You are on page 1of 21

‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬

‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬


‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫د‪/‬برباوي كمال‬ ‫عبود ميلود‬

‫جامعة الطاهري محمد بشار‬ ‫جامعة دراية أحمد ‪-‬أدرار‬

‫الرقابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‬

‫ملخص‬

‫تعد الضريبة وسيلة مالية تستخدمها الدولة لتحقيق أغراضها‪ ،‬فهي انعكاس لألوضاع االقتصادية و االجتماعية و السياسية يف‬
‫اجملتمع الذي تفرض عليه‪ ،‬باإلضافة إىل كوهنا الينبوع الذي تستقي منه الدولة لسد نفقاهتا العامة‪ ،‬ومن أجل حتقيق ذلك تعرتض‬
‫الدولة عدة مشاكل منها التهرب الضرييب‪ ،‬و الذي أصبح مبرور الوقت مشكل يهدد التحصيل الضرييب وكذلك أكرب عائق للتنمية‬
‫وهذا ما يفوت على اخلزينة فرصة حتصيل إيرادات معتربة‪.‬‬

‫ويف هذا اإلطار اقرتحنا وسيلة قانونية مفروضة على األشخاص املكلفني بالضريبة ‪ ،‬وهي الرقابة اجلبائية كإجراء يهدف إىل حماربة‬
‫ظاهرة التهرب الضرييب وماينتج عنه من آثار سلبية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية الضريبة‪ -‬التهرب الضرييب – الرقابة اجلبائية – املكلف بالضريبة – إدارة الضرائب‪.‬‬
‫‪RESUME‬‬

‫‪la fiscalité considère un moyen financier utiliser par l’état pour réaliser ses buts c’est une‬‬
‫‪inversion des situation économiques et sociales et politiques dans la société concernée, de‬‬
‫‪plus elle concerne la source que l’etat se puise ses différentes dépenses publiques, afin‬‬
‫‪d’aboutir a son but, l’état doit faire face aux problèmes de la fraude fiscale, développement et‬‬
‫‪un manque important de recettes pour le trésor public.‬‬
‫‪Dans ce contexte, nous avons proposé une façon d'imposer par la loi sur les personnes en‬‬
‫‪charge de l'impôt, une mesure de contrôle fiscal vise à lutter contre le phénomène de l'évasion‬‬
‫‪fiscale, et les effets négatifs indirects de celle-ci.‬‬
‫‪MOTS CLES: impôt- évasion fiscale – contrôle fiscal- Le contribuable - l'administration‬‬
‫‪fiscale.‬‬

‫‪310‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫مقدمة‬

‫إن لإلدارة اجلبائية لديها وسيلة هامة بيدها تببقها من أجل حترير املعلومة اجلبائية و القيام بتحقيقها كما ينبغي أو التحقيق عليها‬
‫‪.‬‬

‫وتتمثل هذه األداة يف "الرقابة اجلبائية" اليت متثل الوسيلة األساسية وهي بيد اإلدارة اجلبائية ملراقبة املكلفني بالضريبة‪ ،‬كما أ ّن هذه‬
‫األخرية متتلك أدوات هامة من أجل العيش يف هذا احمليط الصعب ومن أمهها "التحقيق احملاسيب" الذي قد ميثّل الضوء أو مصباح‬
‫الرقابة اجلبائية‪.‬‬

‫تعمل اإلدارة اجلبائية بتجسيد هذه األدوات يف امليدان العملي من أجل القيام بعملية التحقيق والفحص اجلبائي يف ظروف عادية‬
‫وخاصة من أجل احلد من ظواهر التالعبات و التدليسات يف األرقام أي احلد من ظاهرة التهرب الضرييب‪.‬‬

‫ومنه ميكن طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬ما مدى فعالية الرقابة اجلبائية يف مكافحة التهرب الضرييب ؟‬


‫هيكل البحث‪ :‬ولإلجابة على اإلشكالية املبروحة مت االعتماد على املنهج الوصفي باعتباره األسلوب األنسب للدراسة‪ ،‬حيث‬
‫قمنا مبعاجلة املوضوع من خالل احملاور التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المحور األول‪ :‬اإلطار مفاهيمي حول للرقابة اجلبائية؛‬


‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬أمهية و طرق الرقابة اجلبائية؛‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬العوامل املعيقة لدور الرقابة اجلبائية و مقرتحات التفعيل‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار مفاهيمي حول للرقابة الجبائية‬

‫‪ -1‬مفهوم‪ ،‬أهداف و أشكال الرقابة الجبائية ‪.‬‬


‫تعترب الرقابة اجلبائية من أهم أجهزة مكافحة الغش و التهرب الضرييب‪ ،‬وتعمل على احلد من انتشارمها وغايتها تتمثل يف مراقبة مددى‬
‫حقيقة التصرحيات اجلبائية املصرح هبا من طرف املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫وهتدف عملية الرقابة اجلبائية إىل حتقيق مهمة رئيسية تكمن يف إعادة متويل خزينة الدولة بالقيمة من اإليرادات الواجب حتصيلها من‬
‫جباية الضرائب من جهة‪ ،‬وتببيق سياسة قواعد الضريبة تببيقا عادال بني األفراد‪.‬‬

‫‪ .1-1‬تعريف الرقابة الجبائية‪ :‬سوف نركز على التعاريف التالية‪:‬‬


‫‪ ‬تعريف(‪" :)1‬جمموعة من العمليات غايتها تتمثل يف مراقبة التصرحيات اجلبائية املقدمة من طرف املكلفني بالضريبة‬
‫ومقارنتها باحملاسبة"‪.1‬‬

‫‪311‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫تعريف(‪ " :)2‬الرقابة اجلبائية هي تشخيص حمتوى الكتابات احملاسبية مبا يتالءم مع القانون اجلبائي و التحقق من هذا‬ ‫‪‬‬
‫احملتوى مع اإلثباتات و التصرحيات املقدمة" ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ‬تعريف(‪" :)3‬هي فحص لكل التصرحيات وكل سجالت و وثائق و مستندات املكلفني بالضريبة اخلاضعني هلا سواء‬
‫كانوا أشخاص طبيعيني أو معنويني‪ .‬و ذلك بقصد التأكد من صحة املعلومات اليت حتتويها ملفاهتم اجلبائية‪ .‬على أن‬
‫يستعمل الشخص املكلف هبذه العملية أفضل الوسائل لالستعالم‪ ،‬االستفسار و االستيضاح عن كل ما هو مدون‬
‫بالتصرحيات و الوثائق املرفقة هبا"‪.3‬‬
‫تعريف(‪ " :)4‬إن الرقابة اجلبائية هي مفهوم قانوين و ميكن تعريفها على أهنا السلبة املخولة لإلدارة اجلبائية مبراقبة‬ ‫‪‬‬
‫التصرحيات و الوثائق املستعملة لتحديد كل ضريبة أو رسم أو حق أو إتاوة‪ ،‬من أجل اكتشاف النقائص و تصحيح‬
‫األخباء املرتقبة من طرف املكلفني بالضريبة‪ ،‬وكذا فحص احملاسبة مهما كانت الدعامة املستعملة حلفظ الوثائق"‪.4‬‬
‫‪ .2-1‬أهداف الرقابة الجبائية‬
‫األهداف المحددة للرقابة الجبائية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن املشرع اجلبائي حدد للرقابة اجلبائية أهدافا معينة وحمددة‪ ،‬حبيث اعترب أن الرقابة اجلبائية وسيلة إسرتاتيجية تتمثل يف املقابل لنظام‬
‫تصرحيي‪ ،‬وهي الوسيلة األكثر ختصيصا اليت متلكها اإلدارة للتحقق من مبابقة تصرحيات املكلفني بالضريبة للقوانني و القواعد‬
‫املنظمة باالقتباعات الضريبية‪ ،‬وتببيقها ميثل أحد االهتمامات األساسية للسلبات العمومية هبدف حماربة الغش و التهرب‬
‫الضرييب و ختفيف آثاره على املوارد املتعلقة بامليزانية و حصر خبورهتا‪.‬‬

‫‪ ‬األهداف العامة للرقابة الجبائية‪:‬‬


‫لقد عمل املشرع اجلبائي على حتديد األهداف العامة للرقابة اجلبائية كما يلي‪:5‬‬

‫‪ -‬أن الرقابة هتدف أساسا إىل التحذير من أي حماولة غش أو ممارسة عمل من شأنه أن يتملص املكلف بالضريبة من االلتزامات‬
‫الضريبية و إىل معاقبة املختلسني يف الواقع‪ ،‬وأن عملية الغش ينجم عنها فقط أضرار مالية للخزينة العامة ولكن تؤدي إىل فشل كل‬
‫سياسة ترمي إىل حتق يق أحسن الشروط للعدالة واملساواة يف الدورة املالية مبنافسة شريفة بني االقتصاديني يف إطار التغريات اهليكلية‬
‫اليت عرفها االقتصاد الوطين منها إلغاء االحتكار‪ ،‬وحترير التجارة اخلارجية ‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪ .3-1‬أشكال الرقابة الجبائية‪.‬‬

