You are on page 1of 78

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم‬


‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات لنيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم االقتصادية‬
‫تخصص ‪ :‬مالية النقود والتأمينات‬

‫عنوان المذكرة ‪:‬‬

‫دور الضرائب وأثارها على االقتصاد الوطني‬

‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫محمد األمين دزرسة‬

‫أعضاء لجنة الناقشة‪:‬‬

‫عن الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬ ‫الصفة‬


‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬ب ‪-‬‬ ‫د‪.‬عبد القادر بن شني‬ ‫رئيسا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬ب ‪-‬‬ ‫د‪.‬يوسف بن شني‬ ‫مقررا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذة محاضرة ‪ -‬ب‪-‬‬ ‫د‪.‬غالي نسيمة‬ ‫مناقشا‬

‫‪2016 / 2015‬‬ ‫السنة الجامعية ‪:‬‬


‫الـخاتـمـة‪:‬‬

‫لقد تطرقنا يف مذكرتنا ىذه بشيء من التفصيل إىل موضوع االقتصاد الذي ركزنا فيو على بعض اجلوانب‬
‫ادلهمة من تعريف لالقتصاد الوطين و نشأة ىذا االقتصاد وتطوره و أبرز اإلصالحات و ادلراحل اليت مر عليها كما‬
‫تطرقنا إىل دراسة الضرائب بصفة عامة من حيث التعريف هبا و مبادئها و خصائصها و أىدافها كما أشرنا إىل‬
‫العالقة بني الضرائب و ادلتغريات االقتصادية و ذلك من خالل دراسة األثر الذي تولده الضرائب على بعض‬
‫ادلتغريات االقتصادية كتحقيق االستقرار االقتصادي و كذلك دورىا يف معاجلة بعض ادلشاكل االقتصادية‬
‫كالتضخم و الكساد و توزيع الدخل ‪.‬‬
‫لقد توصلنا إىل اعتبار الضرائب من أىم دعائم النظام ادلايل ‪ ،‬إذ تلعب دورا رئيسيا يف عملية التنمية االقتصادية‬
‫ألهنا متثل األداة ادلنظمة لتمويل الربامج و ادلشاريع و ألهنا أيضا أداة مهمة للتأثري على النشاط االقتصادي‬
‫وحسب تصورنا ليس لضريبة بعد مايل فقط بل ذلا بعد كذلك اقتصادي و اجتماعي حبيث تعدل التطورات‬
‫العشوائية لالقتصاد و تصحيح توزيع الثروات ‪.‬‬
‫ميكن أن تلعب الضرائب دورا كبريا يف رلال إنعاش االقتصاد الوطين و حتقيق متطلبات التنمية و حسب رأينا لن‬
‫يتحقق ذلك إال إذا توفرت العناصر التالية ‪:‬‬
‫*وضع حتت تصرف ادلصاحل اجلبائية اإلمكانيات احلديثة و ادلتطورة من أجل تسهيل القيام مبهماهتا يف أحسن‬
‫الظروف و يف ىذا اجملال تقرتح إدخال استعمال اإلعالم اآليل يف اإلدارات اجلبائية ادلختلفة مهما كان حجمها‪.‬‬
‫*مراجعة بعض الفراغات القانونية اليت ميكن أن متكن األشخاص غري النزىاء من التهرب الضرييب بشكل قانوين‪.‬‬
‫*تسليط عقوبات صارمة على خمالفة القوانني اخلاصة فيما خيص الغش و التهرب الضرييب ‪.‬‬
‫وميكن اإلشارة ىنا أن الدولة جيب أن تأخذ على عاتقها مهمة تكييف السياسة الضريبية وفق السياسة‬
‫االقتصادية ادلنتهجة من أجل الوصول إىل نتائج أفضل‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫و كما لكل بداية هناية‪ ،‬لكن ىذه النهاية قد تكون نقطة بداية إشكالية أخرى‪ ،‬حيث أن معاجلتنا ذلذا ادلوضوع‬
‫بالشكل السابق جعلنا نكشف إمكانية مواصلة البحث يف ىذا ادلوضوع من اجلوانب متعددة مثل‪:‬‬
‫*الضريبة و دورىا يف متويل ضريبة الدولة ‪.‬‬
‫*اإلصالحات اجلبائية و أثرىا على التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫أما اآلن و حنن نكتب السطر األخري‪ ،‬فال ندعي أننا وضعنا إجابة كاملة لكل التساؤالت اليت طرحناىا‬
‫يف مذكرتنا ىذه فندعو ادلوىل عز و جل أن يوفقنا و إخواننا الذين ساعدونا يف إجناز ىذه ادلذكرة ‪ ،‬إال باهلل عليو‬
‫توكلنا و إليو أنبنا ‪ ،‬فاذلم إن أصبنا فمنك وحدك ال شريك لك و إن أخطأنا فمن أنفسنا و من الشيطان‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية الضرائب‬


‫إف الدور الكبَت الذي تلعبو الضرائب خبصائصها اذلامة يف السياسة ادلالية و االقتصادية ألي دولة ذبعل‬
‫ىذه األخَتة تعتمد عليها اعتمادا كليا يف إيراداهتا العامة فلهذا تقوـ الدولة بوضع قواعد تسعى من خالذلا إذل‬
‫ربقيق أىداؼ مسطرة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الضريبة وخصائصها‬


‫أوال‪:‬تعريف الضريبة‬
‫التعريف األول‪ " :‬تعرؼ الضريبة بأهنا فريضة إلزامية ربصل من األشخاص حبسب مقدرهتم على الدفع وليس‬
‫بقدر استفادهتم من اخلدمات اليت تقدمها احلكومة ألفراد الشعب‪ ،‬وبذلك يتضح بأنو ال توجد أي عالقة بُت ما‬
‫‪1‬‬
‫يدفعو الشخص من ضرائب ومقدار ما ػلصل عليو من اخلدمات العامة "‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪ " :‬الضريبة مبلغ من النقود ذبرب الدولة أو اذليئات العامة احمللية الفرد على دفعو إليها بصفة هنائية‬
‫‪2‬‬
‫ليس يف ادلقابل انتفاع خبدمة معينة و إظلا لتمكينها من ربقيق منافع عامة "‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ " :‬يف االقتصاد احلديث تعرؼ الضريبة على إهنا قيمة نقدية تقتطعها الدولة أو ينوب عليها من‬
‫األشخاص العامة أو األفراد دوف أف يقابلها دفع معُت تفرضها الدولة طبقا للمقدرة التكلفية للمكلف و‬
‫‪3‬‬
‫األشخاص و تستخدمها يف تغطية النفقات العامة "‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص الضريبة‬
‫من خالؿ ىذه التعاريف ؽلكن تقدًن خصائص الضريبة اليت نستدرجو فيم يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الضريبة اقتطاع نقدي‪:‬‬
‫الضريبة يف العصر احلديث اقتطاع نقدي أي تدفع على شكل نقود عكس ما كاف عليو احلاؿ يف العصور القدؽلة‬
‫و الوسطى أين كانت الضرائب تدفع علينا ‪.‬‬
‫‪-2‬الضريبة تدفع بصفة هنائية‪:‬‬
‫أي ال ؽلكن اسًتجاعها أو ادلطالبة هبا و لكن يدفعها ادلكلفوف بذلك بصفة هنائية‪،‬وىذا ما يفرقها عن القرض‬
‫حيث ػلق للمقًتض باسًتداد قيمتو مع وجود فوائد يف هناية ادلدة ‪.‬‬
‫‪-3‬الضريبة تفرض وتدفع جربا‪:‬‬

‫‪ 1‬سعيداين تسعديت‪ ،‬أثر الضريبة على الوضعية ادلالية للمؤسسة ‪ ،‬مذكرة زبرج لنيل شهادة لسانس يف ادلالية‪ ،‬جامعة بومرداس ‪،‬سنة ‪ 2003/2002‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ 2‬زينب حسُت عوض اهلل ‪ ،‬مبادئ ادلالية العامة‪،‬دار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ط‪،2006 ،2‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ 3‬بعوين صليحة ‪ ،‬تأثَت الضرائب على الشركات ‪ ،‬تقرير تربص لنيل شهادة اجلامعة التطبيقية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ، 2004/2003،‬ص ‪. 03‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫" أف جباية الضريبة و فرضها يعداف عمال من أعماؿ السيادة اليت تتمتع هبا الدولة وىذا ما يًتتب عليها باف تتفرد‬
‫بوضع النظاـ القانوين للضريبة من ناحية ربديد السعر و كيفية ربصيلها‪ ،‬ولكن ادلقصود من اإلجبار أف الدولة‬
‫‪1‬‬
‫عند امتناع الفرد عن دفع الضريبة حق اللجوء إذل وسائل التنفيذ اجلربي وىذا ما يفرقها عن اإليرادات العامة "‪.‬‬
‫‪-4‬الضريبة تدفع بدوف مقابل‪:‬‬
‫أي أف الضريبة تدفع للدولة دوف اشًتاط احلصوؿ على مقابل أو نفع معُت فالفرد يدفع الضريبة باعتباره احد أفراد‬
‫اجملتمع و ذلك من خالؿ مساعلتو يف األعباء العامة للدولة ‪.‬‬
‫‪-5‬فرض الضريبة ربقق نفع عاـ‪:‬‬
‫" ىنا الدولة ال تلتزـ كما ذكرنا بتقدًن خدمة معينة أو نفع خاص إذل ادلكلف بدفع الضريبة بل أهنا ربصل على‬
‫حصيلة الضرائب باإلضافة إذل غَتىا من اإليرادات العامة من اجل القياـ باستخدامها يف أوجو اإلنفاؽ العاـ‬
‫الذي يًتتب عليها القياـ هبا لتحقيق منافع عامة للمجتمع‪ ،‬فقد أصبحت الضريبة تستخدـ يف اآلونة‬
‫األخَتة‪,‬حيث تزداد درجات التدخل االقتصادي و االجتماعي للدولة يف ربقيق أغراض اقتصادية و اجتماعية ال‬
‫‪2‬‬
‫شك يف نفعها العاـ "‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القواعد األساسية للضريبة و أساسها القانوني‬


‫القواعد األساسية للضريبة ‪ " :‬يقصد بقواعد الضريبة تلك األسس اليت تلتزـ هبا الدولة عند التنظيم الفٍت للضريبة‬
‫‪3‬‬
‫و هتدؼ ىذه القواعد إذل التوفيق بُت مصلحيت اخلزينة العمومية و مصلحة ادلمولُت "‪.‬‬
‫ويعد ادـ مسيث أوؿ من حدد ىذه القواعد األساسية ولقد صاغها يف ‪ 4‬قواعد ‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة العدالة (المساواة) ‪ " :‬تعترب العدالة الضريبية من أىم مبادئ النظاـ الفعاؿ و اليت يسعى ادلشرع‬
‫الضرييب إذل ربقيقها عند صياغة أي نظاـ ضرييب و ادلقصود من عدالة النظاـ الضرييب ىو أف تتحقق العدالة‬
‫الضريبة يف توزيع األعباء بُت شلورل كل الضرائب و بُت بعضهم البعض و لقد تطور مفهوـ العدالة بتطور اجملتمع‬
‫فلدى التقليديُت يقصد بالعدالة عند (ادـ مسيث) باف يساىم كل أفراد اجملتمع يف ربمل نفقات الدولة حسب‬
‫مقدرهتم التكلفية النسبية أي تكوف مساعلتهم متناسبة مع دخوذلم "‪ " 4 .‬غَت أف حديثا أخذت فكرة العدالة‬
‫منحى أخر يف سن القوانُت الضريبية ذات أبعاد سياسية و اقتصادية و اجتماعية وعليو فلتحقيق عدالة اكرب يف‬

‫‪ 1‬يونس أضبد البطريق ‪ ،‬ادلالية العامة ‪ ،‬دار اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬ط ‪ ،2001،3‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ 2‬زينب حسُت عوض اهلل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 122/121‬‬
‫‪ 3‬يونس اضبد البطريق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ 4‬ناصر مراد‪ ،‬النظاـ الضرييب اجلزائري و دوره يف سبويل خزينة الدولة‪ ،‬مذكرة زبرج لنيل شهادة لسانس يف ادلالية‪ 2003/ 2002 ،‬ص ‪. 06‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫توزيع العبء الضرييب بُت األفراد أصبح يؤخذ كاستثناء عن عمومية الضريبة عند التنظيم الفٍت للضريبة دلقابلة‬
‫‪1‬‬
‫اعتبارات يراىا ادلشرع ضرورية فيلجأ لعملية االختالؼ يف ادلعاملة الضريبية "‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة اليقين ‪ :‬يرى ادـ مسيث أف الضريبة اجليدة ىي تلك الضريبة احملددة بوضوح وبال حكم أي أف‬
‫تكوف الضريبة معينة و صرػلة و غَت مفروضة بصورة كيفية فسعرىا معروؼ و أسلوب و مواعيد جبايتها زلددة‬
‫بوضوح و تعد ىذه القاعدة يف أف ادلموؿ أو ادلكلف بالضريبة سيكوف على علم مسبق بالتزاماتو قبل الدولة و مث‬
‫يكوف لديو القدرة على الدفاع عن حقوقو ضد أي تعسف أو سوء استعماؿ للسلطة ‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة المالئمة في التحصيل ‪ :‬يقصد هبا أف ذبيء الضريبة يف األوقات و الطرؽ األكثر مالئمة‬
‫للمموؿ و ىذا يعٍت أف يتالئم معاد ربصيل الضريبة مع موعد ربقيق الدخل وىو الوقت الذي يكوف فيو ادلكلف‬
‫أكثر قدر و أكثر تقبال لدفع الضريبة و يف ىذا صلد انو يف اجلزائر الضريبة ادلدفوعة على ادلداخيل االجرية تقتطع‬
‫ساعة دفع اآلجر وبذلك تشكل وقتا مالئما لألجراء ‪ .‬و االقتصاد يف نفقات اجلباية يف مصلحة الطرفُت و الدولة‬
‫و ادلكلف فالدولة ربصل على قدر من احلصيلة يف الوقت نفسو تقتطع من أمواؿ األفراد اقل قدر شلكن ‪ .‬وقد‬
‫أضاؼ كتاب ادلالية احلدثُت إضافة للقواعد اليت وضعها ادـ مسيث ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة الثبات ‪ :‬يقصد هبا أف ال تتغَت حصيلة الضرائب تبعا للتغَتات اليت تطرأ على احلياة االقتصادية‬
‫وخصوصا يف أوقات الكساد و ذلك أف حصيلة الضريبة تزداد عادة يف أوقات الرخاء بسبب ازدياد الدخوؿ و‬
‫اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة المرونة ‪ " :‬ويقصد هبا أف يكوف تغَت الدخل مصحوبا من الناحية الزمنية و قد ر األماكن بتغَت‬
‫يف حصيلة الضريبة ويف نفس االذباه دبعٌت أخر الضريبة ادلرنة ىي اليت تزداد حصيلتها نتيجة لالزدياد معادالهتا مع‬
‫‪2‬‬
‫عدـ انكماش وعائها ومن مث اطلفاض حصيلتها "‪.‬‬
‫‪ ‬األساس القانوني للضريبة ‪ :‬يتطلب األمر دلعرفة طبيعة الضريبة يف موضوع أساسها القانوين و التكييف‬
‫القانوين للضريبة نظريتاف علا ‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية العقد المالي ‪ :‬اليت ساد االعتقاد بصحتها لدى كتاب ادلالية العامة و القانوف يف القرف الثامن‬
‫عشر وتلخص ىذه النظرية كما وضعها كتاهبا األوائل ' ىونرولوؾ' و 'مونتسيكووساي' وغَتىم يف أف العالقة بُت‬
‫الدولة و الفرد من طبيعة عقدية و أف األساس القانوين لفرض ضريبة ىو العقد ادلارل نرى أف الكتاب‬
‫الكالسيكيوف سلتلفوف يف تكييف العقد ادلارل كما يلي‪:‬‬
‫عقد إيجار أعمال ‪ :‬يكيف العقد ادلارل لدى بعض الكتاب على انو عقد إغلار أعماؿ أي اف الضريبة اليت‬
‫يدفعها اإلفراد ىي شبن نظَت اخلدمات اليت تقدمها الدولة وتًتتب عن ذلك نتائج ‪.‬‬

‫‪ 1‬ضبيد بوزيدة‪ ،‬جباية ادلؤسسات ‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬ط‪ ، 2007 ،2‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ 2‬ناصر مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬أف تتناسب الضريبة مع مقدار ما يعود على الفرد من نفع خاص ‪.‬‬
‫‪-‬أف تتوسع الدولة يف فرض الرسوـ و أف تضيق من فرض الضرائب و تنتقد ىذه النظرية يف تكييف العقد ادلارل‬
‫بانو عقد إغلار أعماؿ فيما يأيت‪:‬‬
‫أهنا ال تصلح لتسبب التزاـ األجياؿ احلاضرة يدفع الضرائب إف ىذه النظرية تتصرؼ إذل التناسب بُت الضريبة‬
‫وادلنفعة اليت ػلصل عليها ادلموؿ و ىي فكرة تبعد عن الواقع ‪.‬‬
‫عقد تامين ‪ :‬يرى بعض الكتاب إذل أف ىذا العقد ىو عقد بُت الدولة و األفراد و ما للضريبة اليت يدفعها ىؤالء‬
‫األفراد إال قسط التامُت بل حصوؿ الفرد على األمن و يًتتب على ىذه النظرية وجوب فرض الضريبة على‬
‫الدخل ورأ س ادلاؿ و تنتقد ىذه النظرية مايلي‪:‬‬
‫إهنا تقتصر وظيفة الدولة على ضباية أمواؿ الفرد و أمنو دوف أف تتعدد إذل وظائف الدولة األخرى يقضي ىذا‬
‫العقد أف يلتزـ ادلؤمن بتعويض الضرر الذي يلحق ادلؤمن بو ‪.‬‬
‫عقد شركة ‪ :‬عرؼ البعض العقد بانو شركة إنتاج كربى تتكوف من شركائهم ادلواطنُت لكل منهم عمل معُت و‬
‫يتحمل يف سبيل ىذه األعماؿ نفقات خاصة على انو إذل جانب ىذا توجد نفقات عامة يقوـ هبا رللس اإلدارة‬
‫الشركة أي احلكومة تعود منفعتها على صبيع األفراد و تنتقد ىذه النظرية كما يأيت‪:‬‬
‫إف مقتضى فكرة عقب شركة اإلنتاج أف ينتفع األغنياء باخلدمات لكوهنم القادرين على دفع الضرائب أكثر من‬
‫الفقراء و ىو ما يبتعد عن الواقع ‪.‬‬
‫إف اجلماعة ليست رلرد شركة إنتاج سبثل رلموعة من ادلصانع ادلادية ادلشًتكة إظلا مصانع أدبية و إف الدولة ال‬
‫تسعى لتحقيق مصاحل مادية و إظلا أيضا مصاحل غَت مادية ‪.‬‬
‫نظرية التضامن االجتماعي ‪ :‬يتجو الفكر ادلارل احلديث إذل أف األساس القانوين للضريبة يكمن يف نظرية‬
‫التضامن االجتماعي و تقوـ ىذه النظرية على أساس أف الدولة ضرورة اجتماعية وليست وليدة عقد اجتماعي و‬
‫من مث تقضي بوجوب تضامن األفراد معا كل حبسب مقدرتو يف مواجهة أعباء التكاليف العامة حىت تتمكن‬
‫الدولة القياـ حبماية اجملتمع كلو ومن مث توفَت قدر من اخلدمات العامة يتمتع هبا كافة ادلواطنُت بال استثناء‬
‫وبصرؼ النظر عن مدى مساعلتهم الفردية يف ربمل التكاليف العامة و قد ترتب على اآلخذ هبذه النظرية عدة‬
‫نتائج تشمل يف احلقيقة بعض القواعد األساسية للضريبة وىي ‪:‬‬
‫يعد فرض الضريبة عمال من أعماؿ السيادة دبعٌت أف تقوـ الدولة بفرض الضرائب دبا ذلا من سيادة على إفراد‬
‫رلتمعها و من مث فاف للدولة سلطة ربديد الضرائب و ربديد تنظيمها الفٍت و عليو فال تدخل الدولة و ىي بصدد‬
‫فرض الضريبة يف التعاقد مع ادلمولُت‪ .‬استناد فكرة التضامن االجتماعي تفرض الضريبة على كافة ادلواطنُت دوف‬
‫استثناء أي ال غلوز إعفاء طبقة معينة بصفتها و إف كاف ذلك ال يتعارض مع إعفاء غَت القادرين على دفعها و‬
‫يعٍت ذلك استناد الضريبة إذل قاعدة عمومية للضريبة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫" تعطينا نظرية التضامن االجتماعي تفسَتا واضحا اللتزاـ اجليل احلاضر بدفع الضريبة خلدمة القروض اليت عقيدهتا‬
‫‪1‬‬
‫األجياؿ السابقة و استنفدت كل منافعها "‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الضريبة‬
‫"من ادلعلوـ أف الضرائب يف الوقت احلارل تضم أنواعا عديدة تتفاوت أعليتها وكذلك يف آثارىا االقتصادية‬
‫و االجتماعية وسنستعرض فيما يأيت إذل أىم أنواع الضرائب ربدد تطبيقا على نطاؽ واسع يف كافة الدوؿ‬
‫‪2‬‬
‫تقريبا"‪.‬‬
‫‪- 1‬الضرائب المباشرة ‪ " :‬ىي الضرائب اليت تفرض على رأس ادلاؿ قيمة ما ػلققو ادلكلف أو ما ؽلتلكو من‬
‫عناصر رأس ادلاؿ و يتحملو الشخص ادلكلف نفسو وال يستطيع نقل عبئ ىذه الضريبة إذل غَته ‪.‬‬
‫‪- 2‬الضريبة على الدخل تتمثل الضرائب على الدخل يف تلك الضرائب اليت تتخذ من الدخل الذي يتولد‬
‫لدى الشخص الطبيعي أو ادلعنوي ودبا أف الدخل وعاء ىذه الضريبة فمن األجدر أف ضلدد ادلفهوـ الدقيق للدخل‬
‫بغية ربقيق غايتُت األوذل حىت ال تشمل الضريبة بعض األمواؿ اليت ال تعد من قبل الدخوؿ و الثانية عدـ اذلرب‬
‫بعض العناصر اليت تعد من قبيل الدخوؿ و الثانية حىت عدـ هترب بعض العناصر اليت تعد من قليلي الدخوؿ‪.‬‬
‫ولتحديد مفهوـ الدخل ىناؾ نظريتاف األوذل تنظر إليو من الناحية ادلصدر الذي يأيت منو غلب أف يتسم‬
‫بالدورية و االنتظاـ و تسمى ىذه النظرية بنظرية ادلنبع أما الثنية ربدد الدخل من خالؿ النظر إذل الزيادة يف القيمة‬
‫االغلابية اليت حصلت عليها يف ذمة ادلكلف خالؿ فًتة زمنية معينة و تسمى نظرية الزيادة يف القيمة االغلابية ‪.‬‬
‫نظرية المنبع ‪:‬‬
‫يعد دخال وفقا ذلذه النظرية ما ػلصل عليو ادلكلف بصفة دورية و منتظمة من أمواؿ وخدمات ؽلكن تقوؽلها‬
‫بالنقود و لكي يعد اإليراد دخال وفق ىذه ا لنظرية ‪:‬‬
‫• الدورية واالنتظاـ ‪ :‬أي يأيت بصفة متجددة و منتظمة كلما انتهت ادلدة ا ليت ربدد رقميا كاليوـ ‪ ،‬ا لشهر‬
‫كأجر العامل و راتب ادلوظف ‪.‬‬
‫•إمكانية التقوًن بالنقود ‪ :‬ال يشًتط يف اإليراد حىت يعد دخال أف يكوف مبلغا نقديا ‪.‬‬
‫•ثبات دؽلومة ادلصدر ‪ :‬يرتبط ىذا الشرط بالشرط إذ ال يتصور ربدد الدخل و انتظامو إال إذا كاف ناصبا عن‬
‫مصدر دائم و ثابت و زبتلف صفة الدواـ و الثبات تبعا دلصدر الدخل ادلختلفة وىي العمل و رأس ادلاؿ‪.‬‬
‫•عنصر ادلدة ‪ :‬حىت يعد اإليراد دخال غلب أف ػلصل عليو ادلكلف يف مدة معينة تبدأ بتاريخ معُت و تنتهي‬
‫بتاريخ أخر و عادة ربدد ىذه ادلدة بسنة ‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد شحادة اخلطيب ‪ ،‬أضبد زىَت الشامية ‪ ،‬أسس ادلالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردف‪،‬ط‪ ،2005،3‬ص ص ‪. 157/156‬‬
‫‪ 2‬عادؿ قديح العلي‪ " ،‬مالية دولية " ‪ ،‬دار زھراف للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬ط‪ ،2008 ،2‬ص ص ‪. 324/316‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫نظرية الزيادة في القيمة ‪:‬‬


