Professional Documents
Culture Documents
تستهدف امليزانية الوظيفية دراسة السلوك الاقتصادي واملالي للمؤسسة وذلك أكثر من تركيزها
على الخطر املصرفي البحث فهي ال تستهدف إحصاء املمتلكات في جانب ألاصول والالتزامات في جانب
الخصوم ،بحيث أصبح يعبر في هذه امليزانية الجديدة عن املمتلكات باالستخدامات أو الاحتياجات أما
إلالتزامات فيعبر عنها باملوارد.
يعتمد التشخيص املالي للميزانية في حقل التحليل املالي على مدخلين رئيسيين وهما:
املدخل املالي (سيولة/استحقاق) ينتج عنه امليزانية املالية :يعرف التحليل املالي حسب منظور
سيولة استحقاق بتحليل الذمة املالية للمؤسسة وهو من الطرق التقليدية للتحليل ويركز
بالدرجة ألاولى على خطر العسر املالي والتوقف عن الدفع وهو يظهر الزمن كمقياس هام ألنه
يرى أن املؤسسة عبارة عن كيان قانوني يمتلك ذمة قبل أن تكون وحدة إنتاجية وهو ما يبين
عدم التركيز على خطر الاستغالل.
ويركز هذا التحليل أيضا على معايير تصنف مراكز امليزانية حسب مفهومي السيولة
والاستحقاق ويسمى هذا التحليل بالحكم على التوازنات املالية الرئيسية ،فتحليل سيولة
استحقاق يقارن بين درجة سيولة ألاصول ودرجة استحقاق الخصوم بهدف تجنب خطر
العسر املالي ،أو بشكل آخر فان هدف امليزانية املالية هو إظهار املمتلكات الحقيقية للمؤسسة
وتقييم خطر عدم سيولتها.
وما تجدر إليه إلاشارة أن إعداد امليزانية املالية يكون بتقسيمها ألربع مجموعات رئيسية
وهي ألاصول الثابتة وألاصول املتداولة في جانب ألاصول وألاموال الدائمة والديون قصيرة
ألاجل في جانب الخصوم.
املدخل الوظيفي (وظائف املؤسسة) ينتج عنه امليزانية الوظيفية وهو التحليل الذي سوف
نركز عليه :يقوم التشخيص الوظيفي على اساس تصنيف مختلف العمليات التى تقوم بها
املؤسسة حسب الوظائف ومنه البحث عن أثر دورة الاستثمار على الهيكل املالي للمؤسسة
والدور الاساس ي لقدرة التمويل الذاتي في دورة التمويل ،وحسب هذه آلالية فان املؤسسة هي
عبارة عن وحدة اقتصادية ومالية تضمن تحقيق وظائف التمويل والاستثمار والاستغالل
فهذا املنظور يصب إهتمامه على دراسة نشاط املؤسسة من خالل املوارد املالية وطريقة
التصرف فيها لتمويل الاستخدامات.
21
فالتشخيص الوظيفي يحاول تخطي القصور الذي ظهر في تحليل سيولة/استحقاق وذلك عن
طريق إعطاء معيار مغاير لترتيب عناصر املوارد والاستخدامات يكون متناسبا مع املفهوم الجديد
للمؤسسة.
-1املفهوم الوظيفي للمؤسسة :ينظر هذا املفهوم للمؤسسة على أنها وحدة اقتصادية تتضمن ثالث
وظائف أساسية تتمثل في وظيفة الاستغالل والاستثمار والتمويل مهمتها الرئيسية تحقيق الهدف الرئيس ي
للمؤسسة ،لذلك تجاوز هذا املفهوم فكرة الذمة املالية للمؤسسة ،وفيما يلي نتطرق إلى هذه الوظائف
الرئيسية باختصار:
أ -وظيفة الاستغالل :من بين الركائز ألاساسية لهذا التشخيص هي وظيفة الاستغالل وتحتل أهمية كبيرة
في تحليل الوضعية املالية للمؤسسة ،فهي تعبر عن النشاط الرئيس ي وتحدد طبيعة املؤسسة ،إن كانت
صناعية أم تجارية أم خدمية أو مختلطة وتتجزأ هذه الوظيفة إلى املراحل التالية:
إن هذه الوظيفة تبين لنا الدورة القصيرة لالستغالل ألنها تعكس لنا عمليات الاستغالل املتعلقة
بالشراء والانتاج والبيع والذي يترتب عليها حقوق على الزبائن وديونا اتجاه املوردين
ب -وظيفة الاستثمار :يرتكز الدور ألاساس ي لوظيفة الاستثمار في تزويد املؤسسة بكل أنواع تجهيزات
إلانتاج والاستثمارات الالزمة ملمارسة كل أنواع ألانشطة الاستثمارية ،ويكون ذلك بعد القيام بدراسات
الجدوى لكل استثمار ثم بعد ذلك املفاضلة بين مجموعة من البدائل واختيار البديل ألامثل والذي يحقق
املردودية والفعالية الاقتصادية القصوى ،وتتكون عمليات وظيفة الاستثمار من عمليتين رئيسيتين وهما:
حيازة الاستثمار :وتعني اقتناء احتياجات املؤسسة من التجهيزات واملعدات والتي ينتج عن
اقتنائها نفقات تسمى بالنفقات الاستثمارية (تكلفة الاقتناء ومختلف املصاريف امللحقة).
التنازل عن الاستثمار :يمكن للمؤسسة أن تقوم بالتنازل عن الاستثمار وذلك لعدة أسباب
منها نهاية العمر الافتراض ي لالستثمار والذي يتمثل في مدة الاهتالك املحاسبي ،وتلجأ املؤسسة
21
في بعض ألاحيان إلى التنازل عن جزء من استثماراتها لكي تقلص احتياجاتها املالية وقد يكون
ذلك بسبب ظروف مالية سيئة وكل هذا من أجل إنعاش الخزينة ضمن الحلول الداخلية
املتاحة من أجل الخروج من حالة العسر املالي (العجز في الخزينة).