‫‪ ‬الرقابة العامة‪ :‬تتم على مستوى املفتشية‬


‫جيب أن تكون الرقابة بصفة مستمرة بني الشخص اخلاضع للضريبة و املفتشية أي التصرحيات اليت يقوم هبا املكلف بالضريبة و‬
‫الرقابة على مستوى املفتشية تسمى‪:‬‬
‫الرقابة الشكلية‪ :‬وتببق كل سنة و تدرس األخباء املادية اليت ارتكبت دون قصد و اليت توجد يف التصريح من طرف‬ ‫‪‬‬
‫املكلف بالضريبة فهي تأخذ بعني االعتبار رقم األعمال مبعىن آخر هتتم فقط بصفة األرقام‪.‬‬

‫‪312‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ ‬الرقابة الجزئية‪ :‬وهي عكس الرقابة الشكلية حيث تكون شاملة‪ ،‬وتتضمن نوعني من الرقابة‪:‬‬
‫الرقابة النقدية و الرقابة اإلمجالية حيث تراجع فقط التصرحيات و تقارهنا بالوثائق امللحقة هلذه األخرية‪.‬‬

‫الرقابة على مستوى المديرية الفرعية‪ :‬الرقابة احملاسبية تكون كل سنة‪ ،‬وهناك برنامج سنوي يببق ويتمثل يف أن‬ ‫‪‬‬
‫املفتشية تقرتح على املديرية الفرعية عدد من امللفات ترتاوح ما بني ‪ 15‬إىل ‪ 20‬ملف حيث تدرس هذه امللفات‪ .‬ومن‬
‫خالل قانون املالية الذي ينص على مراقبني املديرية الفرعية أنه جيب عليهم القيام بدراسة من ‪ 8‬إىل ‪ 19‬ملف على األقل‬
‫لكل فوج يف السنة وهذا األخري يكون من مراقب و مفتش و مدة هذه الرقابة من ‪ 6‬أشهر إىل سنة حسب رقم األعمال‬
‫لكل مكلف‪.6‬‬
‫‪ ‬الرقابة المعمقة أو التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية‪ :‬تضم جمموعة من املعلومات املشكلة للمصلحة اليت تقوم‬
‫بدراستها عن طريق الرقابة املعمقة و اليت تتمثل يف دراسة امللفات بدقة وبصفة معمقة وبكل موضوعية ومقارنتها مع العناصر‬
‫اخلارجية لكل مكلف‪ ،‬وهذا النوع من الرقابة يستبيع ملس النشاط و كذلك الشخص الببيعي ‪.‬‬
‫الرقابة البسيطة‪ :‬هي الرقابة على املواد الضريبية املباشرة فقط وعلى املواد والرسوم بالنسبة لرقم األعمال يف آن واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هياكل و وسائل الرقابة الجبائية‬ ‫‪-2‬‬
‫الهياكل‪:‬‬ ‫‪.1-2‬‬
‫‪ .1-1-2‬هياكل البحث و التفتيش‪ :‬إن البحث عن املعلومات اجلبائية تسمح باحلصول على معرفة جيدة وأكثر أمهية‬
‫إلجتاهات الغش و التهرب الضرييب و األساليب املستخدمة‪ ،‬ففي هذا الصدد فهي ال متثل فقط نشاط مدعم للرقابة‬
‫اجلبائية ولكن تضمن توجيه الربامج املختارة و اختبارات املعاجلة‪.‬‬
‫فاهلياكل املسرية ضمن هذه املهمة هي‪:‬‬

‫‪ ‬مفتشية الضرائب كمصلحة قاعدية تسري امللفات اجلبائية للمكلفني بالضريبة و تصرحياهتم و هي تقوم بعملية الرقابة‬
‫شهريا و سنويا‪.‬‬
‫‪ ‬مكتب البحث عن املادة اخلاضعة للضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق املختلبة (إدارة الضرائب‪ ،‬اجلمارك والتجارة) وتنفيذ برامج مسبرة من طرف اللجنة التنفيذية للرقابة املختلبة‬
‫تضم أعوان الضرائب‪ ،‬أعوان التجارة‪ ،‬أعوان اجلمارك اليت تلتزم بالتفتيش إلثبات النقص يف تببيق و احرتام تشريعات اإلدارات‬
‫الثالث‪.‬‬
‫‪ ‬مكتب األحباث و التحقيق اليت تقوم بصياغة و تببيق و ضمانات اختبار عمليات التحقيق و األحباث‪.7‬‬
‫‪ .2-1-2‬الهياكل المكلفة بالرقابة‪:‬‬
‫إن الرقابة اجلبائية خاضعة هلياكل ختتلف كفأهتا حسب تعقد الدفاتر املراجعة وتوسع عمليات الرقابة الواجب القيام هبا ‪.‬‬

‫كما أن الرقابة الكلية أو الفردية تتوقف على مهارة مفتشيات الضرائب اخلاضعني حمليبهم اإلقليمي‪.‬‬

‫‪313‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ .2-2‬الوسائل البشرية‪:‬‬

‫إن وجود املوظفني املتخصصني بالرقابة اجلبائية مقسمة بني اهلياكل املختلفة حسب املعايري التالية و هي‪: 8‬‬

‫‪ ‬كثافة النشاط االقتصادي على اإلقليم الضرييب‪.‬‬


‫‪ ‬أمهية احمليط باعتباره زاوية ضريبية‪.‬‬
‫‪ ‬موظفني مكلفني بالبحث عن املعلومات الضريبية‪.‬‬
‫‪ ‬موظفني مكلفني باملراجعة احملاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬موظفون متخصصون يف الرقابة املختلبة‪.‬‬
‫إضافة إىل ذلك و كما ذكرنا أن العون ميثل الوسيلة القاعدية لتنفيذ نشاطات اإلدارة عن طريق املراقبة وكذا ميثل العنصر احملدد يف‬
‫حتديد األهداف الكمية لذلك البد من توفر شروط استثنائية مبلوبة يف حتديد األهداف الكمية لدلك البد من توفر شروط‬
‫استثنائية مبلوبة يف الرقابة اجلبائية و هي‪:‬‬

‫‪ ‬كفاءة خمتصة ومؤكدة‪.‬‬


‫‪ ‬التمتع بسلوك حضاري‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون ذو أقدميه على األقل ‪ 3‬سنوات يف امليدان‪.‬‬
‫وقد وجه التوظيف خالل العامني اآلخرين إىل أصحاب الشهادات واملتخرجني من املدرسة الوطنية للضرائب ومن املعهد اجلزائري‬
‫التونسي لالقتصاد اجلمركي و الضرييب‪.‬‬

‫‪ .3-2‬الوسائل اإلعالمية‪:‬‬

‫لقد أنشأت اإلدارة العامة للضرائب خمبط إعالمي جديد موجه يضم مجيع هياكل اإلدارة الضريبية ويقوم على تعميم كل‬
‫نشاطاهتا‪ ،‬يف هدا اإلطار التجديد الضرييب للمكلفني بالضريبة تشكل عنصر أساسي فيما يتعلق بالرقابة اجلبائية فإن تببيقها كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تثبت جمموع امللفات الوطنية اخلاصة باملكلفني بالضريبة‪.‬‬


‫‪ ‬االستعمال اإلجباري احملدد الضرييب يف عمليات االسترياد وعند حترير الفواتري‪.‬‬
‫‪ ‬متركز وإجراء تقاطع للمعلومات املتعلقة بالنشاطات اخلاصة مبصادر املداخيل وما ميلكه املدين‪.‬‬
‫‪ ‬تسيري امللفات الوطنية للمحتاجني‪.‬‬
‫اإلطار القانوني و التنظيمي للرقابة الجبائية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪314‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ .1-3‬اإلطار القانوني للرقابة الجبائية‬


‫حتتاج اإلدارة اجلبائية إىل سند قانوين حيمي مجيع التصرفات اليت ميارسها األعوان‪ ،‬من خالل تأدية واجبهم و إىل تقدمي ضمانات‬
‫حتافظ مبوجبها على حقوق املكلف‪ ،‬وحتميه من كل تصرف غري شرعي قد يسلكه األعوان عند القيام مبهمة التفتيش أو التدخل‪،‬‬
‫من تعسف يف استعمال احلق أو الضغط أو التهديد‪ ،‬وعليه وضعت اإلدارة اجلبائية من خالل التشريعات اجلبائية جمموعة من‬
‫النصوص اليت تبفي بواسبتها الشرعية على استعمال حقوقها التالية‪ :9‬‬

‫‪ -‬حق االطالع؛ ‪‬‬


‫‪ -‬حق الرقابة؛ ‪‬‬
‫‪ -‬حق استدراك األخباء اإلدارية‪ .‬‬
‫كما منحت من خالل ذلك ضمانات للمكلف بالضريبة‪ ،‬حىت يتسىن له معرفة مجيع حقوقه و واجباته اجتاه اإلدارة اجلبائية‪.‬‬

‫حق االطالع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تنص املواد من‪45‬إىل ‪ 61‬من قانون اإلجراءات الضريبية على جماالت حق االطالع ملصاحل الرقابة اجلبائية‪ ،‬من خالل‬
‫طلب املدعلومات من اإلدارات املعنية ومصاحل الضمان االجتماعي و املؤسسات اخلاصة و البنوك و ذلك من غري املساس بالسر‬
‫املهين هلذه املؤسسات‪.‬‬

