Professional Documents
Culture Documents
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة
-1مقدمة:
المؤلف المرسل
42
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
في المقاربة النظامية ينظر إلى المؤسسة على أنها نظام مفتوح على محيطه الخارجي تؤثر فيه وتتأثر به
بفعل عديد العوامل ( .) le Moigne: 1974تأخذ هذه العوامل شكل أنظمة فرعية – داخلية كانت أو
خارجية – تنسج مع نظام المؤسسة أشكاال من العالقات قد تأخذ صفات التعاون أحيانا ،والتنافس تارة،
والتصادم تارة أخرى .ومن بين هذه األنظمة الفرعية نجد – كما هو الحال في عديد الدول -النظم الجبائية
التي تتميّز بحدة وتكرار تفاعالتها وهي بذلك تع ّد إحدى أكبر انشغاالت المؤسسة اإلقتصادية ،لما لها من
عبء مالي يقيّدها في تحقيق أهدافها ،بما يفرضه عليها من احترام االلتزامات الضخمة والمتزايدة بسبب
التغير المستمر في القوانين الجبائية .ومن جهة ،فإن المشرع وضع عدة آليات تسمح بمراقبة تطبيق القواعد
القانونية الجبائية من خالل الرقابة التي تمارسها االدارة الجبائية ،مع تسليط عقوبات في حالة االنحراف
عنها ،حماية للمصلحة العامة للدولة .فالجباية لها دور هام في ضبط ايرادات الدولة والمحافظة عليها
وتنميتها ،لما تشكله من نسبة هامة من مجموع إيراداتها التي تواجه بها مختلف التزاماتها ،وهي كذلك
وسيلة فعالة تمكنها من التدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية .في حين أنها ،بالنسبة للمؤسسة
والمستثمر ،تعد سببا في تخفيض أرباح المشروع ،ومن ث ّم تطرح مشكلة تضارب المصالح بقوة في هذا
الشأن.
إن التطور االقتصادي ،واتساع التبادالت الدولية وشدة المنافسة يفرض على المؤسسة تسخير كافة مواردها
بما يخدم بشكل أمثل نظامها الجبائي والعمل على تخفيف ثقله بكافة الطرق المتاحة قانونا والكفؤة أداء .فهي
بذلك مطالبة ّأوال بالمعرفة الجيدة لمحيطها الجبائي ،من حيث فرصه وتهديداته ،ث ّم اإللمام بوضعيتها
وقوتها ،حتى تتم ّكن من اإلحتراز لمختلف المخاطر الجبائية الجبائية الخاصة بها ،من حيث نقاط ضعفها ّ
التي قد تصل بها حتى إلى خطر اإلفالس والخروج من السوق.
إن النظام ال ضريبي في الجزائر هو نظام تصريحي ،حيث يقدم المكلفون بالضريبة تصريحا بأوعيتهم
تأسيسا لمبدأ افتراض النية الحسنة للمتعاملين إلى أن يثبت العكس .فالمؤسسة مطالبة في ذلك بااللتزام
بالقوانين والتشريعات الضريبية المفروضة من قبل المشرع ،وهو ما يحتّم عليها أن تحتوي في هياكلها
الداخلية خاليا يقظة مستمرة تقوم بمتابعة ك ّل ما يستجد في هذه التشريعات ،ومن ث ّم فإن غياب هذه الهياكل
الداخلية الفاعلة على مستوى المؤسسة من جهة ،ث ّم مالحظة الوتيرة المتسارعة والمستمرة لمختلف
التغييرات الحاصلة في التشريع الجبائي الجزائري ،وما يعكسه ذلك من صعوبة استيعابها و فهمها ،كلّ ذلك
ب على المؤسسة االلتزام بها واحترامها ،وهو ما يؤهل هذه الجباية تشكل ،بامتياز ،خطرا على سيصعّ ُ
المؤسسة البد من التحكم فيه.
وانطالقا مما ت ّم ذكره ،يتبادر لنا طرح االشكالية التالية :كيف يمكن للمؤسسة أن تستوعب مختلف
المخاطر الجبائية وتتعامل معها دون اإلخالل بوضعيتها المالية؟
-1-1فرضيات الدراسة
-تؤثر المخاطر الجبائية على الوضعية المالية للمؤسسة من خالل األعباء االضافية التي تفرضها
االدارة الجبائية على المؤسسة.
43
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
-تؤثر المخاطر الجبائية على أداء المؤسسة.
