You are on page 1of 2

‫املحور الثالث ‪ :‬التسييرالجبائي ملختلف عمليات املؤسسة‬

‫نهدف من خالل هذه املحاضرة توضيح أهمية الدور الذي يلعبه التسيير الجبائي في ا عملية صنع واتخاذ مختلف‬
‫القرارات املالية املتعلقة أساسا بقرارالتمويل ـ قراراالستثمارومختلف الجوانب املتعلقة بدورة االستغالل‬

‫إن التكاليف اجلبائية هي مصاحبة جلميع أنشطة املؤسسة (االستغالل‪ ،‬التمويل‪ ،‬االستثمار) ونظرا للتأثري املباشر‬
‫هلذه التكاليف على مردودية وفعالية املؤسسة فإنه جيب أن تسري بشكل يراعى فيه خصوصية كل نشاط‬
‫(االستغالل‪ ،‬التمويل‪ ،‬االستثمار) ‪ ،‬ولتحقيق الفعالية واملردودية املنشودة جيب أن نربز أمهية وأتثري التسيري اجلبائي‬
‫ملختلف هذه األنشطة والعمليات ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬أمهية التسيري اجلبائي يف مرحلة التمويل‪:‬‬
‫من املتفق عليه أن هناك مصدرين أساسيني للتمويل مها‪ :‬مصادر داخلية‪ ،‬مصادر خارجية ويف املقابل فان سياسة‬
‫التمويل املنتهجة من قبل املؤسسة تتأثر ابلعامل اجلبائي وذلك من خالل‪ :‬سياسة االقرتاض‪ ،‬التمويل اإلجياري‪،‬‬
‫سياسة توزيع األرابح‪.‬‬
‫قصد فهم أكثر ألمهية العامل اجلبائي يف اختاذ قرار التمويل سنحاول فيما يلي توضيح أثر التسيري اجلبائي على‬
‫العناصر السابقة‪:‬‬
‫أ‪ -‬على سياسة االقرتاض‪ :‬حيث يعترب العامل اجلبائي حمددا حامسا لالختيار واملفاضلة بني خمتلف مصادر‬
‫التمويل(أموال خاصة والقروض)‪ ،‬حيث يكمن دور املسري اجلبائي يف هذه النقطة يف البحث عن أفضل توليفة‬
‫ممكنة لتشكيل اهليكل املايل للمؤسسة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التمويل االجياري‪ :‬يتضح أثر التسيري اجلبائي كذلك على ما يسمى ابلتمويل االجياري ابعتبار أن العامل‬
‫اجلبائي يعترب من أهم االعتبارات اليت تؤثر يف قرار املؤسسة اخلاص حبيازة األصول اإلنتاجية اجلديدة حيث يسمح‬
‫هذا األخري للمؤسسة ابملفاضلة بني خيار الشراء (أي شراء األصول اإلنتاجية) أو خيار استئجارها ملدة حمددة ومببلغ‬
‫حمدد‪.‬‬
‫ج‪ -‬سياسة توزيع األرابح‪ :‬يعترب العامل اجلبائي ذو أمهية ابلغة يف حتديد سياسات توزيع األرابح‪ ،‬ابعتبار أن‬
‫أي قرار خيص هذا اجلانب (إما التوزيع أو إعادة استثمار األرابح) له أثر مباشر على جوانب مالية خمتلفة خاصة‬
‫ابملؤسسة مثل اهليكل املايل‪ ،‬تدفق األموال والسيولة وكذلك تكلفة األموال‪ ،‬وآاثر كذلك على محلة األسهم‬
‫واملسامهني يف رأس املال ‪ ،‬فمثال إذا تعهدت املؤسسة إلعادة استثمار األرابح فإن النتيجة اجلبائية (األرابح الصافية‬
‫اليت قررت املؤسسة استثمارها) ستخضع إىل معدل ضريبة منخفض أما إذا تعهدت بعدم إعادة استثمار‬
‫األرابح(قررت توزيع األرابح) فإهنا ستخضع للضريبة مبعدالت عادية وهي ‪ %19‬أو ‪ ، %25‬أما إذا مل يتم توزيع‬
‫هذه األرابح خالل الفرتة احملددة قانوان فإهنا ستخضع للتسوية اجلبائية (دفع الضريبة‪ +‬العقوابت)‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ‪ ،‬ميكن القول أن مهمة املسري اجلبائي يف هذه املرحلة ( مرحلة التمويل) تتمثل أساسا يف‬
‫البحث عن أفضل طرق التمويل اليت تسمح بتخفيض الوعاء الضرييب ومن مث حتقيق ما يسمى ابلوفرات الضريبية‬
‫(مساعدة اإلدارة على اختاذ قرار متويلي حيقق أقل عبء ضرييب)‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أمهية وأتثري التسيري اجلبائي يف مرحلة االستثمار‪:‬‬


‫_ يعترب قرار االستثمار من أهم القرارات اليت تتخذها املؤسسة ونظرا ألمهيتها جيب األخذ بعني االعتبار املتغري‬
‫اجلبائي عند اختاذه حيث أن دور املسري اجلبائي يف هذه املرحلة هو حتليل خمتلف القوانني والتشريعات اجلبائية مبجال‬
‫االستثمار وحماولة االستفادة القصوى من خمتلف التحفيزات واملزااي الضريبية اليت تقدمها الدولة لبعض األنشطة أو‬
‫املناطق وعلى العموم ميكن توضيح أهم هذه التحفيزات واملزااي فيما يلي‪:‬‬
‫أ_ اإلعفاء الضرييب‪ :‬واملقصود به إسقاط حق الدولة يف حتصيل الضريبة مقابل التزام املتعامل االقتصادي للقيام‬
‫بنشاط يف منطقة معينة وظروف معينة ويكون هذا اإلعفاء دائم أو مؤقت‪.‬‬
‫ب‪ -‬التخفيض الضرييب‪ :‬واملقصود به إخضاع املكلف ملعدالت أقل من تلك املعتمدة أو يف شكل تقليص الوعاء‬
‫الضرييب اخلاص ابلضريبة ( االستثناءات) مقابل التزام املكلف ببعض الشروط‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجراءات ضريبية خاصة‪ :‬واملقصود هبا اعتماد اإلجراءات الضريبية لبعض اجلوانب املرتبطة ابملؤسسة كطريقة‬
‫اإلهالك ‪ ،‬سياسة توزيع األرابح‪ ،‬إعادة تقييم االستثمار‪ ،‬حيث تكون هلذه اإلجراءات آاثر ضريبية على املؤسسة (‬
‫اهلدف هنا هو ختفيض العبء الضرييب) ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ‪ ،‬ميكن القول أن التسيري اجلبائي يف هذه املرحلة يعترب ذو أمهية ابلغة ملا له من أمهية يف خلق‬
‫التدفقات املالية( السيولة) خالل خمتلف مراحل حياة املؤسسة‪ ،‬حيث جيب أن يقوم املسيري اجلبائي ابلبحث عن‬
‫أفضل التحفيزات واملزااي اليت من املمكن االستفادة منها على املدى املتوسط والبعيد قصد ضمان حتقيق وفرات‬
‫ضريبية للمؤسسة وضمان تعظيم عوائدها ‪.‬‬

You might also like