You are on page 1of 5

‫محاضرات في مادة اإلدارة االستراتيجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة ثالثة تخصص إدارة األعمال‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬تحليل أصحاب المصلحة‬


‫مصطلح أصحاب املصلحة مصطلح قديم نسبيا إستخدمه إيغور أنسوف في مقال سنة ‪ ،1963‬بعد ذلك نال املصطلح اهتماما أكبر من قبل‬
‫املدراء والباحثين بعد أن ظهرت فكرة املسؤولية االجتماعية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة التقليدية للمؤسسة تتناولها على أنها ملك للمالك واملساهمين‪ ،‬لذا التركيز يكون عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬ملا ظهرت املسؤولية االجتماعية للمؤسسة إتضح أن هناك جهات أخرى كثيرة تسعى لالستفادة من املؤسسة بأشكال مختلفة يسمون‬
‫بأصحاب املصالح يرون أن املؤسسة يمكن أن تخلق لهم القيمة بالتالي يسعون لتعظيم استفادتهم منها‪ ،‬وقد يؤثرون إيجابا أو سلبا على‬
‫إستراتيجيتها ومواقفها وأهدافها‪ ،‬لذلك تحليل أصحاب املصلحة يوجب معرفة موقفهم وسلوكهم تجاه إستراتيجية املؤسسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف أصحاب املصلحة‬
‫يسمى أصحاب املصلحة أيضا بأسماء أخرى مثل الجهات اآلخذة أو األطراف املشاركة أو أصحاب املصالح‪ ،‬وهم عموما األفراد أو مجموعات‬
‫من األفراد أو مختلف الجهات التي تستفيد من املؤسسة وتتأثر بها كما يمكنها التأثير في تحقيق أهدافها‪ ،‬ويمكن تصنيف أصحاب املصلحة‬
‫حسب اإلنتماء إلى داخليين (مالك‪ ،‬موظفين‪ ،‬أعضاء مجلس اإلدارة‪ )...‬وخارجيين (زبائن‪ ،‬موردين‪ ،‬منافسين‪ ،‬دائنين‪ ،‬الدولة‪ ،‬النقابات‪،‬‬
‫جمعيات حماية املستهلكين‪ ،‬جمعيات حماية البيئة‪ ،)...‬وحسب األهمية إلى أوليين يستفيدون من املؤسسة بشكل قوي وغالبا ما يرتبطون‬
‫باملؤسسة بعقود معينة (كاملساهمين‪ ،‬املوظفين‪ ،‬البنوك‪ ،‬املوردين‪ ،‬الزبائن‪ ،)...‬وأصحاب مصلحة ثانويين ال تتأثر مصالحهم كثيرا باملؤسسة‬
‫( كالحكومة‪ ،‬الجمعيات‪ ،‬السلطات املحلية‪.)...‬‬
‫ثانيا‪ :‬توقعات أصحاب املصلحة‬
‫بالنظر ألصحاب املؤسسة يمكن أن نرى املؤسسة على شكل قطعة‬