ج -وظيفة التمويل :تعتبر وظيفة التمويل من أهم الوظائف الرئيسية وألاساسية في املؤسسة فهي ترتكز
أساسا على تغطية الاحتياجات املالية للنشاط سواء تعلق ألامر باالستثمار أو الاستغالل أو تعلق ألامر
بالوظيفة املالية نفسها أو بالخزينة إلاجمالية للمؤسسة ويمكن إبراز أهم املصادر ألاساسية للتمويل فيما
يلي:
-املصادر الداخلية :تتمثل هذه العناصر في التمويل الذاتي املتشكل من ألارباح املحققة في الدورات
السابقة والاهتالكات واملؤونات والتي تعتبر مصاريف مسجلة غير مستحقة دورها الرئيس ي تعويض التآكل
املادي واملعنوي في عناصر ألاصول.
-املصادر الخارجية :عندما تكون املصادر الداخلية غير كافية وال تغطي كل الاحتياجات تلجأ املؤسسة
ملصادر التمويل الخارجية من أجل تلبية كل احتياجاتها املالية وأهم هذه املصادر ما يلي:
-اللجوء للبنوك ومختلف املؤسسات املالية من أجل الحصول على مختلف القروض.
-القيام برفع رأس املال :ويعني ذلك فتح رأس مال املؤسسة للشراكة (إصدار أسهم لالكتتاب،
وتقاسم ألارباح أو الخسائر).
-2مفهوم وبناء امليزانية الوظيفية :امليزانية الوظيفية هي أداة للتشخيص املالي تقيد فيها املوارد
والاستخدامات بالقيمة إلاجمالية لتدفقات إلايرادات والنفقات وترتب فيها املوارد والاستخدامات حسب
دورة التمويل والاستثمار والاستغالل.
أ -مفهوم امليزانية الوظيفية :امليزانية الوظيفية هي أداة ووسيلة إعالمية لطرق تمويل الاستخدامات
املستقرة (الاستثمارات) ودورة الاستغالل ،وهدفها هو تشخيص التوازن املالي للمؤسسة وذلك استنادا
إلى القاعدة ألاساسية الذهبية للتحليل املالي "التوازن ألادنى" والقائمة على التوفيق بين مدة الاستخدام
ومدة استحقاق الدين ،ويعني ذلك أن الاستثمارات طويلة ألاجل يتعين تمويلها بموارد مستقرة ،في حين
يمكن تمويل إلاستخدامات الجارية بموارد قصيرة ألاجل.
22
وتعرف أيضا على أنها ترتيب لعناصر امليزانية املحاسبية بطريقة توضح الوضعية املالية للمؤسسة
وبالتحديد توازنها أو اختاللها املالي وذلك حسب مختلف الدورات (استغالل ،استثمار ،وتمويل) التي تميز
حياة املؤسسة.
إن هيكل امليزانية الوظيفية غير محدد بنصوص قانونية ،ولكن تطبيقات التحليل املالي والنظريات
املالية هي التي تحدد عمق وشكل امليزانية الوظيفية ،هذه ألاخيرة تهدف الى تحليل نشاط املؤسسة تبعا
ملختلف مراحل واطوار العمليات فيها ومن جهة اخرى تهدف لتسهيل فهم عملية تسيير املؤسسة وهوما
يساعد على تتبع السياسة املالية املنتهجة.
ب -بناء امليزانية الوظيفية :يعتبر تجزئة النشاط ألاساس ي للمؤسسة إلى وظائف أساسية من ألاسباب
الرئيسية التي أدت إلى ظهور مجموعة من التطبيقات على مستوى أدوات التحليل ،فبعرض ألاجزاء
الكبرى للميزانية الوظيفية يمكن إظهار ألاهمية املتعلقة باالستخدامات واملوارد والطريقة التي تغطى بها
املوارد كل الاستخدامات وتتجزأ امليزانية الوظيفية إلى أربع مستويات:
-إثنتان منها مرتبطة باألجل الطويل :يتمثالن في املوارد الدائمة والاستخدامات املستقرة.
املوارد الدائمة :ناتجة عن قرارات التمويل املتخذة من طرف املؤسسة في ألاجل الطويل ألكثر
من سنة وتتضمن:
ألاموال الخاصة :رأس املال خاص ،الاحتياطات ،الاهتالكات واملؤونات...الخ.
الديون املالية طويلة ومتوسطة ألاجل.
الاستخدامات املستقرة :ناتجة عن قرارات الاستثمار طويل ألاجل وهي مرتبطة باملوجودات
الثابتة إلاجمالية وتظهر في الجانب العلوي ألصول امليزانية الوظيفية.
-القسمان املتبقيان مرتبطان باألجل القصير :ويتمثالن في ألاصول الجارية والخصوم الجارية الناتجين
عن دورة الاستغالل بحيث:
ألاصول الجارية :تتضمن القيمة إلاجمالية للمخزونات حسابات الغير املدينة والنقديات.
الخصوم الجارية :وهي في معظمها ديون غير مالية كديون املوردين والحسابات امللحقة ،ديون
الاستغالل...الخ.
23
والشكل املوالي يبين نموذج لبناء امليزانية الوظيفية:
-3محتوى امليزانية الوظيفية :تنقسم امليزانية الوظيفية إلى أربعة مستويات وهي:
أ -مستوى املوارد الدائمة والاستخدامات املستقرة :تتكون املوارد من مصادر التمويل املتوسطة وطويلة
ألاجل (ألاموال الخاصة والديون متوسطة وطويلة ألاجل والاهتالكات واملؤونات والنتائج املتراكمة
والاحتياطات) ،أما الاستخدامات املستقرة فتتكون من الاستثمارات بمختلف أنواعها وكل العناصر ذات
الطبيعة املستقرة.
24
ب -مستوى استخدامات الاستغالل وموارد الاستغالل :وتتكون من احتياجات دورة الاستغالل املتعلقة
بالنشاط الرئيس ي الذي تزاوله املؤسسة (صناعي ،تجاري ،خدمي... ،إلخ) وموارد تمويل هذه إلاحتياجات.
