You are on page 1of 119

‫جامعة محمد الصديق بن يحيى – جيجل ‪-‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم‪ :‬حقوق‬

‫العنوان‬

‫فعالية الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫مذكرة مقدمة استكماال لمتطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون عام داخلي‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتان‪:‬‬
‫محمد جبالي‬ ‫‪ -‬سعيدة دربال‬
‫‪ -‬شهيرة بوصبيعة‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫نبيلة تومي‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫محمد جبالي‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫ريمة بن عميروش‬

‫السنة الجامعية ‪1026 -1025 :‬‬


‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫امحلد هلل اذلي خلقنا و رزقنا من لك خري و أورثنا العمل سالحا‬
‫و صيل هللا وسمل عيل س يدان و حبيبنا و شفيعينا ‪،‬س يد اخللق و املرسلني وخامت‬
‫النبياء ‪.‬‬
‫مفا لنا اال أن نتوجه ايل هللا عز وجل موفق لك ساع و ميرس لك عرس ابلشكر‬
‫اجلزيل و امحلد الكثري اذ وفقنا وما توفيقنا اال به تبارك و تعايل أما بعد ‪:‬‬
‫وقبل أن منيض نتقدم بأمسى أايت الشكر و الامتنان و التقدير و احملبة اىل الذلين‬
‫محلوا أقدس رساةل يف احلياة‬
‫ايل اذلين همدوا لنا طريق العمل و املعرفة اىل مجيع أساتذتنا الفاضل قسم حقوق و‬
‫خنص ابذلكر الس تاذ املرشف ‪ :‬محمد جبايل وجلنة املناقشة عىل موافقهتم تقيمي هذا‬
‫العمل ‪ :‬الس تاذة نبيةل تويم رئيسا‪ ،‬الس تاذة رمية بن معريوش مناقشا‪.‬‬
‫واعرتافا ابمجليل يفرض علينا الوقوف وقفة احرتام وتقدير بتقدمي الشكر مجليع موظفي‬
‫مديرية الرضائب – نزل املالية –‬
‫الاكئن مقرها بتجزئة العقايب حلسن املعامةل اليت القيناها مهنم و خنص ابذلكر‬
‫رئيسة املصلحة ‪ :‬حسينة مرابط‬
‫اليت أفادتنا كثريا يف حبثنا هدا ابملعلومات القمية طوال مدة حتضريان للمذكرة‪.‬‬
‫أهدي هذا البحث املتواضع‬
‫اىل خامت النبياء محمد صىل هللا عليه وسمل ‪،‬حامل المانة ومبلغ الرساةل ‪،‬وهادي‬
‫البرشية اىل الطريق الصحيح‪.‬‬
‫اىل الوادلين الكرميني ‪،‬حفظهام هللا ورعاهام ‪،‬وأطال يف معرهام ‪،‬ورزقهام وافر‬
‫الصحة والمان ‪،‬فاللهم اغفر هلام ورمحهام كام ربياين صغريا ‪.‬‬
‫اىل لك اخويت وأخوايت لك ابمسه ‪ ،‬وأشكرمه عىل املساعدة القمية وادلمع املادي‬
‫واملعنوي طول املشوار ادلرايس ‪.‬‬
‫اىل لك القارب و الهل والحباب ‪.‬‬
‫اىل لك من علمين حرفا ‪،‬أرشدين ووهجين يف احلياة وخالل مشواري ادلرايس‪.‬‬
‫اىل لك أساتذة وطلبة لكية احلقوق والعلوم الس ياس ية والطامق الداري العامل‬
‫ابللكية‪.‬‬
‫اىل صديقايت وزماليئ وزمياليت يف ادلراسة وخارهجا‪.‬‬
‫اىل لك من أحببهتم يف هللا ومل تسعهم صفحيت‪...‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫قائمة المختصرات‬

‫أوال‪ :‬قائمة المختصرات باللغة العربية‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر‪………..…………………………..‬قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬


‫‪ -‬ص‪ ……………………………………..‬قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬ص ‪ .………….……………………….‬الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ……….….……………………..‬من الصفحة إلى الصفحة ‪.‬‬
‫‪ -‬ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪ ……………….…………….‬جريدة رسمية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قائمة المختصرات باللغة الفرنسية‬

‫‪-CDI……………………………Centre des impots.‬‬


‫‪-DIW……………………..….. Directions des impots de wilaya.‬‬
‫‪-DGE…………………..………Direction des grandes entrepries.‬‬
‫‪-DRV…………………………..Direction des recharches et vérifiction.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر النظام الضريبي الج ازئري نظاما تصريحيا ‪،‬أي أن المكلف بالضريبة سواء كان‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا يصرح بمداخله لدى إدارة الضرائب ‪،‬حيث تمنح له الحرية الكاملة‬
‫في تقديم التصريح بمداخله ‪ ،‬وفي مقابل ذلك تملك اإلدارة الجبائية سلطة الرقابة على هذه‬
‫التصريحات التي قد تكون خاطئة عن حسن نية أو سوء نية ‪.‬‬

‫وتعد طريقة التصريحات الجبائية إحدى الطرق األكثر استعماال و المعتمد في الجزائر‬
‫في تحصيل الضرائب من قبل المكلفين بها ‪،‬حيث يتولي المكلف بنفسه تحديد و تقدير وعاء‬
‫الضريبة و التصريح به باستخدام التصريحات الجبائية المعتمدة من طرف مصالح الضرائب‬
‫طبقا للنظام الجبائي الذي يخضع له كل مكلف ‪،‬غير أن بعض المكلفين بالضريبة يملكون‬
‫كل السبل و الطرق التي تحول دون دفعهم الضريبة أو محاولة التقليل منها ما أمكنهم ذلك‪،‬‬
‫لهذا قام المشرع الجزائري بوضع األدوات و اآلليات التي من شأنها مكافحة هذه الظاهرة‬
‫وعلى رأسها الرقابة الجبائية ‪.‬‬

‫وقد اهتم اال قتصاديين و القانونيين ببحث موضوع الرقابة الجبائية و اختلفت وجهات‬
‫النظر في مجال تحديد تعريف موحد و دقيق للرقابة الجبائية رغم اتحادها في المعنى‪.‬‬

‫فنهم من عرفها على أنها "األداة القانونية التي تعين السلطة المختصة على الوقوف‬
‫على األخطاء و تقويمها‪ ،‬وبما أن اإلدارة الجبائية إحدى هذه السلطات المختصة ‪ ،‬فإن‬
‫رقابتها حسب كلود لورانت تمثل الوسيلة التي تمكنها من التحقق بأن المكلفين ملتزمين في‬
‫‪1‬‬
‫أداء واجباتهم"‪.‬‬

‫بأنها التحقيق في الوضعية‬ ‫‪Philipe Ecoline‬‬ ‫وقد سميت الرقابة الجبائية عند فيلب إقولين‬
‫الجبائية حيث عرفها بقوله"مجموعة عمليات المراقبة التي تهدف إلى وجود تناسق بين‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gland Laurent ,control fiscale :la vérification ,bayeusaine-France,1995 , p13.‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫المداخيل المصرح بها من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى الذمة المالية من مختلف ممتلكات‬
‫المكلف"‪.1‬‬

‫و بالرجوع إلى التشريع الجبائي الجزائري ‪ ،‬ال نجد تعريفا للرقابة الجبائية بل نجده قد‬
‫حدد اإلطار التشريعي و التنظيمي للرقابة الجبائية وأسند لإلدارة الجبائية صالحيات وسلطات‬
‫واسعة للقيام بمهمتها‪،‬ومنح مقابل ذلك ضمانات للمكلف بالضريبة من خالل وضعه لشروط‬
‫قانونية ينبغي على اإلدارة الجبائية االلتزام بها عند ممارستها للرقابة الجبائية لمنع تجاوزات‬
‫اإلدارة الجبائية‪.‬‬

‫وقد أجمعت أغلب النصوص الجبائية على اعتبار عملية الرقابة الجبائية بأنها تلك‬
‫السلطة الممنوحة لإلدارة الجبائية لمراقبة تصريحات و وثائق المكلف سواء كان شخص‬
‫طبيعي أو معنوي قصد التأكد من المعلومات الواردة في ملفه الجبائي ‪ ،‬وال تتوقف عملية‬
‫الرقابة الجبائية على دراسة ومراجعة التصريحات ‪،‬بل تقوم بمقارنة التصريحات والمعلومات‬
‫المتحصل عليها من مصادر أخرى ‪،‬وكذلك النظر في الوضعية المالية للممول‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 81‬فقرة ‪ 18‬من ق‪.‬إ‪.‬ج نجدها قد عرفت الرقابة الجبائية‬
‫حيث تضمنت ما يلي‪ ":‬تراقب اإلدارة الجبائية التصريحات والمستندات المستعملة لفرض كل‬
‫ضريبة أو حق أو رسم أو إتاوة ‪،‬كما يمكنها أن تمارس حق الرقابة على المؤسسات‬
‫والهيئات التي ليست لها صفة التاجر ‪،‬والتي تدفع أجو ار أو أتعابا أو مرتبات مهما كانت‬
‫طبيعتها"‪.‬‬

‫ومنه فالرقابة الجبائية حسب التشريع الجزائري هي تلك السلطة الممنوحة لإلدارة‬
‫الجبائية لمراقبة تصريحات ووثائق المكلف بالضريبة ‪،‬سواء كان شخص طبيعي أو معنوي‬
‫قصد التأكد من المعلومات الواردة في ملفه الجبائي هذا من جهة ‪،‬ومقارنة التصريحات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Philipe Ecoline , La vérification fiscal ,Edition ,Economice , PEF ,Paris ,2016.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫الجبائية بالمعلومات المتحصل عليها من مصادر أخرى ‪،‬وكذلك النظر في الوضعية المالية‬
‫للمكلف من جهة أخرى‪.‬‬

‫تهدف الرق ابة الجبائية إلى التأكد من مدى مطابقة التصريحات المكتتبة للمكلفين‬
‫بالضريبة للقوانين و األنظمة الجبائية المعمول بها‪ ،‬وذلك بتطبيق مجموعة من اإلجراءات‬
‫من قبل المصالح الجبائية المختصة ‪،‬في إطار منظم ‪،‬لتجنب كل ما قد ينتج من اعتداءات‬
‫أو تجاوزات اتجاه القوانين الجبائية ‪.‬‬

‫كما تهدف الرقابة الجبائية إلى المحافظة على األموال العامة ‪،‬من خالل حمايتها من‬
‫الضياع بأي شكل من األشكال ‪،‬من خالل تحديد الوضعية المالية الحقيقية للمكلفين‬
‫بالضريبة ‪،‬وبالتالي زيادة مستوى الرفاهية االقتصادية للمجتمع‪.‬‬

‫زيادة على ذلك فإن الرقابة الجبائية تهدف إلى تحقيق العدالة الجبائية بين المكلفين‬
‫بالضريبة بإرساء مبدأ أساسي لالقتطاعات والمتمثل في وقوف جميع المكلفين أمام الضريبة‬
‫على قدم المساواة ‪،‬باإلضافة إلى منع ومحاربة انحرافات المكلف بمختلف صورها كالسرقة‬
‫واإلهمال أو تقصيره في أداء وتحمل واجباته اتجاه المجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تتجلى أهمية دراسة موضوع الرقابة الجبائية في عدة نقاط نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫‪-‬المكانة التي تحتلها الضريبة في االقتصاد الوطني بشكل عام ‪،‬وتمويل الخزينة‬
‫العمومية بشكل خاص‪.‬‬
‫‪-‬المكانة التي تحتلها الرقابة الجبائية لردع المكلفين المدلسين ومعاينة األخطاء‬
‫والنقائص واإلغفاالت التي يقع فيها المكلفين بالضريبة ومنع مخالفتهم لاللتزامات الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬انتشار واستفحال ظاهرة التهرب والغش الضريبي ‪،‬حيث أصبحت ظاهرة اقتصادية‬
‫عالمية تحتاج إلى إيجاد سبيل لمكافحتها ‪،‬وهذا ما دفعنا إلى دراسة الرقابة الجبائية باعتبارها‬
‫وسيلة ردعية لمحاربة ظاهرة التهرب والغش الضريبي والتقليل من حدة الظاهرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫هناك أسباب ذاتية و أخرى موضوعية دفعتنا إلى اختيار موضوع الرقابة الجبائية يمكن‬
‫إجمالها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬األسباب الذاتية ‪:‬‬

‫الرغبة في بحث موضوع في المجال الجبائي هذا من جهة ‪،‬وكذا عدم تعمقنا لموضوع‬
‫الرقابة الجبائية أثناء دراستنا الجامعية رغم أهمية هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪ ‬األسباب الموضوعية ‪:‬‬


‫‪ -‬قلة الدراسات القانونية في موضوع الرقابة الجبائية ‪،‬وتخوف الكثير من الطلبة‬
‫والباحثين من دراسة مواضيع الجباية وخصوصا موضوع الرقابة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة التخوف الذي تخلقه هذه الرقابة لدى المكلفين بالضريبة ‪،‬من خالل تبيان‬
‫إجراءاتها ونتائجها ‪،‬باإلضافة إلى تحديد القيود الواردة على هذه الرقابة ‪،‬والتي ينبغي على‬
‫اإلدارة الجبائية االلتزام بها ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة المساهمة في إثراء الدراسات الجبائية عموما والرقابة الجبائية خصوصا ‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف من دراسة الموضوع‬
‫يكمن الهدف من دراسة موضوع الرقابة الجبائية في تحقيق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تناول موضوع الرقابة الجبائية ودراسته من الناحية القانونية بعيدا عن الدراسات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة الغموض الذي يكتنف مختلف النصوص والتشريعات الجبائية السيما تلك‬
‫المتعلقة بالرقابة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أشكال الرقابة الجبائية وأهم شروطها واجراءاتها المختلفة وأهم النتائج‬
‫التي يمكن أن يتوصل إليها العون المحقق بعد ممارسته للرقابة الجبائية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬معرفة مختلف الهيئات والمصالح الجبائية المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ‪ ،‬وأهم‬
‫الصالحيات المنوطة لها‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن أهم الصعوبات التي تواجه الهيئات المكلفة بالرقابة الجبائية عند أداء‬
‫مهامهم الرقابية ‪،‬ومحاولة إيجاد آليات وطرق معالجة تلك الصعوبات وتفعيل‬
‫الرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫‪ ‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫استنادا لما سبق ذكره يمكن طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫ما مدى فعالية الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري ؟‬
‫ولإلجابة عن اإلشكالية المطروحة يمكن إدراج األسئلة الجزئية التالية‪:‬‬
‫جرءاتها؟‬
‫‪ -‬ما هي أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائر ‪،‬وما هي شروطها وا ا‬
‫‪ -‬ما هي أهم الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ؟‬
‫‪ -‬ما هي الصعوبات التي تواجه الهيئات المكلفة بالرقابة الجبائية ‪،‬و ما هي آليات‬
‫تفعيلها ؟‬
‫‪ ‬المناهج المعتمدة‬

‫عند تحليلنا‬ ‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة اعتمدنا على المنهج التحليلي‬
‫لنصوص القانونية ‪ ،‬باإلضافة إلى المنهج الوصفي عند استعراضنا لمختلف عناصر البحث‬
‫‪،‬وعرض المعلومات حول الرقابة الجبائية ‪.‬‬

‫‪ ‬تقسيمات الدراسة‬
‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة ‪،‬قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين وذلك كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬
‫‪ -‬الفصل الثاني ‪ :‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫تباشر اإلدارة الضريبية عمليات الرقابة الجبائية التي تعد وسيلة لمتابعة النظام التصريحي‬
‫‪،‬والذي بموجبه يقوم المكلف بتحديد أساس فرض الضريبة بنفسه ‪،‬ويصرح به لإلدارة الجبائية‬
‫‪،‬وعن طريق الرقابة الجبائية يتم التأكد من صحة التصريحات المكتتبة من طرف المكلف‬
‫بالضريبة وضمان مصداقيتها ‪.‬‬

‫ونظ ار لكون المكلفين بالضريبة هم وحدهم المخولين بتحديد أساس فرض الضريبة‬
‫بأنفسهم ‪ ،‬قد يلجأ البعض منهم إلى التهرب الضريبي أو تخفيض العبء الضريبي بشتى‬
‫الطرق واألساليب الشرعية وغير الشرعية ‪،‬وهو ما يعرف بظاهرة التهرب والغش الضريبي‬
‫‪،‬لذلك خول المشرع لإلدارة الجبائية مجموعة من السلطات والصالحيات الواسعة لمكافحة‬
‫الممارسات التدليسية ‪،‬عن طريق تقنيات مختلفة من بينها الرقابة الجبائية ‪،‬التي تعد وسيلة‬
‫ضرورية لمكافحة ظاهرة التهرب والغش الضريبي‪.‬‬

‫واذا كان الهدف الرئيسي للرقابة الجبائية ‪،‬هو العمل على جعل المكلفين بالضريبة‬
‫يلتزمون باحترام القوانين الضريبية ‪،‬عند إعدادهم للتصريحات المكتتبة ‪،‬وفي هذا اإلطار تقوم‬
‫المصالح المتخصصة لإلدارة الجبائية بفحص انسجام التصريحات ‪،‬ومقارنتها مع المحاسبة‬
‫والوثائ ق الثبوتية في أطار منظم ‪،‬تجنبا لوقوع اعتداء أو تجاوزات من طرف المكلفين‬
‫بالضريبة ‪،‬فالطابع التصريحي للنظام الجبائي الجزائري قد يصطدم بتصريحات غير صادقة‬
‫‪،‬مما يستدعي ضرورة القيام بعمليات الرقابة بصفة دورية ‪،‬وبأشكال مختلفة ‪،‬تختلف باختالف‬
‫أهمية وضرورة التدخل ‪،‬أو بنوعية الشخص المراد التحقيق معه ‪.‬‬

‫وتأخذ الرقابة الجبائية شكلين رئيسين من الرقابة ‪،‬وكل شكل يأخذ عدة أشكال ‪،‬لذلك‬
‫سوف تدرس هذه األشكال على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬الرقابة الجبائية المبسطة ‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬التحقيقات الجبائية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬الرقابة الجبائية المبسطة‬

‫يقصد بالرقابة المبسطة ‪ ،‬تلك الرقابة التي تبث في صحة التصريحات المودعة من‬
‫قبل المكلفين و النسب المطبقة وطريقة احتساب الضرائب ‪،‬والتأكد من أن المكلف لم يرتكب‬
‫أية أخطاء ظاهرية ‪،‬وأنه لم يغفل عن ذكر بعض المعلومات الخاصة به وبالنشاط الذي‬
‫يمارسه‪.‬‬

‫ويتجلى الهدف من إجراء الرقابة المبسطة في الكشف عن األخطاء والنقائص التي قد‬
‫تحتويها التصريحات الجبائية للمكلفين ‪،‬وهذا النوع من الرقابة ال يحتاج إلى وقت طويل عند‬
‫ممارسته ‪،‬و تتم بصفة دورية ‪،‬وقد تمارس الرقابة المبسطة داخل اإلدارة الجبائية ‪،‬كما يمكن‬
‫أن تمارس خارج اإلدارة الجبائية ‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية ‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬الرقابة الممارسة خارج اإلدارة الجبائية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية‬
‫يسمى هذا النوع من الرقابة المبسطة الممارس داخل اإلدارة الجبائية بالرقابة الداخلية‬
‫أو الرقابة العامة ‪،‬ويتم على مستوى مفتشيات الضرائب ‪،‬حيث يقوم رئيس المفتشية بمراقبة‬
‫وفحص تصريحات المكلفين بالضرائب ‪،‬وتتم على شكل فحص تمهيدي ‪،‬وهو ينجز من غير‬
‫‪1‬‬
‫التنقل أو إجراء أبحاث خاصة‪.‬‬

‫ويمكن التمييز بين صنفين من الرقابة العامة وهما ‪ :‬الرقابة الشكلية ‪ ،‬والرقابة على الوثائق ‪.‬‬

‫‪ -1‬عيسى بوالخوخ ‪ ،‬الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير ‪،‬جامعة باتنة ‪،4002،‬ص ‪.75‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول ‪ :‬الرقابة الشكلية ( ‪(Le contrôle formel‬‬

‫تتم الرقابة الشكلية عموما على مستوى مفتشية الضرائب التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫مكان ممارسة النشاط الخاضع للضريبة ‪،‬و تنجز هذه الرقابة كل سنة ‪ ،‬وتبدأ الرقابة الشكلية‬
‫منذ استالم المصالح الجبائية للتصريحات الجبائية المرسلة أو المودعة من قبل المكلفين‬
‫‪،‬سواء التصريحات الشخصية أو التصريحات المهنية وتتم مراقبتها بطريقة منتظمة وغير‬
‫‪1‬‬
‫انتقائية ‪،‬عن طريق الفحص الشكلي للعناصر المصرح بها وتسوية األخطاء إن وجدت‪.‬‬

‫وهي أول عملية رقابية تخضع لها التصريحات المقدمة من طرف المكلفين بالضريبة‬
‫‪،‬والتي تعتمد على القراءة السطحية ‪،‬وتتحدد أساسا في التحقيق الشكلي للمعلومات التي‬
‫يتضمنها التصريح مثل ‪ :‬الهوية الجبائية ‪،‬ختم المكلف ‪،‬تصحيح األخطاء الحسابية ‪...،‬إلخ‪،‬‬
‫دون التعمق في محتوياتها ‪ ،‬كما تهدف إلى التأكد من هوية وعنوان المكلف بالضريبة ‪،‬وعدم‬
‫وجود أخطاء مادية على التصريحات ‪،‬إضافة إلى حصر المعلومات المهمة التي يتم‬
‫‪2‬‬
‫اكتشافها من خالل التصريح‪.‬‬

‫كما تهدف الرقابة الشكلية إلى تصحيح األخطاء المادية الموجودة في التصريحات المقدمة‬
‫(أخطاء الحساب ‪،‬أخطاء المعدالت ) ‪،‬وتقوم كذلك بمقارنة المعطيات المقدمة في‬
‫التصريحات الشهرية أو الثالثية فيما يتعلق (بالرسم على النشاط المهني والرسم على القيمة‬

‫‪ -1‬مصطفى عوادي ‪،‬الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام الضريبي الجزائري ‪،‬مطبعة مزوار ‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪،4002‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫ليندة قرموش ‪ ،‬جريمة التهرب الضريبي في التشريع الجزائري ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬تخصص‬
‫قانون جبائي ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،4022،‬ص ص ‪.26-24‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المضافة ‪،‬و التصريحات المتعلقة بأرباح الشركات )‪،‬مع المعلومات التي بحوزة اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫الجبائية ‪.‬‬
‫يعتبر الغرض األساسي من الرقابة الشكلية التصحيح الشكلي للتصريحات دون إجراء‬
‫أية مقارنة بين ما تحمله من محتويات وتلك التي تتوفر لدى اإلدارة ‪،‬وال تهدف إلى التأكد‬
‫من صحة المعطيات التي تحملها ‪،‬وانما للكيفية التي قدمت من خاللها هذه المعطيات أو‬
‫المعلومات ‪،‬ويتم ذلك وفق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يحتوي كل ملف جبائي على نسخة من الوثائق التالية ‪ :‬السجل‬
‫التجاري ‪،‬بطاقة إثبات الهوية ‪ ،‬شهادة اإلقامة ‪ ،‬شهادة التصريح بالوجود‬
‫‪،‬البطاقة اإلحصائية ‪،‬باإلضافة إلى كل مراسالت المكلف بالضريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب توفر بطاقة التعريف الجبائي ‪،‬التصريحات الشهرية والثالثية الخاصة‬
‫بمجموع الضرائب ‪،‬وملخصات أرقام األعمال لكل سنة ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من إيداع التصريحات الشهرية والثالثية في آجالها المحددة ‪،‬كما يتم‬
‫التأكد أيضا من أن المعطيات الحسابية مدونة في التصريحات وبدون أخطاء‬
‫في العمليات الحسابية ‪،‬فضال على أن البيانات المشار إليها متواجدة في الخانة‬
‫‪2‬‬
‫الصحيحة ‪،‬وأن كل بيان يخص الخانة المتعلقة بها ‪.‬‬

‫هذا النوع من الرقابة أحيانا ينجز وأحيانا كثيرة ال ينجز ‪،‬وهذا راجع إلى عدم وجود‬
‫متابعة دقيقة من المصالح المركزية على هذا النوع من الرقابة ‪،‬و التظاهر بعدم وجود‬

‫‪ -1‬نجيب زروقي ‪ ،‬جريمة التملص الضريبي وآليات مكافحتها في التشريع الجزائري ‪،‬مدكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم القانونية ‪،‬تخصص العلوم الجنائية ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة الحاج لخضر ‪،‬باتنة ‪، 4026،‬ص‬
‫ص ‪.22-24‬‬
‫‪ -2‬أحالم بن صفي الدين ‪ ،‬الرقابة الجبائية ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪،‬تخصص المؤسسات‬
‫العمومية ‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الجزائر ‪،2‬سنة ‪،4022‬ص ‪.22‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الوسائل البشرية إلجراء هذا النوع من الرقابة بالرغم من أن هذا ال يتطلب مستوى عال من‬
‫‪1‬‬
‫الكفاءة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة على الوثائق (‪)Le contrôle sur pièce‬‬


‫وتتمثل في فحص مضمون ومحتوى التصريحات المقدمة من طرف المكلفين ‪،‬حيث‬
‫يقوم العون المحقق بتفحص هذه التصريحات ومقارنتها مع المعلومات المتوفرة لدى مفتشية‬
‫الضرائب ‪.‬‬
‫هذا النوع من الرقابة منصوص عليه في قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬حيث منح لإلدارة‬
‫الجبائية حق مراقبة الت صريحات والمستندات المستعملة لفرض كل ضريبة أو حق أو رسم أو‬
‫إتاوة ‪،‬كما يمكنها أن تمارس حق الرقابة على المؤسسات والهيئات التي ليست لها صفة‬
‫التاجر ‪،‬والتي تدفع أجو ار أو أتعابا أو مرتبات مهما كانت طبيعتها ‪،‬ويضيف المشرع الجبائي‬
‫الجزائري أنه يتعين على المؤسسات والهيئات المعنية أن تقدم لإلدارة الجبائية بناءا على‬
‫طلبها ‪،‬الدفاتر والوثائق المحاسبية التي تتوفر عليها ‪،‬وأن تتم ممارسة الرقابة على مستوى‬
‫‪2‬‬
‫المنشآت والمؤسسات المعنية خالل ساعات فتحها للجمهور وأثناء ممارسة نشاطها ‪.‬‬
‫وتعتبر الرقابة على الوثائق ثاني إجراء تقوم به اإلدارة الجبائية ‪ ،‬و يتجلى دورها في‬
‫إجراء فحص نقدي شامل للتصريحات الجبائية المكتتبة من طرف المكلفين الخاضعين للرقابة‬
‫‪3‬‬
‫الجبائية ‪ ،‬و تتم هذه الرقابة في مقر المفتشية التي يتواجد بها الملف الجبائي ‪.‬‬
‫هذا النوع من الرقابة يهدف إلى تحقيق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬بوعالم ولهي ‪"،‬نحو إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة " ‪،‬مداخلة مقدمة في إطار الملتقى‬
‫الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪،‬جامعة فرحات‬
‫عباس ‪،‬سطيف‪ 42-40،‬أكتوبر‪، 4002،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 24‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الصادر بموجب المادة ‪ 22‬من قانون المالية لسنة ‪، 4004‬المعدل والمتمم بموجب قانون المالية‬
‫لسنة ‪.4022‬‬
‫‪ -3‬أحالم بن صفي الدين ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.24‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬معرفة الوضعية المالية للمكلف كل سنة ‪.‬‬


‫‪ -‬مراقبة مصداقية التصريحات بالمقارنة مع ما هو متوفر من معلومات لدى‬
‫مفتشية الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد قائمة المكلفين المقترحين للرقابة المعمقة ‪.‬‬
‫غير أن ما يعترض فعالية هذا النوع من الرقابة ‪،‬هو عدم كفاءة أعوان اإلدارة الجبائية‬
‫المكلفين بهذا النوع من الرقابة من جهة ‪،‬وكثرة وتعدد التصريحات الواجب فحصها من جهة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى ‪ ،‬إضافة إلى غياب المتابعة الدقيقة للسلطات الوصية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الرقابة الممارسة خارج اإلدارة الجبائية‬

‫كما يمكن أن تمارس الرقابة المبسطة خارج اإلدارة الجبائية ‪،‬حيث ينتقل العون المحقق‬
‫إلى المحالت للمكلفين بالضريبة ‪،‬من أجل البحث وجمع وحجز كل الوثائق أو المستندات‬
‫الالزمة إلثبات ممارسة الغش الضريبي ‪،‬وتتمثل هذه الرقابة في المعاينة (فرع أول) ‪،‬وزيارة‬
‫المحالت السكنية (فرع ثاني ) ‪،‬وحق اإلطالع (فرع ثالث) ‪،‬والتلبس الجبائي (فرع رابع) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعاينة‬