‫حق الرقابة‪ :‬ال تكتفي الرقابة اجلبائية باالطالع‪ ،‬بل تقوم مبجموعة من اإلجراءات و العمليات اليت من شأهنا إثبات‬ ‫‪‬‬
‫صحة و نزاهة التصرحيات املقدمة من طرف املكلف بالضريبة‪ ،‬وإجراء مقارنات بعناصر و بيانات أخرى و تكون يف شكل‬
‫صورتني مها‪:‬‬
‫‪ -‬يبلب تربيرات وتوضيحات من املكلف بالضريبة‪ ،‬وتبدأ هذه العملية داخل مكتب مصاحل الضرائب حسب نص‬
‫املادة ‪ 18‬و ‪ 19‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم بإجراءات التحقيق احملاسيب و اجلبائي طبقا لنص املادة ‪ 20‬و‪ 21‬من نفس القانون‪ ،‬وتتم هذه العملية خارج‬
‫مكتب مصاحل الرقابة اجلبائية‪.‬‬
‫حق استدراك األخطاء‪:‬حيدد األجل الذي يتقادم فيه عمل اإلدارة ‪ ،‬بأربع (‪ )4‬سنوات‪ ,‬إالّ يف حالة وجود مناورات‬ ‫‪‬‬
‫تدليسية و هذا بالنسبة لدما يأيت ‪:10‬‬
‫‪ -‬تأسيس الضرائب و الرسوم و حتصيلها؛‬
‫‪ -‬القيام بأعمال الرقابة ؛‬
‫‪ -‬قمع املخالفات املتعلقة بالقوانني و التنظيمات ذات البابع اجلبائي؛‬
‫‪ -‬الضمانات املمنوحة للمكلف بالضريبة‪.‬‬

‫‪315‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ -4‬اإلطار التنظيمي للرقابة الجبائية‪.‬‬


‫فتح الملف الجبائي‪:‬‬ ‫‪.1-4‬‬
‫فتح ملف جبائي عن طريق التصريح بالنشاط‪ :‬الكل يعلم أن لكل شخص طبيعي احلق يف اكتساب صفة التاجر مبراعاة‬ ‫‪‬‬
‫أحكام املواد من ‪ 1‬إىل ‪ 8‬من القانون التجاري‪ ،‬غري أن هذا جيب أن مير مبراحل هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التصريح بالوجود‪ :‬على كل شخص طبيعي أو معنوي و يف خالل الثالثني (‪ )30‬يوما األوىل يف بداية النشاط‪ ،‬التقدم إىل‬
‫مصلحة الضرائب املختصة إقليميا ‪ -‬أي املفتشية اليت تغبي مقر النشاط املمارس من أجل طلب بالتصريح بالوجود مبابقا‬
‫لنموذج تقدمه اإلدارة وذلك مبوجب املواد (‪ 11)183‬و (‪ 12)51‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة و قانون الرسم على‬
‫رقم األعمال‪ ،‬هذا بالنسبة للنشاط املمارس خارج مقر السكن أو الذي حيتاج إىل مقر‪ ،‬أما بالنسبة للنشاطات األخرى مثل النقل‬
‫و التجارة املتنقلة‪ ،‬فمكان التصريح هو باملفتشية التابعة ملقر سكن املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫ب‪ -‬معاينة المكان‪ :‬خيرج إىل مكان النشاط عونان من إدارة الضرائب ملعاينة تبابق النشاط مع مكان و مساحة احملل‪ ،‬و الوثائق‬
‫املقدمة ألجل ذلك‪ ،‬وتكون املوافقة بذلك بتقدمي وثيقة الوضعية اجلبائية‪ ،‬ممضاة من طرف رئيس مفتشية الضرائب املختصة‬
‫إقليميا‪.‬‬

‫ج‪ -‬بداية اكتتاب التصريحات‪ :‬بعد حصوله على شهادة الوضعية اجلبائية‪ ،‬يفتح امللف اجلبائي لدى مفتشية الضرائب باسم‬
‫الشخص الببيعي أو املعنوي ابتداءا من تاريخ استالمه هلذه الشهادة‪ ،‬وعندها حيق لإلدارة اجلبائية مبالبته جبميع التصرحيات‪ ،‬حىت و‬
‫لو مل يبدأ املمارسة الفعلية للنشاط‪.‬‬

‫فتح الملف الجبائي تلقائيا‪:‬حىت ال تكون النشاطات التجارية اليت تعود بربح أو بصفة دائمة و متكررة تنشط دومنا املرور‬ ‫‪‬‬
‫باملفتشية املختصة إقليميا‪ ،‬خولت اإلدارة اجلبائية لنفسها حق فتح امللف اجلبائي بصفة تلقائية مبوجب املادة ‪ 51‬من قانون‬
‫الرسم على رقم األعمال واملادة ‪ 183‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬عند احلاالت التالية‪:13‬‬
‫أ‪ -‬القيام بعملية اإلحصاء‪ :‬عندما تقوم اإلدارة اجلبائية باإلحصاء السنوي للنشاطات‪ ،‬يتضح وجود بعض النشاطات‬
‫غري املسجلة لدى املصاحل اجلبائية‪ ،‬تسجيل املعلومات اخلاصة بالنشاط املمارس و صاحبه من طرف أعوان اإلدارة اجلبائية‪ ،‬ليتم‬
‫بعد ذلك فتح ملف جبائي بصفة تلقائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ورود معلومات عن النشاطات‪ :‬ترد املعلومات عن طريق اإلبالغ من طرف املكلفني‪ ،‬أو من بعض السكان أو‬
‫حىت الزبائن أو موظفي اإلدارة املالية‪ ،‬فرتسل مصلحة املفتشية أعواهنا للقيام بالتحقق من ذلك و بالتايل فتح ملف جبائي للنشاط‬
‫باسم صاحبه بصفة تلقائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬العمليات الظرفية‪ :‬املشروبات و البوضة ( يف فتح الصيف) وكذا احللويات يف ( شهر رمضان )‪ ،‬غالبا ما متارس هذه‬
‫النش اطات دون تصريح‪ ،‬كما توجد نشاطات أخرى يف مناسبات يوم العيد مثل‪ :‬بيع احللويات واللعب و املأكوالت اخلفيفة‪ ،‬وكذا‬
‫يف فرتة هناية السنة‪ ،‬ويف فرتة الدخول املدرسي بيع األدوات املدرسية ‪...‬إخل ‪.‬‬

‫‪316‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫هذه النشاطات غالبا ما تفتح امللفات اخلاصة هبا تلقائيا‪ ،‬كما تقفل يف هناية الفرتة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪:‬طرق الرقابة الجبائية‬

‫التحقيق المحاسبي‬ ‫‪-1‬‬


‫التحقيق في المحاسبة‪:‬‬ ‫‪.1-1‬‬
‫التحقيق يف احملاسبة هو جمموعة العمليات اليت يستهدف منها مراقبة التصرحيات اجلبائية املكتتبة من طرف املكلف بالضريبة‬
‫وفحص حماسبته ) مهما كانت طريقة حفظها حىت ولو كانت ببريقة معلوماتية إال الدفاتر التجارية الواجبة قانونا ( و التأكد من‬
‫مدى تبابقها معا ملعبيات املادية و غريها حىت يتسىن معرفة مدى مصداقيتها ( طبقا للمواد ‪ 1-20‬و ‪ 3-20‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلبائية)‪. 14‬‬

‫ال يهدف التحقيق احملاسيب إىل مراقبة الوضعية اجلبائية للمؤسسة خالل السنوات احملقق فيها فحسب‪ ،‬بل يسمح كذلك بإطالع‬
‫هذه األخرية على واجباهتا اجلبائية‪.‬‬

‫أثناء التحقيق احملاسيب‪ ،‬يبلع عون اإلدارة اجلبائية املكلف بالضريبة على مصادر األخباء اليت وقع فيها واليت قد ترتكب أحيانا‬
‫على حسابه يف هذه احلالة ميكنه أن يبلب الح ًقا ختفيض الزيارات نتيجة هلذه األخباء و يبلعه احملقق عن كيفية تقدمي البعون‬
‫الالزمة‪.‬‬

‫التحقيق المصوب في المحاسبة ‪:‬‬ ‫‪.2-1‬‬


‫يعد التحقيق حتقيقا حماسبيا مصوبا إذا اقتصر التحقيق احملاسيب على نوع أو عدة أنواع من الضرائب‬
‫‪15‬‬
‫أو مشل كل الفرتة الغري املتقادمة أو جزء منها‪ ،‬أو جمموعة من العمليات أو املعبيات احملاسبية املتعلقة بفرتة تقل عن سنة جبائية‬

‫التحقيق املصوب يف احملاسبة املؤسس بأحكام املادة ‪ 22‬من قانون املالية التعديلي لسنة ‪ ، 2008‬واملقنن يف املادة ‪ 20‬مكرر من‬
‫قانون اإلجراءات اجلبائية إجراء مراقبة مصوبة‪ ،‬أقل مشولية‪ ،‬أكثر سرعة و ذو نباق من التحقيق احملاسيب‪.‬‬