-2-1أهمية الدراسة
تظهر أهمية هذه الدراسة من خالل إبراز المخاطر الجبائية التي يمكن أن تتعرض لها المؤسسات والتي
ستح ّملها تكاليف جبائية إضافية كان من الممكن لها تفاديها وبالتالي تخفيف العبء الضريبي الذي ينجم
عنها إذا التزمت ببعض القواعد االحترازية في إدارتها لهذه المخاطر.
-3-1دراسات سابقة
من خالل عملية المسح االلكتروني ،تم التوصل إلى بعض الدراسات التي لها عالقة بهذا الموضوع والتي
يمكن ذكر أهمها فيما يلي:
-حميداتوا صالح” ،دور المراجعة الجبائية في تدنئة المخاطر الجبائية“ ،مذكرة ماجستير في العلوم
التجارية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم العلوم التجارية،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر .2012 ،تم االهتمام في هذه الدراسة بالمخاطر الجبائية وكيفية تخفيضها
عن طريق المراجعة الجبائية.
-4-1منهجية الدراسة
من أجل اجراء هذه الدراسة واإلجابة على االشكالية ،تم اتباع المنهج الوصفي وذلك من خالل الدراسة
النظرية للموضوع المعتمدة على مجموعة من المراجع المتاحة في مجال الجباية والخطر الجبائي،
والبحوث المنشورة في المجالت المتخصصة والمحكمة علميا ،وكذااإلطالع على الصفحات االلكترونية
التي عنيت بموضوع الدراسة ،باإلضافة إلى المنهج التحليلي من خالل تحليل الوضعية المالية لمجموعة
من كبريات المؤسسات.
-5-1خطة الدراسة
لإلجابة على هذه االشكالية ت ّم تقسيم هذه الدراسة إلى خمسة ( )05محاور كاآلتي:
-تعريف الجباية ،الضريبة ،الرسم والخطر الجبائي.
-مصادر وأنواع الخطر الجبائي.
-مظاهر الالكفاءة الجبائية.
44
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
للمؤسسة مخاطر مختلفة من بينها الخطر الجبائي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالناحية الجبائية للمؤسسة من
ضرائب ورسوم وتسيير جبائي وغيرها وفي هذا المحور سيتم تناول تعريف كل من الجباية ،الضرائب
والرسوم وكذا الخطر المرتبط بها.
فالجباية تمثل مجموع القواعد ،القوانين واالجراءات التي تحكم المجال الجبائي في الدولة ،وهي أيضا
تتلخص في االجراءات المتبعة من قبل الدولة لتحصيل الضرائب والرسوم المفروضة ( Journal du
.)net
حيث تعرف الضريبة على أنها ”فريضة مالية نقدية تستأديها الدولة جبرا من األفراد بدون مقابل بهدف
تمويل نفقاتها العامة وتحقيق األهداف النابعة من مضمون فلسفتها السياسية “ (عادل علي ،2009 ،ص
،)122بينما الرسم فيعرف على أنه” مبلغ من المال تجبيه الدولة أو أحد األشخاص العامة األخرى جبرا
من األفراد مقابل خدمة خاصة تقدمها لهم أو مقابل نفع خاص عاد عليهم من هذه الخدمة(عادل علي،
،2009ص .“ )109
وعليه يمكن استخالص جملة من أوجه الشبه واالختالف بين الضرائب والرسوم والتي يمكن تلخيص
أهمها في الجدول التالي:
45
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
من الجدول السابق يتبين أن كل من الضريبة والرسم يمثالن اقتطاعا نقديا اجباريا ،وبالتالي يشكالن عبئا
على المؤسسة البد عليها أن تتحكم فيه.
