You are on page 1of 13

‫املؤتمر الدولي‬

‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫املركز الديمقراطي العربي بالتعاون مع‬

‫جامعة إب –اليمن‪-‬‬

‫الجامعة االسالمية بلبنان –‬


‫لبنان‪-‬‬

‫ينظم املؤتمر الدولي العلمي حول‪:‬‬

‫أثر السياسات املالية للشركات في تشخيص الفشل املالي وتحسين األداء‬

‫املحور األول‪ :‬االطار النظري للسياسات‪ F‬املالية للشركات في بيئة االعمال الحديثة‪F‬‬
‫السياسات املالية للشركة في توزيع األرباح‬ ‫‪‬‬

‫عنوان املداخلة‪ :‬املواءمة بين أهداف أصحاب املصالح ودورها في رسم سياسة توزيع األرباح في‬
‫الشركات‬

‫ط‪.‬د بلخلفة فاطمة زهرة‬

‫جامعة الجياللي بونعامة خميس مليانة‬


‫الجزائر‬

‫‪belkhalfafatima@gmail.com‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫ملخص‪ :‬تعتبر قرارات‪ P‬توزيع األرباح من القرارات الهمة في املؤسسة ملا لها من تأثير على نتائجها املالية‬
‫واالقتصادية التي قد تمتد لعدة دورات الحقة‪ ،‬كما تعتبر إحدى أهم مؤشرات األداء والتي تنعكس بشكل مباشر‬
‫على قيمة السهم ‪ ،‬تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على العوامل واملحددات التي من شأنها تحديد سياسة‬
‫توزيع األرباح في الشركات‪ ،‬اعتمدت الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي ألنه األنسب للتعريف‪ P‬بمتغيرات‬
‫الدراسة وبيان جوانبها‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬السياسات املالية ‪ ،‬األرباح املحتجزة‪ ،‬توزيع األرباح‪ ،‬فرص النمو‪ ،‬السيولة‪ ،‬الربحية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Distribution decisions are considered one of the important decisions in the company because of their‬‬
‫‪impact on its financial and economic results, which may extend to several subsequent sessions. It is also‬‬
‫‪considered one of the most important performance indicators, which is directly reflected in the value of‬‬
‫‪the share. This study aims to highlight on the factors and determinants of dividend policy in companies.‬‬

‫‪The study relied on the analytical descriptive approach because it is most suitable for defining the study‬‬
‫‪variables and explaining their aspects.‬‬

‫‪profit distribution, growth opportunities,‬ح ‪Key Words: financial policies, retained earning,‬‬
‫‪Liquidity, profitability.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫على غرار بقية قرارات التمويل يعتبر التصرف في األرباح واتخاذ قرار توزيعها من بين أهم قضايا الدراسات‪ P‬في‬
‫االدارة املالية بشكل عام وتخصصات تمويل املؤسسة بصفة خاصة حيث تعتبر االرباح املحتجزة املصدر األهم‬
‫لتمويل االستثمارات‪ P‬أو التوسع في معظم املؤسسات إن لم نقل كلها‪ ،‬وذلك نظرا النخفاض تكلفتها‪ P‬وسهولة‬
‫الحصول عليها‪ ،‬وبالرغم من أهمية التوسع بالنسبة للمؤسسات إال أن توزيع األرباح يعتبر املطلب‪ P‬الرئيسي للمالك‬
‫(املساهمين) الذين كان دافعهم لالستثمار في مشروعات املؤسسة هو الحصول على العوائد‪ ،‬وبالتالي ينتج عن ذلك‬
‫نوع من تضارب املصالح واألهداف بين املدراء واملالك‪ ،‬كما ينتج عن ذلك بروز جملة من املحددات والعوامل التي‬
‫يصنع تفاعلها سياسة توزيع محددة للمؤسسة كنوع من تحقيق التوافق واالنسجام بين أصحاب‪ P‬املصالح‪.‬‬

‫إن اتخاذ القرار بالتوزيع معناه أرباح محتجزة أقل أي معدل نمو أقل وتوسعات استثمارية أقل كذلك‪ ،‬ومن هنا‬
‫فإن دراسة العوامل التي من شأنها التأثير على قرارات توزيع األرباح يساهم وبشكل كبير في ترشيد القرارات‪ P‬املالية‬
‫املتخذة وكذا الحفاظ على استمرارية املؤسسة من خالل التحكم في السيولة والتوسع في االستثمارات‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪ F:‬ماهي العوامل املحددة لسياسة توزيع األرباح في الشركات ؟‬

‫يتفرع من هذا اإلشكال جملة من التساؤالت الفرعية أهمها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫ما هي سياسة توزيع األرباح؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف يتم التوفيق بين أهداف املالك من جهة في حصولهم على العائد وأهداف املدراء في تحقيق املصلحة‪P‬‬ ‫‪‬‬
‫الشخصية وكذا النمو من جهة أخرى؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫تعتبر سياسة توزيع األرباح إحدى السياسات املالية املتخذة في املؤسسة وتعبر عن حصول املساهمين‪ P‬على‬ ‫‪‬‬
‫عوائد من أرباح الشركة‪.‬‬

‫يتم تخلي املساهمين عن حصولهم عن العوائد كنتيجة لعاملين رئيسين هما الثقة بينهم وبين اإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫والعامل الثاني هو أملهم في الحصول على عائد أكبر مما قد يحصلون عليه نتيجة توظيفه لألموار‬
‫بأنفسهم‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪ :‬تستمد هذه الدراسة أهميتها‪ P‬من كون أن موضوع توزيع الرباح‪ P‬أصبح موضوعا هاما ألهمية‬
‫الحصول على األموال من قبل الشركات أو املؤسسات ككل وذلك نظرا‪ P‬للظروف االقتصادية الراهنة وفي ظل‬
‫اشتداد املنافسة ونتيجة للعوامل التي فرضتها العوملة وانفتاح السوق‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على جملة من العوامل التي تصنع أو تساهم في اختيار‬
‫سياسة توزيع األرباح في املؤسسة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪ :‬اعتمدت هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ذلك أنه األنسب إليجاد إطار نظري لسياسة‬
‫توزيع األرباح وتحليل العوامل‪ P‬التي تؤثر على اختيارها‪.‬‬