ج -مستوى الاستخدامات خارج الاستغالل واملوارد خارج الاستغالل:هذا املستوى يبين كل الاحتياجات
واملوارد التي ال ترتبط مباشرة بالنشاط ألاساس ي والرئيس ي للمؤسسة أي تلك التدفقات ذات الطبيعة
الاستثنائية.
فبالنسبة لالستخدامات خارج الاستغالل نجد مثال حقوق التنازل عن التثبيتات والحقوق تجاه
الشركاء (رأس املال املكتتب غير املدفوع) ،أما املوارد خارج الاستغالل فتضم على سبيل املثال :موردو
القيم الثابتة ،ديون الشركاء ،الضرائب على النتائج والاشتراكات الاجتماعية للعمال...إلخ
د-مستوى الخزينة :يتكون هذا املستوى من استخدامات الخزينة ومواردها ،ألاولى تشمل املتاحات
النقدية في خزائن املؤسسة وحساباتها الجارية ،أما موارد الخزينة فتتمثل في الاعتمادات البنكية
الخارجية.
ومنه نالحظ أن عناصر ألاصول في امليزانية الوظيفية تنقسم الى الاستخدامات املستقرة
والاستخدامات الجارية ،هذه ألاخيرة تنقسم بدورها إلى ثالث مجموعات فرعية هي استخدامات
الاستغالل (املخزونات وحقوق الاستغالل) ،واستخدامات خارج الاستغالل (حقوق خارج الاستغالل)،
واستخدامات الخزينة.
أما بالنسبة للموارد فإنها تتكون من املوارد املستقرة والتى تتشكل من الاموال الخاصة والديون
املالية الطويلة ،في حين يتمثل الجزء آلاخر في املوراد املتداولة والتى تتكون هي ألاخرى من ثالث مجموعات
فرعية تتمثل في موارد الاستغالل ،موارد خارج الاستغالل ،وموارد الخزينة.
-4إعادة معالجة بعض العناــصر :من أجل إعداد امليزانية الوظيفية فإنه يتوجب إجراء عدد من
التعديالت على بعض العناصر:
25
أ -إعادة ترتيب عناــصر من داخل امليزانية:
-الاهتالكات واملؤونات :يتم تقييم الاستخدامات حسب قيمتها إلاجمالية (ألاصلية) ،أما فيما يخص
الاهتالكات واملؤونات فيتم تحويلها إلى املوارد الدائمة حيث تضاف إلى ألاموال الخاصة فهي تمثل
أموال مدخرة لذلك تعتبر كمصدر للتمويل الذاتي يستخدم في تجديد الاستثمارات وتغطية الخسائر
املحتملة ،وبالتالي تعالج الاهتالكات واملؤونات كمايلي:
-اهتالكات التثبيتات تضاف لالموال الخاصة.
-مؤونات املخزونات تضاف لالموال الخاصة.
-مؤونات الزبائن تضاف لالموال الخاصة.
-مؤونات سندات املساهمة وسندات التوظيف تضاف لالموال الخاصة.
-التسبيقات على الاستثمارت :تضم ضمن الاستخدامات املستقرة.
-راس املال غير املطلوب يضم الى الحقوق خارج الاستغالل.
-فوارق تحويل ألاــصول :تحذف فوارق تحويل ألاصول وتضم الى الحقوق الخاصة بها والتى تسترجع
قيمتها الاصلية اي تضم الى حقوق الاستغالل.
-ألارباح املوزعة على الشركاء :تعتبر في العادة ديون جارية (خارج الاستغالل) تدفع في ألاجل القصير
ولكن في بعض ألاحيان يبقيها املساهمون تحت تصرف املؤسسة ملدة طويلة تفوق السنة من أجل
توفير مورد إضافي للمؤسسة تمول به استخداماتها طويلة ألاجل وفي هذه الحالة يظهر حساب
الشركاء مع الديون املالية.
-أقساط القروض املنتظر تسديدها والتثبيتات املالية املنتظر تحصيلها :بالنسبة ألقساط
القروض التي يحين موعد سدادها في ألاجل القصير تعالج كما يلي:
يتم طرحها من الديون املالية.
وتضاف للموارد خارج الاستغالل.
أما فيما يتعلق بالتثبيتات املنتظر تحولها إلى سيولة في ألاجل القصير فيتم معالجتها كما يلي:
يتم طرحها من التثبيتات املالية
تضاف إلى الاستخدامات خارج الاستغالل
ب -إعادة ترتيب عناــصر من خارج امليزانية :من أجل أن تكون امليزانية كاملة البد من إعادة ترتيب بعض
العناصر من خارج امليزانية وإدماجها في امليزانية الوظيفية.
26
-التمويل إلايجاري :الوسائل املستعملة من قبل املؤسسة واملمولة عن طريق عقد تمويل إيجاري
كانت ال تظهر في امليزانية املحاسبية للمؤسسة وذلك حسب PCNألنها ال تعتبر ملكها طول مدة عقد
التمويل الايجاري ،في حين هذه الوسائل تم إدماجها في امليزانية املحاسبية حسب SCFوتظهر كذلك
في امليزانية الوظيفية كونها ضرورية لسير نشاط املؤسسة ،فالتمويل الايجاري يعتبر وسيلة للتمويل
تعوض الاقتراض التقليدي ويتم إدماج عقد التمويل الايجاري في امليزانية الوظيفية على الشكل
التالي:
القيمة ألاصلية لألصل يتم إضافتها إلى الاستخدامات املستقرة.
ما يقابل إلاهتالك املتراكم املحسوب يتم إضافته إلى املوارد الخاصة الدائمة.
ما يقابل الجزء غير املهتلك يتم إضافته إلى الديون املالية طويلة ألاجل.
يسجل عقد الايجار التمويلي في الاصول ويجعل احدى حسابات القيم الثابتة مدينا (حساب فرعي
رقم )21ويقابله في الخصوم حساب الديون الخاص بهذا العقد (حساب 167ديون على عقود
الايجار التمويلية في الجانب الدائن) ،وعندما يتم تسديد الدفعات حسب الاتفاق يجعل حساب
ديون عقود الايجار التمويلية مدينا بمبلغ السداد وكذلك حساب املصاريف املالية يجعل مدينا ،او
يسجل مثل عملية شراء على الحساب.
