You are on page 1of 18

‫المجلد‪ 03 :‬العدد‪01 :‬‬

‫الرقم التسلسلي‪04 :‬‬


‫أفريل ‪2019‬‬

‫تقييم السياسات العامة بين االستخدام النوعي والكمي‪:‬‬


‫دراسة في المفاهيم والنماذج‬
‫( ‪)1‬‬
‫الباحثة‪ :‬أمساء صاحلي‬
‫طالبة دكتوراه يف العلوم السياسية‬
‫املدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية ( اجلزائر )‬
‫الربيد االلكتروين‪asmasalhi903@gmail.com :‬‬

‫تاريخ اإلرسال‪ - 2019/03 /10 :‬تاريخ القبول‪ - 2019/03/17 :‬تاريخ النشر‪2019/04/25 :‬‬
‫‪‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إىل تقدمي مقاربة مفامهية حول مفهوم السياسة العامة ومفهوم التقييم والتقومي‪ ،‬لتنتقل‬
‫الدراسة لتبني مسامهة املؤشرات الكمية والنوعية يف عملية تقييم السياسات العامة من خالل رصد املعايري التي‬
‫يعتمد عليها املقيمون يف عملية التقييم منها الفعالية والكفاءة واجلودة والعدالة‪ ،‬مث إبراز املؤشرات الكمية والنوعية‬
‫ودورها يف عملية تقييم برامج السياسة العامة وأهم النماذج املستخدمة يف عملية تقييم السياسات العامة‪.‬‬
‫يف النهاية‪ ،‬حتاول الدراسة استقراء املشكالت التي تواجه حمللي السياسات العامة يف عملية التقييم‬
‫خاصة فيما يتعلق باملفاضلة بني املؤشرات النوعية والكمية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التقييم‪ ،‬السياسات العامة‪ ،‬املؤشرات‪ ،‬املعايري‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The study aims to provide an important approach to the concept of public policy and‬‬
‫‪the concept of evaluation and assessment. The study proceeds to reflect the contribution of‬‬
‫‪quantitative and qualitative indicators to the process of evaluating public policies by‬‬
‫‪monitoring the criteria on which evaluators depend, including effectiveness, efficiency, quality‬‬
‫‪and fairness, and then quantitative and qualitative indicators and their role in the process‬‬
‫‪of evaluating policy programmes And the most important models used in the public policy‬‬
‫‪assessment process.‬‬
‫‪Finally, the study attempts to extrapolate the problems facing policy analysts in the‬‬
‫‪evaluation process, especially with regard to the differentiation between qualitative and‬‬
‫‪quantitative indicators.‬‬
‫‪Keywords : evaluation, policies, indicators, standards.‬‬

‫(‪ ) 1‬املؤلف املرسل‪ :‬الباحثة‪ :‬أمساء صاحلي؛ ‪asmasalhi903@gmail.com‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعترب موضوع السياسة العامة من املواضيع اليت ألقت اهتماما كبريا من قبل الباحثني‬
‫والدارسني وحمللي السياسات العامة‪ ،‬نظرا للدور البارز الذي يقدمه يف جمال حتقيق التنمية‬
‫يف مجيع املجاالت واالستقرار السياسي واالجتماعي للدولة‪ ،‬فالسياسات العامة كحقل علمي‬
‫يتقاطع مع الكثري من العلوم االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ولذلك أصبح االهتمام حبقل حتليل‬
‫السياسات العامة خاصة خالل العقود األخرية من قبل حمللي السياسات العامة وخاصة على‬
‫مستوى املؤسسات واملنظمات واحلكومات‪ ،‬غري أن هذا احلقل تضمن العديد من املفاهيم‬
‫واملداخل النظرية وآليات فواعل جتعله أكثر دينامكيا للتحليل باعتباره إطار لتفاعل عدة‬
‫مؤسسات سياسية سواء الرمسية أو غري الرمسية‪ ،‬فاليزال إىل حاجة لتحديد تدقيق هلذا‬
‫املفهوم‪.‬‬
‫إن احلديث عن السياسة العامة كربنامج وخطط ومشاريع يقودنا للبحث والتحليل‬
‫عن مراحل صياغة السياسات العامة ومدى حتقيقها للمصلحة العامة من خالل دورة‬
‫السياسية العامة‪ ،‬إذ أن كل مرحلة تعترب مهمة يف حتقيق األهداف ورضا البيئة اخلارجية‪،‬‬
‫هنا يتم التركيز على مرحلة التقييم والتقومي‪ ،‬باعتبارها جزء من كفاية وفعالية وجودة‬
‫السياسات العامة حمل التطبيق‪ ،‬األمر الذي يفرض على اجلهات املعنية بالتقييم تفعيل‬
‫دورها‪ ،‬ألن تطبيقها جيعل حمللي السياسات العامة يلجأ إىل البحث عن كيفية اختيار‬
‫املؤشرات سواء الكمية أو الكيفية وكيفية القياس الدقيق والكفء للسياسات وخمرجاهتا‬
‫ومدى حتقيقها لألهداف املرجوة‪.‬‬
‫يف هذا اإلطار فإن عملية تقييم السياسات العامة من املراحل املهمة يف عملية رسم‬
‫السياسات العامة‪ ،‬حيث يستخدمها صانع القرار يف ترشيد السياسات العامة ومدى حتقيق‬
‫املصلحة العامة من ردود أفعال البيئة اخلارجية‪ ،‬حيث أن دارسني وحمللني السياسات العامة‬
‫يف ظل عملية تقييمها يتخذون مؤشرات كمية ونوعية لتحديد البديل األفضل والذي حيقق‬
‫سياسة عامة فعالة بأقل تكلفة وأكرب عائد باإلضافة إىل ذلك استخدامهم العديد من‬
‫النماذج هذا من جهة‪ ،‬وحيقق استقرار النظام السياسي من جهة أخرى‪ ،‬بالرغم من ذلك‬
‫فإهنم يواجهون العديد من املشاكل يف عملية التقييم نظرا لوجود العديد من اإلشكاليات‬
‫املتعقلة بتحديد األهداف والتمويل وغريها‪.‬‬
‫ولدراسة هذا املوضوع تتمحور إشكالية الدراسة حول‪:‬‬
‫ما مدى مسامهة املؤشرات الكمية والنوعية يف عملية تقييم السياسات العامة يف‬
‫ظل وجود العديد من اإلشكاليات اليت تواجه حملل السياسات العامة؟‬

