Professional Documents
Culture Documents
قسم :حقوق
العنوان
قائمة المختصرات
يعتبر النظام الضريبي الج ازئري نظاما تصريحيا ،أي أن المكلف بالضريبة سواء كان
شخصا طبيعيا أو معنويا يصرح بمداخله لدى إدارة الضرائب ،حيث تمنح له الحرية الكاملة
في تقديم التصريح بمداخله ،وفي مقابل ذلك تملك اإلدارة الجبائية سلطة الرقابة على هذه
التصريحات التي قد تكون خاطئة عن حسن نية أو سوء نية .
وتعد طريقة التصريحات الجبائية إحدى الطرق األكثر استعماال و المعتمد في الجزائر
في تحصيل الضرائب من قبل المكلفين بها ،حيث يتولي المكلف بنفسه تحديد و تقدير وعاء
الضريبة و التصريح به باستخدام التصريحات الجبائية المعتمدة من طرف مصالح الضرائب
طبقا للنظام الجبائي الذي يخضع له كل مكلف ،غير أن بعض المكلفين بالضريبة يملكون
كل السبل و الطرق التي تحول دون دفعهم الضريبة أو محاولة التقليل منها ما أمكنهم ذلك،
لهذا قام المشرع الجزائري بوضع األدوات و اآلليات التي من شأنها مكافحة هذه الظاهرة
وعلى رأسها الرقابة الجبائية .
وقد اهتم اال قتصاديين و القانونيين ببحث موضوع الرقابة الجبائية و اختلفت وجهات
النظر في مجال تحديد تعريف موحد و دقيق للرقابة الجبائية رغم اتحادها في المعنى.
فنهم من عرفها على أنها "األداة القانونية التي تعين السلطة المختصة على الوقوف
على األخطاء و تقويمها ،وبما أن اإلدارة الجبائية إحدى هذه السلطات المختصة ،فإن
رقابتها حسب كلود لورانت تمثل الوسيلة التي تمكنها من التحقق بأن المكلفين ملتزمين في
1
أداء واجباتهم".
بأنها التحقيق في الوضعية Philipe Ecoline وقد سميت الرقابة الجبائية عند فيلب إقولين
الجبائية حيث عرفها بقوله"مجموعة عمليات المراقبة التي تهدف إلى وجود تناسق بين
1
- Gland Laurent ,control fiscale :la vérification ,bayeusaine-France,1995 , p13.
1
مقدمة
المداخيل المصرح بها من جهة ،ومن جهة أخرى الذمة المالية من مختلف ممتلكات
المكلف".1
و بالرجوع إلى التشريع الجبائي الجزائري ،ال نجد تعريفا للرقابة الجبائية بل نجده قد
حدد اإلطار التشريعي و التنظيمي للرقابة الجبائية وأسند لإلدارة الجبائية صالحيات وسلطات
واسعة للقيام بمهمتها،ومنح مقابل ذلك ضمانات للمكلف بالضريبة من خالل وضعه لشروط
قانونية ينبغي على اإلدارة الجبائية االلتزام بها عند ممارستها للرقابة الجبائية لمنع تجاوزات
اإلدارة الجبائية.
وقد أجمعت أغلب النصوص الجبائية على اعتبار عملية الرقابة الجبائية بأنها تلك
السلطة الممنوحة لإلدارة الجبائية لمراقبة تصريحات و وثائق المكلف سواء كان شخص
طبيعي أو معنوي قصد التأكد من المعلومات الواردة في ملفه الجبائي ،وال تتوقف عملية
الرقابة الجبائية على دراسة ومراجعة التصريحات ،بل تقوم بمقارنة التصريحات والمعلومات
المتحصل عليها من مصادر أخرى ،وكذلك النظر في الوضعية المالية للممول.
وبالرجوع إلى نص المادة 81فقرة 18من ق.إ.ج نجدها قد عرفت الرقابة الجبائية
حيث تضمنت ما يلي ":تراقب اإلدارة الجبائية التصريحات والمستندات المستعملة لفرض كل
ضريبة أو حق أو رسم أو إتاوة ،كما يمكنها أن تمارس حق الرقابة على المؤسسات
والهيئات التي ليست لها صفة التاجر ،والتي تدفع أجو ار أو أتعابا أو مرتبات مهما كانت
طبيعتها".
ومنه فالرقابة الجبائية حسب التشريع الجزائري هي تلك السلطة الممنوحة لإلدارة
الجبائية لمراقبة تصريحات ووثائق المكلف بالضريبة ،سواء كان شخص طبيعي أو معنوي
قصد التأكد من المعلومات الواردة في ملفه الجبائي هذا من جهة ،ومقارنة التصريحات
1
- Philipe Ecoline , La vérification fiscal ,Edition ,Economice , PEF ,Paris ,2016.
2
مقدمة
الجبائية بالمعلومات المتحصل عليها من مصادر أخرى ،وكذلك النظر في الوضعية المالية
للمكلف من جهة أخرى.
تهدف الرق ابة الجبائية إلى التأكد من مدى مطابقة التصريحات المكتتبة للمكلفين
بالضريبة للقوانين و األنظمة الجبائية المعمول بها ،وذلك بتطبيق مجموعة من اإلجراءات
من قبل المصالح الجبائية المختصة ،في إطار منظم ،لتجنب كل ما قد ينتج من اعتداءات
أو تجاوزات اتجاه القوانين الجبائية .
كما تهدف الرقابة الجبائية إلى المحافظة على األموال العامة ،من خالل حمايتها من
الضياع بأي شكل من األشكال ،من خالل تحديد الوضعية المالية الحقيقية للمكلفين
بالضريبة ،وبالتالي زيادة مستوى الرفاهية االقتصادية للمجتمع.
زيادة على ذلك فإن الرقابة الجبائية تهدف إلى تحقيق العدالة الجبائية بين المكلفين
بالضريبة بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات والمتمثل في وقوف جميع المكلفين أمام الضريبة
على قدم المساواة ،باإلضافة إلى منع ومحاربة انحرافات المكلف بمختلف صورها كالسرقة
واإلهمال أو تقصيره في أداء وتحمل واجباته اتجاه المجتمع.
أهمية الموضوع:
تتجلى أهمية دراسة موضوع الرقابة الجبائية في عدة نقاط نذكر منها مايلي:
-المكانة التي تحتلها الضريبة في االقتصاد الوطني بشكل عام ،وتمويل الخزينة
العمومية بشكل خاص.
-المكانة التي تحتلها الرقابة الجبائية لردع المكلفين المدلسين ومعاينة األخطاء
والنقائص واإلغفاالت التي يقع فيها المكلفين بالضريبة ومنع مخالفتهم لاللتزامات الجبائية .
-انتشار واستفحال ظاهرة التهرب والغش الضريبي ،حيث أصبحت ظاهرة اقتصادية
عالمية تحتاج إلى إيجاد سبيل لمكافحتها ،وهذا ما دفعنا إلى دراسة الرقابة الجبائية باعتبارها
وسيلة ردعية لمحاربة ظاهرة التهرب والغش الضريبي والتقليل من حدة الظاهرة.
3
مقدمة
الرغبة في بحث موضوع في المجال الجبائي هذا من جهة ،وكذا عدم تعمقنا لموضوع
الرقابة الجبائية أثناء دراستنا الجامعية رغم أهمية هذا الموضوع.
4
مقدمة
-معرفة مختلف الهيئات والمصالح الجبائية المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ،وأهم
الصالحيات المنوطة لها.
-الكشف عن أهم الصعوبات التي تواجه الهيئات المكلفة بالرقابة الجبائية عند أداء
مهامهم الرقابية ،ومحاولة إيجاد آليات وطرق معالجة تلك الصعوبات وتفعيل
الرقابة الجبائية .
إشكالية البحث:
استنادا لما سبق ذكره يمكن طرح اإلشكالية التالية :
ما مدى فعالية الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري ؟
ولإلجابة عن اإلشكالية المطروحة يمكن إدراج األسئلة الجزئية التالية:
جرءاتها؟
-ما هي أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائر ،وما هي شروطها وا ا
-ما هي أهم الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ؟
-ما هي الصعوبات التي تواجه الهيئات المكلفة بالرقابة الجبائية ،و ما هي آليات
تفعيلها ؟
المناهج المعتمدة
عند تحليلنا ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة اعتمدنا على المنهج التحليلي
لنصوص القانونية ،باإلضافة إلى المنهج الوصفي عند استعراضنا لمختلف عناصر البحث
،وعرض المعلومات حول الرقابة الجبائية .
تقسيمات الدراسة
لإلجابة على اإلشكالية المطروحة ،قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين وذلك كاآلتي :
-الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
-الفصل الثاني :الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
5
الفصل األول
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
تباشر اإلدارة الضريبية عمليات الرقابة الجبائية التي تعد وسيلة لمتابعة النظام التصريحي
،والذي بموجبه يقوم المكلف بتحديد أساس فرض الضريبة بنفسه ،ويصرح به لإلدارة الجبائية
،وعن طريق الرقابة الجبائية يتم التأكد من صحة التصريحات المكتتبة من طرف المكلف
بالضريبة وضمان مصداقيتها .
ونظ ار لكون المكلفين بالضريبة هم وحدهم المخولين بتحديد أساس فرض الضريبة
بأنفسهم ،قد يلجأ البعض منهم إلى التهرب الضريبي أو تخفيض العبء الضريبي بشتى
الطرق واألساليب الشرعية وغير الشرعية ،وهو ما يعرف بظاهرة التهرب والغش الضريبي
،لذلك خول المشرع لإلدارة الجبائية مجموعة من السلطات والصالحيات الواسعة لمكافحة
الممارسات التدليسية ،عن طريق تقنيات مختلفة من بينها الرقابة الجبائية ،التي تعد وسيلة
ضرورية لمكافحة ظاهرة التهرب والغش الضريبي.
واذا كان الهدف الرئيسي للرقابة الجبائية ،هو العمل على جعل المكلفين بالضريبة
يلتزمون باحترام القوانين الضريبية ،عند إعدادهم للتصريحات المكتتبة ،وفي هذا اإلطار تقوم
المصالح المتخصصة لإلدارة الجبائية بفحص انسجام التصريحات ،ومقارنتها مع المحاسبة
والوثائ ق الثبوتية في أطار منظم ،تجنبا لوقوع اعتداء أو تجاوزات من طرف المكلفين
بالضريبة ،فالطابع التصريحي للنظام الجبائي الجزائري قد يصطدم بتصريحات غير صادقة
،مما يستدعي ضرورة القيام بعمليات الرقابة بصفة دورية ،وبأشكال مختلفة ،تختلف باختالف
أهمية وضرورة التدخل ،أو بنوعية الشخص المراد التحقيق معه .
وتأخذ الرقابة الجبائية شكلين رئيسين من الرقابة ،وكل شكل يأخذ عدة أشكال ،لذلك
سوف تدرس هذه األشكال على النحو التالي :
يقصد بالرقابة المبسطة ،تلك الرقابة التي تبث في صحة التصريحات المودعة من
قبل المكلفين و النسب المطبقة وطريقة احتساب الضرائب ،والتأكد من أن المكلف لم يرتكب
أية أخطاء ظاهرية ،وأنه لم يغفل عن ذكر بعض المعلومات الخاصة به وبالنشاط الذي
يمارسه.
ويتجلى الهدف من إجراء الرقابة المبسطة في الكشف عن األخطاء والنقائص التي قد
تحتويها التصريحات الجبائية للمكلفين ،وهذا النوع من الرقابة ال يحتاج إلى وقت طويل عند
ممارسته ،و تتم بصفة دورية ،وقد تمارس الرقابة المبسطة داخل اإلدارة الجبائية ،كما يمكن
أن تمارس خارج اإلدارة الجبائية .
ويمكن التمييز بين صنفين من الرقابة العامة وهما :الرقابة الشكلية ،والرقابة على الوثائق .
-1عيسى بوالخوخ ،الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة باتنة ،4002،ص .75
8
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
تتم الرقابة الشكلية عموما على مستوى مفتشية الضرائب التي يقع في دائرة اختصاصها
مكان ممارسة النشاط الخاضع للضريبة ،و تنجز هذه الرقابة كل سنة ،وتبدأ الرقابة الشكلية
منذ استالم المصالح الجبائية للتصريحات الجبائية المرسلة أو المودعة من قبل المكلفين
،سواء التصريحات الشخصية أو التصريحات المهنية وتتم مراقبتها بطريقة منتظمة وغير
1
انتقائية ،عن طريق الفحص الشكلي للعناصر المصرح بها وتسوية األخطاء إن وجدت.
وهي أول عملية رقابية تخضع لها التصريحات المقدمة من طرف المكلفين بالضريبة
،والتي تعتمد على القراءة السطحية ،وتتحدد أساسا في التحقيق الشكلي للمعلومات التي
يتضمنها التصريح مثل :الهوية الجبائية ،ختم المكلف ،تصحيح األخطاء الحسابية ...،إلخ،
دون التعمق في محتوياتها ،كما تهدف إلى التأكد من هوية وعنوان المكلف بالضريبة ،وعدم
وجود أخطاء مادية على التصريحات ،إضافة إلى حصر المعلومات المهمة التي يتم
2
اكتشافها من خالل التصريح.
كما تهدف الرقابة الشكلية إلى تصحيح األخطاء المادية الموجودة في التصريحات المقدمة
(أخطاء الحساب ،أخطاء المعدالت ) ،وتقوم كذلك بمقارنة المعطيات المقدمة في
التصريحات الشهرية أو الثالثية فيما يتعلق (بالرسم على النشاط المهني والرسم على القيمة
-1مصطفى عوادي ،الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام الضريبي الجزائري ،مطبعة مزوار ،الجزائر،
،4002ص .24
2
ليندة قرموش ،جريمة التهرب الضريبي في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص
قانون جبائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة،4022،ص ص .26-24
9
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
المضافة ،و التصريحات المتعلقة بأرباح الشركات )،مع المعلومات التي بحوزة اإلدارة
1
الجبائية .
يعتبر الغرض األساسي من الرقابة الشكلية التصحيح الشكلي للتصريحات دون إجراء
أية مقارنة بين ما تحمله من محتويات وتلك التي تتوفر لدى اإلدارة ،وال تهدف إلى التأكد
من صحة المعطيات التي تحملها ،وانما للكيفية التي قدمت من خاللها هذه المعطيات أو
المعلومات ،ويتم ذلك وفق ما يلي :
-يجب أن يحتوي كل ملف جبائي على نسخة من الوثائق التالية :السجل
التجاري ،بطاقة إثبات الهوية ،شهادة اإلقامة ،شهادة التصريح بالوجود
،البطاقة اإلحصائية ،باإلضافة إلى كل مراسالت المكلف بالضريبة .
-يجب توفر بطاقة التعريف الجبائي ،التصريحات الشهرية والثالثية الخاصة
بمجموع الضرائب ،وملخصات أرقام األعمال لكل سنة .
-التأكد من إيداع التصريحات الشهرية والثالثية في آجالها المحددة ،كما يتم
التأكد أيضا من أن المعطيات الحسابية مدونة في التصريحات وبدون أخطاء
في العمليات الحسابية ،فضال على أن البيانات المشار إليها متواجدة في الخانة
2
الصحيحة ،وأن كل بيان يخص الخانة المتعلقة بها .
هذا النوع من الرقابة أحيانا ينجز وأحيانا كثيرة ال ينجز ،وهذا راجع إلى عدم وجود
متابعة دقيقة من المصالح المركزية على هذا النوع من الرقابة ،و التظاهر بعدم وجود
-1نجيب زروقي ،جريمة التملص الضريبي وآليات مكافحتها في التشريع الجزائري ،مدكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم القانونية ،تخصص العلوم الجنائية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ، 4026،ص
ص .22-24
-2أحالم بن صفي الدين ،الرقابة الجبائية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،تخصص المؤسسات
العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2سنة ،4022ص .22
10
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
الوسائل البشرية إلجراء هذا النوع من الرقابة بالرغم من أن هذا ال يتطلب مستوى عال من
1
الكفاءة .
-1بوعالم ولهي "،نحو إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة " ،مداخلة مقدمة في إطار الملتقى
الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس ،سطيف 42-40،أكتوبر، 4002،ص .2
-2المادة 24من ق.إ.ج الصادر بموجب المادة 22من قانون المالية لسنة ، 4004المعدل والمتمم بموجب قانون المالية
لسنة .4022
-3أحالم بن صفي الدين ،مرجع سابق ،ص .24
11
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
كما يمكن أن تمارس الرقابة المبسطة خارج اإلدارة الجبائية ،حيث ينتقل العون المحقق
إلى المحالت للمكلفين بالضريبة ،من أجل البحث وجمع وحجز كل الوثائق أو المستندات
الالزمة إلثبات ممارسة الغش الضريبي ،وتتمثل هذه الرقابة في المعاينة (فرع أول) ،وزيارة
المحالت السكنية (فرع ثاني ) ،وحق اإلطالع (فرع ثالث) ،والتلبس الجبائي (فرع رابع) .
وضع المشرع الجبائي القواعد العامة لعملية المعاينة ،التي تشكل إحدى الوظائف
الحساسة لعمل اإلدارة الجبائية ،وبمقتضى هذا اإلجراء يقوم أعوان اإلدارة الجبائية بإجراء
عملية المعاينة عندما تكون لديهم قرائن تدل على ممارسات تدليسية ، ،قصد الحصول على
المعلومات وحجز المستندات والوثائق ،والدعائم والعناصر المادية التي من شأنها أن تبرر
2
التصرفات الهادفة إلى التملص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة .
وينبغي التمييز بين المعاينات التي تتم في المحالت المهنية عند معاينة الضرائب غير
المباشرة والرسوم على رقم األعمال المنظمة ضمن المادة 44وما يليها إلى غاية المادة 66
من ق.إ .ج ،والتي ال تحتاج إلى الترخيص المسبق من السلطة القضائية ،والمعاينة التي في
كل المحالت بما فيها المحالت السكنية والتي نظمتها المواد (، )64-62هذه األخير تتوجب
الترخيص من السلطة القضائية المختصة.
يتم إجراء المعاينة بدون إعالم مسبق للمكلف ،ليتمكن األعوان من حجز كل
المستندات والوثائق المحاسبية ،الدفاتر المهنية ،األسطوانات واألقراص المعلوماتية ،وكل
1
الدعائم التي تثبت حاالت الغش .
وحتى تقوم اإلدارة الجبائية بإجراء المعاينة البد من توفر شطين أساسيين هما:
يجيز القانون ألعوان اإلدارة الجبائية القيام بكل التحقيقات والمعاينات التي تبدو لهم
3
ضرورية في المحالت المهنية للمكلفين بالضريبة .
كما يمكن أن تمارس المعاينة في األماكن المملوكة للغير المشكوك في أنهم يملكون أو
يخفون مستندات تهم المصلحة مثل :مسيرو الشركات ،الشركاء ،المحاسبون ،أو أي شخص
طبيعي أ و معنوي ،وال يجوز في أي حال من األحوال تجاوز اإلطار المخصص لحق
1
المعينة .