‫كعكة حلوى كبيرة‪ ،‬كل جهة تريد أخذ النصيب األكبر من هذه‬
‫الكعكة‪ ،‬أي تعظم استفادتها من املؤسسة‪ ،‬واألمر يختلف من‬
‫قطاع آلخر ومن مؤسسة ألخرى‪.‬‬
‫مع نظرية أصحاب املصلحة صارت أهداف املؤسسة ليست مجرد‬
‫أرباح توزع على املساهمين‪ ،‬وإنما يجب عليها أن تسعى لتحقيق‬
‫أهدافها وأهداف أصحاب املصلحة‪ ،‬بالتالي فإن املبدأ األساس ي في‬
‫تحليل أصحاب املصلحة هو التعرف على توقعات كل صاحب‬
‫مصلحة‪ ،‬ألنه انطالقا مما ينتظره من املؤسسة سيتحدد سلوكه‪،‬‬
‫فإذا تمكنت املؤسسة من قراءة هذا التوقع قراءة صحيحة تستطيع‬
‫أن تقدر أو تتنبأ بسلوك هذا الطرف تجاه املؤسسة‪ ،‬الجدول التالي‬
‫يوضح تطلعات أو توقعات أصحاب املصلحة تجاه املؤسسة‪:‬‬
‫توقعاتهم وانتظاراتهم‬ ‫أصحاب املصلحة‬
‫ذوي النفوذ األكبر يحاولون تحقيق أقص ى ربح أو أقص ى عائد على السهم مما تحققه املؤسسة من أرباح ونتائج‪.‬‬ ‫‪ -1‬املالك واملساهمين‬
‫البنوك تحاول ضمان أن ديونها ستسدد في الوقت املناسب وتأخذ الفوائد املستحقة عنها‪.‬‬ ‫‪ -2‬املنظومة املالية‬
‫املؤسسات غير الح كومية تضغط على املؤسسة كي تحترم معايير معينة‪ ،‬أو تنتظر منها دعما لخدمة قضايا إجتماعية معينة‪ ،‬فهذه‬ ‫غي ا ا ا ا‬ ‫‪ -3‬املؤسس ا ا ا ااات‬
‫املؤسسات غير الحكومية والجمعيات ستسعى إلى تحصيل موارد مالية من املؤسسة بهدف توظيفها لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫الحكومية‬
‫ينتظرون من املؤسسة منتجات ذات مواصفات معينة (جودة أو سعر‪ ،‬السالمة‪ ،‬األمن‪ ،‬الشكل‪.)...‬‬ ‫‪ -4‬الزبائن‬
‫تمثل الزبائن‪ ،‬وتحاول أن تراقب املنتج كي يكون وفق املعايير املنصوص عليها التي ال تؤثر على صحة وسالمة الزبائن‪.‬‬ ‫‪ -5‬جمعيات املستهلكين‬
‫تمثل مصالح العمال في املؤسسة‪ ،‬تتأسس على أنها محامي العمال وتتدخل لتبليغ صوتهم وفرض احترام حقوقهم‪.‬‬ ‫‪ -6‬النقابات‬
‫ينتظرون أجورا ورعاية إجتماعية وفرص تطوير منهي داخل املؤسسة‪.‬‬ ‫‪ -7‬العمال‬
‫املديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة املتعاقدين مع املؤسسة على نسب أو عوائد معينة يشكلون طرفا قويا جدا‪.‬‬ ‫‪ -8‬املديرون‬