‫وضع المشرع الجبائي القواعد العامة لعملية المعاينة ‪،‬التي تشكل إحدى الوظائف‬
‫الحساسة لعمل اإلدارة الجبائية ‪،‬وبمقتضى هذا اإلجراء يقوم أعوان اإلدارة الجبائية بإجراء‬
‫عملية المعاينة عندما تكون لديهم قرائن تدل على ممارسات تدليسية ‪، ،‬قصد الحصول على‬
‫المعلومات وحجز المستندات والوثائق ‪،‬والدعائم والعناصر المادية التي من شأنها أن تبرر‬
‫‪2‬‬
‫التصرفات الهادفة إلى التملص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة ‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.2‬‬


‫‪ -2‬عمار معاشو ‪"،‬خصوصية إجراءات الدعوى الجزائية في مجال الغش الضريبي "‪،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم‬
‫السياسية ‪،‬كلية الحقوق جامعة ملود معمري ‪،‬تيزي وزو ‪،‬عدد ‪،04،4002‬ص ص‪.24-25‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وينبغي التمييز بين المعاينات التي تتم في المحالت المهنية عند معاينة الضرائب غير‬
‫المباشرة والرسوم على رقم األعمال المنظمة ضمن المادة ‪ 44‬وما يليها إلى غاية المادة ‪66‬‬
‫من ق‪.‬إ‪ .‬ج ‪،‬والتي ال تحتاج إلى الترخيص المسبق من السلطة القضائية ‪،‬والمعاينة التي في‬
‫كل المحالت بما فيها المحالت السكنية والتي نظمتها المواد (‪، )64-62‬هذه األخير تتوجب‬
‫الترخيص من السلطة القضائية المختصة‪.‬‬

‫يتم إجراء المعاينة بدون إعالم مسبق للمكلف ‪،‬ليتمكن األعوان من حجز كل‬
‫المستندات والوثائق المحاسبية ‪،‬الدفاتر المهنية ‪،‬األسطوانات واألقراص المعلوماتية ‪،‬وكل‬
‫‪1‬‬
‫الدعائم التي تثبت حاالت الغش ‪.‬‬

‫وحتى تقوم اإلدارة الجبائية بإجراء المعاينة البد من توفر شطين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬وجود قرائن جدية تتعلق بالغش ‪.‬‬


‫‪ -‬الحصول على ترخيص من طرف اإلدارة ‪.‬‬
‫يطبق إجراء المعاينة على وجه الخصوص على المعتدين للسوق الموازية ‪،‬بهدف اقتناء‬
‫الملفات ذات األهمية المؤكدة لتبقى الحاالت األقل أهمية من صالحيات الهيئات المعتادة‬
‫على التحريات (مصالح التدخالت ‪،‬الفرق المختلطة ‪،‬فرق التحقيق ‪...‬إلخ)‪،‬وذلك لتحقيق‬
‫‪2‬‬
‫األهداف المسطرة لهذه األداة الجديدة ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬المعاينات المتعلقة بالضرائب غير المباشرة‬

‫يجيز القانون ألعوان اإلدارة الجبائية القيام بكل التحقيقات والمعاينات التي تبدو لهم‬
‫‪3‬‬
‫ضرورية في المحالت المهنية للمكلفين بالضريبة ‪.‬‬

‫‪ -1‬أحالم بن صفي الدين ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.24-25‬‬


‫‪ -2‬عمار معاشو ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 44‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫كما يمكن أن تمارس المعاينة في األماكن المملوكة للغير المشكوك في أنهم يملكون أو‬
‫يخفون مستندات تهم المصلحة مثل ‪:‬مسيرو الشركات ‪،‬الشركاء ‪،‬المحاسبون ‪،‬أو أي شخص‬
‫طبيعي أ و معنوي ‪،‬وال يجوز في أي حال من األحوال تجاوز اإلطار المخصص لحق‬
‫‪1‬‬
‫المعينة ‪.‬‬
‫واستنادا إلحكام قانون اإلجراءات الجبائية فإنه ال يمكن القيام بعمليات المعاينة‬
‫والتحقيق الضرورية لضمان حق الضريبة إال خالل النهار وفي أوقات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 2‬أكتوبر إلى غاية ‪ 62‬مار س من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة‬
‫السادسة مساء‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 2‬أفريل إلى غاية ‪ 60‬سبتمبر من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية‬
‫‪2‬‬
‫الساعة الثامنة مساء‪.‬‬
‫واستثناء لما سبق ذكره يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية الدخول إلى مصانع و ورشات‬
‫التقطير والمؤسسات األخرى الخاضعة لرقابتهم عندما تكون مفتوحة للجمهور ‪،‬أو إذا تبين‬
‫‪3‬‬
‫من تصريحات المكلفين ( الصناعيين أو التجار ) أن مؤسساتهم في مرحلة نشاط‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬المعاينة المتعلقة بالرسوم على رقم األعمال‬

‫على األشخاص الخاضعين للرسم على القيمة المضافة أن يلتزموا بتقديم كل المبررات‬
‫الالزمة لتحديد رقم أعمالهم سواء على مستوى مؤسستهم الرئيسية أو فروعها أو وكاالتها إلى‬
‫أعوان الضرائب المعنيين باألمر ‪،‬وكذا أعوان المصالح المالية األخرى المعنيين ‪ ،‬بالنسبة‬
‫‪4‬‬
‫لكل فئة من الخاضعين للضريبة بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية ‪.‬‬

‫‪ -1‬أحالم بن صفي الدين ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.22-24‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 46‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ، 42‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ ،66‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫يقوم األعوان المذكورين أعاله بإجراء كل التحقيقات والتحريات الالزمة لتأسيس وعاء‬
‫الضريبة ومراقبتها ‪،‬وذلك بحضور أو تحت قيادة عون له رتبة مفتش على األقل ‪،‬حيث‬
‫يراقب هؤالء األعوان المدنيين بالرسم على القيمة المضافة ‪،‬و غير العاملين لحسابهم في‬
‫المحالت المخصصة لصنع أو إنتاج أو تحويل أو تخزين البضائع أو بيعها أو تـأدية‬
‫الخدمات بجميع أنواعها ‪،‬وفي هذا الصدد يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية طلب تسليم‬
‫( الفاتورات ‪،‬المحاسبة المادية ‪،‬الدفاتر ‪،‬الدعائم ‪،‬السجالت ‪،‬الوثائق المهنية) التي يمكن أن‬
‫تكون لها صلة بعمليات أسفرت أو يمكن أن تفسر عن وضع فاتورة ‪،‬والشروع في معاينة‬
‫‪1‬‬
‫العناصر المادية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬أوقات الدخول إلى المحالت‬

‫حدد قانون اإلجراءات الجبائية أوقات الدخول إلى المحالت ذات االستعمال المهني‬
‫ووسائل نقل البضائع ‪،‬وكذا حمولتها ‪،‬والتي يجب أن تكون خالل ساعات النشاط ‪،‬ومن‬
‫‪2‬‬
‫الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء‪.‬‬

‫‪-2‬إعالم المكلف بالضريبة‬

‫يجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بإعالم المكلف بالضريبة خالل التدخل األول ‪،‬عن‬
‫طريق تسليمه إشعار بإجراء التحقيق ‪،‬وفي حالة غياب المكلف بالضريبة أو ممثله ‪،‬يتم‬
‫تحرير محضر بذلك ‪،‬وفي حالة رفض اإلمضاء من طرف الشخص الذي حضر إجراء‬
‫‪3‬‬
‫التدخل ‪،‬يذكر ذلك في المحضر أيضا ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 66‬الفقرتين ‪ 04‬و ‪ 06‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 66‬فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 66‬فقرة ‪،05‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -6‬تحرير المحاضر‬
‫‪،‬تدون فيه التحريات التي‬
‫يتم تحرير محضر عن كل تدخل تقوم به اإلدارة الجبائية ّ‬
‫وتفصل فيه المخالفات المالحظة خالل التحقيق ويسجل جرد الوثائق التي سلمها‬
‫ّ‬ ‫تمت‬
‫المكلف بالضريبة ‪،‬وبموجب هذه المحاضر يقرر المدير الوالئي إخضاع المعني باألمر إلى‬
‫التحقيق المعمق‪،‬أو المراقبة على الوثائق بعد موافقة مديرية البحث والمراجعات ‪.‬‬
‫يجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بإرجاع كل المستندات واألغراض المحجوزة إلى‬
‫المعني باألمر ‪،‬مع ضرورة اإلبقاء على نسخ من الملف ‪،‬واقامة محضر استرجاع موقع من‬
‫طرف الشخص المعني أو ممثله ‪،‬وفي حالة رفض المعني استرجاع أغراضه ومستنداته ‪،‬يتم‬
‫‪1‬‬
‫إقامة محضر يوضع في الملف ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬زيارة المحالت السكنية‬

‫يمكن لإلدارة الجبائية أن ترخص لألعوان الذين لهم رتبة مفتش على األقل ‪،‬والمؤهلين‬
‫قانونا ‪،‬للقيام بإجراءات المعاينة في المحالت األخرى والمحالت السكنية ‪،‬قصد البحث‬
‫والحصول وحجز كل المستندات والوثائق والدعائم أو العناصر المادية التي من شأنها أن‬
‫تبرر التصرفات الهادفة إلى التملص من الوعاء والمراقبة ودفع الضريبة ‪،‬وتمارس اإلدارة هذا‬
‫‪2‬‬
‫الحق عند وجود قرائن تدل على ممارسات تدليسية ‪.‬‬
‫يكمن ألعوان اإلدارة المكلفين بعمليات الرقابة التحرك بكل حرية داخل المقرات المهنية‬
‫للمكلفين بالضريبة ‪،‬من أجل الكشف عن قرائن تدل على وجود ممارسات تدلسية ‪،‬ويستعمل‬
‫هذا الحق في مجال الرقابة على المؤسسات ‪،‬إذ يعتبر الوسيلة الوحيدة الممكنة لمعرفة رقم‬
‫‪3‬‬
‫األعمال الحقيقي ‪،‬وذلك عن طريق مراقبة المستودعات ‪،‬المواد األولية والمنتجات المصنعة‪.‬‬

‫‪-1‬عمار معاشو ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.46‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 62‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحالم بن صفي الدين ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.42‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وقد ألزم المشرع الجبائي الجزائري اإلدارة الجبائية بضرورة احترام بعض اإلجراءات عند‬
‫إجراء المعاينة والمتمثل في ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الترخيص‬
‫استنادا ألحكام قانون اإلجراءات الجبائية فإن الترخيص بإجراء حق المعاينة ال يتم إال‬
‫بأمر من رئيس المحكمة المختصة إقليميا أو قاض يفوضه هذا األخير ‪،‬كما يجب أن يقوم‬
‫بطلب هذا الترخيص مسؤول اإلدارة الجبائية المؤهل قانونا ‪،‬وأن يكون الترخيص مؤسسا‬
‫ويحتوي على كل البيانات التي في حوزة اإلدارة ‪،‬بحيث تبرر بها المعاينة ‪،‬وتبين على وجه‬
‫الخصوص ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف الشخص الطبيعي أو المعنوي المعني بالمعاينة ‪.‬‬
‫‪ -‬العنوان واألماكن التي سيتم معاينتها ‪.‬‬
‫‪ -‬العناصر الفعلية والقانونية التي يفترض منها وجود طرق تدليسية ‪،‬والتي يتم‬
‫البحث عن دليل عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬أسماء األعوان المكلفين بإجراء عمليات المعاينة ورتبهم وصفاتهم ‪.‬‬
‫ونظ ار لخطورة هذا اإلجراء ومساسه بحقوق المكلفين ‪،‬شدد المشرع الجبائي على‬
‫ضرورة إخضاع عملية معاينة وحجز الوثائق التي تشكل أدلة على وجود طرق تدليسية إلى‬
‫سلطة ورقابته القاضي المختص إقليميا ‪،‬فبعد إصدار هذا األخير للترخيص بالمعاينة يقوم‬
‫وكيل الجمهورية بتعيين ضابط من الشرطة القضائية ‪ ،‬ويعطي كل التعليمات لألعوان الذين‬
‫يشاركون في هذه المهمة ‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 67‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬معدلة بالمادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 24-05‬مؤرخ في ‪ ،4005/24/60‬يتضمن قانون المالية‬
‫لسنة ‪، 4004‬ج‪.‬ر عدد ‪، 44‬صادرة بتاريخ ‪.4005/24/62‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا ‪ :‬التبليغ ‪:‬‬


‫يجب أن يبلغ األمر الذي يرخص بإجراء المعاينة في عين المكان ‪،‬و أثناء إجراء‬
‫المعاينة إلى الشخص المعني أو ممثله أو إلى أي شخص شاغل لألماكن ‪،‬الذي يستلم نسخة‬
‫مقابل إشعار باالستالم أو توقيع على المحضر ‪،‬ويعتبر أن التبليغ قد تم بتاريخ االستالم‬
‫المبين على اإلشعار ‪.‬‬
‫وفي حالة غياب أي شخص عن األماكن المراد معاينتها ‪،‬يطلب ضابط الشرطة‬
‫القضائية لهذا الغرض ‪،‬شاهدين اثنين خارج تعداد المستخدمين التابعين لسلطته أو سلطة‬
‫اإلدارة الجبائية ‪،‬واذا استحال طلب شاهدين ‪،‬يقوم ضابط الشرطة القضائية باالستعانة‬
‫‪1‬‬
‫بمحضر قضائي ‪.‬‬
‫وقد قيد المشرع إجراء المعاينة بمدة زمنية محددة من الساعة السادسة صباحا إلى‬
‫الساعة الثامنة مساء ‪،‬إضافة إلى ضرورة حضور الشخص المعني أو ممثله أو أي شاغل‬
‫لألماكن أثناء عملية المعاينة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تحرير المحاضر‬
‫بعد االنتهاء من المعاينة يتم تحرير محضر تسرد فيه مجريات العمليات ‪،‬وتدون فيه‬
‫المعاينات المسجلة ‪،‬ويجب أن يتضمن هذا المحضر ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف األشخاص الذين أجروا عمليات المعاينة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف األشخاص الذين حضروا عملية إجراء المعاينة وصفاتهم (المعني ‪،‬أو‬
‫ممثله ‪،‬أو كل شاغل آخر ‪،‬الشهود ‪،‬المختارون ‪...‬إلخ) ‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ وساعة التدخل ‪.‬‬
‫‪ -‬جرد المستندات واألشياء والوثائق المحجوزة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 65‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة وجود صعوبات تعرقل عملية الجرد في عين‬
‫المكان‪،‬يجب تشميع وخت م المستندات والوثائق المحجوزة ‪،‬كما يتعين تبليغ شاغل األماكن أو‬
‫ممثله بإمكانية حضور عملية نزع األختام بحضور ضابط الشرطة القضائية ‪،‬والذي يتم في‬
‫األماكن اإلدارية أو تلك الخاصة بمحافظة الشرطة بالدائرة التي تتبع لها األماكن التي تمت‬
‫معاينتها ‪،‬كما يجب تسليم نسخة من محضر الجرد إلى المعني أو شاغل األماكن أو‬
‫ممثله‪،‬و أن ترسل النسخ األصلية إلى القاضي الذي رخص بالمعاينة ‪.‬‬
‫وفي األخير يجب أن ترد األوراق والوثائق واألشياء المحجوزة للمكلف بالضريبة المعني‬
‫في أجل ستة (‪ )02‬أشهر من تاريخ تسليم محضر الجرد للمعني أو شاغل األماكن أو‬
‫‪1‬‬
‫ممثله‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حق اإلطالع‬
‫يعتبر حق اإلطالع وسيلة قانونية منحها المشرع الجبائي لألعوان اإلدارة الجبائية‬
‫‪،‬لتمكينهم من الحصول على المعلومات والوثائق مهما كانت وسيلة حفظها ‪،‬قصد تأسيس‬
‫وعاء الضريبة ومراقبته ‪ ،‬كما يمكن القول أن حق اإلطالع أداة تدخل في كل إجراء رقابي‬
‫‪،‬إما إلتمام المعلومات التي بحوزة اإلدارة ‪،‬أو التأكد من صحة المعلومات المستخلصة من‬
‫‪2‬‬
‫دراسة الملفات‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 27‬وما يليها إلى غاية المادة ‪ 72‬من ق‪.‬إ‪.‬ج نجد أن‬
‫المشرع الجبائي قد حدد مجاالت حق اإلطالع لمصالح الرقابة الجبائية ‪ ،‬حيث أنه بإمكان‬
‫هذه األخيرة طلب المعلومات وتفحص الوثائق من اإلدارات والهيئات العمومية والمؤسسات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 64‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ -2‬إلياس قالب دبيح ‪،‬مساهمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم‬
‫التسيير ‪،‬تخصص محاسبة ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪،‬قسم علوم التسيير ‪،‬جامعة محمد خيضر‬
‫‪،‬بسكرة ‪،4022،‬ص ‪.62‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المالية والمكلفين اآلخرين ‪،‬وفي حال رفض أو إخفاء الجهات المعنية باإلطالع لبعض‬
‫الوثائق والمعلومات ‪،‬تسلط عليهم عقوبات مالية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حق اإلطالع لدى اإلدارات والهيئات العمومية‬
‫يتمتع أعوان اإلدارة الجبائية بحق اإلطالع لدى إدارات الدولة والواليات والبلديات‬
‫والمؤسسات الخاصة ‪،‬وكذا المؤسسات أو الهيئات ‪،‬أيا كان نوعها والخاضعة لمراقبة السلطة‬
‫اإلدارية ‪،‬وال يمكن لهذه المؤسسات والهيئات االحتجاج بالسر المهني أمام أعوان اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫المالية الذين يطلبون منها اإلطالع على وثائق المصلحة التي توجد في حوزتها ‪.‬‬
‫وقد استثنى المشرع الجبائي المعلومات الفردية ذات الطابع االقتصادي أو المالي‬
‫المحصل عليها أثناء التحقيقات اإلحصائية التي تجرى بموجب األمر ‪ 425-27‬المؤرخ في‬
‫‪ 04‬ديسمبر ‪، 2227‬والمتضمن تحديد مدة وكيفيات إجراء اإلحصاء العام للسكان في‬
‫مجموع التراب الوطني‪،‬ومنع استعمالها ألغراض المراقبة الجبائية ‪،‬وأن اإلدارات التي تحوز‬
‫‪2‬‬
‫على هذا النوع من المعلومات ليست ملزمة بإطالع اإلدارة الجبائية على هذه المعلومات‪.‬‬
‫ولممارسة حق اإلطالع يتعين على كل من أودعت لديه سجالت الحالة المدنية أو‬
‫جداول الضرائب ‪،‬وكل الموظفين المكلفين باألرشيف وايداع السندات العمومية أن يقدموها‬
‫عند كل طلب إطالع من دون نقلها إلى أعوان التسجيل ‪،‬وأن يسمحوا لهم بأخذ المعلومات‬
‫والمستخرجات والنسخ الالزمة لهم ‪،‬من أجل حماية مصالح الخزينة العمومية ‪.3‬‬
‫‪-1‬المعلومات المقدمة من طرف مصالح الضمان االجتماعي‬
‫عند ممارسة اإلدارة الجبائية لحق اإلطالع لدى هيئات الضمان االجتماعي ‪،‬يتعين‬
‫على هذه األخيرة أن توافي سنويا إدارة الضرائب بكشف فردي عن كل طبيب أو طبيب‬
‫أسنان أو قابلة أو مساعد طبيب ‪،‬يبين فيه رقم تسجيل المؤمن لهم والشهر الذي دفعت فيه‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 22‬فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 22‬فقرة ‪، 04‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 24‬فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫األتعاب ‪،‬والمبلغ اإلجمالي لهذه األتعاب كما هي واردة في أوراق العالج ‪،‬وكذا مقدار المبالغ‬
‫المسددة من قبل الهيئة المعنية إلى المؤمن له‪.1‬‬

‫‪ -4‬المعلومات المقدمة من طرف السلطة القضائية‬

‫يجوز ألعوان النيابة العامة أن تمنح حق اإلطالع على عناصر من ملفات الدعاوى‬
‫المرفوعة أمام الجهات القضائية المدنية واإلدارية والجزائية لإلدارة الجبائية ‪،‬ويتوجب على‬
‫السلطات القضائية أن تطلع اإلدارة الجبائية على كل البيانات التي يمكن أن تتحصل عليها‬
‫‪،‬والتي تسمح بافتراض وجود غش مرتكب في المجال الجبائي ‪،‬أو أية مناورة كانت نتائجها‬
‫الغش أو التمل ص من الضريبة ‪،‬سواء كانت الدعوى مدنية أو جزائية ‪،‬حتى وأن أفضى الحكم‬
‫إلى انتفاء وجه الدعوى‪.‬‬
‫كما أن الوثائق المودعة لدى كتابة الضبط تبقى تحت تصرف إدارة الضرائب ‪،‬خالل‬
‫الخمسة عشرة (‪ )27‬يوما الموالية للنطق بأي قرار من طرف الجهات القضائية ‪،‬وتخفض‬
‫المدة إلى عشرة (‪ )20‬أـيام فيما يخص الجنايات ‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حق اإلطالع لدى المؤسسات المالية‬
‫أوجب المشرع الجبائي على المؤسسات والشركات والقائمين بأعمال الصرف‬
‫والصرفيين وأصحاب العموالت ‪،‬وكل األشخاص أو الشركات أو الجمعيات أو الجماعات‬
‫المتحصلة بصفة اعتيادية على ودائع للقيم المنقولة ‪،‬وأن يرسلوا إشعا ار خاصا لإلدارة الجبائية‬
‫بفتح أو إقفال كل حساب إيداع السندات أو القيم أو األموال أو حساب التسبيقات أو‬
‫الحسابات الجارية أو حسابات العملة الصعبة أو أي حسابات أخرى تسيرها مؤسساتهم‬
‫بالجزائر ‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 22‬فقرة ‪ ،06‬و‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 25‬فقرة ‪، 06‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 72‬فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وهذا االلتزام يمس على وجه الخصوص البنوك وشركة البورصة ‪،‬الدواوين العمومية‬
‫‪،‬الخزائن الوالئية ‪،‬مركز الصكوك البريدية ‪،‬الصندوق الوطني للتوفير ‪،‬صناديق القرض‬
‫التعاوني وصناديق اإليداع والكفاالت ‪.1‬‬
‫وفي حال مخالفة المؤسسات المالية لألحكام الواردة في الفقرتين ‪ 02‬و‪ 04‬من المادة‬
‫‪ 72‬من ق‪.‬إ‪ .‬ج ‪،‬تعاقب بغرامة جبائية منصوص عليها في المادة ‪ 224‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م‬
‫‪،‬وتطبق هذه العقوبات بعدد المرات التي يتم فيها التصريح بإشعارات الفتح أو إقفال حساب‪.2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حق اإلطالع لدى الغير‬
‫يتعين على كل شخص أو شركة تقوم بعملية الوساطة من أجل بيع عقارات أو محالت‬
‫تجارية أو تشتري بصفة إعتيادية باسمها نفس الممتلكات التي تصبح مالكة لها إلعادة بيعها‬
‫‪،‬أن تتقيد بأحكام المادة ‪ 74‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬قصد تمكين أعوان إدارة التسجيل من ممارسة حق‬
‫اإلطالع ‪،‬وذلك تحت طائلة تطبيق العقوبات المنصوص عليها في المادتين ‪ 24‬و‪ 26‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.3‬‬
‫كما يمكن ألعوان التسجيل ممارسة السلطات المخولة لهم بموجب التشريع الجاري به‬
‫العمل تجاه شركات األسهم على كل األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الذين يمارسون مهنة‬
‫التجارة المصرفية أو مهنة مرتبطة بهذه التجارة ‪،‬قصد مراقبة دفع الضرائب المستحقة سواء‬
‫على هؤالء أو على الغير‪.‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة لكل الشركات الجزائرية أو األجنبية ‪،‬مهما كان نوعها ‪،‬وكذا كل‬
‫الموظفين العموميين المكلفين بتحرير العقود أو تبليغها ‪. 4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 72‬فقرة ‪، 04‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 72‬فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪، 74‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 72‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬التلبس الجبائي (‪)Flagrance Fiscal‬‬


‫لقد تم استحداث هذا النوع من الرقابة بموجب المادة ‪ 24‬من قانون المالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ ،1 4020‬عن طريق إدراج مادتين جديدتين ‪،‬واحدة ضمن قانون اإلجراءات الجبائية‬
‫(المادة ‪ 40‬مكرر‪ )6‬والتي تحدد ظروف تحرير محضر التلبس ‪،‬وشروط هذا اإلجراء‬
‫‪،‬واآلثار المترتبة عنه‪ ،‬أخرى ضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة (‪222‬‬
‫مكرر‪، )2‬والتي حددت العقوبات المطبقة في حالة التلبس الجبائي‪ ،‬وقد تم استنتاج معظم‬
‫أحكام التلبس الجبائي من التشريع الفرنسي لسنة ‪.4005‬‬
‫وقد عرف قانون اإلجراءات الجبائية التلبس الجبائي بأنه‪" :‬عملية مراقبة تضطلع بها‬
‫اإلدارة الجبائية قبل أي مناورة ينظمها المكلف بالضريبة بهدف ترتيب عملية اإلعسار على‬
‫‪2‬‬
‫وجه الخصوص ‪".‬‬
‫ويسمح هذا اإلجراء لإلدارة الجبائية بالتدخل لوقف الغش الممارس عندما تجتمع‬
‫م ؤشرات مقبولة ‪،‬كما يسمح لإلدارة بالحصول على االستعمال المباشر للوثائق المحاسبية‬
‫واالجتماعية لألشخاص المعنيين في الوقت المناسب‪ ،‬وذلك في المرحلة التي لم تنتهي فيها‬
‫‪3‬‬
‫االلتزامات التصريحية المنصوص عليها في التشريع الجبائي ‪.‬‬
‫كما يمكن تعريف التلبس الجبائي بأنه ‪ :‬عملية مراقبة غير مستقلة ‪،‬تطلع بها اإلدارة‬
‫لوقف الغش الممارس قبل أية مناورة ينظمها المكلف بالضريبة ‪،‬متى اجتمعت لديها مؤشرات‬
‫مقبولة ‪،‬في ظروف يمكن أن تشكل تهديد لتحصيل الديون المستقبلية ‪،‬حتى بالنسبة للمرحلة‬
‫التي لم تنتهي فيها آجال االلتزامات التصريحية ‪ ،‬تتم معاينته عن طريق محضر يسمح‬
‫لإلدارة باالستعمال المباشر للوثائق المحاسبية والمالية لألشخاص المعنية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 24‬من األمر ‪ 02-20‬مؤرخ في ‪ 42‬غشت ‪، 4020‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪، 4020‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ ،22‬صادرة في ‪ 42‬غشت ‪.4020‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬مكرر‪ 6‬فقرة ‪، 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- www.imposts.dz‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات التلبس الجبائي‬

‫‪ -‬يجب أن يرتبط إجراء التلبس الجبائي بإحدى السلطات التي تمتلكها اإلدارة‬
‫الجبائية في مواجهة المكلف بالضريبة ‪،‬بمعنى أن اإلدارة تقوم به أثناء قيامها‬
‫باإلجراءات الرقابية األخرى مثل ‪(:‬حق المعاينة ‪،‬حق الزيارة والحجز ‪،‬وحق‬
‫المراقبة )‪.‬‬
‫ونشير في هذا الصدد أن المشرع الجبائي الجزائري لم يورد في نص المادة ‪40‬‬
‫مكرر‪ 6‬الحاالت التي من خاللها تلجأ اإلدارة إلعمال إجراء التلبس الجبائي ‪،‬بل ورد ذلك في‬
‫تدخل المدير العام للضرائب حول التلبس الجبائي ‪،‬كما وردت هذه الحاالت في الرسالة‬
‫اإلعالمية للمديرية العامة للضرائب ‪.‬‬
‫يجب تحديد األشخاص المعنيين بإجراء التلبس الجبائي ‪ ،‬وهم المكلفين الملزمين‬ ‫‪-‬‬

‫بالتصريحات ‪،‬مهما كان نوع النظام الذي يخضعون له ‪.‬‬


‫يجب أن تقوم اإلدارة بإجراء التلبس في المرحلة التي لم تنتهي فيها االلتزامات‬ ‫‪-‬‬

‫التصريحية المنصوص عليها في التشريع الجزائري ‪.‬‬


‫يجب تحرير محضر التلبس من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة‬ ‫‪-‬‬

‫مفتش على األقل و المحلفين قانونا ‪،‬إذا توافرت الظروف التي يمكن أن تشكل‬
‫تهديدا لعملية تحصيل الديون المستقبلية ‪.‬‬
‫يوقع محضر التلبس الجبائي من قبل عون اإلدارة الجبائية ‪،‬ويصادق على‬ ‫‪-‬‬

