Professional Documents
Culture Documents
ال يسعنا إال أن نتقدم بجزيل الشكر وعظيم اإلمتنان لألستاذة المشرفة الدكتورة منية شوايدية،
لقبولها اإلشراف على هذا العمل المتواضع ،وكذا على مالحظاتها وتوجيهاتها القيمة ،إذ لم
تبخل علينا بالنصح واإلرشاد منذ إنطالقتنا في هذا البحث.
كما نتقدم بالشكر الجزيل ألعضاء لجنة المناقشة الذين وافقوا على مناقشة هذه المذكرة.
و نتوجه بخالص الشكر إلى كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد على إنجاز هذا العمل
المتواضع.
اإلهداء
الحمد هلل الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجا
الصالة والسالم على إمام المرسلين ،وسيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه وسلم.
إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما
إلى من ال يمكن لألرقام أن تحصي فضائلهما
إلى والدي.
إلى خير سند وخير ونس فيما مضى وفيما هو آت
إلى زوجي.
إلى كل األهل واألصدقاء.
إسمهان.
اإلهداء
الحمد هلل الذي وفقنا لهذا ،وأنت أهل الحمد والفضل كله إليك.
إلى نبي الرحمة ونور العالمين سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم
إلى من مهد لي طريق العلم إلى سندي ومصدر قوتي في هذه الحياة
أبي الغالي
إلى من أفنت عمرها وصحتها في سبيلي
أمي الحبيبة
إلى سندي وعزوتي في الحياة إخوتي الغالين.
إلى كل األصدقاء واألحباب.
إلى كل من كان سببا في تعلمي ونجاحي في مشواري الدراسي.
خولة.
:قائمة المختصرات
باللغة العربية:أوال
. صفحة:ص
باللغة الفرنسية:ثانيا
CC : Le conseil de la concurrence
CR : Commission bancaire
P : PAGE
مقدمة:
تبنت الجزائر في السابق النظام اإلشتراكي والذي كان يخدم تحكم الدولة المطلق في القطاعات
اإلقتصادية وتدخلها في تحديد السياسة اإلجتماعية.
لكن وفي بداية الثمانينيات عرفت الجزائر وكغيرها من البلدان النامية تحوالت عديدة ،وكان ذلك
نتيجة التغييرات الكبيرة التي مر بها اإلقتصاد الدولي .
فوجدت الجزائر نفسها أمام أزمة إقتصادية وإجتماعية أثبتت فشل سياستها وفشل أجهزتها في تنظيم
المجال اإلقتصادي ،باإلضافة للضغوطات التي يمارسها صندوق النقد الدولي ،وتراكم المديونية
الخارجية وتدهور أسعار البترول في منتصف الثمانينيات ،أصبحت الموارد المالية غير كافية بينما
تزايدت الحاجات اإلنفاقية وأعباء خدمة الدين العمومي .
ومن جهة أخرى فقد تزايدت التوجهات العالمية نحو تفعيل نظام السوق ،ووضع األنظمة والقوانين
المالئمة لذلك ،من أجل تعزيز التجارة وتحريرها وإعطاء دور متزايد للقطاع الخاص ،حيث إرتبطت
قضايا تسريع وتحسين التنمية اإلقتصادية والجتماعية إرتباطا وثيقا ومباشرا بإعادة تقويم دور القطاعين
العام والخاص في تحقي ق التنمية المستدامة ،وإعادة صياغة دور الدولة في اإلقتصاد الحديث ،من مهيمن
على النشاط اإلقتصادي ومنفذ للمشاريع اإلنتاجية إلى منظم للحياة اإلقتصادية بشكل يكفل التوازن الجزئي
والكلي إلقتصاد الدولة.1
كل هذا دفع بالجزائر إلى ضرورة إعادة النظر في سياستها على المستوى الداخلي والخارجي ،حيث
شهدت الساحة اإلقتصادية إبتداءا من سنة 1988تغيرات هيكلية هامة ،سعت من خاللها الجزائر إلعطاء
القطاع الخاص دور أكبر في مسيرتها التنموية ،عن طريق التخلي عن الفلسفة اإلشتراكية التي تقوم على
الملكية العامة والتخطيط والتوجه تدريجيا نحو النظام الرأسمالي ،وتبني آليات جديدة لتنظيم الحياة
اإلقتصادية ،التي تتمثل أساسا في إعتماد مبدأ حرية التجارة والصناعة كمبدأ عام ،يحكم النشاطات
اإلقتصادية على إختالفها ،وتحرير النشاط اإلقتصادي والتجارة الخارجية وكذلك مبدأ المنافسة الحرة ،
وفتح المجال أمام المتعاملين اإلقتصاديين وإلغاء النصوص المقيدة لإلستثمار وتكريس مبدأ حرية المنافسة
1محمود زرقون " ،العرض العمومي في البورصة وأثره على األدء المالي لمؤسسات اإلقتصادية المدرجة في بورصة
الجزائر" ،مجلة الباحث ،عدد( ،)12الجزائر، 2013،ص.105
1
مقدمة
واألسعار ، 1وقد تم تجسيد هذه اإلصالحات من خالل وضع المشرع لترسانة قانونية تتماشى مع التوجه
الليبرالي .
وبهذا فإن دور الدولة قد تغير مقارنة بما كان عليه قبل اإلصالحات ،فلم يعد في وسعها التدخل لتسيير
السوق المجال اإلقتصادي ،لذلك كان من الضروري تعويض هذا اإلنسحاب ،من أجل تأطير آليات
وضبطه ،وظهر دور جديد لها إصطلح على تسميته بالضبط ( ، )régulationويعد هذا المصطلح من
المفاهيم القانونية الحديثة والذي أستعمل ألول مرة في القانون الجزائري بمفهوم التنظيم ،حيث إستخدمه
المشرع الجزائري في القانون رقم ( 2) 89-12المتعلق باألسعار ،ففي المادة األولى منه باللغة الفرنسية
تم إستخدام مصطلح ( ، )régulationأما في نفس المادة والتي تم تحريرها باللغة العربية فقد أستعمل
مصطلح ( التنظيم ) ،وبالتالي فالضبط يرتكز أساسا على الحفاظ على التوازنات اإلقتصادية في الدولة
من أجل إيجاد البيئة المناسبة لممارسة األنشطة اإلقتصادية.3
أدى تحول الجزائر من دولة متدخلة إلى دولة ضابطة إلستحداث آليات جديدة لمراقبة النشاط
اإلقتصادي بإنشاء هيئات تعرف بـ ( :سلطات الضبط اإلقتصادي ) ،والتي عهدت إليها الدولة بمهمة
ضبط النشاطات اإلقتصادية والمالية ، 4تسيرا ورقابة من خالل تجميع العديد من اإلختصاصات في يد هذه
الهيئات ،والتي كانت تعود في األصل لإلدارة التقليدية ،5حيث أثبتت هذه األخيرة قصور أساليبها
الكالس يكية وعدم قدرتها على إحتواء التحوالت اإلقتصادية العالمية وعدم مالئمة وسائلها في التعبير وتلبية
حاجات الضبط اإلقتصادي .
1مجدوب قوراري ،سلطات الضبط المستقلة في المجال اإلقتصادي ،لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ،سلطة
البريد والمواصالت نموذجين ،رسالة ماجيستر ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبوبكر بلقايد ,
تلمسان ، 2009 ،ص.03
2القانون رقم 12-89المؤرخ في 5جويلية ، 1989المتعلق باألسعار ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)29الصادرة في 19
جويلية 1989,ص.07
3ناصر لباد ،السلطات اإلدارية المستقلة ،مجلة اإلدارة ،عدد (، )21الجزائر ، 2000،ص.07
4أحمد أعراب ،السلطات اإلدارية المستقلة في المجال المصرفي ،رسالة ماجستير ،تخصص قانون أعمال كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس ،2007-2006 ،ص.04
5حفيظة مستاوي " ،العالقة بين لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها والسلطة القضائية" ،مجلة اإلجتهاد القضائي ،
عدد( ، )11الجزائر ،2014 ،ص.172
2
مقدمة
و يعتبر النظام المالي أحد المكونات األساسية إلقتصاديات أي دولة ،ويرتكز هذا النظام المالي على
أداتين هما الجهاز البنكي واألسواق المالية.1
لذلك فإن إنشاء المشرع لسوق مالية يدخل بدوره ضمن مسار اإلصالحات اإلقتصادية والتي يمكن
إعتبارها خطوة مهمة للمساهمة في تمويل المشاريع اإلستثمارية ،فتطور اإلقتصاد مرتبط بتطور األسواق
المالية وهذا مانجده لدى الدول الكبرى.2
ومن أجل تكريس مهمة الضبط اإلقتصادي لألسواق المالية ،إستحدث المشرع لجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة كواحدة من السلطات الضبطية الناشطة في المجال المالي لتكون بذلك سلطة ضبط
ي
السوق المالية ،فهي بمثابة آلية ووسيلة لمراقبة وتنظيم هذه السوق والسهر على حسن سيرها ولكن إلى أ ّ
مدى وفقت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في تجسيد دور الدولة الضابطة في المجال
اإلقتصادي؟.
1وهيبة بوترية " ،دور البنوك في تطوير السوق المالية الجزائرية للفترة ،"2013-2004مجلة اإلقتصاد والتنمية البشرية
،عدد ( ، )12الجزائر ،2013 ،ص.10-09
2محمد مزوالي " ،القواعد اإل جرائية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في الجزائر" ،مداخلة ألقيت في الملتقى
الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال اإلقتصادي والمالي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد
الرحمن ميرة ،بجاية ،يومي 24-23ماي ،2007ص.188
3
مقدمة
ولإلجابة على هذه اإلشكالية إعتمدنا المنهج الوصفي والمنهج التاريخي باإلضافة للمنهج المقارن كما
إتبعنا كذلك المنهج التحليلي ،وتكمن أهمية دراسة هذا الموضوع في تحديد اإلطار القانوني المنظم لهذه
اللجنة بوصفها نصبت على هرم سوق المالية والسلطة الضابطة لها وألنها تجسد إحدى آليات الدولة
للخروج من سياسة المركزية والالمركزية إلى أنماط جديدة في المجال اإلقتصادي والمالي.
باإلضافة كذلك إلى مدى أهمية اللجنة في ضبط وتنظيم األسواق المالية ،من خالل تبيين نظام تدخلها
ومختلف الصالحيات واإلختصاصات المخولة لها ،لضمان فعالية ضبط وتنظيم األسواق المالية ،بهدف
مسايرة التطور الإلقتصادي العالمي وضمان إستمرارية عمل هذا السوق.
وتعود أسباب إختيارنا لهذا الموضوع ألسباب شخصية ،تتعلق أساسا بإهتمامنا بموضوع البورصة
ومختلف المواضيع المتعلقة به ،خاصة تلك الهيئات التي إستحدثها المشرع الجزائري في إطار اإلصالح
اإلقتصادي ضمن مجال تبادل القيم المنقولة من بينها (لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة) لذلك
سنحاول تسليط الضوء على نظامها القانوني ودورها في ضبط السوق المالية.
باإلضافة كذلك ألسباب موضوعية تتمثل في قلة اإلقبال على دراسة هذا النوع من الهيئات من طرف
الباحثين القانونيين ،وخاصة تلك التي تتعلق باللجنة أو مدى فعالية الدور الذي تلعبه في إطار الضبط
اإلقتصادي ،حيث لم يتم تناول هذا الموضوع إال من وجهة نظر إقتصادية ال قانونية مما خلق صورة غير
واضحة لبورصة الجزائر ومختلف هياكلها.
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك البعض من الباحثين الذين تطرقوا لمناقشة بعض أفكار موضوعنا ،منه
مذكرة ماستر بعنوان (لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ودورها في ضبط السوق المالية) ،من
إعداد الباحث بن عمر محمد الصالح ،لكنه وعموما قد تناول الموضوع بأسلوب مختلف وخطة مغايرة
عن الخطة التي ت م إنتهاجها من طرفنا باإلضافة إلختالف طريقة مناقشة أفكار وجزئيات هذا البحث ،وإلى
جانب ذلك توجد بعض الرسائل واألطروحات والمذكرات والتي سنشير إليها الحقا ضمن قائمة المصادر
والمراجع.
4
مقدمة
أما فيما يخص الصعوبات التي واجهتنا في إنجاز هذه المذكرة هي قلة الدراسات والكتابات حول هذا
الموضوع فقد إقتصرت فقط على أبحاث تناولت جوانب من هذا الموضوع ،كمجرد إشارات في بضع
صفحات وكذلك النقص الكبير في المؤلفات واإلجتهادات القضائية التي تتعلق بلجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها أو بالسلطات الممنوحة لها أو بنظام تدخلها في ضبط السوق المالية أو تفسيرات
نصوصها القانونية (التنظيمية والتشريعية) المؤطرة لها.
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط في المجال الإلقتصادي.
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية.
5
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
كسلطة ضبط في المجال اإلقتصادي.
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
إعتمدت الجزائر في السابق سياسة التخطيط المركزي في تسيير إقتصادها ،مما يشكل سببا رئيسيا في
فشل نظامها المالي إلى جانب تعرضها ألزمة إقتصادية.
وكان البد من تبني إصالحات لمعالجة هذا النظام وإنشاء هياكل قائمة على تنظيم السوق اإلقتصادي،
وهذا ماحدث فعال حيث تم تأسيس مجموعة من سلطات الضبط اإلقتصادي من بينها لجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة عهد لها المشرع الجزائري مهمة ضبط السوق المالية بوصفها سلطة ضبط إقتصادي.
لذا سنعالج في هذا الفصل النظام القانوني للجنة وذلك من خالل دراسة اإلطار المفاهيمي للجنة في
(المبحث األول) ،ثم سنحاول دراسة التنظيم اإلداري والمالي للجنة في (المبحث الثاني) ،لنقوم أخيرا
بتحليل وإستنباط الطبيعة القانونية للجنة من خالل إستقراء النصوص القانونية المنشأة لها (المبحث
الثالث).
7
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
بعد إعادة النظر في الدور اإلقتصادي للدولة وإقرارها إلصالحات إقتصادية ،وجد المشرع نفسه أمام
ضرورة استحداث سلطات تضبط النشاط اإلقتصادي والتي مست العديد من المجاالت اإلقتصادية ،ولم
يغفل المشرع عن إنشاء سوق مالية بإعتبارها إحدى الحلول المناسبة إلنعاش اإلقتصاد الوطني ،1إضافة
لذلك نجده قد وضع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على رأس السوق المالية بوصفها سلطة ضبط
إقتصادي.
إن سلطة ضبط السوق المالية بل حتى السوق المالية في حد ذاتها تعد حديثة النشأة ،2وعليه فإنه ينبغي
علينا تحديد مفهوم لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بوصفها سلطة ضبط إقتصادي(المطلب
األول) ،ثم سنتطرق لنشأة وظهور هذه السلطة وتطورها التاريخي والتشريعي في (المطلب الثاني).
المطلب األول :مفهوم لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي:
ال يمكن الوصول لفهم حقيقي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بصفتها سلطة من سلطات الضبط
اإلقتصادي إال بعد تحديد مفهوم سلطات الضبط اإلقتصادي ،وتوضيح معناها كونها سلطات تضبط النشاط
اإلقتصادي ،فمصطلح الضبط في حد ذاته يشكل فكرة جديدة تكرس مفهوم السلطات اإلدارية المستقلة.
1نوارة حمليل ،عمليات بورصة القيم المنقولة في النظام القانوني الجزائري والقوانين المقارنة ،رسالة ماجيستر،
تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ، 2005 ،ص.10
2فريد زقموط ،اإلختصاص التنظيمي للسلطات اإلدارية المستقلة ،أطروحة دكتوراه ،تخصص قانون عام لألعمال ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ، 2006ص.96
8
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
لكن وبالرجوع لمختلف القوانين المنشأة لهذه المؤسسات والسلطات ،نجد أن المشرع الجزائري لم
يتعرض في أي منها لوضع تعريف دقيق ،لهذا نجد العديد من فقهاء القانون اإلداري قد إتفقوا على وضع
تعريف مضبوط لها،إنطالقا من إختالف أنظمتها القانونية وتباين مجاالتها وكذلك تباين نشاطها وطريقة
عملها من دولة ألخرى.
" L’autorité administrative indépendante se caractérise en droit strict par la conjonction de
trois critères, on constatera que cependant on a parfois tendance a étendre cette appellation a
des organisâmes qui a éprouve dune véritable pouvoir de décision excrcent des compétences
qui ne sont la réunion caractérise l’autorité administrative indépendante sont le pouvoir de
prendre des actes administratifs décisoires, l’absence de personnalité juridique propre , et la
soustraction a tout contrôle hiérarchique ou de tutelle"4.
1سمير حدري ،السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد اإلقتصادية والمالية ،رسالة ماجيستر ،تخصص قانون
أعمال ،كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة احمد بوقرة ،بومرداس ،2007-2006،ص.15
2صليحة نزليوي " ،سلطات الضبط المستقلة آلية لإلنتقال من الدولة المتدخلة إلى الدولة الضابطة" ،مداخلة ألقيت في
الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال المالي واإلقتصادي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد
الرحمن ميرة ،يومي 24-23ماي .2007
3حسين نداتي ،اليات الضبط اإلقتصادي القانون الجزائري ،مذكرة ماستر ،تخصص قانون إدارة األعمال ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة خميس مليانة ،عين الدفلى ,2014-2013،ص15-14
4 Yves GUAUDMET, Traites de droit administratif, tome 01 ,16 édition, LGDJ, Paris , 2002 ,p78--77.
9
لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي:الفصل األول
ويقصد بذلك أن الهيئات اإلدارية المستقلة تمارس مهامها وإختصاصاتها مع تتمتعها بسلطة إتخاذ القرار
. وعدم خضوعها ألية رقابة رئاسية أو وصائية، بالرغم من عدم تمتعها بالشخصية المعنوية
"Des organismes public non juridictionnel et dépourvus de la personnalité moral qui ont reçu
de la loi la mission d’assurer la régulation des secteurs sensibles de veiller au respect de
certains droits des administres et sont dotes de garanties et de pouvoirs leur permettant
1d’exercer leurs fonctions sans être soumis a l’emprise du gouvernements".1
ال، أن السلطات اإلدارية المستقلة هيئات إدارية عمومية غير قضائيةM.GENTOT فقد إعتبر األستاذ
مع ضمان، هدفها ضبط قطاعات حساسة وتحسين عالقة اإلدارة بموظفيها،تتمتع بالشخصية المعنوية
.عدم تدخل السلطة التنفيذية أثناء تأدية مهامها
: فقد عرفا السلطات اإلدارية بأنهاJean VINCENT ,Raymond GUILLIEN أما األستاذين
"Ces autorités, qui sont des institutions de l’état agissons en sou nom mais que de parlement,
ont été crées en vue d’assurer dans leur domaine dont le statu s’efforce de garantir li
dépendance d’action aussi bien vis-à-vis du gouvernement de compétence, son intervention
directe de d’administration ".2
ويتضح من خالل هذا التعريف أن السلطات اإلدارية المستقلة هي عبارة عن مؤسسات دولة تتمتع
باإلستقاللية في مواجهة الحكومة والبرلمان تعمل بإسمها ولحسابها تهدف لضبط قطاعات معينة بصفة
. مباشرة
1 Michel GENTOT, Les autorités administratives indépendantes, 2eme édition, Montchrestien, Paris, 1994, p16.
Raymond GUILLIEN, JeanVINCENT, Lexique des termes juridique, 16 éditions Dalloz, Paris, 2007, p70.2
Rachid ZOUAIMIA, Les autorités administratives indépendantes et la régulation économique, revue IDARA, 3
Algérie, N°02 ,2004. p 06
10
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
من خالل هذه التعريفات يكون باإلمكان وضع تعريف موحد للسلطات اإلدارية المستقلة ،بالقول أنها
أجهزة إدارية عمومية مركزية غير قضائية ،تتمتع بالشخصية المعنوية وتهدف إلى تليين سلطوية اإلدارة،
تعمل لحساب الدولة دون أن تكون تابعة لها ،تتميز بصالحيات واسعة والتكون أعمالها خاضعة ألي
توجيه أو رقابة إال من قبل القاضي.1
الفرع الثاني :تعريف لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة:
في إطار مراقبة السوق المالية وضبطها وضمان شفافيتها إستحدث المشرع لجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة ( (COSOBتم تنصيبها على هرم السوق المالية ،2وذلك ضمن اإلصالحات
3
المؤسساتية في مجال الضبطاإلقتصادي ،وقد تم إنشاءهها بموجب المرسوم التشريعي رقم ()10-93
المعدل والمتمم بمقتضى المادة 03والمادة 20منه ،حيث نصت المادة 03منه على أنه " :تشمل
بورصة القيم المنقولة على الهيئتين التاليتين:
-لجنة تنظيم عمل يات البورصة تشكل سلطة سوق القيم المنقولة ،وتدعى في صلب النص اللجنة"....
فيحين نصت المادة 20على أنه ":تنشأ لجنة لتنظيم البورصة ومراقبتها ،"...وبعد تعديل المرسوم
التشريعي رقم ( )10-93بموجب القانون رقم ( ،4)03-04تم تعديل المادة 20بالمادة 12منه والتي نصت
على أنه ":تؤسس سلطة ضبط مستقلة لتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها"......
وعموما فمصطلح اللجنة يعرف بأنه مجموعة أشخاص معينين من قبل سلطة أو أكثر ،مهمتها وضع
دراسة أو إعداد مشروع أو إجراء تحقيق أو إنشاء سلطات إدارية بأراء إستشارية.5
وإنطالقا مما سبق يمكن تعريف لجنة البورصة بأنها سلطة ضبط مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية
واإلستقاللية المالية والقانونية ،أسندت إليها مهمة حماية المستثمرين في السوق المالية وكذلك ضمان
السير الحسن للسوق وشفافيتها 6فهي بذلك تعد بمثابة شرطي البورصة , 7و ستتم اإلشارة إلى لجنة تنظيم
عمليات البورصة ومراقبتها في هذا البحث بتسمية لجنة البورصة.