‫‪25‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬ ‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة‬ ‫الدكتور‪ :‬برني ميلود‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة االستراتيجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة ثالثة تخصص إدارة األعمال‬

‫املؤسسات التي تؤثر عليها املؤسسة من خالل مخرجاتها‪.‬‬ ‫‪ -9‬املنافسون‬


‫الذين يبيعون للمؤسسة مختلف التجهيزات واملوارد‪.‬‬ ‫‪ -10‬املوردون‬
‫تتمثل في الحكومة‪ ،‬تنتظر من املؤسسة املساهمة في الضرائب والرسوم ولعب دور في حفظ السلم االجتماعي من خالل توفير‬
‫‪ -11‬السلطات العمومية‬
‫فرص عمل وسلع للمجتمع‪.‬‬
‫أي الطبقة السياسية ممثلة في أحزاب سياسية أو جهات معارضة أو قوائم إنتخابية ما‪ ،‬يمكن أن تكون لها عالقة باملؤسسة‬ ‫‪ -12‬املجموعات السياسية‬

‫ثالثا‪ :‬مميزات أصحاب املصلحة‬


‫عند تحليل أصحاب املصلحة يجب أخذ بعض النقاط بعين اإلعتبار‪ ،‬أولها ما يتميز به هؤالء من خصوصيات تفرض على التحليل فهمها‬
‫ملعرفة مواقفهم‪ ،‬فأصحاب املصلحة يتميزون باملميزات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املصالح واملطالب املتعارضة‪ ،‬بالتالي يجب إدراك أن تلبية جميع املطالب مستحيل عمليا‪.‬‬
‫‪ -‬أراء بعض أصحاب املصلحة غير متجانسة حتى داخل املجموعة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أصحاب املصلحة يختلفون من بيئة ألخرى‪ ،‬وهذا يهم التحليل في تحديد أولوية ووزن كل صاحب مصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬قد تكون ردود أفعال أصحاب املصلحة ايجابية كما قد تكون سلبية‪ ،‬ومهما يكن رد الفعل املتوقع قويا أو ضعيفا ال يجب إهمال رأيهم عند‬
‫إعداد اإلستراتيجية‪ ،‬ألن تجاهلهم قد تكون له آثار سلبية على املؤسسة‪.‬‬
‫إذا صار واجبا على املؤسسة إلى جانب محاولة تحقيق أهداف أصحاب املصلحة‪ ،‬التوفيق بين املصالح املتعارضة لهم‬
‫رابعا‪ :‬مراحل تحليل أصحاب املصلحة‬
‫‪ -1‬تحديد خارطة أصحاب املصلحة‪ :‬يجب أن تحدد املؤسسة خارطة أصحاب املصلحة في شكل بياني أو مكتوبة بشكل عادي أو في شكل‬
‫جدول‪ ،‬تحدد فيها تطلعات وسلطات كل طرف على النحو الذي يسمح باإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬
‫األسئلة‪:‬‬ ‫أصحاب املصلحة‬
‫‪ -‬من هم أصحاب املصلحة الذين يملكون السلطة الحقيقية ؟ (املؤثرين بقوة أكثر من غيرهم)‬
‫‪ -‬هل مستوى املصالح والسلطة يعكس فعال حوكمة املؤسسة ؟ (تحديد من يملك السلطة األكبر في املؤسسة‪ ،‬املالك أم‬ ‫السلطات‬
‫املديرين)‬
‫‪ -‬ما هي مصالح كل طرف من التأثير على إستراتيجية املؤسسة ؟ (معرفة رد فعلهم املنتظر تجاه إستراتيجية املؤسسة لتحديد‬
‫التطلعات والتوقعات‬
‫موقف املؤسسة منهم)‬
‫‪ -‬من هم أصحاب املصلحة الذين يحظون باألولوية في تحديد األهداف اإلستراتيجية ؟‬
‫‪ -‬من هم أصحاب املصلحة الذين يسهلون ممن يعارضون تنفيذ إستراتيجية املؤسسة‪ ،‬كي نحدد من هم الذين نشجعهم ومن هم‬ ‫من هم‬
‫الذين يجب أن نتخوف منهم‪.‬‬
‫‪ -‬هل من الضروري إعادة النظر في وضعية بعض أصحاب املصلحة في املصفوفة ؟‬

‫‪ -2‬تحليل ثقافة أصحاب املصلحة‪ :‬إذا تشكلت لدينا الخارطة سنحاول أن نعرف سلوك أصحاب املصلحة بدقة‪ ،‬ولتقدير رد فعل أصحاب‬
‫املصلحة وفهم سلوكهم يجب أوال تحليل ثقافة أصحاب املصلحة التي تتأثر بعاملين‪:‬‬
‫ثقافة املؤسسة‬ ‫العوامل الخارجية (املجتمع)‬
‫‪ -‬قيم املجتمع والجماعات املرجعية ثقافة املؤسسة هي نظام للقيم واملعتقدات والعادات التي تحكم سلوك األفراد داخل املؤسسة‪ ،‬وتتشكل من‬
‫التي قد تعطي تصورات معممة إيجابية عناصر كثيرة منها‪:‬‬
‫أو سلبية‪ ،‬مع إدراك أن قيم املجتمع ‪ -‬تصورات األفراد عن املؤسسة الناتجة عن القصص املتداولة بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬املمارسات الروتينية التي يمكن أن تختلف من مؤسسة إلى أخرى‪.‬‬ ‫تتغير مع مرور األيام‪.‬‬
‫‪ -‬ثقافات األفراد تختلف من شخص ‪ -‬الرموز املعتمد عليها التي يؤمن وال يؤمن بها الناس‪.‬‬
‫‪ -‬هيكلة املؤسسة‪ :‬عمودي أم أفقي‪ ،‬طبيعة العالقات‪.‬‬ ‫آلخر‪.‬‬