‫‪ .I‬االطار املفاهيمي للسياسة توزيع األرباح ‪:‬‬

‫‪ :‬تعتبر سياسات توزيع األرباح إحدى أهم قضايا تمويل املؤسسات ومن ضمن أهم القرارات التي يتخذها املدراء‬
‫املاليون والعامون للشركة‪ ،‬كون أن األرباح املحتجزة هي املصدر الرئيسي لتمويل االستثمار والتوسع‪ ،‬لذلك فقد‬
‫حضيت باهتمام العديد من البحوث والدراسات من ها املؤيدة ومنها التي عارضت التوسع فيها‪،‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم توزيع األرباح يحتلف الباحثون في اعتبار قرار توزيع األرباح قرارا استثماريا أم‬
‫تعريف توزيع األرباح‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫واالرباح املوزعة هي تلك الدفعات النقدية املقرر توزيعها على حملة االسهم العادية وفقا لربحية‬
‫املؤسسة وسيولتها (سامر حمدي الكحلوت‪ ،2014،‬ص‪.)23‬‬

‫كما يمكن تعريفها على أنها توزيعات امللكية لحملة األسهم من األرباح الحالية أو املتراكمة‪ ،‬ويخضع‬
‫قرار وتوقتي الحصول عليها ملصادقة مجلس االدارة (هاشم حسن حسين‪ ،2008 ،‬ص‪.)2013‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫أشكال توزيع األرباح‪ :‬تعددت أشكال توزيع األرباح ويمكننا ذكر ما يلي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫توزيع األرباح على شكل أسهم‪ :‬بدل حصول املستثمر على مبلغ من النقود يتم حصوله على عدد‬ ‫ا‪.‬‬
‫معين من األسهم وتتم التوزيعات حسب الحصة من رأس املال‪ ،‬من األثار التي يمكن أن تترتب على هذه‬
‫السياسة هو انعكاسها‪ P‬سلبا على رأس املال‪ ،‬لذل يتم اللجوء لهذه الطريقة عند ارتفاع قيمة األسهم‬
‫بشكل كبير مع خشيان عدم اقبال املستثمرين على شرائها (وسيم سليمان‪ F‬مخلوف‪ ،2019 ،‬ص‪.)12‬‬
‫التوزيع على أذونات الدفع‪ :‬في بعض األحيان ال تتوفر النقدية السائلة لدى املؤسسة مما يضطرها‬ ‫ب‪.‬‬
‫إلىى تصريف مدفوعات األرباح للمستثمرين على شكل أوراق للدفع اآلجل (في تاريخ الحق)‪ ،‬هذه‬
‫األوراق لها تاريخ استحقاق‪ ،‬كما يمكن للمستمر القيام بخصمها للحصول على النقود لدى جهات خارج‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫التوزيع العيني ‪ :‬في بعض األحيان تواجه الشركات صعوبات في توفير السيولة الكافية لتسيير شؤونها‬ ‫ج‪.‬‬
‫وتصريف مستحقات الدائنين‪ P‬أو الساهمين أو املتعامليم بصفة عامة‪ ،‬مما يضطرها إلى توزيع مستحقات‬
‫بعض األطراف بشكل عيني‪ ،‬ويدخل في ذلك توزيع األرباح‪ ،‬حيث تلجأ‪ P‬الشركات إلى توزيع األرباح في‬
‫شكل أصول من سلع أومنتوجات أو عقارات أو استثمارات‪...‬الخ على املساهمين‪ ،‬ويتم ذلك باقتراح من‬
‫مجلس االدارة ويتم املصادقة على القرار من طرف الهيئة العامة للمساهمين‪.‬‬
‫ثانيامفهوم سياسة توزيع األرباح‪ :‬تعتبر سياسة توزيع األرباح أهم القرارات املالية املتخذة في املؤسسة‬
‫بصفعة عامة وعلى مستوى االدارة املالي بصفة خاصة‪ ،‬وقد تعددت الدراسات التي تناولت هذا املفهوم وبشكل‬
‫واسع‪ ،‬ويمكننا أن نقدم جملة من التعريفات التي القت رواجا وكذا بيان أنواع هذه السياسات‪P.‬‬
‫تعريف سياسة توزيع األرباح‪ :‬تعرف سياسة توزيع األرباح بأنها‪:‬‬

‫قرار تحديد الجزء من األرباح الذي يوزع على املساهمين‪ P‬والجزء الذي يستبقى دون أن يتم توزيعه (هاشم‬
‫حسن حسين‪ ،2008 ،‬ص‪)213‬‬

‫املفاضلة ما بين توزيع األرباح أو احتجازها بغرض إعادة استثمارها (طه عبد الرحيم‪،2008 ،‬ص‪.)390‬‬

‫كما عرف سياسة توزيع األرباح على أنها األدلة أو االرشادات التي تعتمد عليها االدارة املالية عند اتخاذ‬
‫قرارات التوزيع وتعنى هذه األخيرة الجزء من األرباح الصافيةوالذي‪ P‬تقوم املؤسسة بتوزيعه على املساهمين حسب‬
‫نسبة األسهم التي يملكونها إذ يمكن ملجلس االدارة التصريح‪ P‬عن التوزيع في أي وقت‪ ،‬ويعتبر التوزيع خيارا وليس‬
‫الزاما قانونيا بالنسبة ملجلس االدارة‪( .‬طويل آسيا‪ ،2019 ،‬ص ‪)21‬‬