عرفت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة تطور تاريخي وتشريعي في األونة األخيرة ،نظرا
للتطور الذي أدخلته العوامل الصناعية والتكنولوجية على السوق المالية بصفة عامة ،وال يمكن الحديث
عن نشأة وظهور هذا النوع من الهيئات في الجزائر إال بالتعرض لنشأة وظهور لسلطات الضبط
اإلقتصادية من أجل دراسة الظروف التاريخية المصاحبة لظهورها وتطورها.
وإصطلح المشرع األمريكي على تسميات مختلفة للسلطات اإلدارية مثل (اللجان )Commissionsأو
(المجالس )Conseilsأو (المكاتب )Officesأو (الوكاالت .)Agencies
و قد تم إنشاء هذه السلطات في جو تنازعي ، 4في الواليات المتحدة بين السلطة التنفيذية والكونجرس
خاصة فيما يتعلق بتدخل أعضاء اإلدارة في تعيين وإنهاء مهام هذه السلطات.
وبعد سنة 1889تعددت صور هذه السلطات ،إذ تتراوح مابين 18سلطة إلى 57سلطة مستقلة ،منها
مايقارب 46سلطة على المستوى الفيدرالي ،و 8سلطات هي عبارة عن لجان تملك سلطة التنظيم
والعقاب ، 5كما شملت هذه السلطات العديد من المجاالت منها التجارة ،الطاقة النووية ،اإلتصاالت ،مجال
حماية البيئة ،العمل ،الفضاء والمالحة.
2وليد بوجملين ،سلطات الضبط اإلقتصادي في القانون الجزائري ،رسالة ماجيستر ،تخصص دولة ومؤسسات عمومية ،
كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،2007-2006،ص .09
3مجدوب قوراري ،المرجع السابق ،ص .16
4عبد هللا الحنفي ،السلطات اإلدارية المستقلة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2000،ص .183
5سمير حدري ،المرجع السابق ,ص. 12
12
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
أما ظهور السلطات اإلدارية المستقلة في بريطانيا هو حديث النشأة مقارنة بالواليات المتحدة
األمريكية،حيث ظهرت هذه السلطات بعد الحرب العالمية الثانية تحت تسمية المنظمات الغير الحكومية
الشبه المستقلة ،وعادة ما تتخذ شكل وتتمثل الغاية في اللجوء إلنشاء مثل هذه الدواوين في كونها ليست
أسبابا موحدة وإنما متعددة ،حيث تتدخل هذه السلطات في عدة مجاالت سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو
إجتماعية ،وتكون وظيفتها إدارية وذات طابع شبه قضائي.1
وفي بداية القرن العشرين كانت هذه السلطات ذات عدد قليل ،لكن في سنة 1959بدأت تظهر عدة
.2
هيئات وكان عددها يفوق ، 100حتى أنه في سنة 1978قد أفاد تقرير بوجود 252هيئة
لقد أصبح لهذه الهيئات مكانة كبيرة مقارنة بالنموذج األمريكي ،وذلك من خالل خاصيتين األولى
تتجسد في كون هذه السلطات هي هياكل فردية حيث ال يترأس المدير العام لجنة معينة ،بل هو المسؤول
الشخصي والوحيد عن عملها ،أما الخاصية الثانية فتتجسد في كون قراراتها قابلة للطعن أمام الهيئة
المكلفة بالمنافسة ، 3وبالرغم من وجود عناصر مشتركة بين النموذجين األمريكي والبريطاني إال أنهما
يختلفان عنه كثيرا.
أما بالنسبة للمشرع الفرن سي فقد إستوحى فكرة السلطات اإلدارية المستقلة من النموذج
األنجلوسكسوني ،سواء من النموذج األمريكي أو البريطاني ، 4و ظهور هذه السلطات في فرنسا له خلفيات
تعددت أسبابها من سياسية إلى اقتصادية محضة.
و أول إستعمال لعبارة السلطات اإلدارية المستقلة في فرنسا كان سنة 1978بإنشاء اللجنة الوطنية
لإلعالم اآللي والحريات ( ،)CNILبموجب قانون اإلعالم اآللي والحريات ،5بعد ذلك تم إنشاء العديد
من الهيئات األخرى من نفس النموذج حيث عرفت تزايدا في سنوات الثمانينات ،لكن هذا التزايد لم يخضع
بدوره لخطة مسبقة أو لتصور شامل ،ورغم أن هذا اإلنشاء جاء في حقبة تاريخية عرفت عدة إضطرابات
بشأن حجم سلطة الدولة وطرق ممارستها إال أن هذا اإلنشاء جاء إستجابة لمتطلبات جديدة بخصوص دور
الدولة ومحدودية الهياكل اإلدارة التقليدية في حل المشاكل المجتمع المعقدة والمتطورة.6
1نجوى سلطاني ،منيرة رقطي ،السلطات اإلدارية المستقلة بين اإلستقاللية والتبعية ،مذكرة ماستر ،تخصص منازعات
إدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي ،1945قالمة , 2016-2015 ،ص .13
Michel GENTOT, OP, cit, p26.2
3داوود منصور،المرجع السابق ،ص .78
4حميد زايدي " ،دور السلطات المستقلة في ضبط النشاط اإلقتصادي" ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني ،حول ضبط
النشاط اإلقتصادي في الجزائر بين التشريع والممارسة ، ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي ،سعيدة،
يومي 09و 10ديسمبر ،2013ص .02
5سمير حدري,،المرجع السابق ،ص .15
6وليد بوجملين،المرجع السابق،ص ص .13-12
13
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
ومن هذه الزاوية فإن السلطات اإلدارية المستقلة في فرنسا تتعلق في األساس بالتحكيم والضبط الذي
ينحصر في إرساء التوازنات الضرورية لممارسة األنشطة االقتصادية والحريات دون اللجوء لتأطير
جامد عن طريق المعايير القمعية ،و تبعا لذلك فقد أحصى مجلس الدولة 34سلطة إدارية مستقلة في
تقريره لسنة ، 1 2001أما حاليا يمكن القول أن هناك حوالي 40سلطة ،وقد شملت هذه السلطات العديد
من المجاالت.
وعن التجربة الجزائرية فيما يتعلق بإنشاء سلطات الضبط اإلقتصادي فهي حديثة النشأة ،مقارنة بالنماذج
الرائدة في هذا المجال والتي سبق لنا ذكرها ،وهذه السلطات ماهي إال تقليد للنموذج الفرنسي ،وقد تأخر
إنشاء هذه السلطات في الجزائر إلى غاية 1990أين أنشأ المشرع أول سلطة إدارية مستقلة والتي تتمثل
في المجلس األعلى لإلعالم ،2والذي أنشأ هو األخير بموجب القانون( ،3)90-07وهكذا توالى إنشاء هذه
السلطات حيث يمكن لنا التميز بين مرحلتين في إنشاء المشرع لهذه السلطات :
المرحلة األولى :إمتدت من سنة 1990إلى سنة ،2000ولم ينشأ المشرع إال خمس سلطات.
المرحلة الثانية :إمتدت هذه المرحلة من سنة 2000إلى سنة 2006وهنا تسارع إنشاء هذه السلطات
ووصل عددها إلى تسعة سلطات في ظرف ستة سنوات ،باإلضافة لتعديل معظم النصوص القانونية
المتعلقة بالسلطات المنشأة في المرحلة األولى.4
أ ّما حاليا فالسلطات اإلدارية المستقلة اليمكن حصرها ،كونه يوجد العديد منها وفي مختلف المجاالت ،منها
مجال الحريات العامة والمجال اإلقتصادي والمالي ومن بين هذه السلطات نجد:
المجلس األعلى لإلعالم ( ،5 )CSIسلطة ضبط الصحافة المكتوبة( ،)ARPEسلطة ضبط السمعي
البصري ، )ARA ( 6الهيئة الوطنية للوقابة من الفساد ومكافحتة ( ،7 )ONPLCمجلس النقد والقرض
1
Conseil d’état français, Les autorités administratives indépendantes, rapport public, N 52, 2001,
www.conseiletat.fr, p300.
1القانون رقم ( )90-10المؤرخ في 14أفريل ،1990المتعلق بالنقد والقرض الجريدة الرسمية عدد )،(16الصادرة في
18أفريل ،1990ص.01
2نفس القانون السابق ،ص.01
3القانون رقم ( )95-06المؤرخ في 25جانفي ،1995المتعلق بالمنافسة ،الجريدة الرسمية عدد ) ،(09الصادرة في 22
فيفيري ،1995ص.13
4القانون رقم ( )2000-03المؤرخ في 05أوت ،2000المتعلق بتحدد قواعد البريد والمواصالت السلكية والالسلكية،
الجريدة الرسمية عدد ( ،)48الصادرة في 06أوت ،2000ص.03
5القانون رقم ( )02-01المؤرخ في 05فيفري ،2002المتعلق بالكهرباء والغاز بواسطة القنوات ،الجريدة الرسمية عدد
( ،)08الصادرة في 06فيفيري ،2002ص.03
6القانون رقم ( )02-11المؤرخ في 24ديسمبر ،2002المتضمن قانون المالية لسنة ،2003الجريدة الرسمية عدد (،)86
الصادرة في 25ديسمبر ،2002ص .04
7القانون رقم ( )2000-06المؤرخ في 23ديسمبر ،2000المتضمن قانون المالية لسنة ،2001الجريدة الرسمية عدد
( ،)80الصادرة في 24ديسمبر ،2000ص.03
8القانون رقم ( )05-12المؤرخ في 04أوت 2005المتعلق بالمياه ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)60الصادرة في 04سبتمبر
،2005ص .03
9القانون رقم ( )01-01المؤرخ في 03جويلية ,2001المتعلق بقانون المناجم ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)35الصادرة في
04جويلية ،2001ص.03
10القانون رقم ( )06-04المؤرخ في 20فيفيري ،2006المتعلق بالتأمينات ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)15الصادرة في
12مارس ،2006ص.03
11القانون ( )05-07المؤرخ في 28أفريل ،2005المتعلق بالمحروقات ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)50الصادرة في 19
جويلية ،2005ص.03
12القانون رقم ( )08-13المؤرخ في 20جويلية 2008المتعلق بحماية الصحة وترقيتها ،الجريدة الرسمية عدد (،)44
الصادرة في 03أوت ،2008ص.03
13المرسوم الرئاسي ( )15-247المؤرخ في 16سبتمبر ، 2015المتعلق بنتظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق
العام ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)50الصادرة في 20سبتمبر ،2015ص.03
14نجوي سلطاني ،منيرة رقطي ،المرجع السابق ،ص .17
15
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
في الجزائر تم إنشاء لجنة البورصة ) )COSOBفي سنة 1993بموجب المرسوم التشريعي رقم
( ، )10-93وكان هذا اإلنشاء نتيجة إهتمام المشرع الجزائري بتنظيم أجهزة بورصة القيم المنقولة في
إطار الضبط اإلقتصادي ،حيث تم تأسيس بورصة القيم المنقولة في الجزائر في ديسمبر 1990تحت إسم
شركة القيم المنقولة ،وبتاريخ 8ماي 1991تم إصدار 03مراسيم تختص بمبادالت القيم المنقولة
والمتداولة وشروط إصدارها ،وبموجب هذه المراسيم تم إستبدال بما أطلق عليه في البداية شركة القيم
المنقولة ، 1وتبعا لذلك أعتبرت لجنة البورصة اإلطار المسير والمنظم لبورصة القيم المنقولة ،مع بداية سنة
1997بدأت لجنة البورصة نشاطها الفعلي ، 2والتي إتخذت من القصر القنصلي سابقا مقرا لها أما حاليا
تعد الغرفة الوطنية للتجارة المقر الرئيسي لها.3
لكن ما نالحظه أن تأسيس لجنة البورصة في الجزائر جاء نتأخرا مقارنة بتأسيس هذا النوع من الهيئات
في النماذج الرائدة في هذا المجال سواء كانت إنجلترا أو الواليات المتحدة األمريكية أو بريطانيا أو فرنسا
أو في الدول العربية.
ففي الواليات المتحدة األمريكية تم إنشاء لجنة فديرالية مختصة بمراقبة السوق المالية سنة 1934
وتتمثل في لجنة البورصة ،وتتمثل في لجنة البورصة واألوراق المالية والتبادالت ،حيث تمتلك هذه اللجنة
سلطة تنظيمية واسعة لتأمين التشغيل السليم للسوق المالية ،4حيث توجد في الواليات المتحدة حوالي 19
بورصة لألوراق المالية أهمها بورصة NEWYORK STOCK EXCHANGEومركزها في
WALLSTREET5بمدينة نيويورك ،لذلك تعرف الواليات المتحدة األمريكية بأهمية أسواقها المالية
والتي تحتل المركز األول من ناحية التقدم ،6حيث تتنافس يوميا كل من بورصة طوكيو وبورصة
1رشيد بوكساني ،معوقات أسواق األوراق المالي ة والعربية وسبل تفعيلها ،رسالة ماجيستر ،تخصص قانون عام ،كلية
الحقوق والعلوم اإلدارية جامعة الجزائر ،2006 ،ص.228
2عبد العزيز عبدي ،عبد الكامل طاهر ،النظام القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في التشريع الجزائري ،
مذكرة ماستر ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ، 2017-2016
ص.10
3عائشة بوخلخال ،المرجع السابق،ص.61
4
Georges RIPERT , René ROBLOT, Trait de droit commercial , banque et bourse, tome 02, LGDJ , Paris,
2002 ,p88.
5عبد القادر الحمزة ،أساسيات البورصة وقواعد اقتصاديات اإلستثمارات المالية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ، 2009،
ص. 57
6عبد الغفار حنفي ،رسمية قرباقض ،األسواق المالية البنوك وشركات التأمين والبورصات وصناديق اإلستثمار ،دار
اإلسكندرية للكتاب ،مصر ،1997 ،ص .438-437
16
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
نيويورك على إحتالل المركز األول في العالم من جهة حجم رؤوس األموال والصفقات المبرمة فيها،1
لهذا نجد أن الحكومة األمريكية قد أنشأت رقابة شديدة على عمليات البورصة بإنشاءها للجنة البورصة
واألوراق المالية SECوالتي تتم ثل مهامها في إعالم الجمهور عن جميع المسائل المتعلقة بالسندات
المقبولة بالتسعيرة ومنع جميع المضاربات التي من شأنها رفع أو تنزيل األسعار بشكل فوري.2
أما في بريطانيا فكونها كانت تجسد قوة تجارية وصناعية عظمة إلى غاية نهاية القرن ،19والتي
تميزت أسواقها الما لية بقدرتها على مواجهة متطلبات مشاريع هذه القوة ،فإنه تم تأسيس لجنة األوراق
المالية واإلستثمارات البريطانية ، 3حتى تتمكن أسواق لندن المالية من الدخول في منافسة شرسة مع
.4
بورصة طوكيو ووولستريت
وكذلك الحال بالنسبة للمشرع الفرنسي الذي بادر بدوره بإنشاء سلطة تعتني باألسواق المالية ،والتي
كيفت على أنها سلطة إدارية مستقلة حيث تقوم هذه السلطة بالمراقبة واإلشراف على البورصة وعمليات
التداول في السوق المالية الفرنسية ،5من أهمها بورصة باريس ،6وتتمثل هذه السلطة في لجنة عمليات
البورصة ( ، )COBالتي أنشئت سنة 1967بموجب القانون التنظيمي رقم( ،7) 67-833حيث تم تكييف
هذه السلطة على أنها مؤسسة مختصة ذات طابع عمومي ،لكن بصدور القانون رقم( ،8)96-97عرفت
هذه الهيئة تغيرا جذريا في تكييفها وأصبحت تكييف على أنها سلطة إدارية مستقلة تتمتع بإختصاصات
واسعة حتى تتمكن من القيام با إلشراف على اإلعالن واإلكتتاب العام وإصدار األوراق المالية وكذا حسن
أداء بورصات األوراق المالية.9
1عصام حسين ،أسواق األوراق المالية البورصة دار أسامة للنشر ،القاهرة ، 2008،ص.07
2عبد القادر ،المرجع السابق ،ص.59
3محفوظ جبار ،تنظيم وإدارة البورصة ،الجزء الثالث ،الطبعة األولى ،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،2002،
ص.63
4عبد الغفار حنفي،إستراتيجيات اإلستثمار في بورصة األوراق األوراق المالية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،2007 ،
ص.59
5عبد الباسط كريم مولود ،تداول األوراق المالية دراسة قانونية مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان
،2009،ص.44
6ضياء مجيد ،البورصات أسواق رأس المال وأدواتها ،األسهم والسندات ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،
مصر ،2003،ص.17
7
Loi N°)67-833( de 28 septembre 1967,JORF , 29 septembre 1967, www.legifrance.gov.fr , p09.
8
Loi N°)96-97( du 02 juillet 1996, JORF, 03 juillet 1996, www.legifarm.gov.fr, p 04 .
9
Alice PEZARD, La modernisation des activités financier en Europe , Petites Affiches , Paris, N°122, 1996,p
50.
17
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
وفضال عن هذه الصالحيات الرقابية ،منحت لها كذلك صالحيات تنظيمية و سلطات التحقيق واإلنذار
وتوقيع العقوبات.1
أما بالنسبة للدول العربية فقد إمتد إنشاء سوق األوراق المالية العربية من سنة 1883بأول بورصة
وهي بورصة اإلسكندرية 2إلى سنة 1996بإفتتاح سوق فلسطين لألوراق المالية.3
ففي مصر مثال كلفت كل من الهيئة العامة لسوق المال ومجلس إدارة البورصة بممارسة مهام تنظيم
ورقابة وتطوير لسوق رأس المال ،وكذا الحال بالنسبة للسوق المالية اللبنانية والتي تم تكليف لجنة
البورصة التي أنشئت ، 1995باإلشراف على وضع نظام موظفي البورصة وحماية مصالح المستثمرين
.4
المتعاملين فيها ومراقبتها.
و ماتجدر اإلشارة إليه أن لجنة البورصة ،وفي إطار تبادل المعلومات والتشاور وتبادل الخبرات من
أجل القضاء على كل مامن شأنه المساس بالسير الحسن للسوق المالية وإنتظامها وفرض رقابة صارمة
على العمليات المالية التي تتم في األسواق المالية ،قد أقامت العديد من العالقات مع مثيالتها في الدول
األخرى ،منها لجنة عمليات البورصة الفرنسية) ،)COBلجنة البورصة واألوراق المالية األمريكية
) ،(SECولجنة األوراق واإلستثمارات البريطاني (. 5)SIB
1
Jeffry KNIGHT, Grandes tendances dans la régulation des marches boursiers, Petites Affiches, Paris, N°15,
1994, p10.
هوشيار معروف ،اإلستثمارات واألوراق المالية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص .18 2
3مستجير رمزي شاكر ،دور سوق رأس المال وبورصة األوراق المالية في تشجيع االستثمارات ،دار الكتاب الحديث،
القاهرة ،2010،ص.19
4عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،إلدارة المنشات المتخصصة البورصات ،المكتبة العصرية للنشر والتوزيع ،
مصر ،2009،ص.299
5أنطوان الناشف ،خليل الهندي ،العمليات المصرفية واألسواق المالية المؤسسة الحديثة للكتاب ،طرابلس ،لبنان2000،
ص.108
18
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
يعتبر إنشاء لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ،أحد األليات التي إعتمدها المشرع الجزائري في
إطار إرسائه لقواعد إقتصاد السوق ،فهي األداة الرئيسية لتنظيم سوق القيم المنقولة ،بل أكثر من ذلك فهي
تمثل السلطة العليا لهذه السوق وفي سبيل ممارسة مهامها كما يجب نظم المشرع الجزائري عمل اللجنة
ووضح بشكل مفصل تشكيلة اللجنة (المطلب األول) ،ثم تطرق إلى إطار تسيير أعمالها (المطلب الثاني).
تتميز لجنة البورصة بتشكيلة مميزة تهدف إلى عكس متطلبات السوق المالية والذي يتطلب وجود
أصحاب اإلختصاص لضمان حسن سيره وتنظيمه ،وهذا ما حاول المشرع الجزائري تجسيده فعال من
خالل الطابع الجماعي والمختلط الذي أقره للجنة البورصة (الفرع األول) ،إختالف الجهات المقترحة
لهؤالء األعضاء (الفرع الثاني) ،وكذا من خالل هيكلة اللجنة (الفرع الثالث).
بعد مراجعة نص المادتين 20من المرسوم التشريعي ( )93-10و 12من القانون رقم ( )03-04نالحظ
أن المشرع قد وفق في التغير الذي أحدثه خاصة عند إضافة العضو المقترح من المصف الوطني للخبراء
المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين ٬نظرا لتخصصه ومؤهالته وكفاءته في ميدان
المحاسبة للتدقيق في صحة المعلومات المنشورة في إطار اللجوء الى الدعوة العلنية لالدخار.1
هذا ونالحظ أن النص الجديد قد ألغى من تشكيلة اللجنة العضوان اللذان يختاران لمالهما من خبرة
اكتسباها في المجال المصرفي أو المالي أو البورصي وتم تعويضهما بمايلي ˸
أستاذ جامعي.
عضو يقترحه المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين.
فبمشاركة المهنين في مجاالت تقنية ،مالية ،بورصة ،أو بنكية تسمح أوال بضمان أحسن لسلطة القرار
حول ظروف ومالبسات ومقاييس إتخاذه ،كما تضمن أحسن تكييف لهذه التدابير مع واقع الحال ،وتسمح
أيضا باإلستجابة والتفاعل بمرونة مع حركة السوق ،فتعدد المهن الممثلة في الهيئة تمنع كل تواطؤ تحيز
من شأنه أن يحدث.
