You are on page 1of 5

‫املحور الخامس ‪ :‬املخاطرالجبائية‬

‫نهدف من خالل هذه املحاضرة توضيح مفهوم الخطرالجبائي واستعراض مصادره باإلضافة الى انواع املخاطر‬
‫الجبائية التي تواجه املؤسسة وكذا سبل التحكم في الخطرالجبائي قصد تحقيق حد ادنى من االمن الجبائي‬
‫للمؤسسة‬

‫‪-1‬مفهوم اخلطر اجلبائي‬


‫كما سبق وأن أشرن فإن أحد أبرز اهداف التسيري اجلبائي هو تدنية املخاطر اجلبائية من خالل السهر على تطبيق‬
‫خمتلف القوانني والتشريعات اجلائية وتفادي حتمل تكاليف اضافية بسبب أية احنرافات قد حتدث نتيجة عدم‬
‫االمتثال لتشريع اجلبائي او عجز عن الوفاء ابلتزاماهتا اجته مصلحة الضرائب‬
‫ابلعودة اىل مفهوم اخلطر اجلبائي فهو ببساطة يشريّ إىل تلك األعباء أو التكاليف اإلضافية اليت تتحملها املؤسسة‬
‫بسبب عدم احرتامها للقواعد الضريبية (التشريع اجلبائي) وغالبا ما أتخذ هذه التكاليف شكل إما غرامات أو‬
‫عقوابت كما يشمل اخلطر اجلبائي كذلك اجلهل ابالمتيازات املمنوحة والذي ينتج عنه تضييع املؤسسة لفرصة‬
‫معينة ‪.‬‬
‫الواضح مما سبق أن اخلطر اجلبائي مرتبط ارتباط وثيق بعدم االمتثال للقانون والتشريع اجلبائي( الغش والتهرب‬
‫الضرييب) أو عدم فهم النصوص القانونية او التفسري اخلاطئ ملا جاءت به النصوص القانونية وهذا سؤدي ابلنتيجة‬
‫اىل زايدة التكاليف اجلبائية ومن من التأثري سلبا على مردودية ورحبية املؤسسة على املدى القصري واملتوسط ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع املخاطر اجلبائية ‪:‬‬
‫على العموم ميكن تصنيف املخاطر اجلبائية اىل ‪ :‬خماطر جبائية عامة ‪ ،‬خماطر جبائية خاصة‬
‫‪-1-2‬خماطر جبائية خاصة ‪ :‬وهي تظم ‪:‬‬

‫حيث كلما كانت املعامالت التي تثوم بها املؤسسة غير روتنية ( مألوفة ومتكررة)‬
‫مخاطر‬
‫كلما زادت درجة املخاطر الجبائية وذلك بسبب عدم امتالك املؤسسة لصورة‬
‫املعامالت‬
‫واضحة عن املمارسات واالجراءات الواجب القيام بها اتجاه مصلحة الضرائب ‪.‬‬

‫عادة ما يرتبط هذا النوع من املخاطر بسوء تطبيق القوانين والتشريعات‬ ‫مخاطر االلتزام‬
‫الضريبية ( قد يكون عمدا أو خطأ تقديري فقط ) وكذلك قد ينتج من كثرة‬
‫( االمتثال الضريبي)‬
‫اصدار القوانين التشريعات الجبائية و التعقيد املصاحب ملخالف االحكام‬ ‫‪ -2‬مصادر اخلطر اجلبائي‪:‬‬
‫الضريبية‬

‫بحكم التداخل الحال بين املحاسبة والجباية وانطالقا من كون ان املحاسبة هي‬ ‫املخاطر‬
‫األداة الرئيسية لتحديد الوعاء الضريبي وتحديد النتيجة الجبائية وبالتالي‬ ‫املحاسبية‬
‫فاملحاسبة هي املصدراالول الذي قد تنشا منه مخاطر جبائية ‪.‬‬
‫وهي مرتبطة بتسيير العمليات اليومية والروتينية للمؤسسة كالشراء البيع ‪،‬‬ ‫املخاطر‬
‫التموين ‪ ،‬االستثمار ‪ ،‬تسيير املوظفين ‪...‬الخ ‪ .‬حيث يجب على املؤسسة السهر‬ ‫التشغيلية‬
‫على تطبيق مختلف القوانين والتشريعات التي تحكم سيرهذه العمليات ‪.‬‬