‫سياسة توزيع األرباح هي تحديد النسبة التي ينبغي توزيعها من األرباح املحققة (ياقوت موساوي‪ ،2013،‬ص‬
‫‪.)26‬‬

‫وعرفت سياسة توزيع األرباح أيضا بأنها ‪ :‬الحلقة املفقودة بين التوزيعات‪ P‬و النمو‪ ،‬باعتبارها تؤثر في ذات‬
‫الوقت على مستوى كل من معدل النمو والتوزيعات‪ ،‬بحيث يعتبر النمو احد مكونات نموذج التوزيعات‪ ،‬وبذلك‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫يمكن النظر الى مسألة التوزيعات على أساس اختيار بين معدل النمو والتوزيعات النقدية الحالية (محمد موسى‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص)‬

‫كما يمكن تعريفها وفقا (زرقون‪ ،2010 ،‬ص‪ )85‬بأنها مضمون التخاذ القرار بتوزيع االرباح أو احتجازها إلعادة‬
‫استثمارها في املؤسسة‪.‬‬

‫وتعرف سياسة توزيع األرباح املثلى بأنها املفاضلة بين التوزيعات التي يحصل عليها املساهمين والتوسعات‬
‫املستقبلية التي ينتج عنها إلى تعظيم قيمة السهم في السوق (‪.)fung, 2012, p13‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع سياسات توزيع االرباح‪ :‬نذكر من بين السياسات‪ P‬املتبعة في توزيع األرباح مايلي‪:‬‬

‫توزيع األرباح الثابتة واملستقرة‪ :‬يتم وفقا لسياسة توزيع األرباح الثابتة توزيع مقدار ثابت من األرباح في‬ ‫د‪.‬‬
‫نهاية السنة سواء زادت األرباح أو انخفضت‪ ،‬وبموجب سیاسة توزیع األرباح الثابتة تدفع الشركة نسبة‬
‫مئویة من أرباحها كأرباح سنویة وهي الطريقة التي يفضلها أغلب املستثمرين كما أنه األسلوب األكثر بساطة‬
‫واستخداما كما أنه بهذه الطریقة یختبر املستثمرون التقلب الكامل ألرباح الشركة‪.‬‬
‫توزيع أرباح منخفضة ومتزايدة‪ :‬تعتمد الشركات عند تطبيق هذه السياسة الى دفع‬ ‫ه‪.‬‬
‫معدالت ثابتة من توزيعات األرباح ولكن بنسب منخفضة عندما تكون األرباح قليلة وعند زيادة‬
‫أرباح الشركة تقوم بزيادة نسبة التوزيعات‪. P‬‬
‫سياسة توزيع األرباح الفائضة (املتبقية)‪ :‬بعد اقتطاع النفقات االستثمارية ورأس‬ ‫و‪.‬‬
‫العامل تدفع الشركة للمستثمرين ما تبقى من أرباح‪ ،‬هذا األسلوب هو الكثر منطقية وقبوال من‬
‫طرف املستثمرين‪،‬‬
‫اشتقاق األسهم ‪ :‬يحصل املستثمر على أسهم أكثر مقابل مايملك من أسهم وفي غالبية‬ ‫ز‪.‬‬
‫األحيان ‪ :‬تتم عملية اشتقاق االسهم من خالل سهم ونصف جديد مقابل سهم قديم او سهمين‬
‫جديدين مقابل سهم قديم او ثالثة اسهم جديدة مقابل سهم قديم‪.‬‬
‫عكس االشتقاق‪ :‬وتعبر عملية عكس تجزئة السهم عن تخفيض عدد أسهم الشركة‪ ،‬وزيادة‬ ‫ح‪.‬‬
‫سعر السهم الواحد‪ ،‬بهذا يحصل املستثمرون‪ P‬على سهم واحد جديد مقابل عدد معين من‬
‫األسهم التي يملكوتها‪ P‬مثال إثنان أو أربعة ‪ .،..‬يملكونها اآلن‪ ،‬مما يعزز سعر السهم بمقدار خمسة‬
‫أضعاف (‪ ،)Baker kent H, 2005, p449‬بهذه الطريقة تتخلص املسسة من صغار املستثمرين‬
‫وأيضا رفع القيمة السوقية للسهم‪.‬‬
‫‪ .II‬النظريات املفسرة لسياسات توزيع األرباح‬
‫أوال‪ :‬نظرية عدم مالءمة التوزيعات‪ :‬وفقا لـ موديغلياني‪ P‬وميلر ‪ 1961‬فإن قيمة املؤسسة تتكون من‬
‫خالل طريقة التعامل مع املوارد املتاحة وليس فقط التصرف في األرباح‪ ،‬وأن ثروة املساهمين هي نتيجة‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫القرارات االستثمارية وفعاليتها‪ P‬كما أن التصرف في األرباح سواء باحتجازها إلعادة استمارها أو توزيعها‬
‫على شكل توزيعات نقدية ال يؤثر على قيمة املؤسسة‪.‬‬
‫افتراضات هذه النظرية‪:‬‬
‫ثبات سیاسة االستثمار ووضوحها للمستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال وجود للضرائب على االشخاص و املؤسسات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إتاحية املعلومات‪ P‬لجميع األطراف وفي نفس الوقت‪ (.‬الوجود لعدم تماثل املعلومات)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال وجود لتكالیف الوكالة بین املدراء واملستثمرین‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال وجود لتكالیف اإلفالس وال تكالیف‪ P‬الصفقات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمیز السوق املالیة باملنافسة التامة واألعوان بالرشادة والعقالنیة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من االفتراضات السابقة يمكننا تقييم السياسة السابقة على أنها ال تأخذ بعين االعتبار ظروف الواقع‬
‫وبالتالي وعدم قابليتها‪ P‬للتطبيق‪.‬‬
‫ويناقش ميلر وموديغلياني ان القيمة الحالية لسهم الواحد بعد دفع ارباح االسهم تساوي القيمة الحالية‬
‫للسهم الواحد قبل مدفوعات االرباح املوزعة ‪ .‬بشكل اخر يمكن تعريف السعر السوقي للسهم الواحد في‬
‫بداية الفترة على انها القيمة السوقية فيي نهاية الفترة اضافة الى االرباح املوزعة خالل الفترة ‪ .‬وبالتالي ال‬
‫تتأثر ثروة حملة األسهم بقرارات توزيع االرباح الحالية واملستقبلية ولكنها تعتمد بالكامل على القدرة في‬
‫زيادة اصول الشركة (شهاب الدين‪ ،‬ابتسام السيد‪ ،2016 ،‬ص ‪.)72‬‬
‫نظرية (مالءمة التوزيعات)‪ F‬العصفور في اليد‪ :Gordon & Lintner :‬ينتج عن التوزيعات القضاء على‬
‫حالة عدم التأكد بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬وبالتالي تؤثر على قيمة السهم إيجابا (ارتفاع سعره في السوق)‪،‬‬
‫وذلك نتيجة لخصم املكاسب املستقبلية للمؤسسة بمعدل خصم منخفض باملقارنة مع خصم األرباح‬
‫الرأسمالية التي تتميز بدرجة عدم التأكد (يونسي‪، 2014،‬ص‪)97‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية االشارة‪)Ross 1977( :‬يعتمد االفراد والجهات واصحاب‪ P‬املصالح في املؤسسة الى‬
‫معلومات مالية التخاذ قرارات اقتصادية ومالية سليمة ‪ .‬وبالتالي تفترض هذه النظرية عن وجود‬
‫معلومات متماثلة لدى املدراء الذين يعملون في املؤسسة وعن ضرورة نقل هذه املعلومات بشكل صحيح‪P‬‬
‫الى اصحاب‪ P‬املصلحة(عدم تناظر املعلومات) وبالتالي فان القيمة السوقية للسهم سوف تتأثر وفقا لهذه‬
‫املعلومات اما بالزيادة او النقصان ‪ ،‬حيث ان املستثمرين الحاليين واملتوقعين سوف يتفاعلون مع هذه‬
‫االشارات اما بالشراء او البيع ‪( .‬عبد القادر بريش‪ ،‬عيسى بدروني‪ ،‬ص‪)22‬‬
‫ثالثا‪ :‬نظرية الفائض في التوزيع ‪ :‬تقوم هذه النظرية على ان الشركة في البداية يجي ان تقوم بتمويل‬
‫معظم االستثمارات املربحة وذات الجدوى االقتصادية ومن ثم تقوم بتوزيع ما تبقى من االرباح على‬
‫املستثمرين (سكيريفة‪ F‬رابح ‪ 2017،‬ص‪.)78‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية التفضيل الضريبي‪ :‬تقوم هذه النظرية على أن تكلفة رأس املال تتناقص في حالة‬
‫احتجاز االرباح نتيجة عدم الخضوع وبالتالي زيادة قيمة الشركة ‪ .‬حيث تفترض هذه النظرية أن‬
‫توزيعات‪ P‬االرباح سوف تخضع لضريبة ستكون أكبر من األرباح الرأسمالية‪ P‬وبالتالي فان املستثمرون‬
‫يفضلون احتجاز االرباح لتحقيق أرباح رأسمالية ورفع القيمة السوقية للسهم‪.‬‬