‫التوقيع المكلف بالضريبة صاحب المخالفة ‪،‬والذي حرر المحضر في مواجهته‬


‫‪،‬وفي حالة رفض هذا األخير التوقيع على المحضر ‪،‬يجب أن يذكر ذلك في‬
‫المحضر ‪،‬وتحتفظ اإلدارة بالنسخة األصلية ‪،‬وتسلم نسخة للمكلف المعني‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪،‬والذي حرر المحضر بشأنه ‪ ،‬حتى يتمكن هذا األخير من اللجوء إلى الهيئة‬
‫‪1‬‬
‫القضائية اإلدارية المختصة إقليميا طبقا لإلجراءات المعمول بها ‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه أن تطبيق إجراء التلبس الجبائي ‪،‬ال يتم إال بناءا على الموافقة‬
‫المسبقة من اإلدارة المركزية تحت طائلة بطالن اإلجراء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬آثار التلبس الجبائي‬
‫ذكر المشرع الجبائي ضمن قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬اآلثار المترتبة عن تحرير‬
‫محضر معاينة التلبس الجبائي ‪،‬هذه اآلثار مست أنظمة اإلخضاع الضريبي واجراءات‬
‫المراقبة وحق االسترداد ‪،‬وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعداد الحجز التحفظي من طرف اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬استثناء حق االستفادة من اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة واألنظمة‬
‫االستثنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية إعادة تمديد آجال التحقيق في عين المكان ‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد في أجل التقادم بسنتين ‪.‬‬
‫‪ -‬استثناء حق تأجيل القانوني للدفع المقدر ب ‪، % 40‬وجدول الدفع بالتقسيط ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق الغرامات المنصوص عليها في المادة ‪ 222‬مكرر‪ 2‬من قانون الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التسجيل في البطاقية الوطنية لمرتكبي الغش‪.‬‬
‫وما يالحظ على هذه اآلثار أنها جاءت على سبيل المثال ال الحصر ‪،‬ويستخلص ذلك‬
‫من استعمال المشرع الجبائي الجزائري لعبارة "السيما" في الفقرة ‪ 04‬من المادة ‪ 40‬مكرر‪6‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجبائية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬مكرر‪ 6‬الفقرة ‪ 02‬و‪ 04‬و‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬مكرر‪ 6‬فقرة ‪ 06‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا ‪:‬العقوبات المطبقة في حالة معاينة التلبس الجبائي‬

‫منح المشرع الجبائي لإلدارة الجبائية حق فرض غرامة مالية على المكلفين بالضريبة‬
‫الذين تم تحرير محضر معاينة التلبس الجبائي في مواجهتهم ‪،‬وتقدر هذه الغرامة ب ستمائة‬
‫ألف دينار جزائري (‪ 200.000‬دج) ‪،‬وتتغير قيمة هذه الغرامة وترتفع قيمتها بارتفاع رقم‬
‫األعمال كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ترتفع قيمة الغرامة المالية إلى مليون ومائتي ألف دينار جزائري‬
‫(‪2.400.000‬دج) في حالة تجاوز رقم األعمال أو اإلرادات الخام عند تاريخ‬
‫إعداد محضر التلبس الجبائي‪،‬حد خمسة ماليين دينار(‪7.000.000‬‬
‫دج)‪،‬المنصوص عليه في مجال نظام الضربية الجزافية الوحيدة بموجب المادة‬
‫‪ 444‬مكرر ‪ 2‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتفع قيمة الغرامة المالية إلى مليوني دينار جزائري (‪ 4.000.000‬دج) في‬
‫حالة تجاوز رقم األعمال أو اإلرادات الخام ‪،‬عند تاريخ إعداد محضر التلبس‬
‫عشرة ماليين دينار جزائري (‪ 20.000.000‬دج) المنصوص عليه في مجال‬
‫من قانون الضرائب المباشرة‬ ‫نظام الربح البسط بموجب المادة ‪ 40‬مكرر‬
‫والرسوم المماثلة ‪.‬‬
‫وعالوة على هذه العقوبات فإنه يتم إقصاء المكلفين بالضريبة من االستفادة من‬
‫الضمانات المنصوص عليها في المواد ‪ ( 22:‬تخص اإلجراء التناقضي إلعادة التقييم) و‬
‫‪ ( 227‬تخص منح آجال دفع الضرائب) و ‪( 274‬ملغاة)‪ 1‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪.‬‬
‫ويضيف المشرع أن المكلف بالضريبة الذي صدرت بحقه عقوبات ألسباب أخرى ‪،‬فإنه‬
‫تطبق في حقه الغرامة المالية عن كل مخالفة ‪،‬وتطبق العقوبات بمعزل عن الغرامة المالية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 274‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬ملغاة بالمادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 22-22‬صادر في ‪، 4022-24-44‬متضمن قانون‬
‫المالية لسنة ‪، 4024‬ج‪.‬ر عدد ‪، 54‬صادرة في ‪.4022-24-42‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المنصوص عليها في المادة ‪ 222‬مكرر‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬بحيث تكون‬
‫الغرامة المتعلقة بجنحة التلبس الجبائي مستقلة تماما عن الغرامة والعقوبة التي يتعرض لهاى‬
‫المكلف بالضريبة نتيجة مخالفات أخرى ‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 222‬مكرر‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التحقيقات الجبائية‬

‫غير أن الرقابة العامة غير قادرة وحدها على الكشف عن الغش الضريبي ومكافحته و‬
‫حرصا على إدخال مختلف النواتج الضريبية إلى الخزينة العامة وحمايتها من تملص‬
‫المكلفين من التزاماتهم الضريبية ‪،‬أوجد المشرع شكل آخر من الرقابة أكثر فعالية من سابقه‬
‫والمتمثل في الرقابة المعمقة التي تمتد إلى مراقبة السنوات التي تم إقفال حساباتها واعادة‬
‫تأسيس وعائها الضريبي عن طريق إعادة التقييم باعتبار أن عمل اإلدارة ال يتقادم إال بمرور‬
‫أربع سنوات ‪،‬باستثناء حالة وجود مناورات تدليسية التي قد يلجأ إليها المكلف بالضريبة طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 62‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،1‬ضف إلى ذلك أن التحقيقات الجبائية تهدف إلى استدراك‬
‫التهرب الضريبي ‪ ،‬من خالل التدخالت المباشرة لألعوان المحققين بأماكن تواجد نشاطات‬
‫المكلفين ‪،‬التي تهدف إلى التأكد من صحة التصريحات المكتتبة والفحص الميداني للدفاتر‬
‫‪2‬‬
‫والوثائق المحاسبية ‪.‬‬
‫و نظ ار ألهمية هذا النوع من الرقابة ينبغي دراسته بالتفصيل لإللمام بمختلف جوانبه‬
‫‪،‬و يجب التمييز بين ثالثة أنواع من الرقابة المعمقة والتي ستدرس كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬التحقيق في المحاسبة‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬التحقيق المصوب في المحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 62‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المية آيت بلقاسم ‪،‬آليات واجراءات الرقابة الجبائية في الجزائر ودورها في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي ‪،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ‪،‬تخصص اقتصاديات المالية والبنوك ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير ‪،‬جامعة آكلي محند أولحاج ‪،‬البويرة ‪، 4022،‬ص ‪.65‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪La vérification de comptabilité‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التحقيق في المحاسبة‬

‫يسمح التحقيق في المحاسبة اإلدارة الضرائب بالتأكد من صحة التصريحات ‪،‬ومقارنتها‬


‫مع الوضعية الحقيقية للنشاط الممارس ‪،‬حيث يخرج التحقيق المحاسبي من إطاره الضيق‬
‫المتمثل في المراجعة الشكلية للملفات إلى مراجعة كل الدفاتر والوثائق المحاسبية بعين‬
‫‪1‬‬
‫المكان ‪.‬‬

‫ويقصد بالتحقيق في المحاسبة باعتباره أحد أشكال الرقابة الجبائية المعمقة على أنه‬
‫مجموعة من العمليات التي تهدف إلى مراقبة التصريحات الجبائية المكتتبة من طرف‬
‫المكلف بالضريبة ‪،‬وفحص محاسبته مهما كانت طريقة حفظها حتى ولو كانت بطريقة‬
‫معلوماتية ‪،‬والتأكد من مدى تطابقها مع بعض المعطيات الجبائية بما فيها المعطيات المادية‬
‫‪2‬‬
‫وغيرها‪،‬حتى يتسنى لها معرفة مدى مصداقيتها‪.‬‬

‫بأنها ‪":‬مجموعة العمليات الرامية إلى مراقبة‬


‫عرفها قانون اإلجراءات الجبائية ّ‬
‫وقد ّ‬
‫‪3‬‬
‫التصريحات الجبائية المكتتبة من طرف المكلفين بالضريبة‪".‬‬

‫إن الهدف األساسي من وراء عملية التحقيق المحاسبي ‪،‬هو إبراز كل األخطاء‬
‫واإلغفاالت المتضمنة في محاسبة المكلف ‪،‬بغرض التأكد من صحة وعاء مختلف الضرائب‬
‫‪4‬‬
‫والرسوم المستحقة التي قدمتها المحاسبة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد رياض جودي ‪،‬دور الرقابة الجبائية في زيادة التحصيل الضريبي‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم‬
‫المالية والمحاسبية‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪.4022 ،‬‬
‫‪ -2‬منصور بن عمارة ‪،‬إجراءات الرقابة المحاسبية والجبائية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،4022 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.4‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ويستخلص مما سبق ذكره أن المكلفين بالضريبة الذين يعنيهم التحقيق في المحاسبة هم‬
‫المكلفين الملزمين بمسك الدفاتر والوثائق المحاسبية طبقا لنص المواد(‪)22-02‬من القانون‬
‫التجاري ‪،‬وكذا أحكام القانون الجبائي‪.‬‬
‫كما يهدف التحقيق في المحاسبة إلى التأكد من صحة التصريحات الجبائية بمقارنتها‬
‫بعناصر االستغالل و الدفاتر المحاسبية إذ بواسطته يتأكد العون المراقب من صحة‬
‫تصريحات المكلفين بالضريبة ‪،‬وذلك من خالل النتائج المحددة عن طريق المحاسب‬
‫‪1‬‬
‫باعتبارها مرآة عاكسة لنشاط المؤسسة ومداخلها ونفقاتها ‪،‬وقيمة األرباح المحققة‪.‬‬
‫والتحقيق في المحاسبة ال يهدف إلى المراقبة الجبائية فحسب ‪،‬بل يهدف كذلك إلى‬
‫تمكين المؤسسات من اإلطالع على واجباتها والتزاماتها الجبائية أثناء التحقيق‬
‫المحاسبي‪،‬حيث يطلع عون اإلدارة الجبائية المكلف بالضريبة على مصادر األخطاء التي‬
‫وقع فيها والتي ترتكب أحيانا من غير قصد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط التحقيق في المحاسبة‬
‫لقد أقر المشرع الجزائري ثالثة شروط لممارسة التحقيق في المحاسبة وذلك ضمن‬
‫المادة ‪ 40‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬والتي ينبغي على اإلدارة الجبائية احترامها ‪،‬وينتج‬
‫عن مخالفتها لهذه الشروط بطالن إجراءات التحقيق ‪،‬وتتمثل هذه الشروط في ‪:‬‬
‫‪ -‬مكان إجراء التحقيق في المحاسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق في المحاسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المدة المقررة للتحقيق في المحاسبة ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد جبالي‪ ،‬مكافحة الغش الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستر في العلوم القانونية واإلدارية ‪،‬تخصص‬
‫قانون السوق ‪،‬كلية الحقوق ‪،‬قسم العلوم القانونية واإلدارية ‪،‬جامعة جيجل‪، 4004،‬ص ‪. 264‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬مكان إجراء التحقيق في المحاسبة‬

‫األصل أن يتم التحقيق في الدفاتر والوثائق المحاسبية في المكان الذي توجد فيه‬
‫‪،‬وغالبا هو مقر المؤسسة المحقق في محاسبتها ‪،‬لما تحتويه من معلومات وأسرار النشاط‬
‫التي ال يجب الكشف عنها للمنافسين ‪1.‬لكن استثناء من ذلك يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية‬
‫نقل هذه الدفاتر والوثائق إلى مصلحة الضرائب لتحقيق فيها ‪،‬إذا توافرت إحدى الحالتين‬
‫التاليتين ‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة تقديم المكلف لطلب مكتوب يصرح فيه برغبته في نقل دفاتره ومستنداته‬
‫المحاسبية وجميع الوثائق المحاسبية التي يطلبها أعوان اإلدارة الجبائية ‪،‬إلى‬
‫‪2‬‬
‫مصلحة الضرائب لتحقيق فيها ‪،‬وقبول اإلدارة الجبائية بهذا الطلب ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة القوة القاهرة ‪،‬يمكن للمحققين أخد الوثائق المحاسبية أخد الوثائق‬
‫المحاسبية لفحصها في مكاتبهم بشرط أن يسلم للمكلف بالضريبة في هذه الحالة‬
‫‪3‬‬
‫وثيقة تثبت فيها طبيعة الوثائق المحاسبية المسلمة ونوعيتها‪.‬‬
‫ويضيف قانون اإلجراءات الجبائية أن التحقيق في المحاسبة يتم في عين المكان‬
‫باستعمال تجهيزات اإلعالم اآللي الخاصة بالمكلف بالضريبة ‪،‬أو على مستوى مصلحة‬
‫الضرائب ‪،‬بناء على طلب صريح من المكلف ‪.‬‬
‫ويستخلص من ذلك أن اإلدارة الجبائية تمارس حقها في الرقابة مهما كانت الوسيلة‬
‫المستعملة لحفظ المعلومات المحاسبية ‪،‬سواء كان المكلف يمسك محاسبة في شكل وثائق‬
‫‪،‬أو كان يمسكها بواسطة اإلعالم اآللي ‪،‬وفي هذه الحالة يمكن أن تشمل المراقبة مجمل‬

‫‪ -1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.266‬‬


‫‪ -2‬الماد ة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬العيد صالحي ‪،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجبائي ‪،‬الطبعة الثالثة ‪،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪، 4004،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المعلومات والمعطيات التي تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تكوين النتائج‬
‫‪1‬‬
‫المحاسبية أو الجبائية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق المحاسبي‬

‫األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق في المحاسبة هم أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم‬
‫رتبة مفتش على األقل ‪.‬وفي هذا الصدد نصت المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 04‬من ق‪.‬إ‪.‬ج على أنه ‪":‬‬
‫ال يمكن إجراء التحقيقات في المحاسبة إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة‬
‫مفتش على األقل ‪".‬‬
‫تبين أسماء وألقاب ورتب المحققين في‬
‫كما ألزم المشرع الجزائري اإلدارة الضريبية بأن ّ‬
‫اإلشعار بالتحقيق المبلغ للمكلف بالضريبة المراد التحقيق في محاسبته ‪،‬كما أنه في حالة‬
‫‪2‬‬
‫استبدال المحققين يتوجب على اإلدارة الضريبية إعالم المكلف بذلك أيضا‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المدة المقررة للتحقيق في المحاسبة‬

‫ألزم المشرع الجزائري اإلدارة الضريبية بضرورة احترام اآلجال المحددة للتحقيق في‬
‫المحاسبة بعين المكان فيما يخص الدفاتر والوثائق المحاسبية ‪،‬وذلك تحت طائلة بطالن‬
‫إجراء التحقيق ‪،‬وهذه اآلجال محددة طبقا لرقم األعمال المحقق سنويا وطبيعة نشاط‬
‫المؤسسة‪ ،‬فاألصل أن ال تستغرق مدة التحقيق بعين المكان في التصريحات و الوثائق‬
‫الحاسبية اآلجال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مدة ثالثة أشهر فيما يخص‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسات الخدمات ‪،‬إذا كان رقم أعمالها السنوي ال يتجاوز ‪2.000.000‬دج‬
‫بالنسبة لكل سنة مالية محقق فيها ‪.‬‬

‫‪ -1‬العيد صالحي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.64‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬كل المؤسسات األخرى ‪،‬إذا كان رقم أعمالها السنوي ال يتجاوز‪4.000.000‬‬


‫بالنسبة لكل سنة مالية محقق فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬مدة ستة (‪ )02‬أشهر ‪ :‬بالنسبة للمؤسسات السابقة الذكر ‪،‬إذا كان رقم أعمالها‬
‫و‪ 20.000.000‬دج‬ ‫دج‬ ‫‪7.000.000‬‬ ‫السنوي ال يتجاوز على التوالي‬
‫بالنسبة لكل سنة مالية محقق فيها‪.‬‬
‫‪ -‬في الحاالت األخرى يجب أن ال تتجاوز مدة التحقيق في المحاسبة تسعة(‪)02‬‬
‫أشهر ‪.‬‬
‫‪ -‬وكاستثناء لما سبق ذكره ‪،‬فإن اإلدارة الجبائية غير مقيدة بمدة الرقابة بعين‬
‫المكان المذكورة أعاله ‪،‬في الحالتين التاليتين ‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال طرق تدليسية مثبتة قانونا أو تقديم معلومات خاطئة وغير كاملة ‪،‬أو‬
‫عدم استجابة المكلف لطلبات التوضيح والتبرير ‪.‬‬
‫‪ -‬فحص مالحظات وطلبات المكلف بعد انتهاء التحقيق طبقا لنص المادة ‪07/40‬‬
‫‪1‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجبائية ‪.‬‬

‫و يمكن أن تمدد مدة التحقيق في المحاسبة في عين المكان بأجل ممنوح للمكلف‬
‫بالضريبة المحقق معه بموجب المادة ‪ 40‬مكرر‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج لإلجابة على طلبات التوضيح‬
‫أو التبرير في حالة وجود شبهة لعمليات التحويل غير المباشرة لألرباح بمفهوم المادة ‪222‬‬
‫‪2‬‬
‫من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه ‪،‬أنه عند االنتهاء من التحقيق في المحاسبة الخاصة بفترة معينة‬
‫بالنسبة لضريبة أو رسم أو مجموعة من الضرائب أو الرسوم ‪ ،‬ال يمكن لإلدارة الجبائية أن‬
‫تشرع في تحقيق جديد لنفس التقييدات المحاسبية لنفس الضرائب والرسوم وبالنسبة لنفس‬

‫‪ -1‬ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪،‬سنة ‪، 4026‬ص ‪. 47‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬فقرة ‪ 07‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الفترة ‪،‬لكن استثناء من ذلك ‪،‬يمكن إلدارة الضرائب الشروع في تحقيق جديد إذا ثبت لها أن‬
‫المكلف بالضريبة قد استعمل مناورات تدليسية أو أعطى معلومات غير كاملة أو خاطئة‬
‫‪1‬‬
‫خالل التحقيق ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات التحقيق في المحاسبة‬

‫تعتبر إجراءات التحقيق في المحاسبة بمثابة ضمانات تمنح للمكلف بالضريبة ‪،‬بهدف‬
‫حمايته من تعسف اإلدارة الضريبية عند قيامها بمهمة التحقيق ‪،‬وعلى هذا األساس قام‬
‫المشرع الجزائري بإلزام األعوان المحققين بضرورة احترام هذه الضمانات ‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫اإلخالل بهذه االلتزامات يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق ‪ ،‬وتتمثل هذه اإلجراءات في ‪:‬‬
‫إعالم المكلف بالضريبة ‪،‬منح المكلف بالضريبة آجال للتحضير ‪،‬إعالم المكلف بحقه في‬
‫االستعانة بمستشار ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إعالم المكلف بالضريبة‬

‫ال يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية الشروع في إجراء التحقيق في المحاسبة ‪،‬دون إعالم‬
‫المكلف بالضريبة مسبقا عن طريق إرسال إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول ‪ ،‬من‬
‫أجل تمكينه من تحضير محاسبته ‪ ،2‬وهذا ال يمنع المحققين من القيام بشكل مفاجئ‬
‫بمراقبات في عين المكان فيما يخص معاينة العناصر المادية لالستغالل ووجود الوثائق‬
‫المحاسبية للمكلف دون التعرض للفحص اإلنتقادي للمحاسبة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 04‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬سميرة بوعكاز ‪،‬مساهمة التدقيق الجبائي في الحد من التهرب الضريبي ‪،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫التجارية ‪،‬تخصص محاسبة ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكر ‪، 4027،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وقد أشارة المشرع الجبائي إلى ضرورة إرفاق اإلشعار بالتحقيق بميثاق حقوق واجبات‬
‫المكلف المحقق في محاسبته ‪،‬وأن يتضمن اإلشعار بالتحقيق البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ألقاب وأسماء ورتب المحققين ‪.‬‬


‫‪ -‬تاريخ وساعة ّأول تدخل ‪.‬‬
‫‪ -‬الفترة التي يتم التحقيق فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬الحقوق والضرائب و الرسوم واألتاوى المعنية بالتحقيق ‪.‬‬
‫‪ -‬الوثائق الواجب اإلطالع عليها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى إمكانية االستعانة بمستشار من اختيار المكلف أثناء اجراءات عملية‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة ‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية هذا اإلجراء ‪،‬كونه يشكل ضمانة أساسية لحقوق المكلف بالضريبة فإن‬
‫المشرع الجزائري لم يعفي اإلدارة الجبائية من تسليم اإلشعار بالتحقيق في المحاسبة في حالة‬
‫حدوث المراقبة المفاجئة ‪،‬التي تهدف إلى معاينة العناصر المادية للعناصر الطبيعية‬
‫لالستغالل ‪،‬أو التأكد من وجود الوثائق المحاسبية‪ ،‬ويسلم اإلشعار بالتحقيق في بداية‬
‫عمليات المراقبة‪.‬‬
‫وباستقرائنا لنص المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬نجد أن المشرع الجزائري قد استعمل عبارات‬
‫اإللزام منها‪":‬ال يمكن الشروع في أي تحقيق في المحاسبة ‪ " ،"....‬يجب أن يبين اإلشعار‬
‫بالتحقيق‪ "....‬وبالتالي فإن تخلف إحدى هذه الضوابط يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق‬
‫في المحاسبة ‪.‬‬
‫وهو ما أكده مجلس الدولة في ق ارره رقم ‪ 2245‬الصادر بتاريخ ‪ 4002 /05/60‬في‬
‫قضية إدارة الضرائب ضد (و‪.‬ط) ‪،‬حيث استأنفت إدارة الضرائب القرار الصادر عن مجلس‬
‫قضاء البلدية في ‪ 2222/04/44‬القاضي ببطالن إجراءات المتابعة الجبائية المفروضة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫على المستأنف عليها (أ‪.‬ص) تاجرة بالجملة في المواد الغدائية ‪،‬وبالرجوع إلى إلى ملف‬
‫الد عوى األولى واالستئناف فإن إدارة الضرائب لم تتمكن فعال من إثبات أن التحقيق الذي‬
‫تم ضد المستأنف عليها كان مطابق للمرسوم التنفيدي ‪ 420 -25‬المؤرخ في ‪/45‬‬
‫‪ 2225/05‬المتضمن لجان التحقيق والفرق المختلطة بين مصالح و ازرة المالية ‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫حيث أنه وبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 226‬الفقرة ‪ 06‬من قانون الرسم على األعمال‬
‫والمادة ‪ 220‬الفقرة ‪ 06‬من قانون الضرائب ‪،‬فإنهما تلزمان المحققون بإشعار المكلف‬
‫بالضريبة بإجراء التحقيق تحت طائلة البطالن غير أن هذا اإلجراء لم يقم به المحقون وهو‬
‫كذالك ما يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق التي قامت بها إدارة الضرائب‪.1‬‬
‫حيث أن إجراءات التحقيق والتبليغ والتحصيل كلها كانت باطلة نظ ار لمخالفتها القانون‬
‫المذكور أعاله مما يجعل أن كل ما بني على باطل فهو باطل وأن قرار المجلس قد أصاب‬
‫في حكمه مما يستوجب المصادقة عليه ‪.2‬‬

‫ثانيا ‪:‬منح المكلف بالضريبة آجال للتحضير‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 02/40‬أنه "‪...‬ال يمكن البدء في فحص الوثائق‬
‫المحاسبية من حيث الموضوع إال بعد مرور أجل التحضير المذكور سابقا "‪.‬ويستخلص من‬
‫هذه المادة أن اإلدارة الجبائية يقع على عاتقها التزام باحترام آجال التحضير الممنوحة‬
‫للمكلف ‪،‬و يترتب على مخالفتها لهذا االلتزام بطالن إجراءات التحقيق ‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع الجزائري مهلة تحضير الوثائق من قبل المكلف بعشرة(‪ )20‬أيام كحد‬
‫أدنى من تاريخ استالمه لإلشعار بالتحقيق ‪ 3.‬وسواء تم إرسال اإلشعار عن طرق البريد ‪،‬أو‬

‫‪ -1‬تم نقل أحكام المادتين ‪ 220‬من قانون الضرائب والمادة ‪ 226‬من قانون الرسم على رقم األعمال إلى نص المادة ‪40‬‬
‫الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار رقم ‪ 2245‬الصادر بتاريخ ‪، 2222/04/44‬مجلة مجلس الدولة ‪،‬عدد خاص ‪.4006،‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫تسليمه مباشرة للمكلف مقابل إشعار بالوصول في الحالة العادية للتحقيق في المحاسبة ‪،‬أو‬
‫تم تسليمه إياه إثر مراقبة مفاجئة تهدف إلى المعاينة المادية لعناصر االستغالل والتأكد من‬
‫وجود الوثائق المحاسبية ‪ ،‬فإن المشرع يعطي للمكلف أجل عشرة (‪ )20‬أيام لتحضير الدفاتر‬
‫‪1‬‬
‫والوثائق المحاسبية ‪،‬وكل ما من شأنه تبرير النتيجة المتوصل إليها في هذه الوثائق ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬إعالم المكلف بالضريبة بحقه في االستعانة بمستشار‬
‫يعتبر إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار من أهم الضمانات الممنوحة للمكلف‬
‫بالضريبة لمواجهة اإلدارة الجبائية ‪،‬لذا أوجب المشرع الجبائي أن يشير صراحة كل من‬
‫اإلشعار بالتحقيق الذي ترسله إدارة الضرائب للمكلف قبل القيام بعملية المراقبة ‪،‬واإلشعار‬
‫بإعادة التقويم والذي ترسله اإلدارة بعد االنتهاء من عملية التحقيق إلى أن المكلف يستطيع‬
‫‪2‬‬
‫االستعانة بمستشار من اختياره ‪،‬وذلك تحت طائلة بطالن إجراء التحقيق ‪.‬‬
‫ويالحظ من خالل الفقرتين ‪ 02‬و‪ 02‬من المادة ‪ 40‬أن اإلدارة ملزمة بتذكير المكلف‬
‫بحقه في االستعانة بمستشار ‪،‬وأن امتناعها عن هذا االلتزام يؤدي إلى بطالن إجراءات‬
‫التحقيق بطالنا مطلقا ‪،‬لكن امتناع المكلف بالضريبة عن استعمال حقه في االستعانة‬
‫بمستشار ال يرتب أي أثر قانوني ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج التحقيق في المحاسبة‬
‫إن التدخل في عين المكان ومعاينة وضعية المكلف ‪،‬وكل ما يتعلق بنشاطه والمراجعة‬
‫المحاسبية للدفاتر شكال ومضمونا ‪،‬والتي من خاللها يستطيع العون المحقق معرفة مدى‬
‫صحة التصريحات المقدمة من قبل المكلف بالضريبة ‪،‬ودرجة توافق سير المؤسسة مع‬
‫االلتزامات المحاسبية ‪،‬وبعد ان تهاء عملية التحقيق والمقارنة يتمكن العون المحقق من‬
‫استخالص نتائج التحقيق ‪،‬فقد يتوصل المحقق إلى قبول المحاسبة ‪،‬وهنا قد يقضي المحقق‬

‫‪ _1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.265‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬الفقرتين‪ 02‬و‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫بعدم إجراء أي تقويم في حالة القبول النسبي للمحاسبة ‪ ،‬أو يتوصل المحقق إلى رفض‬
‫المحاسبة وبالتالي إجراء التقويم التلقائي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن اإلدارة الجبائية ملزمة بتبليغ نتائج التحقيق للمكلف المحقق في‬
‫‪1‬‬
‫محاسبته ‪،‬بعد تحديد أساس فرض الضريبة ‪،‬حتى في حالة عدم إجراء إعادة التقويم‪.‬‬

‫أوال ‪:‬قبول المحاسبة‬

‫يقضي العون المحقق بقبول محاسبة المكلف بالضريبة ‪،‬إذا كانت مطابقة لألحكام‬
‫القانون التجاري ومبادئ النظام المالي المحاسبي وصحيحة من حيث المضمون ‪،‬حيث يمكن‬
‫التمييز بين نوعين من القبول ‪:‬‬

‫‪-1‬القبول الصريح‬

‫يقبل المحقق محاسبة المكلف بالضريبة صراحة إذا كان مسك الدفاتر والوثائق‬
‫المحاسبية مطابق للشروط المنصوص عليها قانونا ‪،‬وأن تكون التصريحات المقدمة من‬
‫طرف المكلف صحيحة وتعكس النشاط الحقيقي للمؤسسة ‪،‬وبذلك يقوم المراقب بتبليغ‬
‫‪2‬‬
‫المكلف بنتائج التحقيق دون أجراء أي تقويمات ‪.‬‬