وتزداد صعوبة اإللمام بالخطر الجبائي إذا ت ّم مالحظة أن النظام الجبائي الجزائري ت ّم تضمينه بك ّم هائل
من الضرائب والرسوم المفروضة على المؤسسات نذكر منها (الضريبة على الدخل اإلجمالي ،الضريبة
على أرباح الشركات ،الرسم على النشاط المهني ،الضريبة الجزافية الوحيدة ،الرسم العقاري على الملكيات
المبنية وغير المبنية ،رسم التطهير ،الضريبة على األمالك ،الرسم على القيمة المضافة ،الرسم الداخلي
لالستهالك ،الرسم على المنتوجات البترولية ،رسم المرور عند االستيراد ،رسوم الضمان والتعيير على
مصنوعات الذهب والفضة والبالتين ،الرسم الصحي على اللحوم ورسم استعمال آالت االستقبال االذاعي
التلفزيوني ،الرسم على االعالنات والصفائح المهنية ،رسم على رخص العقارات )...مع اعتبار عدد من
الحاالت الخاصة واالستثناءات الواجب مالحظتها في هكذا ضريبة أو رسم ،ث ّم إحاطة الك ّل بجملة من
اإلجراءات اإلدار ية الواجب اتباعها واحترامها من طرف الخاضعين للضريبة .في حين نجد أن المشرع
ض ّمن مجموعة هذه الحقوق بجملة من االمتيازات الممنوحة للخاضعين الذين يمكنهم االستفادة منها في حال
توفرها على جملة الشروط المطلوبة ،ومن ذلك (المجمعات ،الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار (،)ANDI
رسم التكوين المهني المتواصل ورسم التمهين ،فوائض القيم الخاصة بالتنازل .)....والناظر في كيفية
عرض وتعدد هذه االلتزامات واالمتيازات ث ّم الوتيرة التي تغيّر بهما من خالل اإلصدارات المتتالية في
القوانين والتشريعات يجعل من الصعب على المؤسسات أن تتحكم في ج بايتها ،الشيء الذي يجعلها أحيانا
كثيرة ال تستفيد من تلك االمتيازات الممنوحة ،ث ّم تعرضها إلى مخاطر جبائية متعدّدة المصادر.
وكما هو مالحظ مما ت ّم تقديمه أعاله ،يتعلق الخطر الجبائي بسلوك المؤسسة تجاه اإلدارة الجبائية ،فهو
يتولد من عدم تقيد المؤسسة بااللتزامات الجبائية التي يحددها التشريع الجبائي ،أو من عدم الفهم الجيد أو
سوء ترجمة نصوص التشريع الجبائي ،أو بغرض الغش والتهرب الجبائي ،األمر الذي يؤدي بها ،عالوة
على تشويه سمعتها أمام اإلدارة الجبائية ،إلى تكبدها أعباء إضافية تتمثل في العقوبات والغرامات باإلضافة
إل ى الوقت الضائع الذي يحسب عليها في حالة كونها هدفا للمراقبة التي تقوم بها اإلدارة الجبائية(حميداتو
صالح ،2012 ،ص .)100
واعتبر Jean-Luc Rossignolأن مفهوم الخطر الجبائي يشمل معنيين :أولهما عدم احترام القوانين
الجبائية سواء بصفة ارادية أم ال ،وثانيهما ما ي رتبط بسوء اتخاذ القرارات التي ينجم عنها فرص ضائعة
(.)Jean-Luc Rossignol,2010, p176
عرف أخرون ( )Papa Moussa DIAGNE, 2014, p 27الخطر الجبائي على أنه عدم التأكدكما ّ
المرتبط بــ:
46
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
ويالحظ على هذا التعريف األخير أنه يأخذ فقط الحاالت غير اإلرادية التي يسلكها الخاضع للضريبة فهو
يهمل الجانب اإل رادي كالغش والتهرب الجبائي وبالتالي يمكن تفضيل التعريف األول ألنه أشمل.
مما سبق ،يمكن القول أن الخطر الجبائي يتمثل في الغرامات والعقوبات المفروضة على المؤسسة من قبل
االدارة الجبائية إضافة إلى ضياع فرصة االمتيازات الجبائية والتي تؤدي بها إلى تحمل أعباء إضافية كان
باإلمكان تفاديها؛ إذ يمكن إرجاع نشوء الخطر الجبائي إلى مصدرين أساسيين هما :العلم بالقوانين
والتشريعات ،ومدى االلتزام بها ،ومن ث ّم يمكن رصد مختلف التموقعات التي تعكس عددا من درجات
المخاطرة التي قد توجد فيها المؤسسة وذلك وفقا للشكل التالي:
االلتزام
مخاطرة مخاطرة
ضعيفة آيلة للعدم
الجهل العلم
مخاطرة مخاطرة
أكبر كبيرة
االخالل
من الشكل أعاله نجد أن هناك أربع ( )04حاالت يمكن للمؤسسة أن تتموقع فيها والتي تتفاوت فيها درجة
المخاطرة ارتفاعا وانخفاضا والمتمثلة فيما يلي:
الحالة األولى (العلم -االلتزام) :تعكس هذه الحالة علم المؤسسة بالقوانين والتشريعات وأنها
تعمل على االلتزام بها .وتكون درجة المخاطرة فيها شبه منعدمة ألنها تعمل على تسيير أمثل
لوضعيتها الجبائية.
هذه الوضعية المثلى تحتاج إلى اجتماع عدد من الشروط أساسها:
-اقتناع االدارة العليا بضرورة االمتثال الجبائي،
-وجود هيكلة (خلية يقظة) تعنى بمتابعة التطورات،
47
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
-التأهيل لإلطارات المتخصصة،
-قنوات اتصال مستمرة بين االدارة والمصالح الجبائية.
