You are on page 1of 7

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول الريادة (المقاوالتية ‪)Entrepreneurship‬‬

‫أوال‪ :‬العمل الحر‪:‬‬


‫ثانيا‪ :‬مفهوم الريادة ‪Entrepreneurship‬‬

‫‪ -1‬تعريف الريادة‬

‫‪ -‬عرفها مرصد الريادة العالمي لريادة األعمال ‪ GEM‬على أنها‪" :‬أي محاولة إلنشاء أعمال تجارية جديدة أو إنشاء مشاريع‬
‫جديدة‪ ،‬مثل األعمال الحرة ‪ ، self employment‬أو مؤسسات جديد أو توسيع نشاط تجاري قائم‪ ،‬من قبل فرد أو مجموعة من‬
‫األفراد"‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك عرفها بي ــتر دراكر‪ Drucker 1891‬على أنها‪" :‬عملية الس ــتخالص األرباح بطريقة جديدة وفريدة واستغالل قيمة‬
‫الموارد في ظل بيئة غير واضحة وغامضة"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عرفها رينولدز ‪ 5001‬على أنَّها‪" :‬وظيفة تنظيم المشاريع‪ ،‬واكتشاف ال ُفرص‪ ،‬وإنشاء نشاط اقتصادي جديد يكون غالبًا عبر‬
‫إِنشاء منظمة جديدة"‪.‬‬

‫المتاحة على ضوء الوقت والجهد والمال المتوفر‪ ،‬واس ــتغاللها في‬
‫من هن ــا يتضح أن ريادة األعمال تنطوي على معرفَة ال ُف ــرص العملية ُ‬
‫إنش ــاء أو التوسع في المنظمات االقتصادية بهدف الحصول على الربح‪ ،‬وذلك اس ــتنادا للمزج بين االبتكار واإلبداع‪ ،‬وتحمل المخاطر‬
‫والعمل الدؤوب‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق أن مفهوم الريادة يتكون من ثالثة أبعاد؛ هي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلبداعية‪ :‬فاإلبداع هو الطريقة التي يتبعها الريادي للبحث عن فرص جديدة‪ ،‬أو الطريقة التي يتم جلب األفكار للحصول على نتيجة‬
‫مربحة‪ ،‬فنجاح اإلبداع يعتمد على النجاح في سوق األفكار‪ ،‬وليس في حداثة الفكرة فقط ‪.‬‬

‫‪ -‬المخاطرة‪ :‬وتعني الطريقة التي يتم بها دمج اإلبداع في المؤسسة‪ ،‬أو المجتمع‪ ،‬أو الجماعة‪ ،‬وترتبط كذلك بالرغبة في توفير موارد‬
‫أساسية الستثمار فرصة موجودة مع تحمل المسئولية عن الفشل وتكلفته ‪..‬‬

‫‪ -‬اإلستباقية أو المبادرة‪ :‬تتعلق بعمل األشياء من خالل المثابرة‪ ،‬و القدرة على التكيف‪ ،‬وعمل قطيعة مع الطريقة التي يتم بها القيام‬
‫بعمل األشياء ‪.‬‬

‫‪ -5‬فوائد ريادة األعمال (المقاوالتية)‬


‫ثالثا‪ :‬صفات ومهارات الريادي ‪Entrepreneur‬‬

‫‪ -1‬تعريف الريادي‪ :‬يلعب الريادي دورا محوريا في فهم الريادة‪ ،‬وقد اتخذ مفهوم "الريادي" معاني كثيرة ومتعددة‪ ،‬دلت عليها جميع‬
‫الترجمات لمصطلح ‪ Entrepreneur‬في القواميس واألدبيات اإلدارية‪ ،‬والتي من ضمنها على سبيل المثال المعاني التالية‪:‬‬
‫العصامي‪ ،‬المبادر‪ ،‬رائد األعمال‪ ،‬المقاول‪ ،‬المخاطر‪ ،‬الطموح‪ ،‬صائد الفرص‪ ،‬والمبدع اإلنتاجي‪.‬‬