‫‪ -2‬القبول النسبي للمحاسبة‬

‫وقد يخلص العون المحقق إلى القبول النسبي للمحاسبة من خالل إق ارره بإعادة التقويم‬
‫الثنائي ‪،‬وذلك في حالة قبوله للدفاتر والوثائق المحاسبية رغم عدم انسجامها مع النشاط‬
‫الحقيقي والتصريحات المقدمة من طرف المكلف ‪،‬أو ظهور أخطاء ونقائص في العمليات‬
‫التي تقوم على أساسها الضريبة ‪،‬والتي يستنتج العون المحقق بأنها غير ناتجة عن نية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 24‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الجليل لخذاري ‪،‬الرقابة الجبائية كأداة لمكافحة التهرب الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم‬
‫مالية ومحاسبية ‪،‬تخصص فحص محاسبي ‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪، 4022،‬ص ‪.24‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وقصد التهرب من دفع الضريبة ‪،‬مما يستوجب إعادة تأسيس الوعاء الضريبي عن طريق‬
‫‪1‬‬
‫المناقشة بين المحقق والمكلف بالضريبة ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد ألزم المشرع اإلدارة الجبائية بضرورة إرسال إشعار بإعادة التقويم‬
‫للمكلف بالضريبة في رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم ‪،‬أو يسلم له مع إشعار‬
‫باالستالم ‪،‬و أن يكون اإلشعار بإعادة التقويم مفصال بقدر كاف ومعلال ‪،‬كما يتعين إعادة‬
‫ذكر أحكام المواد التي يؤسس عليها إعادة التقويم بطريقة تسمح للمكلف بالضريبة من إعادة‬
‫‪2‬‬
‫تشكيل أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظاته أو إعالن قبوله لها ‪.‬‬
‫وبعد إعالم المكلف بإعادة التقويم يمكن للعون المحقق أن يصادف إحدى الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حالة رد المكلف في اآلجال المحددة‬
‫‪ ‬قبول المكلف الصريح‬

‫قد يقتنع المكلف بالضريبة باألساس الضريبي الذي حدده له العون المحقق فيعلن قبوله‬
‫صراحة بهذا األساس ‪،‬وفي هذه الحالة يصبح أساس فرض الضريبة محدد نهائيا وينتج عن‬
‫ذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم إمكانية اإلدارة الرجوع فيه إال في حالة ما إذا كان المكلف بالضريبة قد استعمل‬
‫مناورات تدليسية ‪،‬أو أعطى معلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق ‪.‬‬

‫‪-‬عدم إمكانية االعتراض على األساس الضريبي عن طريق الطعن النزاعي من قبل‬
‫‪3‬‬
‫المكلف بالضريبة ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.220‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 05‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ ‬تقديم المكلف مالحظات‬


‫منح المشرع الجزائري للمكلف بالضريبة أجل أربعين (‪ )20‬يوما لتقديم المالحظات‬
‫التي يراها ضرورية ‪،‬و بالمقابل ألزم العون المحقق بإعطاء كل التفسيرات الشفوية المفيدة‬
‫للمكلف بالضريبة حول مضمون التبليغ ‪،‬إذا طلب هذا األخير ذلك ‪،‬قبل انقضاء أجل الرد‬
‫‪،‬أما بعد الرد فيتوجب عليه االستماع إلى المكلف بالضريبة إذا تبين له أن سماعه مجد أو‬
‫‪1‬‬
‫إذا طلب هذا األخير إعطاء تفسيرات تكميلية ‪.‬‬
‫وتبعا للمناقشة الكتابية التي تجرى بين المحقق والمكلف بالضريبة ‪،‬قد يعلن العون‬
‫المحقق عن رفضه لمالحظات المكلف ‪،‬وهنا ينبغي عليه أن يعلمه بذلك من خالل مراسلة‬
‫تكون مفصلة ومبررة ‪،‬و إذا أظهرت هذه المراسلة سببا آخر إلعادة التقويم ‪،‬أو أخد عناصر‬
‫جديدة لم يسبق أخدها عبر اإلشعار األصلي ‪،‬يمنح للمكلف أجل إضافي يقدر بأربيعين‬
‫(‪ )20‬يوما ليرسل مالحظاته ‪2.‬غير أنه في حالة قبول العون المحقق للمالحظات واإلثباتات‬
‫‪3‬‬
‫المقدمة من طرف المكلف ‪،‬يعدل عن األساس الضريبي المعلن عنه ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حالة عدم رد المكلف في اآلجال المحددة‬

‫يعتبر عدم رد المكلف بالضريبة في اآلجال المحددة قانونا بمثابة قبول ضمني ‪،‬وبذلك‬
‫يصبح أساس فرض الضريبة محدد نهائيا ‪،‬ويترتب على ذلك عدم إمكانية الرجوع عن‬
‫األساس الضريبي من طرف اإلدارة الجبائية إال في حالة استعمال المناورات التدليسية أو‬
‫‪4‬‬
‫إعطاء معلومات خاطئة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬نفس الفقرة ‪،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪ -4‬محمد جبالي مرجع سابق ‪،‬ص ‪.224‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا ‪ :‬رفض المحاسبة‬

‫وقد يتوصل العون المحقق إلى رفض المحاسبة شكال ومضمونا ‪،‬نظ ار لكثرة األخطاء‬
‫الموجودة فيها وعدم صحة المداخيل المصرح بها من قبل المكلف ‪،‬وفي هذه الحالة يقوم‬
‫العون المحقق بإجراء التقويم التلقائي ‪،‬وهو إجراء تنفرد به اإلدارة الضريبية ‪،‬حيث تتولى‬
‫تحديد أساس فرض الضريبة تلقائيا دون إجراء أي مناقشة مع المكلف بالضريبة وعلى اإلدارة‬
‫االلتزام بتبليغ هذا األخير بالنتيجة ‪.‬‬
‫ونظ ار لجسامة ا آلثار التي قد تنجم عن رفض المحاسبة ومن أجل حماية المكلف‬
‫بالضريبة من تمادي المحقق في اللجوء إلى التقييم التلقائي ألساس فرض الضريبة ‪،‬قام‬
‫المشرع الجبائي بتحديد الحاالت التي يتم فيها رفض المحاسبة هذا من جهة ‪،‬كما حدد‬
‫حاالت اللجوء إلى التقييم التلقائي من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪-1‬حاالت رفض المحاسبة‬

‫ال يمكن لإلدارة الضريبية رفض المحاسبة عقب التحقيق فيها ‪،‬إالّ إذا أثبتت طابعها‬
‫غير المقنع ‪،‬وقد حدد المشرع الجزائري حاالت رفض المحاسبة على سبيل الحصر وهي‬
‫كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬عندما يكون مسك الدفاتر والسندات المحاسبية والوثائق الثبوتية غير مطابق‬
‫ألحكام المواد من ‪ 22 – 2‬من القانون التجاري‪، 1‬وللنظام المحاسبي المالي‬
‫وغيرها من التشريعات والتنظيمات المعمول بها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 72-57‬مؤرخ في ‪ 42‬سبتمبر ‪، 2257‬يتضمن القانون التجاري ‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪40-27‬‬
‫صادر في ‪، 4027-24-60‬ج‪.‬ر عدد ‪، 52‬صادرة في ‪ 60‬ديسمبر‪. 4027‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬عندما تتضمن المحاسبة أخطاء أو إغفاالت أو معلومات غير صحيحة ومتكررة‬


‫‪1‬‬
‫في عمليات مرتبطة بعمليات المحاسبية ‪.‬‬

‫‪-2‬حاالت إجراء التقويم التلقائي‬

‫يتم اللجوء إلى التقويم التلقائي ألسس فرض الضريبة على المدين بها في الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تستحيل المراقبة أو التحقيق أو حتى المعاينة بسبب فعل المكلف أو فعل‬
‫الغير ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مسك المكلف لمحاسبة قانونية أو للسجل الخاص المنصوص عليه في‬
‫المادتين ‪ 22‬و ‪ 22‬من قانون الرسوم على رقم األعمال الذي يسمح بإثبات رقم‬
‫األعمال المصرح به‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اكتتابه كشوف رقم األعمال المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬من قانون‬
‫الرسوم على رقم األعمال بعد شهر واحد على األقل من إعذار المصلحة له عن‬
‫طرق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم بتسوية وضعيته في حالة عدم‬
‫التصريح ‪،‬وعندما يتجاوز الدخل الصافي اإلجمالي اإلعفاء من الضريبة‪،‬وذلك‬
‫حسب المواد (‪ )24-47‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يرد على طلبات التوضيح والتبرير التي قدمها المفتش أو المحقق ‪.‬‬

‫‪ -‬عندما ال تقدم المحاسبة إال في حالة حدوث قوة قاهرة ‪،‬بعد انقضاء أجل ثمانية (‪)4‬‬
‫أيام المنصوص عليه في المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة ما إذا تجاوزت النفقات الشخصية الجلية والمداخيل العينية إجمالي اإلعفاء‬
‫من الضريبة ‪،‬ولم يتم التصريح بها أو في حالة ما إذا كان الدخل المصرح به بعد طرح‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 26‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫اإلعفاء المنصوص عليها في المادة ‪ 47‬من قانون الضرائب المباشرة يقل عن إجمالي نفس‬
‫‪1‬‬
‫النفقات أو المداخيل غير المصرح بها أو التي تم إخفاؤها والمداخيل العينية ‪.‬‬

‫وما يالحظ من نص المادة ‪ 22‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬أن المشرع الجزائري قد‬
‫حدد الحاالت الواجب توافرها للقيام بالتقويم التلقائي على سبيل الحصر‪،‬لذلك ال يمكن لإلدارة‬
‫الجبائية القيام بهذا اإلجراء إالّ إذا توافرت إحدى الحاالت السالفة الذكر ‪،‬واالّ كان عملها‬
‫باطال ‪،‬مما يعرضها للمتابعة القضائية ‪.‬‬
‫‪Vérification Ponctuelle de‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التحقيق المصوب في المحاسبة(‬
‫‪)Comptabilité‬‬
‫نظ ار للسلبيات التي يحتويها التحقيق المحاسبي والمتمثلة في فترة التقادم التي هي أربعة‬
‫(‪ )02‬سنوات والتي تتعارض مع سرعة الغش الضريبي ‪،‬تم استحداث نوع جديد من التحقيق‬
‫والمسمى بالتحقيق المصوب في المحاسبة ‪،‬من أجل تغطية النقص الذي يتخلل التحقيق‬
‫المحاسبي ‪.‬‬
‫يعتبر التحقيق المصوب في المحاسبة طريقة من طرق الرقابة الجبائية طبقا ألحكام‬
‫المادة ‪ 40‬مكرر التي تم استحداثها مؤخ ار بموجب قانون المالية لسنة ‪،24004‬هذا النوع من‬
‫التحقيق ال يختلف عن التحقيق العادي من حيث اإلجراءات ‪،‬و يعد التحقيق تحقيقا محاسبيا‬
‫مصوبا إذا اقتصر التحقيق المحاسبي على نوع أو عدة أنواع من الضرائب أو شمل كل‬
‫الفترة غير المتقادمة أو جزء منها ‪ ،‬أو مجموعة العمليات أو المعطيات المحاسبية المتعلقة‬
‫بفترة تقل عن سنة جبائية‪ ،3‬و يتم هذا التحقيق كذلك عندما تشك اإلدارة الجبائية في صدق‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 22‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪، 44‬من قانون المالية لسنة ‪، 4004‬معدلة بالمادة ‪ 42‬من قانون المالية لسنة ‪،4020‬والمادة ‪ 64‬من قانون‬
‫المالية لسنة ‪، 4024‬والمادة ‪ 42‬من قانون المالية لسنة ‪.4022‬‬
‫‪ -3‬ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.26‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المستندات أو االتفاقيات التي تم إبرامها من طرف المكلفين بالضريبة والتي تخفي المضمون‬
‫‪1‬‬
‫الحقيقي للعقد عن طريق بنود تهدف إلى تجنب أو تخفيض األعباء الجبائية ‪.‬‬
‫التحقيق الصوب في المحاسبة مقنن في المادة ‪ 40‬مكرر من قانون اإلجراءات‬
‫الجبائية‪ ،‬و هو إجراء مراقبة مصوبة ‪،‬أقل شمولية ‪،‬وأكثر سرعة من التحقيق المحاسبي ‪،‬هذا‬
‫النوع من المراقبة عبارة عن وسيلة تسمح بالقيام بتحريات مصوبة أو برامج أولوية بما أنه ال‬
‫إجرء تحقيق معمق للمحاسبة ‪،‬والرجوع إلى الفترة التي تمت‬
‫يمنع اإلدارة الجبائية من إمكانية ا‬
‫فيها المراقبة ‪،2‬مع اإلشارة إلى أنه من غير الممكن أن ينتج عن التحقيق المصوب بأي حال‬
‫من األحوال فحص معمق ونقدي لمجمل محاسبة المكلف بالضريبة ‪.3‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط التحقيق المصوب في المحاسبة‬
‫وضع المشرع الجبائي جملة من الشروط التي ينبغي على اإلدارة الجبائية مراعاتها عند‬
‫إجراء التحقيق المصوب في المحاسبة ‪،‬ويمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن ال تتجاوز المدة التي يتم التحقيق في محاسبة المكلف بالضريبة سنة‬
‫(‪ )02‬جبائية واحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن تحت طائلة بطالن اإلجراءات أن تستغرق مدة التحقيق في عين المكان‬
‫‪4‬‬
‫أكثر من شهرين (‪.)04‬‬
‫‪ -‬يجب أن يشمل اإلشعار بالتحقيق باإلضافة إلى العناصر المشترطة أثناء التحقيق‬
‫في المحاسبة‪ ،‬توضيح طابع التصويب في التحقيق‪ ،‬كما يجب إعالمه بطبيعة‬
‫العمليات المحقق فيها ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪، 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪،‬مرجع سابق ‪.22‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪، 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬ال يمكن إجراء التحقيق في المحاسبة إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية برتبة‬
‫مفتش ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب إعالم المكلف بالضريبة مسبقا ‪،‬قبل الشروع في إجراء التحقيق المصوب في‬
‫المحاسبة ‪،‬عن طريق إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق مقابل إشعار بالوصول‬
‫مرفقا بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪،‬على أن‬
‫يستفيد من أجل أدنى للتحضير ‪،‬مدته عشرة (‪ )20‬أيام من تاريخ استالم هذا‬
‫‪1‬‬
‫اإلشعار ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز التحقيق المصوب عن التحقيق في المحاسبة‬
‫على الرغم من خضوع التحقيق المصوب للقواعد العامة للتحقيق باستثناء أحكام‬
‫الفقرتين (‪ )02‬و (‪ )07‬من المادة ‪ 40‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ،‬إال أنه يتميز عن‬
‫التحقيق في المحاسبة في عدة مواطن ‪،‬حيث توجد اختالفات بينهما يمكن أن نوجزها في ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن التحقيق المصوب تقتصر عملية التحقيق فيه على نوع أو عدة أنواع من‬
‫الضرائب والرسوم و ما يرتبط بها من معلومات محاسبية ‪،‬لفترة كاملة أو لجزء منها لمدة تقل‬
‫‪2‬‬
‫أما في التحقيق في المحاسبة فيقوم العون المحقق بالتحقيق في كل‬
‫عن سنة جبائية ‪ّ .‬‬
‫المعلومات المحاسبية التي لها عالقة بالمكلف محل التحقيق ‪،‬وفي كل الضرائب و الرسوم‬
‫المعني بها ‪،‬ألربع سنوات ماضية‪.‬‬

‫‪ -‬أثناء التحقيق المصوب في المحاسبة يمكن لإلدارة أن تطلب من المكلف بالضريبة‬


‫المحقق في محاسبته تقديم الوثائق المحاسبية والوثائق التوضيحية على غرار الفواتير والعقود‬
‫ووصول الطالبيات أوالتسليم المرتبطة بالحقوق والضرائب والرسوم و األتاوى المتعلقة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪ 06‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫بالتحقيق‪ .1‬أما في التحقيق في المحاسبة فتكتفي اإلدارة الجبائية بالتحقيق في الدفاتر والوثائق‬
‫المحاسبية ‪،‬واذا كانت المحاسبة ممسوكة بواسطة اإلعالم اآللي فتقوم اإلدارة بمراقبة‬
‫‪2‬‬
‫المعلومات والمعطيات والمعالجات التي تساهم في تكوين النتائج المحاسبية أو الجبائية‪.‬‬

‫‪ -‬ال تتجاوز مدة التحقيق المصوب في المحاسبة في عين المكان أكثر من شهرين‬
‫(‪ .3 )04‬بينما تختلف مدة التحقيق في المحاسبة في الدفاتر الوثائق المحاسبية باختالف رقم‬
‫األعمال المبين أعاله ‪،‬فقد تستغرق ثالثة (‪ )06‬أشهر ‪،‬أو ستة (‪ )02‬أشهر ‪،‬أو تسعة (‪)02‬‬
‫‪4‬‬
‫أشهر‪.‬‬

‫‪ -‬يمنح للمكلف الضريبة أجل ثالثين (‪ )60‬يوما إلرسال مالحظاته أو قبوله ابتداء من‬
‫‪5‬‬
‫أما في التحقيق في‬ ‫تاريخ تسليم اإلشعار بإعادة التقويم المتعلق بالتحقيق المصوب‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المحاسبة فيمنح للمكلف أجل أربعين (‪ )20‬يوما إلرسال مالحظاته أو قبوله‪.‬‬

‫أن ممارسة التحقيق المصوب ال يمنع اإلدارة الجبائية من إمكانية إجراء التحقيق‬
‫‪ّ -‬‬
‫المعمق في المحاسبة الحقا والرجوع إلى الفترة التي تمت فيها المراقبة ‪،‬ويجب على اإلدارة‬
‫في هذه الحالة أن تأخذ بعين االعتبار الحقوق المطالب بها نتيجة إلعادة التقييم المتمم عند‬
‫التحقيق المصوب ‪ .7‬في حين يمنع عن اإلدارة الجبائية أن تشرع في مراقبة جديدة لنفس‬
‫التقييدات المحاسبية ‪،‬فواتير أو مذكرات ‪ ،‬بالنسبة لنفس الضرائب و الرسوم ‪،‬وبالنسبة لنفس‬
‫الفترة ‪،‬عندما ينتهي التحقيق في المحاسبة الخاص بفترة معين ‪،‬واستثناء من ذلك يمكنها‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬فقرتين ‪ 02‬و ‪، 06‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 40‬فقرة ‪، 07‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪ ، 07‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 40‬فقرة ‪ ، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 40‬مكرر فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫إعادة التحقيق في المحاسبة أذا استعمل المكلف بالضريبة مناورات تدليسية أو أعطى‬
‫‪1‬‬
‫معلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‬


‫‪La vérification Approfondie de la Situation Fiscale d’ensemble‬‬
‫إن التحديات التي تواجه اإلدارة الجبائية تتمثل في السعي الدائم إلى احترام القانون‬
‫الجبائي ومكافحة الغش الضريبي ‪،‬وقد قامت بوضع نصوص تشريعية جديدة لمراقبة مداخيل‬
‫األشخاص الطبيعية ‪ 2،‬بهدف تعزيز آليات الرقابة الجبائية ‪،‬وذلك من خالل استحداث‬
‫التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة كامتداد منطقي وضروري للتحقيق المحاسبي‬
‫‪،‬وتم استحدث هذا اإلجراء ألول مرة بموجب المادة ‪ 46‬من قانون المالية لسنة ‪2224‬‬
‫‪3‬‬
‫‪،‬مسايرة لحركة اإلصالحات التي عرفتها السياسة الجبائية في الجزائر‪.‬‬
‫ويقصد بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة " مجموعة العمليات الخاصة‬
‫بالبحث والتقصي من أجل الكشف عن الفرق بين مداخيل المكلف بالضريبة ( الشخص‬
‫‪4‬‬
‫الطبيعي ) ‪،‬والمداخيل المحققة فعال "‪.‬‬
‫كما عرفه قانون اإلجراءات الجبائية بأنه ‪ ":‬يمكن ألعوان اإلدارة الجبائية أن يشرعوا‬
‫في التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة لألشخاص الطبيعيين بالنسبة للضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي ‪،‬سواء توفر لديهم موطن جبائي في الجزائر أم ال ‪،‬عندما تكون لديهم‬
‫‪5‬‬
‫التزامات متعلقة بهذه الضريبة "‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 40‬فقرة ‪ 04‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬معدلة بالمادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 24-27‬صادر في ‪ 60‬ديسمبر ‪، 4027‬يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪، 4022‬ج‪.‬ر عدد ‪، 54‬صادرة في ‪ 62‬ديسمبر ‪.4027‬‬
‫‪ -2‬مصطفى عوادي ‪ ،‬يونس زين ‪ ،‬الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام الجبائي الجزائري‪ ،‬مكتبة بن‬
‫موسى السعيد‪ ،‬الجزائر‪، 4022 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬مختار تريش ‪،‬دور مفتش الضرائب في قمع ظاهرة التهرب الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫‪،‬تخصص القانون العام لألعمال ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي مرباح ‪،‬ورقلة ‪، 4022،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -4‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 40‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫فقد يتمكن المكلف من إخفاء مبالغ مالية ‪،‬وعدم التصريح بها سواء كانت متأتية من‬
‫نشاطه المعلن أومن نشاطات أخرى سرية ‪،‬أو يكون له مداخل من خارج الوطن أو عائدات‬
‫قيم منقولة غير مصرح بها ‪،‬فيكون من حق اإلدارة الجبائية مراقبة هذه المداخل عند‬
‫استعمالها أو انعكاسها على نمط معيشة وممتلكات المكلف ‪،‬ببحث االنسجام بين مداخل‬
‫المكلف بالضريبة المصرح بها من جهة والذمة المالية والممتلكات والعناصر المكونة لنمط‬
‫معيشة أعضاء المقر الجبائي من جهة أخرى ‪،‬عن طريق التحقيق المعمق في الوضعية‬
‫‪1‬‬
‫الجبائية الشاملة ‪.‬‬
‫هذا النوع من الرقابة يخص الضريبة على الدخل اإلجمالي لألشخاص الطبيعيين ‪،‬كما‬
‫أنه يهدف إلى التأكد من صحة المداخيل المصرح بها كأساس للضريبة على الدخل ‪،‬وكذا‬
‫مراقبة تجانس هذه المداخيل مع صحة الذمة المالية للمكلف وعناصر الثراء الخارجية‬
‫‪2‬‬
‫وأعباء أعضاء السكن العائلي ‪.‬‬
‫ونظ ار لحساسية التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة قام المشرع‬
‫الجزائري بإحاطته بمجموعة من اإلجراءات والضوابط وسوف نتناول بالدراسة إجراءات‬
‫التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة وشروطه وكذا نتائجه‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬شروط التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة‬


‫تتميز عملية التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة بخصائص تجعلها‬
‫حساسة وخطيرة ‪،‬لذلك حرص المشرع على إحاطتها بالسر المهني وضبطها بالشروط‬
‫القانونية الكفيلة بإنجاحها ‪،‬وذلكم ضمن المادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬وسوف‬
‫نتناولها على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬محل التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة‬

‫م ّكن المشرع الجزائري أعوان اإلدارة الجبائية من إجراء التحقيق المعمق في الوضعية‬
‫الجبائية الشاملة لألشخاص الطبيعيين بالنسبة للضريبة على الدخل اإلجمالي ‪،‬وذلك بهدف‬
‫التأكد من االنسجام الحاصل بين المداخيل المصرح بها من جهة ‪،‬والذمة المالية والعناصر‬
‫المكونة لنمط معيشة أعضاء المقر الجبائي من جهة أخرى ‪ 1.‬ومن هذا المنطلق يتضح لنا‬
‫أن محل التحقيق المعمق يتمثل في األشخاص الخاضعين للتحقيق من جهة وطبيعة‬
‫الضريبة المعنية به من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪-1‬األشخاص الخاضعين للتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات الجبائية ‪،‬يتضح لنا أن التحقيق‬
‫المعمق ال يمكن أن يقوم به أعوان اإلدارة الضريبية إالّ على األشخاص الطبيعيين ‪ ،‬وال‬
‫يطبق على األشخاص المعنويين ‪2،‬على عكس التحقيق في المحاسبة الذي يقتصر محله‬
‫على المؤسسات التي يلزمها ال قانون بمسك المحاسبة ‪،‬غير أنه يمكن برمجة التحقيق المعمق‬
‫في الوضعية الجبائية الشاملة إثر التحقيق في المحاسبة سواء كان باسم المستغل الشخصي‬
‫لمؤسسة أو الرؤساء والشركاء األساسيين في الشركة أو كل شخص ملزم قانونا بالتصريح‬
‫‪3‬‬
‫بمجمل دخله ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألشخاص الخاضعين للضريبة على الدخل فتناولهم قانون الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يوجد موطن تكليفهم في الجزائر ‪ :‬و هم األشخاص الذين يتوفر‬
‫لديهم مسكن بصفتهم مالكين له ‪،‬أو المنتفعين به ‪،‬أو مستأجرين إضافة إلى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ -2‬العيد صالحي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪ -3‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫األشخاص الذين لهم في الجزائر مكان إقامتهم الرئيسية أو مركز مصالحهم‬


‫األساسية ‪،‬واألشخاص الذين يمارسون نشاط مهنيا بالجزائر سواء كانوا أجراء أم‬
‫ال‪،‬وكذلك أعوان الدولة الذين يمارسون وظائفهم أو يكلفون بمهام في بلد أجنبي‬
‫والذين ال يخضعون في هذا البلد الضريبية شخصية على مجموع دخلهم ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يوجد موطن تكليفهم خارج الجزائر ‪،‬ويحققون عائدات من‬
‫‪1‬‬
‫مصدر جزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يتحصلون في الجزائر على أرباح أو المداخيل يحول فرض‬
‫الضريبة عليها إلى الجزائر بمقتضى اتفاقية جبائية تم عقدها مع بلدان أخرى‬
‫‪،‬سواء كان موطن تكليفهم في الجزائر أم ال ‪،‬وسواء كانوا من جنسية جزائرية أو‬
‫‪2‬‬
‫أجنبية ‪.‬‬
‫‪-2‬الضريبة المعنية بالتحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة‬
‫أما فيما يخص الضريبة المعنية بالتحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪،‬هي الضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي للشخص الطبيعي ‪،‬ويقصد بالضريبة على الدخل اإلجمالي ‪،‬تلك التي‬
‫تفرض على مجم وع الدخل المتحقق للمكلف بالضريبة من مصادر متعددة ‪،‬حيث يتم النظر‬
‫إلى المكلف بالضريبة بصورة شاملة والى إجمالي دخله المحقق من أنشطته المختلفة‬
‫ومصادر ملكيته المتعددة دون تمييز بينها ومثال ذلك الشخص الذي يمتلك قطعة أرض‬
‫ويمارس نشاطا تجاريا ويمتلك أوراقا مالية فإن الضريبة تفرض على إجمالي الدخل الذي‬
‫‪3‬‬
‫يحققه من هذه المصادر المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 202-52‬صادر في ‪، 2252-24-02‬ج‪.‬ر عدد ‪ 204‬لسنة ‪،2252‬يتضمن‬


‫ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م ‪،‬المعدل والمتمم بموجب قانون المالية لسنة ‪.4022‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد عباس محرزي ‪،‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬دار هومة ‪،‬الجزائر ‪، 4004،‬ـص ‪. 22‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وقد أشار قانون الضرائب المباشرة المباشرة والرسوم المماثلة إلى المداخيل الصافية‬
‫التي تخضع للضريبة على الدخل اإلجمالي وصنفها كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬األرباح المهنية ‪.‬‬
‫‪ ‬عائدات المستثمرات الفالحية ‪.‬‬
‫‪ ‬اإليرادات المحققة من إيجار الملكيات المبنية ‪.‬‬
‫‪ ‬عائدات رؤوس األموال المنقولة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرتبات واألجور والمعاشات والريوع العمرية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األعوان المؤهلين للقيام بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‬

‫إن األعوان المؤهلين للقيام بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة هم أعوان‬
‫اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة مفتش على األقل ‪ 2،‬وما تجب مالحظته من نص المادة ‪42‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجبائية أن المشرع الجزائري أعفى اإلدارة الجبائية من إعالم المكلف‬
‫بالضريبة بأسماء وألقاب ورتب المحققين عند إشعاره بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية‬
‫الشاملة ولم يلزم اإلدارة كذلك بإعالم المكلف عند استبدال المحققين ‪.‬‬
‫وهنا يطرح التساؤل عن الدافع الذي جعل المشرع الجبائي يتخلى عن إلزام اإلدارة‬
‫الجبائية عن تبليغ المكلف بالضريبة بأسماء وألقاب ورتب المحققين وكذا عدم إبالغه في‬
‫حالة استبدال المحققين عند إجراء التحقيق المعمق بينما يلزمها بذلك عند إجراء التحقيق في‬
‫المحاسبة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 04‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 42‬الفقرة ‪ 04‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا ‪ :‬مدة التحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة‬