‫إف ىذه أكثر اتساعا يف ربديد ادلقصود بالدخل إذ يعد دخال وفق ذلا كل زيادة اغلابية لذمة ادلكلف خالؿ فًتة‬
‫معينة أيا كاف مصدر ىذه الزيادة بالدورية أو االنتظاـ أو دل تتصف بذلك أي أنو يعد دخال كل ما ػلصل عليو‬
‫ادلكلف يف فًتة من الفًتات سواء مزاولة عملة االعتيادي أو عن طريق مباشرة نشاطو بصفة عرضية كاألرباح‬
‫الناصبة عن بيع العقار أو أي منقوؿ أخر و كذلك الزيادة يف قيمة األصوؿ الثابتة بصرؼ النظر عما إذا كانت‬
‫تلك الزيادة قد ربققت عن طريق البيع أو دل تتحقق ‪.‬‬
‫و ذبدر اإلشارة إذل أف الضريبة على الدخل بالطريقة اليت ػلددىا ادلشرع إال انو ؽلكن التمييز بُت نظامُت من ىذه‬
‫الضرائب األوؿ نظاـ الضريبة على رلموع الدخل و الثاين نظاـ الضريبة النوعية و لكن القاعدة العامة يف ضرائب‬
‫الدخل و أيا كاف النظاـ ادلعموؿ بو ىي أهنا تنصب على الدخل اإلصبارل دوف أف خصم استعماالتو و يعد‬
‫تكليفا للدخل كل إنفاؽ ال ؽلكن احلصوؿ على الدخل من غَت القياـ بو و تتمثل تكاليف الدخل يف احلد األدىن‬
‫الالزـ للمعيشة ( بالنسبة للشخص العادي ) ‪.‬‬
‫‪- 3‬الضرائب على رأس المال ‪ :‬وتتمثل ىذه الضرائب يف تلك اليت تتخذ رأس ادلاؿ وعاء ذلا و يقصد‬
‫برأس ادلاؿ أو الثروة ما ػلوزه ادلكلف من قيم استعمالو يف حلظة زمنية معينة سواء ازبذت ىذه القيم شكل سلع‬
‫مادية كادلوجودات الثابتة أو حقوؽ معنوية كاألسهم و السندات على شكل نقود‪.‬‬
‫‪- 4‬الضريبة العادية على رأس المال ‪ :‬تفرض ىذه الضريبة على قيمة ثروة ادلكلف كلها أو بعض عناصرىا‬
‫و عادة تكوف أسعارىا منخفضة ألف وعاءىا من الضخامة شلا يسمح باحلصوؿ على إيرادات غزيرة و تستخدـ‬
‫ىذه الضريبة لتحقيق طائفة من ادلزايا أعلها‪:‬‬
‫‪-‬تعترب أداة مهمة يف دفع بعض عناصر الثروة ا لعاطلة للمشاركة يف النشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫‪-‬ؽلكن استخدامها أداة رقابية على القرارات ادلكلفُت و خاصة بالنسبة لضريبة الدخل ‪.‬‬
‫إال أف فرض ىذه الضريبة غلد صعوبات تتمثل ‪:‬‬
‫‪-‬صعوبة حصر ادلادة اخلاضعة للضريبة و احتماالت التهرب من دفعها ‪.‬‬
‫‪-‬ىناؾ أجزاء كثَتة من الثروة من ادلمكن إخفاؤىا كالذىب و اجملوىرات و النقود ‪.‬‬
‫‪-‬ربتاج إذل جهاز إداري كبَت ‪.‬‬
‫‪- 5‬الضريبة االستثنائية على رأس المال ‪ :‬تتشابو ىذه الضريبة مع سابقتها من حيث أف ادلادة اخلاضعة ذلا‬
‫ىي رأس ماؿ ادلكلف إال أهنا زبتلف عنها يف سعر الضريبة فإذا كاف سعر الضريبة العادية منخفضا صلد الضريبة‬
‫االستثنائية تفرض بسعر أعلى و لعل ما يسود ارتفاع ىذه الضريبة ىو أهنا تفرض بسعر أعلى و يف ظروؼ‬
‫استثنائية تكوف فيها الدولة بأمس احلاجة إذل األمواؿ لتسديد ديوف كبَتة أثقلتها أو الصلاز بعض األعماؿ ادلهمة‬
‫لو تتوفر لديها األمواؿ ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫و قد عرفت ىذه الضريبة يف كثَت من الدوؿ األوروبية الغربية بعد احلرب العادلية الثانية و استخدمت إيراداهتا‬
‫لتسديد الدين العاـ بشكل رئيسي ‪.‬‬
‫‪- 6‬الضرائب على التركات ‪ :‬ىي الضرائب اليت تفرض على ما غلمع ما ؽللكو الفرد حلظة زمنية معينة ىي‬
‫الوفاة أي أف الواقعة ادلنشأة للضريبة ىي الوفاة و تتخذ ىذه الضرائب أنواع متعددة فهي أما أف تفرض على‬
‫رلموع الشركة أو على نصيب كل وارث ‪.‬‬
‫‪- 7‬الضرائب غير المباشرة ‪ :‬ىي كل ضريبة يدفعها ادلكلف و يستطيع نقل عبئ ىذه الضريبة إذل شخص‬
‫‪1‬‬
‫أخر و يتميز ىذا النوع بسهولة اجلباية ووفرة احلصيلة "‪.‬‬
‫‪- 8‬الضرائب على التداول و اإلنفاق ‪ :‬إف الضريبة تفرض على إنفاؽ الدخل للحصوؿ على السلع و‬
‫اخلدمات و ذلذه فهي تصيب البخل بطريقة غَت مباشرة و تعد بالتارل من قبل الضرائب غَت ادلباشرة فالضرائب‬
‫على نفاؽ الدخل بادلعٌت الواسع تفرض على إنفاؽ الدخل على أمواؿ االستثمار و على ذلك فهي تتمثل يف‬
‫ثالثة أنواع‪.‬‬
‫‪- 9‬الضرائب على االستهالك ‪ :‬إذ ما فرضت الضريبة على الدخل عند أنفاقو كنا بصدد ضرائب تفرض‬
‫يف مناسبات سلتلفة تقع يف ادلراحل ادلختلفة من ادلنتج إذل ادلستهلك و ىي مراحل تتمثل يف اتفاؽ السلعة من‬
‫ادلنتج إذل التاجر اجلملة و من ىذا األخَت إذل تاجر التجزئة و من ذبار التجزئة إذل ادلستهلك‪.‬أي أف ىذه‬
‫ادلناسبات لفرض الضريبة أمر يتوافق إذل حد كبَت على ضماف سهولة ربصيلها ‪.‬‬
‫الضريبة العامة على االتفاق ‪ :‬يف ىذا النظاـ تفرض الضريبة على كافة السلع أي كافة صور‬ ‫‪- 10‬‬
‫اإلنفاؽ حبيث ال تثور مشكلة اختيار السلع اليت تضع للضريبة و يعترب نظاـ الضريبة العامة على اإلنفاؽ أكثر‬
‫ربقيقا للعدالة ‪.‬‬
‫الضريبة على رقم األعمال ‪ :‬تطورت التشريعات الضريبية لتجعل الضرائب على االستهالؾ أو‬ ‫‪- 11‬‬
‫ادلبيعات اليت تفرض على أنواع السلع فقط أما دبناسبة إنتاجها آو دبناسبة استهالكها‪.‬ضرائب عامة على السلع و‬
‫اخلدمات دبناسبة تداوؿ ىذه السلع أو دبناسبة أداء اخلدمات ‪.‬‬
‫الضرائب الجمركية ‪ :‬يقصد هبا الضرائب اليت تفرض على السلع عند اختيارىا حلدود الدوؿ‬ ‫‪- 12‬‬
‫اإلقليمية دبناسبة استَتادىا و تصديرىا و تعكس الضرائب اجلمركية نوعا و سعرا أو حصيلة األوضاع االقتصادية‬
‫ادلختلفة للدولة و كذلك طبيعة تباينها االقتصادي ‪.‬‬
‫الضرائب على التداول ‪ :‬قد ال يقوـ الشخص بإنفاؽ دخلو أكملو مع استهالؾ السلع و‬ ‫‪- 13‬‬
‫اخلدمات بل يدخر جزء منو و يشًتي بو أمواال عقارية منقولة و قد ػلدث أيضا أف يقوـ الشخص بالتصرؼ‬
‫بالبيع باألمواؿ ادلوجودة لديو إذل شخص أخر و يف ىذه احلاالت يفرض ادلشرع الضرييب يف الدوؿ ادلختلفة‬

‫‪ 1‬زينب حسُت عوض اهلل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 165/ 158‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫ضرائب غَت مباشرة ربصل دبناسبة تداوؿ و انتقاؿ األمواؿ بُت األفراد وتسمى بالضرائب على التداوؿ مثل‬
‫ضرائب الدمغة ضرائب التسجيل و تفرض ضرائب الدمغة أصال على عمليات تداوؿ األمواؿ عن طريق ربرير‬
‫مستندات كالعقود ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف الضريبة‬


‫تفرض الفريضة على األفراد من اجل ربقيق أىداؼ معينة يأيت يف مقدمتها اذلدف التمويلي باعتباره مصدرا ىاما‬
‫لإليرادات العامة باإلضافة إذل األىداؼ ادلالية والسياسية واالقتصادية األخرى وقد تطورت ىذه األىداؼ بتطور‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫كما أف للضريبة دورا ىاما يف البالد النامية لصفة أساسية لتعبئة ادلوارد االقتصادية وتوجيهها إذل مشروعات اليت‬
‫ربقق أغراض التنمية ولذا فهي تستخدـ لتشجيع ادلدخرات وتأثَتىا على ادليل لالستثمار وتوجيهو إذل األنشطة‬
‫االقتصادية إظلا سبثل البنية األساسية ومن أىم أىداؼ الضريبة يف العصر احلديث مصورة عامة ‪.‬‬
‫األهداف المالية ‪:‬‬
‫" ويقصد هبا تغطية األعباء العامة أي أف الضريبة تسمح بتوفَت ادلوارد ادلالية للدولة بصورة تضمن ذلا الوفاء باذباه‬
‫االتفاؽ على اخلدمات ادلطلوبة ألفراد اجملتمع أي سبويل اإلنفاؽ على اخلدمات العامة وعلى االستثمارات الدارة‬
‫‪1‬‬
‫احلكومية "‪.‬‬
‫األهداف االقتصادية ‪:‬‬
‫" تتمثل يف ربقيق االستقرار عرب الدولة االقتصادية عن طريق زبفيض الضرائب أثناء فًتة االنكماش لزيادة االتفاؽ‬
‫وزيادة فًتة التضخم من اجل امتصاص القوة الشرائية كما قد تستخدـ لتشجيع نشاط اقتصادي معُت دلنحو فًتة‬
‫‪2‬‬
‫إعفاء ادلوارد األولية الالزمة ذلذا النشاط باعتباره نشاط حيوي ػلقق التنمية االقتصادية "‪.‬‬
‫األهداف السياسية ‪:‬‬
‫أي أف الضريبة أصبحت مرتبطة بشكل مباشر دلخططات التنمية االقتصادية االجتماعية ففرض رسوـ صبركية‬
‫تدفعو على ادلنتجات بعض الدوؿ وزبفيضها على منتجات أخرى يعترب استعماال للضريبة ألىداؼ سياسية فهي‬
‫سبثل أداة من أدوات السياسة اخلارجية مثل استخداـ الرسوـ اجلمركية لتصل التجارة مع بعض الدوؿ آو احلد منها‬
‫من اجل ربقيق أغراض سياسية ‪.‬‬

‫‪ 1‬بوزيد ضبيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ 2‬دمدوـ فريد‪ ،‬كماؿ رزيق‪ ،‬نظم فرض الضريبة وآثرھا على التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة يف التخطيط واإلحصاء‪ ،‬فرع مالية واحلساب‪،‬‬
‫زلاضرة ادلعهد الوطٍت للتخطيط واإلحصاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دفعة ‪، 2008/2007‬ص ‪. 11/10‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫األهداف االجتماعية ‪:‬‬


‫إف التطورات االقتصادية واالجتماعية قد جعلت للضريبة أغراض أخرى غَت الغرض ادلارل ومن بينها الغرض‬
‫االجتماعي فهي تستخدـ كوسيلة ىامة يف ربقيق صبلة من الغايات اإلجتماعية ‪.‬‬
‫" إعادة توزيع الدخل آو الثروة بُت أفراد اجملتمع لتقليل من الفوارؽ االجتماعية ويتم ذلك بعدة طرؽ كفرض‬
‫‪1‬‬
‫ضرائب على الثروة كحاصل احلاؿ يف فرنسا وأدلانيا "‪.‬‬
‫" وتشجيع النسل يف الدوؿ اليت ترغب يف عدد سكاهنا كالدوؿ األوربية فقد تلجا ىذه الدوؿ لسن قوانُت ضريبية‬
‫تتضمن زبفيضات الضريبة كما ىو احلاؿ بالنسبة إذل فرنسا وقد جلأت أدلانيا إذل التخفيضات الضريبية قصد زيادة‬
‫‪2‬‬
‫عدد سكاهنا وبعد ضربتها يف احلرب العادلية الثانية عدلت من ىذا النظاـ يف عاـ ‪." 1946‬‬
‫" معاجلة أزمة السكن فالضريبة تستخدـ كوسيلة للحد من مشكل السكن وذلك إما بإعفاء رأس ادلاؿ ادلستثمر‬
‫يف ىذا القطاع من الضرائب لفًتة معينة كما قد تستعمل الضرائب يف تسهيل الضرائب يف تشجيع استهالؾ‬
‫بعض السلع ادلضرة بالصحة كالكحوؿ والتبغ وغَتعلا فتفرض ضرائب مرتفعة على صنعها وبيعها او حىت اإلزعاج‬
‫‪3‬‬
‫احملقق يف إنتاجها "‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التنظيم التقني للضريبة‬


‫يهدؼ ىذا ادلبحث إذل دراسة ادلعاجلة التقنية للضريبة وكيفية ربديد مادهتا وطرؽ ربصيلها حيث اف عملية‬
‫التحديد تستند إذل تقنيات كمية وأخرى كيفية‪ ،‬ىذه الكيفيات غلب أف تعتمد على مقاييس موضوعية تتوخى‬
‫العدالة أكثر من شيء آخر ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوعاء الضريبي وطرق تقديرها‬
‫يقصد بالوعاء الضرييب ادلوضوع الذي تفرض عليو الضريبة أي ادلادة اليت تفرض عليها الضريبة فإذا ما نقرر اقتطاع‬
‫جزء من الدرة الشرائية يف صورة ضريبة تعيُت ربديد الشكل ادلكوف للمادة اليت تفرض عليها الضريبة وىو ما يعرب‬
‫عنو باختيار أساس فرض الضريبة آو أصل الضريبة ‪.‬‬
‫وؽلكن تعريفو أيضا بأنو ادلادة أو ادلاؿ أو الشخص اخلاضع للضريبة مع ضرورة توافر العنصر الزمٍت ذلذا الوعاء‬
‫وذلك حسب األنظمة احملددة لذلك وعلى ىذا األساس ؽلكن أف تفرض الضريبة على الدخل أو على رأس ادلاؿ‬
‫أو الدخل ورأس ادلاؿ معا ‪ ،‬أو األفراد فيما إذا فرضت على األفراد رأسا بغض النظر عن دخوذلم أو ثرواهتم ‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد شحادة اخلطيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 153‬‬


‫‪ 2‬زغدود علي ‪ ،‬ادلالية العامة ‪،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية ‪ ،‬بن عكنوف اجلزائر‪،‬ط‪، 2006 ،2‬ص‪. 177‬‬
‫‪ 3‬خالد شحادة اخلطيب مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 153‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫" ويتأثر الوعاء الضرييب بدرجة تطور النمو االقتصادي ففي اجملتمعات الزراعية صلد أف الوعاء قد يكوف‬
‫على اإلنتاج الزراعي مباشرة أو اللجوء إذل الضرائب الغَت مباشرة لسهولة فرضها بينما يف الدوؿ ادلتقدمة صلد‬
‫‪1‬‬
‫االعتماد على الضرائب ادلباشرة ادلفروضة يف الغالب على دخوؿ األفراد من العمل واألرباح احملققة "‪.‬‬
‫‪ ‬طرق تقديرها ‪:‬‬
‫التقدير غير مباشر‪:‬‬
‫أ ‪-‬التقدير بواسطة المظاهر الخارجية ‪ :‬حسب ىذه الطريقة يتم تقدًن قيمة الوعاء الضريبة على أساس عدد‬
‫يف ادلظاىر اخلارجية اليت تعرب عن درجة ادلكلف فيمكن مثال االستدالؿ بالقيمة االغلارية لسكن ادلموؿ أو زلل‬
‫عملو‪ ،‬عدد العماؿ وعدد السيارات اليت ؽللكها ‪ ....‬اخل ‪.‬‬
‫سبتاز ىذه الطريقة بالسهولة يف التطبيق والتقليل من حاالت الغش والتهرب من دفع الضريبة خصوصا وإذا أحسن‬
‫اختيار ادلظاىر اخلارجية ويعاب عليها أهنا تؤدي إذل فرض الضريبة على أساس قد يبتعد عن الواقع كما أف‬
‫التساوي يف ادلظاىر اخلارجية‪ ،‬قد يؤدي إذل فرض ضريبة متساوية بالنسبة ألشخاص وذلك بالرغم من اختالؼ‬
‫ظروفهم ‪ ،‬ودخوذلم باإلضافة إذل انو ؽلكن ذبنب الضريبة باللجوء إذل التقليل من ادلظاىر اخلارجية‪ ،‬كاف يعمد‬
‫األشخاص إذل نسب أمالكهم إذل أوالدىم وأزواجهم ‪ ....‬اخل ‪.‬‬
‫ب ‪-‬طريقة التقدير الجزافي‪:‬‬
‫حسب ىذه الطريقة يتم تقدير الوعاء الضريبة بطريقة جزافية باالستناد إذل بعض األدلة ذلا صلة وثيقة بادلادة‬
‫اخلاضعة للضريبة ‪.‬‬
‫" إف األدلة اليت يعتمد عليها التقدير اجلزايف قد تكوف قانونية ‪ ،‬ػلدد النظاـ الضرييب ويقتصر دور اإلدارة الضريبية‬
‫على تطبيق تلك القواعد ‪ ،‬من ذلك تقدير األرباح التجارية للمموؿ بنسبة معينة من رقم األعماؿ ىذا ما يسمى‬
‫باجلزاؼ القانوين‪،‬أما إذ ترؾ تقدير الوعاء الضرييب لالتفاؽ بُت ادلموؿ واإلدارة الضريبية على رقم معُت دبثل مقدار‬
‫دخلو‪ ،‬فهذا ما يسمى باجلزاؼ االتفاقي‪ ،‬وبعض األحياف باجلزاؼ اإلداري‪ ،‬يعاب على ىذه الطريقة عدـ قيامها‬
‫‪2‬‬
‫على أساس التحديد الدقيق ومن مث بعدىا عن احلقيقة والعدالة "‪.‬‬
‫التقدير المباشر ‪ :‬سبثل ىذه الطريقة تقدير ادلادة اخلاضعة للضريبة ‪ ،‬ربديد أكثر انضباطا ودقة من طرؼ سالفة‬
‫الذكر‪ ،‬إذ أهنا تستند مباشرة إذل معرفة ادلادة اخلاضعة للضريبة ‪ ،‬وتتم ىذه إما بالتصريح ‪ ،‬وإما عن طريق التقدير‬
‫ادلباشر بواسطة اإلدارة الضريبية ‪.‬‬

‫‪ 1‬زينب حسُت عوض اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 129‬‬


‫‪ 2‬ضبيد بوزيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 32/31‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ -‬التصريح ‪:‬يتمثل التصريح يف شكلُت أساسيُت ‪ :‬تصريح ادلكلف بالضريبة ‪ ،‬وتصريح الغَت ‪.‬‬
‫أ‪ -1-‬تصريح ادلكلف بالضريبة ‪ :‬مضموف ىذه الطريقة إف يقوـ ادلكلف بالضريبة بنفسو تقدًن التصريح يف ادلوعد‬
‫الذي ػلدده القانوف حبيث يتضمن التصريح عناصر ثروتو أو دخلو أو الوعاء ( ادلادة اخلاضعة للضريبة ) بصورة‬
‫عامة مع اقًتاح حسن أمانة ادلكلف بالضريبة ‪.‬ولضماف صحة ودقة التصريح فإف اإلدارة ربتفظ لنفسها باحلق‬
‫يف رقابة التصريح وتعليلو‪ ،‬إذ تبُت أف ىناؾ غش أو خطأ فقد يلجأ ادلكلف بالضريبة إذل تقليل حجم دخلو لكي‬
‫تفرض عليو ضريبة اقل من دخلو احلقيقي‪ ،‬لذا يكوف لإلدارة حق يف أف تلجأ إذل طريقة ادلظاىر اخلارجية‪ ،‬أو‬
‫التقدير اجلزايف للوصوؿ إذل حقيقة الدخل اخلاضع للضريبة‪ ،‬فقد تفرض بعض العقوبات اجلنائية أو ادلالية يف حالة‬
‫تعمد التهرب من الضريبة عن طريق تقدًن تصرػلات غَت صحيحة‪ ،‬وتتميز ىذه الطريقة بتحقيق العدالة الضريبية‪،‬‬
‫فهي من جهة تعمل على تقدير ادلادة اخلاضعة للضريبة تقدير منضبطا ومن مث فإف ربط الضريبة يتناسب مع‬
‫الدخل احلقيقي ادلكلف للضريبة ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬تصريح الغَت‪ :‬دبوجب ىذه الطريقة يلتزـ شخص آخر غَت مكلف بالضريبة بتقدًن التصريح إذل إدارة‬
‫الضرائب وبشرط أف تكوف ىناؾ عالقة قانونية تربط ادلكلف بالضريبة‪ ،‬والشخص الذي قاـ بالتصريح وتطبيق‬
‫ىذه الطريقة‪ ،‬شأف ربديد وعاء الكثَت من الضرائب‪ ،‬كالضريبة على ادلرتبات واألجور الضريبية على القيم ادلنقولة‪،‬‬
‫الضرائب على فوائد الديوف والتأمينات ‪ ....‬اخل ‪.‬‬
‫أما شليزات ىذه الطريقة فقد آخذت هبا العديد من التشريعات الضريبية ادلختلفة لضماف دقة تقدير ادلادة اخلاضعة‬
‫للضريبة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقدير بواسطة اإلدارة الضريبية‪ :‬ػلوؿ القانوف إلدارة الضرائب حق التقدير ادلادة اخلاضعة للضريبة دوف أف‬
‫تتقيد بقرائن أو مظاىر معينة وزلددة‪ ،‬ولذا تسمى ىذه الظاىرة بالتقدير أو التفتيش اإلداري وىذا عن طريق‬
‫فحص وتدقيق الدفاتر والسجالت احملاسبة للمكلف‪ ،‬وىذا يف حالة زبلف ادلكلف بالضريبة أو االمتناع عن‬
‫تقدًن التصريح الضرييب أو التصريح غَت مطابق ‪ ،‬أو تنطوي على خطأ أو غش‪ ،‬إال أف القانوف أعطى للمكلف‬
‫‪1‬‬
‫بالضريبة حق الطعن يف صحة التقدير وفقا للقواعد القانونية احملددة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬معدل الضريبة‬


‫معدؿ الضريبة ىو نسبة مئوية من مطرح الضريبة وؽلكن أف تكوف نسبة الضريبة مبلغا مقطوعا ربدده الدوائر‬
‫ادلالية‪ ،‬وفقا جملموعة من ادلعايَت حبسب مطرح الضريبة ‪ ،‬إف ربديد معدؿ الضريبة مرتبط باألساس بنوع الضريبة‬
‫ونوع ادلطرح الضرييب‪ ،‬فيمكن أف نفرض ضريبة بسعر واحد وبصرؼ النظر عن قيمة ادلادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬حبيث‬

‫‪ 1‬راقب كرؽلة‪ ،‬رشيدة أمَت‪ ،‬اإلصالح الضرييب يف اجلزائر بُت النظرية والتطبيق‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات اجلامعية التطبيقية‪ ،‬فرع تكتيك بنكبة ونقدية‪ ،‬جامعة‬
‫التكوين ادلتواصل‪ ،‬البويرة ‪ ،2007/2006،‬ص ‪. 27‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫يرتفع معدؿ الضريبة مع ارتفاع ادلادة ادلفروضة عليها ويف كال احلالتُت إف معدؿ الضريبة بالنسبة ادلئوية من مطرح‬
‫الضريبة‪ ،‬فإذا كانت النسبة تسمى بالضريبة النسبية‪ ،‬وإذا كانت متناقصة تسمى بالضريبة ادلتصاعدة‪.‬‬
‫إذا‪ :‬فما ىو ادلعدؿ للتطبيق؟ ‪ -‬إف األمر يتعلق بالظروؼ وادلعطيات االقتصادية واالجتماعية وحىت السياسية لكل‬
‫دولة حرة ومتعلق أيضا بنوع الضرائب ادلطبقة ‪ ،‬أو قد عرضت ادلالية العامة أكثر من معدؿ سنعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬المعدالت المحددة والمعدالت المختلفة ‪ :‬قد ربدد التشريعات الضريبية معدؿ ضريبة مسبقا حبيث‬
‫يعرؼ ادلكلف سلفا النسبة ادلئوية اليت ؼلضع ذلا وقد يكوف ىذا ادلعدؿ مقلقا‪ ،‬حبيث ال ؽلكن ربديده إال بعد‬
‫ربقيق الضريبة فعال وىنالك أسلوبُت‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب الطرح باالستحقاؽ ‪ :‬حيث ػلدد القانوف بشكل مسبق مطرح الضريبة ومعدذلا لتعُت دبوجبها‬
‫من ادلبالغ اخلاضعة للضريبة غلب أوال إف ربدد مطرح الضريبة‪ ،‬من مث تطبق عليها‬ ‫‪20‬‬ ‫فإذا حدد القانوف مثال‬
‫السنة اليت اقرض القانوف‪.‬‬
‫‪ ‬أسلوب الطرح بالتقييم ‪ :‬يقدـ ادلشروع ادلارل ىنا بتحديد مسبق ادلبلغ ادلطلوب ربصيلو بواسطة الضريبة‪،‬‬
‫دوف إف يتحدد معدذلا مث يوزعو بُت ادلكلفُت حبسب ادلناطق اجلغرافية‪.‬‬
‫‪-2‬المعدالت الثانية ‪ :‬ىي ادلعدالت اليت يكوف سعرىا ثابتا من طرح الضريبة وال يتغَت مهما تغَت احد قيمة‬
‫ادلبالغ اخلاضعة للتكليف‪ ،‬فإذا طرحت معدالت ثابتة على الدخل بسعر ‪ 100/10‬مثال يدفع ادلكلف الذي ػلصل‬
‫على دخل قدره ‪ 1000‬دج مبلغ ‪ 100‬دج ‪ ،‬فالضريبة تدفع بادلعدؿ نفسو سواء أكاف ادلطرح الضرييب كبَتا أو‬
‫صغَتا أو سواء كاف ادلكلف فقَتا أو غنيا وتزداد حصيلة الضريبة نفسها اليت تزيد ذلا مقدار وعائها‪.‬‬
‫‪ - 3‬المعدالت المتصاعدة ‪ :‬ىي الضريبة اليت يتغَت سعرىا بتغَت مطرح الضريبة وحبيث يرتفع كلما زادت قيمة‬
‫ىذا ادلطرح‪ ،‬فالشخص الذي ػلصل على دخل قدره ‪ 1000‬دج سنوي يدفع ضريبة قدرىا ‪ 100/10‬والشخص‬
‫الذي ػلصل على دخل قدره ‪ 3000‬دج سنوي يدفع ‪ 100/20‬ومنو ‪ ،‬فإف معدؿ الضريبة ؼلتلف باختالؼ قيمة‬
‫مطرح الضريبة التصاعدية‪ ،‬ذات أشكاؿ متعددة ‪.‬‬

