصح‬

‫وإلى جانب ما ثم اإلشارة إلٌه أعبله‪ ،‬فإن ذلك المقرر القاضً بتعٌٌن المدٌر‬
‫المإقت ٌتم تبلٌؽه إلى أعضاء مجلس إدارة أو رقابة البنوك التشاركٌة كما أن ذلك المقرر‬
‫ٌجب أن ٌحال كذلك على السلطة التنفٌذٌة فً شخص الوزٌر المكلؾ بالمالٌة‪.433‬‬

‫‪3‬ـ ٔشش ِمشس ذع‪ ٓ١١‬اٌّذ‪٠‬ش اٌّؤلد تاٌجش‪٠‬ذج اٌشعّ‪١‬ح‬

‫فضبل عن ما تمت اإلشارة إلٌه أعبله‪ ،‬فإن ذلك المقرر القاضً بتعٌٌن المدٌر‬
‫المإقت ٌجب أن ٌنشر بالجرٌدة الرسمٌة وفق الشكلٌات واإلجراءات المنصوص علٌها‬
‫قانونا‪.434‬‬

‫اٌفمشج اٌثأ‪١‬ح‪ :‬أٌ‪١‬اخ ذذخً اإلداسج اٌّؤلرح‬

‫ٌقوم والً بنك المؽرب بمجرد إصدار قراره القاضً بوضع إحدى مإسسات‬
‫االبتمان تحت نظام اإلدارة المإقتة بتعٌن مدٌر مإقت تنقل إلٌه كافة الصبلحٌات‬
‫الضرورٌة‪ ،‬إلدارة وتسٌر المإسسة البنكٌة المعنٌة باألمر‪.‬‬

‫وفً هاتٌن الحالتٌن األخٌرتٌن‪ٌ ،‬باشر تعوٌض المدٌر المإقت وفق الشكلٌات المحددة فً المادة ‪ 118‬أعبله"‬
‫‪ -432‬تنص المادة ‪ 129‬من القانون رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها على‬
‫ما ٌلً‪ ":‬تحدث شركة مساهمة‪ٌ ،‬شار إلٌها بعده بالشركة المسٌرة‪ٌ ،‬عهد إلٌها بتدبٌر صندوقً ضمان الودابع‬
‫المنصوص علٌها فً المادتٌن ‪ 52‬و‪194‬أعبله‪ ،‬وبالمساهمة فً تسوٌة صعوبات مإسسات االبتمان تتكٌفا لدفتر‬
‫تحمبلت بنك المؽرب‪.‬‬
‫ٌحدد دفتر التحمبلت بوجه خاص‪:‬‬
‫االلتزامات المتعلقة بسٌر الشركة المسٌرة‪،‬‬
‫كٌفٌات مساهمتها فً عملٌة تسوٌة صعوبات مإسسات االبتمان‪،‬‬
‫القواعد األخبلقٌة الواجب احترامها من طرؾ مجلس اإلدارة ومستخدمً الشركة المسٌرة‪،‬‬
‫كٌفٌات تبادل المعلومات بٌن بنك المؽرب والشركة المسٌرة‪."،‬‬
‫‪-433‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 118‬من القانون رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة‬
‫فً حكمها على ما ٌلً‪:‬‬
‫" وٌبلػ المقرر المذكور أعضاء مجلس إدارة أو رقابة مإسسة االبتمان المعنٌة و إلى الوزٌر المكلؾ بالمالٌة"‬
‫‪ -434‬تنص الفقرة األخٌرة من المادة ‪ 118‬من القانون رقم ‪ 112619‬المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات‬
‫المعتبرة فً حكمها على ما ٌلً‪:‬‬
‫"‪...........‬‬
‫وٌنشر هذا المقرر فً الجرٌدة الرسمٌة"‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫وبناء على ذلك فمن أجل الوقوؾ أكتر على تلك السلطات التً ٌتمتع بها المدٌر‬
‫المإقت حالة تعٌٌنه بالمإسسة البنكٌة المعنٌة باألمر فً ضمان و حفظ حقوق و مصالح‬
‫كل األطراؾ المتعاملة مع هذه المإسسات فإنها سنتطرق إلٌها من خبلل التعرض‬
‫للصبلحٌات ذات الصبؽة الوقابٌة التً ٌضطلع بها المدٌر المإقت فً إدارة و تسٌٌر‬
‫المإسسة البنكٌة التً تعترضها مخاطر أو صعوبات فً حٌن سٌنصرؾ موضوع دراستنا‬
‫فً الشق الثانً منها للصبلحٌات ذات الطابع التقوٌمً (ثانٌا) والصبلحٌات ذات الطابع‬
‫الوقابً(أوال)‪.‬‬

‫أ‪ٚ‬ال‪ :‬أٌ‪١‬اخ ‪ٚ‬لائ‪١‬ح‬

‫مما ٌستفاد من اللجوء إلى تعٌٌن مدٌر مإقت فً إحدى مإسسات االبتمان‪ ،‬سواء‬
‫أكان قد وقع استجابة لطلب المسٌر أو باقتراح من والً بنك المؽرب أنه ال ٌتم إال بناء‬
‫على أحد األسباب الثبلثة‪ ،‬و ٌتعلق أألول منها بتعذر قدرة المسٌرٌن على مزاولة مهام‬
‫اإلدارة و التسٌٌر بصورة عادٌة بٌنما‪ ،‬الثانً منها ٌرتبط بضرورة تقوٌم الوضع المالً‬
‫للمإسسة التً تعترضها المخاطر و الصعوبات‪ ،‬فً حٌن ٌكمن الثالث فً فرض نظام‬
‫اإلدارة المإقتة كعقوبة ضد مإسسة البنكٌة المسجل علٌها مخالفة ألحكام المادة‬
‫‪.187435‬‬

‫ومن تم فإن الؽاٌة من وضع المإسسة البنكٌة تحت نظام اإلدارة المإقتة بسبب عدم‬
‫قدرة مسٌره على القٌام بالوظابؾ اإلدارة و التسٌٌر فً الظروؾ العادٌة‪ ،‬أو بسبب عدم‬
‫تنفٌد هإالء األخٌرٌن لتعلٌمات و أوامر والً بنك المؽرب الموجهة إلٌه طبقا ألحكام‬
‫القانون البنكً‪ ،‬ال تكمن فً تقوٌم وضعٌة المإسسة البنكٌة المعنٌة باألمر بقدر ما تكمن فً‬
‫محاولة تؤمٌنه من الوصول إلى وضعٌة تستوجب حتما هذا التقوٌم‪.436‬‬

‫وبالتالً ف إن اختصاصات المدٌر المإقت و الحالة هذه تنحصر باألساس فٌما له‬
‫صلة بإزالة و استؤصل العراقٌل ذات الطابع المإسساتً‪ ،‬والتً حالة دون مزاولة‬
‫المسٌرٌن لوظابفهم بالشكل المعتاد‪ ،‬أو المخالفات المسجلة على هذه المإسسة نتٌجة لعدم‬

‫‪435‬‬
‫‪112619‬‬ ‫‪124‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪436‬‬
‫‪42‬‬

‫‪177‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫امتثال مسٌرٌه األوامر والً بنك المؽرب التً ٌصدرها إلٌهم فً نطاق السلطات المخولة‬
‫فً مٌدان مراقبة نشاط مإسسات االبتمان ‪.‬‬

‫و ذلك أن صبلحٌات المدٌر المإقت فً مثل هذه الحالة تتحدد وقت تعٌٌنه فً‬
‫اتخاذ كل ما هو الزم لتقوٌم هذه الوضعٌة و إزالة االختبلل الذي ٌعتري الوضعٌة‬
‫المالٌة و ٌهدد دٌمومتها فً مزاولة نشاطها ‪.437‬‬

‫وهكذا فمن بٌن اإلجراءات التً ٌقوم بها المدٌر المإقت الذي تم تعٌنه بناء على‬
‫طلب مسٌري المإسسة البنكٌة الذٌن ٌجدون فً أنفسهم عدم القدرة على مزاولة نشاط‬
‫اإلدارة و التسٌٌر بصورة عالٌة‪ ،‬أنه ٌتولى إدارة المإسسة البنكٌة‪ ،‬و تسٌٌرها إلى حٌن‬
‫وضع حد للمشكل أو الحاجز المإسساتً التً جعلها هإالء المسٌرٌن قادرٌن على القٌام‬
‫بوظابفهم بالشكل المعتاد‪.438‬‬

‫هذا‪ٌ ،‬مكن القول من مجمع ما تمت اإلماءة إلٌه مسبقا‪ ،‬أن اختصاص المدٌر‬
‫المإقت الذي ٌتم تعٌنه فً إطار مقتضٌات المادة ‪ 115‬من القانون ‪ 103.12‬تنحصر‬
‫باألساس فً اتخاذ تدابٌر االزمة الستبصال اآلثار التً تكون قد ترتبت على المخالفات‬
‫المرتكبة من طرؾ المسٌرٌن والمبررة إلنزال عقوبات تؤدٌبٌة من هذا القبٌل و بالبنك‬
‫الذي ٌتولون إدارته وتسٌره‪.‬‬