‫‪192‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫وتندرج ضمن إشكالية الدراسة التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما املقصود بالتقييم؟‬
‫‪ .2‬ماهي أهم التحديات اليت تواجه حملل السياسة العامة يف عملية التقييم؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬
‫تساهم املؤشرات الكيفية والكمية يف ترشيد السياسة العامة من خالل اختيار البديل‬
‫األفضل مبا حيقق أقل تكلفة وأكرب عائد بني الربامج املختلفة اليت تصنعها اجلهات الفاعلة‪.‬‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪ .1‬يعترب التقييم املرحلة األساسية يف عملية رسم السياسات العامة حيث يشترك‬
‫فيه خمتلف الفاعلون‪ ،‬وقد يكون التقييم دوريا ونظاميا‪ ،‬كما أنه يكون مؤسساتيا وله أجهزة‬
‫متخصصة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن حمللي السياسات العامة يواجهون العديد من اإلشكاليات يف تقييم عملية‬
‫السياسات العامة سواء تعلق األمر بتحديد اهلدف أو العوائد‪ ،‬أو املفاضلة بني املؤشرات‬
‫الكمية والنوعية نظرا للمتغريات اليت تفرضها الظروف املحيطة بالدورة السياسية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫حماولة حتديد مفهوم التقييم وعالقته بالتقومي يف عملية رسم السياسات العامة‪.‬‬ ‫•‬
‫حتديد كيفية استخدام املؤشرات الكيفية والكمية يف عملية تقييم السياسات‬ ‫•‬
‫العامة‪.‬‬
‫رصد أهم النماذج املفسرة لعملية تقييم السياسات العامة‪.‬‬ ‫•‬
‫حتديد أهم اإلشكاليات اليت تواجه حمللي السياسات العامة يف عملية التقييم‪.‬‬ ‫•‬
‫سيتم حتليل هذا املوضوع من خالل ثالثة حماور‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬تأصيل معريف لدراسة‪ :‬السياسة العامة‪ ،‬التقييم‪ ،‬التقومي‪.‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬املؤشرات الكيفية والكمية يف عملية تقييم السياسات العامة‬
‫املحور الثالث‪ :‬املشكالت اليت تواجه حمللي السياسات العامة يف عملية التقييم السياسة‬
‫العامة‬
‫احملور األول‪ :‬تأصيل معريف لدراسة‪ :‬السياسة العامة‪ ،‬التقييم‪ ،‬التقويم‪.‬‬
‫لقد أصبح جمال السياسة العامة يف علم السياسة هام جدا‪ ،‬نظرا لكونه يدرس‬
‫أداء النظام السياسي ومدى فاعليته‪ ،‬فهو مل يكتفي بدراسة دور الفاعلني السياسيني ومضمون‬

‫‪193‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬


‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السياسة العامة‪ ،‬إمنا يركز كذلك على كيفية تنفيذها وتقييم بدائلها مبا حيقق اكرب عائد‬
‫من خالل النتائج واآلثار الصادرة إىل البيئة اخلارجية‪ ،‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬سيتم تقدمي‬
‫مقاربة مفامهية ملفهوم السياسة العامة أهم املراحل اليت متر هبا ومنها يتم البحث عن‬
‫كيفية تقييم السياسات العامة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم السياسة العامة‪:‬‬
‫هناك العديد من التعاريف اليت قدمت يف ملصطلح السياسة العامة تتمثل فيما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يعرفها "توماس داي" بأهنا‪ " :‬ما ختتار احلكومة أن تفعله أو ال تفعله"‪.‬‬
‫‪ -‬يعرفها "جابريل أملوند "وروبرت منتدت وبارول"‪ " :‬بأهنا أفعال احلكومات لتحقيق‬
‫أهدافها"‪.‬‬
‫‪"-‬أما "هارولد السويل" يعرفها بأهنا‪ ":‬من حيصل على ماذا؟ مىت؟ وكيف؟‬
‫‪ -‬يعرفها "دافيد ايستون" بأهنا‪ ":‬التخصيص السلطوي للقيم على مستوى املجتمع ككل"‪.‬‬
‫‪ -‬عرفها بسيوين إبراهيم محادة بأهنا‪" :‬ماهي إال أفكار خاصة يف البداية وعندما يشترك‬
‫عدد كبري من األفراد يف هذه األفكار تصبح مقترحات وعندما تتبىن السلطات احلكومية‬
‫‪2‬‬
‫هذه املقترحات تصبح سياسة عامة"‪ .‬مبعىن‪:‬‬
‫سياسة عامة‬ ‫اقتراح‬ ‫فكرة‬
‫من خالل التعاريف السابق نقدم تعريف إجرائي للسياسة العامة بأنه‪ :‬جمموعة‬
‫من اخلطط والربامج والقرارات والنشاطات الناجتة عن السلطات الرمسية حلل املشاكل‬
‫احلالية واملستقبلية يف مجيع املجاالت والقطاعات ( القطاع األمين‪ ،‬الصحي‪ ،‬الزراعي‪،)...،‬‬
‫تصدر يف شكل قرارات وقوانني ولوائح‪ ،‬مع ختصيص املوارد املالية والفنية لتحقيق املصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التقييم‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف التقييم‪:‬‬
‫بالرغم من عدم وجود تعريف متفق من مجيع الباحثني إال أن تعريف التقييم هو‬
‫أمر البد منه‪ ،‬وقد قدمت له جمموعة من التعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد النور ناجي ‪ ".‬السياسة العامة للبيئة يف اجلزائر‪ -‬مدخل إىل حتليل السياسات العامة"‪ ( .‬عنابة‪:‬‬
‫منشورات جامعة باجي خمتار‪ ،)2009.2008،‬ص‪.21-20:‬‬
‫‪ 2‬وصال جنيب العزاوي‪ "،‬مبادئ السياسة العامة ‪ :‬دراسة نظرية يف حقل معريف جديد"‪ .‬األردن‪ :‬دار أسامة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.13 :‬‬
‫‪194‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫‪ -‬تعريف القاموس‪" :‬هو تقدير قيمة شيء ما"‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف "سكريفني" و"مارك وهينري" و"جولنس" و"ستاك" التقييم بأنه‪ " :‬عملية‬
‫حساب قيمة كل نتيجة من نتائج تطبيق شيئ ما"‪ .‬ويبدو هذا التعريف كميا وينبع من توجه‬
‫عقالين للجهة اليت تقوم بعملية التقييم‪ ،‬لكن من املعروف أنِ كثريا من السياسات العامة‬
‫ليست اقتصادية وبالتايل ال ميكن حصر التقييم بالتقييم الرقمي أو احلسايب لنتائج‬
‫‪1‬‬
‫السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬التقييم هو عملية التأكد من أن الربنامج (السياسة) قد حقق أهدافه كما هو متوقع‬
‫منه وبصورة حتقق نوايا صانع السياسات‪ ،‬كما أهنا تتجه بنظرها إىل املاضي وذلك ألهنا‬
‫تركز على ما مت اجنازه فعال‪ ،‬كما أنه ميكن أن يستخدم كأداة هتتم بعمليات تشغيل الربنامج‬
‫لتقدمي معلومات راجعة (تغذية عكسية) للمشاركني يف عمليات صنع السياسات العامة‪،‬‬
‫وتساعد هذه التغذية العكسية يف تعديل حمتوى السياسة حىت يف مرحلة التنفيذ إذا‬
‫‪2‬‬
‫اقتضى األمر وذلك لتحسني فاعليتها وكفاءهتا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويرتبط التقييم خبطوتني أساسيتني‪:‬‬
‫‪ -‬خمرجات السياسات (‪ :)Policy outputs‬حيث يهم التقييم اجلوانب املادية‬
‫امللموسة واملنجزة‪ ،‬النتائج القابلة للقياس‪ ،‬اإلجراءات املتخذة من طرف السلطات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬آثار السياسات (‪ :)Policy outcomes‬حيث يذهب التقييم حنو دراسة آثار‬
‫السياسات العامة على املجتمع ككل‪ ،‬من خالل حبث مدى حتقيقها ألهدافها املعلنة وكذلك‬
‫مدى مالءمتها للقيم واالنتظارات املجتمعية‪.‬‬
‫إن التقييم ال يعين تقدير نتائج سياسة معينة‪ ،‬بل أيضا التساؤل بشأن شروط تنفيذها يف‬
‫‪4‬‬
‫خمتلف األوقات‪ ،‬وهلذا ميكن عموما التمييز بني ثالثة أزمنة‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم مسبق يف اإلشارة إىل دراسة اجلدوى وأثر السياسة املتوقع إجنازه يف إطار‬
‫منطق توقعي‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح ياغي‪ "،‬السياسات العامة‪ :‬النظرية والتطبيق"‪ .‬اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪،2009،‬ص‪.159:‬‬
‫‪ 2‬أمحد مصطفى احلسني‪" ،‬مدخل إىل حتليل السياسات العامة"‪ ،‬ط‪ .1‬األردن‪ :‬املركز العريب للدراسات‬
‫السياسية‪ ،2002،‬ص‪.291:‬‬
‫‪3‬حسن طارق‪ ،‬عثمان كاير‪ "،‬مبادئ وم قاربات يف تقييم السياسات العمومية"‪ .‬الوسيط من أجل الدميقراطية‬
‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬أبريل ‪ ،2014‬ص‪.17-16:‬‬
‫‪ 4‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬تقييم يف منتصف الطريق ميكن عند االقتضاء من تغيري مسار سياسة يف طور‬
‫اإلجناز وتصحيحها‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم الحق لتقدير نتائج وانعكاسات سياسة ما‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬مكونات التقييم‪:‬‬
‫‪ .1‬املوضوع‪:‬‬
‫تتنوع أهداف التقييم من حيث‪:‬‬
‫طبيعتها‪ :‬القياس‪ ،‬مشروع‪ ،‬برنامج‪ ،‬نشاط اهليئات العامة‪ ،‬اإلجراءات‬ ‫•‬
‫مناطقها اجلغرافية‪ :‬وهذا هو التقييم الذي يتخذه متخذ القرار يف عملية التقييم‬ ‫•‬
‫جمال التقييم‪ :‬املدة الزمنية‪ ،‬املؤسسات‪.‬‬ ‫•‬
‫يتم التقييم على شكل دائري وذلك من خالل حتديد نطاق السياسة (دورة‬ ‫•‬
‫السياسة) والتعرف عليها جيدا‪ ،‬فمن الضروري يف بناء مشروع التقييم حتديد أهداف‬
‫السياسة العامة املعنية وهنا نوعني من األهداف‪ :‬األهداف الرمسية واألهداف احلقيقية‪.‬‬
‫غالبا ما يشار إىل األهداف الرمسية من حيث إطارها املرجعي الشرعي القانوين‬
‫هبدف صياغة أهداف متماسكة حىت تتمكن من مواجهة النتائج اليت ميكن مالحظتها‪ ،‬كذلك‬
‫حتديد مستويات األهداف (األهداف النهائية‪ ،‬املتوسطة‪ ،‬األهداف اإلستراتيجية‪ ،‬واألهداف‬
‫‪2‬‬
‫املركزية والثانوية)‪.‬‬
‫‪.2‬الفاعلون‪:‬‬
‫تتشا رك يف عملية تقييم السياسات العامة العديد من اجلهات الفاعلة وميكن أن‬
‫تتدخل بشكل مباشر أو غري مباشر يف التقييم (صناع السياسات العامة‪ ،‬املنفذون‪ ،‬الشركاء‪،‬‬
‫املستفيدون‪ )...‬وختتلف أدوارهم تبعا لألبعاد السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ .3‬أنواع التقييم‪:‬‬
‫جيب التمييز بني نوعني من التقييم يف السياسات العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬التقييم الكمي‪ :‬يركز عملية تقييمه على الكم‪ ،‬فاملؤشرات االجتماعية‬
‫واالقتصادية تعترب املادة اخلام اليت حيبذها ممارسو هذا املنهج‪ ،‬ويتم استعمال اجلداول‬
‫وخمتلف مؤشرات القياس‪ ،‬كما يتم اللجوء إىل املقارنات بني السياسات العامة خالل مراحل‬