‫حدد قانون اإلجراءات الجبائية المدة المقررة ألجراء التحقيق في مجمل الوضعية‬
‫الجبائية الشاملة بشكل إلزامي ‪،‬حيث ال يمكن تحت طائلة بطالن فرض الضريبة أن يمتد‬
‫التحقيق المعمق طيلة فترة تفوق سنة واحدة ‪،‬اعتبا ار من تاريخ استالم اإلشعار بالتحقيق أو‬
‫تاريخ تسليمه ‪،‬إلى غاية تاريخ اإلشعار بإعادة القويم ‪.‬و يمكن أن تمدد هذه الفترة على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫تمدد الفترة المذكورة أعاله بأجل يمنح للمكلف بالضريبة وبناء على طلب هذا‬ ‫‪-‬‬
‫األخير للرد على طلبات التوضيح أو تبرير األرصدة و مداخيل األرصدة من‬
‫الخارج ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن أن تمدد المدة المذكورة آنفا بثالثين (‪ )60‬يوما وباآلجال الضرورية‬
‫لإلدارة بغية الحصول على المعلومات المطلوبة من طرف السلطات األجنبية‬
‫عندما يتوفر المكلف بالضريبة على مداخيل في الخارج أو متحصل عليها من‬
‫الخارج ‪.‬‬
‫‪ -‬وتمدد المدة المذكورة سابقا ( ‪ 60‬يوم ) إلى سنتين( ‪)04‬في حالة اكتشاف نشاط‬
‫‪1‬‬
‫خفي ‪.‬‬
‫غير أنه يجب التفريق بين المدة التي يستغرقها التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية‬
‫الشاملة وهي مدة سنة واحدة ‪،‬وبين المدة الخاضعة للتحقيق التي تحكمها المادة ‪ 62‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجبائية وهي المدة المحددة بأربع سنوات (‪ )02‬الخاصة بتقادم عمل اإلدارة‬
‫الجبائية ‪،‬سواء تعلق األمر بتأسيس الضرائب والرسوم وتحصيلها ‪،‬أو القيام بأعمال الرقابة‬
‫‪2‬‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬المدة ‪ 42‬الفقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 224‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وعليه فإن الفترة التي يمكن إخضاعها للتحقيق المعمق هي أربعة (‪ )02‬سنوات األخيرة‬
‫غير المتقادمة بينما الفترة التي يجب أن ال تتعداها عملية التحقيق هي سنة واحدة ‪،‬وهي سنة‬
‫‪1‬‬
‫المقصودة في هذا المجال والتي تعتبر كضمانة للمكلف المحقق في دخله ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‬
‫أقر المشرع الجزائري لإلدارة الجبائية سلطات واسعة من أجل القيام بمهمة التحقيق‬
‫المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪،‬لكنه بالمقابل ألزمها بإتباع مجموعة من اإلجراءات‬
‫القانونية والتي تعتبر بمثابة ضمانات مكفولة للمكلف المعني بالتحقيق بموجب القانون وهذه‬
‫اإلجراءات تكتسي طابعا إلزاميا ‪،‬لذا يتوجب على اإلدارة الجبائية احترامها ‪،‬وعدم مراعاتها‬
‫لها يؤدي إلى بطالن إجراءات التحقيق المعمق ‪،‬وتتمثل هذه اإلجراءات في‪:‬‬
‫‪ -‬إعالم المكلف مسبقا ‪.‬‬
‫‪ -‬منح المكلف آجال للتحضير ‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إعالم المكلف مسبقا‬

‫يتوجب على اإلدارة الجبائية قبل البدء في عملية التحقيق المعمق للشخص الطبيعي‬
‫فيما يخص الضريبة على الدخل ‪،‬إعالم المكلف بالضريبة مسبقا ‪،‬وذلك من خالل إرسال‬
‫إشعار بالتحقيق أو تسليمه له مع إشعار باالستالم ‪،‬ويجب تحت طائلة بطالن اإلجراء أن‬
‫يكون اإلشعار مرفوقا بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في وضعيته الجبائية‬
‫‪،‬ومن بين البيانات اإللزامية التي ينبغي على اإلدارة الجبائية اإلشارة إليها في اإلشعار‬
‫بالتحقيق ذكر الفترة موضوع التحقيق ‪،‬واإلشارة كذلك إلى أحقية المكلف بالضريبة في‬
‫‪2‬‬
‫االستعانة بمستشار من اختياره خالل عملية المراقبة ‪،‬تحت طائلة بطالن اإلجراء‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪ 06‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وعند انتهاء العون المحقق من عملية التحقيق المعمق يقوم بتحديد أساس فرض‬
‫الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪،‬وفي هذه الحالة تكون اإلدارة الجبائية ملزمة بإعالم المكلف‬
‫‪1‬‬
‫بالنتائج المتوصل إليها برسالة مضمنة مع إشعار باالستالم ‪.‬‬
‫ويعتبر اإلشعار قانوني ومبلغ للمكلف حكما في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة رفض المكلف سحب اإلعالن المبلغ من طرف البريد‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تغيير العنوان دون إبالغ المصالح الضريبية‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك يعتبر اإلشعار غير قانوني وال يرتب آثاره في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة إرسال اإلشعار إلى شخص ليس له صالحية إستقباله في مكان المكلف‬
‫المعني‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة رجوع اإلعالن باإلشعار إلى المصالح الضريبية نتيجة خطأ في العنوان‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة اإلرسال إلى العنوان السابق في حين العنوان الجديد معلوم من طرف‬
‫‪2‬‬
‫المصالح الضريبية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬منح المكلف آجال للتحضير‬

‫نص المشرع الجزائري على منح آجال للمكلف من أجل التحضير ‪،‬قبل البدء في‬
‫التحقيق المعمق ‪،‬فال يمكن لإلدارة الضريبية القيام بالتحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة‬
‫للشخص الطبيعي ‪،‬إال بعد منحه األجل القانوني األدنى المخول له لتحضير وتسوية أموره‬
‫وتهيئة نفسه ‪،‬والذي يقدر بخمسة عشرة (‪ )27‬يوما ‪،‬يبدأ حساب هذه المدة من يوم استالم‬
‫اإلشعار بالتحقيق‪.‬وينبغي إلزاميا إرفاق هذا األخير بميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة‬
‫‪3‬‬
‫المحقق في محاسبته طبقا للمادة ‪ 42‬فقرة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪، 07‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -3‬ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.66‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا ‪ :‬إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار‬

‫من حق المكلف بالضريبة االستعانة بمستشار من اختياره أثناء التحقيق المعمق في‬
‫الوضعية الجبائية الشاملة‪ ،‬واإلدارة الجبائية ملزمة بتذكير المكلف بهذا الحق عند إرسال‬
‫اإلشعار بالتحقيق المعمق تحت طائلة بطالن اإلجراء ‪،‬وقد كرس المشرع الجزائري هذا الحق‬
‫بموجب المادة ‪ 42‬فقرة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات الجبائية بنصه‪ " :‬المكلف له الحق في أن‬
‫يستعين خالل عملية المراقبة بمستشار من اختياره‪".‬‬
‫وما تجب مالحظته أن حق المكلف في االستعانة بمستشار من اختياره ليس حق مجرد‬
‫بل يجب التذكير به ‪،‬والعبرة ليست بحضور المستشار من عدمه أثناء عملية التحقيق‪ ،‬وانما‬
‫‪1‬‬
‫العبرة بوجوب النص على هذا الحق في اإلشعار بالتحقيق تحت طائلة بطالن اإلجراء‪.‬‬
‫و يكرس هذا الحق كذلك عند مناقشة اقتراحات رفع مبالغ الضريبة‪ ،‬أو من أجل‬
‫اإلجابة عليها‪ ،‬ويحيل المشرع تنظيم هذه الحالة إلى األحكام الخاصة بوجوب إشعار المكلف‬
‫‪2‬‬
‫بحقه في االستعانة بمستشار في حالة التحقيق في المحاسبة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‬
‫بعد انتهاء العون المحقق من عملية التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة فإنه‬
‫يتوصل إلى إحدى النتيجتين التاليتين ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إجراء إعادة التقويم‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء التقويم الثنائي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد جبالي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.272‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬عدم إجراء إعادة التقويم‬

‫إذا تأكد العون المحقق من أن المداخيل المصرح بها من قبل المكلف بالضريبة‬
‫منسجمة مع الذمة المالية والعناصر المكونة لنمط معيشته ‪،‬وأنه ال وجود لمداخيل أخرى تم‬
‫إخفاؤها عن اإلدارة الجبائية‪ ،‬فإنه يقوم بتحديد أساس فرض الضريبة دون إجراء أي تقويم‬
‫لهذا األخير ‪.‬‬
‫وقد ألزم المشرع اإلدارة الضريبة بتبليغ المكلف بالنتيجة برسالة موصى عليها مع‬
‫إشعار باالستالم ‪،‬وذلك ضمن الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 40‬فقرة ‪ 02‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجبائية ‪،‬بمعنى آخر تسري عليها نفس األحكام المتعلقة بتبليغ نتائج التحقيق في‬
‫المحاسبة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراء التقويم الثنائي‬

‫إذا اكتشف العون المحقق وجود مداخيل أخرى تم إخفاءها عن اإلدارة الضريبية من‬
‫خالل وجود فارق بين المداخيل المصرح بها و مواد ونفقات المكلف في هذه الحالة يلجأ إلى‬
‫إعادة تأسيس الوعاء الضريبي عن طريق التقويم الثنائي ‪.‬‬
‫وقد ألزم المشرع الجبائي اإلدارة الضريبية بضرورة إبالغ المكلف بالنتائج التقويم‬
‫المتحصل عليها‪ ،‬و ذلك عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم‪ ،‬و يجب أن‬
‫يكون هذا اإلبالغ بإعادة التقويم مفصال بما فيه الكفاية بطريقة تسمح للمكلف بإعادة تشكيل‬
‫أسس فرض الضريبة وتقديم مالحظات أو تبليغ قبوله‪ ،‬و ذلك في أجل أربعين (‪ )20‬يوما‪،‬‬
‫و قبل انقضاء أجل الرد‪ ،‬يجب على المحقق أن يعطي كل التوضيحات و الشروحات‬
‫الشفاهية المفيدة للمكلف بالضريبة حول مضمون اإلشعار إذا طلب هذا األخير منه ذلك ‪.‬‬
‫وما تجب اإلشارة إليه أن العون المحقق ملزم باالستماع إلى المكلف بالضريبة في‬
‫حالة ما إذا رد هذا األخير في اآلجال المحددة‪ ،‬إذا كان سماعه مجديا أو إذا طلب هذا‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫األخير إعطاء تفسيرات تكميلية‪ ،‬لكن إذا لم يقم المكلف بالضريبة بالرد في اآلجال المحددة‬
‫‪1‬‬
‫فإنه يفهم من ذلك قبول ضمنيا باألساس الضريبي ‪.‬‬
‫وعند االنتهاء من إجراءات التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة بالنسبة‬
‫للضريبة على الدخل‪ ،‬يمنع على اإلدارة الجبائية الشروع في تحقيق جديد أو مراقبة الوثائق‬
‫الخاصة بنفس الفترة ونفس الضريبة ‪،‬لكن استثناء يمكنها ذلك ‪،‬إذا كان المكلف بالضريبة قد‬
‫‪2‬‬
‫أدلى بمعلومات غير كاملة أو خاطئة خالل التحقيق أو يكون قد استعمل أساليب تدليسية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪ 07‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 42‬فقرة ‪، 02‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫من أجل ضمان تحقيق النتائج المرجوة من الرقابة الجبائية ‪،‬وجب وجود جهاز إداري‬
‫كفؤ و فعال تسند إليه مختلف المهام واالختصاصات في مجال الرقابة لضمان امتيازات‬
‫الخزينة العمومية من جهة وقمع ظاهرة التهرب من دفع الضريبة من جهة أخرى ‪،‬وقد أثبت‬
‫هيئات الرقابة الجبائية وجودها من خالل التدخالت المستمرة من أجل الرقابة والتحقيق‬
‫والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة ‪،‬ومن أجل تفادي كل عمل تعسفي يمس المكلفين‬
‫بالضريبة كان من الضروري أن تعمل المصالح المكلفة بالرقابة الجبائية في نطاق احترام‬
‫القواعد الجبائية ‪،‬بحيث تشارك كل هيئة من هيئات اإلدارة الجبائية حسب اختصاصها في‬
‫الرقابة وتحصيل الضرائب المختلفة ‪،‬وتلتزم بجمع ومراقبة العناصر الضرورية لتحديد وعاء‬
‫الضريبة ‪.‬‬

‫ونجاح نشاط اإلدارة الجبائية يرتكز على تنظيم مصالحها ‪،‬باإلضافة إلى انسجام‬
‫الهيئات والوسائل مع السياسة العامة الجبائية ‪،‬ولضمان مردود جيد يجب أن تتشكل اإلدارة‬
‫الجبائية من هيئات تنفرد كل واحدة منها بدور محدد في ميدان التحقيق وتعمل بالتنسيق مع‬
‫الهيئات األخرى ‪.‬‬
‫ورغم الجهود المبدولة من طرف الدولة في مجال الرقابة الجبائية‪ ،‬و الصالحيات‬
‫الممنوحة لإلدارة الجبائية ‪ ،‬واألجهزة المسخرة لها للقيام بعمليات الرقابة ‪،‬إال أنه هناك بعض‬
‫المشاكل والصعوبات ا لتي الزالت تقف عائقا أمام أداء هيئات الرقابة الجبائية لمهامها بنجاح‬
‫وفشلها في تحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية ‪،‬لذلك تسعى الدولة الجزائرية إلى‬
‫اتخاذ عدة إجراءات وتدابير ‪،‬لتدعيم وتطوير الرقابة الجبائية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس سوف يخصص الفصل الثاني لدراسة الهيئات المكلفة بممارسة‬
‫الرقابة الجبائية ‪،‬والصعوبات التي تعرقل عملها و آليات تفعيلها ‪،‬وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية وآليات تفعيلها‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية‬

‫نظ ار لتفاقم ظاهرة الغش الضريبي بشكل ملحوظ في الجزائر ‪،‬أصبح من األولويات‬
‫القصوى لإلدارة الجبائية مكافحة هذه الظاهرة ‪،‬غير أن هذه المهمة ليست سهلة كما يعتقد‬
‫البعض‪ ،‬لذلك كان البد من أن تفرض اإلدارة الضريبية وجودها عن طريق التدخالت‬
‫المستمرة وعمليات اإلحصاء والمتابعة‪ ،‬وكذلك عمليات التحقيق والبحث عن المادة الخاضعة‬
‫للضريبة عن طريق االتصال مع المصالح األخرى‪ ،‬وال يمكن لها أن تقوم بكل هذه المهام إذا‬
‫لم تكن مهيكلة بشكل جيد ‪ 1،‬وعلى هذا األساس حرص المشرع الجزائري على هذه المسألة‬
‫‪،‬وقام بإنشاء الهياكل الكفيلة بممارسة الرقابة الجبائية و بالمقابل منحها صالحيات جد واسعة‬
‫من أجل القيام بمهمة الرقابة ‪ ،‬و حتى و إن قيدها ببعض الشروط واإلجراءات ‪.‬‬
‫وعلى غرار اإلدارات األخرى نجد أن اإلدارة الضريبية تعرف مستويين من التنظيم‪،‬‬
‫األول مركزي والثاني غير مركزي ممثل في المصالح الخارجية لإلدارة الضريبية ‪ ،‬لذلك‬
‫سيخصص بالدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬المصالح المركزية للرقابة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬المصالح غير المركزية للرقابة الجبائية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المصالح المركزية للرقابة الجبائية‬
‫عمد المشرع الجزائري إلى وضع التنظيم اإلداري و الهيكلة اإلدارية لإلدارة الضريبية‬
‫‪،‬و جعل من المديرية العامة للضرائب أعلى جهاز إداري للنظام الجبائي الجزائري ‪،‬وخول لها‬
‫مهمة تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية الجبائية ‪،‬وكذا مراقبة و تسيير المصالح‬
‫الجبائية ‪،‬وفي سبيل ممارسة الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة ‪،‬قام المشرع الجزائري‬
‫باستحداث مديرية األبحاث والمراجعات تتبع المديرية العامة للضرائب ‪،‬وتتولى مهمة تسيير‬

‫‪ -1‬مصطفى عوادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.13‬‬


‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫عمليات الرقابة على المستوى المركزي ‪،‬باإلضافة إلى توجيه وارشاد المديريات الوالئية‬
‫والمحلية ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المديرية العامة للضرائب‬
‫تعتبر المديرية العامة للضرائب أعلى هيئة إدارية في النظام الجبائي الجزائري ‪،‬وتتواجد‬
‫هذه المديرية على مستوى و ازرة المالية ‪،‬وتعتبر واحدة ضمن إحدى عشرة مديرية إدارة مركزية‬
‫لو ازرة المالية ‪،1‬وقد حدد المرسوم التنفيذي ‪ 2163-70‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة‬
‫المالية ‪،‬المهام الوكالة للمديرية العامة للضرائب ‪،‬كما حدد التنظيم اإلداري لهذه المديرية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التنظيم اإلداري للمديرية العامة للضرائب‬

‫كما حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 163-70‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة‬
‫المالية ‪ ،‬الهياكل اإلدارية للمديرية العامة للضرائب ‪،‬حيث تتكون من ثماني مديريات‬
‫وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬مديرية التشريع والتنظيم الجبائيين‪.‬‬


‫‪ -‬مديرية المنازعات ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية العمليات الجبائية والتحصيل ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية األبحاث والتدقيقات‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية اإلعالم والوثائق الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية العالقات العمومية واإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية اإلعالم اآللي والتنظيم‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى عوادي ‪ ،‬ناصر رحال ‪،‬جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق ‪،‬مطبعة سخري ‪،‬الجزائر ‪، 1733،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 163-70‬صادر في ‪ 12‬نوفمبر ‪، 1770‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية ‪،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪، 07‬صادرة في ‪ 1‬ديسمبر ‪.1770‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مديرة إدارة الوسائل والمالية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مهام المديرية العامة للضرائب‬

‫استنادا للمرسوم التنفيذي ‪ 163-70‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة المالية ‪،‬فإن‬
‫المديرية العامة للضرائب تتكفل بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬السهر على دراسة واقتراح واعداد النصوص التشريعية والتنظيمية ‪،‬وكذا تنفيذ التدابير‬
‫الضرورية إلعداد وعاء الضرائب وتصفيتها وتحصيلها والحقوق والرسوم الجبائية وشبه‬
‫الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تحضير ومناقشة االتفاقيات الجبائية الدولية واالتفاقات الدولية التي‬
‫تحتوى على أحكام جبائية أو شبه الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬تنفيذ التدابير الضرورية لمكافحة الغش والتهرب الجبائيين ‪.‬‬
‫‪-‬السهر على التكفل بالمنازعات اإلدارية والقضائية المتعلقة بالضرائب والحقوق‬
‫والرسوم أيا كانت طبيعتها ‪.‬‬
‫‪-‬توفير أدوات تحليل ومراقبة تسيير و مردودية مصالح اإلدارة الجبائية ‪،‬السيما‬
‫مؤشرات نجاعة المصالح الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تحسين عالقات المصالح الجبائية مع المكلفين بالضريبة ‪.2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مديرية األبحاث والمراجعات‬
‫تقوم مديرية األبحاث والمراجعات ‪،‬وهي مصلحة مركزية تابعة للمديرية العامة للضرائب‬
‫و لها سلطات وصالحيات واسعة على المستوى الوطني ‪،‬بتسيير عمليات الرقابة الجبائية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 77‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 163 -70‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪،‬وقد تم استحداث هذه المديرية سنة ‪ 3997‬بموجب المادة الخامسة (‪ )77‬من المرسوم‬
‫التنفيدي‪ 77/97‬المتضمن التنظيم اإلداري المركزي لو ازرة المالية المعدل والمتمم‪. 1‬‬

‫أوال ‪ :‬التنظيم اإلداري لمديرية األبحاث والمراجعات‬

‫تضم مديرية األبحاث والمراجعات أربع مديريات فرعية منها ‪:‬‬

‫‪-3‬المديرية الفرعية للتحقيقات والبحث عن المعلومة الجبائية‪.‬‬

‫‪-1‬المديرية الفرعية للبرمجة ‪.‬‬

‫‪-1‬المديرية الفرعية للمراقبة الجبائية ‪.‬‬

‫‪-3‬المديرية الفرعية للمقاييس واإلجراءات ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام مديرية األبحاث والمراجعات‬

‫تم إنشاء مديرية البحث و المراجعات بهدف تدعيم باقي المديريات األخرى للرقابة‬
‫الجبائية على المستوى الوالئي الموضوعة تحت تصرفها ‪،‬وقد كان االنطالق الفعلي لنشاط‬
‫مديرية البحث والمراجعات في سبتمبر ‪2.3992‬ومن المهام الموكلة لهذه المديرية مايلي ‪:‬‬
‫‪-‬القيام بتحديد واختيار المكلفين بالضريبة الذين يقع عليهم التدقيق من خالل برنامج‬
‫مسبق النتقاء الملفات ثم المديرية الوالئية الفرعية للرقابة الجبائية لتصادق على برنامج‬
‫المقترح أو تعديله ‪،‬‬
‫‪-‬كما تسند لمديرية األبحاث والمراجعات مهمة الرقابة الجبائية بتوفر شرط مستوى‬
‫األعمال لألربع سنوات األخير محل التحقيق ‪،‬على أن يتجاوز رقم األعمال ‪3.777.777‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 77‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 77/97‬يتضمن التنظيم اإلداري المركزي لو ازرة المالية ‪،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-2‬ليندة قرموش ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.01‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫دينار جزائري سنويا بالنسبة لمقدمي الخدمات والنشاطات الحرة ‪،‬ورقم األعمال‬
‫‪1‬‬
‫‪ 37.777.777‬دينار جزائري سنويا بالنسبة للمؤسسات األخرى‪.‬‬
‫‪-‬كما تهتم هذه المديرية بالتعريف بالعمليات الدائمة الواجب تحقيقها من أجل تجميع‬
‫البحث ‪،‬االحتفاظ ومراقبة استعمال المعلومة الجبائية‪.‬‬
‫‪-‬البرمجة والتحقيق على المستوى الوطني لكل بحث متعلق بالتحقيقات الجبائية‬
‫الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬توجيه وتعاون وتفسير نشاطات مصالح التحقيقات المحاسبية والجبائية المتواجدة على‬
‫المستوى الوالئي والمحلي ‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء النصائح واإلرشادات الالزمة لتطوير عمل المديريات الوالئية والمحلية وتبليغ‬
‫المديريات بكل األحداث الوالئية ألخذ االحتياطات الالزمة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬االهتمام األكبر هو طرق الكشف عن مناطق التدليس ومكافحتها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المصالح غير المركزية للرقابة الجبائية‬
‫أما على المستوى المحلي فتتولى مهمة الرقابة الجبائية المصالح غير المركزية التابعة‬
‫لمديرية البحث والمراجعات ‪،‬والتي يطلق عليها كذلك اسم المصالح الخارجية ‪،‬وهي مستقلة‬
‫نسبيا عن اإلدارة المركز ‪،‬ولها صالحيات على المستوى المحلي وتتمثل هذه المصالح في ‪:‬‬
‫‪-‬المديريات الجهوية للضرائب (‪.)DRI‬‬
‫‪-‬المديريات الوالئية للضرائب ‪.‬‬
‫‪-‬المصالح الجهوية لألبحاث والمراجعات‪.‬‬
‫‪-‬مفتشيات الضرائب‪.‬‬

‫‪ -1‬إلياس قالب دبيح ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز قتال‪ ،‬أسلوب تفعيل الرقابة الجبائية في الحد من التهرب والغش الضريبي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية ومحاسبة‪ ،‬معهد العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم‬
‫التسيير‪ ،‬المركز الجامعي يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،1779 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬مديرية كبريات المؤسسات (‪.)DGE‬‬
‫باإلضافة إلى بعض الهيئات والمراكز التي تم استحداثها مؤخ ار مثل‪ :‬مراكز الضرائب‬
‫والمراكز الجوارية للضرائب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المصالح الوالئية‬
‫ونقصد بالمصالح الوالئية تلك المصالح والمديريات التي تمارس الرقابة الجبائية على‬
‫المستوى الوالئي ومن ذلك المديرية الوالئية للضرائب ‪،‬مفتشيات الضرائب ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المديريات الوالئية للضرائب‬

‫تتكفل المديرية الوالئية للضرائب بعمليات الرقابة الجبائية على مستوى الوالية ‪،‬و قد‬
‫أسندت إلى هذه المديرية مهمة تنفيذ برامج التحقيق وتضم هذه المديرية المديريات الفرعية‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للعمليات الجبائية ‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للتحصيل ‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للمنازعات ‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫وهذه األخيرة مكلفة بإعداد برامج البحث ومراجعة ومراقبة التقييمات ومتابعة إنجازها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مفتشيات الضرائب‬

‫تم إنشاء مفتشيات الضرائب بموجب األمر رقم ‪ 76-93‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬فيفري‬
‫‪ ، 3993‬لها عالقة مباشرة بالمكلفين بالضريبة كونها تتولى مهمة مسك الملف الجبائي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 71‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 171-71‬الذي يحدد تنظيم المصالح الخارجية وصالحيتها ‪،‬المؤرخ في ‪-12‬‬
‫‪ 1771-79‬ج‪.‬ر عدد ‪، 63‬صادرة في ‪، 1771-79-19‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي ‪، 393-77‬مؤرخ في ‪-16‬‬
‫‪ ،1777-79‬ج‪.‬ر عدد ‪ 23‬لسنة ‪.1777‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الخاص بكل خاضع للضريبة ‪،‬حيث تقوم بالبحث و جمع المعلومات و تنفيذ عمليات‬
‫‪1‬‬
‫التسجيل ‪.‬‬
‫تتكون مفتشيات الضرائب من المصالح التالية ‪:‬‬
‫‪-‬مصلحة جباية المؤسسات والمهن الحرة ‪.‬‬
‫‪-‬مصلحة جباية مداخيل األشخاص الطبيعيين ‪.‬‬
‫‪-‬مصلحة الجباية العقارية ‪.‬‬
‫‪-‬مصلحة التدخالت ‪.‬‬
‫واعتمادا على هذه المصالح تقوم مفتشية الضرائب بمراقبة مختلف التصريحات التي‬
‫تستلمها من المكلف ‪،‬وفي حال وجود خطأ أو نسيان أو نقائص تجري مراقبة معمقة‬
‫‪،‬وفحص التصريحات ‪،‬يتم بناء على المعطيات الموجودة في الملف الجبائي أو في كشوفات‬
‫‪2‬‬
‫الربط وبطاقات المعلومات ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المصالح الجهوية للضرائب‬
‫أما على المستوى الجهوي‪ ،‬فتمارس الرقابة الجبائية من قبل المديرية الجهوية للضرائب‬
‫من جهة ‪،‬و المصالح الجهوية لألبحاث و المراجعات من جهة أخرى ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المديريات الجهوية للضرائب‬

‫تجمع المديريات الوالئية في تسع (‪ )79‬مديريات جهوية وهي المديرية الجهوية لكل من‬
‫‪3‬‬
‫( شلف‪ ،‬بشار‪ ،‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سطيف‪ ،‬عنابة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬وهران )‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 31‬من األمر رقم ‪ 76-93‬صادر في ‪ 11‬فيفري ‪، 3993‬يتضمن إنشاء مفتشيات الضرائب ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪79‬‬
‫لسنة ‪.3993‬‬
‫‪ -2‬مصطفى عوادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 71‬من قرار وزاري ‪،‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ ،1770‬الذي يحدد االختصاص اإلقليمي للمديرية الجهوية للضرائب‬
‫والمصالح الوالئية ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫وتعد المديريات الجهوية امتداد للمصالح المركزية على المستوى المحلي ‪،‬وذالك بقصد‬
‫‪1‬‬
‫اإلشراف وعن قرب على المديريات الوالئية ‪.‬‬
‫وتضم المديرية الجهوية المديريات الفرعية التالية ‪:‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للتكوين‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للتنظيم والوسائل ‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية للعمليات الجبائية ‪.‬‬
‫المديرية الفرعية للرقابة ‪.‬‬
‫وتختص هذه األخيرة بفحص وتنسيق وجلب التصحيحات الالزمة للنقائص واألخطاء‬
‫الملحوظة ‪،‬خاصة فيما يتعلق بالرقابة الجبائية وتحصيل الضرائب ومراقبة المنازعات‪ ،‬كما‬
‫تتولى مهمة تنشيط عمل المديريات الوالئية التابعة الختصاصها اإلقليمي وتتولى خصوصا‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬السهر على احترام أدوات تدخل المصالح الجبائية الجهوية ‪.‬‬
‫‪-‬اإلعداد الدوري لحصيلة عمل المصالح الجهوية ‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة في أعمال التكوين وتحسين المستوى‪ ،‬ودراسة طلبات تنقل األعوان‪.‬‬
‫‪-‬إعداد ميزانيات تقديرية الحتياجات المصالح الجبائية الجهوية والمتعلقة بالوسائل‬
‫البشرية‪ ،‬المادية‪ ،‬والتقنية ‪،‬والمالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬تنظيم أشغال لجنة الطعون على المستوى الجهوي‪.‬‬

‫‪ -1‬نجيب زروقي ‪،‬جريمة التملص الضريبي وآليات مكافحتها في التشريع الجزائري ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫‪،‬في العلوم القانونية ‪،‬تخصص العلوم الجنائية ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬قسم حقوق ‪،‬جامعة الحاج لخضر ‪،‬باتنة‬
‫‪، 1731،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬مصطفى عوادي ‪،‬ناصر رحال ‪،‬جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق‪،‬مطبعة سخري‪،‬الجزائر ‪ ،1733،‬ص ‪.39‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا‪ :‬المصالح الجهوية لألبحاث والمراجعات‬