‫ثأ‪١‬ا‪ :‬أٌ‪١‬اخ ذم‪١ّ٠ٛ‬ح‬

‫إن دور المدٌر المإقت ال ٌنحصر فً هذا المضمار فً ممارسة اختصاصاته‬


‫عند حدود اإلدارة فحسب بل ٌمكن له كذلك أن ٌقوم بؤعمال التصرؾ التً تتطلبها‬
‫ضرورة التقوٌم المالً للمإسسة البنكٌة حماٌة لها من جهة ولصالح زبنابها من جهة‬
‫‪.439‬‬

‫هذا وٌستنبط من المقتضى المذكور أنفا من خبلل ما نص علٌه المشرع فً ظل‬


‫القانون البنكً الذي حسم األمر باعترافه صراحة للمدٌر المإقت للقٌام بؤعمال‬
‫التصرؾ‪ ،‬إذ ٌمكن للمدٌر المإقت إجراء عملٌة البٌع و الشراع التً تتطلبها مواصلة‬
‫المإسسة البنكٌة الموضوعة تحت نظام اإلدارة المإقتة بكٌفٌة تضمن مصلحتها‬
‫ومصلحة الزبناء‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫‪-‬‬
‫‪58‬‬
‫‪- 438‬محمد الفروجً‪ ،‬القانون البنكً المؽربً و حماٌة حقوق الزبناء‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.379‬‬
‫‪ -439‬محمد الفروجً‪ ،‬القانون البنكً المؽربً و حماٌة حقوق الزبناء‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.380‬‬

‫‪178‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫من ثم فإن أعمال التصرؾ التً ٌحتمل أن ٌقوم بها المدٌر المإقت كعملٌات بٌع‬
‫األموال العقارٌة أو المنقولة المملوكة لمإسسة االبتمان الخاضعة اإلدارة المإقتة‪ ،‬ولٌس‬
‫عملٌة اقتناء أموال أخرى ولفابدة هذه المإسسة البنكٌة كما أنه فً هذه الحالة األخٌرة‬
‫أخضع المشرع المؽربً تملك المدٌر المإقت لحسابه الخاص األموال العقارٌة أو‬
‫المنقولة المملوكة للمإسسة البنكٌة التً ٌدٌرها مإقتا‪ ،‬أو جزء من هذه األموال إلذن أو‬
‫ترخٌص مسبق من لدن والً بنك المؽرب‪.440‬‬

‫‪112619‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪- 440‬‬

‫‪112‬‬
‫‪15642‬‬

‫‪179‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫خاذّح‬

‫إن البنوك التشاركٌة بنوك ذات طابع شمولً تقدم مختلؾ الخدمات لجمٌع القطاعات‬
‫وتقبل من جمٌع األطراؾ‪ ،‬واتباعها لمبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة مكنها من أن تحتل مكانة‬
‫بارزة مقارنة بنظٌرتها مما جعلها محطة لكل من ٌرؼب فً الكسب الحبلل‪.‬‬

‫فالبنوك التشاركٌة تقوم بتوظٌؾ مواردها فً صٌػ إسبلمٌة وال تكمن أبعاد إنشاء‬
‫البنوك التشاركٌة فً تحقٌق أبعاد اقتصادٌة فقط بل أسمى من ذلك فلها أبعاد اجتماعٌة وهً‬
‫تحقٌق التكاف ل بٌن أبناء المجتمع الواحد وأبعاد سٌاسٌة وهً تحقٌق التعاون والتكامل بٌن‬
‫الدول وباألخص الدول العربٌة واإلسبلمٌة‪.‬‬

‫واتضح أن البنوك التشاركٌة تواجه العدٌد من التحدٌات والمخاطر التً تخفض من‬
‫قدرتها عن القٌام بدورها االقتصادي وكذا التحدٌات العالمٌة التً ٌجب التصدي لها لكً‬
‫تتمكن من التطور والمساهمة بشكل جٌد فً التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‪.‬‬

‫وذلك باعتبار المخاطر أصبحت تمثل تحدٌا للصناعة التشاركٌة والتقلٌدٌة على‬
‫السواء وبالرؼم من كل األلٌات واألدوات المبدعة إال أن المشكلة ال تزال قابمة فالتقلبات‬
‫والكوارث واالنهٌارات المالٌة تبدو فً ازدٌاد‪ ،‬إال أنه ال ٌمكن من حٌث الواقع تحقٌق الربح‬
‫دون تحمل المخاطرة‪ ،‬والتقدم االقتصادي مشروط باإلقدام والرٌادة التً تستلزم تحمل‬
‫المخاطر‪ ،‬لكن الحاجة قابمة لضبط المخاطر وتقلٌلها‪.‬‬

‫وهذا ما حاولنا تسلٌط الضوء علٌه فً ثناٌا هذا الموضوع الذي كان محاولة لرسم‬
‫الٌات الكفٌلة بتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة وذلك من خبلل تقسٌمه إلى فصلٌن أساسٌن‬
‫تناولنا فً الفصل األول األلٌات الرقابٌة المكلفة بضبط مخاطر البنوك التشاركٌة وذلك‬
‫بتبٌان أجهزة رقابة داخلٌة والخارجٌة التً تسعى إلى فرض رقابة صارمة تمكنها من‬
‫مواج هة كافة المخاطر التً ٌمكن أن تعصؾ بنشاط البنوك التشاركٌة وهذه أجهزة هً‬
‫نفسها أجهزة البنوك التقلٌدٌة مع بعض االختبلفات البسٌطة كون البنوك التشاركٌة تعرؾ‬
‫فضبل عن أجهزتها الداخلٌة المشتركة بٌن نظٌرتها جهاز أخر متمثل فً لجنة التدقٌق‪،‬‬
‫فضبل عن دور الرقابً الخارج ً الذي ٌمارسه بنك المؽرب تعرؾ تدخل المجلس العلمً‬
‫األعلى الذي ٌجب استشارته فً كافة األنشطة المزاولة من طرفها لمعرفة ما مدى مطابقتها‬
‫للشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫أما الفصل الثانً الذي أبرزنا من خبلله ألٌات أخرى تسعى بدورها إلى مواجهة‬
‫وتصدي إلى مخاطر البنوك التشاركٌة والمتمثلة فً الٌات مالٌة وادارٌة وتقنٌة وهً نفسها‬
‫الٌات البنوك التقلٌدٌة إال أن هذه األخٌرة تقوم بتحوٌل مخاطرها للتؤمٌن التجاري عكس‬

‫‪180‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫نظٌرتها التً تقوم بنقلها إال التؤمٌن التكافلً‪ ،‬زٌادة على ذلك فإن البنوك التشاركٌة تقوم‬
‫بتؤسٌس صندوق خاص بها ٌساعدها على تجاوز األزمات متمثل فً صندوق ضمان ودابع‬
‫البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫وقد مكتنا هذه الدراسة للتوصل لجملة من المبلحظات وتقدٌم بعض االقتراحات‬
‫تساعد على تجاوز بعض نواقص الذي ٌعرفها تدبٌر الٌات مخاطر البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المالحظات‬

‫من المبلحظات التً ثم التوصل إلٌها كون تفادي المخاطر كلٌا مستحٌل التحقق‪ ،‬ذلك‬
‫لكون المخاطر لصٌقة بالعمل البنكً دون استثناء أو تفرٌق بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة‪.‬‬

‫ـ كما الحظنا أٌضا أن إدارة المخاطر هً ضرورة إلنجاح البنوك التشاركٌة‬


‫واستمرارٌة عملها‪.‬‬

‫ـ إن ضعؾ المراقبة الداخلٌة والخارجٌة ٌكون السبب فً إفبلس عدة بنوك‪ ،‬وذلك‬
‫لكون المراقبة لٌست فقط جزء من هذا النظام بل إنها أساسٌة لضمان الربح والستمرار‬
‫البنوك التجارٌة‬

‫ـ إن بنك المؽرب له دور كبٌر فً التقلٌل من المخاطر من خبلل اسالٌبه الرقابٌة‬


‫على البنوك التشاركٌة والتنظٌمات التً ٌفرضها علٌها‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬االقتراحات‬

‫ـ على البنوك التشاركٌة تبنً استراتٌجٌة بنكٌة صارمة تعمل على تنظٌم المكاسب‬
‫من خبلل االنفتاح على األسواق المالٌة‪ ،‬ورفع الكفاءة عبر االحتكاك بالبنوك األجنبٌة على‬
‫الساحات المحلٌة والعالمٌة‪ ،‬والتقلٌل من الخسابر المحتملة‪.‬‬

‫ـ دعوة البنوك التشاركٌة إلى تبادل خبراتها‪ ،‬والتقارب فٌما بٌنها واالستفادة من‬
‫تجارب البنوك األخرى‪.‬‬