‫‪1‬‬ ‫‪Anne Swalue, « L’évaluation des politiques Publiques ». Journée « THEMA » de L’OEJAJ ,‬‬
‫‪Fédération wallonie- bruxelles, 23 Septembre 2011,p : 10.‬‬
‫‪2 Ibid.‬‬

‫‪196‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫زمنية معينة‪ 1.‬فهذا النوع من التقييم يتعلق بطبيعة املقاربات املنهجية املعتمدة‪ ،‬املوزعة بني‬
‫املناهج الكمية واإلحصائية االقتصادية املشتغلة على املغطيات واملعلومات اليت هلا عالقة‬
‫‪2‬‬
‫بالربامج والسياسات‪.‬‬
‫‪ .2‬التقييم الكيفي‪ :‬هو التقييم النوعي فيتأسس على تفسري اإليديولوجية أو‬
‫النظرية اليت تؤطر الربنامج أو السياسة‪ ،‬والبحث عن العالقة بني نظام القيم املعلن عنه‬
‫يف السياسة العامة والسياسة املطبقة فعال على الواقع‪ 3.‬فهذا النوع من التقييم معتمد على‬
‫مقاربات العلوم السياسية واالجتماعية‪ ،‬أو منهجية التجريب االجتماعي اليت تقترب من‬
‫أشكال البحث املرتبط بالفعل املجتمعي‪ ،‬واليت تسعى لرصد أثار سياسة معينة داخل عينة‬
‫‪4‬‬
‫خمتارة من مجهورها املستهدف‪.‬‬
‫‪ .3‬أساليب تقييم السياسات العامة‪:‬‬
‫تقوم احلكومات بتقييم السياسات العامة من خالل تقييم أداء الربامج واملشاريع‬
‫‪5‬‬
‫العامة‪ ،‬وتتبع ذلك جمموعة من األساليب تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬األساليب العامة‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬التقارير واجللسات‪ :‬وهو أسلوب تتبعه احلكومة أو السلطة التشريعية للتعرف على‬
‫واقع االجنازات املحققة واملتعلقة بسياسة معينة‪ ،‬ويسمح هذا األسلوب بالوقوف على النتائج‬
‫املترتبة عن كل سياسة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬الزيارات امليدانية‪ :‬املقصود هبذا األسلوب إجراء عمليات تفتيشية من طرف أحد‬
‫اللجان الربملانية أو كبار املسؤولني بغية التقرب من املؤسسات وحتديد مستوى األداء‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مؤشرات األداء‪ :‬هي وسيلة دقيقة يتم من خالهلا التعرف بدقة على‬
‫أثار السياسة العامة املراد تقييمها‪ ،‬حيث تعكس هذه املؤشرات مدى جناح السياسة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة األداء باملعايري العاملية‪ :‬يتم اللجؤ إىل املعايري العاملية لتحديد مستوى‬
‫األداء املحلي وفعاليتيه‪ ،‬ويكون ذلك مبقارنة املؤشرات املحلية مع املؤشرات العاملية والتأكد‬
‫من مدى املطابقة‪.‬‬

