You are on page 1of 24

‫ثانيا‪ :‬امليزانية الوظيفية‬

‫تستهدف امليزانية الوظيفية دراسة السلوك الاقتصادي واملالي للمؤسسة وذلك أكثر من تركيزها‬
‫على الخطر املصرفي البحث فهي ال تستهدف إحصاء املمتلكات في جانب ألاصول والالتزامات في جانب‬
‫الخصوم‪ ،‬بحيث أصبح يعبر في هذه امليزانية الجديدة عن املمتلكات باالستخدامات أو الاحتياجات أما‬
‫إلالتزامات فيعبر عنها باملوارد‪.‬‬

‫يعتمد التشخيص املالي للميزانية في حقل التحليل املالي على مدخلين رئيسيين وهما‪:‬‬

‫‪ ‬املدخل املالي (سيولة‪/‬استحقاق) ينتج عنه امليزانية املالية‪ :‬يعرف التحليل املالي حسب منظور‬
‫سيولة استحقاق بتحليل الذمة املالية للمؤسسة وهو من الطرق التقليدية للتحليل ويركز‬
‫بالدرجة ألاولى على خطر العسر املالي والتوقف عن الدفع وهو يظهر الزمن كمقياس هام ألنه‬
‫يرى أن املؤسسة عبارة عن كيان قانوني يمتلك ذمة قبل أن تكون وحدة إنتاجية وهو ما يبين‬
‫عدم التركيز على خطر الاستغالل‪.‬‬
‫ويركز هذا التحليل أيضا على معايير تصنف مراكز امليزانية حسب مفهومي السيولة‬
‫والاستحقاق ويسمى هذا التحليل بالحكم على التوازنات املالية الرئيسية‪ ،‬فتحليل سيولة‬
‫استحقاق يقارن بين درجة سيولة ألاصول ودرجة استحقاق الخصوم بهدف تجنب خطر‬
‫العسر املالي‪ ،‬أو بشكل آخر فان هدف امليزانية املالية هو إظهار املمتلكات الحقيقية للمؤسسة‬
‫وتقييم خطر عدم سيولتها‪.‬‬
‫وما تجدر إليه إلاشارة أن إعداد امليزانية املالية يكون بتقسيمها ألربع مجموعات رئيسية‬
‫وهي ألاصول الثابتة وألاصول املتداولة في جانب ألاصول وألاموال الدائمة والديون قصيرة‬
‫ألاجل في جانب الخصوم‪.‬‬
‫‪ ‬املدخل الوظيفي (وظائف املؤسسة) ينتج عنه امليزانية الوظيفية وهو التحليل الذي سوف‬
‫نركز عليه‪ :‬يقوم التشخيص الوظيفي على اساس تصنيف مختلف العمليات التى تقوم بها‬
‫املؤسسة حسب الوظائف ومنه البحث عن أثر دورة الاستثمار على الهيكل املالي للمؤسسة‬
‫والدور الاساس ي لقدرة التمويل الذاتي في دورة التمويل‪ ،‬وحسب هذه آلالية فان املؤسسة هي‬
‫عبارة عن وحدة اقتصادية ومالية تضمن تحقيق وظائف التمويل والاستثمار والاستغالل‬
‫فهذا املنظور يصب إهتمامه على دراسة نشاط املؤسسة من خالل املوارد املالية وطريقة‬
‫التصرف فيها لتمويل الاستخدامات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فالتشخيص الوظيفي يحاول تخطي القصور الذي ظهر في تحليل سيولة‪/‬استحقاق وذلك عن‬
‫طريق إعطاء معيار مغاير لترتيب عناصر املوارد والاستخدامات يكون متناسبا مع املفهوم الجديد‬
‫للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -1‬املفهوم الوظيفي للمؤسسة‪ :‬ينظر هذا املفهوم للمؤسسة على أنها وحدة اقتصادية تتضمن ثالث‬
‫وظائف أساسية تتمثل في وظيفة الاستغالل والاستثمار والتمويل مهمتها الرئيسية تحقيق الهدف الرئيس ي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬لذلك تجاوز هذا املفهوم فكرة الذمة املالية للمؤسسة‪ ،‬وفيما يلي نتطرق إلى هذه الوظائف‬
‫الرئيسية باختصار‪:‬‬

‫أ‪ -‬وظيفة الاستغالل‪ :‬من بين الركائز ألاساسية لهذا التشخيص هي وظيفة الاستغالل وتحتل أهمية كبيرة‬
‫في تحليل الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬فهي تعبر عن النشاط الرئيس ي وتحدد طبيعة املؤسسة‪ ،‬إن كانت‬
‫صناعية أم تجارية أم خدمية أو مختلطة وتتجزأ هذه الوظيفة إلى املراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة التموين باملواد ألاولية ومستلزمات النشاط (مرحلة إلامداد)‪.‬‬


‫‪ -‬مرحلة التخزين ألاولي‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة إلانتاج أو التصنيع‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة تخزين املنتجات التامة والنصف مصنعة وغيرهما‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة البيع والتوزيع‪.‬‬

‫إن هذه الوظيفة تبين لنا الدورة القصيرة لالستغالل ألنها تعكس لنا عمليات الاستغالل املتعلقة‬
‫بالشراء والانتاج والبيع والذي يترتب عليها حقوق على الزبائن وديونا اتجاه املوردين‬

‫ب‪ -‬وظيفة الاستثمار‪ :‬يرتكز الدور ألاساس ي لوظيفة الاستثمار في تزويد املؤسسة بكل أنواع تجهيزات‬
‫إلانتاج والاستثمارات الالزمة ملمارسة كل أنواع ألانشطة الاستثمارية‪ ،‬ويكون ذلك بعد القيام بدراسات‬
‫الجدوى لكل استثمار ثم بعد ذلك املفاضلة بين مجموعة من البدائل واختيار البديل ألامثل والذي يحقق‬
‫املردودية والفعالية الاقتصادية القصوى‪ ،‬وتتكون عمليات وظيفة الاستثمار من عمليتين رئيسيتين وهما‪:‬‬

‫‪ ‬حيازة الاستثمار‪ :‬وتعني اقتناء احتياجات املؤسسة من التجهيزات واملعدات والتي ينتج عن‬
‫اقتنائها نفقات تسمى بالنفقات الاستثمارية (تكلفة الاقتناء ومختلف املصاريف امللحقة)‪.‬‬
‫‪ ‬التنازل عن الاستثمار‪ :‬يمكن للمؤسسة أن تقوم بالتنازل عن الاستثمار وذلك لعدة أسباب‬
‫منها نهاية العمر الافتراض ي لالستثمار والذي يتمثل في مدة الاهتالك املحاسبي‪ ،‬وتلجأ املؤسسة‬

‫‪21‬‬
‫في بعض ألاحيان إلى التنازل عن جزء من استثماراتها لكي تقلص احتياجاتها املالية وقد يكون‬
‫ذلك بسبب ظروف مالية سيئة وكل هذا من أجل إنعاش الخزينة ضمن الحلول الداخلية‬
‫املتاحة من أجل الخروج من حالة العسر املالي (العجز في الخزينة)‪.‬‬

‫ج‪ -‬وظيفة التمويل‪ :‬تعتبر وظيفة التمويل من أهم الوظائف الرئيسية وألاساسية في املؤسسة فهي ترتكز‬
‫أساسا على تغطية الاحتياجات املالية للنشاط سواء تعلق ألامر باالستثمار أو الاستغالل أو تعلق ألامر‬
‫بالوظيفة املالية نفسها أو بالخزينة إلاجمالية للمؤسسة ويمكن إبراز أهم املصادر ألاساسية للتمويل فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املصادر الداخلية‪ :‬تتمثل هذه العناصر في التمويل الذاتي املتشكل من ألارباح املحققة في الدورات‬
‫السابقة والاهتالكات واملؤونات والتي تعتبر مصاريف مسجلة غير مستحقة دورها الرئيس ي تعويض التآكل‬
‫املادي واملعنوي في عناصر ألاصول‪.‬‬