‫ـ التعاون المشترك بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة بما ٌخدم صالح الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫ـ على بنك المؽرب أن تخصص تشرٌع للبنوك التشاركٌة‪ٌ ،‬وفر لها البٌبة والمناخ‬
‫المناسب لخصوصٌة عملها‪ ،‬وأن تكون تعلٌمات اإلشراؾ والرقابة علٌها مختلفة على‬
‫البنوك التقلٌدٌة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪ ،‬على البنوك البحث أكثر على الجوانب الوقابٌة فً إدارة المخاطر والتوجه نحو‬
‫البنوك الشاملة لبلستفادة من مٌزة التنوع‪.‬‬

‫ـ وضع نظام رقابً داخلً فعال على البنوك وتطوٌر أسالٌب الرقابة البنكٌة بما‬
‫ٌتماشى والمعاٌٌر الدولٌة‪.‬‬

‫ـ ضرورة تعزٌز البنوك التشاركٌة بإدارات خاصة بتدبٌر المخاطر ولٌس ضمها مع‬
‫إدارات أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تثقٌؾ العنصر البشري وتثقٌفه على تسٌٌر البنوك وإدارة المخاطر بما‬
‫ٌسمح له فً المستقبل من التنبإ من المخاطر والتقلٌل ما أمكن من خطورتها‪.‬‬

‫‪ -‬ـ على البنوك التشا ركٌة أن تنبسط المناهج العلمٌة فً اختٌار المتعاملٌن معها وفق‬
‫األسالٌب االستثمارٌة الجدٌدة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تقوٌة الموارد المالٌة من خبلل امتبلك البنوك التشاركً رأس مال كافً‪،‬‬
‫والتوسع على اندماج المإسسات البنكٌة التشاركٌة الصؽٌرة فٌما بٌنها لتكون وحدات مالٌة‬
‫أكبر حجما‪ ،‬وأكثر فعالٌة لؽرض تخفٌض التكالٌؾ‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة مراعاة بنك المؽرب طبٌعة عمل البنوك التشاركٌة وأهدافها مما ٌستوجب‬
‫مراعاة طبٌعة الحسابات االستثمارٌة لدى البنوك التشاركٌة‪ ،‬لما تفتضٌه من أن ٌكون‬
‫االحتٌاطً القانونً فٌها أقل بكثٌر من نظٌرتها فً البنوك التقلٌدٌة‪.‬‬

‫‪ -‬تفعٌل الدور االجتماعً للبنوك التشاركٌة من خبلل التواصل مع المجتمع المحلً‬


‫وتحسٌن احتٌاجاته ومشاكله‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بدرجة كبٌرة بلجان الرقابة الشرعٌة من حٌث اختٌار األشخاص المشهود‬
‫لهم بالفتوى والنزاهة والموضوعٌة‬

‫‪ -‬ضرورة اهتمام البنوك التشاركٌة باألبحاث والدراسات وإن تطلب بإنشاء خبلٌا‬
‫بحثٌة داخل كل بنك منها‪ ،‬وذلك لمساٌرة التطورات الهابلة والشرٌفة التً ٌستهدفها القطاع‬
‫البنكً عبر العالم‪ ،‬سواء من لتكنولوجٌا المتطورة ألداء الخدمات أو فً النظرٌات الحدٌثة‬
‫لتسٌٌر البنوك‪ ،‬أواخر المعاٌٌر العالمٌة المستجدة للتنظٌم المحاسبً ولتقٌٌم األداء‪ .‬وذلك بعد‬
‫مبلءمتها مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة وبالتنسٌق فً العمل مع الهٌبات الشرعٌة‪.‬‬

‫‪ -‬تفعٌل دور الهٌبات الدولٌة الممثلة للبنوك التشاركٌة وترشٌدها على ضوء االستفادة‬
‫من أخطاء الماضً‪ ،‬وذلك لتوضٌح فكرة العمل البنكً لؽٌر المسلمٌن‪ ،‬وتصحٌح الصورة‬
‫‪182‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫المشوهة بعد الهجمة التً تعرضت لها البنوك والمإسسات المالٌة اإلسبلمٌة فً السنوات‬
‫األخٌر‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الئحح اٌّشاجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربٌة‬

‫‪1‬ـ المؤلفات‬

‫ابراهٌم مسعود الصغٌر‬

‫الرقابة على مسٌري شركة المساهمة فً التشرٌعٌن اللٌبً و المؽربً‪،‬‬

‫الجزء األول‪،‬‬

‫الطبعة األولى ‪،2006‬‬

‫أكادٌمٌة الفكر الجماهٌري‪ ،‬بنؽازي‬

‫ابراهٌم الكرسانة‬

‫"أطر أساسٌة ومعاصرة فً الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر"‬

‫معهد السٌاسات االقتصادٌة ‪ -‬صندوق النقد العربً‪ -‬اإلمارات العربٌة المتحدة_‪2010‬‬

‫الطبعة الثانٌة‪.‬‬

‫أبوحامد الغزالً‪،‬‬

‫إحٌاء علوم الدٌن‪ ،‬الجزء الثانً‪،‬‬

‫شركة ومطبعة مصطفى البابً الحلبً وأوالده‪،‬‬

‫مصر ‪.1939‬‬

‫أحمد شكري السباعً‪،‬‬

‫الوسٌط فً الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي الجزء الرابع شركات المساهمة‬

‫دار نشر المعرفة‪،‬‬

‫الرباط ‪.2004‬‬

‫أحمد النجار‬

‫‪184‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫البنوك اإلسبلمٌة ماذا قالوا وماذا نقول فً النظام اإلسبلمً‪،‬‬

‫دون ذكر رقم الطبعة ‪2002‬‬

‫مطبعة القاهرة‪.‬‬

‫أحمد محمد لطفً‬

‫الرقابة على المصارؾ اإلسبلمٌة بٌن الواقع و المؤمول‪،‬‬

‫طبعة‪.2013‬‬

‫دار الفكر و القانون المنصورة‪.‬‬

‫إدرٌس غانمً‬

‫األبناك المؽربٌة فً مواجهة األزمة االقتصادٌة العالمٌة بٌن تنامً المخاطر البنكٌة‬
‫وإكراهات المساطر االحترازٌة مع دراسة فً تجربة القرض الفبلحً للمؽرب‬

‫طبعة األولى‬

‫دار الوفاق‪ ،2014 ،‬المؽرب‪.‬‬

‫إدرٌس الفاخوري‪،‬‬

‫الحقوق العٌنٌة وفق القانون رقم ‪،39.08‬‬

‫منشورات مجلة الحقوق سلسلة المعارؾ القانونٌة والقضابٌة‪،‬‬

‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة‬

‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪2013‬‬

‫أسامة عزمً سالم وشقٌري نوري موسى‬

‫إدارة الخطر والتؤمٌن‬

‫‪ ،2010‬طبعة األولى‬

‫دار الحامد للنسر والتوزٌع‪ ،‬عمان األردن‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أشرف محمد دوابه‬

‫دراسات فً التموٌل اإلسبلمً‪.‬‬

‫الطبعة األولى ‪.2007‬‬

‫حسٌن حسٌن شحاتة‬

‫المراجعة والرقابة بٌن الفكر اإلسبلمً والفكر الوضعً‪،‬‬

‫بدون ناشر‬

‫طارق هللا خان وحبٌب أحمد‪،‬‬

‫إدارة المخاطر تحلٌل قضاٌا فً الصناعة المالٌة اإلسبلمٌة‬

‫ترجمة عثمان بابكر أحمد مراجعة رضا سعد هللا جدة المملكة العربٌة السعودٌة‬

‫‪ ،2003‬طبعة ‪.1‬‬

‫عائشة الشرقاوي المالقً‬

‫"الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً"‬

‫الطبعة الثانٌة‪2007،‬‬

‫دار أبً رقراق للطباعة والنشر‬

‫عبد الحمٌد البعلً‪،‬‬

‫االستثمار والرقابة الشرعٌة فً البنوك والمإسسات المالٌة اإلسبلمٌة‪،‬‬

‫نشر بنك فٌصل اإلسبلمً القبرصً‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪1991 ،‬‬

‫عبد هللا العالٌلً ابن منظور‬

‫لسان العرب المحٌط جزء الثانً‪،‬‬

‫دار لسان العرب‪،‬‬

‫‪186‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫بٌروت‪1988 ،‬‬

‫علً سٌد قاسم‪،‬‬

‫مراقب الحسابات دراسة قانونٌة مقارنة‪ ،‬لدور مراقب الحسابات فً شركة المساهمة‬

‫الطبعة األولى ‪1991‬‬

‫دار الفكر العربً القاهرة‬

‫فؤاد معالل‬

‫شرح القانون التجاري الجدٌد الجزء الثانً "الشركات التجارٌة"‬

‫الطبعة الثالثة مطبعة األمنٌة‪،‬‬

‫الرباط ‪.2009‬‬

‫مأمون الكزبري‬

‫التحفٌظ العقاري والحقوق العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة فً ضوء التشرٌع المؽربً‪،‬‬