هذا كمحاولة لخلق نوع من التوازن ولتحقيق مردودية أكثر ،وبالتالي ضبط محكم للسوق المالية
والرقابة على شفافيته وحسن سيره ،ونشير إلى أن المشرع قد التمس وجود قاض واحد فقط ،كإشارة منه
إلستبعاد الطابع القضائي عنها ،رغم الدور الفعال الذي يلعبه في فض النزاعات الناشئة على مستوى
السوق المالية.
2
Pierre-HENRI CONAC , La régulation de marches boursière par la commission des opérations (COB), et la
sécurité an exchange commission (SEC), LGDJ, Paris, 2002 .p83.
ونصت المادة السادسة من المرسوم التنفيذي رقم ( )175_94على أنه يتم تعين أعضاء اللجنة بموجب الق
رارات الفردية الصادرة عن الوزير المكلف بالمالية ويمارس أعضاء اللجنة مهامهم خالل مدة نيابة تدوم
4سنوات تجدد كل سنتين في حدود نصف عددهم.1
ويالحظ أنه ال توجد أية إشارة لظروف أو أسباب إنهاء عضوية أعضاء اللجنة خالل مدة نيابتهم ،بل
اكتفى المشرع بتبيان طريقة إنهاء مهامهم وهي بقرار من الوزير المكلف بالمالية ما يكرس تبعية هؤالء
له . األعضاء
2
وقد نصت المادة 2من النظام رقم ( )2000-03المتضمن سير المصالح اإلدارية والتقنية للجنة
البورصة 3على تشكيلة األمانة العامة للجنة بحيث تتشكل من˸
ويتم تنشيط وتنسيق المصالح اإلدارية والتقنية من طرف األمين العام تحت سلطة رئيس اللجنة ٬وتسند
إدارة هياكل اللجنة إلى مديرين يساعدهم في تأدية مهامهم ،حسب الحالة نواب مديرين أو نواب مكلفون
بمهمة أو رؤساء الدراسات.
ويمكن للرئيس أن يفوض توقيعه حسب الكيفيات المحددة في النظام الداخلي تحدد رواتب المستخدمين
وتصنيفهم بقرار من الرئيس ،بعد استشارة لجنة البورصة .2
لقد منح المشرع الجزائري للجنة البورصة صالحية تنظيم سير أعمالها وكذا مداوالتها ،بموجب نظام
داخلي تصادق عليه خالل اجتماعها األول ، 3وحتى تتمكن اللجنة من القيام بمهامها ٬فهي تحتاج لموارد
مالية وهذا ما أقره المشرع صراحة بإصداره للمرسوم التنفيذي رقم ( )98-170المتعلق باألتاوى التي
تحصلها اللجنة.4
سمنا هذا المطلب إلى فرعين ٬األول سنتناول فيه كيفية سير أعمال لجنة البورصة ،والفرع
لذلك قد ق ّ
الثاني سنتطرق فيه إلى الموارد المالية للجنة البورصة.
بالرجوع للنظام الداخلي يتبين لنا كيفية سير أعمال لجنة البورصة ٬حيث تباشر هذه اللجنة ممارسة
صالحياتها في ضبط السوق المالية من خالل :
1أنظر الملحق رقم ، 01الهيكل التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ،الموقع الرسمي للجنة
".2018-01-22، "https://www.cosob.org/ar/presentation -et-organigrame.com
2المادة 02ومايليها من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ( ،)2000-03المرجع السابق ،ص.13
3المادة 26من المرسوم التشريعي رقم ( ،)93-10المرجع السابق ،ص.09
4المرسوم التنفيذي رقم ( )98-170المؤرخ في 20مارس 1998المتعلق باألتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها ،الجريدة الرسمية عدد ( )34الصادرة في 24ماي ،1998ص .07
22
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
اللجنة بجدول أعمال الجلسة وتوجه هذه األخيرة 05أيام على األقل قبل تاريخ انعقاد الجلسة ,إال في حالة
الضرورة أو إستعجال ال يسمح بمراعاة هذه الشروط.1
ونظرا لسرعة المعامالت على مستوى بورصة القيم المنقولة ،يمكن لرئيس اللجنة اتخاذ قرارات بمفرده
دون انتظار انعقاد االجتماع غير أنه يبقى ملزما باستشارة باقي األعضاء ٬وعرضها عليهم في أول جلسة
تعقد ،وتلغى هذه القرارات في حالة عدم المصادقة عليها.
وتكون جلسات اللجنة سرية ،لكن يمكن إشراك مستخدمي المصالح اإلدارية والتقنية ،وتعقد المداوالت
بعد أن تقيد في سجل يقدم لألمانة العامة ،وتوثق بموجب محضر من إعداد األمين العام الذي يسلمه للجنة
من أجل المصادقة عليه في الجلسة الموالية للجنة.
1فتيحة بن عزو ،دور لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في حماية المساهم في شركة المساهمة ،أطروحة دكتوراه،
تخصص ق انون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،2016 ،ص.46
2فتيحة بن عزو ،المرجع السابق ،ص.49
3المادة 06من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ( ،)2000-03المرجع السابق ،ص14
4القرار المؤرخ في 02أوت 1998يتضمن تطبيق المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم ( )98-170والمتعلق باألتاوى
التي تحصلها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)70الصادرة في 20سبتمبر ،1988ص.03
23
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
العلني لالدخار أو عند العرض العام لبيع القيم المنقولة أو شرائها أو تبادلها .
أتاوى عند طلب اعتماد وسيط في عمليات البورصة وكذا عند تسجيل عون مؤهل للقيام
بمفاوضات في البورصة .
أتاوى عند طلب اعتماد هيئة للتوظيف الجماعي للقيم المنقولة .
أتاوى قيام اللجنة بالتحقيق لدى الوسطاء في عمليات البورصة .
أتاوى عند دراسة النزاعات التقنية الناتجة عن تفسير النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد
سير البورصة .
أتاوى تحصل على شركة تسيير بورصة القيم المنقولة.
1
ويتم تحديد نسب وكيفيات تحصيل هاته األتاوى بموجب قرار وزاري حيث حددت نسب هذه األتاوى
كمايلي:
تأشيرة مذكرة األعالم عند إصدار قيم منقولة أو عند القرض العمومي ليبع قيم منقولة تحدد بـ
٪0,075من مبلغ اإلصدار أو العرض .
طلب اعتماد وسيط في عمليات البورصة يقدر ب 100,000دج يسددها الوسيط في عمليات
البورصة .
طلب تسجيل مفاوض في البورصة يقدر بـ 50,000دج يسددها الوسيط في عمليات البورصة.
طلب اعتماد هيئة التوظيف الجماعي للقيم المنقولة يحدد ب 100,000دج تسددها شركة
االستثمارات ذات الرأسمال المتغير أو مسير الصندوق المشترك لتوظيف القيم المنقولة.
تحقيق ينجز لدى وسيط في عمليات البورصة مقابل 2500عن كل يوم وعن كل محقق يسددها
الوسيط في عمليات البورصة .
دراسة نزاع ذو صبغة تقنية ناتج تأويل النصوص القانونية التي تحدد سير البورصة مقابل
100,000دج لكل ملف يعالجه يسددها الطالب.
األتاوى المحصلة على شركة تسير البورصة وتقدر ب ٪ 15من مبلغ العموالت التي تحصلها
هده الشركة من عمليات البورصة.
1سمير حدري " ،السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية اإلستقاللية " ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول سلطات الضبط
المستقلة في المجال اإلقتصادي والمالي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،يومي 24-23
ماي ،2007ص.123
24
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
عمولة سنوية من هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة تقدر ب ٪ 0,05من األصل الصافي
لهذه الهيئة .
25
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
تعتبر سلطات ضبط النشاط اإلقتصادي بوجه عام هيئات وطنية ال تخضع ال للسلطة الرئاسية وال للوصاية
اإلدارية ،فهي تتميز بطبيعة قانونية مميزة تضفي عليها خصوصية تجعلها مختلفة عن باقي الهيئات
الموجودة في الدولة ،1لما تتمتع به من صالحيات لممارسة مهامها المنوطة بها.
ومن خالل هذه الدراسة حاولنا تبيان الطبيعة القانونية للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بإعتبارها
إحدى هيئات الضبط اإلقتصادي في الدولة ،بحيث سنتطرق إلى الطابع اإلداري للجنة البورصة في
(المطلب األول) ،ثم الطابع السلطوي للجنة البورصة في (المطلب الثاني) ،وأخيرا الطابع اإلستقاللي
للجنة البورصة في (المطلب الثالث).
المطلب األول:الطابع اإلداري للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها
تنص المادة 20من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10بعد التعديل بموجب القانون رقم ( )03-04على
أنه « :تؤسس سلطة ضبط مستقلة لتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ،تتمتع بالشخصية المعنوية
واإلستقالل المالي » ،من خالل هذا النص ،نجد بأن المشرع لم يشر صراحة إلى الطبيعة القانونية للجنة
البورصة األمر الذي يستدعي العودة إلى تحليل ودراسة النصوص القانونية المنظمة للجنة البورصة،
وكذا الرجوع لمساهمة الفقه والقضاء لمحاولة سد مثل هذا النقص ،وقصد تبيان الوصف اإلداري للجنة
البورصة تمت دراسة الطبيعة القانونية ألعمال هذه اللجنة في (الفرع األول) ،والنظام القانوني المطبق
على المنازعات التي قد تنشأ بمناسبة ممارستها لصالحياتها الضبطية في(الفرع الثاني).
وعليه وبناءا على الطابع التخصصي لعمل لجنة البورصة المتجسد في التحديد الدقيق لمهامها ،نجد أن
اللجنة تسهر على حماية إدخار المستثمر في القيم المنقولة ،وتسهر على تنظيم وضمان السير الحسن
للسوق المالية ،وهي بذلك تعتبر ضامنة للنظام العام في المجال البورصي وممارسة لمهام تعود أصال
للدولة التي فوضت لها ممارسة مهام المرفق العام ،وبذلك أضفت عليها مهمة الصبغة اإلدارية.1
كما يتضح أن للجنة البورصة سلطة إدارية من خالل إصدارها ألنظمة وقررات فردية ،كقرار التأشير
واإلعتماد ،طلب قبول القيم المنقولة وتداولها ،والتي سيتم تناولها بالتفصيل في الفصل الموالي.
والجدير بالذكر أن اللوائح التي تصدرها لجنة البورصة وتضبط من خاللها السوق المالية ،تشكل أهمية
كبيرة كونها تعد مصدرا من مصادر القانون اإلداري لكونها أكثر إستجابة لمتطلبات العمل اإلداري.2
وتتضح نية المشرع في تكييف اللجنة وإعتبارها سلطة إدارية من خالل النص على جواز الطعن
باإللغاء في قراراتها أمام مجلس الدولة ،وعليه وبإحالة النزاع إلى القضاء اإلداري كما اتضح تضفي
الصبغة اإلدارية على اللجنة ،بحيث يمكن الطعن في القرارات الفردية التي تصدرها لجنة البورصة
(كرفض منح اإلعتماد مثال) أمام مجلس الدولة في أجل شهر واحد من تاريخ تبليغ قرار اللجنة .4
كما يمكن الطعن باإللغاء في قرارات الغرفة التأديبية أمام مجلس الدولة ،وذلك خالل أجل شهر واحد
من تاريخ تبليغ القرار موضوع اإلحتجاج ويتم التحقيق والبث في الطعن خالل أجل 06أشهر من تاريخ
تسجيله.5
أما فيما يخص اللوائح التنظيمية فقد أهمل المشرع الجزائري تحديد الجهات القضائية المختصة بالفصل
في الطعون المرفوعة ضدها ،غير أنه وبالرجوع للقواعد العامة وتحديدا المادة 09من القانون
أصبح يتجسد دور الدولة في ظل إقتصاد السوق في تبني شكل جديد من أشكال ممارسة السلطة العامة،
قصد القيام بالمهام الجديدة التي يفرضها ضبط النشاطات اإلقتصادية والمالية ،وقد خولها المشرع
الجزائري للقيام بمهامها على أحسن وجه مجموعة من السلطات ،وأقر لها بمشروعيتها (الفرع األول)،
وفي المقابل أخضعها للرقابة القضائية نظرا لخطورة هذه السلطات خاصة وأنها تنشط في إطار قطاع
حساس في الدولة (الفرع الثاني).
1المادة 09من القانون العضوي رقم ( )98-10المؤرخ في 30ماي ،1998المتعلق بإختصاص مجلس الدولة
وتنظيمه،الجريدة الرسمية عدد ( ، )37الصادرة في 01جوان ،1998ص.02
2فتيحة بن عزو ،المرجع السابق ،ص.73
3
المادة 33من المرسوم التشريعي ( )93-10المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،المرجع السابق ،ص.09
4
منصور داود ،المرجع السابق ،ص.142
5منصور داود ،نفس المرجع ،ص.103
28
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
نظرا لطبيعة وحجم المهام التي أوكلها المشرع للجنة ضبط السوق المالية ولتنفيذ مهامها على أحسن
مايرام ،خول لها المشرع الجزائري عدة صالحيات وسلطات تسمح بتنظيم السوق ومراقبتها بكل
إستقاللية عن السلطة التنفيذية ودون تلقي أية توجيهات أو تعليمات منها ،إال أنه ورغم إعتراف المشرع
الجزائري في نص المادة 20من القانون ) (04-03المتعلق ببورصة القيم المنقولة بإستقاللية لجنة
البورصة ، 1التزال تعاني هذه األخيرة من التدخل المستمر للسلطة التنفيذية في أعمالها ،مما أثار جدال
فقهيا وقانونيا حول مدى إستقاللية لجنة البورصة.
فاإلستقاللية في مفهومها هي تحرر السلطات من الخضوع ألي وصاية أو سلطة تسلسلية لجهة ما،
بحيث ال تتدخل أجهزة الحكومة بأي توجيه في إختيارات وقرارات السلطة الضابطة ،وللتأكد من مدى
إستقاللية لجن ة البورصة البد من دراسة مدى التجسيد الفعلي لهذه اإلستقاللية (الفرع األول) ،والقيود
الموضوعة عليها أي بمفهوم أخر معالم تبعية اللجنة للسلطة التنفيذية (الفرع الثاني).
الفرع األول :تجسيد إستقاللية لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها :
إن إستقاللية لجنة الب ورصة هي في األساس إستقاللية في ممارسة المهام الضبطية ،وكذا إستقاللية في
وضع النظام القانوني للهيئة بنفسها باإلضافة إلى الشكل الهيكلي للجنة البورصة.
أوال :مظاهر اإلستقالل العضوي للجنة البورصة
تشترك العديد من العوامل في تجسيد اإلستقاللية العضوية للجنة البورصة ،ويمكن إجمالها في النقاط
اآلتية:
.1التركيبة البشرية :باإلطالع على نص المادة 20من المرسوم التشريعي ) (10-93نجد أن
التشكيلة البشرية للجنة البورصة تتمتع بالطابع الجماعي والمختلط ،حيث تعتبر صفة الجماعة أحد
أكثر العوامل المدعمة لإلستقاللية 2من شأنها خلق نوع من التوازن بين مختلف السلطات
والجهات التي يعين من بينها أعضاء الطاقم ،كما أنها تضمن إجرااء المداوالت الجماعية حول
المواضيع الحساسة دون أن تتفرد جهة ما بالنفوذ وسلطة التأشير في قرارات اللجنة.
.2التنويع في سلطة اإلقتراح :يعتبر تعدد أعضاء اللجنة وإختالف قطاعات إنتماءاتهم مظهرا
يضمن اإلستقاللية العضوية ويمنع أي تواطئ أو تحيز ويؤدي إلى شفافية العمليات في البورصة،
حيث يعبن أعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجاالت القانونية اإلقتصادية والمالية من طرف
جهات مختلفة كوزير العدل ،الوزير المكلف بالمالية ،الوزير المكلف بالتعليم العالي ،محافظ بنك
1المادة 22من المرسوم التشريعي ) (10-93المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،المرجع السابق ،ص.12
حدري سمير،السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية االستقالل ،المرجع السابق ،ص 482
3حمليل نوارة ،المرجع السابق،ص.24
4المادة ،24المرسوم التشريعي ) (10-93المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،ص.03
5منصور داود ،المرجع السابق ،ص.159
6
Rachid ZOUAIMIA , Op, cit ,p24 .
32
الفصل األول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ضبط إقتصادي
الهيئات أو اللجان على المستويين الداخلي والخارجي ،ونشير في هذا الصدد إلى أنه قد تم إبرام
إتفاقية بينها وبين نظيرتها الفرنسية COBفي إطار التعاون وتبادل المعلومات التجارية لحماية
اإلستثمار في كال البلدين.1
.2سلطة إعداد النظام الداخلي :خول المشرع الجزائري سلطة إعداد النظام الداخلي والمصادقة
عليه من خالل إجنماعها األول ، 2األمر الذي يساهم في تكريس إستقالليتها ويبعدها عن كل ضغط
أو تبعية ،بل أكثر من ذلك ال يخضع النظام الداخلي الذي تضعه اللجنة إلجراء المصادقة من
السلطة التنفيذية ،باإلضافة إلى عدم قابليته للنشر في الجريدة الرسمية،3فهذه الحرية في التسير
والتنظيم من خالل إعداد قواعد من تلقاء نفسها دون تدخل ألي جهة أخرى يكرس مبد اإلستقاللية
الوظيفية للجنة البورصة.
.3اإلستقالل المالي :إعترف المشرع الجزائري صراحة للجنة البورصة في مادته العشرين من
المرسوم التشريعي ) (10-93المتعلق بالقيم المنقولة باإلستقالل المالي ،فهي تتمتع بمصدر تمويل
مزدوج األول ذاتي واآلخر خارجي ومما ساهم في إضفاء الطابع اإلستقاللي للجنة عودة
اإلختصاص في إعداد قواعد حساب العموالت التي تتقاضاها شركة تسير بورصة القيم المنقولة
عن العمليات التي تجري في البورصة إلى لجنة البورصة في ذاتها.4
رغم ما كرسته النصوص القانونية من مظاهر إستقاللية للجنة البورصة سواء من الناحية العضوية أو
الوظيفية ،إال أنها التزال تصطدم بعدة عراقيل تحد من إستقالليتها ،وفيمايلي سنتطرق إلى أهم القيود
المفروضة على الجانب العضوي والوظيفي للجنة البورصة.
.1تمتع السلطة التنفيذية بسلطة التعين :يعيّن رئيس لجنة البورصة بموجب مرسوم تنفيذي يتخذ في
مجلس الحكومة بناءا ً على إقتراح الوزير المكلف بالمالية ،كما يعين أعضاء اللجنة بقرار من
الوزير نفسه ،وعليه فإن إسناد سلطة تعيين رئيس لجنة البورصة وأعضاءها للحكومة أمر يحد من
إستقالليتهم وبالتالي يؤثر في مدى إستقاللية اللجنة ألن الشخص المعين يشعر دائما بأن الجهة
المعينة صاحبة فضل عليه ،وأنها وحدها من يملك الحق في إعادة تعيينه مرة أخرى ،هذا الشعور
تنعكس آثاره بالضرورة على التصرفات واآلراء التي قد تصدر منهم مما يولد التزام معنوي تجاه
وزير المالية وتبعية نسبية إليه
.2غياب إجراء اإلمتناع :بالعودة لنص المادة 24من المرسوم التشريعي ( )93-10نجد أن المشرع
الجزائري لم يمنع رئيس اللجنة من إمتالك مصالح لدى مؤسسات قد تخضع لرقابتها ولسلطتها
العقابية ،وبالرجوع للمادة 25من نفس المرسوم نجد أن ال رئيسها وال أعضاءها ممنوعون من
إمتالك أسهم لدى الشركات ا لمقبولة في البورصة ،ويعتبر غياب إجراء اإلمتناع عامل أخر مؤثر
على إستقاللية لجنة البورصة ،حيث يؤدي إلى إمكانية حضور األعضاء لمداوالت قضايا قد
تربطهم بها مصالح خاصة ،األمر الذي يجعل القرارات الصادرة عن اللجنة محل شك وريبة،
وبالتالي زعزعة ثقة المتعاملين اإلقت صادين واألكثر من ذلك قد تصبح فراغا يملؤه السلطة التنفيذية
بطريقة غير مباشرة بإستغالل الوضع وفرض سيطرتها على لجنة البورصة.1
ثانيا :القيود المتعلقة بالجانب الوظيفي:
رغم اإلعتراف الصريح للجنة البورصة بالشخصية القانونية وتأمين إستقالليتها اتجاه السلطة التنفيذية،
إال أنه هذه األخيرة تبقى تتدخل بشكل رقابي يحد من إستقالليتها الوظيفية وفيمايلي أكثر القيود
المعرقلة لوظيفة لجنة البورصة في ضبط السوق المالية:
.1تقديم تقرير سنوي :تلزم لجنة البورصة بتقديم تقرير سنوي عن نشاط سوق القيم المنقولة إلى
الحكومة ،2مما يقلص من إستقاللية لجنة البورصة إزاء السلطة التنفيذية ،بحيث تحتفظ
الحكومة ببعض أوجه الرقابة على النشاطات السنوية للجنة البورصة.3
.2إجراء الموافقة :رغم تمتع لجنة البورصة بصالحية إعداد نظامها الداخلي دون أي تدخل
للسلطة النقدية في إعداده ،المصادقة عليه أو نشره إال أن السلطة التنظيمية التي تمارسها لجنة
البورصة ليست مطلقة ،حيث كما سبق اإلشارة إليه تخضع األنظمة التي تصدرها اللجنة إلى
موافقة الوزير المكلف بالمالية ،لتنشر فيما بعد في الجريدة الرسمية مشفوعة بقرار الوزير
المكلف بالمالية المتضمن الموافقة عليها ،حيث دون هذه الموافقة تبقى مجرد نصوص مشاريع
مما يجعل لجنة البورصة في وضعية تبعية إزاء السلطة التنفيذية.