‫‪ -3‬معرفة مصادر ورموز السلطة التي يمتلكها أصحاب املصلحة‪ :‬يجب التركيز أيضا على مصادر سلطة كل طرف واملؤشرات التي توحي‬
‫بمدى سلطة صاحب املصلحة وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪26‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬ ‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة‬ ‫الدكتور‪ :‬برني ميلود‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة االستراتيجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة ثالثة تخصص إدارة األعمال‬

‫مصادر السلطة‬
‫أصحاب املصلحة الخارجيين‪:‬‬ ‫أصحاب املصلحة الداخليين‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة موارد إستراتيجية‪ :‬مكاتب توظيف‪ ،‬بنوك‪..‬‬ ‫‪ -‬السلمية التنظيمية‪ :‬السلطة الرسمية‬
‫‪ -‬اإلقحام في تنفيذ اإلستراتيجية‪ :‬املوزعين‪..‬‬ ‫‪ -‬قوة التأثير‪ :‬السلطة غير الرسمية‬
‫‪ -‬امتالك مهارات ومعارف‪ :‬متعاقد باطني‬ ‫‪ -‬مراقبة موارد إستراتيجية‪ :‬مسؤول منتوج أساس ي‬
‫‪ -‬استعمال مناطق غموض اإلجراءات‪ :‬القدرة على التأويل باستخدام‬ ‫‪ -‬امتالك معارف ومهارات‬
‫أطراف داخلية‬ ‫‪ -‬مراقبة املحيط‪ :‬القدرة على التفاوض‬
‫‪ -‬استعمال مناطق غموض اإلجراءات‪ :‬القدرة على التأويل‬
‫مؤشرات السلطة‬
‫أصحاب املصلحة الخارجيين‪:‬‬ ‫أصحاب املصلحة الداخليين‪:‬‬
‫‪ -‬املكانة‬ ‫‪ -‬املكانة (مكتب في أعلى طابق‪)..‬‬
‫‪ -‬التحكم في موارد أساسية‬ ‫‪ -‬املوارد (سيارة فاخرة من رموز السلطة‪)..‬‬
‫‪ -‬القدرة على التفاوض‬ ‫‪ -‬التمثيل (فرصة تمثيل في مجالس ‪)....‬‬
‫‪ -‬الرموز كهدايا نهاية السنة بالنسبة للموردين‪ ،‬االهتمام بترقية‬ ‫‪ -‬الرموز حجم املكتب‪ ،‬عدد النوافذ‪ ،‬املوقع‪...‬‬
‫العالقات‪..‬‬

