‫إدارة أصحاب املصلحة‬

‫املفهوم واملمارسات‬

‫سلسلة‪# :‬إدارة_وتطوير_األعمال‬
‫مقـــال‪30# :‬‬
 ‫يتناول هذه املقال‬

‫مفهوم أصحاب املصلحة‬

‫من هم أصحاب املصلحة ؟‬

‫ممارسات إدارة أصحاب املصلحة وخطواتها‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ .1‬مفهوم أصحاب املصلحة ‪Stakeholders‬‬

‫يمكن تعريف أصحاب املصلحة بكونهم مجموعة من األفراد والجماعات الذين بإمكانهم‬

‫التأثر أو التأثير ىلع إنجاز أهداف الشركة‪ ،‬وهم يمثلون العصب الرئيس لحياة الشركة‬

‫وديمومتها‪ .‬ويعني هذا أن املديرين ينبغي أن يولوا االهتمام لهذه الجماعات من أجل‬

‫الحصول ىلع دعمهم (سواء أكانوا راغبين بهم أم ال)‪.‬‬

‫يعتبر موضوع أصحاب املصلحة من أبرز موضوعات اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬إذ يمثل بيئة‬

‫عالقات و تفاعالت تنظيمية متشابكة مع البيئة الخارجية والداخلية للشركة‪ ،‬والذي‬

‫بدون إدارته بشكل مناسب قد يعيق بقاءها واستمرارها‪.‬‬

‫بناءً ىلع ذلك‪ ،‬يمكننا صياغة تعريف أوضح ألصحاب املصلحة يف الشركة بأنه‬

‫كل فرد (أو جماعة)‪ ،‬كيان طبيعي (أو معنوي)‪ ،‬حالي (أو مستقبلي) يملك عقودًا صريحة‬

‫(أو ضمنية) مع الشركة‪ ،‬يؤثٍّر (و‪/‬أو يتأثر) أو يشارك بصفة مباشرة (أو غير مباشرة)‬

‫بالشركة وبأهدافها سواء نشط أم لم ينشط‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ .2‬من هم أصحاب املصلحة؟‬

‫املساهمون‪ :‬إن الهدف األسمى ألي كيان اقتصادي هو تحقيق األرباح‪ ،‬وكل مساهم يف‬

‫الشركة البد له وأن يحصل ىلع عائد مقابل املخاطرة يف شراء أسهم الشركة من جهة‬

‫والثقة التي وضعها يف مسيريها من جهة أخرى‪.‬‬

‫الزبائن أو العمالء‪ :‬يعتبر إشباع رغبات الزبائن أحد العناصر املهمة التي بواسطتها يمكن‬

‫تحقيق بقاء الشركة وضمان نموها‪ .‬فبواسطة‬

‫هذا العنصر يمكن للشركة أن تحسن من‬

‫مركزها التنافسي باكتسابها لحصص‬

‫سوقية جديدة وبالتالي أن تضمن صحتها‬

‫املالية بشكل دائم‪.‬‬

‫العمال‪ :‬يعتبر العمال املورد األساسي‬

‫للشركة‪ .‬ولكي لكي يكون هؤالء العمال طرفًا فاعال يف نجاح الشركة البد وأن تولي لهم‬

‫الشركة االهتمام الكايف من خالل التشجيع والتحفيز‪.‬‬

‫الشركاء‪ :‬إن نجاح الشركة مرتبط أيضًا بمستوى الوالء والوفاء الذي يربطها مع شركائها‪.‬‬

‫كل املؤسسات الرائدة تولي درجة عالية من االهتمام إلى مبدأ خلق القيمة‪ ،‬فالشركة‬

‫بالنهاية هي حلقة مترابطة من القيم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املجتمع بصفة عامة‪ :‬و ذلك من خالل الضغط التي يعرضه الرأي العام حيث أن هذا‬

‫األخير يتأثر جدًا باملسائل البيئية والصحة والسالمة العامة وباملسائل املتعلقة بظروف‬

‫العمل‪ ،‬لهذا أصبح من الضروري ىلع الشركة مراعاتها ومراعاة آثارها السلبية إذا تم‬

‫تجاهلها وكذلك منافعها إذا تم احترامها‪.‬‬

‫آخرون‪ :‬يضاف إلى تلك التصنيفات الرئيسية املدراء واملانحين واملوردين واملنظمات‬

‫غير الحكومية والحكومة والسلطة القانونية ووسائل اإلعالم‪.‬‬

‫هذا وتختلف مكونات أصحاب املصلحة باختالف الشركة وطبيعة عملها وحجمها‬

‫ونشاطها‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ .3‬ممارسات إدارة أصحاب املصلحة و خطواتها ‪Stakeholder‬‬
‫‪Management‬‬

