You are on page 1of 2

‫المقدمة‪:‬‬

‫لقد تأثرت حياة اإلنسان خالل الحقبة األخيرة بالعديد من المتغيرات األساسية والتي كان لها األثر الكبير‬
‫في التأثير على كافة المؤسسات االقتصادية واالجتماعية والسياسية في جميع دول العالم دون النظر إلى‬
‫اختالف درجات التقدم والنمو‪ 5‬لها‪ .‬حيث أصبح الفكر االستراتيجي من الضرورات األساسية لنجاح‬
‫المؤسسات‪ 5‬على اختالف حجمها والقطاعات التي تعمل فيها‪ .‬وشهد الفكر االستراتيجي تطورات‬
‫متسارعة خالل األربعة عقود الماضية‪ .‬فمند بروز‪ 5‬بوادره في منتصف‪ 5‬الستينيات من القرن الماضي‪،‬‬
‫حظي هذا الفكر باالهتمام البالغ من قبل الباحثين‪ ،‬لتنعكس بعد ذلك أثاره بجالء على سلوك المؤسسة‪ .‬كما‬
‫ينظر كثير من المدرين إلى االستراتيجية بشكل يشوبه الغموض وعدم الوضوح‪ .‬والبعض يرى أن‬
‫االستراتيجية هي خطة طويلة األجل‪ ،‬أو امتداد للخطط السنوية على نطاق زمني أطول‪ ،‬كما ينظر‪ 5‬إلى‬
‫التخطيط‪ 5‬بمنظور محدود‪ ،‬حيث يعني التخطيط لهم إعداد الخطة السنوية‪ ،‬أو ما يطلق عليه أحيانا‬
‫بالموازنات التخطيطية السنوية للمؤسسة‪ ،‬وهذه النظرة ليست خطا‪ ،‬وإنما محدودة وينقصها الكثير لكي‬
‫تكون متكاملة‪ ،‬فمثال البد أن تكون هذه الخطة أو الموازنة منبثقة من استراتيجية‪ ،‬وأهداف ورسالة عامة‬
‫للمؤسسة‪ .‬وهكذا فان تطور العالقة مؤسسة كان من الواقع نتيجة لتطور الفكر االستراتيجي‪ ،‬والذي أدى‬
‫إلى تنامي أهمية اإلدارة االستراتيجية‪ .‬ومهما تعددت وتنوعت االستراتيجيات‪ 5‬التنافسية‪ ،‬فان مبتغاها واحد‬
‫وهو تحقيق األهداف العامة ورسالة ورؤية المؤسسة‪ .‬أي إن خيار استراتيجي تنتهجه المؤسسة ينبثق من‬
‫رسالة استراتيجية معينة‪ ،‬وهذه الرسالة تعبر عن قدرة كامنة لدى إدارة المؤسسة على تصور وتوقع‪5‬‬
‫المستقبل‪ ،‬أن إذ االستراتيجية تعبر عن المستقبل غير المؤكد بغرض تحقيق هدف‪ ،‬أو أهداف‪ ،‬انطالقا‬
‫من الموارد المتاحة والممكن الحصول عليها‪ ،‬البشرية‪ ،‬المادية‪ ،‬والمالية‪ ،‬وهذا ما يدل عليه تماما مفهوم‬
‫التخطيط‪ 5‬االستراتيجي‪ ،‬والذي يترجم في اإلدارة االستراتيجية أو التسيير االستراتيجي‪ 5.‬حيث في هان ظل‬
‫التوجه العالمي نحو اقتصاديات‪ 5‬السوق المفتوحة‪ ،‬أصبحت االستراتيجيات إحدى أهم ما يميز المؤسسات‬
‫االقتصادية والتي تضمن لها القدرة على التنافس في السوق‪ 5‬واالستمرارية والنمو‪ ،‬كما كان لزما على هذه‬
‫المؤسسات‪ 5‬االقتصادية االعتماد على بعض االستراتيجيات من أجل مسايرة التطورات العديدة التي‬
‫أضحت إما فرصة أو تهديدا لها‪ .‬كما أنها تعد من أبرز أعمالها‪ ،‬ويعد وضع االستراتيجيات أكثر‬
‫العمليات تعقيدا‪ ،‬حيث يتوقف‪ 5‬عليها مدى نجاح المؤسسة أو فشلها‪ ،‬كما أن التغيرات االقتصادية في‬
‫اآلونة األخيرة أدت إلى تغيرت في السلوكيات االقتصادية للمؤسسات تحت وطأة اشتداد التنافسية‪ ،‬تعتبر‬
‫استراتيجيات التنافسية المتبعة من طرف‪ 5‬المؤسسة الرد الفعلي للتغيرات التي تواجهها‪ 5‬في وسط أصبح‬
‫يتسم بالتغير الدائم‪.‬‬
‫طرح اإلشكالية‪:‬‬
‫انطالقا‪ 5‬مما سبق يمكننا طرح اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬هل الستراتيجيات التنافسية للمؤسسة تأثير على سياسة المنتج؟ وعليه تنبثق عنه التساؤالت الفرعية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬ما مفهوم االستراتيجيات‪ 5‬التنافسية للمؤسسة؟‬