‫مطبعة العربٌة الرباط ‪،1987‬‬

‫طبعة ‪ ،2‬جزء الثانً‬

‫محمد الفروجً‬

‫العقود البنكٌة بٌن مدونة التجارة والقانون البنكً‪-‬‬

‫الطبعة الثانٌة‪،‬‬

‫ٌناٌر‪.2001‬‬

‫محمد صبري‬

‫األخطاء البنكٌة‪ ،‬أساس المسإولٌة البنكٌة عن عدم مبلءمة االبتمان مع مصلحة الزبون‪،‬‬

‫الطبعة األولى ‪،2007‬‬

‫مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫محمد زكً شافعً‬

‫مقدمة فً النقود والبنوك‪،‬‬

‫دار النهضة العربٌة القاهرة‪،‬‬

‫طبعة ‪.1978‬‬

‫محمود عبد الكرٌم ارشٌد‬

‫المدخل لدراسة االقتصاد اإلسبلمً‪،‬‬

‫الطبعة األولى ‪،2012‬‬

‫بدون ذكر دار النشر‪.‬‬

‫مرٌد جواد‬

‫" البنوك اإلسبلمٌة فً ضوء المستجدات التنظٌمٌة للمنتجات التموٌلٌة بالمؽرب"‬

‫مطبعة الملتقى برٌنتر المحمدٌة‬

‫الطبعة األولى ‪.2012‬‬

‫المصطفى بوزمان‪،‬‬

‫حماٌة المصلحة االجتماعٌة فً شركات المساهمة‪،‬‬

‫منشورات مجلة القضاء المدنً سلسلة أعمال جامعٌة‪،‬‬

‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪،‬‬

‫الرباط‪،‬‬

‫طبعة ‪2016‬‬

‫نسٌمة حشوف‬

‫"ماهٌة البنوك اإلسبلمٌة فً ضوء المستجدات التنظٌمٌة للمنتجات التموٌلٌة بالمؽرب"‬

‫مطبعة المتقً برٌنتر المحمدٌة‬

‫‪188‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الطبعة األولى ‪.2012‬‬

‫نور الدٌن الفقٌهً‬

‫المعٌن فً فهم القانون البنكً المؽربً‪،‬‬

‫مطبعة طوب برٌس‪ -‬الرباط‪،‬‬

‫الطبعة األولى نونبر ‪2015‬‬

‫نورة غزالن‬

‫الوسٌط فً العقود الخاصة والعقود المدنٌة والتجارٌة والبنكٌة‪ ،‬الجزء األول‬

‫الطبعة األولى ‪2017‬‬

‫مطبعة األمنٌة الرباط‪.‬‬

‫نورة غزالن‬

‫المكونات البنٌوٌة للتنظٌم القضابً المؽربً‪ ،‬دراسة تحلٌلٌة من زاوٌة المقومات الجوهرٌة‬
‫للحكامة الجٌدة‪،‬‬

‫الطبعة األولى سنة ‪.2009‬‬

‫مطبعة الورود‪ ،‬إنزكان‬

‫‪2‬ـ األطروحات والرسائل الجامعٌة‬

‫أـ األطروحات الجامعٌة‬

‫حمزة عبد الكرٌم محمد حماد‬

‫مخاطر االستثمار فً المصارؾ اإلسبلمٌة‬

‫بحث لنٌل درجة الدكتوراه‬

‫منشور كلٌة الشرٌعة‪ ،‬الجامعة األردنٌة‬

‫دار النفابس‪،‬‬

‫‪189‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫األردن طبعة األولى‪1428 ،‬هـ‪.2008/‬‬

‫حٌاة نجار‬

‫إدارة المخاطر المصرفٌة وفق اتفاقٌة بازل " دراسة واقع البنوك التجارٌة العمومٌة‬
‫الجزابرٌة"‪،‬‬

‫أطروحة مقدمة لنٌل شهادة الدكتوراه علوم فً العلوم االقتصادٌة‪،‬‬

‫جامعة فرحات عباس سطٌؾ‪1‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2014/2013‬‬

‫خالد وردي‬

‫تطور االجتهاد القضابً فً المٌدان البنكً حجٌة كشؾ الحساب و أحقٌة البنك فً الفوابد‬
‫نموذجا‪،‬‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه وطنٌة فً القانون الخاص‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة الحسن الثانً الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2006-2005‬‬

‫رشٌدة الخٌر‬

‫النظام البنكً المؽربً و إشكالٌة تموٌل المقاوالت الصؽرى و المتوسطة‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة‬

‫جامعة الحسن الثانً الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2007_2006‬‬

‫سفٌان ادرٌوش‬

‫‪190‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫تسنٌد الدٌون الرهنٌة‪-‬مقاربة قانونٌة ومالٌة‪-‬‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‬

‫وحدة التكوٌن والبحث‪ :‬الضمانات التشرٌعٌة فً قانون األعمال المؽربً‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة محمد االول وجدة‪ ،‬السنة الدراسٌة ‪.2005-2004‬‬

‫مصطفى المرضً‪،‬‬

‫اإلنذار العقاري فً التشرٌع المؽربً‪ ،‬دراسة نظرٌة وعملٌة‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬مخبر األنظمة المدنٌة والمهنٌة تخصص قانون‬
‫العقود والعقار‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول وجدة‬

‫السنة الجامعٌة ‪2014-2013‬‬

‫عبد الواحد حمداوي‬

‫تعسؾ األؼلبٌة فً شركات المساهمة دراسة مقارنة‪،‬‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2001-2000‬‬

‫عمر العسري‬

‫تحرٌك أسواق الرسامٌل واستراتٌجٌة تنشٌط االستثمار بالمؽرب‪،‬‬

‫‪191‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أطروحة لنٌل الدكتورة مسلك القانون العام‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة – الدار البٌضاء‪،-‬‬

‫جامعة الحسن الثانً‬

‫الموسم الجامعً ‪.2002-2001‬‬

‫عمر حمزة‬

‫االبتمان البنكً بٌن الكفالة كضمانة شخصٌة والرهن الرسمً كضمانة عٌنٌة‪،‬‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬قانون التجارة واألعمال‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬السوٌسً الرباط‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2011-2010‬‬

‫محمد جنكل‬

‫االبتمان البنكً نموذجا‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪،‬‬

‫وحدة قانون األعمال‬

‫جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة‪.2000-2001‬‬

‫محمد كرام‬

‫المسإولٌة الجنابٌة لمراقب الحسابات فً شركة المساهمة على ضوء القانون المؽربً و‬
‫المقارن‬

‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً كلٌة الحقوق‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة و االجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪،‬‬

‫‪192‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫السنة الجامعٌة ‪2001-2000‬‬

‫محمد لفروجً‬

‫القانون البنكً المؽربً وحماٌة حقوق الزبناء‬

‫دكتوراه الدولة فً القانون الخاص‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة الحسن الثانً‪ ،‬عٌن الشق‬

‫الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة ‪1997-1996‬‬

‫موسى عمر مبارك أبو محٌمٌد‬

‫مخاطر صٌػ التموٌل اإلسبلمً وعبلقتها بمعٌار كفاٌة رأس المال للمصارؾ اإلسبلمٌة من‬
‫خبلل معٌار بازل ‪.2‬‬

‫أطروحة دكتوراه مقدمة إلى قسم‪ :‬المصارؾ اإلسبلمٌة‬

‫كلٌة العلوم المالٌة والمصرفٌة األكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة‬

‫السنة الجامعٌة ‪1924‬هـ ‪2008-‬م‪.‬‬

‫ب ـ الرسائل الجامعٌة‬

‫أحد البدوي ولد محمد ٌحًٌ‬

‫واجب الحذر البنكً تؤصٌل و تحلٌل‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة القاضً عٌاض‪ ،‬مراكش‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2008_2009‬‬

‫اسماعٌل صاحب الدٌن‬

‫‪193‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الودابع النقدٌة واشكالٌة حماٌة المودعٌن‪.‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‬

‫جامعة محمد األول‬

‫وجدة ‪.2007/2006‬‬

‫حاكمً نجٌب هللا‬

‫إدارة المخاطر فً المصارؾ اإلسبلمٌة"‬

‫رسالة لنٌل شهادة الماجستٌر فً العلوم االقتصادٌة تخصص‪ :‬مالٌة دولٌة‪،‬‬

‫كلٌة العلوم االقتصادٌة‪ ،‬علوم التسٌٌر والعلوم التجارٌة المدرسة الدكتورالٌة فً االقتصاد‬
‫والتسٌٌر‬

‫جامعة وهران‬

‫السنة الجامعٌة ‪2014-2013‬‬

‫حٌاة زنحً‬

‫نظام الخطر البنكً فً مدونة التجارة المؽربٌة‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة محمد خامس أكدال الرباط‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2006/2005‬‬