-ألاوراق التجارية املخصومة وغير املحصلة :عندما تكون املؤسسة في حاجة إلى سيولة يمكن لها
خصم ألاوراق التجارية التي تمتلكها تجاه الزبائن لدى البنك قبل موعد تحصيلها ،ومنه تعتبر حقا
تم التخلي عنه والحقوق التي تم التخلي عنها تختفي من امليزانية ولكن املؤسسة تبقى ملزمة بتعويض
البنك في حالة إفالس الزبون ،وعليه يتم معالجة ألاوراق املخصومة غير املحصلة كما يلي:
تضاف قيمة ألاوراق املخصومة إلى ألاصول الجارية ضمن موارد الاستغالل ح/الزبائن.
وتضاف قيمة ألاوراق املخصومة كذلك إلى الخصوم الجارية ضمن الاعتمادات الجارية
للبنك
ومنه فاألوراق التجارية املخصومة قبل موعد استحقاقها تضاف الى حساب الزبائن ضمن حقوق
الاستغالل وباملقابل ترتفع قيمة السلفات البنكية في جانب الخصوم بنفس املبلغ.
27
المحور الرابع :التحليل المالي باستخدام
التوازنات المالية
28
يعتبر استخراج املؤشرات املالية من أبرز ألاهداف التي تقف وراء بناء وإعداد امليزانية الوظيفية،
فهذه املؤشرات يتم من خاللها قياس درجة تحقق التوازن املالي ،ويمكن استخراج هذه املؤشرات من
خالل الانطالق من التوازن بين جانب املوارد والاستخدامات:
الاستخدامات=املوارد ألاصول=الخصوم
ومنه فإن:
وبالتالي:
رأس املال العامل الصافي إلاجمالي = الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل +الاحتياج في رأس
املال العامل خارج الاستغالل +الخزينة الصافية
أي أن:
رأس املال العامل الصافي إلاجمالي = FRngالاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي + BFRngالخزينة
الصافية TN
يدعى أيضا " رأس املال العامل الوظيفي " FRFويمثل ذلك الجزء من املوارد املالية الدائمة
املخصص لتمويل إلاستخدامات املتداولة (استخدامات الاستغالل) ،أي أنه يمثل فائض املوارد الدائمة
بعد تغطيتها بالكامل لالستخدامات املستقرة واملوجه لتمويل الاستخدامات الجارية ،حيث يمثل هامش
أمان تستعمله املؤسسة لتجاوز حاالت بطئ دوران عناصر الاستخدامات الجارية وخاصة املخزونات.
29
ويتم حساب رأس املال العامل الصافي إلاجمالي وفقا ملنظورين وهما:
FRng=Rd-Esحيث تمثل Rdاملوارد الدائمة ،و Esالاستخدامات املستقرة -1منظور أعلى امليزانية:
يعبر رأس املال العامل من أسفل امليزانية عن مدى قدرة املؤسسة على تغطية جميع التزاماتها
قصيرة ألاجل عن طريق أصولها املتداولة (تسديد القروض قصيرة ألاجل باستعمال ألاصول املتداولة)،
ويبقى فائض مالي يمثل هامش أمان وهو رأس املال العامل.
إن تحليل رأس املال العامل يمكن القيام به من خالل حساب عالقة رأس املال العامل الدائم من
أسفل امليزانية ألنها أكثر داللة على التوازن املالي ومنه تظهر لنا ثالث فرضيات وهي:
أ -ألاــصول املتداولة = الخصوم املتداولة يمثل حالة التوازن املالي ألادنى ،وهو ما يعني أن املؤسسة
قادرة على الوفاء بديونها في ميعاد استحقاقها ،وهذه الحالة صعبة التحقيق لعدم إمكانية تحقيق
السيولة الكافية والالتزامات ملدة طويلة.
ب -ألاــصول املتداولة أكبر من الخصوم املتداولة :وهو ما يعني أن رأس املال العامل الدائم موجب ،هذا
يدل على وجود فائض في السيولة في املدى القصير مما يعبر عن قدرة املؤسسة على ضمان الوفاء بديونها
عند تاريخ استحقاقها ،كما بإمكان املؤسسة في هذه الحالة مواجهة املشاكل غير املتوقعة في حالة حدوثها
بسبب الاضطرابات التي تحدث في دورة الاستغالل.
31
شكل رقم ( :)15رأس املال العامل الصافي إلاجمالي
ج -ألاــصول املتداولة أقل من الخصوم املتداولة :وهو ما يعني أن رأس املال العامل سالب ،ما يعني على
ألارجح أن املؤسسة في هذه الحالة تعرف صعوبات في ألاجل القصير وهو ما يجعلها غير قادرة على الوفاء
بالتزاماتها تجاه الغير ،ألامر الذي يتطلب منها القيام بإجراءات تصحيحية أو تعديالت من أجل تحقيق
التوازن املالي ،وفي املقابل أيضا هذا يدل على أن هناك جزء من الاستثمارات ممول عن طريق الديون
القصيرة ألاجل وهو توظيف غير سليم ألموال املنشأة.
يمثل BFRإجمالي ألاموال التي تحتاجها املؤسسة خالل دورة الاستغالل ،حيث أن منح آجال طويلة
للعمالء إضافة ملخزون ذو دوران بطيء وضعف أداء التفاوض التجاري (قبول آجال قصيرة لتسديد
املوردين) يتولد عن كل ذلك احتياج مالي لالستغالل يستلزم البحث عن مصادر أخرى لتمويله.
31
ينقسم الاحتياج في رأس املال العامل إلى:
-1الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل : BFRexويمثل الفرق بين استخدامات الاستغالل وموارد
الاستغالل ،فكل عناصره تنتمي لدورة الاستغالل سواء كانت موارد أو استخدامات.
BFRex = Eex-Rex
-2الاحتياج في رأس املال العامل خارج الاستغالل : BFRhexيعبر عن الاحتياجات املالية الناتجة عن
النشاطات غير الرئيسية والتي تتميز بالطابع الاستثنائي ،ويحسب من خالل الفرق بين الاستخدامات خارج
الاستغالل واملوارد خارج الاستغالل.
