You are on page 1of 8

‫برنامج املقياس‬

‫مفهوم وضرورة التسيير الجبائي للمؤسسة‬ ‫املحور األول‪:‬‬


‫تحليل عالقة التسيير الجبائي بالشكل القانوني املؤسسة‬ ‫املحور الثاني‪:‬‬
‫التسيير الضريبي ملختلف عمليات املؤسسة‬ ‫املحور الثالث‪:‬‬
‫التسيير الضريبي للتحفيزات الجبائية‬ ‫املحور الرابع‪:‬‬
‫تسيير املخاطر الجبائية للمؤسسة‬ ‫املحور الخامس‪:‬‬
‫مساهمة التسيير الجبائي في زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة‬ ‫املحور السادس‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم وضرورة التسييرالجبائي للمؤسسة‬
‫يحتوي هذا املحور على محاضرتين نحاول من خاللها تقديم مفاهيم مبسطة للتسييرالجبائي وكذلك خصائصه‪ ،‬العوامل‬
‫املؤثرة فيه و االختالف بين التسييرالجبائي واملفاهيم ذات العالقة‪ ،‬باإلضافة الى الوقوف على أهم الخصائص والصفات‬
‫الواجب توفرها في املسيرالجبائي‬

‫مفهوم التسيري اجلبائي ‪:‬‬


‫يعترب التسيري اجلبائي أحد فروع التسيري املايل للمؤسسات وهو يعين إدراج العامل اجلبائي يف صناعة القرار ورسم‬
‫سياسات واسرتاتيجيات املؤسسة ‪ ،‬حيث أن الغاية منه تتمثل يف متكني املؤسسة من االستفادة من خمتلف اخليارات‬
‫الضريبية املتاحة من خالل اختيار أفضل الطرق واخليارات اجلبائية وتوظيفها لصاحل املؤسسة يف ظل االلتزام بقواعد‬
‫التشريع اجلبائي‪ ،‬بعبارة أخرى ‪ ،‬فان التسيري اجلبائي مبين على فكرة مفادها أن الضريبة ميكن أن تستخدم لصاحل املؤسسة‬
‫وأن تصبح متغري فعال يف اسرتاتيجيتها‪ .‬بدال من النظرة السلبية اجتاهها ( هذه النظرة السلبية مرتبطة ابعتبار الضريبة‬
‫التزام للمؤسسة اجتاه الدولة وكذلك ابعتبارها تكلفة) حيث أن اهلدف من التسيري اجلبائي هو متكني املسري من االختيار‬
‫من بني خمتلف اخليارات والبدائل املتاحة أمامه أخذا بعني االعتبار النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬النصوص التشريعية والقانونية (القانون اجلبائي)‬
‫‪ ‬خصوصية املؤسسة‬
‫‪ ‬درجة اخلطر اجلبائي‬
‫ابلعودة إىل مفهوم التسيري اجلبائي فإننا ال جند اتفاق حول مضمونه وتشري أن هناك تصورين أساسيني ملعاجلة هذا‬
‫املفهوم ومها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التصور الفرانكوفوين‪ :‬لقد ورد مصطلح التسيري اجلبائي عند فرانكوفونني حتت تسميات خمتلفة منها ‪La gestion‬‬
‫‪ La stratégie fiscal ،fiscal‬ورغم تعدد املصطلحات إال أن أصحاب هذا التصور يؤكدون على أن التسيري‬
‫اجلبائي هو‪:‬‬
‫‪-1‬التسيري اجلبائي هو آلية لتدنية التكاليف اجلبائية ي طاار اهامش الذي يسمح به القانون اجلبائي‬
‫‪-2‬التسيري اجلبائي يعين أن اجلباية هي مبثابة التزام قانوين للمؤسسة ميكن أن يستخدم لصاحلها وذلك من خالل‬
‫االستعمال الفعال والذكي ملختلف الضرائب والرسوم(تستخدم يف اختاذ القرار ووضع سياسات واسرتاتيجيات)‬
‫‪-3‬التسيري اجلبائي هو عبارة عن جمموعة من التصرفات والقرارات املتخذة داخل املؤسسة من أجل التحكم يف خمتلف‬
‫التكاليف وتدنيتها ابإلضافة إىل التقليل من حجم األخطار املالية‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬التصور األجنلوسكسوين‪ :‬لقد ورد مفهوم التسيري اجلبائي عند املدرسة األجنلوسكسون حتت مسميات التخطيط‬
‫اجلبائي ‪ Tax Management ،Tax Planning‬حيث يعرف التخطيط اجلبائي على أنه‪:‬‬
‫‪-1‬التخطيط اجلبائي للمؤسسة هو يتعلق ابلنظر إىل أحسن أداء ممكن ‪ Best Performance‬ويبحث يف تقليل‬
‫مجيع التكاليف مبا فيها تكاليف اجلبائية وتكاليف املعامالت ؛‬
‫‪-2‬التخطيط اجلبائي هو قدرة املكلف ابلضريبة على تعظيم نشاطه املايل بطريقته املثلى عن طريق احلد أو التقليل من‬
‫التكاليف اجلبائية والتخطيط اجلبائي وفق هذا املفهوم يشمل ثالثة أهداف أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬محلة األسهم‬
‫‪ ‬إدارة الشركة‬
‫‪ ‬مجيع األطراف املتعاونة (أصحاب املصاحل)‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أن التسيري اجلبائي ابملفهوم احلديث يتجاوز النظرة التقليدية احملصورة فقط يف كيفية‬
‫التحكم يف التكاليف اجلبائية املرتبطة بنشاط املؤسسة إىل نظرة اوسع وهي كيفية معاجلة أتثري املتغري اجلبائي على‬
‫أصحاب املصلحة واألخذ ابملنافذ القانونية اليت ال يرتتب عليها تكاليف اضافية للمكلف أو املؤسسة ‪ ،‬وعلى العموم‬
‫ميكن توضيح الفرق بني النظرة الفرانكفونية والنظرة األجنلوسكسونية للتسيري اجلبائي يف الشكل املوايل‪:‬‬