‫يوجد ثالث (‪ )71‬مصالح جهوية لألبحاث والمراجعات ‪،‬لها صالحيات على المستوى‬
‫الوطني ‪ ،‬و هي ‪ (:‬الجزائر ‪،‬قسنطينة ‪،‬وهران )‪ ،‬وهذه المصالح مكلفة بالقيام بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تنفيذ برامج البحث و التحقيق ومراقبة النشاطات والمداخيل التي تضبطها مديرية‬
‫األبحاث و المراجعات‪ ،‬و إعداد اإلحصائيات الالزمة ‪.‬‬
‫‪-‬ضمان تسيير وسائل تدخل فرق التحقيق ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬تنفذ برامج التحقيق والمتابعة ومراقبة األشغال المتعلقة بها وتقييمها الدوري ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وتقسم المهام بين مصالح األبحاث والمراجعات والمديرية الفرعية للرقابة الجبائية على‬
‫مستوى المديرية الوالئية للضرائب بناء على أهمية رقم أعمال المؤسسات الخاضعة للرقابة‬
‫‪،‬أي تلك التي تحقق رقم أعمال سنوي يتجاوز اثنان (‪ )71‬مليون دينار جزائري ‪،‬بالنسبة‬
‫ألنشطة اإلنتاج أو التجارة ‪،‬ومليون دينار جزائري بالنسبة لمؤدي الخدمات الذين يتبعون‬
‫مصالح األ بحاث والمراجعات ‪،‬وفي المقابل تلك التي تحقق أرقام أعمال ال تتجاوز الحد‬
‫‪2‬‬
‫المذكور يتبعون للمصالح المحلية لألبحاث والمراجعات‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المصالح المستحدثة في اإلدارة الجبائية‬
‫فعال في‬
‫تعزي از لهياكل الرقابة الجبائية ‪،‬ومن أجل تحسين فعاليتها والتحكم بشكل ّ‬
‫تس يير المكلفين بالضريبة ‪،‬قامت المديرية العامة للضرائب بإنشاء هياكل تنظيمية إدارية‬
‫جديدة ابتداء من سنة ‪ ، 1771‬و المتمثلة في كل من مديرية كبريات المؤسسات ومراكز‬
‫الضرائب ‪ ،‬والمراكز الجوارية للضرائب ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 37‬مكرر من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 171-71‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مصطفى عوادي ‪،،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.16‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬مديرية كبريات المؤسسات (‪)DGE‬‬

‫استحدثت مديرية كبريات المؤسسات (‪ )DGE‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪171-71‬‬


‫‪،‬وهي من المصالح الخارجية لو ازرة المالية طبقا لنص المادة ‪ 71‬من المرسوم التنفيذي‬
‫السالف الذكر ‪ ،1‬لها صالحيات على المستوى الوطني ‪،‬و هي مكلف بمتابعة المؤسسات‬
‫البترولية والمؤسسات التجارية والصناعية من الناحية الجبائية ‪،‬وقد كان االنطالق الفعلي‬
‫‪2‬‬
‫لهذه المديرية في سنة ‪. 1776‬‬
‫وقد تم إنشاء مديرية كبريات المؤسسات من أجل التحكم في الحصة األضخم من‬
‫اإلرادات الجبائية ‪،‬و تسيير أهم الملفات الجبائية ‪،‬وكذا متابعتها من أجل التقليل من الغش‬
‫الضريبي ‪،‬كون االقدرة الجبائية الجزائرية ترتكز في عدد محدود من المؤسسات والتي تعتبر‬
‫مؤسسات كبرى والتي تعد مراقبتها أم ار جوهريا بالنسبة للخزينة العمومية ‪.‬‬

‫‪ -1‬األشخاص الخاضعون لمديرية كبريات المؤسسات‬

‫المكلفون الخاضعون لمديرية كبريات المؤسسات هم‪:‬‬


‫‪ -‬األشخاص المعنويين أو تجمعات األشخاص المعنويين المشكلة بقوة القانون أو‬
‫فعليا و العاملة في ميدان المحروقات ‪،‬وكذا الشركات التابعة لها ‪ ،‬كما ورد في‬
‫أحكام القانون رقم ‪ 33-26‬المؤرخ في ‪ 39‬أوت ‪، 3926‬والمتعلق بأعمال التنقيب‬
‫والمحروقات واستغاللها ‪،‬المعدل والمتمم ‪،‬وكذا النشاطات الملحقة بها ‪.‬‬
‫‪ -‬شركات رؤوس األموال وشركات األشخاص التي اختارت النظام الجبائي لشركات‬
‫رؤوس األموال المنصوص عليها في قانون الضرائب المباشرة والتالي يساوي أو‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 171-71‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬نبيلة ساعد ‪ ،‬الرقابة الجبائية ودورها في التحصيل الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في المحاسبة والمالية‬
‫‪،‬تخصص محاسبة وتدقيق ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪،‬قسم علوم المحاسبية والمالية ‪،‬جامعة أكلي‬
‫محند أوالحاج ‪،‬البويرة ‪، 1737،‬ص‪.11‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫يفوق رقم أعمالها في نهاية السنة المالية مائة مليون دينار جزائري‬
‫‪1‬‬
‫(‪.)377.777.777‬‬
‫‪ -‬الشركات المقيمة في الجزائر والعضو في التجمعات األجنبية وكذا الشركات التي‬
‫‪2‬‬
‫ليست لها إقامة مهنية في الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -2‬مهام مديرية كبريات المؤسسات‬

‫تكلف مديرية كبريات المؤسسات فيما يخص المؤسسات الخاضعة لمجال اختصاصها‬
‫بمهام الوعاء والتحصيل والمراقبة ومنازعات الضرائب والرسوم الواقعة على عاتق األشخاص‬
‫المعنويين والمجمعات ا لمشكلة بقوة القانون أو فعليا أو الكيانات مهما كانت صبغتها القانونية‬
‫ومحل مؤسساتها الرئيسي أو مديرياتها الفعلية أو مركزها االجتماعي‪.‬‬
‫لذلك فهي مكلفة بالمهام التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مسك الملف الجبائي لكل مكلف بالضريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن المعلومة الجبائية وجمعها واستغاللها ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وانجاز برامج التدخالت والمراقبة لدى المكلفين بالضريبة وتقييم نتائجها‪.‬‬
‫‪ -‬التحقيق في التظلمات ومعالجتها وضمان متابعة المنازعات اإلدارية والقضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل عمليات التسيير والمراقبة والمنازعات وتقييمها وضبط خالصتها واقتراح كل‬
‫‪3‬‬
‫التدابير من شأنه تحسين عملها ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 316‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪، 376‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬نجاة نوي ‪ ،‬فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر (‪، )1771-3999‬مذكرة ماجيستير ‪،‬كلية علوم التسيير ‪،‬جامعة الجزائر‬
‫‪، 1773،‬ص ‪.30‬‬
‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا ‪ :‬مراكز الضرائب‬

‫تعتبر مراكز الضرائب هي األخرى من الهياكل الجديدة المستحدثة بموجب المرسوم‬


‫التنفيذي رقم ‪، 110-76‬غير أنه لم يتم تعميمها بعد على كامل التراب الوطني ‪،‬واقتصار‬
‫وجودها على بعض المناطق فقط ‪،‬وفي انتظار تعميمها تواصل مفتشيات وقبضات الضرائب‬
‫عمله ا بصفة انتقالية في انتظار إدماجها الكلي حسب الحالة في مراكز الضرائب أو المراكز‬
‫‪1‬‬
‫الجوارية للضرائب‪.‬‬
‫على المستوى المحلي‬ ‫وقد عرفته المديرية العامة للضرائب بأنه مصلحة تنفيذية‬
‫‪،‬مرتبطة مباشرة فيما يتعلق بمركز اإلحصائيات وبرمجة المراقبة الجبائية و األعمال التنازعية‬
‫‪2‬‬
‫التي تتجاوز سلطة رئيسها ‪.‬‬
‫كما تتكفل مراكز الضرائب بتسيير الملفات الجبائية للمؤسسات الخاضعة للنظام‬
‫الحقيقي لفرض الضريبة غير الخاضعة لمجال اختصاص مديرية كبريات المؤسسات‬
‫باإلضافة إلى مجموعة المهن الحرة ‪،‬وتختص مراكز الضرائب في مجال الوعاء والتحصيل‬
‫والرقابة ومنازعات الضرائب والرسوم الواقعة على عاتق هذه الفئة المكلفين بالضرائب بعنوان‬
‫‪3‬‬
‫نشاطاتهم المهنية ‪.‬‬
‫‪-1‬مجال اختصاص مراكز الضرائب‬
‫تختص مراكز الضرائب بمراقبة األشخاص التابعين لمجال اختصاصها وهم ‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الفردية الخاضعة للنظام الحقيقي والتي رقم أعمالها السنوي يفوق‬
‫‪ 17.777.777‬دينار جزائري ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 110-76‬المؤرخ في في ‪، 1776-79-32‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية‬
‫لإلدارة ‪،‬الجبائية ‪،‬وصالحياتها ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪، 79‬مؤرخة في ‪.1776-79-13‬‬
‫‪ -2‬مصطفى عوادي ‪ ،‬ناصر رحال ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪،110-76‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬الشركات غير الخاضعة لنظام الجزافي والتي تختار الخضوع للضريبة حسب‬
‫النظام الحقيقي ‪.‬‬
‫كما تختص مراكز الضرائب بتسيير الوعاء والتحصيل ومراقبة الضرائب والرسوم‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪/‬فئة األرباح المهنية ‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة على أرباح الشركات ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على القيمة المضافة ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم الداخلي على االستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬رسم المرور على الكحول ‪.‬‬
‫‪ -‬االقتطاعات من المصدر المستحقة على األجور والمرتبات والمكافآت‪.‬‬
‫‪ -‬االقتطاعات من المصدر المستحقة على توزيع أرباح األسهم على الشركات ‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق الطابع‬
‫‪ -1‬مهام مراكز الضرائب‬
‫يمارس مركز الضرائب المهام اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬يمسك ويسير الملفات للشركات وغيرها من األشخاص المعنيين بعنوان المداخيل‬
‫الخاضعة للضريبة على أرباح الشركات وكذا األشخاص الخاضعين للنظام الحقيقي‬
‫لإلخضاع الضريبي بعنوان األرباح المهنية‬
‫‪ -‬تحصيل الضرائب و الرسوم و األتاوى ‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن المعلومات الجبائية ومراقبة ‪.‬‬
‫‪ -‬التصريحات واعادة تحقيق برامج التدخالت المراقبة لدى الخاضعين للضريبة وتقييم‬
‫نتائجها ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة المنازعات اإلدارية والقضائية ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا ‪:‬المراكز الجوارية للضرائب‬

‫يعتبر المركز الجواري للضرائب من بين المصالح المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 110-76‬و هو بمثابة النموذج المصغر لمراكز الضرائب السالفة الذكر ‪ ،‬يقوم‬
‫بمراقبة المكلفين بالضريبة غير التابعين لمديرية كبريات المؤسسات و مركز الضرائب‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬إذ يعتبر المحور الجبائي الوحيد لهم ‪.‬‬
‫‪-1‬مجال اختصاص المركز الجواري للضرائب‬
‫من بين األشخاص المكلفين بالضريبة التابعين للمركز الجواري للضرائب والذين يتبعون‬
‫مجال اختصاصه نجد ‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو المعنويون الخاضعون لنظام الضريبة الجزافية الوحيدة‬
‫(األشخاص الطبيعيون أو المعنويون ‪،‬الشركات والتعونيات التي تمارس نشاط‬
‫صناعي أو تجاري أو حرفي أو مهنة غير تجارية ‪،‬والتي ال يتجاوز رقم أعمالهم‬
‫السنوي ثالثين مليون دينار جزائري(‪17.777.777‬دج) ‪ ،‬كما يخضع للضريبة‬
‫الجزافية الوحيدة المستثمرين الذين يمارسون أنشطة أو يتجاوزون مشاريع والمؤهلين‬
‫لالستفادة من دعم الصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب أو الصندوق الوطني‬
‫لدعم القرض المصغر)‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون الملتزمون باكتتاب تصريح إجمالي لمداخلهم كل سنة ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون الذين يؤجرون محالت تجارية أو صناعية غير مجهزة‬
‫بعتادها إذا لم تكن مدرجة في أرباح مؤسسة تجارية أو صناعية أو حرفية أو‬
‫مستثمرات فالحية أو مهنية غير تجارية ‪،‬وكذلك األشخاص الذين يؤجرون األمالك‬
‫غير المبنية مهما كانت طبيعتها ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون الذين يحققون مداخيل فالحية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.77‬‬


‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬المؤسسات اإلدارية العمومية ومؤسسات مستخدمة أخرى ال تتوخى تحقيق الربح‪.‬‬


‫‪ -‬األشخاص الطبيعيين الساكنين في الجزائر الذين في حوزتهم أمالك في الجزائر‬
‫‪،‬وأيضا األشخاص الطبيعيون الذين ليس لهم إقامة في الجزائر ولكن لهم أمالك في‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو المعنويون المالكين لعقارات مبنية أو غير مبنية ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون أو المعنويون الذين لهم أمالكا واقعة في بلديات تستفيد من‬
‫خدمة رفع القمامات المنزلية أو أيضا المنتفعون المحتملون اآلخرون ومستأجر‬
‫وهذه األمالك ‪.‬‬
‫يتكفل المركز الجواري للضرائب بتسيير ومراقبة وتحصيل الضرائب والرسوم‬ ‫كما‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة الجزافية الوحيدة‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة على األمالك ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم العقاري ‪.‬‬
‫‪ -‬رسم التطهير ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حقوق و إرادات أخرى ‪.‬‬
‫مهام المركز الجواري للضرائب‬ ‫‪-2‬‬
‫يتكفل المركز الجواري للضرائب بالمهام التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يمسك و يسير الملفات الجبائية للمكلفين بالضريبة التابعين الختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر الجداول و قوائم التحصيل وشهادات اإللغاء أو التخفيض ويصادق عليها ‪.‬‬

‫‪www.Impots.dz‬‬ ‫‪ -1‬المديرية العامة للضرائب نشرة ‪.1736‬‬


‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬يبحث عن المعلومات الجبائية ويجمعها ويستغلها ‪،‬ويراقب التصريحات وينظم‬


‫التدخالت ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يدرس الشكاوى ويعالجها ‪.‬‬

‫‪ -1‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.77‬‬


‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المبحث الثاني ‪:‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية وآليات تفعيلها‬
‫الرقابة الجبائية في مدى تحقيقها لألهداف المرجوة من وراء فرض‬ ‫تكمن فعالية‬
‫الضريبة ‪،‬كالقدرة على استرجاع أموال الخزينة العمومية ‪،‬والتي تعود بالنفع على المجتمع‬
‫ككل ‪،‬وما يمكن مالحظته أن أهداف الرقابة الجبائية يمكن أن تتعارض فيما بينها ‪،‬لذلك‬
‫ينبغي على المشرع الجبائي مراعاة المصالح الثالث اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة الدولة ‪ :‬تتحقق بما توفره الرقابة الجبائية من استرجاع لألموال‬
‫الضائعة ‪،‬والتي تساهم الدولة من خاللها في تغطية نفقاتها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة المكلف ‪ :‬تتحقق مصلحته من الرقابة الجبائية بأخذ كل حقوقه دون‬
‫أي عائق من اإلدارة الجبائية ‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة المجتمع ‪ :‬تتحقق من خالل اآلثار اإليجابية التي تترتب عنها‬
‫‪،‬كاستخدام حصيلة الموارد الجبائية المسترجعة في تحسين الخدمات المجانية‬
‫التي تقدمها الدولة كشق الطرق ‪،‬توفير اإلنارة العمومية ‪،‬التعليم والصحة ‪.‬‬
‫غير أن التوفيق بين المصالح السابقة الذكر صعب التحقيق ‪ ،‬مما يوجب على المشرع‬
‫‪1‬‬
‫الجبائي أن يحاول إحداث تقارب وتوازن فيما بينها ‪.‬‬
‫لكن المشرع الجبائي الجزائري رغم اإلصالحات التي قام بها ‪،‬وبالرغم من الصالحيات‬
‫المخولة لإلدارة الجبائية في سبيل القيام بعمليات الرقابة ‪،‬والجهود المبذولة من طرفها للحد‬
‫من ظاهرة التهرب الضريبي إال أن الرقابة الجبائية في الجزائر الزالت غير قادرة على تحقيق‬
‫األهداف المرجوة من وراءها ‪.‬‬
‫األمر الذي يستدعي ضرورة إيجاد آليات واتخاذ تدابير واجراءات مختلفة لوضع حد‬
‫للمشاكل والصعوبات التي تواجه هيئات الرقابة الجبائية ‪،‬والرفع من فعالية هذه األخيرة‪.‬‬
‫لذلك سيخصص هذا المبحث لدراسة مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬آليات تفعيل عمل هيئات الرقابة الجبائية‪.‬‬

‫‪ -1‬نجاة نوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.03‬‬


‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المطلب األول ‪:‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية‬


‫الزالت الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية تعاني من بعض المشاكل والصعوبات‬
‫‪،‬والتي حالت دون تحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية ‪،‬رغم الصالحيات والسلطات‬
‫التي خولها لها المشرع الجبائي الجزائري ‪،‬واألجهزة المسخرة لها للقيام بمهمة الرقابة الجبائية‬
‫‪،‬ويم كن تصنيف الصعوبات التي تعترض نجاح الهيئات المكلفة بالرقابة وتعيق عملها‬
‫الرقابي إلى صعوبات متعلقة بنظام الرقابة الجبائية (فرع أول) ‪،‬وصعوبات متعلقة بالمحيط‬
‫الخارجي لإلدارة الجبائية (فرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬الصعوبات المتعلقة بنظام الرقابة الجبائية‬
‫تواجه اإلدا رة الجبائية عدة صعوبات عند ممارستها للرقابة الجبائية السيما تلك المتعلقة‬
‫بنظام الرقابة الجبائية في حد ذاتها من أبرزها ‪،‬نقص اإلمكانيات البشرية ‪،‬نقص اإلمكانيات‬
‫والوسائل المادية‪،‬غموض وعدم استقرار التشريعات الجبائية‪.‬‬
‫أوال ‪:‬نقص اإلمكانيات البشرية‬
‫الزالت اإلدارة الجبائية في الجزائر تعاني من نقص كبير في اليد العاملة ذات الكفاءة‬
‫العالية والقادرة على مواجهة التغيرات االقتصادية ‪،‬فالمراقبون ليس لهم التأهيل الالزم للقيام‬
‫بالمراقبة ‪،‬كما تشهد اإلدارة الجبائية نقص فادح في عدد المراقبين خاصة وأن ق‪.‬إ‪.‬ج ينص‬
‫على أن عملية الرقابة الجبائية التتم إال من طرف أعوان اإلدارة الجبائية الذين لهم رتبة‬
‫مفتش على األقل ‪.1‬‬
‫فاإلحصائيات التي قامت بها المديرية الفرعية للوسائل في سنة ‪ 1737‬تأكد أن عدد‬
‫المراقبين المختصين بالرقابة على التقييمات العقارية ثمانية وخمسون (‪ )72‬مراقب ‪،2‬وهو ما‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪ ،‬دور الرقابة الجبائية في الحد من التهرب الضريبي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة المساتر مالية ومحاسبة ‪،‬‬
‫تخصص‪ :‬محاسبة وتدقيق‪ ،‬كلية العلوم االقتصدادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم المالية والمحاسبة‪ ،‬جامعة آكلي محند‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة ‪،1737‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-www.impots.dz‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫يؤكد قلة اإلمكانيات البشرية مقارنة بالعدد المتزايد من الملفات ‪،‬خاصة في ظل االنفتاح‬
‫االقتصادي المتميز بكثرة المتعاملين االقتصاديين ‪،‬هذا الفارق يساعد المتعاملين ويمكنهم من‬
‫التهرب من دفع الضريبة بكل الطرق الممكنة دون مخافة الوقوع في قبضة الرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫ضف إلى ذلك أنه رغم تدعيم اإلدارة الجبائية بمعهدين خاصين بتكوين اإلطارات‬
‫والممثلون في كل من المدرسة الوطنية للضرائب والمعهد المغاربي للجباية والجمارك إال أنها‬
‫الزالت تعاني من نقص في الكفاءات والخبرة فيى مجال الرقابة خاصة في ظل التطور‬
‫المستمر لطرق التهرب الضريبي التي يصعب اكتشافها من قبل مراقبين دوي خبرة مهنية في‬
‫‪1‬‬
‫هذا المجال ‪.‬‬
‫كما أن الخبرة والكفاءة تساعد كثي ار في كسب الوقت من خالل سرعة اكتشاف األخطاء‬
‫والتالعبات التي يقوم بها المكلفين بمجرد اإلطالع على الملف الجبائي ونوع النشاط‬
‫‪2‬‬
‫والمخالفات التي يرتكبونها ‪.‬‬
‫وما يالحظ على اإلدارة الضريبية الجزائرية أنها الزالت تفتقد لمثل هذه الكفاءات ‪،‬إذ‬
‫نجد أن أكثر من ‪ % 61‬من إجمالي عمالها ال يتمتعون بمستوى جامعي ‪،‬وأن ‪ % 36‬منهم‬
‫ال يتعدى متوسط عمرهم ‪ 37‬سنة ‪،‬كما أن أغلب عمالها تواجدوا في وظائفهم باألقدمية دون‬
‫‪3‬‬
‫المرور بمجال التقنيات الجبائية التي تسمح لهم بتوسيع وتحديث معارفهم‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬نقص اإلمكانيات والوسائل المادية‬
‫تعاني اإلدارة الجبائية في الجزائر من ضعف اإلمكانيات والوسائل الالزمة التي تساعد‬
‫األعوان في آداء وظائفهم ‪،‬وذلك يؤثر في مردودية أداء الجهاز الرقابي ككل ومن بين‬
‫الوسائل واإلمكانيات المادية التي تؤثر سلبا وتعيق عمل مصالح الرقابة الجبائية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬عدم توفر وسائل النقل الالزمة لألعوان مصالح الرقابة الجبائية ‪،‬للتنقل إلى‬
‫في إطار تنفيذ المهام المسندة إليهم ‪،‬سواء عند قيامهم بحمالت الرقابة في‬
‫‪1‬‬
‫عين المكان ‪،‬أو جمع المعلومات من مختلف المصالح األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفير المكان المالئم الذي يليق بأعوان الرقابة في اإلدارة الجبائية التي‬
‫يعملون بها ‪،‬والذي يساعدهم على أداء مهامهم ‪،‬حيث تفتقر هذه المقرات إلى‬
‫أدنى شروط العمل كتوفير األدوات المكتبية وغيرها من اللوازم الضرورية للقيام‬
‫بالمهام الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف أجور ومرتبات العاملين في اإلدارة الجبائية وذلك يؤدي زيادة أعباء‬
‫معيشتهم مما يدفعهم إلى االنحراف أو التقصير في االضطالع بمسؤولياتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد اإلدارة الجبائية على الوسائل التقليدية واألساليب الكالسيكية في جميع‬
‫األعمال الرقابية واإلدارية ‪،‬والتي لم تعد قادرة على استيعاب التطورات المذهلة‬
‫في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ‪،‬ومعالجة المعلومات التي أصبحت تعتمد‬
‫‪2‬‬
‫عليها جميع المؤسسات العمومية والخاصة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬غموض وعدم استقرار التشريعات الجبائية‬
‫تتصف بعض نصوص التشريع الجبائي بالغموض وعدم الوضوح خاصة تلك المتعلقة‬
‫بالرقابة الجبائية ‪،‬والتي تترك في كثير من األحيان ثغرات ‪،‬يسعى من خاللها المكلف‬
‫بالضريبة إلى التهرب من دفع الضريبة ‪،‬كما أنها تعرقل عمل أعوان ومراقبي اإلدارة الجبائية‬
‫‪3‬‬
‫‪،‬وتحد من إمكانية تنفيذهم للنصوص القانونية ‪.‬‬

‫ومن الصعوبات التي تعترض سبيل الرقابة الجبائية أيضا ‪،‬عدم وجود نصوص‬
‫تشريعية تكفل الحماية للمراقبين أثناء التدخل في عين المكان‪.‬‬

‫‪ -1‬ساعد نبيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ -2‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.29‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫كما أن كثرة التعديالت والتغيرات التي تط أر على التشريعات الجبائية من خالل قوانين‬
‫المالية ‪،‬تشكل عائق أمام الرقابة الجبائية ‪،‬كونها تؤدي إلى عدم استقرار النظام الضريبي‬
‫‪،‬وبالتالي صعوبة تطبيق هذه القوانين من قبل موظفي اإلدارة الجبائية ‪،‬كما يصعب على‬
‫المكلفين اإلطالع على التعديالت الجديدة وكيفية تطبيقها ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك أن أغلب التشريعات الجبائية غير قادرة على مواكبة التطورات‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية والتكنولوجية الحاصلة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬الصعوبات المتعلقة بالمحيط الخارجي لإلدارة الجبائية‬

‫تواجه الرقابة الجبائية عدة صعوبات تتعلق بأطراف أخرى لها عالقة مباشرة مع اإلدارة‬
‫الجبائية مثل المكلف بالضريبة ومختلف الهيئات واإلدارات األخرى ‪.‬‬

‫ومن بين هذه الصعوبات نجد نقص الوعي الضريبي لدى المكلف بالضريبة ‪،‬واتساع‬
‫رقعة االقتصاد غير الرسمي ‪،‬وكذا عدم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف‬
‫اإلدارات األخرى ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬نقص الوعي الضريبي لدي المكلفين بالضريبة‬

‫يعتبر نقص الوعي الضريبي من بين المشاكل التي تعيق عملية الرقابة الجبائية ‪،‬‬
‫حيث يمتنع بعض المكلفين عن تقديم المعلومات والتصريحات الالزمة ولجوءهم إلى التهرب‬
‫من دفع الضريبة ‪،‬وعدم تعاونهم مع اإلدارة الجبائية العتقادهم بأن الضريبة أداة افتقار‬
‫‪2‬‬
‫للشعوب ‪،‬وأنها إجحاف في حق دافعيها ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز قتال ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.337‬‬


‫‪ -2‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.93‬‬
‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫باإلضافة إلى انعدام الضمير األخالقي لدى المكلفين بالضريبة حيث يلجأ البعض‬
‫منهم إلى منح هبات وهدايا كرشوة ألعوان اإلدارة الجبائية لمساعدتهم على التهرب من دفع‬
‫الضريبة من خالل تخفيض المستحقات الضريبية واالستفادة من امتيازات غير مستحقة أو‬
‫إخفاء الكشوفات والمخالفات التي يرتكبونها في ملفاتهم نهائيا ‪،‬من خالل إدراجها أثناء برمجة‬
‫‪1‬‬
‫الملفات داخل مفتشية الضرائب للتهرب من دفع الضريبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬اتساع رقعة االقتصاد غير الرسمي‬

‫ويقصد باالقتصاد غير الرسمي أو الموازي تلك األنشطة التي تتم في الخفاء بعيدا عن‬
‫أعين الحكومة وأجهزتها الرقابية ‪،‬وكذا المعامالت التجارية التي تتم بدون فواتير والتعامل‬
‫نقدا بدون شيكات‪،‬كل هذا وذاك يؤدي إلى الغش الضريبي ‪،‬وتجنب القيود الرسمية المحددة‬
‫‪2‬‬
‫لممارسة النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫وقد أخذت هذه الظاهرة بعدا أوسع في السنوات األخيرة في الجزائر ‪،‬نتيجة االنفتاح‬
‫االقتصادي ‪،‬و التحول من االقتصاد المغلق إلى اقتصاد السوق ‪،‬مما أدى إلى فتح نشاطات‬
‫ج ديدة يغلب عليها الطابع السري ‪،‬والذي يصعب قياسه كونه يتم في الخفاء ‪،‬ومن أبرز‬
‫مظاهر االقتصاد غير الرسمي ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬البيع بدون فواتير مما يساهم في تفاقم ظاهرة الغش الضريبي‬


‫‪ ‬إبرام الصفقات المشبوهة وغير المصرح بها ‪،‬وخاصة في مجال المعامالت‬
‫العقارية وعدم دفع الضرائب والرسوم المستحقة ‪.‬‬
‫‪ ‬كما يؤدي االقتصاد غير الرسمي إلى تحويل اإلعفاءات واالمتيازات الجبائية‬
‫عن مسارها الحقيقي ‪،‬نتيجة مخالفة شروط االستفادة منها ‪.‬‬

‫‪ -1‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.93‬‬


‫‪ -2‬نبيلة ساعد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.67‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ ‬عدم المساهمة في الحصيلة الضريبية ‪،‬مما يحرم الخزينة من موارد هامة ‪،‬وكذا‬
‫مخالفة قواعد المنافسة النزيهة من قبل المتعاملين االقتصاديين مما يخلق نوع‬
‫من الشعور بانعدام العدالة في ممارسة الرقابة الجبائية والتي تطبق على‬
‫األشخاص المنخرطين في االقتصاد الرسمي فقط دون سواهم ‪،‬األمر الذي‬
‫يؤدي بهؤالء إلى اللجوء إلى استعمال ممارسات تدليسية للحفاظ على نشاطاتهم‬
‫‪1‬‬
‫المعلنة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬عدم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى‬