‫وتم توجيه انتقادات لهذه النظرية تمثلت في وجود بعض املؤسسات التي ال تخضع لضرائب مثل مؤسسات التنمية‬
‫وهيئات األوقاف وصناديق املعاشات( سكيريفة رابح‪ ،‬ص‪.)70‬‬
‫‪ .III‬العوامل املحددة لسياسة توزيع األرباح في الشركات‬
‫يعتبر التمويل الذاتي كما سبق االشارة أهم موارد تمويل املؤسسة نظرا لسهولة الحواصل عليه‬
‫وتكلفته املنخفضة مقارنة باملصادر األخرى كالدين واالصدار‪ ،‬لكنه رغم ذلك فهو ليس متاحا‬
‫للشركات بشكل مطلق ألنه محكوم بجملة من العوامل واملحددات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املواءمة بين أهداف أصحاب املصالح في املؤسسة‬

‫يختلف أصحاب املصالح في املؤسسة بين أطراف املصلحة‪ P‬الرئيسيين‪ P‬كاملالك واملدراء والعمال والذين يكون‬
‫التأثير املتبادل بينهم وبين املؤسسة جوهريا ومستمرا عبر الزمن‪ ،‬وأطراف املصلحة‪ P‬الثانويين‪ P‬كالشركاء‬
‫االجتماعيين‪ ،‬مصالح الضرائب‪ ،‬الهيئات املحلية‪ ...‬والذين بعتبر التأثير املتبادل بينهم وبين املؤسسة ثانويا ومن فترة‬
‫إلى فترة أخرى‪.‬‬

‫يهدف املالك الحاليون في الشركة إلى تعظيم أرباحهم إضافة إلى بقاء السيطرة‪ P‬على الشركة فاملستثمرون في‬
‫املؤسسات الصغيرة يجدون أنفسهم في أغلب الحاالت أمام حاجة املؤسسة امللحة‪ P‬للتمويل‪ P‬والتي تتطلب منها اللجوء‬
‫إلى إصدار أسهم جديدة وهو األمر الذي قد يفقد هؤالء املستثمرين القدامى حقهم في إدارة الشركة والسيطرة‬
‫على القرارات الهامة بها‪.‬‬