-3الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي : BFRgمن املعادلتين السابقتين يكون الاحتياج إلاجمالي رأس
املال العامل يساوي مجموع احتياجات الاستغالل واحتياجات خارج الاستغالل.
هي عبارة عن إجمالي النقديات املوجودة باستثناء السلفات املصرفية ،كما يمكن حسابها عن طريق
إجراء الفرق بين رأس املال العامل والاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي ،وتعرف أيضا على أنها الفرق
بين أصول الخزينة وخصومها.
إن الخزينة الصافية تتشكل عندما يستخدم رأس املال العامل الصافي إلاجمالي في تمويل العجز
في احتياجات دورة الاستغالل وغيرها (الاحتياج في رأس املال العامل) ومنه فإذا تمكنت املؤسسة من
تغطية هذا الاحتياج تكون الخزينة موجبة وهي في حالة الفائض في التمويل ،وفي الحالة ألاخرى تكون
الخزينة سالبة وهي حالة عجز في التمويل.
أو
32
والشكل املوالي يبين الحاالت املمكنة للخزينة:
-1إذا كان BFRg<FRفإن ،TN>0في هذه الحالة املؤسسة قامت بتجميد جزء من أموالها الثابتة لتغطية
رأس املال العامل ،وهو ما يطرح عليها مشكلة الربحية أي تكلفة الفرصة البديلة الضائعة ،لذلك يتوجب
عليها معالجة الوضعية عن طريق شراء مواد أولية أو تقديم تسهيالت للزبائن.
-2إذا كان BFRg>FRفإن ،TN<0املؤسسة هنا في حالة عجز أي أنها غير قادرة على تسديد ديونها في
آجالها وهو ما يطرح إشكال حاد في بعض الحاالت ويهدد وجود املؤسسة في حال لم تتخذ إلاجراءات
الكفيلة بحله ،مما يجعل املؤسسة في هذه الحالة تطالب بحقوقها املوجودة لدى الغير أو تلجأ إلى
الاقتراض من البنوك أو التنازل عن بعض استثماراتها التي ال تؤثر على طاقتها إلانتاجية ،وفي بعض
الحاالت الاستثنائية تلجأ املؤسسة لبيع بعض املواد ألاولية.
-3إذا كان BFRg=FRمعناه ،TN=0وهي ما تعرف بالخزينة املثلى ،والوصول إلى هذه الحالة يتم
باالستخدام ألامثل للموارد املتاحة للمؤسسة وفق إلامكانيات املتاحة عن طريق تفادي مشاكل عدم
التسديد ومنه التحكم في السيولة دون التأثير على الربحية.
ويمكن التأثير على رأس املال العامل في حال كان أكبر من الاحتياج إلاجمالي باتخاذ إلاجراءات
التالية:
تخفيض املوارد الدائمة بحيث يمكن تسديد جزء من الديون الطويلة ألاجل واملتوسطة
العمل على رفع القيم الثابتة عن طريق شراء استثمارات إضافية
33
ويمكن التأثير على BFRgباتخاذ إلاجراءات التالية:
أما في حالة ما إذا كان رأس املال العامل أقل من الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي وهو ما
يعني أن الخزينة سالبة ،فاملؤسسة يجب عليها أن تقوم باإلجراءات املعاكسة لإلجراءات السابقة.
-1تعريف التوازن املالي :هو الحالة التي يظل معها رصيد النقدية في كل لحظة موجبا بعد سداد كافة
الديون قصيرة ألاجل ،مع تحقيق اليسر املالي والسيولة للمؤسسة
أو هو الكيفية التي تصل بها املؤسسة إلى وضعية مالية تستطيع من خاللها سداد كافة مستحقاتها
العاجلة مع ضمان عدم الوقوع في العجز املالي
-2شروط التوازن املالي :من أجل أن يتحقق التوازن املالي حسب التشخيص الوظيفي البد أن تتحقق
الشروط الثالث التالية:
يتحقق هذا الشرط إذا تمكنت املؤسسة من تكوين الاستخدامات املستقرة اعتمادا على املوارد
الدائمة ،أي تمويل استثمارات املؤسسة اعتمادا على املوارد طويلة ومتوسطة ألاجل (رؤوس ألاموال
الخاصة والخصوم غير املتداولة باإلضافة إلى مخصصات الاهتالكات واملؤونات)
الشرط الثاني :أن يغطي رأس املال العامل الصافي إلاجمالي الاحتياج في رأس املال العامل أي:
FRng< BFRg
ال يكفي للمؤسسة أن تحقق رأس مال عامل موجب بل يجب أن يغطي هذا الهامش احتياجات
دورة الاستغالل
الشرط الثالث :خزينة موجبة : TN>0يتحقق هذا الشرط بتحقق الشرطين ألاول والثاني ،كما يمكن
النظر إليه بأن املؤسسة تمكنت من تغطية موارد الخزينة واملتمثلة في الاعتمادات البنكية الجارية
بواسطة استخدامات الخزينة واملتمثلة في املتاحات.
34
ويكمن تشخيص امليزانية الوظيفية في مقارنة املبالغ املحسوبة من أجل التأكد من التوافق بين
املوارد التي تحصلت عليها املؤسسة مع مختلف استخداماتها.
.1ففي البداية يتحقق املشخص املالي من أن الاستخدامات املستقرة تمت تغطيتها بموارد دائمة.
.2يوجه املشخص املالي اهتمامه إلى الاحتياج في رأس املال العامل والذي ينقسم إلى احتياج
رأس املال العامل لالستغالل (وهو الذي يعرف باالحتياج في رأس املال العامل الهيكلي)
( )BFRexواحتياج رأس املال العامل خارج الاستغالل ( )BFRhexوالذي يعرف باالحتياج في
رأس املال العامل الظرفي ،والذي يتعلق بالعناصر غير املتعلقة بنشاط املؤسسة.