‫‪ -‬املصادر الخارجية‪ :‬عندما تكون املصادر الداخلية غير كافية وال تغطي كل الاحتياجات تلجأ املؤسسة‬
‫ملصادر التمويل الخارجية من أجل تلبية كل احتياجاتها املالية وأهم هذه املصادر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اللجوء للبنوك ومختلف املؤسسات املالية من أجل الحصول على مختلف القروض‪.‬‬
‫‪ -‬القيام برفع رأس املال‪ :‬ويعني ذلك فتح رأس مال املؤسسة للشراكة (إصدار أسهم لالكتتاب‪،‬‬
‫وتقاسم ألارباح أو الخسائر)‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم وبناء امليزانية الوظيفية‪ :‬امليزانية الوظيفية هي أداة للتشخيص املالي تقيد فيها املوارد‬
‫والاستخدامات بالقيمة إلاجمالية لتدفقات إلايرادات والنفقات وترتب فيها املوارد والاستخدامات حسب‬
‫دورة التمويل والاستثمار والاستغالل‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم امليزانية الوظيفية‪ :‬امليزانية الوظيفية هي أداة ووسيلة إعالمية لطرق تمويل الاستخدامات‬
‫املستقرة (الاستثمارات) ودورة الاستغالل‪ ،‬وهدفها هو تشخيص التوازن املالي للمؤسسة وذلك استنادا‬
‫إلى القاعدة ألاساسية الذهبية للتحليل املالي "التوازن ألادنى" والقائمة على التوفيق بين مدة الاستخدام‬
‫ومدة استحقاق الدين‪ ،‬ويعني ذلك أن الاستثمارات طويلة ألاجل يتعين تمويلها بموارد مستقرة‪ ،‬في حين‬
‫يمكن تمويل إلاستخدامات الجارية بموارد قصيرة ألاجل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وتعرف أيضا على أنها ترتيب لعناصر امليزانية املحاسبية بطريقة توضح الوضعية املالية للمؤسسة‬
‫وبالتحديد توازنها أو اختاللها املالي وذلك حسب مختلف الدورات (استغالل‪ ،‬استثمار‪ ،‬وتمويل) التي تميز‬
‫حياة املؤسسة‪.‬‬

‫إن هيكل امليزانية الوظيفية غير محدد بنصوص قانونية‪ ،‬ولكن تطبيقات التحليل املالي والنظريات‬
‫املالية هي التي تحدد عمق وشكل امليزانية الوظيفية‪ ،‬هذه ألاخيرة تهدف الى تحليل نشاط املؤسسة تبعا‬
‫ملختلف مراحل واطوار العمليات فيها ومن جهة اخرى تهدف لتسهيل فهم عملية تسيير املؤسسة وهوما‬
‫يساعد على تتبع السياسة املالية املنتهجة‪.‬‬

‫ب‪ -‬بناء امليزانية الوظيفية‪ :‬يعتبر تجزئة النشاط ألاساس ي للمؤسسة إلى وظائف أساسية من ألاسباب‬
‫الرئيسية التي أدت إلى ظهور مجموعة من التطبيقات على مستوى أدوات التحليل‪ ،‬فبعرض ألاجزاء‬
‫الكبرى للميزانية الوظيفية يمكن إظهار ألاهمية املتعلقة باالستخدامات واملوارد والطريقة التي تغطى بها‬
‫املوارد كل الاستخدامات وتتجزأ امليزانية الوظيفية إلى أربع مستويات‪:‬‬

‫‪ -‬إثنتان منها مرتبطة باألجل الطويل‪ :‬يتمثالن في املوارد الدائمة والاستخدامات املستقرة‪.‬‬

‫‪ ‬املوارد الدائمة‪ :‬ناتجة عن قرارات التمويل املتخذة من طرف املؤسسة في ألاجل الطويل ألكثر‬
‫من سنة وتتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬ألاموال الخاصة‪ :‬رأس املال خاص‪ ،‬الاحتياطات‪ ،‬الاهتالكات واملؤونات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬الديون املالية طويلة ومتوسطة ألاجل‪.‬‬

‫بحيث تظهر املوارد الدائمة في الجانب العلوي لخصوم امليزانية الوظيفية‪.‬‬

‫‪ ‬الاستخدامات املستقرة‪ :‬ناتجة عن قرارات الاستثمار طويل ألاجل وهي مرتبطة باملوجودات‬
‫الثابتة إلاجمالية وتظهر في الجانب العلوي ألصول امليزانية الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -‬القسمان املتبقيان مرتبطان باألجل القصير‪ :‬ويتمثالن في ألاصول الجارية والخصوم الجارية الناتجين‬
‫عن دورة الاستغالل بحيث‪:‬‬

‫‪ ‬ألاصول الجارية‪ :‬تتضمن القيمة إلاجمالية للمخزونات حسابات الغير املدينة والنقديات‪.‬‬
‫‪ ‬الخصوم الجارية‪ :‬وهي في معظمها ديون غير مالية كديون املوردين والحسابات امللحقة‪ ،‬ديون‬
‫الاستغالل‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫والشكل املوالي يبين نموذج لبناء امليزانية الوظيفية‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)13‬امليزانية الوظيفية‬


‫السنة املالية املقفلة بتاريخ‪n/12/31 :‬‬
‫املبالغ‬ ‫املبالغ‬
‫إلاجمالية‬
‫املوارد‬ ‫الاجمالية‬
‫الاستخدامات‬
‫املوارد الدائمة ‪Rd‬‬ ‫الاستخدامات املستقرة ‪Es‬‬
‫‪ -‬رؤوس ألاموال الخاصة‪.‬‬ ‫(ألاصول غير متداولة)‬

‫‪ -‬الخصوم غير متداولة‪.‬‬ ‫‪ -‬القيم الثابتة املعنوية‪.‬‬


‫‪ -‬القيم الثابتة املادية‪.‬‬
‫‪ -‬مخصصات إلاهتالك واملؤونات‪.‬‬
‫‪ -‬القيم الثابتة في شكل امتياز‪.‬‬
‫‪ -‬الديون املتوسطة والطويلة‪.‬‬
‫‪ -‬القيم الثابتة الجاري انجازها‪.‬‬
‫‪ -‬القيم الثابتة املالية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرائب مؤجلة ألاصول‪.‬‬
‫‪FRng‬‬ ‫استخدامات الاستغالل ‪Eex‬‬
‫موارد الاستغالل ‪Rex‬‬ ‫‪ -‬املخزونات واملنتوجات قيد التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬الخصوم املتداولة‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات الغير املدينة‪.‬‬
‫‪ -‬مستحقات املورد وملحقاته‪.‬‬

‫موارد خارج الاستغالل ‪Rhex‬‬ ‫استخدامات خارج الاستغالل ‪Ehex‬‬


‫العناصر غير املرتبطة مباشرة بدورة الاستغالل‪.‬‬ ‫‪ -‬العناصر غير املرتبطة مباشرة بدون‬
‫الاستغالل‬
‫موارد الخزينة ‪Rt‬‬ ‫استخدامات الخزينة ‪Et‬‬
‫املساهمات البنكية الجارية‪.‬‬ ‫ألاصول املالية املتداولة باستثناء القيم املنقولة‬
‫قروض الخزينة‪.‬‬ ‫للتوظيف‪.‬‬
‫مجموع املوارد بالقيمة الاجمالية‬ ‫مجموع الاستخدامات بالقيمة الاجمالية‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪ -3‬محتوى امليزانية الوظيفية‪ :‬تنقسم امليزانية الوظيفية إلى أربعة مستويات وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مستوى املوارد الدائمة والاستخدامات املستقرة‪ :‬تتكون املوارد من مصادر التمويل املتوسطة وطويلة‬
‫ألاجل (ألاموال الخاصة والديون متوسطة وطويلة ألاجل والاهتالكات واملؤونات والنتائج املتراكمة‬
‫والاحتياطات)‪ ،‬أما الاستخدامات املستقرة فتتكون من الاستثمارات بمختلف أنواعها وكل العناصر ذات‬
‫الطبيعة املستقرة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬مستوى استخدامات الاستغالل وموارد الاستغالل‪ :‬وتتكون من احتياجات دورة الاستغالل املتعلقة‬
‫بالنشاط الرئيس ي الذي تزاوله املؤسسة (صناعي‪ ،‬تجاري‪ ،‬خدمي‪... ،‬إلخ) وموارد تمويل هذه إلاحتياجات‪.‬‬