‫حجٌلة صحراوٌة‬

‫انقضاء عقد الكفالة المدنٌة بصفة أصلٌة فً القانون المدنً الجزابري‪،‬‬

‫مذكرة تخرج لنٌل شهادة الماستر فً القانون الخاص تخصص عقود ومسإولٌة‪،‬‬

‫جامعة أكلً محند أولحاج‪ ،‬البوٌرة‪،‬‬

‫‪194‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫الجزابر ‪2013/2012‬‬

‫خضراوي نعٌمة‬

‫إدارة المخاطر البنكٌة‪ ،‬دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة والبنوك اإلسبلمٌة‪-‬حالة بنك‬
‫الفبلحة والتنمٌة الرٌفٌة وبنك البركة الجزابري‬

‫بحث لنٌل شهادة الماستر فً العلوم االقتصادٌة‬

‫جامعة محمد حٌضر بسكرة‪ ،‬الجزابر‬

‫الموسم الجامعً‪.2009 -2008‬‬

‫رشٌد بامو‬

‫النظام القانونً لمإسسة مراقب الحسابات‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم نهاٌة التكوٌن فً سلك الماستر المتخصص‪ :‬المقاولة والقانون‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة ابن زهر أكادٌر‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2014-2013‬‬

‫رشٌدة مزوغ‬

‫اإلشكاالت العملٌة فً مسطرة تحقٌق الرهن الرسمً‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‬

‫السنة الدراسٌة ‪.2008-2007‬‬

‫سناء مكار‬

‫"دور بنك المؽرب فً مراقبة االبتمان"‬

‫‪195‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المقاولة‪ ،‬جامعة الحسن الثانً – عٌن الشق‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2014/2013‬‬

‫سعاد البرهامً‬

‫"البنوك التشاركٌة بالمؽرب_ دراسة مقارنة"‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص دراسة مقارنة‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة شعبة القانون الخاص ماستر قوانٌن التجارة‬
‫واألعمال ‪،‬‬

‫جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة‪.2016/2015:‬‬

‫سناء بدٌع السوٌسً‬

‫التموٌل البنكً للمقاولة الصؽرى والمتوسطة فً المؽرب‬

‫رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون الخاص‬

‫مسلك قوانٌن التجارة واألعمال‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول وجدة‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2013-2012‬‬

‫سعٌد العماري‬

‫تدبٌر المخاطر والمراقبة الداخلٌة بٌن القوانٌن االبتمانٌة والممارسة البنكٌة‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا الجامعٌة المهن القضابٌة والقانونٌة‪،‬‬

‫جامعة محمد الخامس السوٌسً‪،‬‬

‫‪196‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة و االجتماعٌة الرباط‪،‬‬

‫المركز المؽربً للدراسات و األبحاث حول المهن القضابٌة و القانونٌة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪2008‬‬

‫شوقً كوثار‬

‫"رقابة بنك المؽرب على مزاولة المهنة البنكٌة"‬

‫رسالة لنٌل دبلوم نهاٌة التكوٌن فً سلك الماستر المتخصص‪ :‬المقاولة والقانون‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة ابن زهر أكادٌر‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2013-2012‬‬

‫عبد الغانً عباز‬

‫"النظام القانونً للبنوك التشاركٌة"‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً العلوم القانونٌة ‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد الخامس _الرباط‪.‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2015/2016‬‬

‫عبد الرحٌم بنعٌدة‬

‫مفهوم مصلحة الشركة كضابط لتحدٌد اختصاصات ومسإولٌة مجلس اإلدارة و الجمعٌات‬
‫العامة‬

‫دراسة تحلٌلٌة مقارنة‬

‫رسالة لنٌل الدكتوراه فً الحقوق‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫‪197‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫جامعة محمد الخامس الرباط أكدال‬

‫السنة الجامعٌة ‪.1997-1996‬‬

‫عبد الحق الكوٌتً‬

‫الكفالة الشخصٌة كضمانة بنكٌة‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬مسلك القضاء والتحكٌم‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول وجدة‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2009-2008‬‬

‫عبد القادر محاوي‪،‬‬

‫المركز القانونً للكفٌل فً القروض البنكٌة‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪،‬‬

‫مسلك قانون العقود والعقار‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول وجدة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2011-2010‬‬

‫لعلى أحالم‬

‫دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك اإلسبلمٌة‪-‬دراسة حالة بنك‬
‫البركة الجزابري وكالة باتنة‪،-‬‬

‫مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نٌل شهادة الماستر فً العلوم االقتصادٌة تخصص‪ :‬نقود‬
‫ومالٌة‪،‬‬

‫كلٌة العوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر قسم العلوم االقتصادٌة‪،‬‬

‫‪198‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫جامعة محمد خٌضر‪-‬بسكرة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2014/2013‬‬

‫محمد أهلً‬

‫"مخاطر القروض البنكٌة والٌات ضبطها"‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪ :‬قانون األعمال‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة الحسن الثانً عٌن الشق الدار البٌضاء‬

‫السنة الجامعٌة‪2009-2008‬‬

‫محمد بن محمد بن عبد الرحمان‪،‬‬

‫رقابة البنك المركزي على البنوك التجارٌة فً دول المؽرب العربً‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة السوٌسً‪،‬‬

‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة‪.2008-2007‬‬

‫محمد بونكول‬

‫"النظام القانونً لحماٌة الودابع البنكٌة فً ضوء التشرٌع البنكً المؽربً"‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر المتخصص المقاولة والقانون‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة ابن زهر أكادٌر‪.‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪2015-2014‬‬

‫محمد فاضل ماء العٌنٌن‬

‫‪199‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫"النظام القانونً للبنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬

‫بحث لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص تخصص القانون المدنً و األعمال‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬

‫جامعة عبد هللا السعدي طنجة‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2011-2010‬‬

‫مراد اعالبو‬

‫الحماٌة التشرٌعٌة للدابن المرتهن فً الرهن الرسمً العقاري‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬مسلك قانون العقود والعقار‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫جامعة محمد األول‪-‬وجدة‬

‫السنة الجامعٌة ‪.2008/2007‬‬

‫نادٌة حموتً‬

‫النظام القانونً لمراقب الحسابات فً إطار شركة المساهمة‪،‬‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً قانون األعمال‪ ،‬وحدة البحث و التكوٌن‬
‫والضمانات التشرٌعٌة فً قانون األعمال المؽربً‪،‬‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‬

‫جامعة محمد األول‪،‬‬

‫السنة الجامعٌة ‪2000 -1999‬‬

‫هاجر زرارقً‬

‫"إدارة المخاطر االبتمانٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة دراسة حالة بنك البركة الجزابري"‪،‬‬

‫‪200‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة ماجستٌر فً العلوم التجارٌة فرع‪:‬‬
‫دراسات مالٌة ومحاسبٌة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪2012 -2011‬‬

‫‪3‬ـ المقاالت والمجالت‬

‫البشٌر عدي‬

‫البنوك اإلسبلمٌة وأفاقها بالمؽرب‪،‬‬

‫مجلة المنبر القانونً‬

‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة‬

‫الرباط عدد ‪ 5‬أبرٌل‪ /‬اكتوبر ‪2012‬‬

‫أحمد الحجً الكردي‪:‬‬

‫مجلة الوعً اإلسبلمً‪،‬‬

‫عدد ‪ ،384‬شعبان ‪1418‬هـ‪ /‬شتنبر ‪1997‬‬

‫نور حنفً‬

‫دور البنوك اإلسبلمٌة فً التنمٌة االقتصادٌة دراسة تطبٌقٌة عن السودان‪،‬‬

‫تعلٌق على رسالة الماجستٌر‪،‬‬

‫مجلة المال و االقتصاد‪،‬‬

‫عدد ‪.6‬دجنبر ‪1988‬‬

‫الغرٌب ناصر‪،‬‬

‫الرقابة المصرفٌة على المصارؾ اإلسبلمٌة‪،‬‬

‫وقضاٌا التشؽٌل‪،‬‬

‫مقال منشور بدون سنة‪.‬‬

‫بلعزوز بن علً‬

‫‪201‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫استراتٌجٌات إدارة المخاطر فً المعامبلت المالٌة جامعة الشلق‪،‬‬