.3سلطة الحلول :تم تكريس سلطة الحلول من خالل نص المادتين 48و 50من المرسوم
التشريعي ( )93-10المتعلق ببورصة القيم المنقولة حيث يمكن أن تحل السلطة التنفيذية محل
لجنة البورصة في ممارسة وظيفتها وذلك في حاالت معينة ،وفي غياب صريح لمن له السلطة
في تقدير هذه الحاالت يبقى المجال مفتوح أمام الوزير المكلف بالمالية دون غيره ودون
خضوعه ألية رقابة ،مما يؤثر سلبا على إستقاللية لجنة البورصة والتي تبقى تحت رحمة
السلطة التنفيذية 1في العديد من الحاالت.
.4خضوع نسبي لتمويل الميزانية العامة للدولة :رغم أن المشرع الجزائري قد أقر صراحة
للجنة البورصة باإلستقالل المالي ورغم إعتماد هذه األخيرة على مصدر تمويل ذاتي كما سبق
توضيحه إال أن هذه اإلستقاللية تبقى نسبية حيث تمارس عليها الدولة نوعا من الرقابة عن
طريق إعانات التسيير مما يجعل سلطة ضبط السوق المالية تابعة لها ،باإلضافة إلى تدخل
الدولة في تحديد قواعد حساب وأسس األتاوى عن طريق مراسيم تنفيذية.2
في األخير ،نلخص إلى أنه رغم جميع الضمانات التي قدمها المشرع الجزائري بموجب النصوص المنشأة
وال منظمة للجنة البورصة إلستقالليتها ،إال أن هذه اإلستقاللية مهما إتسعت تبقى نسبية ،وذلك نظرا
لطبيعة العالقة التبعية التي تربطها بالسلطة التنفيذية حيث ال تزال اللجنة تمارس دورها في ضبط السوق
المالية تحت رقابة وإشراف ونفوذ هذه األخيرة ،مما يعرقل سلطة ضبط السوق المالية من تأدية وضيفتها
بكل حياد وإستقاللية تامة.3
36
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات
البورصة في ضبط السوق المالية
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
تعتبر لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة السلطة العليا في سوق القيم المنقولة ونموذج للسلطات
اإلدارية المستقلة في الجزائر.
وفي سبيل تحقيق الضبط اإلقتصادي وإقامة التوازن في السوق المالية ،خص المشرع الجزائري لجنة
تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بموجب المرسوم التشريعي رقم ( )93-10بجملة من الصالحيات
واإلختصاصات حتى تتمكن من القيام بمهامها ولعب الدور المنوط بها.
وال يمكن تحقيق ذلك إال من خالل تجمع عدة آليات ووسائل كانت في األصل متفرقة بين عدة هيئات في
يد هيئة واحدة متمثلة في لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
وسنعالج هذه الصالحيات في هذا الفصل بالتدقيق حيث سنتطرق بداية إلى اإلختصاص التنظيمي للجنة
في (المبحث األول) ،ثم سنحلل مدى تدخل اللجنة في ممارسة الرقابة على المتدخلين في السوق المالية
والمنتوجات المتداولة فيها (المبحث الثاني) ،وأخيرا سندرس صالحيات اللجنة في توقيع العقاب وفض
النزاعات الناشئة على مستوى السوق المالية (المبحث الثالث).
38
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
المبحث األول :اإلختصاص التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط
السوق المالية
إعترف المشرع الجزائري لبعض السلطات اإلدارية المستقلة في المجال المالي واإلقتصادي بسلطات
تنظيمية وقانونية ،1وقام بحصرها في مجلس النقد والقرض ولجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ويعود
ذلك حسب البعض لعامل التقليد اإليمائي 2للمشرع الفرنسي.
وبإعتبار أن ممارسة السلطة التنظيمية والقانونية يعد آلية من آليات الضبط ومظهر من مظاهره فإن
لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة وقصد تحقيق الضبط اإلقتصادي فإنها تقوم بسن أنظمة تتعلق بسير
المعامالت والصفقات التي تتم داخل السوق المالية ، 3ومن أجل تبيان مجال ممارسة اللجنة لهذه السلطات
في إطار ضبط السوق المالية فإنه يستلزم علينا التطرق أوال إلى مفهوم اإلختصاص التنظيمي الممنوح
للجنة (ال مطلب األول) ،ثم آليات ممارسة اللجنة لهذا اإلختصاص (المطلب الثاني).
المطلب األول :مفهوم اإلختصاص التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
تتمتع لجنة البورصة بصالحية تنظيم وضبط السوق المالي من خالل ممارسة مجموعة من الصالحيات
ذات الطابع المعماري بموجب السل طة التنظيمية الممنوحة لها ،ألنه يوجد نوعين فقط من السلطة التنظيمية
وهي تلك المخولة للجهاز التنفيذي والمحددة له من الدستور.
الفرع األول:تعريف السلطة التنظيمية المخولة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
تنص المادة 142من الدستور الجزائري ،4على أنه يوجد نوعين من السلطة التنظيمية ،تلك المخولة
لرئيس الجمهورية وتكون ماديا ،فهي تلك السلطة التنظيمية المستقلة التي يضطلع بها في المواد الغير
المخصصة للسلطة التشريعية في المادة 146من الدستور ،وسلطة تنظيمية تنفيذية يضطلع بها الوزير
األول وتنحصر في تطبيق وشرح وتفسير القانون دون إنشاء قواعد قانونية جديدة مخالفة لمضمونه مبدئيا.
1
Rachid ZOUAIMIA,Op,cit,p72.
2
Marie-José GUEDON,les autorités administratives indépendantes, lgdj,paris,1994,p99.
3نبيلة بوعيش،نريمان شوالق ،اإلختصاص التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ،مذكرة ماستر ،تخصص
قانون أعمال،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية،2015-2014،ص.04
4الدستور الجزائري لسنة 1996المؤرخ في 08ديسمبر ،1996المعدل والمتمم بالقانون رقم 03-02المؤرخ في 10
أفريل ،2002والقانون رقم 19-08المؤرخ في 15نوفمبر ،2008والقانون رقم 02-16المؤرخ في 06مارس 2016
المتضمن التعديل الدستوري،جريدة رسمية عدد ( )14الصادرة في 07مارس .2017
39
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
وال يمكن لنا تصور سلطة تنظيمية خارج الحدود المرسومة عضويا وماديا في الدستور ،لكن من الناحية
الواقعية وخارج إجراء التفويض ،فإنه توجد عدة أشكال أخرى للسلطة التنظيمية كتلك الممنوحة بصفة
خاصة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
ويقصد بالوظيفة القانونية أو السلطة التنظيمية أو اإلختصاص التنظيمي الذي أوكله المشرع الجزائري
للجنة البورصة ،هو صالحية إصدار قرارات سواء كانت تنظيمية أو قرارات فردية وكذلك أنظمة
وتوصيات وإ قتراحات وأراء وكل ماله عالقة باإلدارة ،من أجل ممارسة التنظيم 1في إطار الضبط
اإلقتصادي.
فإختصاص اللجنة التنظيمي واسع وشامل ألن سلطتها في إتخاذ قرارات متعددة الجوانب وذلك يمكنها
من أداء مهامها على الوجه المطلوب ،وكذلك إحكام سيطرتها على كل المتدخلين من أجل السير الحسن
للبورصة.
ويمكن تعريف اإلختصاص التنظيمي كذلك بأنه الوسيلة القانونية الممنوحة للجنة البورصة في حدود
النصوص التشريعية المنشأة لها وقصد تمكينها من ضبط النشاطات اإلقتصادية.2
وتعد المادة 3 31من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10ا ألساس القانوني للسلطة التنظيمية الممنوحة للجنة
البورصة ،حيث نصت على أنه " :تقوم لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بتنظيم سير سوق القيم
المنقولة وبسن التقنينات " ،فهذا التفويض لم يستحدثه المشرع بل نقله عن نضيره الفرنسي الذي سبقه في
منح السلطة التنظيمية للجنة عمليات البورصة ). )COB
وبعد تعديل المادة 31بموجب القانون رقم ( ، )03-04فقد إتسع مجال السلطة التنظيمية للجنة البورصة
لتشمل 15مجاال مقارنة بالنص األول الذي تضمن 12مجال فقط ،باإلضافة أن المرسوم التشريعي رقم
( ، )10-93تضمن النص على عبارة الوظيفة القانونية أما القانون رقم ( )03-04نص على عبارة
الوظيفة التنظيمية
لكن اإلختصاص التنظيمي للجنة البورصة ليس مطلق ،ألنه في بعض األحيان يتوجب الحصول على
إجراء المصادقة على مشاريع أنظمة اللجنة من طرف الوزير المالية حتى تصبح األنظمة سارية المفعول
بمفهومها القانوني ،حيث نصت المادة 32من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10على أنه" :يوافق على
اللوائح التي تسنها اللجنة عن طريق التنظيم وتنشر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية مشفوعة بنص الموافقة ".
40
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
وحسب المرسوم التنفيذي رقم ( ،1)96-102فقد نصت المادة 01منه على أنه عمال بأحكام المادة
32من المرسوم التشريعي رقم ( ، )93-10يوافق الوزير المكلف بالمالية بقرار على اللوائح التي تسنها
لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
وبالتالي فإن اإلختصاص التنظيمي ليس مخالفا للدستور كون اللجنة قد حصلت على هذا اإلختصاص
بموجب تفويض من السلطة التنفيذية ،األمر الذي يجعل ممارستها لهذه السلطة دستوري ومشروع.2
الفرع الثاني:صور ممارسة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها لإلختصاص التنظيمي
تعد السلطة التنظيمية األكثر تعبيرا عن الممارسة الحقيقية لوظيفة الضبط ،حيث يوجد هناك إنشاء أو
بدابة للقاعدة القانونية وهو عموما من إختصاص لجنة البورصة بصفتها سلطة ضبط مستقلة ،باإلضافة
للسهر على حسن تنفيذها وإحترامها.
وتختلف كيفية تدخل سلطات الضبط لممارسة هذا اإلختصاص التنظيمي والذي يكون إما بصفة مباشرة أو
بصفة غير مباشرة أي عن طريق المساهمة فيه. 3
أوال :الممارسة المباشرة لإلختصاص التنظيمي
تعد لجنة البورصة من بين السلطات التي تمارس اإلختصاص التنظيمي بصفة مباشرة ،إذ تتمتع
بسلطة تنظيمية واسعة مقارنة بتلك التي تضمنها المرسوم التشريعي رقم ( )93-10وذلك تماشيا مع
التعديالت الجديدة ،وإحداث أجهزة داخل البورصة كالمؤتمن المركزي على السندات ،حيث تتدخل اللجنة
بوضع قواعد تتعلق بسير سوق القيم المنقولة حيث تقوم اللجنة وفق المادة 31من المرسوم التشريعي رقم
( )10-93بسن ماتراه مناسبا من أنظمة من أجل سير سوق القيم المنقولة ،وتبين اللجنة من خالل هذه
األنظمة شروط إصدار هذه القيم وقبول تداولها وأحكام أخرى خاصة بشطبها.
كما تقوم بوضع القواعد المتعلقة بالمتدخلين في البورصة سواء تعلق األمر بالمصدرين للقيم المنقولة
وهم الذين يتوسطون بين المستثمرين والمصدرين ،وتجدر اإلشارة ألن القانون رقم ( )03-04المعدل
والمتمم للمرسوم التشريعي رقم ( )93-10قد إستبعد الشخص الطبيعي من دائرة الوسطاء وأصبحت هذه
المهمة تقتصر على األشخاص المعنوية دون الطبيعية.4
ثانيا:الممارسة الغير مباشرة لإلختصاص التنظيمي.
تتجسد الممارسة الغير المباشرة لإلختصاص التنظيمي في مساهمة لجنة البورصة عن طريق
اإلستشارة و تقديم اآلراء والمقترحات والتوصيات ،رغم أنها مجردة من أية قوة إلزامية إال أنها تعبر عن
1المرسوم التنفيذي رقم ( )96-102المؤرخ في 11مارس 1996المتعلق بتطبيق المادة 32من المرسوم التشريعي رقم
( )10-93المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،الجريدة الرسمية عدد( )18الصادرة في 20مارس ،1996ص .10
2
Rachid ZOUAIMIA , Op, cit ,p117.
3عبد العزير عبدي،عبد الكامل طاهر،المرجع السابق،ص .66-65
4موسى رحموني،الرقابة القضائية على سلطات الضبط المستقلة ،رسالة ماجيستر ،تخصص قانون إداري وإدارة عامة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2013-2012 ،ص.64
41
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
مشاركة لجنة البورصة في إعداد النصوص التنظيمية المتعلقة بمجال إختصاصها ،ورغم تمتع لجنة
البورصة بصالحية ممارسة هذا الدور اإلستشاري ،إال أن عدم إلزامية األخذ بها من قبل السلطة
التنفيذية من شأنه إفراغ هذه الصالحيات من محتواها ،كما أن ذلك ال يعني رقابة القضاء على هذا الدور
التساهمي بإعتبارها تتمتع بسلطة حقيقة في إصدار القرارات التنظيمية.1
كما نجد أن السلطة التنفيذية تتدخل في تنظيم السوق المالية في العديد من المواقف إما مباشرة عن
طريق إصدار مراسيم تنفيذية ،حيث أتبعت السلطة التنفيذية المرسوم التشريعي رقم ( )93-10بجملة من
المراسيم المتضمنة كيفية تطبيق أحكامه.2
ولم تسلب الحكومة هذا الحق من اللجنة المختصة بإصدار مثل هذه النصوص ،بل يستمد مشروعيته
ووجوده من المرسوم التشريعي رقم (، )93-10إذ يحيل في أغلب مواده إلى تنظيم الحق يصدر له ،لكن
تأخر تنصيب لجنة البورصة هو الذي فسح المجال أمام الحكومة لتنظيم السوق المالية عن طريق مراسيم
تنفيذية ورغم تنصيب اللجنة الفعلي في سنة 1997لم تنسحب السلطة التنفيذية من هذا الحقل،إنما بقيت
مالزمة للجنة البورصة في ممارسة هذا اإلختصاص ، 3وقد صدر عن الحكومة عدة مراسيم تنفيذية منها:
المرسوم التنفيذي رقم( 4)94-175المتضمن تطبيق المراد 29-22-21من المرسوم التشريعي رقم
(.)10-93
المرسوم التنفيذي رقم( )94-176المتضمن تطبيق المادة 61من المرسوم التشريعي(.)93-10
5
قرار وزير المالية المتضمن تطبيق المادة 61من المرسوم التنفيذي رقم( 6)98-170المؤرخ في 02
أوت ،1998الصادر بالجريدة الرسمية عدد( )70بتاريخ 20سبتمبر .1998
كما يمكن للسلطة التنفيذية أن تتدخل بطريقة غير مباشرة عن طريق المصادقة على أنظمة اللجنة ،إذ
أكد المشرع على تبعية اللجنة للسلطة التنفيذية من خالل إخضاع أنظمتها لمصادقة وزير المالية كما تم
توضيحه سابقا.
1حسام الدين بوركيبة ،الرقابة القضائية على أعمال سلطات الضبط المستقلة ،مذكرة ماستر ،تخصص قانون إداري ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح،ورقلة،2014-2013،ص.20
2عبد العزيز عبدي،عبد الكمال الطاهر،المرجع السابق ،ص.67
3نوارة حمليل،الرجع السابق،ص. 82
4المرسوم التنفيذي رقم ( )94-175المؤرخ في 13جوان ،1994المتعلق بتطبيق المواد( )21-22-29من المرسوم
التشريعي رقم(، )93-10الجريدة الرسمية عدد ( )41الصادرة في 26جوان ،1994ص.08
5المرسوم التنفيذي رقم( ،)94-176المؤرخ في 13جوان ،1994المتعلق بتطبيق المادة 61من المرسوم التشريعي (-93
،)10الجريدة الرسمية عدد (،)41الصادرة في 26جوان ،1994ص.09
6المرسوم التنفيذي رقم( )98-170المؤرخ في 20مارس ،1998المتعلق باألتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها،الجريدة الرسمية عدد ( ،)34الصادرة في 24ماي ،1998ص.07
42
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
المطلب الثاني:أدوات ممارسة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة للسلطة التنظيمية
خول المشرع الجزائري للجنة البورصة في إطار الضبط اإلقتصادي جملة من اإلختصاصات ،حيث
تضطلع بصالحية واسعة في هذا المجال ،فتمارس اإلختصاص التنظيمي العام عن طريق تنظيم سوق
القيم المنقولة باإلضافة إلختصاص شبه تنظيمي ،بإصدار تعليمات وتوصيات وأراء ومقترحات بفرض
وضع حد لممارسات المخالفة للتشريع المعمول به.
الفرع األول :اإلختصاص التنظيمي العام للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
تعتبر لجنة البورصة السلطة اإلدارية المستقلة الثانية بعد مجلس النقد والقرض ،التي خول لها المشرع
سلطة تنظيمية عامة ،من خالل إصدار لوائح يمكن الطعن فيها باإللغاء-التعويض -وعدم المشروعية أمام
الهيئات اإلدارية المختصة.1
وتتمثل هذه اللوائح في مجموعة القرارات اإلدارية التي تتضمن قواعد عامة موضوعية ومجردة ،تتعلق
بمجموعة من الحاالت والمراكز القانونية العامة ،2وتتميز هذه القرارات التنظيمية التي تصدرها بالثبات
والجمود النسبي ،حيث ال يستنفذ مضمونها وآثارها بمجرد تطبيقها ألول مرة ،وإنما تظل قابلة للتطبيق
كلما توفرت شروط وظروف تطبيقها على عكس القرارات اإلدارية الفردية ،كما تتميز بكونها تخاطب
الكافة ويحتج بها في مواجهة الجميع مثل القانون في معناه الخاص والضيق.
وبإعتبار سلطات الضبط فرع من وظيفة السلطة التنفيذية فهي أكثر دراية من السلطة التشريعية وعلى
معرفة في وضع تفاصيل األحكام القانونية موضع التنفيذ ،كونها أقرب سلطات الدولة للواقع المعاش ،لذا
فمن المنطقي إعطاءها سلطة إصدار القرارات اإلدارية لتحديد شروط ووسائل تنفيذ القانون.3
وبالقياس على ذلك فإن لجنة البورصة بصفتها سلطة ضبط مستقلة تعد جزء من السلطة اإلدارية في الدولة
لذلك من البديهي أن يخول لها المشرع هذا اإلختصاص. 4
أما فيما يخص مجال هذا اإلختصاص التنظيمي فقد خولت لجنة البورصة بموجب القانون صالحية
إصدار األنظمة المتعلقة بتنظيم سير السوق المالية وذلك من خالل إستقراء المادة 15من القانون رقم
( )04-03والمعدلة للمادة 31من المرسوم التشريعي رقم ( ، )93-10والتي نصت على أن اللجنة هي
المختصة بسن األنظمة التي تراها مناسبة لتنظيم السوق المالية وضبطها ،وتتفرع هذه الصالحية التنظيمية
حسب الهدف الذي تريد لجنة البورصة تحقيقه.
1
Taid ESSAID,chronique de l’organisation administrative revue, IDARA, Algérie, N°01,1994,p23 .
2عمار عوابدي ،نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة والقانون اإلداري ،الطبعة الثانية،
دارهومة،الجزائر،2001،ص.12
3نفس المرجع السابق،ص.13
4عبد العزيزعبدي،عبد الكامل طاهر،المرجع السابق،ص.70
43
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
ويتوجب على اللجنة اإلهتمام بكل العمليات المتعلقة بالقيم المنقولة وسن قواعد تبين شروط إصدارها
وعملية تداولها ،1ويمكن للجنة كذلك القيام بشطب هذه القيم إذا تخلفت إحدى الشروط المحددة أو برغبة
من المصدر وذلك من خالل نظامها رقم( 2)97-03المتعلق ببورصة القيم المنقولة .
كما نص المرسوم التشريعي رقم( )93-10صراحة على السلطة التنظيمية العامة الممنوحة للجنة بهدف
تنظيم المجال المالي وسوق القيم المنقولة ،بوضع قواعد تنظيمية للبورصة وللوسطاء وذلك من خالل
نص المادة 31منه.إال أن هذا القانون وبعد تعديله بموجب القانون رقم( )03-04تم التوسيع أكثر في
إختصاص لجنة البورصة من طرف المشرع وخول لها الحق في سن لوائح ووضع قواعد في مجاالت
جديدة لم تنص عليها المادة 31سابقا.3
فيما ألغى إختصاصها في بعض المجاالت المنصوص عليها ضمن مجاالت األخرى.4
وتنص المادة 15من القانون رقم ( )03-04المعدلة للمادة 31من المرسوم التشريعي رقم ( )10-93على
أن اللجنة تقوم بسن قواعد تهم بالخصوص مايلي:
رؤوس األموال التي يمكن إستثمارها في عمليات البورصة .
إعتماد الوسطاء في عمليات البورصة والقواعد المهنية التي تطبق عليهم.
نطاق مسؤولية الوسطاء ومحتواها والضمانات الواجب اإليفاء بها تجاه زبائنهم.
الشروط والقواعد التي تحكم العالقات بين المؤتمن المركزي على السندات والمستفيدين من خدماته.
القواعد المتعلقة بتسيير التسوية وتسليم السندات .
القواعد المتعلقة بحفظ السندات وتسيير وإدارة الحسابات الجارية.