‫وفي االقتص ــاد المعاصر‪ ،‬حظي مفهوم "رائِد األعمال" باهتمام بالغ في البحث والتدقيق‪ ،‬فتغ ــيرت الترجمة العربيَّة لمصطلح‬
‫‪Entrepreneur‬ث ــالث مرات خالل العقود األخيرة‪ ،‬فقد َكانَت تترجم إلى "منظِّم"‪ ،‬ثم "مقاول"‪ ،‬ثم تحولت في التّس ــعينيات إلى‬
‫"ريادي‪.‬‬

‫بالرجوع إلى الخلفية التاريخية لهذا المصطلح نجد أن مصطلح " " ‪ Entrepreneur‬أصله فرنسي‪ ،‬حيث ظهر ألول مرة سنة‬
‫‪ 1341‬في قاموس ‪ ،française langue la‬ومع بداية القرن السابع عشر أصبح عنصر المخاطرة أكثر حضورا‪ ،‬وأصبح‬
‫‪ Entrepreneur‬ينظر إليه على أنه الشخص الذي يتحمل المخاطرة‪ ،‬حيث يعتبر ‪ Cantillon‬اإليرلندي الذي كان يعيش في‬
‫فرنسا أول من استخدم مصطلح الريادي لإلشارة إلى األدوار االقتصادية لهذا الشخص‪ ،‬حيث عرف الريادي بأنه‪" :‬الشخص الذي يقوم‬
‫بشراء عوامل اإلنتاج بأسعار معينة‪ ،‬من أجل بيع المخرجات الناتجة عنها بأسعار غير مؤكدة"‪.‬‬

‫أما اللغة اإلنجليزية فلم يكن لفترة طويلة مصطلح ‪ Entrepreneur‬ضمن مفرداتها‪ ،‬حيث كان المصطلح األكثر استخداما هو‬
‫‪ ،Undertaker‬كما كان يستخدم كذلك مصطلح ‪ ،Adventurer‬حيث كانت كلمة ‪ Undertaker‬خالل القرنيين ‪13‬‬
‫عشر ‪ 11‬عشر تقابل الكلمة الفرنسية ‪ ،Entrepreneur‬وكان يقصد بها الشخص الذي تولى إنجاز مهمة معينة‪ ،‬ومع مرور الوقت‬
‫أصبح هذا المفهوم أكثر اتساعا‪ ،‬وأصبح يطلق على الشخص الذي يشارك في مشاريع تنطوي على مخاطرة‪ ،‬حيث يكون الربح غير‬
‫مؤكد‪ ،‬وبعدها أخذ هذا الشخص عدة تسميات مثل " ‪." ،" " businessman ،" "managers-owner ،projector‬‬
‫"‪capitalist‬‬

‫حسب ‪ Wtterwulghe‬الريادي هو الشخص الذي يقوم في الغالب بإنشاء أعماله الخاصة‪ ،‬لكن ليس بالضرورة كل الرياديين‬
‫هم من أنشأوا مؤسساتهم الخاصة‪ ،‬حيث يمكن إيجاد ريادي قام بإعادة شراء أو ورث مؤسسة قام بإنشائها شخص آخر‪.‬‬

‫يرى ‪ J. Shumpter‬أن الريادي هو عصب و محرك التطور اإلقتصادي‪ ،‬وأن الوظيفة األساسية لهذا الشخص تتمثل في‬
‫اإلبتكار‪" ،‬دور الريادي يتمثل في إعادة تشكيل أو إحداث ثورة في طرق اإلنتاج‪ ،‬واستغالل اإلختراعات أو التقنيات الحديثة" ‪.‬‬

‫أما ‪ Hisrich‬فيعرف الريادي بأنه‪" :‬الشخص الذي يملك المبادرة والتفكير اإلبداعي‪ ،‬القادر على تنظيم اآلليات اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية لتحويل الموارد والظروف ألشياء عملية‪ ،‬ويقبل المخاطرة والفشل"‪.‬‬
‫وعليه فالرياديون يتمتعون بالروح الريادية التي تجعلهم أكثر قدرة على رؤية الفرص ضمن ما يراه اآلخرين إشكاالت ومحددات كثيرة‬
‫وكبيرة‪ ،‬ولديهم القدرة على المجازفة وتحمل المخاطرة‪ ،‬والتخطيط العلمي السليم‪ ،‬واإلدارة اإلبداعية ألعمالهم الخاصة‪.‬‬