‫مجلة الباحث‪ .‬عدد ‪ 07‬سنة ‪.2011‬‬

‫حسن ٌوسف داود‬

‫لرقابة الشرعٌة فً المصارؾ اإلسبلمٌة‪،‬‬

‫موسوعة االقتصاد اإلسبلمً‪،‬‬

‫الجزء الخامس‪،‬‬

‫الطبعة ‪2009‬‬

‫حلٌمة بن حفو‬

‫تدبٌر مخاطر الخدمات المصرفٌة االبتمانٌة فً البنوك اإلسبلمٌة‬

‫مقال منشور بمجلة القضاء التجاري‪،‬‬

‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط‬

‫عدد ‪ 5‬السنة الثالثة شتاء‪ /‬ربٌع ‪.2015‬‬

‫ربٌعة غٌث‪،‬‬

‫اإلدارة المإقتة فً شركة المساهمة‬

‫المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‬

‫العدد ‪.98-97‬مارس‪ٌ -‬ونٌو ‪.2011‬‬

‫عائشة الشرقاوي المالقً‬

‫" توجهات مشروع القانون البنكً الجدٌد"‬

‫جرٌدة العلم – العدد ‪ 19700‬الخمٌس ‪ 9‬ربٌع األول ‪1425‬‬

‫الموافق ‪ 29‬أبرٌل ‪2004‬‬

‫عبد الرزاق رحٌم جدي الهٌتً‬

‫‪202‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أثر الرقابة الشرعٌة على التزام المصارؾ اإلسبلمٌة باألحكام الشرعٌة‪،‬‬

‫بحث مقدم إلى مإتمر المصارؾ اإلسبلمٌة بٌن الواقع والمؤمول ‪31‬‬

‫ماي ‪ٌ 3‬ونٌو ‪ ،2009‬أبوظبً دبً‪.‬‬

‫عبد الرحٌم عباسٌد‬

‫الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات‬

‫مقال منشور بمجلة المحامون عدد‪1998-6‬‬

‫عبد الرزاق العمرانً‬

‫القوابم التركٌبٌة للشركات‬

‫مجلة المحاكم التجارٌة‬

‫منشورات جمعٌة نشر المعلومة القانونٌة والقضابٌة‬

‫العدد الثانً‪ ،‬دجنبر‪2006‬‬

‫عز الدٌن الماحً‬

‫الودٌعة البنكٌة النقدٌة أٌة حماٌة‪-‬‬

‫مجلة المحامً‬

‫العدد ‪ 40‬سنة‪2000‬‬

‫محمد الحلوي‬

‫تحقٌق الضمانات مقال منشور فً الندوة األولى للعمل القضابً والبنكً المنظمة من طرؾ‬

‫وزارة العدل بالرباط بترٌخ‪ 4-3‬دجنبر ‪1987‬‬

‫محمد مختاري‪،‬‬

‫تحقٌق الضمانات البنكٌة جزء األول‬

‫مجلة المناظرة‬

‫‪203‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫مطبعة النخلة للكتاب وجدة‬

‫عدد ‪ٌ 9‬ونٌو ‪.2004‬‬

‫نادٌة الهٌدانً‬

‫الصندوق الجماعً لضمان الودابع كؤلٌة لحماٌة المودعٌن فً ظل القانون رقم ‪103.12‬‬
‫المتعلق بمإسسات االبتمان والهٌبات المعتبرة فً حكمها‪،‬‬

‫مجلة المحاكم المؽربٌة عدد ‪ ،149‬دجنبر ‪.2015‬‬

‫ٌوسؾ الرقضاي‪ ،‬تفعٌل ألٌات الرقابة الشرعٌة_الحلقة األولى‪-‬‬

‫مجلة االقتصاد اإلسبلمً‪،‬‬

‫عدد ‪،236‬‬

‫ٌوسف حمومً‪،‬‬

‫مخاطر العمل البنكً دراسة مقارنة بٌن البنوك التقلٌدٌة والتشاركٌة‪،‬‬

‫مجلة القانون واألعمال‪ :‬الخصوصٌات واإلشكاالت الجزء األول‪،‬‬

‫سلسلة المعارؾ القانونٌة والقضابٌة‪.‬‬

‫‪4‬ـ المقاالت المنشورة على المواقع االلكترونٌة‬

‫عالء حسٌن علً‪،‬‬

‫تورٌق الدٌون وضوابطه التطبٌقٌة فً التعامبلت الشرعٌة‪،‬‬

‫مقال منشور بالمجلة اإللكترونٌة ‪www.alkanounia.com‬‬

‫عدد‪.394‬‬

‫محمد بن الماحً‪،‬‬

‫حقوق المستهلك‪ :‬ضرورة تقنٌن مجال اإلشهار و ضمان الحق فً االختٌار‪،‬‬

‫مقال منشور بالمجلة اإللكترونٌة الفقه و القانون‪ ،‬عدد شتنبر ‪2012‬‬

‫‪204‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫محمد مخلوقً‬

‫التؤمٌن التكافلً من خبلل مستجدات مدونة التؤمٌنات المؽربٌة بمقتضى القانون رقم ‪59.13‬‬

‫مقال منشور بمجلة القانون واألعمال مجلة إلكترونٌة ‪،www.droitetentreprise.org‬‬

‫بدون ذكر العدد والسنة‬

‫محمد حفو‬

‫"البنوك التشاركٌة بٌن ؼموض النص القانونً وتحدٌات الواقع العملً" مقال منشور بمجلة‬

‫قانون األعمال‪ ،‬مجلة الكترونٌة ‪،www.droitetentreprise.org‬‬

‫العدد‪ 12‬مارس ‪9112‬‬

‫المجمع العربً للمحاسبٌن القانون نشرة إلكترونٌة شهرٌة‪،‬‬

‫عدد ‪ 53‬فبراٌر ‪،2004‬على الموقع اإللكترونً ‪-www.ascasocie.or‬‬

‫مقال منشور بموقع خاص بنك ‪WWW.Bkam.ma‬‬

‫الموقع اإللكترونً ‪www.islamicbankmaroc.info‬‬

‫‪5‬ـ الندوات والمؤتمرات‬

‫اسطٌف‬

‫كلٌة العلوم االقتصادٌة و علوم التسٌٌر بالتعاون مع مخبر الشراكة واالستثمار فً‬
‫المإسسات الصؽٌرة والمتوسطة فً الفضاء األورو مؽاربً‪ ،‬أٌام ‪ 21-20‬اكتوبر ‪2009‬‬

‫أمال عٌاري‪ ،‬أبوبكر خوالد‪،‬‬

‫تطبٌق مبادئ الحكومة فً المإسسات المصرفٌة حالة الجزابر‪،‬‬

‫مداخلة مقدمة للملتقى الوطنً حول حكومة الشركات كآلٌة للحد من الفساد المالً واإلداري‬

‫المنظمة من طرؾ مخبر مالٌة‪ ،‬بنوك وإدارة أعمال‪،‬‬

‫ٌومً ‪6‬ـ ‪ 7‬ماٌو ‪.2012‬‬

‫‪205‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫شرٌقً عمر‬

‫دور وأهمٌة الحوكمة فً استقرار النظام المصرفً‪،‬‬

‫مداخلة فً الملتقى العلمً الدولً حول األزمة المالٌة واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة‬
‫العالمٌة‪،‬‬

‫كلٌة العلوم االقتصادٌة و علوم التسٌٌر‪،‬‬

‫جامعة فرحات عباس‪ -‬اسطٌؾ بالتعاون مع مخبر الشراكة واالستثمار فً المإسسات‬


‫الصؽٌرة والمتوسطة فً الفضاء األورو مؽاربً‪،‬‬

‫أٌام ‪ 21-20‬اكتوبر‬

‫صوارمة عبد الوحٌد‪،‬‬

‫دراسة مقارنة بٌن البنوك اإلسبلمٌة والبنوك التقلٌدٌة مواضٌع الندوة الدولٌة األولى المنظمة‬
‫من طرؾ مركز الدراسات القانونٌة واالجتماعٌة‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادي واالجتماعٌة السوٌسً الرباط ‪ 4-3‬دجنبر ‪2012‬‬

‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط ‪. 2013‬‬

‫عصمانً عبد القادر‬

‫أهمٌة بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات فً المإسسات المالٌة ‪،‬‬

‫مداخلة فً الملتقى العلمً الدولً حول األزمة المالٌة واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة‬
‫العالمٌة‪،‬‬

‫جامعة فرحات عباس‪-‬‬

‫عبد اللطٌف الجواهري‬

‫تجربة السٌاسة النقدٌة فً المملكة المؽربٌة‪،‬‬

‫دراسة قدمت إلى االجتماع السنوي الثانوي الثامن والعشرٌن لمجلس محافظً المصارؾ‬
‫المركزٌة‪ ،‬ومإسسات النقد العربٌة والذي عقد فً القاهرة‪ ،‬مصر‪ -‬فً سبتمبر ‪،2004‬‬

‫صندوق النقد العربً‪ ،‬أبو ظبً‪.2004‬‬


‫‪206‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫نوال بن عمارة‬

‫إدارة المخاطر فً مصارؾ المشاركة‪ ،‬الملتقى العلمً الدولً حول األزمة المالٌة‬
‫واالقتصادٌة الدولٌة والحكومة العالمٌة‪ ،21-20 ،‬أكتوبر ‪،2009‬‬