‫حيث تتشكل استخدامات الاستغالل من املخزونات‪ ،‬الزبائن والحسابات امللحقة‪ ،‬حساب‬


‫املوردون املدينون كضمانات ألاغلفة والتسبيقات املقدمة‪ TVA ،‬للتحصيل‪...‬إلخ‪ ،‬أما موارد إلاستغالل‬
‫فتتشكل من ديون املوردين والحسابات امللحقة‪ ،‬الزبائن الدائنون كضمانات ألاغلفة‪ ،‬والتسبيقات‬
‫املحصلة من العمالء‪ TVA ،‬للدفع‪...‬إلخ‬

‫ج‪ -‬مستوى الاستخدامات خارج الاستغالل واملوارد خارج الاستغالل‪:‬هذا املستوى يبين كل الاحتياجات‬
‫واملوارد التي ال ترتبط مباشرة بالنشاط ألاساس ي والرئيس ي للمؤسسة أي تلك التدفقات ذات الطبيعة‬
‫الاستثنائية‪.‬‬

‫فبالنسبة لالستخدامات خارج الاستغالل نجد مثال حقوق التنازل عن التثبيتات والحقوق تجاه‬
‫الشركاء (رأس املال املكتتب غير املدفوع)‪ ،‬أما املوارد خارج الاستغالل فتضم على سبيل املثال‪ :‬موردو‬
‫القيم الثابتة‪ ،‬ديون الشركاء‪ ،‬الضرائب على النتائج والاشتراكات الاجتماعية للعمال‪...‬إلخ‬

‫د‪-‬مستوى الخزينة‪ :‬يتكون هذا املستوى من استخدامات الخزينة ومواردها‪ ،‬ألاولى تشمل املتاحات‬
‫النقدية في خزائن املؤسسة وحساباتها الجارية‪ ،‬أما موارد الخزينة فتتمثل في الاعتمادات البنكية‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫ومنه نالحظ أن عناصر ألاصول في امليزانية الوظيفية تنقسم الى الاستخدامات املستقرة‬
‫والاستخدامات الجارية‪ ،‬هذه ألاخيرة تنقسم بدورها إلى ثالث مجموعات فرعية هي استخدامات‬
‫الاستغالل (املخزونات وحقوق الاستغالل)‪ ،‬واستخدامات خارج الاستغالل (حقوق خارج الاستغالل)‪،‬‬
‫واستخدامات الخزينة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للموارد فإنها تتكون من املوارد املستقرة والتى تتشكل من الاموال الخاصة والديون‬
‫املالية الطويلة‪ ،‬في حين يتمثل الجزء آلاخر في املوراد املتداولة والتى تتكون هي ألاخرى من ثالث مجموعات‬
‫فرعية تتمثل في موارد الاستغالل‪ ،‬موارد خارج الاستغالل‪ ،‬وموارد الخزينة‪.‬‬

‫‪ -4‬إعادة معالجة بعض العناــصر‪ :‬من أجل إعداد امليزانية الوظيفية فإنه يتوجب إجراء عدد من‬
‫التعديالت على بعض العناصر‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫أ‪ -‬إعادة ترتيب عناــصر من داخل امليزانية‪:‬‬

‫‪ -‬الاهتالكات واملؤونات‪ :‬يتم تقييم الاستخدامات حسب قيمتها إلاجمالية (ألاصلية)‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫الاهتالكات واملؤونات فيتم تحويلها إلى املوارد الدائمة حيث تضاف إلى ألاموال الخاصة فهي تمثل‬
‫أموال مدخرة لذلك تعتبر كمصدر للتمويل الذاتي يستخدم في تجديد الاستثمارات وتغطية الخسائر‬
‫املحتملة‪ ،‬وبالتالي تعالج الاهتالكات واملؤونات كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬اهتالكات التثبيتات تضاف لالموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤونات املخزونات تضاف لالموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤونات الزبائن تضاف لالموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مؤونات سندات املساهمة وسندات التوظيف تضاف لالموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬التسبيقات على الاستثمارت‪ :‬تضم ضمن الاستخدامات املستقرة‪.‬‬
‫‪ -‬راس املال غير املطلوب يضم الى الحقوق خارج الاستغالل‪.‬‬
‫‪ -‬فوارق تحويل ألاــصول‪ :‬تحذف فوارق تحويل ألاصول وتضم الى الحقوق الخاصة بها والتى تسترجع‬
‫قيمتها الاصلية اي تضم الى حقوق الاستغالل‪.‬‬
‫‪ -‬ألارباح املوزعة على الشركاء‪ :‬تعتبر في العادة ديون جارية (خارج الاستغالل) تدفع في ألاجل القصير‬
‫ولكن في بعض ألاحيان يبقيها املساهمون تحت تصرف املؤسسة ملدة طويلة تفوق السنة من أجل‬
‫توفير مورد إضافي للمؤسسة تمول به استخداماتها طويلة ألاجل وفي هذه الحالة يظهر حساب‬
‫الشركاء مع الديون املالية‪.‬‬
‫‪ -‬أقساط القروض املنتظر تسديدها والتثبيتات املالية املنتظر تحصيلها‪ :‬بالنسبة ألقساط‬
‫القروض التي يحين موعد سدادها في ألاجل القصير تعالج كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يتم طرحها من الديون املالية‪.‬‬
‫‪ ‬وتضاف للموارد خارج الاستغالل‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالتثبيتات املنتظر تحولها إلى سيولة في ألاجل القصير فيتم معالجتها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يتم طرحها من التثبيتات املالية‬
‫‪ ‬تضاف إلى الاستخدامات خارج الاستغالل‬

‫ب‪ -‬إعادة ترتيب عناــصر من خارج امليزانية‪ :‬من أجل أن تكون امليزانية كاملة البد من إعادة ترتيب بعض‬
‫العناصر من خارج امليزانية وإدماجها في امليزانية الوظيفية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬التمويل إلايجاري‪ :‬الوسائل املستعملة من قبل املؤسسة واملمولة عن طريق عقد تمويل إيجاري‬
‫كانت ال تظهر في امليزانية املحاسبية للمؤسسة وذلك حسب ‪ PCN‬ألنها ال تعتبر ملكها طول مدة عقد‬
‫التمويل الايجاري‪ ،‬في حين هذه الوسائل تم إدماجها في امليزانية املحاسبية حسب ‪ SCF‬وتظهر كذلك‬
‫في امليزانية الوظيفية كونها ضرورية لسير نشاط املؤسسة‪ ،‬فالتمويل الايجاري يعتبر وسيلة للتمويل‬
‫تعوض الاقتراض التقليدي ويتم إدماج عقد التمويل الايجاري في امليزانية الوظيفية على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ ‬القيمة ألاصلية لألصل يتم إضافتها إلى الاستخدامات املستقرة‪.‬‬
‫‪ ‬ما يقابل إلاهتالك املتراكم املحسوب يتم إضافته إلى املوارد الخاصة الدائمة‪.‬‬
‫‪ ‬ما يقابل الجزء غير املهتلك يتم إضافته إلى الديون املالية طويلة ألاجل‪.‬‬
‫يسجل عقد الايجار التمويلي في الاصول ويجعل احدى حسابات القيم الثابتة مدينا (حساب فرعي‬
‫رقم ‪ )21‬ويقابله في الخصوم حساب الديون الخاص بهذا العقد (حساب ‪ 167‬ديون على عقود‬
‫الايجار التمويلية في الجانب الدائن)‪ ،‬وعندما يتم تسديد الدفعات حسب الاتفاق يجعل حساب‬
‫ديون عقود الايجار التمويلية مدينا بمبلغ السداد وكذلك حساب املصاريف املالية يجعل مدينا‪ ،‬او‬
‫يسجل مثل عملية شراء على الحساب‪.‬‬
‫‪ -‬ألاوراق التجارية املخصومة وغير املحصلة‪ :‬عندما تكون املؤسسة في حاجة إلى سيولة يمكن لها‬
‫خصم ألاوراق التجارية التي تمتلكها تجاه الزبائن لدى البنك قبل موعد تحصيلها‪ ،‬ومنه تعتبر حقا‬
‫تم التخلي عنه والحقوق التي تم التخلي عنها تختفي من امليزانية ولكن املؤسسة تبقى ملزمة بتعويض‬
‫البنك في حالة إفالس الزبون‪ ،‬وعليه يتم معالجة ألاوراق املخصومة غير املحصلة كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تضاف قيمة ألاوراق املخصومة إلى ألاصول الجارية ضمن موارد الاستغالل ح‪/‬الزبائن‪.‬‬
‫‪ ‬وتضاف قيمة ألاوراق املخصومة كذلك إلى الخصوم الجارية ضمن الاعتمادات الجارية‬
‫للبنك‬
‫ومنه فاألوراق التجارية املخصومة قبل موعد استحقاقها تضاف الى حساب الزبائن ضمن حقوق‬
‫الاستغالل وباملقابل ترتفع قيمة السلفات البنكية في جانب الخصوم بنفس املبلغ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬التحليل المالي باستخدام‬
‫التوازنات المالية‬