‫أوجه االختالف بين الريادي و المدير‬

‫المدير‬ ‫الريادي‬

‫جد مهيكل‪ ،‬موجه بالمهمة‪ ،‬لديه أهداف ثابتة‪ ،‬ال يقوم بالتغيير‬ ‫مبدع‪ ،‬يملك خيال‪ ،‬لديه القدرة على رؤية أسواق جديدة‬

‫يحب تحمل المخاطر (لدية القدرة على رؤية الفرص الموجودة في يعرف كيف يراقب ويقيم‬
‫السوق)‬
‫يعرف كيف يقود ويحفز الفريق‪ ،‬وكيف يوجه العمل الجماعي‬ ‫لديه رؤية‬

‫يعمل في ظل اإلطار العام لإلستراتيجية‬ ‫جد متفاعل‪ ،‬نشيط جدا‪ ،‬قيادي‪ ،‬غير مرتب‬
‫شخص ضعيف‪ ،‬ال يمكنه تغيير رأيه‬ ‫يملك إرادة قوية (شخص عنيد)‬
‫يعمل باستخدام المنهجية والتحليل‬ ‫يعمل باستعمال الحدس والذوق‬
‫يحب الرجوع إلى الرئيس المباشر‬ ‫يتحدث مع اآلخرين للمتابعة‬

‫من خالل الجدول السابق يمكن استخراج بعض أهم الفروق بين الريادي والمدير‪:‬‬

‫يكون اهتمام المدير موجه بشكل كبير نحو الرقابة‪ ،‬ويبحث عن التحكم أكثر في األحداث‪ ،‬أما الريادي فهو على العكس من‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك‪ ،‬فهو عنصر فاعل أكثر في المؤسسة‪ ،‬فالضرورة تحتم عليه أن يكون ملما بكل ما يدور داخل المؤسسة‪ ،‬وكذلك البحث‬
‫عن الفرص الموجودة في السوق‪.‬‬

‫من جهة أخرى فالسلوك اإلداري للمدير يكون موجه نحو األوامر "العمليات"‪ ،‬وهو ما يتجسد في الصرامة البنيوية الهيكلية‬ ‫‪-‬‬
‫وتثبيت الوجود‪ ،‬في حين يكون سلوك الريادي موجها أكثر نحو اإلبتكار واإلبداع‪ ،‬وهو ما يعني الرغبة في إنشاء شيء انطالقا‬
‫من ال شيء‪.‬‬

‫فيما يتعلق باإلختالف في عمليات اتخاذ القرار‪ ،‬فالقرارات الشجاعة للريادي تتخذ غالبا عن طريق الحدس الشخصي وحاسة‬ ‫‪-‬‬
‫الشم‪ ،‬في حين أن اتخاذ القرارات من قبل المدير يكون بعد إقناع مختلف الفاعلين في المؤسسة‪ ،‬وبعد جمع و تحليل‬
‫البيانات (تقارير داخلية‪ ،‬دراسات تقنية‪ ،‬استشارة‪...‬الخ)‪.‬‬
‫سمات الريادي‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أصناف رواد األعمال‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ ‬تصنيف ‪: M. Marchesnay (1988):‬انطالقا من المنافذ السوسيواقتصادية التي تمثل المبادئ التي يمكن أن ينتهجها‬
‫الريادي وهي اإلستمرارية ‪ ،la pérennité‬اإلستقاللية ‪ ،l’indépendance‬التحرر ‪ ،l’autonomie‬النمو‬
‫‪ ،la croissance‬اقترح هذا الباحث صنفين من الرياديين انطالقا من هذه الدوافع‪:‬‬