‫إن تضارب املصالح بين املستثمرين فيما بينهم يؤدي إلى إنشاء تحالفات داخل الشركات أو مجموعات صراع‪،‬‬
‫والذي يؤدي إلى سيطرة املجموعة األقوى والتي قد تحيد بأهداف املؤسسة وتفضل مصلحتها الخاصة والتي قد‬
‫تؤثر أيضا على قرارات‪ P‬مجلس اإلدارة ألنه من الصعب اتخاذ قرارات توزيع األرباح أو تحديد نسبة توزيع أرباح‬
‫تخدم جميع األطراف‪.‬‬

‫إن هدف املدير املالي حسب نظرية الوكالة (‪ )Jensen & Meckling, 1976‬هو تعظيم ثروة املالك الذين يشتغل‬
‫لصالحهم مقابل أجر‪ ،‬وتنعكس الزيادة في ثروة املالك على القيمة السوقية للسهم والذي يتأثر بدوره بمدى توفير‬
‫التدفق النقدي في الوقت املناسب وعامل املخاطرة‪ ،‬إذ أن املدير املالي يعتمد في غالب األحيان على عاملين أساسيين‬
‫في اقييم املشاريع وهما العائد واملخاطرة‪ ،‬ومن املعروف أن املدراء يميلون إلى املشاريع ذات املخاطر املنخفضة‬
‫للحفاظ على استمرارية املؤسسة وفي نفس الوقت الحفاظ على مناصبهم وسمعتهم في السوق( الكفاءة في التسيير)‪،‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫وهو األمر الذي قد يضيع فرصا استثمارية مدرة لألرباح على املالك‪ ،‬وهنا تنشأ تضابر أو فجوة في مصالح كل من‬
‫املالك واملدراء‪ ،‬كذلك في بعض األحيان يقع املدراء تحت ضغط كبار حاملي األسهم عند رغبتهم في الحصول على‬
‫األرباح رغم أن املدراء يؤكدون حاجة املؤسسة لها إما ملرورها بضروف صعبة تحتاج ألموال لتصحيحها أو‬
‫لرؤيتهم بوجود فرص استثمارية يمكن استغاللها‪ P‬عن طريق احتجاز هذه األرباح و استثمارها‪.‬‬

‫كما أن كمية البيانات‪ P‬التي ترد املدراء أكبر بكثير من تلك املتاحة للمستثمرين‪ ،‬إضافة إلى أن طريقة تحليل‬
‫املدير املالي للمعلومة تختلف عن طريقة املستثمرين كونه على دراية باألساليب الفنية واملعلمية لذلك كما تؤهله‬
‫معارفه العلمية لذلك على عكسهم مما يمكنه من تحقيق مصالحه الخاصة بدل تحقيق مصلحة املساهمين‪،‬‬
‫وحسب كل من (‪ )Sheleifer et Al, 2000‬فإن انخفاض درجة حماية املستثمرين كغياب اللوائح والقوانين يمكن‬
‫املدراء من استخدام معارفهم للسيطرة على املؤسسة وتحقيق مآربهم الشخصية ويتمكنون من تحقيق السمعة‬
‫الطيبة والشهرة عن طريق توزيع األرباح التي تكون في هذه الحال بالنسبة للمالك يعودالفضل للمدراء في تحقيقها(‬
‫‪.)Sujata kapoor, 2009, p10‬‬

‫ورغم ذلك فإن املستثمرين ليسوا بتلك الدرجة من السذاجة فهم يلجؤون في بعضحاالت عدم اليقين أو‬
‫الشك إلى أطراف خارجية موثوقة (خبراء‪ ،‬محاسبين‪ ،‬محللين‪ ،‬ومحامين‪ )...‬الستقاء وتحليل املعلومات التي تردهم‪.‬‬

‫ومما سبق بإمكاننا القول أن إحداث التوافق بين املصالح املختلفة لألطراف ذوي املصالح داخل املؤسسة‬
‫واألطراف الخارجيين من بين أهم العوامل‪ P‬التي من شأنها ترشيد القارارت املتخذة وزيادة كفاءتها وتقليل الضغط‬
‫على متخذي القرار‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق باألطراف الرئيسيين وأهمهم املدراء واملستثمرين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محددات سياسة توزيع األرباح في الشركات‪:‬‬


‫من خالل الدراسة النظرية وجملة من الدراسات السابقة فإن عوامل تحديد سياسة توزيع األرباح ِذكرا وليس‬
‫حصرا هي‪:‬‬

‫القواعد القانونية‪ :‬تؤثر القيود القانونية على سياسة توزيع االرباح‪ ،‬فمثال يوجد العديد من القوانين التي تنص‬
‫على عدم توزيع األرباح الناجمة عن بيع استثمارات‪( P‬عقارات‪ ،‬سيارات‪ ،)...‬وعدم توزيع االرباح في حالة حدوث‬
‫عسر مالي وكذا القوانين الضريبية والجبائية على املبالغة في احتجاز األرباح(الكحلوت‪ ،‬ص‪ ،)44‬والهدف من ذلك‬
‫هو حماية مصالح مختلفة األطراف والحفاظ عل أصول املؤسسة وضمان استمرارها وعدم وقوعها تحت طائلة‬
‫ضغط الدائنين‪.‬‬

‫القيود على عقود الدين ‪ :‬في بعض االحيان تتضمن عقود الدين طويلة األجل شروطا تحد من قدرة الشركات في‬
‫التوسع في توزيع األرباح املحققة وذلك بغرض ضمان القدرة على االسترداد في اآلجال املحددة وعدم وقوع‬
‫املؤسسة في وضعية مالية تحد من سدادها ألقساط الدين‪.‬‬