‫إنجاز عمليات التحقيق‪:‬تسري الرقابة اجلبائية وفق قواعد قانونية تضبط فيها اإلجراءات الواجب إتباعها من طرف اإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫اجلبائية و اليت توضح حقوق و واجبات املكلف بالضريبة‪.‬‬
‫إن التحقيق يف احملاسبة جيب أن يتم بعني املكان أي يف حمل املكلف بالضريبة‪ ،‬وهذا من أجل خلق جو املناقشة بني احملقق و‬
‫املكلف بالضريبة (طبق للمواد ‪ 1-20‬و ‪ -20‬من‪ 3‬قانون اإلجراءات اجلبائية) إال أن هناك استثناء هلذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪317‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫ففي حالة طلب مكتوب من املكلف بالضريبة و يعد قبوله من طرف اإلدارة أو يف حالة قوة قاهرة ميكن للمحقق يأخذ الوثائق‬
‫لفحصها يف مكاتبهم‪ .‬سلم للمكلف بالضريبة يف هذه احلالة وثيقة تثبت فيها الوثائق املسلمة (عدد الوثائق ‪ ،‬طبيعتها ‪...‬إخل)‬
‫طبقا للمواد ‪ 1-20‬و ‪ 3-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية ‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشعار بالتحقيق‪:‬ال ميكن إجراء حتقيق دون إرسال أو تسليم إشعار بالتحقيق‪ ،‬ملحق مبيثاق املكلف بالضريبة الذي ينص‬
‫على حقوقه و واجباته على أن يستفيد املكلف بالضريبة من مدة للتحضري قدرها عشرة (‪ )10‬أيام‪ (.‬طبقا للمادة ‪4-20‬‬
‫من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬
‫ميكن للمحقق أن يقوم مبراقبة مفاجئة ترمي إىل معاينة العناصر املادية املستعملة من قبل املؤسسة أو التأكد من وجود الوثائق‬
‫احملاسبة يف هذه احلالة ‪.‬يسلم »اإلشعار بالتحقيق «مع بداية عمليات املراقبة ‪.‬ال ميكن البدء يف فحص عميق للوثائق احملاسبية إال‬
‫بعد استنفاذ أجل التحضري املنصوص عليه سابقا‪.‬‬

‫يف حالة تغيري احملققني أو أحدهم‪ ،‬يعلم املكلف هبذا التغيري‪ ( .‬طبقا للمادة ‪ 4-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫‪ ‬االستعانة بمستشار‪ :‬حتت بالضريبة يستبيع أن يستعني بوكيل خيتاره مبحض إرادته أثناء طائلة ببالن اإلجراءات جيب أن‬
‫يشار صراحة أن املكلف عملية املراقبة لالستشارة به أو اإلنابة عنه‪ ( .‬طبقا للمادة ‪ 4-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬
‫ميكن للمستشار االستعانة به أو اإلنابة عن املكلف بالضريبة أثناء عمليات التحقيق‪ .‬لكن حضوره ليس ضروريا أثناء املراقبة‬
‫املفاجأة ملعاينة العناصر املادية التيقد تفقد قيمتها يف حالة ما إذا متت أجيلها‪.‬‬

‫‪ ‬مدى التحقيق‪:‬ميكن للمحقق أن يبلب كل الوثائق احملاسبية‪ ،‬نسخ الربقيات‪ ،‬مستندات اإليرادات و املصاريف‪...‬إخل اليت‬
‫ميكن من وراء فحصها التأكد من مدى مصداقية التصرحيات اجلبائية‪.‬‬
‫ميارس التحقيق مهما كانت الوسيلة املستعملة حلفظ املعلومات (طبقا للمادة ‪ 4-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫االمتناع عن تقديم المحاسبة‪:‬يثبت يؤشر ع ليهم نبرف املكلف بالضريبة مع إلزام ذكر رفضها حملتمل عدم تقدمي احملاسبة‬ ‫‪‬‬
‫أو االمتناع عند تقدميها يف حمضر وهذا بعد إشعارهم تقدمي احملاسبة يف أجل أقصاه مثانية (‪ )8‬أيام‪(.‬طبقا للمادة ‪ 9-20‬من‬
‫قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬
‫‪ ‬نهاية أشغال التحقيق في عين المكان‪:‬ينبغي على العون احملقق مبوجب أحكام املواد ‪ 5-20‬و‪ 4-20‬مكرر من قانون‬
‫اإلجراءات اجلبائية معاينة هناية أعمال التحقيق يف عني املكان عن طريق حمضر‪ ،‬يدعى املكلف بالضريبة احملقق معه لتأشريه‪،‬‬
‫و توضع اإلشارة عند االقتضاء يف احملضر يف حالة رفض التوقيع هذا األخري‪.‬‬
‫نتائج التحقيق‪ :‬عندما تثبت اإلدارة أن هنا كنقائص‪ ،‬أخباء‪ ،‬إغفاالت أو إخفاء يف العمليات اليت تقوم على أساسها‬ ‫‪‬‬
‫الضريبة تقوم‪:‬‬
‫‪ -‬إما بالتصحيح بإتباع اإلجراءات التناقضية لفرض أساس الضريبة ) تصحيح حضوري)‪.‬‬

‫‪318‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫وإما بفرض الضريبة احملددة بصفة تلقائية‪.16‬‬

‫‪ ‬اإلجراء الحضوري‪:‬يستوجب بواسبة عليها مع إشعار باالستالم أو يسلم هلم رسالة موصى على احملقق إشعار املكلف بالضريبة‬
‫بنتائج املراقبة إشعار باالستالم (طبقا للمادة ‪ 6-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪ .‬ينبغي على احملقق كذلك إعالم املكلف‬
‫بالضريبة احملقق معه بنتائج املراقبة بواسبة رسالة حىت يف حالة انعدام التقومي (طبقا للمادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات اجلبائية( ‪.‬‬
‫يكون اإلشعار بإعادة التقومي (اإلشعار األويل) مفصال بقدر كاف و معلال‪ ،‬كما يتعني ذكر أحكام املواد اليت يؤسس عليها إعادة‬
‫التقومي ببريقة تسمح للمكلف بالضريبة من إعادة تشكيل أسس فرض الضريبة وتقدمي مالحظاته أو إعالن قبوله هلا و ذلك يف‬
‫أجل أربعني (‪ )40‬يوما سارية من تاريخ استالم بإعادة التقومي (طبقا للمادة ‪ 6-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫جيب حتت طائلة ببالن اإلجراء‪ ،‬أن يشار يف اإلشعار بإعادة التقومي إىل أن املكلف بالضريبة له احلق يف االستعانة مبستشار من‬
‫اختيارهم من أجل مناقشة اقرتاحات رفع مبلغ الضريبة أو من أجل اإلجابة عنها‪.‬‬

‫جيب أن يبلغ املكلف بالضريبة الذي حقق معه يف إطار اإلشعار بالتقومي أن لديه إمكانية طلب يف رده التحكيم بالنسبة لألسئلة‬
‫املتعلقة بالوقائع أو بالقانون‪ ،‬حسب احلالة من مدير كربيات املؤسسات أو من مدير الضرائب بالوالية أو من رئيس مركز الضرائب‬
‫أو من رئيس مصاحل التدقيق أو املراجعات‪.‬‬

‫وعند رفض العون احملقق مالحظات املكلف بالضريبة‪ ،‬فإنه ينبغي عليه أن يعلمه بذلك من خالل املراسلة تكون كذلك مفصلة‬
‫ومربرة‪ .‬وإذا أبرزت هذه املراسلة سببا رئيسيا جديدا بإعادة التقومي أو األخذ بعني االعتبار عناصر جديدة ليتم التبرق هلا يف‬
‫اإلشعار األويل‪ ،‬فإنه مينح أجل إضايف مدته أربعون (‪ )40‬يوما للمكلف بالضريبة لتقدمي مالحظاته‪( .‬طبقا للمادة ‪ 6 -20‬من‬
‫قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫هذا اإلشعار بإعادة التقومي‪:‬‬

‫‪ -‬يوقف التقادم حسب شروط معينة‪.‬‬


‫يوما للمكلف بالضريبة لكي يفحص نتائج تقومي واإلبالغ عن إجابته‪.‬‬ ‫‪ -‬يفتح أجال أربعني (‪ً )40‬‬
‫‪ -‬يبني للمكلف بالضريبة التعديالت على أسس الضريبة املزمع إجراءها‪.‬‬
‫متكن هذه اإلجراءات للمكلف بالضريبة أن يعرف مصدر التعديالت و يستبيع أن يبلب من اإلدارة‪:‬‬
‫‪ -‬توضيحات مفصلة متكنه قبول التعديالت على دراية‪.‬‬
‫‪ -‬مدى تأثري قبوله يف ما خيص التزاماته الضريبة بصفة عامة‪.‬‬
‫يف حالة القبول‪ ،‬تدرج اجلداول للتحصيل‪ ،‬ختصم احلقوق الواجب خصمها تلقائيا دون طلب من املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫‪319‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫يف حالة قبول صريح تصبح قاعدة فرض الضريبة احملددة هنائية‪ ،‬وال ميكن االعرتاض عليها من طرف اإلدارة‪ ،‬ماعدا حاالت‬
‫استعمال املكلف بالضريبة طرق تدليسية أو تقدمي معلومات غري صحيحة أثناء التحقيق‪ .‬كما ال ميكن للمكلف بالضريبة‬
‫أن يتعرض عليها عن طريق البعن‪(.‬طبقا للمادة ‪ 7-20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫‪ ‬التصحيح التلقائي‪:‬‬
‫ميكن لإلدارة اجلبائية أن تلجأ إىل التحديد التلقائي لقواعد فرض الضريبة يف احلاالت التالية‪:‬‬