واستنادا إلحكام قانون اإلجراءات الجبائية فإنه ال يمكن القيام بعمليات المعاينة
والتحقيق الضرورية لضمان حق الضريبة إال خالل النهار وفي أوقات التالية :
-من 2أكتوبر إلى غاية 62مار س من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة
السادسة مساء.
-من 2أفريل إلى غاية 60سبتمبر من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية
2
الساعة الثامنة مساء.
واستثناء لما سبق ذكره يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية الدخول إلى مصانع و ورشات
التقطير والمؤسسات األخرى الخاضعة لرقابتهم عندما تكون مفتوحة للجمهور ،أو إذا تبين
3
من تصريحات المكلفين ( الصناعيين أو التجار ) أن مؤسساتهم في مرحلة نشاط.
على األشخاص الخاضعين للرسم على القيمة المضافة أن يلتزموا بتقديم كل المبررات
الالزمة لتحديد رقم أعمالهم سواء على مستوى مؤسستهم الرئيسية أو فروعها أو وكاالتها إلى
أعوان الضرائب المعنيين باألمر ،وكذا أعوان المصالح المالية األخرى المعنيين ،بالنسبة
4
لكل فئة من الخاضعين للضريبة بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية .
يقوم األعوان المذكورين أعاله بإجراء كل التحقيقات والتحريات الالزمة لتأسيس وعاء
الضريبة ومراقبتها ،وذلك بحضور أو تحت قيادة عون له رتبة مفتش على األقل ،حيث
يراقب هؤالء األعوان المدنيين بالرسم على القيمة المضافة ،و غير العاملين لحسابهم في
المحالت المخصصة لصنع أو إنتاج أو تحويل أو تخزين البضائع أو بيعها أو تـأدية
الخدمات بجميع أنواعها ،وفي هذا الصدد يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية طلب تسليم
( الفاتورات ،المحاسبة المادية ،الدفاتر ،الدعائم ،السجالت ،الوثائق المهنية) التي يمكن أن
تكون لها صلة بعمليات أسفرت أو يمكن أن تفسر عن وضع فاتورة ،والشروع في معاينة
1
العناصر المادية للمؤسسة.
-2أوقات الدخول إلى المحالت
حدد قانون اإلجراءات الجبائية أوقات الدخول إلى المحالت ذات االستعمال المهني
ووسائل نقل البضائع ،وكذا حمولتها ،والتي يجب أن تكون خالل ساعات النشاط ،ومن
2
الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء.
يجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بإعالم المكلف بالضريبة خالل التدخل األول ،عن
طريق تسليمه إشعار بإجراء التحقيق ،وفي حالة غياب المكلف بالضريبة أو ممثله ،يتم
تحرير محضر بذلك ،وفي حالة رفض اإلمضاء من طرف الشخص الذي حضر إجراء
3
التدخل ،يذكر ذلك في المحضر أيضا .
-6تحرير المحاضر
،تدون فيه التحريات التي
يتم تحرير محضر عن كل تدخل تقوم به اإلدارة الجبائية ّ
وتفصل فيه المخالفات المالحظة خالل التحقيق ويسجل جرد الوثائق التي سلمها
ّ تمت
المكلف بالضريبة ،وبموجب هذه المحاضر يقرر المدير الوالئي إخضاع المعني باألمر إلى
التحقيق المعمق،أو المراقبة على الوثائق بعد موافقة مديرية البحث والمراجعات .
يجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بإرجاع كل المستندات واألغراض المحجوزة إلى
المعني باألمر ،مع ضرورة اإلبقاء على نسخ من الملف ،واقامة محضر استرجاع موقع من
طرف الشخص المعني أو ممثله ،وفي حالة رفض المعني استرجاع أغراضه ومستنداته ،يتم
1
إقامة محضر يوضع في الملف .
يمكن لإلدارة الجبائية أن ترخص لألعوان الذين لهم رتبة مفتش على األقل ،والمؤهلين
قانونا ،للقيام بإجراءات المعاينة في المحالت األخرى والمحالت السكنية ،قصد البحث
والحصول وحجز كل المستندات والوثائق والدعائم أو العناصر المادية التي من شأنها أن
تبرر التصرفات الهادفة إلى التملص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة ،وتمارس اإلدارة هذا
2
الحق عند وجود قرائن تدل على ممارسات تدليسية .
يكمن ألعوان اإلدارة المكلفين بعمليات الرقابة التحرك بكل حرية داخل المقرات المهنية
للمكلفين بالضريبة ،من أجل الكشف عن قرائن تدل على وجود ممارسات تدلسية ،ويستعمل
هذا الحق في مجال الرقابة على المؤسسات ،إذ يعتبر الوسيلة الوحيدة الممكنة لمعرفة رقم
3
األعمال الحقيقي ،وذلك عن طريق مراقبة المستودعات ،المواد األولية والمنتجات المصنعة.
وقد ألزم المشرع الجبائي الجزائري اإلدارة الجبائية بضرورة احترام بعض اإلجراءات عند
إجراء المعاينة والمتمثل في :
أوال :الترخيص
استنادا ألحكام قانون اإلجراءات الجبائية فإن الترخيص بإجراء حق المعاينة ال يتم إال
بأمر من رئيس المحكمة المختصة إقليميا أو قاض يفوضه هذا األخير ،كما يجب أن يقوم
بطلب هذا الترخيص مسؤول اإلدارة الجبائية المؤهل قانونا ،وأن يكون الترخيص مؤسسا
ويحتوي على كل البيانات التي في حوزة اإلدارة ،بحيث تبرر بها المعاينة ،وتبين على وجه
الخصوص ما يلي :
-تعريف الشخص الطبيعي أو المعنوي المعني بالمعاينة .
-العنوان واألماكن التي سيتم معاينتها .
-العناصر الفعلية والقانونية التي يفترض منها وجود طرق تدليسية ،والتي يتم
البحث عن دليل عليها .
-أسماء األعوان المكلفين بإجراء عمليات المعاينة ورتبهم وصفاتهم .
ونظ ار لخطورة هذا اإلجراء ومساسه بحقوق المكلفين ،شدد المشرع الجبائي على
ضرورة إخضاع عملية معاينة وحجز الوثائق التي تشكل أدلة على وجود طرق تدليسية إلى
سلطة ورقابته القاضي المختص إقليميا ،فبعد إصدار هذا األخير للترخيص بالمعاينة يقوم
وكيل الجمهورية بتعيين ضابط من الشرطة القضائية ،ويعطي كل التعليمات لألعوان الذين
يشاركون في هذه المهمة .1
-1المادة 67من ق.إ.ج ،معدلة بالمادة 46من القانون رقم 24-05مؤرخ في ،4005/24/60يتضمن قانون المالية
لسنة ، 4004ج.ر عدد ، 44صادرة بتاريخ .4005/24/62
17
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة وجود صعوبات تعرقل عملية الجرد في عين
المكان،يجب تشميع وخت م المستندات والوثائق المحجوزة ،كما يتعين تبليغ شاغل األماكن أو
ممثله بإمكانية حضور عملية نزع األختام بحضور ضابط الشرطة القضائية ،والذي يتم في
األماكن اإلدارية أو تلك الخاصة بمحافظة الشرطة بالدائرة التي تتبع لها األماكن التي تمت
معاينتها ،كما يجب تسليم نسخة من محضر الجرد إلى المعني أو شاغل األماكن أو
ممثله،و أن ترسل النسخ األصلية إلى القاضي الذي رخص بالمعاينة .
وفي األخير يجب أن ترد األوراق والوثائق واألشياء المحجوزة للمكلف بالضريبة المعني
في أجل ستة ( )02أشهر من تاريخ تسليم محضر الجرد للمعني أو شاغل األماكن أو
1
ممثله.
الفرع الثالث :حق اإلطالع
يعتبر حق اإلطالع وسيلة قانونية منحها المشرع الجبائي لألعوان اإلدارة الجبائية
،لتمكينهم من الحصول على المعلومات والوثائق مهما كانت وسيلة حفظها ،قصد تأسيس
وعاء الضريبة ومراقبته ،كما يمكن القول أن حق اإلطالع أداة تدخل في كل إجراء رقابي
،إما إلتمام المعلومات التي بحوزة اإلدارة ،أو التأكد من صحة المعلومات المستخلصة من
2
دراسة الملفات.
وبالرجوع إلى أحكام المادة 27وما يليها إلى غاية المادة 72من ق.إ.ج نجد أن
المشرع الجبائي قد حدد مجاالت حق اإلطالع لمصالح الرقابة الجبائية ،حيث أنه بإمكان
هذه األخيرة طلب المعلومات وتفحص الوثائق من اإلدارات والهيئات العمومية والمؤسسات
المالية والمكلفين اآلخرين ،وفي حال رفض أو إخفاء الجهات المعنية باإلطالع لبعض
الوثائق والمعلومات ،تسلط عليهم عقوبات مالية .
أوال :حق اإلطالع لدى اإلدارات والهيئات العمومية
يتمتع أعوان اإلدارة الجبائية بحق اإلطالع لدى إدارات الدولة والواليات والبلديات
والمؤسسات الخاصة ،وكذا المؤسسات أو الهيئات ،أيا كان نوعها والخاضعة لمراقبة السلطة
اإلدارية ،وال يمكن لهذه المؤسسات والهيئات االحتجاج بالسر المهني أمام أعوان اإلدارة
1
المالية الذين يطلبون منها اإلطالع على وثائق المصلحة التي توجد في حوزتها .
وقد استثنى المشرع الجبائي المعلومات الفردية ذات الطابع االقتصادي أو المالي
المحصل عليها أثناء التحقيقات اإلحصائية التي تجرى بموجب األمر 425-27المؤرخ في
04ديسمبر ، 2227والمتضمن تحديد مدة وكيفيات إجراء اإلحصاء العام للسكان في
مجموع التراب الوطني،ومنع استعمالها ألغراض المراقبة الجبائية ،وأن اإلدارات التي تحوز
2
على هذا النوع من المعلومات ليست ملزمة بإطالع اإلدارة الجبائية على هذه المعلومات.
ولممارسة حق اإلطالع يتعين على كل من أودعت لديه سجالت الحالة المدنية أو
جداول الضرائب ،وكل الموظفين المكلفين باألرشيف وايداع السندات العمومية أن يقدموها
عند كل طلب إطالع من دون نقلها إلى أعوان التسجيل ،وأن يسمحوا لهم بأخذ المعلومات
والمستخرجات والنسخ الالزمة لهم ،من أجل حماية مصالح الخزينة العمومية .3
-1المعلومات المقدمة من طرف مصالح الضمان االجتماعي
عند ممارسة اإلدارة الجبائية لحق اإلطالع لدى هيئات الضمان االجتماعي ،يتعين
على هذه األخيرة أن توافي سنويا إدارة الضرائب بكشف فردي عن كل طبيب أو طبيب
أسنان أو قابلة أو مساعد طبيب ،يبين فيه رقم تسجيل المؤمن لهم والشهر الذي دفعت فيه
األتعاب ،والمبلغ اإلجمالي لهذه األتعاب كما هي واردة في أوراق العالج ،وكذا مقدار المبالغ
المسددة من قبل الهيئة المعنية إلى المؤمن له.1
يجوز ألعوان النيابة العامة أن تمنح حق اإلطالع على عناصر من ملفات الدعاوى
المرفوعة أمام الجهات القضائية المدنية واإلدارية والجزائية لإلدارة الجبائية ،ويتوجب على
السلطات القضائية أن تطلع اإلدارة الجبائية على كل البيانات التي يمكن أن تتحصل عليها
،والتي تسمح بافتراض وجود غش مرتكب في المجال الجبائي ،أو أية مناورة كانت نتائجها
الغش أو التمل ص من الضريبة ،سواء كانت الدعوى مدنية أو جزائية ،حتى وأن أفضى الحكم
إلى انتفاء وجه الدعوى.
كما أن الوثائق المودعة لدى كتابة الضبط تبقى تحت تصرف إدارة الضرائب ،خالل
الخمسة عشرة ( )27يوما الموالية للنطق بأي قرار من طرف الجهات القضائية ،وتخفض
المدة إلى عشرة ( )20أـيام فيما يخص الجنايات .2
ثانيا :حق اإلطالع لدى المؤسسات المالية
أوجب المشرع الجبائي على المؤسسات والشركات والقائمين بأعمال الصرف
والصرفيين وأصحاب العموالت ،وكل األشخاص أو الشركات أو الجمعيات أو الجماعات
المتحصلة بصفة اعتيادية على ودائع للقيم المنقولة ،وأن يرسلوا إشعا ار خاصا لإلدارة الجبائية
بفتح أو إقفال كل حساب إيداع السندات أو القيم أو األموال أو حساب التسبيقات أو
الحسابات الجارية أو حسابات العملة الصعبة أو أي حسابات أخرى تسيرها مؤسساتهم
بالجزائر .3
وهذا االلتزام يمس على وجه الخصوص البنوك وشركة البورصة ،الدواوين العمومية
،الخزائن الوالئية ،مركز الصكوك البريدية ،الصندوق الوطني للتوفير ،صناديق القرض
التعاوني وصناديق اإليداع والكفاالت .1
وفي حال مخالفة المؤسسات المالية لألحكام الواردة في الفقرتين 02و 04من المادة
72من ق.إ .ج ،تعاقب بغرامة جبائية منصوص عليها في المادة 224من ق.ض.م.ر.م
،وتطبق هذه العقوبات بعدد المرات التي يتم فيها التصريح بإشعارات الفتح أو إقفال حساب.2
ثالثا :حق اإلطالع لدى الغير
يتعين على كل شخص أو شركة تقوم بعملية الوساطة من أجل بيع عقارات أو محالت
تجارية أو تشتري بصفة إعتيادية باسمها نفس الممتلكات التي تصبح مالكة لها إلعادة بيعها
،أن تتقيد بأحكام المادة 74من ق.إ.ج ،قصد تمكين أعوان إدارة التسجيل من ممارسة حق
اإلطالع ،وذلك تحت طائلة تطبيق العقوبات المنصوص عليها في المادتين 24و 26من
ق.إ.ج .3
كما يمكن ألعوان التسجيل ممارسة السلطات المخولة لهم بموجب التشريع الجاري به
العمل تجاه شركات األسهم على كل األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الذين يمارسون مهنة
التجارة المصرفية أو مهنة مرتبطة بهذه التجارة ،قصد مراقبة دفع الضرائب المستحقة سواء
على هؤالء أو على الغير.
ونفس الشيء بالنسبة لكل الشركات الجزائرية أو األجنبية ،مهما كان نوعها ،وكذا كل
الموظفين العموميين المكلفين بتحرير العقود أو تبليغها . 4
-1المادة 24من األمر 02-20مؤرخ في 42غشت ، 4020يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ، 4020ج.ر عدد
،22صادرة في 42غشت .4020
-2المادة 40مكرر 6فقرة ، 02من ق.إ.ج ،مرجع سابق .
3
- www.imposts.dz
23
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
-يجب أن يرتبط إجراء التلبس الجبائي بإحدى السلطات التي تمتلكها اإلدارة
الجبائية في مواجهة المكلف بالضريبة ،بمعنى أن اإلدارة تقوم به أثناء قيامها
باإلجراءات الرقابية األخرى مثل (:حق المعاينة ،حق الزيارة والحجز ،وحق
المراقبة ).
ونشير في هذا الصدد أن المشرع الجبائي الجزائري لم يورد في نص المادة 40
مكرر 6الحاالت التي من خاللها تلجأ اإلدارة إلعمال إجراء التلبس الجبائي ،بل ورد ذلك في
تدخل المدير العام للضرائب حول التلبس الجبائي ،كما وردت هذه الحاالت في الرسالة
اإلعالمية للمديرية العامة للضرائب .
يجب تحديد األشخاص المعنيين بإجراء التلبس الجبائي ،وهم المكلفين الملزمين -
مفتش على األقل و المحلفين قانونا ،إذا توافرت الظروف التي يمكن أن تشكل
تهديدا لعملية تحصيل الديون المستقبلية .
يوقع محضر التلبس الجبائي من قبل عون اإلدارة الجبائية ،ويصادق على -
24
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
،والذي حرر المحضر بشأنه ،حتى يتمكن هذا األخير من اللجوء إلى الهيئة
1
القضائية اإلدارية المختصة إقليميا طبقا لإلجراءات المعمول بها .
وما تجدر اإلشارة إليه أن تطبيق إجراء التلبس الجبائي ،ال يتم إال بناءا على الموافقة
المسبقة من اإلدارة المركزية تحت طائلة بطالن اإلجراء .
ثانيا :آثار التلبس الجبائي
ذكر المشرع الجبائي ضمن قانون اإلجراءات الجبائية ،اآلثار المترتبة عن تحرير
محضر معاينة التلبس الجبائي ،هذه اآلثار مست أنظمة اإلخضاع الضريبي واجراءات
المراقبة وحق االسترداد ،وتتمثل فيما يلي :
-إمكانية إعداد الحجز التحفظي من طرف اإلدارة .
-استثناء حق االستفادة من اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة واألنظمة
االستثنائية .
-إمكانية إعادة تمديد آجال التحقيق في عين المكان .
-تمديد في أجل التقادم بسنتين .
-استثناء حق تأجيل القانوني للدفع المقدر ب ، % 40وجدول الدفع بالتقسيط .
-تطبيق الغرامات المنصوص عليها في المادة 222مكرر 2من قانون الضرائب
المباشرة والرسوم المماثلة .
2
-التسجيل في البطاقية الوطنية لمرتكبي الغش.
وما يالحظ على هذه اآلثار أنها جاءت على سبيل المثال ال الحصر ،ويستخلص ذلك
من استعمال المشرع الجبائي الجزائري لعبارة "السيما" في الفقرة 04من المادة 40مكرر6
من قانون اإلجراءات الجبائية .
-1المادة 40مكرر 6الفقرة 02و 04و 02من ق.إ.ج ،مرجع سابق .
-2المادة 40مكرر 6فقرة 06المرجع نفسه.
25
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
منح المشرع الجبائي لإلدارة الجبائية حق فرض غرامة مالية على المكلفين بالضريبة
الذين تم تحرير محضر معاينة التلبس الجبائي في مواجهتهم ،وتقدر هذه الغرامة ب ستمائة
ألف دينار جزائري ( 200.000دج) ،وتتغير قيمة هذه الغرامة وترتفع قيمتها بارتفاع رقم
األعمال كما يلي :
-ترتفع قيمة الغرامة المالية إلى مليون ومائتي ألف دينار جزائري
(2.400.000دج) في حالة تجاوز رقم األعمال أو اإلرادات الخام عند تاريخ
إعداد محضر التلبس الجبائي،حد خمسة ماليين دينار(7.000.000
دج)،المنصوص عليه في مجال نظام الضربية الجزافية الوحيدة بموجب المادة
444مكرر 2من ق.ض.م.ر.م .