‫‪-2-2‬خماطر جبائية عامة وهي تنقسم اىل ‪:‬‬


‫مخاطر املحفظة‪ :‬ويقصد بها مقدارالخطرالنتاج عن تفاعل عدد‬ ‫مخاطراالدارة ‪ :‬ويقصد بها عدم امتالك املؤسسة‬
‫من املخاطرالخاصة ‪ ،‬فالهدف هنا يجب على املؤسسة ان تأخذ‬ ‫لسياسة واضحة ونظام تسييري واضح ملختلف‬
‫بعين االعتبارالتفاعالت التي قد نحدث بين عدد من املخاطر‬ ‫التزاماتها اتجاه مصلحة الضرائب‬
‫الخاصة قصد تدنية قيمة الخطرالى أدنى مستوى ممكن‪ ،‬فمثال‬
‫تفاعل مخاطراملعامالت ومخاطرااللتزام واملخاطرالتشغيلية قد‬
‫ينتج عنه خطرمرتفع مقارنة بالحالة التي لو تم معالجة كل خطر‬
‫على حدى‬

‫مخاطرالسمعة ‪ :‬عدم االمتثال املؤسسة للقواعد واالجراءات الضريبية‬


‫سينتج عنه سمعة سيئة للمؤسسة وهذا سيلحق بها ضرر على املدى‬
‫املتوسط والبعيد ( صورة وسمعة املؤسسة هي راس مال )‬