‫‪ -‬كيف تؤثر‪ 5‬استراتيجية التمييز للمؤسسة على سياسة المنتج؟‬
‫‪ -‬إلى أي مدى تؤثر استراتيجية التركيز على سياسة المنتج؟‬
‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫يستند هذا البحث على الفرضية الرئيسة التالية‪:‬‬
‫ال يوجد تأثير ذو داللة معنوية إلستراتيجيات التنافسية للمؤسسة على سياسة المنتج إلستراتيجية التمييز‬
‫للم ؤسسة على سياسة المنتج عند مستوى‪ 5‬داللة‬
‫‪-‬ال يوجد عالقة ذو داللة معنوية إلستراتيجية التركيز للم ؤسسة على سياسة المنتج عند مستوى‪ 5‬داللة ‪(.‬‬
‫‪ )α=0,05‬المقدمة العامة ت ‪ ‬نموذج الدراسة‪ :‬المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ‪ ● .‬أهداف البحث ‪- :‬‬
‫إيضــــــــاح مفهــــــــوم إســــــــتراتيجيات التنافســــــــية للم ؤسســــــــة بمختلــــــــف أنواعهــــــــا‬
‫خاصــــــــة مــــــــن ناحية(إستراتيجية القيادة الشاملة لتكلفة‪ ،‬و التمييز‪،‬و‪ 5‬التركيز )‪ - .‬مناقشة مفهوم‬
‫سياسة المنتج ‪ - .‬محاولـــــــة االســـــــتفادة مـــــــن الدراســـــــات الســـــــابقة ذات الصـــــــلة مـــــــع‬
‫قـــــــراءة تفســـــــيرية لـــــــداللها بالمقارنة مع الموضوع‪ - . 5‬إبراز تأثير اإلستراتيجيات‪ 5‬التنافسية‬
‫للمؤسسة على سياسة المنتج ‪ - .‬إثبــــــــات الم إن ؤسســــــــة ال تســــــــتطيع‪ 5‬نأ تتضــــــــمن‬
‫بقاءهــــــــا و اســــــــتمرارها إذا إال توفــــــــق بــــــــين اإلستراتيجيات‪ 5‬التنافسية للم ؤسسة المعتمدة و‬
‫سياسة المنتج المتبناة ‪ ● .‬أهمية البحث‪ :‬ال شك بان أهمية هذه الدراسة تكمن أساسا في محاولة الربط بين‬
‫إستراتيجيات التنافسية للمؤسسة على سياسة المنتج من جوانب محددة و المعبر عليها من خالل أبعاد كل‬
‫من المفهومين‪ ،‬فظال على طرح و مناقشة مختلف المفاهيم المتداولة ضمن أدبيات الموضوع‪ 5‬و كذا‬
‫محاولة استكشاف و تحليل أراء إطارات الم ؤسسة ميدانية حول تأثير‪ 5‬اإلستراتيجيات التنافسية للمؤسسة‬
‫على سياسة المنتج من زاوية إستراتيجية القيادة الشاملة لتكلفة و التمييز‪ 5‬و التركيز ‪ .‬المتغير المستقل‬
‫االستراتيجيات التنافسية للمؤسسة ‪ -‬إستراتيجية القيادة الشاملة للتكلفة ‪ - .‬إستراتيجية التمييز ‪- .‬‬
‫إستراتيجية التركيز‪ . 5‬المتغير التابع سياسة المنتج المقدمة العامة ث ‪ ‬أسباب االختيار ‪ :‬يرجع اختيارنا‪5‬‬
‫لهذا الموضوع ‪:‬إلى ‪ -‬توفر‪ 5‬المراجع في هذا الموضوع‪ - . 5‬الرغبة الذاتية في دراسة هذا الموضوع‪- . 5‬‬
‫إن هذا الموضوع‪ 5‬يندرج ضمن التخصص ‪ - .‬الرغبة في معرفة التأثير‪ 5‬الذي تلعبه إستراتيجيات التنافسية‬
‫للمؤسسة سياسة المنتج ‪  .‬منهج البحث‪ :‬بالنظر لطبيعة النوعية للدراسة فأننا سنعتمد على المنهج‬
‫الوصفي التحليلي في هذا البحث و الذي يسمح بدراسة و تحليل الظاهرة‪ ،‬علما إن المنهج الوصفي‬
‫التحليلي هو احد المناهج العلمية الذي يتيح دراسة و تحليل و تفسير الظواهر النوعية‪ ،‬كما يستند الباحث‬
‫على الدراسة االستطالعية و ذلك باالعتماد على االستبيان كاذات لجمع البيانات و المعلومات الميدانية‬
‫بغرض االختبار و التحليل‬

You might also like