‫التصاعد بالطبقات ‪ :‬يقسم مطرح الضريبة ىذه الطريقة إذل عدة طبقات إصبالية‪ ،‬ويطبق كل منها أي كل طبقة‬
‫معدؿ واحد بتزايد من طبقة ألخرى فيدفع ادلكلف الضريبة دبعدؿ واحد وىو معدؿ الضريبة‪ ،‬الذي يدخل فيما‬
‫دخلو‪ ،‬وكلما زاد دخلو يدخل يف طبقة أعلى وبالتارل يزداد معدؿ الضريبة الذي يدفعو ادلكلف عند الدخل ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫التصاعد بالشرائح ‪ " :‬يقسم ادلطرح الضريبة على عدة شرائح يطبق كل منها معدؿ خاص ويتزايد ىذا ادلعدؿ من‬
‫شرػلة إذل شرػلة أعلى منها وقد تكوف ىذه الشرائح متساوية ادلكلف وفقا ذلذه الطريقة ال ؼلضع دلعدؿ واحد‬
‫‪1‬‬
‫وإظلا ؼلضع دلعدالت سلتلفة تبعا لعدد الشرائح اليت يكوف منها دخلو "‪.‬‬
‫التنازؿ يف السعر‪ :‬يبدأ معدؿ الضريبة مرتفعا على ادلطارح الكبَتة و بالنسبة للمطارح الصغَتة ‪ ،‬كاف ػلدد معدؿ‬
‫الضريبة ب ‪ 100/30‬على الدخل الذي يتجاوز األلف دينار‪ ،‬وينخفض ادلعدؿ إذل ‪ 20‬بالنسبة إذل ادلدخوؿ الذي‬
‫ال يزيد على ‪ 1000‬ففي ىذه الطريقة بدال من أف يبدأ ادلشرع بفرض الضريبة‪ ،‬بسعر منخفض‪ ،‬مث يزيد كلما زاد‬
‫مطرح الضريبة يقدـ بفرضها بسعر مرتفع مث ؼلفضو بالنسبة لألوعية الصغَتة ‪.‬‬

‫جدوؿ رقم (‪ : )1-1‬جدوؿ حلساب الضريبة على الدخل اإلصبارل‬


‫نسبة الضريبة‬ ‫قسط الدخل اخلاضع للضريبة (بالدينار)‬
‫‪%0‬‬ ‫ال يتجاوز ‪ 120.000‬دج‬
‫‪%20‬‬ ‫من ‪ 120.001‬دج إذل ‪ 360.000‬دج‬
‫‪%30‬‬ ‫من ‪ 360.001‬دج إذل ‪ 1.440.000‬دج‬
‫‪%35‬‬
‫أكثر من ‪ 1.440.000‬دج‬
‫ادلرجع‪ :‬ادلادة ‪ 104‬من قانوف الضرائب ادلباشرة و الرسوـ ادلماثلة ‪. 2011‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬االزدواج الضريبي والتهرب الضريبي‬


‫لتحقيق التنمية االقتصادية يستلزـ توفَت شروط عديدة وتشكل الضريبة الشرط األساسي والعامل األىم قياسا‬
‫بالشروط والعوامل األخرى‪ ،‬ولكن قد تواجو فرض الضريبة مشاكل وعوائق كثَتة أعلها االزدواج الضرييب ‪.‬‬

‫مفهوم االزدواج الضريبي‪ :‬ال يوجد تعريف منضبط ومتفق عليو بُت شرائح ادلالية العامة لوصف ىذه الظاىرة إال‬
‫انو ال ؽلكن تعريف االزدواج الضرييب بصفة عامة بأنو ؽلكن " فرض ضريبة على نفس الشخص ادلكلف أكثر من‬
‫مرة على نفس ادلادة اخلاضعة لضريبة وعن نفس ادلدة "‪ 2.‬ويتحقق االزدواج الضرييب بتوافر الشروط اآلتية رلتمعة‬
‫وىي ‪:‬‬
‫‪ ‬يكوف ادلموؿ ادلكلف واحد ‪.‬‬
‫‪ ‬أف يكوف ادلاؿ اخلاضع للضريبة واحد ‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد شحادة اخلطيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪. 175/173‬‬


‫‪ 2‬زلمد طاقة‪،‬صدى العزاوي ‪ ،‬اقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬دار ادلسَتة‪ ،‬العراؽ‪،‬ط‪، 2006 ،3‬ص ‪. 105‬‬

‫‪24‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫تعريف التهرب الضريبي‪:‬‬


‫يعرؼ على انو مناولة ادلكلف الذي تتوافر فيو شروط اخلاضع للضريبة عدـ دفع الضريبة ادلستحقة عليو‬
‫كليا و ػلدث التهرب الضرييب غالبا بينما يعمد ادلكلف إذل سلالفة نص من النصوص القانونية بطريقة أو بأخرى‬
‫من طرؼ التفنن من الوسيلة‪ .‬و يعرؼ على انو وسيلة مشروعة ال يقرىا القانوف القائم يف القائم يف دولة ما و‬
‫التخلص من العبء الضرييب ىو ال يساعد على فساد عدالة التوزيع ادلقصود و حسب رأيو يؤدي إذل ربصيل‬
‫الشرفاء وحدىم العبء الضرييب‪،‬شلا يدفع بعض الفقهاء إذل القوؿ أف الضريبة التزاـ ال يقع على كاىل الشرفاء ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الضرائب ودورها في العملية االقتصادية‬


‫الضرائب ذلا العديد من األىداؼ يف مقدمتها ربقيق العدالة الضريبية يف توزيع الدخوؿ والثروات بُت ادلواطنُت‬
‫وأىداؼ اقتصادية يف سبويل ميزانية الدولة وادلساعلة يف عملية التنمية االقتصادية وأخرى سياسية تتمثل يف سيادة‬
‫الدولة من خالؿ سيادة القانوف لذا سنتطرؽ إذل دورىا يف التوازف االقتصادي ويف إعادة توزيع الدخل‪:‬‬

‫‪ .1‬الضرائب ودورها في التوازن االقتصادي‪:‬‬


‫" قدرة الدولة على اإلنفاؽ العاـ وزيادة معدؿ النمو االقتصادي تتوقف على ما يتاح ذلا من ادلوارد ادلالية الالزمة‬
‫لتمويل استثماراهتا‪ ،‬وتعتمد الدولة على تطوير ادلصادر الداخلية للتمويل من ناحية واالستعانة دبصادر التمويل‬
‫اخلارجية من ناحية أخرى‪ .‬ويربز دور الضرائب و أعليتها يف تعزيز التمويل الداخلي وزيادة ادلوارد ادلالية اليت‬
‫تتطلبها عملية التنمية‪ .‬و يمت تطوير مصادر التمويل الداخلية ويف مقدمتها الضرائب من خالؿ تعبئة ادلوارد‬
‫القومية الالزمة لعملية التنمية‪ ،‬من اجل خلق دخوؿ تنتج ضرائب جديدة‪.‬‬
‫دور النظاـ الضرييب يتمثل يف دعم وإسناد عملية التنمية االقتصادية من خالؿ توجيو ادلوارد ضلو قنوات‬ ‫ؼ‬
‫االستثمار اليت زبدـ عملية التنمية وزيادة الطاقات اإلنتاجية‪ ،‬وإعادة توزيع الدخل والثروات وربقيق االستقرار‬
‫االقتصادي ‪.‬‬
‫اف السياسة الضريبية تصاغ أىدافها بانسجاـ مع أىداؼ السياسة االقتصادية بشكل عاـ‪ ،‬لذا إف تغيَت اخلطوط‬
‫ادلرسومة للسياسة االقتصادية يؤثر بشكل واضح يف تدابَت السياستُت ادلالية والضريبية على وجو اخلصوص ‪.‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬عادة ما يستجيب النظاـ الضرييب مع ادلتغَتات االقتصادية‪ ،‬وتكوف للدولة اإلمكانات الكافية‬
‫دلراجعة ىيكل الضرائب القائم وما يتضمنو من عناصر خاضعة للضرائب ومعدالهتا خاصة يف حالة حدوث‬
‫عجز يف ادلوازنة العامة مع ربقيق أىداؼ السياسة ادلالية للدولة ‪.‬‬
‫ربقيق التوزاف بُت خصوصية البلد وطبيعة التكوين الضرييب ينبثق عنو سياسة ضريبية تتفاعل مع مرحلة التطور‬
‫وتوفر مقتضيات النمو وعناصره الضرورية‪ ،‬والسيما عنصر رأس ادلاؿ الضروري يف عملية التنمية االقتصادية‬

‫‪25‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫وتساعد على تقليص الفجوة بُت االدخار واالستثمارات وتعمل على تعبئة ادلوارد ادلالية لتمويل االستثمارات‬
‫ادلنتجة ‪.‬‬
‫فاعلية النظاـ الضرييب يف ربقيق التوازف االقتصادي تربز من خالؿ دور النظاـ يف درء االضلرافات والتقلبات اليت‬
‫تنتاب حركة النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ .2‬دور الضرائب في إعادة توزيع الدخل‪:‬‬


‫األىداؼ اليت تسعى إذل ربقيقها ادلالية العامة‪ ،‬بأدواهتا ادلختلفة‪ ،‬قد جعلت الضرائب من األدوات اذلامة يف يد‬
‫الدولة لتحقيق الكثَت من األىداؼ االقتصادية واالجتماعية ومن بينها مساعلة الضرائب يف إعادة توزيع الدخل‬
‫القومي‪ ،‬وخبالؼ النفقات اليت تعمل على التأثير يف التوزيع األورل للدخل ‪.‬‬
‫احلقيقة‬ ‫الضرائب يًتكز دورىا يف إعادة التوزيع بشكل أساسي من خالؿ تأثَتىا يف الدخوؿ النقدية والدخوؿ‬
‫وؽلكن أف تكوف مساعلة الضرائب يف إعادة التوزيع بالطرؽ التالية‪:‬‬
‫‪1‬ػ تغَت الطلب على سلع االستهالؾ‪ ،‬وما يًتتب عليو من تأثَت يف األسعار وىو ما يعٍت التأثَت يف الدخوؿ‬
‫احلقيقة‪.‬‬
‫‪2‬ػ رفع أسعار بعض السلع عن طريق إضافة الضرائب إليها‪.‬‬
‫‪3‬ػ التأثَت يف مستوى التشغيل واإلنتاج‪ ،‬ومن مث يف عوائد عناصر اإلنتاج‪ ،‬وىذا ما يعرؼ (بأثر اإلنتاج الكنزي)‬
‫‪1‬‬
‫الذي ؽلثل األثر غَت ادلباشر للضرائب يف توزيع الدخل القومي"‪.‬‬

‫‪ 1‬فاطمة عبد جواد‪ ،‬الضرائب ودورىا يف العملية االقتصادية‪ ،‬رللة الصباح‪ ،‬معهد االماـ الشَتازي الدورل للدراسات‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد الثاين‪،2007،‬ص‪. 7‬‬

‫‪26‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني و الضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫نظرا للدور الكبَت الذي تلعبو الضريبة‪،‬قمنا بسرد التعاريف اليت تساىم يف فهم معانيها و إبراز أىم‬
‫خصائصها و القواعد و ادلبادئ اليت تقوـ على أساسها كمبدأ العدالة و اليقُت و كذا األىداؼ ادلختلفة اليت‬
‫تسعى إذل ربقيقها مبينُت كيفية ربديد الوعاء الضرييب و كيفية االنتقاؿ الضريبة من ادلكلفُت إذل اخلزينة باإلضافة‬
‫إذل أىم ادلشاكل اليت تعًتض عملية التحصيل كالتهرب الضرييب الذي يؤدي إذل اطلفاض اإليرادات العامة‬
‫للضريبة و يعيق عملية التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬


‫تمهيد ‪:‬‬

‫تتحقق عملية التنمية االقتصادية بتطوير و استغالل كل القطاعات اليت تساىم يف النمو االقتصادي‬
‫و استخدام سياسة جبائية ناجعة لدفع عملية التنمية خاصة أن اجلباية أصبحت دتثل جزءا كبَتا يف دتويل ميزانية‬
‫الدولة ‪ ،‬باإلضافة إىل كوهنا القاعدة األساسية اليت دتول االقتصاد بتشجيع االستثمارات عن طريق وضع حوافز‬
‫و امتيازات جبائية ختدم االستثمار الذي يهدف إىل النهوض باقتصاد الدولة ‪.‬‬
‫و يف ىذا الفصل سنتطرق إىل مدى تأثَت الضرائب على سلتلف النشاطات االقتصادية كاالستهالك‪ ،‬االدخار‬
‫و االستثمار باإلضافة إىل دورىا يف معاجلة بعض التقلبات االقتصادية‪ ،‬و حتديد دورىا يف إعادة توزيع الدخل ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬أثر الضريبة على المجال المالي‬


‫تشكل الضرائب يف عصرنا احلايل موردا من أىم موارد ادليزانية العامة‪ ،‬إذ ال ؽلكن إعلال دورىا يف تغطية‬
‫النفقات كما هتدف أيضا إىل دتويل مشاريع التنمية اليت تتطلب أمواال كبَتة و ضخمة ‪.‬‬
‫وقد أدركت الدولة اجلزائرية ىذا من خالل التعديالت اليت قامت هبا إلصالح اذليكل الضرييب حىت يتماشى‬
‫مع متطلبات التنمية ‪.‬‬
‫و سنركز يف ىذا ادلبحث على دراسة بعض النقاط ادلتمثلة يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الضرائب كأداة لتعبئة ادلوارد ‪.‬‬
‫‪ ‬الضريبة كبديل لوسائل مادية أخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة احلصيلة الضريبية ‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الناتج الوطٍت ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضريبة كأداة لتعبئة الموارد‬
‫إن وجود عجز يف ادليزانية أدى بالدولة إىل اللجوء للمديونية ألجل سد ىذا العجز و مازاد يف تأزم الوضع‬
‫ىو التدىور الكبَت الذي عرفتو األسواق العادلية اخلاصة باحملروقات و لعل من أىم األىداف اليت تسعى الدولة‬
‫لتحقيقها ىو احلصول على كمية كافية من ادلوارد ادلالية لتغطية النفقات ‪.‬‬
‫‪ -1‬مساهمة الحصيلة الضريبة العادية ‪:‬‬
‫لقد خلفت إجراءات عقلنو و حتديث الضريبة أثار إغلابية على احلصيلة الضريبية ‪ ،‬و ساعلت بقسط كبَت‬
‫يف ختفيض عجز ادليزانية ‪ ،‬إذ زادت قيمة ادلوارد ادلالية بشكل واضح ‪.‬‬
‫و ؽلكن توضيح ذلك من خالل اجلدول اآليت ‪ ،‬الذي يبُت تطور احلصيلة الضريبية من أنواع الضرائب ادلختلفة‬
‫للفًتة ادلمتدة بُت ‪ 2002‬إىل سنة ‪: 2005‬‬
‫اجلدول رقم (‪ : )1-2‬تطور احلصيلة دلختلف الضرائب بُت ‪: 2005-2002‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫الضرائب والرسوم‬
‫‪19.9‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫الضرائب ادلباشرة و الرسوم على رقم األعمال‬
‫‪15‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫الدفع اجلزايف‬
‫‪15‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الرسم على القيمة ادلضافة‬
‫‪0‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الرسم على عمليات البنوك و التأمينات‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫ضرائب و رسوم أخرى‬
‫‪49.4‬‬ ‫‪44.5‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫الـمجموع‬

‫‪30‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ادلرجع ‪ :‬معلومات من مفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة ـ خضرة ـ مستغاًل ‪.‬‬


‫‪ -2‬مساهمة الجباية البترولية ‪:‬‬
‫تساىم اجلباية البًتولية جبزء وافر من احلصيلة اجلبائية العامة ‪ ،‬خاصة كوهنا مورد أساسي خلزينة الدولة ‪ ،‬حيث‬
‫بقي ىذا النوع من اجلباية يهيمن على موارد ميزانية الدولة حىت بعد سنة ‪ 1986‬أين عرفت أسعار ادلنتجات‬
‫البًتولية اطلفاضا كبَتا ‪.‬‬
‫كما ؽلكن اإلشارة إىل زيادة أو التحسُت الذي عرفتو اجلباية البًتولية ال يرجع يف حد ذاتو إىل التعديالت اجلبائية‬
‫لسنة ‪ 1992‬فقط ‪ ،‬و إظلا لعوامل أخرى ‪ ،‬كزيادة حجم النشاط االقتصادي ‪ ،‬و تطور أساليب التسيَت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضرائب كبديل لوسائل مادية أخرى‬


‫الدول النامية تصب كل جهودىا يف بوتقة التخلص من التخلف االقتصادي و االجتماعي ‪ ،‬لكن رغم جتريب‬
‫أغلب الوسائل ادلادية مل تتوصل إىل النتيجة ادلرجوة ‪ ،‬فضلت تبحث عن مورد مايل يتميز باالستقرار و الدوام‬
‫جلمع موارد مالية معتربة لسد حاجاهتا ‪ .‬فلم جتد موردا أخر أنسب ذلا من غَت الضريبة لتعتمد على مواردىا‬
‫الداخلية و حتسُت استغالذلا بتوجيو سلطط و منظم ‪ ،‬و تعطيها فرصة التخلص من التبعية بشىت صورىا من جراء‬
‫االعتماد على الغَت ومنو سنحاول يف ىذا الطلب إبراز حتمية اللجوء إىل الضريبة كمورد مايل ‪ ،‬و دورىا‬
‫يف حتقيق التوازن االقتصادي ‪.‬‬
‫‪-1‬ضرورة اللجوء إلى الضريبة كمورد مالي ‪:‬‬
‫" نقص ادلوارد ادلالية الضرورية للتكفل بتمويل ادلشاريع و ضمان سَتىا الفعال ‪ ،‬يبقى مؤشرا ىاما للتخلف‬
‫يف البلدان السائرة يف طريق النمو ‪ ،‬ىذا النقص الذي ينجر عنو ضعف االستثمارات الذي غلعل سرعة التطور‬
‫االقتصادي ضعيفة و ثقيلة ‪ ،‬فلم جتد الدول النامية بدال أمام ىذه الوضعية إال اللجوء إىل االقًتاض األجنيب‬
‫‪1‬‬
‫ادلتزايد لتمويل ادلشاريع االقتصادية و االجتماعية "‪.‬‬
‫ففي ميدان االقتصادي تقوم ىذه الديون بتجميد القدرة على االدخار سواء على مستوى فردي نتيجة الرتفاع‬
‫األسعار بالنسبة للسلع ‪ ،‬أو على مستوى ادلؤسسات اليت تضطر إىل استهالك سلع صناعية باىظة الثمن لسَت‬
‫نشاطها ‪.‬‬
‫إن صفة اجلرب اليت تتميز هبا الضريبة إىل كوهنا تؤدي بدون مقابل ‪ ،‬تؤىلها إىل أن تكون وسيلة ادلفضلة جللب‬
‫أكرب ادلوارد ادلالية الالزمة لتغطية النفقات العامة و دتويل االستثمارات ‪ ،‬و تربز كفاءة الضريبة كوسيلة مالية‬

‫‪ 1‬بن سنوسي ليلى‪ ،‬جديد مسعودة ‪،‬الضرائب وأثارىا على التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة ماستَت يف العلوم االقتصادية‪،‬فرع تسويق وجتارة‬
‫دولية‪،‬جامعة البويرة‪،‬اجلزائر‪،2009/2008،‬ص ‪.50‬‬

‫‪31‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مفضلة إلسهامها الكبَت يف تغطية النفقات اذلياكل القاعدية ‪ ،‬اليت تضطر الدولة إلصلازىا بصورة كبَتة ‪،‬و اليت‬
‫تعترب مؤشرا ىاما يف قياس التقدم االقتصادي و االجتماعي ‪.‬‬
‫فبناء مراكز التعليم من شأنو تطوير القطاعات الوطنية يف رلاالت ضرورية‪ ،‬وذلك للتحكم يف التكنولوجيا الوطنية‬
‫بدل إسنادىا لألجانب ‪.‬‬
‫إن تكفل الضريبة بتغطية معظم النفقات‪ ،‬لدليل كايف على صالحية الضريبة لتسخَت موارد مالية كبَتة‪ ،‬وكذا مرد‬
‫وديتها العالية يف تقليص مشكلة ضالة ادلوارد ادلالية و نقصها ‪.‬‬
‫‪-2‬الضريبة كمورد مالي في التوازن االقتصادي ‪:‬‬
‫تلعب الضريبة دور مهم يف حتقيق مستوى تقدم اقتصادي البأس بو ‪ ،‬و احلفاظ على ىذا ادلستوى و ذلك‬
‫بإصالح بعض التقلبات اليت تطرأ عليو ‪.‬‬
‫و معٌت التوازن االقتصادي ‪ "،‬وصول االقتصاد الوطٍت إىل نقطة التوظيف الكامل للقطاعات االقتصادية‪ ،‬أي أن‬
‫‪1‬‬
‫يكون الطلب الكلي على السلع و اخلدمات متساويا للعرض الكلي ذلا "‪.‬‬
‫فإذا كان الطلب الكلي زائد بقدر يفوق عرض السلع و اخلدمات‪ ،‬ينجم عنو خلق بوادر تضخمية‪ ،‬يكون‬
‫للضرائب ادلباشرة دور فعال يف زلاربتها من خالل رفع الضرائب على الدخل للحد من االستهالك‪ ،‬و ذلك‬
‫بالتقليل من قيمة الدخل ادلوجو لالستهالك ‪.‬‬
‫وكذا األمر بالنسبة للضرائب غَت ادلباشرة ‪ ،‬وخاصة الضرائب على االستهالك اليت تسبب ارتفاعها يف األسعار‪،‬‬
‫الذي يؤدي بدوره إىل اطلفاض الطلب على ىذه السلع و اخلدمات ‪.‬‬
‫كما ؽلكن للضرائب تشجيع بعض ادلشروعات االقتصادية و ادلنتجات‪ ،‬بتخفيض أو إعفائها و ختفيض الرسوم‬
‫اجلمركية على التجهيزات ادلستوردة لتلك القطاعات ادلعنية لتحسُت اإلنتاج‪ ،‬و تنمية النشاطات االقتصادية اذلامة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور الضرائب في زيادة الحصيلة الجبائية‬
‫تتكون اإليرادات العامة دليزانية الدولة من خالل ادلوارد اجلبائية و ادلوارد غَت اجلبائية و ختتلف باختالف الظروف‬
‫السياسية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬و كذا من دولة إىل أخرى تبعا للنمو االقتصادي ادلتبع ‪.‬‬
‫وتتمثل ادلوارد اجلبائية يف حصيلة الضرائب و الرسوم و تنقسم إىل نوعُت علا اجلبائية العادية واجلبائية البًتولية‪:‬‬
‫تتكون اجلباية العادية من ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرائب احملصلة عن طريق التحصيل ‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب ادلقتطعة من ادلصدر ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسم على القيمة ادلضافة ‪.‬‬

‫‪ 1‬توايت فتيحة ‪ ،‬الضريبة كأداة للتنمية االقتصادية ‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة لسانس فرع مالية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ، 2001/2000 ،‬ص ‪. 73‬‬

‫‪32‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬احلقوق أو االقتطاعات غَت ادلباشرة ادلفروضة على سلع معينة ‪.‬‬


‫‪ -‬حقوق اجلمارك ‪.‬‬
‫أما اجلباية البًتولية فتتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرائب مباشرة على األرباح اآلتية من األحباث و االستغالل و النقل عن طريق قنوات احملروقات ‪.‬‬
‫‪ -‬عوائد على إنتاج احملروقات السائلة و الغازية‪ ،‬أي قيمة اإلنتاج ادلستخرج من باطن األرض ‪.‬‬
‫يتعُت على الدولة حتديد حجم ادلوارد الواجب احلصول عليها ‪ ،‬و اختيار أفضل ادلصادر اليت ؽلكن حتصيل انطالقا‬
‫منها ‪ ،‬و ذلك مبراعاة الظروف السائدة فاالعتماد على سياسة القروض أو اإلصدار النقدي من شأنو تكوين أزمة‬
‫خانقة عن طريق تضخم‪ ،‬أو عن طريق اذليئات ادلاضلة للقروض‪ ،‬ما حدث للجزائر فيما ؼلص صندوق النقد‬
‫الدويل‪.‬‬
‫لذلك فاالعتماد على موارد اجلباية يعترب من أحسن االختيارات ‪ ،‬و يربر استعمال الضريبة كوسيلة مالية ب‪:‬‬
‫‪-‬تغطية نفقات اذلياكل القاعدية ‪.‬‬
‫‪-‬إصالح و تطوير اجلهاز اإلنتاجي‪ ،‬و ذلك بضمان تدفق مستمر للموارد شلا ؽلكن من تغطية النفقات بكل‬
‫أنواعها من جتهيز و تسيَت ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)2-2‬تطور حصيلة اجلباية البًتولية من ‪ 1999‬إىل ‪ 2010‬الوحدة (‪ )109‬دج‬
‫االيرادات العامة‬ ‫حصيلة اجلباية البًتولية‬ ‫السنة‬
‫‪950,46‬‬ ‫‪560,12‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪1.578,18‬‬ ‫‪73,23‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪505,521‬‬ ‫‪956,38‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1.603,81‬‬ ‫‪942,90‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪9.741,04‬‬ ‫‪1.350,00‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪2.292,07‬‬ ‫‪1.570,70‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪3.082,60‬‬ ‫‪2.352,70‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪3.582,30‬‬ ‫‪2.799,00‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1.207,53‬‬ ‫‪973,00‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪754,800‬‬ ‫‪970,20‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪921,00‬‬ ‫‪1.628,50‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1.068,50‬‬ ‫‪1.835,80‬‬ ‫‪2010‬‬
‫ادلرجع‪ :‬رتام زلمود‪ ،‬اإلصالح الضرييب يف ظل التغَتات االقتصادية و السياسية‪ ،‬ط‪،2011، 2‬ص ‪. 261‬‬

‫نالحظ من خالل ىذا اجلدول بأن حصيلة اجلباية البًتولية خالل السنوات التالية ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2004-2003-2002-2001-2000-1999‬تفوق حصيلة اإليرادات الضريبية العادية‪،‬وىذا يدل على مساعلة‬


‫حصيلة اجلباية البًتولية يف اإليرادات العامة بنسبة كبَتة تفوق ‪ %60‬ويالحظ بادلقارنة بُت اإليرادات العامة لسنة‬
‫‪2003‬واجلباية البًتولية لنفس السنة تزايد نسبة مساعلة اجلباية البًتولية يف اإليرادات العامة بنسبة ‪ ، %61‬بينما‬
‫نالحظ خالل سنوات ‪ 2005‬إىل ‪ ، 2010‬أن ىناك حتسنا ملحوظا يف حصيلة اإليرادات الضريبية‪ ،‬شلا يدل‬
‫على حتسن طرق ووسائل النظام الضرييب لتخفيف التكاليف الضريبية وحتقيق الوفر ادلايل وتوجيهو خلدمة التنمية‬
‫االقتصادية ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أثر الضريبة على الناتج الوطني‬