‫التسيري اجلبائي‬

‫النظرة األجنلوسكسونية‬ ‫النظرة الفرنكوفونية‬

‫مجيع األاراف‬ ‫كل التكاليف‬ ‫طدارة‬ ‫التكاليف‬


‫ذات املصلحة‬ ‫مبا فيها اجلباية‬ ‫املؤسسة‬ ‫اجلبائية‬

‫اخرتام القوانني والتشريعات اجلبائية‬

‫كخالصة ملا سق ‪ ،‬ميكن استنتاج مايلي ‪:‬‬


‫‪ ‬يعترب التسيري اجلبائي ممارسة قانونية طاملا هو مبين على احرتام التشريع والقانون اجلبائي ‪ ،‬وهي النقطة األساسية‬
‫للتفريق بني التسيري اجلبائي‪ ،‬التهرب الضرييب‪ ،‬والغش الضرييب ‪.‬‬
‫‪ ‬حىت ميكننا القول أ ن هناك تسيري جبائي جيب التأكد من وجود خيارات جبائية متعددة ومتاحة أمام املؤسسة ‪،‬‬
‫وهذه النقطة كذلك هي عامل حاسم يف وجود التسيري اجلبائي من عدمه ؛‬
‫‪ ‬أن التسيري اجلبائي خيتلف من مؤسسة إىل أخرى وذلك حسب الظروف اليت تعيشها كل مؤسسة ؛‬
‫اثلثا‪ :‬خصائص التسيري اجلبائي‪:‬‬
‫ميتاز التسيري اجلبائي مبجموعة من اخلصائص أمهها‪:‬‬
‫‪ -1‬التوقع ابلضريبة‪ :‬الضريبة هي تكلفة جيب حتديدها بطريقة تسمح بتوقع قيمتها يف املستقبل من أجل االختيار بني‬
‫خمتلف اخليارات املطروحة ‪ ،‬كما جيب على املؤسسة أن تكون على دراية ابلقواعد األساسية لإلخضاع الضرييب وهذه‬
‫القواعد هي‪ :‬القيد الضرييب‪ ،‬املنشأ الضرييب‪ ،‬الوعاء الضرييب‪ ،‬معدل الضريبة‪ ،‬التشريع الضرييب‪ ،‬وطرق التسديد ‪.‬‬
‫‪ -2‬البحث عن اخليار (البديل األمثل)‪ :‬حيث أن التسيري اجلبائي مبين على فكرة املفاضلة بني عدد من اخليارات (خيارين‬
‫أو أكثر) ومبا يضمن تعظيم العوائد املالية للمؤسسة وتدنية املخاطر والتكاليف اجلبائية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مبادئ التسيري اجلبائي‪ :‬يقوم التسيري اجلبائي على املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪-1‬مبدأ حرية التسيري‪ :‬املقصود به هو أن تكون لدى املؤسسة (املسري اجلبائي) إمكانية املفاضلة بني جمموعة من اخليارات‬
‫املتاحة قانوان ويتجلى ذلك من خالل إدراكه للحوافز الضريبية املتاحة وفهم املزااي واملخاطر املرتقبة لكل خيار وعلى‬
‫العموم ميكن التمييز بني نوعني من اخليارات اجلبائية مها‪ :‬اخليارات اجلبائية االسرتاتيجية واخليارات اجلبائية التكتيكية‪.‬‬
‫‪ ‬اخليارات اجلبائية االسرتاتيجية‪ :‬وهي تلك اخليارات اليت حتدد اخلصائص اجلبائية للمؤسسة ألن هذه اخليارات‬
‫غالبا ما تتخذ على مستوى اإلدارة العليا ومن أمثلتها اختيار طريقة لإلخضاع الضرييب‪ ،‬اختيار نظام لإلخضاع‬
‫الضرييب‪ ،‬وكذلك القرارات املؤثرة على القيمة املالية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬اخليارات اجلبائية التكتيكية‪ :‬يتعلق هذا النوع من اخليارات على التسيري اجلاري واليومي وميارس بصفة منتظمة‬