‫حتى تتمكن اإلدارة الجبائية من أداء مهامها المتعلقة بالرقابة الجبائية ‪،‬تحتاج إلى‬
‫التنسيق مع مختلف المؤسسات واإلدارات الحكومية كالقضاء‪،‬البنوك ‪،‬مصالح التجارة‪...‬الخ‪،‬‬
‫كون هذه األخيرة تحوز على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول المكلفين بالضريبة الذين‬
‫‪2‬‬
‫يتعاملون مع تلك المؤسسات واإلدارات في إطار ممارسة نشاطاتهم‪.‬‬

‫والمالحظ أن أغلب هذه المؤسسات ال تتعاون مع اإلدارة الجبائية فيما يخص تقديم‬
‫المعلومات الخاصة بالمكلفين بالضريبة ‪،‬والتي تعتبر ضرورية لإلتمام عملية الرقابة وتسهيل‬
‫الكشف عن المداخيل غير المصرح بها ‪.‬‬

‫فالبنوك مثال عادة ما تتماطل في تقديم حسابات العمالء الذين يخضعون للرقابة‬
‫الجبائية ألعوان اإلدارة الجبائية ‪،‬وتكتفي بتقديم الكشوفات لفترة قصيرة ال تتجاوز ستة (‪)76‬‬
‫أشهر ‪،‬بحجة أن طول الفترة يتطلب البحث عنه في األرشيف ‪،‬في حين أن المراقبة تمتد‬
‫لفترة أربع (‪ )73‬سنوات ‪.3‬‬

‫‪ -1‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ - 3‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أما قطاع العدالة فال يساعد اإلدارة الجبائية في أداء مهامها بالمستوى المرغوب في‬
‫مكافحة التهرب الضريبي ‪،‬حيث نجد أن أغلب القضايا المرفوعة من طرف مصالح اإلدارة‬
‫الجبائية ضد المتهربين من دفع الضريبة ال تفصل فيها العدالة إال بعد مرور سبعة‬
‫‪1‬‬
‫وعشرون(‪ )10‬شه ار كمعدل لكل قضية مما يحول دون القضاء على التهرب الضريبي‪.‬‬

‫كما تعاني اإلدارة الجبائية من عدم التنسيق المحلي ‪،‬وكذا عدم التنسيق وتبادل‬
‫المعلومات مع مختلف اإلدارات سواء الجبائية أو غيرها على المستوى الدولي ‪،‬نظ ار لما‬
‫تعرفه الجزائر من انفتاح في اقتصادها على السوق الخارجية ‪،‬وفتح أبوابها للمستثمرين‬
‫األجانب الذين يعمدون إلى استعمال تقنيات عالية لتسريب أرباحهم إلى الخارج دون‬
‫إخضاعها للضرائب ‪،‬وكذا المستثمرين المحليين الذين ينشطون في الخارج دون تحويل‬
‫‪2‬‬
‫أرباحهم إلى بلدهم األصلي ‪.‬‬

‫ويالحظ من خالل ما سبق ذكره وجود قطيعة وعدم التنسيق في العمل وتبادل‬
‫المعلومات بين اإلدارة الجبائية ومختلف المؤسسات واإلدارات األخرى ‪،‬مما يشكل عائق‬
‫يحول دون أداء اإلدارة الجبائية لمهامها بكفاءة ‪،‬ويحد من فعالية الرقابة الجبائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬آليات تفعيل عمل هيئات الرقابة الجبائية‬

‫رغم الجهود التي بدلتها الدولة الجزائرية ‪،‬إال أن اإلدارة الجبائية الزلت تعاني من العديد‬
‫من المشاكل والصعوبات عند ممارستها للرقابة الجبائية ‪،‬بسبب نقص اإلمكانيات المادية‬
‫والبشرية ‪،‬وغموض النصوص التشريعية وعدم استقرارها ‪،‬إضافة إلى تعقد بعض اإلجراءات‬
‫اإلدارية والتنظيمية ‪...‬إلخ‪ .‬مما أدى إلى استفحال ظاهرة التهرب الضريبي ‪،‬وتملص العديد‬
‫من المكلفين من دفع واجباتهم الضريبية ‪،‬ولمكافحة هذه الظاهرة ينبغي على اإلدارة العامة‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.92‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.99‬‬
‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫للضرائب أن تقوم باستحداث بعض األدوات واآلليات ‪،‬وأن تتخذ بعض اإلجراءات والتدابير‬
‫التي تهدف إلى تطوير وتفعيل الرقابة الجبائية ‪،‬ومن أهم هذه اإلجراءات ‪ :‬تحسين فعالية‬
‫النظام الجبائي (الفرع األول) ‪،‬تفعيل الجهاز اإلداري الضريبي (الفرع الثاني)‪،‬تحسين العالقة‬
‫بين اإلدارة الجبائية والمكلفين بالضريبة (فرع الثالث)‪،‬التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف‬
‫اإلدارات األخرى (فرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحسين فعالية النظام الجبائي‬

‫يعتبر التهرب الضريبي كنتيجة لعدم فعالية النظام الضريبي ‪،‬وعدم فعالية الرقابة بصفة‬
‫خاصة لذلك البد من تحسين فعالية ذلك النظام لمعالجة ظاهرة التهرب الضريبي ‪،‬مما‬
‫يقتضي ضرورة مراعاة اإلدارة الجبائية لإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تبسيط النظام الجبائي‬

‫لضمان فعالية الرقابة الجبائية ‪،‬يتوجب على اإلدارة الجبائية أن تقوم بتبسيط اإلجراءات‬
‫اإلدارية المتعلقة بربط وتحصيل الضرائب ‪،‬فضال عن صياغة التشريع الجبائي بأسلوب جيد‬
‫وبسيط يمكن المكلفين بالضريبة من فهمه ‪،‬باإلضافة إلى جعل النظام الجبائي يتصف‬
‫بالشفافية في إجراءات فرض الضريبة و في تقييم رقم األعمال ‪،‬وأن تسعى إلى تحقيق‬
‫استقرار التشريع الجبائي ‪،‬والذي يساهم بدوره في وضوح التشريع وتسهيل اإلجراءات اإلدارية‬
‫المتعلقة بالربط والتحصيل ‪ 1،‬ألن عدم استقرار التشريع الجبائي يؤدي إلى نشوء حالة من‬
‫الحساسية تجاه الضريبة ونفور ‪ ،‬كما ينبغي على اإلدارة الجبائية العمل على تبسيط‬
‫التشريعات الجبائية وجعلها أكثر وضوحا‪،‬وهو ما من شأنه التقليل من لجوء المكلفين إلى‬
‫‪2‬‬
‫التهرب الضريبي ‪.‬‬

‫‪ -1‬مراد ناصر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪. 176-177‬‬


‫‪ -2‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.373‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫ثانيا ‪ :‬إرساء نظام ضريبي عادل‬

‫إن النظام الضريبي العادل يساهم في التقليل من ظاهرة التهرب الضريبي ويشجع‬
‫المكلفين على دفع الضريبة ورضاءهم بها ‪،‬وعلى العكس من ذلك فإن النظام غير العادل‬
‫يولد اإلحساس بالتعسف الضريبي ‪،‬مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التهرب الضريبي ونفور‬
‫المكلفين من دفع الضريبة ‪،‬لذلك يجب على المشرع الجبائي العمل على إرساء نظام ضريبي‬
‫عادل من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬األخذ بمبدأ شخصية الضريبة ‪.‬‬


‫‪ -‬شمولية الضريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتدال معدل الضريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب االزدواج الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون منح اإلعفاءات الضريبية مدروس ومبني على أساس موضوعي ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تحقيق المساواة التامة بين جميع المكلفين بالضريبة أمام القوانين الجبائية‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬وتجنب التمييز بينهم في المعاملة الضريبية ما لم يكن ألسباب موضوعية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬تحسين التشريع الضريبي‬
‫أن غموض التشريع الضريبي وتعقد األحكام الجبائية يشكل عائقا أمام فعالية جهاز‬
‫الرق ابة ‪،‬لذلك يجب تدارك هذا التعقيد والعمل على تيسيره ‪،‬ليكتسب اإلصالح الضريبي‬
‫مصداقية وفعالية في أوساط الهيئات الساهرة على تنفيذ القوانين الضريبية ‪،‬والعمل على‬
‫توحيد التشريع الضريبي ‪،‬وتنسيق جميع الق اررات التي تتخدها إدارة الضرائب سواء على‬
‫المستوى المركزي أو الج هوي أو الوالئي حتى ال تتضارب في اتجاهاتها وال تتناقض في‬

‫‪ -1‬مراد ناصر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.176‬‬


‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫تفسيراتها ‪،‬كما يجب التخفيف من حجم الحذف ‪،‬اإلضافة و اإللغاء التي تط أر سنويا من‬
‫‪1‬‬
‫خالل قوانين المالية السنوية والتكميلية لضمان استقرار التشريع الضريبي ‪.‬‬
‫كما يتوجب على المشرع الجبائي تجنب ترك الثغرات في النصوص القانونية و‬
‫التنظيمية ‪،‬والتي قد تفتح المجال للتهرب الضريبي ‪،‬وبالتالي يجب إحكام صياغة نصوص‬
‫التشريع الضريبي حتى يفوت الفرصة على المكلف لالستفادة من بعض الثغرات التي قد‬
‫يتضمنها التشريع الضريبي وعليه سد الثغرات التي قد يتضمنها التشريع الضريبي ‪،‬وعليه سد‬
‫‪2‬‬
‫منافذ التهرب الضريبي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تفعيل الجهاز اإلداري الضريبي‬
‫إن التشريع الضريبي الجيد ال يكفي وحده لتحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية‬
‫ومكافحة ظاهرة التهرب والغش الضريبيين ‪،‬وانما بوجود إدارة ضريبية تمتاز بدرجة عالية من‬
‫الكفاءة سواء من حيث التطبيق والتنظيم ‪ ،‬فالنظام الضريبي الجيد ال يمكن أن يتحقق إال‬
‫باإلدارة التي تنفذه على أرض الواقع ‪3،‬وفي سبيل تحقيق فعالية الرقابة الجبائية وضمان آفاق‬
‫أفضل على المدى البعيد ‪،‬لذلك فإنه من الضروري االهتمام باإلدارة الضريبية واتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة لترقية مستواها والتي من شأنها تحسين الهياكل المساعدة لعملية الرقابة‬
‫‪،‬إضافة إلى تحسين التدابير المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تحسين الهياكل المساعدة لعملية الرقابة‬
‫ينبغي على اإلدارة الضريبية تزويد الهياكل المساعدة لعملية الرقابة الجبائية بنظام‬
‫المعلومات ‪،‬واالهتمام بتطويره بهدف ضمان إنجاز المهام وتنفيذ العمليات الجبائية بكل دقة‬
‫وفي ظرف وجيز ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ضرورة تزويد اإلدارة بنظام االتصال واإلعالم ‪،‬والذي‬

‫‪ -1‬المية آيت بلقاسم ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪. 96 - 97‬‬


‫‪ -2‬مراد ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.603‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.170‬‬
‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫يساعدها على االتصال باإلدارات المختلفة ‪،‬وكذا تقوية صلتها بالمكلفين بالضريبة من خالل‬
‫تزويدهم بالمعلومات المختلفة ‪.‬‬
‫‪-1‬تفعيل نظام المعلومات الجبائي‬
‫يعتبر نظام المعلومات الجبائي العمود الفقري لمصلحة الوعاء والتحصيل ‪،‬ذلك أن‬
‫وظيفته تبدأ بجمع البيانات ‪،‬وادارتها ومراقبتها وحمايتها ‪،‬وأخي ار إنتاجها ‪،‬أي ضمان وصولها‬
‫إلى مستعمليها ‪،‬وبغرض استدراك النقائص ‪1،‬ونظ ار لالتجاه المتزايد نحو التجارة اإللكترونية‬
‫‪،‬فإنه يتوجب على إدارة الضرائب االهتمام بتطوير نظام المعلومات لتحقيق الدقة في تنفيذ‬
‫العمليات الجبائية والتقليل من تعقد اإلجراءات اإلدارية داخل اإلدارة الضريبية ‪،‬غير أن الرفع‬
‫من أداء نظام المعلومات وتحقيق األهداف المسطرة ال يتم إال من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬إدخال واستعمال اإلعالم اآللي في كل مصالح إدارة الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬ربط المصالح الضريبية المركزية والمحلية بنظام اإلعالم اآللي ‪.‬‬
‫‪ -‬تتبع مسار المعلومة الجبائية على المستوى الوطني وفي سبيل تحقيق ذلك تم إنشاء‬
‫‪2‬‬
‫مديرية البحث عن المعلومة الجبائية بالمديرية العامة للضرائب ‪.‬‬
‫‪-2‬تفعيل نظام االتصال واإلعالم‬
‫يمكن إلدارة الضرائب تفعيل نظام الالتصال واإلعالم وذلك عن طريق ‪:‬‬
‫‪ -‬فتح قنوات تعاون واتصال مستمر بين إدارة الضرائب والشركات المختلفة ‪،‬وأن‬
‫تساعد هذه اإلدارة الشركات على التحول إلى النظام اإللكتروني حتى يكون لإلدارة‬
‫الفاعل في هذا التحول تحت مراقبتها ‪،‬وذلك لمساعدة هذه الشركات على الولوج‬
‫إلى خدمة الحكومة اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعالم ولهي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬يجب أن ت شجع اإلدارة الضريبية تدفق المعلومات من خالل صفحات المعلومات‬


‫والخدمات المعلوماتية األخرى ‪،‬وربط جميع مراكز المعلومات ومصادرها على شبكة‬
‫االنترنت وذلك بهدف تحقيق الشفافية والوضوح ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير نظام االتصال الدولي والتنسيق من خالل تتبع كل المؤسسات واألفراد فيما‬
‫‪1‬‬
‫يخص التحويالت البنكية سواء أكانت لغرض تجاري أو خاص ‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة بوسائل اإلعالم المكتوبة كالصحف والمنشورات ووسائل اإلعالم السمعية‬
‫‪2‬‬
‫والبصرية ‪،‬إلطالع المكلف بمختلف المستجدات والتعديالت الحاصلة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬تفعيل التدابير المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية‬
‫‪ -1‬من حيث عملية البرمجة ‪:‬‬
‫يجب عل اإلدارة الضريبية أن تقوم بتفعيل إجراءات البرمجة بشكل يسمح باالنتقال من‬
‫الرقابة العامة إلى الرقابة المعمقة حتى تتكامل مراحل الرقابة من خالل القيام بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تسطير برنامج الرقابة العامة ومتابعته من طرف السلطات المركزية ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على األساليب الكمية في عملية البرمجة التي تؤدي إلى تحليل الخطر‬
‫الجبائي من جهة ‪،‬وتنويع أشكال الرقابة التي تبنى عل مراقبة كل أنواع األنشطة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديث معايير اختيار القضايا تماشيا مع التحوالت االقتصادية‪ ،‬مع ترك الحرية‬
‫لمصالح الوعاء القاعدية في اعتماد معايير قد تكون ذات خصوصية على مستوى‬
‫مصالحهم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتم بصورة آلية برمجة كل المؤسسات المستفيدة من االمتيازات الجبائية أيا‬
‫كان نوع النشاط‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.36‬‬


‫‪ -2‬نبيلة ساعد مرجع سابق ‪،‬ص‪.67‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬ينبغي الرفع من عدد القضايا المبرمجة فيما يخص المعامالت العقارية مع ترك‬
‫‪1‬‬
‫الحرية للمصالح المحلية تماشيا مع خصوصية كل منطقة ‪.‬‬
‫‪ -1‬من حيث الوسائل المادية والبشرية‬
‫أ‪ -‬تحسين اإلمكانية المادية‬

‫كما أن تحسين مردودية أداء الرقابة الجبائية وضمان أداءها لمهامها بكل جودة وكفاءة‬
‫يتطلب اتخاذ جملة من اإلجراءات في سبيل تحقيق ذلك منها‪:‬‬

‫‪ -‬يجب توفير مقرات مجهزة بالمرافق الضرورية للعمل ‪،‬إضافة إلى وسائل مادية‬
‫متطورة تتجاوب مع مقتضيات العصر ‪،‬حتى تتمكن اإلدارة الجبائية من أداء مهامها‬
‫كإحصاء المكلفين والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة أو تحديد وعاءها وتحصيلها ‪،‬أو‬
‫‪2‬‬
‫القيام بعمليات التفتيش و الرقابة لمختلف الملفات المعنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم اإلدارة الجبائية بالهياكل القاعدية ‪ ،‬مع تأثيثها وتجهيزها بكل الوسائل‬
‫والمعدات المكتبية الحديثة ‪،‬وتوفير وسائل النقل الضرورية إلنجاز المهام الموكلة ألعوان‬
‫الرقابة في المناطق البعيدة ‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد المصالح الجبائية بمختلف األجهزة الحديث الالزمة لتمكينها من رفع مستوى‬
‫‪3‬‬
‫خدماتها وحصر مختلف المكلفين وتسهيل الكشف عن الوضعيات االحتيالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد المصالح الجبائية بأجهزة اإلعالم اآللي ‪،‬من أجل تسيير أعمال اإلدارة‬
‫الضريبية ‪،‬حيث يكتسي نظام اإلعالم اآللي أهمية بالغة كونه يسمح بتحسين الرقابة الجبائية‬
‫عن طريق برمجة علمية لملفات المكلفين ‪،4‬وفي هذا اإلطار سطرت اإلدارة العامة للضرائب‬
‫برنامجا طموحا يهدف إلى تحسين إمكانياتها المادية ‪،‬وكذلك بتجهيز مختلف مفتشيات‬

‫‪ -1‬بوعالم ولهي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.30‬‬


‫‪ -2‬مراد ناصر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -3‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -4‬مراد ناصر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.172‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫الضرائب عبر كامل التراب الوطني بتجهيزات اإلعالم اآللي ‪،‬وقد بلغ حجم نفقات تجهيز‬
‫اإلدارة الضريبية في الفترة الممتدة من ‪ 1777‬إلى ‪ 1731‬بثالثة عشرة (‪ )31‬مليار ومائتي‬
‫(‪ )177‬مليون دينار جزائري ‪،‬مما يدل على مدى االهتمام البالغ التي توليه الدولة قصد‬
‫‪1‬‬
‫زيادة كفاءة اإلدارة الضريبية ‪.‬‬
‫ب‪-‬تحسين الموارد البشرية‬
‫أن تزايد عدد المتعاملين االقتصاديين ‪،‬بسبب اإلصالحات االقتصادية التي سطرتها‬
‫الدولة الجزائرية ‪،‬خ لق عدة صعوبات أمام اإلدارة الجبائية ‪،‬وذلك راجع لقلة عدد موظفيها‬
‫ونقص كفاءتهم المهنية ‪،‬ومن أجل ضمان فعالية إدارة الضرائب ونجاحها في ممارسة الرقابة‬
‫الجبائية ‪،‬أصبح من الضروري تحسين كفاءة الموظفين وتكوين إطارات متخصصة في‬
‫المجال الضريبي ‪،‬وفي ظل نقص الكفاءات المتخصصة يجب اتخاذ اإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬رفع كفاءة أعوان اإلدارة الجبائية‬

‫حتى تضطلع مصالح الرقابة الجبائية بمهامها ‪،‬البد من تدعيمها بالعدد الكافي من‬
‫الموظفين المؤهلين الذين يتمتعون بشروط الكفاءة والنزاهة وااللتزام بأخالقيات المهنة وفي‬
‫هذا اإلطار يجب على اإلدارة العامة رفع مستوى أعوان الرقابة الجبائية ‪،‬وذلك باتخاد‬
‫اإلجراءات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب انتقاء أعوان المصالح الجبائية بناء على أساس عملي و موضوعي ‪،‬يراعى‬
‫فيه المستوى العلمي ‪،‬الخلقي ‪،‬والنفسي لهم ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب ترقية أخالق المهنة بغية تحسين األداء الوظيفي ‪،‬وهذا من خالل إدراجها‬
‫كمادة ينبغي تلقينها في مرحلة التكوين األولى ألعوان اإلدارة الضريبية عن طريق‬
‫إشباعهم باألسس والمبادئ العامة لعلم الواجبات ‪،‬حتى يتمكنوا من مواجهة‬
‫الصعوبات التي تواجههم أثناء القيام بمهامهم الوظيفية ‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.376‬‬


‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬مراعاة جانب التخصص ‪،‬فال يمكن أن تسند مهمة التحقيق كما هو معمول به في‬
‫كثير من األحيان إلى عون متخصص في القانون ‪،‬لذلك فمن الضروري مراعاة‬
‫‪1‬‬
‫طابع االختصاص من أجل ضمان مردودية أكبر للموظفين ‪.‬‬
‫‪ -‬إرسال أعوان الرقابة الجبائية إلى دورات أجنبية التي تقام في مختلف دول العالم‬
‫قصد تأهيلهم وتدريبهم ‪.‬‬
‫‪ -‬فتح مدارس متخصصة في مجال الرقابة الجبائية عبر مختلف جهات التراب‬
‫الوطني ‪،‬بهدف تكوين إطارات رقابية ‪.‬‬
‫‪ -‬التكوين المستمر ألعوان ا لرقابة الجبائية ‪،‬عن طريق تسطير برنامج دوري للتكوين‪،‬‬
‫حتى يسمح لهم بمواكبة التغيرات والتطورات الحاصلة في نظام الرقابة الجبائية‬
‫سواء من حيث القوانين واإلجراءات أو من حيث استعمال األدوات التكنولوجية‬
‫الحديثة ‪،‬باإلضافة إلى التدريب كسياسة دائمة لرفع كفاءة جهاز الرقابة الجبائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز ثقافة الجودة في أداء مصالح الرقابة الجبائية ‪،‬وفي هذا اإلطار يجب التركيز‬
‫أكثر على هذه المتطلبات من خالل تكوين األعوان وتطوير نظام التقييم للرفع‬
‫‪2‬‬
‫دائما من جودة األداء ‪.‬‬
‫‪ )2‬تبني سياسة التحفيز‬
‫يعتبر العنصر البشري ثروة هامة تمتلكها اإلدارة الجبائية ‪،‬لذلك يجب المحافظة عليها‬
‫واستثمارها بكافة السبل والوسائل ‪،‬فأعوان اإلدارة الجبائية هم المخولين بتنفيذ البرامج الجبائية‬
‫وهم من يتواصلون مع المكلفين بالضريبة ‪،‬وبالتالي فهم مسؤولين عن تحقيق فعالية العمل‬
‫الرقابي ‪،‬وكذا تحقيق رضا المكلفين بالضريبة ‪ 3،‬لذلك أصبح من الضروري تبني سياسة‬
‫تحفيز أعوان الرقابة الجبائية من خالل السعي إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.373‬‬


‫‪ -2‬مراد ناصر مراد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.170‬‬
‫‪-3‬المية آيت بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.377‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬تحسين األوضاع المادية واالجتماعية للعاملين باإلدارة الضريبية ‪،‬قصد كسب‬


‫والئهم و إخالصهم في العمل ‪،‬ورفع الروح المعنوية لهم هذا من جهة ‪،‬وغلق منافذ‬
‫اإلغراءات التي تعرض عليهم ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع أسس عادلة للترقية ‪،‬بالمقابل تسليط أقصى العقوبات لمن يثبت في حقهم‬
‫سلوكات غير مشروعية ومنافية ألخالقيات المهنة كالرشوة مثال ‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الحماية للموظفين في مجال الرقابة الميدانية ‪،‬خاصة إذا تعلق األمر بمراقبة‬
‫المصالح الشخصية للمكلفين المعنيين ‪،‬وذلك لضمان السير الحسن لمهامهم‬
‫‪1‬‬
‫الرقابية ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق نظام لألجور يكفل حصول هؤالء األعوان على أجور تناسب طبيعة‬
‫‪2‬‬
‫فعالة للمجدين ‪.‬‬
‫المسؤوليات ‪،‬وعلى مكافآت تشجيعية تنطوي على حوافز ّ‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية و المكلفين بالضريبة‬

‫معظم اإلصالحات الضريبية تسعى دوما إلى تخفيف حدة التوتر الموجودة بين المكلف‬
‫واإلدارة الضريبية ‪،‬قصد إحداث تجاوب من شأنه تقليل حاالت التهرب الضريبي ‪ 3،‬فالعالقة‬
‫الجيدة بين اإلدارة والمكلف بالضريبة ترتبط إلى حد ما بمدى التعاون القائم بين اإلدارة‬
‫والمكلف ‪4،‬و لتوطيد هذه العالقة وتحسينها يجب على كل من اإلدارة الجبائية والمكلف اتخاذ‬
‫اإلجراءات الكفيلة بالتحسين المستمر في عالقتهما ‪.‬‬

‫‪-1‬مراد ناصر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.172‬‬


‫‪-2‬مربم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.377‬‬
‫‪-3‬مراد ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬المية آيت بالقاسم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪:‬اإلجراءات المتعلقة باإلدارة الجبائية‬

‫يجب على اإلدارة الجبائية القيام ببعض اإلجراءات التي من شأنها تغيير نظرة المكلفين‬
‫السيئة تجاه أداة الضريبة وجعلها إيجابية من خالل القيام بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي الضريبي لدى الممولين حتى تكون لديهم ثقافة مجتمعة ترتكز على‬
‫أهمية الضرائب في التنمية االقتصادية ‪،‬باإلضافة إلى الدور المهم للحصيلة‬
‫الضريبية في اإلنفاق على الخدمات الصحية والتعليمية ‪،‬وأن كل من المكلف و‬
‫اإلدارة شركاء في تحقيق هدف واحد وهو خدمة المجتمع ‪،‬وفي هذا السياق يجب‬
‫على إدارة الضرائب أن تستعين بكافة وسائل اإلعالم المرئية والسمعية وبالمنشورات‬
‫الدورية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين أساليب التعامل مع المكلفين من خالل تدعيم المصالح الجبائية بمكاتب‬
‫للعالقات العامة تقوم من خاللها بمساعدة المكلفين وارشادهم إلى التفسيرات‬
‫الصحيحة ألحكام القوانين الجبائية وطرق تحديد وعاء الضريبة ومواعيد سدادها‬
‫واطالعهم على كيفية مأل بيانات اإلقرار الضريبي ‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية الوسائل الحديثة كموقع الواب للمديرية العامة للضرائب وذلك من خالل إثراءه‬
‫بمعلومات جبائية بعد كل تعديل يمس التشريع الجبائي ‪،‬وتزيده بمزيد من‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات تخص ذمة الخاضعين للضريبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلجراءات المتعلقة بالمكلف بالضريبة‬

‫المكلف بالضريبة هو اآلخر ملزم بتقديم بعض التنازالت واتخاذ بعض التصرفات‬
‫الكفيلة بتحسين وتوطيد عالقته مع اإلدارة الجبائية كالقيام بمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أداء الواجبات الجبائية بكل صدق وأمانة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 372‬‬


‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬أن يقتنع المكلف بضرورة أداءه لواجبه الضريبي طواعية واختيا ار وعن طيب خاطر‬
‫‪،‬مستمدا ذلك من الدور الفعال للضريبة االقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة استفسار المكلفين عن حقوقهم وواجباتهم الضريبية بمراجعة اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬الحضور والمشاركة في الملتقيات التي تنظمها و ازرة المالية واإلدارة العامة للضرائب‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬وهذا بغية تطوير ثقافتهم الجبائية ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التنسيق بين اإلدارات الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى‬
‫من بين األسباب التي تعرقل اإلدارة الجبائية في تأدية مهامها ‪،‬نقص وغياب‬
‫المعلومات و البيانات الخاصة ببعض المكلفين ‪،‬لذلك فإن توطيد العالقة بين المصالح‬
‫الجبائية والهيئات األخرى ضرورة حتمية ‪،‬فهذه األخيرة يمكنها تزويد المصالح الجبائية‬
‫المختصة بمختلف المعلومات والبيانات الموجودة بحوزتها ووضعها في خدمتها ‪.‬ومن أهم‬
‫المصالح التي ينبغي التنسيق بينها وبين اإلدارة الجبائية نجد المصالح التجارية ومصلحة‬
‫الجمارك‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المصالح التجارية‬
‫يجب على مديرية األسعار والمنافسة وكذا مديرية اإلحصاء أن ترسل كافة المعلومات‬
‫التي بحوزتها التي تخص المكلفين بالضريبة في مجال تشكيل أسعار المبيعات والخدمات‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬مرفقة بالدراسة التحليلية لملف األسعار واإلحصاءات المتعلقة بنوع الخدمات المقدمة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مصلحة الجمارك‬

‫تعتبر مصلحة الجمارك من أهم المصالح التي يجب التنسيق بينها وبين اإلدارة‬
‫الجبائية كونها تشكل همزة وصل بين الداخل والخارج ‪،‬كما تمتلك العديد من اإلمكانيات التي‬
‫تمكنها من استقصاء المعلومات وتتبع حركة رؤوس األموال والتحوالت المشبوهة من قبل‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.379‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.379‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬

‫المؤسسات المالية ‪،‬لذلك من واجب مصلحة الضرائب أن تفرض على كل مستورد تقديم‬
‫شهادة مهنية أثناء عملية االستيراد ‪،‬هذه البطاقة يتم استخراجها من مفتشية الضرائب ‪،‬وأن‬
‫تلتزم إدارة الجمارك بإرسال المعلومات التي تخص عملية االستيراد إلى مصلحة الجباية‬
‫‪1‬‬
‫بدون طلب مسبق من قبل هذه األخيرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم غضبان ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.337‬‬