‫كان دور الضريبة يقتصر على حتقيق موارد مالية لتغطية النفقات فقط و لكن حديثا صلد أن الدولة تتدخل يف‬
‫احلياة االقتصادية من خالل فرض الضرائب ‪ ،‬كأن نستعملها للتأثَت على كفاءة استخدام ادلوارد ‪ ،‬و ذلك عن‬
‫طريق التأثَت على األسعار النسبية للمنتجات و عناصر اإلنتاج إذ أن تتغَت األسعار باالرتفاع قد يكون مرتبط‬
‫بفرض الضرائب ‪.‬‬
‫البد أن يأخذ النظام الضرييب بعُت االعتبار قدرة األفراد على إشباع احلاجات ادلختلفة أي ضمان مستوى من‬
‫االستهالك‪ ،‬و كذا احملافظة على قدرهتم يف القيام بعمليات الًتاكم الرأس مايل الالزمة لعملية اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪-1‬الضريبة و أثرها في تحفيز اإلنتاج‬
‫ؽلكن للضرائب إن تؤثر سلبيا على قدرة األفراد على العمل ‪ ،‬حبيث ختفض من قدراهتم اإلنتاجية ‪ ،‬وذلك ػلدث‬
‫يف حالة ما إذا أدت الضرائب إىل حرمان األفراد من جزء من الدخل و بالتايل التقليل من استهالكهم الضروري ‪.‬‬
‫وألجل ذلك تلجأ معظم التشريعات الضريبية يف العامل إىل فرض إعفاءات يف رلال الضرائب على اإلنتاج و كذا‬
‫على االستهالك ‪ ،‬و ىذا دلراعاة احلد األدٌل دلعيشة األفراد ‪.‬‬
‫إن ختفيض الضرائب على دخول العمال و االستهالك الضروري ‪ ،‬يؤدي إىل التأثَت على قدرة األفراد على العمل‬
‫و يف ميلهم ضلوه ‪ ،‬وذلك يؤدي بدوره إىل الزيادة يف معدالت اإلنتاج و اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الضريبة و أثرها على نفقات اإلنتاج‬
‫تؤدي الضرائب ادلباشرة و غَت ادلباشرة إىل رفع نفقة اإلنتاج ‪ ،‬و ختفيض الربح‪ ،‬مبعٌت آخر تتناسب الضرائب طرديا‬
‫ف‪.‬‬ ‫مع تكلفة اإلنتاج ‪ ،‬وعكسيا مع الربح و ذلك حسب أشكال السوق ادلختل ة‬

‫‪34‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ ‪-‬حالة المنافسة التامة ‪:‬‬


‫عندما يتحدد السعر عن طريق العرض و الطلب ‪ ،‬فالسعر بالنسبة للمنتج و ادلستهلك يكون مفروضا ‪ ،‬وال ؽلكن‬
‫ألي أحد منهما أن يؤثر فيو و ذلك بتغيَت‪ ،‬وبالتايل ال يستطيع ادلنتج تعويض ما دفعو من الضرائب برفع سعر‬
‫البيع ‪ ،‬و منو فأثر الضريبة يكون على الربح بالنقصان ‪.‬‬
‫وؽلكن إذن أن ‪ " :‬يًتتب على الضريبة زيادة يف نفقة اإلنتاج و اطلفاض ادلعدل الربح‪ ،‬وبالتايل فإن اإلنتاج ؽلكن‬
‫‪1‬‬
‫أن ينقص بناءا على فرض الضريبة "‪.‬‬

‫ب ‪-‬حالة احتكار السوق ‪:‬‬


‫يف ىذه احلالة يقوم ادلنتج برفع سعر البيع مبقدار ما دفعو من الضريبة مع احلفاظ على كمية اإلنتاج كما ىي و‬
‫ىذه الواقعة تتوقف على مرونة الطلب ‪ ،‬و على إمكانية حتقيق السعي السائد يف السوق أكرب ربح شلكن فإذا كان‬
‫الطلب عل السعر غَت ادلرن ‪ ،‬فيمكن ادلنتج من رفع سعر البيع و يبقى الربح بدون تغيَت أما إذا كان الطلب على‬
‫السلع مرن فإنو البد أن يقبل إنقاص الضريبة من الربح مقابل عدم فقدان جزء من الطلب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫"يًتتب على الضريبة أي نقص يف كمية اإلنتاج ‪ ،‬إذ كان الطلب على السلع يتميز بقلة ادلرونة " ‪.‬‬

‫ت ‪-‬حالة المنافسة االحتكارية ‪:‬‬


‫يف ىذه احلالة ادلنتجون يسيطرون على السوق بصورة نسبية ‪ ،‬و لكنها ال تصل إىل سيطرة ادلنتج الواحد‪ ،‬و من مث‬
‫فإن رفع سعر السلع مبقدار الضريبة قد يؤدي إىل رد فعل من جانب الطلب على السلعة و بالتايل ينخفض‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬و العكس صحيح ‪ ،‬أي يف حالة ختفيض السلعة مبقدار الضريبة قد يؤدي إىل رد فعل اغلايب من جانب‬
‫الطلب على السلعة ‪ ،‬ىذا يؤدي بدوره إىل ارتفاع كمية اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ 1‬سيد عبد ادلويل‪ ،‬ادلالية العامة‪ ،‬دار الفكر العربية‪،‬مصر‪ ،‬ط‪ ، 1995 ،2‬ص ‪. 313‬‬
‫‪ 2‬سيد عبد ادلويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 313‬‬

‫‪35‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثر الضريبة على المجال االقتصادي‬


‫المطلب األول‪ :‬اثر الضرائب على االدخار و االستثمار‬
‫‪-1‬الضريبة على االدخار ‪:‬‬
‫‪ -‬أثر الضريبة على ادخار األفراد‪:‬‬
‫" إن فرض الضريبة سيؤدي إىل إنقاص الدخول ادلتاحة لالدخار لدى األفراد و لكن تأثَت الضريبة على االدخار‬
‫يتوقف على عدة عوامل من بينهما حجم الدخل الفردي‪ ,‬مستوى ادلعيشة‪,‬التنظيم الفٍت لألسعار الضريبية‪ ،‬نوع‬
‫‪1‬‬
‫الضريبة "‪.‬‬
‫فاألفراد ذوي الدخول ادلرتفعة سيؤدي فرض الضريبة إىل إنقاص مدخراهتم حىت ػلافظوا على مستوى استهالكهم‪،‬‬
‫و لكن فرض الضريبة على الطبقات الفقَتة و ادلتوسطة ال يؤثر يف ادخارىا ألهنا ال دتتلك فائضا تدخره بل على‬
‫العكس فان فرض الضريبة على ىذه الطبقة سيؤثر يف استهالكهم بدل ادخارىم كذلك ؼلتلف اثر الضرائب على‬
‫االدخار‪،‬حسب نوع الضريبة إذا كانت مباشرة أو غَت مباشرة ‪ ،‬فبالنسبة للضرائب ادلباشرة فان أثرىا كبَت على‬
‫حجم االدخار‪,‬إذ أن الفرد مهما كان دخلو يسهر دوما على توزيعو بُت االستهالك و االدخار ‪،‬و مع فرض‬
‫الضريبة على الدخل يقوم بإعادة بناء استعماالت بناء دخلو حسب تأثر الدخل بالضريبة و لكن اثر الضريبة‬
‫ادلباشرة يكون كبَتا على األفراد ذوي الدخول ادلنخفضة أو ادلتوسطة مقارنة باألفراد ذوي الدخول ادلرتفعة ‪.‬‬
‫" أما بالنسبة ألثر الضرائب غَت ادلباشرة على االدخار‪ ،‬فإهنا مشجعة لالدخار و ػلدث ذلك نتيجة تأثَتىا على‬
‫ظلط االستهالك باالطلفاض‪ ،‬ودتثل ىذه الطائفة الضرائب غَت مباشرة ادلتعلقة باإلنفاق و الضرائب على السلع‬
‫االستهالكية و الرسوم اجلمركية و ؽلكن احلصول على ىذه النتيجة عن طريق منح إعفاءات الضريبة كلية أو جزئية‬
‫‪2‬‬
‫للمدخرات أو االستثمارات اجلديدة "‪.‬‬

‫‪ -‬أثر الضريبة على االدخار العمومي‪:‬‬


‫ؽلثل االدخار العمومي الفارق بُت اإليرادات الضريبية و النفقات اجلارية و يرتبط دتويل االستثمارات العمومية‬
‫حبجم االدخار العمومي و ادلوارد ادلالية األخرى من قروض و إعانات كما توضحو العالقات التالية ‪:‬‬
‫االستثمار العمومي‪ :‬االدخار العمومي ‪ +‬اإلعانات ‪ +‬القروض ‪.‬‬
‫تكمن أعلية االدخار العمومي يف وتتوجيو إىل تكوين رأس مال و إن فعالية االدخار العمومي تكون دلا يوجو‬
‫لتمويل االستثمارات كما أن ادلغاالة يف االقتطاعات الضريبية هبدف زيادة االدخار تًتتب عليو أثار سلبية على‬
‫ادخار األفراد و ادلؤسسات ‪.‬‬

‫‪ 1‬بشور عصام ‪ ،‬ادلالية العامة و التشريع الضرييب ‪ ،‬مطبعة طرا بُت ‪ ،‬دمشق ‪،‬ط‪، 1997 ،2‬ص ‪. 209‬‬
‫‪ 2‬بشور عصام ‪،‬ادلرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 222‬‬

‫‪36‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعليو غلب على الدولة أن تكون ذلا سياسة رشيدة دتكنها من زيادة ادلدخرات العمومية و ال يكون ذلذا على‬
‫حساب االدخار اخلاص حىت ال يكون ىنالك انعكاسات سلبية على النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -‬أثر الضرائب على االستثمار‪:‬‬


‫" التنمية و مستوى التطور مرىون حبجم االستثمارات و مدى صحة توجيهها للقطاعات اإلنتاجية‪،‬باعتبار ذلذا‬
‫األخَت دورا مهما يف حتقيق النمو االقتصادي من خالل خلق مناصب شغل و زيادة الدخل الفردي و من مث‬
‫الدخل القومي و مبختلف الدافع من وراد االستثمار باختالف األعوان االقتصادي فبالنسبة لألشخاص الطبيعيُت‬
‫فان دافعهم من ورائو ىو الرغبة يف إتباع حاجاهتم اخلاصة أما ادلؤسسات االقتصادية فدافعها الزيادة يف األرباح‬
‫‪1‬‬
‫بينما دافع الدولة من عملية االستثمار ىو حتقيق ادلنفعة العامة "‪.‬‬
‫‪-1‬العوامل ادلؤثرة يف االستثمار ‪:‬‬
‫يتحدد قرار االستثمار مبجموعة من العوامل و اليت ؽلكن تلخيصها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫العقد ادلايل لالستثمار‪:‬‬
‫إن ىدف كل مشروع استثماري ىو حتقيق عائد مايل من ورائو ىذا االستثمار و حتقيق أقصى ربح شلكن و‬
‫لتحقيق ىذا البد أن نأخذ بعُت االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬النظام الضرييب ادلطبق عن طريق حتديد حجم الوعاء الضرييب على االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬حجم الوقت ‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة الطالب و العرض ‪.‬‬
‫احمليط القانوٍل ‪:‬‬
‫إن القانون الذي يطبق على ادلستثمرين ىو الذي ؽلكنهم من وضع إسًتاتيجية لتسيَت مشروعاهتم وادلستثمر قبل‬
‫الشروع يف االستثمار هبم دلدى صرامة القوانُت ادلتعلقة باالستثمار ‪.‬‬
‫احمليط السياسي ‪:‬‬
‫يعترب االستقرار السياسي من بُت أىم العوامل ادلشجعة لالستثمار ولو اثر كبَت على احلجم االستثمارات‪،‬فكلما‬
‫كان بلد ما مستقر سياسيا كلما كان حجم االستثمارات مرتفع مقارنة ببلد يكون فيو اضطرابات سياسية‪،‬كما‬
‫حدث يف اجلزائر يف اجلزائر يف سنوات التسعينات خاصة فيما يتعلق باالستثمارات األجنبية ‪.‬‬
‫احمليط اجلبائي ‪:‬‬
‫تعترب االقتطاعات اجلبائية من بُت أىم العوامل احملفزة ألي قرار استثماري ‪،‬حيث أن ادلستثمر عند اختياره دلشروع‬
‫ما‪,‬فان أوىل اىتماماتو ىو معرفة حجم الوعاء الضرييب‪،‬ومن مث حتديد الربح العائد من وراء االستثمار الذايت‪،‬لذا يف‬

‫‪ 1‬بن سنوسي ليلى‪ ،‬جديد مسعودة ‪،‬الضرائب وأثارىا على التنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪37‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعض األحيان‪،‬قد يلجا ادلستثمر إىل استغالل التغَتات ادلوجودة يف التشريعات لكي يتهرب و لو جزئيا من دفع‬
‫الضرائب ‪.‬‬
‫‪-2‬العناصر احملفزة لالستثمار ‪:‬‬
‫من خالل العوامل ادلؤثرة على قرار االستثمار ؽلكننا استنتاج العناصر احملفزة لالستثمار واليت ؽلكننا تلخيصها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪-‬االستقرار السياسي و االقتصادي ‪.‬‬
‫‪-‬سهولة و حرية حتويل األموال و األرباح إىل اخلارج ‪.‬‬
‫‪-‬اإلعفاءات الضريبية و التحفيزات اجلبائية ‪.‬‬
‫‪-‬استقرار سعر الصرف و العملة احمللية ‪.‬‬
‫‪-‬التقدم التكنولوجي ‪.‬‬
‫‪-3‬العناصر ادلعرقلة لالستثمار ‪:‬‬
‫ىنالك عوامل كثَتة تؤدي إىل عرقلة قرار االستثمار و نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود استقرار سياسي و اقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬البَتوقراطية و سوء التسيَت ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار القوانُت و وضوحها ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت التضخم ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة حتويل األموال و األرباح ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر أنظمة مصرفية متطورة ‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الفساد الرشاوى ‪.‬‬
‫‪-4‬التحفيزات اجلبائية و أثرىا على االستثمارات ‪:‬‬
‫باعتبار أن النظام الضرييب من بُت أىم العوامل ادلؤثرة يف قرار االستثمار تلجا الدولة إىل إعطاء حتفيزات و ىذا‬
‫لغرض ترقية قطاع أو منطقة جغرافية و توجيو ادلستثمر إىل ادلشاريع ادلتعلقة باالستثمار من الدولة ألخرى ولعل من‬
‫أعلها ‪:‬‬
‫‪-‬اإلعفاء الضرييب ‪.‬‬
‫‪-‬التخفيض الضرييب ‪.‬‬
‫‪-‬إقامة نظام ضرييب فعال ‪.‬‬
‫‪-‬نظام االستهالك ‪.‬‬
‫‪-‬إمكانية نقل اخلسائر ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-1-4‬اإلعفاء الضرييب ‪:‬‬


‫تعترب اإلعفاءات الضريبية من احلوافز اليت تشجع اخلواص على القيام بعملية االستثمار و قد تكون ىذا اإلعفاء‬
‫ؼلص اجلميع أنواع الضرائب أو جزء منها و قرار االستثمار يتناسب عكسا مع سعر الضريبة‪ ,‬فإذ اكان سعر‬
‫الضريبة يتناسب مع األرباح مرتفعا فان ادلستثمرين قد ؽلتنعون عن القيام بعملية االستثمار نتيجة لقلة ادلرد ودية‬
‫من عملية االستثمار و العكس إذا منحت االستثمارات و إعفاءات ضريبية فهذا قد يشجع ادلستثمرين على‬
‫اإلقدام على عملية االستثمار‪ ,‬مبعٌت أخر كلما زادت اإلعفاءات الضريبية كلما زادت االستثمارات و لكن ما‬
‫غلب أن نوضحو ىو انو قد يكون لإلعفاءات الضريبية دور مهم يف العملية اإلظلائية يف دول أخرى بل قد تشكل‬
‫احد أسباب ختلفها ‪.‬‬
‫فقد استطاعت بعض الدول احلصول على نتائج اغلابية من خالل اإلعفاءات الضريبية ففي الربازيل استطاعت‬
‫اإلعفاءات الضريبية أن تساىم يف عملية التنمية يف بعض األقاليم الفقَتة وان ما فقدتو الدولة من إيرادات بسبب‬
‫اإلعفاءات شكل اقل ما نصف ما حصلت عليو من االستثمارات ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى مل تستطع بعض الدول حتقيق مثل ىذه النتائج االغلابية كما ىو احلال يف اجلزائر فبالرغم من‬
‫االمتيازات اجلبائية اليت قدمتها الدولة اجلزائرية من اجل تشجيع االستثمارات إال أن النتائج مل تكن اغلابية‬
‫ويف ادلستوى ادلطلوب ‪.‬‬
‫‪-2-4‬التخفيف الضرييب ‪:‬‬
‫التخفيف الضرييب ىو إنقاص من مبلغ الضريبة الواجب دفعها أي ختفض من العبء الضرييب و قد يكون‬
‫التخفيف الضرييب إما يف معدل الضريبة أو يف الوعاء الضرييب فاجلزائر مثال قامت بعدة ختفيضات على معدالت‬
‫الضرائب‪ ،‬فقد نص قانون ادلالية لسنة ‪ 2009‬على عدة تدابَت ترمي إىل التحقيق من معدالت الضريبة فمثال ‪:‬‬
‫‪-‬تأسيس ختفيض جزايف بالنسبة للنفقات ادلصرح هبا غَت ادلربر لفائدة اخلاضعُت للضريبة التابعُت للتصريح ادلراقب‪.‬‬
‫‪-‬كذلك يف إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي اليت قامت بو اجلزائر سنة ‪ 2001‬جلنة السلطة التشريعية إىل‬
‫إصدار قانون جديد لتطوير االستثمار حيث قامت بتطبيق نسب منخفضة يف اجملال احلقوق اجلمركية فيما ؼلص‬
‫التجهيزات ادلستوردة و اليت تدخل مباشرة يف اصلاز االستثمار ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-3-4‬نظام االستهالك ‪:‬‬


‫إن االستهالك ىو ما يفقده رأس مال ادلشروع من قيمة تسبب استخدامو يف اإلنتاج من الناحية ادلالية عدم فرض‬
‫الضريبة على دخول ادلشروع إال ابعد أن ختصص منها تلك القيمة اليت تفقد سنويا‪ .‬و بذلك فانو يعترب أساس من‬
‫عناصر التمويل الذايت باإلضافة إىل انو ؼلفض من مبلغ الضريبة الواجب دفعها ‪.‬‬
‫و ىنالك ثالثة أنواع من االستهالك ‪:‬‬
‫‪-‬نظام االستهالك الثابت ‪.‬‬
‫‪-‬نظام االستهالك ادلتناقض ‪.‬‬
‫‪-‬نظام االستهالك ادلتصاعد ‪.‬‬
‫و اذلدف األساسي الذي يتوخاه النظام الضرييب لالستهالك ىو السماح للمشروع مبواصلة اإلنتاج و زيادتو عن‬
‫طريق إحالل رأس مال جديد زلل رأس مال تناقص قيمتو فأصبح غَت صاحل لالستعمال ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور الضريبة في معالجة بعض التقلبات االقتصادية‬


‫تلعب الضرائب دورا ىاما يف معاجلة الكساد و التضخم فهي من أىم التدابَت ادلالية ادلستعملة دلعاجلة ىذه‬
‫التقلبات ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دور الضرائب في معالجة التضخم‬
‫" ؽلكن تعريف التضخم بأنو االرتفاع ادلستمر و ادللموس يف ادلستوى العام لألسعار "‪ 1 .‬وال يعٍت ىذا االرتفاع‬
‫أسعار بعض السلع و اخلدمات مع اطلفاض سلع أخرى بذات الوقت‪،‬كما أن االرتفاع ادلفاجئ لألسعار ال يعٍت‬
‫تضخما فمن ادلمكن عودة األسعار إىل وضعها الطبيعي بعد زوال أسباب ارتفاعها و حدوث التضخم يكون أما‬
‫بزيادة كمية النقود ادلتداولة اكرب من كمية ادلعروض السلعي و بالتايل ارتفاع ادلستوى العام لألسعار و زيادة يف‬
‫اإلنتاج و بالتايل ارتفاع تكاليف اإلنتاج و بالتايل ارتفاع األسعار‪،‬أو بسبب التغَتات اذليكلية اليت حتدث يف‬
‫االقتصاد و و ما يرافقها من ارتفاع يف األسعار و يظم أنواع ىي ‪:‬‬
‫‪-1‬تضخم جامح‪ :‬وفيو تزداد كمية النقود ادلتداولة بزيادة مفرطة مع نقص كمية ادلعروض السليب و ىو ما يؤدي‬
‫إىل ارتفاع جاد يف معدالت األسعار و تصبح النقود يف ىذه احلالة غَت قادرة على القيام بوظائفها لتدىور ‪.‬‬
‫‪-2‬تضخم متقلب‪ :‬وفيو ترتفع األسعار بشكل حاد لفًتة معينة و تعود األسعار لوضعها بتدخل احلكومة مث تعود‬
‫لالرتفاع من جديد يف فًتة الحقة ‪.‬‬
‫‪-3‬تضخم معتدل‪ :‬و فيو ترتفع األسعار بشكل بطيء و تدرغلي و يظهر عادة يف فًتات متباعدة و ؽلكن‬
‫السيطرة عليو بسهولة ‪.‬‬

‫السُد عطُت عبد الىاحد ‪،‬هبادئ و اقتصادَاث الوالُت العاهت ‪،‬دار النهضت العربُت ‪ ،‬القاهرة ‪،‬ط‪، 2000 ،2‬ص‪. 923‬‬
‫‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-4‬تضخم مستورد‪ :‬و يظهر عادة ىذا النوع يف الدولة النامية األكثر انفتاحا حيث ترتفع أسعار السلع النهائية‬
‫ادلستوردة بصورة حادة و مستمرة و ىنالك صعوبة يف السيطرة عليها ‪.‬‬
‫لقد أصبح التضخم ظاىرة عادلية تعاٍل منها معظم اقتصاديات دول العامل و لو عدة أثار سلبية فهو يؤثر على‬
‫توزيع الدخول كما يؤثر اجتاىات االستثمارات القومي حيث تتجو ضلو النشاطات األكثر رحبية و بالتايل إمكانية‬
‫إعلال القطاعات الضرورية للتطور االجتماعي كما تنخفض معدالت االدخار و االستثمار و بالتايل لتأثَت ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور الضرائب في معالجة الكساد‬
‫" يعرف الكساد بأنو حالة اطلفاض طلب الكلي الفعلي عن كمية ادلنتجات الكلية احلقيقية "‪ 1.‬و اطلفاضو يؤدي‬
‫إىل اطلفاض مستوى األسعار و ىو نقص تيار اإلنفاق النقدي عن كمية ادلنتجات و يتزامن مع رلموعة‬
‫األحداث كتعطل ادلشاريع و انتشار البطالة و اطلفاض الطلب الكلي الفعلي و اطلفاض أرباح الشركات ‪ ،‬وتعترب‬
‫أزمنة اطلفاض الكلي و اطلفاض أرباح الشركات ‪ ،‬تعترب أزمة ‪ 1929‬من ابرز أزمات الكساد اليت عرفها العامل ‪.‬‬
‫و تلعب الضرائب دورا فعاال يف زيادة الطلب الكلي لصنع قوة شرائية باجملتمع فهي تعمل على زيادة‬
‫اإلنتاج وختفيض معدل البطالة إذا ما فرضت مبعدالت مناسبة فإذا قامت السلطات بتخفيض نسبة الضرائب على‬
‫الدخل خصوصا لذوي الدخول ادلنخفضة فإهنا بذلك تزيد من طلب االستهالكي و من ذتة زيادة الطلب الكلي‬
‫و بالتايل زيادة اإلنتاج كما أن فرض الضرائب على الدخل خصوصا لذوي الدخول ادلنخفضة فأهنا بذلك تزيد‬
‫من الطلب االستهالكي و من ذتة زيادة الطلب الكلي و بالتايل زيادة اإلنتاج كما أن فرض ضرائب عالية على‬
‫الشركات يؤثر على أصحاب الدخول ادلرتفعة و بالتايل التأثَت على قرارات ىؤالء بالنسبة لالدخار و االستثمار‬
‫و يتجهون أكثر ضلو االستهالك و ىو ما يؤدي إىل الزيادة الطلب الفعلي كما أن ختفيض نسبة الضرائب على‬
‫اإلنتاج ينعكس بشكل مباشر على تكاليف اإلنتاج و بالتايل اطلفاض أسعار ادلنتجات أي زيادة القوة الشرائية‬
‫باجملتمع و من مث زيادة الطلب مع زيادة حجم اإلنتاج ‪.‬‬
‫إن ختفيض معدالت الضرائب يؤثر مباشرة و بصورة فورية على الكساد و يكون ذلا اثر اصرع من حالة زيادة‬
‫اإلنفاق العام الذي قد يتطلب وقت أطول و إجراءات معقدة ‪.‬‬
‫إن تغَتات الضريبة ال ؽلكنها معاجلة الكساد و التضخم يف نفس الوقت فإذا ما وحدت بطالة مع ارتفاع األسعار‬
‫يف نفس الوقت‪,‬فان ىذا األمر يتطلب ضوابط مباشرة على األجواء و السعار و الربامج تؤثر على القوانُت‬
‫كاألشكال العمومية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هحود هبارك حجُر‪ ،‬الضرائب و تطىَر اقتصادَاث الدول العربُت ‪ ،‬هعهد البحىث و الدراساث العربُت‪،‬هصر ‪،‬ط‪ 1996 ،2‬ص ص ‪. 337/336‬‬

‫‪41‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر الضريبة في المجال االجتماعي‬