الحالة الثانية (الجهل -االلتزام) :المؤسسة هنا ليست على علم بمختلف القوانين إال أنها تبحث
عن االلتزام بها وذلك باالستعانة بأشخاص خارجيين إما مراجعين أو مستشارين ،فهذه الحالة
تعكس درجة مخاطرة ضئيلة نسبيا مقارنة بالحاالت األخرى.
الحالة الثالثة (الجهل -اإلخالل) :المؤسسة هنا ليست على علم بمختلف القوانين وتجهلها وكذلك
تخ ّل بالتزاماتها الجبائية تجاه إدارة الضرائب ،فهي ال تبحث عن حلول لها وتفضل عدم االلتزام
وهنا قد تقع المؤسسة في الغش أو التهرب الجبائي ،وتضييع فرص االستفادة من االمتيازات
الممنوحة وبالتالي فالمخاطرة في هذه الحالة تكون أكبر.
الحالة الرابعة (العلم -اإلخالل) :المؤسسة هنا على علم ودراية بالقوانين أي أنها مدركة
اللتزاماتها الجبائية إال أنها تتفلّت منها وتخل بالتزاماتها ،فتنتهج في ذلك مختلف طرق الغش
والتهرب الجبائي عمدا ،ومن ث ّم فدرجة المخاطرة لديها كبيرة ،قد تتسبب في تحمل أعباء كبيرة.
عند ممارسة المؤسسة لنشاطاتها المختلفة فهي تتعامل وتتفاعل مع محيطها الخارجي من جهة ،ومحيطها
الداخلي من جهة أخرى هذا ما جعل للخطر الجبائي مصادر وأنواع مختلفة تختلف باختالف األعمال التي
ينجر عنها هذا الخطر ،والتي البد على المؤسسات معرفتها وأخذها بعين االعتبار حتى يتسنى لها التخطيط
والتسيير الجيد لوضعيتها الجبائية وتفادي الوقوع في المخاطر الجبائية.
من وجهة نظر المؤسسة كنظام متفاعل مع محيطه الخارجي يؤثر فيه ويتأثر به ،يمكن تصنيف مصادر
الخطر الجبائي إلى مصادر داخلية وأخرى خارجية ،يت ّم عرضها على النحو التالي:
أ-مصادر داخلية :هي نوعان ،تلك المرتبطة باألشخاص واألخرى ذات العالقة باإلجراءات( BEN
.)HADJ SAAD Mohamed, 2009, p 29
إن األفراد العاملين بالمؤسسة يمكن أن يكونوا بحد ذاتهم مصدرا من مصادر الخطر الجبائي وذلك نتيجة
لـ:
-عدم المتابعة المستمرة للجانب الجبائي في المؤسسة سواء نتيجة نقص الكفاءة في المجال الجبائي
أو ضعف التكوين مما يؤدي إلى عدم إعطاء األولوية لهذا الجانب؛ أو حينما ال تحتوي المؤسسة
هياكل تنظيمية تسهر على مواكبة التغيرات الحاصلة في القوانين ،ونصوص التشريع المعمول
بها.
-كيفية تفسير النصوص والقوانين من قبل المؤسسة.
48
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
عدم معرفة االمتيازات الجبائية :فعلى القائمين بالجباية في المؤسسة القيام بتحديث مستمر -
للمعلومات المتعلقة باالمت يازات الجبائية الممنوحة من قبل االدارة الجبائية.
غياب الرقابة الذاتية من خالل غياب هياكل المراجعة الداخلية مما يؤدي إلى عدم احترام القوانين -
والقواعد الجبائية.
إن تبني اجراءات غير موافقة لالحتياجات الجبائية للمؤسسة يؤدي إلى تفاقم الخطر الجبائي ،وبالتالي البد
من وضع اجراءات تتناسب واحتياجاتها (كإجراءات إعداد التصريحات الجبائية).