.3يحاول املشخص املالي التأكد من أن رأس املال العامل الوظيفي كاف لتغطية الجزء الهيكلي
الحتياج رأس املال العامل( ،)BFRexأما فيما يتعلق بالتغيرات الظرفية فيمكن امتصاصها
بواسطة الخزينة ،ومنه نالحظ أنه يمكن أن يكون رصيد الخزينة الصافية في بعض ألاحيان
سالبا وذلك بشرط أن تكون هذه الحالة مؤقتة ،ولكن إن استمرت هذه الحالة ) TNسالبة)
فهي يدل عن خطورة الوضعية املالية للمؤسسة ،أما إذا كانت ) TNموجبة) بقيمة كبيرة
وبشكل مستمر ومتواصل فال تشكل هذه الوضعية خطرا على املؤسسة ولكنها في املقابل تمثل
موارد غير مستغلة بل يتم دفع تكاليف على جزء منها (الديون طويلة ألاجل) لذا يجب على
املؤسسة أن تقوم باستثمار تلك ألاموال.
-3كيفية عالج الاختالل في التوازن املالي :من بين النقاط الرئيسية التي يهتم بها املشخص املالي هو أن
يغطي رأس املال العامل الوظيفي الجزء الهيكلي من احتياج رأس املال العامل ،فعندما تمارس املؤسسة
أنشطة موسمية (يمكن تشخيص هذه الوضعية بأنها غير مقلقة ألنها تكون لفترة قصيرة ثم يعود التوازن
املالي) ،نالحظ خالل هذه الحالة ارتفاع في الاحتياج في رأس املال العامل إلاجمالي أي BFRng> FRngوهو
ما يؤدي إلى خزينة سالبة ،بحيث يسعى املدير املالي للمؤسسة في هذه الحالة إلى الحصول على موارد
قصيرة ألاجل (خصم أوراق القبض أو اللجوء إلى السحب على املكشوف).
ولكن إذا تواصلت واستمرت وضعية الخزينة السالبة فهذا يبين أن رأس املال العامل الوظيفي لم
يعد كافيا لتغطية الاحتياج في رأس املال العامل ،وهو ما يستلزم ويستوجب على املؤسسة:
.1رفع رأس املال العامل الوظيفي عن طريق الحصول على قروض طويلة ألاجل أوالرفع من رأس
املال أو التنازل عن الاستثمارات
35
.2خفض الاحتياج من رأس املال العامل من خالل التفاوض مع املوردين من أجل الحصول
على مهلة أطول للتسديد أو التفاوض مع العمالء ملنح مدة أقصر للتحصيل ،أو التخفيض
من املخزونات.
أما إذا كانت خزينة املؤسسة موجبة بشكل دائم ومستمر فهذا يدل على أن رأس املال الوظيفي
له قيمة مهمة مقارنة بـ ،BFRgوهو ما يطرح مشكلة الربحية لذلك البد على املسير املالي أن يقوم
باإلجراءات التالية:
.1تخفيض رأس املال العامل بواسطة التسديد املسبق للقروض طويلة ألاجل أو توزيع ألارباح.
.2الزيادة في الاحتياج لرأس املال العامل بواسطة التسديد للموردين في أسرع وقت وهو ألامر
الذي يمكن من الحصول على خصم تعجيل الدفع أو الزيادة في مهلة التحصيل املمنوحة
للزبائن وهو الش يء الذي يمكن من اكتساب حصة أكبر في السوق.
36
المحور الخامس :التحليل المالي باستخدام
النسب المالية
37
تمهيد :من أجل تشخيص الوضعية املالية للمؤسسة فان املشخص املالي يستعمل عدة أدوات ،من
بينها النسب املالية ،حيث تقوم على دراسة قيم العناصر الظاهرة في القوائم املالية والتقارير املحاسبية
من أجل إعطاء دالالت ذات أهمية على البيانات الواردة في هذه القوائم ،ما يتيح تفهم شامل لسيولة
املؤسسة ،قدرتها على الدفع ودرجة فاعليتها في إدارة أصولها.
تعرف النسب املالية على أنها تلك العالقة بين بعض القيم في القوائم املالية سواء كانت تلك
القيم في نفس امليزانية أو قيم مشتقة من أكثر من قائمة مالية (امليزانية املالية ،جدول حساب النتائج،
جدول تدفقات الخزينة) ،بحيث تنتج النسب املالية بواسطة قسمة أي عنصر من عناصر القوائم املالية
السابقة على عنصر آخر.
وتعرف أيضا على أنها دراسة العالقة بين متغيرين والتي تعطي لنا دالالت وتقدم معلومات تساعد
على تشخيص وضعية املؤسسة واتخاذ القرارات املالية املناسبة.
ومن أجل أن تكون النسب ذات داللة البد أن تستعمل ملقارنة الوضعية املالية للمؤسسة محل
الدراسة مع:
يمكن للمشخص املالي أن يعتمد على عدد كبير من النسب املالية والتى يمكن تبويبها في العديد
من ألا قسام الرئيسية واختيار هذه ألاقسام يتوقف على الهدف املرجو من عملية التشخيص من جهة
وأنواع البيانات واملعلومات املتاحة من جهة أخرى ،فالنسب املالية تكتس ي أهمية كبيرة في عملية
التشخيص ملا لها من دور كبير في توضيح الصورة املالية للمؤسسة وذلك من مختلف الجوانب
فهي تستخدم في عملية التشخيص املالي وتقييم ألاداء املالي للمؤسسة في مجاالت الربحية
والسيولة واملالءة وأيضا مدى كفاءة إدارتها في رسم وتنفيذ سياساتها التمويلية والاستثمارية.
38
وآلالية التي يتبعها املشخص املالي في استعمال النسب املالية ملؤسسة معينة تتوقف على ألاهداف
وألاغراض املحددة لعملية التشخيص وتكون عملية الحكم على نتائج النسب غالبا على شكل مقارنة
داخلية أو خارجية بين عدة مؤسسات.