‫‪ 1‬حسن بال‪ ،‬مدخل لفهم السياسات العامة‪ .‬موقع العلوم القانونية‪ ،2012،‬ص‪.20:‬‬
‫‪2‬حسن طارق‪ ،‬مبادئ ومقاربات يف تقييم السياسات العامة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17:‬‬
‫‪3‬حسن بال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪4‬حسن طارق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.18:‬‬
‫‪ 5‬حممد قاسم القريويت‪ ،‬رسم وتنفيذ وتقييم وحتليل السياسة العامة‪ ،‬ط‪ .1‬الكويت‪ :‬مكتبة الفالح للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2006،‬ص‪.291-289:‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عمل االستقصاءات أو املسوحات‪ :‬ونعين هبذا األسلوب سرب آراء املعنيني بالسياسة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة واملستفيدين من براجمها لتحديد رضاهم عنها وعن اخلدمة املقدمة‪.‬‬
‫‪ .2‬األساليب الفنية التخصصية‪ :‬وهي أساليب حتدد من خالهلا اآلثار املترتبة على‬
‫تطبيق السياسة العامة ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة نتائج ما بعد تطبيق السياسة العامة بالوضع السابق‪ :‬وبقصد بذلك تقييم‬
‫الوضع بعد تطبيق السياسة العامة ومقارنته بالوضع السابق لتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة االجتاه العام ألداء برنامج عام قبل وبعد تطبيق السياسة العامة وخالل‬
‫فترات منتظمة‪ :‬هذا األسلوب ال خيتلف عن السابق وإمنا فقط يف كون املقارنة والقياس‬
‫يكونان يف فترات زمنية منتظمة‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة أداء املشاركني يف برنامج معني مع غري املشاركني‪ :‬هذا األسلوب تتم املقارنة‬
‫فيه بني أداء فئتني‪ :‬شاركت يف برنامج معني أو تلقت تكوينا على سبيل املثال مع فئة مل تكن‬
‫معنية بالربنامج ومل تشارك فيه و من هنا يتضح لنا مدى جناح وفعالية هذا الربنامج‪.‬‬
‫‪ -‬التجارب العلمية املنضبطة‪ :‬ويكون بإخضاع جمموعة جتريبية إىل سياسة عامة‬
‫جديدة ومقارنة نتائجها مع نتائج جمموعة أو عينة مل ختضع للسياسة باعتبارها جمموعة‬
‫ضابطة وعندئذ ميكن التعرف على مدى جناح أو فشل تلك السياسة العامة‪ .‬وميكن تلخيص‬
‫كل ما سبق يف الشكل التايل‪.‬‬
‫‪ .4‬زمن التقييم‪:‬‬
‫يتعلق التقييم جبهد تركييب يسعى إىل قياس فعالية وجناعة السياسات من خالل‬
‫‪1‬‬
‫مقارنة النتائج على التوايل مع األهداف املربجمة ومع الوسائل املتوفرة‪ ،‬وذلك عرب حتديد‪:‬‬
‫‪ -‬مدى وضوح وتناسق السياسة من خالل العالقة بني املشكل املطروح واهلدف املسطر‪.‬‬
‫‪ -‬انسجام السياسة من خالل التالحم بني األهداف والوسائل‪.‬‬
‫‪ -‬كفاية السياسة من خالل التكافؤ بني الكلفة والوسائل املسخرة وبني النتائج‬
‫املحصلة‪.‬‬
‫‪ -‬فعالية السياسة من خالل اآلثار والنتائج النوعية املتحققة‪.‬‬
‫‪ .5‬اجلهات املعنية بتقييم السياسات العامة‪:‬‬

‫‪1‬حسن طارق‪ ،‬مبادئ ومقاربات يف تقييم السياسات العامة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.18:‬‬
‫‪198‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫تتوىل عملية تقييم السياسات العامة فواعل خمتلفة سواء كانت رمسية أو غري‬
‫رمسية‪ ،‬واجلدول التايل يبني دور اجلهات املعنية يف تقييم السياسات العامة‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)01‬دور اجلهات الرمسية وغري رمسية يف تقييم السياسات العامة‬
‫األدوار اليت تقوم هبا يف تقييم السياسات العامة‬ ‫اجلهات املعنية‬
‫تقوم احلكومة ومن خالل مراكز دراسات متخصصة‬ ‫السلطة التنفيذية ( احلكومة)‬
‫تعمل حلساهبا بإجراء استطالعات اجلمهور مثال فيما‬
‫خيص سياسة معينة مثال وذلك إلدراك مدى قبول‬
‫الناس للسياسة العامة اليت مت تنفيذها‪.‬‬
‫تقوم هذه اهليئات بتقييم السياسات العامة من خالل‬ ‫السلطة التشريعية(الربملان)‬
‫جلان متخصصة ويتركز دورها غالبا على األمور املالية‬
‫لكنها يف السنوات األخرية أصبحت تلعب دورا كبريا يف‬
‫تقييم السياسات العامة من حيث مدى حتقيقها‬
‫ألهدافها‪.‬‬
‫حرصا على كسب الدعم والتأييد يقوم منفذو السياسة‬ ‫منفذو السياسة العامة‬
‫العامة بتقييم السياسات اليت نفذوها ويف غالب األحيان‬
‫يقومون باختيار تلك الربامج اليت مت تنفيذها بكفاءة‬
‫وفعالية‪ ،‬حيث يستغلون الفرصة لزيادة نفوذهم ويف‬
‫الوقت نفسه يتجاهلون الربامج اليت مل يتم تنفيذها‬
‫بشكل جيد‪.‬‬
‫تضم جمموعة من اخلرباء املتخصصني يف مواضيع‬ ‫مراكز البحث املتخصصة‬
‫السياسات العامة وهي متواجدة بكثرة خاصة يف الدول‬
‫املتقدمة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من تصميم الباحثة باالعتماد على املرجع التايل‪ :‬حممد قاسم القريويت‪" .‬رسم وتنفيذ‬
‫وتقييم وحتليل السياسة العامة"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.297:‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف التقومي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫لقد تعددت التعاريف ملفهوم التقومي‪ ،‬وتنوعت طروحاهتا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التقومي‪ :‬هو حتليل منظم ملخرجات الربنامج‪ ،‬ويعىن بتحديد الفروقات يف املعلومات‬
‫القبلية والبعدية وما حيصل يف وضعية الربنامج‪ ،‬ومن مث تفسريها يف ضوء استخدام‬
‫املقاييس واملعايري اإلحصائية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬عرفه توماس داي‪:‬‬
‫➢ إن تقومي السياسة العامة يعين تقديرا ألثر السياسة العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬فهمي خليفة الفهداوي‪ ،‬السياسة العامة منظور كلي يف البنية والتحليل‪ ،‬ط‪ .1‬األردن‪ :‬دار املسرية للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،2001،‬ص‪311-310:‬‬
‫‪199‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫➢ إن التقومي للسياسة العامة هو تقدير الفعالية أو التأثريات الكلية للربنامج‬
‫الوطين يف بلوغه ألهدافه‪ ،‬أو تقدير الفاعلية والتأثريات املتعلقة بربنامج أو أكثر‬
‫يف بلوغها ألهدافها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتمثل معايري التقومي يف‪:‬‬
‫الفعالية‪ :‬من حيث القدرة يف حتقيق النتائج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاءة‪ :‬من حيث قدرة اجلهد يف حتقيق النتائج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاية‪ :‬من حيث قدرة اإلمكانيات يف حتقيق النتائج وحل املشكالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدالة‪ :‬من حيث التوزيع العادل للكلف واملنافع بني خمتلف اجلماعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املالئمة‪ :‬من حيث النتائج املرغوبة بصورة موضوعية وفعلية وقيمة فضلى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املسؤولية‪ :‬من حيث قدرة نتائج السياسة يف إشباع احلاجات ودعم قيم اجلماعات‬ ‫‪-‬‬
‫املعنية هبا‪.‬‬
‫هناك العديد من الباحثني ال يفرقون بني التقييم والتقومي نظرا لتشابه‬
‫املصطلحني واعتبارمها مرحلتني أساسيتني يف السياسة العامة حيث أن‪:‬‬
‫‪ -‬التقييم هو دراسة نتائج السياسة العامة ومدى حتقيقها لنتائج ناجحة‪.‬‬
‫‪ -‬أما التقومي هو دراسة اآلثار املرغوبة (املستهدفة) أو غري املرغوبة (غري املستهدفة)‬
‫للسياسة العامة ومدى حتقيقها للمتطلبات املجتمع‪.‬‬
‫احملور الثاني‪ :‬املؤشرات الكيفية والكمية يف عملية تقييم السياسات العامة‬
‫‪2‬‬
‫‪.1‬معايري التقييم‪ :‬تتمثل معايري التقييم فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬الكفاءة‪ :‬ميكن اعتبارها شيئا يشبه تعريف الفيزيائيني ملعدل العمل املفيد بالطاقة‬
‫املصروفة‪ ،‬وبالتايل إن كانت هناك مصادر ثابتة‪ ،‬وهدف حمدد‪ ،‬ميكن اعتبار الكفاءة بأهنا‬
‫حتقيق التأثري األكرب يف االجتاه املطلوب‪ ،‬وغالبا ما يكون التشديد على تنفيذ األفعال‬
‫املخطط هلا وفقا للمواصفات املطلوبة‪.‬‬
‫‪ .2.1‬االقتصاد‪ :‬يرتبط بدقة ووضوح بالكفاءة‪ ،‬لكن من املحتمل جدا أن يعرب عنه‬
‫مبصطلحات مالية‪ ،‬كما ميكن النظر إليه على أنه توظيف أقل املوارد لتحقيق هدف حمدد‪،‬‬
‫ومن املحتمل جدا أن يشمل دراسة تكاليف الطرق البديلة لتحقيق هدف بعينه‪.‬‬