-ترتفع قيمة الغرامة المالية إلى مليوني دينار جزائري ( 4.000.000دج) في
حالة تجاوز رقم األعمال أو اإلرادات الخام ،عند تاريخ إعداد محضر التلبس
عشرة ماليين دينار جزائري ( 20.000.000دج) المنصوص عليه في مجال
من قانون الضرائب المباشرة نظام الربح البسط بموجب المادة 40مكرر
والرسوم المماثلة .
وعالوة على هذه العقوبات فإنه يتم إقصاء المكلفين بالضريبة من االستفادة من
الضمانات المنصوص عليها في المواد ( 22:تخص اإلجراء التناقضي إلعادة التقييم) و
( 227تخص منح آجال دفع الضرائب) و ( 274ملغاة) 1من قانون اإلجراءات الجبائية .
ويضيف المشرع أن المكلف بالضريبة الذي صدرت بحقه عقوبات ألسباب أخرى ،فإنه
تطبق في حقه الغرامة المالية عن كل مخالفة ،وتطبق العقوبات بمعزل عن الغرامة المالية
-1المادة 274من ق.إ.ج ،ملغاة بالمادة 22من القانون رقم 22-22صادر في ، 4022-24-44متضمن قانون
المالية لسنة ، 4024ج.ر عدد ، 54صادرة في .4022-24-42
26
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
المنصوص عليها في المادة 222مكرر 2من قانون اإلجراءات الجبائية ،بحيث تكون
الغرامة المتعلقة بجنحة التلبس الجبائي مستقلة تماما عن الغرامة والعقوبة التي يتعرض لهاى
المكلف بالضريبة نتيجة مخالفات أخرى .1
غير أن الرقابة العامة غير قادرة وحدها على الكشف عن الغش الضريبي ومكافحته و
حرصا على إدخال مختلف النواتج الضريبية إلى الخزينة العامة وحمايتها من تملص
المكلفين من التزاماتهم الضريبية ،أوجد المشرع شكل آخر من الرقابة أكثر فعالية من سابقه
والمتمثل في الرقابة المعمقة التي تمتد إلى مراقبة السنوات التي تم إقفال حساباتها واعادة
تأسيس وعائها الضريبي عن طريق إعادة التقييم باعتبار أن عمل اإلدارة ال يتقادم إال بمرور
أربع سنوات ،باستثناء حالة وجود مناورات تدليسية التي قد يلجأ إليها المكلف بالضريبة طبقا
لنص المادة 62من ق.إ.ج ،1ضف إلى ذلك أن التحقيقات الجبائية تهدف إلى استدراك
التهرب الضريبي ،من خالل التدخالت المباشرة لألعوان المحققين بأماكن تواجد نشاطات
المكلفين ،التي تهدف إلى التأكد من صحة التصريحات المكتتبة والفحص الميداني للدفاتر
2
والوثائق المحاسبية .
و نظ ار ألهمية هذا النوع من الرقابة ينبغي دراسته بالتفصيل لإللمام بمختلف جوانبه
،و يجب التمييز بين ثالثة أنواع من الرقابة المعمقة والتي ستدرس كما يلي :
-المطلب األول :التحقيق في المحاسبة
-المطلب الثاني :التحقيق المصوب في المحاسبة.
-المطلب الثالث :التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة .
ويقصد بالتحقيق في المحاسبة باعتباره أحد أشكال الرقابة الجبائية المعمقة على أنه
مجموعة من العمليات التي تهدف إلى مراقبة التصريحات الجبائية المكتتبة من طرف
المكلف بالضريبة ،وفحص محاسبته مهما كانت طريقة حفظها حتى ولو كانت بطريقة
معلوماتية ،والتأكد من مدى تطابقها مع بعض المعطيات الجبائية بما فيها المعطيات المادية
2
وغيرها،حتى يتسنى لها معرفة مدى مصداقيتها.
إن الهدف األساسي من وراء عملية التحقيق المحاسبي ،هو إبراز كل األخطاء
واإلغفاالت المتضمنة في محاسبة المكلف ،بغرض التأكد من صحة وعاء مختلف الضرائب
4
والرسوم المستحقة التي قدمتها المحاسبة.
-1محمد رياض جودي ،دور الرقابة الجبائية في زيادة التحصيل الضريبي،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم
المالية والمحاسبية،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،جامعة محمد خيضر ،بسكرة .4022 ،
-2منصور بن عمارة ،إجراءات الرقابة المحاسبية والجبائية ،دار هومة ،الجزائر،4022 ،ص .46
-3المادة 40من ق.إ.ج ،مرجع سابق.
-4بوعالم ولهي ،مرجع سابق ،ص .4
29
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
ويستخلص مما سبق ذكره أن المكلفين بالضريبة الذين يعنيهم التحقيق في المحاسبة هم
المكلفين الملزمين بمسك الدفاتر والوثائق المحاسبية طبقا لنص المواد()22-02من القانون
التجاري ،وكذا أحكام القانون الجبائي.
كما يهدف التحقيق في المحاسبة إلى التأكد من صحة التصريحات الجبائية بمقارنتها
بعناصر االستغالل و الدفاتر المحاسبية إذ بواسطته يتأكد العون المراقب من صحة
تصريحات المكلفين بالضريبة ،وذلك من خالل النتائج المحددة عن طريق المحاسب
1
باعتبارها مرآة عاكسة لنشاط المؤسسة ومداخلها ونفقاتها ،وقيمة األرباح المحققة.
والتحقيق في المحاسبة ال يهدف إلى المراقبة الجبائية فحسب ،بل يهدف كذلك إلى
تمكين المؤسسات من اإلطالع على واجباتها والتزاماتها الجبائية أثناء التحقيق
المحاسبي،حيث يطلع عون اإلدارة الجبائية المكلف بالضريبة على مصادر األخطاء التي
وقع فيها والتي ترتكب أحيانا من غير قصد.
الفرع األول :شروط التحقيق في المحاسبة
لقد أقر المشرع الجزائري ثالثة شروط لممارسة التحقيق في المحاسبة وذلك ضمن
المادة 40من قانون اإلجراءات الجبائية ،والتي ينبغي على اإلدارة الجبائية احترامها ،وينتج
عن مخالفتها لهذه الشروط بطالن إجراءات التحقيق ،وتتمثل هذه الشروط في :
-مكان إجراء التحقيق في المحاسبة .
-األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق في المحاسبة .
-المدة المقررة للتحقيق في المحاسبة .
-1محمد جبالي ،مكافحة الغش الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص
قانون السوق ،كلية الحقوق ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة جيجل، 4004،ص . 264
30
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
األصل أن يتم التحقيق في الدفاتر والوثائق المحاسبية في المكان الذي توجد فيه
،وغالبا هو مقر المؤسسة المحقق في محاسبتها ،لما تحتويه من معلومات وأسرار النشاط
التي ال يجب الكشف عنها للمنافسين 1.لكن استثناء من ذلك يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية
نقل هذه الدفاتر والوثائق إلى مصلحة الضرائب لتحقيق فيها ،إذا توافرت إحدى الحالتين
التاليتين :
-في حالة تقديم المكلف لطلب مكتوب يصرح فيه برغبته في نقل دفاتره ومستنداته
المحاسبية وجميع الوثائق المحاسبية التي يطلبها أعوان اإلدارة الجبائية ،إلى
2
مصلحة الضرائب لتحقيق فيها ،وقبول اإلدارة الجبائية بهذا الطلب .
-في حالة القوة القاهرة ،يمكن للمحققين أخد الوثائق المحاسبية أخد الوثائق
المحاسبية لفحصها في مكاتبهم بشرط أن يسلم للمكلف بالضريبة في هذه الحالة
3
وثيقة تثبت فيها طبيعة الوثائق المحاسبية المسلمة ونوعيتها.
ويضيف قانون اإلجراءات الجبائية أن التحقيق في المحاسبة يتم في عين المكان
باستعمال تجهيزات اإلعالم اآللي الخاصة بالمكلف بالضريبة ،أو على مستوى مصلحة
الضرائب ،بناء على طلب صريح من المكلف .
ويستخلص من ذلك أن اإلدارة الجبائية تمارس حقها في الرقابة مهما كانت الوسيلة
المستعملة لحفظ المعلومات المحاسبية ،سواء كان المكلف يمسك محاسبة في شكل وثائق
،أو كان يمسكها بواسطة اإلعالم اآللي ،وفي هذه الحالة يمكن أن تشمل المراقبة مجمل
المعلومات والمعطيات التي تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تكوين النتائج
1
المحاسبية أو الجبائية .
األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق في المحاسبة هم أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم
رتبة مفتش على األقل .وفي هذا الصدد نصت المادة 40الفقرة 04من ق.إ.ج على أنه ":
ال يمكن إجراء التحقيقات في المحاسبة إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة
مفتش على األقل ".
تبين أسماء وألقاب ورتب المحققين في
كما ألزم المشرع الجزائري اإلدارة الضريبية بأن ّ
اإلشعار بالتحقيق المبلغ للمكلف بالضريبة المراد التحقيق في محاسبته ،كما أنه في حالة
2
استبدال المحققين يتوجب على اإلدارة الضريبية إعالم المكلف بذلك أيضا.
ألزم المشرع الجزائري اإلدارة الضريبية بضرورة احترام اآلجال المحددة للتحقيق في
المحاسبة بعين المكان فيما يخص الدفاتر والوثائق المحاسبية ،وذلك تحت طائلة بطالن
إجراء التحقيق ،وهذه اآلجال محددة طبقا لرقم األعمال المحقق سنويا وطبيعة نشاط
المؤسسة ،فاألصل أن ال تستغرق مدة التحقيق بعين المكان في التصريحات و الوثائق
الحاسبية اآلجال التالية:
-مدة ثالثة أشهر فيما يخص:
-مؤسسات الخدمات ،إذا كان رقم أعمالها السنوي ال يتجاوز 2.000.000دج
بالنسبة لكل سنة مالية محقق فيها .
و يمكن أن تمدد مدة التحقيق في المحاسبة في عين المكان بأجل ممنوح للمكلف
بالضريبة المحقق معه بموجب المادة 40مكرر 2من ق.إ.ج لإلجابة على طلبات التوضيح
أو التبرير في حالة وجود شبهة لعمليات التحويل غير المباشرة لألرباح بمفهوم المادة 222
2
من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
وما تجدر اإلشارة إليه ،أنه عند االنتهاء من التحقيق في المحاسبة الخاصة بفترة معينة
بالنسبة لضريبة أو رسم أو مجموعة من الضرائب أو الرسوم ،ال يمكن لإلدارة الجبائية أن
تشرع في تحقيق جديد لنفس التقييدات المحاسبية لنفس الضرائب والرسوم وبالنسبة لنفس
-1ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ،سنة ، 4026ص . 47
-2المادة 40فقرة 07من ق.إ.ج ،مرجع سابق.
33
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
الفترة ،لكن استثناء من ذلك ،يمكن إلدارة الضرائب الشروع في تحقيق جديد إذا ثبت لها أن
المكلف بالضريبة قد استعمل مناورات تدليسية أو أعطى معلومات غير كاملة أو خاطئة
1
خالل التحقيق .
تعتبر إجراءات التحقيق في المحاسبة بمثابة ضمانات تمنح للمكلف بالضريبة ،بهدف
حمايته من تعسف اإلدارة الضريبية عند قيامها بمهمة التحقيق ،وعلى هذا األساس قام
المشرع الجزائري بإلزام األعوان المحققين بضرورة احترام هذه الضمانات ،وبالتالي فإن
اإلخالل بهذه االلتزامات يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق ،وتتمثل هذه اإلجراءات في :
إعالم المكلف بالضريبة ،منح المكلف بالضريبة آجال للتحضير ،إعالم المكلف بحقه في
االستعانة بمستشار .
ال يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية الشروع في إجراء التحقيق في المحاسبة ،دون إعالم
المكلف بالضريبة مسبقا عن طريق إرسال إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول ،من
أجل تمكينه من تحضير محاسبته ،2وهذا ال يمنع المحققين من القيام بشكل مفاجئ
بمراقبات في عين المكان فيما يخص معاينة العناصر المادية لالستغالل ووجود الوثائق
المحاسبية للمكلف دون التعرض للفحص اإلنتقادي للمحاسبة.3
وقد أشارة المشرع الجبائي إلى ضرورة إرفاق اإلشعار بالتحقيق بميثاق حقوق واجبات
المكلف المحقق في محاسبته ،وأن يتضمن اإلشعار بالتحقيق البيانات التالية:
على المستأنف عليها (أ.ص) تاجرة بالجملة في المواد الغدائية ،وبالرجوع إلى إلى ملف
الد عوى األولى واالستئناف فإن إدارة الضرائب لم تتمكن فعال من إثبات أن التحقيق الذي
تم ضد المستأنف عليها كان مطابق للمرسوم التنفيدي 420 -25المؤرخ في /45
2225/05المتضمن لجان التحقيق والفرق المختلطة بين مصالح و ازرة المالية ...إلخ .
حيث أنه وبالرجوع إلى أحكام المادة 226الفقرة 06من قانون الرسم على األعمال
والمادة 220الفقرة 06من قانون الضرائب ،فإنهما تلزمان المحققون بإشعار المكلف
بالضريبة بإجراء التحقيق تحت طائلة البطالن غير أن هذا اإلجراء لم يقم به المحقون وهو
كذالك ما يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق التي قامت بها إدارة الضرائب.1
حيث أن إجراءات التحقيق والتبليغ والتحصيل كلها كانت باطلة نظ ار لمخالفتها القانون
المذكور أعاله مما يجعل أن كل ما بني على باطل فهو باطل وأن قرار المجلس قد أصاب
في حكمه مما يستوجب المصادقة عليه .2
نص المشرع الجزائري في المادة 02/40أنه "...ال يمكن البدء في فحص الوثائق
المحاسبية من حيث الموضوع إال بعد مرور أجل التحضير المذكور سابقا ".ويستخلص من
هذه المادة أن اإلدارة الجبائية يقع على عاتقها التزام باحترام آجال التحضير الممنوحة
للمكلف ،و يترتب على مخالفتها لهذا االلتزام بطالن إجراءات التحقيق .
وقد حدد المشرع الجزائري مهلة تحضير الوثائق من قبل المكلف بعشرة( )20أيام كحد
أدنى من تاريخ استالمه لإلشعار بالتحقيق 3.وسواء تم إرسال اإلشعار عن طرق البريد ،أو
-1تم نقل أحكام المادتين 220من قانون الضرائب والمادة 226من قانون الرسم على رقم األعمال إلى نص المادة 40
الفقرة 02من ق.إ.ج .
-2القرار رقم 2245الصادر بتاريخ ، 2222/04/44مجلة مجلس الدولة ،عدد خاص .4006،
-3المادة 40الفقرة 02من ق.إ.ج ،مرجع سابق.
36
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
تسليمه مباشرة للمكلف مقابل إشعار بالوصول في الحالة العادية للتحقيق في المحاسبة ،أو
تم تسليمه إياه إثر مراقبة مفاجئة تهدف إلى المعاينة المادية لعناصر االستغالل والتأكد من
وجود الوثائق المحاسبية ،فإن المشرع يعطي للمكلف أجل عشرة ( )20أيام لتحضير الدفاتر
1
والوثائق المحاسبية ،وكل ما من شأنه تبرير النتيجة المتوصل إليها في هذه الوثائق .
ثالثا :إعالم المكلف بالضريبة بحقه في االستعانة بمستشار
يعتبر إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار من أهم الضمانات الممنوحة للمكلف
بالضريبة لمواجهة اإلدارة الجبائية ،لذا أوجب المشرع الجبائي أن يشير صراحة كل من
اإلشعار بالتحقيق الذي ترسله إدارة الضرائب للمكلف قبل القيام بعملية المراقبة ،واإلشعار
بإعادة التقويم والذي ترسله اإلدارة بعد االنتهاء من عملية التحقيق إلى أن المكلف يستطيع
2
االستعانة بمستشار من اختياره ،وذلك تحت طائلة بطالن إجراء التحقيق .
ويالحظ من خالل الفقرتين 02و 02من المادة 40أن اإلدارة ملزمة بتذكير المكلف
بحقه في االستعانة بمستشار ،وأن امتناعها عن هذا االلتزام يؤدي إلى بطالن إجراءات
التحقيق بطالنا مطلقا ،لكن امتناع المكلف بالضريبة عن استعمال حقه في االستعانة
بمستشار ال يرتب أي أثر قانوني .
الفرع الثالث :نتائج التحقيق في المحاسبة
إن التدخل في عين المكان ومعاينة وضعية المكلف ،وكل ما يتعلق بنشاطه والمراجعة
المحاسبية للدفاتر شكال ومضمونا ،والتي من خاللها يستطيع العون المحقق معرفة مدى
صحة التصريحات المقدمة من قبل المكلف بالضريبة ،ودرجة توافق سير المؤسسة مع
االلتزامات المحاسبية ،وبعد ان تهاء عملية التحقيق والمقارنة يتمكن العون المحقق من
استخالص نتائج التحقيق ،فقد يتوصل المحقق إلى قبول المحاسبة ،وهنا قد يقضي المحقق
بعدم إجراء أي تقويم في حالة القبول النسبي للمحاسبة ،أو يتوصل المحقق إلى رفض
المحاسبة وبالتالي إجراء التقويم التلقائي.
وتجدر اإلشارة إلى أن اإلدارة الجبائية ملزمة بتبليغ نتائج التحقيق للمكلف المحقق في
1
محاسبته ،بعد تحديد أساس فرض الضريبة ،حتى في حالة عدم إجراء إعادة التقويم.
يقضي العون المحقق بقبول محاسبة المكلف بالضريبة ،إذا كانت مطابقة لألحكام
القانون التجاري ومبادئ النظام المالي المحاسبي وصحيحة من حيث المضمون ،حيث يمكن
التمييز بين نوعين من القبول :
-1القبول الصريح
يقبل المحقق محاسبة المكلف بالضريبة صراحة إذا كان مسك الدفاتر والوثائق
المحاسبية مطابق للشروط المنصوص عليها قانونا ،وأن تكون التصريحات المقدمة من
طرف المكلف صحيحة وتعكس النشاط الحقيقي للمؤسسة ،وبذلك يقوم المراقب بتبليغ
2
المكلف بنتائج التحقيق دون أجراء أي تقويمات .
وقد يخلص العون المحقق إلى القبول النسبي للمحاسبة من خالل إق ارره بإعادة التقويم
الثنائي ،وذلك في حالة قبوله للدفاتر والوثائق المحاسبية رغم عدم انسجامها مع النشاط
الحقيقي والتصريحات المقدمة من طرف المكلف ،أو ظهور أخطاء ونقائص في العمليات
التي تقوم على أساسها الضريبة ،والتي يستنتج العون المحقق بأنها غير ناتجة عن نية
وقصد التهرب من دفع الضريبة ،مما يستوجب إعادة تأسيس الوعاء الضريبي عن طريق
1
المناقشة بين المحقق والمكلف بالضريبة .