‫حتت سلطة أو مسؤولية املسؤول على الشؤون اجلبائية للمؤسسة ومن أمثلتها اختيار طريقة االهتالك‪ ،‬اختيار‬
‫طريقة حساب نسب اإلخضاع اخلاصة ابلرسم على القيمة املضافة‪ ....‬اخل ‪.‬‬
‫‪-2‬مبدأ عدم التدخل ي التسيري‪ :‬واملقصود به أنه ال حيق لإلدارة اجلبائية (مصلحة الضرائب) التدخل يف منط تسيري‬
‫املؤسسة وأن تتقبل خياراهتا مادامت املؤسسة تفي ابلتزامها اجتاه مصاحل الضرائب‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا أنه جيب التمييز ما بني التسيري اجلبائي وكل من الغش الضرييب والتهرب الضرييب وكما رأينا‬
‫سابقا إذا كان املقصود ابلتسيري اجلبائي هو تلك اآلليات اليت تسمح بتخفيض التكاليف اجلبائية يف إطار اهلامش الذي‬
‫حيدده التشريع والقانوين اجلبائي فإن الغش الضرييب هو فعل إرادي يقوم به املكلف ويظهر عند خمالفة للتشريع والقانون‬
‫اجلبائي ومن أمثلة الغش الضرييب جند‪ :‬تقدمي واثئق مزورة أو غري صحيحة ملصلحة الضرائب‪ ،‬حماولة إخفاء املبالغ أو‬
‫املنتجات اليت يطب ق عليها الرسم على القيمة املضافة‪ ،‬القيام عمدا بنسيان تقييد أو إجراء قيد يف حساابت‬
‫املؤسسة‪....‬اخل ؛‬
‫أما التهرب الضرييب فيشري إىل تلك السلوكيات اهلادفة إىل تقليص مبالغ االقتطاعات الضريبية الواجبة للدفع فإذا كان‬
‫ذلك يتم ابستخدام أدوات مشروعة فإنه يدخل ضمن دائرة الغش الضرييب (ميكن اعتبار الغش الضرييب عبارة عن‬
‫التهرب غري مشروع) ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬أهداف التسيري اجلبائي‪ :‬ميكن تلخيص أهداف التسيري اجلبائي فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬حتقيق االمن اجلبائي‪ :‬واملقصود به أن تعمل املؤسسة على حتقيق األمن اجلبائي من خالل تفعيل الرقابة اجلبائية‬
‫واعتماد وتطوير أدوات التسيري اجلبائي اليت تسمح بتشخيص اإلتزامات اجلبائية للمؤسسة هبدف تفادي اخلطر‬
‫اجلبائي‪ ،‬بتعبري آخر فإن االمن اجلبائي يتحقق عندما تكون املؤسسة يف وضعية قانونية اجتاه إدارة الضرائب حبيث إذا‬
‫خضعت املؤسسة اىل عملية رقابة من قبل إدارة الضرائب فإن ذلك ال ينجم عنه عقوابت وغرامات مالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكم ي العبئ اجلبائي‪ :‬يتمثل العبئ اجلبائي يف آاثر الضريبة على السلع واخلدمات وأسعار عوامل االنتاج‬
‫ولقياس العبئ الضرييب هناك معيارين‪:‬‬
‫‪ ‬العبئ اجلبائي املطلق‪ :‬وهو عباره عن ذلك اجلزء من احلصيلة الضريبية ملدة زمنية معروفة والذي استقر هنائيا يف ذمه‬
‫املكلف ‪ ،‬مبعىن آخر‪ ،‬هو كمية األموال اليت يتحملها املكلف الفعلي ابلضريبة خالل فرتة زمنية معينة وحيسب‬
‫ابلقاعدة التالية‪:‬‬