‫‪ -4‬ترتيب أولوية أصحاب املصلحة بالنسبة للمؤسسة وكيفية التعامل معهم‪ :‬إن تحليل أصحاب املصلحة مهم جدا بالنسبة للمؤسسة‬
‫واملدير‪ ،‬فاملدير إذا عرف كيفية تحليل أصحاب املصلحة فإنه سينجح في التعامل معهم لتمرير اإلستراتيجية املختارة والقرارات والتوجهات‬
‫الكبرى للمؤسسة‪ ،‬إذا هذا التحليل وسيلة هامة تساعد املدير على معرفة‪:‬‬
‫* كيف يؤثر كل واحد من أصحاب املصلحة في سياسة املؤسسة وإلى أي مدى‪.‬‬
‫* كيف يتأثر بها وإلى أي مدى‪.‬‬
‫بواسطة هذا التحليل يستطيع املدير أن يحدد سلوكا للمؤسسة يساعدها على االستفادة من فرص الوضع وتفادي مخاطرة (في لحظة‬
‫تحليل أصحاب املصلحة)‪ ،‬ويمكن القيام بهذا التحليل بأكثر من كيفية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحليل حسب السلطة واملصلحة (مصفوفة السلطة – مصلحة)‪:‬‬
‫يكون التحليل ثنائي الحد وفق بعدين أساسيين نتعامل بهما مع صاحب املصلحة املعني هما السلطة التي يملكها ومستوى مصلحته‪ ،‬ستكون‬
‫لدينا ‪ 4‬حاالت‪:‬‬
‫مستوى المصلحة‬
‫ضعيفة‬ ‫قوية‬
‫الحرص على إرضائه‬
‫ألنه يمكن أن يتدخل في أي لحظة‪ ،‬فيجب إرضاؤه كي ال‬ ‫فاعل أساس ي‬
‫قوية‬

‫مستوى السلطة‬

‫يعطل إستراتيجية املؤسسة‪.‬‬


‫الحرص على إعالمه‬
‫ضعيفة‬

‫أدنى مجهود‬ ‫ألن عدم إعالمه يجعله يحول ضعف سلطته نحو اتجاه‬
‫يحوله إلى امتالك سلطة قوية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التحليل حسب السلطة واالهتمام‪ :‬ظهر هذا التحليل في سنة ‪ 1986‬ويتم بالنظر إلى عنصرين هامين‪ ،‬اهتمام أصحاب املصلحة‬
‫بشؤون املؤسسة وسلطتهم في املؤسسة‪ ،‬وعلى أساس هذين العنصرين تحدد املؤسسة موقفها من كل واحد أو كل مجموعة من أصحاب‬
‫املصلحة ومنه تحدد سلوكها معهم‪ ،‬يظهر من هذه املصفوفة أن تقاطع اهتمام وسلطة أصحاب املصلحة يؤدي إلى أربع أوضاع ‪:‬‬

‫‪27‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬ ‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة‬ ‫الدكتور‪ :‬برني ميلود‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة االستراتيجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة ثالثة تخصص إدارة األعمال‬

‫االهتمام‬
‫كبير‬ ‫ضعيف‬
‫الوضع الثاني (‪ :)B‬إبالغ‬ ‫الوضع األول (‪ :)A‬الجهد األدنى‬
‫هنا يكون صاحب املصلحة ضعيف السلطة ولكنه يولي‬ ‫في هذه الحالة يكون صاحب املصلحة ضعيف السلطة‬
‫اهتماما كبيرا بأمور املؤسسة‪ ،‬حتى تلبي حاجته بالتجاوب مع‬ ‫وضعيف االهتمام ال يمكن إعطاؤه إال القليل من‬

‫ضعيفة‬
‫اهتمامه الكبير‪ ،‬يسهر املدير على إبالغه باملعلومات املفيدة في‬ ‫العناية ألنه ال يؤثر في املؤسسة وال يهتم أصال‬
‫كل مرة‪ .‬هذا النوع من األطراف قادر على التأثير في األطراف‬ ‫باملؤسسة‪ ،‬أي أن املدير يخصص له الحد األدنى من‬
‫القوية جدا ولذا على املدير االقتراب منهم‪ ،‬وإدارتهم عن قرب‪.‬‬ ‫الجهد‪.‬‬

‫السلطة‬
‫الوضع الرابع (‪ :)D‬عنصر حيوي‬ ‫الوضع الثالث (‪ :)C‬إرضاء‬
‫عندما يكون لصاحب املصلحة السلطة الكبيرة في املؤسسة‬ ‫من يوجد في هذا الوضع من أصحاب املصلحة فهم‬
‫ويكون كثير االهتمام بما يجري فيها فهذا عنصر أساس ي ال‬ ‫يتميزون بسلطة كبيرة في املؤسسة ولكن ال يولون‬