وفي هذا الصدد ألزم المشرع اإلدارة الجبائية بضرورة إرسال إشعار بإعادة التقويم
للمكلف بالضريبة في رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ،أو يسلم له مع إشعار
باالستالم ،و أن يكون اإلشعار بإعادة التقويم مفصال بقدر كاف ومعلال ،كما يتعين إعادة
ذكر أحكام المواد التي يؤسس عليها إعادة التقويم بطريقة تسمح للمكلف بالضريبة من إعادة
2
تشكيل أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظاته أو إعالن قبوله لها .
وبعد إعالم المكلف بإعادة التقويم يمكن للعون المحقق أن يصادف إحدى الحاالت
التالية :
أ -حالة رد المكلف في اآلجال المحددة
قبول المكلف الصريح
قد يقتنع المكلف بالضريبة باألساس الضريبي الذي حدده له العون المحقق فيعلن قبوله
صراحة بهذا األساس ،وفي هذه الحالة يصبح أساس فرض الضريبة محدد نهائيا وينتج عن
ذلك :
-عدم إمكانية اإلدارة الرجوع فيه إال في حالة ما إذا كان المكلف بالضريبة قد استعمل
مناورات تدليسية ،أو أعطى معلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق .
-عدم إمكانية االعتراض على األساس الضريبي عن طريق الطعن النزاعي من قبل
3
المكلف بالضريبة .
يعتبر عدم رد المكلف بالضريبة في اآلجال المحددة قانونا بمثابة قبول ضمني ،وبذلك
يصبح أساس فرض الضريبة محدد نهائيا ،ويترتب على ذلك عدم إمكانية الرجوع عن
األساس الضريبي من طرف اإلدارة الجبائية إال في حالة استعمال المناورات التدليسية أو
4
إعطاء معلومات خاطئة .
وقد يتوصل العون المحقق إلى رفض المحاسبة شكال ومضمونا ،نظ ار لكثرة األخطاء
الموجودة فيها وعدم صحة المداخيل المصرح بها من قبل المكلف ،وفي هذه الحالة يقوم
العون المحقق بإجراء التقويم التلقائي ،وهو إجراء تنفرد به اإلدارة الضريبية ،حيث تتولى
تحديد أساس فرض الضريبة تلقائيا دون إجراء أي مناقشة مع المكلف بالضريبة وعلى اإلدارة
االلتزام بتبليغ هذا األخير بالنتيجة .
ونظ ار لجسامة ا آلثار التي قد تنجم عن رفض المحاسبة ومن أجل حماية المكلف
بالضريبة من تمادي المحقق في اللجوء إلى التقييم التلقائي ألساس فرض الضريبة ،قام
المشرع الجبائي بتحديد الحاالت التي يتم فيها رفض المحاسبة هذا من جهة ،كما حدد
حاالت اللجوء إلى التقييم التلقائي من جهة أخرى .
ال يمكن لإلدارة الضريبية رفض المحاسبة عقب التحقيق فيها ،إالّ إذا أثبتت طابعها
غير المقنع ،وقد حدد المشرع الجزائري حاالت رفض المحاسبة على سبيل الحصر وهي
كاآلتي :
-عندما يكون مسك الدفاتر والسندات المحاسبية والوثائق الثبوتية غير مطابق
ألحكام المواد من 22 – 2من القانون التجاري، 1وللنظام المحاسبي المالي
وغيرها من التشريعات والتنظيمات المعمول بها .
1
-األمر رقم 72-57مؤرخ في 42سبتمبر ، 2257يتضمن القانون التجاري ،المعدل والمتمم باألمر رقم 40-27
صادر في ، 4027-24-60ج.ر عدد ، 52صادرة في 60ديسمبر. 4027
41
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
يتم اللجوء إلى التقويم التلقائي ألسس فرض الضريبة على المدين بها في الحاالت
التالية :
-عندما تستحيل المراقبة أو التحقيق أو حتى المعاينة بسبب فعل المكلف أو فعل
الغير .
-عدم مسك المكلف لمحاسبة قانونية أو للسجل الخاص المنصوص عليه في
المادتين 22و 22من قانون الرسوم على رقم األعمال الذي يسمح بإثبات رقم
األعمال المصرح به.
-عدم اكتتابه كشوف رقم األعمال المنصوص عليها في المادة 52من قانون
الرسوم على رقم األعمال بعد شهر واحد على األقل من إعذار المصلحة له عن
طرق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم بتسوية وضعيته في حالة عدم
التصريح ،وعندما يتجاوز الدخل الصافي اإلجمالي اإلعفاء من الضريبة،وذلك
حسب المواد ( )24-47من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة .
-إذا لم يرد على طلبات التوضيح والتبرير التي قدمها المفتش أو المحقق .
-عندما ال تقدم المحاسبة إال في حالة حدوث قوة قاهرة ،بعد انقضاء أجل ثمانية ()4
أيام المنصوص عليه في المادة 40الفقرة 02من قانون اإلجراءات الجبائية .
-في حالة ما إذا تجاوزت النفقات الشخصية الجلية والمداخيل العينية إجمالي اإلعفاء
من الضريبة ،ولم يتم التصريح بها أو في حالة ما إذا كان الدخل المصرح به بعد طرح
اإلعفاء المنصوص عليها في المادة 47من قانون الضرائب المباشرة يقل عن إجمالي نفس
1
النفقات أو المداخيل غير المصرح بها أو التي تم إخفاؤها والمداخيل العينية .
وما يالحظ من نص المادة 22من قانون اإلجراءات الجبائية ،أن المشرع الجزائري قد
حدد الحاالت الواجب توافرها للقيام بالتقويم التلقائي على سبيل الحصر،لذلك ال يمكن لإلدارة
الجبائية القيام بهذا اإلجراء إالّ إذا توافرت إحدى الحاالت السالفة الذكر ،واالّ كان عملها
باطال ،مما يعرضها للمتابعة القضائية .
Vérification Ponctuelle de المطلب الثاني :التحقيق المصوب في المحاسبة(
)Comptabilité
نظ ار للسلبيات التي يحتويها التحقيق المحاسبي والمتمثلة في فترة التقادم التي هي أربعة
( )02سنوات والتي تتعارض مع سرعة الغش الضريبي ،تم استحداث نوع جديد من التحقيق
والمسمى بالتحقيق المصوب في المحاسبة ،من أجل تغطية النقص الذي يتخلل التحقيق
المحاسبي .
يعتبر التحقيق المصوب في المحاسبة طريقة من طرق الرقابة الجبائية طبقا ألحكام
المادة 40مكرر التي تم استحداثها مؤخ ار بموجب قانون المالية لسنة ،24004هذا النوع من
التحقيق ال يختلف عن التحقيق العادي من حيث اإلجراءات ،و يعد التحقيق تحقيقا محاسبيا
مصوبا إذا اقتصر التحقيق المحاسبي على نوع أو عدة أنواع من الضرائب أو شمل كل
الفترة غير المتقادمة أو جزء منها ،أو مجموعة العمليات أو المعطيات المحاسبية المتعلقة
بفترة تقل عن سنة جبائية ،3و يتم هذا التحقيق كذلك عندما تشك اإلدارة الجبائية في صدق
المستندات أو االتفاقيات التي تم إبرامها من طرف المكلفين بالضريبة والتي تخفي المضمون
1
الحقيقي للعقد عن طريق بنود تهدف إلى تجنب أو تخفيض األعباء الجبائية .
التحقيق الصوب في المحاسبة مقنن في المادة 40مكرر من قانون اإلجراءات
الجبائية ،و هو إجراء مراقبة مصوبة ،أقل شمولية ،وأكثر سرعة من التحقيق المحاسبي ،هذا
النوع من المراقبة عبارة عن وسيلة تسمح بالقيام بتحريات مصوبة أو برامج أولوية بما أنه ال
إجرء تحقيق معمق للمحاسبة ،والرجوع إلى الفترة التي تمت
يمنع اإلدارة الجبائية من إمكانية ا
فيها المراقبة ،2مع اإلشارة إلى أنه من غير الممكن أن ينتج عن التحقيق المصوب بأي حال
من األحوال فحص معمق ونقدي لمجمل محاسبة المكلف بالضريبة .3
الفرع األول :شروط التحقيق المصوب في المحاسبة
وضع المشرع الجبائي جملة من الشروط التي ينبغي على اإلدارة الجبائية مراعاتها عند
إجراء التحقيق المصوب في المحاسبة ،ويمكن تلخيصها فيما يلي :
-يجب أن ال تتجاوز المدة التي يتم التحقيق في محاسبة المكلف بالضريبة سنة
( )02جبائية واحدة .
-ال يمكن تحت طائلة بطالن اإلجراءات أن تستغرق مدة التحقيق في عين المكان
4
أكثر من شهرين (.)04
-يجب أن يشمل اإلشعار بالتحقيق باإلضافة إلى العناصر المشترطة أثناء التحقيق
في المحاسبة ،توضيح طابع التصويب في التحقيق ،كما يجب إعالمه بطبيعة
العمليات المحقق فيها .
-ال يمكن إجراء التحقيق في المحاسبة إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية برتبة
مفتش .
-يجب إعالم المكلف بالضريبة مسبقا ،قبل الشروع في إجراء التحقيق المصوب في
المحاسبة ،عن طريق إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول
مرفقا بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ،على أن
يستفيد من أجل أدنى للتحضير ،مدته عشرة ( )20أيام من تاريخ استالم هذا
1
اإلشعار .
الفرع الثاني :تمييز التحقيق المصوب عن التحقيق في المحاسبة
على الرغم من خضوع التحقيق المصوب للقواعد العامة للتحقيق باستثناء أحكام
الفقرتين ( )02و ( )07من المادة 40من قانون اإلجراءات الجبائية ،إال أنه يتميز عن
التحقيق في المحاسبة في عدة مواطن ،حيث توجد اختالفات بينهما يمكن أن نوجزها في ما
يلي :
-أن التحقيق المصوب تقتصر عملية التحقيق فيه على نوع أو عدة أنواع من
الضرائب والرسوم و ما يرتبط بها من معلومات محاسبية ،لفترة كاملة أو لجزء منها لمدة تقل
2
أما في التحقيق في المحاسبة فيقوم العون المحقق بالتحقيق في كل
عن سنة جبائية ّ .
المعلومات المحاسبية التي لها عالقة بالمكلف محل التحقيق ،وفي كل الضرائب و الرسوم
المعني بها ،ألربع سنوات ماضية.
بالتحقيق .1أما في التحقيق في المحاسبة فتكتفي اإلدارة الجبائية بالتحقيق في الدفاتر والوثائق
المحاسبية ،واذا كانت المحاسبة ممسوكة بواسطة اإلعالم اآللي فتقوم اإلدارة بمراقبة
2
المعلومات والمعطيات والمعالجات التي تساهم في تكوين النتائج المحاسبية أو الجبائية.
-ال تتجاوز مدة التحقيق المصوب في المحاسبة في عين المكان أكثر من شهرين
( .3 )04بينما تختلف مدة التحقيق في المحاسبة في الدفاتر الوثائق المحاسبية باختالف رقم
األعمال المبين أعاله ،فقد تستغرق ثالثة ( )06أشهر ،أو ستة ( )02أشهر ،أو تسعة ()02
4
أشهر.
-يمنح للمكلف الضريبة أجل ثالثين ( )60يوما إلرسال مالحظاته أو قبوله ابتداء من
5
أما في التحقيق في تاريخ تسليم اإلشعار بإعادة التقويم المتعلق بالتحقيق المصوب.
6
المحاسبة فيمنح للمكلف أجل أربعين ( )20يوما إلرسال مالحظاته أو قبوله.
أن ممارسة التحقيق المصوب ال يمنع اإلدارة الجبائية من إمكانية إجراء التحقيق
ّ -
المعمق في المحاسبة الحقا والرجوع إلى الفترة التي تمت فيها المراقبة ،ويجب على اإلدارة
في هذه الحالة أن تأخذ بعين االعتبار الحقوق المطالب بها نتيجة إلعادة التقييم المتمم عند
التحقيق المصوب .7في حين يمنع عن اإلدارة الجبائية أن تشرع في مراقبة جديدة لنفس
التقييدات المحاسبية ،فواتير أو مذكرات ،بالنسبة لنفس الضرائب و الرسوم ،وبالنسبة لنفس
الفترة ،عندما ينتهي التحقيق في المحاسبة الخاص بفترة معين ،واستثناء من ذلك يمكنها
إعادة التحقيق في المحاسبة أذا استعمل المكلف بالضريبة مناورات تدليسية أو أعطى
1
معلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق .
-1المادة 40فقرة 04من ق.إ.ج ،معدلة بالمادة 46من القانون رقم 24-27صادر في 60ديسمبر ، 4027يتضمن
قانون المالية لسنة ، 4022ج.ر عدد ، 54صادرة في 62ديسمبر .4027
-2مصطفى عوادي ،يونس زين ،الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام الجبائي الجزائري ،مكتبة بن
موسى السعيد ،الجزائر، 4022 ،ص .22
-3مختار تريش ،دور مفتش الضرائب في قمع ظاهرة التهرب الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق
،تخصص القانون العام لألعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ، 4022،ص.60
-4بوعالم ولهي ،مرجع سابق ،ص .2
-5المادة 40الفقرة 02من ق.إ.ج ،مرجع سابق .
47
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
فقد يتمكن المكلف من إخفاء مبالغ مالية ،وعدم التصريح بها سواء كانت متأتية من
نشاطه المعلن أومن نشاطات أخرى سرية ،أو يكون له مداخل من خارج الوطن أو عائدات
قيم منقولة غير مصرح بها ،فيكون من حق اإلدارة الجبائية مراقبة هذه المداخل عند
استعمالها أو انعكاسها على نمط معيشة وممتلكات المكلف ،ببحث االنسجام بين مداخل
المكلف بالضريبة المصرح بها من جهة والذمة المالية والممتلكات والعناصر المكونة لنمط
معيشة أعضاء المقر الجبائي من جهة أخرى ،عن طريق التحقيق المعمق في الوضعية
1
الجبائية الشاملة .
هذا النوع من الرقابة يخص الضريبة على الدخل اإلجمالي لألشخاص الطبيعيين ،كما
أنه يهدف إلى التأكد من صحة المداخيل المصرح بها كأساس للضريبة على الدخل ،وكذا
مراقبة تجانس هذه المداخيل مع صحة الذمة المالية للمكلف وعناصر الثراء الخارجية
2
وأعباء أعضاء السكن العائلي .
ونظ ار لحساسية التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة قام المشرع
الجزائري بإحاطته بمجموعة من اإلجراءات والضوابط وسوف نتناول بالدراسة إجراءات
التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة وشروطه وكذا نتائجه.
م ّكن المشرع الجزائري أعوان اإلدارة الجبائية من إجراء التحقيق المعمق في الوضعية
الجبائية الشاملة لألشخاص الطبيعيين بالنسبة للضريبة على الدخل اإلجمالي ،وذلك بهدف
التأكد من االنسجام الحاصل بين المداخيل المصرح بها من جهة ،والذمة المالية والعناصر
المكونة لنمط معيشة أعضاء المقر الجبائي من جهة أخرى 1.ومن هذا المنطلق يتضح لنا
أن محل التحقيق المعمق يتمثل في األشخاص الخاضعين للتحقيق من جهة وطبيعة
الضريبة المعنية به من جهة أخرى.
بالرجوع إلى نص المادة 42من قانون اإلجراءات الجبائية ،يتضح لنا أن التحقيق
المعمق ال يمكن أن يقوم به أعوان اإلدارة الضريبية إالّ على األشخاص الطبيعيين ،وال
يطبق على األشخاص المعنويين 2،على عكس التحقيق في المحاسبة الذي يقتصر محله
على المؤسسات التي يلزمها ال قانون بمسك المحاسبة ،غير أنه يمكن برمجة التحقيق المعمق
في الوضعية الجبائية الشاملة إثر التحقيق في المحاسبة سواء كان باسم المستغل الشخصي
لمؤسسة أو الرؤساء والشركاء األساسيين في الشركة أو كل شخص ملزم قانونا بالتصريح
3
بمجمل دخله .
أما بالنسبة لألشخاص الخاضعين للضريبة على الدخل فتناولهم قانون الضرائب
المباشرة والرسوم المماثلة على النحو التالي :
-األشخاص الذين يوجد موطن تكليفهم في الجزائر :و هم األشخاص الذين يتوفر
لديهم مسكن بصفتهم مالكين له ،أو المنتفعين به ،أو مستأجرين إضافة إلى
وقد أشار قانون الضرائب المباشرة المباشرة والرسوم المماثلة إلى المداخيل الصافية
التي تخضع للضريبة على الدخل اإلجمالي وصنفها كاآلتي :
األرباح المهنية .
عائدات المستثمرات الفالحية .
اإليرادات المحققة من إيجار الملكيات المبنية .
عائدات رؤوس األموال المنقولة .
1
-المرتبات واألجور والمعاشات والريوع العمرية .
إن األعوان المؤهلين للقيام بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة هم أعوان
اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة مفتش على األقل 2،وما تجب مالحظته من نص المادة 42
من قانون اإلجراءات الجبائية أن المشرع الجزائري أعفى اإلدارة الجبائية من إعالم المكلف
بالضريبة بأسماء وألقاب ورتب المحققين عند إشعاره بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية
الشاملة ولم يلزم اإلدارة كذلك بإعالم المكلف عند استبدال المحققين .
وهنا يطرح التساؤل عن الدافع الذي جعل المشرع الجبائي يتخلى عن إلزام اإلدارة
الجبائية عن تبليغ المكلف بالضريبة بأسماء وألقاب ورتب المحققين وكذا عدم إبالغه في
حالة استبدال المحققين عند إجراء التحقيق المعمق بينما يلزمها بذلك عند إجراء التحقيق في
المحاسبة .
حدد قانون اإلجراءات الجبائية المدة المقررة ألجراء التحقيق في مجمل الوضعية
الجبائية الشاملة بشكل إلزامي ،حيث ال يمكن تحت طائلة بطالن فرض الضريبة أن يمتد
التحقيق المعمق طيلة فترة تفوق سنة واحدة ،اعتبا ار من تاريخ استالم اإلشعار بالتحقيق أو
تاريخ تسليمه ،إلى غاية تاريخ اإلشعار بإعادة القويم .و يمكن أن تمدد هذه الفترة على النحو
التالي :
تمدد الفترة المذكورة أعاله بأجل يمنح للمكلف بالضريبة وبناء على طلب هذا -
األخير للرد على طلبات التوضيح أو تبرير األرصدة و مداخيل األرصدة من
الخارج .