‫رفض املكلف بالضريبة لعمليات املراقبة اجلبائية‪ ،‬التحقيقات و املعاينة سواء من قبله أو من تدخل أو حضور أي شخص بأي‬
‫طريقة كانت حبيث يتعذر على األعوان القيام مبهامهم‪.17‬‬

‫‪ -‬عندما ال يصرح يف اآلجال احملددة قانونيًا باملداخيل (الربح الصناعي‪ ،‬التجاري وغري التجاري) والتصرحيات اخلاصة‬
‫بالضرائب على ربح الشركات أو تصرحيات املتعلقة بالرسم على القيمة املضافة املنصوص عليها يف املواد ‪ 76‬و ‪ 77‬من قانون‬
‫الرسم على رقم األعمال بعد على األقل شهر من إعالمه من قبل املصاحل اجلبائية بتسوية وضعيته‪.‬‬
‫‪ -‬مل تقدم الدفاتر احلسابية أو مت رفض هذه األخرية لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مسك الدفاتر احلسابية غري مبابق للقوانني السارية املفعول (طبقا للمواد ‪ 9‬و ‪ 11‬من القانون التجاري) ولشروط‬
‫وكيفيات تببيق املخبط احملاسيب الوطين‪( :‬املخبط الوطين احملاسيب) والنظام‬
‫احملاسيب املايل (النظام املايل احملاسيب) الذي شرع يف تببيقه إبتداءًا من ‪.2010/01/01‬‬

‫‪ -‬احملاسبة ال حتتوي على أية قيمة مقنعة النعدام الوثائق اإلثباتية‪.‬‬


‫‪ -‬إذا تضمنت احملاسبة أخباء أو إغفاالت أو معلومات غري صحيحة‪ ،‬خبرية ومتكررة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تقدمي احملاسبة بعد انقضاء مدة مثانية أيام (‪ )8‬انذاره (املادة ‪ 9- 20‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة ما تزيد نفقاته الشخصية الظاهرة واملعروفة و مداخيله العينية على اجملموع املعفى ومل يقدم تصرحيا بذلك‪ ،‬أو‬
‫يكون دخله املصرح به‪ ،‬بعد خصم األعباء احملددة يف املادة ‪ 85‬من قانون الضرائب املباشرة‪ ،‬يقل عن جمموع هذه النفقات أو‬
‫املداخيل غري املصرح هبا أو املغفلة أو العائدات العينية (املادة ‪7-43‬من قانون اإلجراءات اجلبائية) ‪.‬‬
‫‪ -‬كل مكلف بالضريبة امتنع عن اإلجابة على البلبات الواردة من مفتش الضرائب واحملقق وصصوص التوضيحات‬
‫واإلثباتات الواجب تقدميها (طبقا للمادة ‪ 19‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬
‫‪ -‬كل شركة أو مؤسسة أجنبية ال تتوفر على منشآت مهنية باجلزائر‪ ،‬وتكون خاضعة للضريبة على الدخل أو الضريبة على‬
‫أرباح الشركات‪ ،‬امتنعت عن الرد على طلب مصلحة الضرائب اليت تبلب منها فيه تعيني ممثل هلا يف اجلزائر‪.‬عدم مسك حماسبة‬
‫قانونية أو السجل اخلاص املنصوص عليه يف املواد ‪ 66،67،68‬و‪ 69‬من قانون الرسوم على رقم األعمال الذي يسمح بإثبات‬
‫رقم األعمال املصرح به‪.‬‬

‫‪320‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ -‬وكما هو معلوم أن التحقيق احملاسيب جيري تنفيذه ضمن إطار تسريعي يضمن حقوق املكلف بدءا من اإلشعار األويل‬
‫للتحقيق وانتهاء بتتبع النتائج النهائية للمكلف بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬كل مكلف بالضريبة مل يقدم تصرحيه ويزيد دخله الصايف احملدد وفقا للمواد من ‪ 85‬إىل ‪ 98‬من قانون الضرائب‬
‫املباشرة على اجملموع املعفى من الضريبة‪.‬‬
‫حىت يف حاالت رفض احملاسبة أو التصحيح التلقائي‪ ،‬جيب إشعار املكلف بالضريبة باألسس اجلديدة لفرض الضريبة‪.‬يف حالة ما‬
‫إذا كانت احملاسبة غري متضمنة ألخباء خبرية ومتكررة لكن إذا أثبت العون احملقق عدم صحتها‪ ،‬ميكنه رفضها مع توضيح‬
‫األسباب‪.‬‬

‫إن اهلدف األساسي من وراء عملية التحقيق احملاسيب‪ ،‬هو إبراز كل األخباء و اإلغفاالت املتضمنة يف حماسبة املكلف بغرض‬
‫التأكد من صحة وعاء خمتلف الضرائب و الرسوم املستحقة اليت قدمتها احملاسبة‪.18‬‬

‫أما وصصوص تبور مردودية التحقيق احملاسيب خالل الفرتة ‪ 2006 -2001‬تكون مفصلة يف‪:‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬ ‫اجلدول رقم ‪ 02‬تبور مردودية التحقيق احملاسيب خالل الفرتة ‪2006 -2001‬‬

‫‪SRV‬‬ ‫‪DIW‬‬ ‫البيان‬ ‫السنة‬


‫‪313‬‬ ‫‪142.7‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2001‬‬
‫‪7.78‬‬ ‫‪5.070‬‬ ‫املبلغ‬
‫‪275‬‬ ‫‪1392‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2002‬‬
‫‪11.201‬‬ ‫‪5.814‬‬ ‫املبلغ‬
‫‪208‬‬ ‫‪1460‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2003‬‬
‫‪10.115‬‬ ‫‪5.407‬‬ ‫املبلغ‬
‫‪223‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2004‬‬
‫‪4.664‬‬ ‫‪5.763‬‬ ‫املبلغ‬
‫‪180‬‬ ‫‪2037‬‬ ‫عدد القضايا‬ ‫‪2005‬‬
‫‪8.216‬‬ ‫‪6.831‬‬ ‫املبلغ‬
‫‪180‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫عدد القضايا‬ ‫‪2006‬‬
‫‪3.857‬‬ ‫‪10.845‬‬ ‫املبلغ‬
‫المصدر‪ :‬ولهي بوعالم‪ ،‬إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة المالية حالة الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫و ما ميكنا استنتاجه من خالل هذا اجلدول هو التبور امللحوظ من حيث عدد القضايا املربجمة للتحقيق سواءا بالنسبة للتحقيق‬
‫على مستوى املديريات الوالئية‪ ،‬أو على مستوى فرق اجلهوية‪ ،‬فلقد سجلت املديريات الوالئية قضية مربجمة سنة ‪ 2006‬أي‬

‫‪321‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫بنسبة تبور بلغت ‪ ℅71‬مقارنة بنسبة ‪ ،2001‬يف حني سجلت فرق البحث اجلهوية تراجعا بنسبة ‪ ℅57‬يف نفس الفرتة‪ .‬أما‬
‫من حيث املبالغ املرتتبة عن التحقيق فلقد تضاعفت من ‪ 5.070‬مليار دج سنة ‪ 2001‬إىل ‪ 10.845‬مليار دج سنة ‪2006‬‬
‫بينما شهدت اخنفاضا حمسوسا بالنسبة لفرق البحث اجلهوية من ‪ 7.78‬مليار دج سنة إىل ‪ 3.857‬مليار دج سنة ‪ .2006‬غري‬
‫أنه يف العموم هنا كتبور إجيايب من حيث املردود يف حالة دمج نتائج اهليئتني مع بعض‪ ،‬وأن مرد هذا التبور اإلجيايب يرجع يف‬
‫نظرنا إىل العوامل املوضوعة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جهل بعض املكلفني للتشريع الضرييب الساري املفعول‪.‬‬


‫‪ -‬تبوير إجراءات التحقيق من حيث التشريع‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم مصاحل الرقابة حبملة الشهادات اجلامعية و املختصني‪.‬‬
‫‪ -‬تكثيف عملية التكوين و التدريب‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية اإلعالم واالتصال عن طريق االنرتنيت والدالئل التببيقية و املنشورات‪.‬‬
‫و يف الواقع أن هذا التبور اإلجيايب ال يرقى إىل املستوى املبلوب املستهدف من عملية التحقيق احملاسيب للحد من تنامي ظاهرة‬
‫التهرب الضرييب‪ ،‬مما يبرح مجلة من التساؤالت حول مدى فعالية هذا النوع من الرقابة يف ظل انعكاسات األزمة االقتصادية و‬
‫املالية العاملية اليت ترمجتها احلكومة يف قانون املالية لسنة ‪ 2009‬و القانون املايل التكميلي لنفس السنة‪ ،‬و ما ميكن إدراجه من‬
‫نقائص تقف دون حتقيق األهداف املرجوة من هذا النوع من الرقابة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬برجمة املكلفني الذين ال ميتلكون خبرا جبائيا‪.‬‬