‫‪ 1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.322:‬‬


‫‪ 2‬ستيفن تانسي‪ ،‬ناجيل جاكسون‪ .‬ترمجة‪ :‬حمي الدين محيدي‪ ،‬أساسيات علم السياسة‪ .‬سورية‪ :‬دار الفرقد‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2016 ،‬ص‪.307:‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫‪ .3.1‬الفعالية‪ :‬ميكن النظر إليها على أهنا تشمل اختيار األهداف لتحقيق القيم املرغوبة‪،‬‬
‫التوكيد هنا ليس على حجم العمل املنجز‪ ،‬لكن على األثر الشامل للعمل‪ ،‬أي مبصطلحات‬
‫اقتصادية‪ ،‬هل مت احلصول على أقصى قدر من الفائدة؟‬
‫‪ .2‬خطوات استخدام املؤشرات الكيفية والكمية يف عملية تقييم السياسة العامة‪:‬‬
‫قبل حتليل دور املؤشرات الكيفية يف عملية تقييم السياسات العامة البد من‬
‫توضيح بعض املفاهيم واملصطلحات املتعلقة باملؤشر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يستخدم املؤشر لفرضيني أساسني‪:‬‬
‫➢ حتديد حجم املشكلة وقياسها قياسا دقيقا للوقوف على الوضع الراهن هلا‪.‬‬
‫➢ استخدام املؤشر املستخدم من قبل يف قياس حجم املشكلة يف متابعة اخلطة‬
‫املوضوعة وتقييم األداء أوال بأول والوقوف على التقدم حنو حتقيق األهداف سواء كانت‬
‫قصرية ومتوسطة أو طويلة‪.‬‬
‫ومن هنا يتم التفرقة بني مفهومي كل من املؤشرات واإلحصاءات واجلدول التايل يبني‬
‫ذلك‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)02‬الفرق بني البيانات اإلحصائية واملعلومات واملؤشرات‬
‫املؤشرات‬ ‫املعلومات‬ ‫البيانات االحصائية‬
‫‪Indicators‬‬ ‫‪Information‬‬ ‫‪Data‬‬
‫هي حتويل البيانات اإلحصائية‬ ‫عبارة عن جتميع للبيانات يف شكل له‬ ‫عبارة عن جتميع رقمي لإلجابة على‬
‫املستخدمة من السجالت واملستندات‬ ‫معىن أو مفهوم خاص يوضح العالقات‬ ‫التساؤل(كم) أي املقدار؟‬
‫اإلدارية من مادة خام إىل مؤشرات‬ ‫بني هذه البيانات الستخدامها يف‬ ‫كم العدد؟ وهذا قد تكون هذه‬
‫هلا جوانبها وأبعادها املختلفة اليت‬ ‫حتديد املشكلة والتخطيط واملتابعة‬ ‫األرقام يف شكل رقمي أو إمجايل مثل‬
‫تساعد على تشخيص وحتديد‬ ‫والتقييم والتقومي‪.‬‬ ‫األعداد أو النسب يف اجلداول أو‬
‫املشكالت وبالتايل تساعد على‬ ‫الرسومات البيانية‪.‬‬
‫التخطيط والقيام بأعمال املتابعة‬
‫والتقييم والتقومي لألداء‪ .‬واملؤشرات‬
‫قد تكون رقم واحد أو جمموعة‬
‫أرقام‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬ميني حممد حافظ احلماقي ‪".‬مفهوم مؤشرات النوع اإلجتماعي وأنواعها معايري وخطوات‬
‫إعدادها"‪ .‬مت تصفح املوقع يوم‪http://www.mof.gov.eg/Equality-2018.02.09:‬‬
‫‪finallweb/systempages/wrshafiles/m3.pdf‬‬

‫‪1‬ميني حممد حافظ احلماقي‪".‬مفهوم مؤشرات النوع االجتماعي وأنواعها معايري وخطوات إعدادها"‪ .‬مت تصفح‬
‫املوقع يوم‪2018.02.09:‬‬
‫‪http://www.mof.gov.eg/Equality-finallweb/systempages/wrshafiles/m3.pdf‬‬
‫‪201‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومن خالل ما سبق سيتم دراسة دور املؤشرات النوعية يف عملية تقييم السياسة‬
‫‪1‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬املخرجات‪:‬‬
‫حجم اإلنتاج املادي املباشر مقابل التكلفة‪ /‬حجم التغطية‪.‬‬ ‫•‬
‫اجلودة‪.‬‬ ‫•‬
‫االلتزام باخلطة الزمنية‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .2‬النتائج‪:‬‬
‫التطورات يف الفئات املستهدفة الناجتة عن خطة املشروع ( املستهدفة)‪.‬‬ ‫•‬
‫النتائج الثانوية غري املخطط هلا‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .3‬األثر‪:‬‬
‫مسامهة نتائج املشروع على واقع الفئات املستهدفة‪.‬‬ ‫•‬
‫اآلثار الثانوية للمشروع على واقع الفئات املستهدفة‪.‬‬ ‫•‬
‫أما بالنسبة إىل املؤشرات الكمية فهي تتم بنفس الطريقة السابق من حيث‬
‫املؤشرات‪ ،‬إال أنه يف هذا النوع يتم االعتماد على املؤشرات الكمية من خالل النسب املئوية‬
‫واالستعانة باجلداول واإلحصائيات عرب فترات زمنية خمتلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬مناذج تقييم برامج السياسات العامة‪:‬‬
‫تتمثل مناذج تقييم السياسات العامة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬منوذج تقييم األثر‪:‬‬
‫هذا النموذج يقدم كأي منوذج ملخصا مبسطا عن السياسات أو الربامج أو املشروعات‬
‫اخلاضعة للتقييم‪ ،‬وهو بذلك يسمح بالتعرف على حمتوى السياسة‪ ،‬ويفحص العالقات بني‬
‫خمتلف مكوناهتا‪ ،‬وحيدد الفرضيات الرئيسية اليت ميكن اختبارها‪ ،‬وأخريا فهو يطلق الفكر‬
‫التحليلي حول السبب والتأثري‪ ،‬فالنموذج يفصح عن مدى التغيري الذي أحدثته السياسة‪،‬‬
‫ويقرر مدى إرجاع التغيريات اليت نالحظها للسياسة حمل التحليل‪ ،‬وهو بذلك يفيد فهم‬
‫‪2‬‬
‫العالقة السبيبة بني التغيريات والسياسة أو الربنامج‪.‬‬