-كما يمكن أن تمدد المدة المذكورة آنفا بثالثين ( )60يوما وباآلجال الضرورية
لإلدارة بغية الحصول على المعلومات المطلوبة من طرف السلطات األجنبية
عندما يتوفر المكلف بالضريبة على مداخيل في الخارج أو متحصل عليها من
الخارج .
-وتمدد المدة المذكورة سابقا ( 60يوم ) إلى سنتين( )04في حالة اكتشاف نشاط
1
خفي .
غير أنه يجب التفريق بين المدة التي يستغرقها التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية
الشاملة وهي مدة سنة واحدة ،وبين المدة الخاضعة للتحقيق التي تحكمها المادة 62من
قانون اإلجراءات الجبائية وهي المدة المحددة بأربع سنوات ( )02الخاصة بتقادم عمل اإلدارة
الجبائية ،سواء تعلق األمر بتأسيس الضرائب والرسوم وتحصيلها ،أو القيام بأعمال الرقابة
2
...إلخ.
وعليه فإن الفترة التي يمكن إخضاعها للتحقيق المعمق هي أربعة ( )02سنوات األخيرة
غير المتقادمة بينما الفترة التي يجب أن ال تتعداها عملية التحقيق هي سنة واحدة ،وهي سنة
1
المقصودة في هذا المجال والتي تعتبر كضمانة للمكلف المحقق في دخله .
الفرع الثاني :إجراءات التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة
أقر المشرع الجزائري لإلدارة الجبائية سلطات واسعة من أجل القيام بمهمة التحقيق
المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ،لكنه بالمقابل ألزمها بإتباع مجموعة من اإلجراءات
القانونية والتي تعتبر بمثابة ضمانات مكفولة للمكلف المعني بالتحقيق بموجب القانون وهذه
اإلجراءات تكتسي طابعا إلزاميا ،لذا يتوجب على اإلدارة الجبائية احترامها ،وعدم مراعاتها
لها يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق المعمق ،وتتمثل هذه اإلجراءات في:
-إعالم المكلف مسبقا .
-منح المكلف آجال للتحضير .
-إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار .
يتوجب على اإلدارة الجبائية قبل البدء في عملية التحقيق المعمق للشخص الطبيعي
فيما يخص الضريبة على الدخل ،إعالم المكلف بالضريبة مسبقا ،وذلك من خالل إرسال
إشعار بالتحقيق أو تسليمه له مع إشعار باالستالم ،ويجب تحت طائلة بطالن اإلجراء أن
يكون اإلشعار مرفوقا بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في وضعيته الجبائية
،ومن بين البيانات اإللزامية التي ينبغي على اإلدارة الجبائية اإلشارة إليها في اإلشعار
بالتحقيق ذكر الفترة موضوع التحقيق ،واإلشارة كذلك إلى أحقية المكلف بالضريبة في
2
االستعانة بمستشار من اختياره خالل عملية المراقبة ،تحت طائلة بطالن اإلجراء.
وعند انتهاء العون المحقق من عملية التحقيق المعمق يقوم بتحديد أساس فرض
الضريبة على الدخل اإلجمالي ،وفي هذه الحالة تكون اإلدارة الجبائية ملزمة بإعالم المكلف
1
بالنتائج المتوصل إليها برسالة مضمنة مع إشعار باالستالم .
ويعتبر اإلشعار قانوني ومبلغ للمكلف حكما في الحاالت التالية :
-في حالة رفض المكلف سحب اإلعالن المبلغ من طرف البريد.
-في حالة تغيير العنوان دون إبالغ المصالح الضريبية.
وعلى العكس من ذلك يعتبر اإلشعار غير قانوني وال يرتب آثاره في الحاالت التالية:
-في حالة إرسال اإلشعار إلى شخص ليس له صالحية إستقباله في مكان المكلف
المعني.
-في حالة رجوع اإلعالن باإلشعار إلى المصالح الضريبية نتيجة خطأ في العنوان.
-في حالة اإلرسال إلى العنوان السابق في حين العنوان الجديد معلوم من طرف
2
المصالح الضريبية.
نص المشرع الجزائري على منح آجال للمكلف من أجل التحضير ،قبل البدء في
التحقيق المعمق ،فال يمكن لإلدارة الضريبية القيام بالتحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة
للشخص الطبيعي ،إال بعد منحه األجل القانوني األدنى المخول له لتحضير وتسوية أموره
وتهيئة نفسه ،والذي يقدر بخمسة عشرة ( )27يوما ،يبدأ حساب هذه المدة من يوم استالم
اإلشعار بالتحقيق.وينبغي إلزاميا إرفاق هذا األخير بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة
3
المحقق في محاسبته طبقا للمادة 42فقرة 06من قانون اإلجراءات الجبائية.
من حق المكلف بالضريبة االستعانة بمستشار من اختياره أثناء التحقيق المعمق في
الوضعية الجبائية الشاملة ،واإلدارة الجبائية ملزمة بتذكير المكلف بهذا الحق عند إرسال
اإلشعار بالتحقيق المعمق تحت طائلة بطالن اإلجراء ،وقد كرس المشرع الجزائري هذا الحق
بموجب المادة 42فقرة 06من قانون اإلجراءات الجبائية بنصه " :المكلف له الحق في أن
يستعين خالل عملية المراقبة بمستشار من اختياره".
وما تجب مالحظته أن حق المكلف في االستعانة بمستشار من اختياره ليس حق مجرد
بل يجب التذكير به ،والعبرة ليست بحضور المستشار من عدمه أثناء عملية التحقيق ،وانما
1
العبرة بوجوب النص على هذا الحق في اإلشعار بالتحقيق تحت طائلة بطالن اإلجراء.
و يكرس هذا الحق كذلك عند مناقشة اقتراحات رفع مبالغ الضريبة ،أو من أجل
اإلجابة عليها ،ويحيل المشرع تنظيم هذه الحالة إلى األحكام الخاصة بوجوب إشعار المكلف
2
بحقه في االستعانة بمستشار في حالة التحقيق في المحاسبة.
الفرع الثالث :نتائج التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة
بعد انتهاء العون المحقق من عملية التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة فإنه
يتوصل إلى إحدى النتيجتين التاليتين :
-عدم إجراء إعادة التقويم.
-إجراء التقويم الثنائي.
إذا تأكد العون المحقق من أن المداخيل المصرح بها من قبل المكلف بالضريبة
منسجمة مع الذمة المالية والعناصر المكونة لنمط معيشته ،وأنه ال وجود لمداخيل أخرى تم
إخفاؤها عن اإلدارة الجبائية ،فإنه يقوم بتحديد أساس فرض الضريبة دون إجراء أي تقويم
لهذا األخير .
وقد ألزم المشرع اإلدارة الضريبة بتبليغ المكلف بالنتيجة برسالة موصى عليها مع
إشعار باالستالم ،وذلك ضمن الشروط المنصوص عليها في المادة 40فقرة 02من قانون
اإلجراءات الجبائية ،بمعنى آخر تسري عليها نفس األحكام المتعلقة بتبليغ نتائج التحقيق في
المحاسبة .
إذا اكتشف العون المحقق وجود مداخيل أخرى تم إخفاءها عن اإلدارة الضريبية من
خالل وجود فارق بين المداخيل المصرح بها و مواد ونفقات المكلف في هذه الحالة يلجأ إلى
إعادة تأسيس الوعاء الضريبي عن طريق التقويم الثنائي .
وقد ألزم المشرع الجبائي اإلدارة الضريبية بضرورة إبالغ المكلف بالنتائج التقويم
المتحصل عليها ،و ذلك عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ،و يجب أن
يكون هذا اإلبالغ بإعادة التقويم مفصال بما فيه الكفاية بطريقة تسمح للمكلف بإعادة تشكيل
أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظات أو تبليغ قبوله ،و ذلك في أجل أربعين ( )20يوما،
و قبل انقضاء أجل الرد ،يجب على المحقق أن يعطي كل التوضيحات و الشروحات
الشفاهية المفيدة للمكلف بالضريبة حول مضمون اإلشعار إذا طلب هذا األخير منه ذلك .
وما تجب اإلشارة إليه أن العون المحقق ملزم باالستماع إلى المكلف بالضريبة في
حالة ما إذا رد هذا األخير في اآلجال المحددة ،إذا كان سماعه مجديا أو إذا طلب هذا
56
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
األخير إعطاء تفسيرات تكميلية ،لكن إذا لم يقم المكلف بالضريبة بالرد في اآلجال المحددة
1
فإنه يفهم من ذلك قبول ضمنيا باألساس الضريبي .
وعند االنتهاء من إجراءات التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة بالنسبة
للضريبة على الدخل ،يمنع على اإلدارة الجبائية الشروع في تحقيق جديد أو مراقبة الوثائق
الخاصة بنفس الفترة ونفس الضريبة ،لكن استثناء يمكنها ذلك ،إذا كان المكلف بالضريبة قد
2
أدلى بمعلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق أو يكون قد استعمل أساليب تدليسية .
من أجل ضمان تحقيق النتائج المرجوة من الرقابة الجبائية ،وجب وجود جهاز إداري
كفؤ و فعال تسند إليه مختلف المهام واالختصاصات في مجال الرقابة لضمان امتيازات
الخزينة العمومية من جهة وقمع ظاهرة التهرب من دفع الضريبة من جهة أخرى ،وقد أثبت
هيئات الرقابة الجبائية وجودها من خالل التدخالت المستمرة من أجل الرقابة والتحقيق
والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة ،ومن أجل تفادي كل عمل تعسفي يمس المكلفين
بالضريبة كان من الضروري أن تعمل المصالح المكلفة بالرقابة الجبائية في نطاق احترام
القواعد الجبائية ،بحيث تشارك كل هيئة من هيئات اإلدارة الجبائية حسب اختصاصها في
الرقابة وتحصيل الضرائب المختلفة ،وتلتزم بجمع ومراقبة العناصر الضرورية لتحديد وعاء
الضريبة .
ونجاح نشاط اإلدارة الجبائية يرتكز على تنظيم مصالحها ،باإلضافة إلى انسجام
الهيئات والوسائل مع السياسة العامة الجبائية ،ولضمان مردود جيد يجب أن تتشكل اإلدارة
الجبائية من هيئات تنفرد كل واحدة منها بدور محدد في ميدان التحقيق وتعمل بالتنسيق مع
الهيئات األخرى .
ورغم الجهود المبدولة من طرف الدولة في مجال الرقابة الجبائية ،و الصالحيات
الممنوحة لإلدارة الجبائية ،واألجهزة المسخرة لها للقيام بعمليات الرقابة ،إال أنه هناك بعض
المشاكل والصعوبات ا لتي الزالت تقف عائقا أمام أداء هيئات الرقابة الجبائية لمهامها بنجاح
وفشلها في تحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية ،لذلك تسعى الدولة الجزائرية إلى
اتخاذ عدة إجراءات وتدابير ،لتدعيم وتطوير الرقابة الجبائية.
وعلى هذا األساس سوف يخصص الفصل الثاني لدراسة الهيئات المكلفة بممارسة
الرقابة الجبائية ،والصعوبات التي تعرقل عملها و آليات تفعيلها ،وذلك على النحو التالي :
-المبحث األول :الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية .
-المبحث الثاني :الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية وآليات تفعيلها.
59
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
نظ ار لتفاقم ظاهرة الغش الضريبي بشكل ملحوظ في الجزائر ،أصبح من األولويات
القصوى لإلدارة الجبائية مكافحة هذه الظاهرة ،غير أن هذه المهمة ليست سهلة كما يعتقد
البعض ،لذلك كان البد من أن تفرض اإلدارة الضريبية وجودها عن طريق التدخالت
المستمرة وعمليات اإلحصاء والمتابعة ،وكذلك عمليات التحقيق والبحث عن المادة الخاضعة
للضريبة عن طريق االتصال مع المصالح األخرى ،وال يمكن لها أن تقوم بكل هذه المهام إذا
لم تكن مهيكلة بشكل جيد 1،وعلى هذا األساس حرص المشرع الجزائري على هذه المسألة
،وقام بإنشاء الهياكل الكفيلة بممارسة الرقابة الجبائية و بالمقابل منحها صالحيات جد واسعة
من أجل القيام بمهمة الرقابة ،و حتى و إن قيدها ببعض الشروط واإلجراءات .
وعلى غرار اإلدارات األخرى نجد أن اإلدارة الضريبية تعرف مستويين من التنظيم،
األول مركزي والثاني غير مركزي ممثل في المصالح الخارجية لإلدارة الضريبية ،لذلك
سيخصص بالدراسة :
-المطلب األول :المصالح المركزية للرقابة الجبائية.
-المطلب الثاني :المصالح غير المركزية للرقابة الجبائية.
المطلب األول :المصالح المركزية للرقابة الجبائية
عمد المشرع الجزائري إلى وضع التنظيم اإلداري و الهيكلة اإلدارية لإلدارة الضريبية
،و جعل من المديرية العامة للضرائب أعلى جهاز إداري للنظام الجبائي الجزائري ،وخول لها
مهمة تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية الجبائية ،وكذا مراقبة و تسيير المصالح
الجبائية ،وفي سبيل ممارسة الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة ،قام المشرع الجزائري
باستحداث مديرية األبحاث والمراجعات تتبع المديرية العامة للضرائب ،وتتولى مهمة تسيير
عمليات الرقابة على المستوى المركزي ،باإلضافة إلى توجيه وارشاد المديريات الوالئية
والمحلية ...إلخ.
الفرع األول :المديرية العامة للضرائب
تعتبر المديرية العامة للضرائب أعلى هيئة إدارية في النظام الجبائي الجزائري ،وتتواجد
هذه المديرية على مستوى و ازرة المالية ،وتعتبر واحدة ضمن إحدى عشرة مديرية إدارة مركزية
لو ازرة المالية ،1وقد حدد المرسوم التنفيذي 2163-70المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة
المالية ،المهام الوكالة للمديرية العامة للضرائب ،كما حدد التنظيم اإلداري لهذه المديرية .
كما حدد المرسوم التنفيذي رقم 163-70المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة
المالية ،الهياكل اإلدارية للمديرية العامة للضرائب ،حيث تتكون من ثماني مديريات
وهي كاآلتي :
-1مصطفى عوادي ،ناصر رحال ،جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق ،مطبعة سخري ،الجزائر ، 1733،ص .31
-2المرسوم التنفيذي رقم 163-70صادر في 12نوفمبر ، 1770يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية ،ج.ر
عدد ، 07صادرة في 1ديسمبر .1770
61
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
1
-مديرة إدارة الوسائل والمالية .
استنادا للمرسوم التنفيذي 163-70المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة المالية ،فإن
المديرية العامة للضرائب تتكفل بالمهام التالية:
-السهر على دراسة واقتراح واعداد النصوص التشريعية والتنظيمية ،وكذا تنفيذ التدابير
الضرورية إلعداد وعاء الضرائب وتصفيتها وتحصيلها والحقوق والرسوم الجبائية وشبه
الجبائية .
-السهر على تحضير ومناقشة االتفاقيات الجبائية الدولية واالتفاقات الدولية التي
تحتوى على أحكام جبائية أو شبه الجبائية .
-تنفيذ التدابير الضرورية لمكافحة الغش والتهرب الجبائيين .
-السهر على التكفل بالمنازعات اإلدارية والقضائية المتعلقة بالضرائب والحقوق
والرسوم أيا كانت طبيعتها .
-توفير أدوات تحليل ومراقبة تسيير و مردودية مصالح اإلدارة الجبائية ،السيما
مؤشرات نجاعة المصالح الجبائية .
-السهر على تحسين عالقات المصالح الجبائية مع المكلفين بالضريبة .2
الفرع الثاني :مديرية األبحاث والمراجعات
تقوم مديرية األبحاث والمراجعات ،وهي مصلحة مركزية تابعة للمديرية العامة للضرائب
و لها سلطات وصالحيات واسعة على المستوى الوطني ،بتسيير عمليات الرقابة الجبائية
-1المادة 77من المرسوم التنفيذي رقم ، 163 -70يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية.
-2المرجع نفسه.
62
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
،وقد تم استحداث هذه المديرية سنة 3997بموجب المادة الخامسة ( )77من المرسوم
التنفيدي 77/97المتضمن التنظيم اإلداري المركزي لو ازرة المالية المعدل والمتمم. 1
تم إنشاء مديرية البحث و المراجعات بهدف تدعيم باقي المديريات األخرى للرقابة
الجبائية على المستوى الوالئي الموضوعة تحت تصرفها ،وقد كان االنطالق الفعلي لنشاط
مديرية البحث والمراجعات في سبتمبر 2.3992ومن المهام الموكلة لهذه المديرية مايلي :
-القيام بتحديد واختيار المكلفين بالضريبة الذين يقع عليهم التدقيق من خالل برنامج
مسبق النتقاء الملفات ثم المديرية الوالئية الفرعية للرقابة الجبائية لتصادق على برنامج
المقترح أو تعديله ،
-كما تسند لمديرية األبحاث والمراجعات مهمة الرقابة الجبائية بتوفر شرط مستوى
األعمال لألربع سنوات األخير محل التحقيق ،على أن يتجاوز رقم األعمال 3.777.777
-1المادة 77من المرسوم التنفيذي رقم ، 77/97يتضمن التنظيم اإلداري المركزي لو ازرة المالية ،المعدل والمتمم.
-2ليندة قرموش ،مرجع سابق ،ص .01
63
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
دينار جزائري سنويا بالنسبة لمقدمي الخدمات والنشاطات الحرة ،ورقم األعمال
1
37.777.777دينار جزائري سنويا بالنسبة للمؤسسات األخرى.
-كما تهتم هذه المديرية بالتعريف بالعمليات الدائمة الواجب تحقيقها من أجل تجميع
البحث ،االحتفاظ ومراقبة استعمال المعلومة الجبائية.
-البرمجة والتحقيق على المستوى الوطني لكل بحث متعلق بالتحقيقات الجبائية
الجبائية .
-توجيه وتعاون وتفسير نشاطات مصالح التحقيقات المحاسبية والجبائية المتواجدة على
المستوى الوالئي والمحلي .
-إعطاء النصائح واإلرشادات الالزمة لتطوير عمل المديريات الوالئية والمحلية وتبليغ
المديريات بكل األحداث الوالئية ألخذ االحتياطات الالزمة .
2
-االهتمام األكبر هو طرق الكشف عن مناطق التدليس ومكافحتها .
المطلب الثاني :المصالح غير المركزية للرقابة الجبائية
أما على المستوى المحلي فتتولى مهمة الرقابة الجبائية المصالح غير المركزية التابعة
لمديرية البحث والمراجعات ،والتي يطلق عليها كذلك اسم المصالح الخارجية ،وهي مستقلة
نسبيا عن اإلدارة المركز ،ولها صالحيات على المستوى المحلي وتتمثل هذه المصالح في :
-المديريات الجهوية للضرائب (.)DRI
-المديريات الوالئية للضرائب .