شروط تأهيل وممارسة نشاط وحفظ إدارة السندات.5
وتضع اللجنة كذلك القواعد التي تتعلق بالمتدخلين في البورصة ،تتمثل في المصدرين للقيم المنقولة
وهم األوائل الذين يقومون ببيع األوراق المالية ألول مرة ،والمجسدون في كل من الدولة والجماعات
الم حلية وكل هيئة عمومية أو شركة ذات أسهم والتي نصت عليها المادة 19مكرر 01من المرسوم
التشريعي رقم ( )93-10المعدل والمتمم بموجب القانون رقم (.)03-04
1نصيرة تواتي،المركز القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها،المرجع السابق،ص .90
2نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم( )97-03المؤرخ في 18نوفمبر ،1997المتعلق بالنظام العام لبورصة
القيم المنقولة ،الجريدة الرسمية عدد ( )87الصادرة في 29ديسمبر ،1997المعدل والمتمم بموجب النظام رقم () 12-01
المؤرخ في 12جانفي ، 2012المتعلق بالنظام العام لبورصة القيم المنقولة ،الجريدة الرسمية عدد ( ،)41الصادرة في 09
سبتمبر ،2012ص .18
3حفيظة زوار،لجنة تنطيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة إدارية مستقلة ،رسالة ماجيستر،تخصص إدارة ومالية ،كلية
الحقوق والعلوم اإلدارية،جامعة الجزائر،2004،ص.82
4مجدوب قوراري،المرجع السابق،ص.102
5نصيرة تواتي ،ضبط سوق القيم المنقولة الجزائري،دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،تخصص لقانون أعمال،كلية
.
الحقوق والعلوم السياسية،جامعة مولود معمري،تيزي وزو،2013،ص182
44
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
ويتوجب عليهم اإلعالم الذي يتم نشره من قبل هذه الشركات التي تريد اللجوء إلى عالنية اإلدخار عند
إصدارها للقيم المنقولة ،وبعد ذلك يتم تقديم المستثمرين لشراء تلك األوراق المالية والمتمثلون في كل
شخص أو شركة خاصة أو عامة قامت بإجراء األكتتاب في هذه القيم.
كما يمكن أن يكون الوسيط مستثمرا إذا قام بعمليات مقابل حسابه الشخصي ،1ثم تأتي فئة الوسطاء التي
تقوم بمهمة إجراء المفاوضات التي تتعلق بالقيم المنقولة المقبولة لشراءها مقابل عمولة تدفع لهم.
الفرع الثاني :اإلختصاص الشبه التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
إلى جانب تمتع لجنة البورصة بإختصاص تنظيمي ،عام فقد خول لها المشرع الجزائري كذلك سلطة
شبه تنظيمية تتمثل أساسا في إمكانية إصدار األوامر والتعليميات والتوصيات واألوراء والمقترحات.
أوال :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إصدار األوامر
للجنة البورصة سلطة توجيه قرارات آمرة ،وهي سلطة تسمح لها بإصدار قرارات ملزمة لألطراف
قصد تصحيح أعمالها لتتوافق مع التنظيم المعمول به.
هذا ما نصت عليه المادتين 45و 40من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10كما نصت المادة 35على
أنه " :تتأكد اللجنة من أن الشركات المقبول تداول قيمها المنقولة في بورصة القيم المنقولة تتقيد
بأحكام التشريعية والتنظيمية السارية عليها والسيما في مجال القيم المنقولة وعقد الجمعيات العامة وتشكيلة
أجهزة اإلدارة والرقابة وعمليات النشر القانونية" .
وتأمر هذه الشركات عند اإلقتضاء بنشر إستدراكات فيما إذا لوحظت حاالت سهو في الوثائق المنشورة
أو المقدمة.
أما المادة 40منه فنصت على أنه " :يمكن لرئيس اللجنة في حالة وقوع عمل يخالف األحكام التشريعية
أو التنظيمية ومن شأنه اإلضرار بحقوق المستثمرين في القيم المنقولة أن يطلب من المحكمة إصدار أمر
للمسؤولين باإلمتثال لهذه األحكام ووضع حد للمخالفة أو إبطال آثارها ويحيل نسخة من طلبه على المجلس
القضائي للغرض الذي يقتضيه القانون" ،حيث يمكن للجنة البورصة أن تقوم بإصدار هذه األوامر بنفسها
أو تطلب من القاضي إلصدارها.
ثانيا :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في توجيه التعليمات
تتمتع لجنة البورصة بسلطة إصدار التعليمات ،ويمكن تعريف التعليمة بأنها :كل وثيقة إدارية ذات
طبيعة داخلية ،تستعمل داخل نفس الجهة اإلدارية التي يرأسها محرر الوثيقة وذلك بهدف معالجة قضية
1خديجة فتوس،اإلختصاص التنظيمي لسلطات الضبط اإلقتصادي ،رسالة ماجيستر ،تخصص قانون عام لألعمال ،كلية
الحقوق والعلوم اإلقتصادية،جامعىة عبد الرحمن ميرة ،بجاية،2012 ،ص.67-66
45
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
جارية ،و يمكن أن توجه إلى سلطة رئاسية أعلى وذلك عند طلب توضيحات أو ترسل إلى جهة إدارية
مرؤوسة.1
أما التعليمات التي تصدرها لجنة البورصة يمكن تعريفها بأنها أعمال تحدد بواسطتها القواعد
واإلجراءات والشروط التي تطبق في إطار قرارات اللجنة بواسطتها القواعد واإلجراءات والشروط التي
تطبق في إطارها قرارات اللجنة وهي في الحقيقة تعتبر نصوص تطبيقية ،2وال تتميز بالطابع اإللزامي أو
الرسمي لذلك ال تنشر ف ي الجريدة الرسمية وال تخضع إلجراء الموافقة من الوزارة ولكنها تهدف لتحديد
الشروط العامة.3
كما يمكن إعتبارها بمثابة خطوط سير والتي تتبع خاصة في مجال القرارات الفردية ،فهي تسمح للجنة
البورصة بإتخاذ قرارات ذات طابع فردي ،باإلضافة لذلك فهي تحدد مجموع المعلومات التي يجب أن
تحتويها الوثائق اإلعالمية.4
حيث أصدرت اللجنة عددا معتبرا من التعليمات منذ سنة 1997منها:
التعليمة رقم 01-97المؤرخة في 30نوفمبر 1997والتي تحدد أنواع اإلعتماد.
التعليمة رقم 01-2000المؤرخة في 11مارس 2000المتعلقة بقواعد الحذر في تسيير القيم
المنقولة من طرف الوسطاء.
ثالثا :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في تقديم التوصيات
تعتبر التوصيات أداة لشرح وتفسير النصوص التشريعية والتنظيمية في المجاالت التي ال تتمتع فيها
لجنة البورصة إال بالرقابة البعدية العامة ،إذ نجدها في المجاالت التي ال تتمتع فيها بسلطة القرار فقط.5
و الهدف من هذه التوصيات هو تحقيق أحسن إعالم من طرف جميع الفاعلين في سوق القيم المنقولة
وإحترام المساواة بين المستثمرين ،6فالتوصيات ال تحمل أي قوة إلزامية واألشخاص الذي توجه إليهم
أحرار في إتباعها أو عدم إتباعها ،إال أن القوة المعنوية للجنة البورصة تجبرهم على األخذ بها بعين
اإلعتبار في أغلب األحيان ،لكن هذا األسلوب غير مستعمل بكثرة من طرف اللجنة وذلك لكونها تملك
سلطان ووسائل أكثر فعالية ،لكن هذا ال يعني عدم فعاليتها فالتوصيات تلعب دور تفسيري مهم في ضبط
سوق القيم المنقولة ،7حيث نصت المادة 32من النظام القانوني الداخلي للجنة على أن التوصيات التي
تصدر عن اللجنة تهدف إلى تحقيق وضمان:
1بوحميدة عطاهلل،النصوص القانونية من اإلعداد إلى التنفيذ ،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر ،2008،ص.171
2 Hurbert de VAULPLANE, Jean- Pierre BORNET, droit de croches financiers, 3eme édition litec,
paris ,2001,p136-137.
3نصيرة تواتي ،ضبط سوق القيم المنقولة الجزائري،المرجع السابق،ص.27
4. Hurbert de VAULPLANE, Jean-Pierre BORNET, Op,cit,p137.
5مجدوب قوراري،المرجع السابق،ص.106
6نصيرة تواتي ،ضبط سوق القيم المنقولة الجزائري،المرجع السابق،ص.188
7ليلية بوعيش،نريمان شوالق،المرجع السابق،ص.27
46
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
47
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
المبحث الثاني :السلطة الرقابية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إطار الضبط اإلقتصادي
إن دور لجنة البورصة ال يتوقف فقط على إصدار األنظمة المتعلقة بسوق القيم المنقولة ووضع قواعد
لها من خالل ممارسة اإلختصاص التنظيمي ،بل خول لها المشرع في إطار ممارستها لمهام الضبط
والتنظيم اإلقتصادي سلطة رقابية تمارسها على كل المتدخلين في السوق والمنتوجات المقيدة فيها ،1وتتخذ
هذه الرقابة مظهران أساسيان فإما أن تكون سابقة لدخول السوق المالية (المطلب األول) ،وإنما أن تكون
الحقة لدخول السوق المالية (المطلب الثاني).
المطلب األول:رقابة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها السابقة لدخول السوق المالية
تمارس لجنة البورصة رقابة مسبقة على األعوان اإلقتصاديين قبل دخولهم السوق المالية وعلى
المنتوجات المالية قبل طرحها في السوق األولية ،وعليه فإن لجنة البورصة تتمتع بسلطة إصدار قرارات
فردية تستند على قواعد تنظيمية في إطار ممارستها لسلطة الرقابة والمراقبة ،2وتكون الرقابة السابقة
لدخول السوق المالية عن طريق منح اإلعتماد ومنح التأشيرة.
الفرع االول :الرقابة السابقة عن طريق منح اإلعتماد
يقصد باإلعتماد أو الترخيص هو عدم إمكانية ممارسة بعض النشاطات والخدمات المتعلقة بالبورصة
إال بعد الحصول على إعتماد مسبق من طرف لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.3
ويكتسي اإلعتماد طابع رقابي ونوع من التحقيق من مستوى كفاءة المهنيين وتأهيلهم لدخول السوق،4
وتسهر اللجنة كذلك على إنتقاء فئة األعوان المتدخلين في السوق بفرض شروط اإللتحاق بمهنة الوسيط
في عمليات البورصة وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ،حيث تتحقق حماية السوق بنوعية
المهنيين المنخرطين فيها.
حيث خول المرسوم التشريعي رقم ( )10-93من خالل المادتين 05و 09منه صالحية تحديد شروط
اإللتحاق بهذه المهنة عن طريق أنظمتها ،ويجب أن تتوفر هذه الشروط في كل من يرغب في الحصول
على إعتماد اللجنة وبدونه ال تتسنى له دخول السوق المالية واليمكنه اإلستثمار فيها.5
وحتى تشكل الرقابة وسيلة لحماية اإلدخار وسيلة لضبط السوق المالية البد للجنة أن تتأكد من الشروط
التي تترجم كفاءة طالب اإل عتماد كمباشرة مهنته في إطار ظروف تحفظ األمن والسالمة للزبائن وذلك من
1ربيعة ليزيدي ،تطور سوق األوراق المالية وأثرها على النمو اإلقتصادي دراسة حالة سوق األوراق المالية في الجزائر
خالل سنة ،2016-1999مذكرة ماستر ،تخصص إقتصاد مالي وبنوك ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير،جامعة 20أوت ،1955سكيكدة ،2016 ،ص.110-109
2عبد العزيز عبدي،عبد الكامل طاهر،المرجع السابق،ص.76-75
3حفيظة زوار،المرجع السابق ،ص.83
4ليلية بوعيش ،نريمان شوالق ،المرجع السابق،ص.25
5نوارة حمليل ،المرجع السابق ،ص.86
48
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
خالل الوسائل الممنوحة للجنة البورصة لممارسة سلطة اإلعتماد ،ويتجسد ذلك في مراقبة الوثائق
المدرجة في ملف اإلعتماد وحتى األماكن ثم تبدي اللجنة رأيها إما بالقبول أو الرفض.
وتشمل سلطة منح اإلعتماد المخولة للجنة البورصة كل من الوسطاء في عمليات البورصة وهيئات
التوظيف الجماعي للقيم المنقولة.
أوال :سلطة منح اإلعتماد للوسطاء في عمليات البورصة
قبل ممارسة مهنة الوسيط في عمليات البورصة يجب التحقق من توفر الشروط الالزمة من خالل
معايير محددة ،حيث تملك لجنة البورصة صالحيات واسعة بخصوص تحديد المعايير والشروط التي
يمنح بموجبها اإلعتماد للوسطاء في البورصة.
وحتى وإن تم تحديد معايير منح اإلعتماد للوسطاء في عمليات البورصة من قبل المشرع ،إال أن تحديد
مضمونها يعود للجنة البورصة ،أي تلك المقاييس التي تضبط على أساسها الضمانات المشار إليها في
المرسوم التشريعي رقم( )93-10حيث نصت المادة 08منع على أنه :يجب على الوسطاء في عمليات
البورصة أن يقدموا ضمانات كافية السيما فيما يخص تكوين رأسمالهم ومبلغه وتنظيمهم ووسائلهم التقنية
والمالية ومايجب عليهم تقديمه من ضمانات وكفاالت تضمن مسؤوليتهم وأعوانهم وخبرتهم وأمن عمليات
زبائنهم ،و تبين الئحة من اللجنة جميع هذه الشروط.
وقد أصدرت لجنة البورصة النظام رقم ( ، 1 )15-01حددت فيه شروط إعتماد الوسطاء والذي ألغى
النظام رقم(.)96-03
ويمكن إجمال هذه الشروط في كفاءة وتأهيل شخص لممارسة مهنة الوسيط و الذي يكون بناءا على
معايير خاصة منها مدى نزاهة الشخص.
وقد نصت المادة 04من القانون رقم( )03-04على أنه" :يمارس نشاط الوسيط في عمليات البورصة
بعد إعتماد من لجنة البورصة من طرف الشركات التجارية التي تنشأ خصيصا لهذا الغرض والبنوك
والمؤسسات المالية" .
فتأهيل الشخص لممارسة مهام أو نشاط الوساطة تستوجب خصوصا وجود كفاءة وتكوين وخبرة لذلك
ألزم المشرع أن يكون تدخل الوسطاء الذين يتمتعون بخبرة وتجربة بأصول وقواعد البورصة.2
وبالتالي يعود للجنة البورصة سلطة منح اإلعتماد أو رفضه أو تعديل قرار اإلعتماد أي تحديد تقييد
الوسيط من ممارسة بعض النشاطات لعدم كفاية وسائله التقنية.3
1لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم( )15-01المؤرخ في 15أفريل ،2015المتعلق بشروط إعتماد الوسطاء في
عمليات البورصة وواجباتهم ومراقبتهم ،الجريدة الرسمية عدد ( )20الصادرة في 21أكتوبر ،2015ص .19
2عبد العزير عبدي،عبد الكامل طاهر،المرجع السابق ،ص.79-78
3فاتح ايت مولود،المرجع السابق ،ص.373
49
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
فاإلعتماد الذي تمنحه لجنة البورصة يرخص للوسيط ممارسة األنشطة المسموح بها في عمليات
البورصة طبقا لإلعتماد الذي سلمته اللجنة وفي المقابل نجد أن اللجنة مؤهلة لسحب هذا اإلعتماد،
والسحب يمكن بصفة نهائية أو بصفة مؤقتة ،ويتم تبليغه إلى علم الجمهور ،ويجب أن يكون قرار السحب
مؤسسا.
ثانيا :سلطة منح اإلعتماد لهيئات التوظيف الجماعي
تمارس لجنة البورصة رقابة قبلية على هيئات التوظيف الجماعي عن طريق ممارستها لسلطة منح
اإلعتماد.
وتتألف هذه الهيئات من صنفين :شركة اإلستثمار ذات الرأسمال المتغير ،الصندوق المشترك للتوظيف
الجماعي.
وقد نصت المادة 48من األمر رقم ( 1)96-08على أنه " :تخضع هيئات التوظيف الجماعي للقيم
المنقولة إلى رقابة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة".
فيحين نصت المادة 06إضافة لذلك على أنه" :اليمكن تشكيل شركة إستثمار ذات رأسمال متغير إال إذا
إعتمدت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة مسبقا قوانينها األساسية".
أما المادة 18من نفس األمر فقد نصت على أنه" :اليمكن تأسيس صندوق مشترك للتوظيف الجماعي إال
إذا إعتمدت لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها مسبقا مشروع نظامه".
وبالتالي فمعايير إعتماد التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ومسيرها يتم تحديدها من طرف لجنة
البورصة ،وعلى أساسها إما تمنح اللجنة لهذه الهيئات اإلعتماد أو ترفضه.
وفيما يخص قرار رفض إعتماد لجنة البورصة لهذه الهيئات يجب أن يكون مؤسسا ومبررا وذلك حسب
المادتين 06و 18من األمر رقم ( )96-08المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة.
1األمر رقم( )96-08المؤرخ في 10جانفي ،1996المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ،شركة اإلستثمار
ذات الرأسمال المتغير والصندوق المشترك للتوظيف ،الجريدة الرسمية عدد( ،)03الصادرة في 14جانفي ،1996ص.19
2عبد الهادي بن زيطة " ،نطاق إختصاص السلطات اإلدارية المستقلة في القانون الجزائري ،دراسة حالة لجنة تنظيم
ومراقبة عمليات البورصة وسلطة البريد والمواصالت" ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة
في المجال اإلقتصادي والمالي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،يومي 24-23ماي
،2007ص.168
3نصيرة تواتي ،ضبط سوق القيم المنقولة ،ص.288
50
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
ونصت المادة 41من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10المعدلة بموجب المادة 16من القانون رقم
( )04-03في فقرتها األخيرة والتي تنص" :يجب ن تؤشر لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة على هذه
المذكرة قبل نشرها".
فاللجنة تقوم بالمراقبة على كل األوراق المالية في السوق بواسطة إجراء التأشيرة المسبقة التي تمنحها
للشركة الراغبة في طرح قيمتها المنقولة لإلكتتاب فيها ،وبذلك تتأكد اللجنة من إستيفاء هذه الشركة
لجل الشروط وكذلك إحترامها إلجراءات اإلصدار ،حيث أن إشتراط اللجنة لنشر هذه المذكرة هو بهدف
إعالم الجمهور بشكل يمكن المستثمرين من إتخاذ قراراتهم ،حيث يجب أن تتضمن المذكرة الموجهة
للجمهور جملة من البيانات حول مصدر القيم المنقولة وتنظيمه ووضعيته المالية وتطور نشاطه وموضوع
العملية المزمع إنجازها وخصائصها حسب المادة 03من نظام اللجنة رقم (.1)96-02
ويمكن كذلك للجنة البورصة طلب إضافة أو تعديل بعض البيانات المذكورة أو يمكنها رفض التأشير
عليها إذا رأت نقصا فيها حسب أحكام نص المادة 42من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10والتي نصت
على أنه " :تدرس المذكرة الخاضعة لتأشيرة المسبقة وتشير عند اإلقتضاء للبيانات الواجب تعديلها أو
المعلومات الواجب إدراجها فيها " .
كما يمكن للجنة البورصة أن تطلب أي توضيح أو تبرير يخص المعلومات الواردة في مشروع
المذكرة ويمكن للجنة أن ترفض تأشيرة المذكرة مالم تستجيب لطلبات التعديل ،وللجنة البورصة مهلة
شهرين قبل أن تمنح تأشيرتها أو ترفضها أو تطلب معلومات إضافية أو تعديالت.
ومباشرة هذه الصالحيات تختلف حسب ما إذ كان اإلعالم الواجب نشره خاضع إلجراء التأشيرة أم ال.
1نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها رقم( )96-02المؤرخ في 22جوان 1996المتعلق باإلعالم الواجب نشره
من طرف ال شركات التي تلجأ إلى عالنية اإلدخار عند إصدارها للقيم المنقولة ،الجريدة الرسمية عدد ( ، )22الصادرة في
27مارس ،2005ص .13
51
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
يجب أن تؤشر لجنة البورصة على هذه المذكرة قبل نشرها ،وبناءا على ذلك فإن المذكرة اإلعالمية عند
اإلصدار أو عند طلب القبول يجب أن تؤشر عليها اللجنة قبل نشرها والبدء في العملية المستهدفة ،حيث
يقع إعداد هذه النشرة أو المذكرة اإلعالمية أو البيان اإلعالمي حسب نماذج حددتها لجنة البورصة.1
وبالتالي فإن لجنة البور صة ال تعتبر بمثابة قاض موضوع حيث ال تتضمن تأشيرة اللجنة المالحظة
على العملية المقترحة بل على نوعية اإلعالم المقدم ومطابقته مع النصوص التشريعية والتنظيمية السارية
المفعول.2
لكن تبقى التأشيرة شكلية جوهرية ،أي شرط الزم لكل عملية إصدار للسندات وكذلك لقبولها في تسعيرة
بورصة القيم المنقولة أو إجراء عرض عمومي.
فعند دراسة لجنة البورصة لمشروع المذكرة الخاضعة لتأشيرة اللجنة المسبقة عند اإلصدار أو عند
القبول ،وفي حالة مالحظة أن هناك عدم إنتظام أو وجود نقائص فيها ،فإنها تشير للمصدرين للبيانات
الواجب تعديلها أو المعلومات اإلضافية الواجب إدراجها.3
كما يمكن للجنة البورصة طلب توضيحات وتبريرات تخص المعلومات الواردة في مشروع هذه
المذكرة حسب نص المادة 42من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10المعدل والمتمم ،حيث يمكن للجنة
البورصة رفض التأشير على المذكرة مالم يستجيب المصدر لطلبات التعديل.
أما المادة 06من نظام لجنة البورصة رقم( )96-02المتعلق باإلعالم الواجب نشره من طرف الشركات
التي تلجأ إلى عالنية اإلدخار عند إصدارها للقيم المنقولة ،فقد نصت على أسباب رفض اللجنة منح
التأشيرة وتتمثل هذه األسباب في:
إذا كانت المذكرة اإلعالمية غير مطابقة ألنظمة اللجنة وتعليماتها.
إذا كانت المذكرة غير مرفقة بالوثائق المنصوص عليها في أنظمة اللجنة.