‫‪95‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫الرقابة الجبائية هي تلك السلطة المخولة لإلدارة الجبائية ‪،‬بمراقبة التصريحات والوثائق‬
‫المستعملة لتحديد وعاء الضريبة ‪،‬بهدف تصحيح األخطاء المرتكبة من طرف المكلفين‬
‫بالضريبة ‪،‬وكذا فحص المحاسبة ‪،‬وتجرى عمليات الرقابة الجبائية من أجل متابعة‬
‫التصريحات الجبائية هذا من جهة ‪،‬ومكافحة الغش الضريبي من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ونظ ار للعدد المتزايد للتصريحات الجبائية المكتتبة من قبل المكلفين والخاضعين للرقابة‬
‫الجبائية ‪،‬كان لزاما على اإلدارة الجبائية تنويع نشاطاتها باستعمال نوعين من الرقابة يتمثالن‬
‫في ‪:‬الرقابة المبسطة والتي تهدف إلى الكشف عن األخطاء والنقائص التي تحتويها‬
‫التصريحات الجبائية للمكلفين ‪ ،‬والرقابة المعمقة و التي تعتبر من أهم الطرق التي تعتمد‬
‫عليها الرقابة الجبائية الستدراك التهرب الضريبي ‪،‬من خالل التدخالت المباشرة ألعوان‬
‫اإلدارة الجبائية بعين المكان ‪،‬للتأكد من صحة التصريحات الجبائية المكتتبة والفحص‬
‫الميداني للدفاتر والوثائق المحاسبية ‪،‬سواء بإجراء التحقيق في المحاسبة أو التحقيق المصوب‬
‫أو التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق النتائج المرجوة من الرقابة الجبائية وجب وجود جهاز إداري كفوء‬
‫وفعال ‪،‬يتم فيه تحدي د المهام وتقسيمها بالشكل الذي يضمن التغطية الكاملة لجوانب الرقابة‬
‫الجبائية‪ ،‬وقد فرضت اإلدارة الجبائية وجودها من خالل التدخالت المستمرة وعمليات‬
‫اإلحصاء المتتابعة ‪،‬وكذا عمليات التحقيق والبحث عن المادة الخاضعة للضريبة عن طريق‬
‫االتصال مع المصالح األخرى ‪،‬وتقوم اإلدارة بالمهام المتعلقة بالرقابة عن طريق المصالح‬
‫المكلفة بالوعاء والتحقيق والتحصيل لمختلف الضرائب والرسوم ‪،‬هذه المصالح تنقسم إلى‬
‫مصالح مركزية ومصالح غير مركزية‪.‬‬

‫ورغم تسخير الدولة الجزائرية لمختلف الهياكل واألجهزة المكلفة بالرقابة الجبائية‬
‫‪،‬وتزويدها بمختلف اإلمكانيات البشرية والمادية ‪ ،‬إالّ أن هذه الهياكل الزالت تعاني من عدة‬
‫صعوبات‪ ،‬كصعوبة البرمجة والتنفيذ وقصور اإلمكانيات المادية والبشرية‪ ،‬وغموض وعدم‬
‫‪97‬‬
‫خاتمة‬

‫استقرار التشريعات الجبائية‪ ،‬وتعقد اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية‪ ،‬باإلضافة إلى نقص‬
‫الوعي الضريبي لدى المكلفين بالضريبة واتساع رقعة االقتصاد غير الرسمي ‪...‬إلخ‪ ،‬كل‬
‫ذلك حال دون تحقيق األهداف المرجوة من الرقابة الجبائية‪.‬‬

‫وللرفع من مستوى فعالية الرقابة الجبائية يجب على الدولة الجزائرية أن تسعى إلى‬
‫اتخاذ بعض اإلجراءات و التدابير التي تهدف إلى تدعيم وتطوير الرقابة الجبائية من خالل‬
‫تحسين نظام الرقابة وذلك بتفعيل الهياكل المساعدة لعملية الرقابة و إعادة النظر في‬
‫اإلجراءات المتعلقة بالرقابة ‪ ،‬وأن تعمل على تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية والمكلف‬
‫بالضريبة وكذا تدعيم التكامل والتنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى ‪.‬‬

‫‪ ‬نتائج الدراسة‬
‫ومن خالل دراستنا لموضوع الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري خلصنا إلى بعض‬
‫النتائج ‪ ،‬والتي يمكن أن نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن الرقابة الجبائية وسيلة هامة لمكافحة ظاهرة الغش الضريبي والتقليل منها ‪،‬وأنها‬
‫أداة في يد اإل دارة الجبائية تستعملها من أجل معاينة األخطاء والنقائص و‬
‫اإلغفاالت واخالل المكلفين بااللتزامات الجبائية ‪،‬وردع المدلسين بعقوبات جبائية‬
‫وجنائية موافقة لطبيعة الخالفة‪.‬‬
‫‪ ‬أن هيئات الرقابة الجبائية التي تم استحداثها مؤخ ار ال يمكن الحكم على نجاعتها‬
‫ومدى مساهمتها في إنجاح عملية الرقابة الجبائية كون مراكز الضرائب والمراكز‬
‫الجوارية للضرائب لم تعمم بعد في واليات الوطن ‪،‬والزالت معظمها قيد التشييد‬
‫وبعضها لم ينصب بعد ‪،‬لكن هذه الهيئات بإمكانها إنجاح عمليات الرقابة الجبائية‬
‫والرفع من فعاليتها مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬رغم أهمية الرقابة الجبائية واألجهزة القائمة بها ‪،‬إال أنها لم تصل إلى المستوى‬
‫المطلوب ولم تتمكن من تحقيق أهدافها ‪،‬وذلك راجع إلى ‪:‬‬
‫‪98‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬نقص اإلمكانيات المادية الضرورية للقيام بالمهام الرقابية على أكمل وجه ‪،‬ونقص‬
‫الموارد البشرية المؤهلة ‪،‬األمر الذي يؤدي إلى إعطاء نتائج سلبية في عمليات‬
‫الرقابة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار التشريعات الجبائية ‪،‬ويالحظ ذلك من خالل التعديالت المتكررة التي‬
‫تأتي بها قوانين المالية وقوانين المالية التكميلية كل سنة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفير الحماية الالزمة للموظفين وأعوان المتابعة والرقابة الجبائية أثناء قيامهم‬
‫بمهمة التحصيل والتحقيق والرقابة ‪،‬وال يوجد أي نص تشريعي أو تنظيمي ينظم‬
‫هذه المسألة‪.‬‬
‫‪ ‬التوصيات‬
‫وتبعا للنتائج المستخلصة من هذه الدراسة فإن إعادة النظر في نجاعة الرقابة الجبائية‬
‫يدفعنا إلى اقتراح بعض التوصيات والتي يمكن إجمالها كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتماد الصياغة الجيدة والمنسجمة للنصوص التشريعية لضمان استقرارها‪،‬وأن‬
‫تصاغ بشكل جيد وواضح ال يحتمل أي تأويل وأن تحمل تفسي ار واحدا‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد الهياكل اإلدارية المكلفة بالرقابة الجبائية باإلمكانيات المادية والبشرية‬
‫المؤهلة‪.‬‬
‫‪ ‬رفع أجور الموظفين وتوفير وسائل النقل لهم للتنقل أثناء أداء مهامهم وقيامهم‬
‫بالرقابة والتحقيق الميداني ‪،‬وتوفير الحماية الالزمة لهم عند ممارستهم للرقابة‬
‫الميدانية ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال ‪:‬قائمة المراجع باللغة العربية‬

‫‪-1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬العيد صالحي ‪،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجبائي ‪،‬الطبعة الثالثة ‪،‬دار هومة‬
‫‪،‬الجزائر‪.8002،‬‬
‫‪ -‬محمد عباس محرزي ‪،‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬دار هومة‬
‫‪،‬الجزائر ‪.8002،‬‬
‫‪ -‬محمد عباس محرزي ‪،‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬دار هومة‬
‫‪،‬الجزائر ‪.8002،‬‬

‫‪ -‬منصور بن عمارة ‪،‬إجراءات الرقابة المحاسبية والجبائية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫‪.8022‬‬

‫‪ -‬مصطفى عوادي ‪،‬الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام الضريبي‬


‫الجزائري ‪،‬مطبعة مزوار ‪،‬الجزائر ‪.8002،‬‬

‫‪ -‬مصطفى عوادي ‪ ،‬يونس زين ‪ ،‬الرقابة الجبائية على المكلفين بالضريبة في النظام‬
‫الجبائي الجزائري‪ ،‬مكتبة بن موسى السعيد‪ ،‬الجزائر‪.8022،‬‬
‫‪ -‬مصطفى عوادي ‪ ،‬ناصر رحال ‪ ،‬جباية المؤسسة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مطبعة‬
‫سخري‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ -‬ميثاق حقوق وواجبات المكلف بالضريبة المحقق في محاسبته ‪،‬سنة ‪.8022‬‬
‫‪-2‬الرسائل والمذكرات الجامعية‬

‫أ‪ -‬الرسائل الجامعية‬


‫‪ -‬مراد ناصر ‪،‬فعالية النظام الضريبي واشكالية التهرب الضريبي دراسة حالة الجزائر‬
‫‪،‬رسالة مقدمة لنيل دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية ‪،‬فرع تسيير ‪،‬جامعة الجزائر ‪.8008،‬‬

‫‪101‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬سميرة بوعكاز ‪،‬مساهمة التدقيق الجبائي في الحد من التهرب الضريبي ‪،‬رسالة‬


‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم التجارية ‪،‬تخصص محاسبة ‪،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكر ‪.8022،‬‬

‫ب‪-‬المذكرات الجامعية‬
‫‪ ‬مذكرات الماجستير‬
‫‪ -‬أحالم بن صفي الدين ‪،‬الرقابة الجبائية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق ‪،‬تخصص المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،2‬سنة ‪. 8022‬‬

‫‪ -‬إلياس قالب دبيح ‪ ،‬مساهمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية ‪،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير ‪،‬تخصص محاسبة ‪،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير ‪،‬قسم علوم التسيير ‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪.8022،‬‬

‫‪ -‬محمد جبالي‪ ،‬مكافحة الغش الضريبي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون السوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم القانونية‬
‫واإلدارية‪ ،‬جامعة جيجل‪.8002 ،‬‬

‫‪ -‬نجاة نوي ‪ ،‬فعالية الرقابة الجبائية في الجزائر (‪، )8002-2222‬مذكرة ماجستير‬


‫‪،‬كلية علوم التسيير ‪،‬جامعة الجزائر ‪.8002،‬‬
‫‪ -‬نجيب زروقي ‪ ،‬جريمة التملص الضريبي وآليات مكافحتها في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬في العلوم القانونية –تخصص العلوم الجنائية‪،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.8022 ،‬‬
‫‪ -‬عيسى بوالخوخ‪ ،‬الرقابة الجبائية كأداة لمحاربة التهرب والغش الضريبي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة باتنة‪.8002 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز قتال‪ ،‬أسلوب تفعيل الرقابة الجبائية في الحد من التهرب والغش‬
‫الضريبي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية ومحاسبة‪،‬‬

‫‪102‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬المركز الجامعي يحي‬
‫فارس‪ ،‬المدية‪.8002 ،‬‬
‫‪ ‬مذكرات الماستر‬
‫‪ -‬ليندة قرموش ‪ ،‬جريمة التهرب الضريبي في التشريع الجزائري ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬تخصص قانون جبائي ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪.8022،‬‬
‫‪ -‬محمد رياض جودي ‪،‬دور الرقابة الجبائية في زيادة التحصيل الضريبي‪،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماستر في العلوم المالية والمحاسبية‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪.8022 ،‬‬
‫‪ -‬مريم غضبان ‪ ،‬دور الرقابة الجبائية في الحد من التهرب الضريبي‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة المساتر مالية ومحاسبة ‪ ،‬تخصص‪ :‬محاسبة وتدقيق‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم المالية والمحاسبة‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة ‪.8022‬‬
‫‪ -‬عبد الجليل لخذاري ‪،‬الرقابة الجبائية كأداة لمكافحة التهرب الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم مالية ومحاسبية ‪،‬تخصص فحص محاسبي ‪،‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪،‬بسكرة ‪.8022،‬‬
‫‪ -‬نبيلة ساعد ‪ ،‬الرقابة الجبائية ودورها في التحصيل الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر في المحاسبة والمالية ‪،‬تخصص محاسبة وتدقيق ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير ‪،‬قسم علوم المحاسبية والمالية ‪،‬جامعة أكلي محند أوالحاج ‪،‬البويرة ‪.8022،‬‬
‫‪ -‬المية آيت بلقاسم ‪ ،‬آليات واجراءات الرقابة الجبائية في الجزائر ودورها في الحد من‬
‫ظاهرة التهرب الضريبي ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير ‪،‬جامعة آكلي محند اولحاج ‪،‬البويرة ‪. 8022،‬‬
‫‪ - 3‬المجالت و المقاالت‬

‫‪ -‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬سنة ‪.8002‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬عمار معاشو ‪"،‬خصوصية إجراءات الدعوى الجزائية في مجال الغش الضريبي‬


‫"‪،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية ‪،‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‬
‫‪،‬عدد ‪،08،8002‬ص ص‪.82-21‬‬

‫‪ -‬ولهي بوعالم‪"،‬نحو إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة"‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة في إطار الملتقى الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة‬
‫العالمية ‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪،‬جامعة فرحات عباس ‪،‬سطيف ‪82-80،‬‬
‫أكتوبر‪.8002،‬‬

‫‪ -4‬النصوص القانونية‬
‫أ‪-‬النصوص التشريعية‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 22-12‬مؤرخ في ‪ 82‬سبتمبر ‪، 2212‬يتضمن القانون التجاري ‪،‬المعدل‬
‫والمتمم باألمر رقم ‪ 80-22‬صادر في ‪، 8022-28-20‬ج‪.‬ر عدد ‪ 12‬صادرة في ‪-20‬‬
‫‪.8022-28‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 202-12‬صادر في ‪ ،2212-28-02‬يتضمن قانون الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المماثلة ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 208‬لسنة ‪،2212‬المعدل والمتمم بموجب قانون‬
‫المالية لسنة ‪.8022‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 208-12‬صادر في ‪، 12-28-02‬يتضمن قانون الرسم على رقم‬
‫األعمال ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 202‬سنة ‪ ، 2212‬المعدل والمتمم بموجب قانون المالية لسنة‬
‫‪.8022‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 02-22‬صادر في ‪ 82‬فيفري ‪، 2222‬يتضمن إنشاء مفتشيات‬
‫الضرائب ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 02‬لسنة ‪.2222‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 2221‬صادر بتاريخ ‪، 2222-08-88‬مجلة مجلس الدولة ‪،‬عدد‬
‫خاص‪.8002،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 82-02‬صادر في ‪ 8002-28-88‬يتضمن قانون المالية لسنة‬


‫‪، 8008‬ج‪.‬ر عدد ‪، 22‬سنة ‪، 8002‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجبائية المعدل والمتمم‬
‫بموجب قانون المالية لسنة ‪.8022‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪، 28-01‬صادر في ‪، 8001-28-20‬يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪، 8002‬ج‪.‬ر عدد‪، 28‬صادرة في ‪.8001-28-22‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 22-22‬صادر في ‪، 8022-28-82‬متضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪، 8028‬ج‪.‬ر عدد ‪، 18‬صادرة في ‪.822-28-82‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 22-22‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪، 8022‬يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪، 8022‬ج‪.‬ر عدد ‪، 18‬صادرة ‪ 22‬ديسمبر ‪.8022‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 02-20‬مؤرخ في ‪ 82‬غشت ‪، 8020‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪، 8020‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،22‬صادرة في ‪ 82‬غشت ‪.8020‬‬
‫ب‪-‬النصوص التنظيمية‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 22-22‬يتضمن التنظيم اإلداري لو ازرة المالية ‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 202-08‬المؤرخ المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،202-08‬مؤرخ‬
‫في ‪ ، 8008-02-82‬ج‪.‬ر عدد ‪، 22‬سنة ‪ ،8008‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،222-02‬مؤرخ في ‪، 8002-08-82‬ج‪.‬ر عدد ‪، 22‬سنة ‪.8002‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 281-02‬المؤرخ في في ‪، 8002-02-22‬المتضمن تنظيم‬
‫المصالح الخارجية لإلدارة ‪،‬الجبائية ‪،‬وصالحياتها ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪، 22‬مؤرخة في ‪-02-82‬‬
‫‪.8002‬‬
‫‪ -‬قرار وزاري ‪،‬المؤرخ في ‪ 82‬ماي ‪ ،8001‬الذي يحدد االختصاص اإلقليمي للمديرية‬
‫الجهوية للضرائب والمصالح الوالئية ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 222-01‬صادر في ‪ 82‬نوفمبر ‪ ،8001‬يتضمن تنظيم‬
‫اإلدارة المركزية في و ازرة المالية ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 12‬صادرة في ‪ 08‬ديسمبر ‪.8001‬‬
‫‪ -5‬الموقع اإللكتروني‬

‫‪- www.imposts.dz‬‬

‫‪105‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع باللغة الفرنسية‬: ‫ ثانيا‬-

1- Philipe Ecoline , La vérification fiscal ,Edition ,Economique , PEF ,Paris ,2016.


2- Gland Laurent ,control fiscale :la vérification ,bayeusaine-France,1995.

106
‫فهرس المحتويات‬
‫الفهرس‬

‫الشكر و اإلهداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫مقدمة ‪1.............................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أشكال الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‪7...…………………..‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الرقابة الجبائية المبسطة ‪8 ...........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة الممارسة داخل اإلدارة الجبائية ‪8 ..............................‬‬
‫الفرع األول ‪:‬الرقابة الشكلية ‪9 ........................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة على الوثائق ‪11 ................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الرقابة الممارسة خارج الرقابة الجبائية‪11 .............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المعاينة ‪11 .............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المعاينات المتعلقة بالضرائب غير المباشر ‪13 ..................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المعاينات المتعلقة بالرسوم على رقم األعمال ‪14 ................................‬‬
‫أوقات الدخول إلى المحالت ‪15...........................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إعالم المكلف بالضريبة ‪15 ................................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تحرير المحاضر ‪16 .......................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬زيارة المحالت السكنية ‪16 .............................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الترخيص ‪17 ...............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التبليغ ‪18 ..................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تحرير المحاضر ‪18 .......................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حق اإلطالع ‪19 .......................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬حق اإلطالع لدى اإلدارات و الهيئات العمومية ‪10 ..............................‬‬
‫‪ -1‬المعلومات المقدمة من طرف مصالح الضمان االجتماعي ‪10 .....................‬‬
‫‪ -1‬المعلومات المقدمة من طرف السلطة القضائية ‪11 ................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حق اإلطالع لدى المؤسسات المالية‪11 ........................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حق اإلطالع لدى الغير‪11 ....................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التلبس الجبائي‪13 ......................................................‬‬
‫‪108‬‬
‫الفهرس‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات التلبس الجبائي ‪14 ....................................................‬‬


‫ثانيا ‪ :‬آثار التلبس الجبائي‪15 ........................................................‬‬
‫ثالثا ‪:‬العقوبات المضيفة في حالة معاينة التلبس الجبائي ‪16 ...........................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬التحقيقات الجبائية ‪18 ...............................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التحقيق في المحاسبة‪19 .............................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط التحقيق في المحاسبة‪30 .........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مكان إجراء التحقيق في المحاسبة ‪31 ..........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيق المحاسبي ‪31 ..............................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المدة المقررة للتحقيق في المحاسبة ‪31 .........................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات التحقيق المحاسبي ‪34 ........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إعالم المكلف بالضريبة ‪34 ....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬منح المكلف بالضريبة آجال لتحضير ‪36 ......................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إعالم المكلف بالضريبة بحقه في االستعانة بمستشار ‪37 .......................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج التحقيق في المحاسبة ‪37 ........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬قبول المحاسبة ‪38 .............................................................‬‬
‫‪ -1‬القبول الصريح ‪38 ......................................................... ..‬‬
‫‪ -1‬القبول النسبي للمحاسبة ‪38 ..................................................‬‬
‫أ‪ -‬حالة رد المكلف في اآلجال المحددة ‪39 ...................................‬‬
‫ب‪-‬حالة عدم رد المكلف في اآلجال المحددة ‪40 ..............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬رفض المحاسبة ‪41 .....................................................‬‬
‫‪ -1‬حاالت رفض المحاسبة ‪41 ............................................... ..‬‬
‫‪ -1‬حاالت إجراء التقويم التلقائي ‪41 .......................................... .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التحقيق المصوب في المحاسبة ‪43 ............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط التحقيق المصوب في المحاسبة ‪44 ........................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز التحقيق المصوب عن التحقيق في المحاسبة ‪45 ............‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة‪47 ...............‬‬
‫‪109‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع األول ‪ :‬شروط التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الشاملة‪49 ............‬‬


‫أوال ‪ :‬محل التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية الشاملة ‪49 ............‬‬
‫‪ -1‬األشخاص الخاضعين للتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪49 .....‬‬
‫‪ -1‬الضريبة المعنية بالتحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪51 ..................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األعوان المؤهلين للقيام بالتحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪51 .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مدة التحقيق في الوضعية الجبائية الشاملة‪51 .............................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪53 .........‬‬
‫أوال ‪ :‬إعالم المكلف مسبقا ‪54 ..................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬منح المكلف آجال للتحضير ‪55 ..........................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إعالم المكلف بحقه في االستعانة بمستشار‪55 ...........................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج التحقيق المعمق في الوضعية الجبائية الشاملة ‪56 ...........‬‬
‫أوال ‪ :‬عدم إجراء إعادة التقويم ‪56 ..............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إجراء التقويم الثنائي ‪56 ..................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري ‪95 ..............‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية ‪60 .....................‬‬
‫المطلب األول المصالح المركزية للرقابة الجبائية ‪60 ............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المديرية العامة للضرائب ‪61 ...........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التنظيم اإلداري للمديرية العامة ‪ :‬للضرائب‪61 ...................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مهام المديرية العامة للضرائب ‪61 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مديرية األبحاث و المراجعات ‪61 .......................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التنظيم اإلداري لمديرية األبحاث والمراجعات ‪63 ................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مهام مديرية األبحاث و المراجع ‪63 ............................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المصالح غير المركزية للرقابة الجبائية‪64 ............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المصالح الوالئية ‪65 ...................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المديريات الوالئية للضرائب‪65 ..................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مفتشيات الضرائب ‪65 .........................................................‬‬
‫‪110‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المصالح الجهوية للضرائب‪66 ..........................................‬‬


‫أوال ‪ :‬المديريات الجهوية للضرائب‪66 .................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المصالح الجهوية لألبحاث و المراجعات‪68 ....................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المصالح المستحدثة في اإلدارة الجبائية‪68 ..............................‬‬
‫أوال ‪ :‬مديرية كبريات المؤسسات ‪69 ..................................................‬‬
‫‪-1‬األشخاص الخاضعون لمديرية كبريات المؤسسات ‪69 ..............................‬‬
‫‪-1‬مهام مديرية كبريات المؤسسات ‪70 ................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مراكز الضرائب‪71 ............................................................‬‬
‫‪-1‬مجال اختصاص مراكز الضرائب ‪71 ..............................................‬‬
‫‪-1‬مهام مراكز الضرائب ‪71 ..........................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المراكز الجوارية للضرائب ‪73 ..................................................‬‬
‫‪-1‬مجال اختصاص المراكز الجوارية للضرائب ‪73 ....................................‬‬
‫‪-1‬مهام المراكز الجوارية للضرائب ‪74 ...............................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية وآليات تفعيلها ‪76 .....‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الصعوبات المعيقة لعمل هيئات الرقابة الجبائية‪77 ....................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الصعوبات المتعلقة بنظام الرقابة الجبائية ‪77 ............................‬‬
‫أوال ‪ :‬نقص اإلمكانيات البشرية‪77 ....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نقص اإلمكانيات و الوسائل المادية‪78 .........................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬غموض و عدم استقرار التشريعات الجبائية ‪79 .................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الصعوبات المتعلقة بالمحيط الخارجي لإلدارة الجبائية ‪80 ................‬‬
‫أوال ‪ :‬نقص الوعي الضريبي لدى المكلفين بالضريبة ‪80 ...............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اتساع رقعة االقتصاد غير الرسمي ‪81 ........................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عدم التكامل و التنسيق بين اإلدارة الجبائية ‪81 .................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تفعيل عمل هيئات الرقابة الجبائية‪83 ...........................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تحسين فعالية النظام الجبائي ‪84 ........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تبسيط النظام الجبائي‪84 ......................................................‬‬
‫‪111‬‬
‫الفهرس‬

‫ثانيا ‪ :‬إرساء نظام ضريبي عادل‪85 ..................................................‬‬


‫ثالثا ‪ :‬تحسين فعالية التشريع الضريبي‪85 .............................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تفعيل الجهاز اإلداري الضريبي‪86 ......................................‬‬
‫أوال ‪ :‬تحسين الهياكل المساعدة لعملية الرقابة ‪86 .....................................‬‬
‫‪ -1‬تفعيل نظام المعلومات الجبائي ‪87 ............................................‬‬
‫‪ -1‬تفعيل نظام االتصال واإلعالم ‪87 .............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تفعيل التدابير المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية‪88 .......................‬‬
‫‪ -1‬من حيث عملية البرمجة ‪88 .............................................. .‬‬
‫‪ -1‬من حيث الوسائل المادية و البشرية ‪89 .....................................‬‬
‫أ‪ -‬تحسين اإلمكانيات المادية ‪89 ...............................................‬‬
‫ب‪ -‬تحسين اإلمكانيات البشرية ‪90 ..........................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تحسين العالقة بين اإلدارة الجبائية والمكلفين بالضريبة ‪91 ........‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلجراءات المتعلقة باإلدارة الجبائية ‪93 ....................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات المتعلقة بالمكلف بالضريبة ‪93 .................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التنسيق بين اإلدارة الجبائية ومختلف اإلدارات األخرى ‪94 ..........‬‬
‫أوال ‪ :‬المصالح التجارية ‪94 .....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مصلحة الجمارك‪94 .....................................................‬‬
‫خاتمة ‪97 ......................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪101..............................................................‬‬

‫‪112‬‬
: ‫ملخص‬

‫تمكنا من معرفة أن‬، ‫من خالل دراستنا لموضوع الرقابة الجبائية في التشريع الجزائري‬
‫وأنها أداة فعالة‬، ‫الرقابة الجبائية من أهم اآلليات الوقائية لمكافحة ظاهرة التهرب الضريبي‬
‫قام المشرع الجبائي بتحديد‬، ‫ونظ ار ألهمية هذه الرقابة‬، ‫لضمان امتيازات الخزينة العمومية‬
.‫اإلطار القانوني والتنظيمي لها‬

‫ونسعى من خالل هذا البحث إلى معرفة مدى فعالية الرقابة الجبائية من خالل دراسة‬
‫بحيث تمارس هذه‬، ‫األشكال التي تعتمد عليها اإلدارة الجبائية للقيام بمهمة الرقابة الجبائية‬
‫األخيرة رقابة مبسطة تهدف إلى الكشف عن األخطاء والنقائص التي تحتويها التصريحات‬
‫ورقابة معمقة والتي تعتبر من أهم الطرق المعتمدة للكشف عن التهرب‬، ‫الجبائية للمكلفين‬
‫وتبيان أهم‬، ‫وكذا عرض أهم الهيئات المكلفة بممارسة الرقابة الجبائية‬، ‫الضريبي‬
‫الصالحيات واألجهزة المسخرة لها باإلضافة إلى رصد أهم الصعوبات التي الزالت تعترض‬
‫المر الذي‬، ‫وتحد من فعالية الرقابة الجبائية‬، ‫نجاح هذه الهيئات وتعيق عملها الرقابي‬
.‫يستدعي ضرورة اتخاذ اإلجراءات والتدابير من أجل تفعيل الرقابة الجبائية‬

Résumé

A travers notre étude du sujet du control fiscal selon la législation algérienne, on a pu


connaitre que le contrôle fiscal est parmi les mécanismes préventifs de la lutte contre la fraude
fiscale, et qu’il est un outil efficace pour assurer les avantages au trésor public, et vu
l’importance de ce contrôle, le législateur fiscal avait procéder à la définition de son cadre
légal et règlementaire.

Et nous tentons à travers cette recherche à connaitre l’ampleur de l’efficacité du contrôle


fiscal à travers l’étude des formes sur lesquelles se base l’administration fiscale afin de mener
la tâche du contrôle fiscal, car cette dernière mène un control simplifié visant à découvrir et
lacunes des déclarations fiscales des imposables, et un control approfondi qui est considéré
parmi les méthodes les plus importantes adoptées pour découvreur la fraude fiscale, ainsi que
l’exposé des instances les plus importantes chargées du control fiscal , et mettre en relief les
attributions et organes les plus importants consacrés à cet effet , en sus de mettre en lumière
sur les difficultés auxquelles font face de telles instance et entrave son travail de contrôle , et
limite l’efficacité du contrôle fiscal ; ce qui requiert la nécessité de prendre certaines mesures
et dispositifs afin de rendre efficace le contrôle fiscal .

You might also like