‫‪28‬‬
‫يعتبر استخراج املؤشرات املالية من أبرز ألاهداف التي تقف وراء بناء وإعداد امليزانية الوظيفية‪،‬‬
‫فهذه املؤشرات يتم من خاللها قياس درجة تحقق التوازن املالي‪ ،‬ويمكن استخراج هذه املؤشرات من‬
‫خالل الانطالق من التوازن بين جانب املوارد والاستخدامات‪:‬‬

‫الاستخدامات=املوارد‬ ‫ألاصول=الخصوم‬

‫نقوم بتعويض مكونات كل من الاستخدامات واملوارد ونجد‪:‬‬

‫الاستخدامات املستقرة ‪+‬استخدامات الاستغالل‪ +‬استخدامات خارج الاستغالل‪+‬استخدامات الخزينة‬


‫= املوارد الدائمة‪ +‬موارد الاستغالل‪ +‬موارد خارج الاستغالل‪ +‬خزينة املوارد‬

‫ومنه فإن‪:‬‬

‫املوارد الدائمة‪ -‬الاستخدامات املستقرة = (استخدامات الاستغالل‪ -‬موارد الاستغالل)‪(+‬استخدامات‬


‫خارج الاستغالل – موارد خارج الاستغالل)‪(+‬استخدامات الخزينة – موارد الخزينة)‬

‫وبالتالي‪:‬‬

‫رأس املال العامل الصافي إلاجمالي = الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل‪ +‬الاحتياج في رأس‬
‫املال العامل خارج الاستغالل‪ +‬الخزينة الصافية‬

‫أي أن‪:‬‬

‫رأس املال العامل الصافي إلاجمالي ‪ = FRng‬الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي ‪ + BFRng‬الخزينة‬
‫الصافية ‪TN‬‬

‫ومنه نتحصل على املعادلة ألاساسية للخزينة وهي‪:‬‬

‫‪TN = FRng - BFRng‬‬

‫أوال‪ :‬رأس املال العامل الصافي إلاجمالي ‪FRng‬‬

‫يدعى أيضا " رأس املال العامل الوظيفي ‪ " FRF‬ويمثل ذلك الجزء من املوارد املالية الدائمة‬
‫املخصص لتمويل إلاستخدامات املتداولة (استخدامات الاستغالل)‪ ،‬أي أنه يمثل فائض املوارد الدائمة‬
‫بعد تغطيتها بالكامل لالستخدامات املستقرة واملوجه لتمويل الاستخدامات الجارية‪ ،‬حيث يمثل هامش‬
‫أمان تستعمله املؤسسة لتجاوز حاالت بطئ دوران عناصر الاستخدامات الجارية وخاصة املخزونات‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ويتم حساب رأس املال العامل الصافي إلاجمالي وفقا ملنظورين وهما‪:‬‬

‫‪ FRng=Rd-Es‬حيث تمثل ‪ Rd‬املوارد الدائمة‪ ،‬و‪ Es‬الاستخدامات املستقرة‬ ‫‪-1‬منظور أعلى امليزانية‪:‬‬

‫)‪FRng = (Eex+Ehex+Et) - (Rex+Rhex+Rt‬‬ ‫‪-2‬منظور أسفل امليزانية‪:‬‬

‫رأس املال العامل الصافي إلاجمالي = (استخدامات الاستغالل‪+‬استخدامات خارج‬


‫الاستغالل‪+‬استخدامات الخزينة) ‪ ( -‬موارد الاستغالل‪+‬موارد خارج الاستغالل‪+‬موارد الخزينة)‬

‫يعبر رأس املال العامل من أسفل امليزانية عن مدى قدرة املؤسسة على تغطية جميع التزاماتها‬
‫قصيرة ألاجل عن طريق أصولها املتداولة (تسديد القروض قصيرة ألاجل باستعمال ألاصول املتداولة)‪،‬‬
‫ويبقى فائض مالي يمثل هامش أمان وهو رأس املال العامل‪.‬‬

‫إن تحليل رأس املال العامل يمكن القيام به من خالل حساب عالقة رأس املال العامل الدائم من‬
‫أسفل امليزانية ألنها أكثر داللة على التوازن املالي ومنه تظهر لنا ثالث فرضيات وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ألاــصول املتداولة = الخصوم املتداولة يمثل حالة التوازن املالي ألادنى‪ ،‬وهو ما يعني أن املؤسسة‬
‫قادرة على الوفاء بديونها في ميعاد استحقاقها‪ ،‬وهذه الحالة صعبة التحقيق لعدم إمكانية تحقيق‬
‫السيولة الكافية والالتزامات ملدة طويلة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)14‬التوازن املالي ألادنى‬

‫ب‪ -‬ألاــصول املتداولة أكبر من الخصوم املتداولة‪ :‬وهو ما يعني أن رأس املال العامل الدائم موجب‪ ،‬هذا‬
‫يدل على وجود فائض في السيولة في املدى القصير مما يعبر عن قدرة املؤسسة على ضمان الوفاء بديونها‬
‫عند تاريخ استحقاقها‪ ،‬كما بإمكان املؤسسة في هذه الحالة مواجهة املشاكل غير املتوقعة في حالة حدوثها‬
‫بسبب الاضطرابات التي تحدث في دورة الاستغالل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫شكل رقم (‪ :)15‬رأس املال العامل الصافي إلاجمالي‬

‫ج‪ -‬ألاــصول املتداولة أقل من الخصوم املتداولة‪ :‬وهو ما يعني أن رأس املال العامل سالب‪ ،‬ما يعني على‬
‫ألارجح أن املؤسسة في هذه الحالة تعرف صعوبات في ألاجل القصير وهو ما يجعلها غير قادرة على الوفاء‬
‫بالتزاماتها تجاه الغير‪ ،‬ألامر الذي يتطلب منها القيام بإجراءات تصحيحية أو تعديالت من أجل تحقيق‬
‫التوازن املالي‪ ،‬وفي املقابل أيضا هذا يدل على أن هناك جزء من الاستثمارات ممول عن طريق الديون‬
‫القصيرة ألاجل وهو توظيف غير سليم ألموال املنشأة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الاحتياج في رأس املال العامل ‪:BFR‬‬

‫يمثل ‪ BFR‬إجمالي ألاموال التي تحتاجها املؤسسة خالل دورة الاستغالل‪ ،‬حيث أن منح آجال طويلة‬
‫للعمالء إضافة ملخزون ذو دوران بطيء وضعف أداء التفاوض التجاري (قبول آجال قصيرة لتسديد‬
‫املوردين) يتولد عن كل ذلك احتياج مالي لالستغالل يستلزم البحث عن مصادر أخرى لتمويله‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)12‬إلاحتياج في رأس املال العامل‬

‫‪31‬‬
‫ينقسم الاحتياج في رأس املال العامل إلى‪:‬‬

‫‪-1‬الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل ‪ : BFRex‬ويمثل الفرق بين استخدامات الاستغالل وموارد‬
‫الاستغالل‪ ،‬فكل عناصره تنتمي لدورة الاستغالل سواء كانت موارد أو استخدامات‪.‬‬