إذا كانت المذكرة غير مكتملة أو غير صحيحة فيما يخص بعض النقاط أو إذا أهملت ذكر وقائع
من الالزم اإلشارة إليها في المذكرة.
إذا كانت الطلبات الخاضعة للتعديالت المذكرة المبلغة من طرف اللجنة غير مرضية.
إذا كانت حماية المدخر تقتضي ذلك.
Instruction COSOB n 97-93 du 30 novembre 1997 partant application de règlement COSOB n 96-02 du 22 juin
1996 relatif a l’information a publier par les sociétés et organismes faisant appel public a épargne,(Annexe 03).
2المادة 04و 02من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ( )96-02المتعلق باإلعالم الواجب نشره من طرف
الشركات التي تلجئ إلى عالنية اإلدخار عند إصدارها القيم المنقولة ،المرجع السابق،ص .29-28
3
Nicol DECOPMAN, la commission des opération de bourse et le droit des sociétés, édition économique
paris,1984,p12.
52
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
وفي جميع الحاالت تقوم اللجنة بإعالم المصدر بذلك في الوقت المناسب ،1وفي حالة حدوث تغير
هام يؤدي لتعديل المذكرة البد من إيداع هذا التعديل لدى اللجنة في أجل 10أيام من تاريخ إستالم التعديل
للحصول على التأشيرة ،2ولجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ( )96-02السابق الذكر.
ومنه فإن لجنة البورصة تملك مدة شهرين لتقرر منح التأشيرة أو رفضها بعد فحص الملف ،لكن منح
التأشيرة له أثر ها م ألنه إجراء مسبق وإلزامي قبل إجراء عملية اإلصدار أو القبول أو فتح إجراء العرض
العمومي.
ثانيا :اإلعالم الغير الخاضع لتأشيرة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
زيادة على المعلومات الواجب نشرها قبل إصدار القيم المنقولة بعد اللجوء إلى الدعوة العلنية لإلدخار
عند قبول السندات في تسعيرة البورصة وإدخالها وفق إلجراءات القرض العمومي ،فإن لجنة البورصة
تراقب اإلعالم الواجب نشره قبل إنعقاد الجمعيات العادية والغير العادية ،حسب نص المادة 14من نظام
لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم (. 3)2000-02
فإذا كانت هذه المعلومات التي تسبق العمليات المذكورة سابقا تخضع للتأشيرة ،فإن تلك التي تسبق
إنعقاد الجمعيات العامة للمساهمين ال تخضع لهذا اإلجراء ،وعليه فإنه ال تتمتع اللجنة بأي سلطة في إتخاذ
قرار بشأنها.
فالرقابة التي تمارسها اللجنة على المذكرة اإلعالمية أو البيان اإلعالمي عند اإلصدار أو عند قبول
السندات في بورصة القيم المنقولة ،هي رقابة قبلية تباشرها على المعلومات المتوفرة عند عقد الجمعيات
العامة ،بحيث تبلغ هذه المعلومات لجنة البورصة من أجل مراقبتها قبل إنعقاد الجمعيات العامة ،4حتى
تتمكن لجنة البورصة من تأخير إتخاذ أي قرار في الجمعية العامة المنعقدة ،بسبب عدم مطابقة المعلومات
للمتطلبات التشريعية والتنظيمية ،حتى توفر للمدخر المساهم جميع المعلومات الالزمة له في هذا الشأن.
المطلب الثاني :رقابة لجنة تنظيم ومرا قبة عمليات البورصة الالحقة لدخول السوق المالية
باإلضافة للرقابة السابقة على األعوان اإلقتصاديين والوسطاء في عمليات البورصة وهيئات التوظيف
الجماعي عن طريق منح اإلعتماد ومنح التأشيرة ،تمارس لجنة البورصة كذلك رقابة الحقة وهي تلك
الرقابة التي تمارسها على المتدخلين في السوق ومدى إنصياعهم للنصوص القانونية والقواعد التنظيمية
التي تحكم نشاطاتها وكذلك مدى إحترامهم لحدو د إعتمادهم وإللتزامهم تجاه اللجنة وتجاه الزبائن ،حيث
53
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
تراقب اللجنة جميع المعلومات المنجزة في السوق ،كما تراقب نوعية ودورية المعلومات الموضوعة تحت
تصرف الجمهور.
الفرع األول :ضمان مراقبة نوعية اإلعالم ونشره
ال يتوقف دور لجنة البورصة على التأشير على المذكرة اإلعالمية فقط ،بل تتبع مسار معين داخل
السوق وحتى العمليات الواردة عليها سواء من حيث مدى نزاهتها أو شفافيتها.
حيث تسمح سلطة المراقبة الممنوحة للجنة البورصة بالتأكد من إمتثال الشركات التي تلجأ لطلب
اإلدخار العلني باإلعالم ،1حيث نصت المادة 35من المرسوم التشريعي رقم( ،)93-10في فقرتها األولى
على أنه ":تتأكد اللجنة من أن الشركات المقبول تداول قيمها المنقولة في بورصة القيم المنقولة تتقيد
با ألحكام التشريعية والتنظيمية السارية عليها ،والسيما في مجال القيم المنقولة وعقد الجمعيات العامة،
وتشكيلة أجهزة اإلدارة والرقابة وعمليات النشر القانونية ".
فالمراقبة التي تقوم بها لجنة البورصة والتي تسعى من خاللها إلى تحقيق حماية للمستثمرين وحسن
سير ال سوق المالية وذلك من خالل تأكدها من أن اإلعالم الواجب نشره للجمهور يكون مطابقا للمقتضيات
التشريعية والتنظيمية ،حيث يقع على عاتق كل شركة إلتزام بإعداد إعالم كامل وجدي ،ونشره حسب
األنماط والمواعيد التي تسمح للمدخرين بإستعماله بما يعود من نفع لهم.
فوظيفة المراقبة التي تقوم بها اللجنة ال يمكن مباشرتها والتحقيق الحماية المرغوب فيها بدون عدد من
الوسائل والصالحيات التي تسمح لها بتحقيق المهام المسطرة لها.2
حيث يوضع تحت تصرفها جميع المعلومات قبل نشرها على العامة أو تبليغها للمساهمين ،وفي هذا
الصدد تتم تع اللجنة بحق اإلبالغ ،وتعتبر مؤهلة بمشاركة كل الشركات أو الهيئات التي تلجأ للدعوة العلنية
لإلدخار ،وذلك بإيداع المصدر لدى اللجنة كل الوثائق الموضوعة على ذمة المساهمين كمستندات
اللوائح المقترحة ،حيث تنص الماة 14من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم ()02-2000
على أنه " :يجب أن يودع المصدر كل وثيقة موجهة للمساهمين لدى اللجنة وشركة إدارة بورصة القيم
قبل تاريخ إرسالها كأقصى أجل " .
فالحق في اإلبالغ معترف به للجنة البورصة ،ألنه يشكل الوسيلة المثلى التي تسمح للجنة بالموازنة
وإجراء المقارنة بين المعلومات التي يتم إعدادها من طرف المصدر مع تلك التي يتطلبها القانون والتي
تستلزمها النصوص التشريعية والتنظيمية.3
1عبد العزيز عبدي ،عبد الكامل طاهر ،المرجع السابق ،ص .84-83
2فاتح ايت مولود،المرجع السابق ،ص .265
3نفس المرجع السابق ،ص .315-314
54
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
وإنطالقا من تمتع اللجنة بسلطة الرقابة والمراقبة على المعلومات المنشورة التي وضعت تحت
تصرفها والمتوفرة لها من طرف المصدرين فإن لجنة البورصة ،تدقق وتحقق في نطاقها ومحتواها ،لكنه
ليس من الهين عليها التدقيق بصفة دائمة في كل المعلومات التي يتم إبالغها بها ،وبالتالي يمكن للجنة
البورصة أن تعتمد على أعمال خبراء في المحاسبة ومندوبي حسابات وترتكز عليها بسبب تخصصهم
وخبرتهم في هذا الميدان ،حيث تستعين اللجنة بخدماتهم عند إجراء تدقيقيات وتصحيحات والتي تبدو لها
الزمة وضرورية.
فاإلعالم يكتسي أهمية كبيرة سواء بالنسبة للمدخر الذي يود توظيف إدخاره في القيم المنقولة أو بالنسبة
لكل شخص قام بمثل هذا اإلستثمار مسبقا ،ألن المعلومات تسمح لهؤالء بإتخاذ خيار وقرار نير.1
وفي هذا اإلطار فإن المراقبة التي تقوم بها لجنة البورصة تهدف لتحسين إعالم المدخرين ،باإلضافة
إلى ذلك تسهر اللجنة على أن تكون المعلومة منشورة بصفة مالءمة من خالل إحترام المتطلبات القانونية
المتعلقة باالجال ،وطرق نشر اإلعالم ،حيث يجب أن يتحصل عليها المدخر ويستفيد منها من أجل تسهيل
عملية إتخاذ القرار بالنسبة له في أحسن اآلجال وهذا مايؤدي لترسيخ وتقوية الحماية المقررة لفائدة
المدخرين المستثمرين في القيم المنقولة.
وبصرف النظر عن مضمون المعلومة ،فإنه من الضروري أن يتمكن المدخر من الوصول لها وإال
ستبقى الرقابة التي تمارسها لجنة البورصة والتي تنصب أيضا على نشر اإلعالم ذو حماية نسبية.
وبالتالي يجب أن تكون المعلومة الموجهة للعامة موثوق فيها ووجيهة وقابلة للمقارنة وصادقة ،وكل
إبالغ للعامة بمعلومة ال تستجيب لهذه الشروط المقررة قانونيا يعد خرقا.
وقد نصت المادة 60من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10المعدلة بالمادة 19من القانون رقم (-03
)04على أنه " :يعاقب بالحبس من 06أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة مالية قدرها 30000دج،
ويمكن رفع المبلغ حتى يصل إلى أربعة أضعاف مبلغ الربح المحتمل تحقيقه دون أن تقل هذه الغرامة عن
مبلغ الربح نفسه أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل شخص يكون قد تعمد معلومات خاطئة أو مغالطة
وسط الجمهور بطرق ووسائل نشر عن منظور أو وضعية مصدر ،تكون سنداته محل تداول
في البورصة أو عن منظور تطور سند مقبول للتداول في البورصة من شأنه التأثير على األسعار".
و عموما فنشر هذه المعلومات يقع على عاتق كل هيئة أو شركة ذات مساهمة عامة ،و في حالة عدم
قيام هذه األخيرة بنشرها أو تعمد نشرها بطريقة غير كاملة مما يعد مخالفة للواجبات المقررة بموجب
األحكام التشريعية والتنظيمية ،فإن للجنة البورصة األهلية لممارسة سلطة األمر وهي توجيه أمر للهيئات
المصدرة للقيم المنقولة وإجبارها على توفير المعلومات الناقصة أو تصحيحها مباشرة دون الحاجة لحكم
قضائي بصفتها سلطة إدارية مستقلة.
55
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
كما يمكن للجنة البورصة ممارسة سلطة الحلول وهي أن تحل اللجنة محل مسيري المؤسسات المصدرة
للقيم المنقولة في إعالم الجمهور بالمعلومات التي ترى بأنها ضرورية ،وذلك عند تخلف المصدر عن
قيامه بواجباته اإلعالمية،حيث تقوم اللجنة بنشر المعلومات الناقصة بنفسها ويتحمل المصدر تكاليف
النشر.1
الفرع الثاني:ضمان إحترام قواعد وأخالقيات المهنة
تسهر لجنة البورصة على مراقبة مدى إحترام قواعد وأخالقيات المهنة من طرف جميع المتدخلين في
سوق القيم المنقولة وخول لها صالحية تحديد هذه القواعد مثل اإللتزام بقواعد الحذر في تسيير وتحديد
كيفية مسك الحسابات السندات من طرف الوسطاء في عمليات البورصة وذلك من خالل مجموعة لوائح
تصدرها.2
وقد نصت المادة 49من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10على أنه ":تسهر اللجنة لحماية السوق على
مراعاة قواعد أخالقيات المهنة التي تفرض نفسها على المتعاملين في السوق" .
ولكي تكون هناك حماية حقيقية للمدخرين يجب أن تضمن لهم النزاهة في عمل الوسطاء الذين
يتعاملون معهم ،فمن أجل ذلك تسهر اللجنة ليس فقط على إحترام األحكام والقواعد التي تضبط نشاط
الوسطاء ،وإنما تسهر أيضا على إحترام القواعد التي تضبط سلوكهم.
فنشاط أخالقيات المهنة مجموعة قواعد سلوكية سواء كانت فردية أو جماعية وهي تهدف إلحترام المبدأ
الذي يفرض على الممارسات اليومية للوسيط وأعوانه.3
وقد نصت المادة 50من نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها رقم()15-01على أنه" :يخضع
الوسيط في عمليات البورصة وأعوانه لإللتزامات التالية:
56
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
1المادة 57من نظام لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة رقم( )15-01المتعلق بشروط إعتماد الوسطاء في عمليات
البورصة وواجباتهم ومراقبتهم،المرجع السابق ،ص .26
57
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
1حدري سمير ،السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد اإلقتصادية والمالية ،المرجع السابق ،ص.120
2القانون رقم()08-09المؤرخ في 25فيفري ،2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،الجريدة الرسمية
عدد( ،)21المؤرخة في ،2008-04-23ص.03
3المادة 51من المرسوم التشريعي( )93-10المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،المرجع السابق ،ص.06
58
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع لم ينظم مسألة رد أعضاء الغرفة وال كيفية سقوط العضوية عن
أعضاءها ،إال أنه إذا فقد عضو الغرفة عضويته في اللجنة عن طريق إنتهاء عهدته تسقط العضوية منه
مباشرة .1
ومايالحظ بالنسبة لتركيبة الغرفة هو طابعها القضائي ،وهذا لضمان توفر الكفاءات القانونية ،باإلضافة
إلى الحيادية المميزة للغرفة نظرا إلنفصالها عن التركيبة األصلية للجنة البورصة.
تلجأ األطراف المتنازعة إلى التحكيم بإعتباره يقدم حال وسيطا يقوم على التفهم الوثيق للمصالح
المشتركة سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية ،وهنا تظهر أهمية التحكيم في فض النزاعات القائمة في
المجال اإلقتصادي والمالي ،2كونه يقدم حلوال موضوعية وأكثر تفهما ورعاية لمصالح األطراف
المتنازعة هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى فإن إجراءات التحكيم تتميز بسرعتها وبساطتها وعدم
عالنيتها ،هذا ما
يتناسب ومتعاملي السوق المالية والتي تستوجبه هي األخرى ،وبالتالي تفادي القضاء الذي يأخذ وقتا أطول
ومصاريف أكثر.3
كما تظهر أهميته في إتساع النطاق التقديري للمحكمين ،كون الفصل في هذا النوع من المنازعات
يتطلب خبرات فنية خاصة ودراية أعمق باألجراءات والعادات المعمول بها في مجال البورصة وعليه
فالتحكيم يحقق:
السرعة
المرونة في اإلجراءات
الموضوعية والحياد
التخفيف من األعباء والنفقات المالية.
59
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
و تجدر اإلشارة أن حصر عمل الغرفة بهذه الطريقة يحد من سلطة التحكيم على مستواها ،إذ ينعقد
اإلختصاص التحكيمي لهذه الغرفة لمجرد اإلختالف حول تفسير القوانين واللوائح وليس في تطبيقها كما
لم يتوقف المشرع عند هذا الحد ،بل وضع حدودا أخرى في المجال العضوي عن طريق تحديد صفة
األشخاص الذين ستتدخل الغرفة فيما بينهم 1وبالرجوع إلى نص المادة 52الفقرة 02من المرسوم
التشريعي رقم ( )93-10فإن الغرفة تكون مختصة ما إن حدث نزاع بين الوسيط وأحد األطراف االتية:
إن إشتراط وجود وسيط كأحد أطراف النزاع يقلص من المجال العضوي بسلطة التحكيم ،حيث
يمكن أن تحدث نزاعات بين المتعاملين اآلخرين في السوق المالية كالمؤتمن المركزي للسندات،
شركة اإلستثمارات ذات الرأسمال المتغير ،الصندوق المشترك للتوظيف ،كل هذه األطراف قد تنشأ
بينهم خالفات أغفل المشرع ذكرها.2
هذا وتباشر الغرفة التأديبية والتحكيمية صالحياتها طبقا لنص المادة 54من المرسوم التشريعي
رقم( )93-10أما بطلب من :
60
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
تعتبر السلطة القمعية بمثابة آلية فعالة في تطبيق وتنفيذ أنظمة سلطة ضبط السوق المالية على أكمل
وجه ،تفاديا لمخالفتها أو العبث بها وضمانا لحقوق المتعاملين فيها ،وقد أولى المشرع الجزائري للسلطة
القمعية للجنة البورصة إهتماما كبيرا وتنظيما محكما كونها تعتبر أهم وسيلة لردع المخالفين لألنظمة
القانونية المسيرة للسوق المالية ، 4وسنتطرق من خالل هذا المطلب إلى أساس السلطة القمعية الممنوحة
للجنة البورصة (الفرع األول) ،ثم إلى نطاق ممارسة هذه السلطة (الفرع الثاني).
61
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
الفرع األول :أساس السلطة القمعية للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها
إن لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها هي إحدى سلطات الضبط المستقلة المؤهلة قانونا إلتخاذ تدابير
عقابية ،تعبر عن ممارسة إمتيازات السلطة العامة ،وقمع المخالفات المنافية ألنظمة السوق المالية.
أوال :تعريف السلطة القمعية للجنة البورصة
هي تلك السلطة الردعية أو األداة التي تستخدمها الدولة لمجابهة كل من يحاول مخالفة األنظمة
والقوانين التي تضعها الدولة في سبيل السير الحسن ألجهزتها ومؤسساتها ،وبالتالي زرع الثقة واألمان في
نفوس مواطنيها ، 1وتختلف سلطة القمع بإختالف السلطات التي تطبق على مستواها ،وفي موضوعنا قد
إعترف المشرع الجزائري لبورصة القيم المنقولة في حالة القيام بأي إخالل بالواجبات المهنية وأخالقيات
المهنة من جانب الوسطاء في عمليات البورصة ،وكل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليهم
بحق ممارسة هذه السلطة –القمعية. -
ثانيا :التأطير الدستوري للسلطة القمعية للجنة البورصة
إن اإلعتراف باإلختصاص العقابي للجنة البورصة هو في األصل قضائي ،حيث أدى التحول
اإلقتصادي للدولة إلى ضرورة تحويل صالحيات القاضي الجنائي إلى لجنة البورصة ،نظرا لمحدودية
معرفة القاضي العادي وإختصاصه في المجال اإلقتصادي والمالي من جهة ،ومن جهة أخرى التخصص
األقرب ألعضاء الغرفة المنشأة لدى لجنة البورصة ومعرفتهم بتفاصيل السوق بصفة أعمق ،2وقد أدى
هذا اإلعتراف إلى إشكاالت ق انونية حول مدى دستورية هذه السلطة الممنوحة للجنة البورصة ،وأمام
غياب نص صريح في الدستور حول اإلختصاصات القضائية التي تمارسها اللجنة في مجال ضبط السوق
المالية وكذا عدم وجود أي إجتهاد من المجلس الدستوري أسقطنا دراستنا على إجتهاد المجلس الدستوري
الفرنسي نظرا للتشابه الكبير للنظام القانوني المؤطر لسلطات الضبط المستقلة لكال البلدين ،حيث إعترف
المجلس الدستوري الفرنسي بالسلطة القمعية لهذه الهيئات بموجب القرارين التاليين.3
حيث توصل المجلس إلى الحكم بدستورية السلطة القمعية لهذه الهيئات ،ليتم الحقا قياس وضعية السلطة
القمعية التي تمارسها لجنة البورصة الجزائرية بمثيلتها الفرنسية ،إذ تسهر على حماية الحقوق األساسية
من بينها حق الدفاع ،ومبدأ تناسب الجرم بالعقاب.4
62
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
هذا باإلضافة إلى تدخل المشرع الجزائري في تحديد نطاق ممارسة لجنة البورصة لسلطتها القمعية،
وحدد طرق وكيفيات تدخلها مما يؤكد على شرعيتها وبالتالي عدم مخالفتها للمبادئ الدستورية.
هذا وتلتزم لجنة البورصة بمناسبة ممارستها لسلطتها العقابية بإحترم المبادئ األساسية للعقاب ،والتي
كرست في الدستور الجزائري على النحو األتي:
فإحتر ام المبادئ األساسية للعقاب أثناء ممارسة لجنة البورصة للسلطة القمعية المخولة لها ،تتضمن
حماية الحقوق والحريات المكفولة دستوريا ،فهي من جهة تمثل ضمانة لمن ستوقع عليه وتحميه من
تعسف السلطة في إنزالها ،ومن جهة أخرى تكفل عدم اإلنحراف في تطبيق الجزاءات الردعية المخولة لها
من طرف القانون.
الفرع الثاني :نطاق ممارسة إختصاص السلطة القمعية للجنة البورصة
كما سبق اإلشارة إليه ،فإن السلطة القمعية الممنوحة للجنة البورصة لم تكن خيارا ،بل فرضته
مجموعة من المعطيات تتمثل في خصوصية الطابع اإلقتصادي عن غيره من المجاالت األخرى ،وتخضع
لنطاق يجب أن ال تتجاوزه ،يتمثل في الضمانات سواء كانت قانونية أو قضائية ،كذلك تحديد العقوبات
الموقعة من طرفها ،وأخيرا رسم حدود هذه السلطة.