‫كبيرة‬
‫يمكن للمدير تجاهله وال االستغناء عنه‪ ،‬فعلى املدير أن ينتبه‬ ‫اهتماما كبيرا ملا يجري فيها‪ .‬لكن في بعض الحاالت‬
‫له‪ .‬يدخل املدير هذا النوع من أصحاب املصالح في اهتماماته‬ ‫فإنهم ينتقلون إلى الخانة (‪ ،)D‬ونظرا ملا لديهم من‬
‫األولى‪ ،‬وعليه أن يعرف كيف يجعلهم يوافقون على أهداف‬ ‫سلطة يجب على املدير االهتمام بهم والحرص على‬
‫املؤسسة وإستراتيجيتها‪ ،‬ألن قبولهم لإلستراتيجية ضروري‪.‬‬ ‫إرضائهم ألن لهم وزنا كبيرا في القرار‪.‬‬

‫ج‪ -‬التحليل حسب السلطة والحركية‪ :‬يتم هذا التحليل بمحورين هما الحركية والسلطة‪ ،‬حيث يختلف تحليل أصحاب املصالح من حيث‬
‫سلطتهم وحركيتهم عن التحليل السابق‪:‬‬
‫الحركية‬
‫عالية‬ ‫ضعيفة‬
‫الوضع الثاني (‪ :)B‬غي قابل للتوقع لكن قابل لإلدارة‬ ‫الوضع األول (‪ :)A‬األقل مشاكل‬
‫من كان في هذه الحالة من أصحاب املصالح فيكون من الصعب توقع‬ ‫من كانت سلطته ضعيفة وحركيته منخفضة‪ ،‬فاملشاكل‬

‫ضعيفة‬
‫أعماله ومواقفه لكثرة حركيته‪ ،‬إال أن ضعف سلطته يجعله قابال‬ ‫التي تأتي منه قليلة جدا‪ ،‬وليس له في الواقع القدرة على‬
‫لإلدارة‪ ،‬أي أن أعماله ومواقفه يمكن التحكم فيها‪.‬‬ ‫خلق املشاكل للمؤسسة‪.‬‬

‫السلطة‬
‫الوضع الرابع (‪ :)D‬أكب مخاطر أو فرص‬ ‫الوضع الثالث (‪ :)C‬سلطة كبي ة وقابل للتوقع‬
‫من أصحاب املصالح من لهم سلطة كبيرة ويتميزون بحركية مرتفعة‬ ‫من يوجد في هذه الخانة فإنه يتميز بسلطة كبيرة إال أن‬
‫فهؤالء من الصعب توقع سلوكياتهم ومن الصعب أن يداروا‪ ،‬فلذا‬ ‫حركيته املحدودة تجعله قابال للتوقع‪ ،‬أي من السهل أن‬ ‫كبيرة‬
‫قد تأتي منهم أكبر الفرص بالنسبة للمؤسسة وقد تأتي منهم كذلك‬ ‫يتوقع املدير أعمال وسلوك هذا الصنف من أصحاب‬
‫أكبر املخاطر‪.‬‬ ‫املصالح‪.‬‬

‫د‪ -‬التحليل حسب نموذج القدرة والشرعية واإللحاح‪ :‬ظهر هذا التحليل في سنة ‪ 1997‬فهو نموذج جديد نسبيا‪ ،‬ويقوم على ثالثة‬
‫خصائص‪ :‬القدرة (‪ – )power‬الشرعية (‪ - )legitimacy‬اإللحاح (‪ ،)urgency‬يتم التحليل حسب عدد من الخصائص التي تتراكم في نفس‬
‫الطرف‪.‬‬
‫* القدرة (السلطة)‪ :‬يقصد بها قدرة صاحب املصلحة على التأثير في املؤسسة‪ ،‬قد يلجأ صاحب املصلحة إلى ما يتوفر لديه من سلطة للتأثير‬
‫في املؤسسة كما قد يلجأ إلى التحالفات مع أصحاب املصالح اآلخرين ليكون التأثير أكبر‪.‬‬
‫* الشرعية‪ :‬يقصد بالشرعية شرعية عالقاته وتواجده وتدخله باملؤسسة وكذا شرعية أعماله وتصرفاته‪.‬‬
‫* اإللحاح‪ :‬فيقصد به إلحاح صاحب املصلحة على االشتراطات واملطالبات تجاه املؤسسة‪ ،‬فاإللحاح هو مدى إصرار صاحب املصلحة على‬
‫تلبية طلباته من طرف املؤسسة‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬ ‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة‬ ‫الدكتور‪ :‬برني ميلود‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة االستراتيجية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة ثالثة تخصص إدارة األعمال‬