‫‪BFRex = Eex-Rex‬‬

‫‪-2‬الاحتياج في رأس املال العامل خارج الاستغالل ‪ : BFRhex‬يعبر عن الاحتياجات املالية الناتجة عن‬
‫النشاطات غير الرئيسية والتي تتميز بالطابع الاستثنائي‪ ،‬ويحسب من خالل الفرق بين الاستخدامات خارج‬
‫الاستغالل واملوارد خارج الاستغالل‪.‬‬

‫‪BFRhex =Ehex- Rhex‬‬

‫‪-3‬الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي ‪ : BFRg‬من املعادلتين السابقتين يكون الاحتياج إلاجمالي رأس‬
‫املال العامل يساوي مجموع احتياجات الاستغالل واحتياجات خارج الاستغالل‪.‬‬

‫‪BFRg = BFRex + BFRhex‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخزينة الصافية ‪:TN‬‬

‫هي عبارة عن إجمالي النقديات املوجودة باستثناء السلفات املصرفية‪ ،‬كما يمكن حسابها عن طريق‬
‫إجراء الفرق بين رأس املال العامل والاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي‪ ،‬وتعرف أيضا على أنها الفرق‬
‫بين أصول الخزينة وخصومها‪.‬‬

‫إن الخزينة الصافية تتشكل عندما يستخدم رأس املال العامل الصافي إلاجمالي في تمويل العجز‬
‫في احتياجات دورة الاستغالل وغيرها (الاحتياج في رأس املال العامل) ومنه فإذا تمكنت املؤسسة من‬
‫تغطية هذا الاحتياج تكون الخزينة موجبة وهي في حالة الفائض في التمويل‪ ،‬وفي الحالة ألاخرى تكون‬
‫الخزينة سالبة وهي حالة عجز في التمويل‪.‬‬

‫وتحسب الخزينة الصافية بطريقتين وهما‪:‬‬

‫‪TN = Et - Rt‬‬ ‫‪1‬‬

‫أو‬

‫‪TN = FRng - BFRng‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫والشكل املوالي يبين الحاالت املمكنة للخزينة‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)12‬الحاالت املمكنة للخزينة الصافية‬

‫‪-1‬إذا كان ‪ BFRg<FR‬فإن ‪ ،TN>0‬في هذه الحالة املؤسسة قامت بتجميد جزء من أموالها الثابتة لتغطية‬
‫رأس املال العامل‪ ،‬وهو ما يطرح عليها مشكلة الربحية أي تكلفة الفرصة البديلة الضائعة‪ ،‬لذلك يتوجب‬
‫عليها معالجة الوضعية عن طريق شراء مواد أولية أو تقديم تسهيالت للزبائن‪.‬‬

‫‪-2‬إذا كان ‪ BFRg>FR‬فإن ‪ ،TN<0‬املؤسسة هنا في حالة عجز أي أنها غير قادرة على تسديد ديونها في‬
‫آجالها وهو ما يطرح إشكال حاد في بعض الحاالت ويهدد وجود املؤسسة في حال لم تتخذ إلاجراءات‬
‫الكفيلة بحله‪ ،‬مما يجعل املؤسسة في هذه الحالة تطالب بحقوقها املوجودة لدى الغير أو تلجأ إلى‬
‫الاقتراض من البنوك أو التنازل عن بعض استثماراتها التي ال تؤثر على طاقتها إلانتاجية‪ ،‬وفي بعض‬
‫الحاالت الاستثنائية تلجأ املؤسسة لبيع بعض املواد ألاولية‪.‬‬

‫‪-3‬إذا كان‪ BFRg=FR‬معناه ‪ ،TN=0‬وهي ما تعرف بالخزينة املثلى‪ ،‬والوصول إلى هذه الحالة يتم‬
‫باالستخدام ألامثل للموارد املتاحة للمؤسسة وفق إلامكانيات املتاحة عن طريق تفادي مشاكل عدم‬
‫التسديد ومنه التحكم في السيولة دون التأثير على الربحية‪.‬‬

‫ويمكن التأثير على رأس املال العامل في حال كان أكبر من الاحتياج إلاجمالي باتخاذ إلاجراءات‬
‫التالية‪:‬‬

‫بالنسبة لـ ‪ FR‬يمكن العمل على‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض املوارد الدائمة بحيث يمكن تسديد جزء من الديون الطويلة ألاجل واملتوسطة‬
‫‪ ‬العمل على رفع القيم الثابتة عن طريق شراء استثمارات إضافية‬

‫‪33‬‬
‫ويمكن التأثير على ‪ BFRg‬باتخاذ إلاجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الزيادة من الاستعماالت الدورية برفع قيمة املخزونات أو تقديم تسهيالت للزبائن‬


‫‪ ‬تخفيض موارد الدورة بتسديد حقوق املوردين‬

‫أما في حالة ما إذا كان رأس املال العامل أقل من الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي وهو ما‬
‫يعني أن الخزينة سالبة‪ ،‬فاملؤسسة يجب عليها أن تقوم باإلجراءات املعاكسة لإلجراءات السابقة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تشخيص التوازن املالي‬

‫‪ -1‬تعريف التوازن املالي‪ :‬هو الحالة التي يظل معها رصيد النقدية في كل لحظة موجبا بعد سداد كافة‬
‫الديون قصيرة ألاجل‪ ،‬مع تحقيق اليسر املالي والسيولة للمؤسسة‬

‫أو هو الكيفية التي تصل بها املؤسسة إلى وضعية مالية تستطيع من خاللها سداد كافة مستحقاتها‬
‫العاجلة مع ضمان عدم الوقوع في العجز املالي‬

‫‪ -2‬شروط التوازن املالي‪ :‬من أجل أن يتحقق التوازن املالي حسب التشخيص الوظيفي البد أن تتحقق‬
‫الشروط الثالث التالية‪:‬‬

‫الشرط ألاول‪ :‬رأس املال العامل الصافي إلاجمالي موجب أي ‪FRng>0‬‬

‫يتحقق هذا الشرط إذا تمكنت املؤسسة من تكوين الاستخدامات املستقرة اعتمادا على املوارد‬
‫الدائمة‪ ،‬أي تمويل استثمارات املؤسسة اعتمادا على املوارد طويلة ومتوسطة ألاجل (رؤوس ألاموال‬
‫الخاصة والخصوم غير املتداولة باإلضافة إلى مخصصات الاهتالكات واملؤونات)‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يغطي رأس املال العامل الصافي إلاجمالي الاحتياج في رأس املال العامل أي‪:‬‬

‫‪FRng< BFRg‬‬

‫ال يكفي للمؤسسة أن تحقق رأس مال عامل موجب بل يجب أن يغطي هذا الهامش احتياجات‬
‫دورة الاستغالل‬

‫الشرط الثالث‪ :‬خزينة موجبة ‪ : TN>0‬يتحقق هذا الشرط بتحقق الشرطين ألاول والثاني‪ ،‬كما يمكن‬
‫النظر إليه بأن املؤسسة تمكنت من تغطية موارد الخزينة واملتمثلة في الاعتمادات البنكية الجارية‬
‫بواسطة استخدامات الخزينة واملتمثلة في املتاحات‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ويكمن تشخيص امليزانية الوظيفية في مقارنة املبالغ املحسوبة من أجل التأكد من التوافق بين‬
‫املوارد التي تحصلت عليها املؤسسة مع مختلف استخداماتها‪.‬‬