‫احلصيلة الضريبية اليت حتملها القطاع فعال‬


‫العبء اجلبائي املطلق =‬
‫عدد األفراد يف القطاع‬

‫‪ ‬العبء اجلبائية النسيب‪ :‬وهو يشري إىل العبء اجلبائي املطلق منسوب إىل مقدرة املكلف‪.‬‬
‫واضح مما سبق أن االعباء الضريبية تساهم يف الرفع من تكاليف االنتاج ابعتبارها جزءا من سعر التكلفة ‪،‬وهو ما يفرض‬
‫أمهية التحكم فيها (تكاليف ضريبية) وميكن حتقيق ذلك من خالل العمل على ختفيض الضريبة وكذلك اللجوء اىل ما‬
‫يسمى بتأجيل دفع الضريبة (الضرائب املؤجلة) من أجل االستفادة من وفرات مالية‪.‬‬
‫‪-3‬الفعالية اجلبائية‪ :‬يقصد هبا استغالل املؤسسة للفرص واملزااي الضريبية اليت مينحها القانون والتحكم فيها ابلطريقة اليت‬
‫تسمح هلا بتحقيق وفرات مالية‪ ،‬فالتشريعات اجلبائية تسمح يف الكثري من األحيان هبامش من احلركة (احلرية) من خالل‬
‫طرحها وتقدميها للعديد من اخليارات الضريبية‪ ،‬وهنا ميكن القول أن حتقيق الفعالية اجلبائية مرتبط مبدى إدراك املؤسسة‬
‫ومتتع مسرييها أبفق واسعة (نظرة طويلة األجل) ودراية كبرية (معارف وخربات) تسمح هلم ابدراك أنه ميكن حتقيق هدف‬
‫جبائي بواسطة خيارات قانونية ‪.‬‬
‫‪ -4‬خدمة اسرتاتيجية املؤسسة‪ :‬ال ميكن تصور سياسة جبائية منفصلة عن ابقي السياسات املتبناة من قبل املؤسسة حيث‬
‫جند أن أهداف السياسة اجلبائية تتداخل وتتكامل مع ابقي السياسات ( سياسة اإلنتاج‪ ،‬التسويق‪ ،‬توزيع األرابح‪،‬‬
‫النمو‪ )...‬ابعتبار أن التسيري اجلبائي هو فرع من نظام التسيري العام للمؤسسة فإن أهداف التسيري اجلبائي توضع بناءا‬
‫على التوجهات االسرتاتيجية للمؤسسة ‪.‬‬
‫سادسا ‪:‬العوامل املؤثرة ي التسيري اجلبائي‪:‬‬
‫ميكن حصر اهم العوامل املؤثرة يف التسيري اجلبائي فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اخلطر الضرييب‪ :‬يقصد ابخلطر الضرييب تلك التكاليف االضافية اليت تتحملها املؤسسة كنتيجة لعدم وفائها ابلتزاماهتا‬
‫واحرتامها للقانون والتشريع املعمول به‪ ،‬حيث تتمثل هذه التكاليف عادة يف جمموع العقوابت والغرامات اليت تتحملها‬
‫املؤسسة‪ ،‬من جهة أخرى يتوقف تسيري اخلطر اجلبائي على مدى قدرة املؤسسة على حتديد طبيعة وحجم العقوابت‬
‫والغرامات اليت قد تتعرض هلا واليت تتوقف بدورها على مدى مالئمة اخليارات الضريبية اليت تتبناها املؤسسة مع خمتلف‬
‫أبعاد اسرتاتيجياهتا‪ ،‬بعبارة أخرى ‪ ،‬فإن الغرض من تسيري اخلطر اجلبائي هو حتقيق أعلى (أقصى) قدر ممكن من األمن‬
‫الضرييب هذا من جهة ومن جهة أخرى حتديد افضل اخليارات لتفادي هذا اخلط ر ‪ ،‬حيث أن تسيري اخلطر اجلبائي ميثل‬
‫املرحلة األوىل مراحل التسيري اجلبائي للمؤسسة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االزدواج الضرييب‪ :‬يقصد به فرض ضريبتني او أكثر على نفس الوعاء الضرييب أو تكرار فرض الضريبة نفسها على‬
‫نفس املكلف‪ .‬حيث يؤثر االزدواج الضرييب على سياسات املؤسسة وفعالياهتا ابعتباره ميثل عبئا (تكلفة انتاجية) على‬