‫من توفرت فيهم خاصية واحدة من هذه الخصائص الثالثة فيعتبرون أصحاب املصلحة الکامنين‪ ،‬مستترين أي غير ظاهرين ألن ليس لهم‬
‫من الخصائص ما يجعلهم أقوياء بما فيه الكفاية‪ .‬واملستترون يظهرون في ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬في الشكل وهم‪ :‬نائم ‪ -‬تقديري ‪ -‬محتاج‪.‬‬
‫أما من تتوفر فيهم خاصيتان (يظهرون في ‪ 4‬و‪ 5‬و‪ )6‬فيمكن تسميتهم الشركاء املتأهبين ألن ما عندهم من الخصائص تجعلهم أقوياء وقادرين‬
‫على التأثير‪ ،‬وهم‪ :‬مسيطر ‪ -‬خطير ‪ -‬تابع‪.‬‬
‫حسب هذا النموذج ينتج لدينا ‪ 7‬حاالت من أصحاب املصلحة‪ ،‬كما يبين الجدول التالي‪:‬‬
‫وزن صاحب املصلحة بالنسبة للمؤسسة‬ ‫الخصائص التي لديهم‬ ‫أصحاب املصلحة‬ ‫النوع‬
‫ال يستعملون السلطة لكونهم ال يملكون الشرعية وال الطلبات امللحة وتكون عالقتهم باملؤسسة‬
‫قدرة (‪)1‬‬ ‫النائمون‬
‫قليلة‪.‬‬ ‫الكامنون‬
‫لهم الشرعية لكن ليس لهم السلطة وال الطلبات امللحة لذلك فهم عديمي التأثير على املؤسسة‪.‬‬ ‫شرعية (‪)2‬‬ ‫التقديريون‬
‫لهم مطالب لكن ليس لهم ال السلطة وال الشرعية لذلك ال يستطيعون التأثير على املؤسسة‪.‬‬ ‫اإللحاح (‪)3‬‬ ‫املطالبون‬
‫تأثيرهم مؤكد ويتعين على املدير إيالئهم االهتمام والعناية‪.‬‬ ‫قدرة ‪ +‬شرعية (‪)2+1‬‬ ‫املسيطرون‬
‫بسبب سلطتهم يستطيعون التأثير على املؤسسة لتلبية مطالبهم حتى ولو كانت غير مشروعة‪.‬‬ ‫قدرة ‪ +‬إلحاح (‪)3+1‬‬ ‫الخطي ون‬ ‫املتأهبون‬
‫يبقون تابعين لغيرهم ألنهم ال يمتلكون السلطة لجعل املؤسسة تلبي طلباتهم‪ ،‬لذا يكثرون‬
‫شرعية ‪ +‬إلحاح (‪)3+2‬‬ ‫التابعون‬
‫التحالفات‪.‬‬
‫قدرة ‪ +‬شرعية ‪ +‬إلحاح‬
‫عادة ما يسعى املديرون للتقرب منهم بتلبية مطالبهم‪.‬‬ ‫النهائيون‬ ‫النهائيون‬
‫(‪)3+2+1‬‬

‫‪29‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬ ‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ -‬ميلة‬ ‫الدكتور‪ :‬برني ميلود‬

You might also like