‫كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر‪،‬‬

‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطٌؾ‪.‬‬

‫فرٌد بلغازي‬

‫بنك المركزي(نبذة تارٌخٌة اإلطار المإسساتً المهام)‬

‫الدورة التخصصٌة فً المادة التجارٌة الرباط من ‪ 24‬فبراٌر إلى ‪ 7‬مارس ‪ /1997‬مراكش‬


‫من ‪ 28‬أبرٌل ‪ 2‬ماي ‪1977‬‬

‫سلسلة ندوات ولقاءات واألٌام الدراسٌة ٌونٌو ‪ -2004‬معهد العالً للقضاء نشر مكتبة دار‬
‫السبلم الرباط‪.‬‬

‫ثانٌاـ المراجع باللغة الفرنسٌة‪:‬‬

‫‪1-Les ouvrages :‬‬

‫‪ALin hirich‬‬

‫‪l’organe de contrôle dans la société anonyme/‬‬

‫‪1ere édition 1965‬‬

‫‪Genève‬‬

‫‪-mohamed abouch_maarouf abdelouahad‬‬

‫‪la banque dans la nouvelle dynamique; financier une analyse‬‬


‫‪rétrospective du cas marocaine d’administration local et de‬‬
‫)‪développement(remald‬‬

‫‪novembre ; décembre 2005-editions maghrébines‬‬

‫‪Tairry Bonneau droit bancaire‬‬


‫‪207‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
paris, 3ème

éditions e.j.a. 199

2-Les thèses et Les mémoires :

kawtar ASSAKRI,

comportements et performances des banques islamiques lors de la


crise,

mémoire de Master Economie et finance internationales

université Mohammed premier Oujda

année universitaire 2012-2013,

-Ali CHAYOUA,

le management de risques bancaires: cas de la banque populaire

mémoire soutenu pour l’obtention du Master en monnaie, banque et


finances,

université Mohamed 1 OUJDA,

\ânée 2008-2009,

- Zakaria FERRASSI,

les enjeux du contrôle interne et la maitrise des risques de crédits:cas


de la banque populaire régionale de rabat-Kenitra,

projet de fin d’étude pour l’obtention du master en Monnaie, banque


et finances,

université mohamed1, Oujda

année 2008-2009

208
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
-Mohamed AMBAR,

la gestion de risque de crédit par la méthode RAROC,

Diplôme Supérieur des étude bancaire.

Ecole supérieur de banque, Alger

Octobre 2007.

- Omar. MAHJOUBI.

la gestion bancaire du risque crédits aux entreprises,

Mémoire pour l’obtention du diplôme des études supérieures


approfondies. D.E.S.A en mémoire, banque et finances

université Mohammed premier Oujda

Année universitaire 2005-2006.

Rajae ELBOURKKADI,

pilotage des risques et enjeux du contrôle interne dans les banques,

mémoire de 3eme cycle pour l’obtention du diplôme des études


supérieurs approfondies,

université Med1ere Oujda, année universitaire 2007-2118

-hean michel Delattre ,

le statut des commissaires de surveillance dans la société anonymes ;

thèse paris1966

209
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫اٌف‪ٙ‬شط‬
‫مقدمة ‪1 .....................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ألٌات الرقابة لتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪15 ..................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور الرقابة الداخلٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪14 .....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور نظام المراقبة الداخلٌة فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪91 .............‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ المراقبة الداخلٌة ‪91 ............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مراجعة العملٌات والمساطر الداخلٌة والتحكم فً مراقبة المخاطر ‪92 ....................‬‬

‫‪1‬ـ مراجعة العملٌات و المساطر الداخلٌة ‪98 .........................................................‬‬

‫‪2‬ـ التحكم فً المخاطر وقٌاس التحكم ‪95 .............................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬اعتماد شروط جمع وتحصٌل المعلومات وفعالة قنوات االتصال ‪95 ......................‬‬

‫‪ -1‬اعتمادٌة شروط تحصٌل المعلومات واستؽبللها ‪92 .............................................‬‬

‫‪ -2‬فعالٌة قنوات االتصال وإصدار المعلومات ‪94 ...................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬أجهزة إعداد وتنفٌذ نظام المراقبة الداخلٌة ‪92 .......................................‬‬

‫أوال‪ :‬األجهزة المكلفة بإعداد نظام المراقبة الداخلٌة ‪21 .............................................‬‬

‫‪ -1‬مهام جهاز اإلدارة ‪21 ...............................................................................‬‬

‫أـ إعداد نظام المراقبة الداخلٌة ‪29 ......................................................................‬‬

‫ب‪ -‬مصادقة على دلٌل منظومة الداخلٌة للٌقظة ‪22 ..................................................‬‬

‫‪ -2‬مهام جهاز التسٌٌر ‪22 ...............................................................................‬‬

‫أ‪ -‬موافقة جهاز التسٌٌر على نظام المراقبة الداخلٌة ‪25 .............................................‬‬

‫ب‪ -‬المصادقة على السٌاسة العامة لتدبٌر المخاطر‪25 ..............................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬األجهزة المكلفة بتنفٌذ نظام المراقبة الداخلٌة ‪25 ..............................................‬‬

‫‪210‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪ -1‬لجنة التدقٌق ‪25 .......................................................................................‬‬

‫‪ -2‬جهاز قٌاس المخاطر والتحكم فٌها ومراقبة التقٌد بالقوانٌن ‪24 ................................‬‬

‫أـ جهاز قٌاس المخاطر والتحكم فٌها ‪22 ..............................................................‬‬

‫ب ـ جهاز مراقبة التقٌد بالقوانٌن ‪81 ...................................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬رقابة مراقبً الحسابات للبنوك التشاركٌة ‪89 ......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصٌات مراقب الحسابات فً البنوك التشاركٌة ‪89 ..........................‬‬

‫اوال‪ :‬تعٌٌن مراقب الحسابات فً البنوك التشاركٌة ‪82 .............................................‬‬

‫‪ -1‬شروط تعٌٌن مراقبً الحسابات فً قانون شركات المساهمة ‪82 .............................‬‬

‫أ‪ -‬الجهة المختصة بتعٌٌن مراقب الحسابات ‪88 ......................................................‬‬

‫ب‪ -‬عدد مراقب للحسابات‪85 ...........................................................................‬‬

‫ج_ مدة تعٌٌن مراقب الحسابات ‪84 ...................................................................‬‬

‫‪2‬ـ الشروط الواردة فً القانون البنكً‪84 .............................................................‬‬

‫أـ موافقة بنك المؽرب على تعٌٌن مراقب الحسابات ‪82 ............................................‬‬

‫ب ـ احترام اجراءات الموافقة على تعٌٌن مراقب الحسابات ‪51 ...................................‬‬

‫ج‪ -‬توفر ضمانات االستقبلل تجاه البنوك التشاركٌة ‪51 ...........................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬حاالت انتهاء مهام مراقب الحسابات ‪52 .......................................................‬‬

‫‪1‬ـ انتهاء مهمة مراقب الحسابات ‪58 ..................................................................‬‬

‫أـ أسباب انتهاء مهام مراقب الحسابات ‪58 ............................................................‬‬

‫ب ـ األثار المترتبة عن انتهاء مهمة مراقب الحسابات ‪54 .........................................‬‬

‫‪2‬ـ إنهاء انتداب مراقب الحسابات ‪52 ..................................................................‬‬

‫أ‪-‬الجهة المختصة بطلب انهاء انتداب مراقب الحسابات ‪52 ........................................‬‬

‫‪211‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫ب‪ -‬أسباب إنهاء انتداب مراقب الحسابات ‪51 ........................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬مهام مراقب الحسابات فً البنوك التشاركٌة ‪51 ...................................‬‬

‫أوال‪ :‬مهام مراقب الحسابات ذات الطبٌعة العامة ‪59 ................................................‬‬

‫‪1‬ـ نطاق الرقابة على البنوك التشاركٌة ‪59 ...........................................................‬‬

‫أـ مضمون تقارٌر الحسابات ‪58 ........................................................................‬‬

‫ب ـ كٌفٌة اإلببلغ عن تقارٌر مراقب الحسابات ‪55 .................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مهام مراقب الحسابات ذات الطبٌعة الخاصة ‪55 ..............................................‬‬

‫‪ 1‬ـ التؤكد من احترام البنوك التشاركٌة للنصوص القانونٌة ‪52 ....................................‬‬

‫أـ التحقق من مسك البنوك التشاركٌة للمحاسبٌة ‪52 ..................................................‬‬

‫ب ـ التؤكد من احترام القواعد االحترازٌة ‪52 .......................................................‬‬

‫‪- 2‬التحقق من صدق المعلومات المقدمة إلى الجمهور ‪21 .........................................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬الرقابة الخارجٌة لتدبٌر المخاطر ‪29 ................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور بنك المؽرب فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪28 ........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراقبة بنك المؽرب لوضعٌة اإلدارٌة والمالٌة للبنوك التشاركٌة ‪25 ............‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة بنك المؽرب للوضعٌة اإلدارٌة للبنوك التشاركٌة ‪25 ................................‬‬