‫كملخص ملا سلق فان املخاطر اجلبائية قد تربز كنتيجة لقيام املؤسسة مبعامالت جديدة ( غري روتينية وغري مألوفة‬
‫) حيث ال تكون للمؤسسة معرفة سابقة وصورة واضحة عن االجراءات الواجب القيام هبا كما قد تنشأ هذه‬
‫املخاطر كدلك نتيجة وجود قصور يف حماسبة املؤسسة ابعتبار أن احملاسبة واجلباية مها شيئان متالزمان ‪ ،‬كما ان‬
‫عدم امتالك املؤسسة لقدرات وكفاءات تسيريية متعلقة ابجلانب اجلبائي سيخلق هلا خماطر ‪ ،‬وكل هذه املخاطر‬
‫اليت سبق ذكرها سيكون هلا أتثري سليب على صورة ومسعة املؤسسة وكذلك وضعيتها املالية على املد ى املتوسط‬
‫والبعيد ‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادر اخلطر اجلبائي ‪:‬‬
‫على العموم هناك مصدرين أساسني للخطر اجلبائي ‪ :‬مصدر داخلي و آخر خارجي و هذين املصدرين‬
‫متفاعلني دائما ‪ ،‬فمثال تزداد درجة اخلطر اجلبائي اخلارجي كنتيجة لضعف اجلانب اجلبائي الداخلي للمؤسسة‬
‫وفيما يلي شرح خمتصر هلذين املصدرين‪:‬‬
‫املصادر اخلارجية‪ :‬وتصنف إىل‪:‬‬
‫‪ ‬تعقد النصوص القانونية والتشريعية‪ :‬إن هذا التعقيد ينتج عنه صعوبة التطبيق (ابلنسبة لإلدارة اجلبائية‬
‫وابلنسبة للمكلف) وكذلك ينتج عنه صعوبة التحكم يف اخلطر اجلبائي وعادة ما يقاس هذا العنصر ابملؤشرات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كثرة إصدار النصوص القانونية والتشريعية اجلبائية (عدم استقرار التشريع اجلبائي)‪.‬‬
‫‪ -‬غموض النصوص واملواد التشريعية وعدم وجود ضماانت للمكلف‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التطابق بني التشريع اجلبائي والنظام احملاسيب‪ :‬ابعتبار أن حساابت املؤسسة عادة ما يتحكم فيها‬
‫القانون اجلبائي (املمارسة احملاسبية تكون مقيدة ببعض القواعد الضريبية) وكنتيجة لذلك جتد املؤسسة نفسها أمام‬
‫مشكلة تعارض القواعد احملاسبية مع القواعد اجلبائية والذي ينتج عنه تقدمي معلومات حماسبية غري دقيقة وغري‬
‫موثوق هبا‪ .‬ولتجاوز هذه املشكلة جيب‪:‬‬
‫‪ ‬عندما تكون القاعدة احملاسبية متعارضة مع القاعدة اجلبائية جيب على املؤسسة أن تطبق مبدأ‬
‫االستقاللية‪.‬أي التخلي عن القاعدة احملاسبية واالكتفاء فقط بتطبيق ما ورد يف التشريع اجلبائي من أجل‬
‫حتديد النتيجة اجلبائية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت القواعد احملاسبية ليس هلا تعارض مع القواعد اجلبائية يف هذه احلالة‪ ،‬تعترب هذه القواعد قواعد‬
‫مشرتكة بني النظامني احملاسيب واجلبائي‪.‬‬
‫‪ ‬الفقه اإلداري‪ :‬واملقصود به النصوص اليت توضح كيفية تطبيق خمتلف التشريعات اجلبائية (النصوص‬
‫التطبيقية)‪ .‬هذه النصوص عادة ما تسبب مشكلة بسبب كثرة عددها أو اإلسهاب يف سردها (كثرة الشرح)‪.‬‬
‫‪ ‬عدم كفاءة بعض مراقيب الضرائب‪ :‬وهو االمر الذي ينتج عنه إعادة التقييم اجلبائي‪.‬‬
‫‪-‬املصادر الداخلية‪:‬‬
‫تتكون من العناصر التالية‬
‫‪ ‬خماطر مرتبطة ابإلجراءات ‪ :‬يقصد هبا أن تتحرى املؤسسة عن اإلجراءات اجلبائية السليمة قصد عدم الوقوع‬
‫يف تعارض مع بعض طرق الرقابة اليت تستخدمها اإلدارة اجلبائية حيث أن هذا التعارض ينتج عنه خطر جبائي‬
‫فمثال إجراءات إعداد التصرحيات اجلبائية جيب تكون متوافقة مع ما جاءت به النصوص القانونية حيث ان‬
‫االمتناع أو التّأخري يف ارسال التصرحيات او الغش والتدليس يف حمتواها ينتج عنه تكاليف اضافية يف شكل‬
‫عقوابت وغرامات التأخري ( هذا يعترب حطر جبائي )واجلدول املوايل يوضح اهم تلك العقوابت والغرامات اخلاصة‬
‫ابلتصرحيات ‪:‬‬
‫عقوابت الغش يف التصريح‬ ‫عقوابت عدم التصريح أو التأخري عقوابت نقص التصريح‬
‫عدم التصريح ابلوجود يؤدي اىل ينتج عن نقص التصرحيات املقدمة عند ثبوث قيام املكلف أبعمال‬
‫فرض غرامة تقدر بـ ـ‪30.000‬دج ملصلحة الضرائب عقوابت تضاف على تدليس ( غش) تطبق زايدة موافقة‬
‫يؤدي التأخري يف التصريح السنوي مبلغ احلقوق ( هو املبلغ الذي سيدفعه لنسبة االخفاء املراكبة من قبل املكلف‬
‫ابلضريبة وهذه الزايدة ال ميكن أن تقل‬ ‫ابلضريبة على ارابح الشركات او املكلف) وهي ‪:‬‬
‫الضريبة على الدخل االمجايل اىل ‪ % 10‬إذا كان املبلغ الغري مصرح به ال عن ‪% 50‬‬
‫فرض تلقائي للضريبة مع مضاعفة يتجاوز أو يساوي ‪50.000‬دج‬
‫املبلغ املفروض بنسبة ‪ %15 %25‬أذا كان املبلغ الغري مصرح به ما‬
‫وختفض هذه النسبة اذا كان التأخري بني ‪200.000 -50.000‬دج‬
‫ال تتجاوز مدته الشهر حيث تطبق ‪ %25‬إذا كان املبلغ الغري مصرح به‬
‫نسبة ‪ %10‬أما إذا كانت مدة يتجاوز ‪200.000‬دج‬
‫التأخري ترتاوح ما بني شهر وشهرين‬
‫فتطبق نسبة ‪% 20‬‬
‫أما يف حالة عدم تقدمي التصريح يف‬
‫أجل قدره ‪ 30‬يوم من اتريخ تبليغ‬
‫املكلف مع اشعار االستالم فسيتم‬
‫تطبيق زايدة قدرها ‪% 35‬‬