1سمير حدري ،السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد اإلقتصادية والمالية ،ص.122
2داود منصور،المرجع السابق ،ص .372
63
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
أوال :الجهات التي تخضع للجزاءات اإلدارية الموقعة من طرف لجنة البورصة
بالرجوع لنص المادة 53من المرسوم التشريعي رقم ( )93-10السابقة الذكر ،نالحظ أن سلطة العقاب
المخولة للجنة البورصة تمارس فقط ضد الوسطاء في عمليات البورصة ،إذ ال يمكن للجنة البورصة من
خالل غرفتها التأديبية والتحكيمية تسليط عقوبات ضد فئات أخرى داخل بورصة القيم المنقولة حيث
يخضع هؤالء إلى سلطة القضاء في فض منازعاتهم ، 1على غرار المشرع الفرنسي الذي يسمح للجنة
بتوقيع عقوبات على المهنيين وعلى غير المهنيين ،وبذلك وسع من نطاق تطبيق العقوبات التأديبية.
وتجدر اإلشارة أن المادة 53من األمر ( 2 )96-08المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة قد
نصت على إمكانية معاقبة هؤالء المهنيين في حالة إخاللهم باألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليهم.
ثانيا :الضمانات المكرسة لتطبيق العقوبات القانونية
تتسم سلطة العقاب المخولة للجنة البورصة بالطابع الردعي ،باإلضافة لكونها قرارات فردية إدارية
فهي عبارة عن تطبيق لقانون العقوبات الخاص األمر الذي يستوجب إخضاعها لمجموعة قواعد
دستورية ،3تطبق على كل الجزاءات التي تصدرها اللجنة وهي :
.1الضمانات القانونية الموضوعية :لقد صاحب نقل اإلختصاص من القاضي الجنائي لصالح سلطات
الضبط ،مسألة نقل الضمانات التي كان يتضمنها القانون الجنائي وهذا بهدف حماية حقوق وحريات
األفراد عن طريقها ونذكر منها:
1.1مبدء الشرعية :يقصد بمبدء الشرعية أنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني ،أما فيما يخص
تطبيق هذا المبدء في مجال السلطة القمعية المخولة للجنة البورصة ،فقد إكتفى المشرع الجزائري بسرد
قائمة العقوبات التأديبية،التي قد توقعها الغرفة التأديبية حيث نصت المادة 55الفقرة 01من المرسوم
التشريعي رقم ( )93-10عمايلي " :العقوبات التي تصدرها اللجنة في مجال أخالقيات المهنة والتأديب
-اإلنذار هي:
-التوبيخ
-حضر النشاط كله أو جزئه مؤقتا أو نهائيا
-سحب اإلعتماد
-وأو فرض غرامات يحدد مبلغها بعشرة ماليين أو بمبلغ يساوي المغنم المحتمل تحقيقه بفعل
الخطأ المرتكب" .
1فتيحة بن عزو ،دور لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في حماية المساهم في شركة المساهمة،أطروحة دكتوراه،
تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،2016،ص.499
2األمر رقم( )96-08المؤرخ في 10جانفي ، 1996المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ،شركة اإلستثمار ذات
الرأسمال المتغير والصندوق المشترك للتوظيف ،الجريدة الرسمية عدد( ،)03الصادرة في 14جانفي ،1996ص.19
3قوراري مجدوب،المرجع السابق،ص.141
64
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
لكن لم يضع المشرع الجزائري أحكاما تفصيلية بهذا الشأن ،إنما منحها سلطة تقديرية واسعة في المجال
التأديبي.
1.2مبدء تناسب العقوبة مع الجريمة :يجب أن تلتزم الجهة اإلدارية حال إختيارها للجزاء اإلداري
وتوقيعه بمبدء تناسب الجزاء مع الفعل المخالف ،بحيث تلتزم اإلدارة بالموازنة أثناء إختيار
الجزاء ،حيث البد من إقتران حجم العقوبة بمدى خطورة الفعل المرتكب ،ومن جهة أخرى البد من
اإللتزام بعدم تعدد العقوبات عن مخالفة واحدة وهذا ماكرسه فعال المشرع الجزائري من خالل نص
المادة 55السابقة الذكر ،حيث أقر ن العقوبة باألرباح المحتمل تحقيقها نتيجة الخطأ المرتكب ،إال
أنه لم يتطرق إلى إمكانية الجمع بين العقوبات.1
.2الضمانات القانونية اإلجرائية :ألجل إضفاء طابع الشرعية على الجزاءات الردعية التي تصدرها
لجنة البورصة ،تم تكريس مجموعة من الضمانات اإلجرائية األتي ذكرها:
حق الدفاع :إن حق المتهم في اإلستعانة بمدافع من الضمانات الجوهرية المقررة لصالح المتهم،2 2.1
وينقسم هذا المبدء بحسب القانون الجزائري المنظم لبورصة القيم المنقولة إلى شقين أولهما :حق
اإلستعانة بمدافع حيث يحق لكل شخص تم إستدعاؤه أن يستعين بمستشار من إختياره ،3كما ال يمكن
للجنة أن تصدر أية عقوبة إال بعد اإلستماع إلى الممثل المؤهل للمتهم ،أما الشق األخر فيتمثل في حق
اإلطالع على الملف ورغم أن المشرع لم يشر صراحة في مجال البورصة إلى هذا المبدء ،إال أنه تم
اإلستعانة بالنظام الداخلي للجنة البورصة والذي يسجل فراغا قانونيا هو األخر فيما يخص هذا
الجانب ،األمر الذي يقلص من حماية حقوق المتابعين بحجة عدم إمكانية مناقشة األفعال المنسوبة
إاليهم وتقديم مالحظاتهم.4
التسبيب :لم يول المشرع الجزائري أي عناية وإهتمام لهذه المسألة ،فبالنسبة للقرارات التي تتخذها 2.2
الغرفة التأديبية لم تلمس أية إشارة لتسبيبها ،إال أنه وبعد تعديل المرسوم التشريعي ( )93-10ألزم
المشرع اللجنة بتسبيب وتعليل قرار رفض إعتماد الوسطاء أو قرار اإلعتماد الجزئي.5
.3الضمانات القضائية :لقد منح المشرع الجزائري المتقاضين أمام سلطة ضبط السوق المالية هذه
الضمانة األساسية إلى جانب الضمانات األخرى والتي تتمثل أساسا في رقابة القضاء اإلداري على
القرارات والجزاءات التي تصدرها لجنة البورصة من خالل غرفتها التأديبية وهي كاألتي:
65
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
الطعن في القرارات القمعية :يختص مجلس الدولة بالنظر في القرارات القمعية الصادرة عن لجنة 3.1
البورصة ،حيث تعد قابلة للطعن باإللغاء أمام مجلس الدولة ،1قصد اإلعتراض على القرار
الصادر بإدانته أمام القضاء المختص.
وقف التنفيذ :لم يتطرق المشرع الجزائري في أحكامه المنظمة للجنة البورصة إلى مسألة األثر 3.2
الموقف للتنفيذ أو الغير موقف للطعن القضائي ،حيث إكتفى بالنص عليها في الجانب التنظيمي
للجنة البورصة ،ويمكن تبرير ذلك إلى السرعة التي فرضها المشرع على القاضي للنظر في
الطعن وأمام هذا الفراغ القانوني يمكن الرجوع إلى تطبيق القواعد العامة من خالل تطبيق أحكام
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وعليه نتوصل إلى إمكانية وقف تنفيذ القرارات الصادرة من
الغرفة التأديبية ،وذلك بأمر من مجلس الدولة إذا بررت ذلك وقائع خطيرة أو إستثنائية.2
.1العقوبات المقيدة للحقوق :خول المشرع الجزائري لغرفة التأديب والتحكيم للجنة البورصة
إصدار عقوبات سالبة للحقوق تجاه الوسطاء في عمليات البورصة ،تصل إلى حد سحب
اإلعتماد ،3كما يمكن للغرفة التأديبية أن تصدر قرارات ذات آثار معنوية على الوسيط تتمثل في :
-اإلنذار .
-التوبيخ .
والحكمة من هذا النوع من العقوبات هو التصحيح واإلصالح وبعث نوع من الحذر لدى األشخاص
المعنيين.
66
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
.2العقوبات ذات الطابع المالي :يجوز للغرفة التأديبية والتحكمية في شقها التأديبي أن تقضي
بجزاءات مالية جد معتبرة إما بصفة منفردة أو بالجمع مع الجزاءات التأديبية المذكورة أعاله،
بشرط أن ال يتجاوز عشرة ماليين دينار ،أو المبلغ الذي يساوي الربح المحتمل تحقيقه بفعل
الخطأ المرتكب ،1والتي تدفع لصندوق الضمان الذي تم إستحداثه بموجب نص المادة 64من
المرسوم التشريعي رقم (.2)93-10
67
الفصل الثاني :آليات تدخل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في ضبط السوق المالية
كما تتمتع بسلطة الرقابة والمراقبة والتي تنصب على اإللتحاق بالسوق المالية أو اإللتحاق بالمهنة
والتي تسمح للجنة البورصة من التأكد من السير الحسن للسوق المالية.
وفي حالة وقوع أي إخالل باإللتزامات المهنية واألدبية ،أو أي مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية
المطبقة في السوق المالية ،فللجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة سلطة تأديبية وتحكيمية تضمن لها
توقيع العقاب وحل أي نزاع.
68
خاتمة
خاتمة
من خالل المراحل المختلفة المتبعة لدراسة هذا الموضوع ،يتضح جليا أن المشرع الجزائر حاول
مسايرة التحوالت اإلقتصادية التي شهدتها السوق المالية بمناسبة تحول الدولة المتدخلة إلى دولة
ضابطة،األمر الذي إستدعى إلى ضرورة إعادة تأطير وتنظيم السوق المالية الجزائرية بنظام قانوني
محكم ومتناسق ،وهو ماتم فعال ،حيث أصدرت مجموعة من القوانين حاول بها مسايرة ومعاصرة
متطلبات السوق المالية ،،حيث قام بإنشاء مهيئات متخصصة كان من بينها لجنة تنظيم ومراقبة عمل
البورصة ،والتي خصها المشرع بنظام قانوني شامل حتى تؤدي المهام المنوطة بها ،وقصد توفير نظام
ضبطي موثوق به إعترف المشرع للجنة البورصة بموجب اخر تعديل للنظام القانوني المنشأ والمؤطر لها
بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي.
وقد مكنتنا دراسة وتحليل القوانين المؤطرة للجنة البورصة بالوقوف أما العديد من النتائج ،باإلضافة
إلى تسجيل الكثير من الثغرات القانونية للنظام القانوني المنظم للجنة البورصة ،سواء بمناسبة ممارستها
لصالحياتها في ضبط السوق المالية ،أو على المستوى التنظيمي والهيكلي لها وفيمالي أهم النتائج
المتوصل إليها:
70
خاتمة
-خص المشرع الجزائري لجنة البورصة على غرار باقي سلطات الضبط األخرى في
الدولة،بالسلطات الثالث األساسية حيث منحها سلطة تنظيمية خولت لها صالحية سن األنظمة
وإصدار اللوائح ،فهي تظهر على أنها خالقة للقواعد القانونية المنظمة للسوق المالية من جهة،
ومصدر لها من خالل إقتراح القوانين من جهة أخرى ،كما منحها المشرع سلطة المراقبة والرقابة
على السوق المالية ،ليتتم بعد ذلك هذه السلطة بصالحية توقيع العقاب على المخالفين للنصوص
التشريعية والتنظيمية للجنة ،حيث زودت هذه األخيرة بغرفة تأديبية وتحكيمية تفصل في
النزاعات التقنية المعروضة عليها.
-رغم منح المشرع الجزائري للجنة البورصة صالحيات واسعة لتأدية مهامها ،إال أنه أخضعها
للرقابة القضائية قصد حماية المتعاملين اإلقتصادين ،هذا باإلضافة إلى التدخل المستمر للسلطة
التنفيذية في معظم صالحياتها بطريقة تحد من حريتها المطلقة في ممارسة سلطتها في ضبط
السوق المالية.
-رغم اإلعتراف بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي للجنة البورصة بعد التعديل األخير بموجب
القانون رقم( )03-04إال أن إستقاللية اللجنة بقيت مقيدة فمن الجانب العضوي نالحظ بقاء سلطة
التعين بيد السلطة التنفيذية ،باإلضافة لغياب إجراء اإلمتناع الذي سبق توضيحه يحد من إستقاللية
اللجنة ،أما من الجانب الوظيفي فنالحظ أن إلزام اللجنة بتقديم تقرير سنوي حول أعمالها
وقراراتها للجهاز التنفيذي وكذا تقرير سلطة الحلول في حاالت معينة في القانون ناهيك عن
إرتباط ميزانية اللجنة بإعانة تسيير تقدم لها سنويا من طرف الدولة ،كلها إجراءات تحد من
إستقاللية اللجنة في ممارسة وظيفتها بحرية مطلقة ،وتجعلها في تبعية دائمة للسلطة التنفيذية.
بعد الوقوف على أهم النتائج المتوصل إليها بعد تحليل ودراسة اإلطار التنظيمي والعملي للجنة
البورصة نلخص إلى إعداد مجموعة من المقترحات قصد تطوير النظام القانوني للجنة ونلخص هذه
المقترحات والتوصيات فيمايلي:
-في إطار إختيار وإنتقاء أعضاء لجنة البورصة ،تعيينهم وعزلهم ،البد للمشرع من إعادة النظر في
هذه المسألة ،إذ أراد بالفعل تكريس إستقالليتها.
-دعم مبادئ اإلستقاللية الوظيفية للجنة البورصة برفع القيود التنظيمية والرقابية على سلطات اللجنة
التي تمارسها عليها السلطة التنفيذية والتي تبقى مسيطرة على نشاط السوق المالية ،رغم تكريس لجنة
البورصة كسلطة ضبط للسوق المالية ،مما يشكك في فعالية هذه األخيرة األمر الذي ينعكس سلبا على
دور اللجنة واإلنتقاص من سيادتها على قطاعها.
-يعاب على المشرع حصره لنطاق السلطة التأديبية في الوسطاء في عمليات البورصة فقط ،حيث
يعتبر إشتراط وجود وسيط كأحد أطراف النزاع تضيق من المجال العضوي لسلطة التحكيم ،فقد
71
خاتمة
تحدث نزاعات بين المتعاملين اآلخرين في السوق المالية كالمؤتمن المركزي للسندات ،شركة
اإلستثمارات ذات الرأسمال المتغير ،الصندوق المشترك للتوظيف ،كل هذه األطراف قد تنشأ بينهم
خالفات أغفل المشرع ذكرها ،ا ألمر الذي يفتح المجال أمام القضاء العادي في كل مرة يحدث فيها
نزاع بين هؤالء األطراف ،مما يستدعي إلى ضرورة تعميم نطاق السلطة اللتأديبية وكذا التحكيمية
على كل المتعاملين اإلقتصاديين على مستوى بورصة القيم المنقولة.
-توسيع صالحيات القضاء اإلداري عند الطعن في القرارات التي تصدرها لجنة البورصة وتمكين
القاضي اإلداري من إستبدال العقوبة أو تغييرها ،دون حصره في إلغاءها فقط.
-تفعيل مبدء األثر الفوري للطعن القضائي ،لتعزيز ثقة المتعاملين اإلقتصادين بدور القضاء في
الحراسة ر الرقابة على أعمال وصالحيات اللجنة ،األمر الذي يضمن أمنهم وإستقرارهم النفسي،
وبالتالي جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين لتفعيل أفضل للسوق المالية بالجزائر.
72
قائمة المصادر و المراجع
قائمة المراجع
.Iالتشريعات:
الدستور الجزائري لسنة 1996المؤرخ في 08ديسمبر ،1996المعدل والمتمم بالقانون رقم .1
70
قائمة المراجع
القانون رقم 04-03المؤرخ في 17فيفري 2003المتعلق ببورصة القيم المنقولة ،الجريدة . 12
المنقولة ،،شركة اإلستثمار ذات الرأسمال المتغير والصندوق المشترك للتوظيف ،الجريدة الرسمية
عدد ،03الصادرة في 14جانفي ،1996ص .19
المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ في 23ماي 1993المتعلق ببورصة القيم المنقولة، . 21
71
قائمة المراجع
72
قائمة المراجع
.IIالكتب:
.1أنطوان الناشف ،خليل الهندي ،العمليات المصرفية واألسواق المالية المؤسسة الحديثة للكتاب،
طرابلس ،لبنان.2000،
.2بوحميدة عطاهلل ،النصوص القانونية من اإلعداد إلى التنفيذ ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر .2008،
.3جوزيف باردوس ،القاموس الموسوعي اإلداري ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
.2006
.4ضياء مجيد ،البورصات أس واق رأس المال وأدواتها ،األسهم والسندات ،مؤسسة شباب الجامعة،
اإلسكندرية ،مصر.2003،
.5عبد الباسط كريم مولود ،تداول األوراق المالية دراسة قانونية مقارنة ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،لبنان .2009 ،
.6عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،إلدارة المنشات المتخصصة البورصات ،المكتبة العصرية
للنشر والتوزيع ،مصر.2009،
.7عبد الغفار حنفي ،إستراتيجيات اإلستثمار في بورصة األوراق األوراق المالية ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية.2007 ،
.8عبد الغفار حنفي ،رسمية قرباقض ،األسواق المالية البنوك وشركات التأمين والبورصات
وصناديق اإلستثمار ،دار اإلسكندرية للكتاب ،مصر.1997 ،
عبد القادر الحمزة ،أساسيات البورصة وقواعد اقتصاديات اإلستثمارات المالية ،دار الكتاب .9
عمار عوابدي ،نظريةالقرارات اإلدارية بين علم اإلدارة والقانون اإلداري ،الطبعة الثانية ،دار . 12
هومة ،الجزائر.2001،
محفوظ جبار ،تنظيم وإدارة البورصة ،الجزء الثالث ،الطبعة األولى ،ديوان المطلوعات . 13
الجامعية ،الجزائر.2002،
.14رمزي شاكر ،دور سوق رأس المال وبورصة األوراق المالية في تشجيع االستثمارات ،دار
الكتاب الحديث ،القاهرة. 2010 ،
هوشيار معروف ،اإلستثمارات واألوراق المالية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ، . 15
73
قائمة المراجع
.1حفيظة مستاوي" ،العالقة بين لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها والسلطة القضائية"،
مجلة اإلجتهاد القضائي،عدد ،11الجزائر.2014،
.2ديدين بوعزة" ،لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة" ,مجلة علوم التكنولوجيا
والتنمية،عدد ،01الجزائر.2007،
.3عز الدين عيساوي" ،المكانة الدستورية للهيئات اإلدارية المستقلة مآل الفصل بين السلطات"،
مجلة اإلجتهاد القضائي ،عدد ،04الجزائر.2008،
.4عيسى شقبقب ،يحي أزغار" ،محاولة قياس كفاءة السوق المالية الجزائرية مقارنة بتونس
أعقاب األزمة المالية" ،المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات اإلقتصادية ،الجزائر،العدد
.2016،
.5محمود زرقون" ،العرض العمومي في البورصة وأثره على األدء المالي لمؤسسات
اإلقتصادية المدرجة في بورصة الجزائر" ،مجلة الباحث،عدد ،12الجزائر2013،
.6ناصر لباد" ،السلطات اإلدارية المستقلة" ،مجلة اإلدارة ،عدد ،21الجزائر.2000،
.7وهيبة بوترية" ،دور البنوك في تطوير السوق المالية الجزائرية للفترة ،"2013-2004مجلة
اإلقتصاد والتنمية البشرية،عدد ،12الجزائر.2013،
.IVالرسائل والمذكرات الجامعية:
أ .أطروحات الدكتوراه:
داود منصور ،االليات القانونية لضبط النشاط اإلقتصادي في الجزائر،أطروحة دكنوراه، .1
تخصص قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
.2016-2015
عبد الحليم سعيدي ،محاولة تقييم إفصاح القوائم المالية في ظل تطبيق النظام المالي .2
أط روحة دكتوراه ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو2012 ،
74
قائمة المراجع
فتيحة بن عزو ،دور لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في حماية المساهم في شركة .4
تخصص قانون عام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة،
بجاية .2006
نوارة حمليل ،النظام القانوني للسوق الماليةالجزائرية ،أطروحة دكتوراه ،تخصص قانون .6
تخصص قانون أعمال كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أحمد بوقرة ،بومرداس،
.2007-2006
حفيظة زوار ،لجنة تنطيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة إدارية مستقلة ،رسالة .2
تخصص قانون عام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن
ميرة ،بجاية.2012 ،
رشيد بوكساني ،معوقات أسواق األوراق المالية والعربية وسبل تفعيلها ،رسالة .4
ماجيستر ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية جامعة الجزائر.2006،
سمير حدري ،السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد اإلقتصادية والمالية، .5
رسالة ماجيستر ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة احمد
بوقرة ،بومرداس.2007-2006،
عائشة بوخلخال ،بورصة الجزائرين النظري والتطبيقي ،رسالة ماجيستر ،تخصص .6
75
قائمة المراجع
كريمة شعالل ،السلطة القمعية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة، .8
رسالة،تخصص قانون عام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد
الرحمن ميرة ،بجاية.2012 ،
مجدوب قوراري ،سلطات الضبط المستقلةفي المجال اإلقتصادي ،لجنة تنظيم عمليات .9
تخصص قانون إداري وإدارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة.2013-2012 ،
.11بسمة رضوان ،السلطات التنظيمية للسلطات اإلدارية المستقلة ،رسالة ماجيستر،
تخصص إدارة ومالية ،كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة أحمد بوقرة،
بومرداس.2014،
نصيرة تواتي ،المركز القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ،رسالة . 12
ماجيستر ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو. 2005،
وليد بوجملين ،سلطات الضبط اإلقتصادي في القانون الجزائري ،رسالة ماجيستر، . 13
ماستر ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح،
ورقلة .2014-2013 ،
حسين نداتي ،اليات الضبط اإلقتصاديفي القانون الجزائري ،مذكرة ماستر ،تخصص .2
قانون إدارة األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة خميس مليانة ،عين الدفلى،
.2014-2013
ربيعة ليزيدي ،تطور سوق األوراق المالية وأثرها على النمو اإلقتصادي دراسة حالة .3
76
قائمة المراجع
إقتصاد مالي وبنوك ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 20أوت
،1955سكيكدة .2016،
عبد العزيز عبدي ،عبد الكامل طاهر،النظام القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة .4
ومراقبتها في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة العربي التبسي ،تبسة .2017-2016
نبيلة بوعيش ،نريمان شوالق ،اإلختصاص التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات .5
البورصة ،مذكرة ماستر ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية،
جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية.2015-2014،
نجوى سلطاني ،منيرة رقطي ،السلطات اإلدارية المستقلة بين اإلستقاللية والتبعية،مذكرة .6
ماستر ،تخصص منازعات إدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي
،1945قالمة.2016-2015 ،
.Vالمداخالت:
نوارة حسن " ،األبعاد القانونية إلستقاللية سلطات الضبط في المجال اإلقتصادي .1
والمالي" ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال
اإلقتصا دي والمالي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،
يومي 23و 24ماي .2007
حميد زايدي" ،دور السلطات المستقلة في ضبط النشاط اإلقتصادي" ،مداخلة ألقيت في .2
الملتقى الوطني ،حول ضبط النشاط اإلقتصادي في الجزائر بين التشريع والممارسة ،كلية
الحق وق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي ،سعيدة ،يومي ديسمبر .2013
رشيد زوايمية" ،أدوات الضبط الإلقتصادي،السلطات اإلدارية المستقلة" ،مداخلة ألقيت .3
في الملتقى الوطني حول ضبط النشاط اإلقتصادي في الجزائر بين التشريع والممارسة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي،سعيدة،يومي 09و10
ديسمبر.2013
سمير حدري" ،السلطات اإلدارية المستقلة وإشكالية اإلستقاللية" ،مداخلة ألقيت في .4
الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال اإلقتصادي والمالي ،كلية
الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ، ،يومي 24-23ماي .2007
صليحة نزليوي" ،سلطات الضبط المستقلة الية لإلنتقال من الجولة المتدخلة إلى الدولة .5
الضابطة" ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال
77
قائمة المراجع
المالي واإلقتصادي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،يومي
24-23ماي .2007
عبد الهادي بن زيطة" ،نطاق إختصاص السلطات اإلدارية المستقلة في القانون .6
الجزائري ،دراسة حالة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة و سلطة البريد و
المواصالت" ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال
اإلقتصادي والمالي ،كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية،
يومي 24-23ماي .2007
عز الدين عيساوي" ،الهيئات اإلدارية المستقلة في مواجهة الدستور" ،مداخلة ألقيت في .7
الملتقى الوطني حول سلطات الضبط المستقلة في المجال اإلقتصادي والمالي ،كلية
الحقوق والعلوم اإلقتصادية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،يومي 24-23ماي .2007
محمد مزوالي" ،القواعد اإلجرائية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في الجزائر"، .8
Les sociétés par actions et les établissements Art. 2. — Tout émetteur de valeurs mobilières qui
publics sont tenus, avant toute émission publique ou sollicite un visa doit faire parvenir à la Commission,
admission en bourse de produire un document destiné en cinq (05) exemplaires, un projet de notice
à l’information du public. d’information.