‫‪ 1‬هبة الطييب‪ " ،‬دليل منظمات املجتمع املدين حول التقييم واملتابعة"‪ ،‬ط‪ .1‬مؤسسة هينرش بل األملانية‪،‬‬
‫مكتب الشرق األوسط‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫‪ 2‬امساعيل مصطفى ممدوح‪ .‬تقييم السياسات العامة كآلية لتطوير الرأي العام‪ -‬دراسة حالة السياسات‬
‫الصحية يف مصر‪ ،‬ص‪ .3:‬مت تصفح املوقع يوم‪:‬‬
‫‪http://site.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/‬تقييم‪-‬السياسات‪-‬العامة‪-‬كآلية‪-‬لتطوير‪-‬‬ ‫‪2018.02.09‬‬
‫استطالعات‪-‬الرأي‪-‬العام‪.‬‬
‫‪202‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫‪ -‬يتكون منوذج حتليل األثر من مخسة مكونات أساسية ختضع مجيعها للتقييم باعتبار‬
‫‪1‬‬
‫التقييم عملية مستمرة تبدأ قبل السياسات وأثنائها وبعدها‪ ،‬وهذه املكونات هي‪:‬‬
‫➢ املدخالت‪ :‬هي املوارد املستخدمة لتنفيذ سياسة ما كاملوارد املالية املوجهة لربنامج‬
‫معني‪.‬‬
‫➢ األنشطة‪ :‬هي ما يتم عمله يف إطار السياسة كعمليات التدريب أو التعليم اليت‬
‫تنظم لتحقيق نتائج معينة تستهدفها السياسة‪.‬‬
‫➢ املخرجات‪ :‬هي رصد كمي ملا مت عمله كعدد املستفيدين من السياسة‪.‬‬
‫➢ العوائد‪ :‬هي التغيري الذي حدث من جراء سياسة ما يف األجل القصري واملتوسط‬
‫وعلى املستوى اجلزئي أي على مستوى املستهدفني من السياسة‪.‬‬
‫➢ اآلثار‪ :‬تتعلق بنتائج سياسة ما يف األجل الطويل وعلى املستوى الكلي‪ ،‬أي ما خيص‬
‫املجتمع كله كاخنفاض معدالت الفقر يف املجتمع وإحداث تنمية اقتصادية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.2‬منوذج نظرية الربنامج‪:‬‬
‫حسب العديد من الباحثني البد أن يكون أكثر عمق وحتليل للربامج‪ ،‬حيث يركز‬
‫على حماولة فهم املشكلة اليت تستهدف الربنامج ومشكلة العائد املتوقع‪ .‬حيث يتم طرح‬
‫السؤال‪" :‬ماهي النظرية اليت تستند إليها الربنامج؟ وما هو الذي جيعل صانع القرار يعتقد‬
‫أن برنامج معني حيدده؟ يتم تقييم املخرجات املتوقعة واملدخالت وكذلك نشر األساس‬
‫النظري للربنامج‪ ،‬وميكن أن يستخدم قبل أو أثناء عملية التنفيذ‪ ،‬وهنا جيب أن يشمل‬
‫التقييم موقف الفاعلني املؤثرين وكذلك التأثري بني اجلماعات املستهدفة وغري مستهدفة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.3‬اإلطار املنطقي املطور‪:‬‬
‫هذا النموذج تابع للنموذج السابق‪ ،‬يهدف إىل توضيح دراسة برنامج السياسات‬
‫العامة ودراسة العالقة بني املدخالت واملخرجات واألنشطة‪ ،‬ويرتبط اإلطار املنطقي للتقييم‬
‫األنشطة واألهداف والنتائج‪ ،‬ويقيم الربنامج بتحديد املؤشرات املطلوبة واملوارد واملكونات‬
‫األربعة السابقة‪ ،‬ويبقى تقييم هذا النموذج طبقا بتنفيذ املشروع‪ .‬ويستند هذا النموذج إىل‬
‫العالقات املنطقية اليت تربط بني موارد الربنامج واألنشطة واملستهدفني منها واملتأثرين هبا‬

‫‪ 1‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 2‬إمساعيل دسوقي أمحد‪ ".‬أصول حتليل السياسات العامة"‪.‬القاهرة‪ :‬مركز دراسات واستشارات االدارة‬
‫العامة‪ .)2009،‬باالعتماد على املوقع التايل‪:‬‬
‫‪https://platform.almanhal.com/Reader/2/7518‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪203‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬


‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خمرجاته وعوائده وأثره‪ ،‬ودراسة الواقع واملشاكل‪ ،‬وميكن تقسيم عملية التقييم يف هذا‬
‫النموذج إىل صنفني‪:‬‬
‫➢ تقييم استثنائي‪ :‬يتم أثناء مرحلة التنفيذ بغرض توفري التغذية العكسية بشأن‬
‫تصميم الربنامج إلجراء التصحيح والتصحيح املالئم‪.‬‬
‫➢ التقييم التلخيصي‪ :‬الذي يتم مع انتهاء الربنامج لتقدمي العوائد واألثر وهناك‬
‫من يرى أن هذا النموذج يقوم على أمناط‪:‬‬
‫❖ تقييم عملية التنفيذ‬
‫❖ تقييم العوائد‪.‬‬
‫❖ تقييم األثر‪.‬‬
‫❖ حتليل التكلفة والعائد‪.‬‬
‫❖ حتليل التكلفة والكفاءة على أساس تكلفة إجناز أهداف السياسة العامة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.3‬منوذج حتليل البيئة‪:‬‬
‫هذا النموذج قائم على حتليل قوة وضعف كل برنامج من خالل‪:‬‬
‫➢ امتيازات كل البديل‬
‫➢ قدرة البديل على التنفيذ‬
‫➢ قدرة البديل على العائد‪.‬‬
‫‪.4‬منوذج حتليل وتقييم شبكة الفاعلني يف السياسة العامة‪:‬‬
‫يركز على دور الفاعلني يف رسم السياسات العامة وتأثريهم على الربنامج سواء‬
‫كانوا متأثرون أو مؤثرين على السياسة العامة مثال‪ :‬نظرية اجلماعة‪ ،‬النخبة‪..‬‬
‫احملور الثالث‪ :‬املشكالت اليت تواجه حمللي السياسات العامة يف عملية التقييم السياسة‬
‫العامة‬
‫‪2‬‬
‫تصطدم دراسات تقييم السياسات العامة بصعوبات كثرية أمهها‪:‬‬
‫➢ مشكلة حتديد أهداف السياسة واجلماعات املستهدفة واآلثار املرغوبة‪ ،‬إذ يغلب أن‬
‫تنشد أهدافا متناقضة إرضاء جلماعات متباينة‪ ،‬ومن شأن التقييم الشامل للسياسة العامة‬
‫أن جيلى ما يصاحبها من تناقض مبا قد يفجر قدرا كبريا من الصراع السياسي‪ ،‬ومعلوم أن‬