‫الربحية‪ F:‬إذا كانت ربحية الشركة مستقرة فإن ذلك يشجعها‪ P‬على التوسع في توزيع االرباح‪ ،‬أما إذا كانت في وضع‬
‫مالي غير مستقر فإنها ستضطر إلى احتجاز مبالغ أكبر للتحوط ضذ أي مخاطر محتملة(حسام كفايفي‪ ،‬و علي‬
‫مكيد‪ ،2020 ،‬ص‪.)4‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫معدل العائد على األصول‪ :‬إن ارتفاع معدل العائد على األصول يشجع املدراء على احتجاز مبالغ أكبر من األرباح‬
‫بهدف إعادة استثمارها‪ ،‬ويتقبل ذلك املساهمون ألنهم يتخولن على العائد الحالي لتحقيق عائد أكبر مستقبال‪ ،‬كما‬
‫أن معدل العائد على األصول له أثر ايجابي على سعر السهم في السوق(الكحلوت‪ ،‬ص‪.)48‬‬

‫السيولة‪ :‬رأينا سالفا أن من بين أشكال توزيع األرباح يتم توزيع األرباح نقدا‪ ،‬من شروط القيام بذلك توفر‬
‫السيولة الكافية لتغطية هذه التوزيعات‪ ،‬فال يتم النظر فقط في صافي األرباح فهو يقوم على مبدأ االستحقاق في‬
‫املحاسبة‪ ،‬فالشركة تدرس مدى توفر السيولة وأيضا التزامتها املستقبلية وبعدها تقرر ما إذا أمكنها القيام‬
‫بالتوزيعات النقدية لألرباح‪.‬‬

‫النمو‪ :‬ان غرض اإلدارات الوحيد هو توليد وزيادة االرباح ملساهميها‪ P‬وهذا ال يعني بالضرورة توزيع االرباح‬
‫مباشرة ملساهميها فبعض الشركات ليس لديها األموال الكافية لزيادة استثماراتها‪ P‬مما قد يؤدي الى زيادة نسبة‬
‫االرباح املحتجزة وهذا يؤدي الى توزيع نسب قليلة من األرباح وتعمد الشركة الى ذلك عندما تكون متطلعة للنمو‬
‫واالزدهار والتريد زيادة ديونها‪.‬‬

‫توفر بدائل التمويل‪ F:‬تستطيع العديد من املؤسسات تغطية احتياجاتها ن رأس املالي عن طريق الحصول على‬
‫قروض أو طرح أسهمها‪ P‬لالكتتاب (الكحلوت‪ ،‬ص ‪ ،)50‬فعند توفر بدائل للتمويل تستطيع املؤسسة توزيع مبالغ‬
‫أكبر مما يتم احتجازه يتم مثال توزيع جزء كبير من األرباح على املساهمين‪ P‬وإصدار أوراق مالية على شكل سندات‬
‫أو أسهم جديدة لتمويل استثماراتهاقد ال يكون هذا البديل متاحا لبعض الشركات خاصة الصغيرة أو الحديثة‪،‬‬
‫حيث أن قدرة هذه الشركات على التمويل عبر هذه القنوات محدودة‪ ،‬ولذلك فإن من الطبيعي أن تعتمد على‬
‫مصادر التمويل‪ P‬الداخلية‪ ،‬خاصة عن طريق احتجاز األرباح‪ ،‬ولذلك فإن نسبة توزيعات األرباح في هذه الشركات‬
‫تكون في العادة ‪ .‬أقل بكثير من مثيلتها في الشركات الكبرى أو الشركات ذات املركز املالي الجيد ( أسعد حميد‬
‫العلي‪ ،‬ص‪)376‬‬

‫الفرص االستثمارية‪ :‬كلما توفرت البيئة على فرص أكر زادت حاجة املؤسسة للتمويل‪( P‬حفصي‪ ،2016 ،‬ص‬
‫‪ )41‬وبذلك تلجأ إلى إحتجاز كمية أكبر من األرباح‪ ،‬فاالعتماد على مصادر التمويل‪ P‬الذاتي‪ P‬بالنسبة للمؤسسة يكلفها‬
‫أقل من اللجوء إلى املصادر الخارجية للحصول على التمويل( أبو غبن‪،2013،‬ص‪.)79‬‬

‫السيولة‪ :‬إذا قررت الشركة توزيع األرباح نقدا فال بد من دراسة توفر السيولة الكافية‪ P‬للقيام بذلك إضافة إلى‬
‫تغطية النفقات املستقبلية وذلك لعدم وقوع املؤسسة في حاالت العسر املالي‪ .‬فدراسة وضع السيولة في الشركة‬
‫أمر في غاية األهمية لتحديد االحتياجات من التمويل ومعرفة نسبة األرباح التي يمكن للمؤسسة توزيعها‪.‬‬