-المصالح الجهوية لألبحاث والمراجعات.
-مفتشيات الضرائب.
تتكفل المديرية الوالئية للضرائب بعمليات الرقابة الجبائية على مستوى الوالية ،و قد
أسندت إلى هذه المديرية مهمة تنفيذ برامج التحقيق وتضم هذه المديرية المديريات الفرعية
التالية :
-المديرية الفرعية للعمليات الجبائية .
-المديرية الفرعية للتحصيل .
-المديرية الفرعية للمنازعات .
-المديرية الفرعية للرقابة الجبائية .
وهذه األخيرة مكلفة بإعداد برامج البحث ومراجعة ومراقبة التقييمات ومتابعة إنجازها .
تم إنشاء مفتشيات الضرائب بموجب األمر رقم 76-93الصادر بتاريخ 11فيفري
، 3993لها عالقة مباشرة بالمكلفين بالضريبة كونها تتولى مهمة مسك الملف الجبائي
-1المادة 71من المرسوم التنفيذي رقم ، 171-71الذي يحدد تنظيم المصالح الخارجية وصالحيتها ،المؤرخ في -12
1771-79ج.ر عدد ، 63صادرة في ، 1771-79-19المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي ، 393-77مؤرخ في -16
،1777-79ج.ر عدد 23لسنة .1777
65
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
الخاص بكل خاضع للضريبة ،حيث تقوم بالبحث و جمع المعلومات و تنفيذ عمليات
1
التسجيل .
تتكون مفتشيات الضرائب من المصالح التالية :
-مصلحة جباية المؤسسات والمهن الحرة .
-مصلحة جباية مداخيل األشخاص الطبيعيين .
-مصلحة الجباية العقارية .
-مصلحة التدخالت .
واعتمادا على هذه المصالح تقوم مفتشية الضرائب بمراقبة مختلف التصريحات التي
تستلمها من المكلف ،وفي حال وجود خطأ أو نسيان أو نقائص تجري مراقبة معمقة
،وفحص التصريحات ،يتم بناء على المعطيات الموجودة في الملف الجبائي أو في كشوفات
2
الربط وبطاقات المعلومات .
الفرع الثاني :المصالح الجهوية للضرائب
أما على المستوى الجهوي ،فتمارس الرقابة الجبائية من قبل المديرية الجهوية للضرائب
من جهة ،و المصالح الجهوية لألبحاث و المراجعات من جهة أخرى .
تجمع المديريات الوالئية في تسع ( )79مديريات جهوية وهي المديرية الجهوية لكل من
3
( شلف ،بشار ،البليدة ،الجزائر ،سطيف ،عنابة ،قسنطينة ،ورقلة ،وهران ).
-1المادة 31من األمر رقم 76-93صادر في 11فيفري ، 3993يتضمن إنشاء مفتشيات الضرائب ،ج.ر عدد 79
لسنة .3993
-2مصطفى عوادي ،مرجع سابق ،ص .19
-3المادة 71من قرار وزاري ،المؤرخ في 13ماي ،1770الذي يحدد االختصاص اإلقليمي للمديرية الجهوية للضرائب
والمصالح الوالئية .
66
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
وتعد المديريات الجهوية امتداد للمصالح المركزية على المستوى المحلي ،وذالك بقصد
1
اإلشراف وعن قرب على المديريات الوالئية .
وتضم المديرية الجهوية المديريات الفرعية التالية :
-المديرية الفرعية للتكوين
-المديرية الفرعية للتنظيم والوسائل .
-المديرية الفرعية للعمليات الجبائية .
المديرية الفرعية للرقابة .
وتختص هذه األخيرة بفحص وتنسيق وجلب التصحيحات الالزمة للنقائص واألخطاء
الملحوظة ،خاصة فيما يتعلق بالرقابة الجبائية وتحصيل الضرائب ومراقبة المنازعات ،كما
تتولى مهمة تنشيط عمل المديريات الوالئية التابعة الختصاصها اإلقليمي وتتولى خصوصا
ما يلي :
-السهر على احترام أدوات تدخل المصالح الجبائية الجهوية .
-اإلعداد الدوري لحصيلة عمل المصالح الجهوية .
-المشاركة في أعمال التكوين وتحسين المستوى ،ودراسة طلبات تنقل األعوان.
-إعداد ميزانيات تقديرية الحتياجات المصالح الجبائية الجهوية والمتعلقة بالوسائل
البشرية ،المادية ،والتقنية ،والمالية.
2
-تنظيم أشغال لجنة الطعون على المستوى الجهوي.
-1نجيب زروقي ،جريمة التملص الضريبي وآليات مكافحتها في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
،في العلوم القانونية ،تخصص العلوم الجنائية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم حقوق ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة
، 1731،ص .19
-2مصطفى عوادي ،ناصر رحال ،جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق،مطبعة سخري،الجزائر ،1733،ص .39
67
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
يوجد ثالث ( )71مصالح جهوية لألبحاث والمراجعات ،لها صالحيات على المستوى
الوطني ،و هي (:الجزائر ،قسنطينة ،وهران ) ،وهذه المصالح مكلفة بالقيام بما يلي:
-تنفيذ برامج البحث و التحقيق ومراقبة النشاطات والمداخيل التي تضبطها مديرية
األبحاث و المراجعات ،و إعداد اإلحصائيات الالزمة .
-ضمان تسيير وسائل تدخل فرق التحقيق .
1
-تنفذ برامج التحقيق والمتابعة ومراقبة األشغال المتعلقة بها وتقييمها الدوري ...إلخ.
وتقسم المهام بين مصالح األبحاث والمراجعات والمديرية الفرعية للرقابة الجبائية على
مستوى المديرية الوالئية للضرائب بناء على أهمية رقم أعمال المؤسسات الخاضعة للرقابة
،أي تلك التي تحقق رقم أعمال سنوي يتجاوز اثنان ( )71مليون دينار جزائري ،بالنسبة
ألنشطة اإلنتاج أو التجارة ،ومليون دينار جزائري بالنسبة لمؤدي الخدمات الذين يتبعون
مصالح األ بحاث والمراجعات ،وفي المقابل تلك التي تحقق أرقام أعمال ال تتجاوز الحد
2
المذكور يتبعون للمصالح المحلية لألبحاث والمراجعات.
الفرع الثالث :المصالح المستحدثة في اإلدارة الجبائية
فعال في
تعزي از لهياكل الرقابة الجبائية ،ومن أجل تحسين فعاليتها والتحكم بشكل ّ
تس يير المكلفين بالضريبة ،قامت المديرية العامة للضرائب بإنشاء هياكل تنظيمية إدارية
جديدة ابتداء من سنة ، 1771و المتمثلة في كل من مديرية كبريات المؤسسات ومراكز
الضرائب ،والمراكز الجوارية للضرائب .
يفوق رقم أعمالها في نهاية السنة المالية مائة مليون دينار جزائري
1
(.)377.777.777
-الشركات المقيمة في الجزائر والعضو في التجمعات األجنبية وكذا الشركات التي
2
ليست لها إقامة مهنية في الجزائر .
تكلف مديرية كبريات المؤسسات فيما يخص المؤسسات الخاضعة لمجال اختصاصها
بمهام الوعاء والتحصيل والمراقبة ومنازعات الضرائب والرسوم الواقعة على عاتق األشخاص
المعنويين والمجمعات ا لمشكلة بقوة القانون أو فعليا أو الكيانات مهما كانت صبغتها القانونية
ومحل مؤسساتها الرئيسي أو مديرياتها الفعلية أو مركزها االجتماعي.
لذلك فهي مكلفة بالمهام التالية :
-مسك الملف الجبائي لكل مكلف بالضريبة .
-البحث عن المعلومة الجبائية وجمعها واستغاللها .
-إعداد وانجاز برامج التدخالت والمراقبة لدى المكلفين بالضريبة وتقييم نتائجها.
-التحقيق في التظلمات ومعالجتها وضمان متابعة المنازعات اإلدارية والقضائية .
-تحليل عمليات التسيير والمراقبة والمنازعات وتقييمها وضبط خالصتها واقتراح كل
3
التدابير من شأنه تحسين عملها .
-1المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ، 110-76المؤرخ في في ، 1776-79-32المتضمن تنظيم المصالح الخارجية
لإلدارة ،الجبائية ،وصالحياتها ج.ر،عدد ، 79مؤرخة في .1776-79-13
-2مصطفى عوادي ،ناصر رحال ،مرجع سابق ،ص .70
-3المادة 17من المرسوم التنفيذي رقم ،110-76مرجع سابق .
71
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
-الشركات غير الخاضعة لنظام الجزافي والتي تختار الخضوع للضريبة حسب
النظام الحقيقي .
كما تختص مراكز الضرائب بتسيير الوعاء والتحصيل ومراقبة الضرائب والرسوم
التالية:
-الضريبة على الدخل اإلجمالي /فئة األرباح المهنية .
-الضريبة على أرباح الشركات .
-الرسم على القيمة المضافة .
-الرسم الداخلي على االستهالك .
-رسم المرور على الكحول .
-االقتطاعات من المصدر المستحقة على األجور والمرتبات والمكافآت.
-االقتطاعات من المصدر المستحقة على توزيع أرباح األسهم على الشركات .
-حقوق الطابع
-1مهام مراكز الضرائب
يمارس مركز الضرائب المهام اآلتية :
-يمسك ويسير الملفات للشركات وغيرها من األشخاص المعنيين بعنوان المداخيل
الخاضعة للضريبة على أرباح الشركات وكذا األشخاص الخاضعين للنظام الحقيقي
لإلخضاع الضريبي بعنوان األرباح المهنية
-تحصيل الضرائب و الرسوم و األتاوى .
-البحث عن المعلومات الجبائية ومراقبة .
-التصريحات واعادة تحقيق برامج التدخالت المراقبة لدى الخاضعين للضريبة وتقييم
نتائجها .
-متابعة المنازعات اإلدارية والقضائية .
72
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
يعتبر المركز الجواري للضرائب من بين المصالح المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي
رقم 110-76و هو بمثابة النموذج المصغر لمراكز الضرائب السالفة الذكر ،يقوم
بمراقبة المكلفين بالضريبة غير التابعين لمديرية كبريات المؤسسات و مركز الضرائب
1
،إذ يعتبر المحور الجبائي الوحيد لهم .
-1مجال اختصاص المركز الجواري للضرائب
من بين األشخاص المكلفين بالضريبة التابعين للمركز الجواري للضرائب والذين يتبعون
مجال اختصاصه نجد :
-األشخاص الطبيعيون أو المعنويون الخاضعون لنظام الضريبة الجزافية الوحيدة
(األشخاص الطبيعيون أو المعنويون ،الشركات والتعونيات التي تمارس نشاط
صناعي أو تجاري أو حرفي أو مهنة غير تجارية ،والتي ال يتجاوز رقم أعمالهم
السنوي ثالثين مليون دينار جزائري(17.777.777دج) ،كما يخضع للضريبة
الجزافية الوحيدة المستثمرين الذين يمارسون أنشطة أو يتجاوزون مشاريع والمؤهلين
لالستفادة من دعم الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب أو الصندوق الوطني
لدعم القرض المصغر).
-األشخاص الطبيعيون الملتزمون باكتتاب تصريح إجمالي لمداخلهم كل سنة .
-األشخاص الطبيعيون الذين يؤجرون محالت تجارية أو صناعية غير مجهزة
بعتادها إذا لم تكن مدرجة في أرباح مؤسسة تجارية أو صناعية أو حرفية أو
مستثمرات فالحية أو مهنية غير تجارية ،وكذلك األشخاص الذين يؤجرون األمالك
غير المبنية مهما كانت طبيعتها .
-األشخاص الطبيعيون الذين يحققون مداخيل فالحية .
المبحث الثاني :الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية وآليات تفعيلها
الرقابة الجبائية في مدى تحقيقها لألهداف المرجوة من وراء فرض تكمن فعالية
الضريبة ،كالقدرة على استرجاع أموال الخزينة العمومية ،والتي تعود بالنفع على المجتمع
ككل ،وما يمكن مالحظته أن أهداف الرقابة الجبائية يمكن أن تتعارض فيما بينها ،لذلك
ينبغي على المشرع الجبائي مراعاة المصالح الثالث اآلتي ذكرها:
-مصلحة الدولة :تتحقق بما توفره الرقابة الجبائية من استرجاع لألموال
الضائعة ،والتي تساهم الدولة من خاللها في تغطية نفقاتها المختلفة .
-مصلحة المكلف :تتحقق مصلحته من الرقابة الجبائية بأخذ كل حقوقه دون
أي عائق من اإلدارة الجبائية .
-مصلحة المجتمع :تتحقق من خالل اآلثار اإليجابية التي تترتب عنها
،كاستخدام حصيلة الموارد الجبائية المسترجعة في تحسين الخدمات المجانية
التي تقدمها الدولة كشق الطرق ،توفير اإلنارة العمومية ،التعليم والصحة .
غير أن التوفيق بين المصالح السابقة الذكر صعب التحقيق ،مما يوجب على المشرع
1
الجبائي أن يحاول إحداث تقارب وتوازن فيما بينها .
لكن المشرع الجبائي الجزائري رغم اإلصالحات التي قام بها ،وبالرغم من الصالحيات
المخولة لإلدارة الجبائية في سبيل القيام بعمليات الرقابة ،والجهود المبذولة من طرفها للحد
من ظاهرة التهرب الضريبي إال أن الرقابة الجبائية في الجزائر الزالت غير قادرة على تحقيق
األهداف المرجوة من وراءها .
األمر الذي يستدعي ضرورة إيجاد آليات واتخاذ تدابير واجراءات مختلفة لوضع حد
للمشاكل والصعوبات التي تواجه هيئات الرقابة الجبائية ،والرفع من فعالية هذه األخيرة.
لذلك سيخصص هذا المبحث لدراسة مايلي:
-المطلب األول :الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية.
-المطلب الثاني :آليات تفعيل عمل هيئات الرقابة الجبائية.
-1مريم غضبان ،دور الرقابة الجبائية في الحد من التهرب الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة المساتر مالية ومحاسبة ،
تخصص :محاسبة وتدقيق ،كلية العلوم االقتصدادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم المالية والمحاسبة ،جامعة آكلي محند
أولحاج ،البويرة ،1737ص .91
2
-www.impots.dz
77
الفصل الثاني:الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
يؤكد قلة اإلمكانيات البشرية مقارنة بالعدد المتزايد من الملفات ،خاصة في ظل االنفتاح
االقتصادي المتميز بكثرة المتعاملين االقتصاديين ،هذا الفارق يساعد المتعاملين ويمكنهم من
التهرب من دفع الضريبة بكل الطرق الممكنة دون مخافة الوقوع في قبضة الرقابة الجبائية .
ضف إلى ذلك أنه رغم تدعيم اإلدارة الجبائية بمعهدين خاصين بتكوين اإلطارات
والممثلون في كل من المدرسة الوطنية للضرائب والمعهد المغاربي للجباية والجمارك إال أنها
الزالت تعاني من نقص في الكفاءات والخبرة فيى مجال الرقابة خاصة في ظل التطور
المستمر لطرق التهرب الضريبي التي يصعب اكتشافها من قبل مراقبين دوي خبرة مهنية في
1
هذا المجال .
كما أن الخبرة والكفاءة تساعد كثي ار في كسب الوقت من خالل سرعة اكتشاف األخطاء
والتالعبات التي يقوم بها المكلفين بمجرد اإلطالع على الملف الجبائي ونوع النشاط
2
والمخالفات التي يرتكبونها .
وما يالحظ على اإلدارة الضريبية الجزائرية أنها الزالت تفتقد لمثل هذه الكفاءات ،إذ
نجد أن أكثر من % 61من إجمالي عمالها ال يتمتعون بمستوى جامعي ،وأن % 36منهم
ال يتعدى متوسط عمرهم 37سنة ،كما أن أغلب عمالها تواجدوا في وظائفهم باألقدمية دون
3
المرور بمجال التقنيات الجبائية التي تسمح لهم بتوسيع وتحديث معارفهم.
ثانيا :نقص اإلمكانيات والوسائل المادية
تعاني اإلدارة الجبائية في الجزائر من ضعف اإلمكانيات والوسائل الالزمة التي تساعد
األعوان في آداء وظائفهم ،وذلك يؤثر في مردودية أداء الجهاز الرقابي ككل ومن بين
الوسائل واإلمكانيات المادية التي تؤثر سلبا وتعيق عمل مصالح الرقابة الجبائية ما يلي:
-عدم توفر وسائل النقل الالزمة لألعوان مصالح الرقابة الجبائية ،للتنقل إلى
في إطار تنفيذ المهام المسندة إليهم ،سواء عند قيامهم بحمالت الرقابة في
1
عين المكان ،أو جمع المعلومات من مختلف المصالح األخرى.
-عدم توفير المكان المالئم الذي يليق بأعوان الرقابة في اإلدارة الجبائية التي
يعملون بها ،والذي يساعدهم على أداء مهامهم ،حيث تفتقر هذه المقرات إلى
أدنى شروط العمل كتوفير األدوات المكتبية وغيرها من اللوازم الضرورية للقيام
بالمهام الوظيفية.
-ضعف أجور ومرتبات العاملين في اإلدارة الجبائية وذلك يؤدي زيادة أعباء
معيشتهم مما يدفعهم إلى االنحراف أو التقصير في االضطالع بمسؤولياتهم .
-اعتماد اإلدارة الجبائية على الوسائل التقليدية واألساليب الكالسيكية في جميع
األعمال الرقابية واإلدارية ،والتي لم تعد قادرة على استيعاب التطورات المذهلة
في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،ومعالجة المعلومات التي أصبحت تعتمد
2
عليها جميع المؤسسات العمومية والخاصة.
ثالثا :غموض وعدم استقرار التشريعات الجبائية
تتصف بعض نصوص التشريع الجبائي بالغموض وعدم الوضوح خاصة تلك المتعلقة
بالرقابة الجبائية ،والتي تترك في كثير من األحيان ثغرات ،يسعى من خاللها المكلف
بالضريبة إلى التهرب من دفع الضريبة ،كما أنها تعرقل عمل أعوان ومراقبي اإلدارة الجبائية
3
،وتحد من إمكانية تنفيذهم للنصوص القانونية .
ومن الصعوبات التي تعترض سبيل الرقابة الجبائية أيضا ،عدم وجود نصوص
تشريعية تكفل الحماية للمراقبين أثناء التدخل في عين المكان.
كما أن كثرة التعديالت والتغيرات التي تط أر على التشريعات الجبائية من خالل قوانين
المالية ،تشكل عائق أمام الرقابة الجبائية ،كونها تؤدي إلى عدم استقرار النظام الضريبي
،وبالتالي صعوبة تطبيق هذه القوانين من قبل موظفي اإلدارة الجبائية ،كما يصعب على
المكلفين اإلطالع على التعديالت الجديدة وكيفية تطبيقها .