‫‪ .1‬ففي البداية يتحقق املشخص املالي من أن الاستخدامات املستقرة تمت تغطيتها بموارد دائمة‪.‬‬
‫‪ .2‬يوجه املشخص املالي اهتمامه إلى الاحتياج في رأس املال العامل والذي ينقسم إلى احتياج‬
‫رأس املال العامل لالستغالل (وهو الذي يعرف باالحتياج في رأس املال العامل الهيكلي)‬
‫(‪ )BFRex‬واحتياج رأس املال العامل خارج الاستغالل (‪ )BFRhex‬والذي يعرف باالحتياج في‬
‫رأس املال العامل الظرفي‪ ،‬والذي يتعلق بالعناصر غير املتعلقة بنشاط املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬يحاول املشخص املالي التأكد من أن رأس املال العامل الوظيفي كاف لتغطية الجزء الهيكلي‬
‫الحتياج رأس املال العامل(‪ ،)BFRex‬أما فيما يتعلق بالتغيرات الظرفية فيمكن امتصاصها‬
‫بواسطة الخزينة‪ ،‬ومنه نالحظ أنه يمكن أن يكون رصيد الخزينة الصافية في بعض ألاحيان‬
‫سالبا وذلك بشرط أن تكون هذه الحالة مؤقتة‪ ،‬ولكن إن استمرت هذه الحالة )‪ TN‬سالبة)‬
‫فهي يدل عن خطورة الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬أما إذا كانت )‪ TN‬موجبة) بقيمة كبيرة‬
‫وبشكل مستمر ومتواصل فال تشكل هذه الوضعية خطرا على املؤسسة ولكنها في املقابل تمثل‬
‫موارد غير مستغلة بل يتم دفع تكاليف على جزء منها (الديون طويلة ألاجل) لذا يجب على‬
‫املؤسسة أن تقوم باستثمار تلك ألاموال‪.‬‬

‫‪ -3‬كيفية عالج الاختالل في التوازن املالي‪ :‬من بين النقاط الرئيسية التي يهتم بها املشخص املالي هو أن‬
‫يغطي رأس املال العامل الوظيفي الجزء الهيكلي من احتياج رأس املال العامل‪ ،‬فعندما تمارس املؤسسة‬
‫أنشطة موسمية (يمكن تشخيص هذه الوضعية بأنها غير مقلقة ألنها تكون لفترة قصيرة ثم يعود التوازن‬
‫املالي)‪ ،‬نالحظ خالل هذه الحالة ارتفاع في الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي أي ‪ BFRng> FRng‬وهو‬
‫ما يؤدي إلى خزينة سالبة‪ ،‬بحيث يسعى املدير املالي للمؤسسة في هذه الحالة إلى الحصول على موارد‬
‫قصيرة ألاجل (خصم أوراق القبض أو اللجوء إلى السحب على املكشوف)‪.‬‬

‫ولكن إذا تواصلت واستمرت وضعية الخزينة السالبة فهذا يبين أن رأس املال العامل الوظيفي لم‬
‫يعد كافيا لتغطية الاحتياج في رأس املال العامل‪ ،‬وهو ما يستلزم ويستوجب على املؤسسة‪:‬‬

‫‪ .1‬رفع رأس املال العامل الوظيفي عن طريق الحصول على قروض طويلة ألاجل أوالرفع من رأس‬
‫املال أو التنازل عن الاستثمارات‬

‫‪35‬‬
‫‪ .2‬خفض الاحتياج من رأس املال العامل من خالل التفاوض مع املوردين من أجل الحصول‬
‫على مهلة أطول للتسديد أو التفاوض مع العمالء ملنح مدة أقصر للتحصيل‪ ،‬أو التخفيض‬
‫من املخزونات‪.‬‬

‫أما إذا كانت خزينة املؤسسة موجبة بشكل دائم ومستمر فهذا يدل على أن رأس املال الوظيفي‬
‫له قيمة مهمة مقارنة بـ ‪ ،BFRg‬وهو ما يطرح مشكلة الربحية لذلك البد على املسير املالي أن يقوم‬
‫باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تخفيض رأس املال العامل بواسطة التسديد املسبق للقروض طويلة ألاجل أو توزيع ألارباح‪.‬‬
‫‪ .2‬الزيادة في الاحتياج لرأس املال العامل بواسطة التسديد للموردين في أسرع وقت وهو ألامر‬
‫الذي يمكن من الحصول على خصم تعجيل الدفع أو الزيادة في مهلة التحصيل املمنوحة‬
‫للزبائن وهو الش يء الذي يمكن من اكتساب حصة أكبر في السوق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬التحليل المالي باستخدام‬
‫النسب المالية‬

‫‪37‬‬
‫تمهيد‪ :‬من أجل تشخيص الوضعية املالية للمؤسسة فان املشخص املالي يستعمل عدة أدوات‪ ،‬من‬
‫بينها النسب املالية‪ ،‬حيث تقوم على دراسة قيم العناصر الظاهرة في القوائم املالية والتقارير املحاسبية‬
‫من أجل إعطاء دالالت ذات أهمية على البيانات الواردة في هذه القوائم‪ ،‬ما يتيح تفهم شامل لسيولة‬
‫املؤسسة‪ ،‬قدرتها على الدفع ودرجة فاعليتها في إدارة أصولها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف النسب املالية‬

‫تعرف النسب املالية على أنها تلك العالقة بين بعض القيم في القوائم املالية سواء كانت تلك‬
‫القيم في نفس امليزانية أو قيم مشتقة من أكثر من قائمة مالية (امليزانية املالية‪ ،‬جدول حساب النتائج‪،‬‬
‫جدول تدفقات الخزينة)‪ ،‬بحيث تنتج النسب املالية بواسطة قسمة أي عنصر من عناصر القوائم املالية‬
‫السابقة على عنصر آخر‪.‬‬

‫وتعرف أيضا على أنها دراسة العالقة بين متغيرين والتي تعطي لنا دالالت وتقدم معلومات تساعد‬
‫على تشخيص وضعية املؤسسة واتخاذ القرارات املالية املناسبة‪.‬‬

‫ومن أجل أن تكون النسب ذات داللة البد أن تستعمل ملقارنة الوضعية املالية للمؤسسة محل‬
‫الدراسة مع‪:‬‬

‫‪ )1‬وضعية سابقة لنفس املؤسسة وهو ما يعرف باملعيار التاريخي‪.‬‬


‫‪ )2‬أو تستخدم للمقارنة مع وضعية مالية ملؤسسة أخرى وفق املعيار الصناعي أو املقارن‪.‬‬
‫‪ )3‬أو مع املعايير السائدة واملتعارف عليها في حقل التشخيص املالي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية النسب املالية‪:‬‬

‫يمكن للمشخص املالي أن يعتمد على عدد كبير من النسب املالية والتى يمكن تبويبها في العديد‬
‫من ألا قسام الرئيسية واختيار هذه ألاقسام يتوقف على الهدف املرجو من عملية التشخيص من جهة‬
‫وأنواع البيانات واملعلومات املتاحة من جهة أخرى‪ ،‬فالنسب املالية تكتس ي أهمية كبيرة في عملية‬
‫التشخيص ملا لها من دور كبير في توضيح الصورة املالية للمؤسسة وذلك من مختلف الجوانب‬

‫فهي تستخدم في عملية التشخيص املالي وتقييم ألاداء املالي للمؤسسة في مجاالت الربحية‬
‫والسيولة واملالءة وأيضا مدى كفاءة إدارتها في رسم وتنفيذ سياساتها التمويلية والاستثمارية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وآلالية التي يتبعها املشخص املالي في استعمال النسب املالية ملؤسسة معينة تتوقف على ألاهداف‬
‫وألاغراض املحددة لعملية التشخيص وتكون عملية الحكم على نتائج النسب غالبا على شكل مقارنة‬
‫داخلية أو خارجية بين عدة مؤسسات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع النسب املالية‬

‫يمكن تقسيم النسب املالية املتعلقة بامليزانية الوظيفية إلى املجموعات الرئيسية التالية والتي‬
‫تضم كل منها عددا من هذه النسب‪:‬‬

‫‪ -1‬نسب الهيكل املالي‪ :‬يهدف استخدام هذه النسب بشكل عام إلى دراسة تمويل استخدامات املؤسسة‪،‬‬
‫والحكم على درجة استقالليتها املالية ومقدرتها على الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬باإلضافة لفرصها في الحصوص‬
‫على قروض جديدة‪ ،‬وفيما يلي أهم النسب شائعة الاستخدام بهذا الخصوص‪:‬‬