‫‪-1‬التؤكد من تناسب التنظٌم اإلداري ‪22 ...............................................................‬‬

‫‪ -2‬التؤكد من تطبٌق األحكام القانونٌة ‪22 .............................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مراقبة بنك المؽرب للوضعٌة المحاسبٌة للبنوك التشاركٌة ‪41 ..............................‬‬

‫‪1‬ـ التزام البنوك التشاركٌة بقواعد محاسبٌة خاصة ‪41 .............................................‬‬

‫‪2‬ـ مراقبة التقٌد بالقواعد اإلحترازٌة ‪41 ..............................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬وسابل رقابة بنك المؽرب على البنوك التشاركٌة ‪49 ...............................‬‬

‫‪212‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أوال‪ :‬طرق ممارسة بنك المؽرب للرقابة ‪42 .........................................................‬‬

‫‪1‬ـ الرقابة المستندٌة ‪42 ..................................................................................‬‬

‫‪2‬ـ الرقابة المٌدانٌة ‪48 ...................................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬أدوات ممارسة بنك المؽرب للرقابة ‪45 ........................................................‬‬

‫‪1‬ـ الرقابة على التسٌٌر ‪45 ..............................................................................‬‬

‫‪ 2‬ـ الرقابة على التموٌل ‪42 .............................................................................‬‬

‫أ‪-‬الرقابة المباشرة على التموٌل ‪44 .....................................................................‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة الؽٌر المباشرة على التموٌل ‪21 ..........................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬مراقبة لجنة التنسٌق للبنوك التشاركٌة ومجلس العلمً األعلى ‪25 ............‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬لجنة التنسٌق والرقابة على المخاطر الشمولٌة ‪25 .................................‬‬

‫أوال‪ :‬تنظٌم لجنة التنسٌق ‪22 ............................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مهام لجنة التنسٌق‪24 ..............................................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مراقبة المجلس العلمً األعلى للبنوك التشاركً ‪22 ................................‬‬

‫أوال‪ :‬تكٌٌؾ رقابة المجلس العلمً األعلى للبنوك التشاركٌة ‪111 .................................‬‬

‫‪1‬ـ التكٌٌؾ الشرعً ‪111 ................................................................................‬‬

‫‪2‬ـ التكٌٌؾ القانونً ‪111 ................................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مهام المجلس العلمً األعلى ‪119 ...............................................................‬‬

‫‪1‬ـ مراقبة تنفٌذ البنوك التشاركٌة للعملٌات البنكٌة ‪119 .............................................‬‬

‫أ‪ -‬البث فً مطابقة العملٌات و المنتجات ألحكام الشرٌعة ‪112 ....................................‬‬

‫ب ‪ -‬المساهمة فً تنمٌة المنتجات و الخدمات المالٌة ‪118 .........................................‬‬

‫‪2‬ـ الرد على استشارات ومراقبة الحمبلت الدعابٌة للبنوك التشاركٌة ‪115 .....................‬‬

‫‪213‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ ‪ -‬الرد على استشارات البنوك التشاركٌة ‪115 ......................................................‬‬

‫ب ‪ -‬مراقبة الحمبلت الدعابٌة للبنوك التشاركٌة ‪115 ...............................................‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬ألٌات أخرى للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪114 ................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ألٌات مالٌة للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪111 .................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الٌات مالٌة وقابٌة ‪111 ................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسك البنوك التشاركٌة للمحاسبة ‪111 ...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬مسك البنوك التشاركٌة للقوابم التركٌبٌة ‪119 ..................................................‬‬

‫‪1‬ـ إعداد البنوك التشاركٌة للقوابم التركٌبٌة ‪112 ....................................................‬‬

‫أـ كٌفٌات إعداد القوابم التركٌبٌة ‪112 ..................................................................‬‬

‫ب ـ مضمون القوابم التركٌبٌة ‪118 ....................................................................‬‬

‫‪2‬ـ توجٌه القوابم التركٌبٌة إلى بنك المؽرب ‪118 ....................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬نشر البنوك التشاركٌة للقوابم التركٌبٌة ‪115 ...................................................‬‬

‫‪1‬ـ إجراءات نشر القوابم التركٌبٌة ‪112 ...............................................................‬‬

‫أ ـ إجراءات نشر القوابم التركٌبٌة السنوٌة ‪112 .....................................................‬‬

‫ب ـ إجراءات نشر القوابم المالٌة السنوٌة‪112 .......................................................‬‬

‫‪2‬ـ رقابة إجراءات نشر القوابم التركٌبٌة ‪114 ........................................................‬‬

‫أـ رقابة بنك المؽرب على إجراءات النشر ‪114 .....................................................‬‬

‫ب ـ رقابة مراقبً الحسابات على إجراءات النشر ‪112 ............................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ألٌات تحمل وتحوٌل المخاطر ‪191 ...................................................‬‬

‫أوال‪ :‬ألٌات تحمل المخاطر ‪191 ........................................................................‬‬

‫‪1‬ـ الضمانات العٌنٌة ‪191 ...............................................................................‬‬

‫‪214‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫‪2‬ـ الضمانات الشخصٌة ‪192 ...........................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تحوٌل مخاطر البنوك التشاركٌة ‪121 ..........................................................‬‬

‫‪1‬ـ دور التؤمٌن التكافلً فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪129 .................................‬‬

‫‪2‬ـ دور تسنٌد الدٌون فً تدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪122 ....................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬ألٌات مالٌة عبلجٌة للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪181 ......................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ألٌات مالٌة عبلجٌة داخلٌة ‪189 .......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التقوٌم المالً ‪189 .................................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تقدٌم الدعم المالً ‪182 ............................................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الٌات مالٌة عبلجٌة خارجٌة ‪188 ......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مساعدة البنوك التشاركٌة التً تعانً من صعوبات ‪185 ....................................‬‬

‫‪1‬ـ تقدٌم الدعم المالً للبنوك التً تعانً من صعوبات ‪185 .......................................‬‬

‫‪2‬ـ تعوٌض أصحاب الودابع الموضوعة بالبنوك فً حالة تصفٌتها ‪182 .......................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬حماٌة المودعٌن ‪151 ..............................................................................‬‬

‫‪1‬ـ الشروط المرهقة لبلستفادة من التعوٌض ‪151 ...................................................‬‬

‫‪2‬ـ إمكانٌة اللجوء المودعٌن إلى القضاء ‪159 ........................................................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬الٌات تقنٌة وادارٌة للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪158 .......................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ألٌات تقنٌة لتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪155 ..................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬معامل المبلءة ومعامل السٌولة ‪155 .................................................‬‬

‫أوال‪ :‬معامل المبلءة ‪155 ................................................................................‬‬

‫‪1‬ـ الحد األدنى لرأس مال البنوك ‪152 ................................................................‬‬

‫‪2‬ـ المعامل األدنى للمبلءة ‪152 .........................................................................‬‬

‫‪215‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬
‫أ ـ معامل المبلءة فً المؽرب ‪152 ....................................................................‬‬

‫ب ـ معامل المبلءة فً ظل اتفاقٌات لجنة بال ‪159 ..................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬معامل السٌولة ‪155 ................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬معامل توزٌع المخاطر وتصنٌؾ الدٌون ‪155 .......................................‬‬

‫أوال‪ :‬معامل توزٌع المخاطر ‪155 ......................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تؽطٌة الدٌون المعقلة األداء بالمإونات ‪154 ...................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬ألٌات إدارٌة للتدبٌر مخاطر البنوك التشاركٌة ‪121 ...............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعٌٌن المدٌر المإقت‪121 ..............................................................‬‬

‫اوال ‪ :‬شروط تعٌٌن اإلدارة المإقتة ‪121 .............................................................‬‬

‫‪1‬ـ حالة االختبلل فً التسٌٌر ‪121 .....................................................................‬‬

‫‪ -2‬حالة اختبلل المالً ‪122 .............................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬إجراءات تعٌٌن المدٌر المإقت‪125 .............................................................‬‬

‫‪1‬ـ استصدار مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت ‪125 .......................................................‬‬

‫‪2‬ـ تبلٌػ مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت للجهات المختصة ‪125 .......................................‬‬

‫‪3‬ـ نشر مقرر تعٌٌن المدٌر المإقت بالجرٌدة الرسمٌة ‪125 ........................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ألٌات تدخل اإلدارة المإقتة ‪125 .......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬ألٌات وقابٌة ‪122 ...................................................................................‬‬

‫ثانٌا‪ :‬ألٌات تقوٌمٌة ‪124 .................................................................................‬‬

‫خاتمة ‪141 .................................................................................................‬‬

‫البحة المراجع‪148 .......................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪911 ...............................................................................................‬‬

‫‪216‬‬
‫آليات تدبري خماطر البنوك التشاركية‬

‫‪217‬‬

You might also like