‫يف البداية دعونا نعرف إدارة أصحاب املصلحة بأنها جميع املمارسات التي تعمل ىلع‬

‫فهم العالقات املتشابكة بين الشركة‬

‫التفاعالت‬ ‫وتحليل‬ ‫املصلحة‬ ‫وأصحاب‬

‫واتخاذ‬ ‫القيمة‬ ‫لخلق‬ ‫عنها‬ ‫الناتجة‬

‫القرارات االستراتيجية تبعا لهذا التحليل‪.‬‬

‫إلنجاز تحاليل إدارة أصحاب املصلحة وإنجاح‬

‫نتائجها يجب التعرف ىلع ممارساتها من‬

‫تحديد أصحاب املصلحة إلى معرفة تطلعاتهم ومعرفة أولويات التعامل معها ثم وضع‬

‫خارطة أصحاب املصلحة واالستراتيجيات التي يجب تبنيها تبعا لهذه الخارطة‪ ،‬وكل هذا‬

‫يتم يف إطار عام وهو بناء الحوار مع أصحاب املصلحة ثم تقديم نتائج إدارة أصحاب‬

‫املصلحة يف تقارير‪.‬‬

‫تحديد أصحاب املصلحة‬ ‫‪.a‬‬

‫يعد تحديد أصحاب املصلحة الخطوة األولى يف تحليلهم‪ ،‬وتُعنى هذه الخطوة بتجميع‬

‫كل األشخاص والجماعات واملنظمات التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر يف‬

‫الشركة‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ .b‬تحديد تطلعات أصحاب املصلحة وأولويات التعامل معهم‬

‫بعد تحديد أصحاب املصلحة يف الشركة بشكل دقيق‪ ،‬يكون ىلع القائمين فيها تحديد‬

‫احتياجات وتطلعات كل طرف منهم وفق التالي‪:‬‬

‫مساهمة أصحاب املصلحة يف خلق‬

‫تطلعات واحتياجات أصحاب املصلحة‬ ‫أصحاب املصلحة‬
‫القيمة‬

‫رأس املال‪ ،‬التقليل من خطر الديون‬ ‫توزيعات األرباح والرفع من قيمة السهم‬ ‫املساهمون‬

‫تنمية رأس املال البشري‪ ،‬االبتكار‪،‬‬

‫املداخيل‪ ،‬األمن الوظيفي والتكوين‬ ‫العمال‬
‫التعاون‬

‫الوالء‪ ،‬تحسين السمعة‪ ،‬تواتر الشراء‬ ‫النوعية‪ ،‬الخدمات‪ ،‬السالمة واألسعار‬ ‫العمالء‬

‫الكفاءة يف تسيير وإدارة الشركة‬ ‫األجور‪ ،‬الترقية‪ ،‬الهيبة والسلطة‬ ‫املدراء‬

‫الكفاءة‪ ،‬انتظام مواعيد التسليم‬ ‫عالقة توريد مستقرة ومستدامة‬ ‫املوردون‬

‫املساهمة يف رفاه املجتمع‪ ،‬الحد من‬ ‫البيئة واملنظمات‬

‫الشرعية والترخيص بالعمل‬
‫التلوث‬ ‫غير الحكومية‬

‫الترخيص واالعتماد‪ ،‬الدعم بسياسات‬ ‫الحكومة والسلطة‬

‫احترام القوانين‪ ،‬التشغيل‪ ،‬الجباية‬
‫االقتصاد الكلي‬ ‫القانونية‬

‫الجمهور و وسائل‬
‫الشرعية والترخيص بالعمل‬ ‫احترام القيم‪ ،‬الشفافية‪ ،‬الرفاه‬
‫اإلعالم‬

‫‪6‬‬
 ‫وضع خارطة أصحاب املصلحة‬ ‫‪.c‬‬

‫يتم وضع وتصميم خارطة أصحاب املصلحة التي تمكن من تحديد أولويات إدارة أصحاب‬

‫املصلحة والوضعيات املختلفة التي تتخذها هذه األطراف‪ ،‬ومن ثم تحديد‬

‫االستراتيجيات التي تتماشى مع كل مربع يف الخارطة‪.‬‬

‫وبعد إعداد هذه الخارطة يبقى ىلع القائمين ىلع إدارة أصحاب املصلحة أن يضعوا‬

‫االستراتيجيات الكفيلة بالتعامل والحوار مع مختلف أصحاب املصلحة كما يلي‪:‬‬

‫‪7‬‬
 ‫استراتيجية املراقبة والحذر مع املجموعة ‪A‬‬

‫ال تتطلب هذه املجموعة مجهودات كبيرة لتلبية حاجاتها ولكنها تبقى مصدرًا هامًا‬

‫لدعم استراتيجيات الشركة‪ .‬فيمكن للشركة التأثير ىلع األطراف األساسية (والتي‬

‫تشكل املجموعة ‪ D‬بتطوير نفوذ ومصالح األطراف ‪ A‬يف الشركة والحصول ىلع دعم‬

‫عدد كايف منها‪.‬‬

‫استراتيجية الدفاع مع املجموعة ‪B‬‬

‫يجب أن تكون حاجات هذه املجموعة (الجماعات املحلية‪ ،‬الرأي العام‪ )...‬مقدرة بدقة‬