‫‪ -‬النقص الفادح يف عدد احملققني و عدم تأهيل البعض فيهم مما أثر على عدم تناسب توسع األنشبة مع برامج التحقيق‪،‬‬
‫فاملؤسسة اليت يتم برجمتها قد ال يعاد برجمتها سنوات طويلة أو مدى حياهتا‪.‬‬
‫‪ -‬عدم حتديث معايري اختيار املؤسسات القابلة للتحقيق متاشيا مع تبور تقنيات التحايل القانوين من دفع الضرائب‬
‫خصوصا املعامالت االلكرتونية و تبور التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تشجيع املؤسسات اليت تبدي تعاون أو حسن سلوك معا حملققني و املستعدة لتسديد ما ترتب عليها من حقوق‬
‫من التخفيض الفوري الكلي أو اجلزايف من الزيادات اإلضافية‪.‬‬
‫‪ -2‬التحقيق المعمق في مجمل الوضعية الجبائية‬
‫يقصد بالتحقيق املعمق يف جممل الوضعية اجلبائية جمموعة العمليات اليت تستهدف الكشف عن كل فارق بني الدخل احلقيقي‬
‫للمكلف بالضريبة والدخل املصرح به أي بصفة عامة‪ ،‬التأكد من التصرحيات على الدخل العام (املداخيل احملققة خارج اجلزائر ‪-‬‬
‫فوائض القيمة الناجتة عن التنازل مبقابل عن العقارات املبينة و غري املبينة‪...‬إخل)‪.19‬‬

‫يستلزم هذا اإلجراء مقارنة املداخيل املصرح هبا باملداخيل املستنتجة من وضعية أمال كاملكلف‪ ،‬حالة خزينته وكذا املتعلقة بسياق‬
‫احلياة لسائر أفراد أسرته‪.‬‬

‫‪322‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫وهكذا ميكن ألعوان اإلدارة اجلبائية أن يشرعوا يف التحقيق املعمق يف الوضعية اجلبائية الشاملة لألشخاص الببيعيني بالنسبة‬
‫للضريبة على الدخل اإلمجايل‪ ،‬سواء توفر لديهم موطن جبائي يف اجلزائر أمال عندما تكون لديهم التزامات متعلقة هبذه الضريبة‪.‬‬
‫(طبقا للمادة ‪ 1-21‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫وميكن القيام بتحقيق معمق يف الوضعية اجلبائية الشاملة عندما تظهر وضعية امللكية وعناصر منط املعيشة لشخص غري حمصى‬
‫جيائيا‪ ،‬وجود أنشبة أو مداخيل متملصة من الضريبة (للمادة ‪ 1-21‬من قانون اإلجراءات اجلبائية)‪.‬‬

‫ال ميكن القيام بتحقيق معمق يف جممل الوضعية اجلبائية الشاملة إال من طرف أعوان اإلدارة اجلبائية الذين هلم رتبة مفتش على‬
‫األقل‪.20‬‬

‫جيري التحقيق معمق يف جممل الوضعية اجلبائية طبقا لألجراء احلضوري‪ .‬ونذكر أنه بعد إرسال إشعار بإعادة التقومي ورد املعين عليه‬
‫يف اآلجال القانونية مينح هلذا األخري أجل إضايف مدته أربعون (‪ )40‬يوم التقدمي مالحظاته والرد‪ ،‬يف حالة ما إذا أبرز احملقق أو‬
‫مصلحة التحقيق أسبابا جديدة إلعادة التقومي أو عناصر جديدة مليتم التبرق إليها يف إطار اإلشعار األويل‪( .‬طبقا للمادة ‪5-21‬‬
‫من ق‪ ،‬إ ‪،‬ج)‪.‬‬

‫ميكن برجمة الت‪.‬م‪.‬م‪.‬ج إثر التحقيق يف احملاسبة‪ ،‬سواء بإسم املستغل الشخصي ملؤسسة‪ ،‬أو الرؤساء والشركاء األساسيني للشركة‬
‫أوكل شخص ملزم قانونا بتصريح جممل دخله‪.‬‬

‫ينفذ هذا التحقيق كذلك يف حالة ما لوحظ فارق حمسوس بني الدخل املصرح من طرف املكلف‪ ،‬من جهة‪ ،‬وعناصر منبه املعيشي‬
‫والنفقات املخصصة لصيانة أمالكه من جهة أخرى‪) .‬طبقا للمادة ‪ 1-21‬من قانون اإلجراءات اجلبائية) تقدم اإلدارة على طلبا‬
‫لتربيرات والتوضيحات اليت تراها أساسية‪ ،‬مما قد حيملها إىل إعادة تقومي الوعاء الضرييب‪ ،‬وهذا عن طريق التصحيح احلضوري أو‬
‫التصحيح التلقائي‪.‬‬

‫وقد مت البدء يف عملية التحقيق ابتداءا من سنة ‪ ،2001‬وكان املردود املايل هلا مفصال يف اجلدول أدناه‪:‬‬

‫‪323‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫اجلدول رقم‪ :03‬تبور مردودية التحقيق املعمق يف الوضعية اجلبائية الشاملة (‪)V .A.S.F.E‬‬
‫‪2006_2001‬‬

‫‪SRV‬‬ ‫‪DIW‬‬ ‫البيان‬ ‫السنة‬


‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2001‬‬
‫‪68.680.245‬‬ ‫‪251.529172‬‬ ‫المبلغ‬
‫‪17‬‬ ‫‪148‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2002‬‬
‫‪511820398‬‬ ‫‪284.321817‬‬ ‫المبلغ‬
‫‪20‬‬ ‫‪203‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2003‬‬
‫‪328.356.877‬‬ ‫‪387.215.016‬‬ ‫المبلغ‬
‫‪31‬‬ ‫‪207‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2004‬‬
‫‪318589666‬‬ ‫‪496764.838‬‬ ‫المبلغ‬
‫‪61‬‬ ‫‪197‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2005‬‬
‫‪423522753‬‬ ‫‪315416640‬‬ ‫المبلغ‬
‫‪39‬‬ ‫‪239‬‬ ‫عدد القضايا‬
‫‪2006‬‬
‫‪242.962.615‬‬ ‫‪742.890704‬‬ ‫المبلغ‬
‫المصدر‪ :‬ولهي بوعالم‪ ،‬إطار مقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثار األزمة المالية _ حالة الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫و‪.‬دج‬

‫المحور الثالت ‪ :‬العوامل المعيقة لدور الرقابة الجبائية ومقترحات التفعيل‬

‫‪ -1‬العوامل المعيقة لدور الرقابة الجبائية‬


‫إن أهم العوامل اليت ال تزال دون حتقيق النجاعة املبلوبة للرقابة اجلبائية هي‪:21‬‬

‫‪ -‬عوامل مرتببة بإرادة تأسيس الفعل الرقايب على مستوى الدولة‪.‬‬


‫‪ -‬عوامل مرتببة بظروف احمليط العام املتسم باالقتصاد املوازي والفساد اإلداري‪.‬‬

‫‪ .1-1‬العوامل المرتبطة بإرادة تأسيس الفعل الرقابي‪:‬‬

‫مل تؤسس الدولة اجلزائري لثقافة الرقابة أو احملاسبة بصورة واضحة ودقيقة ومتكاملة ومستمرة على املال العام‪ ،‬وإند هلذا على شيئ‬
‫فإمنا يدل على االختالل يف وظيفة الدولة املتدخلة لغرض تعبئة املوارد العامة للدولة وترشيدها‪.‬‬

‫‪324‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫فلقد أنشأت الدولة سنة ‪1980‬جملس احملاسبة )‪(La cour des Comptes‬ومت حتيني صالحيته وتعديلها طبقا لالمر‬
‫‪ 95-20‬بتاريخ ‪ 17‬جويلية ‪.1995‬‬

‫وعلى غرار جملس احملاسبة‪ ،‬أنشأت السلبات العامة املفتشية العامة للمالية ‪Inspection‬‬

‫‪ générale des Finances‬مبوجب املرسوم ‪08/53‬املؤرخفي ‪ 1980/03/01‬ووضعت حتت‬

‫السلبة املباشرة لوزار املالية‪ ،‬يرأسها مفتش عام يعني مبرسوم رئاسي باقرتاح من وزير املالية‪.‬‬

‫إن هذه املفتشية ال تصدر تقارير علنية فيما خيص مهامها‪ ،‬بل تتقيد بإرسال التقرير إىل اهليئة الوصية اليت طلبتها وإىل الوزير‬
‫املكلف باملالية‪ ،‬مث إن توسيع نباق تدخلها لدى املؤسسات االقتصادية العمومية جاء مت أخرا‪ ،‬بالنظر إىل أن معظم املؤسسات‬
‫االقتصادية العمومية تعرضت ملخاطر التسيري املايل منذ برامج إعادة اهليكلة‪.‬‬

‫إضافة إىل ذلك فإن هذه اهليئة ال تتمتع باالستقاللية املبلوبة لباملا أهنا حتت وصاية السيد وزير املالية ما جيعل من التقارير اليت‬
‫تصدرها أقل حيادية وغري موضوعية يف بعض األحيان‪.‬‬