‫يبحث بشكل أساسي عن استمرارية المؤسسة‬ ‫‪.1‬‬


‫والحفاظ تحررها باعتبارها ميراث عائلي‪ ،‬لذلك فهو يرفض أي مشاركة في رأس المال من قبل مساهمين من خارج العائلة‪ ،‬ويرفض‬
‫اإلقتراض من الخارج‪ ،‬فهو يفضل على ذلك التمويل الذاتي أو من العائلة‪ ،‬كما أن هذا الصنف من الرياديين ال يقبل النمو إال في‬
‫حدود و في ظل شروط بحيث ال تهدد استمرارية المؤسسة و تحررها المالي‪.‬‬

‫الريادي من الصنف ‪ PIC‬يملك تكوين تقني‪ ،‬كما أنه يهتم أكثر بالمشاكل الداخلية (اإلنتاج‪ ،‬األفراد‪...‬الخ)‪ ،‬رؤيته الخارجية‬
‫تكون ضيقة‪ ،‬وبدون ممارسة لألنشطة التجارية‪ ،‬فهو ال يخصص إال القليل من وقته من أجل تحليل السوق‪.‬‬

‫فيما يتعلق بسلوك هذا الصنف اتجاه مؤسساتهم فإنه يكون سلوك أبوي تسلطي‪ ،‬فهو من النوع الذي يتخذ معظم القرارات بمفرده‪،‬‬
‫والتالي فهو يمارس الالمركزية في اتخاذ القرارات وال يسعى إلى مشاركة اآلخرين‪ ،‬وعملية وضع اإلستراتيجية تتم دون إتباع أي إجراء‪.‬‬

‫من الناحية النفسية‪ ،‬هذا النوع من الرياديين يظهر نفور من المخاطرة‪ ،‬يخاف من حالة عدم التأكد‪ ،‬فرؤيته المستمدة من الميراث‬
‫العائلي هي التي تحدد اختياراته وسلوكاته‪.‬‬

‫عند مقارنة هذا الصنف مع الصنف السابق يتضح أن‬ ‫‪.5‬‬


‫هناك تعارضا في األهداف بين كال الصنفين‪ ،‬فالمالك‪-‬المسير ‪ CAP‬يكون أكثر بحثا و اقتناصا للفرص (انتهازي)‪ ،‬فهو يبحث عن‬
‫النمو في السوق حتى لو كان ذلك يعني إخراج بعض األنشطة أو الوظائف التي تحد من تطور المؤسسة‪ ،‬فالنمو بالنسبة له يعبر عن‬
‫مدى النجاح الشخصي وتحقيق الذات‪ ،‬كما أنه يكون أكثر اهتماما بمشاكل السوق وأكثر رغبة في التوسع والنمو‪ ،‬ويسعى إلى تحقيق‬
‫أكبر قدر ممكن من األرباح حتى ولو كانت المخاطر عالية‪ ،‬بالنسبة لهذا الصنف ال يشكل إدخال شركاء من خارج العائلة مشكلة‪،‬‬
‫بشرط أن فقد التحرر المالي ال يعني التخلي عن اإلستقاللية في اتخاذ القرارات واإلدارة‪ ،‬وعليه فالتحرر المالي واإلستمرارية ال تمثل‬
‫أولوية بالنسبة له‪ ،‬كما أن المؤسسة ال تعتبر امتداد لشخصه‪.‬‬

‫هذا النوع من الرياديين يحب ممارسة األنشطة اإلدارية‪ ،‬خاصة األنشطة اإلدارية ذات الطبيعة التجارية‪ ،‬و فيما يتعلق بأسلوب اإلدارة‬
‫و القيادة فهو يرتكز على التكامل أكثر منه على التمايز (اإلختالف)‪ ،‬كما أنه يحاول إشراك أفراد المؤسسة‪ ،‬ومن أجل تحقيق الفعالية‬
‫فهو يفضل أن يحيط نفسه بأشخاص مؤهلين‪ ،‬فمن الناحية النفسية هذا الصنف من المسيرين يملك ثقة كبيرة في نفسه‪ ،‬ولديه انجذاب‬
‫نحو المخاطرة‪.‬‬

You might also like