باإلضافة إلى ذلك أن أغلب التشريعات الجبائية غير قادرة على مواكبة التطورات
1
االقتصادية والتكنولوجية الحاصلة .
تواجه الرقابة الجبائية عدة صعوبات تتعلق بأطراف أخرى لها عالقة مباشرة مع اإلدارة
الجبائية مثل المكلف بالضريبة ومختلف الهيئات واإلدارات األخرى .
ومن بين هذه الصعوبات نجد نقص الوعي الضريبي لدى المكلف بالضريبة ،واتساع
رقعة االقتصاد غير الرسمي ،وكذا عدم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف
اإلدارات األخرى .
يعتبر نقص الوعي الضريبي من بين المشاكل التي تعيق عملية الرقابة الجبائية ،
حيث يمتنع بعض المكلفين عن تقديم المعلومات والتصريحات الالزمة ولجوءهم إلى التهرب
من دفع الضريبة ،وعدم تعاونهم مع اإلدارة الجبائية العتقادهم بأن الضريبة أداة افتقار
2
للشعوب ،وأنها إجحاف في حق دافعيها .
باإلضافة إلى انعدام الضمير األخالقي لدى المكلفين بالضريبة حيث يلجأ البعض
منهم إلى منح هبات وهدايا كرشوة ألعوان اإلدارة الجبائية لمساعدتهم على التهرب من دفع
الضريبة من خالل تخفيض المستحقات الضريبية واالستفادة من امتيازات غير مستحقة أو
إخفاء الكشوفات والمخالفات التي يرتكبونها في ملفاتهم نهائيا ،من خالل إدراجها أثناء برمجة
1
الملفات داخل مفتشية الضرائب للتهرب من دفع الضريبة .
ويقصد باالقتصاد غير الرسمي أو الموازي تلك األنشطة التي تتم في الخفاء بعيدا عن
أعين الحكومة وأجهزتها الرقابية ،وكذا المعامالت التجارية التي تتم بدون فواتير والتعامل
نقدا بدون شيكات،كل هذا وذاك يؤدي إلى الغش الضريبي ،وتجنب القيود الرسمية المحددة
2
لممارسة النشاط االقتصادي .
وقد أخذت هذه الظاهرة بعدا أوسع في السنوات األخيرة في الجزائر ،نتيجة االنفتاح
االقتصادي ،و التحول من االقتصاد المغلق إلى اقتصاد السوق ،مما أدى إلى فتح نشاطات
ج ديدة يغلب عليها الطابع السري ،والذي يصعب قياسه كونه يتم في الخفاء ،ومن أبرز
مظاهر االقتصاد غير الرسمي ما يلي:
عدم المساهمة في الحصيلة الضريبية ،مما يحرم الخزينة من موارد هامة ،وكذا
مخالفة قواعد المنافسة النزيهة من قبل المتعاملين االقتصاديين مما يخلق نوع
من الشعور بانعدام العدالة في ممارسة الرقابة الجبائية والتي تطبق على
األشخاص المنخرطين في االقتصاد الرسمي فقط دون سواهم ،األمر الذي
يؤدي بهؤالء إلى اللجوء إلى استعمال ممارسات تدليسية للحفاظ على نشاطاتهم
1
المعلنة.
ثالثا :عدم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى
حتى تتمكن اإلدارة الجبائية من أداء مهامها المتعلقة بالرقابة الجبائية ،تحتاج إلى
التنسيق مع مختلف المؤسسات واإلدارات الحكومية كالقضاء،البنوك ،مصالح التجارة...الخ،
كون هذه األخيرة تحوز على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول المكلفين بالضريبة الذين
2
يتعاملون مع تلك المؤسسات واإلدارات في إطار ممارسة نشاطاتهم.
والمالحظ أن أغلب هذه المؤسسات ال تتعاون مع اإلدارة الجبائية فيما يخص تقديم
المعلومات الخاصة بالمكلفين بالضريبة ،والتي تعتبر ضرورية لإلتمام عملية الرقابة وتسهيل
الكشف عن المداخيل غير المصرح بها .
فالبنوك مثال عادة ما تتماطل في تقديم حسابات العمالء الذين يخضعون للرقابة
الجبائية ألعوان اإلدارة الجبائية ،وتكتفي بتقديم الكشوفات لفترة قصيرة ال تتجاوز ستة ()76
أشهر ،بحجة أن طول الفترة يتطلب البحث عنه في األرشيف ،في حين أن المراقبة تمتد
لفترة أربع ( )73سنوات .3
أما قطاع العدالة فال يساعد اإلدارة الجبائية في أداء مهامها بالمستوى المرغوب في
مكافحة التهرب الضريبي ،حيث نجد أن أغلب القضايا المرفوعة من طرف مصالح اإلدارة
الجبائية ضد المتهربين من دفع الضريبة ال تفصل فيها العدالة إال بعد مرور سبعة
1
وعشرون( )10شه ار كمعدل لكل قضية مما يحول دون القضاء على التهرب الضريبي.
كما تعاني اإلدارة الجبائية من عدم التنسيق المحلي ،وكذا عدم التنسيق وتبادل
المعلومات مع مختلف اإلدارات سواء الجبائية أو غيرها على المستوى الدولي ،نظ ار لما
تعرفه الجزائر من انفتاح في اقتصادها على السوق الخارجية ،وفتح أبوابها للمستثمرين
األجانب الذين يعمدون إلى استعمال تقنيات عالية لتسريب أرباحهم إلى الخارج دون
إخضاعها للضرائب ،وكذا المستثمرين المحليين الذين ينشطون في الخارج دون تحويل
2
أرباحهم إلى بلدهم األصلي .
ويالحظ من خالل ما سبق ذكره وجود قطيعة وعدم التنسيق في العمل وتبادل
المعلومات بين اإلدارة الجبائية ومختلف المؤسسات واإلدارات األخرى ،مما يشكل عائق
يحول دون أداء اإلدارة الجبائية لمهامها بكفاءة ،ويحد من فعالية الرقابة الجبائية.
رغم الجهود التي بدلتها الدولة الجزائرية ،إال أن اإلدارة الجبائية الزلت تعاني من العديد
من المشاكل والصعوبات عند ممارستها للرقابة الجبائية ،بسبب نقص اإلمكانيات المادية
والبشرية ،وغموض النصوص التشريعية وعدم استقرارها ،إضافة إلى تعقد بعض اإلجراءات
اإلدارية والتنظيمية ...إلخ .مما أدى إلى استفحال ظاهرة التهرب الضريبي ،وتملص العديد
من المكلفين من دفع واجباتهم الضريبية ،ولمكافحة هذه الظاهرة ينبغي على اإلدارة العامة
للضرائب أن تقوم باستحداث بعض األدوات واآلليات ،وأن تتخذ بعض اإلجراءات والتدابير
التي تهدف إلى تطوير وتفعيل الرقابة الجبائية ،ومن أهم هذه اإلجراءات :تحسين فعالية
النظام الجبائي (الفرع األول) ،تفعيل الجهاز اإلداري الضريبي (الفرع الثاني)،تحسين العالقة
بين اإلدارة الجبائية والمكلفين بالضريبة (فرع الثالث)،التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف
اإلدارات األخرى (فرع الرابع).
يعتبر التهرب الضريبي كنتيجة لعدم فعالية النظام الضريبي ،وعدم فعالية الرقابة بصفة
خاصة لذلك البد من تحسين فعالية ذلك النظام لمعالجة ظاهرة التهرب الضريبي ،مما
يقتضي ضرورة مراعاة اإلدارة الجبائية لإلجراءات التالية :
لضمان فعالية الرقابة الجبائية ،يتوجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بتبسيط اإلجراءات
اإلدارية المتعلقة بربط وتحصيل الضرائب ،فضال عن صياغة التشريع الجبائي بأسلوب جيد
وبسيط يمكن المكلفين بالضريبة من فهمه ،باإلضافة إلى جعل النظام الجبائي يتصف
بالشفافية في إجراءات فرض الضريبة و في تقييم رقم األعمال ،وأن تسعى إلى تحقيق
استقرار التشريع الجبائي ،والذي يساهم بدوره في وضوح التشريع وتسهيل اإلجراءات اإلدارية
المتعلقة بالربط والتحصيل 1،ألن عدم استقرار التشريع الجبائي يؤدي إلى نشوء حالة من
الحساسية تجاه الضريبة ونفور ،كما ينبغي على اإلدارة الجبائية العمل على تبسيط
التشريعات الجبائية وجعلها أكثر وضوحا،وهو ما من شأنه التقليل من لجوء المكلفين إلى
2
التهرب الضريبي .
إن النظام الضريبي العادل يساهم في التقليل من ظاهرة التهرب الضريبي ويشجع
المكلفين على دفع الضريبة ورضاءهم بها ،وعلى العكس من ذلك فإن النظام غير العادل
يولد اإلحساس بالتعسف الضريبي ،مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التهرب الضريبي ونفور
المكلفين من دفع الضريبة ،لذلك يجب على المشرع الجبائي العمل على إرساء نظام ضريبي
عادل من خالل ما يلي :
تفسيراتها ،كما يجب التخفيف من حجم الحذف ،اإلضافة و اإللغاء التي تط أر سنويا من
1
خالل قوانين المالية السنوية والتكميلية لضمان استقرار التشريع الضريبي .
كما يتوجب على المشرع الجبائي تجنب ترك الثغرات في النصوص القانونية و
التنظيمية ،والتي قد تفتح المجال للتهرب الضريبي ،وبالتالي يجب إحكام صياغة نصوص
التشريع الضريبي حتى يفوت الفرصة على المكلف لالستفادة من بعض الثغرات التي قد
يتضمنها التشريع الضريبي وعليه سد الثغرات التي قد يتضمنها التشريع الضريبي ،وعليه سد
2
منافذ التهرب الضريبي.
الفرع الثاني :تفعيل الجهاز اإلداري الضريبي
إن التشريع الضريبي الجيد ال يكفي وحده لتحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية
ومكافحة ظاهرة التهرب والغش الضريبيين ،وانما بوجود إدارة ضريبية تمتاز بدرجة عالية من
الكفاءة سواء من حيث التطبيق والتنظيم ،فالنظام الضريبي الجيد ال يمكن أن يتحقق إال
باإلدارة التي تنفذه على أرض الواقع 3،وفي سبيل تحقيق فعالية الرقابة الجبائية وضمان آفاق
أفضل على المدى البعيد ،لذلك فإنه من الضروري االهتمام باإلدارة الضريبية واتخاذ
اإلجراءات الالزمة لترقية مستواها والتي من شأنها تحسين الهياكل المساعدة لعملية الرقابة
،إضافة إلى تحسين التدابير المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية .
أوال :تحسين الهياكل المساعدة لعملية الرقابة
ينبغي على اإلدارة الضريبية تزويد الهياكل المساعدة لعملية الرقابة الجبائية بنظام
المعلومات ،واالهتمام بتطويره بهدف ضمان إنجاز المهام وتنفيذ العمليات الجبائية بكل دقة
وفي ظرف وجيز ،باإلضافة إلى ذلك ضرورة تزويد اإلدارة بنظام االتصال واإلعالم ،والذي
يساعدها على االتصال باإلدارات المختلفة ،وكذا تقوية صلتها بالمكلفين بالضريبة من خالل
تزويدهم بالمعلومات المختلفة .
-1تفعيل نظام المعلومات الجبائي
يعتبر نظام المعلومات الجبائي العمود الفقري لمصلحة الوعاء والتحصيل ،ذلك أن
وظيفته تبدأ بجمع البيانات ،وادارتها ومراقبتها وحمايتها ،وأخي ار إنتاجها ،أي ضمان وصولها
إلى مستعمليها ،وبغرض استدراك النقائص 1،ونظ ار لالتجاه المتزايد نحو التجارة اإللكترونية
،فإنه يتوجب على إدارة الضرائب االهتمام بتطوير نظام المعلومات لتحقيق الدقة في تنفيذ
العمليات الجبائية والتقليل من تعقد اإلجراءات اإلدارية داخل اإلدارة الضريبية ،غير أن الرفع
من أداء نظام المعلومات وتحقيق األهداف المسطرة ال يتم إال من خالل :
-إدخال واستعمال اإلعالم اآللي في كل مصالح إدارة الضرائب .
-ربط المصالح الضريبية المركزية والمحلية بنظام اإلعالم اآللي .
-تتبع مسار المعلومة الجبائية على المستوى الوطني وفي سبيل تحقيق ذلك تم إنشاء
2
مديرية البحث عن المعلومة الجبائية بالمديرية العامة للضرائب .
-2تفعيل نظام االتصال واإلعالم
يمكن إلدارة الضرائب تفعيل نظام الالتصال واإلعالم وذلك عن طريق :
-فتح قنوات تعاون واتصال مستمر بين إدارة الضرائب والشركات المختلفة ،وأن
تساعد هذه اإلدارة الشركات على التحول إلى النظام اإللكتروني حتى يكون لإلدارة
الفاعل في هذا التحول تحت مراقبتها ،وذلك لمساعدة هذه الشركات على الولوج
إلى خدمة الحكومة اإللكترونية .
-ينبغي الرفع من عدد القضايا المبرمجة فيما يخص المعامالت العقارية مع ترك
1
الحرية للمصالح المحلية تماشيا مع خصوصية كل منطقة .
-1من حيث الوسائل المادية والبشرية
أ -تحسين اإلمكانية المادية
كما أن تحسين مردودية أداء الرقابة الجبائية وضمان أداءها لمهامها بكل جودة وكفاءة
يتطلب اتخاذ جملة من اإلجراءات في سبيل تحقيق ذلك منها:
-يجب توفير مقرات مجهزة بالمرافق الضرورية للعمل ،إضافة إلى وسائل مادية
متطورة تتجاوب مع مقتضيات العصر ،حتى تتمكن اإلدارة الجبائية من أداء مهامها
كإحصاء المكلفين والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة أو تحديد وعاءها وتحصيلها ،أو
2
القيام بعمليات التفتيش و الرقابة لمختلف الملفات المعنية .
-تدعيم اإلدارة الجبائية بالهياكل القاعدية ،مع تأثيثها وتجهيزها بكل الوسائل
والمعدات المكتبية الحديثة ،وتوفير وسائل النقل الضرورية إلنجاز المهام الموكلة ألعوان
الرقابة في المناطق البعيدة .
-تزويد المصالح الجبائية بمختلف األجهزة الحديث الالزمة لتمكينها من رفع مستوى
3
خدماتها وحصر مختلف المكلفين وتسهيل الكشف عن الوضعيات االحتيالية .
-تزويد المصالح الجبائية بأجهزة اإلعالم اآللي ،من أجل تسيير أعمال اإلدارة
الضريبية ،حيث يكتسي نظام اإلعالم اآللي أهمية بالغة كونه يسمح بتحسين الرقابة الجبائية
عن طريق برمجة علمية لملفات المكلفين ،4وفي هذا اإلطار سطرت اإلدارة العامة للضرائب
برنامجا طموحا يهدف إلى تحسين إمكانياتها المادية ،وكذلك بتجهيز مختلف مفتشيات
الضرائب عبر كامل التراب الوطني بتجهيزات اإلعالم اآللي ،وقد بلغ حجم نفقات تجهيز
اإلدارة الضريبية في الفترة الممتدة من 1777إلى 1731بثالثة عشرة ( )31مليار ومائتي
( )177مليون دينار جزائري ،مما يدل على مدى االهتمام البالغ التي توليه الدولة قصد
1
زيادة كفاءة اإلدارة الضريبية .
ب-تحسين الموارد البشرية
أن تزايد عدد المتعاملين االقتصاديين ،بسبب اإلصالحات االقتصادية التي سطرتها
الدولة الجزائرية ،خ لق عدة صعوبات أمام اإلدارة الجبائية ،وذلك راجع لقلة عدد موظفيها
ونقص كفاءتهم المهنية ،ومن أجل ضمان فعالية إدارة الضرائب ونجاحها في ممارسة الرقابة
الجبائية ،أصبح من الضروري تحسين كفاءة الموظفين وتكوين إطارات متخصصة في
المجال الضريبي ،وفي ظل نقص الكفاءات المتخصصة يجب اتخاذ اإلجراءات التالية :
)1رفع كفاءة أعوان اإلدارة الجبائية
حتى تضطلع مصالح الرقابة الجبائية بمهامها ،البد من تدعيمها بالعدد الكافي من
الموظفين المؤهلين الذين يتمتعون بشروط الكفاءة والنزاهة وااللتزام بأخالقيات المهنة وفي
هذا اإلطار يجب على اإلدارة العامة رفع مستوى أعوان الرقابة الجبائية ،وذلك باتخاد
اإلجراءات التالية :
-يجب انتقاء أعوان المصالح الجبائية بناء على أساس عملي و موضوعي ،يراعى
فيه المستوى العلمي ،الخلقي ،والنفسي لهم .
-كما يجب ترقية أخالق المهنة بغية تحسين األداء الوظيفي ،وهذا من خالل إدراجها
كمادة ينبغي تلقينها في مرحلة التكوين األولى ألعوان اإلدارة الضريبية عن طريق
إشباعهم باألسس والمبادئ العامة لعلم الواجبات ،حتى يتمكنوا من مواجهة
الصعوبات التي تواجههم أثناء القيام بمهامهم الوظيفية .
-مراعاة جانب التخصص ،فال يمكن أن تسند مهمة التحقيق كما هو معمول به في
كثير من األحيان إلى عون متخصص في القانون ،لذلك فمن الضروري مراعاة
1
طابع االختصاص من أجل ضمان مردودية أكبر للموظفين .
-إرسال أعوان الرقابة الجبائية إلى دورات أجنبية التي تقام في مختلف دول العالم
قصد تأهيلهم وتدريبهم .
-فتح مدارس متخصصة في مجال الرقابة الجبائية عبر مختلف جهات التراب
الوطني ،بهدف تكوين إطارات رقابية .
-التكوين المستمر ألعوان ا لرقابة الجبائية ،عن طريق تسطير برنامج دوري للتكوين،
حتى يسمح لهم بمواكبة التغيرات والتطورات الحاصلة في نظام الرقابة الجبائية
سواء من حيث القوانين واإلجراءات أو من حيث استعمال األدوات التكنولوجية
الحديثة ،باإلضافة إلى التدريب كسياسة دائمة لرفع كفاءة جهاز الرقابة الجبائية .
-تعزيز ثقافة الجودة في أداء مصالح الرقابة الجبائية ،وفي هذا اإلطار يجب التركيز
أكثر على هذه المتطلبات من خالل تكوين األعوان وتطوير نظام التقييم للرفع
2
دائما من جودة األداء .