‫الرفع املالي‪ :‬يرتبط الرفع‪ P‬املالي بهيكل التمويل‪ ،‬وينتج عن استخدام أموال الغير مقابل تكاليف ثابتة يزيد الرفع‬
‫املالي عندما يتم استعمال األموال بكفاءة‪ ،‬وتزيد حاجة املؤسسة إلى تحقيق رفع مالي كلما ازدادت حاجتها من‬
‫التمويل الخارجي‪ ،‬وذلك لتغطية الفوائد املترتبة عل الدين‪ ،‬لذلك فإن املؤسسات التي تميل إلى الحصول على‬
‫التمويل الخارجي عن طريق القروض خاصة تلجأ إلى احتجاز نسبة أكبر من األرباح للوفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين‬
‫(أصل التمويل‪+‬تكاليف‪ P‬الدين)‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫الضرائب على االرباح‪ :‬كما رأينا في موضع سابق من هذه الدراسة فإنه في حال خضوع االرباح املوزعة‬
‫للضرائب على فإن أغلب املستثمرين يفضلون اعادة استثماراتها في بعض االحيان وكنتيجة لخضوع املستثمرين‬
‫لشرائح ضريبية مختلفة (مرتفعة ومنخفضة) فقد ينتج صراع بين املستثمرين املطالبين بالتوزيع وآخرين‬
‫يرفضونه ويطالبون االدارة باعادة االستثمار (تضارب املصالح بين الفئتين)‪ /‬مما يجعل االدارة تحاول التوفيق بين‬
‫املطلبين بتحديد نسبة توزيع تحقق رغبة الطرفين‪ P‬معا‪ ،‬كما أنه في حالة رغبة املستثمر في بيع أسهمه في وقت الحق‬
‫يفضل تراكم األرباح إلى حين بيع األسهم ألن الضريبة التي تخضع لها عوائد بيع األسهم أقل من تلك على األرباح‬
‫املوزعة‪.‬‬

‫الرقابة والسيطرة على الشركة‪ :‬يعتبر عامل السيطة من املتغيرات التي تؤثر على رسم سياسة توزيع األرباح‪،‬‬
‫ألن إصدار أسهم جديدة يخفض من سيطرة املالك الحاليين (حملة األسهم العادية)‪ ،‬وبذلك تلجأ املؤسسات‬
‫وبموافقة من هؤالء املستثمرين إلى التمويل‪ P‬عن طريق احتجاز األرباح‪ .‬مع ذلك ينبغي أن ال يكون ذلك ذريعة لعدم‬
‫توزيع األرباح ألنه يمكنها‪ P‬إصدار أسهم جديدة مع إعطاء األولوية لحملة أسهمها القدامى‪( .‬الكحلوت‪ ،‬ص‪.)53‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعبر سياسة توزيع األرباح عن املفاضلة بين توزيع األرباح على حملة األسهم أو احتجاز األرباح من أجل إعادة‬
‫استثمارها‪ ،‬تواجه املديرين صعوبات‪ P‬في صنع القرارات‪ P‬املتعلقة بهذه السياسة من حيث تقييم االستثمارات‪ P‬املرادة‪P‬‬
‫واحتجاز األموار الكافية‪ P‬لها من جهة ومن جهة أخرى ضغوطات املستثمرين للحصول على أرباح والتي كانت هي‬
‫الهدف األول من شرائهم ألسهم املؤسسة ناهيك عن الصراعات‪ P‬التي تنشأ سواء بين املالكفيمابينهم أو بينهم‬
‫واملدراء أو فيما بين املالك وبقية أصحاب‪ P‬املصالح‪ ،‬وهذه الضغوطات‪ P‬كلها تساهم في تحديد سياسة توزيع األرباح‬
‫في املؤسسة‬

‫نتائج الدراسة‪ :‬توصلت الدراسة إلى بعض النتائج من بينها‪:‬‬

‫تتمثل سياسة توزيع األرباح في املفاضلة ما بين توزيعها أو احتجازها كما يأخذ توزيعها عدة أشكال‬ ‫‪‬‬
‫منها النقدي والعيني وعلى شكل أسهم‪.‬‬
‫ظهرت العديد من النظريات املفسرة لسلوك أو سياسة توزيع األرباح ومع ذلك ال توجد وسيلة مثلى‬ ‫‪‬‬
‫الختبار مصداقيتها من حيث تأثيرها على قيمة املؤسسة‪.‬‬
‫تتضارب أصحاب‪ P‬أهداف املصالح في املؤسسة‪ ،‬ولكنها تجتمع في هدف واحد وهو ضرورة استمرار‬ ‫‪‬‬
‫املؤسسة ونموها‪.‬‬
‫تتعدد عوامل التي تحكم سياسة توزيع األرباح وتتفرع إلى عوامل داخلية كالنمو والسيولة‬ ‫‪‬‬
‫والربحية‪ ....‬وعوامل خارجية كاتاحة موارد الخارجية وتكلفتها‪ ،‬مدى وجود الفرص االستثمارية‪،‬‬
‫القيود القانونية كالضرائب‪...‬‬

‫توصيات الدراسة‪ :‬خلصت هذه الدراسة إلى جملة من التوصيات‪ P‬أهمها‪P:‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫ضرورة إحداث التوافق‪ P‬بين أصحاب املصالح عل اختالفهم‪ P‬السيما بين كل من املدراء واملالك بما‬ ‫‪‬‬
‫يضمن ترشيد القرارات املتخذة وتوحيد املصالح فيما يصب في خدمة الصالح العام وضمان‬
‫استمرارية الشركة‪.‬‬
‫ضرورة االستعانة بأطراف خارجيين للقيام بالتدقيق في املعامالت والسياسات املتبعة من طرف‬ ‫‪‬‬
‫املدير املالي وذلك من شأنه حماية حقوق املستثمرين مع التأكيد على أهمية وجود قوانين تحمي‬
‫حقوق مختلف األطراف وتحافظ عليها‪.‬‬
‫وضع استراتيجية ثابتة لتوزيع األرباح كونها لها تأثير مباشر على القيمة السوقية لسهم الشركة كما‬ ‫‪‬‬
‫يشجع املستثمرين على شرائها‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫سامر حمدي الكحلوت‪ ،‬العوامل املؤثرة على سياسة توزيع االرباح ‪ :‬دراسة تطبيقية على شركات‬
‫قطاع الخدمات املدرجة في بورصة فلسطين‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬الجامعة االسالمية غزة‪.2014 ،‬‬