يمكن تقسيم النسب املالية املتعلقة بامليزانية الوظيفية إلى املجموعات الرئيسية التالية والتي
تضم كل منها عددا من هذه النسب:
-1نسب الهيكل املالي :يهدف استخدام هذه النسب بشكل عام إلى دراسة تمويل استخدامات املؤسسة،
والحكم على درجة استقالليتها املالية ومقدرتها على الوفاء بالتزاماتها ،باإلضافة لفرصها في الحصوص
على قروض جديدة ،وفيما يلي أهم النسب شائعة الاستخدام بهذا الخصوص:
أ -تمويل الاستخدامات املستقرة :تبين لنا هذه النسبة مستوى تغطية الاستثمارات الصافية عن طريق
أموال دائمة
قد تم إلغاؤها ألاموال الدائمة ،وما تجدر إليه إلاشارة هو أن نسبة التمويل الدائم=
استخدامات مستقرة
وتم تعويضها بنسبة تغطية ألاموال املستثمرة ألنها تعبر عن تغطية املوارد الدائمة لالستخدامات املستقرة
مضافا إليها احتياج رأس املال العامل لالستغالل (الهيكلي) ،حيث يتم حسابها كما يلي:
املوارد الدائمة
الاستخدامات املستقرة 𝐵𝐹𝑅𝑒𝑥+
نسبة تغطية الاستخدامات املستقرة =
يجب أن تكون هذه النسبة أكبر من ،1ألن الاستخدامات املستقرة البد لها أن تمول باملوارد
الدائمة ،وأيضا بالنسبة لـ BFRexاملرتبط بشكل عام بهيكل املؤسسة والذي ال بد أن يتم تمويله بواسطة
املوارد الدائمة ،بحيث أن أغلب املؤسسات تضع نسبة تقترب من الواحد الصحيح كنسبة مرجعية.
ب -الاستقاللية املالية :تعتبر السياسة املالية للمؤسسة من أبرز العوامل التي يمكن لها أن تؤدي إلى
تحقيق التوازن املالي فيها ،فإفراط املؤسسة في استعمال الديون املالية مؤشر خطير ألنه يؤدي إلى الوقوع
في مشاكل مالية عسيرة وذلك بسبب تزايد املصاريف الثابتة والناجمة عن تسديد القروض والفوائد،
لذلك يعتمد املشخص املالي على نسبة الاستدانة من أجل معرفة معدل الاستدانة املالية للمؤسسة
والتي تحسب كما يلي:
39
هذه النسبة يتعين أن ال تتجاوز ( 1الواحد) وذلك من أجل أن تستطيع املؤسسة أن تخدم ديونها،
فكلما كانت هذه النسبة صغيرة كلما تمكنت املؤسسة من أن تتعامل بشكل مرن مع الدائنين سواء عند
الاقتراض أو عند تسديد الديون ،ولكن إذا كانت هذه النسبة كبيرة وتتجاوز 1فهذا يعني أن املؤسسة
تعاني من مديونية كبيرة وال يمكن لها أن تحصل على تمويل إضافي عن طريق الاقتراض إال بواسطة
إعطاء ضمانات.
إن الهدف من هذه القاعدة هو جعل املؤسسة تتمتع باالستقاللية املالية بمعنى أن ال يفوق مجموع
ديونها حجم رؤوس ألاموال الخاصة ،أي أن يكون مالك املؤسسة مساهمين في احتياجاتها أكثر من
مقرضيها ،وهو ش يء مهم خصوصا إذا ما تعلق ألامر بحاالت التوقف عن الدفع والعسر املالي ومخاطر
إلافالس ،فنالحظ أنه إذا كان قرار الاستدانة يجعل أموال املقرضين أعلى من مساهمة املالكين فهو قرار
غير رشيد من منظور الاستقاللية املالية والبد أن يعوض بقرار آخر مثل الزيادة في رأس املال للمساهمة
أو التخلي عن بعض النشاطات أو التنازل عن بعض الاستثمارات...الخ.
ج-القدرة على الوفاء بمدة تسديد الديون املالية :يعتمد املشخص املالي على هذه النسبة من أجل
معرفة املدة الزمنية الضرورية لتسديد الديون املالية للمؤسسة وذلك باالعتماد على ما يعرف بالقدرة
على التمويل الذاتي ( )CAFوهذا على افتراض أن هذا ألاخير ال يستخدم إال في خدمة الديون املالية (ال
وجود لتوزيع ألارباح أو إعادة الاستثمار ،بحيث يمكن معرفة مدة تسديد الديون املالية بواسطة العالقة
التالية:
الديون املالية
𝐹𝐴𝐶
مدة تسديد الديون املالية (القدرة على الوفاء) =
فاملعدل املالئم لهذه النسبة هو 4وهذا في حالة ما إذا كان متوسط مدة الديون هو 8وغالبا ما
تعبر هذه النسبة عن مدة السداد املتوسط بين املؤسسة ودائنيها ،فإذا كانت مثال 3فهذا يعني أن
املؤسسة تستطيع تغطية مجمل ديونها املالية باستعمال قدرتها على التمويل الذاتي لثالث سنوات قادمة.
وعدم احترام هذه القاعدة يدل على استمرار املؤسسة في عملية الاستدانة وذلك بغض النظر عن
مستوى القدرة على التمويل الذاتي ،وهو مؤشر عن زيادة وارتفاع عدم القدرة على الوفاء ومنه التوقف
عن دفع الديون في آجال استحقاقها ومنه زيادة احتمال الوقوع في العسر املالي ،فهذه النسبة تعتبر
كمؤشر للمقرضين يساعدهم في اتخاذ قرار منح القروض للمؤسسة.
41
وما تجدر إليه إلاشارة إلى أن القدرة على التمويل الذاتي CAFيمكن حسابها بواسطة طريقة الجمع
أو طريقة الطرح.