‫‪ .2-1‬العوامل المرتبطة بظروف المحيط العام المتسم باالقتصاد الموازي و الفساد اإلداري‪:‬‬
‫‪ ‬االقتصاد الموازي‪ :‬إن االقتصاد املوازي أو اقتصاد الظل يتميز بوجود األنشبة االقتصادية اليت تتم بعيدا عن أعني احلكومات‬
‫وأجهزهتا الرقابية‪ ،‬ويف ظل هذه الظروف حتدث املنافسة غري الشريفة‪ ،‬ومع مرور الوقت تصبح املؤسسات الفاسدة هي‬
‫السائدة يف السوق‪.‬‬
‫ويف اجلزائر هناك قلق واضح إزاء االقتصاد املوازي و املضاربة البفيلية و لقد كان التأكيد من طرف رئيس اجلمهورية يف خبابه‬
‫أثناء اجللسات الوطنية حول املؤسسات الصغرية و املتوسبة حيث قال ‪" ...‬و ملا كان منال مؤكد أنا القتصاد البفيلي حلق‬
‫الضرر بالتنمية الوطنية‪ ،‬كان البد من القضاء عليه‪".‬‬

‫الفساد اإلداري‪ :‬إن الفساد يف القباع الضرييب له آثار عديدة من أمهها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬عندما يكون هناك فساد يف القباع الضرييب فإن هذا يؤدي بالبعض إىل تقدمي إقرارات ضريبية تظهر وعاءا ضريبيا غري‬
‫حقيقي مما خيل مببدأ العدالة األفقية يف حني ال يستبيع بعض األمناء للقيام بذلك مما حيرم يف هناية املباف القباع املايل من‬
‫إيرادات كانت متوقعة‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على ممارسات الفساد يف القباع الضرييب مقدرة زائدة على الدفع للمكلفني املتهربني‪.‬‬
‫‪ -‬شعور املكلف النزيه بالعبء الضرييب مما يقلص األداء التنافسي له‪.‬‬
‫‪ -‬اخنفاض مستوى الوعي الضرييب لدى كثري من املؤسسات و األفراد مما يصعب من احتاد السياسات الضريبية املالئمة يف‬
‫املدى املنظور على األقل‪.‬‬

‫‪325‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ -‬غري أنه إذا كان التهرب الضرييب يضعف ميزانية الدولة فإن التهرب اجلمركي جيلب األداء التنافسي بني املؤسسات فيما‬
‫بينها‪ .‬ومن هنا جيب الرتكيز على ظاهرة التهرب الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬وسوف نتبرق إىل التهرب الضرييب املشروع الذي حيدث عن‬
‫طريق استغالل الثغرات املوجودة يف ال قانون اجلبائي ويصبلح عليه كذلك والتجنب اجلبائي ومن بني أمها إلجراءات اليت اتبعتها‬
‫السلبات العمومية للحد من منو االقتصاد املوازي املتعلقة و النظام الضرييب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع الوعاء الضرييب فيما خيص إحصاء املكلفني و الرتقيم اجلبائي‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم الرقابة اجلبائية مبختلف الوسائل املادية و املالية‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط النظام اجلبائي فيما خيص أنظمة فرض الضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬إحالة املتهربني ضريبيا أمام العدالة‪ ،‬واستنادا إلحصائيات املديرية العامة للضرائب إىل أنه مت خالل سنة ‪ 2007‬تقدمي‬
‫‪ 968‬قضية أمام العدالة بتهمة التهرب الضرييب بزيادة ‪ 116‬قضية عن سنة ‪.2006‬‬
‫مقترحات تفعيل آليات الرقابة الجبائية‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ .1‬تفعيل الدور الرقابي للدولة‪ :‬تتحمل الدولة اجلزائرية مسؤولية خاصة اجتاه تفعيل آليات الرقابة بصفة عامة والرقابة‬
‫اجلبائية بصفة خاصة‪ ،‬فقد ال حيقق اجلهاز الضرييب أهدافه يف غياب إدارة سياسية حقيقية اجتاه النظام الرقايب العام‪ ،‬وهلذا الغرض‬
‫فإن مقتضيات التفعيل جيب أن ترتبط باملقومات األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ .1-1‬تجسيد قيم المساءلة و التضمينية‪ :‬إن قيميت املساءلة والتضمينية ركيزتان أسياسيتان للحكم اجليد و الرشيد‪ ،‬فاملساءلة‬
‫مبنية على حق الشعب حملاسبة الدولة ووضعها حتت طائلة املسؤولية من حيث كيفية استعماهلا لسلبتها وملوارد الشعب وهي حتتاج‬
‫إىل الشفافية و التنافسية‪ ،‬أما التضمينية فهي أن كل فرد معين بإدارة احلكم و يريد املشاركة فيها قادرا على فعل ذلك بصورة‬
‫متساوية عرب اإلدالء بصوته‪ ،‬عرب املسامهة باملشاورات‪ ،‬أو عرب مراقبة هيئات اخلدمات العامة احمللية‪.‬‬
‫إعادة بعث القيم الحضارية للمجتمع‪ :‬أن استشراء الفساد وانتشار االحنرافات واملنكرات املرتببة به أضحى من‬ ‫‪.2-1‬‬
‫أخبر املظاهر اليت هتدد االستقرار االجتماعي والسياسي وتعيق مسرية التحوالت االقتصادية لذلك بات من الضروري التفكري‬
‫االجيايب حنو إنشاء مؤسسة احلسبة كإحدى املؤسسات الرقابية ضمن املنظومة املؤسسية ككل‪.‬‬
‫‪ .3-1‬تنشيط الدور الرقابي لمجلس المحاسبة‪:‬إن تنشيط الدور الرقايب جمللس احملاسبة كمؤسسة دستورية من شأنه‬
‫أن يساهم من خالل مهامه يف مراقبة املال العام خاصة يف جانب النفقات العمومية اليت تزداد مع تزايد عديد الربامج احلكومية يف‬
‫كل قباعات االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫تفعيل الدور الرقابي للمفتشية العامة للمالية‪ :‬بالرغم من الصالحيات اليت تتمتع هبا املفتشية العامة للمالية‬ ‫‪.4-1‬‬
‫إال أنه ينبغي أن تتمتع باالستقاللية كسلبة مراقبة بعيدا عن وصاية وزير املالية‪ ،‬وأن تدعم باملوارد البشرية املؤهلة متاشيا مع‬
‫متبلبات العمل الرقايب املتزايدة‪.‬‬

‫‪326‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫‪ .2‬متطلبات التفعيل المرتبطة بالرقابة الجبائية‪:‬‬

‫‪ .1-2‬من حيث الهياكل المساعدة لعملية الرقابة الجبائية‪ :‬تفعيل نظام المعلومات الجبائي‪ :‬ال ميكن تنفيذ خمتلف برامج‬
‫الرقابة اجلبائية دون االستناد إىل نظام املعلومات اجلبائي الذي يعترب العمود الفقري ملصلحيت الوعاء و التحصيل‪ ،‬ذلك أن وظيفته‬
‫تبدأ جبميع البيانات‪ ،‬إدارهتا‪ ،‬مراقبتها‪ ،‬محايتها وأخريا إنتاجها‪ ،‬أي ضمان وصوهلا إىل مستعمليها‪ .‬وبغرض استدراك النقائص مث‬
‫إنشاء مديرية مستقلة باملديرية العامة للضرائب تسمى مديرية البحث عن املعلومات اجلبائية‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل نظام االتصال واإلعالم وذلك عن طريق‪ :‬فتح قنوات تعاون و اتصال مستمر بني إدارة الضرائب و الشركات املختلفة‪،‬‬
‫وأن تساعد هذه اإلدارة الشركات على التحول إىل النظم اإللكرتونية حىت يكون لإلدارة الدور الفاعل يف هذا التحول حتت‬
‫مراقبتها‪ ،‬وذلك ملساعدة هذه الشركات إىل الولوج إىل خدمة احلكومة اإللكرتونية على غرار دول عديدة‪.‬‬
‫‪ .2-2‬من حيث التدابير المتعلقة بإجراءات الرقابة الجبائية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬من حيث عملية البرمجة‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي تفعيل إجراءات الربجمة بشكل يسمح باالنتقال من الرقابة العامة إىل الرقابة املعمقة حىت تتكامل مراحل الرقابة‪.‬‬

‫‪ -‬جيب تسبري برنامج الرقابة العامة و متابعته من طرف السلبات املركزية‪.‬‬

‫‪ -‬جيب االعتماد على األساليب الكمية يف عملية الربجمة اليت تؤدي إىل حتليل اخلظر اجلبائي من جهة و تنويع أشكال الرقابة اليت‬
‫تبىن على مراقبة كل أنواع األنشبة‪.‬‬

‫‪ -‬جيب أن تتم بصورة آلية برجمة كل املؤسسات اليت تتوقف مؤقتا عن النشاط أو تنهي النشاط أو تغري مكان النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬جيب حتديث معايري اختيار القضايا متاشيا مع التحوالت املتسارعة باالقتصاد‪ ،‬معرتك احلرية ملصاحل الوعاء القاعدية يف اعتماد‬
‫معايري قد تكون ذات خصوصية على مستوى مصاحلهم‪.‬‬

‫‪ -‬جي ب أن تتم برجمة أصحاب املهن احلرة و مسريي الشركات و أعضائها للتحقيق املعمق يف الوضعية اجلبائية الشاملة بعد ظهور‬
‫أوىل عالمات الثراء اخلارجي دون التقيد بتاريخ بداية النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬جيب أن يتم بصورة آلية برجمة كل املؤسسات املستفيدة من االمتيازات اجلبائية أي مكان نوع النشاط‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي الرفع من عدد القضايا املربجمة فيما خيص املعامالت العقارية مع ترك احلرية للمصاحل احمللية متاشيا مع خصوصية كل‬
‫منبقة‪.‬‬