التكنولوجيا (االعالم اآللي واألنترنت) المستعملة من قبل المؤسسة هي األخرى يمكن أن تكون مصدرا من
مصادر الخطر الجبائي ،و ذلك فيما يتعلق بإجراءات جمع ومعالجة المعطيات الجبائية وكذا المعلومات
المحاسبية كونها قاعدة لتحديد الوعاء الضريبي وإعداد التصريحات والنتيجة الجبائية ( DIAGNE
.)Papa Moussa, 2014, p 29
ب-مصادر خارجية:تشكل االدارة الجبائية المصدر الرئيسي للخطر الجبائي بسببالسلطة الممنوحة لها
(الحق في الرقابة ،إعادة التقويم وإصدار العقوبات) ( ،)MARTIEL Chadefaux, 1987, p 33كما
أن تعقيد النظام الجبائي يُع ُد هو اآلخر مصدرا من مصادر الخطر الجبائي ويتجلى تعقد التشريع الجبائي
من خالل (حميداتو صالح ،2012 ،ص ص :) 103 ،102
التعديالت المستمرة في التشريع الجبائي إذ تؤثر سلبا على تسيير جباية المؤسسة ،فالتعديالت -
المستمرة يصعب رصدها ومتابعتها سواء من قبل مسيري المؤسسات وحتى موظفي اإلدارة
الجبائية.
تعدد الضرائب وارتفاع العبء الضريبي يؤدي بالمؤسسة إلى سلوك طرق غير قانونية لتفادي -
دفع الضريبة.
غياب الحوار بين اإلدارة الج بائية والمؤسسة ،مما يجعل اإلدارة خصما للمؤسسة بدال أن تكون -
المستشار والمساعد لها.
تفسيرات اإلدارة الجبائية للقواعد الجبائية التي يصعب التنبؤ بها مما قد يلحق ضررا بالمؤسسة،
ويشكل خطرا أكيدا لها ،كما أن اختالف القراءات من مصلحة جبائية ألخرى يجعل تطبيق
القواعد الجبائية متباينا بين المصالح وهذا ما يؤدي إلى نشوء انطباع سيء عن اإلدارة الجبائية.
قام مكتب Waterhouse Cooper Priceحسب الدراسة التي قام بها بتصنيف المخاطر الجبائية إلى
نوعين :مخاطر جبائية محددة وأخرى عامة ( GUEDRIB BEN ABDERRAHMANE
.)Mouna, 2013, p 58
49
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
تضم المخاطر الجبائية المحددة ما يلي:
تمثل مخاطر المحفظة المستوى العام للخطر وتجمع كل من مخاطر المعامالت ،المخاطر العملياتية
ومخاطر التوافق .
ترتبط مخاطر التسيير بسوء تسيير المخاطر الجبائية التي سبق تحديدها نتيجة إما لغياب الوثائق وذلك لعدم
توثيق هذه المخاطر وعدم التحاور حول سياسة تسيير المخاطر الجبائية ويظهر هذا خاصة في حالة استقالة
القائمين بتسييرها ،أو نتيجة ضعف الموارد ،أو لنقص الكفاءة الالزمة.
50
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
عادة ما يتم تحديد مواقفنا وفقا لسمعة األشخاص أو المؤسسات أو الشركات التي نتعامل معها ،وهذا ينطبق
على االدارة الجبائية ،الموردين ،الزبائن وكافة األطراف المتعاملة مع المؤسسة.
إن السمعة الجيدة للمؤسسة تعد أحد أهم أصولها؛ في المجال الجبائي ،السمعة الجيدة للمؤسسة هي ثمرة
احترامها لألنظمة الجبائية المطبقة ،فهي تعطي للمؤسسة درجة من االطمئنان اتجاه نتيجة رقابة االدارة
الجبائية عليها.
إن المؤسسات االقتصادية يمكن أن تظهر فيها بعض الصفات التي تُبين أن هذه المؤسسات غير كفئة من
الناحية الجبائية وأن هناك سوء تسيير لوضعيتها الجبائية ،إذ سيتم في هذا المحور عرض هذه المظاهر،
والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
وهي تلك المرتبطة بنظام الرقابة الداخلي للمؤسسة من اجراءات ،هيكلة وغيرها ،وتتمثل فيما يلي:
عدم وجود دليل إجراءات جبائية وفي حال وجوده عدم تحيينه وفقا للتغيرات الحاصلة في -
القوانين والتشريعات الجبائية،
عدم وجود هيكلة خاصة بالجباية إذ يتم مسك الجباية من قبل المحاسب، -
عدم تتبع التغيرات الحاصلة في القوانين والتشريعات الجبائية، -
انعدام التواصل بين مصلحة الجباية أو المكلف بها والمصالح األخرى في المؤسسة (انعدام تبادل -
المعلومات)،
غياب الوعي بضرورة ادراج الجباية في قرارات المؤسسة، -
عدم االستفادة من مختلف الخيارات واالمتيازات الجبائية الممنوحة، -
انعدام االتصال بين المؤسسة واالدارة الجبائية. -
كل هذه المظاهر تؤدي بالمؤسسة إلى الوقوع في المخاطر الجبائية وبالتالي تحمل أعباء إضافية مما يؤثر
سلبا على حالتها المالية ،وحتى تتمكن من تفادي هذه التكاليف وتحقيق اقتصاد جبائي البد عليها من تفادي
هذه المظاهر والعمل على تجنبها.