-2نسب السيولة :تهدف هذه املجموعة من النسب إلى تقييم قدرة املؤسسة في املدى القصير على الوفاء
بالتزاماتها ويكون ذلك بواسطة املقارنة بين مجموع موجوداتها قصيرة ألاجل ومجموع التزاماتها قصيرة
ألاجل ،والغرض من حساب نسب السيولة هو الوقوف على قدرة استخدامات املؤسسة املتداولة على
مسيرة استحقاقية الديون قصيرة ألاجل ضمن املوارد ،ويعتبر تحليل سيولة املؤسسة مؤشرا مهما من
أجل تقييم أدائها املالي ومدى استطاعتها مواجهة التزاماتها العاجلة وديونها املالية املستحقة وذلك من
خالل تحديد ما توفر لديها من نقد سائل ومن أصول قابلة للتحول إلى نقد في مدة قصيرة وبأقل خسائر
ممكنة قياسا بتكلفتها ،ويعتمد املشخص املالي غالبا على حساب النسب التالية:
أ-نسب السيولة العامة (نسبة التداول) :تعبر هذه النسبة على عدد املرات التي تستطيع فيها
الاستخدامات املتداولة تغطية املوارد املتداولة ،فكلما زادت هذه النسبة دل لنا ذلك على قدرة املؤسسة
على مواجهة أخطار سداد الالتزامات املتداولة املفاجئ دون الحاجة إلى تحويل جزء من ألاصول الثابتة
إلى سيولة أو الحصول على قروض جديدة وتحسب من خالل العالقة التالية:
الاستخدامات الجارية
املوارد الجارية
نسبة السيولة العامة =
هذه النسبة يتعين أن تتجاوز الواحد من أجل تحقيق رأس مال عامل صافي موجب ،وبالتالي كلما
كانت هذه النسبة كبيرة كلما أعطت للمؤسسة هامشا للحركة واملناورة ،على أن ال يبالغ في قيمتها.
ب -نسبة السيولة السريعة :تعتبر هذه النسبة أكثر دقة وصدقية في قياس السيولة من نسبة السيولة
العامة وذلك القتصارها على ألاصول ألاكثر سيولة ،وتحسب بالعالقة التالية:
41
هذه النسبة تعتبر مؤشرا لقدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة ألاجل بواسطة املتاحات
النقدية والاستخدامات سريعة التحويل الى نقدية أي حقوق املؤسسة على الغير ،في حين تم استثناء
املخزونات كونه العنصر ألابطأ في التحول وكون املؤسسة ال تمتلك قدرة كبيرة على التحكم في سرعة
دوارنه وارتباطه بعناصر عديدة من داخل وخارج املؤسسة ،وعادة ما يفضل أن تكون في املجال بين 1.3
و.1.5
ج -نسبة السيولة الجاهزة (الفورية) :تعتبر هذه النسبة من أدق النسب التي تبين مدى قدرة املؤسسة
على تسديد كل ديونها قصيرة ألاجل وذلك باالعتماد على السيولة املوجودة تحت تصرفها فقط ،دون
اللجوء الى القيم املالية غير الجاهزة ،ألنه من الصعب على املؤسسة أن تتوقع مدة معينة لتحويل
املخزونات أو الحقوق إلى سيولة جاهزة ،وتحسب نسبة السيولة الجاهزة بالعالقة التالية:
استخدامات الخزينة
املوارد الجارية
نسبة السيولة الجاهزة =
هذه النسبة يفضل بشكل عام أن تكون محصورة في املجال بين 1.2و1.3
ما تجدر إليه إلاشارة أنه من الصعب وجود نسبة معيارية كمقياس للسيولة ،ولكن يمكن القول
أن معايير السيولة تكون عادة محددة بالنسبة للمؤسسات املالية املصرفية وأيضا إلى حد ما للمؤسسات
التجارية في حين تكون هذه املعايير منخفضة إلى حد معين بالنسبة للمنشآت في القطاع الصناعي أو في
قطاع الخدمات.
-3نسب النشاط :تهدف هذه النسب إلى تفسير مكونات الاحتياج في رأس املال العامل لالستغالل ،بحيث
يتم حسابها باالعتماد على القيم إلاجمالية التي تظهر في امليزانية الوظيفية ،ويتم التعبير عن هذه النسب
في معظم ألاحيان باأليام واملرات ،وتعرف أيضا هذه النسب بنسب إلانتاجية إذ أن هدفها هو قياس
كفاءة وفعالية إلادارة في استعمال ما لديها من استثمارات من أجل خلق وتوليد املبيعات.
أ-العالقة بين BFRexورقم ألاعمال :ما دام BFRexمتعلق ومرتبط بنشاط املؤسسة الرئيس ي فهو ما يعني
أنه مرتبط برقم ألاعمال ،فالنسبة التي تبين لنا هذه العالقة تمكن املشخص املالي من مقارنة حجم
الاحتياج في رأس املال العامل بمستوى نشاط املؤسسة ،أي كم يوما من مبيعات املؤسسة يمثل هذا
إلاحتياج الهيكلي ،ويحسب هذا املعدل كما يلي:
BFRex
× 361 رقم ألاعمال
مدة الاحتياج ر ع إ =
42
هذه النسبة يمكن مقارنتها مع نسب املؤسسات ألاخرى لنفس القطاع أو مع النسب املتحصل
عليها في السنوات املاضية ،فارتفاع هذه النسب في املؤسسة مقارنة مع السنوات املاضية معناه:
ب-معدل دوران املخزونات :يشير هذا املعدل إلى عدد مرات استخدام املخزون في عملية خلق املبيعات
خالل السنة ،وعليه كلما زادت حركة املخزون وسرعته من بداية التخزين إلى عملية خلق املبيعات ،كلما
ارتفعت قدرة املؤسسة في توليد النقد وتحقيق ألارباح.
أما بالنسبة للمدة املتوسطة التي يتم فيها تخزين املخزونات وذلك قبل أن يتم تصريفها فيتم حسابها
بالعالقة التالية:
360
معدل دوران املخزون
مدة دوران املخزون (مدة تصريف املخزون) =
ج-مدة التحصيل من الزبائن :تعبر هذه النسبة عن املدة املتوسطة لتحصيل الحقوق من الزبائن
وتحسب كما يلي:
ويقصد بفترة التحصيل تلك الفترة املمتدة من تاريخ تكوين الحسابات املدينة الى تاريخ تحصيلها،
لذلك فإنها تعبر عن سرعة تحرك الحسابات املدينة باتجاه التحصيل ،تتبع هذه املدة سياسة املؤسسة
التجارية في التعامل مع زبائنها وعموما كلما كانت أقل كان ذلك دليال على ترصيدها السريع لحقوقها من
املبيعات آلاجلة.
43