‫‪ 1‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 2‬علي الدين هالل‪ ،‬وآخرون‪ " ،‬حتليل السياسات العامة‪ -‬قضايا نظرية ومنهجية "‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز البحوث‬
‫والدراسات السياسية‪ ،1988،‬ص‪.32:‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫األجهزة احلكومية بوجه عام تفضل جتنب الصراع وبالتايل ال ترحب مبثل هذه الدراسات‬
‫التقوميية‪.‬‬
‫➢ الكثري من السياسات والربامج قيمة رمزية أساسا مبعىن أهنا ال تدخل تغيريا فعليا‬
‫على أوضاع اجلماعات املستهدفة‪ ،‬وإمنا تشعرها بأن احلكومة مهتمة بأمرها‪ ،‬وال يتصور أن‬
‫توافق احلكومة على إجراء دراسات تكشف عن غياب اآلثار املادية جلهودها‪.‬‬
‫➢ هناك ميل متأصل لدى األجهزة احلكومية إىل تأكيد األثر اإلجيايب ملا تضعه‬
‫وتنفذه من برامج عامة‪.‬‬
‫➢ حتتاج دراسات التقييم إىل املال ووقت‪ ،‬وقد يكون السبيل إىل تدبري هذه‬
‫اإلمكانيات هو االقتطاع من املوارد املخصصة للربنامج ذاته‪ ،‬وهذا أمر ال يقره املسؤولون‬
‫بصفة عامة‪.‬‬
‫➢ السببية‪ :‬التقييم يتطلب مراعاة التغيري الذي حتدثه السياسات يف الظروف العامة‬
‫ويف املجاالت اليت دعت إىل رسم السياسة‪ ،‬ولكن جمرد إثبات أن املطلوب قد أجنز‪ ،‬ال يعين‬
‫أن عالقة السبب بالنتيجة قد وضحت‪ .‬فبعض األشياء قد حتدث بسبب السياسة أو بدوهنا‪،‬‬
‫فمثال لتوضيح العالقة بني السبب والنتيجة سنعطي مثال اهلذر املدرسي‪ ،‬فالغرض من‬
‫السياسة العامة يف هذا املجال هو حماربة اجلهل‪ .‬و املحاربة تعين إقبال التالميذ على‬
‫املدارس كما قد تعين عدم استغالل األطفال‪ ،‬و لكن هل ارتفاع نسبة اإلقبال تعود إىل توزيع‬
‫احلقائب املدرسية على املتمدرسني؟ اجلواب يتوقف على توفري أكثر من ظرف أو سبب يعود‬
‫له هذا االرتفاع من عدمه‪ ،‬منها مثال التنشئة العائلية‪ ،‬الدوافع الفردية توفر وسائل النقل‬
‫خاصة بالقرى‪ .‬ولذلك ميكن القول بأن موضوع السببية بني األفعال يبقى مهمة صعبة ال‬
‫‪1‬‬
‫سيما يف الوقائع االجتماعية واالقتصادية املعقدة‪.‬‬
‫➢ تشتيت آثار السياسة‪ :‬قد تشمل السياسة أفرادا وشرائح غري الذين توجه إليهم‬
‫هذه السياسة‪ .‬فربنامج مكافحة الفقر قد يقيد شرائح من غري الفقراء مثل بعض املوظفني‬
‫من دوي الدخل املحدود‪ ،‬واآلثار على هؤالء قد تكون مادية أو معنوية ومثاله عدم استفادة‬
‫أبناء بعض املوظفني من ذوي األجور املتدنية من املنحة الدراسية‪ .‬وقد تكون اآلثار متحققة‬
‫حىت للذين يستلم أبنائهم املنح باعتبارهم فقراء‪ ،‬فهم يشعرون بعدم االرتياح النفسي أو‬
‫ضعف الثقة بالنفس‪ .‬ويظل االحتمال قائما بعدم وجود أهداف حمددة للسياسات‪ ،‬أو أن‬
‫‪2‬‬
‫بعضا من األهداف ال تعلن رمسيا‪.‬‬

‫‪ 1‬ا مهية تقييم السياسات العمومية لتحقيق تنمية استراتيجية‪ ،‬جملة القانون‪ ،‬مت تصفح املوقع‬
‫يوم‪www.droitarab.com/2014/01/blog-post_10.html.2018.02.09:‬‬
‫‪ 2‬امهية تقييم السياسات العمومية لتحقيق تنمية استراتيجية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫➢ صعوبة احلصول على املعلومات‪ :‬قد يعيق نقص املعلومات والبيانات اإلحصائية‬
‫تقييم السياسات العامة‪ .‬فقانون املالية الذي يقضي خبفض الضرائب من شأنه أن حيفز‬
‫النشاطات االقتصادية‪ ،‬غري أن البيانات اإلحصائية املؤيدة هبذه العالقة بني املتغريين قد‬
‫يتعذر احلصول عليها‪ .‬وحول العديد من السياسات االقتصادية واالجتماعية يطرح السؤال‬
‫التقليدي اآليت‪ :‬هل الذين يسامهون يف الربنامج يكونون أكثر عدالة وحيادا من الذين ال‬
‫يسامهون فيه؟ إن اجلواب يستلزم إجراء أحباث وإحصائيات للتأكد من األمر‪ ،‬إال أن اعتماد‬
‫عينة على غرار ما يتم يف العلوم الطبيعية أمر مستحيل بداهة بسبب تأثر السلوك اإلنساين‬
‫بالعديد من املتغريات والعوامل النفسية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية اليت يتعذر‬
‫‪1‬‬
‫عزهلا‪ ،‬كما أن السلطة قد متنع من استخدام مثل هذه املحاوالت‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫يف ختام دراستنا ملوضوع " دور املؤشرات الكمية والكيفية يف عملية تقييم السياسات‬
‫العامة "‪ ،‬فإهنا تساهم يف ترشيد السياسة العامة من خالل اختيار البديل األفضل مبا حيقق‬
‫أقل تكلفة وأكرب عائد بني الربامج املختلفة‪ ،‬فاملؤشرات الكمية يف عملية تقييم السياسات‬
‫العامة تركز على التقييم الكمي من خالل املؤشرات االجتماعية واالقتصادية اليت حيبذها‬
‫حملل السياسات العامة وممارسة هذا املنهج‪ ،‬حيث يتم استعمال اجلداول وخمتلف مؤشرات‬
‫القياس‪ ،‬كما يتم اللجوء إىل املقارنات بني السياسات العامة خالل مراحل زمنية معينة‪ ،‬أما‬
‫املؤشرات الكيفية فه ي تركز على تفسري اإليديولوجية اليت تؤطر الربنامج أو السياسة‪،‬‬
‫والبحث عن العالقة بني نظام القيم املعلن يف السياسة العامة والسياسة املطبقة فعال على‬
‫الواقع‪ .‬إال أنه يف الواقع فمحللي السياسات العامة واجهوا العديد من اإلشكاليات يف عملية‬
‫تقييم السياسات العامة خاصة من ناحية عدم الدقة يف حتديد األهداف‪ ،‬والعوائد‪ ،‬وعدم‬
‫الفعالية يف ترشيد السياسات العامة من منظور عقالين مبا ينعكس سلبا على خمرجات‬
‫العملية السياسية وآثارها السلبية على البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫توصلت دراستنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫➢ إن عملية تقييم السياسات العامة يتم بالفعل على نطاق احلكومة وبطرق خمتلفة‬
‫ومن قبل جهات متعددة‪ ،‬وقد يكون التقييم دوريا ونظاميا‪ ،‬كما أنه يكون مؤسساتيا وله أجهزة‬
‫متخصصة كما ميكن أن يكون غري رمسي وليس له إطار مؤسسايت‪.‬‬
‫➢ حىت يتم بلوغ أهداف التقييم البد من تتبع منهجية معينة يف التقييم وهي تتم‬
‫مبرحلتني‪ :‬املرحلة األوىل تقييم مرحلة التنفيذ السياسات العامة حيث يتم تقييم األهداف‬