‫‪327‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫* من حيث الوسائل المادية و البشرية المخولة لعملية الرقابة‪:‬‬

‫حىت تبلع مصاحل الرقابة اجلبائية مبهامها ينبغي أن تدعم بالعدد الكايف من املوظفني املؤهلني الذين يتمتعون بشروط الكفاءة و‬
‫النزاهة و االلتزام طبق ملدونة أخالقيات املهنة‪ ،‬كما جيب أن متنح هلم الوسائل املادية و املالية الكافية لتنفيذ خمتلف الربامج بعيدا‬
‫عن ضغط احمليط‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫خلصنا يف هذا الفصل إىل أن من أهم البرق املعاجلة لظاهرة التهرب الضرييب يف اجلزائر تتمثل يف الرقابة اجلبائية حيث تسمح‬
‫مبراقبة العمليات و التصرحيات اجلبائية اليت يقوم هبا املكلف بالضريبة وذلك على جممل أرقام األعمال على الدخل واألرباح املصرح‬
‫هبا حيث ترتجم املعبيات احملاسبية وذلك بغرض حتديد الوضعية اجلبائية اجلديدة للمكلف بالضريبة‪.‬‬

‫إن اإلدارة اجلبائية تتمثل بقوة القانون بصالحيات الرقابة على تصرحيات املكلفني بالضريبة‪ ،‬وذلك لكون النظام اجلبائي املعمول به‬
‫مبين على أساس التصريح العفوي‪.‬‬

‫ويعترب حق الرقابة ضمان ملبدأ املساواة بني اخلاضعني للضريبة وذلك من خالل التوزيع العادل للعبئ الضرييب كما تقوم اإلدارة‬
‫اجلبائية بعمليات الرقابة بصفة دورية على كل املكلفني بالضريبة‪.‬‬

‫نتائج البحث‪:‬‬

‫‪ -‬تعترب الرقابة اجلبائية الوسيلة األساسية ملكافحة ظاهرة التهرب الضرييب؛‬


‫‪ -‬الرقابة اجلبائية عبارة عن إجراء تنظيمي يقوم به أعوان اإلدارة اجلبائية ببرق ووسائل منصوص عليها يف القانون اجلبائي؛‬
‫‪ -‬النتائج اليت حققتها أمناط الرقابة اجلبائية يعترب دليال على أمهية الرقابة اجلبائية يف مكافحة ظاهرة التهرب الضرييب؛‬
‫‪ -‬حىت يكون للرقابة اجلبائية دور فعال البد لإلدارة ان متارس حقوقها املتمثلة يف حق الرقابة‪ ،‬حق االطالع‪ ،‬حق التفتيش‬
‫وحق استدراك األخباء‪ ،‬إال أن و يف الكثري من األحيان ما تكون للمكلفني اعرتاضات على هذه احلقوق وخصوصا‬
‫حق االطالع؛‬
‫‪ -‬أن التحقيق احملاسيب و التحقيق يف جممل الوضعية اجلبائية يعدان شكال من أشكال الرقابة اجلبائية لكشف أي حالة‬
‫هترب ضرييب‪.‬‬

‫‪328‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫توصيات البحث‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة التشريعات اجلبائية مبا يتفق و التبورات االقتصادية وكذا تبسيط النظام اجلبائي و جعله أكثر مرونة و استقرار؛‬
‫‪ -‬إدخال التكنولوجيا احلديثة و اإلعالم اآليل‪ ,‬وكذا وضع نظام اتصال فعال بني خمتلف هياكل اإلدارة اجلبائية لتسهيل‬
‫نقل املعلومة بدقة وربح الوقت؛‬
‫‪ -‬التواجد احلقيقي لإلدارة اجلبائية يف امليدان حبيث جيب نشر أعواهنا يف كافة أحناء املقاطعات من اجل اإلحصاء الدوري‬
‫لكل النشاطات ومظاهر الثراء اليت قد تالحظ؛‬
‫‪ -‬تشديد العقوبات الزجرية املناسبة على كل األطراف املعنية بالتهرب‪ ،‬وأيضا الفصل يف قضايا التهرب بعدالة وصرامة؛‬
‫‪ -‬التكفل باجلانب االجتماعي لألعوان ومنحهم امتيازات و حتفيزات خاصة يف جانب احلصول على مساعدة الدولة و‬
‫اجلماعات احمللية حىت ال يكونوا عرضة لإلغراء و الرشوة؛‬
‫‪ -‬التكوين املستمر ألعوان الرقابة بتسبري برنامج دوري للتكوين حىت يسمح هلم مبواكبة التبورات احلاصلة على نظام‬
‫الرقابة اجلبائية سواء من حيث القوانني او اإلجراءات باإلضافة إىل التدريب املستمر على أدوات التكنولوجيا املتبورة مع‬
‫إقامة روابط تكوينية وتدريبية بني املصاحل اجلبائية وإطارات اجلامعة للرفع من قدرات األعوان؛‬
‫‪ -‬حتسني العالقة مع املكلفني من خالل تدعيم اإلدارة الضريبية مبكاتب للعالقات العامة تقوم من خالهلا مبساعدة‬
‫املكلفني و إرشادهم إىل التفسري الصحيح ألحكام القوانني الضريبية‪.‬‬

‫‪329‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬
‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫جامعة أدرار‬ ‫عبود ميلود‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة بشار‬ ‫د‪ /‬برباوي كمال‬
‫العدد ‪ / 02‬جوان ‪2018‬‬

‫الهوامش‬

‫‪1‬بن عمارة منصور‪ ،‬إجراءات الرقابة احملاسبية و اجلبائية‪ ،‬دار هومة للبباعة والنشر والتوزيع د اجلزائر‪ ، 2011 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬وهلي بوعالم‪ ،‬إطار مقرتح لتفعيل آليات الرقابة اجلبائية للحد من آثار األزمة املالية د حالة اجلزائر‪ ،‬ورقة عمل مقدمة ضمن فعاليات ملتقى علمي دويل‬
‫حول األزمة املالية و االقتصادية الدولية و احلوكمة العاملية‪ ،‬جامعة فرحات عباس د سبيف د كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬أكتوبر ‪.2009‬ص‪6‬‬
‫‪3‬سهام كردودي ‪ ،‬الرقابة اجلبائية بني النظرية والتببيق ‪ ،‬دار املفيد للنشر والتوزيع ‪ .2011،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 4‬عوادي مصبفى ‪ ،‬الرقابة اجلبائية على املكلفني بالضريبة يف النظام الضرييب اجلزائري (حتديث قانون املالية ‪ )2009‬مببعة مزوار‪ ،‬طبعة األوىل‪،‬‬
‫‪.2009‬ص ‪.11‬‬

‫‪5‬بن عمارة منصور‪ ،‬إجراءات الرقابة احملاسبية و اجلبائية‪ ،‬دار هومة للبباعة والنشر والتوزيع د اجلزائر‪.2011 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪6‬بن عمارة منصور مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪7‬بن عمارة منصور‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪8‬بن عمارة منصور‪ ، ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪9‬ونادي رشيد‪ ،‬دور الرقابة اجلبائية يف مكافحة الغش (حالة اجلزائر)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪10‬املادة ‪ 39‬من قانون اإلجراءات اجلبائية ‪،‬املديرية العامة للضرائب ‪،‬وزارة املالية ‪،2010،‬ص ‪.30‬‬
‫‪11‬املادة ‪ 183‬من قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة ‪ ،‬املديرية العامة للضرائب ‪ ،2013 ،‬ص ‪ .93‬معدلة مبوجب املادة ‪ 14‬من ق ‪.‬م سنة‬
‫‪.2007‬‬
‫‪12‬املادة ‪ 51‬من قانون الرسوم على رقم األعمال ‪ ،‬املديرية العامة للضرائب ‪ ،‬نشرة ‪.2010‬‬
‫‪13‬ونادي رشيد‪ ،‬دور الرقابة اجلبائية يف مكافحة الغش (حالة اجلزائر)‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪14‬ميثاق املكلفني بالضريبة اخلاضعني للرقابة‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪15‬ميثاق املكلفني بالضريبة اخلاضعني للرقابة‪،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪16‬ميثاق املكلفني بالضريبة اخلاضعني للرقابة‪ ،‬نفي املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪17‬ميثاق املكلفني بالضريبة اخلاضعني للرقابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪18‬وهلي بوعالم‪ ،‬إطار مقرتح لتفعيل آليات الرقابة اجلبائية للحد من آثار األزمة املالية _حالة اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.8.‬‬

‫‪19‬ميثاق املكلفني بالضريبة اخلاضعني للرقابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪20‬املادة ‪ 2-21‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 38‬من قانون املالية لسنة ‪، 2009‬من قانون اإلجراءات اجلبائية ‪،‬مرجع ذكر امسه ‪،‬ص ‪.20‬‬
‫‪21‬وهلي بوعالم‪ ،‬إطار مقرتح لتفعيل آليات الرقابة اجلبائية للحد من آثار األزمة املالية_ حالة اجلزائر مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪330‬‬ ‫الرق ابة الجبائية في الجزائر‪ ،‬اإلطار العام‪ ،‬األهداف و الطرق‪ ،‬العوامل المعيقة لها و سبل التفعيل‪.‬‬

You might also like