‫عاتق املؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الضغط الضرييب‪ :‬يعرف على أنه تلك اآلاثر اليت حتدثها االقتطاعات الضريبية على نشاط املؤسسة أي مدى قدرة‬
‫املؤسسة على حتمل العبء الضرييب‪ ،‬حيث جند أنه إذا كانت لدى املؤسسة ضغط ضرييب مرتفع فإن ذلك يؤثر سلبا‬
‫على خمتلف انشطتها (انتاج‪ ،‬تسويق)‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬حدود التسيري اجلبائي‪:‬‬
‫رغم احلرية اليت منحها املشرع للمؤسسة (املسري) بتسيري جبايتها إال أنه جيب أن ال تتجاوز هذه احلرية بعض احلدود‬
‫واليت تصنفت اىل قسمني‪:‬‬
‫أ‪ -‬احلدود القانونية‪ :‬اعطى املشرع احلرية التامة للمؤسسة يف ظل احرتام القواعد والتشريعات املعمول هبا حيث أن عدم‬
‫احرتام هذه القواعد و التشريع يف تسيري املؤسسة يعترب من الناحية القانونية تعسفا اذا توفر فيه القصد أو النية ابلعمل‬
‫غري املشروع (عدم احرتام التشريعات القانونية يؤدي اىل الوقوع فيما يسمى الغش الضرييب و أو"التهرب الضرييب) ومن‬
‫أبرز مظاهر التعسف اليت جيب أن يتجنبها املشرع جند‪ :‬تشويه الطبيعة احلقيقية للعمليات اليت تقوم هبا املؤسسة (ختفيض‬
‫قيمة العقود والصفقات اليت تربمها املؤسسة تعترب غش ضرييب)‪.‬‬
‫‪ -‬التصرفات الومهية كتظاهر املؤسسة ابلقيام بعمليات ومهية (ابرام عقود ومهية‪ ،‬اجراء عمليات بيع وشراء ومهية‪ ،‬انشاء‬
‫مؤسسات ومهية)‬
‫‪ -‬استعمال أشخاص (أمساء) ومؤسسات وسيطة إلخفاء املكلف احلقيقي ابلضريبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلدود املالية‪ :‬على املسري اجلبائي للمؤسسة أن حيدد وبشكل دقيق خمتلف العمليات اليت تقوم هبا املؤسسة حىت يتم‬
‫الوقوف على درجة اخلطر الذي من املمكن أن تتعرض له املؤسسة حيث أن الغاية من حتديد هذه العمليات هو عدم‬
‫جر املؤسسة للدخول يف أعمال غري قانونية (أحياان قد تكون القرارات املتخذة من قبل املسري هي قرارات قانونية لكنها‬
‫يف املقابل ومن جهة نظر املشرع قد تكون هلا آاثر اقتصادية أو مالية سلبية على املؤسسة)‪.‬‬
‫إن الفعل الغري عادي يف التسيري هو ذلك الفعل الذي يكون ضد مصاحل املؤسسة وهو فعل ال يشكل خرق أو هترب‬
‫من االلتزامات اجلبائية للمؤسسة وعليه فإن النظر إىل هذا التصرف هو فعل جيب أن يكون من منظور اقتصادي وليس‬
‫قانوين ومن بني األفعال الغري عادية يف التسيري جند مثال‪ :‬تقدمي قروض بدون فوائد لعمال املؤسسة‪ ،‬التنازل عن عقارات‬
‫لصاحل املسريين أو عمال املؤسسة أبسعار رمزية)‪.‬‬
‫اثمنا ‪:‬مميزات وخصائص املسري اجلبائي‬
‫املسري اجلبائي هو ذلك الشخص الذي يشرف على دراسة كل العناصر اجلبائية اليت ختص نشاط املؤسسة وهو الذي‬
‫يقف على اخليارات املمكنة من أجل اختيار البديل (اخليار) اجلبائي األنسب الذي حيقق أفضل مردودية للمؤسسة‪،‬‬
‫وعليه فإنه جيب أن يتصف ابخلصائص التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحكم ي تقنيات التسيري‪ :‬إذا كانت مقاربة التسيري تعين اختاذ القرار فإن املسري اجلبائي جيب ان تكون لديه‬