‫‪ 1‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البـــاحثة‪ :‬أمســاء صالـــحي‬
‫اليت مت حتقيقها‪ ،‬وذلك بتقدمي االحتياجات اليت مت وضعها من قبل صناع القرار‪ ،‬أما‬
‫املرحلة الثانية فهي تقييم نتائج السياسات العامة‪ ،‬وهنا يتم تقييم النتائج العاجلة وخاصة‬
‫تقييمها على املدى البعيد‪.‬‬
‫➢ إن عملية التقييم تتوفر على معايري (الكفاءة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬اجلودة) وعلى مؤشرات‬
‫كمية يعتمد على الكم لتحديد نتائج تنفيذ السياسات العامة‪ ،‬ومؤشرات كيفية اليت من‬
‫خالهلا حياول حمللي السياسة العامة وصناع القرار الوصول إىل النتائج من خالل تفسري‬
‫املعلومات املتوفرة عن السياسة العامة‪.‬‬
‫➢ يعتمد حمللي السياسة العامة يف عملية التقييم جمموعة من النماذج لتقييم‬
‫الربامج منها منوذج حتليل األثر‪ ،‬منوذج نظرية الربنامج‪ ،‬منوذج اإلطار املنطقي املطور‪،‬‬
‫وشبكة الفاعلني السياسات العامة‪ ،‬ولكن النموذج األكثر استخداما وشائعا هو منوذج حتليل‬
‫األثر نظرا ملا يقدمه من معلومات من حيث مؤشرات اهلدف واملدخالت واألنشطة واملخرجات‬
‫والعوائد‪.‬‬
‫➢ لقد واجه حمللي السياسات العامة العديد من اإلشكاليات يف تقييم عملية‬
‫السياسات العامة سواء تعلق األمر بتحديد اهلدف أو العوائد‪ ،‬أو املفاضلة بني املؤشرات‬
‫الكمية والكيفية‪ ،‬حيث يف ظل التطورات احلاصلة يف النظام الدويل وانعكاساهتا على‬
‫االستقرار السياسي واالقتصادي أصبحوا يعتمدون على مبدأ املزاوجة بني املؤشرين الكي‬
‫والكيفي‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬احلسني (أمحد مصطفى) مدخل إىل حتليل السياسات العامة‪ ،‬ط‪.1‬األردن‪ :‬املركز العريب‬
‫للدراسات السياسية‪.2002،‬‬
‫‪ .2‬بال (حسن) مدخل لفهم السياسات العامة‪ .‬موقع العلوم القانونية‪.2012،‬‬
‫‪ .3‬طارق (حسن)‪ ،‬كاير (عثمان) مبادئ ومقاربات يف تقييم السياسات العمومية‪ .‬الوسيط من أجل‬
‫الدميقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬أبريل ‪.2014‬‬
‫‪ .4‬تانسي (ستيفن)‪ ،‬جاكسون (ناجيل)‪ ،‬ترمجة‪ :‬حمي الدين محيدي‪ .‬أساسيات علم السياسة‪.‬‬
‫سورية‪ :‬دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع‪.2016،‬‬
‫‪ .5‬ياغي (عبد الفتاح) السياسات العامة‪ :‬النظرية والتطبيق‪ .‬اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬جامعة‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪.2009،‬‬
‫‪ .6‬ناجي (عبد النور) السياسة العامة للبيئة يف اجلزائر‪ -‬مدخل إىل حتليل السياسات العامة‪.‬‬
‫عنابة‪ :‬منشورات جامعة باجي خمتار‪.2009.2008،‬‬

‫‪207‬‬ ‫‪ 2019‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪‬‬


‫تقييم السياسات العامة بني االستخدام النوعي والكمي‪ :‬دراسة يف املفاهيم والنماذج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .7‬هالل (علي الدين)‪ ،‬وآخرون‪ .‬حتليل السياسات العامة‪ -‬قضايا نظرية ومنهجية‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز‬
‫البحوث والدراسات السياسية‪.1988،‬‬
‫‪ .8‬الفهداوي (فهمي خليفة) السياسة العامة منظور كلي يف البنية والتحليل‪،‬ط‪.1‬األردن‪ :‬دار املسرية‬
‫للنشر و التوزيع والطباعة‪.2001،‬‬
‫‪ .9‬القريويت (حممد قاسم) رسم وتنفيذ وتقييم وحتليل السياسة العامة‪،‬ط‪ .1‬الكويت‪ :‬مكتبة‬
‫الفالح للنشر والتوزيع‪ ،)2006،‬ص‪.291-289:‬‬
‫‪ .10‬العزاوي (وصال جنيب) مبادئ السياسة العامة ‪ :‬دراسة نظرية يف حقل معريف جديد‪ .‬األردن‪:‬‬
‫دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املجالت‬
‫‪ .1‬امهية تقييم السياسات العمومية لتحقيق تنمية استراتيجية‪ ،‬جملة القانون‪ ،‬مت تصفح املوقع‬
‫يوم‪www.droitarab.com/2014/01/blog-post_10.html.2018.02.09:‬‬
‫ثالثا‪ :‬املواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ .1‬ميني حممد حافظ احلماقي‪".‬مفهوم مؤشرات النوع اإلجتماعي وأنواعها معايري وخطوات‬
‫إعدادها"‪ .‬مت تصفح املوقع يوم‪2018.02.09:‬‬
‫‪http://www.mof.gov.eg/Equality-finallweb/systempages/wrshafiles/m3.pdf‬‬
‫‪ .2‬امساعيل مصطفى ممدوح‪".‬تقييم السياسات العامة كآلية لتطوير الرأي العام‪ -‬دراسة حالة‬
‫السياسات الصحية يف مصر"‪،‬ص‪.3:‬مت تصفح املوقع يوم‪2018.02.09:‬‬
‫تقييم‪-‬السياسات‪-‬العامة‪-‬كآلية‪http://site.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/-‬‬
‫‪.‬لتطوير‪-‬استطالعات‪-‬الرأي‪-‬العام‬
‫‪ .3‬إمساعيل دسوقي أمحد‪ ".‬أصول حتليل السياسات العامة"‪(.‬القاهرة‪ :‬مركز دراسات واستشارات‬
‫االدارة العامة‪ .)2009،‬باالعتماد على املوقع التايل‪:‬‬
‫‪https://platform.almanhal.com/Reader/2/7518‬‬
‫باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫» ‪Anne Swalue, « L’évaluation des politiques Publiques ». Journée « THEMA‬‬
‫‪de L’OEJAJ , Fédération wallonie- bruxelles, 23 Septembre 2011.‬‬

‫‪208‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

You might also like