‫إن فرض الضريبة أثار على ادلتغَتات االقتصادية الكلية مثل ادخارىا االستهالك اإلنتاج و االستثمار و ختتلف من‬
‫دولة إىل أخرى ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك‬
‫إن فرض الضريبة يؤدي إىل استقطاب جزء من الدخل شلا يؤدي إىل احلد من االستهالك و بالتايل ينخفض‬
‫الطالب على السلع و االستهالك‪ 1‬وقد تؤثر على الضرائب على االستهالك بصفة مباشرة يف توجيو و هتذيب‬
‫االستهالك عن طريق إنقاص و زيادة القوة الشرائية لألفراد و بصفة غَت مباشرة عن طريق التأثَت يف كمية‬
‫‪2‬‬
‫وخدمات االستهالك ‪.‬‬
‫‪-1‬أثر الضريبة المباشرة على االستهالك‪:‬‬
‫توجد عالقة وطيدة بُت االستهالك و الدخل حبيث تأثَت الضريبة ادلباشرة على االستهالك يتحدد مع مدى تأثَتىا‬
‫ادلباشر على مقدار الدخل ادلكلفُت هبا بالنقصان و يتحدد على مدى تأثَتىا ادلباشر على مقدار دخل ادلكلفُت‬
‫هبا بالنقصان و يتحدد ذلك حبسب سعر الضريبة فكلما كان السعر مرتفعا كلما كان تأثَته على مقدار الدخل‬
‫اكرب والعكس ‪.‬‬
‫و غلب أن ظليز يف ىذا اجملال بُت ادلكلفُت ذوي الدخل احملدود و ادلتوسط و ادلكلفُت ذوي الدخل‬
‫ادلرتفع ‪ .‬فادلكلفون ذوي الدخول احملدودة و ادلتوسطة يقل دخلهم شلا يدفعهم إىل التضحية ببعض السلع‬
‫و اخلدمات خاصة الكمالية منها و بالتايل يقل الطلب عليها و دتيز أسعارىا إىل االطلفاض إال أن ىذا ليس‬
‫صحيحا بصورة مطلقة إذ أن درجة مرونة الطلب على ىذه السلع ىو الذي ػلدد إمكانية تأثرىا بالضريبة بصورة‬
‫اكرب من السلع ذات الطلب غَت ادلرن ( السلع الضرورية ) أما ادلكلفون ذوي الدخول ادلرتفعة ال يتأثر استهالكهم‬
‫كثَتا بالضريبة الن ىدفها ىو االحتفاظ مبستواىا ادلعيشي ناظرة على االدخار كفائض بعد تلبية رتيع مستلزماهتا‬
‫االستهالكية و ألهنم عادة ما يدفعون الضرائب من مدخراهتم ‪.‬‬
‫وما نستخلصو من ىذا فرض الضريبة على أصحاب الدخول احملدودة و ادلتوسطة لو اثر على االستهالك بينما‬
‫فرض الضريبة على الدخول ادلرتفعة يكون لو اثر على االدخار دون اإلنقاص من االستهالك ‪.‬‬
‫من جهة أخرى يتوقف اثر الضريبة يف االستهالك على خطة الدولة يف استخدام احلصيلة الضريبة‪ 3‬فإذا قامت‬
‫الدولة بتوجيو ىذه الزيادات لإلنفاق العام ( الطلب على السلع و اخلدمات ) يؤدي ذلك إىل زيادة االستهالك‬
‫الذي ػلدثو إنفاق الدولة أما إذا قامت الدولة بتجميد حصيلة الضرائب سيؤدي ذلك إىل اطلفاض حجم الطلب‪.‬‬

‫هحود طاقت ‪ ،‬هدي العساوٌ ‪ ،‬اقتصادَاث الوالُت العاهت‪ ،‬دار الوسُرة للنشر ‪،‬عواى ‪،‬ط‪ ، 2007 ،3‬ص ‪. 118‬‬
‫‪1‬‬

‫عبد الونعن فىزٌ ‪ ،‬الوالُت العاهت و السُاست الوالُت‪ ،‬هرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬عادل حشُش‪ ،‬هصطفً رشدٌ ‪ ،‬هقدهت االقتصاد العام الوالُت العاهت‪ ،‬هرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 2‬‬

‫‪42‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬أثر الضريبة غير مباشرة على االستهالك‪:‬‬


‫يتحدد اثر الضريبة غَت ادلباشرة على االستهالك على نوعية السلعة و مرونتها فإذا كانت سلعة كمالية فان‬
‫الطلب يكون مرن و درجة تأثَتىا بالضريبة يكون اكرب من السلعة ضرورية اليت يكون طلبها غَت مرن و بالتايل‬
‫استهالك السلعة الكمالية يتأثر بصورة اكرب من السلع الضرورية فإذا ما أرادت الدولة مثال ختفيض نسبة استهالك‬
‫سلعة ‪ ،‬فإهنا تعتمد على فرض ضريبة عالية على ىذه السلعة و بالتايل ينخفض الطلب عليها خاصة إذا كانت‬
‫سلعة كمالية ‪.‬‬
‫و ما نستنتجو‪ ،‬انو كيفما كانت السلعة ضرورية أو كمالية و كيفما كانت دخول األفراد مرتفعة أو منخفضة‬
‫فانو عند فرض الضرائب يتأثر استهالك األفراد و ختتلف درجة التأثر حسب كل حالة من احلاالت السابقة‬
‫و لكن أصحاب الدخول ادلنخفضة تكون درجة التأثر أكرب ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الضريبة في توزيع الدخل‬


‫تعترب الضريبة أداة استخدام للحد من تفاوت الدخول بُت الطبقات االجتماعية أي أهنا أداة ىامة من أدوات‬
‫سياسية إعادة الدخل القومي و دور الضريبة يف توزيع الدخل يتبع السياسة العامة للدولة و أخذىا بعُت االعتبار‬
‫مصلحة ىذه الفئة االجتماعية أو تلك ‪،‬كذلك غلب أن ظليز بُت نوعُت من الضرائب ‪:‬‬
‫ضرائب مباشرة و ضرائب غَت مباشرة ‪ ،‬فالضرائب ادلباشرة تؤثر على الدخل ضلو االطلفاض و بالتايل ختفيض‬
‫الطلب الكلي أي ختفيض االستهالك الذي يؤدي بدوره إىل اطلفاض ادلستوى العام لالذتان أي ارتفاع القوة‬
‫الشرائية للنقود و ىذا يعٍت إعادة توزيع الدخل القومي يف صاحل الدخول الثانية و لكنو يف غَت صاحل أصحاب‬
‫الدخول ادلتغَتة (التجار ‪ ،‬ادلقاولُت) ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثر الضريبة في تحقيق العدالة االجتماعية‬


‫مل يأيت ىدف حتقيق العدالة االجتماعية يف مقدمة األىداف االجتماعية و جتدر اإلشارة إىل أن العدالة‬
‫االجتماعية تصرف إىل ضمان حد ادٍل من معيشة ادلواطنُت و تقليل درجة التفاوت يف الثروات و الدخول‬
‫و حتقيق تكافؤ الفرص و إرساء التنافس بُت تضحيات ادلساعلُت يف سبيل ادلساعلة ادلالية و بُت ادلقدرة التكلفية‬
‫للممولُت ‪.‬‬
‫فأي دولة تعمل على إعادة توزيع الدخول باجملتمع و إحقاق العدالة ‪،‬حبيث أهنا تتبٌت سياسة تقوم على احلد من‬
‫الدخول النارتة عن ادللكية و تشجيع الدخول ادلكتسبة من العمل و ذلك بعدة وسائل‪،‬فقد تلجا إىل الضرائب‬
‫مع الشركات من اجل إعادة توزيع ادللكية و خاصة إذا كانت بأسعار مرتفعة فستؤدي إىل تفتيت تركيزات خاصة‬
‫من الثروة ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تلعب الضرائب على الدخل دورا مهما يف إعادة توزيع الدخل‪ ،‬ففرض ضرائب تصاعدية على الدخل‬
‫اإلرتايل يف تطيل التفاوت بُت الدخول القابلة لألنفاق و بالتايل حتقيق عدالة أكرب‪.‬‬
‫و تلجا الدولة إىل تغيَت ىيكل األذتان ‪ ،‬حبيث تفرض ضرائب مرتفعة على اإلنتاج و تداول بعض السلع الكمالية‬
‫و بالتايل ارتفاع أسعارىا و ىو ما يؤدي إىل اطلفاض دخول للفئات ادلرتفعة الدخل اليت تستهلك ىذه السلع ومع‬
‫العكس من ذلك ختفض أسعار الضرائب على السلع الضرورية أو حىت تعفى منها دتاما‪ ،‬و بالتايل االنتفاع أكثر‬
‫من الدخل بالنسبة ألصحاب الدخول ادلنخفضة اليت تستهلك ىذه السلع بصورة واسعة و تالقي الضرائب‬
‫التصاعدية تأييدا من جانب االقتصاديُت و ىي األفضل يف إعادة توزيع الدخل ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬دور الضريبة في تخفيض معدل البطالة‬


‫يعرف عادلنا ادلعاصر مشاكل كبَتة و تعترب البطالة من أعلها و اليت انتشرت يف معظم الدول النامية و أصبح‬
‫السعي دلكافحة و احلد منها الشغل الشاغل حلكومة ىذه الدول‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معالجة البطالة‬
‫" و تشمل البطالة كافة األشخاص الذين ىم يف سن العمل و الراغبُت يف العمل و الباحثُت يف العمل و لكنهم‬
‫‪1‬‬
‫ال غلدونو "‪.‬‬
‫وؽليز االقتصاديون أشكال للبطالة من أعلها‪:‬‬

‫‪-1‬البطالة ادلؤقتة‪ :‬و يتميز ىذا النوع بأنو قصَت األجل و ىو نتيجة طبيعية حلركية االقتصاد و األفراد على حد‬
‫سواء فعندما يغَت العاملُت أماكن عملهم أو مسكنهم مثال يتعطلون بعض الوقت إىل غاية احلد بديل‪.‬‬

‫‪-2‬البطالة اذليكلية‪ :‬و حتدث نتيجة حدوث اختالالت ىيكلية يف االقتصاد فهي تشمل العمال الذي فقدوا‬
‫عملهم بسبب التكنولوجيا أومل تعد ذلم اخلربة ادلطلوبة و تكون فًتة التعطل طويلة ادلدى يف ىذه احلالة‪.‬‬
‫‪-3‬البطالة الدورية‪ :‬حتدث البطالة يف ىذا النوع نتيجة التغَتات أو الًتاجع يف النشاط االقتصادي أي أهنا‬
‫تصاحب فًتات الكساد‪ ،‬حبيث تزداد معدالهتا يف أوقات الكساد و تقل يف أوقات الرواج ‪.‬‬

‫و من بُت أىم التدابَت ادلالية ادلتخذة للتخفيض من حدة البطالة ىي الضريبة حبيث أن ختفيض‬
‫يف معدالت الضرائب هبدف الزيادة األموال ادلتاحة لألفراد و ادلشروعات إلنفاقها يف االجتاىات اليت ؽليلون إليها‬
‫و بالتايل زيادة الطلب على السلع و اخلدمات من قبل األفراد و بالتايل زيادة اإلنتاج و زيادة حجم العمالة‬
‫و ختفيض البطالة ‪.‬‬

‫صالح خصاونت ‪ ،‬هبادئ االقتصاد الكلٍ الطبعت الثانُت ‪ ،‬الجاهعت األردنُت ‪ ،‬عواى ‪ ،‬األردى ‪،‬ط‪، 2000 ،3‬ص ‪. 163‬‬
‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫تعد الضريبة رلرد أداة مالية فقط بل ىي أداة اقتصادية واجتماعية إلحداث تغَتات جذرية يف مسار‬
‫االقتصاد الوطٍت و التنمية االقتصادية فهي أىم ادلوارد ادلالية للجزائر خاصة و الدول النامية عامة ‪.‬‬
‫وتعرف التنمية االقتصادية بوجو عام على أهنا العملية اليت ػلدث من خالذلا تغَت شامل ومتواصل مصحوب بزيادة‬
‫يف متوسط الدخل احلقيقي وحتسن يف توزيع الدخل الصاحل للطبقة الفقَتة وحتسُت نوعية احلياة وتغَت ىيكل‬
‫اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬


‫تمهيد ‪:‬‬

‫إن النظام الضرييب عرف تغَتات عدة خاصة عرب السنوات األخَتة و ىذا نتيجة التغَتات اليت طرأت‬
‫على النظام االقتصادي و السياسي و حىت النظام اجلزايف ‪.‬و ذلك من النظام الضرييب ادلباشر إىل النظام‬
‫الضرييب غَت ادلباشر و ىذا ما ينطبق على مفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة الكائن مقرىا ببلدية خضرة ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪ :‬بطاقة فنية عن مفتشية الضرائب بعشعاشة‬


‫المطلب األول ‪ :‬نشأتها و تعريفها و مهامها‬

‫تعريفها ‪:‬‬
‫تعترب مفتشية الضرائب الركيزة األساسية للمخطط التنظيمي للمصاحل اجلبائية مبا فيها ادلديـرية العامة للضرائب‬
‫اليت تفرض سلتلف الضرائب منها ادلبـاشرة و غَت ادلبـاشرة و تضم ادلفتشية أربعة مصاحل ‪.‬‬
‫نشأتها ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫لقد كانت دائرة سيدي خلضر زلطة لفرض الضرائب ادلباشرة على ادلكلفُت و دائرة سيدي علي كمقر لفرض‬
‫الضرائب غَت ادلباشرة و ذلك قبل سنة ‪ . 1994‬و لكن نظرا للتغَتات ( االقتصادية و السياسية و اجلغرافية )‬
‫و اليت أصبحت مشكلة أمام ادلكلفُت خاصة مشكلة التنقل مت دمج النظامُت ادلباشرة و غَت ادلباشرة‬
‫يف مفتشية واحدة بدائرة عشعاشة سنة ‪ 1994‬لينتقل مقرىا إىل بلدية خضرة سنة ‪ . 2000‬و تضم ىذه‬
‫ادلفتشية أربعة أقسام ‪:‬‬
‫قسم جباية ادلؤسسات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قسم نظام الدفع اجلزايف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قسم التدخالت اجلبائية و العقارات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قسم االستقبال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مهامها ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تكمن مهمة ادلفتشية يف ما يلي ‪:‬‬


‫‪ ‬فرض الضرائب على األشخاص الطبيعيُت و ادلعنويُت ‪.‬‬
‫‪ " ‬حتديد الوعاء الضرييب فهي هتتم بالنظام الداخلي مع احًتام اختصاص كل مصلحة للعمل‬
‫‪1‬‬
‫ادلوجو إليها "‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة التصرحيات ‪.‬‬
‫‪ ‬تسوية األعمال ادلتعلقة بالنظام الداخلي للمفتشية ‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم ادللفات اجلبائية و اإلحصائيات ‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الشكاوى ‪.‬‬

‫‪ 1‬هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة ـ هستغاًن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيكل التنظيمي و مصالح المفتشية لدائرة عشعاشة بخضرة ‪ -‬مستغانم ‪-‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 01‬اذليكل التنظيمي و مصاحل ادلفتشية لدائرة عشعاشة ‪.‬‬

‫رئيس ادلفتشية‬

‫مصلحة اجلباية على‬ ‫مصلحة اجلباية على‬ ‫مصلحة اجلباية‬ ‫مصلحة التدخالت‬
‫ادلؤسسات و ادلهن‬ ‫املداخيل و األرباح‬ ‫العقارية‬
‫احلرة‬
‫‪ ) 1‬تسيَت ادللفات‬ ‫‪ )1‬تسيَت ادللفات " الضريبة‬ ‫‪ )1‬تسجيل حقوق الطباعة‬ ‫‪ )1‬اإلحصاء السنوي‬
‫‪-‬استقبــال التصرحيـات‬ ‫على أرباح الدخل اإلمجايل"‬ ‫‪ -‬فرض ضريبة حقوق‬ ‫للمكلفُت بالضريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة سطحية للتصرحيات‬ ‫‪ )2‬ادلراقبة ادلعمقة للملفات‪.‬‬ ‫التسجيل ‪.‬‬ ‫‪ )2‬البحث عن‬
‫‪ -‬استقبال التصرحيات السنوية‬ ‫‪-‬موارد أخرى خارج استغالل‬ ‫‪ -‬تسيَت ادللفات "الطابع"‬ ‫ادلعلومات اجلبائية ‪.‬‬
‫‪ )2‬مراقبة معمقة للملفات ‪.‬‬ ‫النشاط العادي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬الرسوم العقارية و رسوم‬ ‫‪ )3‬ادلراقبة اليومية ‪:‬‬
‫‪ )3‬حتديد الضريبة اجلزافية‬ ‫‪ )3‬دراسة الشكاوى‪.‬‬ ‫التطهَت ‪.‬‬ ‫‪ -‬للضرائب غَت‬
‫الوحيدة و فرض ‪.TVA‬‬ ‫‪ -‬فرض الضرائب و الرسوم‬ ‫ادلباشرة ‪.‬‬
‫‪ )4‬دراسة الشكاوى ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬حقوق الطابع ‪.‬‬
‫‪ IRG )3‬على فائض‬ ‫‪ -‬حتديد زلاضر لبعض‬
‫القيمة ادلتنازل عنها‬ ‫ادلصاحل ‪.‬‬
‫‪ )4‬الضريبة على األمالك‬
‫‪ -‬فرض الضريبة ‪.‬‬

‫ادلرجع ‪ :‬معلومات من مفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة ـ خضرة ـ مستغاًل ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تحديد أنظمة فرض الضريبة‬

‫‪ 1‬ـ فرض الرسم حسب تقدير نظام الضريبة الجزافية الوحيدة ‪:‬‬
‫يطلب ىذا النظام على ادلكلفُت بالرسم حيث ما يكون رقم أعماذلم السنوي ‪.‬‬
‫‪ ‬يزيد عن ‪ 900000‬دج و يقل عن ‪ 300000‬بالنسبة لعملية البيـع و الشراء أو بيع ادلـواد‬
‫و اللوازم اخلوصصة إما ألخذىا أو الستهالكها يف عُت ادلكان ‪. ٪5‬‬
‫‪ ‬يزيد عن ‪ 540000‬دج إذا تعلق األمر بتأدية اخلدمات ادلعدل ‪ ٪12‬و يستثٌت من النظام‬
‫اجلزايف طبقا دلواد قانون ادلالية ‪.‬‬
‫‪ ‬عملية البيع باجلملة ‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات اإلجيار العتاد و مواد االستهالك الدائمة إذا كانت ىذه العمليات تكتسي طابعا‬
‫ثانويا أو ملحقا دلؤسسة صناعية أو جتارية ‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات البيع اليت يقوم هبا وكالء البيع ‪.‬‬
‫‪ ‬ادلكلفون الذين يقومون بعملية التصدير ‪.‬‬
‫‪ ‬األشخاص الذين يبيعون إىل مؤسسات مستفيدة من اإلعفاء ادلنصوص عليو يف التنظيم‬
‫ادلتعلق باحملروقات و إىل مؤسسات تستفيد من نظام مشًتيات و اإلعفاء بالرسم ‪.‬‬
‫‪ ‬بائعي احلصص األرضية و بائعي األمالك و أمثاذلا و كذلك منظمي العروض و األلعاب‬
‫مبختلف أنواعها ‪.‬‬
‫‪ ‬و ال يتبع ىذا النظام إال بعد شلارسة ادلكلف بالنشاط على األقل ‪ 6‬أشهر ‪.‬‬
‫‪ ‬فحسب اإلصالح اجلبائي األخَت ال يدفع الرسم كما يف السابق إمنا يدفع على ‪ 3‬أشهر أي‬
‫تقسم احلقوق السنوية على أربعة أجزاء للدفع ( ‪ 4‬أقساط ) ‪ .‬و يدخل حيز التطبيق ابتدءا من الفاتح جانفي‬
‫و ال ديكن تغيَته خالل الفًتات السابقة ما مل حيدث تغيَت يف النشاط أو طلب من ادلكلف بتغَت النظام ‪.‬‬
‫حيث يتعُت على ادلكلفُت بالرسم اخلاضعُت للنظام اجلزايف أن يكتتبوا و يرسلوا إىل مفتشية الضرائب‬
‫التابعة ذلا مكان شلارسة النشاط تصرحيا خاصا حتدد اإلدارة اجلبائية منوذجو و ذلك قبل الفاتح من جانفي من‬
‫اليت يقًتح من‬ ‫‪CN° 08‬‬ ‫كل سنة إذ تقوم ادلصلحة اجلبائية بإخطار اخلاضعُت للرسم عن طريق سلسلة‬

‫‪51‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 30‬يوما‬ ‫خالل األسس احملددة لفرض الضرائب و الرسوم و ذلك حسب كل حـالة و دتنح للمكلف مدة‬
‫‪1‬‬
‫لإلجـابة على ذلك اإلخطار لتقدديو إما بالقبـول أو بتقدمي مالحظاتو ‪.‬‬
‫مث بعد دراسة مالحظات ادلعٍت تقوم ادلصلحة بتحديد األساس اخلاضع للضريبة هنــائيا و بعد ما تقوم ادلصلحة‬

‫‪ CN° 09‬و حيدد فيها ادلبلغ السنوي للرسم على النشاط‬ ‫بإرسال اإلشعار بالدفع اجلزايف عن طريق سلسـلة‬

‫‪2010‬‬ ‫ادلهٍت و كذلك ادلبلغ الثالثي و تكون ادلدة احملددة سنتُت أي مثال ىذه السنة يكون العقد اجلزايف لسنة‬

‫‪. 2011 /‬و كذلك جيدد الربح السنوي للسنتُت ادلذكورتُت أعاله و ذلك حسب كل نشاط شلارس ‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬يف حالة عدم موافقة ادلكلف بالرسم على ادلبلغ احملدد من قبل ادلفتشية و إذا رفضت اإلدارة‬
‫اجلبائية االقًتاحات ادلضادة ادلقدمة من طرف ادلعٍت باألمر ديكن ذلذا األخَت بعد تقرير أسس فرض الضريبة‬
‫عليو أن يطلب ختفيض الضريبة بتقدمي شكوى إىل مديرية الضرائب إذا مل تفصل فيها إىل مستوى الدائرة يقدم‬
‫شكوى أخرى إىل الغرفة اإلدارية و إذا مل تفصل فيها تقدم شكوى أخرى إىل القضاء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ فرض الرسم حسب نظام الربح الحقيقي ‪:‬‬
‫يصرح ادلكلف هبذا النظام قبل ‪ 31‬مارس من كل سنة مببلغ قيمة رقم األعمال يف ادليزانية اجلبائية‬
‫''‪ ''fiscal bilan‬الورقة اخلارجية لكن خالل السنة يصرح ادلكلف كل شهر أو ثالثة أشهر حسب ما يسمح‬
‫الربح احلقيقي إذا جتاوز رقم أعماذلم احلدود ادلشار إليها سابقا يف‬ ‫بو القانون ‪ .‬خيضع ادلكلفُت إىل نظام‬
‫النظام اجلزايف و على ادلكلفُت أن ديسكوا زلاسبة نظامية طبقا للقانون ادلعمول بو فإذا مل يتجاوز ادلبلغ الذي‬
‫يتم تسديده مخسُت ألف دينار جزائري ( ‪50000‬دج ) فعلى ادلكلف أن يقدم تصرحيو يف السنة ادلوالية شهريا‬
‫لكن رقم األعمال احملقق يف الفًتة السابقة يدفع منو مبلغ الرسم الواجب دفعو يف السنة احلالية و يكون ذلك‬
‫‪ GN° 50‬و‬ ‫بواسطة التصريح و ادللحق ‪ G N° 50‬حيث تقوم مصلحة اجلباية مبراقبة التصرحيات الشهرية‬
‫‪2‬‬
‫بتسوية وضعية األشخاص الذين ال يقومون بتصرحياهتم يف الوقت احملدد ( زيادة الغرامات اجلبائية ) ‪.‬‬

‫‪ 1‬هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة ـ هستغاًن ‪.‬‬


‫‪ 2‬هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة ـ هستغاًن ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪G50‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬كيفية حساب ‪ TAP‬و أمثلة مطبقة عن‬


‫كانت النشاطات الصناعية و التجارية قبل ‪ 1996‬ختضع للرسم على النشاط التجاري و الصناعي‬
‫و النشاطات غَت التجارية كادلهن احلرة إىل الرسم على النشاط غَت التجاري يف‬ ‫‪٪ 2.55‬‬ ‫(‪ )TAC‬مبعدل‬
‫‪ ٪‬و قد مت توحيد ىذين الرمسُت ابتدءا من ‪ 1996/01/01‬مبوجب قانون ادلالية لسنة‬ ‫‪6.5‬‬ ‫(‪ )TANC‬مبعدل‬
‫‪ 1996‬يف شكل الرسم على النشاط ادلهٍت ( ‪ )TAP‬يطبق على النشاطُت السابقُت مبعدل ‪ ٪ 2.55‬عدل ىذا‬
‫‪1‬‬
‫ادلعدل حسب قانون ادلالية التكميلي لسنة ‪ 2001‬ليصبح ‪. %2‬‬

‫‪1‬‬
‫الوادة ‪ 222‬هي قاًىى الضرائب الوباشرة و الرسىم الوواثلت ص ‪. 138‬‬

‫‪53‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجلدول رقم (‪ : )1-3‬جدول توزيع حصيلة الرسم على النشاط ادلهٍت‬

‫التوزيـ ـ ــع‬
‫الرسم على‬
‫ادلـجموع‬

‫حصة الصندوق ادلشًتك‬ ‫النشاط ادلهٍت‬


‫حصة البلدية‬ ‫حصة الوالية‬
‫للجمعات احمللية‬

‫‪%2‬‬ ‫‪% 0.11‬‬ ‫‪% 1.33‬‬ ‫‪% 0.59‬‬ ‫ادلعدل العام‬

‫‪. 2001‬‬ ‫ادلرجع ‪ :‬القانون ادلايل التكميلي لسنة‬


‫مالحظة ‪ :‬نالحظ من التوزيع السابق أن حصيلة الرسم على النشاط ادلهٍت توجو أساسا لفائدة البلدية ‪.‬‬
‫تنص ادلادة ‪ 222‬مكرر ‪ :‬تدفع نسبة ‪ ٪50‬من حصة الرسم على النشاط ادلهٍت العائدة للبلديات اليت تشكل دوائر‬
‫‪1‬‬
‫حضرية تابعة لوالية اجلزائر إىل ىذه األخَتة ‪.‬‬
‫أمثلة عن كيفية حساب ‪: TAP‬‬
‫يؤخذ بعُت االعتبار يف حتديد األساس اخلاضع للضريبة ‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للخاضعُت للرسم على القيمة ادلضافة يؤخذ رقم األعمال بدون الرسم على القيمة ادلضافة ‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لغَت اخلاضعُت للرسم على القيمة ادلضافة يؤخذ رقم األعمال مبا يف ذلك الرسم على النشاط‬
‫ادلهٍت و حيدد حسب ادلادة يف النظام اجلزايف و حسب االصلاز يف النظام احلقيقي ‪.‬‬
‫‪ ‬اإليرادات ادلهنية بدون القيمة ادلضافة ‪.‬‬
‫‪. ٪ 17‬‬ ‫‪ 0.8547 ‬بالنسبة لرقم األعمال اخلاضع للضريبة‬
‫مثال ‪ : 01‬قام تاجر باجلملة ببيع مواد أولية إىل أحد الزبائن ببلدية عشعاشة بتاريخ ‪ 2010/02/10‬حسب الفاتورة‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬ادلبلغ خارج الرسم ‪ 250000‬دج ‪.‬‬
‫‪ ‬الرسم على القيمة ادلضافة مبعدل ‪. ٪ 17‬‬

‫القاًىى الوالي التكويلي لسٌت ‪. 2001‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و كان قد قام ادلعٍت بالتصريح يف اآلجال احملددة قانونيا لدى مصاحل الضرائب ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ادلطلوب ‪ :‬أحسب الرسم على النشاط ادلهٍت ادلستحق ذلذه العملية‬
‫احلــل ‪:‬‬
‫الرسم على القيمة ادلضافة (‪: )TVA‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 42 500 = ٪ 17 * 250 000‬د ج ‪.‬‬

‫الرسم على النشاط ادلهٍت (‪: )TAP‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ 5 000 = ٪‬د ج ‪.‬‬ ‫‪2 * 250 000‬‬