‫أ‪ -‬تمويل الاستخدامات املستقرة‪ :‬تبين لنا هذه النسبة مستوى تغطية الاستثمارات الصافية عن طريق‬
‫أموال دائمة‬
‫قد تم إلغاؤها‬ ‫ألاموال الدائمة‪ ،‬وما تجدر إليه إلاشارة هو أن نسبة التمويل الدائم=‬
‫استخدامات مستقرة‬

‫وتم تعويضها بنسبة تغطية ألاموال املستثمرة ألنها تعبر عن تغطية املوارد الدائمة لالستخدامات املستقرة‬
‫مضافا إليها احتياج رأس املال العامل لالستغالل (الهيكلي)‪ ،‬حيث يتم حسابها كما يلي‪:‬‬

‫املوارد الدائمة‬
‫الاستخدامات املستقرة ‪𝐵𝐹𝑅𝑒𝑥+‬‬
‫نسبة تغطية الاستخدامات املستقرة =‬

‫يجب أن تكون هذه النسبة أكبر من ‪ ،1‬ألن الاستخدامات املستقرة البد لها أن تمول باملوارد‬
‫الدائمة‪ ،‬وأيضا بالنسبة لـ ‪ BFRex‬املرتبط بشكل عام بهيكل املؤسسة والذي ال بد أن يتم تمويله بواسطة‬
‫املوارد الدائمة‪ ،‬بحيث أن أغلب املؤسسات تضع نسبة تقترب من الواحد الصحيح كنسبة مرجعية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الاستقاللية املالية‪ :‬تعتبر السياسة املالية للمؤسسة من أبرز العوامل التي يمكن لها أن تؤدي إلى‬
‫تحقيق التوازن املالي فيها‪ ،‬فإفراط املؤسسة في استعمال الديون املالية مؤشر خطير ألنه يؤدي إلى الوقوع‬
‫في مشاكل مالية عسيرة وذلك بسبب تزايد املصاريف الثابتة والناجمة عن تسديد القروض والفوائد‪،‬‬
‫لذلك يعتمد املشخص املالي على نسبة الاستدانة من أجل معرفة معدل الاستدانة املالية للمؤسسة‬
‫والتي تحسب كما يلي‪:‬‬

‫الديون املالية ‪ +‬موارد الخزينة‬


‫نسبة الاستدانة=‬
‫ألاموال الخاصة‬

‫‪39‬‬
‫هذه النسبة يتعين أن ال تتجاوز ‪( 1‬الواحد) وذلك من أجل أن تستطيع املؤسسة أن تخدم ديونها‪،‬‬
‫فكلما كانت هذه النسبة صغيرة كلما تمكنت املؤسسة من أن تتعامل بشكل مرن مع الدائنين سواء عند‬
‫الاقتراض أو عند تسديد الديون‪ ،‬ولكن إذا كانت هذه النسبة كبيرة وتتجاوز ‪ 1‬فهذا يعني أن املؤسسة‬
‫تعاني من مديونية كبيرة وال يمكن لها أن تحصل على تمويل إضافي عن طريق الاقتراض إال بواسطة‬
‫إعطاء ضمانات‪.‬‬

‫إن الهدف من هذه القاعدة هو جعل املؤسسة تتمتع باالستقاللية املالية بمعنى أن ال يفوق مجموع‬
‫ديونها حجم رؤوس ألاموال الخاصة‪ ،‬أي أن يكون مالك املؤسسة مساهمين في احتياجاتها أكثر من‬
‫مقرضيها‪ ،‬وهو ش يء مهم خصوصا إذا ما تعلق ألامر بحاالت التوقف عن الدفع والعسر املالي ومخاطر‬
‫إلافالس‪ ،‬فنالحظ أنه إذا كان قرار الاستدانة يجعل أموال املقرضين أعلى من مساهمة املالكين فهو قرار‬
‫غير رشيد من منظور الاستقاللية املالية والبد أن يعوض بقرار آخر مثل الزيادة في رأس املال للمساهمة‬
‫أو التخلي عن بعض النشاطات أو التنازل عن بعض الاستثمارات‪...‬الخ‪.‬‬

‫ج‪-‬القدرة على الوفاء بمدة تسديد الديون املالية‪ :‬يعتمد املشخص املالي على هذه النسبة من أجل‬
‫معرفة املدة الزمنية الضرورية لتسديد الديون املالية للمؤسسة وذلك باالعتماد على ما يعرف بالقدرة‬
‫على التمويل الذاتي (‪ )CAF‬وهذا على افتراض أن هذا ألاخير ال يستخدم إال في خدمة الديون املالية (ال‬
‫وجود لتوزيع ألارباح أو إعادة الاستثمار‪ ،‬بحيث يمكن معرفة مدة تسديد الديون املالية بواسطة العالقة‬
‫التالية‪:‬‬

‫الديون املالية‬
‫𝐹𝐴𝐶‬
‫مدة تسديد الديون املالية (القدرة على الوفاء) =‬

‫فاملعدل املالئم لهذه النسبة هو ‪ 4‬وهذا في حالة ما إذا كان متوسط مدة الديون هو‪ 8‬وغالبا ما‬
‫تعبر هذه النسبة عن مدة السداد املتوسط بين املؤسسة ودائنيها‪ ،‬فإذا كانت مثال ‪ 3‬فهذا يعني أن‬
‫املؤسسة تستطيع تغطية مجمل ديونها املالية باستعمال قدرتها على التمويل الذاتي لثالث سنوات قادمة‪.‬‬

‫وعدم احترام هذه القاعدة يدل على استمرار املؤسسة في عملية الاستدانة وذلك بغض النظر عن‬
‫مستوى القدرة على التمويل الذاتي‪ ،‬وهو مؤشر عن زيادة وارتفاع عدم القدرة على الوفاء ومنه التوقف‬
‫عن دفع الديون في آجال استحقاقها ومنه زيادة احتمال الوقوع في العسر املالي‪ ،‬فهذه النسبة تعتبر‬
‫كمؤشر للمقرضين يساعدهم في اتخاذ قرار منح القروض للمؤسسة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وما تجدر إليه إلاشارة إلى أن القدرة على التمويل الذاتي ‪ CAF‬يمكن حسابها بواسطة طريقة الجمع‬
‫أو طريقة الطرح‪.‬‬

‫‪-‬طريقة الجمع‪ = CAF :‬نتيجة الدورة ‪ +‬مصاريف محسوبة ‪ -‬إيرادات محسوبة‬


‫‪ = CAF‬نتيجة الدورة ‪ +‬مخصصات الاهتالك‪ +‬املؤونات ونواقص القيمة‪ +‬ق م ص للتثبيتات‬
‫املتنازل عليها‪-‬الاسترجاع عن نواقص القيمة واملؤونات‪-‬سعر التنازل عن التثبيتات املتنازل عنها‪ -‬القسط‬
‫املحول من إعانات الاستثمار لنتيجة الدورة‪.‬‬
‫‪-‬طريقة الطرح‪ = CAF :‬الفائض إلاجمالي لالستغالل ‪ +‬إيرادات محصلة ‪ -‬مصاريف مسددة‬

‫‪ -2‬نسب السيولة‪ :‬تهدف هذه املجموعة من النسب إلى تقييم قدرة املؤسسة في املدى القصير على الوفاء‬
‫بالتزاماتها ويكون ذلك بواسطة املقارنة بين مجموع موجوداتها قصيرة ألاجل ومجموع التزاماتها قصيرة‬
‫ألاجل‪ ،‬والغرض من حساب نسب السيولة هو الوقوف على قدرة استخدامات املؤسسة املتداولة على‬
‫مسيرة استحقاقية الديون قصيرة ألاجل ضمن املوارد‪ ،‬ويعتبر تحليل سيولة املؤسسة مؤشرا مهما من‬
‫أجل تقييم أدائها املالي ومدى استطاعتها مواجهة التزاماتها العاجلة وديونها املالية املستحقة وذلك من‬
‫خالل تحديد ما توفر لديها من نقد سائل ومن أصول قابلة للتحول إلى نقد في مدة قصيرة وبأقل خسائر‬
‫ممكنة قياسا بتكلفتها‪ ،‬ويعتمد املشخص املالي غالبا على حساب النسب التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬نسب السيولة العامة (نسبة التداول)‪ :‬تعبر هذه النسبة على عدد املرات التي تستطيع فيها‬
‫الاستخدامات املتداولة تغطية املوارد املتداولة‪ ،‬فكلما زادت هذه النسبة دل لنا ذلك على قدرة املؤسسة‬
‫على مواجهة أخطار سداد الالتزامات املتداولة املفاجئ دون الحاجة إلى تحويل جزء من ألاصول الثابتة‬
‫إلى سيولة أو الحصول على قروض جديدة وتحسب من خالل العالقة التالية‪:‬‬