‫هاشم حسن حسين‪ ،‬العوامل املؤثرة على سياسة توزيع االرباح في الشركات املساهمة‪ P،‬مجلة كلية‬
‫لغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬املجلد ‪ ،2008‬العدد السابع عشر‪ ،‬ص‪.230-209‬‬

‫وسيم سليمان مخلوف‪ ،‬أثر سياسة توزيع األرباح على ربحية الشركات (دراسة على املصارف في‬
‫سوق عمان لألوراق املالية‪ ،‬مشروع بحث الستكمال متطلبات نيل شهادة املاجستير في إدارة‬
‫األعمال‪ ،‬الجامعة االفتراضية السورية‪ ،‬سوريا‪.2019 ،‬‬

‫هاشم حسن حسين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫عاطف جابر طه عبد الرحيم‪ ،‬أساسيات التمويل واالدارة املالية‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫االسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫طويل آسيا‪ ،‬محاضرات في السياسات املالية للمؤسسة‪ ،‬دروس وتمارين‪ ،‬مطبوعة جامعية‪P،‬‬
‫قسم العلوم التجارية‪ ،‬جامعة علي لونيسي‪ ،‬البليدة‪2019-2018 ،‬‬

‫ياقوت موساوي‪ ،‬دراسة تأثير الهيكل املالي وسياسة توزيع األرباح على قيمة‪ P‬املؤسسة‬
‫املدرجة في البورصة‪،‬دراسة حالة الشركات املدرجة‪ P‬ببورصة عمان للوراق املالية خالل الفترة‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫املمتدة ما بين ‪ ،2008/2011‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية واملالية‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬املدرسة‬
‫العليا للتجارة‪.2013-20012 ،‬‬

‫حمدان عالم محمد موسى ‪ .‬العالقة بين الحاكمية‪ P‬املؤسسية وتوزيعات األرباح وتأثيرها‬
‫بصعوبات التمويل الخارجي ‪ ،‬املجلة األردنية في ادارة األعمال ‪ ،‬العدد ‪. 2014 1‬‬

‫زرقون‪ P‬محمد‪ ،‬أثر االكتتاب العام على سياسة توزيع األرباح في املؤسسات االقتصادية‬
‫املسعرة في البورصة‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة ملؤسسة تسيير فندق االوراسي ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة العدد الثامن‪.2010 ،‬‬

‫‪Fung, L., Financial Management, 12 th ed, university of London, London, united‬‬


‫‪kingdom, 2012.‬‬

‫‪Baker kent H, Gary Powell, Understanding Financial Management: A Practical Guide,‬‬


‫‪Blackwell publishing, UK, 2005.‬‬

‫شهاب الدين ‪ ،‬ابتسام السيد‪ ،‬الحصة السوقية للتسهيالت املصرفية أثرها على ربحية البنوك‬
‫التجارية األردنية‪ ،‬رسالة ماجستر ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،‬عمان األردن ‪ 2016‬ص‪72‬‬
‫إيمان يونسي‪ ،‬تأثير سياسة توزيع األرباح على قيمة املؤسسة‪ ،‬دراسة حالة مجمع صيدال‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر في علو التسيير‪ ،‬تخصص محاسبة وإدارة مالية‪ ،‬جامعة محمد الصديثق بن يحي‪-2014 ،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫عبد القادر ‪ ،‬بريش ‪ .‬عيسى ‪ ،‬بدروني ‪ " .‬محددات سياسة توزيع األرباح في املؤسسات الخاصة‬
‫الجزائرية "‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واالنسانية ‪ ،‬العدد ‪.10‬‬

‫سكيريفة ‪ ،‬رابح" أثر نسب الربحية والسيولة والنشاط على عوائد األسهم في القطاعات‬
‫االقتصادية ‪ ،‬رسالة ماجستر ‪ ،‬جامعة‪ P‬قاصدي مرباح‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬
‫املؤتمر الدولي‬
‫‪2023‬‬
‫أثر السياسات المالية للشركات في تشخيص الفشل المالي وتحسين األداء‬

‫‪Sujata Kapoor, Impact of dividend policy on shareholders value :A study of Indian firms,‬‬
‫‪synopsis of the thesis to be submitted in fulfillment of the requirements for degree of doctor‬‬
‫‪of philosophy in management, Jaypee institute of Information Technology, Noida, India,‬‬
‫‪2009‬‬
‫سامر حمدي الكحلوت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬

‫حسام كفايفي‪ ،‬علي مكيد‪ ،‬العوامل املؤثرة على سياسة توزيع األرباح لعينة من املؤسسات‬
‫االقتصادية الجزائرية خالل الفترة ‪Revue de reformes Economiques et integration ،2017-2012‬‬
‫‪en economie mondiale, 14(3)، 2020‬‬

‫سامر حمدي الكحلوت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪..‬‬

‫رشيد حفصي‪ ،‬دراسة وتحليل أثر سياسة توزيع األرباح على أداء أسهم املؤسسات املدرجة‬
‫في السوق املالي – حالة سوق دبي في الفترة ما بين ‪ ،2014-2011‬املجلة الجزائرية للدراسات‬
‫املحاسبية واملالية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪.2016‬‬

‫أبوغبن هيثم‪ ،‬نظام التكاليف على أساس االنشطة املوجهة بالوقت (‪ )TDABC‬وأثره على‬
‫سياسة توزيع األرباح لدى شركات املساهمة‪ P‬العامة املدرجة‪ P‬في بورصة فلسطين‪ ،‬أطروحة ماجستير‪،‬‬
‫‪ ،2013‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫الكحلوت‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪.‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬السياسية واالقتصادية ‪ /‬ألمانيا– برلين‬

You might also like