‫مثال ‪ : 02‬سلتار طبيب كائن مقره ببلدية أوالد بوغامل حقق خالل ‪ 2009‬ما يلي ‪:‬‬
‫ـ اإليرادات ‪ 700 000 :‬دج ‪.‬‬
‫ـ ادلصاريف ‪ 123 000 :‬دج ‪.‬‬
‫حيث أن ادلعٍت قدم تصرحيو السنوي يف اآلجال احملددة قانونا‬
‫ادلطلوب ‪ :‬أحسب الرسم على النشاط ادلهٍت ‪.‬‬
‫احلــل ‪ :‬الرسم على النشاط ادلهٍت ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫= ‪ 14 000‬د ج ‪.‬‬ ‫‪٪ 2 * 700 000‬‬

‫أمثلة مطبقة على ‪: GN° 50‬‬


‫حسب ادلادة ‪ 371‬مكرر من قانون الضرائب ادلباشرة يتم التسديد شهريا أي يف خالل ‪ 20‬يوم ادلوالية للشهر‬
‫الذي حيقق فيو رقم األعمال ‪.‬‬
‫‪ DROIT AU COMPTANTS‬للسنة ادلاضية‬ ‫إذا كانت قيمة كل الضرائب و الرسوم اليت تدفع على الفور‬
‫‪IRG , TVA‬‬ ‫أما إذا مل يتعدى القيمة اإلمجالية للضرائب و الرسوم ادلسددة على الفور‬ ‫‪ 50000‬دج‬ ‫تتعدى‬
‫(‪ )DROIT DE TIMBRE‬بواسطة ‪ GN° 50‬ادلبلغ ادلذكور أعاله يسمح للمكلف بالتسديد يف كل ثالثي أي‬
‫قبل ‪ 20‬يوم اليت تلي الثالثي ‪.‬‬

‫هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة ـ هستغاًن ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة ـ هستغاًن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪GN° 50‬‬ ‫و حسب ادلادة ‪ 357‬من قانون الضرائب ادلباشرة كل مكلف الذي مل يدفع حافظة اإلشعار بالتسديد‬
‫يف اآلجال احملددة قانونا خيضع لغرامة ‪ ٪ 10‬و تصبح ىذه الغرامة ‪ ٪ 25‬بعدما تقوم اإلدارة بإرسال إنذار للتسديد‬
‫‪1‬‬
‫خالل شهر‪.‬‬
‫مثــال ‪ : 03‬البيع باجلملة (ختفيض ب ‪)٪ 30‬‬

‫تاجر باجلملة للمشروبات الغازية حقق رقم األعمال لشهر جانفي لسنة ‪ 2012‬يقدر ب ‪ 6 500 000‬دج‬
‫ادلطلوب ‪ :‬ـ حساب الرسم على النشاط ادلهٍت ‪.‬‬
‫‪ GN° 50‬قبل فيفري‬ ‫حتديد تاريخ ايداع التصريح ‪ GN° 50‬مع العلم أن ادلعٍت جيب أن يودع التصريح‬
‫‪. 2012‬‬
‫احلــل ‪:‬‬
‫ـ حساب الرسم على النشاط ادلهٍت ‪:‬‬
‫مبا ان التاجر ىو تاجر مجلة فإنو يستفيد من ختفيض يقدر ب ‪ ٪ 30‬من رقم األعمال احملقق ‪:‬‬
‫‪ 1 950 000 = ٪ 30 * 6 500 000‬دج ‪.‬‬
‫‪ 4 550 000 = 1 950 000 – 6 500 000‬دج ‪.‬‬
‫رقم االعمال اخلاضع للضريبة ‪ 4 550 000‬دج ‪.‬‬
‫الرسم على النشاط ادلهٍت ‪:‬‬
‫‪ 910 000 = ٪ 2 * 4 550 000‬دج ‪.‬‬
‫مثــال ‪ : 04‬عمليات بدون ختفيض ( البيع بالتجزئة )‬
‫اشًتى زلمد بضاعة وفقا لفاتورة رقم ‪ 2011/02/20‬إلعادة بيعها كون أنو تاجر بالتجزئة للمواد الغذائية العامة‪.‬‬
‫فاتورة الشراء ‪ 200 000 :‬دج‬
‫ادلطلوب ‪ :‬ـ حساب الرسم على النشاط ادلهٍت اخلاص بالتاجر ‪ ،‬علما أن التاجر حيقق ىامش الربح على ادلبيعات‬
‫يقدر ب ‪ ٪20 :‬حيث انو قام ببيعها يف نفس السنة ‪.‬‬
‫احلــل ‪ :‬قيمة ادلشًتيات ‪ 200 000‬دج ‪ ،‬ىامش الربح ‪ 40 000‬دج ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ًفس الورجع السابق ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و منو ‪ 240 000 = 40 000 + 200 000 :‬دج ‪.‬‬


‫‪ 4 800 = ٪‬دج ( احلقوق )‬ ‫‪2 * 240 000‬‬ ‫الرسم على النشاط ادلهٍت ‪:‬‬
‫مثــال ‪ ( : 05‬مهنة حرة )‬
‫صرح الطبيب زلمد برقم أعمالو السنوي يقدر ب ‪ 500 000 :‬دج بعدما دفع تصرحيات شهرية لرقم أعمالو و‬
‫بـ ‪ ٪17‬و بعد انتهاء السنة صرح برحبو احلقيقي و بعد خصم كل ادلصاريف بنشاطو قدرت بـ‬ ‫‪TVA‬‬ ‫خيضع ل‬
‫‪ 200 000‬دج ‪.‬‬
‫ادلطلوب ‪ :‬ما ىي احلقوق اليت سيدفعها ىذا ادلكلف ؟‬
‫احلــل ‪:‬‬
‫احلقوق اليت سيدفعها ادلكلف يف التصريح ‪: GN° 50‬‬
‫‪ 10 000 = ٪2 * 500 000 : TAP‬دج ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 85 000 = ٪17 * 500 000 : TVA‬دج ‪.‬‬
‫النظام الحقيقي ‪:‬‬

‫‪ ‬كل النشاطات التجارية و الصناعية و احلرفية اليت يفوق رقم أعماذلا السنوي ‪ 3 000 000‬دج فإهنا ختضع‬
‫للنظام احلقيقي أما النشاطات اليت يقل رقم أعماذلا عن ‪ 3 000 000‬دج فإهنا ختضع للنظام اجلزايف اليت أصبح يف‬
‫اآلونة األخَتة يسمى (الضريبة اجلزافية الوحيدة) و مت تصنيفها فمنها من ختضع للرسم الواحد ‪ ٪ 12‬مثل العمليات‬
‫الصناعية احلرفية و تأدية اخلدمات ‪ .‬أما النشاطات األخرى فتخضع لرسم قدره ‪ ٪ 5‬قانون ادلالية ‪.)IFU ( 2007‬‬
‫‪ ‬ادلهن غَت التجارية كاألطباء و رؤوس األموال ادلنقولة و مدا خيل الديـون و الودائـع و الكفالت‪.‬‬
‫النظام الجزافي ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪٪5‬‬ ‫‪ ‬بالنسبة لألشخاص اخلاضعُت دلعدل‬
‫ىي مجيع النشاطات التجارية و غَتىا من النشاطات اليت ال ختضع دلعدل ‪ ٪12‬مثل ادلواد الغذائية ‪ ،‬مواد البناء ‪،‬‬
‫اخلردوات ‪ ،‬بيع ادلالبس ‪......‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لألشخاص اخلاضعُت دلعدل ‪: ٪12‬‬

‫هحاضرة هيساوي جهيذة للسٌت الثاًيت هحاسبت و ضرائب ـ دفعت ‪ 2008‬ـ ‪. 2009‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ىي تلك النشاطات الصناعية و احلرفية و تأدية اخلدمات مثل ‪ :‬صناعة القوالب ‪ ،‬كهرباء السيارات الفصول‬
‫األربعة ( ادلطاعم ) ‪.‬‬
‫‪ 2007‬باصلـاز مشـروع يقدر بـ‬ ‫مثــال ‪ : 06‬مؤسسة السيد زلمد تقوم بأشغال البناء و قد مت يف سنة‬
‫‪74.000.000‬دج و قد مت االنتهاء من األشغال يف شهر نوفمرب من نفس السنة كما أنو قام بأخذ مستحقاتو من‬
‫خزينة الدولة عن طريق شيك يقدر بـ ‪ 74.000.000‬دج حتت رقم ‪ 0017‬بتـاريـخ ‪ 11‬ديسمرب ‪ 2007‬إال أن ادلعٍت‬
‫مل يقدم أي تصريح لدى مصاحل ادلعنية بادلبلغ احملقق ويف هناية السنة قام ادلعٍت بدفع تصرحياتو الشهرية ‪ GN° 50‬و‬
‫فيو عالمة " ال شيء " أي من ‪ 2008/01/01‬إىل غاية ‪ 2008/12/31‬كما قام بتقدمي ادليزانية اجلبائية بعالمة " ال‬
‫شيء " و يف شهر مارس من السنة ادلوالية حتصلت ادلفتشية على كشوفات من خزينة الدولة تثبت بأن ادلعٍت‬
‫تقاضى مبلغ ‪ 74.000.000‬دج يف شهر ديسمرب و قامت بتحرير ‪ CN° 04‬على النحو التايل ‪:‬‬
‫تبعا لكشف التحريات اليت حبوزة ادلصلحة تبُت لنا أنكم قمتم بأشغال البنا ء يف سنة ‪ 2007‬إال أنكم مل تصرحوا‬
‫برقم األعمال ادلقدر ب‪ 74.000.000 :‬دج بكل الرسوم و عليو تتشرف ادلصلحة يف إعادة تسوية وضعيتكم‬
‫اجلبائية كما يلي ‪:‬‬
‫‪% 117‬‬ ‫رقم األعمال خارج الرسوم = رقم األعمال بكل الرسوم ‪/‬‬
‫‪% 117 / 74.000.000‬‬ ‫=‬
‫‪1‬‬
‫= ‪ 63.247.863‬دج ‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫حق الرسم على النشاط ادلهٍت الصايف = مبلغ خارج الرسم *‬
‫‪% 2 * 63.247.863‬‬ ‫=‬
‫= ‪ 1.264.957‬دج‬
‫‪% 25‬‬ ‫و نظرا لعدم تصريح زلمد صاحب ادلؤسسة برقم أعمالو تفرض عليو نسبة الزيادة تقدر ب‬
‫‪ 316.239 = % 25 * 1.264.957‬دج‬
‫‪2‬‬
‫و منو احلقوق اإلمجايلة ‪ 1.581.196 = 316.239 + 1.264.957 :‬دج‪.‬‬

‫ـ هستغاًن ‪.‬‬ ‫هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لذائرة عشعاشت ـ خضرة‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫ًفس الورجع السابق ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أحكام أخرى متعلقة بالرسم على النشاط المهني‬

‫المطلب األول ‪ :‬نظام دفع الرسم على النشاط المهني‬


‫حيسب مبلغ الدفع على أساس رقم األعمال اخلاضع للرسم إما شهريا أو فصليا ( كل ‪ 3‬أشهر ) إذا فاق مبلغ‬
‫الضرائب قيمة ‪ 50000‬دج يف السنة ادلالية و يدفع من كل ثالثي إذا مل تفق رلمل الضرائب ادلسددة بواسطة‬
‫‪ G50‬للسنة ادلاضية قيمة ‪ 50000‬دج أو اإليرادات ادلهنية اخلام شهريا أو فصليا حسب دورية الدفعات مع تطبيق‬
‫ادلعدل ادلعمول بو يتم الدفع خالل العشرين يوم األوىل اليت تلي الشهر ادلوايل ‪ .‬إما للشهر الذي حقق فيو رقم‬
‫األعمال أو الثالثي الذي حقق فيو و يدفع ‪ TAP‬بواسطة جدول اإلشعار يؤرخو و يوقعو القائم بالدفع و جيب أن‬
‫يتضمن البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬الفًتة اليت حتقق خالذلا رقم األعمال أو اإليرادات ادلهنية ‪.‬‬
‫‪ ‬االسم و اللقب أو اسم الشركة و العنوان و طبيعة النشاط ادلمارس أو ادلمارسة و رقم تعريف ادلادة‬
‫الرئيسي للضريبة ‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة العملية ‪.‬‬
‫‪ ‬ادلبلغ اإلمجايل لرقم األعمال احملقق خالل الشهر أو الفصل أو ادلبلغ اإلمجايل لإليرادات ادلهنية ‪.‬‬
‫‪ ‬مبلغ رقم األعمال ادلستفيد من التخفيض ‪.‬‬
‫‪ ‬ادلعدل ادلعتمد حلساب ادلبلغ الواجب الدفع ‪.‬‬
‫‪ ‬مبلغ الدفع ( مبلغ الضريبة ) ‪.‬‬
‫و لإلشارة فإنو و يف حالة عدم حصول الدفع جيب إيداع جدول يتضمن عبارة " ال شيء " ألنو يًتتب عن عدم‬
‫إيداع جدول اإلشعار بـ " ال شيء " يف آجالو عقوبة قدرىا ‪ 500‬د ج ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تسبيقات على الحساب‬
‫يرخص للمكلفُت بالضريبة الذين ديارسون منذ سنة على األقل نشاطا ختضع أرباحو للضريبة على الدخل اإلمجايل‬
‫يف صنف األرباح الصناعية و التجارية أو الضريبة على أرباح الشريكات بأن يدفعوا الرسم بطلب منهم على‬
‫احلساب و يقدم ىذا الطلب إىل مفتشية الضرائب مبكان فرض الضريبة قبل أول فيفري من السنة ادلعنية ‪.‬‬
‫حساب مبلغ التسبيقات يف حالة الدفع الشهري ‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪59‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مبلغ التسبيق على احلساب يساوي ½ من مبلغ ‪ TAP‬للسنة ادلالية األخَتة ‪.‬‬
‫حساب مبلغ التسبيق يف حالة الدفع الفصلي ‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫مبلغ التسبيق يعادل ¼ من مبلغ ‪ TAP‬اخلاص بالسنة ادلالية األخَتة ‪.‬‬


‫المطلب الثالث ‪ :‬الزيادات و الغرامات الجبائية‬
‫الزيادات ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يف حالة عدم التصريح أو التأخر يف تقدديو يفرض الرسم تلقائيا على ادلكلف بو الذي مل يقدم التصريح السنوي‬
‫‪ ٪ 25‬و ديكن أن ختفض ىذه النسبة إىل ‪ ٪ 10‬إذا مل تتعدى مدة التأخَت شهرا‬
‫أما إذا مل يصل التصريح إىل اإلدارة ضمن أجل ‪ 30‬يوما ابتدءا من تاريخ التبليغ يف ظرف موصى عليو مع إشعار‬
‫باالستالم و القاضي بوجوب تقدمي التصريح ضمن ىذا األجل تطبق الزيادة ‪ ٪25‬على كامل احلقوق الواقعة على‬
‫كاىل ادلكلف بالرسم ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬السيد زلمد حقق رقم األعمال سنة ‪ 2005‬قدره ‪ 150.000‬دج غَت أنو مل يقدم تصرحيو إال بعد مرور مدة‬
‫تفوق الشهر بعد انقضاء االجل احملدد ( أي يف ىذه احلالة ىناك تأخَت يف تقدمي التصريح ) و عليو حيدد الرسم‬
‫على النشاط ادلهٍت كما يلي ‪:‬‬
‫= ‪ 3000‬دج ‪ )1(.......‬احلقوق‬ ‫‪٪ 2 * 150.000‬‬

‫‪٪25‬‬ ‫و مبا أن ادلدة تفوق الشهر فهناك زيادة بـ‬


‫‪)2(........‬‬ ‫‪750 = ٪ 25 * 3000‬‬

‫و منو احلقوق اإلمجالية ‪ 3750 = 750 + 3000 :‬دج ‪.‬‬


‫الغرامات الجبائية ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫فضال عن الزيادة ادلطبقة و دون اإلخالل بالغرامات يًتتب عن عدم تقدمي الوثائق ادلعنية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ " ‬ديكن أن يًتتب عن األخطاء و اإلغفاالت و انعدام الدقة يف ادلعلومات الواردة يف اجلدول ادلفصل‬
‫‪1‬‬
‫اخلاص بالزبائن تطبق غرامة جبائية من ‪ 1000‬دج إىل ‪ 10000‬دج زلكما حتت مالحظة ما مت سابقا "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ًض الوادة ‪ 538‬هي قاًىى الضرائب غير الوباشرة ‪. 2003‬‬

‫‪60‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬يعاقب بغرامة مالية جبائية من ‪ 5000‬دج إىل ‪ 50000‬دج كل من قام بواسطة تقدمي معلومات غَت‬
‫صحيحة أوردىا يف اجلدول ادلفصل اخلاص بالزبائن مبناورات للتملص من الوعاء أو من التصفية و تطبق نفس‬
‫الغرامة عندما يتضمن كشف العمليات احملققة وفق شروط البيع باجلملة يف اجلدول اخلاص بالزبائن معلومات كاذبة‬
‫ختل بعملية مراقبة التصرحيات اجلبائية اليت يكتسبها ىؤالء الزبائن ‪.‬‬
‫" و كذلك تطبق نفس الغرانات السابقة يف حالة عدم تقدمي ادلؤسسات للتصريح السنوي ادلتعلق بالرسم يف‬
‫‪1‬‬
‫اجلدول ادلفصل اخلاص بالزبائن و عن كل وجدة من وحداهتا او كل مؤسسة فرعية و ذلك يف اآلجال ادلقررة لو"‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬التنازل أو التوقف عن النشاط‬

‫يف حالة التنازل عن النشاط أو التوقف كليا أو جزئيا يؤسس الرسم ادلستحق فورا على رقم األعمال غَت اخلاضع‬
‫للرسم ‪.‬‬

‫‪ ‬يتعُت على ادلكلفُت بالضريبة أن يرسلوا إىل ادلفتشية يف آجال ‪ 10‬أيام ادلشار إليها يف ادلواد ‪ 1-192‬و‬
‫‪ 195‬التصريح ادلنصوص عليو يف ادلادة ‪ 224‬أعاله باإلضافة إىل ادلعلومات ادلشار إليها يف ىذا ادلقطع ‪.‬‬
‫" و إذا مل يقدم ادلكلف بالضريبة ادلعلومات و التصريح ادلشار إليها أعاله ‪ ،‬و إذا دعي لتقدمي الوثائق‬ ‫‪‬‬
‫احملاسبية و اإلثباتات الضرورية لدعم تصرحيو و امتنع عن تقدديها يف العشرة أيام ادلواليـة الستالم ادلرسل إليو ذلذا‬
‫الغرض حيدد رقم األعمال اخلـاضع للضريبة تلقــائيا و يضاعف االشًتاك بنسبة ‪ ٪ 25‬و يف حالة النقص ادللحوظ‬
‫يف التصريح أو انعدام الثقة يف الوثائق احملاسبية و اإلثباتات ادلقدمة ‪ .‬يضاعف الرسم حسب ما تنص عليو ادلادة‬
‫‪2‬‬
‫‪." 227‬‬

‫‪ " ‬و يف حالة التصريح بالتوقف عن شلارسة مهنتو أو التنازل عن صناعة أو جتارة يتعُت عليو حينئذ اكتتاب‬
‫تصريح لدى ادلفتشية اليت استلمت التصريح اخلاص بالوجود خالل ‪ 10‬أيام اليت تلي التوقف أو التنازل و إذا مل‬
‫‪3‬‬
‫يقدم التصريح بذلك فعليو حتمل نسبة أو قيمة الرسم ادلفروض عليو حىت و مل يكن ديارس النشاط "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ هستغاًن ‪.‬‬ ‫هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لعشعاشت ـ خضرة‬
‫‪2‬‬
‫الوادة ‪ 229‬هي قاًىى الواليت ‪ 2007‬ـ ص ‪. 90‬‬
‫‪3‬‬
‫هعلىهاث هي هفتشيت الضرائب لعشعاشت ـ بخضرة ـ هستغاًن ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قباضة الضرائب ‪:‬‬


‫تعترب اذليكل القاعدي التابع للمديرية الوالئية للضرائب و يكمن دورىا يف التحصيل الضرييب و الرسوم مبختلف‬
‫أنواعها ‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 02‬سلتلف ادلصاحل التابعة لقباضة الضرائب‬

‫قبـاضة الضرائـب‬

‫مصلحة احملاسبة‬ ‫مصلحة ادلتابعة‬ ‫الصندوق‬

‫و تتكون ىذه ادلصلحة من رئيس‬ ‫تتشكل ىذه الوظيفة يف‬ ‫وتتمثل وظيفتو يف قبـض‬
‫ادلصلحة إىل جانبو أعوان‪ .‬و تكمن‬ ‫عدة أعوان التابعة مع‬ ‫الضرائـب و الرسوم اليت‬
‫وظيفة ىذه ادلصلحة يف تقييد مجيع‬ ‫رئيس ادلصلحة و يكمن‬ ‫يقوم بتسديدىا ادلكلفُت‬
‫احلسابات و التحصيالت الواردة‬ ‫دور ىذه ادلصلحة يف‬ ‫بالضريبة سواء بالدفـع‬
‫يوميا يف سجالت رمسية و تدفع‬ ‫ـتحصيل الض ـرائب و‬ ‫النقـدي أو بالدفع عن‬
‫احملاسبة الشهرية و اخلزينة العمومية‬ ‫ادلتابعات سواء بالطريقة‬ ‫طريق الصكـوك البنكـية و‬
‫الواردة بواسطة إثبات سندات‬ ‫العــادية أو بالطريقة اجلبَتة‬ ‫الربيدية و إعطاء ادلكلفُت‬
‫التحصيل حسب نظام الربح‬ ‫(غـلق ادللفـات‪ ،‬حجز ) ‪.‬‬ ‫بالضريبة يف ادلقابل وصل‬
‫احلقيقي يف ‪ D37‬و ‪ D41‬و‬ ‫الدفع دلا يكمن دوره يف‬
‫حسب النظام اجلزايف يف ‪ C09‬يف‬ ‫بيع الطوابع اجلبائية ‪.‬‬
‫الدفاتر احملاسبية و ذلك من اجل‬
‫عملية التحصيل ‪.‬‬

‫ادلرجع ‪ :‬قباضة الضرائب لدائرة عشعاشة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الجانب التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خاتمة الفصل ‪:‬‬


‫أن مفتشية الضرائب باعتبارىا مؤسسة مالية‬ ‫من خالل إعدادنا للفصل الثاين من تقريرنا ىذا التمسنا‬
‫تتجو مهمتها األساسية و الرئيسية على فرض الضرائب و الرسوم ادلفروضة على األشخاص الطبيعيُت و ادلعنويُت‬
‫الذين تتوفر فيهم الشروط ‪ ،‬و ذلك عن طريق تكامل سلتلف مصاحلها من أجل دتويل اخلزينة العامة للدولة و‬
‫حتقيق منفعة عامة للمجتمع و دعم القطاعات االقتصادية و االجتماعية و بالتايل ذلا دور فعال يف دتويل سلتلف‬
‫االستثمارات و هبذا فالدولة حباجة إىل ىذه ادلصلحة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫فهرس‬
‫فهرس الجداول‬
‫المقدمة ‪.........................................................................‬أ‪،‬ب‪،‬ج‪،‬د‬
‫الفصل األول ‪ :‬مدخل إلى اإلقتصاد الوطني و الضرائب‬
‫تمهيد ‪02 .............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلقتصاد الوطني ‪03 .......................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم االقتصاد الوطين ‪03 ................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نشأة وتطور االقتصاد اجلزائري ‪03 ..........................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر ‪08 .....................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الضرائب ‪12 .......................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الضريبة و خصائصها ‪12 ...........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬القواعد األساسية للضريبة و أساسها القانوين ‪13 .............................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أنواع الضريبة ‪16 ........................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أهداف الضريبة ‪19 .......................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التنظيم التقني للضريبة ‪20 ................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الوعاء الضرييب و طرق تقديرها ‪20 .........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬معدل الضريبة ‪22 ........................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬االزدواج الضرييب و التهرب الضرييب ‪24 ....................................‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬الضرائب ودورها يف العملية االقتصادية ‪25 ......................................‬‬
‫خالصة الفصل ‪27 ......................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطني‬
‫دتهيد ‪29 ...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أثر الضريبة على المجال المالي ‪30 ..........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الضريبة كأداة لتعبئة املوارد ‪30 .............................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضرائب كبديل لوسائل مادية أخرى ‪31 ....................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬دور الضرائب يف زيادة احلصيلة اجلبائية ‪32 .................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أثر الضريبة على الناتج الوطين ‪34 .........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر الضريبة على المجال االقتصادي ‪36 ....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أثار الضريبة على االدخار و االستثمار ‪36 .................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضريبة و معاجلة بعض التقلبات االقتصادية ‪40 .............................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثر الضريبة في المجال االجتماعي ‪42 .....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أثر الضريبة على االستهالك ‪42 ...........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أثر الضريبة يف توزيع الدخل ‪43 ...........................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أثر الضريبة يف حتقيق العدالة االجتماعية ‪43 ...............................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬دور الضرائب يف ختفيض معدل البطالة ‪44 .................................‬‬
‫خالصة الفصل ‪46 .....................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لمفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة‬
‫تمهيد ‪48 ............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬بطاقة فنية عن مفتشية الضرائب بعشعاشة ‪49 .................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نشأهتا و تعريفها و مهامها ‪49 ............................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اهليكل التنظيمي و مصاحل املفتشية لدائرة عشعاشة خبضرة ‪ -‬مستغامن ‪50 ........‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬حتديد أنظمة فرض الضريبة ‪51 .............................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬كيفية حساب ‪ TAP‬و أمثلة مطبقة عن ‪53 .............................. G50‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام أخرى متعلقة بالرسم على النشاط المهني ‪59 .............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نظام دفع الرسم على النشاط املهين ‪59 ......................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تسبيقات على احلساب ‪60 ................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الزيادات و الغرامات اجلبائية ‪60 ...........................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬التنازل أو التوقف عن النشاط ‪61 ...........................................‬‬
‫خالصة الفصل ‪64 .......................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪66 ...................................... .....................................‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬االقتصاد الوطني‬


‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم االقتصاد الوطني‬
‫االقتصاد اجلزائري ىو اقتصاد ريعي )‪ (Economie de rente‬ومصدره األساسي احملروقات شلا نتج‬
‫عنو يف بنية االقتصاد اجلزائري باستثناء احلصة اإلغلابية على مستوى عائدات النفط ‪.‬‬
‫وىذا التخلف يف البنية راجع إذل السوؽ ادلوازية ( ‪ %25‬من الناتج الداخلي اخلاـ ) والتأخر ادلسجل يف رلاؿ‬
‫القطاع البنكي وادلصريف الذي ال يزاؿ يشكل نقطة سوداء يف االقتصاد اجلزائري‪ ،‬شلا يعين ضعف جاذبية بنتو‬
‫لالستثمارات األجنبية رغم نقاط القوة اليت تعرفها اجلزائر‪ ،‬فإذل جانب إمكانية اختفاء العديد من القطاعات‬
‫اإلنتاجية اجلزائرية فوجب تصحيح اإلختالالت ادلسجلة وتشجيع الشفافية و عصرنة اذلياكل وادلنشآت‪ ،‬فتحرير‬
‫االقتصاد يف ىذا الوضع سيؤدي إذل جتميع الثروات والقطاعات احليوية يف عدد قليل من االحتكارات ‪ .‬ففي ظل‬
‫العادلي‬ ‫ىذه ادلستجدات تسعى اجلزائر إذل وضع إسًتاتيجية اقتصادية واجتماعية وىذا بالتعاوف مع البنك‬
‫على على ادلدى ادلتوسط وفق ما يطلق عليو ‪ .‬فاجلزائر مطالبة بالتكتل إقليميا‪ ،‬سواء يف إطار احتاد ادلغرب العريب‬
‫األوريب خري مثاؿ‬ ‫أو السوؽ العربية ادلشًتكة‪ ،‬قصد تكوين قوة توازف اقتصادية وسياسية مستقبال‪ ،‬فالنموذج‬
‫على التكتل االقتصادي ‪.‬‬
‫" فرغم حتقيق االقتصاد اجلزائري نسبة ظلو تقدر بػ‪ %68 :‬سنة ‪ 2003‬اعترب اجمللس الوطين االقتصادي واالجتماعي‬
‫أف ىذه النسبة تعد استثنائية وىذه األخرية كانت وراء تدعيم التوازنات الكربى واستقرار األسعار وإنعاش سوؽ‬
‫العمل شلا يعين أف ىذا االقتصاد يشكل خطرا على االقتصاد الوطين وأوصي بضرورة وضع سلطط على ادلدى‬
‫ادلتوسط لدعم النمو االقتصادي وإعادة تنشيط الورشات الكربى لألشغاؿ العمومية وتنفذ اإلصالحات حىت ال‬
‫تضيع الديناميكية اليت تولدت عن برنامج الدعم الفالحي وبرنامج اإلنعاش االقتصادي ‪.‬‬
‫فاليوـ أصبح انتهاج النموذج التصديري (حتوؿ االقتصاد اجلزائري إذل اقتصاد تصديري خاصة قطاع احملروقات) أمر‬
‫ال يستهاف بو‪ ،‬وىذا ما سيؤدي إذل حتقيق التنمية ادلستدامة من خالؿ الوصوؿ واحلفاظ على نسبة ظلو اقتصادي‬
‫‪1‬‬
‫عارل على ادلدى الطويل من خالؿ االعتماد على ادلعرفة العلمية والتقنية "‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة وتطور االقتصاد الجزائري‬


‫عرؼ االقتصاد اجلزائري منذ االستقالؿ تغريات عدة ساعلة بشكل كبري يف تغيري ادلفاىيم واإليديولوجية وكذا‬
‫اإلسًتاتيجية وبالتارل تغري القرارات واألنظمة‪ ،‬وتعترب ادلؤسسة االقتصادية اجلزائرية مبختلف قطاعاهتا القلب النابض‬
‫لالقتصاد الوطين‪ ،‬بالرغم من أهنا كانت والزالت سلتربا للعديد من التجارب واألنظمة ادلستوردة ‪ 2.‬إف الواقع احلارل‬

‫اقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط ‪،2007،2‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ 1‬صاحل الرويلي ‪،‬‬
‫‪ 2‬صاحل الرويلي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫للتسيري يف االقتصاد اجلزائري يلزـ علينا الرجوع إذل احلقيقة التارؼلية ادلاضية لتفسري الوضعية ادلتوصل إليها حاليا‪،‬‬
‫لذا سنحاوؿ من خالؿ مداخالتنا أف نتطرؽ إذل احملاور التالية ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مرحلة التسيير الذاتي لالقتصاد الجزائري‬


‫" خرجت اجلزائر من احلرب ‪ 1962‬واقتصادىا شبو مدمر‪ ،‬فبعد االستقالؿ غادر العاملني باإلدارة وادلراكز‬
‫احلساسة مناصبهم ( ‪ %90‬معمرين وأجانب) تاركني ادلؤسسات واإلدارات مهملة‪ ،‬حيث غادر خالؿ ‪ 6‬أشهر‬
‫‪ 800‬ألف شخص‪ ،‬وكاف القصد من وراء ىذا اذلروب خلق مشاكل أماـ الدولة اجلزائرية ادلستقلة حديثا إضافة إذل‬
‫)‪ (98%‬ضعف‬ ‫‪ ،)%70‬الفقر‪ ،‬التهميش‪ ،‬األمية‬ ‫ادلشاكل ادلوضوعية اليت كانت تواجههم كالبطالة (تفوؽ‬
‫‪1‬‬
‫القطاعات الصناعة‪ ،‬الزراعة والتجارة شبو مدمرة ‪...‬اخل " ‪.‬‬
‫" إف ظلط تسيري االقتصاد الوطين وإسًتاتيجية التنمية االقتصادية اليت غلب إتباعها كإحدى اىتمامات قادة الثورة‬
‫بالرغم من التوجو والصورة اليت دل تكن واضحة حوؿ ظلوذج التنمية لكن يف مؤدتر طرابلس بدأت مالمح ىذا‬
‫النموذج تسيري ضلو التوجو إلعطاء األولوية لقطاع الفالحة واعتباره زلرؾ القطاعات األخرى وكذا تقليص ادللكية‬
‫اخلاصة وتشجيع الشكل التعاوين‪ ،‬ىذه اخلطوة تأكيدا لنمط التسيري االشًتاكي لالقتصاد الوطين ‪ .‬خالؿ ىذا‬
‫الوقت حاوؿ العماؿ على اختالؼ فئاهتم وقدراهتم ملء الفراغ الذي تركو ادلسريين األجانب هبدؼ زتاية‬
‫االقتصاد الوطين ومواصلة العملية اإلنتاجية يف ادلؤسسات قصد مواجهة احتياجات اجملتمع‪ ،‬وىذا التجاوب‬
‫من طرؼ العماؿ سهل عملية جتسيد التسيري الذايت لالقتصاد ‪.‬‬
‫ؼفكرة التسيري الذايت دل تكن وليدة تفكري عميق‪ ،‬وإظلا كانت استجابة عفوية لظروؼ اقتصادية سياسية واجتماعية‬
‫معينة فرضت العمل هبذا النمط حيث وصل عدد ادلؤسسات الصناعية يف سنة ‪ 1964‬إذل ‪ 413‬مؤسسة كانت‬
‫‪2‬‬
‫تسري ذاتيا‪ ،‬وأغلبية ىذه ادلؤسسات تتميز حجمها "‪.‬‬
‫إف منهاج التسيري الذايت دل يدـ طويال حىت بدأ العمل على التقليل من انتشاره وما قرارات التأمني إال تأكيد على‬
‫ذلك‪ ،‬وقد عرفت اجلزائر بعد تاريخ ‪ 19‬جواف ‪1965‬ـ تغيريا حقيقيا‪ ،‬حيث بدأهتا مبرحلة التأميمات لقطاع البنوؾ‬
‫وادلناجم يف سنة ‪1966‬ـ ‪ ،‬قطاع ادلؤسسات ما بني ‪1966‬ـ و ‪1970‬ـ قطاع احملروقات ‪ 24‬فرباير ‪. 1971‬‬
‫تزامنا مع مرحلة التأميمات بدأ متخذو القرار يف التفكري يف خلق شركات وطنية‪ ،‬ففي سنة ‪1965‬ـ مثال تأسست‬
‫النسيجية‪،‬‬ ‫كل من الشركة الوطنية للنفط والغاز‪ ،‬الشركة اجلزائرية للحديد والصلب‪ ،‬الشركة الوطنية للصناعات‬
‫الشركة الوطنية للتأمني‪ ،‬إف ىذه الشركات وغريىا اعتربت آنذاؾ كأدوات أساسية لتحقيق إسًتاتيجية التنمية‬
‫وخالؿ فًتة أصبحت ىذه الشركات ال تستطيع حصر أىدافها واليت كانت زلددة ومسطرة من قبل اجلهاز ادلركزي‬

‫مساعلة يف دراسة ادلالية العامة ‪ ،‬دار ىومة ‪،‬اجلزائر ‪،‬ط‪ ،2003،2‬ص‪. 33‬‬ ‫‪ 1‬اعمر ػلياوي‪،‬‬
‫‪ 2‬زلمد عباس زلرزي‪ ،‬اقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬ط‪،2003 ،3‬ص‪.15‬‬

‫‪4‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫‪:‬‬ ‫والوصاية ألف ىناؾ أىداؼ أخرى تتعارض وطبيعة نشاطها بسبب عوامل عدة من بينها‬
‫•قلة اإلطارات ونقص اخلربة ‪.‬‬
‫•تلبية ادلطالب االجتماعية ‪.‬‬
‫•خلق شروط االستقرار السياسي ‪.‬‬
‫ويف ىذه ادلرحلة كانت أىداؼ االقتصاد الوطين غري زلددة حسب قانوف العرض والطلب وإظلا حسب منطق‬
‫اخلطة االقتصادية ادلوضوعية‪ ،‬وىذا ما جعل التحكم يف عملية التصنيع واختاذ القرارات يتم خارج الشركات الوطنية‬
‫من قبل اجلهاز ادلركزي وىذا ما دفع بالسلطة إذل تغيري ظلط آخر للتسيري ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة التسيير االشتراكي لالقتصاد الجزائري‬


‫" جاءت مرحلة التسيري االشًتاكي لالقتصاد واليت تعتمد على أساس النظاـ االشًتاكي الذي يرتكز على ادللكية‬
‫العامة لوسائل اإلنتاج وتدخل الدولة‪ ،‬والتخطيط ادلركزي وحتقيق ادلصلحة العامة‪ ،‬وأف يكوف العماؿ طرفا مهما‬
‫يف تسيري ومراقبة ىذه الشركات‪ ،‬وبالتارل أصبح العامل يتمتع بصفة (ادلسري‪،‬ادلنتج ) إف العجز ادلارل اإلرتارل الذي‬
‫عرفتو ادلؤسسات االشًتاكية خالؿ ىذه الفًتة واضح إذ أنو ارتفع من ‪ 408‬دج سنة ‪1973‬ـ إذل مليار و ‪ 880‬دج‬
‫مارل زلقق ولكن‬ ‫يف ‪1978‬ـ ومنو يظهر اتساع العجز‪ ،‬حسب ىذا نكتشف بأف ادلؤسسة ال تعيش بفائض‬
‫ادلواد البسيطة كمواد‬ ‫بكشوفات بنكية عادة ما يصدـ التطور االقتصادي بندرة ادلوارد ادلالية اليت حتدد من إنتاج‬
‫البناء ‪.‬‬
‫ىذا ما يوضح لنا أف تطور اإلنتاج يكوف مرتبط باجلهد ادلبذوؿ من طرؼ رتاعة مهما تكن مرفقة بتزايد إنتاجية‬
‫العامل إذ أف معدؿ استعماؿ القدرات ادلوضوعية يف سنة ‪1980‬ـ ىي ما بني ‪ 60‬و‪ 70‬يف الصناعة و بني ‪ 40‬و‪50‬‬
‫يف اإلسكاف بسبب تطور ارتفاع اإلنتاج ما بني الشك بتساوي التسيري االشًتاكي والتزايد يف اإلنتاج أي أف تسيري‬
‫ادلؤسسات دل يكن يهم ظلط التسيري السليم من أجل زيادة األرباح فنتائج تطبيق ىذا األسلوب تظهر أهنا ليست‬
‫‪1‬‬
‫مشجعة ألف القرارات كانت والزالت يف يد اجلهات الوصية وانتهى ىذا النظاـ بالفشل وانتشار للبريوقراطية "‪.‬‬

‫‪ 1‬اعمر ػلياوي‪ ،‬مساعلة يف دراسة ادلالية العامة ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪5‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مرحلة التسيير الرأسمالي (الحر) لالقتصاد الجزائري‬


‫" إف األزمة اليت عاشها االقتصاد اجلزائري سنة ‪1986‬ـ واليت كانت ظاىرة خطرية على االقتصاد الوطين حيث‬
‫اطلفض سعر برميل البًتوؿ وتدىورت قيمتو‪ ،‬باإلضافة إذل التسيري السيئ للمؤسسة وألجل ىذه النتائج سعت‬
‫اجلزائر إذل البحث أحسن السبل لبناء اقتصاد وطين عصري وإخراج ادلؤسسة الوطنية من البريوقراطية وإعطائها‬
‫احلرية الالزمة إلصدار قراراهتا اخلاصة لتسيري مواردىا ادلالية وادلادية ومن ذتة مت مناقشة قضية النظاـ الرأمسارل أي‬
‫استقاللية ادلؤسسة‪ ،‬ويف بداية ‪1988‬ـ بدأت مرحلة تطبيق بعد دراسة مشاريع وقوانني حددت احلكومة شروطها‬
‫‪1‬‬
‫وسلططاهتا "‪.‬‬
‫والنظاـ الرأمسارل ىو النظاـ الذي يقوـ على أساس ادللكية الفردية لوسائل اإلنتاج واحلرية االقتصادية والتنافس‬
‫وتتبناه كثري من الدوؿ ومن خصائصو‪ :‬ادللكية الفردية لعناصر اإلنتاج وحافز الربح وسيادة ادلستهلك وادلنافسة احلرة‬
‫وىي تعمل على زيادة الكفاءة االقتصادية وزيادة عدد أكثر من ادلستهلكني ‪ .‬واالستقاللية تعين حرية اإلدارة‬
‫يف التصرؼ دوف اخلضوع إذل أي إجراء من اإلجراءات البريوقراطية كما حترر الضغوطات والتدخالت ادلختلفة‬
‫للسلطات ويًتتب عليها حرية إدارة ادلؤسسة بتمتع ىذه األخرية بالذمة ادلالية واالستقالؿ ادلارل ومن ىنا‬
‫فاالستقاللية ترمي أساسا إذل خلق روح ادلسؤولية ومن أىدافها ‪:‬‬
‫‪-‬الالمركزية يف السلطة القرار ‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء ادلؤسسة ادلسؤولية ادلباشرة يف القياـ بعملياهتا االقتصادية التجارية ‪.‬‬
‫‪-‬تسيري مواردىا ادلادية والبشرية وكذلك اختيار مسؤولياهتا ‪.‬‬
‫مرحلة اقتصاد السوؽ ‪ :‬عرفت العشرية األخرية من القرف ادلاضي مرحلة خطرية‪ ،‬دل تعرؼ أبدا البالد إنزالقات‬
‫كاليت عرفتها خالؿ ىذه احلقبة‪ ،‬فاألوضاع السياسية غري ادلستقرة أثرت بصورة سلبية على كل األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ؿقد عاش االقتصاد الوطين خالؿ ىذه ادلرحلة ىزات عدة جاءت نتيجة ختريب العديد من شلتلكات الدولة كحرؽ‬
‫ادلصانع‪ ،‬ىجرة اإلطارات والكوادر من جهة‪ ،‬وإفالس ادلؤسسات وغلقها‪ ،‬وكذا تسريح عماذلا من جهة أخرى‪،‬‬
‫التدىور يف قيمة العملة‪ ،‬ولكن رغم ىذا وذاؾ بقيت الدولة صامدة أماـ ىذا الوضع واستمر مسئورل القطاعات‬
‫االقتصادية يف إتباع أنظمة جديدة خترج البالد من األزمة ‪.‬‬
‫ويف سنة ‪1990‬ـ أصدرت الدولة قانوف ‪ 10/90‬اخلاص بالقرض والنقد ومبوجبو أنشئ رللس النقد والقروض والذي‬
‫يعترب رللس إدارة البنك‪ ،‬فمن خالؿ ىذا القانوف (كاف أوؿ قانوف صدر يف تلك ادلرحلة) أدركت الدولة أف السري‬

‫اعمر ػلياوي‪ ،‬مساعلة يف دراسة ادلالية العامة ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫السوؽ احلرة ورفع يد‬ ‫األفضل للتنمية والنهوض باقتصادىا ىو االنتقاؿ إذل حترير االقتصاد الوطين بإتباع سياسة‬
‫الدولة عن العديد من األمور االقتصادية وإبراز نية توجهها السياسي ضلو ما يسمى بػ ‪:‬‬
‫"اقتصاد السوؽ" ‪.‬‬
‫" إف مفهوـ السوؽ يستند إذل مبدأ كماؿ السوؽ وىذا ادلبدأ مفاده سيادة احلالة الطبيعية للسوؽ ونعين‬
‫هبا ادلنافسة الكاملة‪ ،‬وفيو يكوف تدخل الدولة ما ىو إال دور منظم ومسري مع ضبط حترؾ السوؽ عن طريق‬
‫القوانني لتفادي وجود احتكارات وما يعرؼ اليوـ بػ‪" :‬اقتصاد السوؽ"‪ ،‬ومفهومو ؼلتلف من بلد آلخر ‪.‬‬
‫مبادئ اقتصاد السوؽ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ادلصلحة الذاتية ‪ :‬ىي أىم مبدأ ترتكز عليو الرأمسالية وىي حق ادللكية الفردية لوسائل اإلنتاج فهي تقدير‬
‫الدوافع الذاتية للفرد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلرية االقتصادية‪ :‬ويقصد هبا أف يتعامل الفرد مع من يشاء ومع من يريد يف أي وقت ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ادللكية اخلاصة لوسائل اإلنتاج ‪ :‬ويقصد هبا يف الفكر الرأمسارل حق الفرد يف امتالؾ واستخداـ وسائل اإلنتاج‬
‫ادلملوكة بالشكل الذي يتحقق مع مصلحتو الشخصية‪ ،‬على ىذا األساس يقوـ اقتصاد السوؽ بتنظيم ادللكية‬
‫اخلاصة وزتايتها‪.‬‬
‫ث‪ -‬ادلنافسة وادلبادرة احلرة ‪ :‬إف ادلنافسة تسمح بالديناميكية وىي دتارس على ادلستويني الوطين والدورل حيث‬
‫تعوض رجاؿ األعماؿ وادلؤسسات منافسة دولية متكافئة‪ ،‬أما ادلبادرة احلرة فتسمح بالتفتح واالرتقاء وتنمي قدرات‬
‫اإلبداع‪ ،‬فالدوؿ األكثر تقدما ىي اليت تدافع عن ادلبادرة احلرة وادلنافسة والسوؽ ‪.‬‬

‫الدور اجلديد للدولة يف ظل االقتصاد ادلعاصر ‪:‬‬


‫إف الدولة اجلزائرية اليوـ تبحث عن الكفاءة والفعالية كأحد الثوابت وذلك بإدخاؿ االقتصاد الوطين يف السوؽ‬
‫الدولية ولتحقيق ذلك غلب ادلرور عرب زلاربة التضخم والتحكم يف الكتلة النقدية‪ ،‬امتصاص عدـ التوازف السليب‬
‫يف ميزانية الدولة وحتديد دورىا يف الظروؼ اجليدة وىي اقتصاد السوؽ والقياـ بإصالحات يف القطاع العمومي ‪.‬‬

‫دور الدولة يف ظل اقتصاد السوؽ ‪:‬‬


‫سواء للقطاع اخلاص والعاـ‬ ‫‪- 1‬ففي اقتصاد السوؽ تصبح الدولة تلعب دور ادلتحكم يف االقتصاد وادلوجو‬
‫وضرورة تفضيل القطاع اخلاص ألنو صاحب القوة احملركة ضمن اقتصاد السوؽ ‪.‬‬
‫‪- 2‬أف تتجو ضلو ادلهاـ العادية للدولة وتوفري قوة عمومية وتتحكم يف ادلوارد ادلالية اليت تتميز بالندرة ادلستمرة‬
‫يف تطلعات اجملتمعات والنمو الدؽلغرايف وما يصاحبو من حاجيات إذل العدؿ والتطور ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫‪- 3‬األداء التاـ لدور الدولة اجلديدة‪ ،‬الذي يفرض دخوؿ اقتصادىا يف تفاعل مع اقتصاديات أخرى‪ ،‬وتتميز‬
‫حاليا العالقات بالتكتالت على ادلستوى اجلهوي وما ػلدث من تغريات يف سلتلف جهات العادل ‪.‬‬
‫‪- 4‬وعلى الدولة أف حتدد دورىا يف اقتصاد السوؽ اجتاه ادلؤسسات العمومية إذ دل يبقى دورىا ادلتمثل‬
‫يف ادلالك وادلوجو وادلنتج الذي أثبت فشلو يف مراحل سابقة ‪.‬‬
‫‪- 5‬ولقد حتسنت ادلؤشرات ادلالية واالقتصادية اجلزائرية منذ منتصف التسعينات‪ ،‬وذلك يعود إذل السياسيات‬
‫اإلصالحية ادلعتمدة وادلدعومة من صندوؽ النقد الدورل‪ ،‬إضافة إذل إعادة جدولة ديوف‬
‫اجلزائر من قبل نادي باريس‪ ،‬ولقد ساىم عامالف يف إخراج اجلزائر ثاين أكرب بلد إفريقي من االختناؽ االقتصادي‬
‫‪1‬‬
‫ضلو آفاؽ استثمار واعدة "‪.‬‬

‫ألف قتيل ومنعت‬ ‫‪200‬‬ ‫*يكمن العامل األوؿ يف السلم الذي بدأ يستتب بعد أعماؿ عنف خلفت سقوط‬
‫استقرار اقتصاد البلد الواقع على أبواب أوروبا‪.‬‬
‫*أما العامل الثاين يف تغيري صورة اجلزائر فيتمثل يف ارتفاع أسعار النفط شلا جعل اإليرادات تصل إذل ‪ 45.6‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬وقاؿ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ‪ " :‬لقد بدأ شركاؤنا يف الًتاجع عن الًتدد وأدركوا أخريا أف فرص استثمار‬
‫ذتينة يف اجلزائر" ‪ .‬ومن ادلالحظ أف مالية اجلزائر استفادت كثريا من الفوائض التجارية اليت استطاعة حتقيقها خالؿ‬
‫السنوات ‪2003‬ـ‪2005-‬ـ‪ ،‬وأيضا من الرقم القياسي الذي دتكنت من حتقيقو فيما يتعلق باحتياطي النقد األجنيب‪،‬‬
‫إضافة إذل ختفيض الديوف اخلارجية‪ ،‬كما أف اجلزائر أعطت انتباىا كبريا للنشاط السياحي الذي بات يشهد ظلوا‬
‫واضحا واستقطابا كبريا للسياح ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‬


‫لقد طرأت على االقتصاد اجلزائري تغريات جذرية منذ سنوات قليلة إذ حتوؿ من اقتصاد يًتكز على القطاع العاـ‬
‫وتسيري حسب آلية السوؽ‪ ،‬فمنذ االطلفاض الذي عرفتو أسعار النفط سنة ‪1986‬ـ واألزمة االقتصادية اليت تلتو‪،‬‬
‫شرعت آنذاؾ بإدخاؿ إصالحات ىيكلية واليت كانت بدايتها الفعلية منذ ‪1994‬ـ عندما مت توقيع اتفاؽ مساندة‬
‫مع صندوؽ النقد الدورل دلدة سنة وقد استمرت ىذه اإلصالحات اليت أصبحت ختص قطاعات االقتصاد وذلك‬
‫بعد توقيع اجلزائر التفاؽ ثاين مع صندوؽ النقد الدورل يف ماي ‪1995‬ـ لفًتة ثالث سنوات إذل غاية هناية أفريل‬
‫‪1998‬ـ ‪.‬‬

‫اجلباية ‪ ،‬شبو اجلباية ‪ ،‬اجلمارؾ ‪ ،‬أمالؾ الدولة" ‪ ،‬دار اخللدونية ‪،‬ط‪ ،2‬اجلزائر ‪،2003،‬ص‪. 59‬‬ ‫‪ 1‬سعد بن عيسى‪"،‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أهم اإلصالحات االقتصادية المعتمدة في الجزائر ‪:‬‬


‫" عندما نربط اإلصالحات بفكرة التحرير االقتصادي فإف بداية اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر ؽلكن إرجاعها‬
‫إذل بداية الثمانينات‪ ،‬بعدما بدأت برامج إعادة ىيكلة ادلؤسسات االقتصادية والغاية ىي إعطاء صلاعة وفعالية‬
‫أكرب للقطاع االقتصادي من خالؿ تقليص حجم الشركات الوطنية وإضافة سياسات أخرى‪ ،‬لكن لإلشارة كاف‬
‫حجم ادلديونية يف ظل جهود اجلهاز االقتصادي واختاللو من جهة وعدـ ارتفاع أسعار إذل ادلستوى الذي يسمح‬
‫‪1‬‬
‫بإيرادات مناسبة من الصادرات من جهة أخرى وسنتطرؽ إذل أبرز ىذه اإلصالحات اليت تبنتها اجلزائر "‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إعادة هيكلة واستقاللية المؤسسة العمومية االقتصادية‬


‫" إف سياسة إعادة اذليكلة اليت عرفتها ادلؤسسات االقتصادية العامة منذ ‪1981‬ـ دل حتقق النتائج ادلرجوة‬
‫آنذاؾ شلا فسح اجملاؿ لظهور إصالح مكمل وىو ما يعرؼ بػػاستقاللية ادلؤسسة اليت تعد حلقة من حلقة‬
‫اإلصالح‪.‬‬

‫أ‪ -‬إعادة اذليكلة الصناعية ‪ :‬ؽلكن تعريفها على أهنا جتزئة الوحدات الضخمة إذل وحدات صغرية حسب الوظائف‬
‫للتحكم أكثر يف اإلدارة والتسيري والبحث عن ادلردود األفضل ويف واقع األمر فإف إعادة اذليكلة الصناعية ليست‬
‫مفهوما رلردا ولكن إسًتاتيجية ومن أجل الرفع من الفعالية والكفاءة للمؤسسات االقتصادية ومن أىدافها صلد ‪:‬‬
‫‪ .1‬ختليص الدولة من الثقل ادلارل ادلتسبب يف اخلسائر الدائمة للقطاع العاـ خاصة مع ندرة ادلوارد‬
‫وارتفاع التكاليف ‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة التوازف للقطاعات القادرة على انطالؽ إعادة التنمية لتخفيض البطالة ادلتزايدة وادلقلقة ‪.‬‬
‫* وأما عن أسباب إنتاجها فيعود إذل ‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ وجود إسًتاتيجيات واضحة للمؤسسات ‪.‬‬
‫‪-‬اإلمكانيات ادلالية ادلنفقة اليت دل جتد نفعا يف حتقيق اجلدوى االقتصادية ‪.‬‬
‫* ومن أساليب عملية إعادة اذليكلة أعلها ‪:‬‬
‫‪ -‬جتميع ادلؤسسات العامة يف صورة شركات قابضة ‪.‬‬
‫‪-‬تفرغ ادلؤسسات العامة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬استقاللية ادلؤسسات االقتصادية العمومية ‪ :‬إف سياسة إعادة اذليكلة الصناعية اليت عرفتها ادلؤسسة‬
‫االقتصادية العامة ومنذ بداية الثمانينات دل خترجها من األزمة اليت تتخبط فيها‪ ،‬وذلذا شرع إبتداءا من النصف‬