إلبراز مدى تأثير هذه المظاهر على الوضعية المالية للمؤسسة ولإلجابة على االشكالية المطروحة تم
اجراء دراسة على مستوى مديرية كبريات المؤسسات ( Direction Des Grandes Entreprises
» ،) « DGEأين تم أخذ مجموع المؤسسات ذات الجباية العادية التي قامت المديرية بإجراء رقابة جبائية
عليها خالل الفترة الممتدة من سنة 2010إلى سنة 2019وهو ما يبينه الجدول رقم ( ،)02باإلضافة
إلى دراسة خمس مؤسسات ( )05مختلفة وهو ما سيتم عرضه في الجدول رقم (.)03
يظهر الجدول أدناه (رقم ) 02أن قيمة العائد المالي إلدارة الضرائب الناتج عن التصحيحات التي تفرضها
هذه االدارة في حالة مخالفة التشريعات الجبائية مرتفع والذي نفسه يمثل العبء الضريبي من وجهة نظر
المؤسسة ،إذ نالحظ أن قيمة هذا العبء بالنسبة لمؤسسة واحدة قد يفوق ما يزيد عن 2,6مليار دينار
جزائري (سنة .)2014
يالحظ من الجدول أعاله أن عدد المؤسسات التي تقوم المديرية بإجراء الرقابة عليها يعد ضئيال مقارنة
بإجمالي المؤسسات التابعة لها والذي يتمثل في 1083مؤسسة .غير أن هذا الرقم الضئيل من المؤسسات
التي خضعت في هذه الفترة إلى الرقابة الجبائية هي موضوع عائد جبائي للدولة يفوق الـ 155مليار دج.
ويمكن تصور حجم الريادة في هذه العوائد بقدر زيادة المؤسسات االضافية األخرى من هذه العينة التي
يحتمل أن تكون هي كذلك موضوع رقابة ثم تسوية جبائية.
ويمكن قياس وتحليل العبء الجبائي وانعكاساته على الوضعية المالية للمؤسسة من خالل تحليل أهم عنصر
في الميزانية وهو رأس المال ،وعلى أداء المؤسسة من خالل تحليل أهم عنصر في جدول حسابات النتائج
وهو رقم األعمال ،وهو ما سيتم تناوله من خالل المعطيات المبينة في الجدول الموالي (رقم )03لخمس
مؤسسات كانت موضوع الرقابة من طرف المديرية.
الجدول (:)03معطيات حول مؤسسات تم إجراء الرقابة عليها ،الوحدة :الدينار الجزائري
رقم األعمال العبء المالي رأس المال المؤسسة
6 334 027 250
6 320 038 390
682 625 127 1 932 955 000 A
6 153 574 948
5 972 023 824
9 124 793 509
9 554 844 339
24 348 916 2 330 220 000 B
11 008 348 096
12 071 520 055
4 370 867 778
46 887 607 50 000 000 C
5 353 741 887
53
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
6 040 290 373
7 893 872 002
6 472 746 620
5 908 761 104
35 632 494 3 903 210 000 D
8 392 211 223
8 265 027 550
8 533 758 446
6 210 599 198 37 611 778 35 600 000 E
5 553 024 520
4 262 883 867
المصدر :من إعداد الباحثين بناء على معطيات مديرية كبريات المؤسسات.