‫مؤهالت وقدرات لصنع واختاذ املؤهالت والقرارات واليت تتمثل يف ‪ :‬القدرة على تشخيص للمشاكل‪ ،‬القدرة على التنبؤ‪،‬‬
‫حتديد البدائل واخليارات‪ ،‬تقييم البدائل مث اختاذ القرار املتعلق ابختيار البديل األنسب‪ .‬ولعل أهم شيء يف هذه السريورة‬
‫هو تقييم البدائل واخليارات ألن عملية اختيار البديل بطريقة خاطئة سينجر عنه آاثر وخيمة على املؤسسة (ارتفاع اخلطر‬
‫اجلبائي) الوقوع يف الغش أو التهرب الضرييب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحكم ي اجلباية‪ :‬أن حتكم املسري اجلبائي يف اجلباية أمر ضروري والزم ألن اجلباية هي اهتمامه األول ويظهر هذا‬
‫التحكم من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة خمتلف التشريعات والقوانني اجلبائية ذات األثر اجلبائي على نشاط املؤسسة حيث متثل هذه القوانني والتشريعات‬
‫قاعدة معطيات ابلنسبة للمسري اجلبائي‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك آاثر تلك النصوص القانونية والتشريعية على املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة حقوق والتزامات املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة طرق وأتمينات الرقابة اجلبائية واهتمامات إدارة الضرائب أثناء أي عملية رقابة ممكنة ‪ -‬الرقابة اخلارجية‪-‬‬
‫ج‪ -‬التحكم ي تقنيات احملاسبة‪:‬‬
‫إن التسيري اجلبائي يف العديد من املؤسسات يندرج ضمن مهام مديرية –مصلحة‪ -‬املالية واحملاسبة وهذا ما يفرض على‬
‫املسري اجلبائي ضرورة اإلملام ابآلليات احملاسبية حيث‪ :‬تتجلى أمهية هذه اآلليات فيما يسمى ابملراجعة اجلبائية الداخلية‬
‫اليت ترتابط وتتداخل مع املراجعة احملاسبية وذلك من خالل اعتمادمها على ما يسمى بنظام املعلومات احملاسيب للقيام‬
‫ابلتشخيص املايل واجلبائي للمؤسسة‪ .‬وذلك لضمان الفعالية واألمن من خمتلف األخطار اليت تقع فيها املؤسسة أثناء‬
‫ممارسة عملياهتا وأنشطتها‪.‬‬
‫د‪ -‬املعرفة القانونية (القانون اجلبائي)‪ :‬كما سبق وأشران فإن من أهم خصائص ومميزات املسري اجلبائي أن تكون له‬
‫املعرفة التامة ملختلف القوانني والتشريعات اجلبائية املعمول هبا حيث تتجلى امهية هذه املعرفة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املسري اجلبائي يف تعامله مع اجلباية يتناول الدراسة والتحليل خمتلف النصوص القانونية والتنظيمية من أجل حتديد أفضل‬
‫اخليارات ابلنسبة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬التشريعات قد تنطوي على بعض الغموض (غري واضحة) وهنا البد أن يكون املسري اجلبائي القدرة على قراءة روح‬
‫القانون مبا يسمح بتحقيق األمن اجلبائي للمؤسسة (تدنية اخلطر اجلبائي)‪.‬‬
‫‪ -‬قد تقع املؤسسة يف املنازعات مع إدارة الضرائب وهو األمر الذي يستوجب ضرورة إملام املسري اجلبائي مبختلف‬
‫اإلجراءات الواجب اتباعها‪.‬‬

You might also like