‫‪ 1‬صايف عبد القادر‪ ،‬سياسات اخلصخصة يف ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة يف العلوـ االقتصادية‪،‬كلية العلوـ‬
‫االقتصادية وعلوـ التسيري‪،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر ‪، 2007‬ص‪.19‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫الثاين لعقد الثمانينات يف إغلاد ىيكل جديد للمؤسسات القادرة على التأقلم مع احمليط اجلديد ومن أىداؼ‬
‫استقاللية ادلؤسسات يتمثل اذلدؼ األساسي يف البحث عن فعالية أحسن للجهاز االقتصادي ومن األىداؼ‬
‫النوعية صلد ‪:‬‬
‫‪-‬إعادة االعتبار للمؤسسة الوطنية لتجديد شخصيتها وأىدافها ‪.‬‬
‫‪-‬منح ادلؤسسة حق إدارة األعماؿ بنفسها عرب تنظيم العالقات االقتصادية واختيار ادلتعاملني ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬إعادة االعتبار لروح ادلبادرة واالبتكار وصنع نظاـ حتفيز يتماشى وأىداؼ ادلؤسسة "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسلوب الخوصصة كإصالح اقتصادي جديد‬


‫إف مفهوـ اخلوصصة يف القانوف االقتصادي اجلزائري يعين التحوؿ من ادللكية العامة للدولة لصاحل‬
‫أشخاص طبيعيني أو معنويني تابعة للقانوف اخلاص وىذا التحويل يف ادللكية يعين كل األصوؿ ادلادية أو ادلعنوية يف‬
‫مؤسسة عمومية أو يف جزء منها‪ ،‬أو يف حتويل تسيري ادلؤسسات العمومية إذل أشخاص طبيعيني أو معنويني تابعة‬
‫للقانوف اخلاص بواسطة صيغ تعاقدية حتدد فيها كيفيات حتويل التسيري وشلارستو وشروطو وذلذا تعترب اخلوصصة‬
‫إحدى الدعائم ادلستعملة لالنتقاؿ إذل اقتصاد السوؽ سعيا لتقليص حجم الدولة وعمال على ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬
‫ورفع كفاءة ادلؤسسات‪ ،‬وينظر إليها على أهنا وسيلة من وسائل زيادة الدؽلقراطية االقتصادية إف حتمية التوجو ضلو‬
‫سياسة اخلوصصة كانت نتيجة ادلردود السليب الذي وصل إليو القطاع العاـ يف اجلزائر ‪.‬‬
‫يقصد باالستقاللية ادلؤسسة قانونا أساسيا ووسائل عمل جتعلها تأخذ حبرية ادلبادرة والتسيري من أجل االستغالؿ‬
‫‪1988‬ـ‪،‬‬ ‫األمثل لطاقتها كما تتيح إمكانية التعاقد وفق القانوف التجاري ولإلشارة فالتطبيق الفعلي لالستقاللية‬
‫فمن بني أسباب االستقاللية نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسباب اقتصادية ‪:‬‬
‫‪-‬سلتلف ادلشاكل النارتة عن إعادة اذليكلة وعجزىا عن التحكم يف االقتصاد الوطين ‪.‬‬
‫‪-‬ادلرور من ظلو اقتصادي موسع إذل ظلو اقتصادي ػلتاج إذل التكثيف وكاف يتبع ىذا تدىور إنتاجية ادلؤسسات ‪.‬‬
‫‪-‬تداخل مهاـ الدولة كسلطة سياسية وكقوة اقتصادية ‪.‬‬
‫‪-‬وجود رلموعة من القوانني واألوامر جتاوزهتا األحداث واليت تتناقض مع القانوف االقتصادي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسباب سياسية وقانونية ‪:‬‬
‫‪-‬تداخل مهاـ الدولة كسلطة سياسية وكقوة اقتصادية ‪.‬‬
‫‪-‬الدخوؿ يف اقتصاد السوؽ وفتح رلاؿ ادلبادرة الفردية ‪.‬‬

‫‪ 1‬صايف عبد القادر‪ ،‬سياسات اخلصخصة يف ظل اإلصالحات االقتصادية‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ -‬أسباب اجتماعية ‪:‬‬


‫نظرا للتحسن ادللحوظ يف مستوى السكاف بعد االستقالؿ (الصحة والتعليم) وارتفاع الطلب على السلع‬
‫واخلدمات يف حني بقي عرضها ثابتا شلا سبب ظاىرة الندرة وتفشي البطالة‪ ،‬وذلذا ؼ ؿخلوصصة آثار مباشرة سواء‬
‫على ميزانية الدولة بتوفري سيولة دلواجهة الديوف الداخلية واخلارجية غري ادلدفوعة أو رفع اإلنتاج الوطين من جديد‬
‫وختفيض البطالة وإعادة طرؽ التسيري الصحيحة على االقتصاد الوطين عامة ‪،‬لكن تبقى عملية اخلوصصة احلالية‬
‫مثرية للجدؿ والنقاش‪ ،‬إذ تعًتضها رلموعة من الصعوبة ادليدانية أعلها ‪:‬‬
‫‪ -‬أهنا تؤدي يف الغالب إذل تسريح عدد كبري من العماؿ يف ادلؤسسات اليت دتت خوصصتها شلا يفاقم من حدة‬
‫البطالة مبا ذلا من انعكاسات اجتماعية غري مرغوبة ‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة التقييم االقتصادي للمؤسسات يف ظل غياب أسواؽ مالية كفأه شلا يفتح اجملاؿ بالتالعب بادلاؿ العاـ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحرير التجارة والمرور من اقتصاد مخطط إلى اقتصاد السوق مبني على القواعد الحرة‬
‫" كانت بداية غري مشجعة للمستثمرين األجانب حيث تزامن حترير التجارة دوف أف يعاد النظر يف النظاـ‬
‫اجلبائي والتعريفة اجلمركية مسبقا‪ ،‬ففي ادلرحلة منح حرية استرياد بضائع هبدؼ إعادة بيعها وقد دتيزت بالتقييد‬
‫كوهنا ختص قطاع جتارة اجلملة وحترير البضائع ادلستوردة إذل جانب فرض العملة الصعبة يف تسوية العمليات‬
‫التجارية أما يف ادلرحلة الثانية قد دتيزت بتحرير تاـ للنجارة اخلارجية إال أهنا تشًتط القيد يف السجل التجاري أما‬
‫يف ادلنتجات ذات االستهالؾ الواسع يشًتط اخلضوع لدفًت األعباء الذي يعترب رلرد إجراء إداري ‪ ،‬يفـ كن القوؿ‬
‫أف سياسة احلكومة اخلارجية هتدؼ إذل حتسني احلساب التجاري يف ادلدى ادلتوسط والتحرير الكامل ذلذا القطاع‬
‫والسعي لتخفيف عبء ادلديونية ‪ 22.5‬مليار دوالر حسب البنك العادلي ‪،‬كما تسعى إذل تشجيع تنويع الصادرات‬
‫خارج احملروقات ‪.‬‬
‫إف حترير التجارة اخلارجية قد أثر سلبا على االقتصاد اجلزائري حيث أدت إذل تدفق السلع واخلدمات يف األسواؽ‬
‫احمللية الذي أدى بدوره إذل هتديد السلع احمللية‪ ،‬واليوـ إف ادلؤسسات االقتصادية دتر مبرحلة إصالحات ىيكلية‬
‫‪1‬‬
‫وضلاوؿ من خالذلا إعادة تنظيم آلياهتا اإلنتاجية من أجل حتقيق التوازنات ادلالية "‪.‬‬

‫االقتصادية‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.24‬‬ ‫‪ 1‬صايف عبد القادر‪ ،‬سياسات اخلصخصة يف ظل اإلصالحات‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫قائمة الكتب ‪:‬‬

‫ط‪. 2003 ، 2‬‬ ‫‪ -1‬اعمر حيياوي‪ ،‬مسامهة يف دراسة ادلالية العامة‪ ،‬دار ىومة ‪،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -2‬السيد عطية عبد الواحد‪ ( ،‬مبادئ و اقتصاديات ادلالية العامة ) دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -3‬بشور عصام‪ ،‬ادلالية العامة و التشريع الضرييب ‪،‬مطبعة طرابني‪ ،‬دمشق‪. 1997 ،‬‬
‫‪ -4‬محيد بوزيدة‪ ،‬جباية ادلؤسسات ‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -5‬خالد شحادة اخلطيب‪ ،‬امحد زىري الشامية ( أسس ادلالية العامة ) دار وائل للنشر‪ ،‬األردن ‪،‬ط‪. 2005،3‬‬
‫‪ -6‬عادل قديح العلي‪ ( ،‬مالية دولية ) ‪،‬دار زىران لنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬ط‪. 2008،2‬‬
‫‪ -7‬زغدود علي‪ ،‬ادلالية العامة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية ‪،‬بن عكنون ‪ ،‬اجلزائر ‪.2006،‬‬
‫‪ -8‬زينب حسن عوض اهلل‪ ،‬مبادئ ادلالية العامة‪ ،‬دار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬الطبعة الثانية ‪.2006،‬‬
‫‪ -9‬سيد عبد ادلوىل ‪ ،‬ادلالية العامة‪ ،‬دار الفكر العربية‪ ،‬سنة ‪. 1995‬‬
‫‪،‬ط‪ ،2‬اجلزائر ‪.2003،‬‬ ‫‪ -10‬سعد بن عيسى‪ "،‬اجلباية ‪ ،‬شبو اجلباية ‪ ،‬اجلمارك ‪ ،‬أمالك الدولة "‪ ،‬دار اخللدونية‬
‫ط ‪.2007،2‬‬ ‫‪ -11‬صاحل الرويلي ‪ ،‬اقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -12‬صاحل اخلصاونة‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 2000،‬‬
‫‪ -13‬صباح نعوش‪ ،‬الضرائب يف الدول الغربية دار البيضاء‪ ،‬ادلغرب‪. 1997 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد الكرمي صادق بركات‪ ،‬علم ادلالية العامة‪ ،‬مؤسسة الشباب اجلامعية ‪.‬‬
‫‪ -15‬حممد مبارك حجري‪ ( ،‬الضرائب و تطوير اقتصاديات الدول العربية ) ‪،‬معهد البحوث و الدراسات العربية‬
‫‪. 1996‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬ط‪. 2003 ،3‬‬ ‫‪-16‬حممد عباس حمرزي‪ ،‬اقتصاديات ادلالية العامة‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫‪ -17‬حممد طاقة ‪ ،‬ىدى العزاوي ‪ ،‬اقتصاديات ادلالية العامة‪،‬دار ادلسرية للنشر‪ ،‬العراق‪،‬ط‪. 2006 ،3‬‬
‫‪ -18‬يونس أمحد البطريق‪ ،‬ادلالية العامة الضرائب و النفقات العامة‪ ،‬الدار اجلامعية باإلسكندرية‪،‬ط‪.2001،3‬‬
‫قائمة المذكرات ‪:‬‬

‫‪ -1‬أمني قاللة‪ ،‬حممد محيدي‪ ،‬اإلصالحات اجلبائية ودورىا يف التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة‬
‫ليسانس فرع مالية‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬اجلزائر‪. 2003/2002 ،‬‬
‫‪ -2‬بعوين صليحة ‪ ،‬تأثري الضريبة على الشركات تقرير تربص ‪ ،‬لنيل الشهادة اجلامعية التطبيقية ‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫دفعة ‪. 2004/2003‬‬
‫‪ -3‬بن سنوسي ليلى‪ ،‬جديد مسعودة ‪،‬الضرائب وأثارىا على التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة ماسرت‬
‫البويرة‪،‬اجلزائر ‪. 2009/2008،‬‬ ‫يف العلوم االقتصادية‪،‬فرع تسويق وجتارة دولية‪،‬جامعة‬
‫‪ -4‬توايت فتيحة ‪ ،‬الضريبة كأداة للتنمية االقتصادية ‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة لسانس فرع مالية ‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪ ،‬دفعة ‪. 2001/2000‬‬
‫‪ -5‬دمدوم فريد‪،‬كمال رزيق‪ ،‬نظم فرض الضريبة وأثرىا على التنمية االقتصادية‪،‬مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة‬
‫يف التخطيط و اإلحصاء فرع مالية وحساب حماضرة ادلعهد الوطين للتخطيط واإلحصاء اجلزائر ‪ ،‬دفعة‬
‫‪. 2008/2007‬‬
‫‪ -6‬ناصر مراد‪ ،‬النظام الضرييب اجلزائري احلايل ودوره يف متويل اخلزينة الدولة‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة ليسانس يف‬
‫ادلالية‪ ،‬دفعة ‪. 2003/2002‬‬
‫‪ -7‬راقب كرمية‪،‬رشيدة أمري‪ ،‬اإلصالح الضرييب يف اجلزائر بني النظرية والتطبيق مذكرة لنيل شهادة الدراسات‬
‫اجلامعية التطبيقية‪ ،‬فرع تقنيات بنكية ونقدية ‪،‬جامعة التكوين ادلتواصل‪ ،‬البويرة ‪ ،‬دفعة ‪. 2007/2006‬‬
‫‪ -8‬سعيداين تسعديت ‪ ،‬أثر الضريبة على الوضعية ادلالية للمؤسسة‪،‬مذكرة خترج لنيل شهادة ليسانس‪ ،‬فرع مالية‬
‫‪،‬جامعة بومرداس ‪ ،‬دفعة ثانية ‪،‬السنة اجلامعية‪. 2003/2002 ،‬‬
‫‪ -9‬صايف عبد القادر‪ ،‬سياسات اخلصخصة يف ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة‬
‫يف العلوم االقتصادية‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪.2007،‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫مقدمة عامة ‪:‬‬

‫اقتصرت وظائف الدولة قدديا حىت أوائل القرن العشرين على ضمان أمنها اخلارجي و الداخلي وعلى‬ ‫لقد‬

‫أداء بعض اخلدمات ذات ادلنفعة اجلماعية اليت حتقق مردودا مباشرا كشق الطرق و بناء السدود و ىذا ما يسمى‬

‫بادلفهوم الضيق لتدخل الدولة يف النشاط االقتصادي و بعد احلرب العادلية ازداد اىتمام ادلفكرين االقتصاديني و‬

‫رجال البحث العلمي بالتنمية االقتصادية حيث ظهرت عدة دراسات يف ىذا اجملال و أصبحت التنمية‬

‫االقتصادية ىي الشغل الشاغل و القضية األساسية سواء على مستوى احلكومات أو على مستوى ادلنظمات‬

‫الدولية و يرجع سبب ىذا االىتمام هبذه القضية إىل طبيعة التغريات السياسية اليت حدثت بعد احلرب من جهة و‬

‫إىل التطور الفكر االقتصادي من جهة أخرى ‪.‬‬

‫لكن ادللفت لالنتباه ىو أن ىنالك إجحاف يف حق الدول النامية نظرا ألن معظم الدراسات تنصب أساسا حول‬

‫الدول ادلتقدمة و كيفية حتقيقها للتنمية و ما يزيد من صحة ىذا التخمني ىو اشتداد حدة التوتر بني الدول‬

‫النامية و ادلتقدمة باإلضافة إىل حصول الدول النامية على استقالذلا حديثا ‪.‬‬

‫نتيجة لكل ىذه العوامل أصبح مطمح وغاية شعوب العامل الثالث ىو بناء صرح واسع للتنمية االقتصادية ومن مث‬

‫حتمية حتقيقها ضرورة مؤكدة لكن التنمية االقتصادية حتتاج إىل متويل و ىذا بدوره حيتاج إىل وسائل لتجسيدىا يف‬

‫الواقع و من دون وسائل المعنا للحديث على األىداف و ال رلال من ىذا ادلنطق فإن متويل التنمية االقتصادية‬

‫أصبح حيتل مكانة ىامة يف رلال االنشغاالت اليومية لدول النامية و للدول النامية إعادة اجلدولة ‪ ،‬ادلديونية ‪،‬‬

‫عجز ادليزانية ىذا مما أدى بالعديد من ادلفكرين االقتصاديني و خرباء ادلالية إىل البحث عن الوسائل و احللول‬

‫ادلناسبة للتخفيف من حدة التقلبات االقتصادية و تأثريىا على مستوى الدخل الوطين لتحقيق ما تصبو إليو‬

‫الدول من أىداف اقتصادية و اجتماعية دون اإلخالل بالتوازن االقتصادي ‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة عامة‬
‫الضريبة تلعب دورا ىاما يف تعبئة ادلوارد ادلالية للدول و إعطاء أقصى قدر من الفعالية االقتصادية‬ ‫إن‬

‫فكل الدول العامل تعتمد على ىذه الوسيلة اليت تشكل منبعا ماليا أساسيا ال ديكنو أن خيتفي ما دام ىناك اقتصاد‬

‫يشمل نشاطات صناعية و جتارية خاضعة تقتطع منها حصص مالية إجبارية لتوجو يف ما بعد إىل متويل النفقات‬

‫العمومية والتكفل ادلباشر باالستثمارات و ادلسامات ذات الطبيعة االجتماعية اليت تعترب ضرورة احلياة ادلتحضرة وال‬

‫ديكن حتقيق ىذا إال بتطبيق سياسة جبائية فعالة ترتكز على الضرائب ذات ادلردودية ادلالية العالية وادلقبولة سياسيا‬

‫و اجتماعيا بغية حتقيق أىداف الدولة و قيامها بواجباهتا ادلختلفة دون خلق صعوبات لألعوان االقتصاديني‪.‬‬

‫تقلصت عائدات اجلباية البًتولية اليت حتتل ادلرتبة األوىل من حيث‬ ‫‪1986‬‬ ‫فبعد اهنيار أسعار البًتول سنة‬

‫اإليرادات اليت تتحصل عليها الدولة لتمويل ميزانيتها مما جعل التفكري يف موارد أخرى ال مفر منو حيث انطلق‬

‫يف إصالحات جبائية قصد تغطية ىذا العجز بتوجو اجلباية العادية باإلضافة إىل كوهنا موردا أساسيا لتغطية‬

‫النفقات بأهنا أداة صامو من أدوات السياسة االقتصادية دلا ذلا من قدرة على التأثري يف حجم االتصاالت‬

‫واالدخار واإلنتاج وكذا خلق التوازن ادلطلوب بني األنشطة من جهة إىل جانب إجياد نوع من العدالة يف توزيع‬

‫العبء بني خمتلف فئات اجملتمع عن طريق إعادة توزيع الدخل الوطين من جهة أخرى‪.‬‬

‫فضمن ىذا اإلطار جاء حبثنا الذي يتمثل"" دور الضرائب وأثارها على االقتصاد الوطني "" تتبلور معامل‬

‫إشكالية حبثنا اليت ديكن صياغتها كما يلي‪:‬‬

‫"هل للحصيلة الضريبية دور في التأثير على االقتصاد الوطني" ؟‬

‫و من خالل حبثنا ىذا سوف حناول معاجلة اإلشكالية ادلطروحة باإلجابة على األسئلة الفرعية اليت ارتأينا ذلا‪:‬‬

‫*ما ادلقصود بالضرائب و على أي أساس يتم تصنيفها و ما ىي كيفية حتصيلها ؟‬

‫*ما الدور الذي تلعبو الضرائب يف توجيو احلياة االقتصادية ؟‬

‫و لإلجابة على ىذه التساؤالت نقوم بتحديد رلموعة من الفرضيات ‪:‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة عامة‬
‫*تعترب الضريبة موردا ماليا ىاما يف متويل خزينة الدولة ‪.‬‬

‫*للضريبة أمهية بالغة يف تطوير االقتصاد و توجيو األنشطة ‪.‬‬

‫*توفر مناخ مالئم يساعد يف حتقيق عملية التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫أهمية دراسة الموضوع‪:‬‬

‫تكمن أمهية دراسة ىذا ادلوضوع من خالل‪:‬‬

‫*الدور اذلام الذي تلعبو الضريبة يف حتقيق النفع العام و تأثريىا ادلباشر على اإلرادات العامة للدولة ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن السبب اجلوىري الختيار ادلوضوع يعود إىل أمهيتو و أسباب أخرى ‪:‬‬

‫*أمهية الضريبة يف متويل النفقات العامة و يف توجيو النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫*اختيارنا ذلذا ادلوضوع مل يكن سوى منطلق نظري و تطبيقي إلثراء معارفنا و قدراتنا يف ىذا ادلوضوع و اليت من‬

‫شأهنا أن تفيدنا يف ادلستقبل الدراسي يف حاالت التدرج و كذلك يف اجملال العلمي ‪.‬‬

‫الصعوبات التي اعترضتنا أثناء انجاز هذا الموضوع‪:‬‬

‫ال خيلو أي حبث علمي من صعوبات ومشاكل وخالل إعدادنا للموضوع كان العائق الرئيسي ىو عدم توفر‬

‫القدر الكايف من ادلراجع وضيق الوقت للتنسيق بني الدراسة إعداد ادلذكرة و الًتبص ‪.‬‬

‫ادلنهج ادلتبع وانطالقا من إن حتديد ادلوضوع باعتباره ىو الذي يوجو الباحث إىل نوع ادلنهج ادلستخدم ويف ضوء‬

‫ادلعطيات النظرية اليت عاجلت اجلباية فإننا يف الفصلني األول والثاين استعملنا منهجا حتليليا وصفيا أما الفصل‬

‫الثالث فقد استخدمنا منهجا استقرائيا واستنباطيا حيث استعملنا التحليل الكمي والوصفي لتبيان مدى فعالية‬

‫الضريبة يف معاجلة االختالالت االقتصادية و دور اإلصالحات يف تنمية االقتصاد الوطين أما يف ما خيص ىيكل‬

‫البحث قمنا بدراسة من ثالث فصول ‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة عامة‬
‫الفصل األول جاء حتت عنوان ( مدخل إىل االقتصاد الوطين و الضرائب ) تناولنا فيو تعريف لالقتصاد الوطين‬

‫ودراسة الضريبة من حيث ادلفاىيم واألسس الضريبية وأنواعها وكذا التنظيم الفين ذلا مث الفصل الثاين ادلتمثل‬

‫يف (دور و أثار الضرائب على االقتصاد الوطين ) وتناولنا فيو أثار الضرائب على االقتصاد وادلفاىيم ادلرتبطة هبا‪.‬‬

‫وأخريا اجلانب التطبيقي الذي يف الفصل الثالث وتناولنا فيو دراسة تطبيقية من خالل تقدمي مفصل لدراسة ميدانية‬

‫ملفتشية الضرائب لدائرة عشعاشة ‪-‬خضرة‪ -‬مستغامن من حيث نشأهتا ومهامها وتدرجها اإلداري ‪.‬‬

‫و اهنينا حبثنا ىذا خبامتة اشتملت على أىم االستنتاجات اليت استخلصناىا من خالل مراحل البحث وتقدمي مجلة‬

‫من االقًتاحات اليت رأيناىا مناسبة وىامة دلوضوع دراستنا‪.‬‬

‫‌د‬
‫تشكر و تقدير‬

‫أوال وقبل كل شيء حنمد اهلل ونشكره شكرا ومحدا كثريا على نعمه الكثرية اليت ال‬
‫تعد وال حتصى والصالة والسالم على أشرف خلق اهلل حممد بن عبد اهلل أما بعد ‪:‬‬
‫﴿اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما نافعا ولسانا ذاكرا وقلبا‬
‫خاشعا وجسدا على البالء صابرا﴾‬
‫أهدي مثرة هذا العمل إىل‪:‬‬
‫من ربتين ورعتين وأنا صغري ونصحتين وأنا كبري و أنارت دريب للعلم وسهرت على‬
‫جناحي أمي الغالية‪.‬‬
‫الذي كان السبب يف جناحي والقدوة يف حيايت والداعم األكرب يل أيب العزيز‪.‬‬
‫إخويت يامسني و نارميان وجلول ‪.‬‬
‫أخوايل وأعمامي وكل العائلة‪.‬‬
‫أصدقائي‪ :‬خمتار و بلقاسم وأصدقائي يف الدراسة و اجلامعة ‪.‬‬
‫إىل كل اللذين حتملهم ذاكريت ومل حتملهم مذكريت ‪.‬‬

‫ويف األخري نسأل من اهلل العفو والعافية يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬

‫محمد األمين‬
‫مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬مدخل إلى االقتصاد الوطني والضرائب‬


‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد الضرائب يف عادلنا ادلعاصر من القضايا اخلاصة حبياة اإلنسان سواء من حيث أدائه ذلا أو من انتفاعه مبواردها‬
‫يف إطار اخلدمات العامة ادلقدمة من قبل الدولة ونظرا ألمهية الضرائب ففي كافة اجملتمعات ادلتقدمة والنامية فهي‬
‫احد ادلصادر الرئيسية إليرادات الدولة اليت تستخدمها يف اإلنفاق على اخلدمات لتحقيق الرفاهية و تقدم اجملتمع‪.‬‬
‫و يف العصر احلديث يف أن اعتماد الدولة على الضريبة يكاد يكون اعتماد كليا وال يستثين من ذلك بعض الدول‬
‫ذات الكثافة السكانية البسيطة و اليت تتميز بثروات طبيعية تغطيها عن فرض الضرائب ‪.‬‬
‫إن األمهية اليت تتصف هبا الضريبة تدفعنا إىل حماولة معاجلة خمتلف جوانب الضريبة حىت تتمكن من إعطاء صورة‬
‫عامة ذلا من حيث ماهية الضرائب و اخلصائص اليت متيزها عن باقي ادلصادر التمويلية باإلضافة إىل ذكر خمتلف‬
‫أهداف الضريبة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قائـمة الـجداول و األشـكال‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫جدول حلساب الضريبة على الدخل اإلمجايل ‪24 ...................................‬‬ ‫‪1-1‬‬


‫‪ 1-2‬جدول تطور احلصيلة ملختلف الضرائب بني ‪30 ....................... 1995 -1991‬‬
‫جدول تطور حصيلة اجلباية البرتولية من ‪ 1999‬إىل ‪ 2010‬الوحدة (‪ )109‬دج ‪33 .....‬‬ ‫‪2- 2‬‬
‫جدول توزيع حصيلة الرسم على النشاط املهين ‪54 ................................‬‬ ‫‪1- 3‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪50‬‬ ‫اهليكل التنظيمي و مصاحل املفتشية لدائرة عشعاشة ‪............................‬‬ ‫‪01‬‬


‫خمتلف املصاحل التابعة لقباضة الضرائب ‪63 .......................................‬‬ ‫‪02‬‬

You might also like