‫الاستخدامات الجارية‬
‫املوارد الجارية‬
‫نسبة السيولة العامة =‬

‫هذه النسبة يتعين أن تتجاوز الواحد من أجل تحقيق رأس مال عامل صافي موجب‪ ،‬وبالتالي كلما‬
‫كانت هذه النسبة كبيرة كلما أعطت للمؤسسة هامشا للحركة واملناورة‪ ،‬على أن ال يبالغ في قيمتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬نسبة السيولة السريعة‪ :‬تعتبر هذه النسبة أكثر دقة وصدقية في قياس السيولة من نسبة السيولة‬
‫العامة وذلك القتصارها على ألاصول ألاكثر سيولة‪ ،‬وتحسب بالعالقة التالية‪:‬‬

‫الاستخدامات الجارية ‪ −‬املخزونات‬


‫نسبة السيولة السريعة =‬
‫املوارد الجارية‬

‫‪41‬‬
‫هذه النسبة تعتبر مؤشرا لقدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة ألاجل بواسطة املتاحات‬
‫النقدية والاستخدامات سريعة التحويل الى نقدية أي حقوق املؤسسة على الغير‪ ،‬في حين تم استثناء‬
‫املخزونات كونه العنصر ألابطأ في التحول وكون املؤسسة ال تمتلك قدرة كبيرة على التحكم في سرعة‬
‫دوارنه وارتباطه بعناصر عديدة من داخل وخارج املؤسسة‪ ،‬وعادة ما يفضل أن تكون في املجال بين ‪1.3‬‬
‫و‪.1.5‬‬

‫ج‪ -‬نسبة السيولة الجاهزة (الفورية)‪ :‬تعتبر هذه النسبة من أدق النسب التي تبين مدى قدرة املؤسسة‬
‫على تسديد كل ديونها قصيرة ألاجل وذلك باالعتماد على السيولة املوجودة تحت تصرفها فقط‪ ،‬دون‬
‫اللجوء الى القيم املالية غير الجاهزة‪ ،‬ألنه من الصعب على املؤسسة أن تتوقع مدة معينة لتحويل‬
‫املخزونات أو الحقوق إلى سيولة جاهزة‪ ،‬وتحسب نسبة السيولة الجاهزة بالعالقة التالية‪:‬‬
‫استخدامات الخزينة‬
‫املوارد الجارية‬
‫نسبة السيولة الجاهزة =‬

‫هذه النسبة يفضل بشكل عام أن تكون محصورة في املجال بين ‪ 1.2‬و‪1.3‬‬

‫ما تجدر إليه إلاشارة أنه من الصعب وجود نسبة معيارية كمقياس للسيولة‪ ،‬ولكن يمكن القول‬
‫أن معايير السيولة تكون عادة محددة بالنسبة للمؤسسات املالية املصرفية وأيضا إلى حد ما للمؤسسات‬
‫التجارية في حين تكون هذه املعايير منخفضة إلى حد معين بالنسبة للمنشآت في القطاع الصناعي أو في‬
‫قطاع الخدمات‪.‬‬

‫‪ -3‬نسب النشاط‪ :‬تهدف هذه النسب إلى تفسير مكونات الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل‪ ،‬بحيث‬
‫يتم حسابها باالعتماد على القيم إلاجمالية التي تظهر في امليزانية الوظيفية‪ ،‬ويتم التعبير عن هذه النسب‬
‫في معظم ألاحيان باأليام واملرات‪ ،‬وتعرف أيضا هذه النسب بنسب إلانتاجية إذ أن هدفها هو قياس‬
‫كفاءة وفعالية إلادارة في استعمال ما لديها من استثمارات من أجل خلق وتوليد املبيعات‪.‬‬

‫أ‪-‬العالقة بين ‪ BFRex‬ورقم ألاعمال‪ :‬ما دام ‪ BFRex‬متعلق ومرتبط بنشاط املؤسسة الرئيس ي فهو ما يعني‬
‫أنه مرتبط برقم ألاعمال‪ ،‬فالنسبة التي تبين لنا هذه العالقة تمكن املشخص املالي من مقارنة حجم‬
‫الاحتياج في رأس املال العامل بمستوى نشاط املؤسسة‪ ،‬أي كم يوما من مبيعات املؤسسة يمثل هذا‬
‫إلاحتياج الهيكلي‪ ،‬ويحسب هذا املعدل كما يلي‪:‬‬
‫‪BFRex‬‬
‫× ‪361‬‬ ‫رقم ألاعمال‬
‫مدة الاحتياج ر ع إ =‬

‫‪42‬‬
‫هذه النسبة يمكن مقارنتها مع نسب املؤسسات ألاخرى لنفس القطاع أو مع النسب املتحصل‬
‫عليها في السنوات املاضية‪ ،‬فارتفاع هذه النسب في املؤسسة مقارنة مع السنوات املاضية معناه‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة في مدة التخزين أو الزيادة في مهلة التحصيل للزبائن‬


‫‪ ‬أو التخفيض في مدة تسوية ديون املوردين‬

‫ب‪-‬معدل دوران املخزونات‪ :‬يشير هذا املعدل إلى عدد مرات استخدام املخزون في عملية خلق املبيعات‬
‫خالل السنة‪ ،‬وعليه كلما زادت حركة املخزون وسرعته من بداية التخزين إلى عملية خلق املبيعات‪ ،‬كلما‬
‫ارتفعت قدرة املؤسسة في توليد النقد وتحقيق ألارباح‪.‬‬

‫حيث يمكن حساب معدل دوران املخزونات من خالل العالقتين التاليتين‪:‬‬

‫تكلفة شراء البضاعة أو املواد ألاولية‬


‫بالنسبة للبضاعة أو املواد ألاولية كالتالي‪ :‬دوران البضاعة‪/‬املواد ألاولية =‬
‫متوسط املخزون‬

‫تكلفة إنتاج املنتجات املباعة‬


‫متوسط املخزون‬
‫دوران املنتجات التامة =‬ ‫بالنسبة للمنتجات التامة كالتالي‪:‬‬

‫متوسط املخزون = (مخزون أو املدة ‪ +‬مخزون آخر املدة) ÷ ‪2‬‬

‫أما بالنسبة للمدة املتوسطة التي يتم فيها تخزين املخزونات وذلك قبل أن يتم تصريفها فيتم حسابها‬
‫بالعالقة التالية‪:‬‬
‫‪360‬‬
‫معدل دوران املخزون‬
‫مدة دوران املخزون (مدة تصريف املخزون) =‬

‫ج‪-‬مدة التحصيل من الزبائن‪ :‬تعبر هذه النسبة عن املدة املتوسطة لتحصيل الحقوق من الزبائن‬
‫وتحسب كما يلي‪:‬‬

‫الزبائن ‪ +‬أوراق القبض‬


‫× ‪361‬‬ ‫مدة التحصيل =‬
‫رقم ألاعمال السنوي آلاجل‬

‫ويقصد بفترة التحصيل تلك الفترة املمتدة من تاريخ تكوين الحسابات املدينة الى تاريخ تحصيلها‪،‬‬
‫لذلك فإنها تعبر عن سرعة تحرك الحسابات املدينة باتجاه التحصيل‪ ،‬تتبع هذه املدة سياسة املؤسسة‬
‫التجارية في التعامل مع زبائنها وعموما كلما كانت أقل كان ذلك دليال على ترصيدها السريع لحقوقها من‬
‫املبيعات آلاجلة‪.‬‬

‫‪43‬‬

You might also like