Ce document dit « notice d’information » doit être Le texte définitif du projet doit être déposé, auprès
soumis au visa préalable de la Commission avant de la Commission, en dix (10) exemplaires dont un
d’être mis à la disposition du public. revêtu de la signature du représentant légal de
l’émetteur et de celle du (des) commissaire(s) aux
Le visa de la Commission ne peut être assimilé à comptes.
une recommandation de souscription ou d’achat des
titres proposés. Il ne comporte aucun jugement, Après l’obtention du visa, l’émetteur doit faire
aucune appréciation sur l’opération projetée. parvenir à la Commission dix (10) exemplaires de la
notice d’information sous sa forme définitive.
Il signifie seulement que les informations fournies
par la notice d’information visée paraissent Le projet de notice d’information est présenté par
véridiques et suffisantes pour que l’investisseur un représentant de l’émetteur ou par un intermédiaire
potentiel puisse fonder sa décision. financier.
Les émetteurs sont tenus au strict respect des délais Lorsque le projet est présenté par un intermédiaire,
de diffusion des notices d’information. il doit comporter l’indication du responsable avec
lequel les services compétents de la Commission
Lors de l’émission de valeurs mobilières avec appel peuvent prendre contact auprès de la société.
public à l’épargne, la notice d’information visée doit
être disponible pour le public avant le début de Art. 3. — Le délai de deux (02) mois dont dispose la
l’opération projetée. Commission pour accorder ou refuser son visa
Le représentant légal de la société ou de commence à courir à partir de la date d’accusé de
l’établissement public atteste par sa signature sur une réception du projet de notice d’information.
notice que l’information contenue dans celle-ci est, à
sa connaissance, conforme à la réalité et que la notice Art. 4. — La Commission notifie à l’émetteur, par
ne comporte pas d’omission susceptible d’en altérer écrit, le numéro et la date du visa de la notice
la portée. d’information.
Le second document d’information est le Art. 5. — Tout placard ou article publicitaire relatif à
prospectus. l’opération projetée doit mentionner le numéro de visa
C’est un document bref et synthétique. Il résume en de la notice d’information ainsi que les établissements
quelques pages les informations les plus importantes auprès desquels cette notice est disponible.
et les plus significatives contenues dans la notice
d’information. Art. 6. — La notice d’information et le prospectus
doivent être publiés selon les modèles joints en
Le prospectus doit simplifier l’information sans la
annexes de la présente instruction.
déformer. Il est destiné aux intermédiaires, leurs
représentants et le public.
Art. 7. — Si l’opération projetée n’est pas réalisée
Les modèles de notice élaborés par la Commission dans un délai de douze (12) mois à compter de la date
ne peuvent tenir compte de tous les cas particuliers à d’octroi du visa , l’émetteur est tenu de solliciter de
chaque société ou établissement public. Les nouveau le visa de la Commission.
émetteurs peuvent proposer à la Commission les
adaptations jugées nécessaires. Art. 8. — Tout projet de notice d’information présenté
au visa de la Commission doit être accompagné du
règlement de la redevance prévue par la
réglementation.
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
Art. 9. — La présente instruction entre en vigueur à la comptables par valeur mobilières avant et après
date de sa signature. l’émission.
Modalités de paiement du prix, notamment
Fait à Alger, le 30 novembre 1997 s’agissant d’actions non libérées à la souscription.
1.1.13- Régime fiscal applicable. 1.2.13- Régime fiscal : applicable aux intérêts
et au capital.
1.2- Emission d’obligations ordinaires :
1.2.14- Garanties :
1.2.1- Décisions qui sont à l’origine de
l’opération : - Nature et portée précise des garanties et
engagements destinés à assurer le remboursement
- Date de l’autorisation de l’assemblée générale, des titres et le paiement des intérêts.
décision du conseil d’administration ou du - Lorsque l’emprunt fait l’objet d’un contrat de
directoire. prise ferme par un syndicat de banques, indiquer
le banquier chef de file.
1.2.2- Nombre, valeur nominale, forme et
catégorie des titres (nominatif ou au porteur). 1.2.15- Masse des obligataires :
1.2.4- Produit brut et estimation du produit net - Indiquer si la société a l’intention de demander
de l’émission. Emploi du produit net (principaux l’admission à la cote officielle des nouvelles
emplois envisagés). obligations dès les clôture de l’émission.
1.2.9- Taux d’intérêt et taux de rendement réel 1.3- Emission d’obligations convertibles :
pour le souscripteur :
1.3.1- Description de l’opération :
- Indication du taux de rendement actuariel brut en
précisant la date à laquelle le taux est calculé, la 1.3.1.1- Décisions qui sont à l’origine
définition et la signification de ce taux. de l’opération.
- Préciser que cette liste sera tenue par la société 1.3.3.1- Délai de conversion des
émettrice à la disposition des porteurs obligations contre des actions :
d’obligations. Suivant le cas, indiquer :
(1)- Nominal
(2)- Prime d’émission
Données sur la couverture des risques. Indiquer les données caractéristiques sur l’activité
Répartition en pourcentage des crédits des filiales dont l’importance est significative au
par secteur d’activité. niveau des actifs ou des résultats de la société mère.
Tableau représentant l’évolution du
produit brut bancaire, des frais 3.3- Litiges :
d’exploitation bancaire et du produit net
bancaire sur les deux (02) derniers Indication de tout litige ou arbitrage susceptible
exercices. d’avoir ou ayant eu, dans un passé récent, une
incidence sensible sur la situation financière de
3.1.6- Débouchés et place sur le l’émetteur, son activité, son résultat, et le cas
marché : échéant, sur son groupe.
- Principaux débouchés.
- Indication, si possible, de l’importance relative En cas d’absence de ces éléments, le préciser
des principaux clients. expressément.
- Si possible, indications relatives à la place
occupée par l’émetteur sur le marché par ses 3.4- Contrats et engagements importants :
produits ou ses prestations de services (préciser la
source des informations). Fournir l’information sur tous contrats et
engagements importants conclus. Faire une
3.1.7- Principales installations : description sommaire et donner la date du contrat et
le nom des parties.
- Indications sommaires sur le nombre et la
répartition géographique des usines, entrepôts, 3.5- Facteurs de risques :
guichets, agences, succursales, terrains…
- Surfaces couvertes par ces installations, sont-elles
en pleine propriété, en location simple ou en Indiquer clairement les facteurs de risques
crédit-bail ? (exemple : absence de marché, pénétration du
marché, concurrence, aléas climatiques, propriété
3.1.8- Personnel : individuelle...)
Si ces facteurs sont importants, mettre en exergue
- Evolution des effectifs au cours des deux (02) la rubrique risques (en page de titre).
derniers exercices ou depuis la constitution de
l’émetteur si celle-ci date de moins de deux (02) CHAPITRE IV
ans.
- Répartition du personnel par grandes branches RENSEIGNEMENTS FINANCIERS
d’activité et par fonctions.
- Bilan social : existence, publicité et diffusion. 4.0 Principes généraux :
3.1.9- Investissements :
- L’information financière est constituée à
partir des comptes publiés par la société.
Donner une description chiffrée des principaux
Dans le cas où la société exerce un contrôle
investissements réalisés au cours des deux (02)
durable sur une ou plusieurs autres sociétés, la note
derniers exercices.
d’information doit contenir les documents et
renseignements prévus au point (4.1)
Donner la répartition géographique de ces
investissements.
- Les états financiers sociaux et consolidés
doivent être publiés pour les trois derniers des
3.1.10- Approvisionnements :
exercices .
Les états financiers sont complétés par un tableau
Donner des indications sur l’origine des
récapitulatif contenant les chiffres caractéristiques
approvisionnements.
sur une période de cinq (05) années et comportant
les éléments les plus significatifs extraits des
comptes sociaux et / ou des comptes consolidés qui
doivent permettre d’apprécier l’évolution de
3.2- Renseignements sur les filiales et
l’émetteur.
participation :
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
En tout état de cause, le tableau doit comporter les 4.1.3 Tableau et ressources des emplois
données concernant : consolidés sur les trois derniers
exercices
L’exploitation et les résultats ;
Les actifs et les passifs en fin d’exercice ; 4.1.4 Situation provisoire consolidée
Les principaux emplois et ressources comptables
- Les états financiers doivent respecter les Dans le cas où une opération intervient quatre mois
postulats comptables de continuité de l’exploitation, après la fin du premier semestre, les sociétés qui
de permanence des méthodes et d’indépendance des publient des comptes semestriels consolidés
exercices. présentent la dernière situation semestrielle ainsi que
la situation correspondante de l’exercice précédent.
Dans le cas où l’un ou l’autre de ces principes n’a
pas appliqué, des explications et justifications
doivent être fournies avec indication des incidences 4.2- Renseignements financiers sur la
société :
induites sur les résultats et les bilans.
- au pourcentage de participation détenu par la société Les notes doivent être accompagnées par des
mère dans chacune des sociétés consolidées ou commentaires appropriés notamment sur :
consolidables.
- à tous les renseignements, le cas échéant, sur les Les conventions comptables en vigueur ;
variations significatives de la différence de
consolidation d’un exercice à l’autre. Les actifs immobilisés : préciser les
mouvements ayant affecté la composition de
- à l’indication des retraitements effectués dans les ces actifs et indiquer la nature des actifs ayant
comptes sociaux des sociétés consolidées ayant une une importance particulière ;
incidence significative sur la situation nette et le Les stocks : Indiquer la composition et le
résultat consolidé. mode d’évaluation utilisé ;
Donner des explications dans le cas où certains
Les amortissements : Indiquer le cas échéant,
retraitements habituels n’ont pas été pratiqués.
les modes d’amortissement particuliers à
certains biens ;
En cas de modifications significatives apportées aux
méthodes de consolidation, fournir l’incidence des Les provisions : Préciser les modes de
changements intervenus d’un exercice à l’autre. constitution et de reprise de provisions ;
Les ventilations : des emprunts à moyen et
4.1.2 Eléments financiers significatifs des long terme par tranches (moins de deux ans, de
sociétés contrôlées qui contribuent deux ans à cinq ans, de cinq ans à dix ans, plus
d’une manière importante dans de dix ans) ;
l’activité ou les résultats de
l’ensemble du groupe. Les engagements : Préciser les montants des
engagements financiers donnés.
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
Les notes annexes peuvent aussi comporter essentiellement des renvois éventuels sur certains postes du bilan
et du compte du résultat dans le cas où leurs montants ont une importance significative tels que les frais de
recherche et développement, fonds de commerce, produits à recevoir et charges à payer, produits et charges
exceptionnelles, etc
4.2.4 Tableau des affectations de résultats pour chacun des cinq derniers exercices
N-4 N-3 N-2 N-1 N
Résultat à répartir
2- Résultat de l’exercice
3- Autres prélèvements
(à indiquer)
TOTAUX
Affectations
4- Réserves
- Réserve légale
- Autres réserves
(à indiquer)
5- Dividendes
6- Autres répartitions
(à indiquer)
TOTAUX
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
Renseignements Capital Réserves et Fraction Valeur Prêts et Montant des Chiffre Résultat Dividendes Observation
Financiers report à nouveau du capital comptable avances cautions et d’affaires net du encaissés par la
avant affectation détenu des titres consentis et aval donnés hors-taxes dernier société au cours
des résultats détenus non encore par la société de l’exercice exercice de l’exercice
Filiales remboursés écoulé
et participations
Renseignements détaillés
concernant les filiales et les
participations (1).
1- Filiales (à détailler)
- (+50% du capital détenu
par la société)
2- Participation (inférieur ou
égale à 50% du capital
détenu par la société )
« Nous avons procédé à la vérification des informations financières et comptables fournies dans la présente notice
d’information en effectuant les diligences nécessaires selon les normes de la profession . Nous n’avons pas
d’observations à formuler sur la sincérité et la régularité des informations financières et comptables présentées ».
Si la notice d’information comporte une situation provisoire, les diligences effectuées par les commissaires aux
comptes sont précisées.
Référence à la notice légale publiée au Bulletin Officiel des Annonces Légales (B.O.A.L) du...........
Par application des articles 41 et 42 du décret législatif n° 93-10 du 23 Mai 1993, modifié et complété,
relatif à la bourse des valeurs mobilières, la Commission d’Organisation et de Surveillance des
Opérations de Bourse a apposé sur la présente notice le visa n°............ en date du ........
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
4.1.1 - Renseignements succincts sur les - Valeur comptable et valeur réévaluée des différents
apporteurs (personnes physiques ou actifs apportés
morales). Liens avec les fondateurs.
- Montant du passif pris en charge. Valeur de l’apport
4.1.2 - Description des apports, en liaison
avec l’activité de la nouvelle société. - Méthode utilisée pour calculer la rémunération des
apports. Raisons du choix de cette méthode.
Référence à la notice légale publiée au Bulletin Officiel des Annonces Légales (B.O.A.L) du ..............
Par application des articles 41 et 42 du décret législatif n° 93-10 du 23 Mai 1993, modifié et complété, relatif à la
bourse des valeurs mobilières, la Commission d’Organisation et de Surveillance des Opérations de Bourse a
apposé sur la présente notice, le visa n° .........en date du .............
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
1.3.1 Montant de l’émission, nombre, valeur 3.2- Dans la mesure du possible, ventiler les
nominale, forme et catégorie des titres informations financières en fonction des secteurs
1.3.2 Prix d’émission, d’activités. Dans le cas où l’émetteur est à la tête du
1.3.3 Conditions d’exercice du droit groupe, les mêmes informations sont exigées sous
préférentiel de souscription ou existence forme consolidée.
d’un délai de priorité de souscription au
profit des actionnaires. 3.3- Réunir les éléments financiers et statistiques
1.3.4 Jouissance des titres, significatifs dans un tableau adapté au type d’activité
de l’émetteur.
Règlementation COSOB Instruction n°97-03
Données financières :
— Immobilisations
— Situation nette dont écart de réévaluation
— Dettes à long et moyen termes
— Prêts participatifs
— Chiffre d’affaires hors taxes
— Frais financiers
— Résultat d’exploitation
— Amortissements plus solde des provisions à caractère de
réserve
— Résultats net (après impôt)
— Bénéfice distribué
Données statistiques :
— Investissements industriels
— Prises de participation
— Effectifs - Dépenses de recherche
(le cas échéant)
— Résultat d’exploitation
— Résultat net
— Dividende
— Cours extrême ajustés
— Indications récentes sur le volume des transactions
Indiquer, s’il y a lieu, les faits exceptionnels et les affaires contentieuses qui peuvent avoir une incidence sensible
sur l’activité, le patrimoine, la situation financière ou les résultats de la société et du groupe, le cas échéant.
CHAPITRE V
19 المبحث الثاني :التنظيم اإلداري والمالي لسلطة ضبط السوق المالية.
19 المطلب األول :تشكيلة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
19 الفرع األول :الطابع الجماعي والمختلط لتشكيلة لجنة البورصة.
20 الفرع الثاني :تعدد أساليب تعين األعضاء.
21 الفرع الثالث :هيكلة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
22 المطلب الثاني :تسير أعمال لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
22 الفرع األول :كيفية سير أعمال لجنة البورصة.
22 أوال :انعقاد إجتماعات اللجنة .
23 ثانيا :مداوالت اللجنة.
31 المطلب الثالث :الطابع اإلستقاللي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة .
31 الفرع األول :تجسيد إستقاللية لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
39 الفرع األول :تعريف السلطة التنظيمية المخولة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
41 الفرع الثاني :صور ممارسة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها لإلختصاص التنظيمي.
43 المطلب الثاني :أدوات ممارسة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة للسلطة التنظيمية.
43 الفرع األول :اإلختصاص التنظيمي العام للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
45 الفرع الثاني :اإلختصاص الشبه التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
45 أوال :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إصدار األوامر.
45 ثانيا :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في توجيه التعليمات.
46 ثالثا :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في تقديم التوصيات.
47 رابعا :سلطة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في تقديم آراء ومقترحات.
48 المبحث الثاني :السلطة الرقابية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في إطار الضبط.
اإلقتصادي
48 المطلب األول :رقابة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها السابقة لدخول السوق المالية.
48 الفرع االول :الرقابة السابقة عن طريق منح اإلعتماد.
168
الفهرس
49 أوال :سلطة منح اإلعتماد للوسطاء في عمليات البورصة.
50 ثانيا :سلطة منح اإلعتماد لهيئات التوظيف الجماعي .
53 ثانيا :اإلعالم الغير الخاضع لتأشيرة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
53 المطلب الثاني :رقابة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة الالحقة لدخول السوق المالية.
58 المبحث الثالث :السلطة التأديبية والتحكيمية للجنة ضبط السوق المالية.
58 المطلب األول :اإلختصاص التحكيمي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
61 المطلب الثاني :اإلختصاص التأديبي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
62 الفرع األول :أساس السلطة القمعية للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
169
الفهرس
63 ثالثا :شروط ممارسة السلطة القمعية.
63 الفرع الثاني :نطاق ممارسة إختصاص السلطة القمعية للجنة البورصة.
64 أوال :الجهات التي تخضع للجزاءات اإلدارية الموقعة من طرف لجنة البورصة .
66 ثالثا :طبيعة العقوبات الموقعة من طرف السلطة العقابية للجنة البورصة.
69 خاتمة.
-- المالحق.
-- الفهرس.
170
الملخص
تم إنشاء لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها مع ما يتالئم و اإلتجاه اإلقتصادي الجديد ،الذي فرضته
التحوالت العالمية و الداخلية للنشاط اإلقتصادي ،و قد صاحبت ظاهرة العولمة في الجزائر إنشاء قواعد
جديدة في الضبط إلدماج الدولة في اإلقتصاد العالمي،األمر الذي إستدعى إلى ضرورة تزويد لجنة
البورصة بمجموعة من الصالحيات الواسعة قصد تنظيم وضبط السوق المالية.
تعتبر لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها سلطة إدارية مستقلة تجمع بين عدة سلطات تتمثل أساسا
في السلطة التنظيمية –القانونية ،-سلطة الرقابة و التحقيق ،باإلضافة إلى السلطة القمعية و سلطة فض
النزاعات.
وبفضل التعدد في اإلختصاصات الممنوحة لسلطة ضبط السوق المالية حاول المشرع الجزائري أن
يضمن اإلشراف و التأطير المحكم على قطاع السوق المالية بصورة تحقق التوازن بين الدولة والسوق،
فرغم إنسحاب الدولة من الحقل اإلقتصادي ،والذي ال يعني قطعا غيابها الكلي ،إال أنها إستمرت في
ممارسة نفوذها على النشاط اإلقتصادي بصورة تحد من إستقاللية اللجنة في ضبط السوق المالية من جهة
،وتضمن حقوق المتعاملين و الفاعلين اإلقتصاديين من جهة أخرى.