فمن جهة الوضعية المالية للمؤسسة :يالحظ أنه في اللحظة التي قد تتمكن فيها المؤسسات ذات رأس المال
المرتفع نسبيا (أكبر من 2مليار دينار) أن تتح ّمل هذا العبء الجبائي وهو في حدود %1بالنسبة
للمؤسستين Bو ،Dتجد المؤسسة Aنفسها أنها أمام عبء مالي جبائي يصل إلى %35وهو ما ال يمكن
تحمله على المد ى القصير والمتوسط ،ما يعني أن المؤسسة ملزمة بالتفاوض مع مديرية الضرائب حول
جدولة هذا الدين من جهة والدخول في اتخاذ كافة التدابير اإلدارية الكفؤة في تسيير ضرائب المؤسسة
واجتناب أعباء جبائية إضافية في األعوام القادمة والتي تعود إما لسوء إدارة هذه الضرائب أوبسبب اللجوء
إلى حاالت االحتيال والغش الجبائي .فيما يخص المؤسستين Cو Eفهما مهددتان باإلفالس بسبب بلوغ
حجم العبء المالي الجبائي إلى نسب %93,78و %105,65على التوالي من حجم رأس ماليهما الذي
يعتبر ضعيفا نسبيا ( 50مليون دج أو أقل) .وهذه النسب المرتفعة تعكس مدى هشاشة الهيكل المالي
للمؤسسة وتهدد حتى قدرتها على الدفع (.)Solvabilité
أما من جهة أداء المؤسسة :فنالحظ أن العبء الجبائي للمؤسسات D،C،Bو Eيعد ضئيال جدا في حدود
%0,6مقارنة برقم أعمالها وهي نسبة يمكن للمؤسسة تحملها على المدى القصير إذا ما كانت التحصيالت
تتم في أجال قصيرة وكان هيكلها المالي جيدا ،غير أنه مقارنة بتحليل الوضعية المالية نجد أنه رغم أن
النسبة ضئيلة إال أن كل من Cو Eغير قادرتان على تحمل هذا العبء أما Bو Dفيمكنهما تحمله ،أما
بالنسبة للمؤسسة Aفيمثل العبء نسبة %11وهي نسبة مرتفعة نسبيا مقارنة بالمؤسسات األخرى إال أن
المؤسسة يمكنها تحمله على المدى المتوسط وذلك مرتبط بحسن تسيير التحصيالت.
من خالل الدراسة التحليلية يمكن اختبار صحة الفرضيات الموضوعة إذ أظهرت الدراسة أن الخطر
الجبائي يؤثر على الوضعية المالية للمؤسسة من خالل األعباء المفروضة على المؤسسات من قبل االدارة
الجبائية نتيجة الرقابة المفروضة عليها وهو ما يثبت صحة الفرضية األولى ،غير أنه ال يؤثر على أداء
المؤسسة وهذا ما يثبت عدم صحة الفرضية الثانية.
54
المجلد / 10العـــدد ،)2021( 2 :ص 57 -42 مجلة دراسات جبائية
تعد مظاهر الالكفاءة الجبائية دليل على سوء تسير المؤسسة للمتغير الجبائي ،فهذه المظاهر تؤدي بها إلى
الوقوع في المخاطر الجبائية والتي تؤثر بدورها على الوضعية المالية للمؤسسة من خالل العقوبات
والغرامات التي يفرضها ا لقانون الجبائي في حالة االخالل بااللتزامات الجبائية المفروضة عليها ،والتي قد
تؤدي بها حتى إلى خطر الخروج من السوق– مثلما بينته الدراسة السابقة – ،لذا وجب على المؤسسة أن
تحترز لهذه المخاطر وتعمل على تجنبها.
ومن جملة القواعد االحترازية التي يمكن للمؤسسة أن تتفادى من خاللها تأثير الجباية على وضعيتها المالية
نجد ما يلي:
االهتمام بالجباية من خالل إنشاء هيكل خاص بها يكون مستقل عن المحاسبة والمالية ،أي ال -
يكون المحاسب هو نفسه المكلف بالجباية.
امتالك دليل إجراءات جبائية خاص بالمؤسسة مما يسهل الوظيفة على أي عامل جديد وكذا على -
أفراد طاقم الهيكل أو الشخص المكلف.
ادراج الجباية في كافة القرارات :وذلك عند دراسة المشاريع وكذا تتبعها في حال الحصول -
عليها ،حتى تتمكن المؤسسة من االستفادة من االمتيازات والتحفيزات التي يمنحها المشرع
الجبائي وكذا تجنب سقوط حق االستفادة منها في حال عدم ايفاء المؤسسة بشرط أو مجموعة من
الشروط كون االستفادة من بعض األنظمة التحفيزية واالمتيازات الجبائية مرتبط باحترام شروط
معينة ،وبالتالي تجنب تحمل المؤسسة لفرص ضائعة.
تبادل المعلومات بين مصلحة الجباية والمصالح األخرى وباألخص مديرية المالية والمديرية -
العامة.
التكوين المتواصل سواء للمكلفين بالجباية أو المحاسبين حتى يتسنى التماشي مع المستجدات -
والتغييرات في االجراءات الجبائية المستمرة من جهة ،وتفادي األخطاء المحاسبية التي تنجر
عنها مخاطر جبائية من جهة أخرى.
إنشاء خلية يقظة تقوم بتتبع التغيرات الحاصلة في القوانين ،االجراءات والقواعد ما يجعل -
المؤسسة تتماشى والتغيرات الحاصلة في المحيط.