‫ويتعين ىلع املسيرين اإلعالم املستمر والكايف ألطراف هذه املجموعة لقدرتهم ىلع‬

‫تقديم الدعم الهام يف حالة ضرورة التأثير ىلع تطلعات املجموعة ‪ D‬عن طريق‬

‫التكتالت والتحالف معهم‪.‬‬

‫استراتيجية التعاون مع املجموعة ‪C‬‬

‫بالرغم من طبيعتهم السلمية إال أن العالقة مع هذه األطراف صعبة التخطيط‪ ،‬فقد‬

‫يتحولون إلى املجموعة ‪ D‬يف حالة سوء تقدير مصالحهم؛ وخاصة عند التخلي غير‬

‫املدروس عن استراتيجية معينة‪ .‬وتعتبر القضايا املتعلقة بهذه املجموعة من أصعب‬

‫القضايا ىلع الشركة وإرضاؤهم يقود إلى تحكيم املصالح‪ .‬ويندرج يف هذه املجموعة‬

‫غالبا املساهمون‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫استراتيجية املشاركة مع املجموعة ‪D‬‬

‫يجب أن يحظى رد فعل األطراف األساسية باالهتمام األساسي للشركة يف مرحلة وضع‬

‫وتقييم االستراتيجية (املساهمين األساسيين‪ ،‬املؤسسين يف الشركة العائلية‪ ،‬اإلدارة‬

‫الوصية بالنسبة للشركة العمومية‪.)...‬‬

‫‪ .d‬الحوار مع أصحاب املصلحة‬

‫تعد خطوة تحديد أصحاب املصلحة أهم مدخل للحوار البناء معهم‪ ،‬وتحتوي هذه العملية‬

‫أيضا ىلع إجراءات وممارسات تبدأ باإلفصاح عن املعلومات‪ .‬بعدها تبدأ عملية التشاور‬

‫والتفاوض والتي البد من الوصول من خاللها إلى أقصى توازن ممكن بين املصالح‬

‫املتضاربة‪.‬‬

‫وبعد هذه املمارسات تأتي حتمية مشاركة أصحاب املصلحة يف الرقابة ىلع تنفيذ‬

‫االستراتيجيات يف الشركة‪ .‬وأخيرًا ينبغي ىلع الشركة إعداد التقارير التي توضح نتائج‬

‫كل العمليات السابقة؛ ويكون إشراك أصحاب املصلحة يف إعداد هذه التقارير من‬

‫الضروريات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نسعى يف ‪ Business Insight‬إىل تحقيق جرس من الثقة واملعرفة يصل بني املستثمرين الراغبني‬
‫بإقامة مشاريع ريادية جريئة وبني رواد األعامل أصحاب الكفاءة لتنفيذ تلك املشاريع‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫دراسة فرص السوق للرشكات الصاعدة لتوسيع مجاالت استثامرها بشكل صحيح والعمل عىل تطويرها‬
‫لتكون قادرة كرشكة عىل االنتشار والتطور واملنافسة‪...‬‬
‫نقدم يف ‪ Business Insight‬خدمات‪:‬‬

‫التحليل املايل وإعداد املوازنات‪،‬‬ ‫تصميم وتطوير األعامل‪،‬‬

‫املراقبة والتقييم‪،‬‬ ‫إعداد وكتابة املشاريع‪،‬‬

‫إدارة وضبط الجودة‪،‬‬ ‫ابتكار وتصميم الخدمات واملنتجات‪،‬‬

‫التوظيف واملوارد البرشية‪،‬‬ ‫تحسني العمليات‪،‬‬

‫استشارات األعامل‪.‬‬ ‫إعداد البحوث والتقارير‪،‬‬

‫دراسات الجدوى‪،‬‬

‫إذا وجدت هذا املقال مفيدا ً‪ ،‬ميكنك مشاركته عىل وسائل التواصل االجتامعي مع حفظ حقوق النرش‬
‫إن كان لديك رأي‪ ،‬مالحظاتك محل تقدير كبري! قم بالتعليق هنا أو اتصل بنا‬

‫‪+90 552 645 91 10‬‬ ‫‪info@abinsight.net‬‬

‫‪www.abinsight.net‬‬