‫كما جيب أيضا فحص مدى توفر املؤسسة على األسباب والشروط اليت مسحت هلا ابحلصول تعلى االمتيازات‬
‫اجلبائية ( مثل االعفاءات الضريبية على االستثمار ‪ ،‬االعفاءات الضريبية املمنوحة يف اطار اجهزة دهم الشباب او‬
‫تلك االعفاءات املمنوحة لالستثمار يف مناطق أو انشطة معينة ) حيث أن هذه االمتيازات قد تتحول إىل خماطر‬
‫جبائية فورية فمثال عدم تقيد املؤسسة بتنفيذ االستثمار الذي استفادت من خالله على تلك االمتيازات أو عدم‬
‫تطبيق الشروط املصاحبة للحصول على االمتياز ينتج عنه السحب الفوري لالعتماد وجتريد املكلف من تلك‬
‫االمتيازات مع اجبارية الدفع الفوري ملبالغ الضرائب والرسوم اليت كانت حمل اعفاء مع اضافة عقوابت التأخر يف‬
‫الدفع ( اي سحب االمتياز وبداية تسديد احلقوق والغرامات من اتريخ بداية سراين االمتياز )‬
‫‪ ‬خماطر مرتبطة ابألشخاص‪ :‬يقصد هبا مدى متتع املسري اجلبائي ابالحرتام الطوعي للقانون حيث أن اإلمهال‪،‬‬
‫التجاهل‪ ،‬عدم الكفاءة‪ ،‬غياب روح املسؤولية‪ ،‬عدم التعاون‪ ،‬هي صفات تؤدي ابلضرورة إىل زايدة اخلطر اجلبائي‪.‬‬
‫‪ ‬األخطار املرتبطة بعملية االستغالل ‪ :‬مثل الشراء البيع‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬التخزين‪ ،‬التوظيف حيث جيب على املؤسسة‬
‫عند القيام ابلعمليات السابقة الذكر أن متتثل للتشريعات القانونية املعمول هبا‬
‫‪ ‬خماطر مرتبطة ابلتكنولوجيا‪ :‬أي عدم التحكم يف الربامج التشغيلية أو وسائل اإلعالم اآليل قد ينتج عنه خماطر‬
‫جبائية ( عدم توفر موارد بشرية مؤهلة ‪ ،‬خطر فقدان وضياع املعلومات ‪ ،‬اخطاء يف التشغيل‪...‬احل)‬
‫كيف ميكن التجكم املخاطر اجلبائية ؟؟؟‬
‫ن ظرا للدو ر واألثر الواضح للعامل اجلبائي على الوضعية املالية للمؤسسة وجب على هذه األخرية البحث عن‬
‫األدوات واآلليات اليت تسمح هلا ابلتحكم أكثر يف املخاطر اجلبائية ( التكاليف اجلبائية االضافية ) بل وجعلها يف‬
‫أدىن مستوايهتا من خالل تبنيت ما يسمى بتسيري املخاطر اجلبائية ‪ ،‬هذا األخري ميكن تعريفه على أنه ذلك النهج‬
‫التسيريي الذي يسند إىل خمتصني يف اجلباية هبدف حتقيق حد أدىن من األمن اجلبائي للمؤسسة‬
‫ولتتحكم يف املخاطر اجلبائية عادة ما تلجأ املؤسسات اىل ما يسمى ابملراجعة اجلبائية الداخلية ابعتبارها أداة فعالة‬
‫حلديد مصادر وحجم املخاطر اجلبائية اليت حتيط ابملؤسسة ووضع آليات للسيطرة والتحكم يف تلك املخاطر ‪،‬‬
‫فاملراجعة اجلبائية الداخلية هدفها األساسي هو الوقوف على مدى التزام املؤسسة ابلقوانني والتشريعات اجلبائية‬
‫ومن مت وضع االجراءات التصحيحية يف حال وجود احنرافات ‪.‬‬

You might also like