)2تبني سياسة التحفيز
يعتبر العنصر البشري ثروة هامة تمتلكها اإلدارة الجبائية ،لذلك يجب المحافظة عليها
واستثمارها بكافة السبل والوسائل ،فأعوان اإلدارة الجبائية هم المخولين بتنفيذ البرامج الجبائية
وهم من يتواصلون مع المكلفين بالضريبة ،وبالتالي فهم مسؤولين عن تحقيق فعالية العمل
الرقابي ،وكذا تحقيق رضا المكلفين بالضريبة 3،لذلك أصبح من الضروري تبني سياسة
تحفيز أعوان الرقابة الجبائية من خالل السعي إلى:
معظم اإلصالحات الضريبية تسعى دوما إلى تخفيف حدة التوتر الموجودة بين المكلف
واإلدارة الضريبية ،قصد إحداث تجاوب من شأنه تقليل حاالت التهرب الضريبي 3،فالعالقة
الجيدة بين اإلدارة والمكلف بالضريبة ترتبط إلى حد ما بمدى التعاون القائم بين اإلدارة
والمكلف 4،و لتوطيد هذه العالقة وتحسينها يجب على كل من اإلدارة الجبائية والمكلف اتخاذ
اإلجراءات الكفيلة بالتحسين المستمر في عالقتهما .
يجب على اإلدارة الجبائية القيام ببعض اإلجراءات التي من شأنها تغيير نظرة المكلفين
السيئة تجاه أداة الضريبة وجعلها إيجابية من خالل القيام بما يلي :
-نشر الوعي الضريبي لدى الممولين حتى تكون لديهم ثقافة مجتمعة ترتكز على
أهمية الضرائب في التنمية االقتصادية ،باإلضافة إلى الدور المهم للحصيلة
الضريبية في اإلنفاق على الخدمات الصحية والتعليمية ،وأن كل من المكلف و
اإلدارة شركاء في تحقيق هدف واحد وهو خدمة المجتمع ،وفي هذا السياق يجب
على إدارة الضرائب أن تستعين بكافة وسائل اإلعالم المرئية والسمعية وبالمنشورات
الدورية .
-تحسين أساليب التعامل مع المكلفين من خالل تدعيم المصالح الجبائية بمكاتب
للعالقات العامة تقوم من خاللها بمساعدة المكلفين وارشادهم إلى التفسيرات
الصحيحة ألحكام القوانين الجبائية وطرق تحديد وعاء الضريبة ومواعيد سدادها
واطالعهم على كيفية مأل بيانات اإلقرار الضريبي .
-ترقية الوسائل الحديثة كموقع الواب للمديرية العامة للضرائب وذلك من خالل إثراءه
بمعلومات جبائية بعد كل تعديل يمس التشريع الجبائي ،وتزيده بمزيد من
1
المعلومات تخص ذمة الخاضعين للضريبة .
المكلف بالضريبة هو اآلخر ملزم بتقديم بعض التنازالت واتخاذ بعض التصرفات
الكفيلة بتحسين وتوطيد عالقته مع اإلدارة الجبائية كالقيام بمايلي :
-أداء الواجبات الجبائية بكل صدق وأمانة .
-أن يقتنع المكلف بضرورة أداءه لواجبه الضريبي طواعية واختيا ار وعن طيب خاطر
،مستمدا ذلك من الدور الفعال للضريبة االقتصادي واالجتماعي .
-ضرورة استفسار المكلفين عن حقوقهم وواجباتهم الضريبية بمراجعة اإلدارة الجبائية.
-الحضور والمشاركة في الملتقيات التي تنظمها و ازرة المالية واإلدارة العامة للضرائب
1
،وهذا بغية تطوير ثقافتهم الجبائية .
الفرع الرابع :التنسيق بين اإلدارات الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى
من بين األسباب التي تعرقل اإلدارة الجبائية في تأدية مهامها ،نقص وغياب
المعلومات و البيانات الخاصة ببعض المكلفين ،لذلك فإن توطيد العالقة بين المصالح
الجبائية والهيئات األخرى ضرورة حتمية ،فهذه األخيرة يمكنها تزويد المصالح الجبائية
المختصة بمختلف المعلومات والبيانات الموجودة بحوزتها ووضعها في خدمتها .ومن أهم
المصالح التي ينبغي التنسيق بينها وبين اإلدارة الجبائية نجد المصالح التجارية ومصلحة
الجمارك.
أوال :المصالح التجارية
يجب على مديرية األسعار والمنافسة وكذا مديرية اإلحصاء أن ترسل كافة المعلومات
التي بحوزتها التي تخص المكلفين بالضريبة في مجال تشكيل أسعار المبيعات والخدمات
2
،مرفقة بالدراسة التحليلية لملف األسعار واإلحصاءات المتعلقة بنوع الخدمات المقدمة.
تعتبر مصلحة الجمارك من أهم المصالح التي يجب التنسيق بينها وبين اإلدارة
الجبائية كونها تشكل همزة وصل بين الداخل والخارج ،كما تمتلك العديد من اإلمكانيات التي
تمكنها من استقصاء المعلومات وتتبع حركة رؤوس األموال والتحوالت المشبوهة من قبل
المؤسسات المالية ،لذلك من واجب مصلحة الضرائب أن تفرض على كل مستورد تقديم
شهادة مهنية أثناء عملية االستيراد ،هذه البطاقة يتم استخراجها من مفتشية الضرائب ،وأن
تلتزم إدارة الجمارك بإرسال المعلومات التي تخص عملية االستيراد إلى مصلحة الجباية
1
بدون طلب مسبق من قبل هذه األخيرة .
الرقابة الجبائية هي تلك السلطة المخولة لإلدارة الجبائية ،بمراقبة التصريحات والوثائق
المستعملة لتحديد وعاء الضريبة ،بهدف تصحيح األخطاء المرتكبة من طرف المكلفين
بالضريبة ،وكذا فحص المحاسبة ،وتجرى عمليات الرقابة الجبائية من أجل متابعة
التصريحات الجبائية هذا من جهة ،ومكافحة الغش الضريبي من جهة أخرى .
ونظ ار للعدد المتزايد للتصريحات الجبائية المكتتبة من قبل المكلفين والخاضعين للرقابة
الجبائية ،كان لزاما على اإلدارة الجبائية تنويع نشاطاتها باستعمال نوعين من الرقابة يتمثالن
في :الرقابة المبسطة والتي تهدف إلى الكشف عن األخطاء والنقائص التي تحتويها
التصريحات الجبائية للمكلفين ،والرقابة المعمقة و التي تعتبر من أهم الطرق التي تعتمد
عليها الرقابة الجبائية الستدراك التهرب الضريبي ،من خالل التدخالت المباشرة ألعوان
اإلدارة الجبائية بعين المكان ،للتأكد من صحة التصريحات الجبائية المكتتبة والفحص
الميداني للدفاتر والوثائق المحاسبية ،سواء بإجراء التحقيق في المحاسبة أو التحقيق المصوب
أو التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة .
ومن أجل تحقيق النتائج المرجوة من الرقابة الجبائية وجب وجود جهاز إداري كفوء
وفعال ،يتم فيه تحدي د المهام وتقسيمها بالشكل الذي يضمن التغطية الكاملة لجوانب الرقابة
الجبائية ،وقد فرضت اإلدارة الجبائية وجودها من خالل التدخالت المستمرة وعمليات
اإلحصاء المتتابعة ،وكذا عمليات التحقيق والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة عن طريق
االتصال مع المصالح األخرى ،وتقوم اإلدارة بالمهام المتعلقة بالرقابة عن طريق المصالح
المكلفة بالوعاء والتحقيق والتحصيل لمختلف الضرائب والرسوم ،هذه المصالح تنقسم إلى
مصالح مركزية ومصالح غير مركزية.
ورغم تسخير الدولة الجزائرية لمختلف الهياكل واألجهزة المكلفة بالرقابة الجبائية
،وتزويدها بمختلف اإلمكانيات البشرية والمادية ،إالّ أن هذه الهياكل الزالت تعاني من عدة
صعوبات ،كصعوبة البرمجة والتنفيذ وقصور اإلمكانيات المادية والبشرية ،وغموض وعدم
97
خاتمة
استقرار التشريعات الجبائية ،وتعقد اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية ،باإلضافة إلى نقص
الوعي الضريبي لدى المكلفين بالضريبة واتساع رقعة االقتصاد غير الرسمي ...إلخ ،كل
ذلك حال دون تحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية.
وللرفع من مستوى فعالية الرقابة الجبائية يجب على الدولة الجزائرية أن تسعى إلى
اتخاذ بعض اإلجراءات و التدابير التي تهدف إلى تدعيم وتطوير الرقابة الجبائية من خالل
تحسين نظام الرقابة وذلك بتفعيل الهياكل المساعدة لعملية الرقابة و إعادة النظر في
اإلجراءات المتعلقة بالرقابة ،وأن تعمل على تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية والمكلف
بالضريبة وكذا تدعيم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى .
نتائج الدراسة
ومن خالل دراستنا لموضوع الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري خلصنا إلى بعض
النتائج ،والتي يمكن أن نجملها فيما يلي:
أن الرقابة الجبائية وسيلة هامة لمكافحة ظاهرة الغش الضريبي والتقليل منها ،وأنها
أداة في يد اإل دارة الجبائية تستعملها من أجل معاينة األخطاء والنقائص و
اإلغفاالت واخالل المكلفين بااللتزامات الجبائية ،وردع المدلسين بعقوبات جبائية
وجنائية موافقة لطبيعة الخالفة.
أن هيئات الرقابة الجبائية التي تم استحداثها مؤخ ار ال يمكن الحكم على نجاعتها
ومدى مساهمتها في إنجاح عملية الرقابة الجبائية كون مراكز الضرائب والمراكز
الجوارية للضرائب لم تعمم بعد في واليات الوطن ،والزالت معظمها قيد التشييد
وبعضها لم ينصب بعد ،لكن هذه الهيئات بإمكانها إنجاح عمليات الرقابة الجبائية
والرفع من فعاليتها مستقبال.
رغم أهمية الرقابة الجبائية واألجهزة القائمة بها ،إال أنها لم تصل إلى المستوى
المطلوب ولم تتمكن من تحقيق أهدافها ،وذلك راجع إلى :
98
خاتمة
-نقص اإلمكانيات المادية الضرورية للقيام بالمهام الرقابية على أكمل وجه ،ونقص
الموارد البشرية المؤهلة ،األمر الذي يؤدي إلى إعطاء نتائج سلبية في عمليات
الرقابة .
-عدم استقرار التشريعات الجبائية ،ويالحظ ذلك من خالل التعديالت المتكررة التي
تأتي بها قوانين المالية وقوانين المالية التكميلية كل سنة.
-عدم توفير الحماية الالزمة للموظفين وأعوان المتابعة والرقابة الجبائية أثناء قيامهم
بمهمة التحصيل والتحقيق والرقابة ،وال يوجد أي نص تشريعي أو تنظيمي ينظم
هذه المسألة.
التوصيات
وتبعا للنتائج المستخلصة من هذه الدراسة فإن إعادة النظر في نجاعة الرقابة الجبائية
يدفعنا إلى اقتراح بعض التوصيات والتي يمكن إجمالها كاآلتي :
اعتماد الصياغة الجيدة والمنسجمة للنصوص التشريعية لضمان استقرارها،وأن
تصاغ بشكل جيد وواضح ال يحتمل أي تأويل وأن تحمل تفسي ار واحدا.
تزويد الهياكل اإلدارية المكلفة بالرقابة الجبائية باإلمكانيات المادية والبشرية
المؤهلة.
رفع أجور الموظفين وتوفير وسائل النقل لهم للتنقل أثناء أداء مهامهم وقيامهم
بالرقابة والتحقيق الميداني ،وتوفير الحماية الالزمة لهم عند ممارستهم للرقابة
الميدانية .
99
قائمة المراجع
قائمة المراجع
-1الكتب :
-العيد صالحي ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجبائي ،الطبعة الثالثة ،دار هومة
،الجزائر.8002،
-محمد عباس محرزي ،اقتصاديات الجباية والضرائب ،الطبعة الرابعة ،دار هومة
،الجزائر .8002،
-محمد عباس محرزي ،اقتصاديات الجباية والضرائب ،الطبعة الرابعة ،دار هومة
،الجزائر .8002،
-مصطفى عوادي ،يونس زين ،الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام
الجبائي الجزائري ،مكتبة بن موسى السعيد ،الجزائر.8022،
-مصطفى عوادي ،ناصر رحال ،جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق ،مطبعة
سخري ،الجزائر.8022 ،
-ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ،سنة .8022
-2الرسائل والمذكرات الجامعية
101
قائمة المراجع
ب-المذكرات الجامعية
مذكرات الماجستير
-أحالم بن صفي الدين ،الرقابة الجبائية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،تخصص المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2سنة . 8022
-إلياس قالب دبيح ،مساهمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ،تخصص محاسبة ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة .8022،
-محمد جبالي ،مكافحة الغش الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص :قانون السوق ،كلية الحقوق ،قسم العلوم القانونية
واإلدارية ،جامعة جيجل.8002 ،
102
قائمة المراجع
معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،المركز الجامعي يحي
فارس ،المدية.8002 ،
مذكرات الماستر
-ليندة قرموش ،جريمة التهرب الضريبي في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون جبائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
محمد خيضر بسكرة.8022،
-محمد رياض جودي ،دور الرقابة الجبائية في زيادة التحصيل الضريبي،مذكرة مقدمة
لنيل شهادة الماستر في العلوم المالية والمحاسبية،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير،جامعة محمد خيضر ،بسكرة .8022 ،
-مريم غضبان ،دور الرقابة الجبائية في الحد من التهرب الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة المساتر مالية ومحاسبة ،تخصص :محاسبة وتدقيق ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،قسم المالية والمحاسبة ،جامعة آكلي محند أولحاج ،البويرة .8022
-عبد الجليل لخذاري ،الرقابة الجبائية كأداة لمكافحة التهرب الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماستر في العلوم مالية ومحاسبية ،تخصص فحص محاسبي ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة .8022،
-نبيلة ساعد ،الرقابة الجبائية ودورها في التحصيل الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماستر في المحاسبة والمالية ،تخصص محاسبة وتدقيق ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير ،قسم علوم المحاسبية والمالية ،جامعة أكلي محند أوالحاج ،البويرة .8022،
-المية آيت بلقاسم ،آليات واجراءات الرقابة الجبائية في الجزائر ودورها في الحد من
ظاهرة التهرب الضريبي ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير ،جامعة آكلي محند اولحاج ،البويرة . 8022،
- 3المجالت و المقاالت
103
قائمة المراجع
-ولهي بوعالم"،نحو إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة"،
مداخلة مقدمة في إطار الملتقى الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة
العالمية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف 82-80،
أكتوبر.8002،
-4النصوص القانونية
أ-النصوص التشريعية
-األمر رقم 22-12مؤرخ في 82سبتمبر ، 2212يتضمن القانون التجاري ،المعدل
والمتمم باألمر رقم 80-22صادر في ، 8022-28-20ج.ر عدد 12صادرة في -20
.8022-28
-القانون رقم 202-12صادر في ،2212-28-02يتضمن قانون الضرائب
المباشرة والرسوم المماثلة ،ج.ر عدد 208لسنة ،2212المعدل والمتمم بموجب قانون
المالية لسنة .8022
-القانون رقم 208-12صادر في ، 12-28-02يتضمن قانون الرسم على رقم
األعمال ،ج.ر عدد ، 202سنة ، 2212المعدل والمتمم بموجب قانون المالية لسنة
.8022
-األمر رقم 02-22صادر في 82فيفري ، 2222يتضمن إنشاء مفتشيات
الضرائب ،ج.ر عدد 02لسنة .2222
-القرار رقم 2221صادر بتاريخ ، 2222-08-88مجلة مجلس الدولة ،عدد
خاص.8002،
104
قائمة المراجع
- www.imposts.dz
105
قائمة المراجع
106
فهرس المحتويات
الفهرس
الشكر و اإلهداء
قائمة المختصرات
مقدمة 1.............................................................................
الفصل األول :أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري7...…………………..
المبحث األول :الرقابة الجبائية المبسطة 8 ...........................................
المطلب األول :الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية 8 ..............................
الفرع األول :الرقابة الشكلية 9 ........................................................
الفرع الثاني :الرقابة على الوثائق 11 ................................................
المطلب الثاني :الرقابة الممارسة خارج الرقابة الجبائية11 .............................
الفرع األول :المعاينة 11 .............................................................
أوال :المعاينات المتعلقة بالضرائب غير المباشر 13 ..................................
ثانيا :المعاينات المتعلقة بالرسوم على رقم األعمال 14 ................................
أوقات الدخول إلى المحالت 15........................................... -1
إعالم المكلف بالضريبة 15 ................................................ -1
تحرير المحاضر 16 ....................................................... -3
الفرع الثاني :زيارة المحالت السكنية 16 .............................................
أوال :الترخيص 17 ...............................................................
ثانيا :التبليغ 18 ..................................................................
ثالثا :تحرير المحاضر 18 .......................................................
الفرع الثالث :حق اإلطالع 19 .......................................................
أوال :حق اإلطالع لدى اإلدارات و الهيئات العمومية 10 ..............................
-1المعلومات المقدمة من طرف مصالح الضمان االجتماعي 10 .....................
-1المعلومات المقدمة من طرف السلطة القضائية 11 ................................
ثانيا :حق اإلطالع لدى المؤسسات المالية11 ........................................
ثالثا :حق اإلطالع لدى الغير11 ....................................................
الفرع الرابع :التلبس الجبائي13 ......................................................
108
الفهرس
112
: ملخص
تمكنا من معرفة أن، من خالل دراستنا لموضوع الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري
وأنها أداة فعالة، الرقابة الجبائية من أهم اآلليات الوقائية لمكافحة ظاهرة التهرب الضريبي
قام المشرع الجبائي بتحديد، ونظ ار ألهمية هذه الرقابة، لضمان امتيازات الخزينة العمومية
.اإلطار القانوني والتنظيمي لها
ونسعى من خالل هذا البحث إلى معرفة مدى فعالية الرقابة الجبائية من خالل دراسة
بحيث تمارس هذه، األشكال التي تعتمد عليها اإلدارة الجبائية للقيام بمهمة الرقابة الجبائية
األخيرة رقابة مبسطة تهدف إلى الكشف عن األخطاء والنقائص التي تحتويها التصريحات
ورقابة معمقة والتي تعتبر من أهم الطرق المعتمدة للكشف عن التهرب، الجبائية للمكلفين
وتبيان أهم، وكذا عرض أهم الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية، الضريبي
الصالحيات واألجهزة المسخرة لها باإلضافة إلى رصد أهم الصعوبات التي الزالت تعترض
المر الذي، وتحد من فعالية الرقابة الجبائية، نجاح هذه الهيئات وتعيق عملها الرقابي
.يستدعي ضرورة اتخاذ اإلجراءات والتدابير من أجل تفعيل الرقابة الجبائية
Résumé