المعرفة الشاملة باالمتيازات والخيارات الجبائية التي يمنحها المشرع الجبائي وكذا بشروط -
االستفادة منها.
تبني المراجعة الجبائية والتي تعد وسيلة هامة لتحقيق اقتصاد جبائي دون االخالل بالقوانين -
والتشريعات المعمول بها.
-7الخاتمة
55
المخاطر الجبائية وتأثيراتها على الوضعية المالية للمؤسسة سويسي أحالم ،بوحديدة محمد،
إن النظام الجبائي يتميز بدرجة من التعقيد نتيجة تعدد الضرائب والرسوم المفروضة من قبل المشرع
الجبائي والتي تشكل بدورها عبئا على المؤسسة ،فهي الزامية عليها وبالتالي تتطلب منها االلمام
بالتشريعات الجبائية الموضوعة والمختلفة ،فالمشرع َيفرض على المؤسسة التزام واحترام القوانين
والتشريعات الجبائية لتفادي تحمل تكاليف إضافية في حال إجراء رقابة جبائية عليها ،كما يمنحها حق
االستفادة من االمتيازات الجبائية.
هذه االلتزامات الضريبية المتعددة تجعل المؤسسة على صلة دائمة باإلدارة الجبائية ،وهذا ما يجعلها
عرضة لمخاطر جبائية فمن خالل الدراسة التطبيقية لمجموعة من المؤسسات التابعة لمديرية كبريات
المؤسسات والتي كانت محل الرقابة الجبائية توصلنا إلى أن التصحيحات الجبائية التي تقوم بها إدارة
الضرائب نتيجة عدم احترام القوانين والتشريعات الجبائية تشكل عبء ضريبي على المؤسسة والذي يؤثر
على حالتها المالية وعلى استقرارها إذ يمكن أن يؤدي بها إلى اإلفالس ،لذا فعلى المؤسسة أن تولي أهمية
للمتغير الجبائي حتى تتمكن من تفادي هذه األخطار أو التقليل منها من خالل جملة من القواعد االحترازية،
وكذا من خالل ا لمراجعة الجبائية سواء كانت داخلية (أي هيكلة داخل المؤسسة خاصة بالمراجعة الجبائية)
أم خارجية باللجوء إلى شخص خارجي للقيام بهذه المراجعة وذلك حسب حجم المؤسسة ،فمن خالل دراسة
عينة لمجموعة من كبريات المؤسسات تم التوصل إلى أن هذه المؤسسات عند تعرضها لرقابة جبائية نتج
عنها إعادة تقويم بسبب أخطاء في التسجيالت المحاسبية أو في االدماجات والتخفيضات أو التصريحات
المتأخرة ،والتي كان بإمكانها تجنبها إذا ما اعتمدت على المراجعة الجبائية كما أن المؤسسات التي اعتمدت
عليها أظهرت رضاها عن النتائج المتحصل عليها.
-8المراجع
الكتب:
عادل العلي ،المالية العامة والقانون المالي والضريبي ،الجزء األول ،إثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة
األولى ،عمان.2009 ،
األطروحات:
حميداتوا صالح ،دور المراجعة الجبائية في تدنئة المخاطر الجبائية ،مذكرة ماجستير في العلوم التجارية
والمالية ،تخصص محاسبة وجباية ،سنة ،2012 -2011والية الوادي
56
57 -42 ص،)2021( 2 : العـــدد/ 10المجلد مجلة دراسات جبائية
Livres :
Thèse :
BEN HADJ SAAD Mohamed, L’Audit fiscal dans les PME : Proposition
d’une démarche pour l’Expert-Comptable, mémoire pour l’obtention du
diplôme d’Expert-Comptable, Université de SFAX, Janvier 2009.
DIAGNE Papa Moussa, La maitrise des risque fiscaux : cas de la taxe sur
la valeur ajoutée au port autonome de DAKAR(PAD), mémoire de fin
d’étude Master Professionnel en Comptabilité et Gestion Financière ,
Centre Africain d’Etudes Supérieures en Gestion (CESAG), Promotion 6,
Octobre2014,p27.http://bibliotheque.cesag.sn/gestion/documents_numeriq
ues/M0196MPCGF14.pdf . Consulté le 04/08/2015, à 13 :15.
Revues :
Site Web :
Journal du net :
http://www.journaldunet.com/business/pratique/dictionnaire-comptable-et-
fiscal/17162/ fiscalite-definition-traduction.html, consulter le 15l06l2021 à
16 : 30.
57